المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 2 آب/2009

إنجيل القدّيس متّى .12-1:23

وكَلَّمَ يسوعُ الجُموعَ وتَلاميذَه قال: «إِنَّ الكَتَبَةَ و الفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس، ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإصبَع. وجَميعُ أَعمالِهم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النَّاسُ إِلَيهم: يُعَرِّضونَ عَصائبَهم ويُطِّولونَ أَهدابَهم ويُحِبُّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامع، وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، وأَن يَدعُوَهُمُ النَّاسُ «رابي». أَمَّا أَنتُم فَلا تَدَعوا أَحَدًا يَدْعُوكم «رابي»، لأَنَّ لَكم مُعَلِّمًا واحدًا وأَنتُم جَميعًا إِخوة. ولا تَدْعوا أَحدًا أَبًا لَكم في الأَرض، لأَنَّ لَكم أَبًا واحدًا هو الآبُ السَّماويّ. ولا تَدَعوا أَحَدًا يَدْعُوكم مُرشِدًا، لأَن لَكم مُرشِدًا واحِدًا وهو المسيح. وَلْيَكُنْ أَكبرُكُم خادِمًا لَكم. فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع.

 

الأسد يتعهد لجم أي معارضة من "حزب الله" لدخول لبنان في مفاوضات مع إسرائيل
تبدأ فور ظهور بوادر نجاح المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب بوساطة أنقرة ورعاية واشنطن
لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قد تكون جولات المبعوث الأميركي لعملية السلام العربية - الاسرائيلية السيناتور جورج ميتشل المكوكية على بعض دول المنطقة, حسمت اخيرا "تفضيل المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي الاكثر سهولة, على المسار الفلسطيني المعقد, بعدما نجح بشار الأسد في منع الرئيس المصري حسني مبارك من تسجيل انتصار مهم في مصالحة حركة "حماس" مع السلطة الفلسطينية, منتزعا من بين يديه اسبقية مساره التفاوضي مع اسرائيل على المفاوضات بينها وبين الفلسطينيين, مصورا الدور المصري في العملية بأنه غير فاعل وبأنه هو القادر على تحريك مياه مستنقع الشرق الاوسط الآسنة تجاوبا مع عزم الرئيس الاميركي باراك أوباما الصلب حتى الآن على الوصول الى "نهاية سعيدة" خلال الاشهر الثمانية عشرة المقبلة للصراع المزمن المستمر منذ نحو ستين عاما".

وقال ديبلوماسي بريطاني من اعضاء بعثة بلاده في الامم المتحدة ل¯ "السياسة" امس في لندن, ان الجولة ما قبل الاخيرة التي قام بها ميتشل على اسرائيل ومصر ورام الله والاردن والمملكة العربية السعودية, جعلته يقتنع ويقنع أوباما ب¯ "القفز على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني بسبب الخلافات الفلسطينية الداخلية صعبة الحل في الوقت الراهن خشية ان تنسف تعقيداتها وخلافات "حماس" المستعصية مع الرئيس محمود عباس كل ما فعله ميتشل حتى الآن, الى المسار السوري الذي يبدي فيه الاسد وجماعته ليونة غير مسبوقة اعاد تكرارها الاثنين الماضي على هذا المبعوث الرئاسي الاميركي الذي زاره في دمشق ولمس منه "استعجالا كبيرا" لاستئناف مفاوضاته مع الاسرائيليين عبر تركيا, حاصلا منه على موافقة اميركية على تأمين عودة الجانب العبري الى انقرة ولكن هذه المرة بإشراف اميركي فاعل ومرافقته المفاوضات عن كثب".

وكشف الديبلوماسي البريطاني النقاب عن ان ميتشل "ركز مع الاسد على ضرورة قيام مفاوضات لبنانية - اسرائيلية تبدأ مع انتهاء المرحلة الاولى من المفاوضات السورية اذا بدت بوادرها ناجحة, لتكون موازية وداعمة لها, خصوصا وان المسار اللبناني سهل جدا ولا يتطلب مشقات في بلوغ اتفاقات مع اسرائيل يستعيد بها لبنان اراضيه الصغيرة المحتلة مقابل توقيع معاهدة سلام مع الدولة العبرية تتزامن مع المعاهدة السورية - الاسرائيلية ولا تسبقها".

وقال الديبلوماسي ان الاسد الداعي اصلا الى "تشجيع" اللبنانيين على الانخراط في مفاوضات موازية لمفاوضاته مع اسرائيل, "اخذ على نفسه - مقابل هذا الانفتاح الاميركي السريع عليه الذي كان يسعى اليه جاهدا منذ احتلال العراق قبل ست سنوات - مهمة "اقناع" الحكومة اللبنانية بضرورة التفاوض مع اسرائيل, ساحبا من امامها كل العقبات التي وضعتها سورية طوال الاعوام السبعة والعشرين الماضية منذ احتلال الاسرائيليين بيروت عام 1982 بهدف تأمين استعادة جولانها او جزء منه على حساب لبنان وشعبه اللذين تعرضا منذ ذلك الحين الى حروب مع اسرائيل لم تشهدها دولة عربية من قبل".

واكد الديبلوماسي البريطاني ل¯ "السياسة" ان الاتصال الهاتفي الذي جرى الاثنين الماضي بين الاسد ونظيره اللبناني ميشال سليمان "تركز على زيارة ميتشل ونتائجها لدمشق وعلى التنسيق بين بيروت ودمشق باستمرار منذ الآن لمواكبة المفاوضات السورية - الاسرائيلية في انقرة التي يمكن ان تستأنف خلال فترة وجيزة من الآن, كما تركز على أن لبنان يجب ان يكون مستعداً بحكومة وحدة وطنية للذهاب الى مفاوضاته مع الاسرائيليين متى دعي اليها بموافقة سورية.

ونقل الديبلوماسي عن مرافقين لميتشل الى الشرق الاوسط قولهم انه »عدل في اللحظة الاخيرة عن شمول لبنان في جولته الراهنة بعد زيارة دمشق كما كان مهد لهذه الزيارة احد معاونيه قبل شهر تقريباً, بعدما لمس من الاسد ان جر لبنان« الى المفاوضات ليس صعباً لما لسورية من نفوذ على حلفائها فيه, وحتى لو أدى ذلك الى ضبط معارضة »حزب الله« للتفاوض بواسطة ايران او حتى من دون واسطتها, اذا كانت المفاوضات السورية سلكت سكتها المطلوبة, وهذه ورقة جديدة يحاول الاسد تسليفها لأوباما«.

وحيال هذا »التغيير المذهل في سلوك الاسد« - حسب الديبلوماسي البريطاني - عشية وصول ميتشل إلى دمشق, »كافأتها إدارة اوباما فوراً بقرار رفع الحظر الاميركي عن تصدير المعدات اليها في مجالي التقنية والمعلوماتية إرضاء ل¯ »نزوة الاسد الشخصية في هذا المجال«, وهو الحظر الذي كانت واشنطن فرضته عليها منذ اغتيال رفيق الحريري العام 2005«.

واستناداً إلى المعلومات الاوروبية والبريطانية الواردة الى وزارة الخارجية في لندن من بيروت خلال الاسابيع الأربعة الماضية حول مخاض تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الدين الحريري, أكد الديبلوماسي البريطاني ان »صراع حزب الله المرير« للحصول على الثلث المعطل داخل هذه الحكومة او محاولاته الدؤوبة لامتلاك ضماناته منها بصورة اخرى, انما مرده الى ثلاثة مخاوف لحسن نصر الله, تهدد مصيره ومصير حزبه خلال الاشهر القليلة المقبلة وهي:

1- دخول لبنان مفاوضات مع اسرائيل تنهي الصراع بين البلدين فتنتفي »ضرورة« احتفاظه بالسلاح وتنهار دويلته.

2- إقدام اسرائيل على توجيه ضربة حاسمة لترسانة اسلحته وبناه العسكرية, لذلك هو مستميت في تشكيل »حكومة وحدة وطنية« يشارك في قرار الحرب فيها إلى »جانب الجيش والشعب«. لإنشاء ما يشبه دولة محاربة أو »مجتمعاً مقاوماً لاسرائيل« كما يدعو حليفه ميشال عون«.

3- بوادر تفكك النظام الايراني الذي يدعم »حزب الله« في طهران ويمده بكل وسائل الحياة والاستمرار تحت ضربات الشعب الثائر الذي بدأت تنضم اليه القيادات الدينية والعسكرية والاستخبارية البارزة, من دون ان يتمكن نصر الله من الحصول على شرف مشاركة ايران في حرب اسرائيلية او اميركية عليها, »فيصدأ سلاحه في مخازنه«.

 

ماريو عون: الجنرال مصرّ على توزير الصهر
التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: anb 

خشي وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون من تطورات تعرقل مسار تأليف الحكومة في القريب العاجل، جازماً بأن الجنرال ميشال عون مصر على إعادة توزير صهره جبران باسيل. وقال عون، في حديث متلفز: "الامور تتعسر الى حد ما، وكنا نأمل (موعودين) قبل عيد الجيش بأن يكون لدينا حكومة جديدة، لكن يظهر أن الامور في وضعية أخرى". وعم إذا كان عون سيبقى خارج الحكومة إذا لم يتم توزير باسيل، قال: "ستستمر الأزمة الوزارية حتى إيجاد حل لها، لأن هذا الامر غير مبني على قواعد سليمة فكيف نقبل بها". وإذ أوضح أن المعارضة كانت متفقة في ما بينها على المضي في حكومة تصريف الاعمال حتى الخريف المقبل، إستغرب حصول حركة كبيرة في البلد، خصوصاً أن بعض حلفائنا لم يتشاوروا معنا، "ما يستوجب منا كمعارضة تصحيح هذا الوضع". واضاف: "هناك بعض المطالب التي طرأت على أسماء الحصص، وعلينا الحفاظ على المسحة التفاؤلية، ولكن على الموال الذي نراه قد تأخذ الحكومة بعض الوقت (أسبوع أو أكثر)". وزعم عون ان العقدة ليست عند التيار "العوني"، وقال: "العقدة عند الجميع باستثنائنا، فالتيار الوطني الحر هو المسهل الأكبر لعملية تشكيل الحكومة، ونحن منفتحون بشكل كبير على الطروحات كافة" ، مشيراً إلى "أن كل اللقاءات التي تحصل حالياً مع الرئيس المكلف هي اجتماعات ايجابية، لكننا لا نعلم سبب عدم التوصل الى مرحلة التأليف".

 

"الأهرام": خلية "حزب الله" خططت لاستهداف سياح إسرائيليين 

المصدر : الأهرام /١ اب ٢٠٠٩/ذكرت صحيفة "الأهرام" المصرية ان اعترافات المتهمين في قضية "خلية حزب الله‏" في مصر كشفت‏ أن السياح الإسرائيليين كانوا أحد أهم الأهداف في العمليات التي خططت قيادة التنظيم لتنفيذها على الأراضي المصرية‏. وجرى رصد تردد الإسرائيليين على مناطق شرم الشيخ ونويبع وطابا، وجهزت الخلية أحزمة ناسفة وحقائب ملغومة‏، لاستخدامها في العمليات الانتحارية التي كانت تستهدف الأفواج السياحية في أثناء وجودهم أو تحركهم داخل الأراضي المصرية‏.‏

 

أوباما جدّد بعد "نقاش طويل" العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية

واشنطن – من هشام ملحم: أبلغ مصدر أميركي مسؤول "النهار" ان الرئيس باراك اوباما قرر بعد "نقاش طويل" تجديد العقوبات على سوريا وتلك المفروضة على ممتلكات شخصيات سورية ولبنانية بسبب دورها السلبي في لبنان ومحاولاتها لتقويض الاستقرار فيه، على رغم التحسن الملحوظ الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين واشنطن ودمشق في الاشهر الستة الاخيرة منذ تسلم أوباما مهماته رسمياً. وكان الرئيس السابق جورج بوش قد فرض هذه العقوبات بموجب القرار التنفيذي الرقم 13441 الذي اتخذه في الأول من  آب 2007 والذي جمّد فيه ممتلكات بعض الشخصيات الامنية والسياسية السورية واللبنانية التي اتهمها بالعمل على "تقويض سيادة لبنان وعمليته الديموقراطية او مؤسساته...". وجاء في ذلك القرار التنفيذي ان هؤلاء الاشخاص يسعون الى "تقويض حكومة لبنان الشرعية المنتخبة ديموقراطيا، او مؤسساته، والمساهمة في تعطيل سلطة القانون في لبنان، بما في ذلك استخدام العنف لاغراض سياسية، والترهيب، او  لاستعادة السيطرة السورية او المساهمة في التدخل السوري في لبنان...".

يعني قرار اوباما، الذي صدر عن البيت الابيض مساء الخميس، تجديد العقوبات سنة واحدة بدءا من الاول من آب 2009. وكانت واشنطن قد خففت قبل ايام القيود المفروضة على تصدير قطع غيار للطيران المدني السوري وابلغت دمشق انها ستسهل تصدير تقنيات المعلوماتية اليها. وطول سنوات عدة فرضت ادارات اميركية مختلفة على سوريا، بسبب دعمها التنظيمات التي تعتبرها واشنطن ارهابية، ودورها السلبي في لبنان، سلسلة من العقوبات الاقتصادية والتقنية، اما بقرارات تنفيذية يتخذها البيت الابيض، واما بقرارات صوّت عليها الكونغرس وابرزها ما عرف باسم "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان".

وجاء في بيان البيت الابيض اول من أمس: "على رغم بعض التطورات الايجابية خلال العام الماضي، بما في ذلك اقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء بين سوريا ولبنان، فان نشاطات بعض الاشخاص تواصل المساهمة في الاضطرابات السياسية والاقتصادية في لبنان، وتواصل تشكيل تهديد غير اعتيادي وكبير للامن القومي وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة... لذلك فان الحال الطارئة التي اعلنت في الأول من آب 2007 والاجراءات التي اتخذت آنذاك لمعالجة هذه الحالة الطارئة يجب ان تبقى سارية المفعول بعد تاريخ الاول من آب 2009". وفي بيان آخر منفصل وجهه اوباما الى الكونغرس الاميركي، قال الرئيس انه "في الاشهر الستة الاخيرة استخدمت الولايات المتحدة الحوار مع الحكومة السورية لمعالجة القضايا التي تقلقنا وتحديد مجالات المصالح المشتركة بما في ذلك دعم السيادة اللبنانية"، لكن استمرار النشاطات السلبية لبعض الاشخاص المشمولين في القرار التنفيذي  لسنة 2007 بلبنان تبرر تجديد العقوبات لسنة اضافية. وكان القرار التنفيذي لسنة 2007، يشمل تجميد ودائع شخصيات لبنانية وسورية ومنع تعامل أي طرف اميركي معها. ومع ان القرار التنفيذي لم يسم هؤلاء الافراد بالاسم، فإن اسماءهم وردت في وقت لاحق في وثائق اميركية اخرى، ومنهم المسؤول الاستخباري السوري البارز حافظ مخلوف وهو من اقرباء الرئيس السوري بشار الاسد وسياسيون لبنانيون موالون لسوريا مثل وئام وهاب واسعد حردان. وخلال ولاية الرئيس بوش فرضت سوريا بواسطة اكثر من قرار عقوبات على شخصيات سورية سياسية واستخبارية بسبب دورها السلبي في لبنان او لدعمها الارهاب، بينها صهر الرئيس السوري آصف شوكت، ومسؤول المخابرات السورية في لبنان خلال الوجود العسكري رستم غزالة، وشخصيات استخبارية سورية اخرى مثل محمد ناصيف وغيرهم.

وعلمت "النهار" ان قرار تجديد العقوبات اتخذ بعد نقاش طويل داخل الاجهزة الاميركية بين تيار يرى انه لم تعد ثمة ضرورة للعقوبات المفروضة بموجب القرار التنفيذي للاول من آب 2007 بعد انحسار اعمال العنف والاغتيالات السياسية التي كانت واشنطن ومعها الكثير من اللبنانيين يرون ان سوريا وراءها، وبعد اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وان ثمة قضايا هامة مطروحة على طاولة الحوار بين واشنطن ودمشق مثل الوضع الامني في العراق، وسبل احياء المفاوضات بين سوريا واسرائيل، ومعالجة "مشكلة" "حزب الله" و حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، وتيار آخر يقول ان على سوريا ان تتخذ اجراءات ايجابية وعملية اكثر حيال لبنان قبل رفع العقوبات عنها. كما رأى هذا التيار ان الغاء العقوبات الان قد يشجع سوريا وحلفاءها في لبنان على اتخاذ مواقف أكثر تشدداً "الامر الذي يمكن ان يكون له أثر سيئ على فرص تأليف حكومة لبنانية جديدة". ولكل هذه الاسباب وغيرها، تقرر تجديد  هذه العقوبات سنة اضافية.       

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في الأول من آب 2009

النهار

تعد الرابطة المارونية ورقة تتضمن المواضيع التي تتقارب فيها وجهات النظر بين الزعماء المسيحيين وذلك في ضوء اللقاءات التي عقدها وفد الرابطة معهم تمهيدا لتوقيعها منهم .

أثنى دبلوماسيون عرب وأجانب على سياسة الصمت والصبر والصمود التي ينتهجها سليمان والحريري .

ذكر نائب معارض زميلا له في " التيار الوطني الحر " بان العماد عون عارض ترشيح نسيب لحود للرئاسة بحجة انه خسر في الانتخابات النيابية .

السفير

يجري الحديث عن فضيحة تشوب عملية فرز أراضٍ ومسح قرى حدودية جنوبية، يتخللها قبض أموال من أصحاب أراض يملكون وثائق تؤكد ملكيتهم لها، عدا عن وضع يد بطريقة غير شرعية على بعض المشاعات.

وبّخ أحد أقطاب الموالاة نائباً سابقاً على خلفية موافقته على البيان ما قبل الأخير الذي صدر عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار.

يتعرّض وزير سيادي من حصة رئيس الجمهورية لهجوم من رمزين في الموالاة والمعارضة، الأول بحجة ملاحظات على مستشارين قدّموا إليه معطيات خاطئة والثاني بهدف إلزامه بمواقف أكثر تشدداً ربطاً بالانتخابات البلدية المقبلة، خاصة في بلديات المتن الشمالي.

المستقبل

تتوقع أوساط في الامم المتحدة أن يحيل الأمين العام بان كي مون على مجلس الأمن رسالة خلال الايام المقبلة يطلب فيها التمديد لليونيفيل مدة سنة إضافية من دون تعديل المهمة والعدد.

تبدي أوساط ديبلوماسية حذرا من أن تضطر الضغوط اليهودية الإدارة الاميركية إلى اجراء تعيينات في كوادر مراكز القرار والتخطيط، لكن ليس على مستوى رفيع.

تترقب مصادر عربية انعكاس مؤتمر "بيت لحم" لحركة "فتح" الاسبوع المقبل على أجواء المخيمات الفلسطينية في لبنان.

اللواء

توقّع دبلوماسي غير عربي أن تشهد المنطقة حدثاً كبيراً، يُؤثّر على مجرى الأحداث فيها، في وقت قريب·

يُبدي رئيس تيار جديد ارتياحه لإقصاء وزير من طائفته عن الوزارة الجديدة، لأسباب خاصة·

تحدثت تقارير عن <كلمة سرّ> أُبلغت إلى أكثر من طرف معني بالجنوب بالتزام التهدئة!·

 

البطريرك صفير افتتح اجتماع كهنة نيابة جبة بشري واستقبل شخصيات: الكنيسة هي لكل الناس دون تفرقة او تمييز وهي الواحدة والجامعة لكل ابنائها

وطنية - 1/8/2009 افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الاجتماع الشهري لكهنة نيابة جبة بشري في البطريركية المارونية، في حضور المطران فرنسيس البيسري والوكيل البطريركي الماروني في الكويت الخوري يوسف فخري والوكيل البطريركي في الديمان المونسينيور فؤاد بربور. وقد اطلع المطران البيسري في بداية اللقاء البطريرك الماروني على عناوين الاجتماع والرياضة الروحية وما يقوم به الكهنة في رعاياهم. ورد البطريرك صفير بكلمة رحب فيها بالكهنة المجتمعين مباركا اللقاء، داعيا الكهنة الى ان يكونوا القدوة والمثال في المجتمع ورسل خير والفة ومحبة وعامل تقريب بين الجميع وليس عامل تفرقة والا يكونوا سببا في زيادة الانقسامات لان رسالة الكاهن تنطلق من الانجيل ومن كلام الرب يسوع "كونوا واحدا كما انا والاب واحد" . اضاف:" اذا اكثرتم من الكلام والمواقف واتخذتم جانب طرف دون آخر تكونون تزيدون الجراح والانقسامات وعلينا ان نعمل ونسعى للوحدة وإعادة اللحمة الى هذا الصف وكل واحد منكم عليه مسؤولية في هذا المجال" .

وتابع البطريرك صفير:" نحن ابناء الكنيسة والكنيسة هي لكل الناس دون تفرقة او تمييز وهي الكنيسة الواحدة والجامعة لكل ابنائها وعلينا ان نكون المثال والله يوفقكم ويأخذ بيدكم لتكملوا الرسالة التي من اجلها نذرتم انفسكم. ان هذه الاجتماعات التي تعقدونها برئاسة اخينا صاحب السيادة المطران البيسري مفيدة جدا لانكم تتبادلون خلالها الافكار والآراء كما انها تساعد على إشاعة جو المحبة والالفة والتضامن وتعالج المشاكل التي تعترضكم في رعاياكم واننا ندعوكم لتكملوا رسالتكم وفق تعاليم الانجيل والكنيسة والله يوفقكم ".

بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير عضو لجنة التهدئة والحوار في الرابطة المارونية الدكتور انطونيو عنداري والسيد طلال الدويهي اللذين وضعا صاحب الغبطة في أجواء اللقاء الذي حصل بين مجلس الرابطة المارونية ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وأشار الدويهي الى ان البطريرك صفير يبارك ويدعم مساعي الرابطة المارونية وكل المساعي الخيرة الهادفة الى جمع الصف المسيحي.

ثم استقبل البطريرك صفير الشيخ روبير بولس والمستشار الاعلامي في السفارة الفرنسية في لبنان السيد فرانسوا ابي صعب وكان بحث في مجمل المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية.

ومن زوار الديمان النائب السابق صلاح حنين.

ثم استقبل البطريرك صفير منسق أنشطة الأبرشية المارونية في اوستراليا، ناشر "النهار" الاوسترالية الزميل انور حرب الذي نقل الى البطريرك صفير تحيات الجالية اللبنانية عموما والمارونية خصوصا، كما نقل اليه رسالة من رئيس دير مار شربل للرهبانية المارونية اللبنانية الاب انطوان طربيه، تناولت الاحتفالات التي ستقام في مناسبة اليوبيل الفضي لرسالة الرهبانية في سيدني اوستراليا، كما وضع حرب البطريرك صفير في صورة الاجتماعات المسيحيةالتي عقدت في دير مار شربل في سيدني، وقد توصل خلالها المجتمعون الى وثيقة تفاهم تتضمن المبادىء التالية:

- دعم مسار المصالحات المسيحية الجارية.

- توسيع حلقات هذا المسار لتشمل مختلف القيادات المسيحية بدون استثناء.

- العودة الى الالتزام بميثاق ثوابت الكنيسة المارونية الذي يلزم الجميع عدم اللجوء الى العنف لحل اي خلاف.

- التمسك بمرجعيتي البطريركية المارونية ورئاسة الجمهورية لرعاية وتتويج واستكمال المصالحات الجارية.

ومن زوار اليمان وفد من كشافة الجمهور الذي يقوم عناصره بمسيرة مشي تجوب مختلف المناطق اللبنانية. وقد حاورهم البطريرك صفير داعيا إياهم الى تعميم ثقافة الحياة الكشفية، والى توسيع حلقة الشباب المشاركين في الجولات الهادفة الى تعميق معرفتهم بخصائص لبنان الطبيعية والبيئية، وباخوانهم في المواطنية من مختلف المناطق والطوائف.

 

لبنان الرسمي احتفل بالعيد ال 64 للجيش في الفياضية

الرئيس سليمان: اذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنذهب

اؤكد على دور رئيس الجمهورية الضامن لروح المشاركة الحقيقية

تأخر تشكيل الحكومة يدعونا الى التفكير في الثغرات الدستورية

امام حكومتنا العتيدة مهمة المباشرة بعملية اصلاح واسعة

لا تقوم قائمة وطن الا بمقدار ما يتنازل كل منا عن انانيته ومصالحه

وطنية - 1/8/2009 احتفل لبنان الرسمي اليوم بالعيد الرابع والستين للجيش اللبناني الذي اقيم في ملعب فؤاد فرحات في ثكنة شكري غانم الفياضية، حيث ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان احتفال تقليد السيوف لضباط دورة "العميد الشهيد نجيب واكيم"، علما ان الاحتفال حصل وللمرة الاولى في تاريخ لبنان في حضور اربعة رؤساء.

وقد جلس الى يمين الرئيس سليمان رئيس مجلس النواب نبيه بري والى يساره رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والى يمين الرئيس بري جلس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري.

حضر الاحتفال الى الرؤساء سليمان وبري والسنيورة والحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمره، وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال الياس المر، وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال نسيب لحود، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون، وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال الان طابوريان، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال طارق متري، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال خالد قباني، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال محمد جواد خليفة، وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر، وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال ريمون عوده، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال جو تقلا، وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال فوزي صلوخ سفيرة اميركا ميشال سيسون، سفير مصر احمد فؤاد البديوي، سفير السعودية علي عواض عسيري، النواب: انطوان زهرا، حكمت ديب، وليد خوري، فريد حبيب، فريد مكاري، عاطف مجدلاني، بطرس حرب، الان عون، عمار حوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ممثل عن نقيب المحررين، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، محافظ جبل لبنان والبقاع القاضي انطوان سليمان، المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية الاستاذ اديب ابي عقل، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان، رئيس مجلس الادارة تلفزيون لبنان ابراهيم الخوري، مدير اذاعة لبنان محمد ابراهيم، الاستاذ رفيق شلالا، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي.

كما، حضر عدد كبير من سفراء الدول الاجنبية، ممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدون في لبنان، الملحقون العسكريون، وفد من قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان، وفد مراقبي الهدنة، ممثلو الهيئات الاهلية والبلدية والاختيارية، ممثلو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إضافة إلى أهالي الضباط المتخرجين وبعض المدعوين.

العرض

وشاركت في الاحتفال موسيقى الجيش، الأعلام والبيارق، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للامن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر.

وفي أثناء العرض العسكري، حلقت طائرتان نفاثتان نوع "هوكر هنتر"، اضافة إلى تشكيل من الطوافات العسكرية. كما حلقت طائرة نوع CARAVAN - CESSNA وثلاث طوافات مخصصة بإطفاء الحرائق نوع "سيكورسكي" ثم تسلمها أخيرا.

ففي الثامنة، وصل قائد العرض حيث تم التعريف عنه، وقدمت موسيقى الجيش عزفة قائد المنطقة.

وفي الثامنة وعشر دقائق، تم تسليم علم الجيش من مكتب القائد. وبعد وصول كل المدعوين، أمر قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وتم تقديم السلام واعلن "الى العلم".

وفي الثامنة والنصف، وصل علم الجيش وأعلن من قبل قائد العرض. بعدها، عزفت الموسيقى عزفة العلم ولازمة النشيد الوطني. وأمر قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك، وتوجه إلى منصة الاستقبال للمشاركة في استقبال السلطات صاحبة التكريم على هذه المنصة فقط من دون مرافقتها حتى علم الجيش، على أن يتولى مساعده قيادة العرض خلال هذه الفترة.

وفي ال8,35، وصل اللواء الركن رئيس الاركان، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما تقدم اللواء الركن رئيس الأركان أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس الأركان. وحيا رئيس الأركان الأعلام والبيارق، وتوجه الى منصة الاستقبال، بانتظار وصول قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,40، وصل العماد قهوجي، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم العماد قهوجي أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة القائد. وحيا العماد قهوجي الأعلام والبيارق، وتوجه الى منصة الاستقبال، بانتظار وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,45، وصل وزير الدفاع الوطني الياس المر، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم الوزير المر أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة وزير الدفاع، وحيا وزير الدفاع الأعلام والبيارق، وتوجه إلى منصة الاستقبال، بانتظار وصول الرئيس سليمان، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,47، أعلن مساعد قائد العرض وصول رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأمر بالتأهب.

وفي ال8,50، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما تقدم الرئيس السنيورة أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس مجلس الوزراء. ثم حيا الاعلام والبيارق. وعزفت الموسيقى مقطوعة استعراض القوى حتى اخذ مكانه على المنصة. وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,55، وصل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم الرئيس بري أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس مجلس النواب. ثم حيا الاعلام والبيارق، وعزفت الموسيقى مقطوعة استعراض القوى حتى اخذ مكانه على المنصة، وأمر مساعد قائد العرض بمجانية السلاح - مكانك.

وفي التاسعة، وصل الرئيس سليمان، فترجل ثم وقف على مدخل الملعب باتجاه القوى المشاركة. وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما عزفت الموسيقى لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني.

بعد ذلك، تم وضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش.

ثم توجه الرئيس سليمان إلى الملعب، واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. وعند وصول رئيس الجمهورية إلى المنصة الرسمية أمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

بعد ذلك، أمر مساعد قائد العرض القوى بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب. ثم حملة الأعلام والبيارق "مل سلاحك - الى الامام سر"، وأخذ حملة الاعلام والبيارق اماكنهم على ارض الملعب. كما أمر مساعد قائد العرض حملة الاعلام والبيارق بالوقوف، وتوجه حملة بيرق المدرسة الحربية الى المكان المخصص في وسط الملعب، وكذلك تلامذة ضباط السنة الثانية الذين تسلموا البيرق، ووقفوا بمواجهة حملة البيرق. وتقدم قائد المدرسة الحربية ووقف بين حملة البيرق من الدورة المتخرجة وحملة البيرق من الدورة اللاحقة مواجهة للمنصة. وأمر مساعد قائد العرض "افتتاحا اقرعوا الطبول".

واخذ قائد المدرسة بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة، وسلمها الى طليع السنة الثانية ثم امر قائلا: "تسلموا بيرق المدرسة الحربية". وأمر مساعد قائد العرض: "اختتاما اقرعوا الطبول".

ثم التحق حملة بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة في أماكنهم وبيرق المدرسة ببقية البيارق. وأمر مساعد قائد العرض حملة الاعلام والبيارق "جانب سلاحك - الجميع مكانك".

تسمية الدورة

بعدها، أمر مساعد قائد العرض الدورة المتخرجة بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب - الى الامام سر. وتقدمت الدورة المتخرجة، وأدت نشيد المدرسة الحربية، ووقفت في منتصف الملعب امام رئيس الجمهورية. وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب: "قدم سلاحك افتتاحا اقرعوا الطبول". وتقدم طليع الدورة السابقة وتسلم إمرة الدورة المتخرجة قائلا: "دورة الامر لي". وأمر طليع الدورة السابقة المتخرجة بالركوع قائلا: "أيها الفتيان اركعوا". ووجه طليع الدورة السابقة السؤال إلى طليع الدورة المتخرجة": "يا طليع الفتيان ماذا اخترتم لتسمية دورتكم"، فأجاب طليع الدورة المتخرجة: "نطلب لدورتنا اسم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". وتقدم طليع الدورة السابقة من الرئيس سليمان بخطى رياضية عادية، وطلب تسمية الدورة قائلا: "باسم هؤلاء الفتيان، اطلب تسمية دورتهم: دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". ورد رئيس الجمهورية قائلا: "فلتسم دورتكم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". وعاد طليع الدورة السابقة الى مكانه، وأمر الدورة المتخرجة قائلا: "يا رجال دورة العميد الشهيد نجيب واكيم قفوا". وأمر مساعد قائد العرض: "اختتاما اقرعوا الطبول، ثم مجانية السلاح ومكانك".

قراءة المراسيم:

ثم تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش. بعده، تلا وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الامن الداخلي والامن العام.

تسليم السيوف:

وقف الرئيس سليمان وسلم السيوف إلى الضباط. ثم نادى مساعد قائد المدرسة الحربية الضباط الجدد برتبهم واسمائهم لدى مثولهم امام الرئيس سليمان. وتقدم كل من الضباط الجدد بدوره بخطى رياضية عادية، وتسلم من رئيس الجمهورية سيفا وضعه تحت ابطه الايسر، ثم انصرف.

قسم اليمين:

وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وتقدم علم الجيش امام رئيس الجمهورية. ثم أمر مساعد قائد العرض تقديم السلاح، وافتتاحا: "اقرعوا الطبول". كما تقدم طليع الدورة ووقف مقابل علم الجيش، وأدى التحية، ونزع غطاء الرأس، وأمسك زاوية العلم بيده اليسرى. ورفع يده اليمنى، وأقسم اليمين الآتية:

"اقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان".

وعند انتهاء طليع الدورة من تأدية قسمه، رفع الضباط المتخرجون اليد اليمنى، ورددوا "والله العظيم".

وأمر مساعد قائد العرض اختتاما: "اقرعوا الطبول، ثم مجانبة السلاح".

وعاد علم الجيش وطليع الدورة كل الى مكانه، وأمر قائد العرض الدورة المتخرجة "تجريد الحسام - الجميع مكانك".

الرئيس سليمان

وأمر قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح، ثم مجانبة السلاح ومكانك.

ثم، ألقى رئيس الجمهورية كلمة هذا نصها: "أيّها الضباط المتخرجون ،تشمخون اليوم بسيوفكم المعقودة في ساحات المجد والعزة والكرامة. وما العميد الشهيد نجيب واكيم سوى بطل من أبطالها ما رضي بالغدر والعدوان، فكان مع كوكبة من الضباط والجنود من الأوائل الذين قدموا دمهم فداء لعقيدتهم الوطنية فتخلد هو والرفاق ليخلّد العلم وينهض الوطن.

تنطلقون من منهل المعرفة والشرف لتلتحقوا بقطعاتكم وأفواجكم وألويتكم، حماة الوطن انتم وعنوان بقائه. إعلموا أن تنشئتكم العسكرية وتاريخ جيشكم والقوى الأمنية يدعوانكم إلى الالتزام بقسمكم كما أسلافكم ورفاق السلاح، بكم يأمن المواطن غده، ويطيب يومه، فأنتم الذين عصيتم على العدو فما استطاع شرذمتكم وانتصرتم عليه. يكفيكم أن شعبكم يؤازركم فقد كنتم على الدوام له وللدولة، ولم ولن تكونوا يوماً مجرّد حماة للنظام.

لقد عانى لبنان منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، وكانت التضحيات تلو الأخرى ترخص للرد على العدوان فتصديتم لأدواته ولعملائه حفظاً لعزّة الوطن وصوناً لقيمه وحضارته الفريدة المميزة.

فلقد حاول الإرهاب وتحت ستار الدين الذي هو منه براء، وباستعماله مخيمات الشعب الفلسطيني المظلوم، أن يوجه لكم ضربة قاصمة باعتقاده أنه يستطيع إرهابكم مقدمة لإنهاء الوطن. كما نشطت شبكات العملاء محاولة اختراق بعض ضعاف النفوس، إلا أن تضحياتكم وصمودكم وسهركم الدائم وأنتم أصحاب قضية قبل كل شيء أحبط كل تلك المؤامرات.

إن كل نقطة دم أريقت لم تذهب هدراً بل روت هذه الأرض الطيبة ليبقى لنا الربيع. ولم تقو الأعاصير على زعزعة كياننا.

إن المهام الملقاة على عاتقكم جسيمة، فأنتم تدافعون عن الحدود إلى جانب قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ومع هذا فإن إسرائيل لا تزال تخرق القرار 1701 بأعمال استفزازية جواً وبراً وبحراً وبتجنيد العملاء في شبكات التجسس. من هنا فإننا نجدد المطالبة بمتابعة التطبيق الكامل لهذا القرار دون أي تعديل في مندرجاته، ونشدد على تنفيذ بنوده كافة من قبل إسرائيل، والانسحاب من الأجزاء التي لا تزال محتلة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، فهذا القرار الذي ارتضيناه ووفرنا الدعم الكامل له عبر انتشار سريع وغير مسبوق للجيش في الجنوب بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود، إنما يؤمن الطريق الدبلوماسي لتحرير الأرض، لكنه بالطبع ليس الطريق الوحيد المشروع لمن احتلت أرضه وهتكت حدوده.

كما ينبغي التأكيد في هذا الصدد أن واجبنا يدعونا أن نحرص أشد الحرص على عناصر قوات الطوارئ كما نحرص على جنودنا وعناصرنا وهم الآتون من دول عدة بناء لطلبنا، للتأكد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا، بدون قيد أو شرط، وللمحافظة على الأمن والسلام في جنوبنا الغالي.

اعلموا أيها الضباط المتخرجون، أن مؤسستكم تقدم النموذج المميز في المحافظة على القيم الإنسانية المتمثلة بالديموقراطية وصون الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية، فهي تعمل وتنتظم بالقرار السياسي. وقد شهدنا استحقاقات كبرى واكبت عودة لبنان الدولة إلى مكانتها في الخريطة العربية والدولية فكانت العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة سوريا والتي رسخت عمق العلاقة بين الشعبين. واستطعنا أن نجنب الوطن ارتدادات وآثار الأزمات الإقليمية والعالمية ولم يعد ساحة للصراعات بل للحوار واستعاد صوته المدويّ والمسموع في المحافل.

كما اجتزتم وبامتياز استحقاق الانتخابات النيابية التي اجريت للمرة الأولى في يوم واحد وكانت شفافة وحرة بشهادة الداخل والخارج وما الحركة السياحية والثقافية والاقتصادية التي تعج أرجاء الوطن بأكمله إلا ثمرة جهودكم وتضحياتكم والتزامكم الدؤوب. أنتم قطعاً حزام الأمان لوطن استعاد رونقه وتألقه.

أيها اللبنانيات واللبنانيون

لا بد لنا في هذا اليوم، ونحن نشهد على حصاد عقود من عمل شبابنا الذي اختار الانضواء في الأسلاك العسكرية، إلا أن نقف وقفة مساءلة ذاتية ونقد مسؤول عمّا قدمناه كسياسيين، منحنا الشعب ثقته، لتحصين وحدتنا الوطنية أقله وفاء لدم الشهداء، كل الشهداء على مساحة الوطن لأي طائفة أو دين انتموا، وفي أي عقيدة أو حزب انتظموا.

ترى ما الذي يمنعنا من تحقيق حلم كل شهيد بوطن ديموقراطي، حرّ، بعيداً عن الطائفية والمحاصصة؟

وما الذي يثنينا عن القيام بخطوات إصلاحية لازمة فنعزل الفاسد ونكف يد السارق، ونتبرأ من حامل السلاح لغاياته الخاصة لتتمكن القوى الأمنية من ضرب المخلين؟

هلمّوا نقف وقفة ضمير أمام أرواح شهداء الجيش الذين تصدوا للإرهاب وللعدو الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع شهداء المقاومة وأيضاً مع الشهداء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء الذي آمنوا فصمدوا بوجه آلة العدو المجرمة وغدر الإرهاب.

هلمّوا نقف وقفة تأمل أمام أرواح الشهداء الرؤساء والقادة والسياسيين والإعلاميين والمثقفين الذين عملوا فأغنوا الوطن وكانوا قرابين على مذبحه.

منهم نستلهم مسيرتنا،

وبإرادتكم نقارع المستحيل،

وبالمؤسسات نبني وطنا.

إن التاريخ لن يرحم، والشباب الذين شاركوا في العملية الانتخابية وأولئك الذين سيشاركون مستقبلاً عندما يبلغون الثامنة عشرة من العمر، وأقرانهم المغتربين الذين لبوا دعواتنا فأتوا ليلمسوا أن وطنهم بخير، والذين سيمارسون حقهم في الانتخاب عام 2013 كلهم سيحاسبوننا على أي تقصير أو تقاعس أو تفريط فصوت الشعب من صوت الله ومن غير المسموح أن نخذلهم.

حرام علينا بعد كل ما جرى أن نقع أسرى الأرقام.

حرام على الوطن أن نأسره بأرقام وتواريخ طبعت سجالاتنا ومعاركنا الانتخابية الطائفية بل المذهبية.

لنخرج لبنان من هذا السجن ، فهو والحرية صنوان،

تعالوا نتّحد حول كل تاريخ يحررنا بدل أن يأسرنا.

إن العالم يثق بقدراتنا وما من زائر أو متابع خارجي لأوضاعنا إلا ويعرب عن إعجابه الشديد بحيوية الشباب اللبناني سواء في الوطن أو في بلاد الاغتراب. فما العلة إذاً؟

إذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنذهب ونعطي مكاناً لهؤلاء. وإذا كانت في الدستور فلنعمل على تعديله أو تصحيح ما يعتريه من شوائب وضمن روحية اتفاق الطائف ما يكفل تحقيق التوازن بين السلطات.

أما إذا كانت العلة في الطائفية فلنعمل على تطبيق ما دعا إليه الطائف في هذا المجال،

فنباشر فوراً في وضع قانون انتخابي جديد يزيل شوائب الماضي، ويعكس تمثيلاً حقيقياً لأصوات الناخبين. ووضع تصور منهجي متدرج يفضي إلى إلغاء الطائفية السياسية التي ما زالت تفرز المطبّات المعيقة لتطور الحياة السياسية في لبنان. إن ذلك لا يعني التفريط في المشاركة الكاملة للطوائف وفقاً لميثاق العيش المشترك المنصوص عنه في البند "ي" من مقدمة الدستور، بل تحصين هذه المشاركة بتطوير قواعد الاختيار ليبقى لبنان حاجة للإنسانية ونموذجاً حياً وخلاقاً للتنوع والحوار والتفاعل بين الطوائف.

فلا مبرر لأن يتملكنا خوفٌ أو ترددٌ أو خشية من المحظور في مقاربة هذا الموضوع. كما لا يجب ألا تكون لدينا خشية من مقاربة موضوع الإشكالات الدستورية التي ظهرت خلال الأزمات التي واجهها لبنان خلال السنوات الماضية، بشأن دور رئيس الجمهورية والمسؤوليات الواضحة التي يجب أن تلقى على عاتقه كي يتمكن من إدارة البلد وإخراجه من مأزق التجاذبات المعطّلة لمصالحه وشؤون المواطنين.

إن ما يدفعني إلى طرح هذه النقاط والتساؤلات هو وفقاً لأحكام الدستور بالذات مسؤوليتي كرئيس للدولة تجاه شعبي، خاصة ونحن نجري المشاورات لتأليف حكومة جديدة تعكس وحدة اللبنانيين وروح المشاركة الحقيقية.

وفي هذا الإطار، دعوني أؤكد من جديد على دور رئيس الجمهورية الضامن لهذه المشاركة إلى جانب دوره كحام لهذا الدستور.

ويشكّل المسار الذي تتخذه عملية التشكيل ، تجربة متجددة لروح الديموقراطية وصيغة العيش المشترك، بعد سنوات طويلة لم نكن نقرر فيها الاستحقاقات الدستورية الرئيسية، حيث كانت تغلب طيلة هذه الفترة تدخلات خارجية مساعدة أو معيقة لمثل هذه الاستحقاقات، أكان ذلك على مستوى إجراء الانتخابات أو تشكيل التركيبة الوزارية. إلا أن تأخر ولادة الحكومة بالسرعة التي يتوق إليها اللبنانيون، وتستلزمها حاجات البلاد واستحقاقاتها، يدعونا إلى التفكير في الثغرات الدستورية التي تعيق قواعد اللعبة الديموقراطية ودوران عجلة الحكم وحسن سير المؤسسات الدستورية والسلطات المحرّكة للدولة. وعلينا معاً، أن نضع الإصبع على هذه الثغرات، ونبتدع لها الحلول والمخارج، وفقاً لروحية الدستور اللبناني.

لذا، أمام حكومتنا العتيدة مهمات ومسؤوليات كبيرة. فهي إذ تضم مختلف الأطياف السياسية، يتوقع اللبنانيون منها أن تباشر عملية إصلاح واسعة في القطاعات الإدارية، والاقتصادية، والمالية، والخدماتية، والاجتماعية، بحيث تنقل البلاد إلى عتبة الحداثة والتطور، وتغلق مزاريب الهدر وتضع خطة واقعية وواضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وتخفيف أعباء الديون التي ترهق خزينة الدولة والمواطنين، وإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الكهرباء والمياه وقطاع الاتصالات والنقل وغيرها.

إن بناء الوطن لن يكون إلا بتقديم التضحيات والتنازلات لأجله.

ولا تقوم قائمة وطن إلا بمقدار ما يتنازل كل منا عن أنانيته ومصالحه لصالح الخير العام فخير الوطن خير للجميع وخير الجماعات شر لغيرها.

إن العالم يتحرك ويتقدم بسرعة، يكفينا أن نتابع ما يجري على مساحة الحداثة والاختراع لذا لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي نراوح مكاننا، بل السعي بإيمان وعزم ومنهجية وثبات لحل مشاكل اللبنانيين الحياتية والعمل لبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم والأحلام.

إن الشعب تواق إلى الإصلاح الإداري والسياسي، والى تطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف الذي يعتبر ضمانة للجميع، وما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006، انطلاقاً من روحية وميثاقية اتفاق الطائف الذي يجب أن يقرأ بتمعن وعمق. والشعب تواق بالتأكيد إلى أن يلمس خطوات جدية وهادفة لتحديث المؤسسات ولتعزيز الديموقراطية والمواطنية وآليات قيام المجتمع المدني وتحقيق اللامركزية الإدارية تمكيناً من تحقيق الإنماء المتوازن والمستدام.

فالعمل كثير ومتراكم، وآخر ما يتوقعه اللبنانيون من المسؤولين هو أن يغرقوا في التجاذبات السياسية التي تعرقل العمل على تحقيق تطلعاتهم وتجهض أحلامهم وآمالهم بالعيش الكريم والآمن.

أيها الضباط المتخرجون

لنا أن نفتخر بكم، دماء جديدة تضخ في عروق المؤسّسات العسكرية، فيتحوّل الأول من آب إلى ربيع متجدد على تراب الوطن، سياجاً وقدوة.

ولكم أن تكونوا مثالاً للوطنية ورسالة لبنان، إليكم تشخص العيون، وبكم يطمئن الوطن إلى غذه وأحلام أبنائه. فلا تترددوا يوماً أمام كبر المسؤولية والواجب.

عشتم، عاش الجيش، وعاش لبنان".

عرض التحية

وأمر قائد العرض بالاستعداد لعرض التحية، وأعطى الاوامر اللازمة لتحريك الوحدات الى المكان المخصص. وبعد خروج القوى، أعطى طليع الدورة المتخرجة الاوامر اللازمة وأخذت الدورة مكانها شمال ممر خط عرض التحية في مواجهة المنصة، ثم أعطى أمر تقديم الحسام، ووشحه كل ضابط متخرج عند مرور علم الجيش من امامه.

ثم وقف رئيس الجمهورية والحضور، وأمر قائد العرض الى الامام سر، وسارت القوى بالترتيب المحدد لها، في الطليعة فصائل الخطوة الموقعة، تليها فصائل الخطوة الرياضية.

المغادرة

وأمر طليع الدورة المتخرجة بتوشيح الحسام ثم بغمده: "الى اليسار در، الى الامام سر". وسارت الدورة المتخرجة وأدت نشيد الجيش. وغادرت الدورة الملعب. ولدى وصول مؤخرة الدورة الى الجانب الايسر للمنصة الرئيسية، رمت غطاء الرأس في الهواء، وتقدم قائد العرض من الرئيس سليمان قائلا: "فخامة الرئيس انتهى الاحتفال، ودعاه الى اخذ الصورة التذكارية وحضور حفل الكوكتيل.

 

النائب رعد: نريد للبنان ان يبقى قويا عبر الجيش والمقاومة

وطنية - 1/8/2009 أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة بنعفول، في حضور النائب علي عسيران واحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية ووفد من قيادة "حزب الله" وحركة "أمل"، "اننا نريد للبنان ان يبقى قويا باقتصاده وسياساته الداخلية وأمنه وسياحته وبقدراته العسكرية عبر الجيش اللبناني والمقاومة، ولذلك نحن كنا من الاوائل ممن طالب بتعزيز قدرات الجيش التسليحية". اضاف:"لكننا نرى مع الاسف ان الذين يرفعون شعارات تسليح الجيش لا يسلحونه الا بالسيارات والدواليب والاحذية العسكرية، اماالاسلحة التي تستطيع ان توازن القدرات التسليحية الاسرائيلية للتصدي والدفاع فقط فهذا ممنوع على الجيش اللبناني". وتابع النائب رعد:"ان هذا التوجه نريد ان نعكسه في الحكومة التي نريد تشكيلها، ولذلك نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى نعزز هذا التوجه الذي يبني لبنان كبلد قوي حصين يستعصي ابتلاعه من قبل العدو الاسرائيلي، ولذلك نحن أصرينا على المشاركة الحقيقية في حكومة الوحدة الوطنية من اجل ان نحصن لبنان، ونبدي للبنان صورةالقوة والمناعة التي تحفظه من اي عدوان وتحقق له مزيدا من التقدم في الداخل". وختم رعد:"حسبنا ان نواصل طريق بناء القوة لبلدنا لانه هذا الطريق هو الذي يحفظنا جميعا ورهاننا على المقاومين على أهل المقاومة وعلى شعب المقاومة".

 

رئيس الجمهورية استقبل في بعبدا وفد قيادة الجيش

العماد قهوجي: نطمح الى توفير المزيد من الاعتدة والاسلحة المتطورة التي تستجيب لتضحيات العسكريين وكفاءاتهم وتتناسب مع حجم المخاطر

وطنية - 1/8/2009 استقبل رئيس الجمهورية ظهر اليوم في بعبدا بعد عودته من الاحتفال بعيد الجيش الذي اقيم في الفياضية وفد قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي وضم أعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الاركان وأركان القيادة وقادة الوحدات العسكرية.

وألقى العماد قهوجي كلمة قال فيها: "في كل مرة نحظى فيها بزيارة فخامتكم تتملكنا مشاعر الفخر والاعتزاز والثقة بالنفس فكيف اذا كانت هذه الزيارة بمناسبة عيد الجيش؟ وفخامتكم اكثر من يعلم معاني العيد ووقعه في نفوس العسكريين والمواطنين على السواء بعد ان بذلتم اغلى زهرات شبابكم في خدمة هذا الجيش وقيادته بكل تفان واخلاص، حتى باتت المؤسسة الوطنية الاولى التي يركن اليها اللبنانيون في السراء والضراء. لقد كان العام المنصرم مثقلا بالتحديات، غير اننا تابعنا المسيرة بكل عزم واندفاع، مستندين في ذلك الى ارث من الانجازات المشرقة التي تحققت على ايديكم، والى بنيان متين اعليتم مداميكه حجراً حجراً، والى جانب ذلك كله، استندنا الى استمرار رعايتكم الكريمة وانتم في موقع رئاسة البلاد، والتزود الدائم بارشاداتكم وتوجيهاتكم ورؤيتكم الصائبة، بحيث تمكنا من تحقيق نجاحات باهرة في مواجهة الارهاب وشبكات التجسس والعمالة وفي ترسيخ مسيرة السلم الاهلي، وبالتالي الاسهام قدر الامكان في تعبيد الطريق أمام عهدكم الميمون، للإنطلاق بالوطن الى رحاب الاستقرار والطمأنينة والازدهار.

فخامة الرئيس،

إن دعمكم للجيش يعتبر بمثابة أمان له، وحافزاً لتعزيز دوره وتفعيل مهماته، وكلنا أمل وثقة بمواصلة هذا الدعم في مستقبل الايام، طامحين الى توفير المزيد من الاعتدة والاسلحة المتطورة، التي تستجيب لتضحيات العسكريين وكفاءاتهم، وتتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن.

عهدنا لكم فخامة الرئيس، التمسك بالنهج الذي أرسيتم دعائمه في المؤسسة والحفاظ على المبادئ والقيم التي رسختم معانيها في نفس كل ضابط وعسكري، وبذل اقصى المستطاع لمواكبة ما تصبون اليه من أهداف وطنية نبيلة. اتقدم من فخامتكم بالتهنئة الخالصة، وأنقل إليكم تحية المؤسسة العسكرية ضباطاً ورتباء وافرادا، ودمتم أملاً للجيش ، ورمزاً لوحدة الوطن وخير راع لأبنائه المخلصين".

 

البطريرك لحام هنأ الرئيس سليمان والعماد قهوجي بعيد الجيش: نطالب بوزارات سيادية في الحكومة ولن نتخلى عن دورنا وموقعنا

وطنية - 1/8/2009 عاد بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الى لبنان بعد زيارة الى المانيا والنمسا شارك في خلالها بمؤتمر حول اللاجئين والمغتربين وحقوقهم ودور الكنيسة والمؤسسات الدولية في رعاية مصالحهم، واستقبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في عين تراز وفودا اغترابية ووفدا اعلاميا لبنانيا نظم مسيرة "على خطى القديسين".

واعتبر البطريرك لحام في تصريح له "ان التقاء اللبنانيين بكل طوائفهم وتوزعاتهم السياسية حول الدور المركزي للجيش في حماية الوطن والشعب والمؤسسات من شانه تعزيز فرص التوافق والائتلاف لتاليف حكومة نموذجية طالما انتظرها اللبنانيون للخروج من حالة المراوحة التي تحكم الواقع السياسي الراهن وانقاذ لبنان من المخاطر المحدقة به، وتمكنه من تجاوز التحديات التي تحيط به من غير جانب". وراى غبطته "ان التوازن الطائفي في تاليف الحكومة يجب ان يستند على قوة العطاء لاجل مستقبل افضل لجميع اللبنانيين والعطاء اكثر غبطة من الاخذ واليوم يحتاج اللبنانيون الى عطاء كبير، يجيب على مشاكلهم المعيشية المتفاقمة. ان ثقافة العطاء هي الميدان الحقيقي لتلاقي اللبنانيين ومتابعة عيشهم الايماني النموذجي وهو الكفيل بالوصول الى بناء الحكم والوطن الذي يصبو اليه الحوار اللبناني الحقيقي". وتمنى "ان يكون للبنانيين في اقرب وقت حكومة على قدر امالهم تضم الاكفياء والمستحقين وتحقق لهم الاستقرار المطلوب والازدهار المامول والامن والامان ولقمة العيش الكريمة"، مشددا على طحق الطائفة بتولي الوزارات السيادية والخدماتية لان دور الروم الكاثوليك التاريخي وحضورهم الفاعل يجعلهم في موقع المشاركة والمسؤولية الوطنية التي لا يرضون التنازل عنها ابداط.

برقيتان

من جهة اخرى وجه البطريرك لحام برقيتي تهنئة بعيد الجيش الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وجاء في برقيته الى الرئيس سليمان:" نتقدم من فخامتكم بمناسبة عيد الجيش، بخالص التهاني ونعبر عن اعتزازنا بالتضحيات التي يقدمها جيشنا في سبيل الحفاظ على لبنان الكيان والشعب والمؤسسات، ونصلي الى الرب، متمنين ان تحمل قابل الايام كل الخير، وان تبقوا يا فخامة الرئيس ضمانة للوحدة والسلام والاستقرار وان تظل مؤسسة الجيش عنوانا لكرامة لبنان الوطن الرسالة الذي يستحقه ابناؤه". وجاء في برقيةالبطريرك لحام للعماد قهوجي:" نتمنى لكم ولمؤسسة الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وافرادا، كل العز، ونشكركم على الدور الريادي الذي تقومون به في سبيل الدفاع عن الحق ومواجهة العدو وصون السلم الاهلي ونرفع الدعاء الى الرب لكي يريح انفس الشهداء الابطال، ويبقيكم علامة للبطولة والاندفاع والسهر على وحدة المواطنين وسلامة ارضهم وامنهم".

 

الشيخ الغريب: طلال ارسلان حفظ الجبل في 11 ايار ولن نسكت عما يجري بشأن تشكيل الحكومة وحقوقنا لا تهضم

وطنية - 1/8/2009 عقد "اللقاء التشاوري" اجتماعه الشهري في كفرمتى برئاسة الشيخ نصر الدين الغريب حيث تمت مناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بالطائفة والوطن. وهنأ المجتمعون الجيش اللبناني بعيده وتوقفوا عند الاسلوب الذي يتم فيه تشكيل الحكومة العتيدة. وبعد الاجتماع القى الشيخ الغريب كلمة جاء فيها: "في عيد الجيش اللبناني لنا كلمة يجب ان نقولها لهذه القيادة الحكيمة والى ضباطها وافرادها، فبالشرف العسكري اقسمتم بالعزة والاباء والشموخ تحليتم، فمن هذا الجبل الاشم واهله الاكارم ومن كل لبنان وشعبه نوجه اليكم تحية التقدير والاحترام بعيدكم مؤمنين بكم وبعملكم الدؤوب كي يبقى لبنان مصانا وسيدا حرا مستقلا". اضاف:" اعتدنا ان نقول كلماتنا الوطنية بعيدين عن الطائفية والعنصرية راجين ان يكون لبنان فوق كل هذه الاعتبارات مضحين من اجله باغلى ما يملك الانسان. فهذا هو فعلنا واما ما نقابل به فهو عكس ذلك تماما، فلولا الموقف المشرف الذي اتخذه الامير طلال ارسلان لحفظ هذا الجبل في الحادي عشر من ايار ولوقف الفتنة ومسلسل التفجير والدماء لكانت الكارثة الكبرى وربما انسحبت على كل الوطن وحققت اسرائيل اهدافها وقد فعل ذلك الامير بدافع وطني ولم يحتسب للنيابة والوزارة حسابا". وتابع:" لكن الحقيقة التي نواجهها اليوم وما تسرب من اخبار عن الحكومة العتيدة لا يبشر بالخير، لقد اردنا ان نتعالى على المذاهب والطائفة مصوبين انظارنا نحو الوطن. اما الان فكانهم يدعوننا الى التمسك بالطائفة والعمل من اجلها لاننا نرى بام اعيننا وكانهم يريدون ابتلاع لبنان عن طريق الطائفية البغيضة دون تمييز. اننا نحذر من يهمهم الامر اننا لسنا في وارد السكوت عما يجري اذا كان ذلك صحيحا وان حقوقنا لا تهضم كما يظنون فحقنا على الجميع والاقربون اولى بالمعروف".

وقال:" ايها المعنيون شجعوا القادة وشعب لبنان على حفظ الوطن وليس الطائفة او المذهب. فلبنان بجناحيه يستطيع ان يرد الاعداء ويصون ارضه وشعبه ولكن مهما كان من امر فاننا سنبقى في الخط المقاوم العربي المدافع عن الكرامة مهما عملوا على ابعادنا وسنبقى في طليعة المناضلين فهذا تاريخنا ولا يستطيع احد ان يخرجنا عن هذا الخط ولو ان البعض لا يقيم للمواقف الوطنية والتضحيات وزنا". وختم بالقول:" فلا خلاف مع وليد بك في رؤية لبنان سيدا حرا مقاوما ولا باقامة علاقات مميزة مع سوريا الدولة الممانعة الواقفة بوجه الكيان الصهيوني والمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضدها وضد الامة العربية جمعاء. فسنبقى في هذا الجبل وحدة متماسكة متعاونين مع كل الوطنيين المخلصين، فالذي اسس لبناء لبنان لا يحتسب يوما طارئا".

 

الحزب الديموقراطي يستنكر محاصرة "الجديد" لتوقيف الزميلة عيد

وطنية - 1/8/2009 استنكر الامين العام للحزب الديموقراطي وليد بركات في تصريح اليوم "محاصرة اجهزة امنية لمحطة التلفزيون الجديد لتوقيف الاعلامية غادة عيد"، وقال: "اذ ندين هذه المحاولة التي تعتبر تجاوزا للنظام الديموقراطي وحرية الاعلام والتعبير وخصوصا ان للمؤسسات الاعلامية حرمتها وحصانتها وللاعلاميين الحق في طرح القضايا التي تهم الرأي العام وتفضح الفاسدين والمفسدين الذين يستبيحون المال العام ويستخدمون مؤسسات الدولة من اجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطن اللبناني الذي وصلت معاناته الى حد لا يطاق". وأكد ان "المساس بالمؤسسات الاعلامية وخصوصا تلفزيون الجديد الذي يعتبر صوت الحق والحقيقة وبالزميلة غادة عيد التي تمثل ببرنامجها وطروحاتها ضمير المواطنين، تعتبر إساءة لكل مواطن لبناني ينشد قيام دولة المؤسسات والقانون". ودعا وزير الاعلام ونقابتي الصحافة والمحررين إلى "العمل جديا لوضع حد لمثل هذه التجاوزات المدانة".

 

حزب الله دان القرار الامريكي تجديد العقوبات بحق شخصيات لبنانية وسورية واستنكر التفجيرات التي استهدفت مواطنين عراقيين اثناء تأديتهم واجباتهم الدينية

وطنية - 1/8/2009 أصدر "حزب الله"، تعليقا على تمديد الرئيس الامريكي باراك اوباما العقوبات التي فرضها سلفه بوش بحق شخصيات سورية ولبنانية، البيان التالي: "يؤكد حزب الله ادانته للقرار الامريكي بتجديد العقوبات بحق بعض الشخصيات اللبنانية والسورية تحت حجج باطلة وواهية، ويرى فيه محاولة متكررة للتعمية على الاسباب الحقيقية للازمة اللبنانية، والتي تتلخص بالاحتلال والتهديد الاسرائيليين، واستمرار الرئيس اوباما باتباع نهج الادارات الامريكية الاستعلائي من خلال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية، ان حزب الله يرى ايضا في تجديد قرار العقوبات من قبل الرئيس الامريكي امعانا في السلوك العدواني واتباع منطق الغطرسة الامبراطوري الذي يقدم الالتزام بامن العدو الاسرائيلي وتغطية جرائمه كأولوية مطلقة في السياسة الخارجية، ويبدوا ان فشله في فرض المزيد من الخضوع والتنازل واسقاط الحقوق العربية والفلسطينية عبر ضغوط شتى دفعه الى هكذا قرارات، وان مقولة الانفتاح ليست سوى خدعة تمارسها الادارة الامريكية لتمرير مخطات خطرة في المنطقة، وان الرهان على هكذا قرارات هو رهان عقيم وخاسر ولن يجلب سوى تضييع الحقوق المشروعة والمقدسة. ويؤكد حزب الله ان اوان استفاقة العرب وقيامهم باتخاذ الخيارات الصحيحة قد حان منذ زمن، فالادارات الامريكية تقدم الدلائل الاضافية على عمق التصاقها بمصالح العدو الصهيوني".

تفجيرات

الى ذلك، وتعليقا على التفجيرات الارهابية التي اودت باكثر من 165 شهيدا وجريحا في العديد من المساجد والحسينيات في بغداد وضواحيها، أصدر "حزب الله" البيان التالي: "يدين حزب الله بشدة التفجيرات المجرمة التي استهدفت مواطنين عراقيين ابرياء اثناء تأديتهم واجباتهم الدينية في عدد من مساجد وحسينيات بغداد وضواحيها ما ادى الى سقوط العشرات بين شهيد وجريح، ويرى في هذا القتل الجماعي المتواصل في دور العبادة والاماكن الدينية وغيرها ارهابا اعمى يندى له جبين الانسانية، ووحشية مفجعة لا يمكن ان يقبلها عقل او يقرها شرع ودين. ان حزب الله اذ يستنكر هذه الجرائم المروعة، فانه يضعها في اطار السعي لاذكاء نار الفتنة والاقتتال في العراق، ما يسهم في خدمة اهداف الاحتلال الامريكي. ان حزب الله اذ يتقدم باحر التعازي من الشعب العراقي وذوي الشهداء المظلومين والتيار الصدري، يسأل الله العلي القدير للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل، ويدعو الى بذل اقصى الجهد لسوق المجرمين امام العدالة صونا للعراق واهله".

 

الوزير ارسلان اتصل بالنائب جنبلاط

وطنية - 1/8/2009 افادت مديرية الاعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني ان رئيس الحزب الوزير طلال ارسلان اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط شكره خلاله على مواقفه، وأكد الوزير ارسلان على "المضي في التعاون المشترك وتعزيز نهج المصالحة التي بدأنا بها معاً من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الاهلي".

 

الوزير باسيل اسقط حقوقه بعد اعتذار الصحافي الاسعد

وطنية - 1/8/2009 جاءنا من المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات جبران باسيل ما يلي: "اصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان رفول بستاني قراره الظني في الدعوى المقامة من وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل بحق الصحافي نصير الاسعد بجرم القدح والذم والتحقير، فدوّن اعتذار الصحافي الاسعد عما ورد في كلامه في حق الوزير باسيل، والذي على اساسه اسقط الوزير باسيل حقوقه الشخصية في الدعوى المقامة. وعلى اساس هذا الاسقاط قرر القاضي منع المحاكمة وحفظ الدعوى".

 

وهاب استغرب تجديد اوباما العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية وسيقدم دعوى لتحصيل حقوقه المادية الناجمة عن خسائر تكبدتها شركته الخاصة

وطنية - 1/8/2009 استغرب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب في بيان اليوم "ان يقوم الرئيس الاميركي اوباما بتجديد العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية وبينهم رئيس تيار التوحيد مكملا بذلك اخطاء سلفه جورج بوش في التعاطي مع قضايا لبنان والمنطقة بشكل استنسابي وغير عقلاني" . واعتبر "ان هذه العقوبات هي اجراءات سخيفة لا تؤدي الى شيء وهي لا تؤثر على مواقفنا التي ستستمر كما كانت الى جانب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان لان اساس المشكلة هو الاحتلال وليس المقاومة وعندما يزول الاحتلال تزول مبررات وجود هذه المقاومات" . وتمنى وهاب "على الادارة الجديدة الا تنصب نفسها استاذا يحاول تأديب الناس لان موقفنا من حكومة السنيورة له اسبابه اللبنانية البحتة وهو عائد للفساد والهدر الذي مارسه السنيورة خلال توليه السلطة ولا نعتقد بأن الادارة الاميركية تريد ان تغطي مثل هكذا مسؤول، فلو ارتكب اي مسؤول اميركي خطأ صغيرا من آلاف اخطاء السنيورة لكان خرج من الحياة السياسية" . واشار الى انه كان يتفاوض مع مكتب محاماة منذ اشهر لتقديم دعوى ضد الادارة السابقة لان هذا القرار انعكس سلبا على كل اعمال شركته الخاصة وكبده خسائر كبيرة، وسيقوم خلال الاسابيع المقبلة بتكليف مكتب محاماة داخل الولايات المتحدة الاميركية للمباشرة بهذه الدعوى وتحصيل الحقوق والتعويضات التي نجمت عن هذه الاساءة المعنوية والمادية له . ورأى انه "ليس للاميركيين الحق بأن يحددوا وسائل العمل السياسي في لبنان ولكن الجميع يعرف بأنني مؤمن بالوسائل الديمقراطية في العمل السياسي ولم استعمل يوما وسائل عنيفة لم اؤمن بها" . وتمنى على "وزير الخارجية الاستاذ فوزي صلوخ ان يتحرك دفاعا عن كرامة الدولة لا عن كرامتنا ويستدعي السفيرة الاميركية ويبلغها احتجاجه على هذا التدخل الوقح في الشؤون اللبنانية، فأنا أتخذ مواقف تتعلق بالسياسة اللبنانية وليس بالسياسة الاميركية لتتولى الادارة الاميركية مراقبة عملي" .

 

الهيمنة الإيرانية

 التاريخ: ١ اب ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل

دعوة وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي العرب إلى وضع متطوّعين في لبنان في حال شنّت إسرائيل هجوماً عليه يؤكّد أمرين: الأول استمرار المشروع الفارسي في الهيمنة على المنطقة عبر التدخل في شؤونها، والآخر الإستجابة لطبول الحرب التي تُقرع في الدولة العبرية.

اللافت في دعوة الديبلوماسي المفوّه انها جاءت لأن "الشعب اللبناني أخذ يتحدث في الآونة الأخيرة عن احتمال أن يشنّ الكيان الصهيوني عدواناً آخر على لبنان" بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا). لكن على حدّ علم اللبنانيين أن أياً منهم لم ينبسّ ببنت شفة عن الحرب، اللهم إلا إذا كان ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله مع بعض المغتربين يختصر لبنان وشعبه.

ربما يجب علينا التذكّر ان "حزب الله" منذ شهور وهو يعزف على هذا الوتر. ويذكر اللبنانيون جميعاً يوم حلّ رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد على طاولة الحوار متأبّطاً تفاصيل المناورة الإسرائيلية الأكبر "تحوّل ـ 3"، محذّراً من أن لبنان قد يتعرّض في غضون أسابيع قليلة لحرب مدمّرة تشنّها عليه إسرائيل.

قبل حرب تموز أجمع اللبنانيون على تحذير قادة الحزب من مغبّة إعطاء إسرائيل ذريعة للهجوم الشامل، لكن "حزب الله" وحده لم يصدّق ان إسرائيل قد تجرؤ على المغامرة.

لإيران حساباتها المعقّدة، بعضها استخباراتي ـ أمني، وبعضها الآخر سياسي داخلي، وبعضها له علاقة بالتطورات الإقليمية والدولية. والأرجح أن حساباتها لا تتطابق مع حسابات الآخرين. أي أن ما تعلنه الجمهورية الفارسية من احتمالات للحرب لا بدّ أنها تعلم أن ثمّة ما يسبقها. فالحرب لا تحدث لأن رجلاً قتل رجلاً، أو جندياً خطف راعياً، أو مجهولاً أطلق صاروخاً. الحرب تحدث لأن طرفاً من الطرفين أكمل استعداداته. والاستعدادات نادراً ما تكون بزيادة أعداد الصواريخ. والحال هذه ربما يجدر التفكّر مليّاً بالوقائع التي أحاطت بالسياق السياسي للقرار 1701 في الآونة الأخيرة.

لكن التفكّر ملياً في الوضع الراهن، على ما هو عليه تحديداً، لا بد وأن ينفي كلّ احتمال للحرب. إسرائيل اليوم أعجز من أي وقت مضى على شنّها. ذلك أن مخالفة الإدارة الأميركية والتمرد عليها ليس من الأمور التي تقوى إسرائيل عليها طويلاً.

وتاريخ إسرائيل حافل بأمثلة الخضوع للمشيئة الأميركية، من صفقة طائرات الايرباص التي طارت بمجرّد أن سأل جورج بوش الأب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن صحة ما سمعه عنها وتمّ استبدالها على الفور باتفاق على شراء طائرات من شركة "بوينغ" الأميركية، إلى ارتداء الإسرائيليين الأقنعة الواقية من الغاز وتجهيز ملاجئهم من دون تجهيز طائراتهم في حرب الخليج الأولى وصولاً إلى جلب اسحق شامير إلى مؤتمر مدريد مخفوراً، وانتهاءً بمستوطنات غزة التي فكّكت في عهد شارون.

ثم ان إسرائيل لا تستطيع أن تغامر مرة أخرى في اي مواجهة مع الرأي العام العالمي، والظهور بمظهر من يعطّل مساعي السلام الأميركية. هذه المرة لن تسلم من الأميركيين أنفسهم. وأخيراً وخلافاً لما يشاع، ليس ثمة ودّ متبادل بين منظمة إيباك الصهيونية الأميركية وحكومة نتنياهو، وثمّة أوان مستطرقة كثيرة بين هذه المنظمة وإدارة أوباما.

لهذا كله لا تبدو الحرب قريبة. لكن إيران لا تتمنّع عن العبث. وإذا صدقت "أحاديث" الشعب اللبناني، بحسب متكي، فربما يجب علينا اليوم أن نحسّن المقاومة قبل نشوب الحرب لا أثناءها. والأكثر مدعاة للتفكّر هو الصلف الإيراني في الاقتراح على الدول العربية "التي لم تتّخذ الخطوات اللازمة التي كان يجب أن تتّخذها خلال العدوان السابق على لبنان" من تسمية هذه الدول حتى نقارن نحن اللبنانيون بين ما قدمته هذه الدول وما قدّمته إيران.

مرة جديدة تعود الهيمنة الإيرانية لتطلّ من لبنان مجدداً، عبر قرع طبول الحرب بالتناغم مع تلك التي تدوّي في تل أبيب، لكن ضد المشروع النووي للجمهورية الفارسية. وعلى ما يعلم اللبنانيون أن الحرب توقفت ضد بلدهم جرّاء الجهود والمساعدات الديبلوماسية والسياسية والمالية والعينية العربية التي قُدّمت إلى لبنان.

دائماً تحاول إيران أن تمون على وطنيّتنا وإسلامنا وعروبتنا ودمائنا، وتنسى أن من له الحق بطلب المتطوّعين أو المساعدة هم اللبنانيون وحدهم ومن دون وصاية أو "ولاية" من أحد. وفي الأحوال كلها لم ينسَ اللبنانيون بعد "الأيادي البيضاء" لمتطوّعيها في لبنان وشعاراتهم.

 

المتن: تراجع شعبية "التيار" لدى الموارنة والأرثوذكس و"رافعة" الصوت الأرمني حققت له الفوز

نقلا عن "السفير": اكتسبت الانتخابات النيابية في دائرة قضاء المتن أهمية كبيرة لاعتبارات عديدة من أبرزها:

1ـ حجم الدائرة النيابي الكبير: إذ تضم 8 مقاعد نيابية، 4 موارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس.

2 ـ تنوع انتماءات الناخبين طائفياً اذ يتوزعون إلى: موارنة (44,5% من الناخبين)، أرمن أرثوذكس (15,5%)، روم أرثوذكس (14,3%) وروم كاثوليك (9,5%)، أرمن كاثوليك (4,2%)، شيعة (2,5%)، سنة (1,6%) ومختلف مسيحي (7,9%).

3 ـ تعدد وتنوع الانتماءات السياسية والحزبية للناخبين (حزب الكتائب، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الطشناق، النائب ميشال المر، الوزير نسيب لحود).

4 ـ شهدت الدائرة مواجهة سياسية حادة لا سيما بين النائب ميشال المر والعماد ميشال عون بحيث سعى الأول الذي كان حليف الثاني في انتخابات العام 2005 وفي الانتخابات الفرعية عام 2007 إلى الفوز بأكثرية المقاعد وراهن على الفوز بسبعة منها (على اعتبار أن المقعد الثامن قد فاز به بالتزكية النائب عن الأرمن الأرثوذكس اغوب بقرادونيان) وفي أسوأ الاحتمالات الحصول على خمسة من المقاعد السبعة لكن النتيجة لم تكن كما توقع بل فاز كل من سامي الجميل وميشال المر فقط وفاز 5 من لائحة العماد عون. وقد تلا الانتخابات تقديم عدد من الطعون النيابية أمام المجلس الدستوري من المرشحين الخاسرين من كلا اللائحتين بوجه المرشحين الفائزين.

5 ـ بالرغم من التعديلات التي خضع لها قانون الانتخابات النيابية منذ العام 1960 وحتى الانتخابات الحالية في العام 2009، لا سيما في الانتخابات التي جرت بعد انتهاء الحرب وإقرار اتفاقية الطائف، فان قضاء المتن، كما قضاء الشوف، ظل دائرة واحد وذلك لاعتبارات تتعلق بدور وموقع الوزير والنائب ميشال المر في هذه الدائرة.

6 ـ دارت المنافسة الحادة بين لائحتين وهما لائحة تحالف التيار الوطني الحر ـ حزب الطشناق ـ الحزب السوري القومي الاجتماعي وضمت المرشحين اغوب بقرادونيان (فاز بالتزكية)، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، سليم سلهب، غسان الاشقر، ادغار معلوف، غسان مخيبر وغسان الرحباني.

ولائحة الانقاد المتنية التي لم تضم أي مرشح ارمني ارثوذكسي واقتصر عدد اعضائها على 7 مرشحين هم سامي الجميل، سركيس سركيس، اميل كنعان، ادي ابي اللمع، ميشال المر، الياس مخيبر، الياس كرامة.

ومن أبرز نتائج الانتخابات:

1 ـ ارتفعت نسبة الاقتراع إلى 56,7% مقارنة بنسبة 51,2% في انتخابات العام 2005 وهذا الارتفاع كان نتيجة طبيعية لحدة المنافسة.

2 ـ نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 49,4% من المقترعين ونالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 47,4% أي بفارق نسبة 2% ومتوسط عدد أصوات يصل إلى 1,930 صوتاً فقط، وهذه النتيجة تخالف جذرياً النتيجة التي حصلت عليها لائحة العماد ميشال عون في انتخابات العام 2005 حين حازت اللائحة، وكان من ضمنها ميشال المر، على نسبة 64% من أصوات المقترعين بينما حصلت اللائحة المنافسة على نسبة 29,4% من أصوات المقترعين وكان متوسط الفارق في عدد الأصوات بين اللائحتين نحو 29 ألف صوت أي أن شعبية التيار الوطني تراجعت بنسبة 14,6%.

3 ـ لدى الناخبين الموارنة نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 42,7% من المقترعين الموارنة، بينما نالت اللائحة المنافسة نسبة 54,3% ما يعني أن لائحة قوى 14 أذار نالت تأييداً أعلى من التأييد الذي حصلت عليه لائحة قوى المعارضة وكان لافتاً التقدم الكبير الذي حققه المرشح الفائز سامي الجميل لدى المقترعين الموارنة إذ حصل على نسبة وصلت إلى 57,5% من المقترعين الموارنة.

4 ـ لدى الناخبين الأرمن الأرثوذكس نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 77% من المقترعين مقابل نسبة 15,6%للائحة المنافسة من دون ميشال المر الذي حصل على نسبة 33,5% أي نحو 3,200 صوتاً أرمنياً أرثوذكسياً.

واستناداً إلى أن الفارق بين اللائحتين ضئيل جداً ولا يرنو عن 1,930 صوتاً وحيث نتبين أن لائحة التيار الوطني الحر قد نالت نحو 7,400 صوتاً لدى الأرمن الأرثوذكس يمكن القول ان فوز هذه اللائحة كان من دون أدنى شك بفضل أصوات الناخبين الأرمن الأرثوذكس.

5 ـ لدى الناخبين الروم الأرثوذكس نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 46,7% من المقترعين بينما نالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 50,6% من المقترعين.

6 ـ لدى الناخبين الروم الكاثوليك نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 50% من المقترعين بينما نالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 46% من المقترعين.

 

أشرف.. وأخواته.. ومتكي

محمد سلام

لبنان الآن ، الجمعة 31 تموز 2009

أشرف سياسيا، هو بمثابة فعل ماض ناقص. كما "كان" في اللغة العربية.

ولكن أخوات أشرف، لسن مثله. مازالت أخواته في الناعمة وقوسايا، وسلسلة جبال لبنان الشرقية أفعالا حاضرة... تنتظر. المداخلة ليست في الصرف والنحو، فمضمون الكلام يتناول معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، والذي فرضت السلطة العراقية سيادة دولتها عليه بعدما عاش "استقلالا ذاتيا" قرابة 20 عاما في العراق. مما لا شك فيه أن تجريد أشرف من سلاحه و"سيادته" الذاتية هو أحد أبرز القرارات السيادية التي اتخذتها السلطة العراقية في حقبة ما بعد حكم البعث البائد، وتحديدا في حقبة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، ما يوحي بأنه اعتمد نموذجا لتأكيد سيادة السلطات الوطنية على أراضيها... في المنطقة.

قد يدعي أتباع إيران الفرح بالإجراء العراقي، ويروجون لفرضية أنه اتخذ تأكيدا للنفوذ الإيراني في العراق، ما يتناقض جذريا مع حقيقة المهمة ذات الأبعاد الوطنية-السيادية، ويوجه رسالة إلى "الجارة" إيران مضمونها رغبة الدولة العراقية بعلاقة ندية مع الدولة الإيرانية قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الدولتين، ومنع استخدام الأراضي السيادية لأي دولة في نشاط معاد للدولة الثانية.

أخوات أشرف الإيراني في لبنان، المنتشرات على سلسلة الجبال الشرقية من قوسايا إلى دير الغزال وصولا إلى أنفاق الناعمة جنوبي بيروت –والتي ما زالت أفعالا حاضرة قائمة- تنتظر ممارسة سيادية لبنانية مشابهة للممارسة السيادية العراقية. هذا ما يؤشر إليه النموذج الإقليمي الجديد الذي يؤسس لدعم السلطات الوطنية على أنقاض النوافذ الإقليمية.

القرار السيادي الجديد الذي على الحكومة العتيدة اتخاذه، وهو الثالث بعد قرارين سياديين تاريخيين اتخذهما الرئيس فؤاد السنيورة بإنهاء بؤرة الإرهابي "كافر العبسي" في نهر البارد وإرسال الجيش إلى جنوبي الليطاني، هو إنهاء أخوات أشرف على الأراضي اللبنانية.

بعد إنهاء معسكر أشرف على الأراضي العراقية، لم تعد الحكومة اللبنانية بحاجة إلى التفاوض مع أي طرف على إنهاء أخوات أشرف في لبنان. فأخوات أشرف لسن أكثر عراقة من شقيقهن في "المقاومة" بل لسن حتى بمستوى عراقته. ومع ذلك أقفل أشرف تحت سقف الحفاظ على سكانه وعدم تسليمهم إلى النظام الإيراني.

موضوع سكان شقيقات أشرف أقل تعقيدا. يستطيعون العودة إلى الجهة التي أتوا منها... إلا إذا كانت الجهة التي أرسلتهم، أو جاءوا منها، أي الشقيقة سوريا، لم تعد راغبة في استيعابهم... لأسباب أكثر جدية من شعار رفض التوطين. عندها سيدرك المروجون لفرضية أن أشرف أقفل بفعل النفوذ الإيراني كم كان فرح إيران عظيما بمقايضة عدم اعتدائها على السيادة العراقية لضرب أشرف بعدم اعتداء الآخرين على سيادتها لضرب ما تعتقد أنه "أشرف"، أي أكثر شرفا أو أهمية.

عندها، سيدرك من كان قد عرض وساطته مع سوريا لحل مسألة أخوات أشرف كم أنه... بحاجة إلى ضمانة سيادية لبنانية ليقايض بقاءه... غير المختلف عليه بضمانة عدم تسليمه لمن يرغب في معاقبته. ربما على الرعاة المحليين لأخوات أشرف البدء، وسريعا، بالبحث عن مهنة جديدة غير القوادة السياسية، يمكن أن تدر على البلد عائدا حلالا بالمعنى الفقهي للمفردة، ما يحصنهم بسيادة لبنانية حقيقية ترعى... توبتهم. أشرف بدأ قبل عشرين عاما لاجئا في العراق وانتهى... لاجئا. أخوات أشرف بدأن في العام 1983 حيث انتهت إسرائيل، باحتلال مربعات آمنة في لبنان، وسينتهين إلى... تسول حق اللجوء في... 

ما يعكس الوضع الحرج لأخوات أشرف، والصدمة غير الإيجابية التي سببها لطهران إقفاله بالقوة العراقية، هو الدعوة الوقحة الصادرة عن وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي إلى إرسال متطوعين عربا إلى لبنان في حال شنت إسرائيل هجوما عليه. لماذا قد يرتكب متكي، الدبلوماسي المحترف، مثل هذا الخطأ الفظيع فيدعو شعوبا لا يمثلها وليست خاضعة له، هي الشعوب العربية، إلى إرسال متطوعين إلى دولة عربية مستقلة ليست محافظة إيرانية هي دولة لبنان؟ لأن متكي يدرك أن إيرانه فقدت القدرة على الفعل في العراق بفقدانها الخصم أشرف. ولأن متكي يدرك أن أخوات أشرف على الأرض اللبنانية قد تيتمن. ولأن متكي يدرك أن رعاة أخوات أشرف المحليين بحاجة إلى دعم من مسمى عربي، وإن من دون تحديد جنسية هذا المسمى، بعدما تيقنوا أن أخوات أشرف تحولوا إلى دواء انتهت صلاحيته وقد يرغب صاحبه بإلقائه في مهملات التاريخ.

السؤال المتبقي: هل تشعر وزارة الخارجية أن متكي انتهك السيادة اللبنانية، وتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وانتحل صفة ليست له؟

هل سيستدعى السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية في بيروت لتسليمه رسالة احتجاج، ولو كانت بنفس المستوى الرث الذي تميزت به رسالة خارجيتنا إلى الأمم المتحدة حيال مخزن خربة سلم؟الجواب سيحدد ما إذا كانت وزارة الخارجية اللبنانية قد فهمت قصة أشرف ... وأخواته. أما رد جامعة الدول العربية على تطاول متكي فمتروك لسعادة الأمين العام عمرو موسى... ورأي دولة قطر... ربما.

 

قال لي أمين الجميل..

ملحم الرياشي

لبنان الآن ، السبت 1 آب 2009

لوين يا استاذ؟ تقدم مواطنان من أبناء بكفيا وسألاني، سارعت بالقول الى منزل الرئيس الجميل، فارتاحت فرائصهما، وابتسما، بعدما كان الحذر بادٍ على وجهيهما، سألت ما القصة؟ وليش معصبين؟

- يمكن مفكرنا حرس يا أستاذ، قال احدهما وتابع، نحن من أبناء بكفيا، لكن العيون هنا تشخص كلها إلى هذا البيت (في إشارة إلى منزل الرئيس امين الجميل) وتحاول أن تحمي سكانه.

في الواقع تحاول بكفيا ان تتحول الى عيون، بعدما حوّلتها الدماء الزكية الساخنة الى قلوب وسواعد. تدخل دارة آل الجميل في بكفيا، فتغمرك هذي القلوب وهذي السواعد، وتدخلك الجدران الحجرية الى مئات من سنين التاريخ، تستحضر البطولات والعنفوان عبر منافذ تكاد تكون قد صنعت معارك، وأقامت "مدامك" وعلّت عمارات حضارية من الادب والفكر والفلسفة والسياسية... دارة الرئيس الجميل تحتفي بالهواء الآتي من سنديانات بكفيا، وفي دورة رأس واحدة، صور أجداد ومشاهد التاريخ الضارب في تاريخ آل الجميل وحزب الكتائب، وفي جزء بطولي وفرحٍ وحزين، من تاريخ المسيحيين ولبنان؛

"الوضع المسيحي اليوم مزرٍ جداً"، قال لي الرئيس الجميل بعد تأهيلٍ وقهوة، "عهدنا الذهبي كان في زمن الجبهة اللبنانية، التي ضمت السواد الأعظم من المسيحيين ومن قياداتهم، ولكن على أثر المعارك العبثية، وبالاخص التحرير وما تبعها من معارك داخلية وصولاً الى الطائف، تولّد التشرذم والضياع عطفاً على فرض رئيسين للجمهورية على لبنان، لم يكن الهمّ المسيحي لديهما من الاولويات، زد على ذلك، القمع والتهجير والنفي والقتل والسجن لمجموعة من القيادات المسيحية، وزد أيضاً الهيمنة السورية، فالسورية-الايرانية على المؤسسات ومرسوم التجنيس وسوى ذلك... كل هذه العوامل ساهمت بزعزعة حضور المسيحيين ودورهم وتأثيرهم".

ولكن ماذا تفعلون اليوم لاستعادة هذا الدور ولو في الحد الادنى على الاقل؟ هل يعقل ان تتركوا الوضع متراجعاً وانتم اليوم منتصرون؟

أحكم الرئيس الجميل قبضته على فنجان من القهوة البيضاء وقال لي بعد شفة، نعمل اليوم على استنهاض الهمم وإعادة المسيحيين الى المؤسسات الوطنية، وحزب الكتائب يتواصل مع القيادات كافة، ويحاول الوصل بين بعضها البعض، كمقدمة لطرح مشروع مشترك يعالج رواسب الماضي القريب ويؤسس لمرحلة جديدة تحت عنوان "لا وحدة وطنية من دون دور مسيحي فاعل".

لا يمكن ان تجلس في الردهة الكبيرة الا وتلفتك بحور الاحزان والتحدي خلف عيون شهيد يبتسم، بيار الجميل الشاب الذي غادر واقفاً... ومبتسماً، وكأن ما يجمع بين قيادات المسيحيين وما يفرق، هو هو تلك الجراح العميقة خلف ابتساماتٍ عابرة، برائحة البحر وملح السفر!

"تحالفاتنا تبنى وفقاً للثوابت الوطنية التي نلتقي عليها مع الآخرين"، قال لي امين الجميل،  "هذا ما حصل مع وليد جنبلاط ورفيق الحريري منذ بداية الالفين وتكرّس في ثورة الارز التي نحن فيها منذ 1943.

أما مع الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة فالامور مختلفة، فقد وضعنا آلية مشتركة للتواصل، وخطوط الاتصال هذه، قد تساعد على بلورة حلول وان كانت متواضعة، لكن من  الممكن ان تصبح طموحة وناجحة".

- هل ثمة عقبات تحول دون هذه المصالحات؟

- نعم ثمة عقبات أمام بعض المصالحات، لكنها ليست مستحيلة التجاوز، من الخلاف حول المواقف الوطنية، الى خلافات سياسية ومحلية ذات طابع انتخابي وتحديد احجام حزبية، الى رواسب الماضي، وهذه النقطة تتعلق بالناس الذين اصابتهم المآسي أكثر منها بالقيادات، إضافة الى الامزجة الشخصية والتي تلعب دوراً كذلك، وزد ان العلاقات الخارجية لكل طرف قد يكون لها التأثير، وتلعب دوراً هي الاخرى حول الثوابت الوطنية.

وبعد استفاضتي في محاولة الخروج باجابات جامعة حول آخر التطورات في ملف المصالحات، قال لي الرئيس الجميل، "إني اعتبر أن كلام الدكتور جعجع عن أحداث أهدن غير دقيق وفيه بعض المغالطات ولن ادخل في التفاصيل. وقد عاهدت نفسي ألا استرسل فيه"؛ مردفاً في عجالة "انا ضد مقاربة mea culpa مسيحية وانا ضد الاستمرار في جلد انفسنا، نحن نحتاج الى مراجعة وطنية على طريقة افريقيا الجنوبية"، وعندما سألته، كيف ذلك؟ جزم قائلاً: "أني أطالب بمؤتمر وطني للحقيقة والمصالحة بعد الخروج الكامل للجيش السوري من لبنان والذي لم يكتمل، والذي لا يتم نهائياً ما دامت هناك منظمات مسلحة متعاونة معه وهي جزء من منظومة سوريا الامنية، إضافة الى التواصل بين سلاح "حزب الله" والنظام في سوريا.

سلاح "حزب الله" محمي داخلياً وخارجياً وهو خارج المؤسسات، ومن الصعب بالتالي تحقيق مؤتمر وطني مبني على وقفة وطنية مجردة قبل معالجة البعد الخارجي للازمة الداخلية".

اعتبرت أني اكتفيت وكان اللقاء قد تجاوز الوقت المحدد له، فوقت وهممت بالخروج مودعاً... رافقني الرئيس الجميل؛ ونحن نسير بين جدران تحمل ما تحمل من تنهدات العراقة والشهادة، عاجلته بدوري، متى تزور سوريا؟ 

"أزور سوريا اذا كان من داعٍ لتفعيل الحوار الرسمي بعد تشكيل الحكومة ويمكن للزيارة أن تحقق ايجابيات"، وتابع وكأنه علم بالسؤال الذي يلي، "المأخذ على ميشال عون ان زيارته لسوريا قد أخذت منحى التحدي".

وعند الباب وقفة أخيرة، هل كنتم لتقبلون بحكومة على هذا الشكل لو كان السلاح في يد الشرعية وحدها؟

- لو لم يكن هناك سلاح خارج الشرعية لما كانت الحكومة تتشكل على هذا المنوال بكل تأكيد، إنما كانت نتائج الانتخابات حققت أهدافها السياسية، لكن سلاح "حزب الله" هو سلاح سياسي وسلاح انتخابي أيضاً.

- ما رأيك بالكلام الذي سربته الزميلة "الاخبار" عن لسان السيد نصرالله؟

- "حزب الله" يعتبر نفسه مكلّفاً برسالة إلهية، وبالتالي سلطته تفوق أي سلطة أخرى وقراراته يتخذها من منطلق مفهومه الآحادي للصالح العام، وهو بالاضافة الى كل ذلك، وهذا الاخطر، يتمتع بقدرات مالية وعسكرية تساعده لتحقيق برامجه بمعزل عن السلطات الدستورية.

- لماذا إذاً لم تفعلوا كما فعل عون وتوقعوا تفاهماً معه، علماً أن أصحاب التفاهم اعتبروه قابلاً للتعميم؟

- التفاهم أعطى الحزب غطاءً مسيحياً ولم يفد عون بشيء والادعاء انه حمى المسيحيين من خطر الحزب غير مقبول، فالاعتداء علينا ليس مطروحاً من قبل "حزب الله" أصلاً. ثمّ أضاف الرئيس الجميل وهو يعالج ربطة عنقٍ سوداء يرتديها على كل الوان ملابسه، "نحن لا نفهم هكذا تفاهم الا على الصعيد الوطني، ودعماً للسيادة الوطنية التي من مستلزماتها البديهية اختزال قرارات السلم والحرب في الدولة وحق وواجب التفاوض الدولي لتحقيق المصلحة الوطنية، إن قرار السلم والحرب كما التفاوض مترابطان، والدليل أن "حزب الله" فاوض اسرائيل في شأن الاسرى بمعزل عن الدولة ومؤسساتها لا بل على حسابها.

يداً وسلاماً للوداع، وعلى درج دارته نزولاً، وهو يومىء لبعض معاونيه بالصعود، قلت له، هل تخشى اندلاع حرب في المنظقة؟

قال لي أمين الجميل، "إن الحلول التاريخية للاسف غالباً ما تأتي على اثر الحروب، ولكن عسى ان يتمكن الرئيس أوباما من بلوغ السلام، من دون العبور اليه بالحرب انما بالحوار.

الساحة الشرق اوسطية منفتحة على كل الاحتمالات، فالاصوليات متفشية، والصراع العربي الاسرائيلي يطلّ على القرن الحالي ببعد آخر مع "حماس" و"حزب الله"، وانسحاب الجيش الاميركي من العراق في وقت لا تبدو الامور ناضجة لذلك، والمفاعل النووي الايراني يشكّل تحدياً للاستقرار الدولي، وكذلك الجولان قنبلة موقوتة، ومزارع شبع كذلك... كلها أمثلة على بؤر توتر قد تشتعل وتشعل في أي لحظة، وضعًا دقيقًا وغير مستقر".

 

وطن الحرية...نعرف من انت 

 ١ اب ٢٠٠٩

كتب سلمان العنداري

تتساءل اللوحات الاعلانية لمناسبة عيد الجيش هذه السنة، والمنتشرة على الطرقات: "وطن الحرية... أتسأل من انا؟"، حيث يقف عنصراً من عناصر الجيش، يبدو متأهباً ومستعداً، وفي خلفية الصورة خريطة لبنانية كتب عليها "الأول من آب".

السؤال التي طرحته اللوحة الاعلانية استفزني، وجعلني اردّ على السؤال، "وطن الحرية...نعرف من انت". هذا الجواب ليس من صعيد المجاملة او المزايدة او المبالغة، بالفعل، فالجيش ومنذ ولادته في الأول من آب العام 1945، لم يتوان لحظة عن القيام بواجبه الدفاعي من اجل سلامة الاراضي اللبنانية والشعب اللبناني وحريته وكرامته وعزّته، فمنذ العام 1948 وقف بوجه العدو الاسرائيلي على الرغم من عدم تكافؤ القوى، الا انه كان بالمرصاد لأي محاولة اسرائيلية خبيثة سعت للنيل من لبنان واستقراراه واهله. وفي العام 2000 كان للجيش اللبناني الدور الكبير في تحرير الجنوب والبقاع الغربي اضافةً الى جهود المقاومة ودعم الشعب اللبناني لتحربر الارض من العدو، فقدمت التضحيات تلو التضحيات، والجيش لم يكن يسأل يوماً عن ثمن الدماء التي كانت تزهق في سبيل لبنان، لأن الاساس يبقى حماية هذا الوطن مهما كلّف الامر.

الدور الوسطي الواعي

كان للجيش خلال السنوات الماضية، الدور الأساس في ضبط الأمن وتثبيت الاستقرار، رغم الانقسامات السياسية الحادة التي شهدتها البلاد، وما رافقها من مظاهرات واعتصامات وأحداث أمنية خطيرة من اغتيالات الى انفجارات واشتباكات داخلية، حيث شكّل تدخل الجيش الحازم والسريع لمحاصرة الأحداث ومنع تفاقمها، الفسحة تلو الأخرى، لعودة الجميع إلى طريق التلاقي والحوار.

في العام 2005 وعلى اثر استشهاد الرئيس الحريري، انتفض الشعب اللبناني بوجه السلطة القائمة والنظام السوري اللبناني المشترك الذي كان يمسك بالقرار الداخلي ويخنق بالتالي حرية وسيادة واستقلال هذا البلد، هذه السلطة آنذاك هددت الناس بضرورة عدم اللجوء الى التظاهر زاعمةً بأن الجيش سيقمع بالقوة هذه التحركات التي كانت تحصل في وسط بيروت على مقربة من ضريح الحريري وبجانب تمثال الشهداء، الا ان الجيش لم يمتثل لسلطة فاقدة للشرعية الشعبية، فقرر ان يحمي الشعب وان لا يشتبك مع ارادته السلمية في التعبير، وبالتالي سمح للناس بالدخول الى الساحة ولم يتعرّض لهم بالقوة. اضافةً الى ذلك، لعب الجيش دوراً وسطياً محايداً بين معسكر 8 و14 آذار، ولولا هذه السياسة لكنّا وقعنا بفخ المذهبية الدامية ولم نخرج منها الى يومنا هذا.

تصدّي ومقاومة

في العام 2006، كانت الكارثة، وقعت حرب تموز المدمرة غلى البلاد، وكان للجيش ان يقف بكل قدراته المتواضعة بوجه البطش الاسرائيلي والى جانب المقاومة وكل اللبنانيين صفّاً واحداً في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية التي شنت حرباً وحشية ضد لبنان، في عملية تدمير منهجي لبناه التحتية ومنشآته، واستهداف واضح للمواطنين الأبرياء في كلّ بقعة من الوطن.

وخلال هذه الحرب، كان الجيش في ساحة المواجهة، يعكس صورة الوطن المقاوم، إذ قامت وحداته في أماكن انتشارها، بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدي للطائرات المعادية، وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل، مقدماً نحو 50 شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى، امتزجت دماؤهم مع دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاومين الأبطال، في ساحات الصمود والكرامة..

بعد نهاية حرب تموز بفعل القرار الدولي 1701 الذي انهى القتال الدامي بين المتواجهين، سهّل الجيش اللبناني عودة النازحين الى قراهم ومناطقهم، فانتشرت قواته في الجنوب لأول مرة منذ عشرات السنوات، ليفرض الامن والنظام والسلطة على كامل الاراضي اللبنانية وليؤازر القوات الدولية في مهامها في تلك المنطقة.

الجيش ينتصر على الارهاب

في ما يختص بالارهاب، لن ينسى احداً في لبنان كيف انقضّ الجيش على الخلايا الارهابية التي كانت تسعى لقلب الموازين واحداث حالة من عدم الاستقرار من خلال خلق بلبلة طائفية ومذهبية وتنفيذ عمليات اغتيال بحق بعض القيادات لإحداث الفتن بين مكونات الشعب اللبناني، وفي هذا الاطار، واجه الجيش بكلّ قوة وحزم الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عدة مراحل، كان أبرزها، مواجهة تنظيم فتح الإسلام في العام 2007 في نهر البارد، حيث تمكن الجيش مدعوماً بالتفاف شعبي عارم، من تحقيق انتصار كامل على هذا التنظيم، بعد أن قدم 171 شهيداً ومئات الجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن.

لن ينسى احد كيف انتصرت ارادة الدولة في حرب نهر البادر، حيث كان الجيش مصدراً للفخر والعزة والكرامة ورمزاً لسلطة دولة كانت تتأرجح بين الدولة والدويلة، بين منطق المزرعة ومنطق الحكم الصالح، بين اعتصامات وسط العاصمة وتضحيات الجيش التي لا تقدر بثمن.

الجيش يكافح التجسس

تعتبر عمليات التجسس، من أهم الوسائل التي يستخدمها العدو الإسرائيلي ضد لبنان في أوقات السلم والحرب، للحصول على معلومات مختلفة، يستفيد منها أثناء أعماله العسكرية، أو لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات إرهابية، بهدف النيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، لكن الجيش كان دائماً بالمرصاد لهذا الخطر، بحيث استطاع في الأعوام المنصرمة من تفكيك العديد من الشبكات العميلة، أبرزها شبكة محمود رافع الذي اعترف بضلوعه في جرائم عديدة، من بينها جريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006. غير أن الإنجاز الأكبر على هذا الصعيد، تحقق خلال العامين 2008 و2009، إثر تمكن مديرية المخابرات بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية، من كشف عشرات الشبكات المتعاملة مع الموساد الإسرائيلي وتوقيف معظم أفرادها، وقد ضبط بحوزة هؤلاء، أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة للغاية، فيما اعترفوا بإقدامهم على جمع معلومات عن مراكز عسكرية وحزبية، ورصد تحركات مسؤولين سياسيين وعسكريين، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية لصالح العدو. وإزاء ضخامة هذه الشبكات واستدراج عدد ضئيل من العسكريين إليها، يؤكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، التصميم على اقتلاع أشواك العمالة من جسم الوطن حتى النهاية، وأن لا مظلة فوق رأس أحد مهما علا شأنه.

امن الانتخابات وارادة الجيش

ليست المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات النيابية في لبنان، ويضطلع الجيش بمهمة توفير الأمن لها على أكمل وجه، بيد أن التحدي الكبير الذي واجهه الجيش خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير، هو إجراء هذا الاستحقاق في مختلف المناطق اللبنانية وفي يوم واحد، إضافة إلى ما رافقه من شحن إعلامي غير مسبوق، واصطفافات سياسية حادة.

لكن قيادة الجيش احتاطت جيداً لحجم المهمة، وما يمكن أن تواجهه من صعوبات، فقامت بحشد أقصى الطاقات والجهود، ووضع خطة مفصلة ودقيقة، شاركت بتنفيذها معظم وحدات الجيش بما فيها الوحدات الإدارية واللوجستية، فيما تم إجراء عدة تمارين تجريبية قبيل الانتخابات للتأكد من حسن التنفيذ.

والى جانب التحضير العملاني والتقني للمهمة، شددت القيادة على التزام العسكريين عدم التعاطي من قريب أو بعيد، بمجريات العمليات الانتخابية الخارجة عن نطاق مهمتهم، والحفاظ على أمن المواطنين وحريتهم من دون استثناء، ووجوب التدخل الفوري لحسم الاشكالات ومنع تفاقمها.

وهكذا نجح الجيش في أداء واجبه، مذللاً بإرادته وعزمه كلّ ما اعترضه من عقبات، فكان مرة أخرى موضع ثناء وتقدير اللبنانيين جميعاً، والمراقبين المحليين والدوليين على السواء. وتتويجاً لهذا النجاح، بادر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إلى تقليد قائد الجيش العماد جان قهوجي وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وذلك تقديراً لجهود المؤسسة العسكرية بشخص قائدها.

مع الناس ايضاً...

اضافةً الى كل ما سبق ذكره اعلاه، فقد ارتبط الجيش اللبناني منذ نشأته ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، ليس من خلال المهمات الدفاعية والأمنية المنوطة به وما يترتب على ذلك من علاقات مع المواطنين فحسب، إنما أيضاً من خلال اهتمامه بالمجالات الاجتماعية والخدمات التي يؤديها حيث تدعو الحاجة، إدراكاً منه بأن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد، هما توأمان لا ينفصلان.

ومن المهمات الإنمائية التي نفذها الجيش ولا يزال: المشاركة في تأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية، القيام بحملات تنظيف للشواطئ وبأعمال تشجير وإخماد حرائق، شق طرقات في الأماكن النائية، رفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، تقديم المساعدات اللازمة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والاجتماعية، القيام بعمليات إخلاء وإنقاذ، وتشكيل لجان لتخمين الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة...

من ناحية ثانية، أولى الجيش اهتماماً خاصاً بمشكلة الألغام المتصلة بالأمن والإنماء معاً، نظراً لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية واستثمارهم لأرزاقهم. وقد بدأت هذه المشكلة مع انتهاء الأحداث في العام 1990، وتفاقمت على أثر اندحار العدو الإسرائيلي في أيار من العام 2000، إذ استفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر، تمثل بوجود نحو 550،000 لغم خلفها هذا العدو وراءه في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، ثم بلغت المشكلة ذروتها مع عدوان تموز، حيث أسقط العدو الإسرائيلي أكثر من مليون قنبلة عنقودية فوق أرض الجنوب.

نعرف من انت، واكثر

اذن، ايها الجيش نعرف من انت، وعليك ان تتأكد اننا نثمّن ونقدّر ونجلّ كل التضحيات التي قدمتها وتقدمها لنا كلبنانيين. نعرف من انت، فأنت وطن الحرية بحد ذاته، لأنك كنت وستبقى الاساس لسيادة وحرية هذا البلد. ومن هنا، لابد على كل القوى السياسية، موالية كانت ام معارضة ان تدرك ان الجيش مؤسسة وطنية جامعة، تنأى بنفسها عن الطائفية والفئوية والتجاذبات السياسية، وتسهر على تأمين المصلحة الوطنية العليا، وان هذه المؤسسة لا تدخل في الصراعات السياسية والمذهبية والدهاليز الفئوية الضيقة، كما انها تلتزم التجرد المطلق في معاملة المواطنين وتطبق مبادئ العدالة والمساواة، حفاظاً على الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان. ولهذا كله واكثر، على كل القوى السياسية ان تساعد الجيش وتبعده عن اي صراعات مذهبية وحزبية يمكن ان تعرقل دوره، او تشلّ ادائه بطريقة او بأخرى.

ويبقى ان نتوجّه الى الجيش في عيده بتحية كبيرة، وباحترام اكبر، فشكراً لك يا وطن الحرية، شكراً للجيش اللبناني.

 

 لقاء "مصالحة" بين صفير وفرنجية خلال أيام وعون يضع شروطاً تعجيزية للقاء جنبلاط

  إيجابية تشكيل الحكومة تنعكس على مسار المصالحات

المصدر : السياسة الكويتية  ١ اب ٢٠٠٩

يبدو أن الايجابية التي ظهرت في اليومين الماضيين بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عكست نفسها على مجمل الحركة السياسية في البلد, فعاد الحديث بقوة عن تزخيم المصالحات الداخلية على أكثر من خط, وبين أكثر من جهة وطرف.

وأبرز ما ظهر أمس احتمال زيارة رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية إلى البطريرك الماروني الموجود حالياً في مقره الصيفي بالديمان (شمال لبنان) لطي صفحة من الخلاف العميق وصل في المرحلة السابقة حد التجريح السياسي والشخصي بالبطريرك نصر الله صفير من قبل فرنجية. وعلمت "السياسة" من مصادر "تيار المردة" أن فرنجية سيزور صفير في وقت قريب, من دون الإفصاح عن الموعد, مشيرة إلى أن فرنجية رحب بقوة بقول صفير قبل يومين "إن أبواب البطريركية المارونية مفتوحة أمام جميع الموارنة والنائب سليمان فرنجية من صميم أبناء الطائفة". واعتبره بمثابة دعوة للزيارة وهو سيلبيها في وقت وشيك, قد لا يتعدى يوم الأحد المقبل, كما يدرس إمكانية أن تكون الزيارة للمشاركة في قداس الأحد كتعبير عن اعترافه بمرجعية البطريركية دينياً, مع الاحتفاظ برأيه السياسي المغاير لموقفها.

ولفتت المصادر إلى أن فرنجية كان سباقاً في إطلاق قطار المصالحة المسيحية-المسيحية, من خلال اللقاء مع الرئيس أمين الجميل و"حزب الكتائب" بعد قطيعة طويلة, مشيرة إلى أنه من باب أولى أن تكون العلاقة مع رأس الكنيسة المارونية طبيعية, ولكنها رفضت الخوض في استكمال هذه المصالحات لتشمل "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع.

من جهته, أكد مصدر كنسي ماروني إمكان حصول لقاء صفير فرنجية قريبا, وأوضح أن البطريركية المارونية تدرك تمام الإدراك أن هكذا خطوة تعطي زخماً كبيراً للمصالحات المسيحية والتي تعمل عليها الرابطة المارونية برئاسة جوزيف طربيه بتشجيع ودعم كاملين من البطريرك صفير.

وأوضح أن صفير تصرف دائماً كراع يعمل على جمع رعيته تحت سقف الكنيسة, وما جعله الآن يجدد دعوته إلى كل الموارنة للتصالح واللقاء, هو نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي بينت عمق التشرذم المسيحي, الأمر الذي سيؤدي إذا استمر إلى إضعاف الجميع من دون استثناء, ويهدد موقع ودور المسيحيين في لبنان.

وفي سياق المصالحات, عادت المساعي إلى عقد لقاء بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون, وتضاربت المعلومات في هذا الشأن بين متفائل بقرب موعد هذا الاجتماع, وبين قائل بأنه لن يحصل أبداً.

وفي استطلاع للأجواء قامت به "السياسة", أكد مصدر مقرب من جنبلاط أن الأخير موافق على مبدأ الاجتماع, ولا يضع أية شروط لعقده, ولكنه يفضل التركيز الآن على مسألة تشكيل الحكومة, لأنها الأهم, ولكي لا يفسر انفتاحه على عون خطأ, وخصوصاً من قبل الحلفاء المسيحيين في قوى "14 آذار", أو أن يستثمر أحد ما الأمر وإدخاله في "البازار" الحكومي.

والخلاصة بالنسبة لجنبلاط أن ثمة أولويات في العمل السياسي الآن, والاهم اليوم هو إنجاح الرئيس المكلف سعد الحريري في انجاز التشكيلة الحكومية ومن ثم قيادتها.

وأوضح المصدر أن جنبلاط الذي لا يضع شروطاً للقاء عون, يرفض بدوره أن يخضع لأية شروط مثل ما حكي عن وضع جدول أعمال لهذا اللقاء يكون في مقدمه موضوع عودة المهجرين المسيحيين إلى الجبل, لأن هذا الموضوع هو من مهام الحكومة المفترض أن الجميع سيشاركون فيها, عدا عن أن سبب تأخر العودة معروف للجميع وهو عدم توفر الأموال اللازمة لدفع التعويضات وإعادة الإعمار, لإقفال هذا الملف نهائياً.

في المقابل, أكد قيادي في "التيار الوطني الحر" أن عون أيضاً موافق على مبدأ اللقاء مع جنبلاط لكنه يعتبر أنه يجب تحديد شروط النجاح وإلا سيكون اللقاء "للصورة فقط", و"إذا كان جنبلاط يعتبر أن انفتاحه الواسع على قوى المعارضة سيسهل مصالحته مع عون بشكل تلقائي فهو مخطئ, فلكل مصالحة شروطها وظروفها, ومشكلتنا مع جنبلاط تختلف في جوانب أساسية منها, عن مشكلته مع "حزب الله" مثلاً, أو مشكلته داخل الطائفة الدرزية". ورفض المصدر الإفصاح عن موعد "محتمل" للقاء عون وجنبلاط, مؤكداً وجود اتصالات لهذه الغاية, ولكنها لم تسفر عن جديد بعد. ووصف مراقبون موقف عون التعجيزي بالمناورة المتعددة الأهداف, لتحسين شروط التفاوض مع جنبلاط, وانتزاع اعتراف منه بحصرية تمثيل عون للمسيحيين, ومساعدته في منع الأطراف المسيحية الأخرى من التدخل في معركته لنيل الحصة المسيحية الأكبر في الحكومة العتيدة, وهذا ما تنبه له جنبلاط ونأى بملف علاقته بعون عن أي موضوع آخر, ولكن في نهاية المطاف فإن عون يحتاج إلى مصالحة جنبلاط, وبالتالي سيسقط شروطه للقاء, ولكنه الآن يبحث عن مخرج.

 

لبنان أولاً" وأخيراً.. حتى لا تهبّ "العروبة" مرتين

١ اب ٢٠٠٩ / ميرفت سيوفي

بموجب القانون الدستوري رقم 18 تاريخ 21/9/1990، أضيفت إلى الدستور اللبناني مقدّمة، جاءت في الباب الأوّل منه تحت عنوان أحكام أساسيّة، وهي في عشر فقرات كل واحدة منها لا تقل أهمية عن الأخرى، إلا أن الفقرتين أ و ب حدّدتا وبشكل نهائي "هويّة" لبنان، وبنص واضح لا يحتاج لا إلى اجتهاد ولا تأويل، وهو نصّ بليغ فصيح لا ينتابه الحنين إلى أيام "الهوى والشباب" ولا تهبّ عليه "عاصفة ليلة صيف" لترمي به في مكبّ شعارات "بائدة" من حقبة "الخمسينيات" و"الستينيات" في لحظة كان "لفظ" العروبة مصطلحاً إجبارياً لدرءِ شبهات "الشيوعية" أو "اليسارية" أو تهمة "الإلحاد"، كان "مصطلح العروبة" غطاء سميكاً يلتحفه أهل المعسكر السوفياتي ليجتازوا به حافة تناقض الإلحاد في معسكره كأساس لبناء الدول الثورية، في مجتمع عربي ومسلم، فالإيديولوجيات أحياناً "تستغبي" الشعوب الطيبة، فكيف إذا اجتمعت "الطيبة" مع "الجهل" لا بدّ عندها من "لعلعة" الشعارات لهزّ مشاعر البسطاء، هذا مشروع انتهى بانتهاء كل مفاعيله بدءاً من النزعة "العرقية" العربية التي تناقض الإسلام بحسب النصوص التشريعيّة القرآنية والنبويّة، فالدعوة إلى العصبيات العرقية في الإسلام مرفوضة، وانتهت مع انتهاء المدّ الثوري الناصري وكل مفاعيله "الثورية الخطابية" وصولاً إلى "كسرته" الكبرى عام 1967، وانتهائه بوفاة داعيه الأكبر "جمال عبد الناصر" عام 1970، بموت الشخص مات المصطلح السياسي "العروبة" في أوجه استخدامه التوسعيّة، وانتهت كل مفاعيل هذه الحقبة في العالم العربي بسقوط الاتحاد السوفياتي..

ونصت الفقرة (أ) من مقدّمة الدستور اللبناني على أن: "لبنان وطن سيد حرّ مستقلّ، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحداً أرضاً وشعباً...".. ووضعت "وثيقة اتفاق الطائف" في الفقرة (ب) من مقدمة الدستور، نقطة نهائية على سطر "شبهات" الأهواء و"فذلكة" الشعارات، ونوبات "الحنين" التي تحتاج إلى علاج لا إلى سجال..وتنصّ الفقرة (ب) على أن: "لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عنصر مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسّس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان . وتجسّد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات من دون استثناء".و"نقطة على سطر" كل نوبات المصالح والأهواء الشخصيّة، فلبنان عربي الهوية والانتماء وعنصر مؤسّس وعامل من ضمن منظومة ارتضاها كلّ العرب جامعة لهم، فلا يُخيل لأي سياسي أنه يستطيع أن ينزاح بلبنان من إطاره العربي الجامع ضمن منظومة جامعة الدول العربية - حتى وإن كانت تحتضر - وكل انزياح إلى شعار يطرحه طرف أو دولة وكل محاولة لزج لبنان منفرداً في قضايا تخصّ كل العالم العربي، لن تجد لها مكاناً بين اللبنانيين، لأنها استخدام لهذا الوطن وشعبه من أجل مآرب آنية وشخصية، وقد لا تتجاوز في بعض الأحيان رغبة في وزارة بعينها أو زيادة في حجم قطعة الجبن اللبنانية المشتهاة..

"لبنان أولاً"، ليس شعاراً، وليس شعاراً سخيفاً، ولا انعزالياً، فالدستور اللبناني نص على هذا الشعار، عندما حدّد في الفقرة أ منه أن "لبنان وطن سيد حر مستقلّ"، اللبنانيون لم يخترعوا شعاراً مناقضاً للدستور اللبناني وكل انزياح عن "حرية وسيادة واستقلال" لبنان هو انزياح إلى محور وضد الدستور اللبناني ومخالف له..

أما "موّال" العروبة الذي "يعنّ" كمنجيرة هذه الأيام في موسم "يوليو" الذي صادف تشكيل الحكومة وتوزيع حقائبها، فقد أبانه الدستور، وحدد مفهومه وطبيعته وبنص رسمي فلا يترجمنّه أحد على هوى مصلحته الآنية، "لبنان عربي الهوية والانتماء"، وترجمة هذه الهوية وهذا الانتماء "شغلة" الدولة، ومن ضمن ما نصّ عليه الدستور اللبناني..

منذ الخمسينيات ربح "المتعوْربون" المنابر والخطابات والشعارات التي صارت متهرئة و"مجنزرة"، وأدخلوا لبنان في جهنم الولاءات "المدفوعة" الثمن، هذه الحرب والشعارات كان لها "ممولون"، وذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة "مات الشباب" على اسم قضايا، وقبضت الأحزاب أثمان موتهم تمويلاً متدفّقاً إلى جيوب أصحابها.. حتى الجرحى كانوا يُسجلون في كشوفات الحساب لقبض الفواتير على أنهم شهداء..

اليوم يحتفل اللبنانيون بعيد الجيش اللبناني، إنها مناسبة عظيمة تذكرنا بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، وآخر قوافلهم أبناؤنا وإخوتنا الذين سقطوا في مخيم نهر البارد، "شاكر العبسي" أيضاً عندما ذبح جنود الجيش اللبناني قتلهم وقاتلهم بإرهابييه على اسم "العروبة" و"الإسلام"و"تحرير فلسطين".. ولن يجدّن سياسي بعد العام 2005 وإن انتابته حال "نوستالجيا" من يعيره أذناً صاغية عندما يقرر إلغاء أكثر من نصف قرن من عمر الشعب اللبناني سقط فيها أجيال منه على مدى ثلاثين عاماً، لمجرد أن عاصفة "العروبة" تهبّ عليه مرتين بحسب ما تقتضيه ظروف هبوب الرياح!!

"لبنان أولا.. وأخيراً" وما بين هذين الحدين يستطيع كل السياسيين أن يتذاكوا ويتفذلكوا على الشعب اللبناني، لأنه وحده دفع الثمن، والذين "هوبروا" على المنابر "قبضوا" ثمن موته..أما أي "عروبة" - مع تحفظي على المصطلح - نريد؟ نحن نريد لبنان العربي الذي قدم لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري نموذجاً مشرقاً ومشرّفاً له، يوم كان رفيق الحريري في خدمة كل ما يفيد لبنان والعرب، ويوم قدّم رفيق الحريري لبنان على كل مصالحه حتى استشهاده، بعدما وظف كل علاقاته العربية والدولية لمصلحة لبنان!!

أما من يريد أن يضع لبنان تحت إبطه ويدور به في دوّيخة مصالحه ومآربه، فهذه عروبة أغنيات قديماً ضحكت بالشعارات على عقول السذّج، ونستطيع أن ندلّ كل هؤلاء على شاعر عملاق لا يستطيع سياسي أن يزايد على عروبته لأنه كان منظراً شعرياً لها جعلها على كل شفة ولسان، فالراحل "صلاح جاهين" الذي رفع صوته عالياً بعد هزيمة 1967 قال: كفاية طوال هذه السنوات كنا نكذب على الشعب ونخدعه!! وقد نقترح عليهم أيضاً إذا كانوا "مهتاجين" بمشاعرهم في هذه الفترة وبشدّة على "العروبة" ونكساتها المحزنة - لأنهم ينسون أن حزيران يأتي قبل تموز - فنقترح أن يستعيدوا واحدة من أغنيات صلاح جاهين وحليم وأن يطبقوا ما تقول وبعدها، فليسخروا من "لبنان" ومن منزلته "أولاً" عند شعبه: "فدائي.. أهدي العروبة دمائي.. أموت أعيش.. ميهمنيش.. وكفاية شوف علم العروبة باقي...".. ولا نريد من هؤلاء إلا أحد أمرين: إما أن يُهدي العروبة دماءه لنصدّق مقولته.. وإما أن يدلنا على علم العروبة أين يُرفرف، حتى نعرف شكله وموقع ارتفاعه لأنه حتى اليوم مازال معلّقاً على سارية أوهام الشعارات..

المصدر : الشرق

 

المأزق العوني": من حفر حفرة لأخيه وقع فيها! 

المصدر : المستقبل/  ١ اب ٢٠٠٩

عبد السلام موسى

لا شك أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في "مأزق" لا يحسد عليه، ويعيش "أصعب أيامه"، ويرقص مع تياره على حافة "التناقض" في التعاطي مع الاستحقاقات، في ظل "إحباط" بدأ يتسلل الى قواعده، بعد أن تحولت "الصخرة" الى "بحصة"، إن في زوال "تسونامي الجنرال" في الانتخابات النيابية الاخيرة، أو في "مزاجية المعاكسة" لـ"أعراف" تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات، واصطدام "التعنت العوني" بليونة الحلفاء في "حزب الله" وحركة "أمل"!.

اليوم، "ذاب الثلج وبان المرج"، وبات واضحاً أمام الرأي العام أن قطار تأليف حكومة "كل لبنان" توقف عند "العقدة العونية" في "الاصرار" على توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية الاخيرة، وأبرز هؤلاء من يمثل عون في حكومة تصريف الاعمال الحالية، وزير الاتصالات في حكومة جبران باسيل، نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرا، وزير الزراعة الياس سكاف، ووزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون.

باسيل خسر في البترون، وأبو جمرا في الأشرفية، وسكاف في زحلة، وعون في الشوف، فهل باتت الوزارة "جائزة ترضية" لمن لم يكسب ثقة الشعب في الانتخابات النيابية؟ أو كما قال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، "إن من نبذه الناس وأخرجوه من الباب، يتم إدخاله مجدداً من الشباك"!.

"قمة التناقض" في الموضوع، أن "الجنرال" رفض توزير الخاسرين في انتخابات العام 2005، وتمسك بهذا المبدأ، في محاولة لقطع الطريق على خصومه المسيحيين الذين انتصر عليهم في تلك الانتخابات، ولكن يبدو أن الجنرال بات ينطبق عليه المثل القائل: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"!.

الجنرال "يحرج" نفسه!

اليوم يصر العماد عون على توزير محازبيه الخاسرين في الانتخابات، ولا مانع لديه من "مقايضة" توزير الصهر باسيل، بالتخلي عن توزير سكاف وأبو جمرا وعون، أو حتى عدم المشاركة في الحكومة، وبالتالي ليس هناك من "يحرج" الجنرال لإخراجه، بل هو "يحرج" نفسه بنفسه، من خلال رفع السقف، ومعاكسة المنطق، و"نقض" المبدأ الذي كان يتمسك به، وليس هناك من "يظلم" الجنرال، بل هو يظلم نفسه بنفسه، ويظلم معه كفاءات التيار الوطني الحر، ويحرمها حقها في تولي المسؤولية، لحسابات عائلية صرفة تتناقض مع معيار العمل الحزبي.

فقد اشارت أوساط في المعارضة لـ"الديار"، في عددها الصادر أمس، الى ان الحديث دار مع الجنرال حول ترشيح زياد أسود والان عون، خصوصاً وأنه مقرب منه مثل الوزير باسيل، اضافة الى اقتراح ترشيح فايز كرم، لكن المصادر ذكرت أن العماد عون أصر على توزير باسيل، وقال:" جبران أو لا أحد، خصوصاً عندما قيل له إن جبران لم يحالفه الحظ في الانتخابات وإن توزيره سيفتح الابواب على الاحتجاجات، فكرر قوله اما جبران أو لن اشارك في الحكومة".

في المقابل، تشير كل المعطيات الى "صعوبة" مسايرة عون، والقبول بمبدأ توزير الخاسرين في الانتخابات، فرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، كانا تفاهما على هذه النقطة انطلاقا من مبدأ ديموقراطي يفترض ان يراعى في الحكومة الاولى بعد الانتخابات.

فرنجية يذكر عون

وفي ظل "شد الحبال" القائم في موضوع توزير الخاسرين في الانتخابات، يذكر النائب السابق سمير فرنجية بان "العماد عون كان اول من اعترض على توزير الخاسرين في انتخابات العام 2005، وقدم نظرية شبيهة بالتي تسود اليوم لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، وذلك في إطار حربه على خصومه المسيحيين الذين لم يحالفهم الحظ في انتخابات العام 2005، وتحديداً القسم الاكبر من أعضاء قرنة شهوان".

ويشير الى أن "العماد عون كان يشكك بشرعية انتخابات العام 2005، إن بالنسبة لقانون الانتخاب، او بالنسبة للتحالفات، فكانت نظريته بعدم توزير الخاسرين في الانتخابات في أول حكومة في هذا السياق، اما اليوم، فالاوضاع مختلفة، فهو لا يشكك بشرعية انتخابات العام 2009، وبالتالي عليه التزام نتائجها وفقاً للمعايير التي وضعها ".

ويلفت فرنجية الى جانب آخر من المشكلة "ويكمن في البلبلة التي يثيرها موقف العماد عون داخل صفوف "التيار الوطني الحر"، من خلال إصراره على توزير باسيل، وبمعزل عن شخصيته، وكأن التيار العوني بات يقتصر على شخص أو شخصين، خصوصاً أن شعار التيار في الانتخابات الاخيرة كان التغيير والاصلاح، ما يدفع أعضاءه الى التساؤل اليوم، هل يكون التغيير والاصلاح على هذا المنوال؟".

ويؤكد "أنه لا يمكن أن تقبل الاكثرية ان تشكل الحكومة، وكأن الانتخابات لم تجر، فهي لم تذهب باتجاه فرض حكم الاكثرية، وتنازلت وقبلت بحكومة وحدة وطنية نظراً للظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، ولكن المستغرب أن تصطدم محاولة تجاوز المرحلة الماضية بعقد لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية، بقدر ما هي انعكاس لاغراض شخصية وخاصة، وهذا ما لا تقبله الاكثرية، كما لا تقبله الاقلية، في ضوء التباين القائم في ما بينها نتيجة مطالب عون، فمبدأ المشاركة لا يخضع للشروط الخاصة، بل لشروط الدولة".

حوري يستغرب

من جهته، يشير عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري الى أنه "سمع أثناء لقائه الاخير برئيس الجمهورية الاربعاء الماضي تأكيداً لعدم توزير الراسبين في الانتخابات".

ويؤكد "أن هذا الموضوع بات خارج النقاش، ومحكوم بنقطتين، الاولى اتفاق رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف على عدم توزير الخاسرين في الانتخابات، والثانية أن منطق الامور يقول إن من لم يمنحه الناس ثقتهم لا يجوز أن يوزر في الحكومة"، ويلفت الى "أن هناك من يقول إنه تم توزير من خسروا في الانتخابات من فريقنا السياسي في الماضي، والجواب ان ذلك لم يحصل في الحكومة الاولى بعد الانتخابات".

وإذ يستغرب حوري "ألا يكون لدى "التيار الوطني الحر" سوى الخاسرين في الانتخابات ليرشحهم الى موقع الوزارة، خصوصاً أولئك الذين فشلوا أيضاً في هذا الموقع"، يبدي اعتقاده "ان التيار الوطني الحر يزخر بالعديد من الطاقات المؤهلة لدخول الوزارة، سواء ممن نجحوا في الانتخابات، أو من التكنوقراط الذين يحظون باحترام الجميع".

 

هل صحيح أن شعارات الاستقلاليين سقطت ؟ 

المصدر : النهار  ١ اب ٢٠٠٩

 علي حمادة

منذ انتهاء الانتخابات تبدّل المشهد السياسي اللبناني بالاصطفاف الحاد الذي شهده لبنان بين فريقين جرت مواجهة كبيرة بينهما على امتداد 4 سنوات متتالية. وكانت تباشير التبدّل أطلت من خلال حراك النائب وليد جنبلاط السياسي نحو المصالحات بين الجبل و"حزب الله"، وابتعاده عن حلفائه الاستقلاليين بخطابه وتلميحاته ثم بخطوات متسارعة لنقل الهدنة مع "حزب الله" خطوة الى الامام لتتحوّل هدنة مع دمشق. ثم تبع حراك جنبلاط حراك مسيحي – مسيحي بين الرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية، وكلام على شيء ما يجري التحضير رله على مستوى التقريب بين بكركي والنائبين ميشال عون وسليمان فرنجيه. كل ذلك جاء في ظل انطلاق مصالحة سعودية – سورية لم تبلغ نهاياتها بعد، وعودة الحرارة بين واشنطن ودمشق، والتحضيرات التي تحصل من اجل اعادة اطلاق دورة جديدة من المفاوضات السورية – الاسرائيلية تؤدي الى مفاوضات مباشرة في تركيا. وكل ذلك ايضاً في ظل الزلزال السياسي الكبير الذي ضرب ايران ولما يزل منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وكذلك في ظل تزايد الحديث عن حرب اسرائيلية ضد "حزب الله" قد تنشب في الاشهر المقبلة مقدمة لمحاولة اسرائيل قطع الذراع الايرانية في الجنوب اللبناني. وكل ذلك اخيراً في ظل التهافت على دخول الحكومة اللبنانية الجديدة ليجلس على الطاولة نفسها اعداء الامس حلفاء الغد وربما اعداء بعد غد...

منذ السابع من حزيران حكي الكثير عن سقوط شعارات الاستقلاليين، وقيل الكثير عن انتهاء الاستقطابات بين 14 و8 آذار؟

عندما بدأ النائب وليد جنبلاط حراكه السياسي لعقد هدنة جدية مع "حزب الله" ادرك انه مضطر عقب بوادر حمام الدم الدرزي – الشيعي الذي كان يرتسم في افق المواجهة، الى ادخال تعديلات على خطابه شكّلت صدمة في الوسط الاستقلالي وفي الوسط الدرزي في الجبل. فجرح غزوات الحزب في الجبل في ايار 2008 كان مفتوحاً على كل احتمالات الصدام المفتوح الدرزي – الشيعي. وبذل جنبلاط جهداً غير اعتيادي لحصر النار التي كانت تعتمل في صدور ابناء الجبل جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، وافلح الى حد كبير في محاصرة النار التي كانت تهدد بالحرب المذهبية المفتوحة، وخصوصاً لدى من بقي "حزب الله" في ذهنه من ابناء الجبل مصدر تهديد يمكن ان يتجدد عند اي مفترق سياسي داخلي او خارجي، فبقي الحذر هو الاساس وترسّخت الهدنة.

في مرحلة لاحقة قيل ان جنبلاط، باستعادته خطاب سبعينات القرن الماضي عن العروبة وفلسطين وانتقاده شعار "لبنان اولاً"، صار "في منزلة بين منزلتين" كما نقل عنه قبل ايام. ولكن الثابت ان جنبلاط المستعيد خطابه القديم ما قال يوماً انه يفترق عن مبادئ "ثورة الارز". فكثيراً ما عدد منجزات هذه الثورة التي تحققت بدماء شهدائها وبنضال قادتها وجمهورها. فمن اخراج الجيش السوري من لبنان، الى احقاق العدالة بالنسبة الى القادة المنفيين والمعتقلين، فإنجاز المحكمة الدولية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونقل العلاقات بين لبنان وسوريا الى مستوى آخر بعد اقامة العلاقات الديبلوماسية، وصولاً الى تحقيق انتصار ثان للاستقلاليين في الانتخابات النيابية رسّخ خيارات ثورة الارز من دون ان يذهب الى حد اسقاط الخيار اللاإستقلالي الذي استمر قائماً اساساً بفعل امتلاك "حزب الله" السلاح من خارج الدولة وبحماية قوة استقطابه للوسط الشعبي الشيعي. كل هذه المنجزات كانت دون ما طمح اليه جمهور ثورة الارز لكنه مثّل مرحلياً حداً أقصى، قابله انجاز رئيسي حققه الفريق الآخر بفرض عرف "فيتو" التعطيل لـ"حزب الله" مداورة في الحكومة المقبلة (بما يشكل مقدمة لتعديل اتفاق الطائف)، وانتزاع اعتراف غير معلن بالامر الواقع الذي يمثله السلاح من خارج الشرعية عبر نقله الى طاولة حوار لا افق لها. ولكن هل ننسى ان الفريق الآخر، ولا سيما "حزب الله"، يتوق الى الجلوس مع من اتهمهم بالتآمر مع اسرائيل ضده حول طاولة واحدة في الحكومة؟ او ان الجنرال ميشال عون الذي اغرق البلاد بخطابات نارية عن فساد الآخرين يقاتل للانضمام الى حكومة يرأسها ابن "السلالة" التي توعد عون قبل اقل من شهرين باستئصالها من الحياة السياسية اللبنانية؟ واللائحة تطول...

في مطلق الاحوال، ثمة تبدل ولكنه لا يرقى الى تغيير حقيقي في المواقع. ففي المواقف المستجدة كثير من الحسابات الباردة، وكثير من التكاذب السياسي والطائفي. ووحدها حقيقة روحية ثورة الارز تبدو راسخة وعابرة لحواجز طائفية وحزبية.

 

 ما من سلاح خارج الشرعية إلا وارتد الى الداخل

هل تقوم الدولة القوية مع حكومة "الشراكة الوطنية"؟

النهار/اميل خوري     

يتساءل الناس هل مجرد وجود رئيس للجمهورية ومجلس نواب وحكومة ومؤسسات يكفي لوجود دولة قوية قادرة على بسط سلطتها على كل أراضيها وتطبيق القانون على الجميع بدون استثناء؟ الواقع، كما ثبت في الماضي والحاضر، انه كلما كان وجود للسلاح خارج الشرعية ضعفت الدولة وعجزت عن تطبيق القانون، بدليل أنه عندما كانت الدولة دولة وكانت العشائر مسلحة لا سيما في منطقة بعلبك – الهرمل كان الامن يطبق فيها بالتراضي وكان الرئيس فؤاد شهاب نفسه يقول تعليقا على ذلك "إن القانون "يزم" كلما صعد نحو الجرود"...

لقد بدأت دولة القانون والحق والمؤسسات تفقد قدرتها وقوتها منذ أن دخل 45 مسلحاً فلسطينيا الى منطقة العرقوب، ولم تستطع الحكومة الرباعية في عهد الرئيس شارل حلو اتخاذ قرار باخراجهم من المنطقة لأن أصوات الوزراء الاربعة انقسمت بالتعادل بين من طلب اخراجهم بالقوة ومن رفض ذلك، والصوت الوازن الذي كان لرئيس الجمهورية امتنع عن التصويت حيال هذا الانقسام الطائفي، اذ ان الوزيرين بيار الجميل وريمون اده صوّتا على اخراجهم بالقوة فيما صوّت الرئيس عبدالله اليافي والوزير حسين العويني ضد.

وهكذا، وبسبب غياب القرار الوطني الجامع الذي تأثر بالمشاعر الطائفية في عدم التوصل الى اتخاذه، رغم ان القضية المطروحة مهمة جدا ويؤثر عدم بتها على سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها وقدرتها على تطبيق القانون، فإن الـ45 مسلحا فلسطينيا أصبحوا ألوفا بعد سنوات وانتشروا في عدد من المناطق اللبنانية وحولوا المخيمات ثكنا ومعسكرات بداعي الدفاع عن القضية الفلسطينية والانطلاق من جنوب لبنان لتحرير الاراضي الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل... فكانت النتيجة ان العمليات الفدائية الفلسطينية التي انطلقت من لبنان خصوصا لم تحرر شبرا واحدا من الاراضي المحتلة، بل سببت احتلال أراض لبنانية واجتياحات بلغ أحدها العاصمة بيروت ودفع اللبنانيون ولا سيما أبناء الجنوب ثمن ذلك خسائر بشرية ومادية فادحة وتعرض الاقتصاد اللبناني لصعوبات جمة، ولولا المساعدات التي حصل عليها لبنان من دول شقيقة وصديقة لكان واجه كارثة لا قيامة له منها.

وعندما أخذت المنظمات الفلسطينية تتدخل في الشؤون السياسية اللبنانية الداخلية، تحول سلاح تلك المنظمات نحو الداخل، فكانت حرب السنتين بينها وبين تنظيمات لبنانية حملت السلاح هي ايضا دفاعا عن النفس وعن أمنها الذاتي بعدما أصبحت الدولة عاجزة ليس عن حمايتها فحسب بل عن حماية نفسها، فانقسمت قواتها المسلحة وانقسمت المؤسسات وانهارت الدولة لتحل مكانها الدويلات.

وعندما دخلت القوات السورية لبنان لتوقف الاقتتال وتخرج الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس، لم تقم الدولة اللبنانية القوية القادرة على حفظ الامن بواسطة قواها الذاتية وبسط سلطتها في كل المناطق، بل قامت دولة الوصاية السورية على لبنان مدة ثلاثين عاما وهي الدولة التي كان فيها الأمن شعارا وغير ذاتي، وكل شيء مستعار يذهب مع انتهاء وقته...

ومع انسحاب القوات السورية من لبنان وانتهاء زمن الوصاية وجدت الدولة اللبنانية نفسها وحيدة في مواجهة أوضاع سياسية وأمنية معقدة عليها ان تتولى بنفسها معالجة هذه الاوضاع وهي غير جاهزة وغير قادرة بمؤسساتها الضعيفة على ذلك.

ومع وجود الدولة اللبنانية الضعيفة ازداد حجم السلاح في المخيمات الفلسطينية، وبدأت أحزاب يسارية تقوم بعمليات فدائية ضد اسرائيل انطلاقا من الجنوب الى ان بدأ "حزب الله" المسلح تسليحا قويا وتدريبا عاليا بعمليات نوعية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، بحيث توصل الى تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة وارغام القوات الاسرائيلية على الانسحاب منها تنفيذا للقرار 425 الذي تعذر تنفيذه بالوسائل السياسية والديبلوماسية على مدى سنوات.

ولكن ما من سلاح انتشر خارج الشرعية بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية او عن قضايا اخرى إلا وارتد الى الداخل. فالسلاح الفلسطيني دخل في اللعبة السياسية وباتت قرارات في مجلس الوزراء لا تتخذ إلا بعد العودة الى ابو عمار اذا كانت تعنيه... بحيث ان سطوته السياسية في لبنان بلغت حد القول في تصريح له انه حكم بيروت...

والسلاح خارج الشرعية الذي كان في أيدي الميليشيات أشعل حربا بين "حزب الله" وحركة "أمل" وحربا أخرى بين حركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت عجزت قوات الدولة اللبنانية عن وقفها إلا بعد استدعاء قوات سورية...

وتسبب هذا السلاح في إشعال حرب الالغاء بين "القوات اللبنانية" وقوات من الجيش عندما كان العماد ميشال عون رئيسا لحكومة انتقالية، وكان قد تسبب ايضا في اشعال حرب بين "القوات اللبنانية" و"نمور حزب الوطنيين الاحرار" بحجة توحيد البندقية المسيحية... فكانت النتيجة ان زادت القوات السورية امساكها بالارض وبكل مفاصل الدولة اللبنانية.

ووقع "حزب الله" في الاخطاء نفسها عندما حوّل سلاحه في اتجاه الداخل، فكانت أحداث 7 ايار التي أفقدت سلاح الحزب صدقيته التي اكتسبها عند الناس كسلاح مقاوم للاحتلال الاسرائيلي وليس كسلاح يدخل الى زواريب السياسة اللبنانية الداخلية ويكون طرفا فيها.

لذلك، فإن السؤال الذي يبقى مطروحا بعد تشكيل الحكومة ولا جواب قاطعا وحاسما عليه هو: حتام يبقى السلاح خارج الشرعية، وتبقى الدولة الشرعية ضعيفة وعاجزة عن تطبيق القانون بوجوده، واذا لم يكن في الامكان إنهاء وجود هذا السلاح ما دامت وظيفته لم تنته، هل في الامكان وضعه تحت أمرة الدولة بحيث يكون قرار استعماله لها ولا سيما ما يتعلق بالحرب والسلم كي يكون لقيام حكومة الوحدة الوطنية او الشراكة الوطنية معنى وخدمة للأمن والاستقرار والاستثمار في البلاد.

 

الرئيس بري في دردشة مع صحيفة "اوان" الكويتية: ولادة الحكومة في أي وقت وزيارة الحريري لدمشق قبلها او بعدها

التوافق السوري ـ السعودي يسير كالشلال ولولاه لما توافقنا في لبنان

لا قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية بل قمة بين الرئيس الأسد والملك عبدالله

قلت للرئيس مبارك: نعم هناك هلال شيعي لكنه هلال ضمن القمر السني..

الانفتاح الاميركي على سوريا يسير بخطى سريعة وواسعة في كل المجالات

وطنية - 1/8/2009 توقع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة خلال ايام لأن الاساس الذي ستقوم عليه قد أُنجز ولم يبقى سوى الاتفاق على الحقائب الوزارية . واشار الى ان من الاطراف لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة لأنه في هذه الحال سيتحمل المسؤولية عن تأخر معالجة الازمات الكثيرة التي تعاني منها البلاد .

وقال الرئيس بري في دردشة مع صحيفة "اوان" الكويتية تنشرها غداً الأحد "ان ما يجنيه لبنان حالياً من توافق سياسي هو من نتاج الوفاق بين الـ "سين ـ سين" اي التوافق السوري ـ السعودي الذي هو اساس البناء، "فلو لم يقُم هذا الاساس لم كنا تمكنا من الاتفاق في لبنان".

واضاف: " لقد كنت اول من نادى بتأليف حكومة وحدة وطنية قبل إجراء الانتخابات، وشددت على تذويب فريقي 8 و14 آذار في هذه الحكومة، لأني مقتنع تمامًا بأن اي فريق لا يستطيع ان يحكم البلاد ويتحمل المسؤولية عنها بمفرده". وقال: "في إمكان الحريري ان يؤلف حكومة من دون إشراك المعارضة فيها وأنا ملزم في هذه الحال بأن أفتح له ابواب مجلس النواب لأعطيه الثقة ويأخذها، ولكن سيكون سهلاً على اي معارضة في المستقبل إصطياد الحكومة في غياب الوحدة الوطنية، ولذلك فإني اصريت شخصياً على الجميع لكي يشاركوا في الحكومة حتى نتحمل جميعاً مسؤولية النهوض بالبلاد". واشار الى "أنه لا يمكن أي نظام او حكومة في لبنان ان يقمع الحرية التي هي من أهم ركائز وجود لبنان وإستمراره". وأكد "ان التوافق السعودي ـ السوري يتجاوز الوضع اللبناني الى مسائل اكبر وأهم وان كان لبنان جزءاً مهماَ فيه".

ونفى الرئيس بري أن تكون هناك قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ستعقد في دمشق بعد تأليف الحكومة، وأكد "ان ما سيعقد هو قمة سورية ـ سعودية، اما زيارة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري لدمشق، فلا مشكلة لدى الرجل فيها وهو يمكن أن يزور العاصمة السورية قبل تأليف الحكومة أو بعده".

وتوقع الرئيس بري تدفقا كبيراً للاستثمارات العربية والاجنبية على لبنان المتميز بنظامه الاقتصادي الحر ونظام السرية المصرفية فيه، وذلك "كلما توسعت دائرة التوافق العربي ـ العربي"، وأبدى عتباً على الموقف المصري "الذي يبدو وكأنه ما زال يغرد خارج سرب التوافق السوري ـ السعودي "هذا التوافق الذي يسير بسرعة كبيرة كالشلال".

وعندما ُسئل الرئيس بري عن الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وهل كانت هناك جهات خارجية تعمل على إعاقة مشروعه لإنماء لبنان، يتذكره بري مترحماً عليه ويقول: "رحمة الله عليه، كنا يومياً نتخاصم مرتين ونتصالح 3 مرات".

وأوجز الرئيس بري بلمحة سريعة للظروف التي هددت بحصول فتنة مذهبية في لبنان وعاد بالذاكرة الى آخر زيارة قام بها الى مصر وما دار بينه وبين المسؤولين المصريين، فقال: "ليس في مصر أي تعصب مذهبي، والمصريون يقولون ذلك بأنفسهم وعندما التقيت الرئيس حسني مبارك، وكان برفقني رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور، قلت له إنكم تتحدثون عن هلال شيعي؟ نعم هناك هلال شيعي، ولكنه هلال ضمن القمر السني".

وعن عودة البعض الى الحديث عن الحدود العراقية ـ الكويتية والديون المترتبة على العراق ايام النظام السابق لبعض الدول العربية الخليجية وفي مقدمها الكويت، قال بري: "إن الوضع يتطلب مسامحة عربية ـ عربية".

وعن الوضع العربي والموقف من موضوع فلسطين قال الرئيس بري : "للأسف أن إسرائيل تعتبر أنه لم يعد هناك صراع عربي ـ إسرائيلي، وانما هناك صراعاً بينها وبين فلسطينيين، أي مع فريق من الفلسطينيين، وباتت تتصرف على أساس أنه ليس هناك أي مشكلة بينها وبين الدول العربية، ولا سيما منها الدول التي لا تقيم سلاماً معها، وتعتبر أو تعمل على ترسيخ مقولة أن المشكلة باتت بين العرب وايران، وان النزاع بات صراعاً عربياً ـ إيرانياً، بمعنى أن ايران هي مصدر الخطر على المنطقة وأن على العرب ان يتصرفوا على أساس "إيراناً دُر" للأسف".

وأكد أنه يراهن على الرئيس الاميركي باراك اوباما في أحداث تحول إيجابي في اوضاع المنطقة "فالرجل حتى الآن يتعاطى بإيجابية ويعمل بجدية على تحقيق حلول ملموسة، ولكن لديه فترة سنة، فإذا لم ينجح في ذلك فإن الوضع في المنطقة سيدخل في مرحلة غير واضحة المعالم". واضاف: "اني ما زلتُ أرى هذا العام هو عام التسويات في المنطقة، أما سنة 2010 فستكون سنة مفصلية في تاريخ المنطقة، أياً كان ما سيتوصل اليه الرئيس الاميركي".

وأكد "ان تقدماً كبيراً حصل وسيحصل في العلاقة الاميركية ـ السورية التي تسير في خطوات سريعة نتيجة الانفتاح الاميركي الواسع على سوريا، واشار الى ان السفير الاميركي سيعود قريباً الى دمشق وكذلك حركة الطيران الاميركي بالإضافة الى الرفع التدريجي للعقوبات الاميركية والدولية المفروضة على سوريا".

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 2 آب/2009

إنجيل القدّيس متّى .12-1:23

وكَلَّمَ يسوعُ الجُموعَ وتَلاميذَه قال: «إِنَّ الكَتَبَةَ و الفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس، ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإصبَع. وجَميعُ أَعمالِهم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النَّاسُ إِلَيهم: يُعَرِّضونَ عَصائبَهم ويُطِّولونَ أَهدابَهم ويُحِبُّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامع، وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، وأَن يَدعُوَهُمُ النَّاسُ «رابي». أَمَّا أَنتُم فَلا تَدَعوا أَحَدًا يَدْعُوكم «رابي»، لأَنَّ لَكم مُعَلِّمًا واحدًا وأَنتُم جَميعًا إِخوة. ولا تَدْعوا أَحدًا أَبًا لَكم في الأَرض، لأَنَّ لَكم أَبًا واحدًا هو الآبُ السَّماويّ. ولا تَدَعوا أَحَدًا يَدْعُوكم مُرشِدًا، لأَن لَكم مُرشِدًا واحِدًا وهو المسيح. وَلْيَكُنْ أَكبرُكُم خادِمًا لَكم. فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع.

 

الأسد يتعهد لجم أي معارضة من "حزب الله" لدخول لبنان في مفاوضات مع إسرائيل
تبدأ فور ظهور بوادر نجاح المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب بوساطة أنقرة ورعاية واشنطن
لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

قد تكون جولات المبعوث الأميركي لعملية السلام العربية - الاسرائيلية السيناتور جورج ميتشل المكوكية على بعض دول المنطقة, حسمت اخيرا "تفضيل المسارين السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي الاكثر سهولة, على المسار الفلسطيني المعقد, بعدما نجح بشار الأسد في منع الرئيس المصري حسني مبارك من تسجيل انتصار مهم في مصالحة حركة "حماس" مع السلطة الفلسطينية, منتزعا من بين يديه اسبقية مساره التفاوضي مع اسرائيل على المفاوضات بينها وبين الفلسطينيين, مصورا الدور المصري في العملية بأنه غير فاعل وبأنه هو القادر على تحريك مياه مستنقع الشرق الاوسط الآسنة تجاوبا مع عزم الرئيس الاميركي باراك أوباما الصلب حتى الآن على الوصول الى "نهاية سعيدة" خلال الاشهر الثمانية عشرة المقبلة للصراع المزمن المستمر منذ نحو ستين عاما".

وقال ديبلوماسي بريطاني من اعضاء بعثة بلاده في الامم المتحدة ل¯ "السياسة" امس في لندن, ان الجولة ما قبل الاخيرة التي قام بها ميتشل على اسرائيل ومصر ورام الله والاردن والمملكة العربية السعودية, جعلته يقتنع ويقنع أوباما ب¯ "القفز على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني بسبب الخلافات الفلسطينية الداخلية صعبة الحل في الوقت الراهن خشية ان تنسف تعقيداتها وخلافات "حماس" المستعصية مع الرئيس محمود عباس كل ما فعله ميتشل حتى الآن, الى المسار السوري الذي يبدي فيه الاسد وجماعته ليونة غير مسبوقة اعاد تكرارها الاثنين الماضي على هذا المبعوث الرئاسي الاميركي الذي زاره في دمشق ولمس منه "استعجالا كبيرا" لاستئناف مفاوضاته مع الاسرائيليين عبر تركيا, حاصلا منه على موافقة اميركية على تأمين عودة الجانب العبري الى انقرة ولكن هذه المرة بإشراف اميركي فاعل ومرافقته المفاوضات عن كثب".

وكشف الديبلوماسي البريطاني النقاب عن ان ميتشل "ركز مع الاسد على ضرورة قيام مفاوضات لبنانية - اسرائيلية تبدأ مع انتهاء المرحلة الاولى من المفاوضات السورية اذا بدت بوادرها ناجحة, لتكون موازية وداعمة لها, خصوصا وان المسار اللبناني سهل جدا ولا يتطلب مشقات في بلوغ اتفاقات مع اسرائيل يستعيد بها لبنان اراضيه الصغيرة المحتلة مقابل توقيع معاهدة سلام مع الدولة العبرية تتزامن مع المعاهدة السورية - الاسرائيلية ولا تسبقها".

وقال الديبلوماسي ان الاسد الداعي اصلا الى "تشجيع" اللبنانيين على الانخراط في مفاوضات موازية لمفاوضاته مع اسرائيل, "اخذ على نفسه - مقابل هذا الانفتاح الاميركي السريع عليه الذي كان يسعى اليه جاهدا منذ احتلال العراق قبل ست سنوات - مهمة "اقناع" الحكومة اللبنانية بضرورة التفاوض مع اسرائيل, ساحبا من امامها كل العقبات التي وضعتها سورية طوال الاعوام السبعة والعشرين الماضية منذ احتلال الاسرائيليين بيروت عام 1982 بهدف تأمين استعادة جولانها او جزء منه على حساب لبنان وشعبه اللذين تعرضا منذ ذلك الحين الى حروب مع اسرائيل لم تشهدها دولة عربية من قبل".

واكد الديبلوماسي البريطاني ل¯ "السياسة" ان الاتصال الهاتفي الذي جرى الاثنين الماضي بين الاسد ونظيره اللبناني ميشال سليمان "تركز على زيارة ميتشل ونتائجها لدمشق وعلى التنسيق بين بيروت ودمشق باستمرار منذ الآن لمواكبة المفاوضات السورية - الاسرائيلية في انقرة التي يمكن ان تستأنف خلال فترة وجيزة من الآن, كما تركز على أن لبنان يجب ان يكون مستعداً بحكومة وحدة وطنية للذهاب الى مفاوضاته مع الاسرائيليين متى دعي اليها بموافقة سورية.

ونقل الديبلوماسي عن مرافقين لميتشل الى الشرق الاوسط قولهم انه »عدل في اللحظة الاخيرة عن شمول لبنان في جولته الراهنة بعد زيارة دمشق كما كان مهد لهذه الزيارة احد معاونيه قبل شهر تقريباً, بعدما لمس من الاسد ان جر لبنان« الى المفاوضات ليس صعباً لما لسورية من نفوذ على حلفائها فيه, وحتى لو أدى ذلك الى ضبط معارضة »حزب الله« للتفاوض بواسطة ايران او حتى من دون واسطتها, اذا كانت المفاوضات السورية سلكت سكتها المطلوبة, وهذه ورقة جديدة يحاول الاسد تسليفها لأوباما«.

وحيال هذا »التغيير المذهل في سلوك الاسد« - حسب الديبلوماسي البريطاني - عشية وصول ميتشل إلى دمشق, »كافأتها إدارة اوباما فوراً بقرار رفع الحظر الاميركي عن تصدير المعدات اليها في مجالي التقنية والمعلوماتية إرضاء ل¯ »نزوة الاسد الشخصية في هذا المجال«, وهو الحظر الذي كانت واشنطن فرضته عليها منذ اغتيال رفيق الحريري العام 2005«.

واستناداً إلى المعلومات الاوروبية والبريطانية الواردة الى وزارة الخارجية في لندن من بيروت خلال الاسابيع الأربعة الماضية حول مخاض تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الدين الحريري, أكد الديبلوماسي البريطاني ان »صراع حزب الله المرير« للحصول على الثلث المعطل داخل هذه الحكومة او محاولاته الدؤوبة لامتلاك ضماناته منها بصورة اخرى, انما مرده الى ثلاثة مخاوف لحسن نصر الله, تهدد مصيره ومصير حزبه خلال الاشهر القليلة المقبلة وهي:

1- دخول لبنان مفاوضات مع اسرائيل تنهي الصراع بين البلدين فتنتفي »ضرورة« احتفاظه بالسلاح وتنهار دويلته.

2- إقدام اسرائيل على توجيه ضربة حاسمة لترسانة اسلحته وبناه العسكرية, لذلك هو مستميت في تشكيل »حكومة وحدة وطنية« يشارك في قرار الحرب فيها إلى »جانب الجيش والشعب«. لإنشاء ما يشبه دولة محاربة أو »مجتمعاً مقاوماً لاسرائيل« كما يدعو حليفه ميشال عون«.

3- بوادر تفكك النظام الايراني الذي يدعم »حزب الله« في طهران ويمده بكل وسائل الحياة والاستمرار تحت ضربات الشعب الثائر الذي بدأت تنضم اليه القيادات الدينية والعسكرية والاستخبارية البارزة, من دون ان يتمكن نصر الله من الحصول على شرف مشاركة ايران في حرب اسرائيلية او اميركية عليها, »فيصدأ سلاحه في مخازنه«.

 

ماريو عون: الجنرال مصرّ على توزير الصهر
التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: anb 

خشي وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون من تطورات تعرقل مسار تأليف الحكومة في القريب العاجل، جازماً بأن الجنرال ميشال عون مصر على إعادة توزير صهره جبران باسيل. وقال عون، في حديث متلفز: "الامور تتعسر الى حد ما، وكنا نأمل (موعودين) قبل عيد الجيش بأن يكون لدينا حكومة جديدة، لكن يظهر أن الامور في وضعية أخرى". وعم إذا كان عون سيبقى خارج الحكومة إذا لم يتم توزير باسيل، قال: "ستستمر الأزمة الوزارية حتى إيجاد حل لها، لأن هذا الامر غير مبني على قواعد سليمة فكيف نقبل بها". وإذ أوضح أن المعارضة كانت متفقة في ما بينها على المضي في حكومة تصريف الاعمال حتى الخريف المقبل، إستغرب حصول حركة كبيرة في البلد، خصوصاً أن بعض حلفائنا لم يتشاوروا معنا، "ما يستوجب منا كمعارضة تصحيح هذا الوضع". واضاف: "هناك بعض المطالب التي طرأت على أسماء الحصص، وعلينا الحفاظ على المسحة التفاؤلية، ولكن على الموال الذي نراه قد تأخذ الحكومة بعض الوقت (أسبوع أو أكثر)". وزعم عون ان العقدة ليست عند التيار "العوني"، وقال: "العقدة عند الجميع باستثنائنا، فالتيار الوطني الحر هو المسهل الأكبر لعملية تشكيل الحكومة، ونحن منفتحون بشكل كبير على الطروحات كافة" ، مشيراً إلى "أن كل اللقاءات التي تحصل حالياً مع الرئيس المكلف هي اجتماعات ايجابية، لكننا لا نعلم سبب عدم التوصل الى مرحلة التأليف".

 

"الأهرام": خلية "حزب الله" خططت لاستهداف سياح إسرائيليين 

المصدر : الأهرام /١ اب ٢٠٠٩/ذكرت صحيفة "الأهرام" المصرية ان اعترافات المتهمين في قضية "خلية حزب الله‏" في مصر كشفت‏ أن السياح الإسرائيليين كانوا أحد أهم الأهداف في العمليات التي خططت قيادة التنظيم لتنفيذها على الأراضي المصرية‏. وجرى رصد تردد الإسرائيليين على مناطق شرم الشيخ ونويبع وطابا، وجهزت الخلية أحزمة ناسفة وحقائب ملغومة‏، لاستخدامها في العمليات الانتحارية التي كانت تستهدف الأفواج السياحية في أثناء وجودهم أو تحركهم داخل الأراضي المصرية‏.‏

 

أوباما جدّد بعد "نقاش طويل" العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية

واشنطن – من هشام ملحم: أبلغ مصدر أميركي مسؤول "النهار" ان الرئيس باراك اوباما قرر بعد "نقاش طويل" تجديد العقوبات على سوريا وتلك المفروضة على ممتلكات شخصيات سورية ولبنانية بسبب دورها السلبي في لبنان ومحاولاتها لتقويض الاستقرار فيه، على رغم التحسن الملحوظ الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين واشنطن ودمشق في الاشهر الستة الاخيرة منذ تسلم أوباما مهماته رسمياً. وكان الرئيس السابق جورج بوش قد فرض هذه العقوبات بموجب القرار التنفيذي الرقم 13441 الذي اتخذه في الأول من  آب 2007 والذي جمّد فيه ممتلكات بعض الشخصيات الامنية والسياسية السورية واللبنانية التي اتهمها بالعمل على "تقويض سيادة لبنان وعمليته الديموقراطية او مؤسساته...". وجاء في ذلك القرار التنفيذي ان هؤلاء الاشخاص يسعون الى "تقويض حكومة لبنان الشرعية المنتخبة ديموقراطيا، او مؤسساته، والمساهمة في تعطيل سلطة القانون في لبنان، بما في ذلك استخدام العنف لاغراض سياسية، والترهيب، او  لاستعادة السيطرة السورية او المساهمة في التدخل السوري في لبنان...".

يعني قرار اوباما، الذي صدر عن البيت الابيض مساء الخميس، تجديد العقوبات سنة واحدة بدءا من الاول من آب 2009. وكانت واشنطن قد خففت قبل ايام القيود المفروضة على تصدير قطع غيار للطيران المدني السوري وابلغت دمشق انها ستسهل تصدير تقنيات المعلوماتية اليها. وطول سنوات عدة فرضت ادارات اميركية مختلفة على سوريا، بسبب دعمها التنظيمات التي تعتبرها واشنطن ارهابية، ودورها السلبي في لبنان، سلسلة من العقوبات الاقتصادية والتقنية، اما بقرارات تنفيذية يتخذها البيت الابيض، واما بقرارات صوّت عليها الكونغرس وابرزها ما عرف باسم "قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان".

وجاء في بيان البيت الابيض اول من أمس: "على رغم بعض التطورات الايجابية خلال العام الماضي، بما في ذلك اقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء بين سوريا ولبنان، فان نشاطات بعض الاشخاص تواصل المساهمة في الاضطرابات السياسية والاقتصادية في لبنان، وتواصل تشكيل تهديد غير اعتيادي وكبير للامن القومي وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة... لذلك فان الحال الطارئة التي اعلنت في الأول من آب 2007 والاجراءات التي اتخذت آنذاك لمعالجة هذه الحالة الطارئة يجب ان تبقى سارية المفعول بعد تاريخ الاول من آب 2009". وفي بيان آخر منفصل وجهه اوباما الى الكونغرس الاميركي، قال الرئيس انه "في الاشهر الستة الاخيرة استخدمت الولايات المتحدة الحوار مع الحكومة السورية لمعالجة القضايا التي تقلقنا وتحديد مجالات المصالح المشتركة بما في ذلك دعم السيادة اللبنانية"، لكن استمرار النشاطات السلبية لبعض الاشخاص المشمولين في القرار التنفيذي  لسنة 2007 بلبنان تبرر تجديد العقوبات لسنة اضافية. وكان القرار التنفيذي لسنة 2007، يشمل تجميد ودائع شخصيات لبنانية وسورية ومنع تعامل أي طرف اميركي معها. ومع ان القرار التنفيذي لم يسم هؤلاء الافراد بالاسم، فإن اسماءهم وردت في وقت لاحق في وثائق اميركية اخرى، ومنهم المسؤول الاستخباري السوري البارز حافظ مخلوف وهو من اقرباء الرئيس السوري بشار الاسد وسياسيون لبنانيون موالون لسوريا مثل وئام وهاب واسعد حردان. وخلال ولاية الرئيس بوش فرضت سوريا بواسطة اكثر من قرار عقوبات على شخصيات سورية سياسية واستخبارية بسبب دورها السلبي في لبنان او لدعمها الارهاب، بينها صهر الرئيس السوري آصف شوكت، ومسؤول المخابرات السورية في لبنان خلال الوجود العسكري رستم غزالة، وشخصيات استخبارية سورية اخرى مثل محمد ناصيف وغيرهم.

وعلمت "النهار" ان قرار تجديد العقوبات اتخذ بعد نقاش طويل داخل الاجهزة الاميركية بين تيار يرى انه لم تعد ثمة ضرورة للعقوبات المفروضة بموجب القرار التنفيذي للاول من آب 2007 بعد انحسار اعمال العنف والاغتيالات السياسية التي كانت واشنطن ومعها الكثير من اللبنانيين يرون ان سوريا وراءها، وبعد اقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا، وان ثمة قضايا هامة مطروحة على طاولة الحوار بين واشنطن ودمشق مثل الوضع الامني في العراق، وسبل احياء المفاوضات بين سوريا واسرائيل، ومعالجة "مشكلة" "حزب الله" و حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، وتيار آخر يقول ان على سوريا ان تتخذ اجراءات ايجابية وعملية اكثر حيال لبنان قبل رفع العقوبات عنها. كما رأى هذا التيار ان الغاء العقوبات الان قد يشجع سوريا وحلفاءها في لبنان على اتخاذ مواقف أكثر تشدداً "الامر الذي يمكن ان يكون له أثر سيئ على فرص تأليف حكومة لبنانية جديدة". ولكل هذه الاسباب وغيرها، تقرر تجديد  هذه العقوبات سنة اضافية.       

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في الأول من آب 2009

النهار

تعد الرابطة المارونية ورقة تتضمن المواضيع التي تتقارب فيها وجهات النظر بين الزعماء المسيحيين وذلك في ضوء اللقاءات التي عقدها وفد الرابطة معهم تمهيدا لتوقيعها منهم .

أثنى دبلوماسيون عرب وأجانب على سياسة الصمت والصبر والصمود التي ينتهجها سليمان والحريري .

ذكر نائب معارض زميلا له في " التيار الوطني الحر " بان العماد عون عارض ترشيح نسيب لحود للرئاسة بحجة انه خسر في الانتخابات النيابية .

السفير

يجري الحديث عن فضيحة تشوب عملية فرز أراضٍ ومسح قرى حدودية جنوبية، يتخللها قبض أموال من أصحاب أراض يملكون وثائق تؤكد ملكيتهم لها، عدا عن وضع يد بطريقة غير شرعية على بعض المشاعات.

وبّخ أحد أقطاب الموالاة نائباً سابقاً على خلفية موافقته على البيان ما قبل الأخير الذي صدر عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار.

يتعرّض وزير سيادي من حصة رئيس الجمهورية لهجوم من رمزين في الموالاة والمعارضة، الأول بحجة ملاحظات على مستشارين قدّموا إليه معطيات خاطئة والثاني بهدف إلزامه بمواقف أكثر تشدداً ربطاً بالانتخابات البلدية المقبلة، خاصة في بلديات المتن الشمالي.

المستقبل

تتوقع أوساط في الامم المتحدة أن يحيل الأمين العام بان كي مون على مجلس الأمن رسالة خلال الايام المقبلة يطلب فيها التمديد لليونيفيل مدة سنة إضافية من دون تعديل المهمة والعدد.

تبدي أوساط ديبلوماسية حذرا من أن تضطر الضغوط اليهودية الإدارة الاميركية إلى اجراء تعيينات في كوادر مراكز القرار والتخطيط، لكن ليس على مستوى رفيع.

تترقب مصادر عربية انعكاس مؤتمر "بيت لحم" لحركة "فتح" الاسبوع المقبل على أجواء المخيمات الفلسطينية في لبنان.

اللواء

توقّع دبلوماسي غير عربي أن تشهد المنطقة حدثاً كبيراً، يُؤثّر على مجرى الأحداث فيها، في وقت قريب·

يُبدي رئيس تيار جديد ارتياحه لإقصاء وزير من طائفته عن الوزارة الجديدة، لأسباب خاصة·

تحدثت تقارير عن <كلمة سرّ> أُبلغت إلى أكثر من طرف معني بالجنوب بالتزام التهدئة!·

 

البطريرك صفير افتتح اجتماع كهنة نيابة جبة بشري واستقبل شخصيات: الكنيسة هي لكل الناس دون تفرقة او تمييز وهي الواحدة والجامعة لكل ابنائها

وطنية - 1/8/2009 افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الاجتماع الشهري لكهنة نيابة جبة بشري في البطريركية المارونية، في حضور المطران فرنسيس البيسري والوكيل البطريركي الماروني في الكويت الخوري يوسف فخري والوكيل البطريركي في الديمان المونسينيور فؤاد بربور. وقد اطلع المطران البيسري في بداية اللقاء البطريرك الماروني على عناوين الاجتماع والرياضة الروحية وما يقوم به الكهنة في رعاياهم. ورد البطريرك صفير بكلمة رحب فيها بالكهنة المجتمعين مباركا اللقاء، داعيا الكهنة الى ان يكونوا القدوة والمثال في المجتمع ورسل خير والفة ومحبة وعامل تقريب بين الجميع وليس عامل تفرقة والا يكونوا سببا في زيادة الانقسامات لان رسالة الكاهن تنطلق من الانجيل ومن كلام الرب يسوع "كونوا واحدا كما انا والاب واحد" . اضاف:" اذا اكثرتم من الكلام والمواقف واتخذتم جانب طرف دون آخر تكونون تزيدون الجراح والانقسامات وعلينا ان نعمل ونسعى للوحدة وإعادة اللحمة الى هذا الصف وكل واحد منكم عليه مسؤولية في هذا المجال" .

وتابع البطريرك صفير:" نحن ابناء الكنيسة والكنيسة هي لكل الناس دون تفرقة او تمييز وهي الكنيسة الواحدة والجامعة لكل ابنائها وعلينا ان نكون المثال والله يوفقكم ويأخذ بيدكم لتكملوا الرسالة التي من اجلها نذرتم انفسكم. ان هذه الاجتماعات التي تعقدونها برئاسة اخينا صاحب السيادة المطران البيسري مفيدة جدا لانكم تتبادلون خلالها الافكار والآراء كما انها تساعد على إشاعة جو المحبة والالفة والتضامن وتعالج المشاكل التي تعترضكم في رعاياكم واننا ندعوكم لتكملوا رسالتكم وفق تعاليم الانجيل والكنيسة والله يوفقكم ".

بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير عضو لجنة التهدئة والحوار في الرابطة المارونية الدكتور انطونيو عنداري والسيد طلال الدويهي اللذين وضعا صاحب الغبطة في أجواء اللقاء الذي حصل بين مجلس الرابطة المارونية ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وأشار الدويهي الى ان البطريرك صفير يبارك ويدعم مساعي الرابطة المارونية وكل المساعي الخيرة الهادفة الى جمع الصف المسيحي.

ثم استقبل البطريرك صفير الشيخ روبير بولس والمستشار الاعلامي في السفارة الفرنسية في لبنان السيد فرانسوا ابي صعب وكان بحث في مجمل المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية.

ومن زوار الديمان النائب السابق صلاح حنين.

ثم استقبل البطريرك صفير منسق أنشطة الأبرشية المارونية في اوستراليا، ناشر "النهار" الاوسترالية الزميل انور حرب الذي نقل الى البطريرك صفير تحيات الجالية اللبنانية عموما والمارونية خصوصا، كما نقل اليه رسالة من رئيس دير مار شربل للرهبانية المارونية اللبنانية الاب انطوان طربيه، تناولت الاحتفالات التي ستقام في مناسبة اليوبيل الفضي لرسالة الرهبانية في سيدني اوستراليا، كما وضع حرب البطريرك صفير في صورة الاجتماعات المسيحيةالتي عقدت في دير مار شربل في سيدني، وقد توصل خلالها المجتمعون الى وثيقة تفاهم تتضمن المبادىء التالية:

- دعم مسار المصالحات المسيحية الجارية.

- توسيع حلقات هذا المسار لتشمل مختلف القيادات المسيحية بدون استثناء.

- العودة الى الالتزام بميثاق ثوابت الكنيسة المارونية الذي يلزم الجميع عدم اللجوء الى العنف لحل اي خلاف.

- التمسك بمرجعيتي البطريركية المارونية ورئاسة الجمهورية لرعاية وتتويج واستكمال المصالحات الجارية.

ومن زوار اليمان وفد من كشافة الجمهور الذي يقوم عناصره بمسيرة مشي تجوب مختلف المناطق اللبنانية. وقد حاورهم البطريرك صفير داعيا إياهم الى تعميم ثقافة الحياة الكشفية، والى توسيع حلقة الشباب المشاركين في الجولات الهادفة الى تعميق معرفتهم بخصائص لبنان الطبيعية والبيئية، وباخوانهم في المواطنية من مختلف المناطق والطوائف.

 

لبنان الرسمي احتفل بالعيد ال 64 للجيش في الفياضية

الرئيس سليمان: اذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنذهب

اؤكد على دور رئيس الجمهورية الضامن لروح المشاركة الحقيقية

تأخر تشكيل الحكومة يدعونا الى التفكير في الثغرات الدستورية

امام حكومتنا العتيدة مهمة المباشرة بعملية اصلاح واسعة

لا تقوم قائمة وطن الا بمقدار ما يتنازل كل منا عن انانيته ومصالحه

وطنية - 1/8/2009 احتفل لبنان الرسمي اليوم بالعيد الرابع والستين للجيش اللبناني الذي اقيم في ملعب فؤاد فرحات في ثكنة شكري غانم الفياضية، حيث ترأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان احتفال تقليد السيوف لضباط دورة "العميد الشهيد نجيب واكيم"، علما ان الاحتفال حصل وللمرة الاولى في تاريخ لبنان في حضور اربعة رؤساء.

وقد جلس الى يمين الرئيس سليمان رئيس مجلس النواب نبيه بري والى يساره رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والى يمين الرئيس بري جلس الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري.

حضر الاحتفال الى الرؤساء سليمان وبري والسنيورة والحريري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمره، وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال الياس المر، وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال نسيب لحود، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال ماريو عون، وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال الان طابوريان، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال طارق متري، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال خالد قباني، وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال محمد جواد خليفة، وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر، وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال ريمون عوده، وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال جو تقلا، وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال فوزي صلوخ سفيرة اميركا ميشال سيسون، سفير مصر احمد فؤاد البديوي، سفير السعودية علي عواض عسيري، النواب: انطوان زهرا، حكمت ديب، وليد خوري، فريد حبيب، فريد مكاري، عاطف مجدلاني، بطرس حرب، الان عون، عمار حوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، ممثل عن نقيب المحررين، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، محافظ جبل لبنان والبقاع القاضي انطوان سليمان، المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية الاستاذ اديب ابي عقل، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان، رئيس مجلس الادارة تلفزيون لبنان ابراهيم الخوري، مدير اذاعة لبنان محمد ابراهيم، الاستاذ رفيق شلالا، رئيس حزب الحوار فؤاد مخزومي.

كما، حضر عدد كبير من سفراء الدول الاجنبية، ممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية المعتمدون في لبنان، الملحقون العسكريون، وفد من قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان، وفد مراقبي الهدنة، ممثلو الهيئات الاهلية والبلدية والاختيارية، ممثلو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إضافة إلى أهالي الضباط المتخرجين وبعض المدعوين.

العرض

وشاركت في الاحتفال موسيقى الجيش، الأعلام والبيارق، المدرسة الحربية، معهد التعليم (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، لواء الدعم، اللواء اللوجستي، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للامن العام، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر.

وفي أثناء العرض العسكري، حلقت طائرتان نفاثتان نوع "هوكر هنتر"، اضافة إلى تشكيل من الطوافات العسكرية. كما حلقت طائرة نوع CARAVAN - CESSNA وثلاث طوافات مخصصة بإطفاء الحرائق نوع "سيكورسكي" ثم تسلمها أخيرا.

ففي الثامنة، وصل قائد العرض حيث تم التعريف عنه، وقدمت موسيقى الجيش عزفة قائد المنطقة.

وفي الثامنة وعشر دقائق، تم تسليم علم الجيش من مكتب القائد. وبعد وصول كل المدعوين، أمر قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وتم تقديم السلام واعلن "الى العلم".

وفي الثامنة والنصف، وصل علم الجيش وأعلن من قبل قائد العرض. بعدها، عزفت الموسيقى عزفة العلم ولازمة النشيد الوطني. وأمر قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك، وتوجه إلى منصة الاستقبال للمشاركة في استقبال السلطات صاحبة التكريم على هذه المنصة فقط من دون مرافقتها حتى علم الجيش، على أن يتولى مساعده قيادة العرض خلال هذه الفترة.

وفي ال8,35، وصل اللواء الركن رئيس الاركان، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما تقدم اللواء الركن رئيس الأركان أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس الأركان. وحيا رئيس الأركان الأعلام والبيارق، وتوجه الى منصة الاستقبال، بانتظار وصول قائد الجيش العماد جان قهوجي، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,40، وصل العماد قهوجي، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم العماد قهوجي أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة القائد. وحيا العماد قهوجي الأعلام والبيارق، وتوجه الى منصة الاستقبال، بانتظار وصول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,45، وصل وزير الدفاع الوطني الياس المر، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم الوزير المر أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة وزير الدفاع، وحيا وزير الدفاع الأعلام والبيارق، وتوجه إلى منصة الاستقبال، بانتظار وصول الرئيس سليمان، وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,47، أعلن مساعد قائد العرض وصول رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وأمر بالتأهب.

وفي ال8,50، وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما تقدم الرئيس السنيورة أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس مجلس الوزراء. ثم حيا الاعلام والبيارق. وعزفت الموسيقى مقطوعة استعراض القوى حتى اخذ مكانه على المنصة. وأمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

وفي ال8,55، وصل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. وتقدم الرئيس بري أمام علم الجيش، وعزفت الموسيقى عزفة رئيس مجلس النواب. ثم حيا الاعلام والبيارق، وعزفت الموسيقى مقطوعة استعراض القوى حتى اخذ مكانه على المنصة، وأمر مساعد قائد العرض بمجانية السلاح - مكانك.

وفي التاسعة، وصل الرئيس سليمان، فترجل ثم وقف على مدخل الملعب باتجاه القوى المشاركة. وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح. كما عزفت الموسيقى لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني.

بعد ذلك، تم وضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش.

ثم توجه الرئيس سليمان إلى الملعب، واستعرض القوى يرافقه وزير الدفاع وقائد الجيش. وعند وصول رئيس الجمهورية إلى المنصة الرسمية أمر مساعد قائد العرض بمجانبة السلاح - مكانك.

بعد ذلك، أمر مساعد قائد العرض القوى بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب. ثم حملة الأعلام والبيارق "مل سلاحك - الى الامام سر"، وأخذ حملة الاعلام والبيارق اماكنهم على ارض الملعب. كما أمر مساعد قائد العرض حملة الاعلام والبيارق بالوقوف، وتوجه حملة بيرق المدرسة الحربية الى المكان المخصص في وسط الملعب، وكذلك تلامذة ضباط السنة الثانية الذين تسلموا البيرق، ووقفوا بمواجهة حملة البيرق. وتقدم قائد المدرسة الحربية ووقف بين حملة البيرق من الدورة المتخرجة وحملة البيرق من الدورة اللاحقة مواجهة للمنصة. وأمر مساعد قائد العرض "افتتاحا اقرعوا الطبول".

واخذ قائد المدرسة بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة، وسلمها الى طليع السنة الثانية ثم امر قائلا: "تسلموا بيرق المدرسة الحربية". وأمر مساعد قائد العرض: "اختتاما اقرعوا الطبول".

ثم التحق حملة بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرجة في أماكنهم وبيرق المدرسة ببقية البيارق. وأمر مساعد قائد العرض حملة الاعلام والبيارق "جانب سلاحك - الجميع مكانك".

تسمية الدورة

بعدها، أمر مساعد قائد العرض الدورة المتخرجة بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب - الى الامام سر. وتقدمت الدورة المتخرجة، وأدت نشيد المدرسة الحربية، ووقفت في منتصف الملعب امام رئيس الجمهورية. وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب: "قدم سلاحك افتتاحا اقرعوا الطبول". وتقدم طليع الدورة السابقة وتسلم إمرة الدورة المتخرجة قائلا: "دورة الامر لي". وأمر طليع الدورة السابقة المتخرجة بالركوع قائلا: "أيها الفتيان اركعوا". ووجه طليع الدورة السابقة السؤال إلى طليع الدورة المتخرجة": "يا طليع الفتيان ماذا اخترتم لتسمية دورتكم"، فأجاب طليع الدورة المتخرجة: "نطلب لدورتنا اسم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". وتقدم طليع الدورة السابقة من الرئيس سليمان بخطى رياضية عادية، وطلب تسمية الدورة قائلا: "باسم هؤلاء الفتيان، اطلب تسمية دورتهم: دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". ورد رئيس الجمهورية قائلا: "فلتسم دورتكم دورة العميد الشهيد نجيب واكيم". وعاد طليع الدورة السابقة الى مكانه، وأمر الدورة المتخرجة قائلا: "يا رجال دورة العميد الشهيد نجيب واكيم قفوا". وأمر مساعد قائد العرض: "اختتاما اقرعوا الطبول، ثم مجانية السلاح ومكانك".

قراءة المراسيم:

ثم تلا وزير الدفاع الوطني مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الجيش. بعده، تلا وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود مرسوم ترقية تلامذة ضباط قوى الامن الداخلي والامن العام.

تسليم السيوف:

وقف الرئيس سليمان وسلم السيوف إلى الضباط. ثم نادى مساعد قائد المدرسة الحربية الضباط الجدد برتبهم واسمائهم لدى مثولهم امام الرئيس سليمان. وتقدم كل من الضباط الجدد بدوره بخطى رياضية عادية، وتسلم من رئيس الجمهورية سيفا وضعه تحت ابطه الايسر، ثم انصرف.

قسم اليمين:

وأمر مساعد قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وتقدم علم الجيش امام رئيس الجمهورية. ثم أمر مساعد قائد العرض تقديم السلاح، وافتتاحا: "اقرعوا الطبول". كما تقدم طليع الدورة ووقف مقابل علم الجيش، وأدى التحية، ونزع غطاء الرأس، وأمسك زاوية العلم بيده اليسرى. ورفع يده اليمنى، وأقسم اليمين الآتية:

"اقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان".

وعند انتهاء طليع الدورة من تأدية قسمه، رفع الضباط المتخرجون اليد اليمنى، ورددوا "والله العظيم".

وأمر مساعد قائد العرض اختتاما: "اقرعوا الطبول، ثم مجانبة السلاح".

وعاد علم الجيش وطليع الدورة كل الى مكانه، وأمر قائد العرض الدورة المتخرجة "تجريد الحسام - الجميع مكانك".

الرئيس سليمان

وأمر قائد العرض بالتأهب، وعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وجرى تقديم السلاح، ثم مجانبة السلاح ومكانك.

ثم، ألقى رئيس الجمهورية كلمة هذا نصها: "أيّها الضباط المتخرجون ،تشمخون اليوم بسيوفكم المعقودة في ساحات المجد والعزة والكرامة. وما العميد الشهيد نجيب واكيم سوى بطل من أبطالها ما رضي بالغدر والعدوان، فكان مع كوكبة من الضباط والجنود من الأوائل الذين قدموا دمهم فداء لعقيدتهم الوطنية فتخلد هو والرفاق ليخلّد العلم وينهض الوطن.

تنطلقون من منهل المعرفة والشرف لتلتحقوا بقطعاتكم وأفواجكم وألويتكم، حماة الوطن انتم وعنوان بقائه. إعلموا أن تنشئتكم العسكرية وتاريخ جيشكم والقوى الأمنية يدعوانكم إلى الالتزام بقسمكم كما أسلافكم ورفاق السلاح، بكم يأمن المواطن غده، ويطيب يومه، فأنتم الذين عصيتم على العدو فما استطاع شرذمتكم وانتصرتم عليه. يكفيكم أن شعبكم يؤازركم فقد كنتم على الدوام له وللدولة، ولم ولن تكونوا يوماً مجرّد حماة للنظام.

لقد عانى لبنان منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، وكانت التضحيات تلو الأخرى ترخص للرد على العدوان فتصديتم لأدواته ولعملائه حفظاً لعزّة الوطن وصوناً لقيمه وحضارته الفريدة المميزة.

فلقد حاول الإرهاب وتحت ستار الدين الذي هو منه براء، وباستعماله مخيمات الشعب الفلسطيني المظلوم، أن يوجه لكم ضربة قاصمة باعتقاده أنه يستطيع إرهابكم مقدمة لإنهاء الوطن. كما نشطت شبكات العملاء محاولة اختراق بعض ضعاف النفوس، إلا أن تضحياتكم وصمودكم وسهركم الدائم وأنتم أصحاب قضية قبل كل شيء أحبط كل تلك المؤامرات.

إن كل نقطة دم أريقت لم تذهب هدراً بل روت هذه الأرض الطيبة ليبقى لنا الربيع. ولم تقو الأعاصير على زعزعة كياننا.

إن المهام الملقاة على عاتقكم جسيمة، فأنتم تدافعون عن الحدود إلى جانب قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ومع هذا فإن إسرائيل لا تزال تخرق القرار 1701 بأعمال استفزازية جواً وبراً وبحراً وبتجنيد العملاء في شبكات التجسس. من هنا فإننا نجدد المطالبة بمتابعة التطبيق الكامل لهذا القرار دون أي تعديل في مندرجاته، ونشدد على تنفيذ بنوده كافة من قبل إسرائيل، والانسحاب من الأجزاء التي لا تزال محتلة من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، فهذا القرار الذي ارتضيناه ووفرنا الدعم الكامل له عبر انتشار سريع وغير مسبوق للجيش في الجنوب بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود، إنما يؤمن الطريق الدبلوماسي لتحرير الأرض، لكنه بالطبع ليس الطريق الوحيد المشروع لمن احتلت أرضه وهتكت حدوده.

كما ينبغي التأكيد في هذا الصدد أن واجبنا يدعونا أن نحرص أشد الحرص على عناصر قوات الطوارئ كما نحرص على جنودنا وعناصرنا وهم الآتون من دول عدة بناء لطلبنا، للتأكد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا، بدون قيد أو شرط، وللمحافظة على الأمن والسلام في جنوبنا الغالي.

اعلموا أيها الضباط المتخرجون، أن مؤسستكم تقدم النموذج المميز في المحافظة على القيم الإنسانية المتمثلة بالديموقراطية وصون الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية، فهي تعمل وتنتظم بالقرار السياسي. وقد شهدنا استحقاقات كبرى واكبت عودة لبنان الدولة إلى مكانتها في الخريطة العربية والدولية فكانت العلاقات الدبلوماسية مع الشقيقة سوريا والتي رسخت عمق العلاقة بين الشعبين. واستطعنا أن نجنب الوطن ارتدادات وآثار الأزمات الإقليمية والعالمية ولم يعد ساحة للصراعات بل للحوار واستعاد صوته المدويّ والمسموع في المحافل.

كما اجتزتم وبامتياز استحقاق الانتخابات النيابية التي اجريت للمرة الأولى في يوم واحد وكانت شفافة وحرة بشهادة الداخل والخارج وما الحركة السياحية والثقافية والاقتصادية التي تعج أرجاء الوطن بأكمله إلا ثمرة جهودكم وتضحياتكم والتزامكم الدؤوب. أنتم قطعاً حزام الأمان لوطن استعاد رونقه وتألقه.

أيها اللبنانيات واللبنانيون

لا بد لنا في هذا اليوم، ونحن نشهد على حصاد عقود من عمل شبابنا الذي اختار الانضواء في الأسلاك العسكرية، إلا أن نقف وقفة مساءلة ذاتية ونقد مسؤول عمّا قدمناه كسياسيين، منحنا الشعب ثقته، لتحصين وحدتنا الوطنية أقله وفاء لدم الشهداء، كل الشهداء على مساحة الوطن لأي طائفة أو دين انتموا، وفي أي عقيدة أو حزب انتظموا.

ترى ما الذي يمنعنا من تحقيق حلم كل شهيد بوطن ديموقراطي، حرّ، بعيداً عن الطائفية والمحاصصة؟

وما الذي يثنينا عن القيام بخطوات إصلاحية لازمة فنعزل الفاسد ونكف يد السارق، ونتبرأ من حامل السلاح لغاياته الخاصة لتتمكن القوى الأمنية من ضرب المخلين؟

هلمّوا نقف وقفة ضمير أمام أرواح شهداء الجيش الذين تصدوا للإرهاب وللعدو الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع شهداء المقاومة وأيضاً مع الشهداء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء الذي آمنوا فصمدوا بوجه آلة العدو المجرمة وغدر الإرهاب.

هلمّوا نقف وقفة تأمل أمام أرواح الشهداء الرؤساء والقادة والسياسيين والإعلاميين والمثقفين الذين عملوا فأغنوا الوطن وكانوا قرابين على مذبحه.

منهم نستلهم مسيرتنا،

وبإرادتكم نقارع المستحيل،

وبالمؤسسات نبني وطنا.

إن التاريخ لن يرحم، والشباب الذين شاركوا في العملية الانتخابية وأولئك الذين سيشاركون مستقبلاً عندما يبلغون الثامنة عشرة من العمر، وأقرانهم المغتربين الذين لبوا دعواتنا فأتوا ليلمسوا أن وطنهم بخير، والذين سيمارسون حقهم في الانتخاب عام 2013 كلهم سيحاسبوننا على أي تقصير أو تقاعس أو تفريط فصوت الشعب من صوت الله ومن غير المسموح أن نخذلهم.

حرام علينا بعد كل ما جرى أن نقع أسرى الأرقام.

حرام على الوطن أن نأسره بأرقام وتواريخ طبعت سجالاتنا ومعاركنا الانتخابية الطائفية بل المذهبية.

لنخرج لبنان من هذا السجن ، فهو والحرية صنوان،

تعالوا نتّحد حول كل تاريخ يحررنا بدل أن يأسرنا.

إن العالم يثق بقدراتنا وما من زائر أو متابع خارجي لأوضاعنا إلا ويعرب عن إعجابه الشديد بحيوية الشباب اللبناني سواء في الوطن أو في بلاد الاغتراب. فما العلة إذاً؟

إذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنذهب ونعطي مكاناً لهؤلاء. وإذا كانت في الدستور فلنعمل على تعديله أو تصحيح ما يعتريه من شوائب وضمن روحية اتفاق الطائف ما يكفل تحقيق التوازن بين السلطات.

أما إذا كانت العلة في الطائفية فلنعمل على تطبيق ما دعا إليه الطائف في هذا المجال،

فنباشر فوراً في وضع قانون انتخابي جديد يزيل شوائب الماضي، ويعكس تمثيلاً حقيقياً لأصوات الناخبين. ووضع تصور منهجي متدرج يفضي إلى إلغاء الطائفية السياسية التي ما زالت تفرز المطبّات المعيقة لتطور الحياة السياسية في لبنان. إن ذلك لا يعني التفريط في المشاركة الكاملة للطوائف وفقاً لميثاق العيش المشترك المنصوص عنه في البند "ي" من مقدمة الدستور، بل تحصين هذه المشاركة بتطوير قواعد الاختيار ليبقى لبنان حاجة للإنسانية ونموذجاً حياً وخلاقاً للتنوع والحوار والتفاعل بين الطوائف.

فلا مبرر لأن يتملكنا خوفٌ أو ترددٌ أو خشية من المحظور في مقاربة هذا الموضوع. كما لا يجب ألا تكون لدينا خشية من مقاربة موضوع الإشكالات الدستورية التي ظهرت خلال الأزمات التي واجهها لبنان خلال السنوات الماضية، بشأن دور رئيس الجمهورية والمسؤوليات الواضحة التي يجب أن تلقى على عاتقه كي يتمكن من إدارة البلد وإخراجه من مأزق التجاذبات المعطّلة لمصالحه وشؤون المواطنين.

إن ما يدفعني إلى طرح هذه النقاط والتساؤلات هو وفقاً لأحكام الدستور بالذات مسؤوليتي كرئيس للدولة تجاه شعبي، خاصة ونحن نجري المشاورات لتأليف حكومة جديدة تعكس وحدة اللبنانيين وروح المشاركة الحقيقية.

وفي هذا الإطار، دعوني أؤكد من جديد على دور رئيس الجمهورية الضامن لهذه المشاركة إلى جانب دوره كحام لهذا الدستور.

ويشكّل المسار الذي تتخذه عملية التشكيل ، تجربة متجددة لروح الديموقراطية وصيغة العيش المشترك، بعد سنوات طويلة لم نكن نقرر فيها الاستحقاقات الدستورية الرئيسية، حيث كانت تغلب طيلة هذه الفترة تدخلات خارجية مساعدة أو معيقة لمثل هذه الاستحقاقات، أكان ذلك على مستوى إجراء الانتخابات أو تشكيل التركيبة الوزارية. إلا أن تأخر ولادة الحكومة بالسرعة التي يتوق إليها اللبنانيون، وتستلزمها حاجات البلاد واستحقاقاتها، يدعونا إلى التفكير في الثغرات الدستورية التي تعيق قواعد اللعبة الديموقراطية ودوران عجلة الحكم وحسن سير المؤسسات الدستورية والسلطات المحرّكة للدولة. وعلينا معاً، أن نضع الإصبع على هذه الثغرات، ونبتدع لها الحلول والمخارج، وفقاً لروحية الدستور اللبناني.

لذا، أمام حكومتنا العتيدة مهمات ومسؤوليات كبيرة. فهي إذ تضم مختلف الأطياف السياسية، يتوقع اللبنانيون منها أن تباشر عملية إصلاح واسعة في القطاعات الإدارية، والاقتصادية، والمالية، والخدماتية، والاجتماعية، بحيث تنقل البلاد إلى عتبة الحداثة والتطور، وتغلق مزاريب الهدر وتضع خطة واقعية وواضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وتخفيف أعباء الديون التي ترهق خزينة الدولة والمواطنين، وإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الكهرباء والمياه وقطاع الاتصالات والنقل وغيرها.

إن بناء الوطن لن يكون إلا بتقديم التضحيات والتنازلات لأجله.

ولا تقوم قائمة وطن إلا بمقدار ما يتنازل كل منا عن أنانيته ومصالحه لصالح الخير العام فخير الوطن خير للجميع وخير الجماعات شر لغيرها.

إن العالم يتحرك ويتقدم بسرعة، يكفينا أن نتابع ما يجري على مساحة الحداثة والاختراع لذا لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي نراوح مكاننا، بل السعي بإيمان وعزم ومنهجية وثبات لحل مشاكل اللبنانيين الحياتية والعمل لبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم والأحلام.

إن الشعب تواق إلى الإصلاح الإداري والسياسي، والى تطبيق ما تبقى من اتفاق الطائف الذي يعتبر ضمانة للجميع، وما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006، انطلاقاً من روحية وميثاقية اتفاق الطائف الذي يجب أن يقرأ بتمعن وعمق. والشعب تواق بالتأكيد إلى أن يلمس خطوات جدية وهادفة لتحديث المؤسسات ولتعزيز الديموقراطية والمواطنية وآليات قيام المجتمع المدني وتحقيق اللامركزية الإدارية تمكيناً من تحقيق الإنماء المتوازن والمستدام.

فالعمل كثير ومتراكم، وآخر ما يتوقعه اللبنانيون من المسؤولين هو أن يغرقوا في التجاذبات السياسية التي تعرقل العمل على تحقيق تطلعاتهم وتجهض أحلامهم وآمالهم بالعيش الكريم والآمن.

أيها الضباط المتخرجون

لنا أن نفتخر بكم، دماء جديدة تضخ في عروق المؤسّسات العسكرية، فيتحوّل الأول من آب إلى ربيع متجدد على تراب الوطن، سياجاً وقدوة.

ولكم أن تكونوا مثالاً للوطنية ورسالة لبنان، إليكم تشخص العيون، وبكم يطمئن الوطن إلى غذه وأحلام أبنائه. فلا تترددوا يوماً أمام كبر المسؤولية والواجب.

عشتم، عاش الجيش، وعاش لبنان".

عرض التحية

وأمر قائد العرض بالاستعداد لعرض التحية، وأعطى الاوامر اللازمة لتحريك الوحدات الى المكان المخصص. وبعد خروج القوى، أعطى طليع الدورة المتخرجة الاوامر اللازمة وأخذت الدورة مكانها شمال ممر خط عرض التحية في مواجهة المنصة، ثم أعطى أمر تقديم الحسام، ووشحه كل ضابط متخرج عند مرور علم الجيش من امامه.

ثم وقف رئيس الجمهورية والحضور، وأمر قائد العرض الى الامام سر، وسارت القوى بالترتيب المحدد لها، في الطليعة فصائل الخطوة الموقعة، تليها فصائل الخطوة الرياضية.

المغادرة

وأمر طليع الدورة المتخرجة بتوشيح الحسام ثم بغمده: "الى اليسار در، الى الامام سر". وسارت الدورة المتخرجة وأدت نشيد الجيش. وغادرت الدورة الملعب. ولدى وصول مؤخرة الدورة الى الجانب الايسر للمنصة الرئيسية، رمت غطاء الرأس في الهواء، وتقدم قائد العرض من الرئيس سليمان قائلا: "فخامة الرئيس انتهى الاحتفال، ودعاه الى اخذ الصورة التذكارية وحضور حفل الكوكتيل.

 

النائب رعد: نريد للبنان ان يبقى قويا عبر الجيش والمقاومة

وطنية - 1/8/2009 أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة بنعفول، في حضور النائب علي عسيران واحزاب وقوى لبنانية وفلسطينية ووفد من قيادة "حزب الله" وحركة "أمل"، "اننا نريد للبنان ان يبقى قويا باقتصاده وسياساته الداخلية وأمنه وسياحته وبقدراته العسكرية عبر الجيش اللبناني والمقاومة، ولذلك نحن كنا من الاوائل ممن طالب بتعزيز قدرات الجيش التسليحية". اضاف:"لكننا نرى مع الاسف ان الذين يرفعون شعارات تسليح الجيش لا يسلحونه الا بالسيارات والدواليب والاحذية العسكرية، اماالاسلحة التي تستطيع ان توازن القدرات التسليحية الاسرائيلية للتصدي والدفاع فقط فهذا ممنوع على الجيش اللبناني". وتابع النائب رعد:"ان هذا التوجه نريد ان نعكسه في الحكومة التي نريد تشكيلها، ولذلك نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى نعزز هذا التوجه الذي يبني لبنان كبلد قوي حصين يستعصي ابتلاعه من قبل العدو الاسرائيلي، ولذلك نحن أصرينا على المشاركة الحقيقية في حكومة الوحدة الوطنية من اجل ان نحصن لبنان، ونبدي للبنان صورةالقوة والمناعة التي تحفظه من اي عدوان وتحقق له مزيدا من التقدم في الداخل". وختم رعد:"حسبنا ان نواصل طريق بناء القوة لبلدنا لانه هذا الطريق هو الذي يحفظنا جميعا ورهاننا على المقاومين على أهل المقاومة وعلى شعب المقاومة".

 

رئيس الجمهورية استقبل في بعبدا وفد قيادة الجيش

العماد قهوجي: نطمح الى توفير المزيد من الاعتدة والاسلحة المتطورة التي تستجيب لتضحيات العسكريين وكفاءاتهم وتتناسب مع حجم المخاطر

وطنية - 1/8/2009 استقبل رئيس الجمهورية ظهر اليوم في بعبدا بعد عودته من الاحتفال بعيد الجيش الذي اقيم في الفياضية وفد قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي وضم أعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الاركان وأركان القيادة وقادة الوحدات العسكرية.

وألقى العماد قهوجي كلمة قال فيها: "في كل مرة نحظى فيها بزيارة فخامتكم تتملكنا مشاعر الفخر والاعتزاز والثقة بالنفس فكيف اذا كانت هذه الزيارة بمناسبة عيد الجيش؟ وفخامتكم اكثر من يعلم معاني العيد ووقعه في نفوس العسكريين والمواطنين على السواء بعد ان بذلتم اغلى زهرات شبابكم في خدمة هذا الجيش وقيادته بكل تفان واخلاص، حتى باتت المؤسسة الوطنية الاولى التي يركن اليها اللبنانيون في السراء والضراء. لقد كان العام المنصرم مثقلا بالتحديات، غير اننا تابعنا المسيرة بكل عزم واندفاع، مستندين في ذلك الى ارث من الانجازات المشرقة التي تحققت على ايديكم، والى بنيان متين اعليتم مداميكه حجراً حجراً، والى جانب ذلك كله، استندنا الى استمرار رعايتكم الكريمة وانتم في موقع رئاسة البلاد، والتزود الدائم بارشاداتكم وتوجيهاتكم ورؤيتكم الصائبة، بحيث تمكنا من تحقيق نجاحات باهرة في مواجهة الارهاب وشبكات التجسس والعمالة وفي ترسيخ مسيرة السلم الاهلي، وبالتالي الاسهام قدر الامكان في تعبيد الطريق أمام عهدكم الميمون، للإنطلاق بالوطن الى رحاب الاستقرار والطمأنينة والازدهار.

فخامة الرئيس،

إن دعمكم للجيش يعتبر بمثابة أمان له، وحافزاً لتعزيز دوره وتفعيل مهماته، وكلنا أمل وثقة بمواصلة هذا الدعم في مستقبل الايام، طامحين الى توفير المزيد من الاعتدة والاسلحة المتطورة، التي تستجيب لتضحيات العسكريين وكفاءاتهم، وتتناسب مع حجم المخاطر والتحديات التي يواجهها الوطن.

عهدنا لكم فخامة الرئيس، التمسك بالنهج الذي أرسيتم دعائمه في المؤسسة والحفاظ على المبادئ والقيم التي رسختم معانيها في نفس كل ضابط وعسكري، وبذل اقصى المستطاع لمواكبة ما تصبون اليه من أهداف وطنية نبيلة. اتقدم من فخامتكم بالتهنئة الخالصة، وأنقل إليكم تحية المؤسسة العسكرية ضباطاً ورتباء وافرادا، ودمتم أملاً للجيش ، ورمزاً لوحدة الوطن وخير راع لأبنائه المخلصين".

 

البطريرك لحام هنأ الرئيس سليمان والعماد قهوجي بعيد الجيش: نطالب بوزارات سيادية في الحكومة ولن نتخلى عن دورنا وموقعنا

وطنية - 1/8/2009 عاد بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الى لبنان بعد زيارة الى المانيا والنمسا شارك في خلالها بمؤتمر حول اللاجئين والمغتربين وحقوقهم ودور الكنيسة والمؤسسات الدولية في رعاية مصالحهم، واستقبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في عين تراز وفودا اغترابية ووفدا اعلاميا لبنانيا نظم مسيرة "على خطى القديسين".

واعتبر البطريرك لحام في تصريح له "ان التقاء اللبنانيين بكل طوائفهم وتوزعاتهم السياسية حول الدور المركزي للجيش في حماية الوطن والشعب والمؤسسات من شانه تعزيز فرص التوافق والائتلاف لتاليف حكومة نموذجية طالما انتظرها اللبنانيون للخروج من حالة المراوحة التي تحكم الواقع السياسي الراهن وانقاذ لبنان من المخاطر المحدقة به، وتمكنه من تجاوز التحديات التي تحيط به من غير جانب". وراى غبطته "ان التوازن الطائفي في تاليف الحكومة يجب ان يستند على قوة العطاء لاجل مستقبل افضل لجميع اللبنانيين والعطاء اكثر غبطة من الاخذ واليوم يحتاج اللبنانيون الى عطاء كبير، يجيب على مشاكلهم المعيشية المتفاقمة. ان ثقافة العطاء هي الميدان الحقيقي لتلاقي اللبنانيين ومتابعة عيشهم الايماني النموذجي وهو الكفيل بالوصول الى بناء الحكم والوطن الذي يصبو اليه الحوار اللبناني الحقيقي". وتمنى "ان يكون للبنانيين في اقرب وقت حكومة على قدر امالهم تضم الاكفياء والمستحقين وتحقق لهم الاستقرار المطلوب والازدهار المامول والامن والامان ولقمة العيش الكريمة"، مشددا على طحق الطائفة بتولي الوزارات السيادية والخدماتية لان دور الروم الكاثوليك التاريخي وحضورهم الفاعل يجعلهم في موقع المشاركة والمسؤولية الوطنية التي لا يرضون التنازل عنها ابداط.

برقيتان

من جهة اخرى وجه البطريرك لحام برقيتي تهنئة بعيد الجيش الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وجاء في برقيته الى الرئيس سليمان:" نتقدم من فخامتكم بمناسبة عيد الجيش، بخالص التهاني ونعبر عن اعتزازنا بالتضحيات التي يقدمها جيشنا في سبيل الحفاظ على لبنان الكيان والشعب والمؤسسات، ونصلي الى الرب، متمنين ان تحمل قابل الايام كل الخير، وان تبقوا يا فخامة الرئيس ضمانة للوحدة والسلام والاستقرار وان تظل مؤسسة الجيش عنوانا لكرامة لبنان الوطن الرسالة الذي يستحقه ابناؤه". وجاء في برقيةالبطريرك لحام للعماد قهوجي:" نتمنى لكم ولمؤسسة الجيش اللبناني، قيادة وضباطا وافرادا، كل العز، ونشكركم على الدور الريادي الذي تقومون به في سبيل الدفاع عن الحق ومواجهة العدو وصون السلم الاهلي ونرفع الدعاء الى الرب لكي يريح انفس الشهداء الابطال، ويبقيكم علامة للبطولة والاندفاع والسهر على وحدة المواطنين وسلامة ارضهم وامنهم".

 

الشيخ الغريب: طلال ارسلان حفظ الجبل في 11 ايار ولن نسكت عما يجري بشأن تشكيل الحكومة وحقوقنا لا تهضم

وطنية - 1/8/2009 عقد "اللقاء التشاوري" اجتماعه الشهري في كفرمتى برئاسة الشيخ نصر الدين الغريب حيث تمت مناقشة مختلف المواضيع المتعلقة بالطائفة والوطن. وهنأ المجتمعون الجيش اللبناني بعيده وتوقفوا عند الاسلوب الذي يتم فيه تشكيل الحكومة العتيدة. وبعد الاجتماع القى الشيخ الغريب كلمة جاء فيها: "في عيد الجيش اللبناني لنا كلمة يجب ان نقولها لهذه القيادة الحكيمة والى ضباطها وافرادها، فبالشرف العسكري اقسمتم بالعزة والاباء والشموخ تحليتم، فمن هذا الجبل الاشم واهله الاكارم ومن كل لبنان وشعبه نوجه اليكم تحية التقدير والاحترام بعيدكم مؤمنين بكم وبعملكم الدؤوب كي يبقى لبنان مصانا وسيدا حرا مستقلا". اضاف:" اعتدنا ان نقول كلماتنا الوطنية بعيدين عن الطائفية والعنصرية راجين ان يكون لبنان فوق كل هذه الاعتبارات مضحين من اجله باغلى ما يملك الانسان. فهذا هو فعلنا واما ما نقابل به فهو عكس ذلك تماما، فلولا الموقف المشرف الذي اتخذه الامير طلال ارسلان لحفظ هذا الجبل في الحادي عشر من ايار ولوقف الفتنة ومسلسل التفجير والدماء لكانت الكارثة الكبرى وربما انسحبت على كل الوطن وحققت اسرائيل اهدافها وقد فعل ذلك الامير بدافع وطني ولم يحتسب للنيابة والوزارة حسابا". وتابع:" لكن الحقيقة التي نواجهها اليوم وما تسرب من اخبار عن الحكومة العتيدة لا يبشر بالخير، لقد اردنا ان نتعالى على المذاهب والطائفة مصوبين انظارنا نحو الوطن. اما الان فكانهم يدعوننا الى التمسك بالطائفة والعمل من اجلها لاننا نرى بام اعيننا وكانهم يريدون ابتلاع لبنان عن طريق الطائفية البغيضة دون تمييز. اننا نحذر من يهمهم الامر اننا لسنا في وارد السكوت عما يجري اذا كان ذلك صحيحا وان حقوقنا لا تهضم كما يظنون فحقنا على الجميع والاقربون اولى بالمعروف".

وقال:" ايها المعنيون شجعوا القادة وشعب لبنان على حفظ الوطن وليس الطائفة او المذهب. فلبنان بجناحيه يستطيع ان يرد الاعداء ويصون ارضه وشعبه ولكن مهما كان من امر فاننا سنبقى في الخط المقاوم العربي المدافع عن الكرامة مهما عملوا على ابعادنا وسنبقى في طليعة المناضلين فهذا تاريخنا ولا يستطيع احد ان يخرجنا عن هذا الخط ولو ان البعض لا يقيم للمواقف الوطنية والتضحيات وزنا". وختم بالقول:" فلا خلاف مع وليد بك في رؤية لبنان سيدا حرا مقاوما ولا باقامة علاقات مميزة مع سوريا الدولة الممانعة الواقفة بوجه الكيان الصهيوني والمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضدها وضد الامة العربية جمعاء. فسنبقى في هذا الجبل وحدة متماسكة متعاونين مع كل الوطنيين المخلصين، فالذي اسس لبناء لبنان لا يحتسب يوما طارئا".

 

الحزب الديموقراطي يستنكر محاصرة "الجديد" لتوقيف الزميلة عيد

وطنية - 1/8/2009 استنكر الامين العام للحزب الديموقراطي وليد بركات في تصريح اليوم "محاصرة اجهزة امنية لمحطة التلفزيون الجديد لتوقيف الاعلامية غادة عيد"، وقال: "اذ ندين هذه المحاولة التي تعتبر تجاوزا للنظام الديموقراطي وحرية الاعلام والتعبير وخصوصا ان للمؤسسات الاعلامية حرمتها وحصانتها وللاعلاميين الحق في طرح القضايا التي تهم الرأي العام وتفضح الفاسدين والمفسدين الذين يستبيحون المال العام ويستخدمون مؤسسات الدولة من اجل تحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطن اللبناني الذي وصلت معاناته الى حد لا يطاق". وأكد ان "المساس بالمؤسسات الاعلامية وخصوصا تلفزيون الجديد الذي يعتبر صوت الحق والحقيقة وبالزميلة غادة عيد التي تمثل ببرنامجها وطروحاتها ضمير المواطنين، تعتبر إساءة لكل مواطن لبناني ينشد قيام دولة المؤسسات والقانون". ودعا وزير الاعلام ونقابتي الصحافة والمحررين إلى "العمل جديا لوضع حد لمثل هذه التجاوزات المدانة".

 

حزب الله دان القرار الامريكي تجديد العقوبات بحق شخصيات لبنانية وسورية واستنكر التفجيرات التي استهدفت مواطنين عراقيين اثناء تأديتهم واجباتهم الدينية

وطنية - 1/8/2009 أصدر "حزب الله"، تعليقا على تمديد الرئيس الامريكي باراك اوباما العقوبات التي فرضها سلفه بوش بحق شخصيات سورية ولبنانية، البيان التالي: "يؤكد حزب الله ادانته للقرار الامريكي بتجديد العقوبات بحق بعض الشخصيات اللبنانية والسورية تحت حجج باطلة وواهية، ويرى فيه محاولة متكررة للتعمية على الاسباب الحقيقية للازمة اللبنانية، والتي تتلخص بالاحتلال والتهديد الاسرائيليين، واستمرار الرئيس اوباما باتباع نهج الادارات الامريكية الاستعلائي من خلال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية، ان حزب الله يرى ايضا في تجديد قرار العقوبات من قبل الرئيس الامريكي امعانا في السلوك العدواني واتباع منطق الغطرسة الامبراطوري الذي يقدم الالتزام بامن العدو الاسرائيلي وتغطية جرائمه كأولوية مطلقة في السياسة الخارجية، ويبدوا ان فشله في فرض المزيد من الخضوع والتنازل واسقاط الحقوق العربية والفلسطينية عبر ضغوط شتى دفعه الى هكذا قرارات، وان مقولة الانفتاح ليست سوى خدعة تمارسها الادارة الامريكية لتمرير مخطات خطرة في المنطقة، وان الرهان على هكذا قرارات هو رهان عقيم وخاسر ولن يجلب سوى تضييع الحقوق المشروعة والمقدسة. ويؤكد حزب الله ان اوان استفاقة العرب وقيامهم باتخاذ الخيارات الصحيحة قد حان منذ زمن، فالادارات الامريكية تقدم الدلائل الاضافية على عمق التصاقها بمصالح العدو الصهيوني".

تفجيرات

الى ذلك، وتعليقا على التفجيرات الارهابية التي اودت باكثر من 165 شهيدا وجريحا في العديد من المساجد والحسينيات في بغداد وضواحيها، أصدر "حزب الله" البيان التالي: "يدين حزب الله بشدة التفجيرات المجرمة التي استهدفت مواطنين عراقيين ابرياء اثناء تأديتهم واجباتهم الدينية في عدد من مساجد وحسينيات بغداد وضواحيها ما ادى الى سقوط العشرات بين شهيد وجريح، ويرى في هذا القتل الجماعي المتواصل في دور العبادة والاماكن الدينية وغيرها ارهابا اعمى يندى له جبين الانسانية، ووحشية مفجعة لا يمكن ان يقبلها عقل او يقرها شرع ودين. ان حزب الله اذ يستنكر هذه الجرائم المروعة، فانه يضعها في اطار السعي لاذكاء نار الفتنة والاقتتال في العراق، ما يسهم في خدمة اهداف الاحتلال الامريكي. ان حزب الله اذ يتقدم باحر التعازي من الشعب العراقي وذوي الشهداء المظلومين والتيار الصدري، يسأل الله العلي القدير للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل، ويدعو الى بذل اقصى الجهد لسوق المجرمين امام العدالة صونا للعراق واهله".

 

الوزير ارسلان اتصل بالنائب جنبلاط

وطنية - 1/8/2009 افادت مديرية الاعلام في الحزب الديموقراطي اللبناني ان رئيس الحزب الوزير طلال ارسلان اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط شكره خلاله على مواقفه، وأكد الوزير ارسلان على "المضي في التعاون المشترك وتعزيز نهج المصالحة التي بدأنا بها معاً من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الاهلي".

 

الوزير باسيل اسقط حقوقه بعد اعتذار الصحافي الاسعد

وطنية - 1/8/2009 جاءنا من المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات جبران باسيل ما يلي: "اصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان رفول بستاني قراره الظني في الدعوى المقامة من وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل بحق الصحافي نصير الاسعد بجرم القدح والذم والتحقير، فدوّن اعتذار الصحافي الاسعد عما ورد في كلامه في حق الوزير باسيل، والذي على اساسه اسقط الوزير باسيل حقوقه الشخصية في الدعوى المقامة. وعلى اساس هذا الاسقاط قرر القاضي منع المحاكمة وحفظ الدعوى".

 

وهاب استغرب تجديد اوباما العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية وسيقدم دعوى لتحصيل حقوقه المادية الناجمة عن خسائر تكبدتها شركته الخاصة

وطنية - 1/8/2009 استغرب رئيس تيار التوحيد وئام وهاب في بيان اليوم "ان يقوم الرئيس الاميركي اوباما بتجديد العقوبات على شخصيات سورية ولبنانية وبينهم رئيس تيار التوحيد مكملا بذلك اخطاء سلفه جورج بوش في التعاطي مع قضايا لبنان والمنطقة بشكل استنسابي وغير عقلاني" . واعتبر "ان هذه العقوبات هي اجراءات سخيفة لا تؤدي الى شيء وهي لا تؤثر على مواقفنا التي ستستمر كما كانت الى جانب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان لان اساس المشكلة هو الاحتلال وليس المقاومة وعندما يزول الاحتلال تزول مبررات وجود هذه المقاومات" . وتمنى وهاب "على الادارة الجديدة الا تنصب نفسها استاذا يحاول تأديب الناس لان موقفنا من حكومة السنيورة له اسبابه اللبنانية البحتة وهو عائد للفساد والهدر الذي مارسه السنيورة خلال توليه السلطة ولا نعتقد بأن الادارة الاميركية تريد ان تغطي مثل هكذا مسؤول، فلو ارتكب اي مسؤول اميركي خطأ صغيرا من آلاف اخطاء السنيورة لكان خرج من الحياة السياسية" . واشار الى انه كان يتفاوض مع مكتب محاماة منذ اشهر لتقديم دعوى ضد الادارة السابقة لان هذا القرار انعكس سلبا على كل اعمال شركته الخاصة وكبده خسائر كبيرة، وسيقوم خلال الاسابيع المقبلة بتكليف مكتب محاماة داخل الولايات المتحدة الاميركية للمباشرة بهذه الدعوى وتحصيل الحقوق والتعويضات التي نجمت عن هذه الاساءة المعنوية والمادية له . ورأى انه "ليس للاميركيين الحق بأن يحددوا وسائل العمل السياسي في لبنان ولكن الجميع يعرف بأنني مؤمن بالوسائل الديمقراطية في العمل السياسي ولم استعمل يوما وسائل عنيفة لم اؤمن بها" . وتمنى على "وزير الخارجية الاستاذ فوزي صلوخ ان يتحرك دفاعا عن كرامة الدولة لا عن كرامتنا ويستدعي السفيرة الاميركية ويبلغها احتجاجه على هذا التدخل الوقح في الشؤون اللبنانية، فأنا أتخذ مواقف تتعلق بالسياسة اللبنانية وليس بالسياسة الاميركية لتتولى الادارة الاميركية مراقبة عملي" .

 

الهيمنة الإيرانية

 التاريخ: ١ اب ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل

دعوة وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي العرب إلى وضع متطوّعين في لبنان في حال شنّت إسرائيل هجوماً عليه يؤكّد أمرين: الأول استمرار المشروع الفارسي في الهيمنة على المنطقة عبر التدخل في شؤونها، والآخر الإستجابة لطبول الحرب التي تُقرع في الدولة العبرية.

اللافت في دعوة الديبلوماسي المفوّه انها جاءت لأن "الشعب اللبناني أخذ يتحدث في الآونة الأخيرة عن احتمال أن يشنّ الكيان الصهيوني عدواناً آخر على لبنان" بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا). لكن على حدّ علم اللبنانيين أن أياً منهم لم ينبسّ ببنت شفة عن الحرب، اللهم إلا إذا كان ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله مع بعض المغتربين يختصر لبنان وشعبه.

ربما يجب علينا التذكّر ان "حزب الله" منذ شهور وهو يعزف على هذا الوتر. ويذكر اللبنانيون جميعاً يوم حلّ رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد على طاولة الحوار متأبّطاً تفاصيل المناورة الإسرائيلية الأكبر "تحوّل ـ 3"، محذّراً من أن لبنان قد يتعرّض في غضون أسابيع قليلة لحرب مدمّرة تشنّها عليه إسرائيل.

قبل حرب تموز أجمع اللبنانيون على تحذير قادة الحزب من مغبّة إعطاء إسرائيل ذريعة للهجوم الشامل، لكن "حزب الله" وحده لم يصدّق ان إسرائيل قد تجرؤ على المغامرة.

لإيران حساباتها المعقّدة، بعضها استخباراتي ـ أمني، وبعضها الآخر سياسي داخلي، وبعضها له علاقة بالتطورات الإقليمية والدولية. والأرجح أن حساباتها لا تتطابق مع حسابات الآخرين. أي أن ما تعلنه الجمهورية الفارسية من احتمالات للحرب لا بدّ أنها تعلم أن ثمّة ما يسبقها. فالحرب لا تحدث لأن رجلاً قتل رجلاً، أو جندياً خطف راعياً، أو مجهولاً أطلق صاروخاً. الحرب تحدث لأن طرفاً من الطرفين أكمل استعداداته. والاستعدادات نادراً ما تكون بزيادة أعداد الصواريخ. والحال هذه ربما يجدر التفكّر مليّاً بالوقائع التي أحاطت بالسياق السياسي للقرار 1701 في الآونة الأخيرة.

لكن التفكّر ملياً في الوضع الراهن، على ما هو عليه تحديداً، لا بد وأن ينفي كلّ احتمال للحرب. إسرائيل اليوم أعجز من أي وقت مضى على شنّها. ذلك أن مخالفة الإدارة الأميركية والتمرد عليها ليس من الأمور التي تقوى إسرائيل عليها طويلاً.

وتاريخ إسرائيل حافل بأمثلة الخضوع للمشيئة الأميركية، من صفقة طائرات الايرباص التي طارت بمجرّد أن سأل جورج بوش الأب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن صحة ما سمعه عنها وتمّ استبدالها على الفور باتفاق على شراء طائرات من شركة "بوينغ" الأميركية، إلى ارتداء الإسرائيليين الأقنعة الواقية من الغاز وتجهيز ملاجئهم من دون تجهيز طائراتهم في حرب الخليج الأولى وصولاً إلى جلب اسحق شامير إلى مؤتمر مدريد مخفوراً، وانتهاءً بمستوطنات غزة التي فكّكت في عهد شارون.

ثم ان إسرائيل لا تستطيع أن تغامر مرة أخرى في اي مواجهة مع الرأي العام العالمي، والظهور بمظهر من يعطّل مساعي السلام الأميركية. هذه المرة لن تسلم من الأميركيين أنفسهم. وأخيراً وخلافاً لما يشاع، ليس ثمة ودّ متبادل بين منظمة إيباك الصهيونية الأميركية وحكومة نتنياهو، وثمّة أوان مستطرقة كثيرة بين هذه المنظمة وإدارة أوباما.

لهذا كله لا تبدو الحرب قريبة. لكن إيران لا تتمنّع عن العبث. وإذا صدقت "أحاديث" الشعب اللبناني، بحسب متكي، فربما يجب علينا اليوم أن نحسّن المقاومة قبل نشوب الحرب لا أثناءها. والأكثر مدعاة للتفكّر هو الصلف الإيراني في الاقتراح على الدول العربية "التي لم تتّخذ الخطوات اللازمة التي كان يجب أن تتّخذها خلال العدوان السابق على لبنان" من تسمية هذه الدول حتى نقارن نحن اللبنانيون بين ما قدمته هذه الدول وما قدّمته إيران.

مرة جديدة تعود الهيمنة الإيرانية لتطلّ من لبنان مجدداً، عبر قرع طبول الحرب بالتناغم مع تلك التي تدوّي في تل أبيب، لكن ضد المشروع النووي للجمهورية الفارسية. وعلى ما يعلم اللبنانيون أن الحرب توقفت ضد بلدهم جرّاء الجهود والمساعدات الديبلوماسية والسياسية والمالية والعينية العربية التي قُدّمت إلى لبنان.

دائماً تحاول إيران أن تمون على وطنيّتنا وإسلامنا وعروبتنا ودمائنا، وتنسى أن من له الحق بطلب المتطوّعين أو المساعدة هم اللبنانيون وحدهم ومن دون وصاية أو "ولاية" من أحد. وفي الأحوال كلها لم ينسَ اللبنانيون بعد "الأيادي البيضاء" لمتطوّعيها في لبنان وشعاراتهم.

 

المتن: تراجع شعبية "التيار" لدى الموارنة والأرثوذكس و"رافعة" الصوت الأرمني حققت له الفوز

نقلا عن "السفير": اكتسبت الانتخابات النيابية في دائرة قضاء المتن أهمية كبيرة لاعتبارات عديدة من أبرزها:

1ـ حجم الدائرة النيابي الكبير: إذ تضم 8 مقاعد نيابية، 4 موارنة، 2 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 أرمن أرثوذكس.

2 ـ تنوع انتماءات الناخبين طائفياً اذ يتوزعون إلى: موارنة (44,5% من الناخبين)، أرمن أرثوذكس (15,5%)، روم أرثوذكس (14,3%) وروم كاثوليك (9,5%)، أرمن كاثوليك (4,2%)، شيعة (2,5%)، سنة (1,6%) ومختلف مسيحي (7,9%).

3 ـ تعدد وتنوع الانتماءات السياسية والحزبية للناخبين (حزب الكتائب، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب الطشناق، النائب ميشال المر، الوزير نسيب لحود).

4 ـ شهدت الدائرة مواجهة سياسية حادة لا سيما بين النائب ميشال المر والعماد ميشال عون بحيث سعى الأول الذي كان حليف الثاني في انتخابات العام 2005 وفي الانتخابات الفرعية عام 2007 إلى الفوز بأكثرية المقاعد وراهن على الفوز بسبعة منها (على اعتبار أن المقعد الثامن قد فاز به بالتزكية النائب عن الأرمن الأرثوذكس اغوب بقرادونيان) وفي أسوأ الاحتمالات الحصول على خمسة من المقاعد السبعة لكن النتيجة لم تكن كما توقع بل فاز كل من سامي الجميل وميشال المر فقط وفاز 5 من لائحة العماد عون. وقد تلا الانتخابات تقديم عدد من الطعون النيابية أمام المجلس الدستوري من المرشحين الخاسرين من كلا اللائحتين بوجه المرشحين الفائزين.

5 ـ بالرغم من التعديلات التي خضع لها قانون الانتخابات النيابية منذ العام 1960 وحتى الانتخابات الحالية في العام 2009، لا سيما في الانتخابات التي جرت بعد انتهاء الحرب وإقرار اتفاقية الطائف، فان قضاء المتن، كما قضاء الشوف، ظل دائرة واحد وذلك لاعتبارات تتعلق بدور وموقع الوزير والنائب ميشال المر في هذه الدائرة.

6 ـ دارت المنافسة الحادة بين لائحتين وهما لائحة تحالف التيار الوطني الحر ـ حزب الطشناق ـ الحزب السوري القومي الاجتماعي وضمت المرشحين اغوب بقرادونيان (فاز بالتزكية)، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، سليم سلهب، غسان الاشقر، ادغار معلوف، غسان مخيبر وغسان الرحباني.

ولائحة الانقاد المتنية التي لم تضم أي مرشح ارمني ارثوذكسي واقتصر عدد اعضائها على 7 مرشحين هم سامي الجميل، سركيس سركيس، اميل كنعان، ادي ابي اللمع، ميشال المر، الياس مخيبر، الياس كرامة.

ومن أبرز نتائج الانتخابات:

1 ـ ارتفعت نسبة الاقتراع إلى 56,7% مقارنة بنسبة 51,2% في انتخابات العام 2005 وهذا الارتفاع كان نتيجة طبيعية لحدة المنافسة.

2 ـ نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 49,4% من المقترعين ونالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 47,4% أي بفارق نسبة 2% ومتوسط عدد أصوات يصل إلى 1,930 صوتاً فقط، وهذه النتيجة تخالف جذرياً النتيجة التي حصلت عليها لائحة العماد ميشال عون في انتخابات العام 2005 حين حازت اللائحة، وكان من ضمنها ميشال المر، على نسبة 64% من أصوات المقترعين بينما حصلت اللائحة المنافسة على نسبة 29,4% من أصوات المقترعين وكان متوسط الفارق في عدد الأصوات بين اللائحتين نحو 29 ألف صوت أي أن شعبية التيار الوطني تراجعت بنسبة 14,6%.

3 ـ لدى الناخبين الموارنة نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 42,7% من المقترعين الموارنة، بينما نالت اللائحة المنافسة نسبة 54,3% ما يعني أن لائحة قوى 14 أذار نالت تأييداً أعلى من التأييد الذي حصلت عليه لائحة قوى المعارضة وكان لافتاً التقدم الكبير الذي حققه المرشح الفائز سامي الجميل لدى المقترعين الموارنة إذ حصل على نسبة وصلت إلى 57,5% من المقترعين الموارنة.

4 ـ لدى الناخبين الأرمن الأرثوذكس نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 77% من المقترعين مقابل نسبة 15,6%للائحة المنافسة من دون ميشال المر الذي حصل على نسبة 33,5% أي نحو 3,200 صوتاً أرمنياً أرثوذكسياً.

واستناداً إلى أن الفارق بين اللائحتين ضئيل جداً ولا يرنو عن 1,930 صوتاً وحيث نتبين أن لائحة التيار الوطني الحر قد نالت نحو 7,400 صوتاً لدى الأرمن الأرثوذكس يمكن القول ان فوز هذه اللائحة كان من دون أدنى شك بفضل أصوات الناخبين الأرمن الأرثوذكس.

5 ـ لدى الناخبين الروم الأرثوذكس نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 46,7% من المقترعين بينما نالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 50,6% من المقترعين.

6 ـ لدى الناخبين الروم الكاثوليك نالت لائحة قوى المعارضة نسبة 50% من المقترعين بينما نالت لائحة قوى 14 آذار نسبة 46% من المقترعين.

 

أشرف.. وأخواته.. ومتكي

محمد سلام

لبنان الآن ، الجمعة 31 تموز 2009

أشرف سياسيا، هو بمثابة فعل ماض ناقص. كما "كان" في اللغة العربية.

ولكن أخوات أشرف، لسن مثله. مازالت أخواته في الناعمة وقوسايا، وسلسلة جبال لبنان الشرقية أفعالا حاضرة... تنتظر. المداخلة ليست في الصرف والنحو، فمضمون الكلام يتناول معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، والذي فرضت السلطة العراقية سيادة دولتها عليه بعدما عاش "استقلالا ذاتيا" قرابة 20 عاما في العراق. مما لا شك فيه أن تجريد أشرف من سلاحه و"سيادته" الذاتية هو أحد أبرز القرارات السيادية التي اتخذتها السلطة العراقية في حقبة ما بعد حكم البعث البائد، وتحديدا في حقبة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، ما يوحي بأنه اعتمد نموذجا لتأكيد سيادة السلطات الوطنية على أراضيها... في المنطقة.

قد يدعي أتباع إيران الفرح بالإجراء العراقي، ويروجون لفرضية أنه اتخذ تأكيدا للنفوذ الإيراني في العراق، ما يتناقض جذريا مع حقيقة المهمة ذات الأبعاد الوطنية-السيادية، ويوجه رسالة إلى "الجارة" إيران مضمونها رغبة الدولة العراقية بعلاقة ندية مع الدولة الإيرانية قائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الدولتين، ومنع استخدام الأراضي السيادية لأي دولة في نشاط معاد للدولة الثانية.

أخوات أشرف الإيراني في لبنان، المنتشرات على سلسلة الجبال الشرقية من قوسايا إلى دير الغزال وصولا إلى أنفاق الناعمة جنوبي بيروت –والتي ما زالت أفعالا حاضرة قائمة- تنتظر ممارسة سيادية لبنانية مشابهة للممارسة السيادية العراقية. هذا ما يؤشر إليه النموذج الإقليمي الجديد الذي يؤسس لدعم السلطات الوطنية على أنقاض النوافذ الإقليمية.

القرار السيادي الجديد الذي على الحكومة العتيدة اتخاذه، وهو الثالث بعد قرارين سياديين تاريخيين اتخذهما الرئيس فؤاد السنيورة بإنهاء بؤرة الإرهابي "كافر العبسي" في نهر البارد وإرسال الجيش إلى جنوبي الليطاني، هو إنهاء أخوات أشرف على الأراضي اللبنانية.

بعد إنهاء معسكر أشرف على الأراضي العراقية، لم تعد الحكومة اللبنانية بحاجة إلى التفاوض مع أي طرف على إنهاء أخوات أشرف في لبنان. فأخوات أشرف لسن أكثر عراقة من شقيقهن في "المقاومة" بل لسن حتى بمستوى عراقته. ومع ذلك أقفل أشرف تحت سقف الحفاظ على سكانه وعدم تسليمهم إلى النظام الإيراني.

موضوع سكان شقيقات أشرف أقل تعقيدا. يستطيعون العودة إلى الجهة التي أتوا منها... إلا إذا كانت الجهة التي أرسلتهم، أو جاءوا منها، أي الشقيقة سوريا، لم تعد راغبة في استيعابهم... لأسباب أكثر جدية من شعار رفض التوطين. عندها سيدرك المروجون لفرضية أن أشرف أقفل بفعل النفوذ الإيراني كم كان فرح إيران عظيما بمقايضة عدم اعتدائها على السيادة العراقية لضرب أشرف بعدم اعتداء الآخرين على سيادتها لضرب ما تعتقد أنه "أشرف"، أي أكثر شرفا أو أهمية.

عندها، سيدرك من كان قد عرض وساطته مع سوريا لحل مسألة أخوات أشرف كم أنه... بحاجة إلى ضمانة سيادية لبنانية ليقايض بقاءه... غير المختلف عليه بضمانة عدم تسليمه لمن يرغب في معاقبته. ربما على الرعاة المحليين لأخوات أشرف البدء، وسريعا، بالبحث عن مهنة جديدة غير القوادة السياسية، يمكن أن تدر على البلد عائدا حلالا بالمعنى الفقهي للمفردة، ما يحصنهم بسيادة لبنانية حقيقية ترعى... توبتهم. أشرف بدأ قبل عشرين عاما لاجئا في العراق وانتهى... لاجئا. أخوات أشرف بدأن في العام 1983 حيث انتهت إسرائيل، باحتلال مربعات آمنة في لبنان، وسينتهين إلى... تسول حق اللجوء في... 

ما يعكس الوضع الحرج لأخوات أشرف، والصدمة غير الإيجابية التي سببها لطهران إقفاله بالقوة العراقية، هو الدعوة الوقحة الصادرة عن وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي إلى إرسال متطوعين عربا إلى لبنان في حال شنت إسرائيل هجوما عليه. لماذا قد يرتكب متكي، الدبلوماسي المحترف، مثل هذا الخطأ الفظيع فيدعو شعوبا لا يمثلها وليست خاضعة له، هي الشعوب العربية، إلى إرسال متطوعين إلى دولة عربية مستقلة ليست محافظة إيرانية هي دولة لبنان؟ لأن متكي يدرك أن إيرانه فقدت القدرة على الفعل في العراق بفقدانها الخصم أشرف. ولأن متكي يدرك أن أخوات أشرف على الأرض اللبنانية قد تيتمن. ولأن متكي يدرك أن رعاة أخوات أشرف المحليين بحاجة إلى دعم من مسمى عربي، وإن من دون تحديد جنسية هذا المسمى، بعدما تيقنوا أن أخوات أشرف تحولوا إلى دواء انتهت صلاحيته وقد يرغب صاحبه بإلقائه في مهملات التاريخ.

السؤال المتبقي: هل تشعر وزارة الخارجية أن متكي انتهك السيادة اللبنانية، وتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وانتحل صفة ليست له؟

هل سيستدعى السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية في بيروت لتسليمه رسالة احتجاج، ولو كانت بنفس المستوى الرث الذي تميزت به رسالة خارجيتنا إلى الأمم المتحدة حيال مخزن خربة سلم؟الجواب سيحدد ما إذا كانت وزارة الخارجية اللبنانية قد فهمت قصة أشرف ... وأخواته. أما رد جامعة الدول العربية على تطاول متكي فمتروك لسعادة الأمين العام عمرو موسى... ورأي دولة قطر... ربما.

 

قال لي أمين الجميل..

ملحم الرياشي

لبنان الآن ، السبت 1 آب 2009

لوين يا استاذ؟ تقدم مواطنان من أبناء بكفيا وسألاني، سارعت بالقول الى منزل الرئيس الجميل، فارتاحت فرائصهما، وابتسما، بعدما كان الحذر بادٍ على وجهيهما، سألت ما القصة؟ وليش معصبين؟

- يمكن مفكرنا حرس يا أستاذ، قال احدهما وتابع، نحن من أبناء بكفيا، لكن العيون هنا تشخص كلها إلى هذا البيت (في إشارة إلى منزل الرئيس امين الجميل) وتحاول أن تحمي سكانه.

في الواقع تحاول بكفيا ان تتحول الى عيون، بعدما حوّلتها الدماء الزكية الساخنة الى قلوب وسواعد. تدخل دارة آل الجميل في بكفيا، فتغمرك هذي القلوب وهذي السواعد، وتدخلك الجدران الحجرية الى مئات من سنين التاريخ، تستحضر البطولات والعنفوان عبر منافذ تكاد تكون قد صنعت معارك، وأقامت "مدامك" وعلّت عمارات حضارية من الادب والفكر والفلسفة والسياسية... دارة الرئيس الجميل تحتفي بالهواء الآتي من سنديانات بكفيا، وفي دورة رأس واحدة، صور أجداد ومشاهد التاريخ الضارب في تاريخ آل الجميل وحزب الكتائب، وفي جزء بطولي وفرحٍ وحزين، من تاريخ المسيحيين ولبنان؛

"الوضع المسيحي اليوم مزرٍ جداً"، قال لي الرئيس الجميل بعد تأهيلٍ وقهوة، "عهدنا الذهبي كان في زمن الجبهة اللبنانية، التي ضمت السواد الأعظم من المسيحيين ومن قياداتهم، ولكن على أثر المعارك العبثية، وبالاخص التحرير وما تبعها من معارك داخلية وصولاً الى الطائف، تولّد التشرذم والضياع عطفاً على فرض رئيسين للجمهورية على لبنان، لم يكن الهمّ المسيحي لديهما من الاولويات، زد على ذلك، القمع والتهجير والنفي والقتل والسجن لمجموعة من القيادات المسيحية، وزد أيضاً الهيمنة السورية، فالسورية-الايرانية على المؤسسات ومرسوم التجنيس وسوى ذلك... كل هذه العوامل ساهمت بزعزعة حضور المسيحيين ودورهم وتأثيرهم".

ولكن ماذا تفعلون اليوم لاستعادة هذا الدور ولو في الحد الادنى على الاقل؟ هل يعقل ان تتركوا الوضع متراجعاً وانتم اليوم منتصرون؟

أحكم الرئيس الجميل قبضته على فنجان من القهوة البيضاء وقال لي بعد شفة، نعمل اليوم على استنهاض الهمم وإعادة المسيحيين الى المؤسسات الوطنية، وحزب الكتائب يتواصل مع القيادات كافة، ويحاول الوصل بين بعضها البعض، كمقدمة لطرح مشروع مشترك يعالج رواسب الماضي القريب ويؤسس لمرحلة جديدة تحت عنوان "لا وحدة وطنية من دون دور مسيحي فاعل".

لا يمكن ان تجلس في الردهة الكبيرة الا وتلفتك بحور الاحزان والتحدي خلف عيون شهيد يبتسم، بيار الجميل الشاب الذي غادر واقفاً... ومبتسماً، وكأن ما يجمع بين قيادات المسيحيين وما يفرق، هو هو تلك الجراح العميقة خلف ابتساماتٍ عابرة، برائحة البحر وملح السفر!

"تحالفاتنا تبنى وفقاً للثوابت الوطنية التي نلتقي عليها مع الآخرين"، قال لي امين الجميل،  "هذا ما حصل مع وليد جنبلاط ورفيق الحريري منذ بداية الالفين وتكرّس في ثورة الارز التي نحن فيها منذ 1943.

أما مع الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة فالامور مختلفة، فقد وضعنا آلية مشتركة للتواصل، وخطوط الاتصال هذه، قد تساعد على بلورة حلول وان كانت متواضعة، لكن من  الممكن ان تصبح طموحة وناجحة".

- هل ثمة عقبات تحول دون هذه المصالحات؟

- نعم ثمة عقبات أمام بعض المصالحات، لكنها ليست مستحيلة التجاوز، من الخلاف حول المواقف الوطنية، الى خلافات سياسية ومحلية ذات طابع انتخابي وتحديد احجام حزبية، الى رواسب الماضي، وهذه النقطة تتعلق بالناس الذين اصابتهم المآسي أكثر منها بالقيادات، إضافة الى الامزجة الشخصية والتي تلعب دوراً كذلك، وزد ان العلاقات الخارجية لكل طرف قد يكون لها التأثير، وتلعب دوراً هي الاخرى حول الثوابت الوطنية.

وبعد استفاضتي في محاولة الخروج باجابات جامعة حول آخر التطورات في ملف المصالحات، قال لي الرئيس الجميل، "إني اعتبر أن كلام الدكتور جعجع عن أحداث أهدن غير دقيق وفيه بعض المغالطات ولن ادخل في التفاصيل. وقد عاهدت نفسي ألا استرسل فيه"؛ مردفاً في عجالة "انا ضد مقاربة mea culpa مسيحية وانا ضد الاستمرار في جلد انفسنا، نحن نحتاج الى مراجعة وطنية على طريقة افريقيا الجنوبية"، وعندما سألته، كيف ذلك؟ جزم قائلاً: "أني أطالب بمؤتمر وطني للحقيقة والمصالحة بعد الخروج الكامل للجيش السوري من لبنان والذي لم يكتمل، والذي لا يتم نهائياً ما دامت هناك منظمات مسلحة متعاونة معه وهي جزء من منظومة سوريا الامنية، إضافة الى التواصل بين سلاح "حزب الله" والنظام في سوريا.

سلاح "حزب الله" محمي داخلياً وخارجياً وهو خارج المؤسسات، ومن الصعب بالتالي تحقيق مؤتمر وطني مبني على وقفة وطنية مجردة قبل معالجة البعد الخارجي للازمة الداخلية".

اعتبرت أني اكتفيت وكان اللقاء قد تجاوز الوقت المحدد له، فوقت وهممت بالخروج مودعاً... رافقني الرئيس الجميل؛ ونحن نسير بين جدران تحمل ما تحمل من تنهدات العراقة والشهادة، عاجلته بدوري، متى تزور سوريا؟ 

"أزور سوريا اذا كان من داعٍ لتفعيل الحوار الرسمي بعد تشكيل الحكومة ويمكن للزيارة أن تحقق ايجابيات"، وتابع وكأنه علم بالسؤال الذي يلي، "المأخذ على ميشال عون ان زيارته لسوريا قد أخذت منحى التحدي".

وعند الباب وقفة أخيرة، هل كنتم لتقبلون بحكومة على هذا الشكل لو كان السلاح في يد الشرعية وحدها؟

- لو لم يكن هناك سلاح خارج الشرعية لما كانت الحكومة تتشكل على هذا المنوال بكل تأكيد، إنما كانت نتائج الانتخابات حققت أهدافها السياسية، لكن سلاح "حزب الله" هو سلاح سياسي وسلاح انتخابي أيضاً.

- ما رأيك بالكلام الذي سربته الزميلة "الاخبار" عن لسان السيد نصرالله؟

- "حزب الله" يعتبر نفسه مكلّفاً برسالة إلهية، وبالتالي سلطته تفوق أي سلطة أخرى وقراراته يتخذها من منطلق مفهومه الآحادي للصالح العام، وهو بالاضافة الى كل ذلك، وهذا الاخطر، يتمتع بقدرات مالية وعسكرية تساعده لتحقيق برامجه بمعزل عن السلطات الدستورية.

- لماذا إذاً لم تفعلوا كما فعل عون وتوقعوا تفاهماً معه، علماً أن أصحاب التفاهم اعتبروه قابلاً للتعميم؟

- التفاهم أعطى الحزب غطاءً مسيحياً ولم يفد عون بشيء والادعاء انه حمى المسيحيين من خطر الحزب غير مقبول، فالاعتداء علينا ليس مطروحاً من قبل "حزب الله" أصلاً. ثمّ أضاف الرئيس الجميل وهو يعالج ربطة عنقٍ سوداء يرتديها على كل الوان ملابسه، "نحن لا نفهم هكذا تفاهم الا على الصعيد الوطني، ودعماً للسيادة الوطنية التي من مستلزماتها البديهية اختزال قرارات السلم والحرب في الدولة وحق وواجب التفاوض الدولي لتحقيق المصلحة الوطنية، إن قرار السلم والحرب كما التفاوض مترابطان، والدليل أن "حزب الله" فاوض اسرائيل في شأن الاسرى بمعزل عن الدولة ومؤسساتها لا بل على حسابها.

يداً وسلاماً للوداع، وعلى درج دارته نزولاً، وهو يومىء لبعض معاونيه بالصعود، قلت له، هل تخشى اندلاع حرب في المنظقة؟

قال لي أمين الجميل، "إن الحلول التاريخية للاسف غالباً ما تأتي على اثر الحروب، ولكن عسى ان يتمكن الرئيس أوباما من بلوغ السلام، من دون العبور اليه بالحرب انما بالحوار.

الساحة الشرق اوسطية منفتحة على كل الاحتمالات، فالاصوليات متفشية، والصراع العربي الاسرائيلي يطلّ على القرن الحالي ببعد آخر مع "حماس" و"حزب الله"، وانسحاب الجيش الاميركي من العراق في وقت لا تبدو الامور ناضجة لذلك، والمفاعل النووي الايراني يشكّل تحدياً للاستقرار الدولي، وكذلك الجولان قنبلة موقوتة، ومزارع شبع كذلك... كلها أمثلة على بؤر توتر قد تشتعل وتشعل في أي لحظة، وضعًا دقيقًا وغير مستقر".

 

وطن الحرية...نعرف من انت 

 ١ اب ٢٠٠٩

كتب سلمان العنداري

تتساءل اللوحات الاعلانية لمناسبة عيد الجيش هذه السنة، والمنتشرة على الطرقات: "وطن الحرية... أتسأل من انا؟"، حيث يقف عنصراً من عناصر الجيش، يبدو متأهباً ومستعداً، وفي خلفية الصورة خريطة لبنانية كتب عليها "الأول من آب".

السؤال التي طرحته اللوحة الاعلانية استفزني، وجعلني اردّ على السؤال، "وطن الحرية...نعرف من انت". هذا الجواب ليس من صعيد المجاملة او المزايدة او المبالغة، بالفعل، فالجيش ومنذ ولادته في الأول من آب العام 1945، لم يتوان لحظة عن القيام بواجبه الدفاعي من اجل سلامة الاراضي اللبنانية والشعب اللبناني وحريته وكرامته وعزّته، فمنذ العام 1948 وقف بوجه العدو الاسرائيلي على الرغم من عدم تكافؤ القوى، الا انه كان بالمرصاد لأي محاولة اسرائيلية خبيثة سعت للنيل من لبنان واستقراراه واهله. وفي العام 2000 كان للجيش اللبناني الدور الكبير في تحرير الجنوب والبقاع الغربي اضافةً الى جهود المقاومة ودعم الشعب اللبناني لتحربر الارض من العدو، فقدمت التضحيات تلو التضحيات، والجيش لم يكن يسأل يوماً عن ثمن الدماء التي كانت تزهق في سبيل لبنان، لأن الاساس يبقى حماية هذا الوطن مهما كلّف الامر.

الدور الوسطي الواعي

كان للجيش خلال السنوات الماضية، الدور الأساس في ضبط الأمن وتثبيت الاستقرار، رغم الانقسامات السياسية الحادة التي شهدتها البلاد، وما رافقها من مظاهرات واعتصامات وأحداث أمنية خطيرة من اغتيالات الى انفجارات واشتباكات داخلية، حيث شكّل تدخل الجيش الحازم والسريع لمحاصرة الأحداث ومنع تفاقمها، الفسحة تلو الأخرى، لعودة الجميع إلى طريق التلاقي والحوار.

في العام 2005 وعلى اثر استشهاد الرئيس الحريري، انتفض الشعب اللبناني بوجه السلطة القائمة والنظام السوري اللبناني المشترك الذي كان يمسك بالقرار الداخلي ويخنق بالتالي حرية وسيادة واستقلال هذا البلد، هذه السلطة آنذاك هددت الناس بضرورة عدم اللجوء الى التظاهر زاعمةً بأن الجيش سيقمع بالقوة هذه التحركات التي كانت تحصل في وسط بيروت على مقربة من ضريح الحريري وبجانب تمثال الشهداء، الا ان الجيش لم يمتثل لسلطة فاقدة للشرعية الشعبية، فقرر ان يحمي الشعب وان لا يشتبك مع ارادته السلمية في التعبير، وبالتالي سمح للناس بالدخول الى الساحة ولم يتعرّض لهم بالقوة. اضافةً الى ذلك، لعب الجيش دوراً وسطياً محايداً بين معسكر 8 و14 آذار، ولولا هذه السياسة لكنّا وقعنا بفخ المذهبية الدامية ولم نخرج منها الى يومنا هذا.

تصدّي ومقاومة

في العام 2006، كانت الكارثة، وقعت حرب تموز المدمرة غلى البلاد، وكان للجيش ان يقف بكل قدراته المتواضعة بوجه البطش الاسرائيلي والى جانب المقاومة وكل اللبنانيين صفّاً واحداً في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية التي شنت حرباً وحشية ضد لبنان، في عملية تدمير منهجي لبناه التحتية ومنشآته، واستهداف واضح للمواطنين الأبرياء في كلّ بقعة من الوطن.

وخلال هذه الحرب، كان الجيش في ساحة المواجهة، يعكس صورة الوطن المقاوم، إذ قامت وحداته في أماكن انتشارها، بأداء دورها الدفاعي بكل القدرات المتاحة لديها، من خلال التصدي للطائرات المعادية، وإحباط العديد من محاولات الإنزال والتسلل، مقدماً نحو 50 شهيداً وعدداً كبيراً من الجرحى، امتزجت دماؤهم مع دماء الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاومين الأبطال، في ساحات الصمود والكرامة..

بعد نهاية حرب تموز بفعل القرار الدولي 1701 الذي انهى القتال الدامي بين المتواجهين، سهّل الجيش اللبناني عودة النازحين الى قراهم ومناطقهم، فانتشرت قواته في الجنوب لأول مرة منذ عشرات السنوات، ليفرض الامن والنظام والسلطة على كامل الاراضي اللبنانية وليؤازر القوات الدولية في مهامها في تلك المنطقة.

الجيش ينتصر على الارهاب

في ما يختص بالارهاب، لن ينسى احداً في لبنان كيف انقضّ الجيش على الخلايا الارهابية التي كانت تسعى لقلب الموازين واحداث حالة من عدم الاستقرار من خلال خلق بلبلة طائفية ومذهبية وتنفيذ عمليات اغتيال بحق بعض القيادات لإحداث الفتن بين مكونات الشعب اللبناني، وفي هذا الاطار، واجه الجيش بكلّ قوة وحزم الجماعات والتنظيمات الإرهابية في عدة مراحل، كان أبرزها، مواجهة تنظيم فتح الإسلام في العام 2007 في نهر البارد، حيث تمكن الجيش مدعوماً بالتفاف شعبي عارم، من تحقيق انتصار كامل على هذا التنظيم، بعد أن قدم 171 شهيداً ومئات الجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن.

لن ينسى احد كيف انتصرت ارادة الدولة في حرب نهر البادر، حيث كان الجيش مصدراً للفخر والعزة والكرامة ورمزاً لسلطة دولة كانت تتأرجح بين الدولة والدويلة، بين منطق المزرعة ومنطق الحكم الصالح، بين اعتصامات وسط العاصمة وتضحيات الجيش التي لا تقدر بثمن.

الجيش يكافح التجسس

تعتبر عمليات التجسس، من أهم الوسائل التي يستخدمها العدو الإسرائيلي ضد لبنان في أوقات السلم والحرب، للحصول على معلومات مختلفة، يستفيد منها أثناء أعماله العسكرية، أو لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات إرهابية، بهدف النيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، لكن الجيش كان دائماً بالمرصاد لهذا الخطر، بحيث استطاع في الأعوام المنصرمة من تفكيك العديد من الشبكات العميلة، أبرزها شبكة محمود رافع الذي اعترف بضلوعه في جرائم عديدة، من بينها جريمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا بتاريخ 26/5/2006. غير أن الإنجاز الأكبر على هذا الصعيد، تحقق خلال العامين 2008 و2009، إثر تمكن مديرية المخابرات بالتعاون مع سائر الأجهزة الأمنية، من كشف عشرات الشبكات المتعاملة مع الموساد الإسرائيلي وتوقيف معظم أفرادها، وقد ضبط بحوزة هؤلاء، أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة للغاية، فيما اعترفوا بإقدامهم على جمع معلومات عن مراكز عسكرية وحزبية، ورصد تحركات مسؤولين سياسيين وعسكريين، والتحضير للقيام بأعمال تخريبية لصالح العدو. وإزاء ضخامة هذه الشبكات واستدراج عدد ضئيل من العسكريين إليها، يؤكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، التصميم على اقتلاع أشواك العمالة من جسم الوطن حتى النهاية، وأن لا مظلة فوق رأس أحد مهما علا شأنه.

امن الانتخابات وارادة الجيش

ليست المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات النيابية في لبنان، ويضطلع الجيش بمهمة توفير الأمن لها على أكمل وجه، بيد أن التحدي الكبير الذي واجهه الجيش خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير، هو إجراء هذا الاستحقاق في مختلف المناطق اللبنانية وفي يوم واحد، إضافة إلى ما رافقه من شحن إعلامي غير مسبوق، واصطفافات سياسية حادة.

لكن قيادة الجيش احتاطت جيداً لحجم المهمة، وما يمكن أن تواجهه من صعوبات، فقامت بحشد أقصى الطاقات والجهود، ووضع خطة مفصلة ودقيقة، شاركت بتنفيذها معظم وحدات الجيش بما فيها الوحدات الإدارية واللوجستية، فيما تم إجراء عدة تمارين تجريبية قبيل الانتخابات للتأكد من حسن التنفيذ.

والى جانب التحضير العملاني والتقني للمهمة، شددت القيادة على التزام العسكريين عدم التعاطي من قريب أو بعيد، بمجريات العمليات الانتخابية الخارجة عن نطاق مهمتهم، والحفاظ على أمن المواطنين وحريتهم من دون استثناء، ووجوب التدخل الفوري لحسم الاشكالات ومنع تفاقمها.

وهكذا نجح الجيش في أداء واجبه، مذللاً بإرادته وعزمه كلّ ما اعترضه من عقبات، فكان مرة أخرى موضع ثناء وتقدير اللبنانيين جميعاً، والمراقبين المحليين والدوليين على السواء. وتتويجاً لهذا النجاح، بادر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إلى تقليد قائد الجيش العماد جان قهوجي وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وذلك تقديراً لجهود المؤسسة العسكرية بشخص قائدها.

مع الناس ايضاً...

اضافةً الى كل ما سبق ذكره اعلاه، فقد ارتبط الجيش اللبناني منذ نشأته ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، ليس من خلال المهمات الدفاعية والأمنية المنوطة به وما يترتب على ذلك من علاقات مع المواطنين فحسب، إنما أيضاً من خلال اهتمامه بالمجالات الاجتماعية والخدمات التي يؤديها حيث تدعو الحاجة، إدراكاً منه بأن الأمن والنهوض الإنمائي والاقتصادي في البلاد، هما توأمان لا ينفصلان.

ومن المهمات الإنمائية التي نفذها الجيش ولا يزال: المشاركة في تأهيل المرافق السياحية والمواقع الأثرية، القيام بحملات تنظيف للشواطئ وبأعمال تشجير وإخماد حرائق، شق طرقات في الأماكن النائية، رفد بعض الإدارات الرسمية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، تقديم المساعدات اللازمة لمؤسسات المجتمع المدني والهيئات الفنية والثقافية والاجتماعية، القيام بعمليات إخلاء وإنقاذ، وتشكيل لجان لتخمين الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة...

من ناحية ثانية، أولى الجيش اهتماماً خاصاً بمشكلة الألغام المتصلة بالأمن والإنماء معاً، نظراً لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم اليومية واستثمارهم لأرزاقهم. وقد بدأت هذه المشكلة مع انتهاء الأحداث في العام 1990، وتفاقمت على أثر اندحار العدو الإسرائيلي في أيار من العام 2000، إذ استفاق اللبنانيون على احتلال من نوع آخر، تمثل بوجود نحو 550،000 لغم خلفها هذا العدو وراءه في مناطق الجنوب والبقاع الغربي، ثم بلغت المشكلة ذروتها مع عدوان تموز، حيث أسقط العدو الإسرائيلي أكثر من مليون قنبلة عنقودية فوق أرض الجنوب.

نعرف من انت، واكثر

اذن، ايها الجيش نعرف من انت، وعليك ان تتأكد اننا نثمّن ونقدّر ونجلّ كل التضحيات التي قدمتها وتقدمها لنا كلبنانيين. نعرف من انت، فأنت وطن الحرية بحد ذاته، لأنك كنت وستبقى الاساس لسيادة وحرية هذا البلد. ومن هنا، لابد على كل القوى السياسية، موالية كانت ام معارضة ان تدرك ان الجيش مؤسسة وطنية جامعة، تنأى بنفسها عن الطائفية والفئوية والتجاذبات السياسية، وتسهر على تأمين المصلحة الوطنية العليا، وان هذه المؤسسة لا تدخل في الصراعات السياسية والمذهبية والدهاليز الفئوية الضيقة، كما انها تلتزم التجرد المطلق في معاملة المواطنين وتطبق مبادئ العدالة والمساواة، حفاظاً على الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان. ولهذا كله واكثر، على كل القوى السياسية ان تساعد الجيش وتبعده عن اي صراعات مذهبية وحزبية يمكن ان تعرقل دوره، او تشلّ ادائه بطريقة او بأخرى.

ويبقى ان نتوجّه الى الجيش في عيده بتحية كبيرة، وباحترام اكبر، فشكراً لك يا وطن الحرية، شكراً للجيش اللبناني.

 

 لقاء "مصالحة" بين صفير وفرنجية خلال أيام وعون يضع شروطاً تعجيزية للقاء جنبلاط

  إيجابية تشكيل الحكومة تنعكس على مسار المصالحات

المصدر : السياسة الكويتية  ١ اب ٢٠٠٩

يبدو أن الايجابية التي ظهرت في اليومين الماضيين بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عكست نفسها على مجمل الحركة السياسية في البلد, فعاد الحديث بقوة عن تزخيم المصالحات الداخلية على أكثر من خط, وبين أكثر من جهة وطرف.

وأبرز ما ظهر أمس احتمال زيارة رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية إلى البطريرك الماروني الموجود حالياً في مقره الصيفي بالديمان (شمال لبنان) لطي صفحة من الخلاف العميق وصل في المرحلة السابقة حد التجريح السياسي والشخصي بالبطريرك نصر الله صفير من قبل فرنجية. وعلمت "السياسة" من مصادر "تيار المردة" أن فرنجية سيزور صفير في وقت قريب, من دون الإفصاح عن الموعد, مشيرة إلى أن فرنجية رحب بقوة بقول صفير قبل يومين "إن أبواب البطريركية المارونية مفتوحة أمام جميع الموارنة والنائب سليمان فرنجية من صميم أبناء الطائفة". واعتبره بمثابة دعوة للزيارة وهو سيلبيها في وقت وشيك, قد لا يتعدى يوم الأحد المقبل, كما يدرس إمكانية أن تكون الزيارة للمشاركة في قداس الأحد كتعبير عن اعترافه بمرجعية البطريركية دينياً, مع الاحتفاظ برأيه السياسي المغاير لموقفها.

ولفتت المصادر إلى أن فرنجية كان سباقاً في إطلاق قطار المصالحة المسيحية-المسيحية, من خلال اللقاء مع الرئيس أمين الجميل و"حزب الكتائب" بعد قطيعة طويلة, مشيرة إلى أنه من باب أولى أن تكون العلاقة مع رأس الكنيسة المارونية طبيعية, ولكنها رفضت الخوض في استكمال هذه المصالحات لتشمل "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع.

من جهته, أكد مصدر كنسي ماروني إمكان حصول لقاء صفير فرنجية قريبا, وأوضح أن البطريركية المارونية تدرك تمام الإدراك أن هكذا خطوة تعطي زخماً كبيراً للمصالحات المسيحية والتي تعمل عليها الرابطة المارونية برئاسة جوزيف طربيه بتشجيع ودعم كاملين من البطريرك صفير.

وأوضح أن صفير تصرف دائماً كراع يعمل على جمع رعيته تحت سقف الكنيسة, وما جعله الآن يجدد دعوته إلى كل الموارنة للتصالح واللقاء, هو نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي بينت عمق التشرذم المسيحي, الأمر الذي سيؤدي إذا استمر إلى إضعاف الجميع من دون استثناء, ويهدد موقع ودور المسيحيين في لبنان.

وفي سياق المصالحات, عادت المساعي إلى عقد لقاء بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون, وتضاربت المعلومات في هذا الشأن بين متفائل بقرب موعد هذا الاجتماع, وبين قائل بأنه لن يحصل أبداً.

وفي استطلاع للأجواء قامت به "السياسة", أكد مصدر مقرب من جنبلاط أن الأخير موافق على مبدأ الاجتماع, ولا يضع أية شروط لعقده, ولكنه يفضل التركيز الآن على مسألة تشكيل الحكومة, لأنها الأهم, ولكي لا يفسر انفتاحه على عون خطأ, وخصوصاً من قبل الحلفاء المسيحيين في قوى "14 آذار", أو أن يستثمر أحد ما الأمر وإدخاله في "البازار" الحكومي.

والخلاصة بالنسبة لجنبلاط أن ثمة أولويات في العمل السياسي الآن, والاهم اليوم هو إنجاح الرئيس المكلف سعد الحريري في انجاز التشكيلة الحكومية ومن ثم قيادتها.

وأوضح المصدر أن جنبلاط الذي لا يضع شروطاً للقاء عون, يرفض بدوره أن يخضع لأية شروط مثل ما حكي عن وضع جدول أعمال لهذا اللقاء يكون في مقدمه موضوع عودة المهجرين المسيحيين إلى الجبل, لأن هذا الموضوع هو من مهام الحكومة المفترض أن الجميع سيشاركون فيها, عدا عن أن سبب تأخر العودة معروف للجميع وهو عدم توفر الأموال اللازمة لدفع التعويضات وإعادة الإعمار, لإقفال هذا الملف نهائياً.

في المقابل, أكد قيادي في "التيار الوطني الحر" أن عون أيضاً موافق على مبدأ اللقاء مع جنبلاط لكنه يعتبر أنه يجب تحديد شروط النجاح وإلا سيكون اللقاء "للصورة فقط", و"إذا كان جنبلاط يعتبر أن انفتاحه الواسع على قوى المعارضة سيسهل مصالحته مع عون بشكل تلقائي فهو مخطئ, فلكل مصالحة شروطها وظروفها, ومشكلتنا مع جنبلاط تختلف في جوانب أساسية منها, عن مشكلته مع "حزب الله" مثلاً, أو مشكلته داخل الطائفة الدرزية". ورفض المصدر الإفصاح عن موعد "محتمل" للقاء عون وجنبلاط, مؤكداً وجود اتصالات لهذه الغاية, ولكنها لم تسفر عن جديد بعد. ووصف مراقبون موقف عون التعجيزي بالمناورة المتعددة الأهداف, لتحسين شروط التفاوض مع جنبلاط, وانتزاع اعتراف منه بحصرية تمثيل عون للمسيحيين, ومساعدته في منع الأطراف المسيحية الأخرى من التدخل في معركته لنيل الحصة المسيحية الأكبر في الحكومة العتيدة, وهذا ما تنبه له جنبلاط ونأى بملف علاقته بعون عن أي موضوع آخر, ولكن في نهاية المطاف فإن عون يحتاج إلى مصالحة جنبلاط, وبالتالي سيسقط شروطه للقاء, ولكنه الآن يبحث عن مخرج.

 

لبنان أولاً" وأخيراً.. حتى لا تهبّ "العروبة" مرتين

١ اب ٢٠٠٩ / ميرفت سيوفي

بموجب القانون الدستوري رقم 18 تاريخ 21/9/1990، أضيفت إلى الدستور اللبناني مقدّمة، جاءت في الباب الأوّل منه تحت عنوان أحكام أساسيّة، وهي في عشر فقرات كل واحدة منها لا تقل أهمية عن الأخرى، إلا أن الفقرتين أ و ب حدّدتا وبشكل نهائي "هويّة" لبنان، وبنص واضح لا يحتاج لا إلى اجتهاد ولا تأويل، وهو نصّ بليغ فصيح لا ينتابه الحنين إلى أيام "الهوى والشباب" ولا تهبّ عليه "عاصفة ليلة صيف" لترمي به في مكبّ شعارات "بائدة" من حقبة "الخمسينيات" و"الستينيات" في لحظة كان "لفظ" العروبة مصطلحاً إجبارياً لدرءِ شبهات "الشيوعية" أو "اليسارية" أو تهمة "الإلحاد"، كان "مصطلح العروبة" غطاء سميكاً يلتحفه أهل المعسكر السوفياتي ليجتازوا به حافة تناقض الإلحاد في معسكره كأساس لبناء الدول الثورية، في مجتمع عربي ومسلم، فالإيديولوجيات أحياناً "تستغبي" الشعوب الطيبة، فكيف إذا اجتمعت "الطيبة" مع "الجهل" لا بدّ عندها من "لعلعة" الشعارات لهزّ مشاعر البسطاء، هذا مشروع انتهى بانتهاء كل مفاعيله بدءاً من النزعة "العرقية" العربية التي تناقض الإسلام بحسب النصوص التشريعيّة القرآنية والنبويّة، فالدعوة إلى العصبيات العرقية في الإسلام مرفوضة، وانتهت مع انتهاء المدّ الثوري الناصري وكل مفاعيله "الثورية الخطابية" وصولاً إلى "كسرته" الكبرى عام 1967، وانتهائه بوفاة داعيه الأكبر "جمال عبد الناصر" عام 1970، بموت الشخص مات المصطلح السياسي "العروبة" في أوجه استخدامه التوسعيّة، وانتهت كل مفاعيل هذه الحقبة في العالم العربي بسقوط الاتحاد السوفياتي..

ونصت الفقرة (أ) من مقدّمة الدستور اللبناني على أن: "لبنان وطن سيد حرّ مستقلّ، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحداً أرضاً وشعباً...".. ووضعت "وثيقة اتفاق الطائف" في الفقرة (ب) من مقدمة الدستور، نقطة نهائية على سطر "شبهات" الأهواء و"فذلكة" الشعارات، ونوبات "الحنين" التي تحتاج إلى علاج لا إلى سجال..وتنصّ الفقرة (ب) على أن: "لبنان عربي الهوية والانتماء، وهو عنصر مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم مواثيقها، كما هو عضو مؤسّس وعامل في منظمة الأمم المتحدة وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان . وتجسّد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقول والمجالات من دون استثناء".و"نقطة على سطر" كل نوبات المصالح والأهواء الشخصيّة، فلبنان عربي الهوية والانتماء وعنصر مؤسّس وعامل من ضمن منظومة ارتضاها كلّ العرب جامعة لهم، فلا يُخيل لأي سياسي أنه يستطيع أن ينزاح بلبنان من إطاره العربي الجامع ضمن منظومة جامعة الدول العربية - حتى وإن كانت تحتضر - وكل انزياح إلى شعار يطرحه طرف أو دولة وكل محاولة لزج لبنان منفرداً في قضايا تخصّ كل العالم العربي، لن تجد لها مكاناً بين اللبنانيين، لأنها استخدام لهذا الوطن وشعبه من أجل مآرب آنية وشخصية، وقد لا تتجاوز في بعض الأحيان رغبة في وزارة بعينها أو زيادة في حجم قطعة الجبن اللبنانية المشتهاة..

"لبنان أولاً"، ليس شعاراً، وليس شعاراً سخيفاً، ولا انعزالياً، فالدستور اللبناني نص على هذا الشعار، عندما حدّد في الفقرة أ منه أن "لبنان وطن سيد حر مستقلّ"، اللبنانيون لم يخترعوا شعاراً مناقضاً للدستور اللبناني وكل انزياح عن "حرية وسيادة واستقلال" لبنان هو انزياح إلى محور وضد الدستور اللبناني ومخالف له..

أما "موّال" العروبة الذي "يعنّ" كمنجيرة هذه الأيام في موسم "يوليو" الذي صادف تشكيل الحكومة وتوزيع حقائبها، فقد أبانه الدستور، وحدد مفهومه وطبيعته وبنص رسمي فلا يترجمنّه أحد على هوى مصلحته الآنية، "لبنان عربي الهوية والانتماء"، وترجمة هذه الهوية وهذا الانتماء "شغلة" الدولة، ومن ضمن ما نصّ عليه الدستور اللبناني..

منذ الخمسينيات ربح "المتعوْربون" المنابر والخطابات والشعارات التي صارت متهرئة و"مجنزرة"، وأدخلوا لبنان في جهنم الولاءات "المدفوعة" الثمن، هذه الحرب والشعارات كان لها "ممولون"، وذاكرة اللبنانيين ليست قصيرة "مات الشباب" على اسم قضايا، وقبضت الأحزاب أثمان موتهم تمويلاً متدفّقاً إلى جيوب أصحابها.. حتى الجرحى كانوا يُسجلون في كشوفات الحساب لقبض الفواتير على أنهم شهداء..

اليوم يحتفل اللبنانيون بعيد الجيش اللبناني، إنها مناسبة عظيمة تذكرنا بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان، وآخر قوافلهم أبناؤنا وإخوتنا الذين سقطوا في مخيم نهر البارد، "شاكر العبسي" أيضاً عندما ذبح جنود الجيش اللبناني قتلهم وقاتلهم بإرهابييه على اسم "العروبة" و"الإسلام"و"تحرير فلسطين".. ولن يجدّن سياسي بعد العام 2005 وإن انتابته حال "نوستالجيا" من يعيره أذناً صاغية عندما يقرر إلغاء أكثر من نصف قرن من عمر الشعب اللبناني سقط فيها أجيال منه على مدى ثلاثين عاماً، لمجرد أن عاصفة "العروبة" تهبّ عليه مرتين بحسب ما تقتضيه ظروف هبوب الرياح!!

"لبنان أولا.. وأخيراً" وما بين هذين الحدين يستطيع كل السياسيين أن يتذاكوا ويتفذلكوا على الشعب اللبناني، لأنه وحده دفع الثمن، والذين "هوبروا" على المنابر "قبضوا" ثمن موته..أما أي "عروبة" - مع تحفظي على المصطلح - نريد؟ نحن نريد لبنان العربي الذي قدم لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري نموذجاً مشرقاً ومشرّفاً له، يوم كان رفيق الحريري في خدمة كل ما يفيد لبنان والعرب، ويوم قدّم رفيق الحريري لبنان على كل مصالحه حتى استشهاده، بعدما وظف كل علاقاته العربية والدولية لمصلحة لبنان!!

أما من يريد أن يضع لبنان تحت إبطه ويدور به في دوّيخة مصالحه ومآربه، فهذه عروبة أغنيات قديماً ضحكت بالشعارات على عقول السذّج، ونستطيع أن ندلّ كل هؤلاء على شاعر عملاق لا يستطيع سياسي أن يزايد على عروبته لأنه كان منظراً شعرياً لها جعلها على كل شفة ولسان، فالراحل "صلاح جاهين" الذي رفع صوته عالياً بعد هزيمة 1967 قال: كفاية طوال هذه السنوات كنا نكذب على الشعب ونخدعه!! وقد نقترح عليهم أيضاً إذا كانوا "مهتاجين" بمشاعرهم في هذه الفترة وبشدّة على "العروبة" ونكساتها المحزنة - لأنهم ينسون أن حزيران يأتي قبل تموز - فنقترح أن يستعيدوا واحدة من أغنيات صلاح جاهين وحليم وأن يطبقوا ما تقول وبعدها، فليسخروا من "لبنان" ومن منزلته "أولاً" عند شعبه: "فدائي.. أهدي العروبة دمائي.. أموت أعيش.. ميهمنيش.. وكفاية شوف علم العروبة باقي...".. ولا نريد من هؤلاء إلا أحد أمرين: إما أن يُهدي العروبة دماءه لنصدّق مقولته.. وإما أن يدلنا على علم العروبة أين يُرفرف، حتى نعرف شكله وموقع ارتفاعه لأنه حتى اليوم مازال معلّقاً على سارية أوهام الشعارات..

المصدر : الشرق

 

المأزق العوني": من حفر حفرة لأخيه وقع فيها! 

المصدر : المستقبل/  ١ اب ٢٠٠٩

عبد السلام موسى

لا شك أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في "مأزق" لا يحسد عليه، ويعيش "أصعب أيامه"، ويرقص مع تياره على حافة "التناقض" في التعاطي مع الاستحقاقات، في ظل "إحباط" بدأ يتسلل الى قواعده، بعد أن تحولت "الصخرة" الى "بحصة"، إن في زوال "تسونامي الجنرال" في الانتخابات النيابية الاخيرة، أو في "مزاجية المعاكسة" لـ"أعراف" تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات، واصطدام "التعنت العوني" بليونة الحلفاء في "حزب الله" وحركة "أمل"!.

اليوم، "ذاب الثلج وبان المرج"، وبات واضحاً أمام الرأي العام أن قطار تأليف حكومة "كل لبنان" توقف عند "العقدة العونية" في "الاصرار" على توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية الاخيرة، وأبرز هؤلاء من يمثل عون في حكومة تصريف الاعمال الحالية، وزير الاتصالات في حكومة جبران باسيل، نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرا، وزير الزراعة الياس سكاف، ووزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون.

باسيل خسر في البترون، وأبو جمرا في الأشرفية، وسكاف في زحلة، وعون في الشوف، فهل باتت الوزارة "جائزة ترضية" لمن لم يكسب ثقة الشعب في الانتخابات النيابية؟ أو كما قال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، "إن من نبذه الناس وأخرجوه من الباب، يتم إدخاله مجدداً من الشباك"!.

"قمة التناقض" في الموضوع، أن "الجنرال" رفض توزير الخاسرين في انتخابات العام 2005، وتمسك بهذا المبدأ، في محاولة لقطع الطريق على خصومه المسيحيين الذين انتصر عليهم في تلك الانتخابات، ولكن يبدو أن الجنرال بات ينطبق عليه المثل القائل: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"!.

الجنرال "يحرج" نفسه!

اليوم يصر العماد عون على توزير محازبيه الخاسرين في الانتخابات، ولا مانع لديه من "مقايضة" توزير الصهر باسيل، بالتخلي عن توزير سكاف وأبو جمرا وعون، أو حتى عدم المشاركة في الحكومة، وبالتالي ليس هناك من "يحرج" الجنرال لإخراجه، بل هو "يحرج" نفسه بنفسه، من خلال رفع السقف، ومعاكسة المنطق، و"نقض" المبدأ الذي كان يتمسك به، وليس هناك من "يظلم" الجنرال، بل هو يظلم نفسه بنفسه، ويظلم معه كفاءات التيار الوطني الحر، ويحرمها حقها في تولي المسؤولية، لحسابات عائلية صرفة تتناقض مع معيار العمل الحزبي.

فقد اشارت أوساط في المعارضة لـ"الديار"، في عددها الصادر أمس، الى ان الحديث دار مع الجنرال حول ترشيح زياد أسود والان عون، خصوصاً وأنه مقرب منه مثل الوزير باسيل، اضافة الى اقتراح ترشيح فايز كرم، لكن المصادر ذكرت أن العماد عون أصر على توزير باسيل، وقال:" جبران أو لا أحد، خصوصاً عندما قيل له إن جبران لم يحالفه الحظ في الانتخابات وإن توزيره سيفتح الابواب على الاحتجاجات، فكرر قوله اما جبران أو لن اشارك في الحكومة".

في المقابل، تشير كل المعطيات الى "صعوبة" مسايرة عون، والقبول بمبدأ توزير الخاسرين في الانتخابات، فرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، كانا تفاهما على هذه النقطة انطلاقا من مبدأ ديموقراطي يفترض ان يراعى في الحكومة الاولى بعد الانتخابات.

فرنجية يذكر عون

وفي ظل "شد الحبال" القائم في موضوع توزير الخاسرين في الانتخابات، يذكر النائب السابق سمير فرنجية بان "العماد عون كان اول من اعترض على توزير الخاسرين في انتخابات العام 2005، وقدم نظرية شبيهة بالتي تسود اليوم لدى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، وذلك في إطار حربه على خصومه المسيحيين الذين لم يحالفهم الحظ في انتخابات العام 2005، وتحديداً القسم الاكبر من أعضاء قرنة شهوان".

ويشير الى أن "العماد عون كان يشكك بشرعية انتخابات العام 2005، إن بالنسبة لقانون الانتخاب، او بالنسبة للتحالفات، فكانت نظريته بعدم توزير الخاسرين في الانتخابات في أول حكومة في هذا السياق، اما اليوم، فالاوضاع مختلفة، فهو لا يشكك بشرعية انتخابات العام 2009، وبالتالي عليه التزام نتائجها وفقاً للمعايير التي وضعها ".

ويلفت فرنجية الى جانب آخر من المشكلة "ويكمن في البلبلة التي يثيرها موقف العماد عون داخل صفوف "التيار الوطني الحر"، من خلال إصراره على توزير باسيل، وبمعزل عن شخصيته، وكأن التيار العوني بات يقتصر على شخص أو شخصين، خصوصاً أن شعار التيار في الانتخابات الاخيرة كان التغيير والاصلاح، ما يدفع أعضاءه الى التساؤل اليوم، هل يكون التغيير والاصلاح على هذا المنوال؟".

ويؤكد "أنه لا يمكن أن تقبل الاكثرية ان تشكل الحكومة، وكأن الانتخابات لم تجر، فهي لم تذهب باتجاه فرض حكم الاكثرية، وتنازلت وقبلت بحكومة وحدة وطنية نظراً للظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، ولكن المستغرب أن تصطدم محاولة تجاوز المرحلة الماضية بعقد لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية، بقدر ما هي انعكاس لاغراض شخصية وخاصة، وهذا ما لا تقبله الاكثرية، كما لا تقبله الاقلية، في ضوء التباين القائم في ما بينها نتيجة مطالب عون، فمبدأ المشاركة لا يخضع للشروط الخاصة، بل لشروط الدولة".

حوري يستغرب

من جهته، يشير عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري الى أنه "سمع أثناء لقائه الاخير برئيس الجمهورية الاربعاء الماضي تأكيداً لعدم توزير الراسبين في الانتخابات".

ويؤكد "أن هذا الموضوع بات خارج النقاش، ومحكوم بنقطتين، الاولى اتفاق رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف على عدم توزير الخاسرين في الانتخابات، والثانية أن منطق الامور يقول إن من لم يمنحه الناس ثقتهم لا يجوز أن يوزر في الحكومة"، ويلفت الى "أن هناك من يقول إنه تم توزير من خسروا في الانتخابات من فريقنا السياسي في الماضي، والجواب ان ذلك لم يحصل في الحكومة الاولى بعد الانتخابات".

وإذ يستغرب حوري "ألا يكون لدى "التيار الوطني الحر" سوى الخاسرين في الانتخابات ليرشحهم الى موقع الوزارة، خصوصاً أولئك الذين فشلوا أيضاً في هذا الموقع"، يبدي اعتقاده "ان التيار الوطني الحر يزخر بالعديد من الطاقات المؤهلة لدخول الوزارة، سواء ممن نجحوا في الانتخابات، أو من التكنوقراط الذين يحظون باحترام الجميع".

 

هل صحيح أن شعارات الاستقلاليين سقطت ؟ 

المصدر : النهار  ١ اب ٢٠٠٩

 علي حمادة

منذ انتهاء الانتخابات تبدّل المشهد السياسي اللبناني بالاصطفاف الحاد الذي شهده لبنان بين فريقين جرت مواجهة كبيرة بينهما على امتداد 4 سنوات متتالية. وكانت تباشير التبدّل أطلت من خلال حراك النائب وليد جنبلاط السياسي نحو المصالحات بين الجبل و"حزب الله"، وابتعاده عن حلفائه الاستقلاليين بخطابه وتلميحاته ثم بخطوات متسارعة لنقل الهدنة مع "حزب الله" خطوة الى الامام لتتحوّل هدنة مع دمشق. ثم تبع حراك جنبلاط حراك مسيحي – مسيحي بين الرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية، وكلام على شيء ما يجري التحضير رله على مستوى التقريب بين بكركي والنائبين ميشال عون وسليمان فرنجيه. كل ذلك جاء في ظل انطلاق مصالحة سعودية – سورية لم تبلغ نهاياتها بعد، وعودة الحرارة بين واشنطن ودمشق، والتحضيرات التي تحصل من اجل اعادة اطلاق دورة جديدة من المفاوضات السورية – الاسرائيلية تؤدي الى مفاوضات مباشرة في تركيا. وكل ذلك ايضاً في ظل الزلزال السياسي الكبير الذي ضرب ايران ولما يزل منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة. وكذلك في ظل تزايد الحديث عن حرب اسرائيلية ضد "حزب الله" قد تنشب في الاشهر المقبلة مقدمة لمحاولة اسرائيل قطع الذراع الايرانية في الجنوب اللبناني. وكل ذلك اخيراً في ظل التهافت على دخول الحكومة اللبنانية الجديدة ليجلس على الطاولة نفسها اعداء الامس حلفاء الغد وربما اعداء بعد غد...

منذ السابع من حزيران حكي الكثير عن سقوط شعارات الاستقلاليين، وقيل الكثير عن انتهاء الاستقطابات بين 14 و8 آذار؟

عندما بدأ النائب وليد جنبلاط حراكه السياسي لعقد هدنة جدية مع "حزب الله" ادرك انه مضطر عقب بوادر حمام الدم الدرزي – الشيعي الذي كان يرتسم في افق المواجهة، الى ادخال تعديلات على خطابه شكّلت صدمة في الوسط الاستقلالي وفي الوسط الدرزي في الجبل. فجرح غزوات الحزب في الجبل في ايار 2008 كان مفتوحاً على كل احتمالات الصدام المفتوح الدرزي – الشيعي. وبذل جنبلاط جهداً غير اعتيادي لحصر النار التي كانت تعتمل في صدور ابناء الجبل جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، وافلح الى حد كبير في محاصرة النار التي كانت تهدد بالحرب المذهبية المفتوحة، وخصوصاً لدى من بقي "حزب الله" في ذهنه من ابناء الجبل مصدر تهديد يمكن ان يتجدد عند اي مفترق سياسي داخلي او خارجي، فبقي الحذر هو الاساس وترسّخت الهدنة.

في مرحلة لاحقة قيل ان جنبلاط، باستعادته خطاب سبعينات القرن الماضي عن العروبة وفلسطين وانتقاده شعار "لبنان اولاً"، صار "في منزلة بين منزلتين" كما نقل عنه قبل ايام. ولكن الثابت ان جنبلاط المستعيد خطابه القديم ما قال يوماً انه يفترق عن مبادئ "ثورة الارز". فكثيراً ما عدد منجزات هذه الثورة التي تحققت بدماء شهدائها وبنضال قادتها وجمهورها. فمن اخراج الجيش السوري من لبنان، الى احقاق العدالة بالنسبة الى القادة المنفيين والمعتقلين، فإنجاز المحكمة الدولية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونقل العلاقات بين لبنان وسوريا الى مستوى آخر بعد اقامة العلاقات الديبلوماسية، وصولاً الى تحقيق انتصار ثان للاستقلاليين في الانتخابات النيابية رسّخ خيارات ثورة الارز من دون ان يذهب الى حد اسقاط الخيار اللاإستقلالي الذي استمر قائماً اساساً بفعل امتلاك "حزب الله" السلاح من خارج الدولة وبحماية قوة استقطابه للوسط الشعبي الشيعي. كل هذه المنجزات كانت دون ما طمح اليه جمهور ثورة الارز لكنه مثّل مرحلياً حداً أقصى، قابله انجاز رئيسي حققه الفريق الآخر بفرض عرف "فيتو" التعطيل لـ"حزب الله" مداورة في الحكومة المقبلة (بما يشكل مقدمة لتعديل اتفاق الطائف)، وانتزاع اعتراف غير معلن بالامر الواقع الذي يمثله السلاح من خارج الشرعية عبر نقله الى طاولة حوار لا افق لها. ولكن هل ننسى ان الفريق الآخر، ولا سيما "حزب الله"، يتوق الى الجلوس مع من اتهمهم بالتآمر مع اسرائيل ضده حول طاولة واحدة في الحكومة؟ او ان الجنرال ميشال عون الذي اغرق البلاد بخطابات نارية عن فساد الآخرين يقاتل للانضمام الى حكومة يرأسها ابن "السلالة" التي توعد عون قبل اقل من شهرين باستئصالها من الحياة السياسية اللبنانية؟ واللائحة تطول...

في مطلق الاحوال، ثمة تبدل ولكنه لا يرقى الى تغيير حقيقي في المواقع. ففي المواقف المستجدة كثير من الحسابات الباردة، وكثير من التكاذب السياسي والطائفي. ووحدها حقيقة روحية ثورة الارز تبدو راسخة وعابرة لحواجز طائفية وحزبية.

 

 ما من سلاح خارج الشرعية إلا وارتد الى الداخل

هل تقوم الدولة القوية مع حكومة "الشراكة الوطنية"؟

النهار/اميل خوري     

يتساءل الناس هل مجرد وجود رئيس للجمهورية ومجلس نواب وحكومة ومؤسسات يكفي لوجود دولة قوية قادرة على بسط سلطتها على كل أراضيها وتطبيق القانون على الجميع بدون استثناء؟ الواقع، كما ثبت في الماضي والحاضر، انه كلما كان وجود للسلاح خارج الشرعية ضعفت الدولة وعجزت عن تطبيق القانون، بدليل أنه عندما كانت الدولة دولة وكانت العشائر مسلحة لا سيما في منطقة بعلبك – الهرمل كان الامن يطبق فيها بالتراضي وكان الرئيس فؤاد شهاب نفسه يقول تعليقا على ذلك "إن القانون "يزم" كلما صعد نحو الجرود"...

لقد بدأت دولة القانون والحق والمؤسسات تفقد قدرتها وقوتها منذ أن دخل 45 مسلحاً فلسطينيا الى منطقة العرقوب، ولم تستطع الحكومة الرباعية في عهد الرئيس شارل حلو اتخاذ قرار باخراجهم من المنطقة لأن أصوات الوزراء الاربعة انقسمت بالتعادل بين من طلب اخراجهم بالقوة ومن رفض ذلك، والصوت الوازن الذي كان لرئيس الجمهورية امتنع عن التصويت حيال هذا الانقسام الطائفي، اذ ان الوزيرين بيار الجميل وريمون اده صوّتا على اخراجهم بالقوة فيما صوّت الرئيس عبدالله اليافي والوزير حسين العويني ضد.

وهكذا، وبسبب غياب القرار الوطني الجامع الذي تأثر بالمشاعر الطائفية في عدم التوصل الى اتخاذه، رغم ان القضية المطروحة مهمة جدا ويؤثر عدم بتها على سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها وقدرتها على تطبيق القانون، فإن الـ45 مسلحا فلسطينيا أصبحوا ألوفا بعد سنوات وانتشروا في عدد من المناطق اللبنانية وحولوا المخيمات ثكنا ومعسكرات بداعي الدفاع عن القضية الفلسطينية والانطلاق من جنوب لبنان لتحرير الاراضي الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل... فكانت النتيجة ان العمليات الفدائية الفلسطينية التي انطلقت من لبنان خصوصا لم تحرر شبرا واحدا من الاراضي المحتلة، بل سببت احتلال أراض لبنانية واجتياحات بلغ أحدها العاصمة بيروت ودفع اللبنانيون ولا سيما أبناء الجنوب ثمن ذلك خسائر بشرية ومادية فادحة وتعرض الاقتصاد اللبناني لصعوبات جمة، ولولا المساعدات التي حصل عليها لبنان من دول شقيقة وصديقة لكان واجه كارثة لا قيامة له منها.

وعندما أخذت المنظمات الفلسطينية تتدخل في الشؤون السياسية اللبنانية الداخلية، تحول سلاح تلك المنظمات نحو الداخل، فكانت حرب السنتين بينها وبين تنظيمات لبنانية حملت السلاح هي ايضا دفاعا عن النفس وعن أمنها الذاتي بعدما أصبحت الدولة عاجزة ليس عن حمايتها فحسب بل عن حماية نفسها، فانقسمت قواتها المسلحة وانقسمت المؤسسات وانهارت الدولة لتحل مكانها الدويلات.

وعندما دخلت القوات السورية لبنان لتوقف الاقتتال وتخرج الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس، لم تقم الدولة اللبنانية القوية القادرة على حفظ الامن بواسطة قواها الذاتية وبسط سلطتها في كل المناطق، بل قامت دولة الوصاية السورية على لبنان مدة ثلاثين عاما وهي الدولة التي كان فيها الأمن شعارا وغير ذاتي، وكل شيء مستعار يذهب مع انتهاء وقته...

ومع انسحاب القوات السورية من لبنان وانتهاء زمن الوصاية وجدت الدولة اللبنانية نفسها وحيدة في مواجهة أوضاع سياسية وأمنية معقدة عليها ان تتولى بنفسها معالجة هذه الاوضاع وهي غير جاهزة وغير قادرة بمؤسساتها الضعيفة على ذلك.

ومع وجود الدولة اللبنانية الضعيفة ازداد حجم السلاح في المخيمات الفلسطينية، وبدأت أحزاب يسارية تقوم بعمليات فدائية ضد اسرائيل انطلاقا من الجنوب الى ان بدأ "حزب الله" المسلح تسليحا قويا وتدريبا عاليا بعمليات نوعية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب، بحيث توصل الى تحرير الاراضي اللبنانية المحتلة وارغام القوات الاسرائيلية على الانسحاب منها تنفيذا للقرار 425 الذي تعذر تنفيذه بالوسائل السياسية والديبلوماسية على مدى سنوات.

ولكن ما من سلاح انتشر خارج الشرعية بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية او عن قضايا اخرى إلا وارتد الى الداخل. فالسلاح الفلسطيني دخل في اللعبة السياسية وباتت قرارات في مجلس الوزراء لا تتخذ إلا بعد العودة الى ابو عمار اذا كانت تعنيه... بحيث ان سطوته السياسية في لبنان بلغت حد القول في تصريح له انه حكم بيروت...

والسلاح خارج الشرعية الذي كان في أيدي الميليشيات أشعل حربا بين "حزب الله" وحركة "أمل" وحربا أخرى بين حركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت عجزت قوات الدولة اللبنانية عن وقفها إلا بعد استدعاء قوات سورية...

وتسبب هذا السلاح في إشعال حرب الالغاء بين "القوات اللبنانية" وقوات من الجيش عندما كان العماد ميشال عون رئيسا لحكومة انتقالية، وكان قد تسبب ايضا في اشعال حرب بين "القوات اللبنانية" و"نمور حزب الوطنيين الاحرار" بحجة توحيد البندقية المسيحية... فكانت النتيجة ان زادت القوات السورية امساكها بالارض وبكل مفاصل الدولة اللبنانية.

ووقع "حزب الله" في الاخطاء نفسها عندما حوّل سلاحه في اتجاه الداخل، فكانت أحداث 7 ايار التي أفقدت سلاح الحزب صدقيته التي اكتسبها عند الناس كسلاح مقاوم للاحتلال الاسرائيلي وليس كسلاح يدخل الى زواريب السياسة اللبنانية الداخلية ويكون طرفا فيها.

لذلك، فإن السؤال الذي يبقى مطروحا بعد تشكيل الحكومة ولا جواب قاطعا وحاسما عليه هو: حتام يبقى السلاح خارج الشرعية، وتبقى الدولة الشرعية ضعيفة وعاجزة عن تطبيق القانون بوجوده، واذا لم يكن في الامكان إنهاء وجود هذا السلاح ما دامت وظيفته لم تنته، هل في الامكان وضعه تحت أمرة الدولة بحيث يكون قرار استعماله لها ولا سيما ما يتعلق بالحرب والسلم كي يكون لقيام حكومة الوحدة الوطنية او الشراكة الوطنية معنى وخدمة للأمن والاستقرار والاستثمار في البلاد.

 

الرئيس بري في دردشة مع صحيفة "اوان" الكويتية: ولادة الحكومة في أي وقت وزيارة الحريري لدمشق قبلها او بعدها

التوافق السوري ـ السعودي يسير كالشلال ولولاه لما توافقنا في لبنان

لا قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية بل قمة بين الرئيس الأسد والملك عبدالله

قلت للرئيس مبارك: نعم هناك هلال شيعي لكنه هلال ضمن القمر السني..

الانفتاح الاميركي على سوريا يسير بخطى سريعة وواسعة في كل المجالات

وطنية - 1/8/2009 توقع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة خلال ايام لأن الاساس الذي ستقوم عليه قد أُنجز ولم يبقى سوى الاتفاق على الحقائب الوزارية . واشار الى ان من الاطراف لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة لأنه في هذه الحال سيتحمل المسؤولية عن تأخر معالجة الازمات الكثيرة التي تعاني منها البلاد .

وقال الرئيس بري في دردشة مع صحيفة "اوان" الكويتية تنشرها غداً الأحد "ان ما يجنيه لبنان حالياً من توافق سياسي هو من نتاج الوفاق بين الـ "سين ـ سين" اي التوافق السوري ـ السعودي الذي هو اساس البناء، "فلو لم يقُم هذا الاساس لم كنا تمكنا من الاتفاق في لبنان".

واضاف: " لقد كنت اول من نادى بتأليف حكومة وحدة وطنية قبل إجراء الانتخابات، وشددت على تذويب فريقي 8 و14 آذار في هذه الحكومة، لأني مقتنع تمامًا بأن اي فريق لا يستطيع ان يحكم البلاد ويتحمل المسؤولية عنها بمفرده". وقال: "في إمكان الحريري ان يؤلف حكومة من دون إشراك المعارضة فيها وأنا ملزم في هذه الحال بأن أفتح له ابواب مجلس النواب لأعطيه الثقة ويأخذها، ولكن سيكون سهلاً على اي معارضة في المستقبل إصطياد الحكومة في غياب الوحدة الوطنية، ولذلك فإني اصريت شخصياً على الجميع لكي يشاركوا في الحكومة حتى نتحمل جميعاً مسؤولية النهوض بالبلاد". واشار الى "أنه لا يمكن أي نظام او حكومة في لبنان ان يقمع الحرية التي هي من أهم ركائز وجود لبنان وإستمراره". وأكد "ان التوافق السعودي ـ السوري يتجاوز الوضع اللبناني الى مسائل اكبر وأهم وان كان لبنان جزءاً مهماَ فيه".

ونفى الرئيس بري أن تكون هناك قمة لبنانية ـ سورية ـ سعودية ستعقد في دمشق بعد تأليف الحكومة، وأكد "ان ما سيعقد هو قمة سورية ـ سعودية، اما زيارة الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري لدمشق، فلا مشكلة لدى الرجل فيها وهو يمكن أن يزور العاصمة السورية قبل تأليف الحكومة أو بعده".

وتوقع الرئيس بري تدفقا كبيراً للاستثمارات العربية والاجنبية على لبنان المتميز بنظامه الاقتصادي الحر ونظام السرية المصرفية فيه، وذلك "كلما توسعت دائرة التوافق العربي ـ العربي"، وأبدى عتباً على الموقف المصري "الذي يبدو وكأنه ما زال يغرد خارج سرب التوافق السوري ـ السعودي "هذا التوافق الذي يسير بسرعة كبيرة كالشلال".

وعندما ُسئل الرئيس بري عن الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري وهل كانت هناك جهات خارجية تعمل على إعاقة مشروعه لإنماء لبنان، يتذكره بري مترحماً عليه ويقول: "رحمة الله عليه، كنا يومياً نتخاصم مرتين ونتصالح 3 مرات".

وأوجز الرئيس بري بلمحة سريعة للظروف التي هددت بحصول فتنة مذهبية في لبنان وعاد بالذاكرة الى آخر زيارة قام بها الى مصر وما دار بينه وبين المسؤولين المصريين، فقال: "ليس في مصر أي تعصب مذهبي، والمصريون يقولون ذلك بأنفسهم وعندما التقيت الرئيس حسني مبارك، وكان برفقني رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور، قلت له إنكم تتحدثون عن هلال شيعي؟ نعم هناك هلال شيعي، ولكنه هلال ضمن القمر السني".

وعن عودة البعض الى الحديث عن الحدود العراقية ـ الكويتية والديون المترتبة على العراق ايام النظام السابق لبعض الدول العربية الخليجية وفي مقدمها الكويت، قال بري: "إن الوضع يتطلب مسامحة عربية ـ عربية".

وعن الوضع العربي والموقف من موضوع فلسطين قال الرئيس بري : "للأسف أن إسرائيل تعتبر أنه لم يعد هناك صراع عربي ـ إسرائيلي، وانما هناك صراعاً بينها وبين فلسطينيين، أي مع فريق من الفلسطينيين، وباتت تتصرف على أساس أنه ليس هناك أي مشكلة بينها وبين الدول العربية، ولا سيما منها الدول التي لا تقيم سلاماً معها، وتعتبر أو تعمل على ترسيخ مقولة أن المشكلة باتت بين العرب وايران، وان النزاع بات صراعاً عربياً ـ إيرانياً، بمعنى أن ايران هي مصدر الخطر على المنطقة وأن على العرب ان يتصرفوا على أساس "إيراناً دُر" للأسف".

وأكد أنه يراهن على الرئيس الاميركي باراك اوباما في أحداث تحول إيجابي في اوضاع المنطقة "فالرجل حتى الآن يتعاطى بإيجابية ويعمل بجدية على تحقيق حلول ملموسة، ولكن لديه فترة سنة، فإذا لم ينجح في ذلك فإن الوضع في المنطقة سيدخل في مرحلة غير واضحة المعالم". واضاف: "اني ما زلتُ أرى هذا العام هو عام التسويات في المنطقة، أما سنة 2010 فستكون سنة مفصلية في تاريخ المنطقة، أياً كان ما سيتوصل اليه الرئيس الاميركي".

وأكد "ان تقدماً كبيراً حصل وسيحصل في العلاقة الاميركية ـ السورية التي تسير في خطوات سريعة نتيجة الانفتاح الاميركي الواسع على سوريا، واشار الى ان السفير الاميركي سيعود قريباً الى دمشق وكذلك حركة الطيران الاميركي بالإضافة الى الرفع التدريجي للعقوبات الاميركية والدولية المفروضة على سوريا".