المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه

ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِرًا، كما قالَ لآبائِنا، رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».

 

فتفت رد على نصرالله: الردع يعتمد على تفادي الحرب وليس الدمار 

موقع 14 آذار /  ١٥ اب ٢٠٠٩

رد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وإعتبر ان هذا الكلام سمعناه قبل نشوب الحرب عام 2006 في اثناء مؤتمر الحوار الوطني عندما اكد السيد نصرالله انه لا يوجد حرب وعمليات وبعد اسبوع تماما نشبت الحرب، مشيرا الى سياسة الردع تعتمد على تفادي الحرب وليس على الدمار. واضاف "نسمع كلاما تصعيديا من كل الفرقاء ونسمع عن تجميع سلاح من قبل كل الفرقاء وهذا لا يبشر بالخير، ونحن في بؤرة متفجرة ممكن ان ينفجر الوضع في وجهنا في اي لحظة، وسياسة الردع التي كانت في عام 2006 لم تؤد الى نتيجة بل ادت الى تدمير قسما كبيرا من البلد". وتساءل فتفت "هل يعقل ان يقوم جيش قوي وفاعل في اي بلد في ظل وجود جيش رديف فيه؟" وفي الشأن الحكومي إعتبر فتفت أن حزب الله لا يقوم بأي شيء لتسهيل الحكومة لا بل انه يؤيد مطالب وعراقيل النائب ميشال عون.

 

 محلل: الأيام المقبلة ستشهد صعود تيارات خلافية في غزة

2009 السبت 15 أغسطس

 ميرفت أبو جامع -ايلاف

أكد طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي أن الأيام المقبلة ستشهد صعود تيارات إسلامية متشددة وخلافية مع حركة حماس التي فرضت سيطرتها على قطاع غزة منذ حزيران 2007، مشددا على أن بيئة قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 3 أعوام ويشهد تراجعا كبيرا في الحريات وتردي في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي التي مهدت لنشوء هذه الجماعات المتشددة والمتطرفة . وقال عوكل لايلاف: حماس لن تسمح بظهور جماعات منافسه لها في قطاع غزة، لذا ستعمل على وأدها وستشهد الأيام المقبلة بروز خلافات كثيرة مع مثل هذه التنظيمات مستبعدا ان ما حدث اليومين الأخيرين بقطاع غزة ممكن ان يحوله الى عراق جديد .

وقال عوكل " جماعة "أنصار الله" خرجت من بطن حماس وهي منشقة عنها لديها أفكار قريبة من القاعدة، وتعارض نهج حركة حماس، ولها موقف من دخولها الانتخابات والتهدئة وموقفها من الجهاد وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بالكامل.

وأضاف عوكل بان الجماعة معروفة فردا فردا لدى حماس ولن تشكل خطرا مستقبلا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه . وما جرى هو بداية النهاية لهذه المجموعة.

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن تكون أهداف عبد اللطيف موسى زعيم مجموعة أنصار الله" وجماعته الإعلان عن إقامة إمارة إسلامية بغزة حقيقية ،مشيرا أن ذلك يأتي في إطار ردة فعل الجماعة على محاولات حركة حماس من السيطرة والاستيلاء على مسجد ابن تيمه الذي يعد مقرا ومركزا لهذه الجماعة في مدينة رفح .

ونفى عوكل أي تواجد لتنظيم القاعدة في قطاع غزة بخلاف ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي من توافد لأعضاء من تنظيم القاعدة إلى قطاع غزة وقال :" ،إسرائيل تخلق وقائع كي تبرر لنفسها وللعالم سياستها العدوانية تجاه قطاع غزة مضيفا :" المكان في قطاع غزة لا يتسع للقاعدة وان كانت جماعة جند الإسلام يلتقون بالفكر مع القاعدة .

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة قد أعلنت صباح اليوم عن انتهاء عمليتها في قطاع غزة بمقتل عبد اللطيف موسى ، الملقب " بابي النور المقدسي " قائد جماعة جند أنصار الله، ، بعد اشتباكات دارت في محيط منزل تحصن به في مدينة رفح جنوب القطاع، واحد مرافقيه وهو أبو عبد الله السوري في ذات الاشتباك، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 24 شخصا بينهم طفلتان وستة من أفراد الشرطة المقالة وستة من المواطنين وجرح أكثر من 120 آخرين إضافة إلى موسى ومرافقه.

وكان موسى المعروف بالأب الروحي لجماعة" أنصار الله " ، وهو في الخمسينات من عمره ويعمل طبيبا بشريا ومديرا لمركز طبي في مدينة رفح قد أعلن أمس أثناء خطبة الجمعة "، عما أسماه بـ" ولادة جديدة للإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس " وقال : "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا. وسنقيم بها الحدود والجنايات واحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته". وطالب حكومة حماس بان يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام".

وقال "في حال تطبيق حماس شرع الله نحن السلفيون لدينا استعداد أن نعمل خدماً لهذه الحكومة التي تطبق شرع الله".

وانتقد عوكل تعامل حركة حماس بالقوة مع الجماعة السلفية ، وقال :" أن معالجة مثل هذه التناقضات والصراعات بالعنف استمرار لمنهج خطا ومدمر ومن شأنه أن يؤدي إلى المزيد من تدهور الأوضاع في قطاع غزة .

وأدانت تنظيمات فلسطينية في قطاع غزة سقوط 22 قتيلا ولجوء الأجهزة الأمنية في غزة إلى القوة والعنف في معالجة هذه الأزمة، وشددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان وصل إيلاف نسخة عنه على أن اللجوء للسلاح في حل الخلافات والتباينات الداخلية الفلسطينية، خطاً أحمراً يمثل انتهاكه ظاهرة خطيرة لها تداعيات على الشعب الفلسطيني ،معتبرة ما جرى في محافظة رفح من نشوء جماعات متطرفة بفكرها وسياستها جزء من المناخ السياسي الذي تولد في قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس عليه عام 2007، من ناحيتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة على رفضها لكل ظواهر التطرف الديني في الشأن الداخلي الفلسطيني، مؤكدة أن التعدي على الحريات ومصادرتها هي التي أوصلت الشعب إلى الفكر المتطرف.ولفت وليد العوض القيادي بحزب الشعب الفلسطيني إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض عل قطاع غزة وما نتج عنه من واقع صعب انعكس على تفاصيل حياة الأهالي مما خلق مناخات خطيرة، وغذى الممارسات غير المشروعة التي أضرت بالمجتمع الفلسطيني ومستقبله بما فيها نشوء جماعات إسلامية متطرفة ، مشيرا إلى أن نهج القوة في علاج المشاكل الداخلية، وحالة الظلم والإقصاء والتكفير والتخوين، واستسهال المس بكرامة الناس وقتلهم، كل ذلك أدى لتفشي واتساع مثل هذه الظواهر التي تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري والديمقراطي، والتي لن تكون الأخيرة إذا ما بقي الحال عما هو عليه الآن في قطاع غزة.

وشهد قطاع غزة خلال الأعوام الأخيرة ظهور عدة جماعات إسلامية تتخذ الدين الإسلامي شعارا لها وتدعو الي تطبيق الشريعة الإسلامية ، ورافق ذلك حوادث تفجيرات لمقاهي انترنت وكافيتريات ومؤسسات شبابية وكان آخرها تفجير عرس يعود إلى احد المواطنين جنوب قطاع غزة .ومن هذه المجموعات : مجموعة "الجيش الإسلامي في أرض الرباط"، أعلنت عن تأسيسها عام 2006 في قطاع غزة، وذلك باستهداف "كل عدو للإسلام والمسلمين وضرب الحملات الصليبية الأميركية والصهيونية"، ومجموعة "جيش الأمة- بيت المقدس"، ظهرت أواخر العام 2007، وينشط شمالي قطاع غزة وجنوبه،ومجموعة "جيش الإسلام" التي ظهرت في غزة وكانت وراء عمليات خطف لصحفيين أجانب أبرزها خطف الصحفي البريطاني "آلان جونستون" في مارس 2007، ومجموعة "فتح الإسلام في أرض الرباط"، وهو تنظيم مجهول ظهر بعد فترة القضاء على جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في لبنان بداية عام 2008، ولم يعد له أي أثر. جيش المؤمنين- ويقال انه تنظيم القاعدة في فلسطين، الذي أعلن مسئوليته عن هجومين ضد المدرسة الأميركية في قطاع غزة.

 

تمام سلام تعليقاً على خطاب نصرالله: أي محاولة لاغفال دور الدولة لن يكون مفيداً لأحد

موقع 14 آذار/ ١٥ اب ٢٠٠٩ /ناتالي اقليموس

نفى وزير الثقافة تمام سلام وجود اي قطبة مخفية تحول دون التوصل الى تشكيل حكومة، معتبراً "ان مطالب وشروط بعض القوى السياسية وعلى راسها الجنرال ميشال عون، هي التي تعرقل عملية التشكيل من ناحية الاسماء والحقائب". سلام وفي حديث خاص الى موقع "14آذار" الالكتروني، اكّد "ان الجنرال عون يحتل حيزاً كبيراً من المشكلة، وهذا ليس جديداً على احد، فمواقفه لطالما كانت معرقلة في مختلف الاستحقاقات السياسية". وتابع قائلاً: "لاشك في ان المتضرر الاكبر هو البلد، وفي ظل تمادي حجم الضرر، لا مجال لقوى 8 او 14آذار الاستفادة من العقد والعراقيل". اما عن موقفه من مبدأ توزير راسبين، قال سلام: "لست مع معاكسة ومشاكسة ارادة الناخبين اللبنانيين، وخصوصاً بعد الانتخابات النيابية التي خاضها البلد، فالناس قالوا كلمتهم، واي معارضة لموقفهم، ستكون على حساب نظامنا الديموقراطي".

ورداً على من يعتبر ان لكل كتلة الحق في اختيار ممثليها، اعتبر سلام: "انه لاشك في ذلك، ولكن يجب ان تكون ممارسة هذا الحق ضمن الاطر الطبيعية للديموقراطية، ومنها الانتخابات العامة التي كانت فيها كلمة الفصل للشعب اللبناني". ورداً على ما ذكره وزير العمل، محمد فنيش، في ان مسؤولية الرئيس المكلف تكمن في تذليل العقبات لا تكبيرها، قال سلام: "لاشك في ان مسؤولية تشكيل الحكومة من صلاحية الرئيس المكلف، ولكن لا بد من تعاون جميع القوى السياسية معه للمساهمة في تسهيل التأليف. كما لايكفي ان نرمي الامر على عاتق الرئيس الحريري وحده، فالاطراف السياسية كافة تتحمل مسؤولية التأخير، والهروب من هذه المسألة لا يفيد ابداً".

من جهة اخرى، توقف سلام عند خطاب السيد حسن نصرالله، معتبراً "انه من الطبيعي ان نسمع الامين العام يتهم اسرائيل في ان التهديدات التي تطلقها ضد لبنان، لا يمكن السكوت عنها. ومن الواضح ان العدو الاسرائيلي ينتهك وطننا والقرارات الدولية بشكل مستمر، لذا من البديهي ان تأتي المواقف رافضة لاي رضوخ او استسلام لهذا التمادي في الهجوم على لبنان".

وعن موقفه من غياب عبارة "الدولة اللبنانية" في خطاب السيد نصرالله، قال سلام: "نأمل في سياق المواقف الوطنية، في مواجهة العدو الاسرائيلي ان يكون التعاون مع الدولة، واللجوء الى مظلتها، فهي تبقى الحاضنة اولاً واخيراً، واي محاولة لاغفال دور الدولة لن يكون مفيداً لاحد". وعما اذا كان يتخوف من مشاركة "حزب الله" في الحكومة القادمة، في الختام قال سلام: "لطالما كان لهذا الحزب حصة في الحكومة، ولن تكون هذه المرة الاولى التي سيشارك فيها، كما ان التهويل الاسرائيلي ليس هو الذي يحدد اطر قراراتنا او تحركنا في لبنان".

 

البطريرك صفير سأل السيدة العذراء في عيدها ان تمدنا بنعمة المحبة وانقاذ وطننا مما يتخبط فيه من محن

وطنية - 15/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير

قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي فس الديمان، عاونه فيه المطران رولان ابو جودة والمونسنيور فيكتور كيروز في حضور حشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة جاء فيها:" ان مريم هي ام المسيح وام الكنيسة" البابا بولس السادس.

تحتفل الكنيسة اليوم بعيد انتقال العذراء، سيدة الحبل بلا دنس، بالنفس والجسد الى السماء. وهذا يعني ان العذراء منذ الحبل بها عصمت من الخطيئة الفعلية. ولم تعرف في حياتها الخطيئة، وهي ام الله وبالتالي ام جميع المؤمنين، الذين هم اعضاء جسد المسيح السري. ودور العذراء لا يمكن فصله عن دور ابنها يسوع المسيح في عمل الفداء. وظلت متحدة بابنها طوال حياتها، خاصة عندما تألم وعلق على الصليب. وكانت ساجدة عند اقدامه. وشاركت ابنها آلامه، واشتركت في تضحية نفسها من اجل الناس اجمعين.

وبعد صعود ابنها الى السماء، ساعدت العذراء الكنيسة الناشئة بصلواتها. وشاركت هي وبعض النسوة الرسل في الصلاة. والتمست نعمة الروح القدس الذي ظللها لدى البشارة بحبل ابنها يسوع، الذي جعلها سلطانة على السموات والارض. وهناك صلاة في الطقس البيزنطي تخاطبها بقولها:" لدى ايلادك ابنك حافظت على بتوليتك، ولدى رقادك لم تبارحي هذا العالم، يا ام الله، لكنك اقترنت بينبوع الحياة. حبلت بالله الحي، وبصلاتك ستخلصين نفوسنا من الموت".

والعذراء مريم هي قدوة الكنيسة، ومثالها بممارستها فضيلتي الايمان والمحبة، وبتبنيها ارادة الله الآب، وعمل ابنها الفدائي، وبطاعتها التامة للروح القدس. ولذلك فهي متسامية، وعضو كامل وفريد في الكنيسة، ولها دور كبير بالنسبة الى الكنيسة، لا بل انها تحقيق مثالي للكنيسة. وقد اسهمت بطاعتها، وايمانها، ورجائها، ومحبتها المتقدة في عمل ابنها الخلاصي بردها الى النفوس الحياة الفائقة الطبيعة. ولذلك فهي أمنا بالنعمة، على ما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني.

وامومة مريم، بالنسبة الينا، تتتابع دونما انقطاع عندما قبلت لدى البشارة ان تكون اما لابن الله، وحافظت عليها حتى اقدام الصليب.وعندما انتقلت الى السماء لم تنقطع عن القيام بهذه المهمة، مهمة الام بالنسبة الينا وهي تساعدنا على تحقيق عمل خلاصنا. فهي محاميتنا، والمحسنة الينا، ووسيطتنا لدى ابنها. ووساطتها بوصفها أمنا لا تنقص من وساطة ابنها تجاهنا. وهذه الوساطة تستمد قوتها من استحقاقات ابنها وتستند اليها. وتكريم الكنيسة للعذراء مريم هو مشاركة في تكريم ابنها يسوع المسيح، على ما قالت:" تكرمني جميع الاجيال، لان العلي قد صنع بي عظائم". ومنذ القديم كان المؤمنون يلجأون الى العذراء في ضيقهم ليطلبوا منها المساعدة، ولذلك تعود المؤمنون ان يلجأوا اليها في زمن الضيق ويتوسلون شفاعتها لانقاذهم من ضيقهم. وهيم يتلون سبحتها ويزيحون ايقونتها. وام الله التي هي في المجد الذي تتنعم به بنفسها وجسدها في السماء، هي صورة الكنيسة وبدايتها، وهي يجب ان تكون كاملة في العالم الآتي، وهي ستتألق في الارض حتى اليوم الذي سيأتي فيه الرب، كعلامة رجاء وتشجيع للشعب المسافر على الارض. لنرفع اعيننا الى السماء، ولنسأل هذه الام الحنون في يوم عيد انتقالها بالنفس والجسد الى السماء، ان تستمد لنا من ابنها نعمة السلام والمحبة لبعضنا البعض، وانقاذ وطننا مما يتخبط فيه من محن".

 

احتفالات بعيد انتقال السيدة العذراء في قضاء بعبدا

وطنية - 15/8/2009 احتفلت قرى بلدات قضاء بعبدا بعيد انتقال السيدة العذراء. فترأس كهنة الرعايا القداديس واقيمت الزياحات والتطوافات بايقونات السيدة العذراء، وارتفعت الصلوات المرددة بخشوع وايمان: "لا تنس اولادك يا مريم، لا تنس كل من يطلب معونتك ويلتمس شفاعتك، كل من يتلو ورديتك بكل ايمان ومحبة. اطلبي لنا العون من ابيك فنتحمل بصبر آلامنا لنحظى بالسعادة الابدية". وكانت نظمت طوال الاسبوع الفائت الامسيات الدينية في الكنائس والاديار المنتشرة في المنطقة، ودعت العظات الى "الصلاة بمحبة الى والدة الاله، راجية من المخلص نشر السلام بين ابناء الوطن الواحد على رجاء القيامة الصالحة".

 

اسرائيل تحذر سوريا من تزويد "حزب الله" بسلاح كاسر للتوازن

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل أوضحت للسوريين، من خلال وسطاء أميركيين، أن تزويد "حزب الله" بسلاح كاسر للتوازن، هو اجتياز للخط الأحمر، وخرق للتوازنات". وقالت: "في إسرائيل يوضحون أن إدخال صواريخ مضادة للطائرات والدروع، إضافة إلى أجهزة رادار، إلى لبنان، سيكون في الواقع تغييراً جوهرياً في الوضع، ضد مصلحة إسرائيل". وبحسب مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، اليكس فيشمان، فإن "حزب الله الذي يخرق دائماً قرار مجلس الأمن 1701، قلق من رد إسرائيلي في حال إدخال منظومات سلاح أخرى، يمكن إسرائيل أن تعدّها خرقاً للتوازن، من بينها صواريخ إيرانية طُوِّرت في سوريا، وتُعَدّ أكثر دقة وفتكاً، ما يقلق إسرائيل بصورة خاصة، لكونها بالفعل أصبحت موجودة لدى حزب الله منذ زمن". وأشار إلى أن "الحزب قلق من أن تقرر إسرائيل من طرف واحد، أن هذه الصواريخ أو تلك، هي هدف يمكن مهاجمته".

وشددت الصحيفة على "وجود نقطة احتكاك ثانية بين الجانبين، تحولت إلى مسألة مركزية في الجدال الداخلي لدى حزب الله، هي قضية الانتقام لمقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية، فبعد عام ونصف عام على عملية الاغتيال، لم ينجح الحزب بعد في تنفيذ انتقامه الصاخب، الذي يعيد له شيئاً من قوته الردعية".

وكتبت الصحيفة أن "التقارير الأجنبية تتحدث عن اعتقال عملاء تابعين لحزب الله في أذربيجان، كانوا يحاولون تفجير السفارة الإسرائيلية في باكو، وأن عملاء آخرين ضُبطوا في القاهرة وفي أماكن عدّة من العالم. وتُعَدّ أميركا الجنوبية الساحة الأكثر اشكالية بصورة خاصة، فالجهات الاستخبارية تتابع خلايا حزب الله في فنزويلا ودول أخرى باهتمام بالغ: حزب الله يحاول، والجهات الاستخبارية الغربية تحبط محاولاته، ورغم ذلك يواصل الحزب التخطيط للعملية الانتقامية، مع عدم علمه كيف سترد إسرائيل".

ورغم التوتر والتهديدات المتبادلة في الأسبوعين الماضيين، تضيف الصحيفة، أن الفجوة واسعة بين التصريحات والنيّات الحقيقية. فـ"الجميع يركزون على الدعاية، وخائفون ويعملون في التأثير على الرأي العام، كذلك فإن وسائل الإعلام سلاح مركزي في الحرب الكلامية، إذ إن سياسيي الجانبين يعزفون الكلمات وعناوين الصحف تأتي ملائمة لكلماتهم، يهددون وفي اليوم التالي يهدئون الخواطر"، مشددة على أن "الجانبين ينبحان كلٌّ على الآخر قائلين: احذر سأعضك. لكن في الحقيقة لا أحد منهما معني بالمواجهة الآن".

يضيف مراسل الصحيفة أنّ "من المحظور الوقوع في الخطأ، فالتهديد من جنوب لبنان حقيقي من منظور إسرائيل، وهو آخذ بالتزايد يوماً بعد يوم. رغم ذلك ليس في نية الدولة العبرية المواجَهة، علماً بأن ذلك لا يمنع السياسيين عندنا من إطلاق تصريحات معاكسة تماماً". وأشار إلى أن "الحماسة والتصريحات الصادرة عن إسرائيل، موجهة تحديداً إلى لجنة التحقيق في الحرب المقبلة، فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وكبار الوزراء وصغارهم، يرون أن الدولة اللبنانية مسؤولة، وأننا لن نصمت ولن نضبط النفس. ما يجنبهم خطأ حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود) أولمرت عام 2006، وسيظهرون كمن حذر وتوقع المولود قبل ميلاده".

ولاحظت الصحيفة أن التصريحات الإسرائيلية تشير في الواقع إلى استراتيجية إسرائيلية جديدة حيال لبنان، إذ "ليس هناك مزيد من الفصل بين الدولة اللبنانية وحزب الله، وكل حادث يقدم عليه الحزب ضد إسرائيل، وفي الخارج أيضاً، يتحمل لبنان المسؤولية عنه بوصفه دولة، بمعنى أن حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية، وكل حرب في مواجهته هي حرب في مواجهة لبنان".

وسأل المراسل عن الأسباب التي تدعو حزب الله إلى تهديد إسرائيل، ويجيب بأن "نصر الله واثق من أن الدولة العبرية ستهاجمه في أي لحظة، بل إن قيادة الحزب تحلّل كل ما يصدر عن إسرائيل وما تنشره وسائل الإعلام لديها، وترى احتمال شنّ هجوم على إيران، وبالنسبة إلى حزب الله فإن التهديد الموجه إلى طهران يشمله أيضاً، إذ لإسرائيل حساب مفتوح، وقد استخلص من حرب لبنان الثانية وعملية غزة أن إسرائيل كائن لا يمكن توقع أفعاله".

ويتحدث مراسل الصحيفة عن القدرات العسكرية الموجودة لدى حزب الله، مشيراً إلى أنه "في القرى الوادعة في جنوب لبنان صواريخ قادرة على الوصول إلى منطقة تل أبيب، من بينها صواريخ فجر 3 وفجر 5 يصل مداها من 70 إلى 150 كيلومتراً، إضافة إلى صواريخ 302 ملليمتراً لأمداء تصل إلى 220 كيلومتراً، فضلاً عن آلاف الصواريخ القصيرة المدى تصل إلى 40 كيلومتراً"، مضيفاً أن "حزب الله ينشر في منطقة شمالي نهر الليطاني صواريخ من طراز زلزال يفترض بها أن تضرب إسرائيل بين تل أبيب وديمونا، إضافة إلى مواقع في مناطق مفتوحة سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يجتازها، وهناك سيصطدم بمحميات طبيعية من نوع آخر، يقيم فيها المئات من عناصر القوات الخاصة التابعة لحزب الله، المزودة بصواريخ مضادة للدروع، مثل صواريخ الكورنيت، إضافة إلى العبوات الناسفة والكمائن".

بناءً على هذه القدرات، يختم مراسل "يديعوت"، قائلاً: "ليس غريباً أن لا أحد يسارع، لا عندنا ولا عندهم، لبدء الحكاية من جديد، لهذا يقومون في الوقت الحالي بنفخ عضلاتهم، إذ عندما تطلق الألسنة تصمت المدافع، لكن ما دام ليس هناك احتمال واقعي للتوصل إلى تسوية إقليمية مع السوريين واللبنانيين، يمكن الحديث عن إمكان تجسيد التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي والقدرة الردعية التي اكتسبتها، وبالتالي فإن الكلمات ستتراجع في آخر المطاف، وسوف يمتلئ الفراغ الحاصل بالدبابات والصواريخ، وفي مرحلة ما، سينفجر هذا التصعيد المضبوط".

 

آذار تتناوب التعطيل و"حزب الله" يتناسى اللاءات العونية

 التاريخ: ١٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: موقع تيار المستقبل 

في وقت تستمر مشاروات تأليف الحكومة التي يقودها بـ"هدوء" الرئيس المكلف سعد الحريري، تموضعت القوى السياسية في انتظار أي جديد قد يحدث في الساعات القليلة المقبلة، والمرجح أن تبقى عقدة توزير "الراسبين" الطبق الأبرز الذي يعيق اكتمال المائدة الحكومية، في ظل إصرار "عوني" على إعادة الوزير جبران باسيل، و"فيتو" شعبي على عودته، وضعه اللبنانيون في 7 حزيران الماضي.

في ظل هذا الواقع، ومع رفع جنرال الرابية سقف مطالبه لتطال موقع رئاسة الجمهورية عبر اقتطاع وزارة سيادية من حصة بعبدا، انتفى الحديث الذي روجت له 8 آذار عن نية لدى الأكثرية في تغيير المعادلة أو الصيغة التي تم الاتفاق عليها في السابق، بعدما حسم الرئيس المكلف هذا الجدل، قاطعاً الطريق على محاولات تعكير مسيرته الحكومية، في وقت يواصل "حزب الله" تخطي "اللاءات العونية"، في محاولة للضغط على الرئيس المكلف لإخراج الحكومة على اعتبار أن "لا عوائق داخلية تمنع التأليف"، في ظل تغاض عن مطالب حليفهم التي أرهقتهم قبل أن ترهق الرأي العام اللبناني بأسره.

الأقلية تعرقل

في السياق الحكومي، استمرت المواقف على حالها في من اتهامات واتهامات مضادة، فنفى النائب بطرس حرب وجود أي مشكلة في توزيع المقاعد الوزارية داخل "14 آذار"، مؤكداً أنه "لا يجوز لقوى الأقلية أن تتحول الى مجرد قوى تعمل على عرقلة تأليف الحكومة". وقال: "أصبحنا اليوم أمام أطراف في الأقلية لا ترى الا توزير أقرباء لها في الحكومة، وتوقف مصير البلد أمام توزير أحد الأشخاص الذي لم يعطه الشعب اللبناني ثقته في الانتخابات الأخيرة".

من جهته، اعتبر النائب السابق الياس عطا الله أن "توزير باسيل تحدٍ للرأي العام الذي رفضه في الإنتخابات كنائب". وقال: "كلام النائب ميشال عون، الذي قاله قبل الانتخابات عن التغيير والإصلاح، سقط عند أول إمتحان بمطالبته بتوزير صهره". وأعرب عن تخوّفه من أن "تطول عملية التأليف لأن المعارضة تتناوب الأدوار في تأخير تشكيل الحكومة".

"حزب الله" يواصل الضغط

في المقابل، تخطى "حزب الله" كل العراقيل التي يضعها حليفه النائب ميشال عون، مواصلاً الضغط للإسراع في تشكيل الحكومة، واعتبر النائب علي فياض أن "ثمة تباطؤاً غير مفهوم وغير مبرر في تشكيل الحكومة لأن النقاط التي لا تزال عالقة هي نقاط تفصيلية وجزئية ولا تستحق كل هذا التأجيل"، فيما دعا النائب حسين الحاج حسن الى "الاسراع في تشكيل الحكومة وفق القاعدة التوافقية التي جرى الاتفاق عليها والاتفاق السياسي الذي اسس لهذه القاعدة، واذا كان هناك من عقد يجب ان تحل".

من جهته، دعا النائب محمد رعد الى "التشاور إيجاباً من اجل التفاهم على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء من دون كيدية أو نكايات ومن دون تصاغر وإبتداع معايير غير قانونية وغير دستورية للتركيبة الحكومية". وقال: "نحن لا نريد أن نضع النقاط على الحروف ونشير بالاصبع الى الجهة التي تربك وتؤخر وتعطل، وهي حتما ليست من المعارضة، لكن يجب أن يدرك الجميع أن التأخير مُضرّ بمصلحة الوطن".

نصر الله: اسرائيل تهوّل

في سياق آخر، وبمناسبة ذكرى انتهاء حرب تموز 2006، إستبعد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أي حرب قريبة مع إسرائيل، ووضع تهويلاتها في إطار الحرب النفسية التي تمارسها حكومة العدو، مشيراً الى "أننا نسقط التهديدات بالمسارعة الى تشكيل حكومة وفاق وطني نشارك فيها نحن". وإذ رأى نصر الله أن "من أهداف هذا الضجيج إعادة السجال والتوتر الى الساحة الداخلية"، شدد على أن القوى السياسية "لن تنساق مع الهدف الاسرائيلي، والمناخ في البلد هادئ والحمد لله".

 

صقر:مشكلة تأليف الحكومة عند عون

 التاريخ: ١٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: O.T.V 

أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن مشكلة تأليف الحكومة عند رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون, لافتاً الى أن "موضوع عدم توزير الخاسرين في الانتخابات ليس موجهاً ضد الوزير جبران باسيل بالتحديد".

وقال صقر, في حديث متلفز: "في حال أصر عون على توزير باسيل سوف نضطر الى توزير نواب رسبوا في الانتخابات وهم في صفوف الاكثرية النيابية".

أضاف: "يقضي الحل باعطاء "حركة امل احدى الحقيبتين السياديتين الى عون والأخرى الى الأكثرية النيابية, أما الحقيبتان الأمنيتان فتُعطيان الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان".

واعتبر أن " من حق الرئيس أمين الجميل طلب الحقيبة الوزارية التي يريدها نظراً الى يمثله من كتلة نيابية وحضور شعبي".

وشدد صقر على أن "قوى 14 آذار لم تتراجع عن مبدأ تكريس سياسة بناء الدولة, كما أن هذه القوى لا تزال تقول ان لا سلاحاً غير السلاح الشرعي وأن قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية". ورأى ان " تعزيز مؤسسات الدولة لا يكون بالتظاهر والاحتجاج", مشيراً الى ان "ما قام به "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في فترة سابقة هو ضرب للدولة ولمؤسساتها تحت حجة تعزيز دور المؤسسات".

 

الجميّل ينفي لـ«الشرق» إشاعة تعليق مشاركة «الكتائب» في 14 آذار المعارضة تعرقل تشكيل الحكومة لإحداث فراغ في المؤسسات لماذا يفرض باسيل تكتما على شبكة انترنت الباروك؟

الشرق/لا جديد على صعيد التشكيلة الحكومية، وقد استغربت أوساط سياسية عن تجدد الحديث لدى قوى المعارضة عن الشراكة في الحكومة وكأن هناك عودة الى اتفاق الدوحة الذي أشار رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم شخصياً الى انه انتهى كإطار.

 وأوضح المصدر ان الرئيس المكلف يستغرب هذه الطريقة في التعاطي مع عملية التأليف ووضع العصي في دواليب العجلة الحكومية سواء من خلال فرض التشكيلة او الاسماء والإصرار على بعض الحقائب الامر الذي يحوّل دوره من مكلف بالتأليف الى منسق لمطالب وشروط معينة.

 وأشار الى ان كتلة "المستقبل" النيابية كانت اطلقت شعار حكومة ائتلاف سياسي لا حكومة شراكة كما تقول المعارضة لمحاولة التدخل في كل شاردة وواردة من هذا المنطلق، علماً ان زعيم المختارة لم يترك الاكثرية النيابية وإنما قوى 14 آذار، وتالياً فان التعداد الرقمي للاكثرية لا يزال على حاله اي 71 نائباً ولها تالياً الافضلية في تغليب مواقفها على مواقف باقي القوى السياسية.

 في غضون ذلك، كشفت مصادر عن ان أوساطاً وزارية عونية كانت أبدت جملة مواقف تتعلق بكيفية توزيع الحقائب، فأصرت على تمسكها بالحصول على حقيبة سيادية بمعزل عن حصة المعارضة على اعتبار ان عون لديه كتلة نيابية من 27 نائباً وتالياً فانه يحق له بحقيبة سيادية.

 وأشارت الاوساط الى ان لا مشكلة لديها في ان تأخذ الاكثرية وزارتين سياديتين ايضاً إذ لا ضرورة في ان يحصل الرئيس سليمان على "سياديتين" طالما انه رئيس توافقي.

 وأضافت المصادر ان اصداء هذه المواقف وصلت الى بعبدا بالتواتر في وقت كان رئيس الجمهورية يسعى الى تذليل عقد مرتبطة بجانب منها بهذا الموضوع.

 مصادر في الغالبية قرأت في موقف "حزب الله" الاخير الذي دافع فيه عن مطالب عون عودة الى المرحلة الاولى من عملية التأليف، معتبرة ان المعطيات تشير الى ايعاز خارجي بالعرقلة وإلا لما كان هذا الموقف، وذكرت هنا بالمساعي التي بذلها الحزب في مرحلة معينة وتمكن بفعلها من إقناع عون بالتخلي عن النسبية، فلماذا لا يعيد الكرة اليوم بالنسبة الى تمسكه بتوزير صهره جبران باسيل؟ ام ان توزير باسيل في "الاتصالات" يخدم مصالح معينة للحزب؟

 وسألت المصادر اذا كان الخلاف على توزيع الحقائب والاسماء استحوذ على كل هذا الوقت فكيف بالحري بالنسبة الى البيان الوزاري؟ وختمت: ان الخلاف أبعد من كل ذلك، انه خلاف بين منطقي الدولة والدويلة، وكأن ثمة محاولة لإحداث فراغ في المؤسسات بدءاً من أعلى الهرم وصولاً الى ظرف تمرر من خلاله مشاريع مشبوهة.

في غضون ذلك، نفى رئيس حزب "الكتائب" امين الجميّل لـ"الشرق" نفياً قاطعاً لما تردد عن تعليق مشاركة حزب "الكتائب" في 14 آذار، وقال "نحن في صلب 14 آذار وأركانها".

وعن التحذيرات الامنية التي تلقاها، قال الجميّل "أجل هناك معلومات مقلقة"، ورداً على سؤال، قال "النائب وليد جنبلاط اراد أخذ موقف متميز وخرج وهو عضو فقط و14 اذار ما زالت قائمة".  وعن تأليف الحكومة قال الرئيس الجميّل "الواضح انها ليست مسهلة، البعض يضع العراقيل وبعض الصعوبات ومعروف من هم، والمواقف معلنة على كلٍ من جهتنا، امنيتنا ان تتشكل غداً صباحاً وتذلل مختلف العقبات".  عن حصة المسيحيين التي طالب بها من ضمن فريق 14 آذار، قال الرئيس الجميّل "المفترض ان يكون هناك تمثيل حقيقي، 14 آذار تضم احزاباً وقيادات ويجب ان تتمثل بشكل جدّي".  في المقابل، وفي غمرة إصرار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" على إعادة توزير صهره وزير الاتصالات، كشف النائب عمار حوري ان باسيل يستخدم سلطته ليفرض تكتماً حول موضوع شبكة الانترنت غير الشرعية في الباروك، مستغرباً ان يكون الغطاء السياسي لهذه الشبكة مستثمراً منذ عهد الرئيس اميل لحود.

 

الحريري وسليمان متمسكان باستبعاد توزير الراسبين والرئيس المكلف قد يخرج عن صمته إذا استمرت العرقلة

السبت, 15 أغسطس 2009/ بيروت - «الحياة»

عادت الآمال بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في سرعة أو خلال الأسبوع المقبل، الى التراجع أمس، بعدما راوحت الاتصالات في شأن مطالب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون مكانها.وفي وقت لم يعلَن امس عن أي اتصال مع القوى المعنية بتأليف الحكومة من جهة الرئيس المكلف، قالت مصادر مطلعة ان تواصله مع جميع الفرقاء مستمر كالعادة من دون الإعلان عن الاتصالات التي يجريها. وأوضحت المصادر ان الأمور ما زالت تراوح مكانها، وفقاً للمعطيات الظاهرة الآن، لكن هذا لا يعني استبعاد أي جديد يمكن ان يحدث اختراقاً في جدار الصعوبات التي تعترض التأليف في أي وقت.

وبينما ركّز نواب وقادة الأكثرية وقوى 14 آذار على ان العقبات تنحصر في صعوبة تلبية مطالب عون توزير صهره جبران باسيل، والحصول على حقيبة سيادية هي الداخلية، وعلى 5 حقائب للوزراء الذين تتشكل منهم حصته، واصلت مصادر «التيار الوطني» الدفاع عن مطالب عون مؤكدة ان من حقه ان يطرحها لأنه يرأس ثاني أكبر كتلة نيابية، يدعمه في ذلك «حزب الله» الذي قال رئيس كتلته النيابية محمد رعد «لا نريد ان نضع النقاط على الحروف ونشير بالإصبع الى الجهة التي تربك وتؤخر وتعطّل، وهي حتماً ليست من المعارضة».

وزاد النائب في كتلة الحزب علي فياض على ذلك بالقول إن «ثمة تباطؤاً غير مفهوم وغير مبرر وهناك حق للكتل النيابية ان تتوزع الحقائب السيادية».

إلا ان الحزب أبقى الباب مفتوحاً في العلاقة مع الحريري، في موازاة تضامنه الكامل مع عون على رغم ان محيط الرئيس المكلف كان يأمل في ان يساعد الحزب على معالجة مطالب عون بدلاً من ان يتبنى مطالبه علناً.

وفي المقابل فإن أوساطاً سياسية في الأكثرية قالت لـ «الحياة» ان الرئيس المكلف الذي بقي على صمته يشعر بأنه قدم الكثير من التنازلات على رغم انه يمثل الأطراف التي ربحت الانتخابات وقبل بصيغة 15+10+5 بعد ان كان طرح صيغة 16+10+4، نظراً الى انه يحق للأكثرية ان تحصل على النصف +1، وأنه قبل بالصيغة التي انتهت إليها عملية تسمية الوزير الشيعي السادس، إلا ان فريق المعارضة لم يقابله بالتسهيلات التي كان يتوقعها، بعد ان تلقى وعوداً بذلك أثناء التفاوض على الصيغة السياسية للحكومة، لا سيما من «حزب الله»، إذ ان رئيس البرلمان نبيه بري كان نأى بنفسه عن القدرة على التأثير على عون منذ بداية التفاوض الذي أعقب تكليف الحريري.

وفي حين توقعت مصادر في «التيار الوطني» ان يطلق العماد عون مواقف متشددة بعد غد الاثنين حيال اتهامه بعرقلة تسريع تأليف الحكومة من قبل مسيحيي قوى 14 آذار، كما حصل أمس من النواب بطرس حرب، انطوان زهرا ودوري شمعون والوزير ابراهيم نجار، فإن مصادر اطلعت على نتائج لقاء الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أول من امس أشارت الى أنهما جددا توافقهما على اعتماد معيار استبعاد توزير الراسبين في الانتخابات النيابية، أي الوزير باسيل. ولم تستبعد مصادر في «التيار الوطني» ان يتناول تشدد عون الرئيس المكلف ايضاً في موقفه المقبل.

وفي المقابل سألت مصادر في الأكثرية كيف يصر عون على توزير باسيل، ويسانده في ذلك «حزب الله»، بعد ان كانا أصرا على تسلسل للتأليف يقضي بالاتفاق على الصيغة، ثم على الحقائب ثم على الأسماء، وبعدها صدور المراسيم ثم البيان الوزاري، فلماذا جرى تقديم البحث بالأسماء عبر الإصرار على اسم باسيل قبل الاتفاق على الحقائب؟

وذكرت مصادر في الأكثرية لـ «الحياة» انه إذا استمرت العراقيل والعقبات فإن الرئيس المكلف قد يخرج عن صمته ويشرح طبيعة الصعوبات التي واجهته، ويطلب الى الفرقاء المعنيين مبادلته بالتنازلات التي قدمها هو وحلفاؤه، لتسريع التأليف. وأضافت: «قد لا يبقى الحريري صامتاً الى الأبد». وأوضحت مصادر أخرى مواكبة للتأليف ان الحريري سيلجأ خلال الأسبوع المقبل وهو الأسبوع الثامن على تكليفه (بدءاً من اليوم) الى إطلاع الأطراف على تشكيلة أعدها بتوزيع الحقائب على الأطراف ليطلب الأسماء التي تقترحها. وذكرت المصادر المواكبة هذه انه إذا أصر عون على الحصول على حقيبة سيادية فإنه يجب ان يحصل إليها من حصة المعارضة. إذ من المتفاهم عليه ان تكون الخارجية من نصيبها مقابل حقيبة المالية من نصيب قوى 14 آذار على ان تسند حقيبتا الدفاع والداخلية (التي يطالب بها عون) من نصيب الرئيس سليمان.

 

تأليف الحكومة أمام عقدة عون مدعوماً من «حزب الله» والحريري قدم التسهيلات وصمته لا يحجب مرارته

السبت, 15 أغسطس 2009/بيروت - محمد شقير

مع أن الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري تحدث بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن صعوبات ما زالت تعترض التأليف من دون أن يدخل في تفاصيلها، فإن مصادر سياسية مواكبة لما آلت إليه المشاورات في شأن تشكيل الحكومة، رأت أن العقدة الرئيسة التي تعترض تسريع ولادتها تكمن في مطالبة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد عون بـ5 حقائب وزارية واحدة منها سيادية وعدم استعداده لتعديل موقفه، خصوصاً بعد الدعم الذي لقيه من «حزب الله» بالنيابة عن قوى المعارضة.

وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» أن رمي المسؤولية على عاتق الأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار وتحميلهم مسؤولية إعاقة تأليف الحكومة ليس إلا محاولة مكشوفة للهروب الى أمام لصرف الأنظار عن السؤال عن مصير الجهود التي تعهد «حزب الله» القيام بها لدى عون للمساعدة على تخطي بعض مطالبه التي تعتبر تعجيزية.

ولفتت المصادر عينها الى ان من الخطأ المساواة بين التنافس القائم في داخل الأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار في شأن التوزير وبين العقدة المستعصية التي اسمها عون، وعزت السبب الى إمكان إيجاد تسوية بين قوى الأكثرية تساعد على وضع حد للمنافسة خصوصاً بين حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» باعتبارها لا تطيح القواعد المتفق عليها لتأليف الحكومة خلافاً لموقف «تكتل التغيير» الذي يسعى لإطاحتها، وهو حاول الإفادة من التوتر الطارئ الذي ساد علاقة الرئيس المكلف برئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط قبل أن يصار الى محاصرته على أساس العودة بهذه العلاقة الى ما كانت عليه حتى مساء السبت في الأول من آب (أغسطس)، الذي كان مناسبة لرئيس «التقدمي» ليطلق مجموعة من المواقف الاعتراضية.

واعتبرت أن لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقد بين الحريري وجنبلاط أدى الى قطع الطريق على عون للانقلاب على المبادئ المتفق عليها لتأليف الحكومة، لا سيما أن نواباً في «تكتل التغيير» سارعوا الى الترويج لإعادة النظر فيها بذريعة أن المواقف الجديدة لجنبلاط دفعت بهذا الاتجاه.

وتابعت هذه المصادر أن قوى 14 آذار قادرة على إنهاء المنافسة بين «الكتائب» و «القوات» من دون إحداث أي تغيير في الصيغة المتفق عليها والخاصة بتوزيع الوزراء على الأكثرية والأقلية في البرلمان إضافة الى الحصة الوزارية الوازنة لرئيس الجمهورية.

لكن استعداد الأكثرية لوضع حد للمنافسة بين قواها يستدعي من المعارضة وتحديداً «حزب الله» أن يترجم تعهداته بالمساعدة من أجل التغلب على الشروط الموضوعة من عون الى خطوات ملموسة.

ورأت أن حصر مسألة المساعدة لإقناع عون بتعديل موقفه لتسهيل تأليف الحكومة العتيدة بـ «حزب الله» وليس بالمعارضة لا ينطلق من الهواء وإنما له ما يبرره باعتبار أن من غير الجائز القول أن المعارضة مجتمعة داعمة لعون ما يتناقض كلياً وموقف حركة «أمل» برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري التي لم تتعهد يوماً بأن تكون طرفاً الى جانب الحزب في مساعيه لدى عون.

فالعلاقة بين بري وعون عادية خلافاً لعلاقة الأخير بـ «حزب الله»، إن لم نقل إن «الكيمياء السياسية» بينهما ليست على أحسن ما يرام وكانت هكذا قبل الاختلاف على تركيب لائحة ائتلافية في جزين فكيف بها الآن في ضوء رفض الجنرال التعاون مع مرشح كتلة «التنمية والتحرير» سمير عازار الذي رسب في الانتخابات النيابية؟

كما أن العلاقة بين عون ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان تمر في حال من الفتور على خلفية اعتراض الأول على توزير الثاني من ضمن الحصة الوزارية المقررة للأقلية ما اضطره الى التنويه بموقف جنبلاط من توزيره ووضع اللوم على «الجنرال» لموقفه منه. ناهيك بأن الأطراف الآخرين في المعارضة لم يحركوا ساكناً لجهة تبنيهم شروط عون لتأليف الحكومة وهذا ما ينطبق على الفريق السنّي فيها، إضافة الى بعض الأحزاب المستبعدة من الحكومة الجديدة بعدما تمثلت في الحكومة الحالية من حصة «حزب الله».

أما القول، والكلام للمصادر نفسها، إن أحداً لا يمون على عون لدفعه الى تطرية مواقفه من تأليف الحكومة فيتعارض مع محطات سابقة كانت أبرزها استجابته لمساعي «حزب الله» مدعوماً من سورية التي أدت الى اقتناعه بسحب اعتراضه على ترشح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في قضاء مرجعيون - حاصبيا، والنائب في الحزب مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك - الهرمل.

إن تجاوب عون، كما تقول المصادر، مع مسعى الحزب أسقط النظرية القائلة إن أحداً لا يستطيع إقناعه بتغيير موقفه أو تليين شروطه بعدما صرف النظر عن ترشيح القيادي في «التيار الوطني الحر» نائب رئيس الحكومة الحالي اللواء عصام أبو جمرا عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ونقل ترشحه الى الأشرفية ليرسب في المنافسة مع النائب نايلة جبران تويني.

لذلك فإن اقناع عون بتعديل موقفه بات «حصرياً» بيد «حزب الله»، في ضوء تقدير الجميع لحدود المساعدة التي يقدمها الرئيس بري في هذا الشأن مع أن بعض النواب في «أمل» يعترفون في مجالسهم الخاصة أن تأثيرهم عليه محدود جداً وأن دورهم يمكن أن يقتصر على إيجاد المناخ من خلال تقديم النصائح اليه لإنجاح الحزب في مهمته.

وفي هذا السياق سألت المصادر هل ان حل عقدة عون يتوقف على مسألة توزير صهره وزير الاتصالات جبران باسيل أم ان الإصرار على توزيره يأتي لحجب الأنظار على ما هو أبعد من إعادته الى الحكومة؟ كما سألت ما إذا كان إصرار عون على توزيره يعود الى انتقاد «التيار الوطني» للكفاءات التي يتمتع بها باسيل ليأتي ببديل منه الى الحكومة، أم انه يعتبر التمسك به من باب قبوله للتحدي المفروض عليه والناجم عن توافق رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف على استبعاد الراسبين في الانتخابات من الوزارة.

وقالت إن هناك صعوبة في الإجابة على السؤال في حال كان الإصرار على توزير باسيل يشكل واحدة من العقد التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة، سائلة هل ان ضمانه لحقوق المسيحيين يتوقف على الإصرار على توزيره في وجه الحملات التي تحاول استبعاده؟

وكشفت المصادر ان مسألة توزير باسيل ليست إلا واحدة من العقد في ظل وجود عقد من نوع آخر وعلى رأسها إصرار عون على حقيبة سيادية تضاف الى حقيبة سيادية أخرى من حصة حلفائه في المعارضة والمقصود بها الخارجية في مقابل التسليم بحقيبتين سياديتين من حصة رئيس الجمهورية.

وقالت إن التسليم بذلك يعني حرمان «14 آذار» من حقيبة سيادية أو دفعها للدخول في مواجهة مع رئيس الجمهورية عنوانها انتزاع حقيبة سيادية من حصته. مع انها تعتقد بأن الأكثرية ليست في وارد التسليم مهما كانت الاعتبارات بحقيبتين سياديتين للمعارضة لما يشكله هذا الأمر من خلل في توزيع الحقائب، إضافة الى ان إصرار عون على ان يتمثل وحلفاءه بـ5 حقائب سيؤدي الى المساواة بين المعارضة والأكثرية والتعامل مع الأخيرة وكأنها خسرت الانتخابات.

كما أن التسليم، بحسب المصادر، بمطالب عون سيفتح الباب أمام السؤال عن حصة المعارضة من وزراء الدولة ومدى استعداد «14 آذار» للتساهل في حصرهم في حصتها الى جانب حصة رئيس الجمهورية، خصوصاً أن عددهم في حكومة من ثلاثين وزيراً سيكون 8 وزراء دولة.

وعليه فإن المصادر تحاول أن تجد تفسيراً لما يسمى بعقدة عون التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة على رغم الصمت المطبق للرئيس المكلف الذي يمارسه منذ اليوم الأول لتكليفه.

واعتبرت أن سياسة الصمت التي يتبعها الحريري لا تقف حائلاً دون السؤال عن التسهيلات التي قدمها «حزب الله» لاقناع عون بتعديل موقفه بعدما قرر تبني موقفه بالكامل، مشيرة الى أن جنبلاط توقف أمام هذه المسألة لدى استقباله أخيراً لوفد من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مع انه لم يطرحها في سياق السؤال وإنما جاءت في معرض تأكيده مواصلة العمل وبخطوات ملموسة لتنفيس الاحتقان بين الشيعة والسنّة وتوفير كل الشروط للإسراع بتشكيل الحكومة والمساعدة لحل عقدة عون.

كما توقف عدد من قادة «14 آذار» وفي مجالسهم الخاصة أمام الأسباب التي تؤخر حل عقدة عون على رغم أن الحريري وافق على الصيغة المتبعة لتأليف الحكومة لجهة تمثيل الأكثرية بـ15 وزيراً في مقابل 10 وزراء للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية ليكون في وسعه القيام بدوره الوازن في مجلس الوزراء؟

ورأى هؤلاء ان التساهل الذي أبداه الحريري في هذا الشأن يجب أن يوظف في الإسراع في تأليف الحكومة، مع أنه يعتبر سلفاً أن هذه الصيغة تتيح للمعارضة الحصول على الثلث «الضامن» فيها من خلال الوزير الشيعي الذي سيسميه رئيس الجمهورية.

وتابعوا إن المعارضة حصلت بطريقة أو بأخرى على الثلث «الضامن» بعد التطمينات التي سمعها شخصياً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من الحريري في شأن سلاح المقاومة وآلية التصويت على القرارات الكبرى في مجلس الوزراء مع انه قال أخيراً إن الحزب ليس في حاجة الى تطمينات بالنسبة الى سلاحه!

واعتبر قادة «14 آذار» ان الفريق الآخر وتحديداً عون و «حزب الله» لم يبادرا الى تسليف الحريري موقفاً يسهل عليه تأليف الحكومة، وأكدوا أن إصراره على الصمت لا يعني أن ليس لديه ما يقوله في الوقت المناسب في حال لم تؤد الاتصالات الى حلحلة العقد، لكن على قاعدة أن لا مجال للاعتذار عن التأليف وأنه لن يتوقف عن بذل الجهود للوصول بتأليف الحكومة الى بر الأمان على رغم المرارة التي يشعر بها.

ومع أنهم لا يملكون أجوبة صريحة تتعلق بالدوافع التي تملي على عون التصلب في موقفه، فإنهم في المقابل يطرحون مجموعة من الأسئلة يتركون للرأي العام التمعن فيها والإجابة عليها ومن أبرزها:

- ما مدى صحة ما أخذ يتردد عن أن هناك من يعترض على التوافق السوري - السعودي في شأن لبنان بدءاً بتسهيل تأليف الحكومة؟

- أين يقف بعض المعارضة من الرأي القائل إن البعض الآخر فيها مصمم من خلال عدم تسهيل مهمة الرئيس المكلف على إلغاء مفاعيل نتائج الانتخابات النيابية وصولاً الى الضغط عليه للاعتذار، خصوصاً ان الإشارة في هذا الشأن جاءت هذه المرة من عون شخصياً من دون أي مواربة؟

- هل ان للتصلب الذي يبديه عون علاقة بما يشاع في أوساط مقربة من «التيار الوطني» عن أنه يرغب في تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لا مجال لولادة أي حكومة على أساس أن المعارضة خسرت الانتخابات وأن رصيده في الشارع المسيحي سجل تراجعاً في الانتخابات النيابية؟

 

فرعون: توضيحات جنبلاط أعادت تثبيت الخطوط العريضة المتفق عليها حكومياً

باسيل خضع لفحص المحاسبة الشعبية وسقط 

١٥ اب ٢٠٠٩/موقع 14 آذار

أكّد النائب ميشال فرعون أن "توضيحات رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط والحوار معه أعادا تثبيت الخطوط العريضة المتفق عليها حكوميا". ولفت فرعون في حديث صحفي الى أن توضيحات جنبلاط لا تزال تسمح بالتقدم في المجال الوزاري بغية ازالة العقبات وتأثيرات المواقف الجنبلاطية السابقة، وأضاف: "من جهة أخرى هناك مطالب يجب أن تعالج بشكل منطقي وعلى أسس واضحة وسليمة للوصول للتشكيلة المنشودة أي حكومة تشارك فيها المعارضة وتسمح بتوزيع المسؤوليات واطلاق عمل المؤسسات". وفيما اعتبر فرعون أن مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون "غير واضحة" وتتمحور بين ما هو ممكن أن يعالج وما يجوز وضع علامات استفهام عليه، قال: "لا بد من الاشارة الى أن هناك مسارا عربيا مسهّلا للتأليف ولكن يبقى هناك بعض الغموض حول ما اذا كانت هناك جهات اقليمية لها مواقف مزدوجة". ورداً على سؤال عن اصرار العماد عون على توزير جبران باسيل قال فرعون: "الوزير باسيل خضع لفحص المحاسبة الشعبية وسقط لذلك يجب احترام رأي الناخب اللبناني وخصوصاً مباشرة بعد الاستحقاق، فقد يجوز هكذا توزير ولكن في الحكومات المستقبلية". وعمّا يحكى عن عقد حكومية في صفوف مسيحيي 14 آذار اكتفى فرعون بالقول: "لمسيحيي 14 آذار مطالب كغيرهم من الفرقاء".

 

النائب زهرا: أستحالة بناء دولة بوجود سلاح "حزب الله"

مطالبة العماد عون بتوزير باسيل للحصول على وزارة الداخلية

حركة التموضع لجنبلاط لن تؤثر على ضمانات أعطاها للحريري

وطنية - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، في حديث الى إذاعة لبنان الحر" اليوم، "ان مشكلة النائب ميشال عون هي محاولة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية والانقلاب عليها، من خلال المطالبة بمقاعد وزارية تفوق حجمه وحقه، ومن خلال مبدأ توزير الخاسرين الذي هو إهانة كبرى للرأي العام اللبناني، معتبرا ان الوزارة ليست عملية تعويضية عن الانتخابات النيابية". وأعلن النائب زهرة رفضه "منطق إملاء شروط على الرئيس المكلف في الاعلام"، مؤكدا "ان القوات اللبنانية لم تشترط حقيبة الأشغال بل طرحتها كواحدة من الوزارات الخدماتية التي تريدها"، متمنيا "لو لم يتطرق الوزير غازي العريضي إلى هذا الموضوع في الاعلام".

وأكد "أن نظرة قوى 14 آذار إلى سوريا واحدة، والمصالحة السعودية - السورية تتضمن عدم تدخل سوريا بالشؤون اللبنانية وان تقوم بالضغط على حلفائها ايجابا لتسهيل الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان"، مؤكدا "أن السوري اليوم لا يساعد على تأليف الحكومة نتيجة انخفاض حرارة الاتصالات السورية - السعودية".

وأعلن رفضه "منطق إملاء شروط على الرئيس المكلف في الاعلام"، مؤكدا "ان "القوات اللبنانية" لم تشترط حقيبة الأشغال بل طرحتها كواحدة من الوزارات الخدماتية التي تريدها"، متمنيا "لو لم يتطرق الوزير غازي العريضي إلى هذا الموضوع في الاعلام". واكد "ان حركة 14 آذار هي حركة شعبية عابرة للطوائف، ضامنة للميثاق الوطني اللبناني"، معتبرا انه "ليس بيد احد إنهاء هذه الحركة"، مشيرا إلى "أن التموضع لحركة النائب وليد جنبلاط لن تؤثر بعد الضمانات التي أعطاها للرئيس المكلف سعد الحريري"، موضحا ان اللقاء الديموقراطي لا زال يعتبر من الأكثرية". كما أكد النائب زهرا: "أن سياسة اليد الممدودة لا تعني التخلي عن إرادة الناخبين وعن المبادئ التي على أساسها خيضت الانتخابات"، مشيرا "ان هناك محاولة ايحاء بأن الجميع يريدون زيارة سوريا"، معتبرا "أن هذا الأمر يحاول ان يوحي به الوزير السابق وئام وهاب". وقال: "نحن مشتاقون للسفير السوري الذي يأخذ دوره اليوم وئام وهاب".

وشدد على "ان هناك نظرة واحدة بالنسبة للدور السوري في لبنان، لناحية رفض التدخل في الشؤون اللبنانية، والعلاقة تكون بين دولتين سيدتي".

واضاف: "موقفنا واحد وموحد، ونتمنى ان لا نعود إلى مرحلة نعود فيها إلى مواجهة الوصاية السورية من جديد، ولم نراهن يوما إلا على ضرورة امتناع سوريا على التدخل في الشؤون اللبنانية". ورد على كلام النائب عقاب صقر من ان "القوات اللبنانية" و"الكتائب" لن يحصلا على مطالبهما لجهة الحقائب، فاكد "ان مطالب القوات لم تُناقش مع احد إلا مع الرئيس المكلف لذا من اللياقة أن لا يتناول احد مطالب القوات والكتائب لا بالاعلام ولا بالتحليل ولا بالأحاديث الجانبية اذا لم يكن مكلفا رسميا من الرئيس المكلف، خصوصا انه ينتمي إلى تكتل يخص الرئيس المكلف". وعن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومقاربته الموضوع الحكومي من زاوية التهديدات الاسرائيلية للبنان، وقال: النائب زهرا إنه "لم يرد على لسان احد عن وجود نية لاستبعاد "حزب الله" عن الحكومة، وبالتالي الحديث عن المشاركة في الحكومة نكاية بنتنياهو، هو كأننا نعيش في زمن النكايات، سائلا في المقابل عن "المساعدة التي وعد بها "حزب الله" بحل العقد التي تعترض تأليف الحكومة"؟

ورأى "ان الدولة لا تبنى بعمل عجائبي، لافتا إلى ان موضوع سلاح "حزب الله" هو موضوع حواري، نظرا لاستحالة بناء دولة بوجود هذا السلاح".

واعتبر ان "رفع سقف العماد عون لجهة المطالبة بتوزير الوزير جبران باسيل هو للحصول على مطالب اخرى كالحصول على الداخلية من حصة تكتل "التغيير والاصلاح"، متمنيا على فريق 8 آذار "حلحلة العقد من امام تشكيل الحكومة والمبادرة إلى حوار بروح اجابية مع الرئيس المكلف للانتهاء من الموضوع"، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة "لن تشكل في الأسبوع الحالي". وعن موضوع عودة المهجرين، أكد النائب زهرا "ان النائب وليد جنبلاط كان اكثر الناس حرصا على إنهاء موضوع المهجرين"، لافتا إلى "أنه لو توافرت الامكانيات المادية لأقفلت وزارة المهجرين وانتهى الموضوع".

 

النائب الحوري سأل عن التاخير في كشف "محطة الباروك":

"المسؤول عن الاتصالات" يتنصل ورئيس سابق مدد له يتظاهر بانه لا يعلم

وطنية - 15/8/2009 سأل النائب الدكتور عمار الحوري في بيان اليوم، لماذا التأخير في اطلاع الرأي العام على موضوع محطة الباروك للانترنت اربعة اشهر ولماذا الاصرار على لفلفة الموضوع؟. قال النائب الحوري:" طالعنا من يفترض انه مسؤول عن الاتصالات بيان باسم وزارته يحاول فيه يائسا التنصل من المسؤولية وذر الرماد في العيون في موضوع محطة الباروك للانترنت بعد ان انكشفت الحقائق امام الرأي العام". اضاف: " يقول المسؤول ما قلناه بان وزارة الاتصالات تحركت بتاريخ 4 نيسان 2009 ولم يأت هنا بجديد وهو ما كشفنا نحن عنه، لكنه لم يقل لماذا تأخر اطلاع الرأي العام على هذا الموضوع اربعة اشهر ولماذا يصر على لفلفة الموضوع؟. المسؤول يعلم تماما انه قبل تاريخ تحرك الوزارة اي في شهري شباط وآذار الماضيين وقع هو شخصيا قرارات بتوزيع ساعات دولية بكمية 1E 140 على شركات القطاع الخاص، اي انه في ذلك التاريخ لم يكن هناك شح في الساعات الدولية، فهل كانت هذه الشركة ممن لم يعطها ام انه قد اعطاها؟ ". وسأل: اذا كان هناك شح في الساعات الدولية فهل يبيح لمسؤول الاتصالات تبرير تعامل الشركة مع العدو الاسرائيلي لشراء ساعات دولية وفق ما جاء في بيانه في الفقرة الرابعة، خصوصا ان الجمعية اللبنانية للاتصالات التي تمثل شركات نقل المعلومات وتوزيع خدمات الانترنت في لبنان قد استنكرت في بيانها التعامل مع العدو الاسرائيلي ولم تذكر انها تعاني من الشح في توزيع الساعات الدولية ولا علاقة لها بهذه الشركة غير الشرعية . واكد النائب الحوري "ان الموضوع الآن بيد القضاء، ونحن على ثقة بأن القضاء سيقول كلمته ". واشار الى "ان رئيس جمهورية سابق، مدد له، حاول ان يتنصل من المسؤولية كون القضية ابتدأت في عهده "، وقال: "على الرئيس السابق ان يسأل اميل لحود جونيور عن الموضوع اذا كان فعلا لا يعلم، وللعلم فان الشركة المستفيدة بدأت عملها عام 2002 اثناء تولي الوزير جان لوي قرداحي مسؤولية وزارة الاتصالات ".

 

عون : المقاومة متجهة إلى الخارج والاستدراج غير مرغوب فيه

النهار 15/8/09

رأى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان "المنطقة تغيرت بعد 14 آب 2006 ، والعدو التقليدي يحاول رفع مستوى معنوياته". وقال  لـ"اذاعة النور": "على اسرائيل ان تفهم من حرب تموز 2006 ان اسلوبها في معالجة اي خلاف بالمدفع والطائرات والسلاح لم ينجح ولم يعد ينفع، بل يجب ان تكون المقاربة لقضايا المنطقة بعدالة وبالقانون، وربما تلزم اسرائيل هزيمة ثانية لتقر بانها يجب ان تغير اسلوبها في التعامل مع المنطقة". ولفت الى ان " اي شعب يتعرض للعدوان سيدافع عن نفسه لأن اللبنانيين اعتادوا تسمية بعضهم بالفئات، والشعب اللبناني كان كله  معرّضًا خلال حرب تموز، ولبنان كان معرّضًا وأنا جزء منه ومن هذا الشعب الذي خدمته أكثر من غيري عسكريا أو سياسيا. وعندما سئلت إذا راهنت على حزب الله وربحت، فأجبت أن هذا لم يكن رهانا بل خيارا، والخيار يمكن أن يربح المرء فيه أو يخسر. فهناك ثابتة هي أننا سنعيش معًا، فإما أن نخسر معا واما ان نربح معا، وهذه أصول الشراكة الوطنية والتعايش وكل شيء مشترك بين الشعب والأفراد. نحن نحافظ على أصول الحياة الطبيعية ضمن وطن واحد".

واعتبر ان "الاسلوب الإسرائيلي مباشر جدًا ويقول إن دخول حزب الله الحكومة سيسبّب حربًا فورًا والحكومة هي المسؤولة. هذا خطير جدًا، وكنت أحبّ سماع تعليق دولي عليه. فهل يتركون اسرائيل تتصرّف بهذا الفلتان الإعلامي والتهديدي، فيما العالم يلومنا إذا اشترينا بندقية ندافع بها عن أنفسنا؟ هذه الإعتداءات المعنوية والمادية التي نشهدها بالطيران وغيره لا نسمع أحدًا يلوم اسرائيل عليها، وهنا نشعر بانحياز العالم وتشجيعه".  وختم: "على الشعب  أن يطمئن الى مقاومته لأنها متجهة نحو الحدود، إلى الخارج وليس إلى الداخل. الإستدراج غير مرغوب فيه، والمقاومة هي حصن الوطن، والشعب والجيش والمقاومة يحمون الوطن ويجسّدون وحدته".

 

يصعب إنتاج وطن إلا بنظام سياسي جديد"

جنبلاط: أتمنى على الحريري ألا يجعل من السنّة طائفة

النهار 15/09؟09

الشوف – "النهار": أشار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى "خصوصية بني معروف في النضال والجهاد، وصولا الى التمسك بالمصالحات الوطنية اللبنانية والعيش المشترك"، داعيا الرئيس المكلف سعد الحريري الى "عدم جعل السنة طائفة، ومن الصعب انتاج وطن الا من خلال نظام سياسي جديد".

كلام جنبلاط جاء خلال رعايته الاحتفال المركزي لمدارس العرفان في السمقانية – الشوف تكريما للطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية وتقديرا للنجاح المميز في جميع مدارس العرفان. وحضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وكريمة النائب جنبلاط داليا، والنواب: مروان حماده ونعمة طعمة وايلي عون وعلاء الدين ترو وممثلون للقيادات الامنية والعسكرية، وعدد كبير من الشخصيات والفاعليات السياسية والعسكرية والاجتماعية ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، وممثل الوزير طلال ارسلان نبيل عويدات، ووفود من "الجماعة الاسلامية" ومن الطائفة الشيعية، واعضاء من المجلس المذهبي وفاعليات.

تقديم من الشيخ سامي ابي المنى، وكلمتان باسم الخريجين، ومجلس الاهل نائل جناد، والمقدم المتقاعد عفيف فياض".

ثم القى شيخ العقل كلمة أشاد فيها بالنائب جنبلاط "صاحب العقل الكبير والتعقل وصاحب القرار الشجاع"، مشيرا الى "معلم كبير رسم الطريق وانار للمجتمع الاصلاح المنشود والنهضة المرجوة، الشهيد كمال جنبلاط الذي دعا الى النهل الشريف والينبوع الاصيل وحدد عبر رؤية شاملة للواقع واشكالياته بعض الامور التي يتوجب انجازها سعيا الى الارتقاء بمجتمعنا الى الافضل والارفع. ودعا الى توسيع رقعة المدارس على نهج نهضوي ومعرفي، والى اهمية التثقيف الروحي من حيث هو استشعار لكنه الحضارة الإنسانية، والى تنشئة الجيل الجديد على مفاهيم تربوية واخلاقية فاضلة واقامة الندوات والمؤتمرات الفكرية وجمع التاريخي الشفوي وتدوينه وصولا الى حركة رائدة لاستنهاض الفكر والهمم على طريق العقل الارفع لما فيه من صلاح الحال والنفوس".

واستذكر ما قاله كمال جنبلاط مؤكدا رؤيته الاصلاحية ومكررا العديد من الاقتراحات لانجازها وما يتوجب في الخدمة والانطلاق قدما لانجاز الكثير من تلك الافكار، علينا استلهام العبرة من تراثنا واستشراف الغد المشرق من رجالاتنا فلا نركن الى اهداف ضيقة ورؤى قاصرة لقد تراكمت التحديات والصعوبات وكيف لنا ان نرسخ الثقة بقيمنا وتاريخنا المعروفي ونحدد خطابنا النهضوي لسائر ابنائنا في بلاد الاغتراب عبر الاستفادة من فرصة قيام المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ولجانه برعاية واعية مدركة لكل التحديات من الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط بات لنا بفضل تلك الرعاية بنية اجتماعية للعمل الجماعي ونحاول بعونه ازالة العثرات في مواجهة واجباتنا في كل المجالات، فالمجلس المذهبي يطلب الرجال لاستقامة النهوض على اسس متينة تعيد الينا قوة المركز الذي يمثله لبنان وهذه البقعة لسائر المعروفيين. اننا ندعو الى توحيد الجهود وجمع الشمل وتجريد القلوب وتحفيز العقول ورص الصف، والعلم والقانون والمحبة والتسامح، من اجل بناء المستقبل الافضل لابنائنا واحفادنا. واليوم في الذكرى الثالثة للانتصار على العدو الاسرائيلي نستذكر ايضا شهداء المقاومة والجيش والشعب الذين جعلوا من الانتصار حقيقة واقعة، نأمل ان تكون الذكرى فرصة لحماية الوحدة الوطنية من كل المخاطر، والترفع عن التجاذبات، واتاحة المجال لتشكيل الحكومة   الجديدة باسرع وقت ممكن".

وتابع: "اما بالنسبة اليك يا وليد بك، فمواقفك كانت تشكل تساؤلا اولياً بين الجمهور، وتبين في ما بعد انك على حق وستبقى على حق لاننا بناة لبنان، ويدنا ممدودة للجميع ولم يكن يوما عندنا ذاتية الا من خلال الوطنية". وبعدها القى رئيس المؤسسة الشيخ علي زين الدين كلمة شدد فيها على "اهمية مصالحة الجبل والحرص على العلاقة مع المسلمين والمسيحيين"، مشيدا بمواقف جنبلاط "من اجل حل كل العقد والتشنجات"، وداعيا سوريا الى العمل "على قاعدة الاحترام المتبادل لخير البلدين"، وحيا ذكرى انتصار المقاومة.

جنبلاط

بعدها كانت لوحات طالبية عدة، وسلم النائب جنبلاط وادارة المؤسسة الشهادات الى المتخرجين والمتخرجات وهم بالمئات، والقى جنبلاط كلمة قال فيها: "ها نحن معكم اليوم في الاحتفال لتسجيل المزيد من النجاحات التي تسجلها مؤسسة العرفان اساتذة وطلاباً في كل المجالات الادبية والعلمية والانسانية، وليس هذا بغريب على المؤسسة التي وضعت منذ نشأتها هدف النجاح والتفوق نصب عينها خدمة لاهل الجبل وبني معروف في كل مكان.

نحتفل في هذا العام والحسرة كبيرة، وقد غيب الموت عنا صديقاً للمؤسسة هو الاستاذ نبيل البستاني الذي كان محسناً كبيراً لاهل الجبل بجميع فئاتهم، وصديقاً كبيراً لنا ولكم، ان غيابه سيترك لنا فراغاً كبيراً، ونتمنى لعائلته كل الخير، وأقول للدوحة البستانية سنبقى معاً فوق الظروف الانتخابية التي احلت فراقاً موقتاً لن يطول".

وأضاف: "وجدنا على هذه الارض منذ قرون للدفاع عن الثغور في مواجهة المعتدي والمعتدين، والالتحاق بالمجاهدين في مواجهة المستعمرين، وعلى رغم ازدواجية نهائية الكيان بحدود لبنان الكبير ومساحة العروبة، فان تاريخنا العربي تخطى كل الحدود، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عام 1925 ناصرتم انتم بالمئات والآلاف اخوانكم في جبل العرب في الثورة السورية الكبرى في مواجهة الاستعمار الفرنسي وكانت تضحياتكم وتضيحات العرب السوريين اساساً في استقلال سوريا، وفي حرب فلسطين وفي الجيش اللبناني، وجيش الانقاذ، وسطرتم اروع البطولات في مواجهة الصهاينة في المالكية وشفع عمر والخوت والكساير وغيرها من المواقع، ناهيك بقيادتكم والشخصيات الكبرى من لبنان في معركة الاستقلال وتثبيت وجهه العربي، وعام 1958 اتتنا واتتكم النجدة العربية من سوريا، سوريا الوحدة، لانقاذ لبنان كله من الالتحاق بالاحلاف الاجنبية، حلف بغداد، فكنتم في الجبل طليعة المقاومين مع اخوانكم في بيروت وطرابلس وزغرتا وغيرها من المواقع حفاظاً على استقلال لبنان وعروبته؟. وجدتكم في كل محطة تناصرون القضية الفلسطينية مع المناضلين العرب واللبنانيين، لم تدخروا او توفروا ساحة فكرية او ادبية او نضالية او عسكرية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية والقضية العربية ومواجهة الاستعمار. ومن عام 1976 الى 1989، وعلى رغم التعارض المرحلي مع سوريا نتيجة الظروف العربية والدولية سقط منكم ومن الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين واستقلاله في المواجهة المستمرة ضد الاسرائيليي والاساطيل الاجنبية. وعام 1989 ختمتم الحرب الاهلية انتم من خلال معركة سوق الغرب في 13 آب 1989، وكانت تضحياتكم لتفتح الطريق العريض والكبير لاتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية وأرسى السلم الاهلي والاصلاحات السياسية ونهائية الكيان وعروبة لبنان، والعلاقة المميزة مع سوريا، وشرع المقاومة وصولاً الى تحرير الجنوب عام 2000 سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، آملين ان يستمر الحوار ويثمر للوصول الى الدولة القادرة  والقوية لكون اسرائيل كانت وستبقى في اي لحظة لتعيد العدوان على لبنان متسلحة بأي ذريعة او حجة.

وقال: كنتم يا بني معروف أهل العرفان في طليعة الحريصين على العيش المشترك، فكان مؤتمر بيت الدين عام 1989 ودماء أنور الفطايري الزكية وجهود الصديق جورج ديب نعمة أثمرت صلحة الجبل وصلحة لبنان عام 2001 برعاية البطريرك صفير في ربوع الجبل والمختارة والعرفان، وفي 14 آذار 2005 كنتم في طليعة المشاركين في أربعين الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، رافضين كل قوى الغدر ومطالبين بالعدالة والحقيقة ومتمسكين قبل كل شيء بالاستقلال وعروبة لبنان، فالاسس التي ضحيتم من أجلها، شرعها واستشهد من أجلها عرّاب الطائف الشهيد العربي الكبير رفيق الحريري رحمه الله. هنا، وان كان لي من كلمة لأصحاب الشأن أو أهل الربط والحل وفي مقدمهم الصديق الشيخ سعد الدين رفيق الحريري، وكلامي فقط من باب التمني او الرجاء، ألا نجعل من السنّة طائفة، فهذا يخالف المنطق والتاريخ. قال الله سبحانه وتعالى من خلال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"، فالرسالة بالاساس عربية، ونحن فروع منها في العودة الى الكيان والصيغة، ومن الصعب انتاج وطن في يوم ما إلا من خلال نظام سياسي جديد، هذه فقط اشارة لعلهم يفكرون".

وأضاف: "بوحي وارشاد من الراعي الاول لهذا الاحتفال الشيخ ابو محمد جواد وليد الدين اطال الله عمره وصحبه الشيخ امين الصايغ والشيخ ابو سعيد امين ابو غنام وسائر العقلاء، وبقرار مني وبمعية الامير طلال ارسلان والخيرين ومساعدة قيمة من نخبة من ضباط الجيش في القيادة والمخابرات شرعنا في ازالة رواسب السابع من أيار، وها هي جهودنا وجودكم تثمر، لكن المطلوب هو الاستمرار، ليس صعباً علينا، نحن الذين بعد طول انتظار لعقود بل قرون نتيجة لعبة الأمم، نحن الذين تصالحنا مع الجار، ليس ولن يكون علينا بصعب ان نتصالح مع الجار الآخر من الطائفة الشيعية الكريمة بكل فروعها واحزابها، بل وجب علينا حفظ كل جار فوق كل اعتبار. فلعبة الامم بالأمس كادت ان تدمر الجوار، ونأمل أن تنسحب المصالحات في كل مناطق لبنان. لكن يا بني معروف، هناك نقطة سوداء ووصمة عار كبرى خلافاً لتاريخنا وتراثنا، بأن فئة من دروز فلسطين تعاملت عبر عقود ولا تزال بعد الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين، تلك الفئة تقهر وتضطهد وتقتل عرب فلسطين في الداخل والضفة والقطاع، لا بد من جهد سياسي وثقافي واجتماعي استثنائي منا ومنكم ومن دول التطبيع اذا شاءت لنصرة عرب فلسطين واخراج الدروز من عزلتهم، ولا بد للدولة السورية من اعادة فتح حدود الجولان للصداقات كي تعود الروح العربية الى تلك الفئة الضالة لتلتحق بصفاء اهلها المتمسكين بعروبتهم في جبل العرب ووادي التيم وجبل لبنان.

وختم: "اليوم عيد النصر، عيد المقاومة وعيد جميع المقاومين دون استثناء في لبنان، فوق كل الاحزاب والمذاهب، إن المقاومة نهج وفكر ومسار وممارسة وشعار وتراث وماض وحاضر ومستقبل، لها قميصها في كل دور، من الادوار في عالم عربي واسلامي معتدى عليه سياسيا وثقافياً، ومحتل في فلسطين والعراق وافغانستان، تحية من جبل كمال جنبلاط المقاوم، جبل المقاومة والمصالحة الى المقاومة الاسلامية وكل المقاومين في كل مكان. الى عائلات الشهداء والجرحى في الجيش وقوى الامن والابرياء والمجاهدين في المقاومة الاسلامية، الى قيادة حزب الله بشخص امينها العام السيد حسن نصرالله. وتحية الى مروان البرغوتي في سجنه، وهو حر، وبعض الغير في حريتهم سجناء، تحية الى الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع وفلسطين المحتلة. هذه هي خصوصية بني معروف، وآمل ان تكون قد توضحت".

 

 في ذكرى حرب تموز 2006

علي حماده/النهار

التحولات التي طرأت اخيرا على تموضع بعض القوى السياسية، ولأسباب شتى ليس هنا مجال العودة اليها، لا تلغي حقيقة ان حرب تموز 2006 جاءت في جانب اساسي منها في سياق تورط "حزب الله" في حرب ضد اسرائيل نيابة عن جمهورية ايران الاسلامية. كما ان التحولات المشار اليها لا تلغي، ولا حتى تقلل خطورة الاشكالية التي تطرحها مسألة امتلاك الحزب سلاحا من خارج الدولة يؤدي وظيفتين، الاولى قاعدة متقدمة في اطار المشروع الامبراطوري الايراني في المنطقة العربية، والثانية وسيلة لتحقيق مزيد من التوسع على حساب مشروع الدولة اللبنانية، اما لتطويقه واما لاستكمال السيطرة عليه. وفي كلتا الحالتين يبقى مشروع "حزب الله" الذي يخيف قوى سياسية وطائفية في لبنان، مثيرا للازمات ومولّدا لها باستمرار، حتى وان انضمت كل قوى 14 آذار الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تموضعه الجديد المعروفة اسبابه الموضوعية.

وفي ذكرى حرب تموز 2006 التي امعنت فيها الآلة العسكرية الاسرائيلية تدميرا وتقتيلا، لا يمكن التغافل على مسؤولية "حزب الله" الذي كان يتبلّغ طوال شهر حزيران ومطلع تموز 2006 تحذيرات من كبرى العواصم الاوروبية بأن اي عملية يقوم بها ستكون بمثابة الشرارة التي ستتفجّر حربا اسرائيلية شاملة. وكان ما كان في 12 تموز واشتعلت الحرب بأجساد اللبنانيين العارية، وانتهت بمقتل 1300 مواطن نيابة عن الآخرين.

في ذكرى حرب تموز 2006 يهمنا ان نذكّر بأن اللبنانيين جميعا دفعوا ثمنا باهظا لها. وفي النهاية انطلقت عملية التوجه نحو الداخل لقلب الموازين الحساسة والدقيقة، وانتهت الامور بغزوات 7 ايار. وفي كل هذه المرحلة، وحتى في المراحل التي شهدت انفراجات سياسية داخلية لم يبادر الطرف المتورط في الحرب الى اجراء مراجعة نقدية علنية امام اللبنانيين تطمئنهم الى انه لن يقدم على تكرار التجربة نفسها في المستقبل. وإذا كانت طبول الحرب الاقليمية تقرع في كل مكان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي اسرائيل، فإن كل التطورات التي شهدها لبنان لم تؤد الى ضبط قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، انما افضت الخريطة السياسية الجديدة بعد افراغ الانتصار الانتخابي الكبير للتيار الاستقلالي، الى ترسيخ مشروع الدويلة على حساب مشروع الدولة وبقيت مشكلة اللبنانيين مع المستقبل غير الآمن، كاملة. وبقي الشريك المقلق على الدوام على حاله. والحال هنا ان الاذعان لموازين القوى الواقعية قد يزيد الطرف المنفلت من عقاله تهورا تنفيذا لوظائفه الاقليمية والمحلية، وقد يعجل في سقوط مشروع الدولة في لبنان في شكل نهائي لا رجعة عنه.

في ذكرى حرب تموز 2006، نكتشف ان هناك لبنانين متناقضين، ونكتشف ان الخوف من الشريك هو محرك السياسة الداخلية في لبنان. من هنا استحالة ان تكون المصالحات حقيقية ما دام في لبنان فريق يضع المسدس على الطاولة ويقول تعالوا نتحاور ونتصالح! والرجاء كل الرجاء ألا يقع لبنان مرة فريسة الوظائف الاقليمية المتزاحمة على جسده، فينتهي الامر بحرب شاملة ونكبة لبنانية جامعة، وان سماها البعض "انتصارا"!

   

 لبنان يعيش وضعاً شاذاً بلا دستور ولا نظام سياسي

تحوُّل كل مذهب إلى حزب واحد يفتح الباب للأزمات

النهار/اميل خوري     

ما أعلنه الرئيس أمين الجميل في مؤتمره الصحافي الاخير يستحق التوقف عنده لان لبنان في الواقع يعيش منذ سنوات وسط وضع شاذ وفي ازمة نظام فلا دستور اتفاق الطائف يطبق بل يطبق اتفاق آخر هو اتفاق الدوحة ولا النظام الديموقراطي الذي كان لبنان يتميز بتطبيقه خلافا لما هو سائد في عدد من الدول العربية بل يطبق نظام آخر سمي "النظام التوافقي" ولا نتائج الانتخابات يؤخذ بها بحيث تحكم الاكثرية وتعارض الاقلية، بل تحكم المذاهب والطوائف وتدخل في صراعات حول المناصب والمكاسب. فكيف يمكن ان تقوم دولة قوية قادرة ان تحمي الجميع ولا تتولى كل طائفة حماية نفسها بحيث تصبح الدولة دويلات كما كانت من قبل، ويصير مطلوبا من كل طائفة ان تتسلح لتحمي نفسها عندما تشعر ان لا وجود للدولة القادرة على حمايتها، وكيف يمكن دولة ان تستمر بدون دستور وقوانين وبدون نظام يحكم مسارها؟

لقد اعتمد لبنان ميثاق 43 سبيلا للعيش المشترك والشراكة الوطنية ودستور 1927 اساسا للحكم، فكان رئيس الجمهورية هو الذي يشكل الحكومات وهو الذي يقيلها وهو الذي يحل مجلس النواب، وكان زعماء مسيحيون يعارضون تعديل ذاك الدستور ويعتبرونه مقدسا لا يمس، الى ان انتهت الحروب الداخلية في لبنان بتعديله في لقاءات الطائف بحيث اصبح تشكيل الحكومة منوطا بالاتفاق بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية بعد استشارات ملزمة بنتائجها يجريها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس الحكومة، ولم يعد له حق دعوة مجلس الوزراء للانعقاد الا بموافقة رئيس الحكومة ولا ترؤس جلسات مجلس الوزراء، الا اذا حضر، مع حرمانه حق التصويت ولا اقالة الحكومة او الوزراء، منفردا ولا حل مجلس النواب الا بشروط تعجيزية، وزالت الشكوى من سوء ممارسة بعض رؤساء الجمهورية صلاحياتهم بحيث لم يعد رئيس الحكومة كما كان يوصف بـ"باشكاتب" او شرابة خرج.

وبانتقال السلطة الاجرائية من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا، بدأ الكلام على صلاحيات رئيس الحكومة فاعتبرها البعض تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية او تتساوى معه حتى اذا ما اختلفا تعطل سير عمل الدولة، وتعثر احيانا تشكيل الحكومات، وعاد هذا البعض يطالب بتعديل جديد للدستور يحقق توازنا افضل بين السلطات الثلاث، وهو تعديل قد يثير خلافات بفعل النزاع على الصلاحيات بين هذه السلطات، قد لا تحسم الا بحروب جديدة لا سمح الله.

لكن دستور الطائف نظم الحياة السياسية في لبنان لسنوات كما نظمها الدستور القديم وكانت المؤسسات هي التي تحسم الخلافات وليس الشارع وكانت نتائج الانتخابات حتى السبعينات هي التي تجعل الاكثرية تحكم والاقلية تعارض فكان ذلك سببا لتنافس شديد بين اللوائح في كل انتخاب لان من يفوز بالاكثرية تكون له رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة واكثرية الوزراء اذا لم يكن بكل الوزراء ورئاسة المجلس. وكانت المعارضة تحاسب وتراقب وتجعل الشعب احيانا يلتف حولها ويعطيها اصواته في الانتخابات اللاحقة فيتحقق بذلك تداول السلطة بصورة دستورية وديموقراطية، وعندما حل اتفاق الدوحة الموقت محل دستور الطائف ولم يعد يؤخذ بنتائج الانتخابات بحيث تحكم الاكثرية والاقلية تعارض بل يؤخذ بغير ما نص عليه الدستور وبغير ما نص عليه النظام الديموقراطي، وذلك باسم نظام التوافق غير المكتوب وباسم الشراكة الوطنية التي تفرض تمثيل التيارات والاحزاب السياسية على اختلاف مذاهبها انما تفرض تمثيل كل مذهب بزعمائه الحصريين، وهذا يطرح وضعا جديدا لكل مذهب، هل ينبغي ان يكون كل مذهب حزبا واحدا وتزول فيه التعددية؟

الواقع ان زوال التعددية داخل كل مذهب هو الذي ادى ويؤدي الى عرقلة تشكيل الحكومات اذ في استطاعة المذهب الذي يتحول الى حزب واحد او زعامة حصرية ان يفرض رأيه وشروطه على المذاهب الاخرى التي لا تزال فيها التعددية قائمة. فمذهب الحزب الواحد او حصرية تمثيله بزعماء محددين يفرض تشكيل حكومات وحدة وطنية وان لم يكن بين معظم اعضائها اي وحدة، ولا يعود في الامكان تشكيل حكومة من الاكثرية فقط، لان مذهب الحزب الواحد او التمثيل الحصري يحول دون تشكيلها ما لم تتمثل فيها كل المذاهب حتى ولو كان بعضها من الاقلية النيابية التي عليها ان تعارض لا ان تشارك في اي حكومة باسم الوحدة الوطنية او الشراكة الوطنية.

لذلك ينبغي الاتفاق على اي نظام جديد يريده اللبنانيون هل هو نظام جمهوري برلماني ديموقراطي، هل هو نظام شمولي، هل هو نظام رئاسي او نصف رئاسي، هل هو نظام مجلسي، هل هو نظام "الترويكا" او "الدويكا" واذا كان كل مذهب من المذاهب تحول الى حزب واحد او حصر تمثيله بزعماء  محددين، فان هذا ينبغي ان يسري على كل المذاهب كي تتساوى في الوزن، واذا اعتمدت التعددية داخل مذهب او اكثر فينبغي ان تعتمد في كل المذاهب كي يصير في الامكان تشكيل الحكومات بسهولة والعودة الى تطبيق النظام الديموقراطي، واذا صار اتفاق على ان يكون السلاح في يد الدولة وحدها فينبغي ان لا يبقى سلاح خارج شرعيتها والا صار من حق كل طائفة ان تتسلح في اطار "فيديرالية الطوائف" تحقيقا للتوازن الداخلي لان لبنان لن يعيش بلا دستور ولا نظام.

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

نقطتان للاحتكاك بـ"حزب الله": المنظومة الصاروخية والانتقام لمغنية

رندى حيدر/النهار

بعد التقارير التي نشرتها صحيفة" يديعوت أحرونوت" عن تحول فنزويلا قاعدة أمامية لـ"حزب الله"، والمعلومات التي تجمعت عن نية الحزب شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في أميركا الجنوبية انتقاماً لاغتيال عماد مغنية، نشرت الصحيفة أمس مقالاً كتبه مراسلها العسكري أليكس فيشمان تحدث فيه عن النقاط التي قد تؤدي الى انفجار الأوضاع مع لبنان فكتب: "يبدو أننا سنضطر في المستقبل للعودة الى القرى في جنوب لبنان. نحن نعرف ذلك، واللبنانيون ايضاً يعرفونه. فالفجوة بين التصريحات السياسية الصادرة عن المسؤولين في إسرائيل والمسؤولين في حزب الله خلال الأسابيع الماضية والنيات الحقيقية كبيرة للغاية. لا يجوز ان نرتكب أي خطأ، لأن الخطر الذي يمثله حزب الله في جنوب لبنان حقيقي ويتصاعد يوماً بعد يوم. لكن إسرائيل لا تريد في الوقت الحاضر خرق الوضع القائم، وهذه التصريحات تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة في مواجهة لبنان مفادها ان لا فصل بعد اليوم بين الحكومة في بيروت وحزب الله. وكل هجوم يقوم به الحزب في إسرائيل أو في الخارج يتحمل مسؤوليته لبنان كدولة. ولأن حزب الله جزء من حكومة لبنان، فكل حرب ضد حزب الله هي حرب ضد الدولة اللبنانية. في تقدير أوساط إسرائيلية ان ليس من مصلحة حزب الله  اشعال النار داخل إسرائيل الآن، وبحسب الخبراء، فهو مشغول اليوم بالساحة اللبنانية الداخلية وبناء مكانته السياسية بعد فشله في الإنتخابات.

لكن هناك نقطتين دائمتين للاحتكاك قد تؤديان الى حوادث عنيفة على الحدود الشمالية. لقد أوضحت إسرائيل للسوريين عبر الأميركيين أن اعطاء حزب الله صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات وأجهزة رادار يغير الوضع في صورة جوهرية ضد مصلحة إسرائيل. نقطة الإحتكاك الثانية التي تحولت مسألة مركزية في الجدل الداخلي للحزب هي قضية الانتقام لمقتل عماد مغنية. لقد مر عامان ونصف عام على الإغتيال ولم ينجح الحزب في تنفيذ انتقامه الذي سيعيد له قوته. ووفقاً للتقارير الأجنبية جرى القبض على عملاء للحزب في أذربيجان خلال محاولتهم تفجير سفارة إسرائيل. كما القي القبض على عملاء آخرين في القاهرة وفي أماكن أخرى. على رغم ذلك يواصل الحزب التخطيط للعملية الانتقامية، مع علمه بالرد الإسرائيلي. واليوم بعد الحرب النفسية لهذا الصيف، تخشى قيادة حزب الله ادخال إسرائيل حكومة لبنان وشعبه ضمن دائرة ردها. تُظهرالصور الجوية لجنوب لبنان حقولاً زراعية وأحراجاً طبيعية، ولكن عندما نضعها تحت المجهر يصبح المشهد مختلفاً وتبدو القرية قيادة قطاعية لحزب الله مع عشرات المقاتلين ووحدة لسلاح المشاة والهندسة والصواريخ والعبوات الناسفة والراجمات والقناصين. وهؤلاء سيؤدون دوراً مهماً في التصدي للقوات الإسرائيلية الراجلة التي ستدخل لبنان في حال نشوب الحرب(...)”.

 

المعارضة لم تتلقف خطوة جنبلاط بما يكسر الاصطفافات

عقبات متشابكة في معالجة مطالب عون وانعكاساتها

النهار/روزانا بومنصف     

على رغم ان الوضع الداخلي الراهن يسير على ما يرام الى حد بعيد بحيث تتعزز الانطباعات ان البلد يمكن ان يسير من دون حكومة او بحكومة ذات طابع اداري وليس سياسيا على ما تتم المحاولات راهنا في تأليف الحكومة العتيدة، فان ثمة اصرارا من مراجع كبرى معنية على ضرورة الاسراع في انجاز تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، واي تحديات يمكن ان تنشأ في المدى القريب. وتبدو هذه المراجع شبه اكيدة من ان العرقلة حتى الآن داخلية، باعتبار ان الانطباع العام هو ان دمشق مستعجلة لتأليف الحكومة قريبا نتيجة استحقاقات داهمة مطلع ايلول المقبل، وبعد انتهاء عطلة الصيف في غالبية العواصم المهتمة، في حين ان الدعم الذي قدمه "حزب الله" الى العماد ميشال عون في شأن مطالبه يطرح اكثر من تساؤل بالنسبة الى البعض، اذا كان هذا الدعم يتعلق بالتحالف الداخلي او ان وراء الاكمة ما وراءها وهو امر يمكن ان يحتاج الى بعض الوقت لكي يتضح فعلا.

وعلى رغم تقاذف الاتهامات في اليومين الماضيين حول عرقلة العماد عون تأليف الحكومة من خلال التشديد على تحقيق مطالبه بسقفها المرتفع، بين قوى 14 آذار و"التيار الوطني الحر" ودخول "حزب الله" على الخط داعما حليفه في هذه المطالب ومنتقدا قوى 14 آذار، فان واقع الامر هو ان كرة العرقلة هي في ملعب زعيم "التيار الوطني" الذي يصر، وفق كل المعلومات المتوافرة، على المطالبة بحقيبة سيادية هي وزارة الداخلية وفق ما ابلغ عبر رسائل نقلها زوار وقريبون منه ومن بعض المراجع بالتزامن مع المطالبة بتوزير الوزير جبران باسيل. وعلم ان المساعي وتبادل الرسائل تواصلت في الساعات الاخيرة من دون ان تصل الامور الى نتيجة، اذ ان ناقلي الرسائل استمروا في محاولة اقناع محدثيهم بضرورة توزير باسيل، في حين ان الموقف الرسمي في المقابل لا يزال غير متحمس لهذا الامر وفقا لما ابلغ الى هؤلاء بالاستناد الى جملة اعتبارات لا تتعلق بباسيل شخصيا بل بمبدأ توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. وهذه الاعتبارات تستند الى عدم جواز هذا الامر، من باب ان المواطنين لم يعطوا باسيل ثقتهم فيتم الالتفاف على ذلك بتعيينه وزيرا، في الوقت الذي يعتبر باسيل عضوا في حزب او تيار يستطيع ان يقدم بدائل، على غير ما هو الواقع بالنسبة الى اي شخصية سياسية مستقلة وغير منتمية الى حزب، اذ ان عدم الفوز في الانتخابات يمكن ان يضع حدا لعمل سياسي ويتم السعي الى محاولة التوزير للمحافظة على الحيثية السياسية.

يضاف الى ذلك ان مبدأ توزير الخاسرين سيفتح الباب على طلب توزير آخرين بما يمكن ان يثير ازمة فعلية بين الفائزين في الانتخابات وعلى مستوى الثقة بالحكومة من الناس. وتفيد بعض المعلومات انه جرت محاولات عدة لتليين المواقف من خلال اقتراح يقضي مثلا بتعيين وزير عوني غير باسيل في السنة الاولى من عمر الحكومة، على ان يستقيل هذا الوزير لاحقا بالتوافق بينه وبين عون، ليحل محله باسيل، اذ كان هناك ثمة خوف من ان يبقى خارج الحكومة التي يرجح ان تعيش اربع سنوات. وشجع على هذا الاقتراح ما يلمسه المعنيون في السلطة من افتقار الوسطاء الى الحجج والذرائع المقنعة في تمسك الجنرال بتوزير باسيل، وان يكن هؤلاء المعنيون يبدون تفهما كبيرا للاسباب الكامنة وراء ذلك.

وبالاستناد الى الرسائل التي وجهها عون عبر موفديه فانه اكد تمسكه ايضا بالحصول على وزارة الداخلية، ويتعامل مع الموضوع على انه ليس سقفا تفاوضيا، على رغم اعتقاد المعنيين الكبار انه في حال اعادة النظر في توزيع الحقائب السيادية فان وزارة الداخلية ستعود من حق تيار المستقبل تحديدا وليس من حق المعارضة اذ ان التوزيع سيلحظ حقيبتين سياديتين للاكثرية وواحدة لرئيس الجمهورية وواحدة للمعارضة، ذلك ان اتفاق الدوحة حين ارسى التوافق على الحقيبتين الامنيتين من ضمن حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، راعى الحساسيات الطائفية، بل المذهبية، من اجل ازالة ما يمكن من رواسب في تأثير الطائفة السنية او الطائفة الشيعية او احداهما على الاخرى من خلال الوزارتين الامنيتين، علما انهما ترتبان مسؤولية كبيرة، بل هائلة على رئيس الجمهورية.

فمن يتنازل لمن؟ وكيف؟

يعتبر كثر ان العماد عون سعى من خلال مقاربته للموضوع الى حشر كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لكي يظهر في موقع من يسجل النقاط عليهما معا اذا رسا الاتفاق النهائي على توزير باسيل، على رغم ان ايا منهما لم يدل بموقف علني من هذا الموضوع، علما انهما لم يخفيا موقفهما المبدئي على الارجح في الاتصالات او اللقاءات المباشرة امام موفدي عون. ولكن من غير المستبعد ان يغطي رئيس الجمهورية اي صيغة حل يعتمدها الرئيس المكلف في هذا الاطار. الا ان مقاربة عون ساهمت في تعقيد الموضوع بدلا من تسهيله، في وقت لم يخف المعنيون انفسهم ان المعارضة اجهضت امرا مهما بعدم ملاقاة النائب وليد جنبلاط في موقفه الاخير، واتخذت موقفا شامتا وساخرا من موضوع رسم جنبلاط مسافة جديدة بينه وبين قوى 14 آذار الى حد ما، الامر الذي اثار استياء كبيرا كان سيتم الرد عليه، في حين ان نصائح وجهت الى اركان المعارضة بالمسارعة الى التقاط خطوة جنبلاط وملاقاته في منتصف الطريق من خلال الاسراع اولا في تأليف الحكومة، وترجمة ما يقوم به عمليا، اي كسر الاصطفافات وازالة الحواجز، وهو امر لم تتلقفه المعارضة وفق ما يجب.

 

الوزير باسيل وثقة اللبنانيين

١٥ اب ٢٠٠٩ / النهار

مروان اسكندر

كل أسبوع أو أسبوعين يلجأ الوزير جبران باسيل الى التصريحات عن انجازاته. وعندما نصح الزعيم سليمان فرنجيه الجنرال ميشال عون بعدم الاصرار على توزير صهره جبران باسيل، قال الاخير ان استثناءه من الوزارة يهز ثقة المسيحيين.

حضرة الوزير،

حبذا لو كان تقويمك في مكانه، ونرجوك التفضل بالإجابة عن الوقائع الآتية:

يوم الخميس 4 آب انقطع الاتصال بالهاتف الخليوي مدة ثلاث ساعات. خلال هذه الفترة حاولت الاتصال برقمين لأشخاص لي أتعامل معهم. بعد 15 اتصالا بأحد هذين الرقمين تم الامر لكن الاتصال لم يستمر سوى دقيقة واحدة ثم انقطع، اما الرقم الآخر فاقتضى 20 اتصالا من دون جدوى.

وتكرر الامر ذاته يوم الجمعة 7 آب، فتوقفت الاتصالات مع الداخل او مع الخارج مدة ساعتين.

قبل الانتخابات النيابية اعلنت، حضرة الوزير، ان كلفة المخابرات ستخفض بنسبة 14 في المئة، وان رسم الاشتراك الشهري سيخفض ايضا، وتفاءلنا خيرا. ولكن بعد مراجعة ارقام استحقاقات شهر تموز تبين لكل المشتركين ان الخفوضات لم تعط مفعولها لان التقطيع اهدر من موارد المواطنين وأوقاتهم اكثر بكثير من وعود خفض كلفة التخابر.

عام 2001، قرر الرئيس رفيق الحريري استعادة رخصتي الهاتف الخليوي للدولة. وكانت مبادرته هذه بسبب انتقادات الرئيس اميل لحود وممثله في الحكومة آنذاك، جان - لوي قرداحي، لهيكلية الشركتين الحائزتين الرخصتين. وكانت النتيجة، وبجهود الوزير قرداحي، اعادة تلزيم تشغيل الخطوط لشركتين هما شركة "اوراسكوم" المصرية التي استحوذت على شبكة شركة "سيليس" وصار اسمها شركة "ألفا" وشركة "زين" الكويتية التي تولت شبكة "ام تي سي"، وكلتا الشركتين تحوز شبكات دولية جعلتهما شركتين عالميتين في مجال عملهما.

ومن المعلوم ان عقود التشغيل تفرض على المشغل تأمين الاتصالات على افضل وجه، لكن الاستثمارات المطلوبة لتحسين الشبكة وتوسيعها يفترض ان تستمر على مسؤولية الدولة ولحسابها. اما الشركات فدورها وضع الدراسات والتصاميم، اضافة الى دور تشغيلي فني وتحصيلي لمصلحة الدولة في المقام الاول في مقابل رسوم تتقاضاها الشركتان على مستوى 4،5 ملايين دولار شهريا لكل شركة. وتاليا، بقيت مسؤولية عقود الترفيع وبرامج العمل مع الوزارة.

ايام تولي الوزير قرداحي وزارة الاتصالات وخلال العهد الممدد للرئيس لحود، لم تحسن الحكومة الشبكة ولم تطورها، واستمرت في تحصيل اعلى رسوم للتخابر في منطقة الشرق الاوسط، بل في العالم. والواقع ان رسم الـ 6،6 سنت عن كل دقيقة تخابر لحساب الدولة يفوق رسوم التخابر الاجمالية عن الدقيقة في سوريا وفي الاردن، وبالتأكيد في مختلف انحاء دول الخليج.

حضرة الوزير باسيل،

لبنان ادخل خدمات الهاتف الخليوي عام 1994، وكان سباقا في هذا المجال في الخدمات التقنية المتقدمة. ومن بعده ادخلت الاردن هذه الخدمات بواسطة القطاع العام، وبعد ثلاث سنوات استدرجت عروضا من ثلاث شركات خاصة تولت مسؤولية هذا القطاع، فكانت النتيجة ان عدد المشتركين في الاردن ارتفع الى أربعة ملايين مشترك، علما بان معدل الدخل الفردي في الاردن اقل من نصف معدل الدخل الفردي في لبنان. وعلى رغم ان رسوم التخابر في الاردن هي اقل من نصفها في لبنان، فقد حقق هذا البلد مداخيل تفوق ما تحقق في لبنان. كما ان شبكة الاتصالات الاردنية تحسنت وتوسعت باستمرار، وهذا ما حصل ايضا في سوريا حيث الهاتف الخليوي تشغله شركة خاصة لطرف لبناني نسبة من ملكيتها.

ربما غاب عن الوزير باسيل ان عددا كبيرا من المصارف اللبنانية ادخل خدمات عدة لزبائنه تعتمد على الاتصالات الخليوية، ويبلغ عدد اللبنانيين الذين يستخدمون هذه التسهيلات اكثر من مئة الف، فكيف للوزير ان يبرر انقطاع هذه الخدمة وإعاقة اعمال مئة الف لبناني ولبنانية في التعامل مع مصارفهم ساعات خلال يومين محددين، ناهيك بتقطع اعمال مئات آلاف المشتركين واتصالاتهم خلال اوقات التعطيل... بالتأكيد ثمة ايام اخرى تم فيها التعطيل، ومن المنتظر ان نشهد اياما اضافية من هذا القبيل لان عمليات التحسين التي اعتمدت حديثا - قبيل الانتخابات النيابية وخدمة لأغراضها – لم تنجز على شكل متكامل حتى تاريخه، بل ان البرامج التنفيذية التي اصر عليها الوزير باسيل اعتبرتها الشركتان غير واقعية، وهو لم يستشر، كما يفترض، الهيئة الناظمة للاتصالات في أي برنامج.

وهل يعلم الوزير ان هناك شركات لبنانية تعمل على نطاق دولي في مجالات الاتصالات، وترابط شبكات الانترنت، وبرامج الادمغة الالكترونية، كانت ترغب في تأسيس مكاتبها الرئيسية، التي توفر مئات الوظائف المجدية، في لبنان، لكنها تمنعت عن ذلك لسببين رئيسيين: الكلفة الباهظة للتخابر من لبنان وفي لبنان من جهة، والبطء الكبير في خدمات الانترنت، اضافة الى ارتفاع تكاليف هذه الخدمات.

ألم يكن في وسع الوزير انجاز تحسينات على الصعيدين كي تتأمن مئات الوظائف لشبابنا وشاباتنا، وكي يصير لبنان مركز اتصالات رئيسيا في منطقة الشرق الاوسط؟

قبل سنوات، اعتمدت كوستاريكا سياسة تجهيز البلد بأفضل وسائل الاتصالات، واعتمدت التقنيات الحديثة والتطوير المستمر، واستخدمت افضل شركات الاتصالات لتكريس هذا البلد الصغير في القارة الاميركية كمركز اساس لاتصالات بلدان القارة وشركاتها، وكانت النتيجة ارتفاع دخل الفرد بصورة متواصلة ومجدية اذ حقق هذا البلد الصغير معدل دخل سنويا للفرد يفوق ثمانية آلاف دولار في مقابل معدل ستة آلاف في لبنان. وعندما اعتمدت كوستاريكا هذه السياسة قبل عشر سنين وتزيد، كان دخل الفرد نصف مستواه في لبنان.

لبنان يعيش ويزدهر بفضل جهود ابنائه العاملين في الخليج العربي والقارة الافريقية، وفي بلدان الكتلة الشرقية سابقا، فضلا عن عدد من اصحاب الشركات الكبرى الذين ارسوا قواعدهم في بلدان اوروبية مثل ايرلندا وسويسرا وفرنسا واليونان، وجميع هذه الشركات تحتاج الى تواصل موظفيها وإداراتها بفاعلية واستمرارية. وكان في ود غالبية المسؤولين عن شؤونها العمل من لبنان لو كانت الاتصالات فيه حديثة ومعقولة الكلفة، وكانت العراقيل الادارية والقانونية اخف وطأة على مبادرات رجال الاعمال القياديين.

الكل يعلم ان جبران باسيل مهندس ناجح، والبرهان ساطع من انجازه ابنية حديثة عدة بتكليف من "حزب الله" لتأمين المساكن اللائقة لمن تهدمت منازلهم في حرب 2006. لكن النجاح في الهندسة وانجاز العقود الرضائية لا يعني النجاح في الوزارة، والبرهان واضح وساطع على الصعيدين. وتاليا، عدم توزير جبران باسيل لن يصيب المسيحيين بصدمة على الاطلاق.

 

 لكم عروبتكم ولنا عروبتُنا 

المستقبل /١٥ اب ٢٠٠٩

بول شاوول

حروب بعض الأنظمة "العروبية" والصهيونية (وأميركا) وعبر ميليشيات طائفية وايديولوجية و"قومية" و"لبنانية" أحرقت على امتداد العقود الماضية مجموعة من الظواهر السياسية والفكرية الناجية أو المعززة أبرزها: فكرة العروبة التنويرية، ولبنانَ السيادة "العروبي طبعاً" ومجمل "اليسار" وتالياً اليمين (أي الحياة السياسية) وصولاً إلى القضية المركزية.

والذي تَتَّبع وعاش وعانى وشّهِدَ مسارَ الحروب منذ 1969 وحتى اليوم (ونحن منهم) يعرف جيداً هذه التحولات والانقلابات التي سجلًَت من ضمن محاولات قتل كل ما هو مدني، وجمهوري واستقلالي وقومي (عروبي) ولبناني: والهدف الذي وضعته "الوصايات" المتتالية (والمتصارعة علينا!) نُصبَ "براثينها" هو تقطيع البلد كانتونات "انعزالية" طائفية أو مذهبية ليتاح لها، عبر ذلك، استفراد كل حزب أو مذهب أو فئة أو طائفة على حدة، فتتحول مجموعة شذرات مبتورة ومتحاربة.

والى الجيوش الجرارة التي "أمّتنا" وكذلك المنظمات الوافدة مع بعض الأنظمة، تُضاف الميليشيات المصنوعة والمجبولة بأيدي هذه الجهات الخارجية من دون أن ننسى الأصابع الاسرائيلية المعقودة الخناصر والبناصر من تحت الطاولات والمجازر مع هذه الأنظمة التي لم تنِ عبر تجييش الطوائف بزعمائها "العملاء" الخُلّص هنا وهناك والمتقلبين بعمالتهم تحت اغراء الأموال أو السلطة او النرجسيات الفردانية الشخصانية والجماعية، لتضع كل طائفة أو جهة في مواجهة الأخرى: يا قاتل يا مقتول! لتبقى هذه المقولة مُطبقة على جثة لبنان والسياسة والعروبة...

فدور الميليشيات (كلها) (والقارئ عرفها وخبرها بكل اجرامها ولصوصيتها وفسادها وبربريتها وجنونها) لم يقتصر فقط على تحقيق التقسيم المادي والمعنوي بسلاح خارجي، هنا وهناك، بل تعدى الى اعدام اولاً فكرة لبنان كشعب وكدولة وتاريخ وحضارة: فهذا اللبنان الذي لم يعد موجوداً بالنسبة اليها بل لم يكن موجود اصلاً (تقول الوصايات العميلة لاسرائيل ضمناً او علناً) فهو وَهْم: لا حدود له: حدوده من حدود اسرائيل (الكبرى التوراتية العوذ بالله) وحدود هذه الوصاية القريبة أو البعيدة، العربية أو الغريبة فكأن حدود لبنان امحَّت وذابت في حدود كل الوافدين الينا بالمال والسلاح ولغة القتل والالغاء، والاداة هي الميليشيات التي بالمجازر رسمت حدودها المذهبية وبالطائفية قضت على "اللبنان" (او اللبنانية)، عندما وضعت طوائفها (خدمة للخارج) فوق لبنان اسماً وعنواناً ووحدة وعلاقة فكأن التاريخ اللبناني الذي شطبوه بالدم من قاموس العالم يبدأ مع كل كانتون. أو مع كل "طائفة" عبر ميليشياتها العميلة.

فأولى ضحايا الميليشيات جبلاً وساحلاً وغرباًَ وشرقاً هو لبنان، بحيث صار عندنا "جمهوريات" أو "ممالك" يتبوأها قطاع طرق وقتلة وجَهَلَة ولصوص ومتعصبون جَرّوا طوائفَهم اما بالقوة أو بغسل الأدمغة في مخططات الغاء وطنهم وضمّه الى كل الوافدين ليحولوا شعبهم الى مجرد عميل يَشبههم! ويمكن أن تستعرضوا ايها القراء وجوههم واحداً واحداً: غربان الدم!

ونظن انه عندما تنتفي "اللبنانية" المتمثلة بوطن ذي حدود معروفة، وبشعب موحد، وبتاريخ وبدولة وبديموقراطية فهذا يؤدي قطعاً الى انتفاء العروبة. فكيف يجمع هؤلاء الطائفيون "اليساريون" (!) وغير اليساريين! واقطاعيو المذاهب والمناطق والعصائب والشذاذ بين "عروبة" تغمر الأمة العربية كعباءة واسعة يحتمي بها الجميع (الأقليات واليسار واليمين والليبراليون والمسيحيون والمسلمون وغير العرب..) وبين عقولهم الكانتونية التقسيمية: فهل يكفي ان نرفع شعار "عروبة لبنان" على سطوح الميليشيات وهل يكفي ان "نتغرغر" بكلمة عروبة لكي نصدق هؤلاء بأنهم عروبيون او عروبيون بمضامين تقدمية وديموقراطية وسياسية؟

فهؤلاء الطائفيون المُمَلْيشون يداً وفكراً (حتى الآن) والذين ضربوا فكرة الكيانية اللبنانية نفسها، هم الذين ضربوا بذهنياتهم وممارساتهم العروبة نفسها، عندما باعوا الاثنتين: اللبنانية والعروبية للوصايات فصارتا تعنيان ذرائع لهذا النظام العربي او ذاك ان يستخدم هذا الشعار لاحتلال لبنان او للهيمنة عليه تحقيقاً لمخطط أميركي اسرائيلي أحياناً، او لمخططات اخرى. "فاللبنانية" عنت عند بعضهم اللجوء الى "الغير" من اجل التسلط، والعروبية عنت عند آخرين الاستيلاء على البلد تحت رعاية خارجية: والاثنتان "اصابتا" البلد والسيادة والديموقراطية: واذا اعتبرنا من خلال انتمائنا غير الطائفي للعروبة انها كجوهر وتاريخ ليست لا دينية ولا مذهبية ولا فئوية عرفنا ان الميليشيات والأنظمة التي تقنًّعت بالعروبة كذريعة.. هي التي اصابت جوهر العروبة، تماماً إصابتَها قوى الأمر الواقع الأخرى "اللبنانية".. مفهوم "اللبنانية" المتعددة دينياً وايديولوجياً وسياسياً.

واذا عرفنا ان الأنظمة "الثورية" عندنا (العوذ بالله) التي تسلقت العروبة للوصول الى السلطة، هي التي ضربت "فكرتها" ومضمونها وتاريخها في اقطارها فوصلت بها الأمور اليوم الى نفي جماهيرها (عبر القمع والتسلط) لتصير بحمده تعالى أنظمة "مذهبية" او عائلية او مناطقية، عرفنا ان هذه الأنظمة نفسها "اغتالت" فكرة العروبة في لبنان عبر ميليشياتها "المذهبية". وعبثاً نصدق بعض هؤلاء عندما يستذكر الكبير الكبير عبد الناصر.. وقد اغتاله بطائفيته مئات المرات (مفهوم؟مفهوم! برافو)، وعبثاً نصدق هذه "الأنظمة" "الجينية" المذهبية عندما تذبح العروبة في بلدانها.. وتكمل ذبحها في لبنان باسمها ومن اجلها: فيا لهذا الانتماء القاتل!

ولا نظن انه عندما تتضارب فكرتا العروبة كمحتوى وانتساب تاريخي متحول، واللبنانية كتجربة متميزة (برغم شوائبها) يمكن ان يبقى يسار رسمي او يسار جديد او أحزاب ديموقراطية، أو يمينية، أو ليبرالية. فالعروبة اولاً وأخيراً كتجسيد هي الدولة وكذلك اللبنانية وهما اختبارات لا تنتهي من الأفكار والايديولوجيات والأحزاب والكتل التاريخية وغير التاريخية والحراك السياسي المتمثل بيمين أو بيسار أو بوسط.. أو حتى بطائفية (حزبية) لا يعود له مكان: يذوب في هيولى الطائفية والكانتونية واللاعقلانية واللا اختيار (باعتبار الطائفية هي اللاخيار الواعي بامتياز! أو الغيبوبة العقلية بامتياز) وكلنا يعلم، ان صعود الحركات السياسية المتعددة في لبنان منذ بدايات القرن الماضي ترافق أصلاً مع ولادة الدولة اللبنانية وان تحت انتدابات ومن توفر حدود دنيا من الديموقراطية والحرية: وهذا ما ادى الى تبلور مجتمع مدني أولاً، ومن ثم مجتمع تعددي برزت فيه الأحزاب اليسارية (الحزب الشيوعي) والقومية (على اختلافها: العربية، السورية، اللبنانية) وتعززت عبر ذلك تجارب حزبية واضحة بين يمين ويمين وبين يمين ويسار وصولاً الى تطور هذه البنى والأفكار في منتصف الستينات عندما افرزت يميناً معتدلاً او وسطاً او يساراً جديداً (منظمة العمل الشيوعي) أو قومية عربية (البعث والمنظمات الناصرية). اذاً فورة عروبية ولبنانية وايديولوجية عرفها لبنان وبات يسمى "مختبر" الشرق، وبات عبر الصراع السلمي وفي ظل "دولة" مختلفة عن الأنظمة المجاورة. كاسرائيل بعنصريتها وفاشيتها ومذهبيتها والأنظمة العربية كظواهر دكتاتورية قمعية تقّنعت بالعروبة أو بالاشتراكية أو بالقضية الفلسطينية لتقمع شعوبها وتقضي على هذه الانتماءات لصالح طغيان مذهبي سافر أو مُضمر.

فالدولة الديموقراطية في لبنان اتاحت حرية نسبية وتنوعاً والدولة الدكتاتورية في الجوار العربي اعدمت التعددية السياسية (الحزب الواحد فالجبهة العريضة تحت ظل الحزب الواحد، فالمناطقية، فالمذهبية، فالعائلية: فيا لهذه التقدمية التسلسلية البوليسية الرائعة!).

وفي الوقت الذي جوًّفت فيه هذه الأنظمة مجتمعاتها وقضت على كل حراك فكري (حر) واختلاف لتهيئ البنى التحتية (الشعبية) للاتجاهات الدينية او المذهبية ها هي تتنقل بتجاربها الاستبدادية الى لبنان، هرباً من مشاكلها وهرباً من مواجهة العدو الاسرائيلي، وهرباً من ازماتها... (ولا نتكلم هنا على نظام بعينه بل على أنظمة (ثورية متشابهة باذنه تعالى!) وكان اول همومها فكرة العروبة العلمانية (والعروبة علمانية ولا شيء آخر: والمذهبية عدو العروبة يا بتوع عروبة آخر زمان) عبر ضرب فكرة "اللبنانية" التعددية تحت مظلة الدولة، ومن خلال ذلك وعبر الحروب والمجازر والاغتيالات والتهجير والتهديد وادوات الاعدام التي هي الميليشيات، نحرت الحياة السياسية المتمثلة بالصراع الفكري لتُحِلًّ محلها صراعاً مذهبياً، وهمياً: يُلغي تعددية اليمين واليسار ومشتقاتهما. والغريب ان ينخرط اليسار اللبناني بفصائله واحزابه في هذه العملية الانتحارية: فكأنه عندما انخرط (أو أُجبِر بعضه على الانخراط) في هذه الملحمة الدموية الغيبية كان من حيث يدري او لا يدري يساهم في نحر ذاته خصوصاً عندما تماهى تماهياً، مطلقاً مع سياسة تلك الأنظمة العربية المتناحرة عندنا، بعدما تحولنا ساحة لهم بلا وطن ولا دولة ولا نظام ولا سلطة... ولا شعب!

والذي يتابع اليوم واقع هذه الأحزاب يكتشف انها في أوهى أحوالها وأوهنها بحيث يكاد ينعدم وجودها الفعلي بعدما اشرقت في افكارها على امتداد عقود طويلة وفي ظل الدولة التي ساعدت على تدميرها بالتآزر مع اليمين والأنظمة العربية واسرائيل وراعيتها اميركا وصولاً (في الماضي) الى اتحادنا السوفياتي المجيد. فهذا الأخير لم يتجنب التواطؤ مع قوى الأمر الواقع (كاميركا واسرائيل) وربما اعطى الضوء الأخضر والسلاح والمال لتعزيز الانقسام العمودي خدمة "لدوره" المتآكل، او خضوعاً لمتطلبات الواقع الضاغط.. ومصالحه.

لن نخوض في هذا الأمر طويلاً لضيق المجال، ولكن يمكننا ترداد ان لبنان الكيان والدولة والشعب والحدود والسيادة، تعرَّضَ لمؤامرة جماعية دولية فبقي يتيماً او وحيداً كالملك لير بعدما تخلى عنه اهلوه.. وذووه.. واصدقاؤه واجتمع عليه اعداؤه فألغي كل ما هو سياسي بفضل الوصايات، وبفضل الضخ المتواصل لسموم الطائفية والدعوات المتكررة لابقاء البلد مجرد شذرات لا أمل بتوحيدها... لأنها تعيش (وما زالت) حروب الآخرين واطماعهم.. بعض الميليشيات المتبقية!

واذا كانت "العروبة" و"اللبنانية" والصراع السياسي والفكري (الديموقراطي) الذي تجلّى بين اليمين واليسار قد دمرت تماماً لمصلحة الافرازات الطائفية والوصايات الاستعمارية فان القضية الفلسطينية ايضاً كانت الضحية الأخرى في هذه التناقضات. والخطأ لا يقع وحده على من هم "اعداء" القضية (وهم كثر خصوصاً الذين يرفعون شعارها) بل على اهل القضية بالذات واقصد المنظمات التي بدلاً من ان تتحرك تحت اجماع شعبي لبناني ودولة قوية مستقرة تحميها، ها هي تساعد على هدم الهيكل وتفسيخ المجتمع، والانخراط في اللعبة الطائفية ظناً منها ان ذلك يتيح لها ان تخترق التناقضات وتلعب عليها صوناً لوجودها وسلاحها ودورها. وكما انقسم "الشعب اللبناني" على قضاياه انقسمت "الثورة الفلسطينية" على قضيتها بين تنظيم ينتمي الى النظام "العروبي" (المزيف) او الى ذلك الدولي او سواه.

فبات عندنا ثورات فلسطينية تنهش الثورة وكل "ثورة" لها فصائلها المرتبطة بالأنظمة التي باسم فلسطين والثورة والشعب صَفَّت من موقعها القضية نفسها، بحيث شاركت بعض الفصائل الفلسطينية في تصفية المقاومة الفلسطينية في لبنان خدمة لجهات "عربية" تخدم جهات اسرائيلية: تخدم جهات اجنبية (ونتذكر اسقاط تل الزعتر، من دون ان ننسى ان ما تبعه هو الغزو الصهيوني للبنان لتدمير المقاومة (1982) وما تلاه من حروب المخيمات حتى تضعضع وجود المقاومة ومعها القضية والقيادة.. في انقسامات تشبه طبعاً الانقسامات اللبنانية والعربية والدولية.

نقول اكثر: ان اخراج "العروبة" من التجربة اللبنانية التعددية وديموقراطيتها (النسبية) وافُقها الثقافي والنضالي والسياسي افقدها الساحة الأخيرة لنموها وتجاوزها استيعابات الأنظمة الاستبدادية ومحاولات ربطها بالظواهر الدكتاتورية والتقسيمية والاحادية. ونظن ان حروب هؤلاء (الأنظمة واسرائيل) على لبنان لم تكن الا حروباً على العروبة الحضارية الانسانية المنفتحة والحية ذات القيم الاجتماعية والسياسية المدنية وكذلك على المجتمعية اللبنانية المتعددة والدينامية مما ادى قطعاً الى اعلان الحرب عل كل فكر علماني او يساري او يميني او ليبرالي. وكأنما حروب الأنظمة "الطائفية" في عالمنا وحروب اسرائيل العنصرية كانت تستهدف ذلك اللبنان المختلف بمفهومه لعروبة رحبة، وللبنانية متسامحة ولحياة سياسية متفاعلة باضدادها واختلافاتها!

وهذا ما حاولت 14 آذار نقضه: العودة الى العروبة الحية الشعبية الديموقراطية (التظاهرات التي اكتسحت الشوارع في 14 و8 آذار، والتي كانت ممنوعة ايام "عروبة" تلك الأنظمة دليل على ذلك: وعندما قلنا في احدى مقالاتنا ان "العروبة تولد اليوم في بيروت في ساحة الشهداء" كنا نعني ما نقول لا سيما وان كثيرين مما "عادوا" العروبة في أيام الحروب وما قبلها، اعلنوا بطريقة ما عروبتهم، كمواز للبنانيتهم وكذلك لاعترافهم بالصراع السياسي الفكري. والحمدالله اننا بتنا نسمع بعبارة "يسار" ويمين بعد تسلم 14 آذار الحكم.. في كل محاولات رده عن العروبة وعن اللبنانية وعن الحياة السياسية بمناح انقلابية مصدر قرارها عند دول عربية مجاورة وأعجمية.

اليوم، تحاول بعض الوصايات (كما حاولت على امتداد سلطانها، وحتى في عهد ثورة الاستقلال) ان تعيد كل شيء الى الوراء عبر محاولة فصل بين العروبة واللبنانية: فها هم ينتزعون عروبتنا من جديد ولبنانيتنا من جديد بفصل هذين المكونين الاساسييين ومن ثم بفصلهما ايضاً عن الديموقراطية والاعتراف بالدولة والسيادة والاستقلال. عودة حليمة الى عاداتها القديمة لكن هذه المرة لتفكيك تآلفات منسجمة بغية استرجاع عهد استقراد لبنان عبر استفراد كل حزب او طائفة لتعزيز الانقسام وعندها لاستثارة حاجتنا الملحة الى من ينقذنا من انفسنا: او لم يكن تلك خطة كل الوصايات التي مشت على حياتنا وجُثَثِنا ودمائنا وسيادتنا وحرياتنا!

وها بعضهم (مغيراً البوق الصادح) ومن هنا وهناك، وتلبية لهذه الوصاية او تلك يحاول اتهام نصف اللبنانيين بعروبتهم (وهو لم يكن عروبياً لا في ايام الميليشيات ولا في أيام اخرى سوى في لحظات مضيئة اطفأها بعينيه): اذاً عودة الى سياسة التخوين وهذه المرة بالعروبة.. وكذلك باليسار (فما اجمل اقطاعيات الطوائف عندما ترفع مناجل اليسار وانجلز وماركس من دون ان تنسى عبد الناصر ولم لا الوصايات التي اجهزت على كل ذلك).

على هذا الاساس، على اللبنانيين الاستقلاليين مهما شهدوا من تحولات وارتدادات عند بعضهم، وعند العديد من الذين تحولوا من "ديوك صياحة" في 14 آذار الى "دجاج مذعور" في 8 آذار الا يلجأوا الى ردود فعل "طائفية" او يأساً بل المطلوب من تلك الجماهير المليونية ان تعرف، واياً تكن الظروف اوالتبدلات المقبلة، انهم خميرة هذا الوطن السيادي، العروبي، الديموقراطي، وان التضحيات التي بذلوها والشهداء الذين قدموهم على مذبح هذه الأرض، لم يذهبوا سدى!

الظروف الآتية صعبة. نعم! ولكن متى لم تكن ظروفنا اصعب في ظل هذه الوصايات البربرية.. وصولاً الى برابرة التوراة!

 

عراضات عون مسألة قرار واسقاط 14 اذار قيد التجربة؟! 

١٥ اب ٢٠٠٩ /المصدر : الشرق

 الفرد نوار

من صلب الاستبعادات السياسية القائمة حاليا، تخلي حزب الله عن حليفه ميشال عون . وبالتالي تخلي الاخير عن مطالبه بالنسبة الى نوعية وحجم توزير تكتل التغيير والاصلاح، طالما ان مصلحة الحزب تكمن في استمرار عون حالا خارجة على المألوف. وطالما ان رئيس التيار الوطني الحر يهمه اولا واخيرا اثبات نظريته في المشاركة في الحكم ولو على حساب الدستور والقوانين والانظمة والاعراف مؤيدا على العمياني من حزب الله.

الذين يقولون ان التشكيلة الوزارية المتفق عليها (15-10-5) قابلة لان تبصر النور، لم يستوعبوا الى الان ولن يستوعبوا بعد ان الشغل الشاغل لمن يحرك عون من وراء كواليس حلفائه، هو تأخير اعلان الحكومة بذريعة او من دونها الى حد استمرار التشنج اطول فترة ممكنة!

اما الذين يقولون ان "لا حكومة في الافق" قبل النزول عند رغبات عون، بل نزواته، فانهم يفهمون حقيقة مراميه، خصوصا انه عندما يدعي لنفسه القرار الفصل فهو يقصد افهام خصومه ان الانتخابات النيابية جاءت بلا فائدة "ولا تشجع على استخدام الاكثرية اكثريتها، بل انها غير قادرة على التصرف بالقوة الدستورية التي في حوزتها؟!"

هذا الكلام قد تكرر وسيقال منه وعنه الكثير، في حال تشكلت الحكومة بموافقة ميشال عون. فيما هناك من يجزم بان اية تشكيلة لا ترضي المعارضة بحسب شروطها لن تبصر النور، خصوصا ان "زخم الاكثرية قد ضاع امام الخوف من ان يتكرر مشهد السابع من ايار 2008 ومعه مشاهد السلاح والترويع والاجتياحات التي جعلت البعض يغير لون جلده طائعا مختارا، كي لا يذهب فرق عملة سياسية؟!

في ما اورده الامين العام لحزب الله السيد حسين نصر الله امس في ذكرى انتهاء حرب تموز، مؤشرات داخلية غير مشجعة ولا توحي بان امورنا السياسية العامة تتجه الى انفراج غير مشروط. وثمة من قد فهم من حديث المناسبة "تذكيرا واقعيا بما يتطلع اليه الحزب والحلفاء وقوى 8 اذار" مع الاخذ في الاعتبار بعض الفقرات التي من الواجب اخذها كمشروع نظام جديد في لبنان، لا مجال امام احد لان يدعي عكسه (...)

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان "فكرة حكومة اللون الواحد التي راودت ولا تزال بعض اركان قوى 14 اذار" قد طرحت في اجتماعات تقويمية اخيرة، بمستوى ما طرح لجهة تخلي الرئيس المكلف سعد الحريري عن التكليف، حيث يرى البعض "ان من الافضل له ترك السلطة طالما انه غير قادر على التحكم بمفاصلها وفي توجهاتها". وهذه النظرة التشاؤمية الى تطورات مهمة التكليف محسوبة بدقة متناهية، حيث لكل حل سياسي حساباته وابعاده في حال كانت الغاية الاحتكام الى رأي ميشال عون في نهاية المطاف الحكومي؟!

وعندما يزعم عون انه مستهدف في المشهد السياسي التعقيدي والتصعيدي، فان من يعرف طريقة تصرفه لا بد وان يفهم ان لا مجال امام تحييده وهذا مرتبط حاليا ولاحقا بتحالفه مع حزب الله، اي ان على من قد يفكر في تخطي عون ان يضع في حسابه فكرة تخطي حزب الله وهذا وارد ولو بصعوبة سياسية فيما هناك من يجزم بضرورة اعتماد خيار التخطي"لانه في حال لم يحصل اليوم فلا بد من اعتماده غدا او بعده"!

وطالما ان عون لن يتخلى عن خياراته وعن فكرة اثبات وجوده بمختلف وسيلة متاحة، فمن الافضل معرفة الى اين يمكنه الوصول في عراضاته الكلامية، في حال كان هناك من يؤكد ان الاسوأ قد يترجم بواسطة حزب الله حيث وسائل الاعتراض مختلفة تماما. غير ان تكرار العمل بموجبها في مرحلة ما بعد اثبات قوى 14 اذار اكثرية لا غبار عليها، لن يكون بالسهولة التي جربها الحزب في ايار من العام 2008 (...)

اين الضرورة التي تتطلب الانجرار وراء حلول سياسية احلاها مر؟ المطلعون على واقع البلد يتحدثون دائما عن الاسوأ، ليس لان لبنان في دائرة الزلازل الاقليمية والدولية، بل لان الدولة فقدت بريقها وقل من لا يزال مؤمنا بانه في دولة مؤسسات وانظمة وقوانين؟!

 

تجربة "حزب الله"؟! 

المصدر : الشرق / ١٥ اب ٢٠٠٩

  ميرفت سيوفي

لولا أنّ الكلام منسوب إلى نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، لظننتُ أنّ المنعوت بكلّ هذه الصفات، "نبيّ من أنبياء الله المرسلين الصالحين" لا حزب سياسي يمتلك "جبخانة" صواريخ، وغامر عام 2006 بخطف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، مكتفياً يومها بنصيحة رئيس وزراء أخرق وأبله وفاسد بعدم تجريب "حزب الله"، ونظّر نوابّه على شاشات التلفزة ب-"اعتدادهم" المنفّر طوال ليلة القصف الأولى: بأن الحرب لن تقع وما تقوم به إسرائيل من تدمير للأوتوسترادات والجسور، ليس أكثر "من فشّة خلق" ويرسمون على وجوههم تلك الابتسامة الباردة، لم يصدّقوا أنها الحرب، حتى أدرك الخراب مربع حزب الله الأمني في الضاحية وحوّله إلى كومة ركام.. وعمّ الخراب لبنان..

وفي أيلول العام 2006 ومن على تلال الخراب قيل لنا أن النصر كان إلهياً إلى حدّ دفع الرئيس السوري إلى إلقاء خطاب الانتصار مسابقاً أمين عام حزب الله باستثمار دماء اللبنانيين وخراب وطنهم، متهماً أكثر من نصف اللبنانيين وفريق 14 آذار الذي دفع كوكبة من خيرة شبابه بأنه منتج إسرائيلي، فيما أستمطرت شآبيب النصر الذي بشّرها بقرب وضع يدها على العالم العربي، إلى أن صدر التهديد في خطاب النصر الإلهي للبنانيين وحكومتهم المقاومة، فأدركوا أن الثمن الذي سيدفعه لبنان أكبر وأكثر بكثير من الأرواح، ومن خسائر قدرت بالمليارات تكبدها لبنان في حرب تموز، فنصبت خيام التعطيل وحوصر السراي وكاد يُهاجم لولا أن جاء الخط الأحمر وكشّرت الفتنة عن أنيابها فسقطت الأقنعة وشاهت الوجوه!!

طبعاً هذه "التداعيات"، لا نريدها هاجساً ولا غصّة عالقة في الحلوق، بل مجرد "صفحة" من صفحات الأمس القريب، التي نكأ جروحها وقروحها - المختومة على "تقيّح" - كلام نائب أمين عام حزب الله بالأمس الذي أطلق نعوتاً وأوصافاً، ظننتُ معها أنه يتحدث عن الله لا عن حزبه.. "تواضعوا قليلاً يا جماعة" فالتواضع صفة المؤمنين، وليس الادّعاء أبداً، والحقيقة والحقّ واضحة وضوح الشمس، وهنيئاً لمن "يبوس إيد حالو"، ويربّح اللبنانيين جميلة..

بالأمس رأى نائب أمين عام "حزب الله" أن تجربة "حزب الله" في لبنان أعطت عنواناً مشرقاً، محبوباً، متآلفاً مع الناس، يمد اليد إلى الجميع، ولا يميز بين السنة والشيعة، بل بين جميع المواطنين على قاعدة أن المطلوب أن نعيش معا من دون أن يستفز أحدنا الآخر". طبعاً لم نشاهد مدّ اليد منذ العام 2006، بل سمعنا تهديدات متكررة بقطع الأيدي..

وهذا الكلام الذي يمدح حزب به نفسه، يحتاج إلى مناقشة لبنانية صادقة، وربما على الحزب أن يطرح على نفسه السؤال بـ"صدق" و"تجرّد" كبيرين: هل الحزب "محبوب"، هذا إذا كان يستحسن طرح الأسئلة الصادقة والإجابات الصادقة، أم يفضل دعاية النفاق والمنافقين والمزايدين عليه حتى تغدو المزايدة أشبه بنكتة، بالتأكيد الإجابة الأولى والتي لا لبس ولا اختلاف عليها أن الحزب محبوب من جمهوره، ولكن هل يستطيع الحزب أن يقدّم نفسه تحت هذه العناوين المشرقة؟؟

ربما لو قال الشيخ نعيم قاسم تجربة "المقاومة" لقلنا هذا كلام "حقّ وصدق" فالمقاومة كسرت شوكة عدو جبار متغطرس مجرم، أما الحديث عن تجربة "حزب الله" التي ذاق اللبنانيون مرارة تسلّطها فتحتاج إلى نقاش، مع أن فكرة النقاش نفسها مع "الحزب" غير مشجعة أبداً لأنه لا يسمع إلا صوت نفسه وهو صوت إيران، التي أفرزت ديموقراطية انتخاباتها سجوناً واعتقالات وتعذيباً وتهم التآمر والعمالة، والأحزاب على دين دولها..

قد يكون السؤال الصادق الذي لا بدّ من طرحه بعد السؤال الأول:هل الحزب فعلاً متآلف مع اللبنانيين الآخرين، إلا إذا كان مكتفياً ومصدقاً كلام "جنرال" سبق وباع دماء الضباط والجنود الذين صدّقوه، فهل فعلاً تنطبق هذه الصفة على الحزب بعدما شقّ صف الشعب اللبناني فإذا نصفه مقاوم وفيّ وأشرف الناس، ونصفه الآخر عميل ومتآمر وخائن؟ وهل فعلاً الحزب مارس سياسة عدم استفزاز الآخر، فيما ظلّ هو يهدّد وعلى مدى سنوات ثلاث بالويل والثبور وعظائم الأمور ونفّذ تهديده من دون أن يرف له جفن في 7 أيار، بل وتباهى بما فعل واصفاً إياه باليوم المجيد؟! هل فعلاً يتصرف الحزب على أنه يريد العيش مع الآخر أم أنه يريد أن يعيش الآخر تحت سطوة فكرة تفوقه بالسلاح والقوة وأن يكون راضخاً مستسلماً مسلّماً لكل ما يريد الحزب فرضه على اللبنانيين خائفاً عالقاً بين التهديد والوعيد؟

وهل فعلاً الحزب لا يميّز بين الشيعة والسُنّة؟ هل أصلاً يقبل الحزب الرأي الآخر داخل طائفته، أم يلغيه، ولا يستطيع الحزب إنكار صبغته الطائفية المذهبية لأنه يحتكر حصرية تمثيل المذهب والطائفة والخارج علن رأيه خارج عن الطائفة؟وهل تناهى إلى مسامع الحزب كلام المتضررين من حرب تموز عن تمييز الحزب بين أبناء المذهب الواحد. فمناصروه ومؤيّدوه هم الذين كانت لهم حظوة التعويضات الكبيرة وللآخرين الفتات، والبعض لم ينل الفتات حتى؟ أم هو يتحدث عن تلك التعويضات التي دفعها في بيروت لمن نفّذ هو ومن لعبوا دور أدواته الموكل إليها تمويه الصفة المذهبية عما يحدث من الاعتداء عليها وإحراقها أو تدميرها؟وهل من الضروري أن نتحدّث عن سياسة الشحن المذهبي اليومية التي كرّس لها الحزب هواء قناته لشتم الرئيس فؤاد السنيورة وهو في موقعه يمثّل طائفته، أم توكيل أدواته بالاعتداء على دارة مفتي الجمهوريّة، ولم يرف للحزب جفن وهو يتحدث عن تطهير شوارع بيروت من فلول العملاء؟!

قد نختلف في قراءتنا لحرب تموز ونتائجها، وقد نختلف على وصفها بنصر إلهي، هذا صار وراء ظهور اللبنانيين وهو جدل لا طائل منه، ولا نريد سوى مراجعة حقيقية لهذا الكلام الذي يعتقده الحزب في نفسه فلا يُقرأ بعين الأنا المفاخرة بنفسها، بل بعين اللبنانيين، نريده أن يرى نفسه وتجربته في مرآة اللبنانيين لا في مرآة ذاته وحلفائه، بل ولا نقول كذباً إذا ما قلنا أنّ رصيد شعبية الحزب تراجع كثيراً عند نصف اللبنانيين على الأقل تراجع إلى حدّ الصفر، وربما أكثر ..

ليس هناك لبناني واحد يرفض العيش المشترك والوحدة الوطنية ولا يُقدّر ويحترم تضحيات المقاومة في الجنوب اللبناني، ولكن لبنانيين كثراً لم يعودوا يأمنون جانب سلاح حزب الله ولا يثقون بالوعود التي يقطعها، وكلما ارتفعت نبرة التهديد في لغة قيادات الحزب كلما زاد ذلك كثراً من اللبنانيين نفوراً..

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 15 اب 2009 (انتقال السيدة العذراء )

النهار

تعتقد اوساط سياسية ان تأليف الحكومة ربما ينتظر موعد عقد لقاء بين العاهل السعودي والرئيس السوري.

نقل عن ديبلوماسي عربي ان مسؤولا سوريا قال له قبل الانتخابات: "اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية النيابية فلن ندعها تحكم"!

رفضت سلطات دولة عربية اعطاء اذن لنائب محام ينتمي الى قوى الثامن من آذار، للدفاع عن لبناني موقوف في سجونها بتهمة التخطيط لتفجير منشآت امنية واقتصادية في تلك الدولة.

اللوء

همس نقل وفد حزبي مسيحي إلى الرئيس المكلّف موقفاً تسهيلياً، لاقى صداه الإيجابي لديه، في إنهاء عقدة حادّة·

غمز أُدرج اعتراض نائب في الأكثرية على صيغة التسوية التي اعتمدت في الحكومة في باب الاستبعاد عن التوزير·

لغز لا تزال التقارير التي تتحدّث عن مهمة وفد أمني أميركي في دمشق، لا تستقر عند استنتاجات واحدة، نظراً لقلة المعلومات الدقيقة عمّا يجري التفاهم عليه·

السفير

كثفت سفارة دولة عربية لاصالاتها بمرجعيات سياسية وامنية رسمية على وقع الجريمة التي اودت بحياة رجل اعمال معروف وذلك لتقديم أي مساعدة اذا ما طلب منها

تحظى مواقف عبر عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مناسبات رسمية عدة باهتمام العديد من البعثات لمعرفة مدى الحظوظ المتوافرة لوضعها موضع التنفيذ

اثارت الزيارات التي تقوم بها شخصية خليجية للمسؤولين والقيادات والفاعليات في لبنان اهتمام عدد من الدول الغربية لمعرفة ابعادها وخلفياتها

البلد

توقع دبلوماسي عربي ان تتم زيارة الحريري الى دمشق في عيد الفطر المبارك.

دخول وزير من 14 آذار على خط عملية تشكيل الحكومة فُسر بأن حزبا من هذه القوى لن ينال مطالبه.

تستغرب اوساط مقربة من المعارضة تمسك الاخيرة بالوزير باسيل وعدم اهتمامها بتوزير طلال ارسلان.

المستقبل

رأت أوساطٌ متابعة أن الحملة على الأمانة العامة لقوى 14 آذار والتي إنضمّ إليها "حزب الله"، إنما تؤكد الانزعاج من المعنى الذي تؤمّنه هذه المؤسسة، أي استمرار الحركة الاستقلالية.

دعت مصادر ديبلوماسية الى ملاحظة تواصل الأزمة المفتوحة في دولة إقليمية غير عربية، وانضمام "أوساط حساسة" الى الاحتجاجات في هذه الدولة.

أعرب مراقبون عن اعتقادهم أن تياراً معيناً يشهد حالياً تعميماً لشعار "أنا أو لا أحد" على كل المستويات فيه.

الاخبار

نقلت مصادر قريبة من دمشق أن العاصمة السورية لم تستقبل بارتياح ورضىً الكلام الذي قاله النائب ميشال المر عن عدم حاجته إلى وسيط بينه وبين القيادة السورية وأنه لا يحتاج إلى دعوة لزيارة سوريا، وخصوصاً أن النائب المر سبق أن طلب مرّات عدّة زيارة دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد، لكن لم يُستجب له.

عمد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي إلى تزفيت الشوارع في بلدته بيصور حتى تلك التي لم تعرف سابقاً الزفت، ومن تلك الطرق واحدة فرعية طويلة جداً توصل إلى نهر بيصور.

يعدّ التيار الوطني الحر لإطلاق ماكينته للانتخابات البلدية مطلع تشرين الأول. ويقول المسؤولون في التيار إنهم سيركزون في خياراتهم البلدية على مراعاة الاعتبارات العائلية والتنوّع السياسي في البلدات.

تزداد نقمة أبناء بلدة كيفون في عاليه على ما يصفونه بالاستهداف غير المبرّر لبلدتهم، إذ تنقطع الكهرباء عنها حتى حين تأتي في البلدات المجاورة، وهم لا يستطيعون القول إن سبب معاقبتهم مذهبي لأن حال بلدة القماطية مع الكهرباء مثل حال البلدات المجاورة الأخرى.

يؤكد مقرّبون من الرئيس عمر كرامي أن ما يُحكى عن تقارب بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري ليس صحيحاً، ولا تواصل بين كرامي والحريري خارج الزيارات البروتوكولية التقليدية.

قبل أسابيع، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واللواء الركن جميل السيد مصادفة أثناء قيامهما بواجب التعزية في دار الطائفة الدرزية في فردان ببيروت، وهي المرة الأولى منذ خروج السيد من "الاعتقال السياسي". تصافحا وبادر جنبلاط إلى القول: الحمد لله على السلامة! فردّ السيد: أنا لم أكن مسافراً، ثم قال جنبلاط: رح نترحّم على أيامكم وعلى عنجر.

البيرق

تجدد البحث باعادة توزير قطب سياسي لكن اهل الحل والربط لم يعطوا المعنيين وعودا قاطعة بذلك

الشرق

سياسي معارض اتهم مرجعا روحيا بالاستمرار في التأثير السلبي على مواقفه فيما يعرف السياسي المشار اليه انه لم يفعل ما يستوجب تغيير المرجع نظرته اليه؟

نائب سابق لم يصل بتوقعه تشكيل حكومة من وزراء ونواب فشلوا في الانتخابات الى حد اقناع احد بان الخطوة قابلة للترجمة؟!

ديبلوماسي اوروبي يتجنب منذ مدة الاضواء الاعلامية من غير تحديد طبيعة ابتعاده عن المناسبات السياسية والاجتماعية!

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 16 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .55-46:1

فقالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه

ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِرًا، كما قالَ لآبائِنا، رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».

 

فتفت رد على نصرالله: الردع يعتمد على تفادي الحرب وليس الدمار 

موقع 14 آذار /  ١٥ اب ٢٠٠٩

رد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وإعتبر ان هذا الكلام سمعناه قبل نشوب الحرب عام 2006 في اثناء مؤتمر الحوار الوطني عندما اكد السيد نصرالله انه لا يوجد حرب وعمليات وبعد اسبوع تماما نشبت الحرب، مشيرا الى سياسة الردع تعتمد على تفادي الحرب وليس على الدمار. واضاف "نسمع كلاما تصعيديا من كل الفرقاء ونسمع عن تجميع سلاح من قبل كل الفرقاء وهذا لا يبشر بالخير، ونحن في بؤرة متفجرة ممكن ان ينفجر الوضع في وجهنا في اي لحظة، وسياسة الردع التي كانت في عام 2006 لم تؤد الى نتيجة بل ادت الى تدمير قسما كبيرا من البلد". وتساءل فتفت "هل يعقل ان يقوم جيش قوي وفاعل في اي بلد في ظل وجود جيش رديف فيه؟" وفي الشأن الحكومي إعتبر فتفت أن حزب الله لا يقوم بأي شيء لتسهيل الحكومة لا بل انه يؤيد مطالب وعراقيل النائب ميشال عون.

 

 محلل: الأيام المقبلة ستشهد صعود تيارات خلافية في غزة

2009 السبت 15 أغسطس

 ميرفت أبو جامع -ايلاف

أكد طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي أن الأيام المقبلة ستشهد صعود تيارات إسلامية متشددة وخلافية مع حركة حماس التي فرضت سيطرتها على قطاع غزة منذ حزيران 2007، مشددا على أن بيئة قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ 3 أعوام ويشهد تراجعا كبيرا في الحريات وتردي في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي التي مهدت لنشوء هذه الجماعات المتشددة والمتطرفة . وقال عوكل لايلاف: حماس لن تسمح بظهور جماعات منافسه لها في قطاع غزة، لذا ستعمل على وأدها وستشهد الأيام المقبلة بروز خلافات كثيرة مع مثل هذه التنظيمات مستبعدا ان ما حدث اليومين الأخيرين بقطاع غزة ممكن ان يحوله الى عراق جديد .

وقال عوكل " جماعة "أنصار الله" خرجت من بطن حماس وهي منشقة عنها لديها أفكار قريبة من القاعدة، وتعارض نهج حركة حماس، ولها موقف من دخولها الانتخابات والتهدئة وموقفها من الجهاد وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية بالكامل.

وأضاف عوكل بان الجماعة معروفة فردا فردا لدى حماس ولن تشكل خطرا مستقبلا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه . وما جرى هو بداية النهاية لهذه المجموعة.

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي أن تكون أهداف عبد اللطيف موسى زعيم مجموعة أنصار الله" وجماعته الإعلان عن إقامة إمارة إسلامية بغزة حقيقية ،مشيرا أن ذلك يأتي في إطار ردة فعل الجماعة على محاولات حركة حماس من السيطرة والاستيلاء على مسجد ابن تيمه الذي يعد مقرا ومركزا لهذه الجماعة في مدينة رفح .

ونفى عوكل أي تواجد لتنظيم القاعدة في قطاع غزة بخلاف ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي من توافد لأعضاء من تنظيم القاعدة إلى قطاع غزة وقال :" ،إسرائيل تخلق وقائع كي تبرر لنفسها وللعالم سياستها العدوانية تجاه قطاع غزة مضيفا :" المكان في قطاع غزة لا يتسع للقاعدة وان كانت جماعة جند الإسلام يلتقون بالفكر مع القاعدة .

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة قد أعلنت صباح اليوم عن انتهاء عمليتها في قطاع غزة بمقتل عبد اللطيف موسى ، الملقب " بابي النور المقدسي " قائد جماعة جند أنصار الله، ، بعد اشتباكات دارت في محيط منزل تحصن به في مدينة رفح جنوب القطاع، واحد مرافقيه وهو أبو عبد الله السوري في ذات الاشتباك، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 24 شخصا بينهم طفلتان وستة من أفراد الشرطة المقالة وستة من المواطنين وجرح أكثر من 120 آخرين إضافة إلى موسى ومرافقه.

وكان موسى المعروف بالأب الروحي لجماعة" أنصار الله " ، وهو في الخمسينات من عمره ويعمل طبيبا بشريا ومديرا لمركز طبي في مدينة رفح قد أعلن أمس أثناء خطبة الجمعة "، عما أسماه بـ" ولادة جديدة للإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس " وقال : "سنقيم هذه الإمارة على جثثنا. وسنقيم بها الحدود والجنايات واحكام الشريعة الإسلامية، ونعاهد الله أن نعمل على طاعته". وطالب حكومة حماس بان يطبقوا شرع الله ويقيموا الحدود والأحكام الإسلامية أو يتحولوا إلى حزب علماني تحت مظلة الإسلام".

وقال "في حال تطبيق حماس شرع الله نحن السلفيون لدينا استعداد أن نعمل خدماً لهذه الحكومة التي تطبق شرع الله".

وانتقد عوكل تعامل حركة حماس بالقوة مع الجماعة السلفية ، وقال :" أن معالجة مثل هذه التناقضات والصراعات بالعنف استمرار لمنهج خطا ومدمر ومن شأنه أن يؤدي إلى المزيد من تدهور الأوضاع في قطاع غزة .

وأدانت تنظيمات فلسطينية في قطاع غزة سقوط 22 قتيلا ولجوء الأجهزة الأمنية في غزة إلى القوة والعنف في معالجة هذه الأزمة، وشددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان وصل إيلاف نسخة عنه على أن اللجوء للسلاح في حل الخلافات والتباينات الداخلية الفلسطينية، خطاً أحمراً يمثل انتهاكه ظاهرة خطيرة لها تداعيات على الشعب الفلسطيني ،معتبرة ما جرى في محافظة رفح من نشوء جماعات متطرفة بفكرها وسياستها جزء من المناخ السياسي الذي تولد في قطاع غزة بعد سيطرة حركة حماس عليه عام 2007، من ناحيتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة على رفضها لكل ظواهر التطرف الديني في الشأن الداخلي الفلسطيني، مؤكدة أن التعدي على الحريات ومصادرتها هي التي أوصلت الشعب إلى الفكر المتطرف.ولفت وليد العوض القيادي بحزب الشعب الفلسطيني إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض عل قطاع غزة وما نتج عنه من واقع صعب انعكس على تفاصيل حياة الأهالي مما خلق مناخات خطيرة، وغذى الممارسات غير المشروعة التي أضرت بالمجتمع الفلسطيني ومستقبله بما فيها نشوء جماعات إسلامية متطرفة ، مشيرا إلى أن نهج القوة في علاج المشاكل الداخلية، وحالة الظلم والإقصاء والتكفير والتخوين، واستسهال المس بكرامة الناس وقتلهم، كل ذلك أدى لتفشي واتساع مثل هذه الظواهر التي تهدد مستقبل الشعب الفلسطيني ومشروعه التحرري والديمقراطي، والتي لن تكون الأخيرة إذا ما بقي الحال عما هو عليه الآن في قطاع غزة.

وشهد قطاع غزة خلال الأعوام الأخيرة ظهور عدة جماعات إسلامية تتخذ الدين الإسلامي شعارا لها وتدعو الي تطبيق الشريعة الإسلامية ، ورافق ذلك حوادث تفجيرات لمقاهي انترنت وكافيتريات ومؤسسات شبابية وكان آخرها تفجير عرس يعود إلى احد المواطنين جنوب قطاع غزة .ومن هذه المجموعات : مجموعة "الجيش الإسلامي في أرض الرباط"، أعلنت عن تأسيسها عام 2006 في قطاع غزة، وذلك باستهداف "كل عدو للإسلام والمسلمين وضرب الحملات الصليبية الأميركية والصهيونية"، ومجموعة "جيش الأمة- بيت المقدس"، ظهرت أواخر العام 2007، وينشط شمالي قطاع غزة وجنوبه،ومجموعة "جيش الإسلام" التي ظهرت في غزة وكانت وراء عمليات خطف لصحفيين أجانب أبرزها خطف الصحفي البريطاني "آلان جونستون" في مارس 2007، ومجموعة "فتح الإسلام في أرض الرباط"، وهو تنظيم مجهول ظهر بعد فترة القضاء على جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد في لبنان بداية عام 2008، ولم يعد له أي أثر. جيش المؤمنين- ويقال انه تنظيم القاعدة في فلسطين، الذي أعلن مسئوليته عن هجومين ضد المدرسة الأميركية في قطاع غزة.

 

تمام سلام تعليقاً على خطاب نصرالله: أي محاولة لاغفال دور الدولة لن يكون مفيداً لأحد

موقع 14 آذار/ ١٥ اب ٢٠٠٩ /ناتالي اقليموس

نفى وزير الثقافة تمام سلام وجود اي قطبة مخفية تحول دون التوصل الى تشكيل حكومة، معتبراً "ان مطالب وشروط بعض القوى السياسية وعلى راسها الجنرال ميشال عون، هي التي تعرقل عملية التشكيل من ناحية الاسماء والحقائب". سلام وفي حديث خاص الى موقع "14آذار" الالكتروني، اكّد "ان الجنرال عون يحتل حيزاً كبيراً من المشكلة، وهذا ليس جديداً على احد، فمواقفه لطالما كانت معرقلة في مختلف الاستحقاقات السياسية". وتابع قائلاً: "لاشك في ان المتضرر الاكبر هو البلد، وفي ظل تمادي حجم الضرر، لا مجال لقوى 8 او 14آذار الاستفادة من العقد والعراقيل". اما عن موقفه من مبدأ توزير راسبين، قال سلام: "لست مع معاكسة ومشاكسة ارادة الناخبين اللبنانيين، وخصوصاً بعد الانتخابات النيابية التي خاضها البلد، فالناس قالوا كلمتهم، واي معارضة لموقفهم، ستكون على حساب نظامنا الديموقراطي".

ورداً على من يعتبر ان لكل كتلة الحق في اختيار ممثليها، اعتبر سلام: "انه لاشك في ذلك، ولكن يجب ان تكون ممارسة هذا الحق ضمن الاطر الطبيعية للديموقراطية، ومنها الانتخابات العامة التي كانت فيها كلمة الفصل للشعب اللبناني". ورداً على ما ذكره وزير العمل، محمد فنيش، في ان مسؤولية الرئيس المكلف تكمن في تذليل العقبات لا تكبيرها، قال سلام: "لاشك في ان مسؤولية تشكيل الحكومة من صلاحية الرئيس المكلف، ولكن لا بد من تعاون جميع القوى السياسية معه للمساهمة في تسهيل التأليف. كما لايكفي ان نرمي الامر على عاتق الرئيس الحريري وحده، فالاطراف السياسية كافة تتحمل مسؤولية التأخير، والهروب من هذه المسألة لا يفيد ابداً".

من جهة اخرى، توقف سلام عند خطاب السيد حسن نصرالله، معتبراً "انه من الطبيعي ان نسمع الامين العام يتهم اسرائيل في ان التهديدات التي تطلقها ضد لبنان، لا يمكن السكوت عنها. ومن الواضح ان العدو الاسرائيلي ينتهك وطننا والقرارات الدولية بشكل مستمر، لذا من البديهي ان تأتي المواقف رافضة لاي رضوخ او استسلام لهذا التمادي في الهجوم على لبنان".

وعن موقفه من غياب عبارة "الدولة اللبنانية" في خطاب السيد نصرالله، قال سلام: "نأمل في سياق المواقف الوطنية، في مواجهة العدو الاسرائيلي ان يكون التعاون مع الدولة، واللجوء الى مظلتها، فهي تبقى الحاضنة اولاً واخيراً، واي محاولة لاغفال دور الدولة لن يكون مفيداً لاحد". وعما اذا كان يتخوف من مشاركة "حزب الله" في الحكومة القادمة، في الختام قال سلام: "لطالما كان لهذا الحزب حصة في الحكومة، ولن تكون هذه المرة الاولى التي سيشارك فيها، كما ان التهويل الاسرائيلي ليس هو الذي يحدد اطر قراراتنا او تحركنا في لبنان".

 

البطريرك صفير سأل السيدة العذراء في عيدها ان تمدنا بنعمة المحبة وانقاذ وطننا مما يتخبط فيه من محن

وطنية - 15/8/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير

قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي فس الديمان، عاونه فيه المطران رولان ابو جودة والمونسنيور فيكتور كيروز في حضور حشد من المؤمنين.

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة جاء فيها:" ان مريم هي ام المسيح وام الكنيسة" البابا بولس السادس.

تحتفل الكنيسة اليوم بعيد انتقال العذراء، سيدة الحبل بلا دنس، بالنفس والجسد الى السماء. وهذا يعني ان العذراء منذ الحبل بها عصمت من الخطيئة الفعلية. ولم تعرف في حياتها الخطيئة، وهي ام الله وبالتالي ام جميع المؤمنين، الذين هم اعضاء جسد المسيح السري. ودور العذراء لا يمكن فصله عن دور ابنها يسوع المسيح في عمل الفداء. وظلت متحدة بابنها طوال حياتها، خاصة عندما تألم وعلق على الصليب. وكانت ساجدة عند اقدامه. وشاركت ابنها آلامه، واشتركت في تضحية نفسها من اجل الناس اجمعين.

وبعد صعود ابنها الى السماء، ساعدت العذراء الكنيسة الناشئة بصلواتها. وشاركت هي وبعض النسوة الرسل في الصلاة. والتمست نعمة الروح القدس الذي ظللها لدى البشارة بحبل ابنها يسوع، الذي جعلها سلطانة على السموات والارض. وهناك صلاة في الطقس البيزنطي تخاطبها بقولها:" لدى ايلادك ابنك حافظت على بتوليتك، ولدى رقادك لم تبارحي هذا العالم، يا ام الله، لكنك اقترنت بينبوع الحياة. حبلت بالله الحي، وبصلاتك ستخلصين نفوسنا من الموت".

والعذراء مريم هي قدوة الكنيسة، ومثالها بممارستها فضيلتي الايمان والمحبة، وبتبنيها ارادة الله الآب، وعمل ابنها الفدائي، وبطاعتها التامة للروح القدس. ولذلك فهي متسامية، وعضو كامل وفريد في الكنيسة، ولها دور كبير بالنسبة الى الكنيسة، لا بل انها تحقيق مثالي للكنيسة. وقد اسهمت بطاعتها، وايمانها، ورجائها، ومحبتها المتقدة في عمل ابنها الخلاصي بردها الى النفوس الحياة الفائقة الطبيعة. ولذلك فهي أمنا بالنعمة، على ما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني.

وامومة مريم، بالنسبة الينا، تتتابع دونما انقطاع عندما قبلت لدى البشارة ان تكون اما لابن الله، وحافظت عليها حتى اقدام الصليب.وعندما انتقلت الى السماء لم تنقطع عن القيام بهذه المهمة، مهمة الام بالنسبة الينا وهي تساعدنا على تحقيق عمل خلاصنا. فهي محاميتنا، والمحسنة الينا، ووسيطتنا لدى ابنها. ووساطتها بوصفها أمنا لا تنقص من وساطة ابنها تجاهنا. وهذه الوساطة تستمد قوتها من استحقاقات ابنها وتستند اليها. وتكريم الكنيسة للعذراء مريم هو مشاركة في تكريم ابنها يسوع المسيح، على ما قالت:" تكرمني جميع الاجيال، لان العلي قد صنع بي عظائم". ومنذ القديم كان المؤمنون يلجأون الى العذراء في ضيقهم ليطلبوا منها المساعدة، ولذلك تعود المؤمنون ان يلجأوا اليها في زمن الضيق ويتوسلون شفاعتها لانقاذهم من ضيقهم. وهيم يتلون سبحتها ويزيحون ايقونتها. وام الله التي هي في المجد الذي تتنعم به بنفسها وجسدها في السماء، هي صورة الكنيسة وبدايتها، وهي يجب ان تكون كاملة في العالم الآتي، وهي ستتألق في الارض حتى اليوم الذي سيأتي فيه الرب، كعلامة رجاء وتشجيع للشعب المسافر على الارض. لنرفع اعيننا الى السماء، ولنسأل هذه الام الحنون في يوم عيد انتقالها بالنفس والجسد الى السماء، ان تستمد لنا من ابنها نعمة السلام والمحبة لبعضنا البعض، وانقاذ وطننا مما يتخبط فيه من محن".

 

احتفالات بعيد انتقال السيدة العذراء في قضاء بعبدا

وطنية - 15/8/2009 احتفلت قرى بلدات قضاء بعبدا بعيد انتقال السيدة العذراء. فترأس كهنة الرعايا القداديس واقيمت الزياحات والتطوافات بايقونات السيدة العذراء، وارتفعت الصلوات المرددة بخشوع وايمان: "لا تنس اولادك يا مريم، لا تنس كل من يطلب معونتك ويلتمس شفاعتك، كل من يتلو ورديتك بكل ايمان ومحبة. اطلبي لنا العون من ابيك فنتحمل بصبر آلامنا لنحظى بالسعادة الابدية". وكانت نظمت طوال الاسبوع الفائت الامسيات الدينية في الكنائس والاديار المنتشرة في المنطقة، ودعت العظات الى "الصلاة بمحبة الى والدة الاله، راجية من المخلص نشر السلام بين ابناء الوطن الواحد على رجاء القيامة الصالحة".

 

اسرائيل تحذر سوريا من تزويد "حزب الله" بسلاح كاسر للتوازن

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل أوضحت للسوريين، من خلال وسطاء أميركيين، أن تزويد "حزب الله" بسلاح كاسر للتوازن، هو اجتياز للخط الأحمر، وخرق للتوازنات". وقالت: "في إسرائيل يوضحون أن إدخال صواريخ مضادة للطائرات والدروع، إضافة إلى أجهزة رادار، إلى لبنان، سيكون في الواقع تغييراً جوهرياً في الوضع، ضد مصلحة إسرائيل". وبحسب مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، اليكس فيشمان، فإن "حزب الله الذي يخرق دائماً قرار مجلس الأمن 1701، قلق من رد إسرائيلي في حال إدخال منظومات سلاح أخرى، يمكن إسرائيل أن تعدّها خرقاً للتوازن، من بينها صواريخ إيرانية طُوِّرت في سوريا، وتُعَدّ أكثر دقة وفتكاً، ما يقلق إسرائيل بصورة خاصة، لكونها بالفعل أصبحت موجودة لدى حزب الله منذ زمن". وأشار إلى أن "الحزب قلق من أن تقرر إسرائيل من طرف واحد، أن هذه الصواريخ أو تلك، هي هدف يمكن مهاجمته".

وشددت الصحيفة على "وجود نقطة احتكاك ثانية بين الجانبين، تحولت إلى مسألة مركزية في الجدال الداخلي لدى حزب الله، هي قضية الانتقام لمقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية، فبعد عام ونصف عام على عملية الاغتيال، لم ينجح الحزب بعد في تنفيذ انتقامه الصاخب، الذي يعيد له شيئاً من قوته الردعية".

وكتبت الصحيفة أن "التقارير الأجنبية تتحدث عن اعتقال عملاء تابعين لحزب الله في أذربيجان، كانوا يحاولون تفجير السفارة الإسرائيلية في باكو، وأن عملاء آخرين ضُبطوا في القاهرة وفي أماكن عدّة من العالم. وتُعَدّ أميركا الجنوبية الساحة الأكثر اشكالية بصورة خاصة، فالجهات الاستخبارية تتابع خلايا حزب الله في فنزويلا ودول أخرى باهتمام بالغ: حزب الله يحاول، والجهات الاستخبارية الغربية تحبط محاولاته، ورغم ذلك يواصل الحزب التخطيط للعملية الانتقامية، مع عدم علمه كيف سترد إسرائيل".

ورغم التوتر والتهديدات المتبادلة في الأسبوعين الماضيين، تضيف الصحيفة، أن الفجوة واسعة بين التصريحات والنيّات الحقيقية. فـ"الجميع يركزون على الدعاية، وخائفون ويعملون في التأثير على الرأي العام، كذلك فإن وسائل الإعلام سلاح مركزي في الحرب الكلامية، إذ إن سياسيي الجانبين يعزفون الكلمات وعناوين الصحف تأتي ملائمة لكلماتهم، يهددون وفي اليوم التالي يهدئون الخواطر"، مشددة على أن "الجانبين ينبحان كلٌّ على الآخر قائلين: احذر سأعضك. لكن في الحقيقة لا أحد منهما معني بالمواجهة الآن".

يضيف مراسل الصحيفة أنّ "من المحظور الوقوع في الخطأ، فالتهديد من جنوب لبنان حقيقي من منظور إسرائيل، وهو آخذ بالتزايد يوماً بعد يوم. رغم ذلك ليس في نية الدولة العبرية المواجَهة، علماً بأن ذلك لا يمنع السياسيين عندنا من إطلاق تصريحات معاكسة تماماً". وأشار إلى أن "الحماسة والتصريحات الصادرة عن إسرائيل، موجهة تحديداً إلى لجنة التحقيق في الحرب المقبلة، فرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وكبار الوزراء وصغارهم، يرون أن الدولة اللبنانية مسؤولة، وأننا لن نصمت ولن نضبط النفس. ما يجنبهم خطأ حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود) أولمرت عام 2006، وسيظهرون كمن حذر وتوقع المولود قبل ميلاده".

ولاحظت الصحيفة أن التصريحات الإسرائيلية تشير في الواقع إلى استراتيجية إسرائيلية جديدة حيال لبنان، إذ "ليس هناك مزيد من الفصل بين الدولة اللبنانية وحزب الله، وكل حادث يقدم عليه الحزب ضد إسرائيل، وفي الخارج أيضاً، يتحمل لبنان المسؤولية عنه بوصفه دولة، بمعنى أن حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية، وكل حرب في مواجهته هي حرب في مواجهة لبنان".

وسأل المراسل عن الأسباب التي تدعو حزب الله إلى تهديد إسرائيل، ويجيب بأن "نصر الله واثق من أن الدولة العبرية ستهاجمه في أي لحظة، بل إن قيادة الحزب تحلّل كل ما يصدر عن إسرائيل وما تنشره وسائل الإعلام لديها، وترى احتمال شنّ هجوم على إيران، وبالنسبة إلى حزب الله فإن التهديد الموجه إلى طهران يشمله أيضاً، إذ لإسرائيل حساب مفتوح، وقد استخلص من حرب لبنان الثانية وعملية غزة أن إسرائيل كائن لا يمكن توقع أفعاله".

ويتحدث مراسل الصحيفة عن القدرات العسكرية الموجودة لدى حزب الله، مشيراً إلى أنه "في القرى الوادعة في جنوب لبنان صواريخ قادرة على الوصول إلى منطقة تل أبيب، من بينها صواريخ فجر 3 وفجر 5 يصل مداها من 70 إلى 150 كيلومتراً، إضافة إلى صواريخ 302 ملليمتراً لأمداء تصل إلى 220 كيلومتراً، فضلاً عن آلاف الصواريخ القصيرة المدى تصل إلى 40 كيلومتراً"، مضيفاً أن "حزب الله ينشر في منطقة شمالي نهر الليطاني صواريخ من طراز زلزال يفترض بها أن تضرب إسرائيل بين تل أبيب وديمونا، إضافة إلى مواقع في مناطق مفتوحة سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يجتازها، وهناك سيصطدم بمحميات طبيعية من نوع آخر، يقيم فيها المئات من عناصر القوات الخاصة التابعة لحزب الله، المزودة بصواريخ مضادة للدروع، مثل صواريخ الكورنيت، إضافة إلى العبوات الناسفة والكمائن".

بناءً على هذه القدرات، يختم مراسل "يديعوت"، قائلاً: "ليس غريباً أن لا أحد يسارع، لا عندنا ولا عندهم، لبدء الحكاية من جديد، لهذا يقومون في الوقت الحالي بنفخ عضلاتهم، إذ عندما تطلق الألسنة تصمت المدافع، لكن ما دام ليس هناك احتمال واقعي للتوصل إلى تسوية إقليمية مع السوريين واللبنانيين، يمكن الحديث عن إمكان تجسيد التفوق الاستراتيجي الإسرائيلي والقدرة الردعية التي اكتسبتها، وبالتالي فإن الكلمات ستتراجع في آخر المطاف، وسوف يمتلئ الفراغ الحاصل بالدبابات والصواريخ، وفي مرحلة ما، سينفجر هذا التصعيد المضبوط".

 

آذار تتناوب التعطيل و"حزب الله" يتناسى اللاءات العونية

 التاريخ: ١٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: موقع تيار المستقبل 

في وقت تستمر مشاروات تأليف الحكومة التي يقودها بـ"هدوء" الرئيس المكلف سعد الحريري، تموضعت القوى السياسية في انتظار أي جديد قد يحدث في الساعات القليلة المقبلة، والمرجح أن تبقى عقدة توزير "الراسبين" الطبق الأبرز الذي يعيق اكتمال المائدة الحكومية، في ظل إصرار "عوني" على إعادة الوزير جبران باسيل، و"فيتو" شعبي على عودته، وضعه اللبنانيون في 7 حزيران الماضي.

في ظل هذا الواقع، ومع رفع جنرال الرابية سقف مطالبه لتطال موقع رئاسة الجمهورية عبر اقتطاع وزارة سيادية من حصة بعبدا، انتفى الحديث الذي روجت له 8 آذار عن نية لدى الأكثرية في تغيير المعادلة أو الصيغة التي تم الاتفاق عليها في السابق، بعدما حسم الرئيس المكلف هذا الجدل، قاطعاً الطريق على محاولات تعكير مسيرته الحكومية، في وقت يواصل "حزب الله" تخطي "اللاءات العونية"، في محاولة للضغط على الرئيس المكلف لإخراج الحكومة على اعتبار أن "لا عوائق داخلية تمنع التأليف"، في ظل تغاض عن مطالب حليفهم التي أرهقتهم قبل أن ترهق الرأي العام اللبناني بأسره.

الأقلية تعرقل

في السياق الحكومي، استمرت المواقف على حالها في من اتهامات واتهامات مضادة، فنفى النائب بطرس حرب وجود أي مشكلة في توزيع المقاعد الوزارية داخل "14 آذار"، مؤكداً أنه "لا يجوز لقوى الأقلية أن تتحول الى مجرد قوى تعمل على عرقلة تأليف الحكومة". وقال: "أصبحنا اليوم أمام أطراف في الأقلية لا ترى الا توزير أقرباء لها في الحكومة، وتوقف مصير البلد أمام توزير أحد الأشخاص الذي لم يعطه الشعب اللبناني ثقته في الانتخابات الأخيرة".

من جهته، اعتبر النائب السابق الياس عطا الله أن "توزير باسيل تحدٍ للرأي العام الذي رفضه في الإنتخابات كنائب". وقال: "كلام النائب ميشال عون، الذي قاله قبل الانتخابات عن التغيير والإصلاح، سقط عند أول إمتحان بمطالبته بتوزير صهره". وأعرب عن تخوّفه من أن "تطول عملية التأليف لأن المعارضة تتناوب الأدوار في تأخير تشكيل الحكومة".

"حزب الله" يواصل الضغط

في المقابل، تخطى "حزب الله" كل العراقيل التي يضعها حليفه النائب ميشال عون، مواصلاً الضغط للإسراع في تشكيل الحكومة، واعتبر النائب علي فياض أن "ثمة تباطؤاً غير مفهوم وغير مبرر في تشكيل الحكومة لأن النقاط التي لا تزال عالقة هي نقاط تفصيلية وجزئية ولا تستحق كل هذا التأجيل"، فيما دعا النائب حسين الحاج حسن الى "الاسراع في تشكيل الحكومة وفق القاعدة التوافقية التي جرى الاتفاق عليها والاتفاق السياسي الذي اسس لهذه القاعدة، واذا كان هناك من عقد يجب ان تحل".

من جهته، دعا النائب محمد رعد الى "التشاور إيجاباً من اجل التفاهم على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء من دون كيدية أو نكايات ومن دون تصاغر وإبتداع معايير غير قانونية وغير دستورية للتركيبة الحكومية". وقال: "نحن لا نريد أن نضع النقاط على الحروف ونشير بالاصبع الى الجهة التي تربك وتؤخر وتعطل، وهي حتما ليست من المعارضة، لكن يجب أن يدرك الجميع أن التأخير مُضرّ بمصلحة الوطن".

نصر الله: اسرائيل تهوّل

في سياق آخر، وبمناسبة ذكرى انتهاء حرب تموز 2006، إستبعد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أي حرب قريبة مع إسرائيل، ووضع تهويلاتها في إطار الحرب النفسية التي تمارسها حكومة العدو، مشيراً الى "أننا نسقط التهديدات بالمسارعة الى تشكيل حكومة وفاق وطني نشارك فيها نحن". وإذ رأى نصر الله أن "من أهداف هذا الضجيج إعادة السجال والتوتر الى الساحة الداخلية"، شدد على أن القوى السياسية "لن تنساق مع الهدف الاسرائيلي، والمناخ في البلد هادئ والحمد لله".

 

صقر:مشكلة تأليف الحكومة عند عون

 التاريخ: ١٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: O.T.V 

أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أن مشكلة تأليف الحكومة عند رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون, لافتاً الى أن "موضوع عدم توزير الخاسرين في الانتخابات ليس موجهاً ضد الوزير جبران باسيل بالتحديد".

وقال صقر, في حديث متلفز: "في حال أصر عون على توزير باسيل سوف نضطر الى توزير نواب رسبوا في الانتخابات وهم في صفوف الاكثرية النيابية".

أضاف: "يقضي الحل باعطاء "حركة امل احدى الحقيبتين السياديتين الى عون والأخرى الى الأكثرية النيابية, أما الحقيبتان الأمنيتان فتُعطيان الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان".

واعتبر أن " من حق الرئيس أمين الجميل طلب الحقيبة الوزارية التي يريدها نظراً الى يمثله من كتلة نيابية وحضور شعبي".

وشدد صقر على أن "قوى 14 آذار لم تتراجع عن مبدأ تكريس سياسة بناء الدولة, كما أن هذه القوى لا تزال تقول ان لا سلاحاً غير السلاح الشرعي وأن قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية". ورأى ان " تعزيز مؤسسات الدولة لا يكون بالتظاهر والاحتجاج", مشيراً الى ان "ما قام به "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في فترة سابقة هو ضرب للدولة ولمؤسساتها تحت حجة تعزيز دور المؤسسات".

 

الجميّل ينفي لـ«الشرق» إشاعة تعليق مشاركة «الكتائب» في 14 آذار المعارضة تعرقل تشكيل الحكومة لإحداث فراغ في المؤسسات لماذا يفرض باسيل تكتما على شبكة انترنت الباروك؟

الشرق/لا جديد على صعيد التشكيلة الحكومية، وقد استغربت أوساط سياسية عن تجدد الحديث لدى قوى المعارضة عن الشراكة في الحكومة وكأن هناك عودة الى اتفاق الدوحة الذي أشار رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم شخصياً الى انه انتهى كإطار.

 وأوضح المصدر ان الرئيس المكلف يستغرب هذه الطريقة في التعاطي مع عملية التأليف ووضع العصي في دواليب العجلة الحكومية سواء من خلال فرض التشكيلة او الاسماء والإصرار على بعض الحقائب الامر الذي يحوّل دوره من مكلف بالتأليف الى منسق لمطالب وشروط معينة.

 وأشار الى ان كتلة "المستقبل" النيابية كانت اطلقت شعار حكومة ائتلاف سياسي لا حكومة شراكة كما تقول المعارضة لمحاولة التدخل في كل شاردة وواردة من هذا المنطلق، علماً ان زعيم المختارة لم يترك الاكثرية النيابية وإنما قوى 14 آذار، وتالياً فان التعداد الرقمي للاكثرية لا يزال على حاله اي 71 نائباً ولها تالياً الافضلية في تغليب مواقفها على مواقف باقي القوى السياسية.

 في غضون ذلك، كشفت مصادر عن ان أوساطاً وزارية عونية كانت أبدت جملة مواقف تتعلق بكيفية توزيع الحقائب، فأصرت على تمسكها بالحصول على حقيبة سيادية بمعزل عن حصة المعارضة على اعتبار ان عون لديه كتلة نيابية من 27 نائباً وتالياً فانه يحق له بحقيبة سيادية.

 وأشارت الاوساط الى ان لا مشكلة لديها في ان تأخذ الاكثرية وزارتين سياديتين ايضاً إذ لا ضرورة في ان يحصل الرئيس سليمان على "سياديتين" طالما انه رئيس توافقي.

 وأضافت المصادر ان اصداء هذه المواقف وصلت الى بعبدا بالتواتر في وقت كان رئيس الجمهورية يسعى الى تذليل عقد مرتبطة بجانب منها بهذا الموضوع.

 مصادر في الغالبية قرأت في موقف "حزب الله" الاخير الذي دافع فيه عن مطالب عون عودة الى المرحلة الاولى من عملية التأليف، معتبرة ان المعطيات تشير الى ايعاز خارجي بالعرقلة وإلا لما كان هذا الموقف، وذكرت هنا بالمساعي التي بذلها الحزب في مرحلة معينة وتمكن بفعلها من إقناع عون بالتخلي عن النسبية، فلماذا لا يعيد الكرة اليوم بالنسبة الى تمسكه بتوزير صهره جبران باسيل؟ ام ان توزير باسيل في "الاتصالات" يخدم مصالح معينة للحزب؟

 وسألت المصادر اذا كان الخلاف على توزيع الحقائب والاسماء استحوذ على كل هذا الوقت فكيف بالحري بالنسبة الى البيان الوزاري؟ وختمت: ان الخلاف أبعد من كل ذلك، انه خلاف بين منطقي الدولة والدويلة، وكأن ثمة محاولة لإحداث فراغ في المؤسسات بدءاً من أعلى الهرم وصولاً الى ظرف تمرر من خلاله مشاريع مشبوهة.

في غضون ذلك، نفى رئيس حزب "الكتائب" امين الجميّل لـ"الشرق" نفياً قاطعاً لما تردد عن تعليق مشاركة حزب "الكتائب" في 14 آذار، وقال "نحن في صلب 14 آذار وأركانها".

وعن التحذيرات الامنية التي تلقاها، قال الجميّل "أجل هناك معلومات مقلقة"، ورداً على سؤال، قال "النائب وليد جنبلاط اراد أخذ موقف متميز وخرج وهو عضو فقط و14 اذار ما زالت قائمة".  وعن تأليف الحكومة قال الرئيس الجميّل "الواضح انها ليست مسهلة، البعض يضع العراقيل وبعض الصعوبات ومعروف من هم، والمواقف معلنة على كلٍ من جهتنا، امنيتنا ان تتشكل غداً صباحاً وتذلل مختلف العقبات".  عن حصة المسيحيين التي طالب بها من ضمن فريق 14 آذار، قال الرئيس الجميّل "المفترض ان يكون هناك تمثيل حقيقي، 14 آذار تضم احزاباً وقيادات ويجب ان تتمثل بشكل جدّي".  في المقابل، وفي غمرة إصرار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" على إعادة توزير صهره وزير الاتصالات، كشف النائب عمار حوري ان باسيل يستخدم سلطته ليفرض تكتماً حول موضوع شبكة الانترنت غير الشرعية في الباروك، مستغرباً ان يكون الغطاء السياسي لهذه الشبكة مستثمراً منذ عهد الرئيس اميل لحود.

 

الحريري وسليمان متمسكان باستبعاد توزير الراسبين والرئيس المكلف قد يخرج عن صمته إذا استمرت العرقلة

السبت, 15 أغسطس 2009/ بيروت - «الحياة»

عادت الآمال بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري في سرعة أو خلال الأسبوع المقبل، الى التراجع أمس، بعدما راوحت الاتصالات في شأن مطالب زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون مكانها.وفي وقت لم يعلَن امس عن أي اتصال مع القوى المعنية بتأليف الحكومة من جهة الرئيس المكلف، قالت مصادر مطلعة ان تواصله مع جميع الفرقاء مستمر كالعادة من دون الإعلان عن الاتصالات التي يجريها. وأوضحت المصادر ان الأمور ما زالت تراوح مكانها، وفقاً للمعطيات الظاهرة الآن، لكن هذا لا يعني استبعاد أي جديد يمكن ان يحدث اختراقاً في جدار الصعوبات التي تعترض التأليف في أي وقت.

وبينما ركّز نواب وقادة الأكثرية وقوى 14 آذار على ان العقبات تنحصر في صعوبة تلبية مطالب عون توزير صهره جبران باسيل، والحصول على حقيبة سيادية هي الداخلية، وعلى 5 حقائب للوزراء الذين تتشكل منهم حصته، واصلت مصادر «التيار الوطني» الدفاع عن مطالب عون مؤكدة ان من حقه ان يطرحها لأنه يرأس ثاني أكبر كتلة نيابية، يدعمه في ذلك «حزب الله» الذي قال رئيس كتلته النيابية محمد رعد «لا نريد ان نضع النقاط على الحروف ونشير بالإصبع الى الجهة التي تربك وتؤخر وتعطّل، وهي حتماً ليست من المعارضة».

وزاد النائب في كتلة الحزب علي فياض على ذلك بالقول إن «ثمة تباطؤاً غير مفهوم وغير مبرر وهناك حق للكتل النيابية ان تتوزع الحقائب السيادية».

إلا ان الحزب أبقى الباب مفتوحاً في العلاقة مع الحريري، في موازاة تضامنه الكامل مع عون على رغم ان محيط الرئيس المكلف كان يأمل في ان يساعد الحزب على معالجة مطالب عون بدلاً من ان يتبنى مطالبه علناً.

وفي المقابل فإن أوساطاً سياسية في الأكثرية قالت لـ «الحياة» ان الرئيس المكلف الذي بقي على صمته يشعر بأنه قدم الكثير من التنازلات على رغم انه يمثل الأطراف التي ربحت الانتخابات وقبل بصيغة 15+10+5 بعد ان كان طرح صيغة 16+10+4، نظراً الى انه يحق للأكثرية ان تحصل على النصف +1، وأنه قبل بالصيغة التي انتهت إليها عملية تسمية الوزير الشيعي السادس، إلا ان فريق المعارضة لم يقابله بالتسهيلات التي كان يتوقعها، بعد ان تلقى وعوداً بذلك أثناء التفاوض على الصيغة السياسية للحكومة، لا سيما من «حزب الله»، إذ ان رئيس البرلمان نبيه بري كان نأى بنفسه عن القدرة على التأثير على عون منذ بداية التفاوض الذي أعقب تكليف الحريري.

وفي حين توقعت مصادر في «التيار الوطني» ان يطلق العماد عون مواقف متشددة بعد غد الاثنين حيال اتهامه بعرقلة تسريع تأليف الحكومة من قبل مسيحيي قوى 14 آذار، كما حصل أمس من النواب بطرس حرب، انطوان زهرا ودوري شمعون والوزير ابراهيم نجار، فإن مصادر اطلعت على نتائج لقاء الحريري مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أول من امس أشارت الى أنهما جددا توافقهما على اعتماد معيار استبعاد توزير الراسبين في الانتخابات النيابية، أي الوزير باسيل. ولم تستبعد مصادر في «التيار الوطني» ان يتناول تشدد عون الرئيس المكلف ايضاً في موقفه المقبل.

وفي المقابل سألت مصادر في الأكثرية كيف يصر عون على توزير باسيل، ويسانده في ذلك «حزب الله»، بعد ان كانا أصرا على تسلسل للتأليف يقضي بالاتفاق على الصيغة، ثم على الحقائب ثم على الأسماء، وبعدها صدور المراسيم ثم البيان الوزاري، فلماذا جرى تقديم البحث بالأسماء عبر الإصرار على اسم باسيل قبل الاتفاق على الحقائب؟

وذكرت مصادر في الأكثرية لـ «الحياة» انه إذا استمرت العراقيل والعقبات فإن الرئيس المكلف قد يخرج عن صمته ويشرح طبيعة الصعوبات التي واجهته، ويطلب الى الفرقاء المعنيين مبادلته بالتنازلات التي قدمها هو وحلفاؤه، لتسريع التأليف. وأضافت: «قد لا يبقى الحريري صامتاً الى الأبد». وأوضحت مصادر أخرى مواكبة للتأليف ان الحريري سيلجأ خلال الأسبوع المقبل وهو الأسبوع الثامن على تكليفه (بدءاً من اليوم) الى إطلاع الأطراف على تشكيلة أعدها بتوزيع الحقائب على الأطراف ليطلب الأسماء التي تقترحها. وذكرت المصادر المواكبة هذه انه إذا أصر عون على الحصول على حقيبة سيادية فإنه يجب ان يحصل إليها من حصة المعارضة. إذ من المتفاهم عليه ان تكون الخارجية من نصيبها مقابل حقيبة المالية من نصيب قوى 14 آذار على ان تسند حقيبتا الدفاع والداخلية (التي يطالب بها عون) من نصيب الرئيس سليمان.

 

تأليف الحكومة أمام عقدة عون مدعوماً من «حزب الله» والحريري قدم التسهيلات وصمته لا يحجب مرارته

السبت, 15 أغسطس 2009/بيروت - محمد شقير

مع أن الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري تحدث بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن صعوبات ما زالت تعترض التأليف من دون أن يدخل في تفاصيلها، فإن مصادر سياسية مواكبة لما آلت إليه المشاورات في شأن تشكيل الحكومة، رأت أن العقدة الرئيسة التي تعترض تسريع ولادتها تكمن في مطالبة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد عون بـ5 حقائب وزارية واحدة منها سيادية وعدم استعداده لتعديل موقفه، خصوصاً بعد الدعم الذي لقيه من «حزب الله» بالنيابة عن قوى المعارضة.

وقالت المصادر نفسها لـ «الحياة» أن رمي المسؤولية على عاتق الأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار وتحميلهم مسؤولية إعاقة تأليف الحكومة ليس إلا محاولة مكشوفة للهروب الى أمام لصرف الأنظار عن السؤال عن مصير الجهود التي تعهد «حزب الله» القيام بها لدى عون للمساعدة على تخطي بعض مطالبه التي تعتبر تعجيزية.

ولفتت المصادر عينها الى ان من الخطأ المساواة بين التنافس القائم في داخل الأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار في شأن التوزير وبين العقدة المستعصية التي اسمها عون، وعزت السبب الى إمكان إيجاد تسوية بين قوى الأكثرية تساعد على وضع حد للمنافسة خصوصاً بين حزبي «الكتائب» و «القوات اللبنانية» باعتبارها لا تطيح القواعد المتفق عليها لتأليف الحكومة خلافاً لموقف «تكتل التغيير» الذي يسعى لإطاحتها، وهو حاول الإفادة من التوتر الطارئ الذي ساد علاقة الرئيس المكلف برئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط قبل أن يصار الى محاصرته على أساس العودة بهذه العلاقة الى ما كانت عليه حتى مساء السبت في الأول من آب (أغسطس)، الذي كان مناسبة لرئيس «التقدمي» ليطلق مجموعة من المواقف الاعتراضية.

واعتبرت أن لقاء المصارحة والمصالحة الذي عقد بين الحريري وجنبلاط أدى الى قطع الطريق على عون للانقلاب على المبادئ المتفق عليها لتأليف الحكومة، لا سيما أن نواباً في «تكتل التغيير» سارعوا الى الترويج لإعادة النظر فيها بذريعة أن المواقف الجديدة لجنبلاط دفعت بهذا الاتجاه.

وتابعت هذه المصادر أن قوى 14 آذار قادرة على إنهاء المنافسة بين «الكتائب» و «القوات» من دون إحداث أي تغيير في الصيغة المتفق عليها والخاصة بتوزيع الوزراء على الأكثرية والأقلية في البرلمان إضافة الى الحصة الوزارية الوازنة لرئيس الجمهورية.

لكن استعداد الأكثرية لوضع حد للمنافسة بين قواها يستدعي من المعارضة وتحديداً «حزب الله» أن يترجم تعهداته بالمساعدة من أجل التغلب على الشروط الموضوعة من عون الى خطوات ملموسة.

ورأت أن حصر مسألة المساعدة لإقناع عون بتعديل موقفه لتسهيل تأليف الحكومة العتيدة بـ «حزب الله» وليس بالمعارضة لا ينطلق من الهواء وإنما له ما يبرره باعتبار أن من غير الجائز القول أن المعارضة مجتمعة داعمة لعون ما يتناقض كلياً وموقف حركة «أمل» برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري التي لم تتعهد يوماً بأن تكون طرفاً الى جانب الحزب في مساعيه لدى عون.

فالعلاقة بين بري وعون عادية خلافاً لعلاقة الأخير بـ «حزب الله»، إن لم نقل إن «الكيمياء السياسية» بينهما ليست على أحسن ما يرام وكانت هكذا قبل الاختلاف على تركيب لائحة ائتلافية في جزين فكيف بها الآن في ضوء رفض الجنرال التعاون مع مرشح كتلة «التنمية والتحرير» سمير عازار الذي رسب في الانتخابات النيابية؟

كما أن العلاقة بين عون ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان تمر في حال من الفتور على خلفية اعتراض الأول على توزير الثاني من ضمن الحصة الوزارية المقررة للأقلية ما اضطره الى التنويه بموقف جنبلاط من توزيره ووضع اللوم على «الجنرال» لموقفه منه. ناهيك بأن الأطراف الآخرين في المعارضة لم يحركوا ساكناً لجهة تبنيهم شروط عون لتأليف الحكومة وهذا ما ينطبق على الفريق السنّي فيها، إضافة الى بعض الأحزاب المستبعدة من الحكومة الجديدة بعدما تمثلت في الحكومة الحالية من حصة «حزب الله».

أما القول، والكلام للمصادر نفسها، إن أحداً لا يمون على عون لدفعه الى تطرية مواقفه من تأليف الحكومة فيتعارض مع محطات سابقة كانت أبرزها استجابته لمساعي «حزب الله» مدعوماً من سورية التي أدت الى اقتناعه بسحب اعتراضه على ترشح رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في قضاء مرجعيون - حاصبيا، والنائب في الحزب مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك - الهرمل.

إن تجاوب عون، كما تقول المصادر، مع مسعى الحزب أسقط النظرية القائلة إن أحداً لا يستطيع إقناعه بتغيير موقفه أو تليين شروطه بعدما صرف النظر عن ترشيح القيادي في «التيار الوطني الحر» نائب رئيس الحكومة الحالي اللواء عصام أبو جمرا عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ونقل ترشحه الى الأشرفية ليرسب في المنافسة مع النائب نايلة جبران تويني.

لذلك فإن اقناع عون بتعديل موقفه بات «حصرياً» بيد «حزب الله»، في ضوء تقدير الجميع لحدود المساعدة التي يقدمها الرئيس بري في هذا الشأن مع أن بعض النواب في «أمل» يعترفون في مجالسهم الخاصة أن تأثيرهم عليه محدود جداً وأن دورهم يمكن أن يقتصر على إيجاد المناخ من خلال تقديم النصائح اليه لإنجاح الحزب في مهمته.

وفي هذا السياق سألت المصادر هل ان حل عقدة عون يتوقف على مسألة توزير صهره وزير الاتصالات جبران باسيل أم ان الإصرار على توزيره يأتي لحجب الأنظار على ما هو أبعد من إعادته الى الحكومة؟ كما سألت ما إذا كان إصرار عون على توزيره يعود الى انتقاد «التيار الوطني» للكفاءات التي يتمتع بها باسيل ليأتي ببديل منه الى الحكومة، أم انه يعتبر التمسك به من باب قبوله للتحدي المفروض عليه والناجم عن توافق رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف على استبعاد الراسبين في الانتخابات من الوزارة.

وقالت إن هناك صعوبة في الإجابة على السؤال في حال كان الإصرار على توزير باسيل يشكل واحدة من العقد التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة، سائلة هل ان ضمانه لحقوق المسيحيين يتوقف على الإصرار على توزيره في وجه الحملات التي تحاول استبعاده؟

وكشفت المصادر ان مسألة توزير باسيل ليست إلا واحدة من العقد في ظل وجود عقد من نوع آخر وعلى رأسها إصرار عون على حقيبة سيادية تضاف الى حقيبة سيادية أخرى من حصة حلفائه في المعارضة والمقصود بها الخارجية في مقابل التسليم بحقيبتين سياديتين من حصة رئيس الجمهورية.

وقالت إن التسليم بذلك يعني حرمان «14 آذار» من حقيبة سيادية أو دفعها للدخول في مواجهة مع رئيس الجمهورية عنوانها انتزاع حقيبة سيادية من حصته. مع انها تعتقد بأن الأكثرية ليست في وارد التسليم مهما كانت الاعتبارات بحقيبتين سياديتين للمعارضة لما يشكله هذا الأمر من خلل في توزيع الحقائب، إضافة الى ان إصرار عون على ان يتمثل وحلفاءه بـ5 حقائب سيؤدي الى المساواة بين المعارضة والأكثرية والتعامل مع الأخيرة وكأنها خسرت الانتخابات.

كما أن التسليم، بحسب المصادر، بمطالب عون سيفتح الباب أمام السؤال عن حصة المعارضة من وزراء الدولة ومدى استعداد «14 آذار» للتساهل في حصرهم في حصتها الى جانب حصة رئيس الجمهورية، خصوصاً أن عددهم في حكومة من ثلاثين وزيراً سيكون 8 وزراء دولة.

وعليه فإن المصادر تحاول أن تجد تفسيراً لما يسمى بعقدة عون التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة على رغم الصمت المطبق للرئيس المكلف الذي يمارسه منذ اليوم الأول لتكليفه.

واعتبرت أن سياسة الصمت التي يتبعها الحريري لا تقف حائلاً دون السؤال عن التسهيلات التي قدمها «حزب الله» لاقناع عون بتعديل موقفه بعدما قرر تبني موقفه بالكامل، مشيرة الى أن جنبلاط توقف أمام هذه المسألة لدى استقباله أخيراً لوفد من «حزب الله» برئاسة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مع انه لم يطرحها في سياق السؤال وإنما جاءت في معرض تأكيده مواصلة العمل وبخطوات ملموسة لتنفيس الاحتقان بين الشيعة والسنّة وتوفير كل الشروط للإسراع بتشكيل الحكومة والمساعدة لحل عقدة عون.

كما توقف عدد من قادة «14 آذار» وفي مجالسهم الخاصة أمام الأسباب التي تؤخر حل عقدة عون على رغم أن الحريري وافق على الصيغة المتبعة لتأليف الحكومة لجهة تمثيل الأكثرية بـ15 وزيراً في مقابل 10 وزراء للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية ليكون في وسعه القيام بدوره الوازن في مجلس الوزراء؟

ورأى هؤلاء ان التساهل الذي أبداه الحريري في هذا الشأن يجب أن يوظف في الإسراع في تأليف الحكومة، مع أنه يعتبر سلفاً أن هذه الصيغة تتيح للمعارضة الحصول على الثلث «الضامن» فيها من خلال الوزير الشيعي الذي سيسميه رئيس الجمهورية.

وتابعوا إن المعارضة حصلت بطريقة أو بأخرى على الثلث «الضامن» بعد التطمينات التي سمعها شخصياً الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من الحريري في شأن سلاح المقاومة وآلية التصويت على القرارات الكبرى في مجلس الوزراء مع انه قال أخيراً إن الحزب ليس في حاجة الى تطمينات بالنسبة الى سلاحه!

واعتبر قادة «14 آذار» ان الفريق الآخر وتحديداً عون و «حزب الله» لم يبادرا الى تسليف الحريري موقفاً يسهل عليه تأليف الحكومة، وأكدوا أن إصراره على الصمت لا يعني أن ليس لديه ما يقوله في الوقت المناسب في حال لم تؤد الاتصالات الى حلحلة العقد، لكن على قاعدة أن لا مجال للاعتذار عن التأليف وأنه لن يتوقف عن بذل الجهود للوصول بتأليف الحكومة الى بر الأمان على رغم المرارة التي يشعر بها.

ومع أنهم لا يملكون أجوبة صريحة تتعلق بالدوافع التي تملي على عون التصلب في موقفه، فإنهم في المقابل يطرحون مجموعة من الأسئلة يتركون للرأي العام التمعن فيها والإجابة عليها ومن أبرزها:

- ما مدى صحة ما أخذ يتردد عن أن هناك من يعترض على التوافق السوري - السعودي في شأن لبنان بدءاً بتسهيل تأليف الحكومة؟

- أين يقف بعض المعارضة من الرأي القائل إن البعض الآخر فيها مصمم من خلال عدم تسهيل مهمة الرئيس المكلف على إلغاء مفاعيل نتائج الانتخابات النيابية وصولاً الى الضغط عليه للاعتذار، خصوصاً ان الإشارة في هذا الشأن جاءت هذه المرة من عون شخصياً من دون أي مواربة؟

- هل ان للتصلب الذي يبديه عون علاقة بما يشاع في أوساط مقربة من «التيار الوطني» عن أنه يرغب في تمرير رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لا مجال لولادة أي حكومة على أساس أن المعارضة خسرت الانتخابات وأن رصيده في الشارع المسيحي سجل تراجعاً في الانتخابات النيابية؟

 

فرعون: توضيحات جنبلاط أعادت تثبيت الخطوط العريضة المتفق عليها حكومياً

باسيل خضع لفحص المحاسبة الشعبية وسقط 

١٥ اب ٢٠٠٩/موقع 14 آذار

أكّد النائب ميشال فرعون أن "توضيحات رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط والحوار معه أعادا تثبيت الخطوط العريضة المتفق عليها حكوميا". ولفت فرعون في حديث صحفي الى أن توضيحات جنبلاط لا تزال تسمح بالتقدم في المجال الوزاري بغية ازالة العقبات وتأثيرات المواقف الجنبلاطية السابقة، وأضاف: "من جهة أخرى هناك مطالب يجب أن تعالج بشكل منطقي وعلى أسس واضحة وسليمة للوصول للتشكيلة المنشودة أي حكومة تشارك فيها المعارضة وتسمح بتوزيع المسؤوليات واطلاق عمل المؤسسات". وفيما اعتبر فرعون أن مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون "غير واضحة" وتتمحور بين ما هو ممكن أن يعالج وما يجوز وضع علامات استفهام عليه، قال: "لا بد من الاشارة الى أن هناك مسارا عربيا مسهّلا للتأليف ولكن يبقى هناك بعض الغموض حول ما اذا كانت هناك جهات اقليمية لها مواقف مزدوجة". ورداً على سؤال عن اصرار العماد عون على توزير جبران باسيل قال فرعون: "الوزير باسيل خضع لفحص المحاسبة الشعبية وسقط لذلك يجب احترام رأي الناخب اللبناني وخصوصاً مباشرة بعد الاستحقاق، فقد يجوز هكذا توزير ولكن في الحكومات المستقبلية". وعمّا يحكى عن عقد حكومية في صفوف مسيحيي 14 آذار اكتفى فرعون بالقول: "لمسيحيي 14 آذار مطالب كغيرهم من الفرقاء".

 

النائب زهرا: أستحالة بناء دولة بوجود سلاح "حزب الله"

مطالبة العماد عون بتوزير باسيل للحصول على وزارة الداخلية

حركة التموضع لجنبلاط لن تؤثر على ضمانات أعطاها للحريري

وطنية - رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا، في حديث الى إذاعة لبنان الحر" اليوم، "ان مشكلة النائب ميشال عون هي محاولة عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية والانقلاب عليها، من خلال المطالبة بمقاعد وزارية تفوق حجمه وحقه، ومن خلال مبدأ توزير الخاسرين الذي هو إهانة كبرى للرأي العام اللبناني، معتبرا ان الوزارة ليست عملية تعويضية عن الانتخابات النيابية". وأعلن النائب زهرة رفضه "منطق إملاء شروط على الرئيس المكلف في الاعلام"، مؤكدا "ان القوات اللبنانية لم تشترط حقيبة الأشغال بل طرحتها كواحدة من الوزارات الخدماتية التي تريدها"، متمنيا "لو لم يتطرق الوزير غازي العريضي إلى هذا الموضوع في الاعلام".

وأكد "أن نظرة قوى 14 آذار إلى سوريا واحدة، والمصالحة السعودية - السورية تتضمن عدم تدخل سوريا بالشؤون اللبنانية وان تقوم بالضغط على حلفائها ايجابا لتسهيل الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان"، مؤكدا "أن السوري اليوم لا يساعد على تأليف الحكومة نتيجة انخفاض حرارة الاتصالات السورية - السعودية".

وأعلن رفضه "منطق إملاء شروط على الرئيس المكلف في الاعلام"، مؤكدا "ان "القوات اللبنانية" لم تشترط حقيبة الأشغال بل طرحتها كواحدة من الوزارات الخدماتية التي تريدها"، متمنيا "لو لم يتطرق الوزير غازي العريضي إلى هذا الموضوع في الاعلام". واكد "ان حركة 14 آذار هي حركة شعبية عابرة للطوائف، ضامنة للميثاق الوطني اللبناني"، معتبرا انه "ليس بيد احد إنهاء هذه الحركة"، مشيرا إلى "أن التموضع لحركة النائب وليد جنبلاط لن تؤثر بعد الضمانات التي أعطاها للرئيس المكلف سعد الحريري"، موضحا ان اللقاء الديموقراطي لا زال يعتبر من الأكثرية". كما أكد النائب زهرا: "أن سياسة اليد الممدودة لا تعني التخلي عن إرادة الناخبين وعن المبادئ التي على أساسها خيضت الانتخابات"، مشيرا "ان هناك محاولة ايحاء بأن الجميع يريدون زيارة سوريا"، معتبرا "أن هذا الأمر يحاول ان يوحي به الوزير السابق وئام وهاب". وقال: "نحن مشتاقون للسفير السوري الذي يأخذ دوره اليوم وئام وهاب".

وشدد على "ان هناك نظرة واحدة بالنسبة للدور السوري في لبنان، لناحية رفض التدخل في الشؤون اللبنانية، والعلاقة تكون بين دولتين سيدتي".

واضاف: "موقفنا واحد وموحد، ونتمنى ان لا نعود إلى مرحلة نعود فيها إلى مواجهة الوصاية السورية من جديد، ولم نراهن يوما إلا على ضرورة امتناع سوريا على التدخل في الشؤون اللبنانية". ورد على كلام النائب عقاب صقر من ان "القوات اللبنانية" و"الكتائب" لن يحصلا على مطالبهما لجهة الحقائب، فاكد "ان مطالب القوات لم تُناقش مع احد إلا مع الرئيس المكلف لذا من اللياقة أن لا يتناول احد مطالب القوات والكتائب لا بالاعلام ولا بالتحليل ولا بالأحاديث الجانبية اذا لم يكن مكلفا رسميا من الرئيس المكلف، خصوصا انه ينتمي إلى تكتل يخص الرئيس المكلف". وعن كلام الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومقاربته الموضوع الحكومي من زاوية التهديدات الاسرائيلية للبنان، وقال: النائب زهرا إنه "لم يرد على لسان احد عن وجود نية لاستبعاد "حزب الله" عن الحكومة، وبالتالي الحديث عن المشاركة في الحكومة نكاية بنتنياهو، هو كأننا نعيش في زمن النكايات، سائلا في المقابل عن "المساعدة التي وعد بها "حزب الله" بحل العقد التي تعترض تأليف الحكومة"؟

ورأى "ان الدولة لا تبنى بعمل عجائبي، لافتا إلى ان موضوع سلاح "حزب الله" هو موضوع حواري، نظرا لاستحالة بناء دولة بوجود هذا السلاح".

واعتبر ان "رفع سقف العماد عون لجهة المطالبة بتوزير الوزير جبران باسيل هو للحصول على مطالب اخرى كالحصول على الداخلية من حصة تكتل "التغيير والاصلاح"، متمنيا على فريق 8 آذار "حلحلة العقد من امام تشكيل الحكومة والمبادرة إلى حوار بروح اجابية مع الرئيس المكلف للانتهاء من الموضوع"، معربا عن اعتقاده بأن الحكومة "لن تشكل في الأسبوع الحالي". وعن موضوع عودة المهجرين، أكد النائب زهرا "ان النائب وليد جنبلاط كان اكثر الناس حرصا على إنهاء موضوع المهجرين"، لافتا إلى "أنه لو توافرت الامكانيات المادية لأقفلت وزارة المهجرين وانتهى الموضوع".

 

النائب الحوري سأل عن التاخير في كشف "محطة الباروك":

"المسؤول عن الاتصالات" يتنصل ورئيس سابق مدد له يتظاهر بانه لا يعلم

وطنية - 15/8/2009 سأل النائب الدكتور عمار الحوري في بيان اليوم، لماذا التأخير في اطلاع الرأي العام على موضوع محطة الباروك للانترنت اربعة اشهر ولماذا الاصرار على لفلفة الموضوع؟. قال النائب الحوري:" طالعنا من يفترض انه مسؤول عن الاتصالات بيان باسم وزارته يحاول فيه يائسا التنصل من المسؤولية وذر الرماد في العيون في موضوع محطة الباروك للانترنت بعد ان انكشفت الحقائق امام الرأي العام". اضاف: " يقول المسؤول ما قلناه بان وزارة الاتصالات تحركت بتاريخ 4 نيسان 2009 ولم يأت هنا بجديد وهو ما كشفنا نحن عنه، لكنه لم يقل لماذا تأخر اطلاع الرأي العام على هذا الموضوع اربعة اشهر ولماذا يصر على لفلفة الموضوع؟. المسؤول يعلم تماما انه قبل تاريخ تحرك الوزارة اي في شهري شباط وآذار الماضيين وقع هو شخصيا قرارات بتوزيع ساعات دولية بكمية 1E 140 على شركات القطاع الخاص، اي انه في ذلك التاريخ لم يكن هناك شح في الساعات الدولية، فهل كانت هذه الشركة ممن لم يعطها ام انه قد اعطاها؟ ". وسأل: اذا كان هناك شح في الساعات الدولية فهل يبيح لمسؤول الاتصالات تبرير تعامل الشركة مع العدو الاسرائيلي لشراء ساعات دولية وفق ما جاء في بيانه في الفقرة الرابعة، خصوصا ان الجمعية اللبنانية للاتصالات التي تمثل شركات نقل المعلومات وتوزيع خدمات الانترنت في لبنان قد استنكرت في بيانها التعامل مع العدو الاسرائيلي ولم تذكر انها تعاني من الشح في توزيع الساعات الدولية ولا علاقة لها بهذه الشركة غير الشرعية . واكد النائب الحوري "ان الموضوع الآن بيد القضاء، ونحن على ثقة بأن القضاء سيقول كلمته ". واشار الى "ان رئيس جمهورية سابق، مدد له، حاول ان يتنصل من المسؤولية كون القضية ابتدأت في عهده "، وقال: "على الرئيس السابق ان يسأل اميل لحود جونيور عن الموضوع اذا كان فعلا لا يعلم، وللعلم فان الشركة المستفيدة بدأت عملها عام 2002 اثناء تولي الوزير جان لوي قرداحي مسؤولية وزارة الاتصالات ".

 

عون : المقاومة متجهة إلى الخارج والاستدراج غير مرغوب فيه

النهار 15/8/09

رأى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان "المنطقة تغيرت بعد 14 آب 2006 ، والعدو التقليدي يحاول رفع مستوى معنوياته". وقال  لـ"اذاعة النور": "على اسرائيل ان تفهم من حرب تموز 2006 ان اسلوبها في معالجة اي خلاف بالمدفع والطائرات والسلاح لم ينجح ولم يعد ينفع، بل يجب ان تكون المقاربة لقضايا المنطقة بعدالة وبالقانون، وربما تلزم اسرائيل هزيمة ثانية لتقر بانها يجب ان تغير اسلوبها في التعامل مع المنطقة". ولفت الى ان " اي شعب يتعرض للعدوان سيدافع عن نفسه لأن اللبنانيين اعتادوا تسمية بعضهم بالفئات، والشعب اللبناني كان كله  معرّضًا خلال حرب تموز، ولبنان كان معرّضًا وأنا جزء منه ومن هذا الشعب الذي خدمته أكثر من غيري عسكريا أو سياسيا. وعندما سئلت إذا راهنت على حزب الله وربحت، فأجبت أن هذا لم يكن رهانا بل خيارا، والخيار يمكن أن يربح المرء فيه أو يخسر. فهناك ثابتة هي أننا سنعيش معًا، فإما أن نخسر معا واما ان نربح معا، وهذه أصول الشراكة الوطنية والتعايش وكل شيء مشترك بين الشعب والأفراد. نحن نحافظ على أصول الحياة الطبيعية ضمن وطن واحد".

واعتبر ان "الاسلوب الإسرائيلي مباشر جدًا ويقول إن دخول حزب الله الحكومة سيسبّب حربًا فورًا والحكومة هي المسؤولة. هذا خطير جدًا، وكنت أحبّ سماع تعليق دولي عليه. فهل يتركون اسرائيل تتصرّف بهذا الفلتان الإعلامي والتهديدي، فيما العالم يلومنا إذا اشترينا بندقية ندافع بها عن أنفسنا؟ هذه الإعتداءات المعنوية والمادية التي نشهدها بالطيران وغيره لا نسمع أحدًا يلوم اسرائيل عليها، وهنا نشعر بانحياز العالم وتشجيعه".  وختم: "على الشعب  أن يطمئن الى مقاومته لأنها متجهة نحو الحدود، إلى الخارج وليس إلى الداخل. الإستدراج غير مرغوب فيه، والمقاومة هي حصن الوطن، والشعب والجيش والمقاومة يحمون الوطن ويجسّدون وحدته".

 

يصعب إنتاج وطن إلا بنظام سياسي جديد"

جنبلاط: أتمنى على الحريري ألا يجعل من السنّة طائفة

النهار 15/09؟09

الشوف – "النهار": أشار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى "خصوصية بني معروف في النضال والجهاد، وصولا الى التمسك بالمصالحات الوطنية اللبنانية والعيش المشترك"، داعيا الرئيس المكلف سعد الحريري الى "عدم جعل السنة طائفة، ومن الصعب انتاج وطن الا من خلال نظام سياسي جديد".

كلام جنبلاط جاء خلال رعايته الاحتفال المركزي لمدارس العرفان في السمقانية – الشوف تكريما للطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية وتقديرا للنجاح المميز في جميع مدارس العرفان. وحضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وكريمة النائب جنبلاط داليا، والنواب: مروان حماده ونعمة طعمة وايلي عون وعلاء الدين ترو وممثلون للقيادات الامنية والعسكرية، وعدد كبير من الشخصيات والفاعليات السياسية والعسكرية والاجتماعية ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، وممثل الوزير طلال ارسلان نبيل عويدات، ووفود من "الجماعة الاسلامية" ومن الطائفة الشيعية، واعضاء من المجلس المذهبي وفاعليات.

تقديم من الشيخ سامي ابي المنى، وكلمتان باسم الخريجين، ومجلس الاهل نائل جناد، والمقدم المتقاعد عفيف فياض".

ثم القى شيخ العقل كلمة أشاد فيها بالنائب جنبلاط "صاحب العقل الكبير والتعقل وصاحب القرار الشجاع"، مشيرا الى "معلم كبير رسم الطريق وانار للمجتمع الاصلاح المنشود والنهضة المرجوة، الشهيد كمال جنبلاط الذي دعا الى النهل الشريف والينبوع الاصيل وحدد عبر رؤية شاملة للواقع واشكالياته بعض الامور التي يتوجب انجازها سعيا الى الارتقاء بمجتمعنا الى الافضل والارفع. ودعا الى توسيع رقعة المدارس على نهج نهضوي ومعرفي، والى اهمية التثقيف الروحي من حيث هو استشعار لكنه الحضارة الإنسانية، والى تنشئة الجيل الجديد على مفاهيم تربوية واخلاقية فاضلة واقامة الندوات والمؤتمرات الفكرية وجمع التاريخي الشفوي وتدوينه وصولا الى حركة رائدة لاستنهاض الفكر والهمم على طريق العقل الارفع لما فيه من صلاح الحال والنفوس".

واستذكر ما قاله كمال جنبلاط مؤكدا رؤيته الاصلاحية ومكررا العديد من الاقتراحات لانجازها وما يتوجب في الخدمة والانطلاق قدما لانجاز الكثير من تلك الافكار، علينا استلهام العبرة من تراثنا واستشراف الغد المشرق من رجالاتنا فلا نركن الى اهداف ضيقة ورؤى قاصرة لقد تراكمت التحديات والصعوبات وكيف لنا ان نرسخ الثقة بقيمنا وتاريخنا المعروفي ونحدد خطابنا النهضوي لسائر ابنائنا في بلاد الاغتراب عبر الاستفادة من فرصة قيام المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ولجانه برعاية واعية مدركة لكل التحديات من الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط بات لنا بفضل تلك الرعاية بنية اجتماعية للعمل الجماعي ونحاول بعونه ازالة العثرات في مواجهة واجباتنا في كل المجالات، فالمجلس المذهبي يطلب الرجال لاستقامة النهوض على اسس متينة تعيد الينا قوة المركز الذي يمثله لبنان وهذه البقعة لسائر المعروفيين. اننا ندعو الى توحيد الجهود وجمع الشمل وتجريد القلوب وتحفيز العقول ورص الصف، والعلم والقانون والمحبة والتسامح، من اجل بناء المستقبل الافضل لابنائنا واحفادنا. واليوم في الذكرى الثالثة للانتصار على العدو الاسرائيلي نستذكر ايضا شهداء المقاومة والجيش والشعب الذين جعلوا من الانتصار حقيقة واقعة، نأمل ان تكون الذكرى فرصة لحماية الوحدة الوطنية من كل المخاطر، والترفع عن التجاذبات، واتاحة المجال لتشكيل الحكومة   الجديدة باسرع وقت ممكن".

وتابع: "اما بالنسبة اليك يا وليد بك، فمواقفك كانت تشكل تساؤلا اولياً بين الجمهور، وتبين في ما بعد انك على حق وستبقى على حق لاننا بناة لبنان، ويدنا ممدودة للجميع ولم يكن يوما عندنا ذاتية الا من خلال الوطنية". وبعدها القى رئيس المؤسسة الشيخ علي زين الدين كلمة شدد فيها على "اهمية مصالحة الجبل والحرص على العلاقة مع المسلمين والمسيحيين"، مشيدا بمواقف جنبلاط "من اجل حل كل العقد والتشنجات"، وداعيا سوريا الى العمل "على قاعدة الاحترام المتبادل لخير البلدين"، وحيا ذكرى انتصار المقاومة.

جنبلاط

بعدها كانت لوحات طالبية عدة، وسلم النائب جنبلاط وادارة المؤسسة الشهادات الى المتخرجين والمتخرجات وهم بالمئات، والقى جنبلاط كلمة قال فيها: "ها نحن معكم اليوم في الاحتفال لتسجيل المزيد من النجاحات التي تسجلها مؤسسة العرفان اساتذة وطلاباً في كل المجالات الادبية والعلمية والانسانية، وليس هذا بغريب على المؤسسة التي وضعت منذ نشأتها هدف النجاح والتفوق نصب عينها خدمة لاهل الجبل وبني معروف في كل مكان.

نحتفل في هذا العام والحسرة كبيرة، وقد غيب الموت عنا صديقاً للمؤسسة هو الاستاذ نبيل البستاني الذي كان محسناً كبيراً لاهل الجبل بجميع فئاتهم، وصديقاً كبيراً لنا ولكم، ان غيابه سيترك لنا فراغاً كبيراً، ونتمنى لعائلته كل الخير، وأقول للدوحة البستانية سنبقى معاً فوق الظروف الانتخابية التي احلت فراقاً موقتاً لن يطول".

وأضاف: "وجدنا على هذه الارض منذ قرون للدفاع عن الثغور في مواجهة المعتدي والمعتدين، والالتحاق بالمجاهدين في مواجهة المستعمرين، وعلى رغم ازدواجية نهائية الكيان بحدود لبنان الكبير ومساحة العروبة، فان تاريخنا العربي تخطى كل الحدود، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عام 1925 ناصرتم انتم بالمئات والآلاف اخوانكم في جبل العرب في الثورة السورية الكبرى في مواجهة الاستعمار الفرنسي وكانت تضحياتكم وتضيحات العرب السوريين اساساً في استقلال سوريا، وفي حرب فلسطين وفي الجيش اللبناني، وجيش الانقاذ، وسطرتم اروع البطولات في مواجهة الصهاينة في المالكية وشفع عمر والخوت والكساير وغيرها من المواقع، ناهيك بقيادتكم والشخصيات الكبرى من لبنان في معركة الاستقلال وتثبيت وجهه العربي، وعام 1958 اتتنا واتتكم النجدة العربية من سوريا، سوريا الوحدة، لانقاذ لبنان كله من الالتحاق بالاحلاف الاجنبية، حلف بغداد، فكنتم في الجبل طليعة المقاومين مع اخوانكم في بيروت وطرابلس وزغرتا وغيرها من المواقع حفاظاً على استقلال لبنان وعروبته؟. وجدتكم في كل محطة تناصرون القضية الفلسطينية مع المناضلين العرب واللبنانيين، لم تدخروا او توفروا ساحة فكرية او ادبية او نضالية او عسكرية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية والقضية العربية ومواجهة الاستعمار. ومن عام 1976 الى 1989، وعلى رغم التعارض المرحلي مع سوريا نتيجة الظروف العربية والدولية سقط منكم ومن الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين واستقلاله في المواجهة المستمرة ضد الاسرائيليي والاساطيل الاجنبية. وعام 1989 ختمتم الحرب الاهلية انتم من خلال معركة سوق الغرب في 13 آب 1989، وكانت تضحياتكم لتفتح الطريق العريض والكبير لاتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية وأرسى السلم الاهلي والاصلاحات السياسية ونهائية الكيان وعروبة لبنان، والعلاقة المميزة مع سوريا، وشرع المقاومة وصولاً الى تحرير الجنوب عام 2000 سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، آملين ان يستمر الحوار ويثمر للوصول الى الدولة القادرة  والقوية لكون اسرائيل كانت وستبقى في اي لحظة لتعيد العدوان على لبنان متسلحة بأي ذريعة او حجة.

وقال: كنتم يا بني معروف أهل العرفان في طليعة الحريصين على العيش المشترك، فكان مؤتمر بيت الدين عام 1989 ودماء أنور الفطايري الزكية وجهود الصديق جورج ديب نعمة أثمرت صلحة الجبل وصلحة لبنان عام 2001 برعاية البطريرك صفير في ربوع الجبل والمختارة والعرفان، وفي 14 آذار 2005 كنتم في طليعة المشاركين في أربعين الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، رافضين كل قوى الغدر ومطالبين بالعدالة والحقيقة ومتمسكين قبل كل شيء بالاستقلال وعروبة لبنان، فالاسس التي ضحيتم من أجلها، شرعها واستشهد من أجلها عرّاب الطائف الشهيد العربي الكبير رفيق الحريري رحمه الله. هنا، وان كان لي من كلمة لأصحاب الشأن أو أهل الربط والحل وفي مقدمهم الصديق الشيخ سعد الدين رفيق الحريري، وكلامي فقط من باب التمني او الرجاء، ألا نجعل من السنّة طائفة، فهذا يخالف المنطق والتاريخ. قال الله سبحانه وتعالى من خلال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"، فالرسالة بالاساس عربية، ونحن فروع منها في العودة الى الكيان والصيغة، ومن الصعب انتاج وطن في يوم ما إلا من خلال نظام سياسي جديد، هذه فقط اشارة لعلهم يفكرون".

وأضاف: "بوحي وارشاد من الراعي الاول لهذا الاحتفال الشيخ ابو محمد جواد وليد الدين اطال الله عمره وصحبه الشيخ امين الصايغ والشيخ ابو سعيد امين ابو غنام وسائر العقلاء، وبقرار مني وبمعية الامير طلال ارسلان والخيرين ومساعدة قيمة من نخبة من ضباط الجيش في القيادة والمخابرات شرعنا في ازالة رواسب السابع من أيار، وها هي جهودنا وجودكم تثمر، لكن المطلوب هو الاستمرار، ليس صعباً علينا، نحن الذين بعد طول انتظار لعقود بل قرون نتيجة لعبة الأمم، نحن الذين تصالحنا مع الجار، ليس ولن يكون علينا بصعب ان نتصالح مع الجار الآخر من الطائفة الشيعية الكريمة بكل فروعها واحزابها، بل وجب علينا حفظ كل جار فوق كل اعتبار. فلعبة الامم بالأمس كادت ان تدمر الجوار، ونأمل أن تنسحب المصالحات في كل مناطق لبنان. لكن يا بني معروف، هناك نقطة سوداء ووصمة عار كبرى خلافاً لتاريخنا وتراثنا، بأن فئة من دروز فلسطين تعاملت عبر عقود ولا تزال بعد الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين، تلك الفئة تقهر وتضطهد وتقتل عرب فلسطين في الداخل والضفة والقطاع، لا بد من جهد سياسي وثقافي واجتماعي استثنائي منا ومنكم ومن دول التطبيع اذا شاءت لنصرة عرب فلسطين واخراج الدروز من عزلتهم، ولا بد للدولة السورية من اعادة فتح حدود الجولان للصداقات كي تعود الروح العربية الى تلك الفئة الضالة لتلتحق بصفاء اهلها المتمسكين بعروبتهم في جبل العرب ووادي التيم وجبل لبنان.

وختم: "اليوم عيد النصر، عيد المقاومة وعيد جميع المقاومين دون استثناء في لبنان، فوق كل الاحزاب والمذاهب، إن المقاومة نهج وفكر ومسار وممارسة وشعار وتراث وماض وحاضر ومستقبل، لها قميصها في كل دور، من الادوار في عالم عربي واسلامي معتدى عليه سياسيا وثقافياً، ومحتل في فلسطين والعراق وافغانستان، تحية من جبل كمال جنبلاط المقاوم، جبل المقاومة والمصالحة الى المقاومة الاسلامية وكل المقاومين في كل مكان. الى عائلات الشهداء والجرحى في الجيش وقوى الامن والابرياء والمجاهدين في المقاومة الاسلامية، الى قيادة حزب الله بشخص امينها العام السيد حسن نصرالله. وتحية الى مروان البرغوتي في سجنه، وهو حر، وبعض الغير في حريتهم سجناء، تحية الى الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع وفلسطين المحتلة. هذه هي خصوصية بني معروف، وآمل ان تكون قد توضحت".

 

 في ذكرى حرب تموز 2006

علي حماده/النهار

التحولات التي طرأت اخيرا على تموضع بعض القوى السياسية، ولأسباب شتى ليس هنا مجال العودة اليها، لا تلغي حقيقة ان حرب تموز 2006 جاءت في جانب اساسي منها في سياق تورط "حزب الله" في حرب ضد اسرائيل نيابة عن جمهورية ايران الاسلامية. كما ان التحولات المشار اليها لا تلغي، ولا حتى تقلل خطورة الاشكالية التي تطرحها مسألة امتلاك الحزب سلاحا من خارج الدولة يؤدي وظيفتين، الاولى قاعدة متقدمة في اطار المشروع الامبراطوري الايراني في المنطقة العربية، والثانية وسيلة لتحقيق مزيد من التوسع على حساب مشروع الدولة اللبنانية، اما لتطويقه واما لاستكمال السيطرة عليه. وفي كلتا الحالتين يبقى مشروع "حزب الله" الذي يخيف قوى سياسية وطائفية في لبنان، مثيرا للازمات ومولّدا لها باستمرار، حتى وان انضمت كل قوى 14 آذار الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تموضعه الجديد المعروفة اسبابه الموضوعية.

وفي ذكرى حرب تموز 2006 التي امعنت فيها الآلة العسكرية الاسرائيلية تدميرا وتقتيلا، لا يمكن التغافل على مسؤولية "حزب الله" الذي كان يتبلّغ طوال شهر حزيران ومطلع تموز 2006 تحذيرات من كبرى العواصم الاوروبية بأن اي عملية يقوم بها ستكون بمثابة الشرارة التي ستتفجّر حربا اسرائيلية شاملة. وكان ما كان في 12 تموز واشتعلت الحرب بأجساد اللبنانيين العارية، وانتهت بمقتل 1300 مواطن نيابة عن الآخرين.

في ذكرى حرب تموز 2006 يهمنا ان نذكّر بأن اللبنانيين جميعا دفعوا ثمنا باهظا لها. وفي النهاية انطلقت عملية التوجه نحو الداخل لقلب الموازين الحساسة والدقيقة، وانتهت الامور بغزوات 7 ايار. وفي كل هذه المرحلة، وحتى في المراحل التي شهدت انفراجات سياسية داخلية لم يبادر الطرف المتورط في الحرب الى اجراء مراجعة نقدية علنية امام اللبنانيين تطمئنهم الى انه لن يقدم على تكرار التجربة نفسها في المستقبل. وإذا كانت طبول الحرب الاقليمية تقرع في كل مكان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي اسرائيل، فإن كل التطورات التي شهدها لبنان لم تؤد الى ضبط قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، انما افضت الخريطة السياسية الجديدة بعد افراغ الانتصار الانتخابي الكبير للتيار الاستقلالي، الى ترسيخ مشروع الدويلة على حساب مشروع الدولة وبقيت مشكلة اللبنانيين مع المستقبل غير الآمن، كاملة. وبقي الشريك المقلق على الدوام على حاله. والحال هنا ان الاذعان لموازين القوى الواقعية قد يزيد الطرف المنفلت من عقاله تهورا تنفيذا لوظائفه الاقليمية والمحلية، وقد يعجل في سقوط مشروع الدولة في لبنان في شكل نهائي لا رجعة عنه.

في ذكرى حرب تموز 2006، نكتشف ان هناك لبنانين متناقضين، ونكتشف ان الخوف من الشريك هو محرك السياسة الداخلية في لبنان. من هنا استحالة ان تكون المصالحات حقيقية ما دام في لبنان فريق يضع المسدس على الطاولة ويقول تعالوا نتحاور ونتصالح! والرجاء كل الرجاء ألا يقع لبنان مرة فريسة الوظائف الاقليمية المتزاحمة على جسده، فينتهي الامر بحرب شاملة ونكبة لبنانية جامعة، وان سماها البعض "انتصارا"!

   

 لبنان يعيش وضعاً شاذاً بلا دستور ولا نظام سياسي

تحوُّل كل مذهب إلى حزب واحد يفتح الباب للأزمات

النهار/اميل خوري     

ما أعلنه الرئيس أمين الجميل في مؤتمره الصحافي الاخير يستحق التوقف عنده لان لبنان في الواقع يعيش منذ سنوات وسط وضع شاذ وفي ازمة نظام فلا دستور اتفاق الطائف يطبق بل يطبق اتفاق آخر هو اتفاق الدوحة ولا النظام الديموقراطي الذي كان لبنان يتميز بتطبيقه خلافا لما هو سائد في عدد من الدول العربية بل يطبق نظام آخر سمي "النظام التوافقي" ولا نتائج الانتخابات يؤخذ بها بحيث تحكم الاكثرية وتعارض الاقلية، بل تحكم المذاهب والطوائف وتدخل في صراعات حول المناصب والمكاسب. فكيف يمكن ان تقوم دولة قوية قادرة ان تحمي الجميع ولا تتولى كل طائفة حماية نفسها بحيث تصبح الدولة دويلات كما كانت من قبل، ويصير مطلوبا من كل طائفة ان تتسلح لتحمي نفسها عندما تشعر ان لا وجود للدولة القادرة على حمايتها، وكيف يمكن دولة ان تستمر بدون دستور وقوانين وبدون نظام يحكم مسارها؟

لقد اعتمد لبنان ميثاق 43 سبيلا للعيش المشترك والشراكة الوطنية ودستور 1927 اساسا للحكم، فكان رئيس الجمهورية هو الذي يشكل الحكومات وهو الذي يقيلها وهو الذي يحل مجلس النواب، وكان زعماء مسيحيون يعارضون تعديل ذاك الدستور ويعتبرونه مقدسا لا يمس، الى ان انتهت الحروب الداخلية في لبنان بتعديله في لقاءات الطائف بحيث اصبح تشكيل الحكومة منوطا بالاتفاق بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية بعد استشارات ملزمة بنتائجها يجريها رئيس الجمهورية لتسمية رئيس الحكومة، ولم يعد له حق دعوة مجلس الوزراء للانعقاد الا بموافقة رئيس الحكومة ولا ترؤس جلسات مجلس الوزراء، الا اذا حضر، مع حرمانه حق التصويت ولا اقالة الحكومة او الوزراء، منفردا ولا حل مجلس النواب الا بشروط تعجيزية، وزالت الشكوى من سوء ممارسة بعض رؤساء الجمهورية صلاحياتهم بحيث لم يعد رئيس الحكومة كما كان يوصف بـ"باشكاتب" او شرابة خرج.

وبانتقال السلطة الاجرائية من رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا، بدأ الكلام على صلاحيات رئيس الحكومة فاعتبرها البعض تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية او تتساوى معه حتى اذا ما اختلفا تعطل سير عمل الدولة، وتعثر احيانا تشكيل الحكومات، وعاد هذا البعض يطالب بتعديل جديد للدستور يحقق توازنا افضل بين السلطات الثلاث، وهو تعديل قد يثير خلافات بفعل النزاع على الصلاحيات بين هذه السلطات، قد لا تحسم الا بحروب جديدة لا سمح الله.

لكن دستور الطائف نظم الحياة السياسية في لبنان لسنوات كما نظمها الدستور القديم وكانت المؤسسات هي التي تحسم الخلافات وليس الشارع وكانت نتائج الانتخابات حتى السبعينات هي التي تجعل الاكثرية تحكم والاقلية تعارض فكان ذلك سببا لتنافس شديد بين اللوائح في كل انتخاب لان من يفوز بالاكثرية تكون له رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة واكثرية الوزراء اذا لم يكن بكل الوزراء ورئاسة المجلس. وكانت المعارضة تحاسب وتراقب وتجعل الشعب احيانا يلتف حولها ويعطيها اصواته في الانتخابات اللاحقة فيتحقق بذلك تداول السلطة بصورة دستورية وديموقراطية، وعندما حل اتفاق الدوحة الموقت محل دستور الطائف ولم يعد يؤخذ بنتائج الانتخابات بحيث تحكم الاكثرية والاقلية تعارض بل يؤخذ بغير ما نص عليه الدستور وبغير ما نص عليه النظام الديموقراطي، وذلك باسم نظام التوافق غير المكتوب وباسم الشراكة الوطنية التي تفرض تمثيل التيارات والاحزاب السياسية على اختلاف مذاهبها انما تفرض تمثيل كل مذهب بزعمائه الحصريين، وهذا يطرح وضعا جديدا لكل مذهب، هل ينبغي ان يكون كل مذهب حزبا واحدا وتزول فيه التعددية؟

الواقع ان زوال التعددية داخل كل مذهب هو الذي ادى ويؤدي الى عرقلة تشكيل الحكومات اذ في استطاعة المذهب الذي يتحول الى حزب واحد او زعامة حصرية ان يفرض رأيه وشروطه على المذاهب الاخرى التي لا تزال فيها التعددية قائمة. فمذهب الحزب الواحد او حصرية تمثيله بزعماء محددين يفرض تشكيل حكومات وحدة وطنية وان لم يكن بين معظم اعضائها اي وحدة، ولا يعود في الامكان تشكيل حكومة من الاكثرية فقط، لان مذهب الحزب الواحد او التمثيل الحصري يحول دون تشكيلها ما لم تتمثل فيها كل المذاهب حتى ولو كان بعضها من الاقلية النيابية التي عليها ان تعارض لا ان تشارك في اي حكومة باسم الوحدة الوطنية او الشراكة الوطنية.

لذلك ينبغي الاتفاق على اي نظام جديد يريده اللبنانيون هل هو نظام جمهوري برلماني ديموقراطي، هل هو نظام شمولي، هل هو نظام رئاسي او نصف رئاسي، هل هو نظام مجلسي، هل هو نظام "الترويكا" او "الدويكا" واذا كان كل مذهب من المذاهب تحول الى حزب واحد او حصر تمثيله بزعماء  محددين، فان هذا ينبغي ان يسري على كل المذاهب كي تتساوى في الوزن، واذا اعتمدت التعددية داخل مذهب او اكثر فينبغي ان تعتمد في كل المذاهب كي يصير في الامكان تشكيل الحكومات بسهولة والعودة الى تطبيق النظام الديموقراطي، واذا صار اتفاق على ان يكون السلاح في يد الدولة وحدها فينبغي ان لا يبقى سلاح خارج شرعيتها والا صار من حق كل طائفة ان تتسلح في اطار "فيديرالية الطوائف" تحقيقا للتوازن الداخلي لان لبنان لن يعيش بلا دستور ولا نظام.

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

نقطتان للاحتكاك بـ"حزب الله": المنظومة الصاروخية والانتقام لمغنية

رندى حيدر/النهار

بعد التقارير التي نشرتها صحيفة" يديعوت أحرونوت" عن تحول فنزويلا قاعدة أمامية لـ"حزب الله"، والمعلومات التي تجمعت عن نية الحزب شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في أميركا الجنوبية انتقاماً لاغتيال عماد مغنية، نشرت الصحيفة أمس مقالاً كتبه مراسلها العسكري أليكس فيشمان تحدث فيه عن النقاط التي قد تؤدي الى انفجار الأوضاع مع لبنان فكتب: "يبدو أننا سنضطر في المستقبل للعودة الى القرى في جنوب لبنان. نحن نعرف ذلك، واللبنانيون ايضاً يعرفونه. فالفجوة بين التصريحات السياسية الصادرة عن المسؤولين في إسرائيل والمسؤولين في حزب الله خلال الأسابيع الماضية والنيات الحقيقية كبيرة للغاية. لا يجوز ان نرتكب أي خطأ، لأن الخطر الذي يمثله حزب الله في جنوب لبنان حقيقي ويتصاعد يوماً بعد يوم. لكن إسرائيل لا تريد في الوقت الحاضر خرق الوضع القائم، وهذه التصريحات تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة في مواجهة لبنان مفادها ان لا فصل بعد اليوم بين الحكومة في بيروت وحزب الله. وكل هجوم يقوم به الحزب في إسرائيل أو في الخارج يتحمل مسؤوليته لبنان كدولة. ولأن حزب الله جزء من حكومة لبنان، فكل حرب ضد حزب الله هي حرب ضد الدولة اللبنانية. في تقدير أوساط إسرائيلية ان ليس من مصلحة حزب الله  اشعال النار داخل إسرائيل الآن، وبحسب الخبراء، فهو مشغول اليوم بالساحة اللبنانية الداخلية وبناء مكانته السياسية بعد فشله في الإنتخابات.

لكن هناك نقطتين دائمتين للاحتكاك قد تؤديان الى حوادث عنيفة على الحدود الشمالية. لقد أوضحت إسرائيل للسوريين عبر الأميركيين أن اعطاء حزب الله صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات وأجهزة رادار يغير الوضع في صورة جوهرية ضد مصلحة إسرائيل. نقطة الإحتكاك الثانية التي تحولت مسألة مركزية في الجدل الداخلي للحزب هي قضية الانتقام لمقتل عماد مغنية. لقد مر عامان ونصف عام على الإغتيال ولم ينجح الحزب في تنفيذ انتقامه الذي سيعيد له قوته. ووفقاً للتقارير الأجنبية جرى القبض على عملاء للحزب في أذربيجان خلال محاولتهم تفجير سفارة إسرائيل. كما القي القبض على عملاء آخرين في القاهرة وفي أماكن أخرى. على رغم ذلك يواصل الحزب التخطيط للعملية الانتقامية، مع علمه بالرد الإسرائيلي. واليوم بعد الحرب النفسية لهذا الصيف، تخشى قيادة حزب الله ادخال إسرائيل حكومة لبنان وشعبه ضمن دائرة ردها. تُظهرالصور الجوية لجنوب لبنان حقولاً زراعية وأحراجاً طبيعية، ولكن عندما نضعها تحت المجهر يصبح المشهد مختلفاً وتبدو القرية قيادة قطاعية لحزب الله مع عشرات المقاتلين ووحدة لسلاح المشاة والهندسة والصواريخ والعبوات الناسفة والراجمات والقناصين. وهؤلاء سيؤدون دوراً مهماً في التصدي للقوات الإسرائيلية الراجلة التي ستدخل لبنان في حال نشوب الحرب(...)”.

 

المعارضة لم تتلقف خطوة جنبلاط بما يكسر الاصطفافات

عقبات متشابكة في معالجة مطالب عون وانعكاساتها

النهار/روزانا بومنصف     

على رغم ان الوضع الداخلي الراهن يسير على ما يرام الى حد بعيد بحيث تتعزز الانطباعات ان البلد يمكن ان يسير من دون حكومة او بحكومة ذات طابع اداري وليس سياسيا على ما تتم المحاولات راهنا في تأليف الحكومة العتيدة، فان ثمة اصرارا من مراجع كبرى معنية على ضرورة الاسراع في انجاز تأليف حكومة تكون قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، واي تحديات يمكن ان تنشأ في المدى القريب. وتبدو هذه المراجع شبه اكيدة من ان العرقلة حتى الآن داخلية، باعتبار ان الانطباع العام هو ان دمشق مستعجلة لتأليف الحكومة قريبا نتيجة استحقاقات داهمة مطلع ايلول المقبل، وبعد انتهاء عطلة الصيف في غالبية العواصم المهتمة، في حين ان الدعم الذي قدمه "حزب الله" الى العماد ميشال عون في شأن مطالبه يطرح اكثر من تساؤل بالنسبة الى البعض، اذا كان هذا الدعم يتعلق بالتحالف الداخلي او ان وراء الاكمة ما وراءها وهو امر يمكن ان يحتاج الى بعض الوقت لكي يتضح فعلا.

وعلى رغم تقاذف الاتهامات في اليومين الماضيين حول عرقلة العماد عون تأليف الحكومة من خلال التشديد على تحقيق مطالبه بسقفها المرتفع، بين قوى 14 آذار و"التيار الوطني الحر" ودخول "حزب الله" على الخط داعما حليفه في هذه المطالب ومنتقدا قوى 14 آذار، فان واقع الامر هو ان كرة العرقلة هي في ملعب زعيم "التيار الوطني" الذي يصر، وفق كل المعلومات المتوافرة، على المطالبة بحقيبة سيادية هي وزارة الداخلية وفق ما ابلغ عبر رسائل نقلها زوار وقريبون منه ومن بعض المراجع بالتزامن مع المطالبة بتوزير الوزير جبران باسيل. وعلم ان المساعي وتبادل الرسائل تواصلت في الساعات الاخيرة من دون ان تصل الامور الى نتيجة، اذ ان ناقلي الرسائل استمروا في محاولة اقناع محدثيهم بضرورة توزير باسيل، في حين ان الموقف الرسمي في المقابل لا يزال غير متحمس لهذا الامر وفقا لما ابلغ الى هؤلاء بالاستناد الى جملة اعتبارات لا تتعلق بباسيل شخصيا بل بمبدأ توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. وهذه الاعتبارات تستند الى عدم جواز هذا الامر، من باب ان المواطنين لم يعطوا باسيل ثقتهم فيتم الالتفاف على ذلك بتعيينه وزيرا، في الوقت الذي يعتبر باسيل عضوا في حزب او تيار يستطيع ان يقدم بدائل، على غير ما هو الواقع بالنسبة الى اي شخصية سياسية مستقلة وغير منتمية الى حزب، اذ ان عدم الفوز في الانتخابات يمكن ان يضع حدا لعمل سياسي ويتم السعي الى محاولة التوزير للمحافظة على الحيثية السياسية.

يضاف الى ذلك ان مبدأ توزير الخاسرين سيفتح الباب على طلب توزير آخرين بما يمكن ان يثير ازمة فعلية بين الفائزين في الانتخابات وعلى مستوى الثقة بالحكومة من الناس. وتفيد بعض المعلومات انه جرت محاولات عدة لتليين المواقف من خلال اقتراح يقضي مثلا بتعيين وزير عوني غير باسيل في السنة الاولى من عمر الحكومة، على ان يستقيل هذا الوزير لاحقا بالتوافق بينه وبين عون، ليحل محله باسيل، اذ كان هناك ثمة خوف من ان يبقى خارج الحكومة التي يرجح ان تعيش اربع سنوات. وشجع على هذا الاقتراح ما يلمسه المعنيون في السلطة من افتقار الوسطاء الى الحجج والذرائع المقنعة في تمسك الجنرال بتوزير باسيل، وان يكن هؤلاء المعنيون يبدون تفهما كبيرا للاسباب الكامنة وراء ذلك.

وبالاستناد الى الرسائل التي وجهها عون عبر موفديه فانه اكد تمسكه ايضا بالحصول على وزارة الداخلية، ويتعامل مع الموضوع على انه ليس سقفا تفاوضيا، على رغم اعتقاد المعنيين الكبار انه في حال اعادة النظر في توزيع الحقائب السيادية فان وزارة الداخلية ستعود من حق تيار المستقبل تحديدا وليس من حق المعارضة اذ ان التوزيع سيلحظ حقيبتين سياديتين للاكثرية وواحدة لرئيس الجمهورية وواحدة للمعارضة، ذلك ان اتفاق الدوحة حين ارسى التوافق على الحقيبتين الامنيتين من ضمن حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، راعى الحساسيات الطائفية، بل المذهبية، من اجل ازالة ما يمكن من رواسب في تأثير الطائفة السنية او الطائفة الشيعية او احداهما على الاخرى من خلال الوزارتين الامنيتين، علما انهما ترتبان مسؤولية كبيرة، بل هائلة على رئيس الجمهورية.

فمن يتنازل لمن؟ وكيف؟

يعتبر كثر ان العماد عون سعى من خلال مقاربته للموضوع الى حشر كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لكي يظهر في موقع من يسجل النقاط عليهما معا اذا رسا الاتفاق النهائي على توزير باسيل، على رغم ان ايا منهما لم يدل بموقف علني من هذا الموضوع، علما انهما لم يخفيا موقفهما المبدئي على الارجح في الاتصالات او اللقاءات المباشرة امام موفدي عون. ولكن من غير المستبعد ان يغطي رئيس الجمهورية اي صيغة حل يعتمدها الرئيس المكلف في هذا الاطار. الا ان مقاربة عون ساهمت في تعقيد الموضوع بدلا من تسهيله، في وقت لم يخف المعنيون انفسهم ان المعارضة اجهضت امرا مهما بعدم ملاقاة النائب وليد جنبلاط في موقفه الاخير، واتخذت موقفا شامتا وساخرا من موضوع رسم جنبلاط مسافة جديدة بينه وبين قوى 14 آذار الى حد ما، الامر الذي اثار استياء كبيرا كان سيتم الرد عليه، في حين ان نصائح وجهت الى اركان المعارضة بالمسارعة الى التقاط خطوة جنبلاط وملاقاته في منتصف الطريق من خلال الاسراع اولا في تأليف الحكومة، وترجمة ما يقوم به عمليا، اي كسر الاصطفافات وازالة الحواجز، وهو امر لم تتلقفه المعارضة وفق ما يجب.

 

الوزير باسيل وثقة اللبنانيين

١٥ اب ٢٠٠٩ / النهار

مروان اسكندر

كل أسبوع أو أسبوعين يلجأ الوزير جبران باسيل الى التصريحات عن انجازاته. وعندما نصح الزعيم سليمان فرنجيه الجنرال ميشال عون بعدم الاصرار على توزير صهره جبران باسيل، قال الاخير ان استثناءه من الوزارة يهز ثقة المسيحيين.

حضرة الوزير،

حبذا لو كان تقويمك في مكانه، ونرجوك التفضل بالإجابة عن الوقائع الآتية:

يوم الخميس 4 آب انقطع الاتصال بالهاتف الخليوي مدة ثلاث ساعات. خلال هذه الفترة حاولت الاتصال برقمين لأشخاص لي أتعامل معهم. بعد 15 اتصالا بأحد هذين الرقمين تم الامر لكن الاتصال لم يستمر سوى دقيقة واحدة ثم انقطع، اما الرقم الآخر فاقتضى 20 اتصالا من دون جدوى.

وتكرر الامر ذاته يوم الجمعة 7 آب، فتوقفت الاتصالات مع الداخل او مع الخارج مدة ساعتين.

قبل الانتخابات النيابية اعلنت، حضرة الوزير، ان كلفة المخابرات ستخفض بنسبة 14 في المئة، وان رسم الاشتراك الشهري سيخفض ايضا، وتفاءلنا خيرا. ولكن بعد مراجعة ارقام استحقاقات شهر تموز تبين لكل المشتركين ان الخفوضات لم تعط مفعولها لان التقطيع اهدر من موارد المواطنين وأوقاتهم اكثر بكثير من وعود خفض كلفة التخابر.

عام 2001، قرر الرئيس رفيق الحريري استعادة رخصتي الهاتف الخليوي للدولة. وكانت مبادرته هذه بسبب انتقادات الرئيس اميل لحود وممثله في الحكومة آنذاك، جان - لوي قرداحي، لهيكلية الشركتين الحائزتين الرخصتين. وكانت النتيجة، وبجهود الوزير قرداحي، اعادة تلزيم تشغيل الخطوط لشركتين هما شركة "اوراسكوم" المصرية التي استحوذت على شبكة شركة "سيليس" وصار اسمها شركة "ألفا" وشركة "زين" الكويتية التي تولت شبكة "ام تي سي"، وكلتا الشركتين تحوز شبكات دولية جعلتهما شركتين عالميتين في مجال عملهما.

ومن المعلوم ان عقود التشغيل تفرض على المشغل تأمين الاتصالات على افضل وجه، لكن الاستثمارات المطلوبة لتحسين الشبكة وتوسيعها يفترض ان تستمر على مسؤولية الدولة ولحسابها. اما الشركات فدورها وضع الدراسات والتصاميم، اضافة الى دور تشغيلي فني وتحصيلي لمصلحة الدولة في المقام الاول في مقابل رسوم تتقاضاها الشركتان على مستوى 4،5 ملايين دولار شهريا لكل شركة. وتاليا، بقيت مسؤولية عقود الترفيع وبرامج العمل مع الوزارة.

ايام تولي الوزير قرداحي وزارة الاتصالات وخلال العهد الممدد للرئيس لحود، لم تحسن الحكومة الشبكة ولم تطورها، واستمرت في تحصيل اعلى رسوم للتخابر في منطقة الشرق الاوسط، بل في العالم. والواقع ان رسم الـ 6،6 سنت عن كل دقيقة تخابر لحساب الدولة يفوق رسوم التخابر الاجمالية عن الدقيقة في سوريا وفي الاردن، وبالتأكيد في مختلف انحاء دول الخليج.

حضرة الوزير باسيل،

لبنان ادخل خدمات الهاتف الخليوي عام 1994، وكان سباقا في هذا المجال في الخدمات التقنية المتقدمة. ومن بعده ادخلت الاردن هذه الخدمات بواسطة القطاع العام، وبعد ثلاث سنوات استدرجت عروضا من ثلاث شركات خاصة تولت مسؤولية هذا القطاع، فكانت النتيجة ان عدد المشتركين في الاردن ارتفع الى أربعة ملايين مشترك، علما بان معدل الدخل الفردي في الاردن اقل من نصف معدل الدخل الفردي في لبنان. وعلى رغم ان رسوم التخابر في الاردن هي اقل من نصفها في لبنان، فقد حقق هذا البلد مداخيل تفوق ما تحقق في لبنان. كما ان شبكة الاتصالات الاردنية تحسنت وتوسعت باستمرار، وهذا ما حصل ايضا في سوريا حيث الهاتف الخليوي تشغله شركة خاصة لطرف لبناني نسبة من ملكيتها.

ربما غاب عن الوزير باسيل ان عددا كبيرا من المصارف اللبنانية ادخل خدمات عدة لزبائنه تعتمد على الاتصالات الخليوية، ويبلغ عدد اللبنانيين الذين يستخدمون هذه التسهيلات اكثر من مئة الف، فكيف للوزير ان يبرر انقطاع هذه الخدمة وإعاقة اعمال مئة الف لبناني ولبنانية في التعامل مع مصارفهم ساعات خلال يومين محددين، ناهيك بتقطع اعمال مئات آلاف المشتركين واتصالاتهم خلال اوقات التعطيل... بالتأكيد ثمة ايام اخرى تم فيها التعطيل، ومن المنتظر ان نشهد اياما اضافية من هذا القبيل لان عمليات التحسين التي اعتمدت حديثا - قبيل الانتخابات النيابية وخدمة لأغراضها – لم تنجز على شكل متكامل حتى تاريخه، بل ان البرامج التنفيذية التي اصر عليها الوزير باسيل اعتبرتها الشركتان غير واقعية، وهو لم يستشر، كما يفترض، الهيئة الناظمة للاتصالات في أي برنامج.

وهل يعلم الوزير ان هناك شركات لبنانية تعمل على نطاق دولي في مجالات الاتصالات، وترابط شبكات الانترنت، وبرامج الادمغة الالكترونية، كانت ترغب في تأسيس مكاتبها الرئيسية، التي توفر مئات الوظائف المجدية، في لبنان، لكنها تمنعت عن ذلك لسببين رئيسيين: الكلفة الباهظة للتخابر من لبنان وفي لبنان من جهة، والبطء الكبير في خدمات الانترنت، اضافة الى ارتفاع تكاليف هذه الخدمات.

ألم يكن في وسع الوزير انجاز تحسينات على الصعيدين كي تتأمن مئات الوظائف لشبابنا وشاباتنا، وكي يصير لبنان مركز اتصالات رئيسيا في منطقة الشرق الاوسط؟

قبل سنوات، اعتمدت كوستاريكا سياسة تجهيز البلد بأفضل وسائل الاتصالات، واعتمدت التقنيات الحديثة والتطوير المستمر، واستخدمت افضل شركات الاتصالات لتكريس هذا البلد الصغير في القارة الاميركية كمركز اساس لاتصالات بلدان القارة وشركاتها، وكانت النتيجة ارتفاع دخل الفرد بصورة متواصلة ومجدية اذ حقق هذا البلد الصغير معدل دخل سنويا للفرد يفوق ثمانية آلاف دولار في مقابل معدل ستة آلاف في لبنان. وعندما اعتمدت كوستاريكا هذه السياسة قبل عشر سنين وتزيد، كان دخل الفرد نصف مستواه في لبنان.

لبنان يعيش ويزدهر بفضل جهود ابنائه العاملين في الخليج العربي والقارة الافريقية، وفي بلدان الكتلة الشرقية سابقا، فضلا عن عدد من اصحاب الشركات الكبرى الذين ارسوا قواعدهم في بلدان اوروبية مثل ايرلندا وسويسرا وفرنسا واليونان، وجميع هذه الشركات تحتاج الى تواصل موظفيها وإداراتها بفاعلية واستمرارية. وكان في ود غالبية المسؤولين عن شؤونها العمل من لبنان لو كانت الاتصالات فيه حديثة ومعقولة الكلفة، وكانت العراقيل الادارية والقانونية اخف وطأة على مبادرات رجال الاعمال القياديين.

الكل يعلم ان جبران باسيل مهندس ناجح، والبرهان ساطع من انجازه ابنية حديثة عدة بتكليف من "حزب الله" لتأمين المساكن اللائقة لمن تهدمت منازلهم في حرب 2006. لكن النجاح في الهندسة وانجاز العقود الرضائية لا يعني النجاح في الوزارة، والبرهان واضح وساطع على الصعيدين. وتاليا، عدم توزير جبران باسيل لن يصيب المسيحيين بصدمة على الاطلاق.

 

 لكم عروبتكم ولنا عروبتُنا 

المستقبل /١٥ اب ٢٠٠٩

بول شاوول

حروب بعض الأنظمة "العروبية" والصهيونية (وأميركا) وعبر ميليشيات طائفية وايديولوجية و"قومية" و"لبنانية" أحرقت على امتداد العقود الماضية مجموعة من الظواهر السياسية والفكرية الناجية أو المعززة أبرزها: فكرة العروبة التنويرية، ولبنانَ السيادة "العروبي طبعاً" ومجمل "اليسار" وتالياً اليمين (أي الحياة السياسية) وصولاً إلى القضية المركزية.

والذي تَتَّبع وعاش وعانى وشّهِدَ مسارَ الحروب منذ 1969 وحتى اليوم (ونحن منهم) يعرف جيداً هذه التحولات والانقلابات التي سجلًَت من ضمن محاولات قتل كل ما هو مدني، وجمهوري واستقلالي وقومي (عروبي) ولبناني: والهدف الذي وضعته "الوصايات" المتتالية (والمتصارعة علينا!) نُصبَ "براثينها" هو تقطيع البلد كانتونات "انعزالية" طائفية أو مذهبية ليتاح لها، عبر ذلك، استفراد كل حزب أو مذهب أو فئة أو طائفة على حدة، فتتحول مجموعة شذرات مبتورة ومتحاربة.

والى الجيوش الجرارة التي "أمّتنا" وكذلك المنظمات الوافدة مع بعض الأنظمة، تُضاف الميليشيات المصنوعة والمجبولة بأيدي هذه الجهات الخارجية من دون أن ننسى الأصابع الاسرائيلية المعقودة الخناصر والبناصر من تحت الطاولات والمجازر مع هذه الأنظمة التي لم تنِ عبر تجييش الطوائف بزعمائها "العملاء" الخُلّص هنا وهناك والمتقلبين بعمالتهم تحت اغراء الأموال أو السلطة او النرجسيات الفردانية الشخصانية والجماعية، لتضع كل طائفة أو جهة في مواجهة الأخرى: يا قاتل يا مقتول! لتبقى هذه المقولة مُطبقة على جثة لبنان والسياسة والعروبة...

فدور الميليشيات (كلها) (والقارئ عرفها وخبرها بكل اجرامها ولصوصيتها وفسادها وبربريتها وجنونها) لم يقتصر فقط على تحقيق التقسيم المادي والمعنوي بسلاح خارجي، هنا وهناك، بل تعدى الى اعدام اولاً فكرة لبنان كشعب وكدولة وتاريخ وحضارة: فهذا اللبنان الذي لم يعد موجوداً بالنسبة اليها بل لم يكن موجود اصلاً (تقول الوصايات العميلة لاسرائيل ضمناً او علناً) فهو وَهْم: لا حدود له: حدوده من حدود اسرائيل (الكبرى التوراتية العوذ بالله) وحدود هذه الوصاية القريبة أو البعيدة، العربية أو الغريبة فكأن حدود لبنان امحَّت وذابت في حدود كل الوافدين الينا بالمال والسلاح ولغة القتل والالغاء، والاداة هي الميليشيات التي بالمجازر رسمت حدودها المذهبية وبالطائفية قضت على "اللبنان" (او اللبنانية)، عندما وضعت طوائفها (خدمة للخارج) فوق لبنان اسماً وعنواناً ووحدة وعلاقة فكأن التاريخ اللبناني الذي شطبوه بالدم من قاموس العالم يبدأ مع كل كانتون. أو مع كل "طائفة" عبر ميليشياتها العميلة.

فأولى ضحايا الميليشيات جبلاً وساحلاً وغرباًَ وشرقاً هو لبنان، بحيث صار عندنا "جمهوريات" أو "ممالك" يتبوأها قطاع طرق وقتلة وجَهَلَة ولصوص ومتعصبون جَرّوا طوائفَهم اما بالقوة أو بغسل الأدمغة في مخططات الغاء وطنهم وضمّه الى كل الوافدين ليحولوا شعبهم الى مجرد عميل يَشبههم! ويمكن أن تستعرضوا ايها القراء وجوههم واحداً واحداً: غربان الدم!

ونظن انه عندما تنتفي "اللبنانية" المتمثلة بوطن ذي حدود معروفة، وبشعب موحد، وبتاريخ وبدولة وبديموقراطية فهذا يؤدي قطعاً الى انتفاء العروبة. فكيف يجمع هؤلاء الطائفيون "اليساريون" (!) وغير اليساريين! واقطاعيو المذاهب والمناطق والعصائب والشذاذ بين "عروبة" تغمر الأمة العربية كعباءة واسعة يحتمي بها الجميع (الأقليات واليسار واليمين والليبراليون والمسيحيون والمسلمون وغير العرب..) وبين عقولهم الكانتونية التقسيمية: فهل يكفي ان نرفع شعار "عروبة لبنان" على سطوح الميليشيات وهل يكفي ان "نتغرغر" بكلمة عروبة لكي نصدق هؤلاء بأنهم عروبيون او عروبيون بمضامين تقدمية وديموقراطية وسياسية؟

فهؤلاء الطائفيون المُمَلْيشون يداً وفكراً (حتى الآن) والذين ضربوا فكرة الكيانية اللبنانية نفسها، هم الذين ضربوا بذهنياتهم وممارساتهم العروبة نفسها، عندما باعوا الاثنتين: اللبنانية والعروبية للوصايات فصارتا تعنيان ذرائع لهذا النظام العربي او ذاك ان يستخدم هذا الشعار لاحتلال لبنان او للهيمنة عليه تحقيقاً لمخطط أميركي اسرائيلي أحياناً، او لمخططات اخرى. "فاللبنانية" عنت عند بعضهم اللجوء الى "الغير" من اجل التسلط، والعروبية عنت عند آخرين الاستيلاء على البلد تحت رعاية خارجية: والاثنتان "اصابتا" البلد والسيادة والديموقراطية: واذا اعتبرنا من خلال انتمائنا غير الطائفي للعروبة انها كجوهر وتاريخ ليست لا دينية ولا مذهبية ولا فئوية عرفنا ان الميليشيات والأنظمة التي تقنًّعت بالعروبة كذريعة.. هي التي اصابت جوهر العروبة، تماماً إصابتَها قوى الأمر الواقع الأخرى "اللبنانية".. مفهوم "اللبنانية" المتعددة دينياً وايديولوجياً وسياسياً.

واذا عرفنا ان الأنظمة "الثورية" عندنا (العوذ بالله) التي تسلقت العروبة للوصول الى السلطة، هي التي ضربت "فكرتها" ومضمونها وتاريخها في اقطارها فوصلت بها الأمور اليوم الى نفي جماهيرها (عبر القمع والتسلط) لتصير بحمده تعالى أنظمة "مذهبية" او عائلية او مناطقية، عرفنا ان هذه الأنظمة نفسها "اغتالت" فكرة العروبة في لبنان عبر ميليشياتها "المذهبية". وعبثاً نصدق بعض هؤلاء عندما يستذكر الكبير الكبير عبد الناصر.. وقد اغتاله بطائفيته مئات المرات (مفهوم؟مفهوم! برافو)، وعبثاً نصدق هذه "الأنظمة" "الجينية" المذهبية عندما تذبح العروبة في بلدانها.. وتكمل ذبحها في لبنان باسمها ومن اجلها: فيا لهذا الانتماء القاتل!

ولا نظن انه عندما تتضارب فكرتا العروبة كمحتوى وانتساب تاريخي متحول، واللبنانية كتجربة متميزة (برغم شوائبها) يمكن ان يبقى يسار رسمي او يسار جديد او أحزاب ديموقراطية، أو يمينية، أو ليبرالية. فالعروبة اولاً وأخيراً كتجسيد هي الدولة وكذلك اللبنانية وهما اختبارات لا تنتهي من الأفكار والايديولوجيات والأحزاب والكتل التاريخية وغير التاريخية والحراك السياسي المتمثل بيمين أو بيسار أو بوسط.. أو حتى بطائفية (حزبية) لا يعود له مكان: يذوب في هيولى الطائفية والكانتونية واللاعقلانية واللا اختيار (باعتبار الطائفية هي اللاخيار الواعي بامتياز! أو الغيبوبة العقلية بامتياز) وكلنا يعلم، ان صعود الحركات السياسية المتعددة في لبنان منذ بدايات القرن الماضي ترافق أصلاً مع ولادة الدولة اللبنانية وان تحت انتدابات ومن توفر حدود دنيا من الديموقراطية والحرية: وهذا ما ادى الى تبلور مجتمع مدني أولاً، ومن ثم مجتمع تعددي برزت فيه الأحزاب اليسارية (الحزب الشيوعي) والقومية (على اختلافها: العربية، السورية، اللبنانية) وتعززت عبر ذلك تجارب حزبية واضحة بين يمين ويمين وبين يمين ويسار وصولاً الى تطور هذه البنى والأفكار في منتصف الستينات عندما افرزت يميناً معتدلاً او وسطاً او يساراً جديداً (منظمة العمل الشيوعي) أو قومية عربية (البعث والمنظمات الناصرية). اذاً فورة عروبية ولبنانية وايديولوجية عرفها لبنان وبات يسمى "مختبر" الشرق، وبات عبر الصراع السلمي وفي ظل "دولة" مختلفة عن الأنظمة المجاورة. كاسرائيل بعنصريتها وفاشيتها ومذهبيتها والأنظمة العربية كظواهر دكتاتورية قمعية تقّنعت بالعروبة أو بالاشتراكية أو بالقضية الفلسطينية لتقمع شعوبها وتقضي على هذه الانتماءات لصالح طغيان مذهبي سافر أو مُضمر.

فالدولة الديموقراطية في لبنان اتاحت حرية نسبية وتنوعاً والدولة الدكتاتورية في الجوار العربي اعدمت التعددية السياسية (الحزب الواحد فالجبهة العريضة تحت ظل الحزب الواحد، فالمناطقية، فالمذهبية، فالعائلية: فيا لهذه التقدمية التسلسلية البوليسية الرائعة!).

وفي الوقت الذي جوًّفت فيه هذه الأنظمة مجتمعاتها وقضت على كل حراك فكري (حر) واختلاف لتهيئ البنى التحتية (الشعبية) للاتجاهات الدينية او المذهبية ها هي تتنقل بتجاربها الاستبدادية الى لبنان، هرباً من مشاكلها وهرباً من مواجهة العدو الاسرائيلي، وهرباً من ازماتها... (ولا نتكلم هنا على نظام بعينه بل على أنظمة (ثورية متشابهة باذنه تعالى!) وكان اول همومها فكرة العروبة العلمانية (والعروبة علمانية ولا شيء آخر: والمذهبية عدو العروبة يا بتوع عروبة آخر زمان) عبر ضرب فكرة "اللبنانية" التعددية تحت مظلة الدولة، ومن خلال ذلك وعبر الحروب والمجازر والاغتيالات والتهجير والتهديد وادوات الاعدام التي هي الميليشيات، نحرت الحياة السياسية المتمثلة بالصراع الفكري لتُحِلًّ محلها صراعاً مذهبياً، وهمياً: يُلغي تعددية اليمين واليسار ومشتقاتهما. والغريب ان ينخرط اليسار اللبناني بفصائله واحزابه في هذه العملية الانتحارية: فكأنه عندما انخرط (أو أُجبِر بعضه على الانخراط) في هذه الملحمة الدموية الغيبية كان من حيث يدري او لا يدري يساهم في نحر ذاته خصوصاً عندما تماهى تماهياً، مطلقاً مع سياسة تلك الأنظمة العربية المتناحرة عندنا، بعدما تحولنا ساحة لهم بلا وطن ولا دولة ولا نظام ولا سلطة... ولا شعب!

والذي يتابع اليوم واقع هذه الأحزاب يكتشف انها في أوهى أحوالها وأوهنها بحيث يكاد ينعدم وجودها الفعلي بعدما اشرقت في افكارها على امتداد عقود طويلة وفي ظل الدولة التي ساعدت على تدميرها بالتآزر مع اليمين والأنظمة العربية واسرائيل وراعيتها اميركا وصولاً (في الماضي) الى اتحادنا السوفياتي المجيد. فهذا الأخير لم يتجنب التواطؤ مع قوى الأمر الواقع (كاميركا واسرائيل) وربما اعطى الضوء الأخضر والسلاح والمال لتعزيز الانقسام العمودي خدمة "لدوره" المتآكل، او خضوعاً لمتطلبات الواقع الضاغط.. ومصالحه.

لن نخوض في هذا الأمر طويلاً لضيق المجال، ولكن يمكننا ترداد ان لبنان الكيان والدولة والشعب والحدود والسيادة، تعرَّضَ لمؤامرة جماعية دولية فبقي يتيماً او وحيداً كالملك لير بعدما تخلى عنه اهلوه.. وذووه.. واصدقاؤه واجتمع عليه اعداؤه فألغي كل ما هو سياسي بفضل الوصايات، وبفضل الضخ المتواصل لسموم الطائفية والدعوات المتكررة لابقاء البلد مجرد شذرات لا أمل بتوحيدها... لأنها تعيش (وما زالت) حروب الآخرين واطماعهم.. بعض الميليشيات المتبقية!

واذا كانت "العروبة" و"اللبنانية" والصراع السياسي والفكري (الديموقراطي) الذي تجلّى بين اليمين واليسار قد دمرت تماماً لمصلحة الافرازات الطائفية والوصايات الاستعمارية فان القضية الفلسطينية ايضاً كانت الضحية الأخرى في هذه التناقضات. والخطأ لا يقع وحده على من هم "اعداء" القضية (وهم كثر خصوصاً الذين يرفعون شعارها) بل على اهل القضية بالذات واقصد المنظمات التي بدلاً من ان تتحرك تحت اجماع شعبي لبناني ودولة قوية مستقرة تحميها، ها هي تساعد على هدم الهيكل وتفسيخ المجتمع، والانخراط في اللعبة الطائفية ظناً منها ان ذلك يتيح لها ان تخترق التناقضات وتلعب عليها صوناً لوجودها وسلاحها ودورها. وكما انقسم "الشعب اللبناني" على قضاياه انقسمت "الثورة الفلسطينية" على قضيتها بين تنظيم ينتمي الى النظام "العروبي" (المزيف) او الى ذلك الدولي او سواه.

فبات عندنا ثورات فلسطينية تنهش الثورة وكل "ثورة" لها فصائلها المرتبطة بالأنظمة التي باسم فلسطين والثورة والشعب صَفَّت من موقعها القضية نفسها، بحيث شاركت بعض الفصائل الفلسطينية في تصفية المقاومة الفلسطينية في لبنان خدمة لجهات "عربية" تخدم جهات اسرائيلية: تخدم جهات اجنبية (ونتذكر اسقاط تل الزعتر، من دون ان ننسى ان ما تبعه هو الغزو الصهيوني للبنان لتدمير المقاومة (1982) وما تلاه من حروب المخيمات حتى تضعضع وجود المقاومة ومعها القضية والقيادة.. في انقسامات تشبه طبعاً الانقسامات اللبنانية والعربية والدولية.

نقول اكثر: ان اخراج "العروبة" من التجربة اللبنانية التعددية وديموقراطيتها (النسبية) وافُقها الثقافي والنضالي والسياسي افقدها الساحة الأخيرة لنموها وتجاوزها استيعابات الأنظمة الاستبدادية ومحاولات ربطها بالظواهر الدكتاتورية والتقسيمية والاحادية. ونظن ان حروب هؤلاء (الأنظمة واسرائيل) على لبنان لم تكن الا حروباً على العروبة الحضارية الانسانية المنفتحة والحية ذات القيم الاجتماعية والسياسية المدنية وكذلك على المجتمعية اللبنانية المتعددة والدينامية مما ادى قطعاً الى اعلان الحرب عل كل فكر علماني او يساري او يميني او ليبرالي. وكأنما حروب الأنظمة "الطائفية" في عالمنا وحروب اسرائيل العنصرية كانت تستهدف ذلك اللبنان المختلف بمفهومه لعروبة رحبة، وللبنانية متسامحة ولحياة سياسية متفاعلة باضدادها واختلافاتها!

وهذا ما حاولت 14 آذار نقضه: العودة الى العروبة الحية الشعبية الديموقراطية (التظاهرات التي اكتسحت الشوارع في 14 و8 آذار، والتي كانت ممنوعة ايام "عروبة" تلك الأنظمة دليل على ذلك: وعندما قلنا في احدى مقالاتنا ان "العروبة تولد اليوم في بيروت في ساحة الشهداء" كنا نعني ما نقول لا سيما وان كثيرين مما "عادوا" العروبة في أيام الحروب وما قبلها، اعلنوا بطريقة ما عروبتهم، كمواز للبنانيتهم وكذلك لاعترافهم بالصراع السياسي الفكري. والحمدالله اننا بتنا نسمع بعبارة "يسار" ويمين بعد تسلم 14 آذار الحكم.. في كل محاولات رده عن العروبة وعن اللبنانية وعن الحياة السياسية بمناح انقلابية مصدر قرارها عند دول عربية مجاورة وأعجمية.

اليوم، تحاول بعض الوصايات (كما حاولت على امتداد سلطانها، وحتى في عهد ثورة الاستقلال) ان تعيد كل شيء الى الوراء عبر محاولة فصل بين العروبة واللبنانية: فها هم ينتزعون عروبتنا من جديد ولبنانيتنا من جديد بفصل هذين المكونين الاساسييين ومن ثم بفصلهما ايضاً عن الديموقراطية والاعتراف بالدولة والسيادة والاستقلال. عودة حليمة الى عاداتها القديمة لكن هذه المرة لتفكيك تآلفات منسجمة بغية استرجاع عهد استقراد لبنان عبر استفراد كل حزب او طائفة لتعزيز الانقسام وعندها لاستثارة حاجتنا الملحة الى من ينقذنا من انفسنا: او لم يكن تلك خطة كل الوصايات التي مشت على حياتنا وجُثَثِنا ودمائنا وسيادتنا وحرياتنا!

وها بعضهم (مغيراً البوق الصادح) ومن هنا وهناك، وتلبية لهذه الوصاية او تلك يحاول اتهام نصف اللبنانيين بعروبتهم (وهو لم يكن عروبياً لا في ايام الميليشيات ولا في أيام اخرى سوى في لحظات مضيئة اطفأها بعينيه): اذاً عودة الى سياسة التخوين وهذه المرة بالعروبة.. وكذلك باليسار (فما اجمل اقطاعيات الطوائف عندما ترفع مناجل اليسار وانجلز وماركس من دون ان تنسى عبد الناصر ولم لا الوصايات التي اجهزت على كل ذلك).

على هذا الاساس، على اللبنانيين الاستقلاليين مهما شهدوا من تحولات وارتدادات عند بعضهم، وعند العديد من الذين تحولوا من "ديوك صياحة" في 14 آذار الى "دجاج مذعور" في 8 آذار الا يلجأوا الى ردود فعل "طائفية" او يأساً بل المطلوب من تلك الجماهير المليونية ان تعرف، واياً تكن الظروف اوالتبدلات المقبلة، انهم خميرة هذا الوطن السيادي، العروبي، الديموقراطي، وان التضحيات التي بذلوها والشهداء الذين قدموهم على مذبح هذه الأرض، لم يذهبوا سدى!

الظروف الآتية صعبة. نعم! ولكن متى لم تكن ظروفنا اصعب في ظل هذه الوصايات البربرية.. وصولاً الى برابرة التوراة!

 

عراضات عون مسألة قرار واسقاط 14 اذار قيد التجربة؟! 

١٥ اب ٢٠٠٩ /المصدر : الشرق

 الفرد نوار

من صلب الاستبعادات السياسية القائمة حاليا، تخلي حزب الله عن حليفه ميشال عون . وبالتالي تخلي الاخير عن مطالبه بالنسبة الى نوعية وحجم توزير تكتل التغيير والاصلاح، طالما ان مصلحة الحزب تكمن في استمرار عون حالا خارجة على المألوف. وطالما ان رئيس التيار الوطني الحر يهمه اولا واخيرا اثبات نظريته في المشاركة في الحكم ولو على حساب الدستور والقوانين والانظمة والاعراف مؤيدا على العمياني من حزب الله.

الذين يقولون ان التشكيلة الوزارية المتفق عليها (15-10-5) قابلة لان تبصر النور، لم يستوعبوا الى الان ولن يستوعبوا بعد ان الشغل الشاغل لمن يحرك عون من وراء كواليس حلفائه، هو تأخير اعلان الحكومة بذريعة او من دونها الى حد استمرار التشنج اطول فترة ممكنة!

اما الذين يقولون ان "لا حكومة في الافق" قبل النزول عند رغبات عون، بل نزواته، فانهم يفهمون حقيقة مراميه، خصوصا انه عندما يدعي لنفسه القرار الفصل فهو يقصد افهام خصومه ان الانتخابات النيابية جاءت بلا فائدة "ولا تشجع على استخدام الاكثرية اكثريتها، بل انها غير قادرة على التصرف بالقوة الدستورية التي في حوزتها؟!"

هذا الكلام قد تكرر وسيقال منه وعنه الكثير، في حال تشكلت الحكومة بموافقة ميشال عون. فيما هناك من يجزم بان اية تشكيلة لا ترضي المعارضة بحسب شروطها لن تبصر النور، خصوصا ان "زخم الاكثرية قد ضاع امام الخوف من ان يتكرر مشهد السابع من ايار 2008 ومعه مشاهد السلاح والترويع والاجتياحات التي جعلت البعض يغير لون جلده طائعا مختارا، كي لا يذهب فرق عملة سياسية؟!

في ما اورده الامين العام لحزب الله السيد حسين نصر الله امس في ذكرى انتهاء حرب تموز، مؤشرات داخلية غير مشجعة ولا توحي بان امورنا السياسية العامة تتجه الى انفراج غير مشروط. وثمة من قد فهم من حديث المناسبة "تذكيرا واقعيا بما يتطلع اليه الحزب والحلفاء وقوى 8 اذار" مع الاخذ في الاعتبار بعض الفقرات التي من الواجب اخذها كمشروع نظام جديد في لبنان، لا مجال امام احد لان يدعي عكسه (...)

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان "فكرة حكومة اللون الواحد التي راودت ولا تزال بعض اركان قوى 14 اذار" قد طرحت في اجتماعات تقويمية اخيرة، بمستوى ما طرح لجهة تخلي الرئيس المكلف سعد الحريري عن التكليف، حيث يرى البعض "ان من الافضل له ترك السلطة طالما انه غير قادر على التحكم بمفاصلها وفي توجهاتها". وهذه النظرة التشاؤمية الى تطورات مهمة التكليف محسوبة بدقة متناهية، حيث لكل حل سياسي حساباته وابعاده في حال كانت الغاية الاحتكام الى رأي ميشال عون في نهاية المطاف الحكومي؟!

وعندما يزعم عون انه مستهدف في المشهد السياسي التعقيدي والتصعيدي، فان من يعرف طريقة تصرفه لا بد وان يفهم ان لا مجال امام تحييده وهذا مرتبط حاليا ولاحقا بتحالفه مع حزب الله، اي ان على من قد يفكر في تخطي عون ان يضع في حسابه فكرة تخطي حزب الله وهذا وارد ولو بصعوبة سياسية فيما هناك من يجزم بضرورة اعتماد خيار التخطي"لانه في حال لم يحصل اليوم فلا بد من اعتماده غدا او بعده"!

وطالما ان عون لن يتخلى عن خياراته وعن فكرة اثبات وجوده بمختلف وسيلة متاحة، فمن الافضل معرفة الى اين يمكنه الوصول في عراضاته الكلامية، في حال كان هناك من يؤكد ان الاسوأ قد يترجم بواسطة حزب الله حيث وسائل الاعتراض مختلفة تماما. غير ان تكرار العمل بموجبها في مرحلة ما بعد اثبات قوى 14 اذار اكثرية لا غبار عليها، لن يكون بالسهولة التي جربها الحزب في ايار من العام 2008 (...)

اين الضرورة التي تتطلب الانجرار وراء حلول سياسية احلاها مر؟ المطلعون على واقع البلد يتحدثون دائما عن الاسوأ، ليس لان لبنان في دائرة الزلازل الاقليمية والدولية، بل لان الدولة فقدت بريقها وقل من لا يزال مؤمنا بانه في دولة مؤسسات وانظمة وقوانين؟!

 

تجربة "حزب الله"؟! 

المصدر : الشرق / ١٥ اب ٢٠٠٩

  ميرفت سيوفي

لولا أنّ الكلام منسوب إلى نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، لظننتُ أنّ المنعوت بكلّ هذه الصفات، "نبيّ من أنبياء الله المرسلين الصالحين" لا حزب سياسي يمتلك "جبخانة" صواريخ، وغامر عام 2006 بخطف جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية، مكتفياً يومها بنصيحة رئيس وزراء أخرق وأبله وفاسد بعدم تجريب "حزب الله"، ونظّر نوابّه على شاشات التلفزة ب-"اعتدادهم" المنفّر طوال ليلة القصف الأولى: بأن الحرب لن تقع وما تقوم به إسرائيل من تدمير للأوتوسترادات والجسور، ليس أكثر "من فشّة خلق" ويرسمون على وجوههم تلك الابتسامة الباردة، لم يصدّقوا أنها الحرب، حتى أدرك الخراب مربع حزب الله الأمني في الضاحية وحوّله إلى كومة ركام.. وعمّ الخراب لبنان..

وفي أيلول العام 2006 ومن على تلال الخراب قيل لنا أن النصر كان إلهياً إلى حدّ دفع الرئيس السوري إلى إلقاء خطاب الانتصار مسابقاً أمين عام حزب الله باستثمار دماء اللبنانيين وخراب وطنهم، متهماً أكثر من نصف اللبنانيين وفريق 14 آذار الذي دفع كوكبة من خيرة شبابه بأنه منتج إسرائيلي، فيما أستمطرت شآبيب النصر الذي بشّرها بقرب وضع يدها على العالم العربي، إلى أن صدر التهديد في خطاب النصر الإلهي للبنانيين وحكومتهم المقاومة، فأدركوا أن الثمن الذي سيدفعه لبنان أكبر وأكثر بكثير من الأرواح، ومن خسائر قدرت بالمليارات تكبدها لبنان في حرب تموز، فنصبت خيام التعطيل وحوصر السراي وكاد يُهاجم لولا أن جاء الخط الأحمر وكشّرت الفتنة عن أنيابها فسقطت الأقنعة وشاهت الوجوه!!

طبعاً هذه "التداعيات"، لا نريدها هاجساً ولا غصّة عالقة في الحلوق، بل مجرد "صفحة" من صفحات الأمس القريب، التي نكأ جروحها وقروحها - المختومة على "تقيّح" - كلام نائب أمين عام حزب الله بالأمس الذي أطلق نعوتاً وأوصافاً، ظننتُ معها أنه يتحدث عن الله لا عن حزبه.. "تواضعوا قليلاً يا جماعة" فالتواضع صفة المؤمنين، وليس الادّعاء أبداً، والحقيقة والحقّ واضحة وضوح الشمس، وهنيئاً لمن "يبوس إيد حالو"، ويربّح اللبنانيين جميلة..

بالأمس رأى نائب أمين عام "حزب الله" أن تجربة "حزب الله" في لبنان أعطت عنواناً مشرقاً، محبوباً، متآلفاً مع الناس، يمد اليد إلى الجميع، ولا يميز بين السنة والشيعة، بل بين جميع المواطنين على قاعدة أن المطلوب أن نعيش معا من دون أن يستفز أحدنا الآخر". طبعاً لم نشاهد مدّ اليد منذ العام 2006، بل سمعنا تهديدات متكررة بقطع الأيدي..

وهذا الكلام الذي يمدح حزب به نفسه، يحتاج إلى مناقشة لبنانية صادقة، وربما على الحزب أن يطرح على نفسه السؤال بـ"صدق" و"تجرّد" كبيرين: هل الحزب "محبوب"، هذا إذا كان يستحسن طرح الأسئلة الصادقة والإجابات الصادقة، أم يفضل دعاية النفاق والمنافقين والمزايدين عليه حتى تغدو المزايدة أشبه بنكتة، بالتأكيد الإجابة الأولى والتي لا لبس ولا اختلاف عليها أن الحزب محبوب من جمهوره، ولكن هل يستطيع الحزب أن يقدّم نفسه تحت هذه العناوين المشرقة؟؟

ربما لو قال الشيخ نعيم قاسم تجربة "المقاومة" لقلنا هذا كلام "حقّ وصدق" فالمقاومة كسرت شوكة عدو جبار متغطرس مجرم، أما الحديث عن تجربة "حزب الله" التي ذاق اللبنانيون مرارة تسلّطها فتحتاج إلى نقاش، مع أن فكرة النقاش نفسها مع "الحزب" غير مشجعة أبداً لأنه لا يسمع إلا صوت نفسه وهو صوت إيران، التي أفرزت ديموقراطية انتخاباتها سجوناً واعتقالات وتعذيباً وتهم التآمر والعمالة، والأحزاب على دين دولها..

قد يكون السؤال الصادق الذي لا بدّ من طرحه بعد السؤال الأول:هل الحزب فعلاً متآلف مع اللبنانيين الآخرين، إلا إذا كان مكتفياً ومصدقاً كلام "جنرال" سبق وباع دماء الضباط والجنود الذين صدّقوه، فهل فعلاً تنطبق هذه الصفة على الحزب بعدما شقّ صف الشعب اللبناني فإذا نصفه مقاوم وفيّ وأشرف الناس، ونصفه الآخر عميل ومتآمر وخائن؟ وهل فعلاً الحزب مارس سياسة عدم استفزاز الآخر، فيما ظلّ هو يهدّد وعلى مدى سنوات ثلاث بالويل والثبور وعظائم الأمور ونفّذ تهديده من دون أن يرف له جفن في 7 أيار، بل وتباهى بما فعل واصفاً إياه باليوم المجيد؟! هل فعلاً يتصرف الحزب على أنه يريد العيش مع الآخر أم أنه يريد أن يعيش الآخر تحت سطوة فكرة تفوقه بالسلاح والقوة وأن يكون راضخاً مستسلماً مسلّماً لكل ما يريد الحزب فرضه على اللبنانيين خائفاً عالقاً بين التهديد والوعيد؟

وهل فعلاً الحزب لا يميّز بين الشيعة والسُنّة؟ هل أصلاً يقبل الحزب الرأي الآخر داخل طائفته، أم يلغيه، ولا يستطيع الحزب إنكار صبغته الطائفية المذهبية لأنه يحتكر حصرية تمثيل المذهب والطائفة والخارج علن رأيه خارج عن الطائفة؟وهل تناهى إلى مسامع الحزب كلام المتضررين من حرب تموز عن تمييز الحزب بين أبناء المذهب الواحد. فمناصروه ومؤيّدوه هم الذين كانت لهم حظوة التعويضات الكبيرة وللآخرين الفتات، والبعض لم ينل الفتات حتى؟ أم هو يتحدث عن تلك التعويضات التي دفعها في بيروت لمن نفّذ هو ومن لعبوا دور أدواته الموكل إليها تمويه الصفة المذهبية عما يحدث من الاعتداء عليها وإحراقها أو تدميرها؟وهل من الضروري أن نتحدّث عن سياسة الشحن المذهبي اليومية التي كرّس لها الحزب هواء قناته لشتم الرئيس فؤاد السنيورة وهو في موقعه يمثّل طائفته، أم توكيل أدواته بالاعتداء على دارة مفتي الجمهوريّة، ولم يرف للحزب جفن وهو يتحدث عن تطهير شوارع بيروت من فلول العملاء؟!

قد نختلف في قراءتنا لحرب تموز ونتائجها، وقد نختلف على وصفها بنصر إلهي، هذا صار وراء ظهور اللبنانيين وهو جدل لا طائل منه، ولا نريد سوى مراجعة حقيقية لهذا الكلام الذي يعتقده الحزب في نفسه فلا يُقرأ بعين الأنا المفاخرة بنفسها، بل بعين اللبنانيين، نريده أن يرى نفسه وتجربته في مرآة اللبنانيين لا في مرآة ذاته وحلفائه، بل ولا نقول كذباً إذا ما قلنا أنّ رصيد شعبية الحزب تراجع كثيراً عند نصف اللبنانيين على الأقل تراجع إلى حدّ الصفر، وربما أكثر ..

ليس هناك لبناني واحد يرفض العيش المشترك والوحدة الوطنية ولا يُقدّر ويحترم تضحيات المقاومة في الجنوب اللبناني، ولكن لبنانيين كثراً لم يعودوا يأمنون جانب سلاح حزب الله ولا يثقون بالوعود التي يقطعها، وكلما ارتفعت نبرة التهديد في لغة قيادات الحزب كلما زاد ذلك كثراً من اللبنانيين نفوراً..

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 15 اب 2009 (انتقال السيدة العذراء )

النهار

تعتقد اوساط سياسية ان تأليف الحكومة ربما ينتظر موعد عقد لقاء بين العاهل السعودي والرئيس السوري.

نقل عن ديبلوماسي عربي ان مسؤولا سوريا قال له قبل الانتخابات: "اذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية النيابية فلن ندعها تحكم"!

رفضت سلطات دولة عربية اعطاء اذن لنائب محام ينتمي الى قوى الثامن من آذار، للدفاع عن لبناني موقوف في سجونها بتهمة التخطيط لتفجير منشآت امنية واقتصادية في تلك الدولة.

اللوء

همس نقل وفد حزبي مسيحي إلى الرئيس المكلّف موقفاً تسهيلياً، لاقى صداه الإيجابي لديه، في إنهاء عقدة حادّة·

غمز أُدرج اعتراض نائب في الأكثرية على صيغة التسوية التي اعتمدت في الحكومة في باب الاستبعاد عن التوزير·

لغز لا تزال التقارير التي تتحدّث عن مهمة وفد أمني أميركي في دمشق، لا تستقر عند استنتاجات واحدة، نظراً لقلة المعلومات الدقيقة عمّا يجري التفاهم عليه·

السفير

كثفت سفارة دولة عربية لاصالاتها بمرجعيات سياسية وامنية رسمية على وقع الجريمة التي اودت بحياة رجل اعمال معروف وذلك لتقديم أي مساعدة اذا ما طلب منها

تحظى مواقف عبر عنها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مناسبات رسمية عدة باهتمام العديد من البعثات لمعرفة مدى الحظوظ المتوافرة لوضعها موضع التنفيذ

اثارت الزيارات التي تقوم بها شخصية خليجية للمسؤولين والقيادات والفاعليات في لبنان اهتمام عدد من الدول الغربية لمعرفة ابعادها وخلفياتها

البلد

توقع دبلوماسي عربي ان تتم زيارة الحريري الى دمشق في عيد الفطر المبارك.

دخول وزير من 14 آذار على خط عملية تشكيل الحكومة فُسر بأن حزبا من هذه القوى لن ينال مطالبه.

تستغرب اوساط مقربة من المعارضة تمسك الاخيرة بالوزير باسيل وعدم اهتمامها بتوزير طلال ارسلان.

المستقبل

رأت أوساطٌ متابعة أن الحملة على الأمانة العامة لقوى 14 آذار والتي إنضمّ إليها "حزب الله"، إنما تؤكد الانزعاج من المعنى الذي تؤمّنه هذه المؤسسة، أي استمرار الحركة الاستقلالية.

دعت مصادر ديبلوماسية الى ملاحظة تواصل الأزمة المفتوحة في دولة إقليمية غير عربية، وانضمام "أوساط حساسة" الى الاحتجاجات في هذه الدولة.

أعرب مراقبون عن اعتقادهم أن تياراً معيناً يشهد حالياً تعميماً لشعار "أنا أو لا أحد" على كل المستويات فيه.

الاخبار

نقلت مصادر قريبة من دمشق أن العاصمة السورية لم تستقبل بارتياح ورضىً الكلام الذي قاله النائب ميشال المر عن عدم حاجته إلى وسيط بينه وبين القيادة السورية وأنه لا يحتاج إلى دعوة لزيارة سوريا، وخصوصاً أن النائب المر سبق أن طلب مرّات عدّة زيارة دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد، لكن لم يُستجب له.

عمد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي إلى تزفيت الشوارع في بلدته بيصور حتى تلك التي لم تعرف سابقاً الزفت، ومن تلك الطرق واحدة فرعية طويلة جداً توصل إلى نهر بيصور.

يعدّ التيار الوطني الحر لإطلاق ماكينته للانتخابات البلدية مطلع تشرين الأول. ويقول المسؤولون في التيار إنهم سيركزون في خياراتهم البلدية على مراعاة الاعتبارات العائلية والتنوّع السياسي في البلدات.

تزداد نقمة أبناء بلدة كيفون في عاليه على ما يصفونه بالاستهداف غير المبرّر لبلدتهم، إذ تنقطع الكهرباء عنها حتى حين تأتي في البلدات المجاورة، وهم لا يستطيعون القول إن سبب معاقبتهم مذهبي لأن حال بلدة القماطية مع الكهرباء مثل حال البلدات المجاورة الأخرى.

يؤكد مقرّبون من الرئيس عمر كرامي أن ما يُحكى عن تقارب بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري ليس صحيحاً، ولا تواصل بين كرامي والحريري خارج الزيارات البروتوكولية التقليدية.

قبل أسابيع، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واللواء الركن جميل السيد مصادفة أثناء قيامهما بواجب التعزية في دار الطائفة الدرزية في فردان ببيروت، وهي المرة الأولى منذ خروج السيد من "الاعتقال السياسي". تصافحا وبادر جنبلاط إلى القول: الحمد لله على السلامة! فردّ السيد: أنا لم أكن مسافراً، ثم قال جنبلاط: رح نترحّم على أيامكم وعلى عنجر.

البيرق

تجدد البحث باعادة توزير قطب سياسي لكن اهل الحل والربط لم يعطوا المعنيين وعودا قاطعة بذلك

الشرق

سياسي معارض اتهم مرجعا روحيا بالاستمرار في التأثير السلبي على مواقفه فيما يعرف السياسي المشار اليه انه لم يفعل ما يستوجب تغيير المرجع نظرته اليه؟

نائب سابق لم يصل بتوقعه تشكيل حكومة من وزراء ونواب فشلوا في الانتخابات الى حد اقناع احد بان الخطوة قابلة للترجمة؟!

ديبلوماسي اوروبي يتجنب منذ مدة الاضواء الاعلامية من غير تحديد طبيعة ابتعاده عن المناسبات السياسية والاجتماعية!