ذكرى 13 تشرين 1990

ملف من اعداد المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

13 تشرين الأول 2010

إنجيل القدّيس لوقا12/16-21

وَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَغَلَّتْ لهُ أَرْضُهُ. فَرَاحَ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ قَائِلاً: مَاذَا أَفْعَل، وَلَيْسَ لَدَيَّ مَا أَخْزُنُ فِيهِ غَلاَّتِي؟ ثُمَّ قَال: سَأَفْعَلُ هذَا: أَهْدِمُ أَهْرَائِي، وَأَبْنِي أَكْبَرَ مِنْها، وَأَخْزُنُ فِيهَا كُلَّ حِنْطَتِي وَخَيْراتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يا نَفْسِي، لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ مُدَّخَرَةٌ لِسِنينَ كَثِيرَة، فٱسْتَريِحي، وَكُلِي، وٱشْرَبِي، وَتَنَعَّمِي! فَقَالَ لَهُ الله: يا جَاهِل، في هذِهِ اللَّيْلَةِ تُطْلَبُ مِنْكَ نَفْسُكَ. وَمَا أَعْدَدْتَهُ لِمَنْ يَكُون؟ هكذَا هِيَ حَالُ مَنْ يَدَّخِرُ لِنَفْسِهِ، وَلا يَغْتَنِي لله

 

ابو جمرة: عون لم يكن على مستوى حدث 13 تشرين نتيجة انقلابه على المبادئ والأهداف  

13 ايلول/10/أعلن نائب رئيس الحكومة السابق اللواء عصام ابو جمرة أن حضور النائب ميشال عون قداس كنيسة الحدث لمناسبة ذكرى 13 تشرين، لم يكن بمستوى الحدث. وذكر في حديث الى "المركزية" ردا على سؤال ان حضور عون لم يكن في مستوى الحدث والذكرى نتيجة لانقلابه على المبادئ والاهداف التي استشهد من اجلها الابطال، ونتيجة الدعم الذي قدمه الى من كانوا رأس الحربة، الى من دخلوا في ذلك التاريخ معقل السيادة والحرية في لبنان. واضاف: "فلم يكن العماد السيد الذي عرفوه، ولا كلامه كلام القائد الذي تعودوا ان يسمعوه، فـ"سبحان اللي بغير وما بيتغيّر".

 

ذكرى 13 تشرين: شهداء أبرار وقائد ساقط

بقلم/الياس بجاني

إشعيا 05/20: "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرَّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم".

في 13 تشرين 1990 تسبب ميشال عون عن سابق تصور وتصميم في حرب عبثية خاسرة رفعت الغطاء الدولي عن المناطق اللبنانية المحررة، مما سهل للجيش السوري الغازي احتلالها وإسقاط الحالة السيادية والاستقلالية عنها، وفي 13 تشرين الأول 2010 ها هو يستنسخ نفس أفعالة الطروادية مسانداً دون خجل أو وجل مشروع الرئيس الإيراني الذي يعتبر لبنان قولاً وفعلاً ساحة لحروبه الجهادية والتوسعية وحدوداً لبلاده مع إسرائيل. عون هذا يُسهل للرئيس نجاد دخول لبنان بوقاحة واستكبار وتحدٍ ضارباً عرض الحائط بمعارضة غالبية اللبنانيين لزيارته غير المرغوب بها.

 إن احترام الذات يوجب علينا اليوم رفع الصوت عالياً ولفت الجميع إلى أن قائد ومسبب حرب 13 تشرين الأول العماد ميشال عون قد وقع في التجربة الإبليسية منذ عام 2006 عقب توقيعه المستنكر والمستغرب ورقة التفاهم الملجمية مع حزب الله وتخليه الكامل عن الوكالة المقدسة التي سطرها له الشهداء الأبطال بدمائهم والتضحيات.

لقد هجر هذا الرجل الجاحد إلى غير رجعة القضية والوطن والمواطن والحقوق ودماء الشهداء ونقض كل وعوده وعهوده وشعاراته اللبنانية والسيادية التي حمل راياتها ما بين 1988 و2005 وانتقل بوقاحة وهوس إلى القاطع السوري الإيراني. لقد بدّل جلده وأصبح ملحقاً بقرار ومشروع قوى الشر المحلية والإقليمية التي أخرجته من قصر الشعب بقوة السلاح ونحرت رقاب جنوده وقطعت أوصالهم ونكلت بأهله قتلاً وخطفاً واعتقالاً وإبعاداً وغزوات.

 سقط في حبائل الشر والأنانية والحقد والكراهية وأغوته الثلاثين من فضة فراهن على قميص الوطن وطعن حاصرته بخنجر مسم وارتضى صاغراً دور الصنج والبوق والتابع والمجرور والغطاء وعدة الشغل عند حزب الله وسوريا وإيران. تخلى عن ذاته وارتضى طوعاً عاهتي عمى البصر والبصيرة فتخدر ضميره وأمسى غطاءً ومتراساً للمشروع السوري – الإيراني الهادف إلى ضرب كل مقومات ومؤسسات وركائز الكيان اللبناني واقتلاع تاريخه ونحر هويته وتهجير أهله وتهميش مرجعياته واستبداله بجمهورية ملالي على شاكلة تلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني.

كان في وجدان وضمير وقلوب وآمال ومُهج العديد من اللبنانيين، غير أن أنانيته وجحوده وعبادته للسلطة وهوسه بكرسي بعبدا أسقطوه في التجربة الإبليسية فانتقل إلى دويلة الضاحية الجنوبية وقصر المهاجرين وطهران وأمسى غريباً عن وطنه ومغرباً عن ناسه وناكراً لوكالة الشهداء، فشتان بين الموقعين. سقط ولم يعد لا قائداً ولا زعيماً ولا سياسياً، بل مجرد عدة شغل عند جماعات محور الشر السورية والإيرانية والمحلية. إنه واهم باعتقاده المريض أن اللبناني ساذج وفاقد لذاكرته وغير متابع لمجريات الأحداث وبالإمكان اللعب على مخاوفه وفقره ومعاناته من خلال خطابات ديماغوجية وأكاذيب وخزعبلات وفتح ملفات ونكئ جراح، لقد انكشف أمره وتعرى حتى من ورقة التوت.

وقع في فخاخ أطماعه وولعه بالسلطة، فأضاع البوصلة وانحدر وطنياً ومصداقية وثقة إلى درك هو تحت ما تحت التحت، وأصبح كارثة طروادية وسرطاناً قاتلاً لا أمل في علاجه. أما الذين لا يزالون يناصرونه متعامين عن شروده وشروره وألاعيبه فهم شركاء له في كل ارتكاباته والخطايا لأن، "العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة" (الإمام علي)

عون يتحالف مع حزب الله الإيراني والأصولي والمذهبي ويغطي مشروعه الذي يسعي لإلغاء لبنان وهذا الفيديو في أسفل للسيد حسن نصرالله يبين أين هو عون الساقط الآن وإلى أي درك وصل به الإنحدار الوطني والإيماني، اضغط على الرابط في أسفل

فيديو حسن نصرالله/لبنان لن يكون جمهورية إسلامية بل جزءاً من جمهورية إمام الزمان/11 تشرين الأول/10

http://www.youtube.com/watch?v=Igy_d64gykI&feature=player_embedded

في ذكرى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري البعثي وجماعات المرتزقة وربع اللقطاء والميليشيات الأصولية والمأجورين والمارقين في 13 تشرين الأول سنة 1990، ننحني إجلالاً وإكراماًً أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم من عسكريين ومدنيين ورهبان، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين منه أن يُسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

من أجل هداية وتوبة قادة وسياسيين ساقطين ضلوا الطريق ووقعوا في التجربة، نصلي.

من أجل عودة المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية، نصلي.

من أجل عودة اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين نصلي.

من أجل عودة السلام والطمأنينة إلى ربوع وطن الأرز، نصلي

من أجل انتصار الحق وهزيمة الباطل، نصلي.

 

في ذكرى 13 ت1 1990 أسئلة دون أجوبة

ما مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية؟

بيار عطا الله/النهار/14 تشرين الأول/10     

تمر ذكرى الاجتياح السوري في 13 تشرين الأول 1990 هذه السنة، دون أن يتذكر احد المعتقلين في السجون السورية، ومن بينهم بعض العسكريين والمدنيين والرهبان الذين فقدت اثارهم في ذلك اليوم الاسود، واستمرت مدة طويلة المطالبات الشعبية والاهلية والحقوقية بمعرفة مصيرهم. وكان الاهالي يعولون ضمناً على قيام علاقات جيدة بين الدولة السورية والنائب ميشال عون المستهدف الاول من الهجوم العسكري السوري في ذلك اليوم، لكي يتم التوصل الى تبيان الخيط الابيض من الاسود في قضية المعتقلين التي دخلت غياهب النسيان اسوة بقضية ترسيم الحدود وحل ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجة الخلل في الاتفاقـــات الموقــعة بين لبنان وسوريا.

في مراجعة ملف المعتقلين اللبنانيين لدى السلطات السورية في 13 تشرين الاول 1990، أصبح ممكنا الحديث عن كشف مصير قسم من هؤلاء العسكريين، ضباطا وافراداً، بعدما تم العثور على رفاتهم في المدفن الجماعي في وزارة الدفاع الوطني والذي تم الكشف عليه بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، وتبين أنه ضم رفات العديد من شهداء الجيش الذين سقطوا على مختلف الجبهات والمعارك التي خاضها الجيش، ومنها معارك 13 تشرين الاول 1990 حيث استمرت بعض وحدات الجيش في المقاومة وقتال القوات السورية رغم لجوء رئيس الحكومة العسكرية انذاك الى السفارة الفرنسية واصداره أمراً بوقف القتال واسناد الأمرة الى قائد الجيش المعين العماد اميل لحود.

جهاد عيد

لكن الكشف عن المقبرة الجماعية لم يحل مشكلة المعتقلين او الاسرى في يوم 13 تشرين، ذلك ان ثمة من لا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي مقدمهم الجندي النصير جهاد عيد الذي لا تزال والدته صونيا معتصمة وتنشط للمطالبة بمعرفة مصيره، وهي التي تملك ورقة أو أمر مهمة او بلاغاً صادراً عن قيادة الجيش مطلع التسعينات يشير الى وجود ابنها في السجون السورية. وما تذهب اليه صونيا عيد من اعتقاد ليس وهما، بل هو امر مبرر، اذ لم يتم العثور على رفات جهاد (في ما لو كان شهيداً) بين رفات الشهداء الذين عثر عليهم في المقبرة الجماعية في وزارة الدفاع، كما ان لا دليل على وفاته رغم كثرة الادلة والمقابر الجماعية التي تم العثور عليها في انحاء متفرقة في لبنان.

ويقول ناشطون في حقوق الانسان ان من حق السيدة الجليلة التي اضناها التعب والحزن على ابنها ودفعت في سبيل معرفة القليل من الاخبار عن فلذة كبدها الكثير من الاموال والمقتنيات، ان تتمسك بانتظار ابنها ما دام احد لم يعثر عليه ميتا، وما دامت تملك الكثير من الاخبار عن ذلك المعتقل اللبناني الذي يسمى "الاعرج" والذي نقلت اخباره الى والدته من معتقلين سابقين مفرج عنهم من السجون الامنية السورية.

الابوان شرفان وابو خليل

وعلى مثال قصة جهاد عيد وحسرة عائلته، تستمر معاناة قسم لا يستهان به من عائلات المعتقلين في ذلك النهار، وفي مقدمهم الراهبان الانطونيان البر شرفان وسليمان ابو خليل اللذان فقدت آثارهما في ذلك اليوم الاسود وسط دخان المعارك والقصف، علما انه عقب انتهاء المعارك شاهدهما سكان جوار الدير وتحدثوا معهما، ليختفيا بعدها، في حين تستمر الرهبانية الانطونية في اقامة الصلوات على نية الافراج عنهما او معرفة مصيرهما، وهما اللذان كانا اعزلين في دير القلعة في بيت مري.

ورغم الوساطات الكثيرة والقرائن الواضحة التي اثبتت بما لا يقبل الجدل ان الراهبين لم يقتلا في المعارك العسكرية، الا ان اي خيط ابيض او اسود لم يتم التوصل اليه، مما دفع العماد عون في احد تصريحاته الصحافية الكثيرة من العاصمة الفرنسية الى وصف اختفائهما القسري بانه لا يقبل اي دليل، وان القوات السورية النظامية في امكانها الكشف عن مصيرهما من خلال اتصالات بسيطة"، لكن مواقف عون لم تجد نفعاً في الكشف عن مصيرهما. وحتى تدخل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لدى السلطات السورية اثناء زيارته التاريخية لسوريا لم تؤد الى اي نتيجة.

أمل اهالي المعتقلين في سوريا خيرا من زيارة عون الاولى للعاصمة السورية، واعتبروا ان مصالحة قائد الجيش السابق مع سوريا ستؤدي الى عودته مع افواج المعتقلين، وخصوصاً من تبقى من عسكريي الجيش الذين فقدوا في معارك 13 تشرين الأول.

وازداد اقتناع الاهالي بأمكان حل هذه المأساة الانسانية لعلمهم بالعناية التي اولاها عون للملف منذ ما قبل الاجتياح السوري عام 1990 عندما افتتح مكتباً في قصر بعبداً او قصر الشعب كما دعاه، وطلب من جميع من لديهم معتقلين في سوريا ان يقوموا بتعبئة استمارات عن حالة انسبائهم في احدى دوائر القصر.

وشكل الاجتياح في 13 تشرين والاعتقالات التي واكبته ملفاً جديداً اضيف الى ملف المعتقلين. وقيل لمن سأل عن الملف وتطوراته، ان قضية المعتقلين من اختصاص السلطات الرسمية اللبنانية، وكانت أحدث تجلياته اللجنة المشتركة التي شكلتها الحكومتان اللبنانية والسورية وتوصلت الى تقرير غامض لم يعرف عنه شيء، وان يكن يرجح ان التقرير سوف يتولى تصفية القضية وقفلها وطمر ملفات عشرات المعتقلين اللبنانيين الذين اعتقلوا قبل 13 تشرين الاول 1990 وخلاله وبعده، ولم يتسنَ لاهاليهم معرفة شيء عن مصيرهم، خصوصاً بعدما دخل الملف بازار التسويات السياسية بعد ادراجه على السنة السياسيين في معظم خطاباتهم، وخصوصاً النائب ميشال عون، وصولاً الى خطاب القسم والبيان الوزاري، وكله لم يكن سوى حبراً على ورق.

 

المسؤول الاعلامي السابق ومدير الموقع الاسبق في لبنان  المحامي لوسيان عون

13 ايلول/1020

رداً على آخر فصل من فصول تهميش القيادة العونية للتاريخ وللصمود المقاوم الذي بذله آلآف من الناشطين القدامى في التيار الوطني الحر على مدى سبعة عشر عاماً من النضال ، والذي  تعمَد نشره  موقع  tayyar.org  في ذكرى تاسيسه الثامنة عبر تحقيق ذيَل باسم سيلا فلفلي ، أصدر المسؤول الاعلامي السابق ومدير الموقع الاسبق في لبنان  المحامي لوسيان عون بياناً جاء فيه :

أولاً : يؤسفنا أن يواصل القيمون على  موقع التيار اليوم وتحت ستار أسماء لم تعرف على مستوى النضال الاعلامي في التيار الوطني الحر طوال عشرين عاماً ماضية، وفي الذكرى الثامنة لتاسيسه بالتحديد وتزامناً مع ذكرى شهداء 13 تشرين الاول 1990 امعانهم في الاستمرار في سياسة  تضليل الرأي العام والتنكر لجهود فريق كبير من الناشطين في التيار الذين رافقوا مسيرة انطلاقته في ظل الاحتلال وذلك  منذ العام 2002 تاريخ تاسيس الموقع وحتى تاريخ ابعادهم علماً أن فريق الموقع في بيروت والذي تجاهلته كاتبة المقال  كان يخوض العمل الوطني المناضل في ظل سلطات القمع والاضطهاد والتهديد الا أن أياً من هؤلاء لم  يأتي بيان  القيمين على الموقع على ذكرهم أو شكر جهودهم الجبارة وهذا لم يكن مستغرباً في ظل قلة الوفاء والجحود التي اعتمدتها القيادة الحالية بعد أن عمدت الى استبعادهم فرداً فرداً على غرار ما مارسته بحق كبار الكوادر والرموز في التيار وقد اصبح بعضهم اليوم في بلدان الاغتراب بعد اقصائهم  ومعاقبتهم على مواقفهم الوطنية المشرفة وجهودهم الباسلة التي بذلوها طيلة ايام التنكيل والاضطهاد والملاحقات وكم الافواه وبعد مساهمتهم الباسلة في دفع  الموقع الى نجاحات غير مسبوقة .

ثانياً : لقد زعمت السيدة فلفلي كاتبة مقال المديح ، وهي على ما يبدو لم تعاصر نضال قدامى التيار أن الفضل يعود في انطلاقة الموقع – على ما أوردته في مقالها -  للنائب السيد سيمون ابي رميا  وللسيد باتريك باسيل، في حين أن رفاق النضال يعلمون علم اليقين أنه كان في لبنان فريق يجاوز الخمسة عشر ناشطاً جامعياً ومجازاً يتوزعون أنشطة التحرير والبرمجة والنشر والتوزيع والتواصل ونقل أخبار التيار ومتابعة حركته اليومية، بل ساعة بساعة مع فريق باريس لنقل نشاطاته، لكن يبدو هذا الجهد المضني الذي كان يصل الليل بالنهار أحياناً لم يستأهل لا الشكر ولا التكريم ، بل ولا ذكره وان باشارة عابرة ، ربما لعلَه يحرك بعض الضمائر ، ويحيي الذاكرة مما يضرَ بسياسة الغوغائية وطمس الحقائق التي يمعن بها بعضهم ويجرهم الى الهلاك ، وانه  يكفي الاستفسار عن سبب نشر أي تقرير أم أحداث وقعت بين الاعوام 1989 و2005 والذي شكل زبدة وذروة النشاط العوني في تلك الحقبة وكأنه سباق  للجمال في صحراء من الصعوبة تغطيتها استغرق سبعة عشر عاماً قبل الوصول الى واحة منتظرة

ثالثاً : لم ننسى يوماً حملات الاقصاء المنظمة التي مارسها بعض الدخلاء على التيار في العام 2005 والذين دفعتهم المصالح الخاصة الى ترك ليالي باريس وسيدني العامرة ليلتحقوا بقطار الحقد والاقصاء بحق كبار الناشطين من الشرفاء، ولم تكن قراراتهم الموتورة في ذاك العام القاضية بكف يد من انكب ليالي سنوات القمع وضحى بالغالي والنفيس لايصال صورة وفكر التيار الوطني الى بلاد الاغتراب يوم كان بث تلك الصورة في نظر أباطرة اليوم جريمة تصل بالجاني الى ما بعد الحدود وتكلَف أكثر من فنجان قهوة ، سوى حفنة من سياسة تدمير الفكر الحر لحساب بعض المتنفذين الجدد

رابعاً : ولان الشعب اللبناني العظيم يبقى الشاهد الملك على ما سبق وذكر، ولان المؤتمنين الجدد على اعلام التيار لم  يكلفوا أنفسهم العناء لذكر تضحيات أبطال صمدوا في وجه النظام   الامني الحاقد يومها، كما وأننا لم ننتظر حتماً على النحو الذي يشاهده اللبنانيون من تعمية من قبل هذا الاعلام على تاريخ مشرف  خطه التيار طوال سبعة عشر عاماً وكأنه لم يكن  رغم ما حمله من استحقاقات متتالية  لا تتسع مجلدات لرواية فصوله ، فاننا ننتهزها مناسبة لنتوجه بها الى هؤلاء الجنود الاحياء الذين قبعوا لسنوات معنا  أحياناً في غرف منعزلة وأحياناً أخرى يركضون من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال لتغطية نشاطات التيار ومحاضراته بالصورة والصوت وأحياناً في الليل حتى الصباح لتوزيع البيانات على وسائل الاعلام كافة بعد صياغتها وتنقيحها رغم كل الملاحقات والتهديدات التي كانت توجه اليهم  ، ذلك بتحية اكبار واجلال  لما بذلوه على هذا الصعيد، واننا نعتبر أن الليل لن يستمر طويلاً  وتعتيم الحقائق لن يبق على ما هو عليه الى ما لا نهاية، وان مزاعم  بعض من لم ير ويسمع يومها يعجز عن تلاوتها ، وان كان التعتيم مقصوداً ، فلن يصدق أحد أن السيد أبي رميا والسيد باسيل كانا  من باريس بمفردهما يغطَون سائر نشاطات التيار في لبنان والعالم بشكل شبه  مباشر ، أللهم ان كان فريق الموقع الحالي قد سارع الى محو أسماء فريق العمل اللبناني  الناشط في ذاك الحين على غرار ما فعل في ما تعلق بأحدى فقرات  كتاب "الطريق الآخر" البرتقالي ستراً للفضائح وهرباً من الكلمة الابية والموقف الحر الشجاع

 

13 تشرين 1990... 13 تشرين 2010 إنها الأداة نفسها!

الرأي الكويتية

GMT 22:53:00 2010 الثلائاء 12 أكتوبر

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2010/10/603423.html?entry=homepagenewspapers

خيرالله خيرالله

في الثالث عشر من تشرين الاول- اكتوبر 1990، دخل الجيش السوري الى قصر بعبدا الرئاسي في لبنان بعد فرار رئيس الحكومة الموقتة النائب الحالي ميشال عون الى بيت السفير الفرنسي الواقع في منطقة لا تبعد كثيرا عن القصر. كانت تلك المرة الاولى منذ تحول لبنان دولة مستقلة التي يدخل فيها جيش اجنبي قصر الرئاسة. دخل السوريون في الوقت ذاته الى وزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة التي لا تبعد كثيرا عن قصر الرئاسة بعد حصولهم على ضوء اخضر اميركي سمح لهم باستخدام سلاح الجوّ فوق الاراضي اللبنانية. لم يكن الامر مجرد صدفة. كان مطلوبا عقد صفقة اميركية مع دمشق التي انضمت الى التحالف الدولي الذي اخرج العراق من الكويت وسمح لبلد صغير مسالم في استعادة حريته وسيادته واستقلاله. دفع لبنان غاليا ثمن الانضمام السوري الى التحالف العربي والدولي الذي تكفل بتحرير الكويت من براثن النظام العائلي- البعثي الذي اقامه ذلك الغبي الذي اسمه صدّام حسين الذي اختار دعم ميشال عون في لبنان.

طوى الدخول السوري الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع صفحة من تاريخ لبنان الحديث. كانت تلك المرة الاولى التي يفقد فيها لبنان سيادته على كل قطعة من ارضه. لم يعد هناك متر مربع من الارض اللبنانية خارج السيطرة السورية. لم يعد هناك سياسي لبناني قادر على ان يقول لا لدمشق التي استطاعت في تلك اللحظة تنفيذ انقلابها على اتفاق الطائف عن طريق تحويله من اتفاق عربي- دولي الى اتفاق يخدم المصالح والاطماع السورية في لبنان. ليس هناك بالطبع من يستطيع انكار ان لسورية، بغض النظر عن النظام فيها، مصالح معينة مشروعة في لبنان يمكن ان تخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، لكن ما لا يمكن القبول به وجود رغبة في الهيمنة يمارسها بلد ذو نظام متخلف على كل الصعد على بلد آخر يمتلك بعض الجوانب الايجابية اكان ذلك من الناحية السياسية او الاقتصادية او التربوية. استطاع لبنان على الاقل ان يكون ملجأ للطبقتين المتوسطة والغنية في سورية اللتين فرتا من البلد بثرواتهما وقدراتهما البشرية التي لا تقدر بثمن اثر النكبات التي حلت بالبلد منذ العام 1958 حين بدأ التدهور يطول كل قطاعات المجتمع السوري بدءا بالاقتصاد وانتهاء بالحياة السياسية. بقيت سورية حتى العام 1958 تمثل تجربة رائدة في هذا المجال على الرغم من الانقلابات العسكرية التي استهدفت القضاء على الديموقراطية والتعددية السياسية وعلى كل ما له علاقة من قريب او بعيد بالحضارة والثقافة والرقي في البلد.

في الثالث عشر من تشرين الاول- اكتوبر 2010 اتى الى لبنان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في زيارة رسمية. لا يمكن الا الترحيب بمحمود احمدي نجاد في لبنان في حال التزم اصول الضيافة والاصول المتبعة بين الدول المستقلة. المشكلة في النهاية ليست في الزيارة الرسمية بمقدار ما ان الزيارة تعبير عن رغبة في توجيه رسالة فحواها ان النفوذ الايراني في لبنان بات اقوى من اي نفوذ آخر، بما في ذلك النفوذ السوري، وان في استطاعة ايران التي ترسل اسلحة الى لبنان قدر ما تشاء ولديها ميليشيا خاصة بها قادرة على احتلال بيروت في غضون ساعات، ان تفعل ما تريده بالبلد وان تضع يدها عليه في الساعة التي تناسبها. اظهرت زيارة محمود احمدي نجاد ان لبنان ورقة ايرانية لا اكثر وان النجاح الذي حققته طهران في الوطن الصغير يتمثل في تحويله الى رأس حربة للنفوذ الايراني على شاطئ المتوسط في ظل حال من السبات يعاني منها العرب من المحيط الى الخليج.

ما الذي يجمع بين الثالث عشر من تشرين الاول 1990 والثالث عشر من تشرين الاول 2010. في الحالين، الحال السورية والحال الايرانية، كانت الاداة المستخدمة لوضع اليد على البلد واحدة. اسم هذه الاداة شخص اسمه ميشال عون لا يعرف سوى لعب الدور المرسوم له باتقان قلّ نظيره. في العام 1990 تمترس في قصر بعبدا ومنع الرئيس المنتخب الشهيد رينيه معوض من دخول القصر. لم يقبل اخلاء القصر، متخليا في الوقت ذاته عن الجنود الذين دافعوا عنه وعن محيطه، الا بعدما دمر المنطقة المسيحية مستعينا بحلفاء سورية وعملائها الذين احضروا له كل ما يحتاجه من ذخيرة لمتابعة حربه على «القوات اللبنانية» التي كانت لا تزال ميليشيا. لم تكن حرب ميشال عون وقتذاك على «القوات». كانت حربا على المسيحيين ومناطقهم بهدف تهجير اكبر عدد منهم من البلد. وكانت حربا على المسلمين عن طريق قصف مناطقهم بهدف زيادة الشرخ الطائفي في البلد ودفعهم اكثر في اتجاه النظام السوري. في النهاية، لم يفهم ميشال عون شيئا عن التوازنات الاقليمية والتحولات التي تشهدها المنطقة. قامر حتى النهاية، فدفع لبنان، ولا يزال يدفع، ثمنا غاليا لتصرفاته الهوجاء...التي احسن النظام السوري توظيفها في خدمة مصالحه.

في السنة 2010 تستمر الاداة المفضلة، سابقا، لدى السوريين في لعب الدور المطلوب منها. لكنها تضع نفسها في خدمة الاطماع الايرانية هذه المرة. هناك قائد سابق للجيش يبرر وجود ميليشيا مسلحة مذهبية في البلد تسيطر على مناطق بكاملها وتضرب عرض الحائط بكل ما له علاقة بالسيادة اللبنانية... هناك قائد سابق للجيش تنكر في العام 1990 لجنوده الذين سقطوا في محيط قصر بعبدا ووزارة الدفاع ويتنكر في السنة 2010 لمؤسسات الدولة اللبنانية كلها.

في المرتين، اخطأ ميشال عون في حساباته الداخلية والاقليمية. ولكن في المرتين دفع لبنان واللبنانيون غاليا ثمن الدور الذي لعبه ولا يزال يلعبه في خدمة كل من يريد وضع يده على الوطن الصغير وتهجير اللبنانيين من ارضهم!

 

شهود زور13  تشرين

بقلم/الياس الزغبي

شهود الزور هم نتاج القاتل وليس القتيل. في كلّ جريمة، أو قضيّة جنائيّة، شاهد زور أو أكثر. منذ عمليّة الاغتيال الأولى، في فجر التاريخ (جريمة قابيل، لو كان عنده من يشهد)، الى آخر اغتيال (هل هناك آخر اغتيال على الجدول، في لبنان؟)، يبحث القاتل وفريقه عن شهود يضلّلون التحقيق، ولا يصحّ ذلك على أهل الضحيّة الذين يريدون الحقيقة فقط، ولا مصلحة لهم أو رغبة، في طمس هذه الحقيقة.

هذا في الاغتيالات الفردية، السياسيّة أو الجنائيّة. ولكن، أن يكون هناك شهود زور على التاريخ وأحداثه الكبرى واغتيالاته الجماعيّة، فهذه بدعة لم نشهد لها مثيلا، الاّ في لبنان.

حدث 13 تشرين الأوّل 1990، معروف ومدوّن، بوقائعه وحقائقه، بدمائه ودموعه وآلامه، في التاريخ السياسي والعسكري اللبناني المعاصر. عمليّة اغتيال جماعيّة، ضحاياها مئات القتلى والجرحى والمعتقلين والمفقودين، نجا منها مسبّبها بصفقة موصوفة. والمذهل أنّ الناطقين من بطانته كشفوا بكل صفاقة أنّه قرّر المواجهة، أي قرّر سقوط من وما سقط مع علمه المسبق بالنتائج الكارثيّة، بحجّة الحفاظ على الحقّ التاريخي  للبنان! فأيّ حق يحافظ عليه هؤلاء، اليوم، بتجيير وتزوير أساس هذا الحق؟

وظلّ أهل هذا الحدث، بين بيروت وباريس، 15 سنة، يُحيون ذكراه، بشهدائه وجرحاه ومفقوديه، ويدينون مرتكبه (النظام السوري وحلفاءه)، في صلواتهم ودعاءاتهم وأُمنيات قداديسهم وبياناتهم وحراكهم النضالي المدني، و... تصريحات قائدهم في المنفى المرفّه.

15 سنة، حفروا في قلوب ذوي الشهداء والمفقودين نقمة ولعنة على القاتل والخاطف، وحين حانت ساعة الرجوع السياسي، بعقد ابليسي خطير، مسحوا خطابهم وبلعوا لسانهم، وحوّلوا الجلاّد الى ملاك رحمة، وبحثوا عن قاتل وخاطف بين حلفاء الأمس، الأبرياء من دم الصدّيق، فـ"طلع معهم" أنّ المرتكب والمجرم من "ثورة الأرز"، من تيّار "المستقبل" ومسيحيّي "14 آذار"!

نعم، منذ 5 سنوات الى اليوم، يحتفل العائد من منفاه الفاخر، بذكرى 13 تشرين، بعدما أدار مدفعه الى الوراء، تماما كما فعل بعد "حرب التحرير" المبرمجة، ويوظّف هذه المناسبة الانسانيّة والوطنيّة في القنص والقصف على أخصامه اليوم، مبرّئا من اتّهمهم وأصلاهم نارا من لسانه وبياناته عبر البحار على مدى 15 سنة، محاولا جرّ الذكرى الى موقع ليس موقعها.

والمثير أنّه يُقيم احتفاله قبل أو بعد اليوم الصحيح، وكأنّه يخشى وطأة الذكرى في يومها، لئلاّ تحدّق به عين هابيل من وراء دخان تلك الصبيحة السوداء.

زار مرتكبي مجزرة 13 تشرين مرارا، وتحالف و"تفاهم" مع من شاركوهم وغطّوهم في مواقع الرئاسة والوزارة والقيادة والأحزاب الرديفة، ولم يسأل سؤالا واحدا عن شهيد أو معتقل أو مفقود. برّأ ذمّة القاتل الحقيقي، وبحث عن قاتل مفترض، فلم يجده الاّ في قوى 14 آذار، مثل ذاك الذئب، في أقصوصة لافونتين، حين افترس الحمل بحجّة تعكيره مجرى الماء، قبل أن يولد البريء المسكين.

ومع التمادي في تشويه معنى هذه الذكرى الموجعة، يتنادى أهلها الأصحّاء الى وضعها في سياقها الصحيح، واحياء جوهرها ومعناها، في لقاء صلاة وايمان مساء 13 الجاري  في كنيسة مار الياس انطلياس، كي يُزيلوا الغبار الذي لوّث وجهها، ويفضحوا التشويه الذي لحق بها، في البازار الموصوف.

في غمرة الضجيج عن "الشهود الزور" في التحقيق الدولي حول الاغتيالات، لا بدّ من فتح الملف الأشدّ خطرا، وهو التزوير التاريخي الكبير في حقائق 13 تشرين.

القضيّة المزوّرة قضيّة وطن، وتاريخ لم يمرّ عليه الزمن، والمزوّرون معروفون بالأسماء والألقاب والرتب و"نبل" الخطاب و"أخلاقيّة" التعبير و"سموّ" الاهداف.

قبل أن تبحثوا عن شهادات زور افتراضيّة لا تأخذ بها ولا تأبه لها محكمة لاهاي، تعالوا نفضح "شهادات" واقعيّة محسوسة تحاول تضليل وطن بكامله، وشطب ذاكرة وتاريخ، وتجويف معاني الشهادة والتضحية والشرف والوفاء، وتسميم أذهان قسم من اللبنانيّين.

تعالوا نُنقذ أجيالنا من جاحديّ ماضيهم، ومزوّريّ حاضرهم، ومفخّخيّ مستقبلهم.

قد ينجو المزوّر في القضايا الجنائيّة، بنفسه، وينال أسبابا تخفيفيّة ويستفيد من رحمة القانون والقضاء.

أمّا مزوّر القضايا العامّة وحقائق التاريخ وعطاءات الشعوب والجيوش والشهداء، فليس أمامه باب خلاص ولا سبيل رحمة.

لا مفرّ من حساب الأبرياء والشهداء، ولا مناص من حكم الأزمان والأوطان.

السبت 13 تشرين الأول 2010

 

بيار عطالله

لو عرف التاريخ حاضر هالقائد الحزين ولو عرفو الجنود لي ماتو مظلومين ويللي القسم الباقي بسجونن مفقودين انو قائدن عند السوري و عيلتو مكزدرين كانو من تحت التراب قاموا صارخين صدقنا عميل خاين ب 13 تشرين"

 

أمثولة الانتحار والهزيمة .. العماد الضال

ماريو ملكون

 بسبب الظروف السياسية والقتالية والعسكرية الراهنة، وحقناً للدماء، وتخفيفاً للأضرار، وإنقاذاً لما تبقى، أطلب من أركان قيادة الجيش تلقي الأوامر من العماد إميل لحود".

وهكذا حقّق ميشال عون وعده المنبريّ الصارخ بكونه آخر من يترك الوطن لا بل بعدم استسلامه فهو وُلد ليدفن حرّا سيّدا في هذا الوطن وبالتالي أتى هذا النداء الاذاعيّ بعد ليلة الهروب البطولية لاركان قيادة الجيش المتروكين في آتونِ نارٍ بقرارٍ انتحاريّ متهوّر وكأنّ بهم جالسين يستمعون للاذاعات والوسائل الاعلامية والقذائف السوريّة فوق رؤوسهم، هكذا اعتقد العماد المتسلحب الى سفارة الانقاذ الفرنسية، حتّى في تلك اللحظة مارس عادته الأحبّ على قلبه "الثرثرة الجائرة" .. وغدى آخر المغادرين، أول الهاربين .. لم يتغيّر ليبقى كائن النفاق المدمرّ

اكتمل السيناريو المرسّم واتمّ "العماد الدرامي" الصفقة بكلّ نجاح ودقّة متناهيّة أوصلت الولاة وانتفخت حينها جعبة "الفقير الباريسيّ" بنِعَمِ وكَرَمِ "لبنانييّ العماد البطل" .. فقير باريسيّ في قصور الترف والعلف الجبان

انتهت حقبة من الممانعة المسيحية لا بل الوطنية وبدأت عملية اتمام السيطرة السورية على لبنان .. وهكذا انتصر العماد بتنفيذه الدور المنوط به في الجزء الأول

قبلها، توّج انتصاره الساحق على وعد الجمهورية بنيران حقدٍ غير مبرّر ضد "القوات اللبنانية" تحت ذريعة واهية "لا بندقية بعد اليوم الاّ بيد الجيش" فما رأى سلاحاً الاّ في يدّ من كان الحامي الرئيسي والمقاوم الصلب لترسيخ الشرعيّة المنتظرة فاستعان بذخائر الجيش السوري ومؤن حزب الله المتفاهم معه على الوطن منذ "طريق آخر" أبصر النور في ظلامة الأقبية. حتّى وُصِفَت ثورة العماد (من قبل أحد أبرز المؤيدين اللاحقين) بالحقيقة التالية: ثورة العماد من ثورة الخميني.

جزءٌ أوّل من الخيانة والهروب والقرارات المجنونة المتهوّرة والحاق الدمار بعمق الأمن الهانىء في عزّ الفلتان المستشري والعيون الثاقبة على أول فوهّة خندق لاستئصال المتبقي من هذا الوطن .. فقدّم العماد الوطن برمّته

استراح خمسة عشر سنة من الدور البطولي وبقي يلعب ويتلاعب بالمصير من خلف الكواليس يأكل و يترف بأموال وحقوق اللبنانيين الذين صدقوّه "وطنيّا" ويتقاذف ذكرى الآلاف من المعتقلين والشهداء ..

استراح تاركاً الساحة خالية لحلفائه المستقبليين .. ليعيثوا فسادا واتجارا بمكونات الوطن أرضا وانساناً

 عاد العَودُ وفي العودِ بدءٌ .. ونفاق

جزءٌ جديدٌ لا يتجزأ .. انّه العماد الذي لا يتكرّر

"الطريق الآخر" بان لينتهي في "قلب القائد الأسد" و "حضن الولي الفقيه" .. فثورة العماد من ثورة الولي الفقيه ..

 وهنا تأصلّت مفاهيم الادراك والمعرفة في العقول .. مشكورٌ ذاك العماد على توسيعه الآفاق

كم هو مزعج اللبناني .. "لِكْ سكوت" .. وما تحوّر بالكلام

حين تحدّث العماد عن المغتصب للجمهورية اميل لحود الوديعة السورية، كان يقصد .. الرئيس المقاوم الصديق الوطني المناضل اميل لحود .. لِكْ افهموا للجنرال ولو لمرة واحدة

حين تحدّث عن الحزب اللاشرعي والخارج عن القانون والواجب ادراجه على لائحة الارهاب، كان يقصد .. المقاومة الوطنية الأصيلة الضرورية في نشأتها واستمراريتها الحليف الأول والاستراتيجي حزب الله

حين تحدّث آلاف المرّات عن آلاف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، كان يقصد .. ليس لدينا أيّ "سجين" في الجمهورية العربية السورية العزيزة

حين وحين وحين .. الخ من الحينيئيات العظيمة

سؤال بديهيّ لا بدّ منه .. أهو فعلا عماد؟

طبعا القصد ليس تشبيهه بعماد مغنية .. لأنّ الايجاب هو الردّ فالعمادين بذرتا االمشروع الواحد

بل انّ من عاث كلّ هذه التجارب في أرض الله المقدّسة هذه، أقلّ ما يقال عنه "فريضة قاسيّة" ما تستحقّ هذه الأرض.

فشكلاً لا يستأهلّ قطعة واحدة من البدلة الوطنية المرقطة التي دنّسها بجنونه الضاري، أمّا مضموناً ودون فتح ملف توليّه أعلى المراتب في المؤسسة العسكرية سيتحدث التاريخ لا محال، عن الأيادي "السوداء" التي دفعت به اليها وها هي اليوم تغمره .. تغمر ابنها

انّ تَرْكِهِ ساحة المعركة "غير آبهٍ" ..

انّ تخليّه عن مصير الوطن الذي أوصله الى المجهول .. تُسْقِطُ عنه أحقيّة حمل صفة "العماد" وصفة "دولة الرئيس" الذي وُلِيّ رأساً للسلطة التنيفيذية بوقتٍ قام بكلّ شيء باستثناء ما أُتيَ لأجله واليوم .. من انقلب على شعاراته الطنّانّة التي ما كانت الاّ مجرد "فلوكلور" لا بل خطة قذرة لسرقة أصوات أبناء الوطن .. فهو ما اكتفى بأعراضهم وأموالهم حتّى أراد خطف ارادتهم بالنفاق الفاجر.. أليس من المنطق أن تسقط أحقيّة حمل صفة النائب المنتخب عنه؟ .. ربما صفة "المُنّأب المدحوش بالخداع" تصحّ في حالتنا الفريدة هذه

انّه في الدَرْكِ الساقط ..

فلترتفع عنه صفة العماد ودولة الرئيس والنائب لترتقي الى مقامات من يستحقها ويكون أهلاً لها .. وليكتفي "ميشال عون" بامبراطورية الأحلام في شامِ قائدِهِ الأسد و لينعم "ميشال عون" بولاية سيّده "الوليّ الفقيه" .. وليترك الطريق الآخر لمن اعتبر .. فَعَبَر

 

13 تشرين 1990 ، ان ننسى لن ننسى شهود الزورالمحامي لوسيان عون/12 تشرين الأول/10

صدر عن العضو المؤسس في التيار الوطني الحر والمسؤول الاعلامي السابق فيه البيان التالي:

 13 تشرين 1990 ، ان ننسى لن ننسى شهود الزور

عشرون عاماً انقضت، ولم يقض الامل والرجاء نهائياً على ما حفره التاريخ بأحرف من دم ل ايزال بعض من حاول يائساً محوها من ذاكرة شعب لبنان العظيم، لكن أصوات الراجمات ممزوجاً بأنين الشهداء قبل ان يسلموا أرواحهم ومعطوفاً على صراخ أمهات المفقودين بقيت أقوى واقوى، فبقي ألف سؤال وسؤال، بل بفضل هؤلاء، بقي من يسأل ...

من حاضرة ذاك اليوم المشؤوم الذي تحول الى عرس للشهادة، ومن تحت تراب وزارة الدفاع في اليرزة، ومن أعالي سوق الغرب وجوار قلعة بيت مري،  صوت يعلو في وجه من سقط في امتحان الوفاء والشجاعة ولا يزال يدوَي، انه صوت الاحرار والاوفياء للقضية التي ناضلوا من أجلها، فعشقوها ولم يثملوا، عانقوها ولم يرتعشوا، التزموا بها ولم يحيدوا أنملة عن خطها المستقيم، وان أضاعها البعض ليس بالضرورة أن تكون قد احتضرت، بل حية هي باقية شامخة ترفرف رايتها، خفاقة تعلو الرايات كافة، فلا يهدأ لها جفن حتى تتمم أفراحها، انها دون خجل أو وجل، السيادة والحرية والاستقلال، نرددها تكراراً ومراراً، وان أغرب البعض عن تلاوة صلاتها بعدما تخلوا عنها مقابل ثلاثين من الفضة البائدة.

معمودية دم هي، وضريبة دفعها الشرفاء يوماً، انها ذكرى 13 تشرين الاول 1990 التي يحاول الكثيرون طمس حقائقها وواقعاتها فيشملها التعتيم والتزوير والتعليب واعادة الاخراج، بعدما اعتبرها البعض فرضاً، وآخرون عقوبة، وآخرون واجباً، لكن ثمة سؤال واجب طرحه عاجلاً أم آجلاً واليوم قبل الغد: من يتحمل تبعة ما حصل يومها من مجازر بحق الاحرار وبحق الانسانية؟ أليس من حقنا معرفة من يتحمل مسؤولية مجازر ذاك اليوم التاريخي؟

وهل أن الرئيس اميل لحود يتحمل تلك التبعات بصفته قائداً للجيش يومها أم العماد عون أم النظام السوري أم الثلاثة معاً، أم أن الجهات الثلاثة براء من دم الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ذاك اليوم، عندها يجدر البحث عن الحقيقة، لا بل من حقنا تقصي الحقائق وتوزيع المسؤوليات، والا فهناك حملة تجهيل للفاعل لاهداف شخصية ومصلحية وسياسية على حساب أرواح الشهداء والمعاقين والمتضررين من العمليات العسكرية التي حصلت في هذا اليوم.

ان ننسى لن ننسى ، بل من واجبنا عدم النسيان ونحن أولى بالتفتيش عن حقيقة طالها تفجير أضخم من تفجير السان جورج،

يومها لم يكن من شهود زور أيها السادة ، ولم يكن من محكمة دولية ولا محلية، كانت أيدي الغدر تعبث بالبشر والحجر، كان دمار شامل وكانت صواريخ ومدافع، كانت مرابض معروفة المصدر، وكانت تداعيات ونتائج غيرت مجرى الاحداث في لبنان، وان ما نشهده اليوم خير اثبات على ما نشير اليه،

عديد من المواطنين يقولون أن لا العماد عون يتحمل تبعات المجازر يومها، ولا قائد الجيش يومها العماد اميل لحود قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، لكن يجب بل من حقنا أن نعرف أن حملة عسكرية منظمة يومها استناداً لقرار رفيع المستوى أدت الى اجتياح أقضية بكاملها وقتل عدد كبير من الضباط والعسكريين والمدنيين، كما أدت الى تصفية مواطنين كثر والى فقدان العديد من الرهبان والجنود والى اعتقال عشرات الضباط والافراد واقتيادهم الى المعتقلات ناهيك عن تدمير عدد كبير من الابنية والمنشآت وفي مقدمها القصر الجمهوري.

رغم ذلك لا شك أن هناك حقائق تاريخية لا تحتاج الى براهين أم شهود أم محاكم دولية أم محلية، بل شعب شاهد ملك بأكمله، وفي المقابل حفنة من شهود الزور لا يتورعون عن التشدق عبر بعض وسائل الاعلام يشيدون بمزايا المضللين ومآثرهم وخطواتهم الحميدة ......

ان ننسى لن ننسى 13 تشرين 1990 ، كما لم ننسى شهود الزور الذين ما فتئوا حتى الساعة يمعنون في طمس الحقائق وتضليل الرأي العام، وتعمية الرأي العام عما حصل في ذاك اليوم المشؤوم الذي دخل التاريخ ولن يخرج منه، قبل أن يخرج أولئك الذين يعملون اليوم شهود زور لدى أسيادهم ومفبركيهم .

13 تشرين 2010

 

في ذكرى 13 تشرين : حين بكت البنادق، ضُربت بالجثث الهامدة...التقطوا سكينا وقطّعوها بها، تفننوا بتشويهها ولم يشبعوا اجراما...      

موقع الكتائب/ ريبيكا سليمان/حتى رصاصة الموت كانت خائفة، آثمة فأتت من الخلف وابت الا ان تستقرّ في الرأس لتخضعه، انتقاما منه، لأنه دائما عال عال... حتى الحديد في ذلك الخريف كان مرتعدا، حتى الجريمة لم تعد تشبه الجريمة، والموت لم يشبه الموت وتمنى لو ينتحر... هناك، على الارض التي احبوا، اوقفوهم بالعشرات معصوبي العينين ومقيدي اليدين لينفذوا بحقهم عقوبة ما يعتبرونه جريمة، عقوبة الاخلاص للقسم والواجب والحق، فانهالوا عليهم بنار الرشاشات الحاقدة... وحين بكت البنادق، ضُربت بالجثث الهامدة...التقطوا سكينا وقطّعوها بها، تفننوا بتشويهها ولم يشبعوا اجراما...

في 13 تشرين الاول 1990 لم يكن ذلك الطفل الصغير يعلم بانه سيكون شاهدا على غدر خنجر تفجرّ في قلب والديه، ولا كانت امّ تخطط لتغير صلاتها فتصبح تتضرع كي تحيا ولا تحيا، وهي من شاهدت كيف استعذبوا القتل، وكيف ، ابنها، انتزعوا منه رئتيه! ولا كانت الدموع حاضرة لأن تتحوّل فحما على نعش الانسانية...

13 تشرين الاول 1990 تاريخ لا ينساه تاريخ...حين دخل الجيش السوري الى مناطق " لبنان الحرّ "، حين احتلّ القصر الجمهوري، ووسخّت طائراته سماء المناطق الحرّة، وكانت الاعتقالات وعمليات النهب والاغتصاب والخطف والقتل الجماعي والفردي في ضهر الوحش وبيت مري وبسوس، واللائحة تطول... وكانت المجازر بحق الجيش اللبناني الذي كان يقاوم بايمان ووفاء، فنكلوا به ولم يكتفوا برؤية الاشلاء تتناثر على التراب الغالي ، فاكملوا خطة الاجرام ودفنوهم في ملعب وزارة الدفاع، ورقصوا وغنوا، ولم يحترموا حرمة الموت فلعبوا على ارض الملعب مرتدين جزمات العار والذلّ، ظنا منهم انهم يدعسون على الارواح ايضا!

13 تشرين 1990 ذكرى اليمة في تاريخ لبنان ونيشان فخر علقه جنود الجيش اللبناني بدبوس من دم على قميص الزمن والقدر...ولكن، هلّ تعترف سوريا بأنها لم تخض حربا في ذلك اليوم ، وما تلاه من ايام وسنين، بل شنت في الحقيقة هجمة مجازر بحق لبنان وجيشه وشعبه؟ فللحرب ايضا اصول و"اخلاقيات"، لكن ما خاضته هو فعلا ما يشبه الابادة في عهد هيتلر ، اوليست الابادة هي محو مجموعة لديها القيم نفسها...لا بل انها حاولت ابادة الوطن، اوليست هذه ابادة افظع؟ الا تستحق سوريا محاكمة دولية بسبب ما ارتكبته في لبنان طوال السنوات الماضية، او على الاقل ما ارتكبته في ذلك اليوم التشريني؟ اليوم وقد مضت خمس سنوات على خروج الجيش السوري من لبنان، الا يستحق لبنان اعتذارا رسميا من سوريا على ما ارتكبته بحقه ، فتثبت بذلك انها تريد فتح صفحة جديدة معه مبنية على الاحترام المتبادل ومرتكزة الى الاصول الديبلوماسية والقانونية؟ وان لم يكن لاي تعويض مادي ان يردّ الشهداء الابرار الى الحياة ، الا تستأهل ارواحهم تعويضا معنويا على الاقل؟ اليوم، يطالب البعض بفتح صفحة جديدة مع سوريا و" عفى الله عما مضى" ، فيحوّل تاريخ ال 13 الى ذكرى اليمة فقط ومحطة تحية واجلال للشهداء ، ولكن... اليس الوفاء للشهداء واهالي الشهداء اعظم لو طالبنا بفتح الصفحة الجديدة مع سوريا بعد ان تقدم اعتذارا عن تواريخ عديدة تشبه ال 13 تشرين، وبعد ان تفرج عن المعتقلين لديها وتقوم بترسيم الحدود مع لبنان فتكون العلاقات الديبلوماسية نتيجة تلقائية؟ اوليست هذه مئة محطة اجلال والف تحية للشهداء؟

منذ اقلّ من شهر انتهت الحرب العالمية الثانية..نعم، فمع تسديد المانيا آخر دفعة من التعويضات لفرنسا وبلجيكا ودول التحالف اعترف العالم بانتهائها...فمتى يا ترى تنتهي الحرب السورية؟

 

تشرين بين جروح الماضي وتمنيات المستقبل

Lebanon Debate daily newsletter

إنه الثالث عشر من تشرين الأول 2010، عشرون عاماً على المجازر السوري بحق اللبنانيين. جرح لا يزال ينزف دماً في صدور اهالي شهداء ذاك اليوم الذين تخط عددهم المئة والسبعين شهيداً، كما لن ينسوا صوت الجنرال ميشال عون وهو يذيع بيانه الأخير كقائد للجيش، ويأمر فيه قواته بالالتحاق بالعماد اميل لحود ووضع أنفسهم تحت قيادته، علّ ذلك يوقف اطلاق النار، لكن فظائع الجيش السوري استمرت في العديد من المناطق.

صباح ذلك السبت من عشرين عاماً أغارت طائرات سلاح الجو السوري على القصر الرئاسي في بعبدا للمرة الأولى والوحيدة، فما كان من العماد ميشال عون الا ان التجأ الى السفارة الفرنسية، معتقداً ان المسألة لا تتعدى ساعات وأنه سيعود بعد التفاوض على هدنة، لكن المطلوب كان أكثر من ذلك بكثير..

بعبدا، الحدث، بسوس، ضهر الوحش، وادي شحرور، مناطق شهدت أبشع الجرائم وارتوت أرضها من دماء شهداء أبرار ذنبهم الوحيد أنهم قاتلوا حتى الرمق الأخير.

عون: الأحداث تم تخطيها ولأخذ العبر منها

النائب في تكتل التغيير والاصلاح الآن عون اعتبر أن الثالث عشر من تشرين الأول 1990 كانت مرحلة سابقة وأهمية هذه التواريخ تمكن في كيفية أخذ العبر منها، مشيراً الى الأحداث التي نتجت عن هذا النهار تم تخطيها والعبر تبقى مع كل الأطراف التي كانت معنية بهذه الحقبة وبهذا التاريخ، مؤكداً أن السنوات التي لحقت هذا التاريخ برهنت ان الزمن لم ينصف هذا التاريخ وأنه لم يتم الاستماع الى مطالبنا من حرية وسيادة واستقلال وعلاقات مميزة مع سوريا، وقد وصلنا الى ان هذه المرحلة الآن على الرغم من أنه كان بالامكان تجنب كل هذه الأحداث والمآسي والضحايا على لبنان.

ولفت عون الى ان العبر أعطيت لكل الأطراف اللبنانية من هذا التاريخ أما بالنسبة للتيار الوطني الحر الذي خسر من هذه المعركة أظهر التاريخ أنه على حق في ما خص مواضيع السيادة والحرية والاستقلال وأن هذا البلد لا يمكن أن يكون ضمن حكم مختل كما كان في تلك المرحلة، أما في ما خص الآخريم فالعبرة تظهر أننا لسنا أعداء لأحد بل نحن نريد أفضل العلاقات مع سوريا وبناء لبنان على أفضل السبل، والعلاقات السليمة التي نشهدها اليوم مع سوريا القائمة على الاحترام المتبادل هي أفضل بكثير من العلاقات المزيفة التي كانت قائمة بين الكثير من الأطراف والخارج.

وحول الرسالة التي توجه في هذا اليوم لفت الى ان الرسالة هي كيفية المحافظة على استقرار لبنان عبر بناء علاقات مميزة مع سوريا ومن خلال التواصل بين اللبنانيين على حد أدنى من الوفاق، إضافة الى ان لبنان وسوريا بحاجة الى علاقات مستقرة وسليمة قائمة على الصداقة والصراحة.

عون وفي موضوع المعتقلين في السجون السورية أشار الى ان هذا الملف يجب الانتهاء منه من الجميع وهو يتطلب التطرق اليه بشكل كامل وان نفتحه على مصراعيه بعيداً عن السياسة والاستغلال وبشكل يؤدي الى اقفال هذا الملف بشكل نهائي.

حبيب: نتمنى على عون عدم المغامرة من جديد في المناطق الشرقية

النائب في كتلة القوات اللبنانية فريد حبيب اعتبر أن يوم الثالث عشر من تشرين كان نوعاً من خيبة الأمل في حين أتى العالم بأجمعه من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن يترجى العماد عون للدخول في عملية الحل وهو لم يتخل عن ذلك طمعاً بالسلطة ما أدى الى خراب البلد، في حين أنه ترك أهل منزله وهرب الى السفارة الفرنسية..

وحول ما بقي من الثالث عشر من تشرين رأى حبيب أنه لم يبق شيء من هذا التاريخ سوى ان العماد عون عصي على الدولة وشهوة السلطة التي أدت الى خراب لبنان مشيراً الى ان العماد عون لا يزال على المشروع نفسه.

حبيب لفت الى وجود عدد كبير من المناصرين السابقين للعماد عون الذين اكتشفوا الخطأ في السياسة المعتمدة من قبله، متمنياً على العماد عون عدم القيام بمغامرة جديدة ضمن المنطقة الشرقية وابقاء الأمور هادئة، لأنه لن يستطيع الوصول الى رئاسة الجمهورية كون رئيس الجمهورية مدعوم من اكثرية الشعب اللبناني ودول العالم أجمع.

محفوض: عام 1990 دخل حافظ الأسد الى لبنان واليوم يدخل نجاد

رئيس حركة التغيير ايلي محفوض فصل بين شقين أساسيين لهذه الذكرى: الشق الأول يتعلق بمن بقي على مبادئ التيار وشهادة هؤلاء الشهداء، ومن باع دم الشهداء بثلاثين من الفضة. أما بالنسبة لنا هذه الذكرى لا يمكن ان تموت طالما ان هناك لبنانيون يتذكرونها وطالما ان هناك أشخاص مؤتمنون على احياء الذكرى في تاريخها لا قبل ولا بعد تاريخها، مشيراً الى وجود مشكلة في هذا اليوم كون من تسبب به بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اي الفريق اللبناني، الذي بقي متعنتاً حتى اللحظة الأخيرة ولم يبلغ العسكريين رغم معرفته المسبقة، دأب منذ حوالي اربع سنوات الى احياء هذه الذكرى اما في ايران او في سوريا او قبل او بعد الذكرى وكانه هناك هدفية في هذا الموضوع عبر محو ذاكرة اللبنانيين وطي صفحة الماضي.

محفوض قال: في 13 تشرين الأول 1990 دخل الرئيس السوري حافظ الأسد على جثث الجيش والضباط والمدنيين أما في 13 تشرين الأول 2010 تأتي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان هذه المقاربة التي يمكن ان نفعلها اليوم، لافتاً الى انه وبعد خمسة عشر عاماً من الاحتلال استطعنا طرد الجيش السوري عن ارضنا عبر المظاهرة المليونية في 14 آذار 2005 أما اليوم لا نستيطع ان نرحب بالرئيس الايراني قبل التأكد من ذيول هذه الزيارة التي تظهر بعد خروج نجاد من لبنان اذا لم يحدث حزب الله اي تغيير عسكري او امني على الارض اللبنانية تكون هذه الزيارة رسمية بنلء لدعوة الدولة اللبنانية.

محفوض أكد وجود تزوير للتاريخ اذ ان ذكرى 13 تشرين لا يمكن احياؤها ان استذكارها الا بيوم 13 تشرين وهذا اول تشويه للذكرى، واذا كانت تقام بالحدث نظراً لرمزية هذه المنطقة يكون امر جيد، اما اذا كان احياؤها بالحدث نظراً لجغرافية المنطقة على تخوم ضاحية بيروت الجنوبية ولاستقدام عناصر شاركة في السابق بهذه الجريمة، فهنا نقول ان احياء الذكرى بغير التاريخ وبغير الموقع يكون يقتل الشهيد مرتين.

وحول علاقة عون مع سوريا رأى محفوض ان العماد عون اعطى سق براءة سلف للنظام السوري قبل معرفة مصير المعتقلين في السجون السورية وقبل سماع اي اعتذار من النظام السوري على كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان، مشيراً الى ان عملية محو الذاكرة تسري بشكل مدروس على اعتبار أنه يريد طي صفحة الماضي، مذكرا بما حدث في بلدة بسوس حيث دخل الجيش السوري واختار ثلاثة عشر شخصاً من هذه البلدة بينهم طفلين لم تتجاوز اعمارهم 12 سنة واعدمهم بدم بارد أمام اهالي الضيعة، وانظلاقاً من هنا اسأل على اي اساس تمت مسامحة السوري.

واكد محفوض ان العماد عون لم يكن يوماً ضد السوري بل كان دائماً ضمن بوطقة اللعبة السورية وهو كان شريكاً اساسياً في احداث 13 تشرين.

وحول موضوع المعتقلين في السجون السورية تمنى محفوض لو ان العماد عون زود بمعلومات عن مصير المعتقلين في السجون السورية وعلى الأقل من تم اعتقاله يوم 13 تشرين وعددهم 32 شخصاً، وكمان من باب أولى عوض ان يقبل بالطائرة الرئاسية السورية للذهاب الى دمشق لتناول الفطور استبدال السخاء السوري بطلب فعال وحقيقي وجدي بالسؤال عن مصير هؤلاء المعتقلين. على الرغم من انه في مقابلة تلفزيونية في العام 2006 اعتبر انه لا وجود لمعتقلين للتيار الوطني الحر في سوريا.

 

 

التيار الوطني احيا الذكرى العشرين ل13 تشرين في الحدث

عون: لا معنى للشهادة إذا لم نحولها الى انجاز إصلاحي كبير سنكمل نضالنا وإياكم ونريد تغيير الأشياء السيئة التي ورثناها

لبنان اليوم بحاجة لإعادة استقراره وبناء دولته

وطنية - 12/10/2010 احيا "التيار الوطني الحر" في بلدة الحدث الذكرى العشرين ل13 تشرين 1990، في قداس مركزي حضره رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون وعقيلته، وترأسه كاهن رعية السيدة الاب كميل مبارك، رئيس دير مارانطونيوس الاب بطرس عازار ولفيف من الكهنة، في كنيسة السيدة العذراء في الحدث.

وحضر القداس نواب تكتل التغيير والاصلاح السادة: ادغار معلوف، ابراهيم كنعان، غسان مخيبر، نبيل نقولا، عباس الهاشم، سيمون ابي رميا، حكمت ديب، آلان عون، ناجي غاريوس، فادي الاعور، زياد اسود واميل رحمة، النائبان السابقان سليم عون ومروان ابو فاضل، المنسق العام في التيار الوطني الحر بيار رفول، نقولا الصحناوي، مسعود الاشقر، رئيس مؤسسة "سوليد" غازي عاد، رئيس بلدية الحدث جورج عون واعضاء المجلس البلدي، مخاتير وحشد من ذوي الشهداء وعائلاتهم وابناء المنطقة والجوار. وكان العماد عون وصل الى باحة كنيسة سيدة الحدث وسط استقبال رسمي وشعبي حاشد وفور وصوله توجه الى اللوحة التذكارية التي تخلد اسماء شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في تلك الحقبة أمام الكنيسة.

الأب مبارك والقى رئيس رعية الحدث الاب كميل مبارك بعد الانجيل المقدس عظة جاء فيها: "كل جيل لديه كتبته وفريسيوه وكذابوه ومنافقوه، والأدهى من الكذبة والفريسيين في تلك الأيام،أن هذه الجماعات التي وصفها الأنجيل بالحيات وأولاد الأفاعي، لدى كل واحد منهم بوق كبير اسمه الاعلام، فيخرجون إلى الاعلام يريدون اقناعنا بكذبهم ونفاقهم وبأن الكلام الذي يقولونه هو الحق. أحيانا نقتنع ولكن في اليوم التالي نقول أن هناك خطأ ما، لماذا؟ لأن الشجرة الصالحة تعطي ثمرا صالحا، فاذا لم يكونوا صالحين فمن أين يأتي الكلام الصحيح؟". اضاف: "يدعون أنهم يقولون الحقيقة، لي الحق أن أسألهم بحضوركم جميعا:

هل دائما يجوز أن تقال الحقيقة، وهل يجوز أن تقال في أي وقت ولأي كان، وأية حقيقة يجب أن تقال، حقيقة ميولهم وادعاءاتهم، ومن قال أن هذه هي الحقيقة؟ يريدون أن يعيش الناس في المبهم كما هم عائشون.الحقيقة تسطع كالشمس ولا تحتاج لمن يقل عنها، فهي تظهر لوحدها في عقول وضمير وأعين الناس، وكما يظهر الكذب في عيون الكاذب كذلك الحقيقة تظهر في العينين، وهي مثل الحب لا يختفي.

الحقيقة ليست التي تقال على الهواء، وأحيانا حتى تحت الهواء لا يجب أن تقال الحقيقة". وتابع: "تصلون اليوم لمن استشهدوا في 13 تشرين وما قبله، وما كنت يا جنرال تطالب به وأنا أطالب به معك، وقامت كل أبواق الناس ضدك، عادوا وطالبوا به في 14 آذار عندما نزلنا إلى ساحة البرج. ولو حينها ساروا كما يجب لكنا وفرنا 10 سنوات حرب واغتيالات وشهداء، وما كنا نبحث الآن عن الحقيقة التي لن يعرفها أحد. في 13 تشرين الأول مات هنا على درج الكنيسة شهداء يستأهلون أن نصلي لهم، وأنا أقول لم يعودوا بحاجة إلى الصلاة لأنهم كفروا عن ذنوبهم هنا في حياتهم، واليوم عليك أن تصلي أنت وكل الجماعة الموجودين هنا للأحياء الذين لا يعرفون على أي درج يجب عليهم السير".

وسأل: "هل تمارس الديموقراطية في لبنان بحسب مفهومها الأصلي، لا أعتقد فمن الممكن أن نصفها يمارس. أما العيش المشترك أو التعايش الذي قدسناه منذ نشوء لبنان الحديث ولا زلنا نقدسه وما زلنا نسعى إليه فاننا نمد أيدينا وضميرنا وقلوبنا لكل الجماعات والعائلات الروحية التي تشكل المجتمع اللبناني من مسلمين ودروز ومسيحيين، ونفتح كتبنا ليقرأوا بها ونقرأ في كتابهم، ولكن هذا العيش المشترك يحتاج إلى تدعيم وتثبيت، ويريد ثقة متبادلة بين عائلات المجتمع اللبناني الدينية والطائفية والمذهبية والسياسية انطلاقا من القيم التي تعلمها الديانات.انطلاقا من هذه القيم يجب ان تبنى الثقة بايدي كل الناس ولكن عندما يأتي الاصلاح من فوق يكون اسرع واقوى وينفذ الحقيقة مئة مرة". وختم: "يجتمع اليوم الاساقفة في روما من اجل السينودس من اجل مسيحيي الشرق الاوسط لتثبيتهم في ديارهم ولكن اريد ان اسأل لو اجتمع كل الاساقفة والكرادلة في العالم وصلوا لنا ووضعوا الحلول لمشاكلنا فهل ستحل المشاكل عندنا؟ عبثا يبني البناؤون ان لم يبن رب البيت؟

وعلى كل الكنائس المشرقية ان تتضامن مع بعضها البعض في السراء والضراء في الخير والشر وبالتنوع مع حرية المعتقد حتى لو كانت هناك عقيدة لا يتفق الجميع عليها". وبعد الذبيحة الالهية، وضع العماد عون اكليلا من الغار على نصب شهداء 13 تشرين الأول 1990، ثم عزف نشيد الموت.

جورج عون ثم القى رئيس بلدية الحدث جورج عون كلمة رحب بالعماد عون "بين أهل الشهداء وعلى الدرج الذي سقطوا عليه منذ 20 عاما"، وقال له "أنت اليوم بيننا وقد انتصرت القضية وعادت السيادة، علمتنا أن نموت من أجل الحياة، وها أن الحياة ولبنان والأرض يضحكون لك.أمهات الشهداء يقبلن جبينك الأسمر العالي لأن وحده انتصار القضية يبلسم جراحهن." عون ثم تحدث العماد عون وسط تصفيق وهتافات الحضور، فقال: "نحن اليوم في الذكرى الـ20 التي فقدنا فيها بمرحلة، سيادتنا واستقلالنا وحريتنا، خسرنا 20 سنة من مسيرة كنا نفكر فيها بإعمار لبنان، هذه المسيرة الطويلة أمضينا منها 15 سنة في الخارج نفكر دائما بالعقد بيننا وبين شهدائنا، وإذا اليوم نحتفل بالصلاة عن راحة أرواحهم في الحدث نذكرهم كلهم واحدا واحدا. الشهادة على أرض الحدث، هذه القلعة الزاوية في الصمود اللبناني وفي الدفاع عن لبنان.

طبعا لن نستطيع أن نعدد الجميع، الشهادة على أرض الحدث امتدت منذ عام 1975 حتى 1990 وآخرها كان في 13 تشرين عندما سقطت الحرية والسيادة والاستقلال على أدراج بعبدا ضمن مخطط واسع دولي اقليمي ومحلي". اضاف "ولكن من هم الخاسرون ومن هم الرابحون؟ نحن شرفنا الخسارة يومها، خسرنا وجبيننا عال، ولكن الذين ربحوا يومها كانوا زاحفين وراكعين. وبالمناسبة أريد أن أتذكر دولة صديقة وضعت كل إمكانياتها لتوقف إطلاق النار وتوقف المجزرة وهي فرنسا التي بقيت في حينه أمينة ووفية لمبادئها وللبنان الصديق، وان شاء الله نرى فرنسا قريبا تعود لهذا الدور، دور الوفاء للحق لأنها دولة قانون ودولة حقوق وهي دائما تنتصر للقضايا العادلة. لبنان اليوم بحاجة لإعادة استقراره وبناء دولته، من الممكن أن نكون تسرعنا في الـ2005 وصفقنا لاستعادة السيادة والحرية والاستقلال، ولكن في الواقع لم نسترجعها بعد لأن الفئة التي خسرتنا هذه المبادىء بقيت في الحكم وهي تمارس نفس الخضوع والتبعية لبعض الأوصياء في الشرق الأوسط وفي الخارج البعيد. لذلك اليوم مرحلة نضالنا لم تتوقف ومطلوب منكم جهد. نحن فعلاً نصرّخ للاصلاح والتغيير، ولكن نحن بحاجة لنضال مستمر. إياكم وأن تقولوا لدينا نواب يطالبون، فنحن بحاجة لجميع القوى الشعبية حتى تدعمنا، لأنهم اليوم في وسائل الإعلام والطرق التقنية الحديثة التي يستعملونها، يبعثرون الرأي العام ويقسمونه قطعا قطعا حتى لا يشعر أحد بنفسه مدعوما.اليوم يجب أن نعيد تحديد أهدافنا والتي هي بناء الدولة لنخرج من المنهجية التي قوقعتنا في المياه الآسنة التي لم يخرج منها أحد".

وقال: "لا نستطيع أن نقول اليوم إننا أصبنا بخيبة أمل، صحيح لم نحقق كل شيء ولكن أشياء كثيرة تحققت، ويكفي أننا مجتمعون معكم تحت سماء حرة وإن كان بعض الشيء، يجب أن نجاهد لنصل الى مفهوم جديد بالحكم. الحكم ليس لمصلحة الحاكم، ومن يحكم لمصلحة الحاكم هو الذي يستفيد ويسرق الحكم ويسرق الخيرات ويسرق أموالكم وأرزاقكم. الحكم هو لمصلحة الشعب وإذا لم يكن كذلك يكون سرقة وهذا ما نعيشه اليوم". وتابع:"كي نعطي معنى لشهادة رفاقنا الذين استشهدوا والذين بقوا أحياء منهم، وعنيت بهم المفقودين، نتأمل على الحكومة التي أخذت هذا الموضوع على عاتقها وألفت لجانا أن تعطي المعلومات التي لديها لأصحاب الحق بالمعرفة ممن لديهم مفقودين.

نحن نبذل كل الجهود لنكمل التفتيش عنهم، ولكن لا شك لجان عديدة تألفت، منها واحدة حين كنا في فرنسا برئاسة النائب فؤاد السعد وأخرى رسمية برئاسة قضاة واشراف وزارة العدل، ويجب ان تطالبوهم بأن يعطوكم المعلومات الكافية المتوفرة لديهم عن هذا الموضوع، كما قلنا، لا معنى للشهادة إذا لم نحولها الى انجاز إصلاحي كبير على مستوى لبنان، لأن المخططات الاصلاحية موجودة والنصوص عندنا لا بأس بها، ولكن تنقصنا الشجاعة أحيانا والأخلاق أحيانا اخرى التي تجعل من النص شيئا حقيقيا وتحوله إلى انجاز للمصلحة العامة". واكد: "سنكمل اليوم نضالنا وإياكم ونريد أن نغير الأشياء السيئة التي ورثناها والتي نزعت المجتمع ويأسته. كل الأحاديث اليوم والإعلام والخطابات هي لتيئيسكم من امكانية الإصلاح وبناء الدولة، وهذه هي الغاية من الاعلام الحالي ومن تكرار عدم الخروج بأي نتائج حتى تصبحوا مستسلمين لواقع نحن نرفضه. لا شك إننا حققنا انجازات كبيرة ولن أقولها لكم الآن وأمننكم بها، يكفي أن تتابعونا في مجلس النواب كيف نضبط الأموال السائبة في الدولة التي تمتد إليها أيدي الجميع، وكيف نحاول أن نضبط الأمن الميليشياوي الذي أصبح رسميا وكيف نحاول أن نصلح القضاء.

نريد اعادة تعييش القوى الحية في مجتمعنا، لأن هذه القوى تدجنت، وأخص طلاب الجامعات الذين هم الجيل الطالع الذي يعد نفسه ليتابعنا ويستلم منّا المسؤولية. اليوم ادارة الجامعات في أغلبها تهمش الجامعي وتريد أن تعزله عن القضايا الوطنية، ويسمون ذلك سياسة. والجامعي يجب أن يتمرس بحياته الوطنية السياسية ليكون اهلاً عندما ينخرط في المجتمع فتكون لديه خيارات سليمة. لذلك أينما كانت لدينا امكانية أن نذهب ونناقش الأساتذة مع الطلاب ومع كل هيئة حول المواضيع العامة وما نطرح على المجتمع من افكار، نحن مستعدون للذهاب، ولكن على الجامعات أن تشعر بمسؤوليتها ولا تهمش الشباب ولا تمنع فتح الأبواب وتوصدها بوجه الاصلاحيين".

وختم: "لا يجوز أن يعامل الجميع في لبنان على السواء، من ينشر التطرف ومن ينشر الاعتدال ومن ينشر الإصلاح ومن ينشر الفساد لا يتساوون بعيون الناس ولا يمكن أن يسموا معا، لا نقبل هذا ولا هذا، حينها نعلم أن الذي يرفض هو من فئة الفاسدين ولا يريد الاصلاح. لم نكن وإياكم اليوم على موعد، كنا على موعد منذ عشرات السنين وسنبقى على مدى الحياة. الحدث في قلبنا وفي فكرنا، ودائما نحن وإياكم نريد أن نتقدم بهذا الوطن. عشتم وعاش لبنان".

عشاء تكريمي بعد ذلك، اقام رئيس البلدية جورج عون واعضاء المجلس البلدي عشاء تكريميا على شرف العماد عون والوفد المرافق في القصر البلدي الجديد في حضور نواب التكتل وشخصيات وفاعليات المنطقة

ثم ألقى العماد ميشال عون كلمة في الجموع المحتشدة قال فيها:

إخوتي وأحبّائي،

نحن اليوم في الذّكرى العشرين ل 13 تشرين 1990، ذلك اليوم الذي فقدنا فيه سيادتنا واستقلالنا وحريتنا. خسرنا 20 عاماً من مسيرة كنّا نأمل أن نتمكن فيها من إعمار لبنان. خلال هذه الفترة الطّويلة أمضينا 15 عاماً في الخارج، وكنا نفكّر دائماً بالعقد بيننا نحن وشهدائنا، الذين نحتفل اليوم بالصّلاة لراحة أرواحهم في الحدث، هذه القلعة الزّاوية في الصّمود اللّبناني وفي الدّفاع عن لبنان. نذكرهم كلّهم ونصلي لهم. الشّهادة على أرض الحدث امتدّت منذ العام 1975 حتّى العام 1990 وآخرها كان في 13 تشرين الأول عندما سقطت الحرية والسيادة والاستقلال على أدراج بعبدا، ضمن مخطّط واسع دَولي إقليمي ومحلي. ولكن من هم الخاسرون ومن هم الرّابحون؟ نحن شرَّفنا الخسارة، خسرنا وجبينُنا عالٍ، ولكن من ربحوا يومها كانوا راكعين وزاحفين.

وبالمناسبة، أتذكّر اليوم دولة صديقة وضعت كلَّ إمكاناتها حتّى توقِف إطلاق النّار وتوقِف المجزرة، وهي الدولة الفرنسية الّتي التزمت وظلّت في حينه أمينة ووفيّة لمبادئها وإلى لبنان الصّديق ، وإن شاء الله سنرى فرنسا تعودُ في القريب إلى هذا الدّور، دور الوفاء للحق لأنّها دولة قانون ودولة حقوق وهي دائماً تنتصر للقضايا العادلة.

لبنان اليوم بحاجة إلى عودة استقراره وبناء دولته. قد نكون تسرّعنا في العام 2005 عندما صَفَّقنا لاستعادة السّيادة والحرية والاستقلال، لأننا في الواقع لم نسترجع هذه القيم الوطنية بعد؛ فالفئة الّتي خسرنا هذه القيم على يدِها بقيت في الحكم، وظلّت تمارس نفس الخضوع والتّبعية لبعض الأوصياء في الشّرق الأوسط وفي الخارج البعيد.

لذلك، إن مرحلة نضالنا لم تنتهِ، والجهدُ لا يزال مطلوباً منكم. صحيحٌ أنّنا ندعو للإصلاح وللتّغيير ولكنّنا بحاجة إلى نضال مستمر، إيّاكم والقَول: "لدينا نوّاب يطالبون"... نحن في حاجة إلى جميع القوى الشّعبية حتّى تدعمَنا، لأنّهم، اليوم، ومع وسائل الإعلام وطرقهم التّقنية الحديثة الّتي يستعملونها، يبعثرون الرّأي العام ويقسمونه قِطَعاً قِطَعاً حتّى لا يشعُرَ أحدٌ أنّه مدعومٌ وقادر على فِعل أيّ شيء. نريد تحديد أهدافنا وأولها بناء الدّولة، حتّى نقدر على الخروج من هذه المنهجية الّتي قوقَعَتنا في المياه الآسنة، والّتي لا يخرجُ منها أحد!

لا يمكننا القّول أنّنا أُصِبنا بخيبة أمل؛ فصحيحٌ أنّنا لم نحقّق كلّ شيء ولكن تحقّقت أشياء كثيرة، فيكفي أنّنا نجتمع اليوم تحت سماءٍ بالفعل حرّة، وإن كان علينا أن نجاهد لتحصينها. يجب أن نجاهد حتّى نرسّخ مفهوماً جديداً في الحُكم؛ فالحكم ليس لمصلحة الحاكم، من يحكم لمصلحة الحاكم هو من يستفيد ويسرق الحكم ويسرق الخيرات ويسرق أموالَكم وأرزاقَكم، الحكم هو لمصلحتكم وإن لم يكُن كذلك فهو سرقة، وهو ما تعيشونه اليوم!

يجب إعطاء معنى لشهادة رفاقنا الّذين استشهدوا ولشهادة الأحياء منهم، وأعني المفقودين. وفي هذا الموضوع نتمنّى من الحكومة الّتي أخذت الموضوع على عاتقها وألّفت اللجان أن تعطي المعلومات المتوفّرة لديها لأصحاب الحق بالمعرفة أي لذوي المفقودين. نحن نبذل كلَّ الجهود حتّى نُكمل البحث والتّفتيش عنهم، ولكن لا شك أنّ لجاناً عديدة تألّفت، منها لجنة برئاسة النّائب فؤاد السّعد، ولجنة رسمية برئاسة قضاة وبإشراف وزارة العدل على ما أعتقد،.. يجب مطالبة هذه اللّجان بإعطاء أهل المفقودين المعلومات المتوفّرة لديها عن هذا الموضوع.

لا معنى للشهادة إن لم نُحَوّلها إلى إنجاز إصلاحي كبير على مستوى لبنان، لأنّ المخطّطات الإصلاحية موجودة والنّصوص لا بأس بها، لكن تنقص الشّجاعة أحياناً والأخلاق أحياناً أخرى الّتي تجعلُ من النّص شيئاً حيّاً وتحوّلُه إلى إنجاز للمصلحة العامة. اليوم نريدُ إكمالَ نضالِنا، نحن وإيّاكم. نريد تغييرَ الأشياء السّيئة الّتي ورِثناها والّتي خربَت المجتمع وسبّبت له اليأس.

اليوم، كلّ الأحاديث، كلّ الإعلام، كلّ الخطابات، هي لتيئيسِكم من إمكانية الإصلاح وبناء الدّولة، وهذه هي الغاية من الإعلام الحالي ومن تكرار فكرة أنّ لا شيء ممكن أن يتحسّن، حتّى تستسلموا لواقع نرفضه.

لقد حقّقنا إنجازات كثيرة، يكفي أن تتابعونا في مجلس النّواب حتى تروا كيف نضبط الأموال السّائبة في الدّولة الّتي يمدُّ الجميع يدَه عليها، وكيف نضبط ونحاول ضبط الأمن الميليشياوي الّذي صارَ رسمياً، وكيف نحاول إصلاح القضاء...

نريد إعادة إحياء القوى الحيّة في مجتمعنا لأنّ هذه القوى أصبحت مُدجّنة، وبصورةٍ خاصّة طلابَ الجامعات الّذين هم بالفعل الجيل الطّالع الّذي عليه أن يتابعنا ويتسلّمَ منّا المسؤولية. اليوم، إدارات الجامعات في أغلبِها، تهمّشُ الطالب الجامعيّ وتريدُ أن تعزلَه عن القضايا الوطنية الّتي يسمّونها سياسة. على الجامعي أن يتمرّس في حياته الوطنية السّياسية حتّى يكونَ عند دخوله المجتمع أهلاً لامتلاكِ خياراتٍ سليمة. لذلك، عندما تسنح الفرصة للنّقاش مع الأساتذة والطّلاب والهيئات، نحن مستعدّون للنّقاش حول المواضيع العامة وما نطرح على المجتمع من أفكار، ولكن على الجامعات أن تشعرَ بمسؤوليتها وألا تهمّشَ الشّباب أو توصدَ الأبواب بوجه الإصلاحيّين. لا يجوز أن يُعامَل الجميع في لبنان بالمثل: من ينشر التّطرف ومن ينشر الاعتدال، من ينشر الإصلاح ومن ينشر الفساد، لا يجب أن يتساووا في عيون النّاس ولا أن يوضعوا في سلّة واحدة فيُقال عنهم لا نريد هذا ولا ذاك، لأنّه عندها نعرف أنّ من يرفض يكون من فئة الفاسدين ولا يريد الإصلاح.

نحن لسنا على موعدٍ معكم ليوم واحد، كنّا معكم على موعد منذ عشرات السّنين وسنبقى على مدى الحياة، الحدت في قلبنا وفي فكرنا، ونريد التّقدم معكم دائماً في هذا الوطن.

عشتم وعاش لبنان.

 

 محفوض: إن لم تكن انت قاتل الرئيس الحريري وكلّ الرفاق الشهداء لماذا أنت خائف؟ 

١٤ تشرين الاول ٢٠١٠

موقع 14 آذار/دعا رئيس "حركة التغيير" عضو قوى "14 آذار" المحامي ايلي محفوض قوى "14 آذار" إلى الإستمرار في خطها السيادي واستكمال المشوار. كما توجه إلى من بقي في "التيار الوطني الحر"، مطالباً إياهم بـ"نفض غيمة الغشاء السياسي" عن أعينهم، ومن ثم توجه إلى "شريكي فى الوطن حزب الله" بالقول: "لا ترفع اصبعك في وجهي ولا تهددني بسبعين 7 ايار جديد".

مواقف محفوض جاءت خلال كلمة ألقاها بعد القداس الذي أقامته "حركة التغـيير" على نية الشهداء الذين سقطوا في 13 تشرين الاول 1990، الذين توجه إليهم قائلاً: "نناديكم لنطمئنكم أنّ من باع دماؤكم بثلاثين من الفضة لم يتمكن من جعلنا ننساكم ونحيي ذكراكم... ولن نسمح لأيّ كان أن يبيع ويشتري بدمائكم ليحقق مكاسب ومناصب".

وتطرق محفوض إلى زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، متوجهاً إليه بالقول: "اذ اردت صداقتنا بعدما حللت ضيفًا اليك رسالتنا: في لبنان اليوم مشكلة كبيرة مستعصية عصيبة ولكنها ليست بمشكلة مستحيلة الحلّ.. في لبنان اليوم مجموعة مسلحة أسمت نفسها حزب الله، قاومت في السابق ولكنها لم تقتنع أنّ دورها العسكري قد انتهى.. هذه العناصر المسلحة تمويلها وتذخيرها وامداداتها تصلها من جمهوريتكم... هذه المجموعة تستقوي بكم على اللبنانيين وعلى الدولة وعلى المؤسسات"، مطالباً إياه "اذا أردت أن تبادر بالخير تجاه لبنان"، بالمسارعة الى حلّ الجناح العسكري لحزب الله "بعدما تحوّل الى عبء على لبنان وبذلك تكونون قد قدّمت خدمة كبيرة عندها وعندها فقط سنقول لك أهلاً بك ضيفًا".

وإلى سوريا، توجه محفوض بالقول: "الم يحن الوقت كي تكفي عنّا؟؟ الم يحن الوقت لكي ترفعي يدك عن لبنان؟"، مشدداً على انه لا يصدق سوريا، ولكن يعطي الثقة لرئيس الحكومة. وإذ أشار إلى انه لم ير أي تغيير في السلوك السوري مع لبنان، أكد انه لا يقف حجر عثرة بمساعي رئيس الحكومة".

وجدد محفوض التأكيد بأن سوريا تحاول اليوم إضعاف لبنان، كما حاولت في الماضي، مضيفاً: "لذلك وقفنا وسنقف بوجه أي محاولة لسورنة لبنان، ولتطويع المقاومة اللبنانية.. لسنا مضطرين لتصديق السوري ، جرّبناه كثيرًا.. خبرناه مرارًا وتكرارًا.. المآسي والويلات والدمار والقتل والحرق والمجازر لازالت آثارها في كل بيت لبناني وفي كل قرية لبنانية .. لا يمكن لأحد أن يقنعنا أن التخريب الأمني والسياسي الداخلي لا تقف سوريا وراءه.. لا يمكن لأحد أن يستغبي شعبنا وأن يستدرجه نحو طي صفحات حزينة من تاريخنا.. يريدون محو ذاكرة شعب.. وقد أوكلوا أحدهم في العملية.. زرعوه بيننا لسنوات.. ولكن انكشف وانكشفت معه اللعبة الدنيئة..لعبة جرّ المسيحيين الى نحر الذات والانتحار..".

وبعدها، توجه محفوض بثلاث رسائل إلى اللبنانيين:

"الرسالة الأولى: الى رفاقي في 14 آذار

أفتخر بكم.. أفتخر بكل فرد منكم.. وأشكر ربي أنني منكم وبينكم.. وأشكر ربي أنني شاركتكم وتشاركت معكم لحظة الاستقلال في ال 2005، وعلى الرغم من ايام الحزن يوم فقدنا أغلى الناس الاّ أننا استمرينا ولم نتراجع عن مبادىء الاستقلال.. دوركم يبقى الحفاظ على ما أنجزناه وما ينتظرنا في الأيام المقبلة قد يكون أصعب مما مرّ بنا.. وأنا أعلم أنّ دماؤكم لن تكون أغلى من دماء بيار وجبران وكلّ الشهداء.. ورسالتي لكم اليوم أن تكملوا المشوار.. ومن الآن فصاعدًا من يصرخ بوجهكم أصرخوا بوجهه وأسكتوه.. ومن يرفع أصبعه بوجهكم ألزموه بأن ينزله ولقنّوه الدرس الوطني واجعلوه يلزم حدوده.. وأنتم لستم فقط أشرف الناس بل أفضلهم وأميزهم .. عبثًا يبني البناؤون ان لم يبنِ ربّ البيت.. ولكن شعب 14 آذار أثبت أنه هو البنّاء وهو ربّ البيت. لاتخافوا من أحد أصمدوا فقضيتكم قضية حق وأنتم حتمًا منتصرون."

الرسالة الثانية: الى رفيقي في "التيار الوطني الحرّ".. الذي تشاركت معه زمن مقاومة الاحتلال.. الى رفيقي الذي يعرفني وأعرفه جيدًا.. أقول حان الوقت لتقم وتنتفض.. حان الوقت لتنفض عنك غيمة الغشاء السياسي.. حان الوقت لتستعيد عافيتك.. حان الوقت لتصرخ بما تفكر به لا بما أصبحت أسيره لا تسمح بأن تكون شريكًا في استجرار السوري من جديد.. لا تسمح باستغلال قيمتك كشريك فعّال في المواطنية والهوية.. وتذكرّ أننا واياك باقون هنا وهم الى زوال، دعوتي لكم أن تعودوا كما كنتم ان تعودوا أنتم، عودوا تيار عودوا تيار كما كان تيار ووطني وحرّ ..

الرسالة الثالثة: الى شريكي في الوطن.. عنصر حزب الله.. أنتَ لبناني شئت أم أبيت.. أنت شريكي في الوطن شئت أم أبيت.. أيّ خراب في لبنان.. أي تدمير أو قتل انت ونحن ندفع ثمنه لا السوري ولا الايراني ولا الاميركي ولا الفرنسي ولا أي بلد في العالم.. أنا أبقى لك.. حملت السلاح سابقًا بوجه إسرائيل وقاومت الاحتلال.. وحسناً فعلت.. ولكن اليوم ماذا تفعل بالسلاح؟ والى أين تأخذ أهلك مع هذا السلاح؟ لا تمنع العدالة من لفظ حكمها.. وإن لم تكن أنت قاتل الرئيس الحريري وكلّ الرفاق الشهداء ممن أنت خائف ولماذا تخاف طالما أنك متأكدّ من براءتك؟ أوقف التعطيل، وأوقف سياسة الهوبرة والفوقية، وأوقف رفع السلاح على شركائك في الوطن، وامنع نفسك عن اقتحام مقرات الدولة اللبنانية، مشهدك في المطار أساء اليك ورسخّك ميليشيا بالفعل وليس فقط بالقول.. يا شريكي في الوطن عنصر في حزب الله.. لا ترفع اصبعك في وجهي ولا تهددني بسبعين 7 ايار جديد.. وسلاحك خبئه في البيت أمّا صواريخك فسلمها للجيش.. ولا تعتقد أنك ستتمكن من تركيع اللبنانيين او ترويضهم او تطويعهم او جعلهم يستسلمون لك.. وعندما تريد مخاطبتي أنزل اصبعك وكلّمني بهدوء ولا تصرخ بوجهي لأنك لا تخيفني..لم تخفني ولن تخيفني.

ونصيحتي لكَ قبل أن يذبحك مشغليك.. عد لبنانيًا فنحن بانتظارك !!"

أقيم القداس في كنيسة مار الياس الأثرية ـ أنطلياس، ترأسه رئيس الدير الأب جوزف عبدالساتر ممثلاً البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير، وحضر شخصيات سياسية وحزبية من بينها: النائب فريد حبيب ممثلاً رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، عضو المكتب السياسي الكتائبي ميشال خوري ممثلاً الرئيس أمين الجميَل، النائب ايلي ماروني، الرائد أسمر ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. كما حضرت قيادات سابقة في "التيار الوطني الحرّ" بالاضافة الى اعضاء من الامانة العامة لقوى "14 آذار" وأهالي الشهداء والمعتقلين في السجون السورية.

وقد ألقى الأب عبدالساتر عظة شدّد فيها على معاني الاستشهاد مذكرًا بالشهيد الأول يسوع المسيح مستذكرًا الأبوين شرفان وأبي خليل الراهبين الأنطونيين اللذين خطفا يوم 13 .

وفي احتفالية القداس تليت النوايا من قبل القياديين السابقين في التيار عبدالله الخوري وبسام آغا وذوي الشهداء. د

 

عون يتوسل الحرب تخلصاً من أخصامه

اعداد: المركز اللبناني للمعلومات

 لبنان: لم يعد يشكل التيار العوني طرفا منافسا لـ"القوات اللبنانية" داخل البيئة المسيحية، وهذا الاعتقاد مرده إلى إخراج عون نفسه من "حلبة المنافسة" التي تنافس عليها المسيحيون تاريخيا، إذ لم يكن الخلاف يوما داخل البيئة المسيحية حول خيارات وطنية أساسية، إلا لدى قلة منهم لم يكن لديها أي وزن أو تأثير، وبالتالي بعد التحول الذي قام به عون في تحالفه مع "حزب الله" وتبني كل منظومته الفكرية والايديولوجية من التمسك بالسلاح الميليشياوي إلى اعتبار ان الغرب عدو للبنان، نشأ داخل الوسط المسيحي صراع بين خيارين: الخيار المسيحي التاريخي الذي لا يرى مستقبلا للمسيحيين خارج الشرعيات المحلية والعربية والدولية، وخارج ثقافة الاعتدال ومبدأ التسوية السياسية على أساس خيارات دولتية. والخيار الأقلوي المسيحي الذي أعطاه عون بعدا شعبيا والقائم على مبدأ الخوف من الآخر وعجز المسيحيين عن حماية وجودهم بمعزل عن التحالف مع سوريا أو "حزب الله"، هذا التحالف الذي يتخلون عبره عن السيادة اللبنانية.

فالخيار الأقلوي مهما راكم من شعبية يبقى خيارا أقلويا، لأنه ناتج عن ظروف استثنائية وغير طبيعية أولا، وكونه لا ينسجم مع تطلعات الجماعة المسيحية والمواطن المسيحي في آن ثانيا، هذه الجماعة القائمة كل فلسفتها على مبدأ الحرية والتي لا يمكن لها أن تعيش مقيدة في حريتها ومسيّرة في خياراتها انطلاقا من حسابات الدولة أو الفئة الوصية عليها، وهذا المواطن المسيحي الذي يريد العيش في دولة طبيعية ووطن لا يكون ساحة دائمة للحرب ومسرحا لها. ومن هنا، فإن خيار عون ليس فقط خيارا غير شعبي، إنما هو خيار انتحاري ويؤدي مع الوقت إلى زوال الجماعة المسيحية عن هذه البقعة من الأرض.

فالصراع بين عون و"القوات" إذا هو صراع بين خيارين سياسيين متناقضيين، وقد جاءت الانتخابات النيابية في العام 2009 لتظهر لعون أن الشعبية التي حصدها في الانتخابات التي سبقتها بدأت بالتآكل التدريجي لجملة أسباب أبرزها سياسي لجهة أن خياره لا ينسجم مع الشريحة المسيحية المستقلة وغير المحزبة والمنحازة باستمرار إلى خيار الدولة والاستقرار، وأهمها تنظيمي لناحية تراجعه عن وعوده ببناء حزب حديث وديمقراطي وعابر للطوائف يشكل سابقة في الحياة السياسية اللبنانية. وهذا بالإضافة إلى أن الرأي العام المسيحي المستقل لا يستسيغ سياسة "الأرض المحروقة" التي يمارسها عون بسعيه إلى شطب أو ترويض كل من ليس معه، وأكبر دليل عداوته مع البطريرك الماروني ورئيس الجمهورية والأحزاب المسيحية والشخصيات السياسية المستقلة التي لا تدور في فلكه، خصوصا أن هذه السياسة مناقضة ومخالفة لطبيعة البيئة المسيحية السياسية المعروفة تاريخيا بتنوعها وتعددها.

فهذا التراجع في الشعبية العونية مرشح للاستمرار، وهو لن يتوقف إلا عند حدود القاعدة العونية الصلبة، هذه القاعدة التي تتآكل بدورها من الداخل بفعل تغليب المحازبين المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية اقتداءً برئيسهم الذي يكيف سياساته وفق مصالحه. ولعل إدراك عون لواقع وحقيقة أن المزاج المسيحي لم يتقبل تحالفه مع "حزب الله" دفعه إلى التفكير بخيارات انقلابية للوصول إلى السلطة، لأن صندوقة الاقتراع لن تمنحه الفرصة، وهو أكبر مبدد للفرص على حساب الناس ومصالحهم وحياتهم، لتحقيق أهدافه المحض سلطوية.

وهذا ما يفسر ترحيبه بأحداث 7 أيار رافعا عبارته الشهيرة "لقد أعدنا التران إلى السكة" مطمئناً الناس إلى طبيعة الحكم الانقلابي الآتي. وهذا ما يفسر أيضا السيناريو الأمني الذي نشرته صحيفة "السفير"، ولم يتنصل منه، والذي حاول عبره إقناع السيد حسن نصرالله، وهو لا يحتاج إلى من يقنعه أصلا، بضرورة وضع يده على البلد عسكريا قبل فوات الآوان، لأن "معلوماته" تشير إلى وجود توجه دولي لضرب "حزب الله" في ظل وجود بيئات لبنانية حاضنة لهذا التوجه ولا سيما مسيحية قاصدا "القوات اللبنانية"، وبالتالي ما عليه سوى الالتفاف على هذا المخطط بضربة استباقية. وهذا ما يفسر أخيرا تحريض "حزب الله"، وهو لا يحتاج إلى تحريض، على القيام بعمل عسكري يستهدف المناطق المسيحية ردا على القرار الظني الذي يحكى بأنه سيتهم عناصر من "حزب الله" باغتيال الحريري.

فعندما أيقن عون أن خياره السياسي غير شعبي مسيحيا، وأن أخصامه على الساحة المسيحية وفي طليعتهم "القوات اللبنانية" يراكمون شعبيا بشكل تدريجي وثابت، بينما هو يتراجع بشكل تدريجي وثابت، راح يتوسل سيناريوات عسكرية للتخلص من أخصامه المسيحيين بواسطة ميليشيا "حزب الله"، لأن لا مستقبل له ولتياره في ظل قواعد اللعبة السياسية الراهنة، ولا أفق لمظلة "مسيحية- وطنية" لـ"حزب الله" في ظل الانهيار المتمادي في الحالة العونية.

ولكن ما لا يدركه عون أن أي مغامرة عسكرية يقدم عليها "حزب الله" ستساهم في تسريع نهاية الحزب واستطرادا التيار العوني الذي لا تأثير له بمعزل عن "حزب الله"، وأما السبب في ذلك فعائد لكون الأمور ليست سائبة كما يعتقد بعضهم أو يتوهم.

 المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

القسم: قراءة سياسية

الاربعاء 13 تشرين الاول

 

أصدقاء الراهبين شرفان وأبو خليل" طالبوا بكشف مصيرهما وجميع المفقودين والأسرى

وطنية - 14/10/2010 أصدر "أصدقاء الراهبين الأنطونيين الأبوين البير شرفان وسليمان أبو خليل" بيانا في الذكرى العشرين لتغييبهما، قالوا فيه "إننا لم نكن نتوقع ان يطول زلزال 13 تشرين الاول 1990 راهبين كرسا حياتهما للصلاة والعبادة والفن وخدمة الناس، وقد طالهما". وسألوا "لماذا طال التغييب راهبيين لم يكن لديهما عداوة مع أحد، وطال معهما سيدة عجوزا وآخرين، وذلك عندما استباحت الجيوش حرمة ديرهما الذي جعلاه ساحة لقاء للمحبة بين جميع الناس. ولماذا سكتت الدول وجمعيات حقوق الانسان عن أمر هذا التغييب اللاإنسانية ولم تعلن عن أسبابه ودوافعه؟ ولماذا أحجمت اللجنة التي شكلتها الحكومة اللبنانية للبحث عن الاسرى والمفقودين، ومنهم صديقانا، عن إعلان النتائج التي توصلت اليها؟" أضاف البيان: "ألا يحق لهذين الكاهنين ولمن لهم المصير نفسه، أن ينالوا ما ينال غيرهم من اهتمام حكومي ورسمي وشعبي لجهة المطالبة بكشف حقيقة مصيرهم؟. ولماذا تمر ذكرى تغييبهما وتغييب آخرين معهما، ولا تعطى ما أعطي لمثيلاتها، من مواقف شاجبة من ناحية ومطالبة بالحق وباحترام متجرد لكرامة الناس ولشعور أهل المفقودين عموما وأصدقائهم من ناحية أخرى؟". وطالب "المسؤولين، في لبنان والعالم، بالعمل على كشف مصيرهما ومصير جميع المفقودين والاسرى". وختم البيان: "نقدر ما تقوم به الرهبانية الانطونية مع أهل الراهبين المذكورين من جهود للتوصل الى الحقيقة والحق، ونحن نعتبر أنفسنا معنيين بالصلوات التي دعت الرهبانية الى تنظيمها في أديارها ومراكزها".

 

اللبنانية الحرة": بدعة البدع اتهام اهالي المعتقلين في السجون السورية أنهم يخدمون اسرائيل

وطنية - 14/10/2010 اعتبرت "الحركة اللبنانية الحرة" في بيان اصدرته اليوم، اثر اجتماع عقده المكتب السياسي للحركة برئاسة بسام خضر آغا، ولمناسبة الذكرى العشرين ل13 تشرين الاول، ان "بدعة البدع هي اتهام امهات واهالي المعتقلين في السجون السورية، بأنهم يخدمون اسرائيل لأنهم طالبوا بأولادهم واصبح المصابون بالجاسوسية الحادة يرون في كل تحرك من اجل اي مطلب عليه بصمات اسرائيلية".

 

قداس في ذكرى شهداء 13 تشرين في بجدرفل

الخوري فرح: التضحية في سبيل الحرية تهون وإن غلت

وطنية - 14/10/2010 أحيت هيئة بجدرفل في "التيار الوطني الحر" قداسا إحتفاليا في ذكرى شهداء 13 تشرين من الجيش والصليب الأحمر من أبناء البلدة، برعاية رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي مثله وزير الطاقة والمياه جبران باسيل.

واحتفل بالذبيحة الإلهية الخوري بطرس فرح في كنيسة مار بندي ليمون الرعائية في البلدة، في حضور سمير الحصري ممثلا رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية، الرائد جورج شويري ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، منسق قضاء البترون في "التيار الوطني الحر" طوني نصر، رئيس هيئة الطوارىء الشعبية المحامي حنا البيطار، وممثلين للصليب الأحمر ورئيس بلدية عبرين ساسين فارس ومنسق هيئة بجدرفل في التيار سجيع لحود ومختار البلدة وحشد من الفاعليات وأهالي الشهداء وأبناء بجدرفل والبلدات المجاورة.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الخوري فرح عظة تحت عنوان "إن حبة القمح إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى وحيدة"، وقال: "نعود لنقف وقفة صلاة لمن سقى الأرض بدمائه، لمن ضحى في سبيل وطن فنظر إلى مستقبله ورآه ساطعا متلألئا على صفحات دمائه الطاهرة، وإن غلت التضحية، فإنها في سبيل الحرية تهون. نذكر من رأى فيهم القديس يوحنا "هم الذين أتوا من الضيق الشديد وقد غسلوا حللهم وبيضوها بدم الحمل"، ولذا فالجالس على العرش يظللهم بخيمته ... والله يمسح كل دمعة من دموعهم". هم الذين ضحوا بكل شيء، وأكثر ما يحزنهم دموع الثكالى والاسوداد الذي لحف الأجساد".

أضاف: "نذكر من رأى في الوطن قضية ومن رأى الإنسانية في أي كان، فكان حاملا لكل جريح بغض النظر عن العرق، ونذكر الذي تحمل الصعاب ونال الإستشهاد في سبيل الخدمة المجانية. فالشهداء أساس الحضارة لأنهم كما يقول القديس إغناطيوس الإنطاكي: دم الشهداء بذار القديسين، وهل أرقى من حضارة القديسين؟ وإذا عدنا إلى الكتاب المقدس، فالإستشهاد لا ينفصل أبدا عن الشهادة الصادقة، وأول شهيد بحسب الكتاب هو هابيل الذي سقط على يد أخيه قايين، والسبب هو الحسد الذي عمر في قلب أخيه وما زال يقتل أحباء ويحول دماء شهدائنا إلى دموع الحسرة، وكأن دماءهم سقطت هدرا. فيعقوب أبو الآباء، عندما نقل إليه خبر قتل إبنه يوسف، والسبب حسد أخوته، قال: "لقد أحدرتم شيبتي إلى الجحيم بحسرة".

فلا نسمح بتصرفاتنا أن يكون استشهادهم مرحلة انتهت، إنما هم لنا شوكة تنعرنا بما للخير من حق علينا لنفعله، هم لنا مرآة عن أنوار الملكوت: فالشهيد الأول ما بعد المسيح، القديس إسطفانوس وهو يتلقى أحجار الحقد "نظر إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله ويسوع واقفا عن يمين الله، فقال: أرى السماء مفتوحة..." فللشهداء الجنة ومن فيها".

وتابع: "لقد ضحوا بالغالي، فلنعطهم الأغلى مما عندنا: فكان القداس مع الجهد بتصحيح مسالك طرق روحية وأخلاقية وعرة، ومع دموع تغسل ما فينا من ضعف لكي تشكل نهرا صافيا من عاطفة الأم وانحناءة رقبة الزوجة، ومن تفتيش طفل عن وجه أبيه المطمئن ومن عصا عجوز كسرتها الأيام... هذه الدموع تشكل جسرا روحيا به نرسل أصفى الأمنيات لمن راحوا، وكلنا رجاء بغد أفضل".

وختم: "شهداؤنا سقطوا بكبر، والأبطال هكذا يسقطون، ونحن بالترنيم نرافقهم وعندنا الثقة بأن دم الشهداء كمراد العلماء، فمن سقط من إنسان ووطن كمن يطور حياة إنسان ويعلي شأن وطن. فالحياة الأبدية لمن نذكر من شهداء الجيش اللبناني، إن انتموا إلى هذه الرعية أو إلى غيرها، ونذكر شهداء الإنسانية والواجب، شهداء الصليب الأحمر اللبناني لكي يكونوا جميعا أغراسا طيبة في جنة الخلد ينثرون علينا ثمار الرجاء ويحيوننا بنغمات القديسين، ويكفكف الله بشفاعتهم دموع المحزونين ويعطينا الحياة الأبدية".

وفي الختام وزعت الشموع والقرابين المقدسة عن أرواح الشهداء بعد تلاوة صلاة وضع البخور عن أرواحهم.