المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .21-13:12

فقالَ لَه رجُلٌ مِنَ الجَمْع: «يا مُعَلِّم، مُرْ أَخي بِأَن يُقاسِمَني الميراث». فقالَ لهَ: «يا رَجُل، مَن أَقامَني علَيكُم قاضِيًا أَو قَسَّامًا؟» ثُمّ قالَ لَهم: «تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ». ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله».

 

الرئيس المكلف الحريري تلقى اتصالا من الرئيس سركوزي وتشاور هاتفيا مع الرئيسين سليمان والجميل واستقبل الرئيس السنيورة ووزراء ونوابا

وطنية ـ تلقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعرب له خلاله عن دعمه للجهود التي يبذلها لتشكيل الحكومة المقبلة.  من ناحية ثانية اجرى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تم خلاله التشاور في الاوضاع السياسية في البلاد. كما اجرى الرئيس الحريري اتصالا برئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، وعرض معه التطورات الراهنة.  واستقبل الرئيس المكلف مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة وبحث معه آخر المستجدات. كما استقبل الرئيس الحريري على التوالي نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير المالية محمد شطح، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، منسق الامانة العامة لقوى 14آذار فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية.

 

حقبة إمارة... إمارة

محمد سلام

لبنان الآن/ الاثنين 10 آب 2009

عرف وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، مهندس تسويات الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، بدبلوماسية "خطوة وخطوة".

واشتهر كيسنجر، اليهودي الأصل، أيضا باستشاراته القيمة للرئيسين الأميركيين بوش –الأب والابن- حيال العراق، فأشار على الأول بالاحتلال الأول لجنوب العراق وإعلان منطقة حظر الطيران في الشمال ما أسس لإمارة كردستان، وأشار على الثاني بالاحتلال الثاني الذي هدم "دولة العراق" ولم يكتف بإسقاط نظام صدام حسين، ما أدى، عمليا، إلى إقامة إمارة كردستان العراقية رسميا، وإمارة "شيعستان" العراقية رسميا، ومهد لإقامة إمارة "سنستان" العراقية رسميا بعد مصالحة عشائر الصحوة.

الناظر إلى خارطة المنطقة السياسية يرى، وبوضوح، أننا دخلنا حقبة الإمارات.

إضافة إلى الثلاث المذكورة أعلاه، "غزستان" أضحت إمارة قائمة تترجم التحقيق الميداني الأول لحلم حركة الأخوان المسلمين في العالم بتطبيق أحكام الشريعة على أرض إسلامية.

مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، من دون مشاركة فتحاويي "غزستان"، يؤشر إلى قيام إمارة "فتحستان" في نتف الضفة الغربية لنهر الأردن.

المفاجأة شكلها تحول دولة إسرائيل "الديمقراطية" وفق معادلة العام  1948 إلى إمارة "يهودستان". هل لاحظتم أن إسرائيل تتهود؟

كنا نتحدث على مدى أكثر من 65 عاما عن تهويد الأراضي العربية المحتلة. الآن تطور الأمر إلى تهويد دولة إسرائيل نفسها.

لا أقول أن إسرائيل لم تكن قائمة على نظرية عنصرية صهيونية. بل ألفت إلى أنها كانت تترك هامشا، ولو ضيقا، لفلسطينيي الأرض المحتلة في العام 1948 ليكونوا "عرب إسرائيل".

وكانت تترك هامشا، ولو ضيقا، لأسماء عربية تطلق على بعض الشوارع والأماكن "الإسرائيلية". الآن، أصبح ذلك "الترف" الضيق ممنوعا. وأخذت إسرائيل تتهود، بمعنى أنها في إطار التحول إلى إمارة "يهودستان". في المشهد أيضا أن إمارة "ولي فقيهستان" قائمة في لبنان، وإن بتغطية محلية شيعية العنوان، كي لا نسميها إمارة "شيعستان-لبنان".

في مواجهة هذا المشهد، رأى وليد بيك جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ضرورة الاستعداد لمواكبة الحقبة الآتية، أو المفترض أنها آتية، فأعد الأرضية لإمارة "درزستان"، من دون أن يعلن قيامها. ولكن البيك الاشتراكي، الذي قرر أن يتكلم لغة درزية اعتبرها من خصوصية طائفته، لم يقطع مع خيار الدولة اللبنانية، بل ربط موقفه منها مع موقع رئاسة الجمهورية. فإذا بقيت، بقي ضمن شروطه و"خصوصياته" وإذا زالت يعلن قيام إمارته "المتصالحة" مع إمارة "ولي فقيهستان" ومع السنة عبر إصراره على استمرار العلاقة مع دولة الرئيس المكلف سعد الحريري.

الفرضيات الإماراتية تعززها التهديدات الإسرائيلية بشن الحرب الأولى على الدولة اللبنانية. سابقا حاربت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية في العامين 1978 و 1982. وحاربت ما كان مقاومة في العامين 1993 و1996، وحاربت "حزب السلاح" في العام 2006، مع أن قصفها وصل إلى عكار، لكنها لم تستهدف لا السراي الحكومي، ولا القصر الجمهوري، ولا وزارة الدفاع، ولا قيادة الجيش، ولا المصرف المركزي، ولا مؤسسات الدولة الأخرى.

البيك الاشتراكي يستشعر خصوصيته الدرزية عندما يتعلق الأمر بسلامة الطائفة. لذلك شارك، وهو الذي لا يشارك، الأمير طلال أرسلان في حماية حدود الإمارة عندما تعرضت للاعتداء في أيار العام 2008. ولذلك أيضا، تنازل، وهو الذي لا يتنازل، فكلف وئام وهاب مهمة شرطي السير الموكلة إليه مهمة تأمين طريق "درزستان لبنان" إلى محافظة السويدا، أو جبل العرب في سوريا، حيث الامتداد الطبيعي للطائفة. البيك ليس بحاجة لوئام ليؤسس له حيثية في السويدا، فهو مبايع من قبل الأمير الأطرش منذ زيارته التاريخية للمنطقة عندما رفض الأمير المسن التقدم على وليد بيك مطلقا شعاره "لا نتقدم على إبن عمود السما".

البيك لم يخلع على معالي الوزير السابق حتى منصب رئيس الإنكشارية الذي كان مؤتمنا على جباية الميري، أو الضرائب. عينه فقط رئيسا لدورية السير على طريق حاصبيا-السويدا.

سوريا، المتقاربة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تسهل مهمة دورية السير "الوئامية" تحت سقف بقاء السويدا جبلا للعرب، ما يعني عدم تحولها إلى إمارة.

سوريا تنفذ بالحرف، وإن ببطء، التوجيهات الأميركية القاضية بتغيير سلوك النظام لقاء بقائه في معزل عن حقبة الإمارات الآتية. لذلك لم تعرقل دمشق الانتخابات النيابية اللبنانية. ولذلك قبلت دمشق استقبال جنبلاط، ولذلك تحدث وهاب عن توافق "سوري-سعودي-أميركي" من دون أن يأت على ذكر كلمة إيران أو إيراني.

ولذلك أيضا سارع وزير خارجية إيران منوشهر متكي، وبوقاحة لم تستدع ردًا من وزارة الخارجية اللبنانية، إلى استدعاء "متطوعين عرب" لمحاربة إسرائيل في لبنان.

هل يعني ذلك أن سوريا قد قطعت مع إيران؟ كلا. ولكن ذلك يعني أن سوريا تسير ببطء السلحفاة باتجاه ضمان مقايضة بقاء نظامها ودولتها خارج حقبة الإمارات... كي تقطع مع إيران.

ما زالت الأمور في بداياتها حيال نهائية علاقة سوريا بإيران، لا سيما في ضوء التجاذب الذي يقال إنه قائم في دمشق بين من يرغب في العودة إلى عروبة ما، ومن يرغب في الحفاظ على ممانعة لصيقة بإيران.

في ضوء ما تقدم، يتحول الحديث اللبناني عن تأثير تموضع وليد جنبلاط على تشكيل الحكومة وأبدية حركة 14 آذار تفصيلا هامشيا مقارنة بمقتضيات خطوة التحول إلى الدرزي في مسيرة وليد جنبلاط الاشتراكي العلماني، وهي حركة لجأ إليها في المرة الأولى العام 1982 أثناء الاحتلال الإسرائيلي، فحل الحركة الوطنية اللبنانية وغادر إلى العاصمة الأردنية عمان، ولم يعد إلى لبنان إلا عبر سوريا لا لقيادة الدروز في مواجهة إسرائيل، ولا لقيادة التقدميين الاشتراكيين في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي قادها الراحل جورج حاوي وأمين عام منظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم، بل لاستعادة أرض الإمارة...

وليد جنبلاط، خارج قاموس الخطأ والصواب، قام بما يراه مناسبا لدرء خطر مفترض عن طائفته وأرضها.

فماذا ستفعل بقية قوى 14 آذار غير الإعلان عن تأكيد تمسكها بخيار الدولة الذي لم يطلقه جنبلاط بل ربط معه عبر التصاقه برئاسة الجمهورية الباقية ما بقيت الجمهورية؟

المهم ألا يصيب قوى 14 آذار ما أصاب ذلك المتفرنج الذي دخل دكان فوال الضيعة وطلب طبق "بيف أسترغونوف" فأكل صحن الفتة... وقضى من التلبك المعوي...

 

سياسات الزجل

لبنان الآن

حازم صاغيّة ، الاثنين 10 آب 2009

في أحد المهرجانات الكبرى التي أحيتها حركة 14 آذار، قال وليد جنبلاط في الخطاب الذي ألقاه: "يا بيروت بدنا التار/ من لحّود ومن بشّار". بدا يومها زعيم "الحزب التقدّميّ الإشتراكيّ" بالغ الحماسة وبالغ التصالح مع نفسه في تلك اللحظة. وبدورهم، صفّق كثيرون بقوّة ومن دون انقطاع لهذه العبارة ولقائلها، أمّا المؤيّدون ممن لم يتسنّ لهم حضور المهرجان، وكانوا أكثر من الحاضرين، فحفظوا العبارة المذكورة عن ظهر قلب وردّدوها كما لو أنّها لحظة التقاء الفصاحة بالسعي والمبادرة.

يومها، قلّة من مؤيّدي حركة 14 آذار، أو الذين على مقربة منها، كرهت هذا الزجل الذي حلّ محلّ خطاب سياسيّ يشرح طبيعة الموقف ويحلّله، كما يزوّد مناصري "الاستقلال الثاني" بالحجج والشعارات المناسبة لمعركتهم. كذلك كره هؤلاء تقديم المشكلة كلّها بوصفها "تاراً" [ثأراً]، فيما هي من طبيعة سياسيّة لا صلة لها بالثأر وباقي القيم والعادات القبَليّة المتخلّفة.

لكنّ الحماسة، كالعادة، جرفت التحفّظ. وفي الحماسة يصبح كلّ كلام تهييجيّ مقبولاً، بل مرغوباً، فيما يبدو النقد المتّشح بالعقلانيّة أشبه بفذلكة ثقيلة الظلّ لا يرغب أحد في الاستماع إليها.

والحال أن الزجل وطلب الثأر ينتهي فعلهما مع انتهاء قولهما. فهما يشكّلان تنفيساً لفظيّاً يُغني عن وضع سياسات دؤوبة وطويلة النفس. ولمّا كان طلب الثأر من طقوس البداوة ومن قيمها، ولمّا كان البدويّ معروفاً بحدّة طباعه، ولكنْ أيضاً بسرعة نسيانه وتقلّب أمزجته وأطواره، بدا من التسرّع التعويل عليه والبناء على ما يصدر عنه.

وها هي الأيّام الأخيرة وما اعتراها من تحوّلات جنبلاط تعلن ذلك بوضوح. لكنّها تقول، أيضاً، إن البند الزجليّ والبدويّ في لغة 14 آذار السياسيّة ظلّ دائماً أساسيّاً ومتضخّماً. وليس من المبالغة ربط هذا التضخّم بالانتكاسات التي عرفتها الحركة وتعرفها اليوم. صحيح أن أسباباً أخرى، من طبيعة سياسيّة واستراتيجيّة وأمنيّة، هي التي تفسّر ما حصل ويحصل. بيد أن اللغة في وسعها أن تزيد المناعة حيال الأسباب السياسيّة السلبيّة، كما في وسعها أن تُضعفها.

فكلامٌ كهذا صالح جدّاً لتعبئة طائفة من الطوائف، أو لحشد "رجال عشيرة" أو "رَبع"، لكنّه يغدو بلا نفع حين يتعلّق الهدف ببناء وطن ودولة (تبعاً للإدّعاءات المعلنة على الأقلّ)، سيّما وأن هذا الوطن بالغ التعدّد والاختلاف، يستدعي التفكير فيه اعتماد أعلى درجات العقلانيّة. لا بل حين يكون الطرف المُخاطَب متعدّداً ومختلفاً، تمسي مسؤوليّة اللغة أكبر، لأنّها تغدو مسؤولة عن توحيد، أو تقريب، عناصر متباينة المنشأ. فـ"الهوسة" و"الهوبرة" قد تفيدان حين يكون الجمع منسجماً، يكفي القليل من الطقوس والرموز، ومن السجع والزجل، لأن يثير كوامن نفسه الجمعيّة ويطلق حماسته الانفعاليّة. أمّا ائتلاف كائتلاف 14 آذار، ومهمّة كمهمّته المدعوّة "الاستقلال الثاني"، فيتطلّبان لغة أخرى تخدم لفترة زمنيّة أطول مما تفعل لغة التنفيس. وهذا تحدٍّ سيبقى مطروحاً على اللبنانيّين الذين يريدون فعلاً أن يبنوا وطناً ودولة، أكانت حركة 14 آذار هي التي ستتولّى إنجاز هذا الهدف(؟) أم غيرها ممن يأتي بعدها ويتعلّم من تجربتها.

 

غموض حول مصير غندور واستبعاد "مبدئي" للسياسة

نهارنت/لم تظهر اي اشارات واضحة تحدد مصير رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال عبدالله غندور الذي اختفى منذ الجمعة الماضي في ظروف غامضة اثر مغادرته مكتبه في الغرفة. وكانت وجدت سيارته من نوع "مرسيدس" كحلية اللون مركونة الى جانب إحدى البنايات في منطقة الهيكلية التي لا تبعد عن مكتبه في طرابلس سوى بضعة كيلومترات، كذلك عثر على محفظته وفي داخلها اوراق شخصية وهاتفه المحمول· وتركز التحقيقات على الاتصالات الهاتفية التي اجراها قبيل اختفائه، وأشارت "الحياة" الى أنه كان اتصل بزوجته وأبلغها بأنه يتوجه لإجراء فحوص طبية لمعرفة الأسباب وراء هبوط ضغطه بصورة مفاجئة، وانه عاد ثانية للاتصال بها ليطمئنها بأن لا شيء يدعو للقلق وان طبيبه نصحه بالتوقف لفترة من الوقت عن تناول الدواء الخاص بضبط الضغط. ولفتت "الحياة" الى رواية أخرى ذكرت أن غندور توجه الى أحد المستشفيات وهو يقود سيارته بنفسه لعيادة سائقه والاطمئنان عليه بعد أن خضع الى عملية جراحية. وتبين ان غندور يحمل جهازاً خليوياً ثانياً أبقى عليه مفتوحاً واستخدمه لمرة واحدة للاتصال بابنه أثناء وجوده في منطقة الهيكلية. لكن المكالمة سرعان ما انقطعت. ومع استبعاد أي سبب سياسي لاختفاء غندور في ظروف غامضة، لفتت الصحيفة الى "أنه كان مدعواً في الليلة نفسها لتناول العشاء في زحلة من الهيئات الاقتصادية فيها تكريماً لرئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة. وتمنى قاضي التحقيق خالد عكاري المولج متابعة هذا الملف على عائلة غندور عدم الادلاء بأي تصريح لحسن سير التحقيق، وأشارت "اللواء" الى انه سيعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين لاعضاء مجلس ادارة الغرفة للاعلان عن موقفه بقضية اختفاء غندور. وقد أبدى اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان بعد اجتماع طارىء عقده الاثنين، استنكاره لموضوع اختفاء غندور، مطالبا السلطات القضائية والامنية وكافة المسؤولين بتكثيف جهودهم من اجل جلاء المسألة.

وأعلن رئيس الاتحاد محمد الزعتري "ان الاتحاد سيبقي اجتماعاته مفتوحة، ولن يدخر وسعا في تقديم اي مساعدة على هذا الصعيد". يشار إلى ان شقيق غندور كان قد اختفى منذ أربعة أشهر لمدة تراوح بين 10 و15 يوما، تبين لاحقا انه توارى في شقة سائقه لأسباب مالية.

 

اجتماع في غرفة الصناعة في طرابلس لبحث ملابسات اختفاء غندور

التنويه بجهود وزير الداخلية ومحافظ الشمال وعمل الاجهزة الامنية والقضائية

وطنية - عقد اجتماع في غرفة الصناعة والتجارة في طرابلس ترأسه محافظ الشمال ناصيف قالوش وحضره قائد المنطقة الشمالية لقوى الأمن الداخلي العميد صباح حيدر، نائبا رئيس الغرفة ميشال بيطار ومارسيل شابطيني واعضاء مجلس الإدارة، وتم البحث في ظروف اختفاء رئيس الغرفة عبد الله غندور.

وبعد انتهاء الاجتماع عقد مؤتمر صحافي،أذاع خلاله شابطيني، البيان الآتي: "على اثر الظروف التي رافقت غياب رئيس مجلس إدارة الغرفة عبد الله غندور، وعدم وجود أية معلومات لغاية تاريخه عن مكانه، إجتمع مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في مركز الغرفة، وبعد إستعراض الوضع قرر المجلس ما يأتي: التنويه بجهود معالي وزير الداخلية والبلديات وسعادة محافظ الشمال وبعمل الاجهزة القضائية والامنية وتوسيع التحرك في إتجاه كافة المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والاقتصادي والبلديات والنقابات والجمعيات لاتخاذ موقف واضح وصريح تضامنا مع غرفة طرابلس والشمال، وكذلك التنسيق مع إتحاد الغرف اللبنانية لاتخاذ موقف موحد لجلاء هذا الموضوع. وقرر المجلس ابقاء جلساته مفتوحة لمتابعة وملاحقة كافة التطورات". ورفض المجتمعون الاجابة على اسئلة الصحافيين.

 

تقدم قوة مدرعة اسرائيلية الى محيط بوابة مزارع شبعا

نهارنت/تقدمت ظهر الاثنين ، قوة مدرعة إسرائيلية الى محيط بوابة مزارع شبعا ، مؤلفة من ثلاث آليات ترافقها شاحنة مدنية. وذكرت "الوكالة الوطنية" ان القوة تمركزت في المكان بدأت ورشة من العمال الإسرائيليين بصيانة السياج الشائك على بعد أمتار قليلة من بركة شبعا، وسط اجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة على هذا المحور. ودفع هذا الامر بالجيش اللبناني المتمركز في الجهة المقابلة الى رفع درجة الجهوز لديه، وتوزعت عناصره داخل التحصينات وكذلك المدرعات. أما قوة "اليونيفيل" التي دفعت ببعض آلياتها الى محيط البركة فكانت تراقب وتتابع ما يحصل في الجانبين المحرر والمحتل من الأرض هناك، وكانت تزود قيادتها ما يحصل داخل المزارع المحتلة تباعا.

 

اسرائيل تلوح بانتقام عنيف وترى المواجهة حتمية مع حزب الله

نهارنت/حذرت اسرائيل "حزب الله" من أنه سيدفع ثمنا باهظا اذا حاول المساس بأي من ديبلوماسييها او مواطنيها في الخارج. وأوضح نائب وزير الخارجية داني ايالون، أنه "إذا مسّت شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي، أو إذا مسّ بأي مواطن، سيعتبر "حزب الله" مسؤولا، وسيتحمل النتائج التي ستكون وخيمة، مشيرا الى ان "الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال "حزب الله" وسيتحمل تبعات سفك الدماء". وجاء كلام ايالون تعليقا على تقرير نشرته وسائل إعلام مصرية، جاء فيه ان أجهزة الأمن المصرية كشفت عن خطة لاغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين وفي موقف آخر، رأى أيالون في مقابلة مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي "ان جولة مقبلة من المواجهات مع "حزب الله" باتت حتمية وستقع قريبا". واعتبر ان صمت اسرائيل ازاء تهديدات الحزب المتواصلة هو خطأ"، داعيا الى الرد بعملية عسكرية فورية وحاسمة ومدروسة, داعيا المجلس الوزاري الامني المصغر لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية فورية ضد لبنان تضع حدا لتهديدات "حزب الله". واضاف ان "اللبنانيين كحكومة و"حزب الله" يدركون ان الهدوء الذي يسود المنطقة الحدودية منذ حرب تموز هو نتيجة لما نفذته اسرائيل في حرب لبنان".

 

نتانياهو: حكومة لبنان مسؤولة عن اي هجوم اذا كان حزب الله جزءا منها

نهارنت/حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بيروت من مغبة دخول حزب الله في الحكومة المقبلة. وقال نتانياهو لصحافيين خلال جولة في جنوب اسرائيل "ليكن واضحا ان الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولية اي هجوم يأتي من اراضيها اذا اصبح حزب الله رسميا جزءا منها".  واضاف "آمل الا تحتاج اسرائيل للجوء الى رد من هذا النوع".

وكانت اسرائيل حذرت "حزب الله" من أنه سيدفع ثمنا باهظا اذا حاول المساس بأي من ديبلوماسييها او مواطنيها في الخارج. وأوضح نائب وزير الخارجية داني ايالون، أنه "إذا مسّت شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي، أو إذا مسّ بأي مواطن، سيعتبر "حزب الله" مسؤولا، وسيتحمل النتائج التي ستكون وخيمة، مشيرا الى ان "الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال "حزب الله" وسيتحمل تبعات سفك الدماء".

الحريري عاد وسط تجاذب متجدد حول الصيغة الحكومية والمعارضة تستعد للتصعيد

نهارنت/عاد الكباش الحكومي ليدور حول الصيغة او الاطار السياسي للحكومة العتيدة بعد بروز صورتين سياسيتين مختلفتين، الاولى عكستها مواقف الاكثرية التي أعطت دفعا لاعادة النظر بصيغة 10-10-5 في ضؤ التحولات الجنبلاطية، والثانية عبرت عنها مواقف المعارضة التي حذرت من التراجع عن الصيغة المتفق عليها سابقا، ملّوحة بخطوات تصعيدية.

في وقت عاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الاولى من فجر الاثنين الى بيروت آتيا من باريس على متن طائرة خاصة، بعدما أمضى إجازة عائلية حوالى الاسبوع في جنوب فرنسا. وذكرت صحيفة "الاخبار" أن المعارضة تنظم نفسها للتصعيد أكثر إن لم يعد الرئيس المكلف سعد الحريري خلال 48 ساعة. وأمهلت مصادر المعارضة الحريري أسبوعاً للتأليف وإلا فسينعكس ذلك أزمات متنوعة داخل قوى 14 آذار. ونقلت صحيفة "السفير" عن مرجع قيادي بارز في المعارضة "ان اي عودة عن صيغة 15-10-5 ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى".

واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، مؤكدا ان الاستحقاقات السياسية الكبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار.

وذكرت أوساط في تيار المستقبل للصحيفة ان الحريري ما زال يتحرك ضمن "مهلة السماح"، لافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته.

ورأت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية.

وفي المقابل اكدت مصادر قريبة من قوى 14 آذار ل "النهار" ان اي اتجاه نهائي وحاسم في صدد تأليف الحكومة لم يتخذ بعد في انتظار عودة الحريري الى بيروت.

ورأت ان طرح صيغ جديدة او اقتراحها لا يأتي في اطار التنصل من مبدأ تاليف حكومة وحدة وطنية وانما من باب اعادة تصويب التوازنات التي اختلت وان يكن جنبلاط اعاد تأكيد دعمه للرئيس المكلف، باعتبار ان موقفه اصاب موقع الاكثرية كلاً ولا يمكن تجاهل انعكاساته. واستبعدت مصادر قيادية في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ان يكون لمواقف جنبلاط تأثير على الصيغة المتفق عليه لتأليف الحكومة، مشيرة الى أن "لقاء المكاشفة المرتقب بين الحريري وجنبلاط سيقطع الطريق على من يحاول ان يوحي بأن تشكيل الحكومة هو الآن امام معادلة جديدة مختلفة عما كان اتفق عليه". وفي هذا السياق، أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن الإتفاق على الأرقام أصبح واضحاً، وأكد أن الرئيس المكلف سيعود قريباً إلى لبنان مع صيغة قد تكون مفاجأة للجميع، مشيراً إلى أن العقدة تتمحور حول ثلاث حقائب أساسية هي الأشغال والداخلية والإتصالات.

 

ايران تزود "حزب الله" بـ"فتح- 110" وصواريخ مضادة للطائرات 

  ١٠ اب ٢٠٠٩/المصدر : وكالات

كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان "حزب الله" يستعد لتسلم صواريخ مضادة للطائرات وأخرى أرض- أرض من نوع "فتح-110" من ايران، مشيرة الى ان الحزب تسلم في الفترة الأخيرة صواريخ أخرى من المصدر نفسه. وأشارت المصادر لموقع "دبكا" الإسرائيلي إلى أن "إيران تبدو قلقة من أن يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لمعاقبة "حزب الله" بسبب إحباطه من عدم تمكنه من فك ارتباط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بطهران". أضافت: "رد الايرانيون من خلال ضخ تكهنات عن التهديد الاسرائيلي وبناء ترسانة "حزب الله" عبر تسليمه صواريخ جو- جو وأرض- أرض، وصواريخ تطلق من الشاطئ إلى البحر بهدف شل إسرائيل عسكرياً واستهداف المدنيين في حال وقوع حرب". ولفتت الى أن "الايرانيين سارعوا إلى تزويد حليفهم اللبناني بصاروخ مضاد للطائرات "أي إي-8" وصاروخ ذاتي الدفع "أس إي أم"، وبطاريات صواريخ تعتقد إسرائيل أنها سلمت إلى حزب الله". وكشفت أن "حزب الله يستعد لتسلم صواريخ مضادة للطائرات من نوع "أس إي أم-8" وصاروخ أرض- أرض "فتح-110" ايراني الصنع يستطيع حمل نصف طن من المتفجرات في رأسه الحربي ويصل مداه إلى 200 كلم". وذكر الموقع أن "إسرائيل كانت حذرت سوريا منذ سبعة أشهر بأنه في حال سمحت لهذه الصواريخ بعبور حدودها باتجاه لبنان، سيتم اتهامها بأنها تزعزع قوى التوازن الاقليمي والسماح لها بشن هجوم على هذه الصواريخ قبل أن تغادر سوريا كما في لبنان". واوضحت المصادر ان "صاروخ "فتح-110" مشابه لـ"زلزال 2" الذي استخدمه "حزب الله" لضرب القرى الاسرائيلية الشمالية، ومن الممكن أن يصل إلى تل أبيب. كما أنه يملك دقة عالية نظراً الى نظام التوجيه الصيني الذي اشترته إيران".

 

علوش لـ "صوت لبنان": الصيغة الحكومية 15-10-5 ما تزال قائمة ولولا التعقيدات المتعلقة بموقف جنبلاط لكانت المسألة محلولة

صوت لبنان/لفت القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الى الاستعداد للقيام ببعض الحلحلة مؤكداً ان العقد ما تزال في مسألة توزيع الحقائب.

وشدد على ان الصيغة الحكومية 15-10-5 ما تزال قائمة ايضاً. وقال لاذاعتنا انه لولا التعقيدات الاخيرة المتعلقة بموقف النائب وليد جنبلاط لكانت المسألة محلولة.

ولفت علوش الى بعض التموضعات الجديدة التي تفرض حواراً جديداً متحدثاً عن ان الساعات المقبلة قد تشهد مستجدات. ورأى ان المطلوب عقد اجتماع لقوى الرابع عشر من آذار، وقال ان المهم هو هل سيحضر جنبلاط ام لا؟ مشيراً الى ان الامر متروك للساعات المقبلة.

 

حذّر من علاقات سورية - درزية

اللواء/بيضون: جنبلاط يرفع شعار "الدروز أوّلاً"

اعتبر النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث اذاعي ان "خوف (رئيس اللقاء الديمقراطي النائب) وليد جنبلاط من تداعيات 7 ايار وما رافقها له وجهان، وجه له علاقة بخصوصية الطائفة الدرزية ووجه آخر ان حزب الله غير ملتزم الى الآن ما جرى الاتفاق عليه في الدوحة· وهو ان السلاح للخارج اي لمقاومة اسرائيل ولن يستعمل في الداخل· كان وليد جنبلاط يصور للعالم ان هذا السلاح هو للداخل واصبح في ذهن جميع اللبنانيين ان حزب الله وسلاحه يتجهان الى الداخل ولتهجير طائفة معينة، وهذه صورة تضر بحزب الله"·

واعتبر ان "صورة حزب الله والتزام القرار 1701 على المحك، وربما بعض من الحزب سيسعد بقوله ان وليد جنبلاط يعود الينا فيما المطلوب ان يحرص حزب الله على تصحيح صورته امام الرأي العام المحلي والدولي"· اضاف: "ليس مطلوباً من وليد جنبلاط ان يذهب كدرزي الى سوريا بل المطلوب ان يذهب اليها باسم لبنان"، مقترحاً توليه وزارة الخارجية في حكومة سداسية يشكلها الرئيس سعد الحريري ويتولى جنبلاط فيها تحسين العلاقات الخارجية مع سوريا نموذجاً لعلاقات عربية راسخة وحضارية وأكثر من ممتازة"·

وحذر من "الذهاب في علاقات درزية ? سورية، وتكرار مأساة العلاقات الشيعية ? السورية، وهي سبب من اسباب فشل العلاقة السورية ? اللبنانية، ذلك ان على سوريا ان تؤمن بلبنان دولة قوية وتتعامل معها كدولة وليس كجماعات شيعية او درزية او اقامة كرسي بطركية مارونية للجنرال (النائب ميشال) عون في حلب، او اقحام علاقات سنية سورية لتعجيز سعد الحريري بدل ان يكون رئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين"· واستغرب "الا يكون وليد جنبلاط مع شعار لبنان أولاً، في حين يرفع شعار الدروز اولاً"· واعتبر "ان في امكان سعد الحريري المزج بين المعادلة المحلية والمعادلة الاقليمية وفي امكانه ان يستوعب جنبلاط ويرتب العلاقات اللبنانية ? السورية ويوقف كل التجاوزات"·

 

ضو: محاولات متكررة للانقلاب على نتائج الانتخابات وعلى 14 آذار

موقع القوات اللبنانية/حذر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو من المحاولات المتكررة لقوى 8 آذار بأشكال وصيغ معلنة تارة ومبطنة تارة أخرى للانقلاب على نتائج الإنتخابات النيابية وعلى الرئيس المكلف سعد الحريري من داخل الحكومة، بعدما فشلت في الإنقلاب عليه وعلى قوى 14 آذار من خلال حوادث 7 ايار والإنتخابات النيابية الأخيرة والمفاوضات الممهدة لتشكيل الحكومة الجديدة. ورأى ضو أن عنوان المرحلة الراهنة لا يزال بالنسبة الى قوى 8 آذار هو نفسه العنوان الذي اعتمد منذ سنوات وهو اللجوء الى السلاح إن لم يكن استخداما فتلويحا باستخدامه من أجل فرض أمر واقع سياسي يقلب موازين القوى الإنتخابية. واعتبر ضو أن التركيز على معالجة التموضع السياسي الجديد لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط باعتباره عقدة التشكيلة الحكومية الجديدة هو بمثابة التعاطي مع العوارض وليس مع المرض لأن المشكلة الحقيقية التي تتطلب علاجا هي موضوع السلاح الذي يدفع بجنبلاط خصوصا واللبنانيين عموما الى التخوف من انعكاسات محتملة لأي حرب إقليمية أو لأية تطورات على علاقة بالقرار الظني المنتظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز على الإستقرار الداخلي اللبناني. وحذر من محاولات قوى 8 آذار المتكررة لاختلاق الأزمات السياسية ورمي أسبابها على النظام السياسي مقدمة للمطالبة بتعديلات دستورية تمس جوهر الميثاق الوطني واتفاق الطائف القائمين على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين"، رافضا أي بحث في تعديلات دستورية على علاقة بجوهر النظام السياسي اللبناني في ظل وجود سلاح خارج الإمرة السياسية والعملانية للدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية. وعن الإتصالات السورية – السعودية، لفت ضو الى أن هناك حربا نفسية وإعلامية تشنها قوى 8 آذار بهدف تحقيق مكاسب داخلية من خلال إيهام الرأي العام اللبناني عموما، وجمهور 14 آذار خصوصا بأن نتيجة هذه الإتصالات هي صفقة سورية سعودية على حساب لبنان وثورة الأرز. وتمنى ضو الوصول الى اليوم الذي ينتهي فيه دور 14 آذار كحركة سيادية – استقلالية مشددا على أن ذلك مرهون بتحقيق ثلاثة أمور أساسية: تدعيم أسس الاستقلال السياسي والجغرافي، وانجاز بسط السيادة الكاملة للدولة اللبنانية بقواها العسكرية والأمنية الرسمية على أراضيها كلها بدءا من مزارع شبعا مع ما يتطلبه ذلك من ترسيم للحدود، مرورا بإقفال المعسكرات الفلسطينية في الناعمة وقوسايا وغيرها، وضمان المرجعية الحصرية للدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الدستورية.

 

فتفت: اعتذار الحريري غير وارد وعون هو من يعرقل 

وكالات/١٠ اب ٢٠٠٩ /رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت موقف النائب ميشال عون مستمر بشكل تصاعدي منذ الانتخابات ويحاول أن يحصل في السياسة ما لم يستطيع تحصيله في الانتخابات النيابية، معتبرا أن عون في تصعيده لا يأخذ بعين الاعتبار أبدا أي هم وطني وأي مسؤولية ويريد أن يسمّي وزراء فشلوا في الانتخابات ولكن نجحوا في أماكن آخرى برأيه، مضيفا: "أنا أسمع كثيرا عن نجاحات الوزير جبران باسيل ولكن أريد أن أسأل المواطن هل يرى هو ذلك؟". وأشار في حديث لـ"أخبار المستقبل" إلى أن التأخير في تأليف الحكومة سببه عرقلة عون ومواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الآخيرة، مشيرا الى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان لديه تعهدات من المعارضة بأن لا يكون هناك مواقف ومطالب تصعيدية من عون. وبالنسبة لصيغة "15+10+5"، رأى أنها كانت نوع من الاتفاق غير النهائي بمعطى سياسي معين، معتبرا أن هذا المعطى تغير بعد أن قال جنبلاط أنه يريد أن يعود الى الوسط، مشيرا الى أن كلامه عن زيارة سوريا وإيران ليس في الوسط. وشدد فتفت على أن اعتذار الحريري أمر غير وارد أبدا لا من ناحيته ولا من ناحية "تيار المستقبل" ولا من ناحية 14 آذار، معتبرا أن الدستور يحميه تماما ليأخذ وقته في تشكيل الحكومة. وإذا رأى أن هناك مسؤولية معينة على رئيس الحكومة المكلف، شدد على أن هناك مسؤولية أيضا على الكتل النيابية والمطالب التي ترفعها.

 

طهران ترحب بجنبلاط "القديم ـ المعدل"

 التاريخ: ١٠ اب ٢٠٠٩/المصدر: السفير/أعلن مصدر إيراني مطلع أن طهران ترحب بعودة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "القديم ـ المعدل". وأشار المصدر لـ"السفير" إلى استلام جنبلاط رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته الشام، وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة لكونها علاقة تاريخية.

 

جنبلاط: "اشتقنا" ... والحريري:"الى ماذا.. للمناكفة"؟

نهارنت/في انتظار ان يعقد اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط المنتظر فور عودة الحريري، كشفت صحيفة "السفير" ان أول اتصال سياسي مباشر بين الرجلين تم الاحد، مع إرسال "باقة ورد" من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وأضافت الصحيفة ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة "اشتقنا"، لكن الحريري أجابه ممازحاً "الى ماذا.. للمناكفة"؟. وأشارت صحيفة "الاخبار" من جهتها، الى أن الوزير غازي العريضي مهّد في اليومين الماضيين للقاء يجمع جنبلاط والحريري فور عودة الأخير، تمهيداً للاتفاق على عناوين عدّة يلتزم جنبلاط بها حتى بعد خروجه من تجمع 14 آذار. وأبدت مصادر قيادية في الحزب "التقدمي الاشتراكي" لصحيفة "الحياة" تفاؤلها "بردم الهوة" بين الحريري وجنبلاط انطلاقاً من مواكبتها للاتصالات الجارية "بعيداً من الإعلام والمدعومة بجهد فوق العادة من جانب المملكة العربية السعودية تمثل بإيفاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الإعلام والثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة الى بيروت".

واضافت المصادر ان تفاؤلها "لا يأتي من فراغ ولا ينم عن رغبة فحسب وإنما يستند الى معطيات" تدفعها الى التأكيد ان تحالف الحريري – جنبلاط باق ولن يتأثر بالمواقف التي صدرت عن الأخير. وعلى خط العلاقة بين جنبلاط وايران، نقلت "السفير" عن مصدر إيراني مطلع أن طهران ترحب بعودة جنبلاط "القديم ـ المعدل"، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.

 

رعد يستبعد ايجاد صيغة حكومية غير 15-10-5

نهارنت/أوضح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد انه "من الصعب جدا ان نجد صيغة اخرى بديلة لتشكيل الحكومة غير 15-10-5 ولن نجد". وأضاف انه لا يرى "ان التغيير في المواقف والتقلبات من موقع الى آخر يغير في المعادلة الحكومية"، ورفض الطرح الداعي الى تشكيل حكومة تكنوقراط واصفا ايه بانه غير واقعي.  واعتبر رعد في حديث الى اذاعة "النور" ان "التعقيدات هي في الفريق المسيحي داخل 14 آذار"، مشيرا الى ان "التنافس على توزيع الحقائب ومحاولة استحضار المشكلة مع "التيار الوطني الحر" هي للتستر عن الخلاف الداخلي في ما بينها". ورّد رعد على التهديدات الاسرائيلية مؤكدا أن "من يعمد لشن حرب على لبنان يؤكد جنونه لأنه لا يستطيع ضمان اهدافها ونتائجها ما يجعل مشهد حرب تموز متواضعا امام المشهد المنتظر في حال وقعت الحرب". ورأى انه "يبدو ان اسرائيل تنتهز فرصة عدم تشكيل حكومة في لبنان لتطلق تهديداتها"، لافتا الى ان "حكومة وحدة وطنية كما تريدها المعارضة، تشكل حاجزا امام مطامعها". 

 

الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي الكتائبي في بكفيا: نجدد دعمنا للرئيس المكلف في تشكيل الحكومة وكما يراها مناسبة

ضرورة المضي في مشروع الدراسة الخاصة بمعالجة الصرف الكيفي لاساتذة

للعمل مع المراجع المعنية على عقد مؤتمر عاجل لفتح ملف الاستشفاء

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الاسبوعي، عصر اليوم في دارة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل في بكفيا وبرئاسته، وخصص للبحث في قضايا حزبية وإدارية، وفي مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة اللبنانية. وبعد الاجتماع، أصدر المكتب السياسي بيانا جاء فيه:

"للاسبوع السادس على التوالي، لا تزال عملية تشكيل الحكومة الجديدة متعثرة بسبب العراقيل والشروط التي تضعها المعارضة امام الرئيس المكلف في محاولة للاجهاز على الواقع الذي افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة، تارة تحت شعار المشاركة والتوافق وطورا تحت التهديد بأحداث شبيهة بالسابع من ايار المشؤوم. ولكن الاكثر مدعاة للاستغراب، هو الايحاء السياسي والاعلامي للمعارضة أن الرئيس المكلف هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة.

من هنا فإن المكتب السياسي يجدد دعمه للرئيس المكلف في عملية تشكيل الحكومة ويدعوه الى الاسراع في اعلان تشكيلة حكومية للانقاذ الوطني كما يراها مناسبة، ووضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية الحقيقية تجاه الرأي العام، لانه لا يجوز ان تستمر عملية المراوحة السائدة لا سيما أن البلاد تغرق في العديد من المشاكل وتواجه استحقاقات داخلية وخارجية صعبة، وقضايا الناس متروكة في مهب الريح.

كما يدعو الرئيس المكلف الى حزم امره في اسرع وقت والتفاهم مع رئيس الجمهورية على اختيار الفريق الانقاذي المناسب ليتم اصدار المراسيم بسرعة لا سيما ان كل الاطراف عبروا عن مواقفهن ومطالبهم وباتت الرؤية واضحة".

واضاف البيان: "بعد التطورات الداخلية التي شهدتها الايام الماضية، يؤكد المكتب السياسي أنه مهما كانت الصعوبات والتحديات القائمة فإنها لن تدفع بالكتائب الى التراجع عما تؤمن به لخير هذا الوطن وسيادته واستقلاله وعزته. لقد دفعت الكتائب اغلى ما عندها في سبيل هذا الوطن من شهداء وشهداء أحياء وليست على استعداد للتفريط بشهاداتهم ايا تكن التضحيات. واذا كان البعض لا يجد حرجا في التنقل من موقع الى آخر وتجاهل مواقفه وادائه السابق فنحن ثابتون في خطنا الوطني ولن نحيد عنه.

فيوم وقفت الكتائب للدفاع عن لبنان ومنع التطاول على كرامته كان العالم كله ضدها ولم نخف او نتراجع، الى ان اثبتت تطورات السنوات القليلة الماضية ومواقف الآخرين صحة ما كنا ننادي به وصوابية ان نتمسك بلبنان اولا، وقبل اي شيء آخر.

ويوم اصبنا في صميم فلذات اكبادنا، قال البعض اننا انتهينا وسقطنا ولكننا اكدنا اننا قادرون على القفز فوق الجراح والثبات في مواقعنا.

واليوم، مجددا تبقى الكتائب راسخة في مسيرة النضال من اجل الوطن، ومصممة على الشراكة الفعلية مع من يشاطرها الايمان بلبنان الكيان والدولة.

قضايا إقتصادية واجتماعية

وتابع: "في الشق الاقتصادي والمعيشي، خصص المكتب السياسي جزءا من إجتماعه للبحث في ملفات تربوية وصحية واجتماعية، وتوقف عند ما بلغته أزمتان تحديدا: الأولى تتصل بالصرف الكيفي لأساتذة بعض المدارس الخاصة والثانية بملف التعرفة الصحية والمشاكل القائمة بين نقابة أطباء لبنان والضمان والمستشفيات الخاصة.

ففي الملف الأول: اطلع المكتب السياسي على تقرير يتصل بعمليات الصرف الكيفي التي تعرض لها مئات أساتذة التعليم الخاص في العديد من المدارس سواء تلك التي بيعت الى مالكين جدد أو تلك المتعثرة.

ونوه المكتب السياسي بالجهد الذي تبذله نقابة المعلمين في لبنان مع وزارة التربية وتجمع المؤسسات التربوية لمواجهة الأزمة التي وضعت مئات العائلات اللبنانية في حال من الضياع بعد فقدان مورد العيش وراتبهم الشهري. ولفت الى أخطار استمرار عمل البعض بمضمون المادة 29 من قانون التعليم من دون الأخذ في الإعتبار الكثير من العوامل الإنسانية والإنمائية والإقتصادية.

وشجع المكتب السياسي على ضرورة المضي في مشروع الدراسة الخاصة بمعالجة ملف الصرف الكيفي ومواجهة نتائجه التي يعمل من أجلها فريق عمل متخصص وطلب من المراجع التربوية في الحزب المشاركة فيها مشاركة فاعلة بهدف الحد من سلبيات استمرار العمل به.

وفي الملف الثاني: توقف المكتب السياسي عند مضمون تقرير مفصل تناول أسباب ونتائج الأزمة الجديدة الناشئة بين نقابة أطباء لبنان والضمان الإجتماعي وأصحاب المستشفيات والهيئات الضامنة، ورفض أن يبقى المرضى في لبنان أسرى مسلسل الأزمات هذه، والتي وضعت العديد منهم خارج المستشفيات ومراكز الطبابة كما حصل مع البعض منهم منذ ايام.

ودعا المكتب السياسي المعنيين الكتائبيين عن هذا القطاع العمل مع مختلف افرقاء النزاع والمراجع المعنية والدعوة الى مؤتمر عاجل لفتح ملف الإستشفاء في لبنان، ووضع آلية عمل تجنب اللبنانيين المزيد من الخضات المتلاحقة عبر توحيد التعرفة الصحية وضبط أبواب ومزاريب الهدر والسرقة من المال العام لتنفق المليارات المخصصة لهذا القطاع حيث يجب إنفاقها. وأكد أن هذا الأمر دونه عقبات إذا ما لم يتم توحيد التعرفة وتوفير وحدة النظرة والتخطيط للمستقبل".

 

الشيخ قاسم: المقاومة ليست خيار اللحظة السياسية ولا ردة فعل آنية

كلما ضغطوا علينا تحولنا إلى شعب أقوى وكلما ازداد تهديدهم ازددنا عنفوانا

الصيغة الحكومية المتفق عليها تعبر عن التوازن ولم يطرأ ما يستدعي تغييرها

لإنجاز توزيع الحقائب سريعا وعلى المتضررين من المواققف الأخيرة حل مشاكلهم

وطنية - أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال أقيم لمناسبة ولادة الإمام المهدي وذكرى انتصار تموز، في منطقة السهل، "أن الصراع مع اسرائيل هو صراع وجودي"، وقال: "إن المقاومة بالنسبة إلينا هي خيار الوجود والحياة والدفاع عن الأرض، والاستمرار والاستقلال. المقاومة ليست خيار اللحظة السياسية، وليست ردة فعل آنية وعابرة، بل هي تحصين للاستقلال، ولولاها لما خرجت اسرائيل من لبنان". أضاف: "كلما ضغطوا علينا تحولنا إلى شعب أقوى وأصلب، لن تهددنا اسرائيل ولن تتمكن من المساس بنا. وكلما ازداد تهديدها ازددنا عنفوانا وثقة". وعن الشأن الداخلي، قال الشيخ قاسم: "إن المسار السياسي في البلد اتضح منذ أشهر، وهو قائم على أربع قواعد: رفض الوصاية الأجنبية، استمرارية المقاومة مع نقاش الاستراتيجية الدفاعية من خلال طاولة الحوار، تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوافق، التوازن ولا إمكانية لغلبة فريق على آخر". أضاف: "إن الصيغة الحكومية التي اتفقنا عليها تعبر عن التوازن السياسي، ولم يطرأ ما يستدعي تغييرها أو تعديلها. وندعو إلى إنجاز توزيع الحقائب والتسميات في أسرع وقت ممكن، وعلى المتضررين من المواقف السياسية الأخيرة أن يحلوا مشاكلهم".

 

المكتب الاعلامي للرئيس بري:لم يصدر عن رئيس المجلس ولا عن عين التينة أي كلام يتعلق بالأزمة الحكومية

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ما يلي: "عممت "وكالة الانباء المركزية" كلاما منسوبا الى اوساط عين التينة، يهم المكتب الاعلامي التأكيد أنه لم يصدر عن الرئيس بري ولا عن أوساطه أي كلام يتعلق بالازمة الحكومية القائمة لا من قريب ولا من بعيد، لا بل مع الأسف فان ما ورد تضمن كلاما مدسوسا لم يرد في باله".

 

قماطي: نريد مشاركة حقيقية وفاعلة في حكومة الوحدة الوطنية

وطنية - اقام "حزب الله" احتفالا في بلدة سجد في مناسبة ولادة الامام المهدي وذكرى انتصار تموز 2006 وتكريم طلاب ناجحين في الامتحانات الرسمية، في حضور لفيف من العلماء وفاعليات سياسية واجتماعية وحشد من اهالي المنطقة. واكد نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي "اننا نريد مشاركة حقيقية في حكومة الوحدة الوطنية، لا حكومة ديكور"، لافتا الى "ان ما تحقق من اتفاق حول الاطار السياسي لتشكيل حكومة، هو مرض لنا ونقبل به، ونعتبر ان ما تحقق يحقق لنا مشاركة حقيقية فاعلة في الحكومة لكي نشارك في القرار السياسي وهذا ما نريده. اما التفاصيل فليست مشكلة وايضا الوقت والتوقيت ليس بمشكلة". واعتبر "ان ما صدر عن الاستاذ (رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب) وليد جنبلاط من مواقف، لن يؤثر على تشكيل الحكومة وعلى مسار تشكيلها، ولن يؤثر على الإطار السياسي العام الذي تم الاتفاق عليه بين المعارضة والموالاة ومع الرئيس المكلف"، واكد انها "ستستمر ثابتة، وسيستمر الاتفاق الذي توصلنا اليه. والمواقف التي اطلقها جنبلاط هي مواقف ايجابية وجيدة وتفيد الخط الوطني العروبي المقاوم في لبنان". اضاف: "لا ندعو هنا الى إلغاء او محاصرة الآخر او تفتيت شمله، وانما نريد ان نتعاون ونتوافق ونتواصل ونتفاهم للوصول الى الاستقرار في البلد". واختتم الاحتفال بباقة من الاناشيد لفرقة "الفجر الانشادية".

 

النائب جنبلاط:انا الوحيد المخول تحديد موعد زيارتي لدمشق وفقا للظروف

وحده مبدأ حكومة الشراكة الوطنية يلغي المتاريس السياسية والحزبية في البلد

تهديدات اسرائيل تحتم تكثيف الامكانات والطاقات لتأليف الحكومة ورص الصفوف

الحزب لن يدخل في سجال مع أي طرف سياسي وسينكب على ورشته التنظيمية الداخلية

وطنية - أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي الى جريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي. ومما جاء جاء فيه: "تذكرنا التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بويترة يومية بالظروف التي سبقت الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 لا سيما بعد أن كانت الحكومة اللبنانية قد توصلت آنذاك الى ترتيب لوقف النار مع منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1981، وجاءنا التحذير الشهير من المبعوث الاميركي في تلك المرحلة فيليب حبيب. وكالعادة، كانت إسرائيل ولا تزال قادرة على التذرع بأي سبب للاعتداء على لبنان.

وهذا يحتم تكثيف كل الامكانيات والطاقات لتأليف الحكومة وفي الوقت ذاته رص الصفوف على المستوى الداخلي لمواجهة أية إعتداءات إسرائيلية جديدة والاستعداد من قبل الدولة والمقاومة لأي طارئ في هذا المجال لا سيما وأن هناك من يضع لبنان أمام أحد خيارين: إما العدوان الاسرائيلي العسكري مرة جديدة، وإما التفاوض الثنائي مع إسرائيل، في الوقت الذي لا ملفات لدى لبنان للتفاوض عليها وهو متمسك بإتفاقية الهدنة بإنتظار أن ينفذ ما يسمى المجتمع الدولي وعوده بتحرير قرية الغجر التي زارها ليبرمان مؤخرا وكرر الرفض الاسرائيلي بالتنازل عنها، وبإنتظار أن توقف إسرائيل إنتهاكاتها اليومية الجوية والبرية والبحرية للسيادة اللبنانية وحده مبدأ حكومة الشراكة الوطنية يلغي المتاريس السياسية والحزبية التي غرقت فيها البلاد خلال السنوات الماضية، ويتيح المجال أمام الدخول في مرحلة سياسية جديدة عنوانها التوافق الوطني وهو ما يمكن أن يترجم داخل الحكومة مع بناء سياسة مواجهة موحدة للاستحقاقات المقبلة على المستويات الامنية والعسكرية والتعيينات المرتقبة. لقد شاركت كل الاطراف في إنتخاب الرئيس التوافقي وهو قادر أن يكون الضامن لكل القرارات من خلال معرفته بكل الهواجس، وهذا يمكنه من أن يؤدي دوره كمرجعية وطنية قادرة على حل الخلافات لا إدارة الأزمات".

واضاف النائب جنبلاط "لن يدخل الحزب التقدمي الاشتراكي في أي سجالات مع أي طرف سياسي، وسوف ينكب على ورشته التنظيمية الداخلية والسياسية التي تمثل التحدي الأكبر لاعادة تأكيد الثوابت التاريخية مع الاخذ بالاعتبار كل متغيرات العصر، إنما في الوقت ذاته، إذا كان الحزب يحترم خصوصيات الاحزاب والاطراف الاخرى، فإنه يطلب منها تقدير خصوصياته وأدبياته. لقد رفعت خلال المرحلة السابقة مجموعة من العناوين والشعارات الكبرى وقد تحققت بمعظمها، يبقى بعض العناوين الحساسة التي اتفق بالاجماع على أن تعالج حصرا بالحوار الداخلي. أما الملفات العالقة بين لبنان وسوريا، فهي تحل بين الدولتين وفقا للاصول. وهنا، ومع الشكر الجزيل لوسطاء الخير، فإنني أذكر أنني الوحيد المخول تحديد موعد زيارتي الى دمشق وطبيعتها وظروفها وتوقيتها، على أن أدرس لاحقا أيضا وفق الظروف أمكانية زيارة أية عواصم أخرى".

واشار الى "ان بعض القوى الداخلية والخارجية في العراق يبدو انها تعيد إنتاج دورات العنف من خلال عودة التفجيرات الانتحارية الى العراق في هذا التوقيت وهي تحصد المئات من الابرياء وتطرح أكثر من علامة إستفهام. لذلك، فإن المطلوب أن تسعى كل القوى السياسية العراقية لتعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة هذه التحديات الامنية والسياسية الكبرى بما يؤدي الى حماية إستقرار العراق ووحدة أراضيه ويؤسس لاستعادة هذا البلد لدوره التاريخي على المستويين العربي والدولي. من هنا، فإننا نجدد إستنكارنا الشديد لهذه التفجيرات ونتطلع الى الوقت الذي يعود فيه الامن الى العراق لاتاحة المجال أمام الشعب العراقي للعيش بسلام وهدوء وطمأنينة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 آب 2009

النهار

لوحظ أن النائب جنبلاط لم يتجاوز بعد مسألة اضطراره الى التنازل عن مرشحين محسوبين عليه حرصاً على وحدة قوى 14 آذار في الانتخابات.

ذكّر نائب في "حزب الله" زميلاً له في قوى 14 آذار بما قاله له قبل سنة وهو ان الولايات المتحدة "سوف تبيعكم وتجعلكم جسر عبور الى سوريا".

تتوقع اوساط سياسية ان تزيد الانتخابات البلدية والاختيارية السنة المقبلة عملية خلط الاوراق داخل قوى 8 و14 آذار.

السفير

تلقى "قطب متميز" في الأكثرية نصائح أمنية بوجوب إعادة تعزيز الإجراءات الأمنية نتيجة مخاوف من احتمال تعرضه لأي استهداف!

ترصد جهة مسيحية بارزة في الأكثرية أوضاع مؤسسة غير مدنية، في المستويات الفوقية والقاعدية، وخاصة "بعض الحالات النشيطة".

أظهر مؤشر اقتصادي خاص أن مستوى الدخل الفردي في لبنان سجل أعلى معدل له منذ مطــلع عام 2006 حتى الآن.

المستقبل

استغربت أوساط متابعة التزامن بين مطالبة "حزب معارض" باستعجال تشكيل الحكومة من ناحية وتصعيد تيار حليف له لمطالبه الحكومية من ناحية أخرى.

أعرب مراقبون عن اعتقادهم أن النبرة العالية التي عاد رئيس "تكتل" الى اعتمادها تهدف الى "لفت النظر" على اعتبار أنه الجهة الوحيدة غير المطّلعة على الظرف ومعطياته.

لوحظ أن "الصراع" اشتد بين وزير من طائفة معينة ووزير سابق من الطائفة نفسها على خلفية الدور الموكل للثاني إقليمياً.

اللواء

لعب <صديق مشترك> دوراً بارزاً في ترتيب زيارة وزير سابق من المعارضة إلى قطب مسيحي في الأكثرية!·

تبيّن أن رئيس تيار معارض يُصرّ على توزير أكثر من مرشح خاسر في الانتخابات، والحصول على حقيبة سيادية!·

تعمّد رئيس حكومة سابق تأخير عودته من الخارج تجنباً لمحاولات استدراجه إلى مناورات شاع الحديث عنها اثر سفر الرئيس المكلّف في إجازة عائلية!·

الشرق

نائب معارض رأى انه من الخطأ الاعتقاد ان قوى 14 اذار لا تزال مالكة زمام قرار تشكيل الحكومة الجديدة!

زوار عاصمة اوروبية غربية يقولون انهم لم يسمعوا ما يؤكد او ينفي الاهتمام بموضوع تأليف الحكومة العتيدة وما يعتري هذا الملف من تباينات داخلية!

مرجع روحي امل بتفاهم عاجل بين قيادات سياسية بعدما تأكد له ان احدا ممن يعنيهم الامر مهتم بامور طائفته قبل مصلحته الخاصة؟!

 

انخفاض الدين اللبناني 200 مليون دولار خلال شهرين 

وكالات/١٠ اب ٢٠٠٩

  أظهر تقرير شهري لجمعية المصارف اليوم الاثنين ان الدين العام للدولة اللبنانية انخفض في نهاية شهر مايو/أيار الماضي الى 47.7 مليار دولار، متراجعاً 100 مليون دولار عن شهر أبريل/نيسان الذي سبقه والذي كان سجل الى 47.8 مليار دولار. وكان هذا الدين انخفض في شهر ابريل/نيسان الماضي من 47.8 مليار دولار من 47.9 مليار دولار في شهر مارس/آذار الذي سبقه اي بانخفاض 100 مليون دولار. وبذلك يكون الدين اللبناني انخفض خلال شهرين 200 مليون دولار. وارتفع الدين اللبناني خلال خمسة اشهر 700 مليون دولار.

وكان الدين اللبناني سجل في نهاية عام 2008 47 مليار دولار. وكان الدين العام للدولة وصل عام 2008 الى 47 مليار دولار بزيادة 5 مليارات دولار عن عام 2007. وكان الدين العام للدولة سجل 42 مليار دولار في نهاية عام 2007 . وسجل الدين اللبناني في نهاية عام 2006 بحدود 40.4 مليار دولار . يذكر أن الدولار الأميركي يساوي نحو 1500 ليرة.

 

البطريرك صفير استقبل الاباتي ابو عبده ووفد الجالية في اوستراليا

وطنية- استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان باستقباله صباحا الوزير السابق جهاد ازعور يرافقه شقيقه انطوان ازعور وكان عرض لمجريات الاوضاع على الساحة اللبنانية. ثم استقبل الرئيس العام للرهبنة المريمية المارونية الاباتي سمعان ابو عبده مع لفيف من الرهبان، وتم البحث في أمور كنسية واخرى تتعلق بالرهبانية وجامعة سيدة اللويزة. واشار الاباتي ابو عبده الى "ان هدف الزيارة كان لأخذ البركة من صاحب الغبطة بعد سيامة الكاهنين شربل زغيب ويوحنا خليفة، كما تم البحث في أمور رهبانية واخرى تتعلق بجامعة سيدة اللويزة". وقد اثنى البطريرك على دور الرهبنة المريمية المارونية وخدمتها المميزة والاساسية في التربية وانفتاحها على كل شرائح المجتمع اللبناني وعلى الرسالة التي تؤديها في المجتمع المسيحي واللبناني. وكذلك اخذنا بركة غبطته بعدما باشرت المحكمة الخاصة بدعوى تطويب الاب انطونيوس طربيه الراقد في دير مار اليشاع في بشري عملها برئاسة المطران شكرالله حرب".

كما التقى البطريرك وفد من الجالية اللبنانية في اوستراليا برئاسة رئيس مجلس الجالية السابق عمر ياسين، واطلع الوفد البطريرك على اوضاع الجالية في اوستراليا، ونقلوا اليه تحيات اللبنايين وتأييدهم لمواقفه. وقد حمل البطريرك صفير بركته وتحياته الى كل اللبنانيين في اوستراليا، مشددا امام الوفد على "ضرورة القيام بزيارة الوطن الام لتعميق العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المغترب". كما استقبل الطالبة غدى مارون السبعلي الحائزة على العديد من شهادات التقدير المحلية والعالمية والمتفوقة بين طلاب من ثمانين دولة والتي مثلت لبنان في برنامج "Peaple and Peaple" في جامعة هارفرد ونالت شهادة تقدير وتفوق من الجامعة المشار اليها. وقد اثنى على ما حققته الطالبة السبعلي، داعيا اياها الى "المزيد ليرفع اسم لبنان في كل المحافل المحلية والدولية ". كذلك البطريرك صفير استقبل مجلس بلدية بزعون - قضاء بشري برئاسة رئيس المجلس القنصل ميشال عفلق. وحضر اللقاء ايضا المختاران بيان ابو فراعة وفارس دانيال. والقى عفلق كلمة رحب فيها بالبطريرك صفير في الديمان جارة بزعون وتناول فيها ما حققته البلدية من انجازات خلال العام الحالي، شارحا لغبطته دور المغتربين ابناء البلدة والجوار في مساعدة اهلهم وذويهم لتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون فيها خصوصا وان غالبهم من المزارعين الذين يعتاشون من مواسمهم والتي يتردى مردودها عاما بعد عام. واشار عفلق الى "ان ما يصبو اليه جميع اللبنانيين لا سيما المسيحيين هو نجاح مساعي الرابطة المارونية في جمع الشمل المسيحي لنعيد الامل الى القلوب البائسة، آملا ان تبقى البطريركية المارونية حضنا يحمي الكنيسة والوطن".

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها لبلدة بزعون ومجلس بلديتها عاطفتهم تجاهه، سائلا الله "ان يوفقهم لما فيه خير البلدة وتعميم الفائدة العمرانية فيها. كما سأل البطريرك الله ان يبارك المغتربين اللبنانيين اينما وجدوا". وقال:" لقد علمنا ان اعدادا كبيرة منهم اتوا الى لبنان هذا العام من بلدان مختلفة وان لبنان يرحب بهم وهم لو ابتعدوا عنهم فانهم ابناؤه وهو يحن عليهم ويتمنى لهم الخير والتوفيق اينما وجدوا".

الى ذلك، التقى البطريرك صفير الدكتور عصام خليفة الذي قدم للبطريرك ملفا يتعلق بعدة قضايا ابرزها الجامعة اللبنانية ووضعها. كذلك قدم اليه الدعوة لحضور مؤتمر بعنوان "لحفد في التاريخ" الذي يشارك فيه ثلاثة عشر باحثا والذي سيعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية في الثالث والعشرين من آب الحالي.

 

الرئيس سليمان استقبل الكاثوليكوس آرام الاول وعرض مع وزيري الاعلام والصناعة التطورات وشؤون وزارتيهما

رئيس الجمهورية: يجب الاهتمام بالتنمية في المناطق خصوصا أن عددا منها شهد حركة سياحية مميزة هذ السنة

وطنية - أولى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اهتمامه لموضوع التنمية في المناطق التي تستوجب الانماء والرعاية الخاصة على رغم التقارير التي تشير الى الوضع الاقتصادي الجيد من خلال زيادة الودائع في المصارف ومعدلات النمو، اضافة الى الحركة السياحية غير المسبوقة التي تشهدها مناطق عدة في هذه الفترة.

وشدد الرئيس سليمان امام زواره على "وجوب ايلاء هذا الوضع الاهتمام الكافي خصوصا ان العديد من المناطق والقرى شهد حركة مميزة هذه السنة في ظل توافد العديد من المغتربين لزيارة الاهل والاقرباء وتمضية عطلة الصيف في ربوع الوطن".

وزيرا الاعلام والصناعة

وكان رئيس الجمهورية عرض، في موازاة ذلك، الأوضاع السياسية الراهنة مع كل من وزيري الصناعة غازي زعيتر والاعلام الدكتور طارق متري، اضافة الى شؤون وزارة كل منهما.

النائب كبارة

واطلع من نائب طرابلس محمد عبد اللطيف كبارة على الاوضاع في المدينة وبعض الحاجات الانمائية والخدماتية.

الكاثوليكوس آرام الاول

وزار بعبدا كاثوليكوس الارمن الارثوذكس آرام الاول على رأس وفد ضم مطران لبنان كيغام خاتشريان ومطران طهران سيبوه سركيسيان والاب ميسروب سركيسيان والدكتور بدروس كاراجرجيان، وتم عرض التطورات العامة وأوضاع أبناء طائفة الارمن الارثوذكس.

النائب السابق المرعبي

وعرض الرئيس سليمان مع النائب السابق طلال المرعبي الأوضاع على الساحة السياسية.

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير السعودي

وطنية - استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة اليوم في السراي الكبير سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي رفض الإدلاء بأي تصريح.

والتقى الرئيس السنيورة سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد.

 

مجلس تنفيذي جديد لرابطة الروم الكاثوليك

وطنية -انتخبت الجمعية العمومية لرابطة الروم الكاثوليك مجلسها التنفيذي الجديد وذلك خلال جلستها الاستثنائية الخاصة التي انعقدت برئاسة رئيس الرابطة مارون ابو رجيلي عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاحد 9آب 2009 في مقر الرابطة الرئيسي في الاشرفية. وفاز بالتزكية لعضوية المجلس التنفيذي للرابطة كل من السادة: الدكتور شارل الهندي، السيد خليل بو خليل، الاستاذ بولس نعمة، السيد انطوان طبراني، السيد غسان ابو عضل، السيد روفايل معلوف، المهندس وليد خليل، المهندس الدكتور ميشال الخوري، السيد كابي بو رجيلي، السيد شربل الخوري، السيد توفيق صليبا، السيد شوقي حنا، السيد سمير حريق السيد جان كلود صباغ.

 

مسرحية إيران الهزلية  

١٠ اب ٢٠٠٩ /المصدر : الشرق الأوسط

 طارق الحميد

ما يعرضه النظام الإيراني على الإيرانيين والمجتمع الدولي مما يسمى محاكمات على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت إيران بعد الانتخابات الأخيرة، لا يمكن وصفه إلا بالمسرحية الهزلية. فالنظام يعرض المتهمين أمام المحكمة ليرددوا كل ما قالته وتقوله وسائل إعلام النظام والمرشد، وما يقوله خطباء المرشد في صلاة الجمعة، منذ أسابيع، عن عمالة المحتجين على نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة. نقول مسرحية لأن الجميع يعترف، ووفق النص، حيث لا أحد يخرج عن النص، والفرق الوحيد بين المتهمين الذين تعرض صورهم على الوكالات الإيرانية الرسمية هو التفاوت في درجة الإعياء، ونقص الوزن، نتيجة ما تعرضوا له أثناء التحقيقات، فيجب ألا ننسى من سلموا إلى أهاليهم في إيران جثثا، وقيل إن بعضهم كان مكسر الأسنان.

والسؤال هنا هو هل يعتقد النظام الإيراني أن تلك المسرحية ستنطلي على العقلاء؟ بالطبع لا، بل إنها تدفع المتابع إلى طرح أسئلة ملحة مثل: هل النظام الإيراني هش إلى درجة أن باستطاعة باحثة فرنسية عمرها 24 عاما، وصحافي من مجلة «نيوزويك» الأميركية، وموظف في السفارة البريطانية زعزعة النظام أو إسقاطه، أو إخراج مئات الآلاف من المتظاهرين ضد الديكتاتورية الأصولية؟

وإذا كان من شيء ايجابي لكل ما حدث، ويحدث في إيران، ورغم المآسي في أعقاب الانتخابات الأخيرة، والاحتجاجات التي قامت بها شريحة عريضة من الإيرانيين، ومن باب أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فهو فضح مشروع الملالي، ورفض شريحة عريضة لا يستهان بها من الإيرانيين لمشروعية الولي الفقيه، وكذلك كشف خدعة ديموقراطية النظام الواهية.

فمسرحية إيران الهزلية فضحت لنا نظاما هشا من الداخل، أكثر مما كنا نتوقع. نظام لا يتوانى عن التنكيل ليس في شعبه وحسب، بل في أركان تكوينه، لا أركان حكمه، حيث رأينا ما يتعرض له سعيد حجاريان أحد أبناء الثورة المخلصين، والرجل الذي أسهم في تأسيس الجهاز الاستخباراتي الإيراني. كما رأينا كيف بات حال نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، السيد أبطحي، وغيرهما من رموز النظام مثل موسوي، ناهيك عن الهجوم على أحد مؤسسي إيران الثورة السيد هاشمي رفسنجاني.

وفر علينا متطرفو إيران جهدا كبيرا في فضح نواياهم، وزيف إيمانهم بالديموقراطية والاستقرار، ليس داخل إيران، فذاك شأن إيراني داخلي، ولكن في جل عالمنا العربي، حيث وجد نظام الملالي عربا، سمينا بعضهم من قبل «العرب الخائفون»، كما وجدوا لهم عملاء آخرين في الإعلام، والسياسة، يبيّضون صفحاتهم، واليوم رأى العالم العربي بنفسه كيف يبطش النظام الإيراني بمواطنيه العزل، دون تمييز بين رجال أو نساء

ولذا فان مسرحية المحاكمات الإيرانية الهزلية، ومع استمرار عروضها، فإنها لا تقنع أحدا بمشروعية النظام، أو سلامة موقفه، بقدر ما أنها تعري نظام طهران، وتفضح كل من يهادنهم، أو يحالفهم في عالمنا العربي، حيث لا فرق بين نظام صدام حسين، والنظام الإيراني إلا في التفاصيل، فكما يقال إن لكل شيخ طريقته، فإن لكل ديكتاتور طريقته.

 

عزل القوات اللبنانية.. هل يتكرّر سيناريو 1993؟ 

١٠ اب ٢٠٠٩ /ثائر غندور

تعود القوّات اللبنانيّة إلى واجهة الحدث. وئام وهّاب يتهمها ببناء شبكات أمنيّة. هي تنفي، وتُعلن، على لسان أحد أعضاء كتلتها النيابية أنطوان زهرا، التوجه إلى القضاء. نائب رئيس تيّار التوحيد سليمان الصايغ يردّ على زهرا بالقول: المعلومات بين أيدينا، فلنتجه إلى القضاء. وتُشير مصادر أخرى في التيّار إلى أن أحد الأجهزة الأمنيّة هو من أبلغ وهّاب موضوع الشبكات، وأن هذا الجهاز يقوم برصد خلايا وشبكات أمنيّة، ولدى هذا الجهاز، بحسب المصدر التوحيدي، ما يؤكّد أن هذه الخلايا مرتبطة مباشرةً بسمير جعجع، الذي يوزّعها على مختلف المناطق. «التاريخ يُكرّر نفسه مع القوات»، يقول أحد السياسيين اللبنانيين. يبتسم وهو يرسم سيناريو عزل القوات اللبنانيّة: أمين الجميّل ونجله سامي يكرهان سمير جعجع شخصياً. سليمان فرنجيّة يرغب في الحدّ من التمدّد القواتي في الشمال. الشخصيّات المسيحيّة المستقلّة ضمن لقاء 14 آذار وخارجه لديها مشكلة مع القوّات وتتخوّف من امتدادها الحزبي. ثم يسأل السياسي: ما هي الحماية التي بقيت للقوات اللبنانيّة؟ وليد جنبلاط وابتعد عنها، وسيلحق به قريباً سعد الحريري.

ولا ينسى (لا بل يُكرّرون) سياسيّون لبنانيّون أن الخطر الأساسي للقوّات هو أنها «كانت ذراعاً إسرائيليّة جاهزة للتصرّف في حال نشوب أي حرب». ويرى أحد هؤلاء أن الإسرائيليّين مقتنعون بأنهم بحاجة إلى سند داخلي في أي حرب جديدة على لبنان، «ووليد جنبلاط أكّد في حركته أنه لا يؤدي هذا الدور، ولا أحد يستطيع حتى اليوم جرّ الشارع السنّي إلى مواجهة مع الشيعة في حال الحرب، رغم أن وضع المهجّرين الجنوبيين لن يكون مريحاً في هذا الشارع. تبقى المناطق المسيحيّة والدور المفترض لسمير جعجع».

إذاً، يترافق الحصار السياسي للقوات مع تبعات أمنيّة مرتبطة بالداخل والخارج. تنفي مصادر مطّلعة في القوات أن يكون للقوات أي عمل أمني، «وعندما تريد القوات إنشاء خلايا أمنيّة لديها الجرأة على أن تُعلن ذلك». ويتهكّم المصدر على وهّاب، معتبراً أن هذا الرجل غير مخوّل الحديث عن الوطنية، فهو «كالديك الذي يُصدّق أن شروق الشمس مرتبط بصياحه، ويظن أن شروق فجر جديد للبنان مرتبط به. حرام وئام وهّاب، هو لا يعدو كونه سفير سوريا في لبنان».

ويرى القوّاتيون أن البلد «مخضوض»، كذلك 8 و14 آذار، «لذا، من الطبيعي أن يُمارس وئام وهّاب التهويل، لكنّ القوّات اللبنانيّة هي آخر طرف يُمكن التهويل عليه». يُضيف المصدر أن موقع القوّات في 14 آذار، ممتاز، «وعكس ما يُشاع، فإن وضع 14 آذار بألف خير». ويشير المصدر إلى أن هذا التهويل طبيعي، «لكن لا أحد يُمكنه أن يأخذنا إلى أماكن لا نريدها». ويشرح المصدر أسباب التهويل، وهي أن جميع القوى ذاهبة إلى الشام، «لكن، نحن لسنا مستميتين في الذهاب إلى الشام. ونكرّر للمرة الألف، أن العلاقة بين الدولتين تمرّ بالمؤسسات الدستوريّة ورئيس الجمهوريّة»، وهي علاقة تُحتّم، بحسب القوّات اللبنانيّة، الالتزام السوري بترسيم الحدود وكشف مصير المفقودين وعدم التدخّل في الشؤون اللبنانيّة.

ويُحدّد القيادي في القوّات اللبنانية، عماد واكيم، الأسباب التي تدفع البعض إلى عزل القوّات اللبنانيّة، وهي أنها تُمثّل عصب 14 آذار. ويُشير إلى أن القوات لم تُحِد عن طروحاتها، «ومن اقترب ثم ابتعد فهذه مشكلته». وفي رأيه، إن القوات تعتمد على امتدادها الشعبي وعلاقاتها السياسيّة في 14 آذار، والعلاقات التي بناها «الحكيم منذ خروجه من السجن مع الدول العربيّة والغربيّة» من أجل حماية القوات. كذلك فإن واكيم يرى أن هناك اختلافات كثيرة بين مرحلة التسعينيات واليوم، وهي فروق لمصلحة القوّات، وأهمها الامتداد الشعبي والواقع الداخلي.

القوّاتيون يستشعرون الخطر. يعرفون أن هناك من يُعدّ لعزلهم. يُكرّرون كلاماً قديماً، يُفترض أنه خرج من التداول السياسي (مع إحالتها إلى طاولة الحوار): من يتحدّث عن شبكات فليذهب ويرَ شبكات حزب الله الأمنيّة وخطف الناس على طريق المطار ومنعهم من دخول الضاحية واستباحة بيروت. ألا تُمثّل هذه خطراً على لبنان؟

ويُذكّر المصدر وهاب بالقول الآتي: يرى القشّة في عين غيره (إذا كانت موجودة)، ويُعمي بصيرته عن الخشبة التي في عينه (أو عين حلفائه).

 

 هل يصير اتفاق على وضع سلاح "حزب الله" بإمرة الدولة؟

١٠ اب ٢٠٠٩ /اميل خوري / النهار

 تساءل مرجع ديني هل تكون مواجهة التهديدات الاسرائيلية بلسان اكثر من مسؤول، التي تعتبرها قيادات لبنانية جدية وخطيرة، بالخلافات الحادة والانقسامات على تشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتزاحم على الحقائب السيادية والخدماتية، ام بالاتفاق سريعا على اختيار الوزير المناسب للحقيبة المناسبة؟ واذا كانت هذه التهديدات الاسرائيلية المتكررة تبرر قيام مثل هذه الحكومة ليكون موقفها واحدا موحدا في مواجهتها والتصدي لها، كما يبرر عدم تشكيل حكومة من الاكثرية فقط عملا بالنظام الديموقراطي، فلا ينبغي ان يكون تشكيلها كسبا لمغانم، ورغبة في تحويل بعض الوزارات مزارع للقيمين عليها، بل ينبغي ان يتم تشكيلها بسرعة لمواجهة التحديات والاستحقاقات في مرحلة دقيقة وحساسة قد يمر بها لبنان والمنطقة. ويرى المرجع نفسه ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في كل دولة تضطلع بمسؤولياتها حيال شعبها، تفرضه ظروف امنية وسياسية واقتصادية، كي لا تستأثر فئة بالقرارات المهمة من دون مشاركة فئة اخرى. وما دام لبنان قد يكون مهددا بخطر عدوان اسرائيلي، فإن على حكومة الوحدة الوطنية الواجب تشكيلها بسرعة لمواجهة هذا الخطر، ان تبحث في الوسائل التي تنأى بلبنان عنه او تتفاداه لئلا يظل ساحة مفتوحة للصراعات والاقتتال، بل واحة للراحة والاستراحة. فالشعب اللبناني عانى ما فيه الكفاية من تداعيات هذه الصراعات على ارضه سياسيا وامنيا واقتصاديا.

اما كيف يمكن تجنيب لبنان المخاطر والاخطار، فان المرجع نفسه يدعو الى البحث بمسؤولية في عدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة تبرر اعتداءها على لبنان كما حصل في حرب تموز 2006 ، اذ انها بررت تلك الحرب بإقدام "حزب الله" على خطف جنديين اسرائيليين، ولا ينفع القول ان اسرائيل لا يعوزها مبرر لحربها، لانه عندما تكون هي البادئة بالاعتداء على لبنان من دون مبرر شيء، وعندما يكون لبنان هو البادئ فيعطي اسرائيل مبررا للرد، شيء آخر في نظر المجتمع الدولي.

لذلك ينبغي الاتفاق داخل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة على عدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة تفتش عنها كي تعتدي على لبنان، لان اي طرف لبناني يعطيها هذه الذريعة سوف يعرض البلاد لانقسام داخلي حاد يحقق لاسرائيل اهداف عدوانها. فكما انه لا يجوز استئثار اي فئة في اتخاذ القرارات حتى العادية منها، فكيف في اتخاذ القرارات المهمة التي تهدد مصير لبنان، وهي قرارات ينبغي ان تتخذ بالتوافق وبالاجماع كي يتحمل الجميع المسؤولية ونتائج اتخاذها.

وهذا لا يتطلب بالضرورة تخلي "حزب الله" عن سلاحه او تسليمه الى الدولة، بل وضع هذا السلاح بإمرتها فلا يستخدم الا بقرار يصدر عن مجلس الوزراء الذي يشارك فيه "حزب الله" مع حلفائه في المعارضة، وهذا هو المعنى الحقيقي للشراكة الوطنية التي يطالب بها الحزب وللمشاركة في اتخاذ القرارات ليس من اجل تعيين حاجب في الدولة بل من اجل تعزيز كيفية مواجهة الاخطار المحدقة بلبنان.

وعندما يصبح سلاح "حزب الله" في كنف الدولة او بإمرتها والحزب يشارك في اتخاذ قرار في شأنه داخل مجلس الوزراء، فلا يعود ثمة خوف او تخوف من استخدام هذا السلاح في غير مكانه او في غير زمانه كما كان يحصل سابقا، وان يستأثر حاملوه بقرار استخدامه بدون اخذ رأي الشريك اللبناني الآخر الذي يتحمل عندئذ مكرها عواقب هذا القرار. فهل "حزب الله" مستعد لان يوافق على ذلك كي يكون لتشكيل حكومة وحدة وطنية مبرر واسباب جوهرية موجبة، ام انه يريد المشاركة في قرارات ويرفض مشاركته في قرارات اخرى ولو مهمة؟! وهذا ما ينبغي الاتفاق عليه مسبقا لتضمينه البيان الوزاري.

وهناك خطر آخر يتهدد لبنان وقد يحوله ساحة، هو خطر توجيه اسرائيل ضربة عسكرية لايران تستهدف مفاعلها النووي، هل يرد "حزب الله" على هذه الضربة باطلاق صواريخه على اسرائيل فيأتي الرد عندئذ بضرب البنى التحتية في لبنان وتدميرها وهو ما يكرر مسؤولون اسرائيليون التهديد به، ويقولون انهم اذا كانوا قد تجنبوا في حرب تموز 2006 ضرب هذه البنى بكاملها، فذلك استجابة لطلب الولايات المتحدة الاميركية، اما في حرب مقبلة محتملة فلن يستجيبوا احدا...

لذلك ينبغي الاتفاق مع "حزب الله" قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على ما سوف يفعله اذا ما تعرضت ايران لضربة عسكرية اسرائيلية. هل يرد عليها بصواريخ يطلقها على اسرائيل ويقول انها قد تبلغ تل ابيب، فيتحول لبنان عندئذ ساحة للدمار والخراب لا قيامة له منها، وقد لا يجد بعدها من يساعده، كما في الماضي، على اعادة اعمار ما تهدم فتقع عندئذ الكارثة الاقتصادية والمالية التي لا خلاص منها؟ ولا معنى من جهة اخرى للقول إن توازن الرعب قد يمنع اسرائيل من المغامرة بضرب لبنان لان التدمير قد يكون متعادلا، فانه لا تصح المقارنة بين اسرائيل التي تبقى قادرة على اعادة بناء ما تهدم بما تملك من طاقات ومساعدات تأتيها من كل جهة، ولبنان الذي يبقى غير قادر على ذلك، خصوصا انه ينوء تحت اعباء ديون تفوق الخمسين مليار دولار.

ان هذا الوضع المقلق يتطلب جوابا من "حزب الله" حول موقفه في حال اقدمت اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية الى ايران، هل يتفرد بالرد ام ينسق موقفه مع شريكه اللبناني ومع سوريا ايضا، حتى اذا شاركت في الرد على الضربة العسكرية الاسرائيلية شارك الحزب فيها بموافقة الحكومة، واذا امتنعت امتنع.

وفي المعلومات ان اسرائيل لم تقرر بعد اذا كانت ستسبق ضربتها العسكرية لايران بضرب "حزب الله" سواء باعطائها ذريعة تبرر ضربه او بعدم اعطائه اياها، كي تتفادى ردة فعل هذا الحزب عند ضرب ايران، ام انها تبدأ بضرب ايران وتنتظر ردة فعل "حزب الله" او سوريا او اي دولة اخرى كي ترد عليها، فاستباق ضرب ايران بضرب "حزب الله" في لبنان هو حكم مسبق على النيات من شأنه ان يجعل لبنان موحدا مع "حزب الله" في الرد على اسرائيل، ويحظى ذلك بدعم الاشقاء والاصدقاء.

لذلك ترجح المعلومات في حال قررت اسرائيل توجيه ضربة عسكرية خاطفة الى ايران، ان تبدأ بها وتنتظر ردود فعل "حزب الله" وغير "حزب الله" عليها، كي يبنى على الشيء مقتضاه. لكن الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي لا يزالان يحذران اسرائيل من عواقب إقدامها على مثل هذه الضربة، وانهما لا يزالان يأملان بالتوصل الى تفاهم مع ايران حول ملفها النووي حتى آخر السنة حداً اقصى، وهو انتظار لا بد للبنان ان يكون مستعدا خلاله لمواجهة كل الاحتمالات بموقف موحد.

 

جنبلاط يتخوف من حرب إسرائيلية على لبنان «والانفتاح على سورية ضروري لمواجهة الاحتمالات»

الإثنين, 10 أغسطس 2009/{ بيروت - محمد شقير

< لم يخف رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مخاوفه من احتمال قيام اسرائيل بشن حرب على لبنان في العام المقبل تملي عليه منذ الآن المبادرة الى اتخاذ خطوات عملية باتجاه تصحيح علاقته بسورية باعتبارها الوحيدة القادرة على حماية الدروز من تداعيات هذه الحرب في حال حصولها.

ونقل محازبون كانوا في عداد الحلقة الحزبية الضيقة التي جمعتهم ورئيس «التقدمي» عن الأخير قوله انه آن الأوان لإجراء مراجعة شاملة لمواقفه السياسية، «بعدما كنت السبّاق الى التأكيد قبل اسابيع من موعد إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، ان الانتخابات تشكل مرحلة مهمة في تاريخ لبنان لكن الأهم هو ما بعد الانتخابات لحماية الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة التي هي الأساس في تثبيت القضية العربية الوطنية واحتضان القضية الكبرى اي قضية فلسطين».

وأكد المحازبون ان جنبلاط أراد من هذا اللقاء الحزبي توضيح مواقفه في محاولة لاستيعاب رد فعل الكوادر الحزبية التي فوجئت بالمواقف التي أعلنها امام الجمعية العمومية التنظيمية للحزب التقدمي الأحد الماضي وخصوصاً بالنسبة الى خروجه من تحالف قوى 14 آذار من دون ان يخرج من تحالفه مع زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وإذ أكد محازبو جنبلاط ان جماهير 14 آذار عندما نزلت الى الشارع لم تتحرك استجابة لقياداتها فحسب وإنما ارادت التعبير عن تأييدها واحتضانها للشعارات السياسية التي رفعتها في جميع المناسبات التي تحركت من أجلها، اعتبر رئيس «التقدمي» في المقابل ان السيادة والاستقلال تحققا، وأن التحالف كان مطلوباً لمرحلة سياسية معينة، وأن هذه الصيغة التي قام عليها التحالف لم تعد صالحة لكل المراحل «وبتنا في حاجة الى اعادة النظر في تموضعنا السياسي». ولم يخل لقاء جنبلاط بمحازبيه من طرحهم مجموعة من الأسئلة عن الأسباب التي أملت عليه الخروج من تحالف قوى 14 آذار وبالتالي اعتراضهم على الأسلوب الذي اتبعه للابتعاد عن حلفائه. وشدد جنبلاط امامهم على مخاوفه من إعداد إسرائيل لشن حرب على لبنان العام المقبل. وفي هذا السياق، نقل المحازبون عن جنبلاط قوله ان الاستعداد لمواجهة احتمال شن اسرائيل حرباً على لبنان يتطلب اول ما يتطلب إجراء مراجعة سياسية لاستخلاص العبر ورسم العناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة. ورأى جنبلاط انه سيكون لهذه الحرب في حال حصولها تداعيات على الصعيد الداخلي في لبنان أبرزها اضطرار «حزب الله» باعتباره يشكل رأس حربة في مواجهة العدوان الى التمدد باتجاه مناطق لبنانية غير موجود فيها بالأساس لحماية وجوده السياسي، «وهذا يستدعي منا التعامل بمرونة وانفتاح وتجاوز ما حصل من إشكالات بهذا الشأن في عدوان تموز (يوليو) 2006». ولفت الى ان «التقدمي» لن يخسر من انفتاحه حتى لو لم تحصل هذه الحرب وسيكون اول من بادر الى تطبيع علاقته بالشيعة في ضوء ما أعلنه استباقاً لوقوع الحرب الإسرائيلية على لبنان، بدلاً من الدخول في صدام سياسي معهم من خلال الاحتكاك السلبي بـ «حزب الله».

وأضاف جنبلاط انه يدعو «تيار المستقبل» الى الانفتاح على «حزب الله» وأن تواصل امينه العام السيد حسن نصر الله مع الحريري يجب ان يبقى قائماً لتبديد أجواء الاحتقان بين السنة والشيعة من جهة ولقطع الطريق على اية تداعيات يمكن ان تسهم في تأزيم العلاقة بينهما لما سيترتب عليها من آثار سلبية لا تخدم الرغبة في تحصين جبهتنا الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات.

الفرز المذهبي

وتابع انه مع تفاهم الحريري والسيد حسن نصر الله لما له من ايجابيات في تحقيق الانفراج في العلاقات اللبنانية - اللبنانية، مشيراً الى ضرورة عدم التعاطي مع دعوته هذه وكأنه يخطط لقيام حلف إسلامي في وجه المسيحيين أو استهدافهم في التسوية الداخلية بمقدار ما انه ينطلق في تحوله السياسي من ان السنة والشيعة خصوصاً يتواجدون في اماكن مختلطة وأن من غير الجائز الاستمرار في الفرز المذهبي والطائفي خوفاً من ان تتحول هذه الأماكن الى خطوط تماس بكل ما للكلمة من معنى.

وبكلام آخر، رأى جنبلاط انه «ليس مع تواطؤ المسلمين في ما بينهم ضد المسيحيين لكن على الجميع ان يعرف ان من يده في النار ليست كمن يده في الماء وهذا ما يفسر دعوتي الى تفاهم الحريري مع الشيعة».

لكن جنبلاط وهو يستمع الى ملاحظات محازبيه في شأن انتقاله السريع من موقع سياسي الى آخر من دون مقدمات، أو بالأحرى أخذه المبادرة الى تحضير الأجواء على صعيدي الحزب والطائفة الدرزية لئلا تحدث مواقفه صدمة أظهرت الجميع وكأنهم فوجئوا بهذا التحول بدلاً من ان تكون موضع نقاش على خلفية ما لديه من مخاوف لا بد من التقليل من أخطارها على الدروز، لم يتوقف عن توجيه انتقادات ضد حليفيه السابقين رئيس «حزب الكتائب» الرئيس امين الجميل وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ولم تخل هذه الانتقادات من الحدة، وأحياناً كانت لاذعة.

وساد جو من المصارحة على لقاء جنبلاط بعدد من الكوادر الحزبية، وشدد رئيس «التقدمي» خلاله على تحالفه مع الحريري وعدم التخلي عنه، لأنه لا يريد ان يتركه «أسير مواقف جعجع أو بعض الأطراف المسيحيين»، مشيراً في الوقت نفسه الى «تمدد القوات في الشوف وتنامي المجموعات الإسلامية المتشددة في إقليم الخروب».

وسئل جنبلاط عما اذا كانت الفرصة متاحة للوصول الى تفاهم بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» ومدى استعداد الحزب لذلك، وبقي جوابه في إطار التمني باعتبار ان البديل من التفاهم سيكون جولة جديدة من التأزم الطائفي والمذهبي. كما ان جنبلاط وكما يقول المحازبون انفسهم، يقلل من التأثير السلبي لخروجه من قوى 14 آذار على عملية تأليف الحكومة، مؤكداً ان ولادة الحكومة الجديدة «ستتم ولن تتأثر بمواقفي طالما انني لست في وارد التخلي عن تحالفي مع الحريري وبالتالي لا مجال لإحداث تغيير في المعادلة المتفق عليها لتأليف الحكومة».

واعتبر ان من دواعي تفاؤله بقرب تأليف الحكـــومة إصرار سورية والمملكة العربية السعــودية علـــى تفاهمهما في شأن التأليــف وأن لا مبـــرر للقلـــق ما دامت العلاقة بينهما تسير بخطوات باتجاه التطبيع، ولن تعود الى الوراء. أضف الى ذلك، ان جنبلاط لا يتهرب من مسؤوليته إزاء ما حصل من تداعيات في 7 أيار (مايو) 2008 لكنه يحذّر من العودة إليها ويرى انه آن الأوان للمضي في استيعاب ما خلفته من رواسب أمنية وسياسية. ولا يؤيد جنبلاط الرأي القائل إن قراره إعادة النظر في تموضعه السياسي سيضعف من النتائج المرجوة من زيارة الحريري دمشق بعد تأليف الحكومة، ليس لأنه سيزورها في اعقاب إتمام زيارة رئيس الحكومة، وإنما لأنه باق على قراره بعدم التفريط بتحالفه معه وضرورة توفير الحماية له ورفضه التفكير بالانفصال عنه.

وعليه، فإن جنبلاط حسم أمره واختار لنفسه ان لا يصوت في مجلس الوزراء خلافاً لموقف الشيعة ومن خلالهم سورية في القضايا الاستراتيجية الكبرى من ناحية والوقوف الى جانب الحريري، من ناحية أخرى، في الأمور الداخلية حتى لو احتاج التصديق عليها التصويت في داخل الحكومة.

حقائب رئيس الجمهورية في "الدستور العوني"

 التاريخ: ١٠ اب ٢٠٠٩

 بقلم: إيمان عجينه/موقع تيار المستقبل

بالتزامن مع بقاء مسار تأليف الحكومة في مرحلة الانتظار، وفي محاولة لاستغلال ما شاب هذه المرحلة من تحولات سياسية، في تعزيز بعض الأوراق، كثف الجنرال ميشال عون حملته على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مستهدفاً هذه المرة حصته الوزارية في الحكومة الجديدة، مدعياً احقيته في تسلم احدى الحقائب السيادية.

بحسب المعطيات المتوافرة لدى الجنرال ميشال عون، فإن رئيس الجمهورية "غير مسؤول تجاه الناخبين، وبالتالي لا يحتاج الى وزارات سيادية". وبرغم إقرار أحد وزرائه بأن الرئيس سليمان رئيس توافقي، يرى هذا الوزير أن لا ضرورة في "ان تكون بين يدي الرئيس حقائب معيّنة مما يسمى الحقائب السيادية".

لم يحدد الدستور اللبناني عدد الوزارات المحتسبة الى رئيس الجمهورية ولم يدخل في تفاصيل ما إذا كانت سيادية أم عادية، لكنه وضع رئاسة الجمهورية في موقع سامٍ وجعلها المرجع الأول في الشأن الوطني العام، في ظل تنافس سياسي حاد بين قوى واحزاب وتكتلات سياسية للوصول الى السلطة.

إذاً، ما هي دوافع إسناد حقائب سيادية لرئيس الجمهورية؟ وما هي تداعيات انعدامها؟ وكيف يمكن للمطالبة بتقليص حصته الوزارية وتحديد طبيعة الحقائب المسندة إليه أن يساهما في تعزيز موقع الرئاسة الأولى وصلاحياتها؟.

صحيح أن رئيس الجمهورية لم يُنتخب مباشرة من الشعب، لكنه يُنتخب من مجلس النواب الممثل للإرادة الشعبية، وعليه فإن تحديد حصة الرئيس من الحقائب السيادية لا علاقة له بطبيعة مسؤوليته امام الناخبين كما يدّعي رئيس "التيار الوطني الحر".

وتوضيحاً لمحاولات زج الدستور في مسألة توزيع الحقائب الوزارية، لا سيما حصة رئيس الجمهورية حيث التصويب العوني، يقول وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال خالد قباني لموقع "المستقبل" الإلكتروني أن كل ما يتم تداوله في الإعلام حول مسألة توزيع الحقائب الوزارية، لاسيما حصة رئيس الجمهورية، "لا علاقة له بالدستور وهو عبارة عن تسويات سياسية لحل معضلة تشكيل الحكومة".

الإتفاق على حصة رئيس الجمهورية من الحقائب السيادية يعود أساسه إلى اتفاق الدوحة الذي أعقب أحداث 7 أيار. يقول قباني: "كان الظرف استثنائياً: مجلس النواب مقفل، الحكومة مطعون بدستوريتها، قانون الانتخاب غير مقبول. وضع اتفاق الدوحة حلاً سياسياً وليس دستورياً، تضمن: انتخاب قائد الجيش آنذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، إقرار قانون الانتخاب، وتأليف حكومة جديدة من: 16 وزيرا للاكثرية، 11 وزيرا للمعارضة، 3 وزراء لرئيس الجمهورية. قلنا، كأكثرية، إن الاتفاق هو حل موقت وظرفي من اجل انتخاب رئيس الجمهورية، وبعد إجراء الانتخابات النيابية ينتهي مفعوله، إلا أن المعارضة أصرّت، حتى بعد الانتخابات، على موضوع الثلث المعطل مستندة إلى اتفاق الدوحة. وبعد أخذ ورد، تم التوافق على رفع حصة رئيس الجمهورية إلى 5 وزراء، وحصول الاكثرية على أقل من النصف زائداً واحداً، وحتى هذا الحل ليس له أي سند دستوري".

اتفق الأفرقاء اللبنانيون على إعطاء رئيس الجمهورية خمس حقائب وزارية، من بينها حقيبتا الداخلية والدفاع السياديتان. يرى قباني "أن أي تفكير بتغيير هذه المعادلة أو بمحاولة تغييرها سيؤدي إلى الإخلال بالتوافق الوطني ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر".

ويشير الى أن "كل القوى السياسية سلمت بأن تُعهد حقيبتا الداخلية والدفاع الى رئيس الجمهورية، نظراً الى أهميتهما في الظرف الحالي، لأن دور هاتين الوزارتين حماية الأمن والاستقرار الوطني والدفاع عن حدود الوطن ضد أي عدوان قد تقوم به اسرائيل، وهذا ما أوجب أن تُحصر الوزارتان بيد الرئيس وليس بيد الأكثرية أو المعارضة، لأن الرئيس محل ثقة الجميع ويشكل الضامن للاستقرار والتوازن الوطنيين ولحماية استقلال لبنان وسيادنه، ويتمتع بالحياد والنزاهة والموضوعية والصلابة".

انطلاقاً من إجماع القوى السياسية على أن يكون رئيس الجمهورية راعي المؤسسات، تُطرح تساؤلات عن أسباب مطالبة عون وتكتله بسحب الوزارات السيادية من الرئاسة الاولى، بما يتناقض مع اندفاعهم الى المطالبة بتعزيز صلاحيات الرئيس ويضعه في خانة "المزاعم".

يقول نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لموقع "المستقبل": "لا يمكننا المطالبة بتعزيز موقع رئيس الجمهورية ودوره من جهة، والعمل على سحب الوزارات السيادية من يده من جهة أخرى، خصوصاً أنها وزارات تتعلق بالامن والاستقرار. إن الدولة هي الطرف الوحيد المولج بالأمن، وأي مطالبة بألا يكون لرئيس الجمهورية وزارات سيادية ستناقض الدعوات الى تعزيز موقعه. هناك ملفات أمنية كبرى تنتظر الأفرقاء في المرحلة المقبلة، ابرزها ملف السلاح، ومن الطبيعي جداًّ أن تُسند وزارات سيادية الى الرئيس في هذه المرحلة".

إلى جانب الصلاحيات الوضعية والضمنية التي أسندها الدستور الى رئيس الجمهورية، حظي الرئيس ميشال سليمان بإجماع اللبنانيين وبشبه إجماع عربي ودولي على التصويت له، الأمر الذي يخوّله أن يكون الحكم الضامن، فيُعطى من موازين القوى داخل الحكومة ما يمكّنه من تعطيل أي قرار يكون خارج سياق الإجماع العام، لاسيما في القضايا الوطنية الكبرى. اما الاشتراط عليه في عدد الحقائب المسندة إليه وطبيعتها، فيسأل الجنرال ميشال عون عن غاياته وتوقيته؟.

 

مرور أسبوع على الانقلاب الجنبلاطي

عزف مضطرب على أوتار تاريخية متقطعة؟

اللواء/10 آب/09

بإمكان المعارضة، بتكويناتها المتعددة والمختلفة، ومعها وليد جنبلاط، بكل ما يمكن أن يُطلق عليه من نعوت وألقاب: رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي، زعيم المختارة، الزعيم الدرزي الأبرز، النائب والوزير وأحد قادة <ثورة الأرز> الكبار، أن تكون احتفلت بمرور أسبوع، بالتمام والكمال على ميلاد انفصال وليد جنبلاط عن حلفائه في قوى 14 آذار، وتموضعه عند نقطة تقاطعات وسطى لم تتحدّد بعد، على نحو نهائي، لأن للانفصال شروط، وترتيبات لم تكتمل بالكامل، والأسباب هنا، ذاتية وموضوعية في آن واحد·

وحده <حزب الله>، يبدو الأكثر اهتماماً بمسألة تأليف حكومة جديدة، وفي أسرع وقت ممكن· فنوابه، في كتلة الوفاء للمقاومة، المفوضين بالتحدث إلى وسائل الاعلام، أو على المنابر، وما أكثرها لمناسبة الذكرى الثالثة لانتصار لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه وحكومته على آلة الحرب التدميرية الإسرائيلية، التي دامت 33 يوماً (من 12 تموز 2006 إلى 14 آب ضمناً)، لأسباب تتعلق بتثبيت <صيغة الشراكة الحقيقية>، وبأن يكون للبلد حكومة برئاسة النائب سعد الحريري، تقدر على مواجهة تداعيات اية مغامرة إسرائيلية جديدة ثأرية للهزيمة، وفي محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب وقائع المفاوضات، التي تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى اطلاقها في غضون الأشهر الخمسة المتبقية من العام الجاري، عبر عملية عسكرية، تهزم فيها المقاومة اللبنانية، وتُهدد النظام السياسي في سوريا، وتبعث برسالة للفلسطينيين قبل مؤتمر فتح وبعده، بأن لا تسوية بالشروط والمطالب الدولية التي وضعتها خارطة الطريق، بل بشروط اليمين الاسرائيلي نفسه، يهودية إسرائيل، القدس العبرية، الاستيطان، ولا عودة للاجئين الفلسطينيين، ولا دولة فلسطينية، بالمفهوم الدولي المتعارف عليه·

هذا لا يعني، أن الأطراف اللبنانية الأخرى، ليست مهتمة أو مستعجلة على تأليف الحكومة، لكن الحسابات السياسية، لكل منها تتقدّم على ما عداها، في توقيت زمني وسياسي، لا يعطي الأولوية للعملية الانتخابية والديمقراطية، بل لإعادة ترتيب وضع لبنان، كجزء من منظومة علاقات سياسية، مفتاحها سوريا، باعتبارها الدولة الأكثر ارتباطاً بمسارات الأحداث المقبلة، وتقاطعات المصالح، الموضوعة على بساط إعادة الصياغة، من باب المفاوضات العربية - الإسرائيلية، ومن باب دور الدول الإقليمية الأكثر تأثيراً على مسارات الشرق الأوسط، والعالم العربي، من إيران إلى تركيا·

تتقدّم عملية إعادة القراءات السياسية <للتحول الجنبلاطي> المتوقع في مساره، والمفاجئ في توقيته، على ما عداها، ومن دون إعلان أو إبهام، تفرض هذه القراءات استخلاصاتها واستنتاجاتها على الملف الحكومي، باعتباره <المدخل الديمقراطي> السلمي والهادئ، لإعادة ترتيب أوضاع لبنان، من دون المس بمقومات نظامه السياسي والاقتصادي ونطاقه الجغرافي، ومياهه الإقليمية والدولية·

وفي المشهد المتقدم على الملف الحكومي، أو الذي يحيط به بطبقة نارية، ملتهبة:

1 - قلق، غير مسبوق، لدى <أهل الحل والربط> عند الموارنة، والمسيحيين عموماً، من الخطوة الجنبلاطية، بالتحالف العريض، الذي قاد الحركة السياسية، بغطاء عربي ودولي كبير غداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحت عناوين <انتفاضة الاستقلال> و?<ثورة الأرز> و?<السيادة والحرية والاستقلال> مقبل على الانهيار، فالكتائب اللبنانية و?<القوات اللبنانية> ومسيحيي 14 آذار يبحثون، بارتياب، عن نقاط التموضع، مع هذا الزلزال المحدق··· من هنا المطالبة تارة <بحكومة تكنوقراط> وتارة بحكومة أقطاب

· 2 - حنق وغضب، يتعديان العتب والانزعاج، من المسار الجنبلاطي الجديد··· لدى قيادة وكوادر <تيار المستقبل> الممثل الأقوى في السلطات العامة اللبنانية للمسلمين السنّة··· وكان يمكن أن تستخدم عبارة <المعيب> في بيانه الاحد الماضي، بعبارة شبيهة بتلك التي استخدمها <حزب الله> في ذروة الاشتباك مع <الزعيم الدرزي> عندما وصفه <بالغدر>··· وهنا، قد يُفتح النقاش على أسئلة من نوع ما جدوى ترؤس حكومة، لم يعد التعطيل فيها مقتصراً على <الثلث المعطّل>، بل على عدد من الوزراء، لا يشكّل بحال من الاحوال أي ضمانة لإدارة الدولة، وفقاً للبرنامج الذي خاض على أساسه <تيار المستقبل> الانتخابات وكسبها بقوة الثقة الشعبية في صناديق الاقتراع·

3 - وفي المشهد أيضاً <ارتياح شيعي> لا يخفيه <الصائم في شعبان> عن الكلام، قبل أسابيع ثلاثة من بدء شهر الصوم في رمضان، لكن في <الحلقات الضعيفة> والنقاشات الداخلية، ثمة أسئلة عن الأبعاد والأهداف ومواعيد التحوّل الجديد <للزعيم الجنبلاطي>، ترقب مع ارتياح، وانتظار ثقيل لمعرفة أي مسار ستسلكه الأحداث، على جهة الحكومة وعلى الجبهتين الجنوبية والإقليمية·

4 - في المشهد المتفاعل، تموضع محفوف بنقاش حاد داخل <الجماعة الدرزية>: قوى سياسية، ومشايخ، ونواب، و?<أنتلجنسيا> عن حدود التحوّل، وحسابات الربح والخسارة، في إحالة ترتيب الوقائع الجديدة للعلاقات الداخلية والإقليمية، من زوايا مصالحة الجبل والعلاقة مع الموارنة، والعلاقات العربية بين المملكة العربية السعودية وسوريا، ثم مصر·

هنا، الخطاب الجنبلاطي، وإن فعل، في مرات عدّة، سحر الساحر، في تبديل القناعات، ونقل الجمهور من ساحة إلى أخرى، من دون مشقة وعنّاء، فانه اليوم، يبدو مثقلاً، بالهواجس والمخاوف من حجم النقلة الجديدة·

صحيح أن سوريا هي أفق لبنان الرحيب، ومداه إلى العالم العربي براً، ولكن هل التسوية تكون في نطاق لبناني عام، أم ضمن ترتيبات <جماعية> وطائفية، ولو من باب العروبة، فلسطين، واليسار، وكل تلك <النوستالجيا> الجنبلاطية التي كادت أن تنسكب <شعراً وجدانياً> على صفحات الجرائد وفي الصالات المغلقة، وعلى منابر الحزب وأدبياته القديمة - الجديدة؟·ولعل العودة إلى <التاريخ> ليس بالمعنى الخاص، بل بمعناه العام، كفيلة وحدها، برؤية <اضطراب> في خيارات الجماعات اللبنانية، التي تعيش جنباً إلى جنب في بلد اسمه لبنان، عانى كثيراً، من اضطراب الصراعات في القرن التاسع عشر، وحتى في القرن العشرين، خلال مرحلة <بلقنة المنطقة> ومرحلة ولادة الكيانات السياسية ونشأة الدول المستقلة، وحروب القضية الفلسطينية المفتوحة·الكل يترقّب، ولكن وراء المشهد المضطرب مفاتيح جديدة لإعادة ترتيب المنطقة، وتنظيم وضع لبنان، ومنها المفتاح السوري··· وهذا الذي ربما أدركه جنبلاط، في لحظة القلق التي تسود الكيانات الاجتماعية اللبنانية؟

 

الحريري يراجع «الصيغة» ... والمعارضة ترفض اتصال بين الرئيس المكلف وجنبلاط ... وطهران ترحب برئيس «التقدمي»

 السفير 10 آب/09

  تطل بداية الأسبوع على وقع استمرار المرواحة في الوضع الحكومي الذي ما زال معلقاً في فضاء الانتظار الثقيل، الى حين عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من إجازته لإعادة ضخ الحرارة في أسلاك الاتصالات السياسية، بحثاً عن «الحكومة الضائعة»، فيما يستمر الرئيس نبيه بري في صيامه «الاحتجاجي» الذي يعكس مرارة لديه من إفلات فرصة التأليف في مدة أقصاها نهاية الشهر الماضي، بسبب التردد والتباطؤ غير المبررين، وهو الذي يشعر بأنه بذل أقصى جهده لإنجاز المهمة بأسرع وقت ممكن.

وفي حين تجنبت أوساط «تيار المستقبل» الجزم بموعد عودة الحريري إلى بيروت، توقعت بعض المصادر أن يختتم اليوم «إجازته العائلية»، وربما يعرج في طريق عودته على الملك عبدالله بن عبد العزيز في المغرب، فيما استبق الحلفاء المسيحيون للحريري وصوله بالقول إن صيغة 15-10-5 باتت لاغية وبحكم المنتهية مع اعلان وليد جنبلاط خروجه من فريق 14 آذار، داعين الى البحث عن بديل عنها يتراوح بين حكومة التكنوقراط أو حكومة الأقطاب، كما طالبت «القوات اللبنانية».

في هذه الأثناء، سُجل أمس أول اتصال سياسي مباشر بين الحريري وجنبلاط بعد الموقف الأخير امام الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي قبل اسبوع، وسبقه إرسال «باقة ورد» من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وعلمت «السفير» ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة: «اشتقنا»، لكن الحريري أجابه ممازحاً: «الى ماذا.. للمناكفة»؟ (التفاصيل ص3).

وبينما يتهيأ جنبلاط لزيارة دمشق في أعقاب تشكيل الحكومة وتوجه الحريري اليها، قال مصدر إيراني مطلع لـ«السفير» إن طهران ترحب بعودة جنبلاط «القديم ـ المعدل»، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.

المعارضة تحذر من العودة للمربع الأول

وإزاء ما يطرح من صيغ حكومية جديدة، قال مرجع قيادي بارز في المعارضة لـ«السفير» انه لا مفر في نهاية المطاف من تشكيل الحكومة على قاعدة 15-10-5 التي سبق التفاهم عليها مع الحريري، منبهاً الى ان اي عودة عنها ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى.

واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، وهي تصح لو كان البلد في وضع سياسي

طبيعي، فتشكل حكومة من هذا النوع للاهتمام بالملفات الاجتماعية والخدماتية، ولكنها لا تصح في هذه المرحلة التي تأتي بعد انتخابات عاصفة، وفي ظل استحقاقات سياسية كبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار وليس العودة الى خارج طاولة مجلس الوزراء للحصول على التوجيهات المناسبة، كلما طُرحت مسألة سياسية للبحث.

وشدد المرجع على انه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت وإبقاء البلد مكشوفاً، من دون تشكيل الحكومة التي كان يُفترض بالقيمين على تأليفها ان يستفيدوا من زخم الاتفاق على إطارها السياسي قبل أكثر من أسبوع، للإسراع في إنجاز عملية توليدها.

ورأى المرجع نفسه ان إعادة التموضع التي قام بها وليد جنبلاط لا تلغي في المعادلة شيئاً إذ هناك ثلاثة وزراء له لا بد من ان يحصل عليهم بمعزل عن الخانة السياسية التي يتواجد فيها، وبالتالي لا مبرر للتسويف والمماطلة في إتمام عملية التأليف، بعدما جرى الاتفاق مع الرئيس المكلف سعد الحريري على بنيتها التحتية وبند المقاومة في البيان الوزاري.

«المستقبل»: 15ـ10ـ 5

تحتاج الى إعادة قراءة

في المقابل، قالت أوساط في تيار المستقبل لـ«السفير» إن اتضاح مسار الامور على صعيد تشكيل الحكومة ينتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت، مشيرة الى ان الحريري ما زال يتحرك ضمن «مهلة السماح»، ولافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته.

ورأت المصادر أنه لا بأس إذا استغرق تشكيل الحكومة على أساس سليم بعض الوقت الإضافي بدلاً من ان نكون امام حكومة مزروعة بالألغام في حال الاستعجال في تأليفها على زغل وكيفما كان، تحت ضغط العامل الزمني.

واعتبرت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية. وشددت الاوسـاط على ان تشكيل الحكومة بات يحتاج الى الحصول على توضيحات من بعض الاطراف حتى يبنى على الشيء مقتضاه.

إسرائيل تهدد «حزب الله» ولبنان

وفي سياق التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة لـ«حزب الله» ولبنان مؤخراً، وجه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون امس تحذيراً شديد اللهجة الى «حزب الله» إثر معلومات نشرتها صحيفة «المصري اليوم» تحدثت عن خطة لاغتيال سفير اسرائيل في مصر، شالوم كوهين، علماً بأن الصحيفة ذكرت ان تحقيقات نيابة امن الدولة المصرية كشفت اعترافات لأعضاء ما يسمى «خلية الزيتون» الإسلامية المصرية التي تجري اتصالات مع تنظيم «القاعدة» في الخارج، قالوا خلالها إنهم كانوا يخططون لاغتيال السفير الاسرائيلي في القاهرة.

وقال أيالون في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية: اذا مس «حزب الله» شعرة لأحد ممثلي إسرائيل في الخارج او حتى لسائح، سيتحمل النتيجة التي ستكون قاسية جداً، وأضاف: نحن نتعامل مع هذه المعلومات بجدية كبيرة. نعرف ان «حزب الله» عمل ولا يزال يعمل في مصر وفي بلدان اخرى على الإعداد لهجمات ضد المصالح الإسرائيلية. إن إسرائيل ستحمل «حزب الله» ولبنان نفسه المسؤولية عن اي محاولة لاغتيال اسرائيليين في الخارج وستنتقم لذلك، والنتيجة بالنسبة الى «حزب الله» ستكون على ما اعتقد خطيرة للغاية، وللبنان ايضاً. وتابع: من الأهمية ان ننقل هذا التحذير الى لبنان المسؤول عن «حزب الله».

وعندما سئل ايالون كيف يمكنه تأكيد ان «حزب الله» هو الذي يقف خلف المؤامرة وليس «القاعدة»، أجاب: «انا لا اريد ان ادخل في قضايا المخابرات او العمليات هنا، ولكن من المؤكد ان هناك صلة ايديولوجية وصلة مهنية نوعا ما هنا.»

بري يستبعد عدواناً

في المقابل، طمأن الرئيس نبيه بري اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً وقال لـ«السفير» انه شخصياً يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 إلا إذا حصل تطور دراماتيكي غير محسوب، واضعاً التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب.

واعتبر بري ان إسرائيل تضع في أولويتها خلال الاشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الاميركي باراك أوباما وإنهاكه، وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية، معتبراً ان اسرائيل باشرت في استنزاف اوباما والضغط عليه، مستشهداً في هذا المجال بالحملة العنيفة التي تنظم ضده في الولايات المتحدة من قبل الأوساط والمنظمات اليمينية، على خلفية الاعتراض على مشروع الإصلاح الصحي الذي يقترحه، والتي وصلت الى مستوى تهديد بعض اعضاء الكونغرس الديموقراطيين.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين انه إذا كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي باراك جدياً، وأنا استبعد ذلك ولا ارجحه، فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان فسيكتشف حينها ان حرب تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة.

في هذا الوقت، علم ان التحضيرات للمهرجان الكبير الذي ينظمه «حزب الله» في يوم الانتصار في 14 آب في الضاحية الجنوبية، قد قطعت شوطاً كبيراً. وسيلقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله خطاباً وصفته مصادر عليمة بأنه سيكون مهماً وسيتطرق فيه الى التطورات السياسية الاخيرة كما سيركز على التهديدات الإسرائيلية للبنان.

 

ماذا وراء استهداف أحزاب ومسيحيي 14 اذار

الديار/فؤاد ابو زيد

الكل تقريبا متفق، ان الخطوة التي اقدم عليها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، بالانتقال من يمين الرابع عشر من اذار الى الوسط، مع شهية ورغبة بالتموضع النهائي في يسار الثامن من اذار، لم تكن الحدث في حد ذاتها، بل ان الحدث هو في توقيت هذه الخطوة، وفي اهدافها المضمرة التي لم تتكشف جميعها بعد، ولو ان طلائعها بدأت تظهر شيئا فشيئا، مع كل تصريح ومقابلة يجريهما النائب جنبلاط تحت عنوان توضيح مواقفه من الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن حزبي القوات والكتائب، ومن تكتل 14 اذار في شكل عام، والتي على ما يبدو حتى الآن تذهب باتجاه تحييد الرئيس الحريري عن الاصطدام به، محافظة منه على علاقات عربية معينة لا يريد جنبلاط ان يخسرها، وثانيا، تحت شعار العروبة وفلسطين واليسار والحنين الى سوريا، يطرح جنبلاط على «حلفائه» القدامى في 14 اذار تصوره الجديد لشعارات واهداف وخطاب التكتل بحيث تنسجم مع صحوته المستجدة، وهو على اقتناع كامل بأن مسيحيي 14 اذار، وفي شكل خاص حزب القوات اللبنانية لن يتجاوبوا مع طرحه هذا لان اولوياتهم التاريخية هي في لبنان اولاً وتأتي لاحقا جميع القضايا الاخرى، ما يسهل له والى من يواكبه ويدفعه الى قطع حبل الصرة بينه وبين 14 اذار مزينا له الجنة التي تنتظره في نهاية دورته، حركة العمل على القيام بالخطوة الاساسية المنتظرة، وهي دق اسفين في التحالف الصلب القائم بين تيار المستقبل ومسيحيي 14 اذار، ما يؤدي - وفق الخطة - ليس الى فكفكة هذا التحالف العريض وحسب، بل ايضا الى عزل مسيحيي 14 اذار وفي شكل خاص عزل حزب القوات اللبنانية العصب الاقوى والاكبر والاصعب بين هؤلاء على ان يستعاض عن مسيحيي 14 اذار، بمن هم خارج تيار المستقبل وخارج اللقاء الديمقراطي، وتحديدا بالتيار الوطني الحر الذي على ما ظهر ويظهر من رئيسه ميشال عون ومن نوابه وقياداته، انه يرحب من دون شروط مسبقة، كما كان يطرح سابقاً، بلقاء النائب جنبلاط وربما توقيع وثيقة تفاهم معه عل غرار تلك التي وقعها مع حزب الله، او ربما تكون هي ذاتها.

حتى الآن، يقف الرئيس المكلف سعد الحريري موقفاً رافضاً لانهاء تحالفه مع احزاب الكتائب والقوات والاحرار والكتلة الوطنية والشخصيات المسيحية المستقلة، وتقول مصادر قريبة من «المستقبل» ان بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري بيت عرف بالوفاء لاصدقائه وحلفائه وحتى بالتضحية في سبيلهم وسعد رفيق الحريري لن يحيد عن هذا الخط، واذا كان قد آثر الابتعاد عن لبنان والصمت حول كل ما جرى ويجري فلانه ضنين بصداقة ورثها عن والده وتعمدت بالدم وبنضالات سجلت في تاريخ لبنان صفحات بيضاء ناصعة، وبيان تجديد العهد والقسم الذي وقعت عليه قيادات 14 اذار بمن فيهم وليد جنبلاط في 26 ايار الماضي في فندق البريستول لم يجف حبره بعد حتى ينقضه سعد الحريري ورئاسة الحكومة ليست بشيء امام الكرامة والعهود والمواثيق وكلمة الشرف.

المستغرب في مواقف جنبلاط الاخيرة ليس المواقف بحد ذاتها بل هو هذا السكوت المريب المطبق لقيادات حزب الله حول خوف جنبلاط على سلامة الجبل وسلامة الدروز في لبنان خصوصا بعد صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة، او اذا شنت اسرائيل هجوما على ايران، وهذا يعني ان جنبلاط متخوف من سلاح حزب الله بالطبع، وليس من سلاح المسيحيين او السنة، وهذا يعني استطرادا ان حزب الله خلافا لجميع تأكيدات قياداته مستعد لاستخدام سلاحه في الداخل اللبناني وضد طوائف اخرى لا توافقه في اهدافه واستراتيجيته ولا حتى في نظرته الى بعض الامور الداخلية، وسكوت حزب الله على مخاوف جنبلاط وكأنه اعتراف بصحتها، وكأن حزب الله عازم على استخدام سلاحه في الداخل، وخصوصا انه لا يخفي ترحيبه وسروره وانفتاحه على خطاب جنبلاط الجديد، ولم ينف ما تسرب في الاعلام من ان السيد حسن نصرالله هو الذي فتح طريق الشام امام النائب جنبلاط وان سلسلة المواقف التي اطلقها جنبلاط تباعا كان متفقاً عليها معه.

ما يؤكد ان الهدف الاساس من حركة جنبلاط الاخيرة، كان بعثرة تحالف 14 اذار، وعزل الاحزاب المسيحية السيادية، وليس لسبب، كما حكي، الصحوة العربية والحنين الى اليسار او حماية الجبل والدروز لان الاحزاب المسيحية اليمينية تقليديا تقيم افضل العلاقات مع فلسطينيي منظمة التحرير، وعلاقتها طبيعية مع المنظمات الاخرى باستثناء تلك التي تملك قواعد عسكرية تسيء الى السيادة والاستقلال، كما ان علاقاتها بدول العالم العربي وفي طليعتها مصر والسعودية والكويت والامارات، ممتازة وهي مع اي قضية يتفاهم عليها العرب، وفي طليعتها القضية الفلسطينية كما انها منذ زمن طويل تعتبر ان اسرائيل دولة عدوة، وتدعو الى قيام الدولة القوية القادرة وتدعم تسليح الجيش بكل ما يلزمه من عدة وعدد. فأين المشكلة اذن مع هذه الاحزاب التي تصر على إقامة اطيب العلاقات مع سوريا، شرط ان تكون بين دولة ودولة، وليس بين طائفة ودولة كما يجري اليوم.

الاحداث كما دائما ليست في ظواهرها بل في بواطنها، وستكشف الايام اكثر حقيقة ما جرى، وسيكون عندها لكل حادث حديث.

  

فتح الباب أمام تعميق خصوصيات الطوائف يضر بفلسطين والعروبة ولا يخدم «التفاهم»

الديار/10 آيار/09

لسنا مع «لبنان أولاً» إذا كان يعني الانعزال عن محيطه أو العداء للعرب، ومع «لبنان أولاً» إذا كان يعني ضرورة الإهتمام بـ «البيت الداخلي»، بيت الوطن الصغير، واعتباره «اولوية». ذلك أنّ العروبة وفلسطين إذا كانتا قضية كل اللبنانيين، فإن لبنان يستطيع أن يلعب فيهما دوراً ريادياً. ولقد سبقت له هذه الريادة خاصة عندما كانت في مطلع عهد الاستقلال وانشاء الجامعة العربية قيادات وسياسيون من النوع الذي أطلق على مثله وزير الثقافة الفرنسي في عهد ديغول اندريه مالرو إسم «السنديانات» أي الشخصيات ذات الثقل الراسخ والمهابة والفاعلية، وهم روّاد مسيحيون ومسلمون، بل مسيحيون يسبقون أقرانهم من المسلمين في مضمار العروبة الحضارية وحتى في مضمار الجهاد لإستنقاذ فلسطين قبل السقوط في «براثن» المشروع العنصري الصهيوني، وإن يكون للطائفة حتى لو كانت اقلية، « قضية ومُثُل عليا» اوسع حتى من محيطها الضيّق، بحيث يزيدها هذا الدور بروزاً ووهجاً. والمثال على ذلك هو النموذج الفردي لجنبلاط بالذات عندما يسلك الطريق العروبي اللاحب الواعي لخطورة الوجود الصهيوني العنصري القسري: ففي مثل هذه الحال، تكون العروبة وفلسطين مدى حيوياً لـ «عبقرية» يمكن أن يتميّز بها «نابغون» في أقلية من الأقليات. علماً أن الطوائف اللبنانية بمجملها، لا تنتمي إلى قوميات وأعراق مختلفة، ولذلك فإن الشعور الوطني والشعور القومي خاصة، يكون جامعاً للطوائف كلها على كلمة سواء واحدة، مهما كانت خصوصيات كل طائفة حادّة ? حتى لو وصلت إلى تخوم « الشوفينية». دون أن تقع فيها!

ولا يصحّ أن تكون العروبة وفلسطين مجرد وسيلة « تكتيكية» لتعميق « وحماية» الخصوصية الطائفية ولدرجة التحول إلى كيان « فطري» داخل الكيان الوطني العام، بحيث إذا كانت هنالك مفاضلة بين مصير الوطن ومصير الطائفة، فإن خصوصيات الطائفة تعلو عند البعض على قضايا الوطن العادلة والمحقة والمشتركة، مما يجعل الوطن «اوطاناً» ممسوخة». وفي وطن صغير مثل لبنان يصبح الوطن أشلاء ومزقاً مبعثرة «لوطن سابق» لم تكتمل سوّيته حتى عندما كان يناضل الغيارى عليه لأن يجعلوه وطناً سوياً!

وكما يقال: «لا يطاع الله من حيث يُعصى»، فإن طاعة الوطن لا تكون ببعثرة اجزائه وتحويل الانتماء القومي كوسيلة «تكتيكية» لخدمة خصوصية طائفية سواء كانت طائفة رئيسية أو «أقلوية».

ثم أن أحداً في لبنان حتى لو تركت كل طائفة على سجيّة أبنائها، يمارس لويشكل تهديداً لطائفة اخرى، او تحتاج كل طائفة فيه إلى من يحميها من طائفة أخرى، إلا إذا كان الامر قسرياً، أو بناءً لخطة مرسومة وعلى الطريقة العراقية الحالية، التي لم يشهد العراق لها مثيلاً إلا ما شهده حالياً في عهدي الاحتلال الاميركي والبريطاني والارهاب التكفيري اللذين  يكمل أحدهما الآخر تلقائياً أو بتنسيق بينهما مباشر أو غير مباشر، وأن كنا قد سمعنا مؤخراً تركيزاً «كلامياً» لأول مرة من الجانب «التكفيري» ضد اسرائيل والكيان الصهيوني وإن كان يساوي في الموقف السلبي بين المسيحيين واليهود. وهو أمر مخالف حتى لنصوص القرآن الكريم التي تقول: « ولتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا الدين قالوا إنّا نصارى، ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً ترى أعينهم تفيض من الدمع لما عرفوا من الحق». «ولتجدن أشدّ الناس عداوة للدين آمنوا اليهود» وتركيز أيمن الظواهري مؤخراً على اسرائيل والصهاينة ولو كلامياً أمر جيد، ولقد سبق أن طرحنا على «القاعدة» السؤال الذي من البداهة أن يطرحه كل من يتحلى بقدر ولو ضئيل من الوعي عند كل من يستشعر خطر الكيان العنصري الصهيوني. وهذا السؤال الذي لم يتلقَ أحد الجواب الشافي عليه هو: كيف يستطيع جماعة «القاعدة» ان يضربوا في العديد من الدول العربية في المشرق العربي في السعودية ومصر والاردن واليمن وفي المملكة العربية وفي موريتانيا. وفي الدول الأجنبية وفي قلب أميركا حيث أقوى احتياطات أمنية وإستخباراتية في العالم وفي أوروبا وفي دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا واسبانيا وحاولوا أن ينشبوا مخالبهم في لبنان بعد أن فعلوا الأفاعيل بالمدنيين في العراق وارتكبوا الفظائع الطائفية التي يندى لها جبين الجنس البشري شعوراً بالعار، دون ان يضربوا في عمق الكيان العنصري الصهيوني حتى في ذروة المجازر التي ارتكبها، بما فيها «محرقة غزة». الا يدعو ذلك للتساؤل مهما حاول المرء ايجاد حيثيات لتبرير حسن الظن بهم. أما لماذا لم يستطيعوا الوصول إلى حد التموضع في لبنان، فلأنهم لم ينجحوا حتى الآن في اختراق جهة أمنية صلبة متماسكة عنينا بها الجيش الوطني رغم فداحة التضحيات التي قدمها من عديدة وقياداته. وهذا يؤكد أن تمتع قوة وطنية بعقيدة واضحة ومترسخة ومتحلية بالوعي، كما هو الحال في الجيش والمقاومة وقوى  الأمن الوطنية، عندنا وقد زاد في اكتساب المناعة عند القوى الأمنية الساهرة واليقظة، انها توجهت بعقيدتها وأدائها نحو مواجهة خطر مصيري هو المطامج العدوانية الصهيونية، في حين تبقى أظهر انظمة عربية شقيقة ايأً كان حجم القطر العربي الديموغرافي صغيراً وكبيراً مكشوفة، إلا إذا كان لدى الجيش أو «الحرس الوطني» أو «الجيش الشعبي» مثل المقاومة، عقيدة عسكرية وطنية أو قومية أو إيمانية مبرّاة من «لوثة» الارهاب ضد المدنيين والابرياء، يكون مستعداً من أجلها أن يبذل دمه وحياته عندما يقتضي الامر أو يجدّ الجدّ.

ولكي لا ننسى بعد ذلك ما بدأناه من حديث عن فلسطين والعروبة وخصوصيات طائفة معينة اضافة إلى خصوصيات طوائف اخرى قد تفوقها حدّة « ، نجد أن «الوباء الفتنوي» الذي تبناه «بشبق» وتعطّش إلى سفك الدماء على اسس فتنوية طائفية ديك تشيني نائب بوش وبالتوافق والتنسيق معه واستمرار الاداء الأخير الفتنوي في لبنان خاصة، بعد العراق وعلى موازاة استمرار ما يجري هناك، فإن من حق اللبنانيين على الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة حرصاً على مكانته ودوره المؤمّل من المعارضة والموالاة على السواء, أن يوضح الاسباب الموجبة لغيابه، ففي «حمأة» المراوحة في عملية التأليف وحتى ولو كان الأمر لا يعدو إجازة عائلية أو للترويح عن النفس من «صداع» هذه المراوحة في عملية التأليف.

 

رئيس تيار التوحيد وضع شروطا على جبنلاط... لا يمكنه الالتفاف عليها

الحريري متمسك باستراتيجية «الاخصام» ويرفض الابتزاز الذي طال والده الشهيد

الكلام عن استدراك 7 أيار جديدة يسيء لـ «حزب الله» ... ودور الجيش اللبناني

سيمون ابو فاضل/الديار

من الطبيعي الا تنتهي مفاعيل المواقف المتعددة التي اعلنها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في «البوريفاج» وما تبعها من تفسيرات له اكدت على ما قصده بعد ان اتى كلامه في عدة اتجاهات توزعت بين انتقاده اللاذع لحلفائه وحنينة الى سوريا. ومن الطبيعي ايضا ان تكون لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المواقف الصامتة والهادئة التي لجأ اليها بعد مواقف النائب جنبلاط الذي كان يشكل واياه علاقة صداقة تتجاوز حدود التحالف السياسي وما ينتج عنه.

فالرئيس المكلف سعد الحريري لجأ الى اسلوب سياسي في عملية تشكيل الحكومة. كان سيعطي ثماره اذ هو يعلم جيدا بأن لا بديل عنه لتولي هذا الموقع ومع ذلك ادخل في معادلة التأليف عنصر الصمت معززا بعامل حيازته على الوقت كسلاح جديد يمتكله في مواجهة مدرسة اكتساب الوقت التي تعتمدها القيادة السورية في مقاربتها للملفات الساخنة، فكان التوافق بين الرئىس المكلف وبين «حزب الله» ورئىس مجلس النواب نبيه بري وبرعاية رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الاطار السياسي للحكومة بما جعل النائب جنبلاط بأنه ملحق في هذه التسوية  وباشر في مجالسه الخاصة اعرابه عن تحفظه، نظرا لكونه ليس من صائغيها، لا سيما ان يريد ان يكون «راعي» هذه التسوية لدى «حزب الله» من باب تصويره ذاته على انه قادر على ممارسة تأثيره على الرئىس المكلف الذي ادار بذاته عملية رسم الاطار السياسي للحكومة.

لكن المآخذ التي هي لدى تيار المستقبل على النائب جنبلاط لا تنحصر فقط حول مضمون مواقفه بل ايضا في توقيته اذ مارس الرئيس المكلف سياسة صمت وقدرته على امتلاك عامل الوقت، وفق صيغته دفعت بالذين التقوه في تلك الحقبة لوصفه مجازيا «بابو الهول» نظرا لامتناعه على الرد على اي استيضاح اذ كان «رئىس كتلة لبنان اولا» بدأ يحقق النقاط لصالحه، فالقوى المركزية في 8 آذار اي «حزب الله» تجاوب مع الصيغة التي تم التوافق عليها برعاية الرئىس سليمان ووساطة الرئيس بري فقراءة الحزب الاستراتيجية تدفعه للقبول في هذا الواقع الذي يستطيع نفسه في اي وقت قد يجد انه غير مطمئن في حين كانت العقدة العالقة محصورة في مسألة توزيرات التيار الوطني الحر والتي وصلت الى درجة سعي الوزير جبران باسيل مع الرئىس المكلف سعد الحريري لترك الباب مفتوحا لأن يقوم رئىس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بزيارة قريطم للتداول مع الرئىس الحريري في اعادة توزير باسيل بعد ان كان النائب عون وقياديه وصفوا ادارة قريطم بأنها مقرا للمؤامرات على الوطن حتى ساعات قليلة من انتهاء العملية الانتخابية التي اعادت الغالبية لقوى 14 آذار  خلافا لحسابات النائب عون وقوى 8 آذار...

ثم انه اضافة الى القراءة البراغماتية الاستراتيجية لـ «حزب الله» الذي كان مسهلا لعملية انضاج الحكومة كانت دمشق وليس القيادة السعودية او الرئيس المكلف لديهم الرغبة القوية او الاستعجال لأن يزورها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز او رئىس حكومة لبنان سعد الحريري بحيث كانت سوريا، ستوسع تحركاتها لدفع النائب عون بالتفاعل ايجابا في مسألة التشكيل والتراجع عن العقبات التي كان وضعها. وباتت الحكومة على قاب قوسين من اعلانها.

وهنا يكمن الخطأ الجسيم الذي لجأ اليه النائب جنبلاط من خلال تسرعه المدروس في اطللاق هذه المواقف التي دفعت بالملف الحكومي نحو منحى اكثر تعقيدا مما كان عليه حيث رتب هذا الكلام المضاعفات التالية.

1- اظهر النائب جنبلاط «حزب الله» ومن خلال كلامه عن معالجة ذيول 7 ايار واستدراك عملية لاحقة بأنه ميليشيا مسلحة يجب الاحتياط من خطواتها بما انعكس سلبا على «حزب الله» الذي سبق وفاخر في عملية 7 ايار.

2- اضعف النائب جنبلاط في مواقفه الواقع المؤسساتي للبلاد ككل وللدولة اللبنانية اذ بدلا من ان تأتي خطواته متلازمة بأمتار مع الرئىس الحريري الى دمشق سبقه اليها اعلاميا واضعف الملف القوي الذي سيحمله الرئيس الحريري ابان مسؤولياته للتداول به مع القيادة السورية حول المواضيع الخلافية او العالقة معها.

3- ان استنهاض اسلوب العلاقات الشخصية مع سوريا على حساب الدولة والمؤسسات يضعف دور لبنان ويفقده دورة كدولة متضامنة داخليا ولو بالشكل تحت سقف مؤسساتها ويحوله مجددا الى ورقة في التجاذبات خصوصا ان الرئىس سليمان والرئىس الحريري قادران على اعطاء لبنان موقعا على المنصة الدولية ومتضامنة مع القضايا العربية...

4- ان حنين النائب جنبلاط للعودة الى سوريا، قبل سحب مذكرة التوقيف في حقه الصادرة عن القضاء السوري، لو حصل، لن يجد فيها هذه المرة الحضن الدافئ الذي وجده بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، من قبل أحد القياديين الكبار يومها، من الذين ما يزال النائب جنبلاط يستأنس برأيهم القومي، لكن سوريا ستستقبله لأنها تمتلك حسابات لصالحها في الخطوة هذه.

5- ان النائب جنبلاط الحريص على خصوصية طائفته ومنطقة الجبل، عليه ان يكون في الوقت ذاته حريصاً على الخصوصية، وان لا يخرج الطائفة الدرزية من مواجهة مرتقبة في توقعاته نتيجة تداعيات القرار الظني، ويسعى لوضع «حزب الله» في مواجهة مع قوى سنية - مسيحية حليفة له، محوّلاً الانظار في هذا الاتجاه، اذ ان العلاقات السنية - الشيعية الحالية، لا تدفع للقول بأن ثمة احتكاكات ستبدأ ناتجة عن قرارات مركزية لدى القيّمين على هذين المذهبين.

6- ان قراءة النائب جنبلاط لواقع المؤسسة العسكرية والخريطة السياسية في قيادتها وداخلها، وتقصيرها في عدة محطات، كان آخرها في العاصمة بيروت (حادثة عائشة بكار) وفي الأمس في عرسال، تعزز القناعة لديه بأن الجيش اللبناني، غير قادر على ضبط الأمن داخليا، ولا على حماية الحدود، ويتجه نحو ترسيخ قناعته بأن الأمن في لبنان هو خلاصة معادلة سياسية يتوافق عليها الأفرقاء.

وعليه فان النائب جنبلاط الذي يصرّ على تمايزه والحفاظ على خصوصيته وتقاربه من الرئيس سليمان، لم يشكل له هذا الاستدراك السياسي حتى حينه، تقبلاً لمواقفه، بل ما زالت كفّة انقلابه على قوى 14 آذار هي المرجحة على كلامه بأنه لن يتخلى عن الرئيس المكلف سعد الحريري وسيبقى الى جانبه، وتاركا للوزير غازي العريضي والنائب مروان حمادة تسوية الأمر مع الحفاظ على خصوصيته التي تراعي واقع الطائفة والجبل.

ويبقى بذلك الانجاز الذي حققه الزعيم الدرزي «الثائر» وئام وهاب لصالح حماية الطائفة، يحمل قوة قراءة، تفوق فيها على الزعامة التاريخية للدروز، وهي نسجت هذه المرة مع سوريا، من خلال الوزير السابق وهاب وفق شروط جديدة، لا تمكن النائب جنبلاط التعديل فيها بعد ان ربط حركة التحاور الدولي مع سوريا مع تداعيات 7 ايار ومع قراره بألا يكون في حالة ذوبان مع أي فريق، بل في موقع المتمايز عن مسيحيي 14 آذار، والحليف للرئيس المكلف، والداعم الأول للمقاومة و«حزب الله» والمطالب بحل سريع للقضية الفلسطينية التي فشل اركانها في حلها ولو من خلال الأحداث الدامية...

وفي المقابل، لا يقبل الرئيس المكلف الحريري، باعتماد أسلوب الإبتزاز السياسي او استشراف انطلاقته على غرار ما كان يحصل مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من قبل أقرب المقرّبين اليه، أسوة بالنائب جنبلاط، اذ على صعيد ملف المحكمة آثر تيار المستقبل الصمت وعدم الكلام عن الموضوع، منذ انشائها، وعلى صعيد العلاقة مع «حزب الله» فان اللقاءات التي حصلت بين الرئيس المكلف وبين أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، تتابع هذا الامر على أعلى المستويات، ناهيك عن حركة التواصل اليومي بين نواب وقيادات في تيار المستقبل و«حزب الله» وحركة «أمل» واذا كانت المسألة متعلقة بموضوع دعم المقاومة، فان الرئيس المكلف طرح مبادرة ايجابية ومطمئنة بعيد نتائج الانتخابات، في حين ان العلاقة مع سوريا التي ينطلق منها النائب جنبلاط من قراءته للتحوّلات تجاه سوريا، هي ستكون محور زيارة للرئيس الحريري بعد تشكيل الحكومة.

ولذلك فان مواقف جنبلاط لم يتم قبولها، وما تبعها من تفسيرات لدى الرئيس المكلف، لانها وكما بدت، هي خلاصة اتصالات كان بدأها النائب جنبلاط دون اطلاع حليفه عليها، في وقت كان الحريري يطلع الصديق جنبلاط على التفاصيل الجوهرية والاستراتيجية. ومن هنا سجل الرئيس المكلف على النائب جنبلاط «زلّة قدم» تجاهه في بداية ترجمة التحالف السياسي، بعد تكليف النائب الحريري برئاسة الحكومة، وتفاجأ، بأن ما لم يقدم عليه الأخصام السياسيون لجأ اليه الصديق السياسي جنبلاط، وكأنه كان مدبراً مع فريق مركزي في 8 آذار لإضعافه، وهو واقع لا يتقبّله الرئيس المكلف الذي تمكن من مواجهة استحقاقات أدقّ وأكبر من «الخطأ» الفادح الذي أقدم عليه النائب جنبلاط في حقه سياسياً وفي حق الحلفاء في قوى 14 آذار، وهو ما يتطلب من الزعيم الدرزي موقفاً تجاه الحريري يتجاوز سقف مواقف «البوريفاج»...

 

المعارضة بدأت تطرح شكوكاً: لماذا تأخر الحريري؟ وهل ما زال على موقفه؟

ابراهيم بيرم/النهار

ثمة من المحيطين برئيس مجلس النواب نبيه بري من يتحدث عن ان من اسباب صيامه المفاجئ عن الكلام، نوعا من الاستياء المكتوم حيال تراجع الرئيس المكلف سعد الحريري عن وعد كان ابلغه اليه رسميا بانه عائد الى بيروت نهار الجمعة الماضي، وانه سيستأنف فور عودته اتصالاته ولقاءاته لتكون حكومة الوحدة الوطنية الموعودة جاهزة في منتصف هذا الاسبوع خصوصا انها كانت قد قطعت قبل المواقف التصعيدية الشهيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الشوط الاساسي نحو  التأليف. وعليه فان تأخر الحريري في العودة الى بيروت فتح الباب امام تساؤلات هذه الابعاد والدوافع، وهل هي مقدمة لظهور وقائع ومعطيات جديدة تتصل بالتشكيلة الحكومية نوعا وكما، بعدما تيقن الجميع من ان "الانتفاضة" الجنبلاطية على حلفاء الامس باتت واقعا غيّر المعطيات والوقائع والادوار والاحجام؟

غداة سفر الحريري المفاجئ سارع الرئيس بري، الى تقديم شرح للصحافيين الذين يزورونه عادة فحواه الآتي:

1 – ان سفر الرئيس المكلف ليس اعتكافا او حردا بل هو تلبية لواجب عائلي كان بري نفسه على علم مسبق به.

2 – ان "الانتفاضة" الجنبلاطية هي حدث بمنأى عن عملية التشكيلة الحكومية، ولن يكون لها اية تداعيات على هذه الحكومة المتفق بين كل الاطراف المعنيين على صيغتها.

ولاحقا بادرت المعارضة بلسان اكثر من رمز من رموزها الى تجديد التزامها الصيغة المتوافق عليها (15- 10- 5).

وفي موازاة ذلك لم ينقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ما يشي بأنه تحلل من التفاهم على هذه الصيغة.

3 – رغم ادراكها ان ثمة معطيات او وقائع جديدة غيرت الاحجام وحولت في المعادلات فان قوى المعارضة لم يصدر عنها ما يوحي بانها نكصت عن ترشيحها الحريري لتأليف الحكومة العتيدة، بل اكد عدد من قادتها وخصوصا من "حزب الله" انهم ما برحوا على اقتناعهم بانه لا بديل عن الحريري لتأليف الحكومة.

واكثر من ذلك فان اوساط الرئيس بري والمعارضة عموما، سعت في الايام القليلة التي تلت "الانتفاضة" الجنبلاطية الى الحد من تأثيراتها وتبعاتها. فثمة مقربون من بري نقلوا عنه ان التحول الجنبلاطي لم يكن ابن ساعته وزعيم الحزب التقدمي اطلق اكثر من مؤشر واعطى اكثر من دليل على انه بات في فضاء آخر، وضمن حسابات مختلفة تجعل من تباينه مع طروحات 14 آذار امرا واقعا.

ومع ذلك، فان هؤلاء انفسهم نقلوا عن بري ان ثمة "تصرفات" من جانب زعامة قوى 14 آذار "آذت" النائب جنبلاط ودفعته الى التعجيل في اطلاق الكلام الذي قاله في مؤتمر الحزب الاستثنائي في البوريفاج الاحد ما قبل الماضي.

وعلى رغم ان بري يرفض الخوض في تفصيل هذه التصرفات فان في جو المعارضة من يتحدث صراحة عن ان جنبلاط شعر بان ثمة مسعى يبذله حلفاؤه السابقون، وثمة خطوات يقومون بها على مستوى تأليف الحكومة ستفضي عاجلا ام آجلا الى تحجيم دوره في الحكومة المقبلة، وتقزيم موقعه في عملية الشراكة على مستوى الحكومة، وهي عمليا استتباع لعملية "التقزيم" التي اجبر على ممارستها في اثناء تأليف اللوائح الانتخابية. وبشكل اوضح شعر جنبلاط، وفق هؤلاء، ان ثمة ثنائية تنسج خيوطها على مهل داخل لقاء 14 آذار، لفرض واقع جديد داخل اللقاء وفي الحكومة العتيدة، من شأنه ان يؤدي الى "تحجيم" دوره وموقعه في المعادلة السياسية.

لذا، فان هؤلاء لا يتوانون عن الحديث عن شعور لدى جنبلاط فحواه ان ثمة "تدليلا" غير مفهوم لفريق "القوات اللبنانية" لدى الرئيس المكلف على حسابه هو، ويصل هؤلاء الى خلاصة فحواها ان جنبلاط قرر ان "يقطع دابر الامر"، واختار لحركته الاخيرة توقيتا بالغ الحساسية ومشحونا بالدلالات ليعلن لمن يعنيهم الامر انه "ضاق ذرعا" من تعاطف الحريري المبالغ فيه مع فريق بعينه داخل 14 آذار.

ولكن السؤال المطروح بإلحاح، وهو سؤال كبير بعد سفر الحريري الى باريس ومن ثم تمديد موعد عودته الى بيروت: هل كان جنبلاط يريد من وراء كل ذلك قلب الطاولة في وجه حلفائه السابقين؟ وهل كان يعرف حجم التداعيات السلبية للحركة التي باشرها على وضع الرئيس المكلف وعلى مستوى التوازنات الداخلية، الى درجة اكراه هذا الرئيس على السفر الى الخارج، والى درجة الاخلال بهذه التوازنات؟

لم يعد امرا جديدا القول ان قوى المعارضة على اختلافها تعاملت مع الحركة السعودية السريعة لتدارك الموقف، والتي تمثلت بوصول وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجه الى بيروت واجتماعه الليلي الطويل مع النائب جنبلاط، على اساس انه ينطوي على هدف اكبر، وهو الا يترك جنبلاط الرئيس المكلف وحيدا وان يبقى عضدا وسندا له في مسيرته الحكومية المقبلة.

ولم يصدر عن المعارضة اي اعتراض معلن او مضمر على هذا التوجه السعودي، ولكن ما تلا ذلك من تطورات وتداعيات هو الذي جعل هذه المعارضة تبلغ مرحلة رسم دوائر شك وعلامات تساؤل واستفهام حول الكثير من وقائع الحاضر ومعطيات المستقبل، وابرزها:

- لماذا تسرع بعض افرقاء الاكثرية في اثارة مواضيع وقضايا تنطوي على مؤشرات بالرغبة في تعديل الصيغة الحكومية المتفق عليها سلفا ويطرحون بديلا منها صيغا جديدة بناء على ما فرضه التحول الجنبلاطي الجديد من وقائع، من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر؟

- ما مبرر الحديث عن التحذير من العودة الى فكرة الحلف الرباعي والتنديد به سلفا؟

ولماذا تأخرت عودة الحريري الى بيروت، وهل هذا التأخير ناتج عن ان خلوته مع ذاته واتصالاته مع حلفائه الخارجيين لم توصله الى صيغة معينة للتعايش مع الوقائع المستجدة على نحو تسمح له بالتعاطي معها بواقعية وبراغماتية، يستعيد معها فريق 14 آذار توازنه من جديد على نحو يؤدي الى اعادة الامور الى طبيعتها واستئناف عملية استيلاد الحكومة العتيدة؟

- اكثر من ذلك ثمة في اوساط المعارضة من بدأت تراوده الهواجس الناجمة عن معلومات بدأت تسري في الاوساط السياسية وتتحدث عن ان هذا التمديد "لاجازة" الحريري في الخارج هو جزء من خطة مضمرة يريد عبرها الرئيس المكلف الايحاء بانه مستعد لوضع الجميع امام وقائع صعبة تشبه عملية "قلب الطاولة" وتحدي الجميع على التفكير ببديل عنه لتأليف الحكومة العتيدة.

وبالطبع فان اصحاب هذه الرؤية ينطلقون من ادراك الحريري مسبقا لاعتبارات عدة ابرزها:

أ – ان ليس في فريق الاكثرية من بمقدوره التجرؤ والتحدي وترشيح سواه لهذه المهمة خصوصا في هذه المرحلة.

ب – ان المعارضة ليست ايضا في وضع من بيده زمام الامر للتفكير في بديل لتأليف الحكومة المنتظرة، نتيجة حسابات عدة.

ج – ان النائب جنبلاط اعطى تعهدا لمن يعنيهم الامر، بانه سيبقى على تحالفه مع الحريري في عملية تأليف الحكومة وبالتالي فان فرصة ان يدخل مع المعارضة في فكرة تشكيل ائتلاف جديد يبيح له تسمية رئيس آخر لتأليف الحكومة امر مستبعد.

وفي كل الاحوال قد تقطع عودة الحريري الى بيروت خلال وقت قصير، دابر كل هذه التساؤلات، وتضع حدا لهذه التكهنات ولكن السؤال الذي لا تجد قوى المعارضة الاجابة القاطعة عنه: هل ستقنع فترة "التفكير بهدوء" التي امضاها الرئيس المكلف وما سبقها من تطورات دراماتيكية بان عليه طرح معادلة حكومية جديدة ام ابقاء القديم على قدمه؟

 

الناصريون الأحرار:هناك مؤامرة على أهل السنّة ولغتنا السياسية ستتغير

العجوز: أي  محاولة لإخضاع الحريري أو ابتزازه أو زكزكته لن تمر مرور الكرام

عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار إجتماعه الدوري برئاسة الدكتور زياد العجوز الذي أكد بأن كافة المعطيات تشير الى أن القنبلة السياسية التي أطلقها النائب جنبلاط بدأت تزول مفاعيلها بشكلٍ كبير خصوصاً في موضوع تشكيل الحكومة التي حتماً ستأخذ طريقها حيز التفعيل والإنتهاء منها قريباً لأن من مصلحة الجميع في الظروف التي تمر بها المنطقة الإسراع بتشكيلها وأن الرئيس المكلف سعد الحريري هو الشخصية الوحيدة التي تلاقي إجماعاً عربياً ودولياً ووطنياً حول هذا الموضوع رغم المؤامرة الكبيرة التي تعرض لها لإفشاله أو إخضاعه وإبتزازه.وتابع العجوز ، بالعودة الى تفاصيل الأحداث السياسية والأمنية في البلاد منذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مروراً بأحداث السابع من أيار وصولاً الى إعلان النائب جنبلاط عن نيته لتشكيل حلف رباعي إسلامي ورفض تيار المستقبل تلك الفكرة بشكلٍ قاطع والتي رد عليها النائب جنبلاط بموقفه الأخير وإستعادته لغة التخاطب لأتباع النظامين الإيراني والسوري في لبنان وتبنيه إياها من تشكيك وتخوين لقوى الرابع عشر من آذار، نرى أن هناك مشروعاً خطيراً وكبيراً يستهدف طائفة العروبيين أهل السنّة في لبنان ومحاولة جرهم الى فتنة داخلية أو أخذهم الى غير موقعهم الوطني الحقيقي الذي التزمت به أكثريتها الساحقة . وأضاف العجوز،بعد فشل هذا المشروع إنطلقت الخطوة الجديدة بمحاولة عرقلة الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومحاولة قلب الأوراق السياسية والتكتلات، وهكذا نرى أن الطائفة الإسلامية السنية التي آلت على نفسها تحمل الكثير وضحت بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة الوطن ومناعته ، نراها تستهدف اليوم بشكلٍ بشع نتيجة لتمسكها وثباتها على مواقفها ومبادئها وقناعتها وثقافتها بأهمية تحالفها مع شركائها الآخرين في الوطن وعلى رأسهم الأخوة المسيحيين أركان الرابع عشر من آذار  الذين نادوا جميعاً وسوياً بشعارات السيادة والحرية والإستقلال ولم يتخل أحد منهم عن إيمانه بعروبة لبنان ودعمه لإتفاق الطائف.واعتبر العجوز أن المؤامرة على أهل السنّة في لبنان استشرت مؤخراً ونحن كقوى عروبية صادقة تنتمي الى هذه الطائفة العريقة العظيمة لن نسمح بتكرار لعبة الماضي ومحاولة زرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد وتعطيل دورة الحياة في البلاد ولن نقبل أبداً أن يعتقد أحدهم بأننا نستطيع مجاراته الى الطريق التي يريدها أو يأخذنا الى المجهول أو يفعل فعلته ليحرق كل الأوراق وكأننا فئة ضالة غير راشدة لا تملك القدرة والمقدرة لقيادة نفسها، نعم لن نسمح بتكرار تجارب الماضي التي أوصلتنا الى خسارة كبار قادتنا ورموزنا من الشهيد المفتي حسن خالد وصولاً الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل المرحلة التي سبقتها وواكبتها وتلتها ، فالتعرض للرئيس المكلف سعد الحريري هو تعرض لأهل السنّة مباشرة وللعروبيين الصادقين والوطنيين المخلصين ، وأن محاولة إخضاعه أو إبتزازه أو حتى زكزكته لن تمر مرور الكرام ، وأن كل من يتحامل عليه أو يحاول التجريح به سيجد منا لغة جديدة بالرد عليه لم ولن يتوقعها وقد بدأناها فعلاً نحن أهل القومية العربية بإضطرارنا للتحدث بلغتهم لغة المذهبية والطوائف لنحمي أهلنا وندافع عنهم ، فالشيخ سعد الحريري لا يمثل نفسه فقط فهو يمثل طائفة كبيرة وثقت به وبنهجه ورفضت الخروج من حلفائها وأصدقائها وستتابع وتضحي معهم في ثورة الأرز التي لم ولن تنطفىء شعلتها ، ونقول لكل المشككين بقوى الرابع عشر من آذار بأن ما حصل فقاعة في الهواء ستزيد القاعدة الشعبية إيماناً وإصراراً بمتابعة المسيرة ، وللمندوب السامي السوري المستجد في لبنان وئام وهاب ننصحه بالتحدث عن الأمور السياسية وعن الرئيس المكلف سعد الحريري وفقاً لحجمه السياسي الطبيعي الذي بالكاد نراه وأن أي تطاول على الحريري أو غيره من قوى 14 آذار سيجد بأن لغته ولهجته التي يتفاخر بها في منابر الشتم التي تفتح له نقطة في بحر ردنا عليه.

 

مثل الدكتور جعجع في تدشين مركز القوات في فيطرون

الوزير كرم: نريد الاطمئنان الى المستقبل بتحصين الوفاق الداخلي وإتمام المصالحة مع الاخوة في زغرتا وطي صفحة الماضي الاليم

وطنية - أعلن وزير البيئة الدكتور طوني كرم "أن القوات اللبنانية هي الفريق الوحيد الذي لم يبدل خياراته سعيا وراء مصالح آنية، ولم يستبدل قناعاته بداعي الخوف أو التقية"، وعلق على ما يعلنه اليوم بعض الابواق عن ابواب سوريا المفتوحة للجميع ما عدا القوات فتوجه اليهم بالقول "شكرا على لفتتكم الكريمة ومحاولتكم إغراء الجميع ما عدا من تعلمون أنه لا تنفع معه الاغراءات. فالقوات اللبنانية تعرف متى وكيف تتعاطى مع الجميع في اطار الندية واحترام الرأي المتبادل وضمن الثوابت الوطنية الحقيقية". كلام الوزير كرم جاء خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في حفل تدشين مركز حزب القوات اللبنانية في فيطرون في كسروان في حضور شربل كفوري ممثلا عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، منسق القوات اللبنانية في كسروان زياد معلوف، ، كلوفيس الخازن، جوزف توتونجي،الكسندر رزق، الاعلامية مي شدياق، رئيس بلدية فيطرون محبوب بريدي والمخاتير، رئيس قطاع وسط كسروان ميشال صفير ورئيس قسم فيطرون الكتائبي. وقد جاء في كلمة الوزير كرم:"أيها الرفاق والاصدقاء، يطيب لي بداية أن أنقل اليكم تحيات رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الذي شرفني تمثيله بينكم اليوم في حفل تدشين مركز حزب القوات اللبنانية في فيطرون. إن هذا الحدث هو محطة جديدة على درب النضال القواتي المتجدد الذي يجسد اليوم عنفوان وصمود اجدادنا على مر العصور، وتشبثهم بهذه الارض المقدسة ورفض الهيمنة الغريبة على قرارنا الوطني وحقنا في تقرير المصير والعيش المشترك". وقال:"ايها الرفاق إن كلمة النضال تعبر خير تعبير عن سيرة القوات اللبنانية وما كتب لها وعليها.إنه قدرنا، ونحن قانعون مقتنعون به. فنحن اصحاب الارض والتاريخ، وقضيتنا حق. ونحن أهل الشهداء ورفاق المعوقين ووعدنا عهد". وتابع:"نحن في لبنان، الفريق الوحيد، الوحيد الذي لم يبدل خياراته سعيا وراء مصالح آنية، ولم يستبدل قناعاته بداعي الخوف أو التقية. وإن لم نكن بحاجة الى إثباتات وقرائن حول الموضوع فلا بأس من تعليق سريع على ما يعلنه اليوم بعض الابواق عن ابواب سوريا المفتوحة للجميع ما عدا القوات لنقول شكرا على لفتتكم الكريمة ومحاولتكم إغراء الجميع ما عدا من تعلمون أنه لا تنفع معه الاغراءات. فالقوات اللبنانية تعرف متى وكيف تتعاطى مع الجميع في اطار الندية واحترام الرأي المتبادل وضمن الثوابت الوطنية الحقيقية". أضاف:"إن خصوصية القوات اللبنانية هذه بالثبات في المبدأ والاستعداد لتقديم التضحيات الضرورية لعدم التفريط بالثوابت والمصير دونما الاخذ بالاعتبار المصالح الشخصية ولا الاخطار الجسدية كما برهنت الاحداث في السنوات الماضية حيث لم ينفع معها لا الالغاء ولا الاضطهاد ولا السجن ولا حتى التعذيب والاغتيال". وتابع:"إن هذه الخصوصية إذن حتمت على الاعداء والخصوم مقاربة أخرى للتعامل مع القوات اللبنانية عن طريق محاولة تشويه صورتها واتهامها بشتى التهم من أكبرها وأخطرها وصولا الى أمور تافهة وسخيفة لعل ذلك يؤدي الى إلغائها شعبيا، ولكن لم يفهم البعض أنهم، ومهما حاولوا النيل من اصحاب الهامات المرفوعة والقامات المنتصبة، فلن يتمكنوا من أن يرفعوا من شأنهم ولا أن يعوضوا عن جبنهم وكذبهم وخداعهم للرأي العام". واضاف وزير البيئة:" لهؤلاء البعض نقول، لا بأس، لا تيأسوا فمكانكم في التاريخ محفوظ، فالتاريخ يذكر العظماء كما المجانين والصعاليك وغيرهم، والتاريخ سيحكم في أية خانة تقعون.أما القوات فشعبيتها ارتفعت رغم كل المحاولات للنيل منها وعزلها. لقد تنبه الرأي العام الى صدق وثبات وصوابية سياسية القوات بشخص رئيسها الدكتور سمير جعجع الذي عبر عن نية ورغبة وقناعات القوات اللبنانية في كل المناسبات". وحدد الوزير كرم ما تريده القوات اللبنانية بقوله "نريد الامن والاستقرار ببسط سلطة الدولة وحدها على كل مساحة الوطن وقضاء عادل حازم ونزيه.نريد السلام والوفاق بإتمام المصالحة مع الاخوة في زغرتا وطي صفحة الماضي الاليم الذي عانى منه الجميع في الشمال، وبالحوار مع كل القوى السياسية بإنفتاح ونية صادقة. نريد الازدهار والبحبوحة بالانماء المناطقي والنمو الاقتصادي والمشاريع في كل القطاعات والمواكبة الفعالة من قبل ادارة رسمية نزيهة عصرية ومسؤولة. نريد الاطمئنان الى المستقبل بتحصين الوفاق الداخلي والعيش المشترك والولاء المطلق للوطن". واضاف:"أيها الرفاق، هذه رسالتنا وهذا قدرنا فنحن حراس شعلة الحرية والكرامة والاستقلال التي أضاءها شهداؤنا الابطال وواجبنا الدفاع عنها مهما عظمت التضحيات للتصدي للذين من الداخل والخارج يحاولون إطفاءها لنشر الظلام وتضليل الناس خدمة لمشاريعهم المشبوهة". وختم:"أيها الرفاق، هذا قدركم وهذا واجبكم، تحملونه وتتناقلونه من جيل الى جيل لعلمكم أن قضيتكم قضية شعب ووجود ولا يمكن التفريط أبدا، فهي أمانة في أعناقكم ستسلمونها غدا لاولادكم دون كلل أو ملل أو ضعف أو تخاذل.وإنني بإسم الحكيم وبإسمي الشخصي أتقدم من القوات اللبنانية في منطقة كسروان (القطاع الاوسط) وفيطرون بالتهاني بمناسبة تدشين هذا المركز، وأتمنى لكم كل الصلابة والعزم والايمان للاستمرار في الدفاع عن القيم والحق كما كل رفاقنا في القوات لما فيه خير ومصلحة الوطن ومجتمعنا والاجيال القادمة.العزة والخلود لشهدائنا الابرار، عاشت القوات اللبنانية عاش لبنان".

معلوف وشدد معلوف "على ان القوات حاضرة، فاعلة وثابتة، بكل ما تفعله وبأن انطلاقتها الجديدة المتجددة تبشر بمرحلة جديدة من العمل الحزبي الريادي والمتناغم". واكد ان "حركة 14 آذار هي بألف خير لأنها ثورة ملك الشعب اللبناني فهي حركة استقلالية رفضت الانتهاكات والاحتلالات والاغتيالات و14آذار هي تجمع مبدئي ونضالي تجسد الحلم التاريخي للشعب اللبناني عامة والمسيحي خاصة بإن يكون لدينا وطن مستقل وطن لا يشبه الا ذاته، وطن التعايش والانفتاح والتوازن، وطن لا يحكم الا من قبل دولته ومؤسساته الدستورية والامنية ولا يمكن لهذا الوطن أن يحكم لا من طهران ولا من دمشق ولا من اي بلد آخر". ولمنتقدي شعار لبنان اولا، قال معلوف:" لبنان اولا لا تعني اطلاقا العدائية لأحد انما هو لبنان المتصالح مع نفسه والملتزم بالقضايا العربية الاساسية وانتم تسمعون عن تطويق للقوات اللبنانية، فنحن نؤكد لكم ان هذا المشروع لن يمر ولن يحصل لأن تحالفاتنا مستمرة وقناعاتنا راسخة وتضامننا لا غبار عليه". ورد على من يقول بان القوات اللبنانية لديها شبكات امنية في المناطق بالقول "هذا الكلام غير صحيح انما ما هو صحيح ان شبكات القوات اللبنانية هي الناس التي ترفض العمالة، وترفض ان تكون مرتهنة وتابعة، شبكات القوات اللبنانية هي الناس المؤمنة بتاريخ ونضال الذين سبقونا وجعلوا هذا الوطن منبرا للحرية. ونقول لهؤلاء ان القوات اللبنانية عندما تريد المواجهة تواجه بالعلن وبالموقف الصريح والواضح والشجاع وتاريخنا يشهد على ذلك". وختم "ان لبنان بخير طالما شعبه بخير واذا شعبه بخير فالقوات اللبنانية بألف خير واذا القوات اللبنانية بالف خير كونوا على ثقة ان لبنان سيبقى وطن بألف خير".

بريدي بدوره شرح بريدي اهداف انشاء هذا المركز مستذكرا شهداء البلدة الابطال، وقال:"ما اجتماعنا اليوم الا تأكيد بأن القوات اللبنانية لا تعمل من اجل ذاتها انما من اجل ان تكون فاعلة في مجتمع حي وهو مجتمعنا المسيحي عامة والكسرواني خاصة. نجتمع معا في فيطرون، البلدة الاحب الى قلوبنا واذا جاز التعبير بوصفها قلب كسروان لأنها تربط ساحله بجرده. ولن ننس في هذه المناسبة أن نوجه التحية الى ساكن معراب الى القائد الحكيم الدكتور سمير جعجع معاهدين إياه بأننا سنكون القدوة في مجتمعنا وتبقى التحية الاكبر لشهدائنا الاحباء الذين استشهدوا من اجل قضية تستحق منا كل التضحيات وحفروا اسم بلدتنا على صفحات تاريخ المقاومة. هذه القضية هي قضية الانسان الحر في بلد الحرية لبنان. وفيطرون ايها الاحباء تختزن بين اضلع ابنائها شعلة المقاومة الأصيلة، شعلة الحرية التي حملها اجدادنا على مدى العصور". وختم قائلا:"مركزنا الذي يشكل مدماكا من مداميك القوات اللبنانية المنتشرة على مساحة الوطن كله لن يقتصر عمله على العمل السياسي فحسب، بل سيهتم بالنشاطات الثقافية، الاجتماعية، التربوية، الرياضية، البيئية، والخدماتية. وسينظم المحاضرات والندوات لتوعية الشباب حول مخاطر الادمان على المخدرات والكحول والتوعية حول السرعة في القيادة وسنتعاون في هذا المجال مع عدة جمعيات ومنظمات مدنية مشكورة سلفا. كما سنهتم بتجهيز المركز بأجهزة كومبيوتر متصلة بشبكة الانترنت، وانشاء مكتبة للمطالعة والأبحاث تضم العديد من الكتب والمراجع المفيدة، ناهيك عن تنظيم مسابقات رياضية ورحلات وسهرات ترفيهية لأبناء القرية والمنطقة".

 

العثور على جثة شاب مصابة بطلق ناري وانقلاب شاحنة على اوتوستراد الصفرا

وطنية - 10/8/2009 - ذكر المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين، ان انقلاب شاحنة محملة بزيوت المحركات، بعد ظهر اليوم، تسبب بانفلاش كمية كبيرة منها على المسلك الشرقي لاوتوستراد الصفرا قرب معمل السجاد. وقد سارعت الى المكان عناصر تابعة لمفرزة سير جونية حيث عزلت المنطقة التي تسربت اليها الزيوت وحصرت المرور بمسلكين باتجاه الشمال منعا لحصول عمليات انزلاق لسيارات. وقد تم فلش كمية من الرمول والاتربة على بقعة الزيوت، واستقدمت رافعة لسحب الشاحنة الى جانب الطريق تمهيدا لفتح الاوتوستراد بشكل كامل. وطلبت القوى الامنية من المواطنين التقيد باشارات رجال السير لحين تسوية الوضع. وفي جرد بلدة يونين في قضاء بعلبك عثر اليوم على المواطن جهاد مهدي كنعان، مواليد 1977، جثة اثر اصابته بطلق ناري في العنق من مسافة لا تتعدى العشرين سنتيمترا، بدليل وجود وشم عند مكان دخول الرصاصة. وذكرت المعلومات ان اسباب القتل قد تكون اقدام كنعان على خطف فتاة من التابعية السورية تدعى ج.ح.ف. مواليد 1984 بقصدالزواج صباح اليوم وان شقيقها كان يلاحق الخاطف، وهو مدار بحث من قبل القوى الامنية لتوقيفه بعد الاشتباه به باقترافه الجريمة وسيخضع للتحقيق بناء لاشارة النيابة العامة.

 

مصالحة بين عائلتي زيو وابو سعيد في بلدة شويت

وطنية - تنازلت عائلة المرحوم حسيب نجيب ابو سعيد من بلدة شويت، عن كامل حقوقها لدى المواطن جلبار جرجس زيو الذي كان قد صدم بسيارته ابوسعيد منذ ايام، على اوتوستراد جبيل مما ادى الى مقتله على الفور. جاء ذلك خلال مصالحة بين عائلتي زيو وابو سعيد رعاها مشايخ البياضة في منزل الفقيد في بلدة شويت ، في حضور وفد من المشايخ يتقدمه الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، محمود مرداس ممثلا رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي اسعد حردان، سمير علوان ممثلا الحزب التقدمي الإشتراكي، كمال ابو غيدا ممثلا النائب انور الخليل وحشد من الفاعليات.وقد تنازل اهل الفقيد عن كامل حقوقهم معتبرين ما حصل كان قضاء وقدرا، وقد شكر الشيخ شجاع موقف العائلة المترفع عن الجراح.

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .21-13:12

فقالَ لَه رجُلٌ مِنَ الجَمْع: «يا مُعَلِّم، مُرْ أَخي بِأَن يُقاسِمَني الميراث». فقالَ لهَ: «يا رَجُل، مَن أَقامَني علَيكُم قاضِيًا أَو قَسَّامًا؟» ثُمّ قالَ لَهم: «تَبصَّروا واحذَروا كُلَّ طَمَع، لأَنَّ حَياةَ المَرءِ، وإِنِ اغْتَنى، لا تَأتيه مِن أًموالهِ». ثُمَّ ضَرَبَ لَهم مَثَلاً قال: «رَجُلٌ غَنِيٌّ أَخصَبَت أَرضُه، فقالَ في نَفسِه: ماذا أَعمَل؟ فلَيسَ لي ما أَخزُنُ فيه غِلالي. ثُمَّ قال: أَعمَلُ هذا: أَهدِمُ أَهرائي وأَبْني أَكبرَ مِنها، فأَخزُنُ فيها جَميعَ قَمْحي وأَرْزاقي. وأَقولُ لِنَفْسي: يا نَفْسِ، لَكِ أَرزاقٌ وافِرَة تَكفيكِ مَؤُونَةَ سِنينَ كَثيرة، فَاستَريحي وكُلي واشرَبي وتَنَعَّمي. فقالَ لَه الله: يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟ فهكذا يَكونُ مصيرُ مَن يَكنِزُ لِنَفْسِهِ ولا يَغتَني عِندَ الله».

 

الرئيس المكلف الحريري تلقى اتصالا من الرئيس سركوزي وتشاور هاتفيا مع الرئيسين سليمان والجميل واستقبل الرئيس السنيورة ووزراء ونوابا

وطنية ـ تلقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعرب له خلاله عن دعمه للجهود التي يبذلها لتشكيل الحكومة المقبلة.  من ناحية ثانية اجرى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تم خلاله التشاور في الاوضاع السياسية في البلاد. كما اجرى الرئيس الحريري اتصالا برئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، وعرض معه التطورات الراهنة.  واستقبل الرئيس المكلف مساء اليوم في "بيت الوسط" رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة وبحث معه آخر المستجدات. كما استقبل الرئيس الحريري على التوالي نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير المالية محمد شطح، وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي، منسق الامانة العامة لقوى 14آذار فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية.

 

حقبة إمارة... إمارة

محمد سلام

لبنان الآن/ الاثنين 10 آب 2009

عرف وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، مهندس تسويات الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، بدبلوماسية "خطوة وخطوة".

واشتهر كيسنجر، اليهودي الأصل، أيضا باستشاراته القيمة للرئيسين الأميركيين بوش –الأب والابن- حيال العراق، فأشار على الأول بالاحتلال الأول لجنوب العراق وإعلان منطقة حظر الطيران في الشمال ما أسس لإمارة كردستان، وأشار على الثاني بالاحتلال الثاني الذي هدم "دولة العراق" ولم يكتف بإسقاط نظام صدام حسين، ما أدى، عمليا، إلى إقامة إمارة كردستان العراقية رسميا، وإمارة "شيعستان" العراقية رسميا، ومهد لإقامة إمارة "سنستان" العراقية رسميا بعد مصالحة عشائر الصحوة.

الناظر إلى خارطة المنطقة السياسية يرى، وبوضوح، أننا دخلنا حقبة الإمارات.

إضافة إلى الثلاث المذكورة أعلاه، "غزستان" أضحت إمارة قائمة تترجم التحقيق الميداني الأول لحلم حركة الأخوان المسلمين في العالم بتطبيق أحكام الشريعة على أرض إسلامية.

مؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الضفة الغربية، من دون مشاركة فتحاويي "غزستان"، يؤشر إلى قيام إمارة "فتحستان" في نتف الضفة الغربية لنهر الأردن.

المفاجأة شكلها تحول دولة إسرائيل "الديمقراطية" وفق معادلة العام  1948 إلى إمارة "يهودستان". هل لاحظتم أن إسرائيل تتهود؟

كنا نتحدث على مدى أكثر من 65 عاما عن تهويد الأراضي العربية المحتلة. الآن تطور الأمر إلى تهويد دولة إسرائيل نفسها.

لا أقول أن إسرائيل لم تكن قائمة على نظرية عنصرية صهيونية. بل ألفت إلى أنها كانت تترك هامشا، ولو ضيقا، لفلسطينيي الأرض المحتلة في العام 1948 ليكونوا "عرب إسرائيل".

وكانت تترك هامشا، ولو ضيقا، لأسماء عربية تطلق على بعض الشوارع والأماكن "الإسرائيلية". الآن، أصبح ذلك "الترف" الضيق ممنوعا. وأخذت إسرائيل تتهود، بمعنى أنها في إطار التحول إلى إمارة "يهودستان". في المشهد أيضا أن إمارة "ولي فقيهستان" قائمة في لبنان، وإن بتغطية محلية شيعية العنوان، كي لا نسميها إمارة "شيعستان-لبنان".

في مواجهة هذا المشهد، رأى وليد بيك جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، ضرورة الاستعداد لمواكبة الحقبة الآتية، أو المفترض أنها آتية، فأعد الأرضية لإمارة "درزستان"، من دون أن يعلن قيامها. ولكن البيك الاشتراكي، الذي قرر أن يتكلم لغة درزية اعتبرها من خصوصية طائفته، لم يقطع مع خيار الدولة اللبنانية، بل ربط موقفه منها مع موقع رئاسة الجمهورية. فإذا بقيت، بقي ضمن شروطه و"خصوصياته" وإذا زالت يعلن قيام إمارته "المتصالحة" مع إمارة "ولي فقيهستان" ومع السنة عبر إصراره على استمرار العلاقة مع دولة الرئيس المكلف سعد الحريري.

الفرضيات الإماراتية تعززها التهديدات الإسرائيلية بشن الحرب الأولى على الدولة اللبنانية. سابقا حاربت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية في العامين 1978 و 1982. وحاربت ما كان مقاومة في العامين 1993 و1996، وحاربت "حزب السلاح" في العام 2006، مع أن قصفها وصل إلى عكار، لكنها لم تستهدف لا السراي الحكومي، ولا القصر الجمهوري، ولا وزارة الدفاع، ولا قيادة الجيش، ولا المصرف المركزي، ولا مؤسسات الدولة الأخرى.

البيك الاشتراكي يستشعر خصوصيته الدرزية عندما يتعلق الأمر بسلامة الطائفة. لذلك شارك، وهو الذي لا يشارك، الأمير طلال أرسلان في حماية حدود الإمارة عندما تعرضت للاعتداء في أيار العام 2008. ولذلك أيضا، تنازل، وهو الذي لا يتنازل، فكلف وئام وهاب مهمة شرطي السير الموكلة إليه مهمة تأمين طريق "درزستان لبنان" إلى محافظة السويدا، أو جبل العرب في سوريا، حيث الامتداد الطبيعي للطائفة. البيك ليس بحاجة لوئام ليؤسس له حيثية في السويدا، فهو مبايع من قبل الأمير الأطرش منذ زيارته التاريخية للمنطقة عندما رفض الأمير المسن التقدم على وليد بيك مطلقا شعاره "لا نتقدم على إبن عمود السما".

البيك لم يخلع على معالي الوزير السابق حتى منصب رئيس الإنكشارية الذي كان مؤتمنا على جباية الميري، أو الضرائب. عينه فقط رئيسا لدورية السير على طريق حاصبيا-السويدا.

سوريا، المتقاربة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تسهل مهمة دورية السير "الوئامية" تحت سقف بقاء السويدا جبلا للعرب، ما يعني عدم تحولها إلى إمارة.

سوريا تنفذ بالحرف، وإن ببطء، التوجيهات الأميركية القاضية بتغيير سلوك النظام لقاء بقائه في معزل عن حقبة الإمارات الآتية. لذلك لم تعرقل دمشق الانتخابات النيابية اللبنانية. ولذلك قبلت دمشق استقبال جنبلاط، ولذلك تحدث وهاب عن توافق "سوري-سعودي-أميركي" من دون أن يأت على ذكر كلمة إيران أو إيراني.

ولذلك أيضا سارع وزير خارجية إيران منوشهر متكي، وبوقاحة لم تستدع ردًا من وزارة الخارجية اللبنانية، إلى استدعاء "متطوعين عرب" لمحاربة إسرائيل في لبنان.

هل يعني ذلك أن سوريا قد قطعت مع إيران؟ كلا. ولكن ذلك يعني أن سوريا تسير ببطء السلحفاة باتجاه ضمان مقايضة بقاء نظامها ودولتها خارج حقبة الإمارات... كي تقطع مع إيران.

ما زالت الأمور في بداياتها حيال نهائية علاقة سوريا بإيران، لا سيما في ضوء التجاذب الذي يقال إنه قائم في دمشق بين من يرغب في العودة إلى عروبة ما، ومن يرغب في الحفاظ على ممانعة لصيقة بإيران.

في ضوء ما تقدم، يتحول الحديث اللبناني عن تأثير تموضع وليد جنبلاط على تشكيل الحكومة وأبدية حركة 14 آذار تفصيلا هامشيا مقارنة بمقتضيات خطوة التحول إلى الدرزي في مسيرة وليد جنبلاط الاشتراكي العلماني، وهي حركة لجأ إليها في المرة الأولى العام 1982 أثناء الاحتلال الإسرائيلي، فحل الحركة الوطنية اللبنانية وغادر إلى العاصمة الأردنية عمان، ولم يعد إلى لبنان إلا عبر سوريا لا لقيادة الدروز في مواجهة إسرائيل، ولا لقيادة التقدميين الاشتراكيين في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي قادها الراحل جورج حاوي وأمين عام منظمة العمل الشيوعي محسن إبراهيم، بل لاستعادة أرض الإمارة...

وليد جنبلاط، خارج قاموس الخطأ والصواب، قام بما يراه مناسبا لدرء خطر مفترض عن طائفته وأرضها.

فماذا ستفعل بقية قوى 14 آذار غير الإعلان عن تأكيد تمسكها بخيار الدولة الذي لم يطلقه جنبلاط بل ربط معه عبر التصاقه برئاسة الجمهورية الباقية ما بقيت الجمهورية؟

المهم ألا يصيب قوى 14 آذار ما أصاب ذلك المتفرنج الذي دخل دكان فوال الضيعة وطلب طبق "بيف أسترغونوف" فأكل صحن الفتة... وقضى من التلبك المعوي...

 

سياسات الزجل

لبنان الآن

حازم صاغيّة ، الاثنين 10 آب 2009

في أحد المهرجانات الكبرى التي أحيتها حركة 14 آذار، قال وليد جنبلاط في الخطاب الذي ألقاه: "يا بيروت بدنا التار/ من لحّود ومن بشّار". بدا يومها زعيم "الحزب التقدّميّ الإشتراكيّ" بالغ الحماسة وبالغ التصالح مع نفسه في تلك اللحظة. وبدورهم، صفّق كثيرون بقوّة ومن دون انقطاع لهذه العبارة ولقائلها، أمّا المؤيّدون ممن لم يتسنّ لهم حضور المهرجان، وكانوا أكثر من الحاضرين، فحفظوا العبارة المذكورة عن ظهر قلب وردّدوها كما لو أنّها لحظة التقاء الفصاحة بالسعي والمبادرة.

يومها، قلّة من مؤيّدي حركة 14 آذار، أو الذين على مقربة منها، كرهت هذا الزجل الذي حلّ محلّ خطاب سياسيّ يشرح طبيعة الموقف ويحلّله، كما يزوّد مناصري "الاستقلال الثاني" بالحجج والشعارات المناسبة لمعركتهم. كذلك كره هؤلاء تقديم المشكلة كلّها بوصفها "تاراً" [ثأراً]، فيما هي من طبيعة سياسيّة لا صلة لها بالثأر وباقي القيم والعادات القبَليّة المتخلّفة.

لكنّ الحماسة، كالعادة، جرفت التحفّظ. وفي الحماسة يصبح كلّ كلام تهييجيّ مقبولاً، بل مرغوباً، فيما يبدو النقد المتّشح بالعقلانيّة أشبه بفذلكة ثقيلة الظلّ لا يرغب أحد في الاستماع إليها.

والحال أن الزجل وطلب الثأر ينتهي فعلهما مع انتهاء قولهما. فهما يشكّلان تنفيساً لفظيّاً يُغني عن وضع سياسات دؤوبة وطويلة النفس. ولمّا كان طلب الثأر من طقوس البداوة ومن قيمها، ولمّا كان البدويّ معروفاً بحدّة طباعه، ولكنْ أيضاً بسرعة نسيانه وتقلّب أمزجته وأطواره، بدا من التسرّع التعويل عليه والبناء على ما يصدر عنه.

وها هي الأيّام الأخيرة وما اعتراها من تحوّلات جنبلاط تعلن ذلك بوضوح. لكنّها تقول، أيضاً، إن البند الزجليّ والبدويّ في لغة 14 آذار السياسيّة ظلّ دائماً أساسيّاً ومتضخّماً. وليس من المبالغة ربط هذا التضخّم بالانتكاسات التي عرفتها الحركة وتعرفها اليوم. صحيح أن أسباباً أخرى، من طبيعة سياسيّة واستراتيجيّة وأمنيّة، هي التي تفسّر ما حصل ويحصل. بيد أن اللغة في وسعها أن تزيد المناعة حيال الأسباب السياسيّة السلبيّة، كما في وسعها أن تُضعفها.

فكلامٌ كهذا صالح جدّاً لتعبئة طائفة من الطوائف، أو لحشد "رجال عشيرة" أو "رَبع"، لكنّه يغدو بلا نفع حين يتعلّق الهدف ببناء وطن ودولة (تبعاً للإدّعاءات المعلنة على الأقلّ)، سيّما وأن هذا الوطن بالغ التعدّد والاختلاف، يستدعي التفكير فيه اعتماد أعلى درجات العقلانيّة. لا بل حين يكون الطرف المُخاطَب متعدّداً ومختلفاً، تمسي مسؤوليّة اللغة أكبر، لأنّها تغدو مسؤولة عن توحيد، أو تقريب، عناصر متباينة المنشأ. فـ"الهوسة" و"الهوبرة" قد تفيدان حين يكون الجمع منسجماً، يكفي القليل من الطقوس والرموز، ومن السجع والزجل، لأن يثير كوامن نفسه الجمعيّة ويطلق حماسته الانفعاليّة. أمّا ائتلاف كائتلاف 14 آذار، ومهمّة كمهمّته المدعوّة "الاستقلال الثاني"، فيتطلّبان لغة أخرى تخدم لفترة زمنيّة أطول مما تفعل لغة التنفيس. وهذا تحدٍّ سيبقى مطروحاً على اللبنانيّين الذين يريدون فعلاً أن يبنوا وطناً ودولة، أكانت حركة 14 آذار هي التي ستتولّى إنجاز هذا الهدف(؟) أم غيرها ممن يأتي بعدها ويتعلّم من تجربتها.

 

غموض حول مصير غندور واستبعاد "مبدئي" للسياسة

نهارنت/لم تظهر اي اشارات واضحة تحدد مصير رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال عبدالله غندور الذي اختفى منذ الجمعة الماضي في ظروف غامضة اثر مغادرته مكتبه في الغرفة. وكانت وجدت سيارته من نوع "مرسيدس" كحلية اللون مركونة الى جانب إحدى البنايات في منطقة الهيكلية التي لا تبعد عن مكتبه في طرابلس سوى بضعة كيلومترات، كذلك عثر على محفظته وفي داخلها اوراق شخصية وهاتفه المحمول· وتركز التحقيقات على الاتصالات الهاتفية التي اجراها قبيل اختفائه، وأشارت "الحياة" الى أنه كان اتصل بزوجته وأبلغها بأنه يتوجه لإجراء فحوص طبية لمعرفة الأسباب وراء هبوط ضغطه بصورة مفاجئة، وانه عاد ثانية للاتصال بها ليطمئنها بأن لا شيء يدعو للقلق وان طبيبه نصحه بالتوقف لفترة من الوقت عن تناول الدواء الخاص بضبط الضغط. ولفتت "الحياة" الى رواية أخرى ذكرت أن غندور توجه الى أحد المستشفيات وهو يقود سيارته بنفسه لعيادة سائقه والاطمئنان عليه بعد أن خضع الى عملية جراحية. وتبين ان غندور يحمل جهازاً خليوياً ثانياً أبقى عليه مفتوحاً واستخدمه لمرة واحدة للاتصال بابنه أثناء وجوده في منطقة الهيكلية. لكن المكالمة سرعان ما انقطعت. ومع استبعاد أي سبب سياسي لاختفاء غندور في ظروف غامضة، لفتت الصحيفة الى "أنه كان مدعواً في الليلة نفسها لتناول العشاء في زحلة من الهيئات الاقتصادية فيها تكريماً لرئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة. وتمنى قاضي التحقيق خالد عكاري المولج متابعة هذا الملف على عائلة غندور عدم الادلاء بأي تصريح لحسن سير التحقيق، وأشارت "اللواء" الى انه سيعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين لاعضاء مجلس ادارة الغرفة للاعلان عن موقفه بقضية اختفاء غندور. وقد أبدى اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان بعد اجتماع طارىء عقده الاثنين، استنكاره لموضوع اختفاء غندور، مطالبا السلطات القضائية والامنية وكافة المسؤولين بتكثيف جهودهم من اجل جلاء المسألة.

وأعلن رئيس الاتحاد محمد الزعتري "ان الاتحاد سيبقي اجتماعاته مفتوحة، ولن يدخر وسعا في تقديم اي مساعدة على هذا الصعيد". يشار إلى ان شقيق غندور كان قد اختفى منذ أربعة أشهر لمدة تراوح بين 10 و15 يوما، تبين لاحقا انه توارى في شقة سائقه لأسباب مالية.

 

اجتماع في غرفة الصناعة في طرابلس لبحث ملابسات اختفاء غندور

التنويه بجهود وزير الداخلية ومحافظ الشمال وعمل الاجهزة الامنية والقضائية

وطنية - عقد اجتماع في غرفة الصناعة والتجارة في طرابلس ترأسه محافظ الشمال ناصيف قالوش وحضره قائد المنطقة الشمالية لقوى الأمن الداخلي العميد صباح حيدر، نائبا رئيس الغرفة ميشال بيطار ومارسيل شابطيني واعضاء مجلس الإدارة، وتم البحث في ظروف اختفاء رئيس الغرفة عبد الله غندور.

وبعد انتهاء الاجتماع عقد مؤتمر صحافي،أذاع خلاله شابطيني، البيان الآتي: "على اثر الظروف التي رافقت غياب رئيس مجلس إدارة الغرفة عبد الله غندور، وعدم وجود أية معلومات لغاية تاريخه عن مكانه، إجتمع مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في مركز الغرفة، وبعد إستعراض الوضع قرر المجلس ما يأتي: التنويه بجهود معالي وزير الداخلية والبلديات وسعادة محافظ الشمال وبعمل الاجهزة القضائية والامنية وتوسيع التحرك في إتجاه كافة المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والاقتصادي والبلديات والنقابات والجمعيات لاتخاذ موقف واضح وصريح تضامنا مع غرفة طرابلس والشمال، وكذلك التنسيق مع إتحاد الغرف اللبنانية لاتخاذ موقف موحد لجلاء هذا الموضوع. وقرر المجلس ابقاء جلساته مفتوحة لمتابعة وملاحقة كافة التطورات". ورفض المجتمعون الاجابة على اسئلة الصحافيين.

 

تقدم قوة مدرعة اسرائيلية الى محيط بوابة مزارع شبعا

نهارنت/تقدمت ظهر الاثنين ، قوة مدرعة إسرائيلية الى محيط بوابة مزارع شبعا ، مؤلفة من ثلاث آليات ترافقها شاحنة مدنية. وذكرت "الوكالة الوطنية" ان القوة تمركزت في المكان بدأت ورشة من العمال الإسرائيليين بصيانة السياج الشائك على بعد أمتار قليلة من بركة شبعا، وسط اجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة على هذا المحور. ودفع هذا الامر بالجيش اللبناني المتمركز في الجهة المقابلة الى رفع درجة الجهوز لديه، وتوزعت عناصره داخل التحصينات وكذلك المدرعات. أما قوة "اليونيفيل" التي دفعت ببعض آلياتها الى محيط البركة فكانت تراقب وتتابع ما يحصل في الجانبين المحرر والمحتل من الأرض هناك، وكانت تزود قيادتها ما يحصل داخل المزارع المحتلة تباعا.

 

اسرائيل تلوح بانتقام عنيف وترى المواجهة حتمية مع حزب الله

نهارنت/حذرت اسرائيل "حزب الله" من أنه سيدفع ثمنا باهظا اذا حاول المساس بأي من ديبلوماسييها او مواطنيها في الخارج. وأوضح نائب وزير الخارجية داني ايالون، أنه "إذا مسّت شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي، أو إذا مسّ بأي مواطن، سيعتبر "حزب الله" مسؤولا، وسيتحمل النتائج التي ستكون وخيمة، مشيرا الى ان "الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال "حزب الله" وسيتحمل تبعات سفك الدماء". وجاء كلام ايالون تعليقا على تقرير نشرته وسائل إعلام مصرية، جاء فيه ان أجهزة الأمن المصرية كشفت عن خطة لاغتيال السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين وفي موقف آخر، رأى أيالون في مقابلة مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي "ان جولة مقبلة من المواجهات مع "حزب الله" باتت حتمية وستقع قريبا". واعتبر ان صمت اسرائيل ازاء تهديدات الحزب المتواصلة هو خطأ"، داعيا الى الرد بعملية عسكرية فورية وحاسمة ومدروسة, داعيا المجلس الوزاري الامني المصغر لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية عسكرية فورية ضد لبنان تضع حدا لتهديدات "حزب الله". واضاف ان "اللبنانيين كحكومة و"حزب الله" يدركون ان الهدوء الذي يسود المنطقة الحدودية منذ حرب تموز هو نتيجة لما نفذته اسرائيل في حرب لبنان".

 

نتانياهو: حكومة لبنان مسؤولة عن اي هجوم اذا كان حزب الله جزءا منها

نهارنت/حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بيروت من مغبة دخول حزب الله في الحكومة المقبلة. وقال نتانياهو لصحافيين خلال جولة في جنوب اسرائيل "ليكن واضحا ان الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولية اي هجوم يأتي من اراضيها اذا اصبح حزب الله رسميا جزءا منها".  واضاف "آمل الا تحتاج اسرائيل للجوء الى رد من هذا النوع".

وكانت اسرائيل حذرت "حزب الله" من أنه سيدفع ثمنا باهظا اذا حاول المساس بأي من ديبلوماسييها او مواطنيها في الخارج. وأوضح نائب وزير الخارجية داني ايالون، أنه "إذا مسّت شعرة واحدة من مسؤول أو مندوب إسرائيلي، أو إذا مسّ بأي مواطن، سيعتبر "حزب الله" مسؤولا، وسيتحمل النتائج التي ستكون وخيمة، مشيرا الى ان "الشعب اللبناني مسؤول عن أعمال "حزب الله" وسيتحمل تبعات سفك الدماء".

الحريري عاد وسط تجاذب متجدد حول الصيغة الحكومية والمعارضة تستعد للتصعيد

نهارنت/عاد الكباش الحكومي ليدور حول الصيغة او الاطار السياسي للحكومة العتيدة بعد بروز صورتين سياسيتين مختلفتين، الاولى عكستها مواقف الاكثرية التي أعطت دفعا لاعادة النظر بصيغة 10-10-5 في ضؤ التحولات الجنبلاطية، والثانية عبرت عنها مواقف المعارضة التي حذرت من التراجع عن الصيغة المتفق عليها سابقا، ملّوحة بخطوات تصعيدية.

في وقت عاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الاولى من فجر الاثنين الى بيروت آتيا من باريس على متن طائرة خاصة، بعدما أمضى إجازة عائلية حوالى الاسبوع في جنوب فرنسا. وذكرت صحيفة "الاخبار" أن المعارضة تنظم نفسها للتصعيد أكثر إن لم يعد الرئيس المكلف سعد الحريري خلال 48 ساعة. وأمهلت مصادر المعارضة الحريري أسبوعاً للتأليف وإلا فسينعكس ذلك أزمات متنوعة داخل قوى 14 آذار. ونقلت صحيفة "السفير" عن مرجع قيادي بارز في المعارضة "ان اي عودة عن صيغة 15-10-5 ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى".

واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، مؤكدا ان الاستحقاقات السياسية الكبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار.

وذكرت أوساط في تيار المستقبل للصحيفة ان الحريري ما زال يتحرك ضمن "مهلة السماح"، لافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته.

ورأت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية.

وفي المقابل اكدت مصادر قريبة من قوى 14 آذار ل "النهار" ان اي اتجاه نهائي وحاسم في صدد تأليف الحكومة لم يتخذ بعد في انتظار عودة الحريري الى بيروت.

ورأت ان طرح صيغ جديدة او اقتراحها لا يأتي في اطار التنصل من مبدأ تاليف حكومة وحدة وطنية وانما من باب اعادة تصويب التوازنات التي اختلت وان يكن جنبلاط اعاد تأكيد دعمه للرئيس المكلف، باعتبار ان موقفه اصاب موقع الاكثرية كلاً ولا يمكن تجاهل انعكاساته. واستبعدت مصادر قيادية في الحزب "التقدمي الاشتراكي" ان يكون لمواقف جنبلاط تأثير على الصيغة المتفق عليه لتأليف الحكومة، مشيرة الى أن "لقاء المكاشفة المرتقب بين الحريري وجنبلاط سيقطع الطريق على من يحاول ان يوحي بأن تشكيل الحكومة هو الآن امام معادلة جديدة مختلفة عما كان اتفق عليه". وفي هذا السياق، أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن الإتفاق على الأرقام أصبح واضحاً، وأكد أن الرئيس المكلف سيعود قريباً إلى لبنان مع صيغة قد تكون مفاجأة للجميع، مشيراً إلى أن العقدة تتمحور حول ثلاث حقائب أساسية هي الأشغال والداخلية والإتصالات.

 

ايران تزود "حزب الله" بـ"فتح- 110" وصواريخ مضادة للطائرات 

  ١٠ اب ٢٠٠٩/المصدر : وكالات

كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية ان "حزب الله" يستعد لتسلم صواريخ مضادة للطائرات وأخرى أرض- أرض من نوع "فتح-110" من ايران، مشيرة الى ان الحزب تسلم في الفترة الأخيرة صواريخ أخرى من المصدر نفسه. وأشارت المصادر لموقع "دبكا" الإسرائيلي إلى أن "إيران تبدو قلقة من أن يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لمعاقبة "حزب الله" بسبب إحباطه من عدم تمكنه من فك ارتباط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بطهران". أضافت: "رد الايرانيون من خلال ضخ تكهنات عن التهديد الاسرائيلي وبناء ترسانة "حزب الله" عبر تسليمه صواريخ جو- جو وأرض- أرض، وصواريخ تطلق من الشاطئ إلى البحر بهدف شل إسرائيل عسكرياً واستهداف المدنيين في حال وقوع حرب". ولفتت الى أن "الايرانيين سارعوا إلى تزويد حليفهم اللبناني بصاروخ مضاد للطائرات "أي إي-8" وصاروخ ذاتي الدفع "أس إي أم"، وبطاريات صواريخ تعتقد إسرائيل أنها سلمت إلى حزب الله". وكشفت أن "حزب الله يستعد لتسلم صواريخ مضادة للطائرات من نوع "أس إي أم-8" وصاروخ أرض- أرض "فتح-110" ايراني الصنع يستطيع حمل نصف طن من المتفجرات في رأسه الحربي ويصل مداه إلى 200 كلم". وذكر الموقع أن "إسرائيل كانت حذرت سوريا منذ سبعة أشهر بأنه في حال سمحت لهذه الصواريخ بعبور حدودها باتجاه لبنان، سيتم اتهامها بأنها تزعزع قوى التوازن الاقليمي والسماح لها بشن هجوم على هذه الصواريخ قبل أن تغادر سوريا كما في لبنان". واوضحت المصادر ان "صاروخ "فتح-110" مشابه لـ"زلزال 2" الذي استخدمه "حزب الله" لضرب القرى الاسرائيلية الشمالية، ومن الممكن أن يصل إلى تل أبيب. كما أنه يملك دقة عالية نظراً الى نظام التوجيه الصيني الذي اشترته إيران".

 

علوش لـ "صوت لبنان": الصيغة الحكومية 15-10-5 ما تزال قائمة ولولا التعقيدات المتعلقة بموقف جنبلاط لكانت المسألة محلولة

صوت لبنان/لفت القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الى الاستعداد للقيام ببعض الحلحلة مؤكداً ان العقد ما تزال في مسألة توزيع الحقائب.

وشدد على ان الصيغة الحكومية 15-10-5 ما تزال قائمة ايضاً. وقال لاذاعتنا انه لولا التعقيدات الاخيرة المتعلقة بموقف النائب وليد جنبلاط لكانت المسألة محلولة.

ولفت علوش الى بعض التموضعات الجديدة التي تفرض حواراً جديداً متحدثاً عن ان الساعات المقبلة قد تشهد مستجدات. ورأى ان المطلوب عقد اجتماع لقوى الرابع عشر من آذار، وقال ان المهم هو هل سيحضر جنبلاط ام لا؟ مشيراً الى ان الامر متروك للساعات المقبلة.

 

حذّر من علاقات سورية - درزية

اللواء/بيضون: جنبلاط يرفع شعار "الدروز أوّلاً"

اعتبر النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في حديث اذاعي ان "خوف (رئيس اللقاء الديمقراطي النائب) وليد جنبلاط من تداعيات 7 ايار وما رافقها له وجهان، وجه له علاقة بخصوصية الطائفة الدرزية ووجه آخر ان حزب الله غير ملتزم الى الآن ما جرى الاتفاق عليه في الدوحة· وهو ان السلاح للخارج اي لمقاومة اسرائيل ولن يستعمل في الداخل· كان وليد جنبلاط يصور للعالم ان هذا السلاح هو للداخل واصبح في ذهن جميع اللبنانيين ان حزب الله وسلاحه يتجهان الى الداخل ولتهجير طائفة معينة، وهذه صورة تضر بحزب الله"·

واعتبر ان "صورة حزب الله والتزام القرار 1701 على المحك، وربما بعض من الحزب سيسعد بقوله ان وليد جنبلاط يعود الينا فيما المطلوب ان يحرص حزب الله على تصحيح صورته امام الرأي العام المحلي والدولي"· اضاف: "ليس مطلوباً من وليد جنبلاط ان يذهب كدرزي الى سوريا بل المطلوب ان يذهب اليها باسم لبنان"، مقترحاً توليه وزارة الخارجية في حكومة سداسية يشكلها الرئيس سعد الحريري ويتولى جنبلاط فيها تحسين العلاقات الخارجية مع سوريا نموذجاً لعلاقات عربية راسخة وحضارية وأكثر من ممتازة"·

وحذر من "الذهاب في علاقات درزية ? سورية، وتكرار مأساة العلاقات الشيعية ? السورية، وهي سبب من اسباب فشل العلاقة السورية ? اللبنانية، ذلك ان على سوريا ان تؤمن بلبنان دولة قوية وتتعامل معها كدولة وليس كجماعات شيعية او درزية او اقامة كرسي بطركية مارونية للجنرال (النائب ميشال) عون في حلب، او اقحام علاقات سنية سورية لتعجيز سعد الحريري بدل ان يكون رئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين"· واستغرب "الا يكون وليد جنبلاط مع شعار لبنان أولاً، في حين يرفع شعار الدروز اولاً"· واعتبر "ان في امكان سعد الحريري المزج بين المعادلة المحلية والمعادلة الاقليمية وفي امكانه ان يستوعب جنبلاط ويرتب العلاقات اللبنانية ? السورية ويوقف كل التجاوزات"·

 

ضو: محاولات متكررة للانقلاب على نتائج الانتخابات وعلى 14 آذار

موقع القوات اللبنانية/حذر عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو من المحاولات المتكررة لقوى 8 آذار بأشكال وصيغ معلنة تارة ومبطنة تارة أخرى للانقلاب على نتائج الإنتخابات النيابية وعلى الرئيس المكلف سعد الحريري من داخل الحكومة، بعدما فشلت في الإنقلاب عليه وعلى قوى 14 آذار من خلال حوادث 7 ايار والإنتخابات النيابية الأخيرة والمفاوضات الممهدة لتشكيل الحكومة الجديدة. ورأى ضو أن عنوان المرحلة الراهنة لا يزال بالنسبة الى قوى 8 آذار هو نفسه العنوان الذي اعتمد منذ سنوات وهو اللجوء الى السلاح إن لم يكن استخداما فتلويحا باستخدامه من أجل فرض أمر واقع سياسي يقلب موازين القوى الإنتخابية. واعتبر ضو أن التركيز على معالجة التموضع السياسي الجديد لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط باعتباره عقدة التشكيلة الحكومية الجديدة هو بمثابة التعاطي مع العوارض وليس مع المرض لأن المشكلة الحقيقية التي تتطلب علاجا هي موضوع السلاح الذي يدفع بجنبلاط خصوصا واللبنانيين عموما الى التخوف من انعكاسات محتملة لأي حرب إقليمية أو لأية تطورات على علاقة بالقرار الظني المنتظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز على الإستقرار الداخلي اللبناني. وحذر من محاولات قوى 8 آذار المتكررة لاختلاق الأزمات السياسية ورمي أسبابها على النظام السياسي مقدمة للمطالبة بتعديلات دستورية تمس جوهر الميثاق الوطني واتفاق الطائف القائمين على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين"، رافضا أي بحث في تعديلات دستورية على علاقة بجوهر النظام السياسي اللبناني في ظل وجود سلاح خارج الإمرة السياسية والعملانية للدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية. وعن الإتصالات السورية – السعودية، لفت ضو الى أن هناك حربا نفسية وإعلامية تشنها قوى 8 آذار بهدف تحقيق مكاسب داخلية من خلال إيهام الرأي العام اللبناني عموما، وجمهور 14 آذار خصوصا بأن نتيجة هذه الإتصالات هي صفقة سورية سعودية على حساب لبنان وثورة الأرز. وتمنى ضو الوصول الى اليوم الذي ينتهي فيه دور 14 آذار كحركة سيادية – استقلالية مشددا على أن ذلك مرهون بتحقيق ثلاثة أمور أساسية: تدعيم أسس الاستقلال السياسي والجغرافي، وانجاز بسط السيادة الكاملة للدولة اللبنانية بقواها العسكرية والأمنية الرسمية على أراضيها كلها بدءا من مزارع شبعا مع ما يتطلبه ذلك من ترسيم للحدود، مرورا بإقفال المعسكرات الفلسطينية في الناعمة وقوسايا وغيرها، وضمان المرجعية الحصرية للدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الدستورية.

 

فتفت: اعتذار الحريري غير وارد وعون هو من يعرقل 

وكالات/١٠ اب ٢٠٠٩ /رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت موقف النائب ميشال عون مستمر بشكل تصاعدي منذ الانتخابات ويحاول أن يحصل في السياسة ما لم يستطيع تحصيله في الانتخابات النيابية، معتبرا أن عون في تصعيده لا يأخذ بعين الاعتبار أبدا أي هم وطني وأي مسؤولية ويريد أن يسمّي وزراء فشلوا في الانتخابات ولكن نجحوا في أماكن آخرى برأيه، مضيفا: "أنا أسمع كثيرا عن نجاحات الوزير جبران باسيل ولكن أريد أن أسأل المواطن هل يرى هو ذلك؟". وأشار في حديث لـ"أخبار المستقبل" إلى أن التأخير في تأليف الحكومة سببه عرقلة عون ومواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الآخيرة، مشيرا الى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان لديه تعهدات من المعارضة بأن لا يكون هناك مواقف ومطالب تصعيدية من عون. وبالنسبة لصيغة "15+10+5"، رأى أنها كانت نوع من الاتفاق غير النهائي بمعطى سياسي معين، معتبرا أن هذا المعطى تغير بعد أن قال جنبلاط أنه يريد أن يعود الى الوسط، مشيرا الى أن كلامه عن زيارة سوريا وإيران ليس في الوسط. وشدد فتفت على أن اعتذار الحريري أمر غير وارد أبدا لا من ناحيته ولا من ناحية "تيار المستقبل" ولا من ناحية 14 آذار، معتبرا أن الدستور يحميه تماما ليأخذ وقته في تشكيل الحكومة. وإذا رأى أن هناك مسؤولية معينة على رئيس الحكومة المكلف، شدد على أن هناك مسؤولية أيضا على الكتل النيابية والمطالب التي ترفعها.

 

طهران ترحب بجنبلاط "القديم ـ المعدل"

 التاريخ: ١٠ اب ٢٠٠٩/المصدر: السفير/أعلن مصدر إيراني مطلع أن طهران ترحب بعودة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "القديم ـ المعدل". وأشار المصدر لـ"السفير" إلى استلام جنبلاط رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته الشام، وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة لكونها علاقة تاريخية.

 

جنبلاط: "اشتقنا" ... والحريري:"الى ماذا.. للمناكفة"؟

نهارنت/في انتظار ان يعقد اللقاء بين الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط المنتظر فور عودة الحريري، كشفت صحيفة "السفير" ان أول اتصال سياسي مباشر بين الرجلين تم الاحد، مع إرسال "باقة ورد" من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وأضافت الصحيفة ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة "اشتقنا"، لكن الحريري أجابه ممازحاً "الى ماذا.. للمناكفة"؟. وأشارت صحيفة "الاخبار" من جهتها، الى أن الوزير غازي العريضي مهّد في اليومين الماضيين للقاء يجمع جنبلاط والحريري فور عودة الأخير، تمهيداً للاتفاق على عناوين عدّة يلتزم جنبلاط بها حتى بعد خروجه من تجمع 14 آذار. وأبدت مصادر قيادية في الحزب "التقدمي الاشتراكي" لصحيفة "الحياة" تفاؤلها "بردم الهوة" بين الحريري وجنبلاط انطلاقاً من مواكبتها للاتصالات الجارية "بعيداً من الإعلام والمدعومة بجهد فوق العادة من جانب المملكة العربية السعودية تمثل بإيفاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الإعلام والثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة الى بيروت".

واضافت المصادر ان تفاؤلها "لا يأتي من فراغ ولا ينم عن رغبة فحسب وإنما يستند الى معطيات" تدفعها الى التأكيد ان تحالف الحريري – جنبلاط باق ولن يتأثر بالمواقف التي صدرت عن الأخير. وعلى خط العلاقة بين جنبلاط وايران، نقلت "السفير" عن مصدر إيراني مطلع أن طهران ترحب بعودة جنبلاط "القديم ـ المعدل"، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.

 

رعد يستبعد ايجاد صيغة حكومية غير 15-10-5

نهارنت/أوضح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد انه "من الصعب جدا ان نجد صيغة اخرى بديلة لتشكيل الحكومة غير 15-10-5 ولن نجد". وأضاف انه لا يرى "ان التغيير في المواقف والتقلبات من موقع الى آخر يغير في المعادلة الحكومية"، ورفض الطرح الداعي الى تشكيل حكومة تكنوقراط واصفا ايه بانه غير واقعي.  واعتبر رعد في حديث الى اذاعة "النور" ان "التعقيدات هي في الفريق المسيحي داخل 14 آذار"، مشيرا الى ان "التنافس على توزيع الحقائب ومحاولة استحضار المشكلة مع "التيار الوطني الحر" هي للتستر عن الخلاف الداخلي في ما بينها". ورّد رعد على التهديدات الاسرائيلية مؤكدا أن "من يعمد لشن حرب على لبنان يؤكد جنونه لأنه لا يستطيع ضمان اهدافها ونتائجها ما يجعل مشهد حرب تموز متواضعا امام المشهد المنتظر في حال وقعت الحرب". ورأى انه "يبدو ان اسرائيل تنتهز فرصة عدم تشكيل حكومة في لبنان لتطلق تهديداتها"، لافتا الى ان "حكومة وحدة وطنية كما تريدها المعارضة، تشكل حاجزا امام مطامعها". 

 

الاجتماع الاسبوعي للمكتب السياسي الكتائبي في بكفيا: نجدد دعمنا للرئيس المكلف في تشكيل الحكومة وكما يراها مناسبة

ضرورة المضي في مشروع الدراسة الخاصة بمعالجة الصرف الكيفي لاساتذة

للعمل مع المراجع المعنية على عقد مؤتمر عاجل لفتح ملف الاستشفاء

وطنية - عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الاسبوعي، عصر اليوم في دارة رئيس الحزب الرئيس امين الجميل في بكفيا وبرئاسته، وخصص للبحث في قضايا حزبية وإدارية، وفي مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة اللبنانية. وبعد الاجتماع، أصدر المكتب السياسي بيانا جاء فيه:

"للاسبوع السادس على التوالي، لا تزال عملية تشكيل الحكومة الجديدة متعثرة بسبب العراقيل والشروط التي تضعها المعارضة امام الرئيس المكلف في محاولة للاجهاز على الواقع الذي افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة، تارة تحت شعار المشاركة والتوافق وطورا تحت التهديد بأحداث شبيهة بالسابع من ايار المشؤوم. ولكن الاكثر مدعاة للاستغراب، هو الايحاء السياسي والاعلامي للمعارضة أن الرئيس المكلف هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة.

من هنا فإن المكتب السياسي يجدد دعمه للرئيس المكلف في عملية تشكيل الحكومة ويدعوه الى الاسراع في اعلان تشكيلة حكومية للانقاذ الوطني كما يراها مناسبة، ووضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية الحقيقية تجاه الرأي العام، لانه لا يجوز ان تستمر عملية المراوحة السائدة لا سيما أن البلاد تغرق في العديد من المشاكل وتواجه استحقاقات داخلية وخارجية صعبة، وقضايا الناس متروكة في مهب الريح.

كما يدعو الرئيس المكلف الى حزم امره في اسرع وقت والتفاهم مع رئيس الجمهورية على اختيار الفريق الانقاذي المناسب ليتم اصدار المراسيم بسرعة لا سيما ان كل الاطراف عبروا عن مواقفهن ومطالبهم وباتت الرؤية واضحة".

واضاف البيان: "بعد التطورات الداخلية التي شهدتها الايام الماضية، يؤكد المكتب السياسي أنه مهما كانت الصعوبات والتحديات القائمة فإنها لن تدفع بالكتائب الى التراجع عما تؤمن به لخير هذا الوطن وسيادته واستقلاله وعزته. لقد دفعت الكتائب اغلى ما عندها في سبيل هذا الوطن من شهداء وشهداء أحياء وليست على استعداد للتفريط بشهاداتهم ايا تكن التضحيات. واذا كان البعض لا يجد حرجا في التنقل من موقع الى آخر وتجاهل مواقفه وادائه السابق فنحن ثابتون في خطنا الوطني ولن نحيد عنه.

فيوم وقفت الكتائب للدفاع عن لبنان ومنع التطاول على كرامته كان العالم كله ضدها ولم نخف او نتراجع، الى ان اثبتت تطورات السنوات القليلة الماضية ومواقف الآخرين صحة ما كنا ننادي به وصوابية ان نتمسك بلبنان اولا، وقبل اي شيء آخر.

ويوم اصبنا في صميم فلذات اكبادنا، قال البعض اننا انتهينا وسقطنا ولكننا اكدنا اننا قادرون على القفز فوق الجراح والثبات في مواقعنا.

واليوم، مجددا تبقى الكتائب راسخة في مسيرة النضال من اجل الوطن، ومصممة على الشراكة الفعلية مع من يشاطرها الايمان بلبنان الكيان والدولة.

قضايا إقتصادية واجتماعية

وتابع: "في الشق الاقتصادي والمعيشي، خصص المكتب السياسي جزءا من إجتماعه للبحث في ملفات تربوية وصحية واجتماعية، وتوقف عند ما بلغته أزمتان تحديدا: الأولى تتصل بالصرف الكيفي لأساتذة بعض المدارس الخاصة والثانية بملف التعرفة الصحية والمشاكل القائمة بين نقابة أطباء لبنان والضمان والمستشفيات الخاصة.

ففي الملف الأول: اطلع المكتب السياسي على تقرير يتصل بعمليات الصرف الكيفي التي تعرض لها مئات أساتذة التعليم الخاص في العديد من المدارس سواء تلك التي بيعت الى مالكين جدد أو تلك المتعثرة.

ونوه المكتب السياسي بالجهد الذي تبذله نقابة المعلمين في لبنان مع وزارة التربية وتجمع المؤسسات التربوية لمواجهة الأزمة التي وضعت مئات العائلات اللبنانية في حال من الضياع بعد فقدان مورد العيش وراتبهم الشهري. ولفت الى أخطار استمرار عمل البعض بمضمون المادة 29 من قانون التعليم من دون الأخذ في الإعتبار الكثير من العوامل الإنسانية والإنمائية والإقتصادية.

وشجع المكتب السياسي على ضرورة المضي في مشروع الدراسة الخاصة بمعالجة ملف الصرف الكيفي ومواجهة نتائجه التي يعمل من أجلها فريق عمل متخصص وطلب من المراجع التربوية في الحزب المشاركة فيها مشاركة فاعلة بهدف الحد من سلبيات استمرار العمل به.

وفي الملف الثاني: توقف المكتب السياسي عند مضمون تقرير مفصل تناول أسباب ونتائج الأزمة الجديدة الناشئة بين نقابة أطباء لبنان والضمان الإجتماعي وأصحاب المستشفيات والهيئات الضامنة، ورفض أن يبقى المرضى في لبنان أسرى مسلسل الأزمات هذه، والتي وضعت العديد منهم خارج المستشفيات ومراكز الطبابة كما حصل مع البعض منهم منذ ايام.

ودعا المكتب السياسي المعنيين الكتائبيين عن هذا القطاع العمل مع مختلف افرقاء النزاع والمراجع المعنية والدعوة الى مؤتمر عاجل لفتح ملف الإستشفاء في لبنان، ووضع آلية عمل تجنب اللبنانيين المزيد من الخضات المتلاحقة عبر توحيد التعرفة الصحية وضبط أبواب ومزاريب الهدر والسرقة من المال العام لتنفق المليارات المخصصة لهذا القطاع حيث يجب إنفاقها. وأكد أن هذا الأمر دونه عقبات إذا ما لم يتم توحيد التعرفة وتوفير وحدة النظرة والتخطيط للمستقبل".

 

الشيخ قاسم: المقاومة ليست خيار اللحظة السياسية ولا ردة فعل آنية

كلما ضغطوا علينا تحولنا إلى شعب أقوى وكلما ازداد تهديدهم ازددنا عنفوانا

الصيغة الحكومية المتفق عليها تعبر عن التوازن ولم يطرأ ما يستدعي تغييرها

لإنجاز توزيع الحقائب سريعا وعلى المتضررين من المواققف الأخيرة حل مشاكلهم

وطنية - أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال احتفال أقيم لمناسبة ولادة الإمام المهدي وذكرى انتصار تموز، في منطقة السهل، "أن الصراع مع اسرائيل هو صراع وجودي"، وقال: "إن المقاومة بالنسبة إلينا هي خيار الوجود والحياة والدفاع عن الأرض، والاستمرار والاستقلال. المقاومة ليست خيار اللحظة السياسية، وليست ردة فعل آنية وعابرة، بل هي تحصين للاستقلال، ولولاها لما خرجت اسرائيل من لبنان". أضاف: "كلما ضغطوا علينا تحولنا إلى شعب أقوى وأصلب، لن تهددنا اسرائيل ولن تتمكن من المساس بنا. وكلما ازداد تهديدها ازددنا عنفوانا وثقة". وعن الشأن الداخلي، قال الشيخ قاسم: "إن المسار السياسي في البلد اتضح منذ أشهر، وهو قائم على أربع قواعد: رفض الوصاية الأجنبية، استمرارية المقاومة مع نقاش الاستراتيجية الدفاعية من خلال طاولة الحوار، تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوافق، التوازن ولا إمكانية لغلبة فريق على آخر". أضاف: "إن الصيغة الحكومية التي اتفقنا عليها تعبر عن التوازن السياسي، ولم يطرأ ما يستدعي تغييرها أو تعديلها. وندعو إلى إنجاز توزيع الحقائب والتسميات في أسرع وقت ممكن، وعلى المتضررين من المواقف السياسية الأخيرة أن يحلوا مشاكلهم".

 

المكتب الاعلامي للرئيس بري:لم يصدر عن رئيس المجلس ولا عن عين التينة أي كلام يتعلق بالأزمة الحكومية

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ما يلي: "عممت "وكالة الانباء المركزية" كلاما منسوبا الى اوساط عين التينة، يهم المكتب الاعلامي التأكيد أنه لم يصدر عن الرئيس بري ولا عن أوساطه أي كلام يتعلق بالازمة الحكومية القائمة لا من قريب ولا من بعيد، لا بل مع الأسف فان ما ورد تضمن كلاما مدسوسا لم يرد في باله".

 

قماطي: نريد مشاركة حقيقية وفاعلة في حكومة الوحدة الوطنية

وطنية - اقام "حزب الله" احتفالا في بلدة سجد في مناسبة ولادة الامام المهدي وذكرى انتصار تموز 2006 وتكريم طلاب ناجحين في الامتحانات الرسمية، في حضور لفيف من العلماء وفاعليات سياسية واجتماعية وحشد من اهالي المنطقة. واكد نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الحاج محمود قماطي "اننا نريد مشاركة حقيقية في حكومة الوحدة الوطنية، لا حكومة ديكور"، لافتا الى "ان ما تحقق من اتفاق حول الاطار السياسي لتشكيل حكومة، هو مرض لنا ونقبل به، ونعتبر ان ما تحقق يحقق لنا مشاركة حقيقية فاعلة في الحكومة لكي نشارك في القرار السياسي وهذا ما نريده. اما التفاصيل فليست مشكلة وايضا الوقت والتوقيت ليس بمشكلة". واعتبر "ان ما صدر عن الاستاذ (رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب) وليد جنبلاط من مواقف، لن يؤثر على تشكيل الحكومة وعلى مسار تشكيلها، ولن يؤثر على الإطار السياسي العام الذي تم الاتفاق عليه بين المعارضة والموالاة ومع الرئيس المكلف"، واكد انها "ستستمر ثابتة، وسيستمر الاتفاق الذي توصلنا اليه. والمواقف التي اطلقها جنبلاط هي مواقف ايجابية وجيدة وتفيد الخط الوطني العروبي المقاوم في لبنان". اضاف: "لا ندعو هنا الى إلغاء او محاصرة الآخر او تفتيت شمله، وانما نريد ان نتعاون ونتوافق ونتواصل ونتفاهم للوصول الى الاستقرار في البلد". واختتم الاحتفال بباقة من الاناشيد لفرقة "الفجر الانشادية".

 

النائب جنبلاط:انا الوحيد المخول تحديد موعد زيارتي لدمشق وفقا للظروف

وحده مبدأ حكومة الشراكة الوطنية يلغي المتاريس السياسية والحزبية في البلد

تهديدات اسرائيل تحتم تكثيف الامكانات والطاقات لتأليف الحكومة ورص الصفوف

الحزب لن يدخل في سجال مع أي طرف سياسي وسينكب على ورشته التنظيمية الداخلية

وطنية - أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي الى جريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي. ومما جاء جاء فيه: "تذكرنا التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بويترة يومية بالظروف التي سبقت الاجتياح الاسرائيلي للبنان سنة 1982 لا سيما بعد أن كانت الحكومة اللبنانية قد توصلت آنذاك الى ترتيب لوقف النار مع منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1981، وجاءنا التحذير الشهير من المبعوث الاميركي في تلك المرحلة فيليب حبيب. وكالعادة، كانت إسرائيل ولا تزال قادرة على التذرع بأي سبب للاعتداء على لبنان.

وهذا يحتم تكثيف كل الامكانيات والطاقات لتأليف الحكومة وفي الوقت ذاته رص الصفوف على المستوى الداخلي لمواجهة أية إعتداءات إسرائيلية جديدة والاستعداد من قبل الدولة والمقاومة لأي طارئ في هذا المجال لا سيما وأن هناك من يضع لبنان أمام أحد خيارين: إما العدوان الاسرائيلي العسكري مرة جديدة، وإما التفاوض الثنائي مع إسرائيل، في الوقت الذي لا ملفات لدى لبنان للتفاوض عليها وهو متمسك بإتفاقية الهدنة بإنتظار أن ينفذ ما يسمى المجتمع الدولي وعوده بتحرير قرية الغجر التي زارها ليبرمان مؤخرا وكرر الرفض الاسرائيلي بالتنازل عنها، وبإنتظار أن توقف إسرائيل إنتهاكاتها اليومية الجوية والبرية والبحرية للسيادة اللبنانية وحده مبدأ حكومة الشراكة الوطنية يلغي المتاريس السياسية والحزبية التي غرقت فيها البلاد خلال السنوات الماضية، ويتيح المجال أمام الدخول في مرحلة سياسية جديدة عنوانها التوافق الوطني وهو ما يمكن أن يترجم داخل الحكومة مع بناء سياسة مواجهة موحدة للاستحقاقات المقبلة على المستويات الامنية والعسكرية والتعيينات المرتقبة. لقد شاركت كل الاطراف في إنتخاب الرئيس التوافقي وهو قادر أن يكون الضامن لكل القرارات من خلال معرفته بكل الهواجس، وهذا يمكنه من أن يؤدي دوره كمرجعية وطنية قادرة على حل الخلافات لا إدارة الأزمات".

واضاف النائب جنبلاط "لن يدخل الحزب التقدمي الاشتراكي في أي سجالات مع أي طرف سياسي، وسوف ينكب على ورشته التنظيمية الداخلية والسياسية التي تمثل التحدي الأكبر لاعادة تأكيد الثوابت التاريخية مع الاخذ بالاعتبار كل متغيرات العصر، إنما في الوقت ذاته، إذا كان الحزب يحترم خصوصيات الاحزاب والاطراف الاخرى، فإنه يطلب منها تقدير خصوصياته وأدبياته. لقد رفعت خلال المرحلة السابقة مجموعة من العناوين والشعارات الكبرى وقد تحققت بمعظمها، يبقى بعض العناوين الحساسة التي اتفق بالاجماع على أن تعالج حصرا بالحوار الداخلي. أما الملفات العالقة بين لبنان وسوريا، فهي تحل بين الدولتين وفقا للاصول. وهنا، ومع الشكر الجزيل لوسطاء الخير، فإنني أذكر أنني الوحيد المخول تحديد موعد زيارتي الى دمشق وطبيعتها وظروفها وتوقيتها، على أن أدرس لاحقا أيضا وفق الظروف أمكانية زيارة أية عواصم أخرى".

واشار الى "ان بعض القوى الداخلية والخارجية في العراق يبدو انها تعيد إنتاج دورات العنف من خلال عودة التفجيرات الانتحارية الى العراق في هذا التوقيت وهي تحصد المئات من الابرياء وتطرح أكثر من علامة إستفهام. لذلك، فإن المطلوب أن تسعى كل القوى السياسية العراقية لتعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة هذه التحديات الامنية والسياسية الكبرى بما يؤدي الى حماية إستقرار العراق ووحدة أراضيه ويؤسس لاستعادة هذا البلد لدوره التاريخي على المستويين العربي والدولي. من هنا، فإننا نجدد إستنكارنا الشديد لهذه التفجيرات ونتطلع الى الوقت الذي يعود فيه الامن الى العراق لاتاحة المجال أمام الشعب العراقي للعيش بسلام وهدوء وطمأنينة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 10 آب 2009

النهار

لوحظ أن النائب جنبلاط لم يتجاوز بعد مسألة اضطراره الى التنازل عن مرشحين محسوبين عليه حرصاً على وحدة قوى 14 آذار في الانتخابات.

ذكّر نائب في "حزب الله" زميلاً له في قوى 14 آذار بما قاله له قبل سنة وهو ان الولايات المتحدة "سوف تبيعكم وتجعلكم جسر عبور الى سوريا".

تتوقع اوساط سياسية ان تزيد الانتخابات البلدية والاختيارية السنة المقبلة عملية خلط الاوراق داخل قوى 8 و14 آذار.

السفير

تلقى "قطب متميز" في الأكثرية نصائح أمنية بوجوب إعادة تعزيز الإجراءات الأمنية نتيجة مخاوف من احتمال تعرضه لأي استهداف!

ترصد جهة مسيحية بارزة في الأكثرية أوضاع مؤسسة غير مدنية، في المستويات الفوقية والقاعدية، وخاصة "بعض الحالات النشيطة".

أظهر مؤشر اقتصادي خاص أن مستوى الدخل الفردي في لبنان سجل أعلى معدل له منذ مطــلع عام 2006 حتى الآن.

المستقبل

استغربت أوساط متابعة التزامن بين مطالبة "حزب معارض" باستعجال تشكيل الحكومة من ناحية وتصعيد تيار حليف له لمطالبه الحكومية من ناحية أخرى.

أعرب مراقبون عن اعتقادهم أن النبرة العالية التي عاد رئيس "تكتل" الى اعتمادها تهدف الى "لفت النظر" على اعتبار أنه الجهة الوحيدة غير المطّلعة على الظرف ومعطياته.

لوحظ أن "الصراع" اشتد بين وزير من طائفة معينة ووزير سابق من الطائفة نفسها على خلفية الدور الموكل للثاني إقليمياً.

اللواء

لعب <صديق مشترك> دوراً بارزاً في ترتيب زيارة وزير سابق من المعارضة إلى قطب مسيحي في الأكثرية!·

تبيّن أن رئيس تيار معارض يُصرّ على توزير أكثر من مرشح خاسر في الانتخابات، والحصول على حقيبة سيادية!·

تعمّد رئيس حكومة سابق تأخير عودته من الخارج تجنباً لمحاولات استدراجه إلى مناورات شاع الحديث عنها اثر سفر الرئيس المكلّف في إجازة عائلية!·

الشرق

نائب معارض رأى انه من الخطأ الاعتقاد ان قوى 14 اذار لا تزال مالكة زمام قرار تشكيل الحكومة الجديدة!

زوار عاصمة اوروبية غربية يقولون انهم لم يسمعوا ما يؤكد او ينفي الاهتمام بموضوع تأليف الحكومة العتيدة وما يعتري هذا الملف من تباينات داخلية!

مرجع روحي امل بتفاهم عاجل بين قيادات سياسية بعدما تأكد له ان احدا ممن يعنيهم الامر مهتم بامور طائفته قبل مصلحته الخاصة؟!

 

انخفاض الدين اللبناني 200 مليون دولار خلال شهرين 

وكالات/١٠ اب ٢٠٠٩

  أظهر تقرير شهري لجمعية المصارف اليوم الاثنين ان الدين العام للدولة اللبنانية انخفض في نهاية شهر مايو/أيار الماضي الى 47.7 مليار دولار، متراجعاً 100 مليون دولار عن شهر أبريل/نيسان الذي سبقه والذي كان سجل الى 47.8 مليار دولار. وكان هذا الدين انخفض في شهر ابريل/نيسان الماضي من 47.8 مليار دولار من 47.9 مليار دولار في شهر مارس/آذار الذي سبقه اي بانخفاض 100 مليون دولار. وبذلك يكون الدين اللبناني انخفض خلال شهرين 200 مليون دولار. وارتفع الدين اللبناني خلال خمسة اشهر 700 مليون دولار.

وكان الدين اللبناني سجل في نهاية عام 2008 47 مليار دولار. وكان الدين العام للدولة وصل عام 2008 الى 47 مليار دولار بزيادة 5 مليارات دولار عن عام 2007. وكان الدين العام للدولة سجل 42 مليار دولار في نهاية عام 2007 . وسجل الدين اللبناني في نهاية عام 2006 بحدود 40.4 مليار دولار . يذكر أن الدولار الأميركي يساوي نحو 1500 ليرة.

 

البطريرك صفير استقبل الاباتي ابو عبده ووفد الجالية في اوستراليا

وطنية- استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان باستقباله صباحا الوزير السابق جهاد ازعور يرافقه شقيقه انطوان ازعور وكان عرض لمجريات الاوضاع على الساحة اللبنانية. ثم استقبل الرئيس العام للرهبنة المريمية المارونية الاباتي سمعان ابو عبده مع لفيف من الرهبان، وتم البحث في أمور كنسية واخرى تتعلق بالرهبانية وجامعة سيدة اللويزة. واشار الاباتي ابو عبده الى "ان هدف الزيارة كان لأخذ البركة من صاحب الغبطة بعد سيامة الكاهنين شربل زغيب ويوحنا خليفة، كما تم البحث في أمور رهبانية واخرى تتعلق بجامعة سيدة اللويزة". وقد اثنى البطريرك على دور الرهبنة المريمية المارونية وخدمتها المميزة والاساسية في التربية وانفتاحها على كل شرائح المجتمع اللبناني وعلى الرسالة التي تؤديها في المجتمع المسيحي واللبناني. وكذلك اخذنا بركة غبطته بعدما باشرت المحكمة الخاصة بدعوى تطويب الاب انطونيوس طربيه الراقد في دير مار اليشاع في بشري عملها برئاسة المطران شكرالله حرب".

كما التقى البطريرك وفد من الجالية اللبنانية في اوستراليا برئاسة رئيس مجلس الجالية السابق عمر ياسين، واطلع الوفد البطريرك على اوضاع الجالية في اوستراليا، ونقلوا اليه تحيات اللبنايين وتأييدهم لمواقفه. وقد حمل البطريرك صفير بركته وتحياته الى كل اللبنانيين في اوستراليا، مشددا امام الوفد على "ضرورة القيام بزيارة الوطن الام لتعميق العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المغترب". كما استقبل الطالبة غدى مارون السبعلي الحائزة على العديد من شهادات التقدير المحلية والعالمية والمتفوقة بين طلاب من ثمانين دولة والتي مثلت لبنان في برنامج "Peaple and Peaple" في جامعة هارفرد ونالت شهادة تقدير وتفوق من الجامعة المشار اليها. وقد اثنى على ما حققته الطالبة السبعلي، داعيا اياها الى "المزيد ليرفع اسم لبنان في كل المحافل المحلية والدولية ". كذلك البطريرك صفير استقبل مجلس بلدية بزعون - قضاء بشري برئاسة رئيس المجلس القنصل ميشال عفلق. وحضر اللقاء ايضا المختاران بيان ابو فراعة وفارس دانيال. والقى عفلق كلمة رحب فيها بالبطريرك صفير في الديمان جارة بزعون وتناول فيها ما حققته البلدية من انجازات خلال العام الحالي، شارحا لغبطته دور المغتربين ابناء البلدة والجوار في مساعدة اهلهم وذويهم لتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون فيها خصوصا وان غالبهم من المزارعين الذين يعتاشون من مواسمهم والتي يتردى مردودها عاما بعد عام. واشار عفلق الى "ان ما يصبو اليه جميع اللبنانيين لا سيما المسيحيين هو نجاح مساعي الرابطة المارونية في جمع الشمل المسيحي لنعيد الامل الى القلوب البائسة، آملا ان تبقى البطريركية المارونية حضنا يحمي الكنيسة والوطن".

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها لبلدة بزعون ومجلس بلديتها عاطفتهم تجاهه، سائلا الله "ان يوفقهم لما فيه خير البلدة وتعميم الفائدة العمرانية فيها. كما سأل البطريرك الله ان يبارك المغتربين اللبنانيين اينما وجدوا". وقال:" لقد علمنا ان اعدادا كبيرة منهم اتوا الى لبنان هذا العام من بلدان مختلفة وان لبنان يرحب بهم وهم لو ابتعدوا عنهم فانهم ابناؤه وهو يحن عليهم ويتمنى لهم الخير والتوفيق اينما وجدوا".

الى ذلك، التقى البطريرك صفير الدكتور عصام خليفة الذي قدم للبطريرك ملفا يتعلق بعدة قضايا ابرزها الجامعة اللبنانية ووضعها. كذلك قدم اليه الدعوة لحضور مؤتمر بعنوان "لحفد في التاريخ" الذي يشارك فيه ثلاثة عشر باحثا والذي سيعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية في الثالث والعشرين من آب الحالي.

 

الرئيس سليمان استقبل الكاثوليكوس آرام الاول وعرض مع وزيري الاعلام والصناعة التطورات وشؤون وزارتيهما

رئيس الجمهورية: يجب الاهتمام بالتنمية في المناطق خصوصا أن عددا منها شهد حركة سياحية مميزة هذ السنة

وطنية - أولى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اهتمامه لموضوع التنمية في المناطق التي تستوجب الانماء والرعاية الخاصة على رغم التقارير التي تشير الى الوضع الاقتصادي الجيد من خلال زيادة الودائع في المصارف ومعدلات النمو، اضافة الى الحركة السياحية غير المسبوقة التي تشهدها مناطق عدة في هذه الفترة.

وشدد الرئيس سليمان امام زواره على "وجوب ايلاء هذا الوضع الاهتمام الكافي خصوصا ان العديد من المناطق والقرى شهد حركة مميزة هذه السنة في ظل توافد العديد من المغتربين لزيارة الاهل والاقرباء وتمضية عطلة الصيف في ربوع الوطن".

وزيرا الاعلام والصناعة

وكان رئيس الجمهورية عرض، في موازاة ذلك، الأوضاع السياسية الراهنة مع كل من وزيري الصناعة غازي زعيتر والاعلام الدكتور طارق متري، اضافة الى شؤون وزارة كل منهما.

النائب كبارة

واطلع من نائب طرابلس محمد عبد اللطيف كبارة على الاوضاع في المدينة وبعض الحاجات الانمائية والخدماتية.

الكاثوليكوس آرام الاول

وزار بعبدا كاثوليكوس الارمن الارثوذكس آرام الاول على رأس وفد ضم مطران لبنان كيغام خاتشريان ومطران طهران سيبوه سركيسيان والاب ميسروب سركيسيان والدكتور بدروس كاراجرجيان، وتم عرض التطورات العامة وأوضاع أبناء طائفة الارمن الارثوذكس.

النائب السابق المرعبي

وعرض الرئيس سليمان مع النائب السابق طلال المرعبي الأوضاع على الساحة السياسية.

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير السعودي

وطنية - استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة اليوم في السراي الكبير سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي رفض الإدلاء بأي تصريح.

والتقى الرئيس السنيورة سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد.

 

مجلس تنفيذي جديد لرابطة الروم الكاثوليك

وطنية -انتخبت الجمعية العمومية لرابطة الروم الكاثوليك مجلسها التنفيذي الجديد وذلك خلال جلستها الاستثنائية الخاصة التي انعقدت برئاسة رئيس الرابطة مارون ابو رجيلي عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاحد 9آب 2009 في مقر الرابطة الرئيسي في الاشرفية. وفاز بالتزكية لعضوية المجلس التنفيذي للرابطة كل من السادة: الدكتور شارل الهندي، السيد خليل بو خليل، الاستاذ بولس نعمة، السيد انطوان طبراني، السيد غسان ابو عضل، السيد روفايل معلوف، المهندس وليد خليل، المهندس الدكتور ميشال الخوري، السيد كابي بو رجيلي، السيد شربل الخوري، السيد توفيق صليبا، السيد شوقي حنا، السيد سمير حريق السيد جان كلود صباغ.

 

مسرحية إيران الهزلية  

١٠ اب ٢٠٠٩ /المصدر : الشرق الأوسط

 طارق الحميد

ما يعرضه النظام الإيراني على الإيرانيين والمجتمع الدولي مما يسمى محاكمات على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت إيران بعد الانتخابات الأخيرة، لا يمكن وصفه إلا بالمسرحية الهزلية. فالنظام يعرض المتهمين أمام المحكمة ليرددوا كل ما قالته وتقوله وسائل إعلام النظام والمرشد، وما يقوله خطباء المرشد في صلاة الجمعة، منذ أسابيع، عن عمالة المحتجين على نتائج الانتخابات الإيرانية الأخيرة. نقول مسرحية لأن الجميع يعترف، ووفق النص، حيث لا أحد يخرج عن النص، والفرق الوحيد بين المتهمين الذين تعرض صورهم على الوكالات الإيرانية الرسمية هو التفاوت في درجة الإعياء، ونقص الوزن، نتيجة ما تعرضوا له أثناء التحقيقات، فيجب ألا ننسى من سلموا إلى أهاليهم في إيران جثثا، وقيل إن بعضهم كان مكسر الأسنان.

والسؤال هنا هو هل يعتقد النظام الإيراني أن تلك المسرحية ستنطلي على العقلاء؟ بالطبع لا، بل إنها تدفع المتابع إلى طرح أسئلة ملحة مثل: هل النظام الإيراني هش إلى درجة أن باستطاعة باحثة فرنسية عمرها 24 عاما، وصحافي من مجلة «نيوزويك» الأميركية، وموظف في السفارة البريطانية زعزعة النظام أو إسقاطه، أو إخراج مئات الآلاف من المتظاهرين ضد الديكتاتورية الأصولية؟

وإذا كان من شيء ايجابي لكل ما حدث، ويحدث في إيران، ورغم المآسي في أعقاب الانتخابات الأخيرة، والاحتجاجات التي قامت بها شريحة عريضة من الإيرانيين، ومن باب أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فهو فضح مشروع الملالي، ورفض شريحة عريضة لا يستهان بها من الإيرانيين لمشروعية الولي الفقيه، وكذلك كشف خدعة ديموقراطية النظام الواهية.

فمسرحية إيران الهزلية فضحت لنا نظاما هشا من الداخل، أكثر مما كنا نتوقع. نظام لا يتوانى عن التنكيل ليس في شعبه وحسب، بل في أركان تكوينه، لا أركان حكمه، حيث رأينا ما يتعرض له سعيد حجاريان أحد أبناء الثورة المخلصين، والرجل الذي أسهم في تأسيس الجهاز الاستخباراتي الإيراني. كما رأينا كيف بات حال نائب الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، السيد أبطحي، وغيرهما من رموز النظام مثل موسوي، ناهيك عن الهجوم على أحد مؤسسي إيران الثورة السيد هاشمي رفسنجاني.

وفر علينا متطرفو إيران جهدا كبيرا في فضح نواياهم، وزيف إيمانهم بالديموقراطية والاستقرار، ليس داخل إيران، فذاك شأن إيراني داخلي، ولكن في جل عالمنا العربي، حيث وجد نظام الملالي عربا، سمينا بعضهم من قبل «العرب الخائفون»، كما وجدوا لهم عملاء آخرين في الإعلام، والسياسة، يبيّضون صفحاتهم، واليوم رأى العالم العربي بنفسه كيف يبطش النظام الإيراني بمواطنيه العزل، دون تمييز بين رجال أو نساء

ولذا فان مسرحية المحاكمات الإيرانية الهزلية، ومع استمرار عروضها، فإنها لا تقنع أحدا بمشروعية النظام، أو سلامة موقفه، بقدر ما أنها تعري نظام طهران، وتفضح كل من يهادنهم، أو يحالفهم في عالمنا العربي، حيث لا فرق بين نظام صدام حسين، والنظام الإيراني إلا في التفاصيل، فكما يقال إن لكل شيخ طريقته، فإن لكل ديكتاتور طريقته.

 

عزل القوات اللبنانية.. هل يتكرّر سيناريو 1993؟ 

١٠ اب ٢٠٠٩ /ثائر غندور

تعود القوّات اللبنانيّة إلى واجهة الحدث. وئام وهّاب يتهمها ببناء شبكات أمنيّة. هي تنفي، وتُعلن، على لسان أحد أعضاء كتلتها النيابية أنطوان زهرا، التوجه إلى القضاء. نائب رئيس تيّار التوحيد سليمان الصايغ يردّ على زهرا بالقول: المعلومات بين أيدينا، فلنتجه إلى القضاء. وتُشير مصادر أخرى في التيّار إلى أن أحد الأجهزة الأمنيّة هو من أبلغ وهّاب موضوع الشبكات، وأن هذا الجهاز يقوم برصد خلايا وشبكات أمنيّة، ولدى هذا الجهاز، بحسب المصدر التوحيدي، ما يؤكّد أن هذه الخلايا مرتبطة مباشرةً بسمير جعجع، الذي يوزّعها على مختلف المناطق. «التاريخ يُكرّر نفسه مع القوات»، يقول أحد السياسيين اللبنانيين. يبتسم وهو يرسم سيناريو عزل القوات اللبنانيّة: أمين الجميّل ونجله سامي يكرهان سمير جعجع شخصياً. سليمان فرنجيّة يرغب في الحدّ من التمدّد القواتي في الشمال. الشخصيّات المسيحيّة المستقلّة ضمن لقاء 14 آذار وخارجه لديها مشكلة مع القوّات وتتخوّف من امتدادها الحزبي. ثم يسأل السياسي: ما هي الحماية التي بقيت للقوات اللبنانيّة؟ وليد جنبلاط وابتعد عنها، وسيلحق به قريباً سعد الحريري.

ولا ينسى (لا بل يُكرّرون) سياسيّون لبنانيّون أن الخطر الأساسي للقوّات هو أنها «كانت ذراعاً إسرائيليّة جاهزة للتصرّف في حال نشوب أي حرب». ويرى أحد هؤلاء أن الإسرائيليّين مقتنعون بأنهم بحاجة إلى سند داخلي في أي حرب جديدة على لبنان، «ووليد جنبلاط أكّد في حركته أنه لا يؤدي هذا الدور، ولا أحد يستطيع حتى اليوم جرّ الشارع السنّي إلى مواجهة مع الشيعة في حال الحرب، رغم أن وضع المهجّرين الجنوبيين لن يكون مريحاً في هذا الشارع. تبقى المناطق المسيحيّة والدور المفترض لسمير جعجع».

إذاً، يترافق الحصار السياسي للقوات مع تبعات أمنيّة مرتبطة بالداخل والخارج. تنفي مصادر مطّلعة في القوات أن يكون للقوات أي عمل أمني، «وعندما تريد القوات إنشاء خلايا أمنيّة لديها الجرأة على أن تُعلن ذلك». ويتهكّم المصدر على وهّاب، معتبراً أن هذا الرجل غير مخوّل الحديث عن الوطنية، فهو «كالديك الذي يُصدّق أن شروق الشمس مرتبط بصياحه، ويظن أن شروق فجر جديد للبنان مرتبط به. حرام وئام وهّاب، هو لا يعدو كونه سفير سوريا في لبنان».

ويرى القوّاتيون أن البلد «مخضوض»، كذلك 8 و14 آذار، «لذا، من الطبيعي أن يُمارس وئام وهّاب التهويل، لكنّ القوّات اللبنانيّة هي آخر طرف يُمكن التهويل عليه». يُضيف المصدر أن موقع القوّات في 14 آذار، ممتاز، «وعكس ما يُشاع، فإن وضع 14 آذار بألف خير». ويشير المصدر إلى أن هذا التهويل طبيعي، «لكن لا أحد يُمكنه أن يأخذنا إلى أماكن لا نريدها». ويشرح المصدر أسباب التهويل، وهي أن جميع القوى ذاهبة إلى الشام، «لكن، نحن لسنا مستميتين في الذهاب إلى الشام. ونكرّر للمرة الألف، أن العلاقة بين الدولتين تمرّ بالمؤسسات الدستوريّة ورئيس الجمهوريّة»، وهي علاقة تُحتّم، بحسب القوّات اللبنانيّة، الالتزام السوري بترسيم الحدود وكشف مصير المفقودين وعدم التدخّل في الشؤون اللبنانيّة.

ويُحدّد القيادي في القوّات اللبنانية، عماد واكيم، الأسباب التي تدفع البعض إلى عزل القوّات اللبنانيّة، وهي أنها تُمثّل عصب 14 آذار. ويُشير إلى أن القوات لم تُحِد عن طروحاتها، «ومن اقترب ثم ابتعد فهذه مشكلته». وفي رأيه، إن القوات تعتمد على امتدادها الشعبي وعلاقاتها السياسيّة في 14 آذار، والعلاقات التي بناها «الحكيم منذ خروجه من السجن مع الدول العربيّة والغربيّة» من أجل حماية القوات. كذلك فإن واكيم يرى أن هناك اختلافات كثيرة بين مرحلة التسعينيات واليوم، وهي فروق لمصلحة القوّات، وأهمها الامتداد الشعبي والواقع الداخلي.

القوّاتيون يستشعرون الخطر. يعرفون أن هناك من يُعدّ لعزلهم. يُكرّرون كلاماً قديماً، يُفترض أنه خرج من التداول السياسي (مع إحالتها إلى طاولة الحوار): من يتحدّث عن شبكات فليذهب ويرَ شبكات حزب الله الأمنيّة وخطف الناس على طريق المطار ومنعهم من دخول الضاحية واستباحة بيروت. ألا تُمثّل هذه خطراً على لبنان؟

ويُذكّر المصدر وهاب بالقول الآتي: يرى القشّة في عين غيره (إذا كانت موجودة)، ويُعمي بصيرته عن الخشبة التي في عينه (أو عين حلفائه).

 

 هل يصير اتفاق على وضع سلاح "حزب الله" بإمرة الدولة؟

١٠ اب ٢٠٠٩ /اميل خوري / النهار

 تساءل مرجع ديني هل تكون مواجهة التهديدات الاسرائيلية بلسان اكثر من مسؤول، التي تعتبرها قيادات لبنانية جدية وخطيرة، بالخلافات الحادة والانقسامات على تشكيل حكومة وحدة وطنية وبالتزاحم على الحقائب السيادية والخدماتية، ام بالاتفاق سريعا على اختيار الوزير المناسب للحقيبة المناسبة؟ واذا كانت هذه التهديدات الاسرائيلية المتكررة تبرر قيام مثل هذه الحكومة ليكون موقفها واحدا موحدا في مواجهتها والتصدي لها، كما يبرر عدم تشكيل حكومة من الاكثرية فقط عملا بالنظام الديموقراطي، فلا ينبغي ان يكون تشكيلها كسبا لمغانم، ورغبة في تحويل بعض الوزارات مزارع للقيمين عليها، بل ينبغي ان يتم تشكيلها بسرعة لمواجهة التحديات والاستحقاقات في مرحلة دقيقة وحساسة قد يمر بها لبنان والمنطقة. ويرى المرجع نفسه ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في كل دولة تضطلع بمسؤولياتها حيال شعبها، تفرضه ظروف امنية وسياسية واقتصادية، كي لا تستأثر فئة بالقرارات المهمة من دون مشاركة فئة اخرى. وما دام لبنان قد يكون مهددا بخطر عدوان اسرائيلي، فإن على حكومة الوحدة الوطنية الواجب تشكيلها بسرعة لمواجهة هذا الخطر، ان تبحث في الوسائل التي تنأى بلبنان عنه او تتفاداه لئلا يظل ساحة مفتوحة للصراعات والاقتتال، بل واحة للراحة والاستراحة. فالشعب اللبناني عانى ما فيه الكفاية من تداعيات هذه الصراعات على ارضه سياسيا وامنيا واقتصاديا.

اما كيف يمكن تجنيب لبنان المخاطر والاخطار، فان المرجع نفسه يدعو الى البحث بمسؤولية في عدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة تبرر اعتداءها على لبنان كما حصل في حرب تموز 2006 ، اذ انها بررت تلك الحرب بإقدام "حزب الله" على خطف جنديين اسرائيليين، ولا ينفع القول ان اسرائيل لا يعوزها مبرر لحربها، لانه عندما تكون هي البادئة بالاعتداء على لبنان من دون مبرر شيء، وعندما يكون لبنان هو البادئ فيعطي اسرائيل مبررا للرد، شيء آخر في نظر المجتمع الدولي.

لذلك ينبغي الاتفاق داخل حكومة الوحدة الوطنية العتيدة على عدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة تفتش عنها كي تعتدي على لبنان، لان اي طرف لبناني يعطيها هذه الذريعة سوف يعرض البلاد لانقسام داخلي حاد يحقق لاسرائيل اهداف عدوانها. فكما انه لا يجوز استئثار اي فئة في اتخاذ القرارات حتى العادية منها، فكيف في اتخاذ القرارات المهمة التي تهدد مصير لبنان، وهي قرارات ينبغي ان تتخذ بالتوافق وبالاجماع كي يتحمل الجميع المسؤولية ونتائج اتخاذها.

وهذا لا يتطلب بالضرورة تخلي "حزب الله" عن سلاحه او تسليمه الى الدولة، بل وضع هذا السلاح بإمرتها فلا يستخدم الا بقرار يصدر عن مجلس الوزراء الذي يشارك فيه "حزب الله" مع حلفائه في المعارضة، وهذا هو المعنى الحقيقي للشراكة الوطنية التي يطالب بها الحزب وللمشاركة في اتخاذ القرارات ليس من اجل تعيين حاجب في الدولة بل من اجل تعزيز كيفية مواجهة الاخطار المحدقة بلبنان.

وعندما يصبح سلاح "حزب الله" في كنف الدولة او بإمرتها والحزب يشارك في اتخاذ قرار في شأنه داخل مجلس الوزراء، فلا يعود ثمة خوف او تخوف من استخدام هذا السلاح في غير مكانه او في غير زمانه كما كان يحصل سابقا، وان يستأثر حاملوه بقرار استخدامه بدون اخذ رأي الشريك اللبناني الآخر الذي يتحمل عندئذ مكرها عواقب هذا القرار. فهل "حزب الله" مستعد لان يوافق على ذلك كي يكون لتشكيل حكومة وحدة وطنية مبرر واسباب جوهرية موجبة، ام انه يريد المشاركة في قرارات ويرفض مشاركته في قرارات اخرى ولو مهمة؟! وهذا ما ينبغي الاتفاق عليه مسبقا لتضمينه البيان الوزاري.

وهناك خطر آخر يتهدد لبنان وقد يحوله ساحة، هو خطر توجيه اسرائيل ضربة عسكرية لايران تستهدف مفاعلها النووي، هل يرد "حزب الله" على هذه الضربة باطلاق صواريخه على اسرائيل فيأتي الرد عندئذ بضرب البنى التحتية في لبنان وتدميرها وهو ما يكرر مسؤولون اسرائيليون التهديد به، ويقولون انهم اذا كانوا قد تجنبوا في حرب تموز 2006 ضرب هذه البنى بكاملها، فذلك استجابة لطلب الولايات المتحدة الاميركية، اما في حرب مقبلة محتملة فلن يستجيبوا احدا...

لذلك ينبغي الاتفاق مع "حزب الله" قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على ما سوف يفعله اذا ما تعرضت ايران لضربة عسكرية اسرائيلية. هل يرد عليها بصواريخ يطلقها على اسرائيل ويقول انها قد تبلغ تل ابيب، فيتحول لبنان عندئذ ساحة للدمار والخراب لا قيامة له منها، وقد لا يجد بعدها من يساعده، كما في الماضي، على اعادة اعمار ما تهدم فتقع عندئذ الكارثة الاقتصادية والمالية التي لا خلاص منها؟ ولا معنى من جهة اخرى للقول إن توازن الرعب قد يمنع اسرائيل من المغامرة بضرب لبنان لان التدمير قد يكون متعادلا، فانه لا تصح المقارنة بين اسرائيل التي تبقى قادرة على اعادة بناء ما تهدم بما تملك من طاقات ومساعدات تأتيها من كل جهة، ولبنان الذي يبقى غير قادر على ذلك، خصوصا انه ينوء تحت اعباء ديون تفوق الخمسين مليار دولار.

ان هذا الوضع المقلق يتطلب جوابا من "حزب الله" حول موقفه في حال اقدمت اسرائيل على توجيه ضربة عسكرية الى ايران، هل يتفرد بالرد ام ينسق موقفه مع شريكه اللبناني ومع سوريا ايضا، حتى اذا شاركت في الرد على الضربة العسكرية الاسرائيلية شارك الحزب فيها بموافقة الحكومة، واذا امتنعت امتنع.

وفي المعلومات ان اسرائيل لم تقرر بعد اذا كانت ستسبق ضربتها العسكرية لايران بضرب "حزب الله" سواء باعطائها ذريعة تبرر ضربه او بعدم اعطائه اياها، كي تتفادى ردة فعل هذا الحزب عند ضرب ايران، ام انها تبدأ بضرب ايران وتنتظر ردة فعل "حزب الله" او سوريا او اي دولة اخرى كي ترد عليها، فاستباق ضرب ايران بضرب "حزب الله" في لبنان هو حكم مسبق على النيات من شأنه ان يجعل لبنان موحدا مع "حزب الله" في الرد على اسرائيل، ويحظى ذلك بدعم الاشقاء والاصدقاء.

لذلك ترجح المعلومات في حال قررت اسرائيل توجيه ضربة عسكرية خاطفة الى ايران، ان تبدأ بها وتنتظر ردود فعل "حزب الله" وغير "حزب الله" عليها، كي يبنى على الشيء مقتضاه. لكن الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي لا يزالان يحذران اسرائيل من عواقب إقدامها على مثل هذه الضربة، وانهما لا يزالان يأملان بالتوصل الى تفاهم مع ايران حول ملفها النووي حتى آخر السنة حداً اقصى، وهو انتظار لا بد للبنان ان يكون مستعدا خلاله لمواجهة كل الاحتمالات بموقف موحد.

 

جنبلاط يتخوف من حرب إسرائيلية على لبنان «والانفتاح على سورية ضروري لمواجهة الاحتمالات»

الإثنين, 10 أغسطس 2009/{ بيروت - محمد شقير

< لم يخف رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مخاوفه من احتمال قيام اسرائيل بشن حرب على لبنان في العام المقبل تملي عليه منذ الآن المبادرة الى اتخاذ خطوات عملية باتجاه تصحيح علاقته بسورية باعتبارها الوحيدة القادرة على حماية الدروز من تداعيات هذه الحرب في حال حصولها.

ونقل محازبون كانوا في عداد الحلقة الحزبية الضيقة التي جمعتهم ورئيس «التقدمي» عن الأخير قوله انه آن الأوان لإجراء مراجعة شاملة لمواقفه السياسية، «بعدما كنت السبّاق الى التأكيد قبل اسابيع من موعد إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، ان الانتخابات تشكل مرحلة مهمة في تاريخ لبنان لكن الأهم هو ما بعد الانتخابات لحماية الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة التي هي الأساس في تثبيت القضية العربية الوطنية واحتضان القضية الكبرى اي قضية فلسطين».

وأكد المحازبون ان جنبلاط أراد من هذا اللقاء الحزبي توضيح مواقفه في محاولة لاستيعاب رد فعل الكوادر الحزبية التي فوجئت بالمواقف التي أعلنها امام الجمعية العمومية التنظيمية للحزب التقدمي الأحد الماضي وخصوصاً بالنسبة الى خروجه من تحالف قوى 14 آذار من دون ان يخرج من تحالفه مع زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وإذ أكد محازبو جنبلاط ان جماهير 14 آذار عندما نزلت الى الشارع لم تتحرك استجابة لقياداتها فحسب وإنما ارادت التعبير عن تأييدها واحتضانها للشعارات السياسية التي رفعتها في جميع المناسبات التي تحركت من أجلها، اعتبر رئيس «التقدمي» في المقابل ان السيادة والاستقلال تحققا، وأن التحالف كان مطلوباً لمرحلة سياسية معينة، وأن هذه الصيغة التي قام عليها التحالف لم تعد صالحة لكل المراحل «وبتنا في حاجة الى اعادة النظر في تموضعنا السياسي». ولم يخل لقاء جنبلاط بمحازبيه من طرحهم مجموعة من الأسئلة عن الأسباب التي أملت عليه الخروج من تحالف قوى 14 آذار وبالتالي اعتراضهم على الأسلوب الذي اتبعه للابتعاد عن حلفائه. وشدد جنبلاط امامهم على مخاوفه من إعداد إسرائيل لشن حرب على لبنان العام المقبل. وفي هذا السياق، نقل المحازبون عن جنبلاط قوله ان الاستعداد لمواجهة احتمال شن اسرائيل حرباً على لبنان يتطلب اول ما يتطلب إجراء مراجعة سياسية لاستخلاص العبر ورسم العناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة. ورأى جنبلاط انه سيكون لهذه الحرب في حال حصولها تداعيات على الصعيد الداخلي في لبنان أبرزها اضطرار «حزب الله» باعتباره يشكل رأس حربة في مواجهة العدوان الى التمدد باتجاه مناطق لبنانية غير موجود فيها بالأساس لحماية وجوده السياسي، «وهذا يستدعي منا التعامل بمرونة وانفتاح وتجاوز ما حصل من إشكالات بهذا الشأن في عدوان تموز (يوليو) 2006». ولفت الى ان «التقدمي» لن يخسر من انفتاحه حتى لو لم تحصل هذه الحرب وسيكون اول من بادر الى تطبيع علاقته بالشيعة في ضوء ما أعلنه استباقاً لوقوع الحرب الإسرائيلية على لبنان، بدلاً من الدخول في صدام سياسي معهم من خلال الاحتكاك السلبي بـ «حزب الله».

وأضاف جنبلاط انه يدعو «تيار المستقبل» الى الانفتاح على «حزب الله» وأن تواصل امينه العام السيد حسن نصر الله مع الحريري يجب ان يبقى قائماً لتبديد أجواء الاحتقان بين السنة والشيعة من جهة ولقطع الطريق على اية تداعيات يمكن ان تسهم في تأزيم العلاقة بينهما لما سيترتب عليها من آثار سلبية لا تخدم الرغبة في تحصين جبهتنا الداخلية لمواجهة كل الاحتمالات.

الفرز المذهبي

وتابع انه مع تفاهم الحريري والسيد حسن نصر الله لما له من ايجابيات في تحقيق الانفراج في العلاقات اللبنانية - اللبنانية، مشيراً الى ضرورة عدم التعاطي مع دعوته هذه وكأنه يخطط لقيام حلف إسلامي في وجه المسيحيين أو استهدافهم في التسوية الداخلية بمقدار ما انه ينطلق في تحوله السياسي من ان السنة والشيعة خصوصاً يتواجدون في اماكن مختلطة وأن من غير الجائز الاستمرار في الفرز المذهبي والطائفي خوفاً من ان تتحول هذه الأماكن الى خطوط تماس بكل ما للكلمة من معنى.

وبكلام آخر، رأى جنبلاط انه «ليس مع تواطؤ المسلمين في ما بينهم ضد المسيحيين لكن على الجميع ان يعرف ان من يده في النار ليست كمن يده في الماء وهذا ما يفسر دعوتي الى تفاهم الحريري مع الشيعة».

لكن جنبلاط وهو يستمع الى ملاحظات محازبيه في شأن انتقاله السريع من موقع سياسي الى آخر من دون مقدمات، أو بالأحرى أخذه المبادرة الى تحضير الأجواء على صعيدي الحزب والطائفة الدرزية لئلا تحدث مواقفه صدمة أظهرت الجميع وكأنهم فوجئوا بهذا التحول بدلاً من ان تكون موضع نقاش على خلفية ما لديه من مخاوف لا بد من التقليل من أخطارها على الدروز، لم يتوقف عن توجيه انتقادات ضد حليفيه السابقين رئيس «حزب الكتائب» الرئيس امين الجميل وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ولم تخل هذه الانتقادات من الحدة، وأحياناً كانت لاذعة.

وساد جو من المصارحة على لقاء جنبلاط بعدد من الكوادر الحزبية، وشدد رئيس «التقدمي» خلاله على تحالفه مع الحريري وعدم التخلي عنه، لأنه لا يريد ان يتركه «أسير مواقف جعجع أو بعض الأطراف المسيحيين»، مشيراً في الوقت نفسه الى «تمدد القوات في الشوف وتنامي المجموعات الإسلامية المتشددة في إقليم الخروب».

وسئل جنبلاط عما اذا كانت الفرصة متاحة للوصول الى تفاهم بين «حزب الله» و «تيار المستقبل» ومدى استعداد الحزب لذلك، وبقي جوابه في إطار التمني باعتبار ان البديل من التفاهم سيكون جولة جديدة من التأزم الطائفي والمذهبي. كما ان جنبلاط وكما يقول المحازبون انفسهم، يقلل من التأثير السلبي لخروجه من قوى 14 آذار على عملية تأليف الحكومة، مؤكداً ان ولادة الحكومة الجديدة «ستتم ولن تتأثر بمواقفي طالما انني لست في وارد التخلي عن تحالفي مع الحريري وبالتالي لا مجال لإحداث تغيير في المعادلة المتفق عليها لتأليف الحكومة».

واعتبر ان من دواعي تفاؤله بقرب تأليف الحكـــومة إصرار سورية والمملكة العربية السعــودية علـــى تفاهمهما في شأن التأليــف وأن لا مبـــرر للقلـــق ما دامت العلاقة بينهما تسير بخطوات باتجاه التطبيع، ولن تعود الى الوراء. أضف الى ذلك، ان جنبلاط لا يتهرب من مسؤوليته إزاء ما حصل من تداعيات في 7 أيار (مايو) 2008 لكنه يحذّر من العودة إليها ويرى انه آن الأوان للمضي في استيعاب ما خلفته من رواسب أمنية وسياسية. ولا يؤيد جنبلاط الرأي القائل إن قراره إعادة النظر في تموضعه السياسي سيضعف من النتائج المرجوة من زيارة الحريري دمشق بعد تأليف الحكومة، ليس لأنه سيزورها في اعقاب إتمام زيارة رئيس الحكومة، وإنما لأنه باق على قراره بعدم التفريط بتحالفه معه وضرورة توفير الحماية له ورفضه التفكير بالانفصال عنه.

وعليه، فإن جنبلاط حسم أمره واختار لنفسه ان لا يصوت في مجلس الوزراء خلافاً لموقف الشيعة ومن خلالهم سورية في القضايا الاستراتيجية الكبرى من ناحية والوقوف الى جانب الحريري، من ناحية أخرى، في الأمور الداخلية حتى لو احتاج التصديق عليها التصويت في داخل الحكومة.

حقائب رئيس الجمهورية في "الدستور العوني"

 التاريخ: ١٠ اب ٢٠٠٩

 بقلم: إيمان عجينه/موقع تيار المستقبل

بالتزامن مع بقاء مسار تأليف الحكومة في مرحلة الانتظار، وفي محاولة لاستغلال ما شاب هذه المرحلة من تحولات سياسية، في تعزيز بعض الأوراق، كثف الجنرال ميشال عون حملته على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مستهدفاً هذه المرة حصته الوزارية في الحكومة الجديدة، مدعياً احقيته في تسلم احدى الحقائب السيادية.

بحسب المعطيات المتوافرة لدى الجنرال ميشال عون، فإن رئيس الجمهورية "غير مسؤول تجاه الناخبين، وبالتالي لا يحتاج الى وزارات سيادية". وبرغم إقرار أحد وزرائه بأن الرئيس سليمان رئيس توافقي، يرى هذا الوزير أن لا ضرورة في "ان تكون بين يدي الرئيس حقائب معيّنة مما يسمى الحقائب السيادية".

لم يحدد الدستور اللبناني عدد الوزارات المحتسبة الى رئيس الجمهورية ولم يدخل في تفاصيل ما إذا كانت سيادية أم عادية، لكنه وضع رئاسة الجمهورية في موقع سامٍ وجعلها المرجع الأول في الشأن الوطني العام، في ظل تنافس سياسي حاد بين قوى واحزاب وتكتلات سياسية للوصول الى السلطة.

إذاً، ما هي دوافع إسناد حقائب سيادية لرئيس الجمهورية؟ وما هي تداعيات انعدامها؟ وكيف يمكن للمطالبة بتقليص حصته الوزارية وتحديد طبيعة الحقائب المسندة إليه أن يساهما في تعزيز موقع الرئاسة الأولى وصلاحياتها؟.

صحيح أن رئيس الجمهورية لم يُنتخب مباشرة من الشعب، لكنه يُنتخب من مجلس النواب الممثل للإرادة الشعبية، وعليه فإن تحديد حصة الرئيس من الحقائب السيادية لا علاقة له بطبيعة مسؤوليته امام الناخبين كما يدّعي رئيس "التيار الوطني الحر".

وتوضيحاً لمحاولات زج الدستور في مسألة توزيع الحقائب الوزارية، لا سيما حصة رئيس الجمهورية حيث التصويب العوني، يقول وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال خالد قباني لموقع "المستقبل" الإلكتروني أن كل ما يتم تداوله في الإعلام حول مسألة توزيع الحقائب الوزارية، لاسيما حصة رئيس الجمهورية، "لا علاقة له بالدستور وهو عبارة عن تسويات سياسية لحل معضلة تشكيل الحكومة".

الإتفاق على حصة رئيس الجمهورية من الحقائب السيادية يعود أساسه إلى اتفاق الدوحة الذي أعقب أحداث 7 أيار. يقول قباني: "كان الظرف استثنائياً: مجلس النواب مقفل، الحكومة مطعون بدستوريتها، قانون الانتخاب غير مقبول. وضع اتفاق الدوحة حلاً سياسياً وليس دستورياً، تضمن: انتخاب قائد الجيش آنذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، إقرار قانون الانتخاب، وتأليف حكومة جديدة من: 16 وزيرا للاكثرية، 11 وزيرا للمعارضة، 3 وزراء لرئيس الجمهورية. قلنا، كأكثرية، إن الاتفاق هو حل موقت وظرفي من اجل انتخاب رئيس الجمهورية، وبعد إجراء الانتخابات النيابية ينتهي مفعوله، إلا أن المعارضة أصرّت، حتى بعد الانتخابات، على موضوع الثلث المعطل مستندة إلى اتفاق الدوحة. وبعد أخذ ورد، تم التوافق على رفع حصة رئيس الجمهورية إلى 5 وزراء، وحصول الاكثرية على أقل من النصف زائداً واحداً، وحتى هذا الحل ليس له أي سند دستوري".

اتفق الأفرقاء اللبنانيون على إعطاء رئيس الجمهورية خمس حقائب وزارية، من بينها حقيبتا الداخلية والدفاع السياديتان. يرى قباني "أن أي تفكير بتغيير هذه المعادلة أو بمحاولة تغييرها سيؤدي إلى الإخلال بالتوافق الوطني ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر".

ويشير الى أن "كل القوى السياسية سلمت بأن تُعهد حقيبتا الداخلية والدفاع الى رئيس الجمهورية، نظراً الى أهميتهما في الظرف الحالي، لأن دور هاتين الوزارتين حماية الأمن والاستقرار الوطني والدفاع عن حدود الوطن ضد أي عدوان قد تقوم به اسرائيل، وهذا ما أوجب أن تُحصر الوزارتان بيد الرئيس وليس بيد الأكثرية أو المعارضة، لأن الرئيس محل ثقة الجميع ويشكل الضامن للاستقرار والتوازن الوطنيين ولحماية استقلال لبنان وسيادنه، ويتمتع بالحياد والنزاهة والموضوعية والصلابة".

انطلاقاً من إجماع القوى السياسية على أن يكون رئيس الجمهورية راعي المؤسسات، تُطرح تساؤلات عن أسباب مطالبة عون وتكتله بسحب الوزارات السيادية من الرئاسة الاولى، بما يتناقض مع اندفاعهم الى المطالبة بتعزيز صلاحيات الرئيس ويضعه في خانة "المزاعم".

يقول نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان لموقع "المستقبل": "لا يمكننا المطالبة بتعزيز موقع رئيس الجمهورية ودوره من جهة، والعمل على سحب الوزارات السيادية من يده من جهة أخرى، خصوصاً أنها وزارات تتعلق بالامن والاستقرار. إن الدولة هي الطرف الوحيد المولج بالأمن، وأي مطالبة بألا يكون لرئيس الجمهورية وزارات سيادية ستناقض الدعوات الى تعزيز موقعه. هناك ملفات أمنية كبرى تنتظر الأفرقاء في المرحلة المقبلة، ابرزها ملف السلاح، ومن الطبيعي جداًّ أن تُسند وزارات سيادية الى الرئيس في هذه المرحلة".

إلى جانب الصلاحيات الوضعية والضمنية التي أسندها الدستور الى رئيس الجمهورية، حظي الرئيس ميشال سليمان بإجماع اللبنانيين وبشبه إجماع عربي ودولي على التصويت له، الأمر الذي يخوّله أن يكون الحكم الضامن، فيُعطى من موازين القوى داخل الحكومة ما يمكّنه من تعطيل أي قرار يكون خارج سياق الإجماع العام، لاسيما في القضايا الوطنية الكبرى. اما الاشتراط عليه في عدد الحقائب المسندة إليه وطبيعتها، فيسأل الجنرال ميشال عون عن غاياته وتوقيته؟.

 

مرور أسبوع على الانقلاب الجنبلاطي

عزف مضطرب على أوتار تاريخية متقطعة؟

اللواء/10 آب/09

بإمكان المعارضة، بتكويناتها المتعددة والمختلفة، ومعها وليد جنبلاط، بكل ما يمكن أن يُطلق عليه من نعوت وألقاب: رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي، زعيم المختارة، الزعيم الدرزي الأبرز، النائب والوزير وأحد قادة <ثورة الأرز> الكبار، أن تكون احتفلت بمرور أسبوع، بالتمام والكمال على ميلاد انفصال وليد جنبلاط عن حلفائه في قوى 14 آذار، وتموضعه عند نقطة تقاطعات وسطى لم تتحدّد بعد، على نحو نهائي، لأن للانفصال شروط، وترتيبات لم تكتمل بالكامل، والأسباب هنا، ذاتية وموضوعية في آن واحد·

وحده <حزب الله>، يبدو الأكثر اهتماماً بمسألة تأليف حكومة جديدة، وفي أسرع وقت ممكن· فنوابه، في كتلة الوفاء للمقاومة، المفوضين بالتحدث إلى وسائل الاعلام، أو على المنابر، وما أكثرها لمناسبة الذكرى الثالثة لانتصار لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه وحكومته على آلة الحرب التدميرية الإسرائيلية، التي دامت 33 يوماً (من 12 تموز 2006 إلى 14 آب ضمناً)، لأسباب تتعلق بتثبيت <صيغة الشراكة الحقيقية>، وبأن يكون للبلد حكومة برئاسة النائب سعد الحريري، تقدر على مواجهة تداعيات اية مغامرة إسرائيلية جديدة ثأرية للهزيمة، وفي محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب وقائع المفاوضات، التي تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى اطلاقها في غضون الأشهر الخمسة المتبقية من العام الجاري، عبر عملية عسكرية، تهزم فيها المقاومة اللبنانية، وتُهدد النظام السياسي في سوريا، وتبعث برسالة للفلسطينيين قبل مؤتمر فتح وبعده، بأن لا تسوية بالشروط والمطالب الدولية التي وضعتها خارطة الطريق، بل بشروط اليمين الاسرائيلي نفسه، يهودية إسرائيل، القدس العبرية، الاستيطان، ولا عودة للاجئين الفلسطينيين، ولا دولة فلسطينية، بالمفهوم الدولي المتعارف عليه·

هذا لا يعني، أن الأطراف اللبنانية الأخرى، ليست مهتمة أو مستعجلة على تأليف الحكومة، لكن الحسابات السياسية، لكل منها تتقدّم على ما عداها، في توقيت زمني وسياسي، لا يعطي الأولوية للعملية الانتخابية والديمقراطية، بل لإعادة ترتيب وضع لبنان، كجزء من منظومة علاقات سياسية، مفتاحها سوريا، باعتبارها الدولة الأكثر ارتباطاً بمسارات الأحداث المقبلة، وتقاطعات المصالح، الموضوعة على بساط إعادة الصياغة، من باب المفاوضات العربية - الإسرائيلية، ومن باب دور الدول الإقليمية الأكثر تأثيراً على مسارات الشرق الأوسط، والعالم العربي، من إيران إلى تركيا·

تتقدّم عملية إعادة القراءات السياسية <للتحول الجنبلاطي> المتوقع في مساره، والمفاجئ في توقيته، على ما عداها، ومن دون إعلان أو إبهام، تفرض هذه القراءات استخلاصاتها واستنتاجاتها على الملف الحكومي، باعتباره <المدخل الديمقراطي> السلمي والهادئ، لإعادة ترتيب أوضاع لبنان، من دون المس بمقومات نظامه السياسي والاقتصادي ونطاقه الجغرافي، ومياهه الإقليمية والدولية·

وفي المشهد المتقدم على الملف الحكومي، أو الذي يحيط به بطبقة نارية، ملتهبة:

1 - قلق، غير مسبوق، لدى <أهل الحل والربط> عند الموارنة، والمسيحيين عموماً، من الخطوة الجنبلاطية، بالتحالف العريض، الذي قاد الحركة السياسية، بغطاء عربي ودولي كبير غداة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحت عناوين <انتفاضة الاستقلال> و?<ثورة الأرز> و?<السيادة والحرية والاستقلال> مقبل على الانهيار، فالكتائب اللبنانية و?<القوات اللبنانية> ومسيحيي 14 آذار يبحثون، بارتياب، عن نقاط التموضع، مع هذا الزلزال المحدق··· من هنا المطالبة تارة <بحكومة تكنوقراط> وتارة بحكومة أقطاب

· 2 - حنق وغضب، يتعديان العتب والانزعاج، من المسار الجنبلاطي الجديد··· لدى قيادة وكوادر <تيار المستقبل> الممثل الأقوى في السلطات العامة اللبنانية للمسلمين السنّة··· وكان يمكن أن تستخدم عبارة <المعيب> في بيانه الاحد الماضي، بعبارة شبيهة بتلك التي استخدمها <حزب الله> في ذروة الاشتباك مع <الزعيم الدرزي> عندما وصفه <بالغدر>··· وهنا، قد يُفتح النقاش على أسئلة من نوع ما جدوى ترؤس حكومة، لم يعد التعطيل فيها مقتصراً على <الثلث المعطّل>، بل على عدد من الوزراء، لا يشكّل بحال من الاحوال أي ضمانة لإدارة الدولة، وفقاً للبرنامج الذي خاض على أساسه <تيار المستقبل> الانتخابات وكسبها بقوة الثقة الشعبية في صناديق الاقتراع·

3 - وفي المشهد أيضاً <ارتياح شيعي> لا يخفيه <الصائم في شعبان> عن الكلام، قبل أسابيع ثلاثة من بدء شهر الصوم في رمضان، لكن في <الحلقات الضعيفة> والنقاشات الداخلية، ثمة أسئلة عن الأبعاد والأهداف ومواعيد التحوّل الجديد <للزعيم الجنبلاطي>، ترقب مع ارتياح، وانتظار ثقيل لمعرفة أي مسار ستسلكه الأحداث، على جهة الحكومة وعلى الجبهتين الجنوبية والإقليمية·

4 - في المشهد المتفاعل، تموضع محفوف بنقاش حاد داخل <الجماعة الدرزية>: قوى سياسية، ومشايخ، ونواب، و?<أنتلجنسيا> عن حدود التحوّل، وحسابات الربح والخسارة، في إحالة ترتيب الوقائع الجديدة للعلاقات الداخلية والإقليمية، من زوايا مصالحة الجبل والعلاقة مع الموارنة، والعلاقات العربية بين المملكة العربية السعودية وسوريا، ثم مصر·

هنا، الخطاب الجنبلاطي، وإن فعل، في مرات عدّة، سحر الساحر، في تبديل القناعات، ونقل الجمهور من ساحة إلى أخرى، من دون مشقة وعنّاء، فانه اليوم، يبدو مثقلاً، بالهواجس والمخاوف من حجم النقلة الجديدة·

صحيح أن سوريا هي أفق لبنان الرحيب، ومداه إلى العالم العربي براً، ولكن هل التسوية تكون في نطاق لبناني عام، أم ضمن ترتيبات <جماعية> وطائفية، ولو من باب العروبة، فلسطين، واليسار، وكل تلك <النوستالجيا> الجنبلاطية التي كادت أن تنسكب <شعراً وجدانياً> على صفحات الجرائد وفي الصالات المغلقة، وعلى منابر الحزب وأدبياته القديمة - الجديدة؟·ولعل العودة إلى <التاريخ> ليس بالمعنى الخاص، بل بمعناه العام، كفيلة وحدها، برؤية <اضطراب> في خيارات الجماعات اللبنانية، التي تعيش جنباً إلى جنب في بلد اسمه لبنان، عانى كثيراً، من اضطراب الصراعات في القرن التاسع عشر، وحتى في القرن العشرين، خلال مرحلة <بلقنة المنطقة> ومرحلة ولادة الكيانات السياسية ونشأة الدول المستقلة، وحروب القضية الفلسطينية المفتوحة·الكل يترقّب، ولكن وراء المشهد المضطرب مفاتيح جديدة لإعادة ترتيب المنطقة، وتنظيم وضع لبنان، ومنها المفتاح السوري··· وهذا الذي ربما أدركه جنبلاط، في لحظة القلق التي تسود الكيانات الاجتماعية اللبنانية؟

 

الحريري يراجع «الصيغة» ... والمعارضة ترفض اتصال بين الرئيس المكلف وجنبلاط ... وطهران ترحب برئيس «التقدمي»

 السفير 10 آب/09

  تطل بداية الأسبوع على وقع استمرار المرواحة في الوضع الحكومي الذي ما زال معلقاً في فضاء الانتظار الثقيل، الى حين عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من إجازته لإعادة ضخ الحرارة في أسلاك الاتصالات السياسية، بحثاً عن «الحكومة الضائعة»، فيما يستمر الرئيس نبيه بري في صيامه «الاحتجاجي» الذي يعكس مرارة لديه من إفلات فرصة التأليف في مدة أقصاها نهاية الشهر الماضي، بسبب التردد والتباطؤ غير المبررين، وهو الذي يشعر بأنه بذل أقصى جهده لإنجاز المهمة بأسرع وقت ممكن.

وفي حين تجنبت أوساط «تيار المستقبل» الجزم بموعد عودة الحريري إلى بيروت، توقعت بعض المصادر أن يختتم اليوم «إجازته العائلية»، وربما يعرج في طريق عودته على الملك عبدالله بن عبد العزيز في المغرب، فيما استبق الحلفاء المسيحيون للحريري وصوله بالقول إن صيغة 15-10-5 باتت لاغية وبحكم المنتهية مع اعلان وليد جنبلاط خروجه من فريق 14 آذار، داعين الى البحث عن بديل عنها يتراوح بين حكومة التكنوقراط أو حكومة الأقطاب، كما طالبت «القوات اللبنانية».

في هذه الأثناء، سُجل أمس أول اتصال سياسي مباشر بين الحريري وجنبلاط بعد الموقف الأخير امام الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي قبل اسبوع، وسبقه إرسال «باقة ورد» من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وعلمت «السفير» ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة: «اشتقنا»، لكن الحريري أجابه ممازحاً: «الى ماذا.. للمناكفة»؟ (التفاصيل ص3).

وبينما يتهيأ جنبلاط لزيارة دمشق في أعقاب تشكيل الحكومة وتوجه الحريري اليها، قال مصدر إيراني مطلع لـ«السفير» إن طهران ترحب بعودة جنبلاط «القديم ـ المعدل»، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.

المعارضة تحذر من العودة للمربع الأول

وإزاء ما يطرح من صيغ حكومية جديدة، قال مرجع قيادي بارز في المعارضة لـ«السفير» انه لا مفر في نهاية المطاف من تشكيل الحكومة على قاعدة 15-10-5 التي سبق التفاهم عليها مع الحريري، منبهاً الى ان اي عودة عنها ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى.

واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، وهي تصح لو كان البلد في وضع سياسي

طبيعي، فتشكل حكومة من هذا النوع للاهتمام بالملفات الاجتماعية والخدماتية، ولكنها لا تصح في هذه المرحلة التي تأتي بعد انتخابات عاصفة، وفي ظل استحقاقات سياسية كبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار وليس العودة الى خارج طاولة مجلس الوزراء للحصول على التوجيهات المناسبة، كلما طُرحت مسألة سياسية للبحث.

وشدد المرجع على انه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت وإبقاء البلد مكشوفاً، من دون تشكيل الحكومة التي كان يُفترض بالقيمين على تأليفها ان يستفيدوا من زخم الاتفاق على إطارها السياسي قبل أكثر من أسبوع، للإسراع في إنجاز عملية توليدها.

ورأى المرجع نفسه ان إعادة التموضع التي قام بها وليد جنبلاط لا تلغي في المعادلة شيئاً إذ هناك ثلاثة وزراء له لا بد من ان يحصل عليهم بمعزل عن الخانة السياسية التي يتواجد فيها، وبالتالي لا مبرر للتسويف والمماطلة في إتمام عملية التأليف، بعدما جرى الاتفاق مع الرئيس المكلف سعد الحريري على بنيتها التحتية وبند المقاومة في البيان الوزاري.

«المستقبل»: 15ـ10ـ 5

تحتاج الى إعادة قراءة

في المقابل، قالت أوساط في تيار المستقبل لـ«السفير» إن اتضاح مسار الامور على صعيد تشكيل الحكومة ينتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت، مشيرة الى ان الحريري ما زال يتحرك ضمن «مهلة السماح»، ولافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته.

ورأت المصادر أنه لا بأس إذا استغرق تشكيل الحكومة على أساس سليم بعض الوقت الإضافي بدلاً من ان نكون امام حكومة مزروعة بالألغام في حال الاستعجال في تأليفها على زغل وكيفما كان، تحت ضغط العامل الزمني.

واعتبرت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية. وشددت الاوسـاط على ان تشكيل الحكومة بات يحتاج الى الحصول على توضيحات من بعض الاطراف حتى يبنى على الشيء مقتضاه.

إسرائيل تهدد «حزب الله» ولبنان

وفي سياق التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة لـ«حزب الله» ولبنان مؤخراً، وجه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون امس تحذيراً شديد اللهجة الى «حزب الله» إثر معلومات نشرتها صحيفة «المصري اليوم» تحدثت عن خطة لاغتيال سفير اسرائيل في مصر، شالوم كوهين، علماً بأن الصحيفة ذكرت ان تحقيقات نيابة امن الدولة المصرية كشفت اعترافات لأعضاء ما يسمى «خلية الزيتون» الإسلامية المصرية التي تجري اتصالات مع تنظيم «القاعدة» في الخارج، قالوا خلالها إنهم كانوا يخططون لاغتيال السفير الاسرائيلي في القاهرة.

وقال أيالون في تصريح للإذاعة العامة الاسرائيلية: اذا مس «حزب الله» شعرة لأحد ممثلي إسرائيل في الخارج او حتى لسائح، سيتحمل النتيجة التي ستكون قاسية جداً، وأضاف: نحن نتعامل مع هذه المعلومات بجدية كبيرة. نعرف ان «حزب الله» عمل ولا يزال يعمل في مصر وفي بلدان اخرى على الإعداد لهجمات ضد المصالح الإسرائيلية. إن إسرائيل ستحمل «حزب الله» ولبنان نفسه المسؤولية عن اي محاولة لاغتيال اسرائيليين في الخارج وستنتقم لذلك، والنتيجة بالنسبة الى «حزب الله» ستكون على ما اعتقد خطيرة للغاية، وللبنان ايضاً. وتابع: من الأهمية ان ننقل هذا التحذير الى لبنان المسؤول عن «حزب الله».

وعندما سئل ايالون كيف يمكنه تأكيد ان «حزب الله» هو الذي يقف خلف المؤامرة وليس «القاعدة»، أجاب: «انا لا اريد ان ادخل في قضايا المخابرات او العمليات هنا، ولكن من المؤكد ان هناك صلة ايديولوجية وصلة مهنية نوعا ما هنا.»

بري يستبعد عدواناً

في المقابل، طمأن الرئيس نبيه بري اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً وقال لـ«السفير» انه شخصياً يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 إلا إذا حصل تطور دراماتيكي غير محسوب، واضعاً التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب.

واعتبر بري ان إسرائيل تضع في أولويتها خلال الاشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الاميركي باراك أوباما وإنهاكه، وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية، معتبراً ان اسرائيل باشرت في استنزاف اوباما والضغط عليه، مستشهداً في هذا المجال بالحملة العنيفة التي تنظم ضده في الولايات المتحدة من قبل الأوساط والمنظمات اليمينية، على خلفية الاعتراض على مشروع الإصلاح الصحي الذي يقترحه، والتي وصلت الى مستوى تهديد بعض اعضاء الكونغرس الديموقراطيين.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين انه إذا كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي باراك جدياً، وأنا استبعد ذلك ولا ارجحه، فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان فسيكتشف حينها ان حرب تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة.

في هذا الوقت، علم ان التحضيرات للمهرجان الكبير الذي ينظمه «حزب الله» في يوم الانتصار في 14 آب في الضاحية الجنوبية، قد قطعت شوطاً كبيراً. وسيلقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله خطاباً وصفته مصادر عليمة بأنه سيكون مهماً وسيتطرق فيه الى التطورات السياسية الاخيرة كما سيركز على التهديدات الإسرائيلية للبنان.

 

ماذا وراء استهداف أحزاب ومسيحيي 14 اذار

الديار/فؤاد ابو زيد

الكل تقريبا متفق، ان الخطوة التي اقدم عليها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، بالانتقال من يمين الرابع عشر من اذار الى الوسط، مع شهية ورغبة بالتموضع النهائي في يسار الثامن من اذار، لم تكن الحدث في حد ذاتها، بل ان الحدث هو في توقيت هذه الخطوة، وفي اهدافها المضمرة التي لم تتكشف جميعها بعد، ولو ان طلائعها بدأت تظهر شيئا فشيئا، مع كل تصريح ومقابلة يجريهما النائب جنبلاط تحت عنوان توضيح مواقفه من الرئيس المكلف سعد الحريري، ومن حزبي القوات والكتائب، ومن تكتل 14 اذار في شكل عام، والتي على ما يبدو حتى الآن تذهب باتجاه تحييد الرئيس الحريري عن الاصطدام به، محافظة منه على علاقات عربية معينة لا يريد جنبلاط ان يخسرها، وثانيا، تحت شعار العروبة وفلسطين واليسار والحنين الى سوريا، يطرح جنبلاط على «حلفائه» القدامى في 14 اذار تصوره الجديد لشعارات واهداف وخطاب التكتل بحيث تنسجم مع صحوته المستجدة، وهو على اقتناع كامل بأن مسيحيي 14 اذار، وفي شكل خاص حزب القوات اللبنانية لن يتجاوبوا مع طرحه هذا لان اولوياتهم التاريخية هي في لبنان اولاً وتأتي لاحقا جميع القضايا الاخرى، ما يسهل له والى من يواكبه ويدفعه الى قطع حبل الصرة بينه وبين 14 اذار مزينا له الجنة التي تنتظره في نهاية دورته، حركة العمل على القيام بالخطوة الاساسية المنتظرة، وهي دق اسفين في التحالف الصلب القائم بين تيار المستقبل ومسيحيي 14 اذار، ما يؤدي - وفق الخطة - ليس الى فكفكة هذا التحالف العريض وحسب، بل ايضا الى عزل مسيحيي 14 اذار وفي شكل خاص عزل حزب القوات اللبنانية العصب الاقوى والاكبر والاصعب بين هؤلاء على ان يستعاض عن مسيحيي 14 اذار، بمن هم خارج تيار المستقبل وخارج اللقاء الديمقراطي، وتحديدا بالتيار الوطني الحر الذي على ما ظهر ويظهر من رئيسه ميشال عون ومن نوابه وقياداته، انه يرحب من دون شروط مسبقة، كما كان يطرح سابقاً، بلقاء النائب جنبلاط وربما توقيع وثيقة تفاهم معه عل غرار تلك التي وقعها مع حزب الله، او ربما تكون هي ذاتها.

حتى الآن، يقف الرئيس المكلف سعد الحريري موقفاً رافضاً لانهاء تحالفه مع احزاب الكتائب والقوات والاحرار والكتلة الوطنية والشخصيات المسيحية المستقلة، وتقول مصادر قريبة من «المستقبل» ان بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري بيت عرف بالوفاء لاصدقائه وحلفائه وحتى بالتضحية في سبيلهم وسعد رفيق الحريري لن يحيد عن هذا الخط، واذا كان قد آثر الابتعاد عن لبنان والصمت حول كل ما جرى ويجري فلانه ضنين بصداقة ورثها عن والده وتعمدت بالدم وبنضالات سجلت في تاريخ لبنان صفحات بيضاء ناصعة، وبيان تجديد العهد والقسم الذي وقعت عليه قيادات 14 اذار بمن فيهم وليد جنبلاط في 26 ايار الماضي في فندق البريستول لم يجف حبره بعد حتى ينقضه سعد الحريري ورئاسة الحكومة ليست بشيء امام الكرامة والعهود والمواثيق وكلمة الشرف.

المستغرب في مواقف جنبلاط الاخيرة ليس المواقف بحد ذاتها بل هو هذا السكوت المريب المطبق لقيادات حزب الله حول خوف جنبلاط على سلامة الجبل وسلامة الدروز في لبنان خصوصا بعد صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة، او اذا شنت اسرائيل هجوما على ايران، وهذا يعني ان جنبلاط متخوف من سلاح حزب الله بالطبع، وليس من سلاح المسيحيين او السنة، وهذا يعني استطرادا ان حزب الله خلافا لجميع تأكيدات قياداته مستعد لاستخدام سلاحه في الداخل اللبناني وضد طوائف اخرى لا توافقه في اهدافه واستراتيجيته ولا حتى في نظرته الى بعض الامور الداخلية، وسكوت حزب الله على مخاوف جنبلاط وكأنه اعتراف بصحتها، وكأن حزب الله عازم على استخدام سلاحه في الداخل، وخصوصا انه لا يخفي ترحيبه وسروره وانفتاحه على خطاب جنبلاط الجديد، ولم ينف ما تسرب في الاعلام من ان السيد حسن نصرالله هو الذي فتح طريق الشام امام النائب جنبلاط وان سلسلة المواقف التي اطلقها جنبلاط تباعا كان متفقاً عليها معه.

ما يؤكد ان الهدف الاساس من حركة جنبلاط الاخيرة، كان بعثرة تحالف 14 اذار، وعزل الاحزاب المسيحية السيادية، وليس لسبب، كما حكي، الصحوة العربية والحنين الى اليسار او حماية الجبل والدروز لان الاحزاب المسيحية اليمينية تقليديا تقيم افضل العلاقات مع فلسطينيي منظمة التحرير، وعلاقتها طبيعية مع المنظمات الاخرى باستثناء تلك التي تملك قواعد عسكرية تسيء الى السيادة والاستقلال، كما ان علاقاتها بدول العالم العربي وفي طليعتها مصر والسعودية والكويت والامارات، ممتازة وهي مع اي قضية يتفاهم عليها العرب، وفي طليعتها القضية الفلسطينية كما انها منذ زمن طويل تعتبر ان اسرائيل دولة عدوة، وتدعو الى قيام الدولة القوية القادرة وتدعم تسليح الجيش بكل ما يلزمه من عدة وعدد. فأين المشكلة اذن مع هذه الاحزاب التي تصر على إقامة اطيب العلاقات مع سوريا، شرط ان تكون بين دولة ودولة، وليس بين طائفة ودولة كما يجري اليوم.

الاحداث كما دائما ليست في ظواهرها بل في بواطنها، وستكشف الايام اكثر حقيقة ما جرى، وسيكون عندها لكل حادث حديث.

  

فتح الباب أمام تعميق خصوصيات الطوائف يضر بفلسطين والعروبة ولا يخدم «التفاهم»

الديار/10 آيار/09

لسنا مع «لبنان أولاً» إذا كان يعني الانعزال عن محيطه أو العداء للعرب، ومع «لبنان أولاً» إذا كان يعني ضرورة الإهتمام بـ «البيت الداخلي»، بيت الوطن الصغير، واعتباره «اولوية». ذلك أنّ العروبة وفلسطين إذا كانتا قضية كل اللبنانيين، فإن لبنان يستطيع أن يلعب فيهما دوراً ريادياً. ولقد سبقت له هذه الريادة خاصة عندما كانت في مطلع عهد الاستقلال وانشاء الجامعة العربية قيادات وسياسيون من النوع الذي أطلق على مثله وزير الثقافة الفرنسي في عهد ديغول اندريه مالرو إسم «السنديانات» أي الشخصيات ذات الثقل الراسخ والمهابة والفاعلية، وهم روّاد مسيحيون ومسلمون، بل مسيحيون يسبقون أقرانهم من المسلمين في مضمار العروبة الحضارية وحتى في مضمار الجهاد لإستنقاذ فلسطين قبل السقوط في «براثن» المشروع العنصري الصهيوني، وإن يكون للطائفة حتى لو كانت اقلية، « قضية ومُثُل عليا» اوسع حتى من محيطها الضيّق، بحيث يزيدها هذا الدور بروزاً ووهجاً. والمثال على ذلك هو النموذج الفردي لجنبلاط بالذات عندما يسلك الطريق العروبي اللاحب الواعي لخطورة الوجود الصهيوني العنصري القسري: ففي مثل هذه الحال، تكون العروبة وفلسطين مدى حيوياً لـ «عبقرية» يمكن أن يتميّز بها «نابغون» في أقلية من الأقليات. علماً أن الطوائف اللبنانية بمجملها، لا تنتمي إلى قوميات وأعراق مختلفة، ولذلك فإن الشعور الوطني والشعور القومي خاصة، يكون جامعاً للطوائف كلها على كلمة سواء واحدة، مهما كانت خصوصيات كل طائفة حادّة ? حتى لو وصلت إلى تخوم « الشوفينية». دون أن تقع فيها!

ولا يصحّ أن تكون العروبة وفلسطين مجرد وسيلة « تكتيكية» لتعميق « وحماية» الخصوصية الطائفية ولدرجة التحول إلى كيان « فطري» داخل الكيان الوطني العام، بحيث إذا كانت هنالك مفاضلة بين مصير الوطن ومصير الطائفة، فإن خصوصيات الطائفة تعلو عند البعض على قضايا الوطن العادلة والمحقة والمشتركة، مما يجعل الوطن «اوطاناً» ممسوخة». وفي وطن صغير مثل لبنان يصبح الوطن أشلاء ومزقاً مبعثرة «لوطن سابق» لم تكتمل سوّيته حتى عندما كان يناضل الغيارى عليه لأن يجعلوه وطناً سوياً!

وكما يقال: «لا يطاع الله من حيث يُعصى»، فإن طاعة الوطن لا تكون ببعثرة اجزائه وتحويل الانتماء القومي كوسيلة «تكتيكية» لخدمة خصوصية طائفية سواء كانت طائفة رئيسية أو «أقلوية».

ثم أن أحداً في لبنان حتى لو تركت كل طائفة على سجيّة أبنائها، يمارس لويشكل تهديداً لطائفة اخرى، او تحتاج كل طائفة فيه إلى من يحميها من طائفة أخرى، إلا إذا كان الامر قسرياً، أو بناءً لخطة مرسومة وعلى الطريقة العراقية الحالية، التي لم يشهد العراق لها مثيلاً إلا ما شهده حالياً في عهدي الاحتلال الاميركي والبريطاني والارهاب التكفيري اللذين  يكمل أحدهما الآخر تلقائياً أو بتنسيق بينهما مباشر أو غير مباشر، وأن كنا قد سمعنا مؤخراً تركيزاً «كلامياً» لأول مرة من الجانب «التكفيري» ضد اسرائيل والكيان الصهيوني وإن كان يساوي في الموقف السلبي بين المسيحيين واليهود. وهو أمر مخالف حتى لنصوص القرآن الكريم التي تقول: « ولتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا الدين قالوا إنّا نصارى، ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً ترى أعينهم تفيض من الدمع لما عرفوا من الحق». «ولتجدن أشدّ الناس عداوة للدين آمنوا اليهود» وتركيز أيمن الظواهري مؤخراً على اسرائيل والصهاينة ولو كلامياً أمر جيد، ولقد سبق أن طرحنا على «القاعدة» السؤال الذي من البداهة أن يطرحه كل من يتحلى بقدر ولو ضئيل من الوعي عند كل من يستشعر خطر الكيان العنصري الصهيوني. وهذا السؤال الذي لم يتلقَ أحد الجواب الشافي عليه هو: كيف يستطيع جماعة «القاعدة» ان يضربوا في العديد من الدول العربية في المشرق العربي في السعودية ومصر والاردن واليمن وفي المملكة العربية وفي موريتانيا. وفي الدول الأجنبية وفي قلب أميركا حيث أقوى احتياطات أمنية وإستخباراتية في العالم وفي أوروبا وفي دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا واسبانيا وحاولوا أن ينشبوا مخالبهم في لبنان بعد أن فعلوا الأفاعيل بالمدنيين في العراق وارتكبوا الفظائع الطائفية التي يندى لها جبين الجنس البشري شعوراً بالعار، دون ان يضربوا في عمق الكيان العنصري الصهيوني حتى في ذروة المجازر التي ارتكبها، بما فيها «محرقة غزة». الا يدعو ذلك للتساؤل مهما حاول المرء ايجاد حيثيات لتبرير حسن الظن بهم. أما لماذا لم يستطيعوا الوصول إلى حد التموضع في لبنان، فلأنهم لم ينجحوا حتى الآن في اختراق جهة أمنية صلبة متماسكة عنينا بها الجيش الوطني رغم فداحة التضحيات التي قدمها من عديدة وقياداته. وهذا يؤكد أن تمتع قوة وطنية بعقيدة واضحة ومترسخة ومتحلية بالوعي، كما هو الحال في الجيش والمقاومة وقوى  الأمن الوطنية، عندنا وقد زاد في اكتساب المناعة عند القوى الأمنية الساهرة واليقظة، انها توجهت بعقيدتها وأدائها نحو مواجهة خطر مصيري هو المطامج العدوانية الصهيونية، في حين تبقى أظهر انظمة عربية شقيقة ايأً كان حجم القطر العربي الديموغرافي صغيراً وكبيراً مكشوفة، إلا إذا كان لدى الجيش أو «الحرس الوطني» أو «الجيش الشعبي» مثل المقاومة، عقيدة عسكرية وطنية أو قومية أو إيمانية مبرّاة من «لوثة» الارهاب ضد المدنيين والابرياء، يكون مستعداً من أجلها أن يبذل دمه وحياته عندما يقتضي الامر أو يجدّ الجدّ.

ولكي لا ننسى بعد ذلك ما بدأناه من حديث عن فلسطين والعروبة وخصوصيات طائفة معينة اضافة إلى خصوصيات طوائف اخرى قد تفوقها حدّة « ، نجد أن «الوباء الفتنوي» الذي تبناه «بشبق» وتعطّش إلى سفك الدماء على اسس فتنوية طائفية ديك تشيني نائب بوش وبالتوافق والتنسيق معه واستمرار الاداء الأخير الفتنوي في لبنان خاصة، بعد العراق وعلى موازاة استمرار ما يجري هناك، فإن من حق اللبنانيين على الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة حرصاً على مكانته ودوره المؤمّل من المعارضة والموالاة على السواء, أن يوضح الاسباب الموجبة لغيابه، ففي «حمأة» المراوحة في عملية التأليف وحتى ولو كان الأمر لا يعدو إجازة عائلية أو للترويح عن النفس من «صداع» هذه المراوحة في عملية التأليف.

 

رئيس تيار التوحيد وضع شروطا على جبنلاط... لا يمكنه الالتفاف عليها

الحريري متمسك باستراتيجية «الاخصام» ويرفض الابتزاز الذي طال والده الشهيد

الكلام عن استدراك 7 أيار جديدة يسيء لـ «حزب الله» ... ودور الجيش اللبناني

سيمون ابو فاضل/الديار

من الطبيعي الا تنتهي مفاعيل المواقف المتعددة التي اعلنها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في «البوريفاج» وما تبعها من تفسيرات له اكدت على ما قصده بعد ان اتى كلامه في عدة اتجاهات توزعت بين انتقاده اللاذع لحلفائه وحنينة الى سوريا. ومن الطبيعي ايضا ان تكون لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري المواقف الصامتة والهادئة التي لجأ اليها بعد مواقف النائب جنبلاط الذي كان يشكل واياه علاقة صداقة تتجاوز حدود التحالف السياسي وما ينتج عنه.

فالرئيس المكلف سعد الحريري لجأ الى اسلوب سياسي في عملية تشكيل الحكومة. كان سيعطي ثماره اذ هو يعلم جيدا بأن لا بديل عنه لتولي هذا الموقع ومع ذلك ادخل في معادلة التأليف عنصر الصمت معززا بعامل حيازته على الوقت كسلاح جديد يمتكله في مواجهة مدرسة اكتساب الوقت التي تعتمدها القيادة السورية في مقاربتها للملفات الساخنة، فكان التوافق بين الرئىس المكلف وبين «حزب الله» ورئىس مجلس النواب نبيه بري وبرعاية رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الاطار السياسي للحكومة بما جعل النائب جنبلاط بأنه ملحق في هذه التسوية  وباشر في مجالسه الخاصة اعرابه عن تحفظه، نظرا لكونه ليس من صائغيها، لا سيما ان يريد ان يكون «راعي» هذه التسوية لدى «حزب الله» من باب تصويره ذاته على انه قادر على ممارسة تأثيره على الرئىس المكلف الذي ادار بذاته عملية رسم الاطار السياسي للحكومة.

لكن المآخذ التي هي لدى تيار المستقبل على النائب جنبلاط لا تنحصر فقط حول مضمون مواقفه بل ايضا في توقيته اذ مارس الرئيس المكلف سياسة صمت وقدرته على امتلاك عامل الوقت، وفق صيغته دفعت بالذين التقوه في تلك الحقبة لوصفه مجازيا «بابو الهول» نظرا لامتناعه على الرد على اي استيضاح اذ كان «رئىس كتلة لبنان اولا» بدأ يحقق النقاط لصالحه، فالقوى المركزية في 8 آذار اي «حزب الله» تجاوب مع الصيغة التي تم التوافق عليها برعاية الرئىس سليمان ووساطة الرئيس بري فقراءة الحزب الاستراتيجية تدفعه للقبول في هذا الواقع الذي يستطيع نفسه في اي وقت قد يجد انه غير مطمئن في حين كانت العقدة العالقة محصورة في مسألة توزيرات التيار الوطني الحر والتي وصلت الى درجة سعي الوزير جبران باسيل مع الرئىس المكلف سعد الحريري لترك الباب مفتوحا لأن يقوم رئىس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بزيارة قريطم للتداول مع الرئىس الحريري في اعادة توزير باسيل بعد ان كان النائب عون وقياديه وصفوا ادارة قريطم بأنها مقرا للمؤامرات على الوطن حتى ساعات قليلة من انتهاء العملية الانتخابية التي اعادت الغالبية لقوى 14 آذار  خلافا لحسابات النائب عون وقوى 8 آذار...

ثم انه اضافة الى القراءة البراغماتية الاستراتيجية لـ «حزب الله» الذي كان مسهلا لعملية انضاج الحكومة كانت دمشق وليس القيادة السعودية او الرئيس المكلف لديهم الرغبة القوية او الاستعجال لأن يزورها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز او رئىس حكومة لبنان سعد الحريري بحيث كانت سوريا، ستوسع تحركاتها لدفع النائب عون بالتفاعل ايجابا في مسألة التشكيل والتراجع عن العقبات التي كان وضعها. وباتت الحكومة على قاب قوسين من اعلانها.

وهنا يكمن الخطأ الجسيم الذي لجأ اليه النائب جنبلاط من خلال تسرعه المدروس في اطللاق هذه المواقف التي دفعت بالملف الحكومي نحو منحى اكثر تعقيدا مما كان عليه حيث رتب هذا الكلام المضاعفات التالية.

1- اظهر النائب جنبلاط «حزب الله» ومن خلال كلامه عن معالجة ذيول 7 ايار واستدراك عملية لاحقة بأنه ميليشيا مسلحة يجب الاحتياط من خطواتها بما انعكس سلبا على «حزب الله» الذي سبق وفاخر في عملية 7 ايار.

2- اضعف النائب جنبلاط في مواقفه الواقع المؤسساتي للبلاد ككل وللدولة اللبنانية اذ بدلا من ان تأتي خطواته متلازمة بأمتار مع الرئىس الحريري الى دمشق سبقه اليها اعلاميا واضعف الملف القوي الذي سيحمله الرئيس الحريري ابان مسؤولياته للتداول به مع القيادة السورية حول المواضيع الخلافية او العالقة معها.

3- ان استنهاض اسلوب العلاقات الشخصية مع سوريا على حساب الدولة والمؤسسات يضعف دور لبنان ويفقده دورة كدولة متضامنة داخليا ولو بالشكل تحت سقف مؤسساتها ويحوله مجددا الى ورقة في التجاذبات خصوصا ان الرئىس سليمان والرئىس الحريري قادران على اعطاء لبنان موقعا على المنصة الدولية ومتضامنة مع القضايا العربية...

4- ان حنين النائب جنبلاط للعودة الى سوريا، قبل سحب مذكرة التوقيف في حقه الصادرة عن القضاء السوري، لو حصل، لن يجد فيها هذه المرة الحضن الدافئ الذي وجده بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، من قبل أحد القياديين الكبار يومها، من الذين ما يزال النائب جنبلاط يستأنس برأيهم القومي، لكن سوريا ستستقبله لأنها تمتلك حسابات لصالحها في الخطوة هذه.

5- ان النائب جنبلاط الحريص على خصوصية طائفته ومنطقة الجبل، عليه ان يكون في الوقت ذاته حريصاً على الخصوصية، وان لا يخرج الطائفة الدرزية من مواجهة مرتقبة في توقعاته نتيجة تداعيات القرار الظني، ويسعى لوضع «حزب الله» في مواجهة مع قوى سنية - مسيحية حليفة له، محوّلاً الانظار في هذا الاتجاه، اذ ان العلاقات السنية - الشيعية الحالية، لا تدفع للقول بأن ثمة احتكاكات ستبدأ ناتجة عن قرارات مركزية لدى القيّمين على هذين المذهبين.

6- ان قراءة النائب جنبلاط لواقع المؤسسة العسكرية والخريطة السياسية في قيادتها وداخلها، وتقصيرها في عدة محطات، كان آخرها في العاصمة بيروت (حادثة عائشة بكار) وفي الأمس في عرسال، تعزز القناعة لديه بأن الجيش اللبناني، غير قادر على ضبط الأمن داخليا، ولا على حماية الحدود، ويتجه نحو ترسيخ قناعته بأن الأمن في لبنان هو خلاصة معادلة سياسية يتوافق عليها الأفرقاء.

وعليه فان النائب جنبلاط الذي يصرّ على تمايزه والحفاظ على خصوصيته وتقاربه من الرئيس سليمان، لم يشكل له هذا الاستدراك السياسي حتى حينه، تقبلاً لمواقفه، بل ما زالت كفّة انقلابه على قوى 14 آذار هي المرجحة على كلامه بأنه لن يتخلى عن الرئيس المكلف سعد الحريري وسيبقى الى جانبه، وتاركا للوزير غازي العريضي والنائب مروان حمادة تسوية الأمر مع الحفاظ على خصوصيته التي تراعي واقع الطائفة والجبل.

ويبقى بذلك الانجاز الذي حققه الزعيم الدرزي «الثائر» وئام وهاب لصالح حماية الطائفة، يحمل قوة قراءة، تفوق فيها على الزعامة التاريخية للدروز، وهي نسجت هذه المرة مع سوريا، من خلال الوزير السابق وهاب وفق شروط جديدة، لا تمكن النائب جنبلاط التعديل فيها بعد ان ربط حركة التحاور الدولي مع سوريا مع تداعيات 7 ايار ومع قراره بألا يكون في حالة ذوبان مع أي فريق، بل في موقع المتمايز عن مسيحيي 14 آذار، والحليف للرئيس المكلف، والداعم الأول للمقاومة و«حزب الله» والمطالب بحل سريع للقضية الفلسطينية التي فشل اركانها في حلها ولو من خلال الأحداث الدامية...

وفي المقابل، لا يقبل الرئيس المكلف الحريري، باعتماد أسلوب الإبتزاز السياسي او استشراف انطلاقته على غرار ما كان يحصل مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من قبل أقرب المقرّبين اليه، أسوة بالنائب جنبلاط، اذ على صعيد ملف المحكمة آثر تيار المستقبل الصمت وعدم الكلام عن الموضوع، منذ انشائها، وعلى صعيد العلاقة مع «حزب الله» فان اللقاءات التي حصلت بين الرئيس المكلف وبين أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، تتابع هذا الامر على أعلى المستويات، ناهيك عن حركة التواصل اليومي بين نواب وقيادات في تيار المستقبل و«حزب الله» وحركة «أمل» واذا كانت المسألة متعلقة بموضوع دعم المقاومة، فان الرئيس المكلف طرح مبادرة ايجابية ومطمئنة بعيد نتائج الانتخابات، في حين ان العلاقة مع سوريا التي ينطلق منها النائب جنبلاط من قراءته للتحوّلات تجاه سوريا، هي ستكون محور زيارة للرئيس الحريري بعد تشكيل الحكومة.

ولذلك فان مواقف جنبلاط لم يتم قبولها، وما تبعها من تفسيرات لدى الرئيس المكلف، لانها وكما بدت، هي خلاصة اتصالات كان بدأها النائب جنبلاط دون اطلاع حليفه عليها، في وقت كان الحريري يطلع الصديق جنبلاط على التفاصيل الجوهرية والاستراتيجية. ومن هنا سجل الرئيس المكلف على النائب جنبلاط «زلّة قدم» تجاهه في بداية ترجمة التحالف السياسي، بعد تكليف النائب الحريري برئاسة الحكومة، وتفاجأ، بأن ما لم يقدم عليه الأخصام السياسيون لجأ اليه الصديق السياسي جنبلاط، وكأنه كان مدبراً مع فريق مركزي في 8 آذار لإضعافه، وهو واقع لا يتقبّله الرئيس المكلف الذي تمكن من مواجهة استحقاقات أدقّ وأكبر من «الخطأ» الفادح الذي أقدم عليه النائب جنبلاط في حقه سياسياً وفي حق الحلفاء في قوى 14 آذار، وهو ما يتطلب من الزعيم الدرزي موقفاً تجاه الحريري يتجاوز سقف مواقف «البوريفاج»...

 

المعارضة بدأت تطرح شكوكاً: لماذا تأخر الحريري؟ وهل ما زال على موقفه؟

ابراهيم بيرم/النهار

ثمة من المحيطين برئيس مجلس النواب نبيه بري من يتحدث عن ان من اسباب صيامه المفاجئ عن الكلام، نوعا من الاستياء المكتوم حيال تراجع الرئيس المكلف سعد الحريري عن وعد كان ابلغه اليه رسميا بانه عائد الى بيروت نهار الجمعة الماضي، وانه سيستأنف فور عودته اتصالاته ولقاءاته لتكون حكومة الوحدة الوطنية الموعودة جاهزة في منتصف هذا الاسبوع خصوصا انها كانت قد قطعت قبل المواقف التصعيدية الشهيرة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الشوط الاساسي نحو  التأليف. وعليه فان تأخر الحريري في العودة الى بيروت فتح الباب امام تساؤلات هذه الابعاد والدوافع، وهل هي مقدمة لظهور وقائع ومعطيات جديدة تتصل بالتشكيلة الحكومية نوعا وكما، بعدما تيقن الجميع من ان "الانتفاضة" الجنبلاطية على حلفاء الامس باتت واقعا غيّر المعطيات والوقائع والادوار والاحجام؟

غداة سفر الحريري المفاجئ سارع الرئيس بري، الى تقديم شرح للصحافيين الذين يزورونه عادة فحواه الآتي:

1 – ان سفر الرئيس المكلف ليس اعتكافا او حردا بل هو تلبية لواجب عائلي كان بري نفسه على علم مسبق به.

2 – ان "الانتفاضة" الجنبلاطية هي حدث بمنأى عن عملية التشكيلة الحكومية، ولن يكون لها اية تداعيات على هذه الحكومة المتفق بين كل الاطراف المعنيين على صيغتها.

ولاحقا بادرت المعارضة بلسان اكثر من رمز من رموزها الى تجديد التزامها الصيغة المتوافق عليها (15- 10- 5).

وفي موازاة ذلك لم ينقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ما يشي بأنه تحلل من التفاهم على هذه الصيغة.

3 – رغم ادراكها ان ثمة معطيات او وقائع جديدة غيرت الاحجام وحولت في المعادلات فان قوى المعارضة لم يصدر عنها ما يوحي بانها نكصت عن ترشيحها الحريري لتأليف الحكومة العتيدة، بل اكد عدد من قادتها وخصوصا من "حزب الله" انهم ما برحوا على اقتناعهم بانه لا بديل عن الحريري لتأليف الحكومة.

واكثر من ذلك فان اوساط الرئيس بري والمعارضة عموما، سعت في الايام القليلة التي تلت "الانتفاضة" الجنبلاطية الى الحد من تأثيراتها وتبعاتها. فثمة مقربون من بري نقلوا عنه ان التحول الجنبلاطي لم يكن ابن ساعته وزعيم الحزب التقدمي اطلق اكثر من مؤشر واعطى اكثر من دليل على انه بات في فضاء آخر، وضمن حسابات مختلفة تجعل من تباينه مع طروحات 14 آذار امرا واقعا.

ومع ذلك، فان هؤلاء انفسهم نقلوا عن بري ان ثمة "تصرفات" من جانب زعامة قوى 14 آذار "آذت" النائب جنبلاط ودفعته الى التعجيل في اطلاق الكلام الذي قاله في مؤتمر الحزب الاستثنائي في البوريفاج الاحد ما قبل الماضي.

وعلى رغم ان بري يرفض الخوض في تفصيل هذه التصرفات فان في جو المعارضة من يتحدث صراحة عن ان جنبلاط شعر بان ثمة مسعى يبذله حلفاؤه السابقون، وثمة خطوات يقومون بها على مستوى تأليف الحكومة ستفضي عاجلا ام آجلا الى تحجيم دوره في الحكومة المقبلة، وتقزيم موقعه في عملية الشراكة على مستوى الحكومة، وهي عمليا استتباع لعملية "التقزيم" التي اجبر على ممارستها في اثناء تأليف اللوائح الانتخابية. وبشكل اوضح شعر جنبلاط، وفق هؤلاء، ان ثمة ثنائية تنسج خيوطها على مهل داخل لقاء 14 آذار، لفرض واقع جديد داخل اللقاء وفي الحكومة العتيدة، من شأنه ان يؤدي الى "تحجيم" دوره وموقعه في المعادلة السياسية.

لذا، فان هؤلاء لا يتوانون عن الحديث عن شعور لدى جنبلاط فحواه ان ثمة "تدليلا" غير مفهوم لفريق "القوات اللبنانية" لدى الرئيس المكلف على حسابه هو، ويصل هؤلاء الى خلاصة فحواها ان جنبلاط قرر ان "يقطع دابر الامر"، واختار لحركته الاخيرة توقيتا بالغ الحساسية ومشحونا بالدلالات ليعلن لمن يعنيهم الامر انه "ضاق ذرعا" من تعاطف الحريري المبالغ فيه مع فريق بعينه داخل 14 آذار.

ولكن السؤال المطروح بإلحاح، وهو سؤال كبير بعد سفر الحريري الى باريس ومن ثم تمديد موعد عودته الى بيروت: هل كان جنبلاط يريد من وراء كل ذلك قلب الطاولة في وجه حلفائه السابقين؟ وهل كان يعرف حجم التداعيات السلبية للحركة التي باشرها على وضع الرئيس المكلف وعلى مستوى التوازنات الداخلية، الى درجة اكراه هذا الرئيس على السفر الى الخارج، والى درجة الاخلال بهذه التوازنات؟

لم يعد امرا جديدا القول ان قوى المعارضة على اختلافها تعاملت مع الحركة السعودية السريعة لتدارك الموقف، والتي تمثلت بوصول وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجه الى بيروت واجتماعه الليلي الطويل مع النائب جنبلاط، على اساس انه ينطوي على هدف اكبر، وهو الا يترك جنبلاط الرئيس المكلف وحيدا وان يبقى عضدا وسندا له في مسيرته الحكومية المقبلة.

ولم يصدر عن المعارضة اي اعتراض معلن او مضمر على هذا التوجه السعودي، ولكن ما تلا ذلك من تطورات وتداعيات هو الذي جعل هذه المعارضة تبلغ مرحلة رسم دوائر شك وعلامات تساؤل واستفهام حول الكثير من وقائع الحاضر ومعطيات المستقبل، وابرزها:

- لماذا تسرع بعض افرقاء الاكثرية في اثارة مواضيع وقضايا تنطوي على مؤشرات بالرغبة في تعديل الصيغة الحكومية المتفق عليها سلفا ويطرحون بديلا منها صيغا جديدة بناء على ما فرضه التحول الجنبلاطي الجديد من وقائع، من شأنها ان تعيد الامور الى نقطة الصفر؟

- ما مبرر الحديث عن التحذير من العودة الى فكرة الحلف الرباعي والتنديد به سلفا؟

ولماذا تأخرت عودة الحريري الى بيروت، وهل هذا التأخير ناتج عن ان خلوته مع ذاته واتصالاته مع حلفائه الخارجيين لم توصله الى صيغة معينة للتعايش مع الوقائع المستجدة على نحو تسمح له بالتعاطي معها بواقعية وبراغماتية، يستعيد معها فريق 14 آذار توازنه من جديد على نحو يؤدي الى اعادة الامور الى طبيعتها واستئناف عملية استيلاد الحكومة العتيدة؟

- اكثر من ذلك ثمة في اوساط المعارضة من بدأت تراوده الهواجس الناجمة عن معلومات بدأت تسري في الاوساط السياسية وتتحدث عن ان هذا التمديد "لاجازة" الحريري في الخارج هو جزء من خطة مضمرة يريد عبرها الرئيس المكلف الايحاء بانه مستعد لوضع الجميع امام وقائع صعبة تشبه عملية "قلب الطاولة" وتحدي الجميع على التفكير ببديل عنه لتأليف الحكومة العتيدة.

وبالطبع فان اصحاب هذه الرؤية ينطلقون من ادراك الحريري مسبقا لاعتبارات عدة ابرزها:

أ – ان ليس في فريق الاكثرية من بمقدوره التجرؤ والتحدي وترشيح سواه لهذه المهمة خصوصا في هذه المرحلة.

ب – ان المعارضة ليست ايضا في وضع من بيده زمام الامر للتفكير في بديل لتأليف الحكومة المنتظرة، نتيجة حسابات عدة.

ج – ان النائب جنبلاط اعطى تعهدا لمن يعنيهم الامر، بانه سيبقى على تحالفه مع الحريري في عملية تأليف الحكومة وبالتالي فان فرصة ان يدخل مع المعارضة في فكرة تشكيل ائتلاف جديد يبيح له تسمية رئيس آخر لتأليف الحكومة امر مستبعد.

وفي كل الاحوال قد تقطع عودة الحريري الى بيروت خلال وقت قصير، دابر كل هذه التساؤلات، وتضع حدا لهذه التكهنات ولكن السؤال الذي لا تجد قوى المعارضة الاجابة القاطعة عنه: هل ستقنع فترة "التفكير بهدوء" التي امضاها الرئيس المكلف وما سبقها من تطورات دراماتيكية بان عليه طرح معادلة حكومية جديدة ام ابقاء القديم على قدمه؟

 

الناصريون الأحرار:هناك مؤامرة على أهل السنّة ولغتنا السياسية ستتغير

العجوز: أي  محاولة لإخضاع الحريري أو ابتزازه أو زكزكته لن تمر مرور الكرام

عقد مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار إجتماعه الدوري برئاسة الدكتور زياد العجوز الذي أكد بأن كافة المعطيات تشير الى أن القنبلة السياسية التي أطلقها النائب جنبلاط بدأت تزول مفاعيلها بشكلٍ كبير خصوصاً في موضوع تشكيل الحكومة التي حتماً ستأخذ طريقها حيز التفعيل والإنتهاء منها قريباً لأن من مصلحة الجميع في الظروف التي تمر بها المنطقة الإسراع بتشكيلها وأن الرئيس المكلف سعد الحريري هو الشخصية الوحيدة التي تلاقي إجماعاً عربياً ودولياً ووطنياً حول هذا الموضوع رغم المؤامرة الكبيرة التي تعرض لها لإفشاله أو إخضاعه وإبتزازه.وتابع العجوز ، بالعودة الى تفاصيل الأحداث السياسية والأمنية في البلاد منذ إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مروراً بأحداث السابع من أيار وصولاً الى إعلان النائب جنبلاط عن نيته لتشكيل حلف رباعي إسلامي ورفض تيار المستقبل تلك الفكرة بشكلٍ قاطع والتي رد عليها النائب جنبلاط بموقفه الأخير وإستعادته لغة التخاطب لأتباع النظامين الإيراني والسوري في لبنان وتبنيه إياها من تشكيك وتخوين لقوى الرابع عشر من آذار، نرى أن هناك مشروعاً خطيراً وكبيراً يستهدف طائفة العروبيين أهل السنّة في لبنان ومحاولة جرهم الى فتنة داخلية أو أخذهم الى غير موقعهم الوطني الحقيقي الذي التزمت به أكثريتها الساحقة . وأضاف العجوز،بعد فشل هذا المشروع إنطلقت الخطوة الجديدة بمحاولة عرقلة الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومحاولة قلب الأوراق السياسية والتكتلات، وهكذا نرى أن الطائفة الإسلامية السنية التي آلت على نفسها تحمل الكثير وضحت بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على وحدة الوطن ومناعته ، نراها تستهدف اليوم بشكلٍ بشع نتيجة لتمسكها وثباتها على مواقفها ومبادئها وقناعتها وثقافتها بأهمية تحالفها مع شركائها الآخرين في الوطن وعلى رأسهم الأخوة المسيحيين أركان الرابع عشر من آذار  الذين نادوا جميعاً وسوياً بشعارات السيادة والحرية والإستقلال ولم يتخل أحد منهم عن إيمانه بعروبة لبنان ودعمه لإتفاق الطائف.واعتبر العجوز أن المؤامرة على أهل السنّة في لبنان استشرت مؤخراً ونحن كقوى عروبية صادقة تنتمي الى هذه الطائفة العريقة العظيمة لن نسمح بتكرار لعبة الماضي ومحاولة زرع الشقاق بين أبناء الوطن الواحد وتعطيل دورة الحياة في البلاد ولن نقبل أبداً أن يعتقد أحدهم بأننا نستطيع مجاراته الى الطريق التي يريدها أو يأخذنا الى المجهول أو يفعل فعلته ليحرق كل الأوراق وكأننا فئة ضالة غير راشدة لا تملك القدرة والمقدرة لقيادة نفسها، نعم لن نسمح بتكرار تجارب الماضي التي أوصلتنا الى خسارة كبار قادتنا ورموزنا من الشهيد المفتي حسن خالد وصولاً الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل المرحلة التي سبقتها وواكبتها وتلتها ، فالتعرض للرئيس المكلف سعد الحريري هو تعرض لأهل السنّة مباشرة وللعروبيين الصادقين والوطنيين المخلصين ، وأن محاولة إخضاعه أو إبتزازه أو حتى زكزكته لن تمر مرور الكرام ، وأن كل من يتحامل عليه أو يحاول التجريح به سيجد منا لغة جديدة بالرد عليه لم ولن يتوقعها وقد بدأناها فعلاً نحن أهل القومية العربية بإضطرارنا للتحدث بلغتهم لغة المذهبية والطوائف لنحمي أهلنا وندافع عنهم ، فالشيخ سعد الحريري لا يمثل نفسه فقط فهو يمثل طائفة كبيرة وثقت به وبنهجه ورفضت الخروج من حلفائها وأصدقائها وستتابع وتضحي معهم في ثورة الأرز التي لم ولن تنطفىء شعلتها ، ونقول لكل المشككين بقوى الرابع عشر من آذار بأن ما حصل فقاعة في الهواء ستزيد القاعدة الشعبية إيماناً وإصراراً بمتابعة المسيرة ، وللمندوب السامي السوري المستجد في لبنان وئام وهاب ننصحه بالتحدث عن الأمور السياسية وعن الرئيس المكلف سعد الحريري وفقاً لحجمه السياسي الطبيعي الذي بالكاد نراه وأن أي تطاول على الحريري أو غيره من قوى 14 آذار سيجد بأن لغته ولهجته التي يتفاخر بها في منابر الشتم التي تفتح له نقطة في بحر ردنا عليه.

 

مثل الدكتور جعجع في تدشين مركز القوات في فيطرون

الوزير كرم: نريد الاطمئنان الى المستقبل بتحصين الوفاق الداخلي وإتمام المصالحة مع الاخوة في زغرتا وطي صفحة الماضي الاليم

وطنية - أعلن وزير البيئة الدكتور طوني كرم "أن القوات اللبنانية هي الفريق الوحيد الذي لم يبدل خياراته سعيا وراء مصالح آنية، ولم يستبدل قناعاته بداعي الخوف أو التقية"، وعلق على ما يعلنه اليوم بعض الابواق عن ابواب سوريا المفتوحة للجميع ما عدا القوات فتوجه اليهم بالقول "شكرا على لفتتكم الكريمة ومحاولتكم إغراء الجميع ما عدا من تعلمون أنه لا تنفع معه الاغراءات. فالقوات اللبنانية تعرف متى وكيف تتعاطى مع الجميع في اطار الندية واحترام الرأي المتبادل وضمن الثوابت الوطنية الحقيقية". كلام الوزير كرم جاء خلال تمثيله رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في حفل تدشين مركز حزب القوات اللبنانية في فيطرون في كسروان في حضور شربل كفوري ممثلا عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، منسق القوات اللبنانية في كسروان زياد معلوف، ، كلوفيس الخازن، جوزف توتونجي،الكسندر رزق، الاعلامية مي شدياق، رئيس بلدية فيطرون محبوب بريدي والمخاتير، رئيس قطاع وسط كسروان ميشال صفير ورئيس قسم فيطرون الكتائبي. وقد جاء في كلمة الوزير كرم:"أيها الرفاق والاصدقاء، يطيب لي بداية أن أنقل اليكم تحيات رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الذي شرفني تمثيله بينكم اليوم في حفل تدشين مركز حزب القوات اللبنانية في فيطرون. إن هذا الحدث هو محطة جديدة على درب النضال القواتي المتجدد الذي يجسد اليوم عنفوان وصمود اجدادنا على مر العصور، وتشبثهم بهذه الارض المقدسة ورفض الهيمنة الغريبة على قرارنا الوطني وحقنا في تقرير المصير والعيش المشترك". وقال:"ايها الرفاق إن كلمة النضال تعبر خير تعبير عن سيرة القوات اللبنانية وما كتب لها وعليها.إنه قدرنا، ونحن قانعون مقتنعون به. فنحن اصحاب الارض والتاريخ، وقضيتنا حق. ونحن أهل الشهداء ورفاق المعوقين ووعدنا عهد". وتابع:"نحن في لبنان، الفريق الوحيد، الوحيد الذي لم يبدل خياراته سعيا وراء مصالح آنية، ولم يستبدل قناعاته بداعي الخوف أو التقية. وإن لم نكن بحاجة الى إثباتات وقرائن حول الموضوع فلا بأس من تعليق سريع على ما يعلنه اليوم بعض الابواق عن ابواب سوريا المفتوحة للجميع ما عدا القوات لنقول شكرا على لفتتكم الكريمة ومحاولتكم إغراء الجميع ما عدا من تعلمون أنه لا تنفع معه الاغراءات. فالقوات اللبنانية تعرف متى وكيف تتعاطى مع الجميع في اطار الندية واحترام الرأي المتبادل وضمن الثوابت الوطنية الحقيقية". أضاف:"إن خصوصية القوات اللبنانية هذه بالثبات في المبدأ والاستعداد لتقديم التضحيات الضرورية لعدم التفريط بالثوابت والمصير دونما الاخذ بالاعتبار المصالح الشخصية ولا الاخطار الجسدية كما برهنت الاحداث في السنوات الماضية حيث لم ينفع معها لا الالغاء ولا الاضطهاد ولا السجن ولا حتى التعذيب والاغتيال". وتابع:"إن هذه الخصوصية إذن حتمت على الاعداء والخصوم مقاربة أخرى للتعامل مع القوات اللبنانية عن طريق محاولة تشويه صورتها واتهامها بشتى التهم من أكبرها وأخطرها وصولا الى أمور تافهة وسخيفة لعل ذلك يؤدي الى إلغائها شعبيا، ولكن لم يفهم البعض أنهم، ومهما حاولوا النيل من اصحاب الهامات المرفوعة والقامات المنتصبة، فلن يتمكنوا من أن يرفعوا من شأنهم ولا أن يعوضوا عن جبنهم وكذبهم وخداعهم للرأي العام". واضاف وزير البيئة:" لهؤلاء البعض نقول، لا بأس، لا تيأسوا فمكانكم في التاريخ محفوظ، فالتاريخ يذكر العظماء كما المجانين والصعاليك وغيرهم، والتاريخ سيحكم في أية خانة تقعون.أما القوات فشعبيتها ارتفعت رغم كل المحاولات للنيل منها وعزلها. لقد تنبه الرأي العام الى صدق وثبات وصوابية سياسية القوات بشخص رئيسها الدكتور سمير جعجع الذي عبر عن نية ورغبة وقناعات القوات اللبنانية في كل المناسبات". وحدد الوزير كرم ما تريده القوات اللبنانية بقوله "نريد الامن والاستقرار ببسط سلطة الدولة وحدها على كل مساحة الوطن وقضاء عادل حازم ونزيه.نريد السلام والوفاق بإتمام المصالحة مع الاخوة في زغرتا وطي صفحة الماضي الاليم الذي عانى منه الجميع في الشمال، وبالحوار مع كل القوى السياسية بإنفتاح ونية صادقة. نريد الازدهار والبحبوحة بالانماء المناطقي والنمو الاقتصادي والمشاريع في كل القطاعات والمواكبة الفعالة من قبل ادارة رسمية نزيهة عصرية ومسؤولة. نريد الاطمئنان الى المستقبل بتحصين الوفاق الداخلي والعيش المشترك والولاء المطلق للوطن". واضاف:"أيها الرفاق، هذه رسالتنا وهذا قدرنا فنحن حراس شعلة الحرية والكرامة والاستقلال التي أضاءها شهداؤنا الابطال وواجبنا الدفاع عنها مهما عظمت التضحيات للتصدي للذين من الداخل والخارج يحاولون إطفاءها لنشر الظلام وتضليل الناس خدمة لمشاريعهم المشبوهة". وختم:"أيها الرفاق، هذا قدركم وهذا واجبكم، تحملونه وتتناقلونه من جيل الى جيل لعلمكم أن قضيتكم قضية شعب ووجود ولا يمكن التفريط أبدا، فهي أمانة في أعناقكم ستسلمونها غدا لاولادكم دون كلل أو ملل أو ضعف أو تخاذل.وإنني بإسم الحكيم وبإسمي الشخصي أتقدم من القوات اللبنانية في منطقة كسروان (القطاع الاوسط) وفيطرون بالتهاني بمناسبة تدشين هذا المركز، وأتمنى لكم كل الصلابة والعزم والايمان للاستمرار في الدفاع عن القيم والحق كما كل رفاقنا في القوات لما فيه خير ومصلحة الوطن ومجتمعنا والاجيال القادمة.العزة والخلود لشهدائنا الابرار، عاشت القوات اللبنانية عاش لبنان".

معلوف وشدد معلوف "على ان القوات حاضرة، فاعلة وثابتة، بكل ما تفعله وبأن انطلاقتها الجديدة المتجددة تبشر بمرحلة جديدة من العمل الحزبي الريادي والمتناغم". واكد ان "حركة 14 آذار هي بألف خير لأنها ثورة ملك الشعب اللبناني فهي حركة استقلالية رفضت الانتهاكات والاحتلالات والاغتيالات و14آذار هي تجمع مبدئي ونضالي تجسد الحلم التاريخي للشعب اللبناني عامة والمسيحي خاصة بإن يكون لدينا وطن مستقل وطن لا يشبه الا ذاته، وطن التعايش والانفتاح والتوازن، وطن لا يحكم الا من قبل دولته ومؤسساته الدستورية والامنية ولا يمكن لهذا الوطن أن يحكم لا من طهران ولا من دمشق ولا من اي بلد آخر". ولمنتقدي شعار لبنان اولا، قال معلوف:" لبنان اولا لا تعني اطلاقا العدائية لأحد انما هو لبنان المتصالح مع نفسه والملتزم بالقضايا العربية الاساسية وانتم تسمعون عن تطويق للقوات اللبنانية، فنحن نؤكد لكم ان هذا المشروع لن يمر ولن يحصل لأن تحالفاتنا مستمرة وقناعاتنا راسخة وتضامننا لا غبار عليه". ورد على من يقول بان القوات اللبنانية لديها شبكات امنية في المناطق بالقول "هذا الكلام غير صحيح انما ما هو صحيح ان شبكات القوات اللبنانية هي الناس التي ترفض العمالة، وترفض ان تكون مرتهنة وتابعة، شبكات القوات اللبنانية هي الناس المؤمنة بتاريخ ونضال الذين سبقونا وجعلوا هذا الوطن منبرا للحرية. ونقول لهؤلاء ان القوات اللبنانية عندما تريد المواجهة تواجه بالعلن وبالموقف الصريح والواضح والشجاع وتاريخنا يشهد على ذلك". وختم "ان لبنان بخير طالما شعبه بخير واذا شعبه بخير فالقوات اللبنانية بألف خير واذا القوات اللبنانية بالف خير كونوا على ثقة ان لبنان سيبقى وطن بألف خير".

بريدي بدوره شرح بريدي اهداف انشاء هذا المركز مستذكرا شهداء البلدة الابطال، وقال:"ما اجتماعنا اليوم الا تأكيد بأن القوات اللبنانية لا تعمل من اجل ذاتها انما من اجل ان تكون فاعلة في مجتمع حي وهو مجتمعنا المسيحي عامة والكسرواني خاصة. نجتمع معا في فيطرون، البلدة الاحب الى قلوبنا واذا جاز التعبير بوصفها قلب كسروان لأنها تربط ساحله بجرده. ولن ننس في هذه المناسبة أن نوجه التحية الى ساكن معراب الى القائد الحكيم الدكتور سمير جعجع معاهدين إياه بأننا سنكون القدوة في مجتمعنا وتبقى التحية الاكبر لشهدائنا الاحباء الذين استشهدوا من اجل قضية تستحق منا كل التضحيات وحفروا اسم بلدتنا على صفحات تاريخ المقاومة. هذه القضية هي قضية الانسان الحر في بلد الحرية لبنان. وفيطرون ايها الاحباء تختزن بين اضلع ابنائها شعلة المقاومة الأصيلة، شعلة الحرية التي حملها اجدادنا على مدى العصور". وختم قائلا:"مركزنا الذي يشكل مدماكا من مداميك القوات اللبنانية المنتشرة على مساحة الوطن كله لن يقتصر عمله على العمل السياسي فحسب، بل سيهتم بالنشاطات الثقافية، الاجتماعية، التربوية، الرياضية، البيئية، والخدماتية. وسينظم المحاضرات والندوات لتوعية الشباب حول مخاطر الادمان على المخدرات والكحول والتوعية حول السرعة في القيادة وسنتعاون في هذا المجال مع عدة جمعيات ومنظمات مدنية مشكورة سلفا. كما سنهتم بتجهيز المركز بأجهزة كومبيوتر متصلة بشبكة الانترنت، وانشاء مكتبة للمطالعة والأبحاث تضم العديد من الكتب والمراجع المفيدة، ناهيك عن تنظيم مسابقات رياضية ورحلات وسهرات ترفيهية لأبناء القرية والمنطقة".

 

العثور على جثة شاب مصابة بطلق ناري وانقلاب شاحنة على اوتوستراد الصفرا

وطنية - 10/8/2009 - ذكر المندوب الامني للوكالة الوطنية للاعلام الياس شاهين، ان انقلاب شاحنة محملة بزيوت المحركات، بعد ظهر اليوم، تسبب بانفلاش كمية كبيرة منها على المسلك الشرقي لاوتوستراد الصفرا قرب معمل السجاد. وقد سارعت الى المكان عناصر تابعة لمفرزة سير جونية حيث عزلت المنطقة التي تسربت اليها الزيوت وحصرت المرور بمسلكين باتجاه الشمال منعا لحصول عمليات انزلاق لسيارات. وقد تم فلش كمية من الرمول والاتربة على بقعة الزيوت، واستقدمت رافعة لسحب الشاحنة الى جانب الطريق تمهيدا لفتح الاوتوستراد بشكل كامل. وطلبت القوى الامنية من المواطنين التقيد باشارات رجال السير لحين تسوية الوضع. وفي جرد بلدة يونين في قضاء بعلبك عثر اليوم على المواطن جهاد مهدي كنعان، مواليد 1977، جثة اثر اصابته بطلق ناري في العنق من مسافة لا تتعدى العشرين سنتيمترا، بدليل وجود وشم عند مكان دخول الرصاصة. وذكرت المعلومات ان اسباب القتل قد تكون اقدام كنعان على خطف فتاة من التابعية السورية تدعى ج.ح.ف. مواليد 1984 بقصدالزواج صباح اليوم وان شقيقها كان يلاحق الخاطف، وهو مدار بحث من قبل القوى الامنية لتوقيفه بعد الاشتباه به باقترافه الجريمة وسيخضع للتحقيق بناء لاشارة النيابة العامة.

 

مصالحة بين عائلتي زيو وابو سعيد في بلدة شويت

وطنية - تنازلت عائلة المرحوم حسيب نجيب ابو سعيد من بلدة شويت، عن كامل حقوقها لدى المواطن جلبار جرجس زيو الذي كان قد صدم بسيارته ابوسعيد منذ ايام، على اوتوستراد جبيل مما ادى الى مقتله على الفور. جاء ذلك خلال مصالحة بين عائلتي زيو وابو سعيد رعاها مشايخ البياضة في منزل الفقيد في بلدة شويت ، في حضور وفد من المشايخ يتقدمه الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، محمود مرداس ممثلا رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي اسعد حردان، سمير علوان ممثلا الحزب التقدمي الإشتراكي، كمال ابو غيدا ممثلا النائب انور الخليل وحشد من الفاعليات.وقد تنازل اهل الفقيد عن كامل حقوقهم معتبرين ما حصل كان قضاء وقدرا، وقد شكر الشيخ شجاع موقف العائلة المترفع عن الجراح.