المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 3 آب/2009

 

إنجيل القدّيس متّى .32-22:12

وأَتَوه بِرَجُلٍ مَمْسوسٍ أَعمى أَخرَس، فشَفاهُ حتَّى إِنَّ الأَخرسَ تَكَلَّمَ وأَبصَر. فدَهِشَ الجُموعُ كُلُّهم وقالوا: «أَتُرى هذا آبنَ داود؟» وسَمِعَ الفِرِّيسيُّونَ كَلامَهم فقالوا: «إِنَّ هذا لا يَطرُدُ الشَّياطينَ إِلاَّ بِبَعلَ زَبولَ سيِّدِ الشَّياطين». فَعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهم فقال لهم: «كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت. فإِن كانَ الشَّيطانُ يَطرُدُ الشَّيطان، فقدِ انقَسَمَ على نَفْسِه، فكيفَ تَثبُتُ مَملَكتُه؟ وإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فَبِمَن يطرُدُهُم أَبناؤُكم؟ لِذلِكَ همُ الَّذينَ سيَحكُمونَ علَيكم. وأَمَّا إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله. أَم كيفَ يَستطيعُ أَحدٌ أَن يَدخُلَ بَيتَ الرَّجُلِ القَوِيِّ ويَنهَبَ أمتِعَتَه، إِذا لم يُوثِقْ ذلكَ الرَّجُلَ القَويَّ أَوَّلاً؟ وعِندَئِذٍ يَنهَبُ بَيتَه. مَن لَم يكُنْ معي كانَ عليَّ، ومَن لم يَجمَعْ معي كان مُبَدِّدًا. لِذلكَ أَقولُ لَكم: كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر. ومَن قالَ كَلِمَةً على ابنِ الإِنسانِ يُغفَرُ له، أَمَّا مَن قالَ على الرُّوحِ القُدُس، فَلَن يُغفَرَ لَه لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة.

 

اذهب إلى دمشق إذا شئت... ولا تصوب على حلفائك"

جنبلاط الحائر المحيِّر وأسئلته المقلقة

كتب ايلي الحاج:  النهار

لا يشبه خروج وليد جنبلاط من قوى 14 آذار، اذا خرج، انسحابَ كارلوس اده منها مع بقائه على مبادئها احتجاجا على ما اعتبره "تنازلات". ويعجز متابع الزعيم الاشتراكي عن كشف الدافع الرئيسي الى اطلاقه مواقف النأي والابتعاد عن حركة 14 آذار التي قادها عمليا ولم يتحالف معها، من لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكان الرهان بين القتلة ان الاوضاع ستعود الى طبيعتها كأن شيئا لم يكن بعد ايام من التشييع. لكن جنبلاط وقف ذاك النهار 14 شباط 2005 وحمل المشعل فسار خلفه الآخرون في اللحظة التاريخية، سنة ومسيحيين ودروزا بالطبع، ونخبا شيعية، فكانت 14 آذار التي كبرت ككرة ثلج، فأسقطت اولا حكومة الرئيس عمر كرامي واخرجت الجيش السوري من لبنان واعادت قادة من السجون والمنافي واطلقت جوا وحدويا استقلاليا عارما في البلاد بقي خارجا عنه ثنائي "حزب الله" – حركة "امل"، اي غالبية في الشيعة، وتوسعت حلقة الخارجين لاحقا بعد الانتخابات النيابية التي جرت على اساس "الاتفاق الرباعي" عام 2005 مع انتقال العماد ميشال عون من 14 آذار الى التحالف مع ما سمي بقوى 8 آذار ليشكلوا معا "المعارضة".

حمل جنبلاط عاليا طوال الحقبة الماضية حتى الامس القريب شعار "الحقيقة والعدالة" الذي رفعته كل مكونات قوى 14 آذار ودفع شهداء على التوالي حياتهم ثمنا على طريق المحكمة الدولية حتى باتت في مأمن من العقبات والعراقيل اللبنانية وغير اللبنانية. ومع تقدم عمل هذه المحكمة وتطوره بعد كثير من الشائعات والتكهنات والمطبات بدأ من يلتقون الزعيم الاشتراكي منذ اشهر، وتحديدا منذ نشر تقرير "در شبيغل" الالمانية واطلاق الضباط الاربعة ينقلون عن الرجل مواقف حائرة واسئلة يطرحها تصيب "العمق"، من نوع ان "الرئيس الحريري رفيقي وصديقي وغال جدا عندي، ولكن والدي ايضا قُتل"، و"أليس الافضل الاكتفاء بالحقيقة اذا كانت المطالبة بالعدالة ستؤدي الى ضرب السلم الاهلي في البلاد؟"، و"اغتيال الرئيس الحريري اخرج الجيش السوري من لبنان وانهى عهد الوصاية، الا يكفي ذلك؟ الى اين من هنا؟".

اسئلة تحمل هواجس مقلقة جدا لرجل شاءت اقداره ان يكون مسؤولا عن مصير طائفة في بلد تحكمه الطوائف وتواريخها المثقلة بالمآسي منذ قرون.

ولم ينس جنبلاط انه عندما دقت ساعة الحقيقة في 7 أيار 2008 لم يقاتل حلفاؤه السنة في بيروت، وان المسيحيين حيّدوا انفسهم ليجد انصاره الدروز انفسهم وحيدين في المعمعة التي يريد بكل قواه وعزيمته إبعاد اي احتمال لتكرارها ومحو ذكراها حتى من اذهان ابناء الجبل وما حوله.

وعندما تستيقظ ذكريات متناقلة من جيل الى جيل عما حدث بعد حوادث الجبل عام 1860 للقادة الجنبلاطيين وانصارهم وسط التخلي الدولي عنهم تطفو معها الى السطح مشاغل ذات طابع شخصي، اذ يذكر بحيرة احد الذين جالسوا جنبلاط انه تحدث عن العالم الآخر على غير عادة، وان جده ووالده قتلا بعمر الستين وهو اليوم في التاسعة والخمسين، وانه يعد نجله تيمور لتولي القيادة.

بالطبع يستنكر "الرفاق" (السابقون؟) لوليد جنبلاط في "ثورة الارز" ذهابه الى الاكتفاء بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وبقية شهداء 14 آذار واسقاط مطلب العدالة، معادلة معناها السياسي التخلي عن تأييد المحكمة الدولية وأقله إسقاطها من الحسبان وعدم ذكرها في البيانات الوزارية والادبيات السياسية والقول مع القائلين – أو مسبقاً واستباقاً على ما فعل جنبلاط – ان هذه المحكمة "مسيَّسة" وتشكل جزءاً من "لعبة الامم"، تمهيداً لأن ينعتها من يشاء انها "اداة في يد الصهيونية وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي".

منحى يرفضه "الرفاق" في 14 آذار. ويعتبرونه تخلياً عن الاصدقاء والاحباب، من جورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد والشهداء الاحياء": "كانوا معنا وماتوا بسبب المحكمة"، يقولون.

وفي طريقه الى موقعه الجديد الذي "بين منزلتين" تلقى جنبلاط نصائح خارجية، تحديداً عربية مهتمة بلبنان: "اذهب الى دمشق، وأبعد الى طهران ان شئت، فأنت حر، ولكن لا تطلق النار على حلفائك، ففي النهاية قد تضطر للعودة اليهم، من يدري؟". نصائح لم تلق صدى على الارجح، بدليل مواقف الامس التي استحضر فيها مرحلة "الحركة الوطنية" وأدبياتها في ما يُعدّ نكوصاً فكرياً عن مرحلة متقدمة على صعيد بلورة الطرح وتصحيحه تجلت في بيان "مؤتمر البريستول" قبل عشرة ايام فقط من الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي.

تضمن ذاك البيان تعهداً بالسعي الى تحقيق ما ورد فيه من رؤية الى مستقبل لبنان وفلسطين والعروبة والمنطقة، ووعد بالبقاء معاً والنضال معاً. وبين الموقعين يا للمفارقة، وليد جنبلاط.

 

نوفل ضو لموقعنا: 14 آذار تنتهي فقط عندما ينتهي لبنان وكلام جنبلاط دليل على نجاح ثورة الأرز 

  المصدر : خاص موقع 14 آذار   ٣ اب ٢٠٠٩

  حاوره غسان عبدالقادر

أثار كلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأخير حفيظة العديد من أنصار ثورة الأرز حول أنّ التحالف مع قوى "14 آذار" كان بحكم الضرورة. هذا الكلام جاء خلال خطاب القاه جنبلاط ضمن فعاليات الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب التقدمي الإشتراكي الأحد 2 آب.

لكن عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، الصحافي نوفل ضو، رأى أن كلام وليد جنبلاط الأخير هو دليل صارخ على نجاح ثورة الأرز في مسيرتها الإستقلالية. واضاف، خلال حديث خاص لموقع 14 آذار الألكتروني، أنّ هذة الثورة الإستقلالية لم ولن تموت طالما لبنان باق وثوابتها باقية.

وإعتبر ضو، "أن ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إنما يعبّر عن قناعاته الخاصة ، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أي إنسان غير منتمي للحزب التقدمي الإشتراكي وغير ملتزم بقرار الحزب. فما جرى كان ضمن لقاء حزبي داخلي ومؤتمر عام هدفه إعادة القراءة السياسية لمرحلة سابقة، من زاوية معينة ولإغراض حزبية بحتة".

وشدد ضو على "أنّ كلام وليد جنبلاط هو أكبر دليل على نجاح 14 آذار وثورة الأرز. فنحن كلنا نتذكر ما حصل عام 2000، حين قرر جنبلاط أن يتمايز في موقفه عن حلفائه في تلك الفترة ، وأعلن من مجلس النواب ضرورة إعادة إنتشار الجيش السوري في لبنان. فلا ننسى كيف إنبرى حليفه آنذاك عاصم قانصو إلى تخوينه وكيف قام حلفاؤه بهدر دمه. إن مجرد القيام بهذه القراءة البسيطة تتيح لنا المقارنة بين الموقفين".

وشرح ضو الوضع قائلاً "بالنسبة لوليد جنبلاط، الذي يعدّ ركناً أساسياً من 14 آذار، فإنه يقوم حالياً بإعادة تقييم لادائه على مدار الفترة الماضية. وها هي اليوم قوى 14 آذار تتعاطى بواقعية مع هذا الموقف، فلم تبادر إلى تخوين وليد جنبلاط ولا إلى الصدام الإعلامي المباشر معه ولا إلى أي شيء من هذا القبيل. من هنا، فإن ثورة الأرز التي هدفها تأمين سيادة الوطن وحريته وإستقلاله، قد نجحت بالفعل بتأمين المناخ والبيئة السياسية لكي تمارس الناس العمل السياسي بكل حرية. فقد وصلت القوى الإستقلالية بعد أربع سنوات من النضال، إلى غايتها بتأمين الهدف السياسي من قيامها على قاعدة أن لكل الناس الحق بقول ما تراه مناسباً وأن لكل سياسي الحق بالتعبير عن ما يريد".

ورداً على سؤالنا عن أن هذا التمايز داخل ثورة الأرز قد يعني نهايتها وتفككها، أجاب ضو "14 آذار تنتهي عندما ينتهي لبنان، 14 آذار تنتهي عندما يعود الجيش السوري إلى لبنان، 14 آذار تنتهي عندما يصبح السلاح غير الشرعي مشرّعاً في لبنان، عندها فقط يمكن القول أن 14 آذار إنتهت. إن تموضع فريق سياسي في مكان ما لإعتبارات حزبية خاصة به هو مسألة تمايز، لأن هناك تمايز فعلي بيننا كقوى 14 آذار وبين النائب وليد جنبلاط في هذه الفترة بالذات. ولكن هذا لا يعني أن 14 آذار صارت من الماضي بل نحن نعيش في ظل إيجابيات الواقع السياسي الذي خلقته 14 آذار في لبنان".

ورفض ضو التحدث عن الأسباب المحتملة التي دفعت جنبلاط للقيام بهذا الإنعطاف في مواقفه السياسية، مشدداً على أنه "من حق وليد جنبلاط أن يقارب المسألة من الزاوية التي يريدها كيفما يريدها." وأضاف: "مشكلتنا الأولى كقوى 14 آذار كانت أننا منعنا خلال مرحلة الوصاية من أن نفكر و نعبر عن قناعاتنا بحرية. وبالتالي لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن ندين أي إنسان وفق موقفه ورؤيته." أما حول مقولة أنّ جنبلاط قد أصبح خارج 14 آذار تماماً، فاستبعد ضو ذلك معتبراً " أنه لا يجب إستباق الأمور وأن نبقى واقعيين ونعترف بأن التمايز مع جنبلاط هو موجود. فأنا أشكّ أن ما حصل هو طلاق بين جنبلاط وثورة الأرز. ما أظنه أن المرحلة المقبلة هي مرحلة حوار بين جنبلاط وبين 14 آذار لقراءة المستقبل وإستشرافه. كما لا يجوز أنّ يفسر موقف وليد جنبلاط بأنه ذاهب للتفاهم مع أمل وحزب الله لكي يشتبك مع تيار المستقبل أو القوات أو الكتائب. فهذا غير صحيح. فهو ربما يقوم حالياً بتموضع مع نبيه بري في الوسط كي يكون قرب رئيس الجمهورية. وعلينا أن ننتظر ونرى".

 

 سعيد: الاتصالات مع "التقدمي" تؤكد أن جنبلاط لا يزال في "14 آذار"

الخلاف حول قراءة جنبلاط قائم على موضوع المحكمة الدولية

٢ اب ٢٠٠٩

  تمنى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان يكون كلام رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الأخير محطة نقاش داخل 14 آذار، كاشفاً ان الاتصالات مع "الحزب التقدمي الإشتراكي" تؤكد أن جنبلاط لا يزال في 14 آذار. واشار الى ان "تيار المستقبل عبر وبشكل واضح عن موقفه من الكلام الذي صدر عن النائب جنبلاط"، موضحاً انه "رغم الخلاف السياسي مع النائب جنبلاط إلا اننا لا ننسى ونؤكد ان لجنبلاط ايادٍ بيضاء على ثورة الارز وعلى حركة 14 آذار منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وشدد على "اهمية عدم الدخول في سجال اعلامي معه"، متمنياً ان "يكون كلامه محطة نقاش داخل فريق 14 آذار حول الامور الخلافية التي تنذر الى اخطار محدقة تحاط اليوم باللبنانيين".

وأكد سعيد ان "قراءة قوى 14 آذار السياسية تختلف جذرياً عن قراءة جنبلاط، لكن هذا لا يعني اننا على مشارف الطلاق والانفصال عن وليد جنبلاط"، واصفاً مواقفه بـ"الغير مفاجئة لأنه دخل في مرحلة تمهيدية قبل الانتخابات وبعدها، أدت الى هذا التصريح العلني اليوم". وأشار الى ان "الخلاف حول قراءة جنبلاط قائمة على موضوع المحكمة الدولية والقرار الظني الذي يهدد "حزب الله" بأن يضع معادلة تمهيدية امام اللبنانيين هي معادلة السلم الاهلي مقابل العدالة وجنبلاط يرى أن السلم الاهلي هو اهم من العدالة في هذه المرحلة"، مشدداً على "ضرورة مناقشة هذا الموضوع داخل فريق 14 آذار". ولفت الى ان "موقع لبنان في الصراع العربي – الاسرائيلي هو موضوع خلافي مع جنبلاط لأن 14 آذار تعتبر ان على لبنان ان يكون جزءاً لا يتجزأ من مبادرة السلام العربية التي تتلاقى اليوم مع مبادرة المجتمع الاهلي والمجتمع الدولي في موضوع حل المسألة الفلسطينية، بينما جنبلاط يعود الى ادبيات مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الخرطوم". وأشار الى ان "الاتصالات التي جرت الليلة مع اركان "الحزب التقدمي" والأمانة العامة لـ"14 آذار" تؤكد أن جنبلاط لا يزال حتى هذه اللحظة في 14 آذار وأن كتلته لا تزال جزءاً لا يتجزأ من فريق 14 آذار"، مشيراً الى ان "تصريحاته تطرح علامات استفهام كبيرة على واقع التركيبة الحكومية المقبلة".

المصدر : روسيا اليوم

 

علوش: التزام "حزب الله" الدفاع عن ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير والمصلحة الوطنية

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - طرابلس ـ "المستقبل"

دعا النائب السابق مصطفى علوش الى "الالتزام الكامل بالقرار 1701 على الرغم من الخروق الاسرائيلية الفاضحة"، مشددا على ضرورة "الا يربط "حزب الله" مصير ابناء الجنوب واللبنانيين بما قد يحدث لايران". ونبه على "ان الالتزام الكامل لـ"حزب الله" بالدفاع عن مشروع ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير الوطنية والمصلحة الوطنية في سبيل التزامه العقائدي". وقال في تصريح امس: "من الواضح ان تسهيل البدء بتأليف الحكومة من ناحية الحصص الكبرى أتى على خلفية اقليمية، اذ ليس صدفة ان تأتي بعد زيارة المبعوث الاميركي (جورج) ميتشل الى سوريا وبعد اتصال من رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال سليمان) مع الرئيس السوري (بشار الاسد). ويبدو ان تسهيل امور بعض المطالب السورية من المجتمع الدولي هو ما كان مقدمة للسماح لقوى الأقلية بتسهيل الاتفاق".

اضاف: "لكن قبل التأليف لا تزال هناك تعقيدات تتعلق بالمطالبات المضخمة لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الحصص والحقائب، واصراره على توزير صهره الوزير جبران باسيل في الحكومة على الرغم من الاعتراضات الشديدة من كل المرجعيات على توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية. وهذا الاعتقاد شارك فيه بالتأكيد جزء من تيار عون، وهنا يبرز احتمالان امام اعاقة تأليف الحكومة، الأول قد تكون عقدة عون ذاتية مرتبطة به بشكل كامل، وهو ما يستدعي قيام حلقائه باقناعة او بالتخلي عن حصصهم لارضائه من أجل تسهيل ولادة الحكومة العتيدة، والثاني اما ان يكون هذا التعطيل الجديد بمباركة من حلفاء عون وخصوصا "حزب الله"، وبالتالي بمباركة اقليمية لعلمنا ان حزب الله لا يتصرف الا بتكليف شرعي، وهذا يعني ان التسهيل في انطلاق تأليف الحكومة كان تسهيلا ظاهرياً ولكن باطنه لا يزال الملف الاقليمي الممتد من المطالب السورية في المفاوضات وفي المحكمة الدولية وفي عدد من الأمور الاقتصادية الى ايران في مسألة العقدة النووية التي تبدو انها تتحكم بمسار المنطقة السياسي وربما العسكري". واشار الى "التهديدات التي توافقت عليها وسائل الاعلام العالمية بخصوص احتمال ان تشن اسرائيل عملية عسكرية قد تكون اكبر حجماً من حرب تموز 2006، وهذا يعني دماراً متجدداً على لبنان الذي لا يزال يعيش آلام الحرب السابقة". ورأى "ان المطلوب على المستوى اللبناني الالتزام الكامل بالقرار 1701 على الرغم من الخروق الاسرائيلية الفاضحة، وان يكون هناك قناعة من "حزب الله" بالا يربط مصير ابناء الجنوب واخوانه اللبنانيين بما قد يحدث لايران وقد يكون هذا من قبيل التمني ليس الا، لأن الالتزام الكامل لـ"حزب الله" بالدفاع عن مشروع ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير الوطنية والمصلحة الوطنية في سبيل التزامه العقائدي، لذلك فما على اهلنا في الجنوب الا ان يعوا خطورة المرحلة وألا يقبلوا بأن يكون مصيرهم ومصير ابنائهم وارزاقهم مرهوناً بالمصالح الاقليمية".

 

"التوافقية لا تعني أن يضع فريق فيتو على كل قرار كبير"

حمادة: اذا بقيت المعارضة على شروطها سيتأخر التشكيل

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - توقع عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة "أن تتأخر ولادة الحكومة في حال بقيت المعارضة على شروطها"، مثنيا على "صبر الرئيس المكلف حفاظا على خطوط الحكومة والاستقرار الحكومي". واعتبر أنّ "الحكومة تشكل في لبنان بخلاف ما يروّجه البعض، لا بل أكثر من ذلك التعنتات التي نراها فيها الكثير من الشخصانية". ورأى حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" أمس، في خطاب الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش "رسالة لكل الجهات اي للاشخاص والنصوص"، موضحاً انه "موجه الى الاشخاص في موضوع تأليف الحكومة بحيث ان هناك بعض الاطراف تضع الشروط ثم الشروط من الصيغة الى الحقائب الى الاسماء وكأن المطلوب هو استنزاف الرئيس المكلف سعد الحريري الذي هو في بداية طريقه بكل الوعود التي يحملها"، مذكرا بالشروط التي بدأت بعمليات تفيد بأنه لن يستطيع تأليف الحكومة الا اذا زار دمشق او قمة سعودية ـ مصرية ثم عبر تحقيق صيغة 15-10-5 على ان يكون الرئيس سليمان هو الضامن.

ولفت الى ان "ما نشهده اليوم في موضوع تأليف الحكومات هو نمط جديد، كما أشار البطريرك نصر الله صفير، وذلك يؤدي الى شيء ما وهو الانتقال من جمهورية ديوقراطية برلمانية تلعب فيها النصوص والدستور الدور الاساس في تركيب المؤسسات الى نوع جمهورية توافقية"، مشددا على "ان التوافقية لا تعني ان يضع فريق او طائفة فيتو على كل قرار وطني كبير سيتخذ". وأكد رفضه المثالثة "وان كنا صرنا في المرابعة"، معتبرا ان "كل ذلك يؤدي الى كونفدرالية بخجل". ورأى أن "المهم ألا تترجم على الارض بشكل صارخ لتغيير النظام البرلماني"، واصفا الامر بـ"الخطير". واشار الى "ان هناك امورا يجب ان تعدل في الدستور لأنها مجحفة بحق رئيس الجمهورية"، لافتا الى انه "اذا وضعنا حداً لتشكيل الحكومة فكأننا نعطي "حلوينة" اضافية لمن يعطل الحكومة بفعل حقيبة من هنا او توزير شخص من هناك وعندها سيكون على الرئيس المكلف الانتظار".

وعن الايجابية لدى اطراف المعارضة والعقد، قال: "ان المعارضة كما الموالاة موزعة الاهداف الحقيقية لكنها تبقى تحت مظلة واحدة".

اضاف: "لا يمكن القول ان اهداف النائب ميشال عون هي اهداف حزب الله، فالاخير يطلب من عون ان يمرر له هدفا ما وحزب الله يستعمل عون ليغطيه والرئيس (نبيه) بري يجرب الإبحار بهذه الامواج للابقاء على حالته". ورأى "تلونات مختلفة في الموالاة وكأننا نغير المناخ الذي خضنا الانتخابات على اساسه"، مشدداً على وجوب "ان يلعب الرئيس سليمان الدور الضامن للشراكة الوطنية اي لا انفراد وتفرد لأحد واخذ البلد الى مكان خطير". وأوضح ان "ما يهمنا هو ان يطل الرئيس المكلف بحكومة تليق به وبلبنان".

وأكد "عدم وجود خلافات عميقة لدى قوى 14 آذار وان وزارة الاشغال ليست موضع خلاف"، معتبرا ان 14 آذار بعد الانتخابات "تحتاج الى اعادة تنظيم لكل الآلية العاملة فيها حتى في اجتماعاتها". وعن قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تمديد قرار العقوبات على سوريا، رأى ان هذا القرار "لن يحقق شيئاً في المستقبل والرئيس اوباما يريد من خلاله ان يقول لسوريا انها لا تزال تحت المهجر وان الامور لن تنتهي قبل ترسيم الحدود وبعض الضمانات الاضافية للاستقلال اللبناني".

وعما اذا كان سيرافق النائب وليد جنبلاط الى دمشق ومتى ستحصل هذه الزيارة، قال: "انا لا أرافق احدا الى مكان الا وفقا لقناعاتي بالرغم من انني اشتاق الى دمشق وحلب وبعض المرافق السورية والشعب السوري". ولفت الى وجوب "أن يكون قرار الحرب والسلم قراراً واحداً"، معتبراً أنّ "هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكل الفرقاء، اذ يجب ان يحفظ قرار السلم كل مصالح لبنان والقضية الفلسطينية وحق العودة

 

للعدالة وجوه أخرى

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - سعدالدين حسن خالد

لم تثبت التجارب الإنسانية التاريخية أو المعاصرة أن رداً ناله مجرم بلغ أقصى درجات القسوة والشدة أكثر من ذلك الرد الذي يكون بنتيجته النهائية مؤدياً الى الموت الحتمي ويُعرف بعقوبة الإعدام...هذا ما تم استنتاجه في الماضي وهذا الذي ما زال سارياً لغاية الآن في البلدان التي ما تزال تُدرج هذا النوع من العقوبات في قوانينها المتعلقة بحماية مجتمعاتها من الجرائم التي يكون المستهدف فيها فردا من أفرادها أو قلة من الأفراد أو أكثر... هذه هي القاعدة، غير أن هذه القاعدة يطاح بها أحياناً من خلال نوع من الاستثناء الذي تفرضه المجتمعات في أوقات الشدة والخطر بقوة وعيها وقوة ديموقراطيتها وقوة تماسكها ووفائها...استثناء يجعل من عقوبة الإعدام تفقد فجأة بعضاً من شدتها وقساوتها وتنزوي لتحتل مكانها في سلّم العدالة والردود على المجرمين ما هو أشد وأقسى منها وأسرع نفاذاً، ألا وهو ما تقرره المجتمعات ونسير به على الفور عندما تستهدفها الأخطار ويدفع الثمن عنها بعض القادة الشرفاء والزعماء...هذا ما يعرف بالجرائم السياسية والاغتيالات... وأمام هكذا نوع من الجرائم السياسية والاغتيالات لا تتخلى المجتمعات أبداً عن قوانينها وإصرارها على تطبيق قوانينها، ولكنها وبموازاة ذلك تبادر الى استحداث نوع بالغ التأثير في معانيه ومضامينه من أنواع الردود المجتمعية الفعالة والواعية والمسؤولة التي تنجح في إصابة الجرم، وكائناً من كان، في مقتل مشروعه وأهدافه إصابة مباشرة وفي كثير من الأحيان قبل وصول العدالة القانونية إليه وربما قبل معرفة هويته بالكامل وهوية شركائه ومحرضيه ومساعديه... ويمكن وصف هذا النوع من الردود المجتمعية بوجه متميز من أوجه العدالة الفورية التي كثيراً ما لا تكون حاضرة في حسابات المجرمين وأفكارهم وإلا لما كانوا ربما ارتكبوا جرائمهم في الأساس...

وجه العدالة هذا يلغي الأهداف الاستراتيجية للجريمة ويفشل مشروعها ويجرد القائمين بها من كل طموحاتهم وكل آمالهم وكل توقعاتهم وتمنياتهم...وجه العدالة هذا سيبقى قمراً يضيء درب المجتمعات في الأوطان ويقوي صمودها، فالمجتمعات لا تتخلى أبداً عن وجودها ولا تنتحر هلعاً وخوفاً أمام المجرمين...وإلا ما معنى وصول الرئيس سعد الحريري الى قمم القيادة والحكم خلفاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري (رحمه الله) ورغم كل ما حفلت به السنوات الماضية من أحداث وأحزان ومخاوف؟...ألا يعتبر هذا الأمر وجهاً من وجوه العدالة ورداً موجعاً للمجرمين بانتظار الوجوه الأخرى للعدالة التي ستحققها قريباً المحاكم والقوانين؟...

 

أسلحة مهربة لـ"حزب الله" تسببت بتحطم طائرة الركاب الايرانية 

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: يديعوت احرونوت 

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم، ان سبب تحطم طائرة الركاب الإيرانية قبل نحو أسبوعين يعود إلى انفجار ذخائر كانت معدة للتهريب الى "حزب الله". ونقلت عن مصادر استخبارية إيطالية تأكيدها أن الطائرة كانت تحمل ذخائر من أنواع مختلفة، منها قنابل ذكية وصواعق كان مقرراً إرسالها إلى عناصر "حزب الله" في جنوب لبنان، وأن خللاً في أحد الصواعق أدى الى وقوع الانفجار. كما نقلت الصحيفة عن مصادر، قالت إنها لبنانية، أن هذه الأسلحة كانت ستخبأ في أحد الملاجئ التي بناها "حزب الله" في الجنوب ، إلا أنه بعد الانفجار الذي وقع في مستودع الأسلحة في 14 تموز/يوليو الماضي، قرر الإيرانيون تخزين الأسلحة شمال نهر الليطاني.

 

جنبلاط: تحالفي مع قوى 14 آذار يجب ألا يستمر 

الأحد 2 أغسطس/إيلاف من بيروت: واصل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط اليوم حملته الإعلامية على قوى 14 آذار/ مارس بما يوضح انفكاكه عنها، وقال إن تحالفه مع هذه القوى "كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، ورأى أنه يجب "إعادة التفكير بتشكيلة جديدة من أجل الخروج من الانحياز وعدم الانجرار إلى اليمين". وخلال افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي في فندق الـ"بوريفاج" في بيروت، قال أن "الانتخابات النيابية أفرزت نتاجاً طائفياً يجب التخلص منه"، مستغرباً القول "إن فريقه انتصر في هذه الانتخابات". وأضاف: "ننتصر عندما نعطي العمال حقوقهم وننتصر عندما نخرج من اليمين". واعتبر أن فريق 14 آذار لم يخض معركة ذات مضمون سياسي، وأن "كل معركتنا كانت قائمة على رفض الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي". وشدد على "وجوب الخروج من هذا الانجرار لليمين والعودة إلى أصولنا وثوابتنا وإلى اليسار". ووصف جنبلاط زياراته لواشنطن في المراحل السابقة بأنها كانت "نقطة سوداء" ، آسفاً لأن "بعضهم أصبح في مرحلة من الركود الفكري"، وقال إن عهد الوصاية ولى والجيش السوري انسحب من لبنان "فكفانا بكاء على الأطلال" داعياً إلى "علاقات مميزة مع سورية".

 

تيار المستقبل": نؤمن بحق أي فريق أن يختار الموقع الذي يناسبه إلا أن مصلحة المواطنين اللبنانيين تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور

إذا أراد البعض أن يذكر بتاريخه فلا بأس شرط ان لا نعود إلى التاريخ المعيب

الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن

وطنية - 2/8/2009 أصدر "تيار المستقبل"، مساء اليوم، بيانا أكد في مستهله "تمسكه بمبادئ ثورة الأرز عموما وبذكرى 14 آذار خصوصا، وهو اليوم الذي انتفض فيه جميع اللبنانيين في وجه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفاعا عن مبادئه".

أضاف: "هذا اليوم كان يوم انصاف رجل العروبة والوطنية رفيق الحريري الذي كرس حياته لفتح أبواب العروبة الحديثة القائمة على الاعتدال والانفتاح والتطور، وكان أيضا يوما تذكر فيه جميع اللبنانيين بمن فيهم من خاصمه في حياته السياسية، كم كان رفيق الحريري عارفا بمآسي الناس العاديين عمالا وفلاحين فكرس حياته لتحسين معيشتهم من دون أن يفرق يوما في عمله الوطني بين أي لبناني ولبنانية من أي طائفة أو مذهب أو منطقة". وتابع مؤكدا "تمسكه بهذه المبادئ"، وانه "لن يتغير"، وأعلن "أن لبنان أولا سيبقى شعاره، لأن لا مكان لأحد في لبنان إن لم يكن لبنان العروبة الحديثة أولا، ولبنان الاقتصاد والعلم والثقافة أولا، ولبنان الاعتدال والعيش المشترك والمناصفة أولا، ولبنان التطور والديموقراطية والحرية والرسالة وقبول الرأي الآخر أولا". وأردف البيان: "إن تيار المستقبل مؤمن بحق أي فريق سياسي أن يختار الموقع الذي يناسبه وأن يتبنى الشعارات التي يريد، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني والمواطنة اللبنانية تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور، وإذا أراد البعض أن يذكر بتاريخه فلا بأس شرط أن لا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن". وأضاف: "إن تيار المستقبل يذكر الجميع بأن لبنان هو الباقي بعد أن تزول الشعارات والمواقف. لبنان كما أراده آباؤنا وأجدادنا، لأن لبنان حاجة عربية بسبب حريته وديموقراطيته وثقافته. وإن قوى 14 آذار لم تكن يوما قوى رافضة للآخر بل كانت قوى انفتاح تطالب بتطبيق الطائف والدستور وكانت السباقة دائما إلى المبادرة إلى ما فيه مصلحة لبنان العليا وللدفاع عن العروبة وقضيتها المركزية فلسطين في وجه العدو الاسرائيلي". وختم: "وأخيرا وليس آخرا، يؤكد تيار المستقبل أن رئيس التيار الرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى على مبادئه وعلى خط مؤسس التيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لم يضع سوى لبنان ومصلحته العليا نصب عينيه فتفانى في سبيله حتى آخر رمق من حياته التي قدمها في النهاية فداء للبنان واللبنانيين واللبنانيات جميعا".

 

قزي: علاقتنا بجنبلاط ليست خيارا بل حتمية فرضها التعايش في الجبل

٢ اب ٢٠٠٩ اعتبر مستشار الرئيس أمين الجميل سجعان القزي أن "العلاقة مع وليد جنبلاط ليست خياراً بل حتمية، بحكم الوجود المسيحي في الجبل"، مؤكداً "أننا لن نكون أخصاما مع وليد جنبلاط". القزي، وفي حديث الى"MTV" ، شدّد على "ضرورة أن يحصل لقاء من قبل قوى 14 آذار مع النائب وليد جنبلاط ليحدّد موقعه ويقرر ما اذا كان يريد الخروج أم البقاء في 14 آذار".

 

الوزير أرسلان اتصل بالنائب جنبلاط وهنأه على موقفه اليوم: نابع من تاريخ بني معروف وتاريخ هذه الأمة المقاومة ضد الاستعمار والصهيونية

وطنية - 2/8/2009 رحب رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان، في بيان بعد ظهر اليوم، ب"المواقف الوطنية التي أعلنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط، والتي تشكل خطوة منتظرة في المسيرة الانقاذية الوطنية التي انطلقت في الحادي عشر من ايار 2008". وقال: "إن هذا القرار الوطني الحكيم الذي اتخذه وليد بك اليوم، يشكل لبنة صلبة في البنيان الوطني اللبناني، وفي الخيار القومي المقاوم الذي لا يمكن لبني معروف أن يكونوا خارجه لا تاريخيا في الماضي ولا حاضرا ولا مستقبلا". أضاف: "إن هذه الخطوة الجريئة العاقلة التي صدرت اليوم والتي كانت متوقعة من وليد بك، تكرس مبدأ اطلاقية الثوابت وقدسيتها في العمل الوطني ذات الصلة المباشرة بالوجود القومي ولحماية الهوية العربية المقاومة، وتعني بذلك قدسية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين التوأم لبنان وسوريا، وقدسية خيار المقاومة في مواجهة اسرائيل". وتابع: "تحت هذا السقف يمكن للحياة العامة اللبنانية أن تستعيد فعاليتها السياسية والوطنية، وأن تثبت استقراره فتصمد في وجه التحديات التي تهدد الوجود اللبناني من قبل العدو الاسرائيلي والتي تقدم له الدعم المطلق. واننا في المناسبة ندعو كل الممثليات الديبلوماسية في لبنان، إلى أن تبدأ فورا باستخلاص العبر من التصحيح الكبير الذي يجري في المسار الوطني اللبناني، فتتوقف التدخلات غير المسؤولة من قبل الأجانب في الشأن اللبناني الداخلي". وختم بالقول: "ان تقوية الجبهة الداخلية في لبنان على قاعدة المقدسات الوطنية والقومية، أي على قاعدة العلاقة الاستراتيجية المصيرية مع سوريا وخيار المقاومة وتكريس الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الأهلي والاستقرار وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية على قاعدة المشاركة الفعلية لكل المكونات السياسية الفاعلة في لبنان بعيدا عن الحصص والمحاصصة، أمر حيوي ومهم تحتمه مسيرة الحياة والكرامة والحرية والاستقلال والسيادة والخيار المقاوم التي عبر عنه اليوم وليد بك جنبلاط بكل شجاعة وجرأة ووضوح. فأهلا وسهلا بهذا القرار الوطني العربي النابع من تاريخ بني معروف ومن تاريخ هذه الأمة المقاومة ضد الاستعمار والصهيونية". ولاحقا، اتصل الوزير أرسلان بالنائب جنبلاط، وهنأه "على هذا الموقف التاريخي". وتم التأكيد خلال الاتصال على استمرار التعاون بينهما في كل القضايا الوطنية المصيرية.

 

تأهيل مطاري رياق والقليعات لاستقبال 10 "ميغ - 29"

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: النهار 

نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر ديبلوماسية أن وزارة الدفاع وجّهت كتاباً الى وزارة الدفاع الروسية تطلب فيه إرسال فريق من الخبراء الروس الى لبنان من اجل اجراء مسح لمطاري رياق والقليعات وتحضيرها لإستقبال 10 طائرات "ميغ-29" سبق لروسيا أن وهبتها للبنان. وتوقعت المصادر "أن يصل هؤلاء الخبراء الى بيروت الاسبوع المقبل، على ان تبدأ لاحقاً مرحلة تجهيز المطارين، لكي يصبحا قادرين على استقبال هذه الطائرات"، مرجحةً أن يتسلم لبنان طائرتين من أصل الـ10 قبل عيد الاستقلال في تشرين الثاني المقبل". وأوضحت أنه "مهد لهذه الهبة مفاوضات أجراها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وتكرست في اتفاقية أبرمها وزير الدفاع الياس المر لاحقاً في موسكو".

 

وهاب يحتضر سياسياً ويمارس لعبة الطواحين

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل 

يسعى الوزير السابق وئام وهاب الى جعل منطقة الجاهلية مركز زعامة له، على قياس ان المختارة هي مركز الزعامة الجنبلاطية (وليد جنبلاط) وخلدة مركز الزعامة الارسلانية (طلال إرسلان)، وهذا ما تؤكده لعبة الطواحين التي يمارسها وهاب بين المختارة وزغرتا والرابية. مصادر ملمة بسياسة الجبل، ترى أن وهاب يريد عبر حركته إعطاء انطباعات بأنه يملك دوراً ويتحرك لايصال قضية ما الى حل، ولكن الحقيقة هي ان وهاب يتحرك لتظهير صورة ليست حقيقية، منها الايحاء بأنه "يعبر" حركة اتصالات سورية في لبنان.

 

حنين: صيغة 15+10+5 لا تمكن الاكثرية من الحكم 

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

اعتبر النائب السابق صلاح حنين انه "من الطبيعي ان تحكم الاكثرية". وقال: "في ظل صيغة 15+10+5 لا يمكن للاكثرية ان تحكم حتى في الامور العادية، لأنها بحاجة الى النصف زائداً واحداً اي 16 وزيراً". وشدد على "ضرورة ان تتحمل الاكثرية المسؤولية وأن تحكم، وأن تعارض الاقلية وتراقب. ومن هنا مشاركة الاقلية في المجلس النيابي من خلال تصويب الاطار وتصحيح الامور". ولفت الى "ان الحكومة في كل ديمقراطيات العالم تكون للاكثرية". وأكد عدم وجود اي بند معطل في الدستور. وقال ان "فلسفة الدستور هي ان تكون هناك دينامية للنظام وللعمل السياسي". وأوضح ان التصويت في مجلس الوزراء في الامور العادية يكون بالنصف زائداً واحداً، انما في الامور الاستثنائية فيجب ان يصّوت ثلثا الوزراء عليها لتسييرها". وشدد على "ان المبدأ هو مبدأ طمأنينة لا مبدأ تعطيل". وطالب بـ"اعطاء رئيس الجمهورية الثلث زائداً واحداً، لأنه لا يملك أي آلية يستطيع أن يحكم من خلالها". واشار الى ان رئيس الجمهورية "رمز وحدة الوطن وهو الساهر على احترام الدستور والمسؤول عن سلامة الارض اللبنانية ووحدتها".

 

ماروني: المعارضة تتوزع الادوار وعون المعرقل الاول

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: صوت لبنان 

رأى الوزير ايلي ماروني أن "ما يحصل داخل المعارضة هو مجرد توزيع أدوار وان المعرقل الاول لتشكيل الحكومة هو الجنرال ميشال عون من خلال اصراره على حقيبة معينة أو على توزير الوزير جبران باسيل مقترحاً الانطلاق من شعار آخر والاطلالة بمناخات مختلفة عن الحكومة السابقة". وأكد ان "من حق الاكثرية ان تحكم في ظل ما انتجته الانتخابات النيابية". وسأل:" لماذا لا يقترح الرئيس المكلف حكومة اكثرية كما تفرض الديموقراطية؟". ودعا "الأقلية النيابية الى ممارسة دورها في المعارضة لوقف الشرخ الذي تعانيه البلاد".

واعتبر ان "طاولة الحوار لم ولن تنفع" مستنداً الى "كلام السيد حسن نصر الله الذي لم يطالب بضمانات لسلاحه والذي يعتبره خارج نطاق البحث". وقال :" سأنصح الرئيس الجميل بعدم المشاركة في اي طاولة حوار اذا كانت طاولة فسيفساء". واعلن ان"كتلة زحلة بالقلب" تعمل جاهدة لبحث مواضيع تتعلق بمنطقة زحلة والبقاع الاوسط". ولفت الى "ان المجلس النيابي لم يجتمع بعد لوضع الخطط الانمائية كما ان الحكومة مازالت حكومة تصريف اعمال".

ولفت الى "ان الساحة المسيحية من اهم مقومات النسيج اللبناني، وان التشتت المسيحي يضعف هذه الساحة، ومن هنا ضرورة المصالحات التي تحصل".

وشدد على"ان فريق 14 آذار هو مجموعة اشخاص لهم مبادئ وشهداء وتاريخ من النضال، وان مسيرة هذا الفريق لن تتوقف، حتى لو خرج النائب وليد جنبلاط منها، لأنها أنجزت الانتصار لثورة الارز". وعن محاصرة قوة امنية لمبنى"تلفزيون الجديد" إنفاذاً لمذكرة توقيف الاعلامية غادة عيد أوضح الوزير ماروني: "دخلت إلى المبنى من الباب العريض امام الاجهزة الامنية والكاميرات. وما زلت حتى الآن ملتزماً الصمت وأراعي كل الاعتبارات على الرغم من انني اذا اردت قول الحقيقة فهناك قاض يجب ان يحاكم وغادة عيد كانت بطلة عندما دافعت عن شهادة شهيد وعن خطأ قانوني ارتكبه قاض وطلبت تصحيحه". وسأل: "اين هذه الاندفاعة القانونية المستميتة التي عليها القبض على المجرمين الذين قتلوا اخي، خصوصاً ان المحقق العدلي في قضية مقتل نصري هو الذي اصدر مذكرة التوقيف بحق غادة عيد وفي قضية متلازمة كلياً مع الجريمة، وأسأله: اين التحقيقات التي اجراها منذ ستة اشهر حتى الآن في هذا الملف؟". أضاف: "دخلت لأطلب من غادة ان نذهب الى القضاء للمطالبة بالحقيقة مع المحامين وكل المؤمنين بالحقيقة، وغادة لم تخرج معي انما خرجت وحدي من الاستديو، لأن غادة تنتظر اعتقالها ولم تهرب ولم تختبئ والدليل انها كانت تقدم برنامجها". ورأى الوزير ماروني أن "أحد اسباب الفساد في هذا البلد انهم لا يقفون مع من يقول الحقيقة ولديهم شعار مات الملك عاش الملك".

 

ايلي عون: الظروف غير ناضجة للقاء جنبلاط ـ عون

التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

اشار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب ايلي عون الى أن الامور لا تزال غير ناضجة للقاء رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، مؤكداً "أن الخلاف غير شخصي، ولكن العقدة أن عون يطرح ورقة تفاهم على غرار ما حصل مع "حزب الله"، وورقة التفاهم بالنسبة الينا تحتاج الى دراسة ووقت ولم تنضج بعد".

وأوضح أن الحركة التي يقوم بها جنبلاط في استشراف المستجدات الاقليمية تستدعي الانفتاح على الآخر بهدف تثبيت السلم الأهلي والاستقرار على الساحة اللبنانية من أجل التعاطي مع المتغيرات الاقليمية بشكل محصن. واكد أن "لا شيء يمنع أي مصالحة بين القيادات السياسية المسيحية ونلتقي فيما بعد في بكركي"، لافتاً الى أن كل الافرقاء يشيدون بما يحصل من تقارب ويظهرون الانفتاح على الافرقاء الآخرين. واعتبر أن الحكومة انطلقت منذ ان حصل التوافق السياسي على النقطة الخلافية الاساسية اي النقطة العددية، وتبقى التركيبة الحكومية التي ستأخذ بعض الوقت، واصفاً التنافس على الحقائب بأنه "أمر مشروع". ورأى أن الصيغة التي تم اعتمادها لا تسمح للأكثرية بالتفرد في الحكم ولا تسمح للأقلية بالتعطيل، ويبقى 5 وزراء لرئيس الجمهورية قادرين على أخذ القرارات المصيرية، مشدداً على "أننا نسعى كمسيحيين الى تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، في حين أن عون يأتي ليطالب بوزارة سيادية محسومة لرئيس الجمهورية". ولفت الى "أن ما يأتي للجيش اللبناني من عتاد ضروري، وإن كان يقتصر على الألبسة والاحذية، مع التأكيد أن الجيش بحاجة الى السلاح ليتمكن من الدفاع عن الوطن"، مشيراً الى أنه "إذا كان الاميركيون والاوروبيون لا يقدمون لنا هذا السلاح، فسلاحنا موجود في يد حزب الله". ودعا الى "نقل هذا السلاح ودمجه مع الجيش اللبناني من خلال استراتيجية دفاعية، لكن هذا الامر سيأخذ وقتاً طويلاً ويتطلب أجواء اقليمية محددة". واعتبر أن موضوع الدين هو "قميص عثمان" بالنسبة الى المعارضة التي تثير دائماً هذا الموضوع وخصوصاً "التيار الوطني الحر"، مذكراً بأن "الدين تراكم بسبب ظروف الحرب واعادة الاعمار، وأقمنا باريس 1 و2 و3 للتخفيف من هذا الدين وكانت المعارضة تعطل دائماً". وقال: "كنت اتمنى ان تفوز المعارضة في الانتخابات لنرى كيف ستعالج موضوع الدين".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 2 آب 2009

البلد :

استبعد مصدر مراقب ان تبصر حكومة الحريري النور الاسبوع المقبل نظرا الى الخلافات الحادة في صفوف المعارضة كما في صفوف الاكثرية.

يتجه رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الى توزير زوجته النائبة ستريدا جعجع في حال كانت حصة القوات وزيرا واحدا في الحكومة.

يدور خلاف داخل صفوف قوى الرابع عشر من آذار على حقيبة وزارة الصحة بعدما ابدى الرئيس بري استعداده للتخلي عنها.

المستقبل :

قال مرشح راسب في الانتخابات لأحد محدثيه إن عدم توزيره سيؤدي الى "إحباط" البيئة التي ينتمي اليها فأجابه محدثه ان العكس هو الصحيح.

لوحظ أن نواباً من "تيار" معين إعتبروا أن ثمة وجهتي نظر حيال توزير خاسرين، واحدة مع وأخرى ضد.. وتتساويان.

توقفت أوساط متابعة عند التزامن بين توقع مرجع حزبي حصول حرب في فترة الشهور المقبلة وبين تصريح مسؤول في دولة إقليمية غير عربية يدعو الى مجيء متطوعين الى لبنان "إذا هوجم".

النهار

سأل ديبلوماسي اميركي ما سيكونه موقف لبنان عندما يصبح عضواً غير دائم لدى مجلس الامن في ايلول المقبل، بعدما كان افاد المنظمة الدولية رسمياً ان المخزن الذي انفجر في بلدة خربة سلم هو من مخلفات حرب تموز في حين اكدت "اليونيفيل" انه لـ"حزب الله"؟

يقول سياسيون قريبون من دمشق ان المطلوب من ذوي الشهداء اللبنانيين وفي مقدمهم آل الحريري أن ينسوا شهداءهم كما فعل النائب وليد جنبلاط بعد اغتيال والده!

اهتم مسؤولون باعلان وزير الخارجية التركي عن استعداد بلاده للحصول على دعم دمشق اذا طلب اللبنانيون ذلك.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان وشدد خلال لقائه مدير المخابرات على التنسيق بين الاجهزة

نهنىء الجيش في عيده سائلين الله ان يؤتيه النصر المؤزر

وطنية - 2/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران شكر الله حرب والمونسنيور فيكتور كيروز والوكيل البطريركي في الكويت الخوري يوسف فخري. خدمت القداس جوقة مار رومانوس - حدشيت، في حضور حشد من المؤمنين وهيئات اغترابية .

العظة

وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظته الروحية التي ختمها بتهنئة الجيش اللبناني بعيده. وقال:"نتابع الحديث عن كتاب "يسوع الناصري لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وما جاء فيه عن التجلي.

"وتجلى امامهم"، يقول مرقس ببساطة كبيرة، واضاف مع بعض الارتباك، كأنه يتمتم امام السر:"وصارت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز اي قصار في الارض ان يأتي بمثل بياضها". وفي هذا الظرف، ان الكلمات التي يستعملها متى انما هي كلمات كبيرة: فأشع وجهه كالشمس، وتلألأت ثيابه كالنور". ولوقا وحده ذكر الغاية من التجلي، و"ذهب الى الجبل يصلي"، قبل ان يروي لاحقا الحدث الذي شهده التلاميذ الثلاثة:" وفيما كان يصلي تبدل منظر وجهه وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق". التجلي هو حدث الصلاة. وان ما صار مرئيا، انما هو ما حدث عندما كان يسوع يتحدث الى الآب، اي وحدة كيانه الخاصة مع الآب الذي اصبح نورا محضا. ويسوع، في اتحاده مع الآب، هو عينه نور من نور. وان ما هو في قرارة ذاته، وان ما حاول بطرس ان يقوله لدى اعترافه بالايمان، ان كل هذا يصبح، في ذلك الوقت، خاضعا للحواس: كيان يسوع في نور الله، وكيانه - النور بوصفه ابنا.

وهنا تتجلى معا العلاقة والفرق مع صورة موسى:"عندما نزل موسى من جبل سيناء وبين يديه لوحا الوصايا، لم يكن يعرف ان وجهه صار مشعا من مخاطبة الرب اياه". وبما انه يتكم مع اله، شع نور الله عليه، وحمله على ان يشع هو عينه. ولكنه شعاع يأتيه من الخارج، ويجعله بعدئذ مشعا. اما يسوع فيشع من الداخل. وهو لا يتلقى النور. انه نور من نور.

ومع ذلك ان الثوب الذي صار ابيض من النور الذي ارتداه يسوع لدى التجلي يتحدث ايضا عن مستقبلنا. في الادب الرؤيوي، ان الاثواب البيضاء هي التعبير عن الكائنات السماوية - اثواب الملائكة والمختارين. وهكذا ان رؤيا يوحنا تتحدث عن اثواب بيضاء يرتديها الذين سيخلصون. غير ان هناك شيئا جديدا اعطيناه: اثواب المختارين هي بيضاء لانهم غسلوها وبيضوها بدم الحمل، وهذا يعني انهم بالعماد مرتبطون بآلام المسيح، وان آلامه هي التطهير الذي يعيد الينا ثوبنا الاصلي الذي اضعناه بالخطيئة. بالعماد لبسنا النور مع المسيح واصبحنا نحن ايضا نورا.

وحينذاك ظهر موسى وايليا وهما يتكلمان مع يسوع، وان ما سيصرح به القائم من الموت لاحقا للتلاميذ على طريق عماوص انما هو هنا من نوع الحدث المنظور. ان الشريعة والانبياء يتحدثان مع يسوع ويتحدثان عن يسوع. ولوقا وحده يروي - على الاقل بصيغة التلميح السريع - ما يتحدث عنه شاهدا الله مع يسوع:" قد تراءيا في المجد، واخذا يتحدثان عن الميتة التي سيلقاها في اورشليم. وكان موضوع حديثهما الصليب غير انه يجب ان نفهمه بكل ابعاده بوصفه "خروج يسوع" الذي كان عليه ان يحدث في القدس. ان صليب يسوع هو خروج، خروج خارج هذه الحياة، اجتياز "لبحر الآلام الاحمر" وعبور الى المجد الذي يحمل دائما آثار جراح الآلام.

وان ما يشير بوضوح الى ان موضوع الشريعة والانبياء الاساسي انما هو رجاء اسرائيل، الخروج الذي يحرر نهائيا، وان محتوى هذا الرجاء هو ابن الانسان المتألم، خادم الله، الذي تسمح آلامه بفتح الباب على الحرية والجدة. موس وايليا هما صورتان وشاهدان على الآلام. ومع التجلي، فهما يتحدثان عما قالاه على الارض، يتحدثان عن آلام يسوع، ولكن هذا الحوار مع المتجلي يظهر ان هذه الآلام تأتي بالخلاص، وان مجد الله يغمرها، وان الآلام تصبح نورا وحرية وفرحا.

وعند هذه النقطة، علينا ان نستبق المحادثة التي قام بها الثلاثة مع يسوع لدى نزولهم من الجبل العالي". يسوع يتحدث معهما عن قيامته المقبلة من الموت، وهذا ما يتضمن بوضوح صلبه المسبق. ويسأله التلاميذ، بدورهم، عن عودة ايليا التي اعلنها الكتبة. فاجابهم يسوع: "لا شك ان ايليا سيأتي اولا ويصلح كل شيء. فكيف كتب في مصير ابن الانسان انه سيعاني الاما شديدة ويزدرى؟ على اني اقول لكم:ان ايليا قد اتى، وفعلوا به على هواهم، كما كتب في شأنه". وهكذا ان يسوع يثبت، من جهة، انتظار عودة ايليا، لكنه يكمل ويصحح، من جهة ثانية، الفكرة التي تكونت عنه. ودون ان يقول ذلك بوضوح، فهو يماهي ايليا الذي سيأتي بيوحنا المعمدان: وفي نشاط المعمدان تمت عودة ايليا.

اتى يوحنا ليجمع مجددا اسرائيل، وليهيئه لمجيء المسيح. ولكن اذا كان المسيح عينه هو ابن الانسان المتألم، واذا كان هو وحده يفتح باب الخلاص بهذه الالام، حينئذ يجب ان يأخذ نشاط ايليا الاعدادي حتما مكانه، بطريقة او بأخرى، تحت علامة الالم. وفي الواقع: "لقد فعلوا به كل ما ارادوا، كما يقول الكتاب بشأنه".

ويذكر يسوع اذ ذاك ما كان في الواقع مصير المعمدان، ولكنه بايراده الكتاب، يلمح ايضا الى وجود تقاليد تشير مسبقا الى استشهاد ايليا: ايليا كان يظن انه الوحيد الذي نجا من الاستشهاد، على الرغم من انه لوحق ولدى عوده... كان عليه هو ايضا ان يقاسي الموت".

انتظار الخلاص والالام هما دائما مترابطان، بحيث انها تكونت فكرة عن التكفير هي متطابقة كل التطابق مع الكتاب، وهي في الوقت عينه جديدة كل الجدة بالنسبة الى الانتظارات الموجودة. تجب اعادة قراءة الكتاب حتما مع المسيح المتألم، ويجب ان تتتابع هذه القراءة. وعلينا دون تباطؤ ان نترك الرب يدخلنا في حواره مع موسى وايليا، ودون تباطؤ علينا ان نتعلم منه، هو القائم من الموت، كيف نجدد فهمنا للكتاب.

ولنعد الان الى رواية التجلي الخاصة. لقد صعق التلامذة الثلاثة بعظمة الظهور: لقد تملكتهم "مخافة الله"، كما رأينا ذلك في اوقات اخرى حيث خبروا وجود الله في يسوع، وحيث شعروا في الوقت عينه كم كانوا يثيرون الشفقة، وكان الخوف قد جمدهم حقا. وخافوا خوفا عظيما"، يقول القديس مرقس، لكن هذا لم يمنع بطرس من الكلام، ولو كان في الواقع لا يدري ما يقول": "ربي حسن لنا أن نكون هنا فلو نصبنا ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لآيليا".

هذه الكلمات الملفوظة بطريقة تشبه من خطف، في الخوف وفي الوقت عينه في الفرح اللذين أحدثهما الله، كانت مثار جدل لا حصر له. هل لها علاقة بعيد الخيم، الذي تم الظهور في آخر يوم من أيامه؟ ان هرتموت غيز يناقش ذلك ويعتقد أن المرجع الحقيقي في العهد القديم نجده في الفقرات 7 و 11 من الفصل 33 من سفر الخروج الذي يصف "طقس حادثة سيناء": وبحسب هذا النص، يغرس موسى "خارج الحقل" خيمة الوحي التي نزل اليها عامود الغمام الذي وقف بعدئذ عند المدخل في هذه الخيمة، وتكلم الرب وموسى وجها الى وجه كما يخاطب المرء صاحبه. وهكذا أراد بطرس أن يخلد الحدث بأقامته خيم الوحي والغيم الذي يغطي التلاميذ بظله بامكانه أن يؤيد افتراض غيز. وهذه النصوص بامكانها ان تكون صدى احداها للاخرى، لأن شرح الكتاب اليهودي وشرح المسيحية الاولى يعرفان كلاهما تداخل المراجع الى الوحي، وتجعلهما يترابطان ويتكاملان. وأن يكون هناك ثلاث خيم تنصب، يضاد هذا مثل هذه العلاقة او يظهر، على الاقل، انها ثانوية.

ان التجلي يظهر لنا أن المسيح هو حقا ابن الله لذلك أشع وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج ودخل في حديث مع ابيه السماوي، وهو مثل أبيه نور من نور، ونوره منه ليس هو خارجا عنه، لأنه نور من نور، خلافا للنور الذي أشع من وجه موسى وهو نور أتاه من خارج ونحن بالعماد نصبح على مثال المسيح نورا. فلنسأل لله ان يبقى لنا هذا النور.

وانا نهنيء الجيش اللبناني في يوم عيده الذي احتفل به بالامس سائلين الله ان يؤتيه النصر المؤزر".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المصلين. ثم التقى مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن ادمون فاضل، الذي اطلعه على "الاوضاع الامنية في البلاد، وعلى ما تقوم به مديرية المخابرات من جهود لضبط هذه الاوضاع، بالتعاون مع سائر الاجهزة الامنية، وعلى طبيعة الشبكات الارهابية التي اعتقلت عناصرها".

رد البطريرك

واثنى البطريرك صفير على هذه الجهود، مقدرا "دور المؤسسة العسكرية في حفظ الامن وحماية الوطن، مشددا على اهمية التنسيق الحاصل بين مختلف الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي وسواها". كما التقى البطريرك صفير رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل الذي اطلعه على "الاوضاع البيئية الخطيرة في لبنان لا سيما لجهة تلوث الانهار اللنانية بمياه الصرف الصحي".

 

النائب رعد: المضمون السياسي للحكومة تم التوافق عليه وربما نشهد سرعة في تشكيلها بعد تجاوز الاشكاليات حول توزيع الحقائب

وطنية - 2/8/2009 رعى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حفل افتتاح الفرع الجديد لجمعية مؤسسة القرض الحسن في حومين الفوقا، في حضور رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح عدنان غملوش، المدير التنفيذي لجمعية مؤسسة القرض الحسن عادل منصور وشخصيات. بداية، رحب مدير العلاقات العامة في مؤسسة القرض الحسن وحيد سبيتي بالحضور، ثم القى النائب رعد كلمة هنأ فيها الجمعية على انجازها، وقال: "ان مسألة تشكيل الحكومة اصبحت شبه ناجزة ولا يعيقها عائق يذكر، ولا بد من تشاور او تفاوض حول بعض الحقائب والاسماء، ولكن هذه الامور لن تؤخر تشكيل الحكومة لوقت طويل ان شاء الله وانما ربما نشهد سرعة في تشكيل الحكومة بعد تجاوز بعض الاشكاليات حول توزيع الحقائب لان الاطار السياسي للحكومة التي نريدها حكومة وحدة وطنية قد تم انجازه، ولان المضمون السياسي لهذه الحكومة قد تم التوافق عليه، حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الشراكة الحقيقية، حكومة بناء لبنان القوي. هذه العناوين قد تم التوافق عليها وهذه منهجية قد تم انجازها، بقي كيف تشارك الاطراف وبأي حجم وبأي حقائب. هذه المسألة هي التي تؤخر اعلان تشكيل الحكومة ولعل اعلانها يكون قريبا ان شاء الله".

وتابع: "نحن اليوم في الفترة التي نحيي فيها الذكرى السنوية للحرب العدوانية التي شنت في عدوان تموز2006 وما نريد قوله بعد تلك الحرب وبعد الانتصار الذي انجزه المقاومون وانجزه شعبنا المقاوم الحاضن للمقاومين الشرفاء. بعد هذا الانتصار التاريخي اليوم العدو يحاول ان يلتف على قوة لبنان من خلال ما يسمونه بوابة التسوية لقضية فلسطين، اي تسوية يريدون. التسوية التي يريدونها هي تسوية تصفية القضية الفلسطينية وليست تسوية لحقوق الشعب الفلسطيني، هي تصفية لحقوق الشعب الفلسطيني، والادارة الاميركية التي رفعت شعار الدولتين في المنطقة وجاء باراك اوباما ليكرس هذا الشعار في طرحه تسوية الاوضاع في المنطقة، جاء الاسرائيلي ليقول له لم يحن الاوان من اجل ان نخطو خطوات في اتجاه اقامة دولة فلسطينية. والاسرائيلي لا يؤمن بدولة فلسطينية ولا بلجنة رباعية ولا بحق العودة ولا بمشروع الدولتين وبدأت حرب الاستيطان والتوسع فيها، باعتبار ان الانظمة العربية التي راهنت على الادارة الاميركية ستنقذ الوضع وستحفظ المبادرة العربية التي طرحت، جاءت هذه الانظمة لتنتظر من باراك اوباما ان يسعى بخطوات جدية من اجل استنقاذ الدولة الفلسطينية لكن اوباما حتى الان لم يستطع اقناع ليبرمان ونتانياهو بوقف الاستيطان كمدخل للبحث في التسوية. ونحن لا نريد ان ندخل في تفاصيل من يراهن على التسويات ولا بتفاصيل التسويات، لاننا لا نؤمن لا بمنهجية التسوية ولا نخدع بالاوهام التي تطرح حول جدوى التسويات، لكن ما نريد ان نقوله ان البلاد العربية طالما انها تتحاشى الاستعداد للمواجهة وللدفاع عن حقوقها ودعم وجودها، فالعدو الاسرائيلي سوف يتمادى في قضم الاراضي العربية وفي انتهاك الحقوق والسيادات العربية".

واضاف: "نحن ندعو الى اعتماد منهجية من يريد سلما عليه ان يستعد للحرب، لان الذي يريد سلما وهو ضعيف في الحقيقية فهو ينظر للسلم لكن يمارس الاستسلام، وهو يرغم نفسه انه يسلك في طريق السلم، لكنه حقيقة هو يحفر قبره بيديه حين يتنازل عن القوة التي تدافع عن حقه او على الاقل تحمي حقه من ان يبتزه العدو الصهيوني بمزيد من ممارسة الاستعلاء والغطرسة والقوة عليه، ونحن نقول "كن قويا وأبحث عن سلمك، اما ان تنظر للسلم والكل يشهد في العالم بضعفك فأنت توهم نفسك وانت تسير في طريق الاستسلام" وربما لا تشكل رقما حتى هامشيا يعتد بك".

وقال: "حين نقول ان المقاومة تريد ان يكون لبنان قويا انما ذلك لا من اجل ان تدفع في اتجاه حروب، وانما من اجل ان تؤجل حروب الاعداء على لبنان، ومن اجل ان تمنع الاعداء من ان يمارسوا ابتزازا للبنان اذا وجدوه ضعيفا، القوة تحمي لبنان من ان يبتزه العدو بشروطه وتحمي لبنان من تطاول العدو الاسرائيلي. ولذلك نحن رفعنا الصوت عاليا حين اراد العدو الاسرائيلي ان يحدث بعض الاجراءات عند نقاط متحفظ عليها عند الخط الازرق، لان هذا العدو اذا وجد منا سكوتا على اي تغيير ولو بسيط لمصلحته سيتمادى في التطاول ولربما يتجاوز الخط الازرق وربما يقضم بعض الاراضي اللبنانية من جديد".

اضاف: "اما في موضوع الجزء الشمالي من بلدة الغجر، فنحن في المقاومة ما زلنا في مرحلة الانتظار، وننتظر اليونيفل وننتظر الامين العام للامم المتحدة والدول الكبرى النافذة في مجلس الامن وننتظر الحكومة اللبنانية الحالية ورئيسها الذي راهن على دبلوماسية الاعتماد على الاصدقاء في العالم من اجل تحقيق انسحاب اسرائيلي من الجزء الشمالي من الغجر، ونحن في المقاومة لسنا عاجزين عن ان نجبر الاسرائيلي على الانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، ولكن نريد ان نقول هؤلاء الذين طبلوا وزمروا وارادوا اسقاط خيار المقاومة لمصلحة الرهان على الصداقات الدولية لنقول لهم هل تريدون ان ينتظر شعبنا ثلاثين سنة اخرى من اجل ان تضغطوا على الكيان الصهيوني لينسحب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، ولن احدثكم عن شبعا ولا مزارعها ولا تلال كفرشوبا فالحديث عنهما له مكان اخر، ولكن هذا الامر يجب ان يكون واضحا بان من يراهن على خيار غير خيار المقاومة انما يضلل شعبه ويدفعه الى الاستسلام تحت شعارات الصداقات الدولية والسعي نحو السلام وتحقيق الامن والتسوية في المنطقة وكلها شعارات مخادعة لا يراد منها الا ابتلاع الحقوق وتمكين الارهاب الصهيوني ومن يدعمه في هذه المنطقة، ونحن نريد ان يعتمد ابناء المنطقة على انفسهم وان نبني اوطانا قوية تستطيع ان تدفع العدوان عن وجودها وعن سيادتها وهذا ما يحقق لها استمرار العزة والكرامة والمهابة، ونحن اهل العزة واهل الكرامة واهل المهابة، لبنان الصغير جغرافيا اليوم هو قوة عظمى في هذه المنطقة بسبب ارادة ابنائه التي قهرت اقوى جيش عدواني في المنطقة".

بعد ذلك، قص النائب رعد الشريط التقليدي لافتتاح الفرع وجال والحضور في ارجائه.

ياطر

من جهة ثانية، مثل النائب رعد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في حفل تأبيني لوالد الشهيد عبد العزيز كوراني الحاج كامل كوراني في بلدة ياطر، ورأى في كلمة القاها، "أن الذين يدعون العرب إلى التسوية مع العدو الإسرائيلي إنما يطلبون من العرب الاستسلام له لأنهم يعرفون أن العرب قد تخلوا عن خيار المواجهة مع العدو الإسرائيلي وحشروا أنفسهم في زاوية التصالح والتسويات الدبلوماسية وبرعاية حماة الكيان الصهيوني ولم يبق بين أيديهم أية أوراق قوة".

واعتبر "أن من يريد تسوية حقيقية عليه أن يتمسك بالقوة قبل أن يدخل إلى التسوية لكن الذي يتخلى عن القوة ويطلب تسوية إنما يقول للآخرين حتى لأعدائه انا جاهز للتسوية وللتوقيع على صكوك الاستسلام مع العدو".

وتابع: "إن الإطار السياسي لصيغة حكومة الوحدة الوطنية قد تم التفاهم عليه وقد خرج من التداول الآن لكن ما تبقى هو توزيع الحقائب واختيار الأسماء"، آملا "أن لا تكون دونه عقبات تطيل أمد التشكيل. نظن أن لا عقبات تذكر على المستوى الداخلي إلا إذا شاء من شاء في الخارج أن يتدخل مجددا ليثبت رعايته لشعارات الحرية والسيادة والاستقلال في لبنان".

وأعرب عن "اعتقاده أن كل الفرص متاحة ومؤاتية للنهوض بمعالجة الأوضاع الاقتصادية والإدارية والسياسية والاجتماعية ومعالجة الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون من خلال تشكيل حكومة وفاقية ينفتح فيها الأطراف اللبنانيون على بعضهم البعض وفي إطار شراكة حقيقية تضع نصب عينيها خدمة المواطن والنهوض بلبنان لمواجهة التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية".

 

النائب حمادة: التحدي الاكبر هو قرار الحرب والسلم

الحكومة تشكل في لبنان واذا بقيت المعارضة على شروطها فسيتأخر التشكيل

وطنية - 2/8/2009 شدد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة، في حديث الى المجالس بالامانات" من صوت لبنان، على وجوب أن يكون قرار الحرب والسلم قراراً واحدا معتبراً أنّ هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكل الفرقاء، ولافتاً إلى أنّ قرار السلم يجب أن يحفظ كل مصالح لبنان والقضية الفلسطينية وحق العودة. واعتبر النائب حمادة أنّ الحكومة تشكل في لبنان بخلاف ما يروّجه البعض "لا بل أكثر من ذلك التعنتات التي نراها فيها الكثير من الشخصانية"، متوقعاً أن تتأخر ولادة الحكومة في حال بقيت المعارضة على شروطها. واعتبر ان خطاب الرئيس ميشال سليمان بالامس رسالة لكل الجهات اي للاشخاص والنصوص.

وقال انه موجه للاشخاص في موضوع تأليف الحكومة بحيث ان هناك بعض الاطراف تضع الشروط ثم الشروط من الصيغة الى الحقائب الى الاسماء وكأن المطلوب هو استنزاف الرئيس المكلف سعد الحريري الذي هو في بداية طريقه بكل الوعود التي يحملها مذكرا بالشروط التي بدأت بعمليات تفيد بانه لن يستطيع تأليف الحكومة الا اذا زار دمشق او قمة سعودية مصرية ثم عبر تحقيق صيغة 15-10-5 على ان يكون الرئيس سليمان هو الضامن.

ووافق النائب حمادة كلام البطريرك صفير عن ان ما نشهده اليوم في موضوع تاليف الحكومات هو نمط جديد مشيرا الى انه يبحث ان يؤدي الى شيء ما وهو الانتقال من جمهورية ديمقراطية برلمانية تلعب فيها النصوص والدستور الدور الاساس في تركيب المؤسسات الى نوع جمهورية توافقية مشددا على ان التوافقية لا تعني ان يضع فريق او طائفة فيتو على كل قرار وطني كبير سيتخذ.

واكد رفضه للمثالثة وان كنا صرنا بما اسماه بالمرابعة معتبرا ان كل ذلك يؤدي الى كونفدرالية بخجل، وقال: المهم الا تترجم على الارض بشكل صارخ لتغيير النظام البرلماني، واصفا الامر بالخطير.

واشار النائب حمادة الى ان هناك امورا يجب ان تعدل في الدستور لانها مجحفة بحق رئيس الجمهورية لافتا الى انه اذا وضعنا حداً لتشكيل الحكومة فكأننا نعطي "حلوينة" اضافية لمن يعطل الحكومة بفعل حقيبة من هنا او توزير شخص من هناك وعندها سيكون على الرئيس المكلف الانتظار.

ودعا الى تجاوز كل الامور وتشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن كي لا نكون امام نسف للديمقراطية التوافقية بسبب وزارة خدماتية.

وعن الايجابية لدى اطراف المعارضة والعقد قال: ان المعارضة كما المولاة موزعة الاهداف الحقيقية لكنها تبقى تحت مظلة واحدة، واضاف: لا يمكن القول ان اهداف النائب ميشال عون هي اهداف حزب الله فالاخير يطلب من عون ان يمرر له هدفا ما وحزب الله يستعمل عون ليغطيه، والرئيس بري يجرب الابحار بهذه الامواج للابقاء على حالته.

ورأى انه في الموالاة نرى تلونات مختلفة وكاننا نغير المناخ الذي خضنا الانتخابات على اساسه.

وشدد على وجوب ان يلعب الرئيس سليمان الدور الضامن للشراكة الوطنية اي لا انفراد وتفرد لاحد واخذ البلد الى مكان خطير.

ولفت الى ان ما يهمنا هو ان يطل الرئيس المكلف بحكومة تليق به وبلبنان.

واكد عدم وجود خلافات عميقة لدى قوى 14 آذار وان وزارة الاشغال ليست موضع خلاف معتبرا ان 14 آذار بعد الانتخابات تحتاج لاعادة تنظيم لكل الالية العاملة فيها حتى في اجتماعاتها. واكد ان الحكومة تشكل في لبنان لكنه لفت الى انه اذا بقي جزء من المعارضة على الشروط نفسها فان تشكيل الحكومة سيتأخر مثنيا على صبر الرئيس المكلف حفاظا على خطوط الحكومة والاستقرار الحكومي. وعن قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تمديد قرار العقوبات على سوريا رأى حمادة ان هذا القرار لن يحقق شيئاً في المستقبل والرئيس اوباما يريد من خلاله ان يقول لسوريا انها لا تزال تحت المهجر وان الامور لن تنتهي قبل ترسيم الحدود وبعض الضمانات الاضافية للاستقلال اللبناني.

وعما اذا كان سيرافق النائب وليد جنبلاط الى دمشق ومتى ستحصل هذه الزيارة قال : انا لا ارافق احدا الى مكان الا وفقا لقناعاتي بالرغم من انني اشتاق الى دمشق وحلب وبعض المرافق السورية والشعب السوري. وعن غياب النائب الراحل "نبيل البستاني" قال حمادة ان لنائب الراحل ايادي بيضاء خصوصا في مصالحة الجبل ونحن على بعد يوم من ذكرى هذه المصالحة.

 

العلامة فضل الله لاحظ تحول حمائم الإدارة الأميركية إلى صقور: يُخطئ الأميركيون إذا اعتقدوا أن الظروف مثالية لترويع إيران وتهديدها

وطنية - 2/8/2008 لاحظ العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن حمائم الإدارة الأميركية تحولوا إلى صقور بين ليلة وضحاها، لدرجة يصعب معها التمييز بين تهديدات "باراك" لإيران وتهديدات وزير الحرب الأميركي "غيتس"، مشيراً إلى أن شهر العسل بين الإدارة الأميركية والصهاينة قد بدأ فعلاً... متوقعاً بروز قطبة مخفية لاحقاً للضحك على العرب تقوم على التجميد الموقت للاستيطان.

وأكد أن الإدارة الأميركية تخطئ إذا كانت تراهن على أن الظروف باتت مثالية لترويع إيران مشيراً إلى أن إيران تتماسك أكثر مع كل تهديد خارجي، جازماً بعدم رغبة إيران في الحصول على سلاح نووي.

أدلى العلامة فضل الله بتصريح تناول فيه المواقف الأميركية الأخيرة ضد إيران. وقال:

أظهرت الحركة الأميركية الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً في الأيام القليلة الماضية، أن أمريكا ـ الإدارة، لم تكن في يوم من الأيام أقرب إلى الكيان الصهيوني منها في هذه المرحلة، حتى في الوقت الذي كان بعض وسائل الإعلام الغربية يحاول الإيحاء بأن إدارة أوباما حانقة وغاضبة، لكون رئيس حكومة العدو لم يتفهم أنها بحاجة لتنازلات شكلية منه لم يُحسن الوفاء بها، حتى على مستوى الخطاب.

وقد أظهرت مواقف المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، والذين تحدثوا عن "الصداقة الإستراتيجية" و"العلاقات الخاصة"، بين الولايات المتحدة وكيان العدو، وخصوصاً حديث المبعوث ميتشيل عن أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل قوية ولا يمكن زعزعة الصداقة بين الدولتين، وحديث وزير الحرب "غيتس" بأن بلاده ستواصل "منح المساعدة العسكرية الاقتصادية والتكنولوجية بحيث يتوافر لإسرائيل السلاح الأكثر تقدماً"... أظهرت هذه المواقف أن إدارة الرئيس أوباما بدأت تخضع فعلياً لـ"الأجندة" الإسرائيلية وليس العكس، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف الإيراني...

لقد كان واضحاً منذ البداية أن الإدارة الأميركية التي وضعت الملف النووي الإيراني السلمي على الطاولة، وأرفقته بجدول أعمالها حول التسوية في المنطقة، كانت تسعى لإظهار الإخلاص لكيان العدو، وأنها ستعمل لتبديد مخاوفه وهواجسه كلها، وأنها لن تسير قدماً في خط الحوار مع إيران لحل مشاكلها في العراق وافغانستان، بل لإخراج إيران من دائرة صنع القوة العلمية والتكنولوجية والعسكرية التي يخشى منها الكيان الصهيوني أي خشية.

وقد كان من اللافت أن تهرول الشخصيات السياسية الأميركية إلى كيان العدو الواحدة تلو الأخرى، وخصوصاً بعد تصريحات وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) التي تحدثت فيها عن أن "الولايات المتحدة ستتعامل مع إيران المسلحة نووياً من خلال تسليح حلفائها في الخليج، وتوسيع المظلة الدفاعية فوق المنطقة"... والتي أثارت مخاوف العدو من إمكانية التسليم الأميركي بإيران نووية... ومن ثم أن تبدأ المواقف التهويلية الأميركية، والتهديدات المتصاعدة لإيران، وخصوصاً من وزير الحرب غيتس الذي أعلن ـ بما لا لبس فيه ـ الخضوع للشرط الإسرائيلي الأول الذي رفع في وجه الإدارة الأميركية منذ البداية، على أساس أن تُعطي إيران فرصة محددة في الحوار حتى نهاية الخريف القادم.

لقد أضحت حمائم الإدارة الأميركية صقوراً بين ليلة وضحاها، إلى درجة أصبح من الصعوبة فيها بمكان التمييز بين تهديدات وزير الحرب الأميركي ووزير الحرب الصهيوني لإيران، ليتبيّن أن تهديدات "باراك" قبل أسبوعين بأن كيانه أصبح جاهزاً لشن حروب جديدة هي تهديدات تحمل البصمات الأميركية، تماماً كما أن وعيد "غيتس" الأخير لإيران ينطلق من خلفيات إسرائيلية، وبالتالي فإن شهر العسل الأميركي مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تحتضن الشخصية الإسرائيلية الأكثر دموية، والأكثر حصولاً على الأوسمة لما سفكته من دماء عربية وإسلامية، قد بدأ فعلاً، لتضاف إليه في الأيام والأسابيع القادمة قطبة مخفية جديدة استحدثها العقل الأميركي الإسرائيلي تتصل بتجميد الاستيطان بشكل موقت للضحك على العرب أو لإخراجهم من حال الإحراج التي تمهّد السبيل لهم لسلوك قطار التطبيع، ومن ثم الحديث عن العدو الفعلي الذي يشكل تهديداً للسلام في المنطقة، والرافض لبيع فلسطين كما فعل غيره.

إننا نعتقد أن الإدارة الأميركية التي قررت أن تمالئ العدو إلى أبعد الحدود، وأن تأخذ برأي بعض القوى الإقليمية من جهة أخرى لرفع العصا الغليظة في وجه الجهورية الإسلامية في إيران سوف تحصد من الخيبة والخسران ما سبق للإدارة السابقة أن حصدته، لأنها إذا كانت تعتقد بأن الظروف باتت مثالية لترويع إيران وتهديدها أو الاعتداء عليها فهي تتناسى حقيقة يعرفها الجميع في المنطقة، وهي أن إيران تصبح موحدة أكثر ومتماسكة ومتراصة مع كل موجة عدوان أو تهديد يستهدفها، وإذا كانت تعتقد بأن الظروف العربية ملائمة تماماً لإقفال ملف القضية الفلسطينية وبيع فلسطين لليهود المحتلين، فهي تتناسى قدرات قوى المقاومة والممانعة، أو تتجاهل ما تحدثت عنه صحيفة غربية مشهورة مؤخراً من أن الشعوب العربية تنتظر حدثاً معيناً لكسر قيودها والثورة على الديكتاتوريات البائدة.

إننا نحذر الإدارة الأميركية من أنها تخطئ كثيراً إذا اعتقدت بأن كسر حلقة القوة في المنطقة والمتمثل بإيران وقوى الممانعة والمقاومة هو أمر في متناول اليد، لأنه سيكون بمثابة الخطأ الاستراتيجي القاتل على الرغم من الإيحاءات الأميركية بأن التموضع الجديد للاحتلال في العراق وأفغانستان بات يؤهل للولايات المتحدة الأميركية للخروج من دور الرهينة إلى دور اللاعب الأوحد والمتحكم بسير الأمور في المنطقة.

ونحن في الوقت الذي نجزم بصدقية إيران بعدم رغبتها في الحصول على السلاح النووي حتى لو قدم لها على طبق من ذهب، نعرف أن اللعبة الجديدة القديمة للأميركيين تبدو هي نفسها، والتي تقوم على استخدام الملف الإيراني كفزّاعة تفضي إلى عقد المزيد من صفقات الأسلحة مع الدول الخليجية وغيرها لسلب ما تبقى من طاقة مالية في بلادنا بعد استجرار الطاقة النفطية والغازية لإعادة ضخ ثرواتنا في بطون اقتصادهم المتعب والمربك وفي خزائنهم التي كادت أن تفرغ لولا الحرص على التعلق بخشبة الخلاص العربية التي تقدّم للآخرين في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير التنمية التابعة للأمم المتحدة عن أكبر كارثة يعيشها العرب بفعل الفقر والبطالة إلى جانب الأرقام الهائلة في مسالة اللجوء والتي لا يوجد مثيل لها في العالم.

ونحن في الوقت عينه نحذر قوى المقاومة والممانعة من النوم على حرير، أو الخروج من دائرة الجاهزية والاستعداد والإعداد، لأن الوقائع أثبتت أن المشروع الاستكباري في المنطقة لم يسقط وإن تعرض لصدمات، وأن القوم عائدون بثياب جديدة وأساليب ترويضية جديدة، ولذلك فإن المسالة تحتاج لخطة شاملة على المستوى السياسي، كما تحتاج لبرنامج عمل مضاد يستثمر الوضع الشعبي، والمستجدات الدولية، ونقاط ضعف الاستكبار والاحتلال لمصلحة المستضعفين والمضطهدين الذي ينبغي أن يتحركوا كقوة واحدة متماسكة بعدما عملت المحاور الدولية على تمزيقهم وتشتيتهم في لعبة المذهبية والعصبيات السياسية القاتلة.

 

البطريرك القلق على النظام السياسي ومن تغييره

مواقفه المعترضة على "حكومة بحصانَين".. وخشيته من "الثلث المعطل" ومشتقاته ومن تغطية أي ربط نزاع مع الصيغة

٢ اب ٢٠٠٩ /نصير الأسعد

منذ "إتفاق الدوحة" في أيار 2008، لا يفوّت البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير مناسبة إلا ويوجه إنتقادات لاذعة الى "الحكومة التي يجرّها حصانان، واحد الى الأمام وآخر الى الخلف" كما يقول، في اعتراض لا لبس فيه على تشكل الحكومة من فريقي الأكثرية والأقلية معاً. وها هو اليوم، بمناسبة الاتصالات والمشاورات الجارية لتأليف حكومة ما بعد الانتخابات يكرر الاعتراض نفسه.. على نحو لافت.

اعتراض على مخالفة النظام الديموقراطي

وإذا كان واضحاً أن الاصل "المباشر" لموقف البطريرك هو إعتراضه على "الثلث المعطل" الذي يمنح حق النقض ـ الفيتو ـ لفريق داخل مجلس الوزراء، مركز السلطة التنفيذية، فإن اعتراض سيد بكركي أبعد من ذلك إذ يرفض في المبدأ مشاركة الأكثرية والأقلية ـ أو الموالاة والمعارضة ـ في حكومة واحدة تحت أي مسمى كان، لأن "حكومة الكل" تناقض مبدأ تداول السلطة وتتعارض ومبادئ النظام الديموقراطي.. خصوصاً أن البطريرك يعتبر أن فريق الأكثرية هو إئتلاف سياسي وطائفي في آن، وأن فريق الأقلية كذلك، مما لا يجعل "الشراكة الوطنية" في خطر داهم.

قلق على النظام

وقد تسنى لمن التقوه في الفترة الأخيرة أن يلمسوا أن لدى البطريرك قلقاً عميقاً على النظام السياسي بحسب قواعده في إتفاق الطائف، وأن يلمسوا أنه قلق تالياً من الدفع باتجاه تغيير النظام السياسي.

يرى رأس الكنيسة المارونية إذاً أن "تعويد" البلد على تشكيل حكومة تضم فريقي الأكثرية والأقلية السياسيتين، هو بمثابة تأسيس لعملية تغيير النظام السياسي، بل هو "ربط نزاع" مع النظام السياسي، فضلاً عن كون ذلك نسفاً للانتخابات ولمبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات في النظام اللبناني.

ويزداد قلق البطريرك على النظام من جراء مطالبات يعتبر أنها مجافية للميثاق والدستور. فمطالباتٌ ـ مصطلحات ـ من نوع "الثلث الضامن" أو "المعطل"، "الوزير الملك" أو "الوديعة"، و"النسبية"، هي مطالبات تطرح تغييراً في النظام السياسي وتؤدي الى تغيير في النظام السياسي. أي أن هذه المطالبات يمكن أن تبدأ "سياسية" في ظرف معين لتتحول شروطاً على الميثاق والدستور في ظرف آخر.

خشيةٌ من تسهيل ربط النزاع

وإذا كان البطريرك لا يوضح دائماً "على المكشوف" مصدر أو مصادر قلقه، فإن تزامن اعتراضاته دائماً مع معطى سياسي معين أو موقف سياسي من هنا وهناك، يتكفل بالتوضيح.

هو ليس يخشى فقط تسليح من يتطلع الى تغيير النظام السياسي ويسعى إليه بإمكان "ربط النزاع" مع النظام. لكنه يخشى من أن يلعب فرقاء مسيحيون أحياناً دور "المسهل" لطرح التغيير من جانب فرقاء آخرين. أي يبدو البطريرك بحسب متابعين "خائفاً" من أن يشكل فرقاء مسيحيون غطاءً.. حتى لفرض التغيير فرضاً بالاستناد الى "ميزان القوة".

وهكذا مثلاً، فإن طرح البعض مسيحياً لعنوان من نوع "تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية" أو من نوع "تطوير صلاحيات رئيس الجمهورية"، انما يشغل بال البطريرك. ينشغل بال البطريرك، تماماً لأن فريقاً معيناً يمكن أن "يبدأ" بطرح من هذا القبيل فيأخذ فريق ثانٍ هذا الطرح الى مكان آخر، أو لأن طرحاً من هذا القبيل يمكن أن يفتح باباً على أزمة أو أزمات كبيرة.

أفرقاء مسيحيون.. وصلاحيات الرئيس

وواقع الأمر في هذا السياق أن البطريرك تابع بقلق شديد "النظرية" التي يتبناها حزب معين وتقول إن من يريد أن تحكم الأكثرية وتعارض الأقلية، ما عليه إلا ينتظر "تغيير النظام". وكذلك تابع ـ ويتابع ـ بقلق أيضاً "النظرية" التي تقول إن الديموقراطية في لبنان "توافقية"، بمعنى أن جعل الديموقراطية مشروطة يؤدي الى عدم تطبيقها، خصوصاً عندما تكون ثمة شروط مانعة للتوافق ولـ"الديموقراطية التوافقية"، وعندما يصبح أهم إختبار ديموقراطي مثل الانتخابات النيابية بحكم "الملغى" إذ ليس في وسع هذا الاختبار أن "يفصل" في أي أمر من أمور السياسة. ولعل ما يثير ريبة البطريرك وقلقه تالياً أن طرح بعض هذه العناوين مسيحياً، إنما يتم في سياق "موجّه" ضدّ إحدى مكونات الشراكة الوطنية، ومهدد تالياً للعيش المشترك، مما يجعل المسيحيين طرفاً في ثنائية طائفية بل طرفاً في إنتاج صراع مذهبي إسلاميّ إسلاميَ.

الأمان.. والطائف الضامن

على خلفية هذه المقدمات المثيرة للقلق، أو هذه الهواجس، لم يكن من قبيل الصدفة أن يكرر رأس الكنيسة ورئيسها مرات عدة في الآونة الأخيرة تمسكه باتفاق الطائف وبتطبيقه، معتبراً أن فيه ضمانات.. وفيه من الصلاحيات لرئيس البلاد ما يمكنه من أداء دور "الحكم" ودور "الضامن". وحتماً، لا يمكن للبطريرك أن يكون معترضاً على أي صيغة "سياسية" من شأنها تعزيز إمكانات الرئيس، بيدَ أنه لا يزال عند قناعته بتطبيق الطائف "دستورياً" ممراً الى النظر في إمكان تعديله.

باختصار، إن مواقف البطريرك مشروحة من زاوية نظر متابعين، إنما تؤكد ـ أي المواقف ـ أن سيد بكركي مقيم على قناعة بأن "أمان" لبنان هو في النظام السياسي الديموقراطي، وبأن الطائف هو ضمان النظام السياسي.

المصدر : المستقبل

 

المقاومة قبل الحرب.. لا أثناءها فقط

٢ اب ٢٠٠٩/أيمن جزيني

ينقل السيد حسن نصرالله لوفد من المغتربين الذين يزورون لبنان هذا الصيف المعلومات التي تتحدث عن أن إسرائيل تعد العدة لشن حرب على لبنان. لطالما طمأن السيد نصرالله اللبنانيين ان إسرائيل لا تستطيع الاعتداء على لبنان حتى لا تتعرض لردود قاسية.

وهذه الطمأنينة زادت حدة ومصداقية، بمعنى من المعاني، بعد حرب تموز العام 2006. ذلك ان التجربة الإسرائيلية في تلك الحرب ذهبت إلى فشل ذريع. لكنها المرة الأولى ربما التي يحذر فيها من حرب إسرائيلية على هذا النحو الجدي. او ربما يجب علينا التذكر ان "حزب الله" منذ شهور وهو يعزف على هذا الوتر، ويذكر اللبنانيون جميعاً يوم أتى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى طاولة الحوار في قصر بعبدا متأبطاً تفاصيل المناورة الإسرائيلية الاكبر في تاريخها، ومحذراً من ان لبنان قد يتعرض في غضون اسابيع قليلة لحرب مدمرة تشنها عليه إسرائيل.

قبل حرب تموز اجمع جميع اللبنانيين على تحذير قادة "حزب الله" من مغبة التحرش بإسرائيل واعطائها ذريعة للهجوم الشامل، لكن "حزب الله" وحده لم يصدق ان اسرائيل قد تجرؤ على المغامرة. اليوم "حزب الله" أقوى مما كان عليه في العام 2006 واسرائيل اضعف مما كانت عليه يومها في ظل إدارة بوش الداعمة والمؤيدة. فما الذي جرى فعلياً؟

لـ"حزب الله" حساباته المعقدة، بعضها استخباراتي امني، وبعضها الآخر سياسي محلي، وبعضها له علاقة بالتطورات الإقليمية والدولية. والأرجح ان حساباته لا تنطبق على حسابات آخرين. اي ان ما يعلنه "حزب الله" من تواريخ مرجحة للحرب لا بد وانه يعلم ان ثمة ما يسبقها، فالتجارب علمتنا أنّ الحرب لا تحدث لأن رجلاً قتل رجلاً او جندياً خطف راعياً، او مجهولاً اطلق صاروخاً.

الحرب تحدث لأن طرفاً من الطرفين اكمل استعداداته، والاستعدادات نادراً ما تكون بزيادة اعداد الصواريخ. وعليه ربما يفكر قادة "حزب الله" باحتمال تسييس المحكمة الدولية، وربما يفكرون ايضاً بالشبكات الإسرائيلية التي انكشفت ويحدسون بما لم ينكشف منها، وربما ايضاً يتساءلون عن المسبب الحقيقي لانفجار خربة سلم، وهذا كله يقع من ضمن الاستعدادات السياسية واللوجستية لدى الطرف الآخر لخوض حرب في جنوب لبنان. فأن يتحول "حزب الله" مانعاً لتنفيذ القرار 1701 وخارقاً له ومصطدماً بالقوات الدولية فهذا قد يكون اقرب السبل إلى جعله ضحية سهلة سياسياً، وليس عسكرياً بطبيعة الحال.

إلا أنّ التفكر ملياً في الوضع الراهن، على ما هو عليه تحديداً، لا بد وان ينفي كل احتمال حرب. اسرائيل اليوم اعجز من اي وقت مضى على شن حرب. ذلك ان مخالفة الإدارة الأميركية والتمرد عليها ليس من الامور التي تقوى إسرائيل عليها طويلاً. وتاريخ اسرائيل حافل بأمثلة الخضوع للمشيئة الاميركية، من صفقة طائرات الايرباص التي طارت بمجرد ان سأل جورج بوش الأب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن صحة ما سمعه عنها وتم استبدالها على الفور باتفاق على شراء طائرات من شركة بوينغ الاميركية، إلى ارتداء الإسرائيليين الأقنعة الواقية من الغاز وتجهيز ملاجئهم من دون تجهيز طائراتهم في حرب الخليج الأولى وصولاً إلى جلب اسحق شامير إلى مؤتمر مدريد مخفوراً، وانتهاء بمستوطنات غزة التي فككت في عهد شارون.

ثم ان إسرائيل لا تستطيع ان تغامر مرة أخرى في اي مواجهة مع الرأي العام العالمي، والظهور بمظهر من يعطل مساعي السلام الاميركية. هذه المرة لن تسلم من الأميركيين انفسهم. وأخيراً وخلافاً لما يشاع، ليس ثمة ود متبادل بين منظمة ايباك الصهيونية الاميركية وحكومة نتانياهو، وثمة اوان مستطرقة كثيرة بين هذه المنظمة وادارة اوباما.

لهذا كله لا تبدو الحرب مستقربة. لكن "حزب الله" لا يتخوف عن عبث. وإذا صدقت ظنونه، فربما يجب على المقاومة اليوم ان تحسن المقاومة قبل نشوب الحرب لا أثناءها. اي ان تحسن الاندراج أكثر فأكثر في حضن المجتمع اللبناني وان لا تحاول الاستقواء عليه كما كان دأبها في السنوات الأخيرة.

قد يكون السلوك الإيجابي في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية مقدمة وفاتحة لحسن الاندراج هذا. وإذا كان الظن في محله، يكون "حزب الله" قد بدأ فعلياً خطواته الأولى الجادة نحو تحصين المقاومة. ذلك ان المقاومة لا تتحصن بأسلحتها، لأن الأسلحة في متناول كل مريد.

 

كيف تحمي "الديبلوماسية اللبنانية" القرار 1701؟

 علي الحسيني/التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل

بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على إصدار مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي أوقف الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" وعزز امن الجنوب اللبناني بقوات الطوارئ محدداً لها مهماتها و"قواعد اشتباكها"، يعود هذا القرار الى الواجهة مجدداً بعد الأحداث التي شهدتها الساحة الجنوبية، ومنها التعدي الاسرائيلي في كفرشوبا حيث عمد جيش الاحتلال الى استحداث برج للمراقبة داخل الأراضي اللبنانية، ما حدا بأهالي البلدة الى إزالة الشريط الشائك ورفع العلم اللبناني على برج المراقبة.

أما الحادثة الثانية فكانت انفجار مخزن أسلحة تابع لـ"حزب الله" في بلدة خربة سلم الجنوبية، وما تلاه من مواجهات بين قوات "اليونيفيل" وأهالي البلدة أدت الى اصابة 14 جندياً من "اليونيفيل" بإصابات خفيفة وتعرّض بعص آلياتهم لأضرار.

في ظل هذه التطورات تساور المواطن اللبناني أسئلة عن مدى تأثير هذه الخروق على الوضع اللبناني برمته وذلك بالتزامن مع ما يحكى عن حرب مقبلة تلوح معالمها في الأفق، خصوصاً مع اقتراب موعد تجديد فترة عمل قوات "اليونيفيل" في لبنان التي تنتهي في 31 آب 2009، فيما تحاول اسرائيل جاهدة لعب دورها الاعتيادي في التأثير على القرارات الدولية والظهور كضحية لتحاول تغيير قواعد الاشتباك.

التحرك اللبناني لمواجهة الهجمة الاسرائيلية على الـ1701 لم يكن على قدر الطموحات، بل كان أقل بكثير من المتوقع، فقد بعثت وزارة الخارجية اللبنانية الى الأمم المتحدة رسالة تفيد بأن الانفجار في مخزن خربة سلم كان في مبنى غير مكتمل الانشاء، وأن الذخيرة التي كانت بداخله خلفها الاسرائيليون أثناء حرب تموز.

مضمون الرسالة لم يغير شيئاً في المعادلة ومن التصور الذي فرضه الاسرائيليون في مجلس الأمن، وهذه الرسالة "المتأخرة" كثيراً، كانت محل جدل داخلي قبل أن تكون مجرد ورقة "معدومة الصلاحية" في أروقة نيويورك.

هذه التجربة "الأوّلية" للديبلوماسية اللبنانية، أثبتت "فشلها"، برأي أقرب المقربين إلى وزير الخارجية فوزي صلوخ، وعليه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه يتمحور حول إمكانية أن تظهر الدولة اللبنانية في مجلس الأمن تحديداً بأسلوب أكثر تماسكاً وبوسائل مقنعة، طالما أننا نتعامل مع أكبر المراجع الدولية ومن غير المعقول أن تُختصر ديبلوماستنا برسالة لا تشترط الحد الأدنى من المنطق، خصوصاً مع قرب انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث التمديد لـ"الطوارئ".

في هذا الإطار، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد اللطيف الزين لموقع "المستقبل" الالكتروني، ان "العلاقة بين أهل الجنوب والقوات الدولية هي على أحسن ما يرام ومبنية على الاحترام المتبادل منذ العام 1960 وحتى يومنا هذا".

وبخصوص الاشكال الذي وقع بين "اليونيفيل" وأهالي بلدة خربة سلم يوضح الزين ان "القوة الفرنسية وفي لحظة تسرع منها ارادت تفتيش أحد المنازل من دون التنسيق مع الجيش اللبناني ما أدى الى تصادم بسيط بين الجهتين"، معتبراً أن "الحادثة تافهة والبعض عمل من الحبة قبة".

وعما اذا كان وجود القوات الدولية يزيد من طمأنة الجنوبيين، يرى الزين ان على "الدولة اللبنانية ان تعمل المستحيل للابقاء على هذه القوات كون وجودها ضرورياً في ظل الخروق الإسرائيلية اليومية، سواء عبر البحر والجو والبر"، داعياً الدولة الى "السعي المتواصل والحثيث الى التجديد لهذه القوات رحمة بالجنوب وأهله لما تقوم به من خدمات إجتماعية جلى لهم".

ويؤيد الزين فحوى رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة، قائلاً: "الانفجار وقع في مبنى مهجور والاسلحة التي كانت بداخلة من مخلفات الجيش الاسرائيلي إبان حرب تموز". ويشير الى ان "هذه المعلومات أرسلت من وزارة الخارجية الى الأمم المتحدة ومن لديه غير هذا الكلام فليأت الى الجنوب ويقول ما لديه". ولم يتطرق اإلى الخطوات التي يجب أن تقوم بها الدولة اللبنانية للحفاظ على القرار 1701 كما هو وعدم الاكتفاء بالرسالة "المتأخرة".

من جهته، يؤكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أن المحافظة على القرار 1701 يتطلب بالدرجة الاولى الاجماع الوطني بين اللبنانيين وعدم إعطاء العدو أي فرصة للاختراق، عندها لن يستطيع العدو المطالبة بتعديل عمل "اليونيفيل" عبر هذا القرار.

ويرى ان "مواجهة الهجمة الاسرائيلية على لبنان تكون أولاً عبر الديبلوماسية التي لها دور أساسي في حل العقدة شرط وجود تماسك متين بين الافرقاء السياسيين"، مشيراً الى ان "هذا الامر لن يكون إلا من خلال حكومة وحدة وطنية كوننا بأمس الحاجة الى موقف يكون منسجماً بين كل المؤسسات في البلد". ويدعو "الفرقاء كافة الى التمسك بشرعيتنا الوطنية اللبنانية وبالشرعية الدولية وعدم إعطاء ذرائع للمجتمع الدولي والاسرائيلي للتعديل في أي قرار يكون لمصلحة لبنان".

ويعلق حوري على رسالة الخارجية اللبنانية الى الأمم المتحدة بالقول: "نحن بانتظار التحقيق الرسمي وما يسفر عنه، لأنه لا يمكننا البناء قبل صدوره"، مضيفاً: "لا أعلم مدى انسجام هذه الرسالة مع التضامن الحكومي والموقف الموحد، لكن نسعى الى التحقق من هكذا معلومات".

في المقابل، ترى اوساط ديبلوماسية أن مقاربة الوضع في الجنوب ووضع قوات "اليونيفيل" من زاوية أن لا مانع من انتهاك القرار 1701 ما دامت اسرائيل تنتهكه باستمرار، ليست مقاربة واقعية بأي شكل من الاشكال، لا بالمنظار الداخلي ولا حتى بمنظار علاقة لبنان مع المجتمع الدولي والامم والمتحدة وقواتها العاملة في لبنان.

وتضيف: "بما أن الوضع المتأزم في لبنان وبالأخص في الجنوب، يتخطى حدود حادثتي كفرشوبا وخربة سلم، ومع التهديد الاسرائيلي المتكرر بعمل عسكري ضد لبنان واتجاه اسرائيل الى فرض قواعد لعبة جديدة لعمل قوات "اليونيفيل" وبهدف تحويلها من حماية للجنوب الى قوة ردع ضده، فإن المطلوب من اللبنانيين، أقصى درجات الوعي والتمسُّك بشرعية الدولة ومؤسساتها، من أجل تفويت الفرصة على تل ابيب للعب على وتر التناقضات اللبنانية الداخلية، ليبقى التساؤل الأهم، كيف ستحمي الديبلوماسية اللبنانية مستقبلاً القرار الدولي رقم 1701؟".

 

علة" الحكومة في"عقدة" الرابية !

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل

لساعات كان لبنان "موحداً" خلف جيشه الوطني في عيده الـ64، وعينه على حكومة الوحدة الوطنية القابعة في "غرفة الانتظار"، فلا "تدخلات خارجية" بل "عقد داخلية" تضع العصي في دواليب القطار الحكومي المتوقف عند "بازار الحقائب والاسماء"، في انتظار أن يشفى بعض الاقلية من "فيروس السلطة"، ويتخلى عن "عقلية الصفقات"، التي تُغلب المصلحة الشخصية، وحتى العائلية، على المصلحة الوطنية العليا.

بات واضحاً للرأي العام أن حكومة الوحدة الوطنية "عالقة" في الرابية، لا في قريطم أو عين التينة أو حارة حريك، فالكرة في ملعب "تناقضات" النائب ميشال عون، المتمرس خلف "شروط" لا تقيم وزناً للاعراف والاصول الديموقراطية، من إصراره على توزير "الصهر" جبران باسيل، أو "مقايضة" توزيره بالحصول على وزارات معينة.

أسف .. ودعوة للرحيل

اللافت أن "تأخر تشكيل الحكومة" دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في عيد الجيش، الى توجيه دعوة عامة "الى التفكير في الثغرات الدستورية"، مشيرا الى انه "اذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنرحل، واذا كانت في الدستور فلنعدله".

و"تأخر تشكيل الحكومة" كان مدعاة لأسف المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، إذ رأى أن "مواقف البعض ممن يسعون بجهد واضح إلى عرقلة ما تبقى من مراحل عملية تأليف الحكومة باتت أمرًا يدعو إلى الأسف والقلق، وهو بالشكل والحدة التي يبدو عليها يعاكس التسهيل ويتجاهل المخاطر التي تحدق بالوطن".

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فجزم "بأن لا أحد من الاطراف السياسية يستطيع ان يتحمل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة لأنه سيتحمل المسؤولية عن تأخر معالجة الازمات الكثيرة التي تعاني منها البلاد" .

مخاطر تحدق بالوطن

ودائماً، عودة للحديث عن المخاطر التي تحدق في الوطن، وأبرزها الخطر الاسرائيلي، فلبنان كما هو معلوم يعيش في قلب عاصفة إقليمية قد تهب فجأة، وتنسف كل مساعي السلام في المنطقة، في ظل "الحرب الباردة" بين إسرائيل وإيران، وتداعياتها المحتملة على لبنان، فوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي استشرف أمس الاول عدواناً اسرائيلياً على لبنان، في وقت كان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يقارب إحتمال حدوث حرب جديدة على لبنان والمنطقة، خصوصًا على إيران، من زواية "أن أي عدوان إسرائيلي على إيران سيكون مقدمة لحرب أوسع تطال نيرانها كل المنطقة".

وفي وقت يشكل مسرح الجنوب بوابة لأي خطر إسرائيلي، بعد الاحداث الاخيرة، التي انعكست مواجهة ديبلوماسية في مجلس الامن حول القرار الـ1701 ومهام "اليونيفيل"، جدد رئيس الجمهورية التشديد على موقف لبنان الداعي الى "ضرورة تنفيذ القرار 1701 وعدم تغيير اي شيء فيه وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة"، مؤكداً حرص لبنان "على قوات الطوارئ كما نحرص على جنوبنا".

القرار الاميركي يثير حفيظة "حزب الله" !

القرار الاميركي بتمديد العقوبات المفروضة على شخصيات سورية او قريبة من سوريا متهَمة بالتدخل أو العنف في لبنان، أثار حفيظة "حزب الله"، الذي اعتبر أن "القرار هو محاولة متكررة للتعمية على الاسباب الحقيقية للأزمة اللبنانية، والتي تتلخص بالاحتلال والتهديد الاسرائيليين، واستمرار الرئيس باراك اوباما باتباع نهج الادارات الأميركية الاستعلائي من خلال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية".

لا توطين

وفي وقت لا يزال "التيار العوني" يثير "فزاعة التوطين" في تصريحات نوابه، جاء الرد من رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، الذي أكد رفض لبنان التوطين رفضًا أكيدًا وثابتًا ونهائيًا، معتبرًا أن "هذا الأمر مرفوض من الزاوية القومية قبل أي شيء آخر، ولأنه يعني إنهاء للقضية الفلسطينية، كما أننا نرفضه لأنه يتعلق بالتوازنات التي علينا أن نحافظ عليها والتي تشكل أمورًا أساسية لمجتمعنا اللبناني وعيشنا المشترك وبصيغتنا الفريدة وبهذه الفسيفسائية التي ليس فيها لون غالب".

 

الحريري يصرّ على إستبعاد من خسروا في الإنتخابات

عقدة توزير صهر الجنرال تؤخر ولادة الحكومة اللبنانية

الجمعة 31 يوليو/ايلاف

علي حلاوي من بيروت: بعدما سلكت بعض النقاط الشائكة في تشكيلة الحكومة اللبنانية وتحديداً مسألتا الثلث المعطل والنسبية طريقهما الى الحل باعتماد صيغة الـ 15- 10-5 مع ضمان كل من الموالاة والمعارضة كل منهما وزيراً قريبا منها ضمن حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، طفت الى السطح عقبة جديدة، يمكن ان تؤخر اعلان التشكيلة الحكومية لأيام عدة. ليس جديداً على الرئيس المكلف سعد الحريري ان يضع رفضه لتوزير الراسبين شرطاً رئيسياً من ضمن سلم الثوابت الذي لن يتخطاه في تشكيلته الحكومية، بل ان هذه الفكرة حملها ودافع عنها مراراً رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون حين اكتسح مقاعد المسيحيين في انتخابات الـ 2005. تشبث الجنرال بهذا المبدأ في الحكومة السابقة وسارت الامور حسب ما اراد. ولكن فجأة انقلب " السحر على الساحر" وبات تطبيقه يشكل اكبر تهديد للتمثيل العوني في الحكومة وذلك نتيجة اصرار الجنرال على ابقاء صهره جبران باسيل في وزارة الاتصالات او نقله الى وزارة الصحة اذا ما نجحت المقايضة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وذلك رغم خسارة باسيل الإنتخابات النيابية، وبفارق كبير في منطقته البترون.

ولم يتأخر موقف الحريري في الظهور، إذ أوضحت مصادره بعد ساعات قليلة من الاتفاق على صيغة الـ 15-10-5 أنه أبلغ كل من يعنيهم الأمر بوضعه مواصفات للوزراء أبرزها ألا يكون أي منهم قد خاض الإنتخابات النيابية الأخيرة في 7 حزيران / يونيو وخسر فيها ، موضحاً أن وضع المواصفات من حقه كرئيس للحكومة .. ومن الشروط الاخرى التي يضعها الرئيس المكلّف كأولوية في التشكيلة الحكومية هي ان تتميز بالتغيير من جهة تطعيم الحكومة بوجوه نسائية وشبابية جديدة من الفريقين. ووصلت الرسالة بسرعة البرق الى الرابية لتهز وزارة الاتصالات بشخص وزيرها باسيل، وكذلك كان حال نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال اللواء عصام ابو جمرا الذي ينتظر على " احر من الجمر" التشكيلة ليعيد اعتباره بعد خسارته الإنتخابات في الاشرفية، وربما تكفيه سنوات اربع جديدة ليجلس الى يمين رئيس حكومته الجديد سعد الحريري كنائب له كي يناكفه بعض الشيء، وهو الامر الذي يحاول الرئيس المكلّف تفاديه. ولم يسلم اعضاء "الكتلة الشعبية" الخاسرون وعلى رأسهم الياس سكاف الذي لن يحجز له مقعد وزاري، وبذلك تفقد زحلة تمثيلاً وزارياً ونيابياً معارضاً.

 وتقول مصادر المعارضة لـ "إيلاف" إن ما يحاول الرئيس المكلف فعله بعدما تنازل عن اكثرية النصف زائد في حكومته لمصلحة المعارضة التي حصلت ما كانت تريده من ثلث ضامن وان بطريقة مموهة، هو ان يظهر نوعاً من التشدد فيما يتعلق بالحصة المسيحية في الوزارة وذلك لارضاء حلفاءه المسيحيين في فريق 14 آذار/مارس من الذين اصابتهم شظايا الاتفاق بين زعيم الاكثرية والمعارضة . ولم يعلّق مسيحيو الاكثرية على شرط الحريري والذي يمنع توزير مرشحين خاسرين للانتخابات وذلك لعدم وجود اسماء خاسرة لديها، باستنثاء محاولة المقايضة بين توزير باسيل وتوزير النائب السابق فارس سعيد الذي خسر انتخابيا هو أيضاً في دائرة جبيل ، في حين رأت المعارضة شرط الحريري بمثابة ضربة مباشرة لها. واشار بعض قياداتها الى " انه ليس في استطاعة أحد بمن في ذلك الرئيس المكلّف أن يضع شروطا على التوزير لأن من شأن ذلك أن يستدرجنا الى وضع شروط مضادة، أقلها رفض توزير كل من هناك شبهة فساد عليه أو شبهة تورط في كل ملفات المرحلة الماضية على الصعيدين المالي والاقتصادي"، الأمر الذي يصب في مطالبات الجنرال عون في حملته المستمرة على الفساد.

وما يلفت في شرط الرئيس المكلّف أنه قطع الطريق على توزير مجموعة بارزة من قادة المعارضة وشخصياتها السياسية والحزبية. واذا ما تشدد الحريري في مطلبه، فستنحصر حصة الطائفة السنية في الحكومة والبالغة 6 وزراء بـ "تيار المستقبل" وحلفائه ولن يكون هناك مكان لرئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي الخاسر في دائرته طرابلس وكذلك الامر بالنسبة الى الوزير السابق عبد الرحيم مراد الخاسر في دائرة البقاع الغربي، وكذلك حال مرشحي المعارضة عن المقاعد السنية في دوائر طرابلس وعكار وبيروت الثالثة، والمرشح الخاسر عن دائرة صيدا النائب السابق اسامة سعد الذي خسر المعركة امام رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، علماً بأن المعارضة كانت تسعى لتوزير سعد من أجل تعزيز حضورها في عاصمة الجنوب صيدا. ويستفيد الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل من ثابتة الرئيس الحريري بحيث لا تكون ثمة فرصة لأي وزير شيعي في التشكيلة اذا لم ينل رضى هذا الثنائي، والامر ذاته ينسحب على وزراء الطائفة الدرزية الثلاثة في الحكومة الثلاثينية العتيدة.

 

 "حديث البلد"... الحروب الآتية !

النهار/علي حماده     

في سنة كل الاخطار، وفي الصيف المؤدي الى خريف الازمات تتعامل دول وانظمة في المنطقة على اساس ان حربا من ثلاث ستنشب خلال الاشهر القليلة المقبلة. اما ان تكون ثمة مواجهة اسرائيلية – ايرانية مباشرة وثنائية، واما حرب بين اسرائيل و"حزب الله" نيابة عن ايران، واما حرب مثلثة الاضلع تضع اسرائيل في مواجهة ايران و"حزب الله" معا. فلماذا يلاحظ المراقب في المنطقة ان كل الاطراف المعنيين يتصرّفون على اساس انهم مقبلون على حرب؟

ولماذا يبدو كل الحراك الديبلوماسي في المنطقة ممهدا لحرب صارت خططها جاهزة؟

في البداية ثمة قاعدة لا بد من الانطلاق منها، تتلخص بنقطتين: الاولى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يقبلا بإمتلاك ايران لسلاح نووي، ولا حتى القدرة على تصنيعه بسرعة. والثانية ان اسرائيل تعتبر ان امتلاك ايران القدرة على تصنيع سلاح نووي، مهما يكن متأخرا من الناحية التكنولوجية عن قدرات اسرائيل، يمثّل تهديدا وجوديا لا يمكن العيش معه. وثمة نقطة ثالثة متصلة تعني الواقع اللبناني. فقدرات "حزب الله" العسكرية التي تتجاوز قدرات بعض دول المنطقة تمثّل تهديدا مباشرا للامن الاسرائيلي من ناحية، وتهديدا غير مباشر للامن  القومي لمجمل دول المنطقة نظرا الى ان القرار الذي يخضع له هذا السلاح (آلاف الصواريخ المتنوعة المدى) ايراني مرتبط بالنظام في جناحه الاكثر تشددا وميلا الى المغامرة، وخصوصا مع أزمته الداخلية الحالية وحاجته الى حرب خارجية تعيد تعويمه.

انطلاقا من القاعدة المشار اليها بنقاطها الثلاث، يمكن فهم كل الحراك الاقليمي الراهن. ويمكن فهم المحادثات المكثفة التي يجريها المسؤولون الاميركيون الكبار مع الحكومة الاسرائيلية لتقريب وجهات النظر بشأن ايران. كما يمكن فهم الاتصالات المكثفة الدائرة حاليا بين العواصم الكبرى (على رغم من العطلة الصيفية) من اجل التفاهم على الرزمة التالية من العقوبات المشددة على ايران التي سينطلق مسارها من خارج الامم المتحدة في النصف الاول من أيلول المقبل اذا لم تستجب ايران سلة الحوافز التي قدّمها اليها المجتمع الدولي، وتبادر الى فتح مفاوضات تبدأ بوقف تام لعمليات تخصيب الاورانيوم. وفي حال مضي ايران في المنحى الحالي، فإنها تعجّل في فرض العقوبات عليها، وتفتح الباب واسعا امام احتمالات الحرب. وفي هذا المجال لا تحظى طهران بحلفاء فعليين في المنطقة. فالمجموعة العربية بدولها المحورية تعتبر ان البرنامج النووي الايراني يهددها هي قبل ان يهدد اسرائيل. والحليف الوحيد (نظريا) أي سوريا، ماض في تحييد نفسه عن مصير دراماتيكي قد يصيب ايران في الفترة الممتدة بين شهر آب 2009 وحزيران 2010. وقد يكون من أهداف الحكم السوري غير المرئية محاولة استيعاب النفوذ الايراني في لبنان واستتباعه كما كانت الحال قبل 2005، وخصوصا أن ذراع ايران في لبنان "حزب الله" يمسك بقرار طائفة لبنانية كبرى ويوجهها وفق خياراته وبالتالي يمثل العمود الفقري لما يسمى معارضة في لبنان. فكلما ضعفت ايران، اما بسبب ازمتها الداخلية المستمرة وإما نتيجة لتورطها في حرب اقليمية تخسرها حتما، واما مع احتمال توريطها "حزب الله" في حرب مع اسرائيل تؤدي الى نتائج مختلفة عن حرب تموز 2006، كلما زادت الحظوظ السورية في استعادة نفوذ حقيقي في لبنان على النحو الذي تطمح اليه دمشق. ايران هي قلب الحدث العالمي المقبل. ومن يراقب ما يجري في الداخل الايراني حاليا يتلمس أخطار المرحلة مع قيادة ايرانية لا تقل عن القيادة الاسرائيلية خضوعا للغيبيات والخرافات والايديولوجيا.

 

مؤشرات أعادت الخشية من تحكّم الخارج بموقع لبنان في المفاوضات

استحقاق السلام يستعجل ترتيب البيت الداخلي والتوافق على احتمالاته

النهار/روزانا بومنصف     

تلح الدول الاجنبية على لبنان لترتيب بيته الداخلي، وتأخذ الجهود الاميركية من اجل احياء مفاوضات السلام على محمل الجد الى حد بعيد، في حين لا تُخفي انزعاجها من تراجع جوهري تراه في الموقف اللبناني على صعيد القدرة على اعلان موقف واضح من اي مسألة تتعلق بالمنطقة او بمفاوضات السلام.

فالمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يزر لبنان في جولته الاخيرة في دول المنطقة قبل أسبوع، واكتفى بالاتصال برئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد زيارته دمشق، في حين أن نائبه فريدريك هوف المكلف ملفي لبنان وسوريا في موضوع السلام، زار بيروت قبل مدة قصيرة  والتقى عددا من المسؤولين. وزار لبنان المسؤول عن ملف الشرق الادنى في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو قبيل انضمامه الى ميتشل في دمشق. وقد برر مسؤولون لبنانيون الامر بان لبنان في مرحلة تأليف الحكومة وزيارة ميتشل لا تزال في مرحلة استطلاع الآراء بالنسبة الى لبنان، ومواقفه معروفة وليس من جديد طرأ عليها.

وواقع الامر ان الاميركيين يتميزون بأنهم عمليون، ومن غير الطبيعي تضييع الوقت في زيارة يقومون بها للبنان ستنحصر في المرحلة الراهنة بالطابع البروتوكولي. لكن الصورة للمراقبين من خارج تبدو محزنة لمجرد ألا يجد ميتشل ضرورة لزيارة لبنان من بين دول عدة قصدها في المنطقة. وهو أمر تبرره دول معنية بأن لبنان لا يظهر قدرة على اتخاذ موقف في موضوع عقد مؤتمر دولي للسلام قبل ان تدلي دول أخرى بموقفها في هذا الاطار ولا في معاودة المفاوضات بينه وبين اسرائيل، مكررا مواقف مبدئية غير مجدية بالنسبة الى الخارج، حتى بات يخشى ان يعيد لبنان نفسه الى المرحلة السابقة حين كان لا يزال تحت الوصاية السورية ويشكو اهمالا تمارسه الدول الكبرى في التعريج على دمشق، ثم على لبنان شكلا، او عدم المرور به اطلاقا، على رغم اختلاف الوضع كليا في الاعوام الاخيرة من حيث مساهمة الدول الكبرى في دعم استعادة لبنان قراره ورأيه، وإن بالتنسيق مع الدول الاقليمية الاخرى لمعرفتها بحساسية الوضع الداخلي ووضع لبنان اقليميا. والاهمال نفسه يمكن أن يتعرّض له لبنان مجددا اذا اقصى نفسه عن أي موقف يتصل به مباشرة، لئلا يجري التقرير عنه في ملفات تهمه، وإن تكن الولايات المتحدة تكرر على مسامعه ليل نهار انها لن تسمح بان تأتي اي مفاوضات على حسابه، وانها تصرّ على استقراره وسيادته واستقلاله.

وتلفت المصادر المعنية الى التطورات الاخيرة في الجنوب والتي انطلقت من انفجار مخزن الاسلحة في خربة سلم. فهناك في الدرجة الاولى خيبة كبيرة تسبب بها الكتاب الرسمي الذي وجهه لبنان الى مجلس الامن ويقف فيه على طرفي نقيض مع التقرير الذي قدمته القوة الدولية في الجنوب بناء على تحقيقاتها الميدانية، وهو لا يزال يثير ردود فعل مستنكرة ومستهجنة جدا، لأن الجيش والقوة الدولية وضعا على الصعيد الديبلوماسي في مواقف متقابلة او متعاكسة، في حين انهما في جهة واحدة.

 وهناك خيبة ايضاً من مواقف المسؤولين اللبنانيين من القوة الدولية، لولا قلل منها تدارك رئيس الجمهورية الأمر في كلمته امس في عيد الجيش والدفاع عن القوة الدولية والتشديد عليها، في حين برز عتب على تحييد كل المسؤولين انفسهم على أثر الانفجار في خربة سلم ومواجهة القوة الدولية، كأن الموضوع الجنوبي لا يعنيهم، او انه مسلّم به كليا رسميا وعملانيا الى "حزب الله"، ولم يتنبّهوا لمفاعيل هذا الانكفاء على موقعهم السياسي الداخلي قبل موقف لبنان الخارجي  او في موازاته.

وتنفذ هذه المصادر من هذه الزاوية بالذات لتؤكد ان الثغرة في الموقف اللبناني الاساسي حيال ما بدأت تقترحه الولايات المتحدة او سواها بالنسبة الى المنطقة، تنطلق من القرار 1701 بالذات. اذ ان التكرار الرسمي الذي تجدد في رسالة لبنان الاخيرة الى مجلس الامن وعلى ألسنة المسؤولين لجهة التمسك بهذا القرار لا يعكس نية جدية لاستكمال تنفيذه أو تحفيز الدول الكبرى، أكانت الولايات المتحدة أم اوروبا والامم المتحدة، على ضرورة العمل من أجل تطبيقه بحسب هذه المصادر. وفي مندرجات هذا القرار الذي يطالب لبنان بتنفيذه، سعي من اجل استعادة الاراضي التي لا تزال محتلة من اسرائيل في كفرشوبا ومزارع شبعا وشمال قرية الغجر وصولا الى اعادة العمل باتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل وفق ما نص عليه القرار. وهذا لا يعني ان المصادر تقلل خطورة الانتهاك الاسرائيلي للقرار، الذي تقول ان الدول الكبرى تطالبها بوقفه، لكن لبنان لا يظهر عزما في المقابل على تنفيذ القرار 1701 ولا على تحفيز الآخرين من الدول الداعمة له على القيام بذلك.

وتلحظ المصادر انتقادات وردودا  تتكرر من "حزب الله" لما يورده تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون حول تنفيذ القرار، وبات ينضم اليه فيها أفرقاء آخرون يساهمون، في رأي هذه المصادر، ليس في محاولة الطعن بصدقية مضمون التقرير بمقدار ما يحاولون المس بصدقية الجهد الدولي وحيثيات القرار 1701 نفسه.

ولذلك يبدو ملحا بالنسبة الى المراقبين الديبلوماسيين المهتمين بلبنان ان تسعى الحكومة الجديدة في المدى القريب جدا الى صوغ موقف لبناني واضح مما يطرح يأخذ كل الاحتمالات في الاعتبار، وخصوصا في ضوء تطورات على المسارات الاخرى، لئلا يسيء لبنان الى نفسه ويعود مصيره مرتبطا بالآخرين من حيث شاء او لم يشأ، ولاسيما ان مشاركة كل الافرقاء في الحكومة تضعهم جميعا في موقع المسؤولية التي تحتم عليهم  اخذ الامور بيدهم والعمل لما فيه مصلحة لبنان في الدرجة الاولى، في موازاة مراعاة مصالح الدول العربية المعنية.

 

سلاح التعطي

النهار

احمد عياش     

لا يجادل اثنان في أن سابقة رئيسين للحكومة أحدهما مكلف وثانيهما مصرّف للاعمال أمر ينطوي على عجز عن الخروج من نفق أزمة تاليف الحكومة. لكنه في الوقت نفسه تعبير عن أزمة بدأت عام 2005 ولا تزال مستمرة حتى اليوم وتتمثل برفض قوى الامر الواقع التي تحاول أن تستفيد من فراغ أحدثه انكفاء سوريا، الامتثال لقواعد اللعبة السياسية الداخلية التي تتضمن أكثرية وأقلية في البرلمان. ولا يخفى على أحد أن الوزن الحقيقي لقوى الامر الواقع مستمد من قوة "حزب الله" الذي لولاه لوجدنا أن حجم اعتراض العماد ميشال عون المعرقل لولادة الحكومة هو أقل بكثير مما يبدو الآن. وهذا ما ظهر في تكوين الحكومة الاولى بعد انتخابات عام 2005. فبفعل ابتعاد "حزب الله" عن عون لم تظهر مشكلة مستعصية في بقاء عون خارج الحكومة على رغم انه كان يحظى بتمثيل مسيحي يقارب الـ70 في المئة. فكيف الحال اليوم وهو يتمتع بتمثيل مسيحي لا يصل الى 50 في المئة.

الاستنتاجات لا تزال خاضعة لعوامل عدة تجعلها قابلة للتغيّر. وما يبدو مدعاة للتشاؤم قد لا يستمر كذلك. فوقوف "حزب الله" على "خاطر" الجنرال يتعرض لامتحان لن يكون يسيراً للحزب الذي لديه مصالح والتزامات تتجاوز حليفه. وفي وقت ما سيوازن بين فوائد هذا التحالف واضراره. حتى اذا ما أدرك ان هذه العلاقة ستنال من مصالحه وارتباطاته والتزاماته داخل لبنان وخارجه سيبعث باشارة قوية تنهي دفعة واحدة كل اعتراض عون أو تدفع الاخير الى أخذ مكانه الذي اعتاد عليه عام 2005.

وثمة بُعد يمنح "حزب الله" قدرة تتجاوز واقع امتلاكه ترسانة سلاح تتخطى امكانات الدولة نفسها. انه البُعد المذهبي الذي أخضع تمثيل الطائفة الشيعية لمشيئة هذا الحزب. فاذا ما تطور الاعتراض في مسار العملية السياسية الى نقطة افتراق جرى تظهير الخلاف وكأنه خلاف مع طائفة بكاملها. وهذا ما يعيد الى الاذهان محطات في تاريخ لبنان الحديث حيث تتعطل الحياة السياسية عندما تصطدم بارادة الطوائف علماً ان هناك الكثير مما يقال حول موقع "حزب الله" داخل الطائفة الشيعية والظروف الاقليمية المحيطة بهذا الموقع.

في المقابل، هذا الامتياز لـ"حزب الله" لا يحظى به العماد عون ولن يحظى به. لا بل انه اليوم أضعف من أي وقت مضى على مستوى التمثيل المسيحي الذي انتقل الى قوى 14 آذار المسيحية التي أعطت برهاناً في انتخابات حزيران الماضي انها تحظى بقاعدة تمثيلية واسعة داخل المناطق المسيحية. ولن يأتي اليوم الذي سيقول فيه الجنرال ان تهميشه هو تهميش للمسيحيين.

لا شك في أن الرئيس المكلف سعد الحريري يدرك هذه المعادلة التي تجعل اعتراض عون مموهاً بقدرة "حزب الله" وهو سيحافظ على موقع يحترم فيه قواعد العمل السياسي ضمن حدود لا تسقط معها ارادة الطوائف. وفي الموقع نفسه يجهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتمييز بين ما هو سياسي وما هو طائفي. وسيحاول ان يعرف مصير وعد "حزب الله" له بأنه سيعمل لتسوية اعتراضات عون بعدما استقرت صيغة تأليف الحكومة سياسياً.

مرة جديدة على البلاد أن تدفع ثمن هذه الازدواجية السياسية، الطائفية. وستتأخر تالياً كل العملية السياسية التي يراد من خلالها القيام بمسؤوليات تجاه قضايا كبرى تتعلق بحياة اللبنانيين وتتمثل بفك ارتباط البناء الداخلي بالابتزاز الطائفي. ولكن سيظهر جلياً ان "حزب الله" لا يوظف الطائفة الشيعية في حماية سلاحه بل يتعداه الى سلاح التعطيل الذي يرفعه الجنرال بحماية الحزب. الزمن اليوم يعود الى الوراء الى مخيم رياض الصلح... حتى اشعار آخر.

 

جمعية عمومية استثنائية تنظيمية للحزب التقدمي الاشتراكي...

جنبلاط:تحالفنا مع 14 آذار لا يمكن ان يستمر وعلينا اعادة التفكير بتشكيلة جديدة

02 آب, 2009

عقد الحزب التقدمي الاشتراكي جمعية عمومية استثنائية تنظيمية من اجل التجدد وتطوير التربية الحزبية برئاسة رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، تم خلالها طرح تقرير تنظيمي متجدد للحزب.

حضر الجمعية العمومية الاستثنائية اكثر من 477 حزبيا فيما اعتذر 71 عن الحضور، وكان ابرز الحاضرين نواب الحزب: غازي العريضي، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، كلوفيس مقصود، عزت صافي، ضاهر ريشا من الرعيل الاول للحزب، اضافة الى اعضاء الجمعية العمومية من مختلف قطاعات الحزب التقدمي الاشتراكي.

وبعد اعلان امين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض اكتمال النصاب، افتتحت الجمعية العمومية بالتحية الحزبية، ثم كلمة لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط اشار فيها الى ان الجمعية العمومية الاستثنائية جاءت من اجل اعادة صياغة تنظيمية معينة للحزب التقدمي الاشتراكي للوصول الى صياغة سياسية جديدة من اجل تجديد اداء الحزب والانطلاق مجددا الى حزب جديد والعودة الى الثوابت والتأكيد على هذه الثوابت التي انطلق منها الحزب التقدمي الاشتراكي وتأسس عليها.

وقال: "لقد افتتحنا الجمعية العمومية دون نشيد الحزب مجددا، وهذه احدى الثغرات الكبرى، وهذا موضوع ننشده منذ سنوات، وكنا نتمنى لو افتتحنا الجلسة على ايقاع النشيد الاممي الذي يذكرنا بتلك الفترة المجيدة من تحالف اليسار العالمي في مواجهة الامبريالية والرجعية الاميركية والعربية والعالمية. وفي انتظار النشيد في يوم ما افتتحنا الجلسة فقط بالتحية الحزبية".

ثم استعرض النائب جنبلاط بعضا من اسماء قدامى الحزب التقدمي الاشتراكي "ومنهم من ولى ومنهم من بقي"، معربا عن اعتزازه بتلك الفترة الجميلة المضيئة والمشعة في تاريخ الحزب وفي ان يكون في اعداد الحزب هؤلاء الكبار الذين خاضوا مع كمال جنبلاط المعارك الاساسية الاجتماعية والسياسية والثقافية والنقابية والعمالية وغيرها من المحطات الهائلة التي لا تحصى، ومن هؤلاء الاسماء: عبد الله العلايلي، البير أديب، اسد رستم، حنا يعقوب حنا، كامل العبد الله، فريد جبران، انور الخطيب، كلوفيس مقصود، عباس خلف، محمد عباس ياغي، اميل طربيه، زاهر الخطيب، فؤاد سلمان، فؤاد جبور، انيس طعمة، حسيب دبيسي (من المناضلين الصامتين الكادحين)، فؤاد شاهين، سليم قزح، الشهيد انور الفطايري، علي جابر، رتيبة الرفاعي، عادل سيور، احمد خليل، ضاهر ريشا، فؤاد رزق، عزت صافي، جميل صوايا، اسكندر غبريل، وهؤلاء فقط قله قليلة من لائحة طويلة جدا من الموالين والمفكرين والنقابيين والسياسيين الذين خاضوا معنا ومع كمال جنبلاط المعارك الاساس في مواجهة الاقطاع والرأسمالية والرجعية وفي التأكيد على عروبة لبنان بالالتصاق والتأكيد على القضية الفلسطينية ودعمها".

ثم انتقل جنبلاط لاستعراض "بعض من المحطات التي خاضها الحزب التقدمي الاشتراكي قبل ان يكون لي شرف قيادة الحزب عام 1977 وخاضها هؤلاء الكبار بشرف واعتزاز وكرامة واباء ولاحقا اكملنا سويا المسيرة. ومن ابرز تلك المحطات:

1 - رفض حلف بغداد والمشاركة في ثورة 1958 واقول ثورة لانني قرأت مذكرات احد الساسة في لبنان يقول انها احداث دامية، ولكن في الحقيقة كانت ثورة، وكان الحلف فيها واضحا مع العروبة مع جمال عبد الناصر في مواجهة الرجعية والاحلاف الاجنبية ثورة كبيرة.

2 - تأييد وحدة مصر وسوريا وكانت محطة من المحطات الاساس في عمل الحزب، هذه الوحدة التي لاحقا اجهضت بالانفصال من قبل الرجعية العربية ومن قبل الدول الاجنبية لانها تفك الحصار الفعلي العملي والعسكري والسياسي عن اسرائيل.

3 - رفض وادانة الانفصال.

4 - وفي اواخر الاربعينيات ادانة اعدام انطون سعادة.

5 - المطالبة المستمرة من قبل الحزب بتحصين الجنوب وبناء الملاجىء والاطر الكافية والمستشفيات والمدارس من اجل حماية الجنوب وهو الامر الذي تحقق لاحقا.

6 - تغيير عقيدة الجيش من عقيدة كانت تساوي بين العدو والصديق الى ان وفي عهد الوجود السوري تغيرت تلك العقيدة، بفضل تضحياتنا وتضحيات الجيش الوطني اللبناني، وتضحيات البعد العربي فاثبتنا عروبة الجيش واكدنا عليها.

7 - المشاركة وتأييد ثورة الجزائر.

8 - الانتماء انذاك الى حركة عدم الانحياز وكان لتلك الحركة معنى بدل مجموعة من الامعات يجتمعون بالامس في شرم الشيخ لا قيمة ولا معنى لهم في اوج الارتباط للانحياز الاميركي- الاسرائيلي.

9 - العلاقة مع الاتحاد السوفياتي ولم تكن ابدا تلك العلاقة الا شرفا كبيرا لشعوب الامم، امم الثالث من فييتنام الى الجزائر، الى فلسطين، الى لبنان، الى الصين، واميركا اللاتينية، هذه الثورة البولشيفية التي عليها تمحور القرن العشرين في مواجهتها او في تأييدها، فكل القرن العشرين مبني على هذا المبدأ، وتوج هذا الامر بوسام لينين الذي اعطي لكمال جنبلاط عام 1970، ورأى كمال جنبلاط حقا في احدى محاضراته انه لا مجال للاستمرار بهذه الثورة الماركسية دون تنوع، دون ديمقراطية، دون حرية، وكانت نبوءته صائبة، فانهار الاتحاد السوفياتي.

وقال: "لكن بانهيار الاتحاد السوفياتي انهارت منظومة سياسية كبيرة هائلة في مواجة الرسامالية والامبريالية والتي استبدلت الاتحاد السوفياتي للدخول في الفوضى العالمية، الفوضى التي نشهدها اليوم في العراق وافغانستان، وفي كل اقطار العالم، نحن شعار صراع المذهبيات والقبائل والنعرات وتحتها في مكان ما شعار مواجهة الحضارات، فآنذاك كان العالم مقسوما بين ماركسي وغير ماركسي، بين شيوعي وغير شيوعي، بين وطني وبين استعماري، واليوم ادخلتنا السياسة الاميركية في الفوضى، وادخلنا فكر المحافظين في الفوضى الهائلة، ولا تزال تلك الفوضى في بداياتها".

اضاف: "في الخمسينات تم رفض التجديد، وفي كل محطة رفضنا فيها التجديد لاحد الرؤساء اندلع بعد الرفض الحوادث الدامية، والثورة كرفض التجديد عام 1958 لكميل شمعون، ورفض التجديد لاميل لحود، وفي الحالتين النتيجة واحدة".

10 - النضال من اجل الاعتراف بالصين الشعبية والمانيا الديمقراطية وكوريا، وكانت محطات هائلة في تاريخنا الى جانب النضال الدائم من اجل حقوق العمال والفلاحين عمال التبغ في الجنوب، وعمال غندور والمواجهات الدامية آنذاك من قبل النظام اللبناني.

11 - الاصرار الدائم من قبل الحزب على الغاء الطائفية السياسية، لان لا وطن بوجود صيغة الطائفية السياسية التي تتجذر كل يوم، ورأيناها بالاسم فولكلوريا، كانوا ثلاثة رؤساء واصبحوا اربعة، وغدا سيصبحون 5 و6 في البذات البيضاء، وما اجمل تلك البذات البيضاء التي ورثناها من الانتداب الفرنسي.

12 - التأييد المطلق للثورة الفلسطينية دون خجل، من اللحظة التي تموضعوا فيها بالعرقوب من "فتح لاند" الى تأييدنا المطلق لاتفاق القاهرة خلافا للغير الذي كان يريد التحييد، خلافا للغير ومنذ انتخابات 1962 وهزيمة العرب 1967، اخذ يتسلح ويتدرب في مواجهة اليسار وفي مواجهة الثورة الفلسطينية والانجاز الكبير آنذاك الذي كان يسمى بلقاء الاحزاب، وترجم لاحقا بالانجاز الاهم والضخم، بالحركة الوطنية اللبنانية وببرنامجها المرحلي والتي اسسها وقادها كمال جنبلاط.

13 - التأييد الكامل، آنذاك وما زلنا، للوحدة التدريجية للعالم العربي ضمن احترام المقاييس والمعايير في الحرية والديمقراطة، الامر الذي فشل العالم العربي فيه، وحتى السوق العربية المشتركة لم تر النور، وحاولوا في الامس القريب بمجلس التعاون الخليجي الوصول الى النقد الواحد، لكن خرجت احدى دول الخليج ورفضت النقد الواحد، فحتى الحد الادنى من التنسيق يرفض.

14 - عام 1976 رفضنا التدخل السوري الذي كان لصالح اليمين اللبناني وعلى حساب اليسار اللبناني ولمساعدة اليمين وللهيمنة على لبنان، لكن قبل ان يغتال باسبوعين ارسل كمال جنبلاط رسالة شهيرة الى الرئيس حافظ الاسد وقال له "اما وقد دخلت الى لبنان، وكي تنجح وكي تستأصل جراثيم الانعزال من لبنان عليك بتجريد المليشيات اللبنانية من السلاح، وانتبه الى الجيب المدعوم من العدو الاسرائيلي، جيب سعد حداد، لان هذا الخطر المقبل على وحدة لبنان وعروبته"، لم يتحقق هذا الامر عام 1976 ولكنه تحقق عام 1989، وبعد ان سجلنا انتصارا هائلا وكبيرا باسقاط 17 ايار، وهذا شرف وفخر لنا، والتقينا في 6 شباط مع حلقة الرفض، رفض بيروت كل بيروت في مواجهة اليمين اللبناني الذي كان آنذاك يستشري فسادا وقتلا وتفجيرا في بيروت، وكانت التسوية، وجردت الميليشيات من السلاح بالتراضي بالتوافق مع سوريا، وابقي على سلاح المقاومة الذي حرر تدريجيا الجنوب المحتل من جزين الى كل الجنوب عام 2000.

وقال: "نبؤة كمال جنبلاط عام 1976 تحققت عام 2000. عندما ذهبنا الى دمشق عام 1977 بعد الاغتيال، تجاوزنا حدث الاغتيال بالمعنى الشخصي واكدنا على التواصل مع العرب من اجل عروبة لبنان والحفاظ على المقاومة الفلسطينية، وقد كنا في مأزق نتيجة الخلاف والتعارض ما بين منظمة التحرير وقيادة فتح برئاسة ياسر عرفات والنظام السوري، وقد قاسينا نتيجة هذا التعارض كثيرا، فكان لاحقا، بعد الغزو الاسرائيلي وتحرير الجبل، حرب المخيمات التي انهكت الجميع والتي اخرجت منظمة التحرير من لبنان، ولن اخجل عندما اطلقت الرصاص عاليا تحية الى المقاتلين والمجاهدين الفلسطينيين الذين خرجوا آنذاك من لبنان في اول قافلة فلسطينية غادرت لبنان، وقال: عندما نحيي هؤلاء، فاننا نحيي نضالا مشتركا على كل الساحات من الجنوب الى الشياح الى بيروت الى الجبل والى كل مكان".

15 - محطة سوق الغرب 13 آب 1989 والتي من خلالها حركنا العالم والعالم العربي وأوصلنا لبنان الى الطائف، ناهيكم عن الكفاح المستمر للحزب التقدمي الاشتراكي في دعم التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية، حيث كنا في مقدمة الذين ناضلوا من اجل الجامعة اللبنانية وتحقيقها، والجامعة العربية في مواجهة الارساليات الاجنبية التي لها خدمات كثيرة، لكن الجامعة العربية ايضا تفتح ابوابها لشريحة اوسع بكثير من اولاد العائلات والنخب، اضافة للنضال المستمر للحزب في رفض الاحتكار والوكالات الحصرية، مذكرا بمرسوم قانون رفض احتكار الدواء والوكالات الحصرية الذي صدر عام 1943 ايام الياس سابا واميل بيطار، ولكنه اجهض من قبل البرجوازية اللبنانية وقضى في الادراج ولا زلنا في نفس المكان.

وقال: "كان كمال جنبلاط يقول ان حفنة وقلة من المستفيدين 4 في المئة يسيطرون على 80 في المئة من الثروة اللبنانية، واعتقد اننا لا زلنا اليوم في نفس الدوامة وربما 4 في المئة او أقل يسيطرون على اكثر من 90 في المئة من الثروة اللبنانية، لا يمكننا ان نستمر في هذه الدوامة التي نصدر فيها الادمغة ونستورد فيها ما يسمى السياح، نبيع اراضينا وممتلكاتنا من اجل هؤلاء السياح، نستفيد من المال الذي يأتينا من افريقيا والخليج، والصناعة الاساس التي تنتج ماليا لاصحاب ال4 في المئة هم المصارف وغالبية الشعب يرزح تحت عبء الفقر، ان في عكار او في الجنوب او الضاحية او الجبل او في عائشة بكار وغيرها من المناطق".

اضاف: "لم يتغير شيء، لذلك لا مستقبل للبلاد في اقتصاد ريعي دون حماية للزراعة والصناعة، دون انتاج".

16 - ثورة الاستقلال: ثم جاءت ثورة الاستقلال وتداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الشهداء، ذهبنا الى المعقول والى اللامعقول، وصحيح ان العاطفة في بعض الاوقات غلبت على المنطق، لكن قمنا بواجبنا في ما يتعلق بالمحكمة، وأتتنا المحكمة، ونتمنى ان تأتي المحكمة بالحقيقة وان تكون عنوانا للاستقرار، فلا نريد المحكمة عنوانا للفوضى، ولا نريد ان تتحكم بالمحكمة دول او ربما جهات تأخذ هذه المحكمة الى غير محلها، نريد لهذه المحكمة ان تحد من الاغتيال السياسي وان توقف الاغتيال السياسي وتعطي كل صاحب حقه في ما يتعلق بالجرائم، لكن لا نريد للمحكمة ان تذهب الى الاقصى او ربما الى تحريف المنهج الاساسي وهو العدالة. وذهبنا الى اللامعقول عندما التقينا مع المحافظين الجدد موضوعيا في واشنطن من اجل حماية ما يسمى ثورة السيادة والحرية والاستقلال، هذا لقاء في غير طبيعته وفي غير سياقه التاريخي وفي غير التموضع التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي، ان نلتقي مع الذين عمموا الفوضى في منطقة الشرق، الذين دمروا العراق وفلسطين، لكن آنذاك ولست هنا لابرر، كان همنا الاساس هو موضوع المحكمة. ربما كنا نستطيع الا نذهب، لكن الذي حدث حدث، وذهبنا ولم تكن تلك الا نقطة سوداء في تاريخنا، في تاريخ الحزب الناصع، الابيض، الساطع في وضوحه في ما يتعلق بنضاله الدائم مع القضية الفلسطينية، مع القضية العربية، مع قضية لبنان العربي، المنحاز عربيا لان تلك الشعارات للسياسة والحرية والاستقلال دون مضمون عربي والالتصاق بالقضية الفلسطينية لا معنى لها، بل تعيدنا الى لبنان الانتداب، لبنان ميشال شيحا، لبنان الانعزال، لبنان اليمين، لبنان المنفصل عن البعد العربي وعن القضية الفلسطينية، ذهبنا، فلنسجل تلك النقطة السوداء، واتحمل مسؤوليتها، ولاحقا في يوم ما لا بد من مناقشتها بهدوء، ولم يكن هناك سبب تخفيفي لهذه الزيارة سوى موضوع المحكمة الدولية.

واذ شدد النائب جنبلاط على "ضرورة العودة الى الثوابت"، اوضح "ان الصيغة التنظيمية الجديدة للحزب هي صيغة تنظيمية من اجل تجديد عناصر معنية او اعادة النظر في كيفية تعيينات معينة وهكيليات معينة"، معتبرا "ان لا قيمة لصيغة تنظيمية دون بعد سياسي واجتماعي وقومي وعربي وفلسطيني، ولا قيمة لصيغة تنظيمية دون بعد سياسي بالمفاهيم التي حددتها لان المعركة اليوم اقسى بكثير من المعركة التي خاضها كمال جنبلاط في الخمسينيات آنذاك، وكان معه رفاق من كلوفيس وغيره، ذهبوا الى المساحة العربية الواسعة، ذهبوا والتقوا بالمارد العربي الكبير جمال عبد الناصر، ذهبوا الى حركة عدم الانحياز، الى الاتحاد السوفياتي، مات جمال عبد الناصر، العروبة تحتضر، لكن لا نستطيع الا وان نعود الى الثوابت، الى الاساسيات، الى اعادة اطلاق الفكر العربي في صفوفنا اولا كحزب تقدمي اشتراكي، وصولا الى توسيع رفعة التحالف مع احزاب وحركات وتنظيمات وشخصيات نلتقي معها موضوعيا وفكريا وسياسيا في ما يتعلق بعروبة لبنان والنظام الطبقي، وفي حماية صفوف الفلاحين والعمال والدفاع عن القضية الفلسطينية وفي ما يتعلق بعلاقات مميزة مع سوريا ومن خلالها مع العالم العربي".

وقال: "عهد الوصاية ولى، الجيش السوري انسحب، فكفانا بكاء على الاطلال".

وعن معالم السياسة الاميركية في العهد الجديد لاوباما، رأى النائب جنبلاط "انه ورث ارثا هائلا وثقيلا، فهو حاول، في خطابه في مصر، ان يؤكد على الموضوع الفلسطيني، ولكن كل النتيجة حتى هذه اللحظة انه قال بتجميد الاستيطان، فاتى لاحقا المبعوثون الاميركيون ليقولوا مع اسرائيل بتجميد الاستيطان في مقابل الاعتراف بالدولة اليهودية، وهذا يعني انه اذا اعترف ما تبقى من عرب بيهودية الدولة، اي انهم اجهضوا حق العودة وشرعوا لليهود، للكيان الصهيوني، تهجير عرب فلسطين 1948 الى مكان خارج الحدود، وشرعوا قيام مغامرات عسكرية جديدة على حساب الحق العربي".

وقال: "اذا عدنا الى المغاطلات التاريخية التي ذكرها، فهول لم يذكر كلمة ارهاب، "شكرا"، ولكنه دان العنف الفلسطيني. كيف يمكن لاي شخص او رئيس ان يدين العنف الفلسطيني وهو عنف مشروع بشتى اشكاله لانه يقاوم احتلالا اجنبيا، ان ارض فلسطين هي ارض للعرب والمسلمين، واذا كان العرب والحزب في مرحلة معينة ظنوا فيها ان هناك امكانية لقيام دولتين، دولة الضفة والقطاع، بعد معالجة قضية القدس وحق العودة، فان الواقع القائم اليوم على الارض، واقع الضفة وواقع القدس، يلغي قيام الدولة الثانية، والادارة الحالية ليست الا ادارة بلدية لشؤون المواطنين في الضفة الغربية، في مقابل دولة حماس المحاصرة اسرائيليا وعربيا، هذه هي اليوم صورة فلسطين".

اضاف: "اما المشروع الاساس الذي نادى به بعض المفكرين، وحتى منظمة التحرير وهو دولة واحدة للشعبين بحقوق متساوية لليهود والعرب، فاعتقد ان ذلك خيالا وخرافة من الخرافات، ولا يمكن الوصول الى تسوية في فلسطين مع الصهيونية".

وتابع: "وخلافا لما قاله اوباما فان الفكر الصهيوني بدأ في القرن التاسع عشر في اميركا، وبدأ الاستيطان اواخر القرن التاسع عشر ولم تكن اسرائيل وليدة المحرقة التي نستنكرها، والتي ارتكبها الغرب العنصري. اسرائيل مشروع استعماري على الارض العربية، والصراع طويل جدا، والظروف اقسى واصعب، ولم يتبق من محطات نستطيع ان نتعلق بها الا المبادرة العربية، وحسنا فعل سعود الفيصل بالامس، الارض اولا ثم التطبيع، وطبعا الارض تزول والتطبيع هو المطلوب". ورأى "ان ما تبقى وما هو مطلوب ان تتوحد الارادة الفلسطينية، ولكن ذلك ليس في المدى المنظور".

وفي الموضوع اللبناني تطرق جنبلاط الى الانتخابات النيابية، واعتبر انها "أكدت اكثر من اي وقت مض الفرز الطائفي في البلاد"، وقال: "للذين فرحوا بالانتصار، نرى انها فرحة مؤقتة، ورأينا كيف تبخرت هذه الفرصة وكيف ان هذا الانتصار لا معنى ولا قيمة له ويؤكد اكثر من اي وقت مضى ضرورة التخلص من النظام الطائفي".

اضاف: "لقد دخلنا اليوم فيما يسمى بالديمقراطية التوافقية التي تذكرنا باجتماع القبائل والعشائر، ان في الانبار او في البصرة او حتى لبنان، عندما يتباهون بالمجتمع المدني. ليس هناك مجتمع مدني الا قلة قليلة، فهناك مجتمع اهلي او كما في افغانستان حيث يسمونه "الليوجرغا" اي اجتماع القبائل، وطبعا يقومون بانتخابات ثم يتم التوافق على الصيغة بعد اجتماع القبائل، ولذلك فتشكيل الوزارة هو رؤية جديدة حيث تستطيع القبائل اللبنانية، ونحن منها، ان نتوافق على صيغة جديدة تحت شعار التوفيق والوسطية وغيرها من الشعارات".

ورأى النائب جنبلاط "ان هناك ضرورة لاعادة كتابة تاريخ الحزب، كتبنا "ربع قرن من النضال"، فلا بد من اعادة كتابة تاريخ الحزب بشكل مفصل وواضح"، واعتبر "ان لا قيمة للحزب التقدمي الاشتراكي اذا لم يلتزم باليسار، ولا معنى له دون الالتزام بالعروبة والالتصاق بالقضية الفلسطينية، فدون هذه الثوابت لا معنى لوجود الحزب او لاستمراره".

وقال: "اننا اذ تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 اذار مع مجموعة من الاحزاب والشخصيات، وبحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد آنذاك، لكن هذا لا يمكن ان يستمر، فعلينا اعادة التفكير بتشكيلة جديدة اولا داخل الحزب وثانيا على الصعيد الوطني، من اجل الخروج من هذا الانحياز والانجرار الى اليمين والعودة الى اصولنا وثوابتنا اليسارية والعربية والنقابية والفلاحية وغيرها من الثوابت التي من اجلها قضى الكثير واستشهد الكثير من مناضلي الحزب التقدمي الاشتراكي، فهذا هو التحدي الكبير الذي ينتظرنا".

اضاف: "سنضع صيغة تنظيمية لن تعجب البعض ولكن يجب اخراج الجميع من القيادة الى القاعدة، ومن هذا الصدأ الفكري والاتكالية وعدم المحاسبة، فالقليل جدا منكم يحاسب والقليل جدا منكم يناقش والبعض اصبح في مرحلة من مراحل الركود الفكري وعدم المطالعة وعدم المحاسبة والنقد، وهذا يبدأ من مدير الفرع الى رئيس الحزب مرورا بالاطر المختلفة، فلتكن هذه الصيغة التي نقترحها والتي هي صيغة صدمة، فلتكن صيغة نعتمدها، لن تكون هناك حلول سحرية، فقد تأخذ معنا المرحلة سنة او اثنتين، لكن لا بد من الانطلاق من مكان ما كي لا نصبح كالغابي".

وتابع: "انظروا ما حدث في الانتخابات للحزب الشيوعي اللبناني، وهو من اعرق الاحزاب في العالم العربي واقدمها ولرفيقنا في النضال النقابي والسياسي والعسكري، فان مجمل الاصوات التي نالها على الساحة اللبنانية لم يتجاوز سبعة الاف صوت، اليس هذا بدليل.

وقال: "لم نخض كحزب ولا كفريق 14 اذار معركة ذات مضمون سياسي، فنحن خضنا معركة رفضنا فيها الاخر خضنا معركة ذات طابع قبلي رفضنا فيها الاخر من موقع مذهبي قبلي وسياسي، وما يسمى انتصرنا. ليس هذا الانتصار، فنحن ننتصر عندما نعطي للعمال والفلاحين حقوقهم، ننتصر عندما نعود الى الثوابت العربية والفلسطينية، ننتصر عندما نخرج من اليمين ونعود ونلتصق بما تبقى من يسار او ننشىء يسارا جديدا، فهذا هو الانتصار".

ودعا الحزبيين الى "التفكير بما يطرحه"، شاكرا حضور "الحزبيين القدماء الذين اعتبرهم ضمير الحزب"، مطالبا اياهم ب"العمل بجدية اكبر لان الظروف اقسى واصعب بكثير من الماضي، فهذا هو التحدي، اما ان ننتصر او نسقط، فقد كتب علينا في مراحل كثيرة ان كنا على مشارف ربما السقوط، لكن نجحنا واجتزنا، ولكن العام 2009 اصعب بكثير من العام 1977".

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 3 آب/2009

 

إنجيل القدّيس متّى .32-22:12

وأَتَوه بِرَجُلٍ مَمْسوسٍ أَعمى أَخرَس، فشَفاهُ حتَّى إِنَّ الأَخرسَ تَكَلَّمَ وأَبصَر. فدَهِشَ الجُموعُ كُلُّهم وقالوا: «أَتُرى هذا آبنَ داود؟» وسَمِعَ الفِرِّيسيُّونَ كَلامَهم فقالوا: «إِنَّ هذا لا يَطرُدُ الشَّياطينَ إِلاَّ بِبَعلَ زَبولَ سيِّدِ الشَّياطين». فَعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهم فقال لهم: «كُلُّ مَملَكةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخْرَب، وكُلُّ مَدينةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِه لا يَثبُت. فإِن كانَ الشَّيطانُ يَطرُدُ الشَّيطان، فقدِ انقَسَمَ على نَفْسِه، فكيفَ تَثبُتُ مَملَكتُه؟ وإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فَبِمَن يطرُدُهُم أَبناؤُكم؟ لِذلِكَ همُ الَّذينَ سيَحكُمونَ علَيكم. وأَمَّا إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلكوتُ الله. أَم كيفَ يَستطيعُ أَحدٌ أَن يَدخُلَ بَيتَ الرَّجُلِ القَوِيِّ ويَنهَبَ أمتِعَتَه، إِذا لم يُوثِقْ ذلكَ الرَّجُلَ القَويَّ أَوَّلاً؟ وعِندَئِذٍ يَنهَبُ بَيتَه. مَن لَم يكُنْ معي كانَ عليَّ، ومَن لم يَجمَعْ معي كان مُبَدِّدًا. لِذلكَ أَقولُ لَكم: كُلُّ خَطيئةٍ وتجديفٍ يُغفَرُ لِلنَّاس، وَأَمَّا التَّجْديفُ على الرُّوح، فلَن يُغفَر. ومَن قالَ كَلِمَةً على ابنِ الإِنسانِ يُغفَرُ له، أَمَّا مَن قالَ على الرُّوحِ القُدُس، فَلَن يُغفَرَ لَه لا في هذهِ الدُّنيا ولا في الآخِرة.

 

اذهب إلى دمشق إذا شئت... ولا تصوب على حلفائك"

جنبلاط الحائر المحيِّر وأسئلته المقلقة

كتب ايلي الحاج:  النهار

لا يشبه خروج وليد جنبلاط من قوى 14 آذار، اذا خرج، انسحابَ كارلوس اده منها مع بقائه على مبادئها احتجاجا على ما اعتبره "تنازلات". ويعجز متابع الزعيم الاشتراكي عن كشف الدافع الرئيسي الى اطلاقه مواقف النأي والابتعاد عن حركة 14 آذار التي قادها عمليا ولم يتحالف معها، من لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكان الرهان بين القتلة ان الاوضاع ستعود الى طبيعتها كأن شيئا لم يكن بعد ايام من التشييع. لكن جنبلاط وقف ذاك النهار 14 شباط 2005 وحمل المشعل فسار خلفه الآخرون في اللحظة التاريخية، سنة ومسيحيين ودروزا بالطبع، ونخبا شيعية، فكانت 14 آذار التي كبرت ككرة ثلج، فأسقطت اولا حكومة الرئيس عمر كرامي واخرجت الجيش السوري من لبنان واعادت قادة من السجون والمنافي واطلقت جوا وحدويا استقلاليا عارما في البلاد بقي خارجا عنه ثنائي "حزب الله" – حركة "امل"، اي غالبية في الشيعة، وتوسعت حلقة الخارجين لاحقا بعد الانتخابات النيابية التي جرت على اساس "الاتفاق الرباعي" عام 2005 مع انتقال العماد ميشال عون من 14 آذار الى التحالف مع ما سمي بقوى 8 آذار ليشكلوا معا "المعارضة".

حمل جنبلاط عاليا طوال الحقبة الماضية حتى الامس القريب شعار "الحقيقة والعدالة" الذي رفعته كل مكونات قوى 14 آذار ودفع شهداء على التوالي حياتهم ثمنا على طريق المحكمة الدولية حتى باتت في مأمن من العقبات والعراقيل اللبنانية وغير اللبنانية. ومع تقدم عمل هذه المحكمة وتطوره بعد كثير من الشائعات والتكهنات والمطبات بدأ من يلتقون الزعيم الاشتراكي منذ اشهر، وتحديدا منذ نشر تقرير "در شبيغل" الالمانية واطلاق الضباط الاربعة ينقلون عن الرجل مواقف حائرة واسئلة يطرحها تصيب "العمق"، من نوع ان "الرئيس الحريري رفيقي وصديقي وغال جدا عندي، ولكن والدي ايضا قُتل"، و"أليس الافضل الاكتفاء بالحقيقة اذا كانت المطالبة بالعدالة ستؤدي الى ضرب السلم الاهلي في البلاد؟"، و"اغتيال الرئيس الحريري اخرج الجيش السوري من لبنان وانهى عهد الوصاية، الا يكفي ذلك؟ الى اين من هنا؟".

اسئلة تحمل هواجس مقلقة جدا لرجل شاءت اقداره ان يكون مسؤولا عن مصير طائفة في بلد تحكمه الطوائف وتواريخها المثقلة بالمآسي منذ قرون.

ولم ينس جنبلاط انه عندما دقت ساعة الحقيقة في 7 أيار 2008 لم يقاتل حلفاؤه السنة في بيروت، وان المسيحيين حيّدوا انفسهم ليجد انصاره الدروز انفسهم وحيدين في المعمعة التي يريد بكل قواه وعزيمته إبعاد اي احتمال لتكرارها ومحو ذكراها حتى من اذهان ابناء الجبل وما حوله.

وعندما تستيقظ ذكريات متناقلة من جيل الى جيل عما حدث بعد حوادث الجبل عام 1860 للقادة الجنبلاطيين وانصارهم وسط التخلي الدولي عنهم تطفو معها الى السطح مشاغل ذات طابع شخصي، اذ يذكر بحيرة احد الذين جالسوا جنبلاط انه تحدث عن العالم الآخر على غير عادة، وان جده ووالده قتلا بعمر الستين وهو اليوم في التاسعة والخمسين، وانه يعد نجله تيمور لتولي القيادة.

بالطبع يستنكر "الرفاق" (السابقون؟) لوليد جنبلاط في "ثورة الارز" ذهابه الى الاكتفاء بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وبقية شهداء 14 آذار واسقاط مطلب العدالة، معادلة معناها السياسي التخلي عن تأييد المحكمة الدولية وأقله إسقاطها من الحسبان وعدم ذكرها في البيانات الوزارية والادبيات السياسية والقول مع القائلين – أو مسبقاً واستباقاً على ما فعل جنبلاط – ان هذه المحكمة "مسيَّسة" وتشكل جزءاً من "لعبة الامم"، تمهيداً لأن ينعتها من يشاء انها "اداة في يد الصهيونية وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي".

منحى يرفضه "الرفاق" في 14 آذار. ويعتبرونه تخلياً عن الاصدقاء والاحباب، من جورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد والشهداء الاحياء": "كانوا معنا وماتوا بسبب المحكمة"، يقولون.

وفي طريقه الى موقعه الجديد الذي "بين منزلتين" تلقى جنبلاط نصائح خارجية، تحديداً عربية مهتمة بلبنان: "اذهب الى دمشق، وأبعد الى طهران ان شئت، فأنت حر، ولكن لا تطلق النار على حلفائك، ففي النهاية قد تضطر للعودة اليهم، من يدري؟". نصائح لم تلق صدى على الارجح، بدليل مواقف الامس التي استحضر فيها مرحلة "الحركة الوطنية" وأدبياتها في ما يُعدّ نكوصاً فكرياً عن مرحلة متقدمة على صعيد بلورة الطرح وتصحيحه تجلت في بيان "مؤتمر البريستول" قبل عشرة ايام فقط من الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي.

تضمن ذاك البيان تعهداً بالسعي الى تحقيق ما ورد فيه من رؤية الى مستقبل لبنان وفلسطين والعروبة والمنطقة، ووعد بالبقاء معاً والنضال معاً. وبين الموقعين يا للمفارقة، وليد جنبلاط.

 

نوفل ضو لموقعنا: 14 آذار تنتهي فقط عندما ينتهي لبنان وكلام جنبلاط دليل على نجاح ثورة الأرز 

  المصدر : خاص موقع 14 آذار   ٣ اب ٢٠٠٩

  حاوره غسان عبدالقادر

أثار كلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الأخير حفيظة العديد من أنصار ثورة الأرز حول أنّ التحالف مع قوى "14 آذار" كان بحكم الضرورة. هذا الكلام جاء خلال خطاب القاه جنبلاط ضمن فعاليات الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب التقدمي الإشتراكي الأحد 2 آب.

لكن عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار، الصحافي نوفل ضو، رأى أن كلام وليد جنبلاط الأخير هو دليل صارخ على نجاح ثورة الأرز في مسيرتها الإستقلالية. واضاف، خلال حديث خاص لموقع 14 آذار الألكتروني، أنّ هذة الثورة الإستقلالية لم ولن تموت طالما لبنان باق وثوابتها باقية.

وإعتبر ضو، "أن ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إنما يعبّر عن قناعاته الخاصة ، وهذا بطبيعة الحال لا يعني أي إنسان غير منتمي للحزب التقدمي الإشتراكي وغير ملتزم بقرار الحزب. فما جرى كان ضمن لقاء حزبي داخلي ومؤتمر عام هدفه إعادة القراءة السياسية لمرحلة سابقة، من زاوية معينة ولإغراض حزبية بحتة".

وشدد ضو على "أنّ كلام وليد جنبلاط هو أكبر دليل على نجاح 14 آذار وثورة الأرز. فنحن كلنا نتذكر ما حصل عام 2000، حين قرر جنبلاط أن يتمايز في موقفه عن حلفائه في تلك الفترة ، وأعلن من مجلس النواب ضرورة إعادة إنتشار الجيش السوري في لبنان. فلا ننسى كيف إنبرى حليفه آنذاك عاصم قانصو إلى تخوينه وكيف قام حلفاؤه بهدر دمه. إن مجرد القيام بهذه القراءة البسيطة تتيح لنا المقارنة بين الموقفين".

وشرح ضو الوضع قائلاً "بالنسبة لوليد جنبلاط، الذي يعدّ ركناً أساسياً من 14 آذار، فإنه يقوم حالياً بإعادة تقييم لادائه على مدار الفترة الماضية. وها هي اليوم قوى 14 آذار تتعاطى بواقعية مع هذا الموقف، فلم تبادر إلى تخوين وليد جنبلاط ولا إلى الصدام الإعلامي المباشر معه ولا إلى أي شيء من هذا القبيل. من هنا، فإن ثورة الأرز التي هدفها تأمين سيادة الوطن وحريته وإستقلاله، قد نجحت بالفعل بتأمين المناخ والبيئة السياسية لكي تمارس الناس العمل السياسي بكل حرية. فقد وصلت القوى الإستقلالية بعد أربع سنوات من النضال، إلى غايتها بتأمين الهدف السياسي من قيامها على قاعدة أن لكل الناس الحق بقول ما تراه مناسباً وأن لكل سياسي الحق بالتعبير عن ما يريد".

ورداً على سؤالنا عن أن هذا التمايز داخل ثورة الأرز قد يعني نهايتها وتفككها، أجاب ضو "14 آذار تنتهي عندما ينتهي لبنان، 14 آذار تنتهي عندما يعود الجيش السوري إلى لبنان، 14 آذار تنتهي عندما يصبح السلاح غير الشرعي مشرّعاً في لبنان، عندها فقط يمكن القول أن 14 آذار إنتهت. إن تموضع فريق سياسي في مكان ما لإعتبارات حزبية خاصة به هو مسألة تمايز، لأن هناك تمايز فعلي بيننا كقوى 14 آذار وبين النائب وليد جنبلاط في هذه الفترة بالذات. ولكن هذا لا يعني أن 14 آذار صارت من الماضي بل نحن نعيش في ظل إيجابيات الواقع السياسي الذي خلقته 14 آذار في لبنان".

ورفض ضو التحدث عن الأسباب المحتملة التي دفعت جنبلاط للقيام بهذا الإنعطاف في مواقفه السياسية، مشدداً على أنه "من حق وليد جنبلاط أن يقارب المسألة من الزاوية التي يريدها كيفما يريدها." وأضاف: "مشكلتنا الأولى كقوى 14 آذار كانت أننا منعنا خلال مرحلة الوصاية من أن نفكر و نعبر عن قناعاتنا بحرية. وبالتالي لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن ندين أي إنسان وفق موقفه ورؤيته." أما حول مقولة أنّ جنبلاط قد أصبح خارج 14 آذار تماماً، فاستبعد ضو ذلك معتبراً " أنه لا يجب إستباق الأمور وأن نبقى واقعيين ونعترف بأن التمايز مع جنبلاط هو موجود. فأنا أشكّ أن ما حصل هو طلاق بين جنبلاط وثورة الأرز. ما أظنه أن المرحلة المقبلة هي مرحلة حوار بين جنبلاط وبين 14 آذار لقراءة المستقبل وإستشرافه. كما لا يجوز أنّ يفسر موقف وليد جنبلاط بأنه ذاهب للتفاهم مع أمل وحزب الله لكي يشتبك مع تيار المستقبل أو القوات أو الكتائب. فهذا غير صحيح. فهو ربما يقوم حالياً بتموضع مع نبيه بري في الوسط كي يكون قرب رئيس الجمهورية. وعلينا أن ننتظر ونرى".

 

 سعيد: الاتصالات مع "التقدمي" تؤكد أن جنبلاط لا يزال في "14 آذار"

الخلاف حول قراءة جنبلاط قائم على موضوع المحكمة الدولية

٢ اب ٢٠٠٩

  تمنى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان يكون كلام رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الأخير محطة نقاش داخل 14 آذار، كاشفاً ان الاتصالات مع "الحزب التقدمي الإشتراكي" تؤكد أن جنبلاط لا يزال في 14 آذار. واشار الى ان "تيار المستقبل عبر وبشكل واضح عن موقفه من الكلام الذي صدر عن النائب جنبلاط"، موضحاً انه "رغم الخلاف السياسي مع النائب جنبلاط إلا اننا لا ننسى ونؤكد ان لجنبلاط ايادٍ بيضاء على ثورة الارز وعلى حركة 14 آذار منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وشدد على "اهمية عدم الدخول في سجال اعلامي معه"، متمنياً ان "يكون كلامه محطة نقاش داخل فريق 14 آذار حول الامور الخلافية التي تنذر الى اخطار محدقة تحاط اليوم باللبنانيين".

وأكد سعيد ان "قراءة قوى 14 آذار السياسية تختلف جذرياً عن قراءة جنبلاط، لكن هذا لا يعني اننا على مشارف الطلاق والانفصال عن وليد جنبلاط"، واصفاً مواقفه بـ"الغير مفاجئة لأنه دخل في مرحلة تمهيدية قبل الانتخابات وبعدها، أدت الى هذا التصريح العلني اليوم". وأشار الى ان "الخلاف حول قراءة جنبلاط قائمة على موضوع المحكمة الدولية والقرار الظني الذي يهدد "حزب الله" بأن يضع معادلة تمهيدية امام اللبنانيين هي معادلة السلم الاهلي مقابل العدالة وجنبلاط يرى أن السلم الاهلي هو اهم من العدالة في هذه المرحلة"، مشدداً على "ضرورة مناقشة هذا الموضوع داخل فريق 14 آذار". ولفت الى ان "موقع لبنان في الصراع العربي – الاسرائيلي هو موضوع خلافي مع جنبلاط لأن 14 آذار تعتبر ان على لبنان ان يكون جزءاً لا يتجزأ من مبادرة السلام العربية التي تتلاقى اليوم مع مبادرة المجتمع الاهلي والمجتمع الدولي في موضوع حل المسألة الفلسطينية، بينما جنبلاط يعود الى ادبيات مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في الخرطوم". وأشار الى ان "الاتصالات التي جرت الليلة مع اركان "الحزب التقدمي" والأمانة العامة لـ"14 آذار" تؤكد أن جنبلاط لا يزال حتى هذه اللحظة في 14 آذار وأن كتلته لا تزال جزءاً لا يتجزأ من فريق 14 آذار"، مشيراً الى ان "تصريحاته تطرح علامات استفهام كبيرة على واقع التركيبة الحكومية المقبلة".

المصدر : روسيا اليوم

 

علوش: التزام "حزب الله" الدفاع عن ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير والمصلحة الوطنية

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - طرابلس ـ "المستقبل"

دعا النائب السابق مصطفى علوش الى "الالتزام الكامل بالقرار 1701 على الرغم من الخروق الاسرائيلية الفاضحة"، مشددا على ضرورة "الا يربط "حزب الله" مصير ابناء الجنوب واللبنانيين بما قد يحدث لايران". ونبه على "ان الالتزام الكامل لـ"حزب الله" بالدفاع عن مشروع ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير الوطنية والمصلحة الوطنية في سبيل التزامه العقائدي". وقال في تصريح امس: "من الواضح ان تسهيل البدء بتأليف الحكومة من ناحية الحصص الكبرى أتى على خلفية اقليمية، اذ ليس صدفة ان تأتي بعد زيارة المبعوث الاميركي (جورج) ميتشل الى سوريا وبعد اتصال من رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال سليمان) مع الرئيس السوري (بشار الاسد). ويبدو ان تسهيل امور بعض المطالب السورية من المجتمع الدولي هو ما كان مقدمة للسماح لقوى الأقلية بتسهيل الاتفاق".

اضاف: "لكن قبل التأليف لا تزال هناك تعقيدات تتعلق بالمطالبات المضخمة لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الحصص والحقائب، واصراره على توزير صهره الوزير جبران باسيل في الحكومة على الرغم من الاعتراضات الشديدة من كل المرجعيات على توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية. وهذا الاعتقاد شارك فيه بالتأكيد جزء من تيار عون، وهنا يبرز احتمالان امام اعاقة تأليف الحكومة، الأول قد تكون عقدة عون ذاتية مرتبطة به بشكل كامل، وهو ما يستدعي قيام حلقائه باقناعة او بالتخلي عن حصصهم لارضائه من أجل تسهيل ولادة الحكومة العتيدة، والثاني اما ان يكون هذا التعطيل الجديد بمباركة من حلفاء عون وخصوصا "حزب الله"، وبالتالي بمباركة اقليمية لعلمنا ان حزب الله لا يتصرف الا بتكليف شرعي، وهذا يعني ان التسهيل في انطلاق تأليف الحكومة كان تسهيلا ظاهرياً ولكن باطنه لا يزال الملف الاقليمي الممتد من المطالب السورية في المفاوضات وفي المحكمة الدولية وفي عدد من الأمور الاقتصادية الى ايران في مسألة العقدة النووية التي تبدو انها تتحكم بمسار المنطقة السياسي وربما العسكري". واشار الى "التهديدات التي توافقت عليها وسائل الاعلام العالمية بخصوص احتمال ان تشن اسرائيل عملية عسكرية قد تكون اكبر حجماً من حرب تموز 2006، وهذا يعني دماراً متجدداً على لبنان الذي لا يزال يعيش آلام الحرب السابقة". ورأى "ان المطلوب على المستوى اللبناني الالتزام الكامل بالقرار 1701 على الرغم من الخروق الاسرائيلية الفاضحة، وان يكون هناك قناعة من "حزب الله" بالا يربط مصير ابناء الجنوب واخوانه اللبنانيين بما قد يحدث لايران وقد يكون هذا من قبيل التمني ليس الا، لأن الالتزام الكامل لـ"حزب الله" بالدفاع عن مشروع ولاية الفقيه قد يدفعه الى تخطي كل المحاذير الوطنية والمصلحة الوطنية في سبيل التزامه العقائدي، لذلك فما على اهلنا في الجنوب الا ان يعوا خطورة المرحلة وألا يقبلوا بأن يكون مصيرهم ومصير ابنائهم وارزاقهم مرهوناً بالمصالح الاقليمية".

 

"التوافقية لا تعني أن يضع فريق فيتو على كل قرار كبير"

حمادة: اذا بقيت المعارضة على شروطها سيتأخر التشكيل

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - توقع عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة "أن تتأخر ولادة الحكومة في حال بقيت المعارضة على شروطها"، مثنيا على "صبر الرئيس المكلف حفاظا على خطوط الحكومة والاستقرار الحكومي". واعتبر أنّ "الحكومة تشكل في لبنان بخلاف ما يروّجه البعض، لا بل أكثر من ذلك التعنتات التي نراها فيها الكثير من الشخصانية". ورأى حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" أمس، في خطاب الرئيس ميشال سليمان في عيد الجيش "رسالة لكل الجهات اي للاشخاص والنصوص"، موضحاً انه "موجه الى الاشخاص في موضوع تأليف الحكومة بحيث ان هناك بعض الاطراف تضع الشروط ثم الشروط من الصيغة الى الحقائب الى الاسماء وكأن المطلوب هو استنزاف الرئيس المكلف سعد الحريري الذي هو في بداية طريقه بكل الوعود التي يحملها"، مذكرا بالشروط التي بدأت بعمليات تفيد بأنه لن يستطيع تأليف الحكومة الا اذا زار دمشق او قمة سعودية ـ مصرية ثم عبر تحقيق صيغة 15-10-5 على ان يكون الرئيس سليمان هو الضامن.

ولفت الى ان "ما نشهده اليوم في موضوع تأليف الحكومات هو نمط جديد، كما أشار البطريرك نصر الله صفير، وذلك يؤدي الى شيء ما وهو الانتقال من جمهورية ديوقراطية برلمانية تلعب فيها النصوص والدستور الدور الاساس في تركيب المؤسسات الى نوع جمهورية توافقية"، مشددا على "ان التوافقية لا تعني ان يضع فريق او طائفة فيتو على كل قرار وطني كبير سيتخذ". وأكد رفضه المثالثة "وان كنا صرنا في المرابعة"، معتبرا ان "كل ذلك يؤدي الى كونفدرالية بخجل". ورأى أن "المهم ألا تترجم على الارض بشكل صارخ لتغيير النظام البرلماني"، واصفا الامر بـ"الخطير". واشار الى "ان هناك امورا يجب ان تعدل في الدستور لأنها مجحفة بحق رئيس الجمهورية"، لافتا الى انه "اذا وضعنا حداً لتشكيل الحكومة فكأننا نعطي "حلوينة" اضافية لمن يعطل الحكومة بفعل حقيبة من هنا او توزير شخص من هناك وعندها سيكون على الرئيس المكلف الانتظار".

وعن الايجابية لدى اطراف المعارضة والعقد، قال: "ان المعارضة كما الموالاة موزعة الاهداف الحقيقية لكنها تبقى تحت مظلة واحدة".

اضاف: "لا يمكن القول ان اهداف النائب ميشال عون هي اهداف حزب الله، فالاخير يطلب من عون ان يمرر له هدفا ما وحزب الله يستعمل عون ليغطيه والرئيس (نبيه) بري يجرب الإبحار بهذه الامواج للابقاء على حالته". ورأى "تلونات مختلفة في الموالاة وكأننا نغير المناخ الذي خضنا الانتخابات على اساسه"، مشدداً على وجوب "ان يلعب الرئيس سليمان الدور الضامن للشراكة الوطنية اي لا انفراد وتفرد لأحد واخذ البلد الى مكان خطير". وأوضح ان "ما يهمنا هو ان يطل الرئيس المكلف بحكومة تليق به وبلبنان".

وأكد "عدم وجود خلافات عميقة لدى قوى 14 آذار وان وزارة الاشغال ليست موضع خلاف"، معتبرا ان 14 آذار بعد الانتخابات "تحتاج الى اعادة تنظيم لكل الآلية العاملة فيها حتى في اجتماعاتها". وعن قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تمديد قرار العقوبات على سوريا، رأى ان هذا القرار "لن يحقق شيئاً في المستقبل والرئيس اوباما يريد من خلاله ان يقول لسوريا انها لا تزال تحت المهجر وان الامور لن تنتهي قبل ترسيم الحدود وبعض الضمانات الاضافية للاستقلال اللبناني".

وعما اذا كان سيرافق النائب وليد جنبلاط الى دمشق ومتى ستحصل هذه الزيارة، قال: "انا لا أرافق احدا الى مكان الا وفقا لقناعاتي بالرغم من انني اشتاق الى دمشق وحلب وبعض المرافق السورية والشعب السوري". ولفت الى وجوب "أن يكون قرار الحرب والسلم قراراً واحداً"، معتبراً أنّ "هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكل الفرقاء، اذ يجب ان يحفظ قرار السلم كل مصالح لبنان والقضية الفلسطينية وحق العودة

 

للعدالة وجوه أخرى

المستقبل - الاثنين 3 آب 2009 - سعدالدين حسن خالد

لم تثبت التجارب الإنسانية التاريخية أو المعاصرة أن رداً ناله مجرم بلغ أقصى درجات القسوة والشدة أكثر من ذلك الرد الذي يكون بنتيجته النهائية مؤدياً الى الموت الحتمي ويُعرف بعقوبة الإعدام...هذا ما تم استنتاجه في الماضي وهذا الذي ما زال سارياً لغاية الآن في البلدان التي ما تزال تُدرج هذا النوع من العقوبات في قوانينها المتعلقة بحماية مجتمعاتها من الجرائم التي يكون المستهدف فيها فردا من أفرادها أو قلة من الأفراد أو أكثر... هذه هي القاعدة، غير أن هذه القاعدة يطاح بها أحياناً من خلال نوع من الاستثناء الذي تفرضه المجتمعات في أوقات الشدة والخطر بقوة وعيها وقوة ديموقراطيتها وقوة تماسكها ووفائها...استثناء يجعل من عقوبة الإعدام تفقد فجأة بعضاً من شدتها وقساوتها وتنزوي لتحتل مكانها في سلّم العدالة والردود على المجرمين ما هو أشد وأقسى منها وأسرع نفاذاً، ألا وهو ما تقرره المجتمعات ونسير به على الفور عندما تستهدفها الأخطار ويدفع الثمن عنها بعض القادة الشرفاء والزعماء...هذا ما يعرف بالجرائم السياسية والاغتيالات... وأمام هكذا نوع من الجرائم السياسية والاغتيالات لا تتخلى المجتمعات أبداً عن قوانينها وإصرارها على تطبيق قوانينها، ولكنها وبموازاة ذلك تبادر الى استحداث نوع بالغ التأثير في معانيه ومضامينه من أنواع الردود المجتمعية الفعالة والواعية والمسؤولة التي تنجح في إصابة الجرم، وكائناً من كان، في مقتل مشروعه وأهدافه إصابة مباشرة وفي كثير من الأحيان قبل وصول العدالة القانونية إليه وربما قبل معرفة هويته بالكامل وهوية شركائه ومحرضيه ومساعديه... ويمكن وصف هذا النوع من الردود المجتمعية بوجه متميز من أوجه العدالة الفورية التي كثيراً ما لا تكون حاضرة في حسابات المجرمين وأفكارهم وإلا لما كانوا ربما ارتكبوا جرائمهم في الأساس...

وجه العدالة هذا يلغي الأهداف الاستراتيجية للجريمة ويفشل مشروعها ويجرد القائمين بها من كل طموحاتهم وكل آمالهم وكل توقعاتهم وتمنياتهم...وجه العدالة هذا سيبقى قمراً يضيء درب المجتمعات في الأوطان ويقوي صمودها، فالمجتمعات لا تتخلى أبداً عن وجودها ولا تنتحر هلعاً وخوفاً أمام المجرمين...وإلا ما معنى وصول الرئيس سعد الحريري الى قمم القيادة والحكم خلفاً للرئيس الشهيد رفيق الحريري (رحمه الله) ورغم كل ما حفلت به السنوات الماضية من أحداث وأحزان ومخاوف؟...ألا يعتبر هذا الأمر وجهاً من وجوه العدالة ورداً موجعاً للمجرمين بانتظار الوجوه الأخرى للعدالة التي ستحققها قريباً المحاكم والقوانين؟...

 

أسلحة مهربة لـ"حزب الله" تسببت بتحطم طائرة الركاب الايرانية 

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: يديعوت احرونوت 

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في عددها الصادر اليوم، ان سبب تحطم طائرة الركاب الإيرانية قبل نحو أسبوعين يعود إلى انفجار ذخائر كانت معدة للتهريب الى "حزب الله". ونقلت عن مصادر استخبارية إيطالية تأكيدها أن الطائرة كانت تحمل ذخائر من أنواع مختلفة، منها قنابل ذكية وصواعق كان مقرراً إرسالها إلى عناصر "حزب الله" في جنوب لبنان، وأن خللاً في أحد الصواعق أدى الى وقوع الانفجار. كما نقلت الصحيفة عن مصادر، قالت إنها لبنانية، أن هذه الأسلحة كانت ستخبأ في أحد الملاجئ التي بناها "حزب الله" في الجنوب ، إلا أنه بعد الانفجار الذي وقع في مستودع الأسلحة في 14 تموز/يوليو الماضي، قرر الإيرانيون تخزين الأسلحة شمال نهر الليطاني.

 

جنبلاط: تحالفي مع قوى 14 آذار يجب ألا يستمر 

الأحد 2 أغسطس/إيلاف من بيروت: واصل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط اليوم حملته الإعلامية على قوى 14 آذار/ مارس بما يوضح انفكاكه عنها، وقال إن تحالفه مع هذه القوى "كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، ورأى أنه يجب "إعادة التفكير بتشكيلة جديدة من أجل الخروج من الانحياز وعدم الانجرار إلى اليمين". وخلال افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي في فندق الـ"بوريفاج" في بيروت، قال أن "الانتخابات النيابية أفرزت نتاجاً طائفياً يجب التخلص منه"، مستغرباً القول "إن فريقه انتصر في هذه الانتخابات". وأضاف: "ننتصر عندما نعطي العمال حقوقهم وننتصر عندما نخرج من اليمين". واعتبر أن فريق 14 آذار لم يخض معركة ذات مضمون سياسي، وأن "كل معركتنا كانت قائمة على رفض الآخر من موقع مذهبي وقبلي وسياسي". وشدد على "وجوب الخروج من هذا الانجرار لليمين والعودة إلى أصولنا وثوابتنا وإلى اليسار". ووصف جنبلاط زياراته لواشنطن في المراحل السابقة بأنها كانت "نقطة سوداء" ، آسفاً لأن "بعضهم أصبح في مرحلة من الركود الفكري"، وقال إن عهد الوصاية ولى والجيش السوري انسحب من لبنان "فكفانا بكاء على الأطلال" داعياً إلى "علاقات مميزة مع سورية".

 

تيار المستقبل": نؤمن بحق أي فريق أن يختار الموقع الذي يناسبه إلا أن مصلحة المواطنين اللبنانيين تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور

إذا أراد البعض أن يذكر بتاريخه فلا بأس شرط ان لا نعود إلى التاريخ المعيب

الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن

وطنية - 2/8/2009 أصدر "تيار المستقبل"، مساء اليوم، بيانا أكد في مستهله "تمسكه بمبادئ ثورة الأرز عموما وبذكرى 14 آذار خصوصا، وهو اليوم الذي انتفض فيه جميع اللبنانيين في وجه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودفاعا عن مبادئه".

أضاف: "هذا اليوم كان يوم انصاف رجل العروبة والوطنية رفيق الحريري الذي كرس حياته لفتح أبواب العروبة الحديثة القائمة على الاعتدال والانفتاح والتطور، وكان أيضا يوما تذكر فيه جميع اللبنانيين بمن فيهم من خاصمه في حياته السياسية، كم كان رفيق الحريري عارفا بمآسي الناس العاديين عمالا وفلاحين فكرس حياته لتحسين معيشتهم من دون أن يفرق يوما في عمله الوطني بين أي لبناني ولبنانية من أي طائفة أو مذهب أو منطقة". وتابع مؤكدا "تمسكه بهذه المبادئ"، وانه "لن يتغير"، وأعلن "أن لبنان أولا سيبقى شعاره، لأن لا مكان لأحد في لبنان إن لم يكن لبنان العروبة الحديثة أولا، ولبنان الاقتصاد والعلم والثقافة أولا، ولبنان الاعتدال والعيش المشترك والمناصفة أولا، ولبنان التطور والديموقراطية والحرية والرسالة وقبول الرأي الآخر أولا". وأردف البيان: "إن تيار المستقبل مؤمن بحق أي فريق سياسي أن يختار الموقع الذي يناسبه وأن يتبنى الشعارات التي يريد، إلا أن مصلحة المواطن اللبناني والمواطنة اللبنانية تأتي قبل أي حزب أو تيار تحت سقف الدستور، وإذا أراد البعض أن يذكر بتاريخه فلا بأس شرط أن لا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن". وأضاف: "إن تيار المستقبل يذكر الجميع بأن لبنان هو الباقي بعد أن تزول الشعارات والمواقف. لبنان كما أراده آباؤنا وأجدادنا، لأن لبنان حاجة عربية بسبب حريته وديموقراطيته وثقافته. وإن قوى 14 آذار لم تكن يوما قوى رافضة للآخر بل كانت قوى انفتاح تطالب بتطبيق الطائف والدستور وكانت السباقة دائما إلى المبادرة إلى ما فيه مصلحة لبنان العليا وللدفاع عن العروبة وقضيتها المركزية فلسطين في وجه العدو الاسرائيلي". وختم: "وأخيرا وليس آخرا، يؤكد تيار المستقبل أن رئيس التيار الرئيس المكلف سعد الحريري سيبقى على مبادئه وعلى خط مؤسس التيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لم يضع سوى لبنان ومصلحته العليا نصب عينيه فتفانى في سبيله حتى آخر رمق من حياته التي قدمها في النهاية فداء للبنان واللبنانيين واللبنانيات جميعا".

 

قزي: علاقتنا بجنبلاط ليست خيارا بل حتمية فرضها التعايش في الجبل

٢ اب ٢٠٠٩ اعتبر مستشار الرئيس أمين الجميل سجعان القزي أن "العلاقة مع وليد جنبلاط ليست خياراً بل حتمية، بحكم الوجود المسيحي في الجبل"، مؤكداً "أننا لن نكون أخصاما مع وليد جنبلاط". القزي، وفي حديث الى"MTV" ، شدّد على "ضرورة أن يحصل لقاء من قبل قوى 14 آذار مع النائب وليد جنبلاط ليحدّد موقعه ويقرر ما اذا كان يريد الخروج أم البقاء في 14 آذار".

 

الوزير أرسلان اتصل بالنائب جنبلاط وهنأه على موقفه اليوم: نابع من تاريخ بني معروف وتاريخ هذه الأمة المقاومة ضد الاستعمار والصهيونية

وطنية - 2/8/2009 رحب رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان، في بيان بعد ظهر اليوم، ب"المواقف الوطنية التي أعلنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد بك جنبلاط، والتي تشكل خطوة منتظرة في المسيرة الانقاذية الوطنية التي انطلقت في الحادي عشر من ايار 2008". وقال: "إن هذا القرار الوطني الحكيم الذي اتخذه وليد بك اليوم، يشكل لبنة صلبة في البنيان الوطني اللبناني، وفي الخيار القومي المقاوم الذي لا يمكن لبني معروف أن يكونوا خارجه لا تاريخيا في الماضي ولا حاضرا ولا مستقبلا". أضاف: "إن هذه الخطوة الجريئة العاقلة التي صدرت اليوم والتي كانت متوقعة من وليد بك، تكرس مبدأ اطلاقية الثوابت وقدسيتها في العمل الوطني ذات الصلة المباشرة بالوجود القومي ولحماية الهوية العربية المقاومة، وتعني بذلك قدسية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين التوأم لبنان وسوريا، وقدسية خيار المقاومة في مواجهة اسرائيل". وتابع: "تحت هذا السقف يمكن للحياة العامة اللبنانية أن تستعيد فعاليتها السياسية والوطنية، وأن تثبت استقراره فتصمد في وجه التحديات التي تهدد الوجود اللبناني من قبل العدو الاسرائيلي والتي تقدم له الدعم المطلق. واننا في المناسبة ندعو كل الممثليات الديبلوماسية في لبنان، إلى أن تبدأ فورا باستخلاص العبر من التصحيح الكبير الذي يجري في المسار الوطني اللبناني، فتتوقف التدخلات غير المسؤولة من قبل الأجانب في الشأن اللبناني الداخلي". وختم بالقول: "ان تقوية الجبهة الداخلية في لبنان على قاعدة المقدسات الوطنية والقومية، أي على قاعدة العلاقة الاستراتيجية المصيرية مع سوريا وخيار المقاومة وتكريس الوحدة الوطنية وتعزيز السلم الأهلي والاستقرار وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية على قاعدة المشاركة الفعلية لكل المكونات السياسية الفاعلة في لبنان بعيدا عن الحصص والمحاصصة، أمر حيوي ومهم تحتمه مسيرة الحياة والكرامة والحرية والاستقلال والسيادة والخيار المقاوم التي عبر عنه اليوم وليد بك جنبلاط بكل شجاعة وجرأة ووضوح. فأهلا وسهلا بهذا القرار الوطني العربي النابع من تاريخ بني معروف ومن تاريخ هذه الأمة المقاومة ضد الاستعمار والصهيونية". ولاحقا، اتصل الوزير أرسلان بالنائب جنبلاط، وهنأه "على هذا الموقف التاريخي". وتم التأكيد خلال الاتصال على استمرار التعاون بينهما في كل القضايا الوطنية المصيرية.

 

تأهيل مطاري رياق والقليعات لاستقبال 10 "ميغ - 29"

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: النهار 

نقلت صحيفة "النهار" عن مصادر ديبلوماسية أن وزارة الدفاع وجّهت كتاباً الى وزارة الدفاع الروسية تطلب فيه إرسال فريق من الخبراء الروس الى لبنان من اجل اجراء مسح لمطاري رياق والقليعات وتحضيرها لإستقبال 10 طائرات "ميغ-29" سبق لروسيا أن وهبتها للبنان. وتوقعت المصادر "أن يصل هؤلاء الخبراء الى بيروت الاسبوع المقبل، على ان تبدأ لاحقاً مرحلة تجهيز المطارين، لكي يصبحا قادرين على استقبال هذه الطائرات"، مرجحةً أن يتسلم لبنان طائرتين من أصل الـ10 قبل عيد الاستقلال في تشرين الثاني المقبل". وأوضحت أنه "مهد لهذه الهبة مفاوضات أجراها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وتكرست في اتفاقية أبرمها وزير الدفاع الياس المر لاحقاً في موسكو".

 

وهاب يحتضر سياسياً ويمارس لعبة الطواحين

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل 

يسعى الوزير السابق وئام وهاب الى جعل منطقة الجاهلية مركز زعامة له، على قياس ان المختارة هي مركز الزعامة الجنبلاطية (وليد جنبلاط) وخلدة مركز الزعامة الارسلانية (طلال إرسلان)، وهذا ما تؤكده لعبة الطواحين التي يمارسها وهاب بين المختارة وزغرتا والرابية. مصادر ملمة بسياسة الجبل، ترى أن وهاب يريد عبر حركته إعطاء انطباعات بأنه يملك دوراً ويتحرك لايصال قضية ما الى حل، ولكن الحقيقة هي ان وهاب يتحرك لتظهير صورة ليست حقيقية، منها الايحاء بأنه "يعبر" حركة اتصالات سورية في لبنان.

 

حنين: صيغة 15+10+5 لا تمكن الاكثرية من الحكم 

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

اعتبر النائب السابق صلاح حنين انه "من الطبيعي ان تحكم الاكثرية". وقال: "في ظل صيغة 15+10+5 لا يمكن للاكثرية ان تحكم حتى في الامور العادية، لأنها بحاجة الى النصف زائداً واحداً اي 16 وزيراً". وشدد على "ضرورة ان تتحمل الاكثرية المسؤولية وأن تحكم، وأن تعارض الاقلية وتراقب. ومن هنا مشاركة الاقلية في المجلس النيابي من خلال تصويب الاطار وتصحيح الامور". ولفت الى "ان الحكومة في كل ديمقراطيات العالم تكون للاكثرية". وأكد عدم وجود اي بند معطل في الدستور. وقال ان "فلسفة الدستور هي ان تكون هناك دينامية للنظام وللعمل السياسي". وأوضح ان التصويت في مجلس الوزراء في الامور العادية يكون بالنصف زائداً واحداً، انما في الامور الاستثنائية فيجب ان يصّوت ثلثا الوزراء عليها لتسييرها". وشدد على "ان المبدأ هو مبدأ طمأنينة لا مبدأ تعطيل". وطالب بـ"اعطاء رئيس الجمهورية الثلث زائداً واحداً، لأنه لا يملك أي آلية يستطيع أن يحكم من خلالها". واشار الى ان رئيس الجمهورية "رمز وحدة الوطن وهو الساهر على احترام الدستور والمسؤول عن سلامة الارض اللبنانية ووحدتها".

 

ماروني: المعارضة تتوزع الادوار وعون المعرقل الاول

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: صوت لبنان 

رأى الوزير ايلي ماروني أن "ما يحصل داخل المعارضة هو مجرد توزيع أدوار وان المعرقل الاول لتشكيل الحكومة هو الجنرال ميشال عون من خلال اصراره على حقيبة معينة أو على توزير الوزير جبران باسيل مقترحاً الانطلاق من شعار آخر والاطلالة بمناخات مختلفة عن الحكومة السابقة". وأكد ان "من حق الاكثرية ان تحكم في ظل ما انتجته الانتخابات النيابية". وسأل:" لماذا لا يقترح الرئيس المكلف حكومة اكثرية كما تفرض الديموقراطية؟". ودعا "الأقلية النيابية الى ممارسة دورها في المعارضة لوقف الشرخ الذي تعانيه البلاد".

واعتبر ان "طاولة الحوار لم ولن تنفع" مستنداً الى "كلام السيد حسن نصر الله الذي لم يطالب بضمانات لسلاحه والذي يعتبره خارج نطاق البحث". وقال :" سأنصح الرئيس الجميل بعدم المشاركة في اي طاولة حوار اذا كانت طاولة فسيفساء". واعلن ان"كتلة زحلة بالقلب" تعمل جاهدة لبحث مواضيع تتعلق بمنطقة زحلة والبقاع الاوسط". ولفت الى "ان المجلس النيابي لم يجتمع بعد لوضع الخطط الانمائية كما ان الحكومة مازالت حكومة تصريف اعمال".

ولفت الى "ان الساحة المسيحية من اهم مقومات النسيج اللبناني، وان التشتت المسيحي يضعف هذه الساحة، ومن هنا ضرورة المصالحات التي تحصل".

وشدد على"ان فريق 14 آذار هو مجموعة اشخاص لهم مبادئ وشهداء وتاريخ من النضال، وان مسيرة هذا الفريق لن تتوقف، حتى لو خرج النائب وليد جنبلاط منها، لأنها أنجزت الانتصار لثورة الارز". وعن محاصرة قوة امنية لمبنى"تلفزيون الجديد" إنفاذاً لمذكرة توقيف الاعلامية غادة عيد أوضح الوزير ماروني: "دخلت إلى المبنى من الباب العريض امام الاجهزة الامنية والكاميرات. وما زلت حتى الآن ملتزماً الصمت وأراعي كل الاعتبارات على الرغم من انني اذا اردت قول الحقيقة فهناك قاض يجب ان يحاكم وغادة عيد كانت بطلة عندما دافعت عن شهادة شهيد وعن خطأ قانوني ارتكبه قاض وطلبت تصحيحه". وسأل: "اين هذه الاندفاعة القانونية المستميتة التي عليها القبض على المجرمين الذين قتلوا اخي، خصوصاً ان المحقق العدلي في قضية مقتل نصري هو الذي اصدر مذكرة التوقيف بحق غادة عيد وفي قضية متلازمة كلياً مع الجريمة، وأسأله: اين التحقيقات التي اجراها منذ ستة اشهر حتى الآن في هذا الملف؟". أضاف: "دخلت لأطلب من غادة ان نذهب الى القضاء للمطالبة بالحقيقة مع المحامين وكل المؤمنين بالحقيقة، وغادة لم تخرج معي انما خرجت وحدي من الاستديو، لأن غادة تنتظر اعتقالها ولم تهرب ولم تختبئ والدليل انها كانت تقدم برنامجها". ورأى الوزير ماروني أن "أحد اسباب الفساد في هذا البلد انهم لا يقفون مع من يقول الحقيقة ولديهم شعار مات الملك عاش الملك".

 

ايلي عون: الظروف غير ناضجة للقاء جنبلاط ـ عون

التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩ المصدر: لبنان الحر 

اشار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب ايلي عون الى أن الامور لا تزال غير ناضجة للقاء رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، مؤكداً "أن الخلاف غير شخصي، ولكن العقدة أن عون يطرح ورقة تفاهم على غرار ما حصل مع "حزب الله"، وورقة التفاهم بالنسبة الينا تحتاج الى دراسة ووقت ولم تنضج بعد".

وأوضح أن الحركة التي يقوم بها جنبلاط في استشراف المستجدات الاقليمية تستدعي الانفتاح على الآخر بهدف تثبيت السلم الأهلي والاستقرار على الساحة اللبنانية من أجل التعاطي مع المتغيرات الاقليمية بشكل محصن. واكد أن "لا شيء يمنع أي مصالحة بين القيادات السياسية المسيحية ونلتقي فيما بعد في بكركي"، لافتاً الى أن كل الافرقاء يشيدون بما يحصل من تقارب ويظهرون الانفتاح على الافرقاء الآخرين. واعتبر أن الحكومة انطلقت منذ ان حصل التوافق السياسي على النقطة الخلافية الاساسية اي النقطة العددية، وتبقى التركيبة الحكومية التي ستأخذ بعض الوقت، واصفاً التنافس على الحقائب بأنه "أمر مشروع". ورأى أن الصيغة التي تم اعتمادها لا تسمح للأكثرية بالتفرد في الحكم ولا تسمح للأقلية بالتعطيل، ويبقى 5 وزراء لرئيس الجمهورية قادرين على أخذ القرارات المصيرية، مشدداً على "أننا نسعى كمسيحيين الى تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، في حين أن عون يأتي ليطالب بوزارة سيادية محسومة لرئيس الجمهورية". ولفت الى "أن ما يأتي للجيش اللبناني من عتاد ضروري، وإن كان يقتصر على الألبسة والاحذية، مع التأكيد أن الجيش بحاجة الى السلاح ليتمكن من الدفاع عن الوطن"، مشيراً الى أنه "إذا كان الاميركيون والاوروبيون لا يقدمون لنا هذا السلاح، فسلاحنا موجود في يد حزب الله". ودعا الى "نقل هذا السلاح ودمجه مع الجيش اللبناني من خلال استراتيجية دفاعية، لكن هذا الامر سيأخذ وقتاً طويلاً ويتطلب أجواء اقليمية محددة". واعتبر أن موضوع الدين هو "قميص عثمان" بالنسبة الى المعارضة التي تثير دائماً هذا الموضوع وخصوصاً "التيار الوطني الحر"، مذكراً بأن "الدين تراكم بسبب ظروف الحرب واعادة الاعمار، وأقمنا باريس 1 و2 و3 للتخفيف من هذا الدين وكانت المعارضة تعطل دائماً". وقال: "كنت اتمنى ان تفوز المعارضة في الانتخابات لنرى كيف ستعالج موضوع الدين".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 2 آب 2009

البلد :

استبعد مصدر مراقب ان تبصر حكومة الحريري النور الاسبوع المقبل نظرا الى الخلافات الحادة في صفوف المعارضة كما في صفوف الاكثرية.

يتجه رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الى توزير زوجته النائبة ستريدا جعجع في حال كانت حصة القوات وزيرا واحدا في الحكومة.

يدور خلاف داخل صفوف قوى الرابع عشر من آذار على حقيبة وزارة الصحة بعدما ابدى الرئيس بري استعداده للتخلي عنها.

المستقبل :

قال مرشح راسب في الانتخابات لأحد محدثيه إن عدم توزيره سيؤدي الى "إحباط" البيئة التي ينتمي اليها فأجابه محدثه ان العكس هو الصحيح.

لوحظ أن نواباً من "تيار" معين إعتبروا أن ثمة وجهتي نظر حيال توزير خاسرين، واحدة مع وأخرى ضد.. وتتساويان.

توقفت أوساط متابعة عند التزامن بين توقع مرجع حزبي حصول حرب في فترة الشهور المقبلة وبين تصريح مسؤول في دولة إقليمية غير عربية يدعو الى مجيء متطوعين الى لبنان "إذا هوجم".

النهار

سأل ديبلوماسي اميركي ما سيكونه موقف لبنان عندما يصبح عضواً غير دائم لدى مجلس الامن في ايلول المقبل، بعدما كان افاد المنظمة الدولية رسمياً ان المخزن الذي انفجر في بلدة خربة سلم هو من مخلفات حرب تموز في حين اكدت "اليونيفيل" انه لـ"حزب الله"؟

يقول سياسيون قريبون من دمشق ان المطلوب من ذوي الشهداء اللبنانيين وفي مقدمهم آل الحريري أن ينسوا شهداءهم كما فعل النائب وليد جنبلاط بعد اغتيال والده!

اهتم مسؤولون باعلان وزير الخارجية التركي عن استعداد بلاده للحصول على دعم دمشق اذا طلب اللبنانيون ذلك.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان وشدد خلال لقائه مدير المخابرات على التنسيق بين الاجهزة

نهنىء الجيش في عيده سائلين الله ان يؤتيه النصر المؤزر

وطنية - 2/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران شكر الله حرب والمونسنيور فيكتور كيروز والوكيل البطريركي في الكويت الخوري يوسف فخري. خدمت القداس جوقة مار رومانوس - حدشيت، في حضور حشد من المؤمنين وهيئات اغترابية .

العظة

وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظته الروحية التي ختمها بتهنئة الجيش اللبناني بعيده. وقال:"نتابع الحديث عن كتاب "يسوع الناصري لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وما جاء فيه عن التجلي.

"وتجلى امامهم"، يقول مرقس ببساطة كبيرة، واضاف مع بعض الارتباك، كأنه يتمتم امام السر:"وصارت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز اي قصار في الارض ان يأتي بمثل بياضها". وفي هذا الظرف، ان الكلمات التي يستعملها متى انما هي كلمات كبيرة: فأشع وجهه كالشمس، وتلألأت ثيابه كالنور". ولوقا وحده ذكر الغاية من التجلي، و"ذهب الى الجبل يصلي"، قبل ان يروي لاحقا الحدث الذي شهده التلاميذ الثلاثة:" وفيما كان يصلي تبدل منظر وجهه وصارت ثيابه بيضاء تتلألأ كالبرق". التجلي هو حدث الصلاة. وان ما صار مرئيا، انما هو ما حدث عندما كان يسوع يتحدث الى الآب، اي وحدة كيانه الخاصة مع الآب الذي اصبح نورا محضا. ويسوع، في اتحاده مع الآب، هو عينه نور من نور. وان ما هو في قرارة ذاته، وان ما حاول بطرس ان يقوله لدى اعترافه بالايمان، ان كل هذا يصبح، في ذلك الوقت، خاضعا للحواس: كيان يسوع في نور الله، وكيانه - النور بوصفه ابنا.

وهنا تتجلى معا العلاقة والفرق مع صورة موسى:"عندما نزل موسى من جبل سيناء وبين يديه لوحا الوصايا، لم يكن يعرف ان وجهه صار مشعا من مخاطبة الرب اياه". وبما انه يتكم مع اله، شع نور الله عليه، وحمله على ان يشع هو عينه. ولكنه شعاع يأتيه من الخارج، ويجعله بعدئذ مشعا. اما يسوع فيشع من الداخل. وهو لا يتلقى النور. انه نور من نور.

ومع ذلك ان الثوب الذي صار ابيض من النور الذي ارتداه يسوع لدى التجلي يتحدث ايضا عن مستقبلنا. في الادب الرؤيوي، ان الاثواب البيضاء هي التعبير عن الكائنات السماوية - اثواب الملائكة والمختارين. وهكذا ان رؤيا يوحنا تتحدث عن اثواب بيضاء يرتديها الذين سيخلصون. غير ان هناك شيئا جديدا اعطيناه: اثواب المختارين هي بيضاء لانهم غسلوها وبيضوها بدم الحمل، وهذا يعني انهم بالعماد مرتبطون بآلام المسيح، وان آلامه هي التطهير الذي يعيد الينا ثوبنا الاصلي الذي اضعناه بالخطيئة. بالعماد لبسنا النور مع المسيح واصبحنا نحن ايضا نورا.

وحينذاك ظهر موسى وايليا وهما يتكلمان مع يسوع، وان ما سيصرح به القائم من الموت لاحقا للتلاميذ على طريق عماوص انما هو هنا من نوع الحدث المنظور. ان الشريعة والانبياء يتحدثان مع يسوع ويتحدثان عن يسوع. ولوقا وحده يروي - على الاقل بصيغة التلميح السريع - ما يتحدث عنه شاهدا الله مع يسوع:" قد تراءيا في المجد، واخذا يتحدثان عن الميتة التي سيلقاها في اورشليم. وكان موضوع حديثهما الصليب غير انه يجب ان نفهمه بكل ابعاده بوصفه "خروج يسوع" الذي كان عليه ان يحدث في القدس. ان صليب يسوع هو خروج، خروج خارج هذه الحياة، اجتياز "لبحر الآلام الاحمر" وعبور الى المجد الذي يحمل دائما آثار جراح الآلام.

وان ما يشير بوضوح الى ان موضوع الشريعة والانبياء الاساسي انما هو رجاء اسرائيل، الخروج الذي يحرر نهائيا، وان محتوى هذا الرجاء هو ابن الانسان المتألم، خادم الله، الذي تسمح آلامه بفتح الباب على الحرية والجدة. موس وايليا هما صورتان وشاهدان على الآلام. ومع التجلي، فهما يتحدثان عما قالاه على الارض، يتحدثان عن آلام يسوع، ولكن هذا الحوار مع المتجلي يظهر ان هذه الآلام تأتي بالخلاص، وان مجد الله يغمرها، وان الآلام تصبح نورا وحرية وفرحا.

وعند هذه النقطة، علينا ان نستبق المحادثة التي قام بها الثلاثة مع يسوع لدى نزولهم من الجبل العالي". يسوع يتحدث معهما عن قيامته المقبلة من الموت، وهذا ما يتضمن بوضوح صلبه المسبق. ويسأله التلاميذ، بدورهم، عن عودة ايليا التي اعلنها الكتبة. فاجابهم يسوع: "لا شك ان ايليا سيأتي اولا ويصلح كل شيء. فكيف كتب في مصير ابن الانسان انه سيعاني الاما شديدة ويزدرى؟ على اني اقول لكم:ان ايليا قد اتى، وفعلوا به على هواهم، كما كتب في شأنه". وهكذا ان يسوع يثبت، من جهة، انتظار عودة ايليا، لكنه يكمل ويصحح، من جهة ثانية، الفكرة التي تكونت عنه. ودون ان يقول ذلك بوضوح، فهو يماهي ايليا الذي سيأتي بيوحنا المعمدان: وفي نشاط المعمدان تمت عودة ايليا.

اتى يوحنا ليجمع مجددا اسرائيل، وليهيئه لمجيء المسيح. ولكن اذا كان المسيح عينه هو ابن الانسان المتألم، واذا كان هو وحده يفتح باب الخلاص بهذه الالام، حينئذ يجب ان يأخذ نشاط ايليا الاعدادي حتما مكانه، بطريقة او بأخرى، تحت علامة الالم. وفي الواقع: "لقد فعلوا به كل ما ارادوا، كما يقول الكتاب بشأنه".

ويذكر يسوع اذ ذاك ما كان في الواقع مصير المعمدان، ولكنه بايراده الكتاب، يلمح ايضا الى وجود تقاليد تشير مسبقا الى استشهاد ايليا: ايليا كان يظن انه الوحيد الذي نجا من الاستشهاد، على الرغم من انه لوحق ولدى عوده... كان عليه هو ايضا ان يقاسي الموت".

انتظار الخلاص والالام هما دائما مترابطان، بحيث انها تكونت فكرة عن التكفير هي متطابقة كل التطابق مع الكتاب، وهي في الوقت عينه جديدة كل الجدة بالنسبة الى الانتظارات الموجودة. تجب اعادة قراءة الكتاب حتما مع المسيح المتألم، ويجب ان تتتابع هذه القراءة. وعلينا دون تباطؤ ان نترك الرب يدخلنا في حواره مع موسى وايليا، ودون تباطؤ علينا ان نتعلم منه، هو القائم من الموت، كيف نجدد فهمنا للكتاب.

ولنعد الان الى رواية التجلي الخاصة. لقد صعق التلامذة الثلاثة بعظمة الظهور: لقد تملكتهم "مخافة الله"، كما رأينا ذلك في اوقات اخرى حيث خبروا وجود الله في يسوع، وحيث شعروا في الوقت عينه كم كانوا يثيرون الشفقة، وكان الخوف قد جمدهم حقا. وخافوا خوفا عظيما"، يقول القديس مرقس، لكن هذا لم يمنع بطرس من الكلام، ولو كان في الواقع لا يدري ما يقول": "ربي حسن لنا أن نكون هنا فلو نصبنا ثلاث مظال: واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لآيليا".

هذه الكلمات الملفوظة بطريقة تشبه من خطف، في الخوف وفي الوقت عينه في الفرح اللذين أحدثهما الله، كانت مثار جدل لا حصر له. هل لها علاقة بعيد الخيم، الذي تم الظهور في آخر يوم من أيامه؟ ان هرتموت غيز يناقش ذلك ويعتقد أن المرجع الحقيقي في العهد القديم نجده في الفقرات 7 و 11 من الفصل 33 من سفر الخروج الذي يصف "طقس حادثة سيناء": وبحسب هذا النص، يغرس موسى "خارج الحقل" خيمة الوحي التي نزل اليها عامود الغمام الذي وقف بعدئذ عند المدخل في هذه الخيمة، وتكلم الرب وموسى وجها الى وجه كما يخاطب المرء صاحبه. وهكذا أراد بطرس أن يخلد الحدث بأقامته خيم الوحي والغيم الذي يغطي التلاميذ بظله بامكانه أن يؤيد افتراض غيز. وهذه النصوص بامكانها ان تكون صدى احداها للاخرى، لأن شرح الكتاب اليهودي وشرح المسيحية الاولى يعرفان كلاهما تداخل المراجع الى الوحي، وتجعلهما يترابطان ويتكاملان. وأن يكون هناك ثلاث خيم تنصب، يضاد هذا مثل هذه العلاقة او يظهر، على الاقل، انها ثانوية.

ان التجلي يظهر لنا أن المسيح هو حقا ابن الله لذلك أشع وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج ودخل في حديث مع ابيه السماوي، وهو مثل أبيه نور من نور، ونوره منه ليس هو خارجا عنه، لأنه نور من نور، خلافا للنور الذي أشع من وجه موسى وهو نور أتاه من خارج ونحن بالعماد نصبح على مثال المسيح نورا. فلنسأل لله ان يبقى لنا هذا النور.

وانا نهنيء الجيش اللبناني في يوم عيده الذي احتفل به بالامس سائلين الله ان يؤتيه النصر المؤزر".

استقبالات

بعد القداس استقبل البطريرك صفير المصلين. ثم التقى مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن ادمون فاضل، الذي اطلعه على "الاوضاع الامنية في البلاد، وعلى ما تقوم به مديرية المخابرات من جهود لضبط هذه الاوضاع، بالتعاون مع سائر الاجهزة الامنية، وعلى طبيعة الشبكات الارهابية التي اعتقلت عناصرها".

رد البطريرك

واثنى البطريرك صفير على هذه الجهود، مقدرا "دور المؤسسة العسكرية في حفظ الامن وحماية الوطن، مشددا على اهمية التنسيق الحاصل بين مختلف الاجهزة الامنية من جيش وقوى امن داخلي وسواها". كما التقى البطريرك صفير رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل الذي اطلعه على "الاوضاع البيئية الخطيرة في لبنان لا سيما لجهة تلوث الانهار اللنانية بمياه الصرف الصحي".

 

النائب رعد: المضمون السياسي للحكومة تم التوافق عليه وربما نشهد سرعة في تشكيلها بعد تجاوز الاشكاليات حول توزيع الحقائب

وطنية - 2/8/2009 رعى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حفل افتتاح الفرع الجديد لجمعية مؤسسة القرض الحسن في حومين الفوقا، في حضور رئيس اتحاد بلديات اقليم التفاح عدنان غملوش، المدير التنفيذي لجمعية مؤسسة القرض الحسن عادل منصور وشخصيات. بداية، رحب مدير العلاقات العامة في مؤسسة القرض الحسن وحيد سبيتي بالحضور، ثم القى النائب رعد كلمة هنأ فيها الجمعية على انجازها، وقال: "ان مسألة تشكيل الحكومة اصبحت شبه ناجزة ولا يعيقها عائق يذكر، ولا بد من تشاور او تفاوض حول بعض الحقائب والاسماء، ولكن هذه الامور لن تؤخر تشكيل الحكومة لوقت طويل ان شاء الله وانما ربما نشهد سرعة في تشكيل الحكومة بعد تجاوز بعض الاشكاليات حول توزيع الحقائب لان الاطار السياسي للحكومة التي نريدها حكومة وحدة وطنية قد تم انجازه، ولان المضمون السياسي لهذه الحكومة قد تم التوافق عليه، حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الشراكة الحقيقية، حكومة بناء لبنان القوي. هذه العناوين قد تم التوافق عليها وهذه منهجية قد تم انجازها، بقي كيف تشارك الاطراف وبأي حجم وبأي حقائب. هذه المسألة هي التي تؤخر اعلان تشكيل الحكومة ولعل اعلانها يكون قريبا ان شاء الله".

وتابع: "نحن اليوم في الفترة التي نحيي فيها الذكرى السنوية للحرب العدوانية التي شنت في عدوان تموز2006 وما نريد قوله بعد تلك الحرب وبعد الانتصار الذي انجزه المقاومون وانجزه شعبنا المقاوم الحاضن للمقاومين الشرفاء. بعد هذا الانتصار التاريخي اليوم العدو يحاول ان يلتف على قوة لبنان من خلال ما يسمونه بوابة التسوية لقضية فلسطين، اي تسوية يريدون. التسوية التي يريدونها هي تسوية تصفية القضية الفلسطينية وليست تسوية لحقوق الشعب الفلسطيني، هي تصفية لحقوق الشعب الفلسطيني، والادارة الاميركية التي رفعت شعار الدولتين في المنطقة وجاء باراك اوباما ليكرس هذا الشعار في طرحه تسوية الاوضاع في المنطقة، جاء الاسرائيلي ليقول له لم يحن الاوان من اجل ان نخطو خطوات في اتجاه اقامة دولة فلسطينية. والاسرائيلي لا يؤمن بدولة فلسطينية ولا بلجنة رباعية ولا بحق العودة ولا بمشروع الدولتين وبدأت حرب الاستيطان والتوسع فيها، باعتبار ان الانظمة العربية التي راهنت على الادارة الاميركية ستنقذ الوضع وستحفظ المبادرة العربية التي طرحت، جاءت هذه الانظمة لتنتظر من باراك اوباما ان يسعى بخطوات جدية من اجل استنقاذ الدولة الفلسطينية لكن اوباما حتى الان لم يستطع اقناع ليبرمان ونتانياهو بوقف الاستيطان كمدخل للبحث في التسوية. ونحن لا نريد ان ندخل في تفاصيل من يراهن على التسويات ولا بتفاصيل التسويات، لاننا لا نؤمن لا بمنهجية التسوية ولا نخدع بالاوهام التي تطرح حول جدوى التسويات، لكن ما نريد ان نقوله ان البلاد العربية طالما انها تتحاشى الاستعداد للمواجهة وللدفاع عن حقوقها ودعم وجودها، فالعدو الاسرائيلي سوف يتمادى في قضم الاراضي العربية وفي انتهاك الحقوق والسيادات العربية".

واضاف: "نحن ندعو الى اعتماد منهجية من يريد سلما عليه ان يستعد للحرب، لان الذي يريد سلما وهو ضعيف في الحقيقية فهو ينظر للسلم لكن يمارس الاستسلام، وهو يرغم نفسه انه يسلك في طريق السلم، لكنه حقيقة هو يحفر قبره بيديه حين يتنازل عن القوة التي تدافع عن حقه او على الاقل تحمي حقه من ان يبتزه العدو الصهيوني بمزيد من ممارسة الاستعلاء والغطرسة والقوة عليه، ونحن نقول "كن قويا وأبحث عن سلمك، اما ان تنظر للسلم والكل يشهد في العالم بضعفك فأنت توهم نفسك وانت تسير في طريق الاستسلام" وربما لا تشكل رقما حتى هامشيا يعتد بك".

وقال: "حين نقول ان المقاومة تريد ان يكون لبنان قويا انما ذلك لا من اجل ان تدفع في اتجاه حروب، وانما من اجل ان تؤجل حروب الاعداء على لبنان، ومن اجل ان تمنع الاعداء من ان يمارسوا ابتزازا للبنان اذا وجدوه ضعيفا، القوة تحمي لبنان من ان يبتزه العدو بشروطه وتحمي لبنان من تطاول العدو الاسرائيلي. ولذلك نحن رفعنا الصوت عاليا حين اراد العدو الاسرائيلي ان يحدث بعض الاجراءات عند نقاط متحفظ عليها عند الخط الازرق، لان هذا العدو اذا وجد منا سكوتا على اي تغيير ولو بسيط لمصلحته سيتمادى في التطاول ولربما يتجاوز الخط الازرق وربما يقضم بعض الاراضي اللبنانية من جديد".

اضاف: "اما في موضوع الجزء الشمالي من بلدة الغجر، فنحن في المقاومة ما زلنا في مرحلة الانتظار، وننتظر اليونيفل وننتظر الامين العام للامم المتحدة والدول الكبرى النافذة في مجلس الامن وننتظر الحكومة اللبنانية الحالية ورئيسها الذي راهن على دبلوماسية الاعتماد على الاصدقاء في العالم من اجل تحقيق انسحاب اسرائيلي من الجزء الشمالي من الغجر، ونحن في المقاومة لسنا عاجزين عن ان نجبر الاسرائيلي على الانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، ولكن نريد ان نقول هؤلاء الذين طبلوا وزمروا وارادوا اسقاط خيار المقاومة لمصلحة الرهان على الصداقات الدولية لنقول لهم هل تريدون ان ينتظر شعبنا ثلاثين سنة اخرى من اجل ان تضغطوا على الكيان الصهيوني لينسحب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر، ولن احدثكم عن شبعا ولا مزارعها ولا تلال كفرشوبا فالحديث عنهما له مكان اخر، ولكن هذا الامر يجب ان يكون واضحا بان من يراهن على خيار غير خيار المقاومة انما يضلل شعبه ويدفعه الى الاستسلام تحت شعارات الصداقات الدولية والسعي نحو السلام وتحقيق الامن والتسوية في المنطقة وكلها شعارات مخادعة لا يراد منها الا ابتلاع الحقوق وتمكين الارهاب الصهيوني ومن يدعمه في هذه المنطقة، ونحن نريد ان يعتمد ابناء المنطقة على انفسهم وان نبني اوطانا قوية تستطيع ان تدفع العدوان عن وجودها وعن سيادتها وهذا ما يحقق لها استمرار العزة والكرامة والمهابة، ونحن اهل العزة واهل الكرامة واهل المهابة، لبنان الصغير جغرافيا اليوم هو قوة عظمى في هذه المنطقة بسبب ارادة ابنائه التي قهرت اقوى جيش عدواني في المنطقة".

بعد ذلك، قص النائب رعد الشريط التقليدي لافتتاح الفرع وجال والحضور في ارجائه.

ياطر

من جهة ثانية، مثل النائب رعد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في حفل تأبيني لوالد الشهيد عبد العزيز كوراني الحاج كامل كوراني في بلدة ياطر، ورأى في كلمة القاها، "أن الذين يدعون العرب إلى التسوية مع العدو الإسرائيلي إنما يطلبون من العرب الاستسلام له لأنهم يعرفون أن العرب قد تخلوا عن خيار المواجهة مع العدو الإسرائيلي وحشروا أنفسهم في زاوية التصالح والتسويات الدبلوماسية وبرعاية حماة الكيان الصهيوني ولم يبق بين أيديهم أية أوراق قوة".

واعتبر "أن من يريد تسوية حقيقية عليه أن يتمسك بالقوة قبل أن يدخل إلى التسوية لكن الذي يتخلى عن القوة ويطلب تسوية إنما يقول للآخرين حتى لأعدائه انا جاهز للتسوية وللتوقيع على صكوك الاستسلام مع العدو".

وتابع: "إن الإطار السياسي لصيغة حكومة الوحدة الوطنية قد تم التفاهم عليه وقد خرج من التداول الآن لكن ما تبقى هو توزيع الحقائب واختيار الأسماء"، آملا "أن لا تكون دونه عقبات تطيل أمد التشكيل. نظن أن لا عقبات تذكر على المستوى الداخلي إلا إذا شاء من شاء في الخارج أن يتدخل مجددا ليثبت رعايته لشعارات الحرية والسيادة والاستقلال في لبنان".

وأعرب عن "اعتقاده أن كل الفرص متاحة ومؤاتية للنهوض بمعالجة الأوضاع الاقتصادية والإدارية والسياسية والاجتماعية ومعالجة الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون من خلال تشكيل حكومة وفاقية ينفتح فيها الأطراف اللبنانيون على بعضهم البعض وفي إطار شراكة حقيقية تضع نصب عينيها خدمة المواطن والنهوض بلبنان لمواجهة التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية".

 

النائب حمادة: التحدي الاكبر هو قرار الحرب والسلم

الحكومة تشكل في لبنان واذا بقيت المعارضة على شروطها فسيتأخر التشكيل

وطنية - 2/8/2009 شدد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة، في حديث الى المجالس بالامانات" من صوت لبنان، على وجوب أن يكون قرار الحرب والسلم قراراً واحدا معتبراً أنّ هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وكل الفرقاء، ولافتاً إلى أنّ قرار السلم يجب أن يحفظ كل مصالح لبنان والقضية الفلسطينية وحق العودة. واعتبر النائب حمادة أنّ الحكومة تشكل في لبنان بخلاف ما يروّجه البعض "لا بل أكثر من ذلك التعنتات التي نراها فيها الكثير من الشخصانية"، متوقعاً أن تتأخر ولادة الحكومة في حال بقيت المعارضة على شروطها. واعتبر ان خطاب الرئيس ميشال سليمان بالامس رسالة لكل الجهات اي للاشخاص والنصوص.

وقال انه موجه للاشخاص في موضوع تأليف الحكومة بحيث ان هناك بعض الاطراف تضع الشروط ثم الشروط من الصيغة الى الحقائب الى الاسماء وكأن المطلوب هو استنزاف الرئيس المكلف سعد الحريري الذي هو في بداية طريقه بكل الوعود التي يحملها مذكرا بالشروط التي بدأت بعمليات تفيد بانه لن يستطيع تأليف الحكومة الا اذا زار دمشق او قمة سعودية مصرية ثم عبر تحقيق صيغة 15-10-5 على ان يكون الرئيس سليمان هو الضامن.

ووافق النائب حمادة كلام البطريرك صفير عن ان ما نشهده اليوم في موضوع تاليف الحكومات هو نمط جديد مشيرا الى انه يبحث ان يؤدي الى شيء ما وهو الانتقال من جمهورية ديمقراطية برلمانية تلعب فيها النصوص والدستور الدور الاساس في تركيب المؤسسات الى نوع جمهورية توافقية مشددا على ان التوافقية لا تعني ان يضع فريق او طائفة فيتو على كل قرار وطني كبير سيتخذ.

واكد رفضه للمثالثة وان كنا صرنا بما اسماه بالمرابعة معتبرا ان كل ذلك يؤدي الى كونفدرالية بخجل، وقال: المهم الا تترجم على الارض بشكل صارخ لتغيير النظام البرلماني، واصفا الامر بالخطير.

واشار النائب حمادة الى ان هناك امورا يجب ان تعدل في الدستور لانها مجحفة بحق رئيس الجمهورية لافتا الى انه اذا وضعنا حداً لتشكيل الحكومة فكأننا نعطي "حلوينة" اضافية لمن يعطل الحكومة بفعل حقيبة من هنا او توزير شخص من هناك وعندها سيكون على الرئيس المكلف الانتظار.

ودعا الى تجاوز كل الامور وتشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن كي لا نكون امام نسف للديمقراطية التوافقية بسبب وزارة خدماتية.

وعن الايجابية لدى اطراف المعارضة والعقد قال: ان المعارضة كما المولاة موزعة الاهداف الحقيقية لكنها تبقى تحت مظلة واحدة، واضاف: لا يمكن القول ان اهداف النائب ميشال عون هي اهداف حزب الله فالاخير يطلب من عون ان يمرر له هدفا ما وحزب الله يستعمل عون ليغطيه، والرئيس بري يجرب الابحار بهذه الامواج للابقاء على حالته.

ورأى انه في الموالاة نرى تلونات مختلفة وكاننا نغير المناخ الذي خضنا الانتخابات على اساسه.

وشدد على وجوب ان يلعب الرئيس سليمان الدور الضامن للشراكة الوطنية اي لا انفراد وتفرد لاحد واخذ البلد الى مكان خطير.

ولفت الى ان ما يهمنا هو ان يطل الرئيس المكلف بحكومة تليق به وبلبنان.

واكد عدم وجود خلافات عميقة لدى قوى 14 آذار وان وزارة الاشغال ليست موضع خلاف معتبرا ان 14 آذار بعد الانتخابات تحتاج لاعادة تنظيم لكل الالية العاملة فيها حتى في اجتماعاتها. واكد ان الحكومة تشكل في لبنان لكنه لفت الى انه اذا بقي جزء من المعارضة على الشروط نفسها فان تشكيل الحكومة سيتأخر مثنيا على صبر الرئيس المكلف حفاظا على خطوط الحكومة والاستقرار الحكومي. وعن قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما تمديد قرار العقوبات على سوريا رأى حمادة ان هذا القرار لن يحقق شيئاً في المستقبل والرئيس اوباما يريد من خلاله ان يقول لسوريا انها لا تزال تحت المهجر وان الامور لن تنتهي قبل ترسيم الحدود وبعض الضمانات الاضافية للاستقلال اللبناني.

وعما اذا كان سيرافق النائب وليد جنبلاط الى دمشق ومتى ستحصل هذه الزيارة قال : انا لا ارافق احدا الى مكان الا وفقا لقناعاتي بالرغم من انني اشتاق الى دمشق وحلب وبعض المرافق السورية والشعب السوري. وعن غياب النائب الراحل "نبيل البستاني" قال حمادة ان لنائب الراحل ايادي بيضاء خصوصا في مصالحة الجبل ونحن على بعد يوم من ذكرى هذه المصالحة.

 

العلامة فضل الله لاحظ تحول حمائم الإدارة الأميركية إلى صقور: يُخطئ الأميركيون إذا اعتقدوا أن الظروف مثالية لترويع إيران وتهديدها

وطنية - 2/8/2008 لاحظ العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن حمائم الإدارة الأميركية تحولوا إلى صقور بين ليلة وضحاها، لدرجة يصعب معها التمييز بين تهديدات "باراك" لإيران وتهديدات وزير الحرب الأميركي "غيتس"، مشيراً إلى أن شهر العسل بين الإدارة الأميركية والصهاينة قد بدأ فعلاً... متوقعاً بروز قطبة مخفية لاحقاً للضحك على العرب تقوم على التجميد الموقت للاستيطان.

وأكد أن الإدارة الأميركية تخطئ إذا كانت تراهن على أن الظروف باتت مثالية لترويع إيران مشيراً إلى أن إيران تتماسك أكثر مع كل تهديد خارجي، جازماً بعدم رغبة إيران في الحصول على سلاح نووي.

أدلى العلامة فضل الله بتصريح تناول فيه المواقف الأميركية الأخيرة ضد إيران. وقال:

أظهرت الحركة الأميركية الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً في الأيام القليلة الماضية، أن أمريكا ـ الإدارة، لم تكن في يوم من الأيام أقرب إلى الكيان الصهيوني منها في هذه المرحلة، حتى في الوقت الذي كان بعض وسائل الإعلام الغربية يحاول الإيحاء بأن إدارة أوباما حانقة وغاضبة، لكون رئيس حكومة العدو لم يتفهم أنها بحاجة لتنازلات شكلية منه لم يُحسن الوفاء بها، حتى على مستوى الخطاب.

وقد أظهرت مواقف المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، والذين تحدثوا عن "الصداقة الإستراتيجية" و"العلاقات الخاصة"، بين الولايات المتحدة وكيان العدو، وخصوصاً حديث المبعوث ميتشيل عن أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل قوية ولا يمكن زعزعة الصداقة بين الدولتين، وحديث وزير الحرب "غيتس" بأن بلاده ستواصل "منح المساعدة العسكرية الاقتصادية والتكنولوجية بحيث يتوافر لإسرائيل السلاح الأكثر تقدماً"... أظهرت هذه المواقف أن إدارة الرئيس أوباما بدأت تخضع فعلياً لـ"الأجندة" الإسرائيلية وليس العكس، وخصوصاً فيما يتعلق بالملف الإيراني...

لقد كان واضحاً منذ البداية أن الإدارة الأميركية التي وضعت الملف النووي الإيراني السلمي على الطاولة، وأرفقته بجدول أعمالها حول التسوية في المنطقة، كانت تسعى لإظهار الإخلاص لكيان العدو، وأنها ستعمل لتبديد مخاوفه وهواجسه كلها، وأنها لن تسير قدماً في خط الحوار مع إيران لحل مشاكلها في العراق وافغانستان، بل لإخراج إيران من دائرة صنع القوة العلمية والتكنولوجية والعسكرية التي يخشى منها الكيان الصهيوني أي خشية.

وقد كان من اللافت أن تهرول الشخصيات السياسية الأميركية إلى كيان العدو الواحدة تلو الأخرى، وخصوصاً بعد تصريحات وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) التي تحدثت فيها عن أن "الولايات المتحدة ستتعامل مع إيران المسلحة نووياً من خلال تسليح حلفائها في الخليج، وتوسيع المظلة الدفاعية فوق المنطقة"... والتي أثارت مخاوف العدو من إمكانية التسليم الأميركي بإيران نووية... ومن ثم أن تبدأ المواقف التهويلية الأميركية، والتهديدات المتصاعدة لإيران، وخصوصاً من وزير الحرب غيتس الذي أعلن ـ بما لا لبس فيه ـ الخضوع للشرط الإسرائيلي الأول الذي رفع في وجه الإدارة الأميركية منذ البداية، على أساس أن تُعطي إيران فرصة محددة في الحوار حتى نهاية الخريف القادم.

لقد أضحت حمائم الإدارة الأميركية صقوراً بين ليلة وضحاها، إلى درجة أصبح من الصعوبة فيها بمكان التمييز بين تهديدات وزير الحرب الأميركي ووزير الحرب الصهيوني لإيران، ليتبيّن أن تهديدات "باراك" قبل أسبوعين بأن كيانه أصبح جاهزاً لشن حروب جديدة هي تهديدات تحمل البصمات الأميركية، تماماً كما أن وعيد "غيتس" الأخير لإيران ينطلق من خلفيات إسرائيلية، وبالتالي فإن شهر العسل الأميركي مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تحتضن الشخصية الإسرائيلية الأكثر دموية، والأكثر حصولاً على الأوسمة لما سفكته من دماء عربية وإسلامية، قد بدأ فعلاً، لتضاف إليه في الأيام والأسابيع القادمة قطبة مخفية جديدة استحدثها العقل الأميركي الإسرائيلي تتصل بتجميد الاستيطان بشكل موقت للضحك على العرب أو لإخراجهم من حال الإحراج التي تمهّد السبيل لهم لسلوك قطار التطبيع، ومن ثم الحديث عن العدو الفعلي الذي يشكل تهديداً للسلام في المنطقة، والرافض لبيع فلسطين كما فعل غيره.

إننا نعتقد أن الإدارة الأميركية التي قررت أن تمالئ العدو إلى أبعد الحدود، وأن تأخذ برأي بعض القوى الإقليمية من جهة أخرى لرفع العصا الغليظة في وجه الجهورية الإسلامية في إيران سوف تحصد من الخيبة والخسران ما سبق للإدارة السابقة أن حصدته، لأنها إذا كانت تعتقد بأن الظروف باتت مثالية لترويع إيران وتهديدها أو الاعتداء عليها فهي تتناسى حقيقة يعرفها الجميع في المنطقة، وهي أن إيران تصبح موحدة أكثر ومتماسكة ومتراصة مع كل موجة عدوان أو تهديد يستهدفها، وإذا كانت تعتقد بأن الظروف العربية ملائمة تماماً لإقفال ملف القضية الفلسطينية وبيع فلسطين لليهود المحتلين، فهي تتناسى قدرات قوى المقاومة والممانعة، أو تتجاهل ما تحدثت عنه صحيفة غربية مشهورة مؤخراً من أن الشعوب العربية تنتظر حدثاً معيناً لكسر قيودها والثورة على الديكتاتوريات البائدة.

إننا نحذر الإدارة الأميركية من أنها تخطئ كثيراً إذا اعتقدت بأن كسر حلقة القوة في المنطقة والمتمثل بإيران وقوى الممانعة والمقاومة هو أمر في متناول اليد، لأنه سيكون بمثابة الخطأ الاستراتيجي القاتل على الرغم من الإيحاءات الأميركية بأن التموضع الجديد للاحتلال في العراق وأفغانستان بات يؤهل للولايات المتحدة الأميركية للخروج من دور الرهينة إلى دور اللاعب الأوحد والمتحكم بسير الأمور في المنطقة.

ونحن في الوقت الذي نجزم بصدقية إيران بعدم رغبتها في الحصول على السلاح النووي حتى لو قدم لها على طبق من ذهب، نعرف أن اللعبة الجديدة القديمة للأميركيين تبدو هي نفسها، والتي تقوم على استخدام الملف الإيراني كفزّاعة تفضي إلى عقد المزيد من صفقات الأسلحة مع الدول الخليجية وغيرها لسلب ما تبقى من طاقة مالية في بلادنا بعد استجرار الطاقة النفطية والغازية لإعادة ضخ ثرواتنا في بطون اقتصادهم المتعب والمربك وفي خزائنهم التي كادت أن تفرغ لولا الحرص على التعلق بخشبة الخلاص العربية التي تقدّم للآخرين في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير التنمية التابعة للأمم المتحدة عن أكبر كارثة يعيشها العرب بفعل الفقر والبطالة إلى جانب الأرقام الهائلة في مسالة اللجوء والتي لا يوجد مثيل لها في العالم.

ونحن في الوقت عينه نحذر قوى المقاومة والممانعة من النوم على حرير، أو الخروج من دائرة الجاهزية والاستعداد والإعداد، لأن الوقائع أثبتت أن المشروع الاستكباري في المنطقة لم يسقط وإن تعرض لصدمات، وأن القوم عائدون بثياب جديدة وأساليب ترويضية جديدة، ولذلك فإن المسالة تحتاج لخطة شاملة على المستوى السياسي، كما تحتاج لبرنامج عمل مضاد يستثمر الوضع الشعبي، والمستجدات الدولية، ونقاط ضعف الاستكبار والاحتلال لمصلحة المستضعفين والمضطهدين الذي ينبغي أن يتحركوا كقوة واحدة متماسكة بعدما عملت المحاور الدولية على تمزيقهم وتشتيتهم في لعبة المذهبية والعصبيات السياسية القاتلة.

 

البطريرك القلق على النظام السياسي ومن تغييره

مواقفه المعترضة على "حكومة بحصانَين".. وخشيته من "الثلث المعطل" ومشتقاته ومن تغطية أي ربط نزاع مع الصيغة

٢ اب ٢٠٠٩ /نصير الأسعد

منذ "إتفاق الدوحة" في أيار 2008، لا يفوّت البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير مناسبة إلا ويوجه إنتقادات لاذعة الى "الحكومة التي يجرّها حصانان، واحد الى الأمام وآخر الى الخلف" كما يقول، في اعتراض لا لبس فيه على تشكل الحكومة من فريقي الأكثرية والأقلية معاً. وها هو اليوم، بمناسبة الاتصالات والمشاورات الجارية لتأليف حكومة ما بعد الانتخابات يكرر الاعتراض نفسه.. على نحو لافت.

اعتراض على مخالفة النظام الديموقراطي

وإذا كان واضحاً أن الاصل "المباشر" لموقف البطريرك هو إعتراضه على "الثلث المعطل" الذي يمنح حق النقض ـ الفيتو ـ لفريق داخل مجلس الوزراء، مركز السلطة التنفيذية، فإن اعتراض سيد بكركي أبعد من ذلك إذ يرفض في المبدأ مشاركة الأكثرية والأقلية ـ أو الموالاة والمعارضة ـ في حكومة واحدة تحت أي مسمى كان، لأن "حكومة الكل" تناقض مبدأ تداول السلطة وتتعارض ومبادئ النظام الديموقراطي.. خصوصاً أن البطريرك يعتبر أن فريق الأكثرية هو إئتلاف سياسي وطائفي في آن، وأن فريق الأقلية كذلك، مما لا يجعل "الشراكة الوطنية" في خطر داهم.

قلق على النظام

وقد تسنى لمن التقوه في الفترة الأخيرة أن يلمسوا أن لدى البطريرك قلقاً عميقاً على النظام السياسي بحسب قواعده في إتفاق الطائف، وأن يلمسوا أنه قلق تالياً من الدفع باتجاه تغيير النظام السياسي.

يرى رأس الكنيسة المارونية إذاً أن "تعويد" البلد على تشكيل حكومة تضم فريقي الأكثرية والأقلية السياسيتين، هو بمثابة تأسيس لعملية تغيير النظام السياسي، بل هو "ربط نزاع" مع النظام السياسي، فضلاً عن كون ذلك نسفاً للانتخابات ولمبدأ أن الشعب هو مصدر السلطات في النظام اللبناني.

ويزداد قلق البطريرك على النظام من جراء مطالبات يعتبر أنها مجافية للميثاق والدستور. فمطالباتٌ ـ مصطلحات ـ من نوع "الثلث الضامن" أو "المعطل"، "الوزير الملك" أو "الوديعة"، و"النسبية"، هي مطالبات تطرح تغييراً في النظام السياسي وتؤدي الى تغيير في النظام السياسي. أي أن هذه المطالبات يمكن أن تبدأ "سياسية" في ظرف معين لتتحول شروطاً على الميثاق والدستور في ظرف آخر.

خشيةٌ من تسهيل ربط النزاع

وإذا كان البطريرك لا يوضح دائماً "على المكشوف" مصدر أو مصادر قلقه، فإن تزامن اعتراضاته دائماً مع معطى سياسي معين أو موقف سياسي من هنا وهناك، يتكفل بالتوضيح.

هو ليس يخشى فقط تسليح من يتطلع الى تغيير النظام السياسي ويسعى إليه بإمكان "ربط النزاع" مع النظام. لكنه يخشى من أن يلعب فرقاء مسيحيون أحياناً دور "المسهل" لطرح التغيير من جانب فرقاء آخرين. أي يبدو البطريرك بحسب متابعين "خائفاً" من أن يشكل فرقاء مسيحيون غطاءً.. حتى لفرض التغيير فرضاً بالاستناد الى "ميزان القوة".

وهكذا مثلاً، فإن طرح البعض مسيحياً لعنوان من نوع "تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية" أو من نوع "تطوير صلاحيات رئيس الجمهورية"، انما يشغل بال البطريرك. ينشغل بال البطريرك، تماماً لأن فريقاً معيناً يمكن أن "يبدأ" بطرح من هذا القبيل فيأخذ فريق ثانٍ هذا الطرح الى مكان آخر، أو لأن طرحاً من هذا القبيل يمكن أن يفتح باباً على أزمة أو أزمات كبيرة.

أفرقاء مسيحيون.. وصلاحيات الرئيس

وواقع الأمر في هذا السياق أن البطريرك تابع بقلق شديد "النظرية" التي يتبناها حزب معين وتقول إن من يريد أن تحكم الأكثرية وتعارض الأقلية، ما عليه إلا ينتظر "تغيير النظام". وكذلك تابع ـ ويتابع ـ بقلق أيضاً "النظرية" التي تقول إن الديموقراطية في لبنان "توافقية"، بمعنى أن جعل الديموقراطية مشروطة يؤدي الى عدم تطبيقها، خصوصاً عندما تكون ثمة شروط مانعة للتوافق ولـ"الديموقراطية التوافقية"، وعندما يصبح أهم إختبار ديموقراطي مثل الانتخابات النيابية بحكم "الملغى" إذ ليس في وسع هذا الاختبار أن "يفصل" في أي أمر من أمور السياسة. ولعل ما يثير ريبة البطريرك وقلقه تالياً أن طرح بعض هذه العناوين مسيحياً، إنما يتم في سياق "موجّه" ضدّ إحدى مكونات الشراكة الوطنية، ومهدد تالياً للعيش المشترك، مما يجعل المسيحيين طرفاً في ثنائية طائفية بل طرفاً في إنتاج صراع مذهبي إسلاميّ إسلاميَ.

الأمان.. والطائف الضامن

على خلفية هذه المقدمات المثيرة للقلق، أو هذه الهواجس، لم يكن من قبيل الصدفة أن يكرر رأس الكنيسة ورئيسها مرات عدة في الآونة الأخيرة تمسكه باتفاق الطائف وبتطبيقه، معتبراً أن فيه ضمانات.. وفيه من الصلاحيات لرئيس البلاد ما يمكنه من أداء دور "الحكم" ودور "الضامن". وحتماً، لا يمكن للبطريرك أن يكون معترضاً على أي صيغة "سياسية" من شأنها تعزيز إمكانات الرئيس، بيدَ أنه لا يزال عند قناعته بتطبيق الطائف "دستورياً" ممراً الى النظر في إمكان تعديله.

باختصار، إن مواقف البطريرك مشروحة من زاوية نظر متابعين، إنما تؤكد ـ أي المواقف ـ أن سيد بكركي مقيم على قناعة بأن "أمان" لبنان هو في النظام السياسي الديموقراطي، وبأن الطائف هو ضمان النظام السياسي.

المصدر : المستقبل

 

المقاومة قبل الحرب.. لا أثناءها فقط

٢ اب ٢٠٠٩/أيمن جزيني

ينقل السيد حسن نصرالله لوفد من المغتربين الذين يزورون لبنان هذا الصيف المعلومات التي تتحدث عن أن إسرائيل تعد العدة لشن حرب على لبنان. لطالما طمأن السيد نصرالله اللبنانيين ان إسرائيل لا تستطيع الاعتداء على لبنان حتى لا تتعرض لردود قاسية.

وهذه الطمأنينة زادت حدة ومصداقية، بمعنى من المعاني، بعد حرب تموز العام 2006. ذلك ان التجربة الإسرائيلية في تلك الحرب ذهبت إلى فشل ذريع. لكنها المرة الأولى ربما التي يحذر فيها من حرب إسرائيلية على هذا النحو الجدي. او ربما يجب علينا التذكر ان "حزب الله" منذ شهور وهو يعزف على هذا الوتر، ويذكر اللبنانيون جميعاً يوم أتى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى طاولة الحوار في قصر بعبدا متأبطاً تفاصيل المناورة الإسرائيلية الاكبر في تاريخها، ومحذراً من ان لبنان قد يتعرض في غضون اسابيع قليلة لحرب مدمرة تشنها عليه إسرائيل.

قبل حرب تموز اجمع جميع اللبنانيين على تحذير قادة "حزب الله" من مغبة التحرش بإسرائيل واعطائها ذريعة للهجوم الشامل، لكن "حزب الله" وحده لم يصدق ان اسرائيل قد تجرؤ على المغامرة. اليوم "حزب الله" أقوى مما كان عليه في العام 2006 واسرائيل اضعف مما كانت عليه يومها في ظل إدارة بوش الداعمة والمؤيدة. فما الذي جرى فعلياً؟

لـ"حزب الله" حساباته المعقدة، بعضها استخباراتي امني، وبعضها الآخر سياسي محلي، وبعضها له علاقة بالتطورات الإقليمية والدولية. والأرجح ان حساباته لا تنطبق على حسابات آخرين. اي ان ما يعلنه "حزب الله" من تواريخ مرجحة للحرب لا بد وانه يعلم ان ثمة ما يسبقها، فالتجارب علمتنا أنّ الحرب لا تحدث لأن رجلاً قتل رجلاً او جندياً خطف راعياً، او مجهولاً اطلق صاروخاً.

الحرب تحدث لأن طرفاً من الطرفين اكمل استعداداته، والاستعدادات نادراً ما تكون بزيادة اعداد الصواريخ. وعليه ربما يفكر قادة "حزب الله" باحتمال تسييس المحكمة الدولية، وربما يفكرون ايضاً بالشبكات الإسرائيلية التي انكشفت ويحدسون بما لم ينكشف منها، وربما ايضاً يتساءلون عن المسبب الحقيقي لانفجار خربة سلم، وهذا كله يقع من ضمن الاستعدادات السياسية واللوجستية لدى الطرف الآخر لخوض حرب في جنوب لبنان. فأن يتحول "حزب الله" مانعاً لتنفيذ القرار 1701 وخارقاً له ومصطدماً بالقوات الدولية فهذا قد يكون اقرب السبل إلى جعله ضحية سهلة سياسياً، وليس عسكرياً بطبيعة الحال.

إلا أنّ التفكر ملياً في الوضع الراهن، على ما هو عليه تحديداً، لا بد وان ينفي كل احتمال حرب. اسرائيل اليوم اعجز من اي وقت مضى على شن حرب. ذلك ان مخالفة الإدارة الأميركية والتمرد عليها ليس من الامور التي تقوى إسرائيل عليها طويلاً. وتاريخ اسرائيل حافل بأمثلة الخضوع للمشيئة الاميركية، من صفقة طائرات الايرباص التي طارت بمجرد ان سأل جورج بوش الأب رئيس الحكومة الإسرائيلية عن صحة ما سمعه عنها وتم استبدالها على الفور باتفاق على شراء طائرات من شركة بوينغ الاميركية، إلى ارتداء الإسرائيليين الأقنعة الواقية من الغاز وتجهيز ملاجئهم من دون تجهيز طائراتهم في حرب الخليج الأولى وصولاً إلى جلب اسحق شامير إلى مؤتمر مدريد مخفوراً، وانتهاء بمستوطنات غزة التي فككت في عهد شارون.

ثم ان إسرائيل لا تستطيع ان تغامر مرة أخرى في اي مواجهة مع الرأي العام العالمي، والظهور بمظهر من يعطل مساعي السلام الاميركية. هذه المرة لن تسلم من الأميركيين انفسهم. وأخيراً وخلافاً لما يشاع، ليس ثمة ود متبادل بين منظمة ايباك الصهيونية الاميركية وحكومة نتانياهو، وثمة اوان مستطرقة كثيرة بين هذه المنظمة وادارة اوباما.

لهذا كله لا تبدو الحرب مستقربة. لكن "حزب الله" لا يتخوف عن عبث. وإذا صدقت ظنونه، فربما يجب على المقاومة اليوم ان تحسن المقاومة قبل نشوب الحرب لا أثناءها. اي ان تحسن الاندراج أكثر فأكثر في حضن المجتمع اللبناني وان لا تحاول الاستقواء عليه كما كان دأبها في السنوات الأخيرة.

قد يكون السلوك الإيجابي في مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية مقدمة وفاتحة لحسن الاندراج هذا. وإذا كان الظن في محله، يكون "حزب الله" قد بدأ فعلياً خطواته الأولى الجادة نحو تحصين المقاومة. ذلك ان المقاومة لا تتحصن بأسلحتها، لأن الأسلحة في متناول كل مريد.

 

كيف تحمي "الديبلوماسية اللبنانية" القرار 1701؟

 علي الحسيني/التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل

بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على إصدار مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي أوقف الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" وعزز امن الجنوب اللبناني بقوات الطوارئ محدداً لها مهماتها و"قواعد اشتباكها"، يعود هذا القرار الى الواجهة مجدداً بعد الأحداث التي شهدتها الساحة الجنوبية، ومنها التعدي الاسرائيلي في كفرشوبا حيث عمد جيش الاحتلال الى استحداث برج للمراقبة داخل الأراضي اللبنانية، ما حدا بأهالي البلدة الى إزالة الشريط الشائك ورفع العلم اللبناني على برج المراقبة.

أما الحادثة الثانية فكانت انفجار مخزن أسلحة تابع لـ"حزب الله" في بلدة خربة سلم الجنوبية، وما تلاه من مواجهات بين قوات "اليونيفيل" وأهالي البلدة أدت الى اصابة 14 جندياً من "اليونيفيل" بإصابات خفيفة وتعرّض بعص آلياتهم لأضرار.

في ظل هذه التطورات تساور المواطن اللبناني أسئلة عن مدى تأثير هذه الخروق على الوضع اللبناني برمته وذلك بالتزامن مع ما يحكى عن حرب مقبلة تلوح معالمها في الأفق، خصوصاً مع اقتراب موعد تجديد فترة عمل قوات "اليونيفيل" في لبنان التي تنتهي في 31 آب 2009، فيما تحاول اسرائيل جاهدة لعب دورها الاعتيادي في التأثير على القرارات الدولية والظهور كضحية لتحاول تغيير قواعد الاشتباك.

التحرك اللبناني لمواجهة الهجمة الاسرائيلية على الـ1701 لم يكن على قدر الطموحات، بل كان أقل بكثير من المتوقع، فقد بعثت وزارة الخارجية اللبنانية الى الأمم المتحدة رسالة تفيد بأن الانفجار في مخزن خربة سلم كان في مبنى غير مكتمل الانشاء، وأن الذخيرة التي كانت بداخله خلفها الاسرائيليون أثناء حرب تموز.

مضمون الرسالة لم يغير شيئاً في المعادلة ومن التصور الذي فرضه الاسرائيليون في مجلس الأمن، وهذه الرسالة "المتأخرة" كثيراً، كانت محل جدل داخلي قبل أن تكون مجرد ورقة "معدومة الصلاحية" في أروقة نيويورك.

هذه التجربة "الأوّلية" للديبلوماسية اللبنانية، أثبتت "فشلها"، برأي أقرب المقربين إلى وزير الخارجية فوزي صلوخ، وعليه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه يتمحور حول إمكانية أن تظهر الدولة اللبنانية في مجلس الأمن تحديداً بأسلوب أكثر تماسكاً وبوسائل مقنعة، طالما أننا نتعامل مع أكبر المراجع الدولية ومن غير المعقول أن تُختصر ديبلوماستنا برسالة لا تشترط الحد الأدنى من المنطق، خصوصاً مع قرب انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث التمديد لـ"الطوارئ".

في هذا الإطار، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد اللطيف الزين لموقع "المستقبل" الالكتروني، ان "العلاقة بين أهل الجنوب والقوات الدولية هي على أحسن ما يرام ومبنية على الاحترام المتبادل منذ العام 1960 وحتى يومنا هذا".

وبخصوص الاشكال الذي وقع بين "اليونيفيل" وأهالي بلدة خربة سلم يوضح الزين ان "القوة الفرنسية وفي لحظة تسرع منها ارادت تفتيش أحد المنازل من دون التنسيق مع الجيش اللبناني ما أدى الى تصادم بسيط بين الجهتين"، معتبراً أن "الحادثة تافهة والبعض عمل من الحبة قبة".

وعما اذا كان وجود القوات الدولية يزيد من طمأنة الجنوبيين، يرى الزين ان على "الدولة اللبنانية ان تعمل المستحيل للابقاء على هذه القوات كون وجودها ضرورياً في ظل الخروق الإسرائيلية اليومية، سواء عبر البحر والجو والبر"، داعياً الدولة الى "السعي المتواصل والحثيث الى التجديد لهذه القوات رحمة بالجنوب وأهله لما تقوم به من خدمات إجتماعية جلى لهم".

ويؤيد الزين فحوى رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة، قائلاً: "الانفجار وقع في مبنى مهجور والاسلحة التي كانت بداخلة من مخلفات الجيش الاسرائيلي إبان حرب تموز". ويشير الى ان "هذه المعلومات أرسلت من وزارة الخارجية الى الأمم المتحدة ومن لديه غير هذا الكلام فليأت الى الجنوب ويقول ما لديه". ولم يتطرق اإلى الخطوات التي يجب أن تقوم بها الدولة اللبنانية للحفاظ على القرار 1701 كما هو وعدم الاكتفاء بالرسالة "المتأخرة".

من جهته، يؤكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمار حوري أن المحافظة على القرار 1701 يتطلب بالدرجة الاولى الاجماع الوطني بين اللبنانيين وعدم إعطاء العدو أي فرصة للاختراق، عندها لن يستطيع العدو المطالبة بتعديل عمل "اليونيفيل" عبر هذا القرار.

ويرى ان "مواجهة الهجمة الاسرائيلية على لبنان تكون أولاً عبر الديبلوماسية التي لها دور أساسي في حل العقدة شرط وجود تماسك متين بين الافرقاء السياسيين"، مشيراً الى ان "هذا الامر لن يكون إلا من خلال حكومة وحدة وطنية كوننا بأمس الحاجة الى موقف يكون منسجماً بين كل المؤسسات في البلد". ويدعو "الفرقاء كافة الى التمسك بشرعيتنا الوطنية اللبنانية وبالشرعية الدولية وعدم إعطاء ذرائع للمجتمع الدولي والاسرائيلي للتعديل في أي قرار يكون لمصلحة لبنان".

ويعلق حوري على رسالة الخارجية اللبنانية الى الأمم المتحدة بالقول: "نحن بانتظار التحقيق الرسمي وما يسفر عنه، لأنه لا يمكننا البناء قبل صدوره"، مضيفاً: "لا أعلم مدى انسجام هذه الرسالة مع التضامن الحكومي والموقف الموحد، لكن نسعى الى التحقق من هكذا معلومات".

في المقابل، ترى اوساط ديبلوماسية أن مقاربة الوضع في الجنوب ووضع قوات "اليونيفيل" من زاوية أن لا مانع من انتهاك القرار 1701 ما دامت اسرائيل تنتهكه باستمرار، ليست مقاربة واقعية بأي شكل من الاشكال، لا بالمنظار الداخلي ولا حتى بمنظار علاقة لبنان مع المجتمع الدولي والامم والمتحدة وقواتها العاملة في لبنان.

وتضيف: "بما أن الوضع المتأزم في لبنان وبالأخص في الجنوب، يتخطى حدود حادثتي كفرشوبا وخربة سلم، ومع التهديد الاسرائيلي المتكرر بعمل عسكري ضد لبنان واتجاه اسرائيل الى فرض قواعد لعبة جديدة لعمل قوات "اليونيفيل" وبهدف تحويلها من حماية للجنوب الى قوة ردع ضده، فإن المطلوب من اللبنانيين، أقصى درجات الوعي والتمسُّك بشرعية الدولة ومؤسساتها، من أجل تفويت الفرصة على تل ابيب للعب على وتر التناقضات اللبنانية الداخلية، ليبقى التساؤل الأهم، كيف ستحمي الديبلوماسية اللبنانية مستقبلاً القرار الدولي رقم 1701؟".

 

علة" الحكومة في"عقدة" الرابية !

 التاريخ: ٢ اب ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل

لساعات كان لبنان "موحداً" خلف جيشه الوطني في عيده الـ64، وعينه على حكومة الوحدة الوطنية القابعة في "غرفة الانتظار"، فلا "تدخلات خارجية" بل "عقد داخلية" تضع العصي في دواليب القطار الحكومي المتوقف عند "بازار الحقائب والاسماء"، في انتظار أن يشفى بعض الاقلية من "فيروس السلطة"، ويتخلى عن "عقلية الصفقات"، التي تُغلب المصلحة الشخصية، وحتى العائلية، على المصلحة الوطنية العليا.

بات واضحاً للرأي العام أن حكومة الوحدة الوطنية "عالقة" في الرابية، لا في قريطم أو عين التينة أو حارة حريك، فالكرة في ملعب "تناقضات" النائب ميشال عون، المتمرس خلف "شروط" لا تقيم وزناً للاعراف والاصول الديموقراطية، من إصراره على توزير "الصهر" جبران باسيل، أو "مقايضة" توزيره بالحصول على وزارات معينة.

أسف .. ودعوة للرحيل

اللافت أن "تأخر تشكيل الحكومة" دفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في عيد الجيش، الى توجيه دعوة عامة "الى التفكير في الثغرات الدستورية"، مشيرا الى انه "اذا كانت العلة فينا كمسؤولين فلنرحل، واذا كانت في الدستور فلنعدله".

و"تأخر تشكيل الحكومة" كان مدعاة لأسف المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، إذ رأى أن "مواقف البعض ممن يسعون بجهد واضح إلى عرقلة ما تبقى من مراحل عملية تأليف الحكومة باتت أمرًا يدعو إلى الأسف والقلق، وهو بالشكل والحدة التي يبدو عليها يعاكس التسهيل ويتجاهل المخاطر التي تحدق بالوطن".

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فجزم "بأن لا أحد من الاطراف السياسية يستطيع ان يتحمل مسؤولية تأخير ولادة الحكومة لأنه سيتحمل المسؤولية عن تأخر معالجة الازمات الكثيرة التي تعاني منها البلاد" .

مخاطر تحدق بالوطن

ودائماً، عودة للحديث عن المخاطر التي تحدق في الوطن، وأبرزها الخطر الاسرائيلي، فلبنان كما هو معلوم يعيش في قلب عاصفة إقليمية قد تهب فجأة، وتنسف كل مساعي السلام في المنطقة، في ظل "الحرب الباردة" بين إسرائيل وإيران، وتداعياتها المحتملة على لبنان، فوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي استشرف أمس الاول عدواناً اسرائيلياً على لبنان، في وقت كان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد يقارب إحتمال حدوث حرب جديدة على لبنان والمنطقة، خصوصًا على إيران، من زواية "أن أي عدوان إسرائيلي على إيران سيكون مقدمة لحرب أوسع تطال نيرانها كل المنطقة".

وفي وقت يشكل مسرح الجنوب بوابة لأي خطر إسرائيلي، بعد الاحداث الاخيرة، التي انعكست مواجهة ديبلوماسية في مجلس الامن حول القرار الـ1701 ومهام "اليونيفيل"، جدد رئيس الجمهورية التشديد على موقف لبنان الداعي الى "ضرورة تنفيذ القرار 1701 وعدم تغيير اي شيء فيه وانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة"، مؤكداً حرص لبنان "على قوات الطوارئ كما نحرص على جنوبنا".

القرار الاميركي يثير حفيظة "حزب الله" !

القرار الاميركي بتمديد العقوبات المفروضة على شخصيات سورية او قريبة من سوريا متهَمة بالتدخل أو العنف في لبنان، أثار حفيظة "حزب الله"، الذي اعتبر أن "القرار هو محاولة متكررة للتعمية على الاسباب الحقيقية للأزمة اللبنانية، والتي تتلخص بالاحتلال والتهديد الاسرائيليين، واستمرار الرئيس باراك اوباما باتباع نهج الادارات الأميركية الاستعلائي من خلال التدخل السافر في الشؤون اللبنانية الداخلية".

لا توطين

وفي وقت لا يزال "التيار العوني" يثير "فزاعة التوطين" في تصريحات نوابه، جاء الرد من رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، الذي أكد رفض لبنان التوطين رفضًا أكيدًا وثابتًا ونهائيًا، معتبرًا أن "هذا الأمر مرفوض من الزاوية القومية قبل أي شيء آخر، ولأنه يعني إنهاء للقضية الفلسطينية، كما أننا نرفضه لأنه يتعلق بالتوازنات التي علينا أن نحافظ عليها والتي تشكل أمورًا أساسية لمجتمعنا اللبناني وعيشنا المشترك وبصيغتنا الفريدة وبهذه الفسيفسائية التي ليس فيها لون غالب".

 

الحريري يصرّ على إستبعاد من خسروا في الإنتخابات

عقدة توزير صهر الجنرال تؤخر ولادة الحكومة اللبنانية

الجمعة 31 يوليو/ايلاف

علي حلاوي من بيروت: بعدما سلكت بعض النقاط الشائكة في تشكيلة الحكومة اللبنانية وتحديداً مسألتا الثلث المعطل والنسبية طريقهما الى الحل باعتماد صيغة الـ 15- 10-5 مع ضمان كل من الموالاة والمعارضة كل منهما وزيراً قريبا منها ضمن حصة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، طفت الى السطح عقبة جديدة، يمكن ان تؤخر اعلان التشكيلة الحكومية لأيام عدة. ليس جديداً على الرئيس المكلف سعد الحريري ان يضع رفضه لتوزير الراسبين شرطاً رئيسياً من ضمن سلم الثوابت الذي لن يتخطاه في تشكيلته الحكومية، بل ان هذه الفكرة حملها ودافع عنها مراراً رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون حين اكتسح مقاعد المسيحيين في انتخابات الـ 2005. تشبث الجنرال بهذا المبدأ في الحكومة السابقة وسارت الامور حسب ما اراد. ولكن فجأة انقلب " السحر على الساحر" وبات تطبيقه يشكل اكبر تهديد للتمثيل العوني في الحكومة وذلك نتيجة اصرار الجنرال على ابقاء صهره جبران باسيل في وزارة الاتصالات او نقله الى وزارة الصحة اذا ما نجحت المقايضة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وذلك رغم خسارة باسيل الإنتخابات النيابية، وبفارق كبير في منطقته البترون.

ولم يتأخر موقف الحريري في الظهور، إذ أوضحت مصادره بعد ساعات قليلة من الاتفاق على صيغة الـ 15-10-5 أنه أبلغ كل من يعنيهم الأمر بوضعه مواصفات للوزراء أبرزها ألا يكون أي منهم قد خاض الإنتخابات النيابية الأخيرة في 7 حزيران / يونيو وخسر فيها ، موضحاً أن وضع المواصفات من حقه كرئيس للحكومة .. ومن الشروط الاخرى التي يضعها الرئيس المكلّف كأولوية في التشكيلة الحكومية هي ان تتميز بالتغيير من جهة تطعيم الحكومة بوجوه نسائية وشبابية جديدة من الفريقين. ووصلت الرسالة بسرعة البرق الى الرابية لتهز وزارة الاتصالات بشخص وزيرها باسيل، وكذلك كان حال نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال اللواء عصام ابو جمرا الذي ينتظر على " احر من الجمر" التشكيلة ليعيد اعتباره بعد خسارته الإنتخابات في الاشرفية، وربما تكفيه سنوات اربع جديدة ليجلس الى يمين رئيس حكومته الجديد سعد الحريري كنائب له كي يناكفه بعض الشيء، وهو الامر الذي يحاول الرئيس المكلّف تفاديه. ولم يسلم اعضاء "الكتلة الشعبية" الخاسرون وعلى رأسهم الياس سكاف الذي لن يحجز له مقعد وزاري، وبذلك تفقد زحلة تمثيلاً وزارياً ونيابياً معارضاً.

 وتقول مصادر المعارضة لـ "إيلاف" إن ما يحاول الرئيس المكلف فعله بعدما تنازل عن اكثرية النصف زائد في حكومته لمصلحة المعارضة التي حصلت ما كانت تريده من ثلث ضامن وان بطريقة مموهة، هو ان يظهر نوعاً من التشدد فيما يتعلق بالحصة المسيحية في الوزارة وذلك لارضاء حلفاءه المسيحيين في فريق 14 آذار/مارس من الذين اصابتهم شظايا الاتفاق بين زعيم الاكثرية والمعارضة . ولم يعلّق مسيحيو الاكثرية على شرط الحريري والذي يمنع توزير مرشحين خاسرين للانتخابات وذلك لعدم وجود اسماء خاسرة لديها، باستنثاء محاولة المقايضة بين توزير باسيل وتوزير النائب السابق فارس سعيد الذي خسر انتخابيا هو أيضاً في دائرة جبيل ، في حين رأت المعارضة شرط الحريري بمثابة ضربة مباشرة لها. واشار بعض قياداتها الى " انه ليس في استطاعة أحد بمن في ذلك الرئيس المكلّف أن يضع شروطا على التوزير لأن من شأن ذلك أن يستدرجنا الى وضع شروط مضادة، أقلها رفض توزير كل من هناك شبهة فساد عليه أو شبهة تورط في كل ملفات المرحلة الماضية على الصعيدين المالي والاقتصادي"، الأمر الذي يصب في مطالبات الجنرال عون في حملته المستمرة على الفساد.

وما يلفت في شرط الرئيس المكلّف أنه قطع الطريق على توزير مجموعة بارزة من قادة المعارضة وشخصياتها السياسية والحزبية. واذا ما تشدد الحريري في مطلبه، فستنحصر حصة الطائفة السنية في الحكومة والبالغة 6 وزراء بـ "تيار المستقبل" وحلفائه ولن يكون هناك مكان لرئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي الخاسر في دائرته طرابلس وكذلك الامر بالنسبة الى الوزير السابق عبد الرحيم مراد الخاسر في دائرة البقاع الغربي، وكذلك حال مرشحي المعارضة عن المقاعد السنية في دوائر طرابلس وعكار وبيروت الثالثة، والمرشح الخاسر عن دائرة صيدا النائب السابق اسامة سعد الذي خسر المعركة امام رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، علماً بأن المعارضة كانت تسعى لتوزير سعد من أجل تعزيز حضورها في عاصمة الجنوب صيدا. ويستفيد الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل من ثابتة الرئيس الحريري بحيث لا تكون ثمة فرصة لأي وزير شيعي في التشكيلة اذا لم ينل رضى هذا الثنائي، والامر ذاته ينسحب على وزراء الطائفة الدرزية الثلاثة في الحكومة الثلاثينية العتيدة.

 

 "حديث البلد"... الحروب الآتية !

النهار/علي حماده     

في سنة كل الاخطار، وفي الصيف المؤدي الى خريف الازمات تتعامل دول وانظمة في المنطقة على اساس ان حربا من ثلاث ستنشب خلال الاشهر القليلة المقبلة. اما ان تكون ثمة مواجهة اسرائيلية – ايرانية مباشرة وثنائية، واما حرب بين اسرائيل و"حزب الله" نيابة عن ايران، واما حرب مثلثة الاضلع تضع اسرائيل في مواجهة ايران و"حزب الله" معا. فلماذا يلاحظ المراقب في المنطقة ان كل الاطراف المعنيين يتصرّفون على اساس انهم مقبلون على حرب؟

ولماذا يبدو كل الحراك الديبلوماسي في المنطقة ممهدا لحرب صارت خططها جاهزة؟

في البداية ثمة قاعدة لا بد من الانطلاق منها، تتلخص بنقطتين: الاولى ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يقبلا بإمتلاك ايران لسلاح نووي، ولا حتى القدرة على تصنيعه بسرعة. والثانية ان اسرائيل تعتبر ان امتلاك ايران القدرة على تصنيع سلاح نووي، مهما يكن متأخرا من الناحية التكنولوجية عن قدرات اسرائيل، يمثّل تهديدا وجوديا لا يمكن العيش معه. وثمة نقطة ثالثة متصلة تعني الواقع اللبناني. فقدرات "حزب الله" العسكرية التي تتجاوز قدرات بعض دول المنطقة تمثّل تهديدا مباشرا للامن الاسرائيلي من ناحية، وتهديدا غير مباشر للامن  القومي لمجمل دول المنطقة نظرا الى ان القرار الذي يخضع له هذا السلاح (آلاف الصواريخ المتنوعة المدى) ايراني مرتبط بالنظام في جناحه الاكثر تشددا وميلا الى المغامرة، وخصوصا مع أزمته الداخلية الحالية وحاجته الى حرب خارجية تعيد تعويمه.

انطلاقا من القاعدة المشار اليها بنقاطها الثلاث، يمكن فهم كل الحراك الاقليمي الراهن. ويمكن فهم المحادثات المكثفة التي يجريها المسؤولون الاميركيون الكبار مع الحكومة الاسرائيلية لتقريب وجهات النظر بشأن ايران. كما يمكن فهم الاتصالات المكثفة الدائرة حاليا بين العواصم الكبرى (على رغم من العطلة الصيفية) من اجل التفاهم على الرزمة التالية من العقوبات المشددة على ايران التي سينطلق مسارها من خارج الامم المتحدة في النصف الاول من أيلول المقبل اذا لم تستجب ايران سلة الحوافز التي قدّمها اليها المجتمع الدولي، وتبادر الى فتح مفاوضات تبدأ بوقف تام لعمليات تخصيب الاورانيوم. وفي حال مضي ايران في المنحى الحالي، فإنها تعجّل في فرض العقوبات عليها، وتفتح الباب واسعا امام احتمالات الحرب. وفي هذا المجال لا تحظى طهران بحلفاء فعليين في المنطقة. فالمجموعة العربية بدولها المحورية تعتبر ان البرنامج النووي الايراني يهددها هي قبل ان يهدد اسرائيل. والحليف الوحيد (نظريا) أي سوريا، ماض في تحييد نفسه عن مصير دراماتيكي قد يصيب ايران في الفترة الممتدة بين شهر آب 2009 وحزيران 2010. وقد يكون من أهداف الحكم السوري غير المرئية محاولة استيعاب النفوذ الايراني في لبنان واستتباعه كما كانت الحال قبل 2005، وخصوصا أن ذراع ايران في لبنان "حزب الله" يمسك بقرار طائفة لبنانية كبرى ويوجهها وفق خياراته وبالتالي يمثل العمود الفقري لما يسمى معارضة في لبنان. فكلما ضعفت ايران، اما بسبب ازمتها الداخلية المستمرة وإما نتيجة لتورطها في حرب اقليمية تخسرها حتما، واما مع احتمال توريطها "حزب الله" في حرب مع اسرائيل تؤدي الى نتائج مختلفة عن حرب تموز 2006، كلما زادت الحظوظ السورية في استعادة نفوذ حقيقي في لبنان على النحو الذي تطمح اليه دمشق. ايران هي قلب الحدث العالمي المقبل. ومن يراقب ما يجري في الداخل الايراني حاليا يتلمس أخطار المرحلة مع قيادة ايرانية لا تقل عن القيادة الاسرائيلية خضوعا للغيبيات والخرافات والايديولوجيا.

 

مؤشرات أعادت الخشية من تحكّم الخارج بموقع لبنان في المفاوضات

استحقاق السلام يستعجل ترتيب البيت الداخلي والتوافق على احتمالاته

النهار/روزانا بومنصف     

تلح الدول الاجنبية على لبنان لترتيب بيته الداخلي، وتأخذ الجهود الاميركية من اجل احياء مفاوضات السلام على محمل الجد الى حد بعيد، في حين لا تُخفي انزعاجها من تراجع جوهري تراه في الموقف اللبناني على صعيد القدرة على اعلان موقف واضح من اي مسألة تتعلق بالمنطقة او بمفاوضات السلام.

فالمبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يزر لبنان في جولته الاخيرة في دول المنطقة قبل أسبوع، واكتفى بالاتصال برئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد زيارته دمشق، في حين أن نائبه فريدريك هوف المكلف ملفي لبنان وسوريا في موضوع السلام، زار بيروت قبل مدة قصيرة  والتقى عددا من المسؤولين. وزار لبنان المسؤول عن ملف الشرق الادنى في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو قبيل انضمامه الى ميتشل في دمشق. وقد برر مسؤولون لبنانيون الامر بان لبنان في مرحلة تأليف الحكومة وزيارة ميتشل لا تزال في مرحلة استطلاع الآراء بالنسبة الى لبنان، ومواقفه معروفة وليس من جديد طرأ عليها.

وواقع الامر ان الاميركيين يتميزون بأنهم عمليون، ومن غير الطبيعي تضييع الوقت في زيارة يقومون بها للبنان ستنحصر في المرحلة الراهنة بالطابع البروتوكولي. لكن الصورة للمراقبين من خارج تبدو محزنة لمجرد ألا يجد ميتشل ضرورة لزيارة لبنان من بين دول عدة قصدها في المنطقة. وهو أمر تبرره دول معنية بأن لبنان لا يظهر قدرة على اتخاذ موقف في موضوع عقد مؤتمر دولي للسلام قبل ان تدلي دول أخرى بموقفها في هذا الاطار ولا في معاودة المفاوضات بينه وبين اسرائيل، مكررا مواقف مبدئية غير مجدية بالنسبة الى الخارج، حتى بات يخشى ان يعيد لبنان نفسه الى المرحلة السابقة حين كان لا يزال تحت الوصاية السورية ويشكو اهمالا تمارسه الدول الكبرى في التعريج على دمشق، ثم على لبنان شكلا، او عدم المرور به اطلاقا، على رغم اختلاف الوضع كليا في الاعوام الاخيرة من حيث مساهمة الدول الكبرى في دعم استعادة لبنان قراره ورأيه، وإن بالتنسيق مع الدول الاقليمية الاخرى لمعرفتها بحساسية الوضع الداخلي ووضع لبنان اقليميا. والاهمال نفسه يمكن أن يتعرّض له لبنان مجددا اذا اقصى نفسه عن أي موقف يتصل به مباشرة، لئلا يجري التقرير عنه في ملفات تهمه، وإن تكن الولايات المتحدة تكرر على مسامعه ليل نهار انها لن تسمح بان تأتي اي مفاوضات على حسابه، وانها تصرّ على استقراره وسيادته واستقلاله.

وتلفت المصادر المعنية الى التطورات الاخيرة في الجنوب والتي انطلقت من انفجار مخزن الاسلحة في خربة سلم. فهناك في الدرجة الاولى خيبة كبيرة تسبب بها الكتاب الرسمي الذي وجهه لبنان الى مجلس الامن ويقف فيه على طرفي نقيض مع التقرير الذي قدمته القوة الدولية في الجنوب بناء على تحقيقاتها الميدانية، وهو لا يزال يثير ردود فعل مستنكرة ومستهجنة جدا، لأن الجيش والقوة الدولية وضعا على الصعيد الديبلوماسي في مواقف متقابلة او متعاكسة، في حين انهما في جهة واحدة.

 وهناك خيبة ايضاً من مواقف المسؤولين اللبنانيين من القوة الدولية، لولا قلل منها تدارك رئيس الجمهورية الأمر في كلمته امس في عيد الجيش والدفاع عن القوة الدولية والتشديد عليها، في حين برز عتب على تحييد كل المسؤولين انفسهم على أثر الانفجار في خربة سلم ومواجهة القوة الدولية، كأن الموضوع الجنوبي لا يعنيهم، او انه مسلّم به كليا رسميا وعملانيا الى "حزب الله"، ولم يتنبّهوا لمفاعيل هذا الانكفاء على موقعهم السياسي الداخلي قبل موقف لبنان الخارجي  او في موازاته.

وتنفذ هذه المصادر من هذه الزاوية بالذات لتؤكد ان الثغرة في الموقف اللبناني الاساسي حيال ما بدأت تقترحه الولايات المتحدة او سواها بالنسبة الى المنطقة، تنطلق من القرار 1701 بالذات. اذ ان التكرار الرسمي الذي تجدد في رسالة لبنان الاخيرة الى مجلس الامن وعلى ألسنة المسؤولين لجهة التمسك بهذا القرار لا يعكس نية جدية لاستكمال تنفيذه أو تحفيز الدول الكبرى، أكانت الولايات المتحدة أم اوروبا والامم المتحدة، على ضرورة العمل من أجل تطبيقه بحسب هذه المصادر. وفي مندرجات هذا القرار الذي يطالب لبنان بتنفيذه، سعي من اجل استعادة الاراضي التي لا تزال محتلة من اسرائيل في كفرشوبا ومزارع شبعا وشمال قرية الغجر وصولا الى اعادة العمل باتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل وفق ما نص عليه القرار. وهذا لا يعني ان المصادر تقلل خطورة الانتهاك الاسرائيلي للقرار، الذي تقول ان الدول الكبرى تطالبها بوقفه، لكن لبنان لا يظهر عزما في المقابل على تنفيذ القرار 1701 ولا على تحفيز الآخرين من الدول الداعمة له على القيام بذلك.

وتلحظ المصادر انتقادات وردودا  تتكرر من "حزب الله" لما يورده تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون حول تنفيذ القرار، وبات ينضم اليه فيها أفرقاء آخرون يساهمون، في رأي هذه المصادر، ليس في محاولة الطعن بصدقية مضمون التقرير بمقدار ما يحاولون المس بصدقية الجهد الدولي وحيثيات القرار 1701 نفسه.

ولذلك يبدو ملحا بالنسبة الى المراقبين الديبلوماسيين المهتمين بلبنان ان تسعى الحكومة الجديدة في المدى القريب جدا الى صوغ موقف لبناني واضح مما يطرح يأخذ كل الاحتمالات في الاعتبار، وخصوصا في ضوء تطورات على المسارات الاخرى، لئلا يسيء لبنان الى نفسه ويعود مصيره مرتبطا بالآخرين من حيث شاء او لم يشأ، ولاسيما ان مشاركة كل الافرقاء في الحكومة تضعهم جميعا في موقع المسؤولية التي تحتم عليهم  اخذ الامور بيدهم والعمل لما فيه مصلحة لبنان في الدرجة الاولى، في موازاة مراعاة مصالح الدول العربية المعنية.

 

سلاح التعطي

النهار

احمد عياش     

لا يجادل اثنان في أن سابقة رئيسين للحكومة أحدهما مكلف وثانيهما مصرّف للاعمال أمر ينطوي على عجز عن الخروج من نفق أزمة تاليف الحكومة. لكنه في الوقت نفسه تعبير عن أزمة بدأت عام 2005 ولا تزال مستمرة حتى اليوم وتتمثل برفض قوى الامر الواقع التي تحاول أن تستفيد من فراغ أحدثه انكفاء سوريا، الامتثال لقواعد اللعبة السياسية الداخلية التي تتضمن أكثرية وأقلية في البرلمان. ولا يخفى على أحد أن الوزن الحقيقي لقوى الامر الواقع مستمد من قوة "حزب الله" الذي لولاه لوجدنا أن حجم اعتراض العماد ميشال عون المعرقل لولادة الحكومة هو أقل بكثير مما يبدو الآن. وهذا ما ظهر في تكوين الحكومة الاولى بعد انتخابات عام 2005. فبفعل ابتعاد "حزب الله" عن عون لم تظهر مشكلة مستعصية في بقاء عون خارج الحكومة على رغم انه كان يحظى بتمثيل مسيحي يقارب الـ70 في المئة. فكيف الحال اليوم وهو يتمتع بتمثيل مسيحي لا يصل الى 50 في المئة.

الاستنتاجات لا تزال خاضعة لعوامل عدة تجعلها قابلة للتغيّر. وما يبدو مدعاة للتشاؤم قد لا يستمر كذلك. فوقوف "حزب الله" على "خاطر" الجنرال يتعرض لامتحان لن يكون يسيراً للحزب الذي لديه مصالح والتزامات تتجاوز حليفه. وفي وقت ما سيوازن بين فوائد هذا التحالف واضراره. حتى اذا ما أدرك ان هذه العلاقة ستنال من مصالحه وارتباطاته والتزاماته داخل لبنان وخارجه سيبعث باشارة قوية تنهي دفعة واحدة كل اعتراض عون أو تدفع الاخير الى أخذ مكانه الذي اعتاد عليه عام 2005.

وثمة بُعد يمنح "حزب الله" قدرة تتجاوز واقع امتلاكه ترسانة سلاح تتخطى امكانات الدولة نفسها. انه البُعد المذهبي الذي أخضع تمثيل الطائفة الشيعية لمشيئة هذا الحزب. فاذا ما تطور الاعتراض في مسار العملية السياسية الى نقطة افتراق جرى تظهير الخلاف وكأنه خلاف مع طائفة بكاملها. وهذا ما يعيد الى الاذهان محطات في تاريخ لبنان الحديث حيث تتعطل الحياة السياسية عندما تصطدم بارادة الطوائف علماً ان هناك الكثير مما يقال حول موقع "حزب الله" داخل الطائفة الشيعية والظروف الاقليمية المحيطة بهذا الموقع.

في المقابل، هذا الامتياز لـ"حزب الله" لا يحظى به العماد عون ولن يحظى به. لا بل انه اليوم أضعف من أي وقت مضى على مستوى التمثيل المسيحي الذي انتقل الى قوى 14 آذار المسيحية التي أعطت برهاناً في انتخابات حزيران الماضي انها تحظى بقاعدة تمثيلية واسعة داخل المناطق المسيحية. ولن يأتي اليوم الذي سيقول فيه الجنرال ان تهميشه هو تهميش للمسيحيين.

لا شك في أن الرئيس المكلف سعد الحريري يدرك هذه المعادلة التي تجعل اعتراض عون مموهاً بقدرة "حزب الله" وهو سيحافظ على موقع يحترم فيه قواعد العمل السياسي ضمن حدود لا تسقط معها ارادة الطوائف. وفي الموقع نفسه يجهد رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتمييز بين ما هو سياسي وما هو طائفي. وسيحاول ان يعرف مصير وعد "حزب الله" له بأنه سيعمل لتسوية اعتراضات عون بعدما استقرت صيغة تأليف الحكومة سياسياً.

مرة جديدة على البلاد أن تدفع ثمن هذه الازدواجية السياسية، الطائفية. وستتأخر تالياً كل العملية السياسية التي يراد من خلالها القيام بمسؤوليات تجاه قضايا كبرى تتعلق بحياة اللبنانيين وتتمثل بفك ارتباط البناء الداخلي بالابتزاز الطائفي. ولكن سيظهر جلياً ان "حزب الله" لا يوظف الطائفة الشيعية في حماية سلاحه بل يتعداه الى سلاح التعطيل الذي يرفعه الجنرال بحماية الحزب. الزمن اليوم يعود الى الوراء الى مخيم رياض الصلح... حتى اشعار آخر.

 

جمعية عمومية استثنائية تنظيمية للحزب التقدمي الاشتراكي...

جنبلاط:تحالفنا مع 14 آذار لا يمكن ان يستمر وعلينا اعادة التفكير بتشكيلة جديدة

02 آب, 2009

عقد الحزب التقدمي الاشتراكي جمعية عمومية استثنائية تنظيمية من اجل التجدد وتطوير التربية الحزبية برئاسة رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط، تم خلالها طرح تقرير تنظيمي متجدد للحزب.

حضر الجمعية العمومية الاستثنائية اكثر من 477 حزبيا فيما اعتذر 71 عن الحضور، وكان ابرز الحاضرين نواب الحزب: غازي العريضي، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور وعلاء الدين ترو، كلوفيس مقصود، عزت صافي، ضاهر ريشا من الرعيل الاول للحزب، اضافة الى اعضاء الجمعية العمومية من مختلف قطاعات الحزب التقدمي الاشتراكي.

وبعد اعلان امين السر العام في الحزب المقدم شريف فياض اكتمال النصاب، افتتحت الجمعية العمومية بالتحية الحزبية، ثم كلمة لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط اشار فيها الى ان الجمعية العمومية الاستثنائية جاءت من اجل اعادة صياغة تنظيمية معينة للحزب التقدمي الاشتراكي للوصول الى صياغة سياسية جديدة من اجل تجديد اداء الحزب والانطلاق مجددا الى حزب جديد والعودة الى الثوابت والتأكيد على هذه الثوابت التي انطلق منها الحزب التقدمي الاشتراكي وتأسس عليها.

وقال: "لقد افتتحنا الجمعية العمومية دون نشيد الحزب مجددا، وهذه احدى الثغرات الكبرى، وهذا موضوع ننشده منذ سنوات، وكنا نتمنى لو افتتحنا الجلسة على ايقاع النشيد الاممي الذي يذكرنا بتلك الفترة المجيدة من تحالف اليسار العالمي في مواجهة الامبريالية والرجعية الاميركية والعربية والعالمية. وفي انتظار النشيد في يوم ما افتتحنا الجلسة فقط بالتحية الحزبية".

ثم استعرض النائب جنبلاط بعضا من اسماء قدامى الحزب التقدمي الاشتراكي "ومنهم من ولى ومنهم من بقي"، معربا عن اعتزازه بتلك الفترة الجميلة المضيئة والمشعة في تاريخ الحزب وفي ان يكون في اعداد الحزب هؤلاء الكبار الذين خاضوا مع كمال جنبلاط المعارك الاساسية الاجتماعية والسياسية والثقافية والنقابية والعمالية وغيرها من المحطات الهائلة التي لا تحصى، ومن هؤلاء الاسماء: عبد الله العلايلي، البير أديب، اسد رستم، حنا يعقوب حنا، كامل العبد الله، فريد جبران، انور الخطيب، كلوفيس مقصود، عباس خلف، محمد عباس ياغي، اميل طربيه، زاهر الخطيب، فؤاد سلمان، فؤاد جبور، انيس طعمة، حسيب دبيسي (من المناضلين الصامتين الكادحين)، فؤاد شاهين، سليم قزح، الشهيد انور الفطايري، علي جابر، رتيبة الرفاعي، عادل سيور، احمد خليل، ضاهر ريشا، فؤاد رزق، عزت صافي، جميل صوايا، اسكندر غبريل، وهؤلاء فقط قله قليلة من لائحة طويلة جدا من الموالين والمفكرين والنقابيين والسياسيين الذين خاضوا معنا ومع كمال جنبلاط المعارك الاساس في مواجهة الاقطاع والرأسمالية والرجعية وفي التأكيد على عروبة لبنان بالالتصاق والتأكيد على القضية الفلسطينية ودعمها".

ثم انتقل جنبلاط لاستعراض "بعض من المحطات التي خاضها الحزب التقدمي الاشتراكي قبل ان يكون لي شرف قيادة الحزب عام 1977 وخاضها هؤلاء الكبار بشرف واعتزاز وكرامة واباء ولاحقا اكملنا سويا المسيرة. ومن ابرز تلك المحطات:

1 - رفض حلف بغداد والمشاركة في ثورة 1958 واقول ثورة لانني قرأت مذكرات احد الساسة في لبنان يقول انها احداث دامية، ولكن في الحقيقة كانت ثورة، وكان الحلف فيها واضحا مع العروبة مع جمال عبد الناصر في مواجهة الرجعية والاحلاف الاجنبية ثورة كبيرة.

2 - تأييد وحدة مصر وسوريا وكانت محطة من المحطات الاساس في عمل الحزب، هذه الوحدة التي لاحقا اجهضت بالانفصال من قبل الرجعية العربية ومن قبل الدول الاجنبية لانها تفك الحصار الفعلي العملي والعسكري والسياسي عن اسرائيل.

3 - رفض وادانة الانفصال.

4 - وفي اواخر الاربعينيات ادانة اعدام انطون سعادة.

5 - المطالبة المستمرة من قبل الحزب بتحصين الجنوب وبناء الملاجىء والاطر الكافية والمستشفيات والمدارس من اجل حماية الجنوب وهو الامر الذي تحقق لاحقا.

6 - تغيير عقيدة الجيش من عقيدة كانت تساوي بين العدو والصديق الى ان وفي عهد الوجود السوري تغيرت تلك العقيدة، بفضل تضحياتنا وتضحيات الجيش الوطني اللبناني، وتضحيات البعد العربي فاثبتنا عروبة الجيش واكدنا عليها.

7 - المشاركة وتأييد ثورة الجزائر.

8 - الانتماء انذاك الى حركة عدم الانحياز وكان لتلك الحركة معنى بدل مجموعة من الامعات يجتمعون بالامس في شرم الشيخ لا قيمة ولا معنى لهم في اوج الارتباط للانحياز الاميركي- الاسرائيلي.

9 - العلاقة مع الاتحاد السوفياتي ولم تكن ابدا تلك العلاقة الا شرفا كبيرا لشعوب الامم، امم الثالث من فييتنام الى الجزائر، الى فلسطين، الى لبنان، الى الصين، واميركا اللاتينية، هذه الثورة البولشيفية التي عليها تمحور القرن العشرين في مواجهتها او في تأييدها، فكل القرن العشرين مبني على هذا المبدأ، وتوج هذا الامر بوسام لينين الذي اعطي لكمال جنبلاط عام 1970، ورأى كمال جنبلاط حقا في احدى محاضراته انه لا مجال للاستمرار بهذه الثورة الماركسية دون تنوع، دون ديمقراطية، دون حرية، وكانت نبوءته صائبة، فانهار الاتحاد السوفياتي.

وقال: "لكن بانهيار الاتحاد السوفياتي انهارت منظومة سياسية كبيرة هائلة في مواجة الرسامالية والامبريالية والتي استبدلت الاتحاد السوفياتي للدخول في الفوضى العالمية، الفوضى التي نشهدها اليوم في العراق وافغانستان، وفي كل اقطار العالم، نحن شعار صراع المذهبيات والقبائل والنعرات وتحتها في مكان ما شعار مواجهة الحضارات، فآنذاك كان العالم مقسوما بين ماركسي وغير ماركسي، بين شيوعي وغير شيوعي، بين وطني وبين استعماري، واليوم ادخلتنا السياسة الاميركية في الفوضى، وادخلنا فكر المحافظين في الفوضى الهائلة، ولا تزال تلك الفوضى في بداياتها".

اضاف: "في الخمسينات تم رفض التجديد، وفي كل محطة رفضنا فيها التجديد لاحد الرؤساء اندلع بعد الرفض الحوادث الدامية، والثورة كرفض التجديد عام 1958 لكميل شمعون، ورفض التجديد لاميل لحود، وفي الحالتين النتيجة واحدة".

10 - النضال من اجل الاعتراف بالصين الشعبية والمانيا الديمقراطية وكوريا، وكانت محطات هائلة في تاريخنا الى جانب النضال الدائم من اجل حقوق العمال والفلاحين عمال التبغ في الجنوب، وعمال غندور والمواجهات الدامية آنذاك من قبل النظام اللبناني.

11 - الاصرار الدائم من قبل الحزب على الغاء الطائفية السياسية، لان لا وطن بوجود صيغة الطائفية السياسية التي تتجذر كل يوم، ورأيناها بالاسم فولكلوريا، كانوا ثلاثة رؤساء واصبحوا اربعة، وغدا سيصبحون 5 و6 في البذات البيضاء، وما اجمل تلك البذات البيضاء التي ورثناها من الانتداب الفرنسي.

12 - التأييد المطلق للثورة الفلسطينية دون خجل، من اللحظة التي تموضعوا فيها بالعرقوب من "فتح لاند" الى تأييدنا المطلق لاتفاق القاهرة خلافا للغير الذي كان يريد التحييد، خلافا للغير ومنذ انتخابات 1962 وهزيمة العرب 1967، اخذ يتسلح ويتدرب في مواجهة اليسار وفي مواجهة الثورة الفلسطينية والانجاز الكبير آنذاك الذي كان يسمى بلقاء الاحزاب، وترجم لاحقا بالانجاز الاهم والضخم، بالحركة الوطنية اللبنانية وببرنامجها المرحلي والتي اسسها وقادها كمال جنبلاط.

13 - التأييد الكامل، آنذاك وما زلنا، للوحدة التدريجية للعالم العربي ضمن احترام المقاييس والمعايير في الحرية والديمقراطة، الامر الذي فشل العالم العربي فيه، وحتى السوق العربية المشتركة لم تر النور، وحاولوا في الامس القريب بمجلس التعاون الخليجي الوصول الى النقد الواحد، لكن خرجت احدى دول الخليج ورفضت النقد الواحد، فحتى الحد الادنى من التنسيق يرفض.

14 - عام 1976 رفضنا التدخل السوري الذي كان لصالح اليمين اللبناني وعلى حساب اليسار اللبناني ولمساعدة اليمين وللهيمنة على لبنان، لكن قبل ان يغتال باسبوعين ارسل كمال جنبلاط رسالة شهيرة الى الرئيس حافظ الاسد وقال له "اما وقد دخلت الى لبنان، وكي تنجح وكي تستأصل جراثيم الانعزال من لبنان عليك بتجريد المليشيات اللبنانية من السلاح، وانتبه الى الجيب المدعوم من العدو الاسرائيلي، جيب سعد حداد، لان هذا الخطر المقبل على وحدة لبنان وعروبته"، لم يتحقق هذا الامر عام 1976 ولكنه تحقق عام 1989، وبعد ان سجلنا انتصارا هائلا وكبيرا باسقاط 17 ايار، وهذا شرف وفخر لنا، والتقينا في 6 شباط مع حلقة الرفض، رفض بيروت كل بيروت في مواجهة اليمين اللبناني الذي كان آنذاك يستشري فسادا وقتلا وتفجيرا في بيروت، وكانت التسوية، وجردت الميليشيات من السلاح بالتراضي بالتوافق مع سوريا، وابقي على سلاح المقاومة الذي حرر تدريجيا الجنوب المحتل من جزين الى كل الجنوب عام 2000.

وقال: "نبؤة كمال جنبلاط عام 1976 تحققت عام 2000. عندما ذهبنا الى دمشق عام 1977 بعد الاغتيال، تجاوزنا حدث الاغتيال بالمعنى الشخصي واكدنا على التواصل مع العرب من اجل عروبة لبنان والحفاظ على المقاومة الفلسطينية، وقد كنا في مأزق نتيجة الخلاف والتعارض ما بين منظمة التحرير وقيادة فتح برئاسة ياسر عرفات والنظام السوري، وقد قاسينا نتيجة هذا التعارض كثيرا، فكان لاحقا، بعد الغزو الاسرائيلي وتحرير الجبل، حرب المخيمات التي انهكت الجميع والتي اخرجت منظمة التحرير من لبنان، ولن اخجل عندما اطلقت الرصاص عاليا تحية الى المقاتلين والمجاهدين الفلسطينيين الذين خرجوا آنذاك من لبنان في اول قافلة فلسطينية غادرت لبنان، وقال: عندما نحيي هؤلاء، فاننا نحيي نضالا مشتركا على كل الساحات من الجنوب الى الشياح الى بيروت الى الجبل والى كل مكان".

15 - محطة سوق الغرب 13 آب 1989 والتي من خلالها حركنا العالم والعالم العربي وأوصلنا لبنان الى الطائف، ناهيكم عن الكفاح المستمر للحزب التقدمي الاشتراكي في دعم التعليم الرسمي والجامعة اللبنانية، حيث كنا في مقدمة الذين ناضلوا من اجل الجامعة اللبنانية وتحقيقها، والجامعة العربية في مواجهة الارساليات الاجنبية التي لها خدمات كثيرة، لكن الجامعة العربية ايضا تفتح ابوابها لشريحة اوسع بكثير من اولاد العائلات والنخب، اضافة للنضال المستمر للحزب في رفض الاحتكار والوكالات الحصرية، مذكرا بمرسوم قانون رفض احتكار الدواء والوكالات الحصرية الذي صدر عام 1943 ايام الياس سابا واميل بيطار، ولكنه اجهض من قبل البرجوازية اللبنانية وقضى في الادراج ولا زلنا في نفس المكان.

وقال: "كان كمال جنبلاط يقول ان حفنة وقلة من المستفيدين 4 في المئة يسيطرون على 80 في المئة من الثروة اللبنانية، واعتقد اننا لا زلنا اليوم في نفس الدوامة وربما 4 في المئة او أقل يسيطرون على اكثر من 90 في المئة من الثروة اللبنانية، لا يمكننا ان نستمر في هذه الدوامة التي نصدر فيها الادمغة ونستورد فيها ما يسمى السياح، نبيع اراضينا وممتلكاتنا من اجل هؤلاء السياح، نستفيد من المال الذي يأتينا من افريقيا والخليج، والصناعة الاساس التي تنتج ماليا لاصحاب ال4 في المئة هم المصارف وغالبية الشعب يرزح تحت عبء الفقر، ان في عكار او في الجنوب او الضاحية او الجبل او في عائشة بكار وغيرها من المناطق".

اضاف: "لم يتغير شيء، لذلك لا مستقبل للبلاد في اقتصاد ريعي دون حماية للزراعة والصناعة، دون انتاج".

16 - ثورة الاستقلال: ثم جاءت ثورة الاستقلال وتداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيره من الشهداء، ذهبنا الى المعقول والى اللامعقول، وصحيح ان العاطفة في بعض الاوقات غلبت على المنطق، لكن قمنا بواجبنا في ما يتعلق بالمحكمة، وأتتنا المحكمة، ونتمنى ان تأتي المحكمة بالحقيقة وان تكون عنوانا للاستقرار، فلا نريد المحكمة عنوانا للفوضى، ولا نريد ان تتحكم بالمحكمة دول او ربما جهات تأخذ هذه المحكمة الى غير محلها، نريد لهذه المحكمة ان تحد من الاغتيال السياسي وان توقف الاغتيال السياسي وتعطي كل صاحب حقه في ما يتعلق بالجرائم، لكن لا نريد للمحكمة ان تذهب الى الاقصى او ربما الى تحريف المنهج الاساسي وهو العدالة. وذهبنا الى اللامعقول عندما التقينا مع المحافظين الجدد موضوعيا في واشنطن من اجل حماية ما يسمى ثورة السيادة والحرية والاستقلال، هذا لقاء في غير طبيعته وفي غير سياقه التاريخي وفي غير التموضع التاريخي للحزب التقدمي الاشتراكي، ان نلتقي مع الذين عمموا الفوضى في منطقة الشرق، الذين دمروا العراق وفلسطين، لكن آنذاك ولست هنا لابرر، كان همنا الاساس هو موضوع المحكمة. ربما كنا نستطيع الا نذهب، لكن الذي حدث حدث، وذهبنا ولم تكن تلك الا نقطة سوداء في تاريخنا، في تاريخ الحزب الناصع، الابيض، الساطع في وضوحه في ما يتعلق بنضاله الدائم مع القضية الفلسطينية، مع القضية العربية، مع قضية لبنان العربي، المنحاز عربيا لان تلك الشعارات للسياسة والحرية والاستقلال دون مضمون عربي والالتصاق بالقضية الفلسطينية لا معنى لها، بل تعيدنا الى لبنان الانتداب، لبنان ميشال شيحا، لبنان الانعزال، لبنان اليمين، لبنان المنفصل عن البعد العربي وعن القضية الفلسطينية، ذهبنا، فلنسجل تلك النقطة السوداء، واتحمل مسؤوليتها، ولاحقا في يوم ما لا بد من مناقشتها بهدوء، ولم يكن هناك سبب تخفيفي لهذه الزيارة سوى موضوع المحكمة الدولية.

واذ شدد النائب جنبلاط على "ضرورة العودة الى الثوابت"، اوضح "ان الصيغة التنظيمية الجديدة للحزب هي صيغة تنظيمية من اجل تجديد عناصر معنية او اعادة النظر في كيفية تعيينات معينة وهكيليات معينة"، معتبرا "ان لا قيمة لصيغة تنظيمية دون بعد سياسي واجتماعي وقومي وعربي وفلسطيني، ولا قيمة لصيغة تنظيمية دون بعد سياسي بالمفاهيم التي حددتها لان المعركة اليوم اقسى بكثير من المعركة التي خاضها كمال جنبلاط في الخمسينيات آنذاك، وكان معه رفاق من كلوفيس وغيره، ذهبوا الى المساحة العربية الواسعة، ذهبوا والتقوا بالمارد العربي الكبير جمال عبد الناصر، ذهبوا الى حركة عدم الانحياز، الى الاتحاد السوفياتي، مات جمال عبد الناصر، العروبة تحتضر، لكن لا نستطيع الا وان نعود الى الثوابت، الى الاساسيات، الى اعادة اطلاق الفكر العربي في صفوفنا اولا كحزب تقدمي اشتراكي، وصولا الى توسيع رفعة التحالف مع احزاب وحركات وتنظيمات وشخصيات نلتقي معها موضوعيا وفكريا وسياسيا في ما يتعلق بعروبة لبنان والنظام الطبقي، وفي حماية صفوف الفلاحين والعمال والدفاع عن القضية الفلسطينية وفي ما يتعلق بعلاقات مميزة مع سوريا ومن خلالها مع العالم العربي".

وقال: "عهد الوصاية ولى، الجيش السوري انسحب، فكفانا بكاء على الاطلال".

وعن معالم السياسة الاميركية في العهد الجديد لاوباما، رأى النائب جنبلاط "انه ورث ارثا هائلا وثقيلا، فهو حاول، في خطابه في مصر، ان يؤكد على الموضوع الفلسطيني، ولكن كل النتيجة حتى هذه اللحظة انه قال بتجميد الاستيطان، فاتى لاحقا المبعوثون الاميركيون ليقولوا مع اسرائيل بتجميد الاستيطان في مقابل الاعتراف بالدولة اليهودية، وهذا يعني انه اذا اعترف ما تبقى من عرب بيهودية الدولة، اي انهم اجهضوا حق العودة وشرعوا لليهود، للكيان الصهيوني، تهجير عرب فلسطين 1948 الى مكان خارج الحدود، وشرعوا قيام مغامرات عسكرية جديدة على حساب الحق العربي".

وقال: "اذا عدنا الى المغاطلات التاريخية التي ذكرها، فهول لم يذكر كلمة ارهاب، "شكرا"، ولكنه دان العنف الفلسطيني. كيف يمكن لاي شخص او رئيس ان يدين العنف الفلسطيني وهو عنف مشروع بشتى اشكاله لانه يقاوم احتلالا اجنبيا، ان ارض فلسطين هي ارض للعرب والمسلمين، واذا كان العرب والحزب في مرحلة معينة ظنوا فيها ان هناك امكانية لقيام دولتين، دولة الضفة والقطاع، بعد معالجة قضية القدس وحق العودة، فان الواقع القائم اليوم على الارض، واقع الضفة وواقع القدس، يلغي قيام الدولة الثانية، والادارة الحالية ليست الا ادارة بلدية لشؤون المواطنين في الضفة الغربية، في مقابل دولة حماس المحاصرة اسرائيليا وعربيا، هذه هي اليوم صورة فلسطين".

اضاف: "اما المشروع الاساس الذي نادى به بعض المفكرين، وحتى منظمة التحرير وهو دولة واحدة للشعبين بحقوق متساوية لليهود والعرب، فاعتقد ان ذلك خيالا وخرافة من الخرافات، ولا يمكن الوصول الى تسوية في فلسطين مع الصهيونية".

وتابع: "وخلافا لما قاله اوباما فان الفكر الصهيوني بدأ في القرن التاسع عشر في اميركا، وبدأ الاستيطان اواخر القرن التاسع عشر ولم تكن اسرائيل وليدة المحرقة التي نستنكرها، والتي ارتكبها الغرب العنصري. اسرائيل مشروع استعماري على الارض العربية، والصراع طويل جدا، والظروف اقسى واصعب، ولم يتبق من محطات نستطيع ان نتعلق بها الا المبادرة العربية، وحسنا فعل سعود الفيصل بالامس، الارض اولا ثم التطبيع، وطبعا الارض تزول والتطبيع هو المطلوب". ورأى "ان ما تبقى وما هو مطلوب ان تتوحد الارادة الفلسطينية، ولكن ذلك ليس في المدى المنظور".

وفي الموضوع اللبناني تطرق جنبلاط الى الانتخابات النيابية، واعتبر انها "أكدت اكثر من اي وقت مض الفرز الطائفي في البلاد"، وقال: "للذين فرحوا بالانتصار، نرى انها فرحة مؤقتة، ورأينا كيف تبخرت هذه الفرصة وكيف ان هذا الانتصار لا معنى ولا قيمة له ويؤكد اكثر من اي وقت مضى ضرورة التخلص من النظام الطائفي".

اضاف: "لقد دخلنا اليوم فيما يسمى بالديمقراطية التوافقية التي تذكرنا باجتماع القبائل والعشائر، ان في الانبار او في البصرة او حتى لبنان، عندما يتباهون بالمجتمع المدني. ليس هناك مجتمع مدني الا قلة قليلة، فهناك مجتمع اهلي او كما في افغانستان حيث يسمونه "الليوجرغا" اي اجتماع القبائل، وطبعا يقومون بانتخابات ثم يتم التوافق على الصيغة بعد اجتماع القبائل، ولذلك فتشكيل الوزارة هو رؤية جديدة حيث تستطيع القبائل اللبنانية، ونحن منها، ان نتوافق على صيغة جديدة تحت شعار التوفيق والوسطية وغيرها من الشعارات".

ورأى النائب جنبلاط "ان هناك ضرورة لاعادة كتابة تاريخ الحزب، كتبنا "ربع قرن من النضال"، فلا بد من اعادة كتابة تاريخ الحزب بشكل مفصل وواضح"، واعتبر "ان لا قيمة للحزب التقدمي الاشتراكي اذا لم يلتزم باليسار، ولا معنى له دون الالتزام بالعروبة والالتصاق بالقضية الفلسطينية، فدون هذه الثوابت لا معنى لوجود الحزب او لاستمراره".

وقال: "اننا اذ تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 اذار مع مجموعة من الاحزاب والشخصيات، وبحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد آنذاك، لكن هذا لا يمكن ان يستمر، فعلينا اعادة التفكير بتشكيلة جديدة اولا داخل الحزب وثانيا على الصعيد الوطني، من اجل الخروج من هذا الانحياز والانجرار الى اليمين والعودة الى اصولنا وثوابتنا اليسارية والعربية والنقابية والفلاحية وغيرها من الثوابت التي من اجلها قضى الكثير واستشهد الكثير من مناضلي الحزب التقدمي الاشتراكي، فهذا هو التحدي الكبير الذي ينتظرنا".

اضاف: "سنضع صيغة تنظيمية لن تعجب البعض ولكن يجب اخراج الجميع من القيادة الى القاعدة، ومن هذا الصدأ الفكري والاتكالية وعدم المحاسبة، فالقليل جدا منكم يحاسب والقليل جدا منكم يناقش والبعض اصبح في مرحلة من مراحل الركود الفكري وعدم المطالعة وعدم المحاسبة والنقد، وهذا يبدأ من مدير الفرع الى رئيس الحزب مرورا بالاطر المختلفة، فلتكن هذه الصيغة التي نقترحها والتي هي صيغة صدمة، فلتكن صيغة نعتمدها، لن تكون هناك حلول سحرية، فقد تأخذ معنا المرحلة سنة او اثنتين، لكن لا بد من الانطلاق من مكان ما كي لا نصبح كالغابي".

وتابع: "انظروا ما حدث في الانتخابات للحزب الشيوعي اللبناني، وهو من اعرق الاحزاب في العالم العربي واقدمها ولرفيقنا في النضال النقابي والسياسي والعسكري، فان مجمل الاصوات التي نالها على الساحة اللبنانية لم يتجاوز سبعة الاف صوت، اليس هذا بدليل.

وقال: "لم نخض كحزب ولا كفريق 14 اذار معركة ذات مضمون سياسي، فنحن خضنا معركة رفضنا فيها الاخر خضنا معركة ذات طابع قبلي رفضنا فيها الاخر من موقع مذهبي قبلي وسياسي، وما يسمى انتصرنا. ليس هذا الانتصار، فنحن ننتصر عندما نعطي للعمال والفلاحين حقوقهم، ننتصر عندما نعود الى الثوابت العربية والفلسطينية، ننتصر عندما نخرج من اليمين ونعود ونلتصق بما تبقى من يسار او ننشىء يسارا جديدا، فهذا هو الانتصار".

ودعا الحزبيين الى "التفكير بما يطرحه"، شاكرا حضور "الحزبيين القدماء الذين اعتبرهم ضمير الحزب"، مطالبا اياهم ب"العمل بجدية اكبر لان الظروف اقسى واصعب بكثير من الماضي، فهذا هو التحدي، اما ان ننتصر او نسقط، فقد كتب علينا في مراحل كثيرة ان كنا على مشارف ربما السقوط، لكن نجحنا واجتزنا، ولكن العام 2009 اصعب بكثير من العام 1977".