المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
3 كانون الأول/2009

انجيل لوقا 15 /11-32

وَقَالَ يَسُوع: "كانَ لِرَجُلٍ ابْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ الـمِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذـلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذـلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الـخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الـخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الـخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الـخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا هـهُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَاجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا... فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الـحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، واجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ الـمُسَمَّنِ واذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ابْنِيَ هـذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ في الـحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ واقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ الـمُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هـذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولـكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هـذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ الـمُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولـكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هـذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد".

 

مأتم مهيب للمطران اميل عيد في كاتدرائية مار جرجس المارونية

البطريرك صفير: كان وفيا لوطنه وحرص على كهنوته من ان يعلق به أي غبار

وطنية - أقيم مأتم مهيب بعد ظهر اليوم، لراحة نفس الوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما سابقا والقائم بمهام عليا في مختلف الدوائر الفاتيكانية خصوصا في التعليم والقضاء والتشريع والتمثيل الديبلوماسي لدى المجلس الاوروبي المطران اميل عيد، في كاتدرائية مار جرجس المارونية. وترأس الصلاة لراحة نفسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير يحيط به رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر والمطارنة: رولان ابو جودة، ريمون عيد (شقيق الفقيد) والياس نصار.

وحضر ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب سليم سلهب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري محافظ بيروت ناصيف قالوش، السفير البابوي غبرييللي كاتشيا، اعضاء مجلس المطارنة الكاثوليك، متروبوليت بيروت وجبل لبنان لطائفة الروم الكاثوليك المطران يوسف كلاس ومطران السريان الكاثوليك انطوان بيلوني ولفيف من الكهنة.

كما حضر نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون ممثلا رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، النائب جورج عدوان، الوزراء السابقون ادمون رزق وجوزف الهاشم والياس حنا، النائب السابق حبيب حكيم، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الدكتور انطوان صفير، ممثلون عن القيادات العسكرية وشخصيات نقابية وحزبية ورؤساء عامون ورئيسات عامات وراهبات.

البطريرك صفير

وبعدما قرأ المطران مطر الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير كلمة رثى فيها الفقيد فقال: "تممت سعي وحفظت ايماني (رسالة القديس يوسف بولس الثانية الى تلميذه تيموتاوس 10,3). غياب المأسوف على فضيلته وعلمه، اخينا صاحب السيادة المطران اميل عيد، خسارة كبيرة على كنيستنا المارونية. لقد قضى معظم حياته الكهنوتية والاسقفية في روما عاصمة الكثلكة. فما ان تقبل درجة الكهنوت المقدسة حتى ارسله المثلث الرحمة البطريرك بولس المعوشي الى روما في اوائل الخمسينات ليكون فيها وكيلا بطريركيا. وقضى في هذه الوظيفة قرابة نصف قرن، وكان في الوقت عينه مسؤولا عن صياغة الحق القانوني الشرقي مع معاونيه.

كان المثلث الرحمة المطران اميل عيد وفيا لربه ولوطنه ولكنيسته. نشأ في عائلة مؤمنة اعطت الكنيسة المارونية، عمه الخوراسقف، الذي كان خادما لبعض الرعايا المارونية في الولايات المتحدة، واعطتها مطرانين هما الفقيد وشقيقه المطران ريمون الذي كان مطران دمشق، وهو الان متقاعد. فأراد الفقيد ان يتأثر خطى المرحوم عمه على طريق الكهنوت، واصبح كاهنا للرب في اوائل الخمسينات ومطرانا في اوائل الثمانينات وكان الكاهن والاسقف الذي يضع رسالته الكهنوتية والاسقفية فوق كل اعتبار، ولم يعد يلتفت الى الوراء.

كان وفيا لوطنه فحرص على كهنوته من ان يعلق به أي غبار، وقد جمع الرعية المارونية في روما، خصوصا أيام الآحاد والاعياد، وكان يلقي على افرادها المواعظ النابعة من الانجيل المقدس وبلغة ايطالية صافية. وكان يحرص كل الحرص على التقيد بأوامر السلطة الكنسية القائمة. وكان أبناء الرعية يجدون لديه كل مساعدة ممكنة وغالبا ما كان يتدخل لتسهيل الامر على هذا او ذاك من أبناء الرعية الذين كانوا في حاجة الى مساعدة. وترك مؤلفا في القانون سماه: "وجه البطريرك في القانون".

وكان وفيا لكنيسته، فهو من حرص قدر المستطاع على تخليص الامور التي كانت عالقة في عهد سلفه المرحوم المونسنيور السمعاني، وهو من اعاد بناء المدرسة المارونية في روما وألبسها حلة قشيبة، بعدما كانت غرفا برسم الايجار وتعود ان يستقبل الكهنة الدارسين بالترحاب ويسهل عليهم اسباب اقامتهم في المدرسة المارونية ومتابعة دروسهم في جامعات روما، ولعلهم اليوم يتعدون العشرين كاهنا من بلدان مختلفة، وطوائف مختلفة يسلكون في المدرسة المارونية.

وقد شغل وظيفة امين سر لجنة صياغة الحق القانوني الشرقي وكان محاميا عن العدل ثم قاضيا في محكمة التوقيع الرسولي، ومستشارا في مجمع الكنائس الشرقية، وعضوا في اللجنة المسكونية الابرشية روما، وكان يعلم الحق القانوني الشرقي والغربي في جامعات روما.

وعاد الى لبنان وطنه منذ ما يقارب الخمسة اعوام ليكون بين ذويه واهله وما جنبه الله الاوجاع في أواخر ايامه، فتحملها بصبر المؤمن بجدوى الالم اذا قرنه المؤمن بآلام السيد المسيح.

وانا اذ نودعه اليوم الوداع الاخير بالصلاة، سائلين الله ان يجزل له المكافاة في دار النعيم نتقدم باسمنا وباسم اخواننا اخوانه السادة لأساقفة الموارنة من اله وذويه بالتعزية القلبية، سائلين الله ان يجزل له الثواب في دار النعيم، وان يسكب على جميع من فجعوا بفقده بلسم العزاء.

عن كرسينا في بكركي في الثاني من كانون الاول سنة 2009".

وتلا السفير البابوي برقية تعزية وجهها الكاردينال تارسيسيو برتوني سكرتير قداسة البابا الى البطريرك صفير وعائلة الفقيد عدد فيها مزايا الراحل ودعا فيها الله الى ان "يستقبل في ملكوته روح الراعي الذي خدم الكنيسة بمحبة واقدام خلال حبريته وكهنوته". وقال: "ان قداسة البابا يصلي من كل قلبه الى كل من آلمه غياب المطران اميل عيد من محبين واهل واصدقاء". ثم تقبل اهل الفقيد التعازي داخل الكنيسة وسيوارى الثرى في مدافن الكهنة سان اغوسطينوس في عين سعادة. تقبل التعازي يومي الخميس والجمعة 3و4الحالي في قاعة كنيسة القلب الاقدس - شارع سامي الصلح - بدارو، من العاشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساء.

 

تدريبات في قوسايا وتوسيع رقعة المخيم

موقع القوات/في معلومات خاصة بموقع "القوات اللبنانية" ان تدريبات بالاسلحة الرشاشة والصاروخية اجريت الاربعاء في مخيم قوسايا في البقاع.

وقد افادت المعلومات ايضا انه تم توسيع رقعة المخيم الذي كان يمتد من ماسا الى قوسايا فاصبح يمتد اليوم من ماسا الى قوسايا الى عين كفرزبد.

 

مصادر قضائية لـ"المركزية": لبنان سيتسلم نحو 170 محكوماً من سوريا

موقع القوات/كشفت مصادر مقربة من اللجنة القضائية اللبنانية المكلفة متابعة قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية عن مساع تبذلها اللجنة القضائية اللبنانية ووزير العدل ابراهيم نجار مع الجانب السوري لتسلم المحكومين اللبنانيين في السجون السورية الذين سبق وأعلن عن اسمائهم في لوائح سابقة تسلمها الجانب اللبناني من نظيره السوري.

وفي ما لم يعرف ما اذا كان هؤلاء الذين سيفرج عنهم هم من معتقلي الحرب ام معتقلين سياسيين ام محكومين جنائياً، اكدت المصادر لـ"المركزية" ان عدد هؤلاء يتراوح بين 170 و180 لبنانياً، أوقفوا في أوقات مختلفة. وتابعت المصادر ان الافراج عن المحكومين اللبنانيين يأتي في إطار اتفاق موقع بين البلدين يسمح بذلك على ان يستكمل هؤلاء فترة محكوميتهم في لبنان بعد ان تتسلمهم السلطات اللبنانية. وكشفت المصادر عن ان اللجنة المشتركة اللبنانية – السورية ستعقد اجتماعاً السبت 12 الجاري لاستكمال البحث في ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ولمتابعة إجراءات الإفراج عن المحكومين.

 

البيان الوزاري أقر: تسجيل اعتراض لحرب وتحفظ لوزراء "القوات"و "الكتائب" وفرعون

نهارنت/أقرّ مجلس الوزراء في جلسة رأسها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء كافة البيان الوزاري الذي اعدته اللجنة الوزارية المكلفة صياغته مع نسجيل اعتراض الوزير بطرس حرب على البند السادس المتعلق بالمقاومة وتحفظ وزيري "القوات اللبنانية" ابراهيم نجار وسليم وردة ووزير "الكتائب" سليم الصايغ والوزير ميشال فرعون. وأشار وزير الاعلام طارق متري بعد انتهاء الجلسة الى أن الرئيس سليمان استهل الجلسة بالحديث عن انعكاس الجو الهادىء على الاقتصاد والوضع المالي، على الرغم من أن الازمات المالية التي يشهدها العالم تدعونا الى اليقظة. وأضاف : "وتحدث الرئيس سليمان عن اسرائيل التي ما زالت تهددنا وضرورة التعامل معها بروح المسؤولية الوطنية، كما أطلع الوزراء على الزيارة التي قام بها الى سوريا والتي تخللها مناقشة الوضع العالم في المنطقة والتطورات في فلسطين والعلاقات الدولية وعملية السلام ودور لبنان في مجلس الامن ومتابعة البيان المشترك اللبناني السوري". وأوضح متري أن سليمان أطلع الوزراء أيضًا على عزمه زيارة الولايات المتحدة مع وزيري الخارجية والدفاع. بدوره أطلع الحريري، حسب متري، مجلس الوزراء على عزمه السفر الى قمة كوبنهاغن التي تبحث قضايا المناخ والاحتباس الحراري. وقدم الحريري عرضاً مختصراً عن عمل لجنة الصياغة، مشددًا على روح الحوار التي سادت اعمالها، ونوّه بضرورة الالتزام الوزاري عدم تسريب المسودات الى وسائل الاعلام. ولفت متري الى أن "البيان الوزاري أقر دون تعديل، لكن الوزير بطرس حرب اعترض على البند السادس المتعلق بالمقاومة وأربعة وزراء تحفظوا عليه"، معتبرا أن "التحفظ امر طبيعي ومشروع، وكان متوقعاً، وهذا الامر لا يعني ان هناك معارضة داخل الحكومة". وسُجّل في المحضر اعتراض الوزير حرب وتحفظ الوزراء فرعون ونجار ووردة والصايغ. وأكد متري أن الوزراء المعنيون بالتحفظ أو الاعتراض هم من أشد الوزراء تشديدًا على التضامن الوزاري، وهذا أمر وارد في مقدمة البيان، وهم قالوا أكثر من مرة إن موقفهم المبدئي لجهة الاعتراض او التحفظ على هذه البند السادس من البيان لا يعني أنهم كتلة معارضة داخل الحكومة". وأضاف: "نحن حكومة واحدة متضامنة، وهناك عدد من الوزراء أرادوا التعبير عن عدم ارتياحهم وسجلوا هذا بصيغة الاعتراض او التحفظ".

 

الوزير متري بعد جلسة مجلس الوزراء:البيان الوزاري اقر بدون تعديل

والوزراء نجار ووردة والصايغ وفرعون تحفظوا عن بند المقاومة والوزير حرب اعترض

وطنية - اذاع وزيرالاعلام الدكتور طارق متري مقررات جلسة مجلس الوزراء وقال:" تحدث فخامة الرئيس ميشال سليمان في مستهل الجلسة عن انعكاس الجو الهادىء على الاقتصاد والوضع المالي، على الرغم من أن الازمات المالية التي يشهدها العالم تدعونا الى اليقظة، كما تحدث عن اسرائيل التي ما زالت تهددنا وضرورة التعامل معها بروح المسؤولية الوطنية، كما أطلع الوزراء على الزيارة التي قام بها الى سوريا والتي تخللها مناقشة الوضع العالم في المنطقة والتطورات في فلسطين والعلاقات الدولية وعملية السلام ودور لبنان في مجلس الامن ومتابعة البيان المشترك اللبناني السوري، واطلع الرئيس سليمان الوزراء أيضا على عزمه زيارة الولايات المتحدة مع وزيري الخارجية والدفاع". وتابع الوزير متري :"الرئيس الحريري أطلع مجلس الوزراء على عزمه السفر الى قمة كوبنهاغن للمناخ وقدم عرضا مختصرا عن عمل لجنة الصياغة مشددا على روح الحوار التي سادت اعمالها، ونوه بضرورة الالتزام الوزاري عدم تسريب المسودات الى وسائل الاعلام". واوضح اوزير متري "ان البيان الوزاري أقر دون تعديل، لكن الوزير بطرس حرب اعترض على البند السادس وأربعة وزراء تحفظوا عليه.التحفظ امر طبيعي ومشروع، وكان متوقعا، وهذا الامر لا يعني ان هناك معارضة داخل الحكومة، وسجل في المحضر اعتراض الوزير بطرس حرب وتحفظ الوزراء فرعون ونجار ووردة والصايغ، لا يوجد بيان وزاري يمكنه أن يرضي الجميع في كل فقراته.الوزراء المعنيون بالتحفظ أو الاعتراض هم من أشد الوزراء تشديدا على التضامن الوزاري، وهذا أمر وارد في مقدمة البيان، وهم قالوا أكثر من مرة إن موقفهم المبدئي لجهة الاعتراض او التحفظ على هذه البند السادس من البيان لا يعني أنهم كتلة معارضة داخل الحكومة، بل نحن حكومة واحدة متضامنة، وهناك عدد من الوزراء أرادوا التعبير عن عدم ارتياحهم وسجلوا هذا بصيغة الاعتراض او التحفظ".

 

الاجتماع الشهري للمطارنة إنعقد برئاسة البطريرك صفير وحضور العماد عون: نسأل الله أن تشمل المصالحات الجميع بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني

الأمل بغد افضل لوطن يعاني منذ سنوات تصدعا في صفوف المواطنين قد لا تحمد عقباه

النائب عون:أعطيت كثير من المعطيات ونتائجها ستكون ممتازة على صعيد العلاقات

جرى توضيح للمواقف وخلفياتها والشرح لم يكن من طرف واحد بل من كل الأطراف

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، الإجتماع الشهري الدوري لمجلس المطارنة الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، الذي إنضم اليه رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، حيث جرى عرض لمختلف المواضيع السياسية المطروحة على الساحة المحلية.

ومع نهاية الإجتماع تلى امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق البيان الاتي: "يوم الإربعاء في الثاني من كانون الأول سنة 2009، اجتمع أصحاب السيادة المطارنة الموارنة في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، وتدارسوا الوضع القائم في لبنان، وفي نهاية الإجتماع أصدروا البيان الاتي:

1- لدى اقتراب عيد الميلاد المجيد يهنيء الآباء أبناء ابرشياتهم، بهذا العيد، سائلين الله تعالى ان يجعله بالنسبة اليهم جميعا موسم خير وبركة.

2- ان عيد الميلاد المجيد مناسبة للميسورين لمد يد المساعدة للمعسورين ليعيد الجميع بالفرح والأمل بغد افضل لجميع الناس، وبخاصة للوطن الذي يعاني منذ سنوات تصدعا في صفوف المواطنين قد لا تحمد عقباه اذا استمر على ما هو عليه، أو تنامى.

3- رحب الآباء بما تم من مصالحات على الصعيد السياسي والوطني، وسألوا الله أن تشمل الجميع، وان تأتي هذه المصالحات بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني، وذلك لخير الشعب اللبناني ونهضة الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل.

4- نأمل ان تحمل الأعياد المقبلة مختلف فئات اللبنانيين على تناسي ما في صدورهم من أحقاد تجاه بعضهم، وأن يتصالحوا ويعقدوا الخناصر على إنهاض بلدهم مما يتخبط فيه من مشاكل تبدو مستعصية.

5- رحب الآباء بزيارة العماد ميشال عون الذي عرض لهم نظرته الى الأوضاع الراهنة، وتداولوا وإياه شؤونا وطنية مختلفة، عسى أن تعود بالخير وبالوفاق على جميع اللبنانيين.

6- إنا اذ نعرب عن خالص أمانينا لأبنائنا وللبنانيين جميعا على اختلاف انتماءاتهم الدينية، نسأل الله أن يجعل العام الجديد عليهم عام خير وبركة وطمأنينة".

العماد عون

وقال النائب عون بعد الاجتماع: "الزيارة اليوم كانت مناسبة مهمة جدا قال عنها بعض الأحبار بأنها تاريخية، التقينا فيها مجلس المطارنة الموارنة، وأجرينا عرضا لواقع السياسة اللبنانية وعن الأحداث التي جرت في الآونة الأخيرة على الأقل، وما سبقها من أحداث مهمة تتعلق بلبنان".

أضاف: "وفي العرض، طرحت اسئلة، وقدمت ايضاحات حول السياسة، وأعتقد انها كانت ضرورية لتوضيح المواقف والمنطلقات السياسية في هذه المواقف، كونها تزيل الغموض من ناحية المنطلق والغاية التي من اجلها اتخذ الموقف، يمكن القول عنها "مش مصارحة" لأن المصارحة دائما جزء من حديثنا، ولكن توضيحات وخلفيات يمكن ان يلتبس على الإنسان معناه أحيانا لأنه لا يملك المعطيات، أعطيت الكثير من المعطيات الجديدة في هذا اللقاء، وأعتقد ان نتائجها ستكون ممتازة على صعيد العلاقات".

وتابع: "طبعا تسألون لماذا نحن هنا؟ تعرفون ان البطريركية المارونية هي مرجع تاريخي، وكان لها دائما الدور المميز في حياة وتاريخ لبنان، وفي إنشاء لبنان الكبير بمساعدة غبطة البطريرك الحويك الذي كان في حينه في السدة البطريركية".

سئل: ماذا كانت عناوين المعطيات التي طرحتموها اليوم؟

أجاب: "لن أعود لأتكلم مجددا، لا أستطيع الاجابة على سؤال واحد".

سئل: هل الزيارة اليوم تعتبر صفحة جديدة بين الرابية وبكركي بعد التوتر الذي كان قائما في السابق؟

أجاب: "جرى توضيح للمواقف وخلفياتها، والشرح لم يكن من طرف واحد بل من كل الأطراف".

سئل: أعطينا ملخصا للعناوين جنرال؟

أجاب: "الإجتماع كان مغلقا".

سئل: موضوع سلاح "حزب الله" يبدو انه كان العقدة بينكم وبين سيد بكركي في المواقف السياسية، هل شرحت وجهة نظرك؟ وهل قدمت تطمينات للكنيسة المارونية بالنسبة الى هذا السلاح؟

أجاب: "هناك نقاط توافق، ونقاط كان فيها تباين في وجهات النظر التي بحثت في إطار شمولي معين، لأنه لا يمكن تجزئتها".

وختم النائب عون قائلا: "أنا سعيد جدا اليوم لأن هذا الإجتماع حصل، وإن شاء الله سيكون هذا الإجتماع محطة تاريخية".

سئل: هل يمهد هذا اللقاء لاجتماع مسيحي موسع قد ينضم اليه قادة آخرون؟

أجاب: "المبادرة كانت مع مجلس المطارنة فقط".

سئل: هل من خطوات أخرى؟

أجاب: "دائما هناك خطوات أخرى، وكل شيء عندما ينضج يحصل".

سئل: ما هي نسبة التوافق بينك وبين الكنيسة المارونية؟

أجاب: "لم نقم بحسابات جارية، وكل المواقف تم شرحها بوضوح مع خلفياتها وأسبابها، وكل إنسان له قناعاته، والوضوح الذي ساد خلال الإجتماع سيكون له الكثير من الإيجابيات لمصلحة المسيحيين خصوصا واللبنانيين جميعا".

سئل: هل ستظهر هذه النتائج قريبا؟

أجاب: "من هذه اللحظة".

 

عون: لقائي صفير والمطارنة ستكون نتائجه ايجابية على المسيحيين واللبنانيين

نهارنت/أعلن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير والمطارنة الموارنة أن الاجتماع تاريخي، لافتا الى أن "الوضوح الذي بحثت فيه المواضيع ستكون نتائجه ايجابية لمصلحة المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام". وكان عون انضم لبعض الوقت الى اجتماع المطارنة الموارنة في بكركي التي زارها الاربعاء للقاء البطريرك صفير. وأكد عون أنه زار بكركي "لان بطريركية الموارنة كان دورها مميزا في تاريخ لبنان وحياته وفي انشاء لبنان الكبير بمساعدة البطريرك الياس حويك".

واعرب عون عن "سعادته لأن هذا الاجتماع حصل اليوم"، مشيرا إلى أنه ستكون "هناك خطوات اخرى".واوضح الى انه تم خلال اللقاء توضيح للمواقف وخلفياتها، وأن الشرح كان من الجميع وليس من فريق واحد، لافتا الى أنه كانت هناك نقاط توافق وأنه بحث مع المطارنة وصفير نقاط التباين. وقال عون:"تحدثنا بامور لبنان والاحداث خلال الفترة الاخيرة وما سبقها من احداث تتعلق بلبنان".وأضاف :"كانت هناك اسئلة وايضاحات كانت ضرورية لتوضيح المواقف ومنطلقاتها السياسية لانها تزيل الغموض من ناحية المنطلق"، مشيرا الى ان "البحث ايضا كان في الغاية التي من اجلها اتخذ الموقف، واللقاء ليست مصارحة بل توضيحات لانه في بعض الاحيان تلتبس الامور وهناك كثير من المعطيات في اللقاء وسيكون لها نتائج ممتازة" وأشارت المعلومات المتوافرة عن اجواء اللقاء أن المطارنة استوضحوا عون موقفه من الوثيقة السياسية ل "حزب الله" وخصوصا مسألة السلاح, وأكدوا في هذا السياق موقفهم المؤيد لموقف البطريرك صفير. وأشارت المعلومات الى ان البطريرك صفير كان مستمعا أكثر منه متكلما. 

 

 اوساط بكركي لموقع "14 آذار": صفير يسعى لعقد لقاء يجمع الاقطاب الموارنة وعون يتريّث 

٢ كانون الاول ٢٠٠٩ / علم موقع "14 آذار" من اوساط مقرّبة من بكركي، ان مساعي يبذلها البطريرك مارنصرالله صفير والمطارنة الموارنة لعقد اجتماع يجمع الاقطاب الموارنة جعجع – الجميل – عون – فرنجية على مائدة غداء في محاولة لتقريب وجهات النظر واطفاء اجواء المصارحة في ما بينهم بعد قطيعة طويلة استمرت سنوات.

وعلم الموقع ان العماد ميشال عون وخلال لقائه البطريرك صفير ابدى تريّثه في اعطاء جواب على هذا الطرح.

وكانت بكركي قد شهدت اليوم حركة سياسية لافتة، تمثلت بالزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ومشاركته في الإجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، الذي إنعقد برئاسة البطريرك صفير. عون وصف في ختام اللقاء الإجتماع بالتاريخي، وقال:" إنه هدف لتوضيح خلفيات ملتبسة"، معتبراً أن نتائجه ستكون ممتازة .

وأشار عون إلى أن البحث تناول السياسة اللبنانية والأحداث المتعلقة بلبنان خلال الفترة الأخيرة وما سبقها على الأقل، مضيفاً: "في هذا العرض كان هناك أسئلة وإيضاحات وكانت جداً ضرورية لتوضيح المواقف والمنطلقات السياسية"، ولفت إلى أن هذه التوضيحات لم تكن من قبل طرف واحد إنما من قبل كل الأطراف، مؤكداً أنه "كانت هناك معطيات جديدة أعطيت في هذا الإجتماع وستكون نتائجها إيجابية على العلاقات". عون شدد على أن "البطريركية المارونية مرجع تاريخي وكان لها دائماً دور مميز في حياة وتاريخ لبنان لا سيما في إنشاء لبنان الكبير ودور البطريرك حويك". ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مصالحة مسيحي موسع أجاب عون:"كل أمر عندما ينضج يمكن أن يحصل والآن كان هناك فقط مبادرة مع مجلس المطارنة". وعما إذا حصل نقاش مع المطارنة حول سلاح "حزب الله" وطمأنتهم في هذا الشأن قال: "إن كل الأمور بحثت ضمن شمولية معينة لأنه لا يمكن تجزئتها، وأنا سعيد جداً لأن هذا الإجتماع حصل وإنشاء الله سيكون هذا الإجتماع تاريخياً ونتائجه ستكون إيجابية وخصوصاً بالنسبة للمسيحيين". وفي بيان مقتضب لهم رحب المطارنة الموارنة بزيارة النائب ميشال عون الى بكركي وبما تم من مصالحات في الفترة الاخيرة ، وأملوا أن تشمل المصالحات جميع الأفرقاء وأن تساهم الأعياد المجيدة بدفع اللبنانيين على تناسي ما في صدورهم من مشاكل، وان يعملوا لخير وطنهم.  المصدر : خاص  

 

العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": التحفظ على بند المقاومة مزايدة إعلامية والمقاومة والجيش يكملان بعضهما

زيارتي لبكركي ومشاركتي في إجتماع مجلس المطارنة الموارنة كانت جيدة جدا ولم أقل إن البطريرك صفير يحمي الفاسدين بل نظاما فيه فساد وحصل تحريف لكلامي

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث العماد عون فشكر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير على استقباله اليوم، وقال: "زيارتي لبكركي ومشاركتي في إجتماع مجلس المطارنة الموارنة كانت جيدة جدا على المستويين المسيحي واللبناني. اللقاء كان مغلقا وجيدا جدا، والمهم هو الفائدة من الاجتماع على المستوى الوطني. كما أنه يعتبر لقاء تاريخيا لأن من ناحية الشكل إنها المرة الأولى التي يحصل فيها أن يجتمع مدني مسؤول مع مجلس المطارنة. وأفضل شيء كان اللقاء المباشر مع أصحاب العلاقة الذين يشكلون الإكليروس المسيحي الماروني على المستوى الأعلى. لا شيء أخفيه، وكل ما أقوم به لمصلحة الوطن، وهم يهمهم مصلحة الوطن أيضا، ولكن أحيانا المفاهيم تختلف. وفي النتيجة، يتم التلاقي بين الصح والصح، لا بين الغلط والغلط. وعندما نثبت المعطيات التي لدينا ينتفي الخلاف".

أضاف: "أنا لم أقل إن البطريرك صفير يحمي الفاسدين، بل حصل تحريف لكلامي، لأني قلت إنه يدافع عن نظام فيه فساد، وبذلك يكون يحمي الفاسدين بطريقة غير مباشرة أو من دون قصد، وقد كانت لفتة نظر مني، لكن عندما يحصل اجتماع على هذا المستوى كما حصل اليوم فنحن لا نبحث فيه عن هذه المواضيع، بل بحثنا في القيم الكبرى وكيفية القيام بالدور المطلوب".

وعن الوثيقة السياسية ل"حزب الله"، تمنى عون على "الإعلاميين أن يعلقوا على وثيقة "حزب الله"، ويعلقوا على مدى التغيير الذي حصل ومدى التأقلم مع الأجواء اللبنانية".

وتابع: "لبنان يشكو على المستويين السياسي والاجتماعي من صراع حول تناقضات ومواضيع ليست مفتوحة في محلها. وإن تكتلنا في خطابه السياسي وشرحه للمواضيع يعيد الموضوع الى محتواه الايجابي، لا التصادمي، وكل موضوع نضعه ضمن معطياته الأساسية بوضوح يخلق نوعا من التضامن بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني".

وقال: "إن الوحدة الوطنية هي خير وسيلة للدفاع عن لبنان والمجتمع، وكلما ساهمنا في التقارب نساهم في تقوية المجتمع في البنية والتفكير. ولا أصعب من إنسان لا يريد أن يفهم، وما كتبته عن المقاومة ودورها ودور الجيش كاف لمن يريد أن يفهم. وإن دور المقاومة ليس متقدما على دور الجيش اللبناني، ولكنها قوة تستعمل إذا حصل اعتداء على حدودنا، ان المقاومة تمارس على الأراضي المحتلة وليس الأراضي المستقلة، والجيش اللبناني ليس رديفا ودوره أساسي لمحاربة الإرهاب ودعم قوى الأمن على الأرض اللبنانية. وقبل أن يزايد بعض الناس عليه أن يتثقف قليلا".

وعن طرح رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط المداورة في الرئاسات، قال: "كل ما يتفق عليه اللبنانيون جيد شرط طرحه من دون نية عاطلة. هناك أولويات اليوم. هل أوقفنا الفساد في الدولة؟ هل ربينا الناشئة على الانفتاح على الآخر وجعلنا من الانسان قيمة في حد ذاته؟. علينا أن نفهم ما هي أولوياتنا أولا. نحن نختلف على التاريخ ونخسر الحاضر والمستقبل. إننا نختلف طائفيا في السياسة، وسنخسر الدنيا والآخرة. هذه سياسة وضع مشاكل لا حلول لها للتغطية على المشكلة الأساسية وهي الفساد، كل واحد يأخذ وزارة يستفيد منها ولا يشعر بأنه متضرر في 21 وزارة أخرى".

أضاف: "إن تحفظ بعض القوى على بند المقاومة مزايدة إعلامية لا أكثر ولا أقل، فلا يمكن المشاركة في الحكومة والاعتراض على بيانها. وعندما يصدر مرسوم وزاري يلتزمه الوزير حتى لو صوت ضده، والأمر نفسه في البيان الوزاري، عليهم أن يلتزموه. ونسأل الذين تحفظوا على ماذا تحفظوا؟. فإن البند السادس مكرس في شرعة الأمم المتحدة، وهو الحق في تحرير الأرض. إنهم بتحفظهم إما ينكرون الشرعة أو ينكرون أن لدى لبنان أرضا محتلة. إن لبنان بلد المزايدات. وفي دولة صغيرة كلبنان لا تستطيع أن يكون فيها جيش كبير، المقاومة والجيش يكملان بعضهما. الجيش يطلق الرصاصة الأولى عند الاعتداء على الوطن، وإذا استطاع أن يقاوم كان به، وإلا تتدخل المقاومة".

 

الرئيس سليمان إستقبل المدعي العام في المحكمة الدولية: لدينا ثقة بنزاهة قرارات المحكمة المبنية حصرا على الادلة والبراهين

القاضي بلمار أعاد التشديد على صدقية المحكمة وعدم تسييس قراراتها

وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا قبل ظهر اليوم، المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي هنأه بتشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الامن لعامي 2010-2011، وشكر له تعاون السلطات اللبنانية مع المحكمة الدولية، معيدا التأكيد على "صدقية المحكمة وعدم تسييس قراراتها". من جهته نوه الرئيس سليمان بعمل المحكمة، مؤكدا "استمرار لبنان في دعمها"، ومبديا ثقته "بنزاهة قراراتها وأحكامها المبنية حصرا على الادلة والبراهين خارج أي اعتبارات سياسية".

 

قزي في احاديث صحافية: وثيقة حزب الله اخرجته اكثر من الحياة السياسية اللبنانية وكرسته حزبا قائما بذاته ومستقلا عن الدولة اللبنانية       

2 Dec. 2009   

Kataeb.org: لاحظ مستشار رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل الاستاذ سجعان قزي في حديث عبر OTV ان وثيقة حزب الله اخرجته اكثر من الحياة السياسية اللبنانية وكرسته حزبا قائما بذاته ومستقلا عن الدولة اللبنانية. ولفت قزي الى ان معيار لبنانية الحزب يتجلى في سياسته ومواقفه "فطالما ان مرجعيته هي الثورة الايرانية وولاية الفقيه وطالما ان سلاحه مستقل عن سلاح الدولة ومقامته غير محددة فان لبنانيته من هذه النواحي غير واضحة بعد".

وقال قزي:"ان حزب الله حين يرفض في وثيقته كل اشكال التقسيم والفدرلة، فليطبق هذا الامر على نفسه اولا لاننا تعتقد بانه يطبّق على الارض الفدرلة كي لا نقول حالة انفصالية عن الدولة". وفي تصريح إلى جريدة الجريدة الكويتية، دعا القزي 'مكونات ثورة الأرز' إلى أن 'تجتمع وتضع خلافاتها جانباً وتعيد النظر بمشاركتها في حكومة، لا يؤمن نصفها بالدستور اللبناني ولا باتفاق الطائف ولا بمضمون البيان الوزاري'. واعتبر القزي، في حديث لـ'الجريدة'، أن البيان الوزاري قبل إقراره 'أصبح من الماضي'، ودعا الوزراء إلى أن 'يعيدوا النظر في مسودة البيان الأخيرة، لاسيما بعد وثيقة حزب الله من جهة وموقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والداعي الى المداورة بين الرئاسات في لبنان، من جهة ثانية'. وقال: 'اعتبر أن البيان الوزاري أصبح مسودة دائمة أمام وثيقة حزب الله ومواقف جنبلاط'، معتبراً أن التوجه العملي يكون 'بتحفظ وزراء الأكثرية واعتراضهم ورفضهم البيان الوزاري وصولاً إلى خروجهم من اجتماع مجلس الوزراء'. وفي جريدة الأخبار اللبنانية قال القزي إن وثيقة حزب الله جعلت البيان الوزاري «بلا قيمة أو مفعول»، كونها نسفت البيان الوزاري والحكومة التوافقية، في عدم ذكرها اتفاق الطائف والمناصفة في الحكم وعدم تأكيدها لمرجعية الدولة.

حتى إنّ قول الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله إنّ «لبنان وطننا»، لم يطمئن الكتائبيين أو يقنعهم. فيشبّه القزّي هذه العبارة بالشعار الذي رفعه حزب الكتائب في مرحلة الناصرية وحقبة الوحدة العربية بين سوريا ومصر: «لبنان لنا»، بما معناه أنه يمكن أن تكون هذه الشعارات معبّرة وحقيقية، لكن في الواقع والممارسة اليومية ليس هناك ما يوحي بالجدية. حتى إنّ الكتائبيين يرون أنّ تجديد تأكيد حزب الله التزامه ولاية الفقية دليل إضافي على أنّ «لبنان وطننا» شعار لا أكثر ولا أقل، وغير منطقي ولا يترجم في ممارسة الحزب.

وفي وجهة النظر الكتائبية من تعارض البيان الوزاري ووثيقة حزب الله، يشير الكتائبيون إلى أنّ البيان يذكر التزام لبنان بمبادرة السلام العربية، «فيما ترفض الوثيقة أي شكل من أشكال السلام والتفاوض مع إسرائيل». ومن نقاط الاختلاف في هذين النصّين أيضاً، تشديد البيان على حصرية الدولة مقابل تعليق نصر الله على أحد الأسئلة بقوله: «لسنا ضد مبدأ حصر القرار والسلاح بيد الدولة، لكن ليس اليوم من دولة قادرة على اتخاذ قرار». ويعلّق القزّي: «المشكلة هي أنّ حزب الله أعلن وثيقةً، لا مشروع وثيقة، أي إنه أعلن مشروعه، ما يعني أنه غير مستعد لمناقشة هذا المشروع مع أحد من القوى والأفرقاء في لبنان».

 

الموسوي لـ "ليبانون فايلز": الإستراتيجية الدفاعية متروكة لطاولة الحوار 

 كتبت مارلين خليفة

تستمرّ ردود الفعل على إعلان حزب الله وثيقته السياسيّة على لسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله، وفي وقتٍ أشاد أكثر من طرف بما "تميّزت به الوثيقة من صراحة ووضوح وتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن"، انتقد الفريق المسيحي داخل 14 آذار هذه الوثيقة معتبراً إيّاها "غير واضحة في الكثير من النقاط، وخصوصاً على صعيد المزاوجة بين الجيش والمقاومة".

من جهته، طلب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في حديث الى موقع "ليبانون فايلز" ألا يزايدنّ أحد على "حزب الله" في شأن التمسّك بلبنان وكيانه"، وقال تعليقاً على بعض ردود الفعل التي انتقدت الوثيقة التأسيسيّة الثانية للحزب بأنّها لم تذكر بوضوح مسألة إعتراف "حزب الله" بنهائية الكيان اللبناني: "أعتقد أنّه في ما يتعلق بالتمسك بهذا الوطن أقولها بوضوح: ليس هنالك أحد في هذا الوطن لديه تعلق بلبنان كتعلقنا به، والدليل على ذلك أننا مهرنا هذا التعلق بدماء شهدائنا، وليس المشهد الذي حصل في 14 آب 2006 الساعة الثامنة صباحا إلا دليل على تشبثنا بهذه الأرض، يومها تدفق الجنوبيون الى قراهم فور توقف العمليات الحربية وعلى الرغم من وجود قذائف غير منفجرة وقنابل عنقودية".

يضيف الموسوي: "إن هذا المشهد كاف ليبرهن مدى تعلقنا بهذا الوطن وأرضه وبصيغة العيش الواحد، وما قاله "حزب الله" في هذا الصدد هو مؤشر مهم جدا، ويؤسفني أن البعض لم يلتقطه إما لقصور في قدرته على التحليل أو بسبب النكد السياسي".

أما لجهة "إمرة المقاومة" وعما إذا كانت ستولى للجيش اللبناني قال الموسوي: "لم نأت بجديد في هذا الخصوص، نعتقد بأن الصيغة الدفاعية تقوم على التكامل بين الجيش والمقاومة، أما في شأن الإمرة فهذا موضوع متروك لطاولة الحوار حيث ستناقش مسألة الإستراتيجية الدفاعية في أوانها".

يعتبر الموسوي أنه "مرّت 19 عاما على التجربة السياسية وغير السياسية لـ"حزب الله" ووصل أوجها بين عامي 2005 و2009، وهذه الوثيقة تعبّر عن خطاب سياسي واضح للحزب تبدل بسبب تبدّل الموضوعات السياسية عما كانت عليه عام 1985، لذا كان لا بدّ من تبدّل المواقف بإزائها، فإذا قال فقيه يوما: حرام الشرب من هذا الإناء لأن فيه خمر، فإن الشرب منه يجوز إذا لم يعد فيه خمر". يضيف: "هذه المواقف التي وردت في الوثيقة عبّر عنها الحزب مرارا في خطب سيادة الأمين العام والمسؤولين فيه وأيضا في الممارسة السياسية، لذا فمن الجائز القول أنه بمعنى من المعاني ليس من جديد في الوثيقة، وكل ما قيل فيها سبق وقلناه".

 

 مرصد ليبانون فايلز

"صوت لبنان" ترفض نقل قدّاس ذكرى الجميّل 

رفضت إدارة إذاعة "صوت لبنان" الإستجابة لطلب حزب الكتائب نقل وقائع القدّاس الذي أقيم في ذكرى استشهاد الوزير الراحل بيار الجميّل، واكتفت بنقل كلمة الرئيس أمين الجميّل التي ألقاها بعد القدّاس.

 

 

48 كلمة أميركا و11 صفحة للحديث عنها مقابل 27 كلمة لبنان وصفحتين فقط

نديم بو يزبك -Kataeb.org Team

لقد كان من اللافت في وثيقة حزب الله التي أعلنها السيد حسن نصرالله منذ يومين أنها، والتي من المفترض أن تكون لحزب لبناني يعمل من ضمن الحدود اللبنانية، تضمنت كلمة أميركا 48 مرّة في مقابل 27 مرة فقط لكلمة لبنان. كما كان من اللافت أن الوثيقة خصصت للمشروع الأميركي المتغطرس الإمبريالي الرأسمالي ( على حدّ قول الوثيقة) 11 صفحة في مقابل تخصيص صفحتين فقط لنظرة حزب الله وعلاقته بالدولة اللبنانية. إن دلّ هذا الى شيء، فالى مدى إرتباط حزب الله بالمشروع الإقليمي ذي الإمتداد الدولي الذي يتخطى حدود الـ10452 والذي يؤكد مدى ابتعاد حزب الله عن الدولة اللبنانية التي بنظره هي موضوع هامشي أمام مشروعه الكبير ضد النظام العالمي المتمثل بأميركا وأوروبا وبعض الدول العربية وبذلك وضع نفسه الى جانب سوريا وإيران وفنزويلا والحوثيين في اليمن وحركة حماس في فلسطين والمجاهدين في مصر. ويبقى السؤال : الى متى سيقبل اللبنانيون بهذا الوضع الشاذ؟

 

ابو خليل للمستقبل: كيف سنبني دولة وحزب الله مستقل عن كل ما له علاقة بها؟

موقع الكتائب 2/12/09

استغرب مستشار رئيس حزب الكتائب جوزف أبو خليل "المفارقة في وثيقة حزب الله، حيث يتحدثون عن الانتماء إلى الوطن، وفي الوقت نفسه يؤكدون الارتباط بإيران وإيمانهم بولاية الفقيه"، وتساءل في حديث إلى "المستقبل" عن "كيف سنبني دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟"، وشدد على أن "الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية أصبح فقط لتشريع وجود السلاح. وقال  انه لم ير "بوثيقة حزب الله أي شيء جديد سوى توثيق للسياسة التي انتهجها حزب الله في الماضي والتي تبلورت أكثر وأكثر في السنوات القليلة الماضية".

إلا أن أبو خليل يرى أن "الجديد الوحيد هو دخول حزب الله في اللعبة السياسية اللبنانية محاولاً أن يبرر وجوده"، لكنه في نفس الوقت يقول: "ماذا يقول لنا الحزب، عدا عن أنه وُجد لإزالة اسرائيل من الوجود". يستفيض القيادي "الكتائبي" بالحديث: "يتكلمون عن إلغاء الطائفية السياسية وهم يعلمون أن إلغاءها لن يتم بهذه السهولة، وبالتالي من غير المقبول ربط بين تطبيقها والإبقاء على الديموقراطية التوافقية"، وهنا يقول: "الدستور اللبناني ينص على الديموقراطية التوافقية أي أكثرية الثلثين، ولكنهم يعطلون كل شيء. ما هذه المفارقة؟. يلغون كل ما له علاقة بالمعارضة. لا يستطيعون تحديد مفهوم واضح للدولة. هل هي الدولة التي تأخذ من الأنظمة الاستبدادية مثالاً للحكم. مفهوم الدولة بسط سيادتها على الجميع من أحزاب وأشخاص وأراض، لكنهم لا علاقة لهم بالدولة، هم يريدون مشروع سلطة لا أكثر ولا أقل".

لا جديد يُقدم

حاول الحزب أن ينزع عن "الوثيقة" الصبغة العقائدية، إلا أنه "أكد الارتباط بإيران" وهذا ما أثار استغراب أبو خليل: "يؤمن بولاية الفقيه ويريد أن يحكم لبنان"، ويسأل: "كيف سنبني دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟"، ويجيب: "يريدون استراتيجية دفاعية ليشرّعوا وجودهم وسلاحهم، أما الحديث عن طاولة حوار، فعلى اللبنانيين ألا يعلقوا عليها أي آمال".

 

لقاء بين عون وأبو جمرا بمسعى من معلوف 

ذكرت "المركزية" ان اجتماعاً عقد نهاية الاسبوع الفائت بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرا وصف بأنه اجتماع مصارحة، قد تليه اجتماعات أخرى،في اطار التنظيم الذي يسعى العماد عون الى إجرائه داخل صفوف التيار الوطني الحر.

على ان تعقد لقاءات اخرى بين الطرفين بمشاركة من بعض أركان التيار علماً ان اللواء ادغار معلوف كان لعب دوراً بارزاً في ترتيب لقاء عون – ابو جمرا.

 

 صدور قرار إتهامي بحق 11 لبنانياً في قضية سرقة مستودع ل"اليونيفيل"

نهارنت/أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قرارًا إتهاميًا في قضية سرقة مستودع عائد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في الناقورة، من قبل عمّال مياومين كانوا يعملون لديها. واتهم القاضي صوان أحد عشر شخصاً لبنانياً بينهم قاصران، بجناية المادة 639 من قانون العقوبات، والتي تنصّ على عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة، وبمقتضى المادة 143 قضاء عسكري، وهم: عباس. س، علي. ع، ربيع. ش، فضل. م، محمد. ح، حسين. هـ، علي. ع، أحمد. ع، حسن. م، علي. م، ومحمد.ع، واتهم القاصرين عملاً بالقانون 422/2002 المتعلق بالأحداث، وأصدر مذكرات إلقاء قبض في حقهم جميعاً. كما ظنّ بأربعة آخرين بجرم نقل وتصريف مسروقات مع العلم بالأمر، سنداً الى المادة 221 عقوبات: وهم: حسن. ش، محمد. م، قاسم. س، احمد. م. وأحالهم امام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

14 آذار: البيان الوزاري يعكس تسويات واكبت تشكيل "حكومة التسوية"

الإطار الفكري - السياسي لوثيقة "حزب الله" يستعيد أطروحة "الحرب الباردة"

وطنية - عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا اليوم حضره النائبان السابقان عمار حوري وسيبوه قالباكيان، والنواب السابقون فارس سعيد ومصطفى علوش والياس عطاالله وسمير فرنجيه، والسادة آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتليان، نصير الأسعد ونوفل ضو.

وبعد الاجتماع، تلا سعيد البيان الآتي: "ناقشت الأمانة العامة نقطتين في جدول أعمالها: البيان الوزاري للحكومة الجديدة، والوثيقة السياسية الأخيرة ل"حزب الله".

أولا: في البيان الوزاري

رأى المجتمعون أن البيان الوزاري في صيغته الأخيرة إنما يعكس مجمل التسويات التي واكبت تشكيل "حكومة التسوية" الحالية، ولاسيما في الشق السياسي منه. وإذا كان هذا الشق لم يوافق المأمول، من وجهة نظر قوى الرابع عشر من آذار - وهو ما عبَّرت عنه التحفظات المعلنة عن دور "المقاومة" كما ورد في صيغة البيان - إلا أنه (أي البيان) سجل "ربط نزاع" يعبر عن الخلاف بين اللبنانيين حول هذه المسألة، كما شدد على "وحدة الدولة وسلطتها ومرجعيتها الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد، بالإضافة إلى تأكيده التزام الدولة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بمندرجاته كلها. وتعول قوى الرابع عشر من آذار على رئيس الحكومة ووزراء الأكثرية في الدفاع عن مشروع الدولة السيدة المستقلة، وتأمل أن تحقق الحكومة إنجازات ملموسة على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، لا سيما في ما يتعلق بحاجات المواطنين الأساسية.

ثانيا: في الوثيقة السياسية ل"حزب الله"

في قراءة أولية لهذه الوثيقة تسجل الأمانة العامة بعض الملاحظات والتحفظات الأساسية، وهي في قراءتها تستند إلى منطلقاتها وأهدافها المحددة في الوثيقة التأسيسية لحركة 14 آذار الصادرة عن مؤتمر البيال 14 آذار 2008.

1. في قضية الدفاع عن الوطن ضد الإحتلال والإعتداءات الخارجية، ناطت وثيقة "حزب الله" هذه المهمة بالمقاومة الإسلامية في لبنان، وجعلت من الدولة والجيش والشعب ظهيرا لها بمقدار ما يجمعون عليها. وفي هذه المعادلة استهتار بجدارة اللبنانيين وأهليتهم، إذ تصنفهم فريقين: فريق جدير بالدفاع عن الوطن، وفريق لا يستحق هذا الشرف وعاجز عن حماية نفسه، فليس عليه والحالة هذه سوى تأييد الفئة الوطنية من موقع التبعية، أما الجيش الوطني فلا مهمة له سوى حماية الخطوط الخلفية للمقاومة، تحت عنوان تأمين الإستقرار الداخلي.

2. في هذه القضية تناقض وثيقة "حزب الله" اتفاق الطائف الذي ينيط بالدولة مهمة التحرير، ولا يشير من قريب أو بعيد إلى مقاومة مستقلة عن قرار الدولة ومرجعيتها، كما أنها تضر بالمصلحة العليا للدولة حين ترفض قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

3. في مقاربة وثيقة "حزب الله" لقضايا الكيان والدولة والنظام، لم تكرر فقط رفض الإعتراف بمرجعية إتفاق الطائف ميثاقا ودستورا، لكنّها جعلت الوطن معلّقاً على شروط والدولة مشروعا مؤجلا بشروط أخرى، وذهبت إلى حد جعل الدستور نفسه معلقا تحت عنوان "الديموقراطية التوافقية" بديلا من "الديموقراطية البرلمانية".

4. إذ ترفض الوثيقة خيار التسوية السياسية في المنطقة، جملة وتفصيلا ومن حيث المبدأ، فإنها لا ترفض فقط مبادرة السلام العربية المجمع عليها في قمتي بيروت (2002) والرياض (2007) وسائر الإجتماعات العربية لاحقا، بل تقف أيضا وخصوصا في وجه "نظام المصلحة العربية" الذي لا يحق لغير العرب تحديده، لاسيما حين تجعل الوثيقة من "إيران ولاية الفقيه" المرجعية الأساسية لمشروعها.

5. إن الإطار الفكري - السياسي للوثيقة يستعيد بإصرار عجيب أطروحة "الحرب الباردة" التي اختبرناها جيدا، مع تغيير طفيف ببعض المفردات، ومع استبدال إيران بالإتحاد السوفياتي السابق. أما في التفاصيل الأخرى، داخليا وخارجيا، فلم تأت الوثيقة بجديد، كما روج لها، بل أتت بالمزيد من الشيء نفسه.

ثالثا: تتوجه الأمانة العامة بالتهنئة إلى صيادلة لبنان بانتخابات نقابتهم قبل أيام، والتي أسفرت عن انتصار 14 آذار ما يستكمل سلسلة الإنتصارات النقابية والجامعية للحركة الإستقلالية.

رابعا: تعلن الأمانة العامة تضامنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عموما وإمارة دبي خصوصا في وجه الحملة الإعلامية المتعددة المصادر التي تتعرض لها هذه الأيام بهدف زعزعة استقرارها الإقتصادي وتعتبر الأمانة العامة أن وقوف اللبنانيين بجانب دولة الإمارات إنما هو فعل وفاء لما قدمته وتقدمه إلى لبنان من دعم في كل المجالات".

وتعليقا على مشاركة النائب ميشال عون في اجتماع مجلس المطارنة الموارنة واعتباره بكركي مرجعية تاريخية قال سعيد: "هذا أمر جيد، أن يعترف العماد عون بمرجعية بكركي التاريخية، وأفضل رد على هذه الخطوة أتى من مجلس المطارنة نفسه عندما قال إن العماد عون شارك في هذا الاجتماع وطرح وجهة نظره".

وعن طبيعة النتائج الايجابية التي تحدث عنها العماد عون بعد الاجتماع قال: "فليسأل العماد عون عن ذلك، ونأمل أن تكون النتائج إيجابية".

وسئل عن موقف الامانة العامة من بند المقاومة في البيان الوزاري، فأشار الى "أن الموقف صريح في هذا الامر، وأكدنا في الامانة العامة أن هذا البيان الوزاري لا يلبي طموح 14 آذار وأن موقف 14 آذار متمايز عن البيان الوزاري".

وقال: "إذا كان هناك منطق للحكم أدى الى هذا البيان التسوية لحكومة التسوية، فذلك لا يلبي آمال 14 آذار".

وختم: "أكدنا التحفظ الذي صدر عن بعض الوزراء، ونقول إن هناك بعض التعديلات في البيان الوزاري تؤكد مرجعية الدولة".

 

مفتي الجمهورية إطلع من سفير سويسرا على قراره بلاده حظر المآذن وعرض مع ديبلوماسي إيراني وحدة الصف لمواجهة الأخطار المحدقة بالمسلمين:

القرار السويسري لا يخدم حرية المعتقد ومبادئ حقوق الإنسان ولا حوار الحضارات

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني سفير سويسرا في لبنان فرنسوا باراس الذي عرض أمام مفتي الجمهورية خلفيات الاستفتاء ونتيجته بمنع بناء المآذن حسب النظام السويسري في استفتاء الشعب حول القضايا المختلف عليها. وقدم لمفتي الجمهورية بيانا يوضح خلفية هذا القرار.

ومن جهته مفتي الجمهورية أسف لهذه النتيجة، واصفا منع بناء المآذن في سويسرا بأنه "لا يخدم حرية المعتقد ومبادئ حقوق الإنسان التي تحرص عليها سويسرا، كما لا يساهم هذا القرار في خدمة حوار الحضارات بل يغذي نعرة صراع الحضارات". وطلب مفتي الجمهورية من السفير السويسري أن ينقل إلى المسؤولين في سويسرا هواجسه "من التحريض الإعلامي الذي سبق الاستفتاء من اجل منع بناء المآذن وخلفية الإعلام في إذكاء هذا الموضوع لدى الشعب السويسري لاحتمال أن تكون هناك جهات تريد افتعال مشكلة بين سويسرا والعالم الإسلامي والوعي بهذه الخلفيات المحتملة لان المسلمين في العالم يحبون أن تكون علاقتهم طيبة مع الجميع". وطالب مفتي الجمهورية المسؤولين في سويسرا "أن يعالجوا هذه القضية في مؤسساتهم الرسمية بما يؤدي إلى إلغاء هذه النتيجة التي تتنافى وحرية المعتقد ومبادئ حرية الإنسان التي يحرص عليها الدستور السويسري".

واستقبل مفتي الجمهورية القائم بالأعمال الإيراني في لبنان مير مسعود حسينيان الذي قدم له التهاني بعيد الأضحى المبارك. وتم التأكيد خلال اللقاء على "وحدة الصف الإسلامي لمواجهة الأخطار المحدقة بالمسلمين".

 

بري يستغرب الضجة التي اثيرت بشأن الغاء الطائفية السياسية

نهارنت/أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء الأربعاء النيابي، شرح ما دار في جلسة رؤساء ومقرري اللجان النيابية حول "تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية"، موضحاً أن "ما طرحه سبق أن طرحه منذ توليه رئاسة مجلس النواب في العام 1992 وفي العامين 1995و1996".وقال الرئيس بري كما نقل عنه النواب ان "هذا الأمر مطروح للحوار الهادىء وليس للسجال"، مستغرباً "الضجة الكبيرة التي أثيرت وتثار في وجه ما طرحه وكأنه ارتكب خيانة عظمى". وأضاف أنه "عندما طلب من الحاضرين في اجتماع رؤساء ومقرري اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس العودة الى كتلهم لاقتراح أسماء لعضوية الهيئة، انطلق كما في السابق من الرغبة والحرص على تطبيق بنود الطائف مثلما جرى بالنسبة الى تشكيل المجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي". وأكد بري أن "خلفية اختياره لتوقيت الطرح يعود الى أمور عديدة منها حكومة الوحدة الوطنية والأجواء الوفاقية التي تسود البلاد، وكذلك ما نصّ عليه قانوق الانتخابات النيابية لجهة مشاركة المغتربين في انتخابات 2013، وهو ما يتيح مشاركة نسبة أكبر من المسيحيين قياساً لعدد المسلمين في الاغتراب". وجدد بري التأكيد على أن "موضوع الهيئة الوطنية يجب أن تخضع للحوار الهادىء ضمن الهيئة المنصوص عنها في الدستور وأنه لا يمكن زيادة حرف أو إنقاص حرف من دون الاجماع كما حصل في الحوار الوطني". وتعليقاً على كلام البطريرك صفير في المطار، قال بري: "على طريقة المحامين كررّ أقواله فتكرر ما سبق وقلناه".

 

نصرالله التقى وفدا من "حماس" :أهمية استئناف الحوار اللبناني-الفلسطيني

نهارنت/استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله وفدا من قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" .وحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب كان اللقاء "فرصة لاستعراض الأوضاع الدولية والإقليمية على ضوء التخبط الذي تعانيه الإدارة الأميركية في مقاربتها للأزمات الناشئة عن سياساتها العدوانية في منطقتنا العربية والإسلامية، لاسيما انحيازها الفاضح وتغطيتها الكاملة للمواقف والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه". واضاف البيان "كما توقف المجتمعون بارتياح أمام الإنجاز الوطني اللبناني الذي تحقق عبر تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وإنجاز صياغة البيان الوزاري، وأكدوا على أهمية أن تشهد المرحلة المقبلة استئناف الحوار اللبناني - الفلسطيني بروحية الحرص المشترك على بناء أفضل العلاقات التي تحقق المصالح المشتركة للشعبين وفق رؤية تستند إلى تمسك الجميع بحق العودة، ومواجهة مشاريع التوطين، وتحقيق فرص العيش الكريم للفلسطينيين بما يليق بوضعهم الإنساني، ويحفظ شخصيتهم وهويتهم وقضيتهم". وتابع البيان "كما قدم وفد حماس التهنئة ل"حزب الله" على إنجاز مؤتمره العام الثامن وإصدار وثيقته السياسية، متوقفا أمام مضمونها ودلالاتها في هذه المرحلة الهامة من تاريخ امتنا". 

 

عصام سليمان: الحملة على الدستورية سياسية وليست قانونية

نهارنت/اكد رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان "ان اجماع اعضاء المجلس الدستوري العشرة ، على القرارات بشأن الطعون النيابية، لم يأت نتيجة التوافق السياسي انما جاء نتيجة جلاء الادعاءات الواردة في الطعون بفعل التحقيقات التي اجراها المقررون على اوسع نطاق ولم تترك اي شاردة وواردة الا وتناولتها. واضاف سليمان في بيان اصدره ردا على التعليقات التي صدرت وربطت القرارات بالتوافق السياسي او بالوضعين الاقليمي والدولي، "ان الذي يحكم تصرفات اعضاء المجلس الدستوري في اتخاذهم القرار هو المنطق السليم الذي لايقيم وزنا سوى للوقائع والقانون ، فالحيثيات التي بنيت عليها القرارات هي حيثيات قانونية وليست سياسية ومن يقرأ القرارات يتأكد من ذلك ويدرك انها كانت ستصدر كما صدرت في ظل الوفاق وفي ظل الخلاف على حد سواء ، ولو كان هناك اسباب تستوجب ابطال نيابات لما كان المجلس الدستوري تردد بابطالها".واعتبر ان "الحملة المغرضة التي تعرض لها المجلس الدستوري بدأت قبل صدور القرارات واستمرت دون قراءتها ، مشيرا الى ان خلفية هذه الحملة سياسية لا قانونية وقد تجاوزت الحدود المسموح بها، ومؤكدا رفضه السماح لاحد "بجزها في الصراعات السياسية والحسابات الضيقة واسقاطها نتيجة ذلك". وشدد سليمان على "ان القرارات التي اتخذت هي خطوة على طريق النهوض بالمجلس الدستوري ، داعيا "الذين لم تعجبهم ان يبحثوا عن الاسباب السياسية التي كانت وراء سقوطهم في الانتخابات ، وينصرفوا الى معالجتها بجدية وواقعية". وختم سليمان انه لامجال للمزايدة وتسجيل المواقف على حساب المجلس الدستوري، فثقة اللبنانيين تتعزز به وهو يقوم بدوره على اكمل وجه،في اطار الصلاحيات الممنوحة له ولن يخيب الامال بل يعيد الامل الى اللبنانيين الذين اصيبوا بخيبات كثيرة". 

 

توقيف مسافرة تنقل المخدرات لقاء خمسة آلاف دولار

نهارنت/ضبط رجال الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كمية من مادة الكوكايين المخدر مع احدى المسافرات، من التابعية الفنزويلية وتدعى (م.غ) مواليد 1962، وكانت آتية من كاراكاس عبر فرنكفورت. وعثر بحوزتها لدى تفتيش حقائبها على كمية 1300 غرام من مادة بشكل بودرة سمراء مغلفة بنايلون شفاف، كانت موضبة بدقة ضمن حقيبة يد نسائية ذات جوانب وقعر مزدوج. واعترفت المدعوة (م.غ) في التحقيق الاولي معها ان المضبوطات من مادة الكوكايين المخدر وانها تقاضت مبلغ خمسة الاف دولار اميركي لقاء نقلها لهذه المادة المخدرة. وتم حجز المواد المخدرة وتوقيف المخالفة وتسليمها مع المضبوطات الى مكتب مكافحة المخدرات المركزي في بيروت لمتابعة التحقيق معها.

اشارة الى ان ثمن هذه المواد المخدرة، بحسب مصادر جمركية، يقدر في السوق المحلي بحوالي ثلاثمئة الف دولار اميركي في حين يقدر في بلد المنشأ بحوالي خمسين الف دولار اميركي وان وزن هذه الكمية المضبوطة من المخدرات تتضاعف لتوازي ما بين 4 الى 5 كلغ وذلك بعد خلطها بمواد اخرى. 

 

سليمان: مع لبنان دائرة واحدة شرط المناصفة

نهارنت/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتناعه "ضرورة إلغاء الطائفية السياسية"، رافضا "اي تدبير بشأن هذا البند الا اذا كان متوافقاً مع الصيغة وفي شكل خاص تأمين المناصفة في مجلس النواب بين المسلمين والمسيحيين". واشار في حديث الى صحيفة "الديار" الى ان "هناك خطوات اساسية يجب ان تسبق إلغاء الطائفية السياسية"، موضحا انه "اذا كان هناك تفكير لدى البعض بإلغاء الطائفية السياسية حتى بالنسبة الى النواب فيجب إلغاء او تعديل الفقرة التي تفرض صيغة العيش المشترك، وان رئيس الجمهورية لا يمانع ولا يعارض بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة شرط تأمين المناصفة"، واعتبر سليمان "ان تحقيق الزواج المدني الاختياري يساعد على انجاح خطوة إلغاء الطائفية السياسية التي تبدأ طبعا بإنشاء الهيئة التي نص عليها الدستور". وأعرب سليمان عن استهجانه للافتراءات التي تعرض لها المجلس الدستوري من بعض الخاسرين في الانتخابات النيابية، وابدى رغبته "بتحويل جميع الخلافات حول تفسيرات ما للدستور الى المجلس الدستوري ليبت بها بديلا من ان يلجأ كل طرف الى تفسير الدستور كما يشتهي، بل يجب ان تناط مرجعية التفسير بالمجلس الدستوري وحده".

واكد سليمان ان مطالبته بإدخال تعديلات او تفسيرات لبعض مواد الدستور لا تهدف الى تقليص صلاحيات اشخاص او طوائف او اضافة صلاحيات الى رؤساء او طوائف.

وعن المصالحات، جدد سليمان ترحيبه لرعايتها، مشيرا الى مصالحة النواب جنبلاط وفرنجية وعون، وقال "اذا كان قياديون مسيحيون يرغبون في تتويج مصالحاتهم في القصر الجمهوري فأهلاً وسهلاً بهم". 

 

جنبلاط يؤيد حزب الله: الديمقراطية التوافقية أفضل حل

نهارنت/اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط انه "يلتقي ويشارك "حزب الله" في عناوين عديدة من وثيقته السياسية الوثيقة، ولا سيما حول ما يتعلق بالخطر الاسرائيلي، واهمية المقاومة، وضرورة الحوار بين العرب وايران، اضافة الى الموقف من الولايات المتحدة، ولا سيما السياسة الاميركية المرتكزة بالأساس على حماية أمن ومصالح دولة اسرائيل، من دون أي اعتبار للشعب العربي وطموحاته. وأيد جنبلاط "حزب الله" في التشخيص الذي وضعه، "وهو ان علة النظام اللبناني هي في الطائفية السياسية، فإلى ان تزول تلك الطائفية بشكل تدريجي او بشكل غير تدريجي، فإن الديموقراطية التوافقية، هي افضل حل، وافضل طريقة للحكم في لبنان". وحول طرح المداورة في الرئاسات، اكد جنبلاط انه يلاقي رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع الغاء الطائفية السياسية. واضاف ان "هذا الطرح ليس جديداً، بل يعود الى زمن رئيس الوزراء الراحل صائب سلام. انا في الحقيقة لا اعرف لماذا توجد او توضع عقبات امام هذا الموضوع، وهو نوع من الدخول التدريجي الى إلغاء الاحتكارات من قبل بعض الطوائف لبعض المناصب، وبالتالي يسمح للاقليات الطائفية المذهبية الاسلامية والمسيحية بان يكون لها دور، بدل ان تتم مصادرتها، وندخل في نظريات ونظريات مضادة، كنظرية الوزارات السيادية والوزارات غير السيادية".

ورداً على سؤال حول مغزى طرحه في الظرف الراهن، قال جنبلاط: على الأقل حتى تكون هناك افكار جديدة لاحقاً، ولكي تطرح وتناقش في هيئة الحوار.

 

اليسار بنكهة "شيعية"

غسان جواد،/ لبنان الآن

كثيرا ما سمعت وقرأت في بعض الادبيات الاسلامية، والشيعية على وجه الخصوص، ان الامام علي بن ابي طالب هو اول اشتراكي في العالم، وان الاسلام دين العدالة الاجتماعية وتراث اليسار الموغل في القدم. مؤلفات كثيرة صدرت وحبر اهرق على الورق في محاولة من بعض الكتّاب ذوي النزعات الاسلامو- يسارية للتقريب او للدمج والمزج بين الاسلام كدين لغالبية سكان المنطقة، وبين الاشتراكية كشعار جرى تبنيه واعتناقه من قبل شرائح اجتماعية لم تكن قادرة على القفز من عقيدة الاباء والاجداد و"الفطرة" نحو مفردة عقيدية وافدة من الغرب. ليس جديدا التذكير بهذه النزعات التوحيدية بين مقتضيات الالتزام اليساري الوافد الى المنطقة مطلع القرن الماضي، وبين الانتماء الديني المتوارث. وقد عبّر ميشال عفلق مؤسس حزب البعث العربي "الاشتراكي" عن هذه النزعات بشكل مقتضب عندما كتب معتبرا الاسلام جزءا من التراث الثوري للمنطقة، مؤكدا على عدم تناقضه مع الفكرة القومية الاشتراكية. وكم نتسقّط في يومياتنا العادية وفي بعض الصحف الحديثة والقديمة والكتابات السريعة فيها، ذلك المزج "البديهي" و"السياسي" بين ما تقوم به الحركات الاسلامية اليوم، وبين ما كان يطمح اليسار العربي واللبناني القيام به في عز فورته وصعوده. حتى اننا بتنا لا نستغرب اذا قالت الاحصائيات ان غالبية الرعيل الاول من الحركات الاسلامية اللبنانية والعربية ومنها "حزب الله" كانت تنتمي الى حركات واحزاب اليسار والاشتراكية والقومية بمعناها الواسع من الشيوعية الى الناصرية، وذلك بالنظر الى سهولة الانتقال العقائدي وعدم تناقضه "جوهريا" بحسب رواية ورؤية انصار هذا الانتقال. هذا مع العلم ان مناقشة هذه الفكرة يتطلّب كثيرا من النقد وقليلا من الانتهازية والاستسهال والتبسيط.

تسقط هذه الافكار لماما في رأس من يقرأ "الوثيقة" السياسية لـ"حزب الله"، والتي اعلنها مؤخرا أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله. وقد يكون الوصف الدقيق والاستنتاج المتأني لهذه الوثيقة، انها نسخة معدّلة عن كل البرامج السياسية للاحزاب القومية والاشتراكية العربية بنكهة اسلامية "شيعية". ربما هي واحدة من فضائل اليسار الذي ترك بعض الادبيات "الشعبوية" لترثها من بعده الحركات الاسلامية بعدما تعيد صياغتها بلغة ومفردات نابعة من مصهر الفقه الاسلامي الذي اسلفنا بأنه لا "يتناقض" بالافتراض مع هذه الادبيات. فمن محاربة الاستكبار "الامبريالية" الى اعلان شأن الجمهورية الاسلامية "الاتحاد السوفياتي" الى كون "فلسطين هي القضية المركزية" الى الطرق غير العلمي على رأس النظام اللبناني الطائفي الى الدعوة لقانون انتخاب "عصري" الى دعم القطاعات المنتجة، لم يأت "حزب الله" بشيء جديد بالنسبة الينا كمتلقين للنص. وللانصاف قد يكون هذا النص "تقدميا" بالنظر الى نشأة الحزب وادبيات في "الرسالة المفتوحة" التي خرجت من ثقافة دينية بسيطة ومن حلقات قراءة القرآن والذكر في المساجد والحسينيات، لكنه بالتأكيد ليس "ثوريا" بمعنى كونه ابن القرن الحادي والعشرين وعصر السرعة والاتصالات والتكنولوجيا.

في المسألة الوطنية بدت وثيقة الحزب ضعيفة ومربكة. فلا هي قادرة على اعلان القفز فوق الكيان نحو الامة بسبب الاعتبارات السياسية الآنية، ولا هي قادرة على تثبيت نهائية الكيان بجمل واضحة غير قابلة للتأويل. وإعلان الحزب في احدى فقرات الوثيقة بأن "لبنان وطن الاجداد والاباء، ووطن الابناء والاحفاد" ليس كافيا للاعتقاد بأن "امة حزب الله" كما كانت التسمية بدايات التأسيس قد حسمت امر مواطنتها ولا نقول امر انتمائها العقائدي الذي يكفله الدستور تحت سقف القانون.

من حق الحركات والاحزاب ان تستلهم تجارب بعضها. ومن حق "حزب الله" الاستفادة من "نظام الخطاب" اليساري القومي والاشتراكي، ومن حقّنا الا نجد شيئا مهما في هذه الوثيقة سوى اعلانها انضمام الحزب الى نادي هذه الاحزاب والحركات التي باتت تقليدية ومحافظة.

 

السعد: النظام السوري يضع أمام جنبلاط أجندة خطوات.. لكن يبقى السؤال هل سيقبل جنبلاط بإكمالها بعد كل التضحيات التي قدمها؟

الاربعاء 2 كانون الأول 2009

لبنان الآن/لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد إلى أنّ "سوريا عادت إلى الاستفادة الكبيرة من المرحلة التي تمر بها المنطقة، وقد حقق النظام السوري خطوات هامة من جراء الانفتاح العربي والغربي عليه"، موضحًا في حديث لموقع “nowlebanon.com” أنّ "المعطيات التي تستجد على المنطقة اتاحت لسوريا ان تستخدم الورقتين اللبنانية والفلسطينية بما يخدم مصالحها وفق ما تسمح به الظروف حتى يتضح مسار الامور إقليميًا لناحية ما اذا كان المجتمع الدولي سيصل الى اتفاق مع ايران أو أن المباحثات حول الملف النووي الايراني ستصطدم بحائط مسدود، بالإضافة إلى ترقب ما ستقدم عليه اسرائيل في نهاية المطاف".

وفي السياق نفسه، أشار السعد إلى أنّ "سوريا وسط حالة الانفتاح والاتصالات والحوار تستغل كل الفرص المتاحة لتحسين أوضاعها وشروطها وتفادي الكثير من الاثمان التي كانت ستدفعها نتيجة سياسات معينة ومعادلات قد تكون ولت الى غير رجعة"، معتبرًا أنّ "هذه التطورات والسياسات السورية التي تتنامى ايجاباً لصالح النظام السوري ستزيد من الضغوط على قوى 14 آذار، وخصوصًا على الرئيس سعد الحريري الذي يقع على عاتقه كرئيس حكومة لبنان اختيار الخطاب السياسي المتلائم مع ما تشهده المنطقة من مناخات وتحولات كبيرة ومن بينها الانفتاح اللبناني التدريجي على سوريا".

السعد الذي قال: "ألله يساعد الحريري على ما ينتظره، بعد الاستنزاف الذي تعرض له طيلة الاشهر التي تلت الانتخابات النيابية وصولاً إلى تشكيل الحكومة"، شدد في المقابل على وجوب "ترقب الاسلوب الذي سيختاره السوريون وحلفاؤهم اللبنانيون في التعامل مع الرئيس الحريري والشروط التي سيحيطون بها حكومته تباعاً"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنه "ليس واضحاً منذ الآن توقيت زيارة الرئيس الحريري لدمشق والأجواء التي ستحيط بها والنتائج التي ستفضي إليها، واستطرادًا لم تتضح بعد معالم المرحلة المقبلة".

 وإذ رأى أنّ "سوريا تنجح في أخذ النائب وليد جنبلاط الى مواقع تريده أن يصل اليها"، أوضح السعد أن "النظام السوري وضع أمام جنبلاط أجندة من سلسلة خطوات كان آخرها اللقاءان مع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، بالإضافة إلى لقاء مرتقب بين جنبلاط والرئيس اميل لحود، وهو لقاء يمكن أن يعقد في منزل لحود"، لافتًا إلى أنّ "السوريين يشددون على الخطوات والتنفيذ لا العواطف والتأييد الانشائي وبالتالي هم يضعون أمام جنبلاط خطوات عملية قد لا تنتهي بلقائه الرئيس السوري وإنما نائبه فاروق الشرع، غير أن السؤال يبقى هنا هل سيقبل جنبلاط بإكمال هذا المشوار إلى نهايته بعد كل هذه التضحيات التي قدمها؟".

إلى ذلك، أشار السعد إلى أنّ "التبدل بات واضحًا في خريطة التحالفات السياسية على الساحة اللبنانية وهو ما أدى حكماً إلى تعديل في الخطاب السياسي أقله لناحية ان السياسيين يفتحون الخطوط بين بعضهم البعض وعلى رأسهم النائب وليد جنبلاط الذي يتقرب بقوة من حلفاء سوريا وايران في لبنان"، إلا أن السعد لفت الإنتباه في الوقت عينه إلى أن "هناك مفارقة وسط هذا المشهد حيث الرأي العام يسير في اتجاه معاكس وها هي الانتخابات النقابية تعكس الصورة الحية عن ذلك حيث يدعم مناصرو الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي الخط السيادي بكل قوة".وعن لقاء جنبلاط – عون أكد السعد أنه "ما زال الوقت مبكراً لجهة تحديد طبيعة العلاقات المستقبلية بين النائبين جنبلاط وعون وما ستفضي اليه الخطوات التي اتخذها كل من الجانبين باتجاه الآخر على مستوى التحالف المباشر والميداني سياسياً وانتخابياً اضافة الى مسألة لجان التنسيق المشترك في ما يتعلق باستكمال عودة المهجرين".

 وفيما خصّ العلاقة مع قوى الرابع عشر من آذار، أكد السعد أن "هناك أكثر من نائب في تكتل اللقاء الديمقراطي لا زالوا متمسكين باستمرار العلاقة مع قوى 14 آذار، حتى أن النائب مروان حماده يصر على التأكيد انه جزء من هذه القوى"، هذا ورأى السعد أنّ "المسيحيين في الجبل سيؤكدون تباعًا انخراطهم اكثر في مناصرة المنحى المسيحي السيادي العام"، موضحًا في هذا السياق أنّ "الرأي العام المسيحي يزداد تعبيراً عن رفضه لمشروع "حزب الله" والتدخل السوري في الشأن اللبناني وهو ما يترجم عمليًا من خلال معاقبة الناخبين المسيحيين لخيارات العماد عون السياسية، وما الانتخابات الطالبية والنقابية سوى خير دليل على ذلك".  وإذ لفت إلى أن "خروج النائب جنبلاط من صفوف قوى 14 آذار أسقط تكتل الاكثرية النياية التي تكونت في الانتخابات الماضية بحيث باتت هناك أقليتان في البرلمان"، ختم السعد حديثه قائلاً: "بانتظار ما ستحمله الايام الطالعة، فإنّ السياق العام في لبنان سيبقى بين السعي لاستمرار التهدئة وتعزيز مناخاتها، وبين المحاولة الجدية من قبل الرئيس سعد الحريري لإطلاق المشاريع العمرانية والاصلاحية في البلد".

 

"الوفاء للمقاومة": نستغرب الضجيج المفتعل حول كلام الرئيس بري

نلتزم مضمون الوثيقة السياسية ل "حزب الله" ونقدر مقارباتها الواقعية

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الاسبوعي ظهر اليوم في مجلس النواب برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد وحضور النواب: حسين الموسوي، نواف الموسوي، علي عمار، كامل الرفاعي، بلال فرحات، علي فياض، الوليد سكرية، علي المقداد. بعد الاجتماع صدر عن الكتلة البيان الآتي: "عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. وتوجهت الكتلة الى اللبنانيين المسلمين عموما بأسمى آيات التهنئة والتبريك بعيد الاضحى المبارك، سائلة المولى عز وجل أن يعيده على الجميع باليمن والخير والبركة والصلاح وقد تحررت بلادنا من الاحتلال والهيمنة وظفرت بالآمال التي ينشدها أبناؤها في الامن والاستقرار والعزة. وأبدت الكتلة ارتياحها الى إنجاز اللجنة الحكومية نقاش صوغ مشروع البيان الوزاري، وأملت أن يقره مجلس الوزراء في جلسته اليوم ليتسنى لمجلس النواب مناقشته في أقرب وقت ممكن. ودرست الكتلة الموقف الذي يفترض أن تعبر عنه في جلسة المناقشة النيابية لبيان الحكومة، والنقاط والمسائل التي سيطرحها نوابها في تلك الجلسة. كذلك أقرت الكتلة صيغة متابعة أعمال نوابها في اللجان النيابية المختلفة وآلية التنسيق في ما بينهم. وعلى صعيد آخر، استغربت الكتلة الضجيج الذي افتعله البعض حول الدعوة التي أعلنها دولة رئيس مجلس النواب لتطبيق كل بنود اتفاق الطائف، ودعت الى دراسة مسؤولة لأي اقتراح على قاعدة تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد. وأكدت التزامها الكامل مضمون الوثيقة السياسية التي أقرها "حزب الله" في مؤتمره الاخير، وأعربت عن تقديرها للمقاربات الملتزمة والواقعية التي حدد في ضوئها رؤيته إزاء العديد من القضايا محل الاهتمام في لبنان والعالم العربي والاسلامي".

 

 النائب غاريوس: وثيقة حزب الله خارطة طريق عصرية ولقاء عون - جنبلاط خطوة لتعزيز الوجود المسيحي في قرى الجبل

وطنية - اعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب الدكتور ناجي غاريوس في حديث لإذاعة "صوت المدى" أن "من حق الوزراء التحفظ على البيان الوزاري من منطلق الديمقراطية"، مشيرا إلى "أن البيان لن يخضع لتعديلات جذرية للانتقال إلى مرحلة إعطاء الثقة للحكومة". ورأى غاريوس أن "الوثيقة السياسية لحزب الله هي خارطة طريق عصرية رسمها الحزب وعلى الجميع التعاطي معها من منطلق الإيجابية والواقعية"، داعيا إلى "ضرورة تخطي المواضيع التي ستبحث على طاولة الحوار". ولفت إلى "التحول الملحوظ لمواقف "حزب الله" عبر إقراره بالعودة إلى شرعية الدولة من خلال قرار السلم والحرب"، مشيرا إلى "أن الوثيقة تنص على أن المواطن قيمة بحد ذاته، العبارة التي تعيدنا إلى كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح". وشدد غاريوس على "أن بناء الدولة لا يتم سوى بالتوافق والتعاون بين كافة الأفرقاء السياسيين". وردا على سؤال عن طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإلغاء الطائفية السياسية، اعتبر غاريوس "أن الطرح سابق لأوانه"، لافتا إلى "أن بري طالب بإنشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية، التي نص عليها الطائف، وهي تسبق إلغاء الطائفية"، مؤكدا على "ضرورة التخفيف من حدة الاصطفافات الطائفية وتنمية الثقة بين الطوائف وكشف الفساد الطائفي". وعن لقاء العماد عون برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أكد "أنه تم تعزيزه عبر لجنة متابعة فاعلة من الفريقين"، مشددا على "ضرورة انتقال المصالحة إلى القاعدة عبر إعادة الثقة والإنماء في مناطق الجبل". وأشار غاريوس إلى "التنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل للعمل على تأهيل البنى التحتية والطرقات"، كاشفا عن "تعيين لجنة لدراسة لملف مستشفى بعبدا الحكومي".

 

الرئيس الاسد عرض مع نصري خوري آفاق العلاقات بين لبنان وسوريا ووزير الزراعة السوري أمل "انطلاقة كبيرة" للعلاقات بعد نيل الحكومة الثقة

وطنية - عرض الرئيس السوري بشار الاسد، صباح اليوم، مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري تطور العلاقات اللبنانية - السورية والافاق المستقبلية لهذه العلاقات فى ضوء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية. وجرى بحث في دور المجلس الاعلى اللبناني – السوري في "توطيد العلاقات التاريخية التى تربط الشعبين الشقيقين".

على صعيد آخر، وصف وزير الزراعة السوري عادل سفر العلاقات اللبنانية – السورية في المجال الزراعي بأنها"مميزة". وأضاف: "ان هذه العلاقات لم تتأثر بمجريات الأحداث منذ فترة طويلة"، آملا "انطلاقة كبيرة لهذه العلاقات بعد نيل الحكومة الثقة". وأكد "أهمية انعقاد المؤتمر الاقليمي للمستحضرات الطبية البيطرية في الشرق الأوسط" الذي افتتحه اليوم في دمشق بعنوان "في سبيل توحيد المستحضرات البيطرية وتطويرها وتوزيعها ومراقبة النوعية والذي يستمر حتى الرابع من الشهر الحالي" ويشارك في المؤتمر المدير العام لوزارة الزراعة في لبنان بالإنابة سمير الشامي الذي أكد "أهمية هذا المؤتمر في توحيد الشروط والآليات بين الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط مما يساعد في انسياب السلع ويخفف فاتورة الاستيراد من الدول الغربية المرتفعة الأسعار". وأشار إلى أن "عملية انسياب السلع بين لبنان وسوريا سهلة جدا لعدم وجود قيود بين البلدين"، لافتا إلى أنه "اليوم وبسبب وجود حكومة وفاق وطني ستسير الأمور بشكل أفضل".

 

النائب شمعون واصل زيارته الى اوستراليا وعقد مؤتمرا صحافيا في سيدني: حزب الله لم يعلن العدول عن مشروعه القديم ويريد ألسيطرة على ألبلد بكامله

وطنية - تابع رئيس حزب ألوطنيين ألأحرار ألنائب دوري شمعون وألوفد ألمرافق زيارته الى استراليا، حيث إستهل نهاره في سيدني بمؤتمر صحافي عقده في غرفة ألمؤتمرات في ألفندق مكان إقامته. وشارك فيه رئيس تحرير جريدة ألتلغراف أنطوان ألقزي، رئيس تحرير جريدة ألأنوار سايد مخايل، ووديع سعادة عن جريدة ألنهار, ألصحافي أنطوان سابيلا, ونادين ألسعيدي عن إذاعة صوت ألفرح. إفتتح وكيل أمانة ألإعلام ريمون أبوعاصي ألمؤتمر بكلمة قال فيها: "من زعيم للجبل إلى رئاسة ألجمهورية، ومن قصر ألرئاسة إلى عرش ألزعامة ألوطنية، ملك ألفخامة، فخامة ألملك ألرئيس كميل نمر شمعون. ألثامن من أيلول 1958 أسس حزب الوطنيين الأحرار فكان تكملة للمدرسة ألشمعونية ألتي إنتشرت على مساحة الوطن في كل قرية ومدينة ومن كل طائفة ومذهب. ومنذ تأسيسه قبل أكثر من 50 سنة وحزب الوطنيين الأحرار كما اراده مؤسسه ألرئيس كميل نمر شمعون حزب المبادئ التي لا تتغير والمواقف اللا متلونة. ولعل اللون الذهبي في أرزة الأحرار نموذجا متواضعا أمام ثبات الحزب في ايمانه بلبنان سيدا حرا مستقلا".

وتابع:"على مر تاريخهم الخمسيني قدم الوطنيون الأحرار في سبيل لبنان الاف الشهداء فهبوا للدفاع عن الأرض يوم تخاذل كثيرون ورفعوأ بندقيتهم في وجه المحتل مسطرين ملاحم البطولة محولين مجرى المخططات التي تربص واضعوها بلبنان شرا.انهم الأحرار مدرسة كميل شمعون يسقط قائدهم داني مدافعا مع عائلته يوم هرب سواه وعاد رئيسهم الى الوطن في عز هيمنة الإحتلال السوري ليرفع الصوت بوجه المحتلين ويكون اول من تجرأ على المطالبة بحرية لبنان وسيادته و استقلاله يوم كان مجرد الحديث عن هذه الشعارات جريمة. انه حزب كميل شمعون عملاق الوطنية وحزب داني شمعون النمر البطل مقاوم المحتلين حتى الإستشهاد وحزب دوري شمعون رافض عروض الوزارة والنيابة يوم كان صغار القوم يبيعون وطنهم بمركز وضيع". اضاف:"حافظ دوري شمعون على مبادئ والده الرئيس كميل نمر شمعون رغم جميع الضغوط التي تعرض لها منذ سنة 1990 حتى اليوم وقد بقيت عباءته الوحيدة ارزة لبنان ولم يبدلها بعباءة من سوق الحميدية".

النائب شمعون

واستهل رئيس الوطنيين الأحرار كلمته بالقول:"نحن وأنتم يا أحرار بلادي شعب لبنان العظيم، تناضلون منذ أربع سنوات وتضحون في سبيل نصرة الدولة وأقرنتم القول بالفعل فلا ازدواجية. اما غيركم ممن رددوا معكم قسم جبران، فأين أصبحوا اليوم؟ وماذا حلَّ بقسمهم فأنكروه واستباحوا المحرمات طورا بتغطية السلاح واحتلال الساحات وتحالفوا مع من نكثوا بوعودهم وراحوا يبنون دولتهم؟ دوري شمعون، ساحة الشهداء 14 شباط 2009 بكركي هي مقام روحي ووطني لعبت دورا أساسيا في تكوين لبنان، والتهجم عليها أمر غير مسموح".

اضاف:"لبنان بلد صغير وعلينا التمسك بالشرعية الدولية وأي خروج عنها هو انتحار. فلسلفة الاستراتيجية الدفاعية هي إعادة ما إلى الدولة للدولة وحسم الازدواجية القائمة بين سلاح شرعي وغير شرعي لمصلحة السلاح الشرعي، أن أي خطوة تسليحية للجيش اللبناني أكانت رمزية أم فعلية تثير حفيظة واستياء جماعة 8 آذار، لأن كل ما يمكن أن يساهم في تعزيز هذه المؤسسة مرفوض من قبل هؤلاء الناس إبقاء لدويلتهم داخل الدولة اللبنانية، وأي خطوة لبناء الدولة تعطى تفسيرات وتأويلات على أساس أنها لمواجهتهم".

وتابع:"لا وطن قابلا للحياة من دون دولة واحدة موحدة حرة، قادرة، عادلة وديموقراطية". ولتحقيق ذلك "التشبث بالمبادئ والمسلمات المنصوص عليها في الدستور، والعزم على تحقيقها. أما قبيل ألإنتخابات ألنيابية ألأخيرة، قال دوري شمعون: نحن مدرسة في الانتخابات. لدينا شعبيتنا ومؤيدينا، ونأمل من حلفائنا ان يقدروا ذلك ونقول لهم ان الاحرار عندما يتحالفون لا يتركون اليد ونحن آخر من يفلت يده من يد الحليف, حزب الوطنيين الاحرار سيبقى ملتزما بتحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار حتى النهاية".

وعن وثيقة حزب الله ألأخيرة قال: "أن حزب ألله أعلن سنة 1985 مشروعه إقامة جمهورية إسلامية قي لبنان وإن هذا ألطرح يتعارض مع ألدستور أللبناني وهذا ألإعلان يعني ضمنيا عدم ألإعتراف بألدولة أللبنانية وهويتها وحتى ألان لم يعلن صراحة ألعدول عن مشروعه، أما فيما يختص برفضه للفدرالية أو ألتقسيم فهذا صحيح لأنه يريد ألسيطرة على ألبلد بكامله".

وردا على سؤال يتعلق ببكركي ذكر ألنائب شمعون بألخلاف ألتي كان قائما بين ألرئيس ألراحل كميل شمعون وألبطريرك ألمعوشي، رغم ذلك لم يهاجم يوما ألرئيس شمعون بكركي أو سيدها. أما بشأن زيارة ألرئيس ألحريري إلى سوريا قال: "أن بين لبنان وسوريا أمورا عالقة، منها ألأسرى وألمفقودين، ترسيم ألحدود ...فلا مانع أن يذهب رئيس حكومة لبنان ذات ألصفة ألرسمية ويطالب بحل هذه ألأمور ألعالقة".

واكد ان "ألمحكمة ألدولية أتية لا محال وهي على ألسكة ألصحيحة وليس من قدرة أحد في ألكون إيقافها".

وعن ألمصالحات ألأخيرة قال:"أنها تتم بين أصحاب ألتوجه ألسوري، فسوريا تختار من هم مخولون بألمصالحات، فهي تمنع ألمصالحات ألجدية وبخاصة ألمسيحية - ألمسيحية لأنها تأتي بألمنفعة على ألشارع ألمسيحي بشكل خاص وأللبناني بشكل عام.

ألغداء مع أسرة ألأنوار:

ثم لبى ألنائب شمعون دعوة رئيس ألتجمع ألمسيحي في أوستراليا رجل ألأعمال والي وهبة على ألغداء في مطعم ألغولدن نايت - بانكستون في حضور رئيس دير مار شربل ألأب ألدكتور أنطوان طربيه، نائبة رئيسة بلدية كانتربري ألسيدة فدوة كبي، رئيس تحرير جريدة ألنهار أنور حرب، منسق تيار ألمستقبل في أوستراليا عبدالله ألمير، عن ألحزب ألتقدمي ألإشتراكي رفيق ألديبي، رئيس تحرير جريدة المستقبل جوزيف خوري، رئيس تحرير جريدة ألأنوار سايد مخايل، وألصحافي بطرس عنداري، رئيسة تحرير جريدة بانوراما ألسيدة وداد فرحان.

وألقى سايد مخايل كلمة بإسم صاحب ألدعوة ألأستاذ وهبة أثنى فيها على مواقف شمعون ألوطنية وألتي لا تتلون ولا تتبدل في زمن ألتبدلات وألتغيرات ألمذهل.

ورد ألنائب شمعون شاكرا صاحب ألدعوة وألحضور وحض ألجميع على ألإيمان بأن لبنان باق وألدفاع عن ترابه هو قدرنا، وشكر أيضا أصحاب ألأيادي ألبيضاء ألتي تعمل في ألسر وألعلن على بلسمة جراح ألوطن وخدمة أبنائه أينما حلوا".

حرب

تم ألتقى أنور حرب كلمة طالبا من ألله أن يحفظ ألنائب شمعون، مثنيا على مواقفه ألجريئة ووطنيته ألتي يحتذى بها مذكرا ببيت شمعون ألعريق ألذي أعطى وسيظل يعطي لبنان بلا حساب.

ثم أختتم مفوض ألأحرار جو توما شاكرا ألحضور وقوفهم ألدائم بجانب ألأحرار ونصرة قضاياه ألعادلة مشددا على ألتضامن لما فيه خير للجالية وألوطن ألأم لبنان.

ألمطران أبي كرم

بعد ألغداء توجه ألنائب شمعون مع ألمفوض ووفد من ألمفوضية إلى دار ألمطرانية ألمارونية، وكان في إستقباله ألمطران عاد أبي كرم، رئيس ألرابطة ألمارونية سمير ألقزي، ونائب ألرئيس توفيق كيروز، وأنور حرب ، جو متلج ،انطوان ألقزي، حيث جرى عرض أوضاع ألجالية أللبنانية عموما في أوستراليا واخر ألتطورات على ألساحة أللبنانية، حيث تمنى أن تشمل ألمصالحات جميع ألأطراف أللبنانية وخصصوصانألأطراف ألمسيحية منها.

قوى 14أذار:

وعند ألساعة ألسادسة مساء ترأس ألنائب شمعون إجتماعا مغلقا مع قوى ألرابع من أذار في سيدني ضمت مفوض ألأحرار وأعضاء ألمفوضية، رئيس ألقوات أللبنانية وبعض ألمسؤولين، منسق تيار ألمستقيل وبعض ألمسؤولين أيضا، ووفدي أليسار ألديموقراطي وحركة ألإستقلال. وإنتقل ألجميع بعيد ألإجتماع إلى عشاء قوى ألرابع عشر من أذار حيث إنضم إلى ألعشاء ممثل ألحزب ألتقدمي ألإشتراكي رفيق ألدهيبي وبعض الوفود من محازبي قوى 14 أذار.

وألقى منسق تيار ألمستقبل كلمة أشاد بها بالنائب شمعون وبمواقفه ألوطنية ألصادقة، التي يلتقي بها و ألرئيس سعد ألحريري وجميع قيادات الرابع عشر من أذار.

ورد ألنائب شمعون شاكرا قوى 14 أذار على ألدعوة متمنيا على هذه ألقوى "أن تبقى متضامنة فيما بينها, وأن ألغائبين عن ألعائلة ألليلة سيعودون قريبا إلى حضن عائلتهم".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 2 كانون الاول 2009

النهار

هدّد وزير سابق بفتح ملفات تطول مسؤولين كباراً عرقلوا الخطط التي كان قد وضعها لتحسين الأداء في وزارته.

اقترح وزير سابق إعداد لائحة بالأدوية التي لا يغطيها الضمان الصحي للمرضى المضمونين منعاً لالتباسات تحصل في كثير من المستشفيات.

اعتذر وزير بارز عن عدم استقبال أي سفير قبل نيل الحكومة الثقة.

السفير

يردد وزراء في مجالسهم أن زميلاً لهم يطمح لدور الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والمعبّر عن توجهاتها حيال بعض الملفات المصيرية.

طرح ملف مالي يتناول البدل المرتفع الذي تسدده الدولة لاستئجار مقر لمنظمة دولية في الوقت الذي تقصر فيه عن توفير الأموال اللازمة لتأمين مقر لائق لوزارة سيادية.

نشط نواب ينتمون إلى تكـتل سـياسي لعقد اجتماع غايته تنقية الأجواء بين القيادات الحليفة بعد الفتور الذي سببته أزمة التوزير، والنتائج التي أفضى إليها المجلس الدستوري بشأن الطعون النيابية.

المستقبل

لوحظ أن عدداً من الوزراء يفضلون البدء باستقبالاتهم الرسمية بعد نيل الحكومة الثقة.

تناقضت التقارير الديبلوماسية الواردة إلى بيروت بالنسبة إلى جدية إسرائيل بشأن الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر، إذ يؤكد بعضها هذه الجدية فيما يعتبر البعض الآخر أن الوضع يراوح مكانه.

تبين من المشاورات العربية أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب من أجل تسلم تقرير لجنة المبادرة العربية للسلام لم يحدد موعده بعد.

اللواء

تردّدت معلومات عن مصالحة يزمع قطب نيابي الاقدام عليها مع مرجع سابق كان على خلاف مستحكم معه!·

اتفقت شخصيتان التقتا مؤخراً على حصر المتابعة بينهما، بعيداً عن الوسطاء ولجان الارتباط·

تواجه مرجعيات كبيرة إحراجاً في قضية إلغاء الطائفية السياسية بين ما هو مُعلن وما هو غير مُعلن·

الشرق

وزير معارض قال ان قوى 8 اذار لا تعترض على التحفظ عن البيان الوزاري طالما انه لا يشكل اعتراضا ورفضا لمضمون البيان!

قطب نيابي استغرب عدم الاخذ بنصائحه ومواقفه من جانب حلفاء في السلطة وخارجها (...)

نائب شمالي قال ان الذين هنأوه على مصالحته المرتقبة مع احد خصومه لم يستوعبوا الى الان صعوبة ترجمتها على الارض؟!

الأخبار

حوّل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود التحقيقين اللذين نشرا في "الأخبار" بتاريخ الاثنين 19 تشرين الأول 2009 (وما أدراك ما العمارة؟) والجمعة 27 تشرين الثاني 2009 (زلمة المر مرّ) إلى محافظ جبل لبنان بالوكالة أنطوان سليمان لإعطاء رأيه في المعلومات الواردة فيهما ضمن المهلة القانونية، تمهيداً لتحويلهما إلى المراجع القضائيّة للتحقيق بالمخالفات الواردة فيهما.

من ضمن الورشة التنظيميّة الداخليّة في الحزب التقدمي الاشتراكي، أبلغ جميع المنتسبين إلى الحزب أن من يتغيّب عن ثلاثة اجتماعات تنظيميّة وسياسيّة تُسحب البطاقة الحزبيّة منه بحيث يُصبح مناصراً للحزب لا عضواً فيه. ولا يزال المزاج الشبابي داخل الحزب غير متماش تماماً مع التوجهات الأخيرة للنائب وليد جنبلاط. كذلك ينوي التقدمي الاشتراكي إحياء ذكرى اغتيال مؤسّسه كمال جنبلاط بطريقة مختلفة عن السابق بحيث ستتضمن حفلات فنيّة ملتزمة وندوات سياسيّة وفكريّة تنتطلق من الثوابت الفكريّة لجنبلاط الأب. وفي الإطار عينه، تقوم الدار التقدميّة بإعادة إصدار كتب كمال جنبلاط، كذلك جمعت كتب شكيب إرسلان وقامت بإعادة طباعتها تمهيداً لوضعها في السوق قريباً.

بعد تكليف مسؤول الإعلام والعلاقات العامّة في التيار الوطني الحرّ ناصيف قزي متابعة ملف العودة في المفهوم السياسي والعمل على الأرض في الشوف، كُلف عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي ناصر زيدان التنسيق مع قزي. ويُنسّق مع الرجلين مستشار رئيس الجمهوريّة أنطوان شقير.

ويُعدّ هؤلاء لوضع ورقة مشتركة تكون بمثابة خريطة طريق للعمل المشترك على استكمال العودة وتثبيت السلم الأهلي انطلاقاً من أن "الحرب بين الدروز والقوات اللبنانيّة هي استثناء والقاعدة هي التعايش بين الطرفين في الجبل". يُفترض أن تكون هذه الورقة منتهية يوم الجمعة بحيث توضع بين أيادي رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان والنائبين وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.

صدى البلد

تستعد دولة الكويت لاطلاق سلسلة مشاريع عبر "صندوق التنمية" في حفل كبير مطلع العام المقبل يشارك فيه مسؤولون كويتيون ولبنانيون في اطار تأكيد استمرارها في دعم لبنان ودعم المناخ التوافقي في الحكومة الجديدة.

تردد ان حربا ناعمة وخفية تجري بين جهة لبنانية ومخابرات دولية كان من نتائجها اخيرا تلقي هذه الجهة رسالة امنية ادت الى اضرار لم يكشف عن حجمها.

قال نائب في الاكثرية ان الاسلوب الذي انتهجه الفريق المقابل لمنع الاكثرية من الحكم سيكون احد المناهج التي ستعتمد من قبل الاكثرية للمواجهة السياسية في المرحلة المقبلة.

 

أوساط "التيار الوطني": طرح إلغاء الطائفية السياسية "هجوم دفاعي" عن سلاح المقاومة.. والمسألة تنتهي حال إقرار البيان الوزاري

لبنان الآن/موسى عاصي، الاربعاء 2 كانون الأول 2009

في الجانب المتعلق بالموقف من مطلب الغاء الطائفية السياسية وقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على حد السيف، خلال اعلان الوثيقة الثانية للحزب، فهو من جهة لا يعارض، بل من المطالبين بالغاء الطائفية السياسية، كونها بكل بساطة لا تؤثر على وضع الطائفة الشيعية في المعادلة السياسية، بل على العكس، يمكن لها ان تزيد من تأثير هذه الطائفة بفضل تكوينها العددي، ومن جهة أخرى لم يغامر السيد نصر الله بالذهاب بعيداً في هذا المطلب، كونه يشكل احراجاً كبيراً لحليفه العماد ميشال عون.

على هذا الاساس، استبعدت مصادر مقربة من "حزب الله" العمل "بشكل جدي" لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية تبعاً لدعوة الرئيس نبيه بري، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ "اتصالات جرت بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والرئيس بري خلصت الى اتفاق على سحب الموضوع من التداول الاعلامي، واعادته الى القنوات الدستورية ولا سيما مجلس النواب".أما عن التوقيت الذي اختاره الرئيس بري لطرح الموضوع في الاعلام، فقالت اوساط "التيار الوطني الحر" إنّ "بري اقدم على هذه الخطوة لمواجهة الحملة التي يشنها مسيحيو قوى الرابع عشر من آذار على سلاح "حزب الله" وعلى البند المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري"، واضعةً دعوة الرئيس بري لإنشاء هيئة إلغاء الطائفية السياسية في إطار "الهجوم الدفاعي"، مؤكدةً أن "هذه المسألة ستنتهي حال اقرار البيان الوزاري".

 

إنزعاج داخل الحزب التقدمي من توجهات جنبلاط الاخيرة

كشفت صحيفة "الأخبار" انه من ضمن الورشة التنظيميّة الداخليّة في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، أبلغ جميع المنتسبين إلى الحزب أن من يتغيّب عن ثلاثة اجتماعات تنظيميّة وسياسيّة تُسحب البطاقة الحزبيّة منه بحيث يُصبح مناصراً للحزب لا عضواً فيه واشارت الصحيفة الى ان المزاج الشبابي داخل الحزب لا يزال غير متماش تماماً مع التوجهات الأخيرة لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط. كذلك ينوي التقدمي الاشتراكي إحياء ذكرى اغتيال مؤسّسه كمال جنبلاط بطريقة مختلفة عن السابق بحيث ستتضمن حفلات فنيّة ملتزمة وندوات سياسيّة وفكريّة تنتطلق من الثوابت الفكريّة لجنبلاط الأب. وفي الإطار عينه، تقوم الدار التقدميّة بإعادة إصدار كتب كمال جنبلاط، كذلك جمعت كتب شكيب إرسلان وقامت بإعادة طباعتها تمهيداً لوضعها في السوق قريباً

 

فتفت للاوبزرفر :هناك تطور في وثيقة حزب الله تجاه الدولة لكن في الكثير من الامور مثل السلاح ما زلنا في مكاننا

لا شك أن وثيقة حزب الله التي اطلقها أمين عام حزبه السيد حسن نصر الله تحمل الكثير في بنودها و سيكون لها أثر كبير على المجريات داخل الساحة السياسية في لبنان .للتعليق على محتوى الوثيقة أجرى موقع "بيروت اوبزرفر" حوار مع معالي الوزير الدكتور أحمد فتفت .حيث أكد النائب فتفت لموقعنا أن الوثيقة بلا شك تحوي تطور مهم في اتجاه الدولة لكن هناك بعض الامور ما زالت في مكانها كما شدد فتفت أنه يجب التمعن في محتوى الوثيقة قبل التسرع في إطلاق الاحكام. كما شرح فتفت ل"بيروت اوبزرفر" تحفظاته من البيان الوزاري و قال أن موقفه سيظهر داخل مجلس النواب ننشر لكم أبرز ما جاء في الحوار معه

معالي الوزير ما هو تعليقك على الوثيقة التي اطلقها حزب الله ؟

يبدو هناك تطور واضح في ما يتعلق بالنظرة السياسية و الامور الاساسية لكن يجب قرأتها تفصيلياً قبل التعليق على مضمونها لكن بالفعل يبدو أن هناك محاولة جدية أكثر تجاه الدولة اللبنانية علماً أن هناك الكثير من الامور مثل السلاح و ما شابه حيث ما زلنا في نفس المكان فيما يتعلق بها

وثيقة جدية مثل هذا النوع بحاجة إلى تمعن في مضمونها قبل إصدار ردات فعل متسرعة

صرح أحد كوادر المستقبل مؤخراً للاعلام أن تيار المستقبل لم و ليس بصدد الاعتذار من سوريا ؟ ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ و هل من الممكن الاعتذار  في سبيل فتح صفحة جديدة مع سوريا أو على الاقل توجيه الرسائل المبطنة باعتذارات على غرار بعض السياسيين في لبنان؟

تيار المستقبل لم يرتكب أي خطأ تجاه سوريا حتى يعتذر عنه و الاتهام الذي وجه إلى سوريا هو إتهام سياسي و حتى الان لم يصدر أي شيء من قبل المحكمة الدولية حتى يتم الاعتذار بناء عليه و بالتالي تيار المستقبل لم يرتكب أي خطأ حتى يتم الاعتذار عنه

معالي الوزير كنت من أشد المهاجمين للنظام السوري ، هل من الممكن أن ترافق الرئيس الحريري في زيارته ؟

هذا الامر يعود إلى دولة الرئيس ، و الرئيس الحريري هو من يقرر من يرافقه و من يستدعي وجوده معه خلال زيارته إلى دمشق و إذا ارتأى أن هناك داعٍ لذهابي معه و مرافقته سألبي طلبه و لن يكون عندي مانع

د.فتفت هناك الكثير من الكلام عن اختلاسات داخل التيار المستقبل و خاصة في بيروت ما صحة هذا الكلام ؟

كلام غير صحيح و هو دعائي ليس له أي أساس من الصحة ليس هناك من اختلاسات و ليس إلا كلام ليس له أي قيمة

د.فتفت هل أنت راضٍ عن تيار المستقبل من حيث ادائه ؟

لست راض عن تيار المستقبل لكن التيار اليوم في إطار إعادة هيكلته بالكامل لكن الكلام عن اختلاسات و سرقات هو كلام تشويهي لمسيرة التيار هناك بعض المشاكل و اشكاليات سياسية لكن هذا أمر طبيعي تحدث في جميع التيارات .هناك لجنة تعمل على إعادة هيكلة التيار بالكامل و هي تحظى بكل الدعم من جهتنا لكن أي كلام خارج هذا الاطار ليس له أي أساس من الصحة

معالي الوزير ما تعليقك على البيان الوزاري هل أنت راض عنه؟

فيما يتعلق في موضوع البيان الوزاري أنا قلت أنه كما كان هناك بعض التحفظات من قبل مسيحي ١٤ اذار هناك أيضاً بعض التحفظات داخل الرأي العام المسلم و سنعبر عن هذه التحفظات داخل مجلس النواب

 خالد نافع - بيروت اوبزرفر

 

رحّال لموقع "14 آذار": وثيقة "حزب الله" بيان وزاري رديف للدولة والحكومة الجديدة

  ٢ كانون الاول ٢٠٠٩/سلمان العنداري

وصف عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب رياض رحال وثيقة "حزب الله" السياسية بأنها "بيان وزاري لدولة رديفة في مواجهة البيان الوزاري للحكومة الجديدة"، معتبراً أن "خلفية حزب الله السياسية ما تزال كما كانت قبل 22 عاماً رغم تغيّر الاسلوب الذي اصبح اكثر ذكاءاً ودهاءاً، اذ اراد الحزب ان يقول ان الامور لم ولن تتغير وانه مازال جزءاً من ولاية الفقيه التي يأتمر بها". رحال وفي حديث لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر أن "المزاوجة بين الجيش والمقاومة التي ذكرتها الوثيقة تتناقض مع الدولة الواحدة القادرة والعادلة التي يتكلمون عنها، فكيف تقوم هذه الدولة بوجود السلاح غير الشرعي؟". وانتقد رحال الكلام عن الديمقراطية التوافقية وربطها بالغاء الطائفية السياسية، وقال أن "هذا يعني الاجهاد على النظام البرلماني الديمقراطي"، واضاف: "بمختصر مفيد انها وثيقة جاءت لتثبّت مخاوف اللبنانيين وهواجسهم، ولتربطنا مجدداً بالفرس والامبراطورية الايرانية في المنطقة".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

اوساط بارزة لموقع "14 آذار": وثيقة "حزب الله" لإيهام الرأي العام ان اولوياته تبدلت وتغيرت 

 ٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /سلمان العنداري ::

اعتبرت اوساط بارزة في قوى 14 آذار ان "السيد حسن نصرالله في اعلانه الوثيقة السياسية لحزب الله اراد ارسال اشارات ومؤشرات في اكثر من اتجاه. فعلى المستوى الداخلي، اراد القول انه المسؤول الوحيد عن قراري الحرب والسلم في لبنان، وانه سيبقى مصرّاً على احتكار القوة المسلّحة في الداخل، وان الجيش ما زال قاصراً وغير قادر على حماية لبنان الدولة التي لم تكتمل بعد، ولهذا لا بد من الاستمرار في منطق الدويلة على حساب المؤسسات والقوانين والسيادة والاستقلال". ولفتت الاوساط نفسها لموقع "14 آذار" ان "حزب الله عمل مع مجموعة كبيرة من الاعلاميين والصحفيين التابعين والمناصرين لقوى 8 آذار من خلال "حملة دعائية وترويجية منظمة" سبقت ولحقت اعلان الوثيقة التي اشرف السيد نصرالله شخصياً على كتابة جزء كبير منها، لتظهيرها وكانها محاولة جدية ومتقدمة تنقل الحزب من موقع الى موقع آخر، ومن المشاريع الاقليمية الى الداخل اللبناني من اجل ان يتقدموا خطوة نحو دولتهم الخاصة بعد ايهام الناس والرأي العام بأن الاجندة تبدلت وتغيرت".وانتقدت الاوساط البارزة تجاهل حزب الله للقرار الدولي 1701 وحسمه لمسألة الصراع المفتوح مع اسرائيل عبر البوابة اللبنانية والتخلي عن اتفاقية الهدنة المبرمة عام 1949، اضافةً الى رفضه المطلق لمبادرة السلام العربية وكأنها لم تكن، ومناصرته للتمدد الايراني في المنطقة على حساب النفوذ والوجود العربي، وهذا الامر يضعه في مأزق جديد مع النظام العربي الذي اتهمه بشكل غير مباشر بالعمالة لاسرائيل و"لقوى الاستكبار العالمي".

 

حزب الله يستمر في ربط نفسه بأنظمة الممانعة في العالم العربي

٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب خالد زهرمان ان "الوثيقة السياسية الاخيرة لحزب الله لا تختلف عن الرسالة المفتوحة في العام 1985، فالتغيير بالشكل لا يعني التغيير في المضمون، لأن الحزب ما زال يصر على ان مرجعيته الفقهية والسياسية مرتبطة بالولي الفقيه"، مضيفاً أن "التصريح الاخير للنائب نواف الموسوي يؤكد ذلك، اذ اعتبر ان التغيير الذي طرأ على الوثيقة ليست تغييراً للاطار العام وهذا يعني ان حزب الله ما زال على مواقفه ومبادئه القديمة".

زهرمان وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني لاحظ "تناقضاً كبيراً لمنطق الدولة في نص الوثيقة، بدءاً بعدم الاشارة الى القرارات الدولية، والمبادرة العربية للسلام، والنظرة العدائية للغرب، كما ان االكلام عن المزاوجة بين الدولة والمقاومة اتى وكانه يستبق قرارات ونتائج طاولة الحوار المزمع عقدها من اجل القول ان المقاومة محصورة بفئة من اللبنانيين، قراراتها ستبقى محصورة بالولي الفقيه في طهران وبالتالي لن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم ولن تكون المرجع الرسمي الذي يقرر مستقبل الصراع وطبيعة هذه المقاومة".

وفي ما يختص بالعلاقة مع سوريا، قال زهرمان ان "الجميع يريد علاقة مميزة مع سوريا، شرط ان تقوم على اسس ندية وواضحة من دولة الى دولة وان لا تكون علاقة سيطرة وتفرد من طرف على طرف آخر". ولفت زهرمان ان "حزب الله يستمر في ربط نفسه بأنظمة الممانعة في العالم العربي، ويستمر في توزيع انتقاداته على الانظمة العربية".

وتساءل زهرمان عما اذا كان توقيت اعلان هذه الوثيقة مقصوداً في تزامنه مع اعلان واقرار البيان الوزاري ام انه اتى صدفةً، وهذه نقطة تستدعي علامة استفهام كبيرة. لأن بنود الوثيقة الى حد كبير تناقض ما نص عليه البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

وثيقة "حزب الله": ما لنا لنا وما لكم لكم

2 كانون الاول ٢٠٠٩

أيمن شروف/موقع 14 آذار

أمضى "حزب الله" زهاء 24 عاماً ليعود ويطل على اللبنانيين بنص مكتوب يعبّر عن تطلعاته السياسية ورؤيته للواقع السياسي اللبناني، بل ذهب إلى حد وضع خطوط السياسة الداخلية انطلاقاً من تحولات إقليمية هي بالطبع تتماهى مع "التوجه الإيراني" في المنطقة، بعد أن أدرك الحزب "حتمية" الخروج السوري من هذا الواقع، إلا أنه لم ينس الاعتراف لها بممانعتها من دون الاستفاضة بالحديث عنه على جري عادته في المحطات السابقة.

فبعد 24 عاماً من الرسالة المفتوحة التي كانت النص الوحيد المكتوب الذي تكلّم عن دور الحزب وأهدافه قبل يوم الاثنين الماضي، تحدث الحزب "بطريقة لبنانية" عن رؤيته السياسية ورسم لنفسه أولاً خريطة الطريق السياسية وغير السياسية، و"أبناء أمة حزب الله التي نَصَر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم"، الذين "يلتزمون أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط"، اعترفوا بانتمائهم إلى الوطن في الوثيقة، لكن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله لم يغب عن باله التذكير بأن "الحزب لا يزال على عقيدته"، وليس من الضروري ذكرها في وثيقة سياسية وهي في الوقت نفسه لا تناقض دخول الحزب إلى السياسة.

يعترف قياديو "حزب الله" بأن هذه الوثيقة أخذت منهم "الكثير من التحضير والوقت" والمؤتمر العام للحزب أُجل غير مرّة قبل الوصول إلى إقرار "الأسس" التي ترسم له طريق المستقبل وتحدد مساره، وتعلن انخراطه في الحياة السياسية اللبنانية من "الباب الواسع"، طارحاً معادلات "للحكم" وكيفية "الحكم"، ومحدداً الدول الصديقة والدول "العدوّة"، وذهب بعيداً في رسم الأفق السياسي للمرحلة المقبلة، انطلاقاً من أن محور الممانعة هو المنتصر و"اعتبار المقاومة هي الحل" وهي التي ستفرض إيقاعها من اليوم.

ولم تأت الوثيقة على ذكر اتفاق الطائف باعتباره دستور لبنان إلا في "موضوع عروبة لبنان"، وفي مكان آخر، كان لافتاً ربط الحزب "استمرار الديموقراطية التوافقية إلى حين إلغاء الطائفية السياسية"، لكن المستغرب الحديث عن "المزاوجة بين وجود مقاومة شعبية وجيش وطني، في عملية تكامل اثبتت المرحلة الماضية نجاحها في ادارة الصراع مع العدو"، وهذا بحد ذاته "نسف مسبق لطاولة الحوار ولأي حديث عن استراتيجية دفاعية، وإنهاء للنقاش حول السلاح وانضوائه تحت إمرة الدولة"، بحسب ما يقول مصدر قيادي في 14 آذار لموقع "المستقبل" الإلكتروني.

ويرفض قياديو الحزب الحديث عن الوثيقة أو حتى التعليق على المواقف المتلاحقة منها والتي في أغلبها منتقدة، ويعزون موقفهم هذا لاعتبار مهم بنظرهم، حيث إنهم قدموا رؤيتهم السياسية وليس من واجبهم التعليق عليها، بل يتركون للأطراف الأخرى حرية إبداء آرائهم.

ولم ير المصدر "في الوثيقة أي شيء جديد سوى التوثيق للسياسة التي انتهجها "حزب الله" في الماضي والتي تبلورت أكثر فأكثر في السنوات القليلة الماضية".

وفي معلومات موقع "المستقبل" أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "يعكف على دراسة وثيقة "حزب الله" وسيكون له موقف مما تضمنته"، برغم أن الانطباع الأولي لديهم "غير منتقد"، إلا أن أوساط أكثرية ترى أن "الجديد الوحيد في الوثيقة هو دخول "حزب الله" في اللعبة السياسية اللبنانية محاولاً أن يبرر وجوده"، وتنتقد هذه الأوساط "الكلام عن إلغاء الطائفية السياسية وهم يعلمون أن إلغاءها لن يتم بهذه السهولة، وبالتالي من غير المقبول الربط بين تطبيقها والإبقاء على الديموقراطية التوافقية".

وهنا تلفت الأوساط نفسها إلى أن "الدستور اللبناني ينص على الديموقراطية التوافقية أي أكثرية الثلثين، ولكنهم يعطلون كل شيء. يلغون كل ما له علاقة بالمعارضة. لا يستطيعون تحديد مفهوم واضح للدولة. هل هي الدولة التي تأخذ من الأنظمة الاستبدادية مثالاً للحكم؟".

حاول الحزب أن ينزع عن "الوثيقة" الصبغة العقائدية، إلا أنه "أكد الارتباط بإيران" وربّ سائل يسأل: كيف تبنى دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟ هل أصبحت الاستراتيجية الدفاعية وسيلة لتشريع السلاح؟ وهل من المقبول أو من المنطقي بعد اليوم تعليق الآمال على ما يسمى طاولة حوار؟

أسئلة مشروعة لا تجيب عنها وثيقة "ليس فيها سوى بعض المحسنات اللفظية"، بحسب ما تقول مصادر 14 آذار التي لا ترى "أي تراجع في المضمون عن الرسالة المفتوحة"، وتضيف انه "انطلاقاً من موقف الحزب من المحيط العربي ونقمته على المجتمع الدولي وعدم اعترافه بالقرارات الدولية، فإن كل المؤشرات تشكل مقدمة لإقحام لبنان في صراعات جديدة، فحين تنتفي التطمينات حول الهدوء الإقليمي، سيكون لبنان ساحة الصراع المتقدمة لإيران مع المجتمع الدولي برمّته".

في الوثيقة أيضاً رفض مطلق للفدرالية، فماذا عن "فدرالية الطوائف" التي أنتجتها سياسة الحزب في السنوات الماضية؟، سؤال مشروع أيضاً، وأسئلة كثيرة وتوضيحات أكثر، تنتظر إجابة من "حزب الله" نفسه، هذا في حال أراد الخروج من منطق "قل كلمتك وامشِ".

المصدر : موقع المستقبل

 

 حزب الله.. خطاب لبناني أم إيراني؟! 

٢ كانون الاول ٢٠٠٩

ميرفت سيوفي

التدقيق في مصطلحات الوثيقة السياسية لحزب الله يؤكد أن الحزب دخل بلغة الوثيقة السياسة ومصطلحاتها مرحلة "الخطاب الراديكالي الإيراني" إذ أدخل رسمياً مفردات الدستور الإيراني في تقسيم العالم إلى فئتين "مستكبر" و"مستضعف" وبموجب نصّ رسمي صادر عن حزب الله، وهذا أمر يستدعي التوقف عنده لخطورته الشديدة على لبنان واللبنانيين.. وقبل أي تفنيد لهذا الخطاب الاصطلاحي ـ الراديكالي الإيراني الذي يدخله لبنان من بوابة حزب الله ووثيقته السياسية، يستوقف المتابع أيضاً أن الحديث عن "الاستراتيجية الدفاعية" و "سلاح المقاومة" في "الوثيقة السياسية" لحزب الله لم يلقِ هذا الكلام جزافاً، بل هو قنبلة دخانية أطلقها الحزب لإلهاء الداخل اللبناني عن خطورة جوهر ما طرحه في وثيقته..

ولا تقرأ مقدّمة الوثيقة السياسية لحزب الله إلا في ضوء مقدمة رزمة الاقتراحات الإيرانية وبالمقارنة معها والتي قدمتها إيران في 14 أيلول الماضي الى مجموعة الدول الست، بحسب رؤيتها لمحاور المفاوضات بين الجانبين، وفي ترجمة حرفية للوثيقة الإيرانية التي جاءت تحت عنوان؛ حزمة اقتراحات الجمهورية الإسلامية - من أجل مفاوضات شاملة وبنّاءة: "لا شك أنّ عالمنا يقف على عتبة دخول عصر جديد، العصر الصعب الذي اتسم بسيطرة الإمبراطوريات، وهيمنة القوى العسكرية، وشبكات الإعلام المنظم والمنافسات على أساس القدرة العدائية والقوة المستمدة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، شارف على نهايته"..

المقدمة هذه نفسها "المجملة" لضرورات تقيّة الديبلوماسيّة الإيرانية، نجدها مفصّلة تفصيلاً دقيقاً في مقدمة الوثيقة السياسية لحزب الله وفيها: "في مرحلة سياسية استثنائية وحافلة بالتحولات لم يعد ممكناً مقاربة تلك التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي باتت تشغلها مقاومتنا، أو تلك الرزمة من الإنجازات التي حققتها مسيرتنا. وسيكون ضرورياً إدراج تلك التحولات في سياق المقارنة بين مسارين متناقضين وما بينهما من تناسب عكسي متنامٍ: مسار المقاومة والممانعة في طوره التصاعدي وإمالة موازين القوى في المعادلة الإقليمية لصالح المقاومة وداعميها. مسار التسلط والإستكبار الأميركي - الإسرائيلي وحال من التخبط والتراجع والعجز في القدرة على التحكم في مسار التطورات والأحداث في عالمنا العربي والإسلامي.

تتكامل هذه المعطيات في إطار مشهد دُوليّ أوسع، يُسهم بدوره في كشف المأزق الأميركي وتراجع هيمنة القطب الواحد لمصلحة تعددية لم تستقر ملامحها بعد. وما يعمّق أزمة النظام الاستكباري العالمي الانهيارات في الأسواق المالية الأميركية والعالمية) ...( لذا يمكن القول: إننا في سياق تحولات تاريخية تُنذر بتراجع الولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيمنة، وتحلُّل نظام القطب الواحد المهيمن، وبداية تشكّل مسار الأفول التاريخي المتسارع للكيان الصهيوني". وكفى بهذا التفصيل الذي قدّمه حزب الله توضيح بليغ لما أجملته إيران في مقدّمتها..

وأغرب ما وقعنا عليه بالأمس، أن أحداً لم يتنبّه إلى الأولويات التي وضعها حزب الله وفي ترتيب شديد الدقة، وهو "يحدِّد الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً - سياسياً لرؤيته ومواقفه تجاه التحديات المطروحة". فقد قدّم قسّم وثيقته مانحاً الأولوية فيها لعنوان "الهيمنة والاستنهاض"، وبعض السياسيين السذّج قد يقرأونها على أنها تخصّ الداخل السياسي اللبناني، فيما هي " خطاب عالمي" يعلنه الحزب لأول مرة واضعاً لبنان واللبنانيين - شاؤوا أم أبوا - في محور مواجهة الاستكبار الأميركي!! فجاء ترتيب الوثيقة على الشكل الآتي:

" الفصل الأول (تحت عنوان) الهيمنـة والإستنهـاض، أولاً : العالم والهيمنة الغربية والأميركية (...) ثانياً: منطقتنا والمشروع الأميركي .. وتوسّع الحزب في قراءته إلى حدّ أنه بدأها منذ ما "بعد الحرب العالمية الثانية باتت الولايات المتحدة صاحبة مشروع الهيمنة المركزي والأول" وانتهى بعد رسم مشهدية مأسوية للنهاية الأميركية إلى " تآكل الهيبة الأميركية دُوليّاً وإلى تراجع استراتيجي في قدرة الولايات المتحدة على الفعل أو خوض المغامرات الجديدة". وتكشف فقرة "ثانياً: منطقتنا والمشروع الأميركي" ومصطلحاتها مثل: "العالم المستضعَف"، و"الهيمنة الإستكبارية".. وأن: "الخطر الأميركي ليس خطراً محلياً أو مختصاً في منطقة من دون أخرى، وبالتالي فإنّ جبهة المواجهة لهذا الخطر الأميركي يجب أن تكون عالمية أيضاً"، أن حزب الله أصبح رأس حربة إيران في المواجهة مع أميركا والدول الأوروبية في الصراع على مشروعها النووي، وتحت عنوان "خطر الاستكبار الأميركي وضرورة مواجهته عالمياً"!!

هكذا أدخل حزب الله في وثيقته السياسية لبنان وشعبه في مواجهة "الاستكبار الأميركي العالمي"، في تطابق مذهل مع ديباجة الدستور الإيراني التي حددت - ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية - السعي مع الحركات الإسلامية والجماهيرية الأخرى لبناء الأمة العالمية، وتؤكد المادة الثالثة من الدستور الإيراني الدعم المطلق لمستضعفي العالم كهدف من أهداف الجمهورية الإسلامية. فيما تشير المادة 154 إلى التزام إيران العمل على إقامة حكومة الحق والعدل في أرجاء الأرض، وحماية الكفاح الشرعي للمستضعفين ضد المستكبرين في أي مكان في العالم.

منذ عام 1979، اعتبر مرشد الجمهورية السابق "الخميني" الولايات المتحدة بأنها العدو الأول لإيران وطالب بتكرار ثورة إيران في البلدان الإسلامية الأخرى كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة يكون مركزها إيران، ورأى أن للثورة الإيرانية دوراً عالمياً لمساندة المستضعفين عبر العالم، معتبراً أن الدولة الإسلامية في إيران ستمثل قائداً للمستضعفين في الأرض، وتعهد بتصدير الثورة الإيرانية إلى كافة أرجاء الأرض، وعد ذلك ضمن واجبات الثورة الإيرانية. وفي شباط عام 1979، أكد آية الله طلقاني أنه "وبما أن الإسلام دعا إلى "نصرة المستضعفين" في الأرض فهذا واجب الثورة الإيرانية لأنها "الثورة الأم" لـ "المستضعفين" ليس فقط في العالم الإسلامي، وإنما في العالم أجمع".

ثمة جملة شديدة الأهمية في الوثيقة السياسية لحزب الله، وهي تستحق "الزخرفة" والقراءة صباحاً ومساءً: "لم يترك الإستكبار الأميركي لأمتنا وشعوبها من خيار إلاّ خيار المقاومة" !! هكذا نقل حزب الله الصراع إلى مرحلة جديدة تتيح له بموجب نص الوثيقة الدخول في حرب الدفاع عن المشروع النووي متى وقعت المواجهة التي باتت "قاب قوسين أو أدنى"..

> غداً.. "الفصل الثاني": لبنان، حزب الله والوثيقة السياسية : لبنان ثانياً..

 المصدر : الشرق

 

إقتحام ودي من العماد عون لمجلس المطارنة الموارنة

الأربعاء 2 ديسمبر

 إبراهيم عوض /ايلاف

كاد الحدث أن يكون في قصر بعبدا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم لإقرار البيان الوزاري فإذ به يصبح في بكركي، حيث "إقتحم" رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وعقد مع المجتمعين جلسة أرادها للحوار والمصارحة حول أمور خلافية طبعت العلاقة بينه وبين سيد بكركي على مدى السنوات الثلاث الماضية.

بيروت: كثيرة هي العناوين التي جرى طرحها بين مجلس المطارنة والعماد ميشال عون اليوم في بعبدا بدءًا من مذكرة التفاهم التي أقرها التكتل مع "حزب الله" مرورًا بالخلاف المسيحي - المسيحي ودور الصرح البطريركي بهذا الشأن، مع التوقف عند انتقادات البطريرك العنيفة للمعارضة التي أصابت برذاذها التيار الوطني الحر، وصولاً الى مواقف الأول عشية الانتخابات النيابية التي حذر فيها الناخبين من الادلاء بأصواتهم للأقلية التي يريد فريق منها إقامة دولة اسلامية على حد قوله .

 لم يكن اللقاء وليد الساعة بالتأكيد بل جرى التحضير له بسرية تامة، كما اعلن ذلك صراحة أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب إبراهيم كنعان القريب من البطريرك صفير، والذي يؤدي  دورًا متقدمًا في حصوله ، واعتبر الأول من نوعه الذي يجمع مجلس المطارنة الموارنة بشخصية قيادية على الساحة السياسية اللبنانية .

 كذلك حرص البطريرك صفير على ما يبدو وحفاظًا على السرية المشار إليها على ألا يوحي في تصريحاته التي أدلى بها في مطار بيروت بعد عودته من زيارة الفاتيكان أول من أمس بأن هناك اجتماعًا بينه وبين الجنرال يجري التحضير له، وهذا ما بدا في رده على سؤال عن زيارة مرتقبة لعون الى بكركي إذ إكتفى بالقول : " اسألوه " . كما أجاب على سؤال آخر عن إمكانية قيامه برعاية مصالحة بين عون ورئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية " الدكتور سمير جعجع في بكركي بالاشارة الى ان هذه المسألة ليست مطلوبة منه حصرًا بل من رجال السياسة الذين عليهم القيام بواجباتهم بهذا الشأن .

 واذا كان من المبكر معرفة تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمع مجلس المطارنة الموارنة والعماد عون فان وصف الأخير له بـ "التاريخي " مؤشر واضح على نجاحه وعلى ان صفحة جديدة في العلاقات فتحت بيته وبين البطريرك بعد مرحلة من الاضطراب والتدهور بلغت حد المواجهة . وهذا ما عبر عنه رئيس تكتل التغيير والاصلاح إثر اللقاء موضحًا أنَّ هناك نقاط تباين كما هناك نقاط توافق في الأمور التي بحثت مع مجلس المطارنة، مشدِّدًا على ان اللقاء سيكون تاريخيًّا، والهدف الاساسي منه توضيح المواقف... السياسية لها لأنها تزيل الغموض من ناحية المنطلق ومن ناحية الغاية التي من أجلها اتخذت المواقف .

 وفي لفتة أريد منها محو آثار " تهميش " دور البطريركية المارونية في الأمور السياسية كما ورد في أكثر من تصريح سابق للعماد عون عمد الأخير الى القول بأن البطريركية المارونية مرجع تاريخي وكان لها دائمًا دور مميز في حياة وتاريخ لبنان ولا سيما في انشاء لبنان الكبير ودور البطريرك الراحل الياس حويك . كما كشف ان موضوع سلاح حزب الله والذي يعترض عليه فريق من المسيحيين كان حاضرًا على الطاولة من منطلق البحث في كل المشاكل ضمن شمولية معينة لا يمكن تجزئتها .

 هذا وعلمت " إيلاف " أن إقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري بإنشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية لم يغب عن البحث حيث رأى كلٌ من البطريرك صفير والعماد عون أن من الأفضل إرجاء طرح هذا الموضوع في الوقت الحاضر وحتى إشعارٍ آخر.

 

 تأملات في وثيقة السيد والفعل المستتِر في اتفاق الطائف

اللواء/فؤاد مطر

لو جاء الاعتراض الأكثر حدة على موضوع سلاح المقاومة من غير الدكتور سمير جعجع رئيس <القوات اللبنانية> والشيخ أمين الجميل رئيس <الكتائب اللبنانية> وإمتزج اعتراضهما بإعتراضات من مراجع سياسية وحزبية متجردة لكان ربما لقي الاعتراض مَن لا يتوقف عنده، فيأخذ بوجاهة طرْحه· أما أن ينبري القطبان المسيحيان اللذان يشكّلان نسبة الثلث في الطائفة المارونية الى التصدي لموضوع سلاح المقاومة فإن تصديهما يعكس انطباعاً ليس لمصلحة إيجاد الصيغة الموضوعية لظاهرة سلاح المقاومة تكون من حيث المضمون بروحية صيغة المبادرة العربية التي خطرت في بال الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق التسوية المطلوبة للصراع العربي - الاسرائيلي· ولأنها كانت صيغة موضوعية ومتوازنة فقد رأى فيها الطرف المطبّع انها تزيل عنه عذاب الضمير ورأى فيها الطرف الممانِع بأنها خير تخريجة لإنهاء صراع تشابكت الخيوط فيه وإنتهى بأن حلقات أساسية من هذا الصراع باتت تُثقل الكاهل العربي بينما اسرائيل مرتاحة· ولنا في ما يجري منذ خمس سنوات بين <فتح> و<حماس> الفصيلان الأساسيان على ساحة العمل الفلسطيني الدليل على ما نقوله·

وإلى ذلك ان اعتراض الثلث الماروني المتشدد في موضوع السلاح يصطدم بالثلث المتحالف مع أصحاب السلاح ونعني به الثلث الذي يتزعمه الجنرال ميشال عون وبالثلث شبه المحايد الذي يعنيه الاستقرار السياسي للبلد حتى بنسبة بسيطة يمكن أن تزيد مع الوقت، والذي يلتف حول البطريركية المارونية بنسبة كبيرة وكذلك حَوَل رئاسة الجمهورية التي لا تترك التعقيدات الاقليمية الرئيس يحسم الأمر· كما ان الاعتراض يلقى من اسرائيل نفسها انتكاسة في الصميم له ذلك انه عندما يتزامن الاعتراض مع تهديدات إسرائيلية جدية ومتكررة وبصرف النظر عما اذا كانت للتمويه أو للردع أو للتعطيل أو للتملص من التسوية وكان آخرها وليس أخيرها تهديد وزير الدفاع إيهود باراك الذي ما زال يشكو من عقدة انسحابه الاضطراري من لبنان، وكان زمنذاك هو رئيس الحكومة في إسرائيل، فإن المبالغة في المطالبة بإسقاط سلاح المقاومة من معادلة المرحلة الجديدة، لا يعود منطقياً بل ولا حتى لمصلحة لبنان·واللافت تركيز الدكتور جعجع على أنه في اتفاق الطائف لا وجود لكلمة مقاومة على الإطلاق · لكننا في ذلك نشير الى أن للإتفاق ملاحق ربما مكتوبة وربما من نوع ميثاق 1943 غير مدوَّنة لأن التدوين كان لن يجعل اتفاق الطائف يصدر بالسلاسة التي صدر فيها من حيث الوقت والطقوس· وهذه الملاحق لا يُفرج عنها الرئيس حسين الحسيني الذي إحتَفل منذ أيام وقبل زيارة فحوصية قام بها إلى الولايات المتحدة، بالذكرى العشرين لإتفاق الطائف مع الأخضر الابراهيمي أحد سعاة الخير لوجه الله لإنقاذ لبنان من فواجع الحرب· والرئيس الحسيني هو <حامل أختام> ذلك الاتفاق وهو مؤتمَن بموجب كلمة شرف على عدم إذاعة الملاحق، إلاَّ بعد أن يستقر لبنان نهائياً· وحتى اذا كانت كلمة مقاومة لم ترد في النص الرسمي لـ <وثيقة الوفاق الوطني في لبنان> الذي أذاعه يوم الاثنين 18 أيلول 1989 الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية، إلاَّ انها موجودة كـ <فِعْل مستتِر> في البند الثالث تحت عنوان <تحرير لبنان من الاحتلال

الاسرائيلي> حيث ان الفقرة <ج> من البند تنص على <اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال>·

وهكذا فإن <كافة الإجراءات> تشمل المقاومة كونها فِعْل مشروع ومعتمَد من دول العالم عند الضرورة ومقوْنن من قِبل الأمم المتحدة·

وعندما أشار الرئيس بري في سياق حديثه حول اقتراحه في شأن إلغاء الطائفية السياسية وتوضيحه رداً على منتقديه بأن ما يطرحه ليس في سبيل المزايدة، الى أن اتفاق الطائف يتضمن بنداً يتعلق بالمقاومة، فإنه على ما يجوز الافتراض كان يعني <الفعل المستتِر> الذي أشرنا إليه وهو تكراراً عبارة <كافة الإجراءات>· ومثل هذا التوضيح لا يرتاح له الثلث الماروني المتصدي لـ<سلاح المقاومة< وكيف سيرتاح له اذا كان صديق هذا الثلث جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط لا يرى في <حزب الله> سوى انه <ميليشيا> وليس حركة مقاومة وان السلاح الذي في حوزته يجب أن يكون في عهدة الدولة، لكي لا تستعمله المقاومة، وبالتالي سيبقى الاحتلال قائماً والتهديد الإسرائيلي مستمراً·

مع ذلك تأتي الفقرة السادسة من مشروع البيان الوزاري تفي بالحد المعقول بالنسبة الى الموضوع حيث جاءت فيها عبارة <تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته··>· فما دامت الفقرة تعتبر الدفاع (إذا حدث عدوان وهو لن يحصل على الأرجح في ظل استيطان <اليونيفيل> على مدار السنة في ربوعنا) حالة مثلثة الأضلاع مثل الهرم قاعدته الشعب وضلعاه الآخران الجيش الى اليمين والمقاومة الى اليسار، فهذا يتطلب من الجانبين <القوات اللبنانية> و<الكتائب اللبنانية> القبول بالسُتْرَة والإعتراف بـ <الفعل المستتْر> حول المقاومه والسلاح في وثيقة اتفاق الطائف، وبالتالي عدم تقويض حل توافقي لتشكيل حكومة كان من شأن عدم الأخذ به وضْع لبنان في مهب فوضى حوثية أو صومالية أو أفغانية ··· لا قدَّر الله·

ويبقى ان الأمين العام لـ <حزب الله> السيد حسن نصر الله كان يقرأ ضمناً منذ أن حطت <قوات العالم> رحالها في الجنوب هذا الواقع وكان يدرك وإن خارج الرضى ان هذه القوات هي في بعض جوانب الغرض منها إحداث نقلة نوعية في رؤية الحزب· وجاءت <الوثيقة السياسية> التي اذاعها السيد شخصياً قبل أمس تقول ما معناه: لكل مرحلة وثيقتها· وبعد الآن تعاملوا معنا في الداخل والخارج بموجب وثيقتي الصادرة آخر تشرين

 

<التيار الوطني الحر> بين المأسسة المفقودة والرغبة في العودة الى <العونية> [2]

إختيار الوزراء الثلاثة أعاد تحريك الإعتراضات وأخطاء 14 آذار عوّمت <الباسيلية>

كتب المحلل السياسي في اللواء/1 كانون الأول/09

: بعد عاصفة الثلاثاء الاسود وإحالة الناشطين المعترضين على المجلس التأديبي، سكنت الحال في <التيار الوطني الحر>، في ظل نجاح العماد ميشال عون في استيعاب مفاعيل الحال الاعتراضية المكتومة وامتصاص اي رد فعل سلبي على مسيرة التيار، في وقت كانت القيادة تتحضّر لمعركة الانتخابات النيابية ومن ثم المعركة على مستوى التمثيل الوزاري·

ومرد هذه الحال الاعتراضية امران:

- محازبون اقصيوا من السباق الى البرلمان بفعل آلية غير حزبية لا تتوافق مع النظام الداخلي المعلّق، وربما غير ديمقراطية، استند عليها عون وهي استطلاعات الرأي، ومعروف في لبنان آليات عمل شركات الاحصاء والقدرة على التأثير بالنتائج بمجرّد تركيب الاسئلة والشرائح المستهدفة، بما يرجّح كفّة مرشح على آخر· وأبرز الاعترضات في هذا الشأن جاءت على لسان المسؤول عن التثقيف السياسي في التيار الدكتور بسام الهاشم الذي فقد الترشيح لمصلحة سيمون ابي راميا، اضافة الى اعتراض آخر من المرشح في البترون جورج مراد، ابن تنورين، الذي أُخرج من السباق لمصلحة فايق يونس، بقرار من باسيل·

- محازبون آمنوا بالتيار وبتوجهاته الاصلاحية، فهالهم ما صارت اليه الحال وفضّلوا، إما الصمت في انتظار ظروف مناسبة لإعلاء الصوت، وإما الاعتكاف في المنزل او الابتعاد عن ممارسة اي دور تنظيمي، وإما الخروج نهائيا من غير الانضمام الى اي من الاحزاب او التيارات المنافسة·

بعد الانتخابات النيابية بشهر، نجحت المساعي التوفيقية في جمع باسيل بمجموعة من الكوادر المعترضة - صمتا - على تنامي نفوذه وعلى ما رافق الترشيحات الحزبية من ملابسات حُمِّل الرجل الثاني في التيار مسؤولياتها المباشرة· فكان لقاء مجمّع الرمال في الكسليك لقاء مصالحة تبيّن في ما بعد انها خطوة معزولة ترمي حصرا الى دعم توزير باسيل في وجه ما عُرف في حينه بحملة عدم جواز توزير الراسبين في الانتخابات·

عرف المجتمعون هذه الحقيقة، لكنهم وعدوا انفسهم بنقلة نوعية على مستوى العمل المؤسسي داخل التيار، فقبلوا بحقيقة انه يجب الا يعلو صوت معركة توزير باسيل على اي قرع آخر، خصوصا بعدما بات عون يعتبر ان عدم توزير الرجل الثاني في التيار من شأنه ان ينسحب سلبا على معنويات المحازبين، والاهم على موقعه داخل التركيبة الحزبية، وريثا مقتدرا على حمل الامانة والمشعل، علما ان الجنرال لا يفوّت مناسبة او اجراء لتعزيز دور باسيل وتمهيد الطريق امام وراثته لكن بواجهة ديمقراطية تحترم روحية النظام الداخلي من دون ان تتبع بالضرورة الآليات التي نصت على نظم الانتخاب وطرائقه والسبل الآيلة الى انتخاب الرئيس ونائبه مباشرة من القاعدة·

لم تفقه قوى الرابع عشر من آذار، واستطرادا فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، هذه المحورية التي تميّز باسيل عن غيره من مسؤولي التيار، إبان <الحرب> التي خاضتها ضد توزيره، بدءا من التصويب على ادائه في وزارة الاتصالات (لناحية الخدمة الخليوية ولجهة تفاعله مع قرارات التنصت واعتراض المكالمات لمصلحة القوى الامنية)، انتهاء بمحاولة الولوج الى خصوصيات عائلة العماد عون من خلال اقتراح روي الهاشم، الصهر الآخر ورئيس مجلس ادارة محطة <او تي في>، بديلا محتملا لباسيل في اي وزارة يختارها عون· ودل هذا الاقتراح على خفّة سياسية لدى من تقدّم به تثبت عدم فقهه بمركزية دور باسيل وبمدى قربه من عقل عمّه وقلبه، فبات بحكم هذا الموقع قابضا على الفكر والتخطيط وكل مقدرات القرار والثروة السياسية التي تتوزّع بين لبنان والمهجر·

وادت هذه الحملة الى نتائج عكسية اصابت قوى الرابع عشر من آذار بنكسة، بدليل انها اسهمت في تضخيم دور <الباسيلية> داخل التيار، ومكّنت باسيل من <خنق> حالات الاعتراض التي برزت سابقا على ادائه داخل التيار، لا بل اجبرت معارضيه على التضامن معه، وعلى تأجيل كل نقاش في شأن دوره وطرائق ادائه الحزبي والسياسي·

لكن استحقاق الحكومة أعاد تقليب الامور، واحيا النوايا الكامنة والرغبة في الاعتراض، العلني هذه المرة، علّ يمكن المعترضين تعويض ما فاتهم من معارك ناقصة·

حرّك اختيار عون وزراء التيار الثلاثة بالطريقة التي تم فيها الخيار، وبترجيح واضح من باسيل حصرا، مياه الاعتراضات، التي قادها علنا للمرة الاولى اللواء عصام ابو جمرة نفسه المعترض على ما بات يعرف بالتوريث داخل التيار·

اذن، المعركة هذه المرة ارتكزت على آلية اختيار عون وزرائه الثلاثة: باسيل وفادي عبود وشربل نحاس، في حين انها تستهدف في الاساس النفوذ المتنامي لباسيل داخل التيار بحيث بات هو الممثل الحصري لعون في قراراته وتوجهاته السياسية وطرق ادارته التيار بآليات تفتقد الى الديمقراطية التي تبغيها مجموعة من الكوادر الشابة، عاصرت باسيل في مسيرته التصاعدية من غير ان تتمكن اللحاق به او تشكيل حال متوازنة معه ومع نفوذه الكبير الذي يستمده من امرين يتساويان اهمية: قربه من عون وقدرته على تكوين مركز قوى مؤثر جدا على قرار عون، انطلاقا من علاقاته السياسية وخصوصا مع <حزب الله>، حتى بات يمسك ناصية القرار السياسي ويؤثر تأثيرا مباشرا - وربما ترجيحيا - على كل اطر القرار من لحظة التحضير له حتى لحظة صدوره وإدخاله حيّز التنفيذ·

غدا: ماذا يقول أهل الرابية؟

 

منبر الوحدة: وثيقة <حزب الله> تعكس النضج وتشكيل الهيئة لا يعني الغاء الطائفية فوراً

اللواء 2/12/09

اعتبر منبر الوحدة الوطنية ان وثيقة حزب الله تعكس النضج السياسي· وأكد ان تشكيل الهيئة الوطني لا يعني إلغاء الطائفية السياسية فوراً·

رأت الأمانة العامة لـ<منبر الوحدة الوطنية> في بيان وزعته بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس الدكتور سليم الحص في مركز توفيق طبارة أن <السجال احتدم أخيرا حول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية>·واستغرب البيان <الحملة التي شنت ضد هذه الدعوة، خصوصا أن تشكيل الهيئة الوطنية لا يعني إلغاء الطائفية السياسية مباشرة أو فورا، وإنما يعني تنظيم العمل لتحقيق هذا الهدف>·

اضاف: <إذا كان الاعتراض على هدف إلغاء الطائفية السياسية تحديدا، فإن ذلك سيكون في منتهى الغرابة· فهذا الهدف أقر قبل عشرين سنة من ضمن اتفاق الطائف بما يشبه الإجماع بين اللبنانيين واصبح بندا من المادة 95 من الدستور· فما بال من أعلنوا سابقا التزامهم اتفاق الطائف يخرجون عنه اليوم بالاعتراض على بند حيوي فيه؟ علما بأننا ما كنا نسمع أصوات اعتراض عندما كان كثيرون يطالبون عبر سنوات متتالية بإلغاء الطائفية السياسية تنفيذا لاتفاق الطائف، إلا أن المطلب المطروح اليوم ليس إلغاء الطائفية السياسية وإنما تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية التي نص عليها اتفاق الطائف· والهيئة أساسا لن تتخذ قرارات ملزمة، فهي تشاورية في منطلقها· ويمكن وضع نظام داخلي للهيئة العتيدة بحيث لا يتخذ قرار الإلغاء إلا في مجلسي الوزراء والنواب، على أن تكون عملية الإلغاء متدرجة بحيث يتاح احتواء السلبيات التي يمكن أن تترتب على الخطوات الأولى في هذا السبيل>·

وتابع: <هناك ما يشبه الإجماع بين اللبنانيين، وبين الذين درسوا لبنان دراسة موضوعية، أن الطائفية السياسية هي آفة لبنان الأولى بلا منازع· لذلك، نحن نضم صوتنا إلى أصوات الذين يطالبون بإلغاء الطائفية السياسية في الوقت المناسب، مع الحفاظ على قاعدة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس نواب وطني لا طائفي وتأكيد ضرورة إنشاء مجلس للشيوخ حسب نص المادة 22 من الدستور تطرح عليه كل القضايا الوطنية الأساسية، مثل قضايا الأحوال الشخصية والقضايا التي تتطلب تعديلا دستوريا، علما بأن مجلس الشيوخ من المفترض أن تراعى في تشكيله القواعد الطائفية التي تحكم تكوين مجلس النواب حاليا· بعبارة موجزة، فإننا نضم صوتنا إلى الأصوات الداعية إلى تأليف الهيئة الوطنية بعد الاتفاق على مشروع نظام أساسي لها في مجلس الوزراء· ونحن من الذين يعتبرون مجلس النواب مرجعية صالحة للحوار الوطني، فلا داعي لدعوة هيئة خاصة للحوار إلى الإنعقاد من أجل إطلاق الهيئة الوطنية>· وتوقف البيان عند <الوثيقة التي اعلنها الأمين العام ل>حزب الله السيد حسن نصر الله وتميزت بالصراحة والوضوح والتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن· ولقد أبرزت الوثيقة جليا ما بلغه الحزب من النضج السياسي والمسؤولية في تشخيص الوضعين اللبناني والعربي>·

 

محافظون... ومتحفّظون

زينا الخوري/الديار

على ماذا يتحفّظ المتحفظون؟ ولماذا يتحفّظون؟ اليس تسجيل المواقف الاعتراضية في زمن التوافق ترفاً سياسياً يمكن ان يستغني عنه لبنان في هذه الحقبة الدقيقة من تاريخه؟

حقيقة اكيدة لا بد ان ينطلق منها كل الناس، وعلى الشارع المسيحي ان يفهمها قبل الزعامات المسيحية، انتهى زمن المناورات السياسية داخل لبنان. لم تعد المسألة قائمة على تجاذب محلي بين فريق وآخر. وليست «القضية اللبنانية» صراعاً محلياً بين الأحزاب المسيحية على اكتساب شعبية في هذه القرية أو تلك. لم تعد لعبة الأحجام تؤثر على التوازنات الوطنية، اكبرت شعبية الحزب أم صغرت! ما يحاول ان يتجاهله المتحفّظون هو ان اللعبة السياسية اللبنانية تبدو داخلية بشكلها الظاهر، لكنها في الواقع ليست كذلك على الإطلاق. لأن مرجعيات الأحزاب، على اختلاف انتمائها وطوائفها ليست داخل الحدود اللبنانية. السقف الذي يتحرك تحته الأفرقاء اللبنانيون (على اختلاف انتمائهم) هو سقف اقليمي. نتحدث عن «دستور الطائف». اين هو الطائف؟ وما هو «الطائف»؟ وتألفت الحكومة تحت سقف «اتفاق الدوحة». اين هي الدوحة؟ وما هي «الدوحة»؟ ما لم يتوضّح بعد امام الجمهور اللبناني، وبشكل خاص المسيحي، هو ان اتفاق الدوحة هو ملحق لاتفاق الطائف، صدر بعد عشرين سنة، ليعيد ترتيب الأوضاع الداخلية بعد خروج النظام السوري من لبنان. انه «بروتوكول» تفاهم مع النظام الذي خرج، من دون ان يعود... كأن الوطن عاش حالة فراغ (نظام) بين 2005 و2009 حاولت خلالها الادارة الاميركية السابقة ان تستغل المسرح اللبناني المكشوف، للانطلاق منه نحو تنفيذ مشاريعها في المنطقة، وبناء «الشرق الاوسط الجديد» الذي راود «المحافظون الجدد».

اختار «المحافظون الجدد» لبنان ليكون المختبر النموذجي لتجربة ما عرف بسياسة «الفوضى البنّاءة». لذلك عاش لبنان الكثير من الفوضى، ولم ينتج عنها غير الدمار والموت.

ولم يحصد «المحافظون الجدد» غير الفشل الذريع. وتلك حقبة ولّت الى غير رجوع مع وصول باراك اوباما الى البيت الابيض. سقط «المحافظون الجدد» في واشنطن وانتهى دورهم.

وبدأ عصر جديد في منطقة الشرق الاوسط. ولبنان ليس اكثر من نقطة صغيرة في هذه المنطقة. وبعض السياسيين لا يريد ان يصدق ذلك. هذا ما يجب ان يفهمه المتحفّظون قبل ان يتحفّظوا. ولعلهم يعرفون ذلك جيداً... لكنهم يرفضون ان يخبروا جمهورهم بحقيقة مايعرفون!

 

وثيقة حزب الله موضع تقييم غربي معمّق بعد جلاء خلفيّاتها ورسائلها المبطّنة

واشنطن تستعدّ لفتح حوار مع حزب الله عبر تواصل ديبلوماسي مع وزيريه في الحكومة

الديار 2 كانون الأول/09

جوني منيّر

رصدت السفارات الغربية في لبنان بكثير من الاهتمام، الوثيقة السياسية الصادرة عن حزب الله والتي اذاعها الامين العام السيد حسن نصرالله...

ومن الطبيعي ان تكون سفارات الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا في طليعة المتابعين والمدققين في كل كلمة من كلمات هذه الوثيقة، لا سيما الشق المتعلق بالسياسة الخارجية ونظرة حزب الله لها.

ورغم مرور اكثر من 24 ساعة على اعلان الوثيقة، الا ان اي رد فعل ولو في الكواليس الديبلوماسية لم يظهر عن هذه الدول، وقد يكون هذا التروي طبيعيا، اذ ان قراءة الوثيقة من قبل هذه الدول لا يمكن ان تحصل وفق قراءة اولى وسطحية، بل انها بحاجة الى نبش الكلمات وخلفياتها والمقصود الحقيقي بها.

فواشنطن من خلال موقعها كصاحبة مشروع «هجومي» في المنطقة، ولو انه تعثّر قليلا، ستقرأ في الوثيقة «الغاز» السياسة الخارجية لايران ونظرتها للبنان وطبيعة الصراع مع اسرائيل.

وفرنسا ستحاول جلاء الموقع الذي يمكن ان توسع دورها من خلاله على رقعة الشرق الاوسط.

وبريطانيا صاحبة الانفتاح الاول، او ربما الوحيد المعلن مع حزب الله، ستحاول المطابقة ما بين نتائج حوارها مع حزب الله واللمسات الجديدة في النظرة السياسية لحزب الله.

ولكن هذه القراءات الثلاث تحمل في خلفياتها ارضية واحدة مشتركة، وهي ان واشنطن تستعد لفتح خط تحاور بينها وبين حزب الله ولو بطريقة فيها شيء من التحايل.

وحسب بعض المصادر الديبلوماسية فان هذا القرار الاميركي جاء نتيجة مشاورات مكثفة حصلت داخل اروقة الادارة الاميركية، وشارك فيه الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل الذي اقترح استنساخ تجربة التفاوض التي حصلت بين بريطانيا والجيش السري الايرلندي والذي كانت تصفه بالمنظمة الارهابية.

وحسب ميتشيل الذي عمل على الملف الايرلندي يومها ونجح في تحقيق الحل، فان بريطانيا ابتكرت نظرية الفصل بين الجناح السياسي للجيش السري الايرلندي والجناح العسكري - الامني بحيث تستطيع التحايل امام الرأي العام البريطاني في مسألة الحوار مع ما كانت تصفه بالمنظمة الارهابية.

وبدا ان فكرته اقنعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اعلنت مؤخراً التمييز بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري - الامني.

طبعاً ان هذا «المخرج» اللفظي انما جاء نتيجة القرار على مستوى الادارة الاميركية بفتح ابواب التحاور مع حزب الله بحذر، انسجاما مع السياسة الاميركية الجديدة في المنطقة ولا سيما مع ايران وسوريا، وتحضيرا لاي جديد قد يطرأ على مسار التسوية الاسرائيلية - الفلسطينية في حال سقوط الحكومة الاسرائيلية الحالية وعودة تسيبي ليفني وحزبها الى موقع القرار في اسرائيل. لكن الحذر الاميركي مرده ليس فقط الى الشارع الاميركي، بل الى ردة الفعل الاسرائيلية التي قد تظهر خصوصاً في ظل تصادم عنيف حاصل ما بين الادارة الاميركية وحكومة نتنياهو.  وبدا ان واشنطن تشجعت جراء محاولة خجولة حصلت سابقاً مع حزب الله من خلال وزيرها في الحكومة يومها طراد حماده.

يومها حصلت اتصالات اميركية وحزب الله، مع حماده على اساس انه اتصال طبيعي مع وزير لبناني كما يحصل مع كل الوزراء، فيما الخلفية الحقيقية كانت اتصال اميركي بحزب الله بشكل ناعم. وبدا ان واشنطن تستعد لتكرار التجربة مع احد وزيري حزب الله في الحكومة الحالية.

واستطراداً فان واشنطن كانت مؤيدة ضمناً لتمثيل حزب الله بشكل رسمي في الحكومة تمهيداً لخطوتها هذه. وما كان الكلام الذي نقله او اعلن عنه بعض «رموز» فريق 14 آذار سابقا، عن معارضة اميركية لتوزير حزب الله، الا من باب الاثبات مرة جديدة عن بساطة وسذاجة هؤلاء وعدم درايتهم بمكر وخبث السياسة الدولية ومصالحها الحقيقية، ذلك ان واشنطن كانت ترغب بذلك لتأمين القناة الحوارية لاحقاً مع حزب الله من خلال إطار الشرعية اللبنانية والذي يجنّبها كثيراً من ردود الفعل التي يمكن ان تواجهها. وحسب المطلعين على الكواليس الديبلوماسية فان الاتصال المرتقب يتماشى مع المرحلة المقبلة التي من المفترض ان يمر بها لبنان من حيث عدم وجود اي نوايا لاستعمال الساحة اللبنانية كمسرح لتوجيه الرسائل الساخنة خلال السنة ونصف السنة، بخلاف ما كان سائداً في المرحلة الماضية والتي دفع خلالها لبنان اثماناً كبيرة نتيجة المواجهات التي حصلت.

وبالتالي فان هذا الجو الهادئ نسبياً سيسمح باجراء هذا النوع من الاتصالات.

في وقت يبدو فيه بعض الزعماء المسيحيين كمن يعمل خارج الساحة الحقيقية، وعلى اساس اللعب على الغرائز لتوسيع «شعبيته» حتى ولو ادى ذلك الى «تدفيع» الساحة المسيحية كلها اثماناً في غير مكانها وبشكل متهور وطائش.

 

 القراءات «أولية» لوثيقة حزب الله .. والتصويب على مفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش

والتصويب على مفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش

الكتائب: تمسكه بالدولة خطوة متقدمة..

المستقيل: استراتيجيته لا تزال نفسها

أمانة 14 آذار: المعركة معه لا تُربح بالضربة القاضية بل بالتراكم السياسي

الديار 2 كانون الأول/09

لم تخل الوثيقة السياسية لـ«حزب الله» التي أعلنها الأمين العام السيد حسن نصرالله من الإنتقادات لاسيما من قبل نواب كتلة «المستقبل» وحزب «الكتائب» والامانة العامة لقوى 14 آذار. فالقراءات حولها، ومع انها وبحسب معظم قارئيها، «أولية وتحتاج الى دراسة معمقة، لم تر جديداً فيها لمواقف «حزب الله» وتجربته.

الاّ انها في الوقت نفسه صوبت على مسألة سلاح المقاومة، واعتبرت ان الوثيقة نسفت طاولة الحوار وجهود اللبنانيين من أجل بناء استراتيجية دفاعية موحدة، وذلك من خلال طرحها مفهوم «تزاوج المقاومة مع الجيش» كذلك ربطها استمرار المقاومة بأزمة الشرق الاوسط ككل والصراع العربي الاسرائىلي.

ماروني: سلاح واحد موحد

النائب الكتائبي ايلي ماروني رأى في وثيقة «حزب الله» جوانب ايجابية وأخرى تحتاج الى دراسة معمقة.

وقال: ان هذه الوثيقة مهمة وتحتاج الى قراءة متأنية وسيصدر عن حزب الكتائب موقف رسمي من هذه الوثيقة.

واضاف: حزب الله اعلن في وثيقته تمسكه بالدولة اللبنانية الواحدة الموحدة وهذه خطوة متقدمة جداً، ونحن نثني على ذلك ونعتبر ان «حزب الله» هو جزء اساسي من التركيبة اللبنانية السياسية ونحن نريد ونرغب بأن يلعب هذا الحزب دوره بكامله، وفي نفس الوقت لاحظ ماروني ان «حزب الله» اعلن تمسكه بولاية الفقيه وهذا يتعارش مع النظام ودستور الدولة اللبنانية. وقال: اما في ما يتعلق بموضوع السلاح فقد ربط «حزب الله» استمرار المقاومة بأزمة الشرق الاوسط ككل وبوجود اسرائيل وبقاءها في هذا الشرق كجسم غريب، وكأنه يقول بأن لا مجال للمناقشة حول هذا الموضوع والسلاح مقدس وموضوعه منته علماً أن هذا الملف احيل الى طاولة الحوار ونحن نعمل على هذا الموضوع.

وحول التصويب على سلاح المقاومة سأل ماروني هل اسرائيل هي فقط عدوة «حزب الله» نحن نعتبرها عدوة كل لبنان، وهذا مبدأ نحن متفقون عليه، ثم نحن نريد أن يكون الجيش اللبناني من يصون الحدود ويحميها ويحمي الارض والسيادة والكرامة وبالتالي هو المسؤول عن حماية البلد من أي اختراقات امنية، وان مشروعنا نحن هو مشروع بناء الدولة اللبنانية وعندما يكون عندنا دولة قوية معناها ممنوع أن يكون هناك اسلحة غير الجيش اللبناني، من هذا المنطلق بالذات نحن نطرح موضوع انه يجب ان يكون هناك سلاح واحد موحد في ايدي اللبنانيين.

الهبر: سلطة أكثر من مقاومة

واعتبر عضو كتلة «الكتائب» فادي الهبر أن «حزب الله» هو حزب سلطة أكثر مما هو برنامج مقاومة، ورأى أن يسابق الدولة على قضايا اساسية منها الأمن والدفاع عن الارض، اسفاً لأن البلد اصبح يعيش حالة انفصالية، ما يؤدي الى عدم استقرار على جميع المستويات.

ولفت الى أن حالة اللا استقرار هذه تتضرر منها المقاومة، لأن المقاومة القوية تكون عبر الدولة اللبنانية والجيش والشعب الواحد، داعياً المقاومة الاسلامية الى الانخراط في الجيش الوطني.

زهرا: مساكنة

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «أن ما ورد في الوثيقة السياسية الثانية لـ«حزب الله» عن نظرية المزاوجة بين الجيش والمقاومة يشبه المساكنة أو الزواج غير الشرعي»، واقترح على الأمين العام للحزب «زواجا شرعيا برضى الطرفين، شرط أن يتم الزواج بكل شروطه، أي أن تأتي المقاومة الى بيت طاعة الجيش اللبناني».

وأشار الى أن «المقاومة الشعبية في العادة ينظمها الجيش الشرعي ويشرف عليها».

واشار الى «أننا شركاء في حكومة لديها الكثير من العمل وقد عملنا على تحسينات في البيان الوزاري وتحفظنا عن كلمة «ومقاومته» في البند السادس حصرا وتحديداً».

وأكد «أن هذا موقف مسيحيي 14 آذار، والآخرون لديهم اسلوبهم للتعبير عن رأيهم، خصوصاً ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله» جرى مناقشته على طاولة الحوار».

وشدد على «أننا نريد كلنا الدفاع معا عن لبنان، وهذا واجب كل لبناني، وهو ليس حقا حصريا لفريق مسلح».

فتفت: ديباجة جديدة

ولم ير النائب احمد فتفت، اي جديد في الوثيقة السياسية، لافتا الى أن «الوثيقة تؤكد المواقف السابقة انما بديباجة جديدة».

وقال: «بحسب قراءتي الأولية لا جديد في هذه الوثيقة، إنما الجديد هو الربط بين الغاء الطائفية السياسية والديموقراطية التوافقية، كذلك الربط بين سلاح المقاومة والتهديد، أي جعله دائماً ومستمراً بحجة ان هناك تهديدا دائماً، ومبدأ المزاوجة بين المقاومة والجيش، وهذا المبدأ يوجد ازدواجية».

دو فريج: ازدواجية

ورأى النائب نبيل دو فريج ان كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ترك باب أمل صغير للوصول الى اتفاق بشأن الاستراتيجية الدفاعية»، مشيرا الى ان «العناوين الكبرى للاستراتيجية لا تزال نفسها وهي الازدواجية في القرار بين الجيش والمقاومة».

وسأل «كيف يمكن لحزب طائفي ومذهبي ان يلغي الطائفية السياسية في البلد؟ وكيف سيكون دوره اذا ألغيت الطائفية السياسية؟»، ورأى ان هذا الامر فيه «تضارب مصالح».

واعتبر ان «الشق الاقتصادي الذي تناولته الوثيقة لا يمكن ان يطبق في لبنان»، لافتا الى ان «اللبنانيين لا يرغبون في اقتصاد حر يواجهون من خلاله ما يحصل في الأسواق العالمية ولا يرغبون ايضا في العودة الى الماركسية».

وقال: «السياسات المالية والاقتصادية التي اتبعت في لبنان مع حاكمية مصرف لبنان ووزراء المالية الذين تعاقبوا منذ العام 1992 حتى الآن ادت الى استقرار نقدي، لا بل الى نمو وصل الى 7 في المئة».

وأمل في «الا يشكّل الملف الاقتصادي والمالي مشكلة جديدة على طاولة مجلس الوزراء».

ولفت الى ان هناك «تغييرا بين الوثيقة الاولى للحزب والوثيقة الثانية من حيث العبارات والمصطلحات خصوصا الشق الداخلي».

علوش: استمرار للواقع

واعتبر القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش ان «الوثيقة هي تلخيص لمواقف الحزب وتجربته التراكمية طيلة السنوات الماضية».

ولفت الى ان «العنصر المتجدد في الوثيقة تجلى في التركيز على البعد الاقليمي لتجربة «حزب الله» والمحاولة التي ترمي الى ادراج هذه التجربة في اطار اقليمي اوسع»، محذرا من ان «إبقاء لبنان في حالة ارتباط مع شبه محور اقليمي ترأسه ايران في الوقت الحاضر قد يجلب الضرر الكبير على اللبنانيين».

وشدد على «العنصر المتجدد في وثيقة «حزب الله» ظهر عبر التأكيد على الشراكة والتحالف مع ايران، في الوقت الذي تدور فيه مواجهة عالمية مع هذه الدولة»، مذكرا في المقابل بأن «التجارب السابقة اثبتت ان اصطفاف الاطراف اللبنانية في اي صراع اقليمي يترك تداعياته السلبية على لبنان الذي يتلقى والحالة هذه الضربات المباشرة نيابة عن الجهة الاقليمية المعنية بهذا الصراع».

وفي السياق نفسه اكد علوش وجوب «ان يقتنع «حزب الله» بعدم جواز بقاء اللبنانيين متراسا لهذا الطرف او ذاك، بل وجوب مشاركتهم على قدر المساواة مع سائر الدول العربية والاسلامية في تحمّل تبعات القضية الفلسطينية».

واذ اكد ان «مسألة المزاوجة بين المقاومة والدولة ليست بجديدة بالنسبة لطروحات حزب الله»، رأى علوش انها «مقولة تخفي في طياتها استمرار الواقع مثلما هو عليه اليوم، اي وجود مقاومة مسلحة ومستقلة برئاسة «حزب الله» بكل تحالفاته الاقليمية وعقيدته، وجيش لبناني يتعامل مع هذا الواقع»، مشددا في المقابل على وجوب ان «تصبح تجربة المقاومة موحدة تحت راية الدولة اللبنانية، وهذه هي نقطة الخلاف المركزية التي لا تزال مستمرة، والا لما كان هناك من داع لترحيلها الى طاولة الحوار».

واضاف علوش: «لا رغبة لدى اي من الاطراف وعلى رأسها قوى 14 آذار في ان تتحول هذه المسألة الى سبب لتأزم الأوضاع اللبنانية بما يفضي الى ضرب الاستقرار الذي يعوّل عليه لإطلاق عملية الاصلاح الاقتصادي والمالي والاجتماعي والاداري»، مؤكدا ان «الهدوء والمناخ الحواري سيستمران في لبنان على الرغم من كل التحفظات وربط النزاع في مسألة السلاح في البيان الوزاري وخارجه».

وتوقف علوش عند ما اعتبره «قول الشيء وعكسه»، مشيرا في هذا السياق الى ان «حزب الله يعارض الفدرالية، يفرض في الوقت نفسه فدرالية طائفية معينة تحت عنوان الديموقراطية التوافقية، فاذا افترضنا ان لكل طائفة حق «الفيتو» في الحكم، نكون بذلك نكرس الفدرالية الطائفية في لبنان بدل الفدرالية السياسية».

سعيد: تتكامل مع رسالة 1985

وأوضح منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد قائلا: ان الصحافة حاولت استباق كلام الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في بث اجواء تؤكد ان هذه الوثيقة ستنقل «الحزب» من دائرة الانتماء الاسلامي الى دائرة الانتماء اللبناني، وبالتالي حاولت القول ان الحزب يلبنن نفسه، معرباً عن اعتقاده بأن لا تطور لبنانيا في الوثيقة السياسية لـ«الحزب» بل هي تتكامل مع رسالة العام 1985.

وقال «ان «حزب الله» يحاول ان يضع نفسه وريثاً للاتحاد السوفياتي في مواجهة احادية القطب الاميركي، ووريث المستضعفين في العالم في مواجهة النظام العالمي الجديد، مؤكدا تحالفاته في اميركا اللاتينية وايران في هذا الصدد.

ويحاول «حزب الله» ان يضع نفسه في مواجهة النظام العالمي الجديد، وهو ما يدل بالتأكيد انه مصاب بداء الانتفاخ السياسي، وهذا الموضوع لن يكون له صدى في العالم الخارجي، كبناء حلفاء أوروبيين لـ«حزب الله» في مواجهة النظام الاميركي».

واضاف: ان هذه الوثيقة بأفقها الخارجي مسدودة ولن يكون لها صدى ولن يكون هناك تعاون او تحالف او تضامن مع كل الدوائر الغربية التي تعارض سياسة الولايات المتحدة الاميركية مع حزب اسلامي في لبنان.

وتطرق الى انتقاد الامين العام لـ«حزب الله» للنظام العربي، من خلال قوله ان معارضة السياسة الايرانية في العالم الاسلامي تخدم مصالح اسرائيل، فأعرب سعيد عن اعتقاده بأن النظام العربي اليوم لا يخدم مصالح اسرائيل.

اما في الجانب اللبناني، فأشار سعيد ان نصرالله لم يلفظ ولو مرة واحدة نهائية الكيان اللبناني، حتى لو قال «إن لبنان ارض الاحفاد والاجداد»، انما كلمة «نهائية الكيان اللبناني» التي تتضمن معان كثيرة لتثبيت هوية لبنان لدى جميع اللبنانيين لم تأت على لسان الامين العام لـ«حزب الله»، كما ان اتفاق الطائف الذي هو دستور لبنان لم يرد في وثيقة «حزب الله».

واعتبر ان الوثيقة نسفت طاولة الحوار وجهود اللبنانيين من اجل بناء استراتيجية دفاعية موحدة، حين حاول فرض وجهة نظره، بمفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش، اي بمعنى آخر يقول بأن الاستراتيجية الدفاعية التي يطرحها «حزب الله» هي مساكنة دولة «الحزب» مع الجمهورية اللبنانية، وهو ما ينسف قواعد العيش المشترك في لبنان لأن الطوائف في لبنان ليست اصحاب اختصاصات بمعنى ان موضوع التحرير ليس من اختصاص الشيعة فقط، وموضوع الاعمار والاقتصاد ليس من اختصاص السنّة فقط، وموضوع السيادة والاستقلال ليس من اختصاص الموارنة فقط.

واضاف: «يقول نصرالله بشكل مبسط اذا اردتم الديموقراطية العددية فلنلغ الطائفية السياسية، واذا لم تريدوا الغاء الطائفية السياسية فلنكرس مبدأ الديموقراطية التوافقية كما يراها «حزب الله» اي وفقا لاتفاق الدوحة وليس وفقا لاتفاق الطائف الذي لا يعطي الحق لأي جماعة في لبنان بأن تتصرف كأنها جماعة مميزة ولها القدرة على التعطيل وتمتلك الثلث المعطل».

وعن ولاية الفقيه، أشار سعيد الى انه على الرغم من انها لم تلحظها الوثيقة السياسية لحزب الله، لا يعني التخلي عنها، لانه عاد واكد على التمسك بها ردا على سؤال صحافي.

جدد سعيد التأكيد ان الوثيقة تتكامل مع رسالة 1985، انما بأسلوب أذكى من العام 85، مذكراً ان ظروف وطبيعة الحرب الاهلية كانت تفرض على «حزب الله» ان يفصح عن حقيقة معتقداته من اجل التعبئة الاسلامية والشيعية، اما اليوم فـ«الحزب» لديه حليف مسيحي وبالتالي لا يريد اخافته، وهذا لا يعني انه أسقط عملية الدولة الاسلامية لمجرد انها لم ترد بشكل واضح في الوثيقة.

وختم سعيد بالقول: «المعركة مع «حزب الله» ليست معركة تربح بالضربة القاضية، بل بالنقاط وبالتراكم السياسي».

محفوض: طروحاته لن تعمر

وانتقد رئيس «حركة التغيير» عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض في بيان الوثيقة وقال: «كلام السيد «نصرالله» يسيء الينا كلبنانيين، ويسيء الى الدستور وصيغة الوفاق والعيش المشترك، كلام السيد نصرالله لا يعنيني كلبناني، ولا اريد منه سوى ان ينتقل من ولاية الفقيه الايرانية الى الجمهورية اللبنانية التي لا بديل لنا سواها، وهو يعلم تماما ان طروحاته الايديولوجية لن تعمر طويلا شأنها شأن كل العقائد التي تنقلب على صاحبها قبل ان تنقلب على الآخرين».

اضاف: «نحن كسائر الشرائح اللبنانية لا نرى في طروحات حزب الله سوى مزيد من الدعوات لنقل لبنان من العيش الهانئ الكريم، الى ارض البارود والنار».

ولفت الى ان «المسؤولية اليوم لم تعد مسؤولية فردية يتحملها فريق واحد او طائفة واحدة، وتبعات التسليح لن تدمر فقط منطقة واحدة بل هي سترتد على كل لبنان، ولعل مشهدية حرب تموز العبثية خير دليل على ما نقول».

وشدد على ان «المطلوب من جميع اللبنانيين ان يعبروا عن رفضهم لهذا الأنموذج العسكري غير الشرعي، وان يطالبوا بوحدة البندقية الشرعية، انطلاقا من مبدأ ان الجيش اللبناني وحده يحمي السيادة الوطنية، وهو أهم من كل المقاومات التي اذا ما شرعت حضورها ستقضي على لبنان الكيان والميثاق والمؤسسات».

....الحزب انخرط في الدولة ...

في المقابل صدرت مواقف مؤيدة للوثيقة معتبرة ان الحزب اكد فيها انخراطه في الدولة والعمل من داخلها على اصلاح النظام وارساء المؤسسات وبناء دولة القانون والكفاءة، ورأت ان المقاومة الاسلامية تشكل اليوم طليعة حركة التحرر الوطني العربية لجهة التصدي للهيمنة الاستعمارية الاميركية ومشروع الاحتلال الصهيوني.

وديع الخازن: تطور نوعي للاندماج

وفي المقابل، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح اليوم، ان الميثاق السياسي الجديد الذي اطلقه نصرالله يمثل تطورا نوعيا للاندماج في حركة التوافق الوطني.

وقال الخازن ما طرحه «حزب الله» هو فعل استيعاب وتفهم للجدال القائم حول دور المقاومة في السياسة الدفاعية، وتطور نوعي للاندماج في حركة التوافق الداخلي، فعندما يدعو الى المزاوجة بين الجيش الوطني ومقاومته والانخراط تحت سقف سياسة الدولة العامة انما يؤكد للمشككين والواجسين ان قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة، وهي خطوة متقدمة بالغة الاهمية في النظرة والرؤية الى معنى الشراكة الحقيقية في الحكم.

الداوود: دحض كل المزاعم

واثنى الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود على الوثيقة ورأى فيها تأكيد على ان الحزب منخرط في الدولة، ويعمل من داخلها على اصلاح النظام السياسي، وعلى ارساء المؤسسات، وبناء دولة القانون والكفاءة، دولة قوية وقادرة وعادلة، وهي ترد على كل الذين يدّعون ان «حزب الله» يقيم «دولة داخل الدولة»، او لا يعترف بلبنان، وقد دحضّت الوثيقة كل هذه المزاعم، وان السيد نصرالله كان حريصا على ان يؤكد على السيادة والاستقلال، وعلى تطوير النظام.

منبر الوحدة

واعتبر منبر الوحدة الوطنية في بيان اصدره بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة الرئيس سليم الحص ان الوثيقة تميزت بالصراحة والوضوح والتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن.

ولقد ابرزت الوثيقة جليا ما بلغه الحزب من النضج السياسي والمسؤولية في تشخيص الوضعين اللبناني والعربي».

مادايان: أكمل عمله الوطني

وأشاد أمين سر شبيبة جورج حاوي رافي مادايان بالوثيقة واعتبر ان المقاومة الاسلامية تشكل اليوم طليعة حركة التحرر الوطني العربية لجهة التصدي للهيمنة الاستعمارية الاميركية ولمشروع الاحتلال الصهيوني.

ورأى أن حزب الله اكمل في هذا المجال من العمل الوطني ما بدأه الآخرون من قوميين عرب ويساريين وعروبيين وقوميين سوريين واسلاميين ومسيحيين حركيين ووطنيين.

الجهاد الاسلامي

واثنى ممثل «الجهاد الاسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي في بيان اصدره امس على ما ورد في الوثيقة «لجهة العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية وضرورة فتح باب الحوار، والتمسك بحق العودة ورفض التوطين، ومنح الفلسطينيين المقيمين في لبنان حقوقهم المدنية كاملة غير منقوصة».

 تتوقف مصادر قواتية عند الترابط غير البريء بين طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري بند تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية قبل حوالى عشرة ايام، وبين ما تضمنته الوثيقة السياسية الجديدة لـ«حزب الله» والتي اعلنها الامين العام السيد حسن نصرالله، من ان «الديموقراطية التوافقية تفرض الغاء الطائفية السياسية»..

فمجرد الربط بين طرح بري ومضمون الوثيقة حول هذا الموضوع، يشير بوضوح بحسب هذه المصادر، الى «الهجوم- الدفاعي» للفريق الشيعي في مواجهة مطالبة الفريق السيادي واصراره على معالجة بند سلاح «حزب الله» والذي يشكل يوماً بعد يوم عبئاً هائلاً على المجتمع السياسي اللبناني، ويهدد اسس الكيان والنظام الديموقراطي، كما اعلن اكثر من مرة مؤخراً البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير.

وفي هذا الاطار تعتبر المصادر القواتية ان كل محاولات التهرب من معالجة موضوع السلاح لن تجدي نفعاً لان هذا الموضوع لم يطرح ليتم اغلاقه قبل ايجاد الحلول الكاملة بما يؤدي الى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية، والى تكريس الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الدستورية مرجعاً وحيداً في كل القرارات السيادية، واهمها قرارا الحرب والسلم.

وتلفت المصادر القواتية الى الكلام الذي صدر عن الشيخ نعيم قاسم قبل ايام، وفيه ان سلاح «حزب الله» غير مطروح للنقاش على اي طاولة، لا امام لجنة البيان الوزاري ولا حتى على طاولة الحوار، وان المطروح فقط هو بند الاستراتيجية الدفاعية، وكأن قاسم يعني بذلك ان سلاح الحزب باق والمطلوب مجرد التنسيق مع الجيش اللبناني.

وفي هذا الكلام كما في الكلام الوارد في الوثيقة الجديدة لـ«حزب الله» حول ان سلاح الحزب باق طالما هناك تهديد اسرائيلي للبنان، كل هذا الكلام يشكل نسفاً لمبدأ طاولة الحوار ولما يمكن ان يصدر عنها في هذا الموضوع.

واذ تكرر المصادر القواتية الربط ما بين الاصرار على استمرار السلاح خارج اطار الشرعية وبين المطالبة المستجدة بالغاء الطائفية السياسية، تؤكد ان الهدف من وراء ذلك بات يتخطى تنفيذ بند ورد كبند اخير في سلسلة الاصلاحات التي نص عليها الطائف ولم يطبق معظمها، الى محاولة لاحداث انقلاب في النظام السياسي اللبناني بما يتناسب ومصالح القابضين على زمام القرار الشيعي والمهددين بسلاحهم بقية اللبنانيين.

وتصر المصادر على ان هذا الكلام يأخذ ابعادا جدية وخطيرة بعد ان سبق لحملة هذا السلاح ان وجهوه الى الداخل حين اجتاحوا خلال حوادث ايار العاصمة بيروت ومناطق من الجبل بهدف ضرب التوازنات السياسية التي كانت قائمة وفرض معادلات جديدة على الساحة السياسية في لبنان بقوة السلاح.

ومما تقدم، تابعت المصادر، تتكشف فصول سيناريو جـديد يحاول الثنائي الشــيعي تنفــيذه عبر العمــل على تغــيير جوهر النظام اللبناني التعددي، وفرض احتكار مذهبي عبر بوابة الاكثرية العددية التي يتباهون بامتلاكها، بما ينسف كل الادعاءات والحرص على الديموقراطية التوافقية.

وفي هذا الاطار تسأل المصادر القواتية كيف يمكن ان تفرض الديموقراطية التوافقية الغاء الطائفية السياسية في حين ان جوهر الديموقراطية التوافقية يكمن في الحفاظ على تنوع مشاركة الطوائف في تحمل مسؤوليات الحكم في لبنان.

وتختم المصادر القواتية بالتأكيد على ان كل محاولات «حزب الله» وحركة «امل» في فرض معادلات سياسية جديدة تهدف الى نسف اسس النظام اللبناني غير مقبولة ولن يمر، كما ان الهدف الحقيقي من وراء هذه المحاولات، والذي يتجلى في العمل على خط دفاعي متقدم لمواجهة المطالبات المتكررة والمصرة على الانتهاء من منطق الدويلة داخل الدولة لن تمر ايضاً، وان مسيرة قيام الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية - السياسية - العسكرية - الامنية، والتي تحتكر كل القرارات السيادية لا يمكن ان تتوقف قبل تحقيق اهدافها وقيام الدولة المنشودة الحامية للجميع والتي يشارك فيها الجميع!

 

التحوّل بدأ مطلع التسعينات بالإنخراط في «النيابية» وعام 2005 في «الحكومات»

أطلّ بعد ربع قرن بوثيقة تنزع عنه انه ضد الدولة

كمال ذبيان/الديار

أول ما اطلّ «حزب الله» في أول رسالة له الى اللبنانيين، في منتصف شباط 1986، كانت ردة فعل بعضهم، أن رياح «الثورة الاسلامية الايرانية»، وصلت الى لبنان، بعد ست سنوات على انتصارها، وان تصديرها عبر «الحرس الثوري الايراني» الذي تمركز في البقاع، اثر الاجتياح الصهيوني عام 1982، قد فعل فعله، وظهر الى العلن تنظيم «حزب الله»، الذي جاء اعضاؤه من منابع عدة، من حركة «أمل» التي حصل فيها انشقاق تحت اسم «امل الاسلامية» الى «حزب الدعوة»، والى بعض المراجع الدينية.

في ذلك الوقت كان اسم «حزب الله»، مرتبطاً بـ«جمهورية اسلامية في لبنان»، وكانت الضاحية الجنوبية من بيروت توصف بـ«قم»، وبدأت تظهر في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية نساء يلبسن «التشادور»، وترافق ذلك مع فرض سلوكيات على حياة المواطنين والحد من حريتهم الفردية، وتزامن ذلك مع معارك عسكرية خاضها هذا التنظيم مع احزاب يسارية وقومية علمانية، اضافة الى الاشتباكات التي خاضها مع حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي للعراق، بعد اندلاع الحرب العراقية ـ الايرانية.

هذه الصورة تعرّف المواطنون عليها عن «حزب الله»، الذي كان اسمه يخيف ويقلق اللبنانيين، قبل ان يظهر دوره المقاوم الذي اخفاه الحزب، منذ عملية احمد قصير ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائىلي في صور نهاية عام 1982، كما كان وراء انتفاضة الضاحية الجنوبية في بئر العبد والرمل العالي وغيرهما من الاحياء، في مواجهة حكم الرئيس امين الجميل، الذي نعتته رسالة «حزب الله» في العام 1985، بانه صنيعة اميركا، ووصفت شقيقه بشير اوصافاً قاسية.

وبعد ربع قرن يطل «حزب الله» بوثيقة سياسية مختلفة كليا، مر خلالها في تجارب، وتعرف على المجتمع اللبناني، وعاش النظام السياسي، وتقلّب في مواقع عدة، وخاصم وحالف، وغيّر في خطابه السياسي، وتأقلم مع الواقع اللبناني، وقرر مساكنة النظام الطائفي حتى تلغى الطائفية فيه، وفي كل هذه التطورات كانت المقاومة عنده الاساس، وهي التي ابعدته عن زواريب السياسة اللبنانية، وأعطته بعداً نضالياً مختلفا عن الآخرين.

واذا كانت الوثيقة السياسية، قد قرّبت «حزب الله» اكثر من الدولة، فانه عملياً انخرط فيها منذ أن قرر الاشتراك في الانتخابات النيابية عام 1992، في عهد امينه العام السابق الشهيد عباس الموسوي، وكان هذا القرار خروجاً عن الرسالة التي دعت الى «اعتماد النظام الاسلامي على قاعدة الاختيار الحر والمباشر من قبل الناس».

احدث قرار الحزب المشاركة في الانتخابات النيابية تصدعاً داخله، عبّر عنه اول امين عام له الشيخ صبحي الطفيلي، الذي رفض مشاركة في نظام لا يعتمد الشريعة الاسلامية، لكن قرار شورى الحزب لم يأخذ في الاعتراضات، واصر على الانخراط في الحياة السياسية، دون المشاركة في السلطة التنفيذية، لأن مجلس النواب يمثل المواطنين.

فمع مطلع التسعينات بدأ التحول والخروج من التقوقع والانعزال الى الانفتاح والحوار مع القوى الاخرى، فتمت المصالحة مع حركة «امل» بعد اعوام من الصراع الدموي، ومع الحزبين الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي، واستعيدت الثقة مع اطراف لبنانية، وحصلت حوارات مع بكركي وقيادات مسيحية، وتمت تسوية الخلافات مع القيادة السورية.

وكانت مرحلة السيد نصرالله في الامانة العامة للحزب، هي التي وفّرت المناخات التصالحية والحوارية، وتحول الخطاب السياسي، الى عقلاني متفهم للواقع اللبناني، وقد نجحت قيادة الحزب في اقامة نوع من التناغم بين المقاومة والدولة، ولم تنجح محاولات الايقاع بين الجيش والمقاومة، وجاء تفاهم نيسان عام 1996 ليشرع المقاومة ليس لبنانياً فقط، بل عربياً ودولياً.

وما تعلنه الوثيقة السياسية، هو تراكم خبرات وتجارب وخوض معارك سياسية، ونضالات نقابية وعمالية وطالبية وهي خميرة تحالفات وتفاهمات، وفيها روح ورقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، كما فيها خبرة في العمل الحكومي، دخل اليه «حزب الله» متأخراً، وخاص غماره في العام 2005، بعد الانسحاب السوري من لبنان، واستمر فيه في الحكومات المتعاقبة، وهذه اشارة منه، الى اعتماده خيار الدولة، وتطليقه لشعاره الثورة، وحفاظه على موضوع المقاومة، فلم يعد نضاله لاقامة «جمهورية اسلامية» في لبنان، حيث يؤكد مصدر قيادي فيه ان الحزب وفي ظل التركيبة الطائفية للبنان، ومع وجود نظام سياسي طائفي يستحيل ان يتم الحكم فيه، من قبل فئة أو طائفة، وملزم بتطبيق الديموقراطية التوافقية، وهذا ما ورد في الوثيقة السياسية، وهنا اهميتها انها تتعاطى بمرونة مع الوضع اللبناني، فلم يعد الحزب يتجه الى خطاب راديكالي، ومتطرف، بل ما ورد في الوثيقة، يؤكد ان الحزب يعمل من داخل الدولة ومؤسساتها، وهو منخرط فيها لاصلاح النظام السياسي من الداخل، ولا لفرض النظام عليه، ولهذه العملية آلية ديموقراطية، ومبادىء اصلاحية ركزت عليها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، والحزب ملتزم بها، لتحقيق الاصلاح.

فالوثيقة السياسية لم تلبنن الحزب، بل هي أكدت انه لبناني منذ حوالى ربع قرن، وان من يقدم الدماء ويضحي في سبيل لبنان، واستقلاله وسيادته ويطرد الاحتلال الاسرائيلي منه، فهو لبناني في الصميم، وفق ما تقول المصادر القيادية في الحزب، التي تشير الى أن البعض كان يأخذ على الحزب رفع شعار «الثورة الاسلامية في لبنان»، هذا امر يخص الحزب، كما في موضوع ولاية الففيه، فهذا شأن ايماني عقائدي لا علاقة للآخرين به، وغير معني به اللبنانيون، ولا هو مفروض على الدولة، التي نحن فيها، كما هي، ونريدها دولة قوية وقادرة وعادلة، دولة يقوم جيشها في الحفاظ على لبنان ودفاعه عنه.

فالحزب في الدولة ومؤسساتها، وليس دولة ضمن الدولة، وسلاحه المقاوم هو للتزاوج مع الجيش، في مواجهة العدو الاسرائىلي، وهو ليس ضد الدولة، كما حاول البعض الايحاء كما تقول المصادر، التي ترى ان ثمة محاولة لاظهار المقاومة وسلاحها، كأنها ضد الدولة، وهذا غير صحيح، فهل تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي اعاق قيام الدولة، ام مدّ سيطرتها الى الخط الازرق، ونشر الجيش اللبناني عند تخومه؟

فالوثيقة هي رؤية واستراتيجية سياسية للحزب، انتجها مؤتمره، وعلى الأطراف الاخرى مناقشتها في مضمونها، لا على هامش ما يشاع ويذاع ويلفق كما تقول المصادر، التي تشير الى احتمال فتح حوار حولها مع قوى سياسية.

 

الهجوم على البيان الوزاري

الاربعاء, 02 ديسيمبر 2009

داود الشريان/الحياة

الوثيقة السياسية التي طرحها «حزب الله» قبل الإعلان عن بيان الحكومة الجديدة، تشير بوضوح الى أن الحزب دخل مرحلة رسم ملامح الدولة اللبنانية التي يريد. صحيح أن مواصفات الدولة التي طرحتها الوثيقة تبدو، للوهلة الأولى، متناقضة مع موقف الحزب من سيطرة الدولة على السلاح وقرار السلم والحرب، لكنها من جهة أخرى تعبير عن ثقة الحزب بموقعه الجديد الذي سيضمن له حكم البلد. وبالتزامن مع هذا الموقف دعا رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، في مقال نشر أمس في جريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، الى «المداورة في الرئاسات، والخروج عن التقاليد القديمة التي وزعت مراكز النفوذ والقوى بين طوائف معينة وحرّمتها على طوائف أخرى».

بين وثيقة «حزب الله»، ودعوة وليد جنبلاط تظهر ملامح لبنان المقبل، وخلال الشهور المقبلة، ربما انتقل الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية الى تعديل أوضاع الطوائف ومكاسبها. وبعبارة أوضح، فإن موقع الموارنة والسنّة، أهل الرئاسة والوزارة، دخل الى قاعة التصويت من الأطراف الأخرى.

لا أحد يعارض الدعوة الى إلغاء الطائفية السياسية، أو يعارض اعتبارها العقبة الكبرى أمام إصلاح النظام السياسي في لبنان، وتحرير المواطن اللبناني من القيود التي تشوب علاقته بالدولة ومؤسساتها. لكن إلغاء الطائفية، وان شئت تغيير مواقع الطوائف، لا يمكن ان يكون مقبولاً وعادلاً في ظل وجود أطراف لا تملك سوى أدوات سياسية، وأخرى تمتلك قوة عسكرية ضاربة تفوق إمكاناتها جيش الدولة.

لا شك في أن ما جرى خلال اليومين الماضيين يعد هجوماً مباغتاً على البيان الوزاري المنتظر، ودليلاً على أن التركيبة السياسية التي تشكلت قبل الانتخابات في طريقها الى الانهيار، وان لبنان مقبل على تغيير الصيغة التي عاش بها خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ومن يقرأ الوثيقة السياسية التي طرحها «حزب الله» سيجد بين سطورها شعوراً متنامياً بالقوة، ورسالة سياسية، لم تخفها شعارات الديموقراطية والتوافقية، فحواها: نحن نملك السلاح، إذاً المفترض أن «يطلع لنا أكثر من هيك».

الأكيد أن لبنان لن يستقر ويتطور طالما بقيت مسوّغات حياته السياسية طائفية، لكن التغيير يجب أن يبدأ بترميم المنزل من التشققات والانهيارات، قبل معاودة توزيع الغرف على ساكنيه.

من دون هذا، البيت مهدد بالسقوط على رؤوس الجميع.

 

الديموقراطية والتوافقية

الاربعاء, 02 ديسيمبر 2009

عبدالله اسكندر/الحياة

على هامش مناقشة صيغة البيان الوزاري في لبنان، وربما انطلاقاً منه أو كرجع صدى لبعض افكاره، يعود البحث في مفاهيم تأسيسية لمعنى الدولة ووظيفتها وللوطن والمواطن وأدوات الحكم. هذا البحث يبدو بديهياً في مرحلة التحرر الوطني التي خلالها تتبلور معالم المستقبل. لكن العودة اليه في لبنان الذي أنجز استقلاله السياسي منذ اكثر من ستين عاماً، وشهد خلال هذه العقود حروباً اهلية واتفاقات لتنظيم الحكم، في ظل توافقات شبه جماعية، تعني غياب القدرة على استخلاص دروس المآسي في احسن الأحوال، وعدم القناعة بهذا النوع من الاتفاقات وانتظار انقلاب ميزان القوى لتغييرها في اسوئها. وذلك بغض النظر عن كل الكلام عن التعايش ووحدة المصلحة وما شاكل ذلك من اعلانات حسن النيات.

يكرر القادة اللبنانيون حالياً ما تداولته هيئة الحوار الوطني، عشية الحرب الأهلية عام 1975، وهو نفسه ما تداولوه بعد حرب 1958. وبحثوا فيه مطولاً لإنهاء الاقتتال في 1989 في مدينة الطائف السعودية. ووضعوا خلاصة توافقهم في الدستور الجديد. على رغم كل ذلك لم ينج البلد من تجدد النزاع والاقتتال، وبات تفسير دستور الطائف مقترناً ليس باحترام نصوصه من الجميع، وإنما عرضة لتفسير من يميل الى مصلحته ميزان القوى الداخلي، بغض النظر عن كيفية تعديل هذا الميزان.

بكلام آخر، ظل البلد يفتقر الى معايير يحترمها الجميع ويلتزمون تطبيقها، على رغم تسويات موقتة كانت تستجيب لمصلحة ظرفية لطرف او اكثر، بغض النظر عن مدى تطابقها مع المعايير التي من المفترض ان تكون ملزمة للجميع.

وفي هذا السياق، يتكرر الجدل حول نهائية الوطن ومعنى الدولة والطائفية السياسية وآليات الحكم. وهي قضايا حسمها دستور الطائف بكل وضوح. لكن ميزان القوى الحالي، وربما مصالح آنية، هو الذي يدفع طرفاً او أكثر الى معاودة تكرار هذا الجدل.

ومن هنا لاحظت الوثيقة التي اعلنها «حزب الله» ان البديل عن الديموقراطية الصحيحة «المستحيلة» هو «الديموقراطية التوافقية». اي انه يعتبر ان ثمة استحالة في تطبيق قواعد الدستور الحالي الذي ينص على اعتماد النظام الجمهوري البرلماني والانتخابات كآليات حكم يلتزمها الجميع قولاً وفعلاً. ويقترح «الديموقراطية التوافقية» التي تعني ان يتوافق الجميع على ما يريده هو من الدولة والوطن والمواطنين. وتجربة السنوات من 2005 حتى 2009، وما تخللها من توتر واحتكام للسلاح اظهرت ان معنى التوافق ينحصر في ما يريده الحزب وليس في ما يريده الدستور. وينطبق هذا المعنى على السلاح الذي يحتفظ به الحزب وأهدافه، كما ينطبق على معنى الوطن وانتمائه. حتى لو تم الفصل القسري بين الجانبين الديني والسياسي في ولاية الفقيه التي تقوم اساساً على وحدة الديني والسياسي. وحتى لو لفّت الضبابية معنى إنماء الوطن الذي أُخضع للتغيرات. فإذا كانت ولاية الفقيه دينية لا تخضع للمناقشة، فكيف يمكن التوافق على هذا المعنى الذي يناقض جوهرها؟ لا بل كيف يمكن التوفيق بين «الديموقراطية التوافقية» والدستور اللبناني من جهة، وبين جوهر ولاية الفقيه التي لا تقبل نقاشاً من جهة اخرى. وهذا ما يُفسر ضبابية الانتماء الوطني، تحسباً من احتمال الاضطرار الى إدخال لبنان في معركة تفرضها تطورات ترتبط بملفات ايرانية. وما يثير ايضاً تساؤلات عن معنى الوطن اللبناني ونهائيته. فـ «التوافقية» هنا ليست حلاً لأزمات لبنان بمقدار ما هي تغليب لمصلحة سياسية يعمل من اجلها طرف لبناني. وذلك على حساب الدستور المُفترض انه السقف الذي يظلل الجميع.

والملاحظة نفسها تنطبق على الدعوة الى الغاء الطائفية السياسية او الديموقراطية العددية او المداورة في الرئاسات. اذ تهمل الدستور نفسه الذي حدد كيفية معالجة هذه المسائل، وإن كانت ظروف ما بعد اتفاق الطائف حالت دون البدء في تنفيذ هذه البنود منه. ويأتي الطرح الجديد من اجل غرض سياسي عابر، لمناسبة الجدل المرتبط بالخلاف على سلاح «حزب الله» في البيان الحكومي.

وفي هذا المعنى تختلط «الديموقراطية التوافقية» بالأغراض السياسية المباشرة، وتؤسس لممارسات تتعارض والدستور تفرز مشكلات جديدة بدل حل القائمة، إلا اذا كان ثمة اعتبار ان القوة تقنع من لا يقتنع، كما حصل بعد احداث السابع من ايار في بيروت والجبل.

 

خطط إيرانية لعمليات إنزال على سواحل خليجية

تقرير لـ "الأطلسي" يكشف ستراتيجية طهران للرد على استهداف مواقعها النووية

لندن - كتب حميد غريافي: كشف تقرير صادر عن "شعبة التجهيز الستراتيجي" في حلف شمال الاطلسي في بروكسل النقاب امس عن ان "ستراتيجية الحرب الايرانية المقبلة في حال تعرض البرنامج النووي الايراني لهجوم اسرائيلي او غربي شامل, تلحظ باصرار شديد الاعتماد على سلاح البحرية الاكثر تطورا في منطقة الخليج العربي كذراع فاعلة وقوية للرد على ذلك الهجوم بعمليات قصف وتدمير لمنشآت عسكرية واقتصادية في دول خليجية, تعقبها عمليات انزال فرق كوماندوس برمائية على بعض شواطئ هذه الدول لمهاجمة قواعد عسكرية اميركية وخليجية ومنشآت نفطية لوقف امدادات النفط الى القطع البحرية الاميركية والغربية في مياه الخليج وشلها عن الحركة".

وافاد التقرير "ان لدى الايرانيين الذين عكفوا على تطوير سلاح بحريتهم بشكل واسع منذ العام ,2007 أكثر من 600 زورق سريع مزودة بصواريخ بحر - ارض وبحر - بحر حصلت عليها ايران من كوريا الشمالية والصين وبعض الدول الاوروبية وحولتها الى زوارق للاستخدام العسكري, كما لديها نحو 200 زورق اكبر حجما من صنعها المحلي استنادا الى زوارق ايطالية سريعة بامكانها نشر الفوضى في مياه الخليج ومهاجمة السفن الحربية فيه وصولا الى اقفال مضيق هرمز في خليج عمان لوقف امدادات النفط الى الخارج البالغة ثلث الاحتياطات العالمية". واكد التقرير الاطلسي ان "القواعد الصاروخية الدفاعية الاميركية والخليجية المنشورة على الشواطئ المقابلة لايران, قد تكون عرضة لهجمات بحرية ايرانية خاطفة في أي حرب مقبلة في تلك المنطقة الحساسة من العالم, فيما قد تتعرض حاملات الطائرات وسفن الصواريخ الاميركية والاوروبية هناك الى هجمات بحرية مكثفة لاشغالها عن اطلاق الصواريخ العابرة باتجاه القواعد النووية والعسكرية والصاروخية الايرانية المنتشرة على السواحل".

وأوضح التقرير ان "الهدف الاكثر حيوية لسلاح البحرية الايرانية سيكون حتما مضيق هرمز في محاولة لاقفاله منذ الايام الاولى للحرب, رغم ان خسائر الاقتصاد الايراني من توقف الصادرات الى الخارج ستكون جسيمة, الا ان الايرانيين يعتقدون ان اي حرب عليهم ستفشل في تحقيق كل اهدافها, وبالتالي فإنها لن تستمر أكثر من اسبوعين, يتمكن معها ذلك الاقتصاد من النجاة من الاضمحلال". ونقل التقرير عن مصادر استخبارية غربية قولها ان "قيادة الحرس الثوري الايراني جاهزة لرمي ثلاثة الاف عنصر من قوتها البحرية في مياه الخليج وعلى سواحل دوله في وقت واحد, ما من شأنه تحويل تلك المنطقة الى ما يشبه خلية نحل مسلحة تهاجم عشرات المواقع مرة واحدة لاحداث ارباكات في صفوف القوات المسلحة المحلية الخليجية والقوات الاميركية والغربية في المنطقة". وأكد التقرير "انه اذا لم يجر استرجاع جزر الطنب وابوموسى الاماراتية من ايدي الاحتلال الايراني في الايام الاولى للحرب, فإن بامكان ايران استخدامها كمنطلق واسع النطاق وفاعل لسلاح بحريتها ضد كل الاطراف العربية والغربية ما قد يشكل مخاطر وخسائر فادحة في صفوف الحلفاء قبل تدمير القواعد الايرانية في تلك الجزر تدميرا كاملا".

 

المجلس العالمي لثورة الأرز/جماهير ثورة الارز تعتبر اي بند في البيان الوزاري يشرّعن المقاومة هو امر مرفوض ويعتبر لبنان تحت ظل الارهاب....

واشنطن في 1 كانون الاول 2009

بعد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وصدور البيان الوزاري الذي سوف تنال على أساسه ثقة المجلس النيابي يهم المجلس العالمي لثورة الأرز أن يوضح ما يلي:

1) إن تأليف هذه الحكومة وما رافقه من تعقيدات وضغوط أظهرت مرة أخرى بان السلم الأهلي لا يزال مهددا  في لبنان من قبل القوى الإقليمية التي تسعى للسيطرة على قراره وإبقائه ساحة للصراع.

2) إن الشعب اللبناني الذي، وبالرغم من كل هذه الضغوط، قال كلمته، لم يقدر أن ينتج حكومة على مستوى تطلعاته تستطيع أن تخرجه من سيطرة الفئات المسلحة وتأثير الجيران السلبي والمراوحة في مكانه.

3)إن البيان الوزاري المطروح يظهر جليا بأن الدولة لن تقدر أن تفرض سلطتها على المسلحين وأن هؤلاء لا يزالون يمثلون مشروع حرب خارجية من جهة وفتنة داخلية من جهة أخرى.

4)  إن التلاعب على الكلام في شأن القرارات الدولية مرفوض لأن المجتمع الدولي والقانون الذي يمثله هما الأمل الوحيد لاستعادة لبنان استقلاله وخروجه من الهيمنة وعدم الاستقرار التي تفرضها عليه القوى الإقليمية في تباعدها أو تقاربها.

5) إن قول البعض بأن القرار الدولي 1559 قد نفذ بخروج السوريين وانتخاب رئيس جديد للبلاد هو جريمة بحق الوطن؛ من جهة لأن الحرس الثوري الإيراني لم يخرج بعد وهو يزج باللبنانيين في آتون حروب جديدة في المنطقة بدأت تظهر ملامحها وتأثيراتها إن في مشاركة عناصر من حزب الله في مهمات قتالية في اليمن وغيرها أو في توقيف لبنانيين (من نفس الحزب) في مصر للتدخل بشؤونها الداخلية أو في طرد دول الخليج لآخرين خوفا من قيامهم بأعمال مخلة بالأمن أو تهديد لبنان بمواجهة مكلفة مع إسرائيل عند أي تنافر بينها وبين إيران، ومن جهة أخرى لا يزال البند المتعلق بالسلاح وهو الأهم بالنسبة للبنانيين غير منفذ فالمخيمات

6)والمعسكرات الفلسطينية تعج بالسلاح والمخربين من أقطار عديدة وحزب الله يهدد بفتنة كلما أراد فرض رأيه على الآخرين بينما يسرح فرسان الدراجات في الأحياء فارضين نوعا جديدا من الإرهاب.

7) إن اللبنانيين الذين رفضوا هيمنة حزب الله وكل ملحقات الأنظمة المحيطة بالرغم من الثمن الغالي الذي دفعوه من دماء قادتهم وأبنائهم وأعربوا في تحركهم من خلال ثورة الأرز عن رغبتهم في الخروج من مسلسل العنف والعمل على إحلال السلم النهائي محل التقاتل يرون في هذا البيان، الذي يتكلم في أحد بنوده عن ما يسميه "المقاومة" والتي يجعلها بمصاف الدولة ويترك لها بذلك حق التسلح، بابا لاستمرار المعاناة وبالتالي مشروعا جديدا للفتنة ويعتبرون بأن من انتخبوهم لتمثيلهم في المجلس النيابي لم يفوا بوعودهم الانتخابية.

8) إن المجلس العالمي لثورة الأرز يعتبر بأن عدم الالتزام بالقرار الدولي 1559 بشكل واضح سوف يؤدي لا محالة إلى الالتفاف على المحكمة الدولية بنفس الطريقة التي تم فيها إفراغ هذا القرار من مضمونه وبالتالي ضياع دماء الشهداء وبقاء القتلة بدون عقاب ما سيؤدي إلى المزيد من الجرائم عند كل منعطف أساسي في مصير البلاد.

9) بناء على ما تقدم يهيب المجلس العالمي لثورة الأرز بمن يعتبرون أنفسهم ممثلين لجماهير ثورة الأرز الانسحاب من الحكومة واعتبار لبنان بلدا لا يزال تحت الاحتلال والطلب من المجتمع الدولي القيام بواجبه في تنفيذ القرار الدولي 1559 وتجريد المسلحين وضبط الحدود اللبنانية السورية لتنفيذ بنود القرار 1701 الذي يمنع دخول السلاح لغير الدولة اللبنانية.

10)إن جماهير ثورة الأرز في لبنان وخارجه تعتبر أن  هذه الحكومة هي وليدة مساومة إقليمية لا شأن للبنان بها وعليه فإن لبنان لا يعتبر مستقلا والشعب اللبناني لا يزال مغلوبا على أمره وهو بالتالي لن يتحمل نتائج بقاء البؤر المسلحة ولا إشراك عناصر تمثل الإرهاب في الحكم.  

 

كريستشن ساينس مونيتور: تراجع دور حلفاء أميركا مقابل صعود نجم المحور السوري - التركي - الايراني

المركزية - كتب ألستر كروك في الـ" كريستشن ساينس مونيتور"انه في الوقت الذي تبذل فيه الولايات المتحدة واوروبا جهودا مضنية لتسوية الخلاف مع ايران، وايجاد حلول ملائمة للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي والصراع الدائر في افغانستان، بدأت الارضية الاستراتيجية التي ترتكز عليها افتراضات الاوروبيين والاميركيين بشأن المنطقة تتحول وتتغير بشكل دراماتيكي. وابرز هذا التحول بالطبع هو لا مبالاة تركيا بتحالفها الاميركي، وعدم اهتمامها بعضويتها في الاتحاد الاوروبي، وعودتها للتركيز من جديد على الدول المجاورة للامبراطورية العثمانية التركية السابقة في آسيا والشرق الاوسط.

وعلى الرغم من ان هذا لا يعني بالضرورة ابتعادا عن الغرب الا انه يعكس شعورا متزايدا بالضيق والاحباط لدى تركيا من السياستين الاوروبية والاميركية، بدءا من تأييد الغرب لعمل اسرائيل في غزة الى الموقف غير الموضوعي من ايران بالاضافة بالطبع لمأزق قبول تركيا في عضوية الاتحاد الاوروبي. بيد أن اصداء هذا التحول التركي تتناغم على نحو وثيق مع النهضة الاسلامية التي تتبلور الآن داخل تركيا.واذا ما استمرت تركيا في السير على هذا الطريق بنجاح، ستصبح دولة مهمة جدا استراتيجيا لتوازن القوة في المنطقة مثلما برزت ايران كقوة ناشئة في اعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، وتراجع هيمنة السُنة فيما بعد نتيجة للغزو الاميركي في العراق.

غير ان اتفاقياتها مع العراق، ايران وسوريا تعكس اهتماما مشتركا بالجانب الاقتصادي، فهناك الآن مجموعة من دول الشرق الاوسط الشمالية تستعد لكي تصبح المورد الرئيسي للغاز الطبيعي الى اوروبا الوسطى بعد اكتمال بناء انبوب نابوكو، الذي لن يحل محل روسيا في توفير الغاز لأوروبا فقط، بل وسوف يضعف تدريجيا مكانة المملكة العربية السعودية كقوة جيواستراتيجية تبعا لاحتياطياتها النفطية. واذا ما تذكرنا الركود الاقتصادي وأزمة خلافة الرئيس اللتين تعوقان مصر كثيرا، لتبين لنا ان ما يدعى بـ"مجموعة دول الشرق الاوسط الجنوبية المعتدلة"، التي كانت على الدوام محور السياسات الاميركية في المنطقة، قد ضعفت واصبحت حلقة لا يمكن الاعتماد عليها في تغيير مجرى الاحداث.

اضاف الكاتب: الحقيقة ان اللاعبين السياسيين في المنطقة لا يستطيعون تجاهل تحول القوة من حليفي الولايات المتحدة مصر والسعودية الى مجموعة دول الشمال في الشرق الاوسط مما دفع الدول الاخرى فيه لتعديل مواقفها من اجل التكيف مع واقع القوة الجديد.خير دليل على ذلك هو لبنان اليوم، حيث نجد مواكب حلفاء الولايات المتحدة السابقين ونقاد الحكومة السورية، ومنهم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بل وحتى بعض زعماء حركة 14 آذار من المسيحيين تتجه الى دمشق أو تستعد للحج اليها، ولم يغب مغزى هذا عن أعين المراقبين في المنطقة بالطبع.

واذا كانت ادارة اوباما غير مدركة بالكامل هذه التطورات الا انها ستصطدم بهذا الواقع الجديد عندما تحاول الآن حشد تأييد العالم لجولة جديدة من العقوبات على ايران بعد ان أعلنت طهران اخيرا عزمها بناء عشرة مواقع اخرى لتخصيب المزيد من اليورانيوم. غير ان هذه العقوبات سوف تفشل على الارجح، ليس لأن روسيا والصين لن تكونا جادتين في تأييدها بل لأن تحالف الدول العربية المعتدلة المؤيدة للغرب بدأ يتحول ليصبح نمرا من ورق على ما يبدو. ولو تذكرنا تغير توازن القوة في المنطقة، الذي تمت الاشارة اليه سابقا، لتبين لنا ان الدول المعتدلة لم تعد في موقف يمكنها من مواجهة ايران وحلفائها على نحو فاعل. بل وحتى حرب اليمن الدائرة بين الحكومة والحوثيين، الذين ينتمون لطائفة شيعية معتدلة، لم تحرك شعورا واسعا بالعداء لدى السنة في العالم العربي نحو ايران اذ يرى الكثيرون في ما يجري هناك مجرد صراع داخلي على الرغم من تدخل المملكة العربية السعودية فيه.

ورأى ان على اوروبا والولايات المتحدة الاستعداد للتعامل مع الواقع الجديد المتمثل في بداية أُفول نجم حلفائها التقليديين في الشرق الاوسط وصعود نجم دول المحور السوري التركي الايراني، بل وكلما أسرع الغرب في تعديل موقفه هذا كان ذلك افضل لأن المسائل التي تهمه مثل: بروز ايران كدولة نووية، امن اسرائيل ومستقبل امدادات الطاقة لا يمكن حلها بتجاهل التحولات الجديدة الجارية الآن على مسرح الشرق الاوسط.

 

ربيع البطريرك خريف الجنرال 

محمد حسين شمس الدين/شفاف الشرق الأوسط  

ذات يوم من حقبة الوصاية السورية على لبنان، بدا لبعض المراقبين أنه لم يعد في "اقليم الشام” سوى رجلين يمكن ان يشار اليهما بالبنان: حاكم سوريا ولبنان والبطريرك المارني نصرالله بطرس صفير، في موقعين متواجهين، وكل على طريقته وبوسائله المتاحة.

وبالرغم من قلة "وسائل”البطريرك – بحسب سؤال "ستالين”الشهير حول عدد الدبابات التي كان يملكها "بابا” زمانه – إلا أن ثباته المعنوي المدهش، المشتق من صفات شخصية ومن إرث المؤسسة التي ينتمي اليها ويرأسها، جعله يبدو "ندا” لحاكم "اقليم الشام”الذي لا يطيق الأنداد ولا يفارق طبائع الاستبداد.

تلك الندية كانت لتكون "مبلوعة” في نظر الحكام السوري، لو أن البطريرك اكتفى بتسجيل تحفظه عما كان يجري، على طريقة “اللهم اشهد اني بلغت” ثم انسحب الى مربّعه الاكليريكي سائلا الله تعالى ان يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة! وكانت لتكون "مبلوعة” ايضا لو انه اكتفى بحراسة الشأن المسيحي الخاص، على قاعدة "انا رب هذه الابل وللبيت رب يربّيه!". وكانت لتكون "مرغوبة جدا “- في نظر الحاكم السوري بطبيعة الحال- لو أن البطريرك وجّه إعتراضه وغضبه صوب المسلمين اللبنانيين، معتبرا اياهم "غاصبي الإمتياز المسيحي"، مسهّلاَ بذلك على الحاكم الأجنبي سياسة "فرق تسد".

والحال ان ما فعله السيد البطريرك كان خلاف ذلك تماما:

فبدلا من تسجيل الموقف "المبدئي” ثم الانسحاب، تاركاً السياسة العليا الى حكمة "تجار الشنطة"، نهض بنفسه باعباء الدفاع عن القضايا الجوهرية المتعلقة بمعنى لبنان وكيانه. لقد وضع ثقل كرسيه وحيثيّته الشخصية في هذه الكفّة من الميزان، إيماناً منه بأن لا وزن للكرسي ولا للمجد الذي أُعطيَ له اذا ما انهار هذان، المعنى والكيان، امام عينيه، وكان هو شاهداً على بُهتان تاريخي ما بعده بهتان!

وبدلاً من يقصر همّه على حماية "المنزل” المسيحي في "البيت” اللبناني ذي المنازل الكثيرة – بحسب عبارة المؤرخ كمال الصليبي- فقد انبرى البطريرك لحماية البيت كله، على اساس رؤية ذات بُعدين وجوديين:

ان تصور الكنيسة لشهادتها ههنا لا ينفك عن مشروع الشراكة الانسانية في مجتمع لبناني واحد وتعددي، وأن أنصار "العودة الى وراء أركيولوجي" او "القفز الى أمام افتراضي" انما يسعون خلف سراب لا يمكنه ان يَعِدَ الجماعة المسيحية بمستقبلٍ كريم في هذه البلاد وفي هذا الزمن بالتحديد. بالتالي، فإن تداعي اركان "البيت اللبناني” لا يُبقي على معنىً لمنزلٍ فيه بمفرده، ولو حفظ ماء وجهه بـ"رشوة" يُعطاها زعيم من هنا او هناك.

أنه لا حلّ مسيحياً للمشكلة المسيحية في الاطار اللبناني، بل هناك حلّ وطني لمختلف المشكلات الطائفية. بالتالي "فإما ان يكون هناك حل للجميع او لا يكون، وبالجميع او لا يكون".

تلك الرؤية بيّنتها بوضوح لا يقبل التأويل، وربما للمرة الاولى في أدبيات الكنيسة، نصوصُ المجمع البطريركي الماروني الصادرة عن كرسي بكركي بتوقيع سيّدها في أيار 2006.

وبدلا من ان يجعل أولويته في مواجهة المسلمين – على ما كان يرى ويفعل أنصارُ الوصاية السورية من المسيحيين وفق اطروحة "تحالف الاقليات في اقليم الشام، ما بين علويين ومسيحيين وشيعة ودروز إذا أمكن، في وجه الاكثرية السنية"، وعلى ما سيرى ويفعل الجنرال عون بعد الانسحاب السوري، فقد سعى البطريرك الى نسج تفاهم داخلي/ اسلامي ومسيحي، حول اولوية الاستقلال تحت شعار "من حق اللبنانيين ان يحكموا انفسهم بانفسهم، وهم قادرون على ذلك”. وهكذا كانت مطالبته الصريحة بخروج الجيش السوري من البيت اللبناني بعيد انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان في ايار 2000.

على أي أساس يحكمُ اللبنانيون أنفسَهم بأنفسهم؟

ثمة جواب وحيد عن مثل هذا السؤال نقرأه في خطاب البطريرك على مدى سنوات: تطبيق اتفاق الطائف تطبيقاً سليماً، خلافاً لما جرى في الحقبة السورية من استنساب وتعسف وتعطيل... حتى اذا ما بانت ثغراته، بعد التطبيق، يصار الى سد تلك الثغرات من خلال المسالك الدستورية المنصوص عليها، ومن دون الإخلال بجوهر الاتفاق التاريخي الذي اعتبر المسيحيين "نصف لبنان" بِصرفِ النظر عن متغيرات الديموغرافيا، وما كان منها طبيعيا او قسريا.

ولا يُخفى أن جواب البطريرك – على نحو ما قرأناه – كان ردّاً على دُعاة “تعديل اتفاق الطائف” من دون انتظار نتائج التطبيق في إطار السيادة.

مما تقدم يمكن الاستنتاج ان رؤية البطريرك لحل مشكلة البينت اللبناني، واستطرادا مشكلة المنزل المسيحي فيه، كانت وفق المعادلة التالية: التفاهم الاسلامي – المسيحي قادر على تحقيق الاستقلال، والاستقلال الفعلي يتيح بدوره للبنانيين القدرة على إدارة شؤون بيتهم بدرجة مقبولة – إن لم تكن عالية- من الفضيلة الوطنية.

تلك الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل من تجربة تاريخية لعل اهم خلاصاتها- بصدد موضوعنا – إثنتان:

1 – ان الاستقلال الاول،1943، لم يكن ليتحقق إلا بفعل تفاهم إسلامي مسيحي، ساعدته ظروف إقليمية ودولية مؤاتية في ذلك الوقت، وانه (أي ذلك الاستقلال) كان يتعرض للانكسار، او ينكسر، كلما حدث سوء تفاهم بين الطرفين وتراكَبَ سوءُ التفاهم هذا على تدخل خارجي (لا يعتقد كاتبُ هذه السطور بأن التناقضات اللبنانية كانت وحدها في يوم من الايام كافية لإشعال حرب داخلية كما حدث في سنوات 1860 و1975، من دون تدخل العوامل الخارجية، وهو تاليا يستبعد تلك الاطروحة القائلة بأن “التكوين اللبناني التعددي يحمل في أحشائه أسباب انفجاراته الدورية").

2 – ان تجربتنا مع الوصاية السورية تفيد بأن سياستها في لبنان إنما قامت على ثلاثة أركان متكاملة:

  تسعير الخلافات بين المسلمين والمسيحيين، بحيث تستمر الحرب الساخنة (1975-1990) بصورة حرب باردة (1990-2005)، الامر الذي كان يتطلب الابقاء على المتاريس السياسية والطائفية والنفسية، كما يتطلب في الوقت نفسه ضرب اية محاولة لاعادة التفاهم بين المسيحيين والمسلمين في مهدها (تعطيل موجبات اتفاق الطائف وإسقاط مفاعيله).

– إقناع المسيحيين بأن سعيهم الى استرداد "حقوقهم السليبة" من “المسلمين” لا يمكن ان ينجح إلا ابالتعاون مع سلطة الوصاية السورية. في المقابل، وفي الوقت ذاته، إقناع المسلمين بأن الحؤول دون عودة "الهيمنة المسيحية" لا يتم ان ينجح إلا بالتعاون مع الوصاية ذاتها (الخوف المتبادل هو سيد الموقف). وهكذا يضع الجميع "بيضتهم" تحت “الدجاجة” السورية التي تفقّس لهم ما تشاء وحين تشاء.

– ولكي يؤدي الركنان السابقان وظيفتهما الوصائية على خير ما يرام، كان لا بد من إسنادهما بركن ثالث مفاده، ان اللبنانيين، بطبيعتهم، غير مؤهلين لإدارة خلافاتهم بأنفسهم، وأنهم في حاجة دائمة الى مرجعة خارجية من دونها لا يُؤتمنون على أحوالهم، وقد يسيئون الى الجوار. وقد جرى تسويق هذه الفرضية الظالمة "والبضاعة المغشوشة" على نطاقٍ واسع، في الداخل والخارج، تحت عنوان: "الوصاية السورية تشكل عامل استقرار للبنان والمنطقة".

لقد شكلت رؤية البطريرك ومواقفه، وطنيا ومسيحيا، الرد اللبناني على اطروحة الوصاية بفذلكاتها وألاعيبها، وبكل الدعم الاقليمي والدولي الذي حُظيت به تلك الوصاية على مدى سنوات طوال. وأي مؤرخ منصف لا يسعه إلا أن يؤمّن على نص المجمع البطريركي الماروني حين قال “لقد مرت سنوات من الجهاد، بالكلمة والموقف والحق والايمان لعبت فيها الكنيسة الماروني دوراً رئيسياً على مستوى الوطن كان من أبرز محطاته النداءُ الشهير في 20 ايلول 2000 الذي جاء بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي. لقد وضع هذا النداء الأسسَ لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر. (...) وشكلت انتفاضة الاستقلال، إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لحظة تاريخية فتحت الباب للخلاص الوطني بتوحد الشعب اللبناني على نحو غير مسبوق. وان خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، بعد ثلاثين عاما من سلطة الوصاية، كان تتويجاً لنضال الشعب اللبناني المقيم والمنتشر، وتوحّده، وبمثابة الحلم الذي تحول الى حقيقة". (النص 19، الفقرتان 32 و 33).

هنا قد يقول قائل: إذا كان الاستقلال يتيح للبنانيين القدرة على إدارة شؤونهم بأنفسهم – كما تزعمون – فلماذا لم ينجحوا في ذلك بعد نيسان 2005، ولماذا هذا التخبط العجيب على مدى خمس سنوات تنقص شهورا اربعة؟

هذا تساؤل وجيه ومشروع، استنادا الى وصف حالتنا الراهنة، وهو غير دقيق إذا افترض ان استقلال 2005 كان فعليا. ويغدو التساؤل "خبيثا" إذا أريد من ورائه توكيد نظرية الوصاية القائلة بأن اللبنانيين غير مؤهلين بطبعهم وطبيعتهم، لحكم انفسهم بأنفسهم. فالحال ان استقلال 2005 لم يكن "ناجزا"، وما زال كذلك حتى اللحظة. يمكنُ القول، بعبارة اخرى، ان معركة الاستقلال ما زالت مستمرة وبتعقيدات اكثر من السابق ربما، وهي مستمرة تحت عناوين "السيادة الفعلية" بما يتجاوز "الاستقلال الشكلي".

غير أن هذه المسألة تحتاج الى مزيد من التأمل والتدقيق، من خلال الإجابة عن سؤال آخر =: لماذا لم يصبح الاستقلال ناجزا وفعليا حتى الآن =، بالرغم من انسحاب الجيش السوري، وبالرغم من تلك الانتفاضة الشعبية الفريدة في تاريخ لبنان والمنطقة؟

الإجابة عن هذا السؤال الأخير تستدعي النظر في ثلاث مسؤوليات:

مسؤولية الحركة الاستقلالية نفسها، مسؤولية الحركة المضادة، ومسؤولية التعقيدات الاقليمية والدولية المستجدة بعد الانسحاب السوري، على ان يكون النظر في تلك المسؤوليات الثلا موضوعيا ونقديا لا تبريرياً. ولما كان هذا المقال بحسب تصميمه وعنوانه لا يتّسع للنظر المطلوب من جوانبه الثلاثة، لأنه - أي المقال – مخصص للمقارنة بين خيارين مختلفين للبنان والمسيحيين من خلال البطريرك صفير والجنرال عون تحديداً، فإني سوف اتابع في سياق الموضوع الاصلي على ان الزم نفسي بالكتابة عن الموضوع الآخر لاحقا – علما ان الجنرال عون يدخل في سياق "الحركة المضادة" كما سنرى، مثلما يدخل البطريرك صفير في سياق "الحركة الاستقلالية" كما رأينا وسنرى.

إذاً، فقد رأت الكنيسة المارونية في انتفاضة الاستقلال "خلاصا وطنيا" و"حلما تحوّل الى حقيقة". وهو ما مهدت له خيارات البطريرك صفير ومواقفه ومبادراته على مدى 15 سنة في سبيل تضامن وطني يحقق الاستقلال: من تقديمه الدعم الضروري والكافي لاتفاق الطائف – 1989 – 1990 (باعتباره اتفاقا لسلام لبنان وعودة الدولة وخطوة إصلاحية كبرى "تأخرت خمس عشرة سنة" – (نصوص المجمع ص 712 – 714) ، الى موقفه الحازم في وجه الاعتداءات الاسرائيلية (تموز 1993 ونيسان 1996... ) الى رعايته مع المرجعيات الروحية الاخرى "اللجنة الوطينة الاسلامية – المسيحية للحوار اللبناني" التي انطلقت من قمة بكركي الروحية صيف 1993، الى رعايته الاعمال التحضيرية لـ"السينودوس من اجل لبنان" منذ 1993 ، الى تسلمه "راية الارشاد الرسولي" 1997، الى إطلاقه " نداء الاستقلال" في ايلول 2000 ، الى رعايته مصالحة الجبل التاريخية 2001، الى إحتضانه "لقاء قرنة شهوان" 20001 (بوصفه مبادرةُ وصلٍ وتفاهم في اتجاه المسلمين على قاعدة "نداء الاستقلال")، الى مباركته ودعمه جميع المبادرات التواصلية، منذ 2001 حتى أواخر 2004، التي أفضت الى تكوين أوسع تضامن وطني واستقلالي عشية الانتفاضة خلال "لقاء البريستول".

إذا كانت سيرة البطريرك ما بين 1990 و2005 تخّوله ان يحمل بجدارة عالية لقب "الحائك" الاول لشبكة التضامن اللبناني الذي استولد الاستقلال الثاني، فإن سيرته بعد العام 2005 تشهد انه ما زال "ضمير الحركة الاستقلالية اليقظ والمؤتمن على مبادئها التي بيّتاها سابقا في الحديث عن رؤيته" . كذلك قام البطريرك، قبيل الانتخابات النيابية الاخيرة وبعدها، بلعب دور استنهاضي وتوجيهي عزّ نظيره حين كانت الحركة الاستقلالية تعاني من وهن وارباك فادحين.

أين كان الجنرال من كل ذلك؟

بداية وقف الجنرال ، من موقعه على رأس الحكومة والجيش، ضد اتفاق الطائف. ويا لها من وقفة مفجعة. فقد أدت، مقترنة بنشوة السلطة وبإدارة للصراع السياسي ضيقة الافق شديدة النزق.. أدت الى "حرب الالغاء"، إلغاء الأخوة، التي جرّدت الجماعة المسيحية مما كان يؤهلها لدخول مرحلة اتفاق الطائف بندّيّة مع المسلمين ولمواجهة مشروع الوصاية بفعالية. لذا كَتَب الذين اعدوا الخطوط العريضة لسينودوس الاساقفة من اجل لبنان سنة 1993: "إن كنيسة لبنان جُرحت في صميم جسدها، ولكنها امتّحنت بنوع خاص امتحانا ذريعا في ضميرها. فقد شاهدت ابناءَها يُقتلون ويَقتلون ويتقاتلون..." (الارشاد الرسولي ، عدد 10). هذا، ولم يغادر الجنرال البلاد الى منفاه الباريسي الوثير، إلا بعد ان شاهد الغوغاء، غوغاؤه، تهتك حرمة بكركي وسيدها شخصيا.

بعد ذلك لم يكن للجنرال اي مساهمة تذكر في نسج التضامن اللبناني الذي استولد الاستقلال الثاني عام 2005. نقول هذا من دون ان ننكر على "أبناء التيار الوطني الحر" تضحياتهم، وما تعرضوا له من اضطهاد مع اللبنانيين الآخرين تحت حكم "النظام الامني" السوري – اللبناني". ولكننا نشدد على معيارية "نسج التضامن الداخلي" لاننا نرى فيه الوسيلة الأنجع والأسلم لممارسة "المقاومة" في التكوين اللبناني الخاص، من دون ان نستثني اية "مقاومة" مارسها اللبنانيون على اختلاف تشكيلاتهم وانحيازاتهم منذ 1996 حتى الآن.

ربما ينبغي مناقشة الجنرال عون في سيرته بعد العام 2005 بنوع خاص. ذلك ان مشكلته مع نفسه، او مشكلتنا معه، لم تعد تكمن في خطأ الأداء – إذا أحسنّا الظن – بل في خطأ الإختيارات.

بعد عودته الى لبنان ، بفضل انتفاضة الاستقلال اياها، والتي كان قد نأى بنفسه عن مسيرة تضامنها، انحاز سريعا الى فريق "الانتفاضة المضادة" تحت مقولات غرائبية عبّر عنها بصورة واضحة او مواربة. من بينها:

"أنا صاحب الفضل الاول في استعادة الاستقلال... وما استشهاد رفيق الحريري إلا حادثة عابرة"! وعليه، فقد ارتكبت "الحركة الاستقلالية " من وجهة نظره خيانة عظمى لانها لم تستقبله استقبال الفاتحين لدى عودته ولم تسلّمه مفاتيح المدينة! ولسوف يكون لهذا "اللاإستقبال" أثره العميق في نفس الجنرال الذي سيبني على الشيء مقتضاه، والذي لن يرى في المرآة حين يقف امامها، بعد ذلك إلا صورة نبي أنكره أهله قبل صياح الديك! علما ان العارفين بوقائع الامور يؤكدون ان حاشية الجنرال حرصت على عدم مشاركة "جماعة الاستقلاليين" في استقباله إلا افي أضيق حدود، وأن الجنرال نفسه كان قد حزم امره وحقائبه في الإتجاه الآخر قبل مغادرته باريس المحروسة!

"لقد خرجت سلطة الوصاية السورية من لبنان، ولم تعد تشكل اي تحدٍّ للمسيحيين. التحدي الجديد بات يتمثل في الوصاية الاميركية التي سلمت السلطة الى السُنّة"! وعليه فإن معاركه المقبلة ستكون بمثابة "حروب إسترداد" ( reconquista) ضد المسلمين لفظيا وضد "السُنّة" تحديدا وحصريا بالمعنى السياسي. ولسوف يترتب على هذا "الخيار الكيدي" تحالفات تبدأ من هنا الى دمشق فطهران، وتعرّج على الدوحة ذات القلب الكبير الذي يتّسع لحب اميركا واسرائيل ومقاومة "حزب الله" وجهاد الشيخ ابن لادن ، جميعا وفي آن واحد ... فتأمل!

"ينبغي تعديل اتفاق الطائف والدستور بما يتيح لرئاسة الجمهورية استعادة صلاحياتها السابقة". ولما كانت هذه الرئاسة لا تليق إلا به شخصيا وحصريا، فقد كان شعارُهُ، أثناء أزمة الرئاسة ما بين 2005 واتفاق الدوحة، مستلهماً من عنوان المسلسل المكسيكس "انت او لا أحد".

ولما كان شعار "إستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني" لا يناسب حليفه "حزب الله"، الذي يسعى الى مثالثة سنية – شيعية – مسيحية على انقاض المناصفة المسيحية الاسلامية، فقد رأينا الجنرال عون – مع ثباته على مطلب "إستعادة الصلاحيات"- يروج لفكرة "المثالثة" بدعوى ان "صيغة الطائف لم تعد صالحة للعمل في موازين القوى الجديدة". كيف يمكن، والحالة هذه، التوفيق بين شعارين متعارضين لدى الشخص ذاته؟ المسألة بسيطة: لا يهم الجنرال من "المثالثة" سوى انها تتيح له – بدعم من "حزب الله" ومن سوريا إذا أمكن – أن ينفرد بزعامة الثلث المسيحي، فيعقد ثنائية مع الثلث الشيعي، ليهزم "بيت القصيد" أي الثلث السني! أم أن تنزل حصة المسيحيين بذلك من النصف الى الثلث فهذا، على ما يبدو، "آخر همه"! وربما تزيّن له نفسه، أو بعض العباقرة المحيطين به، أن الثلث المسيحي بزعامته – وقد أصبح التناقض بين السنة والشيعة تناحرياً لا شفاء منه – يستطيع ان يهزم الثلثين الآخرين ، بعد ان يتكفل كل منهما بإنهاك صاحبه!

تحت هذه المطالعة ذهب الجنرال عون الى توقيع "وثيقة التفاهم" مع حزب الله قبيل حرب تموز 2006. وقد جاء "النصر الإلهي" ليشير الى "بركات" ذلك التفاهم. فما إن وضعت الحرب اوزارها، بفضل القرار الدولي 1701، المؤسَّس على همة الحكمة اللبنانية "المقاوِمة" بحسب رئيس مجلس النواب، حتى اندفع "الجنرالان" عون ونصرالله الى ترجمة "النصر الالهي" في الداخل اللبناني او بالاحرى "على" الداخل اللبناني، رافعين شعار "إسقاط الحكومة العميلة"، ودافعين بجمهورهما الى احتلال وسط المدينة ومحاصرة السراي الحكومي! ولما لم يفلح الحصار، على مدى سنة ونصف السنة، في تحقيق غايته، جاء دور 7 أيار 2008. أعجبُ ما في ذلك اليوم ليس انتهاكُ حرمةِ عاصمة العيش المشترك بالسلاح المليشياوي بل إطلالة الجنرال عون على اللبنانيين مبشرا اياهم بأن "الأمور قد حُسِمَت... وسترون العجائب!".

والحال أن اجتماع الدوحة قد أَفهمَ الجنرال بالعربية الفصحى، وأحيانا بالفارسية الفصحى، أن 7 أيار لم يستطع إسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية بالقوة، ولن يستطيع رفعه الى سدة الرئاسة بالقوة! لقد أُسقط في يد الجنرال ولكنه، بدلا من ان "يستنتج" و"يستدرك"، أوغل في الرهان على سلاح "حزب الله"، الامر الذي يشير الى مدى ارتهانه لهذا السلاح. من هنا رأيناه على "طاولة الحوار" يقترح استراتيجية دفاعية تقوم على "تعويم" سلاح حزب الله ، من خلال تعميم السلاح في جميع المناطق اللبنانية. ولما قال البطريرك صفير إن الديمقراطية والسلاح لا يجتمعان، رد عليه الجنرال: "فليقل لي البطريرك أين أذاه هذا السلاح لأقف بجانبه".

ردُّ الجنرال عون في المشهد الطائفي الحالي، يُقرأ على المعنى التالي: إذا كان سلاح حزب الله موجها في الداخل نحو جماعة السُنّة، فاي مصلحة للمسيحيين في التصدي لهذا السلاح؟! وحين يقول الجنرال، في معرض رده على البطريرك، "لو كنت املك الاموال الكافية لكنت جلبت السلاح من اجل تحرير فلسطين"، فإنه يوحي للكثيرين برغبته في التسلح من ترسانة "حزب الله". وعلى اي حال، فإن إخلاص الجنرال لحزب الله دفعه مؤخرا الى التبرع بشهادة ما انزل الله بها من سلطان ولا يطيقها حزب الله نفسه، وذلك حين صرح لصحيفة الشرق الاوسط بأن الشيعة في لبنان – بمن فيهم جماعة حزب الله – لا يؤيدون ولاية الفقيه!.... فتأمّل.

لقد بدأ هذا المقال بالحديث عن ربيع البطريرك، ونختمه بـ"خريف الجنرال"... فسبحان الذي بيده كل الفصول.

 

 

متفرقات - البطريرك صفير والأساقفة الموارنة نعوا المثلث الرحمة المطران عيد

جثمانه يسجى غدا في كاتدرائية مار جرجس المارونية - بيروت ويجنز عند الثالثة

وطنية - نعى كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومجمع أساقفة الكنيسة البطريركية المارونية، رئيس أساقفة صيدا المارونية المطران الياس نصار ولفيف كهنة الأبرشية، رئيس أساقفة دمشق المارونية سابقا المطران ريمون عيد، وعموم عائلة عيد في لبنان والمهجر، المثلث الرحمة المطران إميل عيد الوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما سابقا والقائم بمهام عليا في مختلف دوائر الفاتيكان وخصوصا في التعليم والقضاء والتشريع والتمثيل الدبلوماسي لدى المجلس الأوروبي والذي أنهى شوطه في التدابير الكهنوتية صباح الثلاثين من تشرين الثاني 2009، مستودعا حياته المسيح عظيم الأحبار، راجيا عنده مكافأة من أنهوا خدمتهم وحفظوا إيمانهم.

يسجى جثمانه يوم الأربعاء 2 كانون الأول 2009 في كاتدرائية مار جرجس المارونية - بيروت، العاشرة من قبل الظهر، حيث تقبل التعازي حتى موعد صلاة الجناز الثالثة بعد الظهر.

تقبل التعازي يومي الخميس والجمعة 3 و4 الحالي في قاعة كنيسة قلب يسوع الأقدس شارع سامي الصلح - بيروت من العاشرة قبل الظهر حتى السابعة مساء.

وهنا نبذة عن حياته:

الوكيل البطريركي الماروني العام لدى الكرسي الرسولي، قاض لدى المحكمة العليا في الفاتيكان.

ولد في 15 آذار 1925 في بلدة مزرعة الظهر - الشوف - لبنان، أبوه داوود فارس عيد، والدته مريم يوسف عيد.

انهى دروسه من جامعة القديس يوسف في بيروت ، ثم دروسه العليا في جامعة لاتران الحبرية في روما ، وفي الروتا الرومانية المقدسة. حائز على بكالوريوس في اللاهوت، ودكتوراه في القانون الكنسي والمدني. حائز أيضا على ديبلوم قاض في المحكمة المقدسة -الروتا وشهادة في الدراسات العليا في العلوم الاسلامية من جامعة القديس يوسف - بيروت وديبلوم في الاداب العامة من معهد الدراسات العليا في بيروت.

-استاذ الفلسفة واللاهوت في الاكليريكية المارونية البطريركية ( لبنان 1951-1953).

- قاض في المحكمة الاستئنافية البطريركية( 1952- 1955).

- كاهن رعية جزين ونائب اسقفي لمنطقة جزين ( 1955 -1957).

- خبير في المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني( 1962-1965).

-أستاذ الحق القانوني المقارن مع الحق اللاتيني في جامعة القديس انسالم في روما منذ (1962).

- مستشار في المجمع المقدس للكنائس الشرقية.

- مستشار في اللجنة الحبرية لاعادة النظر في مجموعة قوانين الكنيسة.

- سكرتير جمعية حقوق الكنائس الشرقية (1969).

- عضو فاحص للاكليروس الروماني منذ (1968).

- عضو في اللجنة المسكونية في أبرشية روما منذ (1968).

- الوكيل البطريركي الماروني العام لدى الكرسي الرسولي منذ(1958).

- مدعي عام ومحامي الوثاق في المحكمة العليا للكرسي الرسولي (منذ تشرين الثاني 1969).

- قاض في المحكمة العليا للكرسي الرسولي منذ (1990).

- سيم أسقفا (1983).

- نائب رئيس اللجنة الحبرية لاعادة النظر في مجموعة قوانين للكنائس الشرقية (1983).

- مندوب دائم للكرسي الرسولي في المجلس الاوروبي لعدة سنوات.

- طوال ثلاثين سنة، عمل على إعادة فتح المدرسة البطريركية المارونية في روما بعد ان اغلقت ابوابها في الحرب العالمية الثانية.

- تقاعد لدى بلوغه السن القانوني، ثم عاد الى وطنه الام - لبنان.

منشوراته:

-"الوجه القانوني للبطريرك"، روما، 1962.

- ساهم في عدة مقالات: معجم في اللاهوت ، HERDER VERLOG، فريبورغ.

مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، الفاتيكان 1977، ثم الترجمة العربية .

 

   

 

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
3 كانون الأول/2009

انجيل لوقا 15 /11-32

وَقَالَ يَسُوع: "كانَ لِرَجُلٍ ابْنَان. فَقالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيه: يَا أَبي، أَعْطِنِي حِصَّتِي مِنَ الـمِيرَاث. فَقَسَمَ لَهُمَا ثَرْوَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَة، جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ حِصَّتِهِ، وسَافَرَ إِلى بَلَدٍ بَعِيد. وَهُنَاكَ بَدَّدَ مَالَهُ في حَيَاةِ الطَّيْش. وَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيء، حَدَثَتْ في ذـلِكَ البَلَدِ مَجَاعَةٌ شَدِيدَة، فَبَدَأَ يُحِسُّ بِالعَوَز. فَذَهَبَ وَلَجَأَ إِلى وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ ذـلِكَ البَلَد، فَأَرْسَلَهُ إِلى حُقُولِهِ لِيَرْعَى الـخَنَازِير. وَكانَ يَشْتَهي أَنْ يَمْلأَ جَوْفَهُ مِنَ الـخَرُّوبِ الَّذي كَانَتِ الـخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، وَلا يُعْطِيهِ مِنْهُ أَحَد. فَرَجَعَ إِلى نَفْسِهِ وَقَال: كَمْ مِنَ الأُجَرَاءِ عِنْدَ أَبي، يَفْضُلُ الـخُبْزُ عَنْهُم، وَأَنا هـهُنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَمْضي إِلى أَبي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَاجْعَلْنِي كَأَحَدِ أُجَرَائِكَ! فَقَامَ وَجَاءَ إِلى أَبِيه. وفِيمَا كَانَ لا يَزَالُ بَعِيدًا، رَآهُ أَبُوه، فَتَحَنَّنَ عَلَيْه، وَأَسْرَعَ فَأَلْقَى بِنَفْسِهِ عَلى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ طَوِيلاً. فَقالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبي، خَطِئْتُ إِلى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ. وَلا أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا... فَقالَ الأَبُ لِعَبيدِهِ: أَسْرِعُوا وَأَخْرِجُوا الـحُلَّةَ الفَاخِرَةَ وَأَلْبِسُوه، واجْعَلُوا في يَدِهِ خَاتَمًا، وفي رِجْلَيْهِ حِذَاء، وَأْتُوا بِالعِجْلِ الـمُسَمَّنِ واذْبَحُوه، وَلْنَأْكُلْ وَنَتَنَعَّمْ! لأَنَّ ابْنِيَ هـذَا كَانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد. وَبَدَأُوا يَتَنَعَّمُون. وكانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ في الـحَقْل. فَلَمَّا جَاءَ واقْتَرَبَ مِنَ البَيْت، سَمِعَ غِنَاءً وَرَقْصًا. فَدَعا وَاحِدًا مِنَ الغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هـذَا؟ فَقالَ لَهُ: جَاءَ أَخُوك، فَذَبَحَ أَبُوكَ العِجْلَ الـمُسَمَّن، لأَنَّهُ لَقِيَهُ سَالِمًا. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُل. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه. فَأَجَابَ وقَالَ لأَبِيه: هَا أَنا أَخْدُمُكَ كُلَّ هـذِهِ السِّنِين، وَلَمْ أُخَالِفْ لَكَ يَوْمًا أَمْرًا، وَلَمْ تُعْطِنِي مَرَّةً جَدْيًا، لأَتَنَعَّمَ مَعَ أَصْدِقَائِي. ولـكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هـذَا الَّذي أَكَلَ ثَرْوَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ العِجْلَ الـمُسَمَّن! فَقالَ لَهُ أَبُوه: يَا وَلَدِي، أَنْتَ مَعِي في كُلِّ حِين، وَكُلُّ مَا هُوَ لِي هُوَ لَكَ. ولـكِنْ كانَ يَنْبَغِي أَنْ نَتَنَعَّمَ وَنَفْرَح، لأَنَّ أَخَاكَ هـذَا كانَ مَيْتًا فَعَاش، وَضَائِعًا فَوُجِد".

 

مأتم مهيب للمطران اميل عيد في كاتدرائية مار جرجس المارونية

البطريرك صفير: كان وفيا لوطنه وحرص على كهنوته من ان يعلق به أي غبار

وطنية - أقيم مأتم مهيب بعد ظهر اليوم، لراحة نفس الوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما سابقا والقائم بمهام عليا في مختلف الدوائر الفاتيكانية خصوصا في التعليم والقضاء والتشريع والتمثيل الديبلوماسي لدى المجلس الاوروبي المطران اميل عيد، في كاتدرائية مار جرجس المارونية. وترأس الصلاة لراحة نفسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير يحيط به رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر والمطارنة: رولان ابو جودة، ريمون عيد (شقيق الفقيد) والياس نصار.

وحضر ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب سليم سلهب، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب ميشال موسى، ممثل رئيس الحكومة سعد الحريري محافظ بيروت ناصيف قالوش، السفير البابوي غبرييللي كاتشيا، اعضاء مجلس المطارنة الكاثوليك، متروبوليت بيروت وجبل لبنان لطائفة الروم الكاثوليك المطران يوسف كلاس ومطران السريان الكاثوليك انطوان بيلوني ولفيف من الكهنة.

كما حضر نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون ممثلا رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، النائب جورج عدوان، الوزراء السابقون ادمون رزق وجوزف الهاشم والياس حنا، النائب السابق حبيب حكيم، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الدكتور انطوان صفير، ممثلون عن القيادات العسكرية وشخصيات نقابية وحزبية ورؤساء عامون ورئيسات عامات وراهبات.

البطريرك صفير

وبعدما قرأ المطران مطر الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير كلمة رثى فيها الفقيد فقال: "تممت سعي وحفظت ايماني (رسالة القديس يوسف بولس الثانية الى تلميذه تيموتاوس 10,3). غياب المأسوف على فضيلته وعلمه، اخينا صاحب السيادة المطران اميل عيد، خسارة كبيرة على كنيستنا المارونية. لقد قضى معظم حياته الكهنوتية والاسقفية في روما عاصمة الكثلكة. فما ان تقبل درجة الكهنوت المقدسة حتى ارسله المثلث الرحمة البطريرك بولس المعوشي الى روما في اوائل الخمسينات ليكون فيها وكيلا بطريركيا. وقضى في هذه الوظيفة قرابة نصف قرن، وكان في الوقت عينه مسؤولا عن صياغة الحق القانوني الشرقي مع معاونيه.

كان المثلث الرحمة المطران اميل عيد وفيا لربه ولوطنه ولكنيسته. نشأ في عائلة مؤمنة اعطت الكنيسة المارونية، عمه الخوراسقف، الذي كان خادما لبعض الرعايا المارونية في الولايات المتحدة، واعطتها مطرانين هما الفقيد وشقيقه المطران ريمون الذي كان مطران دمشق، وهو الان متقاعد. فأراد الفقيد ان يتأثر خطى المرحوم عمه على طريق الكهنوت، واصبح كاهنا للرب في اوائل الخمسينات ومطرانا في اوائل الثمانينات وكان الكاهن والاسقف الذي يضع رسالته الكهنوتية والاسقفية فوق كل اعتبار، ولم يعد يلتفت الى الوراء.

كان وفيا لوطنه فحرص على كهنوته من ان يعلق به أي غبار، وقد جمع الرعية المارونية في روما، خصوصا أيام الآحاد والاعياد، وكان يلقي على افرادها المواعظ النابعة من الانجيل المقدس وبلغة ايطالية صافية. وكان يحرص كل الحرص على التقيد بأوامر السلطة الكنسية القائمة. وكان أبناء الرعية يجدون لديه كل مساعدة ممكنة وغالبا ما كان يتدخل لتسهيل الامر على هذا او ذاك من أبناء الرعية الذين كانوا في حاجة الى مساعدة. وترك مؤلفا في القانون سماه: "وجه البطريرك في القانون".

وكان وفيا لكنيسته، فهو من حرص قدر المستطاع على تخليص الامور التي كانت عالقة في عهد سلفه المرحوم المونسنيور السمعاني، وهو من اعاد بناء المدرسة المارونية في روما وألبسها حلة قشيبة، بعدما كانت غرفا برسم الايجار وتعود ان يستقبل الكهنة الدارسين بالترحاب ويسهل عليهم اسباب اقامتهم في المدرسة المارونية ومتابعة دروسهم في جامعات روما، ولعلهم اليوم يتعدون العشرين كاهنا من بلدان مختلفة، وطوائف مختلفة يسلكون في المدرسة المارونية.

وقد شغل وظيفة امين سر لجنة صياغة الحق القانوني الشرقي وكان محاميا عن العدل ثم قاضيا في محكمة التوقيع الرسولي، ومستشارا في مجمع الكنائس الشرقية، وعضوا في اللجنة المسكونية الابرشية روما، وكان يعلم الحق القانوني الشرقي والغربي في جامعات روما.

وعاد الى لبنان وطنه منذ ما يقارب الخمسة اعوام ليكون بين ذويه واهله وما جنبه الله الاوجاع في أواخر ايامه، فتحملها بصبر المؤمن بجدوى الالم اذا قرنه المؤمن بآلام السيد المسيح.

وانا اذ نودعه اليوم الوداع الاخير بالصلاة، سائلين الله ان يجزل له المكافاة في دار النعيم نتقدم باسمنا وباسم اخواننا اخوانه السادة لأساقفة الموارنة من اله وذويه بالتعزية القلبية، سائلين الله ان يجزل له الثواب في دار النعيم، وان يسكب على جميع من فجعوا بفقده بلسم العزاء.

عن كرسينا في بكركي في الثاني من كانون الاول سنة 2009".

وتلا السفير البابوي برقية تعزية وجهها الكاردينال تارسيسيو برتوني سكرتير قداسة البابا الى البطريرك صفير وعائلة الفقيد عدد فيها مزايا الراحل ودعا فيها الله الى ان "يستقبل في ملكوته روح الراعي الذي خدم الكنيسة بمحبة واقدام خلال حبريته وكهنوته". وقال: "ان قداسة البابا يصلي من كل قلبه الى كل من آلمه غياب المطران اميل عيد من محبين واهل واصدقاء". ثم تقبل اهل الفقيد التعازي داخل الكنيسة وسيوارى الثرى في مدافن الكهنة سان اغوسطينوس في عين سعادة. تقبل التعازي يومي الخميس والجمعة 3و4الحالي في قاعة كنيسة القلب الاقدس - شارع سامي الصلح - بدارو، من العاشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساء.

 

تدريبات في قوسايا وتوسيع رقعة المخيم

موقع القوات/في معلومات خاصة بموقع "القوات اللبنانية" ان تدريبات بالاسلحة الرشاشة والصاروخية اجريت الاربعاء في مخيم قوسايا في البقاع.

وقد افادت المعلومات ايضا انه تم توسيع رقعة المخيم الذي كان يمتد من ماسا الى قوسايا فاصبح يمتد اليوم من ماسا الى قوسايا الى عين كفرزبد.

 

مصادر قضائية لـ"المركزية": لبنان سيتسلم نحو 170 محكوماً من سوريا

موقع القوات/كشفت مصادر مقربة من اللجنة القضائية اللبنانية المكلفة متابعة قضية المفقودين والمعتقلين في السجون السورية عن مساع تبذلها اللجنة القضائية اللبنانية ووزير العدل ابراهيم نجار مع الجانب السوري لتسلم المحكومين اللبنانيين في السجون السورية الذين سبق وأعلن عن اسمائهم في لوائح سابقة تسلمها الجانب اللبناني من نظيره السوري.

وفي ما لم يعرف ما اذا كان هؤلاء الذين سيفرج عنهم هم من معتقلي الحرب ام معتقلين سياسيين ام محكومين جنائياً، اكدت المصادر لـ"المركزية" ان عدد هؤلاء يتراوح بين 170 و180 لبنانياً، أوقفوا في أوقات مختلفة. وتابعت المصادر ان الافراج عن المحكومين اللبنانيين يأتي في إطار اتفاق موقع بين البلدين يسمح بذلك على ان يستكمل هؤلاء فترة محكوميتهم في لبنان بعد ان تتسلمهم السلطات اللبنانية. وكشفت المصادر عن ان اللجنة المشتركة اللبنانية – السورية ستعقد اجتماعاً السبت 12 الجاري لاستكمال البحث في ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ولمتابعة إجراءات الإفراج عن المحكومين.

 

البيان الوزاري أقر: تسجيل اعتراض لحرب وتحفظ لوزراء "القوات"و "الكتائب" وفرعون

نهارنت/أقرّ مجلس الوزراء في جلسة رأسها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء كافة البيان الوزاري الذي اعدته اللجنة الوزارية المكلفة صياغته مع نسجيل اعتراض الوزير بطرس حرب على البند السادس المتعلق بالمقاومة وتحفظ وزيري "القوات اللبنانية" ابراهيم نجار وسليم وردة ووزير "الكتائب" سليم الصايغ والوزير ميشال فرعون. وأشار وزير الاعلام طارق متري بعد انتهاء الجلسة الى أن الرئيس سليمان استهل الجلسة بالحديث عن انعكاس الجو الهادىء على الاقتصاد والوضع المالي، على الرغم من أن الازمات المالية التي يشهدها العالم تدعونا الى اليقظة. وأضاف : "وتحدث الرئيس سليمان عن اسرائيل التي ما زالت تهددنا وضرورة التعامل معها بروح المسؤولية الوطنية، كما أطلع الوزراء على الزيارة التي قام بها الى سوريا والتي تخللها مناقشة الوضع العالم في المنطقة والتطورات في فلسطين والعلاقات الدولية وعملية السلام ودور لبنان في مجلس الامن ومتابعة البيان المشترك اللبناني السوري". وأوضح متري أن سليمان أطلع الوزراء أيضًا على عزمه زيارة الولايات المتحدة مع وزيري الخارجية والدفاع. بدوره أطلع الحريري، حسب متري، مجلس الوزراء على عزمه السفر الى قمة كوبنهاغن التي تبحث قضايا المناخ والاحتباس الحراري. وقدم الحريري عرضاً مختصراً عن عمل لجنة الصياغة، مشددًا على روح الحوار التي سادت اعمالها، ونوّه بضرورة الالتزام الوزاري عدم تسريب المسودات الى وسائل الاعلام. ولفت متري الى أن "البيان الوزاري أقر دون تعديل، لكن الوزير بطرس حرب اعترض على البند السادس المتعلق بالمقاومة وأربعة وزراء تحفظوا عليه"، معتبرا أن "التحفظ امر طبيعي ومشروع، وكان متوقعاً، وهذا الامر لا يعني ان هناك معارضة داخل الحكومة". وسُجّل في المحضر اعتراض الوزير حرب وتحفظ الوزراء فرعون ونجار ووردة والصايغ. وأكد متري أن الوزراء المعنيون بالتحفظ أو الاعتراض هم من أشد الوزراء تشديدًا على التضامن الوزاري، وهذا أمر وارد في مقدمة البيان، وهم قالوا أكثر من مرة إن موقفهم المبدئي لجهة الاعتراض او التحفظ على هذه البند السادس من البيان لا يعني أنهم كتلة معارضة داخل الحكومة". وأضاف: "نحن حكومة واحدة متضامنة، وهناك عدد من الوزراء أرادوا التعبير عن عدم ارتياحهم وسجلوا هذا بصيغة الاعتراض او التحفظ".

 

الوزير متري بعد جلسة مجلس الوزراء:البيان الوزاري اقر بدون تعديل

والوزراء نجار ووردة والصايغ وفرعون تحفظوا عن بند المقاومة والوزير حرب اعترض

وطنية - اذاع وزيرالاعلام الدكتور طارق متري مقررات جلسة مجلس الوزراء وقال:" تحدث فخامة الرئيس ميشال سليمان في مستهل الجلسة عن انعكاس الجو الهادىء على الاقتصاد والوضع المالي، على الرغم من أن الازمات المالية التي يشهدها العالم تدعونا الى اليقظة، كما تحدث عن اسرائيل التي ما زالت تهددنا وضرورة التعامل معها بروح المسؤولية الوطنية، كما أطلع الوزراء على الزيارة التي قام بها الى سوريا والتي تخللها مناقشة الوضع العالم في المنطقة والتطورات في فلسطين والعلاقات الدولية وعملية السلام ودور لبنان في مجلس الامن ومتابعة البيان المشترك اللبناني السوري، واطلع الرئيس سليمان الوزراء أيضا على عزمه زيارة الولايات المتحدة مع وزيري الخارجية والدفاع". وتابع الوزير متري :"الرئيس الحريري أطلع مجلس الوزراء على عزمه السفر الى قمة كوبنهاغن للمناخ وقدم عرضا مختصرا عن عمل لجنة الصياغة مشددا على روح الحوار التي سادت اعمالها، ونوه بضرورة الالتزام الوزاري عدم تسريب المسودات الى وسائل الاعلام". واوضح اوزير متري "ان البيان الوزاري أقر دون تعديل، لكن الوزير بطرس حرب اعترض على البند السادس وأربعة وزراء تحفظوا عليه.التحفظ امر طبيعي ومشروع، وكان متوقعا، وهذا الامر لا يعني ان هناك معارضة داخل الحكومة، وسجل في المحضر اعتراض الوزير بطرس حرب وتحفظ الوزراء فرعون ونجار ووردة والصايغ، لا يوجد بيان وزاري يمكنه أن يرضي الجميع في كل فقراته.الوزراء المعنيون بالتحفظ أو الاعتراض هم من أشد الوزراء تشديدا على التضامن الوزاري، وهذا أمر وارد في مقدمة البيان، وهم قالوا أكثر من مرة إن موقفهم المبدئي لجهة الاعتراض او التحفظ على هذه البند السادس من البيان لا يعني أنهم كتلة معارضة داخل الحكومة، بل نحن حكومة واحدة متضامنة، وهناك عدد من الوزراء أرادوا التعبير عن عدم ارتياحهم وسجلوا هذا بصيغة الاعتراض او التحفظ".

 

الاجتماع الشهري للمطارنة إنعقد برئاسة البطريرك صفير وحضور العماد عون: نسأل الله أن تشمل المصالحات الجميع بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني

الأمل بغد افضل لوطن يعاني منذ سنوات تصدعا في صفوف المواطنين قد لا تحمد عقباه

النائب عون:أعطيت كثير من المعطيات ونتائجها ستكون ممتازة على صعيد العلاقات

جرى توضيح للمواقف وخلفياتها والشرح لم يكن من طرف واحد بل من كل الأطراف

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير، الإجتماع الشهري الدوري لمجلس المطارنة الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، الذي إنضم اليه رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، حيث جرى عرض لمختلف المواضيع السياسية المطروحة على الساحة المحلية.

ومع نهاية الإجتماع تلى امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق البيان الاتي: "يوم الإربعاء في الثاني من كانون الأول سنة 2009، اجتمع أصحاب السيادة المطارنة الموارنة في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، وتدارسوا الوضع القائم في لبنان، وفي نهاية الإجتماع أصدروا البيان الاتي:

1- لدى اقتراب عيد الميلاد المجيد يهنيء الآباء أبناء ابرشياتهم، بهذا العيد، سائلين الله تعالى ان يجعله بالنسبة اليهم جميعا موسم خير وبركة.

2- ان عيد الميلاد المجيد مناسبة للميسورين لمد يد المساعدة للمعسورين ليعيد الجميع بالفرح والأمل بغد افضل لجميع الناس، وبخاصة للوطن الذي يعاني منذ سنوات تصدعا في صفوف المواطنين قد لا تحمد عقباه اذا استمر على ما هو عليه، أو تنامى.

3- رحب الآباء بما تم من مصالحات على الصعيد السياسي والوطني، وسألوا الله أن تشمل الجميع، وان تأتي هذه المصالحات بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني، وذلك لخير الشعب اللبناني ونهضة الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل.

4- نأمل ان تحمل الأعياد المقبلة مختلف فئات اللبنانيين على تناسي ما في صدورهم من أحقاد تجاه بعضهم، وأن يتصالحوا ويعقدوا الخناصر على إنهاض بلدهم مما يتخبط فيه من مشاكل تبدو مستعصية.

5- رحب الآباء بزيارة العماد ميشال عون الذي عرض لهم نظرته الى الأوضاع الراهنة، وتداولوا وإياه شؤونا وطنية مختلفة، عسى أن تعود بالخير وبالوفاق على جميع اللبنانيين.

6- إنا اذ نعرب عن خالص أمانينا لأبنائنا وللبنانيين جميعا على اختلاف انتماءاتهم الدينية، نسأل الله أن يجعل العام الجديد عليهم عام خير وبركة وطمأنينة".

العماد عون

وقال النائب عون بعد الاجتماع: "الزيارة اليوم كانت مناسبة مهمة جدا قال عنها بعض الأحبار بأنها تاريخية، التقينا فيها مجلس المطارنة الموارنة، وأجرينا عرضا لواقع السياسة اللبنانية وعن الأحداث التي جرت في الآونة الأخيرة على الأقل، وما سبقها من أحداث مهمة تتعلق بلبنان".

أضاف: "وفي العرض، طرحت اسئلة، وقدمت ايضاحات حول السياسة، وأعتقد انها كانت ضرورية لتوضيح المواقف والمنطلقات السياسية في هذه المواقف، كونها تزيل الغموض من ناحية المنطلق والغاية التي من اجلها اتخذ الموقف، يمكن القول عنها "مش مصارحة" لأن المصارحة دائما جزء من حديثنا، ولكن توضيحات وخلفيات يمكن ان يلتبس على الإنسان معناه أحيانا لأنه لا يملك المعطيات، أعطيت الكثير من المعطيات الجديدة في هذا اللقاء، وأعتقد ان نتائجها ستكون ممتازة على صعيد العلاقات".

وتابع: "طبعا تسألون لماذا نحن هنا؟ تعرفون ان البطريركية المارونية هي مرجع تاريخي، وكان لها دائما الدور المميز في حياة وتاريخ لبنان، وفي إنشاء لبنان الكبير بمساعدة غبطة البطريرك الحويك الذي كان في حينه في السدة البطريركية".

سئل: ماذا كانت عناوين المعطيات التي طرحتموها اليوم؟

أجاب: "لن أعود لأتكلم مجددا، لا أستطيع الاجابة على سؤال واحد".

سئل: هل الزيارة اليوم تعتبر صفحة جديدة بين الرابية وبكركي بعد التوتر الذي كان قائما في السابق؟

أجاب: "جرى توضيح للمواقف وخلفياتها، والشرح لم يكن من طرف واحد بل من كل الأطراف".

سئل: أعطينا ملخصا للعناوين جنرال؟

أجاب: "الإجتماع كان مغلقا".

سئل: موضوع سلاح "حزب الله" يبدو انه كان العقدة بينكم وبين سيد بكركي في المواقف السياسية، هل شرحت وجهة نظرك؟ وهل قدمت تطمينات للكنيسة المارونية بالنسبة الى هذا السلاح؟

أجاب: "هناك نقاط توافق، ونقاط كان فيها تباين في وجهات النظر التي بحثت في إطار شمولي معين، لأنه لا يمكن تجزئتها".

وختم النائب عون قائلا: "أنا سعيد جدا اليوم لأن هذا الإجتماع حصل، وإن شاء الله سيكون هذا الإجتماع محطة تاريخية".

سئل: هل يمهد هذا اللقاء لاجتماع مسيحي موسع قد ينضم اليه قادة آخرون؟

أجاب: "المبادرة كانت مع مجلس المطارنة فقط".

سئل: هل من خطوات أخرى؟

أجاب: "دائما هناك خطوات أخرى، وكل شيء عندما ينضج يحصل".

سئل: ما هي نسبة التوافق بينك وبين الكنيسة المارونية؟

أجاب: "لم نقم بحسابات جارية، وكل المواقف تم شرحها بوضوح مع خلفياتها وأسبابها، وكل إنسان له قناعاته، والوضوح الذي ساد خلال الإجتماع سيكون له الكثير من الإيجابيات لمصلحة المسيحيين خصوصا واللبنانيين جميعا".

سئل: هل ستظهر هذه النتائج قريبا؟

أجاب: "من هذه اللحظة".

 

عون: لقائي صفير والمطارنة ستكون نتائجه ايجابية على المسيحيين واللبنانيين

نهارنت/أعلن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير والمطارنة الموارنة أن الاجتماع تاريخي، لافتا الى أن "الوضوح الذي بحثت فيه المواضيع ستكون نتائجه ايجابية لمصلحة المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام". وكان عون انضم لبعض الوقت الى اجتماع المطارنة الموارنة في بكركي التي زارها الاربعاء للقاء البطريرك صفير. وأكد عون أنه زار بكركي "لان بطريركية الموارنة كان دورها مميزا في تاريخ لبنان وحياته وفي انشاء لبنان الكبير بمساعدة البطريرك الياس حويك".

واعرب عون عن "سعادته لأن هذا الاجتماع حصل اليوم"، مشيرا إلى أنه ستكون "هناك خطوات اخرى".واوضح الى انه تم خلال اللقاء توضيح للمواقف وخلفياتها، وأن الشرح كان من الجميع وليس من فريق واحد، لافتا الى أنه كانت هناك نقاط توافق وأنه بحث مع المطارنة وصفير نقاط التباين. وقال عون:"تحدثنا بامور لبنان والاحداث خلال الفترة الاخيرة وما سبقها من احداث تتعلق بلبنان".وأضاف :"كانت هناك اسئلة وايضاحات كانت ضرورية لتوضيح المواقف ومنطلقاتها السياسية لانها تزيل الغموض من ناحية المنطلق"، مشيرا الى ان "البحث ايضا كان في الغاية التي من اجلها اتخذ الموقف، واللقاء ليست مصارحة بل توضيحات لانه في بعض الاحيان تلتبس الامور وهناك كثير من المعطيات في اللقاء وسيكون لها نتائج ممتازة" وأشارت المعلومات المتوافرة عن اجواء اللقاء أن المطارنة استوضحوا عون موقفه من الوثيقة السياسية ل "حزب الله" وخصوصا مسألة السلاح, وأكدوا في هذا السياق موقفهم المؤيد لموقف البطريرك صفير. وأشارت المعلومات الى ان البطريرك صفير كان مستمعا أكثر منه متكلما. 

 

 اوساط بكركي لموقع "14 آذار": صفير يسعى لعقد لقاء يجمع الاقطاب الموارنة وعون يتريّث 

٢ كانون الاول ٢٠٠٩ / علم موقع "14 آذار" من اوساط مقرّبة من بكركي، ان مساعي يبذلها البطريرك مارنصرالله صفير والمطارنة الموارنة لعقد اجتماع يجمع الاقطاب الموارنة جعجع – الجميل – عون – فرنجية على مائدة غداء في محاولة لتقريب وجهات النظر واطفاء اجواء المصارحة في ما بينهم بعد قطيعة طويلة استمرت سنوات.

وعلم الموقع ان العماد ميشال عون وخلال لقائه البطريرك صفير ابدى تريّثه في اعطاء جواب على هذا الطرح.

وكانت بكركي قد شهدت اليوم حركة سياسية لافتة، تمثلت بالزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ومشاركته في الإجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، الذي إنعقد برئاسة البطريرك صفير. عون وصف في ختام اللقاء الإجتماع بالتاريخي، وقال:" إنه هدف لتوضيح خلفيات ملتبسة"، معتبراً أن نتائجه ستكون ممتازة .

وأشار عون إلى أن البحث تناول السياسة اللبنانية والأحداث المتعلقة بلبنان خلال الفترة الأخيرة وما سبقها على الأقل، مضيفاً: "في هذا العرض كان هناك أسئلة وإيضاحات وكانت جداً ضرورية لتوضيح المواقف والمنطلقات السياسية"، ولفت إلى أن هذه التوضيحات لم تكن من قبل طرف واحد إنما من قبل كل الأطراف، مؤكداً أنه "كانت هناك معطيات جديدة أعطيت في هذا الإجتماع وستكون نتائجها إيجابية على العلاقات". عون شدد على أن "البطريركية المارونية مرجع تاريخي وكان لها دائماً دور مميز في حياة وتاريخ لبنان لا سيما في إنشاء لبنان الكبير ودور البطريرك حويك". ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مصالحة مسيحي موسع أجاب عون:"كل أمر عندما ينضج يمكن أن يحصل والآن كان هناك فقط مبادرة مع مجلس المطارنة". وعما إذا حصل نقاش مع المطارنة حول سلاح "حزب الله" وطمأنتهم في هذا الشأن قال: "إن كل الأمور بحثت ضمن شمولية معينة لأنه لا يمكن تجزئتها، وأنا سعيد جداً لأن هذا الإجتماع حصل وإنشاء الله سيكون هذا الإجتماع تاريخياً ونتائجه ستكون إيجابية وخصوصاً بالنسبة للمسيحيين". وفي بيان مقتضب لهم رحب المطارنة الموارنة بزيارة النائب ميشال عون الى بكركي وبما تم من مصالحات في الفترة الاخيرة ، وأملوا أن تشمل المصالحات جميع الأفرقاء وأن تساهم الأعياد المجيدة بدفع اللبنانيين على تناسي ما في صدورهم من مشاكل، وان يعملوا لخير وطنهم.  المصدر : خاص  

 

العماد عون ترأس الاجتماع الأسبوعي ل"التغيير والإصلاح": التحفظ على بند المقاومة مزايدة إعلامية والمقاومة والجيش يكملان بعضهما

زيارتي لبكركي ومشاركتي في إجتماع مجلس المطارنة الموارنة كانت جيدة جدا ولم أقل إن البطريرك صفير يحمي الفاسدين بل نظاما فيه فساد وحصل تحريف لكلامي

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، الاجتماع الاسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث العماد عون فشكر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير على استقباله اليوم، وقال: "زيارتي لبكركي ومشاركتي في إجتماع مجلس المطارنة الموارنة كانت جيدة جدا على المستويين المسيحي واللبناني. اللقاء كان مغلقا وجيدا جدا، والمهم هو الفائدة من الاجتماع على المستوى الوطني. كما أنه يعتبر لقاء تاريخيا لأن من ناحية الشكل إنها المرة الأولى التي يحصل فيها أن يجتمع مدني مسؤول مع مجلس المطارنة. وأفضل شيء كان اللقاء المباشر مع أصحاب العلاقة الذين يشكلون الإكليروس المسيحي الماروني على المستوى الأعلى. لا شيء أخفيه، وكل ما أقوم به لمصلحة الوطن، وهم يهمهم مصلحة الوطن أيضا، ولكن أحيانا المفاهيم تختلف. وفي النتيجة، يتم التلاقي بين الصح والصح، لا بين الغلط والغلط. وعندما نثبت المعطيات التي لدينا ينتفي الخلاف".

أضاف: "أنا لم أقل إن البطريرك صفير يحمي الفاسدين، بل حصل تحريف لكلامي، لأني قلت إنه يدافع عن نظام فيه فساد، وبذلك يكون يحمي الفاسدين بطريقة غير مباشرة أو من دون قصد، وقد كانت لفتة نظر مني، لكن عندما يحصل اجتماع على هذا المستوى كما حصل اليوم فنحن لا نبحث فيه عن هذه المواضيع، بل بحثنا في القيم الكبرى وكيفية القيام بالدور المطلوب".

وعن الوثيقة السياسية ل"حزب الله"، تمنى عون على "الإعلاميين أن يعلقوا على وثيقة "حزب الله"، ويعلقوا على مدى التغيير الذي حصل ومدى التأقلم مع الأجواء اللبنانية".

وتابع: "لبنان يشكو على المستويين السياسي والاجتماعي من صراع حول تناقضات ومواضيع ليست مفتوحة في محلها. وإن تكتلنا في خطابه السياسي وشرحه للمواضيع يعيد الموضوع الى محتواه الايجابي، لا التصادمي، وكل موضوع نضعه ضمن معطياته الأساسية بوضوح يخلق نوعا من التضامن بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني".

وقال: "إن الوحدة الوطنية هي خير وسيلة للدفاع عن لبنان والمجتمع، وكلما ساهمنا في التقارب نساهم في تقوية المجتمع في البنية والتفكير. ولا أصعب من إنسان لا يريد أن يفهم، وما كتبته عن المقاومة ودورها ودور الجيش كاف لمن يريد أن يفهم. وإن دور المقاومة ليس متقدما على دور الجيش اللبناني، ولكنها قوة تستعمل إذا حصل اعتداء على حدودنا، ان المقاومة تمارس على الأراضي المحتلة وليس الأراضي المستقلة، والجيش اللبناني ليس رديفا ودوره أساسي لمحاربة الإرهاب ودعم قوى الأمن على الأرض اللبنانية. وقبل أن يزايد بعض الناس عليه أن يتثقف قليلا".

وعن طرح رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط المداورة في الرئاسات، قال: "كل ما يتفق عليه اللبنانيون جيد شرط طرحه من دون نية عاطلة. هناك أولويات اليوم. هل أوقفنا الفساد في الدولة؟ هل ربينا الناشئة على الانفتاح على الآخر وجعلنا من الانسان قيمة في حد ذاته؟. علينا أن نفهم ما هي أولوياتنا أولا. نحن نختلف على التاريخ ونخسر الحاضر والمستقبل. إننا نختلف طائفيا في السياسة، وسنخسر الدنيا والآخرة. هذه سياسة وضع مشاكل لا حلول لها للتغطية على المشكلة الأساسية وهي الفساد، كل واحد يأخذ وزارة يستفيد منها ولا يشعر بأنه متضرر في 21 وزارة أخرى".

أضاف: "إن تحفظ بعض القوى على بند المقاومة مزايدة إعلامية لا أكثر ولا أقل، فلا يمكن المشاركة في الحكومة والاعتراض على بيانها. وعندما يصدر مرسوم وزاري يلتزمه الوزير حتى لو صوت ضده، والأمر نفسه في البيان الوزاري، عليهم أن يلتزموه. ونسأل الذين تحفظوا على ماذا تحفظوا؟. فإن البند السادس مكرس في شرعة الأمم المتحدة، وهو الحق في تحرير الأرض. إنهم بتحفظهم إما ينكرون الشرعة أو ينكرون أن لدى لبنان أرضا محتلة. إن لبنان بلد المزايدات. وفي دولة صغيرة كلبنان لا تستطيع أن يكون فيها جيش كبير، المقاومة والجيش يكملان بعضهما. الجيش يطلق الرصاصة الأولى عند الاعتداء على الوطن، وإذا استطاع أن يقاوم كان به، وإلا تتدخل المقاومة".

 

الرئيس سليمان إستقبل المدعي العام في المحكمة الدولية: لدينا ثقة بنزاهة قرارات المحكمة المبنية حصرا على الادلة والبراهين

القاضي بلمار أعاد التشديد على صدقية المحكمة وعدم تسييس قراراتها

وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في بعبدا قبل ظهر اليوم، المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار الذي هنأه بتشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الامن لعامي 2010-2011، وشكر له تعاون السلطات اللبنانية مع المحكمة الدولية، معيدا التأكيد على "صدقية المحكمة وعدم تسييس قراراتها". من جهته نوه الرئيس سليمان بعمل المحكمة، مؤكدا "استمرار لبنان في دعمها"، ومبديا ثقته "بنزاهة قراراتها وأحكامها المبنية حصرا على الادلة والبراهين خارج أي اعتبارات سياسية".

 

قزي في احاديث صحافية: وثيقة حزب الله اخرجته اكثر من الحياة السياسية اللبنانية وكرسته حزبا قائما بذاته ومستقلا عن الدولة اللبنانية       

2 Dec. 2009   

Kataeb.org: لاحظ مستشار رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل الاستاذ سجعان قزي في حديث عبر OTV ان وثيقة حزب الله اخرجته اكثر من الحياة السياسية اللبنانية وكرسته حزبا قائما بذاته ومستقلا عن الدولة اللبنانية. ولفت قزي الى ان معيار لبنانية الحزب يتجلى في سياسته ومواقفه "فطالما ان مرجعيته هي الثورة الايرانية وولاية الفقيه وطالما ان سلاحه مستقل عن سلاح الدولة ومقامته غير محددة فان لبنانيته من هذه النواحي غير واضحة بعد".

وقال قزي:"ان حزب الله حين يرفض في وثيقته كل اشكال التقسيم والفدرلة، فليطبق هذا الامر على نفسه اولا لاننا تعتقد بانه يطبّق على الارض الفدرلة كي لا نقول حالة انفصالية عن الدولة". وفي تصريح إلى جريدة الجريدة الكويتية، دعا القزي 'مكونات ثورة الأرز' إلى أن 'تجتمع وتضع خلافاتها جانباً وتعيد النظر بمشاركتها في حكومة، لا يؤمن نصفها بالدستور اللبناني ولا باتفاق الطائف ولا بمضمون البيان الوزاري'. واعتبر القزي، في حديث لـ'الجريدة'، أن البيان الوزاري قبل إقراره 'أصبح من الماضي'، ودعا الوزراء إلى أن 'يعيدوا النظر في مسودة البيان الأخيرة، لاسيما بعد وثيقة حزب الله من جهة وموقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والداعي الى المداورة بين الرئاسات في لبنان، من جهة ثانية'. وقال: 'اعتبر أن البيان الوزاري أصبح مسودة دائمة أمام وثيقة حزب الله ومواقف جنبلاط'، معتبراً أن التوجه العملي يكون 'بتحفظ وزراء الأكثرية واعتراضهم ورفضهم البيان الوزاري وصولاً إلى خروجهم من اجتماع مجلس الوزراء'. وفي جريدة الأخبار اللبنانية قال القزي إن وثيقة حزب الله جعلت البيان الوزاري «بلا قيمة أو مفعول»، كونها نسفت البيان الوزاري والحكومة التوافقية، في عدم ذكرها اتفاق الطائف والمناصفة في الحكم وعدم تأكيدها لمرجعية الدولة.

حتى إنّ قول الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله إنّ «لبنان وطننا»، لم يطمئن الكتائبيين أو يقنعهم. فيشبّه القزّي هذه العبارة بالشعار الذي رفعه حزب الكتائب في مرحلة الناصرية وحقبة الوحدة العربية بين سوريا ومصر: «لبنان لنا»، بما معناه أنه يمكن أن تكون هذه الشعارات معبّرة وحقيقية، لكن في الواقع والممارسة اليومية ليس هناك ما يوحي بالجدية. حتى إنّ الكتائبيين يرون أنّ تجديد تأكيد حزب الله التزامه ولاية الفقية دليل إضافي على أنّ «لبنان وطننا» شعار لا أكثر ولا أقل، وغير منطقي ولا يترجم في ممارسة الحزب.

وفي وجهة النظر الكتائبية من تعارض البيان الوزاري ووثيقة حزب الله، يشير الكتائبيون إلى أنّ البيان يذكر التزام لبنان بمبادرة السلام العربية، «فيما ترفض الوثيقة أي شكل من أشكال السلام والتفاوض مع إسرائيل». ومن نقاط الاختلاف في هذين النصّين أيضاً، تشديد البيان على حصرية الدولة مقابل تعليق نصر الله على أحد الأسئلة بقوله: «لسنا ضد مبدأ حصر القرار والسلاح بيد الدولة، لكن ليس اليوم من دولة قادرة على اتخاذ قرار». ويعلّق القزّي: «المشكلة هي أنّ حزب الله أعلن وثيقةً، لا مشروع وثيقة، أي إنه أعلن مشروعه، ما يعني أنه غير مستعد لمناقشة هذا المشروع مع أحد من القوى والأفرقاء في لبنان».

 

الموسوي لـ "ليبانون فايلز": الإستراتيجية الدفاعية متروكة لطاولة الحوار 

 كتبت مارلين خليفة

تستمرّ ردود الفعل على إعلان حزب الله وثيقته السياسيّة على لسان أمينه العام السيّد حسن نصرالله، وفي وقتٍ أشاد أكثر من طرف بما "تميّزت به الوثيقة من صراحة ووضوح وتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن"، انتقد الفريق المسيحي داخل 14 آذار هذه الوثيقة معتبراً إيّاها "غير واضحة في الكثير من النقاط، وخصوصاً على صعيد المزاوجة بين الجيش والمقاومة".

من جهته، طلب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في حديث الى موقع "ليبانون فايلز" ألا يزايدنّ أحد على "حزب الله" في شأن التمسّك بلبنان وكيانه"، وقال تعليقاً على بعض ردود الفعل التي انتقدت الوثيقة التأسيسيّة الثانية للحزب بأنّها لم تذكر بوضوح مسألة إعتراف "حزب الله" بنهائية الكيان اللبناني: "أعتقد أنّه في ما يتعلق بالتمسك بهذا الوطن أقولها بوضوح: ليس هنالك أحد في هذا الوطن لديه تعلق بلبنان كتعلقنا به، والدليل على ذلك أننا مهرنا هذا التعلق بدماء شهدائنا، وليس المشهد الذي حصل في 14 آب 2006 الساعة الثامنة صباحا إلا دليل على تشبثنا بهذه الأرض، يومها تدفق الجنوبيون الى قراهم فور توقف العمليات الحربية وعلى الرغم من وجود قذائف غير منفجرة وقنابل عنقودية".

يضيف الموسوي: "إن هذا المشهد كاف ليبرهن مدى تعلقنا بهذا الوطن وأرضه وبصيغة العيش الواحد، وما قاله "حزب الله" في هذا الصدد هو مؤشر مهم جدا، ويؤسفني أن البعض لم يلتقطه إما لقصور في قدرته على التحليل أو بسبب النكد السياسي".

أما لجهة "إمرة المقاومة" وعما إذا كانت ستولى للجيش اللبناني قال الموسوي: "لم نأت بجديد في هذا الخصوص، نعتقد بأن الصيغة الدفاعية تقوم على التكامل بين الجيش والمقاومة، أما في شأن الإمرة فهذا موضوع متروك لطاولة الحوار حيث ستناقش مسألة الإستراتيجية الدفاعية في أوانها".

يعتبر الموسوي أنه "مرّت 19 عاما على التجربة السياسية وغير السياسية لـ"حزب الله" ووصل أوجها بين عامي 2005 و2009، وهذه الوثيقة تعبّر عن خطاب سياسي واضح للحزب تبدل بسبب تبدّل الموضوعات السياسية عما كانت عليه عام 1985، لذا كان لا بدّ من تبدّل المواقف بإزائها، فإذا قال فقيه يوما: حرام الشرب من هذا الإناء لأن فيه خمر، فإن الشرب منه يجوز إذا لم يعد فيه خمر". يضيف: "هذه المواقف التي وردت في الوثيقة عبّر عنها الحزب مرارا في خطب سيادة الأمين العام والمسؤولين فيه وأيضا في الممارسة السياسية، لذا فمن الجائز القول أنه بمعنى من المعاني ليس من جديد في الوثيقة، وكل ما قيل فيها سبق وقلناه".

 

 مرصد ليبانون فايلز

"صوت لبنان" ترفض نقل قدّاس ذكرى الجميّل 

رفضت إدارة إذاعة "صوت لبنان" الإستجابة لطلب حزب الكتائب نقل وقائع القدّاس الذي أقيم في ذكرى استشهاد الوزير الراحل بيار الجميّل، واكتفت بنقل كلمة الرئيس أمين الجميّل التي ألقاها بعد القدّاس.

 

 

48 كلمة أميركا و11 صفحة للحديث عنها مقابل 27 كلمة لبنان وصفحتين فقط

نديم بو يزبك -Kataeb.org Team

لقد كان من اللافت في وثيقة حزب الله التي أعلنها السيد حسن نصرالله منذ يومين أنها، والتي من المفترض أن تكون لحزب لبناني يعمل من ضمن الحدود اللبنانية، تضمنت كلمة أميركا 48 مرّة في مقابل 27 مرة فقط لكلمة لبنان. كما كان من اللافت أن الوثيقة خصصت للمشروع الأميركي المتغطرس الإمبريالي الرأسمالي ( على حدّ قول الوثيقة) 11 صفحة في مقابل تخصيص صفحتين فقط لنظرة حزب الله وعلاقته بالدولة اللبنانية. إن دلّ هذا الى شيء، فالى مدى إرتباط حزب الله بالمشروع الإقليمي ذي الإمتداد الدولي الذي يتخطى حدود الـ10452 والذي يؤكد مدى ابتعاد حزب الله عن الدولة اللبنانية التي بنظره هي موضوع هامشي أمام مشروعه الكبير ضد النظام العالمي المتمثل بأميركا وأوروبا وبعض الدول العربية وبذلك وضع نفسه الى جانب سوريا وإيران وفنزويلا والحوثيين في اليمن وحركة حماس في فلسطين والمجاهدين في مصر. ويبقى السؤال : الى متى سيقبل اللبنانيون بهذا الوضع الشاذ؟

 

ابو خليل للمستقبل: كيف سنبني دولة وحزب الله مستقل عن كل ما له علاقة بها؟

موقع الكتائب 2/12/09

استغرب مستشار رئيس حزب الكتائب جوزف أبو خليل "المفارقة في وثيقة حزب الله، حيث يتحدثون عن الانتماء إلى الوطن، وفي الوقت نفسه يؤكدون الارتباط بإيران وإيمانهم بولاية الفقيه"، وتساءل في حديث إلى "المستقبل" عن "كيف سنبني دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟"، وشدد على أن "الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية أصبح فقط لتشريع وجود السلاح. وقال  انه لم ير "بوثيقة حزب الله أي شيء جديد سوى توثيق للسياسة التي انتهجها حزب الله في الماضي والتي تبلورت أكثر وأكثر في السنوات القليلة الماضية".

إلا أن أبو خليل يرى أن "الجديد الوحيد هو دخول حزب الله في اللعبة السياسية اللبنانية محاولاً أن يبرر وجوده"، لكنه في نفس الوقت يقول: "ماذا يقول لنا الحزب، عدا عن أنه وُجد لإزالة اسرائيل من الوجود". يستفيض القيادي "الكتائبي" بالحديث: "يتكلمون عن إلغاء الطائفية السياسية وهم يعلمون أن إلغاءها لن يتم بهذه السهولة، وبالتالي من غير المقبول ربط بين تطبيقها والإبقاء على الديموقراطية التوافقية"، وهنا يقول: "الدستور اللبناني ينص على الديموقراطية التوافقية أي أكثرية الثلثين، ولكنهم يعطلون كل شيء. ما هذه المفارقة؟. يلغون كل ما له علاقة بالمعارضة. لا يستطيعون تحديد مفهوم واضح للدولة. هل هي الدولة التي تأخذ من الأنظمة الاستبدادية مثالاً للحكم. مفهوم الدولة بسط سيادتها على الجميع من أحزاب وأشخاص وأراض، لكنهم لا علاقة لهم بالدولة، هم يريدون مشروع سلطة لا أكثر ولا أقل".

لا جديد يُقدم

حاول الحزب أن ينزع عن "الوثيقة" الصبغة العقائدية، إلا أنه "أكد الارتباط بإيران" وهذا ما أثار استغراب أبو خليل: "يؤمن بولاية الفقيه ويريد أن يحكم لبنان"، ويسأل: "كيف سنبني دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟"، ويجيب: "يريدون استراتيجية دفاعية ليشرّعوا وجودهم وسلاحهم، أما الحديث عن طاولة حوار، فعلى اللبنانيين ألا يعلقوا عليها أي آمال".

 

لقاء بين عون وأبو جمرا بمسعى من معلوف 

ذكرت "المركزية" ان اجتماعاً عقد نهاية الاسبوع الفائت بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ونائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرا وصف بأنه اجتماع مصارحة، قد تليه اجتماعات أخرى،في اطار التنظيم الذي يسعى العماد عون الى إجرائه داخل صفوف التيار الوطني الحر.

على ان تعقد لقاءات اخرى بين الطرفين بمشاركة من بعض أركان التيار علماً ان اللواء ادغار معلوف كان لعب دوراً بارزاً في ترتيب لقاء عون – ابو جمرا.

 

 صدور قرار إتهامي بحق 11 لبنانياً في قضية سرقة مستودع ل"اليونيفيل"

نهارنت/أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان قرارًا إتهاميًا في قضية سرقة مستودع عائد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في الناقورة، من قبل عمّال مياومين كانوا يعملون لديها. واتهم القاضي صوان أحد عشر شخصاً لبنانياً بينهم قاصران، بجناية المادة 639 من قانون العقوبات، والتي تنصّ على عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة، وبمقتضى المادة 143 قضاء عسكري، وهم: عباس. س، علي. ع، ربيع. ش، فضل. م، محمد. ح، حسين. هـ، علي. ع، أحمد. ع، حسن. م، علي. م، ومحمد.ع، واتهم القاصرين عملاً بالقانون 422/2002 المتعلق بالأحداث، وأصدر مذكرات إلقاء قبض في حقهم جميعاً. كما ظنّ بأربعة آخرين بجرم نقل وتصريف مسروقات مع العلم بالأمر، سنداً الى المادة 221 عقوبات: وهم: حسن. ش، محمد. م، قاسم. س، احمد. م. وأحالهم امام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

14 آذار: البيان الوزاري يعكس تسويات واكبت تشكيل "حكومة التسوية"

الإطار الفكري - السياسي لوثيقة "حزب الله" يستعيد أطروحة "الحرب الباردة"

وطنية - عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا اليوم حضره النائبان السابقان عمار حوري وسيبوه قالباكيان، والنواب السابقون فارس سعيد ومصطفى علوش والياس عطاالله وسمير فرنجيه، والسادة آدي أبي اللمع، الياس أبو عاصي، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتليان، نصير الأسعد ونوفل ضو.

وبعد الاجتماع، تلا سعيد البيان الآتي: "ناقشت الأمانة العامة نقطتين في جدول أعمالها: البيان الوزاري للحكومة الجديدة، والوثيقة السياسية الأخيرة ل"حزب الله".

أولا: في البيان الوزاري

رأى المجتمعون أن البيان الوزاري في صيغته الأخيرة إنما يعكس مجمل التسويات التي واكبت تشكيل "حكومة التسوية" الحالية، ولاسيما في الشق السياسي منه. وإذا كان هذا الشق لم يوافق المأمول، من وجهة نظر قوى الرابع عشر من آذار - وهو ما عبَّرت عنه التحفظات المعلنة عن دور "المقاومة" كما ورد في صيغة البيان - إلا أنه (أي البيان) سجل "ربط نزاع" يعبر عن الخلاف بين اللبنانيين حول هذه المسألة، كما شدد على "وحدة الدولة وسلطتها ومرجعيتها الحصرية في كل القضايا المتصلة بالسياسة العامة للبلاد، بالإضافة إلى تأكيده التزام الدولة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بمندرجاته كلها. وتعول قوى الرابع عشر من آذار على رئيس الحكومة ووزراء الأكثرية في الدفاع عن مشروع الدولة السيدة المستقلة، وتأمل أن تحقق الحكومة إنجازات ملموسة على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، لا سيما في ما يتعلق بحاجات المواطنين الأساسية.

ثانيا: في الوثيقة السياسية ل"حزب الله"

في قراءة أولية لهذه الوثيقة تسجل الأمانة العامة بعض الملاحظات والتحفظات الأساسية، وهي في قراءتها تستند إلى منطلقاتها وأهدافها المحددة في الوثيقة التأسيسية لحركة 14 آذار الصادرة عن مؤتمر البيال 14 آذار 2008.

1. في قضية الدفاع عن الوطن ضد الإحتلال والإعتداءات الخارجية، ناطت وثيقة "حزب الله" هذه المهمة بالمقاومة الإسلامية في لبنان، وجعلت من الدولة والجيش والشعب ظهيرا لها بمقدار ما يجمعون عليها. وفي هذه المعادلة استهتار بجدارة اللبنانيين وأهليتهم، إذ تصنفهم فريقين: فريق جدير بالدفاع عن الوطن، وفريق لا يستحق هذا الشرف وعاجز عن حماية نفسه، فليس عليه والحالة هذه سوى تأييد الفئة الوطنية من موقع التبعية، أما الجيش الوطني فلا مهمة له سوى حماية الخطوط الخلفية للمقاومة، تحت عنوان تأمين الإستقرار الداخلي.

2. في هذه القضية تناقض وثيقة "حزب الله" اتفاق الطائف الذي ينيط بالدولة مهمة التحرير، ولا يشير من قريب أو بعيد إلى مقاومة مستقلة عن قرار الدولة ومرجعيتها، كما أنها تضر بالمصلحة العليا للدولة حين ترفض قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

3. في مقاربة وثيقة "حزب الله" لقضايا الكيان والدولة والنظام، لم تكرر فقط رفض الإعتراف بمرجعية إتفاق الطائف ميثاقا ودستورا، لكنّها جعلت الوطن معلّقاً على شروط والدولة مشروعا مؤجلا بشروط أخرى، وذهبت إلى حد جعل الدستور نفسه معلقا تحت عنوان "الديموقراطية التوافقية" بديلا من "الديموقراطية البرلمانية".

4. إذ ترفض الوثيقة خيار التسوية السياسية في المنطقة، جملة وتفصيلا ومن حيث المبدأ، فإنها لا ترفض فقط مبادرة السلام العربية المجمع عليها في قمتي بيروت (2002) والرياض (2007) وسائر الإجتماعات العربية لاحقا، بل تقف أيضا وخصوصا في وجه "نظام المصلحة العربية" الذي لا يحق لغير العرب تحديده، لاسيما حين تجعل الوثيقة من "إيران ولاية الفقيه" المرجعية الأساسية لمشروعها.

5. إن الإطار الفكري - السياسي للوثيقة يستعيد بإصرار عجيب أطروحة "الحرب الباردة" التي اختبرناها جيدا، مع تغيير طفيف ببعض المفردات، ومع استبدال إيران بالإتحاد السوفياتي السابق. أما في التفاصيل الأخرى، داخليا وخارجيا، فلم تأت الوثيقة بجديد، كما روج لها، بل أتت بالمزيد من الشيء نفسه.

ثالثا: تتوجه الأمانة العامة بالتهنئة إلى صيادلة لبنان بانتخابات نقابتهم قبل أيام، والتي أسفرت عن انتصار 14 آذار ما يستكمل سلسلة الإنتصارات النقابية والجامعية للحركة الإستقلالية.

رابعا: تعلن الأمانة العامة تضامنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عموما وإمارة دبي خصوصا في وجه الحملة الإعلامية المتعددة المصادر التي تتعرض لها هذه الأيام بهدف زعزعة استقرارها الإقتصادي وتعتبر الأمانة العامة أن وقوف اللبنانيين بجانب دولة الإمارات إنما هو فعل وفاء لما قدمته وتقدمه إلى لبنان من دعم في كل المجالات".

وتعليقا على مشاركة النائب ميشال عون في اجتماع مجلس المطارنة الموارنة واعتباره بكركي مرجعية تاريخية قال سعيد: "هذا أمر جيد، أن يعترف العماد عون بمرجعية بكركي التاريخية، وأفضل رد على هذه الخطوة أتى من مجلس المطارنة نفسه عندما قال إن العماد عون شارك في هذا الاجتماع وطرح وجهة نظره".

وعن طبيعة النتائج الايجابية التي تحدث عنها العماد عون بعد الاجتماع قال: "فليسأل العماد عون عن ذلك، ونأمل أن تكون النتائج إيجابية".

وسئل عن موقف الامانة العامة من بند المقاومة في البيان الوزاري، فأشار الى "أن الموقف صريح في هذا الامر، وأكدنا في الامانة العامة أن هذا البيان الوزاري لا يلبي طموح 14 آذار وأن موقف 14 آذار متمايز عن البيان الوزاري".

وقال: "إذا كان هناك منطق للحكم أدى الى هذا البيان التسوية لحكومة التسوية، فذلك لا يلبي آمال 14 آذار".

وختم: "أكدنا التحفظ الذي صدر عن بعض الوزراء، ونقول إن هناك بعض التعديلات في البيان الوزاري تؤكد مرجعية الدولة".

 

مفتي الجمهورية إطلع من سفير سويسرا على قراره بلاده حظر المآذن وعرض مع ديبلوماسي إيراني وحدة الصف لمواجهة الأخطار المحدقة بالمسلمين:

القرار السويسري لا يخدم حرية المعتقد ومبادئ حقوق الإنسان ولا حوار الحضارات

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني سفير سويسرا في لبنان فرنسوا باراس الذي عرض أمام مفتي الجمهورية خلفيات الاستفتاء ونتيجته بمنع بناء المآذن حسب النظام السويسري في استفتاء الشعب حول القضايا المختلف عليها. وقدم لمفتي الجمهورية بيانا يوضح خلفية هذا القرار.

ومن جهته مفتي الجمهورية أسف لهذه النتيجة، واصفا منع بناء المآذن في سويسرا بأنه "لا يخدم حرية المعتقد ومبادئ حقوق الإنسان التي تحرص عليها سويسرا، كما لا يساهم هذا القرار في خدمة حوار الحضارات بل يغذي نعرة صراع الحضارات". وطلب مفتي الجمهورية من السفير السويسري أن ينقل إلى المسؤولين في سويسرا هواجسه "من التحريض الإعلامي الذي سبق الاستفتاء من اجل منع بناء المآذن وخلفية الإعلام في إذكاء هذا الموضوع لدى الشعب السويسري لاحتمال أن تكون هناك جهات تريد افتعال مشكلة بين سويسرا والعالم الإسلامي والوعي بهذه الخلفيات المحتملة لان المسلمين في العالم يحبون أن تكون علاقتهم طيبة مع الجميع". وطالب مفتي الجمهورية المسؤولين في سويسرا "أن يعالجوا هذه القضية في مؤسساتهم الرسمية بما يؤدي إلى إلغاء هذه النتيجة التي تتنافى وحرية المعتقد ومبادئ حرية الإنسان التي يحرص عليها الدستور السويسري".

واستقبل مفتي الجمهورية القائم بالأعمال الإيراني في لبنان مير مسعود حسينيان الذي قدم له التهاني بعيد الأضحى المبارك. وتم التأكيد خلال اللقاء على "وحدة الصف الإسلامي لمواجهة الأخطار المحدقة بالمسلمين".

 

بري يستغرب الضجة التي اثيرت بشأن الغاء الطائفية السياسية

نهارنت/أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء الأربعاء النيابي، شرح ما دار في جلسة رؤساء ومقرري اللجان النيابية حول "تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية"، موضحاً أن "ما طرحه سبق أن طرحه منذ توليه رئاسة مجلس النواب في العام 1992 وفي العامين 1995و1996".وقال الرئيس بري كما نقل عنه النواب ان "هذا الأمر مطروح للحوار الهادىء وليس للسجال"، مستغرباً "الضجة الكبيرة التي أثيرت وتثار في وجه ما طرحه وكأنه ارتكب خيانة عظمى". وأضاف أنه "عندما طلب من الحاضرين في اجتماع رؤساء ومقرري اللجان النيابية وهيئة مكتب المجلس العودة الى كتلهم لاقتراح أسماء لعضوية الهيئة، انطلق كما في السابق من الرغبة والحرص على تطبيق بنود الطائف مثلما جرى بالنسبة الى تشكيل المجلس الدستوري والمجلس الاقتصادي والاجتماعي". وأكد بري أن "خلفية اختياره لتوقيت الطرح يعود الى أمور عديدة منها حكومة الوحدة الوطنية والأجواء الوفاقية التي تسود البلاد، وكذلك ما نصّ عليه قانوق الانتخابات النيابية لجهة مشاركة المغتربين في انتخابات 2013، وهو ما يتيح مشاركة نسبة أكبر من المسيحيين قياساً لعدد المسلمين في الاغتراب". وجدد بري التأكيد على أن "موضوع الهيئة الوطنية يجب أن تخضع للحوار الهادىء ضمن الهيئة المنصوص عنها في الدستور وأنه لا يمكن زيادة حرف أو إنقاص حرف من دون الاجماع كما حصل في الحوار الوطني". وتعليقاً على كلام البطريرك صفير في المطار، قال بري: "على طريقة المحامين كررّ أقواله فتكرر ما سبق وقلناه".

 

نصرالله التقى وفدا من "حماس" :أهمية استئناف الحوار اللبناني-الفلسطيني

نهارنت/استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله وفدا من قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" .وحسب بيان للعلاقات الاعلامية في الحزب كان اللقاء "فرصة لاستعراض الأوضاع الدولية والإقليمية على ضوء التخبط الذي تعانيه الإدارة الأميركية في مقاربتها للأزمات الناشئة عن سياساتها العدوانية في منطقتنا العربية والإسلامية، لاسيما انحيازها الفاضح وتغطيتها الكاملة للمواقف والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه". واضاف البيان "كما توقف المجتمعون بارتياح أمام الإنجاز الوطني اللبناني الذي تحقق عبر تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وإنجاز صياغة البيان الوزاري، وأكدوا على أهمية أن تشهد المرحلة المقبلة استئناف الحوار اللبناني - الفلسطيني بروحية الحرص المشترك على بناء أفضل العلاقات التي تحقق المصالح المشتركة للشعبين وفق رؤية تستند إلى تمسك الجميع بحق العودة، ومواجهة مشاريع التوطين، وتحقيق فرص العيش الكريم للفلسطينيين بما يليق بوضعهم الإنساني، ويحفظ شخصيتهم وهويتهم وقضيتهم". وتابع البيان "كما قدم وفد حماس التهنئة ل"حزب الله" على إنجاز مؤتمره العام الثامن وإصدار وثيقته السياسية، متوقفا أمام مضمونها ودلالاتها في هذه المرحلة الهامة من تاريخ امتنا". 

 

عصام سليمان: الحملة على الدستورية سياسية وليست قانونية

نهارنت/اكد رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان "ان اجماع اعضاء المجلس الدستوري العشرة ، على القرارات بشأن الطعون النيابية، لم يأت نتيجة التوافق السياسي انما جاء نتيجة جلاء الادعاءات الواردة في الطعون بفعل التحقيقات التي اجراها المقررون على اوسع نطاق ولم تترك اي شاردة وواردة الا وتناولتها. واضاف سليمان في بيان اصدره ردا على التعليقات التي صدرت وربطت القرارات بالتوافق السياسي او بالوضعين الاقليمي والدولي، "ان الذي يحكم تصرفات اعضاء المجلس الدستوري في اتخاذهم القرار هو المنطق السليم الذي لايقيم وزنا سوى للوقائع والقانون ، فالحيثيات التي بنيت عليها القرارات هي حيثيات قانونية وليست سياسية ومن يقرأ القرارات يتأكد من ذلك ويدرك انها كانت ستصدر كما صدرت في ظل الوفاق وفي ظل الخلاف على حد سواء ، ولو كان هناك اسباب تستوجب ابطال نيابات لما كان المجلس الدستوري تردد بابطالها".واعتبر ان "الحملة المغرضة التي تعرض لها المجلس الدستوري بدأت قبل صدور القرارات واستمرت دون قراءتها ، مشيرا الى ان خلفية هذه الحملة سياسية لا قانونية وقد تجاوزت الحدود المسموح بها، ومؤكدا رفضه السماح لاحد "بجزها في الصراعات السياسية والحسابات الضيقة واسقاطها نتيجة ذلك". وشدد سليمان على "ان القرارات التي اتخذت هي خطوة على طريق النهوض بالمجلس الدستوري ، داعيا "الذين لم تعجبهم ان يبحثوا عن الاسباب السياسية التي كانت وراء سقوطهم في الانتخابات ، وينصرفوا الى معالجتها بجدية وواقعية". وختم سليمان انه لامجال للمزايدة وتسجيل المواقف على حساب المجلس الدستوري، فثقة اللبنانيين تتعزز به وهو يقوم بدوره على اكمل وجه،في اطار الصلاحيات الممنوحة له ولن يخيب الامال بل يعيد الامل الى اللبنانيين الذين اصيبوا بخيبات كثيرة". 

 

توقيف مسافرة تنقل المخدرات لقاء خمسة آلاف دولار

نهارنت/ضبط رجال الجمارك في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت كمية من مادة الكوكايين المخدر مع احدى المسافرات، من التابعية الفنزويلية وتدعى (م.غ) مواليد 1962، وكانت آتية من كاراكاس عبر فرنكفورت. وعثر بحوزتها لدى تفتيش حقائبها على كمية 1300 غرام من مادة بشكل بودرة سمراء مغلفة بنايلون شفاف، كانت موضبة بدقة ضمن حقيبة يد نسائية ذات جوانب وقعر مزدوج. واعترفت المدعوة (م.غ) في التحقيق الاولي معها ان المضبوطات من مادة الكوكايين المخدر وانها تقاضت مبلغ خمسة الاف دولار اميركي لقاء نقلها لهذه المادة المخدرة. وتم حجز المواد المخدرة وتوقيف المخالفة وتسليمها مع المضبوطات الى مكتب مكافحة المخدرات المركزي في بيروت لمتابعة التحقيق معها.

اشارة الى ان ثمن هذه المواد المخدرة، بحسب مصادر جمركية، يقدر في السوق المحلي بحوالي ثلاثمئة الف دولار اميركي في حين يقدر في بلد المنشأ بحوالي خمسين الف دولار اميركي وان وزن هذه الكمية المضبوطة من المخدرات تتضاعف لتوازي ما بين 4 الى 5 كلغ وذلك بعد خلطها بمواد اخرى. 

 

سليمان: مع لبنان دائرة واحدة شرط المناصفة

نهارنت/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان اقتناعه "ضرورة إلغاء الطائفية السياسية"، رافضا "اي تدبير بشأن هذا البند الا اذا كان متوافقاً مع الصيغة وفي شكل خاص تأمين المناصفة في مجلس النواب بين المسلمين والمسيحيين". واشار في حديث الى صحيفة "الديار" الى ان "هناك خطوات اساسية يجب ان تسبق إلغاء الطائفية السياسية"، موضحا انه "اذا كان هناك تفكير لدى البعض بإلغاء الطائفية السياسية حتى بالنسبة الى النواب فيجب إلغاء او تعديل الفقرة التي تفرض صيغة العيش المشترك، وان رئيس الجمهورية لا يمانع ولا يعارض بجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة شرط تأمين المناصفة"، واعتبر سليمان "ان تحقيق الزواج المدني الاختياري يساعد على انجاح خطوة إلغاء الطائفية السياسية التي تبدأ طبعا بإنشاء الهيئة التي نص عليها الدستور". وأعرب سليمان عن استهجانه للافتراءات التي تعرض لها المجلس الدستوري من بعض الخاسرين في الانتخابات النيابية، وابدى رغبته "بتحويل جميع الخلافات حول تفسيرات ما للدستور الى المجلس الدستوري ليبت بها بديلا من ان يلجأ كل طرف الى تفسير الدستور كما يشتهي، بل يجب ان تناط مرجعية التفسير بالمجلس الدستوري وحده".

واكد سليمان ان مطالبته بإدخال تعديلات او تفسيرات لبعض مواد الدستور لا تهدف الى تقليص صلاحيات اشخاص او طوائف او اضافة صلاحيات الى رؤساء او طوائف.

وعن المصالحات، جدد سليمان ترحيبه لرعايتها، مشيرا الى مصالحة النواب جنبلاط وفرنجية وعون، وقال "اذا كان قياديون مسيحيون يرغبون في تتويج مصالحاتهم في القصر الجمهوري فأهلاً وسهلاً بهم". 

 

جنبلاط يؤيد حزب الله: الديمقراطية التوافقية أفضل حل

نهارنت/اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط انه "يلتقي ويشارك "حزب الله" في عناوين عديدة من وثيقته السياسية الوثيقة، ولا سيما حول ما يتعلق بالخطر الاسرائيلي، واهمية المقاومة، وضرورة الحوار بين العرب وايران، اضافة الى الموقف من الولايات المتحدة، ولا سيما السياسة الاميركية المرتكزة بالأساس على حماية أمن ومصالح دولة اسرائيل، من دون أي اعتبار للشعب العربي وطموحاته. وأيد جنبلاط "حزب الله" في التشخيص الذي وضعه، "وهو ان علة النظام اللبناني هي في الطائفية السياسية، فإلى ان تزول تلك الطائفية بشكل تدريجي او بشكل غير تدريجي، فإن الديموقراطية التوافقية، هي افضل حل، وافضل طريقة للحكم في لبنان". وحول طرح المداورة في الرئاسات، اكد جنبلاط انه يلاقي رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع الغاء الطائفية السياسية. واضاف ان "هذا الطرح ليس جديداً، بل يعود الى زمن رئيس الوزراء الراحل صائب سلام. انا في الحقيقة لا اعرف لماذا توجد او توضع عقبات امام هذا الموضوع، وهو نوع من الدخول التدريجي الى إلغاء الاحتكارات من قبل بعض الطوائف لبعض المناصب، وبالتالي يسمح للاقليات الطائفية المذهبية الاسلامية والمسيحية بان يكون لها دور، بدل ان تتم مصادرتها، وندخل في نظريات ونظريات مضادة، كنظرية الوزارات السيادية والوزارات غير السيادية".

ورداً على سؤال حول مغزى طرحه في الظرف الراهن، قال جنبلاط: على الأقل حتى تكون هناك افكار جديدة لاحقاً، ولكي تطرح وتناقش في هيئة الحوار.

 

اليسار بنكهة "شيعية"

غسان جواد،/ لبنان الآن

كثيرا ما سمعت وقرأت في بعض الادبيات الاسلامية، والشيعية على وجه الخصوص، ان الامام علي بن ابي طالب هو اول اشتراكي في العالم، وان الاسلام دين العدالة الاجتماعية وتراث اليسار الموغل في القدم. مؤلفات كثيرة صدرت وحبر اهرق على الورق في محاولة من بعض الكتّاب ذوي النزعات الاسلامو- يسارية للتقريب او للدمج والمزج بين الاسلام كدين لغالبية سكان المنطقة، وبين الاشتراكية كشعار جرى تبنيه واعتناقه من قبل شرائح اجتماعية لم تكن قادرة على القفز من عقيدة الاباء والاجداد و"الفطرة" نحو مفردة عقيدية وافدة من الغرب. ليس جديدا التذكير بهذه النزعات التوحيدية بين مقتضيات الالتزام اليساري الوافد الى المنطقة مطلع القرن الماضي، وبين الانتماء الديني المتوارث. وقد عبّر ميشال عفلق مؤسس حزب البعث العربي "الاشتراكي" عن هذه النزعات بشكل مقتضب عندما كتب معتبرا الاسلام جزءا من التراث الثوري للمنطقة، مؤكدا على عدم تناقضه مع الفكرة القومية الاشتراكية. وكم نتسقّط في يومياتنا العادية وفي بعض الصحف الحديثة والقديمة والكتابات السريعة فيها، ذلك المزج "البديهي" و"السياسي" بين ما تقوم به الحركات الاسلامية اليوم، وبين ما كان يطمح اليسار العربي واللبناني القيام به في عز فورته وصعوده. حتى اننا بتنا لا نستغرب اذا قالت الاحصائيات ان غالبية الرعيل الاول من الحركات الاسلامية اللبنانية والعربية ومنها "حزب الله" كانت تنتمي الى حركات واحزاب اليسار والاشتراكية والقومية بمعناها الواسع من الشيوعية الى الناصرية، وذلك بالنظر الى سهولة الانتقال العقائدي وعدم تناقضه "جوهريا" بحسب رواية ورؤية انصار هذا الانتقال. هذا مع العلم ان مناقشة هذه الفكرة يتطلّب كثيرا من النقد وقليلا من الانتهازية والاستسهال والتبسيط.

تسقط هذه الافكار لماما في رأس من يقرأ "الوثيقة" السياسية لـ"حزب الله"، والتي اعلنها مؤخرا أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله. وقد يكون الوصف الدقيق والاستنتاج المتأني لهذه الوثيقة، انها نسخة معدّلة عن كل البرامج السياسية للاحزاب القومية والاشتراكية العربية بنكهة اسلامية "شيعية". ربما هي واحدة من فضائل اليسار الذي ترك بعض الادبيات "الشعبوية" لترثها من بعده الحركات الاسلامية بعدما تعيد صياغتها بلغة ومفردات نابعة من مصهر الفقه الاسلامي الذي اسلفنا بأنه لا "يتناقض" بالافتراض مع هذه الادبيات. فمن محاربة الاستكبار "الامبريالية" الى اعلان شأن الجمهورية الاسلامية "الاتحاد السوفياتي" الى كون "فلسطين هي القضية المركزية" الى الطرق غير العلمي على رأس النظام اللبناني الطائفي الى الدعوة لقانون انتخاب "عصري" الى دعم القطاعات المنتجة، لم يأت "حزب الله" بشيء جديد بالنسبة الينا كمتلقين للنص. وللانصاف قد يكون هذا النص "تقدميا" بالنظر الى نشأة الحزب وادبيات في "الرسالة المفتوحة" التي خرجت من ثقافة دينية بسيطة ومن حلقات قراءة القرآن والذكر في المساجد والحسينيات، لكنه بالتأكيد ليس "ثوريا" بمعنى كونه ابن القرن الحادي والعشرين وعصر السرعة والاتصالات والتكنولوجيا.

في المسألة الوطنية بدت وثيقة الحزب ضعيفة ومربكة. فلا هي قادرة على اعلان القفز فوق الكيان نحو الامة بسبب الاعتبارات السياسية الآنية، ولا هي قادرة على تثبيت نهائية الكيان بجمل واضحة غير قابلة للتأويل. وإعلان الحزب في احدى فقرات الوثيقة بأن "لبنان وطن الاجداد والاباء، ووطن الابناء والاحفاد" ليس كافيا للاعتقاد بأن "امة حزب الله" كما كانت التسمية بدايات التأسيس قد حسمت امر مواطنتها ولا نقول امر انتمائها العقائدي الذي يكفله الدستور تحت سقف القانون.

من حق الحركات والاحزاب ان تستلهم تجارب بعضها. ومن حق "حزب الله" الاستفادة من "نظام الخطاب" اليساري القومي والاشتراكي، ومن حقّنا الا نجد شيئا مهما في هذه الوثيقة سوى اعلانها انضمام الحزب الى نادي هذه الاحزاب والحركات التي باتت تقليدية ومحافظة.

 

السعد: النظام السوري يضع أمام جنبلاط أجندة خطوات.. لكن يبقى السؤال هل سيقبل جنبلاط بإكمالها بعد كل التضحيات التي قدمها؟

الاربعاء 2 كانون الأول 2009

لبنان الآن/لفت عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد إلى أنّ "سوريا عادت إلى الاستفادة الكبيرة من المرحلة التي تمر بها المنطقة، وقد حقق النظام السوري خطوات هامة من جراء الانفتاح العربي والغربي عليه"، موضحًا في حديث لموقع “nowlebanon.com” أنّ "المعطيات التي تستجد على المنطقة اتاحت لسوريا ان تستخدم الورقتين اللبنانية والفلسطينية بما يخدم مصالحها وفق ما تسمح به الظروف حتى يتضح مسار الامور إقليميًا لناحية ما اذا كان المجتمع الدولي سيصل الى اتفاق مع ايران أو أن المباحثات حول الملف النووي الايراني ستصطدم بحائط مسدود، بالإضافة إلى ترقب ما ستقدم عليه اسرائيل في نهاية المطاف".

وفي السياق نفسه، أشار السعد إلى أنّ "سوريا وسط حالة الانفتاح والاتصالات والحوار تستغل كل الفرص المتاحة لتحسين أوضاعها وشروطها وتفادي الكثير من الاثمان التي كانت ستدفعها نتيجة سياسات معينة ومعادلات قد تكون ولت الى غير رجعة"، معتبرًا أنّ "هذه التطورات والسياسات السورية التي تتنامى ايجاباً لصالح النظام السوري ستزيد من الضغوط على قوى 14 آذار، وخصوصًا على الرئيس سعد الحريري الذي يقع على عاتقه كرئيس حكومة لبنان اختيار الخطاب السياسي المتلائم مع ما تشهده المنطقة من مناخات وتحولات كبيرة ومن بينها الانفتاح اللبناني التدريجي على سوريا".

السعد الذي قال: "ألله يساعد الحريري على ما ينتظره، بعد الاستنزاف الذي تعرض له طيلة الاشهر التي تلت الانتخابات النيابية وصولاً إلى تشكيل الحكومة"، شدد في المقابل على وجوب "ترقب الاسلوب الذي سيختاره السوريون وحلفاؤهم اللبنانيون في التعامل مع الرئيس الحريري والشروط التي سيحيطون بها حكومته تباعاً"، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنه "ليس واضحاً منذ الآن توقيت زيارة الرئيس الحريري لدمشق والأجواء التي ستحيط بها والنتائج التي ستفضي إليها، واستطرادًا لم تتضح بعد معالم المرحلة المقبلة".

 وإذ رأى أنّ "سوريا تنجح في أخذ النائب وليد جنبلاط الى مواقع تريده أن يصل اليها"، أوضح السعد أن "النظام السوري وضع أمام جنبلاط أجندة من سلسلة خطوات كان آخرها اللقاءان مع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، بالإضافة إلى لقاء مرتقب بين جنبلاط والرئيس اميل لحود، وهو لقاء يمكن أن يعقد في منزل لحود"، لافتًا إلى أنّ "السوريين يشددون على الخطوات والتنفيذ لا العواطف والتأييد الانشائي وبالتالي هم يضعون أمام جنبلاط خطوات عملية قد لا تنتهي بلقائه الرئيس السوري وإنما نائبه فاروق الشرع، غير أن السؤال يبقى هنا هل سيقبل جنبلاط بإكمال هذا المشوار إلى نهايته بعد كل هذه التضحيات التي قدمها؟".

إلى ذلك، أشار السعد إلى أنّ "التبدل بات واضحًا في خريطة التحالفات السياسية على الساحة اللبنانية وهو ما أدى حكماً إلى تعديل في الخطاب السياسي أقله لناحية ان السياسيين يفتحون الخطوط بين بعضهم البعض وعلى رأسهم النائب وليد جنبلاط الذي يتقرب بقوة من حلفاء سوريا وايران في لبنان"، إلا أن السعد لفت الإنتباه في الوقت عينه إلى أن "هناك مفارقة وسط هذا المشهد حيث الرأي العام يسير في اتجاه معاكس وها هي الانتخابات النقابية تعكس الصورة الحية عن ذلك حيث يدعم مناصرو الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي الخط السيادي بكل قوة".وعن لقاء جنبلاط – عون أكد السعد أنه "ما زال الوقت مبكراً لجهة تحديد طبيعة العلاقات المستقبلية بين النائبين جنبلاط وعون وما ستفضي اليه الخطوات التي اتخذها كل من الجانبين باتجاه الآخر على مستوى التحالف المباشر والميداني سياسياً وانتخابياً اضافة الى مسألة لجان التنسيق المشترك في ما يتعلق باستكمال عودة المهجرين".

 وفيما خصّ العلاقة مع قوى الرابع عشر من آذار، أكد السعد أن "هناك أكثر من نائب في تكتل اللقاء الديمقراطي لا زالوا متمسكين باستمرار العلاقة مع قوى 14 آذار، حتى أن النائب مروان حماده يصر على التأكيد انه جزء من هذه القوى"، هذا ورأى السعد أنّ "المسيحيين في الجبل سيؤكدون تباعًا انخراطهم اكثر في مناصرة المنحى المسيحي السيادي العام"، موضحًا في هذا السياق أنّ "الرأي العام المسيحي يزداد تعبيراً عن رفضه لمشروع "حزب الله" والتدخل السوري في الشأن اللبناني وهو ما يترجم عمليًا من خلال معاقبة الناخبين المسيحيين لخيارات العماد عون السياسية، وما الانتخابات الطالبية والنقابية سوى خير دليل على ذلك".  وإذ لفت إلى أن "خروج النائب جنبلاط من صفوف قوى 14 آذار أسقط تكتل الاكثرية النياية التي تكونت في الانتخابات الماضية بحيث باتت هناك أقليتان في البرلمان"، ختم السعد حديثه قائلاً: "بانتظار ما ستحمله الايام الطالعة، فإنّ السياق العام في لبنان سيبقى بين السعي لاستمرار التهدئة وتعزيز مناخاتها، وبين المحاولة الجدية من قبل الرئيس سعد الحريري لإطلاق المشاريع العمرانية والاصلاحية في البلد".

 

"الوفاء للمقاومة": نستغرب الضجيج المفتعل حول كلام الرئيس بري

نلتزم مضمون الوثيقة السياسية ل "حزب الله" ونقدر مقارباتها الواقعية

وطنية - عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الاسبوعي ظهر اليوم في مجلس النواب برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد وحضور النواب: حسين الموسوي، نواف الموسوي، علي عمار، كامل الرفاعي، بلال فرحات، علي فياض، الوليد سكرية، علي المقداد. بعد الاجتماع صدر عن الكتلة البيان الآتي: "عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها. وتوجهت الكتلة الى اللبنانيين المسلمين عموما بأسمى آيات التهنئة والتبريك بعيد الاضحى المبارك، سائلة المولى عز وجل أن يعيده على الجميع باليمن والخير والبركة والصلاح وقد تحررت بلادنا من الاحتلال والهيمنة وظفرت بالآمال التي ينشدها أبناؤها في الامن والاستقرار والعزة. وأبدت الكتلة ارتياحها الى إنجاز اللجنة الحكومية نقاش صوغ مشروع البيان الوزاري، وأملت أن يقره مجلس الوزراء في جلسته اليوم ليتسنى لمجلس النواب مناقشته في أقرب وقت ممكن. ودرست الكتلة الموقف الذي يفترض أن تعبر عنه في جلسة المناقشة النيابية لبيان الحكومة، والنقاط والمسائل التي سيطرحها نوابها في تلك الجلسة. كذلك أقرت الكتلة صيغة متابعة أعمال نوابها في اللجان النيابية المختلفة وآلية التنسيق في ما بينهم. وعلى صعيد آخر، استغربت الكتلة الضجيج الذي افتعله البعض حول الدعوة التي أعلنها دولة رئيس مجلس النواب لتطبيق كل بنود اتفاق الطائف، ودعت الى دراسة مسؤولة لأي اقتراح على قاعدة تعزيز الاستقرار السياسي في البلاد. وأكدت التزامها الكامل مضمون الوثيقة السياسية التي أقرها "حزب الله" في مؤتمره الاخير، وأعربت عن تقديرها للمقاربات الملتزمة والواقعية التي حدد في ضوئها رؤيته إزاء العديد من القضايا محل الاهتمام في لبنان والعالم العربي والاسلامي".

 

 النائب غاريوس: وثيقة حزب الله خارطة طريق عصرية ولقاء عون - جنبلاط خطوة لتعزيز الوجود المسيحي في قرى الجبل

وطنية - اعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب الدكتور ناجي غاريوس في حديث لإذاعة "صوت المدى" أن "من حق الوزراء التحفظ على البيان الوزاري من منطلق الديمقراطية"، مشيرا إلى "أن البيان لن يخضع لتعديلات جذرية للانتقال إلى مرحلة إعطاء الثقة للحكومة". ورأى غاريوس أن "الوثيقة السياسية لحزب الله هي خارطة طريق عصرية رسمها الحزب وعلى الجميع التعاطي معها من منطلق الإيجابية والواقعية"، داعيا إلى "ضرورة تخطي المواضيع التي ستبحث على طاولة الحوار". ولفت إلى "التحول الملحوظ لمواقف "حزب الله" عبر إقراره بالعودة إلى شرعية الدولة من خلال قرار السلم والحرب"، مشيرا إلى "أن الوثيقة تنص على أن المواطن قيمة بحد ذاته، العبارة التي تعيدنا إلى كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح". وشدد غاريوس على "أن بناء الدولة لا يتم سوى بالتوافق والتعاون بين كافة الأفرقاء السياسيين". وردا على سؤال عن طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري لإلغاء الطائفية السياسية، اعتبر غاريوس "أن الطرح سابق لأوانه"، لافتا إلى "أن بري طالب بإنشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية، التي نص عليها الطائف، وهي تسبق إلغاء الطائفية"، مؤكدا على "ضرورة التخفيف من حدة الاصطفافات الطائفية وتنمية الثقة بين الطوائف وكشف الفساد الطائفي". وعن لقاء العماد عون برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، أكد "أنه تم تعزيزه عبر لجنة متابعة فاعلة من الفريقين"، مشددا على "ضرورة انتقال المصالحة إلى القاعدة عبر إعادة الثقة والإنماء في مناطق الجبل". وأشار غاريوس إلى "التنسيق مع وزارة الأشغال العامة والنقل للعمل على تأهيل البنى التحتية والطرقات"، كاشفا عن "تعيين لجنة لدراسة لملف مستشفى بعبدا الحكومي".

 

الرئيس الاسد عرض مع نصري خوري آفاق العلاقات بين لبنان وسوريا ووزير الزراعة السوري أمل "انطلاقة كبيرة" للعلاقات بعد نيل الحكومة الثقة

وطنية - عرض الرئيس السوري بشار الاسد، صباح اليوم، مع الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري تطور العلاقات اللبنانية - السورية والافاق المستقبلية لهذه العلاقات فى ضوء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية. وجرى بحث في دور المجلس الاعلى اللبناني – السوري في "توطيد العلاقات التاريخية التى تربط الشعبين الشقيقين".

على صعيد آخر، وصف وزير الزراعة السوري عادل سفر العلاقات اللبنانية – السورية في المجال الزراعي بأنها"مميزة". وأضاف: "ان هذه العلاقات لم تتأثر بمجريات الأحداث منذ فترة طويلة"، آملا "انطلاقة كبيرة لهذه العلاقات بعد نيل الحكومة الثقة". وأكد "أهمية انعقاد المؤتمر الاقليمي للمستحضرات الطبية البيطرية في الشرق الأوسط" الذي افتتحه اليوم في دمشق بعنوان "في سبيل توحيد المستحضرات البيطرية وتطويرها وتوزيعها ومراقبة النوعية والذي يستمر حتى الرابع من الشهر الحالي" ويشارك في المؤتمر المدير العام لوزارة الزراعة في لبنان بالإنابة سمير الشامي الذي أكد "أهمية هذا المؤتمر في توحيد الشروط والآليات بين الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط مما يساعد في انسياب السلع ويخفف فاتورة الاستيراد من الدول الغربية المرتفعة الأسعار". وأشار إلى أن "عملية انسياب السلع بين لبنان وسوريا سهلة جدا لعدم وجود قيود بين البلدين"، لافتا إلى أنه "اليوم وبسبب وجود حكومة وفاق وطني ستسير الأمور بشكل أفضل".

 

النائب شمعون واصل زيارته الى اوستراليا وعقد مؤتمرا صحافيا في سيدني: حزب الله لم يعلن العدول عن مشروعه القديم ويريد ألسيطرة على ألبلد بكامله

وطنية - تابع رئيس حزب ألوطنيين ألأحرار ألنائب دوري شمعون وألوفد ألمرافق زيارته الى استراليا، حيث إستهل نهاره في سيدني بمؤتمر صحافي عقده في غرفة ألمؤتمرات في ألفندق مكان إقامته. وشارك فيه رئيس تحرير جريدة ألتلغراف أنطوان ألقزي، رئيس تحرير جريدة ألأنوار سايد مخايل، ووديع سعادة عن جريدة ألنهار, ألصحافي أنطوان سابيلا, ونادين ألسعيدي عن إذاعة صوت ألفرح. إفتتح وكيل أمانة ألإعلام ريمون أبوعاصي ألمؤتمر بكلمة قال فيها: "من زعيم للجبل إلى رئاسة ألجمهورية، ومن قصر ألرئاسة إلى عرش ألزعامة ألوطنية، ملك ألفخامة، فخامة ألملك ألرئيس كميل نمر شمعون. ألثامن من أيلول 1958 أسس حزب الوطنيين الأحرار فكان تكملة للمدرسة ألشمعونية ألتي إنتشرت على مساحة الوطن في كل قرية ومدينة ومن كل طائفة ومذهب. ومنذ تأسيسه قبل أكثر من 50 سنة وحزب الوطنيين الأحرار كما اراده مؤسسه ألرئيس كميل نمر شمعون حزب المبادئ التي لا تتغير والمواقف اللا متلونة. ولعل اللون الذهبي في أرزة الأحرار نموذجا متواضعا أمام ثبات الحزب في ايمانه بلبنان سيدا حرا مستقلا".

وتابع:"على مر تاريخهم الخمسيني قدم الوطنيون الأحرار في سبيل لبنان الاف الشهداء فهبوا للدفاع عن الأرض يوم تخاذل كثيرون ورفعوأ بندقيتهم في وجه المحتل مسطرين ملاحم البطولة محولين مجرى المخططات التي تربص واضعوها بلبنان شرا.انهم الأحرار مدرسة كميل شمعون يسقط قائدهم داني مدافعا مع عائلته يوم هرب سواه وعاد رئيسهم الى الوطن في عز هيمنة الإحتلال السوري ليرفع الصوت بوجه المحتلين ويكون اول من تجرأ على المطالبة بحرية لبنان وسيادته و استقلاله يوم كان مجرد الحديث عن هذه الشعارات جريمة. انه حزب كميل شمعون عملاق الوطنية وحزب داني شمعون النمر البطل مقاوم المحتلين حتى الإستشهاد وحزب دوري شمعون رافض عروض الوزارة والنيابة يوم كان صغار القوم يبيعون وطنهم بمركز وضيع". اضاف:"حافظ دوري شمعون على مبادئ والده الرئيس كميل نمر شمعون رغم جميع الضغوط التي تعرض لها منذ سنة 1990 حتى اليوم وقد بقيت عباءته الوحيدة ارزة لبنان ولم يبدلها بعباءة من سوق الحميدية".

النائب شمعون

واستهل رئيس الوطنيين الأحرار كلمته بالقول:"نحن وأنتم يا أحرار بلادي شعب لبنان العظيم، تناضلون منذ أربع سنوات وتضحون في سبيل نصرة الدولة وأقرنتم القول بالفعل فلا ازدواجية. اما غيركم ممن رددوا معكم قسم جبران، فأين أصبحوا اليوم؟ وماذا حلَّ بقسمهم فأنكروه واستباحوا المحرمات طورا بتغطية السلاح واحتلال الساحات وتحالفوا مع من نكثوا بوعودهم وراحوا يبنون دولتهم؟ دوري شمعون، ساحة الشهداء 14 شباط 2009 بكركي هي مقام روحي ووطني لعبت دورا أساسيا في تكوين لبنان، والتهجم عليها أمر غير مسموح".

اضاف:"لبنان بلد صغير وعلينا التمسك بالشرعية الدولية وأي خروج عنها هو انتحار. فلسلفة الاستراتيجية الدفاعية هي إعادة ما إلى الدولة للدولة وحسم الازدواجية القائمة بين سلاح شرعي وغير شرعي لمصلحة السلاح الشرعي، أن أي خطوة تسليحية للجيش اللبناني أكانت رمزية أم فعلية تثير حفيظة واستياء جماعة 8 آذار، لأن كل ما يمكن أن يساهم في تعزيز هذه المؤسسة مرفوض من قبل هؤلاء الناس إبقاء لدويلتهم داخل الدولة اللبنانية، وأي خطوة لبناء الدولة تعطى تفسيرات وتأويلات على أساس أنها لمواجهتهم".

وتابع:"لا وطن قابلا للحياة من دون دولة واحدة موحدة حرة، قادرة، عادلة وديموقراطية". ولتحقيق ذلك "التشبث بالمبادئ والمسلمات المنصوص عليها في الدستور، والعزم على تحقيقها. أما قبيل ألإنتخابات ألنيابية ألأخيرة، قال دوري شمعون: نحن مدرسة في الانتخابات. لدينا شعبيتنا ومؤيدينا، ونأمل من حلفائنا ان يقدروا ذلك ونقول لهم ان الاحرار عندما يتحالفون لا يتركون اليد ونحن آخر من يفلت يده من يد الحليف, حزب الوطنيين الاحرار سيبقى ملتزما بتحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار حتى النهاية".

وعن وثيقة حزب الله ألأخيرة قال: "أن حزب ألله أعلن سنة 1985 مشروعه إقامة جمهورية إسلامية قي لبنان وإن هذا ألطرح يتعارض مع ألدستور أللبناني وهذا ألإعلان يعني ضمنيا عدم ألإعتراف بألدولة أللبنانية وهويتها وحتى ألان لم يعلن صراحة ألعدول عن مشروعه، أما فيما يختص برفضه للفدرالية أو ألتقسيم فهذا صحيح لأنه يريد ألسيطرة على ألبلد بكامله".

وردا على سؤال يتعلق ببكركي ذكر ألنائب شمعون بألخلاف ألتي كان قائما بين ألرئيس ألراحل كميل شمعون وألبطريرك ألمعوشي، رغم ذلك لم يهاجم يوما ألرئيس شمعون بكركي أو سيدها. أما بشأن زيارة ألرئيس ألحريري إلى سوريا قال: "أن بين لبنان وسوريا أمورا عالقة، منها ألأسرى وألمفقودين، ترسيم ألحدود ...فلا مانع أن يذهب رئيس حكومة لبنان ذات ألصفة ألرسمية ويطالب بحل هذه ألأمور ألعالقة".

واكد ان "ألمحكمة ألدولية أتية لا محال وهي على ألسكة ألصحيحة وليس من قدرة أحد في ألكون إيقافها".

وعن ألمصالحات ألأخيرة قال:"أنها تتم بين أصحاب ألتوجه ألسوري، فسوريا تختار من هم مخولون بألمصالحات، فهي تمنع ألمصالحات ألجدية وبخاصة ألمسيحية - ألمسيحية لأنها تأتي بألمنفعة على ألشارع ألمسيحي بشكل خاص وأللبناني بشكل عام.

ألغداء مع أسرة ألأنوار:

ثم لبى ألنائب شمعون دعوة رئيس ألتجمع ألمسيحي في أوستراليا رجل ألأعمال والي وهبة على ألغداء في مطعم ألغولدن نايت - بانكستون في حضور رئيس دير مار شربل ألأب ألدكتور أنطوان طربيه، نائبة رئيسة بلدية كانتربري ألسيدة فدوة كبي، رئيس تحرير جريدة ألنهار أنور حرب، منسق تيار ألمستقبل في أوستراليا عبدالله ألمير، عن ألحزب ألتقدمي ألإشتراكي رفيق ألديبي، رئيس تحرير جريدة المستقبل جوزيف خوري، رئيس تحرير جريدة ألأنوار سايد مخايل، وألصحافي بطرس عنداري، رئيسة تحرير جريدة بانوراما ألسيدة وداد فرحان.

وألقى سايد مخايل كلمة بإسم صاحب ألدعوة ألأستاذ وهبة أثنى فيها على مواقف شمعون ألوطنية وألتي لا تتلون ولا تتبدل في زمن ألتبدلات وألتغيرات ألمذهل.

ورد ألنائب شمعون شاكرا صاحب ألدعوة وألحضور وحض ألجميع على ألإيمان بأن لبنان باق وألدفاع عن ترابه هو قدرنا، وشكر أيضا أصحاب ألأيادي ألبيضاء ألتي تعمل في ألسر وألعلن على بلسمة جراح ألوطن وخدمة أبنائه أينما حلوا".

حرب

تم ألتقى أنور حرب كلمة طالبا من ألله أن يحفظ ألنائب شمعون، مثنيا على مواقفه ألجريئة ووطنيته ألتي يحتذى بها مذكرا ببيت شمعون ألعريق ألذي أعطى وسيظل يعطي لبنان بلا حساب.

ثم أختتم مفوض ألأحرار جو توما شاكرا ألحضور وقوفهم ألدائم بجانب ألأحرار ونصرة قضاياه ألعادلة مشددا على ألتضامن لما فيه خير للجالية وألوطن ألأم لبنان.

ألمطران أبي كرم

بعد ألغداء توجه ألنائب شمعون مع ألمفوض ووفد من ألمفوضية إلى دار ألمطرانية ألمارونية، وكان في إستقباله ألمطران عاد أبي كرم، رئيس ألرابطة ألمارونية سمير ألقزي، ونائب ألرئيس توفيق كيروز، وأنور حرب ، جو متلج ،انطوان ألقزي، حيث جرى عرض أوضاع ألجالية أللبنانية عموما في أوستراليا واخر ألتطورات على ألساحة أللبنانية، حيث تمنى أن تشمل ألمصالحات جميع ألأطراف أللبنانية وخصصوصانألأطراف ألمسيحية منها.

قوى 14أذار:

وعند ألساعة ألسادسة مساء ترأس ألنائب شمعون إجتماعا مغلقا مع قوى ألرابع من أذار في سيدني ضمت مفوض ألأحرار وأعضاء ألمفوضية، رئيس ألقوات أللبنانية وبعض ألمسؤولين، منسق تيار ألمستقيل وبعض ألمسؤولين أيضا، ووفدي أليسار ألديموقراطي وحركة ألإستقلال. وإنتقل ألجميع بعيد ألإجتماع إلى عشاء قوى ألرابع عشر من أذار حيث إنضم إلى ألعشاء ممثل ألحزب ألتقدمي ألإشتراكي رفيق ألدهيبي وبعض الوفود من محازبي قوى 14 أذار.

وألقى منسق تيار ألمستقبل كلمة أشاد بها بالنائب شمعون وبمواقفه ألوطنية ألصادقة، التي يلتقي بها و ألرئيس سعد ألحريري وجميع قيادات الرابع عشر من أذار.

ورد ألنائب شمعون شاكرا قوى 14 أذار على ألدعوة متمنيا على هذه ألقوى "أن تبقى متضامنة فيما بينها, وأن ألغائبين عن ألعائلة ألليلة سيعودون قريبا إلى حضن عائلتهم".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 2 كانون الاول 2009

النهار

هدّد وزير سابق بفتح ملفات تطول مسؤولين كباراً عرقلوا الخطط التي كان قد وضعها لتحسين الأداء في وزارته.

اقترح وزير سابق إعداد لائحة بالأدوية التي لا يغطيها الضمان الصحي للمرضى المضمونين منعاً لالتباسات تحصل في كثير من المستشفيات.

اعتذر وزير بارز عن عدم استقبال أي سفير قبل نيل الحكومة الثقة.

السفير

يردد وزراء في مجالسهم أن زميلاً لهم يطمح لدور الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية والمعبّر عن توجهاتها حيال بعض الملفات المصيرية.

طرح ملف مالي يتناول البدل المرتفع الذي تسدده الدولة لاستئجار مقر لمنظمة دولية في الوقت الذي تقصر فيه عن توفير الأموال اللازمة لتأمين مقر لائق لوزارة سيادية.

نشط نواب ينتمون إلى تكـتل سـياسي لعقد اجتماع غايته تنقية الأجواء بين القيادات الحليفة بعد الفتور الذي سببته أزمة التوزير، والنتائج التي أفضى إليها المجلس الدستوري بشأن الطعون النيابية.

المستقبل

لوحظ أن عدداً من الوزراء يفضلون البدء باستقبالاتهم الرسمية بعد نيل الحكومة الثقة.

تناقضت التقارير الديبلوماسية الواردة إلى بيروت بالنسبة إلى جدية إسرائيل بشأن الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر، إذ يؤكد بعضها هذه الجدية فيما يعتبر البعض الآخر أن الوضع يراوح مكانه.

تبين من المشاورات العربية أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب من أجل تسلم تقرير لجنة المبادرة العربية للسلام لم يحدد موعده بعد.

اللواء

تردّدت معلومات عن مصالحة يزمع قطب نيابي الاقدام عليها مع مرجع سابق كان على خلاف مستحكم معه!·

اتفقت شخصيتان التقتا مؤخراً على حصر المتابعة بينهما، بعيداً عن الوسطاء ولجان الارتباط·

تواجه مرجعيات كبيرة إحراجاً في قضية إلغاء الطائفية السياسية بين ما هو مُعلن وما هو غير مُعلن·

الشرق

وزير معارض قال ان قوى 8 اذار لا تعترض على التحفظ عن البيان الوزاري طالما انه لا يشكل اعتراضا ورفضا لمضمون البيان!

قطب نيابي استغرب عدم الاخذ بنصائحه ومواقفه من جانب حلفاء في السلطة وخارجها (...)

نائب شمالي قال ان الذين هنأوه على مصالحته المرتقبة مع احد خصومه لم يستوعبوا الى الان صعوبة ترجمتها على الارض؟!

الأخبار

حوّل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود التحقيقين اللذين نشرا في "الأخبار" بتاريخ الاثنين 19 تشرين الأول 2009 (وما أدراك ما العمارة؟) والجمعة 27 تشرين الثاني 2009 (زلمة المر مرّ) إلى محافظ جبل لبنان بالوكالة أنطوان سليمان لإعطاء رأيه في المعلومات الواردة فيهما ضمن المهلة القانونية، تمهيداً لتحويلهما إلى المراجع القضائيّة للتحقيق بالمخالفات الواردة فيهما.

من ضمن الورشة التنظيميّة الداخليّة في الحزب التقدمي الاشتراكي، أبلغ جميع المنتسبين إلى الحزب أن من يتغيّب عن ثلاثة اجتماعات تنظيميّة وسياسيّة تُسحب البطاقة الحزبيّة منه بحيث يُصبح مناصراً للحزب لا عضواً فيه. ولا يزال المزاج الشبابي داخل الحزب غير متماش تماماً مع التوجهات الأخيرة للنائب وليد جنبلاط. كذلك ينوي التقدمي الاشتراكي إحياء ذكرى اغتيال مؤسّسه كمال جنبلاط بطريقة مختلفة عن السابق بحيث ستتضمن حفلات فنيّة ملتزمة وندوات سياسيّة وفكريّة تنتطلق من الثوابت الفكريّة لجنبلاط الأب. وفي الإطار عينه، تقوم الدار التقدميّة بإعادة إصدار كتب كمال جنبلاط، كذلك جمعت كتب شكيب إرسلان وقامت بإعادة طباعتها تمهيداً لوضعها في السوق قريباً.

بعد تكليف مسؤول الإعلام والعلاقات العامّة في التيار الوطني الحرّ ناصيف قزي متابعة ملف العودة في المفهوم السياسي والعمل على الأرض في الشوف، كُلف عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي ناصر زيدان التنسيق مع قزي. ويُنسّق مع الرجلين مستشار رئيس الجمهوريّة أنطوان شقير.

ويُعدّ هؤلاء لوضع ورقة مشتركة تكون بمثابة خريطة طريق للعمل المشترك على استكمال العودة وتثبيت السلم الأهلي انطلاقاً من أن "الحرب بين الدروز والقوات اللبنانيّة هي استثناء والقاعدة هي التعايش بين الطرفين في الجبل". يُفترض أن تكون هذه الورقة منتهية يوم الجمعة بحيث توضع بين أيادي رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان والنائبين وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.

صدى البلد

تستعد دولة الكويت لاطلاق سلسلة مشاريع عبر "صندوق التنمية" في حفل كبير مطلع العام المقبل يشارك فيه مسؤولون كويتيون ولبنانيون في اطار تأكيد استمرارها في دعم لبنان ودعم المناخ التوافقي في الحكومة الجديدة.

تردد ان حربا ناعمة وخفية تجري بين جهة لبنانية ومخابرات دولية كان من نتائجها اخيرا تلقي هذه الجهة رسالة امنية ادت الى اضرار لم يكشف عن حجمها.

قال نائب في الاكثرية ان الاسلوب الذي انتهجه الفريق المقابل لمنع الاكثرية من الحكم سيكون احد المناهج التي ستعتمد من قبل الاكثرية للمواجهة السياسية في المرحلة المقبلة.

 

أوساط "التيار الوطني": طرح إلغاء الطائفية السياسية "هجوم دفاعي" عن سلاح المقاومة.. والمسألة تنتهي حال إقرار البيان الوزاري

لبنان الآن/موسى عاصي، الاربعاء 2 كانون الأول 2009

في الجانب المتعلق بالموقف من مطلب الغاء الطائفية السياسية وقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على حد السيف، خلال اعلان الوثيقة الثانية للحزب، فهو من جهة لا يعارض، بل من المطالبين بالغاء الطائفية السياسية، كونها بكل بساطة لا تؤثر على وضع الطائفة الشيعية في المعادلة السياسية، بل على العكس، يمكن لها ان تزيد من تأثير هذه الطائفة بفضل تكوينها العددي، ومن جهة أخرى لم يغامر السيد نصر الله بالذهاب بعيداً في هذا المطلب، كونه يشكل احراجاً كبيراً لحليفه العماد ميشال عون.

على هذا الاساس، استبعدت مصادر مقربة من "حزب الله" العمل "بشكل جدي" لتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية تبعاً لدعوة الرئيس نبيه بري، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ "اتصالات جرت بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" والرئيس بري خلصت الى اتفاق على سحب الموضوع من التداول الاعلامي، واعادته الى القنوات الدستورية ولا سيما مجلس النواب".أما عن التوقيت الذي اختاره الرئيس بري لطرح الموضوع في الاعلام، فقالت اوساط "التيار الوطني الحر" إنّ "بري اقدم على هذه الخطوة لمواجهة الحملة التي يشنها مسيحيو قوى الرابع عشر من آذار على سلاح "حزب الله" وعلى البند المتعلق بالمقاومة في البيان الوزاري"، واضعةً دعوة الرئيس بري لإنشاء هيئة إلغاء الطائفية السياسية في إطار "الهجوم الدفاعي"، مؤكدةً أن "هذه المسألة ستنتهي حال اقرار البيان الوزاري".

 

إنزعاج داخل الحزب التقدمي من توجهات جنبلاط الاخيرة

كشفت صحيفة "الأخبار" انه من ضمن الورشة التنظيميّة الداخليّة في "الحزب التقدمي الاشتراكي"، أبلغ جميع المنتسبين إلى الحزب أن من يتغيّب عن ثلاثة اجتماعات تنظيميّة وسياسيّة تُسحب البطاقة الحزبيّة منه بحيث يُصبح مناصراً للحزب لا عضواً فيه واشارت الصحيفة الى ان المزاج الشبابي داخل الحزب لا يزال غير متماش تماماً مع التوجهات الأخيرة لرئيس الحزب النائب وليد جنبلاط. كذلك ينوي التقدمي الاشتراكي إحياء ذكرى اغتيال مؤسّسه كمال جنبلاط بطريقة مختلفة عن السابق بحيث ستتضمن حفلات فنيّة ملتزمة وندوات سياسيّة وفكريّة تنتطلق من الثوابت الفكريّة لجنبلاط الأب. وفي الإطار عينه، تقوم الدار التقدميّة بإعادة إصدار كتب كمال جنبلاط، كذلك جمعت كتب شكيب إرسلان وقامت بإعادة طباعتها تمهيداً لوضعها في السوق قريباً

 

فتفت للاوبزرفر :هناك تطور في وثيقة حزب الله تجاه الدولة لكن في الكثير من الامور مثل السلاح ما زلنا في مكاننا

لا شك أن وثيقة حزب الله التي اطلقها أمين عام حزبه السيد حسن نصر الله تحمل الكثير في بنودها و سيكون لها أثر كبير على المجريات داخل الساحة السياسية في لبنان .للتعليق على محتوى الوثيقة أجرى موقع "بيروت اوبزرفر" حوار مع معالي الوزير الدكتور أحمد فتفت .حيث أكد النائب فتفت لموقعنا أن الوثيقة بلا شك تحوي تطور مهم في اتجاه الدولة لكن هناك بعض الامور ما زالت في مكانها كما شدد فتفت أنه يجب التمعن في محتوى الوثيقة قبل التسرع في إطلاق الاحكام. كما شرح فتفت ل"بيروت اوبزرفر" تحفظاته من البيان الوزاري و قال أن موقفه سيظهر داخل مجلس النواب ننشر لكم أبرز ما جاء في الحوار معه

معالي الوزير ما هو تعليقك على الوثيقة التي اطلقها حزب الله ؟

يبدو هناك تطور واضح في ما يتعلق بالنظرة السياسية و الامور الاساسية لكن يجب قرأتها تفصيلياً قبل التعليق على مضمونها لكن بالفعل يبدو أن هناك محاولة جدية أكثر تجاه الدولة اللبنانية علماً أن هناك الكثير من الامور مثل السلاح و ما شابه حيث ما زلنا في نفس المكان فيما يتعلق بها

وثيقة جدية مثل هذا النوع بحاجة إلى تمعن في مضمونها قبل إصدار ردات فعل متسرعة

صرح أحد كوادر المستقبل مؤخراً للاعلام أن تيار المستقبل لم و ليس بصدد الاعتذار من سوريا ؟ ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ و هل من الممكن الاعتذار  في سبيل فتح صفحة جديدة مع سوريا أو على الاقل توجيه الرسائل المبطنة باعتذارات على غرار بعض السياسيين في لبنان؟

تيار المستقبل لم يرتكب أي خطأ تجاه سوريا حتى يعتذر عنه و الاتهام الذي وجه إلى سوريا هو إتهام سياسي و حتى الان لم يصدر أي شيء من قبل المحكمة الدولية حتى يتم الاعتذار بناء عليه و بالتالي تيار المستقبل لم يرتكب أي خطأ حتى يتم الاعتذار عنه

معالي الوزير كنت من أشد المهاجمين للنظام السوري ، هل من الممكن أن ترافق الرئيس الحريري في زيارته ؟

هذا الامر يعود إلى دولة الرئيس ، و الرئيس الحريري هو من يقرر من يرافقه و من يستدعي وجوده معه خلال زيارته إلى دمشق و إذا ارتأى أن هناك داعٍ لذهابي معه و مرافقته سألبي طلبه و لن يكون عندي مانع

د.فتفت هناك الكثير من الكلام عن اختلاسات داخل التيار المستقبل و خاصة في بيروت ما صحة هذا الكلام ؟

كلام غير صحيح و هو دعائي ليس له أي أساس من الصحة ليس هناك من اختلاسات و ليس إلا كلام ليس له أي قيمة

د.فتفت هل أنت راضٍ عن تيار المستقبل من حيث ادائه ؟

لست راض عن تيار المستقبل لكن التيار اليوم في إطار إعادة هيكلته بالكامل لكن الكلام عن اختلاسات و سرقات هو كلام تشويهي لمسيرة التيار هناك بعض المشاكل و اشكاليات سياسية لكن هذا أمر طبيعي تحدث في جميع التيارات .هناك لجنة تعمل على إعادة هيكلة التيار بالكامل و هي تحظى بكل الدعم من جهتنا لكن أي كلام خارج هذا الاطار ليس له أي أساس من الصحة

معالي الوزير ما تعليقك على البيان الوزاري هل أنت راض عنه؟

فيما يتعلق في موضوع البيان الوزاري أنا قلت أنه كما كان هناك بعض التحفظات من قبل مسيحي ١٤ اذار هناك أيضاً بعض التحفظات داخل الرأي العام المسلم و سنعبر عن هذه التحفظات داخل مجلس النواب

 خالد نافع - بيروت اوبزرفر

 

رحّال لموقع "14 آذار": وثيقة "حزب الله" بيان وزاري رديف للدولة والحكومة الجديدة

  ٢ كانون الاول ٢٠٠٩/سلمان العنداري

وصف عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب رياض رحال وثيقة "حزب الله" السياسية بأنها "بيان وزاري لدولة رديفة في مواجهة البيان الوزاري للحكومة الجديدة"، معتبراً أن "خلفية حزب الله السياسية ما تزال كما كانت قبل 22 عاماً رغم تغيّر الاسلوب الذي اصبح اكثر ذكاءاً ودهاءاً، اذ اراد الحزب ان يقول ان الامور لم ولن تتغير وانه مازال جزءاً من ولاية الفقيه التي يأتمر بها". رحال وفي حديث لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر أن "المزاوجة بين الجيش والمقاومة التي ذكرتها الوثيقة تتناقض مع الدولة الواحدة القادرة والعادلة التي يتكلمون عنها، فكيف تقوم هذه الدولة بوجود السلاح غير الشرعي؟". وانتقد رحال الكلام عن الديمقراطية التوافقية وربطها بالغاء الطائفية السياسية، وقال أن "هذا يعني الاجهاد على النظام البرلماني الديمقراطي"، واضاف: "بمختصر مفيد انها وثيقة جاءت لتثبّت مخاوف اللبنانيين وهواجسهم، ولتربطنا مجدداً بالفرس والامبراطورية الايرانية في المنطقة".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

اوساط بارزة لموقع "14 آذار": وثيقة "حزب الله" لإيهام الرأي العام ان اولوياته تبدلت وتغيرت 

 ٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /سلمان العنداري ::

اعتبرت اوساط بارزة في قوى 14 آذار ان "السيد حسن نصرالله في اعلانه الوثيقة السياسية لحزب الله اراد ارسال اشارات ومؤشرات في اكثر من اتجاه. فعلى المستوى الداخلي، اراد القول انه المسؤول الوحيد عن قراري الحرب والسلم في لبنان، وانه سيبقى مصرّاً على احتكار القوة المسلّحة في الداخل، وان الجيش ما زال قاصراً وغير قادر على حماية لبنان الدولة التي لم تكتمل بعد، ولهذا لا بد من الاستمرار في منطق الدويلة على حساب المؤسسات والقوانين والسيادة والاستقلال". ولفتت الاوساط نفسها لموقع "14 آذار" ان "حزب الله عمل مع مجموعة كبيرة من الاعلاميين والصحفيين التابعين والمناصرين لقوى 8 آذار من خلال "حملة دعائية وترويجية منظمة" سبقت ولحقت اعلان الوثيقة التي اشرف السيد نصرالله شخصياً على كتابة جزء كبير منها، لتظهيرها وكانها محاولة جدية ومتقدمة تنقل الحزب من موقع الى موقع آخر، ومن المشاريع الاقليمية الى الداخل اللبناني من اجل ان يتقدموا خطوة نحو دولتهم الخاصة بعد ايهام الناس والرأي العام بأن الاجندة تبدلت وتغيرت".وانتقدت الاوساط البارزة تجاهل حزب الله للقرار الدولي 1701 وحسمه لمسألة الصراع المفتوح مع اسرائيل عبر البوابة اللبنانية والتخلي عن اتفاقية الهدنة المبرمة عام 1949، اضافةً الى رفضه المطلق لمبادرة السلام العربية وكأنها لم تكن، ومناصرته للتمدد الايراني في المنطقة على حساب النفوذ والوجود العربي، وهذا الامر يضعه في مأزق جديد مع النظام العربي الذي اتهمه بشكل غير مباشر بالعمالة لاسرائيل و"لقوى الاستكبار العالمي".

 

حزب الله يستمر في ربط نفسه بأنظمة الممانعة في العالم العربي

٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب خالد زهرمان ان "الوثيقة السياسية الاخيرة لحزب الله لا تختلف عن الرسالة المفتوحة في العام 1985، فالتغيير بالشكل لا يعني التغيير في المضمون، لأن الحزب ما زال يصر على ان مرجعيته الفقهية والسياسية مرتبطة بالولي الفقيه"، مضيفاً أن "التصريح الاخير للنائب نواف الموسوي يؤكد ذلك، اذ اعتبر ان التغيير الذي طرأ على الوثيقة ليست تغييراً للاطار العام وهذا يعني ان حزب الله ما زال على مواقفه ومبادئه القديمة".

زهرمان وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني لاحظ "تناقضاً كبيراً لمنطق الدولة في نص الوثيقة، بدءاً بعدم الاشارة الى القرارات الدولية، والمبادرة العربية للسلام، والنظرة العدائية للغرب، كما ان االكلام عن المزاوجة بين الدولة والمقاومة اتى وكانه يستبق قرارات ونتائج طاولة الحوار المزمع عقدها من اجل القول ان المقاومة محصورة بفئة من اللبنانيين، قراراتها ستبقى محصورة بالولي الفقيه في طهران وبالتالي لن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم ولن تكون المرجع الرسمي الذي يقرر مستقبل الصراع وطبيعة هذه المقاومة".

وفي ما يختص بالعلاقة مع سوريا، قال زهرمان ان "الجميع يريد علاقة مميزة مع سوريا، شرط ان تقوم على اسس ندية وواضحة من دولة الى دولة وان لا تكون علاقة سيطرة وتفرد من طرف على طرف آخر". ولفت زهرمان ان "حزب الله يستمر في ربط نفسه بأنظمة الممانعة في العالم العربي، ويستمر في توزيع انتقاداته على الانظمة العربية".

وتساءل زهرمان عما اذا كان توقيت اعلان هذه الوثيقة مقصوداً في تزامنه مع اعلان واقرار البيان الوزاري ام انه اتى صدفةً، وهذه نقطة تستدعي علامة استفهام كبيرة. لأن بنود الوثيقة الى حد كبير تناقض ما نص عليه البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

وثيقة "حزب الله": ما لنا لنا وما لكم لكم

2 كانون الاول ٢٠٠٩

أيمن شروف/موقع 14 آذار

أمضى "حزب الله" زهاء 24 عاماً ليعود ويطل على اللبنانيين بنص مكتوب يعبّر عن تطلعاته السياسية ورؤيته للواقع السياسي اللبناني، بل ذهب إلى حد وضع خطوط السياسة الداخلية انطلاقاً من تحولات إقليمية هي بالطبع تتماهى مع "التوجه الإيراني" في المنطقة، بعد أن أدرك الحزب "حتمية" الخروج السوري من هذا الواقع، إلا أنه لم ينس الاعتراف لها بممانعتها من دون الاستفاضة بالحديث عنه على جري عادته في المحطات السابقة.

فبعد 24 عاماً من الرسالة المفتوحة التي كانت النص الوحيد المكتوب الذي تكلّم عن دور الحزب وأهدافه قبل يوم الاثنين الماضي، تحدث الحزب "بطريقة لبنانية" عن رؤيته السياسية ورسم لنفسه أولاً خريطة الطريق السياسية وغير السياسية، و"أبناء أمة حزب الله التي نَصَر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم"، الذين "يلتزمون أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط"، اعترفوا بانتمائهم إلى الوطن في الوثيقة، لكن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله لم يغب عن باله التذكير بأن "الحزب لا يزال على عقيدته"، وليس من الضروري ذكرها في وثيقة سياسية وهي في الوقت نفسه لا تناقض دخول الحزب إلى السياسة.

يعترف قياديو "حزب الله" بأن هذه الوثيقة أخذت منهم "الكثير من التحضير والوقت" والمؤتمر العام للحزب أُجل غير مرّة قبل الوصول إلى إقرار "الأسس" التي ترسم له طريق المستقبل وتحدد مساره، وتعلن انخراطه في الحياة السياسية اللبنانية من "الباب الواسع"، طارحاً معادلات "للحكم" وكيفية "الحكم"، ومحدداً الدول الصديقة والدول "العدوّة"، وذهب بعيداً في رسم الأفق السياسي للمرحلة المقبلة، انطلاقاً من أن محور الممانعة هو المنتصر و"اعتبار المقاومة هي الحل" وهي التي ستفرض إيقاعها من اليوم.

ولم تأت الوثيقة على ذكر اتفاق الطائف باعتباره دستور لبنان إلا في "موضوع عروبة لبنان"، وفي مكان آخر، كان لافتاً ربط الحزب "استمرار الديموقراطية التوافقية إلى حين إلغاء الطائفية السياسية"، لكن المستغرب الحديث عن "المزاوجة بين وجود مقاومة شعبية وجيش وطني، في عملية تكامل اثبتت المرحلة الماضية نجاحها في ادارة الصراع مع العدو"، وهذا بحد ذاته "نسف مسبق لطاولة الحوار ولأي حديث عن استراتيجية دفاعية، وإنهاء للنقاش حول السلاح وانضوائه تحت إمرة الدولة"، بحسب ما يقول مصدر قيادي في 14 آذار لموقع "المستقبل" الإلكتروني.

ويرفض قياديو الحزب الحديث عن الوثيقة أو حتى التعليق على المواقف المتلاحقة منها والتي في أغلبها منتقدة، ويعزون موقفهم هذا لاعتبار مهم بنظرهم، حيث إنهم قدموا رؤيتهم السياسية وليس من واجبهم التعليق عليها، بل يتركون للأطراف الأخرى حرية إبداء آرائهم.

ولم ير المصدر "في الوثيقة أي شيء جديد سوى التوثيق للسياسة التي انتهجها "حزب الله" في الماضي والتي تبلورت أكثر فأكثر في السنوات القليلة الماضية".

وفي معلومات موقع "المستقبل" أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "يعكف على دراسة وثيقة "حزب الله" وسيكون له موقف مما تضمنته"، برغم أن الانطباع الأولي لديهم "غير منتقد"، إلا أن أوساط أكثرية ترى أن "الجديد الوحيد في الوثيقة هو دخول "حزب الله" في اللعبة السياسية اللبنانية محاولاً أن يبرر وجوده"، وتنتقد هذه الأوساط "الكلام عن إلغاء الطائفية السياسية وهم يعلمون أن إلغاءها لن يتم بهذه السهولة، وبالتالي من غير المقبول الربط بين تطبيقها والإبقاء على الديموقراطية التوافقية".

وهنا تلفت الأوساط نفسها إلى أن "الدستور اللبناني ينص على الديموقراطية التوافقية أي أكثرية الثلثين، ولكنهم يعطلون كل شيء. يلغون كل ما له علاقة بالمعارضة. لا يستطيعون تحديد مفهوم واضح للدولة. هل هي الدولة التي تأخذ من الأنظمة الاستبدادية مثالاً للحكم؟".

حاول الحزب أن ينزع عن "الوثيقة" الصبغة العقائدية، إلا أنه "أكد الارتباط بإيران" وربّ سائل يسأل: كيف تبنى دولة وهم مستقلون عن كل ما له علاقة بالدولة؟ هل أصبحت الاستراتيجية الدفاعية وسيلة لتشريع السلاح؟ وهل من المقبول أو من المنطقي بعد اليوم تعليق الآمال على ما يسمى طاولة حوار؟

أسئلة مشروعة لا تجيب عنها وثيقة "ليس فيها سوى بعض المحسنات اللفظية"، بحسب ما تقول مصادر 14 آذار التي لا ترى "أي تراجع في المضمون عن الرسالة المفتوحة"، وتضيف انه "انطلاقاً من موقف الحزب من المحيط العربي ونقمته على المجتمع الدولي وعدم اعترافه بالقرارات الدولية، فإن كل المؤشرات تشكل مقدمة لإقحام لبنان في صراعات جديدة، فحين تنتفي التطمينات حول الهدوء الإقليمي، سيكون لبنان ساحة الصراع المتقدمة لإيران مع المجتمع الدولي برمّته".

في الوثيقة أيضاً رفض مطلق للفدرالية، فماذا عن "فدرالية الطوائف" التي أنتجتها سياسة الحزب في السنوات الماضية؟، سؤال مشروع أيضاً، وأسئلة كثيرة وتوضيحات أكثر، تنتظر إجابة من "حزب الله" نفسه، هذا في حال أراد الخروج من منطق "قل كلمتك وامشِ".

المصدر : موقع المستقبل

 

 حزب الله.. خطاب لبناني أم إيراني؟! 

٢ كانون الاول ٢٠٠٩

ميرفت سيوفي

التدقيق في مصطلحات الوثيقة السياسية لحزب الله يؤكد أن الحزب دخل بلغة الوثيقة السياسة ومصطلحاتها مرحلة "الخطاب الراديكالي الإيراني" إذ أدخل رسمياً مفردات الدستور الإيراني في تقسيم العالم إلى فئتين "مستكبر" و"مستضعف" وبموجب نصّ رسمي صادر عن حزب الله، وهذا أمر يستدعي التوقف عنده لخطورته الشديدة على لبنان واللبنانيين.. وقبل أي تفنيد لهذا الخطاب الاصطلاحي ـ الراديكالي الإيراني الذي يدخله لبنان من بوابة حزب الله ووثيقته السياسية، يستوقف المتابع أيضاً أن الحديث عن "الاستراتيجية الدفاعية" و "سلاح المقاومة" في "الوثيقة السياسية" لحزب الله لم يلقِ هذا الكلام جزافاً، بل هو قنبلة دخانية أطلقها الحزب لإلهاء الداخل اللبناني عن خطورة جوهر ما طرحه في وثيقته..

ولا تقرأ مقدّمة الوثيقة السياسية لحزب الله إلا في ضوء مقدمة رزمة الاقتراحات الإيرانية وبالمقارنة معها والتي قدمتها إيران في 14 أيلول الماضي الى مجموعة الدول الست، بحسب رؤيتها لمحاور المفاوضات بين الجانبين، وفي ترجمة حرفية للوثيقة الإيرانية التي جاءت تحت عنوان؛ حزمة اقتراحات الجمهورية الإسلامية - من أجل مفاوضات شاملة وبنّاءة: "لا شك أنّ عالمنا يقف على عتبة دخول عصر جديد، العصر الصعب الذي اتسم بسيطرة الإمبراطوريات، وهيمنة القوى العسكرية، وشبكات الإعلام المنظم والمنافسات على أساس القدرة العدائية والقوة المستمدة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، شارف على نهايته"..

المقدمة هذه نفسها "المجملة" لضرورات تقيّة الديبلوماسيّة الإيرانية، نجدها مفصّلة تفصيلاً دقيقاً في مقدمة الوثيقة السياسية لحزب الله وفيها: "في مرحلة سياسية استثنائية وحافلة بالتحولات لم يعد ممكناً مقاربة تلك التحولات من دون ملاحظة المكانة الخاصة التي باتت تشغلها مقاومتنا، أو تلك الرزمة من الإنجازات التي حققتها مسيرتنا. وسيكون ضرورياً إدراج تلك التحولات في سياق المقارنة بين مسارين متناقضين وما بينهما من تناسب عكسي متنامٍ: مسار المقاومة والممانعة في طوره التصاعدي وإمالة موازين القوى في المعادلة الإقليمية لصالح المقاومة وداعميها. مسار التسلط والإستكبار الأميركي - الإسرائيلي وحال من التخبط والتراجع والعجز في القدرة على التحكم في مسار التطورات والأحداث في عالمنا العربي والإسلامي.

تتكامل هذه المعطيات في إطار مشهد دُوليّ أوسع، يُسهم بدوره في كشف المأزق الأميركي وتراجع هيمنة القطب الواحد لمصلحة تعددية لم تستقر ملامحها بعد. وما يعمّق أزمة النظام الاستكباري العالمي الانهيارات في الأسواق المالية الأميركية والعالمية) ...( لذا يمكن القول: إننا في سياق تحولات تاريخية تُنذر بتراجع الولايات المتحدة الأميركية كقوة مهيمنة، وتحلُّل نظام القطب الواحد المهيمن، وبداية تشكّل مسار الأفول التاريخي المتسارع للكيان الصهيوني". وكفى بهذا التفصيل الذي قدّمه حزب الله توضيح بليغ لما أجملته إيران في مقدّمتها..

وأغرب ما وقعنا عليه بالأمس، أن أحداً لم يتنبّه إلى الأولويات التي وضعها حزب الله وفي ترتيب شديد الدقة، وهو "يحدِّد الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً - سياسياً لرؤيته ومواقفه تجاه التحديات المطروحة". فقد قدّم قسّم وثيقته مانحاً الأولوية فيها لعنوان "الهيمنة والاستنهاض"، وبعض السياسيين السذّج قد يقرأونها على أنها تخصّ الداخل السياسي اللبناني، فيما هي " خطاب عالمي" يعلنه الحزب لأول مرة واضعاً لبنان واللبنانيين - شاؤوا أم أبوا - في محور مواجهة الاستكبار الأميركي!! فجاء ترتيب الوثيقة على الشكل الآتي:

" الفصل الأول (تحت عنوان) الهيمنـة والإستنهـاض، أولاً : العالم والهيمنة الغربية والأميركية (...) ثانياً: منطقتنا والمشروع الأميركي .. وتوسّع الحزب في قراءته إلى حدّ أنه بدأها منذ ما "بعد الحرب العالمية الثانية باتت الولايات المتحدة صاحبة مشروع الهيمنة المركزي والأول" وانتهى بعد رسم مشهدية مأسوية للنهاية الأميركية إلى " تآكل الهيبة الأميركية دُوليّاً وإلى تراجع استراتيجي في قدرة الولايات المتحدة على الفعل أو خوض المغامرات الجديدة". وتكشف فقرة "ثانياً: منطقتنا والمشروع الأميركي" ومصطلحاتها مثل: "العالم المستضعَف"، و"الهيمنة الإستكبارية".. وأن: "الخطر الأميركي ليس خطراً محلياً أو مختصاً في منطقة من دون أخرى، وبالتالي فإنّ جبهة المواجهة لهذا الخطر الأميركي يجب أن تكون عالمية أيضاً"، أن حزب الله أصبح رأس حربة إيران في المواجهة مع أميركا والدول الأوروبية في الصراع على مشروعها النووي، وتحت عنوان "خطر الاستكبار الأميركي وضرورة مواجهته عالمياً"!!

هكذا أدخل حزب الله في وثيقته السياسية لبنان وشعبه في مواجهة "الاستكبار الأميركي العالمي"، في تطابق مذهل مع ديباجة الدستور الإيراني التي حددت - ضمن أهداف الجمهورية الإسلامية - السعي مع الحركات الإسلامية والجماهيرية الأخرى لبناء الأمة العالمية، وتؤكد المادة الثالثة من الدستور الإيراني الدعم المطلق لمستضعفي العالم كهدف من أهداف الجمهورية الإسلامية. فيما تشير المادة 154 إلى التزام إيران العمل على إقامة حكومة الحق والعدل في أرجاء الأرض، وحماية الكفاح الشرعي للمستضعفين ضد المستكبرين في أي مكان في العالم.

منذ عام 1979، اعتبر مرشد الجمهورية السابق "الخميني" الولايات المتحدة بأنها العدو الأول لإيران وطالب بتكرار ثورة إيران في البلدان الإسلامية الأخرى كخطوة أولى نحو التوحد مع إيران في دولة واحدة يكون مركزها إيران، ورأى أن للثورة الإيرانية دوراً عالمياً لمساندة المستضعفين عبر العالم، معتبراً أن الدولة الإسلامية في إيران ستمثل قائداً للمستضعفين في الأرض، وتعهد بتصدير الثورة الإيرانية إلى كافة أرجاء الأرض، وعد ذلك ضمن واجبات الثورة الإيرانية. وفي شباط عام 1979، أكد آية الله طلقاني أنه "وبما أن الإسلام دعا إلى "نصرة المستضعفين" في الأرض فهذا واجب الثورة الإيرانية لأنها "الثورة الأم" لـ "المستضعفين" ليس فقط في العالم الإسلامي، وإنما في العالم أجمع".

ثمة جملة شديدة الأهمية في الوثيقة السياسية لحزب الله، وهي تستحق "الزخرفة" والقراءة صباحاً ومساءً: "لم يترك الإستكبار الأميركي لأمتنا وشعوبها من خيار إلاّ خيار المقاومة" !! هكذا نقل حزب الله الصراع إلى مرحلة جديدة تتيح له بموجب نص الوثيقة الدخول في حرب الدفاع عن المشروع النووي متى وقعت المواجهة التي باتت "قاب قوسين أو أدنى"..

> غداً.. "الفصل الثاني": لبنان، حزب الله والوثيقة السياسية : لبنان ثانياً..

 المصدر : الشرق

 

إقتحام ودي من العماد عون لمجلس المطارنة الموارنة

الأربعاء 2 ديسمبر

 إبراهيم عوض /ايلاف

كاد الحدث أن يكون في قصر بعبدا مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم لإقرار البيان الوزاري فإذ به يصبح في بكركي، حيث "إقتحم" رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وعقد مع المجتمعين جلسة أرادها للحوار والمصارحة حول أمور خلافية طبعت العلاقة بينه وبين سيد بكركي على مدى السنوات الثلاث الماضية.

بيروت: كثيرة هي العناوين التي جرى طرحها بين مجلس المطارنة والعماد ميشال عون اليوم في بعبدا بدءًا من مذكرة التفاهم التي أقرها التكتل مع "حزب الله" مرورًا بالخلاف المسيحي - المسيحي ودور الصرح البطريركي بهذا الشأن، مع التوقف عند انتقادات البطريرك العنيفة للمعارضة التي أصابت برذاذها التيار الوطني الحر، وصولاً الى مواقف الأول عشية الانتخابات النيابية التي حذر فيها الناخبين من الادلاء بأصواتهم للأقلية التي يريد فريق منها إقامة دولة اسلامية على حد قوله .

 لم يكن اللقاء وليد الساعة بالتأكيد بل جرى التحضير له بسرية تامة، كما اعلن ذلك صراحة أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب إبراهيم كنعان القريب من البطريرك صفير، والذي يؤدي  دورًا متقدمًا في حصوله ، واعتبر الأول من نوعه الذي يجمع مجلس المطارنة الموارنة بشخصية قيادية على الساحة السياسية اللبنانية .

 كذلك حرص البطريرك صفير على ما يبدو وحفاظًا على السرية المشار إليها على ألا يوحي في تصريحاته التي أدلى بها في مطار بيروت بعد عودته من زيارة الفاتيكان أول من أمس بأن هناك اجتماعًا بينه وبين الجنرال يجري التحضير له، وهذا ما بدا في رده على سؤال عن زيارة مرتقبة لعون الى بكركي إذ إكتفى بالقول : " اسألوه " . كما أجاب على سؤال آخر عن إمكانية قيامه برعاية مصالحة بين عون ورئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية " الدكتور سمير جعجع في بكركي بالاشارة الى ان هذه المسألة ليست مطلوبة منه حصرًا بل من رجال السياسة الذين عليهم القيام بواجباتهم بهذا الشأن .

 واذا كان من المبكر معرفة تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمع مجلس المطارنة الموارنة والعماد عون فان وصف الأخير له بـ "التاريخي " مؤشر واضح على نجاحه وعلى ان صفحة جديدة في العلاقات فتحت بيته وبين البطريرك بعد مرحلة من الاضطراب والتدهور بلغت حد المواجهة . وهذا ما عبر عنه رئيس تكتل التغيير والاصلاح إثر اللقاء موضحًا أنَّ هناك نقاط تباين كما هناك نقاط توافق في الأمور التي بحثت مع مجلس المطارنة، مشدِّدًا على ان اللقاء سيكون تاريخيًّا، والهدف الاساسي منه توضيح المواقف... السياسية لها لأنها تزيل الغموض من ناحية المنطلق ومن ناحية الغاية التي من أجلها اتخذت المواقف .

 وفي لفتة أريد منها محو آثار " تهميش " دور البطريركية المارونية في الأمور السياسية كما ورد في أكثر من تصريح سابق للعماد عون عمد الأخير الى القول بأن البطريركية المارونية مرجع تاريخي وكان لها دائمًا دور مميز في حياة وتاريخ لبنان ولا سيما في انشاء لبنان الكبير ودور البطريرك الراحل الياس حويك . كما كشف ان موضوع سلاح حزب الله والذي يعترض عليه فريق من المسيحيين كان حاضرًا على الطاولة من منطلق البحث في كل المشاكل ضمن شمولية معينة لا يمكن تجزئتها .

 هذا وعلمت " إيلاف " أن إقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري بإنشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية لم يغب عن البحث حيث رأى كلٌ من البطريرك صفير والعماد عون أن من الأفضل إرجاء طرح هذا الموضوع في الوقت الحاضر وحتى إشعارٍ آخر.

 

 تأملات في وثيقة السيد والفعل المستتِر في اتفاق الطائف

اللواء/فؤاد مطر

لو جاء الاعتراض الأكثر حدة على موضوع سلاح المقاومة من غير الدكتور سمير جعجع رئيس <القوات اللبنانية> والشيخ أمين الجميل رئيس <الكتائب اللبنانية> وإمتزج اعتراضهما بإعتراضات من مراجع سياسية وحزبية متجردة لكان ربما لقي الاعتراض مَن لا يتوقف عنده، فيأخذ بوجاهة طرْحه· أما أن ينبري القطبان المسيحيان اللذان يشكّلان نسبة الثلث في الطائفة المارونية الى التصدي لموضوع سلاح المقاومة فإن تصديهما يعكس انطباعاً ليس لمصلحة إيجاد الصيغة الموضوعية لظاهرة سلاح المقاومة تكون من حيث المضمون بروحية صيغة المبادرة العربية التي خطرت في بال الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق التسوية المطلوبة للصراع العربي - الاسرائيلي· ولأنها كانت صيغة موضوعية ومتوازنة فقد رأى فيها الطرف المطبّع انها تزيل عنه عذاب الضمير ورأى فيها الطرف الممانِع بأنها خير تخريجة لإنهاء صراع تشابكت الخيوط فيه وإنتهى بأن حلقات أساسية من هذا الصراع باتت تُثقل الكاهل العربي بينما اسرائيل مرتاحة· ولنا في ما يجري منذ خمس سنوات بين <فتح> و<حماس> الفصيلان الأساسيان على ساحة العمل الفلسطيني الدليل على ما نقوله·

وإلى ذلك ان اعتراض الثلث الماروني المتشدد في موضوع السلاح يصطدم بالثلث المتحالف مع أصحاب السلاح ونعني به الثلث الذي يتزعمه الجنرال ميشال عون وبالثلث شبه المحايد الذي يعنيه الاستقرار السياسي للبلد حتى بنسبة بسيطة يمكن أن تزيد مع الوقت، والذي يلتف حول البطريركية المارونية بنسبة كبيرة وكذلك حَوَل رئاسة الجمهورية التي لا تترك التعقيدات الاقليمية الرئيس يحسم الأمر· كما ان الاعتراض يلقى من اسرائيل نفسها انتكاسة في الصميم له ذلك انه عندما يتزامن الاعتراض مع تهديدات إسرائيلية جدية ومتكررة وبصرف النظر عما اذا كانت للتمويه أو للردع أو للتعطيل أو للتملص من التسوية وكان آخرها وليس أخيرها تهديد وزير الدفاع إيهود باراك الذي ما زال يشكو من عقدة انسحابه الاضطراري من لبنان، وكان زمنذاك هو رئيس الحكومة في إسرائيل، فإن المبالغة في المطالبة بإسقاط سلاح المقاومة من معادلة المرحلة الجديدة، لا يعود منطقياً بل ولا حتى لمصلحة لبنان·واللافت تركيز الدكتور جعجع على أنه في اتفاق الطائف لا وجود لكلمة مقاومة على الإطلاق · لكننا في ذلك نشير الى أن للإتفاق ملاحق ربما مكتوبة وربما من نوع ميثاق 1943 غير مدوَّنة لأن التدوين كان لن يجعل اتفاق الطائف يصدر بالسلاسة التي صدر فيها من حيث الوقت والطقوس· وهذه الملاحق لا يُفرج عنها الرئيس حسين الحسيني الذي إحتَفل منذ أيام وقبل زيارة فحوصية قام بها إلى الولايات المتحدة، بالذكرى العشرين لإتفاق الطائف مع الأخضر الابراهيمي أحد سعاة الخير لوجه الله لإنقاذ لبنان من فواجع الحرب· والرئيس الحسيني هو <حامل أختام> ذلك الاتفاق وهو مؤتمَن بموجب كلمة شرف على عدم إذاعة الملاحق، إلاَّ بعد أن يستقر لبنان نهائياً· وحتى اذا كانت كلمة مقاومة لم ترد في النص الرسمي لـ <وثيقة الوفاق الوطني في لبنان> الذي أذاعه يوم الاثنين 18 أيلول 1989 الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية، إلاَّ انها موجودة كـ <فِعْل مستتِر> في البند الثالث تحت عنوان <تحرير لبنان من الاحتلال

الاسرائيلي> حيث ان الفقرة <ج> من البند تنص على <اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال>·

وهكذا فإن <كافة الإجراءات> تشمل المقاومة كونها فِعْل مشروع ومعتمَد من دول العالم عند الضرورة ومقوْنن من قِبل الأمم المتحدة·

وعندما أشار الرئيس بري في سياق حديثه حول اقتراحه في شأن إلغاء الطائفية السياسية وتوضيحه رداً على منتقديه بأن ما يطرحه ليس في سبيل المزايدة، الى أن اتفاق الطائف يتضمن بنداً يتعلق بالمقاومة، فإنه على ما يجوز الافتراض كان يعني <الفعل المستتِر> الذي أشرنا إليه وهو تكراراً عبارة <كافة الإجراءات>· ومثل هذا التوضيح لا يرتاح له الثلث الماروني المتصدي لـ<سلاح المقاومة< وكيف سيرتاح له اذا كان صديق هذا الثلث جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط لا يرى في <حزب الله> سوى انه <ميليشيا> وليس حركة مقاومة وان السلاح الذي في حوزته يجب أن يكون في عهدة الدولة، لكي لا تستعمله المقاومة، وبالتالي سيبقى الاحتلال قائماً والتهديد الإسرائيلي مستمراً·

مع ذلك تأتي الفقرة السادسة من مشروع البيان الوزاري تفي بالحد المعقول بالنسبة الى الموضوع حيث جاءت فيها عبارة <تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته··>· فما دامت الفقرة تعتبر الدفاع (إذا حدث عدوان وهو لن يحصل على الأرجح في ظل استيطان <اليونيفيل> على مدار السنة في ربوعنا) حالة مثلثة الأضلاع مثل الهرم قاعدته الشعب وضلعاه الآخران الجيش الى اليمين والمقاومة الى اليسار، فهذا يتطلب من الجانبين <القوات اللبنانية> و<الكتائب اللبنانية> القبول بالسُتْرَة والإعتراف بـ <الفعل المستتْر> حول المقاومه والسلاح في وثيقة اتفاق الطائف، وبالتالي عدم تقويض حل توافقي لتشكيل حكومة كان من شأن عدم الأخذ به وضْع لبنان في مهب فوضى حوثية أو صومالية أو أفغانية ··· لا قدَّر الله·

ويبقى ان الأمين العام لـ <حزب الله> السيد حسن نصر الله كان يقرأ ضمناً منذ أن حطت <قوات العالم> رحالها في الجنوب هذا الواقع وكان يدرك وإن خارج الرضى ان هذه القوات هي في بعض جوانب الغرض منها إحداث نقلة نوعية في رؤية الحزب· وجاءت <الوثيقة السياسية> التي اذاعها السيد شخصياً قبل أمس تقول ما معناه: لكل مرحلة وثيقتها· وبعد الآن تعاملوا معنا في الداخل والخارج بموجب وثيقتي الصادرة آخر تشرين

 

<التيار الوطني الحر> بين المأسسة المفقودة والرغبة في العودة الى <العونية> [2]

إختيار الوزراء الثلاثة أعاد تحريك الإعتراضات وأخطاء 14 آذار عوّمت <الباسيلية>

كتب المحلل السياسي في اللواء/1 كانون الأول/09

: بعد عاصفة الثلاثاء الاسود وإحالة الناشطين المعترضين على المجلس التأديبي، سكنت الحال في <التيار الوطني الحر>، في ظل نجاح العماد ميشال عون في استيعاب مفاعيل الحال الاعتراضية المكتومة وامتصاص اي رد فعل سلبي على مسيرة التيار، في وقت كانت القيادة تتحضّر لمعركة الانتخابات النيابية ومن ثم المعركة على مستوى التمثيل الوزاري·

ومرد هذه الحال الاعتراضية امران:

- محازبون اقصيوا من السباق الى البرلمان بفعل آلية غير حزبية لا تتوافق مع النظام الداخلي المعلّق، وربما غير ديمقراطية، استند عليها عون وهي استطلاعات الرأي، ومعروف في لبنان آليات عمل شركات الاحصاء والقدرة على التأثير بالنتائج بمجرّد تركيب الاسئلة والشرائح المستهدفة، بما يرجّح كفّة مرشح على آخر· وأبرز الاعترضات في هذا الشأن جاءت على لسان المسؤول عن التثقيف السياسي في التيار الدكتور بسام الهاشم الذي فقد الترشيح لمصلحة سيمون ابي راميا، اضافة الى اعتراض آخر من المرشح في البترون جورج مراد، ابن تنورين، الذي أُخرج من السباق لمصلحة فايق يونس، بقرار من باسيل·

- محازبون آمنوا بالتيار وبتوجهاته الاصلاحية، فهالهم ما صارت اليه الحال وفضّلوا، إما الصمت في انتظار ظروف مناسبة لإعلاء الصوت، وإما الاعتكاف في المنزل او الابتعاد عن ممارسة اي دور تنظيمي، وإما الخروج نهائيا من غير الانضمام الى اي من الاحزاب او التيارات المنافسة·

بعد الانتخابات النيابية بشهر، نجحت المساعي التوفيقية في جمع باسيل بمجموعة من الكوادر المعترضة - صمتا - على تنامي نفوذه وعلى ما رافق الترشيحات الحزبية من ملابسات حُمِّل الرجل الثاني في التيار مسؤولياتها المباشرة· فكان لقاء مجمّع الرمال في الكسليك لقاء مصالحة تبيّن في ما بعد انها خطوة معزولة ترمي حصرا الى دعم توزير باسيل في وجه ما عُرف في حينه بحملة عدم جواز توزير الراسبين في الانتخابات·

عرف المجتمعون هذه الحقيقة، لكنهم وعدوا انفسهم بنقلة نوعية على مستوى العمل المؤسسي داخل التيار، فقبلوا بحقيقة انه يجب الا يعلو صوت معركة توزير باسيل على اي قرع آخر، خصوصا بعدما بات عون يعتبر ان عدم توزير الرجل الثاني في التيار من شأنه ان ينسحب سلبا على معنويات المحازبين، والاهم على موقعه داخل التركيبة الحزبية، وريثا مقتدرا على حمل الامانة والمشعل، علما ان الجنرال لا يفوّت مناسبة او اجراء لتعزيز دور باسيل وتمهيد الطريق امام وراثته لكن بواجهة ديمقراطية تحترم روحية النظام الداخلي من دون ان تتبع بالضرورة الآليات التي نصت على نظم الانتخاب وطرائقه والسبل الآيلة الى انتخاب الرئيس ونائبه مباشرة من القاعدة·

لم تفقه قوى الرابع عشر من آذار، واستطرادا فريق رئيس الحكومة سعد الحريري، هذه المحورية التي تميّز باسيل عن غيره من مسؤولي التيار، إبان <الحرب> التي خاضتها ضد توزيره، بدءا من التصويب على ادائه في وزارة الاتصالات (لناحية الخدمة الخليوية ولجهة تفاعله مع قرارات التنصت واعتراض المكالمات لمصلحة القوى الامنية)، انتهاء بمحاولة الولوج الى خصوصيات عائلة العماد عون من خلال اقتراح روي الهاشم، الصهر الآخر ورئيس مجلس ادارة محطة <او تي في>، بديلا محتملا لباسيل في اي وزارة يختارها عون· ودل هذا الاقتراح على خفّة سياسية لدى من تقدّم به تثبت عدم فقهه بمركزية دور باسيل وبمدى قربه من عقل عمّه وقلبه، فبات بحكم هذا الموقع قابضا على الفكر والتخطيط وكل مقدرات القرار والثروة السياسية التي تتوزّع بين لبنان والمهجر·

وادت هذه الحملة الى نتائج عكسية اصابت قوى الرابع عشر من آذار بنكسة، بدليل انها اسهمت في تضخيم دور <الباسيلية> داخل التيار، ومكّنت باسيل من <خنق> حالات الاعتراض التي برزت سابقا على ادائه داخل التيار، لا بل اجبرت معارضيه على التضامن معه، وعلى تأجيل كل نقاش في شأن دوره وطرائق ادائه الحزبي والسياسي·

لكن استحقاق الحكومة أعاد تقليب الامور، واحيا النوايا الكامنة والرغبة في الاعتراض، العلني هذه المرة، علّ يمكن المعترضين تعويض ما فاتهم من معارك ناقصة·

حرّك اختيار عون وزراء التيار الثلاثة بالطريقة التي تم فيها الخيار، وبترجيح واضح من باسيل حصرا، مياه الاعتراضات، التي قادها علنا للمرة الاولى اللواء عصام ابو جمرة نفسه المعترض على ما بات يعرف بالتوريث داخل التيار·

اذن، المعركة هذه المرة ارتكزت على آلية اختيار عون وزرائه الثلاثة: باسيل وفادي عبود وشربل نحاس، في حين انها تستهدف في الاساس النفوذ المتنامي لباسيل داخل التيار بحيث بات هو الممثل الحصري لعون في قراراته وتوجهاته السياسية وطرق ادارته التيار بآليات تفتقد الى الديمقراطية التي تبغيها مجموعة من الكوادر الشابة، عاصرت باسيل في مسيرته التصاعدية من غير ان تتمكن اللحاق به او تشكيل حال متوازنة معه ومع نفوذه الكبير الذي يستمده من امرين يتساويان اهمية: قربه من عون وقدرته على تكوين مركز قوى مؤثر جدا على قرار عون، انطلاقا من علاقاته السياسية وخصوصا مع <حزب الله>، حتى بات يمسك ناصية القرار السياسي ويؤثر تأثيرا مباشرا - وربما ترجيحيا - على كل اطر القرار من لحظة التحضير له حتى لحظة صدوره وإدخاله حيّز التنفيذ·

غدا: ماذا يقول أهل الرابية؟

 

منبر الوحدة: وثيقة <حزب الله> تعكس النضج وتشكيل الهيئة لا يعني الغاء الطائفية فوراً

اللواء 2/12/09

اعتبر منبر الوحدة الوطنية ان وثيقة حزب الله تعكس النضج السياسي· وأكد ان تشكيل الهيئة الوطني لا يعني إلغاء الطائفية السياسية فوراً·

رأت الأمانة العامة لـ<منبر الوحدة الوطنية> في بيان وزعته بعد اجتماعها الأسبوعي برئاسة الرئيس الدكتور سليم الحص في مركز توفيق طبارة أن <السجال احتدم أخيرا حول دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية>·واستغرب البيان <الحملة التي شنت ضد هذه الدعوة، خصوصا أن تشكيل الهيئة الوطنية لا يعني إلغاء الطائفية السياسية مباشرة أو فورا، وإنما يعني تنظيم العمل لتحقيق هذا الهدف>·

اضاف: <إذا كان الاعتراض على هدف إلغاء الطائفية السياسية تحديدا، فإن ذلك سيكون في منتهى الغرابة· فهذا الهدف أقر قبل عشرين سنة من ضمن اتفاق الطائف بما يشبه الإجماع بين اللبنانيين واصبح بندا من المادة 95 من الدستور· فما بال من أعلنوا سابقا التزامهم اتفاق الطائف يخرجون عنه اليوم بالاعتراض على بند حيوي فيه؟ علما بأننا ما كنا نسمع أصوات اعتراض عندما كان كثيرون يطالبون عبر سنوات متتالية بإلغاء الطائفية السياسية تنفيذا لاتفاق الطائف، إلا أن المطلب المطروح اليوم ليس إلغاء الطائفية السياسية وإنما تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية التي نص عليها اتفاق الطائف· والهيئة أساسا لن تتخذ قرارات ملزمة، فهي تشاورية في منطلقها· ويمكن وضع نظام داخلي للهيئة العتيدة بحيث لا يتخذ قرار الإلغاء إلا في مجلسي الوزراء والنواب، على أن تكون عملية الإلغاء متدرجة بحيث يتاح احتواء السلبيات التي يمكن أن تترتب على الخطوات الأولى في هذا السبيل>·

وتابع: <هناك ما يشبه الإجماع بين اللبنانيين، وبين الذين درسوا لبنان دراسة موضوعية، أن الطائفية السياسية هي آفة لبنان الأولى بلا منازع· لذلك، نحن نضم صوتنا إلى أصوات الذين يطالبون بإلغاء الطائفية السياسية في الوقت المناسب، مع الحفاظ على قاعدة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس نواب وطني لا طائفي وتأكيد ضرورة إنشاء مجلس للشيوخ حسب نص المادة 22 من الدستور تطرح عليه كل القضايا الوطنية الأساسية، مثل قضايا الأحوال الشخصية والقضايا التي تتطلب تعديلا دستوريا، علما بأن مجلس الشيوخ من المفترض أن تراعى في تشكيله القواعد الطائفية التي تحكم تكوين مجلس النواب حاليا· بعبارة موجزة، فإننا نضم صوتنا إلى الأصوات الداعية إلى تأليف الهيئة الوطنية بعد الاتفاق على مشروع نظام أساسي لها في مجلس الوزراء· ونحن من الذين يعتبرون مجلس النواب مرجعية صالحة للحوار الوطني، فلا داعي لدعوة هيئة خاصة للحوار إلى الإنعقاد من أجل إطلاق الهيئة الوطنية>· وتوقف البيان عند <الوثيقة التي اعلنها الأمين العام ل>حزب الله السيد حسن نصر الله وتميزت بالصراحة والوضوح والتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن· ولقد أبرزت الوثيقة جليا ما بلغه الحزب من النضج السياسي والمسؤولية في تشخيص الوضعين اللبناني والعربي>·

 

محافظون... ومتحفّظون

زينا الخوري/الديار

على ماذا يتحفّظ المتحفظون؟ ولماذا يتحفّظون؟ اليس تسجيل المواقف الاعتراضية في زمن التوافق ترفاً سياسياً يمكن ان يستغني عنه لبنان في هذه الحقبة الدقيقة من تاريخه؟

حقيقة اكيدة لا بد ان ينطلق منها كل الناس، وعلى الشارع المسيحي ان يفهمها قبل الزعامات المسيحية، انتهى زمن المناورات السياسية داخل لبنان. لم تعد المسألة قائمة على تجاذب محلي بين فريق وآخر. وليست «القضية اللبنانية» صراعاً محلياً بين الأحزاب المسيحية على اكتساب شعبية في هذه القرية أو تلك. لم تعد لعبة الأحجام تؤثر على التوازنات الوطنية، اكبرت شعبية الحزب أم صغرت! ما يحاول ان يتجاهله المتحفّظون هو ان اللعبة السياسية اللبنانية تبدو داخلية بشكلها الظاهر، لكنها في الواقع ليست كذلك على الإطلاق. لأن مرجعيات الأحزاب، على اختلاف انتمائها وطوائفها ليست داخل الحدود اللبنانية. السقف الذي يتحرك تحته الأفرقاء اللبنانيون (على اختلاف انتمائهم) هو سقف اقليمي. نتحدث عن «دستور الطائف». اين هو الطائف؟ وما هو «الطائف»؟ وتألفت الحكومة تحت سقف «اتفاق الدوحة». اين هي الدوحة؟ وما هي «الدوحة»؟ ما لم يتوضّح بعد امام الجمهور اللبناني، وبشكل خاص المسيحي، هو ان اتفاق الدوحة هو ملحق لاتفاق الطائف، صدر بعد عشرين سنة، ليعيد ترتيب الأوضاع الداخلية بعد خروج النظام السوري من لبنان. انه «بروتوكول» تفاهم مع النظام الذي خرج، من دون ان يعود... كأن الوطن عاش حالة فراغ (نظام) بين 2005 و2009 حاولت خلالها الادارة الاميركية السابقة ان تستغل المسرح اللبناني المكشوف، للانطلاق منه نحو تنفيذ مشاريعها في المنطقة، وبناء «الشرق الاوسط الجديد» الذي راود «المحافظون الجدد».

اختار «المحافظون الجدد» لبنان ليكون المختبر النموذجي لتجربة ما عرف بسياسة «الفوضى البنّاءة». لذلك عاش لبنان الكثير من الفوضى، ولم ينتج عنها غير الدمار والموت.

ولم يحصد «المحافظون الجدد» غير الفشل الذريع. وتلك حقبة ولّت الى غير رجوع مع وصول باراك اوباما الى البيت الابيض. سقط «المحافظون الجدد» في واشنطن وانتهى دورهم.

وبدأ عصر جديد في منطقة الشرق الاوسط. ولبنان ليس اكثر من نقطة صغيرة في هذه المنطقة. وبعض السياسيين لا يريد ان يصدق ذلك. هذا ما يجب ان يفهمه المتحفّظون قبل ان يتحفّظوا. ولعلهم يعرفون ذلك جيداً... لكنهم يرفضون ان يخبروا جمهورهم بحقيقة مايعرفون!

 

وثيقة حزب الله موضع تقييم غربي معمّق بعد جلاء خلفيّاتها ورسائلها المبطّنة

واشنطن تستعدّ لفتح حوار مع حزب الله عبر تواصل ديبلوماسي مع وزيريه في الحكومة

الديار 2 كانون الأول/09

جوني منيّر

رصدت السفارات الغربية في لبنان بكثير من الاهتمام، الوثيقة السياسية الصادرة عن حزب الله والتي اذاعها الامين العام السيد حسن نصرالله...

ومن الطبيعي ان تكون سفارات الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا في طليعة المتابعين والمدققين في كل كلمة من كلمات هذه الوثيقة، لا سيما الشق المتعلق بالسياسة الخارجية ونظرة حزب الله لها.

ورغم مرور اكثر من 24 ساعة على اعلان الوثيقة، الا ان اي رد فعل ولو في الكواليس الديبلوماسية لم يظهر عن هذه الدول، وقد يكون هذا التروي طبيعيا، اذ ان قراءة الوثيقة من قبل هذه الدول لا يمكن ان تحصل وفق قراءة اولى وسطحية، بل انها بحاجة الى نبش الكلمات وخلفياتها والمقصود الحقيقي بها.

فواشنطن من خلال موقعها كصاحبة مشروع «هجومي» في المنطقة، ولو انه تعثّر قليلا، ستقرأ في الوثيقة «الغاز» السياسة الخارجية لايران ونظرتها للبنان وطبيعة الصراع مع اسرائيل.

وفرنسا ستحاول جلاء الموقع الذي يمكن ان توسع دورها من خلاله على رقعة الشرق الاوسط.

وبريطانيا صاحبة الانفتاح الاول، او ربما الوحيد المعلن مع حزب الله، ستحاول المطابقة ما بين نتائج حوارها مع حزب الله واللمسات الجديدة في النظرة السياسية لحزب الله.

ولكن هذه القراءات الثلاث تحمل في خلفياتها ارضية واحدة مشتركة، وهي ان واشنطن تستعد لفتح خط تحاور بينها وبين حزب الله ولو بطريقة فيها شيء من التحايل.

وحسب بعض المصادر الديبلوماسية فان هذا القرار الاميركي جاء نتيجة مشاورات مكثفة حصلت داخل اروقة الادارة الاميركية، وشارك فيه الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل الذي اقترح استنساخ تجربة التفاوض التي حصلت بين بريطانيا والجيش السري الايرلندي والذي كانت تصفه بالمنظمة الارهابية.

وحسب ميتشيل الذي عمل على الملف الايرلندي يومها ونجح في تحقيق الحل، فان بريطانيا ابتكرت نظرية الفصل بين الجناح السياسي للجيش السري الايرلندي والجناح العسكري - الامني بحيث تستطيع التحايل امام الرأي العام البريطاني في مسألة الحوار مع ما كانت تصفه بالمنظمة الارهابية.

وبدا ان فكرته اقنعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي اعلنت مؤخراً التمييز بين الجناح السياسي لحزب الله والجناح العسكري - الامني.

طبعاً ان هذا «المخرج» اللفظي انما جاء نتيجة القرار على مستوى الادارة الاميركية بفتح ابواب التحاور مع حزب الله بحذر، انسجاما مع السياسة الاميركية الجديدة في المنطقة ولا سيما مع ايران وسوريا، وتحضيرا لاي جديد قد يطرأ على مسار التسوية الاسرائيلية - الفلسطينية في حال سقوط الحكومة الاسرائيلية الحالية وعودة تسيبي ليفني وحزبها الى موقع القرار في اسرائيل. لكن الحذر الاميركي مرده ليس فقط الى الشارع الاميركي، بل الى ردة الفعل الاسرائيلية التي قد تظهر خصوصاً في ظل تصادم عنيف حاصل ما بين الادارة الاميركية وحكومة نتنياهو.  وبدا ان واشنطن تشجعت جراء محاولة خجولة حصلت سابقاً مع حزب الله من خلال وزيرها في الحكومة يومها طراد حماده.

يومها حصلت اتصالات اميركية وحزب الله، مع حماده على اساس انه اتصال طبيعي مع وزير لبناني كما يحصل مع كل الوزراء، فيما الخلفية الحقيقية كانت اتصال اميركي بحزب الله بشكل ناعم. وبدا ان واشنطن تستعد لتكرار التجربة مع احد وزيري حزب الله في الحكومة الحالية.

واستطراداً فان واشنطن كانت مؤيدة ضمناً لتمثيل حزب الله بشكل رسمي في الحكومة تمهيداً لخطوتها هذه. وما كان الكلام الذي نقله او اعلن عنه بعض «رموز» فريق 14 آذار سابقا، عن معارضة اميركية لتوزير حزب الله، الا من باب الاثبات مرة جديدة عن بساطة وسذاجة هؤلاء وعدم درايتهم بمكر وخبث السياسة الدولية ومصالحها الحقيقية، ذلك ان واشنطن كانت ترغب بذلك لتأمين القناة الحوارية لاحقاً مع حزب الله من خلال إطار الشرعية اللبنانية والذي يجنّبها كثيراً من ردود الفعل التي يمكن ان تواجهها. وحسب المطلعين على الكواليس الديبلوماسية فان الاتصال المرتقب يتماشى مع المرحلة المقبلة التي من المفترض ان يمر بها لبنان من حيث عدم وجود اي نوايا لاستعمال الساحة اللبنانية كمسرح لتوجيه الرسائل الساخنة خلال السنة ونصف السنة، بخلاف ما كان سائداً في المرحلة الماضية والتي دفع خلالها لبنان اثماناً كبيرة نتيجة المواجهات التي حصلت.

وبالتالي فان هذا الجو الهادئ نسبياً سيسمح باجراء هذا النوع من الاتصالات.

في وقت يبدو فيه بعض الزعماء المسيحيين كمن يعمل خارج الساحة الحقيقية، وعلى اساس اللعب على الغرائز لتوسيع «شعبيته» حتى ولو ادى ذلك الى «تدفيع» الساحة المسيحية كلها اثماناً في غير مكانها وبشكل متهور وطائش.

 

 القراءات «أولية» لوثيقة حزب الله .. والتصويب على مفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش

والتصويب على مفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش

الكتائب: تمسكه بالدولة خطوة متقدمة..

المستقيل: استراتيجيته لا تزال نفسها

أمانة 14 آذار: المعركة معه لا تُربح بالضربة القاضية بل بالتراكم السياسي

الديار 2 كانون الأول/09

لم تخل الوثيقة السياسية لـ«حزب الله» التي أعلنها الأمين العام السيد حسن نصرالله من الإنتقادات لاسيما من قبل نواب كتلة «المستقبل» وحزب «الكتائب» والامانة العامة لقوى 14 آذار. فالقراءات حولها، ومع انها وبحسب معظم قارئيها، «أولية وتحتاج الى دراسة معمقة، لم تر جديداً فيها لمواقف «حزب الله» وتجربته.

الاّ انها في الوقت نفسه صوبت على مسألة سلاح المقاومة، واعتبرت ان الوثيقة نسفت طاولة الحوار وجهود اللبنانيين من أجل بناء استراتيجية دفاعية موحدة، وذلك من خلال طرحها مفهوم «تزاوج المقاومة مع الجيش» كذلك ربطها استمرار المقاومة بأزمة الشرق الاوسط ككل والصراع العربي الاسرائىلي.

ماروني: سلاح واحد موحد

النائب الكتائبي ايلي ماروني رأى في وثيقة «حزب الله» جوانب ايجابية وأخرى تحتاج الى دراسة معمقة.

وقال: ان هذه الوثيقة مهمة وتحتاج الى قراءة متأنية وسيصدر عن حزب الكتائب موقف رسمي من هذه الوثيقة.

واضاف: حزب الله اعلن في وثيقته تمسكه بالدولة اللبنانية الواحدة الموحدة وهذه خطوة متقدمة جداً، ونحن نثني على ذلك ونعتبر ان «حزب الله» هو جزء اساسي من التركيبة اللبنانية السياسية ونحن نريد ونرغب بأن يلعب هذا الحزب دوره بكامله، وفي نفس الوقت لاحظ ماروني ان «حزب الله» اعلن تمسكه بولاية الفقيه وهذا يتعارش مع النظام ودستور الدولة اللبنانية. وقال: اما في ما يتعلق بموضوع السلاح فقد ربط «حزب الله» استمرار المقاومة بأزمة الشرق الاوسط ككل وبوجود اسرائيل وبقاءها في هذا الشرق كجسم غريب، وكأنه يقول بأن لا مجال للمناقشة حول هذا الموضوع والسلاح مقدس وموضوعه منته علماً أن هذا الملف احيل الى طاولة الحوار ونحن نعمل على هذا الموضوع.

وحول التصويب على سلاح المقاومة سأل ماروني هل اسرائيل هي فقط عدوة «حزب الله» نحن نعتبرها عدوة كل لبنان، وهذا مبدأ نحن متفقون عليه، ثم نحن نريد أن يكون الجيش اللبناني من يصون الحدود ويحميها ويحمي الارض والسيادة والكرامة وبالتالي هو المسؤول عن حماية البلد من أي اختراقات امنية، وان مشروعنا نحن هو مشروع بناء الدولة اللبنانية وعندما يكون عندنا دولة قوية معناها ممنوع أن يكون هناك اسلحة غير الجيش اللبناني، من هذا المنطلق بالذات نحن نطرح موضوع انه يجب ان يكون هناك سلاح واحد موحد في ايدي اللبنانيين.

الهبر: سلطة أكثر من مقاومة

واعتبر عضو كتلة «الكتائب» فادي الهبر أن «حزب الله» هو حزب سلطة أكثر مما هو برنامج مقاومة، ورأى أن يسابق الدولة على قضايا اساسية منها الأمن والدفاع عن الارض، اسفاً لأن البلد اصبح يعيش حالة انفصالية، ما يؤدي الى عدم استقرار على جميع المستويات.

ولفت الى أن حالة اللا استقرار هذه تتضرر منها المقاومة، لأن المقاومة القوية تكون عبر الدولة اللبنانية والجيش والشعب الواحد، داعياً المقاومة الاسلامية الى الانخراط في الجيش الوطني.

زهرا: مساكنة

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «أن ما ورد في الوثيقة السياسية الثانية لـ«حزب الله» عن نظرية المزاوجة بين الجيش والمقاومة يشبه المساكنة أو الزواج غير الشرعي»، واقترح على الأمين العام للحزب «زواجا شرعيا برضى الطرفين، شرط أن يتم الزواج بكل شروطه، أي أن تأتي المقاومة الى بيت طاعة الجيش اللبناني».

وأشار الى أن «المقاومة الشعبية في العادة ينظمها الجيش الشرعي ويشرف عليها».

واشار الى «أننا شركاء في حكومة لديها الكثير من العمل وقد عملنا على تحسينات في البيان الوزاري وتحفظنا عن كلمة «ومقاومته» في البند السادس حصرا وتحديداً».

وأكد «أن هذا موقف مسيحيي 14 آذار، والآخرون لديهم اسلوبهم للتعبير عن رأيهم، خصوصاً ان موضوع الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله» جرى مناقشته على طاولة الحوار».

وشدد على «أننا نريد كلنا الدفاع معا عن لبنان، وهذا واجب كل لبناني، وهو ليس حقا حصريا لفريق مسلح».

فتفت: ديباجة جديدة

ولم ير النائب احمد فتفت، اي جديد في الوثيقة السياسية، لافتا الى أن «الوثيقة تؤكد المواقف السابقة انما بديباجة جديدة».

وقال: «بحسب قراءتي الأولية لا جديد في هذه الوثيقة، إنما الجديد هو الربط بين الغاء الطائفية السياسية والديموقراطية التوافقية، كذلك الربط بين سلاح المقاومة والتهديد، أي جعله دائماً ومستمراً بحجة ان هناك تهديدا دائماً، ومبدأ المزاوجة بين المقاومة والجيش، وهذا المبدأ يوجد ازدواجية».

دو فريج: ازدواجية

ورأى النائب نبيل دو فريج ان كلام الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ترك باب أمل صغير للوصول الى اتفاق بشأن الاستراتيجية الدفاعية»، مشيرا الى ان «العناوين الكبرى للاستراتيجية لا تزال نفسها وهي الازدواجية في القرار بين الجيش والمقاومة».

وسأل «كيف يمكن لحزب طائفي ومذهبي ان يلغي الطائفية السياسية في البلد؟ وكيف سيكون دوره اذا ألغيت الطائفية السياسية؟»، ورأى ان هذا الامر فيه «تضارب مصالح».

واعتبر ان «الشق الاقتصادي الذي تناولته الوثيقة لا يمكن ان يطبق في لبنان»، لافتا الى ان «اللبنانيين لا يرغبون في اقتصاد حر يواجهون من خلاله ما يحصل في الأسواق العالمية ولا يرغبون ايضا في العودة الى الماركسية».

وقال: «السياسات المالية والاقتصادية التي اتبعت في لبنان مع حاكمية مصرف لبنان ووزراء المالية الذين تعاقبوا منذ العام 1992 حتى الآن ادت الى استقرار نقدي، لا بل الى نمو وصل الى 7 في المئة».

وأمل في «الا يشكّل الملف الاقتصادي والمالي مشكلة جديدة على طاولة مجلس الوزراء».

ولفت الى ان هناك «تغييرا بين الوثيقة الاولى للحزب والوثيقة الثانية من حيث العبارات والمصطلحات خصوصا الشق الداخلي».

علوش: استمرار للواقع

واعتبر القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش ان «الوثيقة هي تلخيص لمواقف الحزب وتجربته التراكمية طيلة السنوات الماضية».

ولفت الى ان «العنصر المتجدد في الوثيقة تجلى في التركيز على البعد الاقليمي لتجربة «حزب الله» والمحاولة التي ترمي الى ادراج هذه التجربة في اطار اقليمي اوسع»، محذرا من ان «إبقاء لبنان في حالة ارتباط مع شبه محور اقليمي ترأسه ايران في الوقت الحاضر قد يجلب الضرر الكبير على اللبنانيين».

وشدد على «العنصر المتجدد في وثيقة «حزب الله» ظهر عبر التأكيد على الشراكة والتحالف مع ايران، في الوقت الذي تدور فيه مواجهة عالمية مع هذه الدولة»، مذكرا في المقابل بأن «التجارب السابقة اثبتت ان اصطفاف الاطراف اللبنانية في اي صراع اقليمي يترك تداعياته السلبية على لبنان الذي يتلقى والحالة هذه الضربات المباشرة نيابة عن الجهة الاقليمية المعنية بهذا الصراع».

وفي السياق نفسه اكد علوش وجوب «ان يقتنع «حزب الله» بعدم جواز بقاء اللبنانيين متراسا لهذا الطرف او ذاك، بل وجوب مشاركتهم على قدر المساواة مع سائر الدول العربية والاسلامية في تحمّل تبعات القضية الفلسطينية».

واذ اكد ان «مسألة المزاوجة بين المقاومة والدولة ليست بجديدة بالنسبة لطروحات حزب الله»، رأى علوش انها «مقولة تخفي في طياتها استمرار الواقع مثلما هو عليه اليوم، اي وجود مقاومة مسلحة ومستقلة برئاسة «حزب الله» بكل تحالفاته الاقليمية وعقيدته، وجيش لبناني يتعامل مع هذا الواقع»، مشددا في المقابل على وجوب ان «تصبح تجربة المقاومة موحدة تحت راية الدولة اللبنانية، وهذه هي نقطة الخلاف المركزية التي لا تزال مستمرة، والا لما كان هناك من داع لترحيلها الى طاولة الحوار».

واضاف علوش: «لا رغبة لدى اي من الاطراف وعلى رأسها قوى 14 آذار في ان تتحول هذه المسألة الى سبب لتأزم الأوضاع اللبنانية بما يفضي الى ضرب الاستقرار الذي يعوّل عليه لإطلاق عملية الاصلاح الاقتصادي والمالي والاجتماعي والاداري»، مؤكدا ان «الهدوء والمناخ الحواري سيستمران في لبنان على الرغم من كل التحفظات وربط النزاع في مسألة السلاح في البيان الوزاري وخارجه».

وتوقف علوش عند ما اعتبره «قول الشيء وعكسه»، مشيرا في هذا السياق الى ان «حزب الله يعارض الفدرالية، يفرض في الوقت نفسه فدرالية طائفية معينة تحت عنوان الديموقراطية التوافقية، فاذا افترضنا ان لكل طائفة حق «الفيتو» في الحكم، نكون بذلك نكرس الفدرالية الطائفية في لبنان بدل الفدرالية السياسية».

سعيد: تتكامل مع رسالة 1985

وأوضح منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد قائلا: ان الصحافة حاولت استباق كلام الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في بث اجواء تؤكد ان هذه الوثيقة ستنقل «الحزب» من دائرة الانتماء الاسلامي الى دائرة الانتماء اللبناني، وبالتالي حاولت القول ان الحزب يلبنن نفسه، معرباً عن اعتقاده بأن لا تطور لبنانيا في الوثيقة السياسية لـ«الحزب» بل هي تتكامل مع رسالة العام 1985.

وقال «ان «حزب الله» يحاول ان يضع نفسه وريثاً للاتحاد السوفياتي في مواجهة احادية القطب الاميركي، ووريث المستضعفين في العالم في مواجهة النظام العالمي الجديد، مؤكدا تحالفاته في اميركا اللاتينية وايران في هذا الصدد.

ويحاول «حزب الله» ان يضع نفسه في مواجهة النظام العالمي الجديد، وهو ما يدل بالتأكيد انه مصاب بداء الانتفاخ السياسي، وهذا الموضوع لن يكون له صدى في العالم الخارجي، كبناء حلفاء أوروبيين لـ«حزب الله» في مواجهة النظام الاميركي».

واضاف: ان هذه الوثيقة بأفقها الخارجي مسدودة ولن يكون لها صدى ولن يكون هناك تعاون او تحالف او تضامن مع كل الدوائر الغربية التي تعارض سياسة الولايات المتحدة الاميركية مع حزب اسلامي في لبنان.

وتطرق الى انتقاد الامين العام لـ«حزب الله» للنظام العربي، من خلال قوله ان معارضة السياسة الايرانية في العالم الاسلامي تخدم مصالح اسرائيل، فأعرب سعيد عن اعتقاده بأن النظام العربي اليوم لا يخدم مصالح اسرائيل.

اما في الجانب اللبناني، فأشار سعيد ان نصرالله لم يلفظ ولو مرة واحدة نهائية الكيان اللبناني، حتى لو قال «إن لبنان ارض الاحفاد والاجداد»، انما كلمة «نهائية الكيان اللبناني» التي تتضمن معان كثيرة لتثبيت هوية لبنان لدى جميع اللبنانيين لم تأت على لسان الامين العام لـ«حزب الله»، كما ان اتفاق الطائف الذي هو دستور لبنان لم يرد في وثيقة «حزب الله».

واعتبر ان الوثيقة نسفت طاولة الحوار وجهود اللبنانيين من اجل بناء استراتيجية دفاعية موحدة، حين حاول فرض وجهة نظره، بمفهوم تزاوج المقاومة مع الجيش، اي بمعنى آخر يقول بأن الاستراتيجية الدفاعية التي يطرحها «حزب الله» هي مساكنة دولة «الحزب» مع الجمهورية اللبنانية، وهو ما ينسف قواعد العيش المشترك في لبنان لأن الطوائف في لبنان ليست اصحاب اختصاصات بمعنى ان موضوع التحرير ليس من اختصاص الشيعة فقط، وموضوع الاعمار والاقتصاد ليس من اختصاص السنّة فقط، وموضوع السيادة والاستقلال ليس من اختصاص الموارنة فقط.

واضاف: «يقول نصرالله بشكل مبسط اذا اردتم الديموقراطية العددية فلنلغ الطائفية السياسية، واذا لم تريدوا الغاء الطائفية السياسية فلنكرس مبدأ الديموقراطية التوافقية كما يراها «حزب الله» اي وفقا لاتفاق الدوحة وليس وفقا لاتفاق الطائف الذي لا يعطي الحق لأي جماعة في لبنان بأن تتصرف كأنها جماعة مميزة ولها القدرة على التعطيل وتمتلك الثلث المعطل».

وعن ولاية الفقيه، أشار سعيد الى انه على الرغم من انها لم تلحظها الوثيقة السياسية لحزب الله، لا يعني التخلي عنها، لانه عاد واكد على التمسك بها ردا على سؤال صحافي.

جدد سعيد التأكيد ان الوثيقة تتكامل مع رسالة 1985، انما بأسلوب أذكى من العام 85، مذكراً ان ظروف وطبيعة الحرب الاهلية كانت تفرض على «حزب الله» ان يفصح عن حقيقة معتقداته من اجل التعبئة الاسلامية والشيعية، اما اليوم فـ«الحزب» لديه حليف مسيحي وبالتالي لا يريد اخافته، وهذا لا يعني انه أسقط عملية الدولة الاسلامية لمجرد انها لم ترد بشكل واضح في الوثيقة.

وختم سعيد بالقول: «المعركة مع «حزب الله» ليست معركة تربح بالضربة القاضية، بل بالنقاط وبالتراكم السياسي».

محفوض: طروحاته لن تعمر

وانتقد رئيس «حركة التغيير» عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض في بيان الوثيقة وقال: «كلام السيد «نصرالله» يسيء الينا كلبنانيين، ويسيء الى الدستور وصيغة الوفاق والعيش المشترك، كلام السيد نصرالله لا يعنيني كلبناني، ولا اريد منه سوى ان ينتقل من ولاية الفقيه الايرانية الى الجمهورية اللبنانية التي لا بديل لنا سواها، وهو يعلم تماما ان طروحاته الايديولوجية لن تعمر طويلا شأنها شأن كل العقائد التي تنقلب على صاحبها قبل ان تنقلب على الآخرين».

اضاف: «نحن كسائر الشرائح اللبنانية لا نرى في طروحات حزب الله سوى مزيد من الدعوات لنقل لبنان من العيش الهانئ الكريم، الى ارض البارود والنار».

ولفت الى ان «المسؤولية اليوم لم تعد مسؤولية فردية يتحملها فريق واحد او طائفة واحدة، وتبعات التسليح لن تدمر فقط منطقة واحدة بل هي سترتد على كل لبنان، ولعل مشهدية حرب تموز العبثية خير دليل على ما نقول».

وشدد على ان «المطلوب من جميع اللبنانيين ان يعبروا عن رفضهم لهذا الأنموذج العسكري غير الشرعي، وان يطالبوا بوحدة البندقية الشرعية، انطلاقا من مبدأ ان الجيش اللبناني وحده يحمي السيادة الوطنية، وهو أهم من كل المقاومات التي اذا ما شرعت حضورها ستقضي على لبنان الكيان والميثاق والمؤسسات».

....الحزب انخرط في الدولة ...

في المقابل صدرت مواقف مؤيدة للوثيقة معتبرة ان الحزب اكد فيها انخراطه في الدولة والعمل من داخلها على اصلاح النظام وارساء المؤسسات وبناء دولة القانون والكفاءة، ورأت ان المقاومة الاسلامية تشكل اليوم طليعة حركة التحرر الوطني العربية لجهة التصدي للهيمنة الاستعمارية الاميركية ومشروع الاحتلال الصهيوني.

وديع الخازن: تطور نوعي للاندماج

وفي المقابل، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح اليوم، ان الميثاق السياسي الجديد الذي اطلقه نصرالله يمثل تطورا نوعيا للاندماج في حركة التوافق الوطني.

وقال الخازن ما طرحه «حزب الله» هو فعل استيعاب وتفهم للجدال القائم حول دور المقاومة في السياسة الدفاعية، وتطور نوعي للاندماج في حركة التوافق الداخلي، فعندما يدعو الى المزاوجة بين الجيش الوطني ومقاومته والانخراط تحت سقف سياسة الدولة العامة انما يؤكد للمشككين والواجسين ان قرار الحرب والسلم هو بيد الدولة، وهي خطوة متقدمة بالغة الاهمية في النظرة والرؤية الى معنى الشراكة الحقيقية في الحكم.

الداوود: دحض كل المزاعم

واثنى الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود على الوثيقة ورأى فيها تأكيد على ان الحزب منخرط في الدولة، ويعمل من داخلها على اصلاح النظام السياسي، وعلى ارساء المؤسسات، وبناء دولة القانون والكفاءة، دولة قوية وقادرة وعادلة، وهي ترد على كل الذين يدّعون ان «حزب الله» يقيم «دولة داخل الدولة»، او لا يعترف بلبنان، وقد دحضّت الوثيقة كل هذه المزاعم، وان السيد نصرالله كان حريصا على ان يؤكد على السيادة والاستقلال، وعلى تطوير النظام.

منبر الوحدة

واعتبر منبر الوحدة الوطنية في بيان اصدره بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة الرئيس سليم الحص ان الوثيقة تميزت بالصراحة والوضوح والتأكيد على الثوابت الوطنية والقومية والمزاوجة بين المقاومة والجيش في الدفاع عن الوطن.

ولقد ابرزت الوثيقة جليا ما بلغه الحزب من النضج السياسي والمسؤولية في تشخيص الوضعين اللبناني والعربي».

مادايان: أكمل عمله الوطني

وأشاد أمين سر شبيبة جورج حاوي رافي مادايان بالوثيقة واعتبر ان المقاومة الاسلامية تشكل اليوم طليعة حركة التحرر الوطني العربية لجهة التصدي للهيمنة الاستعمارية الاميركية ولمشروع الاحتلال الصهيوني.

ورأى أن حزب الله اكمل في هذا المجال من العمل الوطني ما بدأه الآخرون من قوميين عرب ويساريين وعروبيين وقوميين سوريين واسلاميين ومسيحيين حركيين ووطنيين.

الجهاد الاسلامي

واثنى ممثل «الجهاد الاسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي في بيان اصدره امس على ما ورد في الوثيقة «لجهة العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية وضرورة فتح باب الحوار، والتمسك بحق العودة ورفض التوطين، ومنح الفلسطينيين المقيمين في لبنان حقوقهم المدنية كاملة غير منقوصة».

 تتوقف مصادر قواتية عند الترابط غير البريء بين طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري بند تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية قبل حوالى عشرة ايام، وبين ما تضمنته الوثيقة السياسية الجديدة لـ«حزب الله» والتي اعلنها الامين العام السيد حسن نصرالله، من ان «الديموقراطية التوافقية تفرض الغاء الطائفية السياسية»..

فمجرد الربط بين طرح بري ومضمون الوثيقة حول هذا الموضوع، يشير بوضوح بحسب هذه المصادر، الى «الهجوم- الدفاعي» للفريق الشيعي في مواجهة مطالبة الفريق السيادي واصراره على معالجة بند سلاح «حزب الله» والذي يشكل يوماً بعد يوم عبئاً هائلاً على المجتمع السياسي اللبناني، ويهدد اسس الكيان والنظام الديموقراطي، كما اعلن اكثر من مرة مؤخراً البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير.

وفي هذا الاطار تعتبر المصادر القواتية ان كل محاولات التهرب من معالجة موضوع السلاح لن تجدي نفعاً لان هذا الموضوع لم يطرح ليتم اغلاقه قبل ايجاد الحلول الكاملة بما يؤدي الى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية، والى تكريس الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الدستورية مرجعاً وحيداً في كل القرارات السيادية، واهمها قرارا الحرب والسلم.

وتلفت المصادر القواتية الى الكلام الذي صدر عن الشيخ نعيم قاسم قبل ايام، وفيه ان سلاح «حزب الله» غير مطروح للنقاش على اي طاولة، لا امام لجنة البيان الوزاري ولا حتى على طاولة الحوار، وان المطروح فقط هو بند الاستراتيجية الدفاعية، وكأن قاسم يعني بذلك ان سلاح الحزب باق والمطلوب مجرد التنسيق مع الجيش اللبناني.

وفي هذا الكلام كما في الكلام الوارد في الوثيقة الجديدة لـ«حزب الله» حول ان سلاح الحزب باق طالما هناك تهديد اسرائيلي للبنان، كل هذا الكلام يشكل نسفاً لمبدأ طاولة الحوار ولما يمكن ان يصدر عنها في هذا الموضوع.

واذ تكرر المصادر القواتية الربط ما بين الاصرار على استمرار السلاح خارج اطار الشرعية وبين المطالبة المستجدة بالغاء الطائفية السياسية، تؤكد ان الهدف من وراء ذلك بات يتخطى تنفيذ بند ورد كبند اخير في سلسلة الاصلاحات التي نص عليها الطائف ولم يطبق معظمها، الى محاولة لاحداث انقلاب في النظام السياسي اللبناني بما يتناسب ومصالح القابضين على زمام القرار الشيعي والمهددين بسلاحهم بقية اللبنانيين.

وتصر المصادر على ان هذا الكلام يأخذ ابعادا جدية وخطيرة بعد ان سبق لحملة هذا السلاح ان وجهوه الى الداخل حين اجتاحوا خلال حوادث ايار العاصمة بيروت ومناطق من الجبل بهدف ضرب التوازنات السياسية التي كانت قائمة وفرض معادلات جديدة على الساحة السياسية في لبنان بقوة السلاح.

ومما تقدم، تابعت المصادر، تتكشف فصول سيناريو جـديد يحاول الثنائي الشــيعي تنفــيذه عبر العمــل على تغــيير جوهر النظام اللبناني التعددي، وفرض احتكار مذهبي عبر بوابة الاكثرية العددية التي يتباهون بامتلاكها، بما ينسف كل الادعاءات والحرص على الديموقراطية التوافقية.

وفي هذا الاطار تسأل المصادر القواتية كيف يمكن ان تفرض الديموقراطية التوافقية الغاء الطائفية السياسية في حين ان جوهر الديموقراطية التوافقية يكمن في الحفاظ على تنوع مشاركة الطوائف في تحمل مسؤوليات الحكم في لبنان.

وتختم المصادر القواتية بالتأكيد على ان كل محاولات «حزب الله» وحركة «امل» في فرض معادلات سياسية جديدة تهدف الى نسف اسس النظام اللبناني غير مقبولة ولن يمر، كما ان الهدف الحقيقي من وراء هذه المحاولات، والذي يتجلى في العمل على خط دفاعي متقدم لمواجهة المطالبات المتكررة والمصرة على الانتهاء من منطق الدويلة داخل الدولة لن تمر ايضاً، وان مسيرة قيام الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية - السياسية - العسكرية - الامنية، والتي تحتكر كل القرارات السيادية لا يمكن ان تتوقف قبل تحقيق اهدافها وقيام الدولة المنشودة الحامية للجميع والتي يشارك فيها الجميع!

 

التحوّل بدأ مطلع التسعينات بالإنخراط في «النيابية» وعام 2005 في «الحكومات»

أطلّ بعد ربع قرن بوثيقة تنزع عنه انه ضد الدولة

كمال ذبيان/الديار

أول ما اطلّ «حزب الله» في أول رسالة له الى اللبنانيين، في منتصف شباط 1986، كانت ردة فعل بعضهم، أن رياح «الثورة الاسلامية الايرانية»، وصلت الى لبنان، بعد ست سنوات على انتصارها، وان تصديرها عبر «الحرس الثوري الايراني» الذي تمركز في البقاع، اثر الاجتياح الصهيوني عام 1982، قد فعل فعله، وظهر الى العلن تنظيم «حزب الله»، الذي جاء اعضاؤه من منابع عدة، من حركة «أمل» التي حصل فيها انشقاق تحت اسم «امل الاسلامية» الى «حزب الدعوة»، والى بعض المراجع الدينية.

في ذلك الوقت كان اسم «حزب الله»، مرتبطاً بـ«جمهورية اسلامية في لبنان»، وكانت الضاحية الجنوبية من بيروت توصف بـ«قم»، وبدأت تظهر في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية نساء يلبسن «التشادور»، وترافق ذلك مع فرض سلوكيات على حياة المواطنين والحد من حريتهم الفردية، وتزامن ذلك مع معارك عسكرية خاضها هذا التنظيم مع احزاب يسارية وقومية علمانية، اضافة الى الاشتباكات التي خاضها مع حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي للعراق، بعد اندلاع الحرب العراقية ـ الايرانية.

هذه الصورة تعرّف المواطنون عليها عن «حزب الله»، الذي كان اسمه يخيف ويقلق اللبنانيين، قبل ان يظهر دوره المقاوم الذي اخفاه الحزب، منذ عملية احمد قصير ضد مقر الحاكم العسكري الاسرائىلي في صور نهاية عام 1982، كما كان وراء انتفاضة الضاحية الجنوبية في بئر العبد والرمل العالي وغيرهما من الاحياء، في مواجهة حكم الرئيس امين الجميل، الذي نعتته رسالة «حزب الله» في العام 1985، بانه صنيعة اميركا، ووصفت شقيقه بشير اوصافاً قاسية.

وبعد ربع قرن يطل «حزب الله» بوثيقة سياسية مختلفة كليا، مر خلالها في تجارب، وتعرف على المجتمع اللبناني، وعاش النظام السياسي، وتقلّب في مواقع عدة، وخاصم وحالف، وغيّر في خطابه السياسي، وتأقلم مع الواقع اللبناني، وقرر مساكنة النظام الطائفي حتى تلغى الطائفية فيه، وفي كل هذه التطورات كانت المقاومة عنده الاساس، وهي التي ابعدته عن زواريب السياسة اللبنانية، وأعطته بعداً نضالياً مختلفا عن الآخرين.

واذا كانت الوثيقة السياسية، قد قرّبت «حزب الله» اكثر من الدولة، فانه عملياً انخرط فيها منذ أن قرر الاشتراك في الانتخابات النيابية عام 1992، في عهد امينه العام السابق الشهيد عباس الموسوي، وكان هذا القرار خروجاً عن الرسالة التي دعت الى «اعتماد النظام الاسلامي على قاعدة الاختيار الحر والمباشر من قبل الناس».

احدث قرار الحزب المشاركة في الانتخابات النيابية تصدعاً داخله، عبّر عنه اول امين عام له الشيخ صبحي الطفيلي، الذي رفض مشاركة في نظام لا يعتمد الشريعة الاسلامية، لكن قرار شورى الحزب لم يأخذ في الاعتراضات، واصر على الانخراط في الحياة السياسية، دون المشاركة في السلطة التنفيذية، لأن مجلس النواب يمثل المواطنين.

فمع مطلع التسعينات بدأ التحول والخروج من التقوقع والانعزال الى الانفتاح والحوار مع القوى الاخرى، فتمت المصالحة مع حركة «امل» بعد اعوام من الصراع الدموي، ومع الحزبين الشيوعي والسوري القومي الاجتماعي، واستعيدت الثقة مع اطراف لبنانية، وحصلت حوارات مع بكركي وقيادات مسيحية، وتمت تسوية الخلافات مع القيادة السورية.

وكانت مرحلة السيد نصرالله في الامانة العامة للحزب، هي التي وفّرت المناخات التصالحية والحوارية، وتحول الخطاب السياسي، الى عقلاني متفهم للواقع اللبناني، وقد نجحت قيادة الحزب في اقامة نوع من التناغم بين المقاومة والدولة، ولم تنجح محاولات الايقاع بين الجيش والمقاومة، وجاء تفاهم نيسان عام 1996 ليشرع المقاومة ليس لبنانياً فقط، بل عربياً ودولياً.

وما تعلنه الوثيقة السياسية، هو تراكم خبرات وتجارب وخوض معارك سياسية، ونضالات نقابية وعمالية وطالبية وهي خميرة تحالفات وتفاهمات، وفيها روح ورقة التفاهم بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله»، كما فيها خبرة في العمل الحكومي، دخل اليه «حزب الله» متأخراً، وخاص غماره في العام 2005، بعد الانسحاب السوري من لبنان، واستمر فيه في الحكومات المتعاقبة، وهذه اشارة منه، الى اعتماده خيار الدولة، وتطليقه لشعاره الثورة، وحفاظه على موضوع المقاومة، فلم يعد نضاله لاقامة «جمهورية اسلامية» في لبنان، حيث يؤكد مصدر قيادي فيه ان الحزب وفي ظل التركيبة الطائفية للبنان، ومع وجود نظام سياسي طائفي يستحيل ان يتم الحكم فيه، من قبل فئة أو طائفة، وملزم بتطبيق الديموقراطية التوافقية، وهذا ما ورد في الوثيقة السياسية، وهنا اهميتها انها تتعاطى بمرونة مع الوضع اللبناني، فلم يعد الحزب يتجه الى خطاب راديكالي، ومتطرف، بل ما ورد في الوثيقة، يؤكد ان الحزب يعمل من داخل الدولة ومؤسساتها، وهو منخرط فيها لاصلاح النظام السياسي من الداخل، ولا لفرض النظام عليه، ولهذه العملية آلية ديموقراطية، ومبادىء اصلاحية ركزت عليها وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، والحزب ملتزم بها، لتحقيق الاصلاح.

فالوثيقة السياسية لم تلبنن الحزب، بل هي أكدت انه لبناني منذ حوالى ربع قرن، وان من يقدم الدماء ويضحي في سبيل لبنان، واستقلاله وسيادته ويطرد الاحتلال الاسرائيلي منه، فهو لبناني في الصميم، وفق ما تقول المصادر القيادية في الحزب، التي تشير الى أن البعض كان يأخذ على الحزب رفع شعار «الثورة الاسلامية في لبنان»، هذا امر يخص الحزب، كما في موضوع ولاية الففيه، فهذا شأن ايماني عقائدي لا علاقة للآخرين به، وغير معني به اللبنانيون، ولا هو مفروض على الدولة، التي نحن فيها، كما هي، ونريدها دولة قوية وقادرة وعادلة، دولة يقوم جيشها في الحفاظ على لبنان ودفاعه عنه.

فالحزب في الدولة ومؤسساتها، وليس دولة ضمن الدولة، وسلاحه المقاوم هو للتزاوج مع الجيش، في مواجهة العدو الاسرائىلي، وهو ليس ضد الدولة، كما حاول البعض الايحاء كما تقول المصادر، التي ترى ان ثمة محاولة لاظهار المقاومة وسلاحها، كأنها ضد الدولة، وهذا غير صحيح، فهل تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي اعاق قيام الدولة، ام مدّ سيطرتها الى الخط الازرق، ونشر الجيش اللبناني عند تخومه؟

فالوثيقة هي رؤية واستراتيجية سياسية للحزب، انتجها مؤتمره، وعلى الأطراف الاخرى مناقشتها في مضمونها، لا على هامش ما يشاع ويذاع ويلفق كما تقول المصادر، التي تشير الى احتمال فتح حوار حولها مع قوى سياسية.

 

الهجوم على البيان الوزاري

الاربعاء, 02 ديسيمبر 2009

داود الشريان/الحياة

الوثيقة السياسية التي طرحها «حزب الله» قبل الإعلان عن بيان الحكومة الجديدة، تشير بوضوح الى أن الحزب دخل مرحلة رسم ملامح الدولة اللبنانية التي يريد. صحيح أن مواصفات الدولة التي طرحتها الوثيقة تبدو، للوهلة الأولى، متناقضة مع موقف الحزب من سيطرة الدولة على السلاح وقرار السلم والحرب، لكنها من جهة أخرى تعبير عن ثقة الحزب بموقعه الجديد الذي سيضمن له حكم البلد. وبالتزامن مع هذا الموقف دعا رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، في مقال نشر أمس في جريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، الى «المداورة في الرئاسات، والخروج عن التقاليد القديمة التي وزعت مراكز النفوذ والقوى بين طوائف معينة وحرّمتها على طوائف أخرى».

بين وثيقة «حزب الله»، ودعوة وليد جنبلاط تظهر ملامح لبنان المقبل، وخلال الشهور المقبلة، ربما انتقل الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية الى تعديل أوضاع الطوائف ومكاسبها. وبعبارة أوضح، فإن موقع الموارنة والسنّة، أهل الرئاسة والوزارة، دخل الى قاعة التصويت من الأطراف الأخرى.

لا أحد يعارض الدعوة الى إلغاء الطائفية السياسية، أو يعارض اعتبارها العقبة الكبرى أمام إصلاح النظام السياسي في لبنان، وتحرير المواطن اللبناني من القيود التي تشوب علاقته بالدولة ومؤسساتها. لكن إلغاء الطائفية، وان شئت تغيير مواقع الطوائف، لا يمكن ان يكون مقبولاً وعادلاً في ظل وجود أطراف لا تملك سوى أدوات سياسية، وأخرى تمتلك قوة عسكرية ضاربة تفوق إمكاناتها جيش الدولة.

لا شك في أن ما جرى خلال اليومين الماضيين يعد هجوماً مباغتاً على البيان الوزاري المنتظر، ودليلاً على أن التركيبة السياسية التي تشكلت قبل الانتخابات في طريقها الى الانهيار، وان لبنان مقبل على تغيير الصيغة التي عاش بها خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ومن يقرأ الوثيقة السياسية التي طرحها «حزب الله» سيجد بين سطورها شعوراً متنامياً بالقوة، ورسالة سياسية، لم تخفها شعارات الديموقراطية والتوافقية، فحواها: نحن نملك السلاح، إذاً المفترض أن «يطلع لنا أكثر من هيك».

الأكيد أن لبنان لن يستقر ويتطور طالما بقيت مسوّغات حياته السياسية طائفية، لكن التغيير يجب أن يبدأ بترميم المنزل من التشققات والانهيارات، قبل معاودة توزيع الغرف على ساكنيه.

من دون هذا، البيت مهدد بالسقوط على رؤوس الجميع.

 

الديموقراطية والتوافقية

الاربعاء, 02 ديسيمبر 2009

عبدالله اسكندر/الحياة

على هامش مناقشة صيغة البيان الوزاري في لبنان، وربما انطلاقاً منه أو كرجع صدى لبعض افكاره، يعود البحث في مفاهيم تأسيسية لمعنى الدولة ووظيفتها وللوطن والمواطن وأدوات الحكم. هذا البحث يبدو بديهياً في مرحلة التحرر الوطني التي خلالها تتبلور معالم المستقبل. لكن العودة اليه في لبنان الذي أنجز استقلاله السياسي منذ اكثر من ستين عاماً، وشهد خلال هذه العقود حروباً اهلية واتفاقات لتنظيم الحكم، في ظل توافقات شبه جماعية، تعني غياب القدرة على استخلاص دروس المآسي في احسن الأحوال، وعدم القناعة بهذا النوع من الاتفاقات وانتظار انقلاب ميزان القوى لتغييرها في اسوئها. وذلك بغض النظر عن كل الكلام عن التعايش ووحدة المصلحة وما شاكل ذلك من اعلانات حسن النيات.

يكرر القادة اللبنانيون حالياً ما تداولته هيئة الحوار الوطني، عشية الحرب الأهلية عام 1975، وهو نفسه ما تداولوه بعد حرب 1958. وبحثوا فيه مطولاً لإنهاء الاقتتال في 1989 في مدينة الطائف السعودية. ووضعوا خلاصة توافقهم في الدستور الجديد. على رغم كل ذلك لم ينج البلد من تجدد النزاع والاقتتال، وبات تفسير دستور الطائف مقترناً ليس باحترام نصوصه من الجميع، وإنما عرضة لتفسير من يميل الى مصلحته ميزان القوى الداخلي، بغض النظر عن كيفية تعديل هذا الميزان.

بكلام آخر، ظل البلد يفتقر الى معايير يحترمها الجميع ويلتزمون تطبيقها، على رغم تسويات موقتة كانت تستجيب لمصلحة ظرفية لطرف او اكثر، بغض النظر عن مدى تطابقها مع المعايير التي من المفترض ان تكون ملزمة للجميع.

وفي هذا السياق، يتكرر الجدل حول نهائية الوطن ومعنى الدولة والطائفية السياسية وآليات الحكم. وهي قضايا حسمها دستور الطائف بكل وضوح. لكن ميزان القوى الحالي، وربما مصالح آنية، هو الذي يدفع طرفاً او أكثر الى معاودة تكرار هذا الجدل.

ومن هنا لاحظت الوثيقة التي اعلنها «حزب الله» ان البديل عن الديموقراطية الصحيحة «المستحيلة» هو «الديموقراطية التوافقية». اي انه يعتبر ان ثمة استحالة في تطبيق قواعد الدستور الحالي الذي ينص على اعتماد النظام الجمهوري البرلماني والانتخابات كآليات حكم يلتزمها الجميع قولاً وفعلاً. ويقترح «الديموقراطية التوافقية» التي تعني ان يتوافق الجميع على ما يريده هو من الدولة والوطن والمواطنين. وتجربة السنوات من 2005 حتى 2009، وما تخللها من توتر واحتكام للسلاح اظهرت ان معنى التوافق ينحصر في ما يريده الحزب وليس في ما يريده الدستور. وينطبق هذا المعنى على السلاح الذي يحتفظ به الحزب وأهدافه، كما ينطبق على معنى الوطن وانتمائه. حتى لو تم الفصل القسري بين الجانبين الديني والسياسي في ولاية الفقيه التي تقوم اساساً على وحدة الديني والسياسي. وحتى لو لفّت الضبابية معنى إنماء الوطن الذي أُخضع للتغيرات. فإذا كانت ولاية الفقيه دينية لا تخضع للمناقشة، فكيف يمكن التوافق على هذا المعنى الذي يناقض جوهرها؟ لا بل كيف يمكن التوفيق بين «الديموقراطية التوافقية» والدستور اللبناني من جهة، وبين جوهر ولاية الفقيه التي لا تقبل نقاشاً من جهة اخرى. وهذا ما يُفسر ضبابية الانتماء الوطني، تحسباً من احتمال الاضطرار الى إدخال لبنان في معركة تفرضها تطورات ترتبط بملفات ايرانية. وما يثير ايضاً تساؤلات عن معنى الوطن اللبناني ونهائيته. فـ «التوافقية» هنا ليست حلاً لأزمات لبنان بمقدار ما هي تغليب لمصلحة سياسية يعمل من اجلها طرف لبناني. وذلك على حساب الدستور المُفترض انه السقف الذي يظلل الجميع.

والملاحظة نفسها تنطبق على الدعوة الى الغاء الطائفية السياسية او الديموقراطية العددية او المداورة في الرئاسات. اذ تهمل الدستور نفسه الذي حدد كيفية معالجة هذه المسائل، وإن كانت ظروف ما بعد اتفاق الطائف حالت دون البدء في تنفيذ هذه البنود منه. ويأتي الطرح الجديد من اجل غرض سياسي عابر، لمناسبة الجدل المرتبط بالخلاف على سلاح «حزب الله» في البيان الحكومي.

وفي هذا المعنى تختلط «الديموقراطية التوافقية» بالأغراض السياسية المباشرة، وتؤسس لممارسات تتعارض والدستور تفرز مشكلات جديدة بدل حل القائمة، إلا اذا كان ثمة اعتبار ان القوة تقنع من لا يقتنع، كما حصل بعد احداث السابع من ايار في بيروت والجبل.

 

خطط إيرانية لعمليات إنزال على سواحل خليجية

تقرير لـ "الأطلسي" يكشف ستراتيجية طهران للرد على استهداف مواقعها النووية

لندن - كتب حميد غريافي: كشف تقرير صادر عن "شعبة التجهيز الستراتيجي" في حلف شمال الاطلسي في بروكسل النقاب امس عن ان "ستراتيجية الحرب الايرانية المقبلة في حال تعرض البرنامج النووي الايراني لهجوم اسرائيلي او غربي شامل, تلحظ باصرار شديد الاعتماد على سلاح البحرية الاكثر تطورا في منطقة الخليج العربي كذراع فاعلة وقوية للرد على ذلك الهجوم بعمليات قصف وتدمير لمنشآت عسكرية واقتصادية في دول خليجية, تعقبها عمليات انزال فرق كوماندوس برمائية على بعض شواطئ هذه الدول لمهاجمة قواعد عسكرية اميركية وخليجية ومنشآت نفطية لوقف امدادات النفط الى القطع البحرية الاميركية والغربية في مياه الخليج وشلها عن الحركة".

وافاد التقرير "ان لدى الايرانيين الذين عكفوا على تطوير سلاح بحريتهم بشكل واسع منذ العام ,2007 أكثر من 600 زورق سريع مزودة بصواريخ بحر - ارض وبحر - بحر حصلت عليها ايران من كوريا الشمالية والصين وبعض الدول الاوروبية وحولتها الى زوارق للاستخدام العسكري, كما لديها نحو 200 زورق اكبر حجما من صنعها المحلي استنادا الى زوارق ايطالية سريعة بامكانها نشر الفوضى في مياه الخليج ومهاجمة السفن الحربية فيه وصولا الى اقفال مضيق هرمز في خليج عمان لوقف امدادات النفط الى الخارج البالغة ثلث الاحتياطات العالمية". واكد التقرير الاطلسي ان "القواعد الصاروخية الدفاعية الاميركية والخليجية المنشورة على الشواطئ المقابلة لايران, قد تكون عرضة لهجمات بحرية ايرانية خاطفة في أي حرب مقبلة في تلك المنطقة الحساسة من العالم, فيما قد تتعرض حاملات الطائرات وسفن الصواريخ الاميركية والاوروبية هناك الى هجمات بحرية مكثفة لاشغالها عن اطلاق الصواريخ العابرة باتجاه القواعد النووية والعسكرية والصاروخية الايرانية المنتشرة على السواحل".

وأوضح التقرير ان "الهدف الاكثر حيوية لسلاح البحرية الايرانية سيكون حتما مضيق هرمز في محاولة لاقفاله منذ الايام الاولى للحرب, رغم ان خسائر الاقتصاد الايراني من توقف الصادرات الى الخارج ستكون جسيمة, الا ان الايرانيين يعتقدون ان اي حرب عليهم ستفشل في تحقيق كل اهدافها, وبالتالي فإنها لن تستمر أكثر من اسبوعين, يتمكن معها ذلك الاقتصاد من النجاة من الاضمحلال". ونقل التقرير عن مصادر استخبارية غربية قولها ان "قيادة الحرس الثوري الايراني جاهزة لرمي ثلاثة الاف عنصر من قوتها البحرية في مياه الخليج وعلى سواحل دوله في وقت واحد, ما من شأنه تحويل تلك المنطقة الى ما يشبه خلية نحل مسلحة تهاجم عشرات المواقع مرة واحدة لاحداث ارباكات في صفوف القوات المسلحة المحلية الخليجية والقوات الاميركية والغربية في المنطقة". وأكد التقرير "انه اذا لم يجر استرجاع جزر الطنب وابوموسى الاماراتية من ايدي الاحتلال الايراني في الايام الاولى للحرب, فإن بامكان ايران استخدامها كمنطلق واسع النطاق وفاعل لسلاح بحريتها ضد كل الاطراف العربية والغربية ما قد يشكل مخاطر وخسائر فادحة في صفوف الحلفاء قبل تدمير القواعد الايرانية في تلك الجزر تدميرا كاملا".

 

المجلس العالمي لثورة الأرز/جماهير ثورة الارز تعتبر اي بند في البيان الوزاري يشرّعن المقاومة هو امر مرفوض ويعتبر لبنان تحت ظل الارهاب....

واشنطن في 1 كانون الاول 2009

بعد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة وصدور البيان الوزاري الذي سوف تنال على أساسه ثقة المجلس النيابي يهم المجلس العالمي لثورة الأرز أن يوضح ما يلي:

1) إن تأليف هذه الحكومة وما رافقه من تعقيدات وضغوط أظهرت مرة أخرى بان السلم الأهلي لا يزال مهددا  في لبنان من قبل القوى الإقليمية التي تسعى للسيطرة على قراره وإبقائه ساحة للصراع.

2) إن الشعب اللبناني الذي، وبالرغم من كل هذه الضغوط، قال كلمته، لم يقدر أن ينتج حكومة على مستوى تطلعاته تستطيع أن تخرجه من سيطرة الفئات المسلحة وتأثير الجيران السلبي والمراوحة في مكانه.

3)إن البيان الوزاري المطروح يظهر جليا بأن الدولة لن تقدر أن تفرض سلطتها على المسلحين وأن هؤلاء لا يزالون يمثلون مشروع حرب خارجية من جهة وفتنة داخلية من جهة أخرى.

4)  إن التلاعب على الكلام في شأن القرارات الدولية مرفوض لأن المجتمع الدولي والقانون الذي يمثله هما الأمل الوحيد لاستعادة لبنان استقلاله وخروجه من الهيمنة وعدم الاستقرار التي تفرضها عليه القوى الإقليمية في تباعدها أو تقاربها.

5) إن قول البعض بأن القرار الدولي 1559 قد نفذ بخروج السوريين وانتخاب رئيس جديد للبلاد هو جريمة بحق الوطن؛ من جهة لأن الحرس الثوري الإيراني لم يخرج بعد وهو يزج باللبنانيين في آتون حروب جديدة في المنطقة بدأت تظهر ملامحها وتأثيراتها إن في مشاركة عناصر من حزب الله في مهمات قتالية في اليمن وغيرها أو في توقيف لبنانيين (من نفس الحزب) في مصر للتدخل بشؤونها الداخلية أو في طرد دول الخليج لآخرين خوفا من قيامهم بأعمال مخلة بالأمن أو تهديد لبنان بمواجهة مكلفة مع إسرائيل عند أي تنافر بينها وبين إيران، ومن جهة أخرى لا يزال البند المتعلق بالسلاح وهو الأهم بالنسبة للبنانيين غير منفذ فالمخيمات

6)والمعسكرات الفلسطينية تعج بالسلاح والمخربين من أقطار عديدة وحزب الله يهدد بفتنة كلما أراد فرض رأيه على الآخرين بينما يسرح فرسان الدراجات في الأحياء فارضين نوعا جديدا من الإرهاب.

7) إن اللبنانيين الذين رفضوا هيمنة حزب الله وكل ملحقات الأنظمة المحيطة بالرغم من الثمن الغالي الذي دفعوه من دماء قادتهم وأبنائهم وأعربوا في تحركهم من خلال ثورة الأرز عن رغبتهم في الخروج من مسلسل العنف والعمل على إحلال السلم النهائي محل التقاتل يرون في هذا البيان، الذي يتكلم في أحد بنوده عن ما يسميه "المقاومة" والتي يجعلها بمصاف الدولة ويترك لها بذلك حق التسلح، بابا لاستمرار المعاناة وبالتالي مشروعا جديدا للفتنة ويعتبرون بأن من انتخبوهم لتمثيلهم في المجلس النيابي لم يفوا بوعودهم الانتخابية.

8) إن المجلس العالمي لثورة الأرز يعتبر بأن عدم الالتزام بالقرار الدولي 1559 بشكل واضح سوف يؤدي لا محالة إلى الالتفاف على المحكمة الدولية بنفس الطريقة التي تم فيها إفراغ هذا القرار من مضمونه وبالتالي ضياع دماء الشهداء وبقاء القتلة بدون عقاب ما سيؤدي إلى المزيد من الجرائم عند كل منعطف أساسي في مصير البلاد.

9) بناء على ما تقدم يهيب المجلس العالمي لثورة الأرز بمن يعتبرون أنفسهم ممثلين لجماهير ثورة الأرز الانسحاب من الحكومة واعتبار لبنان بلدا لا يزال تحت الاحتلال والطلب من المجتمع الدولي القيام بواجبه في تنفيذ القرار الدولي 1559 وتجريد المسلحين وضبط الحدود اللبنانية السورية لتنفيذ بنود القرار 1701 الذي يمنع دخول السلاح لغير الدولة اللبنانية.

10)إن جماهير ثورة الأرز في لبنان وخارجه تعتبر أن  هذه الحكومة هي وليدة مساومة إقليمية لا شأن للبنان بها وعليه فإن لبنان لا يعتبر مستقلا والشعب اللبناني لا يزال مغلوبا على أمره وهو بالتالي لن يتحمل نتائج بقاء البؤر المسلحة ولا إشراك عناصر تمثل الإرهاب في الحكم.  

 

كريستشن ساينس مونيتور: تراجع دور حلفاء أميركا مقابل صعود نجم المحور السوري - التركي - الايراني

المركزية - كتب ألستر كروك في الـ" كريستشن ساينس مونيتور"انه في الوقت الذي تبذل فيه الولايات المتحدة واوروبا جهودا مضنية لتسوية الخلاف مع ايران، وايجاد حلول ملائمة للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي والصراع الدائر في افغانستان، بدأت الارضية الاستراتيجية التي ترتكز عليها افتراضات الاوروبيين والاميركيين بشأن المنطقة تتحول وتتغير بشكل دراماتيكي. وابرز هذا التحول بالطبع هو لا مبالاة تركيا بتحالفها الاميركي، وعدم اهتمامها بعضويتها في الاتحاد الاوروبي، وعودتها للتركيز من جديد على الدول المجاورة للامبراطورية العثمانية التركية السابقة في آسيا والشرق الاوسط.

وعلى الرغم من ان هذا لا يعني بالضرورة ابتعادا عن الغرب الا انه يعكس شعورا متزايدا بالضيق والاحباط لدى تركيا من السياستين الاوروبية والاميركية، بدءا من تأييد الغرب لعمل اسرائيل في غزة الى الموقف غير الموضوعي من ايران بالاضافة بالطبع لمأزق قبول تركيا في عضوية الاتحاد الاوروبي. بيد أن اصداء هذا التحول التركي تتناغم على نحو وثيق مع النهضة الاسلامية التي تتبلور الآن داخل تركيا.واذا ما استمرت تركيا في السير على هذا الطريق بنجاح، ستصبح دولة مهمة جدا استراتيجيا لتوازن القوة في المنطقة مثلما برزت ايران كقوة ناشئة في اعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، وتراجع هيمنة السُنة فيما بعد نتيجة للغزو الاميركي في العراق.

غير ان اتفاقياتها مع العراق، ايران وسوريا تعكس اهتماما مشتركا بالجانب الاقتصادي، فهناك الآن مجموعة من دول الشرق الاوسط الشمالية تستعد لكي تصبح المورد الرئيسي للغاز الطبيعي الى اوروبا الوسطى بعد اكتمال بناء انبوب نابوكو، الذي لن يحل محل روسيا في توفير الغاز لأوروبا فقط، بل وسوف يضعف تدريجيا مكانة المملكة العربية السعودية كقوة جيواستراتيجية تبعا لاحتياطياتها النفطية. واذا ما تذكرنا الركود الاقتصادي وأزمة خلافة الرئيس اللتين تعوقان مصر كثيرا، لتبين لنا ان ما يدعى بـ"مجموعة دول الشرق الاوسط الجنوبية المعتدلة"، التي كانت على الدوام محور السياسات الاميركية في المنطقة، قد ضعفت واصبحت حلقة لا يمكن الاعتماد عليها في تغيير مجرى الاحداث.

اضاف الكاتب: الحقيقة ان اللاعبين السياسيين في المنطقة لا يستطيعون تجاهل تحول القوة من حليفي الولايات المتحدة مصر والسعودية الى مجموعة دول الشمال في الشرق الاوسط مما دفع الدول الاخرى فيه لتعديل مواقفها من اجل التكيف مع واقع القوة الجديد.خير دليل على ذلك هو لبنان اليوم، حيث نجد مواكب حلفاء الولايات المتحدة السابقين ونقاد الحكومة السورية، ومنهم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بل وحتى بعض زعماء حركة 14 آذار من المسيحيين تتجه الى دمشق أو تستعد للحج اليها، ولم يغب مغزى هذا عن أعين المراقبين في المنطقة بالطبع.

واذا كانت ادارة اوباما غير مدركة بالكامل هذه التطورات الا انها ستصطدم بهذا الواقع الجديد عندما تحاول الآن حشد تأييد العالم لجولة جديدة من العقوبات على ايران بعد ان أعلنت طهران اخيرا عزمها بناء عشرة مواقع اخرى لتخصيب المزيد من اليورانيوم. غير ان هذه العقوبات سوف تفشل على الارجح، ليس لأن روسيا والصين لن تكونا جادتين في تأييدها بل لأن تحالف الدول العربية المعتدلة المؤيدة للغرب بدأ يتحول ليصبح نمرا من ورق على ما يبدو. ولو تذكرنا تغير توازن القوة في المنطقة، الذي تمت الاشارة اليه سابقا، لتبين لنا ان الدول المعتدلة لم تعد في موقف يمكنها من مواجهة ايران وحلفائها على نحو فاعل. بل وحتى حرب اليمن الدائرة بين الحكومة والحوثيين، الذين ينتمون لطائفة شيعية معتدلة، لم تحرك شعورا واسعا بالعداء لدى السنة في العالم العربي نحو ايران اذ يرى الكثيرون في ما يجري هناك مجرد صراع داخلي على الرغم من تدخل المملكة العربية السعودية فيه.

ورأى ان على اوروبا والولايات المتحدة الاستعداد للتعامل مع الواقع الجديد المتمثل في بداية أُفول نجم حلفائها التقليديين في الشرق الاوسط وصعود نجم دول المحور السوري التركي الايراني، بل وكلما أسرع الغرب في تعديل موقفه هذا كان ذلك افضل لأن المسائل التي تهمه مثل: بروز ايران كدولة نووية، امن اسرائيل ومستقبل امدادات الطاقة لا يمكن حلها بتجاهل التحولات الجديدة الجارية الآن على مسرح الشرق الاوسط.

 

ربيع البطريرك خريف الجنرال 

محمد حسين شمس الدين/شفاف الشرق الأوسط  

ذات يوم من حقبة الوصاية السورية على لبنان، بدا لبعض المراقبين أنه لم يعد في "اقليم الشام” سوى رجلين يمكن ان يشار اليهما بالبنان: حاكم سوريا ولبنان والبطريرك المارني نصرالله بطرس صفير، في موقعين متواجهين، وكل على طريقته وبوسائله المتاحة.

وبالرغم من قلة "وسائل”البطريرك – بحسب سؤال "ستالين”الشهير حول عدد الدبابات التي كان يملكها "بابا” زمانه – إلا أن ثباته المعنوي المدهش، المشتق من صفات شخصية ومن إرث المؤسسة التي ينتمي اليها ويرأسها، جعله يبدو "ندا” لحاكم "اقليم الشام”الذي لا يطيق الأنداد ولا يفارق طبائع الاستبداد.

تلك الندية كانت لتكون "مبلوعة” في نظر الحكام السوري، لو أن البطريرك اكتفى بتسجيل تحفظه عما كان يجري، على طريقة “اللهم اشهد اني بلغت” ثم انسحب الى مربّعه الاكليريكي سائلا الله تعالى ان يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة! وكانت لتكون "مبلوعة” ايضا لو انه اكتفى بحراسة الشأن المسيحي الخاص، على قاعدة "انا رب هذه الابل وللبيت رب يربّيه!". وكانت لتكون "مرغوبة جدا “- في نظر الحاكم السوري بطبيعة الحال- لو أن البطريرك وجّه إعتراضه وغضبه صوب المسلمين اللبنانيين، معتبرا اياهم "غاصبي الإمتياز المسيحي"، مسهّلاَ بذلك على الحاكم الأجنبي سياسة "فرق تسد".

والحال ان ما فعله السيد البطريرك كان خلاف ذلك تماما:

فبدلا من تسجيل الموقف "المبدئي” ثم الانسحاب، تاركاً السياسة العليا الى حكمة "تجار الشنطة"، نهض بنفسه باعباء الدفاع عن القضايا الجوهرية المتعلقة بمعنى لبنان وكيانه. لقد وضع ثقل كرسيه وحيثيّته الشخصية في هذه الكفّة من الميزان، إيماناً منه بأن لا وزن للكرسي ولا للمجد الذي أُعطيَ له اذا ما انهار هذان، المعنى والكيان، امام عينيه، وكان هو شاهداً على بُهتان تاريخي ما بعده بهتان!

وبدلاً من يقصر همّه على حماية "المنزل” المسيحي في "البيت” اللبناني ذي المنازل الكثيرة – بحسب عبارة المؤرخ كمال الصليبي- فقد انبرى البطريرك لحماية البيت كله، على اساس رؤية ذات بُعدين وجوديين:

ان تصور الكنيسة لشهادتها ههنا لا ينفك عن مشروع الشراكة الانسانية في مجتمع لبناني واحد وتعددي، وأن أنصار "العودة الى وراء أركيولوجي" او "القفز الى أمام افتراضي" انما يسعون خلف سراب لا يمكنه ان يَعِدَ الجماعة المسيحية بمستقبلٍ كريم في هذه البلاد وفي هذا الزمن بالتحديد. بالتالي، فإن تداعي اركان "البيت اللبناني” لا يُبقي على معنىً لمنزلٍ فيه بمفرده، ولو حفظ ماء وجهه بـ"رشوة" يُعطاها زعيم من هنا او هناك.

أنه لا حلّ مسيحياً للمشكلة المسيحية في الاطار اللبناني، بل هناك حلّ وطني لمختلف المشكلات الطائفية. بالتالي "فإما ان يكون هناك حل للجميع او لا يكون، وبالجميع او لا يكون".

تلك الرؤية بيّنتها بوضوح لا يقبل التأويل، وربما للمرة الاولى في أدبيات الكنيسة، نصوصُ المجمع البطريركي الماروني الصادرة عن كرسي بكركي بتوقيع سيّدها في أيار 2006.

وبدلا من ان يجعل أولويته في مواجهة المسلمين – على ما كان يرى ويفعل أنصارُ الوصاية السورية من المسيحيين وفق اطروحة "تحالف الاقليات في اقليم الشام، ما بين علويين ومسيحيين وشيعة ودروز إذا أمكن، في وجه الاكثرية السنية"، وعلى ما سيرى ويفعل الجنرال عون بعد الانسحاب السوري، فقد سعى البطريرك الى نسج تفاهم داخلي/ اسلامي ومسيحي، حول اولوية الاستقلال تحت شعار "من حق اللبنانيين ان يحكموا انفسهم بانفسهم، وهم قادرون على ذلك”. وهكذا كانت مطالبته الصريحة بخروج الجيش السوري من البيت اللبناني بعيد انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان في ايار 2000.

على أي أساس يحكمُ اللبنانيون أنفسَهم بأنفسهم؟

ثمة جواب وحيد عن مثل هذا السؤال نقرأه في خطاب البطريرك على مدى سنوات: تطبيق اتفاق الطائف تطبيقاً سليماً، خلافاً لما جرى في الحقبة السورية من استنساب وتعسف وتعطيل... حتى اذا ما بانت ثغراته، بعد التطبيق، يصار الى سد تلك الثغرات من خلال المسالك الدستورية المنصوص عليها، ومن دون الإخلال بجوهر الاتفاق التاريخي الذي اعتبر المسيحيين "نصف لبنان" بِصرفِ النظر عن متغيرات الديموغرافيا، وما كان منها طبيعيا او قسريا.

ولا يُخفى أن جواب البطريرك – على نحو ما قرأناه – كان ردّاً على دُعاة “تعديل اتفاق الطائف” من دون انتظار نتائج التطبيق في إطار السيادة.

مما تقدم يمكن الاستنتاج ان رؤية البطريرك لحل مشكلة البينت اللبناني، واستطرادا مشكلة المنزل المسيحي فيه، كانت وفق المعادلة التالية: التفاهم الاسلامي – المسيحي قادر على تحقيق الاستقلال، والاستقلال الفعلي يتيح بدوره للبنانيين القدرة على إدارة شؤون بيتهم بدرجة مقبولة – إن لم تكن عالية- من الفضيلة الوطنية.

تلك الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل من تجربة تاريخية لعل اهم خلاصاتها- بصدد موضوعنا – إثنتان:

1 – ان الاستقلال الاول،1943، لم يكن ليتحقق إلا بفعل تفاهم إسلامي مسيحي، ساعدته ظروف إقليمية ودولية مؤاتية في ذلك الوقت، وانه (أي ذلك الاستقلال) كان يتعرض للانكسار، او ينكسر، كلما حدث سوء تفاهم بين الطرفين وتراكَبَ سوءُ التفاهم هذا على تدخل خارجي (لا يعتقد كاتبُ هذه السطور بأن التناقضات اللبنانية كانت وحدها في يوم من الايام كافية لإشعال حرب داخلية كما حدث في سنوات 1860 و1975، من دون تدخل العوامل الخارجية، وهو تاليا يستبعد تلك الاطروحة القائلة بأن “التكوين اللبناني التعددي يحمل في أحشائه أسباب انفجاراته الدورية").

2 – ان تجربتنا مع الوصاية السورية تفيد بأن سياستها في لبنان إنما قامت على ثلاثة أركان متكاملة:

  تسعير الخلافات بين المسلمين والمسيحيين، بحيث تستمر الحرب الساخنة (1975-1990) بصورة حرب باردة (1990-2005)، الامر الذي كان يتطلب الابقاء على المتاريس السياسية والطائفية والنفسية، كما يتطلب في الوقت نفسه ضرب اية محاولة لاعادة التفاهم بين المسيحيين والمسلمين في مهدها (تعطيل موجبات اتفاق الطائف وإسقاط مفاعيله).

– إقناع المسيحيين بأن سعيهم الى استرداد "حقوقهم السليبة" من “المسلمين” لا يمكن ان ينجح إلا ابالتعاون مع سلطة الوصاية السورية. في المقابل، وفي الوقت ذاته، إقناع المسلمين بأن الحؤول دون عودة "الهيمنة المسيحية" لا يتم ان ينجح إلا بالتعاون مع الوصاية ذاتها (الخوف المتبادل هو سيد الموقف). وهكذا يضع الجميع "بيضتهم" تحت “الدجاجة” السورية التي تفقّس لهم ما تشاء وحين تشاء.

– ولكي يؤدي الركنان السابقان وظيفتهما الوصائية على خير ما يرام، كان لا بد من إسنادهما بركن ثالث مفاده، ان اللبنانيين، بطبيعتهم، غير مؤهلين لإدارة خلافاتهم بأنفسهم، وأنهم في حاجة دائمة الى مرجعة خارجية من دونها لا يُؤتمنون على أحوالهم، وقد يسيئون الى الجوار. وقد جرى تسويق هذه الفرضية الظالمة "والبضاعة المغشوشة" على نطاقٍ واسع، في الداخل والخارج، تحت عنوان: "الوصاية السورية تشكل عامل استقرار للبنان والمنطقة".

لقد شكلت رؤية البطريرك ومواقفه، وطنيا ومسيحيا، الرد اللبناني على اطروحة الوصاية بفذلكاتها وألاعيبها، وبكل الدعم الاقليمي والدولي الذي حُظيت به تلك الوصاية على مدى سنوات طوال. وأي مؤرخ منصف لا يسعه إلا أن يؤمّن على نص المجمع البطريركي الماروني حين قال “لقد مرت سنوات من الجهاد، بالكلمة والموقف والحق والايمان لعبت فيها الكنيسة الماروني دوراً رئيسياً على مستوى الوطن كان من أبرز محطاته النداءُ الشهير في 20 ايلول 2000 الذي جاء بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي. لقد وضع هذا النداء الأسسَ لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر. (...) وشكلت انتفاضة الاستقلال، إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، لحظة تاريخية فتحت الباب للخلاص الوطني بتوحد الشعب اللبناني على نحو غير مسبوق. وان خروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، بعد ثلاثين عاما من سلطة الوصاية، كان تتويجاً لنضال الشعب اللبناني المقيم والمنتشر، وتوحّده، وبمثابة الحلم الذي تحول الى حقيقة". (النص 19، الفقرتان 32 و 33).

هنا قد يقول قائل: إذا كان الاستقلال يتيح للبنانيين القدرة على إدارة شؤونهم بأنفسهم – كما تزعمون – فلماذا لم ينجحوا في ذلك بعد نيسان 2005، ولماذا هذا التخبط العجيب على مدى خمس سنوات تنقص شهورا اربعة؟

هذا تساؤل وجيه ومشروع، استنادا الى وصف حالتنا الراهنة، وهو غير دقيق إذا افترض ان استقلال 2005 كان فعليا. ويغدو التساؤل "خبيثا" إذا أريد من ورائه توكيد نظرية الوصاية القائلة بأن اللبنانيين غير مؤهلين بطبعهم وطبيعتهم، لحكم انفسهم بأنفسهم. فالحال ان استقلال 2005 لم يكن "ناجزا"، وما زال كذلك حتى اللحظة. يمكنُ القول، بعبارة اخرى، ان معركة الاستقلال ما زالت مستمرة وبتعقيدات اكثر من السابق ربما، وهي مستمرة تحت عناوين "السيادة الفعلية" بما يتجاوز "الاستقلال الشكلي".

غير أن هذه المسألة تحتاج الى مزيد من التأمل والتدقيق، من خلال الإجابة عن سؤال آخر =: لماذا لم يصبح الاستقلال ناجزا وفعليا حتى الآن =، بالرغم من انسحاب الجيش السوري، وبالرغم من تلك الانتفاضة الشعبية الفريدة في تاريخ لبنان والمنطقة؟

الإجابة عن هذا السؤال الأخير تستدعي النظر في ثلاث مسؤوليات:

مسؤولية الحركة الاستقلالية نفسها، مسؤولية الحركة المضادة، ومسؤولية التعقيدات الاقليمية والدولية المستجدة بعد الانسحاب السوري، على ان يكون النظر في تلك المسؤوليات الثلا موضوعيا ونقديا لا تبريرياً. ولما كان هذا المقال بحسب تصميمه وعنوانه لا يتّسع للنظر المطلوب من جوانبه الثلاثة، لأنه - أي المقال – مخصص للمقارنة بين خيارين مختلفين للبنان والمسيحيين من خلال البطريرك صفير والجنرال عون تحديداً، فإني سوف اتابع في سياق الموضوع الاصلي على ان الزم نفسي بالكتابة عن الموضوع الآخر لاحقا – علما ان الجنرال عون يدخل في سياق "الحركة المضادة" كما سنرى، مثلما يدخل البطريرك صفير في سياق "الحركة الاستقلالية" كما رأينا وسنرى.

إذاً، فقد رأت الكنيسة المارونية في انتفاضة الاستقلال "خلاصا وطنيا" و"حلما تحوّل الى حقيقة". وهو ما مهدت له خيارات البطريرك صفير ومواقفه ومبادراته على مدى 15 سنة في سبيل تضامن وطني يحقق الاستقلال: من تقديمه الدعم الضروري والكافي لاتفاق الطائف – 1989 – 1990 (باعتباره اتفاقا لسلام لبنان وعودة الدولة وخطوة إصلاحية كبرى "تأخرت خمس عشرة سنة" – (نصوص المجمع ص 712 – 714) ، الى موقفه الحازم في وجه الاعتداءات الاسرائيلية (تموز 1993 ونيسان 1996... ) الى رعايته مع المرجعيات الروحية الاخرى "اللجنة الوطينة الاسلامية – المسيحية للحوار اللبناني" التي انطلقت من قمة بكركي الروحية صيف 1993، الى رعايته الاعمال التحضيرية لـ"السينودوس من اجل لبنان" منذ 1993 ، الى تسلمه "راية الارشاد الرسولي" 1997، الى إطلاقه " نداء الاستقلال" في ايلول 2000 ، الى رعايته مصالحة الجبل التاريخية 2001، الى إحتضانه "لقاء قرنة شهوان" 20001 (بوصفه مبادرةُ وصلٍ وتفاهم في اتجاه المسلمين على قاعدة "نداء الاستقلال")، الى مباركته ودعمه جميع المبادرات التواصلية، منذ 2001 حتى أواخر 2004، التي أفضت الى تكوين أوسع تضامن وطني واستقلالي عشية الانتفاضة خلال "لقاء البريستول".

إذا كانت سيرة البطريرك ما بين 1990 و2005 تخّوله ان يحمل بجدارة عالية لقب "الحائك" الاول لشبكة التضامن اللبناني الذي استولد الاستقلال الثاني، فإن سيرته بعد العام 2005 تشهد انه ما زال "ضمير الحركة الاستقلالية اليقظ والمؤتمن على مبادئها التي بيّتاها سابقا في الحديث عن رؤيته" . كذلك قام البطريرك، قبيل الانتخابات النيابية الاخيرة وبعدها، بلعب دور استنهاضي وتوجيهي عزّ نظيره حين كانت الحركة الاستقلالية تعاني من وهن وارباك فادحين.

أين كان الجنرال من كل ذلك؟

بداية وقف الجنرال ، من موقعه على رأس الحكومة والجيش، ضد اتفاق الطائف. ويا لها من وقفة مفجعة. فقد أدت، مقترنة بنشوة السلطة وبإدارة للصراع السياسي ضيقة الافق شديدة النزق.. أدت الى "حرب الالغاء"، إلغاء الأخوة، التي جرّدت الجماعة المسيحية مما كان يؤهلها لدخول مرحلة اتفاق الطائف بندّيّة مع المسلمين ولمواجهة مشروع الوصاية بفعالية. لذا كَتَب الذين اعدوا الخطوط العريضة لسينودوس الاساقفة من اجل لبنان سنة 1993: "إن كنيسة لبنان جُرحت في صميم جسدها، ولكنها امتّحنت بنوع خاص امتحانا ذريعا في ضميرها. فقد شاهدت ابناءَها يُقتلون ويَقتلون ويتقاتلون..." (الارشاد الرسولي ، عدد 10). هذا، ولم يغادر الجنرال البلاد الى منفاه الباريسي الوثير، إلا بعد ان شاهد الغوغاء، غوغاؤه، تهتك حرمة بكركي وسيدها شخصيا.

بعد ذلك لم يكن للجنرال اي مساهمة تذكر في نسج التضامن اللبناني الذي استولد الاستقلال الثاني عام 2005. نقول هذا من دون ان ننكر على "أبناء التيار الوطني الحر" تضحياتهم، وما تعرضوا له من اضطهاد مع اللبنانيين الآخرين تحت حكم "النظام الامني" السوري – اللبناني". ولكننا نشدد على معيارية "نسج التضامن الداخلي" لاننا نرى فيه الوسيلة الأنجع والأسلم لممارسة "المقاومة" في التكوين اللبناني الخاص، من دون ان نستثني اية "مقاومة" مارسها اللبنانيون على اختلاف تشكيلاتهم وانحيازاتهم منذ 1996 حتى الآن.

ربما ينبغي مناقشة الجنرال عون في سيرته بعد العام 2005 بنوع خاص. ذلك ان مشكلته مع نفسه، او مشكلتنا معه، لم تعد تكمن في خطأ الأداء – إذا أحسنّا الظن – بل في خطأ الإختيارات.

بعد عودته الى لبنان ، بفضل انتفاضة الاستقلال اياها، والتي كان قد نأى بنفسه عن مسيرة تضامنها، انحاز سريعا الى فريق "الانتفاضة المضادة" تحت مقولات غرائبية عبّر عنها بصورة واضحة او مواربة. من بينها:

"أنا صاحب الفضل الاول في استعادة الاستقلال... وما استشهاد رفيق الحريري إلا حادثة عابرة"! وعليه، فقد ارتكبت "الحركة الاستقلالية " من وجهة نظره خيانة عظمى لانها لم تستقبله استقبال الفاتحين لدى عودته ولم تسلّمه مفاتيح المدينة! ولسوف يكون لهذا "اللاإستقبال" أثره العميق في نفس الجنرال الذي سيبني على الشيء مقتضاه، والذي لن يرى في المرآة حين يقف امامها، بعد ذلك إلا صورة نبي أنكره أهله قبل صياح الديك! علما ان العارفين بوقائع الامور يؤكدون ان حاشية الجنرال حرصت على عدم مشاركة "جماعة الاستقلاليين" في استقباله إلا افي أضيق حدود، وأن الجنرال نفسه كان قد حزم امره وحقائبه في الإتجاه الآخر قبل مغادرته باريس المحروسة!

"لقد خرجت سلطة الوصاية السورية من لبنان، ولم تعد تشكل اي تحدٍّ للمسيحيين. التحدي الجديد بات يتمثل في الوصاية الاميركية التي سلمت السلطة الى السُنّة"! وعليه فإن معاركه المقبلة ستكون بمثابة "حروب إسترداد" ( reconquista) ضد المسلمين لفظيا وضد "السُنّة" تحديدا وحصريا بالمعنى السياسي. ولسوف يترتب على هذا "الخيار الكيدي" تحالفات تبدأ من هنا الى دمشق فطهران، وتعرّج على الدوحة ذات القلب الكبير الذي يتّسع لحب اميركا واسرائيل ومقاومة "حزب الله" وجهاد الشيخ ابن لادن ، جميعا وفي آن واحد ... فتأمل!

"ينبغي تعديل اتفاق الطائف والدستور بما يتيح لرئاسة الجمهورية استعادة صلاحياتها السابقة". ولما كانت هذه الرئاسة لا تليق إلا به شخصيا وحصريا، فقد كان شعارُهُ، أثناء أزمة الرئاسة ما بين 2005 واتفاق الدوحة، مستلهماً من عنوان المسلسل المكسيكس "انت او لا أحد".

ولما كان شعار "إستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني" لا يناسب حليفه "حزب الله"، الذي يسعى الى مثالثة سنية – شيعية – مسيحية على انقاض المناصفة المسيحية الاسلامية، فقد رأينا الجنرال عون – مع ثباته على مطلب "إستعادة الصلاحيات"- يروج لفكرة "المثالثة" بدعوى ان "صيغة الطائف لم تعد صالحة للعمل في موازين القوى الجديدة". كيف يمكن، والحالة هذه، التوفيق بين شعارين متعارضين لدى الشخص ذاته؟ المسألة بسيطة: لا يهم الجنرال من "المثالثة" سوى انها تتيح له – بدعم من "حزب الله" ومن سوريا إذا أمكن – أن ينفرد بزعامة الثلث المسيحي، فيعقد ثنائية مع الثلث الشيعي، ليهزم "بيت القصيد" أي الثلث السني! أم أن تنزل حصة المسيحيين بذلك من النصف الى الثلث فهذا، على ما يبدو، "آخر همه"! وربما تزيّن له نفسه، أو بعض العباقرة المحيطين به، أن الثلث المسيحي بزعامته – وقد أصبح التناقض بين السنة والشيعة تناحرياً لا شفاء منه – يستطيع ان يهزم الثلثين الآخرين ، بعد ان يتكفل كل منهما بإنهاك صاحبه!

تحت هذه المطالعة ذهب الجنرال عون الى توقيع "وثيقة التفاهم" مع حزب الله قبيل حرب تموز 2006. وقد جاء "النصر الإلهي" ليشير الى "بركات" ذلك التفاهم. فما إن وضعت الحرب اوزارها، بفضل القرار الدولي 1701، المؤسَّس على همة الحكمة اللبنانية "المقاوِمة" بحسب رئيس مجلس النواب، حتى اندفع "الجنرالان" عون ونصرالله الى ترجمة "النصر الالهي" في الداخل اللبناني او بالاحرى "على" الداخل اللبناني، رافعين شعار "إسقاط الحكومة العميلة"، ودافعين بجمهورهما الى احتلال وسط المدينة ومحاصرة السراي الحكومي! ولما لم يفلح الحصار، على مدى سنة ونصف السنة، في تحقيق غايته، جاء دور 7 أيار 2008. أعجبُ ما في ذلك اليوم ليس انتهاكُ حرمةِ عاصمة العيش المشترك بالسلاح المليشياوي بل إطلالة الجنرال عون على اللبنانيين مبشرا اياهم بأن "الأمور قد حُسِمَت... وسترون العجائب!".

والحال أن اجتماع الدوحة قد أَفهمَ الجنرال بالعربية الفصحى، وأحيانا بالفارسية الفصحى، أن 7 أيار لم يستطع إسقاط الحكومة اللبنانية الشرعية بالقوة، ولن يستطيع رفعه الى سدة الرئاسة بالقوة! لقد أُسقط في يد الجنرال ولكنه، بدلا من ان "يستنتج" و"يستدرك"، أوغل في الرهان على سلاح "حزب الله"، الامر الذي يشير الى مدى ارتهانه لهذا السلاح. من هنا رأيناه على "طاولة الحوار" يقترح استراتيجية دفاعية تقوم على "تعويم" سلاح حزب الله ، من خلال تعميم السلاح في جميع المناطق اللبنانية. ولما قال البطريرك صفير إن الديمقراطية والسلاح لا يجتمعان، رد عليه الجنرال: "فليقل لي البطريرك أين أذاه هذا السلاح لأقف بجانبه".

ردُّ الجنرال عون في المشهد الطائفي الحالي، يُقرأ على المعنى التالي: إذا كان سلاح حزب الله موجها في الداخل نحو جماعة السُنّة، فاي مصلحة للمسيحيين في التصدي لهذا السلاح؟! وحين يقول الجنرال، في معرض رده على البطريرك، "لو كنت املك الاموال الكافية لكنت جلبت السلاح من اجل تحرير فلسطين"، فإنه يوحي للكثيرين برغبته في التسلح من ترسانة "حزب الله". وعلى اي حال، فإن إخلاص الجنرال لحزب الله دفعه مؤخرا الى التبرع بشهادة ما انزل الله بها من سلطان ولا يطيقها حزب الله نفسه، وذلك حين صرح لصحيفة الشرق الاوسط بأن الشيعة في لبنان – بمن فيهم جماعة حزب الله – لا يؤيدون ولاية الفقيه!.... فتأمّل.

لقد بدأ هذا المقال بالحديث عن ربيع البطريرك، ونختمه بـ"خريف الجنرال"... فسبحان الذي بيده كل الفصول.

 

 

متفرقات - البطريرك صفير والأساقفة الموارنة نعوا المثلث الرحمة المطران عيد

جثمانه يسجى غدا في كاتدرائية مار جرجس المارونية - بيروت ويجنز عند الثالثة

وطنية - نعى كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومجمع أساقفة الكنيسة البطريركية المارونية، رئيس أساقفة صيدا المارونية المطران الياس نصار ولفيف كهنة الأبرشية، رئيس أساقفة دمشق المارونية سابقا المطران ريمون عيد، وعموم عائلة عيد في لبنان والمهجر، المثلث الرحمة المطران إميل عيد الوكيل البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما سابقا والقائم بمهام عليا في مختلف دوائر الفاتيكان وخصوصا في التعليم والقضاء والتشريع والتمثيل الدبلوماسي لدى المجلس الأوروبي والذي أنهى شوطه في التدابير الكهنوتية صباح الثلاثين من تشرين الثاني 2009، مستودعا حياته المسيح عظيم الأحبار، راجيا عنده مكافأة من أنهوا خدمتهم وحفظوا إيمانهم.

يسجى جثمانه يوم الأربعاء 2 كانون الأول 2009 في كاتدرائية مار جرجس المارونية - بيروت، العاشرة من قبل الظهر، حيث تقبل التعازي حتى موعد صلاة الجناز الثالثة بعد الظهر.

تقبل التعازي يومي الخميس والجمعة 3 و4 الحالي في قاعة كنيسة قلب يسوع الأقدس شارع سامي الصلح - بيروت من العاشرة قبل الظهر حتى السابعة مساء.

وهنا نبذة عن حياته:

الوكيل البطريركي الماروني العام لدى الكرسي الرسولي، قاض لدى المحكمة العليا في الفاتيكان.

ولد في 15 آذار 1925 في بلدة مزرعة الظهر - الشوف - لبنان، أبوه داوود فارس عيد، والدته مريم يوسف عيد.

انهى دروسه من جامعة القديس يوسف في بيروت ، ثم دروسه العليا في جامعة لاتران الحبرية في روما ، وفي الروتا الرومانية المقدسة. حائز على بكالوريوس في اللاهوت، ودكتوراه في القانون الكنسي والمدني. حائز أيضا على ديبلوم قاض في المحكمة المقدسة -الروتا وشهادة في الدراسات العليا في العلوم الاسلامية من جامعة القديس يوسف - بيروت وديبلوم في الاداب العامة من معهد الدراسات العليا في بيروت.

-استاذ الفلسفة واللاهوت في الاكليريكية المارونية البطريركية ( لبنان 1951-1953).

- قاض في المحكمة الاستئنافية البطريركية( 1952- 1955).

- كاهن رعية جزين ونائب اسقفي لمنطقة جزين ( 1955 -1957).

- خبير في المجمع الفاتيكاني الثاني المسكوني( 1962-1965).

-أستاذ الحق القانوني المقارن مع الحق اللاتيني في جامعة القديس انسالم في روما منذ (1962).

- مستشار في المجمع المقدس للكنائس الشرقية.

- مستشار في اللجنة الحبرية لاعادة النظر في مجموعة قوانين الكنيسة.

- سكرتير جمعية حقوق الكنائس الشرقية (1969).

- عضو فاحص للاكليروس الروماني منذ (1968).

- عضو في اللجنة المسكونية في أبرشية روما منذ (1968).

- الوكيل البطريركي الماروني العام لدى الكرسي الرسولي منذ(1958).

- مدعي عام ومحامي الوثاق في المحكمة العليا للكرسي الرسولي (منذ تشرين الثاني 1969).

- قاض في المحكمة العليا للكرسي الرسولي منذ (1990).

- سيم أسقفا (1983).

- نائب رئيس اللجنة الحبرية لاعادة النظر في مجموعة قوانين للكنائس الشرقية (1983).

- مندوب دائم للكرسي الرسولي في المجلس الاوروبي لعدة سنوات.

- طوال ثلاثين سنة، عمل على إعادة فتح المدرسة البطريركية المارونية في روما بعد ان اغلقت ابوابها في الحرب العالمية الثانية.

- تقاعد لدى بلوغه السن القانوني، ثم عاد الى وطنه الام - لبنان.

منشوراته:

-"الوجه القانوني للبطريرك"، روما، 1962.

- ساهم في عدة مقالات: معجم في اللاهوت ، HERDER VERLOG، فريبورغ.

مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، الفاتيكان 1977، ثم الترجمة العربية .