المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .31-22:12

وقالَ لِتَلاميذِه: «لِذلِكَ أَقولُ لَكُم: لا يُهِمَّكُم لِلعَيشِ ما تَأكُلون، ولا لِلجَسدِ ما تَلبَسون، لِأَنَّ الحَياةَ أَعظَمُ مِنَ الطَّعام، والجَسَدَ أَعظَمُ مِنَ اللِّباس. اُنظُروا إِلى الغِربانِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُد، وما مِن مَخزَنٍ لها ولا هُرْيٍ، واللهُ يَرزُقُها، وكَم أَنتُم أَثمَنُ مِنَ الطُّيور! ومَن مِنكُم يَستطيعُ، إِذ اهتَمَّ، أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ فإِذا كُنتُم لا تَستَطيعونَ ولا إلى القَليلِ سَبيلاً، فلِماذا تَكونونَ في هَمٍّ مِن سائِرِ الأُمور؟ اُنظُروا إِلى الزَّنابِقِ كيف لا تَغزِلُ وَلا تَنسُج. أَقولُ لَكُم إِنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في كُلِّ مَجدِهِ لَم يَلبَسْ مِثْلَ واحِدَةٍ مِنها. فإِذا كانَ العُشبُ في الحَقْلِ، وهو يُوجَدُ اليَومَ ويُطَرحُ غدًا في التَّنُّور يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحْراكُم بِأَن يُلبِسَكم يا قَليلي الإِيمان؟ فَلا تَطلُبوا أَنتُم ما تَأكُلُونَ أَو ما تَشرَبونَ ولا تكونوا في قَلَق، فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه وَثَنِيُّو هذا العالم، وأَمَّا أَنتُم فأَبوكُم يَعلَمُ أَنَّكم تَحتاجونَ إِلَيه. بلِ اطلُبوا مَلَكوتَه تُزادوا ذلك.

 

وليد جنبلاط والمعطيات المختلفة في لبنان...
ايلاف/ الثلائاء 11 أغسطس

 خيرالله خيرالله

 عاجلا أم آجلا سيشكل النائب سعد الحريري حكومته الأولى ولكن أستنادا إلى معطيات مختلفة. سيجد اللبنانيون في نهاية المطاف صيغة للتفاهم في ما بينهم، وسيجد كل طرف معني بالسياسة اللبنانية أن عليه القبول بوضع جديد يتمثل في خروج وليد جنبلاط من حركة الرابع عشر من آذار. خرج جنبلاط من الرابع عشر من آذار. هذا واقع لا مفر بعد الآن من التعاطي معه. خرج وليد جنبلاط من الحركة الأستقلالية بصفة كونه زعيما درزيا بعدما دخلها في العام 2005 بصفة كونه زعيما وطنيا. هذا الواقع الذي بات يفرض نفسه على لبنان لا يمنع من طرح سؤال في غاية البساطة على الزعيم الدرزي هو الآتي: ماذا سيقول وليد جنبلاط اليوم لرفيق الحريري؟ ماذا سيقول لسمير قصير أو لجبران تويني أو لجورج حاوي، رفيق والده الشهيد؟ وماذا سيقول أخيرا لكمال جنبلاط نفسه؟

 في غضون أسابيع قليلة، وضع السيد جنبلاط اللمسات الأخيرة على عملية تموضعه وتحول من شخصية ذات دور وطني إلى صاحب دور صغير محصور في وظيفة أيجاد غطاء محلي لسلاح "حزب الله" الذي لا يخدم سوى تكريس لبنان "ساحة" للنزاعات الإقليمية. أنها المتاجرة بلبنان واللبنانيين لا أكثر ولا أقلّ بهدف تغطية العجز العربي عن المواجهة مع إسرائيل. من يريد بالفعل خدمة لبنان لا يغطي السلاح غير الشرعي المفترض أن يبحث الزعماء اللبنانيون في مصيره على طاولة الحوار.

كان في أستطاعة وليد جنبلاط أن يقول أنه غير رأيه في موضوع سلاح "حزب الله" الإيراني وانه في حاجة إلى مصالحة مع النظام السوري. الجميع يعلم أن الزعيم الدرزي يخشى هذا السلاح، خصوصا بعدما تبين أن لا وظيفة له سوى أن يكون موجها إلى صدور اللبنانيين من جهة وتأكيد أن بيروت ومناطق أخرى من لبنان ليست سوى مستعمرات أيرانية من جهة أخرى، تماما كما حال الجزر الأماراتية الثلاث في الخليج التي أحتلتها أيران في العام 1971. لم يتغير شيء في السلوك الإيراني. لا يزال النظام في طهران يتصرف بالطريقة ذاتها التي كان يتصرف بها الشاه الراحل. تغيّر النظام ولم يتغيّر السلوك.

أن يغيّر وليد جنبلاط رأيه أمر مبرر. عليه، من وجهة نظره، أن يحافظ على الطائفة الدرزية بصفة كونه رأس العشيرة. أنه يعرف تماما أن عليه تفادي جعل الدروز يدفعون ثمن أي صدام يأخذ طابعا سنيا- شيعيا على غرار ما حصل في السابع من أيار- مايو 2008. في حال حصول مثل هذا الصدام، يخشى جنبلاط أن يتحول الدروز إلى كبش فداء. أولوية الأولويات لدى أي زعيم عشيرة تتمثل في حماية العشيرة. عدد الدروز في لبنان نحو ثلاثمئة ألف وهم يقيمون في قرى تشغل مناطق مهمة ذات طابع أستراتيجي من لبنان خصوصا في قلب الجبل. وتمثل القرى والمناطق الدرزية عائقا أمام تمدد "حزب الله" الساعي إلى ربط مناطق سيطرته ببعضها البعض عن طريق شبكة طرقات آمنة بالنسبة أليه تخترق مناطق وقرى مسيحية أو عن طريق توسيع البقعة الجغرافية للضاحية الجنوبية لبيروت في أتجاه الشويفات الدرزية. يضاف إلى ذلك كله أعتماد الحزب أقامة مستوطنات، على الطريقة الإسرائيلية، في هذه المنطقة أو تلك، كما يحصل في محيط جزين مثلا، بهدف تغيير تركيبة توزيع السكان على المناطق اللبنانية بما يخدم أهدافه البعيدة المدى التي تصب في مصلحة أيران... هذا في حال بقي النظام الإيراني على حاله في ضوء التطورات التي يشهدها البلد منذ الأنتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من حزيران- يونيو الماضي.

من حق وليد جنبلاط أن يخاف وأن يبحث مجددا عن غطاء سوري. ومن حقه أن يخاف أكثر بعدما وجد من يقنعه بأن المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة أغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ستعتمد في قرارها الظني ما يشبه التحقيق الذي نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية قبل بضعة أسابيع. ورد في التحقيق أن "حزب الله" يتحمل مسؤولية أغتيال الحريري ورفاقه. هل هذا صحيح أم لا؟ ليس في أستطاعة أي مواطن عادي الأجابة عن السؤال، نظرا إلى أن التحقيق الدولي سري... إلى أشعار آخر. لكن وليد جنبلاط يبدو مقتنعا بأن القرار الظني الذي سيرفعه المدعي العام الدولي إلى المحكمة سيكون نسخة عن تحقيق "دير شبيغل". ما العمل عندئذ؟ هل من سبيل لتفادي فتنة سنية- شيعية تذكر بما شهده ويشهده العراق منذ العام 2003؟

ليس أمام وليد جنبلاط سوى السعي إلى تحييد الطائفة الدرزية في مواجهة مفترضة يظن أنها شبه أكيدة علما أن لا شيء يؤكد ذلك. من حقه أخذ أحتياطاته والتضحية بحلفائه وهز صدقيته والتمتع بشماتة أعدائه وتعليقاتهم الساخرة على أهتدائه إلى ما يرونه صوابا. ما لا يحق لوليد جنبلاط هو الحديث عن تاريخ لا علاقة له سوى بالهزائم والأفتخار به. أنه تاريخ عمره ما يزيد على نصف قرن لم تؤد الأحداث التي شهدها سوى إلى سكوت الجبهات العربية وسكونها والتحول إلى لبنان بغية الأنتصار عليه. مرة أخرى، أن الأنتصار على لبنان ليس بديلا من الأنتصار على إسرائيل. أنه بديل من أمتلاك ما يكفي من الشجاعة للأعتراف بالهزيمة. فلبنان "ألساحة" ليس سوى عنوان لسلسلة من الهزائم العربية يفتخر بها وليد جنبلاط والذين لم تعد لديهم وظيفة سوى تغطية أحتفاظ "حزب الله" بسلاحه... في أنتظار هزيمة جديدة تلحق بالوطن الصغير. هزيمة يصفق لها العرب وغير العرب طويلا ويسمونها أنتصارا مدويا ما دام الضحايا من أبناء الشعب اللبناني... وما دامت القرى والمدن والمنشآت المدمرة لبنانية صرف!

 

زمن وئام وهاب 

علي الرز ، لبنان الآن

الثلاثاء 11 آب 2009

حدثنا العلامة المفكر بعثان بن غزوان قال: ستهب يوما على اقليم لبنان في بر الشام ريح صرصر وغيوم سود. تتنابذ معها النفوس وترتفع فيها الفؤوس وتطير بموجبها رؤوس، فتنعق غربان الفتن وتتعاظم المحن ويشرب الجميع مر الكأس وينتشر اليأس... ثم يأتي فارس الحكاية متحدثا عن "الصرماية"، مهددا بالويل والثبور وعظائم الامور. يشتري ويبيع. يحذر الجميع. يساير الجميع. يكر ويفر. ملوحا بموقع يغر او متوعدا بدم يشر. فإلى الوراء در... يعود الاقليم الى البر ويا دار ما دخلك شر.

لم تكن في زمن العلامة بعثان لا تلفزيونات واذاعات وصحف ملونة ولا ثورة اتصالات. كانت مخطوطاته تنتشر عن طريق النسخ والتداول او الحمام الزاجل. اما في زمن رئيس "حركة التوحيد" اللبنانية الوزير السابق وئام وهاب فيمكن القول ان ثورة الاتصالات تعيش حركة تصحيحية وتدخل جيلها الثالث بابعاد مختلفة.

لا يوجد في "اقليم لبنان" اليوم أهم من السيد وهاب. صاحب الشعارات التأسيسية للمرحلتين الحالية والمقبلة التي اعتقدنا واهمين ذات يوم انها عبارات مبتذلة لا تصدر الا عن قطاع طرق لا عن سياسيين وتحديدا موضوع تشبيه المحكمة الدولية بجزمته او عن تهديداته لهذا السياسي او ذاك بالقتل والتغييب او في تلميحاته الدائمة "غير السياسية" المتعلقة بنائبات ووزيرات. كنا واهمين ونعترف بذلك حتى بتنا مضطرين ايضا  وبعد التطورات الاخيرة الى تصديق ان عناوين المرحلة المقبلة سترتكز على مفرداته التي طالما رفضناها... الم يقل لا فض فوه "تذكروني وتذكروا كلامي وراقبوا ما سيحصل"، سائرا على نهج العلماء الأفاضل:"سلوني قبل ان تفقدوني".

في السابق، كان تغيير المحطة التلفزيونية سهلا لمن لا يريد ان يسمع وهاب ولا يرغب في تبيان حقيقة الموقف السوري كون الرجل احد المعبرين مباشرة عن التوجهات التي تطبخ في ريف دمشق. اليوم حاول ان تغير المحطة فستجد في كل واحدة منها وئاما. هنا يتحدث عن ضرورة توحيد الطائفة الدرزية لتعود الى لعب الدور الريادي في الجبل والتوازني على مستوى الوطن. هناك يتحدث عن استكمال للمصالحة الدرزية – المسيحية كي تشمل لقاء بين العماد ميشال عون والزعيم وليد جنبلاط على قاعدة مذكرة تفاهم يتم التعبير عنها بطريقة او باخرى. وفي مكان ثالث يتحدث عن استكمال المصالحة المسيحية مع سورية من خلال جهود ومساعي يبذلها مع الرئيس امين الجميل و"الكتائب". وقبل ذلك كله وبعده طبعا هناك المهمة الاساسية المرتكزة على تمهيد الطريق لمصالحة جنبلاط مع دمشق لما فيه "مصلحة لبنان" عموما و"مصلحة الدروز" خصوصا، ما يقتضي ان يزور الزعيم الدرزي دمشق ومعه وفد كبير من المشايخ وفاعليات الطائفة...

في الصحف. في المجلات. في الاذاعات. في التلفزيونات. يبدي الرجل استعداده للعب دور توافقي ايضا بين السنة ودمشق والسنة والشيعة وربما بين المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين او بين المناطق والعشائر والنقابات وابناء المذهب الواحد. رجل المرحلة متفائل بان القطار الذي ركب فيه هو وحلفاؤه يتسع للجميع على قاعدة "الامن والسياسة لدمشق والمساعدات المالية والاقتصادية للمملكة ودول الخليج"، بل يذهب الى ابعد من ذلك مبشرا بجسر الهوة الحضارية بين الشرق والغرب مطلعا على رسائل باراك اوباما الى زعماء المنطقة. لكنه لا ينسى ان عليه لعب دور لتحصين مسار القطار من "غدر الخارج" لذلك يهدد، وهو الملتصق بريف دمشق، بأن أي قرار دولي، من خلال المحكمة او غيرها، يمس سلبا بسورية وحلفائها، قد يؤدي الى خطف عناصر "اليونيفيل" وقتلهم، وربما أعاد لبنان إلى ثمانينيات القرن الماضي، ذلك الزمان الذي بقي "جميلا" في ذاكرة البعض حين كان الغربي يخطف في لبنان المزرعة... ويفرج عنه في سورية الدولة.

زمن وئام وهاب يشبه محطات كثيرة مر بها لبنان. محطات تقاتل الطوائف برعاية خارجية ووفاق الطوائف برعاية خارجية وانهيار الدولة واعادة انتاجها على صورة المجموعات الميليشيوية وامتداداتها الاقليمية. الزمن الآخر الذي انتفضت غالبية اللبنانيين من اجله يشبه نفسه. الاول يسير والآخر يتعثر، والعلامة المفكر بعثان بن غزوان لم يكن يبصر او يضرب في الرمل عندما ادرك ان لكل زمان دولة ورجالا.

 

الفرح في الكسوف

سمير عطالله/النهار

الشرق، هذا الشرق، ديار الفرح المحرّم. اذا ضحك الشرقي واستغرق يوم الجمعة، تنبه وتوقف ضارعا: "اللهم نجنا من بكاء الاحد".

نحن ارض بابل. بلاد الحروب والمآسي. تقتل عشتروت وادونيس حبا قبل روميو وجولييت بدهر.

اول لون اخترعه الفينيقيون كان الارجواني، وها هو الملك داود يغني حتى تتفتق لصوته العذارى، كما يقول ابن الاثير. وها هو سيدنا ابرهيم يكاد يضحي بابنه، لكي يتقي غضب الرب. ويوسف الحُسن يريد اشقاؤه قتله. أقصد طبعا يوسف الصدّيق، الذي شغفت به امرأة العزيز حباً. وبماذا يحلم يوسف الصديق؟ سنوات سمان وسنوات عجاف! تزرع سبع سنين دأبا، قال الرب. السنوات السبع الاخرى، عجفاء وقحط وهول ولا دوام للمواسم، لان الفصول تتغير. من فصل الى فصل. من سنة الى سنة، عدا السنة الكبيس، حيث يطول شباط يوما اضافيا ايضا.

حرّم عليكم الفرح كاملا في بلاد الشرق واقاليمه. تربحون الانتخابات، تخسرون الحكومة. تأخذون الحكومة، تفقدون الحكم. من غرائب القدر المشرقي المتشابه، الامور الواقعة في رام الله وفي بيروت في وقت واحد: رئيس السلطة الفلسطينية فاز بالاكثرية النيابية فأخذت منه "حماس" غزة. اقتُطع منه القطاع واقتطعت له "دار المقاطعة" في رام الله. يرث ما اخذه ياسر عرفات في اوسلو: لا شيء! اذن بالزيارة لا يمدد الى اقامة كاملة. واخذت منه "حماس" وهج الرفض، سواء كان مؤلما او عبثيا.

هذا هو الشرق. وفي هذا الشرق، الناس مفتونون بجمال عبد الناصر الذي اضاع سيناء وهو يحارب، ويكرهون انور السادات الذي استعادها وهو يفاوض. لماذا؟ لان الشرق لا يسلّم الا باراقة الدماء. اقصد الشرف الرفيع، على وجه التحديد.

قبل حين فقط اعلن الاردن، احدى ابرز دول الشرق، قانونا لإقامة محكمة خاصة لجرائم الشرف. حتى ذلك الوقت، كان قاتل الاخت والابنة والزوجة والام، يكتفي بان يردد امام القاضي قول "لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم". لويس الحاج كان يقول "كيف يمكن تحديد جوانبه؟" هي المسألة.

ما اخذته "فتح" بالاقتراع هزمته "حماس" بالقوة. فريق يُعيَّر بالانهزامية واسرائيل والغرب، وفريق يقول بأخوّة السلاح، ومن البحر الى النهر. واحد ذهب الى اوسلو ونسي ان يأخذ ايصالا بالقدس، وواحد يدرك ان شمعون بيريس قد خدع ياسر عرفات، ثم ترك لأرييل شارون ان يحاصره ويقتله شهيدا، شهيدا، شهيدا.

الشرق ديار الفرح المحرّم. طرقات مسدودة. زنقات، بحسب تعبير المغاربة. فوي الزنقة لا تستطيع ان تكوّع. لا بد من الخروج تماما، اذا اردت التغيير. في الزنقة الاولى 7 ايار، تولى طلال ارسلان مرافقة وليد جنبلاط الى المخرج.

الآن يتولى وئام وهاب مرافقته الى المدخل، معلنا ان طريق دمشق مفتوحة امام وليد بك "وكل شيء اصبح من الماضي". كل شيء. ودمشق الجديدة احالت على الماضي ما هو للماضي. خطب ميشال عون في بعبدا، وخطب وليد جنبلاط في ساحة الشهداء. وكل من لديه خطاب يريد احالته على الماضي فليتقدم. أُعطي مفتاح المدينة لوليد جنبلاط، والقفل لوئام وهاب.

فرح الاكثرية بالانتخابات كان فرحا شرقيا. هذا النوع من الفرح تعبّر عنه الاغنية المصرية الضالعة في الميلودراما العربية الابدية. لذلك تقول "يا فرحة ما تمِّت".

"اللهم اعطنا خير هذه الضحكة"، يقول العربي المجرب كلما خطر له ان يضحك. خوف ان "يطلع" له "البكي" على حد غناء فيروز. لا تعرف كيف، ومن اين "يطلع" البكي.

شارك وليد جنبلاط في انشاء الاكثرية، ثم سحب المثقال عن حجر الزاوية. يسمى هذا في لغة الزلازل، الفالق. وهو يقع ما بين الشوف الذي ضمنه جنبلاط، وجزين التي استعادها جبران باسيل، ناسيا ان استعادة البترون اكثر اهمية كشرط استمراري. فما نفع النفس المنتشية بالنفس، ان تربح الجنوب وتخسر الشمال. فمثل هذا الاختلال قد يؤدي الى انتقال ارث العائلة من صهر الى صهر. ونحن، كما هو معلوم، في الحرب المقدسة ضد العائلات، ومعنا فيها آل ارسلان وآل فرنجيه وآل كرامي وآل الخازن. وسوف يتوج ذلك آل جنبلاط، وقد عادوا الى فرح اليسار ونعمة الاشتراكية. "ادخل فرح سيدك"، قال الرب.

الشرق منقلبات وبقائيات وزنقات عَ مد النظر. كلما تحرك المتحركون، اهتزت من تحتهم الارض هزتها الكبرى. ولكن ليست الاخيرة. ابدا الاخيرة.

سُمّينا خطأ الشرق الادنى. او الاوسط. نحن شرق الاقاصي: امس كانت "فتح" تصف "حماس" بالعصابة. العناق غدا. وهنا، في عاصمة التحولات المشرقية وشلالات الزئبق، استخدمت في الفترة الماضية نعوت مثل الخائن، والسارق، والقاتل، والسقايات، والواوية. الآن الجميع مدعوون الى العرس. وحمار جحا على رأس المدعوين، انه هذا الشعب الذي يرفض ان يصدق كل ما يرى. لا يريد ان يصدق سوى ما يسمع. يا شعب، يا اعشى، يا اغشى، حاول ان تقشع.

لا ضرورة لقراءة الكف. صحيح انها مهنة مربحة لكنها متعبة قليلا. لكي يرتاح اللبنانيون، يجب ان يقرأوا الوجوه، هذه ابسط انوع القراءة: اللغة الميسّرة للمبتدئين: صرف بلا نحو. حال من دون تمييز. خبر من دون مبتدأ. وما السياسة الا تجرع الغصص وتحيّن الفرص، كما تفضَّل عزيزنا الاحنف بن قيس. من قديم الزمان وسابق العصر والاوان.

بعد 80 الف شهيد و45 عاما، وحرب في الاردن وحرب في لبنان وانتفاضة الحجارة، تقف حركة "فتح" غير مصدقة ان حركة تحرير ناشئة قد جردتها من حصرية النطق باسم القضية. ولم يعد ذلك الشريط الطويل الشهادي الدامي سوى شيء من الماضي. مثل كل شيء. ويتقاتل الفريقان بالاضراس، فوق ارض تمنع فيها اسرائيل بناء الحدائق، وشبكات الري، وتقيم عليها جدرانا مثل حائط الصين، لا برلين.

ويصرف ايهود باراك نظره عن "فتح" و"حماس" ويقرر ان الحرب يجب ان تقع في لبنان. لماذا يجب ان تقع كل الحروب في لبنان، او على لبنان؟ اهلية واقليمية وطائفية ومذهبية واقتصادية، ونفطية ان شاء الله؟

المقلق، في صورة الشرق البانورامية، في العقد الاول من الالفية الثالثة للمسيح، ذوبان الاثر المسيحي في حياة الشرق. ففي فلسطين، حيث لا مكان للمسيحي في حركة التحرير "الاسلامية" ("حماس")، لم يكن هناك وجود ايضا لمسيحيي فلسطين في مؤتمر رام الله. لا جورج حبش، ولا حسيب صباغ، ولا سعيد خوري، ولا كمال ناصر، ولا وديع حداد، ولا يوسف صايغ، ولا اميل نخله، ولا زهدي الطرزي ولا احد. الله يروم والله لا يروم.

والمحزن للسادة المسيحيين، انهم محظورون تحت السلطة الاسرائيلية، حتى في كنيسة القيامة، وغائبون تحت السلطة الفلسطينية، التي خاضوا نضالها منذ اليوم الاول. هذا مؤسف للجميع، وخصوصا للذين لا يزالون يتذكرون ان يسوع ابن مريم بنت داود، من مواليد بيت لحم، قضاء الناصرة.

وهنا، في لبنان، يتداعى المسيحيون كوجود سياسي، على نحو مأسوي ومثير للشفقة. فالجنرال ميشال عون يبحث عن كنائس يعقد فيها الاتفاقات السياسية، من خط التماس السابق في الشياح، الى فناء الزعامة الجنبلاطية في الجبل. فلعل حضور الملاك مار مخايل يغني عن حضور بكركي. او لعل الرمز ينتقل من وحدانيتها، ليصبح متعدد التفاهمات والاتفاقات. ومن يدري. فقد يستطيع الجنرال عون ان يقنع جنبلاط بقبول المسيحيين في حلف سياسي، وان اساء ذلك الى العروبة وفلسطين واليسار القومي، ورغبة وليد بك في ان يبقوا خارجا.

واما المسيحيون الآخرون، فالسلام عليك يا مريم. ترى في اي اتجاه سوف تتطلع سيدة حريصا؟ لقد زلزل جنبلاط الارض من تحتهم، وليس البساط. خاض المعركة الى جانب شمعون والجميل وجعجع، وخرج يخوض الحرب على الجبهة الشرقية، كشافه الوزير وهاب الذي قبل اشهر يعلن نجاته من ممكن الجنبلاطيين وينعى، بصوته الخارق جدران الصوت، احد مرافقيه على ايديهم.

سبحان الله كيف يصبح الماضي، عندما يمضي. لا يعود الغفران عنده وحده، بل يقتدي به البشر، ويصير سهلا على قلوبهم ونديا على صدورهم، الغرب، المادي، لا يفهم هذه الروحانيات السامية. نحن في الشرق، علمنا الحَرّ ان نطلب الفيء. وان ظلّنا يطول خلفنا كثيرا بُعيد العصر. لكنه يعود الى حجمه عندما تعز الظهيرة.

 

في أول تعليق سوري على مواقفه الأخيرة/"تشرين": جنبلاط يمحو صفحة سوداء بعدما دفع من رصيده لمشروع الانعزال

النهار/في أول تعليق لها على المواقف الاخيرة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اعتبرت دمشق ان ما بدر من مواقف عن جنبلاط تجاه سوريا، يمحو ما وصفتها بـ"صفحة سوداء" استمرت اربع سنوات "اضاع فيها البعض" بوصلة المسار الوطني والقومي.

وقالت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية امس، في اول تعليق في الصحافة الرسمية السورية على المواقف الاخيرة لجنبلاط تجاه سوريا، انه حين يقول جنبلاط "عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سوريا، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت اربعة اعوام اضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي اساءت الى تاريخه وماضيه".

واضافت الصحيفة: "هبّت عواصف واعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت الى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الاميركي القادر على صنع المعجزات وفرض ارادته على الجميع". واعتبرت "ان المفاجأة الكبرى كانت ان ارادة المقاومة هي الخيار وان المقاومين هم صنّاع المستقبل. وبدأت الهزائم الاميركية في كل مكان، من افغانستان الى العراق الى جنوب لبنان فغزة".

ولفتت الى ان "الاميركيين انفسهم كانوا قد بدأوا يتململون من الطريق المسدود الذي اوصلهم اليه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد، فجاء تقرير بيكر – هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الاميركي المستقبلي بهدف انقاذ الولايات المتحدة من مأزقها".

وكانت الصحيفة تشير الى تقرير في شأن العراق والاستراتيجية الواجب اتباعها فيه، وضعته مجموعة برئاسة وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون.

وبحسب "تشرين"، فقد "اكتشفت واشنطن انها في حاجة الى تعاون دمشق، ولمس الأوروبيون انها ضرورة لحماية مصالحهم وان ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الاعمى الى الصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم، بل زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الارض، وهذا ما كرّسه نصر تموز (حرب اسرائيل على لبنان في صيف 2006) واكده الرد على مؤامرة 5 ايار بحيث جاء السابع من ايار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه، خصوصاً بعدما رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم، التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد الى الاجنبي، حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنة".

واضافت الصحيفة "اذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع ان تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة على رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في اكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط الى تقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالاضافة الى انه طلب منه ان يتنازل ايضاً في الحكومة للفريق نفسه الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام واحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي "جنبلاط" ادرك – وان متأخراً - انه مطلوب منه ان يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع لا علاقة له به". واضافت ان ذلك جعل الزعيم الدرزي ينتفض "على نفسه اولاً، بعدما اكتشف ان ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه خيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وانه بعدما تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان ان قلب الطاولة واستعاد هويته العروبية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية".

ورأت الصحيفة ان جنبلاط "يبدو اليوم مرتاحاً جداً بعدما تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق افق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا اسرى العداء لسوريا والخصام مع المقاومة وسلاحها". ي ب أ

 

لأنّ 14 آذار عنوان "هويّة" لبنانية عابرة للطوائف ولأنها صمدت رغم أعاصير قوى التمثيل السياسي ـ الطائفي

الحملةُ السورية عليها سببٌ أدعى لاستمرارها

المستقبل - الاربعاء 12 آب 2009 - نصير الأسعد

منذ أيام، لا يخفى أن ثمة حملةً سورية على حركة 14 آذار بشكل عام وعلى أمانتها العامة بشكل خاص. وهذه الحملة إعلامية سورية مباشرة من ناحية وسياسية عبر الأتباع والأبواق من ناحية ثانية. وتروّج الحملةُ لمقولة أن 14 آذار إنتهت وسقطت أو أن مبرّر وجودها زال.. في أقل تقدير.

من الواضح أن إعتقاداً سورياً "قام" على أن إختلاف رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط مع 14 آذار سيؤدي الى إنهيار الحركة بما أن جنبلاط مكوّن مؤسّس فيها. غير أنه من الواضح ـ في المقابل ـ أن "تعايش" الحركة مع "الصدمة الجنبلاطية" وعدم إنفراط عقدها، أصابا دمشق وأتباعها بـ"إحباط"، فكانت الحملةُ تعبيراً عن ذلك "الإحباط".

14 آذار: انتفاضة و"هويّة"

هذا في "المباشر". فماذا في العمق أكثر وماذا في ما يتجاوز اللحظة السياسية الفورية المباشرة؟

لقد مثّلت حركة 14 آذار، في "لحظتها" في العام 2005، إنتفاضةً شعبية ضد الوصاية السورية ونظامها الأمني، لكنها كانت في الوقت نفسه إعلاناً عن إنبثاق "هويّة" لبنانية ـ وطنية ـ مدنيّة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق. وبـ"المناسبة"، كان الأمران مترادفَين. أي أن الإنتفاضة على الوصاية السورية لإنهائها وإسقاطها، ما كانت لتنجح في تحقيق هدفها الاستقلاليّ ـ السياديّ لولا أنها تمّت في رحاب هويّة عابرة للطوائف، شكّلت ـ أي الهوية ـ إيذاناً بدينامية للإنتقال بلبنان من "كيان للحرب الأهلية" مباحٍ أمام الخارج الى "كيان للعيش المشترك" مستقلٍّ سيّد يستعيد داخله من الخارج.

منذ اللحظة الأولى لإسقاط الوصاية وحتى اليوم، ينعقدُ الرهان السوري على "تحطيم" الهويّة التي عبَرت بلبنان الى مرحلة جديدة.

إخراج الطائفة الشيعيّة من النصاب

في البدايات، إنعقد الرهان السوري على التمثيل السياسي الشيعي كي يُفقد الاستقلال اللبناني الثاني نصابه السياسي والطائفي، وكي تمتنع على لبنان القدرة على إدارة نفسه بنفسه. أي أن الرهان السوري إنعقد على سحب الطائفة الشيعيّة عبر تمثيلها السياسي من معادلة الإستقلال ودولة الإستقلال. وقد أدى ذلك بالفعل الى "كربجة" خطيرة في الوضع اللبناني طيلة السنوات المنصرمة، ما جعل الحركة الاستقلالية في موقع الإضطرار في معظم الأحيان الى تسويات "على" الاستقلال والدولة أو الى تنازلات "عن" الإستقلال والدولة بسبب وجود طائفة خارج النصاب. لكن حركة 14 آذار استمرّت على الرغم من ذلك، وبقيت ساعيةً الى إنضاج ظروف جعل الاستقلال والدولة معطيَين ناجزَين.

المحاولة السورية عبر عون

ولم يتوقف الرهان السوري عند هذا الحد. أي لم يتوقف الرهان السوري عند حدّ محاولة "كربجة" الدينامية "اللبنانية" من خارج 14 آذار وبالإستناد الى "الشيعيّة السياسية" الموالية لسوريا. ذلك أن سوريا عملت على توجيه ضربة الى الحركة الإستقلالية من داخلها والدينامية "اللبنانية" عبر جزء من التمثيل السياسي الماروني ممثلاً بالجنرال ميشال عون و"التيار الوطني الحر". وافترضت دمشق أن إخراج عون وخروجه من 14 آذار سيحدثان زلزالاً لن تنهض 14 آذار منه. لكن الحسابات السورية كانت خاطئة. فلم "تنتهِ" 14 آذار، ليس فقط لأن التمثيل السياسي المسيحي لم يتبع كله عون، بل لأن الحالة المسيحية العامة وجدت نفسها في الهوية التي أتت لحظة 14 آذار تعلن قيامتها، ووجدت أن هذه الهوية هي التي سوف "تركّب" البلد، ولأن إنحدار عون من "اللبناني العام" الى "الطائفة" تمّت قراءته مسيحياً ـ ولبنانياً ـ على أنه تفريطٌ بإمكان النهوض بلبنان كياناً للعيش المشترك وبلبنان المستقل الحر.

الهزّة الجنبلاطية.. و"المناعة"

ومن دون إطالة، ها هو الرهان السوري ينعقد مجدداً على أن يسدّد إعتقاد وليد جنبلاط بوجود "خصوصيّة درزيّة" في حد ذاتها ضربةً الى 14 آذار هويةً ودينامية. لكن مناعة 14 آذار ـ بمعانيها العميقة ـ أحبطت الرهان السوري، خصوصاً أن الهويّة العابرة للطوائف تخاطبُ مستقبل كلّ الطوائف.

سوريا وسياسة "المفرّق"

من هنا، وإذا كان سببُ الحملة السورية على 14 آذار وأمانتها العامة، هو ـ في المباشر ـ إستمرارُ 14 آذار حتى بإبتعاد جنبلاط، فإن السبب الأهم هو أن إستمرار 14 آذار يشكّل "العقبة" في وجه كل مسعى سوري الى تفكيك البلد مجدداً الى "عناصره الأولى". ذلك أنه لا يخفى، بل لم يعُد جائزاً أن يخفى، أن السياسة المفضّلة لدى دمشق هي سياسة التعاطي مع لبنان بوصفه طوائف متجاورة ومتنافرة في آن وبـ"المفرّق". وهي سياسةُ التعاطي مع كل طائفة على حدة، وأن تكون سوريا مرجعية كل طائفة فلا تنفتح واحدة على الأخرى إلا عبر سوريا وبـ"إذنها". وتلك كانت السياسة السورية في مرحلة الوصاية المباشرة على لبنان، وهي نفسها اليوم في لحظة البحث السوري عن دور متجدّد في لبنان.

.. لكن 14 آذار العقبة

إذاً، إن الحملة على حركة 14 آذار تهدف الى إسقاطها، بالضبط لأن لها كل المعاني السالفة، ولكون إسقاطها "نصراً معنوياً" تبحث سوريا عنه كي تقول إن "مرحلة 14 آذار 2005" إنتهت ولبنان دخل في مرحلة مختلفة. والحملةُ على الأمانة العامة هي في السياق نفسه تهدف الى إنهاء كل ما تجسّده هذه "المؤسسة" الـ14 آذارية.. وأهم ما تفعله هذه الأيام أنها تجسّد الإستمرارية، وتجسّد "الوصل" القائم حالياً بين القوى السياسية الصامدة على 14 آذاريتها من ناحية والرأي العام "المدنيّ" العريض العابر للطوائف من ناحية أخرى. بل لا مبالغة في القول إن صمود القوى السياسية ودور الأمانة العامة هما معاً الحماية التي يحتاجُ إليها العمل السياسي الوطني الإستقلالي، بما في ذلك بل في مقدّمه عمل زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري كرئيس لحكومة لبنان.

 

النائب جنبلاط التقى وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة في كليمنصو: ندعم تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتوافق الوطني واحترام الدستور

النائب رعد: لم نطلع على اي تعقيدات تعطل تشكيل حكومة الشراكة

وطنية - التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عند التاسعة من مساء اليوم في دارته في كليمنصو وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة ضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد، والنائبين علي عمار ونواف الموسوي، في حضور وزير الأشغال العامة غازي العريضي، وزير الدولة وائل ابو فاعور، والنائبين اكرم شهيب وعلاء الدين ترو، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس وتيمور جنبلاط .

النائب رعد

ودام اللقاء قرابة الساعة، قال بعده النائب رعد:"اولا اللقاء مع وليد بك كان محددا قبل يومين ولا علاقة له اصلا باللقاء الذي حصل اليوم، وعلى اية حال كل تواصل بين مكونات القوى السياسية اللبنانية سيفضي الى خير ان شاء الله". أضاف:"لقاؤنا اليوم هو في سياق برنامج التواصل الدوري الذي وضعناه في سياق تنقية الاجواء والتهدئة والتفكير بمستقبل هذا البلد على قاعدة توحيد القوى السياسية وفق رؤية وطنية واحدة تجسدها حكومة وحدة وطنية، تتحقق فيها شراكة حقيقية فاعلة". وسئل عن العقد التي لا تزال امام تشكيل الحكومة فقال:"لم نبحث بهذا الامر في الحقيقة، وهذا الموضوع لا يزال عند الرئيس المكلف ولا ندري ان هناك عقدا تمنع التشكيل". وردا على سؤال حول ما يقال عن ان العماد ميشال عون يشكل العقبة الاساسية امام تشكيل الحكومة وما اذا كان "حزب الله" يتدخل لازالة هذه العقبة اجاب:"نحن لم نطلع على اي تعقيدات تعطل تشكيل الحكومة ولذلك نطالب بالاسراع في التشكيل."

وردا على سؤال حول توزيع الحقائب اوضح رعد انه لم يتم البحث في هذه التفاصيل بل في موضوع تنقية الاجواء فقط. وعما اذا كان النائب جنبلاط سوف يحضر مهرجان 14 اب قال النائب رعد: "هذا يعود له وقد وجهنا له دعوة لحضور المهرجان وله ان يتصرف."

النائب جنبلاط

من جهته قال النائب جنبلاط "ان كل الافرقاء مجمعون على تشكيل الحكومة وفق القواعد التي اتفق عليها، او التي رسمها الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري على اساس احترام الدستور والتوافق لا اكثر ولا اقل. ليس هناك من جديد سوى كما وذكرت تأخر الموضوع نتيجة سوء تفسير لموقفي، وأؤكد مجددا اننا ندعم تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتوافق الوطني واحترام الدستور".

 

النائب جنبلاط بعد لقائه الرئيس المكلف في "بيت الوسط": أكدت دعمي الكامل لتشكيل الحكومة وفق صيغة الوفاق الوطن

وطنية - اكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في "بيت الوسط" "دعمه الكامل لتشكيل الحكومة وفق صيغة الوفاق الوطن. وكل الأفرقاء يؤكدون دعم الرئيس المكلف الحريري لتشكيل الحكومة". أضاف: "هذه الحكومة ليست فقط حكومة وفاق عربي يدعم ويسهل الوفاق الوطني". ورافق النائب جنبلاط وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والوزير وائل ابو فاعور والنائب مروان حماده والسيد نادرالحريري.

 

الزغبي: المسألة تتطلب إعادة الفكرة الكيانية الأساسية للبنان

جمال العيط ، الثلاثاء 11 آب 2009/نهارنت

اعتبر عضو قوى 14 آذار المحامي الياس الزغبي أنّ "مواقف النائب وليد جنبلاط الجديدة ساهمت إلى حدٍّ كبير في إعاقة وعرقلة تشكيل الحكومة العتيدة"، لافتاً إلى أنّه "بالرغم من كل الدوافع والحيثيات السياسية، شكّلت خطوته عاملاً مؤثّراً إلى حدٍّ ما في تشكيل الحكومة".

 وإذ نفى أن تكون قوى 14 آذار المسؤولة عن البطء في تشكيل الحكومة، قال الزغبي: "إنّ المسألة تتطلب إعادة الفكرة الكيانية الأساسية للبنان، بمعنى أن تلتقي جميع طوائفه على الأولويات، أي أن يكون لبنان أوّلاً في السيادة والحرية والاستقلال والديمقراطية"، مشيراً إلى أنّ "هذه الأولويات هي الغطاء الكبير الذي يغلف هذه المرحلة الأساسية، ومن دونه تشكل مسألة التوازنات في الحكومة الجديدة الحساسية في التشكيل بمعنى أن الأكثرية يجب أن تعرف بشكل واثق أين تقف الآن عمليّاً".

 وعلى مستوى توزيع الحقائب، تساءل الزغبي "هل ما زال للأكثرية 15 وزيراً؟"، لافتاً إلى أنّه "إذا لم يمتثل وزراء اللقاء الديمقراطي وأصروا على الوقوف في الوسط، سوف يكون هناك صياغة جديدة لتوزيع التوازنات في الحكومة". وأكّد أنّ "هذه هي المسألة الأساسية التي تعرقل تشكيل الحكومة الآن، يُضاف إليها النوازع الشخصية المتمثلة بوضوح في موقفين شخصيين، الأول للعماد ميشال عون من خلال إصراره على توزير صهره جبران باسيل، والثانية للوزير طلال إرسلان المُصرّ على أن تكون حصته من ضمن المعارضة وليس من حصة النائب جنبلاط".

 ورأى الزغبي أنّ "السياسة السورية تتعامل الآن مع هاتين المسألتين بكثير من الجدية والموضوعية في محاولة  لإرضاء المرجعية العربية والدولية، وهذا ما يجهد النظام السوري لإظهاره". مشيراً إلى أنّ "المشكلة اليوم هي على مستويين: المستوى المبدئي أي أن تكون الأكثرية أكثرية في الحكومة وذات قدرة على التحرك من خلال عدد الوزراء والحقائب، والمستوى الثاني هو العِقَد التي تطرحها أطراف في الأقلية".  ولاحظ الزغبي "الحرص المفرط من قبل دمشق وحلفائها في لبنان وتحديداً "حزب الله" على الإسراع في تشكيل الحكومة"، عازياً السبب إلى أنّ "هذين الطرفين أي سوريا وحزب الله ومن ورائهما إيران، يعتبرون أنهم أمام فرصة ثمينة جسّدها وقدّمها لهم جنبلاط، ويحاولون أن يستثمروا هذه الفرصة قبل حدوث أي تغييرات تؤدي إلى تغيير نتائج الانتخابات، أي أن تكون هناك أكثرية مريحة لـ 14 آذار في الحكومة وفي القرارات".

 وإذ أكّد أنّ " اللفتة التي تبديها دمشق وكذلك "حزب الله" والآخرون هي دليل على أنّ هناك استغلالاً للفرصة التي أتاحتها حركة جنبلاط، ولتطورات معينة في المناخ العربي والدولي تصب في مصلحة الثنائي أي سوريا و"حزب الله". ولفت الزغبي إلى أنّ "المعارضة وتحديداً "حزب الله" يتعاطى مع توزير الدكتور عدنان السيد حسين على أنه يصب في مصلحته لجهة أنه يمنح الحزب الثلث المعطل، إلا أنّ هذا ليس صحيحاً إطلاقاً والجميع يدرك واقع أن السيد حسين تم الإتفاق على توزيره من حصة رئيس الجمهورية في الحكومة".

 

بان يؤكد أن الوضع في الجنوب سيبقى هشاً إلى حين وقف إطلاق النار ويطلب من مجلس الأمن تمديد مهمة "اليونيفل"

نهارنت/الثلاثاء 11 آب 2009

أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس مجلس الأمن بتجديد مهمة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" 12 شهراً إضافية، من دون إدخال أي تعديل على مهماتها الواردة في القرار 1701، واصفاً الوضع في الجنوب بأنه "سيبقى "هشاً" إلى حين التوصل إلى وقف دائم للنار".

وفيما لاحظ بان بحسب ما نقلت صحيفة "النهار"،  أن "إنفجار مخزن غير مهجور للذخيرة يرجح أنه كان تحت سيطرة "حزب الله" في خربة سلم، مما يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار"، أكد أن "إستمرار الإحتلال الإسرائيلي لجزء من قرية الغجر ومنطقة متاخمة لها، يمثل انتهاكاً أيضاً"، ودعا إسرائيل إلى "الإنسحاب من المنطقة وإلى وقف انتهاكاتها الجوية للأجواء اللبنانية التي تساهم في التوتر".

وجاء في الرسالة التي وجهها الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية السفير جون سويرز، أنه "يطلب من مجلس الأمن أن ينظر في مسألة تجديد ولاية "اليونيفيل" التي ستنتهي في 31 آب الجاري، بناء على طلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، تمديد مهمة القوة سنة واحدة أخرى من دون إدخال تعديل عليها"، وأضاف: أن "القوة تواصل الإضطلاع بدور حاسم على صعيد ضمان السلم والإستقرار في جنوب لبنان وضمان احترام الخط الأزرق تماماً".

 وأوضح بان أن "البعثة شكلت عامل ردع قوياً لمعاودة الأعمال العدائية وأرست الأسس التي يمكن، بل يجب الإستناد إليها في بناء العملية الرامية الى تحقيق وقف دائم للنار". وقال إنه "إلى أن يتسنى ترسيخ وقف الأعمال العدائية بوقف دائم للنار، سيظل الهدوء الذي يشهده حالياً جنوب لبنان هشاً".

ورأى الأمين العام أنه في ما يتعلق بانفجارات خربة سلم، تشير "الإستنتاجات الأولية... إلى أن الانفجارات تسبب بها تفجر الذخيرة التي كانت في مبنى خزنت فيه كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة". وأشار إلى أنه "حتى الآن، لا وجود لأي دليل يشير الى أن الأسلحة والذخيرة الموجودة في المبنى قد هربت الى منطقة عمليات القوة منذ اتخاذ القرار 1701"، موضحاً أنه "ثمة عدد من المؤشرات التي توحي بأن المستودع كان تحت سيطرة "حزب الله"، وبأن المستودع... لم يكن مهجوراً، بل كان موضع تعهد مستمر".

وأحيطت القوة علما بأن بعض الأفراد الذين كانوا في مكان الانفجارات في 15 تموز هم عناصر تنتمي الى حزب الله". وشدد على أن "وجود الأصول أو الأسلحة غير المأذون به في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يشكل انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن 1701". وحض القوات المسلحة اللبنانية على تكثيف جهودها، بمساعدة "اليونيفيل"، من أجل "منع تهريب الأسلحة المحتمل عبر نهر الليطاني". وذكر أنه "عقب الانفجارات، قام مدنيون في 15 تموز و 18 منه بمحاولات لعرقلة حرية حركة القوة. وأدت أعمال قذف الحجار في 18 تموز الى اصابة حفظة السلام التابعين للقوة بجروح. ويساورني القلق من محاولات عرقلة حرية حركة القوة".

ولفت الى حادث آخر حصل حين اقترب نحو 30 مدنيا من الخط الأزرق، وعبره بضعة أفراد من المجموعة، في 17 تموز الماضي قرب موقع للأمم المتحدة في جوار كفر شوبا، قائلاً إن "المدنيين كانوا يحتجون على أعمال بناء يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الجزء الجنوبي المحاذي مباشرة للخط الأزرق، في منطقة مزارع شبعا".

 

المستقبل:الحريري مصمم على تشكيل الحكومة بسرعة ودون تسرع

وكالات/أثنت كتلة "المستقبل" النيابية على تصميم الرئيس المكلف وجهده المتواصل لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بسرعة ودون تسرع، وتمنت الكتلة على الرئيس المكلف ان يبقى على ثباته وتصميمه. وأكدت الكتلة خلال اجتماعها الاسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة تمسكها بمبادئ قوى 14 آذار "التي التزمتها في الوثيقة الصادرة عنها في 26 أيار 2009، والتي اقترعت لها غالبية اللبنانيين لما تمثل تلك المبادئ من اقتناع حاسم بنهائية لبنان ككيان وعروبته وأيمانه بالعيش المشترك والسلم الاهلي ورفض التوطين والعدالة الاجتماعية، وانطلاقا مما عبر عنه اتفاق الطائف الذي ينبغي العمل على استكمال تنفيذ مندرجاته". وعرضت الكتلة مراحل تأليف حكومة الائتلاف الوطني والعقبات التي تواجهها والجهود المثابرة التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة التي تتحقق فيها أهداف اللبنانيين من استقرار وتنمية وازدهار. من جهة ثانية، استنكرت الكتلة في بيان " التهديدات الاسرائيلية المثيرة للهواجس ومضمونها وتكرارها ومحاولتها للتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة"، وأكدت رفضها لها، داعية اللبنانيين الى الوقوف صفا واحدا في وجهها والتنبه لمحاولات اسرائيل الدائمة لاستدراج لبنان الى وضع يخدم مخططات العدو الاسرائيلي، وأكدت أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الاهلي شعارا ومضمونا.

 

نديم الجميل: لا يمكن القبول بتوزير الخاسر في الانتخابات 

١١ اب ٢٠٠٩ /شدد النائب نديم الجميل على "ضرورة ترجمة الانتصار الانتخابي لقوى الرابع عشر من آذار في الحكومة"، مشيراً الى أنّه "لا يمكن القبول بتحويل خسارة فريق الثامن من آذار الى نجاح لهم في الحكومة، خصوصاً ان الشعب اللبناني قال كلمته التي يجب احترامها، وبالتالي لا يمكن القبول بتوزير الخاسر في الانتخابات". الجميل، وبعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، أعلن ان الزيارة هي لتهنئة البطريرك على جهود المصالحة المسيحية، داعياً الى استمرارها "من أجل تحقيق مصالحة الفرقاء المسيحيين عامة والموارنة خاصة لبلسمة الجرح المسيحي نهائياً".

النائب المر عرض الاوضاع مع رئيس "تيار التوحيد": في الوقت المناسب أطلب قصر الرئاسة في سوريا لتحديد موعد

بداية الحلحلة ستظهر بعد الاجتماع بين الرئيس المكلف وجنبلاط

وهاب: على جميع الافرقاء التنازل حتى نصل الى الحل المطلوب

وطنية- استقبل النائب ميشال المر في مكتبه في عمارة شلهوب ظهر اليوم، رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب الذي نقل اليه أجواء الاتصالات حول تأليف الحكومة، والتطورات التي رافقت مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة.

بعد اللقاء أكد وهاب انه لا يقوم بأي وساطة سورية، ولا يحمل اي رسالة من العماد ميشال عون، بل تأتي زيارته "في إطار التشاور مع النائب المر الذي يتمتع بخبرة سياسية وصدقية في علاقاته الداخلية مع كل الأطراف، وصولا الى موقعه السليم في علاقاته مع سوريا، التي حافظ عليها في أحلك الظروف في الماضي، وفي الحاضر".

وقال: "هذه الزيارة ليست الأولى للرئيس المر، لكنها علنية إعلامية هذه المرة. إن الرئيس المر هو أول من ساهم في كسر الاصطفاف السياسي الحاد في البلد، الذي تعب منه اللبنانيون، وكان دائما لديه التوجه نحو توحيد الصف على القضايا الكبرى، وطالما كان فاعلا، وإذا كان البعض منكم يسألني إذا كنت أنقل اليه رسالة من سوريا، اقول لكم أن الرئيس المر لا يحتاج الى وسيط بينه وبين القيادة السورية، فالعلاقة التي تربطه مع سوريا كانت قبلنا، وقد احتفظ بها في أصعب الأوقات، عندما ضرب الجنون كل الناس، كان هو العاقل".

أضاف: "إن الرئيس المر له دور كبير في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة وفي حلحلة العقد القائمة، وهو حريص مثلنا على تسهيل مهمة الرئيس المكلف والإسراع بتأليف الحكومة التي لا يجوز ان تطول أكثر، ولا سيما انه قد توافق الجميع على تجاوز العقد الصغيرة ونحن نراهن على مبادرة الحريري باتجاه حلحلة العقد وتذليل العقبات".

وحول احتمال نقل رسالة من الرابية قال: "لا أقوم بأي وساطة بين المر وعون، فالعلاقة بينهما ملكهما وهما أدرى بطريقة المعالجة ولديهما الحكمة بما يكفي لذلك".

وهل لا يزال على رأيه في موعد التشكيل الى الخريف المقبل، أجاب: "قلت ان الحكومة في أيلول لكن كلام الرئيس بري كان معاكسا لذلك، ولا سيما ان الرئيس بري ليس فقط شيخ المعارضة، فهو رقم اساسي في البلد وصار هناك بعض الحسابات الخاطئة التي أخرت تشكيل الحكومة".

ولفت وهاب الى "وجود تفاؤل أكثر اليوم وتحركات معينة ولقاءات مهمة هذا المساء تصب كلها في اتجاه واحد وعلى كل الأطراف التنازل حتى نصل الى الحل المطلوب".

وردا على سؤال قال: "الرئيس الحريري يريد الاحتفاظ ببعض الحقائب له، وهذا حقه، وفي المقابل يجب ان يعطي حقائب أخرى بالأهمية نفسها الى المعارضة مقابل تلك التي يريد الاحتفاظ بها".

سئل: ما رأيك في كلام الوزير طلال أرسلان انه يريد حقائب من ضمن حصة المعارضة؟

اجاب: "النائب ارسلان زعيم موجود وجزء أساسي من المعارضة ويجب ألا يحصر قضيته بهذا الموضوع فهو أكبر من هذا الشأن المطروح".

النائب المر

بدوره قال النائب المر: "هذه ليست الزيارة الأولى للوزير وهاب، فهناك زيارات متكررة بعيدا عن الإعلام وهو صديق محترم، اما في ما يعود للحكومة، رأيي انه يجب ان تشكل الحكومة في غضون خمسة ايام، وكل الجهود منصبة الأن لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، يضاف الى ذلك الجهد الذي يقوم به رئيس الجمهورية والدعم الذي يساعد بالنتيجة على حلحلة الأمور اليوم، او غدا لإنهاء هذا الموضوع. هناك اتصالات ستتم خلال ال 24 ساعة المقبلة، وهناك اجتماع بين الحريري ووليد بك مفروض ان يتم هذا اللقاء وبنتيجته ستظهر الحلحلة او بداية الحلحلة".

سئل: هل ان الوزير الياس المر سيكون في الموقع الذي يشغله؟

اجاب: "ما أعرفه ان مرشحي للحكومة هو الياس المر، وأي حقيبة يقررها الرئيسان نقبل بها، ونرى التركيبة التي ستنتهي اليها الحكومة".

سئل: "ما هي صورة التحالفات الجديدة، ومن هي الكتلة الوسطية اليوم بعد هذه الاصطفافات؟

اجاب: "المهم بالكتلة الوسطية التي حوربت عبر الاعلام واتهمت انها رديف لحركة 14 آذار، وانها أميركية، وغير ذلك، نراهم اليوم بحاجة الى مثل هذه الكتلة، نراهم اليوم يشيدون بها، نحن ننتظر تأليف الحكومة بعدها نتشاور مع فخامة الرئيس ومع دولة رئيس الحكومة وفي ضوء ذلك نرى كيف سنعمل لانعاش التيار الوسطي، الذي أصبح ضرورة في البلد".

سئل: هل سنشهد لك زيارة الى سوريا قريبا؟

اجاب: "في ما يعود لزيارتي الى سوريا، لست انتظر الشيخ سعد ليزور دمشق او وليد جنبلاط، ولا انتظر اي وسيط ولا اي دعوة، انا عندي قناعات وطنية لا تتغير وحتى في الأيام الصعبة ولم اتناول في مواقفي التهجم على سوريا، قناعتي هي عندما أرى ان الوقت مناسب أطلب قصر الرئاسة في سوريا وأطلب موعدا.

سئل: هل عندك حنين للزيارة؟

اجاب: "ليس الموضوع موضوع حنين، فلا ننسى انه خلال 12 سنة صداقة وكنت عضوا في المجلس الأعلى اللبناني - السوري، كنت وزيرا وعلى تواصل دائم لأنني كنت أشغل وزارات أمنية كبيرة، وكان الأمن السوري هو الموجود في البلاد، وهو كان يساعدنا على الأرض، اذا هذه العلاقات لا تمحى من أول هبة هواء، ولست بحاجة لزيارة سعدنايل، او مكان آخر لأذهب الى الشام، ولا أنتظر أي فئة لتأخذ مواقعها، موقعي محفوظ أحافظ عليه وأحترم قناعاتي".

سئل: ماذا عن الطعون المقدمة من "التيار الوطني الحر"؟

اجاب: "انا اتحدث عن شيء من صلاحية القضاء، هذا أمر غير دستوري، القضاء يحكم بالطعن اذا كان التيار أكيدا مما يقول، فنحن أكيدون كذلك، وعلى القضاء الفصل في الأمر".

سئل: كيف تقرأ المواقف الاخيرة للنائب جنبلاط؟

اجاب: "ان شاءالله تحل اليوم، ولكن كيف قرأت المواقف الاخيرة، انا لا أقرأ انما أحلل، أنا الموقف اسمعه كما يقول صاحب العلاقة، سمعته ولم أعلق لأني لم احب الفكرة، وهذا شأنه، واليوم يمكن ان تحل ويدلوا بتصريح ولننتظر ماذا سيقولون".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 11 آب 2009

النهار

في معلومات لمسؤول سابق أن الجهة التي استطاعت إخراج العماد ميشال عون من قوى 14 آذار هي نفسها التي استطاعت إخراج النائب جنبلاط منها.

استغرب سفير دولة كبرى عدم انشاء خلية متخصصة تضم ممثلين مؤهلين من رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين لمتابعة الاتصالات الحثيثة الجارية حول إحياء عملية السلام، ووضع اقتراحات لصوغ الموقف الرسمي تجنباً للاجتهاد الشخصي.

اقترح قريبون من الرئيس ميشال سليمان إبدال وزارة الدفاع بوزارة الخارجية.

السفير

عبر دبلوماسي عربي عن استيائه من تصريحات أدلت بها أكثر من جهة حول التحضيرات الجارية لزيارة شخصية سياسية إلى دولة عربية.

تلقى مرجع سياسي تقريراً دبلوماسياً، يفيد بأن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، لم يتفهم خطوة النائب وليد جنبلاط، على الرغم من أن التسريبات قالت عكس ذلك.

قرر حزب بارز الاعتصام بالصمت حيال التطورات الأخيرة في "14 آذار"، على قاعدة "أن المسك يفترض أن يكون في الختام".

المستقبل

تعقد الدول المساهمة في "اليونيفيل" اجتماعاً في مجلس الأمن الخميس، في حين يعقد المجلس مشاورات مغلقة حول وضع هذه القوة في العشرين من الجاري.

لاحظت مصادر عربية، أن الخارجية المصرية قررت تعزيز طاقمها الديبلوماسي في أنقرة في خطوة مماثلة لإسرائيل، نظراً لأهمية الدور التركي في المنطقة.

تقول أوساط عربية إن تقاطعاً في التوقعات حصل بين عدد من الدول منذ شهر، بشأن الوضع السياسي اللبناني الواقعي.

اللواء

تساءلت أوساط سياسة لبنانية عن الأسباب التي قضت باستبعاد مرجعيتين كبيرتين في المعارضة لترتيب العلاقة السورية - الجنبلاطية·

لم تُحدِّد عاصمة معنية موعداً لشخصية معارضة، تطمح لعدم استبعادها من التركيبة الجديدة·

يقول قيادي في الأكثرية إن الموقف الجنبلاطي جرى تبريده مع <تيار حليف>، لكنه بقي ساخناً مع مسيحيي 14 آذار·

الشرق

اوساط وزارية نقلت معلومات مغلوطة عن ديبلوماسي غربي قالت انه ابلغها عن تحذيرات فيما صدر عن السفير المشار اليه العكس!

سياسي حزبي جال على مسؤولين من لون واحد في الاونة الاخيرة ما اكد عدم وجود تفاهم واقعي مع من هم على تباين مواقع اقليمية معه؟!

وزير سابق اعاد التذكير بالاشهر السبعة التي امضاها الرئيس رشيد كرامي لتشكيل حكومته من غير ان تصدر عن خصومه انذاك استفزازات من النوع الحاصل حاليا (...)

 

البطريرك صفير استقبل المطران عيد ووفدا اغترابيا وهيئات وطالب امام وفد اتحاد بلديات بشري بايلاء القضاء الاهتمام اللازم

النائب فرعون: لتأليف حكومة تحترم ارادة الناخبين ولا تضم خاسرين

النائب نديم الجميل: لن نرضى الا بحكومة تترجم نجاح قوى 14 آذار

جو سركيس:"القوات" ملتزمة الانتماء العربي للبنان والقضايا العربية

وطنية - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لقاءاته، صباح اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقبال النائبين ميشال فرعون ونديم الجميل.

وقال النائب فرعون بعد اللقاء: "قمنا بجولة أفق مع سيدنا حول الأخطار الخارجية والداخلية وانعكاسات المواقف الاخيرة والتهديدات الاسرائيلية على الوضع العام. ومن هذه الأخطار استخدام لبنان ساحة للصراعات والخلافات العربية، وهذا الاستخدام له دائما له نتائج سلبية، والعكس صحيح. وعندما تدخل على الخط عوامل اقليمية غير عربية فان هذه الأخطار تزداد والذرائع الاسرائيلية كذلك، وكلنا في سفينة واحدة".

واضاف: "ان حركة 14 آذار ومبادئها بما فيها لبنان العربي المستقل اولا ليست وليدة اليوم، بل حتى بعد الاستقلال والدستور الاول واتفاق الطائف ومؤتمر الحوار والقرارات العربية والدولية. وعلينا ان نتمسك بها كمبادىء كأكثرية بمشاركة المعارضة واي تقوقع او أولوية لمصلحة اية طائفة على حساب الوطن يزيد من الازمة، وكل عوامل الازمة العربية والاقليمية والطائفية والمذهبية موجودة عندنا. وعلينا ان نفكك الالغام ولا نزيدها ونغتنم الفرص لهذا الهدف".

واضاف: "ان استهداف ميشال شيحا احد صناع الدستور ومهندسي الصيغة اللبنانية، لبنان الحرية والليبرالية والعيش المشترك والسلم الاهلي نقيض الصيغة الصهيونية، وهو رمز من نبه من خطورة الصهيونية على لبنان قبل الجميع، واستهدافه بشكل نعتبر اننا في غنى عنه في هذه الايام الصعبة".

وتابع: "نأمل ان يصار الى تأليف حكومة تحترم ارادة الناخبين ولا يكون فيها وزراء ممن رسبوا في امتحان الشعب، وتعود عقب ذلك الامور الى الانفتاح التدريجي والى الوسطية التي تعمل على تحييد لبنان عن الصراعات والتزام القضية الفلسطينية ومنع التوطين كما عمل له ميشال شيحا، وليس وسطية بمعنى ترك الساحة فريسة المطامع وكل فريق يعمل لخلاص نفسه بيده، وهذا لا يساعد لبنان على الخلاص، على ان نعمل على تحصين ما يجمعنا بدل التشديد على ما يفرقنا".

النائب نديم الجميل

اما النائب الشيخ نديم الجميل فقال: "أردنا في هذه الزيارة تهنئة صاحب الغبطة بالمصالحة المسيحية التي تمت ولنؤكد له ان هذه الضمانة الاساسية لبلسمة الجرح المسيحي وخصوصا الماروني، وان هذه المصالحة يجب ان تتوالى فصولا وتضم كل الأفرقاء المسيحيين.

اضاف:"من ناحية ثانية، بحثنا في موضوع الحكومة الجديدة واكدنا اننا لن نرضى الا بحكومة تترجم نجاح 14 آذار وفوزها في الانتخابات، ولن نقبل ان تتحول الخسارة التي منيت بها قوى 8 آذار الى انتصار داخل الحكومة، وهذا غير مقبول، لان عندنا مصداقية تجاه الناخبين الذين انتخبوا فريق 14 اذار والسيادة في لبنان، ولن نرضى ابدا بتوزير أي خاسر في الحكومة الجديدة".

جو سركيس

الى ذلك، التقى البطريرك الماروني الوزير السابق جو سركيس يرافقه نجله جورج، وقال سركيس على الأثر: "بحثنا مع صاحب الغبطة عن الجهود والمساعي التي تقوم بها الرابطة المارونية من اجل اتمام المصالحات الوطنية واهمها المصالحات في الشمال. وقد اكد غبطته عن دعمه وتشجيعه لاتمام هذه المصالحات وتمنى على الجميع المضي قدما في هذا التوجه من اجل توحيد الآراء بين المسيحيين واللبنانيين بالنسبة الى المواضيع الاساسية والوطنية والسياسية. لا شك ان هناك كثيرا من المواضيع المهمة يجب ان يتفق عليها معظم المسيحيين، كما ان هناك مواضيع خلافية كبيرة ومهمة ونحن نقول: يجب ان نجلس كقيادات مسيحية الى طاولة واحدة يمكن ان تكون طاولة الرابطة او غيرها لكي نبحث في الامور المتفقين عليها حتى نجد حلولا تكون في مصلحة المسيحيين واللبنانيين، منها، مثلا، موضوع رئاسة الجمهورية في ظل اتفاق الطائف وروحيته".

اضاف: "وفي المناسبة، أحب ان اثير الكلام الذي نسمعه بشكل مفاجىء وهو قديم وهو التشكيك بموقع "القوات اللبنانية" من حيث الانتماء العربي والهوية العربية للبنان والقضايا التي يلتزمها لبنان. انني اذكر هؤلاء بان "القوات اللبنانية" هي اول المدافعين عن اتفاق الطائف الذي يذكر بكل وضوح انتماء لبنان العربي وتبنيه للقضايا العربية، في الوقت الذي كان هناك غير "القوات اللبنانية" يحارب هذا الاتفاق بكل الوسائل. وعلاقة "القوات اللبنانية" الجيدة مع العديد من الدول العربية الصديقة والزيارات التي قامت بها قيادة "القوات اللبنانية" لبعض الدول العربية واللقاءات التي حصلت مع المسؤولين الكبار فيها تدل على مدى التزام "القوات الانتماء العربي للبنان".

وعن الحديث عن تدريب "القوات" لخلايا عسكرية، قال: "هذا حديث مرفوض كليا، وما اقوله انه كما ان اسرائيل تهدد لبنان وتهول عليه، نرى هناك بعض الاصوات التي تهول وتتهجم على "القوات اللبنانية". وكما ان الشعب اللبناني يرفض التهجم الاسرائيلي ويدافع عن لبنان، فان "القوات اللبنانية" ايضا لن ترضخ لهذه التهويلات هذه".

وعن المصالحات المسيحية وهل قطعت شوطا مهما، قال: "نحن كقوات لبنانية اعلن اننا مستعدون للقاء كل القيادات المعنية بهذا الموضوع تحت رعاية مظلة سيدنا البطريرك. ونحن مستعدون في أية لحظة ان نلبي اية دعوة للقاء اي شخص نعتبر اننا على نزاع معه، وبالتالي نحن جاهزون وربما غيرنا يريد ان يعطي بعض الوقت للموضوع".

المطران فرنسوا عيد

واستقبل البطريرك صفير راعي أبرشية مصر للموارنة المطران فرنسوا عيد يرافقه رجل الاعمال من اصل لبناني انطوان شاعر اللذين وضعاه "في اجواء اوضاع ابناء الطائفة في مصر وترميم المؤسسات والمطرانية والمدارس المارونية في مصر ولا سيما كنيسة مار مارون الجديدة".

وفد اغترابي كندي

ثم استقبل وفدا اغترابيا من كندا ضم النائب في ولاية البرتال الكدنية محمد عميري وخادم رعية سيدة السلام - كالغاري الأب اسبر انطون وعميد كلية الادب الفرنسي في جامعة كالغاري الدكتور انطوان ساسين، ورجل الاعمال رئيس المجلس الرعوي ميشال مغني و"الزيارة كانت لشكر البطريرك صفير على رعايته احتفال تدشين كنيسة سيدة السلام في كالغاري ولنيل البركة. وكان بحث في اوضاع الجالية اللبنانية في ولاية البرتا الكندية".

وفد اتحاد بلديات بشري

والتقى البطريرك الماروني رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي وعددا من رؤساء البلديات في القضاء وممثلين للمؤسسات السياحية في لبنان وكان حديث في اجواء الجلسة التي ينظمها الاتحاد لممثلي الهيئات السياحية وعلى المواقع الاثرية السياحية والدينية في قضاء بشري. وأثنى البطريرك على "جهود اتحاد البلديات الهادفة الى النهوض بالقطاع السياحي"، املا ان "تولي الوزارات المعنية هذا القطاع الاهتمام اللازم لتطوير مرافقه والبنى التحتية للخدمات، وبخاصة ان هذا القضاء مصنف في لائحة التراث العالمي ما يوجب على الدولة اللبنانية تطبيق مفاعيل هذا التصنيف وتأهيل المرافق السياحية لاستيعاب اعداد السياح المتزايدين سنويا".

وأطلع الشدراوي البطريرك صفير على "المراجعات التي يقوم بها اتحاد البلديات في هذا الشأن مع الوزارات المختصة وعلى عمل المكتب السياحي الذي انشأه الاتحاد لمواكبة الحركة السياحية في القضاء والعمل على تلبية الحاجات الاساسية في هذا المجال".

حارس شهاب

والتقى البطريرك صفير الامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي- المسيحي الامير حارس شهاب، وجرى عرض المستجدات الراهنة، واستبقاه البطريرك على الغداء الى مائدة الديمان.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين الصفدي وقانصو ووفدا من الصناعيين: التهديدات الاسرائيلية المتكررة تدعونا الى العمل على تمتين الصف الداخلي

والاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تتخطى المصالح الشخصية والذاتية للأطراف

وطنية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن التهديدات الاسرائيلية المتكررة بشكل شبه يومي في الآونة الاخيرة والتي تكشف النيات المبيتة لحكومة العدو تجاه لبنان، تدعونا الى العمل الجاد على تمتين الصف الداخلي ورص الصفوف والاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تتخطى المصالح الشخصية والذاتية للأطراف، وتعكس وفاق اللبنانيين حيال الخطر الذي يتهددهم ويعبر عنه المسؤولون الاسرائيليون بوضوح". وأشار أمام زواره اليوم الى "أن الاوضاع الاقتصادية الجيدة وحركة السياحة المزدهرة التي يشهدها لبنان هذا العام تفترض بالقيادات السياسية قراءة موضوعية لمسار الامور والمساعدة في تأمين المظلة الحكومية التي تعزز هذا الواقع وتؤسس لمرحلة تطبيق الانماء المتوازن".

الوزيران الصفدي وقانصو

وكان الرئيس سليمان عرض مع كل من وزيري الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي والدولة علي قانصو الأوضاع السياسية الراهنة والاتصالات الجارية ذات العلاقة بتشكيل الحكومة الجديدة.

النائب السابق سكر

واستقبل الرئيس سليمان النائب السابق نادر سكر وتناول معه الاوضاع العامة.

جمعية الصناعيين

وزار بعبدا وفد من جمعية الصناعيين برئاسة فادي عبود الذي أشار الى أن الوضع الاقتصادي جيد بشكل عام، مبديا أمله في تشكيل الحكومة سريعا "كي تتمكن من معالجة بعض المطالب المتعلقة بالقطاع الصناعي، بدءا من الرسوم على الصادرات وعلى استقدام العمال الاجانب، وصولا الى الاعفاءات من بعض الرسوم بما يساعد القطاع الصناعي على هذا الصعيد ويفتح المجال أمام قدرته على الاستمرار".

من جهته، رحب الرئيس سليمان بوفد الجمعية، مشيرا الى أن ما طرحه الوفد يستوجب المتابعة بدءا من الوزير المختص وصولا الى مجلس الوزراء، لافتا الى وجوب أن يحصل تشجيع للصناعة اللبنانية المتوسطة والصغيرة، وملاحظا أن معدل النمو في لبنان جيد والى تحسن، ولكن يجب مواكبة ذلك بإدارة رشيدة".

وأبدى أمله في "أن يساعد تشكيل الحكومة الجديدة على تلبية كل هذه الحاجات".

 

الرئيس بري استقبل سفيري ايران واوستراليا وعرض معهما التطورات

وطنية-استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الايراني في لبنان محمد رضا شيباني وعرض معه للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. واثر اللقاء لم يشأ السفير الايراني الادلاء بأي تصريح واكتفى ردا على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية للبنان بالقول "انها جوفاء". واستقبل الرئيس بري السفيرة الاوسترالية في لبنان ليندل جين ساكس في زيارة وداعية في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان.

 

اكتشاف اثري جديد بين شحور وصريفا

وطنية - اعلن الباحث التاريخي الاثري موسى سلمان ياسين عن اكتشاف بقايا قرية اثرية في الجنوب تحمل اسم كفرناين، تقع بين بلدتي شحور وصريفا في قضاء صور، وتظهر منها زوايا بارزة واعمدة وحجارة منازل وتنور وضريح لاحد احفاد النبي نون موجود على صخرة مرتفعة تدعى الشيار.

 

مصر: لا نتدخل في الشأن الحكومي اللبناني

نهارنت/جددت مصر دعمها بـشكل كامـل جهود الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن مصر لا تتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ورأى أن "تشكيل الحكومة اللبنانية مسؤولية السياسيين اللبنانيين والرئيس المكلف بتشكيلها بمعاونة الأكثرية وكل القادة السياسيين اللبنانيين الآخرين".

وأضاف أن مصر "لا تتدخل في هذا الموضوع، وتفعل ما تقوله، وعندما تطالب الأطراف الأخرى بعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي فإنها هي الأخرى لا تتدخل".

 

المفتي الجوزو: جنبلاط يريد العودة لاحضان العروبة المزيفة 

١١ اب ٢٠٠٩/وطنية

ابدى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم عتبه على النائب وليد جنبلاط "عندما يتحدث عن خصوصية الدروز في الجبل ، ويتناسى ان هناك قلعة عربية كبرى في الجبل هي اقليم الخروب الذي وقف الى جانبه وجانب ابيه واسهم في الحفاظ على الزعامة الجنبلاطية، وكان بيضة القبان في جميع الانتخابات النيابية" .

اضاف "يعرف النائب جنبلاط ان عروبتنا اصيلة، واننا لم نتنكر لهذه العروبة يوما من الايام، واننا احتضنا القضية الفلسطينية قبل جميع الناس، لكن عندما تحولت قضية فلسطين الى تجارة، وعندما تحولت العروبةالى شعار مزيف يحمله قوم مزيفون، كفرنا بهؤلاء جميعا لانهم مزيفون لا صلة لهم بالعروبة من قريب ولا بعيد ، وعندما كان كمال جنبلاط يتعاون مع الفلسطينيين ويتحالف معهم ، قتله هؤلاءالمزيفون والدخلاء على العروبة ولم ينقذ كمال جنبلاط درزيته واشتراكيته، كفرنا بالعروبة المزيفة عندما اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا لذنب ارتكبه الا محاولة الحفاظ على الدستور وعلى الحريات، والقومية العربية، لانه كان وزير خارجية العرب، يتنقل بين دول العالم ليخدم هذه القضية حيثما حل وحينما ذهب ".

وختم الجوزو "نحن عاتبون على النائب جنبلاط لانه يريدالعودة الى احضان العروبةالمزيفة".

 

الوزير ماروني:توضيح النائب جنبلاط ليس كافيا إلا إذا ترافق مع تعهدات ومواقف حاسمة غير غامضة

وطنية - رأى وزير السياحة إيلي ماروني في حديث لإذاعة"صوت لبنان" اليوم أن "الامور الكثيرة التي حصلت في الفترة الماضية خلطت الأوضاع وأعادتها إلى نقطة الصفر وليس الى منتصف الطريق". وأشار إلى أن "موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط شكل صفعة قوية لقوى الرابع عشر من آذار والتي أتت من الداخل"، معتبرا أنه "كان هناك محاولات منذ البداية لإلغاء نتائج الإنتخابات وتضييع الإنتصار الإنتخابي على قوى الرابع عشر من آذار، وقال: "انتظرناها من الخارج فجاءت من الداخل". ولفت الى أن "تشكيل الحكومة ليس توزيعا للادوار"، مشيرا إلى أن "هناك فيما بعد البيان الوزاري والممارسة السياسية ومسؤولية شعب". وقال:"من بدل رأيه في أول الطريق لا شيء يمنعه من تبديل رأيه في منتصف الطريق ولذلك توضيح (النائب) جنبلاط ليس كافيا، إلا إذا ترافق مع تعهدات ومواقف حاسمة غير غامضة تؤدي الى عودة الأمور الى نصابها والالتزام بهذا الامر". ولاحظ أنه "كلما هدأت على جبهة تشتعل على الجبهة الثانية"، لافتا الى "مواقف النائب ميشال عون الذي يهاجم رئيس الجمهورية وحصته في الوزارة، ولا سيما الوزراء في الملف الامني، اضافة الى اصراره على توزير الراسبين ما يعرقل مسيرة تأليف الحكومة التي تزداد صعوبة". وأيد الوزير ماروني "حكومة إنقاذ في ظل التهديدات الاسرائيلية والوضع الصعب في الداخل المؤثر على القطاعين الاقتصادي والسياحي"، موضحا أن "هذه الحكومة تستدعي طاولة حوار سريعا بين الاقطاب والقيادات للوصول الى تفاهم"، داعيا إلى "فصل العمل الوزاري عن الصراعات السياسية لأن لبنان يحتاج إلى أمور خدماتية كثيرة"، مشددا على "ضرورة طاولة الحوار من أجل الإتفاق على معالم وشكل الحكومة المقبلة والبيان الوزاري كي لا نصاب بالشلل بعد تأليفها إثر خلاف على أي نقطة ضرورية". وتحدث عن "لقاءات بين الرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري، ولقاء لقوى الرابع عشر من آذار رافضا ذكر المواعيد".

 

بري يتجه لفك تحالفه مع عون والاحتفاظ بحلفه مع 'حزب الله' وجنبلاط سيزور سوريا برفقة بري

الأنباء الكويتية /١١ اب ٢٠٠٩

  في الكواليس أن الهزة التالية هي فك رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحالفه مع رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، مع الاحتفاظ بحلفه مع «حزب الله»، وذلك بموازاة المعادلة المقابلة: موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط القائل بـ «عدم التخلي» عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والانفكاك عن قوى «14 آذار»، حتى وإن خفف من لهجته حيال المسألة، لكن ما حصل حصل، وبات لنائب الشوف موقع آخر. وفي الكواليس أيضا أن النائب جنبلاط لن يذهب منفردا إلى دمشق، وبعدما أصبحت الزيارة أمرا محتوما، بل هناك تفكير مبدئي في ان يذهب بصحبة الرئيس بري لكي يكون أبومصطفى شاهدا على «معركة غسل القلوب».

 

الموافقة على تخلية سبيل 7 من موقوفي أحداث عائشة بكار

وطنية - وافق قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات اليوم على طلبات تخلية سبيل الموقوفين في أحداث عائشة بكار علي كريم، عباس منصور، يوسف مرعي، علي البدوي، سعيد السبع، طارق السعيد وربيع الكعكي في مقابل كفالة مالية قدرها مليون ليرة لكل منهم ويبقى من الموقوفين موسى ضاهر موقوفا.

 

القاضي الحاج استجوب المتهمين بمراقبة القوى الامنية من جيش وقوات دولية

وطنية - استجوب قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج كلا من ياسين شحاده، سامر المداوي، وغسان ووليد وعدنان شحاده، في حضور وكلاء الدفاع عنهم بعدما كانوا استمهلوا لتوكيل محامين للدفاع عنهم وفي ادعاء النيابة العامة العسكرية ضدهم في جرم مراقبة القوى الامنية من جيش وقوات دولية بقصد الاعتداء عليها.

 

مسلحان استوليا على سيارة في سن الفيل بقوة السلاح

وطنية - ذكر المندوب الامني ل "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين ، ان مسلحين داخل سيارة "هوندا سيفيك" اعترضا في شارع السيدة في سن الفيل المواطن جميل الياس الذي كان عائدا عند الخامسة والربع من صباح اليوم على متن سيارة مستأجرة نوع INFINITY، وقام احد المسلحين بشهر مسدس بوجهه واجبره على النزول من السيارة وترك محركها شغالا، وبعد ابعاد الياس عدة امتار ترك المسلح الثاني سيارة الهوندا واستقل مع زميله السالب الثاني سيارة ال INFINITY وفرا تاركين الهوندا مفتوحة الابواب. وقد ادعى الياس امام فصيلة سن الفيل، وحضرت على الاثر الى المكان الادلة الجنائية حيث تم سحب البصمات عن سيارة الهوندا . وبعد مراجعة مصلحة تسجيل السيارات تبين انها تعود للمواطنة ريناتا حميد رعد التي كانت سرقت بالقرب من منزلها ليل امس وهي كانت تركتها ودخلت المستشفى للمعالجة قبل 24 ساعة . وقد اعلمت بالامر على ان تصطحب الاوراق الثبوتية لاستلام سيارتها فور ما يسمح لها وضعها الصحي.

 

المكتب الاعلامي للرئيس المكلف:الكلام المنسوب للرئيس الحريري مختلق وعار عن الصحة

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري البيان الاتي: "نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم في صفحتها الاولى كلاما نسبته الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري امام زوار مزعومين له، واذ يؤكد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان هذا الكلام مختلق وعار عن الصحة، يهمه تذكير سائر وسائل الاعلام بضرورة توخي الدقة، واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة".

 

مسقاوي أعرب عن قلقه الشديد لاختفاء رئيس غرفة طرابلس

وطنية - أعرب نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي "عن القلق الشديد لاختفاء رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال عبد الله غندور منذ مساء الخميس الماضي دون كشف ملابسات الحادث".  واضاف: "إننا ننضم الى بيان غرفة التجارة والصناعة وإتحاد غرفة التجارة والصناعة في لبنان في إعلان إستنكارنا الشديد".

 

عطلة الصحافة في عيد إنتقال السيدة العذراء

وطنية - أصدرت نقابة الصحافة بيانا اليوم لمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء الذي يصادف يوم السبت المقبل. جاء فيه : " الصحف تتوقف عن العمل في هذا اليوم وتحتجب في اليوم التالي اي الاحد وذلك عملا بقرار مجلس نقابة الصحافة وبالاتفاق مع نقابة المحررين واتحاد نقابات عمال الطباعة وشركات التوزيع.

 

 قنديل: كما فتحت الايدي والقلوب والصدور لوليد جنبلاط ستفتح للجميع

وطنية - اعتبر النائب السابق ناصر قنديل خلال احتفال اقامه حزب الله بمناسبة ولادة الإمام المهدي وتكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عنقون الجنوبية، ان "ما نشهده اليوم من عودة الى المواقع وما يسمونه اعادة التموضع في المواقع ليس الا الثمرة الطبيعية للنصر المؤزَّر في تموز الذي اعاد للأمة الثقة بذاتها وبقوتها".

وقال : "نحن مع التحول الكبير الذي جرى في موقف الزعيم وليد جنبلاط نعرف حجم الاذى الذي لحق بخيار المقاومة بسبب تموضعه السابق، لكننا نعرف حجم المكسب الذي تحقق بتموضعه الجديد، ونقول للبنانيين المترددين الاخرين وللعرب المترددين الاخرين كما فتحت الايدي والقلوب والصدور لوليد جنبلاط ستفتح للجميع شرط ان تكون التوبة نصوحة وشروط التوبة النصوحة هي ان تكون نهائية وشروطها هي ان يكون فيها اقرار واعتراف بحجم الخراب الذي نتج عن المواقف السابقة".

أضاف قنديل: "نحن ببساطة شديدة امام هذا الموقف نقول لكل الاطراف اللبنانية لم يعد مهما كيف تشكل الحكومة، لان النصاب الدستوري لحماية المقاومة في المجلس النيابي وفي الحكومة المقبلة بات في الجيب لم يعد موضع نقاش ان يكون هناك اغلبية نيابية عندما يكون الامر متصل بالمقاومة في القضايا الداخلية".

 

جو سركيس: "القوات" ملتزمة الانتماء العربي للبنان والقضايا العربية

١١ اب 09/وكالات

التقى البطريرك الماروني الوزير السابق جو سركيس يرافقه نجله جورج، وقال سركيس على الأثر: "بحثنا مع صاحب الغبطة عن الجهود والمساعي التي تقوم بها الرابطة المارونية من اجل اتمام المصالحات الوطنية واهمها المصالحات في الشمال". أضاف: "وقد اكد غبطته عن دعمه وتشجيعه لاتمام هذه المصالحات وتمنى على الجميع المضي قدما في هذا التوجه من اجل توحيد الآراء بين المسيحيين واللبنانيين بالنسبة الى المواضيع الاساسية والوطنية والسياسية. لا شك ان هناك كثيرا من المواضيع المهمة يجب ان يتفق عليها معظم المسيحيين، كما ان هناك مواضيع خلافية كبيرة ومهمة ونحن نقول: يجب ان نجلس كقيادات مسيحية الى طاولة واحدة يمكن ان تكون طاولة الرابطة او غيرها لكي نبحث في الامور المتفقين عليها حتى نجد حلولا تكون في مصلحة المسيحيين واللبنانيين، منها، مثلا، موضوع رئاسة الجمهورية في ظل اتفاق الطائف وروحيته".

تابع: "وفي المناسبة، أحب ان اثير الكلام الذي نسمعه بشكل مفاجىء وهو قديم وهو التشكيك بموقع "القوات اللبنانية" من حيث الانتماء العربي والهوية العربية للبنان والقضايا التي يلتزمها لبنان. انني اذكر هؤلاء بان "القوات اللبنانية" هي اول المدافعين عن اتفاق الطائف الذي يذكر بكل وضوح انتماء لبنان العربي وتبنيه للقضايا العربية، في الوقت الذي كان هناك غير "القوات اللبنانية" يحارب هذا الاتفاق بكل الوسائل. وعلاقة "القوات اللبنانية" الجيدة مع العديد من الدول العربية الصديقة والزيارات التي قامت بها قيادة "القوات اللبنانية" لبعض الدول العربية واللقاءات التي حصلت مع المسؤولين الكبار فيها تدل على مدى التزام "القوات الانتماء العربي للبنان".

وعن الحديث عن تدريب "القوات" لخلايا عسكرية، قال: "هذا حديث مرفوض كليا، وما اقوله انه كما ان اسرائيل تهدد لبنان وتهول عليه، نرى هناك بعض الاصوات التي تهول وتتهجم على "القوات اللبنانية". وكما ان الشعب اللبناني يرفض التهجم الاسرائيلي ويدافع عن لبنان، فان "القوات اللبنانية" ايضا لن ترضخ لهذه التهويلات هذه".

وعن المصالحات المسيحية وهل قطعت شوطا مهما، قال: "نحن كقوات لبنانية اعلن اننا مستعدون للقاء كل القيادات المعنية بهذا الموضوع تحت رعاية مظلة سيدنا البطريرك. ونحن مستعدون في أية لحظة ان نلبي اية دعوة للقاء اي شخص نعتبر اننا على نزاع معه، وبالتالي نحن جاهزون وربما غيرنا يريد ان يعطي بعض الوقت للموضوع".

 

العاصفة الجنبلاطيّة داخل السياق اللبناني الأعرض

الثلاثاء, 11 أغسطس 2009/ الحياة

خالد حاج بكري *

لم يكن السيد وليد جنبلاط خائفاً، بل كان مذعوراً، وليس لما قاله عن اليمين واليـسار، أو العروبة والانـعزال، والطوائـف والوطـن، قـيمة فعليّـة، لأنّ الحـسابـات الجنبلاطية في مكان آخـر تماماً، كانت كذلك عندما كان الرجل ركناً من أركان الرابع عشر من آذار، وبقيت كما هي بعد خروجه الكرنفاليّ، والأرجحُ أنها ليست سوى نسخة من الحسابات والتحسّبات التي تُجريها معظم الزعامات السياسية اللبنانية، فمن لم يكن منهم توريثيّاً، وقابضاً على كرسي زعامته بأصابع وأنياب ومخالب، فليتفضّل... ويتّهم.

حقيقة الرجل أبسط من التحليلات التي شوّهتها، فلا الرياحُ الإقليمية، ولا الاصطفاف إلى جانب القويّ، كافيين لتفسير التحول الجنبلاطيّ، بل إنّ قنبلة دير شبيغل، والتأزم السياسي في طهران، يؤكّدان أنّ السفينة الإقليمية لا تسير وفق رياح الشيعية السياسية، ولا يصحّ بداهة إذن، اتهامُ الرجل بممالأة الأقوياء.

أما العناق الغربي السوري فليس حارّا إلى الدرجة التي يمكنُها أن تلسع السيد جنبلاط، وتدفعه إلى اللهاث طالباً الصفح، ولأنّه شيـخ العارفين أنّ هذه المحاولة الديبلوماسية مجرّد انفتاح تكتيكيّ بارد، ومشروط، ومسدود الأفق أيضاً، فإنّ هذا الانفتاح غير كاف بطبيعة الحال لتبرير ارتمائه المفاجئ في أحضان النظام السوريّ، بعد صولات وجولات وتحديات... وما هو أنكى، وأدهى... وأقسى أيضاً.

يبدو واضحاً أنّ الرجل يصدرُ في مواقفه عن ذهنية حراسة البيت السياسي الذي شيّدته العقلية الطائفية والنزعة الأقلويّة، والأوضح أنّ ذعر السيد جنبلاط مرتبط بهذا البيت المنيع، وليس بحقوق الطائفة أو أمنها، فهذه الطائفة انحازت بقضها وقضيضها إلى إرادة تحويل لبنان الرعويّ العشائري إلى دولة مدنية حديثة، وحراكها وتموضعها واكب حراكاً لبنانياً واسعاً ولم تكن وحيدة تسبح في فلك خاص.

لقد أثبـتـت ذهـنـيـة حـراسـة البـيت المهيمن اليـوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّ السيّد جنبلاط ليس قادراً على الدخول في مغامرة زعامة وطنية يمكنها أن تسلبَهُ زعامته الطائفية، وبرهنت هذه الذهنية بوضوح أيضاً، أنّ لبنان غيرُ قادر، حتى الآن على الأقلّ، على إنتاج زعيم وطنيّ حقيقيّ... يبقى حيّاً.

لم أستعجل الخلاصة، ولم أبتكر الكثير، فاللبنانيون يعرفون أن وطنهم ملاذ غير آمن، ويدركون أنّ تحوّل الملاذ إلى وطن آمن، يفترضُ حتما تبديلا جذريّاً في العقلية السياسية، بحيث تقومُ التنظيمات والتشكيلات السياسية على قاعدة وحيدة، لا ثاني لها، هي: الانتقال إلى الدولة.

هذا التبديلُ في العقلية السياسية، لم يحدث في التاريخ اللبناني سوى مرة واحدة، في لحظة تاريخية نادرة، عندما نزل اللبنانيون إلى الشارع؛ منادين بالسيادة وبالحرية وبالاستقلال في الرابع عشر من آذار (مارس) 2005، فقد أحدثوا تغييرات أبعد أثراً وتأثيراً من الخروج الدراماتيكي للجيش السوريّ، ورسموا بحناجرهم واقعاً سياسياً لبنانياً مختلفاً، وأصبح طلاّبُ الدولة، الذين عرّفوها بوصفها حدّا أدنى للكرامة الإنسانية، أصحابَ الحضور الأبرز في المشهد اللبنانيّ، ووضح للذين يثمّرون مصالح وخرافاً في الداخل، من زعماء لبنان وصقور محيطه، أنّ أغلبيّة اللبنانيين انتقلوا إلى تفضيل تسليم رقابهم إلى مؤسسات منتخبة ومسؤولة، على تمديدها فوق نطع زعماء الطوائف، وتحت سكاكين المتغيرات الإقليمية والدولية.

ولكونه يتأقلم مع المريخيين، ويعجز عن التأقلم مع المؤسسات الدستورية، لارتباط مشروعه وسلاحه بقوى غير لبنانية، وحاجة هذا الارتباط العضويّ إلى الارتياب المتواصل من فكرة الدولة، ومقاومة ولادتها، فإنّ حزب الله قاد تحالفاً عريضاً لإجهاض انتفاضة السيادة والحرية والاستقلال، وقاوم بضراوة أبسط محاولات الأكثرية النيابية ممارسة الحكم، وأحرق ألوف الإطارات، وقطع عشرات الطرق، وحاصر دار الحكومة، واستخدم السلاح في يوم حزين كي يمنع إقالة موظف، وليمنع بحثاً مؤسساتياً في شبكته الهاتفية، ونجح في إثارة جمهوره إلى الحدود القصوى ضد تلك اللحظة التاريخية النادرة، فحرمه عن سابق تصميم وتخطيط إمكانية الاستفادة منها وتثميرها، على رغم أنّ أبناء الطائفة الشيعية، أكثر من غيرهم، عانوا وما زالوا يعانون من مشكلة غياب الدولة وضآلة حضورها في مناطقهم... وفي طموحاتهم.

أمّا قيم السيادة والحرية والاستقلال التي ترجمتها قوى الرابع عشر من آذار في مطالب عاجلة، ورؤى آجلة، فقد أقرّت هذه القوى أنّها شعاراتٌ تحتاج إلى نفس طويل وصبر عظيم، ولعلّ السيد وليد جنبلاط كان أكثر مَن أسرف في التحدّث عن طول معركة السيادة والحرية والاستقلال، وظلّ يردد عبارة: معركتنا طويلة، حتى أدمنتها الآذان، وتهيّأت النفوس لمسافاتها الشاسعة، وبدا أنّ اللبنانيين قد تفهّموا استراتيجية الشعارات الآجلة وحاجتها إلى وقت وصبر وجهود دؤوبة، فاتجهت أعينهم إلى مطالبهم العاجلة كونها تستطيع دفع مسيرة السيادة والحرية والاستقلال قدماً.

لكنّ هذه المطالب لم تتحقق إلا صوريّا، ويبدو جلياً اليوم، أنّ الانشقاق الجنبلاطي سيصيبها بأضرار فادحة، فالمحكمة الدولية التي باتت في عهدة مجلس الأمن، أصبحت منذ الانشقاق أسيرة المصالح والمخاوف، لأنّ انكفاء فريق الرابع عشر من آذار، وتشتّت صفوفه، وهلعه من القرارالاتهامي، عوامل يمكنها أن تثير وساوس دول مجلس الأمن، وتربكها، وقد تؤدي بمجموعها إلى إبطاء أعمال المحكمة، أو عرقلتها، خوفاً من أن تتسبب بخروج عفريت لبنانيّ، يقضُّ مضاجع هذه الدول، ويربك الستاتيكو المستقرّ، والمُهيمن، الذي يجلس على مساميره الشرق الأوسط برمّته.

وأمّا العلاقات الديبلوماسية بين سورية ولبنان، فلم تدفع المجلس السوري اللبناني الأعلى إلى التقاعد؛ وإفساح المجال أمام السفارتين كي تقوما بإنجاز الفروض الديبلوماسية، وتشرفا على المصالح المتبادلة، مما يعني أنّ تهميش السفارتين، أو إغلاقهما، لصالح المجلس واردٌ دوماً، بل إنّ بقاءه كما هو إلى جانب السفارتين، سيظلّ يعني أنّ ثمّة سيفاً مسلطاً على: الاعتراف الرسميّ بلبنان، ومبدأ العلاقات الديبلوماسية، يمكنُه أن يفلق رأسيهما في أية لحظة.

وأما السلاح الفلسطينيّ خارج المخيمات، وداخلها، فطاولة الحوار الأولى صاغت «عبارات» إزالته وتنظيمه ببراعة، وبجمل وتراكيب لغويّة بليغة...وفارغة، واللبنانيون وغيرُهم، يعرفون أن السلاح الفلسطيني في لبنان أداة للّعب والتلاعب وتحسين المواقع وإرسال الرسائل وإرهاب الخصوم وإهانة أولاد العم.. والقدرة على التثبيت والتغيير والإرباك، والتباهي بالنفوذ الإقليميّ، وأنّ زوال هذا السلاح، أو تحجيمه، أو تنظيمه مسائل ليست لبنانية أبداً.

أخيرا فإنّ ترسيم الحدود بقي ورقة مساومة يملكها المسلحون والقوى التي تساندهم، وأخفقت حناجر اللبنانيين في الوصول إلى قصاصة ورق صغيرة يوقعها السوريون تؤكد لمجلس الأمن لبنانية مزارع شبعا، فتضمن الحق الجغرافي، وتضع حدّا، أو نظاماً واضحاً، لسلاح مُقاوم لا يتورّع مُمتشقوه عن استعماله في قلب الطاولات، وفي صياغة أيام «مجيدة» ضد لبنانيين تسوّل لهم نفوسهم أن يحوّلوا مستوطنتهم البشريّة إلى دولة.

فإذا كانت فعاليةُ المحكمة مرتبطة باستمرار التفاف اللبنانيين المؤمنين بعدالتها حولها، ومستقبلُ العلاقات الديبلوماسية مشروطاً بيقظة اللبنانيين والتفافهم حول مبادئ السيادة والاستقلال، وفوضى السلاح في انتظار لبنانيين ذوي حزم وبصيرة ووطنية صالحة يضعون حدوداً حازمة لها، وترسيمُ الحدود مجمّداً في ثلاجة تسوّل صكّ ملكية صغير، إذا كان ذلك كلّه قائماً ومُقلقاً، بل مُرعباً، أفليس طبيعياً إذن أن تصاب جماهير الرابع عشر من آذار بخيبة أمل، وصدمة حزن جرّاء العاصفة الجنبلاطية التي هبّت عليها، وهي في أوج تألقها، واستعدادها لبذل المزيد من التضحيات على مذبح أحلامها وآمالها؟؟

أليس منطقيّاً أن يتساءل الذين عزفوا للحرية وللدولة ألحاناً: مم يخشى الرجلُ على الدروز؟ أيمكن منعُ اللبنانيين من التوغّل في ريبتهم وحيرتهم، وصرفُهم عن الإلحاح في تساؤلاتهم الكارثية المتوالية المترابطة:

ألم تكن الأقليّاتُ على الدوام مصابةً بفوبيا الخوف والترقّب والشكّ، وضحيّةً لقوّتين ساحقتين، تحشرانها حشراً، وتهرسانها هرساً، بين سندان الابن «القبضاي» ومطرقة الجار المختلف؟؟

وهل ثمّة من يبخّرُ مخاوف الأقلّيات، ويحمي مصالح أبنائها غير الدولة الحقيقية... الديموقراطية والقوية والعادلة؟

أليس للخوف حدود، وللنوم أمد،... وللإذعان نهاية؟

مَن يخدع مَن؟ ومَن يحمي ممَّن؟

أليس الامبراطورُ عارياً حقّاً هذه المرّة... أيُّها السادة؟

 

* كاتب سوري.

سوريا تعتبر أن ما بدر من جنبلاط تجهاها يمحو 'صفحة سوداء' استمرت 4 سنوات

المصدر : تشرين السورية/١١ اب ٢٠٠٩

  إعتبرت دمشق اليوم الثلاثاء أن ما بدر من مواقف من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط تجاه سوريا، يمحو ما وصفتها بـ"صفحة سوداء" استمرت أربع سنوات "أضاع فيها البعض" بوصلة المسار الوطني والقومي. وكان جنبلاط أعلن مطلع الشهر الحالي خروجه من قوى "14 آذار"، المناوئة لسوريا، ثم صرح أن طريق الشام "هي هدف مَن يريد تبني العروبة ودعم قضية فلسطين والتزام خيار المقاومة". قالت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية اليوم، في أول تعليق في الصحافة الرسمية في دمشق على المواقف الأخيرة لجنبلاط تجاه سوريا، أنه حين يقول جنبلاط: "'عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سوريا"، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة إعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه'". وإذ رأت الصحيفة "هبت عواصف وأعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت إلى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الأميركي القادر على صنع المعجزات وفرض إرادته على الجميع، اعتبرت أن المفاجأة الكبرى كانت بأن إرادة المقاومة هي الخيار والمقاومون هم صناع المستقبل. وبدأت الهزائم الأميركية في كل مكان من أفغانستان إلى العراق إلى جنوب لبنان إلى غزة". ولفتت الى أن "الأميركيبن أنفسهم كانوا قد بدؤوا يتململون من الطريق المسدود الذي أوصلهم إليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد فجاء تقرير بيكر- هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الأميركي المستقبلي بهدف إنقاذ الولايات المتحدة من مأزقها".

وكانت الصحيفة تشير إلى تقرير بشأن العراق والاستراتيجية الواجب اتباعها فيه، وضعته مجموعة برئاسة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون.

وبحسب "تشرين"، فقد "اكتشفت واشنطن أنها بحاجة إلى تعاون دمشق ولمس الأوروبيون أنها ضرورة لحماية مصالحهم وأن ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الأعمى للصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم بل إنهما زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الأرض وهذا ما كرسه نصر تموز(حرب إسرائيل على لبنان في صيف 2006) وأكده الرد على مؤامرة 5 أيار/مايو بحيث جاء السابع من أيار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه خصوصاً بعد ان رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد إلى الأجنبي، حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنة".

وكانت الصحيفة تشير إلى قراري مجلس الوزراء اللبناني في السابع من آيار/مايو بإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله ونقل مدير أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، والذي رد عليه حزب الله، بمساعدة حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، بالسيطرة المسلحة على بيروت، قبل تدخل قطر ودعوتها زعماء الموالاة والمعارضة إلى الدوحة، حيث تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس توافقي والتوافق على القانون الذي جرت على اساسه انتخابات حزيران/يونيو الماضي البرلمانية.

وأضافت الصحيفة "إذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع أن تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في أكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط لتقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالإضافة إلى أنه طلب منه أن يتنازل أيضاً في الحكومة لنفس الفريق الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام وإحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي (جنبلاط) أدرك- وإن متأخراً- أنه مطلوب منه أن يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع، لا علاقة له".

واضافت أن ذلك جعل الزعيم الدرزي ينتفض "على نفسه أولاً، بعد أن اكتشف أن ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه بخيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وأنه بعد أن تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان أن قلب الطاولة واستعاد هويته العربية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية".

ورأت الصحيفة أن جنبلاط يبدو اليوم" مرتاحاً جداً بعد أن تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق أفق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا أسرى العداء لسورية والخصام مع المقاومة وسلاحها".

 

أسلحة حزب الله في الحرب القادمة: غواصات، دفاع جوي... وما بعد الكاتيوشا 

المصدر : خاص 14 آذار / ١١ اب ٢٠٠٩

غسان عبد القادر

تصاعدت لهجة التهديدات والتهديدات المضادة عبر الحدود التي تفصل لبنان عن فلسطين المحتلة بموازاة إرتفاع وتيرة الحديث عن تكديس حزب الله للسلاح كماً ونوعاً في الجنوب اللبناني إستعداداً للجولة القتالية القادمة مع إسرائيل. وتولى الهجمات الخطابية من الجانب الإسرائيلي وزير الدفاع إيهود باراك الذي توعد بتحطيم لبنان وبنيته التحتية بطريقة لم تشهدها أي من الحروب السابقة.

فمنذ حرب تموز 2006، التي أظهرت أحداثها بداية التحول الاستراتيجي في المنطقة، بدأت دوائر القرار ومراكز البحوث الأمنية والعسكرية الأميركية والأوروبية والإسرائيلية تبدي إهتماماً أوسع حول نشاطات وتعزيزات القدرات العسكرية لحزب الله ووضعها أكثر فأكثر تحت المجهر. وسبب ذلك يعود بشكل رئيسي إلى أنّ أي هجوم إسرائيلي على إيران سيواجه بهجوم مضاد إيراني عبر حزب الله في لبنان وحماس من قطاع غزة بحيث بات مؤكدا أنّ طهران ترتّب ميادين عمل حلفائها تحضيرا لإستراتيجية رّد إزاء أي إعتداء عسكري قد يمارس ضدها.

نتيجة لذلك يتبادر إلى الذهن سؤال منطقي: ما هي الأسلحة التي يمتلكها حزب الله حالياً, وما هو مقدار الخطر الذي تشكله تلك الأسلحة على الدولة العبرية بمدنييها وعسكرييها وبنيتها التحتية ومنشآتها؟

جديد حزب الله: قوة بحرية من زوارق وغواصات

في هذا الإطار يعتبر التقرير الذي نشره مركز "جورج مارشال" الأوروبي للدراسات الأمنية حول هذه المسألة أنّ حزب الله يطور قوة بحرية خاصة به وذلك بمساعدة إيران إنطلاقا من الإعتبارين الهجومي والدفاعي:

هجومياً، رجّحت بعض التقارير أن يكون حزب الله قد تَزوَّد بزوارق صينية الصنع, كما أنه أنشأ وحدة غوّاصات صغيرة يستطيع إشغالها عنصر واحد، وقد تمّ نتيجة لتلك القدرات الجديدة تجهيز أرصفة خاصة تحت الماء تستعمل لأهداف عسكرية بحرية. ومن المقدر أن تكون السواحل الإسرائيلية والسفن الحربية الصهيونية على إختلاف أنواعها أهدافا لتلك الفرق البحرية الجديدة.

دفاعياً، ليس بسرّ القول ان حزب الله يملك صواريخ صينية معدلة مضادة للسفن, فقد استخدمها في حرب تموز 2006 مرتين على الأقل قبالة شواطئ صور و بيروت. وقد شكل اللجوء إلى هذه الصواريخ 'مفاجأة استراتيجية”، أربكت الإسرائيليين ودفعتهم إلى إتباع تكتيكات أكثر حذراً في تحركاتها البحرية.

وقد أشار "أندرو أكزوم"، في تقريره الصادر عن مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عقب حرب تموز، أنّ حزب الله قد إستعمل في تلك الحرب نوعين من الصواريخ على الأقل هما: س-701 الذي يتم توجيهه تلفزيونياُ ومداه 15 كلم، والثاني هو 'س-802 نور” الذي يعمل حرارياً ومداه 120 كلم.

و يحمل "س-802 نور" رأساً متفجرة بوزن180 كلغ وهو مزوّد بأجهزة تشويش تمكّنه من الهروب من الصواريخ المعترضة بنسبة 98% كما يمكن إطلاق هذا النوع من الصواريخ من الطائرات، والسفن، والغواصات، والعربات أو القواعد الثابتة. وهو يعتبر من أفضل الصواريخ الصينية بل العالمية المعترضة و المضادة للسفن. و قد سعت إيران للحصول على 150صاروخ من هذا النوع من الصين، لكنّها حصلت على نصف هذا العدد.

غير أن دراسة صادرة عن مركز التحليل الأمني الإستراتيجي التابع للإدارة الأمريكية أظهرت أن إستهداف البارجة الإسرائيلية «ساعر» حانيت إبان حرب تموز تمّ في ظروف كانت أنظمتها الدفاعية غير مشغلة لحظة الهجوم غير المتوقع” الأمر الذي كبدها أضراراً جسيمة و أربعة قتلى من طاقمها. وتتابع الدراسة أنّ ترسانة حزب الله البحرية تضم على الأرجح الغاماً بحرية صينية الصنع حصلت عليها إيران منتصف التسعينيات من طراز "إي أم" الخطير المخصَّص لإغراق قطع بحرية كبيرة كحاملات الطائرات".

إستناداً لهذه الوقائع يبدو أن الأميركيين قد إستخلصوا بعض العبر بخصوص ما قد تواجهه السفن العاملة في الخليج الفارسي. ونتيجة لذلك يشدّد محلّل الشؤون العسكرية في مركز "التقويم الاستراتيجي" في واشنطن، روبرت وورك، على أنه يجب تشغيل جميع أنظمة الدفاع والإنذار بشكل دائم.

من جهة أخرى تفيد معلومات موثوقة بأن أحد الصاروخين الذين أطلقهما حزب الله على البارجة ساعر قد أصاب الطائرة المروحية المتواجدة على متنها بينما ضلّ الصاروخ الآخر مساره وأنفجر في سفينة تجارية تحمل علم كمبوديا, وقد أفادت التقارير لاحقا بأن بحارة مصريين قد قتلوا على متنها, الأمر الذي يشير إلى قلة خبرة لدى مطلقي تلك الصواريخ.

منظومة الدفاع الجوي: رادارات متقدمة وصواريخ متنوعة

نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في أيار الماضي عن الجيش الاسرائيلي انه يشعر بالقلق من ان "حزب الله" يحاول تهريب صواريخ متقدمة مضادة للطائرات الى لبنان خلال وقت قريب، وانه من المعتقد ايضا أن حزب الله يرغب في نشر بطاريات "إس إيه-8" في لبنان. وبالنسبة لإسرائيل فإن هذا العمل يعتبر تهديدا لسلاحها الجوي الذي أكثر من طلعاته الإستطلاعية فوق الأجواء اللبنانية خاصّة في السنوات التي تلت حرب تموز، وذلك لمراقبة وتقييم قدرات حزب الله العسكرية المتنامية.

فحزب الله يعمل جاهدا على خلق نوع من التوازن الجوي في مواجهة تهديدات سلاح الجو الإسرائيلي من أجل تقييد حرية إستعماله للأجواء اللبنانية في أعماله العدوانية, وذلك عبر نشر صواريخ مضادة للطائرات على سفوح الجبال اللبنانية بحسب ما أفادت به بعض التقارير الإستخبارية العام الماضي. وهذه الصواريخ بمجملها من صنع روسي وهي جزء من ترسانة الاسلحة السورية. وقد تلقى مقاتلوا حزب الله تدريبات داخل الاراضي السورية على كيفية استخدامها.

ومؤخراً، أعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من لجوء سورية إلى إدخال منظومات أسلحة إلى لبنان قد "تخل بالتوازن" بين إسرائيل وحزب الله. نتيجة لذلك, هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإن إسرائيل قد تتخذ الخطوات المناسبة رداً على مثل هذا الإجراء السوري.

كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية ومراكز أبحاث أميركية أنباءً تفيد بأن حزب الله قد نصب محطات متطورة للرادارات في صنين، أعالي جبال لبنان، وذلك لتحقيق هدفين:

ــ مراقبة حركة الأساطيل المتحركة قبالة الساحل اللبناني.

ـ إنذار مبكر لحظة اختراق طائرات إسرائيلية المجال الجوي اللبناني.

وفي الوقت عينه، أظهرت صور وخرائط ملتقطة عبر الأقمار الصناعية, مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية مهمّة وحساسة جداً في حيفا، و هي صور شديدة الدّقة, وقد تمّ تسريبها إلى حزب الله إما عبر شركات خاصّة ومختصّة ببيع الصور الفضائية ، او عبر شركة(Google Earth) ، أو عبر القمر الصناعي الإيراني (سينا واحد). و سينا هو قمر روسي الصنع تقول طهران إنّه مخصص للأبحاث العلمية، فيما تؤكّد مصادر أخرى أنّه قادر على التجسس على منطقة الشرق الأوسط بأكملها بما فيها إسرائيل، وعلى تصوير الأماكن بدقة ووضوح حتى ارتفاعات (50)م.

من ناحية أخرى, ظلّ غياب نظام دفاع جوي لدى حزب الله يشكّل أحد ابرز العوامل التي حالت دون توجيه ضربات أكثر قسوة للجيش الإسرائيلي قبل عام 2000 و خلال حرب تموز 2006 ، على ما أشار إليه العديد من مسؤولي وكوادر والمحللين العسكريين المقربية من الحزب.

غير أن بعض التقارير الإستخباراتية أفادت بأن حزب الله قد أدخل منظومة جديدة من الدفاع الجوي إلى ترسانته المتراكمة. وأنّ هذه المنظومة التي تحاط بقدر كبير من السرية والتكتم، يحتمل أن تكون عبارة عن صواريخ ستينغر (Stinger) الأمريكية الصنع، أو ربما صواريخ حديثة روسية الصنع.

- صاروخ ستينغر (Stinger) هو صاروخ أرض- جو أمريكي الصنع، يعمل على ارتفاع منخفض من خلال إطلاقه عن الكتف. وقد نال شهرته الواسعة عندما استخدمه المجاهدون الأفغان في قتالهم ضد الجيش الاحمر السوفيتي؛ وقد أسقطوا حوالي (250) طائرة حربية سوفيتية بوساطته، بنسبة نجاح أسطورية بلغت 80% على الرغم من خبرتهم المحدودة في إستعماله.

هذا الصاروخ موجود بحوزة عدد محدود من الدول نظراً لأهميّته الإستراتيجية في مواجهة الطائرات لاسيما العامودية منها بالإضافة إلى الحربيّة النفاثة. وقد إستطاعت إيران أن تحصل على عدد من هذه الصواريخ من الداخل الأفغاني بعد سقوط نظام طالبان، بالإضافة إلى حصولها على عدد آخر مشابه من مخازن الجيش العراقي بعد سقوط صدام حسين، ومن المرجح أنّ يكون حزب الله قد حصل عليها من خلال إيران.

- صاروخ (Igla) هو صاروخ أرض- جو روسي الصنع، يعرف ب(SA-18)، و ينتمي إلى فصيلة صواريخ (سام) المضادة للطائرات، وإسمها الروسي ستريلا، و يُطلق عن الكتف أيضاً. ويمتلك هذا الصاروخ رأساً متفجرا بوزن (2) كلغ، و مداه قد يصل إلى حوالي (5) كلم بارتفاع أعلاه (3.5) كلم. و كانت سوريا قد حصلت على هذه الصواريخ من روسيا خلال العقود الثلاث الأخيرة. وهناك ايضا معلومات ترجح حصول حزب الله عليها بين عامي 2002 و2005. و قد استخدم تنظيم القاعدة هذا النوع من الصواريخ ، بنسخته القديمة (SA-7-) في هجوم شنّه على طائرة إسرائيلية في كينيا في تشرين الثاني من العام 2002.

وتأكيدا على هذا التوجه، ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية منذ ما يقارب العام، ان ممثلين عن حزب الله زاروا روسيا في مطلع تموز، ووقّعوا اتفاقاً لشراء صواريخ ارض-جو. كما أكدت الصحيفة أن ثلاثة من كبار مسؤولي حزب الله أبدوا اهتماماً كبيراً بشراء الأسلحة الروسية التي أثبتت فعاليتها في الحرب الأخيرة مع اسرائيل عام 2006. وقد أشارت الصحيفة إلى أن الرجال الثلاثة الذين وقّعو الإتفاق قد دخلوا الى روسيا بجوازات سفر إيرانية، وزاروا معرض الأسلحة الدولي السادس للأسلحة الروسية في القسم المخصص للضيوف المميزين.

إلى ذلك فقد أكّدت آخر التقارير الإسرائيلية أن "الايرانيين سارعوا إلى تزويد حليفهم اللبناني بصاروخ مضاد للطائرات "أي إي-8" وصاروخ ذاتي الدفع "أس إي أم"، وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات من نوع "أس إي أم-8".

الأسلحة المضادة للدروع: تشكيلة واسعة متعددة الإستعمالات

طوال عقود، شكلت الميركافا فخراً للصناعة الإسرائيلية والعمود الفقري لسلاح المدرعات. وقد تم تطويرها جيلاً بعد جيل إلى أن إستحدث الجيل الرابع منها، دبابة الـ 'ميركافا 4”. وهي دبابات تمتاز ببرجها الذي يعتمد على نظام استشعار إلكتروني عند مصادفة أي هدف، فيتحرك مدفع البرج تلقائياً صوب الهدف.

وقد قدّر لهذه الدبابة أن تواجه أشرس سلاح مضاد للدروع من تشكيلة واسعة من الصواريخ الروسية التي إشترتها سوريا بأموال إيرانية، إضافة إلى مجموعة من الصواريخ الفرنسية.

هذه الصواريخ استخدمها حزب الله بكثافة وفعالية عالية ضد الدبابات الإسرائيلية ، والأفراد ، والمنازل والملاجئ ، وأي مركبة تستخدمها إسرائيل في هجومها. فصاروخ ساغر، وإسمه الروسي الأصلي هو مالوتكا، يعتبر من أكثر الصواريخ الحببة لدى حزب الله وذلك نظراً لخفته وسهولة إستخدامه والقدرة على توجيهه يدويا, الأمرالذي لا يتطلب الكثير من المهارات.

ومن بين الوافدين الجدد, صواريخ كورنت - 14 - هاء، الروسية الصنع، وميلان الفرنسي، وأهمها على الإطلاق قذائف أربي جي 29 التي إعتبرت, ، بحسب هآرتس, مسؤولة عن أكثر إصابات الميركافا في وادي الحجير وسهل الخيام وغيرها من معارك حرب تموز, وال" أربي جي " هو قاذف روسي متطور وصل عبرسوريا الى مقاتلى حزب الله.

أر بي جي 29، هو قاذف صاروخى انبوبي الشكل مصمم ليتم حمله واستخدامه فرديا, وزنه لا يتجاوز 17 كلغ. يركب على قمة القاذف جهاز التصويب الانبوبي أو جهاز الرؤية الليلية المناسب. ويتميز ببساط إستعماله وعدم حاجته لتكنولوجيا متقدمة إضافة إلى وفرة القذائف الخاص به و سهولة تخزينها. يتوفر للقاذف نوعين من المقذوفات من عيار 105 ملم: الأولى PG- 29V وهى عبارة عن حشوة جوفاء مزدوجة للتعامل مع الدروع المتفجرة النشطة (EAR). والثانية هى TBG-29V القذيفة الحرارية المضادة للأفراد. ويتوفر هذا السلاح فى سوق السلاح العالمي باسعار زهيدة تبلغ 500$ لكل قاذف و 300$ للصاروخ.

أما ميلان، فيعتبر من أكفأ صواريخ الجيل الثاني المضادة للدروع . هو صاروخ متوسط المدى لمواجهة سلاح المشاة , يعمل ضمن مدى يتراوح بين 25 إلى 2.000 متر, وهو صاروخ مضاد للدبابات وضد أهداف أرضية مختلفة .

ميلان 3 هو آخر نسخة عن هذا الصاروخ وقد بدأ إنتاجه منذ عام 1992. يتميز هذا الصاروخ برأس حربي مزدوج يستخدم ضد الدروع التفاعلية الحديثة، و مزود بخاصية مقاومة, ويمكن حمله بواسطة جنديين .

تبلغ نسبة إصابة صاروخ " ميلان " للهدف 100%, ويستحوذ حالياً على نسبة 75% من السوق العالمي للأسلحة المضادة للدبابات حيث يستخدم من قبل 43 دولة في العالم، طبقاً للتقرير الاستراتيجي الخاص بالشرق الأوسط و الصادر عن مركز لندن للدراسات الاستراتيجية.

وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله قد راكم سنوات من الخبرة في ميدان الأسلحة المضادة للدبابات تدريباً وقتالاً، وقد نظّم خطة جيدة لاستخدام هذه الأسلحة مهما تغيرت ظروف المعركة وطبيعتها الجغرافية. فالتشكيلات القتالية لحزب الله المضادة للدبابات تختلف عن فرق المشاة بحيث تتألف المجموعة الواحدة المضادة للدبابات لدى الحزب من أربع إلى خمس مقاتلين: اثنين يتمتعان بدرجة عالية من التدريب على السلاح، يعاونهم اثنين او ثلاثة مقاتلين آخرين، يعتبرون أقل مهارة ويكون دورهم الأساسي الدعم والإسناد.

وفي تكتيكاته، أثبت حزب الله أن أسلوب إطلاق عدة صواريخ على هدف واحد فعال جدا ضد كل من الدبابات والمشاة، وخصوصاً دبابات ميركافا التي أصيبت بوابل من الصواريخ في وسطها واطرافها. ولأنّ لدى الحزب وفرة من هذه الصواريخ المضادة للدبابات، فقد أستخدمت بشكل مبتكر ضد قوات المشاة الاسرائيلية, وخصوصاً منهم الذين تحصنوا في البيوت. فقد أطلقت هذه الصواريخ من مدى يتراوح بين 1000 و 3000 متر اي أبعد من مدى أسلحة المشاة. ومن المعروف أنه في أراضي مشابهة يعتمد طاقم الدبابات على مشاة مرافقين وذلك لتنظيف المنطقة من مقاتلين محتملين. غير أن صواريخ حزب الله و تكتيكاتهم الجديدة قد إستطاعت حذف هؤلاء المشاة من المعادلة فأسقطتهم بحيث بقيت دبابات العدو تتقدم وحدها، كما يقول ستيفن زولوغا، وهو محلل الحرب البرية في مركز فرجينيا, وقد إستعملت هذه الصواريخ ضد المروحيات الإسرائيلية البطيئة والمنخفضة.

إضافة إلى ذلك تفيد تقارير إستخباراتية أنه بتاريخ 28 تشرين الأول من العام الماضي، وصل الى موسكو وفد من حزب الله زار خلالها مصانع الأسلحة المضادة للدبابات في مدينة تولا جنوب موسكو. كما شاهد الزوار اللبنانيون إطلاق نار حي لأنواع مختلفة من الصواريخ. وعلى الأثر تم الإتفاق على شراء 3000 صاروخ من مختلف الأنواع.

الكاتيوشا وما بعد بعد الكاتيوشا

إن نجاح حزب الله في ميدان الحرب الصاروخية يعود إلى التكتيك الذي يتّبعه في إستعمال الصواريخ المتواجدة لديه. فحرب تموز أثبتت أن هذا النجاح يعزا بالدرجة الأولى إلى التحضيرات المكثفة التي جرت قبل المعركة، إضافة إلى تكتيك حماية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في مواقع تحت الارض بنيت لتفادي القصف وللصمود في وجه هجمات إسرائيل، وفق ما قاله زئيف شيف، في صحيفة هآرتز، في 5 أيلول 2006.

وقد تزايدت ترسانة الحزب من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من 14 ألف صاروخ قبل 2006، إلى 20 الف صاروخ بعد أشهر من تموز وصولاً إلى 42 ألف صاروخ، مكدسة حالياً في أراضي الجنوب اللبناني حيث يقوم بنشرها وحراستها أكثر من 2500 عنصر من حزب الله، حسب ما أعلنته لجنة الإستخبارات التابعة للحكومة الإسرائيلية في 9 آب 2009.

والجدير بالذكر أن نظم الدفاع الصاروخي الإسرائيلية لم ينجح في وقف سيل الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب تموز على الرغم أن لدى إسرائيل منظومتين للدفاع ضد الصواريخ: الأولى هي نظام الدفاع المزوّد بصواريخ آرو (السهم) والثانية هي منظومةال"باتريوت."

ويعود السبب في إخفاق هذين النظامين إلى أنّ كليهما غير مصمم للتعامل اعتراضا و تدميرا مع نوعية وكمّية الصواريخ التي أطلقها حزب الله في تموز2006 ، إنما للعمل ضد الصواريخ الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى (والتي يتراوح مداها من 200 إلى 1000 ميل) في حين أن الصواريخ التي يطلقها حزب الله على إسرائيل قصيرة المدى، فلا تدخل ضمن نطاق تصدي الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية لها، وذلك باعتراف عوز روبين، مصمم الصاروخ (آرو)، حيث أكد أنه لا يصلح للتعامل مع أية تهديدات صاروخية في مدى أقل من 125 ميلاً، ذلك لأنّ هذه الصواريخ شبه بدائية، و تطير على علو منخفض، و تأتي على شكل رشقات أو دفعات.

كما أن قوة صواريخ حزب الله القصيرة المدى تنطلق من مواقع متغيرة، وتتميز بالقابلية للإطلاق السريع ثم نقل منصة الإطلاق إلى موقع آخر. كذلك فإن الرحلة التي تقطعها صواريخ الحزب ـ خصوصاً الكاتيوشا ـ قصيرة للغاية ولا تستغرق أكثر من بضع ثوان لكونها قصيرة المدى (أقل من 10 أميال) ما يجعل المدى الزمني المتاح قبل وصول الصواريخ إلى أهدافها أقصر كثيراً مما تحتاجه شبكات الرادار الإسرائيلية لرصدها، فضلاً عن صعوبة تتبع مساراتها. ويبرز في ترسانة الحزب مجموعة من الصواريخ تبدأ بالكاتيوشا ولا يعلم أين تنتهي.

- صاروخ "الكاتيوشا": هو صاروخ روسي ذائع الصيت يعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، إستعمل في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية. ويشمل سلسلة من الأنواع التي يمكن إطلاقها بوساطة راجمة أو بوساطة منصة ثابتة يدوياً أو حتى من دون الحاجة إلى وجود مشّغل اعتماداً على التوقيت الذي يمكن ضبطه للانطلاق في وقت لاحق. ولا أهمية إستراتيجية أو عسكرية كبرى لهذه الصواريخ، رغم قدرتها التدميرية المحدودة نسبياً وعدم دقة إصاباتها، إلا أن كثرة إستعملها تعود إجمالا للرغبة في احداث هلع أو انهيار نفسي لدى الطرف الآخر. ويمتلك حزب الله عشرات الآلاف من صواريخ الكتيوشا يعمل معظمها ضمن مدى 12 – 25 كلم. وقد خضعت هذه الصواريخ لتعديلات سمح لها بتجاوز مدى الـ25 كلم.

- طائرة "مرصاد1" تعتبر سلاحاً مهجناً من إبتكار حزب الله الذي أنشأ لها وحدة هندسية خاصة مؤلفة من عشرات المهندسين. ومرصاد هي طائرة استطلاع من دون طيار أعلن الحزب تصنيعها منذ مدة فيما يرى البعض أنها من صنع إيراني (مهاجر 4) وقد استخدمها الحزب في عدة مناسبات خلال الأعوام القليلة الماضية وذلك بهف الرصد من خلال الكاميرا المزودة بها. وفي الوقت عينه، مرصاد هي طائرة قادرة على ضرب أهداف مدنية أو عسكرية في العمق الإسرائيلي إذا ما تمّ استخدامها كطائرة انتحارية, خاصّة أنها تستطيع حمل متفجرات زنتها بين (40 و50) كلغ لا سيما أنّ الدفاعات الجوية لا تستطيع رصد طائرات استطلاع بطيئة كهذه خصوصاً إنها تطير على علو منخفض.

- صاروخ رعد: هو صاروخ إيراني الصنع تمّ إنتاجه بدأ من العام 2004 بعد إخضاعه لعدد من التجارب وفق تصريح سابق لوزير الدفاع الإيراني علي شامخاني آنذاك. وهو صاروخ يعمل على الوقود السائل، و تبلغ نسبة دقته في إصابة الأهداف 75%. يمتلك حزب الله صاروخ (رعد1) و هو صاروخ ذو مهمة تدميريّة و يستطيع حمل رأس متفجر بوزن (100) كلغ. و قد تمّ استخدامه لأول مرّة في حرب تموز 2006.

- صاروخ فجر: هو صاروخ إيراني الصنع بدعم صيني و كوري شمالي. يتم إطلاقه من قواعد و عربات متحركة يمتلك حزب الله منه سلسلة (فجر3) ، عيار 240 ملم، الذي يبلغ مداه حوالي (45) كلم و (فجر4) و (فجر5) ، عيار 333ملم، الذي يبلغ مداه حوالي (75) كلم. وتشير التقديرات إلى أنّ الحزب يمتلك مئات من هذا الطراز مما يتيح له القدرة للوصول إلى حيفا, وقد تسبب بمقتل 8 إسرائيليين بضربة واحدة في تموز 2006.

- صاروخ زلزال: هو صاروخ بالستي، ظهر في عروض عسكرية إيرانية إلى جانب صاروخ 'شهاب6. ويعمل 'زلزال” على الوقود الصلب، و يبلغ مداه حوالي (150) كلم، و يستطيع الوصول إلى تل أبيب ممّا يجعله من منظومة الصواريخ المتطورة جداً، والتي قلّما يمكن لجماعات مقاومة مسلحة، وليس لجيوش نظامية، امتلاكها ما لم يكن هناك قوّة كبيرة تدعمها و تؤمّن الغطاء المطلوب لها لتزويدها به. وهناك من يطرح إمكانية وجود صاروخ 'زلزال2” لدى الحزب، و هو صاروخ يبلغ مداه حوالي (200) كلم، يُستخدم لضرب المواقع المهمة المتعلقة بالمدن و الاتصالات و بالمواقع الحيوية؛ فبإستطاعة هذا الصاروخ أن يحمل رؤوسا تحتوي على 600 كلغ من المواد المتفجرة. وقد تم الكشف عبر مصادر عسكرية اسرائيلية ان 'حزب الله” يستعد لتسلم صواريخ أرض- أرض من نوع 'فتح-110” من ايران. واوضحت المصادر ان 'صاروخ 'فتح-110” مشابه لـ”زلزال 2” الذي استخدمه 'حزب الله” لضرب القرى الاسرائيلية الشمالية، ومن الممكن أن يصل إلى تل أبيب. كما أنه يملك دقة عالية نظراً الى نظام التوجيه الصيني, ويستطيع حمل نصف طن من المتفجرات'.

وإذا كانت صواريخ حزب الله لم تتجاوز شعاع دائرته الـ70 كلم خلال حرب تموز، فإن إيران قامت مؤخرا بتزويد حزب الله «بصواريخ باليستية بعيدة المدى تعمل بالوقود الصلب ومجهزة بنظام توجيه عبر قمر صناعي»، يتجاوز مداها 300 كلم وهي قادرة بالتالي أن تطال كل المدن الإسرائيلية وصولاً إلى مفاعل ديمونة في صحراء النقب. وقد أكدت مجلة التايمز أن هذه الصواريخ بالتحديد موضوعة تحت إدارة وإشراف مباشر للحرس الثوري الإيراني.

 

العميد يحيى زار منزل غندور في طرابلس وعقد مؤتمرا صحافيا: لم نحدد مكانه بعد ونتابع بكل الوسائل المتاحة لدينا لتحديد المكان

اذا كان بين ايدي اناس يفترض ان يكون عندهم مطالب وللحظة لا طلب معينا

الموقوفون ليسوا متورطين بالجريمة ونستمع راهنا الى افاداتهم كشهود

وطنية - عقد المدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد انور يحيى مؤتمرا صحافيا في مقر مفرزة طرابلس القضائية، في حضور قائد منطقة الشمال الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد صباح حيدر، قائد مدينة طرابلس لقوى الامن الداخلي العقيد بسام الايوبي، رئيس المفرزة القضائية في طرابلس العقيد فواز متري، رئيس مكتب مكافحة الارهاب في طرابلس الرائد خالد سبسبي ورئيس المفرزة القضائية في عكار الرائد نديم عبد المسيح.

استهل العميد يحيى مؤتمره الصحافي بالاعلان عن زيارة قام بها الى منزل اسرة رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال عبد الله غندور في طرابلس، واطلعهم على اخر مستجدات التحقيق حول اختفائه وقال: "بطلب من معالي وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، زرت اسرة السيد عبد الله غندور واطلعتهم على اخر المستجدات والمعلومات التي لدينا كقوى امن داخلي بالشق التحقيقي باختفاء السيد غندور، ونحن في قوى الامن الداخلي نعتمد التقنية عبر الادلة الجنائية من هاتف وكاميرات وشهود، وهذه الاشياء تشكل المورد الاساسي للتفتيش عن الجهة التي قامت بهذه بالجريمة وما هي الاسباب التي دفعتها للقيام بهذا العمل".

اضاف: "قوى الامن اجرت مسحا لكل الشقق القريبة من المكان الذي عثر فيه على السيارة في منطقة الهيكلية القريبة من مدينة طرابلس، وكنا قد طلبنا من المسؤولين في الدفاع المدني والصليب الاحمر بإعلامنا فورا في حال تم نقل اي جثة او جريح منذ ان اخذنا العلم بفقدان السيد غندور. ونحن بدورنا اخذنا البصمات عن السيارة، وتوافقت البصمات مع بصمات شخص معين، وهو موجود مع قوى الامن الداخلي، والاتصالات التي استلمها خط السيد غندور تم رصدها، وهناك شخص اوقف صباح اليوم بمنطقة الجنوب وهو الان بالطريق الى طرابلس لكي نستمع له وما لديه من معلومات حول اختفاء غندور".

وتابع: "الشرطة القضائية تحديدا وقوى الامن الداخلي بشكل عام تقوم بتنفيذ استنابة قضائية صادرة عن قاضي التحقيق الاستاذ عكاري الذي تولى التحقيق باختفاء غندور، وزارة الاتصالات تتعاون معنا، وكل الدولة جاهزة لتقديم اي طلب صادر عن قوى الامن الداخلي لنساعد في كشف القضية".

وردا على سؤال قال: "كل ما توصلنا اليه ان رسالة بواسطة "اس ام اس" خرجت من رقمه مساء السبت من مكان معين، وهي رسالة مختصرة وليست جدية تطالب بفدية معينة، ونحن ننتظر استلام رسائل اخرى لكي نتمكن من معرفة ما الذي يريدونه من عبد الله غندور، وهل يريدون اموالا او فدية ام اشياء اخرى؟ كل ذلك يتحدد في ضوء تلقي اتصالات اخرى نحن بانتظارها".

وردا على سؤال آخر قال: "الاشخاص الموقوفون ليسوا متورطين بالجريمة، وانما نستمع الى افاداتهم في الوقت الراهن كشهود، وكيف يتحول احدهم من شاهد الى متهم او مدع عليه فهذا يتوقف ويعود الى قاضي التحقيق الاستاذ عكاري".

وردا على سؤال عن وجود غندور في البقاع او الجنوب قال: "هذا ليس صحيحا وليس دقيقا، ولم نحدد مكانه بعد، ونتابع بكل الوسائل المتاحة لدينا لتحديد المكان المتواجد فيه، اما بواسطة جهازه النقال واما بواسطة آخرين يساعدوننا بهذا العمل، والبصمات التي اخذت عن السيارة هي عديدة في الداخل والخارج، والبصمات القابلة للاستثمار تم تحديدها وتم تحديد اصحابها، ولكن ليس من الضروري ان يكون صاحب البصمة هو الخاطف، وربما صاحب البصمة يكون سائقه او شخص آخر، وهذا الموضوع يعود للتحقيق العدلي".

وعن المعلومات التي وضعت بتصرف اسرة المفقود قال: "اكيد زيارتي الاولى كانت لمنزل آل غندور، ومعالي وزير الداخلية يتابع شخصيا الموضوع، وبدوري اطلعت العائلة على مستجدات التحقيق واستمعنا من الاسرة الى هواجسهم ومطالبهم، او اذا كان لديهم معلومات يقدمونها لاستثمارها في التحقيق، الذي يجري بكل جهد ولم نتوصل بعد معرفة الجهة الخاطفة ومكان وجود غندور، ولكن استطيع ان اقول بأننا قد قطعنا اكثر من 70 بالمئة من التحقيق".

وردا على سؤال قال: "عبد الله غندور فقد يوم الجمعة عصرا، ولم اقل في كلامي بانه قد خطف، السيارة وجدت في محلة الهيكلية وفي داخلها جهاز الهاتف وبعض الاشياء التي تساعدنا في التحقيق، وكانت مركونة بطريقة عادية جدا وكأن السيد غندور هو الذي كان يقودها وركنها بشكل طبيعي".

وعن احتمال وجود خطر على حياة غندور قال: "نأمل الا يكون هناك اي خطر على حياته، لانه كلما طالت الامور اكثر كلما صار هناك امل بالافراج عنه، وننتظر لمعرفة ما الذي يريده هؤلاء الاشخاص من عبد الله غندور، واذا كان غندور بين ايدي اناس من المفترض ان يكون عندهم مطالب وحتى اللحظة لم يحصل او يظهر اي طلب معين، والرسالة التي تحدثنا عنها وتتضمن معلومات عن طلب فدية اتت بواسطة "اس ام اس" من جهاز السيد غندور، والتفاصيل افضل ان نتركها للتحقيق".

وردا على سؤال قال: "اسرة غندور اقتنعت بالمعلومات التي لدى عناصر قوى الامن الداخلي المولجة اجراء التحقيق في قضية غندور، واستمعت مني الى آخر المستجدات والمعطيات المتوفرة لدينا وكانت ايضا مقتنعت بهذه المعلومات".

واكد العميد يحيى "ان غندور لم يتلق اي تهديد قبل اختفائه".

وقبل المؤتمر كان العميد يحيى قد زار منزل آل غندور في طرابلس واطلع عقيلته ثريا ونجله ناظم، في حضور عدد من افراد الاسرة، على آخر التطورات والتحقيقات.

ثم التقى العميد يحيى قاضي التحقيق في قضية غندور خالد عكاري وبحث معه في المستجدات المتعلقة بظروف اختفاء غندور.

 

لبنانيتي قبل عروبتي

بقلم المحامي ابرهيم نجيب نجار     

النهار/كل فترة من الزمن يطلع علينا أحد رجال السياسة أو أحد الاحزاب ليذكر اللبنانيين بعروبتهم الى درجة أننا توهمنا اننا قد نكون أوروبيين او هنودا او أفغانا او من جنس لا نعلمه، حتى وصل الامر بالرئيس فؤاد السنيورة الى القول: "يا عمي عملنا فحص دم عدة مرات وطلعنا عرب ما بقى بدنا فحص دم جديد".

أود بدوري أن أذكّر من يذكّرنا بالعروبة بأن لبنان قطعة من هذا الشرق العربي لا تنفك عنه ولا تنقطع واللبنانيين عرب الروح والقلب واللسان. واذا فكّر اللبناني في وقت من الاوقات في ترك عروبته أو التنكر لها فهذا يعود الى تصرف زعمائه الذين – كما يقولون – كالجزار يذكر الله ويذبح. زعماؤه الذين جُمعت فيهم التناقضات اوصلتنا أنانيتهم وعبوديتهم للسلطة والمال الى ما نحن فيه الآن. استعملوا الفروقات السياسية والدينية والمذهبية من أجل مصالحهم الخاصة حتى كفر اللبنانيون بهم وبعروبتهم.

عروبة لبنان لم تأت ارتجالا ولم تعط لأبنائه بل كانت منذ ولادتهم تسري في عروقهم وخصوصا المسيحيين منهم. وأصدق برهان على ذلك هو ما قامت به الاديرة في حفظ تراث الادب العربي طوال العصور التي عمّ فيها الجهل البلاد العربية الاخرى. ان اللبنانيين أول من أنشأ الصحف ذات الفكرة والروح العربيتين ونشروها منذ أكثر من مئة سنة. فجميع أعمالهم تدل على وجه لبنان العربي الذي لا نزاع عليه ولا غموض فيه. هذا الوجه العربي لا يمكن ان يبقى ويدوم الا اذا حافظت البلاد العربية على حرية لبنان وسيادته واستقلاله، لأنه في غير هذه الحال سينسى اللبنانيون عروبتهم وقضية العروبة ويعودون للاهتمام باستعادة استقلالهم وحريتهم وقرارهم الحر. فيخسر لبنان ويخسر العرب. نعم نحن عرب إنما قبل كل شيء لبنانيون لأن الجامعة الوطنية قبل الجامعة العربية. ولذلك يجب ان نقول نعم للعروبة انما دون تفضيلها على لبنانيتنا وعلى أنفسنا. فلبنان أولا قبل كل شيء وبعد ذلك غيره. وفي النهاية أدعو الى ان يكون شعار كل لبناني: "لبنانيتي قبل عروبتي".

 

أين أخطأ جنبلاط وأين أصاب؟

بقلم محمد علي مقلد/النهار

كان ينبغي أن يحتشد جمهور 14 آذار في ساحة الشهداء في ذلك اليوم التاريخي، ردا على من تجمعوا في الثامن من الشهر ذاته تحت شعار "شكرا سوريا". والاحتشاد كان مبررا ضد النظام الأمني اللبناني - السوري، في حينه، لا ضد سوريا، بصرف النظر عما كانت ستؤول إليه أعمال المحكمة الدولية. وإن لم يكن مبررا فهو، على الأقل، كان حدثا يمكن الاستفادة منه لتعزيز الشعور بالانتماء الوطني ضد حكم الوصاية السوري، وكان يمكن أن يكتمل ويتكامل مع حشود الفرح بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي (مرة أخرى ننبه إلى أننا لا نساوي بين العدو والصديق، لكننا نرغب في أن يتساوى اللبنانيون في شعورهم بالانتماء إلى وطن سيد حر مستقل، لا احتلال في أرضه ولا وصاية على شعبه).

14 آذار كانت ضرورة لأنها جسّدت الوحدة الوطنية بأبهى صورها، وجسّدت رغبة المحتشدين من كل الطوائف والمناطق في تحرير بلدهم من سياسة القتل المجاني التي بدأت بالشهيد الكبير كمال جنبلاط قبل ثلاثين عاما. ولم يعكر هذه الوحدة إلا غياب "حزب الله" عنها، المتضرر أكثر من سواه، أو مثل سواه على الأقل، من نظام الوصاية السوري، لكنه كانت له حساباته الخاصة التي تحتاج إلى نقاش آخر.

غير أن قيادة 14 آذار لم تكن على مستوى الضرورة تلك ولا على مستوى طموح جمهورها، فارتكبت خطأها الأول حين اعتقدت أن الأزمة اللبنانية تجد طريقها إلى الحل بمجرد خروج القوات السورية من لبنان، فتصورت أن مهمتها الأساسية، بالتالي، هي إخراجها، أو أنها صورت نفسها في حينه كأنها هي بطلة إخراجها، ووظفت حجمها الجماهيري الضخم في هذا الاتجاه، ولم تنتبه إلى تفصيل "صغير" جدا وهو أن سوريا دخلت بقرار عربي ودولي وخرجت بقرار مماثل. إذن كان على قيادة 14 آذار أن توظف خروج سوريا لا أن تتبناه كأنه صنيعتها، وهذا لا يقلل من دور جماهير 14آذار ولا من حجم التضحيات اللبنانية التي توجّها استشهاد الرئيس الحريري ورفاقه (جنبلاط رأى باكرا وصرح متأخرا أن دم الحريري هو الذي أخرج الجيش السوري).

ثم ارتكبت خطأ ثانيا حين تماهت، ومعها الحكومة اللبنانية، بمجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة، والقوى النافذة فيهما، فبدت كأنها واحدة من المؤسسات التابعة لها في لبنان، وصار همها الأساسي التعجيل في إجراءات تشكيل المحكمة الدولية ومتابعة التحقيق الدولي، وركزت نشاطاتها وخطابات قادتها وقرارتها السياسية الكبرى في هاتين المسألتين: خروج سوريا والمحكمة الدولية. على أهمية الدور اللبناني في تسهيل شؤون المحكمة، أغفلت قوى 14آذار أن، المحكمة هي الأخرى، شُكلت بقرار دولي، وكان ينبغي أن يُترك لمن قرر تأمين موجبات تنفيذ القرار، كما كان ينبغي ألا تُعلق الآمال بالطريقة التي علقت بها، لأن للدول الكبرى مصالح وقراءات قد تختلف عن مصالحنا وقراءاتنا.

ترتب على هذه الخطأ الثاني اعتقادها أن حل الأزمة اللبنانية مرتبط بالمحكمة الدولية وبالقوى الكبرى التي كانت وراء تشكيلها فتلبّستها تهمة "العمالة" لقوى "الاستكبار" العالمي، والإمبريالية والاستعمار والصهيونية، الخ.و ظلت التهمة تكبر وتنمو تحضيرا للسابع من أيار حيث نجح حلفاء سوريا في تصوير قيادة 14 آذار، عن غير وجه حق، متآمرة على الوطن وعلى المقاومة وعلى العروبة وعلى القضية الفلسطينية، الخ. وحشرتها في زاوية التفريط بالقضايا القومية الوطنية، الخ.

كل ذلك أشار بوضوح إلى ثغرة كبيرة في المشروع السياسي لقوى الرابع عشر من آذار، منها نفذ خصومها، وهي ثغرة أصابت مقتلا في شعار السيادة والاستقلال، وهي الثغرة ذاتها التي وقع فيها جنبلاط حين انقلابه الأخير على قوى 14 آذار، إذ لا سيادة في أي وطن من غير وجود وطن، ومن غير وجود دولة، لأن الدولة هي التي تكون، نظريا، صاحبة السيادة ومجسدتها ورمزها. لقد كان يسود الاعتقاد لدى قيادة 14 آذار بأن الذي ينقص لبنان في حينه، ليكون حرا وسيدا، أن تخرج سوريا من لبنان. غير أن العطل الأساسي في التركيبة اللبنانية يتمثل في كون القوى السياسية، جميعها من دون استثناء، غير مقتنعة بأن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، أو في كونها، جميعا أيضا دون استثناء، تستسهل استدراج القوى الخارجية لمواجهة مشاريع خارجية، وبما أن لكل خارج وكيلا لبنانيا فمن الطبيعي أن تتصادم المشاريع الخارجية بالواسطة أو بالوكالة في ما يشبه دائما الحرب الأهلية.

صار من المنطقي أن يفسّر التركيز على الخروج السوري بأنه انحياز إلى خصوم سوريا في الخارج، كما صار من الطبيعي أن ينبري خصوم خصومها في الداخل للدفاع عنها، فكان انبعاث الحركة الموالية لسوريا، ليستمر الصراع في لبنان بين مشاريع خارجية، ويغيب العنوان الأصلي، أي تأمين الشرط الأساسي لقيام الوطن السيد الحر المستقل، نعني بهذا الشرط، الوحدة الوطنية في مواجهة كل المخاطر الخارجية.

الانقسام الآذاري هو، من غير شك، تجسيد للأزمة ولاستمرارها لأنه تجسيد للانقسام الوطني، إذن، لا بد من كسر حلقة الانقسام بإلغاء خطوط التماس السياسية القائمة بين الجبهتين، والتي تحولت في أكثر من مناسبة إلى خطوط تماس عسكرية طائفية ومذهبية، في أحداث الجامعة العربية ومقتل الزيادين وحوادث مار مخايل والسابع من أيار، الخ. من هذه الزاوية كان لا بد من مبادرة، وجنبلاط هو السّباق دوما إلى البحث عن جديد، وهذه من فضائله ومن ميزاته، وكان الانقلاب الذي بشّر به منذ فترة سبقت الانتخابات النيابية، لكن! لكن هذا الانقلاب، على أهميته وضرورته، يشبه كل الانقلابات التي حصلت في منطقتنا، منذ خمسينات القرن الماضي.إنه انقلاب من غير برنامج، أو أنه انقلاب يعتمد البرنامج القديم ذاته ولا يبدل إلا رجاله، إذن هو انقلاب "كان ينبغي تفاديه".

يظهر ذلك من ردود الفعل على الانقلاب. اتباع سوريا وفريق8 آذار رحبوا وهللوا وجزموا بأن هذه الاستدارة ترمي إلى رأب صدع العلاقات مع سوريا. لكن المفاجئ هو أنها لم ولن تؤثر على طبيعة المواقع السياسية، بما في ذلك موقع جنبلاط نفسه، الذي، حتى لو لم يبادر إلى توضيح قراره صراحة، لن يبدل، على ما نقدر، موقفه من تيار المستقبل ومن الشهيد الحريري ومن الرئيس المكلف، والذي، حتى لو تمكن من تشكيل جبهة جديدة "وسطية أو ثالثة" لن يتمكن من كسر حلقة الانقسام، بل إن ما يفعله ليس سوى إعادة صياغة الانقسام على أسس تحالفية جديدة أو متجددة. كسر الانقسام لا يكون مجديا إلا إذا استند إلى برنامج جديد عنوانه الوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة كل العوامل الخارجية، وبالتالي فلن يكون مجديا أن نبحث عن عاصمة خارجية موالية أو داعمة لنستبدلها بأخرى، أو أن نستبدل الشعارات كما يقول الشاعر الماغوط: آه لو نتبادل الأوطان كالراقصات في المقهى!

العودة إلى العروبة وفلسطين! لماذا يدين جنبلاط نفسه من غير أن يدري، وعن غير حق، فقط في خطوة متسرعة وغير مدروسة. أين كان قبل العودة؟ هل ليؤكد ما قاله خصومه عنه في عز الصدام بين المشروعين الآذاريين؟ إننا نحن العروبيين نذكره بأن عروبة لبنان ليست رديفا للوصاية السورية ولا للعروبة غير الديموقراطية ولا للأصوليات الدينية المتغلغلة في كل البلدان والأديان.

كذلك فإن العروبة كانتماء حضاري شيء والحركة القومية، التي كنا وكان جنبلاط جزءا منها، شيء آخر. هذه الحركة التي ما زالت تراكم هزائمها من مطلع القرن الماضي، وتفرض على الشعوب العربية أثمانا باهظة لممارسة كل صنوف الاستبداد. وإذا كان لا بد من انقلاب قومي ويساري وتقدمي واشتراكي فهو على المضمون البالي لمشاريع الحركة القومية التي فرّطت بفلسطين وبالوحدة العربية وبوحدة كل قطر من أقطار الأمة ووضعت بلدانها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستبداد وأنظمة الاستخبارات وإما الحروب الأهلية، ووظفت طاقات الأمة البشرية وثرواتها في بناء جيوش تقاتل ضد شعوبها وتحمي الحكام وتدمر دولة الحريات والديموقراطية.

أما العودة إلى فلسطين فأمر أكثر تعقيدا. ذلك أننا، نحن اليساريين، ناضلنا، بقيادة كمال جنبلاط، من أجل فلسطين، فتعلمنا من التجربة أن علينا ألا نكون أكثر فلسطينية من الفلسطينيين، أي أن نناضل معهم من أجل استقلال قرارهم. وألا نناضل بديلا منهم أو نيابة عنهم، وأن نحترم خياراتهم ونقف وراءهم لا أن نزايد عليهم، لأن كل مزايدة هي تفريط بوحدتهم الوطنية، وهذا ما بيّنته حالتهم، إبان وحدتهم الوطنية ثم بعد تصدعها في أحداث غزة التي سبقت العدوان الاسرائيلي عليها.

العودة إلى اليسار، هي الأخرى، تحتاج إلى تمحيص، فأين اليسار وأين اليمين، بعد كل الذي حل بيسار البشرية ويمينها واختلاط الحابل بالنابل؟!هل هي عودة إلى الحركة الوطنية التي هلل بعض أطرافها " لعودة الإبن الضال"؟ وهل إذا عاد الإبن الضال يبقى اليساري يساريا؟ أم أن معيار اليسارية هو الآخر محكوم بالعلاقة مع الشقيقة ؟ وهل مشروع الشقيقة ما زال مشروعا يساريا؟

إن اليسار الحقيقي اليوم ليس ذاك الذي يناضل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لشعب لا وطن له، ولا هو ذاك الذي يناضل من أجل قضايا سواه من الشعوب والأوطان. اليسار الحقيقي هو ذاك الذي يستحضر من تاريخه الناصع ما يساعده على بناء وطن يمكن أن يعيش فيه اليسار واليمين ويتصارعا ويتنافسا من أجل التقدم. فالتغيير الفعلي الممكن في هذا العصر( الذي لم يعد عصر الانتقال إلى الاشتراكية) هو التغيير من داخل النظام الرأسمالي لا تغيير النظام الرأسمالي، إلى أن تتمكن القوى الاشتراكية من إعادة صياغة مشروعها أو أي مشروع آخر "يتجاوز " الرأسمالية، على حد تعبيير الاشتراكي سمير أمين.

أما الطبقة العاملة، يا رفيق وليد، فهي، إن لم تكن تملك وعيا سياسيا علمانيا ديموقراطيا، لا تعدو كونها شرائح طائفية ومذهبية، تصطف عند اول منعطف خلف القوى التي مزقت جسد الوطن والطوائف.

أما حماية الطائفة الدرزية، وهي أقلية الأقليات؟! فمن البديهيات التي أفرزتها نتائج الحروب الأهلية المتعددة في لبنان، أنه ما من أقلية تستطيع أن تحمي نفسها بقوة خارجية. المارونية السياسية، وهي ناطقة باسم أكبر الاقليات، دمّرت باستدراجها الخارج واعتمادها عليه، أول ما دمرت، الأقلية التي زعمت أنها تدافع عنها وتحميها، والشيعية السياسية قد تنزلق هذا المنزلق إن لم تتدارك نفسها قبل فوات الأوان، أي قبل أن تسعى القوى الخارجية إلى توظيف دورها الداخلي في خدمة المشاريع الخارجية، التي أيا كان المنتصر فيها، يكون الخاسر الوحيد هو الوطن، لبنان. إن السبيل الوحيد، إذن، لحماية أية أقلية لبنانية هو اعتبار الوطن القضية الأولى التي لها الأولوية على ما عداها من قضايا قومية وأممية ودينية، الخ. بهذا المعنى، يكون الانقلاب مجديا إن هو سعى وراء مشروع سياسي همه إعادة بناء الوطن والدولة، وليس إعادة بناء خريطة التحالفات. ذلك أن رئيس الجمهورية الذي ذكر اسمه وموقعه كنقطة استقطاب للقوة الثالثة، على أهمية دوره المعنوي، ليس هو من يصنع القوة الثالثة ولا هو من يعدل موازين القوى، بل إنه هو القادر على أن يستفيد منها ويوظفها في مصلحة مشروع الدولة.

 وأخيراً، ماذا عن حلفاء الأمس؟ وما الداعي لتغيير خريطة التحالفات، ما دام لا يوجد تغيير ملموس في طبيعة المشروع السياسي الداخلي وما دام الدافع الأساسي لتغيير التحالفات الداخلية هو دافع خارجي؟ هذا خطأ اكثر فداحة! لأن تكتل 14 آذار نشأ، وربما من غير قصد ومن غير سابق تصميم، على أساس شعارات داخلية، عنوانها السيادة والحرية والاستقلال، وهذه كانت نقطة قوة الحركة "الاستقلالية". ومما لا شك فيه أن هذه الحركة كانت تشكو من نقاط ضعف كثيرة، غير أن الانقلاب الجنبلاطي، ويا للأسف لم يحصل بدافع الاعتراض على سلبياتها، بل حصل ضد هذه الإيجابية الأصلية التي ميزتها عن سواها من التحالفات. نقول ذلك بالرغم مما تعرضت له من تشوهات بعد انخراطها إلى ما فوق أذنيها في لعبة الصراعات الخارجية.

فضلا عن ذلك، يذكر جميع المشاركين في 8 و14 آذار أن القوى السياسية اللبنانية كلها كانت، بنسب متفاوتة، جزءا من النظام الأمني اللبناني - السوري، إلى أن وقع اغتيال الرئيس الحريري.

الموقف الصحيح الوحيد الممكن، في تلك اللحظة، هو الانتصار لدم الحريري، وهو موقف مطلوب من مؤيدي مشروعه الاقتصادي ومن معارضيه على السواء، لأن القضية، في تلك اللحظة، لم تكن قضية لقمة العيش اليومي للمواطن، ولا مقارعة الامبريالية والنظام العالمي الجديد، ولا محاربة "الرأسمالية المتوحشة"، بل هي قضية الدفاع عن مشروع الوطن وعن حريته وعن حرية كل مواطن فيه. من لم يقف، في تلك اللحظة، هذا الموقف لم يكن معاديا للحريري فحسب، بل للوطن. أما بعد ذلك فصار أفضل انتصار لدم الحريري وكل الشهداء، هو العمل على بناء مشروع الدولة، وهو ما لم تكن حركة 14 آذار مهيأة له ولا عملت بعد ذلك في سبيله، وجنبلاط واحد ممن قصّروا في هذا المضمار مثلما قصّر سواه من حلفائه (لأن همهم كان منصبّا على أمر آخر). وبما أن الانقلاب لا يمكن، أخلاقيا وسياسيا، أن يكون ضد الانتصار لدم الحريري، فهو بدا كأنه انقلاب على مشروع الدولة الذي راحت قوى 14 آذار تتلمسه وتنادي به من غير خطة ملموسة، إلى أن رفعه تيار المستقبل شعارا سياسيا لكتلته النيابية (لبنان أولاً) وسارع جنبلاط إلى الاعتراض عليه. ولأننا لا نعتقد انه انقلاب على مشروع الدولة، فهو إذن مجرد قفزة في المجهول، كان "ينبغي تفاديها".

من ناحية أخرى، إذا كان هناك من حاجة إلى تفكيك جبهتي الانقسام الآذاري فلأنهما وقعتا في خطر استدراج الخارج أو الاستقواء به، وليس لأي سبب آخر. فهل سيتوفر على جبهة الثامن من آذار من يلاقي جنبلاط في منتصف الطريق؟ وهل في تلك الجبهة من يتجرأ على تبني شعار "لبنان أولا"؟ لا بأس لو ذكرنا الرفيق وليد بأن ردة الفعل على انهيار الاتحاد السوفياتي في صفوف حلفائه يومذاك من القوى القومية العربية، وفي صفوف القوى الأصولية واليسارية أيضا، وكلهم نسخ مزيفة من الستالينية، ونسخ أصيلة من الاستبداد والقمع والاستخبارات، تمثّل في اعتقادها بأن ذاك الانهيار كان دليلا على صحة مواقفها من الشيوعية والرأسمالية ومستقبل البشرية. واليوم لن تستنتج غير ما استنتجت، أي أن وليد جنبلاط وحلفاءه كانوا على خطأ في كل سلوكهم حيال سوريا وحلفائها في لبنان وأنه اليوم في طريقه إلى الاعتذار عن ماضيه! إننا نعتقد أن ذلك، في حال حصوله، سيكون أكثر كلفة من كل الأثمان التي تكبدتها 14 آذار منذ اغتيال الحريري حتى اليوم.

أما بعد، ليس في ما قلناه دعوة إلى التمسك بشكل الانقسام الحالي وخطوط التماس التي رسمها، بل على العكس تماما. فالتفكيك ضرورة، لكن على جانبي الانقسام، وعلى اساس مشروع سياسي جديد من ثلاثة عناوين:

الأول، هو تأمين الإجماع على نهائية الكيان اللبناني، في وجه كل المشاريع الأخرى المافوق وطنية (القومية والدينية والأممية) والمادون وطنية (الانعزالية والمذهبية والطائفية)، وبالتالي العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية وبناء الدولة السيدة على حدودها وداخل حدودها؛

الثاني، هو الاتفاق على مضمون للعروبة لا يلغي هوية لبنان الديموقراطية، ولا يحمّل لبنان فوق طاقته من المسؤوليات حيال القضايا القومية ولا سيما القضية الفلسطينية؛

هذان العنوانان يتطلبان حوارا صادقا وشفافا ومصارحة وتخليا حازما عن كل المشاريع التي تتعارض مع مشروع إعادة بناء الوطن والدولة، ومن الممكن أن تساهم المبادرة الجنبلاطية (وليس الانقلاب) في هذا الحوار الذي ينبغي أن يتوج في مؤتمر برئاسة رئيس الجمهورية؛

الثالث، هو البحث عن صيغة لإصلاح النظام السياسي اللبناني، انطلاقا من اتفاق الطائف، وبما يؤمن المساواة بين اللبنانيين على أساس المواطنية لا على أساس انتماءاتهم الطائفية، ومدخل هذا الإصلاح نظام تمثيل سياسي وقانون انتخابات عصري يقوم على النسبية والدائرة الواحدة (ومن الممكن أن يكون جنبلاط داعما لهذا الاقتراح بدل أن يكون معارضا له إذا ما قرر، على غرار والده، أن يطمح إلى زعامة وطنية فضلا عن زعامته الدرزية) ويبقي على القيد الطائفي إلى أن يطبق من اتفاق الطائف البند المتعلق بإلغاء الطائفية السياسية، فيتأمن الأساس لقيام الدولة المدنية العصرية، دولة القانون والمؤسسات والعدالة والكفاءة وتكافؤ الفرص. 

(أستاذ جامعي)       

 

 

زمن وئام وهاب 

علي الرز ، الثلاثاء 11 آب 2009

لبنان الآن

 حدثنا العلامة المفكر بعثان بن غزوان قال:

ستهب يوما على اقليم لبنان في بر الشام ريح صرصر وغيوم سود. تتنابذ معها النفوس وترتفع فيها الفؤوس وتطير بموجبها رؤوس، فتنعق غربان الفتن وتتعاظم المحن ويشرب الجميع مر الكأس وينتشر اليأس... ثم يأتي فارس الحكاية متحدثا عن "الصرماية"، مهددا بالويل والثبور وعظائم الامور. يشتري ويبيع. يحذر الجميع. يساير الجميع. يكر ويفر. ملوحا بموقع يغر او متوعدا بدم يشر. فإلى الوراء در... يعود الاقليم الى البر ويا دار ما دخلك شر.

لم تكن في زمن العلامة بعثان لا تلفزيونات واذاعات وصحف ملونة ولا ثورة اتصالات. كانت مخطوطاته تنتشر عن طريق النسخ والتداول او الحمام الزاجل. اما في زمن رئيس "حركة التوحيد" اللبنانية الوزير السابق وئام وهاب فيمكن القول ان ثورة الاتصالات تعيش حركة تصحيحية وتدخل جيلها الثالث بابعاد مختلفة.

لا يوجد في "اقليم لبنان" اليوم أهم من السيد وهاب. صاحب الشعارات التأسيسية للمرحلتين الحالية والمقبلة التي اعتقدنا واهمين ذات يوم انها عبارات مبتذلة لا تصدر الا عن قطاع طرق لا عن سياسيين وتحديدا موضوع تشبيه المحكمة الدولية بجزمته او عن تهديداته لهذا السياسي او ذاك بالقتل والتغييب او في تلميحاته الدائمة "غير السياسية" المتعلقة بنائبات ووزيرات. كنا واهمين ونعترف بذلك حتى بتنا مضطرين ايضا  وبعد التطورات الاخيرة الى تصديق ان عناوين المرحلة المقبلة سترتكز على مفرداته التي طالما رفضناها... الم يقل لا فض فوه "تذكروني وتذكروا كلامي وراقبوا ما سيحصل"، سائرا على نهج العلماء الأفاضل:"سلوني قبل ان تفقدوني".

في السابق، كان تغيير المحطة التلفزيونية سهلا لمن لا يريد ان يسمع وهاب ولا يرغب في تبيان حقيقة الموقف السوري كون الرجل احد المعبرين مباشرة عن التوجهات التي تطبخ في ريف دمشق. اليوم حاول ان تغير المحطة فستجد في كل واحدة منها وئاما. هنا يتحدث عن ضرورة توحيد الطائفة الدرزية لتعود الى لعب الدور الريادي في الجبل والتوازني على مستوى الوطن. هناك يتحدث عن استكمال للمصالحة الدرزية – المسيحية كي تشمل لقاء بين العماد ميشال عون والزعيم وليد جنبلاط على قاعدة مذكرة تفاهم يتم التعبير عنها بطريقة او باخرى. وفي مكان ثالث يتحدث عن استكمال المصالحة المسيحية مع سورية من خلال جهود ومساعي يبذلها مع الرئيس امين الجميل و"الكتائب". وقبل ذلك كله وبعده طبعا هناك المهمة الاساسية المرتكزة على تمهيد الطريق لمصالحة جنبلاط مع دمشق لما فيه "مصلحة لبنان" عموما و"مصلحة الدروز" خصوصا، ما يقتضي ان يزور الزعيم الدرزي دمشق ومعه وفد كبير من المشايخ وفاعليات الطائفة...

في الصحف. في المجلات. في الاذاعات. في التلفزيونات. يبدي الرجل استعداده للعب دور توافقي ايضا بين السنة ودمشق والسنة والشيعة وربما بين المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين او بين المناطق والعشائر والنقابات وابناء المذهب الواحد. رجل المرحلة متفائل بان القطار الذي ركب فيه هو وحلفاؤه يتسع للجميع على قاعدة "الامن والسياسة لدمشق والمساعدات المالية والاقتصادية للمملكة ودول الخليج"، بل يذهب الى ابعد من ذلك مبشرا بجسر الهوة الحضارية بين الشرق والغرب مطلعا على رسائل باراك اوباما الى زعماء المنطقة. لكنه لا ينسى ان عليه لعب دور لتحصين مسار القطار من "غدر الخارج" لذلك يهدد، وهو الملتصق بريف دمشق، بأن أي قرار دولي، من خلال المحكمة او غيرها، يمس سلبا بسورية وحلفائها، قد يؤدي الى خطف عناصر "اليونيفيل" وقتلهم، وربما أعاد لبنان إلى ثمانينيات القرن الماضي، ذلك الزمان الذي بقي "جميلا" في ذاكرة البعض حين كان الغربي يخطف في لبنان المزرعة... ويفرج عنه في سورية الدولة.

زمن وئام وهاب يشبه محطات كثيرة مر بها لبنان. محطات تقاتل الطوائف برعاية خارجية ووفاق الطوائف برعاية خارجية وانهيار الدولة واعادة انتاجها على صورة المجموعات الميليشيوية وامتداداتها الاقليمية. الزمن الآخر الذي انتفضت غالبية اللبنانيين من اجله يشبه نفسه. الاول يسير والآخر يتعثر، والعلامة المفكر بعثان بن غزوان لم يكن يبصر او يضرب في الرمل عندما ادرك ان لكل زمان دولة ورجالا.

 

 

 

 

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .31-22:12

وقالَ لِتَلاميذِه: «لِذلِكَ أَقولُ لَكُم: لا يُهِمَّكُم لِلعَيشِ ما تَأكُلون، ولا لِلجَسدِ ما تَلبَسون، لِأَنَّ الحَياةَ أَعظَمُ مِنَ الطَّعام، والجَسَدَ أَعظَمُ مِنَ اللِّباس. اُنظُروا إِلى الغِربانِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُد، وما مِن مَخزَنٍ لها ولا هُرْيٍ، واللهُ يَرزُقُها، وكَم أَنتُم أَثمَنُ مِنَ الطُّيور! ومَن مِنكُم يَستطيعُ، إِذ اهتَمَّ، أَن يُضيفَ إِلى حَياتِه مِقدارَ ذِراعٍ واحِدة؟ فإِذا كُنتُم لا تَستَطيعونَ ولا إلى القَليلِ سَبيلاً، فلِماذا تَكونونَ في هَمٍّ مِن سائِرِ الأُمور؟ اُنظُروا إِلى الزَّنابِقِ كيف لا تَغزِلُ وَلا تَنسُج. أَقولُ لَكُم إِنَّ سُلَيمانَ نَفسَه في كُلِّ مَجدِهِ لَم يَلبَسْ مِثْلَ واحِدَةٍ مِنها. فإِذا كانَ العُشبُ في الحَقْلِ، وهو يُوجَدُ اليَومَ ويُطَرحُ غدًا في التَّنُّور يُلبِسُه اللهُ هكذا، فما أَحْراكُم بِأَن يُلبِسَكم يا قَليلي الإِيمان؟ فَلا تَطلُبوا أَنتُم ما تَأكُلُونَ أَو ما تَشرَبونَ ولا تكونوا في قَلَق، فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه وَثَنِيُّو هذا العالم، وأَمَّا أَنتُم فأَبوكُم يَعلَمُ أَنَّكم تَحتاجونَ إِلَيه. بلِ اطلُبوا مَلَكوتَه تُزادوا ذلك.

 

وليد جنبلاط والمعطيات المختلفة في لبنان...
ايلاف/ الثلائاء 11 أغسطس

 خيرالله خيرالله

 عاجلا أم آجلا سيشكل النائب سعد الحريري حكومته الأولى ولكن أستنادا إلى معطيات مختلفة. سيجد اللبنانيون في نهاية المطاف صيغة للتفاهم في ما بينهم، وسيجد كل طرف معني بالسياسة اللبنانية أن عليه القبول بوضع جديد يتمثل في خروج وليد جنبلاط من حركة الرابع عشر من آذار. خرج جنبلاط من الرابع عشر من آذار. هذا واقع لا مفر بعد الآن من التعاطي معه. خرج وليد جنبلاط من الحركة الأستقلالية بصفة كونه زعيما درزيا بعدما دخلها في العام 2005 بصفة كونه زعيما وطنيا. هذا الواقع الذي بات يفرض نفسه على لبنان لا يمنع من طرح سؤال في غاية البساطة على الزعيم الدرزي هو الآتي: ماذا سيقول وليد جنبلاط اليوم لرفيق الحريري؟ ماذا سيقول لسمير قصير أو لجبران تويني أو لجورج حاوي، رفيق والده الشهيد؟ وماذا سيقول أخيرا لكمال جنبلاط نفسه؟

 في غضون أسابيع قليلة، وضع السيد جنبلاط اللمسات الأخيرة على عملية تموضعه وتحول من شخصية ذات دور وطني إلى صاحب دور صغير محصور في وظيفة أيجاد غطاء محلي لسلاح "حزب الله" الذي لا يخدم سوى تكريس لبنان "ساحة" للنزاعات الإقليمية. أنها المتاجرة بلبنان واللبنانيين لا أكثر ولا أقلّ بهدف تغطية العجز العربي عن المواجهة مع إسرائيل. من يريد بالفعل خدمة لبنان لا يغطي السلاح غير الشرعي المفترض أن يبحث الزعماء اللبنانيون في مصيره على طاولة الحوار.

كان في أستطاعة وليد جنبلاط أن يقول أنه غير رأيه في موضوع سلاح "حزب الله" الإيراني وانه في حاجة إلى مصالحة مع النظام السوري. الجميع يعلم أن الزعيم الدرزي يخشى هذا السلاح، خصوصا بعدما تبين أن لا وظيفة له سوى أن يكون موجها إلى صدور اللبنانيين من جهة وتأكيد أن بيروت ومناطق أخرى من لبنان ليست سوى مستعمرات أيرانية من جهة أخرى، تماما كما حال الجزر الأماراتية الثلاث في الخليج التي أحتلتها أيران في العام 1971. لم يتغير شيء في السلوك الإيراني. لا يزال النظام في طهران يتصرف بالطريقة ذاتها التي كان يتصرف بها الشاه الراحل. تغيّر النظام ولم يتغيّر السلوك.

أن يغيّر وليد جنبلاط رأيه أمر مبرر. عليه، من وجهة نظره، أن يحافظ على الطائفة الدرزية بصفة كونه رأس العشيرة. أنه يعرف تماما أن عليه تفادي جعل الدروز يدفعون ثمن أي صدام يأخذ طابعا سنيا- شيعيا على غرار ما حصل في السابع من أيار- مايو 2008. في حال حصول مثل هذا الصدام، يخشى جنبلاط أن يتحول الدروز إلى كبش فداء. أولوية الأولويات لدى أي زعيم عشيرة تتمثل في حماية العشيرة. عدد الدروز في لبنان نحو ثلاثمئة ألف وهم يقيمون في قرى تشغل مناطق مهمة ذات طابع أستراتيجي من لبنان خصوصا في قلب الجبل. وتمثل القرى والمناطق الدرزية عائقا أمام تمدد "حزب الله" الساعي إلى ربط مناطق سيطرته ببعضها البعض عن طريق شبكة طرقات آمنة بالنسبة أليه تخترق مناطق وقرى مسيحية أو عن طريق توسيع البقعة الجغرافية للضاحية الجنوبية لبيروت في أتجاه الشويفات الدرزية. يضاف إلى ذلك كله أعتماد الحزب أقامة مستوطنات، على الطريقة الإسرائيلية، في هذه المنطقة أو تلك، كما يحصل في محيط جزين مثلا، بهدف تغيير تركيبة توزيع السكان على المناطق اللبنانية بما يخدم أهدافه البعيدة المدى التي تصب في مصلحة أيران... هذا في حال بقي النظام الإيراني على حاله في ضوء التطورات التي يشهدها البلد منذ الأنتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من حزيران- يونيو الماضي.

من حق وليد جنبلاط أن يخاف وأن يبحث مجددا عن غطاء سوري. ومن حقه أن يخاف أكثر بعدما وجد من يقنعه بأن المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة أغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ستعتمد في قرارها الظني ما يشبه التحقيق الذي نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية قبل بضعة أسابيع. ورد في التحقيق أن "حزب الله" يتحمل مسؤولية أغتيال الحريري ورفاقه. هل هذا صحيح أم لا؟ ليس في أستطاعة أي مواطن عادي الأجابة عن السؤال، نظرا إلى أن التحقيق الدولي سري... إلى أشعار آخر. لكن وليد جنبلاط يبدو مقتنعا بأن القرار الظني الذي سيرفعه المدعي العام الدولي إلى المحكمة سيكون نسخة عن تحقيق "دير شبيغل". ما العمل عندئذ؟ هل من سبيل لتفادي فتنة سنية- شيعية تذكر بما شهده ويشهده العراق منذ العام 2003؟

ليس أمام وليد جنبلاط سوى السعي إلى تحييد الطائفة الدرزية في مواجهة مفترضة يظن أنها شبه أكيدة علما أن لا شيء يؤكد ذلك. من حقه أخذ أحتياطاته والتضحية بحلفائه وهز صدقيته والتمتع بشماتة أعدائه وتعليقاتهم الساخرة على أهتدائه إلى ما يرونه صوابا. ما لا يحق لوليد جنبلاط هو الحديث عن تاريخ لا علاقة له سوى بالهزائم والأفتخار به. أنه تاريخ عمره ما يزيد على نصف قرن لم تؤد الأحداث التي شهدها سوى إلى سكوت الجبهات العربية وسكونها والتحول إلى لبنان بغية الأنتصار عليه. مرة أخرى، أن الأنتصار على لبنان ليس بديلا من الأنتصار على إسرائيل. أنه بديل من أمتلاك ما يكفي من الشجاعة للأعتراف بالهزيمة. فلبنان "ألساحة" ليس سوى عنوان لسلسلة من الهزائم العربية يفتخر بها وليد جنبلاط والذين لم تعد لديهم وظيفة سوى تغطية أحتفاظ "حزب الله" بسلاحه... في أنتظار هزيمة جديدة تلحق بالوطن الصغير. هزيمة يصفق لها العرب وغير العرب طويلا ويسمونها أنتصارا مدويا ما دام الضحايا من أبناء الشعب اللبناني... وما دامت القرى والمدن والمنشآت المدمرة لبنانية صرف!

 

زمن وئام وهاب 

علي الرز ، لبنان الآن

الثلاثاء 11 آب 2009

حدثنا العلامة المفكر بعثان بن غزوان قال: ستهب يوما على اقليم لبنان في بر الشام ريح صرصر وغيوم سود. تتنابذ معها النفوس وترتفع فيها الفؤوس وتطير بموجبها رؤوس، فتنعق غربان الفتن وتتعاظم المحن ويشرب الجميع مر الكأس وينتشر اليأس... ثم يأتي فارس الحكاية متحدثا عن "الصرماية"، مهددا بالويل والثبور وعظائم الامور. يشتري ويبيع. يحذر الجميع. يساير الجميع. يكر ويفر. ملوحا بموقع يغر او متوعدا بدم يشر. فإلى الوراء در... يعود الاقليم الى البر ويا دار ما دخلك شر.

لم تكن في زمن العلامة بعثان لا تلفزيونات واذاعات وصحف ملونة ولا ثورة اتصالات. كانت مخطوطاته تنتشر عن طريق النسخ والتداول او الحمام الزاجل. اما في زمن رئيس "حركة التوحيد" اللبنانية الوزير السابق وئام وهاب فيمكن القول ان ثورة الاتصالات تعيش حركة تصحيحية وتدخل جيلها الثالث بابعاد مختلفة.

لا يوجد في "اقليم لبنان" اليوم أهم من السيد وهاب. صاحب الشعارات التأسيسية للمرحلتين الحالية والمقبلة التي اعتقدنا واهمين ذات يوم انها عبارات مبتذلة لا تصدر الا عن قطاع طرق لا عن سياسيين وتحديدا موضوع تشبيه المحكمة الدولية بجزمته او عن تهديداته لهذا السياسي او ذاك بالقتل والتغييب او في تلميحاته الدائمة "غير السياسية" المتعلقة بنائبات ووزيرات. كنا واهمين ونعترف بذلك حتى بتنا مضطرين ايضا  وبعد التطورات الاخيرة الى تصديق ان عناوين المرحلة المقبلة سترتكز على مفرداته التي طالما رفضناها... الم يقل لا فض فوه "تذكروني وتذكروا كلامي وراقبوا ما سيحصل"، سائرا على نهج العلماء الأفاضل:"سلوني قبل ان تفقدوني".

في السابق، كان تغيير المحطة التلفزيونية سهلا لمن لا يريد ان يسمع وهاب ولا يرغب في تبيان حقيقة الموقف السوري كون الرجل احد المعبرين مباشرة عن التوجهات التي تطبخ في ريف دمشق. اليوم حاول ان تغير المحطة فستجد في كل واحدة منها وئاما. هنا يتحدث عن ضرورة توحيد الطائفة الدرزية لتعود الى لعب الدور الريادي في الجبل والتوازني على مستوى الوطن. هناك يتحدث عن استكمال للمصالحة الدرزية – المسيحية كي تشمل لقاء بين العماد ميشال عون والزعيم وليد جنبلاط على قاعدة مذكرة تفاهم يتم التعبير عنها بطريقة او باخرى. وفي مكان ثالث يتحدث عن استكمال المصالحة المسيحية مع سورية من خلال جهود ومساعي يبذلها مع الرئيس امين الجميل و"الكتائب". وقبل ذلك كله وبعده طبعا هناك المهمة الاساسية المرتكزة على تمهيد الطريق لمصالحة جنبلاط مع دمشق لما فيه "مصلحة لبنان" عموما و"مصلحة الدروز" خصوصا، ما يقتضي ان يزور الزعيم الدرزي دمشق ومعه وفد كبير من المشايخ وفاعليات الطائفة...

في الصحف. في المجلات. في الاذاعات. في التلفزيونات. يبدي الرجل استعداده للعب دور توافقي ايضا بين السنة ودمشق والسنة والشيعة وربما بين المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين او بين المناطق والعشائر والنقابات وابناء المذهب الواحد. رجل المرحلة متفائل بان القطار الذي ركب فيه هو وحلفاؤه يتسع للجميع على قاعدة "الامن والسياسة لدمشق والمساعدات المالية والاقتصادية للمملكة ودول الخليج"، بل يذهب الى ابعد من ذلك مبشرا بجسر الهوة الحضارية بين الشرق والغرب مطلعا على رسائل باراك اوباما الى زعماء المنطقة. لكنه لا ينسى ان عليه لعب دور لتحصين مسار القطار من "غدر الخارج" لذلك يهدد، وهو الملتصق بريف دمشق، بأن أي قرار دولي، من خلال المحكمة او غيرها، يمس سلبا بسورية وحلفائها، قد يؤدي الى خطف عناصر "اليونيفيل" وقتلهم، وربما أعاد لبنان إلى ثمانينيات القرن الماضي، ذلك الزمان الذي بقي "جميلا" في ذاكرة البعض حين كان الغربي يخطف في لبنان المزرعة... ويفرج عنه في سورية الدولة.

زمن وئام وهاب يشبه محطات كثيرة مر بها لبنان. محطات تقاتل الطوائف برعاية خارجية ووفاق الطوائف برعاية خارجية وانهيار الدولة واعادة انتاجها على صورة المجموعات الميليشيوية وامتداداتها الاقليمية. الزمن الآخر الذي انتفضت غالبية اللبنانيين من اجله يشبه نفسه. الاول يسير والآخر يتعثر، والعلامة المفكر بعثان بن غزوان لم يكن يبصر او يضرب في الرمل عندما ادرك ان لكل زمان دولة ورجالا.

 

الفرح في الكسوف

سمير عطالله/النهار

الشرق، هذا الشرق، ديار الفرح المحرّم. اذا ضحك الشرقي واستغرق يوم الجمعة، تنبه وتوقف ضارعا: "اللهم نجنا من بكاء الاحد".

نحن ارض بابل. بلاد الحروب والمآسي. تقتل عشتروت وادونيس حبا قبل روميو وجولييت بدهر.

اول لون اخترعه الفينيقيون كان الارجواني، وها هو الملك داود يغني حتى تتفتق لصوته العذارى، كما يقول ابن الاثير. وها هو سيدنا ابرهيم يكاد يضحي بابنه، لكي يتقي غضب الرب. ويوسف الحُسن يريد اشقاؤه قتله. أقصد طبعا يوسف الصدّيق، الذي شغفت به امرأة العزيز حباً. وبماذا يحلم يوسف الصديق؟ سنوات سمان وسنوات عجاف! تزرع سبع سنين دأبا، قال الرب. السنوات السبع الاخرى، عجفاء وقحط وهول ولا دوام للمواسم، لان الفصول تتغير. من فصل الى فصل. من سنة الى سنة، عدا السنة الكبيس، حيث يطول شباط يوما اضافيا ايضا.

حرّم عليكم الفرح كاملا في بلاد الشرق واقاليمه. تربحون الانتخابات، تخسرون الحكومة. تأخذون الحكومة، تفقدون الحكم. من غرائب القدر المشرقي المتشابه، الامور الواقعة في رام الله وفي بيروت في وقت واحد: رئيس السلطة الفلسطينية فاز بالاكثرية النيابية فأخذت منه "حماس" غزة. اقتُطع منه القطاع واقتطعت له "دار المقاطعة" في رام الله. يرث ما اخذه ياسر عرفات في اوسلو: لا شيء! اذن بالزيارة لا يمدد الى اقامة كاملة. واخذت منه "حماس" وهج الرفض، سواء كان مؤلما او عبثيا.

هذا هو الشرق. وفي هذا الشرق، الناس مفتونون بجمال عبد الناصر الذي اضاع سيناء وهو يحارب، ويكرهون انور السادات الذي استعادها وهو يفاوض. لماذا؟ لان الشرق لا يسلّم الا باراقة الدماء. اقصد الشرف الرفيع، على وجه التحديد.

قبل حين فقط اعلن الاردن، احدى ابرز دول الشرق، قانونا لإقامة محكمة خاصة لجرائم الشرف. حتى ذلك الوقت، كان قاتل الاخت والابنة والزوجة والام، يكتفي بان يردد امام القاضي قول "لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم". لويس الحاج كان يقول "كيف يمكن تحديد جوانبه؟" هي المسألة.

ما اخذته "فتح" بالاقتراع هزمته "حماس" بالقوة. فريق يُعيَّر بالانهزامية واسرائيل والغرب، وفريق يقول بأخوّة السلاح، ومن البحر الى النهر. واحد ذهب الى اوسلو ونسي ان يأخذ ايصالا بالقدس، وواحد يدرك ان شمعون بيريس قد خدع ياسر عرفات، ثم ترك لأرييل شارون ان يحاصره ويقتله شهيدا، شهيدا، شهيدا.

الشرق ديار الفرح المحرّم. طرقات مسدودة. زنقات، بحسب تعبير المغاربة. فوي الزنقة لا تستطيع ان تكوّع. لا بد من الخروج تماما، اذا اردت التغيير. في الزنقة الاولى 7 ايار، تولى طلال ارسلان مرافقة وليد جنبلاط الى المخرج.

الآن يتولى وئام وهاب مرافقته الى المدخل، معلنا ان طريق دمشق مفتوحة امام وليد بك "وكل شيء اصبح من الماضي". كل شيء. ودمشق الجديدة احالت على الماضي ما هو للماضي. خطب ميشال عون في بعبدا، وخطب وليد جنبلاط في ساحة الشهداء. وكل من لديه خطاب يريد احالته على الماضي فليتقدم. أُعطي مفتاح المدينة لوليد جنبلاط، والقفل لوئام وهاب.

فرح الاكثرية بالانتخابات كان فرحا شرقيا. هذا النوع من الفرح تعبّر عنه الاغنية المصرية الضالعة في الميلودراما العربية الابدية. لذلك تقول "يا فرحة ما تمِّت".

"اللهم اعطنا خير هذه الضحكة"، يقول العربي المجرب كلما خطر له ان يضحك. خوف ان "يطلع" له "البكي" على حد غناء فيروز. لا تعرف كيف، ومن اين "يطلع" البكي.

شارك وليد جنبلاط في انشاء الاكثرية، ثم سحب المثقال عن حجر الزاوية. يسمى هذا في لغة الزلازل، الفالق. وهو يقع ما بين الشوف الذي ضمنه جنبلاط، وجزين التي استعادها جبران باسيل، ناسيا ان استعادة البترون اكثر اهمية كشرط استمراري. فما نفع النفس المنتشية بالنفس، ان تربح الجنوب وتخسر الشمال. فمثل هذا الاختلال قد يؤدي الى انتقال ارث العائلة من صهر الى صهر. ونحن، كما هو معلوم، في الحرب المقدسة ضد العائلات، ومعنا فيها آل ارسلان وآل فرنجيه وآل كرامي وآل الخازن. وسوف يتوج ذلك آل جنبلاط، وقد عادوا الى فرح اليسار ونعمة الاشتراكية. "ادخل فرح سيدك"، قال الرب.

الشرق منقلبات وبقائيات وزنقات عَ مد النظر. كلما تحرك المتحركون، اهتزت من تحتهم الارض هزتها الكبرى. ولكن ليست الاخيرة. ابدا الاخيرة.

سُمّينا خطأ الشرق الادنى. او الاوسط. نحن شرق الاقاصي: امس كانت "فتح" تصف "حماس" بالعصابة. العناق غدا. وهنا، في عاصمة التحولات المشرقية وشلالات الزئبق، استخدمت في الفترة الماضية نعوت مثل الخائن، والسارق، والقاتل، والسقايات، والواوية. الآن الجميع مدعوون الى العرس. وحمار جحا على رأس المدعوين، انه هذا الشعب الذي يرفض ان يصدق كل ما يرى. لا يريد ان يصدق سوى ما يسمع. يا شعب، يا اعشى، يا اغشى، حاول ان تقشع.

لا ضرورة لقراءة الكف. صحيح انها مهنة مربحة لكنها متعبة قليلا. لكي يرتاح اللبنانيون، يجب ان يقرأوا الوجوه، هذه ابسط انوع القراءة: اللغة الميسّرة للمبتدئين: صرف بلا نحو. حال من دون تمييز. خبر من دون مبتدأ. وما السياسة الا تجرع الغصص وتحيّن الفرص، كما تفضَّل عزيزنا الاحنف بن قيس. من قديم الزمان وسابق العصر والاوان.

بعد 80 الف شهيد و45 عاما، وحرب في الاردن وحرب في لبنان وانتفاضة الحجارة، تقف حركة "فتح" غير مصدقة ان حركة تحرير ناشئة قد جردتها من حصرية النطق باسم القضية. ولم يعد ذلك الشريط الطويل الشهادي الدامي سوى شيء من الماضي. مثل كل شيء. ويتقاتل الفريقان بالاضراس، فوق ارض تمنع فيها اسرائيل بناء الحدائق، وشبكات الري، وتقيم عليها جدرانا مثل حائط الصين، لا برلين.

ويصرف ايهود باراك نظره عن "فتح" و"حماس" ويقرر ان الحرب يجب ان تقع في لبنان. لماذا يجب ان تقع كل الحروب في لبنان، او على لبنان؟ اهلية واقليمية وطائفية ومذهبية واقتصادية، ونفطية ان شاء الله؟

المقلق، في صورة الشرق البانورامية، في العقد الاول من الالفية الثالثة للمسيح، ذوبان الاثر المسيحي في حياة الشرق. ففي فلسطين، حيث لا مكان للمسيحي في حركة التحرير "الاسلامية" ("حماس")، لم يكن هناك وجود ايضا لمسيحيي فلسطين في مؤتمر رام الله. لا جورج حبش، ولا حسيب صباغ، ولا سعيد خوري، ولا كمال ناصر، ولا وديع حداد، ولا يوسف صايغ، ولا اميل نخله، ولا زهدي الطرزي ولا احد. الله يروم والله لا يروم.

والمحزن للسادة المسيحيين، انهم محظورون تحت السلطة الاسرائيلية، حتى في كنيسة القيامة، وغائبون تحت السلطة الفلسطينية، التي خاضوا نضالها منذ اليوم الاول. هذا مؤسف للجميع، وخصوصا للذين لا يزالون يتذكرون ان يسوع ابن مريم بنت داود، من مواليد بيت لحم، قضاء الناصرة.

وهنا، في لبنان، يتداعى المسيحيون كوجود سياسي، على نحو مأسوي ومثير للشفقة. فالجنرال ميشال عون يبحث عن كنائس يعقد فيها الاتفاقات السياسية، من خط التماس السابق في الشياح، الى فناء الزعامة الجنبلاطية في الجبل. فلعل حضور الملاك مار مخايل يغني عن حضور بكركي. او لعل الرمز ينتقل من وحدانيتها، ليصبح متعدد التفاهمات والاتفاقات. ومن يدري. فقد يستطيع الجنرال عون ان يقنع جنبلاط بقبول المسيحيين في حلف سياسي، وان اساء ذلك الى العروبة وفلسطين واليسار القومي، ورغبة وليد بك في ان يبقوا خارجا.

واما المسيحيون الآخرون، فالسلام عليك يا مريم. ترى في اي اتجاه سوف تتطلع سيدة حريصا؟ لقد زلزل جنبلاط الارض من تحتهم، وليس البساط. خاض المعركة الى جانب شمعون والجميل وجعجع، وخرج يخوض الحرب على الجبهة الشرقية، كشافه الوزير وهاب الذي قبل اشهر يعلن نجاته من ممكن الجنبلاطيين وينعى، بصوته الخارق جدران الصوت، احد مرافقيه على ايديهم.

سبحان الله كيف يصبح الماضي، عندما يمضي. لا يعود الغفران عنده وحده، بل يقتدي به البشر، ويصير سهلا على قلوبهم ونديا على صدورهم، الغرب، المادي، لا يفهم هذه الروحانيات السامية. نحن في الشرق، علمنا الحَرّ ان نطلب الفيء. وان ظلّنا يطول خلفنا كثيرا بُعيد العصر. لكنه يعود الى حجمه عندما تعز الظهيرة.

 

في أول تعليق سوري على مواقفه الأخيرة/"تشرين": جنبلاط يمحو صفحة سوداء بعدما دفع من رصيده لمشروع الانعزال

النهار/في أول تعليق لها على المواقف الاخيرة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اعتبرت دمشق ان ما بدر من مواقف عن جنبلاط تجاه سوريا، يمحو ما وصفتها بـ"صفحة سوداء" استمرت اربع سنوات "اضاع فيها البعض" بوصلة المسار الوطني والقومي.

وقالت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية امس، في اول تعليق في الصحافة الرسمية السورية على المواقف الاخيرة لجنبلاط تجاه سوريا، انه حين يقول جنبلاط "عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سوريا، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت اربعة اعوام اضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي اساءت الى تاريخه وماضيه".

واضافت الصحيفة: "هبّت عواصف واعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت الى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الاميركي القادر على صنع المعجزات وفرض ارادته على الجميع". واعتبرت "ان المفاجأة الكبرى كانت ان ارادة المقاومة هي الخيار وان المقاومين هم صنّاع المستقبل. وبدأت الهزائم الاميركية في كل مكان، من افغانستان الى العراق الى جنوب لبنان فغزة".

ولفتت الى ان "الاميركيين انفسهم كانوا قد بدأوا يتململون من الطريق المسدود الذي اوصلهم اليه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد، فجاء تقرير بيكر – هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الاميركي المستقبلي بهدف انقاذ الولايات المتحدة من مأزقها".

وكانت الصحيفة تشير الى تقرير في شأن العراق والاستراتيجية الواجب اتباعها فيه، وضعته مجموعة برئاسة وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون.

وبحسب "تشرين"، فقد "اكتشفت واشنطن انها في حاجة الى تعاون دمشق، ولمس الأوروبيون انها ضرورة لحماية مصالحهم وان ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الاعمى الى الصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم، بل زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الارض، وهذا ما كرّسه نصر تموز (حرب اسرائيل على لبنان في صيف 2006) واكده الرد على مؤامرة 5 ايار بحيث جاء السابع من ايار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه، خصوصاً بعدما رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم، التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد الى الاجنبي، حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنة".

واضافت الصحيفة "اذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع ان تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة على رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في اكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط الى تقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالاضافة الى انه طلب منه ان يتنازل ايضاً في الحكومة للفريق نفسه الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام واحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي "جنبلاط" ادرك – وان متأخراً - انه مطلوب منه ان يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع لا علاقة له به". واضافت ان ذلك جعل الزعيم الدرزي ينتفض "على نفسه اولاً، بعدما اكتشف ان ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه خيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وانه بعدما تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان ان قلب الطاولة واستعاد هويته العروبية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية".

ورأت الصحيفة ان جنبلاط "يبدو اليوم مرتاحاً جداً بعدما تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق افق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا اسرى العداء لسوريا والخصام مع المقاومة وسلاحها". ي ب أ

 

لأنّ 14 آذار عنوان "هويّة" لبنانية عابرة للطوائف ولأنها صمدت رغم أعاصير قوى التمثيل السياسي ـ الطائفي

الحملةُ السورية عليها سببٌ أدعى لاستمرارها

المستقبل - الاربعاء 12 آب 2009 - نصير الأسعد

منذ أيام، لا يخفى أن ثمة حملةً سورية على حركة 14 آذار بشكل عام وعلى أمانتها العامة بشكل خاص. وهذه الحملة إعلامية سورية مباشرة من ناحية وسياسية عبر الأتباع والأبواق من ناحية ثانية. وتروّج الحملةُ لمقولة أن 14 آذار إنتهت وسقطت أو أن مبرّر وجودها زال.. في أقل تقدير.

من الواضح أن إعتقاداً سورياً "قام" على أن إختلاف رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط مع 14 آذار سيؤدي الى إنهيار الحركة بما أن جنبلاط مكوّن مؤسّس فيها. غير أنه من الواضح ـ في المقابل ـ أن "تعايش" الحركة مع "الصدمة الجنبلاطية" وعدم إنفراط عقدها، أصابا دمشق وأتباعها بـ"إحباط"، فكانت الحملةُ تعبيراً عن ذلك "الإحباط".

14 آذار: انتفاضة و"هويّة"

هذا في "المباشر". فماذا في العمق أكثر وماذا في ما يتجاوز اللحظة السياسية الفورية المباشرة؟

لقد مثّلت حركة 14 آذار، في "لحظتها" في العام 2005، إنتفاضةً شعبية ضد الوصاية السورية ونظامها الأمني، لكنها كانت في الوقت نفسه إعلاناً عن إنبثاق "هويّة" لبنانية ـ وطنية ـ مدنيّة عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق. وبـ"المناسبة"، كان الأمران مترادفَين. أي أن الإنتفاضة على الوصاية السورية لإنهائها وإسقاطها، ما كانت لتنجح في تحقيق هدفها الاستقلاليّ ـ السياديّ لولا أنها تمّت في رحاب هويّة عابرة للطوائف، شكّلت ـ أي الهوية ـ إيذاناً بدينامية للإنتقال بلبنان من "كيان للحرب الأهلية" مباحٍ أمام الخارج الى "كيان للعيش المشترك" مستقلٍّ سيّد يستعيد داخله من الخارج.

منذ اللحظة الأولى لإسقاط الوصاية وحتى اليوم، ينعقدُ الرهان السوري على "تحطيم" الهويّة التي عبَرت بلبنان الى مرحلة جديدة.

إخراج الطائفة الشيعيّة من النصاب

في البدايات، إنعقد الرهان السوري على التمثيل السياسي الشيعي كي يُفقد الاستقلال اللبناني الثاني نصابه السياسي والطائفي، وكي تمتنع على لبنان القدرة على إدارة نفسه بنفسه. أي أن الرهان السوري إنعقد على سحب الطائفة الشيعيّة عبر تمثيلها السياسي من معادلة الإستقلال ودولة الإستقلال. وقد أدى ذلك بالفعل الى "كربجة" خطيرة في الوضع اللبناني طيلة السنوات المنصرمة، ما جعل الحركة الاستقلالية في موقع الإضطرار في معظم الأحيان الى تسويات "على" الاستقلال والدولة أو الى تنازلات "عن" الإستقلال والدولة بسبب وجود طائفة خارج النصاب. لكن حركة 14 آذار استمرّت على الرغم من ذلك، وبقيت ساعيةً الى إنضاج ظروف جعل الاستقلال والدولة معطيَين ناجزَين.

المحاولة السورية عبر عون

ولم يتوقف الرهان السوري عند هذا الحد. أي لم يتوقف الرهان السوري عند حدّ محاولة "كربجة" الدينامية "اللبنانية" من خارج 14 آذار وبالإستناد الى "الشيعيّة السياسية" الموالية لسوريا. ذلك أن سوريا عملت على توجيه ضربة الى الحركة الإستقلالية من داخلها والدينامية "اللبنانية" عبر جزء من التمثيل السياسي الماروني ممثلاً بالجنرال ميشال عون و"التيار الوطني الحر". وافترضت دمشق أن إخراج عون وخروجه من 14 آذار سيحدثان زلزالاً لن تنهض 14 آذار منه. لكن الحسابات السورية كانت خاطئة. فلم "تنتهِ" 14 آذار، ليس فقط لأن التمثيل السياسي المسيحي لم يتبع كله عون، بل لأن الحالة المسيحية العامة وجدت نفسها في الهوية التي أتت لحظة 14 آذار تعلن قيامتها، ووجدت أن هذه الهوية هي التي سوف "تركّب" البلد، ولأن إنحدار عون من "اللبناني العام" الى "الطائفة" تمّت قراءته مسيحياً ـ ولبنانياً ـ على أنه تفريطٌ بإمكان النهوض بلبنان كياناً للعيش المشترك وبلبنان المستقل الحر.

الهزّة الجنبلاطية.. و"المناعة"

ومن دون إطالة، ها هو الرهان السوري ينعقد مجدداً على أن يسدّد إعتقاد وليد جنبلاط بوجود "خصوصيّة درزيّة" في حد ذاتها ضربةً الى 14 آذار هويةً ودينامية. لكن مناعة 14 آذار ـ بمعانيها العميقة ـ أحبطت الرهان السوري، خصوصاً أن الهويّة العابرة للطوائف تخاطبُ مستقبل كلّ الطوائف.

سوريا وسياسة "المفرّق"

من هنا، وإذا كان سببُ الحملة السورية على 14 آذار وأمانتها العامة، هو ـ في المباشر ـ إستمرارُ 14 آذار حتى بإبتعاد جنبلاط، فإن السبب الأهم هو أن إستمرار 14 آذار يشكّل "العقبة" في وجه كل مسعى سوري الى تفكيك البلد مجدداً الى "عناصره الأولى". ذلك أنه لا يخفى، بل لم يعُد جائزاً أن يخفى، أن السياسة المفضّلة لدى دمشق هي سياسة التعاطي مع لبنان بوصفه طوائف متجاورة ومتنافرة في آن وبـ"المفرّق". وهي سياسةُ التعاطي مع كل طائفة على حدة، وأن تكون سوريا مرجعية كل طائفة فلا تنفتح واحدة على الأخرى إلا عبر سوريا وبـ"إذنها". وتلك كانت السياسة السورية في مرحلة الوصاية المباشرة على لبنان، وهي نفسها اليوم في لحظة البحث السوري عن دور متجدّد في لبنان.

.. لكن 14 آذار العقبة

إذاً، إن الحملة على حركة 14 آذار تهدف الى إسقاطها، بالضبط لأن لها كل المعاني السالفة، ولكون إسقاطها "نصراً معنوياً" تبحث سوريا عنه كي تقول إن "مرحلة 14 آذار 2005" إنتهت ولبنان دخل في مرحلة مختلفة. والحملةُ على الأمانة العامة هي في السياق نفسه تهدف الى إنهاء كل ما تجسّده هذه "المؤسسة" الـ14 آذارية.. وأهم ما تفعله هذه الأيام أنها تجسّد الإستمرارية، وتجسّد "الوصل" القائم حالياً بين القوى السياسية الصامدة على 14 آذاريتها من ناحية والرأي العام "المدنيّ" العريض العابر للطوائف من ناحية أخرى. بل لا مبالغة في القول إن صمود القوى السياسية ودور الأمانة العامة هما معاً الحماية التي يحتاجُ إليها العمل السياسي الوطني الإستقلالي، بما في ذلك بل في مقدّمه عمل زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري كرئيس لحكومة لبنان.

 

النائب جنبلاط التقى وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة في كليمنصو: ندعم تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتوافق الوطني واحترام الدستور

النائب رعد: لم نطلع على اي تعقيدات تعطل تشكيل حكومة الشراكة

وطنية - التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عند التاسعة من مساء اليوم في دارته في كليمنصو وفدا من كتلة الوفاء للمقاومة ضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد، والنائبين علي عمار ونواف الموسوي، في حضور وزير الأشغال العامة غازي العريضي، وزير الدولة وائل ابو فاعور، والنائبين اكرم شهيب وعلاء الدين ترو، نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس وتيمور جنبلاط .

النائب رعد

ودام اللقاء قرابة الساعة، قال بعده النائب رعد:"اولا اللقاء مع وليد بك كان محددا قبل يومين ولا علاقة له اصلا باللقاء الذي حصل اليوم، وعلى اية حال كل تواصل بين مكونات القوى السياسية اللبنانية سيفضي الى خير ان شاء الله". أضاف:"لقاؤنا اليوم هو في سياق برنامج التواصل الدوري الذي وضعناه في سياق تنقية الاجواء والتهدئة والتفكير بمستقبل هذا البلد على قاعدة توحيد القوى السياسية وفق رؤية وطنية واحدة تجسدها حكومة وحدة وطنية، تتحقق فيها شراكة حقيقية فاعلة". وسئل عن العقد التي لا تزال امام تشكيل الحكومة فقال:"لم نبحث بهذا الامر في الحقيقة، وهذا الموضوع لا يزال عند الرئيس المكلف ولا ندري ان هناك عقدا تمنع التشكيل". وردا على سؤال حول ما يقال عن ان العماد ميشال عون يشكل العقبة الاساسية امام تشكيل الحكومة وما اذا كان "حزب الله" يتدخل لازالة هذه العقبة اجاب:"نحن لم نطلع على اي تعقيدات تعطل تشكيل الحكومة ولذلك نطالب بالاسراع في التشكيل."

وردا على سؤال حول توزيع الحقائب اوضح رعد انه لم يتم البحث في هذه التفاصيل بل في موضوع تنقية الاجواء فقط. وعما اذا كان النائب جنبلاط سوف يحضر مهرجان 14 اب قال النائب رعد: "هذا يعود له وقد وجهنا له دعوة لحضور المهرجان وله ان يتصرف."

النائب جنبلاط

من جهته قال النائب جنبلاط "ان كل الافرقاء مجمعون على تشكيل الحكومة وفق القواعد التي اتفق عليها، او التي رسمها الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري على اساس احترام الدستور والتوافق لا اكثر ولا اقل. ليس هناك من جديد سوى كما وذكرت تأخر الموضوع نتيجة سوء تفسير لموقفي، وأؤكد مجددا اننا ندعم تشكيل حكومة الوفاق الوطني والتوافق الوطني واحترام الدستور".

 

النائب جنبلاط بعد لقائه الرئيس المكلف في "بيت الوسط": أكدت دعمي الكامل لتشكيل الحكومة وفق صيغة الوفاق الوطن

وطنية - اكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد لقائه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في "بيت الوسط" "دعمه الكامل لتشكيل الحكومة وفق صيغة الوفاق الوطن. وكل الأفرقاء يؤكدون دعم الرئيس المكلف الحريري لتشكيل الحكومة". أضاف: "هذه الحكومة ليست فقط حكومة وفاق عربي يدعم ويسهل الوفاق الوطني". ورافق النائب جنبلاط وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي والوزير وائل ابو فاعور والنائب مروان حماده والسيد نادرالحريري.

 

الزغبي: المسألة تتطلب إعادة الفكرة الكيانية الأساسية للبنان

جمال العيط ، الثلاثاء 11 آب 2009/نهارنت

اعتبر عضو قوى 14 آذار المحامي الياس الزغبي أنّ "مواقف النائب وليد جنبلاط الجديدة ساهمت إلى حدٍّ كبير في إعاقة وعرقلة تشكيل الحكومة العتيدة"، لافتاً إلى أنّه "بالرغم من كل الدوافع والحيثيات السياسية، شكّلت خطوته عاملاً مؤثّراً إلى حدٍّ ما في تشكيل الحكومة".

 وإذ نفى أن تكون قوى 14 آذار المسؤولة عن البطء في تشكيل الحكومة، قال الزغبي: "إنّ المسألة تتطلب إعادة الفكرة الكيانية الأساسية للبنان، بمعنى أن تلتقي جميع طوائفه على الأولويات، أي أن يكون لبنان أوّلاً في السيادة والحرية والاستقلال والديمقراطية"، مشيراً إلى أنّ "هذه الأولويات هي الغطاء الكبير الذي يغلف هذه المرحلة الأساسية، ومن دونه تشكل مسألة التوازنات في الحكومة الجديدة الحساسية في التشكيل بمعنى أن الأكثرية يجب أن تعرف بشكل واثق أين تقف الآن عمليّاً".

 وعلى مستوى توزيع الحقائب، تساءل الزغبي "هل ما زال للأكثرية 15 وزيراً؟"، لافتاً إلى أنّه "إذا لم يمتثل وزراء اللقاء الديمقراطي وأصروا على الوقوف في الوسط، سوف يكون هناك صياغة جديدة لتوزيع التوازنات في الحكومة". وأكّد أنّ "هذه هي المسألة الأساسية التي تعرقل تشكيل الحكومة الآن، يُضاف إليها النوازع الشخصية المتمثلة بوضوح في موقفين شخصيين، الأول للعماد ميشال عون من خلال إصراره على توزير صهره جبران باسيل، والثانية للوزير طلال إرسلان المُصرّ على أن تكون حصته من ضمن المعارضة وليس من حصة النائب جنبلاط".

 ورأى الزغبي أنّ "السياسة السورية تتعامل الآن مع هاتين المسألتين بكثير من الجدية والموضوعية في محاولة  لإرضاء المرجعية العربية والدولية، وهذا ما يجهد النظام السوري لإظهاره". مشيراً إلى أنّ "المشكلة اليوم هي على مستويين: المستوى المبدئي أي أن تكون الأكثرية أكثرية في الحكومة وذات قدرة على التحرك من خلال عدد الوزراء والحقائب، والمستوى الثاني هو العِقَد التي تطرحها أطراف في الأقلية".  ولاحظ الزغبي "الحرص المفرط من قبل دمشق وحلفائها في لبنان وتحديداً "حزب الله" على الإسراع في تشكيل الحكومة"، عازياً السبب إلى أنّ "هذين الطرفين أي سوريا وحزب الله ومن ورائهما إيران، يعتبرون أنهم أمام فرصة ثمينة جسّدها وقدّمها لهم جنبلاط، ويحاولون أن يستثمروا هذه الفرصة قبل حدوث أي تغييرات تؤدي إلى تغيير نتائج الانتخابات، أي أن تكون هناك أكثرية مريحة لـ 14 آذار في الحكومة وفي القرارات".

 وإذ أكّد أنّ " اللفتة التي تبديها دمشق وكذلك "حزب الله" والآخرون هي دليل على أنّ هناك استغلالاً للفرصة التي أتاحتها حركة جنبلاط، ولتطورات معينة في المناخ العربي والدولي تصب في مصلحة الثنائي أي سوريا و"حزب الله". ولفت الزغبي إلى أنّ "المعارضة وتحديداً "حزب الله" يتعاطى مع توزير الدكتور عدنان السيد حسين على أنه يصب في مصلحته لجهة أنه يمنح الحزب الثلث المعطل، إلا أنّ هذا ليس صحيحاً إطلاقاً والجميع يدرك واقع أن السيد حسين تم الإتفاق على توزيره من حصة رئيس الجمهورية في الحكومة".

 

بان يؤكد أن الوضع في الجنوب سيبقى هشاً إلى حين وقف إطلاق النار ويطلب من مجلس الأمن تمديد مهمة "اليونيفل"

نهارنت/الثلاثاء 11 آب 2009

أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس مجلس الأمن بتجديد مهمة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" 12 شهراً إضافية، من دون إدخال أي تعديل على مهماتها الواردة في القرار 1701، واصفاً الوضع في الجنوب بأنه "سيبقى "هشاً" إلى حين التوصل إلى وقف دائم للنار".

وفيما لاحظ بان بحسب ما نقلت صحيفة "النهار"،  أن "إنفجار مخزن غير مهجور للذخيرة يرجح أنه كان تحت سيطرة "حزب الله" في خربة سلم، مما يشكل انتهاكاً واضحاً للقرار"، أكد أن "إستمرار الإحتلال الإسرائيلي لجزء من قرية الغجر ومنطقة متاخمة لها، يمثل انتهاكاً أيضاً"، ودعا إسرائيل إلى "الإنسحاب من المنطقة وإلى وقف انتهاكاتها الجوية للأجواء اللبنانية التي تساهم في التوتر".

وجاء في الرسالة التي وجهها الأمين العام إلى رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى المنظمة الدولية السفير جون سويرز، أنه "يطلب من مجلس الأمن أن ينظر في مسألة تجديد ولاية "اليونيفيل" التي ستنتهي في 31 آب الجاري، بناء على طلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، تمديد مهمة القوة سنة واحدة أخرى من دون إدخال تعديل عليها"، وأضاف: أن "القوة تواصل الإضطلاع بدور حاسم على صعيد ضمان السلم والإستقرار في جنوب لبنان وضمان احترام الخط الأزرق تماماً".

 وأوضح بان أن "البعثة شكلت عامل ردع قوياً لمعاودة الأعمال العدائية وأرست الأسس التي يمكن، بل يجب الإستناد إليها في بناء العملية الرامية الى تحقيق وقف دائم للنار". وقال إنه "إلى أن يتسنى ترسيخ وقف الأعمال العدائية بوقف دائم للنار، سيظل الهدوء الذي يشهده حالياً جنوب لبنان هشاً".

ورأى الأمين العام أنه في ما يتعلق بانفجارات خربة سلم، تشير "الإستنتاجات الأولية... إلى أن الانفجارات تسبب بها تفجر الذخيرة التي كانت في مبنى خزنت فيه كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة". وأشار إلى أنه "حتى الآن، لا وجود لأي دليل يشير الى أن الأسلحة والذخيرة الموجودة في المبنى قد هربت الى منطقة عمليات القوة منذ اتخاذ القرار 1701"، موضحاً أنه "ثمة عدد من المؤشرات التي توحي بأن المستودع كان تحت سيطرة "حزب الله"، وبأن المستودع... لم يكن مهجوراً، بل كان موضع تعهد مستمر".

وأحيطت القوة علما بأن بعض الأفراد الذين كانوا في مكان الانفجارات في 15 تموز هم عناصر تنتمي الى حزب الله". وشدد على أن "وجود الأصول أو الأسلحة غير المأذون به في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يشكل انتهاكاً واضحاً لقرار مجلس الأمن 1701". وحض القوات المسلحة اللبنانية على تكثيف جهودها، بمساعدة "اليونيفيل"، من أجل "منع تهريب الأسلحة المحتمل عبر نهر الليطاني". وذكر أنه "عقب الانفجارات، قام مدنيون في 15 تموز و 18 منه بمحاولات لعرقلة حرية حركة القوة. وأدت أعمال قذف الحجار في 18 تموز الى اصابة حفظة السلام التابعين للقوة بجروح. ويساورني القلق من محاولات عرقلة حرية حركة القوة".

ولفت الى حادث آخر حصل حين اقترب نحو 30 مدنيا من الخط الأزرق، وعبره بضعة أفراد من المجموعة، في 17 تموز الماضي قرب موقع للأمم المتحدة في جوار كفر شوبا، قائلاً إن "المدنيين كانوا يحتجون على أعمال بناء يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الجزء الجنوبي المحاذي مباشرة للخط الأزرق، في منطقة مزارع شبعا".

 

المستقبل:الحريري مصمم على تشكيل الحكومة بسرعة ودون تسرع

وكالات/أثنت كتلة "المستقبل" النيابية على تصميم الرئيس المكلف وجهده المتواصل لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بسرعة ودون تسرع، وتمنت الكتلة على الرئيس المكلف ان يبقى على ثباته وتصميمه. وأكدت الكتلة خلال اجتماعها الاسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة تمسكها بمبادئ قوى 14 آذار "التي التزمتها في الوثيقة الصادرة عنها في 26 أيار 2009، والتي اقترعت لها غالبية اللبنانيين لما تمثل تلك المبادئ من اقتناع حاسم بنهائية لبنان ككيان وعروبته وأيمانه بالعيش المشترك والسلم الاهلي ورفض التوطين والعدالة الاجتماعية، وانطلاقا مما عبر عنه اتفاق الطائف الذي ينبغي العمل على استكمال تنفيذ مندرجاته". وعرضت الكتلة مراحل تأليف حكومة الائتلاف الوطني والعقبات التي تواجهها والجهود المثابرة التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة التي تتحقق فيها أهداف اللبنانيين من استقرار وتنمية وازدهار. من جهة ثانية، استنكرت الكتلة في بيان " التهديدات الاسرائيلية المثيرة للهواجس ومضمونها وتكرارها ومحاولتها للتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة"، وأكدت رفضها لها، داعية اللبنانيين الى الوقوف صفا واحدا في وجهها والتنبه لمحاولات اسرائيل الدائمة لاستدراج لبنان الى وضع يخدم مخططات العدو الاسرائيلي، وأكدت أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والسلم الاهلي شعارا ومضمونا.

 

نديم الجميل: لا يمكن القبول بتوزير الخاسر في الانتخابات 

١١ اب ٢٠٠٩ /شدد النائب نديم الجميل على "ضرورة ترجمة الانتصار الانتخابي لقوى الرابع عشر من آذار في الحكومة"، مشيراً الى أنّه "لا يمكن القبول بتحويل خسارة فريق الثامن من آذار الى نجاح لهم في الحكومة، خصوصاً ان الشعب اللبناني قال كلمته التي يجب احترامها، وبالتالي لا يمكن القبول بتوزير الخاسر في الانتخابات". الجميل، وبعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الديمان، أعلن ان الزيارة هي لتهنئة البطريرك على جهود المصالحة المسيحية، داعياً الى استمرارها "من أجل تحقيق مصالحة الفرقاء المسيحيين عامة والموارنة خاصة لبلسمة الجرح المسيحي نهائياً".

النائب المر عرض الاوضاع مع رئيس "تيار التوحيد": في الوقت المناسب أطلب قصر الرئاسة في سوريا لتحديد موعد

بداية الحلحلة ستظهر بعد الاجتماع بين الرئيس المكلف وجنبلاط

وهاب: على جميع الافرقاء التنازل حتى نصل الى الحل المطلوب

وطنية- استقبل النائب ميشال المر في مكتبه في عمارة شلهوب ظهر اليوم، رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب الذي نقل اليه أجواء الاتصالات حول تأليف الحكومة، والتطورات التي رافقت مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة.

بعد اللقاء أكد وهاب انه لا يقوم بأي وساطة سورية، ولا يحمل اي رسالة من العماد ميشال عون، بل تأتي زيارته "في إطار التشاور مع النائب المر الذي يتمتع بخبرة سياسية وصدقية في علاقاته الداخلية مع كل الأطراف، وصولا الى موقعه السليم في علاقاته مع سوريا، التي حافظ عليها في أحلك الظروف في الماضي، وفي الحاضر".

وقال: "هذه الزيارة ليست الأولى للرئيس المر، لكنها علنية إعلامية هذه المرة. إن الرئيس المر هو أول من ساهم في كسر الاصطفاف السياسي الحاد في البلد، الذي تعب منه اللبنانيون، وكان دائما لديه التوجه نحو توحيد الصف على القضايا الكبرى، وطالما كان فاعلا، وإذا كان البعض منكم يسألني إذا كنت أنقل اليه رسالة من سوريا، اقول لكم أن الرئيس المر لا يحتاج الى وسيط بينه وبين القيادة السورية، فالعلاقة التي تربطه مع سوريا كانت قبلنا، وقد احتفظ بها في أصعب الأوقات، عندما ضرب الجنون كل الناس، كان هو العاقل".

أضاف: "إن الرئيس المر له دور كبير في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة وفي حلحلة العقد القائمة، وهو حريص مثلنا على تسهيل مهمة الرئيس المكلف والإسراع بتأليف الحكومة التي لا يجوز ان تطول أكثر، ولا سيما انه قد توافق الجميع على تجاوز العقد الصغيرة ونحن نراهن على مبادرة الحريري باتجاه حلحلة العقد وتذليل العقبات".

وحول احتمال نقل رسالة من الرابية قال: "لا أقوم بأي وساطة بين المر وعون، فالعلاقة بينهما ملكهما وهما أدرى بطريقة المعالجة ولديهما الحكمة بما يكفي لذلك".

وهل لا يزال على رأيه في موعد التشكيل الى الخريف المقبل، أجاب: "قلت ان الحكومة في أيلول لكن كلام الرئيس بري كان معاكسا لذلك، ولا سيما ان الرئيس بري ليس فقط شيخ المعارضة، فهو رقم اساسي في البلد وصار هناك بعض الحسابات الخاطئة التي أخرت تشكيل الحكومة".

ولفت وهاب الى "وجود تفاؤل أكثر اليوم وتحركات معينة ولقاءات مهمة هذا المساء تصب كلها في اتجاه واحد وعلى كل الأطراف التنازل حتى نصل الى الحل المطلوب".

وردا على سؤال قال: "الرئيس الحريري يريد الاحتفاظ ببعض الحقائب له، وهذا حقه، وفي المقابل يجب ان يعطي حقائب أخرى بالأهمية نفسها الى المعارضة مقابل تلك التي يريد الاحتفاظ بها".

سئل: ما رأيك في كلام الوزير طلال أرسلان انه يريد حقائب من ضمن حصة المعارضة؟

اجاب: "النائب ارسلان زعيم موجود وجزء أساسي من المعارضة ويجب ألا يحصر قضيته بهذا الموضوع فهو أكبر من هذا الشأن المطروح".

النائب المر

بدوره قال النائب المر: "هذه ليست الزيارة الأولى للوزير وهاب، فهناك زيارات متكررة بعيدا عن الإعلام وهو صديق محترم، اما في ما يعود للحكومة، رأيي انه يجب ان تشكل الحكومة في غضون خمسة ايام، وكل الجهود منصبة الأن لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، يضاف الى ذلك الجهد الذي يقوم به رئيس الجمهورية والدعم الذي يساعد بالنتيجة على حلحلة الأمور اليوم، او غدا لإنهاء هذا الموضوع. هناك اتصالات ستتم خلال ال 24 ساعة المقبلة، وهناك اجتماع بين الحريري ووليد بك مفروض ان يتم هذا اللقاء وبنتيجته ستظهر الحلحلة او بداية الحلحلة".

سئل: هل ان الوزير الياس المر سيكون في الموقع الذي يشغله؟

اجاب: "ما أعرفه ان مرشحي للحكومة هو الياس المر، وأي حقيبة يقررها الرئيسان نقبل بها، ونرى التركيبة التي ستنتهي اليها الحكومة".

سئل: "ما هي صورة التحالفات الجديدة، ومن هي الكتلة الوسطية اليوم بعد هذه الاصطفافات؟

اجاب: "المهم بالكتلة الوسطية التي حوربت عبر الاعلام واتهمت انها رديف لحركة 14 آذار، وانها أميركية، وغير ذلك، نراهم اليوم بحاجة الى مثل هذه الكتلة، نراهم اليوم يشيدون بها، نحن ننتظر تأليف الحكومة بعدها نتشاور مع فخامة الرئيس ومع دولة رئيس الحكومة وفي ضوء ذلك نرى كيف سنعمل لانعاش التيار الوسطي، الذي أصبح ضرورة في البلد".

سئل: هل سنشهد لك زيارة الى سوريا قريبا؟

اجاب: "في ما يعود لزيارتي الى سوريا، لست انتظر الشيخ سعد ليزور دمشق او وليد جنبلاط، ولا انتظر اي وسيط ولا اي دعوة، انا عندي قناعات وطنية لا تتغير وحتى في الأيام الصعبة ولم اتناول في مواقفي التهجم على سوريا، قناعتي هي عندما أرى ان الوقت مناسب أطلب قصر الرئاسة في سوريا وأطلب موعدا.

سئل: هل عندك حنين للزيارة؟

اجاب: "ليس الموضوع موضوع حنين، فلا ننسى انه خلال 12 سنة صداقة وكنت عضوا في المجلس الأعلى اللبناني - السوري، كنت وزيرا وعلى تواصل دائم لأنني كنت أشغل وزارات أمنية كبيرة، وكان الأمن السوري هو الموجود في البلاد، وهو كان يساعدنا على الأرض، اذا هذه العلاقات لا تمحى من أول هبة هواء، ولست بحاجة لزيارة سعدنايل، او مكان آخر لأذهب الى الشام، ولا أنتظر أي فئة لتأخذ مواقعها، موقعي محفوظ أحافظ عليه وأحترم قناعاتي".

سئل: ماذا عن الطعون المقدمة من "التيار الوطني الحر"؟

اجاب: "انا اتحدث عن شيء من صلاحية القضاء، هذا أمر غير دستوري، القضاء يحكم بالطعن اذا كان التيار أكيدا مما يقول، فنحن أكيدون كذلك، وعلى القضاء الفصل في الأمر".

سئل: كيف تقرأ المواقف الاخيرة للنائب جنبلاط؟

اجاب: "ان شاءالله تحل اليوم، ولكن كيف قرأت المواقف الاخيرة، انا لا أقرأ انما أحلل، أنا الموقف اسمعه كما يقول صاحب العلاقة، سمعته ولم أعلق لأني لم احب الفكرة، وهذا شأنه، واليوم يمكن ان تحل ويدلوا بتصريح ولننتظر ماذا سيقولون".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 11 آب 2009

النهار

في معلومات لمسؤول سابق أن الجهة التي استطاعت إخراج العماد ميشال عون من قوى 14 آذار هي نفسها التي استطاعت إخراج النائب جنبلاط منها.

استغرب سفير دولة كبرى عدم انشاء خلية متخصصة تضم ممثلين مؤهلين من رئاستي الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين لمتابعة الاتصالات الحثيثة الجارية حول إحياء عملية السلام، ووضع اقتراحات لصوغ الموقف الرسمي تجنباً للاجتهاد الشخصي.

اقترح قريبون من الرئيس ميشال سليمان إبدال وزارة الدفاع بوزارة الخارجية.

السفير

عبر دبلوماسي عربي عن استيائه من تصريحات أدلت بها أكثر من جهة حول التحضيرات الجارية لزيارة شخصية سياسية إلى دولة عربية.

تلقى مرجع سياسي تقريراً دبلوماسياً، يفيد بأن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، لم يتفهم خطوة النائب وليد جنبلاط، على الرغم من أن التسريبات قالت عكس ذلك.

قرر حزب بارز الاعتصام بالصمت حيال التطورات الأخيرة في "14 آذار"، على قاعدة "أن المسك يفترض أن يكون في الختام".

المستقبل

تعقد الدول المساهمة في "اليونيفيل" اجتماعاً في مجلس الأمن الخميس، في حين يعقد المجلس مشاورات مغلقة حول وضع هذه القوة في العشرين من الجاري.

لاحظت مصادر عربية، أن الخارجية المصرية قررت تعزيز طاقمها الديبلوماسي في أنقرة في خطوة مماثلة لإسرائيل، نظراً لأهمية الدور التركي في المنطقة.

تقول أوساط عربية إن تقاطعاً في التوقعات حصل بين عدد من الدول منذ شهر، بشأن الوضع السياسي اللبناني الواقعي.

اللواء

تساءلت أوساط سياسة لبنانية عن الأسباب التي قضت باستبعاد مرجعيتين كبيرتين في المعارضة لترتيب العلاقة السورية - الجنبلاطية·

لم تُحدِّد عاصمة معنية موعداً لشخصية معارضة، تطمح لعدم استبعادها من التركيبة الجديدة·

يقول قيادي في الأكثرية إن الموقف الجنبلاطي جرى تبريده مع <تيار حليف>، لكنه بقي ساخناً مع مسيحيي 14 آذار·

الشرق

اوساط وزارية نقلت معلومات مغلوطة عن ديبلوماسي غربي قالت انه ابلغها عن تحذيرات فيما صدر عن السفير المشار اليه العكس!

سياسي حزبي جال على مسؤولين من لون واحد في الاونة الاخيرة ما اكد عدم وجود تفاهم واقعي مع من هم على تباين مواقع اقليمية معه؟!

وزير سابق اعاد التذكير بالاشهر السبعة التي امضاها الرئيس رشيد كرامي لتشكيل حكومته من غير ان تصدر عن خصومه انذاك استفزازات من النوع الحاصل حاليا (...)

 

البطريرك صفير استقبل المطران عيد ووفدا اغترابيا وهيئات وطالب امام وفد اتحاد بلديات بشري بايلاء القضاء الاهتمام اللازم

النائب فرعون: لتأليف حكومة تحترم ارادة الناخبين ولا تضم خاسرين

النائب نديم الجميل: لن نرضى الا بحكومة تترجم نجاح قوى 14 آذار

جو سركيس:"القوات" ملتزمة الانتماء العربي للبنان والقضايا العربية

وطنية - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لقاءاته، صباح اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقبال النائبين ميشال فرعون ونديم الجميل.

وقال النائب فرعون بعد اللقاء: "قمنا بجولة أفق مع سيدنا حول الأخطار الخارجية والداخلية وانعكاسات المواقف الاخيرة والتهديدات الاسرائيلية على الوضع العام. ومن هذه الأخطار استخدام لبنان ساحة للصراعات والخلافات العربية، وهذا الاستخدام له دائما له نتائج سلبية، والعكس صحيح. وعندما تدخل على الخط عوامل اقليمية غير عربية فان هذه الأخطار تزداد والذرائع الاسرائيلية كذلك، وكلنا في سفينة واحدة".

واضاف: "ان حركة 14 آذار ومبادئها بما فيها لبنان العربي المستقل اولا ليست وليدة اليوم، بل حتى بعد الاستقلال والدستور الاول واتفاق الطائف ومؤتمر الحوار والقرارات العربية والدولية. وعلينا ان نتمسك بها كمبادىء كأكثرية بمشاركة المعارضة واي تقوقع او أولوية لمصلحة اية طائفة على حساب الوطن يزيد من الازمة، وكل عوامل الازمة العربية والاقليمية والطائفية والمذهبية موجودة عندنا. وعلينا ان نفكك الالغام ولا نزيدها ونغتنم الفرص لهذا الهدف".

واضاف: "ان استهداف ميشال شيحا احد صناع الدستور ومهندسي الصيغة اللبنانية، لبنان الحرية والليبرالية والعيش المشترك والسلم الاهلي نقيض الصيغة الصهيونية، وهو رمز من نبه من خطورة الصهيونية على لبنان قبل الجميع، واستهدافه بشكل نعتبر اننا في غنى عنه في هذه الايام الصعبة".

وتابع: "نأمل ان يصار الى تأليف حكومة تحترم ارادة الناخبين ولا يكون فيها وزراء ممن رسبوا في امتحان الشعب، وتعود عقب ذلك الامور الى الانفتاح التدريجي والى الوسطية التي تعمل على تحييد لبنان عن الصراعات والتزام القضية الفلسطينية ومنع التوطين كما عمل له ميشال شيحا، وليس وسطية بمعنى ترك الساحة فريسة المطامع وكل فريق يعمل لخلاص نفسه بيده، وهذا لا يساعد لبنان على الخلاص، على ان نعمل على تحصين ما يجمعنا بدل التشديد على ما يفرقنا".

النائب نديم الجميل

اما النائب الشيخ نديم الجميل فقال: "أردنا في هذه الزيارة تهنئة صاحب الغبطة بالمصالحة المسيحية التي تمت ولنؤكد له ان هذه الضمانة الاساسية لبلسمة الجرح المسيحي وخصوصا الماروني، وان هذه المصالحة يجب ان تتوالى فصولا وتضم كل الأفرقاء المسيحيين.

اضاف:"من ناحية ثانية، بحثنا في موضوع الحكومة الجديدة واكدنا اننا لن نرضى الا بحكومة تترجم نجاح 14 آذار وفوزها في الانتخابات، ولن نقبل ان تتحول الخسارة التي منيت بها قوى 8 آذار الى انتصار داخل الحكومة، وهذا غير مقبول، لان عندنا مصداقية تجاه الناخبين الذين انتخبوا فريق 14 اذار والسيادة في لبنان، ولن نرضى ابدا بتوزير أي خاسر في الحكومة الجديدة".

جو سركيس

الى ذلك، التقى البطريرك الماروني الوزير السابق جو سركيس يرافقه نجله جورج، وقال سركيس على الأثر: "بحثنا مع صاحب الغبطة عن الجهود والمساعي التي تقوم بها الرابطة المارونية من اجل اتمام المصالحات الوطنية واهمها المصالحات في الشمال. وقد اكد غبطته عن دعمه وتشجيعه لاتمام هذه المصالحات وتمنى على الجميع المضي قدما في هذا التوجه من اجل توحيد الآراء بين المسيحيين واللبنانيين بالنسبة الى المواضيع الاساسية والوطنية والسياسية. لا شك ان هناك كثيرا من المواضيع المهمة يجب ان يتفق عليها معظم المسيحيين، كما ان هناك مواضيع خلافية كبيرة ومهمة ونحن نقول: يجب ان نجلس كقيادات مسيحية الى طاولة واحدة يمكن ان تكون طاولة الرابطة او غيرها لكي نبحث في الامور المتفقين عليها حتى نجد حلولا تكون في مصلحة المسيحيين واللبنانيين، منها، مثلا، موضوع رئاسة الجمهورية في ظل اتفاق الطائف وروحيته".

اضاف: "وفي المناسبة، أحب ان اثير الكلام الذي نسمعه بشكل مفاجىء وهو قديم وهو التشكيك بموقع "القوات اللبنانية" من حيث الانتماء العربي والهوية العربية للبنان والقضايا التي يلتزمها لبنان. انني اذكر هؤلاء بان "القوات اللبنانية" هي اول المدافعين عن اتفاق الطائف الذي يذكر بكل وضوح انتماء لبنان العربي وتبنيه للقضايا العربية، في الوقت الذي كان هناك غير "القوات اللبنانية" يحارب هذا الاتفاق بكل الوسائل. وعلاقة "القوات اللبنانية" الجيدة مع العديد من الدول العربية الصديقة والزيارات التي قامت بها قيادة "القوات اللبنانية" لبعض الدول العربية واللقاءات التي حصلت مع المسؤولين الكبار فيها تدل على مدى التزام "القوات الانتماء العربي للبنان".

وعن الحديث عن تدريب "القوات" لخلايا عسكرية، قال: "هذا حديث مرفوض كليا، وما اقوله انه كما ان اسرائيل تهدد لبنان وتهول عليه، نرى هناك بعض الاصوات التي تهول وتتهجم على "القوات اللبنانية". وكما ان الشعب اللبناني يرفض التهجم الاسرائيلي ويدافع عن لبنان، فان "القوات اللبنانية" ايضا لن ترضخ لهذه التهويلات هذه".

وعن المصالحات المسيحية وهل قطعت شوطا مهما، قال: "نحن كقوات لبنانية اعلن اننا مستعدون للقاء كل القيادات المعنية بهذا الموضوع تحت رعاية مظلة سيدنا البطريرك. ونحن مستعدون في أية لحظة ان نلبي اية دعوة للقاء اي شخص نعتبر اننا على نزاع معه، وبالتالي نحن جاهزون وربما غيرنا يريد ان يعطي بعض الوقت للموضوع".

المطران فرنسوا عيد

واستقبل البطريرك صفير راعي أبرشية مصر للموارنة المطران فرنسوا عيد يرافقه رجل الاعمال من اصل لبناني انطوان شاعر اللذين وضعاه "في اجواء اوضاع ابناء الطائفة في مصر وترميم المؤسسات والمطرانية والمدارس المارونية في مصر ولا سيما كنيسة مار مارون الجديدة".

وفد اغترابي كندي

ثم استقبل وفدا اغترابيا من كندا ضم النائب في ولاية البرتال الكدنية محمد عميري وخادم رعية سيدة السلام - كالغاري الأب اسبر انطون وعميد كلية الادب الفرنسي في جامعة كالغاري الدكتور انطوان ساسين، ورجل الاعمال رئيس المجلس الرعوي ميشال مغني و"الزيارة كانت لشكر البطريرك صفير على رعايته احتفال تدشين كنيسة سيدة السلام في كالغاري ولنيل البركة. وكان بحث في اوضاع الجالية اللبنانية في ولاية البرتا الكندية".

وفد اتحاد بلديات بشري

والتقى البطريرك الماروني رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي وعددا من رؤساء البلديات في القضاء وممثلين للمؤسسات السياحية في لبنان وكان حديث في اجواء الجلسة التي ينظمها الاتحاد لممثلي الهيئات السياحية وعلى المواقع الاثرية السياحية والدينية في قضاء بشري. وأثنى البطريرك على "جهود اتحاد البلديات الهادفة الى النهوض بالقطاع السياحي"، املا ان "تولي الوزارات المعنية هذا القطاع الاهتمام اللازم لتطوير مرافقه والبنى التحتية للخدمات، وبخاصة ان هذا القضاء مصنف في لائحة التراث العالمي ما يوجب على الدولة اللبنانية تطبيق مفاعيل هذا التصنيف وتأهيل المرافق السياحية لاستيعاب اعداد السياح المتزايدين سنويا".

وأطلع الشدراوي البطريرك صفير على "المراجعات التي يقوم بها اتحاد البلديات في هذا الشأن مع الوزارات المختصة وعلى عمل المكتب السياحي الذي انشأه الاتحاد لمواكبة الحركة السياحية في القضاء والعمل على تلبية الحاجات الاساسية في هذا المجال".

حارس شهاب

والتقى البطريرك صفير الامين العام للجنة الوطنية للحوار الاسلامي- المسيحي الامير حارس شهاب، وجرى عرض المستجدات الراهنة، واستبقاه البطريرك على الغداء الى مائدة الديمان.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين الصفدي وقانصو ووفدا من الصناعيين: التهديدات الاسرائيلية المتكررة تدعونا الى العمل على تمتين الصف الداخلي

والاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تتخطى المصالح الشخصية والذاتية للأطراف

وطنية- رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن التهديدات الاسرائيلية المتكررة بشكل شبه يومي في الآونة الاخيرة والتي تكشف النيات المبيتة لحكومة العدو تجاه لبنان، تدعونا الى العمل الجاد على تمتين الصف الداخلي ورص الصفوف والاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تتخطى المصالح الشخصية والذاتية للأطراف، وتعكس وفاق اللبنانيين حيال الخطر الذي يتهددهم ويعبر عنه المسؤولون الاسرائيليون بوضوح". وأشار أمام زواره اليوم الى "أن الاوضاع الاقتصادية الجيدة وحركة السياحة المزدهرة التي يشهدها لبنان هذا العام تفترض بالقيادات السياسية قراءة موضوعية لمسار الامور والمساعدة في تأمين المظلة الحكومية التي تعزز هذا الواقع وتؤسس لمرحلة تطبيق الانماء المتوازن".

الوزيران الصفدي وقانصو

وكان الرئيس سليمان عرض مع كل من وزيري الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي والدولة علي قانصو الأوضاع السياسية الراهنة والاتصالات الجارية ذات العلاقة بتشكيل الحكومة الجديدة.

النائب السابق سكر

واستقبل الرئيس سليمان النائب السابق نادر سكر وتناول معه الاوضاع العامة.

جمعية الصناعيين

وزار بعبدا وفد من جمعية الصناعيين برئاسة فادي عبود الذي أشار الى أن الوضع الاقتصادي جيد بشكل عام، مبديا أمله في تشكيل الحكومة سريعا "كي تتمكن من معالجة بعض المطالب المتعلقة بالقطاع الصناعي، بدءا من الرسوم على الصادرات وعلى استقدام العمال الاجانب، وصولا الى الاعفاءات من بعض الرسوم بما يساعد القطاع الصناعي على هذا الصعيد ويفتح المجال أمام قدرته على الاستمرار".

من جهته، رحب الرئيس سليمان بوفد الجمعية، مشيرا الى أن ما طرحه الوفد يستوجب المتابعة بدءا من الوزير المختص وصولا الى مجلس الوزراء، لافتا الى وجوب أن يحصل تشجيع للصناعة اللبنانية المتوسطة والصغيرة، وملاحظا أن معدل النمو في لبنان جيد والى تحسن، ولكن يجب مواكبة ذلك بإدارة رشيدة".

وأبدى أمله في "أن يساعد تشكيل الحكومة الجديدة على تلبية كل هذه الحاجات".

 

الرئيس بري استقبل سفيري ايران واوستراليا وعرض معهما التطورات

وطنية-استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الايراني في لبنان محمد رضا شيباني وعرض معه للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. واثر اللقاء لم يشأ السفير الايراني الادلاء بأي تصريح واكتفى ردا على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية للبنان بالقول "انها جوفاء". واستقبل الرئيس بري السفيرة الاوسترالية في لبنان ليندل جين ساكس في زيارة وداعية في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" الوزير السابق طلال الساحلي والمستشار الاعلامي علي حمدان.

 

اكتشاف اثري جديد بين شحور وصريفا

وطنية - اعلن الباحث التاريخي الاثري موسى سلمان ياسين عن اكتشاف بقايا قرية اثرية في الجنوب تحمل اسم كفرناين، تقع بين بلدتي شحور وصريفا في قضاء صور، وتظهر منها زوايا بارزة واعمدة وحجارة منازل وتنور وضريح لاحد احفاد النبي نون موجود على صخرة مرتفعة تدعى الشيار.

 

مصر: لا نتدخل في الشأن الحكومي اللبناني

نهارنت/جددت مصر دعمها بـشكل كامـل جهود الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن مصر لا تتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ورأى أن "تشكيل الحكومة اللبنانية مسؤولية السياسيين اللبنانيين والرئيس المكلف بتشكيلها بمعاونة الأكثرية وكل القادة السياسيين اللبنانيين الآخرين".

وأضاف أن مصر "لا تتدخل في هذا الموضوع، وتفعل ما تقوله، وعندما تطالب الأطراف الأخرى بعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي فإنها هي الأخرى لا تتدخل".

 

المفتي الجوزو: جنبلاط يريد العودة لاحضان العروبة المزيفة 

١١ اب ٢٠٠٩/وطنية

ابدى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم عتبه على النائب وليد جنبلاط "عندما يتحدث عن خصوصية الدروز في الجبل ، ويتناسى ان هناك قلعة عربية كبرى في الجبل هي اقليم الخروب الذي وقف الى جانبه وجانب ابيه واسهم في الحفاظ على الزعامة الجنبلاطية، وكان بيضة القبان في جميع الانتخابات النيابية" .

اضاف "يعرف النائب جنبلاط ان عروبتنا اصيلة، واننا لم نتنكر لهذه العروبة يوما من الايام، واننا احتضنا القضية الفلسطينية قبل جميع الناس، لكن عندما تحولت قضية فلسطين الى تجارة، وعندما تحولت العروبةالى شعار مزيف يحمله قوم مزيفون، كفرنا بهؤلاء جميعا لانهم مزيفون لا صلة لهم بالعروبة من قريب ولا بعيد ، وعندما كان كمال جنبلاط يتعاون مع الفلسطينيين ويتحالف معهم ، قتله هؤلاءالمزيفون والدخلاء على العروبة ولم ينقذ كمال جنبلاط درزيته واشتراكيته، كفرنا بالعروبة المزيفة عندما اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا لذنب ارتكبه الا محاولة الحفاظ على الدستور وعلى الحريات، والقومية العربية، لانه كان وزير خارجية العرب، يتنقل بين دول العالم ليخدم هذه القضية حيثما حل وحينما ذهب ".

وختم الجوزو "نحن عاتبون على النائب جنبلاط لانه يريدالعودة الى احضان العروبةالمزيفة".

 

الوزير ماروني:توضيح النائب جنبلاط ليس كافيا إلا إذا ترافق مع تعهدات ومواقف حاسمة غير غامضة

وطنية - رأى وزير السياحة إيلي ماروني في حديث لإذاعة"صوت لبنان" اليوم أن "الامور الكثيرة التي حصلت في الفترة الماضية خلطت الأوضاع وأعادتها إلى نقطة الصفر وليس الى منتصف الطريق". وأشار إلى أن "موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط شكل صفعة قوية لقوى الرابع عشر من آذار والتي أتت من الداخل"، معتبرا أنه "كان هناك محاولات منذ البداية لإلغاء نتائج الإنتخابات وتضييع الإنتصار الإنتخابي على قوى الرابع عشر من آذار، وقال: "انتظرناها من الخارج فجاءت من الداخل". ولفت الى أن "تشكيل الحكومة ليس توزيعا للادوار"، مشيرا إلى أن "هناك فيما بعد البيان الوزاري والممارسة السياسية ومسؤولية شعب". وقال:"من بدل رأيه في أول الطريق لا شيء يمنعه من تبديل رأيه في منتصف الطريق ولذلك توضيح (النائب) جنبلاط ليس كافيا، إلا إذا ترافق مع تعهدات ومواقف حاسمة غير غامضة تؤدي الى عودة الأمور الى نصابها والالتزام بهذا الامر". ولاحظ أنه "كلما هدأت على جبهة تشتعل على الجبهة الثانية"، لافتا الى "مواقف النائب ميشال عون الذي يهاجم رئيس الجمهورية وحصته في الوزارة، ولا سيما الوزراء في الملف الامني، اضافة الى اصراره على توزير الراسبين ما يعرقل مسيرة تأليف الحكومة التي تزداد صعوبة". وأيد الوزير ماروني "حكومة إنقاذ في ظل التهديدات الاسرائيلية والوضع الصعب في الداخل المؤثر على القطاعين الاقتصادي والسياحي"، موضحا أن "هذه الحكومة تستدعي طاولة حوار سريعا بين الاقطاب والقيادات للوصول الى تفاهم"، داعيا إلى "فصل العمل الوزاري عن الصراعات السياسية لأن لبنان يحتاج إلى أمور خدماتية كثيرة"، مشددا على "ضرورة طاولة الحوار من أجل الإتفاق على معالم وشكل الحكومة المقبلة والبيان الوزاري كي لا نصاب بالشلل بعد تأليفها إثر خلاف على أي نقطة ضرورية". وتحدث عن "لقاءات بين الرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري، ولقاء لقوى الرابع عشر من آذار رافضا ذكر المواعيد".

 

بري يتجه لفك تحالفه مع عون والاحتفاظ بحلفه مع 'حزب الله' وجنبلاط سيزور سوريا برفقة بري

الأنباء الكويتية /١١ اب ٢٠٠٩

  في الكواليس أن الهزة التالية هي فك رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحالفه مع رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، مع الاحتفاظ بحلفه مع «حزب الله»، وذلك بموازاة المعادلة المقابلة: موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط القائل بـ «عدم التخلي» عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والانفكاك عن قوى «14 آذار»، حتى وإن خفف من لهجته حيال المسألة، لكن ما حصل حصل، وبات لنائب الشوف موقع آخر. وفي الكواليس أيضا أن النائب جنبلاط لن يذهب منفردا إلى دمشق، وبعدما أصبحت الزيارة أمرا محتوما، بل هناك تفكير مبدئي في ان يذهب بصحبة الرئيس بري لكي يكون أبومصطفى شاهدا على «معركة غسل القلوب».

 

الموافقة على تخلية سبيل 7 من موقوفي أحداث عائشة بكار

وطنية - وافق قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات اليوم على طلبات تخلية سبيل الموقوفين في أحداث عائشة بكار علي كريم، عباس منصور، يوسف مرعي، علي البدوي، سعيد السبع، طارق السعيد وربيع الكعكي في مقابل كفالة مالية قدرها مليون ليرة لكل منهم ويبقى من الموقوفين موسى ضاهر موقوفا.

 

القاضي الحاج استجوب المتهمين بمراقبة القوى الامنية من جيش وقوات دولية

وطنية - استجوب قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج كلا من ياسين شحاده، سامر المداوي، وغسان ووليد وعدنان شحاده، في حضور وكلاء الدفاع عنهم بعدما كانوا استمهلوا لتوكيل محامين للدفاع عنهم وفي ادعاء النيابة العامة العسكرية ضدهم في جرم مراقبة القوى الامنية من جيش وقوات دولية بقصد الاعتداء عليها.

 

مسلحان استوليا على سيارة في سن الفيل بقوة السلاح

وطنية - ذكر المندوب الامني ل "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين ، ان مسلحين داخل سيارة "هوندا سيفيك" اعترضا في شارع السيدة في سن الفيل المواطن جميل الياس الذي كان عائدا عند الخامسة والربع من صباح اليوم على متن سيارة مستأجرة نوع INFINITY، وقام احد المسلحين بشهر مسدس بوجهه واجبره على النزول من السيارة وترك محركها شغالا، وبعد ابعاد الياس عدة امتار ترك المسلح الثاني سيارة الهوندا واستقل مع زميله السالب الثاني سيارة ال INFINITY وفرا تاركين الهوندا مفتوحة الابواب. وقد ادعى الياس امام فصيلة سن الفيل، وحضرت على الاثر الى المكان الادلة الجنائية حيث تم سحب البصمات عن سيارة الهوندا . وبعد مراجعة مصلحة تسجيل السيارات تبين انها تعود للمواطنة ريناتا حميد رعد التي كانت سرقت بالقرب من منزلها ليل امس وهي كانت تركتها ودخلت المستشفى للمعالجة قبل 24 ساعة . وقد اعلمت بالامر على ان تصطحب الاوراق الثبوتية لاستلام سيارتها فور ما يسمح لها وضعها الصحي.

 

المكتب الاعلامي للرئيس المكلف:الكلام المنسوب للرئيس الحريري مختلق وعار عن الصحة

وطنية - صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري البيان الاتي: "نشرت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم في صفحتها الاولى كلاما نسبته الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري امام زوار مزعومين له، واذ يؤكد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري ان هذا الكلام مختلق وعار عن الصحة، يهمه تذكير سائر وسائل الاعلام بضرورة توخي الدقة، واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة".

 

مسقاوي أعرب عن قلقه الشديد لاختفاء رئيس غرفة طرابلس

وطنية - أعرب نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي "عن القلق الشديد لاختفاء رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال عبد الله غندور منذ مساء الخميس الماضي دون كشف ملابسات الحادث".  واضاف: "إننا ننضم الى بيان غرفة التجارة والصناعة وإتحاد غرفة التجارة والصناعة في لبنان في إعلان إستنكارنا الشديد".

 

عطلة الصحافة في عيد إنتقال السيدة العذراء

وطنية - أصدرت نقابة الصحافة بيانا اليوم لمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء الذي يصادف يوم السبت المقبل. جاء فيه : " الصحف تتوقف عن العمل في هذا اليوم وتحتجب في اليوم التالي اي الاحد وذلك عملا بقرار مجلس نقابة الصحافة وبالاتفاق مع نقابة المحررين واتحاد نقابات عمال الطباعة وشركات التوزيع.

 

 قنديل: كما فتحت الايدي والقلوب والصدور لوليد جنبلاط ستفتح للجميع

وطنية - اعتبر النائب السابق ناصر قنديل خلال احتفال اقامه حزب الله بمناسبة ولادة الإمام المهدي وتكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عنقون الجنوبية، ان "ما نشهده اليوم من عودة الى المواقع وما يسمونه اعادة التموضع في المواقع ليس الا الثمرة الطبيعية للنصر المؤزَّر في تموز الذي اعاد للأمة الثقة بذاتها وبقوتها".

وقال : "نحن مع التحول الكبير الذي جرى في موقف الزعيم وليد جنبلاط نعرف حجم الاذى الذي لحق بخيار المقاومة بسبب تموضعه السابق، لكننا نعرف حجم المكسب الذي تحقق بتموضعه الجديد، ونقول للبنانيين المترددين الاخرين وللعرب المترددين الاخرين كما فتحت الايدي والقلوب والصدور لوليد جنبلاط ستفتح للجميع شرط ان تكون التوبة نصوحة وشروط التوبة النصوحة هي ان تكون نهائية وشروطها هي ان يكون فيها اقرار واعتراف بحجم الخراب الذي نتج عن المواقف السابقة".

أضاف قنديل: "نحن ببساطة شديدة امام هذا الموقف نقول لكل الاطراف اللبنانية لم يعد مهما كيف تشكل الحكومة، لان النصاب الدستوري لحماية المقاومة في المجلس النيابي وفي الحكومة المقبلة بات في الجيب لم يعد موضع نقاش ان يكون هناك اغلبية نيابية عندما يكون الامر متصل بالمقاومة في القضايا الداخلية".

 

جو سركيس: "القوات" ملتزمة الانتماء العربي للبنان والقضايا العربية

١١ اب 09/وكالات

التقى البطريرك الماروني الوزير السابق جو سركيس يرافقه نجله جورج، وقال سركيس على الأثر: "بحثنا مع صاحب الغبطة عن الجهود والمساعي التي تقوم بها الرابطة المارونية من اجل اتمام المصالحات الوطنية واهمها المصالحات في الشمال". أضاف: "وقد اكد غبطته عن دعمه وتشجيعه لاتمام هذه المصالحات وتمنى على الجميع المضي قدما في هذا التوجه من اجل توحيد الآراء بين المسيحيين واللبنانيين بالنسبة الى المواضيع الاساسية والوطنية والسياسية. لا شك ان هناك كثيرا من المواضيع المهمة يجب ان يتفق عليها معظم المسيحيين، كما ان هناك مواضيع خلافية كبيرة ومهمة ونحن نقول: يجب ان نجلس كقيادات مسيحية الى طاولة واحدة يمكن ان تكون طاولة الرابطة او غيرها لكي نبحث في الامور المتفقين عليها حتى نجد حلولا تكون في مصلحة المسيحيين واللبنانيين، منها، مثلا، موضوع رئاسة الجمهورية في ظل اتفاق الطائف وروحيته".

تابع: "وفي المناسبة، أحب ان اثير الكلام الذي نسمعه بشكل مفاجىء وهو قديم وهو التشكيك بموقع "القوات اللبنانية" من حيث الانتماء العربي والهوية العربية للبنان والقضايا التي يلتزمها لبنان. انني اذكر هؤلاء بان "القوات اللبنانية" هي اول المدافعين عن اتفاق الطائف الذي يذكر بكل وضوح انتماء لبنان العربي وتبنيه للقضايا العربية، في الوقت الذي كان هناك غير "القوات اللبنانية" يحارب هذا الاتفاق بكل الوسائل. وعلاقة "القوات اللبنانية" الجيدة مع العديد من الدول العربية الصديقة والزيارات التي قامت بها قيادة "القوات اللبنانية" لبعض الدول العربية واللقاءات التي حصلت مع المسؤولين الكبار فيها تدل على مدى التزام "القوات الانتماء العربي للبنان".

وعن الحديث عن تدريب "القوات" لخلايا عسكرية، قال: "هذا حديث مرفوض كليا، وما اقوله انه كما ان اسرائيل تهدد لبنان وتهول عليه، نرى هناك بعض الاصوات التي تهول وتتهجم على "القوات اللبنانية". وكما ان الشعب اللبناني يرفض التهجم الاسرائيلي ويدافع عن لبنان، فان "القوات اللبنانية" ايضا لن ترضخ لهذه التهويلات هذه".

وعن المصالحات المسيحية وهل قطعت شوطا مهما، قال: "نحن كقوات لبنانية اعلن اننا مستعدون للقاء كل القيادات المعنية بهذا الموضوع تحت رعاية مظلة سيدنا البطريرك. ونحن مستعدون في أية لحظة ان نلبي اية دعوة للقاء اي شخص نعتبر اننا على نزاع معه، وبالتالي نحن جاهزون وربما غيرنا يريد ان يعطي بعض الوقت للموضوع".

 

العاصفة الجنبلاطيّة داخل السياق اللبناني الأعرض

الثلاثاء, 11 أغسطس 2009/ الحياة

خالد حاج بكري *

لم يكن السيد وليد جنبلاط خائفاً، بل كان مذعوراً، وليس لما قاله عن اليمين واليـسار، أو العروبة والانـعزال، والطوائـف والوطـن، قـيمة فعليّـة، لأنّ الحـسابـات الجنبلاطية في مكان آخـر تماماً، كانت كذلك عندما كان الرجل ركناً من أركان الرابع عشر من آذار، وبقيت كما هي بعد خروجه الكرنفاليّ، والأرجحُ أنها ليست سوى نسخة من الحسابات والتحسّبات التي تُجريها معظم الزعامات السياسية اللبنانية، فمن لم يكن منهم توريثيّاً، وقابضاً على كرسي زعامته بأصابع وأنياب ومخالب، فليتفضّل... ويتّهم.

حقيقة الرجل أبسط من التحليلات التي شوّهتها، فلا الرياحُ الإقليمية، ولا الاصطفاف إلى جانب القويّ، كافيين لتفسير التحول الجنبلاطيّ، بل إنّ قنبلة دير شبيغل، والتأزم السياسي في طهران، يؤكّدان أنّ السفينة الإقليمية لا تسير وفق رياح الشيعية السياسية، ولا يصحّ بداهة إذن، اتهامُ الرجل بممالأة الأقوياء.

أما العناق الغربي السوري فليس حارّا إلى الدرجة التي يمكنُها أن تلسع السيد جنبلاط، وتدفعه إلى اللهاث طالباً الصفح، ولأنّه شيـخ العارفين أنّ هذه المحاولة الديبلوماسية مجرّد انفتاح تكتيكيّ بارد، ومشروط، ومسدود الأفق أيضاً، فإنّ هذا الانفتاح غير كاف بطبيعة الحال لتبرير ارتمائه المفاجئ في أحضان النظام السوريّ، بعد صولات وجولات وتحديات... وما هو أنكى، وأدهى... وأقسى أيضاً.

يبدو واضحاً أنّ الرجل يصدرُ في مواقفه عن ذهنية حراسة البيت السياسي الذي شيّدته العقلية الطائفية والنزعة الأقلويّة، والأوضح أنّ ذعر السيد جنبلاط مرتبط بهذا البيت المنيع، وليس بحقوق الطائفة أو أمنها، فهذه الطائفة انحازت بقضها وقضيضها إلى إرادة تحويل لبنان الرعويّ العشائري إلى دولة مدنية حديثة، وحراكها وتموضعها واكب حراكاً لبنانياً واسعاً ولم تكن وحيدة تسبح في فلك خاص.

لقد أثبـتـت ذهـنـيـة حـراسـة البـيت المهيمن اليـوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّ السيّد جنبلاط ليس قادراً على الدخول في مغامرة زعامة وطنية يمكنها أن تسلبَهُ زعامته الطائفية، وبرهنت هذه الذهنية بوضوح أيضاً، أنّ لبنان غيرُ قادر، حتى الآن على الأقلّ، على إنتاج زعيم وطنيّ حقيقيّ... يبقى حيّاً.

لم أستعجل الخلاصة، ولم أبتكر الكثير، فاللبنانيون يعرفون أن وطنهم ملاذ غير آمن، ويدركون أنّ تحوّل الملاذ إلى وطن آمن، يفترضُ حتما تبديلا جذريّاً في العقلية السياسية، بحيث تقومُ التنظيمات والتشكيلات السياسية على قاعدة وحيدة، لا ثاني لها، هي: الانتقال إلى الدولة.

هذا التبديلُ في العقلية السياسية، لم يحدث في التاريخ اللبناني سوى مرة واحدة، في لحظة تاريخية نادرة، عندما نزل اللبنانيون إلى الشارع؛ منادين بالسيادة وبالحرية وبالاستقلال في الرابع عشر من آذار (مارس) 2005، فقد أحدثوا تغييرات أبعد أثراً وتأثيراً من الخروج الدراماتيكي للجيش السوريّ، ورسموا بحناجرهم واقعاً سياسياً لبنانياً مختلفاً، وأصبح طلاّبُ الدولة، الذين عرّفوها بوصفها حدّا أدنى للكرامة الإنسانية، أصحابَ الحضور الأبرز في المشهد اللبنانيّ، ووضح للذين يثمّرون مصالح وخرافاً في الداخل، من زعماء لبنان وصقور محيطه، أنّ أغلبيّة اللبنانيين انتقلوا إلى تفضيل تسليم رقابهم إلى مؤسسات منتخبة ومسؤولة، على تمديدها فوق نطع زعماء الطوائف، وتحت سكاكين المتغيرات الإقليمية والدولية.

ولكونه يتأقلم مع المريخيين، ويعجز عن التأقلم مع المؤسسات الدستورية، لارتباط مشروعه وسلاحه بقوى غير لبنانية، وحاجة هذا الارتباط العضويّ إلى الارتياب المتواصل من فكرة الدولة، ومقاومة ولادتها، فإنّ حزب الله قاد تحالفاً عريضاً لإجهاض انتفاضة السيادة والحرية والاستقلال، وقاوم بضراوة أبسط محاولات الأكثرية النيابية ممارسة الحكم، وأحرق ألوف الإطارات، وقطع عشرات الطرق، وحاصر دار الحكومة، واستخدم السلاح في يوم حزين كي يمنع إقالة موظف، وليمنع بحثاً مؤسساتياً في شبكته الهاتفية، ونجح في إثارة جمهوره إلى الحدود القصوى ضد تلك اللحظة التاريخية النادرة، فحرمه عن سابق تصميم وتخطيط إمكانية الاستفادة منها وتثميرها، على رغم أنّ أبناء الطائفة الشيعية، أكثر من غيرهم، عانوا وما زالوا يعانون من مشكلة غياب الدولة وضآلة حضورها في مناطقهم... وفي طموحاتهم.

أمّا قيم السيادة والحرية والاستقلال التي ترجمتها قوى الرابع عشر من آذار في مطالب عاجلة، ورؤى آجلة، فقد أقرّت هذه القوى أنّها شعاراتٌ تحتاج إلى نفس طويل وصبر عظيم، ولعلّ السيد وليد جنبلاط كان أكثر مَن أسرف في التحدّث عن طول معركة السيادة والحرية والاستقلال، وظلّ يردد عبارة: معركتنا طويلة، حتى أدمنتها الآذان، وتهيّأت النفوس لمسافاتها الشاسعة، وبدا أنّ اللبنانيين قد تفهّموا استراتيجية الشعارات الآجلة وحاجتها إلى وقت وصبر وجهود دؤوبة، فاتجهت أعينهم إلى مطالبهم العاجلة كونها تستطيع دفع مسيرة السيادة والحرية والاستقلال قدماً.

لكنّ هذه المطالب لم تتحقق إلا صوريّا، ويبدو جلياً اليوم، أنّ الانشقاق الجنبلاطي سيصيبها بأضرار فادحة، فالمحكمة الدولية التي باتت في عهدة مجلس الأمن، أصبحت منذ الانشقاق أسيرة المصالح والمخاوف، لأنّ انكفاء فريق الرابع عشر من آذار، وتشتّت صفوفه، وهلعه من القرارالاتهامي، عوامل يمكنها أن تثير وساوس دول مجلس الأمن، وتربكها، وقد تؤدي بمجموعها إلى إبطاء أعمال المحكمة، أو عرقلتها، خوفاً من أن تتسبب بخروج عفريت لبنانيّ، يقضُّ مضاجع هذه الدول، ويربك الستاتيكو المستقرّ، والمُهيمن، الذي يجلس على مساميره الشرق الأوسط برمّته.

وأمّا العلاقات الديبلوماسية بين سورية ولبنان، فلم تدفع المجلس السوري اللبناني الأعلى إلى التقاعد؛ وإفساح المجال أمام السفارتين كي تقوما بإنجاز الفروض الديبلوماسية، وتشرفا على المصالح المتبادلة، مما يعني أنّ تهميش السفارتين، أو إغلاقهما، لصالح المجلس واردٌ دوماً، بل إنّ بقاءه كما هو إلى جانب السفارتين، سيظلّ يعني أنّ ثمّة سيفاً مسلطاً على: الاعتراف الرسميّ بلبنان، ومبدأ العلاقات الديبلوماسية، يمكنُه أن يفلق رأسيهما في أية لحظة.

وأما السلاح الفلسطينيّ خارج المخيمات، وداخلها، فطاولة الحوار الأولى صاغت «عبارات» إزالته وتنظيمه ببراعة، وبجمل وتراكيب لغويّة بليغة...وفارغة، واللبنانيون وغيرُهم، يعرفون أن السلاح الفلسطيني في لبنان أداة للّعب والتلاعب وتحسين المواقع وإرسال الرسائل وإرهاب الخصوم وإهانة أولاد العم.. والقدرة على التثبيت والتغيير والإرباك، والتباهي بالنفوذ الإقليميّ، وأنّ زوال هذا السلاح، أو تحجيمه، أو تنظيمه مسائل ليست لبنانية أبداً.

أخيرا فإنّ ترسيم الحدود بقي ورقة مساومة يملكها المسلحون والقوى التي تساندهم، وأخفقت حناجر اللبنانيين في الوصول إلى قصاصة ورق صغيرة يوقعها السوريون تؤكد لمجلس الأمن لبنانية مزارع شبعا، فتضمن الحق الجغرافي، وتضع حدّا، أو نظاماً واضحاً، لسلاح مُقاوم لا يتورّع مُمتشقوه عن استعماله في قلب الطاولات، وفي صياغة أيام «مجيدة» ضد لبنانيين تسوّل لهم نفوسهم أن يحوّلوا مستوطنتهم البشريّة إلى دولة.

فإذا كانت فعاليةُ المحكمة مرتبطة باستمرار التفاف اللبنانيين المؤمنين بعدالتها حولها، ومستقبلُ العلاقات الديبلوماسية مشروطاً بيقظة اللبنانيين والتفافهم حول مبادئ السيادة والاستقلال، وفوضى السلاح في انتظار لبنانيين ذوي حزم وبصيرة ووطنية صالحة يضعون حدوداً حازمة لها، وترسيمُ الحدود مجمّداً في ثلاجة تسوّل صكّ ملكية صغير، إذا كان ذلك كلّه قائماً ومُقلقاً، بل مُرعباً، أفليس طبيعياً إذن أن تصاب جماهير الرابع عشر من آذار بخيبة أمل، وصدمة حزن جرّاء العاصفة الجنبلاطية التي هبّت عليها، وهي في أوج تألقها، واستعدادها لبذل المزيد من التضحيات على مذبح أحلامها وآمالها؟؟

أليس منطقيّاً أن يتساءل الذين عزفوا للحرية وللدولة ألحاناً: مم يخشى الرجلُ على الدروز؟ أيمكن منعُ اللبنانيين من التوغّل في ريبتهم وحيرتهم، وصرفُهم عن الإلحاح في تساؤلاتهم الكارثية المتوالية المترابطة:

ألم تكن الأقليّاتُ على الدوام مصابةً بفوبيا الخوف والترقّب والشكّ، وضحيّةً لقوّتين ساحقتين، تحشرانها حشراً، وتهرسانها هرساً، بين سندان الابن «القبضاي» ومطرقة الجار المختلف؟؟

وهل ثمّة من يبخّرُ مخاوف الأقلّيات، ويحمي مصالح أبنائها غير الدولة الحقيقية... الديموقراطية والقوية والعادلة؟

أليس للخوف حدود، وللنوم أمد،... وللإذعان نهاية؟

مَن يخدع مَن؟ ومَن يحمي ممَّن؟

أليس الامبراطورُ عارياً حقّاً هذه المرّة... أيُّها السادة؟

 

* كاتب سوري.

سوريا تعتبر أن ما بدر من جنبلاط تجهاها يمحو 'صفحة سوداء' استمرت 4 سنوات

المصدر : تشرين السورية/١١ اب ٢٠٠٩

  إعتبرت دمشق اليوم الثلاثاء أن ما بدر من مواقف من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط تجاه سوريا، يمحو ما وصفتها بـ"صفحة سوداء" استمرت أربع سنوات "أضاع فيها البعض" بوصلة المسار الوطني والقومي. وكان جنبلاط أعلن مطلع الشهر الحالي خروجه من قوى "14 آذار"، المناوئة لسوريا، ثم صرح أن طريق الشام "هي هدف مَن يريد تبني العروبة ودعم قضية فلسطين والتزام خيار المقاومة". قالت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية اليوم، في أول تعليق في الصحافة الرسمية في دمشق على المواقف الأخيرة لجنبلاط تجاه سوريا، أنه حين يقول جنبلاط: "'عندما نزور دمشق نطبق اتفاق الطائف الذي حدد العدو من الصديق وحدد العلاقات المميزة مع سوريا"، فإنه يمحو صفحة سوداء استمرت أربعة إعوام أضاع فيها البعض بوصلة المسار الوطني والقومي وارتكب الكثير من الخطايا التي أساءت إلى تاريخه وماضيه'". وإذ رأت الصحيفة "هبت عواصف وأعاصير كثيرة ونُسجت مخططات خطيرة وبرزت للعلن مراهنات وصلت إلى حد التورط في مشروعات مشبوهة نتيجة الانبهار بالمارد الأميركي القادر على صنع المعجزات وفرض إرادته على الجميع، اعتبرت أن المفاجأة الكبرى كانت بأن إرادة المقاومة هي الخيار والمقاومون هم صناع المستقبل. وبدأت الهزائم الأميركية في كل مكان من أفغانستان إلى العراق إلى جنوب لبنان إلى غزة". ولفتت الى أن "الأميركيبن أنفسهم كانوا قد بدؤوا يتململون من الطريق المسدود الذي أوصلهم إليه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش وجماعته من المحافظين الجدد فجاء تقرير بيكر- هاملتون ليرسم خريطة طريق جديدة للتحرك الأميركي المستقبلي بهدف إنقاذ الولايات المتحدة من مأزقها".

وكانت الصحيفة تشير إلى تقرير بشأن العراق والاستراتيجية الواجب اتباعها فيه، وضعته مجموعة برئاسة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر والسناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون.

وبحسب "تشرين"، فقد "اكتشفت واشنطن أنها بحاجة إلى تعاون دمشق ولمس الأوروبيون أنها ضرورة لحماية مصالحهم وأن ازدواجية المعايير التي تتبعها وانحيازها الأعمى للصهاينة لم يفلحا في هزيمة المشروع المقاوم بل إنهما زاداه قدرة وتصميماً على تحرير الأرض وهذا ما كرسه نصر تموز(حرب إسرائيل على لبنان في صيف 2006) وأكده الرد على مؤامرة 5 أيار/مايو بحيث جاء السابع من أيار ليؤكد بداية النهاية للمشروع الصهيوني نفسه خصوصاً بعد ان رسم اتفاق الدوحة طريق الشراكة الوطنية في الحكم التي تحمي الوطن وتعزز دور المقاومة وتمنع شطط البعض في الاستناد إلى الأجنبي، حماية للنظام الطائفي والرغبة في الاستئثار والهيمنة".

وكانت الصحيفة تشير إلى قراري مجلس الوزراء اللبناني في السابع من آيار/مايو بإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله ونقل مدير أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، والذي رد عليه حزب الله، بمساعدة حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، بالسيطرة المسلحة على بيروت، قبل تدخل قطر ودعوتها زعماء الموالاة والمعارضة إلى الدوحة، حيث تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس توافقي والتوافق على القانون الذي جرت على اساسه انتخابات حزيران/يونيو الماضي البرلمانية.

وأضافت الصحيفة "إذا كانت الانتخابات النيابية لم تستطع أن تؤثر على الستاتيكو الذي فرضته المعارضة رغم دفع اكثر من مليار ومئتي مليون دولار، ورغم بعض التغييرات الديموغرافية التي حصلت في أكثر من منطقة والتي اضطر فيها جنبلاط لتقديم مقاعد نيابية من حصته لبعض رموز الانعزال لتعزيز فريق 14 آذار، ومواجهة العماد ميشال عون، بالإضافة إلى أنه طلب منه أن يتنازل أيضاً في الحكومة لنفس الفريق الذي يعمل جاهداً لتكريس الانعزال وتعميم الانقسام وإحياء النزعة العنصرية وتجاهل العروبة، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي (جنبلاط) أدرك- وإن متأخراً- أنه مطلوب منه أن يدفع من رصيده الشخصي لحماية مشروع، لا علاقة له".

واضافت أن ذلك جعل الزعيم الدرزي ينتفض "على نفسه أولاً، بعد أن اكتشف أن ما كان يحميه في السابق هو تمسكه بالعروبة ودفاعه عن قضية فلسطين والتزامه بخيار المقاومة وارتباطه بالقضايا الاجتماعية لشعبه، وأنه بعد أن تخلى عنها، اصبح عارياً، فكان أن قلب الطاولة واستعاد هويته العربية وتمسك بثوابته الوطنية والقومية".

ورأت الصحيفة أن جنبلاط يبدو اليوم" مرتاحاً جداً بعد أن تصالح مع نفسه، وانسجم مع المبادئ التي تربى عليها، منهياً مرحلة من التعب الجسدي والنفسي، سببها ضيق أفق حلفاء الضرورة الذين ما زالوا أسرى العداء لسورية والخصام مع المقاومة وسلاحها".

 

أسلحة حزب الله في الحرب القادمة: غواصات، دفاع جوي... وما بعد الكاتيوشا 

المصدر : خاص 14 آذار / ١١ اب ٢٠٠٩

غسان عبد القادر

تصاعدت لهجة التهديدات والتهديدات المضادة عبر الحدود التي تفصل لبنان عن فلسطين المحتلة بموازاة إرتفاع وتيرة الحديث عن تكديس حزب الله للسلاح كماً ونوعاً في الجنوب اللبناني إستعداداً للجولة القتالية القادمة مع إسرائيل. وتولى الهجمات الخطابية من الجانب الإسرائيلي وزير الدفاع إيهود باراك الذي توعد بتحطيم لبنان وبنيته التحتية بطريقة لم تشهدها أي من الحروب السابقة.

فمنذ حرب تموز 2006، التي أظهرت أحداثها بداية التحول الاستراتيجي في المنطقة، بدأت دوائر القرار ومراكز البحوث الأمنية والعسكرية الأميركية والأوروبية والإسرائيلية تبدي إهتماماً أوسع حول نشاطات وتعزيزات القدرات العسكرية لحزب الله ووضعها أكثر فأكثر تحت المجهر. وسبب ذلك يعود بشكل رئيسي إلى أنّ أي هجوم إسرائيلي على إيران سيواجه بهجوم مضاد إيراني عبر حزب الله في لبنان وحماس من قطاع غزة بحيث بات مؤكدا أنّ طهران ترتّب ميادين عمل حلفائها تحضيرا لإستراتيجية رّد إزاء أي إعتداء عسكري قد يمارس ضدها.

نتيجة لذلك يتبادر إلى الذهن سؤال منطقي: ما هي الأسلحة التي يمتلكها حزب الله حالياً, وما هو مقدار الخطر الذي تشكله تلك الأسلحة على الدولة العبرية بمدنييها وعسكرييها وبنيتها التحتية ومنشآتها؟

جديد حزب الله: قوة بحرية من زوارق وغواصات

في هذا الإطار يعتبر التقرير الذي نشره مركز "جورج مارشال" الأوروبي للدراسات الأمنية حول هذه المسألة أنّ حزب الله يطور قوة بحرية خاصة به وذلك بمساعدة إيران إنطلاقا من الإعتبارين الهجومي والدفاعي:

هجومياً، رجّحت بعض التقارير أن يكون حزب الله قد تَزوَّد بزوارق صينية الصنع, كما أنه أنشأ وحدة غوّاصات صغيرة يستطيع إشغالها عنصر واحد، وقد تمّ نتيجة لتلك القدرات الجديدة تجهيز أرصفة خاصة تحت الماء تستعمل لأهداف عسكرية بحرية. ومن المقدر أن تكون السواحل الإسرائيلية والسفن الحربية الصهيونية على إختلاف أنواعها أهدافا لتلك الفرق البحرية الجديدة.

دفاعياً، ليس بسرّ القول ان حزب الله يملك صواريخ صينية معدلة مضادة للسفن, فقد استخدمها في حرب تموز 2006 مرتين على الأقل قبالة شواطئ صور و بيروت. وقد شكل اللجوء إلى هذه الصواريخ 'مفاجأة استراتيجية”، أربكت الإسرائيليين ودفعتهم إلى إتباع تكتيكات أكثر حذراً في تحركاتها البحرية.

وقد أشار "أندرو أكزوم"، في تقريره الصادر عن مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عقب حرب تموز، أنّ حزب الله قد إستعمل في تلك الحرب نوعين من الصواريخ على الأقل هما: س-701 الذي يتم توجيهه تلفزيونياُ ومداه 15 كلم، والثاني هو 'س-802 نور” الذي يعمل حرارياً ومداه 120 كلم.

و يحمل "س-802 نور" رأساً متفجرة بوزن180 كلغ وهو مزوّد بأجهزة تشويش تمكّنه من الهروب من الصواريخ المعترضة بنسبة 98% كما يمكن إطلاق هذا النوع من الصواريخ من الطائرات، والسفن، والغواصات، والعربات أو القواعد الثابتة. وهو يعتبر من أفضل الصواريخ الصينية بل العالمية المعترضة و المضادة للسفن. و قد سعت إيران للحصول على 150صاروخ من هذا النوع من الصين، لكنّها حصلت على نصف هذا العدد.

غير أن دراسة صادرة عن مركز التحليل الأمني الإستراتيجي التابع للإدارة الأمريكية أظهرت أن إستهداف البارجة الإسرائيلية «ساعر» حانيت إبان حرب تموز تمّ في ظروف كانت أنظمتها الدفاعية غير مشغلة لحظة الهجوم غير المتوقع” الأمر الذي كبدها أضراراً جسيمة و أربعة قتلى من طاقمها. وتتابع الدراسة أنّ ترسانة حزب الله البحرية تضم على الأرجح الغاماً بحرية صينية الصنع حصلت عليها إيران منتصف التسعينيات من طراز "إي أم" الخطير المخصَّص لإغراق قطع بحرية كبيرة كحاملات الطائرات".

إستناداً لهذه الوقائع يبدو أن الأميركيين قد إستخلصوا بعض العبر بخصوص ما قد تواجهه السفن العاملة في الخليج الفارسي. ونتيجة لذلك يشدّد محلّل الشؤون العسكرية في مركز "التقويم الاستراتيجي" في واشنطن، روبرت وورك، على أنه يجب تشغيل جميع أنظمة الدفاع والإنذار بشكل دائم.

من جهة أخرى تفيد معلومات موثوقة بأن أحد الصاروخين الذين أطلقهما حزب الله على البارجة ساعر قد أصاب الطائرة المروحية المتواجدة على متنها بينما ضلّ الصاروخ الآخر مساره وأنفجر في سفينة تجارية تحمل علم كمبوديا, وقد أفادت التقارير لاحقا بأن بحارة مصريين قد قتلوا على متنها, الأمر الذي يشير إلى قلة خبرة لدى مطلقي تلك الصواريخ.

منظومة الدفاع الجوي: رادارات متقدمة وصواريخ متنوعة

نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في أيار الماضي عن الجيش الاسرائيلي انه يشعر بالقلق من ان "حزب الله" يحاول تهريب صواريخ متقدمة مضادة للطائرات الى لبنان خلال وقت قريب، وانه من المعتقد ايضا أن حزب الله يرغب في نشر بطاريات "إس إيه-8" في لبنان. وبالنسبة لإسرائيل فإن هذا العمل يعتبر تهديدا لسلاحها الجوي الذي أكثر من طلعاته الإستطلاعية فوق الأجواء اللبنانية خاصّة في السنوات التي تلت حرب تموز، وذلك لمراقبة وتقييم قدرات حزب الله العسكرية المتنامية.

فحزب الله يعمل جاهدا على خلق نوع من التوازن الجوي في مواجهة تهديدات سلاح الجو الإسرائيلي من أجل تقييد حرية إستعماله للأجواء اللبنانية في أعماله العدوانية, وذلك عبر نشر صواريخ مضادة للطائرات على سفوح الجبال اللبنانية بحسب ما أفادت به بعض التقارير الإستخبارية العام الماضي. وهذه الصواريخ بمجملها من صنع روسي وهي جزء من ترسانة الاسلحة السورية. وقد تلقى مقاتلوا حزب الله تدريبات داخل الاراضي السورية على كيفية استخدامها.

ومؤخراً، أعربت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من لجوء سورية إلى إدخال منظومات أسلحة إلى لبنان قد "تخل بالتوازن" بين إسرائيل وحزب الله. نتيجة لذلك, هدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإن إسرائيل قد تتخذ الخطوات المناسبة رداً على مثل هذا الإجراء السوري.

كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية ومراكز أبحاث أميركية أنباءً تفيد بأن حزب الله قد نصب محطات متطورة للرادارات في صنين، أعالي جبال لبنان، وذلك لتحقيق هدفين:

ــ مراقبة حركة الأساطيل المتحركة قبالة الساحل اللبناني.

ـ إنذار مبكر لحظة اختراق طائرات إسرائيلية المجال الجوي اللبناني.

وفي الوقت عينه، أظهرت صور وخرائط ملتقطة عبر الأقمار الصناعية, مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية مهمّة وحساسة جداً في حيفا، و هي صور شديدة الدّقة, وقد تمّ تسريبها إلى حزب الله إما عبر شركات خاصّة ومختصّة ببيع الصور الفضائية ، او عبر شركة(Google Earth) ، أو عبر القمر الصناعي الإيراني (سينا واحد). و سينا هو قمر روسي الصنع تقول طهران إنّه مخصص للأبحاث العلمية، فيما تؤكّد مصادر أخرى أنّه قادر على التجسس على منطقة الشرق الأوسط بأكملها بما فيها إسرائيل، وعلى تصوير الأماكن بدقة ووضوح حتى ارتفاعات (50)م.

من ناحية أخرى, ظلّ غياب نظام دفاع جوي لدى حزب الله يشكّل أحد ابرز العوامل التي حالت دون توجيه ضربات أكثر قسوة للجيش الإسرائيلي قبل عام 2000 و خلال حرب تموز 2006 ، على ما أشار إليه العديد من مسؤولي وكوادر والمحللين العسكريين المقربية من الحزب.

غير أن بعض التقارير الإستخباراتية أفادت بأن حزب الله قد أدخل منظومة جديدة من الدفاع الجوي إلى ترسانته المتراكمة. وأنّ هذه المنظومة التي تحاط بقدر كبير من السرية والتكتم، يحتمل أن تكون عبارة عن صواريخ ستينغر (Stinger) الأمريكية الصنع، أو ربما صواريخ حديثة روسية الصنع.

- صاروخ ستينغر (Stinger) هو صاروخ أرض- جو أمريكي الصنع، يعمل على ارتفاع منخفض من خلال إطلاقه عن الكتف. وقد نال شهرته الواسعة عندما استخدمه المجاهدون الأفغان في قتالهم ضد الجيش الاحمر السوفيتي؛ وقد أسقطوا حوالي (250) طائرة حربية سوفيتية بوساطته، بنسبة نجاح أسطورية بلغت 80% على الرغم من خبرتهم المحدودة في إستعماله.

هذا الصاروخ موجود بحوزة عدد محدود من الدول نظراً لأهميّته الإستراتيجية في مواجهة الطائرات لاسيما العامودية منها بالإضافة إلى الحربيّة النفاثة. وقد إستطاعت إيران أن تحصل على عدد من هذه الصواريخ من الداخل الأفغاني بعد سقوط نظام طالبان، بالإضافة إلى حصولها على عدد آخر مشابه من مخازن الجيش العراقي بعد سقوط صدام حسين، ومن المرجح أنّ يكون حزب الله قد حصل عليها من خلال إيران.

- صاروخ (Igla) هو صاروخ أرض- جو روسي الصنع، يعرف ب(SA-18)، و ينتمي إلى فصيلة صواريخ (سام) المضادة للطائرات، وإسمها الروسي ستريلا، و يُطلق عن الكتف أيضاً. ويمتلك هذا الصاروخ رأساً متفجرا بوزن (2) كلغ، و مداه قد يصل إلى حوالي (5) كلم بارتفاع أعلاه (3.5) كلم. و كانت سوريا قد حصلت على هذه الصواريخ من روسيا خلال العقود الثلاث الأخيرة. وهناك ايضا معلومات ترجح حصول حزب الله عليها بين عامي 2002 و2005. و قد استخدم تنظيم القاعدة هذا النوع من الصواريخ ، بنسخته القديمة (SA-7-) في هجوم شنّه على طائرة إسرائيلية في كينيا في تشرين الثاني من العام 2002.

وتأكيدا على هذا التوجه، ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية منذ ما يقارب العام، ان ممثلين عن حزب الله زاروا روسيا في مطلع تموز، ووقّعوا اتفاقاً لشراء صواريخ ارض-جو. كما أكدت الصحيفة أن ثلاثة من كبار مسؤولي حزب الله أبدوا اهتماماً كبيراً بشراء الأسلحة الروسية التي أثبتت فعاليتها في الحرب الأخيرة مع اسرائيل عام 2006. وقد أشارت الصحيفة إلى أن الرجال الثلاثة الذين وقّعو الإتفاق قد دخلوا الى روسيا بجوازات سفر إيرانية، وزاروا معرض الأسلحة الدولي السادس للأسلحة الروسية في القسم المخصص للضيوف المميزين.

إلى ذلك فقد أكّدت آخر التقارير الإسرائيلية أن "الايرانيين سارعوا إلى تزويد حليفهم اللبناني بصاروخ مضاد للطائرات "أي إي-8" وصاروخ ذاتي الدفع "أس إي أم"، وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات من نوع "أس إي أم-8".

الأسلحة المضادة للدروع: تشكيلة واسعة متعددة الإستعمالات

طوال عقود، شكلت الميركافا فخراً للصناعة الإسرائيلية والعمود الفقري لسلاح المدرعات. وقد تم تطويرها جيلاً بعد جيل إلى أن إستحدث الجيل الرابع منها، دبابة الـ 'ميركافا 4”. وهي دبابات تمتاز ببرجها الذي يعتمد على نظام استشعار إلكتروني عند مصادفة أي هدف، فيتحرك مدفع البرج تلقائياً صوب الهدف.

وقد قدّر لهذه الدبابة أن تواجه أشرس سلاح مضاد للدروع من تشكيلة واسعة من الصواريخ الروسية التي إشترتها سوريا بأموال إيرانية، إضافة إلى مجموعة من الصواريخ الفرنسية.

هذه الصواريخ استخدمها حزب الله بكثافة وفعالية عالية ضد الدبابات الإسرائيلية ، والأفراد ، والمنازل والملاجئ ، وأي مركبة تستخدمها إسرائيل في هجومها. فصاروخ ساغر، وإسمه الروسي الأصلي هو مالوتكا، يعتبر من أكثر الصواريخ الحببة لدى حزب الله وذلك نظراً لخفته وسهولة إستخدامه والقدرة على توجيهه يدويا, الأمرالذي لا يتطلب الكثير من المهارات.

ومن بين الوافدين الجدد, صواريخ كورنت - 14 - هاء، الروسية الصنع، وميلان الفرنسي، وأهمها على الإطلاق قذائف أربي جي 29 التي إعتبرت, ، بحسب هآرتس, مسؤولة عن أكثر إصابات الميركافا في وادي الحجير وسهل الخيام وغيرها من معارك حرب تموز, وال" أربي جي " هو قاذف روسي متطور وصل عبرسوريا الى مقاتلى حزب الله.

أر بي جي 29، هو قاذف صاروخى انبوبي الشكل مصمم ليتم حمله واستخدامه فرديا, وزنه لا يتجاوز 17 كلغ. يركب على قمة القاذف جهاز التصويب الانبوبي أو جهاز الرؤية الليلية المناسب. ويتميز ببساط إستعماله وعدم حاجته لتكنولوجيا متقدمة إضافة إلى وفرة القذائف الخاص به و سهولة تخزينها. يتوفر للقاذف نوعين من المقذوفات من عيار 105 ملم: الأولى PG- 29V وهى عبارة عن حشوة جوفاء مزدوجة للتعامل مع الدروع المتفجرة النشطة (EAR). والثانية هى TBG-29V القذيفة الحرارية المضادة للأفراد. ويتوفر هذا السلاح فى سوق السلاح العالمي باسعار زهيدة تبلغ 500$ لكل قاذف و 300$ للصاروخ.

أما ميلان، فيعتبر من أكفأ صواريخ الجيل الثاني المضادة للدروع . هو صاروخ متوسط المدى لمواجهة سلاح المشاة , يعمل ضمن مدى يتراوح بين 25 إلى 2.000 متر, وهو صاروخ مضاد للدبابات وضد أهداف أرضية مختلفة .

ميلان 3 هو آخر نسخة عن هذا الصاروخ وقد بدأ إنتاجه منذ عام 1992. يتميز هذا الصاروخ برأس حربي مزدوج يستخدم ضد الدروع التفاعلية الحديثة، و مزود بخاصية مقاومة, ويمكن حمله بواسطة جنديين .

تبلغ نسبة إصابة صاروخ " ميلان " للهدف 100%, ويستحوذ حالياً على نسبة 75% من السوق العالمي للأسلحة المضادة للدبابات حيث يستخدم من قبل 43 دولة في العالم، طبقاً للتقرير الاستراتيجي الخاص بالشرق الأوسط و الصادر عن مركز لندن للدراسات الاستراتيجية.

وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله قد راكم سنوات من الخبرة في ميدان الأسلحة المضادة للدبابات تدريباً وقتالاً، وقد نظّم خطة جيدة لاستخدام هذه الأسلحة مهما تغيرت ظروف المعركة وطبيعتها الجغرافية. فالتشكيلات القتالية لحزب الله المضادة للدبابات تختلف عن فرق المشاة بحيث تتألف المجموعة الواحدة المضادة للدبابات لدى الحزب من أربع إلى خمس مقاتلين: اثنين يتمتعان بدرجة عالية من التدريب على السلاح، يعاونهم اثنين او ثلاثة مقاتلين آخرين، يعتبرون أقل مهارة ويكون دورهم الأساسي الدعم والإسناد.

وفي تكتيكاته، أثبت حزب الله أن أسلوب إطلاق عدة صواريخ على هدف واحد فعال جدا ضد كل من الدبابات والمشاة، وخصوصاً دبابات ميركافا التي أصيبت بوابل من الصواريخ في وسطها واطرافها. ولأنّ لدى الحزب وفرة من هذه الصواريخ المضادة للدبابات، فقد أستخدمت بشكل مبتكر ضد قوات المشاة الاسرائيلية, وخصوصاً منهم الذين تحصنوا في البيوت. فقد أطلقت هذه الصواريخ من مدى يتراوح بين 1000 و 3000 متر اي أبعد من مدى أسلحة المشاة. ومن المعروف أنه في أراضي مشابهة يعتمد طاقم الدبابات على مشاة مرافقين وذلك لتنظيف المنطقة من مقاتلين محتملين. غير أن صواريخ حزب الله و تكتيكاتهم الجديدة قد إستطاعت حذف هؤلاء المشاة من المعادلة فأسقطتهم بحيث بقيت دبابات العدو تتقدم وحدها، كما يقول ستيفن زولوغا، وهو محلل الحرب البرية في مركز فرجينيا, وقد إستعملت هذه الصواريخ ضد المروحيات الإسرائيلية البطيئة والمنخفضة.

إضافة إلى ذلك تفيد تقارير إستخباراتية أنه بتاريخ 28 تشرين الأول من العام الماضي، وصل الى موسكو وفد من حزب الله زار خلالها مصانع الأسلحة المضادة للدبابات في مدينة تولا جنوب موسكو. كما شاهد الزوار اللبنانيون إطلاق نار حي لأنواع مختلفة من الصواريخ. وعلى الأثر تم الإتفاق على شراء 3000 صاروخ من مختلف الأنواع.

الكاتيوشا وما بعد بعد الكاتيوشا

إن نجاح حزب الله في ميدان الحرب الصاروخية يعود إلى التكتيك الذي يتّبعه في إستعمال الصواريخ المتواجدة لديه. فحرب تموز أثبتت أن هذا النجاح يعزا بالدرجة الأولى إلى التحضيرات المكثفة التي جرت قبل المعركة، إضافة إلى تكتيك حماية الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في مواقع تحت الارض بنيت لتفادي القصف وللصمود في وجه هجمات إسرائيل، وفق ما قاله زئيف شيف، في صحيفة هآرتز، في 5 أيلول 2006.

وقد تزايدت ترسانة الحزب من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من 14 ألف صاروخ قبل 2006، إلى 20 الف صاروخ بعد أشهر من تموز وصولاً إلى 42 ألف صاروخ، مكدسة حالياً في أراضي الجنوب اللبناني حيث يقوم بنشرها وحراستها أكثر من 2500 عنصر من حزب الله، حسب ما أعلنته لجنة الإستخبارات التابعة للحكومة الإسرائيلية في 9 آب 2009.

والجدير بالذكر أن نظم الدفاع الصاروخي الإسرائيلية لم ينجح في وقف سيل الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب تموز على الرغم أن لدى إسرائيل منظومتين للدفاع ضد الصواريخ: الأولى هي نظام الدفاع المزوّد بصواريخ آرو (السهم) والثانية هي منظومةال"باتريوت."

ويعود السبب في إخفاق هذين النظامين إلى أنّ كليهما غير مصمم للتعامل اعتراضا و تدميرا مع نوعية وكمّية الصواريخ التي أطلقها حزب الله في تموز2006 ، إنما للعمل ضد الصواريخ الباليستية المتوسطة والبعيدة المدى (والتي يتراوح مداها من 200 إلى 1000 ميل) في حين أن الصواريخ التي يطلقها حزب الله على إسرائيل قصيرة المدى، فلا تدخل ضمن نطاق تصدي الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية لها، وذلك باعتراف عوز روبين، مصمم الصاروخ (آرو)، حيث أكد أنه لا يصلح للتعامل مع أية تهديدات صاروخية في مدى أقل من 125 ميلاً، ذلك لأنّ هذه الصواريخ شبه بدائية، و تطير على علو منخفض، و تأتي على شكل رشقات أو دفعات.

كما أن قوة صواريخ حزب الله القصيرة المدى تنطلق من مواقع متغيرة، وتتميز بالقابلية للإطلاق السريع ثم نقل منصة الإطلاق إلى موقع آخر. كذلك فإن الرحلة التي تقطعها صواريخ الحزب ـ خصوصاً الكاتيوشا ـ قصيرة للغاية ولا تستغرق أكثر من بضع ثوان لكونها قصيرة المدى (أقل من 10 أميال) ما يجعل المدى الزمني المتاح قبل وصول الصواريخ إلى أهدافها أقصر كثيراً مما تحتاجه شبكات الرادار الإسرائيلية لرصدها، فضلاً عن صعوبة تتبع مساراتها. ويبرز في ترسانة الحزب مجموعة من الصواريخ تبدأ بالكاتيوشا ولا يعلم أين تنتهي.

- صاروخ "الكاتيوشا": هو صاروخ روسي ذائع الصيت يعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي السابق، إستعمل في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية. ويشمل سلسلة من الأنواع التي يمكن إطلاقها بوساطة راجمة أو بوساطة منصة ثابتة يدوياً أو حتى من دون الحاجة إلى وجود مشّغل اعتماداً على التوقيت الذي يمكن ضبطه للانطلاق في وقت لاحق. ولا أهمية إستراتيجية أو عسكرية كبرى لهذه الصواريخ، رغم قدرتها التدميرية المحدودة نسبياً وعدم دقة إصاباتها، إلا أن كثرة إستعملها تعود إجمالا للرغبة في احداث هلع أو انهيار نفسي لدى الطرف الآخر. ويمتلك حزب الله عشرات الآلاف من صواريخ الكتيوشا يعمل معظمها ضمن مدى 12 – 25 كلم. وقد خضعت هذه الصواريخ لتعديلات سمح لها بتجاوز مدى الـ25 كلم.

- طائرة "مرصاد1" تعتبر سلاحاً مهجناً من إبتكار حزب الله الذي أنشأ لها وحدة هندسية خاصة مؤلفة من عشرات المهندسين. ومرصاد هي طائرة استطلاع من دون طيار أعلن الحزب تصنيعها منذ مدة فيما يرى البعض أنها من صنع إيراني (مهاجر 4) وقد استخدمها الحزب في عدة مناسبات خلال الأعوام القليلة الماضية وذلك بهف الرصد من خلال الكاميرا المزودة بها. وفي الوقت عينه، مرصاد هي طائرة قادرة على ضرب أهداف مدنية أو عسكرية في العمق الإسرائيلي إذا ما تمّ استخدامها كطائرة انتحارية, خاصّة أنها تستطيع حمل متفجرات زنتها بين (40 و50) كلغ لا سيما أنّ الدفاعات الجوية لا تستطيع رصد طائرات استطلاع بطيئة كهذه خصوصاً إنها تطير على علو منخفض.

- صاروخ رعد: هو صاروخ إيراني الصنع تمّ إنتاجه بدأ من العام 2004 بعد إخضاعه لعدد من التجارب وفق تصريح سابق لوزير الدفاع الإيراني علي شامخاني آنذاك. وهو صاروخ يعمل على الوقود السائل، و تبلغ نسبة دقته في إصابة الأهداف 75%. يمتلك حزب الله صاروخ (رعد1) و هو صاروخ ذو مهمة تدميريّة و يستطيع حمل رأس متفجر بوزن (100) كلغ. و قد تمّ استخدامه لأول مرّة في حرب تموز 2006.

- صاروخ فجر: هو صاروخ إيراني الصنع بدعم صيني و كوري شمالي. يتم إطلاقه من قواعد و عربات متحركة يمتلك حزب الله منه سلسلة (فجر3) ، عيار 240 ملم، الذي يبلغ مداه حوالي (45) كلم و (فجر4) و (فجر5) ، عيار 333ملم، الذي يبلغ مداه حوالي (75) كلم. وتشير التقديرات إلى أنّ الحزب يمتلك مئات من هذا الطراز مما يتيح له القدرة للوصول إلى حيفا, وقد تسبب بمقتل 8 إسرائيليين بضربة واحدة في تموز 2006.

- صاروخ زلزال: هو صاروخ بالستي، ظهر في عروض عسكرية إيرانية إلى جانب صاروخ 'شهاب6. ويعمل 'زلزال” على الوقود الصلب، و يبلغ مداه حوالي (150) كلم، و يستطيع الوصول إلى تل أبيب ممّا يجعله من منظومة الصواريخ المتطورة جداً، والتي قلّما يمكن لجماعات مقاومة مسلحة، وليس لجيوش نظامية، امتلاكها ما لم يكن هناك قوّة كبيرة تدعمها و تؤمّن الغطاء المطلوب لها لتزويدها به. وهناك من يطرح إمكانية وجود صاروخ 'زلزال2” لدى الحزب، و هو صاروخ يبلغ مداه حوالي (200) كلم، يُستخدم لضرب المواقع المهمة المتعلقة بالمدن و الاتصالات و بالمواقع الحيوية؛ فبإستطاعة هذا الصاروخ أن يحمل رؤوسا تحتوي على 600 كلغ من المواد المتفجرة. وقد تم الكشف عبر مصادر عسكرية اسرائيلية ان 'حزب الله” يستعد لتسلم صواريخ أرض- أرض من نوع 'فتح-110” من ايران. واوضحت المصادر ان 'صاروخ 'فتح-110” مشابه لـ”زلزال 2” الذي استخدمه 'حزب الله” لضرب القرى الاسرائيلية الشمالية، ومن الممكن أن يصل إلى تل أبيب. كما أنه يملك دقة عالية نظراً الى نظام التوجيه الصيني, ويستطيع حمل نصف طن من المتفجرات'.

وإذا كانت صواريخ حزب الله لم تتجاوز شعاع دائرته الـ70 كلم خلال حرب تموز، فإن إيران قامت مؤخرا بتزويد حزب الله «بصواريخ باليستية بعيدة المدى تعمل بالوقود الصلب ومجهزة بنظام توجيه عبر قمر صناعي»، يتجاوز مداها 300 كلم وهي قادرة بالتالي أن تطال كل المدن الإسرائيلية وصولاً إلى مفاعل ديمونة في صحراء النقب. وقد أكدت مجلة التايمز أن هذه الصواريخ بالتحديد موضوعة تحت إدارة وإشراف مباشر للحرس الثوري الإيراني.

 

العميد يحيى زار منزل غندور في طرابلس وعقد مؤتمرا صحافيا: لم نحدد مكانه بعد ونتابع بكل الوسائل المتاحة لدينا لتحديد المكان

اذا كان بين ايدي اناس يفترض ان يكون عندهم مطالب وللحظة لا طلب معينا

الموقوفون ليسوا متورطين بالجريمة ونستمع راهنا الى افاداتهم كشهود

وطنية - عقد المدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد انور يحيى مؤتمرا صحافيا في مقر مفرزة طرابلس القضائية، في حضور قائد منطقة الشمال الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد صباح حيدر، قائد مدينة طرابلس لقوى الامن الداخلي العقيد بسام الايوبي، رئيس المفرزة القضائية في طرابلس العقيد فواز متري، رئيس مكتب مكافحة الارهاب في طرابلس الرائد خالد سبسبي ورئيس المفرزة القضائية في عكار الرائد نديم عبد المسيح.

استهل العميد يحيى مؤتمره الصحافي بالاعلان عن زيارة قام بها الى منزل اسرة رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال عبد الله غندور في طرابلس، واطلعهم على اخر مستجدات التحقيق حول اختفائه وقال: "بطلب من معالي وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، زرت اسرة السيد عبد الله غندور واطلعتهم على اخر المستجدات والمعلومات التي لدينا كقوى امن داخلي بالشق التحقيقي باختفاء السيد غندور، ونحن في قوى الامن الداخلي نعتمد التقنية عبر الادلة الجنائية من هاتف وكاميرات وشهود، وهذه الاشياء تشكل المورد الاساسي للتفتيش عن الجهة التي قامت بهذه بالجريمة وما هي الاسباب التي دفعتها للقيام بهذا العمل".

اضاف: "قوى الامن اجرت مسحا لكل الشقق القريبة من المكان الذي عثر فيه على السيارة في منطقة الهيكلية القريبة من مدينة طرابلس، وكنا قد طلبنا من المسؤولين في الدفاع المدني والصليب الاحمر بإعلامنا فورا في حال تم نقل اي جثة او جريح منذ ان اخذنا العلم بفقدان السيد غندور. ونحن بدورنا اخذنا البصمات عن السيارة، وتوافقت البصمات مع بصمات شخص معين، وهو موجود مع قوى الامن الداخلي، والاتصالات التي استلمها خط السيد غندور تم رصدها، وهناك شخص اوقف صباح اليوم بمنطقة الجنوب وهو الان بالطريق الى طرابلس لكي نستمع له وما لديه من معلومات حول اختفاء غندور".

وتابع: "الشرطة القضائية تحديدا وقوى الامن الداخلي بشكل عام تقوم بتنفيذ استنابة قضائية صادرة عن قاضي التحقيق الاستاذ عكاري الذي تولى التحقيق باختفاء غندور، وزارة الاتصالات تتعاون معنا، وكل الدولة جاهزة لتقديم اي طلب صادر عن قوى الامن الداخلي لنساعد في كشف القضية".

وردا على سؤال قال: "كل ما توصلنا اليه ان رسالة بواسطة "اس ام اس" خرجت من رقمه مساء السبت من مكان معين، وهي رسالة مختصرة وليست جدية تطالب بفدية معينة، ونحن ننتظر استلام رسائل اخرى لكي نتمكن من معرفة ما الذي يريدونه من عبد الله غندور، وهل يريدون اموالا او فدية ام اشياء اخرى؟ كل ذلك يتحدد في ضوء تلقي اتصالات اخرى نحن بانتظارها".

وردا على سؤال آخر قال: "الاشخاص الموقوفون ليسوا متورطين بالجريمة، وانما نستمع الى افاداتهم في الوقت الراهن كشهود، وكيف يتحول احدهم من شاهد الى متهم او مدع عليه فهذا يتوقف ويعود الى قاضي التحقيق الاستاذ عكاري".

وردا على سؤال عن وجود غندور في البقاع او الجنوب قال: "هذا ليس صحيحا وليس دقيقا، ولم نحدد مكانه بعد، ونتابع بكل الوسائل المتاحة لدينا لتحديد المكان المتواجد فيه، اما بواسطة جهازه النقال واما بواسطة آخرين يساعدوننا بهذا العمل، والبصمات التي اخذت عن السيارة هي عديدة في الداخل والخارج، والبصمات القابلة للاستثمار تم تحديدها وتم تحديد اصحابها، ولكن ليس من الضروري ان يكون صاحب البصمة هو الخاطف، وربما صاحب البصمة يكون سائقه او شخص آخر، وهذا الموضوع يعود للتحقيق العدلي".

وعن المعلومات التي وضعت بتصرف اسرة المفقود قال: "اكيد زيارتي الاولى كانت لمنزل آل غندور، ومعالي وزير الداخلية يتابع شخصيا الموضوع، وبدوري اطلعت العائلة على مستجدات التحقيق واستمعنا من الاسرة الى هواجسهم ومطالبهم، او اذا كان لديهم معلومات يقدمونها لاستثمارها في التحقيق، الذي يجري بكل جهد ولم نتوصل بعد معرفة الجهة الخاطفة ومكان وجود غندور، ولكن استطيع ان اقول بأننا قد قطعنا اكثر من 70 بالمئة من التحقيق".

وردا على سؤال قال: "عبد الله غندور فقد يوم الجمعة عصرا، ولم اقل في كلامي بانه قد خطف، السيارة وجدت في محلة الهيكلية وفي داخلها جهاز الهاتف وبعض الاشياء التي تساعدنا في التحقيق، وكانت مركونة بطريقة عادية جدا وكأن السيد غندور هو الذي كان يقودها وركنها بشكل طبيعي".

وعن احتمال وجود خطر على حياة غندور قال: "نأمل الا يكون هناك اي خطر على حياته، لانه كلما طالت الامور اكثر كلما صار هناك امل بالافراج عنه، وننتظر لمعرفة ما الذي يريده هؤلاء الاشخاص من عبد الله غندور، واذا كان غندور بين ايدي اناس من المفترض ان يكون عندهم مطالب وحتى اللحظة لم يحصل او يظهر اي طلب معين، والرسالة التي تحدثنا عنها وتتضمن معلومات عن طلب فدية اتت بواسطة "اس ام اس" من جهاز السيد غندور، والتفاصيل افضل ان نتركها للتحقيق".

وردا على سؤال قال: "اسرة غندور اقتنعت بالمعلومات التي لدى عناصر قوى الامن الداخلي المولجة اجراء التحقيق في قضية غندور، واستمعت مني الى آخر المستجدات والمعطيات المتوفرة لدينا وكانت ايضا مقتنعت بهذه المعلومات".

واكد العميد يحيى "ان غندور لم يتلق اي تهديد قبل اختفائه".

وقبل المؤتمر كان العميد يحيى قد زار منزل آل غندور في طرابلس واطلع عقيلته ثريا ونجله ناظم، في حضور عدد من افراد الاسرة، على آخر التطورات والتحقيقات.

ثم التقى العميد يحيى قاضي التحقيق في قضية غندور خالد عكاري وبحث معه في المستجدات المتعلقة بظروف اختفاء غندور.

 

لبنانيتي قبل عروبتي

بقلم المحامي ابرهيم نجيب نجار     

النهار/كل فترة من الزمن يطلع علينا أحد رجال السياسة أو أحد الاحزاب ليذكر اللبنانيين بعروبتهم الى درجة أننا توهمنا اننا قد نكون أوروبيين او هنودا او أفغانا او من جنس لا نعلمه، حتى وصل الامر بالرئيس فؤاد السنيورة الى القول: "يا عمي عملنا فحص دم عدة مرات وطلعنا عرب ما بقى بدنا فحص دم جديد".

أود بدوري أن أذكّر من يذكّرنا بالعروبة بأن لبنان قطعة من هذا الشرق العربي لا تنفك عنه ولا تنقطع واللبنانيين عرب الروح والقلب واللسان. واذا فكّر اللبناني في وقت من الاوقات في ترك عروبته أو التنكر لها فهذا يعود الى تصرف زعمائه الذين – كما يقولون – كالجزار يذكر الله ويذبح. زعماؤه الذين جُمعت فيهم التناقضات اوصلتنا أنانيتهم وعبوديتهم للسلطة والمال الى ما نحن فيه الآن. استعملوا الفروقات السياسية والدينية والمذهبية من أجل مصالحهم الخاصة حتى كفر اللبنانيون بهم وبعروبتهم.

عروبة لبنان لم تأت ارتجالا ولم تعط لأبنائه بل كانت منذ ولادتهم تسري في عروقهم وخصوصا المسيحيين منهم. وأصدق برهان على ذلك هو ما قامت به الاديرة في حفظ تراث الادب العربي طوال العصور التي عمّ فيها الجهل البلاد العربية الاخرى. ان اللبنانيين أول من أنشأ الصحف ذات الفكرة والروح العربيتين ونشروها منذ أكثر من مئة سنة. فجميع أعمالهم تدل على وجه لبنان العربي الذي لا نزاع عليه ولا غموض فيه. هذا الوجه العربي لا يمكن ان يبقى ويدوم الا اذا حافظت البلاد العربية على حرية لبنان وسيادته واستقلاله، لأنه في غير هذه الحال سينسى اللبنانيون عروبتهم وقضية العروبة ويعودون للاهتمام باستعادة استقلالهم وحريتهم وقرارهم الحر. فيخسر لبنان ويخسر العرب. نعم نحن عرب إنما قبل كل شيء لبنانيون لأن الجامعة الوطنية قبل الجامعة العربية. ولذلك يجب ان نقول نعم للعروبة انما دون تفضيلها على لبنانيتنا وعلى أنفسنا. فلبنان أولا قبل كل شيء وبعد ذلك غيره. وفي النهاية أدعو الى ان يكون شعار كل لبناني: "لبنانيتي قبل عروبتي".

 

أين أخطأ جنبلاط وأين أصاب؟

بقلم محمد علي مقلد/النهار

كان ينبغي أن يحتشد جمهور 14 آذار في ساحة الشهداء في ذلك اليوم التاريخي، ردا على من تجمعوا في الثامن من الشهر ذاته تحت شعار "شكرا سوريا". والاحتشاد كان مبررا ضد النظام الأمني اللبناني - السوري، في حينه، لا ضد سوريا، بصرف النظر عما كانت ستؤول إليه أعمال المحكمة الدولية. وإن لم يكن مبررا فهو، على الأقل، كان حدثا يمكن الاستفادة منه لتعزيز الشعور بالانتماء الوطني ضد حكم الوصاية السوري، وكان يمكن أن يكتمل ويتكامل مع حشود الفرح بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي (مرة أخرى ننبه إلى أننا لا نساوي بين العدو والصديق، لكننا نرغب في أن يتساوى اللبنانيون في شعورهم بالانتماء إلى وطن سيد حر مستقل، لا احتلال في أرضه ولا وصاية على شعبه).

14 آذار كانت ضرورة لأنها جسّدت الوحدة الوطنية بأبهى صورها، وجسّدت رغبة المحتشدين من كل الطوائف والمناطق في تحرير بلدهم من سياسة القتل المجاني التي بدأت بالشهيد الكبير كمال جنبلاط قبل ثلاثين عاما. ولم يعكر هذه الوحدة إلا غياب "حزب الله" عنها، المتضرر أكثر من سواه، أو مثل سواه على الأقل، من نظام الوصاية السوري، لكنه كانت له حساباته الخاصة التي تحتاج إلى نقاش آخر.

غير أن قيادة 14 آذار لم تكن على مستوى الضرورة تلك ولا على مستوى طموح جمهورها، فارتكبت خطأها الأول حين اعتقدت أن الأزمة اللبنانية تجد طريقها إلى الحل بمجرد خروج القوات السورية من لبنان، فتصورت أن مهمتها الأساسية، بالتالي، هي إخراجها، أو أنها صورت نفسها في حينه كأنها هي بطلة إخراجها، ووظفت حجمها الجماهيري الضخم في هذا الاتجاه، ولم تنتبه إلى تفصيل "صغير" جدا وهو أن سوريا دخلت بقرار عربي ودولي وخرجت بقرار مماثل. إذن كان على قيادة 14 آذار أن توظف خروج سوريا لا أن تتبناه كأنه صنيعتها، وهذا لا يقلل من دور جماهير 14آذار ولا من حجم التضحيات اللبنانية التي توجّها استشهاد الرئيس الحريري ورفاقه (جنبلاط رأى باكرا وصرح متأخرا أن دم الحريري هو الذي أخرج الجيش السوري).

ثم ارتكبت خطأ ثانيا حين تماهت، ومعها الحكومة اللبنانية، بمجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة، والقوى النافذة فيهما، فبدت كأنها واحدة من المؤسسات التابعة لها في لبنان، وصار همها الأساسي التعجيل في إجراءات تشكيل المحكمة الدولية ومتابعة التحقيق الدولي، وركزت نشاطاتها وخطابات قادتها وقرارتها السياسية الكبرى في هاتين المسألتين: خروج سوريا والمحكمة الدولية. على أهمية الدور اللبناني في تسهيل شؤون المحكمة، أغفلت قوى 14آذار أن، المحكمة هي الأخرى، شُكلت بقرار دولي، وكان ينبغي أن يُترك لمن قرر تأمين موجبات تنفيذ القرار، كما كان ينبغي ألا تُعلق الآمال بالطريقة التي علقت بها، لأن للدول الكبرى مصالح وقراءات قد تختلف عن مصالحنا وقراءاتنا.

ترتب على هذه الخطأ الثاني اعتقادها أن حل الأزمة اللبنانية مرتبط بالمحكمة الدولية وبالقوى الكبرى التي كانت وراء تشكيلها فتلبّستها تهمة "العمالة" لقوى "الاستكبار" العالمي، والإمبريالية والاستعمار والصهيونية، الخ.و ظلت التهمة تكبر وتنمو تحضيرا للسابع من أيار حيث نجح حلفاء سوريا في تصوير قيادة 14 آذار، عن غير وجه حق، متآمرة على الوطن وعلى المقاومة وعلى العروبة وعلى القضية الفلسطينية، الخ. وحشرتها في زاوية التفريط بالقضايا القومية الوطنية، الخ.

كل ذلك أشار بوضوح إلى ثغرة كبيرة في المشروع السياسي لقوى الرابع عشر من آذار، منها نفذ خصومها، وهي ثغرة أصابت مقتلا في شعار السيادة والاستقلال، وهي الثغرة ذاتها التي وقع فيها جنبلاط حين انقلابه الأخير على قوى 14 آذار، إذ لا سيادة في أي وطن من غير وجود وطن، ومن غير وجود دولة، لأن الدولة هي التي تكون، نظريا، صاحبة السيادة ومجسدتها ورمزها. لقد كان يسود الاعتقاد لدى قيادة 14 آذار بأن الذي ينقص لبنان في حينه، ليكون حرا وسيدا، أن تخرج سوريا من لبنان. غير أن العطل الأساسي في التركيبة اللبنانية يتمثل في كون القوى السياسية، جميعها من دون استثناء، غير مقتنعة بأن لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، أو في كونها، جميعا أيضا دون استثناء، تستسهل استدراج القوى الخارجية لمواجهة مشاريع خارجية، وبما أن لكل خارج وكيلا لبنانيا فمن الطبيعي أن تتصادم المشاريع الخارجية بالواسطة أو بالوكالة في ما يشبه دائما الحرب الأهلية.

صار من المنطقي أن يفسّر التركيز على الخروج السوري بأنه انحياز إلى خصوم سوريا في الخارج، كما صار من الطبيعي أن ينبري خصوم خصومها في الداخل للدفاع عنها، فكان انبعاث الحركة الموالية لسوريا، ليستمر الصراع في لبنان بين مشاريع خارجية، ويغيب العنوان الأصلي، أي تأمين الشرط الأساسي لقيام الوطن السيد الحر المستقل، نعني بهذا الشرط، الوحدة الوطنية في مواجهة كل المخاطر الخارجية.

الانقسام الآذاري هو، من غير شك، تجسيد للأزمة ولاستمرارها لأنه تجسيد للانقسام الوطني، إذن، لا بد من كسر حلقة الانقسام بإلغاء خطوط التماس السياسية القائمة بين الجبهتين، والتي تحولت في أكثر من مناسبة إلى خطوط تماس عسكرية طائفية ومذهبية، في أحداث الجامعة العربية ومقتل الزيادين وحوادث مار مخايل والسابع من أيار، الخ. من هذه الزاوية كان لا بد من مبادرة، وجنبلاط هو السّباق دوما إلى البحث عن جديد، وهذه من فضائله ومن ميزاته، وكان الانقلاب الذي بشّر به منذ فترة سبقت الانتخابات النيابية، لكن! لكن هذا الانقلاب، على أهميته وضرورته، يشبه كل الانقلابات التي حصلت في منطقتنا، منذ خمسينات القرن الماضي.إنه انقلاب من غير برنامج، أو أنه انقلاب يعتمد البرنامج القديم ذاته ولا يبدل إلا رجاله، إذن هو انقلاب "كان ينبغي تفاديه".

يظهر ذلك من ردود الفعل على الانقلاب. اتباع سوريا وفريق8 آذار رحبوا وهللوا وجزموا بأن هذه الاستدارة ترمي إلى رأب صدع العلاقات مع سوريا. لكن المفاجئ هو أنها لم ولن تؤثر على طبيعة المواقع السياسية، بما في ذلك موقع جنبلاط نفسه، الذي، حتى لو لم يبادر إلى توضيح قراره صراحة، لن يبدل، على ما نقدر، موقفه من تيار المستقبل ومن الشهيد الحريري ومن الرئيس المكلف، والذي، حتى لو تمكن من تشكيل جبهة جديدة "وسطية أو ثالثة" لن يتمكن من كسر حلقة الانقسام، بل إن ما يفعله ليس سوى إعادة صياغة الانقسام على أسس تحالفية جديدة أو متجددة. كسر الانقسام لا يكون مجديا إلا إذا استند إلى برنامج جديد عنوانه الوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة كل العوامل الخارجية، وبالتالي فلن يكون مجديا أن نبحث عن عاصمة خارجية موالية أو داعمة لنستبدلها بأخرى، أو أن نستبدل الشعارات كما يقول الشاعر الماغوط: آه لو نتبادل الأوطان كالراقصات في المقهى!

العودة إلى العروبة وفلسطين! لماذا يدين جنبلاط نفسه من غير أن يدري، وعن غير حق، فقط في خطوة متسرعة وغير مدروسة. أين كان قبل العودة؟ هل ليؤكد ما قاله خصومه عنه في عز الصدام بين المشروعين الآذاريين؟ إننا نحن العروبيين نذكره بأن عروبة لبنان ليست رديفا للوصاية السورية ولا للعروبة غير الديموقراطية ولا للأصوليات الدينية المتغلغلة في كل البلدان والأديان.

كذلك فإن العروبة كانتماء حضاري شيء والحركة القومية، التي كنا وكان جنبلاط جزءا منها، شيء آخر. هذه الحركة التي ما زالت تراكم هزائمها من مطلع القرن الماضي، وتفرض على الشعوب العربية أثمانا باهظة لممارسة كل صنوف الاستبداد. وإذا كان لا بد من انقلاب قومي ويساري وتقدمي واشتراكي فهو على المضمون البالي لمشاريع الحركة القومية التي فرّطت بفلسطين وبالوحدة العربية وبوحدة كل قطر من أقطار الأمة ووضعت بلدانها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستبداد وأنظمة الاستخبارات وإما الحروب الأهلية، ووظفت طاقات الأمة البشرية وثرواتها في بناء جيوش تقاتل ضد شعوبها وتحمي الحكام وتدمر دولة الحريات والديموقراطية.

أما العودة إلى فلسطين فأمر أكثر تعقيدا. ذلك أننا، نحن اليساريين، ناضلنا، بقيادة كمال جنبلاط، من أجل فلسطين، فتعلمنا من التجربة أن علينا ألا نكون أكثر فلسطينية من الفلسطينيين، أي أن نناضل معهم من أجل استقلال قرارهم. وألا نناضل بديلا منهم أو نيابة عنهم، وأن نحترم خياراتهم ونقف وراءهم لا أن نزايد عليهم، لأن كل مزايدة هي تفريط بوحدتهم الوطنية، وهذا ما بيّنته حالتهم، إبان وحدتهم الوطنية ثم بعد تصدعها في أحداث غزة التي سبقت العدوان الاسرائيلي عليها.

العودة إلى اليسار، هي الأخرى، تحتاج إلى تمحيص، فأين اليسار وأين اليمين، بعد كل الذي حل بيسار البشرية ويمينها واختلاط الحابل بالنابل؟!هل هي عودة إلى الحركة الوطنية التي هلل بعض أطرافها " لعودة الإبن الضال"؟ وهل إذا عاد الإبن الضال يبقى اليساري يساريا؟ أم أن معيار اليسارية هو الآخر محكوم بالعلاقة مع الشقيقة ؟ وهل مشروع الشقيقة ما زال مشروعا يساريا؟

إن اليسار الحقيقي اليوم ليس ذاك الذي يناضل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية لشعب لا وطن له، ولا هو ذاك الذي يناضل من أجل قضايا سواه من الشعوب والأوطان. اليسار الحقيقي هو ذاك الذي يستحضر من تاريخه الناصع ما يساعده على بناء وطن يمكن أن يعيش فيه اليسار واليمين ويتصارعا ويتنافسا من أجل التقدم. فالتغيير الفعلي الممكن في هذا العصر( الذي لم يعد عصر الانتقال إلى الاشتراكية) هو التغيير من داخل النظام الرأسمالي لا تغيير النظام الرأسمالي، إلى أن تتمكن القوى الاشتراكية من إعادة صياغة مشروعها أو أي مشروع آخر "يتجاوز " الرأسمالية، على حد تعبيير الاشتراكي سمير أمين.

أما الطبقة العاملة، يا رفيق وليد، فهي، إن لم تكن تملك وعيا سياسيا علمانيا ديموقراطيا، لا تعدو كونها شرائح طائفية ومذهبية، تصطف عند اول منعطف خلف القوى التي مزقت جسد الوطن والطوائف.

أما حماية الطائفة الدرزية، وهي أقلية الأقليات؟! فمن البديهيات التي أفرزتها نتائج الحروب الأهلية المتعددة في لبنان، أنه ما من أقلية تستطيع أن تحمي نفسها بقوة خارجية. المارونية السياسية، وهي ناطقة باسم أكبر الاقليات، دمّرت باستدراجها الخارج واعتمادها عليه، أول ما دمرت، الأقلية التي زعمت أنها تدافع عنها وتحميها، والشيعية السياسية قد تنزلق هذا المنزلق إن لم تتدارك نفسها قبل فوات الأوان، أي قبل أن تسعى القوى الخارجية إلى توظيف دورها الداخلي في خدمة المشاريع الخارجية، التي أيا كان المنتصر فيها، يكون الخاسر الوحيد هو الوطن، لبنان. إن السبيل الوحيد، إذن، لحماية أية أقلية لبنانية هو اعتبار الوطن القضية الأولى التي لها الأولوية على ما عداها من قضايا قومية وأممية ودينية، الخ. بهذا المعنى، يكون الانقلاب مجديا إن هو سعى وراء مشروع سياسي همه إعادة بناء الوطن والدولة، وليس إعادة بناء خريطة التحالفات. ذلك أن رئيس الجمهورية الذي ذكر اسمه وموقعه كنقطة استقطاب للقوة الثالثة، على أهمية دوره المعنوي، ليس هو من يصنع القوة الثالثة ولا هو من يعدل موازين القوى، بل إنه هو القادر على أن يستفيد منها ويوظفها في مصلحة مشروع الدولة.

 وأخيراً، ماذا عن حلفاء الأمس؟ وما الداعي لتغيير خريطة التحالفات، ما دام لا يوجد تغيير ملموس في طبيعة المشروع السياسي الداخلي وما دام الدافع الأساسي لتغيير التحالفات الداخلية هو دافع خارجي؟ هذا خطأ اكثر فداحة! لأن تكتل 14 آذار نشأ، وربما من غير قصد ومن غير سابق تصميم، على أساس شعارات داخلية، عنوانها السيادة والحرية والاستقلال، وهذه كانت نقطة قوة الحركة "الاستقلالية". ومما لا شك فيه أن هذه الحركة كانت تشكو من نقاط ضعف كثيرة، غير أن الانقلاب الجنبلاطي، ويا للأسف لم يحصل بدافع الاعتراض على سلبياتها، بل حصل ضد هذه الإيجابية الأصلية التي ميزتها عن سواها من التحالفات. نقول ذلك بالرغم مما تعرضت له من تشوهات بعد انخراطها إلى ما فوق أذنيها في لعبة الصراعات الخارجية.

فضلا عن ذلك، يذكر جميع المشاركين في 8 و14 آذار أن القوى السياسية اللبنانية كلها كانت، بنسب متفاوتة، جزءا من النظام الأمني اللبناني - السوري، إلى أن وقع اغتيال الرئيس الحريري.

الموقف الصحيح الوحيد الممكن، في تلك اللحظة، هو الانتصار لدم الحريري، وهو موقف مطلوب من مؤيدي مشروعه الاقتصادي ومن معارضيه على السواء، لأن القضية، في تلك اللحظة، لم تكن قضية لقمة العيش اليومي للمواطن، ولا مقارعة الامبريالية والنظام العالمي الجديد، ولا محاربة "الرأسمالية المتوحشة"، بل هي قضية الدفاع عن مشروع الوطن وعن حريته وعن حرية كل مواطن فيه. من لم يقف، في تلك اللحظة، هذا الموقف لم يكن معاديا للحريري فحسب، بل للوطن. أما بعد ذلك فصار أفضل انتصار لدم الحريري وكل الشهداء، هو العمل على بناء مشروع الدولة، وهو ما لم تكن حركة 14 آذار مهيأة له ولا عملت بعد ذلك في سبيله، وجنبلاط واحد ممن قصّروا في هذا المضمار مثلما قصّر سواه من حلفائه (لأن همهم كان منصبّا على أمر آخر). وبما أن الانقلاب لا يمكن، أخلاقيا وسياسيا، أن يكون ضد الانتصار لدم الحريري، فهو بدا كأنه انقلاب على مشروع الدولة الذي راحت قوى 14 آذار تتلمسه وتنادي به من غير خطة ملموسة، إلى أن رفعه تيار المستقبل شعارا سياسيا لكتلته النيابية (لبنان أولاً) وسارع جنبلاط إلى الاعتراض عليه. ولأننا لا نعتقد انه انقلاب على مشروع الدولة، فهو إذن مجرد قفزة في المجهول، كان "ينبغي تفاديها".

من ناحية أخرى، إذا كان هناك من حاجة إلى تفكيك جبهتي الانقسام الآذاري فلأنهما وقعتا في خطر استدراج الخارج أو الاستقواء به، وليس لأي سبب آخر. فهل سيتوفر على جبهة الثامن من آذار من يلاقي جنبلاط في منتصف الطريق؟ وهل في تلك الجبهة من يتجرأ على تبني شعار "لبنان أولا"؟ لا بأس لو ذكرنا الرفيق وليد بأن ردة الفعل على انهيار الاتحاد السوفياتي في صفوف حلفائه يومذاك من القوى القومية العربية، وفي صفوف القوى الأصولية واليسارية أيضا، وكلهم نسخ مزيفة من الستالينية، ونسخ أصيلة من الاستبداد والقمع والاستخبارات، تمثّل في اعتقادها بأن ذاك الانهيار كان دليلا على صحة مواقفها من الشيوعية والرأسمالية ومستقبل البشرية. واليوم لن تستنتج غير ما استنتجت، أي أن وليد جنبلاط وحلفاءه كانوا على خطأ في كل سلوكهم حيال سوريا وحلفائها في لبنان وأنه اليوم في طريقه إلى الاعتذار عن ماضيه! إننا نعتقد أن ذلك، في حال حصوله، سيكون أكثر كلفة من كل الأثمان التي تكبدتها 14 آذار منذ اغتيال الحريري حتى اليوم.

أما بعد، ليس في ما قلناه دعوة إلى التمسك بشكل الانقسام الحالي وخطوط التماس التي رسمها، بل على العكس تماما. فالتفكيك ضرورة، لكن على جانبي الانقسام، وعلى اساس مشروع سياسي جديد من ثلاثة عناوين:

الأول، هو تأمين الإجماع على نهائية الكيان اللبناني، في وجه كل المشاريع الأخرى المافوق وطنية (القومية والدينية والأممية) والمادون وطنية (الانعزالية والمذهبية والطائفية)، وبالتالي العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية وبناء الدولة السيدة على حدودها وداخل حدودها؛

الثاني، هو الاتفاق على مضمون للعروبة لا يلغي هوية لبنان الديموقراطية، ولا يحمّل لبنان فوق طاقته من المسؤوليات حيال القضايا القومية ولا سيما القضية الفلسطينية؛

هذان العنوانان يتطلبان حوارا صادقا وشفافا ومصارحة وتخليا حازما عن كل المشاريع التي تتعارض مع مشروع إعادة بناء الوطن والدولة، ومن الممكن أن تساهم المبادرة الجنبلاطية (وليس الانقلاب) في هذا الحوار الذي ينبغي أن يتوج في مؤتمر برئاسة رئيس الجمهورية؛

الثالث، هو البحث عن صيغة لإصلاح النظام السياسي اللبناني، انطلاقا من اتفاق الطائف، وبما يؤمن المساواة بين اللبنانيين على أساس المواطنية لا على أساس انتماءاتهم الطائفية، ومدخل هذا الإصلاح نظام تمثيل سياسي وقانون انتخابات عصري يقوم على النسبية والدائرة الواحدة (ومن الممكن أن يكون جنبلاط داعما لهذا الاقتراح بدل أن يكون معارضا له إذا ما قرر، على غرار والده، أن يطمح إلى زعامة وطنية فضلا عن زعامته الدرزية) ويبقي على القيد الطائفي إلى أن يطبق من اتفاق الطائف البند المتعلق بإلغاء الطائفية السياسية، فيتأمن الأساس لقيام الدولة المدنية العصرية، دولة القانون والمؤسسات والعدالة والكفاءة وتكافؤ الفرص. 

(أستاذ جامعي)       

 

 

زمن وئام وهاب 

علي الرز ، الثلاثاء 11 آب 2009

لبنان الآن

 حدثنا العلامة المفكر بعثان بن غزوان قال:

ستهب يوما على اقليم لبنان في بر الشام ريح صرصر وغيوم سود. تتنابذ معها النفوس وترتفع فيها الفؤوس وتطير بموجبها رؤوس، فتنعق غربان الفتن وتتعاظم المحن ويشرب الجميع مر الكأس وينتشر اليأس... ثم يأتي فارس الحكاية متحدثا عن "الصرماية"، مهددا بالويل والثبور وعظائم الامور. يشتري ويبيع. يحذر الجميع. يساير الجميع. يكر ويفر. ملوحا بموقع يغر او متوعدا بدم يشر. فإلى الوراء در... يعود الاقليم الى البر ويا دار ما دخلك شر.

لم تكن في زمن العلامة بعثان لا تلفزيونات واذاعات وصحف ملونة ولا ثورة اتصالات. كانت مخطوطاته تنتشر عن طريق النسخ والتداول او الحمام الزاجل. اما في زمن رئيس "حركة التوحيد" اللبنانية الوزير السابق وئام وهاب فيمكن القول ان ثورة الاتصالات تعيش حركة تصحيحية وتدخل جيلها الثالث بابعاد مختلفة.

لا يوجد في "اقليم لبنان" اليوم أهم من السيد وهاب. صاحب الشعارات التأسيسية للمرحلتين الحالية والمقبلة التي اعتقدنا واهمين ذات يوم انها عبارات مبتذلة لا تصدر الا عن قطاع طرق لا عن سياسيين وتحديدا موضوع تشبيه المحكمة الدولية بجزمته او عن تهديداته لهذا السياسي او ذاك بالقتل والتغييب او في تلميحاته الدائمة "غير السياسية" المتعلقة بنائبات ووزيرات. كنا واهمين ونعترف بذلك حتى بتنا مضطرين ايضا  وبعد التطورات الاخيرة الى تصديق ان عناوين المرحلة المقبلة سترتكز على مفرداته التي طالما رفضناها... الم يقل لا فض فوه "تذكروني وتذكروا كلامي وراقبوا ما سيحصل"، سائرا على نهج العلماء الأفاضل:"سلوني قبل ان تفقدوني".

في السابق، كان تغيير المحطة التلفزيونية سهلا لمن لا يريد ان يسمع وهاب ولا يرغب في تبيان حقيقة الموقف السوري كون الرجل احد المعبرين مباشرة عن التوجهات التي تطبخ في ريف دمشق. اليوم حاول ان تغير المحطة فستجد في كل واحدة منها وئاما. هنا يتحدث عن ضرورة توحيد الطائفة الدرزية لتعود الى لعب الدور الريادي في الجبل والتوازني على مستوى الوطن. هناك يتحدث عن استكمال للمصالحة الدرزية – المسيحية كي تشمل لقاء بين العماد ميشال عون والزعيم وليد جنبلاط على قاعدة مذكرة تفاهم يتم التعبير عنها بطريقة او باخرى. وفي مكان ثالث يتحدث عن استكمال المصالحة المسيحية مع سورية من خلال جهود ومساعي يبذلها مع الرئيس امين الجميل و"الكتائب". وقبل ذلك كله وبعده طبعا هناك المهمة الاساسية المرتكزة على تمهيد الطريق لمصالحة جنبلاط مع دمشق لما فيه "مصلحة لبنان" عموما و"مصلحة الدروز" خصوصا، ما يقتضي ان يزور الزعيم الدرزي دمشق ومعه وفد كبير من المشايخ وفاعليات الطائفة...

في الصحف. في المجلات. في الاذاعات. في التلفزيونات. يبدي الرجل استعداده للعب دور توافقي ايضا بين السنة ودمشق والسنة والشيعة وربما بين المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين او بين المناطق والعشائر والنقابات وابناء المذهب الواحد. رجل المرحلة متفائل بان القطار الذي ركب فيه هو وحلفاؤه يتسع للجميع على قاعدة "الامن والسياسة لدمشق والمساعدات المالية والاقتصادية للمملكة ودول الخليج"، بل يذهب الى ابعد من ذلك مبشرا بجسر الهوة الحضارية بين الشرق والغرب مطلعا على رسائل باراك اوباما الى زعماء المنطقة. لكنه لا ينسى ان عليه لعب دور لتحصين مسار القطار من "غدر الخارج" لذلك يهدد، وهو الملتصق بريف دمشق، بأن أي قرار دولي، من خلال المحكمة او غيرها، يمس سلبا بسورية وحلفائها، قد يؤدي الى خطف عناصر "اليونيفيل" وقتلهم، وربما أعاد لبنان إلى ثمانينيات القرن الماضي، ذلك الزمان الذي بقي "جميلا" في ذاكرة البعض حين كان الغربي يخطف في لبنان المزرعة... ويفرج عنه في سورية الدولة.

زمن وئام وهاب يشبه محطات كثيرة مر بها لبنان. محطات تقاتل الطوائف برعاية خارجية ووفاق الطوائف برعاية خارجية وانهيار الدولة واعادة انتاجها على صورة المجموعات الميليشيوية وامتداداتها الاقليمية. الزمن الآخر الذي انتفضت غالبية اللبنانيين من اجله يشبه نفسه. الاول يسير والآخر يتعثر، والعلامة المفكر بعثان بن غزوان لم يكن يبصر او يضرب في الرمل عندما ادرك ان لكل زمان دولة ورجالا.