المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 26 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .6-1:14

ودَخَلَ يَومَ السَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام، وكانوا يُراقِبونَه. وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه اسْتِسْقاء فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: «أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟»

فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَه وصرَفَه. ثُمَّ قالَ لَهم: «مَن مِنكُم يَقَعُ ابنُه أّو ثَورُه في بِئرٍ فلا يُخرِجُه مِنها لِوَقتِه يَومَ السَّبت؟» فلَم يَجِدوا جَوابًا عن ذلك.

 

المعاون السياسي للسيد نصرالله يلتقي الرئيس المكلف ومصادر "حزب الله" تصف النتائج بـ"غير المشجعة"

لبنان الآن/موسى عاصي ، الثلاثاء 25 آب 2009

كشفت مصادر "حزب الله" ان لقاءً مطولاً عقد الليلة الماضية بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين خليل في بيت الوسط جرى خلاله نقاش مستفيض حول العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة. وقالت هذه المصادر إن "نتائج اللقاء لم تكن مشجعة لأن العقد كثيرة على المستويين الداخلي والدولي"، موضحة أن "العقد الداخلية ليست محصورة بمسألة اعادة توزير الوزير جبران باسيل فقط، وإنما هذه العقد تنقسم الى قسمين، الاول متعلق بتوزيع الحصص داخل فريق الرابع عشر آذار نفسه، والثاني يتعلق بتمثيل التيار الوطني الحر والحقائب التي يطالب بها". مصادر "حزب الله" قالت إن "خليل أبلغ الحريري ان العماد عون لا يصرّ على مواقفه المعلنة بهدف التعطيل انما بسبب رفض الرئيس المكلف الانفتاح عليه واجراء الحوار الهادئ والبناء معه، وتمنى خليل على الرئيس المكلف القيام بخطوة باتجاه الرابية لأن في ذلك قطع الشوط الاساس نحو الحل، مشيراً الى ان عون قبل تصاعد حدة التراشق بينه وبين الصف السياسي المحسوب على الرئيس الحريري كان منفتحاً جداً على اقتراحات تشكيل الحكومة، ولم يكن مصراً على توزير باسيل". هذا وأشارت المصادر نفسها إلى أن "خليل أكد أن حزب الله مستمر في دعم عون في مطالبه حتى النهاية، مشددًا على انه لن يتدخل من اجل اقناعه بالعودة عن مطالبه لأن المشكلة مشكلة عون والحل يجب ان يكون معه شخصياً". اما بالنسبة للعقد الخارجية فتقول مصادر "حزب الله" التي اطلعت على فحوى النقاش، إن "خليل توصل الى قناعة مفادها ان الادارة الاميركية تضع "فيتو" على صيغة تشكيل الحكومة التي تمّ التوافق سابقاً عليها"، وإزاء ذلك تستنتج مصادر "حزب الله" أن الامل بتشكيل الحكومة في ظل هذه الظروف "بات ضعيفاً جداً، وكل ما يحكى عن صيغ باتت جاهزة لتوزيع الحقائب والاسماء ليست واقعية، وبالتالي فإن الوصول الى حل المعضلة الحكومية في هذه المرحلة بات يحتاج الى معجزة".

 

رومية.. والدولة الساقطة

محمد سلام/لبنان الآن

الثلاثاء 25 آب 2009

ماذا إذا قصفت أسوار سجن رومية بفعل اعتداء ما، بغض النظر عن مصدر مثل هذا الاعتداء المفترض لجهة انطلاقه من الداخل أو قيام جهة خارجية به مباشرة؟ الارتداد المرعب لتسرب قرابة 3,500 مجرم، بينهم 285 إرهابيا من عصابة فتح الإسلام، إلى البلد قد يؤدي إلى... سقوط الدولة، أو يساهم بنسبة كبيرة في إسقاطها. إذا صحت توقعات الحزب التقدمي الاشتراكي حيال استعداد إسرائيل لشن حرب على لبنان، على الرغم من نفي "حزب السلاح" لهذه الفرضية، فقد تقوم الدولة اليهودية بالمهمة تحت عنوان الحرب على الدولة اللبنانية راعية "حزب السلاح"، فتقصف طائراتها الحربية جزءا من السجن من دون إلحاق الأذى بالسجناء، كما فعلت بسجن غزة، وتطلق الحمم البشرية لتعيث في الأرض فسادا. القوى الأمنية والمسلحة اللبنانية جميعها لن تتمكن -هذا إذا سلمت هيكلياتها من التحلل-  من التصدي للإرهابيين وحلفاء الإرهابيين والمجرمين العاديين وتجار المخدرات واللصوص وزعماء شبكات الجريمة المنظمة والدعارة والإتجار بالبشر، ما يؤدي حتما إلى تحلل المجتمع اللبناني، وانكفاء دعاة الإصلاح المذعورين إلى بيئآتهم المجتمعية الضيقة في تصرف رهطوي غريزي بهدف حماية وجودهم... أو القبول ببندقية خارجية تبقي لهم حياتهم من دون حقوقهم التي تصونها دولتهم.

وإن لم تصدق توقعات الحزب التقدمي الاشتراكي، ولم تهاجمنا إسرائيل كما يؤكد "حزب السلاح"، عندها يمكن للأدوات المحلية المنفذة رغبات القوى الإقليمية الرافضة لسيطرة الدولة على مؤسساتها أن تقوم بالمهمة. وزير الداخلية زياد بارود حذر في تقرير رسمي من أن سجن رومية "قنبلة موقوتة. وهذه المشكلة لا يمكن لوزارة الداخلية أو وزارة العدل حلها، بل أن الحل يقع على عاتق السلطة السياسية مجتمعة، خصوصا أن هذه القنبلة إذا ما انفجرت فستطال الجميع". مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي نقل عنه أنه أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "ما نقوم به في سجن رومية هو تأجيل انفجار تلك القنبلة، علما أن انفجارها قد لا يترك آثاره في السجن فقط بل أن أضرار الانفجار قد يتأثر بها المجتمع اللبناني برمته". أليس هذا ما حصل بعد إسقاط أسوار سجن الباستيل في فرنسا "الثورة"؟

أليس هذا ما حصل بعد فتح أبواب السجون في إيران لإسقاط نظام الشاه، ومن ثم تصفية مكونات الثورة من قبل أحد أطرافها؟

أليس هذا ما حصل يوم فتح باب سجن رومية لإطلاق قاتل الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل في 13 تشرين الأول العام 1990 ومن ثم إسكانه في مبنى أمني على الطرف الشرقي لضاحية بيروت الجنوبية يشرف على منطقة قصر بعبدا؟

أليس هذا ما حصل يوم أسقطت أبواب السجون في بيروت الغربية في حرب العامين 1975-1976؟

أليست غالبية عملاء إسرائيل الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية اللبنانية من الذين فتحوا زنزانات معتقل الخيام احتفالا بـ"تحرير" ما في أيار العام 2000؟

أليس الأبطال "المقاومون" في كفرشوبا وبقية العرقوب من خدم جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروف برمزه 504؟ وأسماؤهم معروفة، ومنهم من ظهر وهو يتحدى الشريط الشائك مع النائب قاسم عمر هاشم؟

محاولة الفرار من سجن رومية التي نفذها الموقوف من عصابة "فتح الإسلام" طه أحمد حاجي سليمان، وما حفلت به من محاولات تضليل من خارج السجن لحماية هروبه، سلطت جزءا من الضوء، بل سلطت الجزء الخافت من الضوء، على هذه الفرضية المرعبة التي يمكن أن تكون الحلقة الأخيرة والأكثر خطورة في مسلسل إسقاط الدولة اللبنانية، ومعها الكيان اللبناني كما يعرفه اللبنانيون لا كما تحاول قوى إقليمية شمولية أن تصنعه. قد تتقاطع مصالح العدو الإسرائيلي مع قوى الظلام الإقليمية على إسقاط الدولة اللبنانية، ولا تصب ارتدادات "حزب السلاح" إلى الداخل الوطني بعد حرب تموز العام 2006 إلا في صلب هذا التلاقي، مع التمسك بتمايزين:

إسرائيل تريد إسقاط الدولة وإسقاط الكيان. قوى الظلام الإقليمية تريد إسقاط الدولة والسيطرة على الكيان لبناء دولة بديلة على أنقاض الدولة الأم. أليس هذا ما حصل في غزة بعد قصف السجن المركزي وفرار السجناء؟ ولن تنجح جميع جهود المصالحة الفلسطينية واستثمار الشهر الفضيل في عراضات إطلاق المعتقلين في إعادة ما كان في فلسطين إلى ما كان عليه.  بل أكثر من ذلك، لن تنجح جميع الجهود في استعادة شعب فلسطيني عربي واحد. مع التذكير بأن مشكلة الشعب الفلسطيني الداخلية أقل تعقيدا... بكثير من تعقيدات الشعوب اللبنانية.

يكاد الوضع يوحي بأن سجن رومية هو... بوابة الدولة اللبنانية. معه حق السيد حسن نصر الله: أكبر حزب منظم في لبنان هو حزب العملاء. ولكن فقط لأنه يضم عملاء إسرائيل... وعملاء غير إسرائيل. يحق للمعارضة أن تاخذ حقيبتين سياديتين.. نحن فريق يمثل 55% من المسيحيين ولا يجوز ان نأخذ حقائب هشة"

 

أسود: يحاولون إخراج "حزب الله" من الحكومة عبر ضرب حليفه.. وموقف الحليفين إما البقاء معًا أو الخروج معًا

جوزفين ديب ، الاثنين 24 آب 2009

لبنان الآن/فيما لا تزال الازمة الحكومية تراوح مكانها، تظهر عقد وتختفي اخرى وسط إرباك اللبنانيين من الحديث عن ارجاء تاليف الحكومة الى ما بعد تفكيك عقدها، اي الى ما بعد شهر رمضان وربما الى ما بعد بعد رمضان. عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب زياد اسود رأى في حديث لموقع "nowlebanon.com" أن "عقدة جبران باسيل هي واجهة يستعملها فريق الرابع عشر من آذار للتعمية عن مشكلاته الداخلية"، معتبرًا أن "موضوع جبران باسيل خرج من التداول في الوقت الراهن، لأن الازمة الحقيقية هي أزمة اتفاق سوري - سعودي ومحاولة لاخراج "حزب الله" من الحكومة بعد ان حاولوا اضعافه في حرب تموز وفشلوا ثم حاولوا اخراجه من الحكومة ففشلوا ايضا، والآن هم يحاولون اضعاف حليفه الاقوى العماد ميشال عون لاخراجه من الحكومة"، مؤكدًا في المقابل أن "موقف الحليفين إما البقاء معًا أو الخروج معًا".

وبالعودة الى موضوع جبران باسيل، يسأل أسود: "لماذا طرح إسمه في هذه المرحلة ونحن لم نقطع مرحلة الصيغة الحكومية بعد، ولماذا إسم جبران باسيل هو الذي خرج فقط الى التداول؟ ألا يحق لنا ايضا ان نعرف اسماء وزراء الاكثرية؟ وكأننا موافقون عليهم سلفا". أسود الذي اعتبر أن "الرئيس المكلف لا يزال ينتظر قرارا خارجيا لتاليف حكومته"، أضاف: "نحن نتعامل مع ناس لم يتعظوا بعد من التجارب الماضية لانهم لم يكونوا مشاركين بها اصلا، وإنما كانوا خارج لبنان". وحول مطالبة النائب ميشال عون بحقيبة الداخلية، يجيب أسود: "أين المشكلة في ذلك، يحق للمعارضة أن تاخذ حقيبتين سياديتين، بالاضافة الى انني سمعت احد اقطاب الموالاة يقول ان كل الحقائب سيادية.. نحن فريق يمثل 55% من المسيحيين في المعارضة، وبالتالي لا يجوز ان نأخذ حقائب هشة، كما لن نسمح لهم بضرب المسيحيين تحت ستار المعارضة"، مضيفًا: "إذ أرادوا في فريق الأكثرية التذكير بأنهم يستطيعون وحدهم تاليف حكومة، فليجربوا ذلك لنرى مدى موافقة رئيس الجمهورية عليها". وختم أسود حديثه بالقول: ربما ينتظرون نتائج المحكمة الدولية آملين ان يكون لـ"حزب الله" مسؤولية في الموضوع، وقد يكون هناك عودة الى سيناريو دير شبيغل".

 

يوسف: عون يعطل و"حزب الله" يدفعه للمطالبة بما هو غير معقول

٢٥ اب 2009/موقع تيار المستقبل

  أعلن عضو "كتلة لبنان اولاً" النائب غازي يوسف ان اللقاء الذي عقد مساء أمس بين رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل "يصب في خانة التواصل الدائم الذي يقوم به الرئيس الحريري مع كل الاطراف من اجل تشكيل الحكومة". وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، رأى يوسف أن "النبرة العالية والهجوم الخارجي على الرئيس الحريري ليس وليد اليوم، وهو تصاعد في الايام الماضية بعد الهجوم الذي شنه الاعلام السوري عليه". ولفت الى "أننا رأينا مؤخراً نوع من توزيع الادوار بين "حزب الله" والعماد ميشال عون، فالعماد عون يعطل داخليا و"حزب الله" يتلطى خلفه ويدفعه الى المطالبة بما هو غير معقول كالحقائب السيادية". وأشار يوسف الى انه "كان هناك تفاهم سعودي - سوري لتمرير الانتخابات بخير وسلامة، وضغطت سوريا على حلفائها لتمرير الاستحقاق بهدوء ظنا منها انهم سيفوزوا بالانتخابات"، لافتاً الى أننا "الآن نشهد انقلابا منظما على نتائج الانتخابات لتعطيل التشكيل واستلام زمام السلطة".

 

مصدر خاص لموقع "14 آذار": تبعات 7 ايار والحالة المذهبية تقف وراء الاعتداء على الرائد خاطر 

٢٥ اب ٢٠٠٩/  سلمان العنداري

المصدر : خاص موقع 14 آذار

بعد تعرض رئيس دائرة الامن العام في البقاع بالوكالة، رئيس مركز المصنع الرائد وديع خاطر لاعتداء بالضرب على أيدي مجموعة اشخاص غير ملثمين، اعترضوا طريقه على طريق عام مجدل عنجر، حيث انهالوا عليه ضربا بالعصي ثم لاذوا بالفرار. وبعدما افضى التحقيق الى معرفة هويات بعض المعتدين، ومباشرة الجيش لعمليات دهم بحثا عنهم واقامته للحواجز على الطرقات، أفاد مصدر مطّلع في منطقة البقاع، ان بلدة مجدل عنجر تعيش حالة من التوتر الشديد وسط استنكار الأهالي ورفضهم لما حدث، "اذ جال بعض المرتكبين لهذا الاعتداء على الطريق العام للبلدة في سياراتهم ليل امس، بعد ذلك كثّفت القوى الامنية من انتشارها وأقامت الحواجز لإلقاء القبض عليهم، كما نظّمت بعض المداهمات في بعض المناطق المجاورة، وأفاد المصدر نفسه الى موقع "14 آذار" الإلكتروني ان دوي اطلاق نار سمع عند الرابعة من فجر اليوم".

ونقل المصدر المطّلع ان "المرتكبين لا ينتمون لمجموعة سياسية معينة، وبالتالي لا يحظون بأي غطاء سياسي في المنطقة، ولكنهم مجموعة من الشباب المتمردين ان صح التعبير يريدون ان "يفتحوا على حسابهم"، والسيطرة على المصنع والمنطقة المحاذية في محاولة لفرض سلطة رديفة على الحدود البرية".

وتابع المصدر: "ان الأمور بدأت بالتطوّر منذ احداث السابع من ايار في العام الفائت حيث اتّهمت بعض الأطراف القوى الأمنية بأنها لم تمارس مهامها كما يجب، وانها قصّرت في عملها ومسؤولياتها في تلك الفترة ابان الاحداث الدامية والاشتباكات التي شهدتها البلاد، هذا الأمر ادى الى مجموعة من الاستفزازات بين هؤلاء والقوى الأمنية سرعان ما تطورت ووصلت الامور الى ما وصلت اليه مؤخراً بعد الإعتداء بالضرب الذي تعرّض له الرائد خاطر".

واشار المصدر ان هذه المجموعة تدّعي انها تلقى الدعم من قبل بعض الجماعات السلفية في البلدة وأكد ان الحالة المذهبية السنية-الشيعية تنعكس على ما يحصل في تلك المنطقة خصوصاً بعد احداث 7 ايار 2008، "فالحالة المذهبية المتأزمة في البلاد عموماً وفي مجدل عنجر وجاراتها بشكل خاص، تعكس هشاشة الوضع، خصوصاً على صعيد العلاقة بين السنة والشيعة، حيث لا تنفك بعض المجموعات من التذكير بالاحداث المؤسفة التي وقعت في الفترة الماضية في محاولة استغلال هذا الموضوع من اجل افتعال بعض اعمال الشغب خاصةً تجاه القوى الأمنية، يذكر بأن الجيش يقوم بواجبه على اكمل وجه في تلك المنطقة على الرغم من التهامات التي تعرض لها في ايار 2008".

وختم المصدر مؤكداً ان هذه الحادثة مرفوضة بكل الاشكال من قبل اهالي مجدل عنجر وفعالياتها ومشايخها على حد سواء، وانهم يستنكرون ماقامت به مجموعة الشبان الخارجة عن القانون، مؤكدين بأنهم يقفون الى جانب القوى الأمنية والجيش في خطواتهم وفي الاجراءات التي يتخذونها، وانهم لن يدعموا اي من المرتكبين الذين اعتدوا على الرائد خاطر".

 

 الرئيس المكلف الحريري استقبل النائب جنبلاط وعرض معه المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة

وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "قريطم" رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في حضور الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائب مروان حماده . وتم عرض لآخر المستجدات السياسية ولاسيما ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة .

 

الحريري: اؤكد للعدو الاسرائيلي ان "حزب الله" سيكون ضمن الحكومة

موقع 14 آذار/٢٥ اب ٢٠٠٩

  اقام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غروب اليوم مأدبة افطار في قريطم حضرها جيران دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم وعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية واطفال من دار "الايتام الاسلامية" . وتحدث الرئيس الحريري مرحبا بضيوفه وقال :"من فضائل هذا الشهر الكريم ان نلتقي معكم في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،انتم الذين عشتم معنا في السراء والضراء .

واضاف :واجبنا ان نقف على حاجات الناس ومشاكلهم والعمل على حلها ،وان نعمل على بناء البلد .

منذ تسميتي رئيسا لتشكيل حكومة وحدة وطنية سعيت وما أزال أسعى لتشكيل هذه الحكومة لتضم جميع الافرقاء ،واريد في هذه المناسبة ان اؤكد على بعض الثوابت لهذه الحكومة .

حكومة الوحدة الوطنية ستضم بالطبع تحالف قوى 14 آذار ،كما اريد ان اؤكد للعدو الاسرائيلي كذلك ان "حزب الله" سيكون في هذه الحكومة ،شاء العدو ام ابى، لان مصلحة الوطن تتطلب ان نكون جميعا في هذه الحكومة ،ولا يزايدن احد في هذا الموضوع .وكرر الرئيس الحريري التاكيد بان مسالة تشكيل الحكومة هي من صلاحية الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية بحسب الدستور .

واعرب عن امله في استتباب الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية دون استثناء وان يكون هناك جيش قوي وقوى امن قادرة لحفظ امن جميع اللبنانيين وان يتم تلبية حاجات المواطنين من الكهرباء والمياه والامور الاساسية في جميع المناطق اللبنانية دون تمييز.

اضاف:"امامنا تحديات كثيرة لا يمكن لاي فريق سياسي ان يواجهها بمفرده من دون وحدة وطنية .فمهما كان هذا الشخص او الفريق السياسي كبيرا او قادرا ،لا يستطيع بمفرده ان يواجه التحديات ،من تهديدات إسرائيلية او مشاكل اقتصادية يواجهها لبنان .صحيح نحن في لبنان بحاجة دائما الى الوحدة الوطنية والعيش المشترك ،ولكن نحن بحاجة ايضا الى ان نحافظ على الديموقراطية اللبنانية والحريات برموش أعيننا،لانه من دون هذه الديموقراطية والحريات لا يكون لبنان .الوحدة الوطنية ضرورية ولكن الديمقراطية هي ايضا اساس الوحدة الوطنية .

وختم قائلا:"لقد جرت انتخابات نيابية وفزنا بها ومددنا ايدينا ،نحن في قوى 14 آذار لكل الافرقاء لنكون جميعا في حكومة وحدة وطنية لمصلحة لبنان ،وكان خيارنا هذا عن قناعة لاننا نعرف حجم التحديات والتهديدات والمشاكل الاقتصادية التي سنواجهها .

لقد اتخذنا هذا القرار ليس لإلغاء انفسنا ،لان لا احد يمكنه الغاء الاكثرية التي أفرزتها الانتخابات النيابية الاخيرة ولا يمكن لاحد ان يلغي الآخر . 

 

البطريرك صفير ترأس صلاة جنازة الخوري يواكيم مبارك في كفرصغاب والرقيم البطريركي تحدث عن مزاياه وسيرته ومؤلفاته الدينية والتاريخية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير صلاة جنازة الخوري يواكيم مبارك، في كنيسة سيد النجاة في كفرصغاب - زغرتا، بعدما وصلت رفاته أمس من فرنسا حيث اقيم لها استقبال في اهدن. وشارك في الجنازة وزير الاعلام الدكتور طارق متري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزير السابق ميشال اده، الوزيرة السابقة نايلة معوض، النائب السابق جواد بولس، والمطارنة: فرنسيس البيسري، بولس مطر، سمعان عطالله، شكرالله حرب، بولس اميل سعاده، اسطفان هكتور الدويهي، السفير البابوي السابق في النمسا إدمون فرحات، السيدة رباب الصدر، عميد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، وكهنة رعية زغرتا واهدن وراهبات، وحشد من أبناء بلدة كفرصغاب وأبناء منطقة زغرتا - الزاوية. وخدمت رتبة الجنازة جوقة قاديشا برئاسة الأب جوزف طنوس. بعد الانجيل، تلا أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق الرقيم البطريركي الذي تحدث فيه عن سيرة الخوري يواكيم مبارك الحياتية والكهنوتية، معددا المناصب التي شغلها، ومؤلفاته الدينية والتاريخية وترجمته للعديد من الكتب بلغات مختلفة. بعد الجنازة، ووري رفات الاب يواكيم مبارك الثرى في مدافن الكنيسة. ورفعت في بلدة كفرصغاب لافتات نوهت بانجازات الراحل. وكان جثمان الأب مبارك وصل إلى إهدن، واستقبله الأهالي عند مفرق كنيسة مار جرجس، في حضور رئيس اتحاد بلديات زغرتا العميد جوزف معراوي، ماريال ميشال معوض، وكهنة الرعية، الذين حملوا الجثمان على الاكف، وصولا الى ساحة الميدان وسط التراتيل الدينية وحرق البخور.

الاب اسطفان فرنجيه

وألقى الاب اسطفان فرنجيه كلمة قال فيها: "إن هم الأب مبارك كان ان يكون كاهنا على صورة المسيح. سلك طريق المعرفة، ورأى أبعد من زمانه واكبر من مكانه. نفتخر به عالما كبيرا من وطننا، وكاهنا عالما وقديسا ومصلحا ونبيا في كنيستنا التي قل فيها الانبياء، وراعيا قاد شعبه بصولجان التواضع وتاج الحكمة. نفتخر به ابنا لاقرب جارة، ابنا لكفرصغاب الطيبة. نفتخر به، وقد تكلمت على تاريخ اهدن، ملقيا الأضواء على قداسة الدويهي ويوسف بك كرم، نفرح بعودتك ولو جثمانا هامدا، نفرح بعودتك الى تربة ابائك واجدادك، نفرح بعودتك في زمن في أمس الحاجة الى امثالك، صوتك، صدقك، جرأتك، تواضعك، صمتك المدوي وحبك الدافق. اهدن تفرح بك، وتعتز بك، كما كنت تفرح بها وتعتز بها. أهلا وسهلا بك تقدس تربتها وتبارك اهلها".

 

واشنطن: تطبيع العلاقات مع سوريا سيكون مستحيلا اذا استمرت مع اصدقائها في لبنان في تعطيل الحكومة

نهارتت/حملت واشنطن سوريا وأصدقاءها في لبنان مثل "حزب الله" والنائب ميشال عون مسؤولية التأخير وتعطيل الديموقراطية في لبنان. وحذرت من ان "اطالة أمد تأليف الحكومة الى هذا الزمن على رغم النتائج الحاسمة للانتخابات تعني ان بعض القوى تصر على انصياع لبنان الكامل لارادتها".

هذا الموقف الاميركي جاء على لسان مسؤول اميركي بارز اعرب عن رغبة الرئيس الاميركي باراك اوباما بتحسين العلاقات وتطبيعها مع سوريا، "لكن ذلك سيكون مستحيلاً، اذا استمرت سوريا واصدقاؤها في لبنان في تعطيل المؤسسات الديموقراطية".

واكد المسؤول الاميركي في حديث الى صحيفة "النهار" ان بلاده لا تتدخل في تأليف الحكومة اللبنانية، مشيرا الى ان هذه المسألة متروكة للبنانيين، وآملا ان "يعتمد الاخرون الموقف ذاته". ورأى المسؤول الاميركي ان "اصدقاء سوريا في لبنان لا يريدون ان يقبلوا بنتائج الديموقراطية التي يدّعون انهم يثنون عليها".

واضاف "لا اعلم ما اذا كان عون يعمل عن قصد او غير قصد لخدمة مصالح سوريا، لكن مواقفه تؤدي بالتأكيد الى الاضرار بمؤسسات لبنان الديموقراطية" وتساءل: "من يملأ الفراغ؟ افراد مثل وئام وهاب وقوى مثل "حزب الله".

وتساءل المسؤول الاميركي "عما جرى لعون الذي كان قائداً للجيش اللبناني ورئيساً للوزراء وكان قائداً للقوى التي عارضت الهيمنة السورية على لبنان وكانت له في السابق فرصة لان يُنتخب رئيساً للبنان، وابقى شعلة الاستقلال اللبناني متوهجة من موقعه في المنفى. هل هذا هو الجنرال عون ذاته الذي اصبح هاجسه الوحيد الآن تعيين صهره جبران باسيل وزيراً؟. من الصعب تصوّر شخص بنى حياته السياسية على انه مختلف واصلاحي ان يصل الى هذا المستوى".

وانتقد المسؤول الاميركي أداء "حزب الله"، واشار الى نفوذه في لبنان، معتبرا ان "السماح بأي مؤشر للسيادة اللبنانية او الحكم الديموقراطي غير مقبول لدى بعض الاوساط".

واضاف ان "ترسانة "حزب الله" هي اداة في يد قوة اجنبية، و"حزب الله" مستعد لاستخدام قواته العسكرية لحماية هذه القوة الاجنبية"، في اشارة الى ايران، "بقطع النظر عن سلامة لبنان".

وشدد على ان "علاقات واشنطن بلبنان محورية في الشرق الاوسط"، مجددا دعم سيادة لبنان واستقلاله ومؤسساته الديموقراطية، وتصميم حكومته على مواصلة دعمها للبنان ومساعداتها له، اكان لقواته المسلحة ام اقتصادياً وسياسياً.

ولدى سؤاله عن تحديد التدخل السوري واشكاله، اجاب "كلنا نعلم من هو وئام وهاب. هذا رجل لا يستقبل او ينشط في لبنان لانه زعيم مهم، بل بسبب ارتباطه بسوريا".

ولاحظ ان "وئام وهاب في كل مكان، ولكن يبدو ان السفير السوري في لبنان مختف"، مع العلم ان السوريين "قالوا لنا ان مثل هذه الممارسات اصبحت من الماضي". واعتبر ان "هناك تناقضاً بين املنا في تحسين العلاقات مع سوريا، وما يقوم به وئام وهاب، نيابة عن سوريا".

واعرب المسؤول الاميركي عن انزعاجه لان سوريا لم تطبّق بعض التعهدات التي اعطتها لاميركا في شأن لبنان، ومنها ترسيم الحدود. وأوضح ان السوريين "قالوا لن في آذار انهم سيكونون قادرين على البدء بترسيم الحدود في ايار، وحتى الآن لم يحصل أي شيء"، مشيرا الى ان الفريق اللبناني المعني بالامر جاهز. وتساءل: "هل كان ذلك التزاما جديا؟"

وعن الرئيس ميشال سليمان، رأى انه "يضطلع بدور حذر، فهو يريد ان يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، ونحن نحترمه ونحترم منصبه كليا". وشدد على ان هناك تحديات جدية تواجه لبنان وتتطلب مؤسسات فعالة، وتحديداً مؤتمر باريس 3، وقروض لبنان المستحقة، والوضع المتردي لخدمات الكهرباء وغيرها.

وجدد دعوته لاسرائيل في ضرورة الانسحاب من شمال قرية الغجر الى الخط الازرق في أسرع وقت، مضيفا أن "عدم الانسحاب يشكل انتهاكا واضحا للقرار 1701".

وفي سياق المواقف الاميركية، اكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، تعهد الادارة الاميركية والتزامها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وخصوصا القرار 1559، الذي نفذ منه الجزء المتعلق بالانسحاب السوري من لبنان، وانتخاب رئيس الجمهورية".

وشدد كما نقل عنه الأمين العام ل"المجلس العالمي لثورة الأرز" طوم حرب على "أهمية وجود لبنان دولة مستقلة حرة وسيدة"، لافتا الى "محبته الشخصية لهذا البلد، واحترامه للبنانيين الأميركيين العاملين من أجل مساعدة بلدهم الأم، ومن اجل النهوض به وتجاوز المحن".

وذكر بأن "القرار 1559 يدعو أيضا إلى تسليم كل الأسلحة التي تمتلكها تنظيمات خارجة عن أجهزة الدولة، خصوصا أسلحة "حزب الله" والمخيمات الفلسطينية، وبقية المراكز والجزر الأمنية التابعة للإيرانيين أو السوريين في لبنان".

 

مجلس الأمن يمدد لليونيفيل...وليبيا تتحفظ

نهارنت/من المتوقع أن يتبنى مجلس الأمن الخميس المقبل مشروع قرار قدمته فرنسا رسمياً أمام أعضاء المجلس يمدد ولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" لفترة سنة من دون أي تعديل في الولاية أو في قواعد الاشتباك أو في اطار العمليات ملبية بذلك المطلب اللبناني الأساسي.

وتفادى مشروع القرار الفرنسي الذي توافق عليه الولايات المتحدة وبريطانيا ذكر أحداث خربة سلم وكفرشوبا بالاسم بصفتها تشكل انتهاكاً للقرار 1701، واكتفى بالإشارة الى كل الخروق والانتهاكات للقرار 1701 استناداً الى رسالة الأمين العام بان كي مون الى المجلس، علماً أن رسالة الأمين العام صنفت أحداث خربة سلم وكفرشوبا انتهاكاً للقرار 1701 وكذلك الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية.  ويشير مشروع القرار الى ما يقوم به المجلس في مراجعة شاملة لكل عمليات حفظ السلام الدولية "كي تكون ممارساتها أفضل وأقدر".

ويعبّر مجلس الأمن بموجب مشروع القرار عن دعمه لاقتراح الأمين العام القيام لاحقاً بمراجعة تقنية لقوات"اليونيفيل" لا شأن لها بالمراجعة الشاملة العامة وإنما تقع حصراً في الإطار التقني. ويتضمن مشروع القرار فقرة نصت على ضرورة التفاهم مع "اليونيفيل" من أجل ايجاد حلول لقرية الغجر، إلا أن هذه الفقرة قد تخضع لتغيير لغوي يؤكد ضرورة انسحاب اسرائيل من الغجر الى حدود الخط الأزرق وطرحت فرنسا مشروع القرار الجمعة أمام كامل أعضاء المجلس، ما يعني أنه يحظى بشبه إجماع وهو شبه نهائي.

في هذا الاطار، أثار مشروع القرار خلافات بين أعضاء المجلس وذلك لإصرار باريس بدعم من الولايات المتحدة على تضمين مقدمة القرار فقرة تعرب عن "القلق العميق من كل الخروق للقرار 1701، وخاصة الخرق الخطير الأخير المشار إليه في خطاب الأمين العام للأمم المتحدة" الذي طلب فيه تجديد مهمة القوة، وذلك في إشارة إلى انفجار مخزن أسلحة تابع لحزب الله في خربة سلم منتصف الشهر الماضي. وقال مصدر دبلوماسي من دولة عضو في مجلس الأمن أن ليبيا طالبت بتعديل هذه الفقرة، والاكتفاء بأن يكون التعبير عن القلق فقط من كل الخروق للقرار 1701 من دون الإشارة إلى حادثة خربة سلم تصريحاً أو تلميحاً. وأضاف المصدر أن ليبيا أصرت خلال مناقشات الخبراء للقرار قبل طرحه للتصويت يوم الخميس المقبل أنه إذا تمت الإشارة إلى "الخرق الخطير الأخير" في خربة سلم، فإنه يجب الإشارة كذلك إلى خروق إسرائيل المتواصلة يومياً للأجواء اللبنانية وكذلك احتلالها شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا. كما أثارت ليبيا ودول أخرى تحفظات على فقرة ثانية وردت في مقدمة المشروع الفرنسي وتدعو "كل الأطراف المعنية إلى احترام الخط الأزرق والتعاون مع "اليونيفيل" لترسيم الخط الأزرق والتوصل إلى اتفاق حول شمالي قرية الغجر." 

 

صفير يأمل في توحيد النوايا للخروج من المأساة

نهارنت/أمل البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، في أن "تتوحد النوايا والجهود للخروج من المأساة التي يعيشها لبنان واللبنانيون". كلام صفير نقله عنه النائب روبير غانم الذي زار الديمان، متمنيا عقب لقائه البطريرك أن "يترفع الجميع عن الحساسيات والحسابات الضيقة والصغيرة". وقال غانم :"عندما يتنازل المسؤولون لمصلحة الوطن لا يعتبر ذلك تنازلاً، بل هو عطاء وواجب تجاه الوطن، عندما تكون هناك تحديات داخلية وخارجية، تهدد اللبنانيين في مصيرهم وفي معيشتهم وفي وظائفهم". 

 

الأسعد: لأكثرية تحكم وأقلية تعارض كالدّول الحضارية

٢٥ اب ٢٠٠٩/استقبل البطريرك صفير رئيس "تيار الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد على رأس وفد من التيار عرض معه الأوضاع على الساحة المحلية. وقال الاسعد بعد اللقاء: "في كل الدول الحضارية التي تحترم نفسها تفرز اللعبة الديموقراطية أقلية وأكثرية، وبالتالي فإن الأكثرية تحكم والأقلية تعارض. وبعد أربع سنوات فإن الرأي العام يحاسب الأكثرية إما ان يكرسها كأكثرية وإما أن تصبح أقلية. وهذا المبدأ يجب أن يطبق عندنا في لبنان، ويجب على الأكثرية أن تحكم من خلال برنامج بوحسب الحلول التي تقترحها لحل المشاكل البنيوية التي يعانيها المجتمع اللبناني، ولا يجب ان تحكم بالتراضي لأنه ليس هناك من حكم من خلال التراضي، فالتراضي يعني عدم التوجه والرؤيا". وتابع: "إذا من خلال الخطوط العريضة والتركيبة شكلنا حكومة على غرار الحكومة السابقة، فلماذا إذا الإنتخابات ونزعج الناس ووضعهم أمام خيارين، من هذا المنطلق نحن في الإنتماء اللبناني نثني على مواقف البطريرك صفير الأخيرة بالنسبة الى تشيكل الحكومة، ونعتبر ان هذا الموقف طبيعي وهذا يعكس توجه كل الديانات السماوية لأن من واجب هذه الديانات ان تنصر الحق ضد الباطل، ومهما كان للباطل من صلاحيات أو نفوذ". 

 

الانتظار سيد المواقف الى حين جلاء محطات اقليمية واستحقاقات دولية التراجع على خط الاتصال السعودي -السوري يجمد الملف الحكومي بري قد "يبق البحصة" في 31 آب لوضـع كل فريق امام مسؤولياته

المركزية- لا توحي اي من المؤشرات والمعطيات المتوافرة على المستوى السياسي بامكان ابصار الحكومة النور في وقت قريب بعدما عادت الرياح الاقليمية والدولية لتلفح الساحة الداخلية وتبقي ملفاتها اسيرة المراوحة، في وقت ما تزال معظم القوى السياسية ذات الصلة بالملف الحكومي تعمل خلف تحصنها المتواصل وراء الكتمان والصمت،في انتظار الضوء الاخضر الذي قد يفرج في لحظة ما عن الحكومة الموعودة. تراجع عن التفاهمات: ونقلت مراجع ديبلوماسية عربية في بيروت مراقبة لمسار الاوضاع في لبنان والمنطقة ان العنوان الرئيسي للمرحلة هو "الانتظار وتقطيع الوقت" ريثما تكون انجلت بعض الامور والمحطات السياسية بدءا من الحوار الاميركي – السوري – الايراني وصولا الى صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والى سواها من الملفات التي لها تأثير مباشر على منحى الامور في منطقة الشرق الاوسط ككل.

وفي سياق متصل لاحظت المراجع تراجعا ملموسا على خط الاتصالات بين دمشق والرياض وكشفت عن عدم تسجيل اي اتصال مباشر او غير مباشر بين الجانبين منذ فترة وتحديدا منذ الزيارة الاخيرة للامير عبد العزيز الى العاصمة السورية. ونقلت المراجع هنا عن قيادات سورية اتهامها الرياض بالتراجع عن التفاهمات التي امكن التوصل اليها بين البلدين وخصوصا المتعلقة بالوضع اللبناني.

بري "يبق البحصة": على صعيد آخر، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري مضيه في الصيام عن الكلام ولكن ذلك لن يكون الى ما لا نهاية. فالامور باتت تستدعي التدخل وانه من اليوم ولغاية الاحتفال بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في 31 الجاري الذي يقام في منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية ما لم يستجد جديد على صعيد تشكيل الحكومة فإنه قد يضطر الى الافطار سياسيا والى ان "يبق البحصة" ويسمي الاشياء باسمائها ليتحمل كل فريق مسؤولياته في الكلمة التي سيلقيها في المناسبة ويتطرق فيها بنوع من التفصيل الى الاوضاع الداخلية وما يتصل منها اقليميا بالساحة الجنوبية.

تحرك قريب: في هذا الوقت، قال مصدر في الغالبية النيابية لـ"المركزية" ان أمد المراوحة لا يمكن ان يطول الى ما لا نهاية وان الرئيس المكلف سيبادر الى التحرك في وقت قريب وربما في خلال الايام المقبلة بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بحيث يطرح صيغة معينة على قاعدة المعادلة السياسية المتوافق عليها اي 15-10-5 لاستكشاف ردود الفعل تجاهها من قبل الافرقاء وخصوصا قوى المعارضة.

واعتبر ان ما يسمى اليوم ب"عقدة عون" لا يعدو كونه ستارة تتلطى خلفها الاطراف المحلية والخارجية غير الراغبة بتشكيل حكومة لجملة اسباب ترتبط بمصالح بعض الدول الاقليمية والعربية. وأكدت ان الحديث عن صلاحيات الرئيس المكلف هي ثابتة في الدستور وواضحة ولا تحتاج الى اي تفسير ومرتبطة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ولهما معا رفض توزير اي كان او القبول به. واضافت: لقد عبّر الرئيس المكلف عن استعداده اكثر من مرة للتواصل مع المعارضة واجتمع الى بعض اقطابها بعد لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وان اية مؤشرات عن لقائه والنائب العماد ميشال عون ليست في الافق المنظور حتى هذه الساعة.

زوار دمشق: وفي السياق عينه، كشفت اوساط سياسية متابعة عن زيارات قام بها موفدون لأقطاب المعارضة الى دمشق بعد عودة الرئيس السوري بشار الاسد من طهران لاستكشاف افق المرحلة لكن اية معطيات تتصل بالتأليف الحكومي لم تتوفر بشكل واضح في ضوء وجود فترة من التريث لا يعرف مداها.

ونقل احد زوار العاصمة السورية اجواء غير مشجعة على المضي في المفاوضات مع الرئيس المكلف في ظل المعطيات الراهنة من دون الدخول في تفاصيل اضافية، الامر الذي قرأ فيه المراقبون فرملة سورية على صعيد تقديم التسهيلات في الملف اللبناني اقله في المدى المنظور.

ضغط اميركي-مصري: وفي المقلب المعارض، رأت اوساط في الاقلية النيابية ان العرقلة على المستوى الحكومي ناتجة عن ضغط اميركي – مصري تعرضت له المملكة العربية السعودية من اجل اعادة درس خطواتها على صعيد العلاقات مع دمشق ووقف الاندفاع في هذا الاتجاه بدليل بعض المواقف الاميركية الصادرة اخيرا بشأن العلاقات مع سوريا ومحاولة الضغط عليها وقد انعكس ذلك في فحوى كلام بعض القيادات في فريق الغالبية واخرى لمراجع روحية تحدثت عن تشكيل حكومة من لون واحد.

وكررت الاوساط دعوتها الرئيس المكلف الى تقديم صيغة ولو اولية ليصار في ضوئها الى المناقشة والبحث غير انها رأت انه عاجز عن ذلك نتيجة التدخلات الدولية في هذا الملف التي تقيد تحركاته وتمنعه من الاقدام على خطوة مماثلة معتبرة ان فريق الغالبية يحاول تبرئة الحريري وتأمين ظروف هروبه الى الامام عوض طرح الصيغة الحكومية وهو للغاية يرمي التهم على العماد عون. وابدت الاوساط توجسا من كلام الحريري في افطار امس لجهة صلاحيات الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة وجددت تمسكها بقيام حكومة وفاق وطني وليس ائتلاف وطني ،مشيرة الى الحملة التي يتعرض لها حزب الله في الخارج لجهة تمسكه بسلاحه، هذا السلاح الاستراتيجي لحماية لبنان وان اي حكومة تشكل يجب ان تضمن حماية هذا السلاح. الامن والسياسة: وسط هذه الاجواء، قرأ مصدر امني في الخروقات المتكررة والحوادث الامنية المتنقلة بين المناطق، وان لم تكن على مستوى من الاهمية، الا انها تحمل في طياتها رسائل سياسية ضاغطة على الوضع الداخلي عموما وموضوع تشكيل الحكومة خصوصا، رافضا العودة الى مسلسل استخدام الوضع الامني للنفاذ منه الى السياسي .وشدد على ضرورة ابقاء المحور الامني بعيدا عن التجاذبات السياسية وتداعياتها.

 

"الاسبوع الحالي سيكون حاسما في الموضوع الحكومي" "عكاظ": لا عودة لأحداث أيار ولا تعديل للطائف

المركزية - كشفت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لصحيفة "عكاظ" السعودية أن قوى 8 آذار ببعدها الداخلي والإقليمي غير قادرة على إعادة تجربة السابع من أيار بل هي تلوح بها من باب التهويل لا غير، لأن الظروف الدولية والعربية لا تسمح لها بإعادة هكذا مغامرة ما زالت تعاني من تداعياتها حتى الآن. أضافت المصادر لـ "عكاظ": إن لا دوحة 2 ولا تعديل لاتفاق الطائف بل هناك دستور على الجميع احترامه واحترام الصلاحيات الدستورية لكل موقع رئاسي كما جاء في اتفاق الطائف. وختمت المصادربالقول: إن الأسبوع الجاري سيكون حاسماً بالنسبة للموضوع الحكومي وعلى كافة الأفرقاء الاستعداد للتعاطي مع ما سيعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري من تشكيلة حكومية وفقاً للتسوية السياسية التي أقرت والتي تقوم على معادلة 15 – 10 – 5.

 

"الوطن" السورية: مهمة الحريري لن تكون سهلة ابدا

المركزية - اكدت صحيفة "الوطن" السورية اليوم إن المهمة التي تنتظر الرئيس المكلف سعد الحريري لن تكون سهلة أبداً خصوصاً أنه مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بـحزم أمره والانتقال إلى العمل فإما يستطيع أن يفرض هيبته ويشكّل حكومته برضا كل الفرقاء وإما يعلن فشله في إنجاز المهمة الملقاة على عاتقه وبالتالي يعتذر عن استكمالها بدلاً من تكرار الهروب عند كل استحقاق يواجهه بذريعة الإجازة التي لا يفترض أن يكون لها موقع بظل بلد دون حكومة أصيلة. وأشارت مصادر في المعارضة لـ"الوطن" إلى أن المعارضة مازالت تنتظر أن يعرض عليها الرئيس المكلف مسودة مشروع الحكومة ليصار إلى مناقشتها، كما أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لا يزال ينتظر أجوبة الرئيس المكلف على الآراء التي طرحها عليه ممثله الوزير جبران باسيل مستبعدة إمكان عقد لقاء موسع قريب لأقطابها تاركة أمر التشاور في الحكومة إلى كل قطب على حدة في وقت لا يزال الاتفاق قائماً على معادلة الـ15-10-5.

 

"الاندبندنت": أزمة النفط ستقع بعد سنوات

المركزية - نشرت جريدة "اندبندنت" البريطانية تصريحا لفاتح بيرول يقول فيه ان العالم يقف على مشارف انخفاض كارثي في احتياطات الوقود. وفاتح بيرول هو المسؤول الاقتصادي في وكالة الطاقة الدولية في باريس، المسؤولة عن تقييم احتياطات الطاقة المستقبلية لبلدان "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" التابعة للاتحاد الاوروبي. وحسب تقدير بيرول فإن ازمة النفط المتوقعة يمكن ان تهدد في السنوات الخمس المقبلة عملية النهوض من ازمة الركود الاقتصادي الحالية. فارتفاع اسعار النفط، الناتج عن النمو السريع للطلب وجمود او حتى نقص الشحنات يمكن ان تخرج الاستنهاض الاقتصادي عن مساره المرسوم، كما يقول بيرول. ويضيف ايضا ان الكثير من الحكومات لا تعير اهتماما كافيا لواقع ان فروع الانتاج الرئيسية التي تعتمد على مصادر النفط تتطور بمعدلات اسرع بكثير مما كان في السنوات العشر الماضية. وبهذا الصدد يتوجه بيرول الى الدول الغربية بنداء يطالبها فيه باتخاذ اجراءات اكثر جدية لمواجهة الخطر المتنامي. وحسب رأيه فإن تلمس النقص سيبدأ في سنة 2010 ، الا ان ازمة الموارد ستظهر بشكل حاد في السنوات الخمس اللاحقة.

 

دلول: جنبلاط يعرف ان تقرير دير شبيغل كتب في بيروت ويحاول تجنب توريط الدروز بمواجهة سنية – شيعيــة

المركزية – اعتبر الوزير السابق محسن دلول إن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يحاول تجنب توريط الدروز في مواجهة سنية شيعية يعتقد أنها ستحصل، لافتاً إلى أن جواب جنبلاط على التساؤلات حول تقلباته هو الحفاظ على الطائفة الدرزية التي تقع مناطقها على خطوط التماس مع السنة والشيعة، ومؤكداً أن هاجسي الصراع السني والشيعي والحرب الإسرائيلية يسيطران على جنبلاط حالياً. وشدد دلول من جهة أخرى على أن العقدة الحكومية ليست عند العماد ميشال عون او قوى 8 آذار أو وليد جنبلاط لأن هناك قوى إقليمية ودولية تريد فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة وليس سعد الحريري لأنهم لا يستطيعون الإعتماد عليه ويراهنون في المقابل على السنيورة لأنهم قادرون على التفاهم معه، لافتاً إلى أن الحريري لن يعتذر عن التكليف وإلى أن أزمة ستقع في حال اعتذاره.

كلام دلول أتى في خلال لقاء معه نظمه "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" تحت عنوان "الظاهرة الجنبلاطية: ثوابت ومتغيرات".

وكشف دلول أنَّ جنبلاط يعرف من كتب تقرير دير شبيغل عن تورط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأنه كتب في بيروت، مشيراً إلى أن جنبلاط قال له" نحن ذاهبون إلى كارثة"، واكد أنَّ هناك من ورط جنبلاط في قضية الكاميرا على مدرج المطار والمرسومين الشهيرين في الجلسة الحكومية في 5 آيار 2008. ولفت إلى أن جنبلاط خرج من الأكثرية بعدما تبين ان ظهره غير محمي في أحداث 7 آيار وذلك بعدما أوهمته الأكثرية بوجود ميليشيا قوية تضم آلاف المقاتلين من عكار وغيرها قادرة على مواجهة حزب الله و"رده إلى آخر صور"، بحسب ما قيل في أوساط الأكثرية. واكد دلول أن رئيس اللقاء الديموقراطي فُجع بالمواقف الأميركية المتناقضة ويطرح حالياً علامات استفهام على هذه المواقف، بعدما كان يتأثر سابقاً بدعم السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان.

ورأى أن جنبلاط يخشى تحالفاً سنياً مارونياً يصبح الدروز معه من دون تأثير في مجرى السياسة اللبنانية ولذا يحاول الإلتفاف على تحالف كهذا كان عانى منه والده.

وأشار إلى أن السنة باتوا في الشوف يقاربون الثلث وإلى أنه نقل الخشية الجنبلاطية إلى الرئيس المكلف سعد الحريري. وأضاف أن جنبلاط نقل إليه تصريحاً لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يقول فيه إنَّ 14 آذار هي في صميم مبادئ الجبهة اللبنانية وتلتزم مقررات سيدة البير ولم يرد عليه أحد من قوى 14 آذار، إضافة إلى تصريح لنائب آخر يتساءل فيه عن السبب الذي يمنع عقد صلح مع إسرائيل، وأن جنبلاط قال تعليقاً على هذه التصريحات: "انا مني هيك".

ورأى دلول أن سلوك جنبلاط في المرحلة المقبلة مرتبط بموقف السعودية، فإذا تباينت الآراء فيها حيال الوضع اللبناني سيذهب بعيداً في موقفه الحالي، أما إذا كان الموقف السعودي واضحاً فإن جنبلاط سيعود إلى سرب قوى الأكثرية. ولفت إلى أن آل جنبلاط تاريخياً يرتبطون بعلاقة وثيقة برموز معينة ويتوارثون هذه العلاقة الجيدة ما يجعلهم يستشيرون هذه الرموز في تحركاتهم السياسية. فإذا أراد جنبلاط زيارة إيران فإنه سيفعل ذلك بعد استشارة الملك عبد الله وإذا أراد زيارة سوريا فإنه سيستشير حكمت الشهابي رئيس الأركان السوري السابق. وأشار دلول في هذا السياق إلى أنَّ الشهابي نأى بنفسه عن عملية الدخول العسكري إلى الجبل في العام 1976 عندما أمره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بذلك بسبب علاقته المميزة مع كمال جنبلاط. وكشف دلول أنَّ الشهابي اتصل به قبل خطاب جنبلاط الذي أعلن فيه موقفه الجديدة وقال إن وليد اتخذ مواقف مهمة، في حين أن هذه المواقف لم تكن قد أُعلنت عملياً.

واعتبر أن خطاب جنبلاط تجاه سوريا أمام الجمعية العامة للحزب الإشتراكي عندما أعلن تمايزه مع قوى الأكثرية هو اهم من الزيارة إلى دمشق بحد ذاتها.

واعتبر أن وليد جنبلاط أصبح زعيم الدروز الأوحد لأن لديه مرونة والقدرة على تغيير مواقفه، في حين ان والده كمال كان ثابتاً وينتهج سياسة متكاملة ولذلك لم يستطع التفرد بزعامة الطائفة الدرزية. ولم يشارك دلول توقع جنبلاط بانفجار الصراع السني الشيعي لأنه يعتبر أن خلفية الصراع ليست دينية.

ودعا دلول إلى إعادة بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية كحلِّ مجلس النواب ومهلة توقيع المراسيم. وقال إن الإقتناع بإعادة بعض صلاحيات الرئاسة أكدته أزمة التكليف الحالية حيث أن الأمر مرتبط بالرئيس المكلف الذي يسافر ويبتعد من دون أن يكون الرئيس قادراً على البت بهذه المسألة.

 

الريس: عون يقود التعطيل وبيان التقدمي ليعي الجميع حجم التحديات

 التاريخ: ٢٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: أخبار المستقبل /اكد مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس وقوف "الحزب" الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري، مشيراً الى ان النائب ميشال عون يقود عملية التعطيل. وقال: "المراقب السياسي الذي يتابع التطورات والتصاريح السياسية يدرك ويعلم أين تكمن عقدة التأليف، ومن هي الاطراف التي تضع الشروط لتعطيل عملية التأليف ومن هذا المنطلق جاء بيان "الحزب التقدمي الاشتراكي" ليقول ان من مسؤولية جميع القوى السياسية ان تعي حجم التحديات الكبرى التي يمر بها لبنان إن كان على مستوى التحديات الاسرائيلية أو على المستوى الاقتصادي والانمائي الداخلي". وشدد على انه "من مصلحة الجميع ان يبتعد عن السجالات السياسية الضيقة ونتطلع الى الأمام نحو تأليف حكومة بأسرع وقت". ولفت الى ان "العقدة في تأليف الحكومة تكمن في اصرار فرقاء على توزير أشخاص معينين وتعطيل كل أشكال التأليف إذا لم يتم توزيرهم اضافة الى طرح بعض المطالب التعجيزية والمقصود يكلامي النائب عون الذي يقود عملية التعطيل"، مؤكداً ان "مواقف عون المتصلبة لا تساهم في الحل". وجدد التأكيد على وقوف "الحزب التقدمي" الى جانب الرئيس المكلف وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها (15-10-5)"، آملاً في ان "يتم التأليف في أسرع وقت".

 

حسابات الأصهر".. توجب إدراك "لوين رايحين"

 التاريخ: ٢٥ اب ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

في وقت تتجه الأنظار إلى الخطوة "المنتظرة" أن يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري بعد أن عاد من المملكة العربية السعودية، والتي من شأنها أن تحيي "التواصل" المقطوع مع بعض أطراف المعارضة وتحديداً "التيار العوني" و"حزب الله"، شكل "الهدوء النسبي" الذي فرضه بيان الحريري قبيل مغادرته بيروت، أرضية خصبة لمواصلة السعي للخروج بحكومة في وقت قريب، رغم أن المؤشرات جميعها، تدل الى وجود "عقدة" أساسية تعترض عملية التشكيل، وهي موجودة في "الخارج القريب"، الذي يحاول "قطف" ثمار المرحلة الجديدة، وزيادة مكتسباته في لبنان، وهذا ما تعارضه بشدة الدول المعنية بالملف اللبناني.

صفير: "حزب الله" اقوى من الدولة

في هذا الوقت، ومع استمرار تقاذف مسؤولية "التعطيل" و"العرقلة" بوتيرة "اخف" من السابق، رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ان "حزب الله صار اقوى من الدولة، وهذا الوضع شاذ وغير طبيعي"، متسائلاً هل "التحرير حق حصري لحزب الله؟". وشدد على انه سيقول كلمة الحق باستمرار بمعزل عن "كلامهم او تهديدهم"، وسيبقى يسمي الأمور بأسمائها ويقول "الوِحِش وحِِش والمنيح منيح"، لافتاً الى اهمية ان "يدرك المسيحيون لوين رايحين".

واعتبر صفير أنه في حال جاءت الحكومة على أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض "ستسير الأمور في شكل جيد"، وتابع: "لكن في حال تم تشكيل الحكومة على أساس حصان في المقدمة وآخر في المؤخرة يعني ذلك إبقاء العربة معطّلة في مكانها". ورأى أن "التجربة الأخيرة دلّت على أن وجود الموالاة والمعارضة في حكومة واحدة غير مشجع على الإطلاق في ظل العرقلة والتعطيل".

دعوة إلى "التسهيل"

وفي سياق متصل، كشف النائب انطوان زهرا ان "الرئيس المكلف سيطرح تصوراً جديداً خلال الأيام القليلة (المقبلة) بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو سينطلق من الصيغة الحكومية المتفق عليها 15-10-5 ولكن مثلما يراها الرئيس المكلف وليس كما يراها الفريق الآخر".

من جهته، وجّه الحزب التقدمي الاشتراكي "الدعوة الى كل القوى السياسية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وفق الصيغة السياسية التي كان تم الاتفاق عليها وهي صيغة 15+10+5 التي تؤمن صحة التمثيل السياسي، وتعكس إرادة الناخبين التي تمّ التعبير عنها في الانتخابات النيابية الاخيرة". واعتبر أنّه "بات من الضروري القيام بهذه الخطوة فوق الحساسيات والتفاصيل وحسابات الاصهر والاقارب، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل".

"التيار".. الضحية!

في المقلب الآخر، واصل "التيار العوني" لعب دور "المستهدف" وهي الطريقة التي تعوّد ممارستها لتغطية "شوائب" سياسته، حيث أكد النائب سيمون أبي رميا، أن "خيارات عون صائبة دائماً، لأنها تصب في المصلحة الوطنية"، معتبراً أن هناك "عملية مبرمجة ضد "التيار الوطني الحر"، منذ أن تولى الحريري (الرئيس المكلف) عملية تأليف الحكومة".

من جهته، رأى النائب آلان عون أن "صاحب المبادرة في تشكيل الحكومة ليس العماد عون، بل رئيس الحكومة المكلف"، ولكنه استدرك قائلاً: "المطلوب من الرئيس المكلف أن يعود من الخارج بإيجابية وانفتاح على الآخر "، كما كرر عون أن "التيار الوطني الحر" بحالة "استهداف ومحاولة ضرب لخطه الإصلاحي، ولما يمثل على الساحة السياسية".

 

ماروني: عون في مقدمة واجهة المعارضة ويلعب دوراً تعطيلياً

على الحكومة ان تتألف بحسب نتائج الانتخابات التي خلقت اكثرية واقلية

٢٥ اب ٢٠٠٩/وكالات/ إعتبر وزير السياحة إيلي ماروني، أنه من دون القابلية في الداخل اللبناني للتدخّل الخارجي، لما استطاع الخارج أن يتّدخل، ورأى أن "هناك واجهة معارضة في مقدمتها ميشال عون الّذي يلعب الدّور التعطيلي". وفي حديث إلى قناة "اخبار المستقبل"، قال ماروني: "لا أفهم لماذا يفسرون الوفاق حسب مصالحهم والمنطق الديموقراطي يقول إن الأكثرية تحكم والآخرين يعارضون"، لافتاً إلى أن "الرّئيس المكلف ورئيس الجمهورية أرادا أن يكون الحكم بالمشاركة." كما أكد ماروني بعد لقائه وزيرة التربية بهية الحريري ان "مطالب النائب عون تتعارض مع مفاهيم الشراكة في ما يتعلق بتوزير باسيل او التحدث عن تمثيل حجم كل فئة في الحكومة"، داعيا الرئيس المكلف الى ترجمة نتائج الانتخابات التي خلقت اكثرية واقلية برلمانية في تشكيل الحكومة، مضيفا ان "على الحكومة ان تتألف من هذه الاكثرية وتبقى الاقلية معارضة"، لافتا الى ان "هذا ما يعرف بالمبدأ الديمقراطي السليم".

 

هل يتمثّل عون بأحمدي نجاد ويتخلّى عن صهره جبران؟ 

٢٥ اب ٢٠٠٩/ابراهيم جبيلي/الديار

حسمت في أذهان أهل السنّة أن زيارة زعيمهم سعد الحريري الى سوريا أصبحت واقعاً، وان العالق الباقي والوحيد هو هل يزورها سعد ابن الشهيد رفيق الحريري، ام يزورها رئيسا لحكومة لبنان، هذا الباقي العالق أربك التأليف، وكشف أسرار وخفايا العرقلة التي ظهرت فجأة، وتجلّت نهماً وشراهة في المطالبة بالحقائب، وعطّل هذا الباقي العالق «الاطار السياسي» للحكومة، حيث عملت الدول المعنية بالملف اللبناني على تسويقه وفرضه، لكنه أوقع جميع الأفرقاء المحليين في جدل بيزنطي يكاد لا ينتهي، فيما خارج الحدود تحاك العلاقات بين الاقليمي والدولي، فاذا كانت سالكة هناك، تهدأ هنا وتهون، واذا تعقدت في الخارج فان وزارة الاتصالات وغيرها ستكون عاصية على أي حلّ.

هذه المعادلات والحسابات المعقدة والشائكة تنتظر جميعها مواقيت الزيارة الحريرية للعاصمة السورية، لما لها من أضلع في المسائل الحسابية تساعد على الحلّ والحلحلة.

فقام الغيارى والوسطاء بإخراج سيناريواتهم المحتملة حول كيفية حصول الزيارة وتشجيع المتردد على الإقدام عليها. فخرج من ينصح بأن تأتي ضمن وفد رئاسي لبناني يحضر قمة الرئيس السوري مع العاهل السعودي، لكن سريعاً عرقلت الملفات العالقة في العراق وفلسطين والطموحات الايرانية هذه التفاصيل، فتأجلت القمة المنتظرة لكنها لم تلغَ وتعطلت زيارة الرئيس المكلف والاطار اللائق والمناسب لإزالة احراج متنامٍ منذ العام 2005.

والبعض الآخر اقترح ان يزور الحريري سوريا وحيداً حتى يتسنى له عقد الجلسات الطويلة مع مضيفه الرئيس السوري، خصوصاً ان الاثنين لم يتعارفا في السابق، لذا فان القمة بينهما هي اكثر من ضرورية لمعرفة الأطباع والاكتشاف المشترك لشخصيتيهما لان الوسطاء يعتبرون ان العلاقة بينهما لا تستقيم اذا كانت اللقاءات موسعة بين وفد لبناني وآخر سوري اضافة الى الوفد السعودي. لكن الاقتراح سقط سريعاً عندما عرفوا ان الرئيس المكلف يشدد على زيارة سوريا بوصفه رئيس حكومة لبنان، وان مباحثاته الرسمية ستناقش الملفات العالقة ومنها ترسيم الحدود وسحب السلاح غير الشرعي من بيروت كذلك سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

في ظل هذه الاجواء أوقفت سوريا الحديث عن الزيارة، واعيد الزمن الى بداياته، الى عشية الانتخابات النيابية، تعطلت النتائج وبسحر ساحر عادت الأكثرية الى عجزها وقلّة حيلها وباتت الأرقام التي نالتها ورقية دون اية مفاعيل تذكر وان حصولها على 15 وزيرا اصبح مسألة فيها نظر بعدما غادرها جنبلاط وكتلته، وتصاعدت الأصوات من الجانب المعارض تعلن انسحابها من «الاطار السياسي» وتحيي الثلث المعطل بعدما أماتته القوى الاقليمية المحيطة بلبنان وباللبنانيين. وهكذا وقعت الاكثرية فريسة، تتخبط بالتعطيل المحكم والمبكّل، يأتيها اللا والرفض من حيث لا تدري ومن حيث لا تتوقع.

هكذا خرج العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي عارم يهدد كل من تسول له رغباته بنظرية «الزيح السميك» الممنوع على أحد تجاوزه: جبران باسيل وزيراً للاتصالات مع نصائح مجانية باستعمال الحائط لأصحاب الرؤوس الرافضة. ولأن سلة الحاوي مليئة بالأشياء التعطيلية، أضاف الجنرال الى «عويصه» المطالبة بوزارة سيادية.

وهكذا أطلق الحاوي لمزماره العنان يريد زكزكة الجميع في الأكثرية اضافة الى قصد متعمد بتوجيه رسائل الانتقام الى رئيس البلاد، فالمطالبة بالوزارة السيادية تعني في علم العيون ان عيون الجنرال وخلفه اعين الحلفاء شاخصة على وزارة الداخلية، حينها يتم «نقل» فعالية المحكمة الدولية «بزعرور» المعارضة، اتصالات وداخلية في قبضة المعارضين، يعني ان المحكمة سوف تترنح في مهب الريح طالما انها تعصف في صالح أشرعة المعارضة وطالما ان عبد الباسط المقرحي خرج من السجن الدولي ولم يعد.

إزاء كل ما حدث وجرى، وقع المراقبون في حيرة، لم يدركوا أسرار الرفض العوني ولم يعرفوا ولم يكتشفوا أصول وفروع كلمة «النائب المكلف» لأن في الظاهر خرجت من الرابية والعمادعون هو أول من أطلقها لكن في الباطن تبنّي الإعلام السوري لها، رددها ليسمعها من رفض وتجرأ ولم يلبِّ الزيارة ، فالخبثاء اعتبروا ان العرقلة والنعوت المتطايرة انطلقت بشكل دائري صعب على المحللين تحديد مصدرها الحقيقي رغم معرفتهم انها انطلقت من الرابية، ما دفع بصقور قوى 14 آذار الى وصف الجنرال عون بالمتطوع للعب دور الوكيل الشرعي لكافة أصناف وماركات التعطيل والنكد السياسي وإنه ينفذ «التعليمة» بحذافيرها. وما المؤتمر الصحافي الرافض الا القنبلة الدخانية التي تعمي وتحجب الرؤية عن أدواره الحقيقية. هل دخلت البلاد في أزمة تأليف؟ أم إن المعنيين يجهدون لإبعاد كأس الأزمة الحكومية عن اللبنانيين؟ الجواب يبقى رهناً بالشروط المسكوبية التي يفرضها العماد ميشال عون بتوزير صهره الخاسر جبران باسيل. هذه الظاهرة في فرض وزير راسب على الرئيس المكلف لم يحصل مثليل لها في التاريخ اللبناني. فالرئيس رشيد كرامي بقي نهاية السبعينات تسعة اشهر حتى استطاع تأليف حكومته، لكن اسباب التأخير تختلف عن الاسباب الحالية، يومها انقسم اللبنانيون عامودياً في ازمة العلاقات اللبنانية الفلسطينية، ولم تنته الاشكالات والخلافات الا بانعقاد مؤتمر في مصر برعاية الرئيس جمال عبد الناصر، خرج بعده اللبنانيون باتفاق القاهرة ينظم العلاقات اللبنانية والفلسطينية.

واليوم يفتيش المعنيون عن اية وسيلة لاقناع الجنرال عون بأن يتخلى عن ترشيح صهره الخاسر خصوصاً إن الدول الاقليمية مشغولة في ملفات أكثر أهمية من توزير باسيل او اي راسب اخر، وينعش البعض ذاكرة الجنرال ان الرئيس الايراني احمدي نجاد تخلى عن صهره بناء لتعليمات المرشد الاعلى، فهل يسمع الجنرال النصائح ويتخلى وينطلق بعدها التأليف في مسلكه السهل والهادئ؟

 

سليمان يأمل في عودة الاتصالات للخروج من حال الجمود

نهارنت/أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في "أن يكون تخفيف حدة التخاطب السياسي مدخلا لاعادة الاتصالات اللازمة، التي تؤدي الى إخراج الوضع من حال الجمود السائدة".

واستحوذ الوضع الحكومي على الجزء الأكبر من لقاءات سليمان في القصر الجمهوري.  وفي هذا الاطار التقى وزير العمل محمد فنيش. كما بحث رئيس الجمهورية التطورات السياسية مع كل من الوزيرين السابقين كريم بقرادوني ووئام وهاب. كذلك التقى الرئيس سليمان السفير البابوي في الكويت المطران منجد الهاشم.

 

كتلة "المستقبل": ملتزمون بالطائف ودستوره وبعروبة لبنان ونظامه الديمقراطي الحر

نستنكر الحملات الاعلامية الخارجية والتعرض للمؤسسة العسكرية

٢٥ اب ٢٠٠٩ /وكالات/عقدت كتلة "المستقبل النيابية" اجتماعها الاسبوعي ظهر اليوم في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وتوجهت بداية الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك متمنية كل الخير للبنان واللبنانيين. واستعرضت الكتلة مستجدات تشكيل الحكومة العتيدة، وشجعت على استمرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الابتعاد عن السجالات والمثابرة والثبات على تشكيل حكومة الائتلاف الوطني، كما والاستمرار في اعتماد اسلوب الحوار الهادئ لمعالجة التباينات بين اللبنانيين.

واستعرضت الكتلة العقبات التي يعمد البعض الى وضعها في وجه نجاح عملية التأليف،هذه العقبات التي تدفع الى الخروج على اتفاق الطائف والدستور. واستنكرت الكتلة الحملات الاعلامية الخارجية التي تضع المزيد من العقبات امام تأليف الحكومة المتجانسة، والمعبرة عن رغبة اللبنانيين وحاجتهم الى اتفاق سياسي يلبي ما يريدونه من استقرار في حياتهم. ولذلك فان الكتلة تؤكد على الالتزام بما اجمع عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه، وبعروبة لبنان وبنظامه الديموقراطي الحر. كما تؤكد الكتلة على ضرورة احترام الجميع للدستور والأصول المنصوص عليها في عملية تشكيل الحكومة والصلاحيات التي يعطيها لرئيس الحكومة المكلف ولفخامة الرئيس في هذا الشان. وفي جميع الاحوال تؤكد الكتلة دعمها للخطوات التي تؤدي الى الاسراع وبالتالي الى نجاح عملية التاليف، وصولا لحكومة متضامنة ومتجانسة وتكون قادرة على العمل، وعلى معالجة القضايا والتحديات الوطنية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والتي يعاني منها المواطن والتي هي حتما مسؤولية جميع الاطراف. وتعتبر الكتلة ان المخاطر المحيطة بلبنان والمنطقة عموما، يجب ان تدفع اللبنانيين كل اللبنانيين الى ابعاد لبنان عن دور الساحة والتمسك بدوره كرسالة في عالمه العربي وفي العالم.

 

الحريري أعّد تصورا شبه كامل للتشكيلة الحكومية

نهارنت/يقف مأزق تشكيل الحكومة امام جولة جديدة من المشاورات، وكشف مصدر مطلع لصحيفة "اللواء" ان لقاء قد يعقد الثلاثاء او الاربعاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري لمقاربة المخارج العملية لمطالب النائب ميشال عون. وذكرت مصادر سياسية بارزة لصحيفة "الحياة" ان لدى الرئيس المكلف تصوراً شبه كامل للتركيبة الوزارية العتيدة، بالحقائب والأسماء، لكنه لن يعرضها قبل جولة جديدة من الاتصالات للتأكد من بعض جوانبها، وقبل التشاور مجدداً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهي تستند الى إبقاء حقيبة الداخلية في عهدة الوزير الذي هو من حصة الرئيس سليمان أي الوزير زياد بارود، على ان تسند حقيبة الاتصالات الى شخص آخر غير باسيل ومن غير مرشحي عون للوزارة، مقابل إسناد وزارات خدمات لمرشحيه إضافة الى وزارة دولة. وابلغت أوساط نيابية في "تيار المستقبل" صحيفة "اللواء" أن الرئيس المكلف حريص على متابعة جهوده مع كل الفرقاء السياسيين، ومن بينهم عون نفسه، ومن غير المستبعد عقد لقاء بين الرجلين إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

وأشارت الأوساط، الى استعداد الحريري لتدوير الزوايا، لكن ذلك يتطلب، برأي الأوساط، أن يتحمّل كل طرف المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يقدم التسهيلات المطلوبة لتشكيل الحكومة، بحيث يتم وضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، وليس العمل بمقتضى نصائح خارجية ليست في مصلحة اللبنانيين، عن طريق وضع شروط تعجيزية لا يمكن للرئيس المكلّف آن يوافق عليها. وكان الحريري وفي اول اتصال مع عين التينة التقى مساء الاثنين وفدا من حركة "امل" سلمه دعوة لحضور المهرجان الذي تقيمه حركة امل في الضاحية الجنوبية في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، وكانت مناسبة للبحث في الوضع الحكومي. وقد التزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصيامه الاحتجاجي على تعطيل التأليف، وقالت مصادره لصحيفة "السفير" إنه قد يفطر في 31 آب خلال هذا المهرجان، حيث سيلقي خطاباً وصفته المصادر بالشامل. وحافظ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على صيامه، فيما لفت الانتباه بيان للحزب التقدمي الاشتراكي يستعجل تشكيل الحكومة وفق صيغة 15/10/5، ونبّه من عدوان إسرائيلي يجري التحضير له منذ أشهر. 

 

عون: أي حكومة لا تلبّي حقوقنا لن تبصر النور وأنا أمثّل قوة حقيقية

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن "أي حكومة لا تلبّي حقوقنا لن تبصر النور". واضاف أن مطالب التيار واضحة، "ولن يكون بعد اليوم جاهل لنا. إننا نمثّل القسم الأكبر من المسيحيين، ولن نقبل بتعيين موظفين ومديرين عامّين وغير ذلك من دون مشاركتنا في القرار، وبالتالي فإن حضورنا داخل الحكومة وداخل الوزارات أمر ضروري، ومن لا يرد لنا هذا الدور أو يرد مصادرته، فليبحث عن غيرنا، فنحن هنا لسنا لنغطّي أحداً". واشار عون في حديث الى صحيفة "الاخبار" الى انه عمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري في الوصول إلى حكومة وحدة وطنية، لكنّ الأمور لا تسير وفق حسابات تتجاوز الأحجام والقوى، مؤكدا انه مركز الثقل السياسي عند المسيحيين في لبنان.

وحمل عون على فريق 14 آذار منطلقا من واقعة يرويها، "واجه أحد الملوك أزمة مع أبناء رعيّته الذين اضطروا إلى شرب المياه من بئر تبيّن أن مياهها تسبّب لهم فقدان التوازن. وبدأ الملك يتحدث لغة غير مفهومة مع هؤلاء، فجاءه مستشاره بعد محاولات عدة وقال له: ليس أمامنا سوى أن نشرب من البئر نفسها، حينئذ نصبح مثلهم ونتفاهم، وهذا ما حصل".

واضاف "أن فريق 14 آذار يريد منه أن يشرب من البئر التي أضاعت صوابهم، حتى يكون هناك تفاهم في ما بينهم". وسأل "كيف يمكن للحريري أن يدعوني إلى غداء أو عشاء، فيما يطلق من حوله حملة مسعورة ضدي وضد التيار وضد كل ما أمثّله. هل يظن أنني سأركض إليه لمجرد أنه دعاني". ورأى عون أن التطورات الخارجية "ليست الآن في مصلحة تأليف حكومة، لكنّ ذلك لا يعفي أحداً من المسؤولية عن ترتيب بيتنا الداخلي. ولو أنهم يشعرون بأهمية هذا الأمر لعمدوا إلى تفاهم حقيقي معنا، وساعتها لن ينفع أي تدخل خارجي. وإلا فما هو السبب الحقيقي وراء عدم تأليف الحكومة حتى الآن؟". ولفت عون إلى أن الحوارات الأولى مع الرئيس المكلّف كانت ودّية وإيجابية، لكن هناك الكثير من الخطوات غير المنطقية، واضاف انه "لم يتم الاتفاق بعد على توزيع الحقائب، ولم يطرح أحد أسماء ممثّليه في الحكومة". وعن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، اكد انه "ليس ضد التفاهم مع أحد، لكنني أبحث عن مضمون لأي لقاء سياسي، ولست مهتماً بالشكل، وقلت للوسطاء إنني مستعد في أي وقت للقاء جنبلاط، لكن لنتفق على أن علينا البحث في أمور كثيرة، من بينها تعزيز آليات العيش المشترك في الجبل، وهو لا يريد ذلك، فلماذا يحصل اللقاء؟". وحذر عون من "أن محاولة البعض العودة إلى نغمة عزل "حزب الله" أو العمل لضربه، تكون كمن لا يقرأ جيداً ما يحصل في بلادنا ومن حولنا، وربما يكون جنبلاط أحد الذين فهموا هذه النقطة، وبالتالي بادر إلى خيار لحفظ مصالحه. لكن الأهم هو أن نحفظ مصالح الجميع ونحترم خصوصية الجميع، لا خصوصيتنا فقط".

 

إطلاق أول خط سياحي من مرفأ طرابلس إلى قبرص

نهارنت/شهدت مدينة طرابلس الاثنين انطلاق أول خط سياحي للركاب عبر مرفئها إلى مدينة فماغوستا في قبرص الشمالية مرورا بمدينة اللاذقية وحضر حفل إعلان الخط السياحي السفير التركي سردار كيليتش ورئيس مجلس ادارة المرفأ جورج فضل الله ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد الجمالي. ووصلت أول باخرة سياحية إلى مرفا طرابلس عند الساعة السابعة والنصف مساء الاثنين وعلى متنها خمسة عشر مديرا لمكاتب سياحية في قبرص وتركيا. وتعمل على الخط السياحي المستحدث باخرة ركاب ستنظم رحلات من مرفأ طرابلس الى مدينة فماغوستا. وتستغرق الرحلة خمس ساعات، على أن تنطلق الباخرة كل يوم خميس وتعود مساء الاثنين.

 

بدء محاكمة لبناني في الامارات في تهم تتعلق بتمويل الارهاب

نهارنت/اتهمت النيابة العامة الإماراتية، الاثنين، رسميا، رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني ناجي حمدان، بالمشاركة في أعمال إرهابية والترويج للإرهاب وتمويل منظمة إرهابية.

ووجه المدعي العام الإماراتي في جلسة علنية أمام المحكمة الاتحادية العليا عقدت الاثنين، اتهامات لحمدان "بعلاقات مباشرة مع جماعة أنصار السنة العراقية من خلال الاتصالات الإلكترونية". وطلب محامي الدفاع تأجيل الجلسة حتى 14 أيلول المقبل، للرد على هذه الاتهامات، ووافق القاضي على ذلك، مع العلم ان أحكام هذه المحكمة غير قابلة للطعن أو الاستئناف. ولم يتحدث حمدان أمام هيئة المحكمة ، لكنه نفى في تصريحات في نهاية الجلسة أن يكون قد أجرى أي اتصالات مع المنظمة العراقية أو أي منظمة إرهابية أخرى، مضيفا "ليس لدي أي فكرة عما يتحدثون عنه"، ويعني اتهامات المدعي العام خلال جلسة المحاكمة. وتعد هذه المحاكمة من المحاكمات النادرة التي تشهدها الإمارات. وهذه المرة الأولى التي توجه اتهامات مباشرة ومحددة لحمدان منذ اعتقاله قبل عام تقريبا بشأن اتهامات تتعلق بالإرهاب، فيما يدعي ناجي حمدان أنه تعرض للضرب وسوء المعاملة خلال فترة التحقيق معه من الأمن وأنه وأرغم على التوقيع على اعتراف.

 

بارود: قنبلة موقوتة في سجن رومية

نهارنت/حذر وزير الداخلية زياد بارود من ان في سجن رومية قنبلة موقوتة، اذا ما انفجرت فستطال الجميع. واضاف بارود في حديث الى صحيفة "السفير" انه رفع بتاريخ 27-1-2009 تقريرا خطيا الى مجلس الوزراء حذر فيه من تفاقم الوضع في السجون وتحديدا في سجن رومية. واعتبر بارود ان المشكلة لا يمكن لوزارة الداخلية او وزارة العدل حلها، بل إن الحل يقع على عاتق السلطة السياسية مجتمعة. واوضح مصدر امني رسمي للصحيفة "ان ما حصل في رومية يجب ان يفتح العيون على امر يكاد يكون أخطر، فصحيح ان هناك تقصيراً حصل في سجن رومية من قبل العناصر الأمنية المولجة تأمين الحراسة، لكن المشكلة لا تكمن هنا، فهي اكبر من ذلك بكثير. فهذا السجن أشبه بقنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أي لحظة ما لم يتم تداركها وتفكيكها سريعاً وقبل فوات الاوان. واشار المصدر الامني الرسمي الى ان في السجن ما يزيد عن ثلاثة آلاف سجين من بينهم مئتان وثمانون موقوفاً ينتمون الى تنظيم "فتح الاسلام"، وهنا تكمن القنبلة الموقوتة، التي تهدد السجن باستمرار. وكشف المصدر أن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ابلغ رئيس الجمهورية "ان ما نقوم به في سجن رومية هو تأجيل انفجار تلك القنبلة، علما ان انفجارها قد لا يترك آثاره في السجن فقط، بل ان أضرار الانفجار قد يتأثر بها المجتمع اللبناني برمته".

ورأى ان "المعالجة تكمن اساساً في ايجاد مكان خاص خارج سجن رومية يوضع فيه هؤلاء، إذ لا يعقل ان يوضع موقوفون من هذه النوعية في سجن عادي، فهؤلاء الموقوفون لا تستطيع ان تدمجهم مع سجناء عاديين موقوفين بجرائم جنائية، ففي ذلك خطورة كبرى على حياة كثيرين".

 

ما يلمع ليس ذهبهم

راشد فايد/النهار

تكاد روايات الأقلية النيابية عن الوضع السياسي توحي أن النصر حليفها، وأن ما يتراءى لها في أفق الحالة الحكومية هو نجاح مؤزَّر في إلغاء مفاعيل فوز قوى 14 آذار بالأكثرية النيابية. تقلبت الأقلية في مواقفها منذ تكليف رئيس تكتل "لبنان أولاً" تشكيل الحكومة، بين التسهيل، فالتعقيد، والتصعيد. وفي كل مرحلة من الثلاث الآنفة، كانت إشارة الانطلاق، لكل منها، واضحة، والأوتار التي يعزف عليها نشيد التوجيهات واحدة. كان العنوان، بداية، أن اسرائيل هي المستفيد من غياب حكومة في لبنان، وفي المرحلة الثانية، صار الشعار المحرّك ضرورة تلبية مطالب ميشال عون (بلا الجنرال أو دولة الرئيس، نزولاً عند طلبه)، ثم جاءت كلمة السر   في المرحلة الراهنة وهي الزعم بوجود خلاف سعودي - مصري، كَنهه أن الرياض  تريد ولادة الحكومة برئاسة سعد الحريري، بينما القاهرة تسعى إلى عودة الرئيس فؤاد السنيورة إلى السرايا، مع الزعم بدور للسفيرة الأميركية و"وكلائها" في عرقلة مهمة الأول.

يرافق كل ذلك "التنغيم" على تدخل خارجي في إشارة إلى الدور السعودي، مع تناسي الدور السوري، الذي كان في الأصل الدافع إلى استنجاد اللبنانيين بمهدئات من الرياض لكبح شهية دمشق لنصرة الأقلية ضد الأكثرية بكل الوسائل، وكل أوجه التدخل. الملاحظ في هذا المشهد، أن استنتاجات مصادر الأقلية المشيرة إلى استبعاد حرب اسرائيلية ضد لبنان، تواكبت مع التصريحات المعرقلة لولادة حكومة الرئيس المكلف، بينما كانت تسهّل، أو تزعم تسهيل ولادتها، حين كانت مقتنعة بأن الحرب تقرع الأبواب.

جديد الأقلية استعانتها بـ"صديق" عبر الحدود بعلنية تذكر بمثلها بعيد حرب تموز. فهي ترى تدخلاً في سعي السعودية الى تجنيب لبنان أزمة سياسية، وربما أكثر من سياسية، لكن لم يستوقفها تبني الاعلام السوري الرسمي لتهيؤاتها عن حصر المخارج أمام الرئيس المكلف بين قبول شروط عون، أو الاعتذار وترك مهمة التكليف. كما لم يثر استهجان "زعيم المسيحيين" فيها ما كتبته البعث عن البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، واستغرابها دعوته إلى تشكيل حكومة من الأكثرية. لكن بقدر ما تحاول الأقلية الإيحاء أنها تمسك بدفة الأمور، تكشف الوقائع ان الصورة مجتزأة من مشهد أوسع من لبنان وأبعد، يشمل التفجيرات في العراق، والحرب على الحوثيين في اليمن، وتعثر المصالحة الفلسطينية، واقتراب انتهاء الإنذار الدولي لإيران الذي يفتح الباب أمام عقوبات اقتصادية زاجرة وفاعلة. وعلى رغم قصر الفترة الفاصلة عن النصف الثاني من أيلول، نهاية الإنذار الدولي، فإن حبل التجاذب السوري مع الرياض وواشنطن يبدو طويلاً ولم يقل الطرفان الآخران كلمتهما بعد، والزيارات الاقليمية - الدولية التي تتقاطع في أجواء المنطقة لم تعلن محاضر لقاءاتها، وربما لن تُعلن، وإن كانت ستفرج الايام عن نتائجها وتفتح للمنطقة آفاقاً جديدة. يعيش لبنان ومحيطه لحظة ولادة عالم جديد، تبنيه الوقائع وليس التصريحات، وتحدده المصالح وليس الاشتهاء السياسي. وما يلمح بعيني البعض في أفق الأزمات ليس دائماً ذهب النصر الذي يُنتظر. وكما الرصاص الخلبي الفارغ مما يقتل، هناك بريق بغير ذهب يسمى السراب.

 

زمن الخيارات المحدودة

علي حماده/النهار

 من المكاسب التي جناها "حزب الله" في 7 ايار 2008 انه انتزع من القوى السياسية الاستقلالية نوعا من التسليم بسلاحه كأمر واقع لا يمكن التخلص منه بقرار داخلي، خصوصا ان السلاح ادخل كعامل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وجرى استخدامه ضد فريق من اللبنانيين من دون ان تتمكن القوى الامنية الشرعية من فعل اي شيء لحماية امن الناس. هذا الواقع انتج معادلة مغايرة لكل ما سبق، اذ ان خسارة المعارضة الانتخابات في 7 حزيران 2009 لم تقترن بتقدم التيار الاستقلالي خطوة واحدة الى الامام بل اعقب الانتصار المعلّق "ميني" 7 ايار في عائشة بكار ليل 29 حزيران، ثم فرض صيغة الثلث المعطّل المقنّع عبر معادلة 15-10-5، وأخيراً وضع تشكيل الحكومة في الثلاجة بحيث توقف كل من الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة ومعه رئيس الجمهورية عن التحرّك الفاعل على خلفية ان التعطيل الآتي من الخارج والمعطوف على معادلة التخويف الداخلي من 7 ايار جديدة لن تمكنهما من توليد الحكومة الأولى عملياً في عهد الرئيس ميشال سليمان، فضلا عن انها أولى الحكومات التي سيترأسها الرئيس سعد الحريري القادم حديثاً وقسراً على الحياة السياسية اللبنانية.

الحكومة اللبنانية المنتظرة معلقة. وثمة حديث يدور على ان تعاظم خطر حدوث أمر ما أمني في الشارع لفرض مزيد من التنازلات على التيار الاستقلالي، ولا سيما على الرئيس المكلّف الذي يحاول جاهدا المحافظة على شيء يعكس الانتصار الانتخابي في السابع من حزيران 2009. هذا ما سيحاول "حزب الله" الحؤول دونه. فالانتصار في الانتخابات تجري محاولة تفريغه في شكل كامل بحيث تصير الأكثرية النيابية أقلية بالمعنى الإجرائي. فالفراغ الحكومي قائم، ولا تشكيل لحكومة من لون واحد خشية ان يتكرر سيناريو 7 ايار 2008، ولا اعتذار عن التكليف لأن معناه ان يترك البلد لقمة سائغة بيد "حزب الله" ومن ورائه دمشق وطهران.

ولكن إزاء هذه الصورة القاتمة اين يقع دور رئيس الجمهورية؟ هناك من يعتقد ان الرئيس ميشال سليمان حكيم في محاولته النأي بنفسه عن صدام كبير في البلد لا يملك مفاتيح معالجته في العمق. انما في المقابل ثمة من يرى ان الرئيس يعكس إزاء أزمة التأليف، خوفاً من الانخراط في الحياة السياسية بقوة فيتردد في العمل على تحريك الوضع مفضلاً تعطيل دوره بمحض ارادته. وبين الرأيين ثمة من يؤكد ان موقع الرئيس صعب للغاية. فهو لا يحظى بهوامش تحرك حقيقية، ولا يسعه تالياً ان يحرق أوراقه في ما قد يعتبر انحيازاً الى جهة دون أخرى في الداخل. كما انه قارئ جيد لموازين القوى على الارض. في الخلاصة، تبدو مروحة الخيارات ضيقة. ولكن ومهما بدا الواقع معقدا وصعبا على الاستقلاليين اللبنانيين، يبقى ان الصبر والصمود والتمسك بثوابت "ثورة الأرز" عوامل ما برحت تشكل حاجزاً منيعا امام سقوط البلد بالمفرّق بعد الإخفاق في ابتلاعه مرة واحدة.

باريس – علي حماده

 

التعطيل المقنع

رامي الريس (الانباء)

 يتسابق المسؤولون الاسرائيليون على إطلاق التهديد والوعيد بحق لبنان فتارة يقولون أنه ليس من حق حزب الله الدخول في الحكومة اللبنانية ويحملون سلفاً مسؤولية أي إعتداء إسرائيلي سلفاً، وطوراً يحددون عدد الصواريخ التي ستأتي بالكارثة على رؤوس اللبنانيين!

 ليست المرة الاولى التي تطلق فيها إسرائيل العنان لتهديداتها المتلاحقة والارجح أنها لن تكون الاخيرة، وليست المرة الاولى التي تعبر فيها إسرائيل عن حقدها التاريخي ضد لبنان والذي قد تفرغه في أي وقت بعدوان جديد على "بنك أهداف" قديم جديد في محاولة مكشوفة لتأليب اللبنانيين على بعضهم البعض.

 هذا كلام معروف ومتوقع من عدو يكن العداء للبنان، ولكن ما هو ليس متوقعاً هو التلهي المستمر على المستوى بالقشور والتفاصيل التي لا تقدم ولا تؤخر والتي تولد العقبات تلو العقبات في تأليف الحكومة الجديدة. فهذا يريد توزير صهره ولو على حساب خراب البصرة، وذاك يريد لنفسه حقيبة وزارية ولا يتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف، وهكذا يستعبد هذا النظام نفسه كما يستعبد أبناءه في كل المجالات وعلى كل المستويات.   من واجب القوى السياسية تسهيل عملية تأليف الحكومة الجديدة أقله لمواجهة التحديات الاسرائيلية المتنامية والمتصاعدة بشكل يثير القلق الحقيقي، كما أن تشكيلها يفسح المجال أمام التصدي بالحد الادنى لعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي ترخي بثقلها على كاهل اللبنانيين منذ سنوات وسنوات. فهل يمكن تناسي المرحلة السابقة للانتخابات التي شهدت ما شهدته من إنقسام سياسي وشعبي عميق عبر عن نفسه بشلل مؤسساتي لم يشهد له تاريخنا المعاصر أي مثيل؟  هل المطلوب تكرار تلك التجربة إنما بطريقة مقنعة عبر إستيلاد العقد تلو العقد في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري لاحراجه ثم إخراجه؟

 البلد لا يحتمل المزيد من التأخير والتعطيل والتخريب، ولا يحتمل المزيد من الشروط والشروط المضادة وطرح النظريات حول العفة والعفاف والتعفف ممن هم أبعد ما يكون عن كل هذه الصفات كي لا نقول نقيضها!  الحكومة الجديدة ستبصر النور عاجلاً أم آجلاً مهما طال زمن التأليف ومهما حاول البعض أن يكون واجهة لتعطيل ما قد يمارس من الخارج نحو الداخل.  لا مناص من الدخول في مرحلة جديدة عنوانها إعادة بناء الثقة بين الاطراف السياسية ولكن هذا يتطلب توفر إرادة جماعية وهو ما يبدو أنه ليس متوفراً حتى الساعة.

 فمن يرفع شعار التوافق يسابق الآخرين على تعطيله.  يا له من زمن!

 

مصر تروّج لإعادة تكليف السنيورة والمعارضة تنتظر أداء الحريري بعد عودته

جنبلاط هاجم القاهرة لتذكيرها بأن إعتذاره سيضع الاكثرية في مكان آخر

مايا جابر/الديار

منذ أكثر من عشرة ايام، كانت اوساط مطلعة تؤكد ان استمرار التأخير في تشكيل الحكومة سيؤدي الى ادخال البلاد في حالة من المراوحة والتأجيل حتى اشعار آخر، وان ذلك سيقود حتما الى اعادة خلط للاوراق بشكل يطيح بكل الصيغ الحكومية المروج لها، وبالتالي الى حاجة دخول وسطاء على خط التشكيل، وإلا فإن ولادة الحكومة الجديدة لن تحصل قبل مرور اشهرطويلة. وبات البعض يتحدث عن موعد عيد الفطر وحكومة «العيدية»، والبعض الاخر تحدث عن تزامن بين افتتاح ابواب المدارس وابواب السراي الكبير، في حين كان المتشائمون لا يستبعدون استمرار حكومة تصريف الاعمال حتى نهاية ولاية المجلس النيابي الجديد.

ولكن الاوساط المطلعة التي تعتبر ان العقد في تشكيل الحكومة تتخطى الشأن الداخلي الى ما هو ابعد من الحدود اللبنانية، بدأت اليوم تنظر اكثر فأكثر بعين الريبة الى الدور المصري، ولا سيما مع تلميح القاهرة بإعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة في حال تعذر على الرئيس المكلف سعد الحريري اتمام مهمة التأليف.

وترى ان هذا الجو يؤكد ان ثمة تباينا وصراعا مخفيا بين سياستي السعودية ومصر تجاه لبنان، وخصوصا ان الرياض تقف الى جانب الحريري، في حين ان القاهرة تنسجم اكثر مع السنيورة الذي تعتبره اقرب لها ولسياستها الخارجية، وبالتالي فإن دورها في عرقلة او تأخير اعلان التفاهم السوري - السعودي بما خص الشأن اللبناني يصب بشكل او بآخر في مخططها الداعم للرئيس السنيورة.

وتلفت الاوساط الى ان اعادة تكليف السنيورة لن يمر بسهولة لان اعتذار الحريري عن عدم التأليف سيخلط الاوراق بشكل كبير ويوزع خارطة التحالفات بشكل مغاير جدا، اذ ليس من الاكيد ان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيسمي السنيورة عند اعادة اجراء الاستشارات النيابية، تماما كما انه ليس مؤكدا ان لقاء جنبلاط بالسفير المصري مؤخرا يعني موافقة جنبلاط على مخططات القاهرة التي سبق له ان هاجمها مؤخرا، في البوريفاج وما بعد البوريفاج، والتي اعتبر البعض ان كلام جنبلاط عن 14 اذار انما جاء وكأنه لسان حال السعودية من جهة، وتلويح للقاهرة بالتزام المعقول في طموحاتها وإلا فإن الاكثرية النيابية تصبح في مكان آخر! سيما ان البعض في الداخل اللبناني يعتبر ان اعادة تكليف السنيورة برئاسة الحكومة هو اشبه بمشروع حرب جديدة او فتنة جديدة في البلاد، وهو امر لا تريد السعودية الوصول إليه، وتعمل جاهدة مع سوريا على رفع منسوب الاستقرار الداخلي رغم حماوة التصريحات السياسية التي بدأت عند البعض تنحو مجددا نحو الاتهام السياسي غير المدعوم بالمنطق او الوقائع تماما كما هي حال مواقف النائب السابق مصطفى علوش مثلا الذي يتهم فيه حزب الله بالضلوع في تدريب «ميليشيات» في طرابلس، وهو كلام تدرجه المعارضة في خانة التصويب نحو الحزب بهدف إبعاده عن الحكومة، مستغربة كيف ان البعض ينسجم في طروحاته مع الاهداف والغايات الاسرائيلية من حيث يدري او لا يدري. وتختم الاوساط بأن الجميع ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من السعودية، والمواقف التي سيأخذها بالموضوع الحكومي، ومن الافرقاء السياسيين عموما، والمعارضة خصوصا، كي يبني كل فريق على الشيء مقتضاه.

 

الديمقراطية المزيفة

العماد ميشال عون

صحيح أن الإنتخابات لم تكن يوماً عملية مثالية في لبنان، ولكن ككل شعب ينشد دوماً الأفضل، سعينا لأن يكون لدينا قانون يحسَّن الأداء الإنتخابي، فإذا بنا بعد إقرار هذا القانون نقع في الأسوأ، وينحدر الواقع إلى أسفل الدرجات. وبعد أن جرت الإنتخابات مع ما تخلّلها من عمليات تضليل وإفساد يندى لها الجبين، أصبحنا ملزمين بالقيام بعملية تقويم شاملة لهذا الحدث بعد ما أصيب مجتمعنا بتحطيم منهجي لجميع القيم التي تشكل مقوّماته الأساسية.

من المتعارف عليه، والمعتمد في المجتمعات، أن هناك قواعد أخلاقية وقانونية تُحترم في التعاطي في مختلف ميادين الحياة العامة والخاصة، وهي تشكل ضوابط السلوك والكلام، وتُعتبر المعايير والمقاييس الواجب احترامها، وعلى أساسها تجري المحاسبة الأخلاقية والقانونية. لكن، مع الأسف، إن ما نعيشه في لبنان من تفلّت ضوابط الكلام في الإعلام والإعلان والخطاب السياسي، واعتماد حرية الإتهام ومحاكمة النوايا، والتحريض الغرائزي، وخلق أخطار وهمية لتغطية الأخطار الحقيقية الجاثمة على صدورنا، هو لشل التفكير الصحيح وإثارة العصبيات الدفينة وتعطيل الخيارات العقلانية الواعية.

لماذا كل هذا الفساد المبرمج؟ وهل الفساد ضريبة مفروضة على مجتمعنا فقط؟ بالطبع لا، فالفساد جزء من الطبيعة البشرية، ولكنه يكافَح بالتربية من خلال تنمية سلم القيم، وبالقانون من خلال التشريع، فمفاعيله فتاكة وقد تذهب من سرقة أموال الأفراد حتى إغتيالهم ومن خيانة وطن حتى بيعه بالمزاد.

وكان من الطبيعي أن يدافع الفاسدون والمفسدون عن أنفسهم مباشرة أو بواسطة أصوات المفسَدين في جميع مؤسسات المجتمع. في هذه الأجواء، انعدمت تقريباً الأصوات الناقدة للفساد أو المنددة بهذه الآفة، وكان القليل الذي سمعناه من اتهام ونقد يُجهِّل فاعل الأذى، ويعمّم أخطاءه وخطاياه على الجميع، وهذا النوع من الإدانة الجماعية يضيع المسؤولية، ويقتل القدرة على التمييز عند المواطن بدل تعزيز الحس النقدي، فيغرقه في الجهل واليأس، ويخلق عنده شعوراً وكأن المجتمع اعتمد الفساد عادةً من عاداته أو تقليداً من تقاليده، بحيث يصبح عدم القبول به شواذاً ومشكلةَ أفرادٍ هامشيين لا ينسجمون مع تطور بيئتهم.

نحن نعيش مشكلة مجتمع اضمحلت أحلامه وآماله مع تراكم الصدمات المتتالية، وهو يكتشف يوماً بعد يوم كم كانت الوعود المقطوعة له كاذبة، وكم كانت التحاليل سخيفة ومبتذلة، وكم كان الإعلام مضللاً. في هذه الأجواء جرت الإنتخابات، وبين حدَّي الخوف والإغراء كان عليه أن يختار، فالحدّ الأول هو الخوف من مخاطر وهمية اختلقها محترفو الكذب والرياء الذي يرون في الوقاحة جرأة والخدعة حكمة يمارسونها على أنفسهم أولآً وعلى الآخرين ثانياً، كما لو أنّ هؤلاء البلهاء بمنأى عن مساوئها. وتدرّجت المخاوف من استعمال حزب الله السلاح ضد المواطنين الآمنين، إلى فرض نظام ولاية الفقيه الإسلامي، إلى فرض الحجاب على المرأة المسيحية، إلى ما هنالك من ممارسات وتقاليد تختلف عما يمارسه المسيحيون، بالإضافة إلى إجتياحٍ سوري - فارسي يغطيه سياسياً العماد ميشال عون.. هذا في ما يتعلق بالمقاومة، أما في ما يتعلق بالمخاوف الأخرى فكانت التهم الزائفة، من مهاجمة البطريرك الماروني إلى تقصير ولاية الرئيس إلى تخفيض التمثيل المسيحي بالمثالثة والإيحاء بأن الرموز الوطنية مهددة بالتغيير.

أما الحد الثاني فكان الإغراء بالمال، فأغرقت السوق الإنتخابية بالبترودولار، وخضعت أسعار الأصوات لقانون العرض والطلب فبلغت سقفاً غير مسبوق، كما أصبحت مشهداً طبيعياً في مسرحية الإنتخابات لم تحذفه مراقبة الأجهزة مجتمعة. ولربما لعب المال دوراً مهدئاً فطغت أجواء المزاد على الأصوات بدل العنف، فكان لنا الهدوء الذي نعمنا به في يوم الاقتراع.

مساءً أسدل الستار على المسرح الإنتخابي، وصفق جمهور المراقبين المشاهدين؛ لقد مرّ يوم الإنتخابات بسلام، وهنّأنا العالم بالسلامة، وشهد لنا بحسنا الديموقراطي، وحاول أن ينفخ صدورنا فخراً واعتزازاً، وأن يوحي لنا بأننا هيكل الحرية وحماة الرأي الحر في هذا الشرق، وكأنه يريد أن يدفعنا في طريق الغي والغرور كي لا نحرّر نفوسنا من رواسب تعيق تقدمنا وتجعلنا بالفعل على مستوى الإنسان الديمقراطي المتطور، لا على مستوى التاجر الصغير المفاصِل على الأثمان في سوق الرقيق الأبيض.

نشكر الله على أن جنود جدعون ما زالوا كثراً، فصمدوا بوجه العاصفة. وفي النهاية، هؤلاء هم "الحجر القفل" clé de voûte في عقد الصرح الوطني الذي تصطف إلى جانبه الأحجار الباقية.

 

دقت ساعة الحقيقة وانكشفت دولة المافيا والتوطين

العماد ميشال عون

آن لللبنانيين أن يتصارحوا إذا شاؤوا أن يكون لهم وطن مستقر ينعمون فيه بحريتهم وسيادتهم واستقلالهم، وهذا الوطن الذي نحلم به، لا يمكن أن يبنى إلا على علاقات تحترم سلّماً من القيم المشتركة بين مكوناته، مجموعات وأفراد، وتعتمد معالم ومعايير للتعاطي في ما بينها.

وسواء كانت هذه المكوّنات دينية أو عرقية أو طبقية إجتماعية من نفس الدين والعرق أو أفراد عائلة واحدة فإن التعايش بينها والعيش المشترك والعيش الواحد أو أي طريقة عيش مختلطة أخرى تصبح مستيحلة إذا انعدم احترام الآخر في جميع أشكال حياته وتقاليده وخصوصياته. ولكن، ما يعيشه اللبنانيون اليوم يختلف كلياً عن هذه القواعد الثوابت، وصار الإنحطاط الأخلاقي والكلام السفيه هو القاعدة في التخاطب لدى المسؤولين الفاسدين بغية تغطية فضائحهم وإلهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي يتعرض لها المواطن يومياً في مختلف أوجه الحياة.

إن الأكثرية المتآكلة ما زالت تتابع معركتها معنا، ولم تكن الإنتخابات النيابية سوى مشهد من مشاهد مسرحية التآمر الكبرى على التيار الوطني بما تخلّلها من وسائل غير مشروعة وأموال سياسية مسروقة من خزينة الدولة أو هبة من دولة شقيقة أنعم الله عليها ببترودولار وفير. وبالرغم من تخطينا لأكبر عملية مزيفة في تاريخ الإنتخابات بتدبير وإشراف دولي، ما زلنا نتعرض لإعتداءات معنوية كبيرة من خلال حملات إعلامية وخلق سجالات حول ممارسة حقوقنا السياسية الطبيعية.

قد لا يستطيع المواطن أن يفهم جوهر الأزمة وعمقها، وهي تأتينا معلبة وملونة بألف لونٍ ولون، فتبدو للملأ كأنها صراع على النفوذ وتسابق على مواقع السلطة. وقد تكون الأزمة بالنسبة للبعض، الذي لا يعرف السياسية، بشقيها الداخلي والخارجي، هي هذه الأحداث الآنية، وتقتصر على عدد الوزراء ونوعية الوزارات وتوزير الراسبين في الإنتخابات، في بلد  يفتقد إلى المعايير الثابتة، حتى القانونية والدستورية منها، وقد وزَّر فيه من لا يجرؤ على ضعفه الشعبي أن يفكر يوماً بخوض معركة بلدية.

ليس سراً أن امريكا تعمل للتوطين مع البلدان الأوروبية وبعض الدول العربية وتدعم إسرائيل في رفضها لحق العودة كما أنه ليس سراً دعمها اللامحدود لسياسة الأكثرية المتآكلة في لبنان وتسعى من ورائها لإضعاف المعارضة التي تقاوم التوطين وليست هذه المرة هي الأولى التى تتدخل فيها أمريكا مباشرة في الشؤون الداخلية اللبنانية وتعلن إملاءاتها على الدولة اللبنانية.  

إن مشكلة التوطين هي البعد الخارجي لأزمة تأليف الحكومة، وليست "فزيعة" كما ادّعى البعض. وهذه المشكلة لم تغب يوماً عن ذهننا ولكنها اليوم إنتقلت من موضوع مؤجل وأصبحت في محور محادثات القوى الدولية ودخلت حيز التنفيذ النهائي، وستحاول هذه القوى فرضها بأقنعة مختلفة.

أما البعد الداخلي للأزمة فهو التكوين المافياوي للدولة ولإدارتها، وكل من يحاول إصلاحاً سيجد نفسه مطوقاً بهذا التنظيم الذي يشمل غالبية الإدارات. هذه الإدارات التي تستخرج المال السياسي من خزينة الدولة، وتجد من يحميها من تطبيق القانون ومن أحكام الرأي العام، بتحوير الحدث الجرمي المافياوي الى موضوع آخر مختلق يعتمد الكذب في الوقائع ونقل الكلام وتحويره واجتزائه، وحرب نوايا وكل ما لا صلة له بالحدث الأساس. وهكذا، كلما كشفنا فضيحة، يتأكد لنا أكثر فأكثر أن الآذان لا تسمع والعيون لا ترى واللسان لا ينطق، ولكن كل هذه الأعضاء الأساسية في تواصل البشر تستطيع أن تعمل في طواحين الكذب ليل نهار.إن هذه الحرب الضروس على المقاومة ، بشقيها السياسي والعسكري، والمنسقة بين الداخل والخارج،  ما هي إلا لتهديم حصن المواجهة مع السياسة الدولية والمافيا اللبنانية المتحالفتين، لفتح معبر التوطين، واستمرار دولة المافيا وهذا شأن طبيعي ومنطقي في السياسة الدولية لأنه يتعذر عليها ممارسة نفوذها في دولة عادلة قوية ومتماسكة. أضف إلى ما تقدم، الإستهتار المتمادي بالوضع السياسي المسيحي، وتنحية المسيحيين عن المشاركة في القرار، مما جعل بعض المستهترين يعتبر أن تهميش الدور المسيحي يمكن أن يستمر بوضع اليد على حقوقهم المادية والمعنوية. إن المطالبة بإستعادة حقوقٍ سياسية مهدورة، أو بإصلاحٍ ما، تواجه بالإستهجان والعنف الإعلامي وكأنها إعتداء على مذهب أو موقع سلطة. أن هذا السلوك  يُظهر مدى السعي إلى التسلط على الآخرين، وتثبيت هذا التسلط وترسيخه بالممارسة من خلال خلق عرف مذهبة وشخصنة الوزارات ووظائف الفئة الأولى. إن المبدأ الأساس المقبول هو التوزيع العادل بين الطوائف والتناوب على الوظائف والمواقع الأساسية، وما خلا ذلك يزيد في تحجّر السلطة وجعلها محميات خاصة. ويبقى للمواطن أن يتبيّن من يعمل للوطن ومن يعمل لنقيضه. وفي مطلق الأحوال، على هذا المواطن تقع مسؤولية الاختيار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 25 آب 2009

النهار

لوحظ ان ديبلوماسيين غربيين قللوا أهمية التقارير التي ظهرت في صحف عربية عن عودة ظاهرة التسلح في لبنان.

قال سفير دولة عربية إن من يضحون من أجل لبنان قلّة، ومن يضحون به كثرة.

لوحظ أن احداً لم يعد يسمع أو يرى نشاطاً لما سمي "اللقاء الوطني المسيحي"!

السفير

يصف عضو في هيئة تسعى إلى مصالحات بين أبناء الطائفة الواحدة نتيجة المساعي حتى الآن بالقول: كلما داويت جرحا سال جرح.

يرى نائب أن التصعيد الذي بلغ مستوى متقدما سيتحول إلى مرونة عندما تبدأ المفاوضات الجدية لمعالجة عقدتي التوزير وتوزيع الحقائب، وإن في الأفق وحيا جديدا.

يجري سفراء اتصالات مع مرجعيات قانونية للاستفسار عن الآلية المثلى التي قد يتم اللجوء إليها لدعم التوجه الهادف إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

المستقبل

تقول أوساط غربية، إن لقاء ميتشل - نتنياهو في واشنطن، سيكون مفصلياً بالنسبة الى إعلان الخطة الأميركية للسلام والضمانات التي تأمل واشنطن الحصول عليها من إسرائيل.

أوضحت مصادر ديبلوماسية أوروبية، أن نقاشاً بعيداً عن الأضواء يدور حول مستوى انعقاد أي مؤتمر دولي للسلام في ما إذا كان للقادة أو لوزراء الخارجية أو للخبراء.

أكدت أوساط عربية أن مشاورات بدأت بين الدول العربية حول جدول أعمال اجتماع الجامعة مطلع أيلول والمقررات التي يمكن أن تصدر.

اللواء

قالت مصادر دبلوماسية أن العلاقات بين عواصم أوروبية وعاصمة قريبة، تخطت التنسيق السياسي والمصالح الاقتصادية إلى ما يتصل بتعاون مفتوح في مواجهة الإرهاب·

أجرى مسؤول كبير اتصالات معايدة بمراجع إسلامية، غلب عليها التفاؤل بقرب حصول الانفراج!·

سمّى مسؤول في حزب يميني اثنين من الإعلاميين، يشاركان في الأمانة العامة لـ14 آذار من باب الاعتراض!·

البلد

كان في نية نائب كتائبي حضور إجتماع الامانة العامة ل 14 آذار اذا لم يعد ممثل الحزب اليها.

قال نائب شمالي إن: "اتهامات جريدة البعث للبطريرك صفير بالتدخل في تشكيل الحكومة كان ايذانا لبعض نواب المعارضة للهجوم على بكركي والبطريرك".

مع اطلاق العمل بالاشارات الضوئية في الضاحية الجنوبية لا تزال مشكلة الدراجات النارية والفوضى التي تحدثها المشكلة المستعصية على الحل.

 

مسلحان يستوليان على سيارة في كفرحباب

وطنية - ذكر المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين،انه عند ساعات الفجر الاولى اعترض مسلحان على متن سيارة هوندا (س.ف.ار) تحمل اللوحة رقم 305183/ج اعترضا المواطن غزوان عبد الفتاح حلواني الذي كان يستقل سيارة (ب.ام.ف-اكس 5) سوداء اللون تحمل اللوحة رقم 182096/و في محلة كفر حباب في قضاء كسروان واجبراه على النزول من السيارة وترك محركها شغالا وابعداه عنها ثم امتطيا السيارة وفرا بها بسرعة زائدة الى جهة مجهولة تاركين سيارة الجيب (س.ار.ف) وسط الطريق وهي مسروقة في وقت سابق. وبعد مراجعة مصلحة تسجيل السيارات تبين ان سيارة ال (س.ار.ف) التي تركهاالسالبان تعود الى المواطنة سوزان سالم الزيبق وقد تم الاتصال بها صباحا وتسلمت سيارتها التي كانت مسروقة في وقت عممت اوصاف سيارة ال( ب.ام.ف-اكس 5) على كافة الحواجز والقوى الامنية لتوقيفها بمن فيها بناء لاشارة النيابة العامة.

 

النائب حوري: الرئيس المكلف وضع الامور في نصابها ووجه رسالة للجميع ليعودوا الى قواعد اللعبة الديموقراطية

وطنية - رأى النائب عمار حوري، في حديث الى إذاعة "الشرق" اليوم، "ان ما اعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري بالأمس هو تأكيده صلاحياته وصلاحيات رئيس الجمهورية في مسألة تشكيل الحكومة، وهذا الموقف أصبح واضحا دستوريا". وقال النائب حوري ان الرئيس المكلف "أراد وضع الأمور في نصابها، فالدستور واضح في هذا المجال، والإستشارات التي يقوم بها الرئيس المكلف هي بروتوكولية وليست ملزمة"، معتبرا "ان القضية ليست دستورية صرفة بل قضية في السياسة، وإن الرئيس المكلف حاول توجيه رسالة واضحة للجميع كي يعودوا إلى قواعد اللعبة الديموقراطية". وردا على سؤال عما إذا كان يحق للكتل ترشيح أسماء من تراها مناسبين للموقع الوزاري قال النائب حوري "من حق رئيس الحكومة المكلف ومن حق رئيس الجمهورية أن تكون له ملاحظات على هذه الأسماء لأنه هو الذي سيعتمد الأسماء، ومن حقه إستبدال أسماء". وقال: "الأسماء التي ترد من الكتل هي اسماء مرشحة ومقترحة لرئيس الحكومة، أما بدعة تسمية الكتل كل الأسماء فهو مخالف للدستور واعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية". وأكد "أن الرئيس المكلف يمارس سياسة اليد المفتوحة مع الجميع دون إستثناء وهذا ما عبر عنه في الماضي وما يزال يعبر عنه حتى الآن"، لافتا إلى "ان النائب عون طلب منه لقاء للبحث في تشكيل الحكومة ويومها كلف عون لتمثيله ثم وجه إليه بعد ذلك دعوة على الغداء". واشار الى ان "أبواب قريطم مفتوحة، وكذلك الوسط، والرئيس المكلف دائما يده مفتوحة وهو منفتح على الجميع، وهو مصر على تشكيل حكومة كل لبنان".

وأضاف: "من الواجب علينا في هذه الفترة التواصل مع كل الفرقاء، والإبتعاد عن لغة التجريح والتشنج، كما أن التقارب السوري -السعودي عكس جوا إيجابيا على لبنان وتحديدا على حلفاء سوريا الذين تعاونوا في تشكيل الحكومة ووصلنا إلى صيغة 15-10-5 والبعض يشير إلى انه جرى الإتفاق على الحقائب السيادية فيما يشير آخرون إلى انها لم تستكمل, ما نخشاه دائما هو التعطيل الذي يأتي من وراء الحدود بشكل واضح أحيانا وبشكل ملتبس أحيانا أخرى". وختم: "إن ما يقوم به الرئيس المكلف هو التخفيف من آثار التدخلات الخارجية في لبنان والتصرف لبنانيا وإن مصلحتنا المشتركة هي في الإستقرار".

 

بايدن: الإدارة الأميركية ملتزمة تنفيذ القرار 1559

المستقبل/نقل الأمين العام لـ"المجلس العالمي لثورة الأرز" طوم حرب الذي يشغل منصب الأمين العام للجنة اللبنانية العالمية لتنفيذ القرار 1559 "تأكيد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تعهد الادارة الاميركية والتزامها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وخصوصا القرار 1559، الذي نفذ منه الجزء المتعلق بالانسحاب السوري من لبنان، وانتخاب رئيس الجمهورية".

وأشار في بيان صدر عن المجلس أمس الى أن "بايدن الذي التقيته وبحثت معه في الشؤون اللبنانية، شدد على أهمية وجود لبنان دولة مستقلة حرة وسيدة"، لافتا الى "محبته الشخصية لهذا البلد، واحترامه للبنانيين الأميركيين العاملين من أجل مساعدة بلدهم الأم، ومن اجل النهوض به وتجاوز المحن". وذكر بأن "القرار 1559 يدعو أيضا إلى تسليم كل الأسلحة التي تمتلكها تنظيمات خارجة عن أجهزة الدولة، خصوصا أسلحة "حزب الله" والمخيمات الفلسطينية، وبقية المراكز والجزر الأمنية التابعة للإيرانيين أو السوريين في لبنان". وشكر حرب بايدن على"اهتمامه بلبنان"، طالبا منه "نقل أماني الشعب اللبناني والأميركيين اللبنانيين الى الرئيس باراك أوباما وتطلعاتهم التي تطالب بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1559، لأنه يؤمن الاستقرار، ويساعد على استمرار التهدئة، ونزع كل المبررات التي تجعل من لبنان ساحة صراع مفتوحة أمام كل الاحتمالات".

 

"هآرتس": العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة وسوريا لن تشكّل دافعاً بالضرورة للسلام مع اسرائيل 

النهار/نشرت صحيفة "هآرتس" مقالاً يوم الأحد كتبه تسفي برئيل تحدث فيه عن الإتصالات الجارية بين الأميركيين والسوريين، ننقل ما جاء فيه: "قبل أسبوعين عُقد في دمشق اجتماع استثنائي، ليس من النوع الذي يهز العالم، ولا صلة مباشرة له بإسرائيل، ولكنه بالتأكيد يعكس أسلوب عمل باراك أوباما. فقد التقى الجنرال مايكل مولن من الشخصيات البارزة في القيادة المركزية الأميركية، وفرديريك هوف نائب جورج ميتشل ومجموعة من الضباط، ضباطاً كباراً في سوريا للاتفاق على خطوات عملية تهدف الى إغلاق الحدود السورية – العراقية أمام تسلّل المخرّبين. وهذا الأسبوع، بعد عودة بشار الأسد من طهران أعلن البيت البيض رسمياً تشكيل لجنة للتعاون المشترك بين الولايات المتحدة و سوريا والعراق من أجل ضبط الحدود. وكانت الولايات المتحدة قد كافأت سوريا مسبقاً عندما أعلنت نيتها إعادة سفيرها الى دمشق، وتخفيف العقوبات الأميركية على سوريا (...) إيران على علم بقصة الحب الأميركية – السورية وتراقبها بصمت ، ربما هي أيضاً ستجلس على مقعد العشاق مع أوباما.

هذه النقاشات مع السوريين ليست بعيدة عن الصفعة التي تلقاها أوباما من السعوديين، ليس فقط في ما يتعلق برفض السعودية لطلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وانما بعد رفضهاإرسال سفيرها الى العراق، لأنها تعتبر الحكومة العراقية مواليه لإيران. وهكذا، في الوقت الذي أصبحت فيه سوريا الصديق المقرب الى الولايات المتحدة واعتقلت نحو 2000 شخص من الموالين لنظام صدام حسين في أراضيها، تبدو السعودية خصماً عنيداً. في سوبر ماركت الشرق الأوسط، يبدو أن لا مفر من انتهاج سياسة الدكان. سياسة ضيقة وليست سياسة إقليمية. على سبيل المثال، السياسة القائلة بأن على الولايات المتحدة الامتناع عن التحاور مع سوريا ما دامت لم توقف دعمها للإرهاب وما زالت على علاقة وثيقة مع إيران، فشلت، لأن لواشنطن مصالح حيوية في العراق. فهل العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة وسوريا ستشكل دافعاً للسلام بين سوريا وإسرائيل؟ ليس بالضرورة. هل اشترطت واشنطن حوراها بانفصال سوريا عن إيران؟ على العكس، فإيران مهمة هي أيضاً لإستقرار العراق. من هنا يخصص الدكان الأميركي رفّين: الرف العراقي والرف النووي من دون أن يكون هناك رابط بينهما، فلا تمانع إيران في ان نتاقش مع واشنطن موضوع العراق، لكن هذا لا يعني أنها مستعدة للتنازل في الموضوع النووي. يدل أسلوب عمل إدارة الرئيس الأميركي مع سوريا مثلاً على أن التوقعات بانتهاج سياسة خارجية أميركية شاملة تهدف الى تحقيق سلام إقليمي هي رؤية تثير الحماسة، لكنها لاتصلح لأن تكون استراتيجية. وعندما يتحول السلام الإقليمي شرطاً مسبقاً، فقد يصبح لغماً يفجر أي مبادرة سياسية. إن السياسة الخارجية الأميركية التي تتعامل مع كل موضوع على حدة أكثر ملاءمة لنا (...)".

    

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتعويض قصف ملجأ "اليونيفيل" في قانا 

 النهار/نيويورك (الأمم المتحدة) – من علي بردى:

عبرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن "قلقها" من تخلف العديد من دول العالم عن دفع اشتراكاتها الخاصة بتمويل القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، مطالبة هذه الدول بـ"بذل كل جهد ممكن لضمان تسديد اشتراكاتها المقررة للقوة كاملة". ودعت اسرائيل الى دفع المبلغ المترتب على الحادث الذي حصل في قانـا في 18 نيسان 1996 ومقداره مليون و117 ألفاً وخمسة دولارات. واتخذت الجمعية العمومية قراراً خاصاً بتمويل "اليونيفيل"، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن يعهد الى رئيس القوة الدولية في مهمة صوغ مقترحات للموازنة المقبلة على نحو يتفق تماماً وأحكام قرارات الجمعية العمومية، موضحة أن "الاشتراكات المقدمة الى القوة في 30 نيسان 2009، بما في ذلك الاشتراكات غير المسددة البالغة 115,8 مليون دولار أميركي، تمثل نحو اثنين في المئة من مجموع الاشتراكات المقررة". وأبدت "قلقاً من أن 75 دولة فقط من الدول الأعضاء سددت اشتراكاتها المقررة كاملة". وحضت "جميع الدول الأعضاء الأخرى، ولا سيما منها الدول التي عليها متأخرات، على أن تضمن دفع اشتراكاتها المقررة غير المسـددة". وإذ شكرت الدول الأعضاء التي سددت اشتراكاتها المقررة كاملة، دعت "جميع الدول الأعضاء الأخرى الى بذل كل جهد ممكن لضمان تسديد اشتراكاتها المقررة للقوة كاملة".

كذلك عبرت عن "بالغ القلق لعدم امتثال اسرائيل للقرارات 51/233 و 52/237 و53/227 و54/267 و55/180 ألف و55/180 باء و56/214 ألف و56/214 باء و57/325 و58/307 و59/307 و60/278 و61/250 ألف و61/250 باء و61/250 جيم و62/265"، مذكرة إياها "بوجوب الالتزام الدقيق" لهذه القرارات.

وأبدت "قلقها من الوضع المالي المتعلق بنشاطات حفظ السلام، وخصوصاً في ما يتصل بتسديد التكاليف للدول المساهمة بقوات والتي تتحمل أعباء إضافية بسبب تأخر بعض الدول الأعضاء في دفع أنصبتها المقررة". كما أبدت "قلقاً من التأخير الذي واجهه الأمين العام في نشر بعض بعثات حفظ السلام المنشأة حديثاً، وخصوصاً البعثات الموفدة الى أفريقيا، وفي تزويدها الموارد الكافية"، داعية الى "التعامل مع جميع بعثات حفظ السلام المقبلة والحالية معاملة متساوية وغير تمييزية في ما يتعلق بالترتيبات المالية والإدارية".

وطلبت من الأمين العام أن "يتخذ التدابير اللازمة لضمان التنفيذ الكامل للفقرة 8 من القرار 51/233 والفقرة 5 من القرار 52/237 والفقرة 11 من القرار 53/227 والفقرة 14 من القرار 54/267 والفقرة 14 من القرار 55/180 ألف والفقرة 15 من القرار 55/180 باء والفقرة 13 من القرار 56/214 ألف والفقرة 13 من القرار 56/214 باء والفقرة 14 من القرار 57/325 والفقرة 13 من القرار 58/307 والفقرة 13 من القرار 59/307 والفقرة 17 من القرار 60/278 والفقرة 21 من القرار 61/250 ألف والفقرة 20 من القرار 61/250 باء والفقرة 20 من القرار 61/250 جيم والفقرة 21 من القرار 62/265"، مؤكدة مجدداً "وجوب أن تدفع اسرائيل المبلغ المترتب على الحادث الذي وقع في قانـا في 18 نيسان 1996 ومقداره مليون و117 ألفاً وخمسة دولارات"، طالبة من الأمين العام أن "يقدم تقريراً عن هذه المسألة الى الجمعية العمومية في دورتها الرابعة والستين".

وقررت أن تعتمد للحساب الخاص لـ"اليونيفيل" مبلغ 615 مليوناً و775 ألفاً و300 دولار للفترة من 1 تموز 2009 الى 30 حزيران 2010. ودعت الـى تقديم تبـرعات الى القوة، نقـداً وفي شكل خدمات ولوازم تحظى بقبول الأمين العام، على أن تـدار التبرعات، عند الاقتضاء، وفقا للإجراءات والممارسات التي أرستها الجمعية العمومية.

 

رعد لـ"النهار": صائمون عن التعليق على مواقف صفير والسنيورة عنوان لأزمة

 تاريخ في: 2009-08-25 : هيام القصيفي المصدر: النهار

 " لا عُرف بعدم توزير الخاسرين والحريري يتعرّض للضغط "

يصوم "حزب الله" ورئيس كتلته النيابية "الوفاء للمقاومة" محمد رعد في حديثه الى "النهار" عن الكلام والتعليق على مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. لكن الكلام على الحكومة والعلاقة مع النائب وليد جنبلاط، شأن آخر.

في الشأن الحكومي، او بالاحرى الفراغ الحكومي، يقلق رعد من التأخر في تشكيل الحكومة، مشيرا الى ان القلق يتزايد "لحظة بعد لحظة"، معتبراً "ان هناك دولا اقليمية كبرى، يهمها ان تفرض الحكومة التي تريد على شعبنا في لبنان". ويخشى "ان يكون مطلوبا الا يكون هناك (في الحكومة) فريق غير متناغم مع المصالح الاميركية في لبنان". ويعتبر ان الرئيس فؤاد السنيورة، كان "عنوانا لأزمة، وبالتالي فان العودة الى مثل هذا العنوان، تضفي جوا تشاؤميا على البلد ككل". وعن عقدة توزير الوزير جبران باسيل يقول انها تستخدم للتغطية على اسباب خارجية، ويضيف: "هذا ليس عرفا معمولا به، ولا يمكن الاقرار بمثل هذه المعادلة. هناك ظروف تحكم البلد اهم من الاعراف". ويؤكد ان لا بديل عن صيغة "15-10-5" .

وهنا نص الحوار:

• كيف يتعامل "حزب الله" مع الجمود في تشكيل الحكومة؟ هل هو طويل الامد، على الاقل الى ما بعد انتهاء شهر رمضان، ام انه موقت والمشاكسات التي تحصل عابرة؟

- حقيقة الامر اننا لا نرى معطلا داخليا يستحق الذكر، من شأنه ان يؤخر تشكيل الحكومة. ولاننا مقتنعون بذلك، بدأنا نشعر بالقلق من التأخير في التشكيل. فهل ثمة امور خارجية تضغط بثقلها على الرئيس المكلف وتدعوه الى التريث؟ هل هناك مصالح تتزاحم مع المصلحة الوطنية العليا وتدفع الى تأخير التشكيل؟ اسئلة كثيرة من هذا النوع، لا نجد اجوبة واضحة عنها، ولكن نشعر بأن القلق يتزايد لحظة بعد لحظة.

• في العوامل الخارجية كان ثمة حديث ان مصر لا ترغب في تولي النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة، وثمة من يقول انها تفضل الرئيس فؤاد السنيورة لهذه المهمة، وكذلك هناك حديث عن ان للتأخير ارتباطاً بمحاكمة مصر لافراد "حزب الله"؟

- نحن لا نستسيغ مثل هذا المنطق، لانه مع احترامنا لمصر ودورها وموقعها في المنطقة، في الشأن اللبناني الداخلي نعتقد ان اللبنانيين اولى من النظام المصري، في تقرير من سيكلّف رئاسة الحكومة. اما بالنسبة الى المحاكمة، فلا نعتقد ان هناك رابطاً بين الموضوعين.

• ولكن هل تتخوفون من ان يأكل تأخر التشكيل من رصيد الحريري، ويعاد تالياً تكليف السنيورة؟

- انا لا اتصور ذلك، لان السنيورة، بغض النظر عن مواقف الاطراف منه، كان في احدى المراحل التي مرت على لبنان عنوانا لأزمة، وبالتالي فان العودة الى مثل هذا العنوان، تضفي جوا تشاؤميا على البلد ككل.

• ثمة انطباع بان هناك محاولة لاستبعادكم، فحتى انفتاح النائب وليد جنبلاط قوبل بانتقاد مصري واميركي. أي عامل هو الاكثر تأثيرا من العوامل الخارجية؟ وهل من يدفع الى التأخير في انتظار تطورات ما في المنطقة؟

- انسياقا مع التكهنات والتخمينات، لا شك في ان هناك دولا اقليمية كبرى يهمها ان تفرض الحكومة التي تريد على شعبنا في لبنان. وما دامت هناك عوائق تمنع فرض مثل هذه الحكومة، فهذا يعني ان معضلة ما لدى هذه القوى تدفعها الى الضغط لمنع تشكيل الحكومة التي لا تتناسب مع رغباتها وتطلعاتها. نحن لا نريد ان نتهم احداً، ولكن نرى ان مسؤولية الرئيس المكلف ان يقدّر المصلحة الوطنية العليا لبلده ومواطنيه ويستحضر اللغة التي بدأ بها وتعهد منذ بداية التكليف اعتمادها لينهي موضوع الحكومة ويعلن ولادتها.

• داخليا، هل تعتقد ان الرئيس الحريري وحده مسؤول عن هذا التأخير، ام ان له حلفاء يدفعونه الى هذا الخيار؟

- سواء الرئيس الحريري او القوى التي يتناغم معها، الامر سيان بالنسبة الينا.

• ولكن انتم تلتقون الحريري ولا تلتقون حلفاءه المسيحيين؟

- نحن شعرنا اخيرا بأن الرئيس الحريري يتعرض لضغوط ما.

• من جانب حلفائه في الداخل؟

- من جانب القوى التي تتناغم معه ويتناغم معها.

• تحدثت عن الحكومة التي تريدها القوى الخارجية. فاي نوع هي هذه الحكومة؟

- هم يريدون حكومة التصدع اللبناني، وحكومة الفريق اللبناني الواحد.

• الاكثري؟

- الان لم يعد هناك فريق اكثري.

• أي حكومة من دون "حزب الله"؟

- ربما من دون العماد ( ميشال) عون.

• العماد عون وحده ام من دونكم ايضا؟

- يمكن ان يكون مطلوبا الا يكون هناك فريق غير متناغم مع المصالح الاميركية في لبنان.

• البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير اكد مرة جديدة موقفه المؤيد لحكومة من الاكثرية، فكيف يرى "حزب الله" هذا الموقف، وخصوصا ان صحيفة "تشرين" السورية انتقدته؟

- نحن في حالة صوم اعلامي عن كل ما يتصل بالبطريرك صفير في هذه المرحلة.

• كان جرى الحديث عن لقاء بينكم وبين البطريرك؟

- لا تعليق.

لا عرف بمنع توزير الخاسرين

• بالانتقال الى الموضوع الحكومي، هل صحيح انكم كلفتم القيام بوساطة مع العماد عون لتذليل عقبة توزير الوزير جبران باسيل؟

- اولا لم نكلّف، وثانيا لسنا في وارد ان نقبل تكليفا من هذا النوع لاننا لسنا وسطاء مع الجنرال عون، بل حلفاء له. وما كنا في صدد التفاهم حوله مع الرئيس المكلف كان حلفاؤنا مطلعين عليه، ولا يتعدى الاطار السياسي لتركيبة الحكومة، الذي تم التوافق عليه والمتضمن معادلة 15-10-5. وفور التوصل الى مثل هذا الاتفاق عبّر العماد عون عن احترامه هذا الحل، واعلن مضيه في المشاركة. ولكن تبقى لكل طرف من الاطراف الذين يفترض ان يشاركوا في الحكومة، سواء من قوى الرئيس المكلف او من قوى المعارضة، خصوصية تنعكس في الحقائب واسماء الوزراء. وكان على الرئيس المكلف ان يواصل مشاوراته في خصوصيات كل طرف ومشاركته على مستوى الحقيبة او اسماء الوزراء على حدة. نحن لا نتدخل في التفاصيل وخصوصيات حلفائنا في قوى المعارضة.

• بالنسبة الى المبدأ، هل أنتم مع توزير الخاسرين في الانتخابات؟

- نحن نسأل ما هو المستند القانوني او الدستوري لمثل هذا المعيار؟

• ثمة عرف يقضي بعدم توزير الخاسرين في اول حكومة بعد الانتخابات، وخرق مرة واحدة بتوزير الراحل شوقي فاخوري.

- ابدا، لا عرف من هذا القبيل. هذا ليس عرفا معمولا به ولا يمكن الاقرار بمثل هذه المعادلة. هناك ظروف تحكم البلد اهم من الاعراف، ويجب ان نسعى الى لمّ شمل القوى السياسية في اطار حكومة وحدة وطنية. والتوقف عند مثل هذه المعادلات التي تخرب الوفاق الوطني وتركيبة الحكومة، هو العمل التعطيلي. لم نرَ أي مبرر منطقي او موضوعي او واقعي او سياسي او دستوري او قانوني لاعتماد مثل هذا المعيار، سوى  الرغبة في اعاقة التشكيل ورمي الكرة في ملعب الآخرين.

• هل رفض توزير باسيل  ذريعة لامر خارجي يقضي بتأخير التشكيل؟

- هذا هو الانطباع.

• ولكن يبدو ان رئيس الجمهورية يرفض ايضا توزير الخاسرين، وليس الرئيس المكلف وحده او الاكثرية.

- هذا التوجه ليس في محله، حتى لو كان من جانب رئيس الجمهورية. نحن نعبّر عن وجهة نظرنا السياسية في هذا الموضوع.

• هل تعتبرون ان رئيس الجمهورية يتعامل مع موضوع التأخير كما يجب؟ وهل يقف على الحياد اكثر من اللازم، ام عليه ان يقدم على خطوة للدفع في اتجاه التعجيل؟

- رئيس الجمهورية يواكب الرئيس المكلف ويستمع الى ما يجريه من مشاورات ويعطيه بعض التوجيهات، وهذا هو الدور المنوط برئيس الجمهورية ضمن صلاحياته الدستورية، ويحرص على ان تشكل الحكومة بما يوفّر لها قدرة انطلاق على العمل بايجابية.

• ولكن اذا طال الوقت ولم تشكّل الحكومة، فماذا يحصل؟ الا يقدم رئيس الجمهورية على ما من شأنه معالجة الوضع؟

- رئيس الجمهورية يتابع بدأب وصبر وحكمة عملية التشكيل. ثمة آراء تتداول معه او تطرح عليه، فيتبنى منها ما يحتمل ان يسهل التشكيل، ثم يتبين انها تعطّل التشكيل او تؤخره. وهذا امر يحصل في أي مواكبة رئاسية لعملية التشكيل. في رأينا ان تصرف رئيس الجمهورية مسؤول وواقعي والخيارات المطروحة امامه، اذا تأخر التشكيل، محدودة جداً ولا نعتقد ان الرئيس سيتجه نحو خيارات تساهم في تعقيد الازمة.

• ولكن ماذا يحصل في البلد اذا تأخّر التشكيل، الحكومة لا تنعقد والحوادث الامنية بدأت تتنقل؟

- الخيار الاكثر واقعية امام رئيس الجمهورية وكل القوى السياسية هو الاصرار على مواصلة السعي الى تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس المكلف.

• بالنسبة الى الحوادث الامنية، من سجن رومية الى عكار والمصنع، هل تعتقد ان ثمة نيات مبيتة لخربطة الوضع في ظل الفراغ السياسي؟

- على رغم انه بدأت تظهر مؤشرات مقلقة، لا نعتقد ان الامر بهذا السوء.

لا صيغة  غير 15-10-5

• بالعودة الى الحكومة، دار سجال حول الصلاحيات الاسبوع الماضي بين الرئيس المكلف والرئيس عمر كرامي من جهة والعماد عون جهة اخرى، هل هذا السجال من ضمن المعوقات لتأخير الحكومة؟

- يجب ان نعترف بأن هناك كيمياء غير منسجمة وغير متناغمة مع بعضها البعض، بين عدد من الاشخاص. لكن هذا لا يمنع ان واقع الحال السياسي يفرض على هؤلاء الاشخاص الذين لا كيمياء بينهم ان يتلاقوا على ثوابت واقتناعات مشتركة ورؤى تفرضها الحياة السياسية والمصلحة السياسية. الرحلات الطويلة تبدأ بخطوة، ويجب ان يحصل التواصل المباشر بين هؤلاء.

• اذا لم يتخذ الحريري هذه الخطوة، فماذا يحصل؟ وهل تعتبر صيغة 15-10-5 صالحة؟

- لا صيغة اخرى بديلة الان يمكن ان تركب حكومة في هذا الظرف. الصيغة الأمثل لتأليف حكومة وحدة وطنية في هذا الظرف بالذات هي 15-10-5 التي تم التوافق عليها بعد جهد كبير. لا حكومة تكنوقراط ولا حكومة اكثرية ولا مناصفة او مثالثة بثلاث عشرات توفر الاطار الذي  يحقق تفاعل القوى السياسية في هذا الظرف. 

• هل هناك مصلحة لطرف ما في "تطيير" هذه الصيغة لانكم موجودون فيها؟

- ادعياء الديموقراطية في العالم المستكبر يحلمون بأن يطيحوا مثل هذه الصيغة التوافقية في البلد ليحكم فريق من لونهم شؤون البلاد.

• هل وصلتم في حواراتكم مع الرئيس المكلّف الى توزيع الحقائب؟

- لم نبحث بعد في الشكل الذي يوصل الى اتفاق نهائي. تم التطرق الى نوعية الحقائب واسمائها، ولكن في الحقيقة تمت ملامسة هذا البحث من دون تفاصيل.

• هل يحق للحزب بحقيبة سيادية من ضمن التوزيع الحالي؟

- نحن لا نقف كثيرا عند الحقائب السيادية.

• هل يتمسك الحزب بوزارة معينة؟

- هذه المسائل نبحثها مع الرئيس المكلف.

العلاقة مع جنبلاط و"المستقبل"

• بالنسبة الى علاقتكم مع النائب وليد جنبلاط، هل توصلتم الى قواسم مشتركة حتى في الموضوع الحكومي، اضافة الى اطار اللقاء العام؟

- في البداية اتجهت الامور نحو تهدئة الاوضاع وتعزيز التواصل، وتحقيق مزيد من خطوات الانفتاح على الصعد السياسية والعلمائية والنقابية والتمثيلية، والامور تتجه في شكل ايجابي، وخصوصا ان المسار الذي سلكه وليد جنبلاط  اخيرا، يقترب من رؤيتنا واقتناعنا في الشكل العام. التفاصيل بين المسارات لم تبحث حتى الان، لاننا لسنا مستعجلين في هذا المجال.

• انتم ام هو؟

- الاثنان معا. في التفاصيل لا شيء يضطرنا الى الاستعجال.

• يلاحظ ان الهدوء يسود كل الجبهات. اذ هدأ الحديث عن الزيارات لسوريا وعن تشكيل الحكومة، وكأن الجميع ينتظرون امرا ما من الوضع الاقليمي.

- حين حصلت المراجعات بيننا وبين وليد جنبلاط، لم يكن من ضمن مفرداتها زيارة سوريا ولا اجراء مصالحات مع آخرين. ما يعنينا كان ان تعود الامور الى اقتناعات محددة حول العروبة وفلسطين والمقاومة والصراع العربي - الاسرائيلي. وهذه العناوين العامة يمكن ان تبرمج الكثير من التفاصيل التي كان يتم الاختلاف حولها. عندما حددنا العناوين العامة، لم يتم البحث في زيارة جنبلاط لسوريا ولا في دور لـ"حزب الله" في التمهيد لهذه الزيارة، وهو اعلن انه سيعالج الموضوع مع سوريا على طريقته، ويعرف كيف يصل الى حل في هذا الاتجاه. ربما هناك من استعجل طرح الامور، ولم يكن الامر مطروحا في شكل واقعي.

• هل في الشارعين الدرزي والشيعي حالة من الاطمئنان المتبادل، علماً اننا مقبلون على عام جامعي جديد، فهل بدأ لقاءات القيادات يفرض نفسه على الشارع؟

- بدأت تتسرب التهدئة الى مستوى الكوادر الوسطى، ونأمل في ان تنساب نحو الجمهور. وما يطمئن في هذا الامر هو ان ثمة قيادة مركزية لدى الطرفين، وان هناك ارادة تنظيمية، تواكب المصالحة السياسية اذا صح التعبير. المشكلة تقع حين لا تكون هناك ارادة تنظيمية ولا ارادة سياسية اصلا، وهذا ليس موجودا في حالتنا مع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي.

• المسيحيون تمهلوا عامي 2001 و2002 في الثقة بوليد جنبلاط وبانه سائر حقا في الخط الاستقلالي. اليوم هل انتم تثقون بان قرار جنبلاط السياسي نهائي؟

- نحن مرتاحون ليس مع حالة وليد جنبلاط فحسب، بل حتى مع خصومنا السياسيين. العلاقات السياسية لا تبنى على اساس ثقة، بل على اساس فهم المصالح المشتركة او المتعارضة. وعلى اللبيب ان يدرك اين يسرع، وان يبطىء حركته على مستوى العلاقة.

• ما كان خائفا منه جنبلاط في شأن الصراع السني – الشيعي لا يزال موجودا، بدليل ما عبّر عنه اخيرا النائب محمد كبارة والنائب السابق مصطفى علوش، وهو ما يعني ان الامور مع "المستقبل" لا تسير كما هي الحال مع الاشتراكي؟

- نعمل على انضاج الامور مع "تيار المستقبل" اكثر مما هي الان. العلاقة مع سعد الحريري ستبقى ايجابية. وسنواصل تبادل وجهات النظر والحض في اتجاه تنفيس الاحتقان الموجود، وسنستعين ايضاً ببعض الاصدقاء اذا كانت ثمة حاجة الى ذلك.

• ما تعليقك على تصريحي كبارة وعلوش؟

- استبعد ان يكونا يعبّران عن توجهات الشيخ سعد. وجزء من المشكلة التي تواجهنا معه ان ليست هناك بنية تنظيمية تستطيع ان تتابع الضوابط التي تترجم الارادة السياسية.

• حتى ولو لم يعبّرا عن الحريري، فهما يعبّران عن واقع سني في طرابلس، الا يتركان تأثيراً في رأيك على الشارع السني؟

- لا اعتقد ان وضعهما يسمح لهما بذلك.

• كيف تتصور وضع البلد اذا طال التشكيل؟

- لبنان حاجة اقليمية ودولية، لذلك سيبقى دائما نابضا بالحياة.

• الا تقلقون ابدا على البلد؟

- لا نقلق على الكيان، اما على الوضع فبلى، ولكننا لا نعيش هاجس الرعب مما قد يتوهمه البعض او ينتظرونه. نحن قلقون على اوضاع الناس، والفرص التي تضيع، وخيبات الامل التي ستصيب البعض. اما ان ننتظر ان تحدث امور تغيّر المعادلات وتقلب الطاولة على وضع سياسي، فهذا لن يحصل. في لبنان لا احد يقلب الطاولة على احد.

• واذا طال الوضع الحالي، الا تخافون ازدياد التوتر؟

- بالعكس قد يحصل انفراج او تنفتح آفاق جديدة ويتم التكيف.

• التكيف مع الفراغ كما جرى مع الفراغ الرئاسي؟

- لا. تكيّف اصحاب المشاريع الخارجية مع الامر الواقع المعوق لمصالحهم في الداخل.

 

 مشكلة حكومية صغرى.. وأخرى كيانية كبرى  تعطّل المؤسسات انعكاس لما هو أكثر استعصاء

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: وسام سعادة/المستقبل

 إذا تشكّلت الحكومة في الآتي من أيّام أو تأخّر تشكيلها فالثابت هو إستمرار المرض العضال الذي تتعايش معه البلاد، والذي ما كان التنبّه لأبعاده بالمستوى المطلوب إلى حين إنقضاء زمن الوصاية، وما زلنا منذ أربع سنوات نحاول تشخيص هذا المرض دون ابتكار أي علاج مناسب لإستعصائه، أو حتى لوقف استفحاله.

عشية لحظة نيل الإستقلال الثاني كان ثمّة من يمنّي النفس بأنّ معافاة الجسد اللبنانيّ ستتأمّن ولو بشكل تدريجيّ، وحتى عندما انشطر اللبنانيّون بين 8 و14 آذار كان ثمّة من يطمئن نفسه والآخرين بأنّ هذه الإنشطار من عوارض الإنسحاب السوريّ وأنّ الناس، في الساحتين، تتنفّس الصعداء من أفول الوصاية، ولن تتأخر حتى يلتئم شملها في عقد جديد أو في تقاسم نافع وواقعيّ للحصص والمسؤوليات.

حتى إذا تحقّق الجلاء السوريّ بانَ العكسُ تماماً، فما برز على السطح في إثره، كمشكلة عويصة، بل مستعصية، بل مستفحلة، برهن يوماً بعد يوم، على أنّه يعبّر عن تناقض داخليّ غير مسبوق في تاريخ الكيان اللبنانيّ، وأنّ مستوى التوتّر العالي لهذا التناقض الداخليّ وهو ما تمنعه من أن يبلغ خواتيمه المطيحة بالتجربة الكيانيّة اللبنانيّة، الأمر الذي يبقي هذا التناقض الداخليّ عند مستوى تغلّب فئة على سواها وتمتّعها بهذا التغلّب وبين تعطيل عمل مؤسسات الدولة أو حتى تعطيل قيامها لغير سبب وذريعة.

كيف حدث إذاً أنّ أحداً لم يبصر المرض العضال في سنوات السعي وراء تحقيق السيادة والحرية والاستقلال (2000-2005)، أو بمعنى آخر، لم يجر إرفاق هذا السعي الإستقلاليّ بأيّ مقاربة منهجيّة لطبيعة المرض العضال الذي إن زالت الوصاية استشرى في أنحاء الجسد اللبنانيّ واستشرس؟

نخال أنّ هذا السؤال يسند اليوم كل الأسئلة الأساسيّة التي ينبغي طرحها، في إطار الحراك الإستقلاليّ اللبنانيّ. فهل عانى هذا الحراك من "خطأ أصليّ" عندما نادى بالإستقلال ولم يزوّد نفسه بعدّة كافية لمعالجة تحدّيات ما بعده؟ هل كان الحراك الإستقلاليّ أسير مقاربة محض "تجريبية" قصيرة النظر بحيث لم يعن بهذا التناقض الداخليّ، الجوهريّ، الذي أظهرت السنوات الماضية، خطورته على الكيان اللبنانيّ، وموقعه المتقدّم على خارطة الفتنة المذهبية الإقليميّة؟

أم كان الحراك الإستقلاليّ، على العكس من ذلك، ضحيّة مقاربة قائمة على المغالاة في "طول النظر" بحيث أنّه كان يمهّد، عندما تحقّق الجلاء لمعالجة مضنية للمرض العضال ولسنوات مريرة؟

يتحوّل السؤال إذاً إلى التالي: هل نحن اليوم، ورغم كل شيء، في لحظة من لحظات المعالجة المضنية للمرض العضال الذي يحول دون الإستقرار ويعلّق المنفعة المفترضة من استرجاع الإستقلال ومن إنتعاشة الديموقراطية لا سيما بعد الإنتخابات الأخيرة؟ أم أنّنا في المقابل، في لحظة من لحظات تمادي المرض العضال في الجسم اللبناني كما عهدناه بحيث ينبغي إعادة تركيب هذا الجسم ما دام علاج المرض مستعصياً ومستحيلاً؟

ليست ملامة الحركة الإستقلاليّة لأنّها لم تشخّص هذا المرض قبل الأوان. فكما في لبنان، كما في جيورجيا كما في أوكرانيا، كانت الحركات الجماهيرية المدنية الديموقراطية على موعد مع "مرض عضال" ينتظرها في إثر الإنتصار التاريخي الذي تحققه، ولم يكن أحد في هذه البلدان ليقدّر مسبقاً أبعاد المرض العضال. لكن المطروح على جدول أعمال الحراك الإستقلالي اللبنانيّ كما الحراكين الإستقلالي والديموقراطي الجيورجيّ والأوكرانيّ هو واحد: تقدير ما إذا كان ممكناً الإستعداد لمرحلة طويلة من التعايش مع "المرض العضال" على الصعيد الوطنيّ، ما دام الغرب يدخل، ومنذ إنتخاب باراك أوباما رئيساً، في مرحلة تعايش مع "المرض العضال" على الصعيد العالمي. في الواقع، لا تملك بلدان موجة التوسّع الديموقراطيّ الأخيرة نحو الشرق سوى التحايل على نفسها تحت مسمّى "التعايش مع المرض العضال" أو غير ذلك من الأسماء التلطيفيّة للمشكلة، وهذا التحايل سواء طال يوماً أو شهراً أو سنة يظلّ موقتاً لأنّه لا يمكن للغرب أولاً أن يظلّ في مرحلة تعايشه هو مع ما يبرز في موازاته كـ"مرض عضال" على الصعيد العالميّ، ولأنّ "المرض العضال" نفسه غير راغب في أن يحاصره أحد.. بداعي "التعايش معه"، بل يتعامل مع كلّ دعوة، ولو صادقة أو حتى "انهزامية"، للتعايش، على أنّها مؤامرة لمحاصرته، وللغدر به.

   

العودة الى الأب

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: زياد ماجد المصدر:

Now Lebanon   

يسجّل النظام السوري منذ فترة محاولة عودة في سياسته الخارجية الى أسلوبه القديم والى بحثه عن أدوار متوازية كان يلعبها على مدى ثلاثة عقود خلت. فبعد عامين عصيبين عليه في الـ2005 والـ2006 إثر اغتيال الرئيس الحريري واضطراره لسحب جيشه من لبنان وبدء التحقيق الدولي عمله، تنفّس نظام دمشق الصعداء تدريجياً ابتداء من العام 2007 مستفيداً من تفاقم المأزق الاميركي في العراق وحاجة الأميركيين الى تنسيق حدودي معه، ومن الرغبة الاسرائيلية في استقراره خوفاً من البديل المجهول على حدود الكيان العبري الشمالية، ومن الدعم التركي له الهادف الى إبقاء أكراد سوريا بعيدين عن أكراد العراق والمحافظة على جار جنوبي موالٍ ومريح. كما استفاد من حربي تموز 2006 في الجنوب اللبناني ثم كانون 2009 في غزة وما رافقهما وتلاهما من ارتباك دول ما يسمّى بمحور الإعتدال العربي ومصالحة بعضها له، ومن الانفتاح الأوروبي عليه والفرنسي تحديداً مع وصول ساركوزي، ثم من نهاية ولاية جورج بوش وعودة السياسة الأميركية الى البراغماتية بعد مرحلة إيديولوجية طويلة، فقرّر بدوره العودة الى أسلوب العمل الذي كان الرئيس الأسد الأب كرّسه طيلة سنوات حكمه.

ما هو هذا الأسلوب؟

يمكن تعريفه بوصفه سعياً دائماً الى إيجاد الحاجة الدولية لدور سوري في التوّسط لحلحلة مشاكل إقليمية (يتسبّب هو نفسه بخلق بعضها) بهدف قبض ثمن الحلحلة أو مقايضة الثمن المذكور بأمور أخرى تضمن للنظام إكسيره. 

وللمراقب أن يتذكّر أن الأسد الأب كان صديقاً للاتحاد السوفياتي وساعياً في الوقت نفسه الى فتح كل الخطوط مع الأميركيين، ثم حليفاً رئيسياً لإيران في حربها مع العراق وركناً من أركان "الثلاثي العربي" (الذي ضمّه الى السعودية ومصر، بعد مروره في "جبهة الصمود والتصدي"). وكان نظامه مساهماً في نشر الفوضى في لبنان ووسيطاً لتهدئة الأمور فيه، ومسهّلاً لخطف الأجانب في بيروت ثم مرسالاً بين دولهم والخاطفين.

واليوم، بعد سنوات عزلة بدأت أميركية عام 2003 ثم صارت دولية وخليجية ومصرية بعد عام 2005، عاد النظام الى قديمه.

يتيح انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بعد تعطيله الأمر لأشهر طويلة مقابل التطبيع معه، يدّعي القدرة على ضبط "حزب الله" و"حماس" واصطحابهما الى طاولة المفاوضات ويؤّمن الدعم اللوجستي والعسكري لهما، يترك الغرب يراهن على إمكانية فك ارتباطه بإيران شرط ضمان مستقبل حكمه ثم يؤكد ثبات تحالفه مع الجمهورية الإسلامية وقدرته على التأثير إيجاباً فيها وإفادة الغرب نفسه من تحالفه هذا (ولعلّ وساطته للإفراج عن الموظفة في السفارة الفرنسية في طهران والمدرّسة الفرنسية في إصفهان رسالة أراد توجيهها في هذا الاتجاه وحصل على شكر فرنسي حار لقاءها!) والأهم، يدعو لحلف إيراني تركي سوري عراقي، ولا يمانع من حلف مواز مع السعودية ودول الخليج. لكن هل سينجح هذه المرة في استعادة قديمه وتجديده؟ وهل ثمة حاجة اليوم الى "قطر ثانية" في المنطقة؟ قد يكون الجواب عن السؤال برسم ما سيجري في الأشهر القادمة بين إيران وإسرائيل والغرب في الشأن النووي وارتدادات ذلك عربياً ودولياً. في الإنتظار، يدفع الشعب السوري ثمن ارتياح النظام الى وضعه ونسيان عواصم "حقوق الإنسان" للسجناء السياسيين القابعين في زنزاناته.

ولاحقاً قد ندفع نحن اللبنانيون الثمن، إن لم نسرّع في إعادة تشكيل سلطاتنا السياسية وتحصين مؤسساتنا الأمنية. ذلك أننا اعتدنا أن يُصرف عندنا كل فائض في نجاح النظام السوري، كما كل فشل ذريع...

 

سوريا... عود على بدء؟

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: سعد كيوان المصدر: الأنباء 

بعد ما أتحفتنا جريدة "تشرين" السورية الأسبوع الماضي بتحليلها الحِكمي والقيِم حول مواقف وليد جنبلاط الأخيرة، والنعوت التي كالته له وللأكثرية، واعتبارها ان غزوة 7 ايار 2008 "شكلت بداية لفشل المشروع الصهيوني في لبنان" (كذا)، ها هي زميلتها التوأم صحيفة "البعث" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم تشطح في تدخلها السافر في الشأن الداخلي اللبناني، عبر الهجوم الذي شنته أمس الأول على الرئيس المكلف سعد الحريري متبنية تسمية ميشال عون له ب"النائب المكلف"، وطالت بسهامها البطريرك نصرالله صفير من دون ان تسميه لدعوته الى تشكيل حكومة من الأكثرية النيابية... وبتنا الآن بانتظار ان تدلي صحيفة "الثورة" بدلوها في الأسبوع المقبل كي يستدل اللبنانيون "الطريق القويم"!

فماذا قالت صحيفة "تشرين"؟ بداية أبدت أسفها لمرور شهرين تقريبا على تكليف الحريري من دون ان يلوح في الأفق "هلال الحكومة الذي لا يزال متواريا" (استعارة رمضانية!)، ما يعني ان على اللبنانيين، بحسب الصحيفة المذكورة، انتظار "ما ستؤول اليه الاتصالات والمشاورات والتدخلات الخارجية" التي ترجمتها ب"أنباء عن مساعي مصرية-سعودية للابقاء على حكومة تصريف الاعمال مع رغبة مصرية في اعادة تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة مجددا...".

ولكن ماذا عن التدخلات السورية؟ هل أن الصحيفة لا تعتبر تدخل سلطتها تدخلا خارجيا بل "تدخلا أخويا" لتسيير أمور "الشعب الواحد في دولتين" الذي عاد وكرره وئام وهاب الذي يقوم هذه الأيام مقام السفير السوري المقيم و"غير المنظور"؟ واذا كان هذا التدخل "أخويا" فلماذا اذا لا تضغط أو تمون على حلفائها واتباعها في لبنان كي يسهلوا مهمة الرئيس المكلف وليس "النائب المكلف" بدل ان تتبنى مواقف عون الاستفزازية وتشيع في الكواليس والاتصالات الجانبية انها لا تمون عليه؟ أم أنها تقر، أو الأصح تريد الايحاء انه بات على "الموجة الايرانية" ما يعفيها من أي مسؤولية مباشرة في هذا المجال؟ وهل انه لم يكن لها دور فاعل في اقرار صيغة 15+10+5 لتشكيلة الحكومة الجديدة التي يسعى عون للتنصل منها؟

أيضا وايضا، لماذا يتسلح الحليف نبيه بري ب"الصوم عن الكلام" منذ مدة بعد ان كان هلل وباصرار على ان الحكومة ستبصر النور في نهاية تموز الماضي؟ وهل يفهم من "تحليلات" صحيفة "البعث" ان ليس هناك تقاربا أو تفاهما أو على الأقل تواصلا بين السعودية وسوريا حول مسألة تسهيل مهمة الرئيس المكلف، فتراها تتكلم عن "تسريب أنباء عن مساعي مصرية-سعودية للابقاء على حكومة تصريف الاعمال"؟ أم أن دمشق تعتبر نفسها "قدمت" كثيرا عندما سهلت (أي لم تتدخل) حصول الانتخابات النيابية الأخيرة التي جاءت نتائجها بعكس ما كانت تتوقع أو بعكس ما توقع حلفاؤها، ولذلك تحاول الآن عرقلة تشكيل الحكومة بانتظار "مكافأة ما" في "الساحة الاقليمية الواسعة"؟

كما ان "البعث" تذهب بعيدا في "توقعاتها" لتراقب التحركات الخاصة والشخصية للرئيس المكلف متساءلة عن سفره الحريري الى السعودية "تاركا الساحة الداخلية تتقلب على نار التوقعات والتقلبات والتكهنات"، ثم تربط بين سفره و"تسريباتها" عن احتمال أعادة تكليف السنيورة... في ما يبدو انه محاولة ايقاع مبتذلة ورخيصة بين السنيورة ورئيس "تيار المستقبل"!

غير ان "توقعاتها"، التي نسبتها الى "تقارير من بيروت" والى "مكتب وكالة الانباء السورية سانا" لم تسعفها كثيرا بدليل ان الحريري قد عاد أمس الى بيروت بعكس ما روجت له "البعث" من أن "الزيارة ستطول أكثر من السابق..."!

وتسترسل "البعث" في تحليلها قائلة ان "اللافت مجددا هو دخول أطراف روحية على خط تشكيل الحكومة ودعوتها مجددا الى حكومة تمثل الأكثرية...".  فهل بات أمرا مستهجنا أن تشكل حكومة من الأكثرية عملا باحكام نظامنا الديموقراطي البرلماني؟ نفهم ان النظام في سوريا يقوم على شيء آخر، ولكن اذا كان المقصود تسويق بدعة "المشاركة" و"التوافق" كما يطرحها ويفهمها جماعة 8 آذار فهذا من باب ذر الرماد في العيون...

ثم باي حق يتم التعرض للصرح البطريركي الماروني ولدوره الجامع والساهر على الوفاق الداخلي؟ ان هذا الكلام يشكل افتئاتا على مرجعية بكركي ودورها الوطني والتاريخي الذي اضطلعت به منذ ما قبل الاستقلال، والتي لم تفرط يوما بوحدة وسيادة واستقلال لبنان.

نأمل ان لا تكون "حليمة عادت الى عادتها القديمة"، أم أنها أساسا لم تقلع عنها!

 

صفير يحاول تثبيت أسس نظام في طور الإنزلاق

الشرذمة تضع الأطراف المسيحيين في واجهة الصراع 

تاريخ في: 2009-08-25

 روزانا بومنصف/ النهار  

يحاول البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير جاهدا تثبيت اسس النظام الديموقراطي الذي تم التوافق عليه في اتفاق الطائف، على قاعدة ان النظام السياسي في لبنان هو نظام برلماني ديموقراطي مثل كل الديموقراطيات او الانظمة التي تترجم عمليا دساتيرها على هذا الصعيد. لذلك يصر البطريرك على نحو متشدد على ان تتألف حكومة من الغالبية النيابية التي فازت في الانتخابات لادراكه على نحو عميق مقولة ان العربة التي يجرها حصانان في اتجاهين معاكسين تراوح مكانها ولا يمكن ان تتقدم.

ويروي احد زوار البطريرك انه بعدما تحدث معه طويلا عن التعقيدات التي يواجهها تأليف الحكومة واصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، لم يتوان البطريرك بعد اللقاء عن اعلان تمسكه بتأليف حكومة وفق معايير الديموقراطية المرتكزة على حكم الاكثرية ومعارضة الاقلية. وما يقوله البطريرك واقع لا يمكن انكاره او تجاهله ما دام لبنان شهد الترجمة العملية لذلك من خلال ما عرف بالثلث المعطل بعد اتفاق الدوحة، وما تتجه الحكومة العتيدة الى اعتماده متى تجاوزت الشروط التعجيزية التي تمنع تأليفها حتى اليوم.

 ولا يلام البطريرك الماروني على ذلك، في رأي مصادر سياسية، فمن شب على شيء شاب عليه، والبطريرك جاهد من اجل ثوابت ومبادئ بعضها تحقق وبعضها الآخر في طريق الاندثار. ومن بين ذلك النظام اللبناني الحالي الذي لم يعد يشبه واقعيا لا التركيبة اللبنانية ولا الواقع اللبناني. بل ان هذا النظام بات ينزلق الى شيء لا يمكن تبين معالمه النهائية من اليوم بعدما اظهرت التطورات في الاعوام الاخيرة ان لبنان الذي نجح في اخراج القوات العسكرية السورية من أراضيه مستعيدا سيادته واستقلاله وقراره الحر عاد ساحة صراعات سياسية وغير سياسية في مرحلة من المراحل، وهذه تساهم في تغيير صورة لبنان التي عرفها وارادها البطريرك ومعه كثيرون من الذين استشهدوا من اجل ذلك. وبعدما شهد هذا النظام تغييرا جوهريا يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، باتت صلاحيات رئيس الحكومة بدورها على المحك. وما يجري من محاولة لفرض تسمية الوزراء من دون قدرة رئيسي الجمهورية والحكومة على الاعتراض او الرفض، هو تغيير بقوة الامر الواقع والتعطيل القسري الذي يؤدي الى أمر آخر يختلف عن النظام الذي لا يزال البطريرك يناضل من اجل اعادته. والانزلاق يحصل في اتجاه فيديرالية طوائف على طريقة "اللويا جيرغا" الافغانية التي ستجد طريقها على الارجح كتعبير معتمد سياسيا وعملانياً، الى درجة ان احدا لا يرى ضرورة للاعتراض على التسمية التي باتت مألوفة في وسائل الاعلام وعلى ألسنة بعض السياسيين، كما لا يرى احد ضرورة للاعتراض على كلمة فيديرالية الطوائف بعدما كان هذا التعبير وحده سببا او عذرا لجولات عسكرية ايام الحرب الاهلية.

وهناك جانب آخر يتصل بمواقف البطريرك الماروني من جهة، ومنتقديه من الموارنة من جهة اخرى الذين مهدوا ولا يزالون يمهدون السبل امام مهاجمة البطريرك من خارج ومن طوائف اخرى، على نحو يعكس التجاذب لا بل التمزق الذي تعيشه هذه الطائفة لأسباب وطموحات شخصية وضيق افق ورؤية بعيدي المدى. ففي حين لا يزال البطريرك يؤمن بأن رئاسة الجمهورية هي الموقع الضامن والمعبّر عن المسيحيين الذين مزقتهم وهجّرتهم الحروب على لبنان، كما الحروب بين ابناء الطائفة نفسها ينحو آخرون الى افراغ الرئاسة من مضمونها. وهذا احد ابرز وجوه الخلافات ومظاهرها، الى جانب ظواهر الانقسام العمودي القائم منذ ما قبل الانتخابات النيابية والمستمر ما بعدها. وقد كانت ردود الفعل على استدارة النائب وليد جنبلاط وموقفه الاخير بمثابة اعتراض على محاولة تغيير او تبديد هذا الانقسام في المرحلة الراهنة ومن كل الاتجاهات، بحيث انه ليس مسموحا ولا متاحا راهنا التبديل فيه حتى اشعار آخر، بصرف النظر عن التوقيت والاسلوب اللذين لم يوافق كثيرون النائب جنبلاط فيهما، ومن هذه الزاوية فان ما يتجه اليه البطريرك ايضا في تأكيده تأليف حكومة للاكثرية فيها الرأي الراجح يستدرج ردودا من المعارضة ومن داعميها الاقليميين، لان هذا الاتجاه يمنع تكريس الانزلاق السياسي في النظام السياسي الذي حصل حتى اليوم.

في هذا الاطار يشغل الوضع المسيحي المشرذم حيّزاً كبيراً من الاحاديث السياسية بعيدا من الاعلام تماما كما يشغل الوضع الحكومي الاهتمام، علماً ان الاخير لا يبدو مهما  كالوضع المسيحي. اذ ان بلدانا عدة مماثلة في تركيبتها السياسية المعقدة تشهد ازمات حكومية كبيرة على غرار بلجيكا التي عاشت ازمة حكومية حادة العام الماضي، او حتى اسرائيل ايضا التي اضطرت الى ائتلاف حكومي مرتبك ومربك في وقت واحد. في حين ان الافرقاء المسيحيين هم مجددا في واجهة الصراع بما فيه الصراع الداخلي القائم على تأليف الحكومة وكذلك بالنسبة الى الصراع الخارجي، ولكن الطائفة ككل ليست في موقع التأثير مجدداً او الثقل لترجيح كفة القرار ولا كذلك اي من مكوناتها. ولو تعمّق المسؤولون المسيحيون في ما يفكر فيه مناصروهم للاحظوا مخاوف كبرى من هذا الانزلاق الذي يستشعره الجميع في شكل او في آخر على نحو لا يوحي الاطمئنان بل هو يوحي الاضطراب والخوف ايضا.

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 26 آب/2009

إنجيل القدّيس لوقا .6-1:14

ودَخَلَ يَومَ السَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام، وكانوا يُراقِبونَه. وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه اسْتِسْقاء فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: «أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟»

فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَه وصرَفَه. ثُمَّ قالَ لَهم: «مَن مِنكُم يَقَعُ ابنُه أّو ثَورُه في بِئرٍ فلا يُخرِجُه مِنها لِوَقتِه يَومَ السَّبت؟» فلَم يَجِدوا جَوابًا عن ذلك.

 

المعاون السياسي للسيد نصرالله يلتقي الرئيس المكلف ومصادر "حزب الله" تصف النتائج بـ"غير المشجعة"

لبنان الآن/موسى عاصي ، الثلاثاء 25 آب 2009

كشفت مصادر "حزب الله" ان لقاءً مطولاً عقد الليلة الماضية بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين خليل في بيت الوسط جرى خلاله نقاش مستفيض حول العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة. وقالت هذه المصادر إن "نتائج اللقاء لم تكن مشجعة لأن العقد كثيرة على المستويين الداخلي والدولي"، موضحة أن "العقد الداخلية ليست محصورة بمسألة اعادة توزير الوزير جبران باسيل فقط، وإنما هذه العقد تنقسم الى قسمين، الاول متعلق بتوزيع الحصص داخل فريق الرابع عشر آذار نفسه، والثاني يتعلق بتمثيل التيار الوطني الحر والحقائب التي يطالب بها". مصادر "حزب الله" قالت إن "خليل أبلغ الحريري ان العماد عون لا يصرّ على مواقفه المعلنة بهدف التعطيل انما بسبب رفض الرئيس المكلف الانفتاح عليه واجراء الحوار الهادئ والبناء معه، وتمنى خليل على الرئيس المكلف القيام بخطوة باتجاه الرابية لأن في ذلك قطع الشوط الاساس نحو الحل، مشيراً الى ان عون قبل تصاعد حدة التراشق بينه وبين الصف السياسي المحسوب على الرئيس الحريري كان منفتحاً جداً على اقتراحات تشكيل الحكومة، ولم يكن مصراً على توزير باسيل". هذا وأشارت المصادر نفسها إلى أن "خليل أكد أن حزب الله مستمر في دعم عون في مطالبه حتى النهاية، مشددًا على انه لن يتدخل من اجل اقناعه بالعودة عن مطالبه لأن المشكلة مشكلة عون والحل يجب ان يكون معه شخصياً". اما بالنسبة للعقد الخارجية فتقول مصادر "حزب الله" التي اطلعت على فحوى النقاش، إن "خليل توصل الى قناعة مفادها ان الادارة الاميركية تضع "فيتو" على صيغة تشكيل الحكومة التي تمّ التوافق سابقاً عليها"، وإزاء ذلك تستنتج مصادر "حزب الله" أن الامل بتشكيل الحكومة في ظل هذه الظروف "بات ضعيفاً جداً، وكل ما يحكى عن صيغ باتت جاهزة لتوزيع الحقائب والاسماء ليست واقعية، وبالتالي فإن الوصول الى حل المعضلة الحكومية في هذه المرحلة بات يحتاج الى معجزة".

 

رومية.. والدولة الساقطة

محمد سلام/لبنان الآن

الثلاثاء 25 آب 2009

ماذا إذا قصفت أسوار سجن رومية بفعل اعتداء ما، بغض النظر عن مصدر مثل هذا الاعتداء المفترض لجهة انطلاقه من الداخل أو قيام جهة خارجية به مباشرة؟ الارتداد المرعب لتسرب قرابة 3,500 مجرم، بينهم 285 إرهابيا من عصابة فتح الإسلام، إلى البلد قد يؤدي إلى... سقوط الدولة، أو يساهم بنسبة كبيرة في إسقاطها. إذا صحت توقعات الحزب التقدمي الاشتراكي حيال استعداد إسرائيل لشن حرب على لبنان، على الرغم من نفي "حزب السلاح" لهذه الفرضية، فقد تقوم الدولة اليهودية بالمهمة تحت عنوان الحرب على الدولة اللبنانية راعية "حزب السلاح"، فتقصف طائراتها الحربية جزءا من السجن من دون إلحاق الأذى بالسجناء، كما فعلت بسجن غزة، وتطلق الحمم البشرية لتعيث في الأرض فسادا. القوى الأمنية والمسلحة اللبنانية جميعها لن تتمكن -هذا إذا سلمت هيكلياتها من التحلل-  من التصدي للإرهابيين وحلفاء الإرهابيين والمجرمين العاديين وتجار المخدرات واللصوص وزعماء شبكات الجريمة المنظمة والدعارة والإتجار بالبشر، ما يؤدي حتما إلى تحلل المجتمع اللبناني، وانكفاء دعاة الإصلاح المذعورين إلى بيئآتهم المجتمعية الضيقة في تصرف رهطوي غريزي بهدف حماية وجودهم... أو القبول ببندقية خارجية تبقي لهم حياتهم من دون حقوقهم التي تصونها دولتهم.

وإن لم تصدق توقعات الحزب التقدمي الاشتراكي، ولم تهاجمنا إسرائيل كما يؤكد "حزب السلاح"، عندها يمكن للأدوات المحلية المنفذة رغبات القوى الإقليمية الرافضة لسيطرة الدولة على مؤسساتها أن تقوم بالمهمة. وزير الداخلية زياد بارود حذر في تقرير رسمي من أن سجن رومية "قنبلة موقوتة. وهذه المشكلة لا يمكن لوزارة الداخلية أو وزارة العدل حلها، بل أن الحل يقع على عاتق السلطة السياسية مجتمعة، خصوصا أن هذه القنبلة إذا ما انفجرت فستطال الجميع". مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي نقل عنه أنه أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "ما نقوم به في سجن رومية هو تأجيل انفجار تلك القنبلة، علما أن انفجارها قد لا يترك آثاره في السجن فقط بل أن أضرار الانفجار قد يتأثر بها المجتمع اللبناني برمته". أليس هذا ما حصل بعد إسقاط أسوار سجن الباستيل في فرنسا "الثورة"؟

أليس هذا ما حصل بعد فتح أبواب السجون في إيران لإسقاط نظام الشاه، ومن ثم تصفية مكونات الثورة من قبل أحد أطرافها؟

أليس هذا ما حصل يوم فتح باب سجن رومية لإطلاق قاتل الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل في 13 تشرين الأول العام 1990 ومن ثم إسكانه في مبنى أمني على الطرف الشرقي لضاحية بيروت الجنوبية يشرف على منطقة قصر بعبدا؟

أليس هذا ما حصل يوم أسقطت أبواب السجون في بيروت الغربية في حرب العامين 1975-1976؟

أليست غالبية عملاء إسرائيل الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية اللبنانية من الذين فتحوا زنزانات معتقل الخيام احتفالا بـ"تحرير" ما في أيار العام 2000؟

أليس الأبطال "المقاومون" في كفرشوبا وبقية العرقوب من خدم جهاز المخابرات الإسرائيلية المعروف برمزه 504؟ وأسماؤهم معروفة، ومنهم من ظهر وهو يتحدى الشريط الشائك مع النائب قاسم عمر هاشم؟

محاولة الفرار من سجن رومية التي نفذها الموقوف من عصابة "فتح الإسلام" طه أحمد حاجي سليمان، وما حفلت به من محاولات تضليل من خارج السجن لحماية هروبه، سلطت جزءا من الضوء، بل سلطت الجزء الخافت من الضوء، على هذه الفرضية المرعبة التي يمكن أن تكون الحلقة الأخيرة والأكثر خطورة في مسلسل إسقاط الدولة اللبنانية، ومعها الكيان اللبناني كما يعرفه اللبنانيون لا كما تحاول قوى إقليمية شمولية أن تصنعه. قد تتقاطع مصالح العدو الإسرائيلي مع قوى الظلام الإقليمية على إسقاط الدولة اللبنانية، ولا تصب ارتدادات "حزب السلاح" إلى الداخل الوطني بعد حرب تموز العام 2006 إلا في صلب هذا التلاقي، مع التمسك بتمايزين:

إسرائيل تريد إسقاط الدولة وإسقاط الكيان. قوى الظلام الإقليمية تريد إسقاط الدولة والسيطرة على الكيان لبناء دولة بديلة على أنقاض الدولة الأم. أليس هذا ما حصل في غزة بعد قصف السجن المركزي وفرار السجناء؟ ولن تنجح جميع جهود المصالحة الفلسطينية واستثمار الشهر الفضيل في عراضات إطلاق المعتقلين في إعادة ما كان في فلسطين إلى ما كان عليه.  بل أكثر من ذلك، لن تنجح جميع الجهود في استعادة شعب فلسطيني عربي واحد. مع التذكير بأن مشكلة الشعب الفلسطيني الداخلية أقل تعقيدا... بكثير من تعقيدات الشعوب اللبنانية.

يكاد الوضع يوحي بأن سجن رومية هو... بوابة الدولة اللبنانية. معه حق السيد حسن نصر الله: أكبر حزب منظم في لبنان هو حزب العملاء. ولكن فقط لأنه يضم عملاء إسرائيل... وعملاء غير إسرائيل. يحق للمعارضة أن تاخذ حقيبتين سياديتين.. نحن فريق يمثل 55% من المسيحيين ولا يجوز ان نأخذ حقائب هشة"

 

أسود: يحاولون إخراج "حزب الله" من الحكومة عبر ضرب حليفه.. وموقف الحليفين إما البقاء معًا أو الخروج معًا

جوزفين ديب ، الاثنين 24 آب 2009

لبنان الآن/فيما لا تزال الازمة الحكومية تراوح مكانها، تظهر عقد وتختفي اخرى وسط إرباك اللبنانيين من الحديث عن ارجاء تاليف الحكومة الى ما بعد تفكيك عقدها، اي الى ما بعد شهر رمضان وربما الى ما بعد بعد رمضان. عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب زياد اسود رأى في حديث لموقع "nowlebanon.com" أن "عقدة جبران باسيل هي واجهة يستعملها فريق الرابع عشر من آذار للتعمية عن مشكلاته الداخلية"، معتبرًا أن "موضوع جبران باسيل خرج من التداول في الوقت الراهن، لأن الازمة الحقيقية هي أزمة اتفاق سوري - سعودي ومحاولة لاخراج "حزب الله" من الحكومة بعد ان حاولوا اضعافه في حرب تموز وفشلوا ثم حاولوا اخراجه من الحكومة ففشلوا ايضا، والآن هم يحاولون اضعاف حليفه الاقوى العماد ميشال عون لاخراجه من الحكومة"، مؤكدًا في المقابل أن "موقف الحليفين إما البقاء معًا أو الخروج معًا".

وبالعودة الى موضوع جبران باسيل، يسأل أسود: "لماذا طرح إسمه في هذه المرحلة ونحن لم نقطع مرحلة الصيغة الحكومية بعد، ولماذا إسم جبران باسيل هو الذي خرج فقط الى التداول؟ ألا يحق لنا ايضا ان نعرف اسماء وزراء الاكثرية؟ وكأننا موافقون عليهم سلفا". أسود الذي اعتبر أن "الرئيس المكلف لا يزال ينتظر قرارا خارجيا لتاليف حكومته"، أضاف: "نحن نتعامل مع ناس لم يتعظوا بعد من التجارب الماضية لانهم لم يكونوا مشاركين بها اصلا، وإنما كانوا خارج لبنان". وحول مطالبة النائب ميشال عون بحقيبة الداخلية، يجيب أسود: "أين المشكلة في ذلك، يحق للمعارضة أن تاخذ حقيبتين سياديتين، بالاضافة الى انني سمعت احد اقطاب الموالاة يقول ان كل الحقائب سيادية.. نحن فريق يمثل 55% من المسيحيين في المعارضة، وبالتالي لا يجوز ان نأخذ حقائب هشة، كما لن نسمح لهم بضرب المسيحيين تحت ستار المعارضة"، مضيفًا: "إذ أرادوا في فريق الأكثرية التذكير بأنهم يستطيعون وحدهم تاليف حكومة، فليجربوا ذلك لنرى مدى موافقة رئيس الجمهورية عليها". وختم أسود حديثه بالقول: ربما ينتظرون نتائج المحكمة الدولية آملين ان يكون لـ"حزب الله" مسؤولية في الموضوع، وقد يكون هناك عودة الى سيناريو دير شبيغل".

 

يوسف: عون يعطل و"حزب الله" يدفعه للمطالبة بما هو غير معقول

٢٥ اب 2009/موقع تيار المستقبل

  أعلن عضو "كتلة لبنان اولاً" النائب غازي يوسف ان اللقاء الذي عقد مساء أمس بين رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل "يصب في خانة التواصل الدائم الذي يقوم به الرئيس الحريري مع كل الاطراف من اجل تشكيل الحكومة". وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، رأى يوسف أن "النبرة العالية والهجوم الخارجي على الرئيس الحريري ليس وليد اليوم، وهو تصاعد في الايام الماضية بعد الهجوم الذي شنه الاعلام السوري عليه". ولفت الى "أننا رأينا مؤخراً نوع من توزيع الادوار بين "حزب الله" والعماد ميشال عون، فالعماد عون يعطل داخليا و"حزب الله" يتلطى خلفه ويدفعه الى المطالبة بما هو غير معقول كالحقائب السيادية". وأشار يوسف الى انه "كان هناك تفاهم سعودي - سوري لتمرير الانتخابات بخير وسلامة، وضغطت سوريا على حلفائها لتمرير الاستحقاق بهدوء ظنا منها انهم سيفوزوا بالانتخابات"، لافتاً الى أننا "الآن نشهد انقلابا منظما على نتائج الانتخابات لتعطيل التشكيل واستلام زمام السلطة".

 

مصدر خاص لموقع "14 آذار": تبعات 7 ايار والحالة المذهبية تقف وراء الاعتداء على الرائد خاطر 

٢٥ اب ٢٠٠٩/  سلمان العنداري

المصدر : خاص موقع 14 آذار

بعد تعرض رئيس دائرة الامن العام في البقاع بالوكالة، رئيس مركز المصنع الرائد وديع خاطر لاعتداء بالضرب على أيدي مجموعة اشخاص غير ملثمين، اعترضوا طريقه على طريق عام مجدل عنجر، حيث انهالوا عليه ضربا بالعصي ثم لاذوا بالفرار. وبعدما افضى التحقيق الى معرفة هويات بعض المعتدين، ومباشرة الجيش لعمليات دهم بحثا عنهم واقامته للحواجز على الطرقات، أفاد مصدر مطّلع في منطقة البقاع، ان بلدة مجدل عنجر تعيش حالة من التوتر الشديد وسط استنكار الأهالي ورفضهم لما حدث، "اذ جال بعض المرتكبين لهذا الاعتداء على الطريق العام للبلدة في سياراتهم ليل امس، بعد ذلك كثّفت القوى الامنية من انتشارها وأقامت الحواجز لإلقاء القبض عليهم، كما نظّمت بعض المداهمات في بعض المناطق المجاورة، وأفاد المصدر نفسه الى موقع "14 آذار" الإلكتروني ان دوي اطلاق نار سمع عند الرابعة من فجر اليوم".

ونقل المصدر المطّلع ان "المرتكبين لا ينتمون لمجموعة سياسية معينة، وبالتالي لا يحظون بأي غطاء سياسي في المنطقة، ولكنهم مجموعة من الشباب المتمردين ان صح التعبير يريدون ان "يفتحوا على حسابهم"، والسيطرة على المصنع والمنطقة المحاذية في محاولة لفرض سلطة رديفة على الحدود البرية".

وتابع المصدر: "ان الأمور بدأت بالتطوّر منذ احداث السابع من ايار في العام الفائت حيث اتّهمت بعض الأطراف القوى الأمنية بأنها لم تمارس مهامها كما يجب، وانها قصّرت في عملها ومسؤولياتها في تلك الفترة ابان الاحداث الدامية والاشتباكات التي شهدتها البلاد، هذا الأمر ادى الى مجموعة من الاستفزازات بين هؤلاء والقوى الأمنية سرعان ما تطورت ووصلت الامور الى ما وصلت اليه مؤخراً بعد الإعتداء بالضرب الذي تعرّض له الرائد خاطر".

واشار المصدر ان هذه المجموعة تدّعي انها تلقى الدعم من قبل بعض الجماعات السلفية في البلدة وأكد ان الحالة المذهبية السنية-الشيعية تنعكس على ما يحصل في تلك المنطقة خصوصاً بعد احداث 7 ايار 2008، "فالحالة المذهبية المتأزمة في البلاد عموماً وفي مجدل عنجر وجاراتها بشكل خاص، تعكس هشاشة الوضع، خصوصاً على صعيد العلاقة بين السنة والشيعة، حيث لا تنفك بعض المجموعات من التذكير بالاحداث المؤسفة التي وقعت في الفترة الماضية في محاولة استغلال هذا الموضوع من اجل افتعال بعض اعمال الشغب خاصةً تجاه القوى الأمنية، يذكر بأن الجيش يقوم بواجبه على اكمل وجه في تلك المنطقة على الرغم من التهامات التي تعرض لها في ايار 2008".

وختم المصدر مؤكداً ان هذه الحادثة مرفوضة بكل الاشكال من قبل اهالي مجدل عنجر وفعالياتها ومشايخها على حد سواء، وانهم يستنكرون ماقامت به مجموعة الشبان الخارجة عن القانون، مؤكدين بأنهم يقفون الى جانب القوى الأمنية والجيش في خطواتهم وفي الاجراءات التي يتخذونها، وانهم لن يدعموا اي من المرتكبين الذين اعتدوا على الرائد خاطر".

 

 الرئيس المكلف الحريري استقبل النائب جنبلاط وعرض معه المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة

وطنية - استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "قريطم" رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في حضور الوزيرين غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائب مروان حماده . وتم عرض لآخر المستجدات السياسية ولاسيما ما يتعلق منها بتشكيل الحكومة .

 

الحريري: اؤكد للعدو الاسرائيلي ان "حزب الله" سيكون ضمن الحكومة

موقع 14 آذار/٢٥ اب ٢٠٠٩

  اقام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غروب اليوم مأدبة افطار في قريطم حضرها جيران دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم وعدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية واطفال من دار "الايتام الاسلامية" . وتحدث الرئيس الحريري مرحبا بضيوفه وقال :"من فضائل هذا الشهر الكريم ان نلتقي معكم في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ،انتم الذين عشتم معنا في السراء والضراء .

واضاف :واجبنا ان نقف على حاجات الناس ومشاكلهم والعمل على حلها ،وان نعمل على بناء البلد .

منذ تسميتي رئيسا لتشكيل حكومة وحدة وطنية سعيت وما أزال أسعى لتشكيل هذه الحكومة لتضم جميع الافرقاء ،واريد في هذه المناسبة ان اؤكد على بعض الثوابت لهذه الحكومة .

حكومة الوحدة الوطنية ستضم بالطبع تحالف قوى 14 آذار ،كما اريد ان اؤكد للعدو الاسرائيلي كذلك ان "حزب الله" سيكون في هذه الحكومة ،شاء العدو ام ابى، لان مصلحة الوطن تتطلب ان نكون جميعا في هذه الحكومة ،ولا يزايدن احد في هذا الموضوع .وكرر الرئيس الحريري التاكيد بان مسالة تشكيل الحكومة هي من صلاحية الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية بحسب الدستور .

واعرب عن امله في استتباب الامن والاستقرار في كل المناطق اللبنانية دون استثناء وان يكون هناك جيش قوي وقوى امن قادرة لحفظ امن جميع اللبنانيين وان يتم تلبية حاجات المواطنين من الكهرباء والمياه والامور الاساسية في جميع المناطق اللبنانية دون تمييز.

اضاف:"امامنا تحديات كثيرة لا يمكن لاي فريق سياسي ان يواجهها بمفرده من دون وحدة وطنية .فمهما كان هذا الشخص او الفريق السياسي كبيرا او قادرا ،لا يستطيع بمفرده ان يواجه التحديات ،من تهديدات إسرائيلية او مشاكل اقتصادية يواجهها لبنان .صحيح نحن في لبنان بحاجة دائما الى الوحدة الوطنية والعيش المشترك ،ولكن نحن بحاجة ايضا الى ان نحافظ على الديموقراطية اللبنانية والحريات برموش أعيننا،لانه من دون هذه الديموقراطية والحريات لا يكون لبنان .الوحدة الوطنية ضرورية ولكن الديمقراطية هي ايضا اساس الوحدة الوطنية .

وختم قائلا:"لقد جرت انتخابات نيابية وفزنا بها ومددنا ايدينا ،نحن في قوى 14 آذار لكل الافرقاء لنكون جميعا في حكومة وحدة وطنية لمصلحة لبنان ،وكان خيارنا هذا عن قناعة لاننا نعرف حجم التحديات والتهديدات والمشاكل الاقتصادية التي سنواجهها .

لقد اتخذنا هذا القرار ليس لإلغاء انفسنا ،لان لا احد يمكنه الغاء الاكثرية التي أفرزتها الانتخابات النيابية الاخيرة ولا يمكن لاحد ان يلغي الآخر . 

 

البطريرك صفير ترأس صلاة جنازة الخوري يواكيم مبارك في كفرصغاب والرقيم البطريركي تحدث عن مزاياه وسيرته ومؤلفاته الدينية والتاريخية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير صلاة جنازة الخوري يواكيم مبارك، في كنيسة سيد النجاة في كفرصغاب - زغرتا، بعدما وصلت رفاته أمس من فرنسا حيث اقيم لها استقبال في اهدن. وشارك في الجنازة وزير الاعلام الدكتور طارق متري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزير السابق ميشال اده، الوزيرة السابقة نايلة معوض، النائب السابق جواد بولس، والمطارنة: فرنسيس البيسري، بولس مطر، سمعان عطالله، شكرالله حرب، بولس اميل سعاده، اسطفان هكتور الدويهي، السفير البابوي السابق في النمسا إدمون فرحات، السيدة رباب الصدر، عميد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، وكهنة رعية زغرتا واهدن وراهبات، وحشد من أبناء بلدة كفرصغاب وأبناء منطقة زغرتا - الزاوية. وخدمت رتبة الجنازة جوقة قاديشا برئاسة الأب جوزف طنوس. بعد الانجيل، تلا أمين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق الرقيم البطريركي الذي تحدث فيه عن سيرة الخوري يواكيم مبارك الحياتية والكهنوتية، معددا المناصب التي شغلها، ومؤلفاته الدينية والتاريخية وترجمته للعديد من الكتب بلغات مختلفة. بعد الجنازة، ووري رفات الاب يواكيم مبارك الثرى في مدافن الكنيسة. ورفعت في بلدة كفرصغاب لافتات نوهت بانجازات الراحل. وكان جثمان الأب مبارك وصل إلى إهدن، واستقبله الأهالي عند مفرق كنيسة مار جرجس، في حضور رئيس اتحاد بلديات زغرتا العميد جوزف معراوي، ماريال ميشال معوض، وكهنة الرعية، الذين حملوا الجثمان على الاكف، وصولا الى ساحة الميدان وسط التراتيل الدينية وحرق البخور.

الاب اسطفان فرنجيه

وألقى الاب اسطفان فرنجيه كلمة قال فيها: "إن هم الأب مبارك كان ان يكون كاهنا على صورة المسيح. سلك طريق المعرفة، ورأى أبعد من زمانه واكبر من مكانه. نفتخر به عالما كبيرا من وطننا، وكاهنا عالما وقديسا ومصلحا ونبيا في كنيستنا التي قل فيها الانبياء، وراعيا قاد شعبه بصولجان التواضع وتاج الحكمة. نفتخر به ابنا لاقرب جارة، ابنا لكفرصغاب الطيبة. نفتخر به، وقد تكلمت على تاريخ اهدن، ملقيا الأضواء على قداسة الدويهي ويوسف بك كرم، نفرح بعودتك ولو جثمانا هامدا، نفرح بعودتك الى تربة ابائك واجدادك، نفرح بعودتك في زمن في أمس الحاجة الى امثالك، صوتك، صدقك، جرأتك، تواضعك، صمتك المدوي وحبك الدافق. اهدن تفرح بك، وتعتز بك، كما كنت تفرح بها وتعتز بها. أهلا وسهلا بك تقدس تربتها وتبارك اهلها".

 

واشنطن: تطبيع العلاقات مع سوريا سيكون مستحيلا اذا استمرت مع اصدقائها في لبنان في تعطيل الحكومة

نهارتت/حملت واشنطن سوريا وأصدقاءها في لبنان مثل "حزب الله" والنائب ميشال عون مسؤولية التأخير وتعطيل الديموقراطية في لبنان. وحذرت من ان "اطالة أمد تأليف الحكومة الى هذا الزمن على رغم النتائج الحاسمة للانتخابات تعني ان بعض القوى تصر على انصياع لبنان الكامل لارادتها".

هذا الموقف الاميركي جاء على لسان مسؤول اميركي بارز اعرب عن رغبة الرئيس الاميركي باراك اوباما بتحسين العلاقات وتطبيعها مع سوريا، "لكن ذلك سيكون مستحيلاً، اذا استمرت سوريا واصدقاؤها في لبنان في تعطيل المؤسسات الديموقراطية".

واكد المسؤول الاميركي في حديث الى صحيفة "النهار" ان بلاده لا تتدخل في تأليف الحكومة اللبنانية، مشيرا الى ان هذه المسألة متروكة للبنانيين، وآملا ان "يعتمد الاخرون الموقف ذاته". ورأى المسؤول الاميركي ان "اصدقاء سوريا في لبنان لا يريدون ان يقبلوا بنتائج الديموقراطية التي يدّعون انهم يثنون عليها".

واضاف "لا اعلم ما اذا كان عون يعمل عن قصد او غير قصد لخدمة مصالح سوريا، لكن مواقفه تؤدي بالتأكيد الى الاضرار بمؤسسات لبنان الديموقراطية" وتساءل: "من يملأ الفراغ؟ افراد مثل وئام وهاب وقوى مثل "حزب الله".

وتساءل المسؤول الاميركي "عما جرى لعون الذي كان قائداً للجيش اللبناني ورئيساً للوزراء وكان قائداً للقوى التي عارضت الهيمنة السورية على لبنان وكانت له في السابق فرصة لان يُنتخب رئيساً للبنان، وابقى شعلة الاستقلال اللبناني متوهجة من موقعه في المنفى. هل هذا هو الجنرال عون ذاته الذي اصبح هاجسه الوحيد الآن تعيين صهره جبران باسيل وزيراً؟. من الصعب تصوّر شخص بنى حياته السياسية على انه مختلف واصلاحي ان يصل الى هذا المستوى".

وانتقد المسؤول الاميركي أداء "حزب الله"، واشار الى نفوذه في لبنان، معتبرا ان "السماح بأي مؤشر للسيادة اللبنانية او الحكم الديموقراطي غير مقبول لدى بعض الاوساط".

واضاف ان "ترسانة "حزب الله" هي اداة في يد قوة اجنبية، و"حزب الله" مستعد لاستخدام قواته العسكرية لحماية هذه القوة الاجنبية"، في اشارة الى ايران، "بقطع النظر عن سلامة لبنان".

وشدد على ان "علاقات واشنطن بلبنان محورية في الشرق الاوسط"، مجددا دعم سيادة لبنان واستقلاله ومؤسساته الديموقراطية، وتصميم حكومته على مواصلة دعمها للبنان ومساعداتها له، اكان لقواته المسلحة ام اقتصادياً وسياسياً.

ولدى سؤاله عن تحديد التدخل السوري واشكاله، اجاب "كلنا نعلم من هو وئام وهاب. هذا رجل لا يستقبل او ينشط في لبنان لانه زعيم مهم، بل بسبب ارتباطه بسوريا".

ولاحظ ان "وئام وهاب في كل مكان، ولكن يبدو ان السفير السوري في لبنان مختف"، مع العلم ان السوريين "قالوا لنا ان مثل هذه الممارسات اصبحت من الماضي". واعتبر ان "هناك تناقضاً بين املنا في تحسين العلاقات مع سوريا، وما يقوم به وئام وهاب، نيابة عن سوريا".

واعرب المسؤول الاميركي عن انزعاجه لان سوريا لم تطبّق بعض التعهدات التي اعطتها لاميركا في شأن لبنان، ومنها ترسيم الحدود. وأوضح ان السوريين "قالوا لن في آذار انهم سيكونون قادرين على البدء بترسيم الحدود في ايار، وحتى الآن لم يحصل أي شيء"، مشيرا الى ان الفريق اللبناني المعني بالامر جاهز. وتساءل: "هل كان ذلك التزاما جديا؟"

وعن الرئيس ميشال سليمان، رأى انه "يضطلع بدور حذر، فهو يريد ان يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، ونحن نحترمه ونحترم منصبه كليا". وشدد على ان هناك تحديات جدية تواجه لبنان وتتطلب مؤسسات فعالة، وتحديداً مؤتمر باريس 3، وقروض لبنان المستحقة، والوضع المتردي لخدمات الكهرباء وغيرها.

وجدد دعوته لاسرائيل في ضرورة الانسحاب من شمال قرية الغجر الى الخط الازرق في أسرع وقت، مضيفا أن "عدم الانسحاب يشكل انتهاكا واضحا للقرار 1701".

وفي سياق المواقف الاميركية، اكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، تعهد الادارة الاميركية والتزامها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وخصوصا القرار 1559، الذي نفذ منه الجزء المتعلق بالانسحاب السوري من لبنان، وانتخاب رئيس الجمهورية".

وشدد كما نقل عنه الأمين العام ل"المجلس العالمي لثورة الأرز" طوم حرب على "أهمية وجود لبنان دولة مستقلة حرة وسيدة"، لافتا الى "محبته الشخصية لهذا البلد، واحترامه للبنانيين الأميركيين العاملين من أجل مساعدة بلدهم الأم، ومن اجل النهوض به وتجاوز المحن".

وذكر بأن "القرار 1559 يدعو أيضا إلى تسليم كل الأسلحة التي تمتلكها تنظيمات خارجة عن أجهزة الدولة، خصوصا أسلحة "حزب الله" والمخيمات الفلسطينية، وبقية المراكز والجزر الأمنية التابعة للإيرانيين أو السوريين في لبنان".

 

مجلس الأمن يمدد لليونيفيل...وليبيا تتحفظ

نهارنت/من المتوقع أن يتبنى مجلس الأمن الخميس المقبل مشروع قرار قدمته فرنسا رسمياً أمام أعضاء المجلس يمدد ولاية القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" لفترة سنة من دون أي تعديل في الولاية أو في قواعد الاشتباك أو في اطار العمليات ملبية بذلك المطلب اللبناني الأساسي.

وتفادى مشروع القرار الفرنسي الذي توافق عليه الولايات المتحدة وبريطانيا ذكر أحداث خربة سلم وكفرشوبا بالاسم بصفتها تشكل انتهاكاً للقرار 1701، واكتفى بالإشارة الى كل الخروق والانتهاكات للقرار 1701 استناداً الى رسالة الأمين العام بان كي مون الى المجلس، علماً أن رسالة الأمين العام صنفت أحداث خربة سلم وكفرشوبا انتهاكاً للقرار 1701 وكذلك الطلعات الجوية الاسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية.  ويشير مشروع القرار الى ما يقوم به المجلس في مراجعة شاملة لكل عمليات حفظ السلام الدولية "كي تكون ممارساتها أفضل وأقدر".

ويعبّر مجلس الأمن بموجب مشروع القرار عن دعمه لاقتراح الأمين العام القيام لاحقاً بمراجعة تقنية لقوات"اليونيفيل" لا شأن لها بالمراجعة الشاملة العامة وإنما تقع حصراً في الإطار التقني. ويتضمن مشروع القرار فقرة نصت على ضرورة التفاهم مع "اليونيفيل" من أجل ايجاد حلول لقرية الغجر، إلا أن هذه الفقرة قد تخضع لتغيير لغوي يؤكد ضرورة انسحاب اسرائيل من الغجر الى حدود الخط الأزرق وطرحت فرنسا مشروع القرار الجمعة أمام كامل أعضاء المجلس، ما يعني أنه يحظى بشبه إجماع وهو شبه نهائي.

في هذا الاطار، أثار مشروع القرار خلافات بين أعضاء المجلس وذلك لإصرار باريس بدعم من الولايات المتحدة على تضمين مقدمة القرار فقرة تعرب عن "القلق العميق من كل الخروق للقرار 1701، وخاصة الخرق الخطير الأخير المشار إليه في خطاب الأمين العام للأمم المتحدة" الذي طلب فيه تجديد مهمة القوة، وذلك في إشارة إلى انفجار مخزن أسلحة تابع لحزب الله في خربة سلم منتصف الشهر الماضي. وقال مصدر دبلوماسي من دولة عضو في مجلس الأمن أن ليبيا طالبت بتعديل هذه الفقرة، والاكتفاء بأن يكون التعبير عن القلق فقط من كل الخروق للقرار 1701 من دون الإشارة إلى حادثة خربة سلم تصريحاً أو تلميحاً. وأضاف المصدر أن ليبيا أصرت خلال مناقشات الخبراء للقرار قبل طرحه للتصويت يوم الخميس المقبل أنه إذا تمت الإشارة إلى "الخرق الخطير الأخير" في خربة سلم، فإنه يجب الإشارة كذلك إلى خروق إسرائيل المتواصلة يومياً للأجواء اللبنانية وكذلك احتلالها شمالي قرية الغجر ومزارع شبعا. كما أثارت ليبيا ودول أخرى تحفظات على فقرة ثانية وردت في مقدمة المشروع الفرنسي وتدعو "كل الأطراف المعنية إلى احترام الخط الأزرق والتعاون مع "اليونيفيل" لترسيم الخط الأزرق والتوصل إلى اتفاق حول شمالي قرية الغجر." 

 

صفير يأمل في توحيد النوايا للخروج من المأساة

نهارنت/أمل البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، في أن "تتوحد النوايا والجهود للخروج من المأساة التي يعيشها لبنان واللبنانيون". كلام صفير نقله عنه النائب روبير غانم الذي زار الديمان، متمنيا عقب لقائه البطريرك أن "يترفع الجميع عن الحساسيات والحسابات الضيقة والصغيرة". وقال غانم :"عندما يتنازل المسؤولون لمصلحة الوطن لا يعتبر ذلك تنازلاً، بل هو عطاء وواجب تجاه الوطن، عندما تكون هناك تحديات داخلية وخارجية، تهدد اللبنانيين في مصيرهم وفي معيشتهم وفي وظائفهم". 

 

الأسعد: لأكثرية تحكم وأقلية تعارض كالدّول الحضارية

٢٥ اب ٢٠٠٩/استقبل البطريرك صفير رئيس "تيار الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد على رأس وفد من التيار عرض معه الأوضاع على الساحة المحلية. وقال الاسعد بعد اللقاء: "في كل الدول الحضارية التي تحترم نفسها تفرز اللعبة الديموقراطية أقلية وأكثرية، وبالتالي فإن الأكثرية تحكم والأقلية تعارض. وبعد أربع سنوات فإن الرأي العام يحاسب الأكثرية إما ان يكرسها كأكثرية وإما أن تصبح أقلية. وهذا المبدأ يجب أن يطبق عندنا في لبنان، ويجب على الأكثرية أن تحكم من خلال برنامج بوحسب الحلول التي تقترحها لحل المشاكل البنيوية التي يعانيها المجتمع اللبناني، ولا يجب ان تحكم بالتراضي لأنه ليس هناك من حكم من خلال التراضي، فالتراضي يعني عدم التوجه والرؤيا". وتابع: "إذا من خلال الخطوط العريضة والتركيبة شكلنا حكومة على غرار الحكومة السابقة، فلماذا إذا الإنتخابات ونزعج الناس ووضعهم أمام خيارين، من هذا المنطلق نحن في الإنتماء اللبناني نثني على مواقف البطريرك صفير الأخيرة بالنسبة الى تشيكل الحكومة، ونعتبر ان هذا الموقف طبيعي وهذا يعكس توجه كل الديانات السماوية لأن من واجب هذه الديانات ان تنصر الحق ضد الباطل، ومهما كان للباطل من صلاحيات أو نفوذ". 

 

الانتظار سيد المواقف الى حين جلاء محطات اقليمية واستحقاقات دولية التراجع على خط الاتصال السعودي -السوري يجمد الملف الحكومي بري قد "يبق البحصة" في 31 آب لوضـع كل فريق امام مسؤولياته

المركزية- لا توحي اي من المؤشرات والمعطيات المتوافرة على المستوى السياسي بامكان ابصار الحكومة النور في وقت قريب بعدما عادت الرياح الاقليمية والدولية لتلفح الساحة الداخلية وتبقي ملفاتها اسيرة المراوحة، في وقت ما تزال معظم القوى السياسية ذات الصلة بالملف الحكومي تعمل خلف تحصنها المتواصل وراء الكتمان والصمت،في انتظار الضوء الاخضر الذي قد يفرج في لحظة ما عن الحكومة الموعودة. تراجع عن التفاهمات: ونقلت مراجع ديبلوماسية عربية في بيروت مراقبة لمسار الاوضاع في لبنان والمنطقة ان العنوان الرئيسي للمرحلة هو "الانتظار وتقطيع الوقت" ريثما تكون انجلت بعض الامور والمحطات السياسية بدءا من الحوار الاميركي – السوري – الايراني وصولا الى صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والى سواها من الملفات التي لها تأثير مباشر على منحى الامور في منطقة الشرق الاوسط ككل.

وفي سياق متصل لاحظت المراجع تراجعا ملموسا على خط الاتصالات بين دمشق والرياض وكشفت عن عدم تسجيل اي اتصال مباشر او غير مباشر بين الجانبين منذ فترة وتحديدا منذ الزيارة الاخيرة للامير عبد العزيز الى العاصمة السورية. ونقلت المراجع هنا عن قيادات سورية اتهامها الرياض بالتراجع عن التفاهمات التي امكن التوصل اليها بين البلدين وخصوصا المتعلقة بالوضع اللبناني.

بري "يبق البحصة": على صعيد آخر، نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري مضيه في الصيام عن الكلام ولكن ذلك لن يكون الى ما لا نهاية. فالامور باتت تستدعي التدخل وانه من اليوم ولغاية الاحتفال بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في 31 الجاري الذي يقام في منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية ما لم يستجد جديد على صعيد تشكيل الحكومة فإنه قد يضطر الى الافطار سياسيا والى ان "يبق البحصة" ويسمي الاشياء باسمائها ليتحمل كل فريق مسؤولياته في الكلمة التي سيلقيها في المناسبة ويتطرق فيها بنوع من التفصيل الى الاوضاع الداخلية وما يتصل منها اقليميا بالساحة الجنوبية.

تحرك قريب: في هذا الوقت، قال مصدر في الغالبية النيابية لـ"المركزية" ان أمد المراوحة لا يمكن ان يطول الى ما لا نهاية وان الرئيس المكلف سيبادر الى التحرك في وقت قريب وربما في خلال الايام المقبلة بعد الاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بحيث يطرح صيغة معينة على قاعدة المعادلة السياسية المتوافق عليها اي 15-10-5 لاستكشاف ردود الفعل تجاهها من قبل الافرقاء وخصوصا قوى المعارضة.

واعتبر ان ما يسمى اليوم ب"عقدة عون" لا يعدو كونه ستارة تتلطى خلفها الاطراف المحلية والخارجية غير الراغبة بتشكيل حكومة لجملة اسباب ترتبط بمصالح بعض الدول الاقليمية والعربية. وأكدت ان الحديث عن صلاحيات الرئيس المكلف هي ثابتة في الدستور وواضحة ولا تحتاج الى اي تفسير ومرتبطة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية ولهما معا رفض توزير اي كان او القبول به. واضافت: لقد عبّر الرئيس المكلف عن استعداده اكثر من مرة للتواصل مع المعارضة واجتمع الى بعض اقطابها بعد لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وان اية مؤشرات عن لقائه والنائب العماد ميشال عون ليست في الافق المنظور حتى هذه الساعة.

زوار دمشق: وفي السياق عينه، كشفت اوساط سياسية متابعة عن زيارات قام بها موفدون لأقطاب المعارضة الى دمشق بعد عودة الرئيس السوري بشار الاسد من طهران لاستكشاف افق المرحلة لكن اية معطيات تتصل بالتأليف الحكومي لم تتوفر بشكل واضح في ضوء وجود فترة من التريث لا يعرف مداها.

ونقل احد زوار العاصمة السورية اجواء غير مشجعة على المضي في المفاوضات مع الرئيس المكلف في ظل المعطيات الراهنة من دون الدخول في تفاصيل اضافية، الامر الذي قرأ فيه المراقبون فرملة سورية على صعيد تقديم التسهيلات في الملف اللبناني اقله في المدى المنظور.

ضغط اميركي-مصري: وفي المقلب المعارض، رأت اوساط في الاقلية النيابية ان العرقلة على المستوى الحكومي ناتجة عن ضغط اميركي – مصري تعرضت له المملكة العربية السعودية من اجل اعادة درس خطواتها على صعيد العلاقات مع دمشق ووقف الاندفاع في هذا الاتجاه بدليل بعض المواقف الاميركية الصادرة اخيرا بشأن العلاقات مع سوريا ومحاولة الضغط عليها وقد انعكس ذلك في فحوى كلام بعض القيادات في فريق الغالبية واخرى لمراجع روحية تحدثت عن تشكيل حكومة من لون واحد.

وكررت الاوساط دعوتها الرئيس المكلف الى تقديم صيغة ولو اولية ليصار في ضوئها الى المناقشة والبحث غير انها رأت انه عاجز عن ذلك نتيجة التدخلات الدولية في هذا الملف التي تقيد تحركاته وتمنعه من الاقدام على خطوة مماثلة معتبرة ان فريق الغالبية يحاول تبرئة الحريري وتأمين ظروف هروبه الى الامام عوض طرح الصيغة الحكومية وهو للغاية يرمي التهم على العماد عون. وابدت الاوساط توجسا من كلام الحريري في افطار امس لجهة صلاحيات الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة وجددت تمسكها بقيام حكومة وفاق وطني وليس ائتلاف وطني ،مشيرة الى الحملة التي يتعرض لها حزب الله في الخارج لجهة تمسكه بسلاحه، هذا السلاح الاستراتيجي لحماية لبنان وان اي حكومة تشكل يجب ان تضمن حماية هذا السلاح. الامن والسياسة: وسط هذه الاجواء، قرأ مصدر امني في الخروقات المتكررة والحوادث الامنية المتنقلة بين المناطق، وان لم تكن على مستوى من الاهمية، الا انها تحمل في طياتها رسائل سياسية ضاغطة على الوضع الداخلي عموما وموضوع تشكيل الحكومة خصوصا، رافضا العودة الى مسلسل استخدام الوضع الامني للنفاذ منه الى السياسي .وشدد على ضرورة ابقاء المحور الامني بعيدا عن التجاذبات السياسية وتداعياتها.

 

"الاسبوع الحالي سيكون حاسما في الموضوع الحكومي" "عكاظ": لا عودة لأحداث أيار ولا تعديل للطائف

المركزية - كشفت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لصحيفة "عكاظ" السعودية أن قوى 8 آذار ببعدها الداخلي والإقليمي غير قادرة على إعادة تجربة السابع من أيار بل هي تلوح بها من باب التهويل لا غير، لأن الظروف الدولية والعربية لا تسمح لها بإعادة هكذا مغامرة ما زالت تعاني من تداعياتها حتى الآن. أضافت المصادر لـ "عكاظ": إن لا دوحة 2 ولا تعديل لاتفاق الطائف بل هناك دستور على الجميع احترامه واحترام الصلاحيات الدستورية لكل موقع رئاسي كما جاء في اتفاق الطائف. وختمت المصادربالقول: إن الأسبوع الجاري سيكون حاسماً بالنسبة للموضوع الحكومي وعلى كافة الأفرقاء الاستعداد للتعاطي مع ما سيعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري من تشكيلة حكومية وفقاً للتسوية السياسية التي أقرت والتي تقوم على معادلة 15 – 10 – 5.

 

"الوطن" السورية: مهمة الحريري لن تكون سهلة ابدا

المركزية - اكدت صحيفة "الوطن" السورية اليوم إن المهمة التي تنتظر الرئيس المكلف سعد الحريري لن تكون سهلة أبداً خصوصاً أنه مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بـحزم أمره والانتقال إلى العمل فإما يستطيع أن يفرض هيبته ويشكّل حكومته برضا كل الفرقاء وإما يعلن فشله في إنجاز المهمة الملقاة على عاتقه وبالتالي يعتذر عن استكمالها بدلاً من تكرار الهروب عند كل استحقاق يواجهه بذريعة الإجازة التي لا يفترض أن يكون لها موقع بظل بلد دون حكومة أصيلة. وأشارت مصادر في المعارضة لـ"الوطن" إلى أن المعارضة مازالت تنتظر أن يعرض عليها الرئيس المكلف مسودة مشروع الحكومة ليصار إلى مناقشتها، كما أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لا يزال ينتظر أجوبة الرئيس المكلف على الآراء التي طرحها عليه ممثله الوزير جبران باسيل مستبعدة إمكان عقد لقاء موسع قريب لأقطابها تاركة أمر التشاور في الحكومة إلى كل قطب على حدة في وقت لا يزال الاتفاق قائماً على معادلة الـ15-10-5.

 

"الاندبندنت": أزمة النفط ستقع بعد سنوات

المركزية - نشرت جريدة "اندبندنت" البريطانية تصريحا لفاتح بيرول يقول فيه ان العالم يقف على مشارف انخفاض كارثي في احتياطات الوقود. وفاتح بيرول هو المسؤول الاقتصادي في وكالة الطاقة الدولية في باريس، المسؤولة عن تقييم احتياطات الطاقة المستقبلية لبلدان "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" التابعة للاتحاد الاوروبي. وحسب تقدير بيرول فإن ازمة النفط المتوقعة يمكن ان تهدد في السنوات الخمس المقبلة عملية النهوض من ازمة الركود الاقتصادي الحالية. فارتفاع اسعار النفط، الناتج عن النمو السريع للطلب وجمود او حتى نقص الشحنات يمكن ان تخرج الاستنهاض الاقتصادي عن مساره المرسوم، كما يقول بيرول. ويضيف ايضا ان الكثير من الحكومات لا تعير اهتماما كافيا لواقع ان فروع الانتاج الرئيسية التي تعتمد على مصادر النفط تتطور بمعدلات اسرع بكثير مما كان في السنوات العشر الماضية. وبهذا الصدد يتوجه بيرول الى الدول الغربية بنداء يطالبها فيه باتخاذ اجراءات اكثر جدية لمواجهة الخطر المتنامي. وحسب رأيه فإن تلمس النقص سيبدأ في سنة 2010 ، الا ان ازمة الموارد ستظهر بشكل حاد في السنوات الخمس اللاحقة.

 

دلول: جنبلاط يعرف ان تقرير دير شبيغل كتب في بيروت ويحاول تجنب توريط الدروز بمواجهة سنية – شيعيــة

المركزية – اعتبر الوزير السابق محسن دلول إن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط يحاول تجنب توريط الدروز في مواجهة سنية شيعية يعتقد أنها ستحصل، لافتاً إلى أن جواب جنبلاط على التساؤلات حول تقلباته هو الحفاظ على الطائفة الدرزية التي تقع مناطقها على خطوط التماس مع السنة والشيعة، ومؤكداً أن هاجسي الصراع السني والشيعي والحرب الإسرائيلية يسيطران على جنبلاط حالياً. وشدد دلول من جهة أخرى على أن العقدة الحكومية ليست عند العماد ميشال عون او قوى 8 آذار أو وليد جنبلاط لأن هناك قوى إقليمية ودولية تريد فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة وليس سعد الحريري لأنهم لا يستطيعون الإعتماد عليه ويراهنون في المقابل على السنيورة لأنهم قادرون على التفاهم معه، لافتاً إلى أن الحريري لن يعتذر عن التكليف وإلى أن أزمة ستقع في حال اعتذاره.

كلام دلول أتى في خلال لقاء معه نظمه "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" تحت عنوان "الظاهرة الجنبلاطية: ثوابت ومتغيرات".

وكشف دلول أنَّ جنبلاط يعرف من كتب تقرير دير شبيغل عن تورط حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأنه كتب في بيروت، مشيراً إلى أن جنبلاط قال له" نحن ذاهبون إلى كارثة"، واكد أنَّ هناك من ورط جنبلاط في قضية الكاميرا على مدرج المطار والمرسومين الشهيرين في الجلسة الحكومية في 5 آيار 2008. ولفت إلى أن جنبلاط خرج من الأكثرية بعدما تبين ان ظهره غير محمي في أحداث 7 آيار وذلك بعدما أوهمته الأكثرية بوجود ميليشيا قوية تضم آلاف المقاتلين من عكار وغيرها قادرة على مواجهة حزب الله و"رده إلى آخر صور"، بحسب ما قيل في أوساط الأكثرية. واكد دلول أن رئيس اللقاء الديموقراطي فُجع بالمواقف الأميركية المتناقضة ويطرح حالياً علامات استفهام على هذه المواقف، بعدما كان يتأثر سابقاً بدعم السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان.

ورأى أن جنبلاط يخشى تحالفاً سنياً مارونياً يصبح الدروز معه من دون تأثير في مجرى السياسة اللبنانية ولذا يحاول الإلتفاف على تحالف كهذا كان عانى منه والده.

وأشار إلى أن السنة باتوا في الشوف يقاربون الثلث وإلى أنه نقل الخشية الجنبلاطية إلى الرئيس المكلف سعد الحريري. وأضاف أن جنبلاط نقل إليه تصريحاً لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع يقول فيه إنَّ 14 آذار هي في صميم مبادئ الجبهة اللبنانية وتلتزم مقررات سيدة البير ولم يرد عليه أحد من قوى 14 آذار، إضافة إلى تصريح لنائب آخر يتساءل فيه عن السبب الذي يمنع عقد صلح مع إسرائيل، وأن جنبلاط قال تعليقاً على هذه التصريحات: "انا مني هيك".

ورأى دلول أن سلوك جنبلاط في المرحلة المقبلة مرتبط بموقف السعودية، فإذا تباينت الآراء فيها حيال الوضع اللبناني سيذهب بعيداً في موقفه الحالي، أما إذا كان الموقف السعودي واضحاً فإن جنبلاط سيعود إلى سرب قوى الأكثرية. ولفت إلى أن آل جنبلاط تاريخياً يرتبطون بعلاقة وثيقة برموز معينة ويتوارثون هذه العلاقة الجيدة ما يجعلهم يستشيرون هذه الرموز في تحركاتهم السياسية. فإذا أراد جنبلاط زيارة إيران فإنه سيفعل ذلك بعد استشارة الملك عبد الله وإذا أراد زيارة سوريا فإنه سيستشير حكمت الشهابي رئيس الأركان السوري السابق. وأشار دلول في هذا السياق إلى أنَّ الشهابي نأى بنفسه عن عملية الدخول العسكري إلى الجبل في العام 1976 عندما أمره الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بذلك بسبب علاقته المميزة مع كمال جنبلاط. وكشف دلول أنَّ الشهابي اتصل به قبل خطاب جنبلاط الذي أعلن فيه موقفه الجديدة وقال إن وليد اتخذ مواقف مهمة، في حين أن هذه المواقف لم تكن قد أُعلنت عملياً.

واعتبر أن خطاب جنبلاط تجاه سوريا أمام الجمعية العامة للحزب الإشتراكي عندما أعلن تمايزه مع قوى الأكثرية هو اهم من الزيارة إلى دمشق بحد ذاتها.

واعتبر أن وليد جنبلاط أصبح زعيم الدروز الأوحد لأن لديه مرونة والقدرة على تغيير مواقفه، في حين ان والده كمال كان ثابتاً وينتهج سياسة متكاملة ولذلك لم يستطع التفرد بزعامة الطائفة الدرزية. ولم يشارك دلول توقع جنبلاط بانفجار الصراع السني الشيعي لأنه يعتبر أن خلفية الصراع ليست دينية.

ودعا دلول إلى إعادة بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية كحلِّ مجلس النواب ومهلة توقيع المراسيم. وقال إن الإقتناع بإعادة بعض صلاحيات الرئاسة أكدته أزمة التكليف الحالية حيث أن الأمر مرتبط بالرئيس المكلف الذي يسافر ويبتعد من دون أن يكون الرئيس قادراً على البت بهذه المسألة.

 

الريس: عون يقود التعطيل وبيان التقدمي ليعي الجميع حجم التحديات

 التاريخ: ٢٥ اب ٢٠٠٩/المصدر: أخبار المستقبل /اكد مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس وقوف "الحزب" الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري، مشيراً الى ان النائب ميشال عون يقود عملية التعطيل. وقال: "المراقب السياسي الذي يتابع التطورات والتصاريح السياسية يدرك ويعلم أين تكمن عقدة التأليف، ومن هي الاطراف التي تضع الشروط لتعطيل عملية التأليف ومن هذا المنطلق جاء بيان "الحزب التقدمي الاشتراكي" ليقول ان من مسؤولية جميع القوى السياسية ان تعي حجم التحديات الكبرى التي يمر بها لبنان إن كان على مستوى التحديات الاسرائيلية أو على المستوى الاقتصادي والانمائي الداخلي". وشدد على انه "من مصلحة الجميع ان يبتعد عن السجالات السياسية الضيقة ونتطلع الى الأمام نحو تأليف حكومة بأسرع وقت". ولفت الى ان "العقدة في تأليف الحكومة تكمن في اصرار فرقاء على توزير أشخاص معينين وتعطيل كل أشكال التأليف إذا لم يتم توزيرهم اضافة الى طرح بعض المطالب التعجيزية والمقصود يكلامي النائب عون الذي يقود عملية التعطيل"، مؤكداً ان "مواقف عون المتصلبة لا تساهم في الحل". وجدد التأكيد على وقوف "الحزب التقدمي" الى جانب الرئيس المكلف وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها (15-10-5)"، آملاً في ان "يتم التأليف في أسرع وقت".

 

حسابات الأصهر".. توجب إدراك "لوين رايحين"

 التاريخ: ٢٥ اب ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

في وقت تتجه الأنظار إلى الخطوة "المنتظرة" أن يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري بعد أن عاد من المملكة العربية السعودية، والتي من شأنها أن تحيي "التواصل" المقطوع مع بعض أطراف المعارضة وتحديداً "التيار العوني" و"حزب الله"، شكل "الهدوء النسبي" الذي فرضه بيان الحريري قبيل مغادرته بيروت، أرضية خصبة لمواصلة السعي للخروج بحكومة في وقت قريب، رغم أن المؤشرات جميعها، تدل الى وجود "عقدة" أساسية تعترض عملية التشكيل، وهي موجودة في "الخارج القريب"، الذي يحاول "قطف" ثمار المرحلة الجديدة، وزيادة مكتسباته في لبنان، وهذا ما تعارضه بشدة الدول المعنية بالملف اللبناني.

صفير: "حزب الله" اقوى من الدولة

في هذا الوقت، ومع استمرار تقاذف مسؤولية "التعطيل" و"العرقلة" بوتيرة "اخف" من السابق، رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ان "حزب الله صار اقوى من الدولة، وهذا الوضع شاذ وغير طبيعي"، متسائلاً هل "التحرير حق حصري لحزب الله؟". وشدد على انه سيقول كلمة الحق باستمرار بمعزل عن "كلامهم او تهديدهم"، وسيبقى يسمي الأمور بأسمائها ويقول "الوِحِش وحِِش والمنيح منيح"، لافتاً الى اهمية ان "يدرك المسيحيون لوين رايحين".

واعتبر صفير أنه في حال جاءت الحكومة على أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض "ستسير الأمور في شكل جيد"، وتابع: "لكن في حال تم تشكيل الحكومة على أساس حصان في المقدمة وآخر في المؤخرة يعني ذلك إبقاء العربة معطّلة في مكانها". ورأى أن "التجربة الأخيرة دلّت على أن وجود الموالاة والمعارضة في حكومة واحدة غير مشجع على الإطلاق في ظل العرقلة والتعطيل".

دعوة إلى "التسهيل"

وفي سياق متصل، كشف النائب انطوان زهرا ان "الرئيس المكلف سيطرح تصوراً جديداً خلال الأيام القليلة (المقبلة) بالتفاهم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو سينطلق من الصيغة الحكومية المتفق عليها 15-10-5 ولكن مثلما يراها الرئيس المكلف وليس كما يراها الفريق الآخر".

من جهته، وجّه الحزب التقدمي الاشتراكي "الدعوة الى كل القوى السياسية لتسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وفق الصيغة السياسية التي كان تم الاتفاق عليها وهي صيغة 15+10+5 التي تؤمن صحة التمثيل السياسي، وتعكس إرادة الناخبين التي تمّ التعبير عنها في الانتخابات النيابية الاخيرة". واعتبر أنّه "بات من الضروري القيام بهذه الخطوة فوق الحساسيات والتفاصيل وحسابات الاصهر والاقارب، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل".

"التيار".. الضحية!

في المقلب الآخر، واصل "التيار العوني" لعب دور "المستهدف" وهي الطريقة التي تعوّد ممارستها لتغطية "شوائب" سياسته، حيث أكد النائب سيمون أبي رميا، أن "خيارات عون صائبة دائماً، لأنها تصب في المصلحة الوطنية"، معتبراً أن هناك "عملية مبرمجة ضد "التيار الوطني الحر"، منذ أن تولى الحريري (الرئيس المكلف) عملية تأليف الحكومة".

من جهته، رأى النائب آلان عون أن "صاحب المبادرة في تشكيل الحكومة ليس العماد عون، بل رئيس الحكومة المكلف"، ولكنه استدرك قائلاً: "المطلوب من الرئيس المكلف أن يعود من الخارج بإيجابية وانفتاح على الآخر "، كما كرر عون أن "التيار الوطني الحر" بحالة "استهداف ومحاولة ضرب لخطه الإصلاحي، ولما يمثل على الساحة السياسية".

 

ماروني: عون في مقدمة واجهة المعارضة ويلعب دوراً تعطيلياً

على الحكومة ان تتألف بحسب نتائج الانتخابات التي خلقت اكثرية واقلية

٢٥ اب ٢٠٠٩/وكالات/ إعتبر وزير السياحة إيلي ماروني، أنه من دون القابلية في الداخل اللبناني للتدخّل الخارجي، لما استطاع الخارج أن يتّدخل، ورأى أن "هناك واجهة معارضة في مقدمتها ميشال عون الّذي يلعب الدّور التعطيلي". وفي حديث إلى قناة "اخبار المستقبل"، قال ماروني: "لا أفهم لماذا يفسرون الوفاق حسب مصالحهم والمنطق الديموقراطي يقول إن الأكثرية تحكم والآخرين يعارضون"، لافتاً إلى أن "الرّئيس المكلف ورئيس الجمهورية أرادا أن يكون الحكم بالمشاركة." كما أكد ماروني بعد لقائه وزيرة التربية بهية الحريري ان "مطالب النائب عون تتعارض مع مفاهيم الشراكة في ما يتعلق بتوزير باسيل او التحدث عن تمثيل حجم كل فئة في الحكومة"، داعيا الرئيس المكلف الى ترجمة نتائج الانتخابات التي خلقت اكثرية واقلية برلمانية في تشكيل الحكومة، مضيفا ان "على الحكومة ان تتألف من هذه الاكثرية وتبقى الاقلية معارضة"، لافتا الى ان "هذا ما يعرف بالمبدأ الديمقراطي السليم".

 

هل يتمثّل عون بأحمدي نجاد ويتخلّى عن صهره جبران؟ 

٢٥ اب ٢٠٠٩/ابراهيم جبيلي/الديار

حسمت في أذهان أهل السنّة أن زيارة زعيمهم سعد الحريري الى سوريا أصبحت واقعاً، وان العالق الباقي والوحيد هو هل يزورها سعد ابن الشهيد رفيق الحريري، ام يزورها رئيسا لحكومة لبنان، هذا الباقي العالق أربك التأليف، وكشف أسرار وخفايا العرقلة التي ظهرت فجأة، وتجلّت نهماً وشراهة في المطالبة بالحقائب، وعطّل هذا الباقي العالق «الاطار السياسي» للحكومة، حيث عملت الدول المعنية بالملف اللبناني على تسويقه وفرضه، لكنه أوقع جميع الأفرقاء المحليين في جدل بيزنطي يكاد لا ينتهي، فيما خارج الحدود تحاك العلاقات بين الاقليمي والدولي، فاذا كانت سالكة هناك، تهدأ هنا وتهون، واذا تعقدت في الخارج فان وزارة الاتصالات وغيرها ستكون عاصية على أي حلّ.

هذه المعادلات والحسابات المعقدة والشائكة تنتظر جميعها مواقيت الزيارة الحريرية للعاصمة السورية، لما لها من أضلع في المسائل الحسابية تساعد على الحلّ والحلحلة.

فقام الغيارى والوسطاء بإخراج سيناريواتهم المحتملة حول كيفية حصول الزيارة وتشجيع المتردد على الإقدام عليها. فخرج من ينصح بأن تأتي ضمن وفد رئاسي لبناني يحضر قمة الرئيس السوري مع العاهل السعودي، لكن سريعاً عرقلت الملفات العالقة في العراق وفلسطين والطموحات الايرانية هذه التفاصيل، فتأجلت القمة المنتظرة لكنها لم تلغَ وتعطلت زيارة الرئيس المكلف والاطار اللائق والمناسب لإزالة احراج متنامٍ منذ العام 2005.

والبعض الآخر اقترح ان يزور الحريري سوريا وحيداً حتى يتسنى له عقد الجلسات الطويلة مع مضيفه الرئيس السوري، خصوصاً ان الاثنين لم يتعارفا في السابق، لذا فان القمة بينهما هي اكثر من ضرورية لمعرفة الأطباع والاكتشاف المشترك لشخصيتيهما لان الوسطاء يعتبرون ان العلاقة بينهما لا تستقيم اذا كانت اللقاءات موسعة بين وفد لبناني وآخر سوري اضافة الى الوفد السعودي. لكن الاقتراح سقط سريعاً عندما عرفوا ان الرئيس المكلف يشدد على زيارة سوريا بوصفه رئيس حكومة لبنان، وان مباحثاته الرسمية ستناقش الملفات العالقة ومنها ترسيم الحدود وسحب السلاح غير الشرعي من بيروت كذلك سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

في ظل هذه الاجواء أوقفت سوريا الحديث عن الزيارة، واعيد الزمن الى بداياته، الى عشية الانتخابات النيابية، تعطلت النتائج وبسحر ساحر عادت الأكثرية الى عجزها وقلّة حيلها وباتت الأرقام التي نالتها ورقية دون اية مفاعيل تذكر وان حصولها على 15 وزيرا اصبح مسألة فيها نظر بعدما غادرها جنبلاط وكتلته، وتصاعدت الأصوات من الجانب المعارض تعلن انسحابها من «الاطار السياسي» وتحيي الثلث المعطل بعدما أماتته القوى الاقليمية المحيطة بلبنان وباللبنانيين. وهكذا وقعت الاكثرية فريسة، تتخبط بالتعطيل المحكم والمبكّل، يأتيها اللا والرفض من حيث لا تدري ومن حيث لا تتوقع.

هكذا خرج العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي عارم يهدد كل من تسول له رغباته بنظرية «الزيح السميك» الممنوع على أحد تجاوزه: جبران باسيل وزيراً للاتصالات مع نصائح مجانية باستعمال الحائط لأصحاب الرؤوس الرافضة. ولأن سلة الحاوي مليئة بالأشياء التعطيلية، أضاف الجنرال الى «عويصه» المطالبة بوزارة سيادية.

وهكذا أطلق الحاوي لمزماره العنان يريد زكزكة الجميع في الأكثرية اضافة الى قصد متعمد بتوجيه رسائل الانتقام الى رئيس البلاد، فالمطالبة بالوزارة السيادية تعني في علم العيون ان عيون الجنرال وخلفه اعين الحلفاء شاخصة على وزارة الداخلية، حينها يتم «نقل» فعالية المحكمة الدولية «بزعرور» المعارضة، اتصالات وداخلية في قبضة المعارضين، يعني ان المحكمة سوف تترنح في مهب الريح طالما انها تعصف في صالح أشرعة المعارضة وطالما ان عبد الباسط المقرحي خرج من السجن الدولي ولم يعد.

إزاء كل ما حدث وجرى، وقع المراقبون في حيرة، لم يدركوا أسرار الرفض العوني ولم يعرفوا ولم يكتشفوا أصول وفروع كلمة «النائب المكلف» لأن في الظاهر خرجت من الرابية والعمادعون هو أول من أطلقها لكن في الباطن تبنّي الإعلام السوري لها، رددها ليسمعها من رفض وتجرأ ولم يلبِّ الزيارة ، فالخبثاء اعتبروا ان العرقلة والنعوت المتطايرة انطلقت بشكل دائري صعب على المحللين تحديد مصدرها الحقيقي رغم معرفتهم انها انطلقت من الرابية، ما دفع بصقور قوى 14 آذار الى وصف الجنرال عون بالمتطوع للعب دور الوكيل الشرعي لكافة أصناف وماركات التعطيل والنكد السياسي وإنه ينفذ «التعليمة» بحذافيرها. وما المؤتمر الصحافي الرافض الا القنبلة الدخانية التي تعمي وتحجب الرؤية عن أدواره الحقيقية. هل دخلت البلاد في أزمة تأليف؟ أم إن المعنيين يجهدون لإبعاد كأس الأزمة الحكومية عن اللبنانيين؟ الجواب يبقى رهناً بالشروط المسكوبية التي يفرضها العماد ميشال عون بتوزير صهره الخاسر جبران باسيل. هذه الظاهرة في فرض وزير راسب على الرئيس المكلف لم يحصل مثليل لها في التاريخ اللبناني. فالرئيس رشيد كرامي بقي نهاية السبعينات تسعة اشهر حتى استطاع تأليف حكومته، لكن اسباب التأخير تختلف عن الاسباب الحالية، يومها انقسم اللبنانيون عامودياً في ازمة العلاقات اللبنانية الفلسطينية، ولم تنته الاشكالات والخلافات الا بانعقاد مؤتمر في مصر برعاية الرئيس جمال عبد الناصر، خرج بعده اللبنانيون باتفاق القاهرة ينظم العلاقات اللبنانية والفلسطينية.

واليوم يفتيش المعنيون عن اية وسيلة لاقناع الجنرال عون بأن يتخلى عن ترشيح صهره الخاسر خصوصاً إن الدول الاقليمية مشغولة في ملفات أكثر أهمية من توزير باسيل او اي راسب اخر، وينعش البعض ذاكرة الجنرال ان الرئيس الايراني احمدي نجاد تخلى عن صهره بناء لتعليمات المرشد الاعلى، فهل يسمع الجنرال النصائح ويتخلى وينطلق بعدها التأليف في مسلكه السهل والهادئ؟

 

سليمان يأمل في عودة الاتصالات للخروج من حال الجمود

نهارنت/أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في "أن يكون تخفيف حدة التخاطب السياسي مدخلا لاعادة الاتصالات اللازمة، التي تؤدي الى إخراج الوضع من حال الجمود السائدة".

واستحوذ الوضع الحكومي على الجزء الأكبر من لقاءات سليمان في القصر الجمهوري.  وفي هذا الاطار التقى وزير العمل محمد فنيش. كما بحث رئيس الجمهورية التطورات السياسية مع كل من الوزيرين السابقين كريم بقرادوني ووئام وهاب. كذلك التقى الرئيس سليمان السفير البابوي في الكويت المطران منجد الهاشم.

 

كتلة "المستقبل": ملتزمون بالطائف ودستوره وبعروبة لبنان ونظامه الديمقراطي الحر

نستنكر الحملات الاعلامية الخارجية والتعرض للمؤسسة العسكرية

٢٥ اب ٢٠٠٩ /وكالات/عقدت كتلة "المستقبل النيابية" اجتماعها الاسبوعي ظهر اليوم في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وتوجهت بداية الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك متمنية كل الخير للبنان واللبنانيين. واستعرضت الكتلة مستجدات تشكيل الحكومة العتيدة، وشجعت على استمرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الابتعاد عن السجالات والمثابرة والثبات على تشكيل حكومة الائتلاف الوطني، كما والاستمرار في اعتماد اسلوب الحوار الهادئ لمعالجة التباينات بين اللبنانيين.

واستعرضت الكتلة العقبات التي يعمد البعض الى وضعها في وجه نجاح عملية التأليف،هذه العقبات التي تدفع الى الخروج على اتفاق الطائف والدستور. واستنكرت الكتلة الحملات الاعلامية الخارجية التي تضع المزيد من العقبات امام تأليف الحكومة المتجانسة، والمعبرة عن رغبة اللبنانيين وحاجتهم الى اتفاق سياسي يلبي ما يريدونه من استقرار في حياتهم. ولذلك فان الكتلة تؤكد على الالتزام بما اجمع عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه، وبعروبة لبنان وبنظامه الديموقراطي الحر. كما تؤكد الكتلة على ضرورة احترام الجميع للدستور والأصول المنصوص عليها في عملية تشكيل الحكومة والصلاحيات التي يعطيها لرئيس الحكومة المكلف ولفخامة الرئيس في هذا الشان. وفي جميع الاحوال تؤكد الكتلة دعمها للخطوات التي تؤدي الى الاسراع وبالتالي الى نجاح عملية التاليف، وصولا لحكومة متضامنة ومتجانسة وتكون قادرة على العمل، وعلى معالجة القضايا والتحديات الوطنية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والتي يعاني منها المواطن والتي هي حتما مسؤولية جميع الاطراف. وتعتبر الكتلة ان المخاطر المحيطة بلبنان والمنطقة عموما، يجب ان تدفع اللبنانيين كل اللبنانيين الى ابعاد لبنان عن دور الساحة والتمسك بدوره كرسالة في عالمه العربي وفي العالم.

 

الحريري أعّد تصورا شبه كامل للتشكيلة الحكومية

نهارنت/يقف مأزق تشكيل الحكومة امام جولة جديدة من المشاورات، وكشف مصدر مطلع لصحيفة "اللواء" ان لقاء قد يعقد الثلاثاء او الاربعاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري لمقاربة المخارج العملية لمطالب النائب ميشال عون. وذكرت مصادر سياسية بارزة لصحيفة "الحياة" ان لدى الرئيس المكلف تصوراً شبه كامل للتركيبة الوزارية العتيدة، بالحقائب والأسماء، لكنه لن يعرضها قبل جولة جديدة من الاتصالات للتأكد من بعض جوانبها، وقبل التشاور مجدداً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهي تستند الى إبقاء حقيبة الداخلية في عهدة الوزير الذي هو من حصة الرئيس سليمان أي الوزير زياد بارود، على ان تسند حقيبة الاتصالات الى شخص آخر غير باسيل ومن غير مرشحي عون للوزارة، مقابل إسناد وزارات خدمات لمرشحيه إضافة الى وزارة دولة. وابلغت أوساط نيابية في "تيار المستقبل" صحيفة "اللواء" أن الرئيس المكلف حريص على متابعة جهوده مع كل الفرقاء السياسيين، ومن بينهم عون نفسه، ومن غير المستبعد عقد لقاء بين الرجلين إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.

وأشارت الأوساط، الى استعداد الحريري لتدوير الزوايا، لكن ذلك يتطلب، برأي الأوساط، أن يتحمّل كل طرف المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يقدم التسهيلات المطلوبة لتشكيل الحكومة، بحيث يتم وضع مصلحة البلد فوق أي اعتبار، وليس العمل بمقتضى نصائح خارجية ليست في مصلحة اللبنانيين، عن طريق وضع شروط تعجيزية لا يمكن للرئيس المكلّف آن يوافق عليها. وكان الحريري وفي اول اتصال مع عين التينة التقى مساء الاثنين وفدا من حركة "امل" سلمه دعوة لحضور المهرجان الذي تقيمه حركة امل في الضاحية الجنوبية في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، وكانت مناسبة للبحث في الوضع الحكومي. وقد التزم رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصيامه الاحتجاجي على تعطيل التأليف، وقالت مصادره لصحيفة "السفير" إنه قد يفطر في 31 آب خلال هذا المهرجان، حيث سيلقي خطاباً وصفته المصادر بالشامل. وحافظ رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على صيامه، فيما لفت الانتباه بيان للحزب التقدمي الاشتراكي يستعجل تشكيل الحكومة وفق صيغة 15/10/5، ونبّه من عدوان إسرائيلي يجري التحضير له منذ أشهر. 

 

عون: أي حكومة لا تلبّي حقوقنا لن تبصر النور وأنا أمثّل قوة حقيقية

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أن "أي حكومة لا تلبّي حقوقنا لن تبصر النور". واضاف أن مطالب التيار واضحة، "ولن يكون بعد اليوم جاهل لنا. إننا نمثّل القسم الأكبر من المسيحيين، ولن نقبل بتعيين موظفين ومديرين عامّين وغير ذلك من دون مشاركتنا في القرار، وبالتالي فإن حضورنا داخل الحكومة وداخل الوزارات أمر ضروري، ومن لا يرد لنا هذا الدور أو يرد مصادرته، فليبحث عن غيرنا، فنحن هنا لسنا لنغطّي أحداً". واشار عون في حديث الى صحيفة "الاخبار" الى انه عمل على تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري في الوصول إلى حكومة وحدة وطنية، لكنّ الأمور لا تسير وفق حسابات تتجاوز الأحجام والقوى، مؤكدا انه مركز الثقل السياسي عند المسيحيين في لبنان.

وحمل عون على فريق 14 آذار منطلقا من واقعة يرويها، "واجه أحد الملوك أزمة مع أبناء رعيّته الذين اضطروا إلى شرب المياه من بئر تبيّن أن مياهها تسبّب لهم فقدان التوازن. وبدأ الملك يتحدث لغة غير مفهومة مع هؤلاء، فجاءه مستشاره بعد محاولات عدة وقال له: ليس أمامنا سوى أن نشرب من البئر نفسها، حينئذ نصبح مثلهم ونتفاهم، وهذا ما حصل".

واضاف "أن فريق 14 آذار يريد منه أن يشرب من البئر التي أضاعت صوابهم، حتى يكون هناك تفاهم في ما بينهم". وسأل "كيف يمكن للحريري أن يدعوني إلى غداء أو عشاء، فيما يطلق من حوله حملة مسعورة ضدي وضد التيار وضد كل ما أمثّله. هل يظن أنني سأركض إليه لمجرد أنه دعاني". ورأى عون أن التطورات الخارجية "ليست الآن في مصلحة تأليف حكومة، لكنّ ذلك لا يعفي أحداً من المسؤولية عن ترتيب بيتنا الداخلي. ولو أنهم يشعرون بأهمية هذا الأمر لعمدوا إلى تفاهم حقيقي معنا، وساعتها لن ينفع أي تدخل خارجي. وإلا فما هو السبب الحقيقي وراء عدم تأليف الحكومة حتى الآن؟". ولفت عون إلى أن الحوارات الأولى مع الرئيس المكلّف كانت ودّية وإيجابية، لكن هناك الكثير من الخطوات غير المنطقية، واضاف انه "لم يتم الاتفاق بعد على توزيع الحقائب، ولم يطرح أحد أسماء ممثّليه في الحكومة". وعن العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، اكد انه "ليس ضد التفاهم مع أحد، لكنني أبحث عن مضمون لأي لقاء سياسي، ولست مهتماً بالشكل، وقلت للوسطاء إنني مستعد في أي وقت للقاء جنبلاط، لكن لنتفق على أن علينا البحث في أمور كثيرة، من بينها تعزيز آليات العيش المشترك في الجبل، وهو لا يريد ذلك، فلماذا يحصل اللقاء؟". وحذر عون من "أن محاولة البعض العودة إلى نغمة عزل "حزب الله" أو العمل لضربه، تكون كمن لا يقرأ جيداً ما يحصل في بلادنا ومن حولنا، وربما يكون جنبلاط أحد الذين فهموا هذه النقطة، وبالتالي بادر إلى خيار لحفظ مصالحه. لكن الأهم هو أن نحفظ مصالح الجميع ونحترم خصوصية الجميع، لا خصوصيتنا فقط".

 

إطلاق أول خط سياحي من مرفأ طرابلس إلى قبرص

نهارنت/شهدت مدينة طرابلس الاثنين انطلاق أول خط سياحي للركاب عبر مرفئها إلى مدينة فماغوستا في قبرص الشمالية مرورا بمدينة اللاذقية وحضر حفل إعلان الخط السياحي السفير التركي سردار كيليتش ورئيس مجلس ادارة المرفأ جورج فضل الله ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء رشيد الجمالي. ووصلت أول باخرة سياحية إلى مرفا طرابلس عند الساعة السابعة والنصف مساء الاثنين وعلى متنها خمسة عشر مديرا لمكاتب سياحية في قبرص وتركيا. وتعمل على الخط السياحي المستحدث باخرة ركاب ستنظم رحلات من مرفأ طرابلس الى مدينة فماغوستا. وتستغرق الرحلة خمس ساعات، على أن تنطلق الباخرة كل يوم خميس وتعود مساء الاثنين.

 

بدء محاكمة لبناني في الامارات في تهم تتعلق بتمويل الارهاب

نهارنت/اتهمت النيابة العامة الإماراتية، الاثنين، رسميا، رجل الأعمال الأميركي من أصل لبناني ناجي حمدان، بالمشاركة في أعمال إرهابية والترويج للإرهاب وتمويل منظمة إرهابية.

ووجه المدعي العام الإماراتي في جلسة علنية أمام المحكمة الاتحادية العليا عقدت الاثنين، اتهامات لحمدان "بعلاقات مباشرة مع جماعة أنصار السنة العراقية من خلال الاتصالات الإلكترونية". وطلب محامي الدفاع تأجيل الجلسة حتى 14 أيلول المقبل، للرد على هذه الاتهامات، ووافق القاضي على ذلك، مع العلم ان أحكام هذه المحكمة غير قابلة للطعن أو الاستئناف. ولم يتحدث حمدان أمام هيئة المحكمة ، لكنه نفى في تصريحات في نهاية الجلسة أن يكون قد أجرى أي اتصالات مع المنظمة العراقية أو أي منظمة إرهابية أخرى، مضيفا "ليس لدي أي فكرة عما يتحدثون عنه"، ويعني اتهامات المدعي العام خلال جلسة المحاكمة. وتعد هذه المحاكمة من المحاكمات النادرة التي تشهدها الإمارات. وهذه المرة الأولى التي توجه اتهامات مباشرة ومحددة لحمدان منذ اعتقاله قبل عام تقريبا بشأن اتهامات تتعلق بالإرهاب، فيما يدعي ناجي حمدان أنه تعرض للضرب وسوء المعاملة خلال فترة التحقيق معه من الأمن وأنه وأرغم على التوقيع على اعتراف.

 

بارود: قنبلة موقوتة في سجن رومية

نهارنت/حذر وزير الداخلية زياد بارود من ان في سجن رومية قنبلة موقوتة، اذا ما انفجرت فستطال الجميع. واضاف بارود في حديث الى صحيفة "السفير" انه رفع بتاريخ 27-1-2009 تقريرا خطيا الى مجلس الوزراء حذر فيه من تفاقم الوضع في السجون وتحديدا في سجن رومية. واعتبر بارود ان المشكلة لا يمكن لوزارة الداخلية او وزارة العدل حلها، بل إن الحل يقع على عاتق السلطة السياسية مجتمعة. واوضح مصدر امني رسمي للصحيفة "ان ما حصل في رومية يجب ان يفتح العيون على امر يكاد يكون أخطر، فصحيح ان هناك تقصيراً حصل في سجن رومية من قبل العناصر الأمنية المولجة تأمين الحراسة، لكن المشكلة لا تكمن هنا، فهي اكبر من ذلك بكثير. فهذا السجن أشبه بقنبلة موقوتة يمكن ان تنفجر في أي لحظة ما لم يتم تداركها وتفكيكها سريعاً وقبل فوات الاوان. واشار المصدر الامني الرسمي الى ان في السجن ما يزيد عن ثلاثة آلاف سجين من بينهم مئتان وثمانون موقوفاً ينتمون الى تنظيم "فتح الاسلام"، وهنا تكمن القنبلة الموقوتة، التي تهدد السجن باستمرار. وكشف المصدر أن المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ابلغ رئيس الجمهورية "ان ما نقوم به في سجن رومية هو تأجيل انفجار تلك القنبلة، علما ان انفجارها قد لا يترك آثاره في السجن فقط، بل ان أضرار الانفجار قد يتأثر بها المجتمع اللبناني برمته".

ورأى ان "المعالجة تكمن اساساً في ايجاد مكان خاص خارج سجن رومية يوضع فيه هؤلاء، إذ لا يعقل ان يوضع موقوفون من هذه النوعية في سجن عادي، فهؤلاء الموقوفون لا تستطيع ان تدمجهم مع سجناء عاديين موقوفين بجرائم جنائية، ففي ذلك خطورة كبرى على حياة كثيرين".

 

ما يلمع ليس ذهبهم

راشد فايد/النهار

تكاد روايات الأقلية النيابية عن الوضع السياسي توحي أن النصر حليفها، وأن ما يتراءى لها في أفق الحالة الحكومية هو نجاح مؤزَّر في إلغاء مفاعيل فوز قوى 14 آذار بالأكثرية النيابية. تقلبت الأقلية في مواقفها منذ تكليف رئيس تكتل "لبنان أولاً" تشكيل الحكومة، بين التسهيل، فالتعقيد، والتصعيد. وفي كل مرحلة من الثلاث الآنفة، كانت إشارة الانطلاق، لكل منها، واضحة، والأوتار التي يعزف عليها نشيد التوجيهات واحدة. كان العنوان، بداية، أن اسرائيل هي المستفيد من غياب حكومة في لبنان، وفي المرحلة الثانية، صار الشعار المحرّك ضرورة تلبية مطالب ميشال عون (بلا الجنرال أو دولة الرئيس، نزولاً عند طلبه)، ثم جاءت كلمة السر   في المرحلة الراهنة وهي الزعم بوجود خلاف سعودي - مصري، كَنهه أن الرياض  تريد ولادة الحكومة برئاسة سعد الحريري، بينما القاهرة تسعى إلى عودة الرئيس فؤاد السنيورة إلى السرايا، مع الزعم بدور للسفيرة الأميركية و"وكلائها" في عرقلة مهمة الأول.

يرافق كل ذلك "التنغيم" على تدخل خارجي في إشارة إلى الدور السعودي، مع تناسي الدور السوري، الذي كان في الأصل الدافع إلى استنجاد اللبنانيين بمهدئات من الرياض لكبح شهية دمشق لنصرة الأقلية ضد الأكثرية بكل الوسائل، وكل أوجه التدخل. الملاحظ في هذا المشهد، أن استنتاجات مصادر الأقلية المشيرة إلى استبعاد حرب اسرائيلية ضد لبنان، تواكبت مع التصريحات المعرقلة لولادة حكومة الرئيس المكلف، بينما كانت تسهّل، أو تزعم تسهيل ولادتها، حين كانت مقتنعة بأن الحرب تقرع الأبواب.

جديد الأقلية استعانتها بـ"صديق" عبر الحدود بعلنية تذكر بمثلها بعيد حرب تموز. فهي ترى تدخلاً في سعي السعودية الى تجنيب لبنان أزمة سياسية، وربما أكثر من سياسية، لكن لم يستوقفها تبني الاعلام السوري الرسمي لتهيؤاتها عن حصر المخارج أمام الرئيس المكلف بين قبول شروط عون، أو الاعتذار وترك مهمة التكليف. كما لم يثر استهجان "زعيم المسيحيين" فيها ما كتبته البعث عن البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، واستغرابها دعوته إلى تشكيل حكومة من الأكثرية. لكن بقدر ما تحاول الأقلية الإيحاء أنها تمسك بدفة الأمور، تكشف الوقائع ان الصورة مجتزأة من مشهد أوسع من لبنان وأبعد، يشمل التفجيرات في العراق، والحرب على الحوثيين في اليمن، وتعثر المصالحة الفلسطينية، واقتراب انتهاء الإنذار الدولي لإيران الذي يفتح الباب أمام عقوبات اقتصادية زاجرة وفاعلة. وعلى رغم قصر الفترة الفاصلة عن النصف الثاني من أيلول، نهاية الإنذار الدولي، فإن حبل التجاذب السوري مع الرياض وواشنطن يبدو طويلاً ولم يقل الطرفان الآخران كلمتهما بعد، والزيارات الاقليمية - الدولية التي تتقاطع في أجواء المنطقة لم تعلن محاضر لقاءاتها، وربما لن تُعلن، وإن كانت ستفرج الايام عن نتائجها وتفتح للمنطقة آفاقاً جديدة. يعيش لبنان ومحيطه لحظة ولادة عالم جديد، تبنيه الوقائع وليس التصريحات، وتحدده المصالح وليس الاشتهاء السياسي. وما يلمح بعيني البعض في أفق الأزمات ليس دائماً ذهب النصر الذي يُنتظر. وكما الرصاص الخلبي الفارغ مما يقتل، هناك بريق بغير ذهب يسمى السراب.

 

زمن الخيارات المحدودة

علي حماده/النهار

 من المكاسب التي جناها "حزب الله" في 7 ايار 2008 انه انتزع من القوى السياسية الاستقلالية نوعا من التسليم بسلاحه كأمر واقع لا يمكن التخلص منه بقرار داخلي، خصوصا ان السلاح ادخل كعامل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، وجرى استخدامه ضد فريق من اللبنانيين من دون ان تتمكن القوى الامنية الشرعية من فعل اي شيء لحماية امن الناس. هذا الواقع انتج معادلة مغايرة لكل ما سبق، اذ ان خسارة المعارضة الانتخابات في 7 حزيران 2009 لم تقترن بتقدم التيار الاستقلالي خطوة واحدة الى الامام بل اعقب الانتصار المعلّق "ميني" 7 ايار في عائشة بكار ليل 29 حزيران، ثم فرض صيغة الثلث المعطّل المقنّع عبر معادلة 15-10-5، وأخيراً وضع تشكيل الحكومة في الثلاجة بحيث توقف كل من الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة ومعه رئيس الجمهورية عن التحرّك الفاعل على خلفية ان التعطيل الآتي من الخارج والمعطوف على معادلة التخويف الداخلي من 7 ايار جديدة لن تمكنهما من توليد الحكومة الأولى عملياً في عهد الرئيس ميشال سليمان، فضلا عن انها أولى الحكومات التي سيترأسها الرئيس سعد الحريري القادم حديثاً وقسراً على الحياة السياسية اللبنانية.

الحكومة اللبنانية المنتظرة معلقة. وثمة حديث يدور على ان تعاظم خطر حدوث أمر ما أمني في الشارع لفرض مزيد من التنازلات على التيار الاستقلالي، ولا سيما على الرئيس المكلّف الذي يحاول جاهدا المحافظة على شيء يعكس الانتصار الانتخابي في السابع من حزيران 2009. هذا ما سيحاول "حزب الله" الحؤول دونه. فالانتصار في الانتخابات تجري محاولة تفريغه في شكل كامل بحيث تصير الأكثرية النيابية أقلية بالمعنى الإجرائي. فالفراغ الحكومي قائم، ولا تشكيل لحكومة من لون واحد خشية ان يتكرر سيناريو 7 ايار 2008، ولا اعتذار عن التكليف لأن معناه ان يترك البلد لقمة سائغة بيد "حزب الله" ومن ورائه دمشق وطهران.

ولكن إزاء هذه الصورة القاتمة اين يقع دور رئيس الجمهورية؟ هناك من يعتقد ان الرئيس ميشال سليمان حكيم في محاولته النأي بنفسه عن صدام كبير في البلد لا يملك مفاتيح معالجته في العمق. انما في المقابل ثمة من يرى ان الرئيس يعكس إزاء أزمة التأليف، خوفاً من الانخراط في الحياة السياسية بقوة فيتردد في العمل على تحريك الوضع مفضلاً تعطيل دوره بمحض ارادته. وبين الرأيين ثمة من يؤكد ان موقع الرئيس صعب للغاية. فهو لا يحظى بهوامش تحرك حقيقية، ولا يسعه تالياً ان يحرق أوراقه في ما قد يعتبر انحيازاً الى جهة دون أخرى في الداخل. كما انه قارئ جيد لموازين القوى على الارض. في الخلاصة، تبدو مروحة الخيارات ضيقة. ولكن ومهما بدا الواقع معقدا وصعبا على الاستقلاليين اللبنانيين، يبقى ان الصبر والصمود والتمسك بثوابت "ثورة الأرز" عوامل ما برحت تشكل حاجزاً منيعا امام سقوط البلد بالمفرّق بعد الإخفاق في ابتلاعه مرة واحدة.

باريس – علي حماده

 

التعطيل المقنع

رامي الريس (الانباء)

 يتسابق المسؤولون الاسرائيليون على إطلاق التهديد والوعيد بحق لبنان فتارة يقولون أنه ليس من حق حزب الله الدخول في الحكومة اللبنانية ويحملون سلفاً مسؤولية أي إعتداء إسرائيلي سلفاً، وطوراً يحددون عدد الصواريخ التي ستأتي بالكارثة على رؤوس اللبنانيين!

 ليست المرة الاولى التي تطلق فيها إسرائيل العنان لتهديداتها المتلاحقة والارجح أنها لن تكون الاخيرة، وليست المرة الاولى التي تعبر فيها إسرائيل عن حقدها التاريخي ضد لبنان والذي قد تفرغه في أي وقت بعدوان جديد على "بنك أهداف" قديم جديد في محاولة مكشوفة لتأليب اللبنانيين على بعضهم البعض.

 هذا كلام معروف ومتوقع من عدو يكن العداء للبنان، ولكن ما هو ليس متوقعاً هو التلهي المستمر على المستوى بالقشور والتفاصيل التي لا تقدم ولا تؤخر والتي تولد العقبات تلو العقبات في تأليف الحكومة الجديدة. فهذا يريد توزير صهره ولو على حساب خراب البصرة، وذاك يريد لنفسه حقيبة وزارية ولا يتخلى عنها تحت أي ظرف من الظروف، وهكذا يستعبد هذا النظام نفسه كما يستعبد أبناءه في كل المجالات وعلى كل المستويات.   من واجب القوى السياسية تسهيل عملية تأليف الحكومة الجديدة أقله لمواجهة التحديات الاسرائيلية المتنامية والمتصاعدة بشكل يثير القلق الحقيقي، كما أن تشكيلها يفسح المجال أمام التصدي بالحد الادنى لعدد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي ترخي بثقلها على كاهل اللبنانيين منذ سنوات وسنوات. فهل يمكن تناسي المرحلة السابقة للانتخابات التي شهدت ما شهدته من إنقسام سياسي وشعبي عميق عبر عن نفسه بشلل مؤسساتي لم يشهد له تاريخنا المعاصر أي مثيل؟  هل المطلوب تكرار تلك التجربة إنما بطريقة مقنعة عبر إستيلاد العقد تلو العقد في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري لاحراجه ثم إخراجه؟

 البلد لا يحتمل المزيد من التأخير والتعطيل والتخريب، ولا يحتمل المزيد من الشروط والشروط المضادة وطرح النظريات حول العفة والعفاف والتعفف ممن هم أبعد ما يكون عن كل هذه الصفات كي لا نقول نقيضها!  الحكومة الجديدة ستبصر النور عاجلاً أم آجلاً مهما طال زمن التأليف ومهما حاول البعض أن يكون واجهة لتعطيل ما قد يمارس من الخارج نحو الداخل.  لا مناص من الدخول في مرحلة جديدة عنوانها إعادة بناء الثقة بين الاطراف السياسية ولكن هذا يتطلب توفر إرادة جماعية وهو ما يبدو أنه ليس متوفراً حتى الساعة.

 فمن يرفع شعار التوافق يسابق الآخرين على تعطيله.  يا له من زمن!

 

مصر تروّج لإعادة تكليف السنيورة والمعارضة تنتظر أداء الحريري بعد عودته

جنبلاط هاجم القاهرة لتذكيرها بأن إعتذاره سيضع الاكثرية في مكان آخر

مايا جابر/الديار

منذ أكثر من عشرة ايام، كانت اوساط مطلعة تؤكد ان استمرار التأخير في تشكيل الحكومة سيؤدي الى ادخال البلاد في حالة من المراوحة والتأجيل حتى اشعار آخر، وان ذلك سيقود حتما الى اعادة خلط للاوراق بشكل يطيح بكل الصيغ الحكومية المروج لها، وبالتالي الى حاجة دخول وسطاء على خط التشكيل، وإلا فإن ولادة الحكومة الجديدة لن تحصل قبل مرور اشهرطويلة. وبات البعض يتحدث عن موعد عيد الفطر وحكومة «العيدية»، والبعض الاخر تحدث عن تزامن بين افتتاح ابواب المدارس وابواب السراي الكبير، في حين كان المتشائمون لا يستبعدون استمرار حكومة تصريف الاعمال حتى نهاية ولاية المجلس النيابي الجديد.

ولكن الاوساط المطلعة التي تعتبر ان العقد في تشكيل الحكومة تتخطى الشأن الداخلي الى ما هو ابعد من الحدود اللبنانية، بدأت اليوم تنظر اكثر فأكثر بعين الريبة الى الدور المصري، ولا سيما مع تلميح القاهرة بإعادة تكليف الرئيس فؤاد السنيورة في حال تعذر على الرئيس المكلف سعد الحريري اتمام مهمة التأليف.

وترى ان هذا الجو يؤكد ان ثمة تباينا وصراعا مخفيا بين سياستي السعودية ومصر تجاه لبنان، وخصوصا ان الرياض تقف الى جانب الحريري، في حين ان القاهرة تنسجم اكثر مع السنيورة الذي تعتبره اقرب لها ولسياستها الخارجية، وبالتالي فإن دورها في عرقلة او تأخير اعلان التفاهم السوري - السعودي بما خص الشأن اللبناني يصب بشكل او بآخر في مخططها الداعم للرئيس السنيورة.

وتلفت الاوساط الى ان اعادة تكليف السنيورة لن يمر بسهولة لان اعتذار الحريري عن عدم التأليف سيخلط الاوراق بشكل كبير ويوزع خارطة التحالفات بشكل مغاير جدا، اذ ليس من الاكيد ان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيسمي السنيورة عند اعادة اجراء الاستشارات النيابية، تماما كما انه ليس مؤكدا ان لقاء جنبلاط بالسفير المصري مؤخرا يعني موافقة جنبلاط على مخططات القاهرة التي سبق له ان هاجمها مؤخرا، في البوريفاج وما بعد البوريفاج، والتي اعتبر البعض ان كلام جنبلاط عن 14 اذار انما جاء وكأنه لسان حال السعودية من جهة، وتلويح للقاهرة بالتزام المعقول في طموحاتها وإلا فإن الاكثرية النيابية تصبح في مكان آخر! سيما ان البعض في الداخل اللبناني يعتبر ان اعادة تكليف السنيورة برئاسة الحكومة هو اشبه بمشروع حرب جديدة او فتنة جديدة في البلاد، وهو امر لا تريد السعودية الوصول إليه، وتعمل جاهدة مع سوريا على رفع منسوب الاستقرار الداخلي رغم حماوة التصريحات السياسية التي بدأت عند البعض تنحو مجددا نحو الاتهام السياسي غير المدعوم بالمنطق او الوقائع تماما كما هي حال مواقف النائب السابق مصطفى علوش مثلا الذي يتهم فيه حزب الله بالضلوع في تدريب «ميليشيات» في طرابلس، وهو كلام تدرجه المعارضة في خانة التصويب نحو الحزب بهدف إبعاده عن الحكومة، مستغربة كيف ان البعض ينسجم في طروحاته مع الاهداف والغايات الاسرائيلية من حيث يدري او لا يدري. وتختم الاوساط بأن الجميع ينتظر عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من السعودية، والمواقف التي سيأخذها بالموضوع الحكومي، ومن الافرقاء السياسيين عموما، والمعارضة خصوصا، كي يبني كل فريق على الشيء مقتضاه.

 

الديمقراطية المزيفة

العماد ميشال عون

صحيح أن الإنتخابات لم تكن يوماً عملية مثالية في لبنان، ولكن ككل شعب ينشد دوماً الأفضل، سعينا لأن يكون لدينا قانون يحسَّن الأداء الإنتخابي، فإذا بنا بعد إقرار هذا القانون نقع في الأسوأ، وينحدر الواقع إلى أسفل الدرجات. وبعد أن جرت الإنتخابات مع ما تخلّلها من عمليات تضليل وإفساد يندى لها الجبين، أصبحنا ملزمين بالقيام بعملية تقويم شاملة لهذا الحدث بعد ما أصيب مجتمعنا بتحطيم منهجي لجميع القيم التي تشكل مقوّماته الأساسية.

من المتعارف عليه، والمعتمد في المجتمعات، أن هناك قواعد أخلاقية وقانونية تُحترم في التعاطي في مختلف ميادين الحياة العامة والخاصة، وهي تشكل ضوابط السلوك والكلام، وتُعتبر المعايير والمقاييس الواجب احترامها، وعلى أساسها تجري المحاسبة الأخلاقية والقانونية. لكن، مع الأسف، إن ما نعيشه في لبنان من تفلّت ضوابط الكلام في الإعلام والإعلان والخطاب السياسي، واعتماد حرية الإتهام ومحاكمة النوايا، والتحريض الغرائزي، وخلق أخطار وهمية لتغطية الأخطار الحقيقية الجاثمة على صدورنا، هو لشل التفكير الصحيح وإثارة العصبيات الدفينة وتعطيل الخيارات العقلانية الواعية.

لماذا كل هذا الفساد المبرمج؟ وهل الفساد ضريبة مفروضة على مجتمعنا فقط؟ بالطبع لا، فالفساد جزء من الطبيعة البشرية، ولكنه يكافَح بالتربية من خلال تنمية سلم القيم، وبالقانون من خلال التشريع، فمفاعيله فتاكة وقد تذهب من سرقة أموال الأفراد حتى إغتيالهم ومن خيانة وطن حتى بيعه بالمزاد.

وكان من الطبيعي أن يدافع الفاسدون والمفسدون عن أنفسهم مباشرة أو بواسطة أصوات المفسَدين في جميع مؤسسات المجتمع. في هذه الأجواء، انعدمت تقريباً الأصوات الناقدة للفساد أو المنددة بهذه الآفة، وكان القليل الذي سمعناه من اتهام ونقد يُجهِّل فاعل الأذى، ويعمّم أخطاءه وخطاياه على الجميع، وهذا النوع من الإدانة الجماعية يضيع المسؤولية، ويقتل القدرة على التمييز عند المواطن بدل تعزيز الحس النقدي، فيغرقه في الجهل واليأس، ويخلق عنده شعوراً وكأن المجتمع اعتمد الفساد عادةً من عاداته أو تقليداً من تقاليده، بحيث يصبح عدم القبول به شواذاً ومشكلةَ أفرادٍ هامشيين لا ينسجمون مع تطور بيئتهم.

نحن نعيش مشكلة مجتمع اضمحلت أحلامه وآماله مع تراكم الصدمات المتتالية، وهو يكتشف يوماً بعد يوم كم كانت الوعود المقطوعة له كاذبة، وكم كانت التحاليل سخيفة ومبتذلة، وكم كان الإعلام مضللاً. في هذه الأجواء جرت الإنتخابات، وبين حدَّي الخوف والإغراء كان عليه أن يختار، فالحدّ الأول هو الخوف من مخاطر وهمية اختلقها محترفو الكذب والرياء الذي يرون في الوقاحة جرأة والخدعة حكمة يمارسونها على أنفسهم أولآً وعلى الآخرين ثانياً، كما لو أنّ هؤلاء البلهاء بمنأى عن مساوئها. وتدرّجت المخاوف من استعمال حزب الله السلاح ضد المواطنين الآمنين، إلى فرض نظام ولاية الفقيه الإسلامي، إلى فرض الحجاب على المرأة المسيحية، إلى ما هنالك من ممارسات وتقاليد تختلف عما يمارسه المسيحيون، بالإضافة إلى إجتياحٍ سوري - فارسي يغطيه سياسياً العماد ميشال عون.. هذا في ما يتعلق بالمقاومة، أما في ما يتعلق بالمخاوف الأخرى فكانت التهم الزائفة، من مهاجمة البطريرك الماروني إلى تقصير ولاية الرئيس إلى تخفيض التمثيل المسيحي بالمثالثة والإيحاء بأن الرموز الوطنية مهددة بالتغيير.

أما الحد الثاني فكان الإغراء بالمال، فأغرقت السوق الإنتخابية بالبترودولار، وخضعت أسعار الأصوات لقانون العرض والطلب فبلغت سقفاً غير مسبوق، كما أصبحت مشهداً طبيعياً في مسرحية الإنتخابات لم تحذفه مراقبة الأجهزة مجتمعة. ولربما لعب المال دوراً مهدئاً فطغت أجواء المزاد على الأصوات بدل العنف، فكان لنا الهدوء الذي نعمنا به في يوم الاقتراع.

مساءً أسدل الستار على المسرح الإنتخابي، وصفق جمهور المراقبين المشاهدين؛ لقد مرّ يوم الإنتخابات بسلام، وهنّأنا العالم بالسلامة، وشهد لنا بحسنا الديموقراطي، وحاول أن ينفخ صدورنا فخراً واعتزازاً، وأن يوحي لنا بأننا هيكل الحرية وحماة الرأي الحر في هذا الشرق، وكأنه يريد أن يدفعنا في طريق الغي والغرور كي لا نحرّر نفوسنا من رواسب تعيق تقدمنا وتجعلنا بالفعل على مستوى الإنسان الديمقراطي المتطور، لا على مستوى التاجر الصغير المفاصِل على الأثمان في سوق الرقيق الأبيض.

نشكر الله على أن جنود جدعون ما زالوا كثراً، فصمدوا بوجه العاصفة. وفي النهاية، هؤلاء هم "الحجر القفل" clé de voûte في عقد الصرح الوطني الذي تصطف إلى جانبه الأحجار الباقية.

 

دقت ساعة الحقيقة وانكشفت دولة المافيا والتوطين

العماد ميشال عون

آن لللبنانيين أن يتصارحوا إذا شاؤوا أن يكون لهم وطن مستقر ينعمون فيه بحريتهم وسيادتهم واستقلالهم، وهذا الوطن الذي نحلم به، لا يمكن أن يبنى إلا على علاقات تحترم سلّماً من القيم المشتركة بين مكوناته، مجموعات وأفراد، وتعتمد معالم ومعايير للتعاطي في ما بينها.

وسواء كانت هذه المكوّنات دينية أو عرقية أو طبقية إجتماعية من نفس الدين والعرق أو أفراد عائلة واحدة فإن التعايش بينها والعيش المشترك والعيش الواحد أو أي طريقة عيش مختلطة أخرى تصبح مستيحلة إذا انعدم احترام الآخر في جميع أشكال حياته وتقاليده وخصوصياته. ولكن، ما يعيشه اللبنانيون اليوم يختلف كلياً عن هذه القواعد الثوابت، وصار الإنحطاط الأخلاقي والكلام السفيه هو القاعدة في التخاطب لدى المسؤولين الفاسدين بغية تغطية فضائحهم وإلهاء الرأي العام عن المشاكل الحقيقية التي يتعرض لها المواطن يومياً في مختلف أوجه الحياة.

إن الأكثرية المتآكلة ما زالت تتابع معركتها معنا، ولم تكن الإنتخابات النيابية سوى مشهد من مشاهد مسرحية التآمر الكبرى على التيار الوطني بما تخلّلها من وسائل غير مشروعة وأموال سياسية مسروقة من خزينة الدولة أو هبة من دولة شقيقة أنعم الله عليها ببترودولار وفير. وبالرغم من تخطينا لأكبر عملية مزيفة في تاريخ الإنتخابات بتدبير وإشراف دولي، ما زلنا نتعرض لإعتداءات معنوية كبيرة من خلال حملات إعلامية وخلق سجالات حول ممارسة حقوقنا السياسية الطبيعية.

قد لا يستطيع المواطن أن يفهم جوهر الأزمة وعمقها، وهي تأتينا معلبة وملونة بألف لونٍ ولون، فتبدو للملأ كأنها صراع على النفوذ وتسابق على مواقع السلطة. وقد تكون الأزمة بالنسبة للبعض، الذي لا يعرف السياسية، بشقيها الداخلي والخارجي، هي هذه الأحداث الآنية، وتقتصر على عدد الوزراء ونوعية الوزارات وتوزير الراسبين في الإنتخابات، في بلد  يفتقد إلى المعايير الثابتة، حتى القانونية والدستورية منها، وقد وزَّر فيه من لا يجرؤ على ضعفه الشعبي أن يفكر يوماً بخوض معركة بلدية.

ليس سراً أن امريكا تعمل للتوطين مع البلدان الأوروبية وبعض الدول العربية وتدعم إسرائيل في رفضها لحق العودة كما أنه ليس سراً دعمها اللامحدود لسياسة الأكثرية المتآكلة في لبنان وتسعى من ورائها لإضعاف المعارضة التي تقاوم التوطين وليست هذه المرة هي الأولى التى تتدخل فيها أمريكا مباشرة في الشؤون الداخلية اللبنانية وتعلن إملاءاتها على الدولة اللبنانية.  

إن مشكلة التوطين هي البعد الخارجي لأزمة تأليف الحكومة، وليست "فزيعة" كما ادّعى البعض. وهذه المشكلة لم تغب يوماً عن ذهننا ولكنها اليوم إنتقلت من موضوع مؤجل وأصبحت في محور محادثات القوى الدولية ودخلت حيز التنفيذ النهائي، وستحاول هذه القوى فرضها بأقنعة مختلفة.

أما البعد الداخلي للأزمة فهو التكوين المافياوي للدولة ولإدارتها، وكل من يحاول إصلاحاً سيجد نفسه مطوقاً بهذا التنظيم الذي يشمل غالبية الإدارات. هذه الإدارات التي تستخرج المال السياسي من خزينة الدولة، وتجد من يحميها من تطبيق القانون ومن أحكام الرأي العام، بتحوير الحدث الجرمي المافياوي الى موضوع آخر مختلق يعتمد الكذب في الوقائع ونقل الكلام وتحويره واجتزائه، وحرب نوايا وكل ما لا صلة له بالحدث الأساس. وهكذا، كلما كشفنا فضيحة، يتأكد لنا أكثر فأكثر أن الآذان لا تسمع والعيون لا ترى واللسان لا ينطق، ولكن كل هذه الأعضاء الأساسية في تواصل البشر تستطيع أن تعمل في طواحين الكذب ليل نهار.إن هذه الحرب الضروس على المقاومة ، بشقيها السياسي والعسكري، والمنسقة بين الداخل والخارج،  ما هي إلا لتهديم حصن المواجهة مع السياسة الدولية والمافيا اللبنانية المتحالفتين، لفتح معبر التوطين، واستمرار دولة المافيا وهذا شأن طبيعي ومنطقي في السياسة الدولية لأنه يتعذر عليها ممارسة نفوذها في دولة عادلة قوية ومتماسكة. أضف إلى ما تقدم، الإستهتار المتمادي بالوضع السياسي المسيحي، وتنحية المسيحيين عن المشاركة في القرار، مما جعل بعض المستهترين يعتبر أن تهميش الدور المسيحي يمكن أن يستمر بوضع اليد على حقوقهم المادية والمعنوية. إن المطالبة بإستعادة حقوقٍ سياسية مهدورة، أو بإصلاحٍ ما، تواجه بالإستهجان والعنف الإعلامي وكأنها إعتداء على مذهب أو موقع سلطة. أن هذا السلوك  يُظهر مدى السعي إلى التسلط على الآخرين، وتثبيت هذا التسلط وترسيخه بالممارسة من خلال خلق عرف مذهبة وشخصنة الوزارات ووظائف الفئة الأولى. إن المبدأ الأساس المقبول هو التوزيع العادل بين الطوائف والتناوب على الوظائف والمواقع الأساسية، وما خلا ذلك يزيد في تحجّر السلطة وجعلها محميات خاصة. ويبقى للمواطن أن يتبيّن من يعمل للوطن ومن يعمل لنقيضه. وفي مطلق الأحوال، على هذا المواطن تقع مسؤولية الاختيار.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 25 آب 2009

النهار

لوحظ ان ديبلوماسيين غربيين قللوا أهمية التقارير التي ظهرت في صحف عربية عن عودة ظاهرة التسلح في لبنان.

قال سفير دولة عربية إن من يضحون من أجل لبنان قلّة، ومن يضحون به كثرة.

لوحظ أن احداً لم يعد يسمع أو يرى نشاطاً لما سمي "اللقاء الوطني المسيحي"!

السفير

يصف عضو في هيئة تسعى إلى مصالحات بين أبناء الطائفة الواحدة نتيجة المساعي حتى الآن بالقول: كلما داويت جرحا سال جرح.

يرى نائب أن التصعيد الذي بلغ مستوى متقدما سيتحول إلى مرونة عندما تبدأ المفاوضات الجدية لمعالجة عقدتي التوزير وتوزيع الحقائب، وإن في الأفق وحيا جديدا.

يجري سفراء اتصالات مع مرجعيات قانونية للاستفسار عن الآلية المثلى التي قد يتم اللجوء إليها لدعم التوجه الهادف إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

المستقبل

تقول أوساط غربية، إن لقاء ميتشل - نتنياهو في واشنطن، سيكون مفصلياً بالنسبة الى إعلان الخطة الأميركية للسلام والضمانات التي تأمل واشنطن الحصول عليها من إسرائيل.

أوضحت مصادر ديبلوماسية أوروبية، أن نقاشاً بعيداً عن الأضواء يدور حول مستوى انعقاد أي مؤتمر دولي للسلام في ما إذا كان للقادة أو لوزراء الخارجية أو للخبراء.

أكدت أوساط عربية أن مشاورات بدأت بين الدول العربية حول جدول أعمال اجتماع الجامعة مطلع أيلول والمقررات التي يمكن أن تصدر.

اللواء

قالت مصادر دبلوماسية أن العلاقات بين عواصم أوروبية وعاصمة قريبة، تخطت التنسيق السياسي والمصالح الاقتصادية إلى ما يتصل بتعاون مفتوح في مواجهة الإرهاب·

أجرى مسؤول كبير اتصالات معايدة بمراجع إسلامية، غلب عليها التفاؤل بقرب حصول الانفراج!·

سمّى مسؤول في حزب يميني اثنين من الإعلاميين، يشاركان في الأمانة العامة لـ14 آذار من باب الاعتراض!·

البلد

كان في نية نائب كتائبي حضور إجتماع الامانة العامة ل 14 آذار اذا لم يعد ممثل الحزب اليها.

قال نائب شمالي إن: "اتهامات جريدة البعث للبطريرك صفير بالتدخل في تشكيل الحكومة كان ايذانا لبعض نواب المعارضة للهجوم على بكركي والبطريرك".

مع اطلاق العمل بالاشارات الضوئية في الضاحية الجنوبية لا تزال مشكلة الدراجات النارية والفوضى التي تحدثها المشكلة المستعصية على الحل.

 

مسلحان يستوليان على سيارة في كفرحباب

وطنية - ذكر المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين،انه عند ساعات الفجر الاولى اعترض مسلحان على متن سيارة هوندا (س.ف.ار) تحمل اللوحة رقم 305183/ج اعترضا المواطن غزوان عبد الفتاح حلواني الذي كان يستقل سيارة (ب.ام.ف-اكس 5) سوداء اللون تحمل اللوحة رقم 182096/و في محلة كفر حباب في قضاء كسروان واجبراه على النزول من السيارة وترك محركها شغالا وابعداه عنها ثم امتطيا السيارة وفرا بها بسرعة زائدة الى جهة مجهولة تاركين سيارة الجيب (س.ار.ف) وسط الطريق وهي مسروقة في وقت سابق. وبعد مراجعة مصلحة تسجيل السيارات تبين ان سيارة ال (س.ار.ف) التي تركهاالسالبان تعود الى المواطنة سوزان سالم الزيبق وقد تم الاتصال بها صباحا وتسلمت سيارتها التي كانت مسروقة في وقت عممت اوصاف سيارة ال( ب.ام.ف-اكس 5) على كافة الحواجز والقوى الامنية لتوقيفها بمن فيها بناء لاشارة النيابة العامة.

 

النائب حوري: الرئيس المكلف وضع الامور في نصابها ووجه رسالة للجميع ليعودوا الى قواعد اللعبة الديموقراطية

وطنية - رأى النائب عمار حوري، في حديث الى إذاعة "الشرق" اليوم، "ان ما اعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري بالأمس هو تأكيده صلاحياته وصلاحيات رئيس الجمهورية في مسألة تشكيل الحكومة، وهذا الموقف أصبح واضحا دستوريا". وقال النائب حوري ان الرئيس المكلف "أراد وضع الأمور في نصابها، فالدستور واضح في هذا المجال، والإستشارات التي يقوم بها الرئيس المكلف هي بروتوكولية وليست ملزمة"، معتبرا "ان القضية ليست دستورية صرفة بل قضية في السياسة، وإن الرئيس المكلف حاول توجيه رسالة واضحة للجميع كي يعودوا إلى قواعد اللعبة الديموقراطية". وردا على سؤال عما إذا كان يحق للكتل ترشيح أسماء من تراها مناسبين للموقع الوزاري قال النائب حوري "من حق رئيس الحكومة المكلف ومن حق رئيس الجمهورية أن تكون له ملاحظات على هذه الأسماء لأنه هو الذي سيعتمد الأسماء، ومن حقه إستبدال أسماء". وقال: "الأسماء التي ترد من الكتل هي اسماء مرشحة ومقترحة لرئيس الحكومة، أما بدعة تسمية الكتل كل الأسماء فهو مخالف للدستور واعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية". وأكد "أن الرئيس المكلف يمارس سياسة اليد المفتوحة مع الجميع دون إستثناء وهذا ما عبر عنه في الماضي وما يزال يعبر عنه حتى الآن"، لافتا إلى "ان النائب عون طلب منه لقاء للبحث في تشكيل الحكومة ويومها كلف عون لتمثيله ثم وجه إليه بعد ذلك دعوة على الغداء". واشار الى ان "أبواب قريطم مفتوحة، وكذلك الوسط، والرئيس المكلف دائما يده مفتوحة وهو منفتح على الجميع، وهو مصر على تشكيل حكومة كل لبنان".

وأضاف: "من الواجب علينا في هذه الفترة التواصل مع كل الفرقاء، والإبتعاد عن لغة التجريح والتشنج، كما أن التقارب السوري -السعودي عكس جوا إيجابيا على لبنان وتحديدا على حلفاء سوريا الذين تعاونوا في تشكيل الحكومة ووصلنا إلى صيغة 15-10-5 والبعض يشير إلى انه جرى الإتفاق على الحقائب السيادية فيما يشير آخرون إلى انها لم تستكمل, ما نخشاه دائما هو التعطيل الذي يأتي من وراء الحدود بشكل واضح أحيانا وبشكل ملتبس أحيانا أخرى". وختم: "إن ما يقوم به الرئيس المكلف هو التخفيف من آثار التدخلات الخارجية في لبنان والتصرف لبنانيا وإن مصلحتنا المشتركة هي في الإستقرار".

 

بايدن: الإدارة الأميركية ملتزمة تنفيذ القرار 1559

المستقبل/نقل الأمين العام لـ"المجلس العالمي لثورة الأرز" طوم حرب الذي يشغل منصب الأمين العام للجنة اللبنانية العالمية لتنفيذ القرار 1559 "تأكيد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تعهد الادارة الاميركية والتزامها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان، وخصوصا القرار 1559، الذي نفذ منه الجزء المتعلق بالانسحاب السوري من لبنان، وانتخاب رئيس الجمهورية".

وأشار في بيان صدر عن المجلس أمس الى أن "بايدن الذي التقيته وبحثت معه في الشؤون اللبنانية، شدد على أهمية وجود لبنان دولة مستقلة حرة وسيدة"، لافتا الى "محبته الشخصية لهذا البلد، واحترامه للبنانيين الأميركيين العاملين من أجل مساعدة بلدهم الأم، ومن اجل النهوض به وتجاوز المحن". وذكر بأن "القرار 1559 يدعو أيضا إلى تسليم كل الأسلحة التي تمتلكها تنظيمات خارجة عن أجهزة الدولة، خصوصا أسلحة "حزب الله" والمخيمات الفلسطينية، وبقية المراكز والجزر الأمنية التابعة للإيرانيين أو السوريين في لبنان". وشكر حرب بايدن على"اهتمامه بلبنان"، طالبا منه "نقل أماني الشعب اللبناني والأميركيين اللبنانيين الى الرئيس باراك أوباما وتطلعاتهم التي تطالب بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1559، لأنه يؤمن الاستقرار، ويساعد على استمرار التهدئة، ونزع كل المبررات التي تجعل من لبنان ساحة صراع مفتوحة أمام كل الاحتمالات".

 

"هآرتس": العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة وسوريا لن تشكّل دافعاً بالضرورة للسلام مع اسرائيل 

النهار/نشرت صحيفة "هآرتس" مقالاً يوم الأحد كتبه تسفي برئيل تحدث فيه عن الإتصالات الجارية بين الأميركيين والسوريين، ننقل ما جاء فيه: "قبل أسبوعين عُقد في دمشق اجتماع استثنائي، ليس من النوع الذي يهز العالم، ولا صلة مباشرة له بإسرائيل، ولكنه بالتأكيد يعكس أسلوب عمل باراك أوباما. فقد التقى الجنرال مايكل مولن من الشخصيات البارزة في القيادة المركزية الأميركية، وفرديريك هوف نائب جورج ميتشل ومجموعة من الضباط، ضباطاً كباراً في سوريا للاتفاق على خطوات عملية تهدف الى إغلاق الحدود السورية – العراقية أمام تسلّل المخرّبين. وهذا الأسبوع، بعد عودة بشار الأسد من طهران أعلن البيت البيض رسمياً تشكيل لجنة للتعاون المشترك بين الولايات المتحدة و سوريا والعراق من أجل ضبط الحدود. وكانت الولايات المتحدة قد كافأت سوريا مسبقاً عندما أعلنت نيتها إعادة سفيرها الى دمشق، وتخفيف العقوبات الأميركية على سوريا (...) إيران على علم بقصة الحب الأميركية – السورية وتراقبها بصمت ، ربما هي أيضاً ستجلس على مقعد العشاق مع أوباما.

هذه النقاشات مع السوريين ليست بعيدة عن الصفعة التي تلقاها أوباما من السعوديين، ليس فقط في ما يتعلق برفض السعودية لطلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وانما بعد رفضهاإرسال سفيرها الى العراق، لأنها تعتبر الحكومة العراقية مواليه لإيران. وهكذا، في الوقت الذي أصبحت فيه سوريا الصديق المقرب الى الولايات المتحدة واعتقلت نحو 2000 شخص من الموالين لنظام صدام حسين في أراضيها، تبدو السعودية خصماً عنيداً. في سوبر ماركت الشرق الأوسط، يبدو أن لا مفر من انتهاج سياسة الدكان. سياسة ضيقة وليست سياسة إقليمية. على سبيل المثال، السياسة القائلة بأن على الولايات المتحدة الامتناع عن التحاور مع سوريا ما دامت لم توقف دعمها للإرهاب وما زالت على علاقة وثيقة مع إيران، فشلت، لأن لواشنطن مصالح حيوية في العراق. فهل العلاقة الجديدة بين الولايات المتحدة وسوريا ستشكل دافعاً للسلام بين سوريا وإسرائيل؟ ليس بالضرورة. هل اشترطت واشنطن حوراها بانفصال سوريا عن إيران؟ على العكس، فإيران مهمة هي أيضاً لإستقرار العراق. من هنا يخصص الدكان الأميركي رفّين: الرف العراقي والرف النووي من دون أن يكون هناك رابط بينهما، فلا تمانع إيران في ان نتاقش مع واشنطن موضوع العراق، لكن هذا لا يعني أنها مستعدة للتنازل في الموضوع النووي. يدل أسلوب عمل إدارة الرئيس الأميركي مع سوريا مثلاً على أن التوقعات بانتهاج سياسة خارجية أميركية شاملة تهدف الى تحقيق سلام إقليمي هي رؤية تثير الحماسة، لكنها لاتصلح لأن تكون استراتيجية. وعندما يتحول السلام الإقليمي شرطاً مسبقاً، فقد يصبح لغماً يفجر أي مبادرة سياسية. إن السياسة الخارجية الأميركية التي تتعامل مع كل موضوع على حدة أكثر ملاءمة لنا (...)".

    

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتعويض قصف ملجأ "اليونيفيل" في قانا 

 النهار/نيويورك (الأمم المتحدة) – من علي بردى:

عبرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن "قلقها" من تخلف العديد من دول العالم عن دفع اشتراكاتها الخاصة بتمويل القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل"، مطالبة هذه الدول بـ"بذل كل جهد ممكن لضمان تسديد اشتراكاتها المقررة للقوة كاملة". ودعت اسرائيل الى دفع المبلغ المترتب على الحادث الذي حصل في قانـا في 18 نيسان 1996 ومقداره مليون و117 ألفاً وخمسة دولارات. واتخذت الجمعية العمومية قراراً خاصاً بتمويل "اليونيفيل"، وطلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أن يعهد الى رئيس القوة الدولية في مهمة صوغ مقترحات للموازنة المقبلة على نحو يتفق تماماً وأحكام قرارات الجمعية العمومية، موضحة أن "الاشتراكات المقدمة الى القوة في 30 نيسان 2009، بما في ذلك الاشتراكات غير المسددة البالغة 115,8 مليون دولار أميركي، تمثل نحو اثنين في المئة من مجموع الاشتراكات المقررة". وأبدت "قلقاً من أن 75 دولة فقط من الدول الأعضاء سددت اشتراكاتها المقررة كاملة". وحضت "جميع الدول الأعضاء الأخرى، ولا سيما منها الدول التي عليها متأخرات، على أن تضمن دفع اشتراكاتها المقررة غير المسـددة". وإذ شكرت الدول الأعضاء التي سددت اشتراكاتها المقررة كاملة، دعت "جميع الدول الأعضاء الأخرى الى بذل كل جهد ممكن لضمان تسديد اشتراكاتها المقررة للقوة كاملة".

كذلك عبرت عن "بالغ القلق لعدم امتثال اسرائيل للقرارات 51/233 و 52/237 و53/227 و54/267 و55/180 ألف و55/180 باء و56/214 ألف و56/214 باء و57/325 و58/307 و59/307 و60/278 و61/250 ألف و61/250 باء و61/250 جيم و62/265"، مذكرة إياها "بوجوب الالتزام الدقيق" لهذه القرارات.

وأبدت "قلقها من الوضع المالي المتعلق بنشاطات حفظ السلام، وخصوصاً في ما يتصل بتسديد التكاليف للدول المساهمة بقوات والتي تتحمل أعباء إضافية بسبب تأخر بعض الدول الأعضاء في دفع أنصبتها المقررة". كما أبدت "قلقاً من التأخير الذي واجهه الأمين العام في نشر بعض بعثات حفظ السلام المنشأة حديثاً، وخصوصاً البعثات الموفدة الى أفريقيا، وفي تزويدها الموارد الكافية"، داعية الى "التعامل مع جميع بعثات حفظ السلام المقبلة والحالية معاملة متساوية وغير تمييزية في ما يتعلق بالترتيبات المالية والإدارية".

وطلبت من الأمين العام أن "يتخذ التدابير اللازمة لضمان التنفيذ الكامل للفقرة 8 من القرار 51/233 والفقرة 5 من القرار 52/237 والفقرة 11 من القرار 53/227 والفقرة 14 من القرار 54/267 والفقرة 14 من القرار 55/180 ألف والفقرة 15 من القرار 55/180 باء والفقرة 13 من القرار 56/214 ألف والفقرة 13 من القرار 56/214 باء والفقرة 14 من القرار 57/325 والفقرة 13 من القرار 58/307 والفقرة 13 من القرار 59/307 والفقرة 17 من القرار 60/278 والفقرة 21 من القرار 61/250 ألف والفقرة 20 من القرار 61/250 باء والفقرة 20 من القرار 61/250 جيم والفقرة 21 من القرار 62/265"، مؤكدة مجدداً "وجوب أن تدفع اسرائيل المبلغ المترتب على الحادث الذي وقع في قانـا في 18 نيسان 1996 ومقداره مليون و117 ألفاً وخمسة دولارات"، طالبة من الأمين العام أن "يقدم تقريراً عن هذه المسألة الى الجمعية العمومية في دورتها الرابعة والستين".

وقررت أن تعتمد للحساب الخاص لـ"اليونيفيل" مبلغ 615 مليوناً و775 ألفاً و300 دولار للفترة من 1 تموز 2009 الى 30 حزيران 2010. ودعت الـى تقديم تبـرعات الى القوة، نقـداً وفي شكل خدمات ولوازم تحظى بقبول الأمين العام، على أن تـدار التبرعات، عند الاقتضاء، وفقا للإجراءات والممارسات التي أرستها الجمعية العمومية.

 

رعد لـ"النهار": صائمون عن التعليق على مواقف صفير والسنيورة عنوان لأزمة

 تاريخ في: 2009-08-25 : هيام القصيفي المصدر: النهار

 " لا عُرف بعدم توزير الخاسرين والحريري يتعرّض للضغط "

يصوم "حزب الله" ورئيس كتلته النيابية "الوفاء للمقاومة" محمد رعد في حديثه الى "النهار" عن الكلام والتعليق على مواقف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير. لكن الكلام على الحكومة والعلاقة مع النائب وليد جنبلاط، شأن آخر.

في الشأن الحكومي، او بالاحرى الفراغ الحكومي، يقلق رعد من التأخر في تشكيل الحكومة، مشيرا الى ان القلق يتزايد "لحظة بعد لحظة"، معتبراً "ان هناك دولا اقليمية كبرى، يهمها ان تفرض الحكومة التي تريد على شعبنا في لبنان". ويخشى "ان يكون مطلوبا الا يكون هناك (في الحكومة) فريق غير متناغم مع المصالح الاميركية في لبنان". ويعتبر ان الرئيس فؤاد السنيورة، كان "عنوانا لأزمة، وبالتالي فان العودة الى مثل هذا العنوان، تضفي جوا تشاؤميا على البلد ككل". وعن عقدة توزير الوزير جبران باسيل يقول انها تستخدم للتغطية على اسباب خارجية، ويضيف: "هذا ليس عرفا معمولا به، ولا يمكن الاقرار بمثل هذه المعادلة. هناك ظروف تحكم البلد اهم من الاعراف". ويؤكد ان لا بديل عن صيغة "15-10-5" .

وهنا نص الحوار:

• كيف يتعامل "حزب الله" مع الجمود في تشكيل الحكومة؟ هل هو طويل الامد، على الاقل الى ما بعد انتهاء شهر رمضان، ام انه موقت والمشاكسات التي تحصل عابرة؟

- حقيقة الامر اننا لا نرى معطلا داخليا يستحق الذكر، من شأنه ان يؤخر تشكيل الحكومة. ولاننا مقتنعون بذلك، بدأنا نشعر بالقلق من التأخير في التشكيل. فهل ثمة امور خارجية تضغط بثقلها على الرئيس المكلف وتدعوه الى التريث؟ هل هناك مصالح تتزاحم مع المصلحة الوطنية العليا وتدفع الى تأخير التشكيل؟ اسئلة كثيرة من هذا النوع، لا نجد اجوبة واضحة عنها، ولكن نشعر بأن القلق يتزايد لحظة بعد لحظة.

• في العوامل الخارجية كان ثمة حديث ان مصر لا ترغب في تولي النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة، وثمة من يقول انها تفضل الرئيس فؤاد السنيورة لهذه المهمة، وكذلك هناك حديث عن ان للتأخير ارتباطاً بمحاكمة مصر لافراد "حزب الله"؟

- نحن لا نستسيغ مثل هذا المنطق، لانه مع احترامنا لمصر ودورها وموقعها في المنطقة، في الشأن اللبناني الداخلي نعتقد ان اللبنانيين اولى من النظام المصري، في تقرير من سيكلّف رئاسة الحكومة. اما بالنسبة الى المحاكمة، فلا نعتقد ان هناك رابطاً بين الموضوعين.

• ولكن هل تتخوفون من ان يأكل تأخر التشكيل من رصيد الحريري، ويعاد تالياً تكليف السنيورة؟

- انا لا اتصور ذلك، لان السنيورة، بغض النظر عن مواقف الاطراف منه، كان في احدى المراحل التي مرت على لبنان عنوانا لأزمة، وبالتالي فان العودة الى مثل هذا العنوان، تضفي جوا تشاؤميا على البلد ككل.

• ثمة انطباع بان هناك محاولة لاستبعادكم، فحتى انفتاح النائب وليد جنبلاط قوبل بانتقاد مصري واميركي. أي عامل هو الاكثر تأثيرا من العوامل الخارجية؟ وهل من يدفع الى التأخير في انتظار تطورات ما في المنطقة؟

- انسياقا مع التكهنات والتخمينات، لا شك في ان هناك دولا اقليمية كبرى يهمها ان تفرض الحكومة التي تريد على شعبنا في لبنان. وما دامت هناك عوائق تمنع فرض مثل هذه الحكومة، فهذا يعني ان معضلة ما لدى هذه القوى تدفعها الى الضغط لمنع تشكيل الحكومة التي لا تتناسب مع رغباتها وتطلعاتها. نحن لا نريد ان نتهم احداً، ولكن نرى ان مسؤولية الرئيس المكلف ان يقدّر المصلحة الوطنية العليا لبلده ومواطنيه ويستحضر اللغة التي بدأ بها وتعهد منذ بداية التكليف اعتمادها لينهي موضوع الحكومة ويعلن ولادتها.

• داخليا، هل تعتقد ان الرئيس الحريري وحده مسؤول عن هذا التأخير، ام ان له حلفاء يدفعونه الى هذا الخيار؟

- سواء الرئيس الحريري او القوى التي يتناغم معها، الامر سيان بالنسبة الينا.

• ولكن انتم تلتقون الحريري ولا تلتقون حلفاءه المسيحيين؟

- نحن شعرنا اخيرا بأن الرئيس الحريري يتعرض لضغوط ما.

• من جانب حلفائه في الداخل؟

- من جانب القوى التي تتناغم معه ويتناغم معها.

• تحدثت عن الحكومة التي تريدها القوى الخارجية. فاي نوع هي هذه الحكومة؟

- هم يريدون حكومة التصدع اللبناني، وحكومة الفريق اللبناني الواحد.

• الاكثري؟

- الان لم يعد هناك فريق اكثري.

• أي حكومة من دون "حزب الله"؟

- ربما من دون العماد ( ميشال) عون.

• العماد عون وحده ام من دونكم ايضا؟

- يمكن ان يكون مطلوبا الا يكون هناك فريق غير متناغم مع المصالح الاميركية في لبنان.

• البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير اكد مرة جديدة موقفه المؤيد لحكومة من الاكثرية، فكيف يرى "حزب الله" هذا الموقف، وخصوصا ان صحيفة "تشرين" السورية انتقدته؟

- نحن في حالة صوم اعلامي عن كل ما يتصل بالبطريرك صفير في هذه المرحلة.

• كان جرى الحديث عن لقاء بينكم وبين البطريرك؟

- لا تعليق.

لا عرف بمنع توزير الخاسرين

• بالانتقال الى الموضوع الحكومي، هل صحيح انكم كلفتم القيام بوساطة مع العماد عون لتذليل عقبة توزير الوزير جبران باسيل؟

- اولا لم نكلّف، وثانيا لسنا في وارد ان نقبل تكليفا من هذا النوع لاننا لسنا وسطاء مع الجنرال عون، بل حلفاء له. وما كنا في صدد التفاهم حوله مع الرئيس المكلف كان حلفاؤنا مطلعين عليه، ولا يتعدى الاطار السياسي لتركيبة الحكومة، الذي تم التوافق عليه والمتضمن معادلة 15-10-5. وفور التوصل الى مثل هذا الاتفاق عبّر العماد عون عن احترامه هذا الحل، واعلن مضيه في المشاركة. ولكن تبقى لكل طرف من الاطراف الذين يفترض ان يشاركوا في الحكومة، سواء من قوى الرئيس المكلف او من قوى المعارضة، خصوصية تنعكس في الحقائب واسماء الوزراء. وكان على الرئيس المكلف ان يواصل مشاوراته في خصوصيات كل طرف ومشاركته على مستوى الحقيبة او اسماء الوزراء على حدة. نحن لا نتدخل في التفاصيل وخصوصيات حلفائنا في قوى المعارضة.

• بالنسبة الى المبدأ، هل أنتم مع توزير الخاسرين في الانتخابات؟

- نحن نسأل ما هو المستند القانوني او الدستوري لمثل هذا المعيار؟

• ثمة عرف يقضي بعدم توزير الخاسرين في اول حكومة بعد الانتخابات، وخرق مرة واحدة بتوزير الراحل شوقي فاخوري.

- ابدا، لا عرف من هذا القبيل. هذا ليس عرفا معمولا به ولا يمكن الاقرار بمثل هذه المعادلة. هناك ظروف تحكم البلد اهم من الاعراف، ويجب ان نسعى الى لمّ شمل القوى السياسية في اطار حكومة وحدة وطنية. والتوقف عند مثل هذه المعادلات التي تخرب الوفاق الوطني وتركيبة الحكومة، هو العمل التعطيلي. لم نرَ أي مبرر منطقي او موضوعي او واقعي او سياسي او دستوري او قانوني لاعتماد مثل هذا المعيار، سوى  الرغبة في اعاقة التشكيل ورمي الكرة في ملعب الآخرين.

• هل رفض توزير باسيل  ذريعة لامر خارجي يقضي بتأخير التشكيل؟

- هذا هو الانطباع.

• ولكن يبدو ان رئيس الجمهورية يرفض ايضا توزير الخاسرين، وليس الرئيس المكلف وحده او الاكثرية.

- هذا التوجه ليس في محله، حتى لو كان من جانب رئيس الجمهورية. نحن نعبّر عن وجهة نظرنا السياسية في هذا الموضوع.

• هل تعتبرون ان رئيس الجمهورية يتعامل مع موضوع التأخير كما يجب؟ وهل يقف على الحياد اكثر من اللازم، ام عليه ان يقدم على خطوة للدفع في اتجاه التعجيل؟

- رئيس الجمهورية يواكب الرئيس المكلف ويستمع الى ما يجريه من مشاورات ويعطيه بعض التوجيهات، وهذا هو الدور المنوط برئيس الجمهورية ضمن صلاحياته الدستورية، ويحرص على ان تشكل الحكومة بما يوفّر لها قدرة انطلاق على العمل بايجابية.

• ولكن اذا طال الوقت ولم تشكّل الحكومة، فماذا يحصل؟ الا يقدم رئيس الجمهورية على ما من شأنه معالجة الوضع؟

- رئيس الجمهورية يتابع بدأب وصبر وحكمة عملية التشكيل. ثمة آراء تتداول معه او تطرح عليه، فيتبنى منها ما يحتمل ان يسهل التشكيل، ثم يتبين انها تعطّل التشكيل او تؤخره. وهذا امر يحصل في أي مواكبة رئاسية لعملية التشكيل. في رأينا ان تصرف رئيس الجمهورية مسؤول وواقعي والخيارات المطروحة امامه، اذا تأخر التشكيل، محدودة جداً ولا نعتقد ان الرئيس سيتجه نحو خيارات تساهم في تعقيد الازمة.

• ولكن ماذا يحصل في البلد اذا تأخّر التشكيل، الحكومة لا تنعقد والحوادث الامنية بدأت تتنقل؟

- الخيار الاكثر واقعية امام رئيس الجمهورية وكل القوى السياسية هو الاصرار على مواصلة السعي الى تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس المكلف.

• بالنسبة الى الحوادث الامنية، من سجن رومية الى عكار والمصنع، هل تعتقد ان ثمة نيات مبيتة لخربطة الوضع في ظل الفراغ السياسي؟

- على رغم انه بدأت تظهر مؤشرات مقلقة، لا نعتقد ان الامر بهذا السوء.

لا صيغة  غير 15-10-5

• بالعودة الى الحكومة، دار سجال حول الصلاحيات الاسبوع الماضي بين الرئيس المكلف والرئيس عمر كرامي من جهة والعماد عون جهة اخرى، هل هذا السجال من ضمن المعوقات لتأخير الحكومة؟

- يجب ان نعترف بأن هناك كيمياء غير منسجمة وغير متناغمة مع بعضها البعض، بين عدد من الاشخاص. لكن هذا لا يمنع ان واقع الحال السياسي يفرض على هؤلاء الاشخاص الذين لا كيمياء بينهم ان يتلاقوا على ثوابت واقتناعات مشتركة ورؤى تفرضها الحياة السياسية والمصلحة السياسية. الرحلات الطويلة تبدأ بخطوة، ويجب ان يحصل التواصل المباشر بين هؤلاء.

• اذا لم يتخذ الحريري هذه الخطوة، فماذا يحصل؟ وهل تعتبر صيغة 15-10-5 صالحة؟

- لا صيغة اخرى بديلة الان يمكن ان تركب حكومة في هذا الظرف. الصيغة الأمثل لتأليف حكومة وحدة وطنية في هذا الظرف بالذات هي 15-10-5 التي تم التوافق عليها بعد جهد كبير. لا حكومة تكنوقراط ولا حكومة اكثرية ولا مناصفة او مثالثة بثلاث عشرات توفر الاطار الذي  يحقق تفاعل القوى السياسية في هذا الظرف. 

• هل هناك مصلحة لطرف ما في "تطيير" هذه الصيغة لانكم موجودون فيها؟

- ادعياء الديموقراطية في العالم المستكبر يحلمون بأن يطيحوا مثل هذه الصيغة التوافقية في البلد ليحكم فريق من لونهم شؤون البلاد.

• هل وصلتم في حواراتكم مع الرئيس المكلّف الى توزيع الحقائب؟

- لم نبحث بعد في الشكل الذي يوصل الى اتفاق نهائي. تم التطرق الى نوعية الحقائب واسمائها، ولكن في الحقيقة تمت ملامسة هذا البحث من دون تفاصيل.

• هل يحق للحزب بحقيبة سيادية من ضمن التوزيع الحالي؟

- نحن لا نقف كثيرا عند الحقائب السيادية.

• هل يتمسك الحزب بوزارة معينة؟

- هذه المسائل نبحثها مع الرئيس المكلف.

العلاقة مع جنبلاط و"المستقبل"

• بالنسبة الى علاقتكم مع النائب وليد جنبلاط، هل توصلتم الى قواسم مشتركة حتى في الموضوع الحكومي، اضافة الى اطار اللقاء العام؟

- في البداية اتجهت الامور نحو تهدئة الاوضاع وتعزيز التواصل، وتحقيق مزيد من خطوات الانفتاح على الصعد السياسية والعلمائية والنقابية والتمثيلية، والامور تتجه في شكل ايجابي، وخصوصا ان المسار الذي سلكه وليد جنبلاط  اخيرا، يقترب من رؤيتنا واقتناعنا في الشكل العام. التفاصيل بين المسارات لم تبحث حتى الان، لاننا لسنا مستعجلين في هذا المجال.

• انتم ام هو؟

- الاثنان معا. في التفاصيل لا شيء يضطرنا الى الاستعجال.

• يلاحظ ان الهدوء يسود كل الجبهات. اذ هدأ الحديث عن الزيارات لسوريا وعن تشكيل الحكومة، وكأن الجميع ينتظرون امرا ما من الوضع الاقليمي.

- حين حصلت المراجعات بيننا وبين وليد جنبلاط، لم يكن من ضمن مفرداتها زيارة سوريا ولا اجراء مصالحات مع آخرين. ما يعنينا كان ان تعود الامور الى اقتناعات محددة حول العروبة وفلسطين والمقاومة والصراع العربي - الاسرائيلي. وهذه العناوين العامة يمكن ان تبرمج الكثير من التفاصيل التي كان يتم الاختلاف حولها. عندما حددنا العناوين العامة، لم يتم البحث في زيارة جنبلاط لسوريا ولا في دور لـ"حزب الله" في التمهيد لهذه الزيارة، وهو اعلن انه سيعالج الموضوع مع سوريا على طريقته، ويعرف كيف يصل الى حل في هذا الاتجاه. ربما هناك من استعجل طرح الامور، ولم يكن الامر مطروحا في شكل واقعي.

• هل في الشارعين الدرزي والشيعي حالة من الاطمئنان المتبادل، علماً اننا مقبلون على عام جامعي جديد، فهل بدأ لقاءات القيادات يفرض نفسه على الشارع؟

- بدأت تتسرب التهدئة الى مستوى الكوادر الوسطى، ونأمل في ان تنساب نحو الجمهور. وما يطمئن في هذا الامر هو ان ثمة قيادة مركزية لدى الطرفين، وان هناك ارادة تنظيمية، تواكب المصالحة السياسية اذا صح التعبير. المشكلة تقع حين لا تكون هناك ارادة تنظيمية ولا ارادة سياسية اصلا، وهذا ليس موجودا في حالتنا مع وليد جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي.

• المسيحيون تمهلوا عامي 2001 و2002 في الثقة بوليد جنبلاط وبانه سائر حقا في الخط الاستقلالي. اليوم هل انتم تثقون بان قرار جنبلاط السياسي نهائي؟

- نحن مرتاحون ليس مع حالة وليد جنبلاط فحسب، بل حتى مع خصومنا السياسيين. العلاقات السياسية لا تبنى على اساس ثقة، بل على اساس فهم المصالح المشتركة او المتعارضة. وعلى اللبيب ان يدرك اين يسرع، وان يبطىء حركته على مستوى العلاقة.

• ما كان خائفا منه جنبلاط في شأن الصراع السني – الشيعي لا يزال موجودا، بدليل ما عبّر عنه اخيرا النائب محمد كبارة والنائب السابق مصطفى علوش، وهو ما يعني ان الامور مع "المستقبل" لا تسير كما هي الحال مع الاشتراكي؟

- نعمل على انضاج الامور مع "تيار المستقبل" اكثر مما هي الان. العلاقة مع سعد الحريري ستبقى ايجابية. وسنواصل تبادل وجهات النظر والحض في اتجاه تنفيس الاحتقان الموجود، وسنستعين ايضاً ببعض الاصدقاء اذا كانت ثمة حاجة الى ذلك.

• ما تعليقك على تصريحي كبارة وعلوش؟

- استبعد ان يكونا يعبّران عن توجهات الشيخ سعد. وجزء من المشكلة التي تواجهنا معه ان ليست هناك بنية تنظيمية تستطيع ان تتابع الضوابط التي تترجم الارادة السياسية.

• حتى ولو لم يعبّرا عن الحريري، فهما يعبّران عن واقع سني في طرابلس، الا يتركان تأثيراً في رأيك على الشارع السني؟

- لا اعتقد ان وضعهما يسمح لهما بذلك.

• كيف تتصور وضع البلد اذا طال التشكيل؟

- لبنان حاجة اقليمية ودولية، لذلك سيبقى دائما نابضا بالحياة.

• الا تقلقون ابدا على البلد؟

- لا نقلق على الكيان، اما على الوضع فبلى، ولكننا لا نعيش هاجس الرعب مما قد يتوهمه البعض او ينتظرونه. نحن قلقون على اوضاع الناس، والفرص التي تضيع، وخيبات الامل التي ستصيب البعض. اما ان ننتظر ان تحدث امور تغيّر المعادلات وتقلب الطاولة على وضع سياسي، فهذا لن يحصل. في لبنان لا احد يقلب الطاولة على احد.

• واذا طال الوضع الحالي، الا تخافون ازدياد التوتر؟

- بالعكس قد يحصل انفراج او تنفتح آفاق جديدة ويتم التكيف.

• التكيف مع الفراغ كما جرى مع الفراغ الرئاسي؟

- لا. تكيّف اصحاب المشاريع الخارجية مع الامر الواقع المعوق لمصالحهم في الداخل.

 

 مشكلة حكومية صغرى.. وأخرى كيانية كبرى  تعطّل المؤسسات انعكاس لما هو أكثر استعصاء

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: وسام سعادة/المستقبل

 إذا تشكّلت الحكومة في الآتي من أيّام أو تأخّر تشكيلها فالثابت هو إستمرار المرض العضال الذي تتعايش معه البلاد، والذي ما كان التنبّه لأبعاده بالمستوى المطلوب إلى حين إنقضاء زمن الوصاية، وما زلنا منذ أربع سنوات نحاول تشخيص هذا المرض دون ابتكار أي علاج مناسب لإستعصائه، أو حتى لوقف استفحاله.

عشية لحظة نيل الإستقلال الثاني كان ثمّة من يمنّي النفس بأنّ معافاة الجسد اللبنانيّ ستتأمّن ولو بشكل تدريجيّ، وحتى عندما انشطر اللبنانيّون بين 8 و14 آذار كان ثمّة من يطمئن نفسه والآخرين بأنّ هذه الإنشطار من عوارض الإنسحاب السوريّ وأنّ الناس، في الساحتين، تتنفّس الصعداء من أفول الوصاية، ولن تتأخر حتى يلتئم شملها في عقد جديد أو في تقاسم نافع وواقعيّ للحصص والمسؤوليات.

حتى إذا تحقّق الجلاء السوريّ بانَ العكسُ تماماً، فما برز على السطح في إثره، كمشكلة عويصة، بل مستعصية، بل مستفحلة، برهن يوماً بعد يوم، على أنّه يعبّر عن تناقض داخليّ غير مسبوق في تاريخ الكيان اللبنانيّ، وأنّ مستوى التوتّر العالي لهذا التناقض الداخليّ وهو ما تمنعه من أن يبلغ خواتيمه المطيحة بالتجربة الكيانيّة اللبنانيّة، الأمر الذي يبقي هذا التناقض الداخليّ عند مستوى تغلّب فئة على سواها وتمتّعها بهذا التغلّب وبين تعطيل عمل مؤسسات الدولة أو حتى تعطيل قيامها لغير سبب وذريعة.

كيف حدث إذاً أنّ أحداً لم يبصر المرض العضال في سنوات السعي وراء تحقيق السيادة والحرية والاستقلال (2000-2005)، أو بمعنى آخر، لم يجر إرفاق هذا السعي الإستقلاليّ بأيّ مقاربة منهجيّة لطبيعة المرض العضال الذي إن زالت الوصاية استشرى في أنحاء الجسد اللبنانيّ واستشرس؟

نخال أنّ هذا السؤال يسند اليوم كل الأسئلة الأساسيّة التي ينبغي طرحها، في إطار الحراك الإستقلاليّ اللبنانيّ. فهل عانى هذا الحراك من "خطأ أصليّ" عندما نادى بالإستقلال ولم يزوّد نفسه بعدّة كافية لمعالجة تحدّيات ما بعده؟ هل كان الحراك الإستقلاليّ أسير مقاربة محض "تجريبية" قصيرة النظر بحيث لم يعن بهذا التناقض الداخليّ، الجوهريّ، الذي أظهرت السنوات الماضية، خطورته على الكيان اللبنانيّ، وموقعه المتقدّم على خارطة الفتنة المذهبية الإقليميّة؟

أم كان الحراك الإستقلاليّ، على العكس من ذلك، ضحيّة مقاربة قائمة على المغالاة في "طول النظر" بحيث أنّه كان يمهّد، عندما تحقّق الجلاء لمعالجة مضنية للمرض العضال ولسنوات مريرة؟

يتحوّل السؤال إذاً إلى التالي: هل نحن اليوم، ورغم كل شيء، في لحظة من لحظات المعالجة المضنية للمرض العضال الذي يحول دون الإستقرار ويعلّق المنفعة المفترضة من استرجاع الإستقلال ومن إنتعاشة الديموقراطية لا سيما بعد الإنتخابات الأخيرة؟ أم أنّنا في المقابل، في لحظة من لحظات تمادي المرض العضال في الجسم اللبناني كما عهدناه بحيث ينبغي إعادة تركيب هذا الجسم ما دام علاج المرض مستعصياً ومستحيلاً؟

ليست ملامة الحركة الإستقلاليّة لأنّها لم تشخّص هذا المرض قبل الأوان. فكما في لبنان، كما في جيورجيا كما في أوكرانيا، كانت الحركات الجماهيرية المدنية الديموقراطية على موعد مع "مرض عضال" ينتظرها في إثر الإنتصار التاريخي الذي تحققه، ولم يكن أحد في هذه البلدان ليقدّر مسبقاً أبعاد المرض العضال. لكن المطروح على جدول أعمال الحراك الإستقلالي اللبنانيّ كما الحراكين الإستقلالي والديموقراطي الجيورجيّ والأوكرانيّ هو واحد: تقدير ما إذا كان ممكناً الإستعداد لمرحلة طويلة من التعايش مع "المرض العضال" على الصعيد الوطنيّ، ما دام الغرب يدخل، ومنذ إنتخاب باراك أوباما رئيساً، في مرحلة تعايش مع "المرض العضال" على الصعيد العالمي. في الواقع، لا تملك بلدان موجة التوسّع الديموقراطيّ الأخيرة نحو الشرق سوى التحايل على نفسها تحت مسمّى "التعايش مع المرض العضال" أو غير ذلك من الأسماء التلطيفيّة للمشكلة، وهذا التحايل سواء طال يوماً أو شهراً أو سنة يظلّ موقتاً لأنّه لا يمكن للغرب أولاً أن يظلّ في مرحلة تعايشه هو مع ما يبرز في موازاته كـ"مرض عضال" على الصعيد العالميّ، ولأنّ "المرض العضال" نفسه غير راغب في أن يحاصره أحد.. بداعي "التعايش معه"، بل يتعامل مع كلّ دعوة، ولو صادقة أو حتى "انهزامية"، للتعايش، على أنّها مؤامرة لمحاصرته، وللغدر به.

   

العودة الى الأب

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: زياد ماجد المصدر:

Now Lebanon   

يسجّل النظام السوري منذ فترة محاولة عودة في سياسته الخارجية الى أسلوبه القديم والى بحثه عن أدوار متوازية كان يلعبها على مدى ثلاثة عقود خلت. فبعد عامين عصيبين عليه في الـ2005 والـ2006 إثر اغتيال الرئيس الحريري واضطراره لسحب جيشه من لبنان وبدء التحقيق الدولي عمله، تنفّس نظام دمشق الصعداء تدريجياً ابتداء من العام 2007 مستفيداً من تفاقم المأزق الاميركي في العراق وحاجة الأميركيين الى تنسيق حدودي معه، ومن الرغبة الاسرائيلية في استقراره خوفاً من البديل المجهول على حدود الكيان العبري الشمالية، ومن الدعم التركي له الهادف الى إبقاء أكراد سوريا بعيدين عن أكراد العراق والمحافظة على جار جنوبي موالٍ ومريح. كما استفاد من حربي تموز 2006 في الجنوب اللبناني ثم كانون 2009 في غزة وما رافقهما وتلاهما من ارتباك دول ما يسمّى بمحور الإعتدال العربي ومصالحة بعضها له، ومن الانفتاح الأوروبي عليه والفرنسي تحديداً مع وصول ساركوزي، ثم من نهاية ولاية جورج بوش وعودة السياسة الأميركية الى البراغماتية بعد مرحلة إيديولوجية طويلة، فقرّر بدوره العودة الى أسلوب العمل الذي كان الرئيس الأسد الأب كرّسه طيلة سنوات حكمه.

ما هو هذا الأسلوب؟

يمكن تعريفه بوصفه سعياً دائماً الى إيجاد الحاجة الدولية لدور سوري في التوّسط لحلحلة مشاكل إقليمية (يتسبّب هو نفسه بخلق بعضها) بهدف قبض ثمن الحلحلة أو مقايضة الثمن المذكور بأمور أخرى تضمن للنظام إكسيره. 

وللمراقب أن يتذكّر أن الأسد الأب كان صديقاً للاتحاد السوفياتي وساعياً في الوقت نفسه الى فتح كل الخطوط مع الأميركيين، ثم حليفاً رئيسياً لإيران في حربها مع العراق وركناً من أركان "الثلاثي العربي" (الذي ضمّه الى السعودية ومصر، بعد مروره في "جبهة الصمود والتصدي"). وكان نظامه مساهماً في نشر الفوضى في لبنان ووسيطاً لتهدئة الأمور فيه، ومسهّلاً لخطف الأجانب في بيروت ثم مرسالاً بين دولهم والخاطفين.

واليوم، بعد سنوات عزلة بدأت أميركية عام 2003 ثم صارت دولية وخليجية ومصرية بعد عام 2005، عاد النظام الى قديمه.

يتيح انتخاب رئيس جمهورية في لبنان بعد تعطيله الأمر لأشهر طويلة مقابل التطبيع معه، يدّعي القدرة على ضبط "حزب الله" و"حماس" واصطحابهما الى طاولة المفاوضات ويؤّمن الدعم اللوجستي والعسكري لهما، يترك الغرب يراهن على إمكانية فك ارتباطه بإيران شرط ضمان مستقبل حكمه ثم يؤكد ثبات تحالفه مع الجمهورية الإسلامية وقدرته على التأثير إيجاباً فيها وإفادة الغرب نفسه من تحالفه هذا (ولعلّ وساطته للإفراج عن الموظفة في السفارة الفرنسية في طهران والمدرّسة الفرنسية في إصفهان رسالة أراد توجيهها في هذا الاتجاه وحصل على شكر فرنسي حار لقاءها!) والأهم، يدعو لحلف إيراني تركي سوري عراقي، ولا يمانع من حلف مواز مع السعودية ودول الخليج. لكن هل سينجح هذه المرة في استعادة قديمه وتجديده؟ وهل ثمة حاجة اليوم الى "قطر ثانية" في المنطقة؟ قد يكون الجواب عن السؤال برسم ما سيجري في الأشهر القادمة بين إيران وإسرائيل والغرب في الشأن النووي وارتدادات ذلك عربياً ودولياً. في الإنتظار، يدفع الشعب السوري ثمن ارتياح النظام الى وضعه ونسيان عواصم "حقوق الإنسان" للسجناء السياسيين القابعين في زنزاناته.

ولاحقاً قد ندفع نحن اللبنانيون الثمن، إن لم نسرّع في إعادة تشكيل سلطاتنا السياسية وتحصين مؤسساتنا الأمنية. ذلك أننا اعتدنا أن يُصرف عندنا كل فائض في نجاح النظام السوري، كما كل فشل ذريع...

 

سوريا... عود على بدء؟

تاريخ في: 2009-08-25

الكاتب: سعد كيوان المصدر: الأنباء 

بعد ما أتحفتنا جريدة "تشرين" السورية الأسبوع الماضي بتحليلها الحِكمي والقيِم حول مواقف وليد جنبلاط الأخيرة، والنعوت التي كالته له وللأكثرية، واعتبارها ان غزوة 7 ايار 2008 "شكلت بداية لفشل المشروع الصهيوني في لبنان" (كذا)، ها هي زميلتها التوأم صحيفة "البعث" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم تشطح في تدخلها السافر في الشأن الداخلي اللبناني، عبر الهجوم الذي شنته أمس الأول على الرئيس المكلف سعد الحريري متبنية تسمية ميشال عون له ب"النائب المكلف"، وطالت بسهامها البطريرك نصرالله صفير من دون ان تسميه لدعوته الى تشكيل حكومة من الأكثرية النيابية... وبتنا الآن بانتظار ان تدلي صحيفة "الثورة" بدلوها في الأسبوع المقبل كي يستدل اللبنانيون "الطريق القويم"!

فماذا قالت صحيفة "تشرين"؟ بداية أبدت أسفها لمرور شهرين تقريبا على تكليف الحريري من دون ان يلوح في الأفق "هلال الحكومة الذي لا يزال متواريا" (استعارة رمضانية!)، ما يعني ان على اللبنانيين، بحسب الصحيفة المذكورة، انتظار "ما ستؤول اليه الاتصالات والمشاورات والتدخلات الخارجية" التي ترجمتها ب"أنباء عن مساعي مصرية-سعودية للابقاء على حكومة تصريف الاعمال مع رغبة مصرية في اعادة تكليف فؤاد السنيورة بتشكيل الحكومة مجددا...".

ولكن ماذا عن التدخلات السورية؟ هل أن الصحيفة لا تعتبر تدخل سلطتها تدخلا خارجيا بل "تدخلا أخويا" لتسيير أمور "الشعب الواحد في دولتين" الذي عاد وكرره وئام وهاب الذي يقوم هذه الأيام مقام السفير السوري المقيم و"غير المنظور"؟ واذا كان هذا التدخل "أخويا" فلماذا اذا لا تضغط أو تمون على حلفائها واتباعها في لبنان كي يسهلوا مهمة الرئيس المكلف وليس "النائب المكلف" بدل ان تتبنى مواقف عون الاستفزازية وتشيع في الكواليس والاتصالات الجانبية انها لا تمون عليه؟ أم أنها تقر، أو الأصح تريد الايحاء انه بات على "الموجة الايرانية" ما يعفيها من أي مسؤولية مباشرة في هذا المجال؟ وهل انه لم يكن لها دور فاعل في اقرار صيغة 15+10+5 لتشكيلة الحكومة الجديدة التي يسعى عون للتنصل منها؟

أيضا وايضا، لماذا يتسلح الحليف نبيه بري ب"الصوم عن الكلام" منذ مدة بعد ان كان هلل وباصرار على ان الحكومة ستبصر النور في نهاية تموز الماضي؟ وهل يفهم من "تحليلات" صحيفة "البعث" ان ليس هناك تقاربا أو تفاهما أو على الأقل تواصلا بين السعودية وسوريا حول مسألة تسهيل مهمة الرئيس المكلف، فتراها تتكلم عن "تسريب أنباء عن مساعي مصرية-سعودية للابقاء على حكومة تصريف الاعمال"؟ أم أن دمشق تعتبر نفسها "قدمت" كثيرا عندما سهلت (أي لم تتدخل) حصول الانتخابات النيابية الأخيرة التي جاءت نتائجها بعكس ما كانت تتوقع أو بعكس ما توقع حلفاؤها، ولذلك تحاول الآن عرقلة تشكيل الحكومة بانتظار "مكافأة ما" في "الساحة الاقليمية الواسعة"؟

كما ان "البعث" تذهب بعيدا في "توقعاتها" لتراقب التحركات الخاصة والشخصية للرئيس المكلف متساءلة عن سفره الحريري الى السعودية "تاركا الساحة الداخلية تتقلب على نار التوقعات والتقلبات والتكهنات"، ثم تربط بين سفره و"تسريباتها" عن احتمال أعادة تكليف السنيورة... في ما يبدو انه محاولة ايقاع مبتذلة ورخيصة بين السنيورة ورئيس "تيار المستقبل"!

غير ان "توقعاتها"، التي نسبتها الى "تقارير من بيروت" والى "مكتب وكالة الانباء السورية سانا" لم تسعفها كثيرا بدليل ان الحريري قد عاد أمس الى بيروت بعكس ما روجت له "البعث" من أن "الزيارة ستطول أكثر من السابق..."!

وتسترسل "البعث" في تحليلها قائلة ان "اللافت مجددا هو دخول أطراف روحية على خط تشكيل الحكومة ودعوتها مجددا الى حكومة تمثل الأكثرية...".  فهل بات أمرا مستهجنا أن تشكل حكومة من الأكثرية عملا باحكام نظامنا الديموقراطي البرلماني؟ نفهم ان النظام في سوريا يقوم على شيء آخر، ولكن اذا كان المقصود تسويق بدعة "المشاركة" و"التوافق" كما يطرحها ويفهمها جماعة 8 آذار فهذا من باب ذر الرماد في العيون...

ثم باي حق يتم التعرض للصرح البطريركي الماروني ولدوره الجامع والساهر على الوفاق الداخلي؟ ان هذا الكلام يشكل افتئاتا على مرجعية بكركي ودورها الوطني والتاريخي الذي اضطلعت به منذ ما قبل الاستقلال، والتي لم تفرط يوما بوحدة وسيادة واستقلال لبنان.

نأمل ان لا تكون "حليمة عادت الى عادتها القديمة"، أم أنها أساسا لم تقلع عنها!

 

صفير يحاول تثبيت أسس نظام في طور الإنزلاق

الشرذمة تضع الأطراف المسيحيين في واجهة الصراع 

تاريخ في: 2009-08-25

 روزانا بومنصف/ النهار  

يحاول البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير جاهدا تثبيت اسس النظام الديموقراطي الذي تم التوافق عليه في اتفاق الطائف، على قاعدة ان النظام السياسي في لبنان هو نظام برلماني ديموقراطي مثل كل الديموقراطيات او الانظمة التي تترجم عمليا دساتيرها على هذا الصعيد. لذلك يصر البطريرك على نحو متشدد على ان تتألف حكومة من الغالبية النيابية التي فازت في الانتخابات لادراكه على نحو عميق مقولة ان العربة التي يجرها حصانان في اتجاهين معاكسين تراوح مكانها ولا يمكن ان تتقدم.

ويروي احد زوار البطريرك انه بعدما تحدث معه طويلا عن التعقيدات التي يواجهها تأليف الحكومة واصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، لم يتوان البطريرك بعد اللقاء عن اعلان تمسكه بتأليف حكومة وفق معايير الديموقراطية المرتكزة على حكم الاكثرية ومعارضة الاقلية. وما يقوله البطريرك واقع لا يمكن انكاره او تجاهله ما دام لبنان شهد الترجمة العملية لذلك من خلال ما عرف بالثلث المعطل بعد اتفاق الدوحة، وما تتجه الحكومة العتيدة الى اعتماده متى تجاوزت الشروط التعجيزية التي تمنع تأليفها حتى اليوم.

 ولا يلام البطريرك الماروني على ذلك، في رأي مصادر سياسية، فمن شب على شيء شاب عليه، والبطريرك جاهد من اجل ثوابت ومبادئ بعضها تحقق وبعضها الآخر في طريق الاندثار. ومن بين ذلك النظام اللبناني الحالي الذي لم يعد يشبه واقعيا لا التركيبة اللبنانية ولا الواقع اللبناني. بل ان هذا النظام بات ينزلق الى شيء لا يمكن تبين معالمه النهائية من اليوم بعدما اظهرت التطورات في الاعوام الاخيرة ان لبنان الذي نجح في اخراج القوات العسكرية السورية من أراضيه مستعيدا سيادته واستقلاله وقراره الحر عاد ساحة صراعات سياسية وغير سياسية في مرحلة من المراحل، وهذه تساهم في تغيير صورة لبنان التي عرفها وارادها البطريرك ومعه كثيرون من الذين استشهدوا من اجل ذلك. وبعدما شهد هذا النظام تغييرا جوهريا يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، باتت صلاحيات رئيس الحكومة بدورها على المحك. وما يجري من محاولة لفرض تسمية الوزراء من دون قدرة رئيسي الجمهورية والحكومة على الاعتراض او الرفض، هو تغيير بقوة الامر الواقع والتعطيل القسري الذي يؤدي الى أمر آخر يختلف عن النظام الذي لا يزال البطريرك يناضل من اجل اعادته. والانزلاق يحصل في اتجاه فيديرالية طوائف على طريقة "اللويا جيرغا" الافغانية التي ستجد طريقها على الارجح كتعبير معتمد سياسيا وعملانياً، الى درجة ان احدا لا يرى ضرورة للاعتراض على التسمية التي باتت مألوفة في وسائل الاعلام وعلى ألسنة بعض السياسيين، كما لا يرى احد ضرورة للاعتراض على كلمة فيديرالية الطوائف بعدما كان هذا التعبير وحده سببا او عذرا لجولات عسكرية ايام الحرب الاهلية.

وهناك جانب آخر يتصل بمواقف البطريرك الماروني من جهة، ومنتقديه من الموارنة من جهة اخرى الذين مهدوا ولا يزالون يمهدون السبل امام مهاجمة البطريرك من خارج ومن طوائف اخرى، على نحو يعكس التجاذب لا بل التمزق الذي تعيشه هذه الطائفة لأسباب وطموحات شخصية وضيق افق ورؤية بعيدي المدى. ففي حين لا يزال البطريرك يؤمن بأن رئاسة الجمهورية هي الموقع الضامن والمعبّر عن المسيحيين الذين مزقتهم وهجّرتهم الحروب على لبنان، كما الحروب بين ابناء الطائفة نفسها ينحو آخرون الى افراغ الرئاسة من مضمونها. وهذا احد ابرز وجوه الخلافات ومظاهرها، الى جانب ظواهر الانقسام العمودي القائم منذ ما قبل الانتخابات النيابية والمستمر ما بعدها. وقد كانت ردود الفعل على استدارة النائب وليد جنبلاط وموقفه الاخير بمثابة اعتراض على محاولة تغيير او تبديد هذا الانقسام في المرحلة الراهنة ومن كل الاتجاهات، بحيث انه ليس مسموحا ولا متاحا راهنا التبديل فيه حتى اشعار آخر، بصرف النظر عن التوقيت والاسلوب اللذين لم يوافق كثيرون النائب جنبلاط فيهما، ومن هذه الزاوية فان ما يتجه اليه البطريرك ايضا في تأكيده تأليف حكومة للاكثرية فيها الرأي الراجح يستدرج ردودا من المعارضة ومن داعميها الاقليميين، لان هذا الاتجاه يمنع تكريس الانزلاق السياسي في النظام السياسي الذي حصل حتى اليوم.

في هذا الاطار يشغل الوضع المسيحي المشرذم حيّزاً كبيراً من الاحاديث السياسية بعيدا من الاعلام تماما كما يشغل الوضع الحكومي الاهتمام، علماً ان الاخير لا يبدو مهما  كالوضع المسيحي. اذ ان بلدانا عدة مماثلة في تركيبتها السياسية المعقدة تشهد ازمات حكومية كبيرة على غرار بلجيكا التي عاشت ازمة حكومية حادة العام الماضي، او حتى اسرائيل ايضا التي اضطرت الى ائتلاف حكومي مرتبك ومربك في وقت واحد. في حين ان الافرقاء المسيحيين هم مجددا في واجهة الصراع بما فيه الصراع الداخلي القائم على تأليف الحكومة وكذلك بالنسبة الى الصراع الخارجي، ولكن الطائفة ككل ليست في موقع التأثير مجدداً او الثقل لترجيح كفة القرار ولا كذلك اي من مكوناتها. ولو تعمّق المسؤولون المسيحيون في ما يفكر فيه مناصروهم للاحظوا مخاوف كبرى من هذا الانزلاق الذي يستشعره الجميع في شكل او في آخر على نحو لا يوحي الاطمئنان بل هو يوحي الاضطراب والخوف ايضا.