المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 1 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .54-49:11

ولِذلِك قالَت حِكمَةُ الله: سأُرسِلُ إِليهِمِ الأَنبِياءَ والرُّسُل، وسيقتُلونَ مِنهُم ويَضطَهِدون، حتَّى يُطاَلبَ هذا الجيلُ بدَمِ جَميعِ الأَنبياءِ الَّذي سُفِكَ مُنذُ إِنشاءِ العالَم، مِن دَمِ هابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذي هَلَكَ بَينَ المَذَبحِ والهَيكَل. أَقولُ لَكُم: أَجَل، إِنَّه سَيُطالَبُ بِه هذا الجيل. الوَيلُ لَكُم يا عُلَماءَ الشَّريعَة، قَدِ استَولَيتُم على مِفتاحِ المَعرِفة، فلم تَدخُلوا أَنتُم، والَّذينَ أَرادوا الدُّخولَ مَنَعتُموهم». فلمَّا خَرَجَ مِن هُناك، بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه إلى الكَلامِ على أُمورٍ كَثيرة، وهُم يَنصُبونَ المَكايِدَ لِيَصطادوا مِن فَمِه كَلِمَة.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين شمس الدين وباسيل ورئيس الدستوري: مطالب لبنان حيال المساعي الهادفة إلى إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط

هي استكمال تنفيذ القرارين 1701 و425 وإيجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين

أوغلو: تركيا ستبقى ضمن "اليونيفيل" في الجنوب ما دام لبنان يرى حاجة الى ذلك

وطنية - 31/7/2009 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تأكيد مطالب لبنان المعروفة حيال المساعي الهادفة إلى إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي استكمال تنفيذ القرار 1701 والقرار 425 الذي ينص على الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة بلا قيد أو شرط وإيجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين من طريق إعطائهم حقوقهم وفي طليعتها حق العودة. وأبلغ الرئيس سليمان إلى وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أن لبنان يشارك في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل يرتكز على مؤتمر مدريد والضمانات المعطاة وعلى المبادرة العربية للسلام. وشكر الرئيس سليمان لتركيا مساعداتها للبنان ووقوفها إلى جانبه، مشيرا إلى أن التوجه إلى تعزيز هذه العلاقات سينطلق بعد تأليف الحكومة الجديدة، ومنوها بالوحدة التركية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية. وحمل الوزير أوغلو تحياته إلى المسؤولين الأتراك.

وكان الوزير أوغلو أطلع رئيس الجمهورية على أهداف زيارته للبنان، لافتا إلى أنها "تصب أولا في تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة"، وناقلا تحيات الرئيس عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، "وثانيا في إطار الاتصالات التي تجريها تركيا للتعجيل في إطلاق مسيرة السلام في المنطقة من جهة وإعادة استئناف المفاوضات السورية-الإسرائيلية برعاية تركية من جهة ثانية". وختم الوزير أوغلو لافتا إلى أن تركيا ستبقى ضمن "اليونيفيل" في الجنوب ما دام لبنان يرى حاجة الى ذلك.

الوزيران شمس الدين وباسيل

وعرض الرئيس سليمان مع كل من وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين والاتصالات جبران باسيل الأوضاع العامة وشؤون وزارتيهما.

رئيس المجلس الدستوري

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان على عمل المجلس خصوصا أن عددا من الطعون النيابية تم رفعها إليه.

المكتب التنفيذي لنقابة الصحافة

وزار بعبدا وفد المكتب التنفيذي لنقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد بعلبكي وعضوية كل من السادة جورج سكاف، كميل منسى والياس عون، وتناول البحث شؤونا نقابية.

المخيم الثالث للشباب

واستقبل الرئيس سليمان ظهرا وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري مع وفد من الشباب الفلسطيني المشارك في المخيم الشبابي الثالث الذي استضافه دير المخلص في جون.

ولفتت الوزيرة الحريري إلى ان عنوان المخيم هو حق العودة، مشيدة ب"الأخوة العميقة بين الشباب اللبناني والفلسطيني".

ونوه الرئيس سليمان بمثل هذه المخيمات مشيرا إلى أن حصولها بين الشباب يفتح امامهم باب المستقبل، ومشددا على أن لبنان من أكثر المتشبثين بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم، ومطالبته بمنع التوطين هي لإثبات حق العودة الذي لا حل حقيقيا في المنطقة من دونه.

النادي اللبناني للسيارات

وعلى صعيد آخر استقبل الرئيس سليمان مجلس إدارة النادي اللبناني للسيارات برئاسة الشيخ فؤاد الخازن الذي أطلعه على نشاطات النادي خصوصا على المستوى السياحي والرياضي.

 

النائب فرعون: الاجهزة مطالبة بابراز ما لديها في قضية يوسف صادر

وطنية - 31/7/2009 أصدر النائب ميشال فرعون بيانا جاء فيه: "في خضم الكلام عن قرب اعلان التشكيلة الحكومية التي تشكل انفراجا للبنانيين، يهمنا التذكير بقضية انسانية لا يجب ان تغيب عن بال جميع المسؤولين وهي قضية اختفاء المواطن يوسف صادر". وقال: "بعد مرور اشهر على اختفاء صادر وغياب اي معلومات عن مكان وجوده، باتت الاجهزة الرسمية مطالبة بإبراز ما لديها من معلومات في هذا الصدد لتطمين عائلته وللتأكيد امام الرأي العام بأن لا سلطة فوق سلطة القانون". واشار الى "انه بغض النظر عن الاسباب التي تكمن وراء خطف المواطن يوسف صادر، فإن الجهات الرسمية المعنية مطالبة بتوضيح ملابسات هذه القضية منعا للتأويلات والتفسيرات المختلفة والعمل على الافراج عنه اذا لم يكن مرتكبا لاي مخالفات او محاسبته وفق القوانين المرعية الاجراء". وكان النائب فرعون اجرى اتصالا براعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد للتباحث معه في مسألة اختفاء المواطن يوسف صادر.

 

اوباما يمدد العقوبات على سوريين متهمين بالتدخل في لبنان

اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما مدد الخميس العقوبات المفروضة على شخصيات سورية او قريبة من سوريا متهمة بالتدخل او العنف في لبنان، على رغم مؤشرات ايجابية صادرة عن دمشق. وقال اوباما في وثيقة رسمية اصدرها البيت الابيض "خلال الاشهر الستة الاخيرة، استخدمت الولايات المتحدة الحوار مع الحكومة السورية للرد على هواجسهم وتحديد المصالح المشتركة بما فيها دعم السيادة اللبنانية. وكتب اوباما في هذه الوثيقة التي ارسلت الى الكونغرس "على رغم التطورات الايجابية خلال السنة المنصرمة، كاقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء بين لبنان وسوريا، تستمر تحركات بعض الافراد في المساهمة في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان والمنطقة، وتشكل تهديدا مستمرا واستثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وقرر ايضا تمديد العقوبات التي فرضها في الاول من آب 2007 سلفه جورج بوش، لمدة سنة كما قال. وكان بوش امر انذاك بتجميد ارصدة افراد يؤثرون على السيادة اللبنانية ويعملون لتدخل سوريا في لبنان. وقد فرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على سوريا. ومع وصول اوباما الى الرئاسة، بدأآ تقاربا حذرا نظرا الى الدور تضطلع به او يمكن ان تضطلع به سوريا في المنطقة ولبنان والعراق او في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

وبذلك قامت ادارة اوباما بخطوة حيال سوريا عبر تخفيف ضغط العقوبات التجاري

 

باسيل بعد لقائه الحريري: العقدة لا تكمن في مكان معيّن.. ولا شيء مقفلاً

الجمعة 31 تموز 2009/لبنان الآن

استقبل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير الاتصالات جبران باسيل وعرض معه آخر ما توصّلت اليه الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، وبعد الاجتماع الذي استمر ساعة وربع الساعة اكتفى باسيل بالقول: "إن كل المواضيع مطروحة للبحث، والأجواء إيجابية جدًا ولا شيء مقفلاً من قبلنا ولا من قبل الرئيس المكلّف". وردًا على سؤال حول ما اذا كان توزيره هو العقدة امام تشكيل الحكومة، قال باسيل: "إن هذا الموضوع لم تتم مقاربته اطلاقًا، والحديث عنه هو عقدة مصطنعة"، وأضاف: "إن العقدة لا تكمن في مكان معيّن، فالبحث لا يزال مستمرًا والاجتماعات ستتواصل". وعن احتمال عقد لقاء قريب بين الرئيس المكلّف والعماد ميشال عون، أجاب باسيل: "من الممكن ان يحصل هذا اللقاء في أي وقت بعد أن تحرز الاتصالات تقدمًا". وفي مجال آخر، كان الرئيس الحريري قد استقبل عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض في حضور النائب هادي حبيش.

 

رعد: أي عدوان إسرائيلي على إيران سيكون مقدمة لحرب أوسع تطال كل المنطقة

الجمعة 31 تموز 2009/لبنان الآن

أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "المقاومة ليست في خطر، وأن قوتها هي التي تضعها في دائرة الاستهداف"، مشدداً على أن "المعارضة ستكون ضد أي محاولة لفرض شروط تخرج الحكومة عن التزاماتها التي ترد في البيان الوزاري". وفي مقابلة أجرتها معه مجلة "منبر التوحيد" تُنشر غداً، اعتبر رعد أن "المحكمة الدولية هي اليوم امام اختبار عدم التسييس، وهي في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من الذين يتابعونها، وهي لا تملك المصداقية الكافية التي تستطيع ان تسوّق لإجراءاتها". كما استبعد رعد "تعديل القرار 1701 وحدوث حرب جديدة على لبنان والمنطقة، وخصوصًا على ايران، لأن أي عدوان اسرائيلي على ايران سيكون مقدمة لحرب أوسع وأشمل تطال نيرانها كل المنطقة".

وعن التقارب مع الحزب "التقدمي الاشتراكي"، أكد رعد أن "هناك توجهًا نحو إزالة أسباب التوتر والانطلاق على قاعدة تهدئة الاوضاع، من دون البحث في الخيارات السياسية عبر اتخاذ المواقف وتبنّي التحالفات".

 

البطريرك صفير استقبل بطريرك السريان الكاثوليك وقائد الجيش

النائب رحمة: نتمنى أن يصل الشارع المسيحي الى حالة المصالحة الشاملة

وطنية - 31/7/2009 اطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على الأوضاع الأمنية على الساحة المحلية من قائد الجيش العماد جان قهوجي.

وكان العماد قهوجي قد وصل الى الديمان على متن مروحية عسكرية بمواكبة مروحية أخرى، واستقبله عند مدخل الصرح النائب البطريركي العام على الجبة المطران فرنسيس البيسري وأمين سر البطريركية الخوري ميشال عويط والوكيل البطريركي في الديمان المونسنيور فؤاد بربور.

واستقبل البطريرك صفير العماد قهوجي في الصالون الكبير حيث كانت استراحة قصيرة قدم خلالها العماد قهوجي الى البطريرك درع قيادة الجيش عربون إجلال وتقدير.

ثم عقدت خلوة على شرفه في جناح البطريرك الخاص دامت نحو 55 دقيقة، واستكملت المحادثات الى مائدة الغداء.

والتقى البطريرك أيضا رئيس حزب التضامن النائب اميل رحمه يرافقه فيصل الحبشي.

وبعد اللقاء قال النائب رحمه: "وجهت الدعوة الى صاحب الغبطة للمشاركة في اللقاء الذي دعونا اليه الرابطة المارونية وعددا من القيادات اللبنانية، والذي سيعقد نهار الأحد في التاسع من آب المقبل في الأنطش الماروني في بعلبك، وقد أخذت بركة غبطته وإرشاداته الأبوية".

وعن المصالحات المسيحية وزيارة النائب سليمان فرنجية للديمان قال النائب رحمه: "هذا الموضوع يحدده الوزير فرنجية ابن هذا الصرح، أما الرابطة الماروني فهي اليوم في بنشعي وتقوم بواجبها، ونحن نشد على أيدي مسؤوليها الذين نحييهم ونؤكد اننا بتصرفهم. اللقاءات في الرابطة المارونية جيدة ومثمرة والخطاب السياسي مشجع ، وخطاب الدكتور سمير جعجع مساعد ومفيد، وهذا قاله له النائب فرنجية في أحد تصريحاته، ونتمنى أن يصل الشارع المسيحي الى حالة المصالحة الشاملة مع استمرار حق الإختلاف السياسي، وهو دليل عافية".

وأضاف: "ان المسيحيين لم يعودوا قادرين على الإستمرار في حال الخلاف، أما في حال الإختلاف على أساس المصالحة والتنوع فنحن مدعوون الى أن نكون كذلك".

وحول تشكيل الحكومة قال: "نحن ككتلة سنتمثل في الحكومة بوزير وحقيبة. وكنا نتمنى أن تشكل الحكومة قبل عيد الجيش لكي يكون رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة والحكومة الجديدة، ولكن يبدو أن هناك بعض العقبات التي توجب تأخير تشكيل الحكومة بضعة أيام، وهذه العقبات ليست من جانب المعارضة، وان نفس الاستئثار يجب أن يسقط نهائيا توصلا الى حكومة شراكة وطنية حقيقية، وهذا هو خطاب المعارضة منذ 2005 حتى اليوم".

وفي الديمان أيضا الخوري يوحنا مخلوف الذي قدم الى البطريرك كتابه الجديد "نساك اهدنيون".

كما استقبل النائب السابق كميل زيادة، وبطريرك السريان الكاثوليك جوزف يونان يرافقه المطران انطوان بيلوني، ثم رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين الذي قدم اليه دعوة لتدشين القصر البلدي في الميناء، فالمدعي العام في الشمال القاضي سامر غانم.

 

الأحرار: للاتّعاظ من تجارب الماضي

 التاريخ: ٣١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: خاص 

دعا المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" الى "الاتّعاظ من تجارب الماضي والحيلولة دون قيام تحالفات تتماهى مع التواطؤ ما يهدد بالانحراف والانجراف نحو مزالق صيغة الترويكا والمحاصصة ويهدد بالقضاء على إمكان المحاسبة والشفافية". ورأى المجلس في بيان اصدره بعد اجتماعه الأسبوعي، برئاسة دوري شمعون انه "مع ترجيح كفة التوصل الى صيغة الحكومة وبانتظار إبصارها النور، فإن التوزيع المعتمد فيها لا يقبل الاجتهاد أو التفسير، خصوصاً لجهة الوزراء الخمسة الذي يجسدون التوافق المتمثّل برئيس الجمهورية كضمانة لفريقي الشراكة المتقابلين"، مؤكداً ان "كل من يدلي خلاف ذلك إجهاراً أو تلميحاً، إنما يضع نفسه في خانة التشويش والاصطياد في الماء العكر ويجب حكماً فضح مناوراته والتشهير به".

وتابع البيان: "لا بد من الإشارة الى حُسن اختيار الوزراء صفات خلقية وكفاية وتجرد حيث يُنتظر منهم التصرف من منطلق الانتماء الوطني والانطلاق من رحاب الوطن لا من زاوية الخيارات العقائدية والمذهبية"، مشدداً على "ضرورة تحويل المجموعة غير المتجانسة سياسياً الى فريق عمل يحكمه مبدأ التضامن الوزاري ويدير شؤون الوطن بموجب ما تقتضيه السلطة التنفيذية".

 

عون لم يحدّد أسماء وزرائه بعد: كل ما يحكى كذب بكذب

التاريخ: ٣١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

وصف النائب ميشال عون ما يحكى عن عقدة في أسماء وزرائه في الحكومة بأنه "كذب بكذب". وقال عون خلال استقباله في الرابية وفداً من ضباط الجيش اللبناني لتهنئته بعيد الجيش: "ليلتزموا الصمت عن أسماء المرشحين، ولم نحدد بعد أسماء وزرائنا، ولدينا توزيع تقني للحقائب بحسب ملاءمة مواصفات الأشخاص لكل وزارة". وأعلن ان "موفده وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يزور اليوم رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان

 

لبنان بين كلينتون والفيصل في واشنطن اليوم 

يحضر اليوم الوضع في لبنان في محادثات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن. ومن المتوقع ان تتناول المحادثات الى جانب الملف اللبناني التطورات في المنطقة لاسيما عملية السلام

 

سليمان متفق مع الحريري على رفض توزير اي من الراسبين في الانتخابات

نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بحسب السفير، انه متفق مع الرئيس المكلف على رفض توزير اي من الراسبين في الانتخابات النيابية ولذلك فانهما لن يقبلا بتوزير احد لا من الاكثرية ولا من المعارضة من جهة اخرى، عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان المستجدات العامة مع وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الذي يواصل زياراته على المسؤولين اللبنانيين وجدد رئيس الجمهورية مطالب لبنان باستكمال تنفيذ القرارين

 

 اصوليون دخلوا من سوريا الى لبنان  

أكد مصدر امني لـ((الشراع)) وجود مجموعة من الاصوليين من جنسيات مختلفة موزعة على عدد من المناطق اللبنانية، تقوم مديرية الاستخبارات برصدها ومتابعة تحركاتها، ومعظم عناصر هذه المجموعة دخل لبنان من سوريا عبر طرقات التهريب غير الشرعية، في البقاع الغربي والشمال، بمشاركة عناصر فلسطينية من تنظيم ((جند الشام)) والجبهة الشعبية – القيادة العامة.اين هو؟ اكد مصدر اعلامي سوري معارض ان مصير المواطن السوري وسيم زكي غاوي، ما يزال مجهولاً منذ اعتقاله قبل 15 شهراً، كما ما زال اهله يواصلون البحث عنه في الفروع الامنية دون جدوى. وتقول المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا ان غاوي طالب في السنة الرابعة بكلية الاعلام في جامعة دمشق استدعي عدة مرات من قبل فرع الامن العسكري في حمص بين شباط/فبراير ونيسان/ابريل 2008 للتحقيق معه وفي 28/4/2008 تم استدعاؤه مجدداً بحجة سؤاله بعض الاسئلة فذهب الى الفرع المذكور ولكنه لم يعد منذ ذلك التاريخ، ولم يتم معرفة مكانه (لأن جهاز الامن العسكري يدعي تسليمه للأمن السياسي الذي ينكر وجوده لديه بعد ان اعترف بذلك ووعد اهله برؤيته)).

وما زال الاهل في حيرة من امرهم، فهم لم يستطيعوا رؤيته او معرفة أي شيء عنه (صحته، مكان اعتقاله..)) على الرغم من مراجعاتهم المستمرة لجهازي الامن المذكورين، وعلى الرغم من مرور قرابة 15 شهراً على غيابه، وضياع مستقبله الدراسي. وطالبت المنظمة العربية لحقوق الانسان ((السلطات المختصة والاجهزة الامنية ضرورة الافراج الفوري عن غاوي والتصريح لأهله عن وضعه ومكان وجوده، معبرة عن استجهانها بالقول ((هكذا ممارسات لا تؤدي الا للبلبلة وإقلاق المواطنين بشكل دائم)) حسب تعبير المنظمة.

وأكد المصدر ان كثيراً ما تلجأ الاجهزة الامنية في سوريا لهذا السلوك في اخفاء مصير المعتقلين لديها، فالاهالي لا يجهلون فقط اماكن اعتقال ابنائهم، بل هم لا يعرفون ايضاً التهم الموجهة اليهم ويتفاجأون بصدور احكام ضدهم دون ان يكونوا قد سمعوا قبل ذلك عن محاكماتهم.

 

ماروني: كلام نصرالله الأخير يوحي بأنه غير مهتم لأحد

المستقبل - الجمعة 31 تموز 2009 - اعتبر وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال ايلي ماروني أن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير وقوله بأنه لا يريد ضمانات من أحد "يوحي بأنه غير مهتم لأحد في الداخل"، مشيراً الى "أننا خضنا معركة في البيان الوزاري السابق من أجل وضع المقاومة في كنف الدولة". ورأى في حديث الى "أخبار المستقبل" أمس، أنه "كان يجب أن يكون هناك حكومة أكثرية، نظراً الى أننا ربحنا الإنتخابات"، لافتاً الى "أننا في حال اجتماعات مفتوحة في المكتب السياسي ويجب مراعاة تمثيل "الكتائب" في الحكومة نظراً الى حجم الحزب، وسنأخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب".

 

يديعوت أحرونوت": الولايات المتحدة لن تستطيع تعزيز صلاحيات "اليونيفيل" في لبنان

النهار/رندى حيدر     

نشرت صحيفة" يديعوت أحرونوت" أمس تقريراً لمراسلها في الولايات المتحدة جاء فيه أن الولايات المتحدة لن تقدر على تعزيز صلاحيات قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ونقل المراسل اعتراف السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأن الصلاحيات المعطاة للقوة الدولية ليست كافية ولكنها أفضل من لا شيء. ويأتي هذا الكلام بعد الشكوى التي تقدمت بها إسرائيل الى الأمم المتحدة اثر انفجار مخزن الأسلحة في قرية خربة سلم، والتظاهرة التي قام بها مدنيون لبنانيون في مزارع شبعا.

على صعيد آخر، نشرت الصحيفة أول من أمس مقالاً لمراسلها العسكري رون بن يشاي توقع فيه أن تستطيع إيران انتاج أول قنبلة نووية لها في وقت قريب للغاية. ومما جاء في المقال: "كل أجهزة المخابرات الغربية تعتقد أنه لو قررت القيادة الإيرانية تعجيل انتاجها للقنبلة النووية فإن في إستطاعتها أن تقوم بأول تجربة نووية مطلع 2010 ، لكن الضغط الدولي والإعتبارات التقنية والعسكرية دفعت بآيات الله قبل عام الى تبني استراتيجية تطوير أبطأ وأكثر تطوراً تقوم على مرحلتين: المرحلة الأولى الحالية هي مرحلة تجميع كميات كبيرة من الأورانيوم على درجة ضئيلة من التخصيب لا تتجاوز 3,5 الى 4 في المئة، وفي المقابل العمل على بناء منشآت ضخمة من آلاف مراكز الطرد القادرة على تخصيب كميات كبيرة من الأورانيوم في آن واحد. في هذه المرحلة لا تخرق إيران بنود معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والأورانيوم الضئيل التخصيب يمكن أن يستخدم كوقود في مفاعلات انتاج الكهرباء، ولا يمكن استخدامه في صنع القنبلة النووية من دون تخصيبه على درجة عالية. وهكذا لا يستطيع مراقبو اللجنة الدولية للطاقة النووية أن يقولوا ان إيران تخرق القوانين وتسعى الى إنتاج السلاح النووي، الأمر الذي يعطي روسيا والصين ذريعة لمنع فرض عقوبات قاسية على إيران.

المرحلة الثانية في المشروع النووي الإيراني مهمة للغاية. فيها يأخذ الإيرانيون الكميات الكبيرة من الأورانيوم المخصب بدرجة ضئيلة ويوزّعونها على مراكز الطرد الكثيرة والحديثة التي أقاموها سابقاً، وخلال بضعة اشهر يستطيعون الحصول على كميات كبيرة من الأورانيوام العالي التخصيب كافية لإنتاج أربعة رؤوس نووية بقوة 20 الى 40 كيلوطناً، اثنان منهما لإجراء تجارب والباقيان للاستخدام العسكري. تستطيع إيران منذ اليوم تصنيع القنبلة او الرأس النووي المجهز للتركيب على صاروخ بالاعتماد على المخططات التي باعها منها العالم الباكستاني عبد القادر خان (...) في المرحلة الثانية لن يكون في وسع إيران اخفاء تصنيعها للسلاح النووي. وسوف تستخدم الرؤوس النووية التي تصنعها ليس فقط من أجل اثبات قوتها وفرض هيمنتها على الشرق الأوسط وحماية التنظيمات الإرهابية التي تدعمها، وانما أيضاً من أجل منع دول العالم وخصوصاً دول الخليج والدول الأوروبية والأسيوية من تطبيق العقوبات المفروضة عليها (...)".

 

أوغلو: استقرار لبنان استقرار للمنطقة ونحتاج سلاماً يشمل المسارات الثلاثة

الجمعة, 31 يوليو 2009  بيروت - «الحياة»

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من بيروت: «إننا بحاجة الى سلام شامل في المنطقة، ويجب أن يشمل كل المسارات، أي المسارات الثلاثة»، مشدداً على استعداد سورية «للمساهمة ولدينا اتصالات عميقة ومشاورات مع كل الاطراف والبلدان في المنطقة، ونأمل بأن تلعب تركيا في المستقبل دوراً بناء وإيجابياً كالعادة في سبيل إرساء الاستقرار وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام وازدهار واستقرار». وقال: «نعتبر ان استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة في الشرق الأوسط».

وكان اوغلو وصل الى لبنان وأجرى سلسلة لقاءات شملت رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وتشمل اطرافاً سياسيين ممثلين في المجلس النيابي، على ان يزور القوات التركية العاملة ضمن إطار «يونيفيل» اليوم ويفتتح عدداً من المشاريع التربوية والاجتماعية التي ساهمت تركيا في بنائها وفي مقدمها مستشفى خاص في صيدا. وتخلل اللقاء مع الحريري أمس، والذي حضره السفير التركي لدى لبنان سيردار كيليك والنائب السابق باسم السبع والمستشار هاني حمود، خلوة ثنائية وصف بعدها اوغلو المحادثات بأنها ممتازة. واستكملت المحادثات الى مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري على شرف ضيفه التركي والوفد المرافق.

وأكد اوغلو في تصريح ان «لبنان بلد مهم جداً بالنسبة إلينا، وعلاقاتنا الثنائية هي من أفضل العلاقات التي تساهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة»، لافتاً الى ان الحريري «صديق قريب جداً لنا جميعاً في تركيا، وما زلنا نذكر الدور الكبير الذي لعبه والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في تدعيم العلاقات الثنائية حين زار تركيا في العام 2004 وكانت هذه الزيارة هي الأرفع مستوى لمسؤول لبناني الى تركيا، وكان لنا بعدها اتـصالات مشتركة عدة مع لبنان».

وشدد على ان «العلاقات اللبنانية - التركية مثال جيد للعلاقات في منطقتنا، ونحن مسرورون جداً للشفافية التي تمت فيها العملية الانتخابية في لبنان خلال حزيران الماضي، وهنأت الرئيس الحريري على نجاحه وعلى حكمته السياسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونأمل بأن تتكلل عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بالنجاح، وهو سيكون نجاحاً للبنان ولجميع أصدقائه، بمن فيهم تركيا ونجاح أيضاً للرئيس الحريري».

وأعلن انه نقل رسالة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى الشعب اللبناني فحواها «ان في كل الظروف فان الشعب والحكومة والقادة الاتراك سيكونون الى جانب الشعب اللبناني والحكومة المقبلة، ونأمل بأن تكون هناك قريباً زيارات على مستوى عال بين بلدينا، وبأن نكون على تواصل مع الحكومة المقبلة».

وعن دور تركي ما بين لبنان وسورية، قال أوغلو: «أنا متأكد من أن الجميع تابع الجهود التي بذلتها تركيا في المنطقة خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، فكل من سورية ولبنان هو صديق جيد لتركيا وعلاقتنا مع كليهما متكاملة، وعملنا جاهدين من اجل تطوير العلاقات بين لبنان وسورية خلال السنوات الماضية، كما عملنا على التقليل من الاختلاف في وجهات النظر الذي ساد بين دولتين شقيقتين تشكل كل منهما جاراً جيداً لتركيا وعملنا على دفع العلاقات بين البلدين».

وأشار الى زيارة أردوغان لحلب الأسبوع الماضي «والاجتماع مع الرئيس بشار الأسد والوزير وليد المعلم وتبادلنا وجهات النظر حيال التطورات اللبنانية وكنا مسرورين جداً لرؤية الدور الإيجابي لسورية في هذا الإطار. كما أننا مسرورون جداً لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وكل هذا يشكل مؤشرات إيجابية. ونحن كأصدقاء للبلدين نحمل دائماً رسائل إيجابية مشتركة للبلدين الشقيقين».

وعن مسألة الحدود العالقة بين لبنان وسورية، قال أوغلو: «نحن مستعدون للمساعدة في كل المسائل، ومسألة الحدود مهمة، ونأمل بأن تسير الأمور في شكل جيد بين كل من سورية وتركيا ولبنان. نحن نتنقل من بلد الى آخر ونتخطى الحدود، وهذه هي رؤيتنا لاننا نملك مصيراً مشتركاً وماضياً ومستقبلاً مشتركين وسنعمل بكل جهد في منطقتنا وبخاصة بين لبنان وسورية لإرساء منطقة مشتركة من الاستقرار والازدهار والحرية».

وثمن أوغلو دور بري «في السياسة اللبنانية». ولفت بعد اللقاء الى ان البحث تركز «على النظرة الى تشكيل الحكومة ومستقبل لبنان أيضاً والقضية الفلسطينية، ونعتبر ان استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة في الشرق الأوسط، وتركيا مستعدة للمشاركة والتعاون مع جميع الأفرقاء في لبنان، ونحن لدينا علاقات ممتازة مع جميع الأطراف».

واجتمع اوغلو مع وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، في حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ وبعثة كبيرة ترافق الوزير التركي. وشكرت الحريري لتركيا كل المساعدة التي قدمتها وتقدمها الى لبنان ومنها المدارس الجاهزة والثابتة. واعتبرت «أن تركيا لديها خبرة كبيرة في الأرشيف والتراث والمتاحف، إضافة الى التعاون التربوي والثقافي ويمكن أن يصل التعاون الى توقيع اتفاقية بين الجانبين».

استئناف المفاوضات عند الجهوزية

وكان الوزير صلوخ استقبل اوغلو في المطار،  واعتبر الوزير التركي في تصريح «ان لبنان يتمتع بخصائص مميزة في المنطقة، ولا شك في أن استقراره له علاقة باستقرار المنطقة كلها»، مضيفاً ان «الإخلال باستقرار الوضع في لبنان سينعكس من دون أدنى شك على استقرار منطقة الشرق الأوسط وسنجد صعوبة في تثبيت الوضع في شكل عام». وأكد الدعم التركي «لكل التطورات الديموقراطية التي تحصل في لبنان، ونحن سعداء لتطور الأمور في لبنان».

ولفت الى مساعدة بلاده «كما هو معروف في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وهي ساهمت في إجراء خمس جولات من المحادثات غير المباشرة، ولكن للأسف فان الأحداث التي حصلت في غزة علقت تلك المحادثات». وأكد «ان تركيا لا تزال تشدد على ضرورة استئناف المفاوضات في الوقت الصحيح والملائم وعندما يكون كل الاطراف السياسيين جاهزين في المنطقة».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 تموز 2009

النهار

بعد كلام البطريرك الإيجابي عن فرنجيه، بدأت حركة اتصالات على خط آخر لتقريب وجهات النظر بين الكنيسة المارونية وقياديين في "التيار الوطني الحر".

يرى مراقبون أن اقتراب النائب وليد جنبلاط من قوى 8 آذار يجعل هذه القوى تتألف من أكثرية شيعية ودرزية ومسيحية مع احتمال انضمام وزرائه احياناً عند التصويت في مجلس الوزراء الى وزراء المعارضة.

اعتبر الوزير زياد بارود في مجلس خاص أن الحكومة الجديدة هي الحكومة الأولى الفعلية للعهد.

السفير

جدّد أحد أقطاب الأكثرية المسيحية طلب تحديد موعد لزيارة عاصمة عربية معنية مباشرة بالملف اللبناني.

أكد مرجع سياسي أن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة "هي الانتهاء الفعلي لاستقطابي 8 و14 آذار، ومَن لا يصدق فعليه أن ينتظر".

احتج نواب في تكتل مناطقي للأكثرية بسبب صدور بيان عن كتلتهم تضمن فقرات لم يطلعوا عليها في المسودة التي عُمّمت عليهم.

المستقبل

أبدى نائب شمالي "معارض" في مجلس خاص امتعاضه من اجتماعات يحضرها في "تكتل" انضمّ إليه ولوّح بإمكان خروجه منه.

سألت أوساطٌ في 8 آذار عن الأسباب التي دفعت مرجعاً حزبياً بارزاً الى إعلان ما أعلنه في آخر كلام صدر عنه.

تعرب مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها أن "ظاهر الأمور" في دولة إقليمية غير عربية يؤشّر الى احتمال جعل "مسؤول إشكالي" فيها بمثابة "كبش محرقة".

اللواء

يواجه حزب بارز إشكالية ستبرز لاحقاً، عندما يطرح أمام لبنان مسألة مشاركته في المؤتمر الدولي للسلام.

شهدت إحدى الوزارات إشكالاً بالأيدي، على خلفية خلافات إدارية بين موظفين بارزين.

سمع رئيس تيار معارض يقذف الكلام، ذات اليمين وذات اليسار، إزاء حلفائه الذين لم يلتزموا معه، كما كان يَتوقع.

 

المفتي قباني هنأ الوزيرالمر والعماد قهوجي بعيد الجيش وترأس اجتماعا للعلماء أئمة المساجد في بيروت في دار الفتوى :

الاختلاف السياسي مشروع ومبرر في وطن تتعدد فيه الآراء والمواقف

وطنية - 31/7/2009 أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالا بوزير الدفاع الياس المر وبقائد الجيش العماد جان قهوجي مهنئا بعيد الجيش اللبناني، متمنيا "أن يشهد لبنان مزيدا من الأمن والسلام". وأثنى مفتي الجمهورية على "الجيش ومناقبيته ودوره وقيادته الحكيمة في حفظ أمن البلاد"، وحيا "قيادة الجيش على جهودها في المحافظة على استقرار وسلامة لبنان وهو أمانة في يد الجيش اللبناني". وترأس مفتي الجمهورية اجتماعا للعلماء أئمة المساجد في بيروت بدار الفتوى، في حضور أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي والمدير العام للأوقاف الإسلامية بالوكالة الشيخ محمد جويدي، وأكد العلماء على "أن دور المسجد في الإسلام أساسي في الدعوة إلى التقريب بين أبناء الوطن، على قاعدة التآلف والمحبة والتعاون المبني على المواطنية الصحيحة بين أبناء الوطن الواحد، وأن رسالات الأنبياء كلها تدعو إلى الكلمة الطيبة وإلى التعاون والعفو وإلى التسامح". وتمنى على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة "تخصيص برامج موجهة هادفة ترقى بعقول الشباب والأجيال الصاعدة على قواعد القيم المشتركة بين شرائح المجتمع اللبناني والأخلاق والفضيلة".

وطالب مفتي الجمهورية العلماء أئمة المساجد ب"دعوة الناس في خطابهم الديني إلى الالتزام بالقيم الأخلاقية والنصح الذي دعا إليه الإسلام الحميد والتمسك بعروبة لبنان والثوابت الوطنية التي قام عليها هذا الوطن، من وحدة الصف والعيش المشترك والسلم الأهلي والوفاق الوطني ونبذ كل الفتن الطائفية والمذهبية". ورأى مفتي الجمهورية "إن الاختلاف السياسي أمر مشروع ومبرر، في وطن تتعدد فيه الاجتهادات والآراء والمواقف، فلبنان كان ويجب أن يبقى وطنا يحترم الاختلاف، ويتعامل المختلفون فيه باحترام ورقي، في إطار الالتزام بأسلوب المصلحة الوطنية العليا"، آملا "أن تنطلق عجلة تأليف الحكومة في هذا الإطار". وأهاب مفتي الجمهورية والعلماء بالمجتمع الدولي والعربي "أن يسارع إلى ردع العدوان الإسرائيلي عن الممارسات الوحشية التي يمارسها في القدس الشريف واستمرار استهدافها بالاستيطان، ومحاولاته المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى ومنع المؤمنين من أداء الصلاة فيه". وانتدب مفتي الجمهورية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار للمشاركة في التعازي بعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أكرم عويضة.

 

المطران بشارة يترأس ندوة عن "كرامة الشخص البشري" الثلاثاء

وطنية - 31/7/2009 يترأس رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام ورئيس اساقفة جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ندوة بعنوان "كرامة الشخص البشري" وهي وثيقة صادرة عن مجمع عقيدة الايمان، بدعوة من المركز الكاثوليكي للاعلام، عند الثانية عشرة ظهر الثلاثاء المقبا، في المركز - جل الديب. يشارك فيها النائب البطريركي الماروني على منطقة جونية المطران نبيل العنداري، الاب شربل شلالا وباسكال سلامة. تتناول الوثيقة توجيه الكنيسة حول بعض قضايا علم اخلاقيات الحياة، الاخصاب في الانبوب، الاستنساخ البشري، منع الحمل والنواحي الخلقية للحياة والانجاب البشري.

 

النائب فرنجية استقبل وفدا من الرابطة المارونية: المسيحيون تعبوا من الخلافات والاهم إبقاء أبواب الامل مفتوحة

طربيه: نلمس لدى جميع الافرقاء سلوكا إيجابيا نأمل أن يستمر

وطنية - 31/7/2009 - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجية وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه، عقد لقاء استمر نحو ساعتين في حضور الاب اسطفان فرنجية والمسؤول السياسي في "المرده" يوسف سعاده. وقال النائب فرنجيه على الاثر: "اللقاء مع الرابطة المارونية كان مثمرا جدا، خصوصا مع الرابطة الحالية لأن الروابط السابقة كانت تستفيد من مواقعها على حساب الطائفة وللمرة الأولى تستفيد الطائفة على حساب الرابطة. ولقد تكلمنا بكل المواضيع للوصول إلى حلول ولكن "سلق" الأمور يضر اكثر مما ينفع. لذلك، إتفقنا مع مجلس الرابطة وعلى رأسه الأستاذ جوزف طربيه على العمل لطمأنة المسيحيين وإراحة الجو المسيحي وإبقاء المسيحيين في جو التفاؤل لأن المشكلة عندنا هي أن المسيحيين قد تعبوا، لا نريد القول أنهم يئسوا، لذلك فإن أهم شيء هو طمأنة الناس وإراحتهم وإبقاء أبواب الأمل مفتوحة أمامهم ولكي يرى المواطن أن القيادات في طائفته تجعله يتفاءل بمستقبل بلده ولا تبقيه في جو التشاؤم وهذا ما ركزنا عليه وكان اساسا في الحوار مع الرابطة المارونية، وبالنتيجة فإن الأمور الشكلية تأتي تلقائيا تأتي وحدها وعندما يكون هذا هو الجو السائد وهذا هو المناخ السائد على الساحة المسيحية فإن الأمور الأخرى "تركب" وحدها. أما مناخ التشنج والعداء، فلا يوصل إلا الى الخلافات والقطيعة، ومناخ الإنفتاح هو الذي يوصل والأمور بعد ذلك تأتي طبيعية". وعما إذا كانت الأمور برأيه بدأت تسير على الطريق الصحيح نحو المصالحة بين "المرده" و"القوات" قال: "أكرر ما قلته سابقا أن ما قاله الدكتور جعجع على محطة MTV هو بداية مسيرة توصل ان شاء الله إلى المصالحة، لكن المصالحة لا تكون فورية، لأن ناسنا غير مهيأة لها والأمور تسير كلها بالطريق الطبيعية وأهم ما نركز عليه هو المناخ الإيجابي وأن ترتاح الساحة المسيحية ونطمئنها ونجعلها تعيش جو التفاؤل. وعندما يكون ناسنا وشبابنا وأهلنا الموجودين يوميا على الطرق مرتاحين ومطمئنين فإننا لا نعود نسأل، المهم أنه عندما يذهب أولادي للسهر في أي مكان ليس علي أن أبقى ساهرا لأعرف إن عادوا بخير أم لا، كذلك أبناؤنا الآخرون أولاد الناس، عليهم أن يذهبوا ويعودوا بأمان وإذا ساد هذا المناخ فإن الناس ترتاح وترتاح الساحة المسيحية ومعها الساحة اللبنانية، وبالنتيجة كل شيء يوصل الى المصالحة".

وقال طربية عقب اللقاء: "لقد اجتمعنا مع معالي الوزير فرنجية ضمن اطار الجولة التي نقوم بها على القيادات وذلك لاستشراف المرحلة المقبلة بالنسبة للجو والمناخ الجديد الحاصل على الصعيد اللبناني وخصوصا بعد الانتخابات النيابية والعمل لتشكيل حكومة يبدو انها ستكون حكومة وحدة وطنية، وضمن هذا الجو الجديد كان اجتماعنا مع معاليه وقد أثنينا على اللقاء بينه وبين فخامة الرئيس أمين الجميل، واعتبرنا أنه مجال لتأسيس تواصل جديد بين كل القيادات اللبنانية وبصورة خاصة المارونية، ولقد جرى التفاهم على متابعة ملفات لها طابع استراتيجي وتهم الجميع، ونأمل خيرا على هذا الصعيد".

وحول حديثه عن ان المصالحة بين "المرده" و"القوات" باتت قريبة قال: "ما صرحته حرفيا البارحة اننا خطونا خطوة الالف ميل ولا نزال نتابع المسيرة ولسنا مستعجلين ولا نريد لقاء شكليا انما اتفقنا مع معالي الوزير اليوم على ان يكون للاجتماعات هذه متابعة على اساس ملفات وقضايا وهموم مشتركة للجميع، وبالتالي موضوع اللقاء بين المرده والقوات قد يحصل ولكننا لسنا مهتمين في اي وقت يعقد ما دام العمل يجري في الاساس على مواضيع استراتيجية تهم كل اللبنانيين، واللقاء قد يكون مخططا له او قد يكون من دون خطة، ليس هذا المهم، بل المهم اننا لاحظنا من الأفرقاء جميعا وبصورة خاصة من معالي الوزير فرنجية والدكتور سمير جعجع، مناخا إيجابيا جديدا وتبادل رسائل إيجابية فيها ترفع إنساني وسلوكية راقية نأمل أن تستمر وتتصاعد حتى الوصول الى التعامل مع الهم اللبناني المشترك، وهو الخروج الى المصالحة اللبنانية الكبرى بحيث تتوصل الى مقاربة المواضيع الاساسية التي تهم جميع اللبنانيين، وهي السلم في المنطقة والتوطين والانماء الاقتصادي والاصلاحات الادارية وتنشيط الادارة اللبنانية بعناصر كفوءة وما شابه".

وعما اذا كانت هناك مساع من الرابطة بين بنشعي والديمان قال طربيه: "لا أعتقد أن لمعالي الوزير مشكلة مع الديمان والبطريرك الماروني صرح قبل أيام انه يعتبر معالي الوزير ابنا روحيا كما كل القيادات المسيحيية التي تتعامل مع الصرح، ولا اريد ان اتوقف بالفعل عند المواضيع التي تعتبر ظرفية وطارئة، إنما أساس خط الديمان مع معالي الوزير فرنجية هو خط الايمان والبنوة الروحية".

 

وفد من قيادة الجيش زار الرابية مهنئا بعيد المؤسسة العسكرية: العماد عون:الوزير باسيل سيلتقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف

صيغة 15-10-5 هي المشترك بيننا وبين المعارضة والباقي ليس مشتركا

وطنية - 31/7/2009 التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في الرابية، وفدا رسميا من قيادة الجيش جاء يهنئه في مناسبة عيد الجيش، ضم: العميد اسكندر متى، العقيدين يوسف السبعلي وبيار صعب، والمقدمين جورج رزق وملحم حداد. بعد اللقاء، خرج العماد عون ليعايد "اخوة السلاح" قائلا: "عيد الجيش مناسبة كبيرة، عيد مهنة العمر ويوم التذكير باخوة السلاح. فهم من نشأ معنا ولا يزالون في المؤسسة، هذه المؤسسة المستمرة التي ترمز الى استقلال لبنان وسيادته. في هذه المناسبة، نتقدم من كل الرفاق ومن قائد الجيش خصوصا بأحر التهاني، ونتمنى لهم النجاح في المهمات، لان الجيش هو الرمز الوحيد الباقي والخالد يستمر من جيل الى جيل في حماية الوطن والمواطنين ويحفظ سيادة البلد. وكل عام وأنتم بخير".

سئل: الحكومة لم تتألف بعد، هل صحيح ان هناك لقاء قريبا بينك وبين الرئيس المكلف سعد الحريري؟

اجاب: "نعم هناك لقاء اليوم. فالوزير جبران باسيل مكلف لقاء الرئيس المكلف وسيلتقي ايضا رئيس الجمهورية في الموضوع نفسه".

سئل: هل بدأت عقدة عون وعقدة باسيل وعقدة الحقائب التي يريدها "التيار الوطني الحر" بالحلحلة"؟

اجاب:" في الواقع، عقدة عون موجودة لدى الجميع، اذا لم تحل هذه العقدة عند الذين لديهم اياها فيجب ان يذهبوا الى "مستشفى دير الصليب" او الى المستشفيات المختصة بالامراض العصبية، هناك اطباء اختصاصيون. هناك ايضا اشخاص لم ينتهوا من كابوس الانتخابات، لا يزالون يعيشونها بالنجاح والرسوب. اريد ان اقول للجميع: يجب ان يكون لديهم الحد الادنى من الثقافة السياسية. النواب ينتخبون من الشعب اما الوزراء فيعينون من النواب. والنواب مسؤولون تجاه الشعب. واليوم ولغاية ان تتغير التقاليد والاعراف في البرلمان والنيابة او في القوانين، نطلب منهم التزام الصمت. مع العلم انه لغاية الآن كل ما يقال في الصحف كاذب وليس فيه شيء من الصحة. لا الوزارات تحددت ولا الاسماء ايضا تحددت. نحن في "التيار الوطني الحر" لا يستطيع شخص واحد ان يصلح لكل الوزارات او لأكثر من وزارتين او ثلاث على الاكثر.

اذن، لا نستطيع القول اننا نحمل شخصا واحدا على اكتافنا و"نلزق به" (نسند اليه) اي وزارة اعطيت لنا. لدينا توزيع تقني في رأسنا، ولكل شخص مواصفات معينة وهو يصلح لوزارات معينة، وبحسب الوزارات التي ستسند الينا سنعين وزراء لها. ليس هناك من اسماء قبل توزيع الحقائب".

سئل: هل ما زلت مصرا على النسبية؟

اجاب:" اذا النسبية يعوض عنها بتوزيع الحقائب فلا بأس. هذا الموضوع هو موضوع بحث مع رئيس الحكومة المكلف ثم ستعرفون النتائج".

سئل: يحكى اليوم عن خلافات داخل المعارضة، وان النائب سليمان فرنجيه لن يحضر بعد اجتماعات "تكتل التغيير والاصلاح" وان هناك خلافا مع الوزير طلال ارسلان، فما صحة هذه الاقاويل؟

اجاب: "هل ستكون المعلومات الصحافية في هذه المواضيع أصدق من المعلومات الكاذبة التي تبث يوميا؟".

سئل: هل تنفي ما يشاع عن ان هناك خلافات ما بين المعارضة؟

اجاب:" ليس هناك خلافات بين المعارضة. نحن في مرحلة توزير، وكل المواضيع قابلة للبحث بين المعارضة مع بعضها البعض ومع الاطراف الآخرين.

أما نحن اليوم فأصبحنا في مرحلة تكوين الحكومة كتقسيم.اليوم صيغة 15-10-5 هي المشترك بيننا وبين المعارضة، اما الباقي فليس مشتركا. مرحلة تأليف الوزارة تعني رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ونحن".

 

النائب حمادة هنأ الرئيس سليمان والوزير المر والعماد قهوجي بالعيد: المؤسسة الضامنة لا تهتز ولا تشط عن عقيدتها الوحدوية اللبنانية الخالصة

وطنية - 31/7/2009 ادلى النائب مروان حماده بالآتي:"تحل الذكرى الرابعة والستون لتأسيس الجيش اللبناني، ولبنان مقبل على تحديات كبيرة سياسية وامنية، تثبت المؤسسة العسكرية في صلب عناصر مناعة الوطن وحفظ سيادته واستقلاله، وتحضنا على استذكار التضحيات الجليلة التي قدمتها هذه المؤسسة دفاعا عن لبنان الواحد، وهي تضحيات لن تغيب متى حان وقت كتابة هذه المرحلة من تاريخ لبنان الحديث، والتي كثرت فيها الاحزان والدموع والدماء في سبيل هذا الوطن. ولئن تكثر هذه التحديات وتتشعب، فإن الجيش اللبناني يثبت يوما بعد يوم، بفضل قيادته الحكيمة وتضحيات ضباطه وافراده، انه فقري في مسيرة حماية الوطن وفي درء المخاطر التي تتهدده، امنية كانت او ارهابية. وقد اصبحت المؤسسة العسكرية لبنة رئيسة ومتقدمة في مناعة لبنان على كل المستويات، نظرا الى انها لا تزال المؤسسة الضامنة الموحدة التي تحرص على تقديم المصلحة العامة دون غيرها، فلا تهتز ولا تنحاز ولا تشط عن عقيدتها الوحدوية اللبنانية الخالصة، وهي احدى ضمانات توفير تنوع الاختلافات السياسية والحزبية تحت السقف المؤسستي للنظام. لكل هذا، لا بد من الانصراف الى تعزيز هذه المؤسسة من خلال الالتفاف الجامع حول دورها وموقعها ومهماتها، في الداخل وعند الحدود. فتبطل كل محاولات تحييدها، وشهدنا عينات منها في العامين الفائتين، وتنصرف الجهود الى تصليبها عتادا وخبرة واختصاصا، لكي تكون الحامي الاوحد حين تلم الملمات".

وكان النائب حماده قد ابرق مهنئا في عيد الجيش، الى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع الوطني الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

نصر الله لا يرى "أهمية للشكليات" بوجود شراكة حقيقية.. وداود أوغلو يعلن استعداد تركيا لتطوير العلاقات اللبنانية ـ السورية

التيار العوني "يقصف" حلفاءه ويؤكد أن توزير باسيل "ليس للتفاوض"

المستقبل - الجمعة 31 تموز 2009 - في وقت اجتازت عملية التأليف الحكوميّ مرحلة صعبة من مراحلها بنجاح، ما عزّز مناخات التفاؤل، وأسدلت الستارة على نظرية "الثلث المعطّل"، وبينما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن ما تحقق "شراكة حقيقية" وأن "لا أهمية للتوقف أمام بعض الشكليات"، لم يتضح بعد الوقت المطلوب لإنجاز المرحلة الثانية، وهي تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب في ما بينهم، حيث برزت بقوة أمس مسألة "توزير الراسبين" في الانتخابات النيابية.

وفيما أوضح عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب أنّ "هناك عقبات في تشكيل الحكومة"، فقد شدّد المعنيّ الأوّل بمسألة توزير الراسبين في الانتخابات، وزير الاتصالات جبران باسيل على أنّ "توزيره ليس مطروحاً للتفاوض وهو قرار يعود إلى العماد ميشال عون"، كما كرّر باسيل في حديث تنشره اليوم "الأسبوع العربي" و"ماغازين" المطالبة باعتماد "النسبية" في تأليف الحكومة على أساس أنّه "في كل دول العالم حكومة الوحدة الوطنية تكون نسخة عن مجلس النواب"، وأضاف "نحن نطالب بـ13 وزيراً لأنها حصتنا الحقيقية، فهذه هي النسبية"، وكشف أن "التيار الوطني الحر" يطالب بوزارة الداخلية "من أجل وضع اليد على الأجهزة الأمنية لتعمل المؤسسات والبلد وكل الناس، ولكي لا تكون أجهزة فئوية".

وفي موقف لا يوحي بشديد الانسجام داخل 8 آذار اعتبر باسيل أنه "إذا كان - أمين عام حزب الله - السيد حسن نصرالله لا يطلب ضمانات، فنحن في التيار الوطني الحر نريدها لمنع التوطين، ولمشاركتنا في السلطة، ولعودة المسيحيين الفعلية إلى الإدارة اللبنانية"، وعلّق على علاقة رئيس مجلس النواب نبيه برّي برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بالقول "لا يمكن أن تكون العلاقة على حسابنا لسبب بسيط، وهو أننا لن نسمح لأحد بأن يمدّ يده علينا(..)".

بدوره، شدّد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا على أن "التكتل هو من ينتقي نوابه ووزراءه، سواء من الراسبين أو من الناجحين"، واعتبر أن باسيل "لا يوزر على أساس أنّه جبران باسيل ولكن لأنه عضو في التيار الوطني الحرّ". وعاتب نقولا من سمّاها "المعارضة" بالقول "بدأنا بصخرة وانتهينا ببحصة، ونحن أعطينا سقفاً إما النسبية أو أقله أن يكون هناك ما يسمّى بالثلث المعطّل(..)".

إذاً، يأتي ذلك في وقت شدّد الأمين العام لـ"حزب الله" على أن "الحكومة العتيدة هي حكومة شراكة حقيقية لا يمكن حيالها التوقف عند الشكليات" وأكد أن "تشكيل الحكومة قد أنجز على المستوى السياسي وبقي أمر توزيع الحقائب على القوى السياسية المشاركة".

أما عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل فأكد غداة لقائه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن "العمل جارٍ بوتيرة جيدة بين كل القوى السياسية لإنجاز التأليف" وقال إن "الرئيس المكلف على تواصل مع العماد عون ونحن كقوى معارضة على تواصل وأعتقد أننا سنكون متفقين نحن وعون على خطوات المرحلة المقبلة".

في غضون ذلك، أعرب النائب بطرس حرب عن رفضه مبدأ توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية، مشيراً الى ان "محاولة فرض بعض الخاسرين في الانتخابات بحجة أو بأخرى على المواطنين الذين حجبوا ثقتهم عنهم هي محاولة فاشلة، ولا أعتقد أنها ستكون عملية سليمة للحكومة إذا فرض عليها أعضاء سبق للرأي العام أن أعلن رفضه لهم". كما جدّد حرب التأكيد على أهمية "مبدأ التضامن الحكومي" وقال "إذا كان أحد الوزراء غير متضامن أو يشعر أنه لم يعد منسجماً، عليه أن يقدم استقالته، فيفسح المجال أمام شخص آخر يتولى العمل الحكومي في إطار التضامن الحكومي(..)".

أما رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" أمين الجميّل فأعرب عن أمله "ألا يكون هناك قطبة مخفية" بعد أن مرت المرحلة الأولى من تشكيل الحكومة، وقال "لا يكفي أن يعيّن كل فريق أو كل حزب ممثليه في الحكومة، إنما يبقى التنبه لكفاءة ونزاهة الوزراء(..)".

من جهته، أشار البطريرك الماروني نصر الله صفير الى أن "الحكومات كانت عادة تؤلف في لبنان في فترة لا تزيد عن أسبوع أو عشرة أيام وما نشهده حالياً جديد علينا"، متمنياً "التغلب على كل الصعاب".

كما لفت صفير إلى أن "ما يحصل بقربنا في المنطقة يحملنا على التشاؤم، لكن علينا نحن أن نكون واعين وأن نفوّت الفرص على الذين يريدون الشر، بدءاً من إسرائيل التي تهددنا يومياً وهي تتبادل وإيران التهديدات، وخوفنا من أن يتعرض بلدنا الصغير للانقسامات لأن الكثر لهم مطامع فيه، ولكن وعي أبنائه قادر على منعهم من ذلك".

أوغلو

في هذه الأثناء، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في قريطم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي هنأه "على نجاحه بالانتخابات وعلى حكمته السياسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات" وأمل "أن تتكلل عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بالنجاح، وهو سيكون نجاحاً للبنان ولجميع أصدقائه، بمن فيهم تركيا ونجاح أيضاً للرئيس الحريري".

وشدّد أوغلو بعد اللقاء على أن "لبنان هو بلد مهم جداً بالنسبة لنا، وعلاقاتنا الثنائية هي من أفضل العلاقات التي تساهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة". وأضاف: "لقد كان من دواعي فخري أن ألتقي الرئيس المكلف سعد الحريري وهو صديق قريب جداً لنا جميعاً في تركيا، وما زلنا نذكر الدور الكبير الذي لعبه والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في تدعيم العلاقات الثنائية حين زار تركيا في العام 2004 وكانت هذه الزيارة هي الأرفع مستوى لمسؤول لبناني الى تركيا، وقد كان لنا بعدها اتصالات مشتركة عديدة مع لبنان".

وأبدى أوغلو سروره لإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأضاف "نحن كأصدقاء للبلدين نحمل دائماً رسائل ايجابية مشتركة للبلدين الشقيقين"، كما تناول مسألة الحدود وقال "نحن مستعدون للمساعدة في كل المسائل، ومسألة الحدود مهمة". وتابع "نحن في تركيا سنعمل بكل جهد في منطقتنا ولا سيما بين لبنان وسوريا لإرساء منطقة مشتركة من الاستقرار والازدهار والحرية".

كما اعتبر أوغلو بعد لقائه الرئيس برّي في عين التينة أن "استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة، وتركيا مستعدة للمشاركة والتعاون مع جميع الفرقاء اللبنانيين".

هذا ويلتقي الوزير التركي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم، كما يزور الجنوب للقاء القوات التركية العاملة ضمن إطار "اليونيفيل".

"اليونيفيل"

على خط آخر، وفي موقف لافت، أعربت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس عن إعتقادها بأنّ مجلس الأمن الدولي سيدعم، في جلسته المقبلة، توسيع سلطة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وذلك لتتمكن من مواجهة النفوذ المتزايد لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وأشارت إلى أن "وجود قوات اليونيفيل لا يزال مهماً على الرغم من السلطة المحدودة التي تتمتع بها هذه القوات(..)".

إلى ذلك، أعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز وبعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن سعادته "لإعادة إرساء الهدوء في جنوب لبنان، وأن كلا الطرفين يتخذان كل الخطوات اللازمة لإبقاء الوضع تحت السيطرة"، مؤكداً أن "التعاون مستمر بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني وبشكل وثيق".

كما أوضح أن "السنيورة جدد له التأكيد أن لبنان سيبقى ملتزماً بالكامل بتطبيق القرار 1701"، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة تحث الأطراف كافة لاتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء الخروق لهذا القرار، والانتقال إلى مرحلة التطبيق". وأضاف: "هذا يساهم في تعزيز الاستقرار، ليس على صعيد لبنان وحسب، وإنما على صعيد المنطقة ككل(..)".

 

 بدر ونوس لـ "عون": المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً 

٣١ تموز ٢٠٠٩ ::ناتالي اقليموس::

اعتبر النائب بدر ونوس في حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني " ان التهافت الذي نشهده على الحقائب السيادية هو امر طبيعي، لا مفرّ منه، فمن البديهي ان تطمح كل كتلة الى حجم معين من الحقائب. ولكن المستغرب ان بعض الاطراف تطلب عدداً من الحقائب يفوق الحجم الذي حددته لها الانتخابات النيابية". وتابع " يغمر الانسجام والتوافق قوى 14 آذار، لذا لا جدال في ما بيننا على توزيع الحقائب، بالمقابل 8 آذار لا تعرف ماذا تريد ولم توحد بعد موقفها". ورأى ونوس "ان عملية توزيع الحقائب لا تزال في بداياتها، سيما وان اسماء الوزراء لم تتضح بعد، ولا حتى كيفية تقاسم الحقائب". كما اثنى ونوس على الحرفية العالية التي يتعاطى من خلالها الرئيس المكلف سعد الحريري، "فهي تطمئننا، وتدفعنا للتمسك بالتفاؤل مهما طالت عملية توزيع الحقائب".  وتعليقاً على صيغة 15-10-5 التي سيتم اعتمادها في تشكيل الحكومة، قال ونوس: "لا اعتبر ان هذه الصيغة قد انصفت الاكثرية التي انبثقت عن الانتخابات النيابية، فكنا نستحق ان ننال 16 وزيراً. لذا اعتبر ان قوى 14 آذار مغبونة بعض الشيء، وبما انها تتحمل مسؤولياتها كافة حتى الرمق الاخير، فنراها اليوم تضّحي في سبيل المصلحة الكبرى". وعن موقفه من اصرار الجنرال ميشال عون على توزير صهره جبران باسيل، قال ونوس: "هذه مخالفة بحق الرأي العام، وسابقة خطيرة، وفي هذا السياق ينطبق المثل القائل "المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً". وتابع قائلاً: "لا اكتفي بالوقوف عند اصرار الجنرال عون على توزير صهره، ولكن من ناحية اخرى ان التجربة الذي خاضها الوزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات هي غير مشجعة، فهو لم يحسن نوعية التخابر مكتفياً بتخفيض كلفته. وكذلك الامر بالنسبة الى وزير الطاقة والمياه، آلان طابوريان، الذي لم يتمكن من تحسين اوضاع الكهرباء، فللأسف استمر الوضع كما هو عليه". وفي هذا السياق، تساءل ونوس: "ماذا ينفع ابقاء القديم على قدمه؟ فالحقائب الوزارية ليست ملكاً لاحد، فهي خدمة عامة، ولا بد ان توزع وفق الحاجة والكفاءة، فلكل حكومة معطياتها وخصوصياتها". من جهة اخرى، تحدث ونوس عن "عدم الانسجام الواضح والفاضح في صفوف 8 آذار، سيما بالنسبة الى علاقة تكتل "التغيير والاصلاح" مع "حزب الله" و"أمل". فاليوم بات الجنرال عون يحلق خارج السرب، بعد ان اضاع البوصلة".

واضاف ونوس "امامنا العديد من المعطيات التي تشير الى عدم الوئام والانسجام في صفوف الاقلية، سيما العتاب الذي اعرب عنه النائب نبيل نقولا، وقوله "بدأنا صخرة وانتهينا بحصة...". فمن الاساس لم يدرك النائب نقولا حجمه ولا حجم تياره، بل بالغ لانه من الاساس لم يكن بحجم صخرة". وفي الختام، اعتبر ونوس "ان رغبة اسرائيل في اعادة احياء لجنة الهدنة مع لبنان مزيفة، فهي ترمي تصاريحها كالقنابل المؤقتة، ولا ثقة لي باي مبادرة قد تطلقها".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 مصادر لـ"الدايلي ستار": لبنان اختار نائب المدعي العام للمحكمة الدولية 

٣١ تموز ٢٠٠٩

نقلت صحيفة الـ"دايلي ستار" عن مصادر في وزارة العدل أن "لبنان اختار نائب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إلا أن السلطات لن تكشف عن اسمه حتى مطلع الأسبوع المقبل لدواع أمنية". وقال مقرر المحكمة الدولية بالنيابة هيرمان فون هيبل "ان الشهود اللبنانيين سيتم نقلهم إلى مقر المحكمة في احدى ضواحي لاهاي في هولندا في أسرع وقت ممكن، في الوقت الذي يبقى فيه مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار في منزله في كندا حيث يتلقى العلاج من مرض لم يكشف عنه"، مشيراً إلى أن بلمار لم يضع تاريخاً ثابتاً لعودته التي "تعتمد بشكل أساسي على صحته". ولفت فون هيبل إلى أن "غياب بلمار وعدم وجود المدعي العام اللبناني لم يؤثرا على سير عمل التحقيق الذي أشرف عليه بلمار من كندا"، مؤكداً أن "العمل يسير كما هو مقرر". وأشار فون هيبل إلى أن المحكمة تلقت أخيراً موافقة من لجنتها الادارية لتوظيف ما يقارب 30 إلى 40 موظفاً اضافياً في مكتب المدعي العام"، موضحاً أن "المحكمة باتت تستخدم قرابة الـ 180 شخصاً". أضاف: "نكثف جهودنا في التوظيف، لا سيما بالنسبة إلى المحققين في مكتب المدعي العام"، موضحاً أن "التركيز ينصب في الوقت الراهن على توظيف المحققين". وقال فون هيبل: "في غضون ذلك، تمضي المحكمة في عملها إذhأنه من المقرر أن تنجز مع نهاية شباط العام 2010 بناء قاعة المحكمة لمحاكمة المتهمين المحتملين". ورأى أن "التوقعات تشير إلى أنه مع نهاية كانون الثاني ستصبح قاعة المحكمة جاهزة"، وقال: "أنا على يقين أننا نسير على المسار الصحيح". وأشار إلى أن "المسؤولين في الأمم المتحدة يواصلون جمع الأموال للمحكمة البالغة 65 مليون دولار لميزانية العام 2010، إذ أن 49% منها ستأتي من الدولة اللبنانية على النحو المنصوص عليه في ميثاق المحكمة"، معرباً عن ثقته بأنه "سيكون لدينا ما يكفي من الأموال المتاحة في العام المقبل".

المصدر : دايلي ستار

 

متكي يبشر لبنان بحرب ويدعو العرب لإرسال متطوعين الى لبنان 

٣١ تموز ٢٠٠٩

دعا وزير الخارجية الايرانية منوجهر متكي اليوم الجمعة العرب الى وضع متطوعين في لبنان في حال شنت اسرائيل هجوما عليه. وقال متكي ان الشعب اللبناني اخذ يتحدث في الاونة الاخيرة عن احتمال" ان يشن الكيان الصهيوني عدوانا اخر على لبنان رغم انه مستبعد ان يفكر قادة هذا الكيان بشن هذا العدوان بعد الهزيمة النكراء التي تكبدوها قبل اکثر من عامين في لبنان وبعدها في غزة". واضاف انه يقترح على الدول العربية "التي لم تتخذ الخطوات اللازمة التي کان يجب ان تتخذها خلال العدوان السابق على لبنان" بان تضع قواتها المتطوعة بتصرف لبنان. من جهة ثانية رأى متكي ان تعاطي بريطانيا مع الموضوعات المتعلقة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ، "يتسم بالعداء والتدخل" وقال ان هذا التدخل فشل على "اثر مقاومة الشعب الايراني".  واتهم الدول التي تدخلت في الانتخابات الايرانية بانها کانت تدرب عن طريق قنواتها التلفزيونية "کيفية اثارة الاضطرابات وتصنيع المتفجرات وايجاد التوترات ".

وقال انها "شريكة في جميع الجرائم واعمال القتل التي حدثت ويجب ان تتحمل المسؤولية في هذا الخصوص". واعرب عن اسفه " لان الاختبار الذي مرت به الدول الغربية في الانتخابات الايرانية لم يکن اختبارا جيدا ، ان هذه الدول رسبت مرة اخرى في قضايانا الاقليمية وقد تدخلت بکل ما تملك من امکانات علنية وسرية في الانتخابات الايرانية".

وقال متکي ان الدول الغربية کانت تظن بان الثورة الاسلامية "هي في وضع يمکنهم من اثارة فتنة اخرى لكن النقطة الملفتة انهم اقروا في تحليلاتهم السرية وادائهم بان ايران تحظى بالاستقرار". ودعا الادارة الامريكية الجديدة "ان تنتبه الى الافخاخ التي نصبوها لها ، فان الدخول في هذه الجولات الجديدة من المفاوضات في ظل سياسات قادة الكيان الصهيوني يعد سقوطا في الفخ الذي هدفه دفع الدول العربية الى الاستسلام حتى في مشروع الحد الادنى الذي طرحوه". واشار الى "هزيمة اميرکا والحماة الاخرين للكيان الصهيوني في العقود الماضية " وقال " انهم لم يستطيعوا ارغام الفلسطينيين المقاومين على الاستسلام ولن تستطيعوا". واشار الى وضع المسلمين في الصين وقال انهم يشكلون عاملا مهما في توسيع التعاون بين الصين والدول الاسلامية ،مشيرا الى ان ايلاء الحکومة الصينية المزيد من الاهتمام في اعادة الهدوء والاستقرار والامن للمسلمين الصينيين يشکل مطلبا عاما للدول الاسلامية. واضاف انه "لا يمكن احتمال عمل الذين يريدون المساس بالوحدة الوطنية في الصين" وقال ان الدفاع عن المسلمين هو واجب يقع على عاتق کافة الدول الاسلامية" لکن هذا لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى". واعتبر متكي ان الامريكيين " قاموا باعمال غير صحيحة في العراق وان ما يخص ايران هو سياسات، الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في حماية المنافقين( منظمة مجاهدي خلق الايرانية المحظورة ) وتحريضهم في العراق خلال الاعوام السبعة الماضية رغم هزيمة المنافقين النكراء".

وانتقد عدم اقدام الادارة الامريکية الجديدة خلال الاشهر الستة الماضية وقال ان من الطبيعي ان الحكومة العراقية لم تکن ولا تريد توتير علاقاتها مع ايران لانها وجدت ان ايران وقفت الى جانبها خلال السنوات السبع او الثماني الماضية. وفيما يخص الحوار مع اميرکا توجه متکي الى المسؤولين الامريكيين متسائلا " اي من اجراءاتکم العملية يمکن ان نشير اليها؟ هل تغيرتم في افغانستان ؟ وهل تغيرتم في سائر القضايا الاقليميه؟". 

 

 فضل الله لـ "إيلاف": لهذا أتخوف من زج حزب الله بإغتيال الحريري

ايلاف/الجمعة 31 يوليو/ إبراهيم عوض

  إبراهيم عوض من بيروت: أثار التصريح الذي أدلى به العلامة السيد محمد حسين فضل الله قبل أيام وحذر فيه من "تسلل جهات وأدوات تختفي خلف محاور دولية إلى مواقع قضائية دولية بغية إختلاق ملف جديد لإحداث فتنة بين السنة والشيعة"، إهتمام الأوساط الرسمية والسياسية في لبنان، خصوصاً بعد التقرير الذي نشرته مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قبل مدة وتحدثت فيه عن دور لـ "حزب الله" في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد إستوضحت "إيلاف" فضل الله عن الدوافع التي حملته على إطلاق هذا التحذير وما إذا كانت لديه معطيات جديدة عززت مخاوفه بهذا الخصوص فأجاب :

" أنا لا أثق بالمؤسسات الدولية التي تسيطر عليها الدول الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، نحن لا نستطيع أن نثق بوجود عدالة في المؤسسات الدولية وخصوصًا المؤسسات التي يُراد لها أن تحقق العدالة، لأنه من الممكن جدًا أن تقحم المصالح الدولية داخلها. إذ ليست هناك عصمة لا للقضاة ولا لغيرهم، ولا سيما أننا عندما ننظرالى القضاء في لبنان، والذي هو أحدى الجهات التي تحكم المحكمة الدولية ونعرف كيف أن البعض كان"يلعب" بالقضايا حتى في موضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يتعزز لدينا هذا الشك مع ما قيل عن أن بعض الشخصيات سواء أكانت إعلامية أو سياسية هي التي كانت وراء تقرير "دير شبيغل"، وهي لا تزال تمارس هذا الدور في إثارة المسألة على أساس أن "حزب الله" هو الذي يقف وراء اغتيال الحريري.

وهذا طبعًا يهدف إلى خلق مشكلة سنية شيعية أو تحضير المناخات للفتنة بطريقة وأخرى". وأضاف: "عندما تجد أن هناك، كما عبر عنها بعض السياسيين، لعبة أمم في هذه القضية، فإننا نعرف ما هي خطوط لعبة الأمم، وكيف يمكن أن تتحرك في القضاء كما تتحرك في السياسة. لذلك نحن الآن في لبنان نعيش مسألة لعبة الأمم سواء في الحروب التي وقعت في لبنان أو في الأوضاع التي تحركت في داخله أيضاً بين 14 و8 آذار، وخصوصًا قضية إسرائيل . وحتى مسألة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" التي اعتقد أنه جيء بها من أجل حماية إسرائيل وليس من أجل حماية لبنان، ولذلك عندما يحدث أي اعتداء من إسرائيل على لبنان لا نجد أن "اليونيفيل" تتحرك في شكل فاعل للدفاع عن لبنان ".

وعن رأيه في حكومة الوحدة الوطنية التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري على تأليفها أعتبر فضل الله أن الحكومة الموعودة ستكون " حكومة وحدة وطنية معقدة، من منطلق أننا عندما ندرس الشخصيات التي سوف تدخل هذه الحكومة نجد أنها شخصيات تختلف فيما بينها في القضايا الأساسية ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى وصول الحكومة إلى أهدافها. كما نلاحظ أن هناك خلفيات لبعض الجهات اللبنانية بحيث ينطلق فيها الباطن بعيدًا من الظاهر، يعني كلهم يقولون إن إسرائيل هي العدو، لكننا نعرف أن المسألة ليست على هذا القدر من الوضوح ".

ولدى سؤاله عن العلاقة مع الرئيس المكلف سعد الحريري إكتفى العلامة فضل الله بالقول إنه إلتقى به مرة واحدة بعد إغتيال والده وقد نصحه يومها بأن يكون مثل رفيق الحريري . وتناول فضل الله العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تتحكم بالمسار اللبناني فقال. "أن لبنان يمثل البلد الذي كنت أعبّر عنه أنه البلد الذي تتنفس فيه كل مشاكل المنطقة والبلد الذي تحاول كل المنطقة أن تتدخل فيه. ولعل الجميع يعرف أن لبنان هو البلد الذي تلتقي فيه الاستخبارات الدولية، وقد كان أحد فنادقه في وقت ما موقعًا من مواقع هذه الاستخبارات. ونحن نعرف من خلال التجربة والملاحظة أن الاستخبارات ليس دورها أن تجمع المعلومات ولكن أن تصنع الوقائع.

وهذا الذي نلاحظه في كثرة المندوبين الدوليين ولا سيما الأميركيين والأوروبيين الزائرين للبنان وفي تدخلاتهم حتى في القضايا الجزئية، بينما لا نجد هذا الحشد من المندوبين الدوليين والإقليميين في أي بلد من بلدان المنطقة، وليس ذلك إلا من جهة أهمية لبنان في إثارة القضايا التي توزع على المنطقة وتحاول أن تتدخل في ذهنية الإنسان اللبناني بالمستوى الذي يضيع فيه هذا الإنسان ويتحول إلى شخص لا يفكر في شكل مستقل، بل تراه يفكر بطريقة الإيحاءات التي تأتيه من خلال الزعامات التي استعبدت جماعاتها أو من خلال المحاور الدولية التي تحاول أن توجه اللبنانيين إلى بعض الأوضاع في المنطقة".

ولم يستثنِ السيد فضل الله في عرضه الدور السوري والإيراني وإن من نظرة مختلفة إذ رأى"أنه من الطبيعي جدًا أن تجد كل دولة موطئ قدم في لبنان، سواء من خلال خطها السياسي أو من خلال مصالحها الإستراتيجية، ولا بدّ لها من أن تستفيد منه أيضاً. الآن لا إشكال أن الخط السياسي منذ الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني جعلت القضية الفلسطينية هي القضية الإستراتيجية في السياسة الإيرانية. ولذلك فإنه من الطبيعي أنها عملت وتعمل على أساس أن تتحرك وتستفيد من الأرض اللبنانية في مواجهة إسرائيل وفي تعميق الموقع الذي يواجه إسرائيل وأن تدعم حركات التحرر والمقاومة. وهكذا نلاحظ بالنسبة إلى سوريا التي تعتبر لبنان امتداداً لها من الناحية التاريخية , فضلاً عن قولها خاصرة سوريا، وبالتالي فإنها تخشى مما يُصنع في لبنان أو من الوضع السياسي. فهي تخاف على أمنها، ولذلك تحاول أن يكون لها دور كبير في لبنان حتى تستطيع من خلال هذا الدور أن تحمي أمنها أو تحقق مصالحها" .

 

التحول الغربي عن لبنان

بقلم العماد عون

يقول دسراييللي، أحد رؤساء الحكومة البريطانية، في القرن التاسع عشر إنه: " ليس لبريطانيا أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون إنما مصالح دائمة" وانطلاقاً من هذه المقولة المعمول بها في السياسة الدولية فإنّ لكل دولة مصالح تحاول المحافظة عليها وفق سلم ٍمن الأولويات، وإذا صدف وكان عليها أن تختار بين مصلحتين فإنها بالتأكيد ستضحي بالمصلحة الأقل قيمة لتحتفظ بالأفضل بينهما. ومن دون معرفة مصالح الدول التي نتعامل معها، لا نستطيع معرفة مواقفها بالنسبة إلينا، في حال وقعنا في صراع مع دول أخرى.

ويمكن اختصار مصالح الدول بثلاث، المصالح السياسية، المصالح الاقتصادية والمصالح الأمنية – العسكرية. وإذا اعتبرنا أن قلب مثلث الأهداف الاستراتيجية الأمريكية هو التفوق العسكري والسيطرة على الطاقة والتحكم بالنقد، فضمن هذا المثلث نجد بالدرجة الاولى إسرائيل التي ترتبط ارتباطا عضوياً بالولايات المتحدة في جميع مصالحها، وهي مكوّن من المكوّنات الأساسية السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية. أما الدول العربية المنتجة للنفط فتأتي بالدرجة الثانية من حيث ضخامة انتاجها النفطي واحتياطها والفائض المالي الذي لا يمكنها أن توظّفه في سوقها وعليها أن تعتمد على الولايات المتحدة في توظيفه و"هدره" في البورصة.

أما لبنان، فلا وجود له ضمن مثلث المصالح الأمريكية، لأنه لا يشكّل مصلحة مهمة للولايات المتحدة نسبة لما يشكّل محيطه، وهو بالتالي واقع في خانة أطماع هذا المحيط الذي يسعى ليجعل منه حلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين، أو جائزة ترضية للمتضرّرين من حلّ قضية الشرق الأوسط.

فإسرائيل الرافضة لعودة الفلسطينيين، والتي تخشى التزايد السكاني العربي في داخلها، هي طليعة المطالبين بتوطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، وترحيل من تبقى منهم عن أرضها، مدعومة بذلك دعماً مطلقاً من الولايات المتحدة، لأنها كما ذكرنا، ترتبط ارتباطاً عضوياً بمصالحها، وبالتالي فالدول الأوروبية التي تتبع أمريكا سياسياً تأتي في عداد الداعمين لإسرائيل.

نحن شعب يعشق الحرية ويحترم حقوق الإنسان ويحب السلام، ولسنا نحن من يعادي أمريكا وأوروبا، بل هما من يفعل ذلك، وأسوأ ما في القضية أنهما يتصنّعان احتضان لبنان والعناية به، فيما يعرفان جيداً أن ما يفعلانه سيؤدي إلى انفجاره من الداخل وتفتيته. وهذه المعاداة بدأت مع إنشاء دولة إسرائيل على حدود لبنان، وما خلّفته من حروب تحمَّل أثقال نتائجها، من اللجوء وفقدان الإستقرار إلى الصدامات الداخلية مع المنظمات الفلسطينية، وقد تطعمت على هذه الإشتباكات مشاكلنا الداخلية والمشاكل العربية ولم تنته بعد. ونبدو اليوم أسوأ درجة مما كنا عليه بُعيد حرب الأيام الستة، إذ في حينه كانت الحكومة اللبنانية ما تزال تؤلف في بيروت، أما اليوم فلم نعد نعرف أين تؤلف ولا من يؤلفها.

في تلك الحقبة كانت بداية الصدامات بين الجيش والمنظمات الفلسطينية وكانت أيضاً حقبة الغارات الإسرائيلية الثأرية على لبنان، وكان اتفاق القاهرة كما كان الضغط الأمريكي المتواصل لضبط الفلسطينيين؛ في هذه الأجواء تفاعلت الأوضاع وتطورت بشكل سلبي وسريع فانفجرت في الثالث عشر من نيسان 1975 بين الفلسطينيين والمليشيات الحزبية.

وفور حصول هذا الحدث بدأت أوركسترا وسائل الإعلام الغربية تعبّئ الأجواء العالمية بأخبار الحرب الأهلية في لبنان، وقد حجبت عن الرأي العام العالمي حقيقة المشتركين في هذه الحرب وخلفياتها. وما كان يجري على الأرض يختلف تماماً عما كان مسموعاً أو مرئياً في أجهزة الإعلام، ولم يعكس الإعلام الغربي يوماً صورة الأحداث اللبنانية كما هي، فكان، كلّما ازدادت القوى الفلسطينية القادمة من مصر والأردن والعراق وسوريا وسائر الدول العربية، يغالي في الحديث عن حرب أهلية في لبنان، متجاهلاً كذلك المشتركين فيها ومصادر التمويل من الدول العربية البترولية وتدخلات إسرائيل. ولما تحقّقت الغلبة لهذه القوى القادمة الى لبنان، أتى المبعوث الأمريكي دين براون وعرض على الرئيسين فرنجية وشمعون إجلاء المسيحيين عن وطنهم، وكان هذا الخيار الوحيد الذي قدّمه لهم.

من هنا، يجب أن يفهم كل لبناني بصورة عامة والمسيحي بصورة خاصة، أن الخيار الوحيد المتاح أمامهم اليوم، لصيانة وطنهم ونفوسهم، هو وحدتهم، وتعزيز قوتهم ومنعتهم والوطنية، والإبتعاد عن مناورات الكبار الحارقة بدل الارتماء في لهيبها.

العماد ميشال عون

 

وفاة النائب السابق نبيل البستاني ومراسم الدفن السبت

غيب الموت النائب السابق نبيل البستاني، ويحتفل بالصلاة لراحة نفسه ظهر غد السبت في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت، ثم ينقل جثمانه الى مسقط رأسه الدبية - الشوف، حيث يوارى الثرى في مدفن العائلة. وفي ما يلي نبذة عن حياة الراحل:

-ولد في العام 1924.

-تخرج من الجامعة الاميركية مجازا في ادارة الاعمال. بدأ حياته العملية في العام 1945، منطلقا من القامشلي حيث انشأ مؤسسة "بستاني اخوان" وكانت تعنى ببيع المعدات الزراعية، وايضا بزراعة الحنطة.

-انهى اعماله في سوريا في أواخر الستينات، وانتقل الى بيروت لادارة اعماله الجديدة ومنها مشاريع التنمية العقارية في لبنان، واعمال البناء في كندا.

-كان من اوائل المنتسبين الى "الحزب الديموقراطي" مع الدكتور اميل بيطار، جوزيف مغيزل، باسم الجسر، توفيق معوض وغيرهم، وتسلم امانة التنظيم في الحزب.

-انتقل الى "مونت كارلو" واعاد بناء فندق "النتروبول" ليصبح من افخم وارقى فنادق اوروبا.

-ترأس في اوائل الثمانينات فرع القارة الاوروبية وفرنسا للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

-انتخب عضوا في مجلس ادارة غرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية في مرسيليا.

-انشأ ما بين 1982 و1983 "مؤسسة نبيل البستاني الخيرية"، وخصصت في البدء لمساعدة ابناء الشوف والمهجرين. وطور نشاط المؤسسة وحولها الى مساعدة القرى المنكوبة على اعادة بناء الكنائس المهدمة او المتضررة، كما شملت المساجد والحسينيات والخلوات، وبلغ العدد ما يزيد عن ال 265 دورا للعبادة. واسس في العام 2006 مؤسسة "نبيل البستاني الخيرية" في مونت كارلو لمساعدة الطلاب اللبنانيين للتعليم العالي في جامعتي هارفرد (الولايات المتحدة الاميركية) وكامبردج (بريطانيا).

-منحه البابا يوحنا بولس الثاني وساما رفيعا في 5 ايلول 1997 تقديرا لهذه الاعمال.

-دخل الندوة النيابية في العام 1992 على لائحة النائب وليد جنبلاط، واعيد انتخابه تباعا في كل الدورات الانتخابية النيابية حتى العام 2009 عندما آثر عدم الترشح.

 

"المردة": البطريرك مرجعيتنا الروحية وضمير لبنان والمصالحات لتعزيز الوجود المسيحي والمشاركة 

 لقاء بكفيا يُستتبع بتقارب على خطوط بنشعي - معراب - بكركي 

ريتا صفير/النهار   

هل تتكلل جهود الرابطة المارونية بالنجاح، فيتحقق اللقاء "الموعود" بين رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع  ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه؟ وهل تترجم التهدئة بين بنشعي وبكركي زيارة يقوم بها نائب زغرتا للديمان قريبا؟

بين الاتصال الاول الذي أجراه فرنجيه برئيس حزب القوات "المنحل" آنذاك، بعيد اطلاقه من السجن، والكلام على لقاء قريب سيجمع الرجلين اليوم، "مطبات" حفلت بها العلاقة بينهما . واذا كان جانب منها اتخذ طابعا دمويا، في التاريخ الحديث، ولا سيما عبر الاحتكاكات بين المناصرين والمحازبين، فهي لم تخل ايضا من محاولات جمع سياسية اكتسب بعضها طابع "براءة ذمة" في مرحلة، وخصوصا قبيل الانتخابات النيابية، فأجهض. وكان للعبة المحاور والاصطفافات قسطها ايضا.

من ارتدادات عودة الحرارة الى خط بنشعي - بكفيا اليوم، تقاربات موعودة على خطين، بنشعي - معراب من جهة، وبنشعي - بكركي من جهة، وما بينهما سلسلة لقاءات مكوكية للرابطة المارونية.  عمليا، لا موعد محددا بعد للقاء بين الدكتور سمير جعجع والنائب فرنجيه رغم التصريحات والاجواء الايجابية التي يطلقها الاطراف المعنيون بالملف. واذا كانت اوساط "المردة" تجدد التنويه "بالكلام المتقدم" الذي ادلى به رئيس الهيئة التنفيذية لمحطة الـ "ام . تي. في" على التيار والعلاقة بفرنجيه، مقارنة بالكلام السابق، مما عزز المناخ الايجابي بين الفريقين، فهي تفي ايضا اللجنة السياسية في الرابطة المارونية حقها على هذا المستوى.

وفي حين تكشف ان لقاء سيجمع رئيس "تيار المردة" برئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه واللجنة التنفيذية في الرابطة اليوم، في اطار الجولات التي تقوم بها الرابطة على القيادات المسيحية لتعزيز مناخات المصالحة، تشدد على ان "  تواصل هذا السياق يوصلنا الى  نتيجة حتمية" .

في اي حال، تحرص الاوساط على التوضيح ان الاولوية هي اليوم لترميم العلاقة على خط بكركي -  بنشعي، "وعمل الرابطة يدخل هذا الاطار، انطلاقا من طرحها الراهن عبر عقد لقاء بين البطريرك الماروني ورئيس "المردة" ".

وعلى رغم الترجيحات والمواعيد الثابتة التي يسرف بعض السياسيين في اطلاقها، تلفت مصادر "المردة" الى ان لا شيء ثابتا حتى اليوم عن توقيت الزيارة، على رغم  ان سلسلة خطوات عملية تمهد لها ، ليس آخرها زيارة النائب سامي الجميل للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى الديمان اول من امس. فالاجتماع الذي تخلله اطلاع البطريرك الماروني على أجواء "لقاء بكفيا"، كما بات معروفا، "ضاعف الاجواء الايجابية" على وصف "المردة"، و"هذه اجواء تكللت بالكلام الذي اطلقه البطريرك الماروني عقب الاجتماع".

وهل ما زال البطريرك الماروني "طرفا" في رأي "التيار" ومعه مسيحيو 8 آذار؟

تشدد اوساط "المردة" على ان للعلاقة مع البطريرك الماروني طابعا يختلف عن اي طرف سياسي آخر" فهو مرجعيتنا الروحية وضمير الموارنة ولبنان. من هذا المنطلق يكون التعامل معه مغايرا. أما الاسئلة والتساؤلات التي أثرناها، ولا سيما في الموقف الذي أصدره عشية الانتخابات النيابية، فتبقى من حقنا ويجري العمل عليها في الوقت الراهن". 

إصرار و... استمهال

إصرار "تيار المردة" على المضي في التقارب المسيحي - المسيحي ولا سيما مع "القوات"، تقابله ايضا دعوة الى الاستمهال و"عدم حرق المراحل": "فالتهدئة الاعلامية تحققت. وتلك احدى ثمرة اجتماعات اللجنة المشتركة بين تيارنا وحزب "القوات البنانية". تركز عملنا ايضا على منع الاحتكاكات بين الفريقين ولا سيما خلال فترة الانتخابات النيابية. فمر الاستحقاق بخير".

صحيح ان الدعوات الى المصالحة بين المسيحيين مزمنة وسبقت الاستحقاق الانتخابي، لكنها لم تتعدَّ اطار "المزايدات" بتعبير الاوساط التي تذكر بمضامين الخطب السياسية في تلك المرحلة، واجتهاد الفريقين في تحريك الجماهير. اما المصالحة المرتقبة بين زغرتا وبشري في الظرف الراهن، على رغم "رمزيتها الخاصة"، فيدرجها التيار، كسابقاتها، في خانة "طي صفحة الماضي الاليم بين الموارنة تحديدا  والمسيحيين عموما"، مؤكدا ان " الغفران عن حادثة اهدن حصل منذ زمن، وعن كل من شارك فيها، علما ان بعضهم بات خارج الفريقين او الاصطفافين".

بعد آخر يضفيه "التيار" للمصالحات المسيحية ركيزته "تعزيز الوجود المسيحي والمشاركة المسيحية في الدولة"، مشددا ، في رد على سؤال، على انه "حتى اللحظة لم يحصل المسيحيون، سواء كانوا في المعارضة او الموالاة، على حقوقهم ضمن منطق الشراكة الفعلية مع المسلمين في الدولة".

واذ تنفي المصادر ان تكون الخطوات التصالحية المتسارعة راهنا تأخذ في جانب منها طابع الرد على موقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط عبر دعوته الى اقامة تجمع اسلامي، او ذات علاقة بالموضوع الحكومي، تذكر ان ملف التقارب المسيحي – المسيحي طرح منذ مدة طويلة، وهو لا يحمل في طياته اي رد على الموقف الجنبلاطي المستجد، "فما نقوم به نفعله عن اقتناع، انطلاقا من ايماننا بلبنان الواحد وضمنه دور أساسي للمسيحيين كشركاء في ادارة البلاد."

تبقى مفارقتان: انعكاس هذه الخطوات على العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، وعدم حضور النائب نديم الجميل لقاء بكفيا. في الباب الاول، تحرص أوساط "المردة" على تأكيد التواصل المستمر مع "التيار الوطني الحر"، "وهو في أجواء ما يحصل، علما ان العونيين يعتبرون انهم في حالة مصالحة مع الجميع، بصرف النظر عن الخلاف السياسي". أما في شأن غياب النائب نديم الجميل عن لقاء بكفيا، فتذكر المصادر بالبيان الذي أصدره "الجميل الابن" عقب لقاء بكفيا وأبدى فيه ترحيبه بالاجتماع. متحدثا عن ظروف خاصة منعته من المشاركة.

 

مقابلة مع النائب سامي الجمسل من مجلة الشراع

النائب سامي الجميل طالب بإعطاء ((الحكم)) الصفارة:السلاح اهم ثلث معطل وأدعو لتطوير النظام او تغييره  

*علاقة استراتيجية تربطنا بـ((القوات)) وسنُسقط اية محاولة للتفريق بيننا

*نريد علاقات طبيعية مع سوريا تمر بتصحيح ما ارتكبته من اخطاء بحق اللبنانيين

*لا نشن حرباً على حزب الله ولكن لدينا مشكلة مع السلاح

*ما من دولة تقوم وتعيش في ظل وجود سلاح غير شرعي

*جنبلاط لديه هم اساسي وهو حماية الطائفة الدرزية

*جاهزون للقيام بأي دور يقرب بين المردة و((القوات)

أكد النائب سامي الجميل ان كل القوى على الساحة المسيحية متفقة على تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية، واستغرب من ان الجميع يدعو رئيس الجمهورية ليؤدي دور الحكم بينما لا نعطيه ((الصفارة)).

ورأى الجميل ان السلاح في يد حزب الله وحركة ((امل)) اقوى ثلث معطل، واعتبر النظام السياسي في لبنان فاشل ودعا الى تطويره او تغييره بالبحث عن نظام فريد من نوعه يكون على مقياس لبنان ويمنع تجدد الحروب والمشاكل.

((الشراع)) التقت النائب الجميل وحاورته حول خطوات المصالحة على الساحة المسيحية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

# لقاءاتكم مع تيار المردة والنائب سليمان فرنجية اعتبرها البعض اولى الخطوات على طريق المصالحات على الساحة المسيحية، لكن آخرين يرون انها ستبقى شكلية وصورية طالما هناك خلافات عميقة حول قضايا رئيسية كدور لبنان في المنطقة وسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا؟

- لا اوافق على هذا، نعم من المعروف ان هناك خلافات على مثل تلك المواضيع ولكن هذه المواضيع الخلافية يجب الا تمنعنا من اللقاء على مواضيع وقضايا اخرى، خاصة ان امامنا اربع سنوات من الحياة البرلمانية وستُطرح خلالها مسائل وقوانين تتعلق بالانماء والتنمية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، وهذه كلها لا علاقة لها بتلك المواضيع الخلافية، فلماذا يتوقف اذن التعاون والتلاقي حولها خاصة حول الامور التي تحسن اوضاع الناس، في حين يبقى الحوار قائماً حول القضايا الخلافية، فالمهم ان نبدأ او لا بد من نقطة ما للبدء في توضيح نقاط الخلاف لنتحاور حولها وفي بلورة نقاط التلاقي للتعاون فيها.

# هل اتفقتم على آلية لذلك؟

- طبعاً وهناك لجان تشكلت لمتابعة كل الامور.

# هل هي رد على ما يجري بين الاطراف الاسلامية من لقاءات ودعوات لانشاء تكتلات معينة؟

- هذه الخطوات التي تجري منذ اسبوعين كانت مبرمجة لتحصل منذ عشرة اشهر، ولكن تأجلت بسبب حادثة بصرما التي وقعت بين ((القوات اللبنانية)) و((تيار المردة)) في منطقة شكا، وبسبب انشغالنا لاحقاً بالانتخابات النيابية وحين انتهت الانتخابات باشرنا العمل على تحقيقها.

# الى أي حد صحيح ان انتخابات 2005 جمعت معظم القوى على الساحة المسيحية لمواجهة العماد عون وتياره بينما ما يجري اليوم بعد نتائج انتخابات 2009 هو لمواجهة تنامي قوة سمير جعجع و((القوات اللبنانية)) على حساب سائر الاطراف المسيحية؟

- لا، نحن تربطنا علاقة استراتيجية مع الدكتور سمير جعجع و((القوات)) وسنسقط اية محاولة للتفريق بين الكتائب و((القوات)) فما بيننا تحالف استراتيجي واتفاق على كل النقاط الاساسية والثانوية، وبالتالي لن يكون الحوار او العلاقة مع أي فريق آخر على حساب علاقتنا مع ((القوات اللبنانية)).

# ومع التيار الوطني هل ستقومون بخطوات مماثلة؟

- اكيد، في مرحلة لاحقة.

# هل بدأتم مع المردة للوصول الى التيار العوني، ويقال ان عين الكتائب على قاعدة هذا التيار؟

- عين الكتائب على لبنان وعلى مصلحة المسيحيين في لبنان، وكل حزب له خصوصيته وحساباته، وقد رأينا جميعنا الى اين وصل بنا منطق الالغاء في فترة من الفترات، وعلى القيادات المسيحية واللبنانية بشكل عام ان تخرج من عقدة الالغاء وان تعترف بالتعددية وتقبل بوجود احزاب وآراء وقيادات اخرى، وان يتعاونوا بعضهم مع بعض لمصلحة الناس وليس العكس.

# هل سيكون لكم دور في توسيع مروحة المصالحات المسيحية بالمساعدة على التقريب بين ((القوات وقيادة المردة؟

- التواصل موجود بين ((القوات)) والمردة، ونحن على جهوزية للقيام بأي دور ايجابي في هذا الاطار.

# سابقاً كان لرئيس الجمهورية مسعى في المصالحات، اين دوره اليوم فيما يجري؟

- رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان، وكلنا نلتقي بشكل عفوي تحت مظلته، وكل ما نحاول القيام به هو لدعم موقع الرئاسة.

# هو في اجواء ما تقومون به؟

- هو في الاجواء وبكركي ايضاً، وأنا زرت سيدنا ((البطرك)) ووضعته في كل الاجواء.

# شجعكم على التواصل واللقاء مع التيار العوني؟

- لم ندخل في التفاصيل والحديث كان حول موضوع محدد هو اللقاء مع سليمان فرنجية، ومن الطبيعي ان سيدنا يبارك اية خطوات تقرب الناس بعضها من بعض.

# حركتك اثارت حفيظة بعض اعضاء المكتب السياسي في حزب الكتائب الذين اعتبروها متسرعة صحيح؟

- هذا غير صحيح وكلام غير دقيق.

# يتردد انكم بصدد السعي للقاء مع حزب الله؟

- غير صحيح.

# ما تقومون به على الساحة المسيحية لن يطال الاطراف على الساحات الأخرى التي بينكم وبينها خلاف؟

- بلى ولكن تدريجياً.

# بتقديرك أين كلمة السر اليوم التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة أو التي ستسهل ولادتها؟

- مشاورات تشكيل الحكومة ما زالت جارية ومواضيع الخلاف معروفة، وفي مقدمتها مطلب ((الثلث المعطل)) وما سيتضمنه البيان الوزاري ونحن ننتظر لنرى نتائج المشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف وعلى أساس ذلك نعلن موقفنا.

# يبدو ان هناك اتفاقاً على استبدال الثلث المعطل بوزير مضمر للمعارضة يكون من حصة رئيس الجمهورية؟

- حين ينتهي الرئيس المكلف من مشاوراته سنرى وسنعطي رأينا.

# هل ستقبلون بذلك من حيث المبدأ؟

- لنرَ أين ستصل المشاورات ونقرر على ضوء ذلك، وبالنتيجة نحن نرى ان سلاح حزب الله على الأرض هو أهم من الثلث المعطل، لأنه مهما كانت صيغة الحكومة المقبلة فإنها حين ستأخذ قراراً لا يعجب حزب الله أو حركة أمل فلديهما عندئذ أهم ((ثلث معطل)) وهو السلاح.

# يلاحظ ان حزب الكتائب بعد الانتخابات النيابية، يشكل رأس حربة في الهجوم على حزب الله دون سائر القوى، لماذا؟

- بالنسبة إلينا هناك عدة ملفات نعتبرها الأساس لتكوين الدولة ومنها موضوع سيادة لبنان، فما من دولة يمكن لها أن تبسط سيادتها وسلطتها على كل أراضيها، وأن تعيش بشكل طبيعي في ظل وجود سلاح غير شرعي، وبالنسبة إلينا فإن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وسلاح حزب الله، وسلاح أية مجموعة أخرى في لبنان هو عائق أمام قيام الدولة، ومن هذا المنطلق نقول نحن لا نشن حرباً على حزب الله، لكن لدينا مشكلة مع السلاح غير الشرعي، وسنبقى على موقفنا لأننا نعتبر هذا الأمر أساسياً.

# قوى أساسية في 14 آذار بدأت تختلف معكم في هذه النظرة إلى حزب الله؟

- هذا رأينا.

# وما رأيكم بما يقوم به النائب وليد جنبلاط؟

- وليد بك لديه هم أساسي هو الحفاظ على الطائفة الدرزية الكريمة، ويقوم بكل الخطوات لحمايتها.

# هو لا يقول ذلك؟ وما يقوم به أوسع..

- .. هو لا يقول ذلك، ولكن هذا تحليلنا وهذا رأينا.

# هل تغيرت نظرتكم أنتم أيضاً إلى سوريا بعد الانتخابات؟

- موقفنا من سوريا ثابت منذ أربعين سنة، ونحن نقول نريد علاقات طبيعية مع سوريا، ولكن هذه العلاقات لا بد ان تمر في تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها بحق لبنان، وفي حل بعض الملفات العالقة معها.

# هل ما زالت تتدخل بلبنان؟

- لنكن واقعيين، الكل يتدخلون في لبنان وعلى اللبنانيين ان يتفقوا فيما بينهم ويستعيدوا ثقة بعضهم ببعض لانهاء أي تدخل خارجي، فحين يرتاح اللبنانيون للعلاقات بينهم فعندها لن يحتاجوا لتدخل اي كان، سواء سوريا او غير سوريا.

# أين لمستم ان الكل ما زال يتدخل بلبنان؟

- ما شهدناه في الفترة الاخيرة بين المملكة العربية السعودية وبين سوريا لا يشجع، اذ نلاحظ ان خطوات الحل تبطىء او تسرع حسب وقع العلاقة بينهما وهذا امر غير طبيعي، والكلام عن ان الحل في لبنان لن يحصل الا بالتوافق الخارجي يشكل اهانة للبنانيين، فمن العيب ان يكون تشكيل الحكومة مرتهناً لأي بلد خارج لبنان.

# هل ما زلت تؤيد الفدرالية السياسية؟

- لم اقل في اية مرة انني مع الفدرالية، لكن ما اقوله هو ان النظام السياسي اللبناني برهن عن فشله في السنوات الماضية، وعلى اللبنانيين ان يجدوا قراءة نقدية لهذا النظام لايجاد نظام آخر او للوصول الى صيغة جديدة، او لتطوير النظام السياسي حتى يتلاءم مع المعطيات التي شهدناها منذ اربعين او خمسين سنة حتى اليوم، وذلك حتى لا يستمر النظام السياسي سبباً للحروب والمشكل والتعطيل في لبنان، فأي صيغة يمكن لها ان تحسن العلاقات بين لبنان نحن معها، وعلى اللبنانيين ان يطلعوا على كل الانظمة التي ترعى مجتمعات تعددية في العالم وان يستنتجوا منها ما يمكنهم من ايجاد نظام على قياس لبنان، يكون فريداً من نوعه قادراً على معالجة المشاكل بين اللبنانيين.

# هل لديكم تصور محدد؟

- لدينا افكار كثيرة وهذا الأمر من المواضيع التي لا يمكن فرضها فرضاً، ولكنه من المواضيع التي تطرح على طاولة البحث والحوار بين اللبنانيين.

# الدعوة الى تغيير النظام او تطويره نقطة لقاء قوية وهامة مع اطراف عدة من قوى 8 آذار/مارس؟

- ليس لدينا عقدة، وليس بمجرد ان تطرح 8 آذار/مارس امراً حسناً علينا ان نقف ضده في المطلق، ولا حين نطرح نحن أمراً مماثلاً على 8 آذار/مارس ان تقف ضده بالمطلق، يجب وهذا ما بحثناه في اللقاء مع سليمان فرنجية، يجب ان نعرف كيف نتعاطى بعضنا مع بعض ونتحاور ونحدد القواسم المشتركة.

حوار احمد الموسوي   

     

صدق او لا تصدق من الشراع 

سوريا مايسترو المعارضة

الشراع/قال نائب من قوى الرابع عشر من آذار/مارس متهكماً خلال رده على طالب وساطة لدى قيادة الجيش ((يا عمي شو النا نحنا بالمؤسسة العسكرية اذا صار الحاج وفيق صفا مسؤول استخبارات حزب الله – هو الذي يربط ويحل في قيادة الجيش، واذا باتت تشكيلات الضباط الشيعة من اختصاصه ومحصورة به

نقل عن سفير عربي في بيروت توكيده عودة الخلافات بين دمشق والرياض في حال ظل حزب الله وحلفاؤه في قوى الثامن من آذار/مارس يشكلون عقدة امام تشكيل الحكومة، وإصرارهم على المطالبة بالثلث الضامن وبحقائب وزارية معينة، لأن المسؤولين في سوريا هم مايسترو كل هذه الجوقة اللبنانية التي تتحرك وفق تعليمات واضحة من اروقة الاستخبارات السورية وكواليس قصر المهاجرين.

حزب الله خائف من تحولات سورية

الشراع/اكد قيادي بارز في حزب الله خلال لقاء مغلق مع اصدقاء له في حي السلم ان خوف قيادة الحزب لا يكمن من عدوان اسرائيلي محتمل ضد لبنان، بل من تحولات في السياسة والمواقف لدى النظام السوري الذي يقوم بالتقارب مع الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل بخطوات سريعة وبتحركات ولقاءات غير معلنة لا يعرف تفاصيلها حتى الايرانيون.

مخاوف في سوريا من انقلاب

الشراع/أكد مواطنون سوريون خلال زيارتهم لأقاربهم في لبنان ان العاصمة دمشق تشهد كل ليلة تدابير امنية مشددة غير معلنة وانتشاراً كثيفاً لعناصر من الاستخبارات العسكرية والامن الجوي في مناطق جرمانا، حرستا، السيدة زينب، ضاحية الاسد، عدرا، حي الحسين..وتقوم سيارات مدنية تابعة لمديرية امن الدولة تحمل عناصر وضباطاً بالمرابطة بالقرب من المباني الحكومية والعسكرية، اضافة الى ان المواطنين يفاجأون في اكثر الاحيان بحواجز ظرفية لعناصر من الاستخبارات حتى في الاحياء الدمشقية الداخلية. وأشارت اوساط سورية معارضة الى ان هناك مخاوف من احتمال حصول مشاغبات او عملية انقلاب عسكري قد يقوم بها ضباط علويون بدعم خارجي ربما ايراني نتيجة المخاوف الايرانية من تقارب سوري – اميركي – اسرائيلي باتت معالمه تظهر يوماً بعد يوم.

استباحة

الشراع/نقلت منظمة حقوق الانسان في سوريا – ماف – عن مصدر اعلامي سوري ان بلدة تلعرن الواقعة شرق مدينة حلب التابعة لمنطقة السفيرة تتعرض لعملية استباحة من قبل الامن الجنائي – فقد اقيمت حواجز على مداخل البلدة منذ اكثر من شهر وقامت عناصر امنية بجباية الاتاوات من اصحاب الآليات الزراعية وآليات النقل الداخلة الى البلدة والخارجة منها، خاصة وان البلدة في ذروة موسمها الزراعي حيث تعتبر هذه البلدة احدى اهم مصادر الخضار الى مدينة حلب ويبدو ان الاتاوات المحصلة لم تشبع جشع المسؤولين فسيرت دورياتها الى سوق البلدة لفرض اتاوات على المحلات التجارية والتي تسدد ضرائبها بشكل نظامي الى مديرية مال السفيرة، ولما امتنع اصحاب المحلات عن دفع الاتاوة (الخوة) قام عناصر الامن الجنائي يوم الاثنين 13/7/2009 بالاعتداء عشوائياً على المواطنين وقاموا بإتلاف خضارهم واعتقال بعض اصحاب المحال مما ادى الى وقوع شجار بين الاهالي ورجال الدورية التي قامت باستدعاء المساندة التي كانت جاهزة لتلبية النداء بأقل من ربع ساعة – معلوم ان هذه الدوريات تتأخر ساعات اذا ما استنجد بها المواطن المتعرض للخطر.

واقتحمت خمس سيارات مليئة بالعناصر المدججين بالسلاح بقيادة ضابط برتبة مقدم البلدة يطلقون العيارات النارية وانهالوا بالضرب على المواطنين بالعصي ومؤخرة بنادقهم وكأنهم عصابة من عصابات رعاة البقر ((الكاو بوي)) وفي اليوم الثاني في تمام الساعة الثانية والنصف دخل مدير منطقة السفيرة على رأس قوة كبيرة مؤلفة من الامن الجنائي والشرطة المدججة بالسلاح وبأكثر من عشرين سيارة، وجابوا شوارع البلدة كلها لزرع الرعب في نفوس المواطنين، ثم قاموا بالاغارة على السوق والغزو على موجوداته

تدابير جديدة بعد اكتشاف شبكات التجسس  

 الشراع / اتخذت قيادة الجيش تدابير جديدة بعد اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية وشبكة القاعدة، وتقضي هذه التدابير بالزام كل ضابط ينوي السفر تقديم افادة مفصلة لقيادة الجيش عن الدولة التي يقصدها، وهدف زيارته. ومن التدابير الامنية التي اتخذتها القيادة تشديد الحراسة والمراقبة حول الثكنات والمواقع العسكرية، واقامة غرف تنصت في اكثر من منطقة، اضافة الى رصد العمال العرب الذين يعملون في الورش والمطاعم والفنادق. وكانت مديرية التوجيه اصدرت بياناً اكدت فيه ان التحقيق مع بعض الموقوفين الاصوليين اظهر انهم يتخذون من عملهم في بعض المؤسسات الخاصة والمهن الحرة غطاء للقيام بعمليات المراقبة والرصد، لذلك دعت قيادة الجيش اصحاب المؤسسات والمهن الحرة الى التأكد من الوضع القانوني للمستخدمين لديهم او طالبي الاستخدام من كل الجنسيات الاجنبية، وإبلاغ الجهات الامنية المختصة عن أي وضع يثير الشبهات.   

  تدخل  

الشراع

*تدخل النائب د. ميشال موسى مع فعاليات شعبية ودينية في بلدة مغدوشة رفعت لافتات تحمل حزب الله مسؤولية اختطاف ابن البلدة جوزيف صادر في مربع الحزب الامني على طريق مطار رفيق الحريري الدولي منذ ستة اشهر. تدخل موسى أسفر عن ازالة اللافتات مع وعد ببحث الامور من جديد مع قيادة الحزب المذكور.

خلاف

*رغم بلوغ لقاءات النائبين سامي الجميل وآلان عون ثلاثة حتى الآن، فإن الخلاف السياسي بين الكتائب والتيار الوطني ما زال هو الغالب في هذه اللقاءات.

صحيح

*لم يفلح النائب ميشال عون بترويج توزير صهره الساقط جبران باسيل وسط التيار الوطني نفسه بسبب مبدأ عدم توزير الساقطين، وهي قناعة ترسخت داخل صفوف المعارضين لباسيل من جماعة عون نفسه.   

تفاؤل الرئيس بري  

الشراع/التفاؤل الذي يظهره الرئيس نبيه بري، بدأ يصطدم بالموجة الجديدة للمعارضة التي عبر عنها الجنرال ميشال عون بقلق واضح ادى الى ان يُسترضى بتصريح ناري لوئام وهاب تجاوز فيه قلق عون الى رمي التعطيل على القاهرة

سري جداً  

الشراع/وزير الاتصالات وصهر ميشال عون جبران باسيل ارسل الى المدعي العام المالي.. ملفاً يطالب فيه بالتحقيق مع اصحاب شركتي الخلوي السابقتين ((سيليس)) وليبانسيل))، لما يعتبره مخالفات مالية وحقوقاً للدولة عليهم

ايطاليا وفرنسا وتعديلات في ((اليونيفيل))  

الشراع/قالت مصادر قريبة من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، ان إيطاليا تتجه لتقليل أعداد أفراد قوتها في لبنان خلال العام المقبل، كما ان باريس ستعيد النظر بنوعية تسلح قواتها ضمن اليونيفيل، بحيث يقتصر على اسلحة خفيفة فقط.

روسيا وفتح

الشراع/تقوم روسيا بدور لافت وراء الكواليس في مجال مساعدة حركة ((فتح)) على توفير الضمانات المطلوبة لها من غير جهة من أجل عقد مؤتمرها العام على نحو ناجح.

وبحسب هذه المعلومات المستقاة من مصادر في ((فتح))، فإن روسيا تحدثت عبر موفدها الكسندر سلطانوف إلى المنطقة مع كل من سوريا والإسرائيليين و((حماس)) وجهات لبنانية بموضوع مساعدة ((فتح)) على إنجاح مؤتمرها العام عبر السماح لأعضاء قياداتها بالوصول إلى مكان عقد الاجتماع.   

جنبلاط مع ((الشادور)) أو ((الميني جوب)) واخبار اخرى  

الشراع/بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب وليد جنبلاط ممازحاً لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً منه: هل أنت مع الميني جوب أم مع الشادور.

والذين سمعوا بري يقول ذلك لم يسمعوا رد جنبلاط على الخط الآخر. وقصة ((الشادور)) و((الميني جوب)) التي بلغت مسامع بري مفادها ان صحافياً تونسياً استوقفه في لبنان أن يجمع بين الظاهرتين. وقد توقف جنبلاط أمام تصنيف البلد بهذا الشكل الذي عبر عنه الصحافي التونسي.

سياحة لبنان تتجاوز السياحة الإسرائيلية

الشراع/كشفت مصادر سياحية ان حجم السياحة الاصطيافية في لبنان تجاوزت من حيث أعداد السائحين الحجم السياحي الذي شهدته إسرائيل خلال هذا العام. وقالت هذه المصادر ان شركات سياحية إسرائيلية في الخارج، بدأت تقوم بحملات دعائية غير مباشرة ضد السياحة في لبنان، لأن إسرائيل تخشى أن تمتد موجة السياحة العربية في لبنان إلى الساحة السياحية الأوروبية والصينية واليابانية لتستقطب السياح منها بدلاً من الكيان الصهيوني. وتقول هذه المصادر، ان لبنان يستطيع أن يجذب سنوياً أكثر من مليوني سائح إذا اعتمد حملة دعائية في البلدان الأوروبية وفي القارة الصينية وأيضاً في اليابان، علماً ان السياحة الراهنة التي يشهدها لبنان لا تعتمد على برنامج دعائي، ولكنها تتكل على رصيد قديم لموقع لبنان فوق الخارطة السياحية العربية والعالمية.

فكرة.. سلبية

الشراع/فكرة عقد لقاء موسع لأطراف المعارضة ما تزال محل استقصاء على مستوى تطبيقها على الأرض.وتقول المعلومات ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حاول خلال لقاءاته بأطراف المعارضة جس نبض إمكانية تحقيق فكرة لقاء موسع لـ8 آذار إلا ان النتيجة كانت سلبية.

تحفظات

الشراع/في معلومات خاصة انه يوجد تحفظات في الرابية حيال لقاء المصالحة بين النائب سليمان فرنجية والرئيس أمين الجميل. وكان يريد عون أن تجرى هذه المصالحة بالتنسيق مع الرابية. رغم ان الاعلام العوني حاول إظهار لقاء المصالحة وكأنه جرى بالتنسيق مع عون.   

 

لبنان بين سندان الشبكات الاصولية ومطرقة الشبكات الاسرائيلية  

 الشراع/رأى مسؤول امني لبناني ان خطر الخلايا الارهابية الأصولية التي تتسلل الى الاراضي اللبنانية، يوازي خطر الشبكات الاسرائيلية الناشطة في لبنان، لأن الهدف واحد لكل منها وهو التخريب والقتل واشاعة الفوضى والبلبلة.. وعن الشبكة الاصولية التي القي القبض عليها اخيراً في لبنان، اشار المسؤول الامني الى ((ان تدفق المجموعات الاصولية من العراق الى لبنان ازداد بشكل لافت في الفترات الاخيرة، نتيجة الضربات التي تلقتها هذه المجموعات من القوات العراقية – الاميركية، خصوصاً في مناطق الموصل والانبار وديالى العراقية، ولوحظ في الوقت نفسه قيام عدد من مسؤولي القاعدة باتخاذ بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان كمستقر ومكان آمنين)).

وحسب المعلومات فإن الاجهزة الامنية كانت منذ سنة تقوم برصد دقيق لتسلل الاصوليين الى لبنان، وباتت هذه الاجهزة تملك زمام المبادرة في معركتها مع الارهابيين، وهي تملك في الوقت نفسه معلومات ومعطيات عن طبيعة هذه الخلايا والمجموعات من بينها انها كناية عن خليط من جنسيات عربية عدة وأقلية ضئيلة جداً غير عربية بينهم العديد من خبراء المتفجرات، وهؤلاء الخبراء لهم ((المكانة)) الأكبر نظراً الى الحاجة اليهم، كما ان الاجهزة الامنية لديها ما يشبه خارطة لتوزيع الخلايا وأماكن انتشارها التي تظهر ان بعضها يقيم في اماكن آمنة سرية في مناطق لبنانية وبعضها الآخر في مخيمات فلسطينية وبصورة خاصة في مخيم عين الحلوة، وتعتبر هذه الخلايا اليوم من الخلايا النائمة التي تنتظر تعليمات لتحركاتها ونشاطاتها، تصلها من المجلس الجهادي لتنظيم القاعدة عبر بريد الكتروني يشرف عليه مختصون في الاتصالات والبرمجة من بينهم خبير مصري مقيم في عين الحلوة لقبه ((محمد كومبيوتر)). وكانت اوساط اعلامية متابعة ذكرت انه ((سبق لقيادة الجيش ان وجهت رسائل الى جامعة الدول العربية والى سفارات وأجهزة استخبارات تطلب فيها تـزويدها بكل ما تملك من معلومات قديمة ومستجدة عن هذه الخلايا والمجموعات، انفاذاً لتوجه راسخ لدى هذه القيادة بجبه هذه المجموعات وكشف خلاياها، بعدما شرعت هذه القيادة في تنفيذ توجيهات السلطة السياسية بمحاصرة هذه المجموعات واستئصال خطرها وكبح جماحها، الاوساط الامنية اكدت ان المؤسسة العسكرية عملت على تعقب ورصد تحركات هؤلاء على نحو يحول دون شعورهم بالاستقرار، والسعي لاستدراجهم وكشف خلاياهم، وان مواجهة هذه المجموعات والخلايا، تجري بالتنسيق مع جهات امنية عربية ودولية وهناك لقاءات واجتماعات كثيفة في هذا المجال)). وكشفت الاوساط نفسها، ان الاجهزة الامنية حصلت على معلومات ثمينة وقيمة منذ مدة في مجال رصد الخلايا الاصولية من خلال التحقيق مع قيادي خطير في تنظيم القاعدة من الجنسية الكويتية يدعى محمد عبدالله ناصر الدوسري، لقبه ((ابو طلحة الكويتي))، الذي ألقي القبض عليه في احد فنادق الأشرفية في 26/3/2009 كان مكلفاً العمل على إعداد وتشكيل خلايا اصولية في مخيم عين الحلوة وإرسالها الى العراق في مهمات خاصة.

وتابعت الاجهزة الامنية معلومات ((ابو طلحة)) ومقاطعتها مع اجهزة امنية بريطانية وقبرصية ويونانية حتى تم التوصل اخيراً الى القاء القبض على الشبكة الاصولية والتي يترأسها السوري منجد الفحام الذي كانت تخطط لتهريب مسؤولين اصوليين بارزين من مخيم عين الحلوة الى افغانستان وباكستان من بينهم مسؤول تنظيم ((جند الشام)) الشيخ الفلسطيني اسامة امين الشهابي (ابو دجانة) المطلوب بموجب عدة مذكرات توقيف بتهم تورطه في التخطيط لأعمال ارهابية وتفجيرات واغتيالات من بينها تفجير مطعم ((الماكدونالدز)) في الدورة في نيسان/ابريل 2003. وأمير ((فتح الاسلام)) محمد عبدالرحمان عوض الملقب (ابو محمد شحرور) واللبناني عبدالغني جوهر المتورط في اعمال ارهابية وتفجيرات استهدفت الجيش اللبناني في منطقة الشمال. وأكدت الاوساط ان التحقيقات الاولية مع الشبكة الاصولية اظهرت انها كانت تخطط لاستهداف القوات العاملة في جنوب نهر الليطاني.

وأضافت الأوساط: ((ان متابعة المعلومات اظهرت في الوقت عينه ان الخلايا الارهابية لا تتبع قيادة موحدة رغم انها تدور في فلك القاعدة، فضلاً عن تعدد اهدافها وتوجهاتها، وبالتالي فإن بنيتها التنظيمية تعتمد التراتبية العنقودية، وتعتمد كل خلية على تمويل ذاتي محلي، فيما يشكل تنظيم ((جند الشام)) عصبها الرئيسي)).

التعاون الامني اللبناني مع عدد من اجهزة الاستخبارات العربية في مجال مكافحة الارهاب، كشف من خلال تقارير امنية وصلت الى استخبارات الجيش عن احتمال تسلل مجموعة كبيرة من الاصوليين السعوديين الذين سبق وان كانوا من معتقلي سجن غوانتنامو الى لبنان وسوريا، للانضمام الى مجموعات وخلايا اصولية، والى قيام قيادي في القاعدة سوري – تركي الاصل – يدعى ج. دفتر دار – لقبه ((ابو عبدالله)) يحمل جواز سفر مزوراً، بتأمين انتقال متطرفين من سوريا ولبنان إلى العراق للقتال إلى جانب القاعدة، وزار دفتر دار منطقة الشمال عدة مرات والتقى فيها بناشطين أصوليين اسلاميين.

وذكرت تقارير امنية قيام مجموعة من الانتحاريين الاصوليين من بينهم عدد من السودانيين والجزائريين بتلقي تدريبات في مخيم عين الحلوة على طرق استخدام الأحزمة الناسفة ويشرف على هذه التدريبات مسؤول عسكري فلسطيني في تنظيم ((جند الشام)) يدعى عماد . ي. وعلم من مصادر امنية ان جزائرياً يدعى حبيب. ب، قتل اخيراً في حي الصفصاف في مخيم عين الحلوة خلال تلقيه التدريبات على طريقة استخدام الأحزمة الناسفة وان المجموعة الانتحارية كانت تتحضر للقيام بعمليات ارهابية ضد اهداف في لبنان ودول اوروبية.

وأشارت مصادر الى ان عدداً من اجهزة الاستخبارات العربية تتعاون فيما بينها هذه الايام لمتابعة معلومات تشير الى توزع مجموعات اصولية تابعة لتنظيم معروف باسم ((اسود شبه الجزيرة العربية)) يضم كويتيين وسعوديين وفلسطينيين، وان مسؤولاً سياسياً سابقاً في تنظيم حركة فتح – المجلس الثوري (جناح ابو نضال) مقيم في الضفة الغربية، يقوم بالاشراف على تحركات المجموعات الاصولية ويتنقل بين عدة دول اوروبية بجوازات مزورة.   

 

مقابلة مع الوزير غازي العريضي من مجلة الشراع

31 تموز2009

*سوء إدارة 14 آذار تباعد بين جنبلاط وجعجع  

*في الحياة السياسية لا يوجد قوالب مغلقة

*لا يمكن ان ننادي بلبنان أولاً وعيوننا وأيدينا في الخارج

*تفاؤل بري كان مبنياً على معطيات

*كدنا ننسى تاريخنا وفلسطين ونذهب للتقوقع

*((لبنان اولاً)) لا يعني الإنغلاق والتقوقع

يبدي وزير الأشغال العامة الوزير غازي العريضي تفاؤلا بخصوص تشكيل الحكومة العتيدة نظراً لإنتهاء المرحلة الصعبة الخاصة بالمحاصصة العددية في الحكومة وبدء المرحلة الأسهل في التشكيل حول توزيع الحقائب. مشيراً الى انه لا توجد قوالب مغلقة في الحياة السياسية ولا يمكن ان ننادي بلبنان اولاً وعيوننا وأيدينا في الخارج.

((الشراع)) أجرت مع الوزير العريضي جولة أفق حول أبرز الإستحقاقات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

# مرّ شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة من دون ان تحل عقدة الثلث المعطل، وفجأة خلال 24 ساعة ظهرت بوادر الحل ،ماذا حصل؟

- نستطيع القول الآن ان الباب قد فتح جدياً لتشكيل الحكومة وانتقلنا من مرحلة الى مرحلة أخرى. كنا في مرحلة حسم مسألة ما يسمى الثلث المعطل، سلباً او إيجاباً. من المعروف ان فريق 8آذار/مارس يريد هذا الثلث المعطل بطريقة او بأخرى، بشكل معلن او مبطن، والفريق الآخر بطبيعة الحال يرفض هذا الامر. وكل الاسابيع التي مرت كان النقاش يتركز حول هذا الموضوع. وقد طُرح خلال تلك الفترة صيغ عدة بين وزير ((وديعة)) لدى رئيس الجمهورية، ووزير ((ملك)) اي وزير من الطائفة الشيعية الكريمة ينتمي الى رئيس الجمهورية، وبين الاقتراح الاخير بأن يسمي رئيس الجمهورية إسماً له علاقة به، لكي يكون منسجماً مع نفسه وحافظاً صدقيته، لانه لا يمكن ان يضع على خانته اسم وزير تمت تسميته من قبل الآخرين ولا علاقة له به.

اليوم عندما أقول فُتح الباب ذلك لأنه تم الاتفاق بأن يسمي الرئيس اسماً. وكان الرئيس يردد دائماً ((انا اسمي اسماً لا يستفز الآخرين ولكن انا عندما اقول ان فلاناً من حصة رئيس الجمهورية له علاقة بي و لي علاقة به، اما ما عدا ذلك فاتفقوا بين بعضكم)). لذلك الآن انتقلنا الى المرحلة الثانية والتي هي على اهميتها فهي أقل اهمية من المرحلة الأولى، و هي مرحلة البحث عن الاسماء و توزيع الحقائب بين القوى السياسية. انا لا اعتقد بانه ثمة صعوبات كثيرة في هذا المجال.

# الا تعتقد ان ذلك قد يحتاج وقتا أكثر مما احتاجته المرحلة السابقة، اذا حلت عقدة الثلث المعطّل والنسبية هناك مشكلة إنتقاء الحقائب، فالشيعة يريدون المالية والنائب ميشال عون يريد توزير صهره جبران باسيل مجددا في وزارة الإتصالات ؟

- هذا أمر من الطبيعي ان يحصل عند تشكيل أية حكومة لكن في النهاية ننتهي بالتفاوض ونصل الى صيغة مقبولة من الجميع. لا يمكن لكل طرف ان يحقق كل ما يريد من مطالب. من حق كل طرف ان يطرح ما يريد ومن الطبيعي ان يكون سقف الطلبات عالياً. هذا جزء من اللعبة السياسية، لكن في النهاية ستشكل حكومة ربما انه سيستحيل تلبية كل طلبات الكتل النيابية، سوف تكون تسوية قائمة على توازنات معينة تأخذ في عين الاعتبار اقصى ما يمكن من مطالب الكتل النيابية التي ستشارك في الحكومة ضمن الاطار الذي رسم من ناحية العدد الذي تم الاتفاق عليه.

# هل يوجد صيغ حاضرة؟

- كلا، لانه في الاسابيع الاربعة الماضية لم تتم ملامسة موضوع الحكومة من زاوية الاسماء والحقائب، كان فقط حسم مسألة العدد وبالتالي حصة الفريقين مع حصة رئيس الجمهورية. الآن سندخل الى الاسماء والحقائب وانا لا اعتقد ان المسألة ستأخذ وقتا طويلا. ايضا لن يكون هناك صعوبات كما يتوقع الآخرون. مثلاً منذ أيام كان البعض يقول الحكومة لما بعد رمضان او الى الخريف.... الحكومة مربوطة بظروف كذا اوكذا... انا شخصياً باطلاعي على معلومات بسيطة كنت اقول دائماً قطعنا شوطاً كبيراً وعندما تحدث الرئيس بري عن التفاؤل كان ذلك مبنياً على معطيات تنطلق من هذا الشوط الكبير الذي قطعناه.

نحن كنا نتابع بشكل دقيق ويومي تفاصيل كل الاتصالات وكنا جزءاً منها وعقدنا اجتماعات عدة بالسر والعلن ، كنا على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية سواء بلقاءات مباشرة او اتصالات، بالتالي تقاطعت معلومات ومواقف ومعطيات بيننا وبين فخامة الرئيس كما كنا على تواصل يومي مع الرئيس المكلف سعد الحريري و مع دولة الرئيس نبيه بري وبالتالي نحن في قلب دائرة الاتصالات التي كانت تحصل.

# هل كنتم على تواصل يومي بالادارتين الاميركية والسورية؟ أليس من هناك جاء الحل ؟

لا، لا.. هذا الموضوع أبعاده أبعد بكثير من أبعاد الحكومة اللبنانية. اذا كنا نريد التحدث عن الحكومة اللبنانية الامر بدأ بالتواصل السعودي - السوري الذي جاء في سياق المبادرة الأم الشجاعة والكبيرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزبز في الكويت في كانون الثاني /يناير الماضي حيث قال ((انتهت الخلافات بالنسبة الينا بيننا وبين كل الدول العربية))، كان هذا القرار قراراً إستراتيجيا من قبل الملك عبد الله في الانفتاح على كل الدول العربية وخصوصا على دمشق لاقفال هذا الملف لانه كان الخلاف الاكثر حدة. كما كان قد تم تجاوز الخلافات مع قطر وليبيا، الموضوع الاساسي الذي له ابعاد مهمة بانعكاساته على الوضع اللبناني وعلى الوضع العراقي والفلسطيني وامتداداً على الوضع العربي - العربي هو الوضع السوري. كان وما يزال قرار خادم الحرمين الشريفين قراراً استراتيجياً معنياً بعلاقة قوية ومتينة مع سوريا وبتعاون سوري - سعودي على مستوى كل القضايا قبل ان تتطور العلاقات الاميركية - السورية ويأتي مساعد الرئيس الأميركي جورج ميتشل ويتحدثون عن العراق وفلسطين وعن تخفيف العقوبات وما شابه.

# لم أفهم منك بعد سبب الحل المفاجئ الذي جعل المعارضة تستغني عن الثلث الضامن وهي التي عطّلت الوسط التجاري بسببه وأشعلت بيروت في 7 ايار/مايو احتاج الأمر الذهاب الى الدوحة للحصول على ذلك ((الثلث)) لماذا الآن بقدرة قادر انحلت الامور؟

- في الحقيقة الحل لم يتم بشكل مفاجئ ولكن الإعلان عنه تم منتصف الأسبوع، اما بالنسبة لما ذكرته فالظرف مختلف كلياً. في 7 ايار/مايو كانت الكلفة العالية. حتى السيد حسن نصر الله في احد خطاباته اعترف وأعلن بأن الاعتصامات في الوسط التجاري وصلت الى الطريق المسدود.

# لكنه بالامس عاد ليقول ان 7 ايار/مايو كانت هزة عصا؟

- هذا خطأ وردود الفعل على هذا الكلام لم تكن ايجابية بالنسبة اليهم والدليل انه اعاد توضيح هذه المسألة عندما ألقى خطاباً آخر وشرح ما كان يرمي اليه من خلال الكلام عن يوم مجيد، ومن داخل البيت السني وأقرب المقربين الى حزب الله في المعارضة من البيت السني لم يقبلوا هذا الكلام وكانت لهم ردود عليه. بمعنى ان هذا الكلام لم يخدم السياسة المعتمدة من قبل الآخر.

كثيرة هي الظروف التي تغيرت.. اولاً نحن من سنة حتى اليوم عشنا حياة سياسية مختلفة، والآن نتحضر لحياة سياسية أخرى مختلفة تماماً، هذه بالوقائع. نحن منذ انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية باتت كل العلاقات السياسية في البلد افضل مما كانت عليه. الخطاب السياسي في البلد أفضل مما كان عليه. الخطاب السياسي تجاه سوريا ومن سوريا باتجاه لبنان افضل مما كان عليه. مناخ التخوين والاتهام والتشكيك لم يعد بالحدة والوتيرة نفسها والتعبئة اليومية والتحريض اليومي. العلاقات اللبنانية - السورية التي ارادها رئيس الجمهورية بكثير من الاحترام والتقدير والعقلانية والحكمة باتت تكوّن مناخاً سياسياً في البلد مختلفاً، نضيف اليه في الفترة الاخيرة المصالحات واللقاءات والمصارحات بين الحزب الاشتراكي وحزب الله الذي لم يكن قائماً من قبل، ما أوجد إعادة تأسيس الثقة بين الطرفين. كما ان داخل الساحة المسيحية يوجد حركة على المستوى المسيحي- المسيحي جيدة. وكذلك العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل من خلال اللقاء بين سعد الحريري والسيد حسن نصر الله مروراً بسلسلة من اللقاءات المفتوحة التي تحصل بين الطرفين. كل هذا لم يكن يحصل، لقد كنا في فترة قطيعة وانقطاع تام في البلد وصل الى مرحلة هدد البلد بالإنشطار.

هذا في الداخل، اما في الخارج، هناك تهديدات يومية للبلد، لا احد في البلد مع اسرائيل او يراهن على اسرائيل او مرتاح للتهديدات الاسرائيلية. هذا بحد ذاته عنصر موحد. من الممكن ان يدور النقاش حول كيف نواجه هذه التهديدات وهذا بند مطروح للنقاش على طاولة الحوار. رغم تموز/يوليو وآثارها، الآن نحن في مرحلة ثانية بعد ان كان المناخ السعودي- السوري في قطيعة واتهامات. كذلك الأمر بالنسبة للعلاقات الاميركية - السورية في تطور سريع، كل هذه الامور جديدة تحصل على الساحة واستطيع ان اؤكد انه لا يوجد بالمطلق اي كلمة سر.

تباين القراءات

# فريق 8 اذار/مارس واضح في قراءاته لم تتغير وهو لم يراهن يوماً على الغرب، هل فريق 14 اذار/مارس هو الذي غيّر قراءاته لهذا المشهد الذي رسمته؟

- برأيي الشخصي دائماً يوجد تباين في القراءات ودائماً يوجد تعبير عن هذه القراءات بأساليب مختلفة. اذا نظرنا الى 8 اذار/مارس اليوم بين ما يقوله حزب الله وما يقوله سليمان فرنجية يوجد مسافة، وبين ما يقوله حزب الله وميشال عون يوجد مسافة، بين ما يقوله فرنجية وما يقوله العماد عون يوجد تعبير عن موقفين.

# هل يوجد تباين بين ما يقوله الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط؟

- كلا، بين سعد الحريري ووليد جنبلاط يوجد تفاهم.

مسألة لبنان اولاً

# ماذا عن الإختلاف حول ((لبنان أولاً))؟

- مسألة لبنان اولاً ليس مستهدفاً بها سعد الحريري ولا تيار المستقبل، هو شعار رفع حتى يناقش فكرة ماذا تعني كلمة ((لبنان اولاً)). لم اسمع ردود فعل سلبية على كلام وليد بك من تيار المستقبل، وليد بك انتقد نفسه وانتقد الحالة التي يعيشها، انتقد حالة حزبه بمعنى اننا تحت الضغط حيث كنا ننتقل من جنازة الى جنازة، ومن دم الى دم، ومن اغتيال الى اغتيال، كدنا ننسى تاريخنا وفلسطين وانتماءنا وعروبتنا وذهبنا الى مزيد من الانغلاق ومزيد من التشنج بهذا المعنى. نحن ما زلنا ابناء هذا الوطن ويوجد قضية شئنا ام ابينا نحن مرتبطون بها وما يجري بشأنها ينعكس علينا بشكل او بآخر. نزحنا الآن من تحت الضغط والاغتيالات وعلينا ان نقف ونفكر ونقوم بمراجعة نقدية لما جرى من جهة وان نطل على المرحلة التي نعيشها والمرحلة المقبلة المرتقبة بأسلوب آخر والتعاطي مع الامور أكثر هدوءاً. ما يقوله وليد بك هو ((لنصوب مسارنا)).

اذاً ((لبنان اولاً)) لا يعني ان نعود للانغلاق والتقوقع والحدة والتشنج تحت هذا العنوان، ونحن في الوقت ذاته نقر مجتمعين بأن القصة مرتبطة بموضوع الفلاني بإيران والفلاني في سوريا والفلاني في العلاقات الاميركية - السورية، اذاً اين لبنان اولاً.

# أليس خيار ((لبنان اولاً)) هو الذي جعل جمهوركم ينتخبكم وجعلكم اكثرية؟

لا ليس خيار لبنان اولاً بهذا المعنى. نحن ولنكن منصفين كلمة ((لبنان اولاً)) كلمة مطاطة. في الانتخابات نحن رفعنا شعار عدم التدخل في الشؤون اللبنانية، اذا كان بهذا المعنى لبنان اولاً فكل الناس معه.

# لكن هذا كان خيار جمهوركم؟

نعم لكن عدم التدخل بالشؤون الداخلية شيء وان يكون هناك حالة عداء بيننا وبين سوريا شيء آخر. عدم التدخل في الشؤون الداخلية شيء وان نسمع كلاماً مزعجاً عن العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا شيء آخر.

هل نطلع من الدستور

# هل يعني ((لبنان اولاً)) ان لا اكون عروبياً؟

- ابداً بل بالعكس فهذا تماماً ما نقوله، ان لا نرجع لحالة انغلاق تحت عنوان لبناني فقط ونحن نعيش هذه الحالة وعيوننا على الخارج او ايدينا للخارج. كيف ((لبنان اولاً)) وعيوننا للخارج وقلبنا للخارج والى ما هنالك. نحن نقول اتفاق الطائف يحدد اين لبنان ويحدد علاقات لبنان مع الآخرين، لذلك عندما تقال كلمة علاقات مميزة، اعادة تموضع، عودة الى الكتاب، عودة الى الدستور. ممكن ان يكون هناك مشكلة بيننا وبين سوريا، هل أطلع من دستوري؟ اذهب وأعالج المشكلة انطلاقاً من دستوري الذي يحدد العلاقات اللبنانية السورية. اذا لا اذهب وأعمّق المشكلة.

# فاذا لا نستطيع ان نقول ضمنا بأن الحكومة اللبنانية هي صناعة لبنانية؟

- هي صناعة لبنانية لغاية الآن والدليل ما شرحته لك. وقفت القصة عند الثلث او لا ثلث، هذه انتهت وهذه مسألة لبنانية، هناك دول كان يهمها ان لا تربح الاكثرية وهناك دول أخرى فرحت لفوز الاكثرية، هذا موضوع آخر، لكل دولة حساباتها ومصالحها. هناك دول كانت تفضل ان يكون سعد الحريري رئيساً من المرة السابقة ودول أخرى تقول سعد الحريري ليس ضرورياً فليكن غيره هذه الفترة، فهذه لها حسابات وهناك دول اخرى ترى إذا كان هناك توتر بين لبنان وسوريا يمكن ان تتأثر مصالحها لأنها الآن مختلفة مع سوريا. انا دائما اقول مفهومي للبنان أولاً بانتمائي وبيئتي العربية ودستوري ولا نستطيع ان نقول الشيء ونفعل عكسه. انا اقول الحكمة والعقل والذكاء في بناء الوطن الصحيح وكل هذه الامور تؤدي الى قرار حماية البلد وهذا ما يجب ان نحسب حسابه. إذا كان التصادم بين الآخرين فيجب علي ان أجنّب الساحة اللبنانية قدر المستطاع،وإذا كان التفاهم بين الاخرين فلنجنب الساحة اللبنانية أياً كان هذا التفاهم . لذلك عندما ارى هذه الرياح آتية، دول كبرى تتقاطع مصالحها، إذ فجأة نرى الاميركان في الاسبوع مرتين أو ثلاثاً في دمشق، فهذا يؤخذ بعين الاعتبار أم لا؟ هل علينا ان نمشي بعناد ومكابرة ونبقى أسرى لشعارات ومواقف معينة أم اننا نغرق في تحليلات التمنيات فيأتي من يقول لو ذهب مئة مرة في اليوم الاميركي الى سوريا فلن يتغير شيء، الاميركان ما زالوا هم ولنبقَ سائرين معهم.

# هل ما زالت كتلة اللقاء الديموقراطي ضمن 14 اذار/مارس أم في الوسط أم ستنتقل الى مكان اّخر؟

- ما زالت في 14 آذار/مارس.

# اين انتم وسمير جعجع وما الذي يجمعكم الآن؟

- في المبادىء العامة التي طرحت على 14 آذار/مارس متفقون عليها ولكن يوجد خلاف في طريقة التعبير عنها، وهذا يعود سببه ودائماً أقولها وليس أول مرة انهم لا يجلسون مع بعضهم بين فترة وأخرى، هذا من سوء إدارة الموقف في 14 آذار/مارس.

# هل وليد جنبلاط وسمير جعجع بحاجة لإدارة لكي يلتقوا؟

- ادارة الموضوع من قبلهم في 14 آذار/مارس عموماً وليس فقط سمير جعجع ووليد جنبلاط بل كل 14 آذار/مارس بكل أطيافها، فإن إدارة معركتها شابها الكثير من الشوائب منذ انطلاقتها حتى الآن، والمشكلة نفسها لدى فريق 8 آذار/مارس.

أريد ان اقول لك شيئاً قد لا يعجب بعض الناس، في الحياة السياسية لا يوجد جمود وقوالب مغلقة.

# هل ما يحصل تقلبات أم تحولات جذرية؟

- كان كمال بك جنبلاط من أبرع الشخصيات السياسية التي عرفها لبنان إذ قام بتركيب صيغ وتحالفات ولقاءات وجبهات، فمن جبهة الأحزاب الإشتراكية الى تجمع القوى السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة والإسلامية وصولاً الى الحركة الوطنية وجبهة لخلاص الوطني والإتحاد الوطني، ففي السياسة لا شيء ثابتاً، هناك أحداث متغيرة تفرض نفسها علينا، فمن الممكن ان تتلاقى أطراف متعددة مع بعضها البعض، فالحدث يفرض نفسه علينا، ولا نستطيع ان نقول لماذا حصل هذا الحدث؟

# في كل مرة تأخذ جمهورك معك حيث تريد وتقلّبه على من تريد؟

1. _ ليس القصة ان نأخذ الجمهور أم لا، فهذه طبيعة اللعبة السياسية والخيارات السياسية وأحياناً تدخل جماهير الأحزاب والقوى السياسية فيلتقون مع بعضهم، لا شيء ثابتاً ولكل ورشة عدة.

# انتم متهمون ككتلة على رأسها النائب وليد جنبلاط بأنكم كنتم أكثر من حرضتم جمهور 14 آذار/مارس ضد السوريين وأنتم السبب في أحداث 7 أيار/مايو واليوم أنتم أول من بادر الى تهدئة الأجواء مع دمشق وحزب الله؟

- ان نكون نحن مسؤولين عن أحداث 7 أيار فهذا غلط، كنا شركاء بالتكافل والتضامن جميعاً كقوى سياسية، أنا كان لي رأي خاص عبرت عنه في جلسة مجلس الوزراء حيث كانت الإتصالات فوق رؤوسنا وأنا كنت ممن يديرون هذه الإتصالات ولكن حُملت المسؤولية الى وليد جنبلاط لأنه كان أكثر إندفاعاً والأكثر تعبيراً بشدة وبحدة، وأنا لم أكن مع هذا الأمر.

# هل صحيح ان النائب جنبلاط طرح 3 عشرات في الحكومة؟

- لا هذا غير صحيح.

# لماذا أخبر النائب جنبلاط السيد حسن نصرالله ان قررات المحكمة الدولية هي مسيسة، أهو متخوف من اتهام المحكمة لحزب الله حسب صحيفة ((ديرشبيغل)) وهو لذلك يحاول إقامة علاقات ودية مع الحزب منذ الآن للنأي بنفسه عن هذه القرارات؟

- الموضوع بالنسبة للعلاقة مع حزب الله أبعد من ذلك بكثير، قد يصدر قرار المحكمة في هذا الإتجاه أم ذاك، فكان من غير الممكن تعليق العلاقة بين الدروز والشيعة الى ان تأتي المحكمة، قلت لك في سياق الحديث هناك متغيرات سياسية حصلت ثم كانت مواقف فيها بعض المراجعة النقدية من قبل حزب الله ووقفة عند بعض الأخطاء التي ارتكبت والمجال أصبح متاحاً ومفتوحاً للحوار. إذن ليكن هذا الحوار ولنضع حداً لكل هذه الإشكالات والظواهر التي حصلت على الأرض، لذلك لا يمكن الربط بين العلاقة مع حزب الله وقرارات المحكمة التي قد تصدر بعدة إتجاهات.

# ماذا لو صدر القرار باتهام حزب الله؟

- لا نستطيع ان نستبق الأمور ونتهم حزب الله، فلعله بنتيجة التحقيق يُتهم أحد ما من هذه الجهة أو تلك أو من هذه الطائفة أو تلك. المشكلة في ((ديرشبيغل)) انها رمت خبرية من جهة غير رسمية في المحكمة كادت وحدها ان تشعل البلد، ما خلق نقاشاً في كل الفترة السابقة، فوليد جنبلاط كان أول من تلقف الموضوع ورسم سقفاً لحماية البلد ولم يكن هذا الموقف نتاجاً للقائه مع السيد نصرالله. بل جاء تتويجاً لمسار بدأناه حتى منذ الخلاف الكبير بيننا وبين المعارضة، كان وليد جنبلاط دائماً الإطفائي لكل النيران السياسية والدموية التي كانت تندلع منذ 27 كانون الثاني/يناير 2007 وصولاً الى 7 أيار/مايو.

# في الإنتخابات النيابية تنازلتم عن بعض الحصص لمصلحة حلفائكم هل ستتنازلون أيضاً في الحكومة؟

- لا هذا موضوع مختلف لأن موضوع الحكومة يخضع لتوازنات حصص وطوائف.

# هل تتوقع حرباً إسرائيلية على لبنان ومن المعني في الدفاع عن لبنان المقاومة أم الجيش؟

- إذا اعتدت اسرائيل على لبنان فكلنا معنيون بالدفاع وهذا امر طبيعي وإذا لم يكن هناك مقاومة علينا ((خلق)) مقاومة. فالنقاش مع المقاومة لا ينطلق من سلاحها أو عدم حاجتنا إلى المقاومة فالنقاش يدور حول الإستراتيجية الدفاعية وكيف تكون المواجهة انطلاقاً من الوحدة الوطنية. حوار:هدى الحسيني   

 

يا شيخ كروبي أيهما أرحم: اسرائيل ام سلطات بلادنا؟

حسن صبرا/الشراع

قال رئيس مجلس الشورى الايراني، المرشح لانتخابات الرئاسة الايرانية الشيخ مهدي كروبي، ان تعامل اجهزة الامن الايرانية مع المتظاهرين (المحتجين على تزوير نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد) يشبه تعامل الأمن الصهيوني مع ابناء فلسطين. في اشارة الى قساوته وطبيعته التي تنم عن عنصرية ضد ابناء الوطن السليب.

وهذا التشبيه يتكرر دائماً كلما اراد كاتب رأي او سياسي او حزبي او معارض.. وكلهم عرب، انتقاد تعامل اجهزة الامن العربية مع ابناء اوطانهم، للدلالة على قمعها وإرهابها.

ولا يختلف عربي مع آخر في ان سلوك العدو الصهيوني ضد ابناء فلسطين، وأي شعب عربي آخر سقطت ارضه تحت احتلال العدو الصهيوني لها، هو سلوك عدو يدرك ان كل طفل عربي او شاب او مسن هو مشروع مقاوم بكل انواع المقاومة لهذا العدو، كما ان رفضه للوجود الصهيوني يعني رفضاً لنقيض كل عربي، يمكن ان يتعرض في اي يوم، وتحت اي ذريعة للاحتلال او للقصف والعدوان، ونقيضاً لكل عربي تجري في عروقه دماء الكرامة والغيرة والعصبية العربية، التي تئن كلما تعرض عربي آخر لعدوان صهيوني.

ويدرك كل عربي بالايمان والقناعة، بأنه ليس من حق العدو الصهيوني، تحت اي ذريعة، اعتقال اي فلسطيني على ارضه او قمعه او اطلاق النار عليه او اخراجه من وطنه، او إحلال مستعمر مكان بيته لتهجيره منه.. وبالتالي فإن وجود آلاف السجناء الفلسطينيين (والعرب) في السجون الصهيونية هو سلوك غير شرعي، غير قانوني، غير اخلاقي.. والجريمة هنا هي جريمتان، وفق نصوص واتفاقيات ومعاهدات وقرارات المنظمات الدولية التي ترفض في الأصل الاحتلال الصهيوني..

وبالتالي نرفض كل نتائج هذا الاحتلال.. من تغيير طبيعة الوطن والنظام والقانون واسماء القرى والبلدات والأحياء والشوارع، الى ايقاف اي انسان ولو لبرهة واحدة او تقييد حريته خلف اي جدران او قضبان.

ومع هذا، العدو هو العدو.. وكل ما يقدم عليه ضد اي عربي هو عمل عدواني، اما ان تسلك انظمة عربية او اسلامية السلوك نفسه، ضد ابناء شعوبها لمجرد الاعتراض على تـزوير انتخابات، او لمجرد ابداء الرأي الحر في سلوك او موقف او سياسة او شخص ما في انظمتها، فهذا هو الخروج الكامل عن اي اخلاقية اسلامية او عربية او انسانية.

فكيف يكون تعامل هذه الانظمة مع اي معتقل على ارضها داخل انفاق سجونها وسراديبها، التي لا ينطبق عليها اي مقياس من مقاييس السجون.. الصهيونية نفسها؟

اقرأوا العجب، منذ فترة احتج معتقلون فلسطينيون في سجون العدو، لأن سلطات هذه السجون اختصرت مدة احاديث السجناء مع اهاليهم عبر الهاتف في غرفة خاصة داخل السجن.

تصوروا وهم يؤمنون لهم الفضائيات والبرامج الترفيهية اي للمعتقلين في السجون الصهيونية! تصوروا وهم يحددون لهم مدة الاعتقال ولا يحق للسلطات الصهيونية ابقاء اي سجين انتهت مدة محكوميته. تصوروا وسجناء فلسطينيون يلجأون للمحكمة الدستورية الصهيونية لاعادة النظر في احكام اصدرتها محاكم عسكرية صهيونية.

تصوروا ومعتقلون فلسطينيون يرسلون اعتراضات الى صحف ووسائل اعلام صهيونية تشكو سلطاتها وادارات سجونها وتنشر دون حذف اي حرف.

تصوروا، لنقل: ان اقصى ما يطلبه سجناء في سجون ايران او اي نظام عربي هو ان يتعامل السجناء العرب والمسلمون في سجون انظمتهم، كما يتعامل السجناء العرب والفلسطينيون في السجون الصهيونية!

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم لا يعرف أهاليهم ان كانوا ما زالوا على قيد الحياة ام ماتوا ام قتلوا.

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم لا يعترف السجانون العرب بعد إن كانوا معتقلين أم احراراً ومنذ عشرات السنين!

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم يلقون من صنوف التعذيب ما تعجز الحيوانات الشرسة عن تحمله، في انتهاك لآدميتهم حتى لينسوا اسماءهم وأين هم؟ ومن هم؟ دون ان ننسى ان التعامل معهم يتم على انهم ارقام وليسوا بشراً.

كل طموح السجناء العرب في هذه السجون العربية، ان تعاملهم سلطات بلادهم كما يعامل العدو الصهيوني أعداءه العرب.. وهو طموح كبير دونه تضحيات ونضالات.. والأهم هو تدخل دول كبرى لتضغط على انظمة هذه الدول كي تعدّل من سلوك تعاملها مع سجنائها العرب.

يا شيخ كروبي، ليت سلطات ايران تعامل شباب وطنك ونساءه، كما تعامل اسرائيل اعداءها العرب والمسلمين!! وليتك قرأت كيف تعاملت ايران مع سجناء عراقيين اسرى حرب الثماني سنوات، حين كانت تجلد ظهورهم بالسياط في عز الشتاء ودرجة الحرارة تحت الصفر، وهم نائمون على بطونهم فوق الجليد.. ثم تصف ما تفعله بأنه جَلد رحيم..

يا شيخ كروبي، نظنك تعرف كل هذا.. ولا يبقى إلا ان نأمل مع السجناء العرب والمسلمين بأن تعاملهم سلطات بلادهم كما يعاملهم العدو الغريب.

 

توزير خاسرين يناقض معيار تحكيم نتائج الانتخابات ويُدخل عون في اختلاف حتى مع حلفائه

الجنرال يتأخر في التقاط الجديد ويفرض على "التيار" اختباراً مرّاً

نصير الأسعد (المستقبل) ، الجمعة 31 تموز 2009

لا وجود لنصّ دستوري يمنع توزير مرشح خاسر في إنتخابات نيابية لم يمضِ على حصولها شهران ولم يجفّ بعدُ حبر نتائجها.

"العرف": الوزارة ليست تعويضاً

ذلك أنه ليس في التاريخ اللبناني قبل إتفاق الطائف ودستوره وبعدهما "عرف" من هذا النوع. وحقيقة الأمر هنا أن "العرف" الذي يتم الإستناد اليه مبنيّ هو نفسه على إعتبار سياسي أخلاقي مركّب. وهذا الإعتبار "يقول" إن الوزارة ليست هدية أو مكافأة تقدم الى من لم يحالفه الحظ في أن يكون نائباً، بل ليست هدية أو مكافأة تُعطى لمن قرر الشعب عدم إنتخابه نائباً عنه في دائرة من الدوائر، محاسبة له على خطه السياسي أو على طبيعة علاقته بدائرته وناسها.

كذلك فإن الإعتبار السياسي الأخلاقي يأخذ في الحسبان حقيقةَ أن في الدستور نصاً على الظروف التي تجعل الحكومة القائمة مستقيلة "حتماً". ومن أهم تلك الظروف أن الحكومة تصبح في حكم المستقيلة بعد الإنتخابات النيابية. وهذا ما يعني أن الحكومة القائمة تستقيل حتماً إحتراماً لإختبار شعبيّ ديموقراطي من ناحية وأن على الحكومة الجديدة بعد الإنتخابات أن تحترم الإختبار.. من نجح فيه ومن سقط من ناحية ثانية.

مثال "القوات" في فصل الوزارة عن النيابة

وفي الإعتبار السياسي الأخلاقي أيضاً أن جهة سياسية معينة لا تستطيع "الهروب" بإتجاه إعتماد مبدأ فصل الوزارة عن النيابة، في لحظة معينة.. فقط لأن مثل هذا "الهروب" يفيدها، في حين أن تلك الجهة السياسية كانت الى ما قبل أسابيع قليلة تضع من ترشحهم للوزارة اليوم في مقدم الكتيبة السياسية الصدامية في المعركة الإنتخابية السياسية.

وما يجعل محاولة توزير مرشح خاسر في الإنتخابات مكشوفة اليوم، أن هناك فريقاً سياسياً خصماً للجهة صاحبة المحاولة المكشوفة، سار منذ العام 2005، أي من لحظة دخوله الى الحياة البرلمانية بعد التضييق عليه زمن الوصاية السورية، في مبدأ الفصل بين الوزارة والنيابة بلا إنقطاعات "مصلحية"، فكان له وزراء غير نواب في الحكومتين السابقتين، وهو يرشح الى عضوية الحكومة العتيدة اليوم أشخاصاً من خارج "النادي النيابي".. أي أن هذا الفريق لا يسمح لأعضائه ومناصريه أن يجربوا حظهم في النيابة فإن لم يوفقوا عوّضهم بالوزارة. وليس خافياً هنا أن الفريق السياسي المقصود هو "القوات اللبنانية".

توزير باسيل.. و"التباس" 2005

على أن في الإعتبار السياسي الأخلاقي نفسه جانباً يقتضي تسليط الضوء عليه. فالمقدمات الآنفة التي تتناول مسألة توزير مرشحين خاسرين في الإنتخابات النيابية بـ"مناسبة" ما يُطرح هذه الأيام عن تمسك العماد ميشال عون بتوزير الوزير الحالي جبران باسيل وربما الوزير الآخر ماريو عون الخاسر نيابياً أيضاً، إنما تهدف أي المقدمات الى كشف التناقض في ما يطرحه الجنرال.

ذلك أن عون، ومنذ العام 2005، أصر على أن تتشكل الحكومات بالإستناد الى نتائج الإنتخابات، كما يقرأها هو طبعاً. لكنه ربط ويربط "كل شيء" بالإنتخابات ونتائجها.. إلا التوزير وأسماء الوزراء من جانبه. فأين المنطق في ذلك بل أين الصدقية؟

وإذا كان الجنرال يبني إصراره على توزير باسيل على سابقة دخول باسيل الى الحكومة الأخيرة التي تلت "اتفاق الدوحة"، في أيار 2008، فإن "الواجب" يقضي تذكيره بأمرين. الأول هو أن حكومة 2008 لم تكن الحكومة التي تلت مباشرة الإنتخابات النيابية التي سقط فيها الوزير. والثاني هو أن عون كان حتى حصول الإنتخابات الأخيرة في 7 حزيران الماضي، يبني على "إلتباس" أن جبران باسيل كان ناجحاً في إنتخابات القضاء (البترون) في حين خسر في المحافظة، الدائرة الإنتخابية المعتمدة في 2005. لكن الوضع مختلف اليوم إذ لا إلتباس من أي نوع كان، وباسيل خسر في القضاء الدائرة الإنتخابية.

إن ما تقدم يناقش مسألة توزير مرشح خاسر ضمن حكومة، المعيار الأساسي في تشكيلها أن تكون مستندة الى نتائج الإنتخابات، أي حكومة تتمثل فيها القوى السياسية بوزراء نواب ناجحين وبوزراء "إكسترا برلمانيين" لم يخسروا الإنتخابات الأخيرة.

تحدي "التيار" وكفاءاته

على أن ثمة شأناً يتعلق بـ"التيار الوطني الحر" نفسه، بعد الإعتبار السياسي الأخلاقي "العام" السالف الذكر.

فعندما يتمسك الجنرال بجبران باسيل وزيراً في الحكومة المقبلة، فذلك يعني، على إفتراض أنه يحق للتكتل العوني بوزيرين مارونيين، أنّ عون يقول للنواب الموارنة في التكتلّ إن باسيل بـ"قيمة" خمسة منهم على الأقل! ويعني أن عون يقول للكفاءات في تياره من غير النواب إن أحداً لم يبلغ مستوى كفاءة باسيل! فهل في ذلك تعاطٍ "أبوي" أو "راعوي" مع "التيار" أي تعاط يتيح فرصاً متساوية أمام الكفاءات؟

قبل يومين، وتزامناً مع تنامي الحديث عن إصرار الجنرال على توزير باسيل، دار نقاشٌ بين وجهتي نظر. الأولى يمكن إعتبار أنها لا تمانع في تعميق "التناقضات" داخل "التيار" أو في تأزيم وضعه. وترى ضرورة الموافقة على طلب عون توزير باسيل ما يُسهم في إيجاد "توتّر عال" في "التيار". أما الثانية فترى العكس، أي أن يتمّ إحترام الإعتبار السياسي ـ الأخلاقي "العام" ومضامينه من جهة وأن يُعيد باسيل من خارج الوزارة ـ والنيابة ـ قراءة تجربته القيادية في "التيار" إستعداداً لمرحلة مقبلة من جهة ثانية وأن يُفسح في المجال تالياً أمام مراجعة شاملة ضمن "التيار" للتجربة ككل خصوصاً في ضوء ما أظهرته نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة من مؤشرات ودلالات من جهة ثالثة.

الحليفان.. وتأخّر الجنرال ومكابرته

في جميع الأحوال، وإذ تبدو الأمور متجهةً نحو إعتماد نتائج الانتخابات معياراً أساسياً لتشكيل الحكومة، ثمة ما لا بد من "كشفه" في السياق السياسي الراهن.

من الواضح أن الحليفَين الكبيرَين للجنرال أي "أمل" و"حزب الله" وافقا على قيام حكومة الائتلاف الوطني من ضمن قواعد الدستور، أي من دون "ثلث معطّل" مباشر أو مموّه.. وبالتأكيد من دون "نسبيّة".

ومن الواضح أن الحليفَين ـ بدرجة متفاوتة بينهما ـ "منزعجان" من عدم مواكبة الجنرال ـ حتى الآن ـ للتطوّرات الإيجابية على صعيدَي تشكيل الحكومة والعلاقة برئيس الجمهورية ودوره "الضامن"، و"منزعجان" أيضاً من تكبيره الشروط.

.. من الواضح إذاً أن الجنرال لا يزال على "عادته". فهو ليس سريعاً في التقاط الإشارات والمتغيّرات. ولا يلاحظ أموراً بذاتها إلا متأخراً. أو أنه إذا التقط ولاحظ "عاند" و"كابر".. منفرداً. ألم يحن أوان إعادة النظر بهذه "العادات" والتأسيس لسياسة ومنهجيّة جديدتَين؟

 

 

 

سوريا تظهر في البُعد الخارجي مسهّلة للولادة الحكومية

قيود الرئيس المكلّف تبدأ بتسمية كل فريق لوزرائه

روزانا بومنصف/النهار      

في البعد الخارجي لتأليف الحكومة "باعت" سوريا الولايات المتحدة الاميركية غداة استقبالها المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل فك عقدة الحكومة اللبنانية، فتحلحلت امورها مطلع الاسبوع فور انتقال الديبلوماسي الاميركي من دمشق الى تل ابيب. وبذلك اظهر المسؤولون السوريون حسن نية تزامن مع حسن النية او اللفتة التي قدمتها واشنطن الى سوريا برفع بعض العقوبات عنها في ما يتعلق ببيعها قطعاً للطيران. ويمكن ان تكون سوريا "باعت" الخطوة نفسها من المملكة العربية السعودية ايضا التي بات استكمال خطوات الانفتاح بينهما ينتظر انجاز الاستحقاق الحكومي اللبناني  في المدى المنظور. فقبل ايام قليلة كانت المعارضة تصر على الثلث المعطّل وترفض تعيين وزير اضافي في حصة رئيس الجمهورية الذي كان اكد رغبته في تسمية وزير لا يشكل استفزازا للمعارضة لقاء التخلي عن الثلث المعطل. وبذلك تظهر سوريا مرة جديدة حيال الخارج انها ساهمت في تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية ولم تتدخل فيها عملا بما قاله وزير خارجيتها وليد المعلم اكثر من مرة ان بلاده لم تتدخل في الانتخابات النيابية ولن تتدخل في تأليف الحكومة لكنها حصدت ارتياحا وانفتاحا اكبر من الخارج اوروبيا واميركيا وعربيا ايضا  لقاء ما اعتبر عدم تدخلها في الانتخابات. وبدأت تقطف ايضا، وعلى نحو مسبق في موضوع تأليف الحكومة.

وفي البعد الداخلي لهذا التأليف "باعت" سوريا مساهمتها في فك العقدة الحكومية من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عبر الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس اللبناني بنظيره السوري بشار الاسد، اذ لقيت مقاربة سليمان في اختيار الشخص الذي يثق به بديلا من الثلث المعطل ارتياحا ترجم بت موضوع الصيغة الحكومية، علما ان ذلك لا يمنع وجود عوامل اخرى داخلية من بينها ان المخرج الذي طرح من خلال هذه الصيغة هو اقصى الممكن واقصى ما يمكن ان تحصل عليه المعارضة ولا يمكن الطلب اكثر من ذلك.

هذا الواقع تعتبره مصادر سياسية معنية مؤسفا الى حد بعيد. ولكن ليس خافيا ان الواقع الميداني السياسي لا يقدم خيارات كثيرة. فبعد تكليف النائب سعد الحريري تأليف الحكومة برز الخيار في اتجاهين: الاول ان تذهب الاكثرية الى تأليف حكومة وحدها على اساس الانتصار الذي حققته  في الانتخابات النيابية، او ان تذهب الى خيار اشراك الافرقاء الآخرين وفق ما اعلن الرئيس المكلف منذ اللحظة الاولى بعد اعلان نتائج الانتخابات. ولكن في ظل المشاركة التي اضحت السقف للحكومة المقبلة والذي لا يمكن الحريري ان يحيد عنه رغبة منه في رأب الصدع الذي نشأ في الاعوام القليلة الماضية، ارتفع سقف الشروط على قاعدة ميزان قوى على الارض يفترض اخذه في الاعتبار، بحيث بدا محسوما ان المعارضة اقرت بخسارتها في الانتخابات وفوز خصومها فيها، لكنها لم تعترف في الواقع بنتائجها من حيث ضرورة التزامها مفاعيل هذه النتائج، وهي سعت الى تكريس ذلك في الحكومة صيغة اولاً، ثم في نوعية الوزراء والحقائب التي تطالب بها، ولاحقا في البيان الوزاري.

وهاتان النقطتان تشكلان تحديا بالنسبة الى الرئيس المكلف الذي يعتبر كثيرون انه قيّد نفسه من خلال اعلانه من قصر بعبدا، وعلى اثر لقائه رئيس الجمهورية، ان كل فريق يسمي وزراءه. اذ ان اختيار الاشخاص يؤثّر بالدرجة الاولى في نوعية الحكومة وادائها فضلا عن ان تسمية كل فريق وزراءه  يضعف موقع رئيس الجمهورية الذي يفترض ان يكون له رأي في جميع الوزراء الذين سينضوون الى الحكومة ما دام هو من سيوقع المراسيم المتعلقة بتشكيل الحكومة وليس تسمية ثلاثة وزراء فقط يعودون اليه، باعتبار ان الوزيرين الاخيرين من حصته يوافق عليهما آخرون. والرئيس المكلف نظراً الى تجربته يحتاج الى وزراء من نوعية جيدة وعدم التساهل بهذه النوعية لانها ستكون في النهاية حكومته، ولان الاقلية ستحاول ان تأتي قوية الى الحكومة  التي اضحت اشبه ما يكون بـ"اللويا الجيرغا" على الطريقة الافغانية وفق ما يتفق على ذلك غالبية السياسيين الذين وان كانوا يبررون ما يحصل بالقول ان للظروف احكاما، فإن اتجاه لبنان الى هذا النوع من الديموقراطيات التوافقية بات يدفع نحو ضرورة  التفكير بمؤسسات تتناسب مع هذه الصيغة العشائرية اذ لا حاجة عندئذ ربما الى مجلس نواب او سوى ذلك من المؤسسات الديموقراطية. لكن التحدي الراهن يكمن في عدم تساهله في نوعية الوزراء خصوصا من جهة حلفائه لان الحكومة قد تكون مقبلة على معارك سياسية لا يحتاج فيها الى تكنوقراط بقدر ما يحتاج الى سياسيين يتمتعون بالخبرة.

وفي النقطة المتعلقة بالبيان الوزاري لفت المصادر المعنية موقف للرئيس نبيه بري قبل ايام اعتبرت هذه المصادر انه يندرج في اطار الضغوط الاستباقية للخروج بصيغة محددة في البيان، خصوصا في النقاط التي هي موضع خلاف بين الافرقاء علما ان هذه النقاط تقف في المرحلة الراهنة بين حدين احدهما تجاهلها من ضمن العموميات المبدئية المعروفة، وخصوصا ان موضوع سلاح "حزب الله" محال على طاولة الحوار في المبدأ ولن يناقش على طاولة مجلس الوزراء، والآخر اعتماد صيغة البيان الوزاري للحكومة السابقة باعتباره الحد الممكن من التوافق الذي لا خلاف عليه.

 

 

جبران باسيل

حازم الأمين ، الجمعة 31 تموز 2009

من المخزي فعلاً أن يكون توزير جبران باسيل أو عدم توزيره مركز الحدث اللبناني. في ذلك اعتداء سافر على ذكاء العونيين اولاً، ومن بعدهم على اللبنانيين. فالرجل فشل في الانتخابات النيابية، والقول بأن في التيار العوني كفاءآت أخرى، على عاديته وبداهته، قول صحيح ووجيه! أما أهم ما تخفيه قضية الإصرار على باسيل وزيراً فتكمن في ما تعكسه من تداعٍ ألحقته بالتيار العوني سياسات رئيسه طوال السنوات الأربع الفائتة.

"العونية" ليست عارضاً طارئاً في الوعي المسيحي اللبناني، ونعني بالعونية ما يتعدى الجنرال وانفعالاته وهفواته ونرجسيته. "العونية" بصفتها مظهراً لاشتغال وعي جمعي، وبصفتها رد فعل، وأيضاً بصفتها صورة عن الذات وعن الآخر. وكل هذه التداعيات هي مجال للاختلاف مع العونية او للالتحاق بها. ومن السذاجة القول، على ما هو سائد في الوعي الـ "14 آذاري" إننا في "العونية" حيال طفرة عابرة، أو سقطة، او فعل انتقامي.

الاختلاف مع "العونية" كان من المفترض ان لا يكون من موقع التعامل معها بصفتها ما نتخيله انه هش وعابر، فهي كانت اكثر من ذلك من دون شك. لكن مشكلة "العونية" في السنوات الأربع الفائتة كانت مع نفسها، أو لنقل مع جنرالها، اكثر من كونها مشكلة مع الذين خارجها. فقد تولى الجنرال ميشال عون إضعافها، اكثر مما نجح خصومها بذلك، إذ ان المهمة المنوطة بحارس المعاني التي شكلتها الظاهرة كانت اكبر بكثير مما يتسع له ذكاء جنرال قادم الى السياسة لوراثة ماضٍ يبدأ بريمون ادة ويمر بكميل شمعون ولا ينتهي عند حزب الكتائب.

لنتخيل هذه المهمة الملقاة على عاتق الجنرال عون، في ضوء إصراره على توزير صهره الخاسر في الانتخابات! أليس هذا عبثاً مأساوياً بالمهمة. أن تستبدل مقايضة كبرى تتمثل، بمهمة صياغة الموقع المسيحي في المعادلة اللبنانية، والتفكير بوسائل استعادة وظيفة المسيحيين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بقضية توزير جبران باسيل، فإن ذلك يعكس حجم الهوة التي يسقط فيها التيار بملء إرادته.ما هي مهمة التيار العوني اليوم، إذا قلنا ان برنامج حزب الله "المقاومة" أو "السلاح"، وتيار المستقبل "الاقتصاد" أو "الحقيقة"، وغيرهما ممن تتبادر فوراً الى أذهاننا همومهم وهواجسهم ما ان نُسأل عنهم؟ الجواب البديهي اليوم هو ان القضية المركزية للتيار العوني اسمها: جبران باسيل! وهذه عينة صغيرة عن الحال التي أودى الجنرال التيار إليها. الأسبوع الفائت شهدنا نذراً مما ألحقه الجنرال بتياره. فقد صار من الصعب على سليمان فرنجية الإبقاء على رباطة جأشه، فخرج من مقولة التمثيل النسبي الى عباءة الثلث الضامن، وأساءت رغبة عون بالاستئثار بالحقائب الى "المودة" مع طلال أرسلان، أما نبيه بري، فلم يتوانَ نواب الجنرال عن تناوله في ما قالوا انه "استعجال في غير مكانه". انها مؤشرات عن تذرر وشيك قد تحد منه حاجة "حزب الله" الى الموقع المسيحي الذي يمثله عون، لكن ذلك لن يدوم كثيراً. هذا ما لا يجب ان يُفرح المختلفين مع "العونية"، إذ إن الأخيرة اذا ما تم تحريرها من جنرالها تصير قيمة من منظومة قيم يتشكل منها المشهد اللبناني، لا سيما ان أحداً غير جاهز اليوم لوراثتها. عدو هذه "القيمة" اليوم هو ميشال عون قبل غيره فعلاً، إذ إن من المأساة التي ألحقتها الحروب بها تتمثل في تمكن الجنرال من الإمساك بها... الى ان انتهينا بأن تتحول قضيتها المركزية الى رغبة جامحة في توزير جبران باسيل.

 

 

المصالحات المسيحية: بداية لحقبة جديدة

مهى عون/ السياسة

من الصعب أن يتنازلا "حزب الله" وحركة "أمل" عن حصتهما في الحكومة للعماد عون لأنه سينفصل عنهما

قد يكون من الأمور البدهية القول ان المسيحيين في لبنان هم وحتى الساعة في حالة انقسام عمودية, منذ نحو ثلاثة عقود, وتعود بدايتها, كما يردها بعض المراقبين ,إلى عملية اغتيال النائب والوزير طوني فرنجية في إهدن. (13/6/1978). وهذا الشرخ الذي تعاني منه الطائفة المسيحية, يتزامن تقريباً مع الانقسام الذي أصاب الطائفة الإسلامية, وقسمها إلى فسطاطين متنازعين بين السنة والشيعة, بعد الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988), حيث بات من شبه المؤكد أنها غيرت كل المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط, وأن تداعياتها السلبية في ما خص النفور المتبادل بين المذهبين الإسلاميين, ما زالت تتمدد وتتردد كالارتجاجات الزلزالية حتى أيامنا هذه.

وإذ شكل انقسام المسيحيين في لبنان إلى فريقين, واقعاً أضعف الطائفة وبدد قدرتها التاريخية على التأثير في مجرى السياسة اللبنانية, كان لا بد لهذين الطرفين المتنافرين من أن يلتحقا بفريق أقوى وأوسع نفوذاً, فاندمج أحدهما بتجمع "14 آذار" ذي القيادة السنية والتابع ل¯ "تيار المستقبل", كما اندمج الفريق الآخر بتجمع "8 آذار" ذي الطابع الشيعي والذي هو في الواقع بقيادة "حزب الله".

وفي ما خص المصالحات التي انطلق قطارها بين الفريقين المسيحيين يمكن القول بأن التقارب الحاصل اليوم بين "حزب الكتائب" وبين "تيار المردة", قد يؤدي في النهاية إلى تفكك فريقي "8 اذار" و "14 آذار", وإلى إعادة تشكيل القوى السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية تبعاً لمكوناتها الأساسية. وهي مساع تكتيكية, رشحت بوادرها عبر الزيارات المتتالية والمكوكية للوزير السابق وئام وهاب أولاً إلى بكفيا, ومن ثم إلى بنشعي, وكأنها تندرج في سياق ستراتيجية جديدة لسورية في التعامل مع الملف اللبناني, وكأنها أيضاً تأتي ضمن توجه مختلف لدمشق, تردها بعض المصادر إلى الرغبة السورية في تلميع صورتها على المستويين العربي والأميركي. وذلك عبر إطلالة مغايرة لدمشق على الساحة اللبنانية, وبواسطة دور مختلف يسعى الى تفعيل مبادرات التقارب والتلاقي, بدل الشرخ والتفريق اللذين كانت تعتمدها سورية في ما كان يسمى بحقبة الوصاية, على أساس أن قاعدة "فرق تسُد" كانت تشكل أهون وأقصر الطرق لتمكين الهيمنة والقبضة على مختلف الفرقاء في لبنان.

والجدير بالذكر أيضاً أن دور سورية اليوم في لبنان يتماهى مع رغبة المجتمع الدولي, ويأتي ضمن ستراتيجية أوروبية وأميركية, تهدف الى اعادة اللحمة داخل الطائفة المسيحية بهدف تعويم دورها التقليدي الشرق أوسطي, من ناحية, ومن ناحية أخرى حتى يكون هذا التلاقي منطلقاً لعملية تغيير شاملة على كل المستويات الحزبية والطائفية.

والإجماع الداخلي والخارجي على الدفع باتجاه هذا التغيير الإيجابي قد يفسر النية المزمعة على تقديم بعض التنازلات للفريق الخاسر في الانتخابات النيابية, في مجال تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان, وللعماد عون خصوصا, عن طريق منحه بعض المواقع التي يشتهيها في السلطة, حتى يركب قطار المصالحات, على أن تحفظ العصا السورية الغليظة جانباً مع احتمال رفعها بوجهه في حال تأخره عن الصعود في هذا القطار المنطلق بدعم أميركي ومساهمة سورية.

في النهاية قد تخلق هذه المصالحات أوضاعاً جديدة على الساحة اللبنانية تستفيد منها سورية إعلامياً وأميركياً. أما السؤال فهو عن هوية الخاسر الافتراضي من تحقيق هذه المصالحات? ففي الحقيقة لا يوجد خاسر في هذه المصالحات فالطائفة السنية ستتعزز ويقوى نفوذها كونها تشكل الفريق الأساسي الذي يقدم التنازلات. أما الطائفة الشيعية الممثلة ب¯ "حزب الله", فقد تتأثر إيجابياً كون نتيجة هذه المصالحات ستذوب تدريجياً تسميات مناهضة من نوع "14 آذار", لتحل محلها تكتلات مستحدثة وغير مستفزة للحساسيات على شاكلة "لبنان أولاً", وبالتالي سيخف تدريجيا الاحتقان والاصطفاف الحاد المتبادل بين فريقي "8 آذار" و"14 آذار". بل أكثر من ذلك يمكن القول أن جو المصالحات بين الأحزاب المسيحية قد يشكل العصا السحرية التي تمتد باتجاه "حزب الله" لإخراجه من المأزق الحاد الذي يعاني منه حالياً نتيجة تلاقي عوامل سلبية عدة, منها التأزم المتفاقم على الساحة الإيرانية, ومنها أيضاً تلميحات بشأن توجيه اتهامات ل¯"حزب الله" تذكر بالكلام الذي صدر في صحيفة "دير شبيغل", زائد مأزق الخلية الموقوفة في مصر وإمكانية إصدار أحكام صارمة على قادتها بتهمة الاعتداء على أمن الدولة المصرية. واليد الممدودة باتجاه "حزب الله", والتي تسعى انتشاله. تسعى أيضاً الى استيعابه ولتدجينه لبنانياً, عن طريق دفعه الى التحول إلى حزب سياسي لبناني الهوى والانتماء. لذا وبسبب فرضية تفكك تجمعي "8 آذار" و"14 آذار", وعودة كل حزب إلى طائفته وحظيرته, من المتوقع أن لا يقبلا "حزب الله" وحركة "أمل" بالتنازل عن حصصهما في الحكومة للعماد عون, كما كان يحصل في السابق لأنه في المرحلة المقبلة سينفصل عنهما, على أقله من الناحية الهيكلية, حتى يصبح كيانا قائما بحد ذاته, يمثل ذاته, وذاته فقط.

 وفي حال انطلاقة فعلية وناجحة لهذا القطار, قد تنتفي مسببات الحرب الإسرائيلية على لبنان مثلما هي واردة اليوم, وتصبح التهديدات المتبادلة في سياق المزايدات والتهويلات الكلامية. اذ ضمن معادلة تحول "حزب الله" إلى حزب سياسي لبناني, سيبتعد احتمال نشوب حرب في جنوب لبنان, تسبق أي حرب محتملة تشنها إسرائيل على إيران مستفيدة من حالة الوهن المسيطرة في الداخل الإيراني.

في كل الأحوال سيشكل هذا التغيير على الساحة السياسية في لبنان, أفضل وأقصر الطرق لعزله عن مجرى الصراعات في المنطقة, ولتحييده نهائياً عن دوره التقليدي كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

*  كاتبة وباحثة سياسية لبنانية

 

اللهم نجني من أصدقائي..انهم يحاصرون سمير جعجع  

الشراع/  كتب حسن صبرا

وفي الذكرى الرابعة لإخراج سمير جعجع من سجنه الصغير، في الطابق السادس تحت الأرض، في قبو وزارة الدفاع اللبنانية، بقرار من النظام الأمني السوري وتابعه اللبناني في عهد إميل لحود ومن سبقه، يجد جعجع نفسه محاصراً أو على وشك الحصار فيما يشبه السجن الكبير الذي قد يكون مصيفاً جميلاً في معراب، ومشتى شديد البرودة ما عداه، وهذه المرة من بقايا أو يتامى الاستخبارات السورية في لبنان.. ومن الذين يفترض انهم أصدقاء أو رفاق أو من عظام الرقبة.

يلتقي الرئيس أمين الجميل بصفته الكتائبية مع عدو جعجع اللدود سليمان فرنجية في مصالحة لا يمكن وصفها بالتاريخية، لأنها تحمل مفارقة مضحكة – مبكية، فسليمان فرنجية أحد طرفي المصالحة مع رئيس الكتائب الأعلى يرفض مصالحة جعجع، لأن الأخير قتل والده طوني وزوجه وشقيقته حسب رأي فرنجية (وليس معلوماته) عندما كان جعجع كتائبياً أصيلاً ملتزماً قرارات الحزب العليا، ينفذ قرارات المجلس الأعلى للحزب الذي كان يرأسه والد الرئيس الجميل، مؤسس الكتائب الراحل بيار الجميل يوم الأحد في 13/6/1978.

ويبدو أمراً مهماً جداً وإيجابياً، أن ينسى سليمان الصغير الجريمة البشعة، وأن يسامح مرتكبيها، مثلما فعل مثلاً مع ايلي حبيقة الذي قاد الهجوم وتابعه حتى دخل قصر طوني فرنجية في إهدن وأشرف على قتله وعائلته و32 عنصراً من المردة، ثم دخل سليمان فرنجية الحفيد وابن طوني في حلف مع حبيقة وكان زميلاً شبه دائم له في مجالس نواب فترة الوصاية السورية على لبنان، كما شريكاً في معظم وزاراتها، كما في تبريكات وتهاني كل ما يصدر في دمشق.

صالح سليمان فرنجية أمين الجميل، وفي تفسيره ان الأخير كان معارضاً لقرار الحزب في الانتقام لجود البايع بقتل فرنجية الابن وعائلته في إهدن.. عظيم.

وسامح سليمان فرنجية ايلي حبيقة، رغم ان الأخير قاد الهجوم على إهدن بعد إصابة سمير جعجع وانسحابه من أرض المعركة وبات شريكه في كل أمر سياسي وغيره خلال العام 1985 يوم دخل حبيقة في الاتفاق الثلاثي الذي لم ير النور بسبب انقلاب سمير جعجع يوم 15/1/1986.. أعظم.

فما الذي يمنع فرنجية من مصالحة سمير جعجع، وهو الذي سبق كل السياسيين اللبنانيين إلى الاعتراف بأخطائه وخطاياه وجرائمه واعتذر وطلب المصالحة المسيحية، ولم يستجب لها فرنجية وميشال عون؟

على كل يبدو ان خطوة أمين الجميل نحو سليمان فرنجية التي تبدو دعسة ناقصة بعد أقل من شهرين من خوض معركة مصيرية، على حد وصفه والآخرين لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، كاد فيها حلفاء فرنجية يعيدون لبنان إلى ما هو أسوأ من عهد الوصاية الكريه، التي كان يمكن أن تعيد الجميل لاجئاً إلى باريس أو غيرها.. لم تكن هي الخطوة الأولى في حالة الحصار التي تضيق حول سمير جعجع..

فوليد جنبلاط الذي يحمل نقداً مشروعاً في نفسه من ممارسات حليفيه المسيحيين الحزبين الكتائب والقوات خلال مرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية خاصة في مناطقه انعكست في نفسه مرارة منعته من وضعهم في أجواء دعوته إلى مشروع تعاون أمني بين التحالف الرباعي (أمل وحزب الله كثنائية شيعية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي) بدا كأنه يرد الرجل للحليفين المسيحيين معه في قوى 14 آذار من تلك الممارسات.

ولم يجد جنبلاط تفهماً لمرارته أهم من موقف سمير جعجع نفسه، لطمأنة جمهوره المسيحي المتعاظم من مسارعة أعداء جنبلاط من المسيحيين لاعتبار دعوته جزءاً من سياساته المتقلبة على ما يصفون أو هي محاولة استفراد إسلامية ثانية بالمسيحيين.. ويا جماعة عون ((دبوا)) الصوت.. ما إلكن إلا عون!!

أما أعدائي

أما الخصوم السياسيون لقوى 14 آذار، فإن حصارهم لسمير جعجع، يبدأ من نقدهم لقادة 14 آذار من المسلمين سواء كان سعد الحريري أو وليد جنبلاط لأنهم يضمون في صفوفهم سمير جعجع، وهم يستحضرون من ملفات الحرب الأهلية الجزء الخاص بسمير جعجع وحده، في تغافل لئيم عن كل جرائم الحرب التي ارتكبها من هم من أركان قوى 8 آذار.. وفي الجانب المسيحي منها تحديداً ميشال عون وسليمان فرنجية.. وقبلهما إيلي حبيقة مثلاً.. دون نسيان ((إنجازات)) الحزب السوري القومي الاجتماعي العسكرية ضد قوات المردة في الشمال وخاصة في زغرتا وإهدن والكورة.

وإذا حدثتهم عن هذه المسائل والانجازات دعوك لأن تقفل ملفات الحرب الأهلية، مع تمسك مريب بكل ما يتعلق بملف سمير جعجع؟

ولا يتوقف الأمر عند ملف الحرب الأهلية المنصرمة، بل يبدو على سطح الاحداث وفي بواطينها دعوة لمزيد من التسلح والاختراق لكل منطقة مسيحية تنجح فيها القوات اللبنانية في استقطاب شبابها المسيحي.. وهذا ما ينفذه حزب الله سواء مباشرة ودون الاعتماد على أحد أو في المناطق التي يتواجد فيها أنصار النائب ميشال عون.. والبعض يقول انها تمهيد لحرب مقبلة يكون الحزب ومن معه طرف أكيد ليواجه طرفاً مفترضاً هي القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع يبدأ الأمر في اتخام القرى التي فيها أنصار لحزب الله بالسلاح والذخيرة والمال والمشاريع المختلفة تحت عنوان دعم وحماية المقاومة في جبيل وكسروان؟! ثم في تسليح أنصار عون نفسه في القرى المسيحية، ثم في تحالف مشترك بين حزب الله وعون والحزب السوري القومي، وتيار المردة.. ضد القوات اللبنانية.

لماذا القوات اللبنانية؟

من وجهة نظر ميشال عون ان القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع هي الخصم التاريخي لطموح هذا الشبق إلى رئاسة الجمهورية، وانه لولا سمير جعجع وقواته لكان عون انفرد بالنفوذ في الوسط المسيحي وفرض نفسه بالقوة الشعبية والعسكرية رئيساً، كما فرض الشيعة نبيه بري رئيساً لمجلس النواب مثلاً.

وميشال عون يدرك اليوم ان الجمهور المسيحي التقليدي الذي سانده في مناطقه ليخلصه من الميليشيات المسلحة ونموذجها المسيحي القوات اللبنانية، انفضت عنه نسبة عالية جداً.. ولم يبق معه إلا من يعتبرهم الكثيرون من الغوغاء المبهورين بخطابه الديماغوجي.

على ان أخطر ما يواجهه ميشال عون وحليفه حزب الله في الوسط الشعبي المسيحي ان القوات اللبنانية تكاد تستقطب معظم الشباب المسيحي الصاعد الذي يستفزه استقطاب حزب الله للشباب الشيعي، ويعجبه استقطاب تيار المستقبل للشباب السني.

فالجمهور المسيحي التقليدي الذي تخلى عن عون واختار المنـزل والاعتزال مكاناً ووسيلة، ولم يلجأ إلى الكتائب أو القوات اللبنانية، هو أب الشباب الذي أبى الاعتزال أو المكوث في منـزله، ورفض تكرار تجربة أهله المؤيدين القدامى لميشال عون، بعد ان خذلهم هذا الشبق إلى الحكم الخائن لمبادئهم وتطلعاتهم بحلفه مع حزب الله ودفاعه عن النظام السوري وإيران، فلجأ إلى القوات اللبنانية التي تستقطب آلاف الشباب المسيحي في الثانويات والجامعات والمعاهد والنقابات والمؤسسات المهنية، لثباتها على مواقفها وخاصة من سلاح حزب الله والنظامين السوري والإيراني.

وهذا الجمهور هو الذي مهد الطريق في قلب كل المعادلات في اتحادات الطلاب والنقابات وكان الأغلب بين المسيحيين فيها وأنجح قوى 14 آذار قبل الانتخابات في استفتاء أكد فوز هذه القوى يوم 7 حزيران/يونيو 2009، وكان له دور بتوفير الأغلبية النيابية مع قوى 14 آذار الأخرى.

هذه الحقيقة تدركها قوى 8 آذار بقيادة حزب الله، وتعرف ان كل يوم يمر يخسر فيه ميشال عون لمصلحة القوات خاصة وسط الشباب الصاعد.

ويدرك حزب الله ان القوات اللبنانية هي نقيض جماعة عون في مسائل أساسية:

أولها في السياسة:

فهي عكس عون تعتبر ان سلاح حزب الله سلاح غير شرعي، ولا يمكن أن تعترف بأي عمل يقوم به الحزب اعتماداً على هذا السلاح وأولها قرار الحرب والسلم، وثانيها قرار اقتحام المدن والقرى اللبنانية، وثالثها إخضاع كل القوى السياسية لمنطقه المعادي لمنطق الدولة الجامعة لكل اللبنانيين لحساب دولة أو اثنتين لا تأخذان بالاعتبار وجود الدولة اللبنانية، بل وترهنان نجاحهما فيه بتغييب الدولة اللبنانية ومؤسساتها لمصلحة دويلة حزب الله وأجهزته الأمنية وقواه العسكرية.

وثانيها في الوجود:

فالوجود المسيحي في لبنان مهدد فعلياً بالضمور السياسي بعد الضمور العددي، وليس هناك من ضمانة إلا دفاع تيار المستقبل عن اتفاق الطائف وأهم مضامينه المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في وقت يتكالب فيه مشروع تفاهم عون – حزب الله نحو المثالثة لانتـزاع 17% من مراكز المسيحيين الإدارية والأمنية والعسكرية والقضائية والنيابية والوزارية والجامعية والدبلوماسية لإعطائها للشيعة.

وكلما ركع ميشال عون أمام حزب الله ازداد صمود القوات اللبنانية في وجه الحزب، وازدادت معركتها شراسة في مقاومة جموح الحزب نحو السيطرة الشاملة على مناطق المسيحيين، اعتماداً على جموح عون وشبقه نحو السلطة على حساب 17% من مصالح المسيحيين تكريساً للضمور السياسي بعد الضمور العددي.

ثالثها في الحراك الطائفي في الوسط المسيحي الرافض لأي تنازل سياسي تاريخي بعد الذي حصل في الطائف من أغلبية 54/45 لصالح المسيحيين إلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

ارتضى سمير جعجع هذه القسمة بعد طول رفض ومقاومة وعناد، ولم يكسر هذه المقاومة اللبنانية إلا ميشال عون.. فعون هو الذي أتى بالطائف الذي أسقط من أيدي المسيحيين معادلة 54/45 لمصلحة المناصفة.

وعون نفسه هو الذي يريد أن ينتـزع من المسيحيين المناصفة لمصلحة المثالثة، أي ان يهبط الوجود السياسي والإداري والعسكري والقضائي والأمني والدبلوماسي المسيحي من نسبة 50% إلى نسبة 33%.

المهم عند عون هي رئاسة الجمهورية.. لذا هو أسير حزب الله بسبب هذا الشبق.

أما سمير جعجع فالمهم عنده هو المناصفة للمسيحيين في السلطة، لذا هو عدو حزب الله.

عون بسبب هذا الشبق يحارب تيار المستقبل، وسمير جعجع بسبب المناصفة يتحالف مع تيار المستقبل.

عون يتوهم ان إيران وسوريا قادرتان على المجيء به رئيساً للجمهورية في لبنان.. لذا يتطاول على مصر والسعودية علّ هذا يرضي من في دمشق وطهران وحارة حريك.

لذا تتعاظم مسؤوليات سمير جعجع للمحافظة على الوجود المسيحي، استناداً إلى تفاهم عربي شامل حول لبنان، في وقت يستنفر فيه عون الأغلبية العربية في تحريض ضد المسيحيين في لبنان.

آخر الأمر

يبدو سمير جعجع عربياً أكثر من المراهنين على الفرس سواء كانوا موارنة أم شيعة.. لذا وفي موسم الحصار والتهديد على العرب يتم تهديد سمير جعجع وحصاره.. أو استفزازه واستدراجه للحرب.. نيابة عن الآخرين

 

من الشراع

نـزار عبد القادر وأمين حطيط ورياض قهوجي عن الحرب اذا اندلعت: مفاجآت وأسلحة جديدة واسرائيل اكثر وحشية ضد كل لبنان  

*العميد الركن نـزار عبد القادر:

- لا يوجد نوايا لدى حزب الله واسرائيل بشن حرب في الظروف الراهنة وأي مواجهة جديدة ستكون اقسى وأغلى ثمناً من كل المواجهات السابقة

- قد يكون بين الاهداف الاسرائيلية محطة رفيق الحريري في مطار بيروت ومحطة الحاويات في مرفأ بيروت واهراءات القمح

- في ظل الكباش الاميركي – الاسرائيلي والحكومة اليمينية الاسرائيلية قد لا يكون هناك خطوط حمراء للضربات الاسرائيلية

- اذا هاجمت اسرائيل المنشآت الايرانية النووية فستدفع ايران حزب الله للرد عبر الحدود اللبنانية

- حزب الله يستعد لمعركة من نوع آخر وسيطبق ((ما بعد بعد حيفا)) والجيش اللبناني سيدفع الثمن

*العميد د. امين حطيط:

- قرار اسرائيل باستئناف الحرب محسوم

- اسرائيل ستعتمد هذه المرة مناورة مركبة من طيران يعمل وقوى تتقدم

- في الحرب المقبلة لا يستطيع احد ان يؤكد ما اذا كانت ستبقى حدود اسرائيل في لبنان

- اسرائيل لن تستطيع الاستمرار في الحرب لمدة 100 يوم والحرب يمكن ان تتجاوز لبنان الى سوريا

*الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي:

- عندما شنت اسرائيل حرب تموز كانت جاهزة للحرب ومع ذلك لم تصل الى مبتغاها

- كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ضربة كبيرة لاسرائيل

- اسرائيل تفتقر في هذه المرحلة الى العون الاميركي المشغول في مشاكل اقليمية عديدة

- اسرائيل اصبحت تحترم قدرات حزب الله لدرجة انها تستعد لها بشكل جدي

- بحال دخلت اسرائيل في حرب ستكون اكثر وحشية لتحقيق النصر وقد تلجأ الى تكتيك غزة في القتال لتجنب الخسائر في صفوفها

- اذا اعلنت ايران انها دولة نووية عندها سترد اسرائيل بالسلاح النووي على ايران

في اجواء الذكرى الثالثة لحرب تموز/يوليو 2006، تتصاعد اللهجة التهديدية بين اسرائيل وحزب الله بحرب جديدة اشد وأقسى من الحرب السابقة مع تغيير لقواعد المواجهة وكشفت صحيفة ((جيروزاليم بوست)) ان الجيش الاسرائيلي وفي وجه ما يرى انه انتشار كثيف لحزب الله داخل القرى في جنوب لبنان يقوم بانشاء نظام تدريب جديد لقوات المشاة تحضيراً لشكل مرعب من حرب العصابات وحرب المدن ((فيما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان تل ابيب ستكون مقابل الضاحية الجنوبية في الحرب المقبلة، اضافة الى مضاعفة جهوزية المقاومة لناحية العديد والقدرات العسكرية.

الا ان الخبراء الاستراتيجيون يستبعدون شن حرب في المدى المنظور نظراً لمعرفة كل طرف حجم الخسائر التي سيتكبدها في اي مواجهة جديدة كما ان هذه الحرب ليست لها مبررات سياسية وعسكرية حتى الآن.

((الشراع)) استطلعت آراء عدد من الخبراء العسكريين حول امكانية اندلاع الحرب والسيناريوهات المحتملة التي سيلجأ اليها كل طرف لحسم المعركة لمصلحته اذا وقعت.

استبعاد الحرب

يرى الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد الركن نـزار عبد القادر ان الحرب التي شنتها اسرائيل ضد لبنان عام 2006 لم يكن لها اي مبرر من وجهة النظر الاسرائيلية وتحديداً من قبل لجنة الحكماء التي عينتها الحكومة لدراسة اسباب ونتائج الحرب (لجنة فينوغراد) واذا كان هذا هو الاستنتاج الذي توصل اليه المجتمع الاسرائيلي عام 2006 فمن الضرورات ان نعتبر انه لا يوجد اي دواع لشن حرب اسرائيلية ضد لبنان.

وعلى صعيد آخر، يرى العميد الركن عبد القادر انه لا يوجد نوايا لدى حزب الله او حتى مصلحة في ذلك، ولا حتى الظروف الاستراتيجية تسمح للحزب في ايجاد المبررات لتسويق شن حرب ضد اسرائيل او التهديد بها في الظروف الراهنة، والقرار 1701 هو في طور التنفيذ وانتشر الجيش اللبناني جنوبي الليطاني يعني استعادة الدولة لسيادتها على هذه المنطقة، وقد وافق الجيش على الـ 1701 وانتشار القوة الدولية في الجنوب.

من هنا فإن حزب الله ملتـزم استراتيجياً وأمنياً بالقرار 1701 وبتنفيذه وبدور الجيش اللبناني الممتد جنوب منطقة الليطاني.. هذا يؤكد ان حزب الله ليس لديه النية ولا الخطط اللازمة لشن حرب على اسرائيل. ثانياً، ليس هناك من حرب قد يشنها اي طرف دون ان يكون لها نتائج مضمونة او حتى مبررات.

ويدرك حزب الله كما تدرك اسرائيل ان اي مواجهة جديدة ستكون اقسى وأغلى ثمناً من كل المواجهات السابقة اي من كل الحروب التي شنتها اسرائيل في السابق خصوصاً حرب 2006، من وجهة نظر حزب الله، وهم ما زالوا يعيدون بناء ما دمرته اسرائيل في عدوانها الغاشم على لبنان عام 2006.

فالضاحية لم يكتمل بناؤها بعد والقرى الجنوبية تكاد تشرف على الانتهاء.. ولكن من شاهد حجم الدمار سواء في الضاحية او في جميع القرى الجنوبية وخصوصاً في الخيام وبنت جبيل، ومارون الراس وعلما الشعب لا يمكن في الواقع ان يستعجل وقوع حرب جديدة لأن ذلك لن يكون مبرراً تجاه الدولة اللبنانية او حتى اهالي الجنوب.

ينعم الجنوب اليوم بالأمن والاستقرار ويعيش مرحلة نمو اقتصادي مهم جداً خصوصاً عندما نتحدث عن حوالى 35 الف عسكري ينتشرون في هذه البقعة الضيقة في الجنوب وهذا يؤدي الى دفع اقتصادي كبير ويستفيد منه جميع الجنوبيين. لذلك نرى ان حزب الله وفي كل مرة يحصل فيها احتكاك بين اليونيفيل والناس يحاول ان يجد اي مبرر كي لا تؤثر على العلاقات والقرارات.

ويؤكد العميد عبدالقادر انه لا يوجد اي مبررات من قبل لبنان لوجود حرب على الاقل في المستقبل القريب، اما بالنسبة للاسرائيليين يقول عبد القادر ان الاسرائيليين يعبرون دائماً عن هواجس امنية ولبنان يتعرض لحملة اعلامية دائمة من قبل اسرائيل وخصوصاً فيما يتعلق بخروقات القرار 1701 من قبل حزب الله اذ يتهمون الحزب بإقامة قواعد واعادة بناء البنى العسكرية في منطقة انتشار القوات الدولية، كما انهم ينقلون دوماً الى الامم المتحدة والقوات الدولية مخاوف وهواجس حول اعادة تسليح حزب الله بصواريخ ابعد مدى وبكميات اكبر من السابق.. فهل يمكن اعتبار هذه الحملة الاسرائيلية تبرر قيام اسرائيل بعدوان مسلح على لبنان، انا لا اعتقد ذلك لانه يجب ان يكون هناك مصلحة استراتيجية تبرر اي تهديد لأمن الجليل او أمن وسط اسرائيل لانه في حال اندلاع اي مواجهة مع حزب الله فإن منطقة الجليل الشمالي والأعلى والأوسط تتعرض لتهديدات امنية كبيرة قد تدفع الى نـزوح السكان اذ انه في العام 2006 نـزح اكثر من 700 الف اسرائيلي عن منازلهم، ومستعمراتهم بسبب القصف الصاروخي الذي كان يطلقه حزب الله والذي بلغ في بعض الايام 200 صاروخ.

لذلك الجيش الاسرائيلي لا يملك مبرراً الآن للقيام بهجوم ضد لبنان وخاصة ان نتائج هذه العملية لن تكون مضمونة اذا كان الهدف منها هو تدمير القدرات العسكرية لحزب الله.

فلا يستطيع احد ان يقول اريد ان اخوض حرباً عسكرية عبثية كي لا احقق هدفاً استراتيجياً يكون له مفاعيل امنية ظاهرة تبرر المتاعب التي سأواجهها.

ويضيف: منذ تنفيذ القرار 1701، شهدت المنطقة الحدودية من اسرائيل وكل الجليل فترة من الاستقرار الامني والهدوء لم يسبق ان شهدتها في السابق، فالقرار 1701 حقق الاستقرار او الامن الذي دائماً تدعي اسرائيل شن حروب من اجل تحقيقه. فالأمن موجود اذن، ولكن الامر المهم ان اسرائيل تحاول ان تستعيد قوة الردع ضد لبنان وهي تعتبر انها تملك قوة نيران لا يملكها حزب الله ولا اي طرف عربي آخر، سواء لجهة مفاعيل الاسلحة، امكانية ضرب العمق اللبناني وامكانية الحاق اضرار وأثمان باهظة جداً، لذلك اسرائيل توجه انذاراً ليس لحزب الله بل الى الدولة اللبنانية وهي تقول انه بحال قام حزب الله بأي عمل عسكري فالدولة اللبنانية هي التي ستتحمل النتائج بما ان حزب الله جزء منها فهو موجود في البرلمان وفي الحكومة.

وفي حال حدث ذلك تقول اسرائيل ان لبنان سيتحمل خسائر لم يسبق ان تحملها في السابق ولن يكون هناك اي ضوابط من ضرب اي اهداف تختارها اسرائيل وخاصة البنى التحتية الاساسية، وهي تقول بعبارة اخرى، اننا سنضرب هذه المرة محطات توليد الطاقة وسنضرب الجسور الكبرى والمؤسسات الحكومية الرسمية الكبرى، وهذا يعني انها تفكر بضرب بيروت، وقد يكون بين الاهداف الاسرائيلية محطة رفيق الحريري في مطار بيروت، وقد يكون محطة الحاويات في مرفأ بيروت وقد يكون اهراءات القمح.

لذلك الاسرائيلي يقولها تكراراً وعلى لسان جميع القيادات العسكرية والسياسية، لقد شهدنا همجية القصف الاسرائيلي عام 2006، ومن وجهة نظري كانت تتصرف اسرائيل عسكرياً ضمن خطوط حمراء مرسومة لها واعتقد ان الاميركي كان قد نبّه الاسرائيلي بعدم القيام بعمل عسكري يؤدي الى سقوط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

واعتقد انه في ظل الكباش الاميركي – الاسرائيلي وفي ظل الحكومة اليمينية الاسرائيلية قد لا يكون هناك من خطوط حمراء للضربات الاسرائيلية، واذا كان هناك من خطوط حمر فقد تكون بالنسبة الى بعض المراكز الحكومية كوزارة الدفاع والقصر الجمهوري والقصر الحكومي وستكون كل الاهداف الاخرى مبررة بالنسبة لاسرائيل، هذا الموضوع سيدخل لبنان ليس في مواجهة محدودة مع اسرائيل بل في مواجهة ستؤخر لبنان اقتصادياً وانمائياً واجتماعياً لعقدين من الزمن على الاقل.

وعما اذا كانت الحرب ضد لبنان ستتحول الى حرب اقليمية يقول عبد القادر: لا اعتقد ان احداً مستعد ان يحارب لأجل الآخر، فقد حصلت حرب تموز/يوليو وحرب غزة ولم يحارب احد لأجل الآخر، حتى ان اسرائيل تمتلك نظام دفاع قوياً يجعلها قادرة على تدمير اي صواريخ توجه الى اسرائيل على مسافة بضعة مئات من الكيلومترات. مثلاً يمكن ان تتصدى صواريخ ((آرو)) لأي صواريخ قادمة من الشرق فوق الاراضي العراقية وليس فقط فوق اسرائيل ويمكن ان تتصدى صواريخ ((patriot)) للمسافة الأقصر، من هنا اي مغامرة ممكن ان تقوم بها ايران للتدخل بأي حرب لن تكون مضمونة النتائج ويمكن ان تؤدي الى اتساع الحرب لتصبح حرباً اقليمية.

ويتحدث العميد عبد القادر عن سيناريو قد لا يتحكم فيه حزب الله، ولا حتى لبنان.. هذا السيناريو يمكن ان يستجلب الحرب الاسرائيلية على لبنان عن طريق ضرورات وتطورات اقليمية تنطلق من التركيز الاسرائيلي على ان البرنامج النووي الايراني سيشكل خطراً على مستقبل اسرائيل. ولذلك فان اسرائيل لديها الخطط للقيام بهجوم ضد بعض المنشآت النووية الايرانية بهدف تأخير البرنامج النووي الايراني، وليس منعه لان اسرائيل لا تملك الطاقات العسكرية اللازمة لضرب كل الاهداف التي يمكن ان تكون اهدافاً نووية داخل ايران بسبب محدودية امكاناتها الاستراتيجية لضرب العمق الايراني.

واذا قامت اسرائيل بشن هجوم على المنشآت الايرانية فهذا الهجوم سيكون محدوداً ببعض اهداف لا تتعدى الستة او سبعة اهداف ومن بينها محطة لتخصيب اليورانيوم ومحطة اخرى في اصفهان تختص في الوقود النووي، محطة بوشهر التي اصبحت شبه جاهزة ومحطة رابعة يعمد الايرانيون على انتاج وقود نووي بطريقة اخرى غير تخصيب اليورانيوم عن طريق انتاج مادة البلوتونيوم وهي محطة آراك.

اذا قامت اسرائيل بمثل هذا الهجوم بشكل مفاجىء قد يستدعي ذلك رداً ايرانياً بكل ما تملكه ايران من وسائل عسكرية داخل وخارج ايران، وفي مثل هذه الحالة ومن الطبيعي ان تحاول ايران دفع حزب الله للقيام برد عبر الحدود اللبنانية، وقد يكون الرد الافعل الذي تمتلكه ايران.

ولكن هل يملك حزب الله حق الرد؟

مقابل هذه الاستثمارات الكبيرة المالية والرعاية والتدريب التي دفعتها ايران طيلة حوالى ربع قرن لحزب الله نعم سيكون على الحزب التـزام معنوي اضافة الى الالتزام الشرعي وهم يقولون علناً اننا نتبع ولاية الفقيه، عندها ستشن حرب اسرائيلية جديدة على لبنان وقد تكون بالقوة والحزم اللذين تحدثنا عنهما دون وجود خطوط حمراء، وستكون اعنف من حرب تموز/يوليو.

ويتحدث العميد عبد القادر عن سيناريو آخر، لكنه يستبعده في الوقت نفسه وهو ان تشعر ايران بفترة معينة بأن الهجوم الاسرائيلي قد اصبح حتمياً وقريب الحدوث فتقوم بما نسميه حرباً وقائية لافشال الهجوم الاسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية.. وهذا الامر سيستدعي حرباً مدمرة على لبنان وستتحول الحرب من عملية عسكرية معدة ضد ايران الى حرب شاملة ضد لبنان.

وتحدث عن الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في الحرب القادمة من مدفعية ميدانية ذات قوة هائلة وفاعلة إلى سلاح الطيران والطوافات المسلحة إضافة إلى استخدام سلاح القوات البحرية. لذلك لن تسلم أي أهداف بدءاً من النهر الكبير شمالاً إلى الجنوب، ويقول: إسرائيل تملك قنابل ذكية وقدرات تدميرية عالية جداً، كما انها تملك قذائف قد يصل وزنها إلى 671 طناً و1000 طن و2000 طن.. من هنا ستكون الحرب باهظة الثمن على لبنان.

أما بالنسبة لحزب الله فسيستفيد من العبر التي مر بها سابقاً، وبعد خطاب السيد حسن نصرالله فإن حزب الله يستعد لمعركة من نوع آخر وتتضمن صواريخ بعيدة المدى وأكثر فعالية وأكثر قدرة مما شاهدناه عام 2006 وسيطبق بالفعل ((ما بعد بعد حيفا)) ويعتقد العميد عبد القادر ان حزب الله قد يمتلك الصواريخ المتوسطة المدى التي قد تطال المناطق السكنية في تل أبيب.. ولكنه استبعد امتلاك حزب الله لأي سلاح نووي تمتلكه الدول الخمس الكبرى إضافة إلى الباكستان والهند وكوريا الشمالية.

ولكنه اعتبر ان الجيش اللبناني سيدفع الثمن بهذه الحرب لأنه سيتعرض للضرب من قبل إسرائيل. وختم بالقول: في حال اندلاع أي حرب سيكون الخاسر الأول هو لبنان، حتى عام 2006 الخاسر الأول كان لبنان وما قاله حزب الله من تحقيق انتصار هو انه استطاع أن يفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المباشرة التي كانت تستهدف حزب الله ولكن على الصعيد الوطني لم نكن منتصرين بل دفعنا الثمن غالياً جداً إذ قدرت أضرار الحرب بـ10 مليار دولار.

الانتقام الإسرائيلي

من جهته يرى الباحث الاستراتيجي العميد د. أمين حطيط، انه يفترض أن يتم تحديد أمور مهمة في المواجهة بين لبنان وإسرائيل في إطار الحرب المحتملة.

ففي العام 2000 عندما خرجت إسرائيل من الجنوب قررت كيف تنتقم، فانتقمت في العام 2006 وكانت النتائج كما يعلم الجميع.

في 14 آب/أغسطس 2006 عندما طلبت إسرائيل وقف الأعمال العسكرية لم تطلب وقف إطلاق النار، وفي هذه النقطة بالذات يسأل المعنيون من العسكريين عن الفرق بين وقف الأعمال العسكرية ووقف إطلاق النار.

في الاصطلاح العسكري وقف الأعمال هو تجميد الميدان على ما هو عليه من غير أي اتفاق ومن غير أي تعديل للنتائج بانتظار أن يحدث شيء ما تستأنف بعده الأعمال والحرب. أما وقف إطلاق النار فقد يعقبه هدنة وقد يعقبه اتفاق أو صلح.. بالتالي إسرائيل لم تقبل بوقف إطلاق النار لأنها لن تقبل بطي صفحة 2006 لأن إسرائيل اعترفت بأنها لم تحقق أهدافها وبالتالي في المصطلح العسكري المهاجم الذي لا يحقق أهدافه يكون مهزوماً والمدافع الذي يمنع المهاجم من تحقيق أهدافه يكون منتصراً. ضمن هذا السياق في 14 آب/أغسطس 2006 النتيجة التي تحققت كانت هزيمة إسرائيل وانتصار للمقاومة.

هذه المسألة لا تستطيع إسرائيل أن تحتملها أو أن تدرجها في تاريخها العسكري. هي تستعيد في ذاكرتها ما حدث في العام 1973 عندما هاجمتها مصر وسوريا. في الأيام الأربعة الأول حقق الجيش المصري إنجازاً إعجازياً في قناة السويس وحقق الجيش السوري إنجازاً إعجازياً في جبهة الجولان.

هذا في الأيام الأربعة، ولكن إسرائيل لم تتوقف بل تابعت الحرب واختارت الاستراتيجية التي تعتمدها عادة وهي الهجوم في معرض الدفاع. فإسرائيل هزمت أولاً ومن ثم استوعبت الصدمة ثم انطلقت وانتهت بحرب في الميزان العسكري ليس نصراً مؤزراً تاماً للجيش المهاجم وليست هزيمة لإسرائيل بل انها تعتبر في ميدانيتها استيعاباً للصدمة وفي سياسيتها نصراً لإسرائيل.

إسرائيل أرادت أن تطبق هذا الأمر نفسه في حرب العام 2006 مع فارق في الزمن إذ انه في 14 آب/أغسطس 2006 تبين لها ان استمرارها في الحرب لن يغير الحال كما غير في العام 1973 وذلك عائد إلى سببين:

السبب الأول: جبهتها الداخلية التي تبين انها غير جاهزة لمواجهة حرب كالتي واجهتها في العام 2006.

السبب الثاني: النقص في منظومة الاستخبارات أو العجز الاستخباراتي.

هذان العنصران الرئيسيان لم تستطع أن تستوعبهما خلال الحرب ولا يمكن أن تتابع الحرب دون معالجة هذين السببين.

الهزيمة ليست بسبب هذين العنصرين فقط بل بسبب ما واجهها من نار ومن تماسك المقاومين. فإذن أوقفت إسرائيل الأعمال عام 2006 وارتدت إلى نفسها حتى تعالج هذين العنصرين: عنصر الجبهة الداخلية وعنصر الاستخبارات مع ترميم محدد للعقيدة العسكرية وللتنظيم والتجهيز.

ومنذ العام 2006 تعمل إسرائيل على القرار باستئناف الحرب في أي لحظة ممكن أن تحقق انتصاراً فيها. القرار بحرب قادمة هو قرار محسوم لا يمكن لنا كمعنيين أن نسقطه من حسابنا. قرار إسرائيل بالحرب على لبنان للانتقام ولإعادة الصيغة إلى ما كانت عليه هو قرار متخذ، لكن توقيت هذا القرار مرهون بعوامل إسرائيلية (الجبهة الداخلية والاستخبارات) ومرهون بعوامل إقليمية أي العنصر الداخلي اللبناني ومنها البيئة العسكرية الاستراتيجية العامة في الشرق الأوسط.. ومنها ما هو عائد إلى البيئة الاستراتيجية العالمية وعلى رأسها أميركا. لذلك القرار متخذ والتنفيذ مؤجل.

ويضيف العميد حطيط: انطلاقاً مما تسرب من تقارير الخبراء الذين جاؤوا ليشهدوا على المناورة التي أجرتها إسرائيل في حزيران/يونيو الماضي تبين لهم ان الجبهة الداخلية حتى هذه اللحظة غير جاهزة..

لقد استفادت إسرائيل من التغير الجيوسياسي والبيئة الأمنية في لبنان فزرعت من الشبكات التجسسية والعملاء ما لا يتصوره إنسان في بلد مثل لبنان، ولكن هذه الشبكات لم تصل إلى المستوى الذي يجعل إسرائيل مطمئنة إلى سلامة عيونها في لبنان وسلامة حركة يدها في لبنان خصوصاً وان الأجهزة الأمنية اللبنانية تمكنت من إلقاء القبض على بعضها والجزء الذي ألقي عليه القبض ليس إلا جزءاً صغيراً إذ ان هناك شبكات أعظم وأهم بكثير. ولكن كشف هذه الشبكات أعطى المقاومة فرصة لتنظر في أمنها الذاتي وفي إعادة هيكلة الأمن العسكري بشكل لا يخترق كما انه لم يخترق في العام 2006. لذلك لم تصل إسرائيل في منظومتها الاستخباراتية إلى ما يرضيها. وإذا سلمنا جدلاً انها رممت بنيتها التنظيمية العسكرية والسياسية ورممت عقيدتها العسكرية، يبقى عنصر الجبهة الداخلية وعنصر الاستخبارات انهما غير مرممين. لذلك الحرب ما زالت بعيدة.. ولكن إذا فرضنا ان هذين العنصرين تم ترميمهما في الأشهر المقبلة وأعطت إسرائيل نفسها فرصة لترميم هذه الثغرات حتى بداية 2011 وهذا ما نصت عليه لجنة فينوغراد في تقريرها حينما قالت ان إسرائيل بحاجة إلى خمس سنوات حتى ترمم ثغراتها وتنطلق إلى حرب جديدة.

أما إذا أرادت إسرائيل أن تذهب إلى حرب جديدة هناك مسائل عديدة لا يمكن للباحث الاستراتيجي أن يغيبها حينما يتصور حرباً إسرائيلية جديدة، وهي ان إسرائيل علمت ان الطيران لا يستطيع أن يحسم المعركة ولذلك لا أعتقد انها ستكرر خطيئة 2006 وان تعتمد على الطيران وحده للحسم ولكن في المقابل لا يمكن أن تستغني عن الطيران وترتد الى سلاح البر كسلاح الحسم.

في هذه النقطة اعتقد ان إسرائيل ستعتمد المناورة المركبة من طيران يعمل وقوى تتقدم.. أيضاً في حرب 2006 ميزت إسرائيل على الأقل لفظياً وان لم يكن ميدانياً بين حزب الله والدولة اللبنانية وتعاطت مع الأهداف التي تتعلق بحزب الله علماً انها قصفت كما يعلم الجميع أهدافاً بعيدة عن وجود حزب الله ومناطق الشيعة عندما قصفت في الشمال وكسروان والأشرفية.

في المستقبل إسرائيل ستكون محرجة للاختيار بين حلين. فإذا لجأت إلى الصيغة الأولى أي المقاومة والدولة فإنها لن تغير في المعادلة بشكل كبير.. وإذا لجأت إلى صيغة الدمج بين المقاومة والدولة هنا ستنقسم ردات الفعل للشارع اللبناني بين رأيين: قسم سيتجه باللوم لحزب الله وهذا أمر لن يكون مبرراً لأن إسرائيل هي التي ستبدأ في الحرب.. واعتبر هذا القسم هو الأقلية. أما القسم الأكبر الذي سيرى بأن إسرائيل ستعتدي كيفما كان الحال وهنا سيرتد هذا الفعل سلبياً على إسرائيل.

فإذا كانت عواطف اللبنانيين في العام 2006 بنسبة 60 الى 70% مع المقاومة بشكل صادق وحقيقي فإذا لجأ الى هذا القرار فإن عواطف اللبنانيين بين 80 الى 90% ستكون مع المقاومة بشكل حقيقي، وبهذا يكون خسارة لاسرائيل.

وعن وضع المقاومة وقدراتها العسكرية يقول العميد حطيط المقاومة في الحرب القادمة ومن خلال الخبرات التي اكتسبتها والقدرات النارية التي امتلكتها لن تكتفي بالمناورة ضمن سقف الـ 2006 من الآن بدأت المقاومة ترسي معالادت جديدة، في الاسبوع الماضي ذكر السيد حسن نصر الله معادلة جديدة حينما قال الضاحية مقابل تل ابيب واذا كانت اسرائيل ستنطلق لضرب رأس المقاومة مباشرة وتغطي كامل لبنان وتنال الضاحية فهذا يعني ان المقاومة مع الصاروخ الاول ستطال تل ابيب، واسرائيل عندما تقصف عاصمتها ستكون ملزمة بالرد الاعنف وهنا حزب الله سيرد بما يملك من حجم وكتلة نارية بالغة الاثر من حيث المدى وفعالية الصاروخ الذي تصل حمولة بعض الصواريخ الى 400 كغ.

هذا الامر يرعب اسرائيل، اضافة الى ذلك في الحرب القادمة لن يستطيع احد ان يؤكد ان حدودها ستبقى في لبنان لأن هذه الحرب في حال وقوعها ستكون حرب التدمير النهائي في اتجاه اسرائيل في الشرق الاوسط.

اما ان تستطيع اسرائيل ان تسقط المقاومة الشعبية لشعوب تناهضها وهذا الامر مستحيل، واما ان تسقط اسرائيل. لذلك فإن خسارة اسرائيل للحرب القادمة ستكون النهاية الحقيقية، وليس بداية النهاية لأن وصول صواريخ حزب الله الى كل المدن الاسرائيلية لن يترك مكاناً آمنا في اسرائيل وسيلجأ الصهاينة الى استخدام جواز السفر الثاني وهذا ما حذرت منه الـ CIA في التقرير الاخير عندما قالت انه مع بدء اطلاق الصواريخ على المدن الكبرى سيغادر 35% من اليهود في اول اسبوعين.

هذه النقطة هامة لأن هناك تخيلاً آخر ينتظره المحللون هو ان القدرات الميدانية للمقاومة الاسلامية تعدت القدرة على العمل في المواجهة المحلية في الميدان في الجنوب.

اكثر من باحث بات يقول ان حزب الله بإمكانه مع بدايات الحرب والشلل الاسرائيلي في عملية التعبئة بامكانه ان يرسل المجموعات الاقتحامية للداخل الفلسطيني المحتل والسؤال من يقول ان حزب الله عاجز عن الوصول الى داخل فلسطين المحتلة بمجموعات كبيرة جداً.

ان مناورة حزب الله القادمة مع الشأن اللبناني تجعل من الحرب المنتظرة حرباً بالغة التعقيد على الطرفين، ولكن بالنسبة لحزب الله ستكون قفزة نوعية في المجال العسكري، في المقابل ستكون ارباكاً لاسرائيل التي لن تجد امامها بعد ذلك الا اللجوء الى حالة الذبح ولكن هذه السياسة لجأت اليها عام 2006 ولجأت اليها في غزة ولن تصل الى نتيجة.

بالمحصلة الحرب القادمة ستكون ناراً وحركة اسرائيلية وسيرد عليها بنار وحركة المقاومة.

اسرائيل ستستخدم كل ما لديها من طيران حتى انها ستستخدم طائرة F35 التي استلمتها.. اضافة الى الصواريخ والمدفعيات، ولكن المعضلة الاساسية لاسرائيل خلال الحرب الجارية هي الميدان والانسان، بينما في المقابل بعد ان زادت قدرات حزب الله الصاروخية اصبح قادراً للوصول الى أي مدينة، وأصبحت قوته التدميرية اكبر بعد ان زاد فعالية صواريخه، كما زاد من عديده اذ ان فينوغراد يقول بضعة آلاف من المقاتلين والكل يعلم ان هذه البضعة آلاف اصبحت عشرات الآلاف.

حتى ان هناك تماسكاً في المناطق التي تتواجد وتتحرك فيها المقاومة، وانا لا اقول بأن هناك وحدة وطنية في لبنان حول المقاومة، هذا الامر غير موجود ولا اتصور وجوده في المستقبل، سيبقى هناك فئة من اللبنانيين الذين تخرجوا من معسكرات الجيش الاسرائيلي، سيبقى هؤلاء اوفياء، ولكن هؤلاء لن يصلوا الى مقدار الربع او الثلث من اللبنانيين، انما الغالبية الكبرى من اللبنانيين ستبقى ملتفة حول المقاومة وهذا ما اثبتته الاحداث.. والاهم ما جرى في السنة الاخيرة حول سقوط المراهنات حول الفتنة الداخلية والقتال الداخلي التي تجعل من الجيش الاسرائيلي يتحرك آمناً في الجنوب تكراراً لما حصل عام 1982.

ويضيف: الحرب القادمة قادمة، لكن توقيتها غير منظور ونتائجها لن تكون لاسرائيل بأفضل منها في العام 2006 في النتائج الميدانية وما سيتغير هو النتائج السياسية.. في العام 2006 استطاعت اسرائيل ان تنتزع القرار 1701 القرار الذي خفض سقف انتصار المقاومة الى الخمس يعني لم يبق عن سقف انتصار المقاومة اكثر من خمسه بينما في الحرب القادمة لن يكون قرار 1701 جديد ولن يكون هناك جوائز ترضية لاسرائيل في هذا الموضوع.

من هنا اقول ان اللبنانيين قدرهم ان ينتظروا الحرب والمقاومة قدرها ان تستعد للمواجهة ولكن في قراءتنا للحرب القادمة اقول انها ستكون حرب التغيير الاستراتيجي الفعلي والحقيقي في منطقة الشرق الاوسط.

وتحدث العميد حطيط عن الاهداف الاسرائيلية في لبنان وهي كل البنية التحتية اللبنانية من قطاع الكهرباء وغيره، ستحاول ان لا تبقي مكاناً آمناً وهذا في مصلحة المقاومة لأن الناس ستلتف حولها ولكنها لن تستطيع ان تغطي كل لبنان بالنار ستزيد من الاحداث ولكنها لن تغطي لبنان بالنار.

ويضيف: الحصار سيتكرر اضافة الى قطع الطرق مع سوريا ولكن الكل يعلم ان الانفاق تكسر الحصار وان الاستعداد المسبق يكسر الحصار، اسرائيل لن تستطيع الاستمرار في الحرب لمدة 100 يوم لأنها بعد عام 2006 رفعت قدرتها للمواجهة من 6 اسابيع الى 10 اسابيع يعني بعد ان كان بإمكانها المحاربة 42 يوماً اصبح بإمكانها القتال 70 يوماً، اما المقاومة فقد رفعت قدراتها للمواجهة من 50 يوماً الى 100 يوم.

اذا راهنت اسرائيل على النفس القصير للمقاومة فهذا رهان خاسر، اذا راهنت على قصف اهداف اضافية فهي في العام 2006 لن تبقي على شيء الا وقصفته كل ما يمكن ان تفعله في الحرب المقبلة هو ان تزيد اهدافها في البنية التحتية.

اما عن الجبهة الساخنة في القتال فقد اعتبر ان الجبهة البرية ستكون في الجنوب، ولكن الجبهة النارية لن تنحصر في الجنوب، ويمكن ان تمتد الى سوريا وتتجاوز لبنان، اذ ان سقوط المقاومة في لبنان دون ظهور اشارات حقيقية لاستعادة الجولان في المفاوضات سيؤدي الى خسارة سوريا للجولان وهذا لا يمكن ان تسمح به لذلك لن تسمح بخسارة المقاومة..

واعتبر انه في حال لم تتعرض ايران للهجوم من قبل اسرائيل او حتى تتعرض للاستفزاز، فلا يمكن ان تتدخل في الحرب ولن يكون هذا من مصلحتها طالما ان المقاومة قادرة على الرد.

وما اذا كان حزب الله يمتلك رؤوساً نووية قال حطيط: لا املك أي معلومة ما اذا كان حزب الله يملك هذا النوع من السلاح، علماً انه يملك صاروخ ارض – ارض يصل مداه الى 250 كم وصواريخ مضادة للدروع من Cornet اضافة الى نمطه المعتاد في المناورة المتعددة الوجوه من الكمين الى الاستدراج من مناورة ضرب الرأس، ومن مناورة قطع الذنب والوعاء الحاضن.

وفي المقابل ستستخدم اسرائيل كل اسلحتها الجديدة ولكن يخشى مستقبلاً ان تلجأ الى استعمال بعض اسلحة الدمار الشامل.. (جرثومي ام كيماوي) والسؤال الذي يطرح هل سترد المقاومة بما يناسب الموقف بعد استخدامها هذا السلاح.

وفي حال استخدمت هذا النوع من السلاح عندها يسقط أي صوت يقول للمقاومة توقفي عندها ستكون المقاومة مضطرة لامتلاك سلاح يوقف هذا الاستعمال.

واذا فكرت اسرائيل في ذلك ستعطي ذريعة كافية للمقاومة بأن تسعى لامتلاك هذه الاسلحة..

حرب المفاجآت

بدوره وصف الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري (Inegma) رياض قهوجي، الحرب بالمفاجآت اذ انها يمكن ان تبدأ في أي لحظة ولا يمكن السيطرة عليها وحرب تموز/يوليو هي خير دليل على ذلك التي كانت مليئة بالمفاجآت، ولكن لا يمكن للحرب ان تعتمد على التفوق العسكري فقط في حل النـزاع.. ويضيف: ((هذه الحرب تحديداً لا تحصل الا في حال قرر الطرف القوي الغاءها حتى لو استفزه الطرف الضعيف)).

ويتابع: في العام 2006 قام حزب الله بعملية ولكن قبل ذلك قام الحزب بعمليات مشابهة الا ان اسرائيل لم تشن حرباً عليه.. اما هذه المرة فقد كانت جاهزة ومع ذلك لم تصل الى مبتغاها فالحرب المقبلة لن تحصل الا اذا كانت تريد ذلك لأنها تستطيع ان تتحمل أي استفزاز من جانب حزب الله كما كانت في السابق.

ومن جهة اخرى اكد قهوجي ان حزب الله لن يقوم بعمليات استفزازية لاخراج ((اليونيفيل))، لأن هناك اصراراً على بقائها، ولا حتى في نيته القيام بحرب علماً انه جاهز لها.

وشرح قهوجي اسلوب حزب الله في القتال قائلاً: حزب الله يعمل على اساس مقاومة تتبع حرب العصابات في المواجهة وهو بحال الجهوزية.. بينما الطرف الاسرائيلي الذي هزم تكتيكياً على الارض، وهو يريد ان يحسن وضعه ومن هنا يمكن ان تلجأ اسرائيل الى بعض الخيارات لناحية استراتيجيتها وتدريبها كما وانها ممكن ان تحاول ان تحسن وضعها الاستخباراتي على الارض خصوصاً ان كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ضربة كبيرة لاسرائيل.

لذلك هناك تقدم في التعامل مع الصواريخ من قبل اسرائيل وفي عملية بدء نشرها وإدخالها في العمليات خلال اشهر العام القادم.. لذلك حققوا تقدماً في الجهوزية الدفاعية ضد الصواريخ.

ورأى قهوجي ان اسرائيل تعاني حالياً من الافتقار الى العون وتحديداً العون الاميركي الذي ينشغل في مشاكل اقليمية عديدة.. ومع ذلك فإن اسرائيل اكثر وعياً مما كانت عليه في حرب تموز/يوليو لأن هذه الحرب كانت صدمة لها وهي تسعى منذ ذلك الوقت لسد الثغرات لتحقق الفوز العسكري بالتعامل مع سيناريو جيش مقابل مقاومة الى جانب حرب عصابات مسلحة بصواريخ قادرة على تهديد الجبهة.

ويضيف قهوجي: اسرائيل اصبحت اليوم تحترم قدرات حزب الله لدرجة انها تستعد لها بشكل جدي وأصبحت تدرك ان العمل العسكري ضد حزب الله ليس سهلاً كما كانت تعتقد.. حتى ان الجانب النفسي لدى الجنود الاسرائيليين اصبح يؤدي دوراً مهماً فهم باتوا يفكرون بما ينتظرهم مع حزب الله.

ومع ذلك فإذا دخلت إسرائيل في حرب، استناداً إلى قهوجي، فإنها لن تتحمل خسارة، لذلك هناك عمق أكثر في التفكير قبل خوض هذه المعركة كما وانه سيكون هناك المزيد من الوحشية كي تحقق النصر.. وهذا الأمر يتطلب تغطية سياسية دولية كل لا يكون هناك ردة فعل من قبل الرأي العام الدولي.. ومن غير المستبعد أن تلجأ إسرائيل إلى تكتيك غزة في القتال لتجنب الخسائر في صفوفها.

وعن أهداف إسرائيل في لبنان يقول قهوجي: يمكن أن تطال إسرائيل مناطق تهدف إلى إثارة الرأي العام ضد الطرف الآخر الذي يتعلق بحزب الله من بنية تحتية وتوقع أن يطال القصف المناطق المسيحية بشكل أساسي الحليفة لحزب الله وستحاول إسرائيل في حال حصل الاجتياح أن تقطع أوصال لبنان من جسور وطرقات.

وهناك عدة سيناريوهات يمكن أن تنفذ وتتوقف على طبيعة الحرب. أما عن الحرب الإقليمية فقد استبعد قهوجي دخول سوريا وإيران في حرب لمساعدة حزب الله.. وهناك عمل لتحييد سوريا في الحرب.. أما في حال حصلت حرب في إيران مع إسرائيل فيمكن أن تشمل لبنان.

وشرح قهوجي بأن الجبهة مع إسرائيل هي في الجنوب وهي جبهة ضيقة وهناك الجبهة الغربية، الشرقية والوسطى، وتعتبر الجبهة الشرقية التي تتمثل بالبقاع الأضعف في ظل وجود عدد قليل من اليونيفيل إذ انه لا يوجد عمق لقوات اليونيفيل فيها لذلك تعتبر أكثر عرضة للاختراق. واستبعد بدوره امتلاك حزب الله للسلاح النووي لأنه وبالأساس لا يوجد تأكيد لامتلاك إيران لرأس نووي واحد خصوصاً ان عملية نقل الرؤوس النووية معقدة جداً.. أما بالنسبة لإسرائيل فرأى بأنها يمكن أن تستخدم النووي في حال استخدم ضدها سلاح تدمير شامل (بيولوجي، سام) لردع الطرف الآخر.

أما في حال أعلنت إيران انها دولة نووية، فإن إسرائيل وبحجة تصريحات الإيرانيين ستعلن انه بحال اتجه صاروخ نحوها فسترد بنووي على إيران فوراً قبل أن يصل الصاروخ.

وختم بالقول: ((تحصين حزب الله هو تحصين الدولة اللبنانية وإذا استطاع حزب الله دمج نفسه بالدولة اللبنانية ضمن استراتيجية دفاع هذا الأمر سيعطيه أكبر حصانة ضد أي هجوم تقوم به إسرائيل لأنه لا يمكن أن يدافع عن لبنان إلا وحدة سياسته وشعبه. حزب الله عسكرياً أكثر جهوزية من العام 2006 ولكن شعبوياً أضعف لذلك يجب أن يحسن وضعيته داخل الدولة والتوصل إلى استراتيجية دفاع مدعومة من أطراف سياسية داخل لبنان ضد أي هجوم إسرائيلي.

فاطمة فصاعي   

 

ضابط سوري قديم: قلت لحافظ الأسد أن عون لا يلبي طموحاتنا في لبنان

٣١ تموز ٢٠٠٩

 يتابع الضابط السوري محمد معروف أحد أبرز مهندسي الانقلابات العسكرية في سورية ومدبريها فتح دفتر ذكرياته المليء بالمعلومات، ويتحدث في الجزء الثاني والأخير من حوار «أوان» معه، فيتحدث كيف حاول صلاح جديد تحميل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أسباب نكسة 1967، كذلك يتحدث عما دار في لقاء وحيد حصل بينه وبين الأسد أواخر الثمانينيات حول العماد ميشال عون قبيل إعلان الأخير «حرب التحرير» الشهيرة ضد الجيش السوري الذي كان منتشراً في لبنان. ويتحدث أيضاً عن عهد الرئيس السوري بشار الأسد ومستقبل سورية في ظله، وعن مستقبلها ومستقبل لبنان والمنطقة في ظل المتغيرات الراهنة.

وهنا وقائع الحلقة الثانية والأخيرة من الحوار:

حافظ الأسد وميشال عون

{ ما الذي لم تذكره في كتابك، وهل هناك رادع لك عن ذلك أم إنك تخاف من أن تؤدي كتابته إلى ما لا تحمد عقباه؟

-هناك معلومات كثيرة عندي، ولكنني لا أستطيع أن أكتبها. أنا لم أكن ضابطاً بعثياً، وزد على ذلك أن النظام السوري يحترمني، ولكنني لست من ضمن النظام، وعندما أكون مقيماً في بلد فيجب أن أكون مؤدباً، وأكثر من ذلك أنني معجب بالرئيس حافظ الأسد، كان رجل دولة من الطراز الرفيع، وأنا قابلته مرة لمدة أربع ساعات، فهو رجل محاور بامتياز، محاور من الطراز الرفيع، عنده عزة وطنية ومتمسك بقوميته العربية ولا يهتز. وأذكر أن أول اجتماع لي معه كان خلال السبعينيات، وأول كلمة قلتها له: «سيادة الرئيس، إن كل مؤسسات الدولة تتآكل من الداخل». فقال لي كيف؟ فقلت له «تأتون بأشخاص غير مؤهلين لتسلم هذه المؤسسات ولذا فإنها تخرب». فقال لي والله لم أترك حزباً إلا وأردت إشراكه معي فكانوا كلهم وبالاً علينا. فاضطررت الى اتخاذ هذا الخط».

وزد على ذلك كنت قبيل اللقاء مع الرئيس حافظ الأسد قد قابلت العماد ميشال عون قبل أن يخوض «حرب التحرير» ضد سورية (العام 1988)، إذ جلست معه ساعة فأعجبت بمواقفه. وقلت يومها للرئيس الأسد: «سيادة الرئيس أنا اجتمعت بالجنرال عون وهذا الإنسان نظيف الكف (والرئيس الأسد ما يهتم بأي شيء إلا بالموضوع الإسرائيلي) وليست له أي خلفية مع إسرائيل، وفي اعتقادي الشخصي أن ليس لهذا الرجل أي اتصالات بإسرائيل». ثم استدركت مخافة حصول مشاكل بين عون وسورية، وهي حصلت لاحقاً، وقلت للرئيس الأسد: «إذا كانت لنا طموحات في لبنان فهذا الرجل لا يلبي طموحاتنا أبداً في لبنان»، فرد الأسد قائلاً: والله أنا ما بدي من لبنان شيء في هذه الدنيا، وأريد فقط أن يكون لنا فيه دولة صديقة، فأنت تعلم أن اسرائيل إذا دخلت عسكريا من طريق المصنع فإن كل جبهتنا تضيع».. واستمر يحدثتي لمدة ساعة عن هذا الموضوع، فقد كان محاوراً سياسياً بامتياز. وأذكر أن شخصاً اسمه أبو سليم كان في مكتبه فتح باب الصالون ليذكره بوجود أناس كثيرين ينتظرون مقابلته وقد مضى من الوقت ساعتين حينها، فأشار إليه بيده بأنه لا يستطيع مقابلة أحد. وقد كان من حظي أني قلت له إذا كان لدينا طموحات في لبنان فإن عون لا يلبي طموحاتنا، فقال لي سيادة الرئيس «أنا لا أريد شيئاً من لبنان سوى أن تكون لنا صداقة الشعب اللبناني». فلقد كانت إسرائيل تقض مضجعه، ولا أعتقد بأن سلاماً يمكن أن يحصل بين سورية وإسرائيل، فسورية لا يمكن أن تصالح إسرائيل إلا إذا أعادت الجولان. والآن يتكلمون عن منتجع مشترك.. هذا كلام فارغ.

{ وماذا قال لك الرئيس حافظ الأسد أيضاً عن لبنان؟

- لقد تطرقنا إلى كثير من المواضيع، وأستطيع أن أتذكر كثيراً منها، فقد استغرقت المقابلة 4 ساعات حتى إن زوجتي قلقت وظنت أني قد أكون تعرضت للاعتقال، فاتصلت بقائد الجبهة الذي كان تلميذي يوم كنت في الخدمة، فقالت له لقد ذهب محمد منذ الساعة السادسة لمقابلة الرئيس، وقد أصبحت الساعة العاشرة ولم يعد بعد، فاتصل بأبو سليم وسأله عني، فقال له « يا أخي، الرئيس ما عم يقبل حدا يدق الباب عليه». كان الرئيس يحب أن يسمع أشياء لا يتداولها معه الناس بصراحة، وهو كان مستمعا ممتازا ومحاوراً جيداً وأعصابه هادئة دائما،ً أنا تعبت من الجلوس، أما هو فكان جالساً وكأن صدره ورجليه بالجبس، لا يحرك سوى يديه ورقبته، آخر الوقت قال لي: «أظن أني تعبت شوية».

{ وماذا عن الرئيس بشار الأسد؟

-الرئيس بشار لا أعلم عنه الكثير، ولكنني انطلاقاً من متابعتي السياسية كمواطن سوري أحب بلدي ولست بعثياً، فإن انطباعي هو أنه رجل حضاري ومثقف، ويريد أن يُطلق سورية في طريق صحيح، البنوك عادت، والبعثي لم يعد له احتكاك مع أي مواطن، الحزب في جانب والمواطنية في جانب آخر، والمواطن له الدولة. الرئيس بشار يريد أن يصنع دولة ولن يقبل بأي تجاوزات من أي كان خصوصاً من أولاد مسؤولين كانوا يرتكبون تجاوزات. وهو يسير وشقيقه ماهر في طريق ضرب أي تجاوز أياً كان مرتكبه. الآن كل شيء ممسوك في سورية، الرئيس يتولى الأمور السياسية وشقيقه يتولى الشؤون العسكرية، والدولة بنت فنادق جيدة منها فندق في اللاذقية من أجمل الفنادق على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

{هل عرض عليك الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما التقاك أن تكون وسيطاً في الموضوع اللبناني لكونك تعيش في لبنان؟

-لا أبداً، وأنا لست مؤهلاً للعب مثل هذا الدور، إنهم يعرفون جيداً أني لست بعثياً، فالبعث سجنني سنة أيام صلاح جديد ولم يترك سجناً في سورية إلا ونقلني إليه، مع العلم أنه هو الذي دعاني يومها للعودة إلى سورية بواسطة شقيقي ومحمود المعايطة، وقال لي: «ادخل ولا عليك وأنت أخونا الكبير»، فدخلت وفي بيته قرر توقيفي. لماذا؟ لأن صلاح جديد كان رجلاً معقداً. في البداية كنت أخطط هنا في لبنان أنا وأخوه غسان جديد الذي كان حينها عميداً للدفاع في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأعطوه كل الصلاحيات للقيام بانقلاب في سورية. هو أراد أولاً أن يقول أنه لا يتأثر بأخيه، وثانياً أراد أن يقول إنه لا يتأثر بالطائفة، فهو علوي وأنا أيضاً علوي ولذلك أدخلني السجن. ولم يترك سجناً في الشام إلا ونقلني إليه. لقد كان إنساناً معقداً.

بين حافظ الأسد وصلاح جديد

{ ولذلك حصل خلاف بينه وبين الرئيس حافظ الأسد أدى إلى أن يقضي حياته كلها في السجن؟

- لا، المشكلة بين الرئيس حافظ الأسد وصلاح جديد نشأت عندما تسلّم جديد المكتب الأول في الجيش الذي من مهماته نقل الضباط أو تسريحهم، عندما حصل الانفصال وحصل انقلاب عليهم، فسلم الحزبيين المراكز العسكرية، زد على ذلك سرّح الضباط العاملين في الجيش الذين كانوا خريجي الكلية الحربية ولديهم ممارسة عسكرية لأنهم لم يكونوا في الخط نفسه، وأتى ببعثيين وعينهم ضباط احتياطي وسلمهم المراكز العسكرية فحدثت نكسة 1967 - 1968 (حرب الأيام الستة)، والجيش انكسر انكساراً فظيعاً، وكان يتولى السلطة يومها، وقتها كان صلاح جديد وجماعته البعثيين، فحاولوا يومها تحميل حافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع المسؤولية عن الهزيمة مع العلم أنه لم يكن له علاقة بها، فيما كان جديد وجماعته يتدخلون في كل شأن من الشؤون العسكرية. وأكبر برهان على ذلك أن حافظ الأسد حارب العام 1973، وأذكر أني دخلت إلى مكتب محمد مخلوف (شقيق زوجة الأسد) آتياً من بيروت في زيارة له، فوجدت على طاولة مكتبه صحناً من الحمص وقطعة خبز، فقلت له: «شو بدنا نتروق حمص». فقال لي: «لا، ولكن الرئيس كان عندي وهو كان يعمل طوال الليل، ولم يتناول أي طعام، فهو يدير الجبهة بكاملها».

{ وهل قابلت الرئيس بشار؟

-أنا لا أعرف الرئيس بشار الأسد شخصياً، ولكني أقدره كثيراً.

{ أوليس «هذا الشبل من ذاك الأسد»، حسبما يقال؟

- كل منهما يختلف عن الآخر، الرئيس حافظ الأسد كان رجلاً عسكرياً وتربى في المدرسة العسكرية طوال حياته، وعاش ولم يملك دراجة، بينما الرئيس بشار كان يذهب في سيارته المرسيدس إلى الجامعة. فكل واحد منهم يختلف عن الآخر. الرئيس بشار رجل هادئ وحضاري، زد على ذلك أنه تزوج من إنسانة حضارية من آل الأخرس، وهي سيدة يقال عنها إنها من خيرة السيدات.

{ هل تتمنى مقابلته؟

- والله لقد كبرت في السن، وأريد أن أعيش في ذكرياتي.

{ بعد تسلم حزب البعث السلطة في سورية هل حاولت العودة إلى الجيش؟

- لا يوجد مشاكل بيني وبين البعث، ولكن لو حاولت يومها فما كانوا سيسلمونني ما أريده، وفي المقابل لن أقبل بالشيء الذي يريدون أن يعطوني إياه. يوجد احترام متبادل بيننا، ولكن لا يوجد انخراط، مع أني أعرف قسماً كبيراً من الضباط، وقسم منهم كانوا من تلاميذي في الكلية الحربية وينظرون اليّ نظرة احترام. وقد درّبت كثيراً من الفتوة في اللاذقية، وكان لي في الجيش كثير من الأصدقاء. وأنا نظرتي كانقلابي ولست بعثياً ولن يعطوني منصباً. ولكني أحترم الرئيس حافظ الأسد وأحترم الرئيس بشار الذي يسير في خطة لإيصال البلد إلى واحة السلام.

{ كيف ترى مستقبل لبنان وسورية والعرب في ضوء تجربتك؟

- الآن إسرائيل لا يناسبها أي وئام بين الدول العربية، فهي المحرك الأول لكل الاضطرابات الموجودة في العالم العربي وحتماً لها أياد في الكونغرس الأميركي وغيره. سورية تعرف موقعها، وبوش الابن ورّط أميركا في مشاكل عدة في أفغانستان والعراق يحاول الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أن يخرج منها بأقل الخسائر. السوريون أذكياء، إذ قال عنهم أحد الأميركيين: «لم أر أشطر من السوريين بالبيع، يبيعون بغلاء ويشترون برخص». السوريون يعرفون موقعهم الجغرافي. وعلى ما يظهر، الرئيس بشار، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي وجدها، إن كان في لبنان وأميركا، وجربوا قدر الإمكان أن ينالوا منه، زد على ذلك الشعب السوري له ميزة أنه قد يختلف داخلياً ولكن عندما يكون الخلاف خارجياً فتجد الشعب السوري كله متحدا. الشعب السوري يختلف عن بقية الشعوب العربية، لديه تربية وطنية، يعتز بقوميته العربية، وبالأخص آل الأسد لديهم عزة قومية وفكرة وطنية صحيحة، ولا يستطيع أي كان أن يؤثر فيهم، ورغم كل الصعوبات الكبيرة فالشعب السوري وقف مع الرئيس. إسرائيل ضده وكذلك لبنان وأميركا، وكان هناك احد السياسيين اللبنانيين يقول «البحر أمامكم والعدو وراءكم». جرّبوا أن يحاكموه ولكنه بقي صامداً والشعب السوري مؤمن بقضيته ووقف إلى جانبه مئة بالمئة. فعندما يكون الخطر خارجياً يقف الشعب السوري مع رئيسه، وهذه ميزة يتمتع بها هذا الشعب. وأعتقد أن سورية تعرف موقعها وأميركا بحاجة إليها كثيراً أكثر مما سورية بحاجة إليها. الآن العراق لا يستطيع أن يحل مشاكله الصعبة، فإيران سورية متاخمتان له، ولهما فاعلية كبيرة فيه، ولا حل لقضيته إلا إذا كانتا شريكتين في هذا الحل، وأعتقد أن أميركا تدرك هذا.

زد على ذلك ليس هناك أي إشكال في موقف السعودية، فالملك عبد الله اتخذ موقفاً مشرفاً في قمة الكويت الاقتصادية، حيث دعا الرئيس بشار الأسد إلى المصالحة على الرغم من أن مصر ليست مؤيدة لهذه المبادرة، وعلى حد ما نقرأ في الصحف والمجلات، نرى أن مصر تقف بين بين، وأعتقد أن الامور حسنة بين السعودية وسورية. وعندما تحدث الرئيس بشار الأسد عن «أنصاف الرجال» لم يقصد السعودية أو مصر، بل كان يقصد أناساً آخرين في لبنان ومنهم (الرئيس فؤاد) السنيورة، ولم يقصد الملك عبدالله.

العلاقة مع كامل الأسعد

{ تذكر في كتابك أنك كنت على صداقة مع الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني كامل الأسعد؟

-كنت على صداقة متينة مع الرئيس كامل الأسعد عندما أخرجوني من سورية وتعرفت عليه في

الـ «سبورتنغ» (مقهى ومنتجع على شاطئ بيروت)، وكنت وإياه عازبين ونحب الحياة، وشكل هذا الأمر قاسماً مشتركاً بيني وبينه، فكان يملك منزلاً على طريق المطار ويدعونا إليه وكنا نذهب إلى عاليه بسيارته الخاصة، لقد كان الكريم دائما، كامل بك، هو حقاً كامل بك، والذي أضاعه هو العنفوان الزائد لديه، لم يخفض رأسه لأي إنسان في الدنيا، و«كان شايف حاله أكبر من رئيس الجمهورية». وأذكر يوماً أنني مُنعت من دخول لبنان ودخلت بطريقة غير شرعية، وبعد أسبوع اتصلت به وقلت له: « كامل بك بدي شوفك»، فقال لي: «أنت هون بلبنان! تعال أنا في المجلس النيابي». فذهبت وقلت له إنني ممنوع من دخول لبنان، فرفع سماعة الهاتف وكلّم يومها رئيس الحكومة صائب سلام وقال له: «صائب بك، عندي أخي محمد معروف، وهو ممنوع من دخول لبنان، وأريد أن ترفع كل القرارات عنه في المطار وفي كل نقاط الأمن والمخافر الحدودية». ثم قال لي: «أخبرك بعدين». ثم سألني: «منذ متى أنت في لبنان؟»، فقلت له: «منذ أسبوع»، فقال: «منذ اسبوع ولم تتصل بي؟»، مضى اسبوع آخر ولم يتصل بي ليبلغني ما حصل بالنسبة إلى دخولي إلى لبنان، فاتصلت به وقلت له: «أريد أن أراك قبل أن أغادر لبنان»، فقال: «نلتقي في السبورتنغ لتناول الغداء»، وبالفعل التقينا، ولكنه لم يفاتحني بالموضوع، فقلت له: «كامل بك لم تخبرني ماذا حصل معك بالنسبة إلى ما طلبته منك؟»، فقال لي: «إلك أسبوع في لبنان ولم تتصل بي وأنا أيضاً مر أسبوع ولم أتصل بك»، لقد كان وفياً جداً، والله أنا أزعل عليه، فقد وصل إلى مرحلة حصول خلاف بينه وبين ابنه أحمد، ولم ألتق به منذ زمن طويل لأنني أقضي معظم أوقاتي في اللاذقية مع أني قلت لقريبه من آل حمادة أني أريد أن ألتقي كامل بك، فقال إن صحته لا تسمح له، مع أنه ليس كبيراً في السن فأنا أكبر منه. إلا أن كامل بك تعب في حياته كثيراً، والسياسة في لبنان حقاً متعبة وليست بالسهلة، وهو كان يكثر من الشراب.

المصدر : أوان الكويتية

 

لبنان والموارنة والعروبة في مهب الستينيات 2/3

ميرفت سيوفي /الشرق

خمد الحديث عن القومية العربية بعيد سقوط الخلافة العثمانية وحلول الانتداب محلها، وكانت الأربعينيات والخمسينيات مرحلة استقلال الدولة، ومع مجيء جمال عبد الناصر إلى السلطة في مصر عاد المصطلح إلى الظهور بمسمّى جديد:" العروبة"..وكانت مصر قد عرفت في غضون القرن الماضي، حوارات حول هويّتها السياسية والاجتماعية، أكثر من مرة، كان ذلك في الثلاثينيات والخمسينيات ثم السبعينيات، كان جدل الهوية الملتبسة سهل الحلّ ويتيح التمدد والتدخل في كل دول العالم العربي، وكانت تهمة ذاك العصر "الإمبريالية" و"الرجعية".. ولبنان نموذج فريد فبقدر ما هو شديد التأثير ومخيف في حريته لأنه ناقل للعدوى، هو أيضاً هشّ وسريع التأثر، كان "المسلمون" في لبنان كما في بلدان كثيرة يبحثون عن بديل لصلاح الدين، يستعيد فلسطين والقدس من جديد، ولم يتأخر عبد الناصر في رفع القدس وفلسطين شعاراً - مفتاحاً سحرياً فتح له أبواب قلوب تحسب السياسة بمشاعرها.. ولن نحصل على قراءة تاريخية مجرّدة من الأهواء لحقبة عبد الناصر ومشروع "العروبة" ذاك إلا بعد مرور قرن من الزمن، بعد أن ينتفي وجود الطرفين المتهم له والمدافع عنه فكلاهما محكوم بذيول التجربة النفسية..

فثورة 23 يوليو (تموز) قامت عام 1952من دون أي إدّعاء بالعمل من أجل أية قضية عربية، وكانت الأهداف الستة للثورة المصرية الّتي أُعلنت حين قيامها خالية تماماً من أي موضوع عربي وتمحورت جميعها على القضايا الداخلية المصرية. ولم يظهر البُعد العربي إلاّ بعد تأميم قناة السويس ثمَّ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.. من يومها أصيب العقل العربي بنكسة عظمى فتمحور حول الشخص، فصارت العروبة شخص، ومصر شخص، والعالم العربي شخص، لهذا انهار كل هذا العالم يوم انهزم الشخص ولم يكن متاحاً تحويل الهزيمة إلى نصر ما..

وجاءت تجربة الوحدة بين مصر وسورية عام 1958 لتكشف عُري الـ"دعوة" إلى الوحدة وارتجاليتها، بل من كان يُنادي بها لم يكن يُعدّ لها سوى الخطابات التي تثير الجماهير، فالشعوب العربية لكل منها خصوصيته ومن الصعب على حكم عسكري مهما كان شعاره أن يُذيب كل الشعوب ليجعل منها "نمطاً" أو نموذجاً واحداً !! تمرّد الموارنة في لبنان على كاريزما الرجل وسعيه الدؤوب للسيطرة على لبنان وبلغت سيطرة شخصيته على قسم من اللبنانيين مبلغاً مخيفاً، نجح الأمر في سورية فحدثت الوحدة تحت الضغط الشعبي ثم فوجىء السوريون بالمصريين يتحكمون بهم في وطنهم إلى أن جاء يوم 28/9/1961، واستعادت سورية زمام أمرها، وخرجت "العروبة" من هناك لتقفز مباشرة إلى اليمن!!

سنة 1962 ومع تورط الجيش المصري في اليمن لنشر " المد الثوري"، ومحاربة الأنظمة الملكية، والتي كان يُطْلِقُ عليها وقتها (الأنظمة الرجعية). ففي 26 أيلول سنة 1962 قامت الثورة في اليمن، ثم تطور الأمر سريعاً؛ ففي 29 أيلول 1962 انشغل الشارع المصري بالحديث عن مساعدة ثورة اليمن حتى وصل حجم القوات المصرية في اليمن إلى 130 ألف جندي، وتحوّلت حربها إلى حرب استنزاف مفتوحة وقاسية، ليس فقط لاقتصاد مصر، ولكن أيضاً لقواتها المسلحة، التي نسيت قتال الجيوش لتنغمس لمدة ست سنوات كاملة في حرب عصابات، وبذلك فقدت كفاءتها العسكرية.. ويُرجع مؤرخون السبب في تورط عبد الناصر في حرب اليمن إلى إرادة تغطية فشل مشروع الوحدة مع سورية ولإيجاد موطئ قدم لمصر الثورية في اليمن، تمهيداً لنشر الثورة وأفكارها في السعودية وما حولهما من إمارات الخليج الغنية بالبترول.

نشر الباحث الإسرائيلى يوحاى سيلع، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، )عمل بعدة جامعات من بينها جامعة أوكسفورد وجامعة هارفارد( بحثاً يقول فيه: إن الشخصين المسؤولين عن هزيمة مصر فى حرب حزيران هما الصحافي محمد حسنين هيكل والمذيع أحمد سعيد، طبعاً هذه مبالغة ساخرة جداً، ولكنهما كانا من أسبابها..

فأما هيكل؛ فلم يتغيّر ومازال يُمارس نشاطه الترويجي إنما لأنظمة أخرى ومن على منبر إعلامي متناقض مع نفسه فهو الصديق الحميم للضدين في وقت واحد: العدو الإسرائيلي والمقاومة.. ولا يحتاج الأمر الى أكثر من قراءة بسيطة لكلام هيكل في مقالاته في ستينيات القرن الماضي لنعرف بأي عقل كانت تُدار المنطقة: "العالم العربي، بقيادة عبد الناصر، سيهزم إسرائيل فى نهاية الأمر"، وكتب يبرر التورط المصري فى اليمن بأنه "فرصة جيدة للتدريب العسكري وإفراز قادة جدد للعسكرية الخارقة"، "النصر لن يتحقق للعرب إلاّ تحت قيادة عبد الناصر".. وفى 2 يونيو (حزيران) 1967 كتب هيكل قبل الهزيمة "بيومين" والتي أسماها "نكسة": "أياً ما سيكون، ودون محاولة توقع الأحداث قبل وقوعها، فلا شك أن إسرائيل تقف على حافة الانهيار سواء من الداخل أو الخارج".

أما أحمد سعيد الذي ألف عن الناصرية كتاباً صدر بالقاهرة عام 1959، وصف فيه عبد الناصر بأنه باعث القومية العربية، وشبهه بجمال الدين الأفغانى الذى يوصف بأنه باعث حركة الإحياء الإسلامى!! فكان يدير العقل العربي عبر إذاعة "صوت العرب من القاهرة"، ولم يتردد فى التهديد والتحريض على قتل وتصفية وتدمير كل الزعماء والحكام العرب الذين كانوا يعارضون عبد الناصر، أو أولئك الذين أبدوا ميلاً للتحالف مع الغرب، وعقب الهزيمة بدأ أحمد سعيد فى الحديث عن عبد الناصر بصفته "الزعيم السابق"، بل إنه قال بعد إعلان عبد الناصر لتنحيه: يذهب الأشخاص وتبقى الدول، وبعد شهور قليلة من تراجع عبد الناصر عن استقالته، تم طرد أحمد سعيد من إدارة إذاعة صوت العرب..

بعد كل هذه الأعوام، المصريون تعلموا من درس التمدد وزج جيشهم إلى حيث لا يجب، إنما صدام حسين لم يتعلم، وكثير في لبنان لم يتعلموا، وبعضهم مصاب بـ"كريزة" حنين إلى شبابه بعدما اشتعل شيب رأسه، ولكن.. عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء، وما أشبه الأمس باليوم، سواء جاءت التجربة من مصر أو من إيران.. بصورة ما التاريخ يجتر نفسه، و"المتعَوْربين" أيضاً..

 

فرنجية يمتنع عن حضور لقاءات "التغيير" بعدما نصح عون بالتخلي عن توزير باسيل

الحياة: يصر "حزب الله" على مراعاة رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مكافأة لمواقفه منه خصوصاً إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وهو سيحاول كما تعهدت قيادته، اقناعه بالانخراط في الحكومة العتيدة برئاسة زعيم الأكثرية في البرلمان سعد الحريري. وسيسعى الحزب لدى الأخير لتسويق توزير صهر عون وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، مع ان الرؤساء الثلاثة يميلون الى عدم توزير الراسبين في الانتخابات النيابية افساحاً في المجال أمام المجيء بوجوه جديدة من داخل "التيار الوطني الحر". وبصرف النظر عن التداعيات السياسية المترتبة على الإِصرار على توزير باسيل داخل «تكتل التغيير والإصلاح» أو خارجه، فإن العماد عون يتصرف على أن صهره سيكون أحد أبرز المرشحين لرئاسة «التيار الوطني»، ولا يأخذ حتى اشعار آخر كما يقول نواب في التكتل همساً بضرورة توسيع رقعة المشاركة عبر تطبيق مبدأ التداول في اختيار الوزراء لا سيما أن العماد عون شخصياً يدعو الى فصل النيابة عن الوزارة. فضلاً عن ذلك، لا يرى عون بحسب بعض النواب في التكتل، بدائل من باسيل في الوزارة على رغم أن هؤلاء النواب اقترحوا عليه إسناد حقيبة وزارية الى النائب الان عون أو الى نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي الذي كان عزف عن الترشح للانتخابات النيابية في دائرة بعبدا - المتن الجنوبي - على أمل بأن يكون أحد المرشحين عن «التيار الوطني» لعضوية الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق علمت "الحياة" ان النائب سليمان فرنجية كان أول من نصح حليفه عون وفي حضور باسيل بعدم توزيره على خلفية انه خسر في الانتخابات النيابية، وبالتالي من الأفضل توفير الفرصة لسواه بتمثيل «التيار الوطني» في الحكومة، لكن «الجنرال» لم يأخذ بنصيحته، فيما صارحه باسيل بقوله إن عدم توزيره سيتسبب بإحباط في الصف المسيحي.

وكان رد فعل فرنجية أنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لـ «التيار الوطني» وأنه رغب في ابداء نصيحة غير ملزمة لحليفه عون، اضافة الى انه قرر البقاء على تواصل معه من دون أن يحضر شخصياً الاجتماعات الدورية لتكتل التغيير لما لديه من ملاحظات على ادارة الجلسات. وبكلام آخر، فإن فرنجية يحرص على تمتين علاقته بالعماد عون باعتباره حليفه وهو لهذا السبب يتجنب الاختلاف معه أو الانجرار الى سجال من دون أن يسحب ملاحظاته على ادارة الاجتماعات التي تقتصر في معظمها على مداخلة لعون يستبق فيها ما سيعلنه من مواقف للصحافيين.

ويؤكد بعض النواب ان اجتماعات «تكتل التغيير» تفتقد الى الحيوية لانعدام مشاركة معظم النواب في النقاش، فيما لا يجد بعض طالبي الكلام في ظل الأجواء السائدة في الجلسات حوافز للإدلاء بوجهة نظرهم، وهذا ما يفتح الباب، بحسب النواب أنفسهم، للسؤال عن مدى صمود «تكتل التغيير» في وجه المتغيرات التي أخذت تلوح في الأفق في شأن احتمال حصول تبدّل في خريطة التحالفات السياسية تعززها الأحاديث عن استعداد بعض الأطراف لإعادة النظر في تموضعها السياسي، باتجاه تلاقي البعض في الأقلية مع البعض الآخر في الأكثرية في منتصف الطريق في ظل ما سيشاع من أن لبنان يقف حالياً على عتبة الانتقال الى مرحلة جديدة يمكن أن تشهد محاولات جدية لخلط الأوراق السياسية.

ويؤكد بعض النواب في «تكتل التغيير» من غير المنتمين الى «التيار الوطني»، ان عون لا يزال قوياً في الشارع المسيحي، «لكن الفارق أخذ يضيق بينه وبين خصومه المسيحيين وهذا ما أظهرته الانتخابات الأخيرة التي سجلت تراجعاً لشعبية عون الذي حصلت لوائحه على تأييد نصف عدد الناخبين وربما أقل خلافاً لما حصدته في الانتخابات السابقة في عام 2005».

ويضيف هؤلاء أن تراجع شعبية عون جاءت لمصلحة خصومه من المسيحيين في قوى 14 آذار وتحديداً «القوات اللبنانية» وأن هذا يدعوه الى اجراء قراءة دقيقة للتحول في الشارع المسيحي باعتبار ان التوجه العام للناخبين كان بمثابة انذار له يدعوه الى وضع خطة سياسية متكاملة لاسترداد ما فقده في الانتخابات من أرجحية جعلت منه في السابق الزعيم الأقوى من دون منازع. ويعتقد هذا البعض من النواب ممن يمتنعون عن البوح بمواقفهم أن الأوان آن ليـستنـبط الـعماد عـون أفكاراً جديدة تمكنه من استرداد ما خسره في الانتخابات، خصوصاً أن لديه من الكفاءات المكبوتة ما يساعده على لملمة الوضع شرط أن تطلق لهؤلاء اليد في مصارحته بكل ما عندهم من مآخذ في محاولة لتصحيح الخلل الذي أظهرته نتائج الانتخابات مع أنه عاد الى البرلمان بكتلة كبيرة هي الثانية بعد تكتل «لبنان أولاً» برئاسة رئيس الحكومة المكلف الحريري.

ويرى النواب أنفسهم أن على عون أن يبدي مرونة في الاستماع الى ملاحظاتهم وأن لا يتصرف وكأنها موجهة ضده خصوصاً أن لا حيثية سياسية لهؤلاء خارج «التيار الوطني»، وبالتالي ليسوا في وارد الدخول في منافسة معه أو مع الوزير باسيل الذي يحظى بموقع مميز داخل هذا التيار السياسي.

لذلك فإن فرنجية أراد وعلى طريقته الخاصة أن يعبر عن موقفه بعدم حضور اجتماعات التكتل والاستعاضة عنها بالتواصل الدائم مع عون خصوصاً وأنه يستعد للانتقال قريباً الى منزله الجديد في الرابية ليكون جاره في الجغرافيا والسياسة في آن معاً. كما أن فرنجية الذي يحرص كما يُنقل عنه، على تحالفه مع عون، لن يفتعل مشكلة في توزير من يمثل «تيار المردة» في الحكومة، وسيترك له تحديد الحقيبة التي ستسند اليه. وقد لا يمانع في حال ارتأت عملية التشكيل استبعاده من الحكومة مع أن هذه المسألة غير واردة. وكان سمى واحداً من ثلاثة لتمثيله في الحكومة، هم: فيرا يمين، يوسف فينيانوس، يوسف سعادة. ومع ان انتقاله للإقامة في الرابية لن يشكل منافسة سياسية لعون، فإن فرنجية في المقابل سيستفيد من وجوده في المنطقة للبقاء على تواصل مع شخصيات مسيحية تربطه بها علاقة وطيدة وعلى رأسهم الوزيران السابقان فارس بويز وفريد هيكل الخازن والنائب السابق اميل اميل لحود وأحد المسؤولين في حزب «الوعد» جو الياس حبيقة. وبالنسبة الى احتمال ترتيب لقاء مباشر بين عون ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط علمت «الحياة» انه صرف النظر عنه في الوقت الحاضر بعدما تقرر تأجيل الإعداد له الى ما بعد تشكيل الحكومة.

وعزت مصادر مواكبة للاتصالات التحضيرية للقاء، التي كانت جارية بين الوزيرين وائل أبو فاعور وجبران باسيل قبل أن يتقرر تجميدها ريثما تتوافر الظروف الملائمة لعقد اللقاء، السبب الى ان عون فضل أن يعقد اللقاء في دارة بلدية الكحالة (قضاء عاليه) أو في أحد الكنائس في الجبل على غرار الاجتماع الذي جمعه والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وانتهى الى اعلان ورقة تفاهم بينهما، بدلاً من أن يعقد في منزل صديقهما المشترك الدكتور نبيل طويلة.

ولفتت المصادر ذاتها الى أن لا مشكلة لدى جنبلاط في عقد الاجتماع في أي مكان، وقالت أن تأخيره يعود الى ان عون اشترط وضع ورقة تفاهم تسبقه أسوة بما توصل اليه مع السيد نصر الله. وأضافت: «جنبلاط اقترح كبديل عن ورقة التفاهم إصدار بيان مشترك في نهاية الاجتماع باعتبار أن مثل هذه الورقة تحتاج الى تحضير وإعداد سياسي لكن عون أصر على موقفه وكأنه يريد توظيفه في اطار انه قادر على جذب الآخرين الى مواقفه ما يعطيه دفعاً في الشارع المسيحي يمكن أن يستغله البعض لضرب علاقة جنبلاط بحلفائه المسيحيين في 14 آذار». وعليه فإن الوضعية الراهنة لـ «تكتل التغيير» لن تتأثر بأي ارتداد سياسي ينجم عن انقطاع فرنجية عن حضور اجتماعاته مع احتمال مبادرة النائب طلال ارسلان الى مجاراته في موقفه احتجاجاً على عدم توزيره، لكن امساكه بالوضع المسيحي يستدعي منه تقديم بعض «التنازلات» أبرزها توزيع الأدوار داخل التكتل وتغليب المشورة على التفرد في القرار.

 

النائب كنعان: العلاقة مع بكركي لم تنقطع يوما

سلامة تأليف الحكومة تحتاج إلى شفافية في التعاطي

وطنية -31/7/2009 - أكد النائب في تكتل التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان أن علاقة التكتل والتيار الوطني الحر لم تنقطع يوما مع بكركي ولن تنقطع لان الكنيسة المارونية متجذرة في التاريخ، ولها بعد وطني وبعد مشرقي والعلاقة معها دائمة ومستمرة، وقال: " ربما طريقتنا مختلفة عن طريقة غيرنا لكن الاختلاف بالرأي أو بالأسلوب لا يعني أبدا الانقطاع، ونذكر أيضا المراحل العديدة التي كان فيها تواصل وتكامل وتناغم كلي في المواقف مع بكركي "، مضيفا:أن "الاختلاف الذي حصل في مرحلة معيّنة كان مرّه للأسف إلى محاولة البعض استغلال هذا الموقع الكبير والتمترس وراءه لتحقيق مكاسب سياسية، لكن هذه المرحلة ولت وأتمنى أن نكون أخذنا منها العبر وسيكون هناك في الأيام المقبلة ترجمة عملية لهذا الكلام".

واعتبر كنعان "أن سلامة تأليف الحكومة تحتاج إلى شفافية أكثر في التعاطي والتخلي عن ذهنية السلطة المتحكمة في مسار هذا التأليف وذهنية تأسيس معادلات قوة ومعادلات ضعف داخل الحكم من دون رؤية واستراتيجية مستقبلية". ورأى "أن محاولة تحميل مسؤولية التأخير في موضوع التأليف للعماد ميشال عون ولتكتل التغيير والاصلاح باتت أمرا غير مجد ومكشوف تجاه الرأي العام، مضيفا أن العماد عون يدفع ثمن استقلاليته عبر محاولة اظهاره دائما بمظهر المعرقل والمعطّل وأنّ المشكلة الأساسية هي التركيز دائما على محاولة تقليص وتحجيم شعبيته كقوّة مسيحية ووطنية فاعلة. عن الأسماء المطروحة للتوزير قال: " المشكلة ليست مشكلة أشخاص بل تكمن في عدم احترام الآخر وعدم احترام أحجام الكتل النيابية التي تمثلت في المجلس النيابي وفقا لقانون انتخاب ارتضى به الجميع"، مؤكدا أن الحل هو في اعتماد أسلوب ديموقراطي لطالما تمتع به لبنان، والانتقال من الخبث السياسي الذي خرب البلاد خلال السنوات الأربع الماضية إلى عملية ديمقراطية متطورة وحضارية.

وسأل: " ألا يجب أن يتكرس استفتاء الناس على خيارات سياسية في الانتخابات النيابية بحكومة وحدة وطنية تضع بيانا وزاريا جديا وليس فقط بيانا نقول فيه اكتبوا ما تشاؤون؟ وأضاف:"هذا الكلام ليس فقط للانتقاد بل لانه يجب أن نكون صادقين مع الناس ومع طروحاتنا ومبادئنا التي هي الاصلاح والتغيير وتطوير العملية السياسية وإخراجها من الذهنية التقليدية التي تحكمت بلبنان على مدى خمسين عاماً". وأشار إلى أنه حتى هذه الساعة الموضوع الأساس هو تأمين خيارات سياسية تمكن من أخذ البلاد إلى مرحلة مستقرة، إضافة إلى تأمين شراكة فعلية من خلال الاتفاق على معادلة التوازن داخل الحكومة، معتبرا ان لا أحد يملك الحق في فرض وزراء على الرئيس المكلف أو على أي طرف آخر، لأن كل تيار وتكتل انطلق من قاعدة أساسية وهي الانتخابات النيابية ويجب أن يتمثل في الحكومة وفقا لهذا المعيار". عن اجتماعات الكتل المنضوية إلى تكتل التغيير والاصلاح كل بمفردها، فسر كنعان أن هذه الآلية تأتي ضمن توجه جديد للعماد ميشال عون، تم بحثه والعمل به وذلك لتفعيل العمل النيابي للتكتل في كل المناطق وتعاطي النواب اليومي والمباشر في أمور المواطنين وهمومهم، إضافة إلى أمانة سر التكتل الجديدة التي شكلها العماد عون والتي سيكون لها دور تنسيقي بين الكتل ورئاسة التكتل. وختم:" بدأنا الحركة النيابية وسنرى قريبا حركة تشريعية ايضا وورشات إصلاحية وإنمائية لأننا نطمح ليس فقط لتقديم اقتراحات قوانين بل ايضا لتواصل مباشر مع الناس ومتابعة كاملة لكل المشاكل الاجتماعية والصحية والبيئية والانمائية التي تعترض حياتهم لكي لا يبقى صوت المتنفذين وأصحاب السلطة فوق صوت المواطن.

 

المفتي قبلان: حكومة الشراكة الوطنية يجب أن تنطلق في أسرع وقت دون الالتفات إلى هذا الإسم أو ذاك من الطامحين والراغبين في المناصب

وطنية - 31/7/2009 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها: "إننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم الأفرقاء السياسيين في لبنان ويهديهم إلى ممارسة سياسية وطنية بعيدة كل البعد عن خداع الناس، والنفاق على الناس، والمكر والغش للناس الذين انتظروا طويلا وتحملوا كثيرا جراء سياسة تقاسم الحصص وتوازع الغنائم، في حين أن الناس تعاني وضعا اقتصاديا ومعيشيا صعبا، المسؤولون يتقاسمون الحصص والناس تئن وترزح تحت أعباء حياتية ثقيلة، المسؤولون يتخاصمون على مقعد وزاري هنا او مقعد وزاري هناك، وهناك أناس غير متمكنين من تأمين قوتهم اليومي، هناك حملة شهادات عالية يبحثون عن وظيفة، عن عمل يقبلون به حتى لو كان كان عملا متواضعا ولا يتناسب مع وضعهم العلمي فلا يجدون، هناك مسؤولون آخر هم عندهم أن تتألف حكومة تدير شؤون الناس وتعمل على معالجة قضاياهم، ولا يحزنهم أبدا أن يبقى البلد من دون حكومة ما لم تتأمن مطالبهم وتنفذ رغباتهم، هناك مسؤولون على استعداد لإحراق البلد مقابل منافعهم الخاصة، هناك مسؤولون من أجل مقعد وزاري يفضلون أن يبقى البلد مشلولا والدولة معطلة والفوضى قائمة، هذا الواقع غير طبيعي على الإطلاق، ولا يمكن لأي مواطن عاقل أو سياسي عاقل أن يقبل به، فالأمور لم تعد تتحمل المزيد من المشاكسات والمراوغات والمكر".

اضاف:" المكر لا يجوز أن يمارس على الناس، والدهاء السياسي لا يجوز أن يستمر إذا كانت نتائجه ستنعكس سلبا على الحياة العامة وعلى انتظام النظام في لبنان، نحن نطالب المسؤولين الذين لا نزال نراهن على وطنيتهم وعلى إنسانيتهم، وعلى غيرتهم على شعبهم، وعلى بلدهم بأن لا يسمحوا بإبقاء الحبل على غاربه وبأن يعملوا سريعا على إخراجنا من دائرة المصالح الضيقة والغايات الخاصة لأن المسؤول هو من يتحسس أمور الناس ويشعر معهم ويعمل على التخفيف من ضوائقهم وليس من يتاجر بهم ويسمسر على ظهورهم ويحولهم إلى مطايا لغاياته ولمكاسبه، المسؤول هو الذي يضحي من أجل شعبه، ومن أجل بلده، وليس المسؤول من يضحي بشعبه وببلده، المسؤول هو الذي يعيش مع الناس ويشاركهم همومهم، ويتقاسم معهم الحلوة والمرة، وليس المسؤول من يقول أنا ومن بعدي الطوفان، فالمسؤولية تضحية وليست تسلطا، المسؤولية عقل وتعقل، وليست جهلا واستبدادا".

وتابع: "نعم هناك بطون غرثى وأكباد حرى، فيما المعنيون يتغالبون ويتكالبون على من يحصل أكثر ويسلب أكثر وينهب أكثر، هذا الواقع يجب ان نخرج منه بأسرع وقت، وعلى الذين يملكون قدرة التأثير والضغط أن يمارسوا إمكاناتهم في هذا الاتجاه، إذ لا يجوز أن تبقى الامور مرهونة ومقيدة برغبات بعض المعرقلين، فحكومة الشراكة الوطنيةالحقيقية يجب أن تنطلق وبأسرع وقت دون الالتفات إلى هذا الإسم أو ذاك، من الطامحين والراغبين في المناصب والمكاسب، فمصلحة الوطن والمواطنين تبقى أهم بكثير من أي إسم ومن أي منصب، كما أن قضايا الناس وهمومهم تبقى من الأولويات التي ينبغي أن تشكل الشغل الشاغل للحكومة المقبلة".

وختم :"من هنا ندعو إلى الإسراع في تأليف الحكومة، بعدما تم الاتفاق على صيغتها وعلى شكلها، فالأسماء غير مهمة بل المهم هو ما ينبغي أن تقوم به هذه الحكومة وما ستقدمه من أجل تعزيز الاستقرار ومعالجة الاقتصاد ومواجهة الاستحقاقات والتحديات وملاقاة الواقع الإقليمي والدولي وما قد يطرأ من تطورات ومفاجآت بمزيد من التفاهم والتوافق والتضامن لإمرار هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الأضرار".

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 1 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .54-49:11

ولِذلِك قالَت حِكمَةُ الله: سأُرسِلُ إِليهِمِ الأَنبِياءَ والرُّسُل، وسيقتُلونَ مِنهُم ويَضطَهِدون، حتَّى يُطاَلبَ هذا الجيلُ بدَمِ جَميعِ الأَنبياءِ الَّذي سُفِكَ مُنذُ إِنشاءِ العالَم، مِن دَمِ هابيلَ إِلى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذي هَلَكَ بَينَ المَذَبحِ والهَيكَل. أَقولُ لَكُم: أَجَل، إِنَّه سَيُطالَبُ بِه هذا الجيل. الوَيلُ لَكُم يا عُلَماءَ الشَّريعَة، قَدِ استَولَيتُم على مِفتاحِ المَعرِفة، فلم تَدخُلوا أَنتُم، والَّذينَ أَرادوا الدُّخولَ مَنَعتُموهم». فلمَّا خَرَجَ مِن هُناك، بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه إلى الكَلامِ على أُمورٍ كَثيرة، وهُم يَنصُبونَ المَكايِدَ لِيَصطادوا مِن فَمِه كَلِمَة.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين شمس الدين وباسيل ورئيس الدستوري: مطالب لبنان حيال المساعي الهادفة إلى إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط

هي استكمال تنفيذ القرارين 1701 و425 وإيجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين

أوغلو: تركيا ستبقى ضمن "اليونيفيل" في الجنوب ما دام لبنان يرى حاجة الى ذلك

وطنية - 31/7/2009 جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تأكيد مطالب لبنان المعروفة حيال المساعي الهادفة إلى إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وهي استكمال تنفيذ القرار 1701 والقرار 425 الذي ينص على الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة بلا قيد أو شرط وإيجاد حل لمسألة اللاجئين الفلسطينيين من طريق إعطائهم حقوقهم وفي طليعتها حق العودة. وأبلغ الرئيس سليمان إلى وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو أن لبنان يشارك في أي مؤتمر دولي للسلام الشامل والعادل يرتكز على مؤتمر مدريد والضمانات المعطاة وعلى المبادرة العربية للسلام. وشكر الرئيس سليمان لتركيا مساعداتها للبنان ووقوفها إلى جانبه، مشيرا إلى أن التوجه إلى تعزيز هذه العلاقات سينطلق بعد تأليف الحكومة الجديدة، ومنوها بالوحدة التركية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية. وحمل الوزير أوغلو تحياته إلى المسؤولين الأتراك.

وكان الوزير أوغلو أطلع رئيس الجمهورية على أهداف زيارته للبنان، لافتا إلى أنها "تصب أولا في تعزيز العلاقات الثنائية الجيدة"، وناقلا تحيات الرئيس عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، "وثانيا في إطار الاتصالات التي تجريها تركيا للتعجيل في إطلاق مسيرة السلام في المنطقة من جهة وإعادة استئناف المفاوضات السورية-الإسرائيلية برعاية تركية من جهة ثانية". وختم الوزير أوغلو لافتا إلى أن تركيا ستبقى ضمن "اليونيفيل" في الجنوب ما دام لبنان يرى حاجة الى ذلك.

الوزيران شمس الدين وباسيل

وعرض الرئيس سليمان مع كل من وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين والاتصالات جبران باسيل الأوضاع العامة وشؤون وزارتيهما.

رئيس المجلس الدستوري

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان على عمل المجلس خصوصا أن عددا من الطعون النيابية تم رفعها إليه.

المكتب التنفيذي لنقابة الصحافة

وزار بعبدا وفد المكتب التنفيذي لنقابة الصحافة برئاسة النقيب محمد بعلبكي وعضوية كل من السادة جورج سكاف، كميل منسى والياس عون، وتناول البحث شؤونا نقابية.

المخيم الثالث للشباب

واستقبل الرئيس سليمان ظهرا وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري مع وفد من الشباب الفلسطيني المشارك في المخيم الشبابي الثالث الذي استضافه دير المخلص في جون.

ولفتت الوزيرة الحريري إلى ان عنوان المخيم هو حق العودة، مشيدة ب"الأخوة العميقة بين الشباب اللبناني والفلسطيني".

ونوه الرئيس سليمان بمثل هذه المخيمات مشيرا إلى أن حصولها بين الشباب يفتح امامهم باب المستقبل، ومشددا على أن لبنان من أكثر المتشبثين بحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم، ومطالبته بمنع التوطين هي لإثبات حق العودة الذي لا حل حقيقيا في المنطقة من دونه.

النادي اللبناني للسيارات

وعلى صعيد آخر استقبل الرئيس سليمان مجلس إدارة النادي اللبناني للسيارات برئاسة الشيخ فؤاد الخازن الذي أطلعه على نشاطات النادي خصوصا على المستوى السياحي والرياضي.

 

النائب فرعون: الاجهزة مطالبة بابراز ما لديها في قضية يوسف صادر

وطنية - 31/7/2009 أصدر النائب ميشال فرعون بيانا جاء فيه: "في خضم الكلام عن قرب اعلان التشكيلة الحكومية التي تشكل انفراجا للبنانيين، يهمنا التذكير بقضية انسانية لا يجب ان تغيب عن بال جميع المسؤولين وهي قضية اختفاء المواطن يوسف صادر". وقال: "بعد مرور اشهر على اختفاء صادر وغياب اي معلومات عن مكان وجوده، باتت الاجهزة الرسمية مطالبة بإبراز ما لديها من معلومات في هذا الصدد لتطمين عائلته وللتأكيد امام الرأي العام بأن لا سلطة فوق سلطة القانون". واشار الى "انه بغض النظر عن الاسباب التي تكمن وراء خطف المواطن يوسف صادر، فإن الجهات الرسمية المعنية مطالبة بتوضيح ملابسات هذه القضية منعا للتأويلات والتفسيرات المختلفة والعمل على الافراج عنه اذا لم يكن مرتكبا لاي مخالفات او محاسبته وفق القوانين المرعية الاجراء". وكان النائب فرعون اجرى اتصالا براعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد للتباحث معه في مسألة اختفاء المواطن يوسف صادر.

 

اوباما يمدد العقوبات على سوريين متهمين بالتدخل في لبنان

اعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما مدد الخميس العقوبات المفروضة على شخصيات سورية او قريبة من سوريا متهمة بالتدخل او العنف في لبنان، على رغم مؤشرات ايجابية صادرة عن دمشق. وقال اوباما في وثيقة رسمية اصدرها البيت الابيض "خلال الاشهر الستة الاخيرة، استخدمت الولايات المتحدة الحوار مع الحكومة السورية للرد على هواجسهم وتحديد المصالح المشتركة بما فيها دعم السيادة اللبنانية. وكتب اوباما في هذه الوثيقة التي ارسلت الى الكونغرس "على رغم التطورات الايجابية خلال السنة المنصرمة، كاقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء بين لبنان وسوريا، تستمر تحركات بعض الافراد في المساهمة في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان والمنطقة، وتشكل تهديدا مستمرا واستثنائيا للامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وقرر ايضا تمديد العقوبات التي فرضها في الاول من آب 2007 سلفه جورج بوش، لمدة سنة كما قال. وكان بوش امر انذاك بتجميد ارصدة افراد يؤثرون على السيادة اللبنانية ويعملون لتدخل سوريا في لبنان. وقد فرضت الولايات المتحدة مجموعة من العقوبات على سوريا. ومع وصول اوباما الى الرئاسة، بدأآ تقاربا حذرا نظرا الى الدور تضطلع به او يمكن ان تضطلع به سوريا في المنطقة ولبنان والعراق او في النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني.

وبذلك قامت ادارة اوباما بخطوة حيال سوريا عبر تخفيف ضغط العقوبات التجاري

 

باسيل بعد لقائه الحريري: العقدة لا تكمن في مكان معيّن.. ولا شيء مقفلاً

الجمعة 31 تموز 2009/لبنان الآن

استقبل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط" وزير الاتصالات جبران باسيل وعرض معه آخر ما توصّلت اليه الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، وبعد الاجتماع الذي استمر ساعة وربع الساعة اكتفى باسيل بالقول: "إن كل المواضيع مطروحة للبحث، والأجواء إيجابية جدًا ولا شيء مقفلاً من قبلنا ولا من قبل الرئيس المكلّف". وردًا على سؤال حول ما اذا كان توزيره هو العقدة امام تشكيل الحكومة، قال باسيل: "إن هذا الموضوع لم تتم مقاربته اطلاقًا، والحديث عنه هو عقدة مصطنعة"، وأضاف: "إن العقدة لا تكمن في مكان معيّن، فالبحث لا يزال مستمرًا والاجتماعات ستتواصل". وعن احتمال عقد لقاء قريب بين الرئيس المكلّف والعماد ميشال عون، أجاب باسيل: "من الممكن ان يحصل هذا اللقاء في أي وقت بعد أن تحرز الاتصالات تقدمًا". وفي مجال آخر، كان الرئيس الحريري قد استقبل عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ميشال معوض في حضور النائب هادي حبيش.

 

رعد: أي عدوان إسرائيلي على إيران سيكون مقدمة لحرب أوسع تطال كل المنطقة

الجمعة 31 تموز 2009/لبنان الآن

أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "المقاومة ليست في خطر، وأن قوتها هي التي تضعها في دائرة الاستهداف"، مشدداً على أن "المعارضة ستكون ضد أي محاولة لفرض شروط تخرج الحكومة عن التزاماتها التي ترد في البيان الوزاري". وفي مقابلة أجرتها معه مجلة "منبر التوحيد" تُنشر غداً، اعتبر رعد أن "المحكمة الدولية هي اليوم امام اختبار عدم التسييس، وهي في حاجة إلى شهادة حسن سلوك من الذين يتابعونها، وهي لا تملك المصداقية الكافية التي تستطيع ان تسوّق لإجراءاتها". كما استبعد رعد "تعديل القرار 1701 وحدوث حرب جديدة على لبنان والمنطقة، وخصوصًا على ايران، لأن أي عدوان اسرائيلي على ايران سيكون مقدمة لحرب أوسع وأشمل تطال نيرانها كل المنطقة".

وعن التقارب مع الحزب "التقدمي الاشتراكي"، أكد رعد أن "هناك توجهًا نحو إزالة أسباب التوتر والانطلاق على قاعدة تهدئة الاوضاع، من دون البحث في الخيارات السياسية عبر اتخاذ المواقف وتبنّي التحالفات".

 

البطريرك صفير استقبل بطريرك السريان الكاثوليك وقائد الجيش

النائب رحمة: نتمنى أن يصل الشارع المسيحي الى حالة المصالحة الشاملة

وطنية - 31/7/2009 اطلع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على الأوضاع الأمنية على الساحة المحلية من قائد الجيش العماد جان قهوجي.

وكان العماد قهوجي قد وصل الى الديمان على متن مروحية عسكرية بمواكبة مروحية أخرى، واستقبله عند مدخل الصرح النائب البطريركي العام على الجبة المطران فرنسيس البيسري وأمين سر البطريركية الخوري ميشال عويط والوكيل البطريركي في الديمان المونسنيور فؤاد بربور.

واستقبل البطريرك صفير العماد قهوجي في الصالون الكبير حيث كانت استراحة قصيرة قدم خلالها العماد قهوجي الى البطريرك درع قيادة الجيش عربون إجلال وتقدير.

ثم عقدت خلوة على شرفه في جناح البطريرك الخاص دامت نحو 55 دقيقة، واستكملت المحادثات الى مائدة الغداء.

والتقى البطريرك أيضا رئيس حزب التضامن النائب اميل رحمه يرافقه فيصل الحبشي.

وبعد اللقاء قال النائب رحمه: "وجهت الدعوة الى صاحب الغبطة للمشاركة في اللقاء الذي دعونا اليه الرابطة المارونية وعددا من القيادات اللبنانية، والذي سيعقد نهار الأحد في التاسع من آب المقبل في الأنطش الماروني في بعلبك، وقد أخذت بركة غبطته وإرشاداته الأبوية".

وعن المصالحات المسيحية وزيارة النائب سليمان فرنجية للديمان قال النائب رحمه: "هذا الموضوع يحدده الوزير فرنجية ابن هذا الصرح، أما الرابطة الماروني فهي اليوم في بنشعي وتقوم بواجبها، ونحن نشد على أيدي مسؤوليها الذين نحييهم ونؤكد اننا بتصرفهم. اللقاءات في الرابطة المارونية جيدة ومثمرة والخطاب السياسي مشجع ، وخطاب الدكتور سمير جعجع مساعد ومفيد، وهذا قاله له النائب فرنجية في أحد تصريحاته، ونتمنى أن يصل الشارع المسيحي الى حالة المصالحة الشاملة مع استمرار حق الإختلاف السياسي، وهو دليل عافية".

وأضاف: "ان المسيحيين لم يعودوا قادرين على الإستمرار في حال الخلاف، أما في حال الإختلاف على أساس المصالحة والتنوع فنحن مدعوون الى أن نكون كذلك".

وحول تشكيل الحكومة قال: "نحن ككتلة سنتمثل في الحكومة بوزير وحقيبة. وكنا نتمنى أن تشكل الحكومة قبل عيد الجيش لكي يكون رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة والحكومة الجديدة، ولكن يبدو أن هناك بعض العقبات التي توجب تأخير تشكيل الحكومة بضعة أيام، وهذه العقبات ليست من جانب المعارضة، وان نفس الاستئثار يجب أن يسقط نهائيا توصلا الى حكومة شراكة وطنية حقيقية، وهذا هو خطاب المعارضة منذ 2005 حتى اليوم".

وفي الديمان أيضا الخوري يوحنا مخلوف الذي قدم الى البطريرك كتابه الجديد "نساك اهدنيون".

كما استقبل النائب السابق كميل زيادة، وبطريرك السريان الكاثوليك جوزف يونان يرافقه المطران انطوان بيلوني، ثم رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين الذي قدم اليه دعوة لتدشين القصر البلدي في الميناء، فالمدعي العام في الشمال القاضي سامر غانم.

 

الأحرار: للاتّعاظ من تجارب الماضي

 التاريخ: ٣١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: خاص 

دعا المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" الى "الاتّعاظ من تجارب الماضي والحيلولة دون قيام تحالفات تتماهى مع التواطؤ ما يهدد بالانحراف والانجراف نحو مزالق صيغة الترويكا والمحاصصة ويهدد بالقضاء على إمكان المحاسبة والشفافية". ورأى المجلس في بيان اصدره بعد اجتماعه الأسبوعي، برئاسة دوري شمعون انه "مع ترجيح كفة التوصل الى صيغة الحكومة وبانتظار إبصارها النور، فإن التوزيع المعتمد فيها لا يقبل الاجتهاد أو التفسير، خصوصاً لجهة الوزراء الخمسة الذي يجسدون التوافق المتمثّل برئيس الجمهورية كضمانة لفريقي الشراكة المتقابلين"، مؤكداً ان "كل من يدلي خلاف ذلك إجهاراً أو تلميحاً، إنما يضع نفسه في خانة التشويش والاصطياد في الماء العكر ويجب حكماً فضح مناوراته والتشهير به".

وتابع البيان: "لا بد من الإشارة الى حُسن اختيار الوزراء صفات خلقية وكفاية وتجرد حيث يُنتظر منهم التصرف من منطلق الانتماء الوطني والانطلاق من رحاب الوطن لا من زاوية الخيارات العقائدية والمذهبية"، مشدداً على "ضرورة تحويل المجموعة غير المتجانسة سياسياً الى فريق عمل يحكمه مبدأ التضامن الوزاري ويدير شؤون الوطن بموجب ما تقتضيه السلطة التنفيذية".

 

عون لم يحدّد أسماء وزرائه بعد: كل ما يحكى كذب بكذب

التاريخ: ٣١ تموز ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

وصف النائب ميشال عون ما يحكى عن عقدة في أسماء وزرائه في الحكومة بأنه "كذب بكذب". وقال عون خلال استقباله في الرابية وفداً من ضباط الجيش اللبناني لتهنئته بعيد الجيش: "ليلتزموا الصمت عن أسماء المرشحين، ولم نحدد بعد أسماء وزرائنا، ولدينا توزيع تقني للحقائب بحسب ملاءمة مواصفات الأشخاص لكل وزارة". وأعلن ان "موفده وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل يزور اليوم رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان

 

لبنان بين كلينتون والفيصل في واشنطن اليوم 

يحضر اليوم الوضع في لبنان في محادثات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون في واشنطن. ومن المتوقع ان تتناول المحادثات الى جانب الملف اللبناني التطورات في المنطقة لاسيما عملية السلام

 

سليمان متفق مع الحريري على رفض توزير اي من الراسبين في الانتخابات

نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بحسب السفير، انه متفق مع الرئيس المكلف على رفض توزير اي من الراسبين في الانتخابات النيابية ولذلك فانهما لن يقبلا بتوزير احد لا من الاكثرية ولا من المعارضة من جهة اخرى، عرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان المستجدات العامة مع وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الذي يواصل زياراته على المسؤولين اللبنانيين وجدد رئيس الجمهورية مطالب لبنان باستكمال تنفيذ القرارين

 

 اصوليون دخلوا من سوريا الى لبنان  

أكد مصدر امني لـ((الشراع)) وجود مجموعة من الاصوليين من جنسيات مختلفة موزعة على عدد من المناطق اللبنانية، تقوم مديرية الاستخبارات برصدها ومتابعة تحركاتها، ومعظم عناصر هذه المجموعة دخل لبنان من سوريا عبر طرقات التهريب غير الشرعية، في البقاع الغربي والشمال، بمشاركة عناصر فلسطينية من تنظيم ((جند الشام)) والجبهة الشعبية – القيادة العامة.اين هو؟ اكد مصدر اعلامي سوري معارض ان مصير المواطن السوري وسيم زكي غاوي، ما يزال مجهولاً منذ اعتقاله قبل 15 شهراً، كما ما زال اهله يواصلون البحث عنه في الفروع الامنية دون جدوى. وتقول المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا ان غاوي طالب في السنة الرابعة بكلية الاعلام في جامعة دمشق استدعي عدة مرات من قبل فرع الامن العسكري في حمص بين شباط/فبراير ونيسان/ابريل 2008 للتحقيق معه وفي 28/4/2008 تم استدعاؤه مجدداً بحجة سؤاله بعض الاسئلة فذهب الى الفرع المذكور ولكنه لم يعد منذ ذلك التاريخ، ولم يتم معرفة مكانه (لأن جهاز الامن العسكري يدعي تسليمه للأمن السياسي الذي ينكر وجوده لديه بعد ان اعترف بذلك ووعد اهله برؤيته)).

وما زال الاهل في حيرة من امرهم، فهم لم يستطيعوا رؤيته او معرفة أي شيء عنه (صحته، مكان اعتقاله..)) على الرغم من مراجعاتهم المستمرة لجهازي الامن المذكورين، وعلى الرغم من مرور قرابة 15 شهراً على غيابه، وضياع مستقبله الدراسي. وطالبت المنظمة العربية لحقوق الانسان ((السلطات المختصة والاجهزة الامنية ضرورة الافراج الفوري عن غاوي والتصريح لأهله عن وضعه ومكان وجوده، معبرة عن استجهانها بالقول ((هكذا ممارسات لا تؤدي الا للبلبلة وإقلاق المواطنين بشكل دائم)) حسب تعبير المنظمة.

وأكد المصدر ان كثيراً ما تلجأ الاجهزة الامنية في سوريا لهذا السلوك في اخفاء مصير المعتقلين لديها، فالاهالي لا يجهلون فقط اماكن اعتقال ابنائهم، بل هم لا يعرفون ايضاً التهم الموجهة اليهم ويتفاجأون بصدور احكام ضدهم دون ان يكونوا قد سمعوا قبل ذلك عن محاكماتهم.

 

ماروني: كلام نصرالله الأخير يوحي بأنه غير مهتم لأحد

المستقبل - الجمعة 31 تموز 2009 - اعتبر وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال ايلي ماروني أن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأخير وقوله بأنه لا يريد ضمانات من أحد "يوحي بأنه غير مهتم لأحد في الداخل"، مشيراً الى "أننا خضنا معركة في البيان الوزاري السابق من أجل وضع المقاومة في كنف الدولة". ورأى في حديث الى "أخبار المستقبل" أمس، أنه "كان يجب أن يكون هناك حكومة أكثرية، نظراً الى أننا ربحنا الإنتخابات"، لافتاً الى "أننا في حال اجتماعات مفتوحة في المكتب السياسي ويجب مراعاة تمثيل "الكتائب" في الحكومة نظراً الى حجم الحزب، وسنأخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب".

 

يديعوت أحرونوت": الولايات المتحدة لن تستطيع تعزيز صلاحيات "اليونيفيل" في لبنان

النهار/رندى حيدر     

نشرت صحيفة" يديعوت أحرونوت" أمس تقريراً لمراسلها في الولايات المتحدة جاء فيه أن الولايات المتحدة لن تقدر على تعزيز صلاحيات قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ونقل المراسل اعتراف السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة بأن الصلاحيات المعطاة للقوة الدولية ليست كافية ولكنها أفضل من لا شيء. ويأتي هذا الكلام بعد الشكوى التي تقدمت بها إسرائيل الى الأمم المتحدة اثر انفجار مخزن الأسلحة في قرية خربة سلم، والتظاهرة التي قام بها مدنيون لبنانيون في مزارع شبعا.

على صعيد آخر، نشرت الصحيفة أول من أمس مقالاً لمراسلها العسكري رون بن يشاي توقع فيه أن تستطيع إيران انتاج أول قنبلة نووية لها في وقت قريب للغاية. ومما جاء في المقال: "كل أجهزة المخابرات الغربية تعتقد أنه لو قررت القيادة الإيرانية تعجيل انتاجها للقنبلة النووية فإن في إستطاعتها أن تقوم بأول تجربة نووية مطلع 2010 ، لكن الضغط الدولي والإعتبارات التقنية والعسكرية دفعت بآيات الله قبل عام الى تبني استراتيجية تطوير أبطأ وأكثر تطوراً تقوم على مرحلتين: المرحلة الأولى الحالية هي مرحلة تجميع كميات كبيرة من الأورانيوم على درجة ضئيلة من التخصيب لا تتجاوز 3,5 الى 4 في المئة، وفي المقابل العمل على بناء منشآت ضخمة من آلاف مراكز الطرد القادرة على تخصيب كميات كبيرة من الأورانيوم في آن واحد. في هذه المرحلة لا تخرق إيران بنود معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والأورانيوم الضئيل التخصيب يمكن أن يستخدم كوقود في مفاعلات انتاج الكهرباء، ولا يمكن استخدامه في صنع القنبلة النووية من دون تخصيبه على درجة عالية. وهكذا لا يستطيع مراقبو اللجنة الدولية للطاقة النووية أن يقولوا ان إيران تخرق القوانين وتسعى الى إنتاج السلاح النووي، الأمر الذي يعطي روسيا والصين ذريعة لمنع فرض عقوبات قاسية على إيران.

المرحلة الثانية في المشروع النووي الإيراني مهمة للغاية. فيها يأخذ الإيرانيون الكميات الكبيرة من الأورانيوم المخصب بدرجة ضئيلة ويوزّعونها على مراكز الطرد الكثيرة والحديثة التي أقاموها سابقاً، وخلال بضعة اشهر يستطيعون الحصول على كميات كبيرة من الأورانيوام العالي التخصيب كافية لإنتاج أربعة رؤوس نووية بقوة 20 الى 40 كيلوطناً، اثنان منهما لإجراء تجارب والباقيان للاستخدام العسكري. تستطيع إيران منذ اليوم تصنيع القنبلة او الرأس النووي المجهز للتركيب على صاروخ بالاعتماد على المخططات التي باعها منها العالم الباكستاني عبد القادر خان (...) في المرحلة الثانية لن يكون في وسع إيران اخفاء تصنيعها للسلاح النووي. وسوف تستخدم الرؤوس النووية التي تصنعها ليس فقط من أجل اثبات قوتها وفرض هيمنتها على الشرق الأوسط وحماية التنظيمات الإرهابية التي تدعمها، وانما أيضاً من أجل منع دول العالم وخصوصاً دول الخليج والدول الأوروبية والأسيوية من تطبيق العقوبات المفروضة عليها (...)".

 

أوغلو: استقرار لبنان استقرار للمنطقة ونحتاج سلاماً يشمل المسارات الثلاثة

الجمعة, 31 يوليو 2009  بيروت - «الحياة»

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من بيروت: «إننا بحاجة الى سلام شامل في المنطقة، ويجب أن يشمل كل المسارات، أي المسارات الثلاثة»، مشدداً على استعداد سورية «للمساهمة ولدينا اتصالات عميقة ومشاورات مع كل الاطراف والبلدان في المنطقة، ونأمل بأن تلعب تركيا في المستقبل دوراً بناء وإيجابياً كالعادة في سبيل إرساء الاستقرار وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام وازدهار واستقرار». وقال: «نعتبر ان استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة في الشرق الأوسط».

وكان اوغلو وصل الى لبنان وأجرى سلسلة لقاءات شملت رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وتشمل اطرافاً سياسيين ممثلين في المجلس النيابي، على ان يزور القوات التركية العاملة ضمن إطار «يونيفيل» اليوم ويفتتح عدداً من المشاريع التربوية والاجتماعية التي ساهمت تركيا في بنائها وفي مقدمها مستشفى خاص في صيدا. وتخلل اللقاء مع الحريري أمس، والذي حضره السفير التركي لدى لبنان سيردار كيليك والنائب السابق باسم السبع والمستشار هاني حمود، خلوة ثنائية وصف بعدها اوغلو المحادثات بأنها ممتازة. واستكملت المحادثات الى مأدبة غداء أقامها الرئيس الحريري على شرف ضيفه التركي والوفد المرافق.

وأكد اوغلو في تصريح ان «لبنان بلد مهم جداً بالنسبة إلينا، وعلاقاتنا الثنائية هي من أفضل العلاقات التي تساهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة»، لافتاً الى ان الحريري «صديق قريب جداً لنا جميعاً في تركيا، وما زلنا نذكر الدور الكبير الذي لعبه والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في تدعيم العلاقات الثنائية حين زار تركيا في العام 2004 وكانت هذه الزيارة هي الأرفع مستوى لمسؤول لبناني الى تركيا، وكان لنا بعدها اتـصالات مشتركة عدة مع لبنان».

وشدد على ان «العلاقات اللبنانية - التركية مثال جيد للعلاقات في منطقتنا، ونحن مسرورون جداً للشفافية التي تمت فيها العملية الانتخابية في لبنان خلال حزيران الماضي، وهنأت الرئيس الحريري على نجاحه وعلى حكمته السياسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية، ونأمل بأن تتكلل عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بالنجاح، وهو سيكون نجاحاً للبنان ولجميع أصدقائه، بمن فيهم تركيا ونجاح أيضاً للرئيس الحريري».

وأعلن انه نقل رسالة من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى الشعب اللبناني فحواها «ان في كل الظروف فان الشعب والحكومة والقادة الاتراك سيكونون الى جانب الشعب اللبناني والحكومة المقبلة، ونأمل بأن تكون هناك قريباً زيارات على مستوى عال بين بلدينا، وبأن نكون على تواصل مع الحكومة المقبلة».

وعن دور تركي ما بين لبنان وسورية، قال أوغلو: «أنا متأكد من أن الجميع تابع الجهود التي بذلتها تركيا في المنطقة خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، فكل من سورية ولبنان هو صديق جيد لتركيا وعلاقتنا مع كليهما متكاملة، وعملنا جاهدين من اجل تطوير العلاقات بين لبنان وسورية خلال السنوات الماضية، كما عملنا على التقليل من الاختلاف في وجهات النظر الذي ساد بين دولتين شقيقتين تشكل كل منهما جاراً جيداً لتركيا وعملنا على دفع العلاقات بين البلدين».

وأشار الى زيارة أردوغان لحلب الأسبوع الماضي «والاجتماع مع الرئيس بشار الأسد والوزير وليد المعلم وتبادلنا وجهات النظر حيال التطورات اللبنانية وكنا مسرورين جداً لرؤية الدور الإيجابي لسورية في هذا الإطار. كما أننا مسرورون جداً لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وكل هذا يشكل مؤشرات إيجابية. ونحن كأصدقاء للبلدين نحمل دائماً رسائل إيجابية مشتركة للبلدين الشقيقين».

وعن مسألة الحدود العالقة بين لبنان وسورية، قال أوغلو: «نحن مستعدون للمساعدة في كل المسائل، ومسألة الحدود مهمة، ونأمل بأن تسير الأمور في شكل جيد بين كل من سورية وتركيا ولبنان. نحن نتنقل من بلد الى آخر ونتخطى الحدود، وهذه هي رؤيتنا لاننا نملك مصيراً مشتركاً وماضياً ومستقبلاً مشتركين وسنعمل بكل جهد في منطقتنا وبخاصة بين لبنان وسورية لإرساء منطقة مشتركة من الاستقرار والازدهار والحرية».

وثمن أوغلو دور بري «في السياسة اللبنانية». ولفت بعد اللقاء الى ان البحث تركز «على النظرة الى تشكيل الحكومة ومستقبل لبنان أيضاً والقضية الفلسطينية، ونعتبر ان استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة في الشرق الأوسط، وتركيا مستعدة للمشاركة والتعاون مع جميع الأفرقاء في لبنان، ونحن لدينا علاقات ممتازة مع جميع الأطراف».

واجتمع اوغلو مع وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري، في حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ وبعثة كبيرة ترافق الوزير التركي. وشكرت الحريري لتركيا كل المساعدة التي قدمتها وتقدمها الى لبنان ومنها المدارس الجاهزة والثابتة. واعتبرت «أن تركيا لديها خبرة كبيرة في الأرشيف والتراث والمتاحف، إضافة الى التعاون التربوي والثقافي ويمكن أن يصل التعاون الى توقيع اتفاقية بين الجانبين».

استئناف المفاوضات عند الجهوزية

وكان الوزير صلوخ استقبل اوغلو في المطار،  واعتبر الوزير التركي في تصريح «ان لبنان يتمتع بخصائص مميزة في المنطقة، ولا شك في أن استقراره له علاقة باستقرار المنطقة كلها»، مضيفاً ان «الإخلال باستقرار الوضع في لبنان سينعكس من دون أدنى شك على استقرار منطقة الشرق الأوسط وسنجد صعوبة في تثبيت الوضع في شكل عام». وأكد الدعم التركي «لكل التطورات الديموقراطية التي تحصل في لبنان، ونحن سعداء لتطور الأمور في لبنان».

ولفت الى مساعدة بلاده «كما هو معروف في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وهي ساهمت في إجراء خمس جولات من المحادثات غير المباشرة، ولكن للأسف فان الأحداث التي حصلت في غزة علقت تلك المحادثات». وأكد «ان تركيا لا تزال تشدد على ضرورة استئناف المفاوضات في الوقت الصحيح والملائم وعندما يكون كل الاطراف السياسيين جاهزين في المنطقة».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 31 تموز 2009

النهار

بعد كلام البطريرك الإيجابي عن فرنجيه، بدأت حركة اتصالات على خط آخر لتقريب وجهات النظر بين الكنيسة المارونية وقياديين في "التيار الوطني الحر".

يرى مراقبون أن اقتراب النائب وليد جنبلاط من قوى 8 آذار يجعل هذه القوى تتألف من أكثرية شيعية ودرزية ومسيحية مع احتمال انضمام وزرائه احياناً عند التصويت في مجلس الوزراء الى وزراء المعارضة.

اعتبر الوزير زياد بارود في مجلس خاص أن الحكومة الجديدة هي الحكومة الأولى الفعلية للعهد.

السفير

جدّد أحد أقطاب الأكثرية المسيحية طلب تحديد موعد لزيارة عاصمة عربية معنية مباشرة بالملف اللبناني.

أكد مرجع سياسي أن مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة "هي الانتهاء الفعلي لاستقطابي 8 و14 آذار، ومَن لا يصدق فعليه أن ينتظر".

احتج نواب في تكتل مناطقي للأكثرية بسبب صدور بيان عن كتلتهم تضمن فقرات لم يطلعوا عليها في المسودة التي عُمّمت عليهم.

المستقبل

أبدى نائب شمالي "معارض" في مجلس خاص امتعاضه من اجتماعات يحضرها في "تكتل" انضمّ إليه ولوّح بإمكان خروجه منه.

سألت أوساطٌ في 8 آذار عن الأسباب التي دفعت مرجعاً حزبياً بارزاً الى إعلان ما أعلنه في آخر كلام صدر عنه.

تعرب مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها أن "ظاهر الأمور" في دولة إقليمية غير عربية يؤشّر الى احتمال جعل "مسؤول إشكالي" فيها بمثابة "كبش محرقة".

اللواء

يواجه حزب بارز إشكالية ستبرز لاحقاً، عندما يطرح أمام لبنان مسألة مشاركته في المؤتمر الدولي للسلام.

شهدت إحدى الوزارات إشكالاً بالأيدي، على خلفية خلافات إدارية بين موظفين بارزين.

سمع رئيس تيار معارض يقذف الكلام، ذات اليمين وذات اليسار، إزاء حلفائه الذين لم يلتزموا معه، كما كان يَتوقع.

 

المفتي قباني هنأ الوزيرالمر والعماد قهوجي بعيد الجيش وترأس اجتماعا للعلماء أئمة المساجد في بيروت في دار الفتوى :

الاختلاف السياسي مشروع ومبرر في وطن تتعدد فيه الآراء والمواقف

وطنية - 31/7/2009 أجرى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالا بوزير الدفاع الياس المر وبقائد الجيش العماد جان قهوجي مهنئا بعيد الجيش اللبناني، متمنيا "أن يشهد لبنان مزيدا من الأمن والسلام". وأثنى مفتي الجمهورية على "الجيش ومناقبيته ودوره وقيادته الحكيمة في حفظ أمن البلاد"، وحيا "قيادة الجيش على جهودها في المحافظة على استقرار وسلامة لبنان وهو أمانة في يد الجيش اللبناني". وترأس مفتي الجمهورية اجتماعا للعلماء أئمة المساجد في بيروت بدار الفتوى، في حضور أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي والمدير العام للأوقاف الإسلامية بالوكالة الشيخ محمد جويدي، وأكد العلماء على "أن دور المسجد في الإسلام أساسي في الدعوة إلى التقريب بين أبناء الوطن، على قاعدة التآلف والمحبة والتعاون المبني على المواطنية الصحيحة بين أبناء الوطن الواحد، وأن رسالات الأنبياء كلها تدعو إلى الكلمة الطيبة وإلى التعاون والعفو وإلى التسامح". وتمنى على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة "تخصيص برامج موجهة هادفة ترقى بعقول الشباب والأجيال الصاعدة على قواعد القيم المشتركة بين شرائح المجتمع اللبناني والأخلاق والفضيلة".

وطالب مفتي الجمهورية العلماء أئمة المساجد ب"دعوة الناس في خطابهم الديني إلى الالتزام بالقيم الأخلاقية والنصح الذي دعا إليه الإسلام الحميد والتمسك بعروبة لبنان والثوابت الوطنية التي قام عليها هذا الوطن، من وحدة الصف والعيش المشترك والسلم الأهلي والوفاق الوطني ونبذ كل الفتن الطائفية والمذهبية". ورأى مفتي الجمهورية "إن الاختلاف السياسي أمر مشروع ومبرر، في وطن تتعدد فيه الاجتهادات والآراء والمواقف، فلبنان كان ويجب أن يبقى وطنا يحترم الاختلاف، ويتعامل المختلفون فيه باحترام ورقي، في إطار الالتزام بأسلوب المصلحة الوطنية العليا"، آملا "أن تنطلق عجلة تأليف الحكومة في هذا الإطار". وأهاب مفتي الجمهورية والعلماء بالمجتمع الدولي والعربي "أن يسارع إلى ردع العدوان الإسرائيلي عن الممارسات الوحشية التي يمارسها في القدس الشريف واستمرار استهدافها بالاستيطان، ومحاولاته المتكررة لاقتحام المسجد الأقصى ومنع المؤمنين من أداء الصلاة فيه". وانتدب مفتي الجمهورية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار للمشاركة في التعازي بعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أكرم عويضة.

 

المطران بشارة يترأس ندوة عن "كرامة الشخص البشري" الثلاثاء

وطنية - 31/7/2009 يترأس رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام ورئيس اساقفة جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ندوة بعنوان "كرامة الشخص البشري" وهي وثيقة صادرة عن مجمع عقيدة الايمان، بدعوة من المركز الكاثوليكي للاعلام، عند الثانية عشرة ظهر الثلاثاء المقبا، في المركز - جل الديب. يشارك فيها النائب البطريركي الماروني على منطقة جونية المطران نبيل العنداري، الاب شربل شلالا وباسكال سلامة. تتناول الوثيقة توجيه الكنيسة حول بعض قضايا علم اخلاقيات الحياة، الاخصاب في الانبوب، الاستنساخ البشري، منع الحمل والنواحي الخلقية للحياة والانجاب البشري.

 

النائب فرنجية استقبل وفدا من الرابطة المارونية: المسيحيون تعبوا من الخلافات والاهم إبقاء أبواب الامل مفتوحة

طربيه: نلمس لدى جميع الافرقاء سلوكا إيجابيا نأمل أن يستمر

وطنية - 31/7/2009 - استقبل رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجية وفد الرابطة المارونية برئاسة جوزف طربيه، عقد لقاء استمر نحو ساعتين في حضور الاب اسطفان فرنجية والمسؤول السياسي في "المرده" يوسف سعاده. وقال النائب فرنجيه على الاثر: "اللقاء مع الرابطة المارونية كان مثمرا جدا، خصوصا مع الرابطة الحالية لأن الروابط السابقة كانت تستفيد من مواقعها على حساب الطائفة وللمرة الأولى تستفيد الطائفة على حساب الرابطة. ولقد تكلمنا بكل المواضيع للوصول إلى حلول ولكن "سلق" الأمور يضر اكثر مما ينفع. لذلك، إتفقنا مع مجلس الرابطة وعلى رأسه الأستاذ جوزف طربيه على العمل لطمأنة المسيحيين وإراحة الجو المسيحي وإبقاء المسيحيين في جو التفاؤل لأن المشكلة عندنا هي أن المسيحيين قد تعبوا، لا نريد القول أنهم يئسوا، لذلك فإن أهم شيء هو طمأنة الناس وإراحتهم وإبقاء أبواب الأمل مفتوحة أمامهم ولكي يرى المواطن أن القيادات في طائفته تجعله يتفاءل بمستقبل بلده ولا تبقيه في جو التشاؤم وهذا ما ركزنا عليه وكان اساسا في الحوار مع الرابطة المارونية، وبالنتيجة فإن الأمور الشكلية تأتي تلقائيا تأتي وحدها وعندما يكون هذا هو الجو السائد وهذا هو المناخ السائد على الساحة المسيحية فإن الأمور الأخرى "تركب" وحدها. أما مناخ التشنج والعداء، فلا يوصل إلا الى الخلافات والقطيعة، ومناخ الإنفتاح هو الذي يوصل والأمور بعد ذلك تأتي طبيعية". وعما إذا كانت الأمور برأيه بدأت تسير على الطريق الصحيح نحو المصالحة بين "المرده" و"القوات" قال: "أكرر ما قلته سابقا أن ما قاله الدكتور جعجع على محطة MTV هو بداية مسيرة توصل ان شاء الله إلى المصالحة، لكن المصالحة لا تكون فورية، لأن ناسنا غير مهيأة لها والأمور تسير كلها بالطريق الطبيعية وأهم ما نركز عليه هو المناخ الإيجابي وأن ترتاح الساحة المسيحية ونطمئنها ونجعلها تعيش جو التفاؤل. وعندما يكون ناسنا وشبابنا وأهلنا الموجودين يوميا على الطرق مرتاحين ومطمئنين فإننا لا نعود نسأل، المهم أنه عندما يذهب أولادي للسهر في أي مكان ليس علي أن أبقى ساهرا لأعرف إن عادوا بخير أم لا، كذلك أبناؤنا الآخرون أولاد الناس، عليهم أن يذهبوا ويعودوا بأمان وإذا ساد هذا المناخ فإن الناس ترتاح وترتاح الساحة المسيحية ومعها الساحة اللبنانية، وبالنتيجة كل شيء يوصل الى المصالحة".

وقال طربية عقب اللقاء: "لقد اجتمعنا مع معالي الوزير فرنجية ضمن اطار الجولة التي نقوم بها على القيادات وذلك لاستشراف المرحلة المقبلة بالنسبة للجو والمناخ الجديد الحاصل على الصعيد اللبناني وخصوصا بعد الانتخابات النيابية والعمل لتشكيل حكومة يبدو انها ستكون حكومة وحدة وطنية، وضمن هذا الجو الجديد كان اجتماعنا مع معاليه وقد أثنينا على اللقاء بينه وبين فخامة الرئيس أمين الجميل، واعتبرنا أنه مجال لتأسيس تواصل جديد بين كل القيادات اللبنانية وبصورة خاصة المارونية، ولقد جرى التفاهم على متابعة ملفات لها طابع استراتيجي وتهم الجميع، ونأمل خيرا على هذا الصعيد".

وحول حديثه عن ان المصالحة بين "المرده" و"القوات" باتت قريبة قال: "ما صرحته حرفيا البارحة اننا خطونا خطوة الالف ميل ولا نزال نتابع المسيرة ولسنا مستعجلين ولا نريد لقاء شكليا انما اتفقنا مع معالي الوزير اليوم على ان يكون للاجتماعات هذه متابعة على اساس ملفات وقضايا وهموم مشتركة للجميع، وبالتالي موضوع اللقاء بين المرده والقوات قد يحصل ولكننا لسنا مهتمين في اي وقت يعقد ما دام العمل يجري في الاساس على مواضيع استراتيجية تهم كل اللبنانيين، واللقاء قد يكون مخططا له او قد يكون من دون خطة، ليس هذا المهم، بل المهم اننا لاحظنا من الأفرقاء جميعا وبصورة خاصة من معالي الوزير فرنجية والدكتور سمير جعجع، مناخا إيجابيا جديدا وتبادل رسائل إيجابية فيها ترفع إنساني وسلوكية راقية نأمل أن تستمر وتتصاعد حتى الوصول الى التعامل مع الهم اللبناني المشترك، وهو الخروج الى المصالحة اللبنانية الكبرى بحيث تتوصل الى مقاربة المواضيع الاساسية التي تهم جميع اللبنانيين، وهي السلم في المنطقة والتوطين والانماء الاقتصادي والاصلاحات الادارية وتنشيط الادارة اللبنانية بعناصر كفوءة وما شابه".

وعما اذا كانت هناك مساع من الرابطة بين بنشعي والديمان قال طربيه: "لا أعتقد أن لمعالي الوزير مشكلة مع الديمان والبطريرك الماروني صرح قبل أيام انه يعتبر معالي الوزير ابنا روحيا كما كل القيادات المسيحيية التي تتعامل مع الصرح، ولا اريد ان اتوقف بالفعل عند المواضيع التي تعتبر ظرفية وطارئة، إنما أساس خط الديمان مع معالي الوزير فرنجية هو خط الايمان والبنوة الروحية".

 

وفد من قيادة الجيش زار الرابية مهنئا بعيد المؤسسة العسكرية: العماد عون:الوزير باسيل سيلتقي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف

صيغة 15-10-5 هي المشترك بيننا وبين المعارضة والباقي ليس مشتركا

وطنية - 31/7/2009 التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في الرابية، وفدا رسميا من قيادة الجيش جاء يهنئه في مناسبة عيد الجيش، ضم: العميد اسكندر متى، العقيدين يوسف السبعلي وبيار صعب، والمقدمين جورج رزق وملحم حداد. بعد اللقاء، خرج العماد عون ليعايد "اخوة السلاح" قائلا: "عيد الجيش مناسبة كبيرة، عيد مهنة العمر ويوم التذكير باخوة السلاح. فهم من نشأ معنا ولا يزالون في المؤسسة، هذه المؤسسة المستمرة التي ترمز الى استقلال لبنان وسيادته. في هذه المناسبة، نتقدم من كل الرفاق ومن قائد الجيش خصوصا بأحر التهاني، ونتمنى لهم النجاح في المهمات، لان الجيش هو الرمز الوحيد الباقي والخالد يستمر من جيل الى جيل في حماية الوطن والمواطنين ويحفظ سيادة البلد. وكل عام وأنتم بخير".

سئل: الحكومة لم تتألف بعد، هل صحيح ان هناك لقاء قريبا بينك وبين الرئيس المكلف سعد الحريري؟

اجاب: "نعم هناك لقاء اليوم. فالوزير جبران باسيل مكلف لقاء الرئيس المكلف وسيلتقي ايضا رئيس الجمهورية في الموضوع نفسه".

سئل: هل بدأت عقدة عون وعقدة باسيل وعقدة الحقائب التي يريدها "التيار الوطني الحر" بالحلحلة"؟

اجاب:" في الواقع، عقدة عون موجودة لدى الجميع، اذا لم تحل هذه العقدة عند الذين لديهم اياها فيجب ان يذهبوا الى "مستشفى دير الصليب" او الى المستشفيات المختصة بالامراض العصبية، هناك اطباء اختصاصيون. هناك ايضا اشخاص لم ينتهوا من كابوس الانتخابات، لا يزالون يعيشونها بالنجاح والرسوب. اريد ان اقول للجميع: يجب ان يكون لديهم الحد الادنى من الثقافة السياسية. النواب ينتخبون من الشعب اما الوزراء فيعينون من النواب. والنواب مسؤولون تجاه الشعب. واليوم ولغاية ان تتغير التقاليد والاعراف في البرلمان والنيابة او في القوانين، نطلب منهم التزام الصمت. مع العلم انه لغاية الآن كل ما يقال في الصحف كاذب وليس فيه شيء من الصحة. لا الوزارات تحددت ولا الاسماء ايضا تحددت. نحن في "التيار الوطني الحر" لا يستطيع شخص واحد ان يصلح لكل الوزارات او لأكثر من وزارتين او ثلاث على الاكثر.

اذن، لا نستطيع القول اننا نحمل شخصا واحدا على اكتافنا و"نلزق به" (نسند اليه) اي وزارة اعطيت لنا. لدينا توزيع تقني في رأسنا، ولكل شخص مواصفات معينة وهو يصلح لوزارات معينة، وبحسب الوزارات التي ستسند الينا سنعين وزراء لها. ليس هناك من اسماء قبل توزيع الحقائب".

سئل: هل ما زلت مصرا على النسبية؟

اجاب:" اذا النسبية يعوض عنها بتوزيع الحقائب فلا بأس. هذا الموضوع هو موضوع بحث مع رئيس الحكومة المكلف ثم ستعرفون النتائج".

سئل: يحكى اليوم عن خلافات داخل المعارضة، وان النائب سليمان فرنجيه لن يحضر بعد اجتماعات "تكتل التغيير والاصلاح" وان هناك خلافا مع الوزير طلال ارسلان، فما صحة هذه الاقاويل؟

اجاب: "هل ستكون المعلومات الصحافية في هذه المواضيع أصدق من المعلومات الكاذبة التي تبث يوميا؟".

سئل: هل تنفي ما يشاع عن ان هناك خلافات ما بين المعارضة؟

اجاب:" ليس هناك خلافات بين المعارضة. نحن في مرحلة توزير، وكل المواضيع قابلة للبحث بين المعارضة مع بعضها البعض ومع الاطراف الآخرين.

أما نحن اليوم فأصبحنا في مرحلة تكوين الحكومة كتقسيم.اليوم صيغة 15-10-5 هي المشترك بيننا وبين المعارضة، اما الباقي فليس مشتركا. مرحلة تأليف الوزارة تعني رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ونحن".

 

النائب حمادة هنأ الرئيس سليمان والوزير المر والعماد قهوجي بالعيد: المؤسسة الضامنة لا تهتز ولا تشط عن عقيدتها الوحدوية اللبنانية الخالصة

وطنية - 31/7/2009 ادلى النائب مروان حماده بالآتي:"تحل الذكرى الرابعة والستون لتأسيس الجيش اللبناني، ولبنان مقبل على تحديات كبيرة سياسية وامنية، تثبت المؤسسة العسكرية في صلب عناصر مناعة الوطن وحفظ سيادته واستقلاله، وتحضنا على استذكار التضحيات الجليلة التي قدمتها هذه المؤسسة دفاعا عن لبنان الواحد، وهي تضحيات لن تغيب متى حان وقت كتابة هذه المرحلة من تاريخ لبنان الحديث، والتي كثرت فيها الاحزان والدموع والدماء في سبيل هذا الوطن. ولئن تكثر هذه التحديات وتتشعب، فإن الجيش اللبناني يثبت يوما بعد يوم، بفضل قيادته الحكيمة وتضحيات ضباطه وافراده، انه فقري في مسيرة حماية الوطن وفي درء المخاطر التي تتهدده، امنية كانت او ارهابية. وقد اصبحت المؤسسة العسكرية لبنة رئيسة ومتقدمة في مناعة لبنان على كل المستويات، نظرا الى انها لا تزال المؤسسة الضامنة الموحدة التي تحرص على تقديم المصلحة العامة دون غيرها، فلا تهتز ولا تنحاز ولا تشط عن عقيدتها الوحدوية اللبنانية الخالصة، وهي احدى ضمانات توفير تنوع الاختلافات السياسية والحزبية تحت السقف المؤسستي للنظام. لكل هذا، لا بد من الانصراف الى تعزيز هذه المؤسسة من خلال الالتفاف الجامع حول دورها وموقعها ومهماتها، في الداخل وعند الحدود. فتبطل كل محاولات تحييدها، وشهدنا عينات منها في العامين الفائتين، وتنصرف الجهود الى تصليبها عتادا وخبرة واختصاصا، لكي تكون الحامي الاوحد حين تلم الملمات".

وكان النائب حماده قد ابرق مهنئا في عيد الجيش، الى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع الوطني الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

 

نصر الله لا يرى "أهمية للشكليات" بوجود شراكة حقيقية.. وداود أوغلو يعلن استعداد تركيا لتطوير العلاقات اللبنانية ـ السورية

التيار العوني "يقصف" حلفاءه ويؤكد أن توزير باسيل "ليس للتفاوض"

المستقبل - الجمعة 31 تموز 2009 - في وقت اجتازت عملية التأليف الحكوميّ مرحلة صعبة من مراحلها بنجاح، ما عزّز مناخات التفاؤل، وأسدلت الستارة على نظرية "الثلث المعطّل"، وبينما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن ما تحقق "شراكة حقيقية" وأن "لا أهمية للتوقف أمام بعض الشكليات"، لم يتضح بعد الوقت المطلوب لإنجاز المرحلة الثانية، وهي تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب في ما بينهم، حيث برزت بقوة أمس مسألة "توزير الراسبين" في الانتخابات النيابية.

وفيما أوضح عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سليم سلهب أنّ "هناك عقبات في تشكيل الحكومة"، فقد شدّد المعنيّ الأوّل بمسألة توزير الراسبين في الانتخابات، وزير الاتصالات جبران باسيل على أنّ "توزيره ليس مطروحاً للتفاوض وهو قرار يعود إلى العماد ميشال عون"، كما كرّر باسيل في حديث تنشره اليوم "الأسبوع العربي" و"ماغازين" المطالبة باعتماد "النسبية" في تأليف الحكومة على أساس أنّه "في كل دول العالم حكومة الوحدة الوطنية تكون نسخة عن مجلس النواب"، وأضاف "نحن نطالب بـ13 وزيراً لأنها حصتنا الحقيقية، فهذه هي النسبية"، وكشف أن "التيار الوطني الحر" يطالب بوزارة الداخلية "من أجل وضع اليد على الأجهزة الأمنية لتعمل المؤسسات والبلد وكل الناس، ولكي لا تكون أجهزة فئوية".

وفي موقف لا يوحي بشديد الانسجام داخل 8 آذار اعتبر باسيل أنه "إذا كان - أمين عام حزب الله - السيد حسن نصرالله لا يطلب ضمانات، فنحن في التيار الوطني الحر نريدها لمنع التوطين، ولمشاركتنا في السلطة، ولعودة المسيحيين الفعلية إلى الإدارة اللبنانية"، وعلّق على علاقة رئيس مجلس النواب نبيه برّي برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بالقول "لا يمكن أن تكون العلاقة على حسابنا لسبب بسيط، وهو أننا لن نسمح لأحد بأن يمدّ يده علينا(..)".

بدوره، شدّد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا على أن "التكتل هو من ينتقي نوابه ووزراءه، سواء من الراسبين أو من الناجحين"، واعتبر أن باسيل "لا يوزر على أساس أنّه جبران باسيل ولكن لأنه عضو في التيار الوطني الحرّ". وعاتب نقولا من سمّاها "المعارضة" بالقول "بدأنا بصخرة وانتهينا ببحصة، ونحن أعطينا سقفاً إما النسبية أو أقله أن يكون هناك ما يسمّى بالثلث المعطّل(..)".

إذاً، يأتي ذلك في وقت شدّد الأمين العام لـ"حزب الله" على أن "الحكومة العتيدة هي حكومة شراكة حقيقية لا يمكن حيالها التوقف عند الشكليات" وأكد أن "تشكيل الحكومة قد أنجز على المستوى السياسي وبقي أمر توزيع الحقائب على القوى السياسية المشاركة".

أما عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل فأكد غداة لقائه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن "العمل جارٍ بوتيرة جيدة بين كل القوى السياسية لإنجاز التأليف" وقال إن "الرئيس المكلف على تواصل مع العماد عون ونحن كقوى معارضة على تواصل وأعتقد أننا سنكون متفقين نحن وعون على خطوات المرحلة المقبلة".

في غضون ذلك، أعرب النائب بطرس حرب عن رفضه مبدأ توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية، مشيراً الى ان "محاولة فرض بعض الخاسرين في الانتخابات بحجة أو بأخرى على المواطنين الذين حجبوا ثقتهم عنهم هي محاولة فاشلة، ولا أعتقد أنها ستكون عملية سليمة للحكومة إذا فرض عليها أعضاء سبق للرأي العام أن أعلن رفضه لهم". كما جدّد حرب التأكيد على أهمية "مبدأ التضامن الحكومي" وقال "إذا كان أحد الوزراء غير متضامن أو يشعر أنه لم يعد منسجماً، عليه أن يقدم استقالته، فيفسح المجال أمام شخص آخر يتولى العمل الحكومي في إطار التضامن الحكومي(..)".

أما رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" أمين الجميّل فأعرب عن أمله "ألا يكون هناك قطبة مخفية" بعد أن مرت المرحلة الأولى من تشكيل الحكومة، وقال "لا يكفي أن يعيّن كل فريق أو كل حزب ممثليه في الحكومة، إنما يبقى التنبه لكفاءة ونزاهة الوزراء(..)".

من جهته، أشار البطريرك الماروني نصر الله صفير الى أن "الحكومات كانت عادة تؤلف في لبنان في فترة لا تزيد عن أسبوع أو عشرة أيام وما نشهده حالياً جديد علينا"، متمنياً "التغلب على كل الصعاب".

كما لفت صفير إلى أن "ما يحصل بقربنا في المنطقة يحملنا على التشاؤم، لكن علينا نحن أن نكون واعين وأن نفوّت الفرص على الذين يريدون الشر، بدءاً من إسرائيل التي تهددنا يومياً وهي تتبادل وإيران التهديدات، وخوفنا من أن يتعرض بلدنا الصغير للانقسامات لأن الكثر لهم مطامع فيه، ولكن وعي أبنائه قادر على منعهم من ذلك".

أوغلو

في هذه الأثناء، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري في قريطم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي هنأه "على نجاحه بالانتخابات وعلى حكمته السياسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات" وأمل "أن تتكلل عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان بالنجاح، وهو سيكون نجاحاً للبنان ولجميع أصدقائه، بمن فيهم تركيا ونجاح أيضاً للرئيس الحريري".

وشدّد أوغلو بعد اللقاء على أن "لبنان هو بلد مهم جداً بالنسبة لنا، وعلاقاتنا الثنائية هي من أفضل العلاقات التي تساهم في تثبيت الاستقرار في المنطقة". وأضاف: "لقد كان من دواعي فخري أن ألتقي الرئيس المكلف سعد الحريري وهو صديق قريب جداً لنا جميعاً في تركيا، وما زلنا نذكر الدور الكبير الذي لعبه والده الرئيس الراحل رفيق الحريري في تدعيم العلاقات الثنائية حين زار تركيا في العام 2004 وكانت هذه الزيارة هي الأرفع مستوى لمسؤول لبناني الى تركيا، وقد كان لنا بعدها اتصالات مشتركة عديدة مع لبنان".

وأبدى أوغلو سروره لإقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وأضاف "نحن كأصدقاء للبلدين نحمل دائماً رسائل ايجابية مشتركة للبلدين الشقيقين"، كما تناول مسألة الحدود وقال "نحن مستعدون للمساعدة في كل المسائل، ومسألة الحدود مهمة". وتابع "نحن في تركيا سنعمل بكل جهد في منطقتنا ولا سيما بين لبنان وسوريا لإرساء منطقة مشتركة من الاستقرار والازدهار والحرية".

كما اعتبر أوغلو بعد لقائه الرئيس برّي في عين التينة أن "استقرار لبنان هو استقرار للمنطقة، وتركيا مستعدة للمشاركة والتعاون مع جميع الفرقاء اللبنانيين".

هذا ويلتقي الوزير التركي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم، كما يزور الجنوب للقاء القوات التركية العاملة ضمن إطار "اليونيفيل".

"اليونيفيل"

على خط آخر، وفي موقف لافت، أعربت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس عن إعتقادها بأنّ مجلس الأمن الدولي سيدعم، في جلسته المقبلة، توسيع سلطة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وذلك لتتمكن من مواجهة النفوذ المتزايد لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وأشارت إلى أن "وجود قوات اليونيفيل لا يزال مهماً على الرغم من السلطة المحدودة التي تتمتع بها هذه القوات(..)".

إلى ذلك، أعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز وبعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عن سعادته "لإعادة إرساء الهدوء في جنوب لبنان، وأن كلا الطرفين يتخذان كل الخطوات اللازمة لإبقاء الوضع تحت السيطرة"، مؤكداً أن "التعاون مستمر بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني وبشكل وثيق".

كما أوضح أن "السنيورة جدد له التأكيد أن لبنان سيبقى ملتزماً بالكامل بتطبيق القرار 1701"، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة تحث الأطراف كافة لاتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء الخروق لهذا القرار، والانتقال إلى مرحلة التطبيق". وأضاف: "هذا يساهم في تعزيز الاستقرار، ليس على صعيد لبنان وحسب، وإنما على صعيد المنطقة ككل(..)".

 

 بدر ونوس لـ "عون": المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً 

٣١ تموز ٢٠٠٩ ::ناتالي اقليموس::

اعتبر النائب بدر ونوس في حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني " ان التهافت الذي نشهده على الحقائب السيادية هو امر طبيعي، لا مفرّ منه، فمن البديهي ان تطمح كل كتلة الى حجم معين من الحقائب. ولكن المستغرب ان بعض الاطراف تطلب عدداً من الحقائب يفوق الحجم الذي حددته لها الانتخابات النيابية". وتابع " يغمر الانسجام والتوافق قوى 14 آذار، لذا لا جدال في ما بيننا على توزيع الحقائب، بالمقابل 8 آذار لا تعرف ماذا تريد ولم توحد بعد موقفها". ورأى ونوس "ان عملية توزيع الحقائب لا تزال في بداياتها، سيما وان اسماء الوزراء لم تتضح بعد، ولا حتى كيفية تقاسم الحقائب". كما اثنى ونوس على الحرفية العالية التي يتعاطى من خلالها الرئيس المكلف سعد الحريري، "فهي تطمئننا، وتدفعنا للتمسك بالتفاؤل مهما طالت عملية توزيع الحقائب".  وتعليقاً على صيغة 15-10-5 التي سيتم اعتمادها في تشكيل الحكومة، قال ونوس: "لا اعتبر ان هذه الصيغة قد انصفت الاكثرية التي انبثقت عن الانتخابات النيابية، فكنا نستحق ان ننال 16 وزيراً. لذا اعتبر ان قوى 14 آذار مغبونة بعض الشيء، وبما انها تتحمل مسؤولياتها كافة حتى الرمق الاخير، فنراها اليوم تضّحي في سبيل المصلحة الكبرى". وعن موقفه من اصرار الجنرال ميشال عون على توزير صهره جبران باسيل، قال ونوس: "هذه مخالفة بحق الرأي العام، وسابقة خطيرة، وفي هذا السياق ينطبق المثل القائل "المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً". وتابع قائلاً: "لا اكتفي بالوقوف عند اصرار الجنرال عون على توزير صهره، ولكن من ناحية اخرى ان التجربة الذي خاضها الوزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات هي غير مشجعة، فهو لم يحسن نوعية التخابر مكتفياً بتخفيض كلفته. وكذلك الامر بالنسبة الى وزير الطاقة والمياه، آلان طابوريان، الذي لم يتمكن من تحسين اوضاع الكهرباء، فللأسف استمر الوضع كما هو عليه". وفي هذا السياق، تساءل ونوس: "ماذا ينفع ابقاء القديم على قدمه؟ فالحقائب الوزارية ليست ملكاً لاحد، فهي خدمة عامة، ولا بد ان توزع وفق الحاجة والكفاءة، فلكل حكومة معطياتها وخصوصياتها". من جهة اخرى، تحدث ونوس عن "عدم الانسجام الواضح والفاضح في صفوف 8 آذار، سيما بالنسبة الى علاقة تكتل "التغيير والاصلاح" مع "حزب الله" و"أمل". فاليوم بات الجنرال عون يحلق خارج السرب، بعد ان اضاع البوصلة".

واضاف ونوس "امامنا العديد من المعطيات التي تشير الى عدم الوئام والانسجام في صفوف الاقلية، سيما العتاب الذي اعرب عنه النائب نبيل نقولا، وقوله "بدأنا صخرة وانتهينا بحصة...". فمن الاساس لم يدرك النائب نقولا حجمه ولا حجم تياره، بل بالغ لانه من الاساس لم يكن بحجم صخرة". وفي الختام، اعتبر ونوس "ان رغبة اسرائيل في اعادة احياء لجنة الهدنة مع لبنان مزيفة، فهي ترمي تصاريحها كالقنابل المؤقتة، ولا ثقة لي باي مبادرة قد تطلقها".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 مصادر لـ"الدايلي ستار": لبنان اختار نائب المدعي العام للمحكمة الدولية 

٣١ تموز ٢٠٠٩

نقلت صحيفة الـ"دايلي ستار" عن مصادر في وزارة العدل أن "لبنان اختار نائب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إلا أن السلطات لن تكشف عن اسمه حتى مطلع الأسبوع المقبل لدواع أمنية". وقال مقرر المحكمة الدولية بالنيابة هيرمان فون هيبل "ان الشهود اللبنانيين سيتم نقلهم إلى مقر المحكمة في احدى ضواحي لاهاي في هولندا في أسرع وقت ممكن، في الوقت الذي يبقى فيه مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بلمار في منزله في كندا حيث يتلقى العلاج من مرض لم يكشف عنه"، مشيراً إلى أن بلمار لم يضع تاريخاً ثابتاً لعودته التي "تعتمد بشكل أساسي على صحته". ولفت فون هيبل إلى أن "غياب بلمار وعدم وجود المدعي العام اللبناني لم يؤثرا على سير عمل التحقيق الذي أشرف عليه بلمار من كندا"، مؤكداً أن "العمل يسير كما هو مقرر". وأشار فون هيبل إلى أن المحكمة تلقت أخيراً موافقة من لجنتها الادارية لتوظيف ما يقارب 30 إلى 40 موظفاً اضافياً في مكتب المدعي العام"، موضحاً أن "المحكمة باتت تستخدم قرابة الـ 180 شخصاً". أضاف: "نكثف جهودنا في التوظيف، لا سيما بالنسبة إلى المحققين في مكتب المدعي العام"، موضحاً أن "التركيز ينصب في الوقت الراهن على توظيف المحققين". وقال فون هيبل: "في غضون ذلك، تمضي المحكمة في عملها إذhأنه من المقرر أن تنجز مع نهاية شباط العام 2010 بناء قاعة المحكمة لمحاكمة المتهمين المحتملين". ورأى أن "التوقعات تشير إلى أنه مع نهاية كانون الثاني ستصبح قاعة المحكمة جاهزة"، وقال: "أنا على يقين أننا نسير على المسار الصحيح". وأشار إلى أن "المسؤولين في الأمم المتحدة يواصلون جمع الأموال للمحكمة البالغة 65 مليون دولار لميزانية العام 2010، إذ أن 49% منها ستأتي من الدولة اللبنانية على النحو المنصوص عليه في ميثاق المحكمة"، معرباً عن ثقته بأنه "سيكون لدينا ما يكفي من الأموال المتاحة في العام المقبل".

المصدر : دايلي ستار

 

متكي يبشر لبنان بحرب ويدعو العرب لإرسال متطوعين الى لبنان 

٣١ تموز ٢٠٠٩

دعا وزير الخارجية الايرانية منوجهر متكي اليوم الجمعة العرب الى وضع متطوعين في لبنان في حال شنت اسرائيل هجوما عليه. وقال متكي ان الشعب اللبناني اخذ يتحدث في الاونة الاخيرة عن احتمال" ان يشن الكيان الصهيوني عدوانا اخر على لبنان رغم انه مستبعد ان يفكر قادة هذا الكيان بشن هذا العدوان بعد الهزيمة النكراء التي تكبدوها قبل اکثر من عامين في لبنان وبعدها في غزة". واضاف انه يقترح على الدول العربية "التي لم تتخذ الخطوات اللازمة التي کان يجب ان تتخذها خلال العدوان السابق على لبنان" بان تضع قواتها المتطوعة بتصرف لبنان. من جهة ثانية رأى متكي ان تعاطي بريطانيا مع الموضوعات المتعلقة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ، "يتسم بالعداء والتدخل" وقال ان هذا التدخل فشل على "اثر مقاومة الشعب الايراني".  واتهم الدول التي تدخلت في الانتخابات الايرانية بانها کانت تدرب عن طريق قنواتها التلفزيونية "کيفية اثارة الاضطرابات وتصنيع المتفجرات وايجاد التوترات ".

وقال انها "شريكة في جميع الجرائم واعمال القتل التي حدثت ويجب ان تتحمل المسؤولية في هذا الخصوص". واعرب عن اسفه " لان الاختبار الذي مرت به الدول الغربية في الانتخابات الايرانية لم يکن اختبارا جيدا ، ان هذه الدول رسبت مرة اخرى في قضايانا الاقليمية وقد تدخلت بکل ما تملك من امکانات علنية وسرية في الانتخابات الايرانية".

وقال متکي ان الدول الغربية کانت تظن بان الثورة الاسلامية "هي في وضع يمکنهم من اثارة فتنة اخرى لكن النقطة الملفتة انهم اقروا في تحليلاتهم السرية وادائهم بان ايران تحظى بالاستقرار". ودعا الادارة الامريكية الجديدة "ان تنتبه الى الافخاخ التي نصبوها لها ، فان الدخول في هذه الجولات الجديدة من المفاوضات في ظل سياسات قادة الكيان الصهيوني يعد سقوطا في الفخ الذي هدفه دفع الدول العربية الى الاستسلام حتى في مشروع الحد الادنى الذي طرحوه". واشار الى "هزيمة اميرکا والحماة الاخرين للكيان الصهيوني في العقود الماضية " وقال " انهم لم يستطيعوا ارغام الفلسطينيين المقاومين على الاستسلام ولن تستطيعوا". واشار الى وضع المسلمين في الصين وقال انهم يشكلون عاملا مهما في توسيع التعاون بين الصين والدول الاسلامية ،مشيرا الى ان ايلاء الحکومة الصينية المزيد من الاهتمام في اعادة الهدوء والاستقرار والامن للمسلمين الصينيين يشکل مطلبا عاما للدول الاسلامية. واضاف انه "لا يمكن احتمال عمل الذين يريدون المساس بالوحدة الوطنية في الصين" وقال ان الدفاع عن المسلمين هو واجب يقع على عاتق کافة الدول الاسلامية" لکن هذا لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى". واعتبر متكي ان الامريكيين " قاموا باعمال غير صحيحة في العراق وان ما يخص ايران هو سياسات، الرئيس الامريكي السابق جورج بوش في حماية المنافقين( منظمة مجاهدي خلق الايرانية المحظورة ) وتحريضهم في العراق خلال الاعوام السبعة الماضية رغم هزيمة المنافقين النكراء".

وانتقد عدم اقدام الادارة الامريکية الجديدة خلال الاشهر الستة الماضية وقال ان من الطبيعي ان الحكومة العراقية لم تکن ولا تريد توتير علاقاتها مع ايران لانها وجدت ان ايران وقفت الى جانبها خلال السنوات السبع او الثماني الماضية. وفيما يخص الحوار مع اميرکا توجه متکي الى المسؤولين الامريكيين متسائلا " اي من اجراءاتکم العملية يمکن ان نشير اليها؟ هل تغيرتم في افغانستان ؟ وهل تغيرتم في سائر القضايا الاقليميه؟". 

 

 فضل الله لـ "إيلاف": لهذا أتخوف من زج حزب الله بإغتيال الحريري

ايلاف/الجمعة 31 يوليو/ إبراهيم عوض

  إبراهيم عوض من بيروت: أثار التصريح الذي أدلى به العلامة السيد محمد حسين فضل الله قبل أيام وحذر فيه من "تسلل جهات وأدوات تختفي خلف محاور دولية إلى مواقع قضائية دولية بغية إختلاق ملف جديد لإحداث فتنة بين السنة والشيعة"، إهتمام الأوساط الرسمية والسياسية في لبنان، خصوصاً بعد التقرير الذي نشرته مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قبل مدة وتحدثت فيه عن دور لـ "حزب الله" في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد إستوضحت "إيلاف" فضل الله عن الدوافع التي حملته على إطلاق هذا التحذير وما إذا كانت لديه معطيات جديدة عززت مخاوفه بهذا الخصوص فأجاب :

" أنا لا أثق بالمؤسسات الدولية التي تسيطر عليها الدول الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، نحن لا نستطيع أن نثق بوجود عدالة في المؤسسات الدولية وخصوصًا المؤسسات التي يُراد لها أن تحقق العدالة، لأنه من الممكن جدًا أن تقحم المصالح الدولية داخلها. إذ ليست هناك عصمة لا للقضاة ولا لغيرهم، ولا سيما أننا عندما ننظرالى القضاء في لبنان، والذي هو أحدى الجهات التي تحكم المحكمة الدولية ونعرف كيف أن البعض كان"يلعب" بالقضايا حتى في موضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يتعزز لدينا هذا الشك مع ما قيل عن أن بعض الشخصيات سواء أكانت إعلامية أو سياسية هي التي كانت وراء تقرير "دير شبيغل"، وهي لا تزال تمارس هذا الدور في إثارة المسألة على أساس أن "حزب الله" هو الذي يقف وراء اغتيال الحريري.

وهذا طبعًا يهدف إلى خلق مشكلة سنية شيعية أو تحضير المناخات للفتنة بطريقة وأخرى". وأضاف: "عندما تجد أن هناك، كما عبر عنها بعض السياسيين، لعبة أمم في هذه القضية، فإننا نعرف ما هي خطوط لعبة الأمم، وكيف يمكن أن تتحرك في القضاء كما تتحرك في السياسة. لذلك نحن الآن في لبنان نعيش مسألة لعبة الأمم سواء في الحروب التي وقعت في لبنان أو في الأوضاع التي تحركت في داخله أيضاً بين 14 و8 آذار، وخصوصًا قضية إسرائيل . وحتى مسألة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" التي اعتقد أنه جيء بها من أجل حماية إسرائيل وليس من أجل حماية لبنان، ولذلك عندما يحدث أي اعتداء من إسرائيل على لبنان لا نجد أن "اليونيفيل" تتحرك في شكل فاعل للدفاع عن لبنان ".

وعن رأيه في حكومة الوحدة الوطنية التي يعمل الرئيس المكلف سعد الحريري على تأليفها أعتبر فضل الله أن الحكومة الموعودة ستكون " حكومة وحدة وطنية معقدة، من منطلق أننا عندما ندرس الشخصيات التي سوف تدخل هذه الحكومة نجد أنها شخصيات تختلف فيما بينها في القضايا الأساسية ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية على مستوى وصول الحكومة إلى أهدافها. كما نلاحظ أن هناك خلفيات لبعض الجهات اللبنانية بحيث ينطلق فيها الباطن بعيدًا من الظاهر، يعني كلهم يقولون إن إسرائيل هي العدو، لكننا نعرف أن المسألة ليست على هذا القدر من الوضوح ".

ولدى سؤاله عن العلاقة مع الرئيس المكلف سعد الحريري إكتفى العلامة فضل الله بالقول إنه إلتقى به مرة واحدة بعد إغتيال والده وقد نصحه يومها بأن يكون مثل رفيق الحريري . وتناول فضل الله العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تتحكم بالمسار اللبناني فقال. "أن لبنان يمثل البلد الذي كنت أعبّر عنه أنه البلد الذي تتنفس فيه كل مشاكل المنطقة والبلد الذي تحاول كل المنطقة أن تتدخل فيه. ولعل الجميع يعرف أن لبنان هو البلد الذي تلتقي فيه الاستخبارات الدولية، وقد كان أحد فنادقه في وقت ما موقعًا من مواقع هذه الاستخبارات. ونحن نعرف من خلال التجربة والملاحظة أن الاستخبارات ليس دورها أن تجمع المعلومات ولكن أن تصنع الوقائع.

وهذا الذي نلاحظه في كثرة المندوبين الدوليين ولا سيما الأميركيين والأوروبيين الزائرين للبنان وفي تدخلاتهم حتى في القضايا الجزئية، بينما لا نجد هذا الحشد من المندوبين الدوليين والإقليميين في أي بلد من بلدان المنطقة، وليس ذلك إلا من جهة أهمية لبنان في إثارة القضايا التي توزع على المنطقة وتحاول أن تتدخل في ذهنية الإنسان اللبناني بالمستوى الذي يضيع فيه هذا الإنسان ويتحول إلى شخص لا يفكر في شكل مستقل، بل تراه يفكر بطريقة الإيحاءات التي تأتيه من خلال الزعامات التي استعبدت جماعاتها أو من خلال المحاور الدولية التي تحاول أن توجه اللبنانيين إلى بعض الأوضاع في المنطقة".

ولم يستثنِ السيد فضل الله في عرضه الدور السوري والإيراني وإن من نظرة مختلفة إذ رأى"أنه من الطبيعي جدًا أن تجد كل دولة موطئ قدم في لبنان، سواء من خلال خطها السياسي أو من خلال مصالحها الإستراتيجية، ولا بدّ لها من أن تستفيد منه أيضاً. الآن لا إشكال أن الخط السياسي منذ الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني جعلت القضية الفلسطينية هي القضية الإستراتيجية في السياسة الإيرانية. ولذلك فإنه من الطبيعي أنها عملت وتعمل على أساس أن تتحرك وتستفيد من الأرض اللبنانية في مواجهة إسرائيل وفي تعميق الموقع الذي يواجه إسرائيل وأن تدعم حركات التحرر والمقاومة. وهكذا نلاحظ بالنسبة إلى سوريا التي تعتبر لبنان امتداداً لها من الناحية التاريخية , فضلاً عن قولها خاصرة سوريا، وبالتالي فإنها تخشى مما يُصنع في لبنان أو من الوضع السياسي. فهي تخاف على أمنها، ولذلك تحاول أن يكون لها دور كبير في لبنان حتى تستطيع من خلال هذا الدور أن تحمي أمنها أو تحقق مصالحها" .

 

التحول الغربي عن لبنان

بقلم العماد عون

يقول دسراييللي، أحد رؤساء الحكومة البريطانية، في القرن التاسع عشر إنه: " ليس لبريطانيا أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون إنما مصالح دائمة" وانطلاقاً من هذه المقولة المعمول بها في السياسة الدولية فإنّ لكل دولة مصالح تحاول المحافظة عليها وفق سلم ٍمن الأولويات، وإذا صدف وكان عليها أن تختار بين مصلحتين فإنها بالتأكيد ستضحي بالمصلحة الأقل قيمة لتحتفظ بالأفضل بينهما. ومن دون معرفة مصالح الدول التي نتعامل معها، لا نستطيع معرفة مواقفها بالنسبة إلينا، في حال وقعنا في صراع مع دول أخرى.

ويمكن اختصار مصالح الدول بثلاث، المصالح السياسية، المصالح الاقتصادية والمصالح الأمنية – العسكرية. وإذا اعتبرنا أن قلب مثلث الأهداف الاستراتيجية الأمريكية هو التفوق العسكري والسيطرة على الطاقة والتحكم بالنقد، فضمن هذا المثلث نجد بالدرجة الاولى إسرائيل التي ترتبط ارتباطا عضوياً بالولايات المتحدة في جميع مصالحها، وهي مكوّن من المكوّنات الأساسية السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية. أما الدول العربية المنتجة للنفط فتأتي بالدرجة الثانية من حيث ضخامة انتاجها النفطي واحتياطها والفائض المالي الذي لا يمكنها أن توظّفه في سوقها وعليها أن تعتمد على الولايات المتحدة في توظيفه و"هدره" في البورصة.

أما لبنان، فلا وجود له ضمن مثلث المصالح الأمريكية، لأنه لا يشكّل مصلحة مهمة للولايات المتحدة نسبة لما يشكّل محيطه، وهو بالتالي واقع في خانة أطماع هذا المحيط الذي يسعى ليجعل منه حلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين، أو جائزة ترضية للمتضرّرين من حلّ قضية الشرق الأوسط.

فإسرائيل الرافضة لعودة الفلسطينيين، والتي تخشى التزايد السكاني العربي في داخلها، هي طليعة المطالبين بتوطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم، وترحيل من تبقى منهم عن أرضها، مدعومة بذلك دعماً مطلقاً من الولايات المتحدة، لأنها كما ذكرنا، ترتبط ارتباطاً عضوياً بمصالحها، وبالتالي فالدول الأوروبية التي تتبع أمريكا سياسياً تأتي في عداد الداعمين لإسرائيل.

نحن شعب يعشق الحرية ويحترم حقوق الإنسان ويحب السلام، ولسنا نحن من يعادي أمريكا وأوروبا، بل هما من يفعل ذلك، وأسوأ ما في القضية أنهما يتصنّعان احتضان لبنان والعناية به، فيما يعرفان جيداً أن ما يفعلانه سيؤدي إلى انفجاره من الداخل وتفتيته. وهذه المعاداة بدأت مع إنشاء دولة إسرائيل على حدود لبنان، وما خلّفته من حروب تحمَّل أثقال نتائجها، من اللجوء وفقدان الإستقرار إلى الصدامات الداخلية مع المنظمات الفلسطينية، وقد تطعمت على هذه الإشتباكات مشاكلنا الداخلية والمشاكل العربية ولم تنته بعد. ونبدو اليوم أسوأ درجة مما كنا عليه بُعيد حرب الأيام الستة، إذ في حينه كانت الحكومة اللبنانية ما تزال تؤلف في بيروت، أما اليوم فلم نعد نعرف أين تؤلف ولا من يؤلفها.

في تلك الحقبة كانت بداية الصدامات بين الجيش والمنظمات الفلسطينية وكانت أيضاً حقبة الغارات الإسرائيلية الثأرية على لبنان، وكان اتفاق القاهرة كما كان الضغط الأمريكي المتواصل لضبط الفلسطينيين؛ في هذه الأجواء تفاعلت الأوضاع وتطورت بشكل سلبي وسريع فانفجرت في الثالث عشر من نيسان 1975 بين الفلسطينيين والمليشيات الحزبية.

وفور حصول هذا الحدث بدأت أوركسترا وسائل الإعلام الغربية تعبّئ الأجواء العالمية بأخبار الحرب الأهلية في لبنان، وقد حجبت عن الرأي العام العالمي حقيقة المشتركين في هذه الحرب وخلفياتها. وما كان يجري على الأرض يختلف تماماً عما كان مسموعاً أو مرئياً في أجهزة الإعلام، ولم يعكس الإعلام الغربي يوماً صورة الأحداث اللبنانية كما هي، فكان، كلّما ازدادت القوى الفلسطينية القادمة من مصر والأردن والعراق وسوريا وسائر الدول العربية، يغالي في الحديث عن حرب أهلية في لبنان، متجاهلاً كذلك المشتركين فيها ومصادر التمويل من الدول العربية البترولية وتدخلات إسرائيل. ولما تحقّقت الغلبة لهذه القوى القادمة الى لبنان، أتى المبعوث الأمريكي دين براون وعرض على الرئيسين فرنجية وشمعون إجلاء المسيحيين عن وطنهم، وكان هذا الخيار الوحيد الذي قدّمه لهم.

من هنا، يجب أن يفهم كل لبناني بصورة عامة والمسيحي بصورة خاصة، أن الخيار الوحيد المتاح أمامهم اليوم، لصيانة وطنهم ونفوسهم، هو وحدتهم، وتعزيز قوتهم ومنعتهم والوطنية، والإبتعاد عن مناورات الكبار الحارقة بدل الارتماء في لهيبها.

العماد ميشال عون

 

وفاة النائب السابق نبيل البستاني ومراسم الدفن السبت

غيب الموت النائب السابق نبيل البستاني، ويحتفل بالصلاة لراحة نفسه ظهر غد السبت في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت، ثم ينقل جثمانه الى مسقط رأسه الدبية - الشوف، حيث يوارى الثرى في مدفن العائلة. وفي ما يلي نبذة عن حياة الراحل:

-ولد في العام 1924.

-تخرج من الجامعة الاميركية مجازا في ادارة الاعمال. بدأ حياته العملية في العام 1945، منطلقا من القامشلي حيث انشأ مؤسسة "بستاني اخوان" وكانت تعنى ببيع المعدات الزراعية، وايضا بزراعة الحنطة.

-انهى اعماله في سوريا في أواخر الستينات، وانتقل الى بيروت لادارة اعماله الجديدة ومنها مشاريع التنمية العقارية في لبنان، واعمال البناء في كندا.

-كان من اوائل المنتسبين الى "الحزب الديموقراطي" مع الدكتور اميل بيطار، جوزيف مغيزل، باسم الجسر، توفيق معوض وغيرهم، وتسلم امانة التنظيم في الحزب.

-انتقل الى "مونت كارلو" واعاد بناء فندق "النتروبول" ليصبح من افخم وارقى فنادق اوروبا.

-ترأس في اوائل الثمانينات فرع القارة الاوروبية وفرنسا للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

-انتخب عضوا في مجلس ادارة غرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية في مرسيليا.

-انشأ ما بين 1982 و1983 "مؤسسة نبيل البستاني الخيرية"، وخصصت في البدء لمساعدة ابناء الشوف والمهجرين. وطور نشاط المؤسسة وحولها الى مساعدة القرى المنكوبة على اعادة بناء الكنائس المهدمة او المتضررة، كما شملت المساجد والحسينيات والخلوات، وبلغ العدد ما يزيد عن ال 265 دورا للعبادة. واسس في العام 2006 مؤسسة "نبيل البستاني الخيرية" في مونت كارلو لمساعدة الطلاب اللبنانيين للتعليم العالي في جامعتي هارفرد (الولايات المتحدة الاميركية) وكامبردج (بريطانيا).

-منحه البابا يوحنا بولس الثاني وساما رفيعا في 5 ايلول 1997 تقديرا لهذه الاعمال.

-دخل الندوة النيابية في العام 1992 على لائحة النائب وليد جنبلاط، واعيد انتخابه تباعا في كل الدورات الانتخابية النيابية حتى العام 2009 عندما آثر عدم الترشح.

 

"المردة": البطريرك مرجعيتنا الروحية وضمير لبنان والمصالحات لتعزيز الوجود المسيحي والمشاركة 

 لقاء بكفيا يُستتبع بتقارب على خطوط بنشعي - معراب - بكركي 

ريتا صفير/النهار   

هل تتكلل جهود الرابطة المارونية بالنجاح، فيتحقق اللقاء "الموعود" بين رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع  ورئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه؟ وهل تترجم التهدئة بين بنشعي وبكركي زيارة يقوم بها نائب زغرتا للديمان قريبا؟

بين الاتصال الاول الذي أجراه فرنجيه برئيس حزب القوات "المنحل" آنذاك، بعيد اطلاقه من السجن، والكلام على لقاء قريب سيجمع الرجلين اليوم، "مطبات" حفلت بها العلاقة بينهما . واذا كان جانب منها اتخذ طابعا دمويا، في التاريخ الحديث، ولا سيما عبر الاحتكاكات بين المناصرين والمحازبين، فهي لم تخل ايضا من محاولات جمع سياسية اكتسب بعضها طابع "براءة ذمة" في مرحلة، وخصوصا قبيل الانتخابات النيابية، فأجهض. وكان للعبة المحاور والاصطفافات قسطها ايضا.

من ارتدادات عودة الحرارة الى خط بنشعي - بكفيا اليوم، تقاربات موعودة على خطين، بنشعي - معراب من جهة، وبنشعي - بكركي من جهة، وما بينهما سلسلة لقاءات مكوكية للرابطة المارونية.  عمليا، لا موعد محددا بعد للقاء بين الدكتور سمير جعجع والنائب فرنجيه رغم التصريحات والاجواء الايجابية التي يطلقها الاطراف المعنيون بالملف. واذا كانت اوساط "المردة" تجدد التنويه "بالكلام المتقدم" الذي ادلى به رئيس الهيئة التنفيذية لمحطة الـ "ام . تي. في" على التيار والعلاقة بفرنجيه، مقارنة بالكلام السابق، مما عزز المناخ الايجابي بين الفريقين، فهي تفي ايضا اللجنة السياسية في الرابطة المارونية حقها على هذا المستوى.

وفي حين تكشف ان لقاء سيجمع رئيس "تيار المردة" برئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه واللجنة التنفيذية في الرابطة اليوم، في اطار الجولات التي تقوم بها الرابطة على القيادات المسيحية لتعزيز مناخات المصالحة، تشدد على ان "  تواصل هذا السياق يوصلنا الى  نتيجة حتمية" .

في اي حال، تحرص الاوساط على التوضيح ان الاولوية هي اليوم لترميم العلاقة على خط بكركي -  بنشعي، "وعمل الرابطة يدخل هذا الاطار، انطلاقا من طرحها الراهن عبر عقد لقاء بين البطريرك الماروني ورئيس "المردة" ".

وعلى رغم الترجيحات والمواعيد الثابتة التي يسرف بعض السياسيين في اطلاقها، تلفت مصادر "المردة" الى ان لا شيء ثابتا حتى اليوم عن توقيت الزيارة، على رغم  ان سلسلة خطوات عملية تمهد لها ، ليس آخرها زيارة النائب سامي الجميل للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى الديمان اول من امس. فالاجتماع الذي تخلله اطلاع البطريرك الماروني على أجواء "لقاء بكفيا"، كما بات معروفا، "ضاعف الاجواء الايجابية" على وصف "المردة"، و"هذه اجواء تكللت بالكلام الذي اطلقه البطريرك الماروني عقب الاجتماع".

وهل ما زال البطريرك الماروني "طرفا" في رأي "التيار" ومعه مسيحيو 8 آذار؟

تشدد اوساط "المردة" على ان للعلاقة مع البطريرك الماروني طابعا يختلف عن اي طرف سياسي آخر" فهو مرجعيتنا الروحية وضمير الموارنة ولبنان. من هذا المنطلق يكون التعامل معه مغايرا. أما الاسئلة والتساؤلات التي أثرناها، ولا سيما في الموقف الذي أصدره عشية الانتخابات النيابية، فتبقى من حقنا ويجري العمل عليها في الوقت الراهن". 

إصرار و... استمهال

إصرار "تيار المردة" على المضي في التقارب المسيحي - المسيحي ولا سيما مع "القوات"، تقابله ايضا دعوة الى الاستمهال و"عدم حرق المراحل": "فالتهدئة الاعلامية تحققت. وتلك احدى ثمرة اجتماعات اللجنة المشتركة بين تيارنا وحزب "القوات البنانية". تركز عملنا ايضا على منع الاحتكاكات بين الفريقين ولا سيما خلال فترة الانتخابات النيابية. فمر الاستحقاق بخير".

صحيح ان الدعوات الى المصالحة بين المسيحيين مزمنة وسبقت الاستحقاق الانتخابي، لكنها لم تتعدَّ اطار "المزايدات" بتعبير الاوساط التي تذكر بمضامين الخطب السياسية في تلك المرحلة، واجتهاد الفريقين في تحريك الجماهير. اما المصالحة المرتقبة بين زغرتا وبشري في الظرف الراهن، على رغم "رمزيتها الخاصة"، فيدرجها التيار، كسابقاتها، في خانة "طي صفحة الماضي الاليم بين الموارنة تحديدا  والمسيحيين عموما"، مؤكدا ان " الغفران عن حادثة اهدن حصل منذ زمن، وعن كل من شارك فيها، علما ان بعضهم بات خارج الفريقين او الاصطفافين".

بعد آخر يضفيه "التيار" للمصالحات المسيحية ركيزته "تعزيز الوجود المسيحي والمشاركة المسيحية في الدولة"، مشددا ، في رد على سؤال، على انه "حتى اللحظة لم يحصل المسيحيون، سواء كانوا في المعارضة او الموالاة، على حقوقهم ضمن منطق الشراكة الفعلية مع المسلمين في الدولة".

واذ تنفي المصادر ان تكون الخطوات التصالحية المتسارعة راهنا تأخذ في جانب منها طابع الرد على موقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط عبر دعوته الى اقامة تجمع اسلامي، او ذات علاقة بالموضوع الحكومي، تذكر ان ملف التقارب المسيحي – المسيحي طرح منذ مدة طويلة، وهو لا يحمل في طياته اي رد على الموقف الجنبلاطي المستجد، "فما نقوم به نفعله عن اقتناع، انطلاقا من ايماننا بلبنان الواحد وضمنه دور أساسي للمسيحيين كشركاء في ادارة البلاد."

تبقى مفارقتان: انعكاس هذه الخطوات على العلاقة مع "التيار الوطني الحر"، وعدم حضور النائب نديم الجميل لقاء بكفيا. في الباب الاول، تحرص أوساط "المردة" على تأكيد التواصل المستمر مع "التيار الوطني الحر"، "وهو في أجواء ما يحصل، علما ان العونيين يعتبرون انهم في حالة مصالحة مع الجميع، بصرف النظر عن الخلاف السياسي". أما في شأن غياب النائب نديم الجميل عن لقاء بكفيا، فتذكر المصادر بالبيان الذي أصدره "الجميل الابن" عقب لقاء بكفيا وأبدى فيه ترحيبه بالاجتماع. متحدثا عن ظروف خاصة منعته من المشاركة.

 

مقابلة مع النائب سامي الجمسل من مجلة الشراع

النائب سامي الجميل طالب بإعطاء ((الحكم)) الصفارة:السلاح اهم ثلث معطل وأدعو لتطوير النظام او تغييره  

*علاقة استراتيجية تربطنا بـ((القوات)) وسنُسقط اية محاولة للتفريق بيننا

*نريد علاقات طبيعية مع سوريا تمر بتصحيح ما ارتكبته من اخطاء بحق اللبنانيين

*لا نشن حرباً على حزب الله ولكن لدينا مشكلة مع السلاح

*ما من دولة تقوم وتعيش في ظل وجود سلاح غير شرعي

*جنبلاط لديه هم اساسي وهو حماية الطائفة الدرزية

*جاهزون للقيام بأي دور يقرب بين المردة و((القوات)

أكد النائب سامي الجميل ان كل القوى على الساحة المسيحية متفقة على تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية، واستغرب من ان الجميع يدعو رئيس الجمهورية ليؤدي دور الحكم بينما لا نعطيه ((الصفارة)).

ورأى الجميل ان السلاح في يد حزب الله وحركة ((امل)) اقوى ثلث معطل، واعتبر النظام السياسي في لبنان فاشل ودعا الى تطويره او تغييره بالبحث عن نظام فريد من نوعه يكون على مقياس لبنان ويمنع تجدد الحروب والمشاكل.

((الشراع)) التقت النائب الجميل وحاورته حول خطوات المصالحة على الساحة المسيحية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

# لقاءاتكم مع تيار المردة والنائب سليمان فرنجية اعتبرها البعض اولى الخطوات على طريق المصالحات على الساحة المسيحية، لكن آخرين يرون انها ستبقى شكلية وصورية طالما هناك خلافات عميقة حول قضايا رئيسية كدور لبنان في المنطقة وسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا؟

- لا اوافق على هذا، نعم من المعروف ان هناك خلافات على مثل تلك المواضيع ولكن هذه المواضيع الخلافية يجب الا تمنعنا من اللقاء على مواضيع وقضايا اخرى، خاصة ان امامنا اربع سنوات من الحياة البرلمانية وستُطرح خلالها مسائل وقوانين تتعلق بالانماء والتنمية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، وهذه كلها لا علاقة لها بتلك المواضيع الخلافية، فلماذا يتوقف اذن التعاون والتلاقي حولها خاصة حول الامور التي تحسن اوضاع الناس، في حين يبقى الحوار قائماً حول القضايا الخلافية، فالمهم ان نبدأ او لا بد من نقطة ما للبدء في توضيح نقاط الخلاف لنتحاور حولها وفي بلورة نقاط التلاقي للتعاون فيها.

# هل اتفقتم على آلية لذلك؟

- طبعاً وهناك لجان تشكلت لمتابعة كل الامور.

# هل هي رد على ما يجري بين الاطراف الاسلامية من لقاءات ودعوات لانشاء تكتلات معينة؟

- هذه الخطوات التي تجري منذ اسبوعين كانت مبرمجة لتحصل منذ عشرة اشهر، ولكن تأجلت بسبب حادثة بصرما التي وقعت بين ((القوات اللبنانية)) و((تيار المردة)) في منطقة شكا، وبسبب انشغالنا لاحقاً بالانتخابات النيابية وحين انتهت الانتخابات باشرنا العمل على تحقيقها.

# الى أي حد صحيح ان انتخابات 2005 جمعت معظم القوى على الساحة المسيحية لمواجهة العماد عون وتياره بينما ما يجري اليوم بعد نتائج انتخابات 2009 هو لمواجهة تنامي قوة سمير جعجع و((القوات اللبنانية)) على حساب سائر الاطراف المسيحية؟

- لا، نحن تربطنا علاقة استراتيجية مع الدكتور سمير جعجع و((القوات)) وسنسقط اية محاولة للتفريق بين الكتائب و((القوات)) فما بيننا تحالف استراتيجي واتفاق على كل النقاط الاساسية والثانوية، وبالتالي لن يكون الحوار او العلاقة مع أي فريق آخر على حساب علاقتنا مع ((القوات اللبنانية)).

# ومع التيار الوطني هل ستقومون بخطوات مماثلة؟

- اكيد، في مرحلة لاحقة.

# هل بدأتم مع المردة للوصول الى التيار العوني، ويقال ان عين الكتائب على قاعدة هذا التيار؟

- عين الكتائب على لبنان وعلى مصلحة المسيحيين في لبنان، وكل حزب له خصوصيته وحساباته، وقد رأينا جميعنا الى اين وصل بنا منطق الالغاء في فترة من الفترات، وعلى القيادات المسيحية واللبنانية بشكل عام ان تخرج من عقدة الالغاء وان تعترف بالتعددية وتقبل بوجود احزاب وآراء وقيادات اخرى، وان يتعاونوا بعضهم مع بعض لمصلحة الناس وليس العكس.

# هل سيكون لكم دور في توسيع مروحة المصالحات المسيحية بالمساعدة على التقريب بين ((القوات وقيادة المردة؟

- التواصل موجود بين ((القوات)) والمردة، ونحن على جهوزية للقيام بأي دور ايجابي في هذا الاطار.

# سابقاً كان لرئيس الجمهورية مسعى في المصالحات، اين دوره اليوم فيما يجري؟

- رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان، وكلنا نلتقي بشكل عفوي تحت مظلته، وكل ما نحاول القيام به هو لدعم موقع الرئاسة.

# هو في اجواء ما تقومون به؟

- هو في الاجواء وبكركي ايضاً، وأنا زرت سيدنا ((البطرك)) ووضعته في كل الاجواء.

# شجعكم على التواصل واللقاء مع التيار العوني؟

- لم ندخل في التفاصيل والحديث كان حول موضوع محدد هو اللقاء مع سليمان فرنجية، ومن الطبيعي ان سيدنا يبارك اية خطوات تقرب الناس بعضها من بعض.

# حركتك اثارت حفيظة بعض اعضاء المكتب السياسي في حزب الكتائب الذين اعتبروها متسرعة صحيح؟

- هذا غير صحيح وكلام غير دقيق.

# يتردد انكم بصدد السعي للقاء مع حزب الله؟

- غير صحيح.

# ما تقومون به على الساحة المسيحية لن يطال الاطراف على الساحات الأخرى التي بينكم وبينها خلاف؟

- بلى ولكن تدريجياً.

# بتقديرك أين كلمة السر اليوم التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة أو التي ستسهل ولادتها؟

- مشاورات تشكيل الحكومة ما زالت جارية ومواضيع الخلاف معروفة، وفي مقدمتها مطلب ((الثلث المعطل)) وما سيتضمنه البيان الوزاري ونحن ننتظر لنرى نتائج المشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف وعلى أساس ذلك نعلن موقفنا.

# يبدو ان هناك اتفاقاً على استبدال الثلث المعطل بوزير مضمر للمعارضة يكون من حصة رئيس الجمهورية؟

- حين ينتهي الرئيس المكلف من مشاوراته سنرى وسنعطي رأينا.

# هل ستقبلون بذلك من حيث المبدأ؟

- لنرَ أين ستصل المشاورات ونقرر على ضوء ذلك، وبالنتيجة نحن نرى ان سلاح حزب الله على الأرض هو أهم من الثلث المعطل، لأنه مهما كانت صيغة الحكومة المقبلة فإنها حين ستأخذ قراراً لا يعجب حزب الله أو حركة أمل فلديهما عندئذ أهم ((ثلث معطل)) وهو السلاح.

# يلاحظ ان حزب الكتائب بعد الانتخابات النيابية، يشكل رأس حربة في الهجوم على حزب الله دون سائر القوى، لماذا؟

- بالنسبة إلينا هناك عدة ملفات نعتبرها الأساس لتكوين الدولة ومنها موضوع سيادة لبنان، فما من دولة يمكن لها أن تبسط سيادتها وسلطتها على كل أراضيها، وأن تعيش بشكل طبيعي في ظل وجود سلاح غير شرعي، وبالنسبة إلينا فإن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وسلاح حزب الله، وسلاح أية مجموعة أخرى في لبنان هو عائق أمام قيام الدولة، ومن هذا المنطلق نقول نحن لا نشن حرباً على حزب الله، لكن لدينا مشكلة مع السلاح غير الشرعي، وسنبقى على موقفنا لأننا نعتبر هذا الأمر أساسياً.

# قوى أساسية في 14 آذار بدأت تختلف معكم في هذه النظرة إلى حزب الله؟

- هذا رأينا.

# وما رأيكم بما يقوم به النائب وليد جنبلاط؟

- وليد بك لديه هم أساسي هو الحفاظ على الطائفة الدرزية الكريمة، ويقوم بكل الخطوات لحمايتها.

# هو لا يقول ذلك؟ وما يقوم به أوسع..

- .. هو لا يقول ذلك، ولكن هذا تحليلنا وهذا رأينا.

# هل تغيرت نظرتكم أنتم أيضاً إلى سوريا بعد الانتخابات؟

- موقفنا من سوريا ثابت منذ أربعين سنة، ونحن نقول نريد علاقات طبيعية مع سوريا، ولكن هذه العلاقات لا بد ان تمر في تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها بحق لبنان، وفي حل بعض الملفات العالقة معها.

# هل ما زالت تتدخل بلبنان؟

- لنكن واقعيين، الكل يتدخلون في لبنان وعلى اللبنانيين ان يتفقوا فيما بينهم ويستعيدوا ثقة بعضهم ببعض لانهاء أي تدخل خارجي، فحين يرتاح اللبنانيون للعلاقات بينهم فعندها لن يحتاجوا لتدخل اي كان، سواء سوريا او غير سوريا.

# أين لمستم ان الكل ما زال يتدخل بلبنان؟

- ما شهدناه في الفترة الاخيرة بين المملكة العربية السعودية وبين سوريا لا يشجع، اذ نلاحظ ان خطوات الحل تبطىء او تسرع حسب وقع العلاقة بينهما وهذا امر غير طبيعي، والكلام عن ان الحل في لبنان لن يحصل الا بالتوافق الخارجي يشكل اهانة للبنانيين، فمن العيب ان يكون تشكيل الحكومة مرتهناً لأي بلد خارج لبنان.

# هل ما زلت تؤيد الفدرالية السياسية؟

- لم اقل في اية مرة انني مع الفدرالية، لكن ما اقوله هو ان النظام السياسي اللبناني برهن عن فشله في السنوات الماضية، وعلى اللبنانيين ان يجدوا قراءة نقدية لهذا النظام لايجاد نظام آخر او للوصول الى صيغة جديدة، او لتطوير النظام السياسي حتى يتلاءم مع المعطيات التي شهدناها منذ اربعين او خمسين سنة حتى اليوم، وذلك حتى لا يستمر النظام السياسي سبباً للحروب والمشكل والتعطيل في لبنان، فأي صيغة يمكن لها ان تحسن العلاقات بين لبنان نحن معها، وعلى اللبنانيين ان يطلعوا على كل الانظمة التي ترعى مجتمعات تعددية في العالم وان يستنتجوا منها ما يمكنهم من ايجاد نظام على قياس لبنان، يكون فريداً من نوعه قادراً على معالجة المشاكل بين اللبنانيين.

# هل لديكم تصور محدد؟

- لدينا افكار كثيرة وهذا الأمر من المواضيع التي لا يمكن فرضها فرضاً، ولكنه من المواضيع التي تطرح على طاولة البحث والحوار بين اللبنانيين.

# الدعوة الى تغيير النظام او تطويره نقطة لقاء قوية وهامة مع اطراف عدة من قوى 8 آذار/مارس؟

- ليس لدينا عقدة، وليس بمجرد ان تطرح 8 آذار/مارس امراً حسناً علينا ان نقف ضده في المطلق، ولا حين نطرح نحن أمراً مماثلاً على 8 آذار/مارس ان تقف ضده بالمطلق، يجب وهذا ما بحثناه في اللقاء مع سليمان فرنجية، يجب ان نعرف كيف نتعاطى بعضنا مع بعض ونتحاور ونحدد القواسم المشتركة.

حوار احمد الموسوي   

     

صدق او لا تصدق من الشراع 

سوريا مايسترو المعارضة

الشراع/قال نائب من قوى الرابع عشر من آذار/مارس متهكماً خلال رده على طالب وساطة لدى قيادة الجيش ((يا عمي شو النا نحنا بالمؤسسة العسكرية اذا صار الحاج وفيق صفا مسؤول استخبارات حزب الله – هو الذي يربط ويحل في قيادة الجيش، واذا باتت تشكيلات الضباط الشيعة من اختصاصه ومحصورة به

نقل عن سفير عربي في بيروت توكيده عودة الخلافات بين دمشق والرياض في حال ظل حزب الله وحلفاؤه في قوى الثامن من آذار/مارس يشكلون عقدة امام تشكيل الحكومة، وإصرارهم على المطالبة بالثلث الضامن وبحقائب وزارية معينة، لأن المسؤولين في سوريا هم مايسترو كل هذه الجوقة اللبنانية التي تتحرك وفق تعليمات واضحة من اروقة الاستخبارات السورية وكواليس قصر المهاجرين.

حزب الله خائف من تحولات سورية

الشراع/اكد قيادي بارز في حزب الله خلال لقاء مغلق مع اصدقاء له في حي السلم ان خوف قيادة الحزب لا يكمن من عدوان اسرائيلي محتمل ضد لبنان، بل من تحولات في السياسة والمواقف لدى النظام السوري الذي يقوم بالتقارب مع الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واسرائيل بخطوات سريعة وبتحركات ولقاءات غير معلنة لا يعرف تفاصيلها حتى الايرانيون.

مخاوف في سوريا من انقلاب

الشراع/أكد مواطنون سوريون خلال زيارتهم لأقاربهم في لبنان ان العاصمة دمشق تشهد كل ليلة تدابير امنية مشددة غير معلنة وانتشاراً كثيفاً لعناصر من الاستخبارات العسكرية والامن الجوي في مناطق جرمانا، حرستا، السيدة زينب، ضاحية الاسد، عدرا، حي الحسين..وتقوم سيارات مدنية تابعة لمديرية امن الدولة تحمل عناصر وضباطاً بالمرابطة بالقرب من المباني الحكومية والعسكرية، اضافة الى ان المواطنين يفاجأون في اكثر الاحيان بحواجز ظرفية لعناصر من الاستخبارات حتى في الاحياء الدمشقية الداخلية. وأشارت اوساط سورية معارضة الى ان هناك مخاوف من احتمال حصول مشاغبات او عملية انقلاب عسكري قد يقوم بها ضباط علويون بدعم خارجي ربما ايراني نتيجة المخاوف الايرانية من تقارب سوري – اميركي – اسرائيلي باتت معالمه تظهر يوماً بعد يوم.

استباحة

الشراع/نقلت منظمة حقوق الانسان في سوريا – ماف – عن مصدر اعلامي سوري ان بلدة تلعرن الواقعة شرق مدينة حلب التابعة لمنطقة السفيرة تتعرض لعملية استباحة من قبل الامن الجنائي – فقد اقيمت حواجز على مداخل البلدة منذ اكثر من شهر وقامت عناصر امنية بجباية الاتاوات من اصحاب الآليات الزراعية وآليات النقل الداخلة الى البلدة والخارجة منها، خاصة وان البلدة في ذروة موسمها الزراعي حيث تعتبر هذه البلدة احدى اهم مصادر الخضار الى مدينة حلب ويبدو ان الاتاوات المحصلة لم تشبع جشع المسؤولين فسيرت دورياتها الى سوق البلدة لفرض اتاوات على المحلات التجارية والتي تسدد ضرائبها بشكل نظامي الى مديرية مال السفيرة، ولما امتنع اصحاب المحلات عن دفع الاتاوة (الخوة) قام عناصر الامن الجنائي يوم الاثنين 13/7/2009 بالاعتداء عشوائياً على المواطنين وقاموا بإتلاف خضارهم واعتقال بعض اصحاب المحال مما ادى الى وقوع شجار بين الاهالي ورجال الدورية التي قامت باستدعاء المساندة التي كانت جاهزة لتلبية النداء بأقل من ربع ساعة – معلوم ان هذه الدوريات تتأخر ساعات اذا ما استنجد بها المواطن المتعرض للخطر.

واقتحمت خمس سيارات مليئة بالعناصر المدججين بالسلاح بقيادة ضابط برتبة مقدم البلدة يطلقون العيارات النارية وانهالوا بالضرب على المواطنين بالعصي ومؤخرة بنادقهم وكأنهم عصابة من عصابات رعاة البقر ((الكاو بوي)) وفي اليوم الثاني في تمام الساعة الثانية والنصف دخل مدير منطقة السفيرة على رأس قوة كبيرة مؤلفة من الامن الجنائي والشرطة المدججة بالسلاح وبأكثر من عشرين سيارة، وجابوا شوارع البلدة كلها لزرع الرعب في نفوس المواطنين، ثم قاموا بالاغارة على السوق والغزو على موجوداته

تدابير جديدة بعد اكتشاف شبكات التجسس  

 الشراع / اتخذت قيادة الجيش تدابير جديدة بعد اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية وشبكة القاعدة، وتقضي هذه التدابير بالزام كل ضابط ينوي السفر تقديم افادة مفصلة لقيادة الجيش عن الدولة التي يقصدها، وهدف زيارته. ومن التدابير الامنية التي اتخذتها القيادة تشديد الحراسة والمراقبة حول الثكنات والمواقع العسكرية، واقامة غرف تنصت في اكثر من منطقة، اضافة الى رصد العمال العرب الذين يعملون في الورش والمطاعم والفنادق. وكانت مديرية التوجيه اصدرت بياناً اكدت فيه ان التحقيق مع بعض الموقوفين الاصوليين اظهر انهم يتخذون من عملهم في بعض المؤسسات الخاصة والمهن الحرة غطاء للقيام بعمليات المراقبة والرصد، لذلك دعت قيادة الجيش اصحاب المؤسسات والمهن الحرة الى التأكد من الوضع القانوني للمستخدمين لديهم او طالبي الاستخدام من كل الجنسيات الاجنبية، وإبلاغ الجهات الامنية المختصة عن أي وضع يثير الشبهات.   

  تدخل  

الشراع

*تدخل النائب د. ميشال موسى مع فعاليات شعبية ودينية في بلدة مغدوشة رفعت لافتات تحمل حزب الله مسؤولية اختطاف ابن البلدة جوزيف صادر في مربع الحزب الامني على طريق مطار رفيق الحريري الدولي منذ ستة اشهر. تدخل موسى أسفر عن ازالة اللافتات مع وعد ببحث الامور من جديد مع قيادة الحزب المذكور.

خلاف

*رغم بلوغ لقاءات النائبين سامي الجميل وآلان عون ثلاثة حتى الآن، فإن الخلاف السياسي بين الكتائب والتيار الوطني ما زال هو الغالب في هذه اللقاءات.

صحيح

*لم يفلح النائب ميشال عون بترويج توزير صهره الساقط جبران باسيل وسط التيار الوطني نفسه بسبب مبدأ عدم توزير الساقطين، وهي قناعة ترسخت داخل صفوف المعارضين لباسيل من جماعة عون نفسه.   

تفاؤل الرئيس بري  

الشراع/التفاؤل الذي يظهره الرئيس نبيه بري، بدأ يصطدم بالموجة الجديدة للمعارضة التي عبر عنها الجنرال ميشال عون بقلق واضح ادى الى ان يُسترضى بتصريح ناري لوئام وهاب تجاوز فيه قلق عون الى رمي التعطيل على القاهرة

سري جداً  

الشراع/وزير الاتصالات وصهر ميشال عون جبران باسيل ارسل الى المدعي العام المالي.. ملفاً يطالب فيه بالتحقيق مع اصحاب شركتي الخلوي السابقتين ((سيليس)) وليبانسيل))، لما يعتبره مخالفات مالية وحقوقاً للدولة عليهم

ايطاليا وفرنسا وتعديلات في ((اليونيفيل))  

الشراع/قالت مصادر قريبة من قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، ان إيطاليا تتجه لتقليل أعداد أفراد قوتها في لبنان خلال العام المقبل، كما ان باريس ستعيد النظر بنوعية تسلح قواتها ضمن اليونيفيل، بحيث يقتصر على اسلحة خفيفة فقط.

روسيا وفتح

الشراع/تقوم روسيا بدور لافت وراء الكواليس في مجال مساعدة حركة ((فتح)) على توفير الضمانات المطلوبة لها من غير جهة من أجل عقد مؤتمرها العام على نحو ناجح.

وبحسب هذه المعلومات المستقاة من مصادر في ((فتح))، فإن روسيا تحدثت عبر موفدها الكسندر سلطانوف إلى المنطقة مع كل من سوريا والإسرائيليين و((حماس)) وجهات لبنانية بموضوع مساعدة ((فتح)) على إنجاح مؤتمرها العام عبر السماح لأعضاء قياداتها بالوصول إلى مكان عقد الاجتماع.   

جنبلاط مع ((الشادور)) أو ((الميني جوب)) واخبار اخرى  

الشراع/بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب وليد جنبلاط ممازحاً لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً منه: هل أنت مع الميني جوب أم مع الشادور.

والذين سمعوا بري يقول ذلك لم يسمعوا رد جنبلاط على الخط الآخر. وقصة ((الشادور)) و((الميني جوب)) التي بلغت مسامع بري مفادها ان صحافياً تونسياً استوقفه في لبنان أن يجمع بين الظاهرتين. وقد توقف جنبلاط أمام تصنيف البلد بهذا الشكل الذي عبر عنه الصحافي التونسي.

سياحة لبنان تتجاوز السياحة الإسرائيلية

الشراع/كشفت مصادر سياحية ان حجم السياحة الاصطيافية في لبنان تجاوزت من حيث أعداد السائحين الحجم السياحي الذي شهدته إسرائيل خلال هذا العام. وقالت هذه المصادر ان شركات سياحية إسرائيلية في الخارج، بدأت تقوم بحملات دعائية غير مباشرة ضد السياحة في لبنان، لأن إسرائيل تخشى أن تمتد موجة السياحة العربية في لبنان إلى الساحة السياحية الأوروبية والصينية واليابانية لتستقطب السياح منها بدلاً من الكيان الصهيوني. وتقول هذه المصادر، ان لبنان يستطيع أن يجذب سنوياً أكثر من مليوني سائح إذا اعتمد حملة دعائية في البلدان الأوروبية وفي القارة الصينية وأيضاً في اليابان، علماً ان السياحة الراهنة التي يشهدها لبنان لا تعتمد على برنامج دعائي، ولكنها تتكل على رصيد قديم لموقع لبنان فوق الخارطة السياحية العربية والعالمية.

فكرة.. سلبية

الشراع/فكرة عقد لقاء موسع لأطراف المعارضة ما تزال محل استقصاء على مستوى تطبيقها على الأرض.وتقول المعلومات ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حاول خلال لقاءاته بأطراف المعارضة جس نبض إمكانية تحقيق فكرة لقاء موسع لـ8 آذار إلا ان النتيجة كانت سلبية.

تحفظات

الشراع/في معلومات خاصة انه يوجد تحفظات في الرابية حيال لقاء المصالحة بين النائب سليمان فرنجية والرئيس أمين الجميل. وكان يريد عون أن تجرى هذه المصالحة بالتنسيق مع الرابية. رغم ان الاعلام العوني حاول إظهار لقاء المصالحة وكأنه جرى بالتنسيق مع عون.   

 

لبنان بين سندان الشبكات الاصولية ومطرقة الشبكات الاسرائيلية  

 الشراع/رأى مسؤول امني لبناني ان خطر الخلايا الارهابية الأصولية التي تتسلل الى الاراضي اللبنانية، يوازي خطر الشبكات الاسرائيلية الناشطة في لبنان، لأن الهدف واحد لكل منها وهو التخريب والقتل واشاعة الفوضى والبلبلة.. وعن الشبكة الاصولية التي القي القبض عليها اخيراً في لبنان، اشار المسؤول الامني الى ((ان تدفق المجموعات الاصولية من العراق الى لبنان ازداد بشكل لافت في الفترات الاخيرة، نتيجة الضربات التي تلقتها هذه المجموعات من القوات العراقية – الاميركية، خصوصاً في مناطق الموصل والانبار وديالى العراقية، ولوحظ في الوقت نفسه قيام عدد من مسؤولي القاعدة باتخاذ بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان كمستقر ومكان آمنين)).

وحسب المعلومات فإن الاجهزة الامنية كانت منذ سنة تقوم برصد دقيق لتسلل الاصوليين الى لبنان، وباتت هذه الاجهزة تملك زمام المبادرة في معركتها مع الارهابيين، وهي تملك في الوقت نفسه معلومات ومعطيات عن طبيعة هذه الخلايا والمجموعات من بينها انها كناية عن خليط من جنسيات عربية عدة وأقلية ضئيلة جداً غير عربية بينهم العديد من خبراء المتفجرات، وهؤلاء الخبراء لهم ((المكانة)) الأكبر نظراً الى الحاجة اليهم، كما ان الاجهزة الامنية لديها ما يشبه خارطة لتوزيع الخلايا وأماكن انتشارها التي تظهر ان بعضها يقيم في اماكن آمنة سرية في مناطق لبنانية وبعضها الآخر في مخيمات فلسطينية وبصورة خاصة في مخيم عين الحلوة، وتعتبر هذه الخلايا اليوم من الخلايا النائمة التي تنتظر تعليمات لتحركاتها ونشاطاتها، تصلها من المجلس الجهادي لتنظيم القاعدة عبر بريد الكتروني يشرف عليه مختصون في الاتصالات والبرمجة من بينهم خبير مصري مقيم في عين الحلوة لقبه ((محمد كومبيوتر)). وكانت اوساط اعلامية متابعة ذكرت انه ((سبق لقيادة الجيش ان وجهت رسائل الى جامعة الدول العربية والى سفارات وأجهزة استخبارات تطلب فيها تـزويدها بكل ما تملك من معلومات قديمة ومستجدة عن هذه الخلايا والمجموعات، انفاذاً لتوجه راسخ لدى هذه القيادة بجبه هذه المجموعات وكشف خلاياها، بعدما شرعت هذه القيادة في تنفيذ توجيهات السلطة السياسية بمحاصرة هذه المجموعات واستئصال خطرها وكبح جماحها، الاوساط الامنية اكدت ان المؤسسة العسكرية عملت على تعقب ورصد تحركات هؤلاء على نحو يحول دون شعورهم بالاستقرار، والسعي لاستدراجهم وكشف خلاياهم، وان مواجهة هذه المجموعات والخلايا، تجري بالتنسيق مع جهات امنية عربية ودولية وهناك لقاءات واجتماعات كثيفة في هذا المجال)). وكشفت الاوساط نفسها، ان الاجهزة الامنية حصلت على معلومات ثمينة وقيمة منذ مدة في مجال رصد الخلايا الاصولية من خلال التحقيق مع قيادي خطير في تنظيم القاعدة من الجنسية الكويتية يدعى محمد عبدالله ناصر الدوسري، لقبه ((ابو طلحة الكويتي))، الذي ألقي القبض عليه في احد فنادق الأشرفية في 26/3/2009 كان مكلفاً العمل على إعداد وتشكيل خلايا اصولية في مخيم عين الحلوة وإرسالها الى العراق في مهمات خاصة.

وتابعت الاجهزة الامنية معلومات ((ابو طلحة)) ومقاطعتها مع اجهزة امنية بريطانية وقبرصية ويونانية حتى تم التوصل اخيراً الى القاء القبض على الشبكة الاصولية والتي يترأسها السوري منجد الفحام الذي كانت تخطط لتهريب مسؤولين اصوليين بارزين من مخيم عين الحلوة الى افغانستان وباكستان من بينهم مسؤول تنظيم ((جند الشام)) الشيخ الفلسطيني اسامة امين الشهابي (ابو دجانة) المطلوب بموجب عدة مذكرات توقيف بتهم تورطه في التخطيط لأعمال ارهابية وتفجيرات واغتيالات من بينها تفجير مطعم ((الماكدونالدز)) في الدورة في نيسان/ابريل 2003. وأمير ((فتح الاسلام)) محمد عبدالرحمان عوض الملقب (ابو محمد شحرور) واللبناني عبدالغني جوهر المتورط في اعمال ارهابية وتفجيرات استهدفت الجيش اللبناني في منطقة الشمال. وأكدت الاوساط ان التحقيقات الاولية مع الشبكة الاصولية اظهرت انها كانت تخطط لاستهداف القوات العاملة في جنوب نهر الليطاني.

وأضافت الأوساط: ((ان متابعة المعلومات اظهرت في الوقت عينه ان الخلايا الارهابية لا تتبع قيادة موحدة رغم انها تدور في فلك القاعدة، فضلاً عن تعدد اهدافها وتوجهاتها، وبالتالي فإن بنيتها التنظيمية تعتمد التراتبية العنقودية، وتعتمد كل خلية على تمويل ذاتي محلي، فيما يشكل تنظيم ((جند الشام)) عصبها الرئيسي)).

التعاون الامني اللبناني مع عدد من اجهزة الاستخبارات العربية في مجال مكافحة الارهاب، كشف من خلال تقارير امنية وصلت الى استخبارات الجيش عن احتمال تسلل مجموعة كبيرة من الاصوليين السعوديين الذين سبق وان كانوا من معتقلي سجن غوانتنامو الى لبنان وسوريا، للانضمام الى مجموعات وخلايا اصولية، والى قيام قيادي في القاعدة سوري – تركي الاصل – يدعى ج. دفتر دار – لقبه ((ابو عبدالله)) يحمل جواز سفر مزوراً، بتأمين انتقال متطرفين من سوريا ولبنان إلى العراق للقتال إلى جانب القاعدة، وزار دفتر دار منطقة الشمال عدة مرات والتقى فيها بناشطين أصوليين اسلاميين.

وذكرت تقارير امنية قيام مجموعة من الانتحاريين الاصوليين من بينهم عدد من السودانيين والجزائريين بتلقي تدريبات في مخيم عين الحلوة على طرق استخدام الأحزمة الناسفة ويشرف على هذه التدريبات مسؤول عسكري فلسطيني في تنظيم ((جند الشام)) يدعى عماد . ي. وعلم من مصادر امنية ان جزائرياً يدعى حبيب. ب، قتل اخيراً في حي الصفصاف في مخيم عين الحلوة خلال تلقيه التدريبات على طريقة استخدام الأحزمة الناسفة وان المجموعة الانتحارية كانت تتحضر للقيام بعمليات ارهابية ضد اهداف في لبنان ودول اوروبية.

وأشارت مصادر الى ان عدداً من اجهزة الاستخبارات العربية تتعاون فيما بينها هذه الايام لمتابعة معلومات تشير الى توزع مجموعات اصولية تابعة لتنظيم معروف باسم ((اسود شبه الجزيرة العربية)) يضم كويتيين وسعوديين وفلسطينيين، وان مسؤولاً سياسياً سابقاً في تنظيم حركة فتح – المجلس الثوري (جناح ابو نضال) مقيم في الضفة الغربية، يقوم بالاشراف على تحركات المجموعات الاصولية ويتنقل بين عدة دول اوروبية بجوازات مزورة.   

 

مقابلة مع الوزير غازي العريضي من مجلة الشراع

31 تموز2009

*سوء إدارة 14 آذار تباعد بين جنبلاط وجعجع  

*في الحياة السياسية لا يوجد قوالب مغلقة

*لا يمكن ان ننادي بلبنان أولاً وعيوننا وأيدينا في الخارج

*تفاؤل بري كان مبنياً على معطيات

*كدنا ننسى تاريخنا وفلسطين ونذهب للتقوقع

*((لبنان اولاً)) لا يعني الإنغلاق والتقوقع

يبدي وزير الأشغال العامة الوزير غازي العريضي تفاؤلا بخصوص تشكيل الحكومة العتيدة نظراً لإنتهاء المرحلة الصعبة الخاصة بالمحاصصة العددية في الحكومة وبدء المرحلة الأسهل في التشكيل حول توزيع الحقائب. مشيراً الى انه لا توجد قوالب مغلقة في الحياة السياسية ولا يمكن ان ننادي بلبنان اولاً وعيوننا وأيدينا في الخارج.

((الشراع)) أجرت مع الوزير العريضي جولة أفق حول أبرز الإستحقاقات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

# مرّ شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة من دون ان تحل عقدة الثلث المعطل، وفجأة خلال 24 ساعة ظهرت بوادر الحل ،ماذا حصل؟

- نستطيع القول الآن ان الباب قد فتح جدياً لتشكيل الحكومة وانتقلنا من مرحلة الى مرحلة أخرى. كنا في مرحلة حسم مسألة ما يسمى الثلث المعطل، سلباً او إيجاباً. من المعروف ان فريق 8آذار/مارس يريد هذا الثلث المعطل بطريقة او بأخرى، بشكل معلن او مبطن، والفريق الآخر بطبيعة الحال يرفض هذا الامر. وكل الاسابيع التي مرت كان النقاش يتركز حول هذا الموضوع. وقد طُرح خلال تلك الفترة صيغ عدة بين وزير ((وديعة)) لدى رئيس الجمهورية، ووزير ((ملك)) اي وزير من الطائفة الشيعية الكريمة ينتمي الى رئيس الجمهورية، وبين الاقتراح الاخير بأن يسمي رئيس الجمهورية إسماً له علاقة به، لكي يكون منسجماً مع نفسه وحافظاً صدقيته، لانه لا يمكن ان يضع على خانته اسم وزير تمت تسميته من قبل الآخرين ولا علاقة له به.

اليوم عندما أقول فُتح الباب ذلك لأنه تم الاتفاق بأن يسمي الرئيس اسماً. وكان الرئيس يردد دائماً ((انا اسمي اسماً لا يستفز الآخرين ولكن انا عندما اقول ان فلاناً من حصة رئيس الجمهورية له علاقة بي و لي علاقة به، اما ما عدا ذلك فاتفقوا بين بعضكم)). لذلك الآن انتقلنا الى المرحلة الثانية والتي هي على اهميتها فهي أقل اهمية من المرحلة الأولى، و هي مرحلة البحث عن الاسماء و توزيع الحقائب بين القوى السياسية. انا لا اعتقد بانه ثمة صعوبات كثيرة في هذا المجال.

# الا تعتقد ان ذلك قد يحتاج وقتا أكثر مما احتاجته المرحلة السابقة، اذا حلت عقدة الثلث المعطّل والنسبية هناك مشكلة إنتقاء الحقائب، فالشيعة يريدون المالية والنائب ميشال عون يريد توزير صهره جبران باسيل مجددا في وزارة الإتصالات ؟

- هذا أمر من الطبيعي ان يحصل عند تشكيل أية حكومة لكن في النهاية ننتهي بالتفاوض ونصل الى صيغة مقبولة من الجميع. لا يمكن لكل طرف ان يحقق كل ما يريد من مطالب. من حق كل طرف ان يطرح ما يريد ومن الطبيعي ان يكون سقف الطلبات عالياً. هذا جزء من اللعبة السياسية، لكن في النهاية ستشكل حكومة ربما انه سيستحيل تلبية كل طلبات الكتل النيابية، سوف تكون تسوية قائمة على توازنات معينة تأخذ في عين الاعتبار اقصى ما يمكن من مطالب الكتل النيابية التي ستشارك في الحكومة ضمن الاطار الذي رسم من ناحية العدد الذي تم الاتفاق عليه.

# هل يوجد صيغ حاضرة؟

- كلا، لانه في الاسابيع الاربعة الماضية لم تتم ملامسة موضوع الحكومة من زاوية الاسماء والحقائب، كان فقط حسم مسألة العدد وبالتالي حصة الفريقين مع حصة رئيس الجمهورية. الآن سندخل الى الاسماء والحقائب وانا لا اعتقد ان المسألة ستأخذ وقتا طويلا. ايضا لن يكون هناك صعوبات كما يتوقع الآخرون. مثلاً منذ أيام كان البعض يقول الحكومة لما بعد رمضان او الى الخريف.... الحكومة مربوطة بظروف كذا اوكذا... انا شخصياً باطلاعي على معلومات بسيطة كنت اقول دائماً قطعنا شوطاً كبيراً وعندما تحدث الرئيس بري عن التفاؤل كان ذلك مبنياً على معطيات تنطلق من هذا الشوط الكبير الذي قطعناه.

نحن كنا نتابع بشكل دقيق ويومي تفاصيل كل الاتصالات وكنا جزءاً منها وعقدنا اجتماعات عدة بالسر والعلن ، كنا على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية سواء بلقاءات مباشرة او اتصالات، بالتالي تقاطعت معلومات ومواقف ومعطيات بيننا وبين فخامة الرئيس كما كنا على تواصل يومي مع الرئيس المكلف سعد الحريري و مع دولة الرئيس نبيه بري وبالتالي نحن في قلب دائرة الاتصالات التي كانت تحصل.

# هل كنتم على تواصل يومي بالادارتين الاميركية والسورية؟ أليس من هناك جاء الحل ؟

لا، لا.. هذا الموضوع أبعاده أبعد بكثير من أبعاد الحكومة اللبنانية. اذا كنا نريد التحدث عن الحكومة اللبنانية الامر بدأ بالتواصل السعودي - السوري الذي جاء في سياق المبادرة الأم الشجاعة والكبيرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزبز في الكويت في كانون الثاني /يناير الماضي حيث قال ((انتهت الخلافات بالنسبة الينا بيننا وبين كل الدول العربية))، كان هذا القرار قراراً إستراتيجيا من قبل الملك عبد الله في الانفتاح على كل الدول العربية وخصوصا على دمشق لاقفال هذا الملف لانه كان الخلاف الاكثر حدة. كما كان قد تم تجاوز الخلافات مع قطر وليبيا، الموضوع الاساسي الذي له ابعاد مهمة بانعكاساته على الوضع اللبناني وعلى الوضع العراقي والفلسطيني وامتداداً على الوضع العربي - العربي هو الوضع السوري. كان وما يزال قرار خادم الحرمين الشريفين قراراً استراتيجياً معنياً بعلاقة قوية ومتينة مع سوريا وبتعاون سوري - سعودي على مستوى كل القضايا قبل ان تتطور العلاقات الاميركية - السورية ويأتي مساعد الرئيس الأميركي جورج ميتشل ويتحدثون عن العراق وفلسطين وعن تخفيف العقوبات وما شابه.

# لم أفهم منك بعد سبب الحل المفاجئ الذي جعل المعارضة تستغني عن الثلث الضامن وهي التي عطّلت الوسط التجاري بسببه وأشعلت بيروت في 7 ايار/مايو احتاج الأمر الذهاب الى الدوحة للحصول على ذلك ((الثلث)) لماذا الآن بقدرة قادر انحلت الامور؟

- في الحقيقة الحل لم يتم بشكل مفاجئ ولكن الإعلان عنه تم منتصف الأسبوع، اما بالنسبة لما ذكرته فالظرف مختلف كلياً. في 7 ايار/مايو كانت الكلفة العالية. حتى السيد حسن نصر الله في احد خطاباته اعترف وأعلن بأن الاعتصامات في الوسط التجاري وصلت الى الطريق المسدود.

# لكنه بالامس عاد ليقول ان 7 ايار/مايو كانت هزة عصا؟

- هذا خطأ وردود الفعل على هذا الكلام لم تكن ايجابية بالنسبة اليهم والدليل انه اعاد توضيح هذه المسألة عندما ألقى خطاباً آخر وشرح ما كان يرمي اليه من خلال الكلام عن يوم مجيد، ومن داخل البيت السني وأقرب المقربين الى حزب الله في المعارضة من البيت السني لم يقبلوا هذا الكلام وكانت لهم ردود عليه. بمعنى ان هذا الكلام لم يخدم السياسة المعتمدة من قبل الآخر.

كثيرة هي الظروف التي تغيرت.. اولاً نحن من سنة حتى اليوم عشنا حياة سياسية مختلفة، والآن نتحضر لحياة سياسية أخرى مختلفة تماماً، هذه بالوقائع. نحن منذ انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية باتت كل العلاقات السياسية في البلد افضل مما كانت عليه. الخطاب السياسي في البلد أفضل مما كان عليه. الخطاب السياسي تجاه سوريا ومن سوريا باتجاه لبنان افضل مما كان عليه. مناخ التخوين والاتهام والتشكيك لم يعد بالحدة والوتيرة نفسها والتعبئة اليومية والتحريض اليومي. العلاقات اللبنانية - السورية التي ارادها رئيس الجمهورية بكثير من الاحترام والتقدير والعقلانية والحكمة باتت تكوّن مناخاً سياسياً في البلد مختلفاً، نضيف اليه في الفترة الاخيرة المصالحات واللقاءات والمصارحات بين الحزب الاشتراكي وحزب الله الذي لم يكن قائماً من قبل، ما أوجد إعادة تأسيس الثقة بين الطرفين. كما ان داخل الساحة المسيحية يوجد حركة على المستوى المسيحي- المسيحي جيدة. وكذلك العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل من خلال اللقاء بين سعد الحريري والسيد حسن نصر الله مروراً بسلسلة من اللقاءات المفتوحة التي تحصل بين الطرفين. كل هذا لم يكن يحصل، لقد كنا في فترة قطيعة وانقطاع تام في البلد وصل الى مرحلة هدد البلد بالإنشطار.

هذا في الداخل، اما في الخارج، هناك تهديدات يومية للبلد، لا احد في البلد مع اسرائيل او يراهن على اسرائيل او مرتاح للتهديدات الاسرائيلية. هذا بحد ذاته عنصر موحد. من الممكن ان يدور النقاش حول كيف نواجه هذه التهديدات وهذا بند مطروح للنقاش على طاولة الحوار. رغم تموز/يوليو وآثارها، الآن نحن في مرحلة ثانية بعد ان كان المناخ السعودي- السوري في قطيعة واتهامات. كذلك الأمر بالنسبة للعلاقات الاميركية - السورية في تطور سريع، كل هذه الامور جديدة تحصل على الساحة واستطيع ان اؤكد انه لا يوجد بالمطلق اي كلمة سر.

تباين القراءات

# فريق 8 اذار/مارس واضح في قراءاته لم تتغير وهو لم يراهن يوماً على الغرب، هل فريق 14 اذار/مارس هو الذي غيّر قراءاته لهذا المشهد الذي رسمته؟

- برأيي الشخصي دائماً يوجد تباين في القراءات ودائماً يوجد تعبير عن هذه القراءات بأساليب مختلفة. اذا نظرنا الى 8 اذار/مارس اليوم بين ما يقوله حزب الله وما يقوله سليمان فرنجية يوجد مسافة، وبين ما يقوله حزب الله وميشال عون يوجد مسافة، بين ما يقوله فرنجية وما يقوله العماد عون يوجد تعبير عن موقفين.

# هل يوجد تباين بين ما يقوله الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط؟

- كلا، بين سعد الحريري ووليد جنبلاط يوجد تفاهم.

مسألة لبنان اولاً

# ماذا عن الإختلاف حول ((لبنان أولاً))؟

- مسألة لبنان اولاً ليس مستهدفاً بها سعد الحريري ولا تيار المستقبل، هو شعار رفع حتى يناقش فكرة ماذا تعني كلمة ((لبنان اولاً)). لم اسمع ردود فعل سلبية على كلام وليد بك من تيار المستقبل، وليد بك انتقد نفسه وانتقد الحالة التي يعيشها، انتقد حالة حزبه بمعنى اننا تحت الضغط حيث كنا ننتقل من جنازة الى جنازة، ومن دم الى دم، ومن اغتيال الى اغتيال، كدنا ننسى تاريخنا وفلسطين وانتماءنا وعروبتنا وذهبنا الى مزيد من الانغلاق ومزيد من التشنج بهذا المعنى. نحن ما زلنا ابناء هذا الوطن ويوجد قضية شئنا ام ابينا نحن مرتبطون بها وما يجري بشأنها ينعكس علينا بشكل او بآخر. نزحنا الآن من تحت الضغط والاغتيالات وعلينا ان نقف ونفكر ونقوم بمراجعة نقدية لما جرى من جهة وان نطل على المرحلة التي نعيشها والمرحلة المقبلة المرتقبة بأسلوب آخر والتعاطي مع الامور أكثر هدوءاً. ما يقوله وليد بك هو ((لنصوب مسارنا)).

اذاً ((لبنان اولاً)) لا يعني ان نعود للانغلاق والتقوقع والحدة والتشنج تحت هذا العنوان، ونحن في الوقت ذاته نقر مجتمعين بأن القصة مرتبطة بموضوع الفلاني بإيران والفلاني في سوريا والفلاني في العلاقات الاميركية - السورية، اذاً اين لبنان اولاً.

# أليس خيار ((لبنان اولاً)) هو الذي جعل جمهوركم ينتخبكم وجعلكم اكثرية؟

لا ليس خيار لبنان اولاً بهذا المعنى. نحن ولنكن منصفين كلمة ((لبنان اولاً)) كلمة مطاطة. في الانتخابات نحن رفعنا شعار عدم التدخل في الشؤون اللبنانية، اذا كان بهذا المعنى لبنان اولاً فكل الناس معه.

# لكن هذا كان خيار جمهوركم؟

نعم لكن عدم التدخل بالشؤون الداخلية شيء وان يكون هناك حالة عداء بيننا وبين سوريا شيء آخر. عدم التدخل في الشؤون الداخلية شيء وان نسمع كلاماً مزعجاً عن العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا شيء آخر.

هل نطلع من الدستور

# هل يعني ((لبنان اولاً)) ان لا اكون عروبياً؟

- ابداً بل بالعكس فهذا تماماً ما نقوله، ان لا نرجع لحالة انغلاق تحت عنوان لبناني فقط ونحن نعيش هذه الحالة وعيوننا على الخارج او ايدينا للخارج. كيف ((لبنان اولاً)) وعيوننا للخارج وقلبنا للخارج والى ما هنالك. نحن نقول اتفاق الطائف يحدد اين لبنان ويحدد علاقات لبنان مع الآخرين، لذلك عندما تقال كلمة علاقات مميزة، اعادة تموضع، عودة الى الكتاب، عودة الى الدستور. ممكن ان يكون هناك مشكلة بيننا وبين سوريا، هل أطلع من دستوري؟ اذهب وأعالج المشكلة انطلاقاً من دستوري الذي يحدد العلاقات اللبنانية السورية. اذا لا اذهب وأعمّق المشكلة.

# فاذا لا نستطيع ان نقول ضمنا بأن الحكومة اللبنانية هي صناعة لبنانية؟

- هي صناعة لبنانية لغاية الآن والدليل ما شرحته لك. وقفت القصة عند الثلث او لا ثلث، هذه انتهت وهذه مسألة لبنانية، هناك دول كان يهمها ان لا تربح الاكثرية وهناك دول أخرى فرحت لفوز الاكثرية، هذا موضوع آخر، لكل دولة حساباتها ومصالحها. هناك دول كانت تفضل ان يكون سعد الحريري رئيساً من المرة السابقة ودول أخرى تقول سعد الحريري ليس ضرورياً فليكن غيره هذه الفترة، فهذه لها حسابات وهناك دول اخرى ترى إذا كان هناك توتر بين لبنان وسوريا يمكن ان تتأثر مصالحها لأنها الآن مختلفة مع سوريا. انا دائما اقول مفهومي للبنان أولاً بانتمائي وبيئتي العربية ودستوري ولا نستطيع ان نقول الشيء ونفعل عكسه. انا اقول الحكمة والعقل والذكاء في بناء الوطن الصحيح وكل هذه الامور تؤدي الى قرار حماية البلد وهذا ما يجب ان نحسب حسابه. إذا كان التصادم بين الآخرين فيجب علي ان أجنّب الساحة اللبنانية قدر المستطاع،وإذا كان التفاهم بين الاخرين فلنجنب الساحة اللبنانية أياً كان هذا التفاهم . لذلك عندما ارى هذه الرياح آتية، دول كبرى تتقاطع مصالحها، إذ فجأة نرى الاميركان في الاسبوع مرتين أو ثلاثاً في دمشق، فهذا يؤخذ بعين الاعتبار أم لا؟ هل علينا ان نمشي بعناد ومكابرة ونبقى أسرى لشعارات ومواقف معينة أم اننا نغرق في تحليلات التمنيات فيأتي من يقول لو ذهب مئة مرة في اليوم الاميركي الى سوريا فلن يتغير شيء، الاميركان ما زالوا هم ولنبقَ سائرين معهم.

# هل ما زالت كتلة اللقاء الديموقراطي ضمن 14 اذار/مارس أم في الوسط أم ستنتقل الى مكان اّخر؟

- ما زالت في 14 آذار/مارس.

# اين انتم وسمير جعجع وما الذي يجمعكم الآن؟

- في المبادىء العامة التي طرحت على 14 آذار/مارس متفقون عليها ولكن يوجد خلاف في طريقة التعبير عنها، وهذا يعود سببه ودائماً أقولها وليس أول مرة انهم لا يجلسون مع بعضهم بين فترة وأخرى، هذا من سوء إدارة الموقف في 14 آذار/مارس.

# هل وليد جنبلاط وسمير جعجع بحاجة لإدارة لكي يلتقوا؟

- ادارة الموضوع من قبلهم في 14 آذار/مارس عموماً وليس فقط سمير جعجع ووليد جنبلاط بل كل 14 آذار/مارس بكل أطيافها، فإن إدارة معركتها شابها الكثير من الشوائب منذ انطلاقتها حتى الآن، والمشكلة نفسها لدى فريق 8 آذار/مارس.

أريد ان اقول لك شيئاً قد لا يعجب بعض الناس، في الحياة السياسية لا يوجد جمود وقوالب مغلقة.

# هل ما يحصل تقلبات أم تحولات جذرية؟

- كان كمال بك جنبلاط من أبرع الشخصيات السياسية التي عرفها لبنان إذ قام بتركيب صيغ وتحالفات ولقاءات وجبهات، فمن جبهة الأحزاب الإشتراكية الى تجمع القوى السياسية والشخصيات الوطنية المستقلة والإسلامية وصولاً الى الحركة الوطنية وجبهة لخلاص الوطني والإتحاد الوطني، ففي السياسة لا شيء ثابتاً، هناك أحداث متغيرة تفرض نفسها علينا، فمن الممكن ان تتلاقى أطراف متعددة مع بعضها البعض، فالحدث يفرض نفسه علينا، ولا نستطيع ان نقول لماذا حصل هذا الحدث؟

# في كل مرة تأخذ جمهورك معك حيث تريد وتقلّبه على من تريد؟

1. _ ليس القصة ان نأخذ الجمهور أم لا، فهذه طبيعة اللعبة السياسية والخيارات السياسية وأحياناً تدخل جماهير الأحزاب والقوى السياسية فيلتقون مع بعضهم، لا شيء ثابتاً ولكل ورشة عدة.

# انتم متهمون ككتلة على رأسها النائب وليد جنبلاط بأنكم كنتم أكثر من حرضتم جمهور 14 آذار/مارس ضد السوريين وأنتم السبب في أحداث 7 أيار/مايو واليوم أنتم أول من بادر الى تهدئة الأجواء مع دمشق وحزب الله؟

- ان نكون نحن مسؤولين عن أحداث 7 أيار فهذا غلط، كنا شركاء بالتكافل والتضامن جميعاً كقوى سياسية، أنا كان لي رأي خاص عبرت عنه في جلسة مجلس الوزراء حيث كانت الإتصالات فوق رؤوسنا وأنا كنت ممن يديرون هذه الإتصالات ولكن حُملت المسؤولية الى وليد جنبلاط لأنه كان أكثر إندفاعاً والأكثر تعبيراً بشدة وبحدة، وأنا لم أكن مع هذا الأمر.

# هل صحيح ان النائب جنبلاط طرح 3 عشرات في الحكومة؟

- لا هذا غير صحيح.

# لماذا أخبر النائب جنبلاط السيد حسن نصرالله ان قررات المحكمة الدولية هي مسيسة، أهو متخوف من اتهام المحكمة لحزب الله حسب صحيفة ((ديرشبيغل)) وهو لذلك يحاول إقامة علاقات ودية مع الحزب منذ الآن للنأي بنفسه عن هذه القرارات؟

- الموضوع بالنسبة للعلاقة مع حزب الله أبعد من ذلك بكثير، قد يصدر قرار المحكمة في هذا الإتجاه أم ذاك، فكان من غير الممكن تعليق العلاقة بين الدروز والشيعة الى ان تأتي المحكمة، قلت لك في سياق الحديث هناك متغيرات سياسية حصلت ثم كانت مواقف فيها بعض المراجعة النقدية من قبل حزب الله ووقفة عند بعض الأخطاء التي ارتكبت والمجال أصبح متاحاً ومفتوحاً للحوار. إذن ليكن هذا الحوار ولنضع حداً لكل هذه الإشكالات والظواهر التي حصلت على الأرض، لذلك لا يمكن الربط بين العلاقة مع حزب الله وقرارات المحكمة التي قد تصدر بعدة إتجاهات.

# ماذا لو صدر القرار باتهام حزب الله؟

- لا نستطيع ان نستبق الأمور ونتهم حزب الله، فلعله بنتيجة التحقيق يُتهم أحد ما من هذه الجهة أو تلك أو من هذه الطائفة أو تلك. المشكلة في ((ديرشبيغل)) انها رمت خبرية من جهة غير رسمية في المحكمة كادت وحدها ان تشعل البلد، ما خلق نقاشاً في كل الفترة السابقة، فوليد جنبلاط كان أول من تلقف الموضوع ورسم سقفاً لحماية البلد ولم يكن هذا الموقف نتاجاً للقائه مع السيد نصرالله. بل جاء تتويجاً لمسار بدأناه حتى منذ الخلاف الكبير بيننا وبين المعارضة، كان وليد جنبلاط دائماً الإطفائي لكل النيران السياسية والدموية التي كانت تندلع منذ 27 كانون الثاني/يناير 2007 وصولاً الى 7 أيار/مايو.

# في الإنتخابات النيابية تنازلتم عن بعض الحصص لمصلحة حلفائكم هل ستتنازلون أيضاً في الحكومة؟

- لا هذا موضوع مختلف لأن موضوع الحكومة يخضع لتوازنات حصص وطوائف.

# هل تتوقع حرباً إسرائيلية على لبنان ومن المعني في الدفاع عن لبنان المقاومة أم الجيش؟

- إذا اعتدت اسرائيل على لبنان فكلنا معنيون بالدفاع وهذا امر طبيعي وإذا لم يكن هناك مقاومة علينا ((خلق)) مقاومة. فالنقاش مع المقاومة لا ينطلق من سلاحها أو عدم حاجتنا إلى المقاومة فالنقاش يدور حول الإستراتيجية الدفاعية وكيف تكون المواجهة انطلاقاً من الوحدة الوطنية. حوار:هدى الحسيني   

 

يا شيخ كروبي أيهما أرحم: اسرائيل ام سلطات بلادنا؟

حسن صبرا/الشراع

قال رئيس مجلس الشورى الايراني، المرشح لانتخابات الرئاسة الايرانية الشيخ مهدي كروبي، ان تعامل اجهزة الامن الايرانية مع المتظاهرين (المحتجين على تزوير نتائج الانتخابات لمصلحة الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد) يشبه تعامل الأمن الصهيوني مع ابناء فلسطين. في اشارة الى قساوته وطبيعته التي تنم عن عنصرية ضد ابناء الوطن السليب.

وهذا التشبيه يتكرر دائماً كلما اراد كاتب رأي او سياسي او حزبي او معارض.. وكلهم عرب، انتقاد تعامل اجهزة الامن العربية مع ابناء اوطانهم، للدلالة على قمعها وإرهابها.

ولا يختلف عربي مع آخر في ان سلوك العدو الصهيوني ضد ابناء فلسطين، وأي شعب عربي آخر سقطت ارضه تحت احتلال العدو الصهيوني لها، هو سلوك عدو يدرك ان كل طفل عربي او شاب او مسن هو مشروع مقاوم بكل انواع المقاومة لهذا العدو، كما ان رفضه للوجود الصهيوني يعني رفضاً لنقيض كل عربي، يمكن ان يتعرض في اي يوم، وتحت اي ذريعة للاحتلال او للقصف والعدوان، ونقيضاً لكل عربي تجري في عروقه دماء الكرامة والغيرة والعصبية العربية، التي تئن كلما تعرض عربي آخر لعدوان صهيوني.

ويدرك كل عربي بالايمان والقناعة، بأنه ليس من حق العدو الصهيوني، تحت اي ذريعة، اعتقال اي فلسطيني على ارضه او قمعه او اطلاق النار عليه او اخراجه من وطنه، او إحلال مستعمر مكان بيته لتهجيره منه.. وبالتالي فإن وجود آلاف السجناء الفلسطينيين (والعرب) في السجون الصهيونية هو سلوك غير شرعي، غير قانوني، غير اخلاقي.. والجريمة هنا هي جريمتان، وفق نصوص واتفاقيات ومعاهدات وقرارات المنظمات الدولية التي ترفض في الأصل الاحتلال الصهيوني..

وبالتالي نرفض كل نتائج هذا الاحتلال.. من تغيير طبيعة الوطن والنظام والقانون واسماء القرى والبلدات والأحياء والشوارع، الى ايقاف اي انسان ولو لبرهة واحدة او تقييد حريته خلف اي جدران او قضبان.

ومع هذا، العدو هو العدو.. وكل ما يقدم عليه ضد اي عربي هو عمل عدواني، اما ان تسلك انظمة عربية او اسلامية السلوك نفسه، ضد ابناء شعوبها لمجرد الاعتراض على تـزوير انتخابات، او لمجرد ابداء الرأي الحر في سلوك او موقف او سياسة او شخص ما في انظمتها، فهذا هو الخروج الكامل عن اي اخلاقية اسلامية او عربية او انسانية.

فكيف يكون تعامل هذه الانظمة مع اي معتقل على ارضها داخل انفاق سجونها وسراديبها، التي لا ينطبق عليها اي مقياس من مقاييس السجون.. الصهيونية نفسها؟

اقرأوا العجب، منذ فترة احتج معتقلون فلسطينيون في سجون العدو، لأن سلطات هذه السجون اختصرت مدة احاديث السجناء مع اهاليهم عبر الهاتف في غرفة خاصة داخل السجن.

تصوروا وهم يؤمنون لهم الفضائيات والبرامج الترفيهية اي للمعتقلين في السجون الصهيونية! تصوروا وهم يحددون لهم مدة الاعتقال ولا يحق للسلطات الصهيونية ابقاء اي سجين انتهت مدة محكوميته. تصوروا وسجناء فلسطينيون يلجأون للمحكمة الدستورية الصهيونية لاعادة النظر في احكام اصدرتها محاكم عسكرية صهيونية.

تصوروا ومعتقلون فلسطينيون يرسلون اعتراضات الى صحف ووسائل اعلام صهيونية تشكو سلطاتها وادارات سجونها وتنشر دون حذف اي حرف.

تصوروا، لنقل: ان اقصى ما يطلبه سجناء في سجون ايران او اي نظام عربي هو ان يتعامل السجناء العرب والمسلمون في سجون انظمتهم، كما يتعامل السجناء العرب والفلسطينيون في السجون الصهيونية!

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم لا يعرف أهاليهم ان كانوا ما زالوا على قيد الحياة ام ماتوا ام قتلوا.

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم لا يعترف السجانون العرب بعد إن كانوا معتقلين أم احراراً ومنذ عشرات السنين!

هناك سجناء عرب في سجون انظمتهم يلقون من صنوف التعذيب ما تعجز الحيوانات الشرسة عن تحمله، في انتهاك لآدميتهم حتى لينسوا اسماءهم وأين هم؟ ومن هم؟ دون ان ننسى ان التعامل معهم يتم على انهم ارقام وليسوا بشراً.

كل طموح السجناء العرب في هذه السجون العربية، ان تعاملهم سلطات بلادهم كما يعامل العدو الصهيوني أعداءه العرب.. وهو طموح كبير دونه تضحيات ونضالات.. والأهم هو تدخل دول كبرى لتضغط على انظمة هذه الدول كي تعدّل من سلوك تعاملها مع سجنائها العرب.

يا شيخ كروبي، ليت سلطات ايران تعامل شباب وطنك ونساءه، كما تعامل اسرائيل اعداءها العرب والمسلمين!! وليتك قرأت كيف تعاملت ايران مع سجناء عراقيين اسرى حرب الثماني سنوات، حين كانت تجلد ظهورهم بالسياط في عز الشتاء ودرجة الحرارة تحت الصفر، وهم نائمون على بطونهم فوق الجليد.. ثم تصف ما تفعله بأنه جَلد رحيم..

يا شيخ كروبي، نظنك تعرف كل هذا.. ولا يبقى إلا ان نأمل مع السجناء العرب والمسلمين بأن تعاملهم سلطات بلادهم كما يعاملهم العدو الغريب.

 

توزير خاسرين يناقض معيار تحكيم نتائج الانتخابات ويُدخل عون في اختلاف حتى مع حلفائه

الجنرال يتأخر في التقاط الجديد ويفرض على "التيار" اختباراً مرّاً

نصير الأسعد (المستقبل) ، الجمعة 31 تموز 2009

لا وجود لنصّ دستوري يمنع توزير مرشح خاسر في إنتخابات نيابية لم يمضِ على حصولها شهران ولم يجفّ بعدُ حبر نتائجها.

"العرف": الوزارة ليست تعويضاً

ذلك أنه ليس في التاريخ اللبناني قبل إتفاق الطائف ودستوره وبعدهما "عرف" من هذا النوع. وحقيقة الأمر هنا أن "العرف" الذي يتم الإستناد اليه مبنيّ هو نفسه على إعتبار سياسي أخلاقي مركّب. وهذا الإعتبار "يقول" إن الوزارة ليست هدية أو مكافأة تقدم الى من لم يحالفه الحظ في أن يكون نائباً، بل ليست هدية أو مكافأة تُعطى لمن قرر الشعب عدم إنتخابه نائباً عنه في دائرة من الدوائر، محاسبة له على خطه السياسي أو على طبيعة علاقته بدائرته وناسها.

كذلك فإن الإعتبار السياسي الأخلاقي يأخذ في الحسبان حقيقةَ أن في الدستور نصاً على الظروف التي تجعل الحكومة القائمة مستقيلة "حتماً". ومن أهم تلك الظروف أن الحكومة تصبح في حكم المستقيلة بعد الإنتخابات النيابية. وهذا ما يعني أن الحكومة القائمة تستقيل حتماً إحتراماً لإختبار شعبيّ ديموقراطي من ناحية وأن على الحكومة الجديدة بعد الإنتخابات أن تحترم الإختبار.. من نجح فيه ومن سقط من ناحية ثانية.

مثال "القوات" في فصل الوزارة عن النيابة

وفي الإعتبار السياسي الأخلاقي أيضاً أن جهة سياسية معينة لا تستطيع "الهروب" بإتجاه إعتماد مبدأ فصل الوزارة عن النيابة، في لحظة معينة.. فقط لأن مثل هذا "الهروب" يفيدها، في حين أن تلك الجهة السياسية كانت الى ما قبل أسابيع قليلة تضع من ترشحهم للوزارة اليوم في مقدم الكتيبة السياسية الصدامية في المعركة الإنتخابية السياسية.

وما يجعل محاولة توزير مرشح خاسر في الإنتخابات مكشوفة اليوم، أن هناك فريقاً سياسياً خصماً للجهة صاحبة المحاولة المكشوفة، سار منذ العام 2005، أي من لحظة دخوله الى الحياة البرلمانية بعد التضييق عليه زمن الوصاية السورية، في مبدأ الفصل بين الوزارة والنيابة بلا إنقطاعات "مصلحية"، فكان له وزراء غير نواب في الحكومتين السابقتين، وهو يرشح الى عضوية الحكومة العتيدة اليوم أشخاصاً من خارج "النادي النيابي".. أي أن هذا الفريق لا يسمح لأعضائه ومناصريه أن يجربوا حظهم في النيابة فإن لم يوفقوا عوّضهم بالوزارة. وليس خافياً هنا أن الفريق السياسي المقصود هو "القوات اللبنانية".

توزير باسيل.. و"التباس" 2005

على أن في الإعتبار السياسي الأخلاقي نفسه جانباً يقتضي تسليط الضوء عليه. فالمقدمات الآنفة التي تتناول مسألة توزير مرشحين خاسرين في الإنتخابات النيابية بـ"مناسبة" ما يُطرح هذه الأيام عن تمسك العماد ميشال عون بتوزير الوزير الحالي جبران باسيل وربما الوزير الآخر ماريو عون الخاسر نيابياً أيضاً، إنما تهدف أي المقدمات الى كشف التناقض في ما يطرحه الجنرال.

ذلك أن عون، ومنذ العام 2005، أصر على أن تتشكل الحكومات بالإستناد الى نتائج الإنتخابات، كما يقرأها هو طبعاً. لكنه ربط ويربط "كل شيء" بالإنتخابات ونتائجها.. إلا التوزير وأسماء الوزراء من جانبه. فأين المنطق في ذلك بل أين الصدقية؟

وإذا كان الجنرال يبني إصراره على توزير باسيل على سابقة دخول باسيل الى الحكومة الأخيرة التي تلت "اتفاق الدوحة"، في أيار 2008، فإن "الواجب" يقضي تذكيره بأمرين. الأول هو أن حكومة 2008 لم تكن الحكومة التي تلت مباشرة الإنتخابات النيابية التي سقط فيها الوزير. والثاني هو أن عون كان حتى حصول الإنتخابات الأخيرة في 7 حزيران الماضي، يبني على "إلتباس" أن جبران باسيل كان ناجحاً في إنتخابات القضاء (البترون) في حين خسر في المحافظة، الدائرة الإنتخابية المعتمدة في 2005. لكن الوضع مختلف اليوم إذ لا إلتباس من أي نوع كان، وباسيل خسر في القضاء الدائرة الإنتخابية.

إن ما تقدم يناقش مسألة توزير مرشح خاسر ضمن حكومة، المعيار الأساسي في تشكيلها أن تكون مستندة الى نتائج الإنتخابات، أي حكومة تتمثل فيها القوى السياسية بوزراء نواب ناجحين وبوزراء "إكسترا برلمانيين" لم يخسروا الإنتخابات الأخيرة.

تحدي "التيار" وكفاءاته

على أن ثمة شأناً يتعلق بـ"التيار الوطني الحر" نفسه، بعد الإعتبار السياسي الأخلاقي "العام" السالف الذكر.

فعندما يتمسك الجنرال بجبران باسيل وزيراً في الحكومة المقبلة، فذلك يعني، على إفتراض أنه يحق للتكتل العوني بوزيرين مارونيين، أنّ عون يقول للنواب الموارنة في التكتلّ إن باسيل بـ"قيمة" خمسة منهم على الأقل! ويعني أن عون يقول للكفاءات في تياره من غير النواب إن أحداً لم يبلغ مستوى كفاءة باسيل! فهل في ذلك تعاطٍ "أبوي" أو "راعوي" مع "التيار" أي تعاط يتيح فرصاً متساوية أمام الكفاءات؟

قبل يومين، وتزامناً مع تنامي الحديث عن إصرار الجنرال على توزير باسيل، دار نقاشٌ بين وجهتي نظر. الأولى يمكن إعتبار أنها لا تمانع في تعميق "التناقضات" داخل "التيار" أو في تأزيم وضعه. وترى ضرورة الموافقة على طلب عون توزير باسيل ما يُسهم في إيجاد "توتّر عال" في "التيار". أما الثانية فترى العكس، أي أن يتمّ إحترام الإعتبار السياسي ـ الأخلاقي "العام" ومضامينه من جهة وأن يُعيد باسيل من خارج الوزارة ـ والنيابة ـ قراءة تجربته القيادية في "التيار" إستعداداً لمرحلة مقبلة من جهة ثانية وأن يُفسح في المجال تالياً أمام مراجعة شاملة ضمن "التيار" للتجربة ككل خصوصاً في ضوء ما أظهرته نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة من مؤشرات ودلالات من جهة ثالثة.

الحليفان.. وتأخّر الجنرال ومكابرته

في جميع الأحوال، وإذ تبدو الأمور متجهةً نحو إعتماد نتائج الانتخابات معياراً أساسياً لتشكيل الحكومة، ثمة ما لا بد من "كشفه" في السياق السياسي الراهن.

من الواضح أن الحليفَين الكبيرَين للجنرال أي "أمل" و"حزب الله" وافقا على قيام حكومة الائتلاف الوطني من ضمن قواعد الدستور، أي من دون "ثلث معطّل" مباشر أو مموّه.. وبالتأكيد من دون "نسبيّة".

ومن الواضح أن الحليفَين ـ بدرجة متفاوتة بينهما ـ "منزعجان" من عدم مواكبة الجنرال ـ حتى الآن ـ للتطوّرات الإيجابية على صعيدَي تشكيل الحكومة والعلاقة برئيس الجمهورية ودوره "الضامن"، و"منزعجان" أيضاً من تكبيره الشروط.

.. من الواضح إذاً أن الجنرال لا يزال على "عادته". فهو ليس سريعاً في التقاط الإشارات والمتغيّرات. ولا يلاحظ أموراً بذاتها إلا متأخراً. أو أنه إذا التقط ولاحظ "عاند" و"كابر".. منفرداً. ألم يحن أوان إعادة النظر بهذه "العادات" والتأسيس لسياسة ومنهجيّة جديدتَين؟

 

 

 

سوريا تظهر في البُعد الخارجي مسهّلة للولادة الحكومية

قيود الرئيس المكلّف تبدأ بتسمية كل فريق لوزرائه

روزانا بومنصف/النهار      

في البعد الخارجي لتأليف الحكومة "باعت" سوريا الولايات المتحدة الاميركية غداة استقبالها المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل فك عقدة الحكومة اللبنانية، فتحلحلت امورها مطلع الاسبوع فور انتقال الديبلوماسي الاميركي من دمشق الى تل ابيب. وبذلك اظهر المسؤولون السوريون حسن نية تزامن مع حسن النية او اللفتة التي قدمتها واشنطن الى سوريا برفع بعض العقوبات عنها في ما يتعلق ببيعها قطعاً للطيران. ويمكن ان تكون سوريا "باعت" الخطوة نفسها من المملكة العربية السعودية ايضا التي بات استكمال خطوات الانفتاح بينهما ينتظر انجاز الاستحقاق الحكومي اللبناني  في المدى المنظور. فقبل ايام قليلة كانت المعارضة تصر على الثلث المعطّل وترفض تعيين وزير اضافي في حصة رئيس الجمهورية الذي كان اكد رغبته في تسمية وزير لا يشكل استفزازا للمعارضة لقاء التخلي عن الثلث المعطل. وبذلك تظهر سوريا مرة جديدة حيال الخارج انها ساهمت في تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية ولم تتدخل فيها عملا بما قاله وزير خارجيتها وليد المعلم اكثر من مرة ان بلاده لم تتدخل في الانتخابات النيابية ولن تتدخل في تأليف الحكومة لكنها حصدت ارتياحا وانفتاحا اكبر من الخارج اوروبيا واميركيا وعربيا ايضا  لقاء ما اعتبر عدم تدخلها في الانتخابات. وبدأت تقطف ايضا، وعلى نحو مسبق في موضوع تأليف الحكومة.

وفي البعد الداخلي لهذا التأليف "باعت" سوريا مساهمتها في فك العقدة الحكومية من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عبر الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس اللبناني بنظيره السوري بشار الاسد، اذ لقيت مقاربة سليمان في اختيار الشخص الذي يثق به بديلا من الثلث المعطل ارتياحا ترجم بت موضوع الصيغة الحكومية، علما ان ذلك لا يمنع وجود عوامل اخرى داخلية من بينها ان المخرج الذي طرح من خلال هذه الصيغة هو اقصى الممكن واقصى ما يمكن ان تحصل عليه المعارضة ولا يمكن الطلب اكثر من ذلك.

هذا الواقع تعتبره مصادر سياسية معنية مؤسفا الى حد بعيد. ولكن ليس خافيا ان الواقع الميداني السياسي لا يقدم خيارات كثيرة. فبعد تكليف النائب سعد الحريري تأليف الحكومة برز الخيار في اتجاهين: الاول ان تذهب الاكثرية الى تأليف حكومة وحدها على اساس الانتصار الذي حققته  في الانتخابات النيابية، او ان تذهب الى خيار اشراك الافرقاء الآخرين وفق ما اعلن الرئيس المكلف منذ اللحظة الاولى بعد اعلان نتائج الانتخابات. ولكن في ظل المشاركة التي اضحت السقف للحكومة المقبلة والذي لا يمكن الحريري ان يحيد عنه رغبة منه في رأب الصدع الذي نشأ في الاعوام القليلة الماضية، ارتفع سقف الشروط على قاعدة ميزان قوى على الارض يفترض اخذه في الاعتبار، بحيث بدا محسوما ان المعارضة اقرت بخسارتها في الانتخابات وفوز خصومها فيها، لكنها لم تعترف في الواقع بنتائجها من حيث ضرورة التزامها مفاعيل هذه النتائج، وهي سعت الى تكريس ذلك في الحكومة صيغة اولاً، ثم في نوعية الوزراء والحقائب التي تطالب بها، ولاحقا في البيان الوزاري.

وهاتان النقطتان تشكلان تحديا بالنسبة الى الرئيس المكلف الذي يعتبر كثيرون انه قيّد نفسه من خلال اعلانه من قصر بعبدا، وعلى اثر لقائه رئيس الجمهورية، ان كل فريق يسمي وزراءه. اذ ان اختيار الاشخاص يؤثّر بالدرجة الاولى في نوعية الحكومة وادائها فضلا عن ان تسمية كل فريق وزراءه  يضعف موقع رئيس الجمهورية الذي يفترض ان يكون له رأي في جميع الوزراء الذين سينضوون الى الحكومة ما دام هو من سيوقع المراسيم المتعلقة بتشكيل الحكومة وليس تسمية ثلاثة وزراء فقط يعودون اليه، باعتبار ان الوزيرين الاخيرين من حصته يوافق عليهما آخرون. والرئيس المكلف نظراً الى تجربته يحتاج الى وزراء من نوعية جيدة وعدم التساهل بهذه النوعية لانها ستكون في النهاية حكومته، ولان الاقلية ستحاول ان تأتي قوية الى الحكومة  التي اضحت اشبه ما يكون بـ"اللويا الجيرغا" على الطريقة الافغانية وفق ما يتفق على ذلك غالبية السياسيين الذين وان كانوا يبررون ما يحصل بالقول ان للظروف احكاما، فإن اتجاه لبنان الى هذا النوع من الديموقراطيات التوافقية بات يدفع نحو ضرورة  التفكير بمؤسسات تتناسب مع هذه الصيغة العشائرية اذ لا حاجة عندئذ ربما الى مجلس نواب او سوى ذلك من المؤسسات الديموقراطية. لكن التحدي الراهن يكمن في عدم تساهله في نوعية الوزراء خصوصا من جهة حلفائه لان الحكومة قد تكون مقبلة على معارك سياسية لا يحتاج فيها الى تكنوقراط بقدر ما يحتاج الى سياسيين يتمتعون بالخبرة.

وفي النقطة المتعلقة بالبيان الوزاري لفت المصادر المعنية موقف للرئيس نبيه بري قبل ايام اعتبرت هذه المصادر انه يندرج في اطار الضغوط الاستباقية للخروج بصيغة محددة في البيان، خصوصا في النقاط التي هي موضع خلاف بين الافرقاء علما ان هذه النقاط تقف في المرحلة الراهنة بين حدين احدهما تجاهلها من ضمن العموميات المبدئية المعروفة، وخصوصا ان موضوع سلاح "حزب الله" محال على طاولة الحوار في المبدأ ولن يناقش على طاولة مجلس الوزراء، والآخر اعتماد صيغة البيان الوزاري للحكومة السابقة باعتباره الحد الممكن من التوافق الذي لا خلاف عليه.

 

 

جبران باسيل

حازم الأمين ، الجمعة 31 تموز 2009

من المخزي فعلاً أن يكون توزير جبران باسيل أو عدم توزيره مركز الحدث اللبناني. في ذلك اعتداء سافر على ذكاء العونيين اولاً، ومن بعدهم على اللبنانيين. فالرجل فشل في الانتخابات النيابية، والقول بأن في التيار العوني كفاءآت أخرى، على عاديته وبداهته، قول صحيح ووجيه! أما أهم ما تخفيه قضية الإصرار على باسيل وزيراً فتكمن في ما تعكسه من تداعٍ ألحقته بالتيار العوني سياسات رئيسه طوال السنوات الأربع الفائتة.

"العونية" ليست عارضاً طارئاً في الوعي المسيحي اللبناني، ونعني بالعونية ما يتعدى الجنرال وانفعالاته وهفواته ونرجسيته. "العونية" بصفتها مظهراً لاشتغال وعي جمعي، وبصفتها رد فعل، وأيضاً بصفتها صورة عن الذات وعن الآخر. وكل هذه التداعيات هي مجال للاختلاف مع العونية او للالتحاق بها. ومن السذاجة القول، على ما هو سائد في الوعي الـ "14 آذاري" إننا في "العونية" حيال طفرة عابرة، أو سقطة، او فعل انتقامي.

الاختلاف مع "العونية" كان من المفترض ان لا يكون من موقع التعامل معها بصفتها ما نتخيله انه هش وعابر، فهي كانت اكثر من ذلك من دون شك. لكن مشكلة "العونية" في السنوات الأربع الفائتة كانت مع نفسها، أو لنقل مع جنرالها، اكثر من كونها مشكلة مع الذين خارجها. فقد تولى الجنرال ميشال عون إضعافها، اكثر مما نجح خصومها بذلك، إذ ان المهمة المنوطة بحارس المعاني التي شكلتها الظاهرة كانت اكبر بكثير مما يتسع له ذكاء جنرال قادم الى السياسة لوراثة ماضٍ يبدأ بريمون ادة ويمر بكميل شمعون ولا ينتهي عند حزب الكتائب.

لنتخيل هذه المهمة الملقاة على عاتق الجنرال عون، في ضوء إصراره على توزير صهره الخاسر في الانتخابات! أليس هذا عبثاً مأساوياً بالمهمة. أن تستبدل مقايضة كبرى تتمثل، بمهمة صياغة الموقع المسيحي في المعادلة اللبنانية، والتفكير بوسائل استعادة وظيفة المسيحيين الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بقضية توزير جبران باسيل، فإن ذلك يعكس حجم الهوة التي يسقط فيها التيار بملء إرادته.ما هي مهمة التيار العوني اليوم، إذا قلنا ان برنامج حزب الله "المقاومة" أو "السلاح"، وتيار المستقبل "الاقتصاد" أو "الحقيقة"، وغيرهما ممن تتبادر فوراً الى أذهاننا همومهم وهواجسهم ما ان نُسأل عنهم؟ الجواب البديهي اليوم هو ان القضية المركزية للتيار العوني اسمها: جبران باسيل! وهذه عينة صغيرة عن الحال التي أودى الجنرال التيار إليها. الأسبوع الفائت شهدنا نذراً مما ألحقه الجنرال بتياره. فقد صار من الصعب على سليمان فرنجية الإبقاء على رباطة جأشه، فخرج من مقولة التمثيل النسبي الى عباءة الثلث الضامن، وأساءت رغبة عون بالاستئثار بالحقائب الى "المودة" مع طلال أرسلان، أما نبيه بري، فلم يتوانَ نواب الجنرال عن تناوله في ما قالوا انه "استعجال في غير مكانه". انها مؤشرات عن تذرر وشيك قد تحد منه حاجة "حزب الله" الى الموقع المسيحي الذي يمثله عون، لكن ذلك لن يدوم كثيراً. هذا ما لا يجب ان يُفرح المختلفين مع "العونية"، إذ إن الأخيرة اذا ما تم تحريرها من جنرالها تصير قيمة من منظومة قيم يتشكل منها المشهد اللبناني، لا سيما ان أحداً غير جاهز اليوم لوراثتها. عدو هذه "القيمة" اليوم هو ميشال عون قبل غيره فعلاً، إذ إن من المأساة التي ألحقتها الحروب بها تتمثل في تمكن الجنرال من الإمساك بها... الى ان انتهينا بأن تتحول قضيتها المركزية الى رغبة جامحة في توزير جبران باسيل.

 

 

المصالحات المسيحية: بداية لحقبة جديدة

مهى عون/ السياسة

من الصعب أن يتنازلا "حزب الله" وحركة "أمل" عن حصتهما في الحكومة للعماد عون لأنه سينفصل عنهما

قد يكون من الأمور البدهية القول ان المسيحيين في لبنان هم وحتى الساعة في حالة انقسام عمودية, منذ نحو ثلاثة عقود, وتعود بدايتها, كما يردها بعض المراقبين ,إلى عملية اغتيال النائب والوزير طوني فرنجية في إهدن. (13/6/1978). وهذا الشرخ الذي تعاني منه الطائفة المسيحية, يتزامن تقريباً مع الانقسام الذي أصاب الطائفة الإسلامية, وقسمها إلى فسطاطين متنازعين بين السنة والشيعة, بعد الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988), حيث بات من شبه المؤكد أنها غيرت كل المعادلات السياسية في منطقة الشرق الأوسط, وأن تداعياتها السلبية في ما خص النفور المتبادل بين المذهبين الإسلاميين, ما زالت تتمدد وتتردد كالارتجاجات الزلزالية حتى أيامنا هذه.

وإذ شكل انقسام المسيحيين في لبنان إلى فريقين, واقعاً أضعف الطائفة وبدد قدرتها التاريخية على التأثير في مجرى السياسة اللبنانية, كان لا بد لهذين الطرفين المتنافرين من أن يلتحقا بفريق أقوى وأوسع نفوذاً, فاندمج أحدهما بتجمع "14 آذار" ذي القيادة السنية والتابع ل¯ "تيار المستقبل", كما اندمج الفريق الآخر بتجمع "8 آذار" ذي الطابع الشيعي والذي هو في الواقع بقيادة "حزب الله".

وفي ما خص المصالحات التي انطلق قطارها بين الفريقين المسيحيين يمكن القول بأن التقارب الحاصل اليوم بين "حزب الكتائب" وبين "تيار المردة", قد يؤدي في النهاية إلى تفكك فريقي "8 اذار" و "14 آذار", وإلى إعادة تشكيل القوى السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية تبعاً لمكوناتها الأساسية. وهي مساع تكتيكية, رشحت بوادرها عبر الزيارات المتتالية والمكوكية للوزير السابق وئام وهاب أولاً إلى بكفيا, ومن ثم إلى بنشعي, وكأنها تندرج في سياق ستراتيجية جديدة لسورية في التعامل مع الملف اللبناني, وكأنها أيضاً تأتي ضمن توجه مختلف لدمشق, تردها بعض المصادر إلى الرغبة السورية في تلميع صورتها على المستويين العربي والأميركي. وذلك عبر إطلالة مغايرة لدمشق على الساحة اللبنانية, وبواسطة دور مختلف يسعى الى تفعيل مبادرات التقارب والتلاقي, بدل الشرخ والتفريق اللذين كانت تعتمدها سورية في ما كان يسمى بحقبة الوصاية, على أساس أن قاعدة "فرق تسُد" كانت تشكل أهون وأقصر الطرق لتمكين الهيمنة والقبضة على مختلف الفرقاء في لبنان.

والجدير بالذكر أيضاً أن دور سورية اليوم في لبنان يتماهى مع رغبة المجتمع الدولي, ويأتي ضمن ستراتيجية أوروبية وأميركية, تهدف الى اعادة اللحمة داخل الطائفة المسيحية بهدف تعويم دورها التقليدي الشرق أوسطي, من ناحية, ومن ناحية أخرى حتى يكون هذا التلاقي منطلقاً لعملية تغيير شاملة على كل المستويات الحزبية والطائفية.

والإجماع الداخلي والخارجي على الدفع باتجاه هذا التغيير الإيجابي قد يفسر النية المزمعة على تقديم بعض التنازلات للفريق الخاسر في الانتخابات النيابية, في مجال تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان, وللعماد عون خصوصا, عن طريق منحه بعض المواقع التي يشتهيها في السلطة, حتى يركب قطار المصالحات, على أن تحفظ العصا السورية الغليظة جانباً مع احتمال رفعها بوجهه في حال تأخره عن الصعود في هذا القطار المنطلق بدعم أميركي ومساهمة سورية.

في النهاية قد تخلق هذه المصالحات أوضاعاً جديدة على الساحة اللبنانية تستفيد منها سورية إعلامياً وأميركياً. أما السؤال فهو عن هوية الخاسر الافتراضي من تحقيق هذه المصالحات? ففي الحقيقة لا يوجد خاسر في هذه المصالحات فالطائفة السنية ستتعزز ويقوى نفوذها كونها تشكل الفريق الأساسي الذي يقدم التنازلات. أما الطائفة الشيعية الممثلة ب¯ "حزب الله", فقد تتأثر إيجابياً كون نتيجة هذه المصالحات ستذوب تدريجياً تسميات مناهضة من نوع "14 آذار", لتحل محلها تكتلات مستحدثة وغير مستفزة للحساسيات على شاكلة "لبنان أولاً", وبالتالي سيخف تدريجيا الاحتقان والاصطفاف الحاد المتبادل بين فريقي "8 آذار" و"14 آذار". بل أكثر من ذلك يمكن القول أن جو المصالحات بين الأحزاب المسيحية قد يشكل العصا السحرية التي تمتد باتجاه "حزب الله" لإخراجه من المأزق الحاد الذي يعاني منه حالياً نتيجة تلاقي عوامل سلبية عدة, منها التأزم المتفاقم على الساحة الإيرانية, ومنها أيضاً تلميحات بشأن توجيه اتهامات ل¯"حزب الله" تذكر بالكلام الذي صدر في صحيفة "دير شبيغل", زائد مأزق الخلية الموقوفة في مصر وإمكانية إصدار أحكام صارمة على قادتها بتهمة الاعتداء على أمن الدولة المصرية. واليد الممدودة باتجاه "حزب الله", والتي تسعى انتشاله. تسعى أيضاً الى استيعابه ولتدجينه لبنانياً, عن طريق دفعه الى التحول إلى حزب سياسي لبناني الهوى والانتماء. لذا وبسبب فرضية تفكك تجمعي "8 آذار" و"14 آذار", وعودة كل حزب إلى طائفته وحظيرته, من المتوقع أن لا يقبلا "حزب الله" وحركة "أمل" بالتنازل عن حصصهما في الحكومة للعماد عون, كما كان يحصل في السابق لأنه في المرحلة المقبلة سينفصل عنهما, على أقله من الناحية الهيكلية, حتى يصبح كيانا قائما بحد ذاته, يمثل ذاته, وذاته فقط.

 وفي حال انطلاقة فعلية وناجحة لهذا القطار, قد تنتفي مسببات الحرب الإسرائيلية على لبنان مثلما هي واردة اليوم, وتصبح التهديدات المتبادلة في سياق المزايدات والتهويلات الكلامية. اذ ضمن معادلة تحول "حزب الله" إلى حزب سياسي لبناني, سيبتعد احتمال نشوب حرب في جنوب لبنان, تسبق أي حرب محتملة تشنها إسرائيل على إيران مستفيدة من حالة الوهن المسيطرة في الداخل الإيراني.

في كل الأحوال سيشكل هذا التغيير على الساحة السياسية في لبنان, أفضل وأقصر الطرق لعزله عن مجرى الصراعات في المنطقة, ولتحييده نهائياً عن دوره التقليدي كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.

*  كاتبة وباحثة سياسية لبنانية

 

اللهم نجني من أصدقائي..انهم يحاصرون سمير جعجع  

الشراع/  كتب حسن صبرا

وفي الذكرى الرابعة لإخراج سمير جعجع من سجنه الصغير، في الطابق السادس تحت الأرض، في قبو وزارة الدفاع اللبنانية، بقرار من النظام الأمني السوري وتابعه اللبناني في عهد إميل لحود ومن سبقه، يجد جعجع نفسه محاصراً أو على وشك الحصار فيما يشبه السجن الكبير الذي قد يكون مصيفاً جميلاً في معراب، ومشتى شديد البرودة ما عداه، وهذه المرة من بقايا أو يتامى الاستخبارات السورية في لبنان.. ومن الذين يفترض انهم أصدقاء أو رفاق أو من عظام الرقبة.

يلتقي الرئيس أمين الجميل بصفته الكتائبية مع عدو جعجع اللدود سليمان فرنجية في مصالحة لا يمكن وصفها بالتاريخية، لأنها تحمل مفارقة مضحكة – مبكية، فسليمان فرنجية أحد طرفي المصالحة مع رئيس الكتائب الأعلى يرفض مصالحة جعجع، لأن الأخير قتل والده طوني وزوجه وشقيقته حسب رأي فرنجية (وليس معلوماته) عندما كان جعجع كتائبياً أصيلاً ملتزماً قرارات الحزب العليا، ينفذ قرارات المجلس الأعلى للحزب الذي كان يرأسه والد الرئيس الجميل، مؤسس الكتائب الراحل بيار الجميل يوم الأحد في 13/6/1978.

ويبدو أمراً مهماً جداً وإيجابياً، أن ينسى سليمان الصغير الجريمة البشعة، وأن يسامح مرتكبيها، مثلما فعل مثلاً مع ايلي حبيقة الذي قاد الهجوم وتابعه حتى دخل قصر طوني فرنجية في إهدن وأشرف على قتله وعائلته و32 عنصراً من المردة، ثم دخل سليمان فرنجية الحفيد وابن طوني في حلف مع حبيقة وكان زميلاً شبه دائم له في مجالس نواب فترة الوصاية السورية على لبنان، كما شريكاً في معظم وزاراتها، كما في تبريكات وتهاني كل ما يصدر في دمشق.

صالح سليمان فرنجية أمين الجميل، وفي تفسيره ان الأخير كان معارضاً لقرار الحزب في الانتقام لجود البايع بقتل فرنجية الابن وعائلته في إهدن.. عظيم.

وسامح سليمان فرنجية ايلي حبيقة، رغم ان الأخير قاد الهجوم على إهدن بعد إصابة سمير جعجع وانسحابه من أرض المعركة وبات شريكه في كل أمر سياسي وغيره خلال العام 1985 يوم دخل حبيقة في الاتفاق الثلاثي الذي لم ير النور بسبب انقلاب سمير جعجع يوم 15/1/1986.. أعظم.

فما الذي يمنع فرنجية من مصالحة سمير جعجع، وهو الذي سبق كل السياسيين اللبنانيين إلى الاعتراف بأخطائه وخطاياه وجرائمه واعتذر وطلب المصالحة المسيحية، ولم يستجب لها فرنجية وميشال عون؟

على كل يبدو ان خطوة أمين الجميل نحو سليمان فرنجية التي تبدو دعسة ناقصة بعد أقل من شهرين من خوض معركة مصيرية، على حد وصفه والآخرين لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، كاد فيها حلفاء فرنجية يعيدون لبنان إلى ما هو أسوأ من عهد الوصاية الكريه، التي كان يمكن أن تعيد الجميل لاجئاً إلى باريس أو غيرها.. لم تكن هي الخطوة الأولى في حالة الحصار التي تضيق حول سمير جعجع..

فوليد جنبلاط الذي يحمل نقداً مشروعاً في نفسه من ممارسات حليفيه المسيحيين الحزبين الكتائب والقوات خلال مرحلة تشكيل اللوائح الانتخابية خاصة في مناطقه انعكست في نفسه مرارة منعته من وضعهم في أجواء دعوته إلى مشروع تعاون أمني بين التحالف الرباعي (أمل وحزب الله كثنائية شيعية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي) بدا كأنه يرد الرجل للحليفين المسيحيين معه في قوى 14 آذار من تلك الممارسات.

ولم يجد جنبلاط تفهماً لمرارته أهم من موقف سمير جعجع نفسه، لطمأنة جمهوره المسيحي المتعاظم من مسارعة أعداء جنبلاط من المسيحيين لاعتبار دعوته جزءاً من سياساته المتقلبة على ما يصفون أو هي محاولة استفراد إسلامية ثانية بالمسيحيين.. ويا جماعة عون ((دبوا)) الصوت.. ما إلكن إلا عون!!

أما أعدائي

أما الخصوم السياسيون لقوى 14 آذار، فإن حصارهم لسمير جعجع، يبدأ من نقدهم لقادة 14 آذار من المسلمين سواء كان سعد الحريري أو وليد جنبلاط لأنهم يضمون في صفوفهم سمير جعجع، وهم يستحضرون من ملفات الحرب الأهلية الجزء الخاص بسمير جعجع وحده، في تغافل لئيم عن كل جرائم الحرب التي ارتكبها من هم من أركان قوى 8 آذار.. وفي الجانب المسيحي منها تحديداً ميشال عون وسليمان فرنجية.. وقبلهما إيلي حبيقة مثلاً.. دون نسيان ((إنجازات)) الحزب السوري القومي الاجتماعي العسكرية ضد قوات المردة في الشمال وخاصة في زغرتا وإهدن والكورة.

وإذا حدثتهم عن هذه المسائل والانجازات دعوك لأن تقفل ملفات الحرب الأهلية، مع تمسك مريب بكل ما يتعلق بملف سمير جعجع؟

ولا يتوقف الأمر عند ملف الحرب الأهلية المنصرمة، بل يبدو على سطح الاحداث وفي بواطينها دعوة لمزيد من التسلح والاختراق لكل منطقة مسيحية تنجح فيها القوات اللبنانية في استقطاب شبابها المسيحي.. وهذا ما ينفذه حزب الله سواء مباشرة ودون الاعتماد على أحد أو في المناطق التي يتواجد فيها أنصار النائب ميشال عون.. والبعض يقول انها تمهيد لحرب مقبلة يكون الحزب ومن معه طرف أكيد ليواجه طرفاً مفترضاً هي القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع يبدأ الأمر في اتخام القرى التي فيها أنصار لحزب الله بالسلاح والذخيرة والمال والمشاريع المختلفة تحت عنوان دعم وحماية المقاومة في جبيل وكسروان؟! ثم في تسليح أنصار عون نفسه في القرى المسيحية، ثم في تحالف مشترك بين حزب الله وعون والحزب السوري القومي، وتيار المردة.. ضد القوات اللبنانية.

لماذا القوات اللبنانية؟

من وجهة نظر ميشال عون ان القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع هي الخصم التاريخي لطموح هذا الشبق إلى رئاسة الجمهورية، وانه لولا سمير جعجع وقواته لكان عون انفرد بالنفوذ في الوسط المسيحي وفرض نفسه بالقوة الشعبية والعسكرية رئيساً، كما فرض الشيعة نبيه بري رئيساً لمجلس النواب مثلاً.

وميشال عون يدرك اليوم ان الجمهور المسيحي التقليدي الذي سانده في مناطقه ليخلصه من الميليشيات المسلحة ونموذجها المسيحي القوات اللبنانية، انفضت عنه نسبة عالية جداً.. ولم يبق معه إلا من يعتبرهم الكثيرون من الغوغاء المبهورين بخطابه الديماغوجي.

على ان أخطر ما يواجهه ميشال عون وحليفه حزب الله في الوسط الشعبي المسيحي ان القوات اللبنانية تكاد تستقطب معظم الشباب المسيحي الصاعد الذي يستفزه استقطاب حزب الله للشباب الشيعي، ويعجبه استقطاب تيار المستقبل للشباب السني.

فالجمهور المسيحي التقليدي الذي تخلى عن عون واختار المنـزل والاعتزال مكاناً ووسيلة، ولم يلجأ إلى الكتائب أو القوات اللبنانية، هو أب الشباب الذي أبى الاعتزال أو المكوث في منـزله، ورفض تكرار تجربة أهله المؤيدين القدامى لميشال عون، بعد ان خذلهم هذا الشبق إلى الحكم الخائن لمبادئهم وتطلعاتهم بحلفه مع حزب الله ودفاعه عن النظام السوري وإيران، فلجأ إلى القوات اللبنانية التي تستقطب آلاف الشباب المسيحي في الثانويات والجامعات والمعاهد والنقابات والمؤسسات المهنية، لثباتها على مواقفها وخاصة من سلاح حزب الله والنظامين السوري والإيراني.

وهذا الجمهور هو الذي مهد الطريق في قلب كل المعادلات في اتحادات الطلاب والنقابات وكان الأغلب بين المسيحيين فيها وأنجح قوى 14 آذار قبل الانتخابات في استفتاء أكد فوز هذه القوى يوم 7 حزيران/يونيو 2009، وكان له دور بتوفير الأغلبية النيابية مع قوى 14 آذار الأخرى.

هذه الحقيقة تدركها قوى 8 آذار بقيادة حزب الله، وتعرف ان كل يوم يمر يخسر فيه ميشال عون لمصلحة القوات خاصة وسط الشباب الصاعد.

ويدرك حزب الله ان القوات اللبنانية هي نقيض جماعة عون في مسائل أساسية:

أولها في السياسة:

فهي عكس عون تعتبر ان سلاح حزب الله سلاح غير شرعي، ولا يمكن أن تعترف بأي عمل يقوم به الحزب اعتماداً على هذا السلاح وأولها قرار الحرب والسلم، وثانيها قرار اقتحام المدن والقرى اللبنانية، وثالثها إخضاع كل القوى السياسية لمنطقه المعادي لمنطق الدولة الجامعة لكل اللبنانيين لحساب دولة أو اثنتين لا تأخذان بالاعتبار وجود الدولة اللبنانية، بل وترهنان نجاحهما فيه بتغييب الدولة اللبنانية ومؤسساتها لمصلحة دويلة حزب الله وأجهزته الأمنية وقواه العسكرية.

وثانيها في الوجود:

فالوجود المسيحي في لبنان مهدد فعلياً بالضمور السياسي بعد الضمور العددي، وليس هناك من ضمانة إلا دفاع تيار المستقبل عن اتفاق الطائف وأهم مضامينه المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في وقت يتكالب فيه مشروع تفاهم عون – حزب الله نحو المثالثة لانتـزاع 17% من مراكز المسيحيين الإدارية والأمنية والعسكرية والقضائية والنيابية والوزارية والجامعية والدبلوماسية لإعطائها للشيعة.

وكلما ركع ميشال عون أمام حزب الله ازداد صمود القوات اللبنانية في وجه الحزب، وازدادت معركتها شراسة في مقاومة جموح الحزب نحو السيطرة الشاملة على مناطق المسيحيين، اعتماداً على جموح عون وشبقه نحو السلطة على حساب 17% من مصالح المسيحيين تكريساً للضمور السياسي بعد الضمور العددي.

ثالثها في الحراك الطائفي في الوسط المسيحي الرافض لأي تنازل سياسي تاريخي بعد الذي حصل في الطائف من أغلبية 54/45 لصالح المسيحيين إلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

ارتضى سمير جعجع هذه القسمة بعد طول رفض ومقاومة وعناد، ولم يكسر هذه المقاومة اللبنانية إلا ميشال عون.. فعون هو الذي أتى بالطائف الذي أسقط من أيدي المسيحيين معادلة 54/45 لمصلحة المناصفة.

وعون نفسه هو الذي يريد أن ينتـزع من المسيحيين المناصفة لمصلحة المثالثة، أي ان يهبط الوجود السياسي والإداري والعسكري والقضائي والأمني والدبلوماسي المسيحي من نسبة 50% إلى نسبة 33%.

المهم عند عون هي رئاسة الجمهورية.. لذا هو أسير حزب الله بسبب هذا الشبق.

أما سمير جعجع فالمهم عنده هو المناصفة للمسيحيين في السلطة، لذا هو عدو حزب الله.

عون بسبب هذا الشبق يحارب تيار المستقبل، وسمير جعجع بسبب المناصفة يتحالف مع تيار المستقبل.

عون يتوهم ان إيران وسوريا قادرتان على المجيء به رئيساً للجمهورية في لبنان.. لذا يتطاول على مصر والسعودية علّ هذا يرضي من في دمشق وطهران وحارة حريك.

لذا تتعاظم مسؤوليات سمير جعجع للمحافظة على الوجود المسيحي، استناداً إلى تفاهم عربي شامل حول لبنان، في وقت يستنفر فيه عون الأغلبية العربية في تحريض ضد المسيحيين في لبنان.

آخر الأمر

يبدو سمير جعجع عربياً أكثر من المراهنين على الفرس سواء كانوا موارنة أم شيعة.. لذا وفي موسم الحصار والتهديد على العرب يتم تهديد سمير جعجع وحصاره.. أو استفزازه واستدراجه للحرب.. نيابة عن الآخرين

 

من الشراع

نـزار عبد القادر وأمين حطيط ورياض قهوجي عن الحرب اذا اندلعت: مفاجآت وأسلحة جديدة واسرائيل اكثر وحشية ضد كل لبنان  

*العميد الركن نـزار عبد القادر:

- لا يوجد نوايا لدى حزب الله واسرائيل بشن حرب في الظروف الراهنة وأي مواجهة جديدة ستكون اقسى وأغلى ثمناً من كل المواجهات السابقة

- قد يكون بين الاهداف الاسرائيلية محطة رفيق الحريري في مطار بيروت ومحطة الحاويات في مرفأ بيروت واهراءات القمح

- في ظل الكباش الاميركي – الاسرائيلي والحكومة اليمينية الاسرائيلية قد لا يكون هناك خطوط حمراء للضربات الاسرائيلية

- اذا هاجمت اسرائيل المنشآت الايرانية النووية فستدفع ايران حزب الله للرد عبر الحدود اللبنانية

- حزب الله يستعد لمعركة من نوع آخر وسيطبق ((ما بعد بعد حيفا)) والجيش اللبناني سيدفع الثمن

*العميد د. امين حطيط:

- قرار اسرائيل باستئناف الحرب محسوم

- اسرائيل ستعتمد هذه المرة مناورة مركبة من طيران يعمل وقوى تتقدم

- في الحرب المقبلة لا يستطيع احد ان يؤكد ما اذا كانت ستبقى حدود اسرائيل في لبنان

- اسرائيل لن تستطيع الاستمرار في الحرب لمدة 100 يوم والحرب يمكن ان تتجاوز لبنان الى سوريا

*الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي:

- عندما شنت اسرائيل حرب تموز كانت جاهزة للحرب ومع ذلك لم تصل الى مبتغاها

- كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ضربة كبيرة لاسرائيل

- اسرائيل تفتقر في هذه المرحلة الى العون الاميركي المشغول في مشاكل اقليمية عديدة

- اسرائيل اصبحت تحترم قدرات حزب الله لدرجة انها تستعد لها بشكل جدي

- بحال دخلت اسرائيل في حرب ستكون اكثر وحشية لتحقيق النصر وقد تلجأ الى تكتيك غزة في القتال لتجنب الخسائر في صفوفها

- اذا اعلنت ايران انها دولة نووية عندها سترد اسرائيل بالسلاح النووي على ايران

في اجواء الذكرى الثالثة لحرب تموز/يوليو 2006، تتصاعد اللهجة التهديدية بين اسرائيل وحزب الله بحرب جديدة اشد وأقسى من الحرب السابقة مع تغيير لقواعد المواجهة وكشفت صحيفة ((جيروزاليم بوست)) ان الجيش الاسرائيلي وفي وجه ما يرى انه انتشار كثيف لحزب الله داخل القرى في جنوب لبنان يقوم بانشاء نظام تدريب جديد لقوات المشاة تحضيراً لشكل مرعب من حرب العصابات وحرب المدن ((فيما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان تل ابيب ستكون مقابل الضاحية الجنوبية في الحرب المقبلة، اضافة الى مضاعفة جهوزية المقاومة لناحية العديد والقدرات العسكرية.

الا ان الخبراء الاستراتيجيون يستبعدون شن حرب في المدى المنظور نظراً لمعرفة كل طرف حجم الخسائر التي سيتكبدها في اي مواجهة جديدة كما ان هذه الحرب ليست لها مبررات سياسية وعسكرية حتى الآن.

((الشراع)) استطلعت آراء عدد من الخبراء العسكريين حول امكانية اندلاع الحرب والسيناريوهات المحتملة التي سيلجأ اليها كل طرف لحسم المعركة لمصلحته اذا وقعت.

استبعاد الحرب

يرى الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد الركن نـزار عبد القادر ان الحرب التي شنتها اسرائيل ضد لبنان عام 2006 لم يكن لها اي مبرر من وجهة النظر الاسرائيلية وتحديداً من قبل لجنة الحكماء التي عينتها الحكومة لدراسة اسباب ونتائج الحرب (لجنة فينوغراد) واذا كان هذا هو الاستنتاج الذي توصل اليه المجتمع الاسرائيلي عام 2006 فمن الضرورات ان نعتبر انه لا يوجد اي دواع لشن حرب اسرائيلية ضد لبنان.

وعلى صعيد آخر، يرى العميد الركن عبد القادر انه لا يوجد نوايا لدى حزب الله او حتى مصلحة في ذلك، ولا حتى الظروف الاستراتيجية تسمح للحزب في ايجاد المبررات لتسويق شن حرب ضد اسرائيل او التهديد بها في الظروف الراهنة، والقرار 1701 هو في طور التنفيذ وانتشر الجيش اللبناني جنوبي الليطاني يعني استعادة الدولة لسيادتها على هذه المنطقة، وقد وافق الجيش على الـ 1701 وانتشار القوة الدولية في الجنوب.

من هنا فإن حزب الله ملتـزم استراتيجياً وأمنياً بالقرار 1701 وبتنفيذه وبدور الجيش اللبناني الممتد جنوب منطقة الليطاني.. هذا يؤكد ان حزب الله ليس لديه النية ولا الخطط اللازمة لشن حرب على اسرائيل. ثانياً، ليس هناك من حرب قد يشنها اي طرف دون ان يكون لها نتائج مضمونة او حتى مبررات.

ويدرك حزب الله كما تدرك اسرائيل ان اي مواجهة جديدة ستكون اقسى وأغلى ثمناً من كل المواجهات السابقة اي من كل الحروب التي شنتها اسرائيل في السابق خصوصاً حرب 2006، من وجهة نظر حزب الله، وهم ما زالوا يعيدون بناء ما دمرته اسرائيل في عدوانها الغاشم على لبنان عام 2006.

فالضاحية لم يكتمل بناؤها بعد والقرى الجنوبية تكاد تشرف على الانتهاء.. ولكن من شاهد حجم الدمار سواء في الضاحية او في جميع القرى الجنوبية وخصوصاً في الخيام وبنت جبيل، ومارون الراس وعلما الشعب لا يمكن في الواقع ان يستعجل وقوع حرب جديدة لأن ذلك لن يكون مبرراً تجاه الدولة اللبنانية او حتى اهالي الجنوب.

ينعم الجنوب اليوم بالأمن والاستقرار ويعيش مرحلة نمو اقتصادي مهم جداً خصوصاً عندما نتحدث عن حوالى 35 الف عسكري ينتشرون في هذه البقعة الضيقة في الجنوب وهذا يؤدي الى دفع اقتصادي كبير ويستفيد منه جميع الجنوبيين. لذلك نرى ان حزب الله وفي كل مرة يحصل فيها احتكاك بين اليونيفيل والناس يحاول ان يجد اي مبرر كي لا تؤثر على العلاقات والقرارات.

ويؤكد العميد عبدالقادر انه لا يوجد اي مبررات من قبل لبنان لوجود حرب على الاقل في المستقبل القريب، اما بالنسبة للاسرائيليين يقول عبد القادر ان الاسرائيليين يعبرون دائماً عن هواجس امنية ولبنان يتعرض لحملة اعلامية دائمة من قبل اسرائيل وخصوصاً فيما يتعلق بخروقات القرار 1701 من قبل حزب الله اذ يتهمون الحزب بإقامة قواعد واعادة بناء البنى العسكرية في منطقة انتشار القوات الدولية، كما انهم ينقلون دوماً الى الامم المتحدة والقوات الدولية مخاوف وهواجس حول اعادة تسليح حزب الله بصواريخ ابعد مدى وبكميات اكبر من السابق.. فهل يمكن اعتبار هذه الحملة الاسرائيلية تبرر قيام اسرائيل بعدوان مسلح على لبنان، انا لا اعتقد ذلك لانه يجب ان يكون هناك مصلحة استراتيجية تبرر اي تهديد لأمن الجليل او أمن وسط اسرائيل لانه في حال اندلاع اي مواجهة مع حزب الله فإن منطقة الجليل الشمالي والأعلى والأوسط تتعرض لتهديدات امنية كبيرة قد تدفع الى نـزوح السكان اذ انه في العام 2006 نـزح اكثر من 700 الف اسرائيلي عن منازلهم، ومستعمراتهم بسبب القصف الصاروخي الذي كان يطلقه حزب الله والذي بلغ في بعض الايام 200 صاروخ.

لذلك الجيش الاسرائيلي لا يملك مبرراً الآن للقيام بهجوم ضد لبنان وخاصة ان نتائج هذه العملية لن تكون مضمونة اذا كان الهدف منها هو تدمير القدرات العسكرية لحزب الله.

فلا يستطيع احد ان يقول اريد ان اخوض حرباً عسكرية عبثية كي لا احقق هدفاً استراتيجياً يكون له مفاعيل امنية ظاهرة تبرر المتاعب التي سأواجهها.

ويضيف: منذ تنفيذ القرار 1701، شهدت المنطقة الحدودية من اسرائيل وكل الجليل فترة من الاستقرار الامني والهدوء لم يسبق ان شهدتها في السابق، فالقرار 1701 حقق الاستقرار او الامن الذي دائماً تدعي اسرائيل شن حروب من اجل تحقيقه. فالأمن موجود اذن، ولكن الامر المهم ان اسرائيل تحاول ان تستعيد قوة الردع ضد لبنان وهي تعتبر انها تملك قوة نيران لا يملكها حزب الله ولا اي طرف عربي آخر، سواء لجهة مفاعيل الاسلحة، امكانية ضرب العمق اللبناني وامكانية الحاق اضرار وأثمان باهظة جداً، لذلك اسرائيل توجه انذاراً ليس لحزب الله بل الى الدولة اللبنانية وهي تقول انه بحال قام حزب الله بأي عمل عسكري فالدولة اللبنانية هي التي ستتحمل النتائج بما ان حزب الله جزء منها فهو موجود في البرلمان وفي الحكومة.

وفي حال حدث ذلك تقول اسرائيل ان لبنان سيتحمل خسائر لم يسبق ان تحملها في السابق ولن يكون هناك اي ضوابط من ضرب اي اهداف تختارها اسرائيل وخاصة البنى التحتية الاساسية، وهي تقول بعبارة اخرى، اننا سنضرب هذه المرة محطات توليد الطاقة وسنضرب الجسور الكبرى والمؤسسات الحكومية الرسمية الكبرى، وهذا يعني انها تفكر بضرب بيروت، وقد يكون بين الاهداف الاسرائيلية محطة رفيق الحريري في مطار بيروت، وقد يكون محطة الحاويات في مرفأ بيروت وقد يكون اهراءات القمح.

لذلك الاسرائيلي يقولها تكراراً وعلى لسان جميع القيادات العسكرية والسياسية، لقد شهدنا همجية القصف الاسرائيلي عام 2006، ومن وجهة نظري كانت تتصرف اسرائيل عسكرياً ضمن خطوط حمراء مرسومة لها واعتقد ان الاميركي كان قد نبّه الاسرائيلي بعدم القيام بعمل عسكري يؤدي الى سقوط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

واعتقد انه في ظل الكباش الاميركي – الاسرائيلي وفي ظل الحكومة اليمينية الاسرائيلية قد لا يكون هناك من خطوط حمراء للضربات الاسرائيلية، واذا كان هناك من خطوط حمر فقد تكون بالنسبة الى بعض المراكز الحكومية كوزارة الدفاع والقصر الجمهوري والقصر الحكومي وستكون كل الاهداف الاخرى مبررة بالنسبة لاسرائيل، هذا الموضوع سيدخل لبنان ليس في مواجهة محدودة مع اسرائيل بل في مواجهة ستؤخر لبنان اقتصادياً وانمائياً واجتماعياً لعقدين من الزمن على الاقل.

وعما اذا كانت الحرب ضد لبنان ستتحول الى حرب اقليمية يقول عبد القادر: لا اعتقد ان احداً مستعد ان يحارب لأجل الآخر، فقد حصلت حرب تموز/يوليو وحرب غزة ولم يحارب احد لأجل الآخر، حتى ان اسرائيل تمتلك نظام دفاع قوياً يجعلها قادرة على تدمير اي صواريخ توجه الى اسرائيل على مسافة بضعة مئات من الكيلومترات. مثلاً يمكن ان تتصدى صواريخ ((آرو)) لأي صواريخ قادمة من الشرق فوق الاراضي العراقية وليس فقط فوق اسرائيل ويمكن ان تتصدى صواريخ ((patriot)) للمسافة الأقصر، من هنا اي مغامرة ممكن ان تقوم بها ايران للتدخل بأي حرب لن تكون مضمونة النتائج ويمكن ان تؤدي الى اتساع الحرب لتصبح حرباً اقليمية.

ويتحدث العميد عبد القادر عن سيناريو قد لا يتحكم فيه حزب الله، ولا حتى لبنان.. هذا السيناريو يمكن ان يستجلب الحرب الاسرائيلية على لبنان عن طريق ضرورات وتطورات اقليمية تنطلق من التركيز الاسرائيلي على ان البرنامج النووي الايراني سيشكل خطراً على مستقبل اسرائيل. ولذلك فان اسرائيل لديها الخطط للقيام بهجوم ضد بعض المنشآت النووية الايرانية بهدف تأخير البرنامج النووي الايراني، وليس منعه لان اسرائيل لا تملك الطاقات العسكرية اللازمة لضرب كل الاهداف التي يمكن ان تكون اهدافاً نووية داخل ايران بسبب محدودية امكاناتها الاستراتيجية لضرب العمق الايراني.

واذا قامت اسرائيل بشن هجوم على المنشآت الايرانية فهذا الهجوم سيكون محدوداً ببعض اهداف لا تتعدى الستة او سبعة اهداف ومن بينها محطة لتخصيب اليورانيوم ومحطة اخرى في اصفهان تختص في الوقود النووي، محطة بوشهر التي اصبحت شبه جاهزة ومحطة رابعة يعمد الايرانيون على انتاج وقود نووي بطريقة اخرى غير تخصيب اليورانيوم عن طريق انتاج مادة البلوتونيوم وهي محطة آراك.

اذا قامت اسرائيل بمثل هذا الهجوم بشكل مفاجىء قد يستدعي ذلك رداً ايرانياً بكل ما تملكه ايران من وسائل عسكرية داخل وخارج ايران، وفي مثل هذه الحالة ومن الطبيعي ان تحاول ايران دفع حزب الله للقيام برد عبر الحدود اللبنانية، وقد يكون الرد الافعل الذي تمتلكه ايران.

ولكن هل يملك حزب الله حق الرد؟

مقابل هذه الاستثمارات الكبيرة المالية والرعاية والتدريب التي دفعتها ايران طيلة حوالى ربع قرن لحزب الله نعم سيكون على الحزب التـزام معنوي اضافة الى الالتزام الشرعي وهم يقولون علناً اننا نتبع ولاية الفقيه، عندها ستشن حرب اسرائيلية جديدة على لبنان وقد تكون بالقوة والحزم اللذين تحدثنا عنهما دون وجود خطوط حمراء، وستكون اعنف من حرب تموز/يوليو.

ويتحدث العميد عبد القادر عن سيناريو آخر، لكنه يستبعده في الوقت نفسه وهو ان تشعر ايران بفترة معينة بأن الهجوم الاسرائيلي قد اصبح حتمياً وقريب الحدوث فتقوم بما نسميه حرباً وقائية لافشال الهجوم الاسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية.. وهذا الامر سيستدعي حرباً مدمرة على لبنان وستتحول الحرب من عملية عسكرية معدة ضد ايران الى حرب شاملة ضد لبنان.

وتحدث عن الأسلحة التي قد تستخدمها إسرائيل في الحرب القادمة من مدفعية ميدانية ذات قوة هائلة وفاعلة إلى سلاح الطيران والطوافات المسلحة إضافة إلى استخدام سلاح القوات البحرية. لذلك لن تسلم أي أهداف بدءاً من النهر الكبير شمالاً إلى الجنوب، ويقول: إسرائيل تملك قنابل ذكية وقدرات تدميرية عالية جداً، كما انها تملك قذائف قد يصل وزنها إلى 671 طناً و1000 طن و2000 طن.. من هنا ستكون الحرب باهظة الثمن على لبنان.

أما بالنسبة لحزب الله فسيستفيد من العبر التي مر بها سابقاً، وبعد خطاب السيد حسن نصرالله فإن حزب الله يستعد لمعركة من نوع آخر وتتضمن صواريخ بعيدة المدى وأكثر فعالية وأكثر قدرة مما شاهدناه عام 2006 وسيطبق بالفعل ((ما بعد بعد حيفا)) ويعتقد العميد عبد القادر ان حزب الله قد يمتلك الصواريخ المتوسطة المدى التي قد تطال المناطق السكنية في تل أبيب.. ولكنه استبعد امتلاك حزب الله لأي سلاح نووي تمتلكه الدول الخمس الكبرى إضافة إلى الباكستان والهند وكوريا الشمالية.

ولكنه اعتبر ان الجيش اللبناني سيدفع الثمن بهذه الحرب لأنه سيتعرض للضرب من قبل إسرائيل. وختم بالقول: في حال اندلاع أي حرب سيكون الخاسر الأول هو لبنان، حتى عام 2006 الخاسر الأول كان لبنان وما قاله حزب الله من تحقيق انتصار هو انه استطاع أن يفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المباشرة التي كانت تستهدف حزب الله ولكن على الصعيد الوطني لم نكن منتصرين بل دفعنا الثمن غالياً جداً إذ قدرت أضرار الحرب بـ10 مليار دولار.

الانتقام الإسرائيلي

من جهته يرى الباحث الاستراتيجي العميد د. أمين حطيط، انه يفترض أن يتم تحديد أمور مهمة في المواجهة بين لبنان وإسرائيل في إطار الحرب المحتملة.

ففي العام 2000 عندما خرجت إسرائيل من الجنوب قررت كيف تنتقم، فانتقمت في العام 2006 وكانت النتائج كما يعلم الجميع.

في 14 آب/أغسطس 2006 عندما طلبت إسرائيل وقف الأعمال العسكرية لم تطلب وقف إطلاق النار، وفي هذه النقطة بالذات يسأل المعنيون من العسكريين عن الفرق بين وقف الأعمال العسكرية ووقف إطلاق النار.

في الاصطلاح العسكري وقف الأعمال هو تجميد الميدان على ما هو عليه من غير أي اتفاق ومن غير أي تعديل للنتائج بانتظار أن يحدث شيء ما تستأنف بعده الأعمال والحرب. أما وقف إطلاق النار فقد يعقبه هدنة وقد يعقبه اتفاق أو صلح.. بالتالي إسرائيل لم تقبل بوقف إطلاق النار لأنها لن تقبل بطي صفحة 2006 لأن إسرائيل اعترفت بأنها لم تحقق أهدافها وبالتالي في المصطلح العسكري المهاجم الذي لا يحقق أهدافه يكون مهزوماً والمدافع الذي يمنع المهاجم من تحقيق أهدافه يكون منتصراً. ضمن هذا السياق في 14 آب/أغسطس 2006 النتيجة التي تحققت كانت هزيمة إسرائيل وانتصار للمقاومة.

هذه المسألة لا تستطيع إسرائيل أن تحتملها أو أن تدرجها في تاريخها العسكري. هي تستعيد في ذاكرتها ما حدث في العام 1973 عندما هاجمتها مصر وسوريا. في الأيام الأربعة الأول حقق الجيش المصري إنجازاً إعجازياً في قناة السويس وحقق الجيش السوري إنجازاً إعجازياً في جبهة الجولان.

هذا في الأيام الأربعة، ولكن إسرائيل لم تتوقف بل تابعت الحرب واختارت الاستراتيجية التي تعتمدها عادة وهي الهجوم في معرض الدفاع. فإسرائيل هزمت أولاً ومن ثم استوعبت الصدمة ثم انطلقت وانتهت بحرب في الميزان العسكري ليس نصراً مؤزراً تاماً للجيش المهاجم وليست هزيمة لإسرائيل بل انها تعتبر في ميدانيتها استيعاباً للصدمة وفي سياسيتها نصراً لإسرائيل.

إسرائيل أرادت أن تطبق هذا الأمر نفسه في حرب العام 2006 مع فارق في الزمن إذ انه في 14 آب/أغسطس 2006 تبين لها ان استمرارها في الحرب لن يغير الحال كما غير في العام 1973 وذلك عائد إلى سببين:

السبب الأول: جبهتها الداخلية التي تبين انها غير جاهزة لمواجهة حرب كالتي واجهتها في العام 2006.

السبب الثاني: النقص في منظومة الاستخبارات أو العجز الاستخباراتي.

هذان العنصران الرئيسيان لم تستطع أن تستوعبهما خلال الحرب ولا يمكن أن تتابع الحرب دون معالجة هذين السببين.

الهزيمة ليست بسبب هذين العنصرين فقط بل بسبب ما واجهها من نار ومن تماسك المقاومين. فإذن أوقفت إسرائيل الأعمال عام 2006 وارتدت إلى نفسها حتى تعالج هذين العنصرين: عنصر الجبهة الداخلية وعنصر الاستخبارات مع ترميم محدد للعقيدة العسكرية وللتنظيم والتجهيز.

ومنذ العام 2006 تعمل إسرائيل على القرار باستئناف الحرب في أي لحظة ممكن أن تحقق انتصاراً فيها. القرار بحرب قادمة هو قرار محسوم لا يمكن لنا كمعنيين أن نسقطه من حسابنا. قرار إسرائيل بالحرب على لبنان للانتقام ولإعادة الصيغة إلى ما كانت عليه هو قرار متخذ، لكن توقيت هذا القرار مرهون بعوامل إسرائيلية (الجبهة الداخلية والاستخبارات) ومرهون بعوامل إقليمية أي العنصر الداخلي اللبناني ومنها البيئة العسكرية الاستراتيجية العامة في الشرق الأوسط.. ومنها ما هو عائد إلى البيئة الاستراتيجية العالمية وعلى رأسها أميركا. لذلك القرار متخذ والتنفيذ مؤجل.

ويضيف العميد حطيط: انطلاقاً مما تسرب من تقارير الخبراء الذين جاؤوا ليشهدوا على المناورة التي أجرتها إسرائيل في حزيران/يونيو الماضي تبين لهم ان الجبهة الداخلية حتى هذه اللحظة غير جاهزة..

لقد استفادت إسرائيل من التغير الجيوسياسي والبيئة الأمنية في لبنان فزرعت من الشبكات التجسسية والعملاء ما لا يتصوره إنسان في بلد مثل لبنان، ولكن هذه الشبكات لم تصل إلى المستوى الذي يجعل إسرائيل مطمئنة إلى سلامة عيونها في لبنان وسلامة حركة يدها في لبنان خصوصاً وان الأجهزة الأمنية اللبنانية تمكنت من إلقاء القبض على بعضها والجزء الذي ألقي عليه القبض ليس إلا جزءاً صغيراً إذ ان هناك شبكات أعظم وأهم بكثير. ولكن كشف هذه الشبكات أعطى المقاومة فرصة لتنظر في أمنها الذاتي وفي إعادة هيكلة الأمن العسكري بشكل لا يخترق كما انه لم يخترق في العام 2006. لذلك لم تصل إسرائيل في منظومتها الاستخباراتية إلى ما يرضيها. وإذا سلمنا جدلاً انها رممت بنيتها التنظيمية العسكرية والسياسية ورممت عقيدتها العسكرية، يبقى عنصر الجبهة الداخلية وعنصر الاستخبارات انهما غير مرممين. لذلك الحرب ما زالت بعيدة.. ولكن إذا فرضنا ان هذين العنصرين تم ترميمهما في الأشهر المقبلة وأعطت إسرائيل نفسها فرصة لترميم هذه الثغرات حتى بداية 2011 وهذا ما نصت عليه لجنة فينوغراد في تقريرها حينما قالت ان إسرائيل بحاجة إلى خمس سنوات حتى ترمم ثغراتها وتنطلق إلى حرب جديدة.

أما إذا أرادت إسرائيل أن تذهب إلى حرب جديدة هناك مسائل عديدة لا يمكن للباحث الاستراتيجي أن يغيبها حينما يتصور حرباً إسرائيلية جديدة، وهي ان إسرائيل علمت ان الطيران لا يستطيع أن يحسم المعركة ولذلك لا أعتقد انها ستكرر خطيئة 2006 وان تعتمد على الطيران وحده للحسم ولكن في المقابل لا يمكن أن تستغني عن الطيران وترتد الى سلاح البر كسلاح الحسم.

في هذه النقطة اعتقد ان إسرائيل ستعتمد المناورة المركبة من طيران يعمل وقوى تتقدم.. أيضاً في حرب 2006 ميزت إسرائيل على الأقل لفظياً وان لم يكن ميدانياً بين حزب الله والدولة اللبنانية وتعاطت مع الأهداف التي تتعلق بحزب الله علماً انها قصفت كما يعلم الجميع أهدافاً بعيدة عن وجود حزب الله ومناطق الشيعة عندما قصفت في الشمال وكسروان والأشرفية.

في المستقبل إسرائيل ستكون محرجة للاختيار بين حلين. فإذا لجأت إلى الصيغة الأولى أي المقاومة والدولة فإنها لن تغير في المعادلة بشكل كبير.. وإذا لجأت إلى صيغة الدمج بين المقاومة والدولة هنا ستنقسم ردات الفعل للشارع اللبناني بين رأيين: قسم سيتجه باللوم لحزب الله وهذا أمر لن يكون مبرراً لأن إسرائيل هي التي ستبدأ في الحرب.. واعتبر هذا القسم هو الأقلية. أما القسم الأكبر الذي سيرى بأن إسرائيل ستعتدي كيفما كان الحال وهنا سيرتد هذا الفعل سلبياً على إسرائيل.

فإذا كانت عواطف اللبنانيين في العام 2006 بنسبة 60 الى 70% مع المقاومة بشكل صادق وحقيقي فإذا لجأ الى هذا القرار فإن عواطف اللبنانيين بين 80 الى 90% ستكون مع المقاومة بشكل حقيقي، وبهذا يكون خسارة لاسرائيل.

وعن وضع المقاومة وقدراتها العسكرية يقول العميد حطيط المقاومة في الحرب القادمة ومن خلال الخبرات التي اكتسبتها والقدرات النارية التي امتلكتها لن تكتفي بالمناورة ضمن سقف الـ 2006 من الآن بدأت المقاومة ترسي معالادت جديدة، في الاسبوع الماضي ذكر السيد حسن نصر الله معادلة جديدة حينما قال الضاحية مقابل تل ابيب واذا كانت اسرائيل ستنطلق لضرب رأس المقاومة مباشرة وتغطي كامل لبنان وتنال الضاحية فهذا يعني ان المقاومة مع الصاروخ الاول ستطال تل ابيب، واسرائيل عندما تقصف عاصمتها ستكون ملزمة بالرد الاعنف وهنا حزب الله سيرد بما يملك من حجم وكتلة نارية بالغة الاثر من حيث المدى وفعالية الصاروخ الذي تصل حمولة بعض الصواريخ الى 400 كغ.

هذا الامر يرعب اسرائيل، اضافة الى ذلك في الحرب القادمة لن يستطيع احد ان يؤكد ان حدودها ستبقى في لبنان لأن هذه الحرب في حال وقوعها ستكون حرب التدمير النهائي في اتجاه اسرائيل في الشرق الاوسط.

اما ان تستطيع اسرائيل ان تسقط المقاومة الشعبية لشعوب تناهضها وهذا الامر مستحيل، واما ان تسقط اسرائيل. لذلك فإن خسارة اسرائيل للحرب القادمة ستكون النهاية الحقيقية، وليس بداية النهاية لأن وصول صواريخ حزب الله الى كل المدن الاسرائيلية لن يترك مكاناً آمنا في اسرائيل وسيلجأ الصهاينة الى استخدام جواز السفر الثاني وهذا ما حذرت منه الـ CIA في التقرير الاخير عندما قالت انه مع بدء اطلاق الصواريخ على المدن الكبرى سيغادر 35% من اليهود في اول اسبوعين.

هذه النقطة هامة لأن هناك تخيلاً آخر ينتظره المحللون هو ان القدرات الميدانية للمقاومة الاسلامية تعدت القدرة على العمل في المواجهة المحلية في الميدان في الجنوب.

اكثر من باحث بات يقول ان حزب الله بإمكانه مع بدايات الحرب والشلل الاسرائيلي في عملية التعبئة بامكانه ان يرسل المجموعات الاقتحامية للداخل الفلسطيني المحتل والسؤال من يقول ان حزب الله عاجز عن الوصول الى داخل فلسطين المحتلة بمجموعات كبيرة جداً.

ان مناورة حزب الله القادمة مع الشأن اللبناني تجعل من الحرب المنتظرة حرباً بالغة التعقيد على الطرفين، ولكن بالنسبة لحزب الله ستكون قفزة نوعية في المجال العسكري، في المقابل ستكون ارباكاً لاسرائيل التي لن تجد امامها بعد ذلك الا اللجوء الى حالة الذبح ولكن هذه السياسة لجأت اليها عام 2006 ولجأت اليها في غزة ولن تصل الى نتيجة.

بالمحصلة الحرب القادمة ستكون ناراً وحركة اسرائيلية وسيرد عليها بنار وحركة المقاومة.

اسرائيل ستستخدم كل ما لديها من طيران حتى انها ستستخدم طائرة F35 التي استلمتها.. اضافة الى الصواريخ والمدفعيات، ولكن المعضلة الاساسية لاسرائيل خلال الحرب الجارية هي الميدان والانسان، بينما في المقابل بعد ان زادت قدرات حزب الله الصاروخية اصبح قادراً للوصول الى أي مدينة، وأصبحت قوته التدميرية اكبر بعد ان زاد فعالية صواريخه، كما زاد من عديده اذ ان فينوغراد يقول بضعة آلاف من المقاتلين والكل يعلم ان هذه البضعة آلاف اصبحت عشرات الآلاف.

حتى ان هناك تماسكاً في المناطق التي تتواجد وتتحرك فيها المقاومة، وانا لا اقول بأن هناك وحدة وطنية في لبنان حول المقاومة، هذا الامر غير موجود ولا اتصور وجوده في المستقبل، سيبقى هناك فئة من اللبنانيين الذين تخرجوا من معسكرات الجيش الاسرائيلي، سيبقى هؤلاء اوفياء، ولكن هؤلاء لن يصلوا الى مقدار الربع او الثلث من اللبنانيين، انما الغالبية الكبرى من اللبنانيين ستبقى ملتفة حول المقاومة وهذا ما اثبتته الاحداث.. والاهم ما جرى في السنة الاخيرة حول سقوط المراهنات حول الفتنة الداخلية والقتال الداخلي التي تجعل من الجيش الاسرائيلي يتحرك آمناً في الجنوب تكراراً لما حصل عام 1982.

ويضيف: الحرب القادمة قادمة، لكن توقيتها غير منظور ونتائجها لن تكون لاسرائيل بأفضل منها في العام 2006 في النتائج الميدانية وما سيتغير هو النتائج السياسية.. في العام 2006 استطاعت اسرائيل ان تنتزع القرار 1701 القرار الذي خفض سقف انتصار المقاومة الى الخمس يعني لم يبق عن سقف انتصار المقاومة اكثر من خمسه بينما في الحرب القادمة لن يكون قرار 1701 جديد ولن يكون هناك جوائز ترضية لاسرائيل في هذا الموضوع.

من هنا اقول ان اللبنانيين قدرهم ان ينتظروا الحرب والمقاومة قدرها ان تستعد للمواجهة ولكن في قراءتنا للحرب القادمة اقول انها ستكون حرب التغيير الاستراتيجي الفعلي والحقيقي في منطقة الشرق الاوسط.

وتحدث العميد حطيط عن الاهداف الاسرائيلية في لبنان وهي كل البنية التحتية اللبنانية من قطاع الكهرباء وغيره، ستحاول ان لا تبقي مكاناً آمناً وهذا في مصلحة المقاومة لأن الناس ستلتف حولها ولكنها لن تستطيع ان تغطي كل لبنان بالنار ستزيد من الاحداث ولكنها لن تغطي لبنان بالنار.

ويضيف: الحصار سيتكرر اضافة الى قطع الطرق مع سوريا ولكن الكل يعلم ان الانفاق تكسر الحصار وان الاستعداد المسبق يكسر الحصار، اسرائيل لن تستطيع الاستمرار في الحرب لمدة 100 يوم لأنها بعد عام 2006 رفعت قدرتها للمواجهة من 6 اسابيع الى 10 اسابيع يعني بعد ان كان بإمكانها المحاربة 42 يوماً اصبح بإمكانها القتال 70 يوماً، اما المقاومة فقد رفعت قدراتها للمواجهة من 50 يوماً الى 100 يوم.

اذا راهنت اسرائيل على النفس القصير للمقاومة فهذا رهان خاسر، اذا راهنت على قصف اهداف اضافية فهي في العام 2006 لن تبقي على شيء الا وقصفته كل ما يمكن ان تفعله في الحرب المقبلة هو ان تزيد اهدافها في البنية التحتية.

اما عن الجبهة الساخنة في القتال فقد اعتبر ان الجبهة البرية ستكون في الجنوب، ولكن الجبهة النارية لن تنحصر في الجنوب، ويمكن ان تمتد الى سوريا وتتجاوز لبنان، اذ ان سقوط المقاومة في لبنان دون ظهور اشارات حقيقية لاستعادة الجولان في المفاوضات سيؤدي الى خسارة سوريا للجولان وهذا لا يمكن ان تسمح به لذلك لن تسمح بخسارة المقاومة..

واعتبر انه في حال لم تتعرض ايران للهجوم من قبل اسرائيل او حتى تتعرض للاستفزاز، فلا يمكن ان تتدخل في الحرب ولن يكون هذا من مصلحتها طالما ان المقاومة قادرة على الرد.

وما اذا كان حزب الله يمتلك رؤوساً نووية قال حطيط: لا املك أي معلومة ما اذا كان حزب الله يملك هذا النوع من السلاح، علماً انه يملك صاروخ ارض – ارض يصل مداه الى 250 كم وصواريخ مضادة للدروع من Cornet اضافة الى نمطه المعتاد في المناورة المتعددة الوجوه من الكمين الى الاستدراج من مناورة ضرب الرأس، ومن مناورة قطع الذنب والوعاء الحاضن.

وفي المقابل ستستخدم اسرائيل كل اسلحتها الجديدة ولكن يخشى مستقبلاً ان تلجأ الى استعمال بعض اسلحة الدمار الشامل.. (جرثومي ام كيماوي) والسؤال الذي يطرح هل سترد المقاومة بما يناسب الموقف بعد استخدامها هذا السلاح.

وفي حال استخدمت هذا النوع من السلاح عندها يسقط أي صوت يقول للمقاومة توقفي عندها ستكون المقاومة مضطرة لامتلاك سلاح يوقف هذا الاستعمال.

واذا فكرت اسرائيل في ذلك ستعطي ذريعة كافية للمقاومة بأن تسعى لامتلاك هذه الاسلحة..

حرب المفاجآت

بدوره وصف الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري (Inegma) رياض قهوجي، الحرب بالمفاجآت اذ انها يمكن ان تبدأ في أي لحظة ولا يمكن السيطرة عليها وحرب تموز/يوليو هي خير دليل على ذلك التي كانت مليئة بالمفاجآت، ولكن لا يمكن للحرب ان تعتمد على التفوق العسكري فقط في حل النـزاع.. ويضيف: ((هذه الحرب تحديداً لا تحصل الا في حال قرر الطرف القوي الغاءها حتى لو استفزه الطرف الضعيف)).

ويتابع: في العام 2006 قام حزب الله بعملية ولكن قبل ذلك قام الحزب بعمليات مشابهة الا ان اسرائيل لم تشن حرباً عليه.. اما هذه المرة فقد كانت جاهزة ومع ذلك لم تصل الى مبتغاها فالحرب المقبلة لن تحصل الا اذا كانت تريد ذلك لأنها تستطيع ان تتحمل أي استفزاز من جانب حزب الله كما كانت في السابق.

ومن جهة اخرى اكد قهوجي ان حزب الله لن يقوم بعمليات استفزازية لاخراج ((اليونيفيل))، لأن هناك اصراراً على بقائها، ولا حتى في نيته القيام بحرب علماً انه جاهز لها.

وشرح قهوجي اسلوب حزب الله في القتال قائلاً: حزب الله يعمل على اساس مقاومة تتبع حرب العصابات في المواجهة وهو بحال الجهوزية.. بينما الطرف الاسرائيلي الذي هزم تكتيكياً على الارض، وهو يريد ان يحسن وضعه ومن هنا يمكن ان تلجأ اسرائيل الى بعض الخيارات لناحية استراتيجيتها وتدريبها كما وانها ممكن ان تحاول ان تحسن وضعها الاستخباراتي على الارض خصوصاً ان كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ضربة كبيرة لاسرائيل.

لذلك هناك تقدم في التعامل مع الصواريخ من قبل اسرائيل وفي عملية بدء نشرها وإدخالها في العمليات خلال اشهر العام القادم.. لذلك حققوا تقدماً في الجهوزية الدفاعية ضد الصواريخ.

ورأى قهوجي ان اسرائيل تعاني حالياً من الافتقار الى العون وتحديداً العون الاميركي الذي ينشغل في مشاكل اقليمية عديدة.. ومع ذلك فإن اسرائيل اكثر وعياً مما كانت عليه في حرب تموز/يوليو لأن هذه الحرب كانت صدمة لها وهي تسعى منذ ذلك الوقت لسد الثغرات لتحقق الفوز العسكري بالتعامل مع سيناريو جيش مقابل مقاومة الى جانب حرب عصابات مسلحة بصواريخ قادرة على تهديد الجبهة.

ويضيف قهوجي: اسرائيل اصبحت اليوم تحترم قدرات حزب الله لدرجة انها تستعد لها بشكل جدي وأصبحت تدرك ان العمل العسكري ضد حزب الله ليس سهلاً كما كانت تعتقد.. حتى ان الجانب النفسي لدى الجنود الاسرائيليين اصبح يؤدي دوراً مهماً فهم باتوا يفكرون بما ينتظرهم مع حزب الله.

ومع ذلك فإذا دخلت إسرائيل في حرب، استناداً إلى قهوجي، فإنها لن تتحمل خسارة، لذلك هناك عمق أكثر في التفكير قبل خوض هذه المعركة كما وانه سيكون هناك المزيد من الوحشية كي تحقق النصر.. وهذا الأمر يتطلب تغطية سياسية دولية كل لا يكون هناك ردة فعل من قبل الرأي العام الدولي.. ومن غير المستبعد أن تلجأ إسرائيل إلى تكتيك غزة في القتال لتجنب الخسائر في صفوفها.

وعن أهداف إسرائيل في لبنان يقول قهوجي: يمكن أن تطال إسرائيل مناطق تهدف إلى إثارة الرأي العام ضد الطرف الآخر الذي يتعلق بحزب الله من بنية تحتية وتوقع أن يطال القصف المناطق المسيحية بشكل أساسي الحليفة لحزب الله وستحاول إسرائيل في حال حصل الاجتياح أن تقطع أوصال لبنان من جسور وطرقات.

وهناك عدة سيناريوهات يمكن أن تنفذ وتتوقف على طبيعة الحرب. أما عن الحرب الإقليمية فقد استبعد قهوجي دخول سوريا وإيران في حرب لمساعدة حزب الله.. وهناك عمل لتحييد سوريا في الحرب.. أما في حال حصلت حرب في إيران مع إسرائيل فيمكن أن تشمل لبنان.

وشرح قهوجي بأن الجبهة مع إسرائيل هي في الجنوب وهي جبهة ضيقة وهناك الجبهة الغربية، الشرقية والوسطى، وتعتبر الجبهة الشرقية التي تتمثل بالبقاع الأضعف في ظل وجود عدد قليل من اليونيفيل إذ انه لا يوجد عمق لقوات اليونيفيل فيها لذلك تعتبر أكثر عرضة للاختراق. واستبعد بدوره امتلاك حزب الله للسلاح النووي لأنه وبالأساس لا يوجد تأكيد لامتلاك إيران لرأس نووي واحد خصوصاً ان عملية نقل الرؤوس النووية معقدة جداً.. أما بالنسبة لإسرائيل فرأى بأنها يمكن أن تستخدم النووي في حال استخدم ضدها سلاح تدمير شامل (بيولوجي، سام) لردع الطرف الآخر.

أما في حال أعلنت إيران انها دولة نووية، فإن إسرائيل وبحجة تصريحات الإيرانيين ستعلن انه بحال اتجه صاروخ نحوها فسترد بنووي على إيران فوراً قبل أن يصل الصاروخ.

وختم بالقول: ((تحصين حزب الله هو تحصين الدولة اللبنانية وإذا استطاع حزب الله دمج نفسه بالدولة اللبنانية ضمن استراتيجية دفاع هذا الأمر سيعطيه أكبر حصانة ضد أي هجوم تقوم به إسرائيل لأنه لا يمكن أن يدافع عن لبنان إلا وحدة سياسته وشعبه. حزب الله عسكرياً أكثر جهوزية من العام 2006 ولكن شعبوياً أضعف لذلك يجب أن يحسن وضعيته داخل الدولة والتوصل إلى استراتيجية دفاع مدعومة من أطراف سياسية داخل لبنان ضد أي هجوم إسرائيلي.

فاطمة فصاعي   

 

ضابط سوري قديم: قلت لحافظ الأسد أن عون لا يلبي طموحاتنا في لبنان

٣١ تموز ٢٠٠٩

 يتابع الضابط السوري محمد معروف أحد أبرز مهندسي الانقلابات العسكرية في سورية ومدبريها فتح دفتر ذكرياته المليء بالمعلومات، ويتحدث في الجزء الثاني والأخير من حوار «أوان» معه، فيتحدث كيف حاول صلاح جديد تحميل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أسباب نكسة 1967، كذلك يتحدث عما دار في لقاء وحيد حصل بينه وبين الأسد أواخر الثمانينيات حول العماد ميشال عون قبيل إعلان الأخير «حرب التحرير» الشهيرة ضد الجيش السوري الذي كان منتشراً في لبنان. ويتحدث أيضاً عن عهد الرئيس السوري بشار الأسد ومستقبل سورية في ظله، وعن مستقبلها ومستقبل لبنان والمنطقة في ظل المتغيرات الراهنة.

وهنا وقائع الحلقة الثانية والأخيرة من الحوار:

حافظ الأسد وميشال عون

{ ما الذي لم تذكره في كتابك، وهل هناك رادع لك عن ذلك أم إنك تخاف من أن تؤدي كتابته إلى ما لا تحمد عقباه؟

-هناك معلومات كثيرة عندي، ولكنني لا أستطيع أن أكتبها. أنا لم أكن ضابطاً بعثياً، وزد على ذلك أن النظام السوري يحترمني، ولكنني لست من ضمن النظام، وعندما أكون مقيماً في بلد فيجب أن أكون مؤدباً، وأكثر من ذلك أنني معجب بالرئيس حافظ الأسد، كان رجل دولة من الطراز الرفيع، وأنا قابلته مرة لمدة أربع ساعات، فهو رجل محاور بامتياز، محاور من الطراز الرفيع، عنده عزة وطنية ومتمسك بقوميته العربية ولا يهتز. وأذكر أن أول اجتماع لي معه كان خلال السبعينيات، وأول كلمة قلتها له: «سيادة الرئيس، إن كل مؤسسات الدولة تتآكل من الداخل». فقال لي كيف؟ فقلت له «تأتون بأشخاص غير مؤهلين لتسلم هذه المؤسسات ولذا فإنها تخرب». فقال لي والله لم أترك حزباً إلا وأردت إشراكه معي فكانوا كلهم وبالاً علينا. فاضطررت الى اتخاذ هذا الخط».

وزد على ذلك كنت قبيل اللقاء مع الرئيس حافظ الأسد قد قابلت العماد ميشال عون قبل أن يخوض «حرب التحرير» ضد سورية (العام 1988)، إذ جلست معه ساعة فأعجبت بمواقفه. وقلت يومها للرئيس الأسد: «سيادة الرئيس أنا اجتمعت بالجنرال عون وهذا الإنسان نظيف الكف (والرئيس الأسد ما يهتم بأي شيء إلا بالموضوع الإسرائيلي) وليست له أي خلفية مع إسرائيل، وفي اعتقادي الشخصي أن ليس لهذا الرجل أي اتصالات بإسرائيل». ثم استدركت مخافة حصول مشاكل بين عون وسورية، وهي حصلت لاحقاً، وقلت للرئيس الأسد: «إذا كانت لنا طموحات في لبنان فهذا الرجل لا يلبي طموحاتنا أبداً في لبنان»، فرد الأسد قائلاً: والله أنا ما بدي من لبنان شيء في هذه الدنيا، وأريد فقط أن يكون لنا فيه دولة صديقة، فأنت تعلم أن اسرائيل إذا دخلت عسكريا من طريق المصنع فإن كل جبهتنا تضيع».. واستمر يحدثتي لمدة ساعة عن هذا الموضوع، فقد كان محاوراً سياسياً بامتياز. وأذكر أن شخصاً اسمه أبو سليم كان في مكتبه فتح باب الصالون ليذكره بوجود أناس كثيرين ينتظرون مقابلته وقد مضى من الوقت ساعتين حينها، فأشار إليه بيده بأنه لا يستطيع مقابلة أحد. وقد كان من حظي أني قلت له إذا كان لدينا طموحات في لبنان فإن عون لا يلبي طموحاتنا، فقال لي سيادة الرئيس «أنا لا أريد شيئاً من لبنان سوى أن تكون لنا صداقة الشعب اللبناني». فلقد كانت إسرائيل تقض مضجعه، ولا أعتقد بأن سلاماً يمكن أن يحصل بين سورية وإسرائيل، فسورية لا يمكن أن تصالح إسرائيل إلا إذا أعادت الجولان. والآن يتكلمون عن منتجع مشترك.. هذا كلام فارغ.

{ وماذا قال لك الرئيس حافظ الأسد أيضاً عن لبنان؟

- لقد تطرقنا إلى كثير من المواضيع، وأستطيع أن أتذكر كثيراً منها، فقد استغرقت المقابلة 4 ساعات حتى إن زوجتي قلقت وظنت أني قد أكون تعرضت للاعتقال، فاتصلت بقائد الجبهة الذي كان تلميذي يوم كنت في الخدمة، فقالت له لقد ذهب محمد منذ الساعة السادسة لمقابلة الرئيس، وقد أصبحت الساعة العاشرة ولم يعد بعد، فاتصل بأبو سليم وسأله عني، فقال له « يا أخي، الرئيس ما عم يقبل حدا يدق الباب عليه». كان الرئيس يحب أن يسمع أشياء لا يتداولها معه الناس بصراحة، وهو كان مستمعا ممتازا ومحاوراً جيداً وأعصابه هادئة دائما،ً أنا تعبت من الجلوس، أما هو فكان جالساً وكأن صدره ورجليه بالجبس، لا يحرك سوى يديه ورقبته، آخر الوقت قال لي: «أظن أني تعبت شوية».

{ وماذا عن الرئيس بشار الأسد؟

-الرئيس بشار لا أعلم عنه الكثير، ولكنني انطلاقاً من متابعتي السياسية كمواطن سوري أحب بلدي ولست بعثياً، فإن انطباعي هو أنه رجل حضاري ومثقف، ويريد أن يُطلق سورية في طريق صحيح، البنوك عادت، والبعثي لم يعد له احتكاك مع أي مواطن، الحزب في جانب والمواطنية في جانب آخر، والمواطن له الدولة. الرئيس بشار يريد أن يصنع دولة ولن يقبل بأي تجاوزات من أي كان خصوصاً من أولاد مسؤولين كانوا يرتكبون تجاوزات. وهو يسير وشقيقه ماهر في طريق ضرب أي تجاوز أياً كان مرتكبه. الآن كل شيء ممسوك في سورية، الرئيس يتولى الأمور السياسية وشقيقه يتولى الشؤون العسكرية، والدولة بنت فنادق جيدة منها فندق في اللاذقية من أجمل الفنادق على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

{هل عرض عليك الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما التقاك أن تكون وسيطاً في الموضوع اللبناني لكونك تعيش في لبنان؟

-لا أبداً، وأنا لست مؤهلاً للعب مثل هذا الدور، إنهم يعرفون جيداً أني لست بعثياً، فالبعث سجنني سنة أيام صلاح جديد ولم يترك سجناً في سورية إلا ونقلني إليه، مع العلم أنه هو الذي دعاني يومها للعودة إلى سورية بواسطة شقيقي ومحمود المعايطة، وقال لي: «ادخل ولا عليك وأنت أخونا الكبير»، فدخلت وفي بيته قرر توقيفي. لماذا؟ لأن صلاح جديد كان رجلاً معقداً. في البداية كنت أخطط هنا في لبنان أنا وأخوه غسان جديد الذي كان حينها عميداً للدفاع في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأعطوه كل الصلاحيات للقيام بانقلاب في سورية. هو أراد أولاً أن يقول أنه لا يتأثر بأخيه، وثانياً أراد أن يقول إنه لا يتأثر بالطائفة، فهو علوي وأنا أيضاً علوي ولذلك أدخلني السجن. ولم يترك سجناً في الشام إلا ونقلني إليه. لقد كان إنساناً معقداً.

بين حافظ الأسد وصلاح جديد

{ ولذلك حصل خلاف بينه وبين الرئيس حافظ الأسد أدى إلى أن يقضي حياته كلها في السجن؟

- لا، المشكلة بين الرئيس حافظ الأسد وصلاح جديد نشأت عندما تسلّم جديد المكتب الأول في الجيش الذي من مهماته نقل الضباط أو تسريحهم، عندما حصل الانفصال وحصل انقلاب عليهم، فسلم الحزبيين المراكز العسكرية، زد على ذلك سرّح الضباط العاملين في الجيش الذين كانوا خريجي الكلية الحربية ولديهم ممارسة عسكرية لأنهم لم يكونوا في الخط نفسه، وأتى ببعثيين وعينهم ضباط احتياطي وسلمهم المراكز العسكرية فحدثت نكسة 1967 - 1968 (حرب الأيام الستة)، والجيش انكسر انكساراً فظيعاً، وكان يتولى السلطة يومها، وقتها كان صلاح جديد وجماعته البعثيين، فحاولوا يومها تحميل حافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع المسؤولية عن الهزيمة مع العلم أنه لم يكن له علاقة بها، فيما كان جديد وجماعته يتدخلون في كل شأن من الشؤون العسكرية. وأكبر برهان على ذلك أن حافظ الأسد حارب العام 1973، وأذكر أني دخلت إلى مكتب محمد مخلوف (شقيق زوجة الأسد) آتياً من بيروت في زيارة له، فوجدت على طاولة مكتبه صحناً من الحمص وقطعة خبز، فقلت له: «شو بدنا نتروق حمص». فقال لي: «لا، ولكن الرئيس كان عندي وهو كان يعمل طوال الليل، ولم يتناول أي طعام، فهو يدير الجبهة بكاملها».

{ وهل قابلت الرئيس بشار؟

-أنا لا أعرف الرئيس بشار الأسد شخصياً، ولكني أقدره كثيراً.

{ أوليس «هذا الشبل من ذاك الأسد»، حسبما يقال؟

- كل منهما يختلف عن الآخر، الرئيس حافظ الأسد كان رجلاً عسكرياً وتربى في المدرسة العسكرية طوال حياته، وعاش ولم يملك دراجة، بينما الرئيس بشار كان يذهب في سيارته المرسيدس إلى الجامعة. فكل واحد منهم يختلف عن الآخر. الرئيس بشار رجل هادئ وحضاري، زد على ذلك أنه تزوج من إنسانة حضارية من آل الأخرس، وهي سيدة يقال عنها إنها من خيرة السيدات.

{ هل تتمنى مقابلته؟

- والله لقد كبرت في السن، وأريد أن أعيش في ذكرياتي.

{ بعد تسلم حزب البعث السلطة في سورية هل حاولت العودة إلى الجيش؟

- لا يوجد مشاكل بيني وبين البعث، ولكن لو حاولت يومها فما كانوا سيسلمونني ما أريده، وفي المقابل لن أقبل بالشيء الذي يريدون أن يعطوني إياه. يوجد احترام متبادل بيننا، ولكن لا يوجد انخراط، مع أني أعرف قسماً كبيراً من الضباط، وقسم منهم كانوا من تلاميذي في الكلية الحربية وينظرون اليّ نظرة احترام. وقد درّبت كثيراً من الفتوة في اللاذقية، وكان لي في الجيش كثير من الأصدقاء. وأنا نظرتي كانقلابي ولست بعثياً ولن يعطوني منصباً. ولكني أحترم الرئيس حافظ الأسد وأحترم الرئيس بشار الذي يسير في خطة لإيصال البلد إلى واحة السلام.

{ كيف ترى مستقبل لبنان وسورية والعرب في ضوء تجربتك؟

- الآن إسرائيل لا يناسبها أي وئام بين الدول العربية، فهي المحرك الأول لكل الاضطرابات الموجودة في العالم العربي وحتماً لها أياد في الكونغرس الأميركي وغيره. سورية تعرف موقعها، وبوش الابن ورّط أميركا في مشاكل عدة في أفغانستان والعراق يحاول الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أن يخرج منها بأقل الخسائر. السوريون أذكياء، إذ قال عنهم أحد الأميركيين: «لم أر أشطر من السوريين بالبيع، يبيعون بغلاء ويشترون برخص». السوريون يعرفون موقعهم الجغرافي. وعلى ما يظهر، الرئيس بشار، وعلى الرغم من كل الصعوبات التي وجدها، إن كان في لبنان وأميركا، وجربوا قدر الإمكان أن ينالوا منه، زد على ذلك الشعب السوري له ميزة أنه قد يختلف داخلياً ولكن عندما يكون الخلاف خارجياً فتجد الشعب السوري كله متحدا. الشعب السوري يختلف عن بقية الشعوب العربية، لديه تربية وطنية، يعتز بقوميته العربية، وبالأخص آل الأسد لديهم عزة قومية وفكرة وطنية صحيحة، ولا يستطيع أي كان أن يؤثر فيهم، ورغم كل الصعوبات الكبيرة فالشعب السوري وقف مع الرئيس. إسرائيل ضده وكذلك لبنان وأميركا، وكان هناك احد السياسيين اللبنانيين يقول «البحر أمامكم والعدو وراءكم». جرّبوا أن يحاكموه ولكنه بقي صامداً والشعب السوري مؤمن بقضيته ووقف إلى جانبه مئة بالمئة. فعندما يكون الخطر خارجياً يقف الشعب السوري مع رئيسه، وهذه ميزة يتمتع بها هذا الشعب. وأعتقد أن سورية تعرف موقعها وأميركا بحاجة إليها كثيراً أكثر مما سورية بحاجة إليها. الآن العراق لا يستطيع أن يحل مشاكله الصعبة، فإيران سورية متاخمتان له، ولهما فاعلية كبيرة فيه، ولا حل لقضيته إلا إذا كانتا شريكتين في هذا الحل، وأعتقد أن أميركا تدرك هذا.

زد على ذلك ليس هناك أي إشكال في موقف السعودية، فالملك عبد الله اتخذ موقفاً مشرفاً في قمة الكويت الاقتصادية، حيث دعا الرئيس بشار الأسد إلى المصالحة على الرغم من أن مصر ليست مؤيدة لهذه المبادرة، وعلى حد ما نقرأ في الصحف والمجلات، نرى أن مصر تقف بين بين، وأعتقد أن الامور حسنة بين السعودية وسورية. وعندما تحدث الرئيس بشار الأسد عن «أنصاف الرجال» لم يقصد السعودية أو مصر، بل كان يقصد أناساً آخرين في لبنان ومنهم (الرئيس فؤاد) السنيورة، ولم يقصد الملك عبدالله.

العلاقة مع كامل الأسعد

{ تذكر في كتابك أنك كنت على صداقة مع الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني كامل الأسعد؟

-كنت على صداقة متينة مع الرئيس كامل الأسعد عندما أخرجوني من سورية وتعرفت عليه في

الـ «سبورتنغ» (مقهى ومنتجع على شاطئ بيروت)، وكنت وإياه عازبين ونحب الحياة، وشكل هذا الأمر قاسماً مشتركاً بيني وبينه، فكان يملك منزلاً على طريق المطار ويدعونا إليه وكنا نذهب إلى عاليه بسيارته الخاصة، لقد كان الكريم دائما، كامل بك، هو حقاً كامل بك، والذي أضاعه هو العنفوان الزائد لديه، لم يخفض رأسه لأي إنسان في الدنيا، و«كان شايف حاله أكبر من رئيس الجمهورية». وأذكر يوماً أنني مُنعت من دخول لبنان ودخلت بطريقة غير شرعية، وبعد أسبوع اتصلت به وقلت له: « كامل بك بدي شوفك»، فقال لي: «أنت هون بلبنان! تعال أنا في المجلس النيابي». فذهبت وقلت له إنني ممنوع من دخول لبنان، فرفع سماعة الهاتف وكلّم يومها رئيس الحكومة صائب سلام وقال له: «صائب بك، عندي أخي محمد معروف، وهو ممنوع من دخول لبنان، وأريد أن ترفع كل القرارات عنه في المطار وفي كل نقاط الأمن والمخافر الحدودية». ثم قال لي: «أخبرك بعدين». ثم سألني: «منذ متى أنت في لبنان؟»، فقلت له: «منذ أسبوع»، فقال: «منذ اسبوع ولم تتصل بي؟»، مضى اسبوع آخر ولم يتصل بي ليبلغني ما حصل بالنسبة إلى دخولي إلى لبنان، فاتصلت به وقلت له: «أريد أن أراك قبل أن أغادر لبنان»، فقال: «نلتقي في السبورتنغ لتناول الغداء»، وبالفعل التقينا، ولكنه لم يفاتحني بالموضوع، فقلت له: «كامل بك لم تخبرني ماذا حصل معك بالنسبة إلى ما طلبته منك؟»، فقال لي: «إلك أسبوع في لبنان ولم تتصل بي وأنا أيضاً مر أسبوع ولم أتصل بك»، لقد كان وفياً جداً، والله أنا أزعل عليه، فقد وصل إلى مرحلة حصول خلاف بينه وبين ابنه أحمد، ولم ألتق به منذ زمن طويل لأنني أقضي معظم أوقاتي في اللاذقية مع أني قلت لقريبه من آل حمادة أني أريد أن ألتقي كامل بك، فقال إن صحته لا تسمح له، مع أنه ليس كبيراً في السن فأنا أكبر منه. إلا أن كامل بك تعب في حياته كثيراً، والسياسة في لبنان حقاً متعبة وليست بالسهلة، وهو كان يكثر من الشراب.

المصدر : أوان الكويتية

 

لبنان والموارنة والعروبة في مهب الستينيات 2/3

ميرفت سيوفي /الشرق

خمد الحديث عن القومية العربية بعيد سقوط الخلافة العثمانية وحلول الانتداب محلها، وكانت الأربعينيات والخمسينيات مرحلة استقلال الدولة، ومع مجيء جمال عبد الناصر إلى السلطة في مصر عاد المصطلح إلى الظهور بمسمّى جديد:" العروبة"..وكانت مصر قد عرفت في غضون القرن الماضي، حوارات حول هويّتها السياسية والاجتماعية، أكثر من مرة، كان ذلك في الثلاثينيات والخمسينيات ثم السبعينيات، كان جدل الهوية الملتبسة سهل الحلّ ويتيح التمدد والتدخل في كل دول العالم العربي، وكانت تهمة ذاك العصر "الإمبريالية" و"الرجعية".. ولبنان نموذج فريد فبقدر ما هو شديد التأثير ومخيف في حريته لأنه ناقل للعدوى، هو أيضاً هشّ وسريع التأثر، كان "المسلمون" في لبنان كما في بلدان كثيرة يبحثون عن بديل لصلاح الدين، يستعيد فلسطين والقدس من جديد، ولم يتأخر عبد الناصر في رفع القدس وفلسطين شعاراً - مفتاحاً سحرياً فتح له أبواب قلوب تحسب السياسة بمشاعرها.. ولن نحصل على قراءة تاريخية مجرّدة من الأهواء لحقبة عبد الناصر ومشروع "العروبة" ذاك إلا بعد مرور قرن من الزمن، بعد أن ينتفي وجود الطرفين المتهم له والمدافع عنه فكلاهما محكوم بذيول التجربة النفسية..

فثورة 23 يوليو (تموز) قامت عام 1952من دون أي إدّعاء بالعمل من أجل أية قضية عربية، وكانت الأهداف الستة للثورة المصرية الّتي أُعلنت حين قيامها خالية تماماً من أي موضوع عربي وتمحورت جميعها على القضايا الداخلية المصرية. ولم يظهر البُعد العربي إلاّ بعد تأميم قناة السويس ثمَّ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.. من يومها أصيب العقل العربي بنكسة عظمى فتمحور حول الشخص، فصارت العروبة شخص، ومصر شخص، والعالم العربي شخص، لهذا انهار كل هذا العالم يوم انهزم الشخص ولم يكن متاحاً تحويل الهزيمة إلى نصر ما..

وجاءت تجربة الوحدة بين مصر وسورية عام 1958 لتكشف عُري الـ"دعوة" إلى الوحدة وارتجاليتها، بل من كان يُنادي بها لم يكن يُعدّ لها سوى الخطابات التي تثير الجماهير، فالشعوب العربية لكل منها خصوصيته ومن الصعب على حكم عسكري مهما كان شعاره أن يُذيب كل الشعوب ليجعل منها "نمطاً" أو نموذجاً واحداً !! تمرّد الموارنة في لبنان على كاريزما الرجل وسعيه الدؤوب للسيطرة على لبنان وبلغت سيطرة شخصيته على قسم من اللبنانيين مبلغاً مخيفاً، نجح الأمر في سورية فحدثت الوحدة تحت الضغط الشعبي ثم فوجىء السوريون بالمصريين يتحكمون بهم في وطنهم إلى أن جاء يوم 28/9/1961، واستعادت سورية زمام أمرها، وخرجت "العروبة" من هناك لتقفز مباشرة إلى اليمن!!

سنة 1962 ومع تورط الجيش المصري في اليمن لنشر " المد الثوري"، ومحاربة الأنظمة الملكية، والتي كان يُطْلِقُ عليها وقتها (الأنظمة الرجعية). ففي 26 أيلول سنة 1962 قامت الثورة في اليمن، ثم تطور الأمر سريعاً؛ ففي 29 أيلول 1962 انشغل الشارع المصري بالحديث عن مساعدة ثورة اليمن حتى وصل حجم القوات المصرية في اليمن إلى 130 ألف جندي، وتحوّلت حربها إلى حرب استنزاف مفتوحة وقاسية، ليس فقط لاقتصاد مصر، ولكن أيضاً لقواتها المسلحة، التي نسيت قتال الجيوش لتنغمس لمدة ست سنوات كاملة في حرب عصابات، وبذلك فقدت كفاءتها العسكرية.. ويُرجع مؤرخون السبب في تورط عبد الناصر في حرب اليمن إلى إرادة تغطية فشل مشروع الوحدة مع سورية ولإيجاد موطئ قدم لمصر الثورية في اليمن، تمهيداً لنشر الثورة وأفكارها في السعودية وما حولهما من إمارات الخليج الغنية بالبترول.

نشر الباحث الإسرائيلى يوحاى سيلع، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، )عمل بعدة جامعات من بينها جامعة أوكسفورد وجامعة هارفارد( بحثاً يقول فيه: إن الشخصين المسؤولين عن هزيمة مصر فى حرب حزيران هما الصحافي محمد حسنين هيكل والمذيع أحمد سعيد، طبعاً هذه مبالغة ساخرة جداً، ولكنهما كانا من أسبابها..

فأما هيكل؛ فلم يتغيّر ومازال يُمارس نشاطه الترويجي إنما لأنظمة أخرى ومن على منبر إعلامي متناقض مع نفسه فهو الصديق الحميم للضدين في وقت واحد: العدو الإسرائيلي والمقاومة.. ولا يحتاج الأمر الى أكثر من قراءة بسيطة لكلام هيكل في مقالاته في ستينيات القرن الماضي لنعرف بأي عقل كانت تُدار المنطقة: "العالم العربي، بقيادة عبد الناصر، سيهزم إسرائيل فى نهاية الأمر"، وكتب يبرر التورط المصري فى اليمن بأنه "فرصة جيدة للتدريب العسكري وإفراز قادة جدد للعسكرية الخارقة"، "النصر لن يتحقق للعرب إلاّ تحت قيادة عبد الناصر".. وفى 2 يونيو (حزيران) 1967 كتب هيكل قبل الهزيمة "بيومين" والتي أسماها "نكسة": "أياً ما سيكون، ودون محاولة توقع الأحداث قبل وقوعها، فلا شك أن إسرائيل تقف على حافة الانهيار سواء من الداخل أو الخارج".

أما أحمد سعيد الذي ألف عن الناصرية كتاباً صدر بالقاهرة عام 1959، وصف فيه عبد الناصر بأنه باعث القومية العربية، وشبهه بجمال الدين الأفغانى الذى يوصف بأنه باعث حركة الإحياء الإسلامى!! فكان يدير العقل العربي عبر إذاعة "صوت العرب من القاهرة"، ولم يتردد فى التهديد والتحريض على قتل وتصفية وتدمير كل الزعماء والحكام العرب الذين كانوا يعارضون عبد الناصر، أو أولئك الذين أبدوا ميلاً للتحالف مع الغرب، وعقب الهزيمة بدأ أحمد سعيد فى الحديث عن عبد الناصر بصفته "الزعيم السابق"، بل إنه قال بعد إعلان عبد الناصر لتنحيه: يذهب الأشخاص وتبقى الدول، وبعد شهور قليلة من تراجع عبد الناصر عن استقالته، تم طرد أحمد سعيد من إدارة إذاعة صوت العرب..

بعد كل هذه الأعوام، المصريون تعلموا من درس التمدد وزج جيشهم إلى حيث لا يجب، إنما صدام حسين لم يتعلم، وكثير في لبنان لم يتعلموا، وبعضهم مصاب بـ"كريزة" حنين إلى شبابه بعدما اشتعل شيب رأسه، ولكن.. عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء، وما أشبه الأمس باليوم، سواء جاءت التجربة من مصر أو من إيران.. بصورة ما التاريخ يجتر نفسه، و"المتعَوْربين" أيضاً..

 

فرنجية يمتنع عن حضور لقاءات "التغيير" بعدما نصح عون بالتخلي عن توزير باسيل

الحياة: يصر "حزب الله" على مراعاة رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مكافأة لمواقفه منه خصوصاً إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وهو سيحاول كما تعهدت قيادته، اقناعه بالانخراط في الحكومة العتيدة برئاسة زعيم الأكثرية في البرلمان سعد الحريري. وسيسعى الحزب لدى الأخير لتسويق توزير صهر عون وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، مع ان الرؤساء الثلاثة يميلون الى عدم توزير الراسبين في الانتخابات النيابية افساحاً في المجال أمام المجيء بوجوه جديدة من داخل "التيار الوطني الحر". وبصرف النظر عن التداعيات السياسية المترتبة على الإِصرار على توزير باسيل داخل «تكتل التغيير والإصلاح» أو خارجه، فإن العماد عون يتصرف على أن صهره سيكون أحد أبرز المرشحين لرئاسة «التيار الوطني»، ولا يأخذ حتى اشعار آخر كما يقول نواب في التكتل همساً بضرورة توسيع رقعة المشاركة عبر تطبيق مبدأ التداول في اختيار الوزراء لا سيما أن العماد عون شخصياً يدعو الى فصل النيابة عن الوزارة. فضلاً عن ذلك، لا يرى عون بحسب بعض النواب في التكتل، بدائل من باسيل في الوزارة على رغم أن هؤلاء النواب اقترحوا عليه إسناد حقيبة وزارية الى النائب الان عون أو الى نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي الذي كان عزف عن الترشح للانتخابات النيابية في دائرة بعبدا - المتن الجنوبي - على أمل بأن يكون أحد المرشحين عن «التيار الوطني» لعضوية الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق علمت "الحياة" ان النائب سليمان فرنجية كان أول من نصح حليفه عون وفي حضور باسيل بعدم توزيره على خلفية انه خسر في الانتخابات النيابية، وبالتالي من الأفضل توفير الفرصة لسواه بتمثيل «التيار الوطني» في الحكومة، لكن «الجنرال» لم يأخذ بنصيحته، فيما صارحه باسيل بقوله إن عدم توزيره سيتسبب بإحباط في الصف المسيحي.

وكان رد فعل فرنجية أنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لـ «التيار الوطني» وأنه رغب في ابداء نصيحة غير ملزمة لحليفه عون، اضافة الى انه قرر البقاء على تواصل معه من دون أن يحضر شخصياً الاجتماعات الدورية لتكتل التغيير لما لديه من ملاحظات على ادارة الجلسات. وبكلام آخر، فإن فرنجية يحرص على تمتين علاقته بالعماد عون باعتباره حليفه وهو لهذا السبب يتجنب الاختلاف معه أو الانجرار الى سجال من دون أن يسحب ملاحظاته على ادارة الاجتماعات التي تقتصر في معظمها على مداخلة لعون يستبق فيها ما سيعلنه من مواقف للصحافيين.

ويؤكد بعض النواب ان اجتماعات «تكتل التغيير» تفتقد الى الحيوية لانعدام مشاركة معظم النواب في النقاش، فيما لا يجد بعض طالبي الكلام في ظل الأجواء السائدة في الجلسات حوافز للإدلاء بوجهة نظرهم، وهذا ما يفتح الباب، بحسب النواب أنفسهم، للسؤال عن مدى صمود «تكتل التغيير» في وجه المتغيرات التي أخذت تلوح في الأفق في شأن احتمال حصول تبدّل في خريطة التحالفات السياسية تعززها الأحاديث عن استعداد بعض الأطراف لإعادة النظر في تموضعها السياسي، باتجاه تلاقي البعض في الأقلية مع البعض الآخر في الأكثرية في منتصف الطريق في ظل ما سيشاع من أن لبنان يقف حالياً على عتبة الانتقال الى مرحلة جديدة يمكن أن تشهد محاولات جدية لخلط الأوراق السياسية.

ويؤكد بعض النواب في «تكتل التغيير» من غير المنتمين الى «التيار الوطني»، ان عون لا يزال قوياً في الشارع المسيحي، «لكن الفارق أخذ يضيق بينه وبين خصومه المسيحيين وهذا ما أظهرته الانتخابات الأخيرة التي سجلت تراجعاً لشعبية عون الذي حصلت لوائحه على تأييد نصف عدد الناخبين وربما أقل خلافاً لما حصدته في الانتخابات السابقة في عام 2005».

ويضيف هؤلاء أن تراجع شعبية عون جاءت لمصلحة خصومه من المسيحيين في قوى 14 آذار وتحديداً «القوات اللبنانية» وأن هذا يدعوه الى اجراء قراءة دقيقة للتحول في الشارع المسيحي باعتبار ان التوجه العام للناخبين كان بمثابة انذار له يدعوه الى وضع خطة سياسية متكاملة لاسترداد ما فقده في الانتخابات من أرجحية جعلت منه في السابق الزعيم الأقوى من دون منازع. ويعتقد هذا البعض من النواب ممن يمتنعون عن البوح بمواقفهم أن الأوان آن ليـستنـبط الـعماد عـون أفكاراً جديدة تمكنه من استرداد ما خسره في الانتخابات، خصوصاً أن لديه من الكفاءات المكبوتة ما يساعده على لملمة الوضع شرط أن تطلق لهؤلاء اليد في مصارحته بكل ما عندهم من مآخذ في محاولة لتصحيح الخلل الذي أظهرته نتائج الانتخابات مع أنه عاد الى البرلمان بكتلة كبيرة هي الثانية بعد تكتل «لبنان أولاً» برئاسة رئيس الحكومة المكلف الحريري.

ويرى النواب أنفسهم أن على عون أن يبدي مرونة في الاستماع الى ملاحظاتهم وأن لا يتصرف وكأنها موجهة ضده خصوصاً أن لا حيثية سياسية لهؤلاء خارج «التيار الوطني»، وبالتالي ليسوا في وارد الدخول في منافسة معه أو مع الوزير باسيل الذي يحظى بموقع مميز داخل هذا التيار السياسي.

لذلك فإن فرنجية أراد وعلى طريقته الخاصة أن يعبر عن موقفه بعدم حضور اجتماعات التكتل والاستعاضة عنها بالتواصل الدائم مع عون خصوصاً وأنه يستعد للانتقال قريباً الى منزله الجديد في الرابية ليكون جاره في الجغرافيا والسياسة في آن معاً. كما أن فرنجية الذي يحرص كما يُنقل عنه، على تحالفه مع عون، لن يفتعل مشكلة في توزير من يمثل «تيار المردة» في الحكومة، وسيترك له تحديد الحقيبة التي ستسند اليه. وقد لا يمانع في حال ارتأت عملية التشكيل استبعاده من الحكومة مع أن هذه المسألة غير واردة. وكان سمى واحداً من ثلاثة لتمثيله في الحكومة، هم: فيرا يمين، يوسف فينيانوس، يوسف سعادة. ومع ان انتقاله للإقامة في الرابية لن يشكل منافسة سياسية لعون، فإن فرنجية في المقابل سيستفيد من وجوده في المنطقة للبقاء على تواصل مع شخصيات مسيحية تربطه بها علاقة وطيدة وعلى رأسهم الوزيران السابقان فارس بويز وفريد هيكل الخازن والنائب السابق اميل اميل لحود وأحد المسؤولين في حزب «الوعد» جو الياس حبيقة. وبالنسبة الى احتمال ترتيب لقاء مباشر بين عون ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط علمت «الحياة» انه صرف النظر عنه في الوقت الحاضر بعدما تقرر تأجيل الإعداد له الى ما بعد تشكيل الحكومة.

وعزت مصادر مواكبة للاتصالات التحضيرية للقاء، التي كانت جارية بين الوزيرين وائل أبو فاعور وجبران باسيل قبل أن يتقرر تجميدها ريثما تتوافر الظروف الملائمة لعقد اللقاء، السبب الى ان عون فضل أن يعقد اللقاء في دارة بلدية الكحالة (قضاء عاليه) أو في أحد الكنائس في الجبل على غرار الاجتماع الذي جمعه والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وانتهى الى اعلان ورقة تفاهم بينهما، بدلاً من أن يعقد في منزل صديقهما المشترك الدكتور نبيل طويلة.

ولفتت المصادر ذاتها الى أن لا مشكلة لدى جنبلاط في عقد الاجتماع في أي مكان، وقالت أن تأخيره يعود الى ان عون اشترط وضع ورقة تفاهم تسبقه أسوة بما توصل اليه مع السيد نصر الله. وأضافت: «جنبلاط اقترح كبديل عن ورقة التفاهم إصدار بيان مشترك في نهاية الاجتماع باعتبار أن مثل هذه الورقة تحتاج الى تحضير وإعداد سياسي لكن عون أصر على موقفه وكأنه يريد توظيفه في اطار انه قادر على جذب الآخرين الى مواقفه ما يعطيه دفعاً في الشارع المسيحي يمكن أن يستغله البعض لضرب علاقة جنبلاط بحلفائه المسيحيين في 14 آذار». وعليه فإن الوضعية الراهنة لـ «تكتل التغيير» لن تتأثر بأي ارتداد سياسي ينجم عن انقطاع فرنجية عن حضور اجتماعاته مع احتمال مبادرة النائب طلال ارسلان الى مجاراته في موقفه احتجاجاً على عدم توزيره، لكن امساكه بالوضع المسيحي يستدعي منه تقديم بعض «التنازلات» أبرزها توزيع الأدوار داخل التكتل وتغليب المشورة على التفرد في القرار.

 

النائب كنعان: العلاقة مع بكركي لم تنقطع يوما

سلامة تأليف الحكومة تحتاج إلى شفافية في التعاطي

وطنية -31/7/2009 - أكد النائب في تكتل التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان أن علاقة التكتل والتيار الوطني الحر لم تنقطع يوما مع بكركي ولن تنقطع لان الكنيسة المارونية متجذرة في التاريخ، ولها بعد وطني وبعد مشرقي والعلاقة معها دائمة ومستمرة، وقال: " ربما طريقتنا مختلفة عن طريقة غيرنا لكن الاختلاف بالرأي أو بالأسلوب لا يعني أبدا الانقطاع، ونذكر أيضا المراحل العديدة التي كان فيها تواصل وتكامل وتناغم كلي في المواقف مع بكركي "، مضيفا:أن "الاختلاف الذي حصل في مرحلة معيّنة كان مرّه للأسف إلى محاولة البعض استغلال هذا الموقع الكبير والتمترس وراءه لتحقيق مكاسب سياسية، لكن هذه المرحلة ولت وأتمنى أن نكون أخذنا منها العبر وسيكون هناك في الأيام المقبلة ترجمة عملية لهذا الكلام".

واعتبر كنعان "أن سلامة تأليف الحكومة تحتاج إلى شفافية أكثر في التعاطي والتخلي عن ذهنية السلطة المتحكمة في مسار هذا التأليف وذهنية تأسيس معادلات قوة ومعادلات ضعف داخل الحكم من دون رؤية واستراتيجية مستقبلية". ورأى "أن محاولة تحميل مسؤولية التأخير في موضوع التأليف للعماد ميشال عون ولتكتل التغيير والاصلاح باتت أمرا غير مجد ومكشوف تجاه الرأي العام، مضيفا أن العماد عون يدفع ثمن استقلاليته عبر محاولة اظهاره دائما بمظهر المعرقل والمعطّل وأنّ المشكلة الأساسية هي التركيز دائما على محاولة تقليص وتحجيم شعبيته كقوّة مسيحية ووطنية فاعلة. عن الأسماء المطروحة للتوزير قال: " المشكلة ليست مشكلة أشخاص بل تكمن في عدم احترام الآخر وعدم احترام أحجام الكتل النيابية التي تمثلت في المجلس النيابي وفقا لقانون انتخاب ارتضى به الجميع"، مؤكدا أن الحل هو في اعتماد أسلوب ديموقراطي لطالما تمتع به لبنان، والانتقال من الخبث السياسي الذي خرب البلاد خلال السنوات الأربع الماضية إلى عملية ديمقراطية متطورة وحضارية.

وسأل: " ألا يجب أن يتكرس استفتاء الناس على خيارات سياسية في الانتخابات النيابية بحكومة وحدة وطنية تضع بيانا وزاريا جديا وليس فقط بيانا نقول فيه اكتبوا ما تشاؤون؟ وأضاف:"هذا الكلام ليس فقط للانتقاد بل لانه يجب أن نكون صادقين مع الناس ومع طروحاتنا ومبادئنا التي هي الاصلاح والتغيير وتطوير العملية السياسية وإخراجها من الذهنية التقليدية التي تحكمت بلبنان على مدى خمسين عاماً". وأشار إلى أنه حتى هذه الساعة الموضوع الأساس هو تأمين خيارات سياسية تمكن من أخذ البلاد إلى مرحلة مستقرة، إضافة إلى تأمين شراكة فعلية من خلال الاتفاق على معادلة التوازن داخل الحكومة، معتبرا ان لا أحد يملك الحق في فرض وزراء على الرئيس المكلف أو على أي طرف آخر، لأن كل تيار وتكتل انطلق من قاعدة أساسية وهي الانتخابات النيابية ويجب أن يتمثل في الحكومة وفقا لهذا المعيار". عن اجتماعات الكتل المنضوية إلى تكتل التغيير والاصلاح كل بمفردها، فسر كنعان أن هذه الآلية تأتي ضمن توجه جديد للعماد ميشال عون، تم بحثه والعمل به وذلك لتفعيل العمل النيابي للتكتل في كل المناطق وتعاطي النواب اليومي والمباشر في أمور المواطنين وهمومهم، إضافة إلى أمانة سر التكتل الجديدة التي شكلها العماد عون والتي سيكون لها دور تنسيقي بين الكتل ورئاسة التكتل. وختم:" بدأنا الحركة النيابية وسنرى قريبا حركة تشريعية ايضا وورشات إصلاحية وإنمائية لأننا نطمح ليس فقط لتقديم اقتراحات قوانين بل ايضا لتواصل مباشر مع الناس ومتابعة كاملة لكل المشاكل الاجتماعية والصحية والبيئية والانمائية التي تعترض حياتهم لكي لا يبقى صوت المتنفذين وأصحاب السلطة فوق صوت المواطن.

 

المفتي قبلان: حكومة الشراكة الوطنية يجب أن تنطلق في أسرع وقت دون الالتفات إلى هذا الإسم أو ذاك من الطامحين والراغبين في المناصب

وطنية - 31/7/2009 ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة وأبرز ما جاء فيها: "إننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهم الأفرقاء السياسيين في لبنان ويهديهم إلى ممارسة سياسية وطنية بعيدة كل البعد عن خداع الناس، والنفاق على الناس، والمكر والغش للناس الذين انتظروا طويلا وتحملوا كثيرا جراء سياسة تقاسم الحصص وتوازع الغنائم، في حين أن الناس تعاني وضعا اقتصاديا ومعيشيا صعبا، المسؤولون يتقاسمون الحصص والناس تئن وترزح تحت أعباء حياتية ثقيلة، المسؤولون يتخاصمون على مقعد وزاري هنا او مقعد وزاري هناك، وهناك أناس غير متمكنين من تأمين قوتهم اليومي، هناك حملة شهادات عالية يبحثون عن وظيفة، عن عمل يقبلون به حتى لو كان كان عملا متواضعا ولا يتناسب مع وضعهم العلمي فلا يجدون، هناك مسؤولون آخر هم عندهم أن تتألف حكومة تدير شؤون الناس وتعمل على معالجة قضاياهم، ولا يحزنهم أبدا أن يبقى البلد من دون حكومة ما لم تتأمن مطالبهم وتنفذ رغباتهم، هناك مسؤولون على استعداد لإحراق البلد مقابل منافعهم الخاصة، هناك مسؤولون من أجل مقعد وزاري يفضلون أن يبقى البلد مشلولا والدولة معطلة والفوضى قائمة، هذا الواقع غير طبيعي على الإطلاق، ولا يمكن لأي مواطن عاقل أو سياسي عاقل أن يقبل به، فالأمور لم تعد تتحمل المزيد من المشاكسات والمراوغات والمكر".

اضاف:" المكر لا يجوز أن يمارس على الناس، والدهاء السياسي لا يجوز أن يستمر إذا كانت نتائجه ستنعكس سلبا على الحياة العامة وعلى انتظام النظام في لبنان، نحن نطالب المسؤولين الذين لا نزال نراهن على وطنيتهم وعلى إنسانيتهم، وعلى غيرتهم على شعبهم، وعلى بلدهم بأن لا يسمحوا بإبقاء الحبل على غاربه وبأن يعملوا سريعا على إخراجنا من دائرة المصالح الضيقة والغايات الخاصة لأن المسؤول هو من يتحسس أمور الناس ويشعر معهم ويعمل على التخفيف من ضوائقهم وليس من يتاجر بهم ويسمسر على ظهورهم ويحولهم إلى مطايا لغاياته ولمكاسبه، المسؤول هو الذي يضحي من أجل شعبه، ومن أجل بلده، وليس المسؤول من يضحي بشعبه وببلده، المسؤول هو الذي يعيش مع الناس ويشاركهم همومهم، ويتقاسم معهم الحلوة والمرة، وليس المسؤول من يقول أنا ومن بعدي الطوفان، فالمسؤولية تضحية وليست تسلطا، المسؤولية عقل وتعقل، وليست جهلا واستبدادا".

وتابع: "نعم هناك بطون غرثى وأكباد حرى، فيما المعنيون يتغالبون ويتكالبون على من يحصل أكثر ويسلب أكثر وينهب أكثر، هذا الواقع يجب ان نخرج منه بأسرع وقت، وعلى الذين يملكون قدرة التأثير والضغط أن يمارسوا إمكاناتهم في هذا الاتجاه، إذ لا يجوز أن تبقى الامور مرهونة ومقيدة برغبات بعض المعرقلين، فحكومة الشراكة الوطنيةالحقيقية يجب أن تنطلق وبأسرع وقت دون الالتفات إلى هذا الإسم أو ذاك، من الطامحين والراغبين في المناصب والمكاسب، فمصلحة الوطن والمواطنين تبقى أهم بكثير من أي إسم ومن أي منصب، كما أن قضايا الناس وهمومهم تبقى من الأولويات التي ينبغي أن تشكل الشغل الشاغل للحكومة المقبلة".

وختم :"من هنا ندعو إلى الإسراع في تأليف الحكومة، بعدما تم الاتفاق على صيغتها وعلى شكلها، فالأسماء غير مهمة بل المهم هو ما ينبغي أن تقوم به هذه الحكومة وما ستقدمه من أجل تعزيز الاستقرار ومعالجة الاقتصاد ومواجهة الاستحقاقات والتحديات وملاقاة الواقع الإقليمي والدولي وما قد يطرأ من تطورات ومفاجآت بمزيد من التفاهم والتوافق والتضامن لإمرار هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الأضرار".