المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
5 كانون الأول/2009

انجيل متى 21:15-28

ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فاتت وسجدت له قائلة يا سيد اعني. فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة.

 

مطالبة بكركي بتخيير "حزب الله" بين الدولة الواحدة أو "الانفصال"!

 أوساط سياسية وروحية واغترابية تدعوها إلى تحديد شروط "العيش المشترك" في ندائها الحادي عشر

مقاتلون من "حزب الله" خلال أحد العروض العسكرية في الضاحية الجنوبية لبيروت

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة/دعت اوساط سياسية وروحية مسيحية في لبنان وواشنطن وباريس البطريرك الماروني نصرالله صفير واساقفة الطائفة الى "حسم مواقفهم المتتالية من قضية سلاح "حزب الله" بعد تبلور مضامين الوثيقة التي اعلنها امينه العام حسن نصرالله الاسبوع الفائت وحدد فيها اطر دويلته الطائفية على اساس "مبادئ الولي الفقيه وعقائده السياسية والدينية", واصراره على ان تكون مقاومته رديفا للجيش اللبناني وقيادته صنوا للدولة, وبعد ما سمعوه من حصان طروادته ميشال عون خلال حضوره اجتماع المطارنة الموارنة في بكركي الاربعاء الفائت من طروحات حول ذلك السلاح لا تختلف في شيء عن طروحات "وليّه الفقيه" نصر الله, وذلك في موقف علني موحد وحازم يحدد الخطوط العريضة الثابتة والاساسية والنهائية للمسيحيين في لبنان على ضوء التطورات الداخلية الخطيرة التي غيرت الكثير من ملامحه المشرقة منذ "النداء الاول" للمطارنة العام 2000 الذي خلخل الاحتلال السوري تمهيدا لاقتلاعه من جذوره بعد خمس سنوات في ابريل 2005".

وطالبت قيادات سياسية في "الاتحاد الماروني العالمي" والمؤسسات اللبنانية الاغترابية في كل من واشنطن وسيدني واوتاوا وباريس البطريرك واساقفته في بكركي امس بإصدار "النداء 11" الذي "يحدد ثوابت المسيحيين اللبنانيين في الداخل والعالم على اساس الامتناع عن المشاركة في وطن بات جزء من ملامحه التاريخية ايرانيا وجزء آخر سوريا, يجري الدفع به بالقوة وبسرعة نحو الدول المارقة ومحاور الشر والحروب والويلات رغما عن ارادة الشريحة الاوسع فيه المتمثلة بالغالبية النيابية والحضارية والديمقراطية الجانحة نحو السلم والاستقرار والعيش الكريم".

وقالت القيادات في اتصالات ب¯"السياسة" في لندن منذ اعلان نصرالله وثيقة حزبه الثانية هذا الاسبوع, ان "نداء بكركي الحادي عشر" يجب "ان يحسم الموقف المسيحي مرة واحدة والى الابد من النظرة النهائية الى لبنان المنشود مستندا الى الطوائف الاسلامية الاخرى المتعاطفة مع طروحات المسيحيين حول السيادة والحرية والاستقلال وتحويل البلد الى واحة امان وسلام واطمئنان وبحبوحة, وهي الشريحة الاسلامية الكبرى ممن تحول "لبنان اولا" الى شعارها الذي كانت البطريركية المارونية وبطاركتها المتعاقبون, رفعوه منذ عشرات السنين وحصلوا من خلاله على الاستقلال, ومازال حتى الآن مرفوعا في وجه الدويلات الهجينة داخل الدولة المتخمة بالسلاح والمال الخارجيين وبالتنظيمات الميليشاوية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية غير المرتبطة بالكيان, وفي وجه المد الطائفي - المذهبي العلني - (ولاية الفقيه) الذي حظره اتفاق الطائف وافتى بإلغائه والحد من تعاظمه باتجاه قيام دولة مدنية متنوعة تحترم خصائص الطوائف الثماني عشرة التي منها يتكون المجتمع اللبناني ولا تتصارع في ما بينها على اسس طائفية او مذهبية رجعية, مع التمسك بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن والمحافل الدولية الاخرى لصالح قيام الدولة اللبنانية الحقيقية".

ورأت القيادات السياسية والروحية اللبنانية ان "النداء 11" يجب ان "يجري اطلاقه بالتشاور مع اغلبية اللبنانيين التي سيطرت على الانتخابات البرلمانية الاخيرة, ومن ثم على حكم البلد بكل مفاصله كما هو مفترض في الانظمة الديمقراطية, بحيث يُحدث الصدمة الكبرى على الساحات الداخلية والعربية والدولية ويفسح المجال امام تلمس اللبنانيين طريقهم الصحيح الى الانتهاء من مصائبهم وكوارثهم المتلاحقة المستمرة بسبب انتشار السلاح بين ايدي احزاب عقائدية دينية متزمتة تتخذ من نظام ولاية الفقيه في ايران شعارها في ممارسة هيمنتها على لبنان واللبنانيين, تماما كما يتخذ نظام آيات الله في طهران من برنامجه النووي واعتداده بترساناته العسكرية, شعاره الاوحد لابتزاز المجتمع الدولي والمجتمعات العربية الآمنة المستقرة, للوصول الى اهدافه الطائفية والمذهبية التي يحاول فرضها بالقوة على دول الشرق الاوسط.

وقالت القيادات اللبنانية ان "النداء 11" للبطريرك صفير واساقفة طائفته "سيمهد الطريق لعقد مؤتمر عام يضم مختلف الطوائف المسيحية ومن يشاء حضوره من الطوائف الاخرى, يضع برنامجا وطنيا شاملا مقتبسا من اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور الدولة, لكنه يحدد طرق العيش من الآن فصاعدا مع الطرف الآخر الذي يقوده رجال دين يخلطون العقيدة بالسلطة السياسية ويبنون عليها نهجهم الهجين المستورد لقلب نظام الحكم الديمقراطي الاستقلالي الحر نحو نظام ديني متعصب هو امتداد لنظام علي خامنئي المشتبك مع العالم بأسره بسبب آرائه ومعتقداته الرجعية".

واكدت "ان البطريرك صفير عندما يعارض طرح موضوع "إلغاء الطائفية السياسية" الذي اعاد نبيه بري حليف دويلة الولي الفقيه والضارب بسيفها طرحه, فإنه يقصد تماما رفضه إلغاء الطائفية من طرف واحد مسيحي وسني فيما هيكلية الحزبين الشيعيين, "حزب الله" و"حركة امل" قائمة على التطرف في فرض عقيدتها الدينية بالقوة, كما انها تقاد من رجال دين لا يؤمنون بالديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية المتحررة من القيود الطائفية والمذهبية, وهذا تحديدا ما يرمي اليه البطريرك الماروني من تكرار مقولته انه يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص طوال السنوات التي اعقبت اتفاق الطائف".

ونقلت القيادات اللبنانية عن مراجع روحية مارونية قولها انه "حيال عدم قدرة اللبنانيين لا الآن ولا غدا ولا بعد غد على تحقيق قيام الدولة الحرة المستقلة غير منقوصة السيادة خصوصا على كامل اراضيها, بسبب الغلو الطائفي والمذهبي لدى شريحة مهمة من الناس, وحيال غياب المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته المتعلقة بدعم هذه السيادة ونزع سلاح الميليشيات وتغليب القوة العسكرية للدولة على كل ما عداها من جيوش ومنظمات وفصائل ومجموعات تدار من خارج الحدود, وحيال التغيير الهائل الذي حدث في صفوف الطائفتين السنية والدرزية خلال الاعوام الخمسة الماضية باتجاه التمسك بلبنان ككيان يجب ان يستمر ويتعزز ويقوى, فإن "النداء 11" للمطارنة الموارنة يجب ان يطرح للمرة الاولى منذ الاستقلال موضوع "العيش المشترك" الوارد في الدستور على اساس فيدرالي او كونفيدرالي او اي نوع من انواع الحكم الذاتي لمرحلة متوسطة من الزمن, تقرر فيها الاطراف اللبنانية كافة, على اساس تجربتها, اما الاستمرار في الدولة الموحدة السيدة الحرة المستقلة من دون منافس, واما ذهاب كل فريق في طريق لأن الشعب اللبناني لم يعد قادرا على مواجهة اوضاعه المزرية الراهنة الذاهبة يوما بعد يوم من سيئ الى اسوأ". وكانت بكركي اصدرت حتى الآن منذ "بيانها الاول" العام 2000 عشرة بيانات اتسمت كلها بالخطورة, الا ان البيان الحادي عشر المطلوب يجب ان يكون الاشد تأثيرا وحسما بالنسبة لمستقبل ومصير لبنان".

 

تفرد عون وإلغاؤه الديمقراطية "فككا" تياره وخسارة الانتخابات البلدية تودي به إلى الهاوية

 تاريخ من النزاعات داخل "الوطني الحر" فجره استبعاد الجنرال الحزبيين من الحكومة

بيروت - "السياسة": يعيش "التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون أزمة داخلية حادة تشكل امتداداً وتجدداً لأزمة مزمنة عمرها من عمر التيار نفسه, وتعبر عن نفسها في كل مرحلة بتمرد مجموعة من القيادات, مدعومة من جزء من القاعدة الحزبية, على أوامر وتعليمات الجنرال. وقد أطلق الموجة الأخيرة من الاحتجاج اللواء عصام أبو جمرا الذي رفض مع عدد من القياديين تفرد عون بقرار توزير شخصيات غير حزبية لتمثيل التيار في الحكومة الجديدة, بالرغم من لقائه "الجنرال" في الأيام القليلة الماضية, لكن شيئاً لم يتغير في موقف الرجلين.

تاريخ من التشرذم

ولفهم طبيعة الأزمة المزمنة ينبغي العودة إلى البدايات, ف¯"التيار الوطني الحر" هو في الأساس مجموعات من المناصرين والمؤيدين في مناطق لبنانية مختلفة, رفعوا شعاراً سياسياً شعبوياً فضفاضاً هو دعم العماد ميشال عون يوم كان رئيساً للحكومة الانتقالية في عام 1989 والذي خاض حرباً عسكرية ضد الجيش السوري في لبنان. ومع خروج عون من قصر بعبدا في عام 1991 وانتقاله إلى باريس استمرت هذه المجموعات بالعمل متفرقة من دون أي إطار تنظيمي يجمعها ويوحد موقفها وحركتها, حتى أن تواصلها مع عون كان يتم بالمفرق من خلال زيارات بعض مسؤولي هذه المجموعات للجنرال في فرنسا. هذا التشرذم والانقسام كانت تبررهما الظروف التي كانت قائمة أيام الوصاية السورية, ما لم يسمح بقيام حزب متماسك يؤطر كل الأفراد والمجموعات.

وقبيل عودته إلى لبنان, أنشأ عون نواة حزب المستقبل من خلال جمع كل مسؤولي المناطق في إطار واحد اسمه "الهيئة التأسيسية" تتولى العمل على وضع النظام الداخلي للحزب وتنظيم الهيكليات التي ستنظم عليه بنية الحزب. ولكن هذه الخطوة كشفت سريعاً حجم التباينات في الطموحات الشخصية لدى كل مسؤول مجموعة أو منطقة, فتحولت الهيئة إلى ميدان صراعات فردية من جهة, وانقسمت من ثم إلى مجموعات محسوبة على هذا أو ذاك من زعامات التيار العوني.

وحدة ثم تململ

في مايو 2005 عاد عون من العاصمة الفرنسية في عز الاستعدادات للانتخابات النيابية, فالتف "العونيون" بجميع أطيافهم حوله لخوض المعركة, وذابت الخلافات الداخلية للحظة, وكذلك التف المسيحيون أيضاً حوله بعد أن استفزهم "التحالف الرباعي" في تلك الانتخابات, فنجح عون مع حليفه الياس سكاف في حصد 21 مقعداً نيابياً غالبيتها الساحقة مسيحية. ولكن مع نهاية المعركة تبين للعونيين أمران جوهريان, الأول أن الجنرال تخلى عن العديد منهم في الترشيحات للانتخابات النيابية وخصوصاً في دائرة جبيل - كسروان, والثاني أن فوزه في المتن وزحلة يعود إلى تحالفات مع رموز من عهد الوصاية السورية, وبدعم واضح من رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود, وكانت تلك بداية أزمة الثقة السياسية داخل "التيار الوطني الحر".

بعد الانتخابات باشر عون معركة الدخول إلى الحكومة فتوقفت الاحتجاجات الداخلية وخصوصاً من قبل كبار القياديين من طراز أبو جمرا أملاً منهم بالتوزير, لكن تعنت الجنرال في مفاوضاته مع الرئيس فؤاد السنيورة ومطالبته بالحصة الوزارية المسيحية كاملة أبعدته عن الحكومة نهائياً. جاء هذا الإخفاق السياسي ليعطي المعترضين على التفرد العوني حجة إضافية على ضرورة الشروع الفوري في عملية تحويل التيار إلى مؤسسة حزبية تنتخب قيادة جماعية.

عام مفصلي

شكل عام 2006 مفصلاً هاماً في حياة "التيار العوني", حيث رضخ الجنرال بالفعل لمطالبات قاعدته وقرر إطلاق عملية التأسيس, ولكنه قبل ذلك قام بخطوتين بالغتي الأهمية والخطورة في حياة التيار السياسية, فوقع بقرار منفرد ورقة التفاهم مع "حزب الله" في فبراير, بعد أن تفاوض صهره جبران باسيل على مضمونها مع الحزب, فنسفت الورقة كل الفلسفة السياسية والنضالية التي قام عليها وراكمها تياره خلال عقد ونصف العقد, ثم قرر استباق العملية الديمقراطية داخل هذا التيار, فنظم سلفاً عملية اختيار قيادته المستقبلية.

وفي شهر يونيو انعقدت الهيئة التأسيسية التي تضم 150 عضواً وعلى جدول أعمالها إقرار النظام الداخلي للتيار, والتي كانت لجنة مصغرة ومكلفة من عون وضع مشروعه, وأبرز ما في هذا النظام آلية تشكيل القيادة (المكتب السياسي), إذ اقترح عون أن يعينهم بنفسه ومن ثم ينالون دعم المؤتمر العام, وفي المقابل اقترح المعارضون أن يجري انتخابهم مباشرة من المؤتمر. تواجه الاقتراحان وجرى التصويت دخل الهيئة التأسيسية فربح اقتراح عون بفارق بسيط بعد أن تم استبعاد حوالي ثلاثين صوتاً معارضاً "لأسباب تقنية".

خرج مؤسسو التيار الفعليون من ذلك الاجتماع خائبين يراودهم شعور بأن الجنرال لا يريد حزباً ديمقراطياً, إنما يريد الاستمرار في ما اعتاد عليه خلال حياته العسكرية السابقة, أي إعطاء الأوامر فحسب.

بعد ذلك, وقعت حرب يوليو 2006 ومضى عون في خياره السياسي الجديد في تغطية "حزب الله" ومغامراته العسكرية, ولم يجد موقفه هذا إلا الاعتراض والاحتجاج الصامت دخل تياره. وعندما بدأ "حزب الله" وحلفاؤه تحركهم الانقلابي في الشارع بالتظاهر واحتلال وسط العاصمة, شارك عون في هذه الحركة من دون تياره, فكان اللون البرتقالي الأقل حضوراً في ساحات بيروت وشوارعها.

في نهاية عام 2007, كان مقرراً عقد المؤتمر التأسيسي الأول ل¯"التيار الوطني الحر", وروج الإعلام العوني معلومات عن استعدادات حثيثة لإنجاح انطلاقته التأسيسية, ولكن الواقع أن اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اجتماع الهيئة التأسيسية, والمكلفة تنظيم المؤتمر, شهدت خلافات كبيرة بين أعضائها وانتهت إلى الانقسام على نفسها, وتوقفت عن العمل وعقد الاجتماعات في أغسطس 2007, وطار المؤتمر في مهب الخلافات, خصوصاً أن حالة التململ السياسي بلغت أوجها مع انخراط عون في عملية تعطيل الانتخابات الرئاسية في خريف ذلك العام, ما شكل سبباً إضافياً لاعتكاف كثير من الناشطين العونيين في منازلهم أو الانتقال إلى أحزاب سياسية أخرى.

موجة جديدة

في عام 2008 استمر التخبط الداخلي في "التيار الوطني الحر" ولم يستطع عون إعادة جمع فلوله لعقد المؤتمر وفق رغبته. كانت القاعدة الحزبية قد ابتعدت عنه إلى غير رجعة, فانفرط عقد قطاع الطلاب والشباب, فخسر التيار كل الانتخابات الطالبية في الجامعات على المستوى الوطني. وانقسم قطاع النقابات, فخسر التيار أيضاً الانتخابات النقابية حيثما خاضها. ولكن ما أنقذ الموقف جاء من خارج التيار, إذ قدم "حزب الله" لحليفه عون هدية الدخول إلى الحكومة رغم انحسار شعبيته المسيحية ورغم انفراط عقد قاعدته الحزبية, فدخل "التيار الوطني" إلى حكومة الرئيس السنيورة الثانية محمولاً على سلاح انقلاب مايو 2008. فاستغل عون الفرصة ليسكت الاحتجاجات القيادية, من خلال توزير ثلاثة حزبيين من الرعيل الأول هم أبو جمرا وماريو عون وجبران باسيل, مع وعود كثيرة لآخرين بترشيحهم للانتخابات النيابية المقبلة.

ومع نهاية 2008 وبداية عام 2009, سرعان ما تبخرت الوعود الانتخابية, عندما لاحظ عون أنه لا يستطيع إرضاء جميع الحزبيين لسببين, الأول كثرتهم, والثاني أنه يحتاج إلى أكبر عدد من المستقلين غير الحزبيين, ولأصوات ناخبيهم لخوض الانتخابات وربحها. وقد جاءت النتائج لتؤكد الكارثة التي حلت بالقاعد العونية, إذ احتاج عون إلى حلفائه الشيعة وحزب "الطاشناق" الأرمني ليفوز بالمقاعد التي نالها وبنسب تراجعية عما حازه في انتخابات 2005.

قاد أبو جمرا في دائرة الأشرفية, وآلان عون في بعبدا, وسيمون أبي رميا في جبيل, وزياد اسود في جزين, ونبيل نقولا في المتن, وسليم عون في زحلة, معارك داخلية وعلنية لفرض ترشيحهم في الانتخابات, بعدما تناهى لهم أن باسيل يعمل على إبعادهم, فاستطاعوا كل في دائرته تأليب القاعدة الحزبية وفرضوا أنفسهم في نهاية المطاف, وبغض النظر عمن فاز منهم, وكيف فاز في الانتخابات, فإن موجة الاحتجاجات هذه تركت أثراً عميقاً سيكبر بعد ذلك.

انقسام طائفي

مع تشكيل الحكومة الجديدة استبعد عون الوزراء الحزبيين باستثناء صهره باسيل, واستبعد أيضاً الوزير الأرثوذكسي الوحيد أبو جمرا فثار الأخير على تفرد عون وخرج خلافهما إلى وسائل الإعلام. وللمرة الأولى في تاريخ التيار يظهر الانقسام الطائفي داخله بين موارنة يمثلهم عون وأرثوذكس يمثلهم أبو جمرا. وقد أخذ الأخير على الجنرال أنه تنازل عن موقع نائب رئيس الحكومة الأرثوذكسي ليركز جهده على نيل المقاعد الوزارية المارونية, علما أن 70 في المئة من القاعدة الشعبية للتيار هي من الروم الأرثوذكس. ورد أنصار عون أن الأشرفية الأرثوذكسية خذلتنا في حين أن كسروان المارونية لم تفعل, أما في المتن فسبب فوزنا لم تكن هذه الطائفة أو تلك, بل الأرمن "الطاشناق".

وقد تفاعل الخلاف الأخير ووصل إلى حد انسحاب أبو جمرا ومن معه من التيار, فاتخذ عون قرارا بمنعه من دخول الرابية, فرد الأول بالدعوة إلى اجتماعات جانبية للقيادات المعترضة على تفرد الجنرال, وبالفعل بدأت حركة أبو جمرا تكبر داخل التيار فاضطر عون للاجتماع به لمعالجة الموقف من دون جدوى, طالب أبو جمرا باجتماع للهيئة التأسيسية فرد عون بأن صلاحيتها ومهمتها انتهت. ثم شكل الأخير لجنة مركزية تنظيمية لمعالجة الأزمة وتضم جبران باسيل, بيار رفول, نعيم عون, زياد عبس, ناجي حايك, شربل حبيب, كارلا سعادة, رومل صادر, نبيل شديد وغابي عبود, ومعظمهم من الموالين لعون شخصياً. فتشكلت هيئة قيادية موازية للمعارضة في التيار يقودها أبو جمرا وتضم كمال اليازجي, يوسف سعد الله الخوري, وأنطوان الخوري سعد. وتريث آخرون في الانضمام إليها.

إضعاف وإنهاك

في الجهة المقابلة يؤكد المعترضون أن حركتهم لا تهدف إلى الانشقاق عن عون بل تصويب مسار "التيار الوطني" وإعادة تأسيسه كحزب على أسس ديمقراطية سليمة. ويشيرون إلى أنه في الوقت الذي يتقهقر التيار تنظيمياً وسياسياً تخطو الأحزاب المسيحية الأخرى مثل "الكتائب" و"القوات اللبنانية" خطوات جبارة في تنظيم صفوفها وتأطير قواعدها, ويتجلى ذلك في المعارك الانتخابية التي يخوضونها ويفوزون بها.

ويؤكد المعارضون أن الفرصة سانحة لمعالجة الوضع الداخلي للتيار بعد أن انتهت الانتخابات النيابية وتشكلت الحكومة الجديدة, وبالتالي فإن عدم وجود استحقاقات سياسية وطنية خلال سنة كاملة تقريباً يتيح الوقت لهذه المعالجة.

ويلفت المعترضون إلى أن خسارة الانتخابات البلدية المقبلة قد تودي بالتيار الوطني إلى الهاوية إذا تمت إدارتها بالعقلية القديمة, هذه الانتخابات تعكس التمثيل الطائفي الواضح للقرى والبلدات, حيث لا تحالفات مع "حزب الله" أو "الطاشناق" يمكن أن تدعم التيار على غرار الانتخابات النيابية.

إزاء تأكيد المعترضين أنهم باقون في "التيار الوطني" لإصلاحه من الداخل, ولكنهم في المقابل معتكفون عن العمل في الأوساط الشعبية بانتظار تجاوب عون مع دعواتهم, فإن المتوقع هو أن تطول الأزمة, ويطول عمر قيادة عون الأحادية لتيار ضعيف ومنهك ومفكك.

 

 أخبار المستقبل

أشارت معلومات لتلفزيون"المستقبل"، "أن حرس الحدود السورية استدرج المواطن اللبناني موفق حسن دقو وقتله من منطقة طاسيل، الواقعة على الحدود اللبنانية- السورية"، مشيرة إلى "أن جثته لم تظهر بعد". ولفتت إلى "أن دقو مطلوب من القضائين اللبناني والسوري بتهمة تهريب السيارات

 

مقتل خاطف فتاة من آل زعيتر وجرح ابنه خلال ملاحقته في بعلبك

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك انه خلال تنفيذ قوة من الجيش مهمة أمنية في منطقة الكنيسة غرب بعلبك، ترجل المدعو حسني زعيتر من سيارته، وبادر الى فتح النار في اتجاه عناصر الجيش، الذين ردوا عليه مما أدى الى مقتله وإصابة ابنه بجروح، وقد تم على أثر ذلك تحرير الفتاة القاصر رولا زعيتر التي سبق أن خطفها في تاريخ 3/11/2009. وأفاد مندوبنا أن دياب مطلوب بعدد كبير من مذكرات التوقيف وبلاغات البحث والتحري بجرم إطلاق نار في أوقات مختلفة وحيازة مخدرات وإحراق منزل أحد المواطنين في بعلبك. ولاحقا، صدر عن مديريةالتوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي:

"قبل ظهر اليوم، وخلال تنفيذ قوى الجيش مهمة أمنية في منطقة الكنيسة – غرب بعلبك، ترجل المدعو حسني زعيتر من سيارته وبادر إلى فتح النار من سلاح حربي في اتجاه عناصر الجيش، الذين ردوا على مطلق النار بالمثل، مما أدى إلى مقتله وإصابة ابنه بجروح، وقد تم على أثر ذلك، تحرير الفتاة القاصر رولا زعيتر التي سبق أن خطفها في تاريخ 3/11/2009.

وتتابع قوى الجيش إجراءاتها الميدانية المعتادة في المنطقة".

 

عائلة جوزف صادر التقت بارود: يقاسمنا همّنا ولكن لا جديد لديه

الجمعة, 04 ديسيمبر 2009

بيروت - «الحياة» التقى وزير الداخلية زياد بارود عائلة الموظف في شركة «طيران الشرق الأوسط» جوزف صادر الذي اختطف في محلة طريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع العام الجاري، من دون أن يخرج عن اللقاء أي جديد في ما خص قضية اختطافه. وأكدت عفاف شقيقة صادر أن «بارود يشارك بصدق هم عائلتنا الكبير وهو يشعر بعدل قضيتنا وبالظلم اللاحق بنا وهو كأي فرد منا مثابر على كشف حقيقة مصير جوزف صادر ونحن نشكره على اهتمامه».وعن المستجدات نفت وجود معلومات جديدة حول القضية، وشكرت «رجل الدين الذي كان على تواصل مع المطران (راعي أبرشية طائفة الروم الكاثوليك في صيدا والجنوب، الياس) حداد وأبلغه أن أخي موجود وصحته جيدة ولا نعرف أكثر من ذلك». ولفتت الى أن «رجل الدين لم يتصل بوزراة الداخلية إنما اتصل بالمطران حداد ومن منطلق إنساني أراد أن يطمئن عائلتنا ولم يضف أي معلومات جديدة».

وعن هوية رجل الدين وعما إذا استدعي لمعرفة مصدر معلوماته، قالت: «لم يحصل ذلك ولا نعرف»، ثم تدخلت ابنتها لتضيف: «نريد أن نقتنع بأن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها ونتمنى أن يكونوا قد سألوا رجل الدين (الشيخ)، لكن نحن كعائلة لا نعرف أكثر من المتداول إعلامياً». وتابعت عفاف صادر: «لو لم يكن لدينا ثقة ببراءته وحسن سيرته لما كنا صبرنا».

ونفت أن يكون رجل الدين الذي تحدث عنه حداد أطلع العائلة عن مكان وجود صادر، معلنة أن «الشيخ قال للمطران ما قاله من منطلق إنساني خصوصاً عندما شاهد والدة جوزف صادر على التلفزيون». ونفت أيضاً ان «يكون المطران حداد عرف اسم هذا الرجل الدين (الشيخ)، لكنه قال لنا إنه شيخ جليل ومحترم». والتقى بارود عضوي تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي آلان عون وحكمت ديب الذي نقل عنه «أمله في تعديل بعض المسائل المتعلقة بالانتخابات البلدية»، لافتاً الى «أننا أعطيناه رأينا بهذا الخصوص وطلبنا إليه بعض التصحيحات التي وضعناها في برنامجنا وأطلقناها في محطات سياسية عدة».

 

شامباين: نتعاون مع الحكومة اللبنانية باستثناء وزراء "حزب الله"

نهارنت/اكدت مديرة مكتب مصر والمشرق في وزارة الخارجية الاميركية نيكول شامباين انه لا يوجد عائق امام التعاون مع اي مسؤول في الحكومة اللبنانية "باستثناء وزراء "حزب الله".

ولاحظت شامباين في حديث الى صحيفة "السفير" ان الوثيقة الاخيرة التي اصدرها الحزب في العام 1985 "وضعت اولوية اكبر لقضية الدولة الاسلامية في لبنان"، بينما هذه الوثيقة الجديدة كانت اكثر محاولة لاستعراض القوة بوجه الولايات المتحدة واسرائيل "ليس واضحا بالنسبة لي ان هذا الامر يساعد على احراز تقدم نحو السلام والامن في المنطقة بما فيه لشعب لبنان". واذ جددت الدعم الاميركي لرئيس الحكومة سعد الحريري، اعتبرت انه "يعود له الامر تماما ليقرر أين يريد الذهاب ومتى يريد الذهاب، لن نقوم بتوصيف زيارته الى دمشق، ولا نريد التأثير على زيارته، لبنان بلد مستقل. نريد من رئيس الوزراء ان يتطرق الى التحديات التي يواجهها بلده وينخرط مع اي بلد يراه مناسبا، نرى هذا الامر جزءا من تسلسل احداث طبيعي". ولفتت شامباين الى ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن في الرابع عشر من الشهر الحالي، " ستعطينا فرصة جيدة للتحدث مع سليمان عن الاولويات التي يراها في المرحلة المقبلة ونأمل ان نتمكن من دعم هذه الاولويات". واضافت ان "توقيت الزيارة جيد، لدينا الكثير من الاحترام لسليمان منذ توليه قيادة الجيش، نعرف ان لدى الحكومة اللبنانية الكثير لتفعله الان، نريد دعم الحكومة اللبنانية سياسيا واقتصاديا". واستبعدت شامباين "اي تسليم او اعلان عن اي مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني على هامش الزيارة"، لكن "الامور تتغير دائما"، مشيرة الى ان الادارة الاميركية ستؤكد لسليمان ووزير الدفاع الياس المر ان لديها "كل نية بان تواصل التزامها بمساعدة الجيش والقوى الأمنية وانها تتابع هذا الامر".

واشارت شامباين الى ان الادارة الاميركية تعمل بجهد لتعيين السفير الاميركي الجديد في دمشق وانها مسألة وقت قبل ان يعلن قريبا عن هذا الامر بعد تجاوز الامور البيروقراطية. Beirut, 04 Dec 09, 07:46

 

لندن تنفي أي تغيّر تجاه "حزب الله"

نهارنت/نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون، أن يكون هناك أي تغير في السياسة التي تنتهجها حكومة بلاده في التواصل مع "حزب الله"، في معرض رده على ما نُسب إلى وزير الخارجية ديفيد ميليباند في مقابلة صحافية بأنه سيستأنف المحادثات مع الحزب. وأضاف أن "الأشهر الماضية شهدت عدداً من الاتصالات واللقاءات مع أعضاء من "حزب الله"، لكن ليست هناك أي خطة لتغيير هذه السياسة أو تصعيد وتيرة الاتصالات مع الحزب". وأكد مارستون إن ما قاله ميليباند هو "موقفنا لم يتغير من "حزب الله"، ويدعو الأخير إلى نبذ العنف ولعب دور بناء وديموقراطي وسلمي في السياسة اللبنانية". وأوضح ان "هذه الجوانب سيتم النظر فيها على أساس كل حالة على حدة، ونحن مهتمون فقط في الحوار الجدّي مع "حزب الله" حول قضايا ذات أهمية وطنية للبنان والمنطقة، وليس لدينا أي أوهام حوله". وأعلن "أن صحيفة "ديلي ستار" استخدمت اجابات وزير الخارجية بطريقة كانت خارجة تماماً عن السياق". وكان ميليباند وفي مقابلة مع صحيفة "دايلي ستار" أعلن أنه سيستأنف المحادثات مع "حزب الله"، و"يريد الاتصال مع أفراد من الحزب في محاولة لإقناع المجموعة الشيعية الراديكالية بنبذ العنف ضد اسرائيل بعد أربع سنوات من قطع بريطانيا صلاتها مع الحزب، وبعد مرور عام على وضعها جناحه العسكري على لائحة المنظمات الارهابية". واعتبر مليباند "أن إجراء اتصالات مدروسة بعناية مع سياسيي "حزب الله" ومن بينهم نوابه، هو أفضل وسيلة لتحقيق تقدم في هذا الموقف».Beirut, 04 Dec 09, 07:56

 

ايران تدعم الحكومة وجليلي يلتقي الخليلين في دمشق

رحبت ايران بلسان أمين المجلس الأعلى للأمن

نهارنت/القومي الإيراني سعيد جليلي، بالتطورات الايجابية في لبنان، وأبدت دعمها الكامل للشعب اللبناني وحكومته الوفاقية الجديدة ولكل ما من شأنه أن يوطد أواصر الوحدة والتفاهم والوفاق بين اللبنانيين. هذا الموقف الايراني نقله المعاون السياسي للأمين العام ل "حزب الله" الحاج حسين الخليل بعد لقائه جليلي برفقة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، في دمشق، الخميس، حيث جرى التباحث في آخر المستجدات الاقليمية وتطورات الوضع اللبناني. واوضح حسين الخليل ان "لقاء جليلي كان فرصة مهمة جداً لعرض مجمل الوضع في المنطقة بشكل عام وعلى الساحتين العربية واللبنانية بشكل خاص. وقال لصحيفة "السفير" اننا شرحنا للسيد جليلي التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية ولا سيما عملية تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة سعد الحريري وأجواء التفاهم التي سادت عملية اقرار البيان الوزاري". Beirut, 04 Dec 09, 08:17

 

التحقيق مع "السيكامو": فتح الاسلام قتل فرانسوا الحاج وعيدو

نهارنت/أوردت صحيفة "الاخبار" استنادا الى مصادر واسعة الاطلاع ان فادي إبراهيم الملقب بالسكيامو، الموقوف لدى مخابرات الجيش اللبناني كشف في اعترافاته وقوف حركة "فتح الاسلام وراء اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب وليد عيدو. وقال السيكامو، إن أمير "فتح الإسلام"، عبد الرحمن عوض، أخبره أن مجموعة من التنظيم هي التي نفذت عملية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج، انتقاماً منه لدوره في معارك نهر البارد، مشيرا الى ان نعيم عباس كان في عداد تلك المجموعة. واعترف السيكامو إن عبد الغني جوهر نفذ جريمة اغتيال النائب وليد عيدو في منطقة المنارة عام 2007. (عبد الغني جوهر هو المُلاحَق بسبب الاشتباه في ارتكابه جرائم التفجير في طرابلس والبحصاص والعبدة التي استهدفت حافلتين ومركزاً للجيش، إضافة إلى دوره في تفجير دمشق خريف 2008 ومحاولة اغتيال قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما كان برتبة عقيد وغيرها من الجرائم).وتحدّث السيكامو عن مسؤولية "فتح الإسلام" عن التفجير الذي وقع في الأشرفية مع بداية أحداث مخيم نهر البارد في أيار 2007، ثم الانفجار الذي استهدف الكتيبة الإسبانية في منطقة سهل الخيام في حزيران من العام نفسه. فضلاً عن ذلك، اشار السيكامو الى أن مجموعة عوض نفذت أيضاً عملية التفجير التي استهدفت قوات اليونيفيل يوم 8/1/2008 في منطقة الرميلة. وكشف السيكامو أن مجموعة "فتح الإسلام" في مخيم عين الحلوة كانت قد اتخذت قراراً باغتيال مساعد مدير استخبارات الجيش العقيد عباس إبراهيم، خلال زيارته المقبلة لمخيّم عين الحلوة. وشرح الموقوف للمحققين الخطة التي كانت المجموعة قد أعدتها للاغتيال، محدداً اسم الشخص الذي كان مكلفاً إطلاق النار باتجاه إبراهيم من بندقية قناصة.  Beirut, 04 Dec 09, 09:11

 

بلمار: لا موعد مححدا لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الحريري

نهارنت/ اكد المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار الذي واصل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت الخميس، ان لا موعد محددا لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي تنظر فيها المحكمة. والتقى بلمار الخميس وزير العدل ابراهيم نجار. وكان اجرى لقاءات الاربعاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ترافقه نائبة المدعي العام اللبنانية القاضية جوسلين تابت. واكد بلمار للمسؤولين، بحسب البيانات الصادرة عن مكتبه، انه "لا يستطيع ان يحدد مهلة زمنية من اجل تقديم قرار الاتهام". وجدد القول ان "الهدف الرئيسي لزيارته هو اعادة احياء الامل لدى الشعب اللبناني ولدى الضحايا في شكل خاص، وطمأنتهم حول التزام المحكمة ببذل كل الجهود لتنفيذ مهمتها باستقلالية تامة". كما جدد "تفاؤله في ضوء التقدم الذي احرز في التحقيق"، مشيرا الى التزام المحكمة "اعلى المعايير التي تليق بها كمؤسسة قضائية محضة حرصها الوحيد هو فقط كشف الحقيقة في القضايا التي تقع ضمن اختصاصها". وشدد على "اهمية ثقة الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية بنزاهة المحكمة".

واوضح بلمار ان مهمة مكتب المدعي العام تكمن في "محاكمة الارهابيين وتحقيق العدالة للضحايا والمساهمة في وضع حد للافلات من العقاب في لبنان". Beirut, 03 Dec 09, 18:05

 

"ايباك" تطالب أوباما بوضع لبنان على قائمة الإرهاب 

٤ كانون الاول ٢٠٠٩ /أعرب الرئيس السابق للشؤون القانونية في منظمة "ايباك" دوغلاس بلومفيلد عن امتعاضه من زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن الأسبوع المقبل بهدف طلب زيادة المساعدة الأميركية للحكومة، مشيراً الى أن "الحكومة اللبنانية شرعت حق حزب الله في تحرير الأراضي المحتلة من اسرائيل بالطريقة التي يراها مناسبة". بلومفيلد وفي مقابلة مع مجلة "أسبوعية يهود واشنطن"، لفت الى أن "قوة حزب الله هي أكبر من قوة الجيش اللبناني، بل إن هناك من يرى أن عناصر مسلحة في الجيش تعرب عن تأييدها وولائها للحزب". وحذر بلومفيلد من أن "أي مساعدة عسكرية أميركية قد تصل إلى أيدي الحزب ويتمكّن من السيطرة عليها" كاشفاً عن أن "الولايات المتحدة زوّدت لبنان منذ فترة بثمانية زوارق مطاطية، ورغم أنها تبدو صفقة غير مهمة، لكنها زوارق تشبه تلك التي استخدمها الإرهابيون الفلسطينيون لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل". الى ذلك أشار بلومفيلد الى أن "رئيس الحكومة سعد الحريري يتزعّم ائتلافاً ضعيفاً يضم أقلية يقودها حزب الله، ولديها حقّ نقض قرارات الحكومة". وأضاف:"ان "استسلام الحريري أمام حزب الله قد يسبّب إدراج لبنان على قائمة الإرهاب التابعة للخارجية الأميركية"، لافتاً الى أن "لبنان كان يتمتّع حتى وقت قريب بتغاض (دولي)، لأن تنظيمات فلسطينية كانت تعمل في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية، لكن بما أن حزب الله أصبح جزءاً من الائتلاف الحكومي في لبنان، فإن المعادلة قد تغيّرت، وهناك سبب جيّد لإدراج لبنان على قائمة الإرهاب". وختم بلومفيلد حديثه مطالباً "الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعضاء الكونغرس الأميركي بإطلاع الرئيس اللبناني خلال زيارته لواشنطن على "إمكان وضع لبنان على قائمة الإرهاب إن لم تسيطر حكومته على حزب الله"، رأى أن "تهديد واشنطن للبنان بوقف المساعدة العسكرية للجيش اللبناني، والتهديد بوضع لبنان على قائمة الإرهاب، قد يمثّلان نوعاً من الضغط (المفيد) على القوى اللبنانية التي ترغب في فصل نفسها عن الإرهابيين، والعمل على إعادة لبنان إلى الشعب اللبناني". المصدر: وكالات

 

أبو جمرة: "التيار الوطني" يتراجع وباسيل في حالة ضياع

لا حل مع "الجنرال" الا باحتكامه الى نظام "التيار"

٤ كانون الاول ٢٠٠٩ /النشرة

اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق اللواء عصام ابو جمرة أن عنوان المشكلة بينه وبين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون هو مطالبته العودة الى النظام والرجوع الى الهيئة التأسيسية بعد تعيين وزيرين من خارج التيار لأن "في التيار كفوئين ناضلوا ويستحقون ان يوزّروا امثال اللواء نديم لطيف وما حصل في عملية التوزير الأخيرة أثار الاستياء".

أبو جمرة لفت الى أن التفرد في القرار يؤدي الى مشاكل والى انحلال الأحزاب في النهاية كما حصل لاحزاب عدة كالكتلة والاحرار، معتبرا أن التيار الوطني الحر يتراجع وما يثبت ذلك نتائج الانتخابات الطلابية والنقابية. وشدّد أبو جمرة على أنّه طالب العماد عون بالمعالجة بطرح الثقة بالوزراء أمام الهيئة التاسيسية فاذا نالوا هذه الثقة استحقوا توزيرهم ونظام التيار ينصّ على أنّه يمنع ان ينتمي المحازب الى حزب آخر.

واذ أكّد أبو جمرة أن لا خلاف شخصيا بينه وبين الوزير جبران باسيل كونه يعتبره كابنائه، شدّد على ما قاله العماد عون ان مبدأ الوراثة في التيار غير ممكن لأن لا أحد يستطيع ان يولي القيادة في ظل نظام الحزب الذي يحدد القواعد المتبعة داعيا بأن يطول عمر العماد عون قبل الحديث عن من سيخلفه.

وعن رايه في ما نشرته السفير في 30/11/2009 على لسان الوزير باسيل حين تحدّث عن "أن التيار ولد من رحم حركة طلابية" دعاه الى العودة لمقدمة ميثاق الحزب الصادر في ايلول 2005 معتبرا أن ما قاله غير محدّد وغير منسجم مع تاريخ التيار الوطني الحر وقال: "التيار ولد خلال عهد الحكومة الانتقالية التي كان يرأسها العماد عون وهو بالتالي نشأ من رحم صحوة الشعب اللبناني" في حينه كما ورد في مقمة الميثاق. كما استغرب ما قاله باسيل عن "ان التيار حالة غريبة عن الجسم اللبناني" قائلا:" ربما هو في حالة ضياع لكثرة انشغاله فحزب يمثّل 75% من المسيحيين لا يمكن أبدا أن يكون حالة غريبة... هناك الكثير مما قاله باسيل للسفير يتطلّب التصحيح".

وأصرّ أبو جمرة على ان "الحرب لم تعلن بينه وبين العماد عون خاصة أنّنا رفيقي عمر ودرب طويلة، كنّا معا منذ عام 1956 ومنذ الثمانينات من المجلس العسكري الى الحكومة الانتقالية فالمنفى، لطالما اختلفنا في الراي وتصارحنا فاتفقنا دون واسطة احد. لكن الحل هذه المرة بعد القرار لا يأتي الا بالاحتكام الى النظام.. و يأتي من الرابية لأن ما يهمنا مصلحة التيار الحر وليس مصلحتنا الشخصية والموضوع يجب ان يعالج ضمن التيار".

ورداً على سؤال عن لقاء العماد عون بالبطريرك الماروني نصرالله صفير قال أبو جمرة: "ما شاهدناه في بكركي مصافحة في وقت كنا نأمل أن نرى مصالحة ومصارحة" لتصفية القلوب ليأتي هذا التطور بنتائج ايجابية على لبنان واللبنانيين عامة. المصدر : النشرة

 

البطريرك صفير تلقى اتصالا من المفتي قباني مهنئا بعودته واستقبل وزير الصناعة ومستشاري الرئيسين سليمان والحريري وشخصيات

الوزير عبود: لمست ارتياحا تاما لديه كما لدى العماد عون عن لقائهما

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزير السياحة فادي عبود الذي هنأه بسلامة العودة.

وقال الوزير عبود، بعد اللقاء: "كالعادة وكما تعودت في كل مفترق من حياتي ان انطلق من بكركي التي تربطني بها روحانيا وتاريخيا كوني أحد ابناء الطائفة المارونية في لبنان، لذلك كانت الزيارة لاخذ بركة سيدنا ولوضعه في الاجواء والتصور للسياحة المستقبلية في لبنان، وأجرينا جولة افق حول المواضيع كافة، ونشكر الله على ان الاجواء في البلد ايجابية جدا وصريحة، والحكومة تثبت انها حكومة وحدة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى، والتمترس الذي كان في الفترة السابقة شبه غير موجود، اليوم، ونأمل ان تنطلق الحكومة بثقة غالبية المجلس النيابي".

سئل: هل حضرت زيارة العماد عون الى بكركي في لقائك مع البطريرك صفير؟

اجاب: "حضرت لناحية تعليقي على ارتياح الشارع المسيحي واللبناني لهذا اللقاء، واللبنانيون مرتاحون جدا لاجواء هذا اللقاء والزيارة التي قام بها العماد عون، وتم اعتبارها ايجابية ولكن لم ندخل في التفاصيل".

سئل: بصفتك عضوا في الرابطة المارونية ووزيرا، هل ستستمر في السعي لانجاز المصالحات المسيحية؟

اجاب: "بدون ادنى شك، فالخلافات بين الموارنة اقل بكثير مما هم متفقون عليه، وما يهمنا هو ان نركز على نقاط التوافق وليس الخلافات، والاجواء اليوم تسير في هذا الاتجاه، وزيارة العماد عون الى بكركي اراحت الكثير من اللبنانيين ونأمل ان تكون بكركي كعادتها هي جامعة لجميع اللبنانيين وليس المسيحيين فقط".

وامل الوزير عبود، ردا على سؤال، "ان يكون موسم السياحة على ابواب الاعياد جيد جدا، نتيجة لاجواء الارتياح السائدة في البلد"، مشددا على "اهمية السياحة الداخلية والبرية والبحرية وتفعيلها لتطال المناطق اللبنانية كافة وليس بيروت فقط"، متوقعا "ان يكون الموسم السياحي في فترة الاعياد الافضل منذ عشرين عاما"، وآملا "ان يعود دور وزارة السياحة المغيب ايضا منذ عشرين عاما لناحية الاملاك العائدة لها وصلاحياتها".

واشار الى النسبة الكبيرة من محاضر الضبط للشرطة السياحية غير المنفذة، وقد احيل الملف كاملا الى وزير العدل. وشدد على ان الوزارة "لن تتساهل في اي مخالفة ضد السائح في لبنان، ولن يمر اي معتد لبناني على السائح دون عقاب".

وقال: "ان السياحة لا دين ولا مذهب ولا سياسة لها، فهي الدخل الاول للبنان وبالتالي لا ارى ان ثمة جهة سياسية تريد وضع العصي في الدواليب. ولقد وضعت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والحكومة في هذا الجو ولمست تعاونا من الجميع".

واكد وزير السياحة "المضي في العمل من اجل تفعيل السياحة المستدامة في لبنان، وقد قدمت لغبطته مجموعة كتيات عن السياحة الدينية صادرة عن وزارة السياحة وهذا النوع من السياحة نعتزم الاهتمام به بشكل جدي". وقال: "لا خطة متكاملة لدي، انما تصور عن مرافق القطاع السياحي كافة نأمل ان نحقق ما نصبو اليه، ولذلك لا يمكنني ان اضع مهلة معنية من اجل بلورة النتائج".

سئل: ماذا لمست لدى البطريرك صفير عن المصالحات وزيارة العماد عون؟

اجاب: "لمست ارتياحا تاما وشاملا وكاملا وهذا ما لمسته ايضا لدى العماد عون".

بعدها استقبل البطريرك صفير المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري، وجرى عرض للتطورات والمستجدات.

كما التقى المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور داوود الصايغ موفدا من قبل الرئيس الحريري للتهنئة بسلامة العودة من روما وجرى عرض لمختلف المواضيع المطروحة على الساحة الداخلية.

ومن الزوار على التوالي رئيسة المحكمة الدستورية في الغابون القاضية مبورانتسيو ماري مادلين، الرئيس الجديد لكاريتاس لبنان الاب سيمون فضول، رئيس مجلس ادارة مدير عام كازينو لبنان حميد كريدي، رئيس حزب الاصلاح الجمهوري شارل شدياق، المدير العام في وزارة الزراعة المهندس لويس لحود الذي عرض لاوضاع القطاع الزراعي واوضاع ابناء زحلة والبقاع.

وتلقى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني مهنئا بسلامة العودة.

 

ضو لموقع "القوات": التحفظ يختصر موقف 14 آذار مجتمعة ونأمل ان تكون زيارة عون إلى بكركي بمثابة عودة "الابن الشاطر"

أكد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو ان التحفظ والاعتراض على بند المقاومة في البيان الوزاري من قبل وزراء مسيحيي 14 آذار هو عمل يعكس صدقية هذه القوى في التعاطي مع رأيها العام وانسجامها مع قناعاتها السياسية، وهو يختصر موقف قوى 14 آذار مجتمعة، واصفاً ما قام به الوزراء بعملية "ربط نزاع" تهدف لعدم السماح لحزب الله بالتلطي وراء البيان الوزاري مستقبلاً. وشدد على وجوب الذهاب إلى طاولة الحوار من دون قرارات مسبقة ووعود مسبقة بتشريع الأمر الواقع. ضو، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، تطرق إلى موضوع الديموقراطية التوافقية الذي تكلمت عنه وثيقة "حزب الله"، فأكد ان الموافقة على موضوع معيّن أوعدم الموافقة هو موضوع ميثاقي بين اللبنانيين، وبالتالي اذا أراد السيد حسن نصرالله تطبيق الديموقراطية التوافقية في موضوع "المقاومة" سيصبح هذا الموضوع مشكوكا فيه وغير دستوري وغير قانوني وغير حائز على الاجماع وعلى القبول بموجب الديموقراطية التوافقية نظراً إلى الاختلاف الموجود حوله. ولفت ضو إلى أن السيد نصرالله يريد تطبيق الديموقراطية التوافقية ضمن معادلة "ما لكم هو لكم ولي وما لي فهو لي وحدي". وأشار إلى ان السيد نصرالله يعتبر ان "المقاومة" هي شرط كمال وليس شرط وجود، وهو ما يشكل نقيضاً للديموقراطية التوافقية، وكأن سلاح "حزب الله" مستثنى من عملية الديموقراطية التوافقية، مشددا على ان هذه الديموقراطية يجب ان تطبق على موضوع السلاح أيضاً.

وعن زيارة العماد ميشال عون إلى بكركي، رأى ضو أن عون هو الذي يقترب من بكركي وليس العكس، مشددا على ان بكركي لا تغير قناعاتها وطروحاتها، آملا ان تكون هذه العودة بمثابة عودة "الابن الشاطر". ووضع ضو الزيارة في إطار سلسلة بدأها عون بمصالحة مع "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري ومع النائب وليد جنبلاط، ومن ثم مع البطريرك صفير ومجلس المطارنة الموارنة، وهي ما تظهر كأنها مصالحة مع 14 آذار، ومع المجتمع اللبناني. وأضاف: "عندما يقول العماد عون إن بكركي هي مرجعية تاريخية ولها دورها التاريخي فهذا يعني أن عون يتراجع عن قوله السابق إن لا دور لبكركي في القضايا السياسية".

 

الاحرار:التحفظ عن الفقرة المتعلقة بسلاح "حزب الله" أفضل تعبير عن الواقع السائد والمتفاقم منذ أحداث 7 أيار

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء، وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

-نعتبر التحفظ عن الفقرة المتعلقة بسلاح حزب الله ودور مقاومته في البيان الوزاري أفضل تعبير عن الواقع السائد والمتفاقم منذ أحداث 7 أيار وتسوية الدوحة، وبرهانا قاطعا على الطبيعة الخلافية لمسألة تصميم حزب الله، الذي لا يوفر حجة ولا ذريعة، للاحتفاظ بسلاحه وبهيكلية دويلته. كما ننظر إلى هذا التحفظ كلفتة لا بد منها لأكثرية الناخبين الذين أعلنوا خياراتهم واقتناعاتهم في شكل حاسم في الانتخابات الأخيرة، من جهة، وكضمان وشهادة لاتفاق الطائف والدستور والتزام قرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701، من جهة أخرى.

يبقى انه، خلافا لرأي بعض أصحاب المصالح، ليس الوزراء الذين أبدوا تحفظا هم المفترض بهم ترك الحكومة إنما الذين أطاحوا نتائج الانتخابات، ونظروا للديمقراطية التوافقية وألبسوها الثوب الذي يناسب طموحاتهم وغاياتهم، والذين انتهكوا الطائف والدستور بمحاولتهم تشريع ازدواجية السلاح وتقديم مصلحة الدويلة على مصلحة الدولة، والذين يتحدون الشرعية الدولية ويكشفون لبنان أمام العدوانية الإسرائيلية.

إن ما نشير إليه وندينه يشكل عينة لممارسات الذين ينفذون انقلابا تدريجيا على المسلمات اللبنانية، مستغلين تشبث الأكثرية بأهداب الدستور والقوانين وبمستلزمات الوفاق والأمن والاستقرار. وهذا ما يرتب مسؤولية وطنية وأخلاقية على بعض الذين ينأون بأنفسهم عن مواجهة الواقع ويفضلون الرمادية في التعاطي مع سياسات ستجر الويل على كل الوطن إذ قدر لها النجاح.

- نعلن اننا لم نكن لنتوقف أمام الوثيقة السياسية لحزب الله، أو كنا قد قاربناها بشكل آخر، لو لم ينته الحزب إلى التماهي مع السلاح واستعماله في الداخل، جاعلا له دورا رادعا أو أقله ضاغطا في كل مفاصل الحياة السياسية لفرض نظرته وعقيدته وخدمة تحالفاته الإقليمية.

ونؤكد اننا، باستثناء بعض المقولات الإنشائية المعروفة الأغراض والتي تلغيها مبادئه المعروفة جراء أولوية الفعل، لم نلمس تغييرا أو انفتاحا كما راح بعض المطبلين يروجون له ويهللون. على العكس، فعلاوة على ولاية الفقيه كمسألة عقائدية وإيديولوجية وفكرية غير خاضعة للمراجعة كما جاء على لسان أمينه العام، فجديد الحزب إعلانه المواجهة الشاملة مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وحضه اللبنانيين على الإنخراط فيها.أما الباقي فأقوال مكررة نكرر بصددها الردود المناسبة. فعلى سبيل المثال ان تصويره خطر إسرائيل الدائم على لبنان يقصد منه نهائية احتفاظه بسلاحه وجعله المقاومة حالة دائمة، مستبقا نتيجة الحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية أو محاولا تحديد سقوف له. والأمر عينه ينسحب على الربط بين سلاحه وبين قيام الدولة القوية القادرة. ومعلوم أن الدولة تقوم بولاء كل أبنائها ودعمهم، من هنا دعوتنا إلى حصرية السلاح والمرجعية والقرار لصالح الدولة فتقوى عندها.

ومن المستهجن أن يربط كل الأمور والقرارت الوطنية تحت عنوان المشاركة، في إطار مفهومه للديمقراطية التوافقية، بما يضمن له حق النقض إلا في المواضيع التي تهمه حصرا، مثل السلاح والبنى التحتية الأمنية المخابرتية والارتباطات العقائدية والعسكرية وهذا غاية في التفرد والإستكبار.

أما الحديث المتكرر عن الطائفية السياسية في ظل التباهي بالولاء لعقيدة مذهبية هي ولاية الفقيه، وفي ظل أصولية زاحفة في التعاطي اليومي والممارسة فإنه قمة المناورة والاستغباء.

إننا نعتبر هذه الوثيقة الخاصة بحزب الله حق من حقوقه، وان الرد عليها يكون بالتزام الثوابت الوطنية والمبادئ الديمقراطية التي عليها يجب أن تقوم الدولة اللبنانية، والتي عليها المضي في التزامها قرارات الشرعيتين العربية والدولية، وترسيخ علاقاتها بالأشقاء والأصدقاء، ومحافظتها على خصوصية لبنان ورسالته، رسالة السلام والحرية والحضارة والحوار."

 

الرئيس سليمان عرض الاستعدادات لمناقشة البيان الوزاري مع الوزراء حرب وشهيب والقصار والنائبين موسى ودو فريج

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من وزراء العمل بطرس حرب والمهجرين اكرم شهيب والدولة عدنان القصار للأوضاع العامة السائدة على الساحة المحلية والاستعدادات للجلسة النيابية العامة المخصصة لمناقشة البيان الوزاري الذي ستطلب الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه.

نائبان

وتناول الرئيس سليمان الشأن نفسه مع كل من النائبين ميشال موسى ونبيل دو فريج إضافة إلى التطورات الراهنة.

عميد السلك القنصلي

واستقبل رئيس الجمهورية عميد السلك القنصلي جوزف حبيس الذي أطلعه على نشاطات السلك في تعزيز العلاقات الثنائية للبنان مع سائر الدول.

وشدد الرئيس سليمان على الدور الذي يقوم به القناصل على هذا الصعيد.

وقال حبيس: "أطلعت فخامة الرئيس سليمان على جولتي الاغترابية الاخيرة وأوضاع بعض المغتربين ومشاركتي في التكريم الذي أقيم في نيويورك لنائب دولة رئيس مجلس الوزراء سابقا عصام فارس ولكل من الرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون الذي نظمته مؤسسة "كرايسز غروب" في حضور كبار الشخصيات السياسية الاميركية والدولية، وقد رفع فيها راية لبنان عاليا.

كما كانت مناسبة اطلعت فيها فخامة الرئيس سليمان على شؤون القناصل الفخريين في لبنان وجهودهم في تقوية العلاقات بين لبنان والدول التي يمثلون. وخلال اللقاء قال لي فخامة الرئيس إنه تلقى أصداء كثيرة عن أهمية تكريم فارس، مشيرا الى أن هذا التكريم هو تكريم للبنان. وأثنى على علاقاته الدولية وصدقيته التي تصب في مصلحة الوطن، وتمنى على القناصل ان يستمروا في جهودهم المثمرة في تطوير العلاقات بين لبنان والدول التي يمثلون، وخصوصا في هذه الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة".

 

جعجع استقبل الوزير وردة ولائحة "اقتصادنا ضماننا"المرشحة لغرفة بيروت

النائب وهبة:الخروج من الطائفية السياسية يكون بالعمل الجدي وليس بالشعارات

بعد نيل الحكومة الثقة تصبح زيارة رئيس الحكومة الى أي دولة علاقة بين دولتين

وطنية -استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب لائحة "اقتصادنا ضماننا" المرشحة الى انتخابات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وعرض مع اعضائها "الترتيبات النهائية للانتخابات التي ستجري يوم الأحد المقبل". وسحب جعجع مرشحي القوات روي عبد الحي وكريستيان كريمونا لصالح اللائحة لتفوز بالتزكية تفضيلا لعدم حصول معركة انتخابية ،آملا للائحة "التوفيق في نشاطها لتفعيل العجلة الاقتصادية".

بدوره، شكر عضو اللائحة ربيع افرام جعجع على "دعمه لتكون غرفة التجارة بيت الاقتصاد اللبناني وكل الاقتصاديين"، كاشفا عن "خطة سياسة اقتصادية جرى التوافق عليها". ووصف افرام اللقاء الذي استغرق ساعتين مع جعجع في حضور منسق منطقة بيروت في "القوات" عماد واكيم بالمفيد حيث جرى شرح مفصل لخطة عمل اللائحة". وقال: "أنا شخصيا أكمل مسيرة طويلة في دعم التوافق لخدمة قطاعات انتاجنا الوطني كان قد خطها شقيقي الراحل جورج افرام ويتابعها اليوم الاشقاء وجيل الابناء بقيادة نعمت افرام".

أضاف: "إن عملنا في اللائحة هو في خدمة كل القطاعات الانتاجية كما كل مقومات المجتمع الوطني المنتج دون استثناء"، لافتا الى ان "اللائحة تضم شخصيات اقتصادية مشهود لها بالكفاءة والقدرة على العطاء". وحيا المرشحين المنسحبين عبد الحي وكريمونا على ترفعهما وحكمتهما، داعيا اياهما الى "اكمال نشاطهما ومؤازرتنا في عملنا ولو من خارج مجلس الادارة".

شقير

كما تحدث رئيس اللائحة محمد شقير فقال: "عرضنا للدكتور جعجع التصور المستقبلي وبرنامج عمل اللائحة بحيث بادرنا بدعمه"، معربا عن "اهتمامه بالشأن الاقتصادي ورعايته للقطاعات الانتاجية ومساهمته لانجاح مشروعنا في خدمة المجتمع اللبناني الذي يهدف الى ارتقاء الاقتصاد اللبناني الى مستوى البلاد الصاعدة التي تحسن استثمار التوظيفات المحلية والعربية والدولية من اجل بناء ظروف التشغيل الشامل وخلق فرص عمل كافية ولائقة للمواطنين". واعتبر "ان الغرفة هي غرفة الجميع وبالتالي لا ينجح العمل الا بتعاون الجميع لمصلحة الجميع"، مشيرا الى ان "هذا هو رهاننا ونحن نتحمل المسؤولية التقنية لتطور الاوضاع ولكننا نعول على المسؤولين السياسيين خلق المناخ الملائم للنجاح".

الوزير وردة

من جهة أخرى ،عرض جعجع مع وزير الثقافة سليم وردة المستجدات العامة في البلاد وأوضاع وزارة الثقافة بالإضافة الى شؤون منطقة زحلة.

النائب وهبه

كما التقى عضو تكتل "لبنان اولا" النائب أمين وهبه في حضور منسق "القوات" في البقاع الغربي ايلي لحود.

عقب اللقاء، قال النائب وهبه: "في ظل الظروف التي يعج فيها البلد بالاستحقاقات ولا سيما اننا على مشارف نقاش البيان الوزاري للحكومة وعلى مسافة قريبة من اعادة تشكيل هيئة الحوار الوطني، وفي مثل هذه المناسبات من المنطقي زيارة الدكتور جعجع ونحن حلفاء في 14 آذار لنتقاسم الرؤية ولنتشارك في كيفية المساهمة لاحقا في دفع مسار السلم الأهلي الى الامام وتغليب لغة العقل لدى اللبنانيين لمناقشة كل الامور التي يتفقون او يتباينون عليها بلغة هادئة ومسؤولة".

وعن الزيارة المرتقبة للرئيس الحريري الى سوريا، أكد وهبه "اننا كلبنانيين نريد ان نتصرف ككل الدول التي تحترم مؤسساتها واستحقاقاتها وبالتالي فبعد نيل الحكومة الثقة تصبح زيارة رئيس الحكومة الى أي دولة عربية او اجنبية هي علاقة بين دولتين تقررها المؤسسات وفق جدول أعمال يأخذ في الاعتبار مصلحة البلدين".

وعن قراءته لإنفجار دمشق امس، قال "عبر وزير الداخلية السوري عن رأيهم ولا نريد ان نزج أنفسنا في قضايا داخلية ونتمنى للشعب السوري الهدوء والاستقرار والازدهار ونحن نريد التفرغ لأمورنا الداخلية الكثيرة".

وعن موقفه من طرح الغاء الطائفية السياسية، اعتبر وهبه "ان الغاء الطائفية السياسية ليس قرارا بل مسار"، لافتا الى ان "الخروج من الطائفية السياسية يجب ان يتم بالعمل الجدي وليس بالشعارات وبالكف عن الاستثمار بهذا الموضوع ونحن في 14 آذار نعتبر بأننا من التشكيلات السياسية والاجتماعية التي تمهد لإلغاء الطائفية السياسية ولكن من اولوياتنا التركيز على السلم الأهلي ودفع المجتمع اللبناني رويدا رويدا باتجاه الهدوء والتواصل والنقاش ومن ثم نرى في المستقبل كيفية التقدم نحو دولة المواطنة وليس دولة الرعايا الطائفية".

وعن طرح النائب وليد جنبلاط لمسألة المداورة في الرئاسات، أشار وهبه الى "أننا ذاهبون الى طاولة الحوار لحل الاستراتيجية الدفاعية أما القضايا الأخرى فتناقش داخل المجلس النيابي".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 كانون الاول 2009

النهار

فهم من أحاديث المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار ان القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه لن يكون عند صدوره موضوع انتقاد لأنه سيكون موثقاً بالأدلة والمستمسكات.

ذكّر بعض المطارنة العماد ميشال عون في معرض الكلام على سلاح "حزب الله" بتصريحاته وأحاديثه عندما كان في باريس، والتي عارض فيها بشدة وجود هذا السلاح.

يعتقد ديبلوماسي عربي ان ايران قد تغيّر وجه المنطقة اذا لم تتغير.

السفير

يتم التداول في العدلية باسم قاض، عاد من الوزارة إلى القضاء الإداري، كرئيس لهيئة التفتيش القضائي.

عقد لقاء بين قياديين من "المردة" و"القوات" بمبادرة من الرابطة المارونية ولم تتقرر أية خطوة إجرائية على صعيد التحضير للقاء سليمان فرنجية وسمير جعجع.

أوصى سفير دولة بارزة إقليمياً قيادياً بارزاً في الأكثرية باهتمام بأحد النواب المسيحيين البقاعيين ضمن الفريق نفسه.

المستقبل

رد لبنان على استفسارات لبعض الدول حول الإشكال الأخير في قيادة قوى الأمن الداخلي بأن الموضوع تم تجاوزه وأنه لا يؤثر على الأمن والإستقرار في البلاد.

طلب وزير معني ملفات كل الديبلوماسيين لدراستها وتقويمها.

علم أن وزيراً معنياً قد يقوم بتعديل في الوفد الذي أضيف إلى البعثة لدى الامم المتحدة لمواكبة انضمام لبنان إلى عضوية مجلس الأمن.

اللواء

اهتمت أوساط لبنانية شبه رسمية بالمحادثات التي أجراها مسؤول إيراني كبير مع شخصيات لبنانية حول تطورات المنطقة؟!·

يجري العمل لإطلاق ثلاث فضائيات دفعة واحدة في بيروت، تستجيب لمتطلبات تجمعات سياسية مختلفة؟!·

خلافاً لما تردّد عن ارتياح مرجع روحي من لقاء قطب سياسي من طائفته فإن معطيات ما بعد اللقاء ستبدي مفاجآت·

الشرق

ديبلوماسي عربي أعاد تحركاته الحذرة في الآونة الاخيرة الى ظروف لا علاقة للبنان بها؟!

حزبي طارئ على العمل السياسي لوح بمواقف لا تنسجم مع الخط الذي كان عليه على مدى أكثر من أربع سنوات؟!

مسؤول كبير اعترف بأن لقاء البطريرك الماروني ومجلس المطارنة مع النائب ميشال عون جاء بمستوى المفاجأة الكبيرة!

صدى البلد

برزت خلافات حادة بين وزراء الصف الواحد في إحدى جلسات صياغة البيان الوزاري.

رأت مصادر امنية ان حادثة ابي سمرا امس مرتبطة بخلفيات شخصية تعود جذورها الى احداث جرت في العام الماضي.

توقع مصدر دبلوماسي أن تأتي زيارة الحريري الى دمشق في مطلع العام 2010.

 

زياد أسود لموقع "14 آذار": لا يعجبني أسلوب "أبو جمرة" لكني أتفهمه من حيث المبدأ

٤ كانون الاول ٢٠٠٩

ناتالي اقليموس

رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب زياد أسود "ان الاجواء ستكون هادئة في الايام المقبلة، ولكن حتى في ظل التوافق لابد من اجراء مقاربة جديدة ومناقشة في العمق، لانه يلاحظ في البيان الوزاري بعض التناقضات او الهفوات من خلال بعض التعابير اللغوية على ضوء المفهوم القانوني. على سبيل المثال، نتكلم عن مبدأ لبنان سيد حرّ مستقل وهذا حق لنا كشعب لبناني، وفي الوقت عينه، نربط هذه المسألة في حاجات المنطقة العربية، انطلاقاً من هذا المفهوم، يلاحظ ان هناك بعض التعابير غير المنسجمة". وأضاف: "لاشك في اننا نحرص على النقاشات الهادئة ولكن لايجوز التنازل عن الحق في المناقشة اوابداء الملاحظات".

الاسود وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني، لم يعتبر ان وجود سلاح في يد حزب الله يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية، فقال: "سلاح الحزب هو لبناني، ومبدأ الدفاع عن الارض لايجوز التنازل عنه، سيما حين يأتي الاعتداء من الخارج، لذلك وجود المقاومة في ظل قدسية مبدأ الدفاع عن الارض لا تلغي السيادة الللبنانية بل تحفظها".

وعن الوثيقة السياسية التي اعلنها حزب الله مؤخراً، قال الاسود: "الغوص في تفاصيل البيان يستدعي وقت مطولاً، ولكن من النظرة الاولى لمسنا تقدماً على مستوى تطور الخطاب لدى الحزب، ولاشك في انه نقطة ايجابية ومريحة على مستوى الوطني العام".

وعن انعكاسات انضمام النائب ميشال عون الى مجلس المطارنة، علّق الاسود: "لا يمكننا الربط بين هذه الزيارة والمشكلة المسيحية- المسيحية لانها في الاساس غير موجودة بنظري، كل ما في الامر ان للمسيحيين وجهات نظر مختلفة، سيما في مسألة المقاومة، اصلاح الدولة، و غبطة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير اكثر من مرة وقف الى جانب الطرف المسيحي المعارض لمبادئنا، عوضاً من ان يبقى على مسافة واحدة من الجميع. كان لابد من العماد عون من ان يتوجه الى بكركي بطريقة مختلفة، تكون اقرب الى الواقع وتفهم الآخر، بعيداً عن اي تشنجات". وتابع الاسود: "الهدف من هذه الزيارة ليس مكسباً شخصياً، انما التشديد على مرجعية بكركي الحاضنة لمختلف ابنائها. باختصار هناك فجوة على الطرفين اغلاقها، فبكركي ليست دائماً على حق". من جهة اخرى، تمنى اسود لو يحمل فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان امرين اساسيين معه في اجتماعه المرتقب مع الرئيس الاميركي براك اوباما: "على الشعب الاميركي ان يفهم اننا شعب موحد، واصحاب حق نطمح الى بناء دولة على اسس ومفاهيم واضحة للحفاظ على السيادة والاستقلال، كما نتمنى على فخامته لو يؤمن من خلال زيارته هذه الامكانيات اللازمة الى الجيش اللبناني كي يتمكن من الدفاع عن الارض". وحين اردنا الاستفسار عن الواقع الذي يبديه اللواء ابوجمرا انطلاقاً من حديثه الاخير عن التيار الوطني الحرّ وانزعاجه، قال الاسود: "في الحزب، لسنا صورة طبق الاصل، وكل منا له موقفه الخاص به، لاشك في انني اتفهم الظروف والقرارات التي تفرض نفسها، لذا اعتقد ان المناقشة في هذا الموضوع ليس مستحباً ان تكون عبر وسائل الاعلام". ولدى سؤالنا، الى اي مدى تتفهم موقف ابوجمرا؟ أجاب اسود: "ربما في المبدأ العام اتفهمه، ولكن اعارضه في التفاصيل والاسلوب الذي ينتهجه لا يعجبني". المصدر : خاص موقع 14 آذار

  

تحضيرات للقاء مسيحي في بكركي والقوات ترى أن هناك من يتحدث عن المصالحة كلامياً

نهارنت/ذكرت صحيفة "اللواء" أن "لقاء مسيحياً موسعا سيعقد في الاسابيع القليلة المقبلة يجري التحضير له على نار هادئة لضمان نجاحه بمشاركة القيادات السياسية المسيحية وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير". وتوقعت اعادة الحرارة الى خطوط الاتصالات بين "الرابية" و"بنشعي" و"معراب"، من خلال احياء جهود المصالحة التي سبق وقامت بها الرابطة المارونية، ولكن ستكون مدعومة هذه المرة من مجلس المطارنة الموارنة اذا وجد ان هناك رغبة جدية من قبل القيادات السياسية المارونية لفتح صفحة جديدة فيما بينها، ووضع مصلحة البلد فوق اي مصلحة اخرى. وابلغت مصادر نيابية في كتلة "القوات اللبنانية" صحيفة "اللواء" ان "هناك معطيات لا بد من توافرها، وخاصة لدى الفريق الآخر لتأكيد حرصه على نجاح المصالحة، وهذا الامر ليس متوافراً حتى الآن، بسبب استمرار الحملة على "القوات" وعلى رئيس هيئتها التنفيذية، من جانب المسؤولين في "التيار الوطني الحر"، مع انه سبق للدكتور سمير جعجع ان اكد انه على استعداد للسير في المصالحة المسيحية المسيحية، حرصاً منه على وحدة الصف وتناسي الخلافات السابقة". وأضافت المصادر: "يبدو من خلال الواقع الحالي، ان هناك من يتحدث عن المصالحة كلامياً ولا يفعل في المقابل ما يترجم اقواله عملياً على ارض الواقع".  Beirut, 04 Dec 09, 13:50

 

المطران الراعي: يهمنا ان تتوحد المرجعية الدفاعية

نهارنت/أعلن راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي ان زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى بكركي مهمة جدا، متمنيا على القيادات الكبيرة ان تقوم بمبادرات من هذا النوع كي يحصل انفراجات في البلد. وشدد الراعي في خلال حديث لاذاعة "صوت المدى" على ان ما جاء بالصحف عن اللقاء 95 بالمئة منه غير صحيح، لافتا الى ان عون قدم قراءة شخصية للامور الاقليمية والدولية، وكان عرضه منطقي وتحليلي، واوضح رأيه من الاستراتيجية الدفاعية. ولفت الى ان عون تحدث على اهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان، بالاضافة الى موضوع عودة المهجرين للجبل. واذ نفى حصول خلافات ونقاط عالقة في هذا اللقاء. اضاف ان "الزاوية التي شرحها عون عن سلاح "حزب الله" واضحة لان سلاح الحزب هو للدفاع عن لبنان بوجه تهديدات اسرائيل ونحن مع هذا الموضوع، لافتا الى ان ما "يهمنا ان تتوحد المرجعية الدفاعية وان لا يكون "حزب الله" هو من يتخذ قرار الحرب واالسلم في لبنان".   Beirut, 04 Dec 09, 11:20

 

العريضي: فليتحمل كل طرف مسؤوليته حيال تصدع جسر الكرنتينا

نهارنت/أشار وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الى "حادث اصطدام شاحنة تحمل مستوعبا كبيرا ضرب أرض جسر الكرنتينا، أول من امس، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الجسر وسقوط أحجار وتصدعات مما بات يشكل خطرا على السلامة العامة. وعلى الفور، قامت وزارة الأشغال بمعالجة سريعة لتوفير الحماية اللازمة والمطلوبة حفاظا على سلامة المواطنين. واضاف: "إن هذا الأمر يعود إلى أكثر من سنة خصوصا وأن قرارا صدر عن مجلس الوزراء منذ فترة بمعالجة الموضوع ومشكلة هذا الجسر القديم من قبل مجلس الإنماء والإعمار على أن تتحمل بلدية بيروت كلفة هذه الأعمال. إلا أنه لم ينجز حتى الآن شيئا في هذا الخصوص". وحمل "كل طرف المسؤولية". وكان وزير الأشغال العامة والنقل بحث في شؤون إنمائية مناطقية مع النائب السابق كريم الراسي الذي قال: "الزيارة لتهنئة الوزير بمهام الوزارة وكانت مناسبة تداولنا خلالها أمور إنماء منطقة عكار المحرومة الإنماء، والوزير العريضي معروف بأياد بيضاء في الإنماء المتوازن، على رغم أنه ليس من المنطقة، إلا أنه يخدم المصلحة العامة، لأن ذلك يفيد نمو الاقتصاد. آملين أن تنال عكار حصة أكبر واهتماما أكثر". والتقى االعريضي كذلك النائب السابق جواد بولس الذي قال: "بحثنا في بعض المشاريع الإنمائية المتعلقة بالوزارة والتي تهم منطقة زغرتا".Beirut, 04 Dec 09,

 

فضل الله لاخراج المقاومة من السجال

نهارنت/دعا العلامة السيد محمد حسين فضل الله الى اخراج المقاومة من باب السجال الذي يصرّ البعض على التداول فيه، وخصوصا في الوقت الذي يلوح العدو بالمزيد من التهديدات، ويتحدث عن إمكان شن حرب خاطفة على لبنان في العام المقبل. وشدد فضل الله في خطبتة إلى "العمل على تحصين البلد داخليًا في خطوط الوحدة السياسية التي يمثل الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة موقع الحماية الأول لها".  Beirut, 04 Dec 09, 12:24

 

زيارة الحريري الى دمشق بعد الثقة وليوم واحد

نهارنت/يفكر رئيس الحكومة سعد الحريري في أن يقوم بزيارة الى سوريا بعد الثقة مباشرة، وأن تكون دمشق فاتحة جولته العربية والأجنبية. واوضحت مصادر وثيقة الصلة بملف التحضير لزيارة الحريري لصحيفة "السفير" أن برنامج "زيارة الدولة" وجدول أعمالها صارا شبه مكتملين ، وبات شبه محسوم أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا، حيث سينتقل الحريري إلى دمشق، جوا يرافقه عدد من مستشاريه والوزراء، على أن يصار إلى أخذ موافقة مجلس الوزراء قبيل الزيارة مباشرة. واضافت المصادر انه من المقرر أن يكون رئيس الوزراء السوري ناجي العطري في استقبال الحريري على أرض مطار دمشق، ثم تعقد جولة من المباحثات الثنائية والموسعة، ينتقل في ختامها الحريري الى قصر الشعب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منهيا بتلك المصافحة صفحة من القطيعة دامت أكثر من أربع سنوات. وذكرت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" (LBC) أن الحريري سيزور واشنطن رسميًا في النصف الاول من كانون الثاني 2010"، بعد زيارة دمشق والجولة العربية التي يزمع القيام بها.  Beirut, 04 Dec 09, 10:01

 

جعجع: 14 آذار لا تزال موجودة واقوى ولو كنا آخذين pause في المرحلة الحالية 

الأخبار 4 كانون الأول/09

يُصرّ رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة على أن فهم الواقع اللبناني وحماية الـ10452 كلم مربعاً، مربوطان بشكل ما بالإقليمي، وتحديداً بالمشروع النووي الإيراني، لذلك يجب إبقاء لبنان بمنأى عن هذا الصراع. ولا ينسى جعجع التأكيد أن العلاقة مع سعد الحريري ممتازة، وأن «سوريا هي من اقتربت من 14 آذار لا العكس».

سمير جعجع قلق. «لبنان يوضع في عين العاصفة، لكن البلد جيد»، يقول الرجل جملته بهدوء ثم يشرحها: الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ليست سليمة. هناك تشنجات كبيرة على المحور الغربي ـــــ الإيراني، «لكن هذا لا يعني حكماً على حق إيران أو عدم حقها بحصولها على سلاح نووي». الواقع في رأيه أن التشنج لم يعد بين الغرب وإيران، «وللأسف، هذا الأمر لم يعد محصوراً بين إيران والغرب، بل وصل إلى الصين وسوريا».

يضع سمير جعجع معادلة «يُمكن أن نتحاسب عليها في أي وقت: بقاء النظام في الجمهوريّة الإسلامية أصبح مرتبطاً بالسلاح النووي. لذلك، إن النظرية التي تقول بأن إيران ستناور ثم تحصل على المكتسبات وتتخلى عن مشروعها ساقطة. فإيران ستستمر في مشروعها، بهدوء أو بسرعة، وهذا ما سيؤدي إلى حصول صِدام عسكري في المنطقة، ومن المبكر تحديد الأطراف التي ستدخل في هذا الصراع. وحزب الله بمفهومه هو أحد المكونات الأساسيّة للأمّة، سيكون له علاقة بهذا الصراع بشكل أو بآخر، وهذا ما أقصده عندما أقول إن لبنان في عين العاصفة».

لكن، هل تستطيع القوى الدوليّة توجيه ضربة عسكريّة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة؟ يجيب جعجع بأنّ قراءته لما يجري في إيران حياديّة، «وهذا واجب المسؤول من دون أن نقول لإيران أن تفعل هذا أو ذاك. والمواجهة ستصل إلى النهاية، التي قد تكون عسكريّة أو اقتصاديّة. مثلاً، الأكيد أننا ذاهبون إلى عقوبات اقتصاديّة قد تكون شبيهة بتلك التي تعرّض لها عراق صدام حسين بين عامي 1990 و2003». ويرى أن الأحداث التي تجري من اليمن والسعوديّة إلى تفجير يوم أمس في مقام السيدة زينب في دمشق كلّها إشارات خطيرة.

ما العمل؟ «أنا في رأيي كمسؤول يجب أن يكون لبنان بمنأى عن التطورات الخطيرة التي تجري في المنطقة. وهذا ما يراه البعض منحىً انعزالياً». يستخدم سمير جعجع مثلاً ليشرح كيفيّة حماية لبنان: «كان الإنسان القديم يجلس بدون حراك كي لا يهجم عليه الحيوان الضاري ويستفرد فيه. كي لا تستفرد بنا إسرائيل علينا أن نهدأ. ممنوع على أحد أن «يبعط»، وهذا ليس نقاشاً بشأن الحق في ذلك».

لكن حزب الله هادئ؟ «علينا أن نلتزم القرار 1701 ونطبّقه بحذافيره، ونسعى للحصول على إجماع دولي بأننا ملتزمون، وهذا ليس الواقع».

عندما تسأل «حكيم القوات» عما إذا كانت إسرائيل هي من يخرق القرار يُجيب: «الـ1701 ليس في مصلحة إسرائيل، وعلينا أن نلتزم به رغم الخروق. عندما تصل القوات الدوليّة إلى الاقتناع بأن لبنان يُطبق القرار، وللأسف هذا ليس الاقتناع، ولا يقل أحد لي إن القوات الدوليّة متحيّزة، هذا ما يحمي لبنان. هذه أهم خطوة، قد تكون كافية وقد لا تكون، لكن من يقول إن الإجراءات التي يتخذها حزب الله هنا وهناك (بدون نقاش الأحقيّة من عدمها) تؤدي إلى الدفاع عن لبنان.

لا يعتقد سمير جعجع بوجود نيّة إسرائيليّة للاعتداء على لبنان، «لكن، تجاه أي شيء تراه يدخل في المنظومة الإقليميّة في المواجهة المقبلة، ستقوم به». لذلك، يرى أن «الحرب ستكون على حزب الله، وبالتالي سيستفيدون منها فرصةً لضرب لبنان وتدميره لأنهم غير «مبسوطين» بالنظام اللبناني أو بوجوده». ثم يسأل: «لماذا لا تُعدّ إسرائيل لضرب مصر والأردن والسعوديّة، هل هؤلاء خونة؟ تُعلق: لأن هناك اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، فيقول إن «اتفاقيات السلام لا مفاعيل لها، وإذا كنت ترى أن مصر والأردن ودول الخليج حليفة لإسرائيل فعلى الدنيا السلام».

وينفي أن تكون القوات تراهن على المشروع الأميركي ـــــ الإسرائيلي، «ما قلته عن إيران ليس قراءتي وحدي، بل هو قراءة موجودة لدى الكثير من الأطراف، ومنها مراكز الدراسات في العالم».

جعجع VS حزب الله

لماذا يضع سمير جعجع نفسه في مواجهة حزب الله دائماً؟ هو لا ينفي ذلك، «فحزب الله هو من يطرح المبادرات والمشاريع السياسيّة في البلد، لذلك لا تدخل في مواجهة أو تحالف إلا مع الجهة التي تؤدي الدور الأكبر. حزب الله هو اللاعب الأكبر اليوم لا المرابطون. هناك الكثير من الأحزاب موجودة، لكن مواقفها تقليديّة وغير مؤثّرة، بينما حزب الله يُمكن أن يأخذ البلد 180 درجة شمالاً أو يميناً في أي خطوة يأخذها، لذا من الضروري مواكبة حركته، وبالأخص أن حزب الله ممكن أن يدبّ البلد كلّه في أتون النار، عن دراية أو عن غير دراية، عن حسن نيّة أو سوء نيّة. هو لديه قراءته ونحن كذلك.

لا ينفي جعجع وجود تشابه بين الفئات السوسيولوجيّة بين حزب الله والقوات اللبنانيّة. «قماشة الناس هنا وهناك هي ذاتها، والدليل أن المواطن الذي يدخل حزب الله يفعل ليجاهد، وقد يموت، لا ليرتزق، ومن ينتسب إلى القوات يفعل ليُناضل وقد يموت، لا ليُحقق مكتسبات».

لا يريد جعجع نقاش وثيقة حزب الله بكاملها: «فأنا ما زلت أقرأها. أحب أن أقرأها بتمعن أكثر. أنا أريد أن أعلّق على نقطة واحدة هي ولاية الفقيه. ليس صحيحاً ما قاله السيد حسن نصر الله بأن ولاية الفقيه أمر ديني وأيديولوجي وعقائديّ فقط. ولاية الفقيه هي كلّ شيء. هي لا تختصّ بجانب من حياة المؤمن، بل في كلّ حياته وحياة المجتمع، والسياسة هي جزء منها. من هذا المنطلق الوليّ الفقيه يرجع له القرار السياسي حيث توجد الأمة. وله الكلمة الفصل حتى لو راجع العلماء في هذه البقعة. الوليّ الفقيه إذا ما أردت أن أتصوره اليوم، فإنه يأخذ قراره انطلاقاً من مصلحة الأمة، ومصلحة الأمّة تعني مصلحة المليار مسلم. مصلحة الأمّة تعلو فوق أي مصلحة أخرى. وتعلو فوق مصلحة أربعة ملايين لبناني. وهنا التضارب مع حزب الله. بالنسبة إلينا مصلحة الأربعة ملايين تعلو فوق أي مصلحة».

هل يزور سوريا؟

يُجيب سمير جعجع عن سؤال بشأن إمكان زيارته لسوريا بطريقة دبلوماسيّة: «لا أملك موقعاً رسمياً كي أزور سوريا». وبصفته رئيساً للهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة: «لا يُمكن أن أزور سوريا إلا إذا سوّت الدولة اللبنانيّة أمورها مع دمشق، وهي: ملف المفقودين، القواعد العسكريّة السوريّة ذات الغطاء الفلسطيني في لبنان من الناعمة إلى السلطان يعقوب وقوسايا وحلوة وملف ترسيم الحدود، وخصوصاً في شبعا». وفي النقطة الأخيرة يرى جعجع أن لبنان يملك حظاً كبيراً كي يسترجع شبعا وتلال كفرشوبا من دون أن نكلّف لبنان.

كنا استرجعنا الغجر؟ ترد ويُجيب: «كلّه مربوط بعضه ببعض، دعونا لا نُساعد إسرائيل في إيجاد الحجج. عندي اقتناع بأن استرجاع الغجر وتلال كفرشوبا يبدأ من كفرشوبا. وعندما لا تنجح الطريقة الدبلوماسيّة بأخذ الوثيقة السوريّة التي تُثبت لبنانيّة شبعا إلى الأمم المتحدة، نجلس نحن اللبنانيين بعضنا مع بعض لنرى ما الممكن فعله. لكن لا يُمكن أي طرف لبناني أن يفرض استراتيجيّة على الآخرين».

لكن الوزير إبراهيم نجار والحكومة اللبنانيّة لم يقوما بعمل جدي بخصوص المفقودين، وأنتم جزء من السلطة؟ يجيب جعجع بأنّ «نجار حاول، لكن السوريين رفضوا ولم يتجاوبوا. حتى معاهدة تبادل الموقوفين رفضها الجانب السوري». وبخصوص زيارة نجار لسوريا مع الرئيس سعد الحريري، يقول: «منشوف». هو يربطها بتضمّن جدول الأعمال الملفات التي طرحتها القوّات منذ أربع سنوات. ويؤكّد أن «القوّات تشارك في النقاش مع الحريري بشأن الزيارة».

ويرى جعجع أن سوريا قامت بالكثير لتتجاوز الخطر الغربي عليها، «ونحن لم نذهب إلى سوريا، كما يقول بعض حلفاء سوريا، بل هي جاءت إلى طرحنا».

حلفاؤنا لا يخجلون بنا

يرى سمير جعجع أن الحريري لا يخجل بالقوّات اللبنانيّة. ويؤكّد أن هذا الانطباع محصور ببعض أفرقاء 8 آذار، وهذا غير موجود عندنا، والدليل أن ممثلي تيار المستقبل يجلسون إلى جانب ممثلي القوات في الأمانة العامة التي لا تزال تؤدي دورها على أكمل وجه، والله وحده يعلم حجم الاتصالات والمشاورات بيننا وبين الحريري.

أمّا لماذا لم يقبل بوزير حزبي، فيقول جعجع: «كنا طارحين وزيرين حزبيين، وكان سعد الحريري موافقاً. ثم أصبح من الضروري وجود الشيخ بطرس حرب في الوزارة، وهو قيمة مضافة بالنسبة إلينا، تخلينا عن المرشّح الماروني فادي سعد. وبعد مداولات في الهيئة التنفيذيّة، قررنا المحافظة على وزارة العدل كي يستكمل نجار برنامجه الإصلاحي. ولاحقاً، بدأ «الزوركة» على المقاعد وبقي وزير مشترك للقوات وزحلة، ولا يُمكن تمثيل زحلة بأرثوذكسي، بل بكاثوليكي، فاضطررنا إلى التخلي عن المرشّح الآخر، وهو عماد واكيم. ليس سعد الحريري من استبعد وجود الوزير الحزبي القواتي، بل الظروف.

يُحدّد زعيم القوات أولويتين أمام الحكومة الجديدة: «أن تُخرج الحكومة لبنان من عين العاصفة بالتشاور والتفاهم مع الشباب في حزب الله، وخصوصاً أن الأوضاع الإقليميّة تتجه من سيّئ إلى أسوأ». الأولويّة الثانيّة هي الوضع الاقتصادي الاجتماعي. يرى جعجع أن «الأزمة العالميّة المستمرة منذ سنة، وأزمة دبي حالياً، أثبتتا كم يملك لبنان من قدرات اقتصاديّة، لكن هناك حاجة إلى حكومة تقوم بالخطوات اللازمة ومجلس نواب يُقرّ التشريعات اللازمة، كي تأخذ الحركة الاقتصاديّة مداها الأوسع ولا تبقى محصورة في المدى الأدنى. ويؤكّد أن القوات لا تتبنى خياراً اقتصادياً واحداً، بل «كوكتيل من جميع النظريّات الاقتصادية». ويلفت إلى ضرورة التعاطي مع القضايا «بالقطعة». ويُعطي المديونيّة العامّة مثالاً: «حلّ هذه المعضلة ليس مستحيلاً. البعض يرى أن خصخصة بعض المرافق في الدولة توفر سيولة تُمكّن لبنان من سداد جزء من الديون فتنخفض كلفة الدين ويتراجع الدين العام. لكن الخطوة الأجدى هي إيجاد استقرار في البلد يوفّر دورة اقتصاديّة كاملة، توفّر مداخيل للدولة. بحيث يسبق النمو في الاقتصاد نمو الدين، ويُمكن ألا تحتاج إلى الخصخصة». ويربط أي تحسّن اقتصادي بأولويّة الحكومة أي استقرار البلد، لأن الموضوع ليس تقنياً فحسب. وهذا لا يتلاءم مع نظريّة المواجهة المستمرة، بعكس ما يتبناه حزب الله.

قيادة 14 آذار أخذت Pause

تسأله: أنت تقول إن 14 آذار مستمرة، يؤكّد أن «14 آذار لا تزال موجودة وأقوى، والدليل هو فوزها في جميع الانتخابات النقابيّة والجامعيّة». وعن وجود وليد جنبلاط خارجها، يُشير إلى أن «جمهوره لا يزال جزءاً منها، والدليل هو تأييد جمهوره في عدد من الجامعات والنقابات حيث مرشحو 14 آذار».

لا ينفي جعجع وجود عرقلة في ترجمة هذه الانتصارات منذ الانتخابات النيابيّة حتى اليوم نتيجة التعرض لاهتزازات كثيرة، «لكن عندما تكون قدماك على الأرض، فإن إمكان الترجمة ممكنة في أي وقت. قواعدنا لا تزال كما هي، ولا أخفيك أنها قلقة. أما من فوق فتكفي لقاءات الأمانة العامّة». ويؤكّد استمرار وجود مشروع عند 14 آذار، قواعد جمهور 14 آذار مستمرة، وهي في حراك مستمر، وقويّة ومستمرة. أمّا رأس 14 آذار، فإنه يُعاني من مشكلة. ولو أننا آخذين Pause (توقف) في المرحلة الحاليّة بسبب ما يجري حولنا من تطوّرات ويجب أن نأخذها في الاعتبار. في المبدأ عندما لا تستطيع أن تسير بسرعة 100، تسير بسرعة 50، وإذا لم تستطع أن تسير 50، فتسير بسرعة 20. أمّا إذا لم تستطع أن تسير، فتوقف ولا تتراجع». وإذ يرى أن هناك على مستوى الحركة السياسيّة استراحة، يؤمن بأن حراكاً يحصل على مستوى الشارع والخطاب السياسي، «مشروع 14 آذار مستمر وهو ذاته. وينتهي يوم تقوم دولة لبنانيّة قويّة وقادرة». يؤكّد «وريث الغرائز البشيريّة»، كما سمّاه جوزف سماحة في الثمانينيات، أن العلاقة مع الكتائب اللبنانيّة ممتازة، لكن «هذا لا يمنع أننا «نتناقر» مئة مرّة في اليوم». هو ينفي أن تكون القوات تسعى إلى أن يكون هناك خلاف بين النائب نديم الجميّل والمكتب السياسي الكتائبي، «فنديم الجميّل عين وسامي الجميّل العين الأخرى».

أين أجراس الكنائس التي كانت في المختارة؟ لماذا لم تستردوها؟ يبتسم سمير جعجع: عليك أن تسأل ميشال عون. هو قال إنها موجودة، فليستردها هو من جنبلاط.

عند قراءة ما قاله سابقاً سمير جعجع في مقابلة سابقة قبل انتخاب رئيس الجمهوريّة، بأن أي رئيس توافقي من خارج 8 أو 14 آذار يكون بلا لون وبلا طعم، يُجيب بأن المرحلة تفرض وجود رئيس كهذا. إذاً، رئيس الجمهوريّة، في رأيه، «خارج الاصطفافات ويستطيع أن يتحدّث مع الجميع، ويتفاعل مع الجميع بقدر ما تكبر الخلافات بين الأطراف، ويستطيع أن يكون وسطياً، كي لا نحتاج إلى وسيط عند كلّ أزمة». ويلفت جعجع إلى أن «القوات اللبنانية لا تتهرّب من أي طرح سياسي، لكنّها لا ترى أن الوقت مناسب لبحث إلغاء الطائفيّة السياسيّة، وأن طرحه في هذه الفترة له خلفيات وأهداف أخرى». ويكشف أن «إقرار مسوّدة النظام الداخلي للقوات بات قريباً في الهيئة التنفيذيّة، ويليه إقراره في الجمعيّة العامّة». ويُضيف أن «النائبة ستريدا جعجع لم تُبعد كوادر في القوات خلال وجود الحكيم في السجن «بل هؤلاء أخرجوا أنفسهم عندما جرى تبنّي خيارات وتحالفات، لو قبلتُ بها لما دخلت السجن».

 

المطران حداد : هويتنا المسيحية مهدّدة بالالغاء

الديار/رأى راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد «ان هويتنا المسيحية تمر بازمة خطيرة في عالم ما بعد الحداثة وهي مهددة بالالغاء. وان النية المسيطرة في تحييد الوجود المسيحي في العالم اليوم تقوم على عرض انماط حياة جديدة على المسيحيين تخلق فيهم الضياع والالتباس والفوضى. فالنسبية المفرطة السائدة حاليا تخلق شخصيات سريعة العطب، مجزأة ومشوشة. والعلمانية المفرطة تنخر الايمان عند عدد كبير من المعمدين، فلقد اصبح الايمان في المجتمعات الغربية مسألة بحث شخصية واصبح الله الغائب الاكبر عن الحياة العامة». واضاف: هذا ما يجب ان يعيه المسيحيون بخاصة في الشرق الاوسط ولبنان الذين يعيشون كاقليات في بحر من غير المسيحيين والذين يعيشون في الشتات، وهذا يفرض عليهم بالتالي ان يتماهوا مع كنيستهم ومع تاريخها وحاضرها، وان يشاركوا بفعالية في حياتها، ورسالتها بصورة ناشطة وفاعلة.

وان ذلك امر مهم للغاية، لا بل حيوي ومصيري خاصة في الشرق الاوسط». كلام حداد جاء خلال افتتاح اليوم الثاني لـ«مؤتمر رابطة الروم الكاثوليك الاول» في صالة القديس يوحنا الحبيب - الحازمية، وفي حضور النائب البطريركي العام المطران ميشال ابرص، المطران يوسف كلاس ممثلا بالاب القاضي نبيل صليبا، الارشمندريت الاب المونسنيور الياس رحال، نقيب المحامين السابق ميشال اليان، رئيس مجلس امناء مسيحيي الشرق طلال مقدسي، القاضية ارليت جريصاتي، نقولا صحناوي، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات وحشد من ابناء الطائفة. وتحدث حداد عن تاريخ الكنيسة قائلا ان رابطة الروم الكاثوليك ككل رابطة وجماعة وحركة وجمعية، هناك قوة المجموعة المثمرة لا مسيحية بدون مجموعة، والمجموعة يجب ان تكون في المجتمع وتدافع عن الانسان واسس كرامته تدافع عن مواقف مجحفة في حقه وتوجد قضية وتضيء الاعلام عليها وتشكل قوة ضاغطة بعيدة عن التقوقع.

ورأى ان الرابطة هي مكان تثقيف مثل العائلة والمدرسة والجامعة والحركة، وآفة المسيحيين اليوم هي انهم يريدون المسيحية من دون المسيح، يريدون امتيازات مسيحية دون شهادة للعلاقة مع المسيح. واشار الى ان مسؤولية المؤمنين العلمانيين والمعتمدين ان يظهروا للعالم صورة المسيح الحقيقية وان يقنعوهم بان يراهنوا على المسيح، وانه اذا كان الانسان مسيحياً حقيقياً فذلك يعني انه يتذوق الحقيقة والجمال. واختصر رسالة العلمانيين في الشرق الاوسط في بداية الالفية الثالثة على ضوء تحديات المجتمع المعاصر وبخاصة في لبنان بكلمات ثلاث: الهوية، الحضور والتنشئة. وتابع ان الجرأة والشجاعة في ان يكون المسيحي حاضرا بصورة منظورة ومرئىة في المجتمع. والمسيحيون الذين يعيشون في الشرق الاوسط هم اقلية ضئىلة في بحر الاسلام الذي يحيط بهم لكن مشكلتهم ليست في قلة عددهم بل في كونهم هامشيين غالبا بملء اختيارهم. ودعا العلمانيين المؤمنين بالمسيح في الشرق الاوسط ولبنان الى استعادة نشاطهم ليكونوا رسلا ومرسلين في مختلف قطاعات الحياة. واعتبر ان جوهر الازمة الحالية التي تعيشها البشرية هو في كونها ازمة انتروبولوجية.

فعلى العلمانيين المسيحيين ان يهتموا بالإنسان ويدافعوا عن كرامته وحقيقته الجوهرية وحقوقه التي لا تنتهك. وهذا ما يفتح امامهم الباب والمجال واسعا للحوار والتعاون.

ثم ألقت القاضية ارليت جريصاتي كلمة حول الواقع الاجتماعي والتربوي في لبنان.

 

روسيا والفاتيكان يقيمان علاقات دبلوماسية <كاملة>

اللواء/قررت روسيا اقامة علاقات دبلوماسية <كاملة> مع الفاتيكان عبر رفع مستوى تمثيلها الى درجة سفارة، بحسب ما اعلن الكرملين امس اثر لقاء بين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والبابا بنديكتوس السادس عشر·وقالت ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم الرئيس الروسي للصحافيين ان <الرئيس مدفيديف ابلغ البابا بنديكتوس السادس عشر انه وقع قرارا يتصل باقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الفاتيكان>·واضافت ان مدفيديف <طلب من وزارة الخارجية اجراء مشاورات لاقامة العلاقات ورفع مستوى التمثيل الى (درجتي) سفارة بابوية وسفارة>· ومنذ 1990، تتبادل الدولتان ممثلين لهما ولكن ليس بدرجة سفير·ودعا مدفيديف في تموز الى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان ورفعها الى مستوى السفارات·

وياتي هذا القرار فيما تشهد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذكسية الروسية تحسنا منذ انتخاب البطريرك كيرلس على راس الاخيرة في شباط الفائت·ولاحظ المسؤول الفاتيكاني ماركو توساتي ردا على سؤال ان <التحركات التي تقوم بها موسكو مرتبطة في شكل حاسم بوتيرة العلاقات بين الفاتيكان والكنيسة الارثوذكسية> لان <لدى القادة الروس حساسية شديدة حيال هذه الكنيسة>·واضاف <لا تستطيع الحكومة الروسية ان تقوم بخطوات تثير استياء بطريركية موسكو>·وبعد اعوام من التوتر بين الفاتيكان والكنيسة الارثوذكسية الروسية، لا يستبعد المراقبون انعقاد لقاء تاريخي بين البابا بنديكتوس السادس عشر والبطريرك كيرلس· وزار سلف مدفيديف فلاديمير بوتين الفاتيكان ثلاث مرات: في اذار 2007 وكان في استقباله بنديكتوس السادس عشر، وفي العامين 2000 و2003 حين التقى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني · وكان يوحنا بولس الثاني استقبل في الاول من كانون الاول 1989 الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف· (ا·ف·ب)

 

لن أردّ على عون بالأسلوب ذاته"

حرب: لا فارق بين الاعتراض والتحفّظ

النهار/أوضح الوزير بطرس حرب "ان لا فارق بين الاعتراض والتحفظ عن البند السادس في البيان الوزاري في مجلس الوزراء، وانا اعترض على ما ورد فيه كموقف سياسي، انما التحفظ هو موقف قانوني من بيان صدر عن حكومة انا عضو فيها، اي انه يعني انني لست موافقاً على هذه الفقرة لكن عدم موافقتي عليها لا تدعوني الى الخروج من الحكومة او عدم القبول باختياري وزيراً فيها، الفارق ليس كبيراً وهو موقف واحد. من اجل ذلك أدعو وسائل الاعلام الا "تشتغل كثيراً علينا" لانه لا يوجد فارق بين الموقفين انما تعبير سياسي عن موقف دستوري وقانوني". وتعليقاً على قول النائب العماد ميشال عون ان الوزراء لا يستطيعون معارضة الحكومة، والاعتراضات مزايدة اعلامية، قال: "كنت اتمنى ان تكون زيارة بكركي قد تأثرت باتجاه آخر ونخرج من التجريح. دخلنا الوزارة بروح ايجابية كي نتعاون لخدمة الوطن والمجتمع، واعتقد انه عندما كان وزراء عون يعارضون في الحكومة لم نكن نقول مثل هذا النوع من الكلام. وانا لن اسمح لنفسي بالرد بالاسلوب ذاته، انما اقول هذا رأينا وموقفنا ونفخر به ولسنا في حاجة الى استدرار الرأي العام لتأييد مواقفنا. نحن نعلن في مجلس الوزراء الرأي العام الذي نمثله ولسنا في حاجة الى مواقف استعراضية ولذلك ضميرنا مرتاح".

 

وفد "التاسك فورس" زار سليمان والشامي وقهوجي:على الجميع التخلي عن مصالحهم لمصلحة لبنان

النهار/زار وفد من مجموعة "تاسك فورس فور ليبانون" أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، واطلعه على نشاط المجموعة في الولايات المتحدة لمساعدة لبنان ودعمه في كل المجالات. ورحب سليمان بالوفد، منوها بالجهود التي يقوم بها، لافتا الى "العلاقات الجيدة بين لبنان والولايات المتحدة، والمساعدات التي تقدمها الى لبنان"، مكررا أمام الوفد الثوابت اللبنانية من عملية السلام وخصوصا في ما يتعلق بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة، مشددا على "الا يكون أي حل على حساب لبنان".

وحضّ أعضاء المجموعة على "مواصلة العمل لدعم لبنان من أجل ترسيخ استقراره السياسي والامني والاقتصادي".

في الخارجية

كذلك زار الوفد وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، في حضور الأمين العام للخارجية السفير وليم حبيب والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة.

وأشاد الشامي بمساهمة المجموعة في "إعلاء شأن لبنان ودعم موقفه ومصالحه لدى دوائر القرار في واشنطن مهما اختلفت آراء اللبنانيين وتوجهاتهم"، وابرز الأهمية التي توليها الوزارة لرعاية مصالح الجاليات اللبنانية في الخارج. وشكر جهود المجموعة بعد حرب تموز 2006 في مجال ازالة الألغام والقنابل العنقودية وتوفير المساعدات للبنان.

وأكد رئيس "تاسك فورس" طوم ناصيف استمرار "السعي الدؤوب للمجموعة الى حض الإدارة الأميركية على تخصيص مزيد من المساعدات والدعم للبنان شعبا ومؤسسات والدفاع ومصالحه المشروعة". وقال "إن مؤسسة تاسك فورس فور ليبانون تعمل على توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية اللبنانية، وهي نموذج مصغر من لبنان اذ انها تضم الطوائف المسيحية والاسلامية والدرزية، وان هدف الزيارة هو التعرف الى حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وقد التقينا صباحاً رئيس الجمهورية وسنلتقي غدا (اليوم) رئيس الحكومة وقائد الجيش وعددا من المسؤولين والوزراء (...) ان التقدم الذي لمسناه ولا سيما أنني زرت لبنان سابقا عندما كنت نائبا مساعدا قبل سنوات عدة، واضح جدا، فقد رأيت الاسوأ حين فجرت السفارة الاميركية، والافضل أراه اليوم، والتطور الكبير الحاصل في هذا البلد يبعث فينا الامل، ونحن اللبنانيين الاميركيين مستعدون لتقديم وقتنا ومالنا من أجل دعم هذا التطور ومعرفة سبل المساعدة. إن أهم أمر نشدد عليه وننقله الى حكومتنا الاميركية هو الآتي: لا تساوموا على لبنان في أي مفاوضات في عملية السلام، وأنا واثق ان لبنان لن يستغل، وهذا الكلام كرره أكثر من مسؤول اميركي". وقال رداً على سؤال: "على الافرقاء جميعا ان يعوا ان عليهم التخلي عن مصالحهم الشخصية لان المهم هو لبنان وليس الاحزاب التي ينتمون اليها. هذا هو حلمنا للبنان، ان يفكّر اللبنانيون اولا بلبنان وليس في انفسهم". كذلك زار الوفد قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في وزارة الدفاع الوطني وعرض معه المساعدات الأميركية للجيش.

 

"معركتنا في البيان الوزاري لرفض التوطين"

باسيل: طاولة الحوار تقرّر ملفاتها

النهار/هيام القصيفي     

لم تنته بعد مفاعيل إقرار البيان الوزاري في مجلس الوزراء، رغم ان الحكومة ذاهبة الاسبوع المقبل الى مجلس النواب لنيل الثقة، وسط اسئلة عن الثقة التي يمكن أن تعطيها الاكثرية لبيان تحفظ عن بند المقاومة فيه وزراء "القوات اللبنانية" والكتائب، فيما اعترض عليه النائب بطرس حرب.

ويقول الوزير جبران باسيل لـ"النهار" ان الحكومة ستنال الثقة "كما حصلت عليها الحكومة الاخيرة للرئيس فؤاد السنيورة، ولا يستطيع أي فريق ان يعطي ربع ثقة او نصف ثقة. فأي فريق لا يريد إعطاء الحكومة الثقة عليه ان يسحب ممثليه منها. لا يمكن ان يتكرر في المجلس ما حصل في البيان الوزاري لجهة بند المقاومة، بين التحفظ والاعتراض. ولعل افضل تعبير هو ما قاله وزير العدل في جلسة مجلس الوزراء، لا نستطيع ان نعترض لان الاعتراض يعني الانسحاب من الحكومة".

بين الثقة المنتظرة الاسبوع المقبل وطاولة الحوار المرتقبة، ثمة إشكال يتعلق بالملفات الحوارية التي يمكن ان تطرح على الطاولة، والتي شكلت بنودا خلافية في البيان الوزاري. ويوضح باسيل أن "ثمة منحى أرادت قوى الاكثرية المسيحية تكريسه بتحديد عنوان وحيد لطاولة الحوار هو بند الاستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله". لكن الامر ليس على هذا النحو. لقد طرحنا خلال جلسات النقاش حول البيان وفي الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء سلسلة ملفات يفترض أن تناقشها طاولة الحوار، هي التوطين والتوازنات الداخلية والصلاحيات والغاء الطائفية السياسية التي نتحفظ عنها وكل المواضيع الخلافية. لكن الاكثرية رفضت تحويل هذه الملفات الى طاولة الحوار، بحجة ان الطاولة ليس لها صفة تنفيذية. ولان الطاولة ليست كذلك، نريد طرح كل المواضيع عليها واحالتها على مجلس الوزراء ليتخذ فيها القرار المناسب. على أي حال، فان رئيس الجمهورية حسم الامر بنفسه خلال جلسة مجلس الوزراء بقوله ان الطاولة ستبحث الاستراتيجية الدفاعية، اما الملفات الاخرى فسيقررها الذين يشاركون في طاولة الحوار وليس أي طرف آخر".

لم تكن  الاستراتيجية الدفاعية بحسب باسيل الملف الاكثر سخونة خلال نقاشات لجنة البيان الوزاري أو حتى مجلس الوزراء"، "فبند التوطين نال حصة كبيرة من النقاشات ونحن نعتبر اننا حققنا انجازا في هذا المجال". ويقول ممثل "التيار الوطني الحر" في الحكومة " يشكل رفض التوطين محلّ إجماع تام من كل القوى السياسية، وهو أقرّ في الدستور. لكن الخوف من التوطين قائم فعلا، لذلك استلزم نقاشه وقتا طويلا  ولا سيما في موضوع الجنسية لأبناء الام اللبنانية المتزوجة من أجنبي. لقد دافع بعض الوزراء عن هذا الحق لكونه حقا انسانيا، ونحن أيدناه شرط استثناء الام اللبنانية المتزوجة من فلسطيني، لان هذا المنع يحد من اخطار التوطين، والبعض يمكن أن يتخذه وسيلة للحصول على الجنسية اللبنانية، كما في التملك وحق العمل في بعض الوظائف. رفض المجتمعون طرحنا لان ثمة من خشي أن يواجه بالعنصرية اذا استثنى الابناء من اب فلسطيني. ولكن نحن اردنا تصويب النقاش بجرأة حول نقطة حساسة، اذ يجب مقاربة التوطين من كل جوانبه العملية التي تؤثر مباشرة على لبنان، وعدم الاكتفاء بتكرار عبارات رفض التوطين كمبدأ فحسب".

ويشير الى ان النقاش تشعب حول ملف التوطين ليشمل تمويل وكالة "الاونروا" والحقوق المدنية وإعمار المخيمات،مع العلم ان تمويل الوكالة الدولية يجب ان يكون من صلب اهتمامنا كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته فيه. وقد طالبنا بضرورة مواكبة طاولة الحوار لملف التوطين، ولم نصر عليه بعدما قوبل بالرفض، لان طاولة الحوار ستقرر بنفسها كما قال رئيس الجمهورية مواضيع نقاشاتها".

ويلفت باسيل الى أن قضية حيوية كالتوطين لم تنل الاهتمام اللازم حتى إعلاميا، لان الجميع ركّزوا على بند سلاح "حزب الله" في محاولة لكسب سبق سياسي، في حين أن ملف العلاقة مع سوريا لم يأخذ حيزا كبيرا من النقاش. ويقول: لقد "رفضنا ربط العلاقة مع سوريا باتفاق الطائف كما طرح البعض، لان هذه العلاقة تخطت ما كتب في الطائف وصارت تحكمها  العلاقات الديبلوماسية، والحدود التي تفصل بين البلدين بعد الانسحاب السوري الكامل من لبنان، ناهيك بأن ثمة أجواء في الاكثرية عكسها تعديل بعض الكلمات، بطرح من أحد وزراء الاكثرية، أوحى جواً ايجابياً من هذه القوى حيال سوريا.حتى ان احد الوزراء تحدث عن ضرورة تهيئة الاجواء عشية زيارة رئيس الحكومة لسوريا".

الاهم من الملف السياسي، بحسب وزير الطاقة، كان مناقشة الملف الاقتصادي، "فلقد تكرر كثير من الملفات التي سبق ذكرها في البيان الوزاري السابق في ما يتعلق بالشق السياسي. لكن الجديد فعليا هو النقاش الاقتصادي الذي نال حيزا كبيرا من النقاشات، وسيكون له مستقبلا أهمية قصوى، لكونه دخل في التفاصيل والمبادئ الاقتصادية وطرح مقاربات واقعية وأكثر جدوى وحدّد أولويات مختلفة عن السابق وأهدافا مركزة". نالت وزارة الطاقة صفحتين من نص البيان المتضمن 24 صفحة. ويشير باسيل الى انه في خضم ورشة عمل تتعلق بثلاثة محاور استراتيجية تتصل بالناس وحاجاتهم التي تخص وزارته من النفط والمياه والكهرباء، "ينتظر منا الناس أموراً حيوية ولكن نحن اليوم نعدّ للعمل، ولدينا تصور لموضوعي المحروقات والمازوت الملح حاليا ولمولدات الكهرباء وتأمينها بما يتعدى المعالجة القصيرة المدى. ولدينا تصوّر لموضع المازوت  أكثر جدوى من الدعم المرحلي السنوي لبضعة أشهر".

 

لماذا؟

الشراع/حاول المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد تشكيل تجمع سياسي ينطلق من البقاع، الا ان تنبيهات وصلته من مسؤولين سوريين بالاقلاع عن هذه الفكرة والتريث بانتظار جلاء الاوضاع الاقليمية، وان يظل منتظراً دوراً له في المستقبل القريب. وكان اللواء السابق السيد قد اجرى مؤخراً اتصالات ولقاءات مع شخصيات عسكرية لبنانية متقاعدة، وسياسيين يبحثون عن دور لهم من أجل التلاقي للانطلاق بفكرة التجمع السياسي.

تغيير/اشارت مصادر مسؤولة الى ان المرحلة المقبلة ستشهد محاولات لفتح ملفات تتعلق بالاجهزة الامنية في لبنان، في اطار السعي لتغيير مسؤوليتها وتعديل صلاحيات بعضها، وتعزيز دور بعضها الآخر، ومن الطبيعي ان تترافق هذه التغييرات مع تجاذبات وصراعات سياسية ونقاشات.   

  

قلق شعبي في أميركا بعد إيقاف خليتي حزب الله

الشراع/يسود القلق أوساط المسلمين الشيعة من الجالية اللبنانية في أميركا، بعد توقيف وسجن خليتين تابعتين لحزب الله في أميركا بتهمة شراء أسلحة لإرسالها إلى ((حزب في لبنان)).

الخلية الأولى تم توقيفها في فيلادلفيا وتضم خمسة أفراد اشتروا أسلحة وأرسلوها إلى داني نمر طراف المقيم في سلوفاكيا وكان نجح في شراء صواريخ ستينغر المضادة للطائرات و10 آلاف رشاش من نوع كولت ام–4. الخلية الثانية اعتقلت في سابتسلفانيا منذ عدة أيام وتضم 4 لبنانيين شيعة هم علي حمدان في نيويورك وحسن حدرج وديب حرب وحسن عنتر في بنسلفانيا اشترت 1200 رشاش كولت ام-4. الخليتان حاولتا تهريب الأسلحة الأميركية إلى ميناء اللاذقية السوري وموانىء أخرى. فضلاً عن تزوير عملة وجوازات سفر أميركية.

منسق الخليتين هو والد المعتقلين وكان مسؤولاً في حركة أمل قبل انتقاله إلى حزب الله وكان معروفاً بتنفيذ عمليات قتل وتزوير وسلب و؟؟ وصادرة بحقه مذكرات توقيف عديدة من السلطات اللبنانية دون أن تجرؤ السلطات الأمنية على توقيفه رغم سكنه المعروف حالياً في منطقة حارة حريك.   

  

صدق او لا تصدق

الشراع/علمت ((الشراع)) ان قيادة حزب الله فتحت تحقيقاً موسعاً حيال ما تم اكتشافه من فقدان اسلحة وراجمات صواريخ كورية من مخازن الحزب في البقاع، وتبين قيام احد مسؤولي الحزب ببيع قسم منها الى تنظيمات وجماعات اصولية وسلفية، وجرى توقيف عدد من مسؤولي الحزب وعناصره في احد سجون حزب الله السرية في البقاع الشمالي، وبدأت التحقيقات الموسعة معهم بإشراف ضباط من الاستخبارات الايرانية. المعلومات اكدت ان الحزب اتخذ قرارات فصل بحق عدد كبير من العناصر والمسؤولين، بعدما تبين ان عدداً منهم جمع مبالغ وثروات كبيرة بحكم موقعه التنظيمي، في الوقت الذي اكد فيه نائب سابق من نواب الحزب في جلسة خاصة ان السيد حسن نصر الله يتابع بنفسه كل هذه المسائل والملفات الحساسة

 

تنصت

الشراع/أكد تقرير امني اوروبي ان حزب الله يقيم مركز تنصت ورصد في شقة في منطقة الضاحية الجنوبية بإشراف خبير ايراني في الاتصالات معروف باسم ((ظهراني)) وان المركز يقوم برصد اتصالات هاتفية ولاسلكية لمراكز امنية لبنانية، وللسفارات والمؤسسات الاجنبية في لبنان، ومراقبة رسائل الكترونية عبر الانترنت، ويضم المركز مجموعة من الخبراء في الاتصالات والحاسوب والرصد والتنصت، جرى تدريبهم في مراكز ايرانية متخصصة في العاصمة طهران.

وحسب المعلومات ان المسؤول عن المركز شخص لبناني من بلدة بنت جبيل – وهو من ابرز الخبراء الالكترونيين في حزب الله وكان ابنه قتل خلال قصف الطيران الاسرائيلي لمنطقة الضاحية الجنوبية في عدوان تموز/يوليو 2006.

صحيح؟

ذكرت مصادر امنية ان البعثة البريطانية التي كانت تقوم بالبحث عن الصحافي البريطاني المفقود اليك كوليت في منطقة خلة الزيتي في اعالي بلدة عيتا الفخار قضاء راشيا، كانت تنوي بشكل سري الاستمرار في البحث عن جثة الطيار الاسرائيلي رون اراد المفقود في لبنان منذ العام 1986، وعن الجنود الاسرائيليين المفقودين منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، لولا تدخل جهاز امني لبناني ومنعه البعثة من تحقيق غايتها.   

 

وثيقة حزب الله الجديدة لبننة أم فتحاوية أم حزب شيوعي صيني؟  

حسن صبرا/الشراع/4 كانون الأول/09

وثيقة حزب الله الجديدة لبننة أم فتحاوية أم حزب شيوعي صيني؟ تعامل عدد من السياسيين والاعلاميين مع الوثيقة السياسية التي أعلنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد مؤتمره الأخير، كأنها وثيقة تأسيس للكيان اللبناني، وليست وثيقة تخص رؤية حزب الله لهذا الكيان، مهما كان حجم الحزب كبيراً، ومهما كان وضع الكيان هزيلاً.

وبناء على هذا التقييم تم صدور المواقف الناقدة للوثيقة.. أو المرحبة بها.

وتراوح الترحيب بين اعتبارها لبنانية أي انقلابية على النهج الإسلامي الثوري للحزب قياساً بوثيقة 1985، وبين مزاوجتها بين الجيش والمقاومة، وبين التراجع بين الولاء السياسي للولي الفقيه وبين اعتبارها لبنان وطن الآباء والاجداد والاحفاد، واعتبار ان انتقال المقاومة حسب وصف السيد نصرالله من مرحلة المواجهة إلى مرحلة الردع تراجعاً مهماً قد يبعد عن لبنان سيف واجب تحرير كل فلسطين وربما الجولان وغور الأردن والاسكندرون وعودة كل اللاجئين الفلسطينيين..!

أما منتقدو الوثيقة فقد تراوحوا بين من اعتبر لبننة الحزب سيطرة للحزب على لبنان أي ان يصبح لبنان على غرار الحزب وفرض الديموقراطية التوافقية هي مدخل هذه السيطرة، وإسقاط مواد الدستور اللبناني طالما أسقط بند تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية كما نص عليه الطائف، وبين هذه الدعوة المتكررة لإقامة الدولة القوية القادرة والعادلة في حين ان حزب الله تحديداً هو من يمنع قيام الدولة القوية القادرة والعادلة، وان هذه الدولة التي يدعو لها حزب الله مردود عليها بأنه في المناطق التي يحكمها عجز عن إقامة دولته القوية القادرة والعادلة، والدليل على ذلك استنجاده بقوى الدولة اللبنانية الرسمية لتحمل عنه عبء وعجز التعايش مع جمهوره الغارق محاصراً وسط عصابات المخدرات والسرقات والدعارة وانتهاك حرمات الناس والمجتمع.. على حد وصف دعوة السيد نصرالله لإدخال الدولة إلى مناطق سيطرته وجمهوره.

ونقد الوثيقة يصل عند البعض ان السيد حسن تحدث كأمين عام للحزب الحاكم في لبنان، حتى ان الوثيقة التي قدمها هي وثيقة إعادة انتاج النظام اللبناني وفق مقاييس خاصة به أهمها الديموقراطية التوافقية كمقدمة لإسقاط النظام من الداخل مع الإبقاء على شكله الخارجي قدر المستطاع. على ان النقد الأكثر إيلاماً للحزب يجيء من قوى أو رؤى إسلامية شعبية داخلية، تصل إلى حد اعتبار حزب الله نسخة إيرانية عن الحزب الشيوعي الصيني، الذي اسقط الماركسية كأساس ايديولوجي للحزب والدولة والمؤسسات في الصين وتحول الى رأسمالية شبه كاملة لكنه ظل محافظاً على اسمه كحزب شيوعي وعلى سيطرته على الدولة والمؤسسات.

والبعض مستعيراً نماذج عربية يذهب الى ان حزب الله بات كحركة فتح التي انطلقت رائدة للكفاح المسلح الفلسطيني عام 1965 بقيادة ياسر عرفات.. ثم اصبحت في عهدة محمود عباس داعية دائمة للسلم مع العدو الصهيوني دون أي نتيجة، فأسقطت المقاومة، ولم تنجح في المفاوضات. فالحزب تخلى عن الحركة الاسلامية لمصلحة المقاومة. وحزب الله تخلى عن مساره النضالي لمصلحة اللبننة. اما الديموقراطية التوافقية فهي سلاح ذو حدين، ويمكن لك يا حزب الله ان تستخدمه ضد القوات اللبنانية كي تفرض عليها التوافق اذا نجحت هي في الانتخابات وخسرت انت.. فماذا لو ربحت انت وخسرت هي فهل ترضى بعد ذلك بالديموقراطية التوافقية، او تعود الى منطق الاكثرية والاقلية التي تشترط لعودتها الغاء الطائفية السياسية التي تقصد منها الغاء المناصفة التي نص عليها الدستور بعد الطائف وهي ضمان بقاء المسيحيين في لبنان؟ وبلا قياس او تشبيه، لقد رفع احد انصار الامام علي مصحفاً في حرب الجمل.. فقتله احد رماة السهام من الخصوم وسقط المصحف ارضاً.. ثم اعتمد شيعة معاوية رفع المصاحف على رؤوس الرماح في معركة صفين في مواجهة مع الامام علي فكانت مدخلاً لضعضعة صفوف شيعة علي.

 

مرصد ليبانون فايلز

ما بعد ما بعد.. لقاء عون – صفير 

يعبّر مشهد الساعات التي أعقبت زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الى بكركي وحلوله ضيفاً استثنائيّاً على طاولة مجلس المطارنة، جالساً على يمين البطريرك نصرالله صفير، عن أزمتين: الأولى، لدى بعض خصوم التيّار الذين أطلقوا لمخيّلتهم العناء في تحليل اللقاء ومنحه ابعاداً لا صلة له بها، كمثل دور "متخيّل" للفاتيكان في التمهيد للقاء، وهو أمرٌ أثار استياءً نقله بعض زوّار بكركي، واستهزاءً تحدّث عنه بعض زوّار الرابية. وبدا، في ساعات ما بعد اللقاء، وجود ما يشبه "الماكينة" المنظّمة للحدّ من أهميّته عبر نشر أخبار وإشاعات عن خلفيّاته، حتى أنّ مصدراً في أحد الأحزاب تحدّث عن "جلسة مساءلة" لعون من قبل البطريرك والمطارنة!  أمّا في الرابية، فينقل من التقى "الجنرال" بعد الزيارة المفاجئة انطباعين، هما الإرتياح الكبير للقاء ونتائجه المتوقّعة وحسن الإعداد له، والثاني السخرية من بعض الأقلام والألسنة التي كانت بعيدة، "الى حدّ الجهل"، عن الواقع.

أمّا الأزمة الثانية التي عبّر عنها مشهد ما بعد اللقاء، فهي تكمن في محيط "الجنرال"، حيث تسابق كثيرون الى الشاشات وسرّب آخرون الى الصحف ما يوحي بدورٍ لهم في الإعداد لهذه الزيارة أو في الإطلاع على تفاصيل ما سبقها وما تخلّلها، فأرادوا أن يحصدوا ما لم يساهموا في زرعه، الى درجة بدا فيها الأمر مثيراُ للسخرية هو الآخر. علماً أنّ الإعداد للزيارة تمّ داخل حلقة ضيّقة جدّاً، ووضعت خطوطه الأوليّة على مائدتي عشاء، شارك في أحدهما عون، وكان فيهما قاسم "عونيّ" مشترك لعب الدور المفصليّ في "ترتيب الزيارة".

ولكن، بين الأزمتين، ماذا عن مرحلة ما بعد اللقاء، وهل يبقى يتيماً أم سيكون بكراً للقاءات تؤسّس لعلاقة متجدّدة، وأكثر ثباتاً، بين الصرح البطريركي والصرح السياسي؟

يجمع من في الصرحين على الإيجابيّة، على الرغم من تجارب كثيرة غير مشجّعة. إلا أنّ بعض من واكب التجارب السابقة يؤكّد أنّ المسألة تختلف هذه المرة، باختلاف الظروف وإدراك الطرفين لأهميّة التهدئة وإصلاح ما يعتري العلاقة من شوائب. "ففي مرحلة تشهد مصالحات على أكثر من صعيد، لا يجوز أن تبقى علاقة بكركي سيّئة مع مرجعيّات سياسيّة مسيحيّة بارزة". عبارة يردّدها أحد المطلعين على مضمون لقاء الأربعاء، ليوحي أنّ ثمّة ما يستحقّ أن يوصف بـ "ما بعد ما بعد.. لقاء عون – صفير".

 

كلمة حق حول <السيد> المستقيل

من برلمان <الاستاذ>خلال <الثقة المئوية>

اللواء/فؤاد مطر

كانت ضرورية جداً هذه القنبلة السياسية التي فجَّرها سيد البرلمانات اللبنانية حسين الحسيني وكان دويها كبيراً·· انما من دون ان تؤذي شأنها شأن القنابل الصوتية ·

أما لماذا هي ضرورية فلأن الحياة البرلمانية اللبنانية التي كان العالم يشهد بعراقتها ومستواها وصلت إلى مستوى غير كريم، فضلاً عن ان بعض مفردات التعامل بين اعضاء في البرلمان الحالي جاءت ردحية على نحو تصنيف اخواننا المصريين لتبادُل الكلام غير المنضبط بين امرأة واخرى أو بين رجل وآخر· وعموماً فإن ظاهرة الردح تنحصر في طبقات دنيا·

الخطوة الحسينية غير مطروقة وهذا يعني ان السيد اضاف إلى قاموس تقاليد الاحتجاج مفردة جديدة تصلح لكل برلماني يقرر في لحظة يأس من احوال المؤسسة التي ينتمي اليها ان ينصرف عنها ولسان حاله كمن يقول: لستِ انتِ المؤسسة المرتجاة· وليست هذه الاساليب التي نراها هي ما نريده لهذه المؤسسة·

لم يحوِّل السيد حسين خطوته إلى مناسبة للمزايدة والصراخ ودعوة وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحفي يطرح من خلاله قضايا كثيرة خلافية أو اعتراضية، وإنما وقف من على منبر خطباء جلسة المناقشة التقليدية للبيان الوزاري وقال في سياق ارقى المطالعات البرلمانية كلاماً متقن الصياغة للواقع السياسي وبالذات لما يتعلق بالطائفة الشيعية مستلهماً في ذلك رؤى الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر وروحية اتفاق الطائف الذي كان السيد حسين احد حاملي أمانة استنباطه· وهو بعد هذه المطالعة التي يجوز اعتبارها <مطالعة الوداع> اعلن بهدوء السيَّاد استقالته من عضوية مجلس النواب الحالي والعودة إلى الشعب وكأنما إستحضر في ذلك البيان الشهير للرئيس جمال عبد الناصر يوم 9 حزيران 1967 الذي قال فيه مبثوثاً عبر الاذاعة والتلفزيون انه قرر التنحي بسبب هزيمة حرب 5 حزيران والنزول إلى الشعب يناضل معه، مع فارق ان المصريين صُدموا بالقرار فنزلوا بعفوية إلى الشوارع بعشرات الالوف ليجبروا عبد الناصر على العودة عن قراره وقد عاد في اليوم التالي، بينما بالنسبة إلى السيد حسين الذي اعلن استقالته في مجلس النواب للعودة إلى صفوف الشعب إنحصر الاحتجاج من جانب الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري بالتمني عليه بالتريث، اما من جانب الرأي العام فبالدهشة الممزوجة بالتقدير للرجل كونه عبَّر بخطوته هذه عن كل لبناني متجرد وقلق على مصير لبنان، فضلاً عن انه بخطوته هذه وجَّه إلى زملائه نواب المجلس رسالة مفادها ان المؤسسة ليست في المكانة التي يجب ان تكون عليها وأن كل عضو في هذا المجلس يتحمل في شكل أو آخر بعض المسؤولية وان ما فعله لا يعني ان يحذو الآخرون حذوه وإنما لا بد من التنبه وعلى وجه السرعة·

الذي يدعم ايجابيات الاستقالة وموجباتها ان الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هنأ السيد حسين لإستقالته· كما ان بين ثنايا حيثيات قرار الاستقالة ما من شأنه إحداث بداية صحوة توازن في الموقف الشيعي العام، وإلاَّ فما معنى اشارة السيد حسين إلى <عنف السلاح والمال وتفتيت السلطة السياسية>· والطرف المقصود بهذه العبارة يدرك جيداً معناها·

وبصرف النظر عما إذا كان الرئيس نبيه بري سيتعامل مع الاستقالة، عندما يتلقاها نصاً خطياً، بأسلوب التأجيل بأمل عودة السيد حسين عنها وبذلك لا تُسجِّل البرلمانية في زمن الاستاذ نبيه طلاقاً من جانب السيد حسين لها، أو انه سيتم البحث عن ثغرات دستورية لإعتبار طبيعة الاستقالة غير المرفوعة من عضو في المجلس إلى رئاسة المجلس عملاً مخالفاً للتقاليد ولخريطة طريق عمل مؤسسة الرئاسة الثانية·· بصرف النظر عن هذه الاعتبارات المحتملة فإن اهمية الاستقالة هي في طريقة اعلانها وهنا يصبح الشفهي اكثر اهمية من الخطي خصوصاً ان الاعلان الشفهي جرى امام العشرات من النواب الحاضرين وامام حكومة مبتهجة بنيلها الثقة المئوية إنما على وقع عبارات غير مستحبة من جانب نواب تطايرت في سماء الجلسة ووصلت تداعيات الاستياء من المتلفظين ببعض العبارات التجريحية إلى خارج القاعة··· فإلى خارج حدود الوطن·

وتبقى الاشارة إلى امرين: الاول هو أن هذه المفاجأة الحسينية حدثت بينما الرئيس سليمان على اهبة المغادرة إلى دمشق في زيارة يهم الجميع وبالذات السيد المستقيل نجاحهاً ولو بنسبة ضئيلة· ومن شأن الاستقالة ان تفيد لأنها قد تنبِّه فتساعد في تصحيح مسار العلاقات·

الثاني هو أن السيد المستقيل لم يستشر رفاق النادي السياسي المستقل الذي هو احد اعضائه، قبل ان يعلن خطوته وربما كي لا تدخل المسألة في خضم التنظير وينقسم الجمع بين مبارك للخطوة وبين مقترح للتريث فيها، وايضاً بين من سينبِّه السيد حسين إلى ان استقالته من برلمان باق على ولايته بضعة اشهر لن تُحتَسب له كفِعْل تضحية وإنما كتملص من للمسؤولية، فضلاً عن ان موجبات الاستقالة تفرض عليه ان يفعل ذلك منذ اكثر من سنة ثم بالذات بعدما جرى حجب اجتماع المجلس النيابي عن اعضائه لتتويج الرئيس المتفق عليه العماد ميشال سليمان·في اي حال وما دامت الاستقالة غدت مثل الفوز تستحق التهنئة، وعلى نحو ما قاله الشيخ عبد الامير، فإننا بكلمة حق يراد بها الحق ولا شيء غيره ننضم إلى الركب الطويل من المهنئين للسيد حسين بما أقدم عليه متمنين للجنة الحوار الوطني المرتقب ان يكون فيها احد ممثلي اللبنانيين المستقلين، ومتمنين عليه إسماعنا في واحدة من جلسات تلك اللجنة أو في مناسبة لاحقة تتزامن مع انعقاد الجلسات، المطالعة الأكثر تنويراً للحقيقة بدءاً من زمن الطائف إلى زمن التلاقي اللبناني - السوري المستجد· وبذلك يكون ابو علي، ابو علي بالفعل بمعناه الفروسي، ادى الواجب··· وعلى الوجه الأكمل·

 

تمهيداً لعقد مؤتمر عام يضمّ مختلف الطوائف المسيحية ومن يشاء من الطوائف الأخرى

بكركي تستعدّ لإعلان »بيانها الحادي عشر« حول مصير العيش المشترك وتخيّر »حزب الله« بين العودة إلى الدولة الموحّدة و»الدويلة الموقتة«..

 لندن - »المحرر العربي«: كشفت مصادر قريبة من البطريركية المارونية في بكركي النقاب هذا الأسبوع عن وجود استعدادات لدى البطريرك نصرالله صفير وأساقفته لإصدار »النداء 11« لبكركي الذي سيحدّد »الخطوط العريضة والثابتة والحاسمة« للمسيحيين في لبنان »على ضوء التطورات الداخلية الخطيرة التي حدثت منذ »النداء الأول« العام 2000 الذي خلخل الاحتلال السوري للبنان طوال 25 عاماً، وأدّى بعد خمس سنوات، في نيسان/ ابريل 2005 إلى إنهائه وإطاحة الوصاية السورية بشكل دراماتيكي غير محسوب«.

وأكدت المصادر لــ »المحرر العربي« من الفاتيكان في روما أن »النداء« لن يقل خطورة عن النداء الأول لجهة رفض البطريركية المارونية التي تمثل جميع المسيحيين في لبنان وتتعاطف مع طروحاتها السيادية والاستقلالية الداعية إلى الحرية، الشريحة الكبرى من المسلمين الذين حملوا أخيراً شعار »لبنان أولاً«، وهو شعار بكركي وبطاركتها المتعاقبين، لجهة رفضه »استمرار وجود مقوّمات دولية هجينة داخل الدولة اللبنانية مزوّدة بالسلاح والمال الخارجيين والتنظيمات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية غير المرتبطة بالكيان، وتزايد المدّ الطائفي - المذهبي الذي حظره اتفاق الطائف وأفتى بإلغائه ومنعه من التعاظم، باتجاه قيام دولة مدنية تحترم خصائص الطوائف الثماني عشرة التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني، ولا تتصارع في ما بينها على أسس طائفية أو مذهبية، مع التمسك بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى لصالح قيام الدولة اللبنانية الحقيقية على أسس السيادة والحرية والاستقلال الكاملة البعيدة عن أهواء ومخططات الدول المحيطة بلبنان«.

وقالت المصادر إن »النداء 11« الذي يجري الإعداد له »بالاتفاق مع أغلبية اللبنانيين التي سيطرت على الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتبعاً لها على حكم الدولة بكل مفاصلها كما هو متعارف عليه في الأنظمة الديموقراطية، قد يُحدِث خضّة واسعة على الساحات الداخلية والعربية والدولية، ويفسح في المجال أمام تلمّس اللبنانيين طريقهم الصحيح إلى الانتهاء من مصائبهم وكوارثهم المتلاحقة المستمرة بسبب انتشار السلاح بين أيدي أحزاب عقائدية دينية متزمتة تتخذ من نظام ولاية الفقيه في إيران شعارها في ممارسة هيمنتها على لبنان واللبنانيين، تماماً كما يتخذ نظام آيات الله في طهران من برنامجه النووي واعتداده بترساناته العسكرية، شعاره الأوحد لابتزاز المجتمع الدولي والمجتمعات العربية الآمنة المستقرة، للوصول إلى أهدافه الطائفية والمذهبية التي يحاول فرضها بالقوة على دول الشرق الأوسط«.

وأماطت المصادر القريبة من بكركي اللثام عن أن »النداء 11« للبطريرك صفير وأساقفة طائفته »سيمهّد لعقد مؤتمر عام يضمّ مختلف الطوائف المسيحية ومَن يشاء حضوره من الطوائف الأخرى، يضع برنامجاً وطنياً شاملاً مقتَبَساً من اتفاق الطائف الذي تحوّل إلى دستور الدولة، لكنه يحدّد طرق العيش من الآن فصاعداً مع الطرف الآخر الذي يقوده رجال دين يخلطون العقيدة بالسلطة السياسية ويبنون عليها نهجهم الهجين المستورد لقلب نظام الحكم الديموقراطي الاستقلالي الحر نحو نظام ديني متعصّب هو امتداد لنظام علي خامنئي المشتبك مع العالم بأسره بسبب آرائه ومعتقداته المتطرفة«.

وقالت المصادر »إن البطريرك صفير عندما يعارض طرح موضوع »إلغاء الطائفية السياسية« الذي أعاد نبيه بري حليف دويلة الولي الفقيه والضارب بسيفها، فإنه يقصد تماماً رفضه إلغاء الطائفية من طرف واحد مسيحي وسني فيما هيكلية الحزبين الشيعيين، »حزب الله« وحركة »أمل«، قائمة على التطرف في فرض عقيدتها الشيعية بالقوة، كما أنها تُقاد من رجال دين لا يؤمنون بالديموقراطية والعلمانية والدولة المدنية المتحررة من القيود الطائفية والمذهبية، وهذا تحديداً ما يرمي إليه البطريرك الماروني من تكرار مقولته بأنه يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص طوال السنوات التي أعقبت اتفاق الطائف«.

ونقلت الأوساط عن مراجع روحية مارونية قولها إنه »حيال عدم قدرة اللبنانيين لا الآن ولا غداً ولا بعد غد على تحقيق قيام الدولة الحرة المستقلة غير منقوصة السيادة خصوصاً على كامل أراضيها، بسبب الغلوّين الطائفي والمذهبي لدى شريحة مهمة من الناس، وحيال غياب المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته المتعلقة بدعم هذه السيادة ونزع سلاح الميليشيات وتغليب القوة العسكرية للدولة على كل ما عداها من جيوش ومنظمات وفصائل ومجموعات تدار من خارج الحدود، وحيال التغيير الهائل الذي حدث في صفوف الطائفتين السنيّة والدرزية خلال الأعوام الخمسة الماضية باتجاه التمسك بلبنان ككيان يجب أن يستمر ويتعزّز ويقوى، فإن »النداء 11« للمطارنة الموارنة قد يطرح لأول مرة منذ الاستقلال موضوع »العيش المشترك« الوارد في الدستور على أساس فيدرالي أو كونفيدرالي أو أي نوع من أنواع الحكم الذاتي لمرحلة متوسطة من الزمن، تقرّر فيها الأطراف اللبنانية كافة، على أساس تجربتها، إما الاستمرار في الدولة الموحّدة السيدة الحرة المستقلة دون منافس، أو ذهاب كل فريق في طريق، لأن الشعب اللبناني لم يعد قادراً على مواجهة أوضاعه المزرية الراهنة الذاهبة يوماً بعد يوم من سيّئ إلى أسوأ«.

وكانت بكركي أصدرت حتى الآن منذ »بيانها الأول« العام 2000 عشرة بيانات اتسمت كلها بالخطورة، »إلا أن البيان الحادي عشر الجديد - حسب مصادرها - سيكون الأشد تأثيراً على مستقبل ومصير لبنان«.

 

المناورات الإيرانية البحرية تضمنت قصف قواعد في دول الخليج..

انضمام روسيا والصين إلى الغرب »يدفع بالنظام الإيراني إلى الانتحار«..

لندن: إسرائيل قد تقود الهجوم.. وأميركا »تحتل« مفاعل بوشهر!!

 لندن - »المحرر العربي«:

قد تكون الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي وانضمام روسيا والصين أول من أمس إلى الدول الداعية لفرض عقوبات فاعلة وقوية على نظام خامنئي - نجاد، »بدأت بدفع هذا النظام فعلاً نحو الانتحار«، حسب ديبلوماسي بريطاني في لندن أكد أن »جنون طهران في إعلانها عن بناء عشر منشآت نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم، وتهديدها بالانسحاب من المعاهدة النووية الدولية، قد يكون وضع الحل العسكري الغربي لأول مرة بشكل جدي على الطاولة، وأدنى البرنامج النووي الإيراني أكثر من إقفال ملفه إلى الأبد«.

وقال الديبلوماسي البريطاني لـ »المحرر العربي« في لندن أمس: »يبدو أن شعور النظام الإيراني بهذه العزلة الكاملة بعد انضمام موسكو وبكين إلى »جوقة« المطالبين بفرض عقوبات قاسية بعد إحالة ملفه النووي إلى مجلس الأمن ونفض حكّام وكالة الطاقة الذرية في فيينا أيديهم من المسألة برمتها، جعله يفقد أعصابه بل صوابه بحيث بدأ يطلق تهديداته يمنة ويسرة دون حساب، وكأنه استنفد ما لديه من ديبلوماسيين متفهمين لواقع الحال، متجهاً بسرعة إلى المواجهة العسكرية التي تشير كل المعلومات الواردة من إيران والمنطقة المحيطة بها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أن حكومة محمود أحمدي نجاد تستكمل اسناداتها ومناوراتها الاستفزازية لدخولها مع العالم«.

ونقل الديبلوماسي عن تقارير أوروبية وصفها بـ »الخطيرة« قولها إن »الاحتمال الأكبر، بعد بلوغ الأزمة الإيرانية عنق الزجاجة الدولية، هو أن تفاجئ إسرائيل المجتمع الدولي بشن هجوم مبكر على القواعد النووية والصاروخية ومراكز التخصيب والمفاعلات الإيرانية، يجرّ الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي إليه«.

وقال إن »الإسرائيليين ما زالوا يتركون المعركة دائرة بين الغرب وإيران على أشدّها حتى تصل إلى نقطة اللاعودة، عندها سيبرزون إلى الساحة »كمدافعين« عن المجتمع الدولي ودول العالم من أخطار القنابل النووية التي تزمع إيران إنتاجها، محاولين اكتساب كل المبررات العالمية المشروعة لحربهم على الدولة الفارسية ولما سينجم عنها من كوارث على بعض دول وشعوب المنطقة«.

عمليات إنزال أميركية!!

وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده استناداً إلى تلك التقارير الأوروبية أن »تكون هناك اتفاقات بالفعل بين إسرائيل والمحور الغربي أو على الأقل بعض دوله القوية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، على أن تتم الأمور مع إيران على هذا الشكل (أي أن إسرائيل تبدأ الحرب) ولكن ضمن شروط ليس أقلها منع سلاح الجو الإسرائيلي من ضرب المفاعلات والمنشآت النووية القريبة من سواحل الخليج العربي، وترك هذه المفاعلات في عهدة »التطهير الغربي« بحيث لا يحدث هناك أي انتشار نووي في أجواء المناطق النفطية في دول الخليج، واقتصار الحملة الجوية - الصاروخية الإسرائيلية على القضاء على المفاعلات والمنشآت التخصيبية الواقعة في العمق الإيراني، وعلى قواعد ومخاوف الصواريخ ومصانع إنتاجها«.

وأكد الديبلوماسي البريطاني لـ»المحرر العربي« عدم اقتصار الحرب القادمة ضد إيران على القصفين الجوي والصاروخي لمنشآتها النووية فحسب، »بل هناك خطط واضحة لعمليات إنزال بحرية وجوية على طول الساحل الإيراني المشرف على الخليج العربي لتنظيفه كلياً من تلك المنشآت وإزالة قواعد الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى المنصوبة فيه، مع إمكانية كبيرة في احتلال مفاعل »بوشهر« الواقع على كتف الخليج وتفكيك معداته ونقلها مع ما فيه من كميات من اليورانيوم قليل الإشباع، منعاً لحدوث تسرّبات نووية في حال ضربه بالصواريخ تصيب مناطق بعيدة عنه في الخليج«.

وقال الديبلوماسي إن »المناورات الصاروخية الإيرانية خلال الأشهر الأربعة الماضية، والمناورات البحرية واسعة النطاق التي جرت الأسبوع الماضي في مياه الخليج، تضمنت قصف قواعد عسكرية أميركية بحرية في الكويت والبحرين ودولة الإمارات ومراكز نفطية، ومهاجمة مرافئ بحرية تستخدمها السفن الأميركية والغربية الحربية على شواطئ تلك الدول الثلاث وتخطّيها إلى الداخل لضرب قواعد عسكرية خليجية ومنشآت نفطية في محاولة لوقف إنتاج النفط، إضافة إلى محاولة إقفال مضيق هرمز في خليج عمان لوقف الشحن إلى الدول الغربية«. وذكر الديبلوماسي أن »ما قد نشهده في الحرب المقبلة (ضد إيران) في الشرق الأوسط قد يكون الأعنف والأكثر شمولاً وتدميراً منذ الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي ضد ألمانيا الهتلرية، وقد تبدو معها الحربان على أفغانستان والعراق كلعبتي أطفال إذا ما قيست الأمور بأنواع الأسلحة والقذائف والصواريخ المتطورة الجديدة التي صُنِّعت بعد آخر حرب ضد صدام العام 2003 ولم تُستَخدم بعد«.

 

منظمة DEA الدولية لمكافحة المخدرات تكشف وقائع توقظ المخدَّرين

»الفضيحة الأخرى« في فضيحة المخدرات :

 ٠٧٪ من المخدرات التي أعلن نصرالله عنها لبنانية المنشأ ويتم إنتاجها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحزب في البقاع والجنوب

 ٠٣٪ من المخدرات المستوردة تصل من إيران عبر سورية بإدارة عناصر من الحرس الثوري  

كميات هائلة من المخدرات المبرمجة لاستهداف صفوف الشباب المسيحي والسني تحديداًً في المدارس والجامعات.. انزلقت الى صفوف الطلبة في المدارس الشيعية.. فانطلقت الصرخة!!

 ٠٥٢ مليون دولار حجم المداخيل السنوية من تجارة المخدرات التي تغذي ميزانية الحزب وجيوب  النافذين

 من إيران ولبنان

 بعد تبادل معلومات على مستوى القارة حول خلاياه لتهريب الأسلحة والمعدات المتطورة حملة تطهير أوروبية لجماعات »حزب الله«

 لندن - كتب حميد غريافي:

لم تمضِ أسابيع قليلة على تساؤلات اللبنانيين والدول المعنية بالقضية اللبنانية الساخنة حول الأسباب الحقيقية وراء »سماح« »حزب الله« لقوى الجيش والأمن الداخلي والأجهزة المختصة »بالانفلاش الحرّ« داخل قواعد »حزب الله« ومربعاته الحصينة المحظورة على أي كان، حيث مقار قياداته السياسية والعسكرية والروحية والاقتصادية، كما لم تمضِ ثلاثة أسابيع فقط على إعلان نصرالله في خطاب »يوم الشهيد« حربه على المخدرات، حتى خرج أحد جنرالات إسرائيل ليكشف النقاب عن خلفيتي عودة القوى الأمنية إلى الضاحية الجنوبية وتركيز نصرالله على موضوع المخدرات هذا، عندما أكّد أن »خلايا تهريب المخدرات إلى الأراضي الإسرائىلية من لبنان التي تحظى بتسهيلات من السلطات العبرية، ليست سوى جزء يسير من مجموع الشبكات التي تستخدمها إسرائيل للحصول على معلومات استخبارية«، ما يؤكد أن صرخة الأمين العام لـ»حزب الله« لها ما يبررها فعلاً، وأن قوى دويلته الذاتية لم يكتمل بناؤها بعد..

إلاّ أن نصرالله لم يُجب في خطابه على السؤال الفوري الذي تبادر إلى أذهان الناس: »من أين تأتي هذه المخدرات إلى ضاحية بيروت الجنوبية لتعمّ بكمياتها الهائلة في ما بعد كل شرائح المجتمع اللبناني، وخصوصاً طلاب المدارس والجامعات وأبناء الطبقتين الفقيرة والغنيّة على حد سواء؟.

سياسة المخدرات: سلاح ذو حدين!!

منظمة »دي إي آي« DEA الأميركية الدولية لمكافحة المخدرات المنتشرة في مختلف دول العالم، أجابت على هذا السؤال على لسان أحد ممثليها في لندن الذي أكّد لـ»المحرر العربي« إن »حوالى 70 في المئة من كمّيات الحشيش والهيرويين والكوكايين هي من إنتاج لبناني محلي تُزرع في المناطق البقاعية الواقعة تحت سيطرة »حزب الله« و»حركة أمل«، كما أن قسماً منها يُزرَع في مناطق الجنوب المحظور دخولها على قوى الأمن اللبنانية، ثم يجري تكريرها في مصاف يديرها عناصر من الحزب الذين يؤمّنون عمليات توزيع 50 في المئة منها في لبنان، والباقي يحاولون نقله إلى بعض الدول العربية والأوروبية وخصوصاً إلى إسرائىل لينقَل منها إلى الخارج، فيما الثلاثون في المئة من مجموع كميات المخدرات في لبنان يدخل عبر الحدود السورية آتياً من إيران عن طريق شبكات حكومية رسمية تابعة للحرس الثوري الإيراني تستورد المخدرات، وبالأخص مادة الهيرويين، من عصابات تهريب إيرانية وأفغانية من داخل حدود أفغانستان وباكستان مع إيران تستخدمها الاستخبارات الإيرانية للحصول على معلومات في البلدين حول وجود قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية وتحركات الجيش الباكستاني على حدوده مع أفغانستان لمحاربة طالبان وتنظيم القاعدة«.

وكشف موظف المنظمة الأميركية النقاب عن أن معظم ما تصدّره إيران إلى »حزب الله« في لبنان من مخدرات، »تشكّل مداخيل بيعه في الداخل والخارج جزءاً مهماً من ميزانية الحزب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية حيث تصل هذه المداخيل سنوياً إلى أكثر من 250 مليون دولار«. إلاّ أن »جهات إيرانية داخل الحرس الثوري فتحت على حسابها خطوط تصدير مخدرات إلى مجموعات مستقلة من »حزب الله« وكلتاهما تعملان للكسب الشخصي خارج الأطر التي يحدّدها الحرس والحزب كجزء مهم من الدعم المالي، بحيث يظهر الثراء السريع والعلني واضحاً على بعض قادة الحزب السياسين والعسكريين وبعض قادة كوادره ومجموعات كبيرة من عناصره«.

النار في منزل الإطفائي!!

وأكد موظف DEA لـ»المحرر العربي« أنه خلال السنوات الثلاث التي أعقبت حرب تموز/ يوليو العام 2006 التي أصابت تداعياتها الشريحة الكبرى خصوصاً من الطائفة الشيعية التي تعرّضت للقتل والتهجير والخراب والدمار، توسَّع انتشار المخدرات في مناطق هيمنة »حزب الله« بشكل خطير بحيث خرجت إدارة عمليات توزيعه عن قدرة مسؤوليه وعناصره ليتفشّى بصورة خطيرة، ويبلغ شرائح شيعية قريبة جداً من عائلات قادة هذا الحزب، كما أن كميات هائلة من المخدرات التي تنشرها عادة عناصر تابعة لاستخبارات الحزب داخل المدارس والجامعات في صفوف الشباب المسيحي والسنّي بشكل خاص، وجدت طريقها إلى آلاف الطلاب الشيعة أنفسهم، ما حمل نصرالله على دقّ ناقوس الخطر بعدما أُفلِتَ زمام الأمور من أيدي حزبه، فاستنجد بالدولة وقواها الأمنية وجيشها لإنقاذ مناطقه من هذه الآفة المميتة«.

وأماط مسؤول المنظمة الأميركية لمكافحة المخدرات اللثام عن »أن كميات المخدرات التي تنسق أجهزة الأمن الإسرائيلية مع خلاياها الشيعية في جنوب لبنان عمليات تهريبها إلى إسرائيل، تذهب مباشرة إلى أوروبا أو مصر أو بعض الدول الخليجية، من دون أن تنتشر في المجتمع الإسرائيلي، فيما أثمان هذه المخدرات توزّع على تلك الخلايا كرواتب مقابل المعلومات التي كشف المنسق السابق للشؤون الإسرائيلية في لبنان الجنرال ديفيد أغمنون أخيراً النقاب عن أنها تصل إليهم مقابل السماح بعمليات التهريب المضبوطة والمقنّنة«.

وقال المسؤول إن »صرخة حسن نصرالله الأخيرة ضد المخدرات واستنجاده بالدولة اللبنانية للحد من انتشارها في مناطقه، لم تكن وليدة حرص الحزب على مكافحة هذه الآفة في صفوف الطائفة الشيعية فحسب، بل لأن موجات الإدمان على تعاطي المخدرات اجتاحت صفوف عناصر حزبه بشكل مخيف على الرغم من العقوبات الصارمة التي تتخذها القيادة بحق المدمنين وبعض المهربين الخارجين على طاعتها«.

أمّا على صعيد توسيع الحزب الإيراني عملياته إلى الخارج، فقد حرّكت التهم التي وجّهها الأسبوع الماضي مدّعون عامون أميركيون في فيلادلفيا وبنسلفانيا إلى عشرة من عناصره أو من عملائه في الولايات المتحدة بـ »التآمر لتأمين تجهيزات له في لبنان« منها »محاولات لإرسال صواريخ »ستنغر« المضادة للطائرات وحوالى عشرة آلاف رشاش من طراز كولت أم-4 إلى »حزب الله« عبر مرفأ اللاذقية في سورية« - حرّكت سلطات الأمن الأوروبية في لندن وباريس وبرلين وروما وأثينا وبعض عواصم أوروبا الشرقية وفي مقدمها العاصمة السلوفاكية التي قالت التهم إن أحد عناصر الحزب الإيراني داني نمر طراف حاول منها إرسال تلك الصواريخ والرشاشات، حيث بدأت عمليات تبادل معلومات على مستوى القارة الأوروبية حول نشاطات »الجماعات الشيعية اللبنانية« المقيمة فيها التي كانت أصلاً متداولة، إلاّ أنّها ظلّت سرية حتى الآن بانتظار حدوث أي تحرك لتلك الجماعات كما حدث في المدينتين الأميركيتين وفي دولة سلوفاكيا، تمهيداً لإبعاد المئات من الطائفة الشيعية كما حدث في دولة الإمارات أخيراً..

وعلمت »المحرر العربي« من مصادر إعلامية دفاعية بريطانية في لندن أن معلومات الإستخبارات الأوروبية الواردة إلى المملكة المتحدة خلال الأسابيع الأربعة الماضية التي سبقت إصدار المدعين العامين الأميركيين اتهاماتهم لخلايا »حزب الله« هناك، »أضافت إلى لوائح الإستخبارات البريطانية الداخلية »إم آي-5« المتعلقة بنشاطات خلايا وعملاء »حزب الله« في بريطانيا، عشرات الأسماء الجدد المأخوذة من اعترافات عناصر للحزب في عواصم أوروبية مختلفة، ومن عملاء لتلك الاستخبارات داخل تلك الخلايا المختَرَقة بقوة من السلطات المحلية فيها، وأن أجهزة الأمن البريطانية التي كانت رصدت الأسبوع الماضي دخول أحد رؤساء كوادر الحزب الإيراني عبر أحد مطاراتها آتياً من بيروت مع ثلاثة عناصر أخرى يُعتقد أنها تابعة لجهاز الأمن الخارجي في الحزب، اقتربت (الأجهزة البريطانية) جداً من اتخاذ قرار بشن حملة واسعة النطاق ضد تلك الخلايا وهؤلاء العملاء بعدما تأكد لها أن بعضهم يعمل على شراء أسلحة متطورة وإلكترونيات عسكرية من شركات خاصة لإرساله إلى قيادة الحزب في بيروت عبر الموانئ السورية أيضاً، بسبب الحصار البحري الدولي (يونيفيل) للمياه الإقليمية اللبنانية«. وقالت المصادر إن الحملة الأمنية البريطانية المتوقعة على جماعات »حزب الله« وخلاياه وعملائه المعروفين من أجهزة الأمن البريطانية، »قد تبدأ في أي لحظة الآن في محاولة متّفق عليها أوروبياً ودولياً لحصار جماعاته في الغرب ومنعها من تهريب السلاح والأموال إليه في بيروت«.

 

لبنان بين خيارين أحلاهما مرّ: تشريع سلاح »حزب الله« أو إلغاء الطائفية وبقاء السلاح

نهاد الغادري/المحرر العربي

لا أحد ينكر على الرئيس بري حِرَفِيّتَه وذكاءه وقدراته على ابتكار الكلمات وأخذ الواقع السياسي اللبناني بعيداً عن أهداف خصومه قريباً من أهدافه أو أهداف حلفائه . وربما كان شعار الديموقراطية التوافقية الذي احتل ساحة النقاش السياسي ونجح في أخذ الواقع السياسي من مبدأ الأكثرية والأقلية إلى مبدأ التوافق الطائفي والمذهبي من دون نص دستوري واضح خير مثال على عبقرية هذا الرجل الاستثنائي في تاريخ الشيعية السياسية ذات الشرعية.

اليوم يخرج سيد الابتكار على اللبنانيين بمشروع إلغاء الطائفية ليطرحه في التداول فيقف من خلفه حليفه المذهبي المسلح ويعارضه أكثرية اللبنانيين من الطوائف الأخرى ، والهدف ليس إلغاء طائفية غرقت في المذهبية وتأخذ لبنان بعيداً عن محيطه وتاريخه ومبررات قيامه ، بل أخذ النقاش بعيداً عن سلاح »حزب الله« موضوع النقاش والخوف منه على الصيغة ولبنان . الخوف من السلاح بما يفرض على الأرض من سياسات يفترض أنها وطنية وغدت إيرانية ، والخوف على لبنان مما قد يؤدي إليه استمرار السلاح خارج الشرعية الوطنية ، ممثلة في الدولة اللبنانية بأجهزتها ومؤسساتها المشتركة ، من مخاطر الانفراد بقرار الحرب والسلم وفرض أمر إيران الواقع وتقديم مصالحها على مصالح لبنان بوجهه وارتباطه العربيين.

صحيح أن موضوع إلغاء الطائفية ظل مشكلة لبنان لزمن ، ولكنه موضوع سياسي يطرحه من يستفيد منه ويرفضه من يُضارّ به . ويتناوب على طرحه أو رفضه فرقاء الحياة السياسية بمواقيت مختلفة.

لقد فرض موضوع الطائفية والثنائية نفسه في أعقاب الاستقلال لطمأنة المسيحيين وكان أساسه عنوان : لا لفرنسا في مقابل لا لأسلمة النظام والهوية في لبنان . لم يكن المقصود منه رفض الإسلام بل حماية المسيحيين بوصفهم أقلية على امتداد المنطقة . ولقد سبق وكتبت مما أذكر من أحاديث سمعتها أو أدرت نقاشها مع مَنْ عاصرتُ من رجال النضال والاستقلال أن لبنان المستقل كان - وما زال - نقيضاً ونقضاً للمشروع الصهيوني والدولة اليهودية الخالصة . ولقد فهمت يومذاك من رجال ذلك الرعيل ممن عايشت وصادقت وفي مقدمهم شكري القوتلي وفارس الخوري وكميل شمعون ثم أكرم الحوراني وميشيل عفلق وصلاح البيطار، أن صيغة لبنان هي النقيض لصيغة إسرائىل وأن المحافظة عليها هي التي يواجه بها العرب المشروع الصهيوني في انغلاقه الديني.

حدثت أخطاء كثيرة في ما بعد . فقد زلزل قيام إسرائيل أسس الدولة والاستقلال في المنطقة المحيطة بفلسطين وطار منها شرر أصاب بلداناً عربية أخرى . ثم جاءت قيادة عبد الناصر لتملأ الأرض أحلاماً وأضغاثاً حتى استفاق منها العرب على الهزيمة الكبرى . كان عبد الناصر قائداً فذاً وطنياً ونظيفاً ولكنه لم يملك مؤسسات الدولة ولا أقامها . استبدلها بأجهزة الظلام فسقطت مرتين في وضح النهار . أولاهما في 28 أيلول/ سبتمبر 1961 أي انفصال سورية عن مصر الذي قام به مدير مكتب عبد الحكيم عامر والمقربون منه ، وثانيهما في 5 حزيران/ يونيو 1967 في هزيمة الذل الكبرى وكان عامر أيضاً قائداً للجيش.

ظل لبنان لتلك المرحلة يصارع من أجل بقائه مشروعاً لثنائية التعايش وتناصفها وانتمائها الإقليمي . غير أن لعنة حزيران ما لبثت أن استقرت في لبنان بمنظمة التحرير وانفلاشها وتطلعها ، أو اضطرارها ، لمقاسمة السلطة اللبنانية دورها على الأرض وحقوقها . والقصة معروفة بعد ذلك فقد سقطت الصيغة ولم ينتصر من أسقطها . قتل جنبلاط زعيم التغيير وذهب عرفات إلى تونس ومعه منظمته وبقي لبنان يصارع من أجل البقاءيْن : بقاء الوطن وبقاء الصيغة . نؤكد على الصيغة هنا لأنها العلة في وجود لبنان فإذا سقطت سقط مبرر وجوده.

رافق انفلاش المنظمة حرب أهلية أكلت أخضر لبنان ويابسه وزهرة شبابه . كانت الحرب الأهلية نتيجة لسقوط الصيغة وليس نتاجها . أي إن لبنان يبقى بصيغة قيامه أو يسقط ببديلها المطروح ، وكان هذا البديل بالأمس إعادة توزيع السلطة واقتسامها حصصاً كما هو اليوم إعادة توزيع السلطة وتقسيمها . كانت منظمة التحرير وسلاحها سبباً وها هو ذا »حزب الله« وسلاحه سبب جديد.

يدرك الرئيس بري ذلك ويعرفه جيداً فقد رافق تلك المرحلة . كان شاهداً ثم شريكاً في بعض مراحلها ثم رئيساً للمجلس النيابي فيما نتج عنها أو أعقبها.

وإذن فإن طرح موضوع إلغاء الطائفية ليس خالصاً لوجه لبنان . إنه مشروع يلغي مشروعاً ويخفي مشروعاً ويغطي على مشروع . يلغي مشروع لبنان الأول وصيغة نشأته . ويخفي مشروع تبديل هذه الصيغة لمصلحة فريق طائفي مذهبي . ويغطي مشروع سلاح »حزب الله« غير المجمع عليه والذي يشعر فرقاء الشراكة من اللبنانيين أنه يهدد الصيغة والبقاء والأمن والاستقلال.

إنه يطرح إلغاء الطائفية لا لإلغائها ، فلا يلغي الطائفية طرح مذهبي بمفردات وطنية ، بل لجعلها موضوع نقاش عام بديلاً من موضوع سلاح »حزب الله« ريثما تنتهي معركة إيران الإقليمية مع الغرب والعالم وشعوب المنطقة ، فإما نصر إيراني يقلب الموازين ويبدل صيغة الحياة وتستفيد منه قلة فارسية الهوى واللكنة والشادور وهو أمر مستبعد ، وإما هزيمة تدفع إيران ثمنها ومعها فريق ضللته من شعوب المنطقة ويحسب أن رهانه على تغيير المعادلات الداخلية أصبح داني القطوف.

 .. من دون أن يعني هذا الكلام أن ما هو قائم هو الأفضل أو أننا ندافع عن التخلف العربي المقابل للتخلف الإيراني . شهاب الدين صنو أخيه كما تقول العامة.

يطرح الموضوع في أحد فروعه سؤالاً لا جواب عليه بعد : هل يمكن تشريع السلاح بوصفه سلاح مقاومة فعلاً..؟ . إنه السؤال المقابل لمعادلة إلغاء الطائفية أو هو السؤال الذي تم طرح معادلة إلغاء الطائفية لتغييبه.

ثمة مخرج من لعبة الهرب والتغييب والتخويف . ليصدر »حزب الله« بياناً واضحاً لا لبس فيه يؤكد أن السلاح هو لمواجهة ممكنة ومحتملة مع عدوان إسرائىلي ممكن ومحتمل ، وأن استخدامه في الداخل ولأي سبب خيانة وطنية وخروج على مبدأ العيش المشترك يعطي لأي فريق الحق بأن يستنجد بالخارج ، أي خارج . عندها فقط يمكن تشريع سلاح المقاومة بوصفه سلاحاً وطنياً مرادفاً ومتمماً وموقتاً لسلاح الجيش.

غير ذلك فإن طرح إلغاء الطائفية السياسية يعني أحد أمرين:

الهروب من النقاش الوطني حول شرعية سلاح »حزب الله« وقد ينتهي بإنتاج لبنان جديد مختلف عما نعرف ومتفق عليه..

أو إنتاج طائفية جديدة بقواعد جديدة وعناصر جديدة وما يستتبع ذلك من سيادة فريق طائفي جديد يحتكر تمثيل طائفته بسلاحه وترتهن طهران قراره وسلاحه لحساب مشروعها الإقليمي.

أخيراً تحية للرئيس بري الذي يعرف ما يريد وما يريد الآخرون بتوقيته وتوقيتهم .. وقد طالما أحببت.

 

وفاق: هذه خيمة أم جمهورية؟ دولة الستاتيكو...!

المحرر العربي

هل حقاً أن القصر بحاجة إلى ديكتاتور لا إلى شيخ صلح؟

اقتراح بخصخصة التاريخ أو إلغائه

من دولة لبنان الكبير إلى دويلات لبنان الكبير

انتقال من شارع إلى شارع أم من قارة إلى قارة؟

مواد مسرطنة... ولكن أليست هناك سياسات مسرطنة؟

حتى تنظيم السير في »بئر العبد« يحتاج إلى وفاق إقليمي!

من الآن وصاعداً (وصاعداً جداً) دولة الستاتيكو!

الصيغة تتوقف عند هذه الحدود. لا تحديث ولا تطوير، بل تكريس الهشاشة الراهنة. كونفديرالية كاريكاتيرية غير معلنة، وأكثر من أن تكون معلنة. الولاء لزعيم القبيلة، أي لزعيم الطائفة. وحين يصف وليد جنبلاط المسيحيين والدروز بـ»الهنود الحمر« يجد من يقول بل كل الطوائف أصبحت هكذا، قبل أن يبدأ حديث التوتسي والهوتو..

اعتذار من غورو

الآن، اعتذار من بطل المارن، وأول مفوض سام فرنسي في لبنان الجنرال هنري غورو الذي أعلن في 31 آب/ أغسطس 1920، ومن على سلّم قصر الصنوبر في بيروت، قيام دولة لبنان الكبير. الآن دويلات لبنان الكبير. حتماً تسقط كلمة »الكبير« لأن الواقع تغيّر على الأرض. كل التسميات الأخرى جائزة في الوقت الحاضر..

الوفاق تحت مظلة الـ س.س (أي المملكة العربية السعودية وسورية). لكن الوضع الإقليمي أضحى أكثر تعقيداً، والوضع اللبناني أضحى أكثر حساسية وقابلية لـ»التفاعل« حتى مع الظاهرة، أو التظاهرة، الحوثية في اليمن. لم يعد الصراع محصوراً بالجبهة العربية - الإسرائيلية، وقد يكون هذا أصبح جزءاً من الماضي لأن الصراعات العربية - العربية تجاوزته بكثير، في أوروبا يكتبون عن التصدعات الدراماتيكية في الجيولوجيا السياسية (والطائفية) للشرق الأوسط. الهزات الارتدادية في الفراش اللبناني..

خصخصة التاريخ

حتى صياغة كتاب التاريخ تبدو مستحيلة (تماماً مثل صياغة تلك الكوميديا البعيدة المدى والتي تدعى.. الاستراتيجية الدفاعية). على الطاولة اقتراحات مثيرة. نحن في زمن الخصخصة. لماذا الإصرار على أن يبقى التاريخ تابعاً للقطاع العام؟ النص لا يغيّر شيئاً، وإن كانت أحداث السنوات الأربع المنقضية أظهرت كم أن المواقف قابلة للتغير لتتغير أكثر فأكثر.. البارودة من كتف إلى كتف. الخنجر من خاصرة إلى خاصرة..

من الاقتراحات إلغاء مادة التاريخ في لبنان لأن اللبنانيين يختلفون على هنيبعل مثلما يختلفون على بشير الجميّل، وجميع بارونات الحرب الأهلية، لا بل إنهم يختلفون على المماليك وعلى الأيوبيين وعلى العرب وعلى الإسرائيليين وعلى الفرس وصولاً إلى السلاجقة وربما الحثيين والآشوريين والبابليين، وإن قيل إن رعمسيس مرّ من هنا مثلما مرّ رستم غزالي.

القيسية واليمنية

غريب أن سمير جعجع، أو كارلوس إده، لم يقترح إضافة لوحة في منطقة نهر الكلب حول »الجلاء السوري« أيضاً. يفاخر اللبنانيون بأن الجميع مرّوا من هنا وخرجوا، لكنهم مرّوا وتركوا ويلاتهم في كل مكان...

هذه هي أميركا، من دون تاريخ. ما حاجة اللبنانيين للاقتتال ثانية بين القيسية واليمنية، أو بين المناذرة والغساسنة، أو بين الحرف العربي والحرف اللاتيني وبينهما الحرب الهيروغليفية، وإن كان ديفيد هيرست قد كتب في بداية الحرب الأهلية في لبنان عن »ذلك الجنون الهيروغليفي«. ألغاز تلو الألغاز، وهكذا دواليك.

وكان الفرنسي باسكال بونيفاس قد دعا إلى الحد من ضوضاء التاريخ في المنطقة قبل أن يسأل: »وماذا عن الميثولوجيا«؟ حبذا لو يتخلى اللبنانيون عن التاريخ الذي يتعاملون معه بالقطعة واكتفوا... بوديع الصافي!

اتفاق الطائف... المسكين

مسكين اتفاق الطائف. إلى إشعار آخر سيظل واقفاً على ساق واحدة. الأولوية الآن للمجتمع التراكمي. لا ديناميكية للتفاعل، وإن كان هناك من يقول إن قصر بعبدا بحاجة إلى ديكتاتور من طراز الحجاج بن يوسف الثقفي (ممَ يشكو ديكتاتوريو هذه الأيام؟) لا شيخ صلح يتبادل الساسة أمامه القبل، والملاعق، باعتبار أن كل »صلحة« ترافقها حفلة غداء، فيما الخناجر، على أنواعها، لا تزال على قارعة الطريق..

لعبة الأقنعة ولعبة الخناجر

لا إلغاء للطائفية السياسية. والطريف أن أحزاباً أو حركات تشكل الطائفية علّة وجودها (الوجود الإيديولوجي والوجود الاستراتيجي معاً) تدعو إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية. إنه لبنان الحائر بين لعبة الأقنعة ولعبة الخناجر، ومن دون أن يتنبّه أحد (ولماذا التنبّه) إلى أزمة البيئة، وارتفاع معدلات التلوث. هذه مسائل ثانوية. مثلما اللبنانيون لديهم المناعة للصمود في وجه إنفلونزا الخنازير، وفي وجه الأزمة المالية العالمية، فهم لديهم المناعة ضد المواد المسرطنة. هل سمعتم قبلاً بعبارة »السياسات المسرطنة«. أين المسافة بين خراب المواطن وخراب الوطن؟

لا للامركزية الإدارية. صحيح أن لبنان أصغر من مدينة مثل سان فرنسيسكو، لكن الانتقال من شارع إلى شارع في بيروت، وحيث الحفريات إلى الأبد، وحيث لا نقل عام يحترم الناس وأوقاتهم وجيوبهم، وحيث السيارات تتناسل مثل الأرانب، هو أقرب ما يكون أحياناً مثل الانتقال من قارة إلى قارة. الوقت اللبناني يموت في الطرقات. الإنسان اللبناني أيضاً. يقول غسان تويني إن المشكلة هنا أن الناس إما أنهم ضد الدولة (في ظل الإدارة الفاسدة أو العشائرية) أو أنهم نسوا أن هناك دولة. يتصرفون كما لو أنهم في غابة. من قال إن الغابة من دون شريعة أو شرائع؟

لكن نبيه بري بشّر بورشة تشريعية ضخمة. هل يعني هذا أن التشريعات المرتقبة (إن شاء الله سبحانه وتعالى) ستشمل البيئة والسير والحد من ثقافة الأراكيل، ومعها »ثقافة الحبوب«، وتحديث قطاع الكهرباء، وكثيرون في القرى عادوا إلى قناديل الكاز، وتنقية المياه، وإقامة السدود للحيلولة دون الذهب الأبيض والذهاب إلى البحر. هنا تحلية البحر بدل تبليط البحر...

مرقد العنزة وتلة الكابيتول

المركزية الإدارية باقية لأن ثمة من يحذر من أن تتكرس الدويلات بعدما فرزت الحرب الطوائف جغرافياً. لكل طائفة جغرافيتها الخاصة، لكن الأحجام متفاوتة. هنا المشكلة. البعض يكفيه مرقد عنزة والبعض يطمح إلى أن تصل الخلافة إلى تلة الكابيتول.

إذاً، خشية من كل شيء. من اللاطائفية ومن اللامركزية، ومن اللاجمهورية، أي من اللادولة التي هي، عملياً، الموجودة على الأرض. الكلمة السحرية الآن هي »الوفاق«. الوفاق ولو على تنظيم السير في محلة بئر العبد. أجل كل هذا يحتاج إلى وفاق ليس داخلياً أبداً. قد تكون مسألة تنظيم السير هناك، وفي أمكنة أخرى، بحاجة إلى وفاق إقليمي أو دولي...

هكذا، دولة الستاتيكو. لا مكان لأي مواطن إلا داخل (أو في قعر) الوعاء الطائفي. مجتمعات، قبائل، طوائف. أبعد بكثير من أزمة نظام أو أزمة حكم أو أزمة صيغة. أزمة وجود. إنهم يصمّون آذانهم وعيونهم. وفاق: هذه خيمة أم جمهورية؟!

في آخر ما كتبه المطران (الأرثوذكسي) جورج خضر: »هذا لا يعني أني لا أقدّر تقديراً عظيماً النشاط الثقافي والنشاط المجتمعي والسياسي اللذين يكسران السدود القائمة بين بعض من الطوائف والدولة من ناحية نظرية، فعلى تصويري للمسلمين والموارنة أدرك أن بينهم من تخلى عن رواسب التاريخ وأحياناً بعض اللاهوت، لكن أقول للعلمانيين والقوميين إن المسألة ليست بكسر سدود الطوائف، ولكن بمعالجة أخطاء هذه أو أمراضها من الداخل. الوطنية اللبنانية لها أن تقوم، ولكن سطحياً، على إلغاء الطائفية السياسية. لكنها لن تتأصل إلا بعد النقد الروحي والتاريخي تقوم به الطوائف المتطيّفة لنفسها«

 

قادة نظام ولي الفقيه: كل شيعي في العالم »وديعة إيرانية«

المحرر العربي

الحوثيون نموذجاً / الغاية غير المعلنة من خرق الأراضي السعودية: إخضاع مناطق الشيعة في السعودية واليمن لنظام ولاية الفقيه

قراءة تحليلية لتمرد الحوثيين: الشيعة موالي إيران، وحيثما كانوا هم تحت وصايتها،  مرجعيتهم المذهبية في »قم«.. والسياسية في طهران..

نماذج من ردود الفعل الإيرانية على تصدي السعودية لاعتداءات المتمردين الحوثيين على أرض المملكة وشعبها:

لاريجاني: »تدخل سعودي في شؤون اليمن«

منوشهر متكي حذر »دول المنطقة من التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.. والدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«..

رئيس الأركان: »قتل المسلمين الشيعة اليمنيين هو بداية إرهاب الدولة الوهابية«

المرجع شيرازي: »إبادة جماعية ضد الشيعة بدعم من أميركا«

أمين مجلس صيانة الدستور: »الشيعة يقتلون من قبل بعض الدول بزعامة السعودية«

السعودية تدافع عن أرضها وشعبها ضد من يقاتلون المسلمين بسلاح نظام الولي الفقيه

تستند مؤامرة إيران الرامية إلى تفتيت العراق والوطن العربي، إلى غرس وتنمية كيانات مسلحة هزيلة في كل بلد عربي. ونماذج ميليشيات »الصدر« و»الحكيم« الإستئصالية المناطقية المسلحة في »العراق« هي خيرُ دليلٍ على ذلك. وتنطلق مساعي نظام الملالي »السياسي« في طهران و»الديني« في قُم، من اعتبار نفسه »وصياً« على »الشيعة« في العالمين العربي والإسلامي. وهذا ما دفع »الشيعة العرب« الأقحاح في العراق إلى الوقوف ضد الطموحات الصفوية، إثر اكتشافهم كذب شعارات هذا النظام، الذي أحسن استخدام »الغدر« الفكري والإعلامي، في توظيف بعض »العقول« الواهمة بواسطة شعارات كاذبة، حاول من خلالها التغطية على دوره الخبيث في المنطقة العربية عموماً، و»العراق« و»السعودية« و»اليمن« خصوصاً.  

هذا الدور المعروف من قبل كل المتابعين لتبعية بعض الشيعة العرب لإيران، أكدته أخيراً تصريحات »علي لاريجاني« رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) الذي انتقد أواخر الشهر الماضي ما وصفه بـ»تدخل السعودية في الشؤون اليمنية وقيامها بغاراتٍ جوية تستهدف الحوثيين«. إن هذا الانتقاد بالضبط هو ما يؤكد حجم الإرتباط الوثيق للمتمردين »الحوثيين« في اليمن بـ»إيران«، بدليل إصدار »يحيى الحوثي« أحد زعماء هؤلاء المتمردين، بياناً رحب فيه بـ»الموقف الإسلامي والإنساني المشرف لمجلس الشورى الإيراني الذي أدان فيه عدوان السعودية على شعبنا اليمني ووطننا العزيز ونشكر لهم الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب«، وذلك على الرغم من نفي »عبد المالك الحوثي« (من أقارب يحيى) أن يكون للحوثيين إمتداد لأي طرف خارجي وأن ليس هناك من مبرر للهجوم السعودي.  

في الواقع الذي تؤكده الأحداث في جنوب الجزيرة العربية، تنحصر أسباب الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، في تأجيج الأوضاع الأمنية »محلياً« داخل اليمن، و»إقليمياً« عبر اختراقهم أراضي المملكة العربية السعودية، محاولين نقل صراعهم مع النظام اليمني الحاكم، خارج حدود بلادهم، مستندين في ذلك إلى دعم قادة المؤسسات »الدينية، العسكرية، والأمنية« الإيرانية، الذين كشفت مواقفهم وتصريحاتهم أدناه، مدى سعيهم لتفجير أوضاع المنطقة، بدءاً من »العراق« المحتل أميركياً، وانتهاءاً بـ»اليمن« مروراً بـ»لبنان« (لبنان »حزب الله« والوثيقة الثانية التي تؤكد أنهم عقائدياً تابعون لنظام الولي الفقيه)، ثم »فلسطين«، إذ جاء في معرض تعلقيات القادة الإيرانيين على تمرد الحوثيين، ما يلي:  

< اعتبر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال »حسن فيروز آبادي« الشهر الماضي، أن »قتل« السعودية للمسلمين الشيعة اليمنيين هو بداية »إرهاب الدولة الوهابية«، ويشكل خطراً هاماً على الإسلام والمنطقة. ونقلت وكالة أنباء »فارس« الإيرانية (انتبهوا لكلمة »فارس« وليس وكالة »الثورة الإسلامية« مثلاً..) عن آبادي قوله »إن الأعمال العسكرية الجارية في (منطقة صعدة الشيعية) في اليمن، التي تحوّلت إلى لُعبة حرب لزيادة (الجهوزية) لهجمات على مجتمعات إسلامية أُخرى، تشكل بقعة كبيرة تنتشر وتتطلب حذراً وتصرفاً سريعاً«.

< أدان المرجع الديني الإيراني »ناصر مكارم شيرازي« الشهر الماضي، ما وصفه بـ»الإبادة الجماعية« ضد الشيعة في اليمن واتهم أميركا بـ»قمع« الشيعة، والسعودية بـ»إبادتهم«. وأشار شيرازي إلى الخلاف الذي حصل أخيراً بين شيعة اليمن والحكومة المركزية في بلادهم، بسبب ما وصفه بالتمييز حتى وصل الخلاف إلى نزاعٍ مسلحٍ بينهما. واتهم شيرازي »السعودية« (بعد اختراق الحوثيين الشيعة لحدودها)، »بصب وابل قنابلها من البر والجو على المدنيين ما أدى إلى إراقة دماء العديد من المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال وتشريد العائلات، وبدأت حملة إبادة جماعية مدعومة من قبل أميركا التي ترى أن مصالحها تتحقق في قمع الشيعة. ودعا مفتي وعلماء السعودية إلى خشية الله وإدراك مسؤوليتهم يوم القيامة عن كل قطرة دم تُراق من دماء الأبرياء«. وطالب شيرازي جميع المسلمين في العالم بأن يحتجوا بألسنتهم ويضغطوا من خلال المحافل الدولية لإنقاذ الشيعة المظلومين العُزّل الأبرياء (يقاتلون القوات اليمينة منذ شهور) في اليمن من مخالب الظالمين«.

< اتهم »أحمد جنتي« أمين مجلس صيانة الدستور في إيران بعض الدول »بزعامة« السعودية ببذل جهودها حالياً لقتل الشيعة.

< إطلاق طهران أسم الزعيم السابق للحوثيين »حسين بدر الدين الحوثي« على أحد شوارعها.

< قيام »اتحاد الطلبة« التابع لـ»الحرس الثوري« الإيراني وبتوجيهٍ منه، بتنظيم تظاهرة طلابية أمام مبنى السفارة السعودية في طهران، الشهر الماضي.  

< دعوة النائب العراقي من أصلٍ إيراني »صدر الدين القبانجي« وهو قيادي في »المجلس الأعلى« الشيعي المرتبط بطهران، الشهر الماضي، الحكومة اليمنية إلى التفاوض مع الحوثيين لإنهاء »الصراع وسفك دماء المسلمين«. وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية وسط مدينة النجف »أدعو حُكام اليمن إلى التفكير في كيفية التعامل مع شعوبهم من أجل وقف نزيف الدم بين المسلمين«. وطالبهم بــ»الجلوس والتحاور مع الحوثيين لإنهاء الأزمة«. وتؤكد عبارة »شعوبهم« التي تضمنها تحذير القبانجي، على توحيد إيران وحلفائها خطابهم الفتنوي، حيال موضوع تقسيم اليمن إلى شعوب وقبائل، متجاهلين قول الله تعالى »إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ...« وليس لتتذابحوا ؟!!!  

< افتتاح »علي لاريجاني« رئيس البرلمان الإيراني خلال زيارته الشهر الماضي إلى العراق، ممثلية رسمية للمتمردين الحوثيين في مدينة »النجف« عهدت إدارتها لـ(محمد الهيرز اليماني) البالغ من العمر 33 عاماً والذي يقوم بتدريس مادة »المذاهب الفقهية« في »حوزة النجف« التي تخرج منها بعد تتلمذه على يد أبرز مراجعها الدينيين »الفرس«.

< كشفت النائبة عن »الائتلاف الشيعي« الحاكم في العراق »جنان العبيدي« عن وجودِ مكتبٍ رسمي للحوثيين في النجف ينسق شؤونهم في المدينة وفي العراق. وأضافت العبيدي خلال موافقة »الحكومة« العراقية على فتح ممثلية الحوثيين في بغداد والنجف، واستقبال جرحاهم والملاحقين منهم من قبل السلطات اليمنية والسعودية في العراق، أن وجود مكتب للحوثيين في النجف لا يعني أن المرجعيةَ الدينية تدعم الحوثيين أو تدعم العنفِ في اليمن. موضحةً أن الحكومة اليمنية ربما اشتبهت في تعاطيِها مع موضوعِ وجودِ مكتب للحوثيين في العراق. وهذا ما دفع الرئيس اليمني »علي عبد الله صالح« إلى استنكار قيام »مقتدى الصدر« زعيم التيار الصدري وميليشيا المهدي، بتقديم الدعم اللوجستي للمتمردين الحوثيين بغية قلب نظام الحكم في اليمن.  

< اتهام نواب عراقيين، الشهر الماضي، جهات شيعية في مجلس النواب العراقي، لها صلاتٍ قوية مع إيران، بدفع العراق إلى نزاعات سياسية مع الدول العربية والدفع باتجاه التدخل لدعم الحوثيين باليمن، لخدمة مخططات إيرانية ضد المملكة العربية السعودية. وأكد أولئك النواب، فتح الزعيم الشيعي »مقتدى الصدر« قنوات اتصال، واستقبل العديد من القيادات الدينية لـ»الحوثيين« في السنوات السابقة، مؤكدين على انضمام بعض الحوثيين إلى »ميليشيا المهدي«، التي وفرت لهم الملاذ الآمن داخل العراق، ثم نقلتهم إلى إيران لتلقي التدريب هناك والعودة إلى »اليمن« ومن ثم »السعودية« بغية القيام بأعمال عنف فتنوية ضد مؤسسات حكومية رسمية في كلا البلدين، وبتوجيه من »فيلق مكة« التابع لـ»فيلق القدس« الإيراني.

< كشف النائب »جعفر عيسى« القيادي البارز في »حزب الله العراقي«، أن شخصيات دينية وسياسية شيعية عراقية بدأت وساطة هدفها إنهاء النزاع المسلح بين الحكومة اليمنية وبين المسلحين الحوثيين في صعدة، وبتوجيه من طهران، مشدداً على أن هذا التحرك يجري بشكلٍ سري، وبالتالي لا يمكن الكشف عن أسماء الشخصيات الشيعية العراقية التي تحاول حل النزاع هناك.  

< من جانبٍ آخر، انتقد »الائتلاف الشيعي« الحاكم، بعض المراجع الشيعية الدينية في مدينتي النجف وكربلاء، كما عتبَ على الحكومة العراقية لصمتها حيال الأحداث الجارية في صعدة، داعياً إلى مساندة »الحوثيين« لإجبار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على طرد البعثيين العراقيين المهجرين في اليمن.

< حصول النائب العراقي من أصلٍ إيراني »همام حمودي« رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، على تصريحٍ رسمي من الحكومة العراقية، وبناء على طلبه، أجاز له فتح ممثلية رسمية للمتمردين الحوثيين وسط العاصمة العراقية »بغداد«، كخطوة اعتبرها المراقبون مساندةً للمتمردين على السلطات اليمنية، ودعماً لحركة الحوثي الساعية إلى إقامة »إمارة« زيدية شيعية في شمال اليمن، بذريعة المعاملة بالمثل لاتهام »صنعاء« باحتضان عدد من قيادات النظام العراقي السابق.  

< امتناع كتلة »الوفاق« البرلمانية الشيعية في مملكة »البحرين«، الشهر الماضي، عن التصويت، على قرار إصدار بيان تضامني مع المملكة العربية السعودية في الحرب الدائرة مع جماعة الحوثي الشيعية في اليمن، معللةً ذلك بأنه، تدخل في الشؤون الخارجية للدولة.  

< كشف السلطات اليمنية عن إلقاء الجيش اليمني القبض على 7 »صوماليين« يتبعون لتنظيم »القاعدة«، كانوا يقاتلون مع الحوثيين في الحرب السادسة التي تدور في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان منذ 11 آب/ أغسطس الماضي وحتى يومنا هذا.  

< احتجاز القوات البحرية اليمنية، الشهر الماضي، سفينة تحمل »أسلحة« إيرانية مضادة للدروع قبالة شواطئ »ميدي« في البحر الأحمر، أقصى الشمال الغربي لليمن، ولم تعرف الجهة المالكة للسفينة، التي كان يقودها 5 بحارة، أربعة إيرانيين وهندي، وأثناء التحقيق معهم تبين قيامهم بتفريغ تلك الأسلحة بالقرب من منطقة »حرض« لإخفائها موقتاً في بعض مزارع المنطقة تمهيداً لنقلها إلى »الحوثيين«.  

< كشف تقرير أميركي صدر الشهر الماضي، عن قيام القوات البحرية الإيرانية المرابطة في »البحر الأحمر« و»خليج عدن« بتهريب الأسلحة من أحد الموانئ »الإريترية« في البحر الأحمر إلى الحوثيين. وذكر التقرير الصادر عن مركز »ستراتفور« للاستشارات الأمنية في ولاية »تكساس« الأميركية، أن عمليات تهريبٍ للأسلحة كانت تتم من ميناء »عصب« الإريتري إلى السواحل القريبة من محافظة »صعدة« في مديرية »ميدي« ليتم تخزينها هناك ومن ثم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين. وأشار التقرير: إلى أن »قدرة إيران في إنجاح عمليات التهريب المنظمة مع وجود قوات دولية بحرية متعددة الجنسيات، أمر يدعو للتساؤل عن عدم قيام تلك القوات بواجبها في حماية الممرات الدولية التي تقع بالقرب من خليج عدن ومحاربة تهريب الأسلحة والقرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية على البحر الأحمر وخليج عدن. وحذر التقرير من نشوب مواجهة مسلحة متوقعة بين القوات البحرية »الإيرانية« ونظيرتها »السعودية« في حال قررت الأخيرة إرسال سفنها البحرية لقطع طرق الإمداد التي تقوم بها إيران لمد الحوثيين بالأسلحة.  

< حذر وزير الخارجية الإيراني »منوشهر متقي« دول المنطقة من »التدخل في الشؤون الداخلية لليمن«. وقال: أولئك الذين »يصبون الزيت على النار عليهم أن يعلموا أن الدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«. وتحدث عما يجري في اليمن، مؤكداً أنه لا يمكن أن يمر من دون وقفة، ومن دون رد واضح عليه.  

مواقف السعودية الحيادية

تناسى أركان النظام الإيراني وفي مقدمهم وزير الخارجية »منوشهر متقي« حيادية مواقف السعودية الرسمية من قضايا المنطقة، على خلاف متقي الذي حذر دول المنطقة من »التدخل في الشؤون الداخلية لليمن«، مؤكداً على أن »أولئك الذين يصبون الزيت على النار عليهم أن يعلموا أن الدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«.  

كما قدم متقي »تحليله« الخاص للوضع في اليمن، بقوله: »اليمن يواجه ثلاث مشكلات هي »الإرهاب« وعماده تنظيم »القاعدة« الذي يريد جعل اليمن محور عمله، و»الحركات« الاستقلالية، و»العلاقات« بين الحكومة والشيعة«، بينما نفى متقي أن يكون لإيران دور في الصراع، وقال: »إن بلداً يسعى للعب دور في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في كل دول المنطقة لا يمكن أن يكون له دور في إثارة التوترات«. ولهذا السبب سجلت غالبية دول العالم، مواقف سلبية عدة ضد النظام الإيراني، في مقدمها التالي:

< لا يوجد مبرر حقيقي يعطي وزير الخارجية الإيراني حق التدخل في قضيتي الصراع اليمني الداخلي، والاعتداء على الأراضي السعودية، من قبل المتمردين »الحوثيين«، وكذلك أحقية إبداء الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، كون القضية برمتها عربية بحتة.  

< تناسى الوزير الإيراني »الموقف« الرسمي المعتدل والمحايد الذي اتخذته كافة الدول العربية طيلة فترة اندلاع المواجهات المسلحة بين الشعب وسلطات النظام الإيراني الحاكم، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي. وهذا يؤكد مدى حرص هذه الدول على استقرار الأوضاع في إيران، وأن ما يجري هو شأن داخلي.  

< كان الأحرى بالوزير الإيراني أن يتبع نفس نهج الدول العربية التي ترفض التدخل في الشأن الإيراني، كون »القضية« عربية - عربية، ولا أحد مطالب بأن يقدم إلى إيران أو غيرها أي توضيح عما يجري في ما يتعلق بالعمليات العسكرية التي قامت بها »السعودية«، التي لم تكن تنوي اللجوء لها (منذ اندلاع الصراع المسلح بين الحوثيين والسلطات اليمنية منذ 2004 وحتى يومنا هذا) لولا اختراق حدودها وانتهاك سيادتها من قبل الحواثنة. ناهيك عن أن »اليمن« المعني بالأمر، لم يعتبر هذا تدخلاً في شؤونه. والسعودية أعلنت أن الهدف من العمليات هو تطهير وتأمين حدودها.  

< إذا كان الوزير الإيراني يعتبر أن ما فعلته السعودية تدخلاً في شؤون اليمن، فلماذا لا يستذكر ما فعلته إيران عندما وقع الاعتداء الذي أودى بحياة عدد من »قادة الحرس الثوري« قبل شهرين ونيف، حيث هددت إيران بأنها ستلاحق الجناة داخل حدود باكستان، التي تم توجيه الاتهام لمخابراتها بدعم »البلوش« الإيرانيين السنة (المنفذين).  

< أدانت كافة الدول العربية، اختراق حدود السعودية وأعلنت وقوفها بجانبها في الإجراءات التي اتخذتها. وبهذا يضع الوزير الإيراني، من خلال تصريحاته، بلاده في مواجهة هذه الدول، وفي قضية لا تعني إيران.  

< بأي وجه يعطي وزير الخارجية الإيراني »منوشهر متقي« لنفسه الحق في أن يقدم تحليلاً وتوصيفاً رسمياً لبلاده لما يجري داخل اليمن ولمشاكله الداخلية. في حين يرفض توصيف خطورة برنامج إيران النووي من قبل دول الجوار، إذ ليس من حق متقي التحدث باسم اليمنيين عموماً، وشيعتهم خصوصاً. سيما وأن توصيفه للصراع اليمني الداخلي، يعد تدخلاً سافراً في شؤون اليمن الداخلية.  

< على أي أساس يعتبر الوزير الإيراني أن الصراع في اليمن هو صراع »طائفي« بإشارته إلى »الشيعة« وعلاقتهم بـ»الحكومة«، فهو ليس بصراعٍ طائفي، بل هو صراع مع مجموعة »متمردة« ترفع السلاح وتحارب الدولة، ولو أن الذين يرفعون السلاح كانوا من »السنة« لما كان الوضع قد اختلف في تعامل الحكومة اليمنية معهم. بدليل المحاكمات التي تجري لعناصر تنظيم القاعدة بين الفينة والأُخرى، ولو أن الذين انتهكوا الحدود السعودية كانوا من السنة، لكانت قد لجأت إلى نفس الإجراءات، سيما وأن تصوير الصراع على أنه طائفي من أي جهة، هو بحد ذاته تحريض على الفتنة الطائفية.

< إذا كان وزير الخارجية الإيراني يعطي لنفسه الحق في تحذير دول المنطقة من التدخل في الشؤون اليمنية، ويعتبر ذلك خطراً، فلماذا لا تكف إيران عن التدخل في شؤون »العراق«، و»اليمن« وعن تقديم الدعم للمتمردين الحوثيين وتنظيم القاعدة فيه، وهو الأمر الذي أكدته السلطات اليمنية مراراً وتكراراً.  

< أثارت تصريحات »منوشهر متقي« العديد من التساؤلات، حول مستقبل العلاقات العربية - الإيرانية برمتها، حيث على إيران أن تقرر أي علاقاتٍ تريد بالضبط مع الدول العربية المجاورة والمحيطة بها، هل تريد حقاً علاقاتٍ مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل والمصالح المشتركة، بينما أكدت تصريحات متقي، استحالة ترميم صرح هذه العلاقات ثانيةً.  

النوايا الخفية

تكمن أسباب عدة وراء مواصلة المتمردين »الحوثيين« القتال ضد السلطات اليمنية، وكذلك وراء خرقهم الأراضي السعودية، من بينها:

1- تطلعهم إلى السير على خُطى »حزب الله« الشيعي اللبناني، محاولين إقامة »كيان« سياسي يحظى بـ»جناح عسكري« مع نواة إدارة محلية انفصالية، بذريعة أن منع السلطات اليمنية لهم من ممارسة شعائرهم، يبرر حملهم للسلاح في وجه الدولة.  

2- يعتبر الحوثيون أن تمردهم هو »صحوة« لشيعة اليمن، المشابهة لصحوة شيعة لبنان.

3- تعتبر المملكة العربية السعودية، في نظر الإيرانيين وعملائهم الحوثيين، الحليف الرئيس للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة، ولذا، فإن دخول السعودية كطرف في المعارك الدائرة بين السلطات اليمنية والحوثيين (ولو للدفاع عن أراضيها) سيمنح نوعاً من التزكية للحوثيين بكونهم ضد أميركا وحلفائها.  

4- يطمح الحوثيون للحصول على تأييد فريق من الجماهير العربية والإسلامية الحاقدة على أميركا.  

5- يأمل قادة التمرد الحوثي، من استدراج السعودية لحومة النزاع، أن يؤدي ذلك إلى تدويله، بغية شرعنة تدخل أطراف أُخرى في مقدمتها »إيران« لصالحهم. لتيقنهم من أن تدويل قضية الصراع ليس من مصلحة »اليمن«، بدليل دعوة هؤلاء المتمردين »الجامعة العربية« إلى التدخل لوقف ما أسموه بـ»العدوان« السعودي الذي يتعرضون له.  

6- توجيه الحوثيين (الشيعة) في اليمن عبر خرقهم لأراضي السعودية، رسالة قوية إلى نظرائهم الشيعة في السعودية وبالأخص في »القطيف« و»الأحساء«، مفادها: هل ستبقون مكتوفي الأيدي؟.. إن واجبكم التمرد على حكامكم، بغية »نُصرة« إخوانكم و»تحقيق« مطالبكم المهدورة (حسب اعتقادهم) وربما نستطيع وتستطيعون في المحصلة النهائية تحقيق الإنفصال، أي نسخ نظام »ولاية الفقيه« الإيراني، في »اليمن« و»السعودية«.  

7- لم تكتف »إيران« بإشعال فتنة ملف الحوثيين في وجه القادة اليمنيين، إنما سعت إلى استدراج (السعودية) إلى مستنقع القتال الدائر في مدينة صعدة اليمنية، عبر التسلل إلى الأراضي السعودية وقتل جنود سعوديين، بدليل تحذير النظام الإيراني »دول الجوار« من التدخل في الشأن اليمني، مؤكداً احتكاره لمسألة التدخل، كما هو الحال بالنسبة إلى الشأن العراقي، وإن اختلف الحجم والشكل.  

8- محاولة الإعلام الإيراني، الإيحاء لحلفائه بمدى استجابة »الطرف« السعودي لـ(الإغراء) الإيراني، بذريعة وجود أطراف عدة داخل النظام السعودي تتحرق شوقاً للدخول في معركة من هذا النوع، يوفر فيها السبب »المذهبي« الغطاء »السياسي«، وهي معركة سهلة نسبياً ومسموح بها أميركياً وغربياً، وربما يمكن استثمارها لاحقاً، ما دامت بعيدة عن المعارك المستحقة المفترضة إلى جانب الطرف العراقي والفلسطيني.  

9- تجاوز السعوديون ما يشبه التخوف من خسائر غير متوقعة، ودخلوا الآن في مرحلة التصميم، كما يبدو من أدائهم السياسي والعسكري، على تحقيق هدفين في آنٍ واحد، الأول: سحق قدرة الحوثيين على التسلل مجدداً إلى داخل الأراضي السعودية وإبعاد قوتهم النارية والبشرية عن الحدود إلى العمق اليمني بمسافة 20 كم على الأقل، كما تطالب الرياض الآن. والثاني: الضغط على خط الدعم الإيراني السياسي والعسكري للحوثيين تارة بتحشيد الرفض الخليجي والعربي وربما العالمي قريباً لهذا الدعم، وتارةً أُخرى بشن حملة بحرية تحديداً لقطع طرق الإمداد اللوجستي الإيراني للحوثيين بما يضعف قدرتهم على مواصلة القتال لفترةٍ أطول.  

»المحرر العربي«

 

النائب نهاد المشنوق لـ((الشراع)):وثيقة حزب الله مقفلة ولا تخاطب الجمهور الآخر

الشراع/4 كانون الأول/09

*نحن غير ممثلين بالحكومة الاّ بسعد الحريري

*لا شرعية لسلاح داخل النظام وخارج الدولة

*الدوحة إتفاق إذعان وما يبنى عليه باطل

*الحكومة لتلبية مطالب الناس والخلافات في مكان مبرد على طاولة مجلس الوزراء

*الحكومة ليست انجازاً كما انها ليست هزيمة

*نعتذر من سوريا اذا ثبت بأنها ليست مسؤولة عن اغتيال الحريري

*لماذا اصرار علوش على ما قيل عن سوريا سابقاً وقد ذهبوا جميعاً اليها حتى لو لم يذهبوا

*تجاوب الحريري مع مطالب المعارضة هو نتاج ملزم للتفاهم السعودي – السوري

*الصيغة الحالية للحكومة عابرة ولن تعيش اكثر من سنة

*سوريا تقوم بإعادة هيكلة سياستها الخارجية والدليل علاقتها مع تركيا

*وزراء الحريري في الحكومة ارادهم مناطق تفاهم

*الغاء الطائفية والمداورة بين الرئاسات هوايات دستورية لا بد من الاقلاع عنه

*المطلوب في العلاقة مع سوريا الدقة والرصانة فلا اطمئنان مسبق ولا طمع لاحق

يبتعد النائب نهاد المشنوق قدر ما يحلو له الإبتعاد عن زواريب السياسة الداخلية ويحلّق في الفضاء الإقليمي الذي يبحث فيه عن الحلول كما المشاكل، يؤمن بالدور السعودي والسوري والتركي وقلما يؤمن بدور لبنان حالياً في حل القضايا الكبرى.

في الحكومة لا يعنيه منها او لا يمثله سوى رئيسها سعد الحريري، فالمشنوق لا يعترض على الوزراء ويؤمن ان نجاح هؤلاء او فشلهم يقع على عاتق الرئيس سعد الحريري.

اما بالنسبة للحدث الأبرز وهو إطلاق أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الوثيقة السياسية الثانية في تاريخ الحزب فللنائب مشنوق قراءة يعتبر من خلالها انها بمثابة إنتساب نهائي للنظام اللبناني.

هذه الأمور وغيرها طرحها النائب نهاد المشنوق في هذا الحوار المطوّل والمعمّق مع ((الشراع)).

# انتهت التجاذبات السياسية وانتهى وضع البيان الوزاري ماذا بعد ذلك؟

- البيان الوزاري بالمسائل السياسية هو تسوية مثله مثل غيره بعد مرحلة طويلة من التجاذبات السياسية. فيه كلام عن مسؤولية الدولة وهذا عنصر جديد، ولكن بالوقت نفسه هو خاضع للترجمة والاجتهاد بشكل مخالف لما يُراد له. وأياً تكن هذه النصوص فهي نصوص نتاج لتفاهم إقليمي وليست نتاجاً داخلياً.

عبّر عن ذلك وزير الخارجية الايراني بقوله بعد تشكيل الحكومة: ((ان هناك تسوية إقليمية حدثت في لبنان ممكن أن نكررها في أفغانستان)). مع العلم حسب رأيي وكثير من الوقائع أمامي تؤكد ان الحزب بمعناه اللبناني الذي هو بالتأكيد موجود مهما بالغنا بالإنتماء الاقليمي له مصلحة بالدخول الى الحكومة في منطقة كلها متغيرات، كل يوم تتغير، وكل يوم هناك عناصر جديدة وفيها اشتباكات إقليمية كبرى، اشتباكات دولية كبرى أو مفاوضات دولية كبرى، بالتأكيد حماية الحزب من ضمن النظام الدستوري أفضل له بكثير من البقاء خارج الحكومة.

لذلك اجتمعت عناصر عدّة: الضغط السوري من جهة وتدخل أمير قطر من جهة، رغبة الحزب الداخلية من جهة، وضغط دولي بشكل أو بآخر هو الذي أوصل الى ان تتشكّل هذه الحكومة بالطريقة التي شُكّلت بها فضلاً عن الدور التركي الكبير وغير المعلن.

وترحيل النص المتعلّق بسلاح المقاومة الى طاولة الحوار منطقي والعنصر الناقص في هذا النص هو تحديد مهلة زمنية، فلو كان هذا الأمر يجري التشاور حوله والوصول الى نتيجة بشأنه بشكل مُلزم خلال سنة ، لكان الامر افضل، لأن هذه مسألة كبرى لا تُحل في يوم أو يومين أو اسبوع واسبوعين، ولكن الذي حصل انهم تركوها مفتوحة، ما يفتح الباب أمام استمرار الوضع الحالي لفترة طويلة دون وضع إطار طبيعي.

الناس بطبيعتها ونحن منهم لا يمكن ان نعيش إلا في إطار واحد هو إطار الدولة، وبالتالي لا يوجد وسيلة أخرى لانتظام حياة الناس جميعاً، بما فيه جمهور ((حزب الله)) وبما فيه حاملو سلاحه إلا في إطار الدولة، والناس لا يمكن أن تعيش في إطار آخر، رغم العنوان النضالي للمقاومة، ولكن هذا ليس نظاماً، هذا عنوان. الناس لا يمكن ان تعيش إلا في إطار دولة واحدة لها مفاهيم موحّدة ، لها قراءات موحّدة وخدمات موحّدة، لها تأمينات موحّدة، ولا أحد يمكن أن يحل محل الدولة أياً كانت قوته، وأياً كانت قضيته وأياً كانت اهتماماته.

الواضح حتى الآن حتى من كلام الوثيقة السياسية، ان نص السلاح يطرح بأننا داخل النظام خارج الدولة ومن غير الطبيعي استمرار القبول بسلاح داخل النظام وخارج الدولة.

كل الفكرة التي تحدثت عنها منذ الإنتخابات حتى اليوم هي ان المقاومة – بالتأكيد - عز وفخر ونموذج بصمودها وبقتالها وبتجددها وحضورها الدائم واستعدادها الدائم، وبالتأكيد هناك ضرورة لها كما سمّتها الوثيقة السياسية، باعتبار انها انتقلت الى المرحلة الدفاعية. هذه المرحلة الدفاعية لا يمكن ان يكون لها شرعية لبنانية دون إطار الدولة، صحيح لم يقل أحد ان هناك مقاومة حققت الإجماع، ولكن هناك مقاومة حققت تفاهماً في اطار منطق ما عام لكل الناس.

في موضوع تشكيل الحكومة الواضح ان هذه الحكومة تُقسّم الى ثلاثة أقسام:

*القسم الأول يتعلق بمبدأ تشكيل الحكومة وهذا عنوان له شعبية عامة كونه وجود حكومة موحّدة لكل اللبنانيين، وهذا الأمر يعني كل الناس وبعد ذلك ينظرون الى مشاكلها.

*القسم الثاني يتعلق بالمعارضة، فالرئيس سعد الحريري لبّى عن وعي كامل مطالب المعارضة في مسألة تشكيل الحكومة، لأنه يريد ان يضع إطاراً سياسيا موحّداً لنقاش حول كل المسائل.

نظرية الرئيس الحريري التي افترضها ان هذه الأزمات السياسية كلها مستمرة وحلّها إقليمي، ليس هناك من حلول محلية لكل هذه الأزمات ، وانه علينا بالتالي ان نضع هذه العناوين الكبرى على طاولة مجلس الوزراء، ونُضفي عليها قليلاً من التبريد والتهدئة ونذهب الى مطالب الناس، بمعنى التنمية، حاجات الناس، الكهرباء، يعني الأولويات البسيطة المحقة من حاجات الناس، هذه هي نظرية القبول السياسي لكامل مطالب المعارضة. هذا في التفاصيل ، اما في الاساس فتجاوب الرئيس الحريري يأتي نتاجاً ملزماً للتفاهم السوري السعودي في قمة دمشق بين الملك عبدالله والرئيس الأسد.

صيغة لسنة

# تعني نجد حلولاً لما هو بمتناول يدنا؟

- بل نضع الخلافات الكبرى كلها على طاولة مجلس الوزراء في مكان مبّرد ونناقشها، ونحن نعرف اننا لن نصل الى نتيجة محلية إزائها، ولكن نذهب باتجاه تلبية مطالب الناس وحاجاتها.

يُفترض ان هناك جواً إقليمياً واضحاً يدعو للتهدئة وانه حين كانت إيران تعارض تشكيل الحكومة كان واضحاً انها تستطيع تأجيلها، وليس تعطيلها، لأن القرار في لبنان بهذا المعنى الإقليمي سوري أما الرأي فهو إيراني، على عكس العراق حيث القرار إيراني والرأي سوري. ولذلك وقفوا على خاطر ايران كما يُقال، لفترة طويلة.

ولا شك ان نظرية الذهاب الى تلبية المطالب الحياتية للناس نجح والده الشهيد بالقيام بها، ولكن اليوم الظروف مختلفة واعتقد ان ظروفه مختلفة وهي أصعب بكثير من ظروف والده، وظروف حكومته أصعب بكثير من ظروف الحكومات التي شكلها والده ، لأن هذه حكومة لا يستطيع أحد أن يقول انها إنجاز ولا الادّعاء بأنها هزيمة.. هذه الحكومة هي نتاج ثلاثة أقسام: الجزء الثاني منها المتعلق بمطالب المعارضة هو نتاج التفاهم السوري - السعودي ولو على حساب مفهوم الأكثرية للانتخابات، لأن هذا المفهوم مرحلياً أضعف من الوفاق الإقليمي، لذلك الأمور تستوجب قراءة أوسع من الموضوع اللبناني. هناك من يعتقد ان ما حدث هو صيغة دائمة، ولكن هذه ليست صيغة دائمة بل عابرة ولن تعيش اكثر من سنة.

في هذا الجانب هناك شيء من التكليف العربي والدولي بإدارة سورية غير مباشرة للوضع السياسي في لبنان مرة أخرى، وهذه الإدارة لها مصلحة بالتوازن لاحقاً ولا مصلحة لها بالشكل الدائم الذي أخذته الحكومة. واضح ان هذه الإدارة السورية تريد ان تكون جزءاً طبيعياً من المجموعة العربية، وبالتالي علاقة سوريا بإيران وثيقة ولكنها ليست مُقررة، هناك فرق بأن تكون العلاقة بينها وبين دولة أخرى تشاركها بالقرار، وبين أن تكون علاقة وثيقة وطبيعية.

سوريا لم تبدأ بهذا النمط من العلاقة مع إيران، بل انتهت بهذا النمط الذي يتبلور عمليا بعدما ما حدث في الـ 2004 من محاصرة سوريا دولياً وعربياً، فذهبت باتجاه المزيد من تعميق العلاقات وإعطائها طابع الشراكة في القرار. الآن الأمور تغيّرت وسوريا لا تستطيع تحمّل الصياغة السابقة للإستمرار في مواجهة العالم. فقد تغيّرت الإدارة الأميركية وهناك انفتاح أوروبي عليها وقبول عربي استراتيجي من دولة كبرى مثل السعودية بانتظار حصول تطورات تسمح بعودة العلاقات السورية – المصرية واتفاقيات تعاون استراتيجي مع تركيا، كل هذه العناصر تعيد تركيب مشهد السياسة الخارجية الجديد لسوريا.

# هل تراهن في مكان ما على ابتعادها عن إيران؟

- أنا لست من الناس الذين يدّعون ان الكلام عن الفصل بين إيران سوريا هو كلام منطقي، هذا لا منطقياً ولا دبلوماسياً ولا سياسياً يجوز، لكن بالتأكيد توجد أجندات مختلفة وقد تظّهر ذلك في العراق حيث كان واضحاً دعوة الحكومة العراقية التي يرأسها نور المالكي وهو شخص عاش في سوريا 18 سنة كلاجىء سياسي، وتلقى كل الدعم، نسمعه يريد أخذ سوريا الى محكمة دولية في الوقت الذي يتناول الإعلام الإيراني الخبر بشكل عادي ودون أي تعليق، وبالتالي هناك أجندة مختلفة في العراق.

سوريا لا تحتمل أن تكون جزءاً من المفاوضات الإيرانية - الدولية ولا جزءاً من الملف الإيراني ولا تقبل بهذه الصياغة، وهي تصّر على انها دولة لها دور مستقل مقرر الى حد كبير قادر، ولكن ما اتحدّث عنه هو وضع لم تتم صياغته النهائية بعد. أول مؤشر استراتيجي له هو اتفاقات التعاون مع تركيا، وبالتالي تركيا الدولة المعتدلة المنفتحة على كل الناس، المنفتحة على روسيا وإيران، حيث يتوقع ان تصل علاقاتها التجارية مع إيران الى 20 مليار دولار العام المقبل حليفة استراتيجية تضاف الى اعادة هيكلة للسياسة الخارجية السورية .

هذه تجربة لم تتشكل بطريقة نهائية ولكنها في طريقها الى التشكّل، كل هذه الصور: الإنفتاح على اميركا ، الصداقة مع اوروبا، المصالحة مع الأكثرية العربية، إتفاق التعاون مع تركيا، هذا كله يفترض بالمستقبل القريب إدارة غير مباشرة للوضع السياسي، ويفترض ان هذه الإدارة غير المباشرة بحكم طبيعتها الجديدة مضطرة لإيجاد توازن داخلي لبناني اسلم من شكل الحكومة الموجودة حالياً.

# بعد كل ما حصل ماذا تريد سوريا من لبنان الآن؟

- لبنان بالنسبة الى سوريا جار استراتيجي نعم، وبالتأكيد تريد دوراً سياسياً وتأثيراً سياسياً ونفوذاً سياسياً، لأن هذا مجالها في الأمن القومي، وهذا أمر لا علاقة له بـ((البعث)) أو بالرئيس الأسد، بل هو قائم منذ الأربعينيات أيام كان رياض الصلح رئيساً للحكومة، وكانت الكتلة الوطنية في سوريا حاكمة، كانت طبيعة العلاقات متوترة، وهذه مشكلة قديمة وليست جديدة. الآن يجب أن نسعى الى علاقة مختلفة.

# برأيك أمام هذا المشهد ألا تعتقد ان حلفاء سوريا في الداخل اللبناني هم أقوى من الأكثرية؟

- ميزان القوى الذي تتحدثين عنه ناتج عن قرار صادق وفعلي بحكومة وحدة وطنية من رئيسها سعد الحريري، وقد تم هذا الأمر بشروط التفاهم الاستراتيجي السعودي- السوري ونتاجاً لتوازن قوى داخلي سلمي عبّرت عن نتائج الانتخابات بالأكثرية المعلنة والأكيدة. ولكن لاحقاً الدور السوري بطبيعته وبشكله الجديد وبتحالفاته مُطالب بأن يحقّق بشكل أو بآخر توازنات أكثر عدلاً تؤكّد تدريجياً نتائج الانتخابات. لقد قلت لكِ هناك مرحلة في سوريا بدأت في الـ2004 بحالة الحصار التي دفعتها الى وضع كل أوراقها باتجاه سياسي واحد، هو المفهوم الإيراني للمنطقة. الآن هناك إعادة خلط لهذه الاوراق, والحديث الجاري عن ان خصوصية العلاقات الايرانية –السورية تحدّ من هذا الخلط حيث ستظهر عدم واقعيته خلال وقت ليس بقصير.

# هذا يعني انها أجرت عملية ((مونتاج)) للمشهد بشكل كامل أي قطعت ووصلت؟

- هناك تعديل في الصورة يؤكد استقلالية سوريا وقدرتها على الإمساك بملفها منفردة، سوريا لا تستطيع ولا تقبل ولا تقدر ولا يجوز أن تكون جزءاً من ملف آخر أياً يكن هذا الملف الآخر.

سعد الحريري ممثلنا

# هل ما زال لـحركة 14آذار/مارس دور أمام هذا المشهد؟

- قبل أن نصل الى 14 آذار، أعود الى الجزء الثالث من الحكومة المتعلق بتمثيلنا ككتلة. أنا أعتبر أننا ككتلة وكمفهوم سياسي لكل ما تفضلتِ به، نحن غير ممثلين في الحكومة إلا بسعد الحريري وثقتنا به كاملة، هو أراد أن تكون هذه تجربته وأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بصرف النظر عن الإعتبار الشخصي للأشخاص الذين تم توزيرهم.

نحن تشاورنا وناقشنا هذا الأمر في الكتلة، وقلنا نحن معنيون بتسمية الوزراء الذين تم توزيرهم، ولكن لا نستطيع القول انهم يمثلوننا لا كمفهوم سياسي ولا ككتلة. نحن تجاوزنا مسألة الأشخاص الذين لا يحق لنا الحكم عليهم مسبقاً بالفشل أو بالنجاح. وقلنا هذا الملف بكامله مسؤول عنه رئيس الحكومة، ونحن ممثلون به فقط.

# لكن مجرّد أن تقول انك غير مُمَثل في الحكومة معنى ذلك انك تشتمهم أو على الأقل لا تعترف بوجودهم وهذا بدوره شتيمة؟

- معاذ الله ان أشتمهم، أكرر القول ان الكتلة ومفهومها السياسي ليست ممثلة ونحن نتمنى ان ينجح هؤلاء الوزراء ويكونوا أفضل بكثير مما نعتقد والتمايز هنا للوزير حسن منيمنة.

# هل تعتقد ان سعد الحريري لم يكن يريد وزراء يقاتلون في الحكومة؟

- أعتقد ان هناك عنصرين: العنصر الأول هو انه قام بفصل كامل وهذه فكرة قديمة عنده بين النيابة والوزارة. والمسألة الثانية: بالتأكيد هو أخذ بعين الإعتبار انه يريد من وزرائه المباشرين أن يكونوا مناطق تفاهم أكثر ولو على حساب الفاعلية.

# نهاد المشنوق مشكلة في الحكومة؟

- إذا كانت الأمور تُقاس على هذا النحو. فإذاً جبران باسيل مشكل وفلان مشكل وفلان مشكل، ولكن لا أعتقد ان هذه هي المقارنة. الرئيس الحريري حتى في التكنوقراط الذين سماهم واختارهم لا يسبّبون حساسية لأي أحد.

أنا لا أريد تناول الوزراء فرداً فرداً، وأنا لست معنياً بذلك لأني لست من اختارهم ولا هم اختاروا أنفسهم، أنا أقول هذه مسؤولية سعد الحريري، وبالتالي هذه تجربته دعونا ننظر إليها الى الأمام بعين إيجابية وننتظر، وبالتالي لماذا علينا ان نحكم عليها مسبقاً.

# لكن هذا الأمر أحدَث صدمة؟

- صحيح، ورداً على هذه الصدمة أنا أقول ان من يعتبر ان هناك رضى شعبياً ورضى إسلامياً يكون مبالغاً، ((فلا يوجد لا رضى شعبي ولا رضى إسلامي ولا من يرضون))، هناك 71 بالمئة من السُنة في لبنان صوّتوا للوائح سعد الحريري في كل لبنان، وبالتالي هذه تجربته وهذه مسؤوليته يُحاسب عليها في حينها، ولا يجوز إدانتها مسبقاً بصرف النظر عن المسألة الشخصية. إذاً هذه الأجزاء الثلاثة هي قراءتي للحكومة بعد قراءتي للبيان الوزاري.

# ألست معنياً بإنجاح رئيس الحكومة والحكومة؟

- طبعاً أنا معني بإنجاحه، ولكن قدر استطاعتنا، فنحن لسنا وزراء كي ننجح في وزاراتنا، نحن ندعم تجربته سياسياً بانتظار نتائجها.

# على طريقة ((أنصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً))؟

- نحن بانتظار نتائج هذه التجربة وليس ظالماً أو مظلوماً، وبالأصل ليس هذا هو الحديث الشريف، لأنه عندما سألوا النبي (صلعم) وكيف ننصره وهو ظالم فقال: بردّه عن غيه، أي بردّه عن خطئه والمقارنة هنا غير دقيقة.

انفتاح جنبلاط متعجل

# كيف تقرأ المصالحات التي يعتبر النائب وليد جنبلاط نجمها؟

- هي جزء من المتغيرات التي يعتقد وليد بك جنبلاط بوجودها في المنطقة ويريد معالجتها بانفتاح متعجل أو مستعجل غير ثابت وغير مستقر تجاه كل القوى السياسية التي كانت على خلاف معه.

# أليست تعبيداً للطريق للوصول الى الشام؟

- ولماذا اصرار الدكتور مصطفى علّوش على ما قيل عن سوريا سابقاً. مسألة زيارة الشام أصبحت مسألة طبيعية، وباعتقادي ذهبوا جميعهم الى الشام حتى لو لم يذهبوا.

أريد أن أشير الى كلام الصديق الدكتور علوش الذي قال ((اننا لن نعتذر وغير ذلك))، أنا أقدّر الدكتور علوش وهو يعرف تقديري له كشخصية عامة، ولكن كل اللبنانيين يعتذرون وليس فقط نحن من يعتذر إذا ثبت بالقرار الظني بأن سوريا ليست مسؤولة لا من قريب أو بعيد عن الإغتيال.

أنا أول من قال ان سعد الحريري يذهب الى سوريا بصفته وليس بشخصه، وما دام قبل بالتكليف، وما دام سيمارس دور رئيس مجلس الوزراء، فهو يُمثل كل اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم، وسيذهب الى سوريا بناء على هذا الأساس.

# لكن ماذا إذا صدر حكم المحكمة باتهام سوريا؟

- هناك مثل انكليزي يقول: ((عندما نصل الى الجسر نعبره))، ومن هنا لا يجب إصدار الأحكام المسبقة دعينا نبدأ لأنه لا يمكن أن ننتقل من حالة قطيعة حتى لا أقول حال عداء الى حالة ممتازة وشقيقة، لأن هذا الإنتقال غير طبيعي، والمنطقي ان ننتقل الى حالة العلاقات الطبيعية وتطويرها تدريجياً لكي نرى الى أين ستصل. المهم الرصانة والدقة فلا اطمئنان مسبق ولا طمع لاحق.

لقد خضت الانتخابات بعناوين أربعة أولّها عروبة لبنان كهوية عابرة لسوريا وليست مقيمة فيها. ثانياً إنعاش الالتزام القومي بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة للحصول على دولته المستقلة والتعامل الانساني والعادل مع الفلسطينيين اللاجئين في لبنان والمؤمنين بحق العودة بدلاً من الاستمرار في اهانتهم يومياً انسانياً وسياسياً باعتبارهم عبئاً واتهامهم بتردّدهم في العودة الى بلادهم . ثالثها إلزامية استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا والتدرّج نحو أكثر من ذلك من خلال بحث الملفات العالقة بين البلدين بجدية وموضوعية وليست اتهامية او فوقية نتاجاً لسنوات الصراع. رابعها التزام الطائف كنص دستوري وحيد معتمد لدى اللبنانيين ولا يجوز التعرض لنصوصه وكأنها ارتكاب بحق هذه الفئة من اللبنانيين أو تلك الى حين تنفيذ نصوصه المؤجلة مترافقة مع استقرار سياسي وشعبي ومن ثم البحث في هذا البند أو ذاك ومدى ملاءمته تنفيذياً.

تجاوب جمهور رفيق الحريري مع هذا الخطاب البعيد عن النص السياسي الاشتباكي الذي عاشوه في السنوات الماضية. هذا التجاوب دليل على قبول اللبنانيين المؤسسين لحركة الرابع عشر من آذار لعودة العلاقات الى طبيعتها السلمية والرسمية بين لبنان وسوريا.

# ولكن السائد الآن هو التعديل الدستوري أو التنفيذ الفوري لأكثر بنود الدستور حساسية أي إلغاء الطائفية السياسية؟

- لقد ((عدّل)) رئيس الجمهورية الدستور بمختلف بنوده ست مرات حتى الآن خلال سنة ونصف السنة من ولايته شفهياً على الأقل. رغم مناشدة كتلة المستقبل في بيان لها ومطالبة السيد حسن نصرالله في خطاب له التروّي في طرح العناوين الكبرى الى حين استتباب الاستقرار السياسي. فإذا بالمطالبات الدستورية للرئيس سليمان تزداد وتتنوّع بنودها. وهذا لا يمكن قراءته برصانة الدور التحكيمي لرئيس الجمهورية. هذا في المضمون اما في الشكل فلا يجوز لمقام الرئاسة ان يعرّض هيبته السياسية لتكرار لا تجاوب معه. نحن نريد من رئيس الجمهورية أو بتعبير أدقّ ننتظر ان تكون مطالبته الاولى هي الاخيرة وان تكون ملزمة معنوياً للجميع بمناقشتها إيجاباً ان لم يكن الموافقة المسبقة عن طريق التشاور. وإلا فما أهمية معنويات الرئاسة وقدرتها الرصينة على تقبّل اللبنانيين لما يصدر عن بعبدا من حكمة. إلا إذا كان المطلوب ارباحاً شعبية لم ولن تتحقق بهذه الطريقة.

لذلك كان من المتوقّع الرد بالطريقة التي تمت بها. الرئيس بري استعجل فورية تنفيذ بنود دستورية حساسة ودقيقة مع انه اقترح هيئة للتفكير في إلغاء الطائفية السياسية وعليها العودة لمجلسي الوزراء والنواب بما فكّرت به. وبالتالي فإن الجهة التنفيذية تضم جميع القوى المعترضة على مبدأ اقرار مبدأ آلية التفكير. ثم دخل وليد بك مغيراً على الطائف باقتراح مداورة الرئاسات بين الطوائف.

كل هذه الاقتراحات والرئاسية منها خاصة لا تساهم في استقرار حكومي لم تتحقق بداياته حتى الآن. ولا بد من الاقلاع عن هذه الهوايات الدستورية.

وثيقة حزب الله

# دعنا ندخل الى الوثيقة السياسية لـ((حزب الله))؟

- الوثيقة بالمعنى العام يلزمها دراسة مُعمّقة، ولكن بمتابعتها الأولية طبعاً إذا قارناها بوثيقة الـ85 التي كانت وثيقة ايديولوجية خام لقراءة مبدئية لمجموعة إسلامية اتخذت قرارات بالمسألة الفلسطينية واللبنانية الخ. بهذا المعنى الوثيقة الأخيرة هي وثيقة انتساب للنظام اللبناني وانتساب نهائي، ولكن معظم عناوينها هي عناوين قديمة نسبة للنص السياسي الممتد من العام 2005 حتى الآن، فكل ما جاء في الوثيقة مذكور في نصّهم السياسي، وفي خطاب قيادات الحزب.

في الموضوع اللبناني أكّدت الوثيقة العناوين الاشتباكية إذ قالت بالديموقراطية التوافقية كشكل دائم الى ان يقضي الله دستوراً جديداً، وهذه مسـألة خلافية كبرى تستند الى اتفاق الدوحة، بما هو اتفاق إذعان وكل ما يُبنى عليه باطل، ولو كان أخذ أشكالاً رسمية سواء في الحكومة أو في بيان الحكومة. الدوحة هو اتفاق وقف إطلاق نار أو فك اشتباك وليس تأسيساً للوضع اللبناني، لذلك أنا استغربت توكيد الديموقراطية التوافقية. وهذا الأمر بحاجة الى كثير من المناقشات، لأن التوافقية بالشكل الذي تتخذه الآن، توصل الى إلغاء نظام إجراء الإنتخابات بحيث لم يعد لها مُبرر. نحن الآن نتصرّف في ضوء تسوية مؤقتة ولا نضع نصوصاً او اشكالاً نهائية وانما وضع إلغاء الطائفية السياسية مقابل الديموقراطية التوافقية هو عنوان لإشتباك جديد ايضاً.

النقطة الثانية التي تتعلّق بالتنسيق بين الجيش والمقاومة تحدّثت الوثيقة عن ان نموذج حرب الـ2006 من مؤازرة الجيش اللبناني للمقاومة هو نموذج مثالي حتى الآن، وهذه ايضاً قضية مختلف عليها لأنه هذه مسألة تعود بنا بالسؤال الى بدايته بأن السلاح داخل النظام وخارج الدولة، وهذه الصيغة لا يمكن أن تستمر أياً كانت ظروفها السياسية، كل النصوص وكل الحكومات لا تجعل من هذا المفهوم نصاً رضائياً بين الناس، والنص غير الرضائي لا يعمّر أياً كانت القوى التي تدعمه.

الوثيقة ذكرت ان الدولة مسؤولة عن السياسات العامة وهذه نقطة إيجابية إذا كانت واضحة بالمناقشات بأن المزاوجة بين سلاح المقاومة والدولة أو الجيش هي ضمن الدولة وان السياسات العامة والحرب والسلم هو العنوان الرئيسي لهم، هذه مسألة خاضعة للاجتهاد.

# لكن الوثيقة ربطتها بقيام الدولة القوية؟

- ماذا تعني الدولة القادرة والقوية والعادلة؟ انضمام المقاومة أو صياغة مقاومة في إطار الدولة يجعل منها دولة قوية لأن الوضع الحالي هو جزء رئيسي من ضعف الدولة، ليس فقط فسادها أو تفكك إدارتها، جزء من ضعف الدولة انها أخذت قراراً سياسياً بالمنطق العام بأنها تريد مواجهة إسرائيل في حالة الدفاع الآن ولكن بدون عدّة ولا عديد.

الوثيقة تتحدث عن التسليح من جهات متعدّدة وان الأميركيين لا يوافقون على تسليح الجيش، إذا كان يوجد هذا الحجم من السلاح القادر والفعال عند المقاومة لماذا لا يكون جزءاً متفاهماً عليه مع الدولة بشكل او بآخر؟ وساعتها يصبح عندنا دولة قوية . أما دولة عادلة فالعدل يأتي بالنصوص المتوافرة وهي تبحث عمن ينفذها في النظام السياسي ومؤسساته الدستورية.

هنا أعود وأقول الدليل الأخير على ان الناس لا يمكن أن تعيش إلا في إطار الدولة هو الإقبال الشديد من الحزب وبشكل علني على دعوة الدولة بالقوة، إحضارها بالقوة الى مناطق محدّدة للقيام بدورها بعد الحديث عن القدرة على حكم عشرات الدول مثل لبنان.

# بعد الذي قاله السيد نصرالله وحدّده في كلامه وخاصة في موضوع سلاح المقاومة، هل من ضرورة بعد لطاولة الحوار التي تقولون انها ستبحث بنداً وحيداً هو بند السلاح؟

- لسنا نحن من يقول ذلك إنما البنود التي وضعها الرئيس بري على طاولة الحوار، أُقرّت جميعاً ما عدا الاستراتيجية الدفاعية.

# الا تعتقد ان حزب الله قدّم استراتيجيته الدفاعية عبر وثيقته السياسية؟

- أنا أقول هذه مسألة إشكالية خاضعة للنقاش، ولذلك قلت ان هذا تأكيد للإشتباك، وليس تأكيد التوافق، بمعنى انه لم يطرح صيغة منفتحة على الآخر، انه لم يخاطب الآخر بهذه الصيغة، بل خاطب جمهوره.

# هل هناك من ضرورة لطاولة الحوار؟

- دور طاولة الحوار يبقى في مسألة الاستراتيجية الدفاعية دوراً ضرورياً لأنه مُقر في فترة سابقة، ولكن طاولة الحوار ينتهي مفعولها فور الإنتهاء من الإستراتيجية الدفاعية، لذلك أنا قلت منذ البداية بأنه لو وُضع حدّ زمني لهذا التصوّر، بمعنى ان يتم خلال سنة أو ستة أشهر للوصول الى نتيجة، أما باقي العناوين فإنها تُبحث داخل المؤسسات الدستورية ان كان في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء، في كل مكان طبيعي للتفاهم حول هذه المواضيع.

# ألا ترى ان هذه الطاولة تأخذ مكان هذه المؤسسات الدستورية؟

- هذه الطاولة أخذت هذا الدور في فترة ما ونشأت في ظروف مختلفة، طاولة الحوار كانت بديلاً عن مجلس نواب مغلق وعن حكومة شبه معطّلة، وهذه الأمور كلها انتفت ولم تعد موجودة، وما هو متوافر الآن مجلس نواب مُنتخب وعنده استعداد للعمل، ومجلس وزراء مشكّل من كل القوى السياسية ويستطيعون التحاور حول كل المواضيع.

# نعود الى نقاط الوثيقة؟

- دعينا نبرمج الحديث عن الوثيقة، في البداية حّددنا ما نراه من ايجابيات وسلبيات في القراءة للفقرة اللبنانية.

فلنبدأ ثانياً في السياسة الدولية، ليس هناك من جديد انما تأكيد لفشلها السابق وربما اللاحق في المنطقة، وهذا صحيح واقعياً. وبالعكس اعتقد ان النص في جزء السياسة الدولية قدّم قراءة متواضعة وفي غير مكانها عن تأثير صمود المقاومة في حرب 2006 ومعها كل اللبنانيين الشديد الوطأة على السياسة الاميركية وبأقسى بكثير مما ورد في الوثيقة. اما في مخاطبة الاوروبيين فقد وصفتهم الوثيقة بالتابعين للسياسة الاميركية دون هامش ولا تمايز وهذا وصف غير واقعي ولا يقدّر اهمية انفتاح العديد من الدول الاوروبية على حزب الله سياسياً. بمعنى ان المطلوب من هذه الوثيقة عادة الاستفادة الى الحد الاقصى من احتمالات الانفتاح او بداياته وليس اطلاق اوصاف تغلق الابواب ولو كانت غير مشرّعة سابقاً.

ثالثاً: في السياسة العربية. تجاهلت الوثيقة متدرجات المواقف العربية او تطوّراتها من بعض المواقف وخاطبت سياسة الممانعة فقط مع وصف فيه الكثير من الدقة والاقل من العاطفة تجاه الدور السوري. مما يعني تأكيد مفهوم السياسة السورية السابقة الانقسامية في العالم العربي والمواجهة للمجتمع الدولي وليس العكس كما هو الوضع حالياً.

رابعاً: في الوضع الاقليمي أكّدت الوثيقة دور ايران الاساسي والاستراتيجي في العالمين العربي والاسلامي ودعت الى الاستفادة من القدرات الايرانية متجاهلة حجم الاشتباك العربي في اكثر من موقّع على انتشار السياسة الايرانية وتأثيرها على وحدة المجتمعات اكثر مما هي تهديد مباشر للانظمة اعتراضاً على سياستها. وهذا تأكيد آخر لعنوان سياسي يسبّب الكثير من الاشتباكات السياسية والعسكرية في العديد من الدول العربية. وهناك من يقول وانا لا استغرب هذا القول ان الاشتباك اليمني الرسمي - الحوثي بقي على رؤوس الجبال لمدة خمس سنوات ولم ينـزل الى الحدود الا بعد القمة السورية السعودية واظهار الموقف السوري الداعم للحكومة اليمنية ولوحدة اليمن فجاء الجواب باعلان حدود سعودية – ايرانية بعد الحدود المصرية – الايرانية في غزّة . وهذان تطوّران يتسبّبان بقلق جدّي بالتأكيد لدى القيادة السورية .

خامساً : بالطبع يمكن القول ببساطة ان الوثيقة متقدّمة بما لا يقاس عن نص ايديولوجي لمجموعة اسلامية مبتدئة في العام 85 . ولكنه نص مقفل لا يخاطب الآخر . ولا يقدّم صيغة جديدة ايجابية للآخر للمناقشة لا في لبنان ولا في العالم العربي ولا في المنطقة ولا بمفهوم التمايز الدولي. الا اذا اعتبرنا النص المتعلّق بأميركا اللاتينية تمايزاً ، وهو تمايز يعود الى فترة الستينيات ولم ينتج الا الاحلام قديماً وحديثاً.

نص الوثيقة بشكل عام هو تراكم لسياسات معلنة منذ سنوات تسبّبت بالكثير من الاشتباكات وجاءت الوثيقة لتؤكدها وتقفل الباب امام فتح كوّة ايجابية للتطوّر السياسي داخل فكر الحزب.

لا تمايز عربياً ولا تفضيل دولياً ولا خطاب الآخر اللبناني واصرار على السياسة الايرانية في الاقليم. هل هناك من حاجة أكثر لتأكيد النص المقفل.

# هو سياسياً مُلبنن ولكن عقائديا وايديولوجيا الأمر مختلف؟

- ايديولوجياً وعقائدياً أجاب على هذه النقطة في وثيقة 85 ، أنا أسجل للوثيقة ايجابيتين أكيدتين اولاً قراءة الوضع الفلسطيني، فلا شك انها قراءة متقدّمة ومخاطبة لكل الشعب الفلسطيني بانتماءاته المتعددة . وأُقدّر في الورقة تأكيدها رفض الفدرالية من قريب او من بعيد، وهذه مسألة تأسيسية بالوضع اللبناني.

اما عروبة لبنان فجاءت لاحقاً في النص وبالتأكيد مكانها الاول في الاسطر اللبنانية اذا كان الحديث عن صياغة دقيقة .

# كانت نقصاً أو عدم الإعتراف بها؟

- هو تحدث لاحقاً عن العروبة وممكن أنه أراد تجنُب التأكيد وليس للذهاب الى الفرسنة كما تفترضين.

# لكن الولاء واضح لايران في الوثيقة ؟

- ما ورد في الوثيقة دعم للسياسة الايرانية الخارجية وليس القول بأن الحزب هو انتشار ايراني في لبنان .حوار: هدى الحسيني

 

من ذكريات قائد الحركة الإسلامية في لبنان السيد صادق الموسوي

الشراع 4 كانون الأول/09

أنا صاحب الدور الأساسي في تأسيس ((حزب الله)) وتسميته وتمويله

*جدي ووالدي مرجعان دينيان هاجرا من ايران الى العراق هرباً من الشاه رضا بهلوي

*جدي كان زميلاً للمرجعين السيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي

*الإمام الخميني أفتى بجواز صرف الزكاة والخمس للمجاهدين ضد الصهاينة بعد نكسة 1967

*جدي السيد عبدالله الموسوي الشيرازي الوحيد الذي تجرأ على طلب إزالة صورة ميشال عفلق التي رفعها البعث عند مدخل الروضة الحيدرية في النجف

*نظام البعث قتل الشيخ السني عبدالعزيز البدري لأنه اعترض على علمانيته

*والدي السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي كان زميلاً لنجل الإمام السيد مصطفى وسبحا معاً في شط الكوفة

*حسمت خياري في تقليد الإمام الخميني منذ اليوم الاول لوصوله الى النجف

*شاهدت الإمام الخميني في النجف يسير وسط استقبالات شعبية هائلة، وشاهدته يسير غريباً في شارع الرسول يتجنب الطلاب تحيته، ويزور ضريح الإمام علي ولا يجرؤ احد على الاقتراب منه

*روج جماعة الشاه ان الخميني يريد إسقاطه لتسليم الحكم الى الشيوعيين

*اول اعتقال لي كان على الحدود الايرانية مع باكستان وكنت هارباً من بلدي وسجنت في زاهدان

*أول مكان قصدته في لبنان للتبليغ كان قرية شعث في بعلبك

*كان سفير ايران في لبنان منصور قدر هو المندوب السامي الحاكم بأمره في لبنان

*الذين حاربوا قومية عبدالناصر بالاسلام الاميركي حاربوا إسلام الإمام الخميني بالعروبة الاميركية

*كان هم حزب الدعوة الأول هو محاربة الإمام الخميني

*حزبيون اسلاميون بينهم دعوتيون.. وجهوا تهمة العمالة لإسرائيل لشبان كانوا يوزعون بيانات الإمام الخميني في برج البراجنة

*كان الاستاذ حسن صبرا أول من تجرأ على وضع صورة الإمام الخميني على غلاف مجلته كأول مطبوعة عربية على الاطلاق كسرت حركة الإطباق الاعلامي على الإمام والثورة.. في وقت كان فيه علماء محسوبون الآن على ايران يحرمون كتابة الشعارات المؤيدة للثورة على جدران البيوت في لبنان

*ثاني اعتقال لي تمّ في سوريا بسبب توزيع بيان للإمام الخميني في مقام السيدة زينب

*تسلمت مسؤولية تنظيم لقاء الصحافيين وكثير من المسؤولين العرب مع الإمام الخميني في باريس

مقدمة حسن صبرا

من البديهي ان يحكم الناس على حجم التأثير الايراني في لبنان من خلال قوة وتأثير وتمثيل حزب الله في هذا البلد هذه الايام او السنوات.. وان يقرأ ممثلو ايران من خلال القيادات المعممة والمدنية التي يعتبرها الناس حاملة لوجهة نظر ايران الرسمية والفقهية والسياسية..

غير ان من البديهي اكثر ان يعرف الناس ان اول من رفع راية الإمام الخميني وثورته عام 1978 في لبنان، هو رجل واحد اسمه صادق الموسوي.

شاب في الثالثة والعشرين من العمر (من مواليد عام 1955) معمم بثوب السادة أباً عن جد وصولاً الى نسب رسول الله عليه الصلاة والسلام، يجوب لبنان من بعلبك الى بيروت، فالضاحية فالجنوب، ويتحرش بوسائل الاعلام والقوى السياسية والحزبية ليطلب منها ان تنقل الحقيقة.. فقط الحقيقة عما يجري في ايران.

كان الإعلام اللبناني مصمماً على نقل توصيف وسائل الاعلام الاجنبية بأن ثورة الإمام الخميني الاسلامية هي ثورة ((يسارية يقودها رجل دين)) وكان السيد صادق الموسوي يجهد ليقول للإعلام وعبره للناس والسياسيين ان الثورة اسلامية، يقودها رجال دين مناضلون.. وتحت هذه الصفة كان السيد يطبع البيانات ويحملها في محفظة بيضاء تحتاج عضلات فتى مؤمن كي يجول فيها على وسائل الاعلام ومكاتب الاحزاب والسياسيين، وبعض الفعاليات الشعبية الشيعية وغيرها كي ينقل لها ساعة بعد ساعة اخبار الثورة الشعبية التي اندلعت في ايران ضد حاكمها محمد رضا بهلوي في تموز/يوليو 1978. كانت محفظته البيضاء الكبيرة وكالة أنباء متنقلة تحمل اكبر قدر من المعلومات والحقيقة حول ما يجري في بلده.

نادراً ما كنا نرى السيد صادق بوجه غير مبلل بالعرق، ينساب من تحت عمامته السوداء، وشاربين يتسعان دائماً لاظهار ضحكة لم تختفِ في كل مراحل الحوار والنقاش والموافقة والاعتراض، وعينين فيهما من عمق التحدي والايمان ما يهز الجبال.

وقد هزها السيد صادق في لبنان.. وحده.. وأقول وحده لأنني كنت أرى السيد صادق يومياً في بيروت واحياناً عدة مرات.. لا يتعب، لا يرتاح، ضيفاً في مكتبي وفي منـزلي لا يحتاج الى موعد.. لا يشرب الشاي او القهوة، وإذا تنازل ووافق على الاستضافة يكتفي بكوب ماء يبسمل قبل ان يقربه من شفتيه.. ثم يبدأ بتلاوة اخبار الانتفاضة، فتشعر انه قادم لتوه من طهران او اصفهان او مشهد او تبريز او قم..

ومع انني سأترككم تكتشفون من هو السيد صادق الموسوي – رغماً عنه وهو صاحب الايثار والاسرار الشجاع الصريح العنيد المؤمن، الا انني لا استطيع الا ان ادلي بشهادتي للتاريخ عن هذا الرجل، الذي ما لان يوماً (بعد 31 سنة) لم يتراجع، لم يهادن، بل انه يتصرف كما لو ان الامام الخميني ما زال حياً، يقود الثورة في ايران.. او كأنه وحده الامين على مسار الثورة لكثرة ايمانه بها والسعي لخدمتها بأي وسيلة شرعية كانت.

شهادتي للتاريخ عنه ليست مجروحة.. لأنني على خلاف معه في مسائل عديدة.. لكنني اغبطه في هذا الاصرار والتطور في الإيمان من مرحلة إلى أخرى. فهو بعد ان اطمأن إلى نجاح ثورة الامام في طهران.. سعى لتطبيقها في لبنان وزرع او ساهم في زرع قيمها ما لا يمكن الا لجاحد ان ينكره.. او لأعمى الا يراه.. حالة شيعية متقدمة.. قد اختلف معها فكراً ومنهجاً وسياسة.. الا انها في الواقع السياسي احدثت انقلاباً جذرياً في مسار الحركة السياسية الشيعية.. حتى في خلافي معها او معه.

الآن،

امضى السيد صادق عشرين عاماً وهو منكب على قراءة عشرات آلاف الكتب في معظم مكتبات الكون عن الامام علي بن ابي طالب..

واذا استمعتم اليه تظنونه عبر الهاتف او في مقابلة مباشرة انه السيد صادق ابن الثلاثة والعشرين عاماً.. على نضج عظيم في المنطق، وسوية لا تتراجع في الايمان.. كأنه يكتب مقالاً عن والده يلقيه في ذكرى معينة له (اطال الله عمر والده) اذا بدأ حديثه عن الإمام علي.

عشرون عاماً من التفرغ العملي لايجاد كل مفقود كتب عن ((ابي الحسن)).. بما استدعى وضع نظارتين طبيتين لم تحجبا عن الوجه السمح نضارته او صلابته وقسوته.

وبعد،

هذه ليست سيرة ذاتية مكتملة.. للسيد صادق الموسوي فما اخذناه من السيد صادق هو نزر يسير، نجح في تحديده كما اراد هو ان يقدم ونجحنا في انتزاع الاسرار بما يسمح به النشر نفسه.. تحدث عن اسماء وأغفل بعضها عمداً.. تحدث عن وقائع اختارها وزوى منها الكثير، القى الضوء على مرحلة تاريخية مهمة في نشأة حزب الله وفي تكوينات الحزب الاولية والمستمرة.. وأبقى داخل صدره العريض مكنونات لو يكشفها لأحدثت هزات في السياسة.. كما في الشارع وربما في القناعات.. وفي الافراد.

بالنسبة لي هو السيد صادق صديقي الصادق.. وبالنسبة لعارفيه في اعلى قمم السلطة في ايران (خامنئي – رفسنجاني - خاتمي..) عين ايرانية ساهرة قادرة على التجوال بين حارة حريك في ضاحية بيروت حيث يسجل حاضر الشيعة او مكتبة الكونغرس وجامعة (هارفرد) في اميركا حيث يكتب تاريخهم.

وما عرفه عنه الاعلام لفترة.. انه قائد الحركة الاسلامية في لبنان.. دون ادعاء او تزوير او تمسك باللقب او أسف على التعتيم فهو السيد صادق.. وكفى.

لذا،

اعذروني اذا وضعت له هذا العنوان دون رأيه وبما يغضب الكثيرين.. حتماً.

# من أنت؟ لبناني؟ ايراني؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

أنا السيد صادق الموسوي. والمقصود بـ ((السيد)) هو كل من ينتسب من طرف الآباء إلى سيد الكونين، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ونسبنا نحن ((الموسويون)) يتصل إلى الإمام السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام، موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين سيد الشهداء ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوجه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ورد في الأحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: معاشر الناس؛ ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي بن أبي طالب. وقال أيضاً مخاطباً ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام: ما بعث الله نبياً إلا جعل له ذريته من صلبه، وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب.

أما والدي فهو المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي المقيم حالياً في مدينة مشهد المقدسة في الجمهورية الإسلامية في ايران. وجدي المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي أحد كبار مراجع الدين الشيعة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، والذي انتقل إلى ايران بعد فرض أجواء القمع من قبل نظام البعث على المراجع والحوزة العلمية الشيعية الكبرى في العالم، واستقر في مدينة ((مشهد)) المقدسة وصار من كبار مراجع الشيعة في ايران والمرجع الديني الوحيد في محافظة ((خراسان)) الإيرانية.

وكان جدي المرحوم قد اضطر ووالدي (حفظه الله) للهجرة من ايران إلى العراق أيام رضا شاه (والد شاه ايران) بسبب القمع وحملة الاعتقالات التي مارسها ضده وضد علماء الدين والمراجع، إثر المجزرة التي ارتكبها جلاوزته في ((مسجد كوهر شاد)) في مدينة مشهد عام 1934 ميلادي، والتي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء داخل المسجد الملاصق لمرقد ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام الإمام علي بن موسى الرضا (ع).

ولدتُ في مدينة النجف الأشرف في 19 جمادي الثانية عام 1374 هجري الموافق 14/1/1955 ميلادي، في عائلة علمية مرجعية عريقة، وكان من نعم الله علي إذ هيّأ لي هذا الجوّ العلمي والديني البيئة الصالحة، وسهل لي سلوك سبيل الأنبياء والاغتراف من بحر علوم الأئمة المعصومين عليهم جميعاً سلام الله، خاصة أني ترعرعتُ في كنف مرقد أمير المؤمنين وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله وخاتم النبيين وباب علم حبيب رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم.

بناءً عليه يمكنك القول أنني عراقي المولد والنشأة والدراسة، وإيراني التابعية، وأعيش في لبنان بصورة متواصلة منذ العام 1970 ميلادي. ومتزوج من السيدة يمن شمص منذ العام 1975، وأترك التفسير لك وللقرّاء الأعزاء.

# ماذا عن الوالد، الجد والانتماء الى عائلة دينية متأصلة؟

- والدي هو الآن في عداد مراجع الشيعة في العالم، والمرجع الديني الوحيد المقيم في مدينة مشهد الرضا عليه السلام في الجمهورية الإسلامية في ايران، وهو كما يعرفه كل من تلقى دروسه في الحوزة العلمية في النجف الأشرف كان من كبار المدرسين فيها قبل الاضطرار للانتقال إلى إيران مع جدي المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي.

وجدي المرحوم كان بدوره من أبرز تلامذة الميرزا النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد أبو الحسن الإصفهاني رضوان الله عليهم، ويعرف أهل العلم مدى عظمة الموقع العلمي لهؤلاء الثلاثة في مجالي الفقه والأصول، اللذين يشكلان عصب العلوم الحوزوية وركيزة الاجتهاد ثم المرجعية الدينية للطائفة الإسلامية الشيعية. وقد زامل جدي المراجع الكبار المعروفين في الدراسة الحوزوية عند هؤلاء الفطاحل من العلماء الأجلاء، منهم على سبيل المثال: المرحوم السيد محسن الحكيم والمرحوم السيد أبوالقاسم الخوئي.

وكان والد جدي المرحوم السيد محمد طاهر أيضاً أحد كبار العلماء في مدينة ((شيراز))، ومن هنا اشتُهر جدي بالشيرازي في النجف الأشرف بعد استقراره فيها.

# ما هي دراستك الابتدائية والثانوية؟

- في بداية صباي كانت المدارس الحديثة جديدة التأسيس في العراق، وكان الأسلوب الرائج في بيئتنا التقليدية بالنسبة للأطفال في تلك البرهة هو الذهاب إلى المعلم " الشيخ " لتعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم. خاصة ان الظروف السائدة في تلك الآونة كانت تفرض على أسرتي التنقل بين ايران والعراق في الظروف المضطربة سياسياً، وكنت في كثير من الأحيان أرافق والدي في الذهاب إلى إيران بشكل غير قانوني والعودة إلى العراق بالطريقة نفسها، وهذا كان لا يتناسب مع الدراسة الكلاسيكية التي تتطلب استقراراً وانتقالاً منتظماً من صف دراسي إلى آخر، وإن اللغة الدراسية كانت في العراق العربية وفي ايران الفارسية، وكان صعباً لصبي مثلي في ذلك الوقت تبديل الوضع الدراسي بالكامل كلما تنقلتُ بين العراق وإيران.

أصغر معمم في النجف

# دراستك الدينية / أساتذتك في الحوزة العلمية: النجف؟ أم قم؟ ولماذا؟

- كما ذكرت وُلدتُ في مدينة النجف الأشرف في بيئة علمية عريقة، ومَن حولي كلهم من الأسر العلمية والمرجعية، وهذا ما سرّع في توجهي لطلب العلم الديني في الحوزة العلمية، وأذكر أنني عندما كنت طفلاً آخذ مصروفاً يومياً من والدي للذهاب إلى ((الشيخ)) وأجمعه في ((قجّة)) وكنت في سن التاسعة لما فتحت ((القجة))، وجمعت كل ما كان عندي وأخذت باقي المبلغ من والدي حفظه الله لأشتري كتاب ((جامع المقدمات)) وهو أول كتاب كان يدرسه الطلبة المبتدئون في الحوزة العلمية يومذاك.

وبدأت الدراسة أولاً عند والدي في الكتاب المذكور، ثم تنقلت بين عدد من الأساتذة من أسرتي ومن خارجها، وكنتُ أصغر ((معمم)) في النجف الأشرف في ذلك الوقت.

# من هم أبرز الذين أثروا في دراستك الدينية؟

- كانت الفترة الأولى في الدراسة متزامنة تقريباً مع تطورات كثيرة في العراق وايران والمنطقة العربية؛ ففي ايران كانت انتفاضة الإمام الخميني رضوان الله عليه والتي تُوّجت بانتفاضة الشعب الإيراني في 15 خرداد (5 حزيران 1963)، وكانت نكسة حزيران/يونيو في فلسطين واحتلال كامل الأرض المقدسة وأجزاء من البلاد الإسلامية العربية من جانب الصهاينة عام 1967، وانقلاب عبد الكريم قاسم على العهد الملكي في العراق 1958 وتتالي الانقلابات في ذلك البلد، والتي انتهت بانقلاب حزب البعث وتولي احمد حسن البكر وصدام حسين السلطة 1968.

وكانت ((الحوزة العلمية: في النجف الأشرف كونها مركز المرجعية الدينية العليا للشيعة في العالم تعيش هذه التطورات بتفاصيلها وتبين موقفها منها، ونحن أبناء البيئة المرجعية نعيش في وسطها ونتفاعل معها في حياتنا اليومية لا محالة؛ وكنا نحن الطلاب الشباب ومن خلال ردّ فعل أستاذ ((الحوزة)) أثناء المناقشات وحلقات الدرس والمباحثة الدراسية نقترب منه أكثر أو نتركه إلى أستاذ آخر، فإذا كان مثلاً الأستاذ ينأى بنفسه كلياً عن ((التدخل في السياسة)) كنا نتحاشى التودد إليه، وإذا وجدنا أستاذاً آخر يمكننا الدرس عنده كنا نفضله على الأستاذ الأول، وفي حال لم نجد بديلاً عنه في المادة الدراسية تلك بالقدرة العلمية نفسها، كنا نستمر في الدرس دون الاختلاط كثيراً مع الأستاذ في الأمور التي لا نحبذها.

أما بدء تأثري بفكر الإمام الخميني رضوان الله عليه فقد جاء عن طريق الدكتور الشيخ محمد الصادقي أستاذ تفسير القرآن الكريم والفقه، والذي كان يقيم حلقات في ((مسجد الهندي)) وندوات في منـزله لطلاب العلوم الدينية، وكان هو مؤيداً جداً للإمام، وذلك قبل أن يأتي الإمام إلى العراق بعد نفيه إلى تركيا من قبل شاه ايران على أثر انتفاضة 15 خرداد واعتقاله وسجنه.

وكان لي أستاذ آخر، رحمه الله، هو الشيخ محمد علي المدرس الأفغاني، وهو من أقدر الأساتذة في ((الحوزة العلمية)) في النجف الأشرف في مواد مختلفة من النحو والصرف والمنطق والبلاغة والفقه والأصول، وإلى هذين الأستاذين كان لي أساتذة خصوصيون أختارهم أنا وحدي أو مع عدد من طلاب المرحلة ونذهب إليهم في منازلهم لطلب العلم، أو نحضر دروسهم في أحد المساجد أو الحسينيات في النجف الأشرف.

# كيف كان المناخ السياسي في المنطقة؟

- أنت تعلم أن الجو العربي بعد نكسة حزيران/يونيو 67 كان سلبياً جداً، فقد تحطم العنفوان، وتهشمت العزة، وتمّ احتلال كامل أرض فلسطين بعد احتلال جزء منها في العام 48، وتمّ تشريد مئات الآلاف من أبناء أكناف بيت المقدس ومسرى الرسول صلى الله عليه وآله.

وهذا المناخ جعل أكثر الدول العربية تعلن ((حالة الطوارئ)) وتفرض القمع على شعوبها، لمنعها من التحرك استنكاراً للتواطؤ ورفضاً لمنطق الانهزام، ومن جهة ثانية كان الغليان في نفوس الجماهير المصدومة نتيجة ما حصل للجيوش العربية أمام شراذم الصهاينة.

وهذا الوضع أدى إلى نشوء المقاومة الفلسطينية بأدبيات متعددة من يسارية وشيوعية وقومية، لكن الوضع الإسلامي في حينه لم يكن بالمستوى المطلوب لتنطلق كتلة قوية مجاهدة مستقلة تستقطب وتجتذب إليها الغيارى من المسلمين من أنحاء العالم، ولذلك نرى أن الآلاف الذين تهيأوا للمشاركة في قتال الصهاينة من إيران والذين حشدهم علماء الدين الشيعة لم تتمكن من الوصول إلى ساحة المواجهة بسبب موقف الأنظمة المجاورة للأرض الفلسطينية المحتلة وسدّها كافة الأبواب أمام المتطوعين من البلاد الإسلامية.

لكن الإمام الخميني وباقي مراجع الشيعة في العراق وإيران بادروا إلى شدّ أزر المقاومين وتأمين المدد المادي لهم والسند المعنوي للمجاهدين، وأصدروا فتاوى أجازوا بموجبها صرف الخمس والزكاة في أعمال المقاومة ضد المحتلين الصهاينة.

وهذا الأمر، يعطي لعمل المقاومة مشروعية دينية إضافة إلى أن الحقوق الشرعية التي يدفعها المؤمنون من الخمس والزكاة تجعل المجاهدين بغنى عن مساعدات الدول التي لا تدفع قرشاً إلا إذا فرضت أمراً، في حين أن الإنسان المؤمن الملتزم يبادر إلى أداء الفريضة الإسلامية تقرباً إلى الله تعالى.

# من هم اصدقاؤك أو زملاؤك في الدراسة؟

- طبيعي أن يكون أصدقائي في أيام الطفولة والصبا في غالبيتهم هم أبناء بيئتي الحوزوية، والمرجعية والذين كانوا يدرسون أيضاً عند ((الشيخ)) لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم؛ ولذلك فإن أكثر الأسر المرجعية والعلمية في ذلك الوقت كان أولادها على علاقة وصداقة وتزاور فيما بينها، وإلى الآن أحتفظ بذكريات جميلة عن تلك الأيام ونتذكرها لما تجمعنا مناسبة مع أحدهم.

وتوطدت بعض هذه العلاقات التى بين أبناء جيلنا من البيوتات المرجعية من خلال تزاوج بين الأسر العلمية تلك، فمثلاً عمي تزوج حفيدة آية الله العظمى السيد الميلاني رحمه الله، وعمتي تزوجها حفيد آية الله العظمى السيد الشاهرودي رحمه الله.

# كيف كان واقع الحوزة الدينية في أيامك وكيف هو اليوم؟

- ((الحوزة العلمية)) اسم يُطلق على المكان الذي يتعلم فيه الطلاب قواعد النحو والصرف والبلاغة وعلم المنطق والفقه والأصول وتفسير القرآن الكريم والفلسفة، وعدداً من العلوم التي لها علاقة باستنباط الأحكام الشرعية من مصادر التشريع، وهي: الكتاب والسنة النبوية والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والروايات التي بين أيدينا من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

و((الحوزة)) تتشكل من قادمين من مختلف البلاد الإسلامية، ويدخل إليها طلاب العلوم الدينية بشتى العقليات والخلفيات ومن كافة المستويات العلمية والفكرية وحتى المادية؛ وهذا ما يجعل طلاب العلوم الدينية متنوعي الأساليب في عملهم بين الناس حين عودتهم إلى بلدانهم بعد فترة من كسب العلم، وحتى أثناء وجودهم في ((الحوزة العلمية)) للدراسة.

وإذا أخذنا في الاعتبار الوضع السياسي والاجتماعي في السابق، ومستوى الوعي الفكري لدى عامة الناس، والامكانات الاقتصادية المحدودة في بلادنا، نعرف أن واقع ((الحوزة)) العام كان لا بدّ متأثراً بالظروف المحيطة بالموجودين فيها، ما عدا بعض الاستثناءات. فأنا أتذكر مثلاً أن شبكة الهاتف دخلت ((النجف)) وأنا في أيام شبابي وبطريقتها ((البدائية))، ومن خلال ((البدّالة)) فقط نتواصل داخل المدينة الواحدة، ويصعب جداً التهاتف بين المدن، واستعمال ((الهاتف)) للاتصال مع الخارج أمر شبه متعذر، ولذلك كنا نضطر إلى التخابر عبر ((مكتب البريد)) وكثيراً ما لارسال البرقيات.

وكان المراجع العظام، رحم الله الراحلين منهم وحفظ الأحياء منهم لخير الأمة الإسلامية، مع ورعهم وتقواهم هم من القادمين من البلاد المختلفة ومن ثقافات متعددة ومن أجواء غير متطابقة، والذين توطنوا ((النجف الأشرف)) لعشرات السنين طلباً للعلم، وواقعهم البيئي السابق على وصولهم إلى ((الحوزة العلمية)) وأوضاعهم الاجتماعية وخصوصياتهم النفسية كانت تترك لا محالة أثراً في أدائهم بعد تبوّئهم موقعاً في الزعامة الدينية؛ مثلاً كان المرحوم جدي آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي القادم من بيئة علمائية مجاهدة يختلف في رؤيته للأمور وأدائه اليومي عن بعض الآخرين من أقرانه القادمين من بيئة غير علمائية أو علمائية غير جهادية، حيث يعرف كل الجيل الذي عاصر جدي المرحوم في النجف الأشرف أنه الوحيد الذي تجرأ على المطالبة بإزالة صورة ((ميشال عفلق)) عن مدخل ((الروضة الحيدرية)) والتي وُضعت بعد سيطرة حزب البعث على السلطة مهدداً بتحطيمها بعصاه إن رآها عند قدومه في اليوم التالي إلى حرم الإمام علي عليه السلام لإقامة صلاة الجماعة المعتادة هناك، علماً بأنه كان شخصاً ايرانياً يعيش في العراق طبقاً لـ ((إقامة)) منحتها له السلطات الحاكمة ويمكنها سحبها إذا شاءت، ولم يفكر أثناء عمله المرجعي أنه ((ايراني)) ويتدخل في ((الشأن العراقي)) كما يقال. بل إنه كان يتصرف مع ((المحافظين)) و((القائمقامين)) وكبار المسؤولين الحكوميين العراقيين الذين كانوا يزورونه على أنه ابن العراق والمرجع الديني للشيعة وليس كمواطن يقيم في دولة أخرى غير بلده يتعين عليه التزام قواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية، في حين أن هذا الأداء الجريء كان يتجنبه بعض المراجع الآخرين تحرزاً. ولا بدّ من القول أن هذا النوع من الأداء الشجاع كان له أثر كبير على نفسيات الناس الذين عاشوا هاجس الملاحقة والاعتقال والقمع وحتى التصفية الجسدية من قبل البعثيين في بداية إمساكهم بالسلطة. والمثال على ذلك قتل أحد علماء أهل السنة في بغداد وهو العلامة الشيخ عبد العزيز البدري وتقطيع جسده ووضعه في كيس وتسليمه إلى أهله، لا لشيء إلا لأنه أبدى اعتراضاً على التوجهات العلمانية للبعثيين بعد استيلائهم على السلطة.

التعرف إلى الخميني

# انتماؤك الى تيار الإمام الخميني الثوري؟

- كما قلت، وجودي في بيئة علمية مناضلة مكافحة منذ أيام رضا شاه بهلوي والد الشاه، والمثابرة على معارضة ولده محمد رضا بهلوي جعلتني على اطلاع بالحركة الثورية في ايران من خلال أحاديث المرحوم جدي ووالدي (حفظه الله) عن تجاربهما في تلك الفترة النضالية الطويلة، والمعاناة التي أصابت الملتزمين بأحكام الشريعة من قبل السلطات الخاضعة لإرادة الدول الاستعمارية التي تريد دائماً نهب موارد الأمة الإسلامية ومسخ حضارتها وإلغاء كيانها، والأخبار التي كانت ترِد تباعاً من إيران عن مدى الظلم اللاحق بالناس نتيجة سيطرة حفنة من المستشارين الأميركيين على جميع مقدرات الدولة.

وكان التقارب والتشاور قائماً بين المرحوم جدي ووالدي والإمام الخميني رضوان الله عليه وولده المرحوم السيد مصطفى الخميني، منذ قدوم الإمام الخميني إلى العراق، حتى أن صداقة شخصية تأسست بين والدي (حفظه الله) وبين السيد مصطفى الخميني رحمه الله، وكانا في كثير من الأيام يذهبان سوياً للسباحة في شط الكوفة أيام الجمعة هرباً من الحرّ الشديد في النجف الأشرف أيام الصيف، وفي الوقت نفسه كان النقاش العلمي الحامي أحياناً دائراً بينهما حتى أثناء السباحة.

هذا الجوّ فتح أمامي مجال التعرف عن قرب على شخصية الإمام الخميني رضوان الله عليه والتواصل معه عبر أقرب الناس إليه وهو نجله الشهيد السيد مصطفى الخميني رحمه الله.

ولقد بادرتُ على صغر سني إلى تجاوز الإجراءات حين وصول الإمام إلى النجف الأشرف، وقمتُ بتقبيل يده وهو قائم يصلي صلاة الزيارة في حضرة الإمام علي عليه السلام رغم الطوق القائم حوله من الطلبة المتطوعين حفاظاً على سلامته، في ظل استقبال الحشود الكبيرة من العلماء والطلاب وعامة الناس، والذي قيل يوم ذاك إن العراق لم يشهد له مثيلاً من قبل.

ومنذ اليوم الأول لوصول الإمام الخميني حسمتُ خياري في أمر التقليد وكافة المجالات الدينية والفكرية وسرتُ مع الإمام رضوان الله عليه في حركته الثورية الإسلامية الأصيلة، وهذا من مفاخري في الحياة والتي أشكر الله عليها، رغم أن جوّ النجف الأشرف تمّت السيطرة عليه، وعمل الرجعيون في الحوزة العلمية وأزلام النظام البعثي الذي أتى بعد ذلك على عزل الإمام الخميني شيئاً فشيئاً عن الجماهير وإبعاد الناس عنه، خاصة بعد تطرقه في درسه ((الخارج)) في الفقه والذي كان يلقيه في مسجد ((الشيخ الأنصاري)) أو ((مسجد الترك)) لموضوع ((ولاية الفقيه)) حيث بحث فقهياً الأدلة من الآيات والأحاديث والروايات حول دور الفقيه: الأعلم في استنباط الأحكام، والأورع عن اتباع الأهواء، والعالم بأمور الزمان، والمطلع على أحوال الأمة، في إدارة الأمور، وقضاء حوائج الناس، وبسط العدل، ومواجهة الظلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأنا الذي شهدتُ بأم عيني الحشود الجماهيرية الهائلة التي استقبلته لدى وصوله إلى مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف رأيتُ أيضاً كيف يسير الإمام بعد ذلك غريباً في ((شارع الرسول (ص))) في النجف ويتحاشى أحد طلاب العلوم الحوزوية السلام عليه خوفاً من الأجواء التي كوّنها مجموعة من الحسّاد ضد الإمام الخميني رضوان الله عليه.

وعشت شخصياً أجواء تسابق الطلاب والفضلاء باختلاف مشاربهم على الاقتداء بالإمام الخميني في ((مدرسة البروجردي)) وامتلاء الباحة والطوابق وحتى السطح من المأمومين المصرّين على الصلاة خلف الإمام الخميني، ورأيتُ بعد ذلك أن عدد الذين يأتمّون بالإمام في منزله لم يتجاوز العشرين شخصاً في أحسن الأحوال، وذلك بعد أن اضطر إلى ترك الصلاة في ((مدرسة البروجردي)) الذي كان متولي الوقف فيها المرحوم الشيخ نصر الله الخلخالي المعتمد المالي لجميع مراجع الدين في ذلك الوقت، والذي كان في البداية من المتحمسين جداً للإمام الخميني الذي زامله في بعض فترات الدراسة، وأيضاً رأيت الحشود التي كانت تحيط بالإمام أيام وصوله الأولى ثم رأيتُ بعد ذلك كيف يذهب إلى زيارة ضريح الإمام علي عليه السلام ومعه فقط شيخ أفغاني من المخلصين له وأحياناً معه شيخ آخر ايراني اسمه شيخ عبد العلي، ويتحاشى أكثر الزوار السلام عليه في مقام الإمام علي (ع) والاقتراب منه خوفاً من جماعة الشاه وتحت تأثير الرجعيين والمتزمتين في الحوزة العلمية.

وكان أبسط ما يقال عن الإمام الخميني رضوان الله عليه للتشويش عليه أنه ((سياسي))، وأن الاقتراب منه يسبب ((وجع الراس)) وأنه ليس ((أعلم باستنباط الأحكام)) من المراجع الآخرين.

ومارس جماعة ((سافاك)) الشاه أساليب استخباراتية خبيثة في الأوساط الحوزوية لإثارة المراجع والفضلاء وحتى الطلبة المبتدئين ضد الإمام الخميني، الذي فتح أفقاً جديداً من الجانب الفقهي على دور الفقيه العادل الجامع للشرائط في حياة الأمة بعد فترة من انزواء أهل الدين والعلم والتقوى عن الحياة العامة؛ وقد انساق بعض البسطاء ممن في ((الحوزة العلمية)) وراء الخطط الشاهنشاهية وتوهموا أن زعزعة نطام الشاه في ايران ستؤدي حتماً إلى سيطرة ((الشيوعيين)) على ((الدولة الشيعية الوحيدة في العالم)).

وكانوا يقولون لبعض البسطاء من المتدينين إن الإمام الخميني رضوان الله عليه هو ((عميل للشيوعيين الملاحدة أعداء الله))، وأنه يريد أن ((يخدم الإتحاد السوفياتي بجعل إيران تسير في فلك هذه الدولة الكافرة))، وذلك من أجل تأجيج الحقد والكراهية في النفوس ضد هذا المرجع الديني.

واستعمل ((السافاك)) وسائل الترهيب أيضاً حال فشلت الأساليب الأخرى من أجل فرض العزلة الكاملة على الإمام الخميني، وتهديد الإيرانيين القادمين بصورة غير قانونية إلى العراق، والذين كانوا يشكلون العدد الكبير من طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بالملاحقة داخل العراق، خاصة بعد توقيع ((اتفاقية الجزائر)) بين شاه ايران وصدام حسين نائب الرئيس العراقي يومئذ، والتي بموجبها يُمنع على أي من البلدين ممارسة دور سلبي ضد الدولة الأخرى ويُمنع مواطنو البلدين من العمل ضد النظام الحاكم في أحد البلدين على أرض الدولة الأخرى.

وكان هاجس الملاحقة من قبل السلطات العراقية يلازم الذين قدموا بطريقة غير قانونية إلى العراق بسبب عدم سماح السلطات الإيرانية لهم بالسفر لعلل مختلفة، حتى أن بعضهم كان يتحاشى السفر من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة لزياة مرقد الإمام الحسين عليه السلام ليالي الجمعة خوفاً من حواجز التفتيش أو ((السيطرات)) لكونهم لم يملكوا أوراقاً قانونية لإقامتهم في العراق.

وهذا الواقع الذي يعيشه كثيرون من العائلات القاطنة في النجف الأشرف كان يسهل على عناصر ((السافاك)) والمتعاونين معهم الثأثير على نسبة كبيرة من طلاب ((الحوزة العلمية)) هناك من خلال وسائل الترهيب.

وكان يُشار إليّ بالبنان في مختلف أوساط النجف لأني ابن مرجع ديني يسير مع مرجع ديني آخر هو الإمام الخميني، وكانت الضغوط تنهال علي من كل صوب يومياً لترك العمل مع الإمام الخميني رضوان الله عليه وأنا يومئذ لم أتجاوز الخامسة عشرة من عمري.

وكنا نلاحَق نحن ((جماعة الإمام الخميني)) من مكان إلى آخر ومن مسجد إلى مسجد ليمنعونا من إقامة حلقات الدرس فيها، وحتى من إقامة صلاة الجمعة في تلك المساجد، ونحن مجموعة لا نتجاوز العشرة أشخاص في أكثر الأحيان، حتى اضطررنا في فترة لإقامة صلاة الجمعة في بستان مجاور لمنزل الدكتور الصادقي في ((جبل الحويش)).

الاعتقال الأول

وقد اشتدت الضغوط المختلفة عليّ إلى حد لا يُطاق، فاضطررتُ لمغادرة العراق إلى ايران من دون جواز سفر، ولمّا كان من غير الممكن لمثلي من أنصار الإمام الخميني البقاء في ايران أيام الشاه بسبب المخاطر التي تتهددنا، إذن لم يكن لي مفرّ سوى مغادرة ايران إلى الباكستان بالطريقة نفسها التي وصلتُ فيها إلى ايران على غرار كثيرين من أنصار الإمام الخميني، ما أدى إلى اعتقالي للمرة الأولى في حياتي على الحدود الإيرانية ـ الباكستانية من قبل سافاك الشاه في نقطة ((مير جاوه)) الحدودية، وتمّ استجوابی ثم نقلي إلى بقعة نائية في منطقة جبلية في اطراف مدينة ((زاهدان)) لا أثر فيها لأي موجود بشري وموضعي فی زنزانة إفرادية ضيقة، مهددين لي بالقتل ورمي جسدي في تلك المنطقة المقفرة، ولكن الله منّ عليّ بأن نجّاني من شرهم وأنقذني من بين أيديهم.

ثم قمت بالمحاولة الثانية عن طريق مدينة ((سراوان)) وقرية ((جالق)) الحدودية فنجحتُ ووصلتُ إلى مدينة ((كويته)) في الباكستان بعد السير على ظهر الدواب والسير ماشياً لمسافات طويلة، وبعد أيام سافرتُ إلى مدينة ((كراجي)) ومكثتُ هناك عدة أشهر في ضيافة وكيل الإمام الخميني يومذاك آية الله شريعت رحمه الله.

ثم غادرتُ إلى ((باكستان الشرقية)) يومذاك (بنغلاديش حالياً)، وبقيت طوال شهر رمضان في مدينة ((داكّا)) العاصمة في ضيافة أية الله شريعتي رحمه الله العالم البارز هناك، وقمتُ بإمامة الجماعة والوعظ في المسجد الكبير الخاص بالمسلمين الشيعة في العاصمة.

ثم تركتُ ((باكستان الشرقية)) بالطريقة السابقة نفسها إلى مدينة ((كلكته)) بالهند، ثم انتقلت إلى مدينة ((بومباي))؛ وبقيت أشهراً في أوضاع صعبة ومتخوفاً من انكشاف أمري من قبل سافاك الشاه المنتشرين في أوساط الجالية الإيرانية هناك؛ حتى تمكنتُ من تهيئة ظروف السفر إلى العراق لمدة محدودة ومغادرته إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان.

لبنان كان البداية

كانت البداية زيارة محدودة إلى لبنان ولكن لقائي مع عدد من أنصار الإمام الخميني في سوريا والذين كانوا يترددون إلى لبنان شجعني على البقاء فيه دون أن يعرف أحد من الناس هويتي الحقيقية ودوري الإسلامي الثوري ممارساً العمل التبليغي في منطقة بعلبك ـ البقاع ـ في قرية شعث.

ومن هناك كنتُ اجمع بين دوري التبليغي الديني المعتاد وعملي السري في حركة الإمام الخميني، وكثيراً ما كان يشك بعض الناس في المنطقة من نوع عملي غير العادي، وسلوكي المختلف عن تصرف أكثر علماء الدين، وغيابي المفاجئ وأسفاري غير المعلنة، حتى نسجت حولي روايات، واتهمتُ ببعض الاتهامات، وأنا يومذاك لم أستطع الإجابة عن الأسئلة الموجهة إلي في شأن تصرفاتي، لأن لبنان حينها كان مرتعاً لعناصر ((السافاك))، ومن خلال التقارب الرسمي اللبناني مع نظام الشاه كان كل من في لبنان من الإيرانيين يمكن تسليمه إلى نظام الشاه؛ وقد حصل ذلك إذ تواطأت الدولة اللبنانية يومذاك مع ((سافاك)) الشاه لتسليم أحد الناشطين من أنصار الإمام الخميني إلى الدولة الإيرانية وهذا الأخ هو الشيخ احمد نفري ( أو محمد أمين ) صهر الدكتور الشيخ محمد الصادقي الذي كان انتقل بدوره من ((الحوزة العلمية)) في النجف الأشرف في العراق وسكن منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان سفير الشاه في بيروت الجنرال منصور قدر هو المفوض السامي الحاكم بأمره في لبنان لارتباط كثيرين من رموز الدولة بشاه ايران أقوى حليف لأميركا في المنطقة وتلقيهم الأموال والهدايا منه، ويطلب ودّ هذا السفير الكثيرون من الذين نراهم اليوم يظهرون الحماس للعروبة والقومية والإسلام وأحياناً للمذهب الشيعي، والذين يتخوفون من ((النفوذ الفارسي)) و ((الخطر الإيراني)) وحركة (التشييع الإيراني في الدول السنّية))، في وقت كان شاه ايران الحليف الأساسي والداعم الرئيسي للكيان الصهيوني بعد الولايات المتحدة، وكانت السفارة الإسرائيلية في طهران هي الوحيدة في دول العالم الإسلامي في ذلك الوقت، ولم يتكلم أحد من هؤلاء يوم ذاك عن ((النفوذ)) و ((الخطر))، بل كانوا يتمنون أفضل العلاقات مع ((شاهنشاه إيران المعظم)) وفي بعض الأحيان كان البعض من الحكام يقدم له فروض الطاعة لكي يكون ((شرطي المنطقة من قبل أميركا)) راضياً عنه.

وكانت حركة الإمام الخميني في حينه هي المتهمة من قبل نظام الشاه بالتواطؤ مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لكونها وضعت نصب أعينها مجابهة الكيان الصهيوني وتحريض الشعب الإيراني ضد نظام الشاه بسبب تحالفه مع الغاصبين للأرض الفلسطينة الإسلامية العربية، والقائد هو السيد روح الله الموسوي الذي يصل نسبه إلى موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله العربي القرشي وأمير المؤمنين وسيد العرب بتصريح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: أنا سيد وُلد آدم وعلي سيد العرب. في وقت لا علاقة لأكثر من يتحدثون اليوم عن العروبة من الحكام بالقومية العربية من حيث الجذور والانتماء.

والعجب أن هؤلاء الذين يتسابقون على إحياء الآثار الجاهلية من المقابر للتفاخر والتكاثر كما يقول الله سبحانه: ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )؛ هؤلاء الذين حاربوا بالأمس قومية عبد الناصر بالإسلام الأميركي هم الذين حاربوا إسلام الإمام الخميني بالعروبة الأميركية، والذين خوّفوا الناس من مصر القوية بزعامة عبد الناصر وأضعفوا دور الأزهر الوسطي الوحدوي في تلك الفترة يبكون على إضعاف دور مصر الريادي، ويأخذون الفتاوى كل يوم من شيخ الأزهر ويقولون بمحوريته الإسلامية، والذين يرفرف في عواصمهم علم الكيان الصهيوني بشعاره المعروف أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل ويقيمون أفضل العلاقات مع الكيان الصهيوني يهاجمون ايران التي يعلن قادة هذا الكيان كل يوم عشرات المرات أن ايران هي التهديد الأكبر لهم، والذين وقفوا متفرجين بل مساندين للحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، والذين لم يأذنوا حتى لوصول المساعدات الطبية من الشعب الإيراني إلى الشعب الفلسطيني، يتهمون الجمهورية الإسلامية في ايران بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية!!!

# من كان يتلقى الهدايا من منصور قدر في لبنان؟

- كانت العلاقة وطيدة بين أركان النظام في لبنان وشاه إيران ويوجه إليهم الدعوات لزيارة طهران ويتحفهم بالهدايا لدى مغادرتهم إيران ونذكر على سبيل المثال كميل شمعون وبيار الجميل وكاظم الخليل الذي عين ابنه سفيراً للبنان في العاصمة الإيرانية، وكان آخرون من سياسيين وصحافيين يتقاضون رواتب محددة من ((الجنرال منصور قدر)) لقاء خدمات يقدمونها لنظام الشاه المقبور.

# قلت انك قابلت عدداً من أنصار الإمام الخميني في سوريا الذين كانوا يترددون على لبنان. من هم هؤلاء؟ ماذا يفعلون في سوريا. لماذا كانوا يترددون على لبنان؟ مع من كانوا يلتقون من اللبنانيين؟

- أولاً يجب التذكير بأن في مدينة دمشق مقام السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (ع) وأخت الإمام الحسين (ع) التي حملت مسؤولية الثورة الحسينية بعد استشهاد أخيها يوم عاشوراء، وهذه السيدة الجليلة لها منزلة عظيمة في قلوب شيعة أهل البيت عليهم السلام.

ثم أن فيها مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) التي فارقت الحياة حزناً على أبيها لمّا جاؤوا إليها برأس أبيها وهي في خرابة في الشام، ولها أيضاً مقام عظيم عند الشيعة في العالم.

وفيها أيضاً مقام رأس الحسين (ع) وهو المكان الذي وُضع فيه رأس سيد الشهداء لما جيء به مع الأسرى من آل بيت الرسول إلى قصر يزيد، وهذا المقام أيضاً يشدّ إليه قلوب محبي النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته.

بالإضافة إلى عدد من المزارات الأخرى كمقام ((حجر بن عدي)) ومقام ((عمار بن ياسر))، و ((مسجد النقطة)) وغيره.

ومن الطبيعي أن يزور هذه المقامات الشيعة من كل أرجاء العالم ومن إيران والعراق. والإخوة الذين كانوا يتواجدون في سوريا هم أيضاً من شيعة أهل البيت عليهم السلام. وأذكر منهم على سبيل المثال الأخ علي جنتي ابن آية الله احمد جنتي رئيس ((مجلس صيانة الدستور))، والأخ غرضي الذي كان لفترة وزيراً للإتصالات في الجمهورية الاسلامية. والأخ احمد موحدي الذي جاء قائماً بالأعمال في السفارة الإيرانية في بيروت بعد الانتصار.

وكان من الطبيعي بسبب قرب المسافة بين بيروت ودمشق، ولعدم ضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة في ذلك الوقت، أن يتردد هؤلاء على لبنان بسبب المناخ الجميل فيه؛ ولأن العلاقة بين الشيعة في إيران ولبنان قديمة منذ مئات السنين، حيث سافر من لبنان إلى إيران العلامة الشيخ بهاء الدين العاملي والمحقق الكركي والحرّ العاملي مؤلف ((وسائل الشيعة)) وغيره من كبار علماء وفقهاء الشيعة، ومن الطرف الآخر كان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة السيد موسى الصدر قد قدم من إيران إلى لبنان وهو كان على علاقة بالمعارضة الإيرانية.

وإلى الآن يعرّج الزوار الإيرانيون القادمون إلى سوريا على لبنان بالمئات وفي مجموعات كبيرة وصغيرة بغرض السياحة فيه كما غيرهم من السواح والزائرين.

# كنت اول المناضلين لإيران اسلامية من لبنان هل تحدثنا عن هذه الفترة؟

- بسبب تواجدي المستمر في لبنان واتصالي مع الناس في مختلف المناطق، ولكوني كنت أتحرك بين البقاع وبيروت والجنوب ومع جيل الشباب على الأخص، تمكنتُ وبالتعاون مع بعض الإخوان الآخرين كالمظلوم محمد صالح الحسيني (الذي اغتالته مخابرات نظام صدام حسين بعد اندلاع الحرب العراقية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران) من التعريف بالإمام الخميني والحركة الإسلامية التي كان يقودها، في وقت كان المناخ الغالب هو التوجه اليساري والقومي البعثي وكانت حالة اللا مبالاة الدينية تسيطر على عموم الساحة، وكان المتدينون إما معارضين للعمل السياسي جملة وتفصيلاً مقتصرين على أداء الفرائض الدينية من قبيل الصلاة والصوم والحج، أو متكتلين في تجمعات حزبية من قبيل ((حزب الدعوة)) الذي كان همه الأول بعد حضور الإمام الخميني إلى النجف الأشرف تشويه صورته ومنع الناس وجيل الشباب بالأخص من التعرف عليه والتعاطف مع حركته. والتوجهان كان القاسم المشترك بينهما أنهما كانا يعيقان حركة التواصل بيننا نحن أتباع الإمام الخميني وبين الجيل الطالع، وكان هؤلاء ((المتحزبون)) المندسون في الأطر التنظيمية المتعددة وطوال سنوات ما قبل الانتصار يشنون حملات التشويه والاتهامات ضد الإمام الخميني والقلة من مؤيديه في لبنان، ووصل بهم الأمر إلى حدّ أن وجهوا تهمة العمالة لإسرائيل لبعض الشباب المخلص الذين اعتقلوهم وهم يوزعون بيانات الإمام الخميني ليلاً في بعض أحياء برج البراجنة !!!.

وهنا لا بد لي من ذكر الدور المميز الذي قام به عدد من الشباب التقدميين الواعين ذلك الوقت في التعريف بالإمام الخميني وحركته ومنهم رئيس تحرير مجلة ((الشراع)) بعدئذ الأستاذ حسن صبرا، حيث كانت مجلة ((القومي العربي)) التابعة لـ ((الإتحاد الإشتراكي العربي)) هي أول وسيلة إعلامية عربية على الإطلاق وضعت صورة الإمام الخميني على غلافها وكسرت بذلك حلقة الإطباق الإعلامي على حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه. إضافة إلى مشاركة شباب من ((الإتحاد)) في توزيع أول ملصق في منطقة بيروت لشهداء الحركة الإسلامية في إيران وعلماء الدين بقيادة الإمام الخميني والذين أعدمهم شاه ايران، ووقوفهم معنا في مواجهة أحد أبواق حزب ((توده)) الشيوعي الإيراني الذي كان مدعوّاً يومئذ ليلقي محاضرة في ((النادي الثقافي العربي)) في بيروت، وفتح خطوط الاتصال مع بعض وسائل الإعلام اللبنانية كصحيفة ((السفير))، في حين كان بعض العلماء في بيروت ((يحرّمون)) كتابة الشعارات المؤيدة للثورة الإسلامية والإمام الخميني رضوان الله عليه على جدران البيوت بدون إذن أهلها لأن ((خارج الجدار ملك لصاحبه كما داخله))، وتارة كانوا يقولون بحرمة الكتابة بسبب ((عدم طهارة تلك الجدران))، ولكون هذه ((الشعارات)) تتضمن أسماء الله وعبارات اسلامية يجب التأكد من ((طهارة أماكن الكتابة عليها)).

ومن الذين بدأوا رحلة العمل معنا في حركة الإمام الخميني في لبنان منذ البدايات نذكر العلامة المحقق الشيخ محمد عساف الذي أفتخر بالعلاقة معه، والأخ العزيز الدكتور فريد السيد وهما اللذَان أكملا معي المشوار في المسيرة العلمية بعد المسيرة الجهادية، وكان تاج نتاجها ((تمام نهج البلاغة)) والذي هو كامل ما اختاره السيد الشريف الرضي من أجزاء من خطب وكلمات ورسائل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ والذي بدأت العمل فيه مند 22 عاماً، وفتشت في أكثر من 80000 كتاب من المصادر الحديثية والروائية والتاريخية والأدبية لكافة المذاهب الإسلامية ولكبار الشخصيات العلمية الموثوقة لدى أهل المعرفة.

الاعتقال الثاني

# هل كان هناك بدايات لحركة مؤيدة لنهج الإمام في سوريا او لبنان؟

- في ذلك الوقت لم يكن يعرف أحد حتى اسم الإمام الخميني في سوريا، إضافة إلى أن الحكم في سوريا كان يتصرف بشكل لا يسبب إزعاجاً لنظام شاه إيران، ولذلك لم يكن للإخوة المتواجدين هناك أي تحرك على صعيد المواطنين السوريين.لكن كان تواجدهم هناك يسهل العلاقة مع الزوار الإيرانيين لمقام السيدة زينب عليها السلام، وحتى هذا الأمر كان لا يخلو من المخاطر، فأذكر أنني في إحدى المرات كنتُ أشرف على توزيع بيان للإمام الخميني في مقام السيدة زينب باللغة الفارسية على الإيرانيين وفوراً اعتقلني الأمن السوري وأودعني السجن طوال يوم، وحوّلوني إلى قسم الاستخبارات وتمّ استجوابي من قبل أحد الضباط لعدة ساعات ثم أطلقوا سراحي واشترطوا عليّ مغادرة الأراضي السورية.

# ماذا تخبرنا عن صلاتك خلال الثورة مع قادتها وعلمائها في ايران؟

- لقد ذكرتُ بأن بداية علاقتي مع أنصار الإمام الخميني كانت مع المتواجدين في العراق، لمّا كنتُ فيه كالدكتور العلامة الشيخ محمد الصادقي وعدد قليل جداً من الطلاب الذين كانوا يؤيدون الإمام والذين فرّوا من إيران بعد اعتقال الإمام من قبل الشاه، ولكن بعد وصول الإمام الخميني رضوان الله عليه، إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بدأت العلاقة تتوطد معه من خلال المقربين منه جداً وبالأخص ابنه المرحوم السيد مصطفى؛ وأذكر أن المرحوم السيد مصطفى قال لي يوماً: بسببك أنت رفعتُ صوتي على والدي.

قلتُ له: لماذا؟

قال: لأنك بعد مجيئك من لبنان (في إحدى السفرات) وطلبك لقاءه من خلال الشيخ رضواني (الذي كان يرسل أسماء من يريدون لقاء الإمام إليه فيوافق على لقائه أو لا يوافق)، اشتبه الأمر للحظة على الإمام بينك وبين أحد الذين لا يحب لقاءهم فلم يوافق. ولماّ علمتُ أنا بالأمر أثناء تناولي طعام الغداء معه غضبتُ كثيراً وقلتُ له كيف صار هذا؟

قلتُ للشهيد السيد مصطفى: أنا لم أفكر سلبياً في هذا الأمر، بل حملتُ ذلك على أنه في وضع لا يناسب لقائي معه في ذلك الظرف.

قال السيد مصطفى: إذهب للشيخ رضواني وليحدد لك اللقاء.

فذهبتُ واستقبلني بحرارة إستثنائية.

هذا في العراق.

أما في باريس، فإن مسؤولية تنظيم لقاء الصحافيين وكثير من المسؤولين العرب واللبنانيين الذين يريدون الاجتماع بالإمام الخميني كانت بعهدتي، وهذا ما يعرفه ويتذكره جميع الصحافيين اللبنانيين على الأخص، وكانت ترجمة كافة بيانات الإمام الخميني إلى اللغة العربية منذ انطلاقة الانتفاضة حتى وصول الإمام إلى ايران على عاتقي.

في الحلقة المقبلة:

إصرار الإمام الخميني

على دخول الحمام على الحدود الكويتية

مع العراق كشف أمره وأدى إلى منعه من دخول الكويت 

 

 

استقبال الاسد ونصرالله لارسلان وزيارة عون لخلدة لقاءات لافتة

«المير» ينظر بتقدير كبير لوقوف حلفائه الى جانبه

استقبال الاسد ونصرالله لارسلان وزيارة عون لخلدة لقاءات لافتة

«المير» ينظر بتقدير كبير لوقوف حلفائه الى جانبه

كمال ذبيان/الديار

كانت لافتة الاستقبالات التي حظي بها رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير السابق طلال ارسلان، والتي اتت خلال فترة قصيرة جداً، من الرئيس السوري بشار الاسد، والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ثم زيارة رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون له في دارته بخلده، وقبل ذلك اللقاء العائلي الذي جمعه ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في المختارة.

هذه اللقاءات التي اتخذت طابعاً عائلياً واجتماعياً، دخلت اليها السياسة، والموقف الذي اتخذه من تشكيل الحكومة التي لم يدخل اليها ارسلان، ولا احد من حزبه، مما تركه يشعر بنوع من التخلي عنه، وقد عبّر عن استيائه امام حلفائه اثناء تأليفها، ووجه رسائل عتاب قاسية احياناً اليهم، عن عدم الوفاء له.

والعتب الارسلاني، رد عليه حلفاؤه، اذ ابلغه «حزب الله»، انه محشور هذه المرة في توزير حلفائه، كما حصل في الحكومة السابقة، التي شارك فيها ارسلان مع الوزير علي قانصو ممثلا الحزب السوري القومي الاجتماعي، وانه لا يستطيع ان يعطي من حصته الشيعية، وكذلك الرئيس نبيه بري، وهو الرد نفسه الذي ابلغه العماد عون الى ارسلان، بأن حصته مسيحية فقط، وقد حددت صيغة الحكومة للمعارضة عشرة وزراء، خمسة منهم مسيحيون لتكتل الاصلاح والتغيير، وبالتالي فان ثمة صعوبة في توزير درزي.

ولم تقنع الردود الحليفة ارسلان، الذي لمّح بأنه سيترك المعارضة بشكل عام، وتكتل الاصلاح والتغيير بشكل خاص، لكنه تراجع عن ذلك، بعد اتصالات ولقاءات معه، ونصائح له، ان لا يخطئ التقدير والقرار، فكان جوابه، انها ردة فعل طبيعية، وان حزبه باق في المعارضة، وهو في تكتل الاصلاح و التغيير.

وامام الموقف الايجابي لارسلان، وتقدير حلفائه لردة فعله، قرر هؤلاء ان «يقفوا على خاطره»، كما يقال، فاستقبله السيد نصرالله، واكد له، انه حليف دائم، وشرح له ظروف تشكيل الحكومة، ولم تفرّط المعارضة ببعضها، وهي خاضت معركة تحسين شروطها، وان العماد عون خاض اشرس المفاوضات مع رئيس الحكومة سعد الحريري للحصول على حقوقه، كتكتل نيابي وتيار وطني حر. ولم يبخل الرئيس السوري بلقاء عائلي جمعه مع ارسلان في منزله بدمشق، ومعروف ان صداقة عائلية تربطهما، منذ سنوات، بدأت مع شقيق الرئيس الاسد المرحوم باسل الذي حضر حفل عقد زواج ارسلان مطلع التسعينات.

وكانت زيارة العماد عون الى خلدة، التي اتخذت طابعا اجتماعيا، لمعايدة ارسلان بالاضحى، لكنها كانت مناسبة «طيّب فيها» رئيس «التيار الوطني الحر» خاطر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، واكد له، ان حلفهما دائم ومستمر، وان موضوع الحكومة وتكشيلها لها ظروفها، تمنى عون على ارسلان ان يتفهم الأمر، كما طمأنه الى ان اللقاء الذي جمعه مع جنبلاط في القصر الجمهوري لن يؤثر على العلاقات معه، لا بل سيكون موضوع المهجرين وعودتهم واعادة الاعمار في عمل مشترك بين الجميع، لتسود المصالحة الشاملة والحقيقية في الجبل. فزيارة عون كانت ابوية وودية وقد لمس ارسلان هذا الامر، وهو لم يستغرب التعاطي الابوي معه من قبل عون، وهو ثمّن له زيارته ومعايدته، واكد له، انه باق في تكتل الاصلاح و التغيير، وان وزراءه يمثلوننا، كما وزراء «حزب الله» وحركة «أمل». وتلقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني هذه الاستقبالات واللقاءات، بكثير من التقدير، وهو يؤكد انه رأى حلفاء كباراً الى جانبه، وهذا استحقاق كبير طمأنه، ووصله حقه السياسي والشخصي.

 

«جلسات مصارحة» في «الوطني الحر» ومراجعة نقدية شاملة: مناقلات وتعيينات بعد ظهور فشل العديد من المسؤولين

ابتسام شديد/الديار/لم يعد سراً ان التيار الوطني الحر بعدما اصبحت الإستحقاقات السياسية «وراء ظهره» منصرف بقيادته وكادراته و«معترضيه» الى شؤونه الخاصة والى ترتيب بيته الداخلي، بعدما ثبت التيار وضعيته كما يريد في الحكومة الحريرية، وتمكن رئيسه من تحقيق «انتصارات» وتسجيل أهداف وإصابات مباشرة في مرمى «أخصام الأمس، أصدقاء اليوم»، فاستطاع عون ان ينتزع الحصة الحكومية التي أرادها فيما عجز مسيحيو الأكثرية من تحقيق إختراقات هامة، فجرى تهميشهم في الحكومة ولايزال بعضهم يتجرع «كأس» المرارة والنكسات والإحباطات المتنقلة مع تقلب المشهد السياسي الجديد. وقد تكون شهادة أحد المسؤولين الآذاريين خير دليل على نجاح رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في إدارته الملف الحكومي بتأكيده في إجتماعٍ مغلق لمسيحيي 14 آذار» ان عون أدار مفاوضات صعبة ومعقدة، ولو فعلنا مثله فإن تمثيلنا في الحكومة كان سيكون مختلفاً».

لكن «انتصار» الجنرال في السياسة لم ينعكس «زهواً» في تياره ، وقد ظهرت الى العلن إعتراضات لبعض قيادييه على توزير غير الملتزمين من جهة الى جانب «انزعاج» البعض من إعادة توزير جبران باسيل الذي «يُقر معظم قياديو التيار بنجاحه في وزارة الإتصالات ،لكنهم يرون في التيار كفاءات أخرى تمثل التيار خير تمثيل، كان يُفترض إعطاؤها فرصة في الحكومة العتيدة بدل خوض حربٍ كونية من أجل توزير باسيل.

ولم يعد سراً ايضاً ان الإعتراضات و«هواجس» المجموعة التي تسمي نفسها إصلاحية ، حضرت على «طاولة» اللجنة التي تتولى التنظيم في التيار ومعالجة الهفوات وأخطاء الماضي، والتي عقدت عدة إجتماعاتٍ مؤخراً بحضور باسيل وكادرات من «الموالين والمعترضين»، وقد أثيرت في الإجتماعين الأخيرين كل المسائل الحساسة بدءاً من إبعاد وإقصاء ناشطين أساسيين، وحول الأداء في الوزارة مع عودة البعض الى فتح ملف الإنتخابات النيابية الماضية وما تخللها من شوائب واخطاء تنظيمية يُفترض تفاديها في الإستحقاقات المقبلة .

جلسات «المصارحة والمصالحة» العونية يبدو كما تقول أوساط مطلعة شارفت على الإنتهاء من وضع إطارٍ تنظيمي للتيار سوف تظهر معالمه في الأيام المقبلة بعد إجراء مراجعة نقدية شاملة وجردة حساب لأداء التيار في المرحلة السياسية الماضية.

ومن المتوقع ان تبدأ نتائج العمل التنظيمي بالظهور في وقت لاحق ، بإجراء تعيينات ومناقلات في مواقع المسؤوليات بعدما تبين فشل بعض المسؤولين في مواقعهم ونتائج ممارسات «خاطئة» في بعض القطاعات ، كما تتضمن خطوات اللجنة إعادة لم الشمل «العوني» مجدداً وتنظيم عمل التيار وفق الآليات الديمقراطية.

التنظيم العوني الذي تعول عليه أوساط كثيرة في التيار تطالب بالإصلاح وترتيب التيار، يبدو انه يلاقي تشجيعاً من فئة واسعة من الكادرات ولدى القواعد العونية التي تطالب منذ فترة بالمحاسبة والتغيير واستنهاض التيار في الاستحقاقات الداهمة خصوصاً وان نتائج الانتخابات النقابية والطلابية لحظت تراجعاً كبيراً وفشلاً للتيار في مواقع كانت حكراً له في محطات سابقة، إلا ان التنظيم المحكى عنه لا يزال تحت «مراقبة ومتابعة» مجموعة كبيرة ايضاً من المعترضين الذين يُشككون في وجود نية حقيقية بمأسسة التيار ووضعه على السكة الحزبية السليمة، وهؤلاء بالمؤكد قد لا يشملهم التنظيم الجديد ، إذ نقلت إليهم أجواء «ان التيار ماشي معهم وبدونهم، وبالتالي لا مشكلة إذا لم تعجبهم الآلية التنظيمية التي ستطلق قريباً، وبالتالي فان بقاءهم او خروجهم من التيار ليس مؤثراً طالما «هم لا يتعدون نسبة الـ 2 بالمئة. وعليه فان أمام هؤلاء أحد الخيارين التاليين ، إما القبول بالإصلاح وفق الآلية المتبعة ، او العودة الى «المقاهي» وال «فايسبوك» ليحلموا بـ «تيار» عوني لا يكرر نفسه ولا يُشبه أحداً .

 

هل التناغم بين بكركي والرابية يشجع لقاء البطريرك وفرنجية؟

 الديار/«كي لا يفسر بعضهم على ذوقه»، كشف نواب كتلة «التغيير والاصلاح» عن ان لقاء رئيس كتلتهم العماد ميشال عون مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لم يكن وليد ساعته، بل اتى بعد تحضيرات عدة تولاها مسؤولون في التيار الوطني الحر ومطارنة في بكركي، مؤكدين امكان لقاءات مسيحية اخرى للجنرال، لا سيما مع «القوات اللبنانية».

الا ان الصفحة الجديدة مع بكركي لم تصل عدواها بعد الى تيار المردة، اذ ان الوزير يوسف سعادة، العضو في التكتل، رأى ان اي اجتماع بين سليمان فرنجية وعون متروك لاوانه ولسياقه السياسية.

سعاده: الايجابية مشجعة

ووصف وزير الدولة يوسف سعادة الاجواء «بالايجابية» وقال ان العماد عون كان ابلغنا سابقا عن عزمه لقاء البطريرك، ثم نقل إلينا مناخا ايجابيا بعد اللقاء، الا ان اي اجتماع بين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والبطريرك يترك لاوانه ولسياقه السياسي، لكن الايجابية التي تمخض عنها الاجتماع مع عون مشجعة.

جاء ذلك، خلال اجتماع «تكتل التغيير والاصلاح» الذي حضر سعادة للمرة الاولى وهو نفى ان يكون غيابه في المرات السابقة مرتبطا بالعلاقة المتوترة بين فرنجية وعون والتي بددها اجتماعهما الاخير عازيا تغيبه الى وقته الضيق ولكونه شارك في لجنة صياغة البيان الوزاري.

نقولا: صفحة جديدة

عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا قال عن اللقاء: ليس غريبا ان يزور عون بكركي ولكن مرت العلاقات بفترة فتور لان الاحداث التي جرت لا سيما في فترة الانتخابات ادت الى نوع من القطيعة واليوم في ظل اجواء التهدئة كانت زيارة بكركي لشرح وجهة النظر للبطريرك صفير وللاجتماع بالمطارنة والتداول في كل الامور المطروحة وتعتبر الزيارة فتح صفحة جديدة مع غبطة البطريرك.

ابي رميا: تكامل بين المرجعيات

ولفت عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سيمون ابي رميا الى ان لقاء عون بمجلس المطارنة الموارنة لم يكن ابن ساعته بل اتى بعد سلسلة تحضيرات تولاها مسؤولون في التيار ومطارنة في بكركي، بهدف اجراء حوار صريح بين العماد عون والسلطة الكنسية.

وشدد على ان حضور العماد عون اجتماع مجلس المطارنة شكل سابقة تاريخية من حيث الشكل، لكونها المرة الاولى التي يحضر فيها رجل مدني اجتماع مجلس المطارنة، مشيرا الى ان عون قدم في خلال اللقاء مداخلة قبل ان يعمد عدد من المطارنة الى طرح بعض الاسئلة عليه، موضحا ان اللقاء في مضمونه بحث في كل الامور بما فيها سلاح حزب الله بحيث عرض عون كل مواقفه وخياراته السياسية امام المجلس.

واذ اكد مرجعية بكركي، اكد ابي رميا ان التمايز الذي حصل بين الطرفين جاء نتيجة رغبة الرابية بأن تظل بكركي خارج التجاذبات السياسية الداخلية، فيما المطلوب هو التناغم بين الطرفين لحصول التكامل بين المرجعيات المسيحية.

غاريوس: مثمر جدا

وبدوره، اعلن عضو التكتل النائب ناجي غاريوس ان اللقاء كان مثمرا جدا ولفت الى ان بعضهم يفسر هذا اللقاء على ذوقه كي يفشله.

وكشف عن امكان لقاءات مسيحية اخرى للعماد ميشال عون لا سيما مع القوات اللبنانية.

الاتحاد السرياني: تعودنا سعة صدره

رأى رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد ان اللقاء خطوة اساسية لتفعيل الدور المسيحي وتوحيده ولو انها جاءت متأخرة خير من عدم حصولها في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن. وتعودنا على سعة صدر غبطة البطريرك الذي يتخطى الاساءات الشخصية وهو ما تفرضه المصلحة الوطنية العليا بالنسبة لغبطته.

 

زيارة الابن الضّال 

الديار/٤ كانون الاول ٢٠٠٩

 فؤاد ابو زيد

لأن زيارة النائب ميشال عون الى بكركي، ولقاءه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير والسادة المطارنة، تحمل بعدين اساسيين رئيسيين، الاول ديني ويتعلّق بعلاقة الكنيسة بأبنائها، والثاني سياسي، ويتعلق بسلوك ابناء الكنيسة بعضهم مع بعض، ومع الآخرين من طوائف ومذاهب متعددة، كان لا بد، بعد اللغط والتفسيرات وجنوح البعض نحو استثمار هذه الزيارة بتحويل قناتها لتصبّ في طاحونتهم الحزبية او السياسية او التحالفية، من العودة الى كلام السيد المسيح الذي اوردته الاناجيل المقدسة عند ذكر الامثال التي كان يسوع يستخدمها كثيراً في كرازته للحشود التي كانت تتبعه من مكان الى مكان، وقد اخترت من الامثلة العديدة ذات المغازي الالهية، مثلين ينطبقان كثيرا على علاقة عون بالكنيسة، وعلاقة المسيحيين بعضهم مع بعض، وعلاقة مسيحيي 14 اذار بالكرسي البطريركي. المثل الاول ورد في انجيل لوقا وهو باختصار عن الابن الضالّ الذي ترك ابيه وبيته، وعندما عاد الى نفسه، ندم ومضى الى ابيه مستغفراً، فاحتضنه والده وألبسه الذهب وذبح له العجل المسمّن «لأن ابني كان ميتا فعاش وضالاً فوُجد». هذا المثل من حيث البعد الديني ينطبق كثيراً على العماد عون الذي يمكن القول انه قاتل بشراسة البطريرك صفير، و«اخطأ الى السماء والى ابيه»، ومع ذلك وعندما أطلّ على بكركي سارع اليه البطريرك صفير، واجلسه عن يمينه، وذبح له العجل المسمّن على مائدة بكركي. واذا كان مسيحيو 14 آذار قد غضبوا من هذا اللقاء، - كما يشيّع المقربون من عون - بمثل غضب الابن الاكبر فان البطريرك سيقول لهم بالتأكيد: «انتم ابنائي، ومعي ابداً وفي كل حين، اما أخوكم فينبغي ان نفرح به لانه كان ميتاً فعاش وضالا فوجد».

هذا في الدين، اما في السياسة، فلا يعلم بعد اذا كان العماد عون قد اعترف بأخطائه، كما اعتراف الابن الضالّ، او حاول ان يبرر او يشرح مواقفه السياسية التي اعتبرتها بكركي خاطئة، وفي غير مصلحة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصا، او اذا كان اعترف للبطريرك صفير بأنه أساء اليه بالقول والفعل والفكر، فهذه امور، قد تكشفها الايام المقبلة، إن بمواقف عون او بعظات سيد بكركي، او ان بعضها قد يبقى أسير الصدور ولا يباح به، وكأنه سر من اسرار الاعتراف، ولكن موقف صفير تجاه عون، لن يتغيّر لأن صفير، وهو سيد من اسياد الكنيسة، يؤمن بما قاله انجيل متى عن السيد المسيح: «إن كان لانسان مئة نعجة، وضلّت احداها وصدف ووجدها، فالحق اقول لكم ان فرحه بها يفوق فرحه بالتسع والتسعين التي لم تضلّ». الموضوع الثاني الذي علّمه السيد المسيح لتلاميذه وللناس الذين تبعوه، وقد ورد في انجيل متى حيث يقول: «اذا اتفق اثنان منكم في الارض، على اي سؤال يسألان، استجاب لهما ابي الذي في السماوات، فما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي الا وكنت هنالك بينهم». بعد هذا القول الصريح الواضح الملزم دينياً، هل يحق لاي مسيحي يؤكد انه ممارس ومؤمن، رفض او تأجيل، او المماطلة في تلبية الدعوات التي تصدر عن مقامات رسمية ودينية وسياسية، وعن الاكثرية الساحقة من المسيحيين، ليس بهدف الغاء التنوّع والاختلاف في الوسط المسيحي، كما هو الحال في الطوائف الاسلامية الثلاث، الشريكة في الوطن، بل لاعطاء المصالحة او اللقاء، قوة دفع وحماية الهية يفيدان عند تقرير مصير الشعوب والاوطان، لان المسيح يكون حاضراً في لقاءات المصارحة والمصالحة اذا كانت باسمه. من هذا المنطلق فان الغنج والدلع والتردد والرفض التي يبديها العماد عون او النائب سليمان فرنجيه عند اي سؤال او كلام عن مصالحة او لقاء مع قيادات مسيحية اخرى، تسقط في ميزان التصرّف المسيحي السليم، وتدلّ على نزعة لا علاقة لها البتة لا بالتعليم المسيحي ولا بالشعور الوطني، بل هي حالة عدائية قبلية، واذا ظن عون وفرنجيه، انهما قادران على بت مصير المسيحيين في لبنان بمعزل عن الكنيسة، وعن القيادات المسيحية الاخرى فهما من دون شك على خطأ كبير، والمسيحيون قد شبعوا من الاخطاء العديدة الكبيرة التي ارتكبتها قياداتهم منذ الاستقلال حتى اليوم، لانهم احلّوا التفرّد والانانية محل المشاركة ونكران الذات، والمصالح الشخصية محل المصلحة الوطنية، ولأنهم ابتعدوا احياناً كثيرة عن الكنيسة. زيارة عون الى بكركي، قد تكون محطة فاصلة ايجابية في تاريخ المسيحيين اللبنانيين، ان هي اكتملت بما يرضي الكنيسة، او ان الزمن القريب يمحو آثارها لأنها تكون عندها غير مبنية على صخر.

 

اختيار الجنرال للنواب والوزراء خضع لاستطلاعات ومقابلات ولا علاقة للروابط العاطفية بذلك

عون تقاطعت نظرته للامور مع رؤية الحريري فانزعج خصومه مستغلين احتجاج ابو جمرة

«كاريزما» الجنرال تطغى على رفاقه فهل تعتبر الشخصية ديكتاتورية أم تميّزاً؟

اسكندر شاهين/الديار/

لماذا يتعرض «التيار الوطني الحرّ» لخضات داخلية اذا جاز التعبير لدى حصول اي استحقاق سواء على صعيد الانتخابات النيابية ام على صعيد تشكيل الحكومة.

فهل يعود ذلك الى تفرد العماد ميشال عون بتسمية اصحاب الحظوظ في ظل مراوحة «التيار» بين الولاء المطلق للجنرال وبين تحول التيار الى مؤسسة لجهة تحوله الى حزب سياسي، وهل تلعب العاطفة دوراً في قرارات الجنرال بحيث تشكل له العلاقات العائلية نقطة ضعف كي لا نقول مقتلاً وماهي حكاية الخلاف مع اللواء عصام ابوجمرة اثر افراج عون عن اسماء وزرائه في الحكومة العتيدة. مصادر في «التيار الوطني الحر» تقول: ان الخضات التي يحلو لبعض الاوساط ترويجها داخل صفوف «التيار» ليست سوى زوبعة في فنجان تحاول اطراف معروفة تسويقها لدى اي نقطة مفصلية في لعبة السياسة الداخلية، لتشويه صورة «التيار» والنيل من نضالاته في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.

واذا كان البعض من المحسوبين سابقا على الجنرال قد توقف عن متابعة المسيرة النضالية لاسباب شخصية لا تتعدى طموحه لاشغال مقعد نيابي عام 2005، فان سقوط بعض من هؤلاء على منتصف الطريق يكشف بوضوح ان ركوبهم موجة «التيار» لم يكن سوى لغرض في نفس يعقوب لا يتعدى تحقيق مآربهم الشخصية ولا علاقة لهم بالنضال الوطني لا من قريب ولا من بعيد. اما بالنسبة لمقولة تفرد الجنرال باتخاذ القرارات لجهة تسمية مرشحيه في الانتخابات وفي السلة الوزارية، فان هذا الامر لا يتعدى التجني الذي رافق مسيرة الجنرال منذ الاطاحة به في العام 1990 كما تقول المصادر وهو لا يقدم ولا يؤخر في حركة القافلة.

فامام اي استحقاق نيابي او وزاري يلجأ الجنرال كما هو معروف الى الطلب من كوادر «التيار» الطامحين للعمل في الشأن العام الى طرح اسمائهم، والتي تخضع لاستطلاعات الرأي العام التي على اساسها يلجأ عون الى غربلة الاسماء واعتماد اصحاب الاهلية والكفاءات وفق الاستطلاعات بالإضافة الى عشرات الاجتماعات والمقابلات التي يجريها معهم قبل ان يقرر في شأنهم. اما الكلام عن دور تلعبه العاطفة والروابط الاهلية في ذلك فإن الامر غير موجود في قاموس الجنرال الذي لا يؤمن بعملية التوريث كما هي العادة لدى البيوتات السياسية التقليدية فتوزير جبران باسيل ووصول الان عون الى البرلمان امران بعيدان عن الوراثة السياسية كون الرجلين لهما تاريخ نضالي في «التيار الوطني الحر» ولم يأتيا من الفراغ.

كما ان اختياره لفادي عبود وشربل نحاس يشكل قيمة مضافة للعمل السياسي.

وتشير مصادر «التيار» الى ان الولاء المطلق للجنرال من قبل القواعد العونية لا ينتقص من اهمية «التيار» على الرغم من الفوارق بين العنصر الملتزم حزبيا والعنصر المتلزم بعون على خلفية عاطفية املتها مواقف الجنرال في الايام السود ومن هذه الزاوية فالعونيون و«التيار» يتكاملان مع بعضهم البعض اما بالنسبة للخلاف بين اللواء عصام ابو جمرة والجنرال فإن القضية اعطيت اكثر من حجمها وألبست غير لباسها، فأبو جمرة احتج وفي الرابية حول مسألة توزير اشخاص من خارج «التيار» وقد قام الاعلام بتضخيمها وتصويرها على خلفية خلاف داخل «التيار» لا اساس له من الصحة كون ما يربط ابو جمرة بعون اقوى من حقيبة وزارية او مقعد نيابي، واذا كانت «كاريزما» الجنرال طاغية على رفاقه في النضال فهذا لا يعني على الاطلاق دكتاتورية الفرد، وان اثارة احتجاج ابو جمرة على مسألة التوزير وتصويرها وكأنها عملية خلاف وانشقاق داخلي فقد هدف مستغلوها الى محاولة تنفيس انتصار الجنرال في الكباش الحكومي والتغطية عليه كونه نجح وبرع في ادارة مفاوضات شاقة مع اخصامه الذين رضخوا لشروطه في اللعبة السياسية وخصوصا في تشكيل الحكومة حيث تقاطعت في النهاية نظرته الى الامور مع نظرة الرئيس سعد الحريري وهذا ما زاد في انزعاج اخصامه الذين وجدوا انفسهم الحلقة الاضعف على الرقعة السياسية.

 

انعطافة "الجنرال" إعادة تموضع سياسي؟ 

٤ كانون الاول ٢٠٠٩

النهار /إيلي الحاج

يؤكد عارفو البطريرك الماروني ان زيارة لبكركي لن تغيّر رأيه في سلاح "حزب الله" ولا عشرات الزيارات، أكان الزائر النائب الجنرال ميشال عون أم غيره. هذه محسومة، فالرجل يعتبر هذا السلاح خطراً على لبنان ولا تستقيم بوجوده ديموقراطية أو مؤسسات أو تقوم دولة. يشبه في ذلك العميد الراحل ريمون إده في موقفه الشهير من "اتفاق القاهرة". ظل العميد حتى الرمق الأخير يذكِّر بأنه كان على حق في رفضه، ولعشرات السنين ينتقد خصومه القادة الموارنة الذين لم يتمثلوا به.

وخلافاً لمتعاطي السياسة والزعامات من القادة المسيحيين، لا تؤثر في البطريرك اعتبارات مثل: واجب مراعاة وضع أحد، رئيس الحكومة سعد الحريري أو غيره، ومثل ضرورة عدم إثارة استياء هذا الحزب أو ذاك عندما يتناول بالنقد أي موضوع، فهو لا يحدد موقفا إلا بناء على اقتناعاته الوجدانية، لذا تضؤل احتمالات تغيير في خطاب البطريرك حيال مسألة "المقاومة" التي لا يعترف بشرعيتها سواء شرّعها البيان الوزاري أم لا. الموقف نهائي حاسم، وإن رحّب البطريرك بأي انفتاح تصالحي في رعيته عن أي جهة صدر، فذاك شأن آخر.

ويلاحظ ساسة تابعوا من كثب زيارة النائب عون لبكركي وتردداتها، وهم في الموقع المختلف، أن "الجنرال" التقى في شهر الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فالبطريرك، في حضور الأساقفة الموارنة، فهل تكون هذه التحركات مؤشراً إلى إعادة تموضع كالتي أقدم عليها جنبلاط في 2 آب الماضي، أم أنه أراد بزيارته لبكركي التخفيف من حدة التعبير عن استياء متصاعد لدى أحبار الكنيسة من موضوع السلاح؟ استياء أدت إلى تفاقمه الوثيقة السياسية التي أعلنها "حزب الله"، بموازاة إصراره على ما اعتُبر تشريعا لـ"المقاومة" في البيان الوزاري.

إذا كان القصد "العوني" في رأي هؤلاء الساسة السير في انعطافة سياسية فهذا يعني أن وضع قوى 8 آذار ليس في أحسن أحواله، وأن النائب عون أجرى قراءة لسلسلة خسائر نزلت بتياره في الانتخابات النيابية والنقابية والطالبية من المكابرة التغاضي عنها وتجاهلها، كما كان يفعل، واستنتج تالياً أن سببها لا يعود إلى ضعف تنظيمي في "التيار" فحسب كما يعتقد بعض المحللين، بل إلى الموقف السياسي الذي لا تستسيغه البيئة المحيطة بالعونيين. فهذه البيئة دأبت في المدة الأخيرة على التعبير عن نفسها في أي انتخابات، سواء على صعيد قضاء أم كلية أم نقابة. ونتائج انتخابات 8 حزيران الماضي معبرة حتى في الأقضية التي فاز "التيار" بتمثيلها، مثل جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، وكذلك في الأقضية حيث خسر، مثل البترون وبيروت وزحلة. وكذلك الأمر في سلسلة المواقع الجامعية والنقابية التي خسرها العونيون تباعاً. إن لم تكن هذه استطلاعات للرأي فكيف تكون الاستطلاعات ؟

قد يكون النائب الجنرال عون حسب أن التقرب من بكركي يعيد إليه غطاء شرعية الزعامة المسيحية، التي لا يتوقف خصومه عن الطعن فيها بعد كل انتخابات حتى الإنهاك، بفعل موقفي بكركي وعون المتناقضين من موضوع سلاح "الحزب الإلهي". والحال ان هؤلاء الساسة الخصوم لعون يقرون بأن قوى 14 آذار ايضاً ليست في أفضل أحوالها وأن الناس لا يصوّتون لها بل لـ "14 آذار" الروح والقضية، وخوفاً أو رفضاً لسلاح "حزب الله" وأيديولوجيته، مما يجعل قوى 14 آذار مدينة لهذا الحزب بوجودها وعناصر قوتها. في حين يتنبه الجنرال عون إلى أنه سار عكس التيار وكان يجب أن يقف في مكان ما، أقله لإحصاء الخسائر.

 

النائب طعمة في تكريم له في عكار: من يخرج من 14 اذار يخرج وحيدا ومحاولة التسويق بأن ثمة خلافات بين المتحفظين وباقي قوى الاكثرية فاشلة

نرجو ان يسهل التضامن الوزاري امكان تطبيق فعلي لمضامين البيان الوزاري

نخشى من طرح الغاء الطائفية السياسية كقنبلة دخانية للضغط على طاولة الحوار

نتطلع الى بعد جديد في العلاقات مع سوريا يكرس دعائمه الرئيس الحريري

وطنية - كرمت "مؤسسات المجتمع المدني" وبلديات عكار عضو كتلة "لبنان اولا" النائب المهندس نضال طعمة، في احتفال اقيم، في مطعم الديوان في بلدة برج العرب عكار حضر رؤساء بلديات وجمعيات وقادة امنيون ومثقفون.

والقى الدكتور فؤاد سلوم كلمة، باسم الهيئات المكرمة، مشيدا بمناقبية النائب طعمة وصراحته في مقاربة الامور السياسية ووضوحه في التعاطي مع امور الناس واهالي عكار، مثنيا على سلوك طعمة "الذي لم يتغير يوما منذ كان مربيا اداريا أو حتى نائبا فهو يكسب حب الكثيرين واحترامهم". وأشار الى "ان المجتمع الطليعي والمثقف تقع عليه مسؤولية كبيرة في عملية التغيير والمساهمة في موقعه لايصال عكار الى مستوى افضل".

ثم تحدث الطبيب الدكتور وسام منصور فقال: "ان عكار تعتز وتفخر بوصول احد ابنائها المناضلين اجتماعيا والمثقف والمتواضع والشعبي النائب نضال طعمة الى الندوة النيابية التي حتما سيغنيها بفكرة النير ووطنيته الصادقة والتي لم تتأثر يوما في كل الظروف.

حوار

ثم دار حوار بين الحضور والنائب طعمة، فقال: "14 اذار" حالة شعبية وطنية، هي اكبر من اي اطار تنظيمي تقليدي، ولا يمكن ان يستوعبها تنظيم كلاسيكي، اعتاد الناس على ما يشبه فترة الحروب الاهلية المتعاقبة، فرفض بعض الناس الانخراط في تنظيم حزبي مثلا، ليس رفضا للمساهمة في الحياة السياسية العامة، انما رفض للارث الميليشياوي الذي غلب في وجدان الناس على تنشيط الفكر السياسي، وبلورة الحركات المطلبية وسبل النضال المشروعة في سبيل احقاق الحق والعدالة، وكل ذلك من المفترض ان يشكل الهوية الحقيقية للحركات الحزبية".

أضاف: "ولعل التحدي الحقيقي امامنا اليوم هو ابتداع اطر جديدة، غير تقليدية لاستمرار النهج السيادي، ولاحتضان حركة شعب كسر قيود الصمت، وقال كلمته في اكبر انتفاضة في تاريخ لبنان، في ثورة حقيقية عابرة للحدود والمناطق والطوائف والمذاهب، حيث واجه اللبنانيون بعين الارادة مخرز النفس الميليشياوي الزبائني القمعي، الذي كانت تفرضه قوى الامر الواقع".

وقال: "من يخرج من "14 اذار" يتخلى عن واجب التحدي، ولاشك انه يخرج وحيدا طالما ان النبض الاستقلالي السيادي اللبناني العروبي الديمقراطي يدق في قلوب ابناء ثورة الارز. أو لم تثبت الانتخابات النيابية الاخيرة ان صوت الشعب اللبناني وخصوصا صوت من يحب ان يسميهم البعض بالحياديين، هو منسجم ومتآلف مع طروحات "14 اذار" بغض النظر عن الاسماء والاشخاص والزعامات والقيادات. واذا كانت هناك قراءة جديدة، للواقع الاقليمي، فثورة الارز هي الاقدر على التفاعل معها، دون التخلي عن الثوابت الوطنية والمكتسبات التي اريقت الدماء في سبيل تحصيلها وتحصينها، ومن كان العقل مدى عقيدته كان حري به ان يذهب بهدوء وعقلانية الى تموضعه الجديد، وان كان همه وأد الفتنة فهمنا قطع رأس افعاها، ودفنها في مهدها، ونحن على الدرب ماضون، وعلى ثوابتنا باقون، ولكل جديد مستعدون".

وثيقة "حزب الله"

وعن الوثيقة السياسية ل"حزب الله"، قال النائب طعمة: "ان طرح الحزب لوثيقة سياسية من شأنه ان يساهم في تفعيل الحراك في الفكر السياسي على الساحة اللبنانية، انطلاقا من مرتكزات واضحة، يمكن الرجوع اليها للتأكد من انسجامها مع ممارسة اصحابها الواقعية العملية، وانسجامهم معها من جهة، وتقدم مادة حوار لتفعيل التواصل مع الافرقاء الاخرين، لبلورة نقاط التلاقي والاختلاف، وهنا لا بد من ان نلاحظ ونسأل:

- لا شك ان تأكيد الوثيقة التمسك بالدولة اللبنانية الواحدة الموحدة، يعتبر خطوة جيدة، واذا قدر لها ان تؤسس للبننة شاملة للحزب، قد تعد انجازا متقدما فهل "حزب الله" جاهز لهذه اللبننة، وقادر على المضي فيها؟"

- الهوية الاسلامية للحزب، لا تعيق تواصله مع بقية الاسر الروحية، لان الاسلام بطبيعته دين السماح والاخاء، ولكن على المستوى الوطني، أيعتبر استباقا لطاولة الحوار التساؤل عن احتكار الحزب، بهويته العقائدية للمقاومة؟

- عندما يكون الحزب جزءا من النسيج الوطني اللبناني، ويذكرنا امينه العام سماحة السيد، عن الغاء الطائفية السياسية بحسب الطائف، يحق لنا ان نسأل كيف يتوافق هذا الالغاء الذي يحتاج، مع ما يحتاج، الى احزاب غير طائفية، يكون المنتسبون اليها من اديان وطوائف مختلفة، مع الصفة الدينية الجهادية لحزب الله؟ والا يجعل الامور اكثر تعقيدا، اصرار الحزب على التزام التبعية لولاية الفقيه؟

- في نص الوثيقة يبرز البعد الخارجي للحزب، ففضلا عن ارتباطه العقائدي بايران، الم تسقط صيغة العداء المطلق للغرب ابعادا حضارية، تؤمن بها فئات مكونة للمجتمع اللبناني، وتعول عليها في تكوين ثقافة البلد؟

- طرح المزاوجة بين المقاومة والجيش هل المقصود به زواجا على الطريقة المسيحية فيصيران كلاهما جسدا واحدا...؟ ام تكريس لازدواجية كأمر واقع، لمواجهة التهديدات الاسرائيلية؟ وهل سنصل الى وقت لا تعود فيه اسرائيل مصدر تهديد؟

البيان الوزاري

ورأى النائب طعمة، "ان في البيان الوزاري رؤى طموحة، تحيط بكل العناوين المعيشية والقضايا الوطنية، صيغت باسلوب هادىء يكرس منطق الحوار ويغلب صيغ التوافق، نرجو ان يسهل التضامن الوزاري امكان تطبيق فعلي لمضامين البيان، والا تطفو الخلافات معرقلة مسيرة الدولة، فنجد انفسنا قد شبعنا كلاما معسولا ووعودا في الهواء".

وقال: "ما تم الاتفاق عليه لم يكن تشريعا لسلاح "حزب الله"، بل التعامل معه بواقعية تسووية. نعم نحن امام اقرار بوجود هذا السلاح، وهو امر لا يمكن انكاره، مع التأكيد على امكانية استخدامه من قبل الدولة صاحبة القرار والمرجعية، واما الاليات العملية لتنفيذ ذلك فهي برسم طاولة الحوار. وان اعتبر البعض ذلك تنازلا من قبل قوى الرابع عشر من اذار، فتبقى السياسة فن الممكن، وتكريس التفاهم اليوم عند هذا الحد خير من ان تبقى امور العباد وعجلة اطلاق ورشة الانماء في مهب الريح، وذلك على طريقة ما نسب الى عمر بن العاص في كلامه لابنه عبد الله "يا بني سلطان عادل خير من مطر وابل، واسد حطوم وخير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم".

وتابع: "ولكي لا تبدو الامور وكأنها المثلى، لا بد من صوت يذكر بالاصول دون ان يعطل مسيرة الدولة، ولعل التعبير عن ذلك الصوت جاء من خلال التحفظ، من هنا تبرز اهمية التحفظ على البيان الوزاري، والاهم ان هذا التحفظ تبنته مجموعة من قوى الاكثرية كي تقول ان النص ليس هو المثال المرتجى، ولم يتبناه الجميع بطبيعة الحال لاننا ارتضينا الواقع سبيلا لاطلاق ورشة البناء، وتتويجا للجهود الجبارة التي بذلها بحكمة دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي ان تنازل فبفخر نقولها، تنازل لاجل لبنان وعزته وكرامته، وهذا من شيم القادة الكبار، الذين يسطرون التاريخ بعزة واباء.

ويبقى ان نؤكد ان ما يحاول البعض تسويقه ان ثمة خلافات بين المتحفظين وباقي مكونات قوى الاكثرية، هو محاولة فاشلة للتمويه على الرسالة الواضحة الآنفة الذكر، التي حاولت قوى الاكثرية مجتمعة، من خلال تحفظ بعض وزرائها، ايصالها الى جماهيرها اولا، والى الشركاء التوافقيين ثانيا".

الغاء الطائفية السياسية

وأكد النائب طعمة "ان اتفاق الطائف جاء مؤسسا لصيغة الميثاق المتوازن، ليطوي صفحة حرب، ويطلق الجمهورية الثانية، ويخرج بالتالي الذهنية اللبنانية من مرحلة الاقتتال، الى مرحلة بناء الدولة، بأثمان غالية قدمت، ودماء زكية بذلت. لذلك نحن مع الالتزام الكامل بهذا الاتفاق، واذا كان ينص على تشكيل هيئة وطنية لالغاء الطائفية السياسية فان البحث في الموضوع يجعلنا نتوقف عند رأيين اثنين. ثمة قائل ان الغاء الطائفية السياسية، سيؤدي حتما الى تغليب اكثريات طائفية ودينية من لون معين، على اقليات في الوطن، وهذا يعني انهاء لبنان او عدم الحاجة اليه ككيان ورسالة وتجربة عيش مشترك.

وهناك من يقول باستحالة الغاء الطائفية السياسية ما لم يتم اولا: فصل الدين عن الدولة الغاء المواد الدستورية التي تكرس الطائفية، وتأسيس احزاب سياسية غير طائفية ينتمي اليها مسلمون ومسيحيون".

أضاف: "وامام هذين الرأيين والحاجة الى تطبيق الطائف بالكامل، لنتبين الثغرات والاشكاليات الناجمة عن تطبيقة، تبرز الضرورة الكبرى لخلق مسار ديمقراطي نحو الدولة المدنية العابرة للطوائف. وهنا نسأل، هل يمكن لهذا المسار ان يبصر النور في ظل هيمنة طرف، واستقوائه بسلاح وان اعطي صفة المقاوم، دون غيره من الاطراف؟

ومن جهة اخرى تبرز اشكالية دستور الطائف الذي نص ان يكون التمثيل النيابي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. والدستور هنا اعتمد الطائفية السياسية. فهل سنناقش في هذا الاطار تعديل الدستور ايضا. وكذلك اعطاء رؤساء الطوائف الدينية صلاحية الاعتراض على عدم دستورية القوانين المتعلقة بالاحوال الشخصية أليس الامر تكريسا للطائفية السياسية بالفم الملآن؟"

واعتبر "ان التخوف يبقى من توقيت الطرح، ويحق لنا ان نخشى من كونه قنبلة دخانية للضغط على طاولة الحوار بهدف ابقاء الامر الراهن على ما هو عليه. وفي هذه الحالة لا بد من العودة الى اصول اللعبة الديموقراطية كما في كل بلدان العالم، الاكثرية تمارس السلطة وتحكم، والاقلية تعارض، والناس تحاسب وتعبر عن رأيها في صناديق الاقتراع".

العلاقة مع سوريا

وعن العلاقة مع سوريا، قال النائب طعمة: "لا يمكن لاحد ان ينكر ان سلوك سوريا في لبنان كثيرا ما جعلها تخسر ثقة ابناء هذا الشعب، حيث امست شعارات الاخوة بين الشعبين اشبه بنغم ثقيل على الاذان. وهذا ليس بمنطق سليم ولا بحال مقبولة. واستنادا الى الروابط التاريخية والاخوية بين الشعبين، وكون سوريا مدخلنا الطبيعي الوحيد الى العالم العربي، وبحكم الجيرة والقربى، لا يمكن لاي محب للبنان الا ان يسعى لتمتين الروابط الاخوية بين البلدين، وتنقية العلاقة بينهما من كل شائبة، لتقوم على الندية والمساواة والاحترام الكامل لسيادة واستقلال كل بلد، بعيدا عن منطق الهيمنة والفرض والاستقواء. ويبرز في عكار التداخل الجغرافي ، واهمية الحركة التجارية في الاتجاهين، فضلا عن اواصر القربى والروابط الروحية".

أضاف: "وطالما انه ليس بالسياسة وحدها تحيا الاوطان، نتطلع الى بعد جديد في العلاقات السورية اللبنانية، يكرس اولى دعائمه دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي سيزور الشام كرئيس حكومة كل لبنان مؤكدا ارادة التفاعل الحي وحسن الجوار، كما فعل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".

وتابع: "ويبقى ان نأمل تموضعا سوريا جديدا في قلب المعادلة العربية، لتتضافر جهود العرب في نصرة قضاياهم المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، ففي تبعثر العرب خدمة لاسرائيل، وفي وحدتهم قوة يستفيد منها لبنان كما تستفيد منها كل دولة عربية".

وأكد "أن التحديات كبيرة، وثورة الارز لا يمكن ان يخبو ايقاع حركتها طالما ان شباب لبنان، بوعيهم مستيقظون، وبارادتهم لكل جديد مستعدون، وفي سبيل لبنان وعزته، التضحيات الجسام يقدمون".

 

مشروع قانون في الكنيست يحظر رفع الآذان في المساجد

تقرير أوروبي يدين بشدة سياسة إسرائيل في القدس

اللواء/انتقد الاتحاد الاوروبي بشدة في تقرير سياسة اسرائيل في القدس الشرقية، متهما اياها بمواصلة "الاستيطان" في القطاع الشرقي من المدينة المقدسة على حساب الفلسطينيين· وتزامن هذا التقرير مع طرح مشروع قانون على الكنيست الإسرائيلي يحظر رفع آذان الفجر في مساجد القدس والمدن الاخرى ذات كثافة سكانية فلسطينية·

وكشف التقرير الاوروبي ان اسرائيل تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في القدس الشرقية وتنفذ بوتيرة متسارعة تغيرات على الارض· وقال "ان ما يميز تطورات الوضع في القدس الشرقية خلال العام 2009 هو استمرارية الاستيطان، وعدد كبير من اوامر هدم بيوت واوامر اخلاء بيوت اخرى"· واضاف "ومن الناحية العملية، تواصل اسرائيل بنشاط عملية اضعاف المجتمع الفلسطيني في القدس الشرقية واعاقة التطور المدني فيه وعزل القدس عن باقي اراضي الضفة الغربية"·

وتابع "ومنذ زمن بعيد تخطط اسرائيل وتنفذ مشاريع تقوض امكانية ان تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، ما يجعل تدريجيا حل الدولتين غير ممكن"· وتحدث التقرير عن الاوضاع الصحية والسكن والتعليم والجمعيات الاستيطانية وسياسة التمييز التي تعتمدها بلدية القدس فقال ان "اسرائيل كقوة محتلة وبلدية القدس كونهما مسؤولتين عن تقديم خدمات لسكان القدس الشرقية الذين يشكلون نحو 35% من السكان (250 الفا)، الا ان البلدية لا تخصص من ميزانيتها سوى 5% الى 10%" لهم· واشار التقرير الى سوء الطرقات وغياب الخدمات العامة في القدس الشرقية، و"هذا الوضع مغاير للقدس الغربية"·

وتحدث التقرير عن قلة تراخيص البناء· وقال "خلال السنوات الاخيرة صدر اقل من مئتي رخصة بناء بينما يحتاج السكان الى نحو 1500 ترخيص سنويا"· واشار الى "هدم اكثر من 600 بيت لعدم حصولها على تراخيص بناء منذ 2000"، و"في العام 2009 شرد اكثر من 200 فلسطيني معظمهم اطفال عن بيوتهم التي هدمت"، موضحا ان هناك "قائمة طويلة من اوامر الهدم على لائحة الانتظار في احياء بيت حنينا والثوري والطور ووادي حلوة قد ينتج عن هدمها تشريد نحو 60 الف فلسطيني"· واضاف "ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة انتهجت بشدة سياسة نقل السكان اليهود الى الارض الفلسطينية المحتلة، ونتيجة لذلك، فان اكثر من 30% من القدس الشرقية تمت مصادرتها بحكم الامر الواقع"·

وتابع التقرير "ان 37% من العدد الاجمالي من مناقصات بناء الوحدات السكنية في المستوطنات بين 2001 و2009 تقع في القدس الشرقية ويعيش الان نحو 190 الف مستوطن في 12 مستوطنة في القدس الشرقية"· وكشف التقرير ان "هناك وثائق منذ 1970 تعود الى بلدية القدس التي خططت لزيادة عدد السكان اليهود عن العرب بشكل كلي في معركة تسمى "المعركة الديموغرافية" تستخدم اسرائيل فيها سياسة الاستيطان لتعزيز سيطرتها على القدس الشرقية"·

من جهة اخرى ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن الكنيست يدرس مشروع قانون جديد يحظر رفع آذان الفجر في مساجد القدس ومدن ذات كثافة سكانية فلسطينية·وتقدم بمشروع القانون النائب عن حزب "كاديما" أريه بيبي، بزعم أنه تلقى طلبات خطية وشفوية عبرت عن انزعاج ملايين اليهود من رفع الأذان في ساعات الفجر الأولى، حسب تعبيره· وقال أن هذه "القضية باتت مشكلة عالمية في كل دولة يعيش فيها مسلمون إلى جانب أبناء طوائف دينية أخرى"، مضيفا "ما جرى في سويسرا من حظر لبناء مآذن للمساجد دليل على أن البشرية بدأت تعالج هذه المشكلة" على حد زعمه·

( ا·ف·ب- أ·ش·أ·- رويترز)

 

                        

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
5 كانون الأول/2009

انجيل متى 21:15-28

ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا. وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا. فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين اصرفها لأنها تصيح وراءنا. فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فاتت وسجدت له قائلة يا سيد اعني. فأجاب وقال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة.

 

مطالبة بكركي بتخيير "حزب الله" بين الدولة الواحدة أو "الانفصال"!

 أوساط سياسية وروحية واغترابية تدعوها إلى تحديد شروط "العيش المشترك" في ندائها الحادي عشر

مقاتلون من "حزب الله" خلال أحد العروض العسكرية في الضاحية الجنوبية لبيروت

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة/دعت اوساط سياسية وروحية مسيحية في لبنان وواشنطن وباريس البطريرك الماروني نصرالله صفير واساقفة الطائفة الى "حسم مواقفهم المتتالية من قضية سلاح "حزب الله" بعد تبلور مضامين الوثيقة التي اعلنها امينه العام حسن نصرالله الاسبوع الفائت وحدد فيها اطر دويلته الطائفية على اساس "مبادئ الولي الفقيه وعقائده السياسية والدينية", واصراره على ان تكون مقاومته رديفا للجيش اللبناني وقيادته صنوا للدولة, وبعد ما سمعوه من حصان طروادته ميشال عون خلال حضوره اجتماع المطارنة الموارنة في بكركي الاربعاء الفائت من طروحات حول ذلك السلاح لا تختلف في شيء عن طروحات "وليّه الفقيه" نصر الله, وذلك في موقف علني موحد وحازم يحدد الخطوط العريضة الثابتة والاساسية والنهائية للمسيحيين في لبنان على ضوء التطورات الداخلية الخطيرة التي غيرت الكثير من ملامحه المشرقة منذ "النداء الاول" للمطارنة العام 2000 الذي خلخل الاحتلال السوري تمهيدا لاقتلاعه من جذوره بعد خمس سنوات في ابريل 2005".

وطالبت قيادات سياسية في "الاتحاد الماروني العالمي" والمؤسسات اللبنانية الاغترابية في كل من واشنطن وسيدني واوتاوا وباريس البطريرك واساقفته في بكركي امس بإصدار "النداء 11" الذي "يحدد ثوابت المسيحيين اللبنانيين في الداخل والعالم على اساس الامتناع عن المشاركة في وطن بات جزء من ملامحه التاريخية ايرانيا وجزء آخر سوريا, يجري الدفع به بالقوة وبسرعة نحو الدول المارقة ومحاور الشر والحروب والويلات رغما عن ارادة الشريحة الاوسع فيه المتمثلة بالغالبية النيابية والحضارية والديمقراطية الجانحة نحو السلم والاستقرار والعيش الكريم".

وقالت القيادات في اتصالات ب¯"السياسة" في لندن منذ اعلان نصرالله وثيقة حزبه الثانية هذا الاسبوع, ان "نداء بكركي الحادي عشر" يجب "ان يحسم الموقف المسيحي مرة واحدة والى الابد من النظرة النهائية الى لبنان المنشود مستندا الى الطوائف الاسلامية الاخرى المتعاطفة مع طروحات المسيحيين حول السيادة والحرية والاستقلال وتحويل البلد الى واحة امان وسلام واطمئنان وبحبوحة, وهي الشريحة الاسلامية الكبرى ممن تحول "لبنان اولا" الى شعارها الذي كانت البطريركية المارونية وبطاركتها المتعاقبون, رفعوه منذ عشرات السنين وحصلوا من خلاله على الاستقلال, ومازال حتى الآن مرفوعا في وجه الدويلات الهجينة داخل الدولة المتخمة بالسلاح والمال الخارجيين وبالتنظيمات الميليشاوية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية غير المرتبطة بالكيان, وفي وجه المد الطائفي - المذهبي العلني - (ولاية الفقيه) الذي حظره اتفاق الطائف وافتى بإلغائه والحد من تعاظمه باتجاه قيام دولة مدنية متنوعة تحترم خصائص الطوائف الثماني عشرة التي منها يتكون المجتمع اللبناني ولا تتصارع في ما بينها على اسس طائفية او مذهبية رجعية, مع التمسك بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن والمحافل الدولية الاخرى لصالح قيام الدولة اللبنانية الحقيقية".

ورأت القيادات السياسية والروحية اللبنانية ان "النداء 11" يجب ان "يجري اطلاقه بالتشاور مع اغلبية اللبنانيين التي سيطرت على الانتخابات البرلمانية الاخيرة, ومن ثم على حكم البلد بكل مفاصله كما هو مفترض في الانظمة الديمقراطية, بحيث يُحدث الصدمة الكبرى على الساحات الداخلية والعربية والدولية ويفسح المجال امام تلمس اللبنانيين طريقهم الصحيح الى الانتهاء من مصائبهم وكوارثهم المتلاحقة المستمرة بسبب انتشار السلاح بين ايدي احزاب عقائدية دينية متزمتة تتخذ من نظام ولاية الفقيه في ايران شعارها في ممارسة هيمنتها على لبنان واللبنانيين, تماما كما يتخذ نظام آيات الله في طهران من برنامجه النووي واعتداده بترساناته العسكرية, شعاره الاوحد لابتزاز المجتمع الدولي والمجتمعات العربية الآمنة المستقرة, للوصول الى اهدافه الطائفية والمذهبية التي يحاول فرضها بالقوة على دول الشرق الاوسط.

وقالت القيادات اللبنانية ان "النداء 11" للبطريرك صفير واساقفة طائفته "سيمهد الطريق لعقد مؤتمر عام يضم مختلف الطوائف المسيحية ومن يشاء حضوره من الطوائف الاخرى, يضع برنامجا وطنيا شاملا مقتبسا من اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور الدولة, لكنه يحدد طرق العيش من الآن فصاعدا مع الطرف الآخر الذي يقوده رجال دين يخلطون العقيدة بالسلطة السياسية ويبنون عليها نهجهم الهجين المستورد لقلب نظام الحكم الديمقراطي الاستقلالي الحر نحو نظام ديني متعصب هو امتداد لنظام علي خامنئي المشتبك مع العالم بأسره بسبب آرائه ومعتقداته الرجعية".

واكدت "ان البطريرك صفير عندما يعارض طرح موضوع "إلغاء الطائفية السياسية" الذي اعاد نبيه بري حليف دويلة الولي الفقيه والضارب بسيفها طرحه, فإنه يقصد تماما رفضه إلغاء الطائفية من طرف واحد مسيحي وسني فيما هيكلية الحزبين الشيعيين, "حزب الله" و"حركة امل" قائمة على التطرف في فرض عقيدتها الدينية بالقوة, كما انها تقاد من رجال دين لا يؤمنون بالديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية المتحررة من القيود الطائفية والمذهبية, وهذا تحديدا ما يرمي اليه البطريرك الماروني من تكرار مقولته انه يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص طوال السنوات التي اعقبت اتفاق الطائف".

ونقلت القيادات اللبنانية عن مراجع روحية مارونية قولها انه "حيال عدم قدرة اللبنانيين لا الآن ولا غدا ولا بعد غد على تحقيق قيام الدولة الحرة المستقلة غير منقوصة السيادة خصوصا على كامل اراضيها, بسبب الغلو الطائفي والمذهبي لدى شريحة مهمة من الناس, وحيال غياب المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته المتعلقة بدعم هذه السيادة ونزع سلاح الميليشيات وتغليب القوة العسكرية للدولة على كل ما عداها من جيوش ومنظمات وفصائل ومجموعات تدار من خارج الحدود, وحيال التغيير الهائل الذي حدث في صفوف الطائفتين السنية والدرزية خلال الاعوام الخمسة الماضية باتجاه التمسك بلبنان ككيان يجب ان يستمر ويتعزز ويقوى, فإن "النداء 11" للمطارنة الموارنة يجب ان يطرح للمرة الاولى منذ الاستقلال موضوع "العيش المشترك" الوارد في الدستور على اساس فيدرالي او كونفيدرالي او اي نوع من انواع الحكم الذاتي لمرحلة متوسطة من الزمن, تقرر فيها الاطراف اللبنانية كافة, على اساس تجربتها, اما الاستمرار في الدولة الموحدة السيدة الحرة المستقلة من دون منافس, واما ذهاب كل فريق في طريق لأن الشعب اللبناني لم يعد قادرا على مواجهة اوضاعه المزرية الراهنة الذاهبة يوما بعد يوم من سيئ الى اسوأ". وكانت بكركي اصدرت حتى الآن منذ "بيانها الاول" العام 2000 عشرة بيانات اتسمت كلها بالخطورة, الا ان البيان الحادي عشر المطلوب يجب ان يكون الاشد تأثيرا وحسما بالنسبة لمستقبل ومصير لبنان".

 

تفرد عون وإلغاؤه الديمقراطية "فككا" تياره وخسارة الانتخابات البلدية تودي به إلى الهاوية

 تاريخ من النزاعات داخل "الوطني الحر" فجره استبعاد الجنرال الحزبيين من الحكومة

بيروت - "السياسة": يعيش "التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون أزمة داخلية حادة تشكل امتداداً وتجدداً لأزمة مزمنة عمرها من عمر التيار نفسه, وتعبر عن نفسها في كل مرحلة بتمرد مجموعة من القيادات, مدعومة من جزء من القاعدة الحزبية, على أوامر وتعليمات الجنرال. وقد أطلق الموجة الأخيرة من الاحتجاج اللواء عصام أبو جمرا الذي رفض مع عدد من القياديين تفرد عون بقرار توزير شخصيات غير حزبية لتمثيل التيار في الحكومة الجديدة, بالرغم من لقائه "الجنرال" في الأيام القليلة الماضية, لكن شيئاً لم يتغير في موقف الرجلين.

تاريخ من التشرذم

ولفهم طبيعة الأزمة المزمنة ينبغي العودة إلى البدايات, ف¯"التيار الوطني الحر" هو في الأساس مجموعات من المناصرين والمؤيدين في مناطق لبنانية مختلفة, رفعوا شعاراً سياسياً شعبوياً فضفاضاً هو دعم العماد ميشال عون يوم كان رئيساً للحكومة الانتقالية في عام 1989 والذي خاض حرباً عسكرية ضد الجيش السوري في لبنان. ومع خروج عون من قصر بعبدا في عام 1991 وانتقاله إلى باريس استمرت هذه المجموعات بالعمل متفرقة من دون أي إطار تنظيمي يجمعها ويوحد موقفها وحركتها, حتى أن تواصلها مع عون كان يتم بالمفرق من خلال زيارات بعض مسؤولي هذه المجموعات للجنرال في فرنسا. هذا التشرذم والانقسام كانت تبررهما الظروف التي كانت قائمة أيام الوصاية السورية, ما لم يسمح بقيام حزب متماسك يؤطر كل الأفراد والمجموعات.

وقبيل عودته إلى لبنان, أنشأ عون نواة حزب المستقبل من خلال جمع كل مسؤولي المناطق في إطار واحد اسمه "الهيئة التأسيسية" تتولى العمل على وضع النظام الداخلي للحزب وتنظيم الهيكليات التي ستنظم عليه بنية الحزب. ولكن هذه الخطوة كشفت سريعاً حجم التباينات في الطموحات الشخصية لدى كل مسؤول مجموعة أو منطقة, فتحولت الهيئة إلى ميدان صراعات فردية من جهة, وانقسمت من ثم إلى مجموعات محسوبة على هذا أو ذاك من زعامات التيار العوني.

وحدة ثم تململ

في مايو 2005 عاد عون من العاصمة الفرنسية في عز الاستعدادات للانتخابات النيابية, فالتف "العونيون" بجميع أطيافهم حوله لخوض المعركة, وذابت الخلافات الداخلية للحظة, وكذلك التف المسيحيون أيضاً حوله بعد أن استفزهم "التحالف الرباعي" في تلك الانتخابات, فنجح عون مع حليفه الياس سكاف في حصد 21 مقعداً نيابياً غالبيتها الساحقة مسيحية. ولكن مع نهاية المعركة تبين للعونيين أمران جوهريان, الأول أن الجنرال تخلى عن العديد منهم في الترشيحات للانتخابات النيابية وخصوصاً في دائرة جبيل - كسروان, والثاني أن فوزه في المتن وزحلة يعود إلى تحالفات مع رموز من عهد الوصاية السورية, وبدعم واضح من رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود, وكانت تلك بداية أزمة الثقة السياسية داخل "التيار الوطني الحر".

بعد الانتخابات باشر عون معركة الدخول إلى الحكومة فتوقفت الاحتجاجات الداخلية وخصوصاً من قبل كبار القياديين من طراز أبو جمرا أملاً منهم بالتوزير, لكن تعنت الجنرال في مفاوضاته مع الرئيس فؤاد السنيورة ومطالبته بالحصة الوزارية المسيحية كاملة أبعدته عن الحكومة نهائياً. جاء هذا الإخفاق السياسي ليعطي المعترضين على التفرد العوني حجة إضافية على ضرورة الشروع الفوري في عملية تحويل التيار إلى مؤسسة حزبية تنتخب قيادة جماعية.

عام مفصلي

شكل عام 2006 مفصلاً هاماً في حياة "التيار العوني", حيث رضخ الجنرال بالفعل لمطالبات قاعدته وقرر إطلاق عملية التأسيس, ولكنه قبل ذلك قام بخطوتين بالغتي الأهمية والخطورة في حياة التيار السياسية, فوقع بقرار منفرد ورقة التفاهم مع "حزب الله" في فبراير, بعد أن تفاوض صهره جبران باسيل على مضمونها مع الحزب, فنسفت الورقة كل الفلسفة السياسية والنضالية التي قام عليها وراكمها تياره خلال عقد ونصف العقد, ثم قرر استباق العملية الديمقراطية داخل هذا التيار, فنظم سلفاً عملية اختيار قيادته المستقبلية.

وفي شهر يونيو انعقدت الهيئة التأسيسية التي تضم 150 عضواً وعلى جدول أعمالها إقرار النظام الداخلي للتيار, والتي كانت لجنة مصغرة ومكلفة من عون وضع مشروعه, وأبرز ما في هذا النظام آلية تشكيل القيادة (المكتب السياسي), إذ اقترح عون أن يعينهم بنفسه ومن ثم ينالون دعم المؤتمر العام, وفي المقابل اقترح المعارضون أن يجري انتخابهم مباشرة من المؤتمر. تواجه الاقتراحان وجرى التصويت دخل الهيئة التأسيسية فربح اقتراح عون بفارق بسيط بعد أن تم استبعاد حوالي ثلاثين صوتاً معارضاً "لأسباب تقنية".

خرج مؤسسو التيار الفعليون من ذلك الاجتماع خائبين يراودهم شعور بأن الجنرال لا يريد حزباً ديمقراطياً, إنما يريد الاستمرار في ما اعتاد عليه خلال حياته العسكرية السابقة, أي إعطاء الأوامر فحسب.

بعد ذلك, وقعت حرب يوليو 2006 ومضى عون في خياره السياسي الجديد في تغطية "حزب الله" ومغامراته العسكرية, ولم يجد موقفه هذا إلا الاعتراض والاحتجاج الصامت دخل تياره. وعندما بدأ "حزب الله" وحلفاؤه تحركهم الانقلابي في الشارع بالتظاهر واحتلال وسط العاصمة, شارك عون في هذه الحركة من دون تياره, فكان اللون البرتقالي الأقل حضوراً في ساحات بيروت وشوارعها.

في نهاية عام 2007, كان مقرراً عقد المؤتمر التأسيسي الأول ل¯"التيار الوطني الحر", وروج الإعلام العوني معلومات عن استعدادات حثيثة لإنجاح انطلاقته التأسيسية, ولكن الواقع أن اللجنة التنفيذية المنبثقة عن اجتماع الهيئة التأسيسية, والمكلفة تنظيم المؤتمر, شهدت خلافات كبيرة بين أعضائها وانتهت إلى الانقسام على نفسها, وتوقفت عن العمل وعقد الاجتماعات في أغسطس 2007, وطار المؤتمر في مهب الخلافات, خصوصاً أن حالة التململ السياسي بلغت أوجها مع انخراط عون في عملية تعطيل الانتخابات الرئاسية في خريف ذلك العام, ما شكل سبباً إضافياً لاعتكاف كثير من الناشطين العونيين في منازلهم أو الانتقال إلى أحزاب سياسية أخرى.

موجة جديدة

في عام 2008 استمر التخبط الداخلي في "التيار الوطني الحر" ولم يستطع عون إعادة جمع فلوله لعقد المؤتمر وفق رغبته. كانت القاعدة الحزبية قد ابتعدت عنه إلى غير رجعة, فانفرط عقد قطاع الطلاب والشباب, فخسر التيار كل الانتخابات الطالبية في الجامعات على المستوى الوطني. وانقسم قطاع النقابات, فخسر التيار أيضاً الانتخابات النقابية حيثما خاضها. ولكن ما أنقذ الموقف جاء من خارج التيار, إذ قدم "حزب الله" لحليفه عون هدية الدخول إلى الحكومة رغم انحسار شعبيته المسيحية ورغم انفراط عقد قاعدته الحزبية, فدخل "التيار الوطني" إلى حكومة الرئيس السنيورة الثانية محمولاً على سلاح انقلاب مايو 2008. فاستغل عون الفرصة ليسكت الاحتجاجات القيادية, من خلال توزير ثلاثة حزبيين من الرعيل الأول هم أبو جمرا وماريو عون وجبران باسيل, مع وعود كثيرة لآخرين بترشيحهم للانتخابات النيابية المقبلة.

ومع نهاية 2008 وبداية عام 2009, سرعان ما تبخرت الوعود الانتخابية, عندما لاحظ عون أنه لا يستطيع إرضاء جميع الحزبيين لسببين, الأول كثرتهم, والثاني أنه يحتاج إلى أكبر عدد من المستقلين غير الحزبيين, ولأصوات ناخبيهم لخوض الانتخابات وربحها. وقد جاءت النتائج لتؤكد الكارثة التي حلت بالقاعد العونية, إذ احتاج عون إلى حلفائه الشيعة وحزب "الطاشناق" الأرمني ليفوز بالمقاعد التي نالها وبنسب تراجعية عما حازه في انتخابات 2005.

قاد أبو جمرا في دائرة الأشرفية, وآلان عون في بعبدا, وسيمون أبي رميا في جبيل, وزياد اسود في جزين, ونبيل نقولا في المتن, وسليم عون في زحلة, معارك داخلية وعلنية لفرض ترشيحهم في الانتخابات, بعدما تناهى لهم أن باسيل يعمل على إبعادهم, فاستطاعوا كل في دائرته تأليب القاعدة الحزبية وفرضوا أنفسهم في نهاية المطاف, وبغض النظر عمن فاز منهم, وكيف فاز في الانتخابات, فإن موجة الاحتجاجات هذه تركت أثراً عميقاً سيكبر بعد ذلك.

انقسام طائفي

مع تشكيل الحكومة الجديدة استبعد عون الوزراء الحزبيين باستثناء صهره باسيل, واستبعد أيضاً الوزير الأرثوذكسي الوحيد أبو جمرا فثار الأخير على تفرد عون وخرج خلافهما إلى وسائل الإعلام. وللمرة الأولى في تاريخ التيار يظهر الانقسام الطائفي داخله بين موارنة يمثلهم عون وأرثوذكس يمثلهم أبو جمرا. وقد أخذ الأخير على الجنرال أنه تنازل عن موقع نائب رئيس الحكومة الأرثوذكسي ليركز جهده على نيل المقاعد الوزارية المارونية, علما أن 70 في المئة من القاعدة الشعبية للتيار هي من الروم الأرثوذكس. ورد أنصار عون أن الأشرفية الأرثوذكسية خذلتنا في حين أن كسروان المارونية لم تفعل, أما في المتن فسبب فوزنا لم تكن هذه الطائفة أو تلك, بل الأرمن "الطاشناق".

وقد تفاعل الخلاف الأخير ووصل إلى حد انسحاب أبو جمرا ومن معه من التيار, فاتخذ عون قرارا بمنعه من دخول الرابية, فرد الأول بالدعوة إلى اجتماعات جانبية للقيادات المعترضة على تفرد الجنرال, وبالفعل بدأت حركة أبو جمرا تكبر داخل التيار فاضطر عون للاجتماع به لمعالجة الموقف من دون جدوى, طالب أبو جمرا باجتماع للهيئة التأسيسية فرد عون بأن صلاحيتها ومهمتها انتهت. ثم شكل الأخير لجنة مركزية تنظيمية لمعالجة الأزمة وتضم جبران باسيل, بيار رفول, نعيم عون, زياد عبس, ناجي حايك, شربل حبيب, كارلا سعادة, رومل صادر, نبيل شديد وغابي عبود, ومعظمهم من الموالين لعون شخصياً. فتشكلت هيئة قيادية موازية للمعارضة في التيار يقودها أبو جمرا وتضم كمال اليازجي, يوسف سعد الله الخوري, وأنطوان الخوري سعد. وتريث آخرون في الانضمام إليها.

إضعاف وإنهاك

في الجهة المقابلة يؤكد المعترضون أن حركتهم لا تهدف إلى الانشقاق عن عون بل تصويب مسار "التيار الوطني" وإعادة تأسيسه كحزب على أسس ديمقراطية سليمة. ويشيرون إلى أنه في الوقت الذي يتقهقر التيار تنظيمياً وسياسياً تخطو الأحزاب المسيحية الأخرى مثل "الكتائب" و"القوات اللبنانية" خطوات جبارة في تنظيم صفوفها وتأطير قواعدها, ويتجلى ذلك في المعارك الانتخابية التي يخوضونها ويفوزون بها.

ويؤكد المعارضون أن الفرصة سانحة لمعالجة الوضع الداخلي للتيار بعد أن انتهت الانتخابات النيابية وتشكلت الحكومة الجديدة, وبالتالي فإن عدم وجود استحقاقات سياسية وطنية خلال سنة كاملة تقريباً يتيح الوقت لهذه المعالجة.

ويلفت المعترضون إلى أن خسارة الانتخابات البلدية المقبلة قد تودي بالتيار الوطني إلى الهاوية إذا تمت إدارتها بالعقلية القديمة, هذه الانتخابات تعكس التمثيل الطائفي الواضح للقرى والبلدات, حيث لا تحالفات مع "حزب الله" أو "الطاشناق" يمكن أن تدعم التيار على غرار الانتخابات النيابية.

إزاء تأكيد المعترضين أنهم باقون في "التيار الوطني" لإصلاحه من الداخل, ولكنهم في المقابل معتكفون عن العمل في الأوساط الشعبية بانتظار تجاوب عون مع دعواتهم, فإن المتوقع هو أن تطول الأزمة, ويطول عمر قيادة عون الأحادية لتيار ضعيف ومنهك ومفكك.

 

 أخبار المستقبل

أشارت معلومات لتلفزيون"المستقبل"، "أن حرس الحدود السورية استدرج المواطن اللبناني موفق حسن دقو وقتله من منطقة طاسيل، الواقعة على الحدود اللبنانية- السورية"، مشيرة إلى "أن جثته لم تظهر بعد". ولفتت إلى "أن دقو مطلوب من القضائين اللبناني والسوري بتهمة تهريب السيارات

 

مقتل خاطف فتاة من آل زعيتر وجرح ابنه خلال ملاحقته في بعلبك

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك انه خلال تنفيذ قوة من الجيش مهمة أمنية في منطقة الكنيسة غرب بعلبك، ترجل المدعو حسني زعيتر من سيارته، وبادر الى فتح النار في اتجاه عناصر الجيش، الذين ردوا عليه مما أدى الى مقتله وإصابة ابنه بجروح، وقد تم على أثر ذلك تحرير الفتاة القاصر رولا زعيتر التي سبق أن خطفها في تاريخ 3/11/2009. وأفاد مندوبنا أن دياب مطلوب بعدد كبير من مذكرات التوقيف وبلاغات البحث والتحري بجرم إطلاق نار في أوقات مختلفة وحيازة مخدرات وإحراق منزل أحد المواطنين في بعلبك. ولاحقا، صدر عن مديريةالتوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي:

"قبل ظهر اليوم، وخلال تنفيذ قوى الجيش مهمة أمنية في منطقة الكنيسة – غرب بعلبك، ترجل المدعو حسني زعيتر من سيارته وبادر إلى فتح النار من سلاح حربي في اتجاه عناصر الجيش، الذين ردوا على مطلق النار بالمثل، مما أدى إلى مقتله وإصابة ابنه بجروح، وقد تم على أثر ذلك، تحرير الفتاة القاصر رولا زعيتر التي سبق أن خطفها في تاريخ 3/11/2009.

وتتابع قوى الجيش إجراءاتها الميدانية المعتادة في المنطقة".

 

عائلة جوزف صادر التقت بارود: يقاسمنا همّنا ولكن لا جديد لديه

الجمعة, 04 ديسيمبر 2009

بيروت - «الحياة» التقى وزير الداخلية زياد بارود عائلة الموظف في شركة «طيران الشرق الأوسط» جوزف صادر الذي اختطف في محلة طريق المطار في الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع العام الجاري، من دون أن يخرج عن اللقاء أي جديد في ما خص قضية اختطافه. وأكدت عفاف شقيقة صادر أن «بارود يشارك بصدق هم عائلتنا الكبير وهو يشعر بعدل قضيتنا وبالظلم اللاحق بنا وهو كأي فرد منا مثابر على كشف حقيقة مصير جوزف صادر ونحن نشكره على اهتمامه».وعن المستجدات نفت وجود معلومات جديدة حول القضية، وشكرت «رجل الدين الذي كان على تواصل مع المطران (راعي أبرشية طائفة الروم الكاثوليك في صيدا والجنوب، الياس) حداد وأبلغه أن أخي موجود وصحته جيدة ولا نعرف أكثر من ذلك». ولفتت الى أن «رجل الدين لم يتصل بوزراة الداخلية إنما اتصل بالمطران حداد ومن منطلق إنساني أراد أن يطمئن عائلتنا ولم يضف أي معلومات جديدة».

وعن هوية رجل الدين وعما إذا استدعي لمعرفة مصدر معلوماته، قالت: «لم يحصل ذلك ولا نعرف»، ثم تدخلت ابنتها لتضيف: «نريد أن نقتنع بأن الأجهزة الأمنية تقوم بعملها ونتمنى أن يكونوا قد سألوا رجل الدين (الشيخ)، لكن نحن كعائلة لا نعرف أكثر من المتداول إعلامياً». وتابعت عفاف صادر: «لو لم يكن لدينا ثقة ببراءته وحسن سيرته لما كنا صبرنا».

ونفت أن يكون رجل الدين الذي تحدث عنه حداد أطلع العائلة عن مكان وجود صادر، معلنة أن «الشيخ قال للمطران ما قاله من منطلق إنساني خصوصاً عندما شاهد والدة جوزف صادر على التلفزيون». ونفت أيضاً ان «يكون المطران حداد عرف اسم هذا الرجل الدين (الشيخ)، لكنه قال لنا إنه شيخ جليل ومحترم». والتقى بارود عضوي تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي آلان عون وحكمت ديب الذي نقل عنه «أمله في تعديل بعض المسائل المتعلقة بالانتخابات البلدية»، لافتاً الى «أننا أعطيناه رأينا بهذا الخصوص وطلبنا إليه بعض التصحيحات التي وضعناها في برنامجنا وأطلقناها في محطات سياسية عدة».

 

شامباين: نتعاون مع الحكومة اللبنانية باستثناء وزراء "حزب الله"

نهارنت/اكدت مديرة مكتب مصر والمشرق في وزارة الخارجية الاميركية نيكول شامباين انه لا يوجد عائق امام التعاون مع اي مسؤول في الحكومة اللبنانية "باستثناء وزراء "حزب الله".

ولاحظت شامباين في حديث الى صحيفة "السفير" ان الوثيقة الاخيرة التي اصدرها الحزب في العام 1985 "وضعت اولوية اكبر لقضية الدولة الاسلامية في لبنان"، بينما هذه الوثيقة الجديدة كانت اكثر محاولة لاستعراض القوة بوجه الولايات المتحدة واسرائيل "ليس واضحا بالنسبة لي ان هذا الامر يساعد على احراز تقدم نحو السلام والامن في المنطقة بما فيه لشعب لبنان". واذ جددت الدعم الاميركي لرئيس الحكومة سعد الحريري، اعتبرت انه "يعود له الامر تماما ليقرر أين يريد الذهاب ومتى يريد الذهاب، لن نقوم بتوصيف زيارته الى دمشق، ولا نريد التأثير على زيارته، لبنان بلد مستقل. نريد من رئيس الوزراء ان يتطرق الى التحديات التي يواجهها بلده وينخرط مع اي بلد يراه مناسبا، نرى هذا الامر جزءا من تسلسل احداث طبيعي". ولفتت شامباين الى ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن في الرابع عشر من الشهر الحالي، " ستعطينا فرصة جيدة للتحدث مع سليمان عن الاولويات التي يراها في المرحلة المقبلة ونأمل ان نتمكن من دعم هذه الاولويات". واضافت ان "توقيت الزيارة جيد، لدينا الكثير من الاحترام لسليمان منذ توليه قيادة الجيش، نعرف ان لدى الحكومة اللبنانية الكثير لتفعله الان، نريد دعم الحكومة اللبنانية سياسيا واقتصاديا". واستبعدت شامباين "اي تسليم او اعلان عن اي مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني على هامش الزيارة"، لكن "الامور تتغير دائما"، مشيرة الى ان الادارة الاميركية ستؤكد لسليمان ووزير الدفاع الياس المر ان لديها "كل نية بان تواصل التزامها بمساعدة الجيش والقوى الأمنية وانها تتابع هذا الامر".

واشارت شامباين الى ان الادارة الاميركية تعمل بجهد لتعيين السفير الاميركي الجديد في دمشق وانها مسألة وقت قبل ان يعلن قريبا عن هذا الامر بعد تجاوز الامور البيروقراطية. Beirut, 04 Dec 09, 07:46

 

لندن تنفي أي تغيّر تجاه "حزب الله"

نهارنت/نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون، أن يكون هناك أي تغير في السياسة التي تنتهجها حكومة بلاده في التواصل مع "حزب الله"، في معرض رده على ما نُسب إلى وزير الخارجية ديفيد ميليباند في مقابلة صحافية بأنه سيستأنف المحادثات مع الحزب. وأضاف أن "الأشهر الماضية شهدت عدداً من الاتصالات واللقاءات مع أعضاء من "حزب الله"، لكن ليست هناك أي خطة لتغيير هذه السياسة أو تصعيد وتيرة الاتصالات مع الحزب". وأكد مارستون إن ما قاله ميليباند هو "موقفنا لم يتغير من "حزب الله"، ويدعو الأخير إلى نبذ العنف ولعب دور بناء وديموقراطي وسلمي في السياسة اللبنانية". وأوضح ان "هذه الجوانب سيتم النظر فيها على أساس كل حالة على حدة، ونحن مهتمون فقط في الحوار الجدّي مع "حزب الله" حول قضايا ذات أهمية وطنية للبنان والمنطقة، وليس لدينا أي أوهام حوله". وأعلن "أن صحيفة "ديلي ستار" استخدمت اجابات وزير الخارجية بطريقة كانت خارجة تماماً عن السياق". وكان ميليباند وفي مقابلة مع صحيفة "دايلي ستار" أعلن أنه سيستأنف المحادثات مع "حزب الله"، و"يريد الاتصال مع أفراد من الحزب في محاولة لإقناع المجموعة الشيعية الراديكالية بنبذ العنف ضد اسرائيل بعد أربع سنوات من قطع بريطانيا صلاتها مع الحزب، وبعد مرور عام على وضعها جناحه العسكري على لائحة المنظمات الارهابية". واعتبر مليباند "أن إجراء اتصالات مدروسة بعناية مع سياسيي "حزب الله" ومن بينهم نوابه، هو أفضل وسيلة لتحقيق تقدم في هذا الموقف».Beirut, 04 Dec 09, 07:56

 

ايران تدعم الحكومة وجليلي يلتقي الخليلين في دمشق

رحبت ايران بلسان أمين المجلس الأعلى للأمن

نهارنت/القومي الإيراني سعيد جليلي، بالتطورات الايجابية في لبنان، وأبدت دعمها الكامل للشعب اللبناني وحكومته الوفاقية الجديدة ولكل ما من شأنه أن يوطد أواصر الوحدة والتفاهم والوفاق بين اللبنانيين. هذا الموقف الايراني نقله المعاون السياسي للأمين العام ل "حزب الله" الحاج حسين الخليل بعد لقائه جليلي برفقة المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، في دمشق، الخميس، حيث جرى التباحث في آخر المستجدات الاقليمية وتطورات الوضع اللبناني. واوضح حسين الخليل ان "لقاء جليلي كان فرصة مهمة جداً لعرض مجمل الوضع في المنطقة بشكل عام وعلى الساحتين العربية واللبنانية بشكل خاص. وقال لصحيفة "السفير" اننا شرحنا للسيد جليلي التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية ولا سيما عملية تشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة سعد الحريري وأجواء التفاهم التي سادت عملية اقرار البيان الوزاري". Beirut, 04 Dec 09, 08:17

 

التحقيق مع "السيكامو": فتح الاسلام قتل فرانسوا الحاج وعيدو

نهارنت/أوردت صحيفة "الاخبار" استنادا الى مصادر واسعة الاطلاع ان فادي إبراهيم الملقب بالسكيامو، الموقوف لدى مخابرات الجيش اللبناني كشف في اعترافاته وقوف حركة "فتح الاسلام وراء اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب وليد عيدو. وقال السيكامو، إن أمير "فتح الإسلام"، عبد الرحمن عوض، أخبره أن مجموعة من التنظيم هي التي نفذت عملية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج، انتقاماً منه لدوره في معارك نهر البارد، مشيرا الى ان نعيم عباس كان في عداد تلك المجموعة. واعترف السيكامو إن عبد الغني جوهر نفذ جريمة اغتيال النائب وليد عيدو في منطقة المنارة عام 2007. (عبد الغني جوهر هو المُلاحَق بسبب الاشتباه في ارتكابه جرائم التفجير في طرابلس والبحصاص والعبدة التي استهدفت حافلتين ومركزاً للجيش، إضافة إلى دوره في تفجير دمشق خريف 2008 ومحاولة اغتيال قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما كان برتبة عقيد وغيرها من الجرائم).وتحدّث السيكامو عن مسؤولية "فتح الإسلام" عن التفجير الذي وقع في الأشرفية مع بداية أحداث مخيم نهر البارد في أيار 2007، ثم الانفجار الذي استهدف الكتيبة الإسبانية في منطقة سهل الخيام في حزيران من العام نفسه. فضلاً عن ذلك، اشار السيكامو الى أن مجموعة عوض نفذت أيضاً عملية التفجير التي استهدفت قوات اليونيفيل يوم 8/1/2008 في منطقة الرميلة. وكشف السيكامو أن مجموعة "فتح الإسلام" في مخيم عين الحلوة كانت قد اتخذت قراراً باغتيال مساعد مدير استخبارات الجيش العقيد عباس إبراهيم، خلال زيارته المقبلة لمخيّم عين الحلوة. وشرح الموقوف للمحققين الخطة التي كانت المجموعة قد أعدتها للاغتيال، محدداً اسم الشخص الذي كان مكلفاً إطلاق النار باتجاه إبراهيم من بندقية قناصة.  Beirut, 04 Dec 09, 09:11

 

بلمار: لا موعد مححدا لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال الحريري

نهارنت/ اكد المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار الذي واصل لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت الخميس، ان لا موعد محددا لصدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي تنظر فيها المحكمة. والتقى بلمار الخميس وزير العدل ابراهيم نجار. وكان اجرى لقاءات الاربعاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ترافقه نائبة المدعي العام اللبنانية القاضية جوسلين تابت. واكد بلمار للمسؤولين، بحسب البيانات الصادرة عن مكتبه، انه "لا يستطيع ان يحدد مهلة زمنية من اجل تقديم قرار الاتهام". وجدد القول ان "الهدف الرئيسي لزيارته هو اعادة احياء الامل لدى الشعب اللبناني ولدى الضحايا في شكل خاص، وطمأنتهم حول التزام المحكمة ببذل كل الجهود لتنفيذ مهمتها باستقلالية تامة". كما جدد "تفاؤله في ضوء التقدم الذي احرز في التحقيق"، مشيرا الى التزام المحكمة "اعلى المعايير التي تليق بها كمؤسسة قضائية محضة حرصها الوحيد هو فقط كشف الحقيقة في القضايا التي تقع ضمن اختصاصها". وشدد على "اهمية ثقة الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية بنزاهة المحكمة".

واوضح بلمار ان مهمة مكتب المدعي العام تكمن في "محاكمة الارهابيين وتحقيق العدالة للضحايا والمساهمة في وضع حد للافلات من العقاب في لبنان". Beirut, 03 Dec 09, 18:05

 

"ايباك" تطالب أوباما بوضع لبنان على قائمة الإرهاب 

٤ كانون الاول ٢٠٠٩ /أعرب الرئيس السابق للشؤون القانونية في منظمة "ايباك" دوغلاس بلومفيلد عن امتعاضه من زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن الأسبوع المقبل بهدف طلب زيادة المساعدة الأميركية للحكومة، مشيراً الى أن "الحكومة اللبنانية شرعت حق حزب الله في تحرير الأراضي المحتلة من اسرائيل بالطريقة التي يراها مناسبة". بلومفيلد وفي مقابلة مع مجلة "أسبوعية يهود واشنطن"، لفت الى أن "قوة حزب الله هي أكبر من قوة الجيش اللبناني، بل إن هناك من يرى أن عناصر مسلحة في الجيش تعرب عن تأييدها وولائها للحزب". وحذر بلومفيلد من أن "أي مساعدة عسكرية أميركية قد تصل إلى أيدي الحزب ويتمكّن من السيطرة عليها" كاشفاً عن أن "الولايات المتحدة زوّدت لبنان منذ فترة بثمانية زوارق مطاطية، ورغم أنها تبدو صفقة غير مهمة، لكنها زوارق تشبه تلك التي استخدمها الإرهابيون الفلسطينيون لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل". الى ذلك أشار بلومفيلد الى أن "رئيس الحكومة سعد الحريري يتزعّم ائتلافاً ضعيفاً يضم أقلية يقودها حزب الله، ولديها حقّ نقض قرارات الحكومة". وأضاف:"ان "استسلام الحريري أمام حزب الله قد يسبّب إدراج لبنان على قائمة الإرهاب التابعة للخارجية الأميركية"، لافتاً الى أن "لبنان كان يتمتّع حتى وقت قريب بتغاض (دولي)، لأن تنظيمات فلسطينية كانت تعمل في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة اللبنانية، لكن بما أن حزب الله أصبح جزءاً من الائتلاف الحكومي في لبنان، فإن المعادلة قد تغيّرت، وهناك سبب جيّد لإدراج لبنان على قائمة الإرهاب". وختم بلومفيلد حديثه مطالباً "الرئيس الأميركي باراك أوباما وأعضاء الكونغرس الأميركي بإطلاع الرئيس اللبناني خلال زيارته لواشنطن على "إمكان وضع لبنان على قائمة الإرهاب إن لم تسيطر حكومته على حزب الله"، رأى أن "تهديد واشنطن للبنان بوقف المساعدة العسكرية للجيش اللبناني، والتهديد بوضع لبنان على قائمة الإرهاب، قد يمثّلان نوعاً من الضغط (المفيد) على القوى اللبنانية التي ترغب في فصل نفسها عن الإرهابيين، والعمل على إعادة لبنان إلى الشعب اللبناني". المصدر: وكالات

 

أبو جمرة: "التيار الوطني" يتراجع وباسيل في حالة ضياع

لا حل مع "الجنرال" الا باحتكامه الى نظام "التيار"

٤ كانون الاول ٢٠٠٩ /النشرة

اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء الاسبق اللواء عصام ابو جمرة أن عنوان المشكلة بينه وبين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون هو مطالبته العودة الى النظام والرجوع الى الهيئة التأسيسية بعد تعيين وزيرين من خارج التيار لأن "في التيار كفوئين ناضلوا ويستحقون ان يوزّروا امثال اللواء نديم لطيف وما حصل في عملية التوزير الأخيرة أثار الاستياء".

أبو جمرة لفت الى أن التفرد في القرار يؤدي الى مشاكل والى انحلال الأحزاب في النهاية كما حصل لاحزاب عدة كالكتلة والاحرار، معتبرا أن التيار الوطني الحر يتراجع وما يثبت ذلك نتائج الانتخابات الطلابية والنقابية. وشدّد أبو جمرة على أنّه طالب العماد عون بالمعالجة بطرح الثقة بالوزراء أمام الهيئة التاسيسية فاذا نالوا هذه الثقة استحقوا توزيرهم ونظام التيار ينصّ على أنّه يمنع ان ينتمي المحازب الى حزب آخر.

واذ أكّد أبو جمرة أن لا خلاف شخصيا بينه وبين الوزير جبران باسيل كونه يعتبره كابنائه، شدّد على ما قاله العماد عون ان مبدأ الوراثة في التيار غير ممكن لأن لا أحد يستطيع ان يولي القيادة في ظل نظام الحزب الذي يحدد القواعد المتبعة داعيا بأن يطول عمر العماد عون قبل الحديث عن من سيخلفه.

وعن رايه في ما نشرته السفير في 30/11/2009 على لسان الوزير باسيل حين تحدّث عن "أن التيار ولد من رحم حركة طلابية" دعاه الى العودة لمقدمة ميثاق الحزب الصادر في ايلول 2005 معتبرا أن ما قاله غير محدّد وغير منسجم مع تاريخ التيار الوطني الحر وقال: "التيار ولد خلال عهد الحكومة الانتقالية التي كان يرأسها العماد عون وهو بالتالي نشأ من رحم صحوة الشعب اللبناني" في حينه كما ورد في مقمة الميثاق. كما استغرب ما قاله باسيل عن "ان التيار حالة غريبة عن الجسم اللبناني" قائلا:" ربما هو في حالة ضياع لكثرة انشغاله فحزب يمثّل 75% من المسيحيين لا يمكن أبدا أن يكون حالة غريبة... هناك الكثير مما قاله باسيل للسفير يتطلّب التصحيح".

وأصرّ أبو جمرة على ان "الحرب لم تعلن بينه وبين العماد عون خاصة أنّنا رفيقي عمر ودرب طويلة، كنّا معا منذ عام 1956 ومنذ الثمانينات من المجلس العسكري الى الحكومة الانتقالية فالمنفى، لطالما اختلفنا في الراي وتصارحنا فاتفقنا دون واسطة احد. لكن الحل هذه المرة بعد القرار لا يأتي الا بالاحتكام الى النظام.. و يأتي من الرابية لأن ما يهمنا مصلحة التيار الحر وليس مصلحتنا الشخصية والموضوع يجب ان يعالج ضمن التيار".

ورداً على سؤال عن لقاء العماد عون بالبطريرك الماروني نصرالله صفير قال أبو جمرة: "ما شاهدناه في بكركي مصافحة في وقت كنا نأمل أن نرى مصالحة ومصارحة" لتصفية القلوب ليأتي هذا التطور بنتائج ايجابية على لبنان واللبنانيين عامة. المصدر : النشرة

 

البطريرك صفير تلقى اتصالا من المفتي قباني مهنئا بعودته واستقبل وزير الصناعة ومستشاري الرئيسين سليمان والحريري وشخصيات

الوزير عبود: لمست ارتياحا تاما لديه كما لدى العماد عون عن لقائهما

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزير السياحة فادي عبود الذي هنأه بسلامة العودة.

وقال الوزير عبود، بعد اللقاء: "كالعادة وكما تعودت في كل مفترق من حياتي ان انطلق من بكركي التي تربطني بها روحانيا وتاريخيا كوني أحد ابناء الطائفة المارونية في لبنان، لذلك كانت الزيارة لاخذ بركة سيدنا ولوضعه في الاجواء والتصور للسياحة المستقبلية في لبنان، وأجرينا جولة افق حول المواضيع كافة، ونشكر الله على ان الاجواء في البلد ايجابية جدا وصريحة، والحكومة تثبت انها حكومة وحدة وطنية بكل ما في الكلمة من معنى، والتمترس الذي كان في الفترة السابقة شبه غير موجود، اليوم، ونأمل ان تنطلق الحكومة بثقة غالبية المجلس النيابي".

سئل: هل حضرت زيارة العماد عون الى بكركي في لقائك مع البطريرك صفير؟

اجاب: "حضرت لناحية تعليقي على ارتياح الشارع المسيحي واللبناني لهذا اللقاء، واللبنانيون مرتاحون جدا لاجواء هذا اللقاء والزيارة التي قام بها العماد عون، وتم اعتبارها ايجابية ولكن لم ندخل في التفاصيل".

سئل: بصفتك عضوا في الرابطة المارونية ووزيرا، هل ستستمر في السعي لانجاز المصالحات المسيحية؟

اجاب: "بدون ادنى شك، فالخلافات بين الموارنة اقل بكثير مما هم متفقون عليه، وما يهمنا هو ان نركز على نقاط التوافق وليس الخلافات، والاجواء اليوم تسير في هذا الاتجاه، وزيارة العماد عون الى بكركي اراحت الكثير من اللبنانيين ونأمل ان تكون بكركي كعادتها هي جامعة لجميع اللبنانيين وليس المسيحيين فقط".

وامل الوزير عبود، ردا على سؤال، "ان يكون موسم السياحة على ابواب الاعياد جيد جدا، نتيجة لاجواء الارتياح السائدة في البلد"، مشددا على "اهمية السياحة الداخلية والبرية والبحرية وتفعيلها لتطال المناطق اللبنانية كافة وليس بيروت فقط"، متوقعا "ان يكون الموسم السياحي في فترة الاعياد الافضل منذ عشرين عاما"، وآملا "ان يعود دور وزارة السياحة المغيب ايضا منذ عشرين عاما لناحية الاملاك العائدة لها وصلاحياتها".

واشار الى النسبة الكبيرة من محاضر الضبط للشرطة السياحية غير المنفذة، وقد احيل الملف كاملا الى وزير العدل. وشدد على ان الوزارة "لن تتساهل في اي مخالفة ضد السائح في لبنان، ولن يمر اي معتد لبناني على السائح دون عقاب".

وقال: "ان السياحة لا دين ولا مذهب ولا سياسة لها، فهي الدخل الاول للبنان وبالتالي لا ارى ان ثمة جهة سياسية تريد وضع العصي في الدواليب. ولقد وضعت رئيس الجمهورية ورئيس المجلس والحكومة في هذا الجو ولمست تعاونا من الجميع".

واكد وزير السياحة "المضي في العمل من اجل تفعيل السياحة المستدامة في لبنان، وقد قدمت لغبطته مجموعة كتيات عن السياحة الدينية صادرة عن وزارة السياحة وهذا النوع من السياحة نعتزم الاهتمام به بشكل جدي". وقال: "لا خطة متكاملة لدي، انما تصور عن مرافق القطاع السياحي كافة نأمل ان نحقق ما نصبو اليه، ولذلك لا يمكنني ان اضع مهلة معنية من اجل بلورة النتائج".

سئل: ماذا لمست لدى البطريرك صفير عن المصالحات وزيارة العماد عون؟

اجاب: "لمست ارتياحا تاما وشاملا وكاملا وهذا ما لمسته ايضا لدى العماد عون".

بعدها استقبل البطريرك صفير المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري، وجرى عرض للتطورات والمستجدات.

كما التقى المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور داوود الصايغ موفدا من قبل الرئيس الحريري للتهنئة بسلامة العودة من روما وجرى عرض لمختلف المواضيع المطروحة على الساحة الداخلية.

ومن الزوار على التوالي رئيسة المحكمة الدستورية في الغابون القاضية مبورانتسيو ماري مادلين، الرئيس الجديد لكاريتاس لبنان الاب سيمون فضول، رئيس مجلس ادارة مدير عام كازينو لبنان حميد كريدي، رئيس حزب الاصلاح الجمهوري شارل شدياق، المدير العام في وزارة الزراعة المهندس لويس لحود الذي عرض لاوضاع القطاع الزراعي واوضاع ابناء زحلة والبقاع.

وتلقى البطريرك صفير اتصالا هاتفيا من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني مهنئا بسلامة العودة.

 

ضو لموقع "القوات": التحفظ يختصر موقف 14 آذار مجتمعة ونأمل ان تكون زيارة عون إلى بكركي بمثابة عودة "الابن الشاطر"

أكد عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو ان التحفظ والاعتراض على بند المقاومة في البيان الوزاري من قبل وزراء مسيحيي 14 آذار هو عمل يعكس صدقية هذه القوى في التعاطي مع رأيها العام وانسجامها مع قناعاتها السياسية، وهو يختصر موقف قوى 14 آذار مجتمعة، واصفاً ما قام به الوزراء بعملية "ربط نزاع" تهدف لعدم السماح لحزب الله بالتلطي وراء البيان الوزاري مستقبلاً. وشدد على وجوب الذهاب إلى طاولة الحوار من دون قرارات مسبقة ووعود مسبقة بتشريع الأمر الواقع. ضو، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، تطرق إلى موضوع الديموقراطية التوافقية الذي تكلمت عنه وثيقة "حزب الله"، فأكد ان الموافقة على موضوع معيّن أوعدم الموافقة هو موضوع ميثاقي بين اللبنانيين، وبالتالي اذا أراد السيد حسن نصرالله تطبيق الديموقراطية التوافقية في موضوع "المقاومة" سيصبح هذا الموضوع مشكوكا فيه وغير دستوري وغير قانوني وغير حائز على الاجماع وعلى القبول بموجب الديموقراطية التوافقية نظراً إلى الاختلاف الموجود حوله. ولفت ضو إلى أن السيد نصرالله يريد تطبيق الديموقراطية التوافقية ضمن معادلة "ما لكم هو لكم ولي وما لي فهو لي وحدي". وأشار إلى ان السيد نصرالله يعتبر ان "المقاومة" هي شرط كمال وليس شرط وجود، وهو ما يشكل نقيضاً للديموقراطية التوافقية، وكأن سلاح "حزب الله" مستثنى من عملية الديموقراطية التوافقية، مشددا على ان هذه الديموقراطية يجب ان تطبق على موضوع السلاح أيضاً.

وعن زيارة العماد ميشال عون إلى بكركي، رأى ضو أن عون هو الذي يقترب من بكركي وليس العكس، مشددا على ان بكركي لا تغير قناعاتها وطروحاتها، آملا ان تكون هذه العودة بمثابة عودة "الابن الشاطر". ووضع ضو الزيارة في إطار سلسلة بدأها عون بمصالحة مع "تيار المستقبل" والرئيس سعد الحريري ومع النائب وليد جنبلاط، ومن ثم مع البطريرك صفير ومجلس المطارنة الموارنة، وهي ما تظهر كأنها مصالحة مع 14 آذار، ومع المجتمع اللبناني. وأضاف: "عندما يقول العماد عون إن بكركي هي مرجعية تاريخية ولها دورها التاريخي فهذا يعني أن عون يتراجع عن قوله السابق إن لا دور لبكركي في القضايا السياسية".

 

الاحرار:التحفظ عن الفقرة المتعلقة بسلاح "حزب الله" أفضل تعبير عن الواقع السائد والمتفاقم منذ أحداث 7 أيار

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء، وبعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

-نعتبر التحفظ عن الفقرة المتعلقة بسلاح حزب الله ودور مقاومته في البيان الوزاري أفضل تعبير عن الواقع السائد والمتفاقم منذ أحداث 7 أيار وتسوية الدوحة، وبرهانا قاطعا على الطبيعة الخلافية لمسألة تصميم حزب الله، الذي لا يوفر حجة ولا ذريعة، للاحتفاظ بسلاحه وبهيكلية دويلته. كما ننظر إلى هذا التحفظ كلفتة لا بد منها لأكثرية الناخبين الذين أعلنوا خياراتهم واقتناعاتهم في شكل حاسم في الانتخابات الأخيرة، من جهة، وكضمان وشهادة لاتفاق الطائف والدستور والتزام قرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701، من جهة أخرى.

يبقى انه، خلافا لرأي بعض أصحاب المصالح، ليس الوزراء الذين أبدوا تحفظا هم المفترض بهم ترك الحكومة إنما الذين أطاحوا نتائج الانتخابات، ونظروا للديمقراطية التوافقية وألبسوها الثوب الذي يناسب طموحاتهم وغاياتهم، والذين انتهكوا الطائف والدستور بمحاولتهم تشريع ازدواجية السلاح وتقديم مصلحة الدويلة على مصلحة الدولة، والذين يتحدون الشرعية الدولية ويكشفون لبنان أمام العدوانية الإسرائيلية.

إن ما نشير إليه وندينه يشكل عينة لممارسات الذين ينفذون انقلابا تدريجيا على المسلمات اللبنانية، مستغلين تشبث الأكثرية بأهداب الدستور والقوانين وبمستلزمات الوفاق والأمن والاستقرار. وهذا ما يرتب مسؤولية وطنية وأخلاقية على بعض الذين ينأون بأنفسهم عن مواجهة الواقع ويفضلون الرمادية في التعاطي مع سياسات ستجر الويل على كل الوطن إذ قدر لها النجاح.

- نعلن اننا لم نكن لنتوقف أمام الوثيقة السياسية لحزب الله، أو كنا قد قاربناها بشكل آخر، لو لم ينته الحزب إلى التماهي مع السلاح واستعماله في الداخل، جاعلا له دورا رادعا أو أقله ضاغطا في كل مفاصل الحياة السياسية لفرض نظرته وعقيدته وخدمة تحالفاته الإقليمية.

ونؤكد اننا، باستثناء بعض المقولات الإنشائية المعروفة الأغراض والتي تلغيها مبادئه المعروفة جراء أولوية الفعل، لم نلمس تغييرا أو انفتاحا كما راح بعض المطبلين يروجون له ويهللون. على العكس، فعلاوة على ولاية الفقيه كمسألة عقائدية وإيديولوجية وفكرية غير خاضعة للمراجعة كما جاء على لسان أمينه العام، فجديد الحزب إعلانه المواجهة الشاملة مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وحضه اللبنانيين على الإنخراط فيها.أما الباقي فأقوال مكررة نكرر بصددها الردود المناسبة. فعلى سبيل المثال ان تصويره خطر إسرائيل الدائم على لبنان يقصد منه نهائية احتفاظه بسلاحه وجعله المقاومة حالة دائمة، مستبقا نتيجة الحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية أو محاولا تحديد سقوف له. والأمر عينه ينسحب على الربط بين سلاحه وبين قيام الدولة القوية القادرة. ومعلوم أن الدولة تقوم بولاء كل أبنائها ودعمهم، من هنا دعوتنا إلى حصرية السلاح والمرجعية والقرار لصالح الدولة فتقوى عندها.

ومن المستهجن أن يربط كل الأمور والقرارت الوطنية تحت عنوان المشاركة، في إطار مفهومه للديمقراطية التوافقية، بما يضمن له حق النقض إلا في المواضيع التي تهمه حصرا، مثل السلاح والبنى التحتية الأمنية المخابرتية والارتباطات العقائدية والعسكرية وهذا غاية في التفرد والإستكبار.

أما الحديث المتكرر عن الطائفية السياسية في ظل التباهي بالولاء لعقيدة مذهبية هي ولاية الفقيه، وفي ظل أصولية زاحفة في التعاطي اليومي والممارسة فإنه قمة المناورة والاستغباء.

إننا نعتبر هذه الوثيقة الخاصة بحزب الله حق من حقوقه، وان الرد عليها يكون بالتزام الثوابت الوطنية والمبادئ الديمقراطية التي عليها يجب أن تقوم الدولة اللبنانية، والتي عليها المضي في التزامها قرارات الشرعيتين العربية والدولية، وترسيخ علاقاتها بالأشقاء والأصدقاء، ومحافظتها على خصوصية لبنان ورسالته، رسالة السلام والحرية والحضارة والحوار."

 

الرئيس سليمان عرض الاستعدادات لمناقشة البيان الوزاري مع الوزراء حرب وشهيب والقصار والنائبين موسى ودو فريج

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من وزراء العمل بطرس حرب والمهجرين اكرم شهيب والدولة عدنان القصار للأوضاع العامة السائدة على الساحة المحلية والاستعدادات للجلسة النيابية العامة المخصصة لمناقشة البيان الوزاري الذي ستطلب الحكومة ثقة المجلس النيابي على أساسه.

نائبان

وتناول الرئيس سليمان الشأن نفسه مع كل من النائبين ميشال موسى ونبيل دو فريج إضافة إلى التطورات الراهنة.

عميد السلك القنصلي

واستقبل رئيس الجمهورية عميد السلك القنصلي جوزف حبيس الذي أطلعه على نشاطات السلك في تعزيز العلاقات الثنائية للبنان مع سائر الدول.

وشدد الرئيس سليمان على الدور الذي يقوم به القناصل على هذا الصعيد.

وقال حبيس: "أطلعت فخامة الرئيس سليمان على جولتي الاغترابية الاخيرة وأوضاع بعض المغتربين ومشاركتي في التكريم الذي أقيم في نيويورك لنائب دولة رئيس مجلس الوزراء سابقا عصام فارس ولكل من الرئيسين الاميركيين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون الذي نظمته مؤسسة "كرايسز غروب" في حضور كبار الشخصيات السياسية الاميركية والدولية، وقد رفع فيها راية لبنان عاليا.

كما كانت مناسبة اطلعت فيها فخامة الرئيس سليمان على شؤون القناصل الفخريين في لبنان وجهودهم في تقوية العلاقات بين لبنان والدول التي يمثلون. وخلال اللقاء قال لي فخامة الرئيس إنه تلقى أصداء كثيرة عن أهمية تكريم فارس، مشيرا الى أن هذا التكريم هو تكريم للبنان. وأثنى على علاقاته الدولية وصدقيته التي تصب في مصلحة الوطن، وتمنى على القناصل ان يستمروا في جهودهم المثمرة في تطوير العلاقات بين لبنان والدول التي يمثلون، وخصوصا في هذه الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة".

 

جعجع استقبل الوزير وردة ولائحة "اقتصادنا ضماننا"المرشحة لغرفة بيروت

النائب وهبة:الخروج من الطائفية السياسية يكون بالعمل الجدي وليس بالشعارات

بعد نيل الحكومة الثقة تصبح زيارة رئيس الحكومة الى أي دولة علاقة بين دولتين

وطنية -استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب لائحة "اقتصادنا ضماننا" المرشحة الى انتخابات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وعرض مع اعضائها "الترتيبات النهائية للانتخابات التي ستجري يوم الأحد المقبل". وسحب جعجع مرشحي القوات روي عبد الحي وكريستيان كريمونا لصالح اللائحة لتفوز بالتزكية تفضيلا لعدم حصول معركة انتخابية ،آملا للائحة "التوفيق في نشاطها لتفعيل العجلة الاقتصادية".

بدوره، شكر عضو اللائحة ربيع افرام جعجع على "دعمه لتكون غرفة التجارة بيت الاقتصاد اللبناني وكل الاقتصاديين"، كاشفا عن "خطة سياسة اقتصادية جرى التوافق عليها". ووصف افرام اللقاء الذي استغرق ساعتين مع جعجع في حضور منسق منطقة بيروت في "القوات" عماد واكيم بالمفيد حيث جرى شرح مفصل لخطة عمل اللائحة". وقال: "أنا شخصيا أكمل مسيرة طويلة في دعم التوافق لخدمة قطاعات انتاجنا الوطني كان قد خطها شقيقي الراحل جورج افرام ويتابعها اليوم الاشقاء وجيل الابناء بقيادة نعمت افرام".

أضاف: "إن عملنا في اللائحة هو في خدمة كل القطاعات الانتاجية كما كل مقومات المجتمع الوطني المنتج دون استثناء"، لافتا الى ان "اللائحة تضم شخصيات اقتصادية مشهود لها بالكفاءة والقدرة على العطاء". وحيا المرشحين المنسحبين عبد الحي وكريمونا على ترفعهما وحكمتهما، داعيا اياهما الى "اكمال نشاطهما ومؤازرتنا في عملنا ولو من خارج مجلس الادارة".

شقير

كما تحدث رئيس اللائحة محمد شقير فقال: "عرضنا للدكتور جعجع التصور المستقبلي وبرنامج عمل اللائحة بحيث بادرنا بدعمه"، معربا عن "اهتمامه بالشأن الاقتصادي ورعايته للقطاعات الانتاجية ومساهمته لانجاح مشروعنا في خدمة المجتمع اللبناني الذي يهدف الى ارتقاء الاقتصاد اللبناني الى مستوى البلاد الصاعدة التي تحسن استثمار التوظيفات المحلية والعربية والدولية من اجل بناء ظروف التشغيل الشامل وخلق فرص عمل كافية ولائقة للمواطنين". واعتبر "ان الغرفة هي غرفة الجميع وبالتالي لا ينجح العمل الا بتعاون الجميع لمصلحة الجميع"، مشيرا الى ان "هذا هو رهاننا ونحن نتحمل المسؤولية التقنية لتطور الاوضاع ولكننا نعول على المسؤولين السياسيين خلق المناخ الملائم للنجاح".

الوزير وردة

من جهة أخرى ،عرض جعجع مع وزير الثقافة سليم وردة المستجدات العامة في البلاد وأوضاع وزارة الثقافة بالإضافة الى شؤون منطقة زحلة.

النائب وهبه

كما التقى عضو تكتل "لبنان اولا" النائب أمين وهبه في حضور منسق "القوات" في البقاع الغربي ايلي لحود.

عقب اللقاء، قال النائب وهبه: "في ظل الظروف التي يعج فيها البلد بالاستحقاقات ولا سيما اننا على مشارف نقاش البيان الوزاري للحكومة وعلى مسافة قريبة من اعادة تشكيل هيئة الحوار الوطني، وفي مثل هذه المناسبات من المنطقي زيارة الدكتور جعجع ونحن حلفاء في 14 آذار لنتقاسم الرؤية ولنتشارك في كيفية المساهمة لاحقا في دفع مسار السلم الأهلي الى الامام وتغليب لغة العقل لدى اللبنانيين لمناقشة كل الامور التي يتفقون او يتباينون عليها بلغة هادئة ومسؤولة".

وعن الزيارة المرتقبة للرئيس الحريري الى سوريا، أكد وهبه "اننا كلبنانيين نريد ان نتصرف ككل الدول التي تحترم مؤسساتها واستحقاقاتها وبالتالي فبعد نيل الحكومة الثقة تصبح زيارة رئيس الحكومة الى أي دولة عربية او اجنبية هي علاقة بين دولتين تقررها المؤسسات وفق جدول أعمال يأخذ في الاعتبار مصلحة البلدين".

وعن قراءته لإنفجار دمشق امس، قال "عبر وزير الداخلية السوري عن رأيهم ولا نريد ان نزج أنفسنا في قضايا داخلية ونتمنى للشعب السوري الهدوء والاستقرار والازدهار ونحن نريد التفرغ لأمورنا الداخلية الكثيرة".

وعن موقفه من طرح الغاء الطائفية السياسية، اعتبر وهبه "ان الغاء الطائفية السياسية ليس قرارا بل مسار"، لافتا الى ان "الخروج من الطائفية السياسية يجب ان يتم بالعمل الجدي وليس بالشعارات وبالكف عن الاستثمار بهذا الموضوع ونحن في 14 آذار نعتبر بأننا من التشكيلات السياسية والاجتماعية التي تمهد لإلغاء الطائفية السياسية ولكن من اولوياتنا التركيز على السلم الأهلي ودفع المجتمع اللبناني رويدا رويدا باتجاه الهدوء والتواصل والنقاش ومن ثم نرى في المستقبل كيفية التقدم نحو دولة المواطنة وليس دولة الرعايا الطائفية".

وعن طرح النائب وليد جنبلاط لمسألة المداورة في الرئاسات، أشار وهبه الى "أننا ذاهبون الى طاولة الحوار لحل الاستراتيجية الدفاعية أما القضايا الأخرى فتناقش داخل المجلس النيابي".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 كانون الاول 2009

النهار

فهم من أحاديث المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار ان القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه لن يكون عند صدوره موضوع انتقاد لأنه سيكون موثقاً بالأدلة والمستمسكات.

ذكّر بعض المطارنة العماد ميشال عون في معرض الكلام على سلاح "حزب الله" بتصريحاته وأحاديثه عندما كان في باريس، والتي عارض فيها بشدة وجود هذا السلاح.

يعتقد ديبلوماسي عربي ان ايران قد تغيّر وجه المنطقة اذا لم تتغير.

السفير

يتم التداول في العدلية باسم قاض، عاد من الوزارة إلى القضاء الإداري، كرئيس لهيئة التفتيش القضائي.

عقد لقاء بين قياديين من "المردة" و"القوات" بمبادرة من الرابطة المارونية ولم تتقرر أية خطوة إجرائية على صعيد التحضير للقاء سليمان فرنجية وسمير جعجع.

أوصى سفير دولة بارزة إقليمياً قيادياً بارزاً في الأكثرية باهتمام بأحد النواب المسيحيين البقاعيين ضمن الفريق نفسه.

المستقبل

رد لبنان على استفسارات لبعض الدول حول الإشكال الأخير في قيادة قوى الأمن الداخلي بأن الموضوع تم تجاوزه وأنه لا يؤثر على الأمن والإستقرار في البلاد.

طلب وزير معني ملفات كل الديبلوماسيين لدراستها وتقويمها.

علم أن وزيراً معنياً قد يقوم بتعديل في الوفد الذي أضيف إلى البعثة لدى الامم المتحدة لمواكبة انضمام لبنان إلى عضوية مجلس الأمن.

اللواء

اهتمت أوساط لبنانية شبه رسمية بالمحادثات التي أجراها مسؤول إيراني كبير مع شخصيات لبنانية حول تطورات المنطقة؟!·

يجري العمل لإطلاق ثلاث فضائيات دفعة واحدة في بيروت، تستجيب لمتطلبات تجمعات سياسية مختلفة؟!·

خلافاً لما تردّد عن ارتياح مرجع روحي من لقاء قطب سياسي من طائفته فإن معطيات ما بعد اللقاء ستبدي مفاجآت·

الشرق

ديبلوماسي عربي أعاد تحركاته الحذرة في الآونة الاخيرة الى ظروف لا علاقة للبنان بها؟!

حزبي طارئ على العمل السياسي لوح بمواقف لا تنسجم مع الخط الذي كان عليه على مدى أكثر من أربع سنوات؟!

مسؤول كبير اعترف بأن لقاء البطريرك الماروني ومجلس المطارنة مع النائب ميشال عون جاء بمستوى المفاجأة الكبيرة!

صدى البلد

برزت خلافات حادة بين وزراء الصف الواحد في إحدى جلسات صياغة البيان الوزاري.

رأت مصادر امنية ان حادثة ابي سمرا امس مرتبطة بخلفيات شخصية تعود جذورها الى احداث جرت في العام الماضي.

توقع مصدر دبلوماسي أن تأتي زيارة الحريري الى دمشق في مطلع العام 2010.

 

زياد أسود لموقع "14 آذار": لا يعجبني أسلوب "أبو جمرة" لكني أتفهمه من حيث المبدأ

٤ كانون الاول ٢٠٠٩

ناتالي اقليموس

رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب زياد أسود "ان الاجواء ستكون هادئة في الايام المقبلة، ولكن حتى في ظل التوافق لابد من اجراء مقاربة جديدة ومناقشة في العمق، لانه يلاحظ في البيان الوزاري بعض التناقضات او الهفوات من خلال بعض التعابير اللغوية على ضوء المفهوم القانوني. على سبيل المثال، نتكلم عن مبدأ لبنان سيد حرّ مستقل وهذا حق لنا كشعب لبناني، وفي الوقت عينه، نربط هذه المسألة في حاجات المنطقة العربية، انطلاقاً من هذا المفهوم، يلاحظ ان هناك بعض التعابير غير المنسجمة". وأضاف: "لاشك في اننا نحرص على النقاشات الهادئة ولكن لايجوز التنازل عن الحق في المناقشة اوابداء الملاحظات".

الاسود وفي حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني، لم يعتبر ان وجود سلاح في يد حزب الله يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية، فقال: "سلاح الحزب هو لبناني، ومبدأ الدفاع عن الارض لايجوز التنازل عنه، سيما حين يأتي الاعتداء من الخارج، لذلك وجود المقاومة في ظل قدسية مبدأ الدفاع عن الارض لا تلغي السيادة الللبنانية بل تحفظها".

وعن الوثيقة السياسية التي اعلنها حزب الله مؤخراً، قال الاسود: "الغوص في تفاصيل البيان يستدعي وقت مطولاً، ولكن من النظرة الاولى لمسنا تقدماً على مستوى تطور الخطاب لدى الحزب، ولاشك في انه نقطة ايجابية ومريحة على مستوى الوطني العام".

وعن انعكاسات انضمام النائب ميشال عون الى مجلس المطارنة، علّق الاسود: "لا يمكننا الربط بين هذه الزيارة والمشكلة المسيحية- المسيحية لانها في الاساس غير موجودة بنظري، كل ما في الامر ان للمسيحيين وجهات نظر مختلفة، سيما في مسألة المقاومة، اصلاح الدولة، و غبطة البطريرك مارنصرالله بطرس صفير اكثر من مرة وقف الى جانب الطرف المسيحي المعارض لمبادئنا، عوضاً من ان يبقى على مسافة واحدة من الجميع. كان لابد من العماد عون من ان يتوجه الى بكركي بطريقة مختلفة، تكون اقرب الى الواقع وتفهم الآخر، بعيداً عن اي تشنجات". وتابع الاسود: "الهدف من هذه الزيارة ليس مكسباً شخصياً، انما التشديد على مرجعية بكركي الحاضنة لمختلف ابنائها. باختصار هناك فجوة على الطرفين اغلاقها، فبكركي ليست دائماً على حق". من جهة اخرى، تمنى اسود لو يحمل فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان امرين اساسيين معه في اجتماعه المرتقب مع الرئيس الاميركي براك اوباما: "على الشعب الاميركي ان يفهم اننا شعب موحد، واصحاب حق نطمح الى بناء دولة على اسس ومفاهيم واضحة للحفاظ على السيادة والاستقلال، كما نتمنى على فخامته لو يؤمن من خلال زيارته هذه الامكانيات اللازمة الى الجيش اللبناني كي يتمكن من الدفاع عن الارض". وحين اردنا الاستفسار عن الواقع الذي يبديه اللواء ابوجمرا انطلاقاً من حديثه الاخير عن التيار الوطني الحرّ وانزعاجه، قال الاسود: "في الحزب، لسنا صورة طبق الاصل، وكل منا له موقفه الخاص به، لاشك في انني اتفهم الظروف والقرارات التي تفرض نفسها، لذا اعتقد ان المناقشة في هذا الموضوع ليس مستحباً ان تكون عبر وسائل الاعلام". ولدى سؤالنا، الى اي مدى تتفهم موقف ابوجمرا؟ أجاب اسود: "ربما في المبدأ العام اتفهمه، ولكن اعارضه في التفاصيل والاسلوب الذي ينتهجه لا يعجبني". المصدر : خاص موقع 14 آذار

  

تحضيرات للقاء مسيحي في بكركي والقوات ترى أن هناك من يتحدث عن المصالحة كلامياً

نهارنت/ذكرت صحيفة "اللواء" أن "لقاء مسيحياً موسعا سيعقد في الاسابيع القليلة المقبلة يجري التحضير له على نار هادئة لضمان نجاحه بمشاركة القيادات السياسية المسيحية وبرعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير". وتوقعت اعادة الحرارة الى خطوط الاتصالات بين "الرابية" و"بنشعي" و"معراب"، من خلال احياء جهود المصالحة التي سبق وقامت بها الرابطة المارونية، ولكن ستكون مدعومة هذه المرة من مجلس المطارنة الموارنة اذا وجد ان هناك رغبة جدية من قبل القيادات السياسية المارونية لفتح صفحة جديدة فيما بينها، ووضع مصلحة البلد فوق اي مصلحة اخرى. وابلغت مصادر نيابية في كتلة "القوات اللبنانية" صحيفة "اللواء" ان "هناك معطيات لا بد من توافرها، وخاصة لدى الفريق الآخر لتأكيد حرصه على نجاح المصالحة، وهذا الامر ليس متوافراً حتى الآن، بسبب استمرار الحملة على "القوات" وعلى رئيس هيئتها التنفيذية، من جانب المسؤولين في "التيار الوطني الحر"، مع انه سبق للدكتور سمير جعجع ان اكد انه على استعداد للسير في المصالحة المسيحية المسيحية، حرصاً منه على وحدة الصف وتناسي الخلافات السابقة". وأضافت المصادر: "يبدو من خلال الواقع الحالي، ان هناك من يتحدث عن المصالحة كلامياً ولا يفعل في المقابل ما يترجم اقواله عملياً على ارض الواقع".  Beirut, 04 Dec 09, 13:50

 

المطران الراعي: يهمنا ان تتوحد المرجعية الدفاعية

نهارنت/أعلن راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي ان زيارة رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى بكركي مهمة جدا، متمنيا على القيادات الكبيرة ان تقوم بمبادرات من هذا النوع كي يحصل انفراجات في البلد. وشدد الراعي في خلال حديث لاذاعة "صوت المدى" على ان ما جاء بالصحف عن اللقاء 95 بالمئة منه غير صحيح، لافتا الى ان عون قدم قراءة شخصية للامور الاقليمية والدولية، وكان عرضه منطقي وتحليلي، واوضح رأيه من الاستراتيجية الدفاعية. ولفت الى ان عون تحدث على اهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان، بالاضافة الى موضوع عودة المهجرين للجبل. واذ نفى حصول خلافات ونقاط عالقة في هذا اللقاء. اضاف ان "الزاوية التي شرحها عون عن سلاح "حزب الله" واضحة لان سلاح الحزب هو للدفاع عن لبنان بوجه تهديدات اسرائيل ونحن مع هذا الموضوع، لافتا الى ان ما "يهمنا ان تتوحد المرجعية الدفاعية وان لا يكون "حزب الله" هو من يتخذ قرار الحرب واالسلم في لبنان".   Beirut, 04 Dec 09, 11:20

 

العريضي: فليتحمل كل طرف مسؤوليته حيال تصدع جسر الكرنتينا

نهارنت/أشار وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي الى "حادث اصطدام شاحنة تحمل مستوعبا كبيرا ضرب أرض جسر الكرنتينا، أول من امس، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في الجسر وسقوط أحجار وتصدعات مما بات يشكل خطرا على السلامة العامة. وعلى الفور، قامت وزارة الأشغال بمعالجة سريعة لتوفير الحماية اللازمة والمطلوبة حفاظا على سلامة المواطنين. واضاف: "إن هذا الأمر يعود إلى أكثر من سنة خصوصا وأن قرارا صدر عن مجلس الوزراء منذ فترة بمعالجة الموضوع ومشكلة هذا الجسر القديم من قبل مجلس الإنماء والإعمار على أن تتحمل بلدية بيروت كلفة هذه الأعمال. إلا أنه لم ينجز حتى الآن شيئا في هذا الخصوص". وحمل "كل طرف المسؤولية". وكان وزير الأشغال العامة والنقل بحث في شؤون إنمائية مناطقية مع النائب السابق كريم الراسي الذي قال: "الزيارة لتهنئة الوزير بمهام الوزارة وكانت مناسبة تداولنا خلالها أمور إنماء منطقة عكار المحرومة الإنماء، والوزير العريضي معروف بأياد بيضاء في الإنماء المتوازن، على رغم أنه ليس من المنطقة، إلا أنه يخدم المصلحة العامة، لأن ذلك يفيد نمو الاقتصاد. آملين أن تنال عكار حصة أكبر واهتماما أكثر". والتقى االعريضي كذلك النائب السابق جواد بولس الذي قال: "بحثنا في بعض المشاريع الإنمائية المتعلقة بالوزارة والتي تهم منطقة زغرتا".Beirut, 04 Dec 09,

 

فضل الله لاخراج المقاومة من السجال

نهارنت/دعا العلامة السيد محمد حسين فضل الله الى اخراج المقاومة من باب السجال الذي يصرّ البعض على التداول فيه، وخصوصا في الوقت الذي يلوح العدو بالمزيد من التهديدات، ويتحدث عن إمكان شن حرب خاطفة على لبنان في العام المقبل. وشدد فضل الله في خطبتة إلى "العمل على تحصين البلد داخليًا في خطوط الوحدة السياسية التي يمثل الجيش اللبناني إلى جانب المقاومة موقع الحماية الأول لها".  Beirut, 04 Dec 09, 12:24

 

زيارة الحريري الى دمشق بعد الثقة وليوم واحد

نهارنت/يفكر رئيس الحكومة سعد الحريري في أن يقوم بزيارة الى سوريا بعد الثقة مباشرة، وأن تكون دمشق فاتحة جولته العربية والأجنبية. واوضحت مصادر وثيقة الصلة بملف التحضير لزيارة الحريري لصحيفة "السفير" أن برنامج "زيارة الدولة" وجدول أعمالها صارا شبه مكتملين ، وبات شبه محسوم أن الزيارة ستستغرق يوما واحدا، حيث سينتقل الحريري إلى دمشق، جوا يرافقه عدد من مستشاريه والوزراء، على أن يصار إلى أخذ موافقة مجلس الوزراء قبيل الزيارة مباشرة. واضافت المصادر انه من المقرر أن يكون رئيس الوزراء السوري ناجي العطري في استقبال الحريري على أرض مطار دمشق، ثم تعقد جولة من المباحثات الثنائية والموسعة، ينتقل في ختامها الحريري الى قصر الشعب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منهيا بتلك المصافحة صفحة من القطيعة دامت أكثر من أربع سنوات. وذكرت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" (LBC) أن الحريري سيزور واشنطن رسميًا في النصف الاول من كانون الثاني 2010"، بعد زيارة دمشق والجولة العربية التي يزمع القيام بها.  Beirut, 04 Dec 09, 10:01

 

جعجع: 14 آذار لا تزال موجودة واقوى ولو كنا آخذين pause في المرحلة الحالية 

الأخبار 4 كانون الأول/09

يُصرّ رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة على أن فهم الواقع اللبناني وحماية الـ10452 كلم مربعاً، مربوطان بشكل ما بالإقليمي، وتحديداً بالمشروع النووي الإيراني، لذلك يجب إبقاء لبنان بمنأى عن هذا الصراع. ولا ينسى جعجع التأكيد أن العلاقة مع سعد الحريري ممتازة، وأن «سوريا هي من اقتربت من 14 آذار لا العكس».

سمير جعجع قلق. «لبنان يوضع في عين العاصفة، لكن البلد جيد»، يقول الرجل جملته بهدوء ثم يشرحها: الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ليست سليمة. هناك تشنجات كبيرة على المحور الغربي ـــــ الإيراني، «لكن هذا لا يعني حكماً على حق إيران أو عدم حقها بحصولها على سلاح نووي». الواقع في رأيه أن التشنج لم يعد بين الغرب وإيران، «وللأسف، هذا الأمر لم يعد محصوراً بين إيران والغرب، بل وصل إلى الصين وسوريا».

يضع سمير جعجع معادلة «يُمكن أن نتحاسب عليها في أي وقت: بقاء النظام في الجمهوريّة الإسلامية أصبح مرتبطاً بالسلاح النووي. لذلك، إن النظرية التي تقول بأن إيران ستناور ثم تحصل على المكتسبات وتتخلى عن مشروعها ساقطة. فإيران ستستمر في مشروعها، بهدوء أو بسرعة، وهذا ما سيؤدي إلى حصول صِدام عسكري في المنطقة، ومن المبكر تحديد الأطراف التي ستدخل في هذا الصراع. وحزب الله بمفهومه هو أحد المكونات الأساسيّة للأمّة، سيكون له علاقة بهذا الصراع بشكل أو بآخر، وهذا ما أقصده عندما أقول إن لبنان في عين العاصفة».

لكن، هل تستطيع القوى الدوليّة توجيه ضربة عسكريّة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة؟ يجيب جعجع بأنّ قراءته لما يجري في إيران حياديّة، «وهذا واجب المسؤول من دون أن نقول لإيران أن تفعل هذا أو ذاك. والمواجهة ستصل إلى النهاية، التي قد تكون عسكريّة أو اقتصاديّة. مثلاً، الأكيد أننا ذاهبون إلى عقوبات اقتصاديّة قد تكون شبيهة بتلك التي تعرّض لها عراق صدام حسين بين عامي 1990 و2003». ويرى أن الأحداث التي تجري من اليمن والسعوديّة إلى تفجير يوم أمس في مقام السيدة زينب في دمشق كلّها إشارات خطيرة.

ما العمل؟ «أنا في رأيي كمسؤول يجب أن يكون لبنان بمنأى عن التطورات الخطيرة التي تجري في المنطقة. وهذا ما يراه البعض منحىً انعزالياً». يستخدم سمير جعجع مثلاً ليشرح كيفيّة حماية لبنان: «كان الإنسان القديم يجلس بدون حراك كي لا يهجم عليه الحيوان الضاري ويستفرد فيه. كي لا تستفرد بنا إسرائيل علينا أن نهدأ. ممنوع على أحد أن «يبعط»، وهذا ليس نقاشاً بشأن الحق في ذلك».

لكن حزب الله هادئ؟ «علينا أن نلتزم القرار 1701 ونطبّقه بحذافيره، ونسعى للحصول على إجماع دولي بأننا ملتزمون، وهذا ليس الواقع».

عندما تسأل «حكيم القوات» عما إذا كانت إسرائيل هي من يخرق القرار يُجيب: «الـ1701 ليس في مصلحة إسرائيل، وعلينا أن نلتزم به رغم الخروق. عندما تصل القوات الدوليّة إلى الاقتناع بأن لبنان يُطبق القرار، وللأسف هذا ليس الاقتناع، ولا يقل أحد لي إن القوات الدوليّة متحيّزة، هذا ما يحمي لبنان. هذه أهم خطوة، قد تكون كافية وقد لا تكون، لكن من يقول إن الإجراءات التي يتخذها حزب الله هنا وهناك (بدون نقاش الأحقيّة من عدمها) تؤدي إلى الدفاع عن لبنان.

لا يعتقد سمير جعجع بوجود نيّة إسرائيليّة للاعتداء على لبنان، «لكن، تجاه أي شيء تراه يدخل في المنظومة الإقليميّة في المواجهة المقبلة، ستقوم به». لذلك، يرى أن «الحرب ستكون على حزب الله، وبالتالي سيستفيدون منها فرصةً لضرب لبنان وتدميره لأنهم غير «مبسوطين» بالنظام اللبناني أو بوجوده». ثم يسأل: «لماذا لا تُعدّ إسرائيل لضرب مصر والأردن والسعوديّة، هل هؤلاء خونة؟ تُعلق: لأن هناك اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، فيقول إن «اتفاقيات السلام لا مفاعيل لها، وإذا كنت ترى أن مصر والأردن ودول الخليج حليفة لإسرائيل فعلى الدنيا السلام».

وينفي أن تكون القوات تراهن على المشروع الأميركي ـــــ الإسرائيلي، «ما قلته عن إيران ليس قراءتي وحدي، بل هو قراءة موجودة لدى الكثير من الأطراف، ومنها مراكز الدراسات في العالم».

جعجع VS حزب الله

لماذا يضع سمير جعجع نفسه في مواجهة حزب الله دائماً؟ هو لا ينفي ذلك، «فحزب الله هو من يطرح المبادرات والمشاريع السياسيّة في البلد، لذلك لا تدخل في مواجهة أو تحالف إلا مع الجهة التي تؤدي الدور الأكبر. حزب الله هو اللاعب الأكبر اليوم لا المرابطون. هناك الكثير من الأحزاب موجودة، لكن مواقفها تقليديّة وغير مؤثّرة، بينما حزب الله يُمكن أن يأخذ البلد 180 درجة شمالاً أو يميناً في أي خطوة يأخذها، لذا من الضروري مواكبة حركته، وبالأخص أن حزب الله ممكن أن يدبّ البلد كلّه في أتون النار، عن دراية أو عن غير دراية، عن حسن نيّة أو سوء نيّة. هو لديه قراءته ونحن كذلك.

لا ينفي جعجع وجود تشابه بين الفئات السوسيولوجيّة بين حزب الله والقوات اللبنانيّة. «قماشة الناس هنا وهناك هي ذاتها، والدليل أن المواطن الذي يدخل حزب الله يفعل ليجاهد، وقد يموت، لا ليرتزق، ومن ينتسب إلى القوات يفعل ليُناضل وقد يموت، لا ليُحقق مكتسبات».

لا يريد جعجع نقاش وثيقة حزب الله بكاملها: «فأنا ما زلت أقرأها. أحب أن أقرأها بتمعن أكثر. أنا أريد أن أعلّق على نقطة واحدة هي ولاية الفقيه. ليس صحيحاً ما قاله السيد حسن نصر الله بأن ولاية الفقيه أمر ديني وأيديولوجي وعقائديّ فقط. ولاية الفقيه هي كلّ شيء. هي لا تختصّ بجانب من حياة المؤمن، بل في كلّ حياته وحياة المجتمع، والسياسة هي جزء منها. من هذا المنطلق الوليّ الفقيه يرجع له القرار السياسي حيث توجد الأمة. وله الكلمة الفصل حتى لو راجع العلماء في هذه البقعة. الوليّ الفقيه إذا ما أردت أن أتصوره اليوم، فإنه يأخذ قراره انطلاقاً من مصلحة الأمة، ومصلحة الأمّة تعني مصلحة المليار مسلم. مصلحة الأمّة تعلو فوق أي مصلحة أخرى. وتعلو فوق مصلحة أربعة ملايين لبناني. وهنا التضارب مع حزب الله. بالنسبة إلينا مصلحة الأربعة ملايين تعلو فوق أي مصلحة».

هل يزور سوريا؟

يُجيب سمير جعجع عن سؤال بشأن إمكان زيارته لسوريا بطريقة دبلوماسيّة: «لا أملك موقعاً رسمياً كي أزور سوريا». وبصفته رئيساً للهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة: «لا يُمكن أن أزور سوريا إلا إذا سوّت الدولة اللبنانيّة أمورها مع دمشق، وهي: ملف المفقودين، القواعد العسكريّة السوريّة ذات الغطاء الفلسطيني في لبنان من الناعمة إلى السلطان يعقوب وقوسايا وحلوة وملف ترسيم الحدود، وخصوصاً في شبعا». وفي النقطة الأخيرة يرى جعجع أن لبنان يملك حظاً كبيراً كي يسترجع شبعا وتلال كفرشوبا من دون أن نكلّف لبنان.

كنا استرجعنا الغجر؟ ترد ويُجيب: «كلّه مربوط بعضه ببعض، دعونا لا نُساعد إسرائيل في إيجاد الحجج. عندي اقتناع بأن استرجاع الغجر وتلال كفرشوبا يبدأ من كفرشوبا. وعندما لا تنجح الطريقة الدبلوماسيّة بأخذ الوثيقة السوريّة التي تُثبت لبنانيّة شبعا إلى الأمم المتحدة، نجلس نحن اللبنانيين بعضنا مع بعض لنرى ما الممكن فعله. لكن لا يُمكن أي طرف لبناني أن يفرض استراتيجيّة على الآخرين».

لكن الوزير إبراهيم نجار والحكومة اللبنانيّة لم يقوما بعمل جدي بخصوص المفقودين، وأنتم جزء من السلطة؟ يجيب جعجع بأنّ «نجار حاول، لكن السوريين رفضوا ولم يتجاوبوا. حتى معاهدة تبادل الموقوفين رفضها الجانب السوري». وبخصوص زيارة نجار لسوريا مع الرئيس سعد الحريري، يقول: «منشوف». هو يربطها بتضمّن جدول الأعمال الملفات التي طرحتها القوّات منذ أربع سنوات. ويؤكّد أن «القوّات تشارك في النقاش مع الحريري بشأن الزيارة».

ويرى جعجع أن سوريا قامت بالكثير لتتجاوز الخطر الغربي عليها، «ونحن لم نذهب إلى سوريا، كما يقول بعض حلفاء سوريا، بل هي جاءت إلى طرحنا».

حلفاؤنا لا يخجلون بنا

يرى سمير جعجع أن الحريري لا يخجل بالقوّات اللبنانيّة. ويؤكّد أن هذا الانطباع محصور ببعض أفرقاء 8 آذار، وهذا غير موجود عندنا، والدليل أن ممثلي تيار المستقبل يجلسون إلى جانب ممثلي القوات في الأمانة العامة التي لا تزال تؤدي دورها على أكمل وجه، والله وحده يعلم حجم الاتصالات والمشاورات بيننا وبين الحريري.

أمّا لماذا لم يقبل بوزير حزبي، فيقول جعجع: «كنا طارحين وزيرين حزبيين، وكان سعد الحريري موافقاً. ثم أصبح من الضروري وجود الشيخ بطرس حرب في الوزارة، وهو قيمة مضافة بالنسبة إلينا، تخلينا عن المرشّح الماروني فادي سعد. وبعد مداولات في الهيئة التنفيذيّة، قررنا المحافظة على وزارة العدل كي يستكمل نجار برنامجه الإصلاحي. ولاحقاً، بدأ «الزوركة» على المقاعد وبقي وزير مشترك للقوات وزحلة، ولا يُمكن تمثيل زحلة بأرثوذكسي، بل بكاثوليكي، فاضطررنا إلى التخلي عن المرشّح الآخر، وهو عماد واكيم. ليس سعد الحريري من استبعد وجود الوزير الحزبي القواتي، بل الظروف.

يُحدّد زعيم القوات أولويتين أمام الحكومة الجديدة: «أن تُخرج الحكومة لبنان من عين العاصفة بالتشاور والتفاهم مع الشباب في حزب الله، وخصوصاً أن الأوضاع الإقليميّة تتجه من سيّئ إلى أسوأ». الأولويّة الثانيّة هي الوضع الاقتصادي الاجتماعي. يرى جعجع أن «الأزمة العالميّة المستمرة منذ سنة، وأزمة دبي حالياً، أثبتتا كم يملك لبنان من قدرات اقتصاديّة، لكن هناك حاجة إلى حكومة تقوم بالخطوات اللازمة ومجلس نواب يُقرّ التشريعات اللازمة، كي تأخذ الحركة الاقتصاديّة مداها الأوسع ولا تبقى محصورة في المدى الأدنى. ويؤكّد أن القوات لا تتبنى خياراً اقتصادياً واحداً، بل «كوكتيل من جميع النظريّات الاقتصادية». ويلفت إلى ضرورة التعاطي مع القضايا «بالقطعة». ويُعطي المديونيّة العامّة مثالاً: «حلّ هذه المعضلة ليس مستحيلاً. البعض يرى أن خصخصة بعض المرافق في الدولة توفر سيولة تُمكّن لبنان من سداد جزء من الديون فتنخفض كلفة الدين ويتراجع الدين العام. لكن الخطوة الأجدى هي إيجاد استقرار في البلد يوفّر دورة اقتصاديّة كاملة، توفّر مداخيل للدولة. بحيث يسبق النمو في الاقتصاد نمو الدين، ويُمكن ألا تحتاج إلى الخصخصة». ويربط أي تحسّن اقتصادي بأولويّة الحكومة أي استقرار البلد، لأن الموضوع ليس تقنياً فحسب. وهذا لا يتلاءم مع نظريّة المواجهة المستمرة، بعكس ما يتبناه حزب الله.

قيادة 14 آذار أخذت Pause

تسأله: أنت تقول إن 14 آذار مستمرة، يؤكّد أن «14 آذار لا تزال موجودة وأقوى، والدليل هو فوزها في جميع الانتخابات النقابيّة والجامعيّة». وعن وجود وليد جنبلاط خارجها، يُشير إلى أن «جمهوره لا يزال جزءاً منها، والدليل هو تأييد جمهوره في عدد من الجامعات والنقابات حيث مرشحو 14 آذار».

لا ينفي جعجع وجود عرقلة في ترجمة هذه الانتصارات منذ الانتخابات النيابيّة حتى اليوم نتيجة التعرض لاهتزازات كثيرة، «لكن عندما تكون قدماك على الأرض، فإن إمكان الترجمة ممكنة في أي وقت. قواعدنا لا تزال كما هي، ولا أخفيك أنها قلقة. أما من فوق فتكفي لقاءات الأمانة العامّة». ويؤكّد استمرار وجود مشروع عند 14 آذار، قواعد جمهور 14 آذار مستمرة، وهي في حراك مستمر، وقويّة ومستمرة. أمّا رأس 14 آذار، فإنه يُعاني من مشكلة. ولو أننا آخذين Pause (توقف) في المرحلة الحاليّة بسبب ما يجري حولنا من تطوّرات ويجب أن نأخذها في الاعتبار. في المبدأ عندما لا تستطيع أن تسير بسرعة 100، تسير بسرعة 50، وإذا لم تستطع أن تسير 50، فتسير بسرعة 20. أمّا إذا لم تستطع أن تسير، فتوقف ولا تتراجع». وإذ يرى أن هناك على مستوى الحركة السياسيّة استراحة، يؤمن بأن حراكاً يحصل على مستوى الشارع والخطاب السياسي، «مشروع 14 آذار مستمر وهو ذاته. وينتهي يوم تقوم دولة لبنانيّة قويّة وقادرة». يؤكّد «وريث الغرائز البشيريّة»، كما سمّاه جوزف سماحة في الثمانينيات، أن العلاقة مع الكتائب اللبنانيّة ممتازة، لكن «هذا لا يمنع أننا «نتناقر» مئة مرّة في اليوم». هو ينفي أن تكون القوات تسعى إلى أن يكون هناك خلاف بين النائب نديم الجميّل والمكتب السياسي الكتائبي، «فنديم الجميّل عين وسامي الجميّل العين الأخرى».

أين أجراس الكنائس التي كانت في المختارة؟ لماذا لم تستردوها؟ يبتسم سمير جعجع: عليك أن تسأل ميشال عون. هو قال إنها موجودة، فليستردها هو من جنبلاط.

عند قراءة ما قاله سابقاً سمير جعجع في مقابلة سابقة قبل انتخاب رئيس الجمهوريّة، بأن أي رئيس توافقي من خارج 8 أو 14 آذار يكون بلا لون وبلا طعم، يُجيب بأن المرحلة تفرض وجود رئيس كهذا. إذاً، رئيس الجمهوريّة، في رأيه، «خارج الاصطفافات ويستطيع أن يتحدّث مع الجميع، ويتفاعل مع الجميع بقدر ما تكبر الخلافات بين الأطراف، ويستطيع أن يكون وسطياً، كي لا نحتاج إلى وسيط عند كلّ أزمة». ويلفت جعجع إلى أن «القوات اللبنانية لا تتهرّب من أي طرح سياسي، لكنّها لا ترى أن الوقت مناسب لبحث إلغاء الطائفيّة السياسيّة، وأن طرحه في هذه الفترة له خلفيات وأهداف أخرى». ويكشف أن «إقرار مسوّدة النظام الداخلي للقوات بات قريباً في الهيئة التنفيذيّة، ويليه إقراره في الجمعيّة العامّة». ويُضيف أن «النائبة ستريدا جعجع لم تُبعد كوادر في القوات خلال وجود الحكيم في السجن «بل هؤلاء أخرجوا أنفسهم عندما جرى تبنّي خيارات وتحالفات، لو قبلتُ بها لما دخلت السجن».

 

المطران حداد : هويتنا المسيحية مهدّدة بالالغاء

الديار/رأى راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد «ان هويتنا المسيحية تمر بازمة خطيرة في عالم ما بعد الحداثة وهي مهددة بالالغاء. وان النية المسيطرة في تحييد الوجود المسيحي في العالم اليوم تقوم على عرض انماط حياة جديدة على المسيحيين تخلق فيهم الضياع والالتباس والفوضى. فالنسبية المفرطة السائدة حاليا تخلق شخصيات سريعة العطب، مجزأة ومشوشة. والعلمانية المفرطة تنخر الايمان عند عدد كبير من المعمدين، فلقد اصبح الايمان في المجتمعات الغربية مسألة بحث شخصية واصبح الله الغائب الاكبر عن الحياة العامة». واضاف: هذا ما يجب ان يعيه المسيحيون بخاصة في الشرق الاوسط ولبنان الذين يعيشون كاقليات في بحر من غير المسيحيين والذين يعيشون في الشتات، وهذا يفرض عليهم بالتالي ان يتماهوا مع كنيستهم ومع تاريخها وحاضرها، وان يشاركوا بفعالية في حياتها، ورسالتها بصورة ناشطة وفاعلة.

وان ذلك امر مهم للغاية، لا بل حيوي ومصيري خاصة في الشرق الاوسط». كلام حداد جاء خلال افتتاح اليوم الثاني لـ«مؤتمر رابطة الروم الكاثوليك الاول» في صالة القديس يوحنا الحبيب - الحازمية، وفي حضور النائب البطريركي العام المطران ميشال ابرص، المطران يوسف كلاس ممثلا بالاب القاضي نبيل صليبا، الارشمندريت الاب المونسنيور الياس رحال، نقيب المحامين السابق ميشال اليان، رئيس مجلس امناء مسيحيي الشرق طلال مقدسي، القاضية ارليت جريصاتي، نقولا صحناوي، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات وحشد من ابناء الطائفة. وتحدث حداد عن تاريخ الكنيسة قائلا ان رابطة الروم الكاثوليك ككل رابطة وجماعة وحركة وجمعية، هناك قوة المجموعة المثمرة لا مسيحية بدون مجموعة، والمجموعة يجب ان تكون في المجتمع وتدافع عن الانسان واسس كرامته تدافع عن مواقف مجحفة في حقه وتوجد قضية وتضيء الاعلام عليها وتشكل قوة ضاغطة بعيدة عن التقوقع.

ورأى ان الرابطة هي مكان تثقيف مثل العائلة والمدرسة والجامعة والحركة، وآفة المسيحيين اليوم هي انهم يريدون المسيحية من دون المسيح، يريدون امتيازات مسيحية دون شهادة للعلاقة مع المسيح. واشار الى ان مسؤولية المؤمنين العلمانيين والمعتمدين ان يظهروا للعالم صورة المسيح الحقيقية وان يقنعوهم بان يراهنوا على المسيح، وانه اذا كان الانسان مسيحياً حقيقياً فذلك يعني انه يتذوق الحقيقة والجمال. واختصر رسالة العلمانيين في الشرق الاوسط في بداية الالفية الثالثة على ضوء تحديات المجتمع المعاصر وبخاصة في لبنان بكلمات ثلاث: الهوية، الحضور والتنشئة. وتابع ان الجرأة والشجاعة في ان يكون المسيحي حاضرا بصورة منظورة ومرئىة في المجتمع. والمسيحيون الذين يعيشون في الشرق الاوسط هم اقلية ضئىلة في بحر الاسلام الذي يحيط بهم لكن مشكلتهم ليست في قلة عددهم بل في كونهم هامشيين غالبا بملء اختيارهم. ودعا العلمانيين المؤمنين بالمسيح في الشرق الاوسط ولبنان الى استعادة نشاطهم ليكونوا رسلا ومرسلين في مختلف قطاعات الحياة. واعتبر ان جوهر الازمة الحالية التي تعيشها البشرية هو في كونها ازمة انتروبولوجية.

فعلى العلمانيين المسيحيين ان يهتموا بالإنسان ويدافعوا عن كرامته وحقيقته الجوهرية وحقوقه التي لا تنتهك. وهذا ما يفتح امامهم الباب والمجال واسعا للحوار والتعاون.

ثم ألقت القاضية ارليت جريصاتي كلمة حول الواقع الاجتماعي والتربوي في لبنان.

 

روسيا والفاتيكان يقيمان علاقات دبلوماسية <كاملة>

اللواء/قررت روسيا اقامة علاقات دبلوماسية <كاملة> مع الفاتيكان عبر رفع مستوى تمثيلها الى درجة سفارة، بحسب ما اعلن الكرملين امس اثر لقاء بين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف والبابا بنديكتوس السادس عشر·وقالت ناتاليا تيماكوفا المتحدثة باسم الرئيس الروسي للصحافيين ان <الرئيس مدفيديف ابلغ البابا بنديكتوس السادس عشر انه وقع قرارا يتصل باقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الفاتيكان>·واضافت ان مدفيديف <طلب من وزارة الخارجية اجراء مشاورات لاقامة العلاقات ورفع مستوى التمثيل الى (درجتي) سفارة بابوية وسفارة>· ومنذ 1990، تتبادل الدولتان ممثلين لهما ولكن ليس بدرجة سفير·ودعا مدفيديف في تموز الى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الفاتيكان ورفعها الى مستوى السفارات·

وياتي هذا القرار فيما تشهد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذكسية الروسية تحسنا منذ انتخاب البطريرك كيرلس على راس الاخيرة في شباط الفائت·ولاحظ المسؤول الفاتيكاني ماركو توساتي ردا على سؤال ان <التحركات التي تقوم بها موسكو مرتبطة في شكل حاسم بوتيرة العلاقات بين الفاتيكان والكنيسة الارثوذكسية> لان <لدى القادة الروس حساسية شديدة حيال هذه الكنيسة>·واضاف <لا تستطيع الحكومة الروسية ان تقوم بخطوات تثير استياء بطريركية موسكو>·وبعد اعوام من التوتر بين الفاتيكان والكنيسة الارثوذكسية الروسية، لا يستبعد المراقبون انعقاد لقاء تاريخي بين البابا بنديكتوس السادس عشر والبطريرك كيرلس· وزار سلف مدفيديف فلاديمير بوتين الفاتيكان ثلاث مرات: في اذار 2007 وكان في استقباله بنديكتوس السادس عشر، وفي العامين 2000 و2003 حين التقى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني · وكان يوحنا بولس الثاني استقبل في الاول من كانون الاول 1989 الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف· (ا·ف·ب)

 

لن أردّ على عون بالأسلوب ذاته"

حرب: لا فارق بين الاعتراض والتحفّظ

النهار/أوضح الوزير بطرس حرب "ان لا فارق بين الاعتراض والتحفظ عن البند السادس في البيان الوزاري في مجلس الوزراء، وانا اعترض على ما ورد فيه كموقف سياسي، انما التحفظ هو موقف قانوني من بيان صدر عن حكومة انا عضو فيها، اي انه يعني انني لست موافقاً على هذه الفقرة لكن عدم موافقتي عليها لا تدعوني الى الخروج من الحكومة او عدم القبول باختياري وزيراً فيها، الفارق ليس كبيراً وهو موقف واحد. من اجل ذلك أدعو وسائل الاعلام الا "تشتغل كثيراً علينا" لانه لا يوجد فارق بين الموقفين انما تعبير سياسي عن موقف دستوري وقانوني". وتعليقاً على قول النائب العماد ميشال عون ان الوزراء لا يستطيعون معارضة الحكومة، والاعتراضات مزايدة اعلامية، قال: "كنت اتمنى ان تكون زيارة بكركي قد تأثرت باتجاه آخر ونخرج من التجريح. دخلنا الوزارة بروح ايجابية كي نتعاون لخدمة الوطن والمجتمع، واعتقد انه عندما كان وزراء عون يعارضون في الحكومة لم نكن نقول مثل هذا النوع من الكلام. وانا لن اسمح لنفسي بالرد بالاسلوب ذاته، انما اقول هذا رأينا وموقفنا ونفخر به ولسنا في حاجة الى استدرار الرأي العام لتأييد مواقفنا. نحن نعلن في مجلس الوزراء الرأي العام الذي نمثله ولسنا في حاجة الى مواقف استعراضية ولذلك ضميرنا مرتاح".

 

وفد "التاسك فورس" زار سليمان والشامي وقهوجي:على الجميع التخلي عن مصالحهم لمصلحة لبنان

النهار/زار وفد من مجموعة "تاسك فورس فور ليبانون" أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، واطلعه على نشاط المجموعة في الولايات المتحدة لمساعدة لبنان ودعمه في كل المجالات. ورحب سليمان بالوفد، منوها بالجهود التي يقوم بها، لافتا الى "العلاقات الجيدة بين لبنان والولايات المتحدة، والمساعدات التي تقدمها الى لبنان"، مكررا أمام الوفد الثوابت اللبنانية من عملية السلام وخصوصا في ما يتعلق بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة، مشددا على "الا يكون أي حل على حساب لبنان".

وحضّ أعضاء المجموعة على "مواصلة العمل لدعم لبنان من أجل ترسيخ استقراره السياسي والامني والاقتصادي".

في الخارجية

كذلك زار الوفد وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، في حضور الأمين العام للخارجية السفير وليم حبيب والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة.

وأشاد الشامي بمساهمة المجموعة في "إعلاء شأن لبنان ودعم موقفه ومصالحه لدى دوائر القرار في واشنطن مهما اختلفت آراء اللبنانيين وتوجهاتهم"، وابرز الأهمية التي توليها الوزارة لرعاية مصالح الجاليات اللبنانية في الخارج. وشكر جهود المجموعة بعد حرب تموز 2006 في مجال ازالة الألغام والقنابل العنقودية وتوفير المساعدات للبنان.

وأكد رئيس "تاسك فورس" طوم ناصيف استمرار "السعي الدؤوب للمجموعة الى حض الإدارة الأميركية على تخصيص مزيد من المساعدات والدعم للبنان شعبا ومؤسسات والدفاع ومصالحه المشروعة". وقال "إن مؤسسة تاسك فورس فور ليبانون تعمل على توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية اللبنانية، وهي نموذج مصغر من لبنان اذ انها تضم الطوائف المسيحية والاسلامية والدرزية، وان هدف الزيارة هو التعرف الى حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، وقد التقينا صباحاً رئيس الجمهورية وسنلتقي غدا (اليوم) رئيس الحكومة وقائد الجيش وعددا من المسؤولين والوزراء (...) ان التقدم الذي لمسناه ولا سيما أنني زرت لبنان سابقا عندما كنت نائبا مساعدا قبل سنوات عدة، واضح جدا، فقد رأيت الاسوأ حين فجرت السفارة الاميركية، والافضل أراه اليوم، والتطور الكبير الحاصل في هذا البلد يبعث فينا الامل، ونحن اللبنانيين الاميركيين مستعدون لتقديم وقتنا ومالنا من أجل دعم هذا التطور ومعرفة سبل المساعدة. إن أهم أمر نشدد عليه وننقله الى حكومتنا الاميركية هو الآتي: لا تساوموا على لبنان في أي مفاوضات في عملية السلام، وأنا واثق ان لبنان لن يستغل، وهذا الكلام كرره أكثر من مسؤول اميركي". وقال رداً على سؤال: "على الافرقاء جميعا ان يعوا ان عليهم التخلي عن مصالحهم الشخصية لان المهم هو لبنان وليس الاحزاب التي ينتمون اليها. هذا هو حلمنا للبنان، ان يفكّر اللبنانيون اولا بلبنان وليس في انفسهم". كذلك زار الوفد قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في وزارة الدفاع الوطني وعرض معه المساعدات الأميركية للجيش.

 

"معركتنا في البيان الوزاري لرفض التوطين"

باسيل: طاولة الحوار تقرّر ملفاتها

النهار/هيام القصيفي     

لم تنته بعد مفاعيل إقرار البيان الوزاري في مجلس الوزراء، رغم ان الحكومة ذاهبة الاسبوع المقبل الى مجلس النواب لنيل الثقة، وسط اسئلة عن الثقة التي يمكن أن تعطيها الاكثرية لبيان تحفظ عن بند المقاومة فيه وزراء "القوات اللبنانية" والكتائب، فيما اعترض عليه النائب بطرس حرب.

ويقول الوزير جبران باسيل لـ"النهار" ان الحكومة ستنال الثقة "كما حصلت عليها الحكومة الاخيرة للرئيس فؤاد السنيورة، ولا يستطيع أي فريق ان يعطي ربع ثقة او نصف ثقة. فأي فريق لا يريد إعطاء الحكومة الثقة عليه ان يسحب ممثليه منها. لا يمكن ان يتكرر في المجلس ما حصل في البيان الوزاري لجهة بند المقاومة، بين التحفظ والاعتراض. ولعل افضل تعبير هو ما قاله وزير العدل في جلسة مجلس الوزراء، لا نستطيع ان نعترض لان الاعتراض يعني الانسحاب من الحكومة".

بين الثقة المنتظرة الاسبوع المقبل وطاولة الحوار المرتقبة، ثمة إشكال يتعلق بالملفات الحوارية التي يمكن ان تطرح على الطاولة، والتي شكلت بنودا خلافية في البيان الوزاري. ويوضح باسيل أن "ثمة منحى أرادت قوى الاكثرية المسيحية تكريسه بتحديد عنوان وحيد لطاولة الحوار هو بند الاستراتيجية الدفاعية وسلاح "حزب الله". لكن الامر ليس على هذا النحو. لقد طرحنا خلال جلسات النقاش حول البيان وفي الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء سلسلة ملفات يفترض أن تناقشها طاولة الحوار، هي التوطين والتوازنات الداخلية والصلاحيات والغاء الطائفية السياسية التي نتحفظ عنها وكل المواضيع الخلافية. لكن الاكثرية رفضت تحويل هذه الملفات الى طاولة الحوار، بحجة ان الطاولة ليس لها صفة تنفيذية. ولان الطاولة ليست كذلك، نريد طرح كل المواضيع عليها واحالتها على مجلس الوزراء ليتخذ فيها القرار المناسب. على أي حال، فان رئيس الجمهورية حسم الامر بنفسه خلال جلسة مجلس الوزراء بقوله ان الطاولة ستبحث الاستراتيجية الدفاعية، اما الملفات الاخرى فسيقررها الذين يشاركون في طاولة الحوار وليس أي طرف آخر".

لم تكن  الاستراتيجية الدفاعية بحسب باسيل الملف الاكثر سخونة خلال نقاشات لجنة البيان الوزاري أو حتى مجلس الوزراء"، "فبند التوطين نال حصة كبيرة من النقاشات ونحن نعتبر اننا حققنا انجازا في هذا المجال". ويقول ممثل "التيار الوطني الحر" في الحكومة " يشكل رفض التوطين محلّ إجماع تام من كل القوى السياسية، وهو أقرّ في الدستور. لكن الخوف من التوطين قائم فعلا، لذلك استلزم نقاشه وقتا طويلا  ولا سيما في موضوع الجنسية لأبناء الام اللبنانية المتزوجة من أجنبي. لقد دافع بعض الوزراء عن هذا الحق لكونه حقا انسانيا، ونحن أيدناه شرط استثناء الام اللبنانية المتزوجة من فلسطيني، لان هذا المنع يحد من اخطار التوطين، والبعض يمكن أن يتخذه وسيلة للحصول على الجنسية اللبنانية، كما في التملك وحق العمل في بعض الوظائف. رفض المجتمعون طرحنا لان ثمة من خشي أن يواجه بالعنصرية اذا استثنى الابناء من اب فلسطيني. ولكن نحن اردنا تصويب النقاش بجرأة حول نقطة حساسة، اذ يجب مقاربة التوطين من كل جوانبه العملية التي تؤثر مباشرة على لبنان، وعدم الاكتفاء بتكرار عبارات رفض التوطين كمبدأ فحسب".

ويشير الى ان النقاش تشعب حول ملف التوطين ليشمل تمويل وكالة "الاونروا" والحقوق المدنية وإعمار المخيمات،مع العلم ان تمويل الوكالة الدولية يجب ان يكون من صلب اهتمامنا كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته فيه. وقد طالبنا بضرورة مواكبة طاولة الحوار لملف التوطين، ولم نصر عليه بعدما قوبل بالرفض، لان طاولة الحوار ستقرر بنفسها كما قال رئيس الجمهورية مواضيع نقاشاتها".

ويلفت باسيل الى أن قضية حيوية كالتوطين لم تنل الاهتمام اللازم حتى إعلاميا، لان الجميع ركّزوا على بند سلاح "حزب الله" في محاولة لكسب سبق سياسي، في حين أن ملف العلاقة مع سوريا لم يأخذ حيزا كبيرا من النقاش. ويقول: لقد "رفضنا ربط العلاقة مع سوريا باتفاق الطائف كما طرح البعض، لان هذه العلاقة تخطت ما كتب في الطائف وصارت تحكمها  العلاقات الديبلوماسية، والحدود التي تفصل بين البلدين بعد الانسحاب السوري الكامل من لبنان، ناهيك بأن ثمة أجواء في الاكثرية عكسها تعديل بعض الكلمات، بطرح من أحد وزراء الاكثرية، أوحى جواً ايجابياً من هذه القوى حيال سوريا.حتى ان احد الوزراء تحدث عن ضرورة تهيئة الاجواء عشية زيارة رئيس الحكومة لسوريا".

الاهم من الملف السياسي، بحسب وزير الطاقة، كان مناقشة الملف الاقتصادي، "فلقد تكرر كثير من الملفات التي سبق ذكرها في البيان الوزاري السابق في ما يتعلق بالشق السياسي. لكن الجديد فعليا هو النقاش الاقتصادي الذي نال حيزا كبيرا من النقاشات، وسيكون له مستقبلا أهمية قصوى، لكونه دخل في التفاصيل والمبادئ الاقتصادية وطرح مقاربات واقعية وأكثر جدوى وحدّد أولويات مختلفة عن السابق وأهدافا مركزة". نالت وزارة الطاقة صفحتين من نص البيان المتضمن 24 صفحة. ويشير باسيل الى انه في خضم ورشة عمل تتعلق بثلاثة محاور استراتيجية تتصل بالناس وحاجاتهم التي تخص وزارته من النفط والمياه والكهرباء، "ينتظر منا الناس أموراً حيوية ولكن نحن اليوم نعدّ للعمل، ولدينا تصور لموضوعي المحروقات والمازوت الملح حاليا ولمولدات الكهرباء وتأمينها بما يتعدى المعالجة القصيرة المدى. ولدينا تصوّر لموضع المازوت  أكثر جدوى من الدعم المرحلي السنوي لبضعة أشهر".

 

لماذا؟

الشراع/حاول المدير العام للأمن العام السابق اللواء جميل السيد تشكيل تجمع سياسي ينطلق من البقاع، الا ان تنبيهات وصلته من مسؤولين سوريين بالاقلاع عن هذه الفكرة والتريث بانتظار جلاء الاوضاع الاقليمية، وان يظل منتظراً دوراً له في المستقبل القريب. وكان اللواء السابق السيد قد اجرى مؤخراً اتصالات ولقاءات مع شخصيات عسكرية لبنانية متقاعدة، وسياسيين يبحثون عن دور لهم من أجل التلاقي للانطلاق بفكرة التجمع السياسي.

تغيير/اشارت مصادر مسؤولة الى ان المرحلة المقبلة ستشهد محاولات لفتح ملفات تتعلق بالاجهزة الامنية في لبنان، في اطار السعي لتغيير مسؤوليتها وتعديل صلاحيات بعضها، وتعزيز دور بعضها الآخر، ومن الطبيعي ان تترافق هذه التغييرات مع تجاذبات وصراعات سياسية ونقاشات.   

  

قلق شعبي في أميركا بعد إيقاف خليتي حزب الله

الشراع/يسود القلق أوساط المسلمين الشيعة من الجالية اللبنانية في أميركا، بعد توقيف وسجن خليتين تابعتين لحزب الله في أميركا بتهمة شراء أسلحة لإرسالها إلى ((حزب في لبنان)).

الخلية الأولى تم توقيفها في فيلادلفيا وتضم خمسة أفراد اشتروا أسلحة وأرسلوها إلى داني نمر طراف المقيم في سلوفاكيا وكان نجح في شراء صواريخ ستينغر المضادة للطائرات و10 آلاف رشاش من نوع كولت ام–4. الخلية الثانية اعتقلت في سابتسلفانيا منذ عدة أيام وتضم 4 لبنانيين شيعة هم علي حمدان في نيويورك وحسن حدرج وديب حرب وحسن عنتر في بنسلفانيا اشترت 1200 رشاش كولت ام-4. الخليتان حاولتا تهريب الأسلحة الأميركية إلى ميناء اللاذقية السوري وموانىء أخرى. فضلاً عن تزوير عملة وجوازات سفر أميركية.

منسق الخليتين هو والد المعتقلين وكان مسؤولاً في حركة أمل قبل انتقاله إلى حزب الله وكان معروفاً بتنفيذ عمليات قتل وتزوير وسلب و؟؟ وصادرة بحقه مذكرات توقيف عديدة من السلطات اللبنانية دون أن تجرؤ السلطات الأمنية على توقيفه رغم سكنه المعروف حالياً في منطقة حارة حريك.   

  

صدق او لا تصدق

الشراع/علمت ((الشراع)) ان قيادة حزب الله فتحت تحقيقاً موسعاً حيال ما تم اكتشافه من فقدان اسلحة وراجمات صواريخ كورية من مخازن الحزب في البقاع، وتبين قيام احد مسؤولي الحزب ببيع قسم منها الى تنظيمات وجماعات اصولية وسلفية، وجرى توقيف عدد من مسؤولي الحزب وعناصره في احد سجون حزب الله السرية في البقاع الشمالي، وبدأت التحقيقات الموسعة معهم بإشراف ضباط من الاستخبارات الايرانية. المعلومات اكدت ان الحزب اتخذ قرارات فصل بحق عدد كبير من العناصر والمسؤولين، بعدما تبين ان عدداً منهم جمع مبالغ وثروات كبيرة بحكم موقعه التنظيمي، في الوقت الذي اكد فيه نائب سابق من نواب الحزب في جلسة خاصة ان السيد حسن نصر الله يتابع بنفسه كل هذه المسائل والملفات الحساسة

 

تنصت

الشراع/أكد تقرير امني اوروبي ان حزب الله يقيم مركز تنصت ورصد في شقة في منطقة الضاحية الجنوبية بإشراف خبير ايراني في الاتصالات معروف باسم ((ظهراني)) وان المركز يقوم برصد اتصالات هاتفية ولاسلكية لمراكز امنية لبنانية، وللسفارات والمؤسسات الاجنبية في لبنان، ومراقبة رسائل الكترونية عبر الانترنت، ويضم المركز مجموعة من الخبراء في الاتصالات والحاسوب والرصد والتنصت، جرى تدريبهم في مراكز ايرانية متخصصة في العاصمة طهران.

وحسب المعلومات ان المسؤول عن المركز شخص لبناني من بلدة بنت جبيل – وهو من ابرز الخبراء الالكترونيين في حزب الله وكان ابنه قتل خلال قصف الطيران الاسرائيلي لمنطقة الضاحية الجنوبية في عدوان تموز/يوليو 2006.

صحيح؟

ذكرت مصادر امنية ان البعثة البريطانية التي كانت تقوم بالبحث عن الصحافي البريطاني المفقود اليك كوليت في منطقة خلة الزيتي في اعالي بلدة عيتا الفخار قضاء راشيا، كانت تنوي بشكل سري الاستمرار في البحث عن جثة الطيار الاسرائيلي رون اراد المفقود في لبنان منذ العام 1986، وعن الجنود الاسرائيليين المفقودين منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، لولا تدخل جهاز امني لبناني ومنعه البعثة من تحقيق غايتها.   

 

وثيقة حزب الله الجديدة لبننة أم فتحاوية أم حزب شيوعي صيني؟  

حسن صبرا/الشراع/4 كانون الأول/09

وثيقة حزب الله الجديدة لبننة أم فتحاوية أم حزب شيوعي صيني؟ تعامل عدد من السياسيين والاعلاميين مع الوثيقة السياسية التي أعلنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بعد مؤتمره الأخير، كأنها وثيقة تأسيس للكيان اللبناني، وليست وثيقة تخص رؤية حزب الله لهذا الكيان، مهما كان حجم الحزب كبيراً، ومهما كان وضع الكيان هزيلاً.

وبناء على هذا التقييم تم صدور المواقف الناقدة للوثيقة.. أو المرحبة بها.

وتراوح الترحيب بين اعتبارها لبنانية أي انقلابية على النهج الإسلامي الثوري للحزب قياساً بوثيقة 1985، وبين مزاوجتها بين الجيش والمقاومة، وبين التراجع بين الولاء السياسي للولي الفقيه وبين اعتبارها لبنان وطن الآباء والاجداد والاحفاد، واعتبار ان انتقال المقاومة حسب وصف السيد نصرالله من مرحلة المواجهة إلى مرحلة الردع تراجعاً مهماً قد يبعد عن لبنان سيف واجب تحرير كل فلسطين وربما الجولان وغور الأردن والاسكندرون وعودة كل اللاجئين الفلسطينيين..!

أما منتقدو الوثيقة فقد تراوحوا بين من اعتبر لبننة الحزب سيطرة للحزب على لبنان أي ان يصبح لبنان على غرار الحزب وفرض الديموقراطية التوافقية هي مدخل هذه السيطرة، وإسقاط مواد الدستور اللبناني طالما أسقط بند تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية كما نص عليه الطائف، وبين هذه الدعوة المتكررة لإقامة الدولة القوية القادرة والعادلة في حين ان حزب الله تحديداً هو من يمنع قيام الدولة القوية القادرة والعادلة، وان هذه الدولة التي يدعو لها حزب الله مردود عليها بأنه في المناطق التي يحكمها عجز عن إقامة دولته القوية القادرة والعادلة، والدليل على ذلك استنجاده بقوى الدولة اللبنانية الرسمية لتحمل عنه عبء وعجز التعايش مع جمهوره الغارق محاصراً وسط عصابات المخدرات والسرقات والدعارة وانتهاك حرمات الناس والمجتمع.. على حد وصف دعوة السيد نصرالله لإدخال الدولة إلى مناطق سيطرته وجمهوره.

ونقد الوثيقة يصل عند البعض ان السيد حسن تحدث كأمين عام للحزب الحاكم في لبنان، حتى ان الوثيقة التي قدمها هي وثيقة إعادة انتاج النظام اللبناني وفق مقاييس خاصة به أهمها الديموقراطية التوافقية كمقدمة لإسقاط النظام من الداخل مع الإبقاء على شكله الخارجي قدر المستطاع. على ان النقد الأكثر إيلاماً للحزب يجيء من قوى أو رؤى إسلامية شعبية داخلية، تصل إلى حد اعتبار حزب الله نسخة إيرانية عن الحزب الشيوعي الصيني، الذي اسقط الماركسية كأساس ايديولوجي للحزب والدولة والمؤسسات في الصين وتحول الى رأسمالية شبه كاملة لكنه ظل محافظاً على اسمه كحزب شيوعي وعلى سيطرته على الدولة والمؤسسات.

والبعض مستعيراً نماذج عربية يذهب الى ان حزب الله بات كحركة فتح التي انطلقت رائدة للكفاح المسلح الفلسطيني عام 1965 بقيادة ياسر عرفات.. ثم اصبحت في عهدة محمود عباس داعية دائمة للسلم مع العدو الصهيوني دون أي نتيجة، فأسقطت المقاومة، ولم تنجح في المفاوضات. فالحزب تخلى عن الحركة الاسلامية لمصلحة المقاومة. وحزب الله تخلى عن مساره النضالي لمصلحة اللبننة. اما الديموقراطية التوافقية فهي سلاح ذو حدين، ويمكن لك يا حزب الله ان تستخدمه ضد القوات اللبنانية كي تفرض عليها التوافق اذا نجحت هي في الانتخابات وخسرت انت.. فماذا لو ربحت انت وخسرت هي فهل ترضى بعد ذلك بالديموقراطية التوافقية، او تعود الى منطق الاكثرية والاقلية التي تشترط لعودتها الغاء الطائفية السياسية التي تقصد منها الغاء المناصفة التي نص عليها الدستور بعد الطائف وهي ضمان بقاء المسيحيين في لبنان؟ وبلا قياس او تشبيه، لقد رفع احد انصار الامام علي مصحفاً في حرب الجمل.. فقتله احد رماة السهام من الخصوم وسقط المصحف ارضاً.. ثم اعتمد شيعة معاوية رفع المصاحف على رؤوس الرماح في معركة صفين في مواجهة مع الامام علي فكانت مدخلاً لضعضعة صفوف شيعة علي.

 

مرصد ليبانون فايلز

ما بعد ما بعد.. لقاء عون – صفير 

يعبّر مشهد الساعات التي أعقبت زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الى بكركي وحلوله ضيفاً استثنائيّاً على طاولة مجلس المطارنة، جالساً على يمين البطريرك نصرالله صفير، عن أزمتين: الأولى، لدى بعض خصوم التيّار الذين أطلقوا لمخيّلتهم العناء في تحليل اللقاء ومنحه ابعاداً لا صلة له بها، كمثل دور "متخيّل" للفاتيكان في التمهيد للقاء، وهو أمرٌ أثار استياءً نقله بعض زوّار بكركي، واستهزاءً تحدّث عنه بعض زوّار الرابية. وبدا، في ساعات ما بعد اللقاء، وجود ما يشبه "الماكينة" المنظّمة للحدّ من أهميّته عبر نشر أخبار وإشاعات عن خلفيّاته، حتى أنّ مصدراً في أحد الأحزاب تحدّث عن "جلسة مساءلة" لعون من قبل البطريرك والمطارنة!  أمّا في الرابية، فينقل من التقى "الجنرال" بعد الزيارة المفاجئة انطباعين، هما الإرتياح الكبير للقاء ونتائجه المتوقّعة وحسن الإعداد له، والثاني السخرية من بعض الأقلام والألسنة التي كانت بعيدة، "الى حدّ الجهل"، عن الواقع.

أمّا الأزمة الثانية التي عبّر عنها مشهد ما بعد اللقاء، فهي تكمن في محيط "الجنرال"، حيث تسابق كثيرون الى الشاشات وسرّب آخرون الى الصحف ما يوحي بدورٍ لهم في الإعداد لهذه الزيارة أو في الإطلاع على تفاصيل ما سبقها وما تخلّلها، فأرادوا أن يحصدوا ما لم يساهموا في زرعه، الى درجة بدا فيها الأمر مثيراُ للسخرية هو الآخر. علماً أنّ الإعداد للزيارة تمّ داخل حلقة ضيّقة جدّاً، ووضعت خطوطه الأوليّة على مائدتي عشاء، شارك في أحدهما عون، وكان فيهما قاسم "عونيّ" مشترك لعب الدور المفصليّ في "ترتيب الزيارة".

ولكن، بين الأزمتين، ماذا عن مرحلة ما بعد اللقاء، وهل يبقى يتيماً أم سيكون بكراً للقاءات تؤسّس لعلاقة متجدّدة، وأكثر ثباتاً، بين الصرح البطريركي والصرح السياسي؟

يجمع من في الصرحين على الإيجابيّة، على الرغم من تجارب كثيرة غير مشجّعة. إلا أنّ بعض من واكب التجارب السابقة يؤكّد أنّ المسألة تختلف هذه المرة، باختلاف الظروف وإدراك الطرفين لأهميّة التهدئة وإصلاح ما يعتري العلاقة من شوائب. "ففي مرحلة تشهد مصالحات على أكثر من صعيد، لا يجوز أن تبقى علاقة بكركي سيّئة مع مرجعيّات سياسيّة مسيحيّة بارزة". عبارة يردّدها أحد المطلعين على مضمون لقاء الأربعاء، ليوحي أنّ ثمّة ما يستحقّ أن يوصف بـ "ما بعد ما بعد.. لقاء عون – صفير".

 

كلمة حق حول <السيد> المستقيل

من برلمان <الاستاذ>خلال <الثقة المئوية>

اللواء/فؤاد مطر

كانت ضرورية جداً هذه القنبلة السياسية التي فجَّرها سيد البرلمانات اللبنانية حسين الحسيني وكان دويها كبيراً·· انما من دون ان تؤذي شأنها شأن القنابل الصوتية ·

أما لماذا هي ضرورية فلأن الحياة البرلمانية اللبنانية التي كان العالم يشهد بعراقتها ومستواها وصلت إلى مستوى غير كريم، فضلاً عن ان بعض مفردات التعامل بين اعضاء في البرلمان الحالي جاءت ردحية على نحو تصنيف اخواننا المصريين لتبادُل الكلام غير المنضبط بين امرأة واخرى أو بين رجل وآخر· وعموماً فإن ظاهرة الردح تنحصر في طبقات دنيا·

الخطوة الحسينية غير مطروقة وهذا يعني ان السيد اضاف إلى قاموس تقاليد الاحتجاج مفردة جديدة تصلح لكل برلماني يقرر في لحظة يأس من احوال المؤسسة التي ينتمي اليها ان ينصرف عنها ولسان حاله كمن يقول: لستِ انتِ المؤسسة المرتجاة· وليست هذه الاساليب التي نراها هي ما نريده لهذه المؤسسة·

لم يحوِّل السيد حسين خطوته إلى مناسبة للمزايدة والصراخ ودعوة وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحفي يطرح من خلاله قضايا كثيرة خلافية أو اعتراضية، وإنما وقف من على منبر خطباء جلسة المناقشة التقليدية للبيان الوزاري وقال في سياق ارقى المطالعات البرلمانية كلاماً متقن الصياغة للواقع السياسي وبالذات لما يتعلق بالطائفة الشيعية مستلهماً في ذلك رؤى الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر وروحية اتفاق الطائف الذي كان السيد حسين احد حاملي أمانة استنباطه· وهو بعد هذه المطالعة التي يجوز اعتبارها <مطالعة الوداع> اعلن بهدوء السيَّاد استقالته من عضوية مجلس النواب الحالي والعودة إلى الشعب وكأنما إستحضر في ذلك البيان الشهير للرئيس جمال عبد الناصر يوم 9 حزيران 1967 الذي قال فيه مبثوثاً عبر الاذاعة والتلفزيون انه قرر التنحي بسبب هزيمة حرب 5 حزيران والنزول إلى الشعب يناضل معه، مع فارق ان المصريين صُدموا بالقرار فنزلوا بعفوية إلى الشوارع بعشرات الالوف ليجبروا عبد الناصر على العودة عن قراره وقد عاد في اليوم التالي، بينما بالنسبة إلى السيد حسين الذي اعلن استقالته في مجلس النواب للعودة إلى صفوف الشعب إنحصر الاحتجاج من جانب الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري بالتمني عليه بالتريث، اما من جانب الرأي العام فبالدهشة الممزوجة بالتقدير للرجل كونه عبَّر بخطوته هذه عن كل لبناني متجرد وقلق على مصير لبنان، فضلاً عن انه بخطوته هذه وجَّه إلى زملائه نواب المجلس رسالة مفادها ان المؤسسة ليست في المكانة التي يجب ان تكون عليها وأن كل عضو في هذا المجلس يتحمل في شكل أو آخر بعض المسؤولية وان ما فعله لا يعني ان يحذو الآخرون حذوه وإنما لا بد من التنبه وعلى وجه السرعة·

الذي يدعم ايجابيات الاستقالة وموجباتها ان الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هنأ السيد حسين لإستقالته· كما ان بين ثنايا حيثيات قرار الاستقالة ما من شأنه إحداث بداية صحوة توازن في الموقف الشيعي العام، وإلاَّ فما معنى اشارة السيد حسين إلى <عنف السلاح والمال وتفتيت السلطة السياسية>· والطرف المقصود بهذه العبارة يدرك جيداً معناها·

وبصرف النظر عما إذا كان الرئيس نبيه بري سيتعامل مع الاستقالة، عندما يتلقاها نصاً خطياً، بأسلوب التأجيل بأمل عودة السيد حسين عنها وبذلك لا تُسجِّل البرلمانية في زمن الاستاذ نبيه طلاقاً من جانب السيد حسين لها، أو انه سيتم البحث عن ثغرات دستورية لإعتبار طبيعة الاستقالة غير المرفوعة من عضو في المجلس إلى رئاسة المجلس عملاً مخالفاً للتقاليد ولخريطة طريق عمل مؤسسة الرئاسة الثانية·· بصرف النظر عن هذه الاعتبارات المحتملة فإن اهمية الاستقالة هي في طريقة اعلانها وهنا يصبح الشفهي اكثر اهمية من الخطي خصوصاً ان الاعلان الشفهي جرى امام العشرات من النواب الحاضرين وامام حكومة مبتهجة بنيلها الثقة المئوية إنما على وقع عبارات غير مستحبة من جانب نواب تطايرت في سماء الجلسة ووصلت تداعيات الاستياء من المتلفظين ببعض العبارات التجريحية إلى خارج القاعة··· فإلى خارج حدود الوطن·

وتبقى الاشارة إلى امرين: الاول هو أن هذه المفاجأة الحسينية حدثت بينما الرئيس سليمان على اهبة المغادرة إلى دمشق في زيارة يهم الجميع وبالذات السيد المستقيل نجاحهاً ولو بنسبة ضئيلة· ومن شأن الاستقالة ان تفيد لأنها قد تنبِّه فتساعد في تصحيح مسار العلاقات·

الثاني هو أن السيد المستقيل لم يستشر رفاق النادي السياسي المستقل الذي هو احد اعضائه، قبل ان يعلن خطوته وربما كي لا تدخل المسألة في خضم التنظير وينقسم الجمع بين مبارك للخطوة وبين مقترح للتريث فيها، وايضاً بين من سينبِّه السيد حسين إلى ان استقالته من برلمان باق على ولايته بضعة اشهر لن تُحتَسب له كفِعْل تضحية وإنما كتملص من للمسؤولية، فضلاً عن ان موجبات الاستقالة تفرض عليه ان يفعل ذلك منذ اكثر من سنة ثم بالذات بعدما جرى حجب اجتماع المجلس النيابي عن اعضائه لتتويج الرئيس المتفق عليه العماد ميشال سليمان·في اي حال وما دامت الاستقالة غدت مثل الفوز تستحق التهنئة، وعلى نحو ما قاله الشيخ عبد الامير، فإننا بكلمة حق يراد بها الحق ولا شيء غيره ننضم إلى الركب الطويل من المهنئين للسيد حسين بما أقدم عليه متمنين للجنة الحوار الوطني المرتقب ان يكون فيها احد ممثلي اللبنانيين المستقلين، ومتمنين عليه إسماعنا في واحدة من جلسات تلك اللجنة أو في مناسبة لاحقة تتزامن مع انعقاد الجلسات، المطالعة الأكثر تنويراً للحقيقة بدءاً من زمن الطائف إلى زمن التلاقي اللبناني - السوري المستجد· وبذلك يكون ابو علي، ابو علي بالفعل بمعناه الفروسي، ادى الواجب··· وعلى الوجه الأكمل·

 

تمهيداً لعقد مؤتمر عام يضمّ مختلف الطوائف المسيحية ومن يشاء من الطوائف الأخرى

بكركي تستعدّ لإعلان »بيانها الحادي عشر« حول مصير العيش المشترك وتخيّر »حزب الله« بين العودة إلى الدولة الموحّدة و»الدويلة الموقتة«..

 لندن - »المحرر العربي«: كشفت مصادر قريبة من البطريركية المارونية في بكركي النقاب هذا الأسبوع عن وجود استعدادات لدى البطريرك نصرالله صفير وأساقفته لإصدار »النداء 11« لبكركي الذي سيحدّد »الخطوط العريضة والثابتة والحاسمة« للمسيحيين في لبنان »على ضوء التطورات الداخلية الخطيرة التي حدثت منذ »النداء الأول« العام 2000 الذي خلخل الاحتلال السوري للبنان طوال 25 عاماً، وأدّى بعد خمس سنوات، في نيسان/ ابريل 2005 إلى إنهائه وإطاحة الوصاية السورية بشكل دراماتيكي غير محسوب«.

وأكدت المصادر لــ »المحرر العربي« من الفاتيكان في روما أن »النداء« لن يقل خطورة عن النداء الأول لجهة رفض البطريركية المارونية التي تمثل جميع المسيحيين في لبنان وتتعاطف مع طروحاتها السيادية والاستقلالية الداعية إلى الحرية، الشريحة الكبرى من المسلمين الذين حملوا أخيراً شعار »لبنان أولاً«، وهو شعار بكركي وبطاركتها المتعاقبين، لجهة رفضه »استمرار وجود مقوّمات دولية هجينة داخل الدولة اللبنانية مزوّدة بالسلاح والمال الخارجيين والتنظيمات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية غير المرتبطة بالكيان، وتزايد المدّ الطائفي - المذهبي الذي حظره اتفاق الطائف وأفتى بإلغائه ومنعه من التعاظم، باتجاه قيام دولة مدنية تحترم خصائص الطوائف الثماني عشرة التي يتكوّن منها المجتمع اللبناني، ولا تتصارع في ما بينها على أسس طائفية أو مذهبية، مع التمسك بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى لصالح قيام الدولة اللبنانية الحقيقية على أسس السيادة والحرية والاستقلال الكاملة البعيدة عن أهواء ومخططات الدول المحيطة بلبنان«.

وقالت المصادر إن »النداء 11« الذي يجري الإعداد له »بالاتفاق مع أغلبية اللبنانيين التي سيطرت على الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتبعاً لها على حكم الدولة بكل مفاصلها كما هو متعارف عليه في الأنظمة الديموقراطية، قد يُحدِث خضّة واسعة على الساحات الداخلية والعربية والدولية، ويفسح في المجال أمام تلمّس اللبنانيين طريقهم الصحيح إلى الانتهاء من مصائبهم وكوارثهم المتلاحقة المستمرة بسبب انتشار السلاح بين أيدي أحزاب عقائدية دينية متزمتة تتخذ من نظام ولاية الفقيه في إيران شعارها في ممارسة هيمنتها على لبنان واللبنانيين، تماماً كما يتخذ نظام آيات الله في طهران من برنامجه النووي واعتداده بترساناته العسكرية، شعاره الأوحد لابتزاز المجتمع الدولي والمجتمعات العربية الآمنة المستقرة، للوصول إلى أهدافه الطائفية والمذهبية التي يحاول فرضها بالقوة على دول الشرق الأوسط«.

وأماطت المصادر القريبة من بكركي اللثام عن أن »النداء 11« للبطريرك صفير وأساقفة طائفته »سيمهّد لعقد مؤتمر عام يضمّ مختلف الطوائف المسيحية ومَن يشاء حضوره من الطوائف الأخرى، يضع برنامجاً وطنياً شاملاً مقتَبَساً من اتفاق الطائف الذي تحوّل إلى دستور الدولة، لكنه يحدّد طرق العيش من الآن فصاعداً مع الطرف الآخر الذي يقوده رجال دين يخلطون العقيدة بالسلطة السياسية ويبنون عليها نهجهم الهجين المستورد لقلب نظام الحكم الديموقراطي الاستقلالي الحر نحو نظام ديني متعصّب هو امتداد لنظام علي خامنئي المشتبك مع العالم بأسره بسبب آرائه ومعتقداته المتطرفة«.

وقالت المصادر »إن البطريرك صفير عندما يعارض طرح موضوع »إلغاء الطائفية السياسية« الذي أعاد نبيه بري حليف دويلة الولي الفقيه والضارب بسيفها، فإنه يقصد تماماً رفضه إلغاء الطائفية من طرف واحد مسيحي وسني فيما هيكلية الحزبين الشيعيين، »حزب الله« وحركة »أمل«، قائمة على التطرف في فرض عقيدتها الشيعية بالقوة، كما أنها تُقاد من رجال دين لا يؤمنون بالديموقراطية والعلمانية والدولة المدنية المتحررة من القيود الطائفية والمذهبية، وهذا تحديداً ما يرمي إليه البطريرك الماروني من تكرار مقولته بأنه يجب إلغاء الطائفية من النفوس قبل إلغائها من النصوص طوال السنوات التي أعقبت اتفاق الطائف«.

ونقلت الأوساط عن مراجع روحية مارونية قولها إنه »حيال عدم قدرة اللبنانيين لا الآن ولا غداً ولا بعد غد على تحقيق قيام الدولة الحرة المستقلة غير منقوصة السيادة خصوصاً على كامل أراضيها، بسبب الغلوّين الطائفي والمذهبي لدى شريحة مهمة من الناس، وحيال غياب المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته المتعلقة بدعم هذه السيادة ونزع سلاح الميليشيات وتغليب القوة العسكرية للدولة على كل ما عداها من جيوش ومنظمات وفصائل ومجموعات تدار من خارج الحدود، وحيال التغيير الهائل الذي حدث في صفوف الطائفتين السنيّة والدرزية خلال الأعوام الخمسة الماضية باتجاه التمسك بلبنان ككيان يجب أن يستمر ويتعزّز ويقوى، فإن »النداء 11« للمطارنة الموارنة قد يطرح لأول مرة منذ الاستقلال موضوع »العيش المشترك« الوارد في الدستور على أساس فيدرالي أو كونفيدرالي أو أي نوع من أنواع الحكم الذاتي لمرحلة متوسطة من الزمن، تقرّر فيها الأطراف اللبنانية كافة، على أساس تجربتها، إما الاستمرار في الدولة الموحّدة السيدة الحرة المستقلة دون منافس، أو ذهاب كل فريق في طريق، لأن الشعب اللبناني لم يعد قادراً على مواجهة أوضاعه المزرية الراهنة الذاهبة يوماً بعد يوم من سيّئ إلى أسوأ«.

وكانت بكركي أصدرت حتى الآن منذ »بيانها الأول« العام 2000 عشرة بيانات اتسمت كلها بالخطورة، »إلا أن البيان الحادي عشر الجديد - حسب مصادرها - سيكون الأشد تأثيراً على مستقبل ومصير لبنان«.

 

المناورات الإيرانية البحرية تضمنت قصف قواعد في دول الخليج..

انضمام روسيا والصين إلى الغرب »يدفع بالنظام الإيراني إلى الانتحار«..

لندن: إسرائيل قد تقود الهجوم.. وأميركا »تحتل« مفاعل بوشهر!!

 لندن - »المحرر العربي«:

قد تكون الضغوط الدولية على إيران بشأن برنامجها النووي وانضمام روسيا والصين أول من أمس إلى الدول الداعية لفرض عقوبات فاعلة وقوية على نظام خامنئي - نجاد، »بدأت بدفع هذا النظام فعلاً نحو الانتحار«، حسب ديبلوماسي بريطاني في لندن أكد أن »جنون طهران في إعلانها عن بناء عشر منشآت نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم، وتهديدها بالانسحاب من المعاهدة النووية الدولية، قد يكون وضع الحل العسكري الغربي لأول مرة بشكل جدي على الطاولة، وأدنى البرنامج النووي الإيراني أكثر من إقفال ملفه إلى الأبد«.

وقال الديبلوماسي البريطاني لـ »المحرر العربي« في لندن أمس: »يبدو أن شعور النظام الإيراني بهذه العزلة الكاملة بعد انضمام موسكو وبكين إلى »جوقة« المطالبين بفرض عقوبات قاسية بعد إحالة ملفه النووي إلى مجلس الأمن ونفض حكّام وكالة الطاقة الذرية في فيينا أيديهم من المسألة برمتها، جعله يفقد أعصابه بل صوابه بحيث بدأ يطلق تهديداته يمنة ويسرة دون حساب، وكأنه استنفد ما لديه من ديبلوماسيين متفهمين لواقع الحال، متجهاً بسرعة إلى المواجهة العسكرية التي تشير كل المعلومات الواردة من إيران والمنطقة المحيطة بها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أن حكومة محمود أحمدي نجاد تستكمل اسناداتها ومناوراتها الاستفزازية لدخولها مع العالم«.

ونقل الديبلوماسي عن تقارير أوروبية وصفها بـ »الخطيرة« قولها إن »الاحتمال الأكبر، بعد بلوغ الأزمة الإيرانية عنق الزجاجة الدولية، هو أن تفاجئ إسرائيل المجتمع الدولي بشن هجوم مبكر على القواعد النووية والصاروخية ومراكز التخصيب والمفاعلات الإيرانية، يجرّ الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي إليه«.

وقال إن »الإسرائيليين ما زالوا يتركون المعركة دائرة بين الغرب وإيران على أشدّها حتى تصل إلى نقطة اللاعودة، عندها سيبرزون إلى الساحة »كمدافعين« عن المجتمع الدولي ودول العالم من أخطار القنابل النووية التي تزمع إيران إنتاجها، محاولين اكتساب كل المبررات العالمية المشروعة لحربهم على الدولة الفارسية ولما سينجم عنها من كوارث على بعض دول وشعوب المنطقة«.

عمليات إنزال أميركية!!

وأعرب الديبلوماسي عن اعتقاده استناداً إلى تلك التقارير الأوروبية أن »تكون هناك اتفاقات بالفعل بين إسرائيل والمحور الغربي أو على الأقل بعض دوله القوية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، على أن تتم الأمور مع إيران على هذا الشكل (أي أن إسرائيل تبدأ الحرب) ولكن ضمن شروط ليس أقلها منع سلاح الجو الإسرائيلي من ضرب المفاعلات والمنشآت النووية القريبة من سواحل الخليج العربي، وترك هذه المفاعلات في عهدة »التطهير الغربي« بحيث لا يحدث هناك أي انتشار نووي في أجواء المناطق النفطية في دول الخليج، واقتصار الحملة الجوية - الصاروخية الإسرائيلية على القضاء على المفاعلات والمنشآت التخصيبية الواقعة في العمق الإيراني، وعلى قواعد ومخاوف الصواريخ ومصانع إنتاجها«.

وأكد الديبلوماسي البريطاني لـ»المحرر العربي« عدم اقتصار الحرب القادمة ضد إيران على القصفين الجوي والصاروخي لمنشآتها النووية فحسب، »بل هناك خطط واضحة لعمليات إنزال بحرية وجوية على طول الساحل الإيراني المشرف على الخليج العربي لتنظيفه كلياً من تلك المنشآت وإزالة قواعد الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى المنصوبة فيه، مع إمكانية كبيرة في احتلال مفاعل »بوشهر« الواقع على كتف الخليج وتفكيك معداته ونقلها مع ما فيه من كميات من اليورانيوم قليل الإشباع، منعاً لحدوث تسرّبات نووية في حال ضربه بالصواريخ تصيب مناطق بعيدة عنه في الخليج«.

وقال الديبلوماسي إن »المناورات الصاروخية الإيرانية خلال الأشهر الأربعة الماضية، والمناورات البحرية واسعة النطاق التي جرت الأسبوع الماضي في مياه الخليج، تضمنت قصف قواعد عسكرية أميركية بحرية في الكويت والبحرين ودولة الإمارات ومراكز نفطية، ومهاجمة مرافئ بحرية تستخدمها السفن الأميركية والغربية الحربية على شواطئ تلك الدول الثلاث وتخطّيها إلى الداخل لضرب قواعد عسكرية خليجية ومنشآت نفطية في محاولة لوقف إنتاج النفط، إضافة إلى محاولة إقفال مضيق هرمز في خليج عمان لوقف الشحن إلى الدول الغربية«. وذكر الديبلوماسي أن »ما قد نشهده في الحرب المقبلة (ضد إيران) في الشرق الأوسط قد يكون الأعنف والأكثر شمولاً وتدميراً منذ الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي ضد ألمانيا الهتلرية، وقد تبدو معها الحربان على أفغانستان والعراق كلعبتي أطفال إذا ما قيست الأمور بأنواع الأسلحة والقذائف والصواريخ المتطورة الجديدة التي صُنِّعت بعد آخر حرب ضد صدام العام 2003 ولم تُستَخدم بعد«.

 

منظمة DEA الدولية لمكافحة المخدرات تكشف وقائع توقظ المخدَّرين

»الفضيحة الأخرى« في فضيحة المخدرات :

 ٠٧٪ من المخدرات التي أعلن نصرالله عنها لبنانية المنشأ ويتم إنتاجها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحزب في البقاع والجنوب

 ٠٣٪ من المخدرات المستوردة تصل من إيران عبر سورية بإدارة عناصر من الحرس الثوري  

كميات هائلة من المخدرات المبرمجة لاستهداف صفوف الشباب المسيحي والسني تحديداًً في المدارس والجامعات.. انزلقت الى صفوف الطلبة في المدارس الشيعية.. فانطلقت الصرخة!!

 ٠٥٢ مليون دولار حجم المداخيل السنوية من تجارة المخدرات التي تغذي ميزانية الحزب وجيوب  النافذين

 من إيران ولبنان

 بعد تبادل معلومات على مستوى القارة حول خلاياه لتهريب الأسلحة والمعدات المتطورة حملة تطهير أوروبية لجماعات »حزب الله«

 لندن - كتب حميد غريافي:

لم تمضِ أسابيع قليلة على تساؤلات اللبنانيين والدول المعنية بالقضية اللبنانية الساخنة حول الأسباب الحقيقية وراء »سماح« »حزب الله« لقوى الجيش والأمن الداخلي والأجهزة المختصة »بالانفلاش الحرّ« داخل قواعد »حزب الله« ومربعاته الحصينة المحظورة على أي كان، حيث مقار قياداته السياسية والعسكرية والروحية والاقتصادية، كما لم تمضِ ثلاثة أسابيع فقط على إعلان نصرالله في خطاب »يوم الشهيد« حربه على المخدرات، حتى خرج أحد جنرالات إسرائيل ليكشف النقاب عن خلفيتي عودة القوى الأمنية إلى الضاحية الجنوبية وتركيز نصرالله على موضوع المخدرات هذا، عندما أكّد أن »خلايا تهريب المخدرات إلى الأراضي الإسرائىلية من لبنان التي تحظى بتسهيلات من السلطات العبرية، ليست سوى جزء يسير من مجموع الشبكات التي تستخدمها إسرائيل للحصول على معلومات استخبارية«، ما يؤكد أن صرخة الأمين العام لـ»حزب الله« لها ما يبررها فعلاً، وأن قوى دويلته الذاتية لم يكتمل بناؤها بعد..

إلاّ أن نصرالله لم يُجب في خطابه على السؤال الفوري الذي تبادر إلى أذهان الناس: »من أين تأتي هذه المخدرات إلى ضاحية بيروت الجنوبية لتعمّ بكمياتها الهائلة في ما بعد كل شرائح المجتمع اللبناني، وخصوصاً طلاب المدارس والجامعات وأبناء الطبقتين الفقيرة والغنيّة على حد سواء؟.

سياسة المخدرات: سلاح ذو حدين!!

منظمة »دي إي آي« DEA الأميركية الدولية لمكافحة المخدرات المنتشرة في مختلف دول العالم، أجابت على هذا السؤال على لسان أحد ممثليها في لندن الذي أكّد لـ»المحرر العربي« إن »حوالى 70 في المئة من كمّيات الحشيش والهيرويين والكوكايين هي من إنتاج لبناني محلي تُزرع في المناطق البقاعية الواقعة تحت سيطرة »حزب الله« و»حركة أمل«، كما أن قسماً منها يُزرَع في مناطق الجنوب المحظور دخولها على قوى الأمن اللبنانية، ثم يجري تكريرها في مصاف يديرها عناصر من الحزب الذين يؤمّنون عمليات توزيع 50 في المئة منها في لبنان، والباقي يحاولون نقله إلى بعض الدول العربية والأوروبية وخصوصاً إلى إسرائىل لينقَل منها إلى الخارج، فيما الثلاثون في المئة من مجموع كميات المخدرات في لبنان يدخل عبر الحدود السورية آتياً من إيران عن طريق شبكات حكومية رسمية تابعة للحرس الثوري الإيراني تستورد المخدرات، وبالأخص مادة الهيرويين، من عصابات تهريب إيرانية وأفغانية من داخل حدود أفغانستان وباكستان مع إيران تستخدمها الاستخبارات الإيرانية للحصول على معلومات في البلدين حول وجود قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية وتحركات الجيش الباكستاني على حدوده مع أفغانستان لمحاربة طالبان وتنظيم القاعدة«.

وكشف موظف المنظمة الأميركية النقاب عن أن معظم ما تصدّره إيران إلى »حزب الله« في لبنان من مخدرات، »تشكّل مداخيل بيعه في الداخل والخارج جزءاً مهماً من ميزانية الحزب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية حيث تصل هذه المداخيل سنوياً إلى أكثر من 250 مليون دولار«. إلاّ أن »جهات إيرانية داخل الحرس الثوري فتحت على حسابها خطوط تصدير مخدرات إلى مجموعات مستقلة من »حزب الله« وكلتاهما تعملان للكسب الشخصي خارج الأطر التي يحدّدها الحرس والحزب كجزء مهم من الدعم المالي، بحيث يظهر الثراء السريع والعلني واضحاً على بعض قادة الحزب السياسين والعسكريين وبعض قادة كوادره ومجموعات كبيرة من عناصره«.

النار في منزل الإطفائي!!

وأكد موظف DEA لـ»المحرر العربي« أنه خلال السنوات الثلاث التي أعقبت حرب تموز/ يوليو العام 2006 التي أصابت تداعياتها الشريحة الكبرى خصوصاً من الطائفة الشيعية التي تعرّضت للقتل والتهجير والخراب والدمار، توسَّع انتشار المخدرات في مناطق هيمنة »حزب الله« بشكل خطير بحيث خرجت إدارة عمليات توزيعه عن قدرة مسؤوليه وعناصره ليتفشّى بصورة خطيرة، ويبلغ شرائح شيعية قريبة جداً من عائلات قادة هذا الحزب، كما أن كميات هائلة من المخدرات التي تنشرها عادة عناصر تابعة لاستخبارات الحزب داخل المدارس والجامعات في صفوف الشباب المسيحي والسنّي بشكل خاص، وجدت طريقها إلى آلاف الطلاب الشيعة أنفسهم، ما حمل نصرالله على دقّ ناقوس الخطر بعدما أُفلِتَ زمام الأمور من أيدي حزبه، فاستنجد بالدولة وقواها الأمنية وجيشها لإنقاذ مناطقه من هذه الآفة المميتة«.

وأماط مسؤول المنظمة الأميركية لمكافحة المخدرات اللثام عن »أن كميات المخدرات التي تنسق أجهزة الأمن الإسرائيلية مع خلاياها الشيعية في جنوب لبنان عمليات تهريبها إلى إسرائيل، تذهب مباشرة إلى أوروبا أو مصر أو بعض الدول الخليجية، من دون أن تنتشر في المجتمع الإسرائيلي، فيما أثمان هذه المخدرات توزّع على تلك الخلايا كرواتب مقابل المعلومات التي كشف المنسق السابق للشؤون الإسرائيلية في لبنان الجنرال ديفيد أغمنون أخيراً النقاب عن أنها تصل إليهم مقابل السماح بعمليات التهريب المضبوطة والمقنّنة«.

وقال المسؤول إن »صرخة حسن نصرالله الأخيرة ضد المخدرات واستنجاده بالدولة اللبنانية للحد من انتشارها في مناطقه، لم تكن وليدة حرص الحزب على مكافحة هذه الآفة في صفوف الطائفة الشيعية فحسب، بل لأن موجات الإدمان على تعاطي المخدرات اجتاحت صفوف عناصر حزبه بشكل مخيف على الرغم من العقوبات الصارمة التي تتخذها القيادة بحق المدمنين وبعض المهربين الخارجين على طاعتها«.

أمّا على صعيد توسيع الحزب الإيراني عملياته إلى الخارج، فقد حرّكت التهم التي وجّهها الأسبوع الماضي مدّعون عامون أميركيون في فيلادلفيا وبنسلفانيا إلى عشرة من عناصره أو من عملائه في الولايات المتحدة بـ »التآمر لتأمين تجهيزات له في لبنان« منها »محاولات لإرسال صواريخ »ستنغر« المضادة للطائرات وحوالى عشرة آلاف رشاش من طراز كولت أم-4 إلى »حزب الله« عبر مرفأ اللاذقية في سورية« - حرّكت سلطات الأمن الأوروبية في لندن وباريس وبرلين وروما وأثينا وبعض عواصم أوروبا الشرقية وفي مقدمها العاصمة السلوفاكية التي قالت التهم إن أحد عناصر الحزب الإيراني داني نمر طراف حاول منها إرسال تلك الصواريخ والرشاشات، حيث بدأت عمليات تبادل معلومات على مستوى القارة الأوروبية حول نشاطات »الجماعات الشيعية اللبنانية« المقيمة فيها التي كانت أصلاً متداولة، إلاّ أنّها ظلّت سرية حتى الآن بانتظار حدوث أي تحرك لتلك الجماعات كما حدث في المدينتين الأميركيتين وفي دولة سلوفاكيا، تمهيداً لإبعاد المئات من الطائفة الشيعية كما حدث في دولة الإمارات أخيراً..

وعلمت »المحرر العربي« من مصادر إعلامية دفاعية بريطانية في لندن أن معلومات الإستخبارات الأوروبية الواردة إلى المملكة المتحدة خلال الأسابيع الأربعة الماضية التي سبقت إصدار المدعين العامين الأميركيين اتهاماتهم لخلايا »حزب الله« هناك، »أضافت إلى لوائح الإستخبارات البريطانية الداخلية »إم آي-5« المتعلقة بنشاطات خلايا وعملاء »حزب الله« في بريطانيا، عشرات الأسماء الجدد المأخوذة من اعترافات عناصر للحزب في عواصم أوروبية مختلفة، ومن عملاء لتلك الاستخبارات داخل تلك الخلايا المختَرَقة بقوة من السلطات المحلية فيها، وأن أجهزة الأمن البريطانية التي كانت رصدت الأسبوع الماضي دخول أحد رؤساء كوادر الحزب الإيراني عبر أحد مطاراتها آتياً من بيروت مع ثلاثة عناصر أخرى يُعتقد أنها تابعة لجهاز الأمن الخارجي في الحزب، اقتربت (الأجهزة البريطانية) جداً من اتخاذ قرار بشن حملة واسعة النطاق ضد تلك الخلايا وهؤلاء العملاء بعدما تأكد لها أن بعضهم يعمل على شراء أسلحة متطورة وإلكترونيات عسكرية من شركات خاصة لإرساله إلى قيادة الحزب في بيروت عبر الموانئ السورية أيضاً، بسبب الحصار البحري الدولي (يونيفيل) للمياه الإقليمية اللبنانية«. وقالت المصادر إن الحملة الأمنية البريطانية المتوقعة على جماعات »حزب الله« وخلاياه وعملائه المعروفين من أجهزة الأمن البريطانية، »قد تبدأ في أي لحظة الآن في محاولة متّفق عليها أوروبياً ودولياً لحصار جماعاته في الغرب ومنعها من تهريب السلاح والأموال إليه في بيروت«.

 

لبنان بين خيارين أحلاهما مرّ: تشريع سلاح »حزب الله« أو إلغاء الطائفية وبقاء السلاح

نهاد الغادري/المحرر العربي

لا أحد ينكر على الرئيس بري حِرَفِيّتَه وذكاءه وقدراته على ابتكار الكلمات وأخذ الواقع السياسي اللبناني بعيداً عن أهداف خصومه قريباً من أهدافه أو أهداف حلفائه . وربما كان شعار الديموقراطية التوافقية الذي احتل ساحة النقاش السياسي ونجح في أخذ الواقع السياسي من مبدأ الأكثرية والأقلية إلى مبدأ التوافق الطائفي والمذهبي من دون نص دستوري واضح خير مثال على عبقرية هذا الرجل الاستثنائي في تاريخ الشيعية السياسية ذات الشرعية.

اليوم يخرج سيد الابتكار على اللبنانيين بمشروع إلغاء الطائفية ليطرحه في التداول فيقف من خلفه حليفه المذهبي المسلح ويعارضه أكثرية اللبنانيين من الطوائف الأخرى ، والهدف ليس إلغاء طائفية غرقت في المذهبية وتأخذ لبنان بعيداً عن محيطه وتاريخه ومبررات قيامه ، بل أخذ النقاش بعيداً عن سلاح »حزب الله« موضوع النقاش والخوف منه على الصيغة ولبنان . الخوف من السلاح بما يفرض على الأرض من سياسات يفترض أنها وطنية وغدت إيرانية ، والخوف على لبنان مما قد يؤدي إليه استمرار السلاح خارج الشرعية الوطنية ، ممثلة في الدولة اللبنانية بأجهزتها ومؤسساتها المشتركة ، من مخاطر الانفراد بقرار الحرب والسلم وفرض أمر إيران الواقع وتقديم مصالحها على مصالح لبنان بوجهه وارتباطه العربيين.

صحيح أن موضوع إلغاء الطائفية ظل مشكلة لبنان لزمن ، ولكنه موضوع سياسي يطرحه من يستفيد منه ويرفضه من يُضارّ به . ويتناوب على طرحه أو رفضه فرقاء الحياة السياسية بمواقيت مختلفة.

لقد فرض موضوع الطائفية والثنائية نفسه في أعقاب الاستقلال لطمأنة المسيحيين وكان أساسه عنوان : لا لفرنسا في مقابل لا لأسلمة النظام والهوية في لبنان . لم يكن المقصود منه رفض الإسلام بل حماية المسيحيين بوصفهم أقلية على امتداد المنطقة . ولقد سبق وكتبت مما أذكر من أحاديث سمعتها أو أدرت نقاشها مع مَنْ عاصرتُ من رجال النضال والاستقلال أن لبنان المستقل كان - وما زال - نقيضاً ونقضاً للمشروع الصهيوني والدولة اليهودية الخالصة . ولقد فهمت يومذاك من رجال ذلك الرعيل ممن عايشت وصادقت وفي مقدمهم شكري القوتلي وفارس الخوري وكميل شمعون ثم أكرم الحوراني وميشيل عفلق وصلاح البيطار، أن صيغة لبنان هي النقيض لصيغة إسرائىل وأن المحافظة عليها هي التي يواجه بها العرب المشروع الصهيوني في انغلاقه الديني.

حدثت أخطاء كثيرة في ما بعد . فقد زلزل قيام إسرائيل أسس الدولة والاستقلال في المنطقة المحيطة بفلسطين وطار منها شرر أصاب بلداناً عربية أخرى . ثم جاءت قيادة عبد الناصر لتملأ الأرض أحلاماً وأضغاثاً حتى استفاق منها العرب على الهزيمة الكبرى . كان عبد الناصر قائداً فذاً وطنياً ونظيفاً ولكنه لم يملك مؤسسات الدولة ولا أقامها . استبدلها بأجهزة الظلام فسقطت مرتين في وضح النهار . أولاهما في 28 أيلول/ سبتمبر 1961 أي انفصال سورية عن مصر الذي قام به مدير مكتب عبد الحكيم عامر والمقربون منه ، وثانيهما في 5 حزيران/ يونيو 1967 في هزيمة الذل الكبرى وكان عامر أيضاً قائداً للجيش.

ظل لبنان لتلك المرحلة يصارع من أجل بقائه مشروعاً لثنائية التعايش وتناصفها وانتمائها الإقليمي . غير أن لعنة حزيران ما لبثت أن استقرت في لبنان بمنظمة التحرير وانفلاشها وتطلعها ، أو اضطرارها ، لمقاسمة السلطة اللبنانية دورها على الأرض وحقوقها . والقصة معروفة بعد ذلك فقد سقطت الصيغة ولم ينتصر من أسقطها . قتل جنبلاط زعيم التغيير وذهب عرفات إلى تونس ومعه منظمته وبقي لبنان يصارع من أجل البقاءيْن : بقاء الوطن وبقاء الصيغة . نؤكد على الصيغة هنا لأنها العلة في وجود لبنان فإذا سقطت سقط مبرر وجوده.

رافق انفلاش المنظمة حرب أهلية أكلت أخضر لبنان ويابسه وزهرة شبابه . كانت الحرب الأهلية نتيجة لسقوط الصيغة وليس نتاجها . أي إن لبنان يبقى بصيغة قيامه أو يسقط ببديلها المطروح ، وكان هذا البديل بالأمس إعادة توزيع السلطة واقتسامها حصصاً كما هو اليوم إعادة توزيع السلطة وتقسيمها . كانت منظمة التحرير وسلاحها سبباً وها هو ذا »حزب الله« وسلاحه سبب جديد.

يدرك الرئيس بري ذلك ويعرفه جيداً فقد رافق تلك المرحلة . كان شاهداً ثم شريكاً في بعض مراحلها ثم رئيساً للمجلس النيابي فيما نتج عنها أو أعقبها.

وإذن فإن طرح موضوع إلغاء الطائفية ليس خالصاً لوجه لبنان . إنه مشروع يلغي مشروعاً ويخفي مشروعاً ويغطي على مشروع . يلغي مشروع لبنان الأول وصيغة نشأته . ويخفي مشروع تبديل هذه الصيغة لمصلحة فريق طائفي مذهبي . ويغطي مشروع سلاح »حزب الله« غير المجمع عليه والذي يشعر فرقاء الشراكة من اللبنانيين أنه يهدد الصيغة والبقاء والأمن والاستقلال.

إنه يطرح إلغاء الطائفية لا لإلغائها ، فلا يلغي الطائفية طرح مذهبي بمفردات وطنية ، بل لجعلها موضوع نقاش عام بديلاً من موضوع سلاح »حزب الله« ريثما تنتهي معركة إيران الإقليمية مع الغرب والعالم وشعوب المنطقة ، فإما نصر إيراني يقلب الموازين ويبدل صيغة الحياة وتستفيد منه قلة فارسية الهوى واللكنة والشادور وهو أمر مستبعد ، وإما هزيمة تدفع إيران ثمنها ومعها فريق ضللته من شعوب المنطقة ويحسب أن رهانه على تغيير المعادلات الداخلية أصبح داني القطوف.

 .. من دون أن يعني هذا الكلام أن ما هو قائم هو الأفضل أو أننا ندافع عن التخلف العربي المقابل للتخلف الإيراني . شهاب الدين صنو أخيه كما تقول العامة.

يطرح الموضوع في أحد فروعه سؤالاً لا جواب عليه بعد : هل يمكن تشريع السلاح بوصفه سلاح مقاومة فعلاً..؟ . إنه السؤال المقابل لمعادلة إلغاء الطائفية أو هو السؤال الذي تم طرح معادلة إلغاء الطائفية لتغييبه.

ثمة مخرج من لعبة الهرب والتغييب والتخويف . ليصدر »حزب الله« بياناً واضحاً لا لبس فيه يؤكد أن السلاح هو لمواجهة ممكنة ومحتملة مع عدوان إسرائىلي ممكن ومحتمل ، وأن استخدامه في الداخل ولأي سبب خيانة وطنية وخروج على مبدأ العيش المشترك يعطي لأي فريق الحق بأن يستنجد بالخارج ، أي خارج . عندها فقط يمكن تشريع سلاح المقاومة بوصفه سلاحاً وطنياً مرادفاً ومتمماً وموقتاً لسلاح الجيش.

غير ذلك فإن طرح إلغاء الطائفية السياسية يعني أحد أمرين:

الهروب من النقاش الوطني حول شرعية سلاح »حزب الله« وقد ينتهي بإنتاج لبنان جديد مختلف عما نعرف ومتفق عليه..

أو إنتاج طائفية جديدة بقواعد جديدة وعناصر جديدة وما يستتبع ذلك من سيادة فريق طائفي جديد يحتكر تمثيل طائفته بسلاحه وترتهن طهران قراره وسلاحه لحساب مشروعها الإقليمي.

أخيراً تحية للرئيس بري الذي يعرف ما يريد وما يريد الآخرون بتوقيته وتوقيتهم .. وقد طالما أحببت.

 

وفاق: هذه خيمة أم جمهورية؟ دولة الستاتيكو...!

المحرر العربي

هل حقاً أن القصر بحاجة إلى ديكتاتور لا إلى شيخ صلح؟

اقتراح بخصخصة التاريخ أو إلغائه

من دولة لبنان الكبير إلى دويلات لبنان الكبير

انتقال من شارع إلى شارع أم من قارة إلى قارة؟

مواد مسرطنة... ولكن أليست هناك سياسات مسرطنة؟

حتى تنظيم السير في »بئر العبد« يحتاج إلى وفاق إقليمي!

من الآن وصاعداً (وصاعداً جداً) دولة الستاتيكو!

الصيغة تتوقف عند هذه الحدود. لا تحديث ولا تطوير، بل تكريس الهشاشة الراهنة. كونفديرالية كاريكاتيرية غير معلنة، وأكثر من أن تكون معلنة. الولاء لزعيم القبيلة، أي لزعيم الطائفة. وحين يصف وليد جنبلاط المسيحيين والدروز بـ»الهنود الحمر« يجد من يقول بل كل الطوائف أصبحت هكذا، قبل أن يبدأ حديث التوتسي والهوتو..

اعتذار من غورو

الآن، اعتذار من بطل المارن، وأول مفوض سام فرنسي في لبنان الجنرال هنري غورو الذي أعلن في 31 آب/ أغسطس 1920، ومن على سلّم قصر الصنوبر في بيروت، قيام دولة لبنان الكبير. الآن دويلات لبنان الكبير. حتماً تسقط كلمة »الكبير« لأن الواقع تغيّر على الأرض. كل التسميات الأخرى جائزة في الوقت الحاضر..

الوفاق تحت مظلة الـ س.س (أي المملكة العربية السعودية وسورية). لكن الوضع الإقليمي أضحى أكثر تعقيداً، والوضع اللبناني أضحى أكثر حساسية وقابلية لـ»التفاعل« حتى مع الظاهرة، أو التظاهرة، الحوثية في اليمن. لم يعد الصراع محصوراً بالجبهة العربية - الإسرائيلية، وقد يكون هذا أصبح جزءاً من الماضي لأن الصراعات العربية - العربية تجاوزته بكثير، في أوروبا يكتبون عن التصدعات الدراماتيكية في الجيولوجيا السياسية (والطائفية) للشرق الأوسط. الهزات الارتدادية في الفراش اللبناني..

خصخصة التاريخ

حتى صياغة كتاب التاريخ تبدو مستحيلة (تماماً مثل صياغة تلك الكوميديا البعيدة المدى والتي تدعى.. الاستراتيجية الدفاعية). على الطاولة اقتراحات مثيرة. نحن في زمن الخصخصة. لماذا الإصرار على أن يبقى التاريخ تابعاً للقطاع العام؟ النص لا يغيّر شيئاً، وإن كانت أحداث السنوات الأربع المنقضية أظهرت كم أن المواقف قابلة للتغير لتتغير أكثر فأكثر.. البارودة من كتف إلى كتف. الخنجر من خاصرة إلى خاصرة..

من الاقتراحات إلغاء مادة التاريخ في لبنان لأن اللبنانيين يختلفون على هنيبعل مثلما يختلفون على بشير الجميّل، وجميع بارونات الحرب الأهلية، لا بل إنهم يختلفون على المماليك وعلى الأيوبيين وعلى العرب وعلى الإسرائيليين وعلى الفرس وصولاً إلى السلاجقة وربما الحثيين والآشوريين والبابليين، وإن قيل إن رعمسيس مرّ من هنا مثلما مرّ رستم غزالي.

القيسية واليمنية

غريب أن سمير جعجع، أو كارلوس إده، لم يقترح إضافة لوحة في منطقة نهر الكلب حول »الجلاء السوري« أيضاً. يفاخر اللبنانيون بأن الجميع مرّوا من هنا وخرجوا، لكنهم مرّوا وتركوا ويلاتهم في كل مكان...

هذه هي أميركا، من دون تاريخ. ما حاجة اللبنانيين للاقتتال ثانية بين القيسية واليمنية، أو بين المناذرة والغساسنة، أو بين الحرف العربي والحرف اللاتيني وبينهما الحرب الهيروغليفية، وإن كان ديفيد هيرست قد كتب في بداية الحرب الأهلية في لبنان عن »ذلك الجنون الهيروغليفي«. ألغاز تلو الألغاز، وهكذا دواليك.

وكان الفرنسي باسكال بونيفاس قد دعا إلى الحد من ضوضاء التاريخ في المنطقة قبل أن يسأل: »وماذا عن الميثولوجيا«؟ حبذا لو يتخلى اللبنانيون عن التاريخ الذي يتعاملون معه بالقطعة واكتفوا... بوديع الصافي!

اتفاق الطائف... المسكين

مسكين اتفاق الطائف. إلى إشعار آخر سيظل واقفاً على ساق واحدة. الأولوية الآن للمجتمع التراكمي. لا ديناميكية للتفاعل، وإن كان هناك من يقول إن قصر بعبدا بحاجة إلى ديكتاتور من طراز الحجاج بن يوسف الثقفي (ممَ يشكو ديكتاتوريو هذه الأيام؟) لا شيخ صلح يتبادل الساسة أمامه القبل، والملاعق، باعتبار أن كل »صلحة« ترافقها حفلة غداء، فيما الخناجر، على أنواعها، لا تزال على قارعة الطريق..

لعبة الأقنعة ولعبة الخناجر

لا إلغاء للطائفية السياسية. والطريف أن أحزاباً أو حركات تشكل الطائفية علّة وجودها (الوجود الإيديولوجي والوجود الاستراتيجي معاً) تدعو إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية. إنه لبنان الحائر بين لعبة الأقنعة ولعبة الخناجر، ومن دون أن يتنبّه أحد (ولماذا التنبّه) إلى أزمة البيئة، وارتفاع معدلات التلوث. هذه مسائل ثانوية. مثلما اللبنانيون لديهم المناعة للصمود في وجه إنفلونزا الخنازير، وفي وجه الأزمة المالية العالمية، فهم لديهم المناعة ضد المواد المسرطنة. هل سمعتم قبلاً بعبارة »السياسات المسرطنة«. أين المسافة بين خراب المواطن وخراب الوطن؟

لا للامركزية الإدارية. صحيح أن لبنان أصغر من مدينة مثل سان فرنسيسكو، لكن الانتقال من شارع إلى شارع في بيروت، وحيث الحفريات إلى الأبد، وحيث لا نقل عام يحترم الناس وأوقاتهم وجيوبهم، وحيث السيارات تتناسل مثل الأرانب، هو أقرب ما يكون أحياناً مثل الانتقال من قارة إلى قارة. الوقت اللبناني يموت في الطرقات. الإنسان اللبناني أيضاً. يقول غسان تويني إن المشكلة هنا أن الناس إما أنهم ضد الدولة (في ظل الإدارة الفاسدة أو العشائرية) أو أنهم نسوا أن هناك دولة. يتصرفون كما لو أنهم في غابة. من قال إن الغابة من دون شريعة أو شرائع؟

لكن نبيه بري بشّر بورشة تشريعية ضخمة. هل يعني هذا أن التشريعات المرتقبة (إن شاء الله سبحانه وتعالى) ستشمل البيئة والسير والحد من ثقافة الأراكيل، ومعها »ثقافة الحبوب«، وتحديث قطاع الكهرباء، وكثيرون في القرى عادوا إلى قناديل الكاز، وتنقية المياه، وإقامة السدود للحيلولة دون الذهب الأبيض والذهاب إلى البحر. هنا تحلية البحر بدل تبليط البحر...

مرقد العنزة وتلة الكابيتول

المركزية الإدارية باقية لأن ثمة من يحذر من أن تتكرس الدويلات بعدما فرزت الحرب الطوائف جغرافياً. لكل طائفة جغرافيتها الخاصة، لكن الأحجام متفاوتة. هنا المشكلة. البعض يكفيه مرقد عنزة والبعض يطمح إلى أن تصل الخلافة إلى تلة الكابيتول.

إذاً، خشية من كل شيء. من اللاطائفية ومن اللامركزية، ومن اللاجمهورية، أي من اللادولة التي هي، عملياً، الموجودة على الأرض. الكلمة السحرية الآن هي »الوفاق«. الوفاق ولو على تنظيم السير في محلة بئر العبد. أجل كل هذا يحتاج إلى وفاق ليس داخلياً أبداً. قد تكون مسألة تنظيم السير هناك، وفي أمكنة أخرى، بحاجة إلى وفاق إقليمي أو دولي...

هكذا، دولة الستاتيكو. لا مكان لأي مواطن إلا داخل (أو في قعر) الوعاء الطائفي. مجتمعات، قبائل، طوائف. أبعد بكثير من أزمة نظام أو أزمة حكم أو أزمة صيغة. أزمة وجود. إنهم يصمّون آذانهم وعيونهم. وفاق: هذه خيمة أم جمهورية؟!

في آخر ما كتبه المطران (الأرثوذكسي) جورج خضر: »هذا لا يعني أني لا أقدّر تقديراً عظيماً النشاط الثقافي والنشاط المجتمعي والسياسي اللذين يكسران السدود القائمة بين بعض من الطوائف والدولة من ناحية نظرية، فعلى تصويري للمسلمين والموارنة أدرك أن بينهم من تخلى عن رواسب التاريخ وأحياناً بعض اللاهوت، لكن أقول للعلمانيين والقوميين إن المسألة ليست بكسر سدود الطوائف، ولكن بمعالجة أخطاء هذه أو أمراضها من الداخل. الوطنية اللبنانية لها أن تقوم، ولكن سطحياً، على إلغاء الطائفية السياسية. لكنها لن تتأصل إلا بعد النقد الروحي والتاريخي تقوم به الطوائف المتطيّفة لنفسها«

 

قادة نظام ولي الفقيه: كل شيعي في العالم »وديعة إيرانية«

المحرر العربي

الحوثيون نموذجاً / الغاية غير المعلنة من خرق الأراضي السعودية: إخضاع مناطق الشيعة في السعودية واليمن لنظام ولاية الفقيه

قراءة تحليلية لتمرد الحوثيين: الشيعة موالي إيران، وحيثما كانوا هم تحت وصايتها،  مرجعيتهم المذهبية في »قم«.. والسياسية في طهران..

نماذج من ردود الفعل الإيرانية على تصدي السعودية لاعتداءات المتمردين الحوثيين على أرض المملكة وشعبها:

لاريجاني: »تدخل سعودي في شؤون اليمن«

منوشهر متكي حذر »دول المنطقة من التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.. والدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«..

رئيس الأركان: »قتل المسلمين الشيعة اليمنيين هو بداية إرهاب الدولة الوهابية«

المرجع شيرازي: »إبادة جماعية ضد الشيعة بدعم من أميركا«

أمين مجلس صيانة الدستور: »الشيعة يقتلون من قبل بعض الدول بزعامة السعودية«

السعودية تدافع عن أرضها وشعبها ضد من يقاتلون المسلمين بسلاح نظام الولي الفقيه

تستند مؤامرة إيران الرامية إلى تفتيت العراق والوطن العربي، إلى غرس وتنمية كيانات مسلحة هزيلة في كل بلد عربي. ونماذج ميليشيات »الصدر« و»الحكيم« الإستئصالية المناطقية المسلحة في »العراق« هي خيرُ دليلٍ على ذلك. وتنطلق مساعي نظام الملالي »السياسي« في طهران و»الديني« في قُم، من اعتبار نفسه »وصياً« على »الشيعة« في العالمين العربي والإسلامي. وهذا ما دفع »الشيعة العرب« الأقحاح في العراق إلى الوقوف ضد الطموحات الصفوية، إثر اكتشافهم كذب شعارات هذا النظام، الذي أحسن استخدام »الغدر« الفكري والإعلامي، في توظيف بعض »العقول« الواهمة بواسطة شعارات كاذبة، حاول من خلالها التغطية على دوره الخبيث في المنطقة العربية عموماً، و»العراق« و»السعودية« و»اليمن« خصوصاً.  

هذا الدور المعروف من قبل كل المتابعين لتبعية بعض الشيعة العرب لإيران، أكدته أخيراً تصريحات »علي لاريجاني« رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) الذي انتقد أواخر الشهر الماضي ما وصفه بـ»تدخل السعودية في الشؤون اليمنية وقيامها بغاراتٍ جوية تستهدف الحوثيين«. إن هذا الانتقاد بالضبط هو ما يؤكد حجم الإرتباط الوثيق للمتمردين »الحوثيين« في اليمن بـ»إيران«، بدليل إصدار »يحيى الحوثي« أحد زعماء هؤلاء المتمردين، بياناً رحب فيه بـ»الموقف الإسلامي والإنساني المشرف لمجلس الشورى الإيراني الذي أدان فيه عدوان السعودية على شعبنا اليمني ووطننا العزيز ونشكر لهم الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب«، وذلك على الرغم من نفي »عبد المالك الحوثي« (من أقارب يحيى) أن يكون للحوثيين إمتداد لأي طرف خارجي وأن ليس هناك من مبرر للهجوم السعودي.  

في الواقع الذي تؤكده الأحداث في جنوب الجزيرة العربية، تنحصر أسباب الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، في تأجيج الأوضاع الأمنية »محلياً« داخل اليمن، و»إقليمياً« عبر اختراقهم أراضي المملكة العربية السعودية، محاولين نقل صراعهم مع النظام اليمني الحاكم، خارج حدود بلادهم، مستندين في ذلك إلى دعم قادة المؤسسات »الدينية، العسكرية، والأمنية« الإيرانية، الذين كشفت مواقفهم وتصريحاتهم أدناه، مدى سعيهم لتفجير أوضاع المنطقة، بدءاً من »العراق« المحتل أميركياً، وانتهاءاً بـ»اليمن« مروراً بـ»لبنان« (لبنان »حزب الله« والوثيقة الثانية التي تؤكد أنهم عقائدياً تابعون لنظام الولي الفقيه)، ثم »فلسطين«، إذ جاء في معرض تعلقيات القادة الإيرانيين على تمرد الحوثيين، ما يلي:  

< اعتبر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال »حسن فيروز آبادي« الشهر الماضي، أن »قتل« السعودية للمسلمين الشيعة اليمنيين هو بداية »إرهاب الدولة الوهابية«، ويشكل خطراً هاماً على الإسلام والمنطقة. ونقلت وكالة أنباء »فارس« الإيرانية (انتبهوا لكلمة »فارس« وليس وكالة »الثورة الإسلامية« مثلاً..) عن آبادي قوله »إن الأعمال العسكرية الجارية في (منطقة صعدة الشيعية) في اليمن، التي تحوّلت إلى لُعبة حرب لزيادة (الجهوزية) لهجمات على مجتمعات إسلامية أُخرى، تشكل بقعة كبيرة تنتشر وتتطلب حذراً وتصرفاً سريعاً«.

< أدان المرجع الديني الإيراني »ناصر مكارم شيرازي« الشهر الماضي، ما وصفه بـ»الإبادة الجماعية« ضد الشيعة في اليمن واتهم أميركا بـ»قمع« الشيعة، والسعودية بـ»إبادتهم«. وأشار شيرازي إلى الخلاف الذي حصل أخيراً بين شيعة اليمن والحكومة المركزية في بلادهم، بسبب ما وصفه بالتمييز حتى وصل الخلاف إلى نزاعٍ مسلحٍ بينهما. واتهم شيرازي »السعودية« (بعد اختراق الحوثيين الشيعة لحدودها)، »بصب وابل قنابلها من البر والجو على المدنيين ما أدى إلى إراقة دماء العديد من المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال وتشريد العائلات، وبدأت حملة إبادة جماعية مدعومة من قبل أميركا التي ترى أن مصالحها تتحقق في قمع الشيعة. ودعا مفتي وعلماء السعودية إلى خشية الله وإدراك مسؤوليتهم يوم القيامة عن كل قطرة دم تُراق من دماء الأبرياء«. وطالب شيرازي جميع المسلمين في العالم بأن يحتجوا بألسنتهم ويضغطوا من خلال المحافل الدولية لإنقاذ الشيعة المظلومين العُزّل الأبرياء (يقاتلون القوات اليمينة منذ شهور) في اليمن من مخالب الظالمين«.

< اتهم »أحمد جنتي« أمين مجلس صيانة الدستور في إيران بعض الدول »بزعامة« السعودية ببذل جهودها حالياً لقتل الشيعة.

< إطلاق طهران أسم الزعيم السابق للحوثيين »حسين بدر الدين الحوثي« على أحد شوارعها.

< قيام »اتحاد الطلبة« التابع لـ»الحرس الثوري« الإيراني وبتوجيهٍ منه، بتنظيم تظاهرة طلابية أمام مبنى السفارة السعودية في طهران، الشهر الماضي.  

< دعوة النائب العراقي من أصلٍ إيراني »صدر الدين القبانجي« وهو قيادي في »المجلس الأعلى« الشيعي المرتبط بطهران، الشهر الماضي، الحكومة اليمنية إلى التفاوض مع الحوثيين لإنهاء »الصراع وسفك دماء المسلمين«. وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية وسط مدينة النجف »أدعو حُكام اليمن إلى التفكير في كيفية التعامل مع شعوبهم من أجل وقف نزيف الدم بين المسلمين«. وطالبهم بــ»الجلوس والتحاور مع الحوثيين لإنهاء الأزمة«. وتؤكد عبارة »شعوبهم« التي تضمنها تحذير القبانجي، على توحيد إيران وحلفائها خطابهم الفتنوي، حيال موضوع تقسيم اليمن إلى شعوب وقبائل، متجاهلين قول الله تعالى »إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ...« وليس لتتذابحوا ؟!!!  

< افتتاح »علي لاريجاني« رئيس البرلمان الإيراني خلال زيارته الشهر الماضي إلى العراق، ممثلية رسمية للمتمردين الحوثيين في مدينة »النجف« عهدت إدارتها لـ(محمد الهيرز اليماني) البالغ من العمر 33 عاماً والذي يقوم بتدريس مادة »المذاهب الفقهية« في »حوزة النجف« التي تخرج منها بعد تتلمذه على يد أبرز مراجعها الدينيين »الفرس«.

< كشفت النائبة عن »الائتلاف الشيعي« الحاكم في العراق »جنان العبيدي« عن وجودِ مكتبٍ رسمي للحوثيين في النجف ينسق شؤونهم في المدينة وفي العراق. وأضافت العبيدي خلال موافقة »الحكومة« العراقية على فتح ممثلية الحوثيين في بغداد والنجف، واستقبال جرحاهم والملاحقين منهم من قبل السلطات اليمنية والسعودية في العراق، أن وجود مكتب للحوثيين في النجف لا يعني أن المرجعيةَ الدينية تدعم الحوثيين أو تدعم العنفِ في اليمن. موضحةً أن الحكومة اليمنية ربما اشتبهت في تعاطيِها مع موضوعِ وجودِ مكتب للحوثيين في العراق. وهذا ما دفع الرئيس اليمني »علي عبد الله صالح« إلى استنكار قيام »مقتدى الصدر« زعيم التيار الصدري وميليشيا المهدي، بتقديم الدعم اللوجستي للمتمردين الحوثيين بغية قلب نظام الحكم في اليمن.  

< اتهام نواب عراقيين، الشهر الماضي، جهات شيعية في مجلس النواب العراقي، لها صلاتٍ قوية مع إيران، بدفع العراق إلى نزاعات سياسية مع الدول العربية والدفع باتجاه التدخل لدعم الحوثيين باليمن، لخدمة مخططات إيرانية ضد المملكة العربية السعودية. وأكد أولئك النواب، فتح الزعيم الشيعي »مقتدى الصدر« قنوات اتصال، واستقبل العديد من القيادات الدينية لـ»الحوثيين« في السنوات السابقة، مؤكدين على انضمام بعض الحوثيين إلى »ميليشيا المهدي«، التي وفرت لهم الملاذ الآمن داخل العراق، ثم نقلتهم إلى إيران لتلقي التدريب هناك والعودة إلى »اليمن« ومن ثم »السعودية« بغية القيام بأعمال عنف فتنوية ضد مؤسسات حكومية رسمية في كلا البلدين، وبتوجيه من »فيلق مكة« التابع لـ»فيلق القدس« الإيراني.

< كشف النائب »جعفر عيسى« القيادي البارز في »حزب الله العراقي«، أن شخصيات دينية وسياسية شيعية عراقية بدأت وساطة هدفها إنهاء النزاع المسلح بين الحكومة اليمنية وبين المسلحين الحوثيين في صعدة، وبتوجيه من طهران، مشدداً على أن هذا التحرك يجري بشكلٍ سري، وبالتالي لا يمكن الكشف عن أسماء الشخصيات الشيعية العراقية التي تحاول حل النزاع هناك.  

< من جانبٍ آخر، انتقد »الائتلاف الشيعي« الحاكم، بعض المراجع الشيعية الدينية في مدينتي النجف وكربلاء، كما عتبَ على الحكومة العراقية لصمتها حيال الأحداث الجارية في صعدة، داعياً إلى مساندة »الحوثيين« لإجبار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على طرد البعثيين العراقيين المهجرين في اليمن.

< حصول النائب العراقي من أصلٍ إيراني »همام حمودي« رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، على تصريحٍ رسمي من الحكومة العراقية، وبناء على طلبه، أجاز له فتح ممثلية رسمية للمتمردين الحوثيين وسط العاصمة العراقية »بغداد«، كخطوة اعتبرها المراقبون مساندةً للمتمردين على السلطات اليمنية، ودعماً لحركة الحوثي الساعية إلى إقامة »إمارة« زيدية شيعية في شمال اليمن، بذريعة المعاملة بالمثل لاتهام »صنعاء« باحتضان عدد من قيادات النظام العراقي السابق.  

< امتناع كتلة »الوفاق« البرلمانية الشيعية في مملكة »البحرين«، الشهر الماضي، عن التصويت، على قرار إصدار بيان تضامني مع المملكة العربية السعودية في الحرب الدائرة مع جماعة الحوثي الشيعية في اليمن، معللةً ذلك بأنه، تدخل في الشؤون الخارجية للدولة.  

< كشف السلطات اليمنية عن إلقاء الجيش اليمني القبض على 7 »صوماليين« يتبعون لتنظيم »القاعدة«، كانوا يقاتلون مع الحوثيين في الحرب السادسة التي تدور في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان منذ 11 آب/ أغسطس الماضي وحتى يومنا هذا.  

< احتجاز القوات البحرية اليمنية، الشهر الماضي، سفينة تحمل »أسلحة« إيرانية مضادة للدروع قبالة شواطئ »ميدي« في البحر الأحمر، أقصى الشمال الغربي لليمن، ولم تعرف الجهة المالكة للسفينة، التي كان يقودها 5 بحارة، أربعة إيرانيين وهندي، وأثناء التحقيق معهم تبين قيامهم بتفريغ تلك الأسلحة بالقرب من منطقة »حرض« لإخفائها موقتاً في بعض مزارع المنطقة تمهيداً لنقلها إلى »الحوثيين«.  

< كشف تقرير أميركي صدر الشهر الماضي، عن قيام القوات البحرية الإيرانية المرابطة في »البحر الأحمر« و»خليج عدن« بتهريب الأسلحة من أحد الموانئ »الإريترية« في البحر الأحمر إلى الحوثيين. وذكر التقرير الصادر عن مركز »ستراتفور« للاستشارات الأمنية في ولاية »تكساس« الأميركية، أن عمليات تهريبٍ للأسلحة كانت تتم من ميناء »عصب« الإريتري إلى السواحل القريبة من محافظة »صعدة« في مديرية »ميدي« ليتم تخزينها هناك ومن ثم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صعدة معقل الحوثيين. وأشار التقرير: إلى أن »قدرة إيران في إنجاح عمليات التهريب المنظمة مع وجود قوات دولية بحرية متعددة الجنسيات، أمر يدعو للتساؤل عن عدم قيام تلك القوات بواجبها في حماية الممرات الدولية التي تقع بالقرب من خليج عدن ومحاربة تهريب الأسلحة والقرصنة التي تتعرض لها السفن التجارية على البحر الأحمر وخليج عدن. وحذر التقرير من نشوب مواجهة مسلحة متوقعة بين القوات البحرية »الإيرانية« ونظيرتها »السعودية« في حال قررت الأخيرة إرسال سفنها البحرية لقطع طرق الإمداد التي تقوم بها إيران لمد الحوثيين بالأسلحة.  

< حذر وزير الخارجية الإيراني »منوشهر متقي« دول المنطقة من »التدخل في الشؤون الداخلية لليمن«. وقال: أولئك الذين »يصبون الزيت على النار عليهم أن يعلموا أن الدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«. وتحدث عما يجري في اليمن، مؤكداً أنه لا يمكن أن يمر من دون وقفة، ومن دون رد واضح عليه.  

مواقف السعودية الحيادية

تناسى أركان النظام الإيراني وفي مقدمهم وزير الخارجية »منوشهر متقي« حيادية مواقف السعودية الرسمية من قضايا المنطقة، على خلاف متقي الذي حذر دول المنطقة من »التدخل في الشؤون الداخلية لليمن«، مؤكداً على أن »أولئك الذين يصبون الزيت على النار عليهم أن يعلموا أن الدخان الذي يتصاعد من هذه النيران لن يوفرهم«.  

كما قدم متقي »تحليله« الخاص للوضع في اليمن، بقوله: »اليمن يواجه ثلاث مشكلات هي »الإرهاب« وعماده تنظيم »القاعدة« الذي يريد جعل اليمن محور عمله، و»الحركات« الاستقلالية، و»العلاقات« بين الحكومة والشيعة«، بينما نفى متقي أن يكون لإيران دور في الصراع، وقال: »إن بلداً يسعى للعب دور في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في كل دول المنطقة لا يمكن أن يكون له دور في إثارة التوترات«. ولهذا السبب سجلت غالبية دول العالم، مواقف سلبية عدة ضد النظام الإيراني، في مقدمها التالي:

< لا يوجد مبرر حقيقي يعطي وزير الخارجية الإيراني حق التدخل في قضيتي الصراع اليمني الداخلي، والاعتداء على الأراضي السعودية، من قبل المتمردين »الحوثيين«، وكذلك أحقية إبداء الانحياز لهذا الطرف أو ذاك، كون القضية برمتها عربية بحتة.  

< تناسى الوزير الإيراني »الموقف« الرسمي المعتدل والمحايد الذي اتخذته كافة الدول العربية طيلة فترة اندلاع المواجهات المسلحة بين الشعب وسلطات النظام الإيراني الحاكم، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في حزيران/ يونيو الماضي. وهذا يؤكد مدى حرص هذه الدول على استقرار الأوضاع في إيران، وأن ما يجري هو شأن داخلي.  

< كان الأحرى بالوزير الإيراني أن يتبع نفس نهج الدول العربية التي ترفض التدخل في الشأن الإيراني، كون »القضية« عربية - عربية، ولا أحد مطالب بأن يقدم إلى إيران أو غيرها أي توضيح عما يجري في ما يتعلق بالعمليات العسكرية التي قامت بها »السعودية«، التي لم تكن تنوي اللجوء لها (منذ اندلاع الصراع المسلح بين الحوثيين والسلطات اليمنية منذ 2004 وحتى يومنا هذا) لولا اختراق حدودها وانتهاك سيادتها من قبل الحواثنة. ناهيك عن أن »اليمن« المعني بالأمر، لم يعتبر هذا تدخلاً في شؤونه. والسعودية أعلنت أن الهدف من العمليات هو تطهير وتأمين حدودها.  

< إذا كان الوزير الإيراني يعتبر أن ما فعلته السعودية تدخلاً في شؤون اليمن، فلماذا لا يستذكر ما فعلته إيران عندما وقع الاعتداء الذي أودى بحياة عدد من »قادة الحرس الثوري« قبل شهرين ونيف، حيث هددت إيران بأنها ستلاحق الجناة داخل حدود باكستان، التي تم توجيه الاتهام لمخابراتها بدعم »البلوش« الإيرانيين السنة (المنفذين).  

< أدانت كافة الدول العربية، اختراق حدود السعودية وأعلنت وقوفها بجانبها في الإجراءات التي اتخذتها. وبهذا يضع الوزير الإيراني، من خلال تصريحاته، بلاده في مواجهة هذه الدول، وفي قضية لا تعني إيران.  

< بأي وجه يعطي وزير الخارجية الإيراني »منوشهر متقي« لنفسه الحق في أن يقدم تحليلاً وتوصيفاً رسمياً لبلاده لما يجري داخل اليمن ولمشاكله الداخلية. في حين يرفض توصيف خطورة برنامج إيران النووي من قبل دول الجوار، إذ ليس من حق متقي التحدث باسم اليمنيين عموماً، وشيعتهم خصوصاً. سيما وأن توصيفه للصراع اليمني الداخلي، يعد تدخلاً سافراً في شؤون اليمن الداخلية.  

< على أي أساس يعتبر الوزير الإيراني أن الصراع في اليمن هو صراع »طائفي« بإشارته إلى »الشيعة« وعلاقتهم بـ»الحكومة«، فهو ليس بصراعٍ طائفي، بل هو صراع مع مجموعة »متمردة« ترفع السلاح وتحارب الدولة، ولو أن الذين يرفعون السلاح كانوا من »السنة« لما كان الوضع قد اختلف في تعامل الحكومة اليمنية معهم. بدليل المحاكمات التي تجري لعناصر تنظيم القاعدة بين الفينة والأُخرى، ولو أن الذين انتهكوا الحدود السعودية كانوا من السنة، لكانت قد لجأت إلى نفس الإجراءات، سيما وأن تصوير الصراع على أنه طائفي من أي جهة، هو بحد ذاته تحريض على الفتنة الطائفية.

< إذا كان وزير الخارجية الإيراني يعطي لنفسه الحق في تحذير دول المنطقة من التدخل في الشؤون اليمنية، ويعتبر ذلك خطراً، فلماذا لا تكف إيران عن التدخل في شؤون »العراق«، و»اليمن« وعن تقديم الدعم للمتمردين الحوثيين وتنظيم القاعدة فيه، وهو الأمر الذي أكدته السلطات اليمنية مراراً وتكراراً.  

< أثارت تصريحات »منوشهر متقي« العديد من التساؤلات، حول مستقبل العلاقات العربية - الإيرانية برمتها، حيث على إيران أن تقرر أي علاقاتٍ تريد بالضبط مع الدول العربية المجاورة والمحيطة بها، هل تريد حقاً علاقاتٍ مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل والمصالح المشتركة، بينما أكدت تصريحات متقي، استحالة ترميم صرح هذه العلاقات ثانيةً.  

النوايا الخفية

تكمن أسباب عدة وراء مواصلة المتمردين »الحوثيين« القتال ضد السلطات اليمنية، وكذلك وراء خرقهم الأراضي السعودية، من بينها:

1- تطلعهم إلى السير على خُطى »حزب الله« الشيعي اللبناني، محاولين إقامة »كيان« سياسي يحظى بـ»جناح عسكري« مع نواة إدارة محلية انفصالية، بذريعة أن منع السلطات اليمنية لهم من ممارسة شعائرهم، يبرر حملهم للسلاح في وجه الدولة.  

2- يعتبر الحوثيون أن تمردهم هو »صحوة« لشيعة اليمن، المشابهة لصحوة شيعة لبنان.

3- تعتبر المملكة العربية السعودية، في نظر الإيرانيين وعملائهم الحوثيين، الحليف الرئيس للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة، ولذا، فإن دخول السعودية كطرف في المعارك الدائرة بين السلطات اليمنية والحوثيين (ولو للدفاع عن أراضيها) سيمنح نوعاً من التزكية للحوثيين بكونهم ضد أميركا وحلفائها.  

4- يطمح الحوثيون للحصول على تأييد فريق من الجماهير العربية والإسلامية الحاقدة على أميركا.  

5- يأمل قادة التمرد الحوثي، من استدراج السعودية لحومة النزاع، أن يؤدي ذلك إلى تدويله، بغية شرعنة تدخل أطراف أُخرى في مقدمتها »إيران« لصالحهم. لتيقنهم من أن تدويل قضية الصراع ليس من مصلحة »اليمن«، بدليل دعوة هؤلاء المتمردين »الجامعة العربية« إلى التدخل لوقف ما أسموه بـ»العدوان« السعودي الذي يتعرضون له.  

6- توجيه الحوثيين (الشيعة) في اليمن عبر خرقهم لأراضي السعودية، رسالة قوية إلى نظرائهم الشيعة في السعودية وبالأخص في »القطيف« و»الأحساء«، مفادها: هل ستبقون مكتوفي الأيدي؟.. إن واجبكم التمرد على حكامكم، بغية »نُصرة« إخوانكم و»تحقيق« مطالبكم المهدورة (حسب اعتقادهم) وربما نستطيع وتستطيعون في المحصلة النهائية تحقيق الإنفصال، أي نسخ نظام »ولاية الفقيه« الإيراني، في »اليمن« و»السعودية«.  

7- لم تكتف »إيران« بإشعال فتنة ملف الحوثيين في وجه القادة اليمنيين، إنما سعت إلى استدراج (السعودية) إلى مستنقع القتال الدائر في مدينة صعدة اليمنية، عبر التسلل إلى الأراضي السعودية وقتل جنود سعوديين، بدليل تحذير النظام الإيراني »دول الجوار« من التدخل في الشأن اليمني، مؤكداً احتكاره لمسألة التدخل، كما هو الحال بالنسبة إلى الشأن العراقي، وإن اختلف الحجم والشكل.  

8- محاولة الإعلام الإيراني، الإيحاء لحلفائه بمدى استجابة »الطرف« السعودي لـ(الإغراء) الإيراني، بذريعة وجود أطراف عدة داخل النظام السعودي تتحرق شوقاً للدخول في معركة من هذا النوع، يوفر فيها السبب »المذهبي« الغطاء »السياسي«، وهي معركة سهلة نسبياً ومسموح بها أميركياً وغربياً، وربما يمكن استثمارها لاحقاً، ما دامت بعيدة عن المعارك المستحقة المفترضة إلى جانب الطرف العراقي والفلسطيني.  

9- تجاوز السعوديون ما يشبه التخوف من خسائر غير متوقعة، ودخلوا الآن في مرحلة التصميم، كما يبدو من أدائهم السياسي والعسكري، على تحقيق هدفين في آنٍ واحد، الأول: سحق قدرة الحوثيين على التسلل مجدداً إلى داخل الأراضي السعودية وإبعاد قوتهم النارية والبشرية عن الحدود إلى العمق اليمني بمسافة 20 كم على الأقل، كما تطالب الرياض الآن. والثاني: الضغط على خط الدعم الإيراني السياسي والعسكري للحوثيين تارة بتحشيد الرفض الخليجي والعربي وربما العالمي قريباً لهذا الدعم، وتارةً أُخرى بشن حملة بحرية تحديداً لقطع طرق الإمداد اللوجستي الإيراني للحوثيين بما يضعف قدرتهم على مواصلة القتال لفترةٍ أطول.  

»المحرر العربي«

 

النائب نهاد المشنوق لـ((الشراع)):وثيقة حزب الله مقفلة ولا تخاطب الجمهور الآخر

الشراع/4 كانون الأول/09

*نحن غير ممثلين بالحكومة الاّ بسعد الحريري

*لا شرعية لسلاح داخل النظام وخارج الدولة

*الدوحة إتفاق إذعان وما يبنى عليه باطل

*الحكومة لتلبية مطالب الناس والخلافات في مكان مبرد على طاولة مجلس الوزراء

*الحكومة ليست انجازاً كما انها ليست هزيمة

*نعتذر من سوريا اذا ثبت بأنها ليست مسؤولة عن اغتيال الحريري

*لماذا اصرار علوش على ما قيل عن سوريا سابقاً وقد ذهبوا جميعاً اليها حتى لو لم يذهبوا

*تجاوب الحريري مع مطالب المعارضة هو نتاج ملزم للتفاهم السعودي – السوري

*الصيغة الحالية للحكومة عابرة ولن تعيش اكثر من سنة

*سوريا تقوم بإعادة هيكلة سياستها الخارجية والدليل علاقتها مع تركيا

*وزراء الحريري في الحكومة ارادهم مناطق تفاهم

*الغاء الطائفية والمداورة بين الرئاسات هوايات دستورية لا بد من الاقلاع عنه

*المطلوب في العلاقة مع سوريا الدقة والرصانة فلا اطمئنان مسبق ولا طمع لاحق

يبتعد النائب نهاد المشنوق قدر ما يحلو له الإبتعاد عن زواريب السياسة الداخلية ويحلّق في الفضاء الإقليمي الذي يبحث فيه عن الحلول كما المشاكل، يؤمن بالدور السعودي والسوري والتركي وقلما يؤمن بدور لبنان حالياً في حل القضايا الكبرى.

في الحكومة لا يعنيه منها او لا يمثله سوى رئيسها سعد الحريري، فالمشنوق لا يعترض على الوزراء ويؤمن ان نجاح هؤلاء او فشلهم يقع على عاتق الرئيس سعد الحريري.

اما بالنسبة للحدث الأبرز وهو إطلاق أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الوثيقة السياسية الثانية في تاريخ الحزب فللنائب مشنوق قراءة يعتبر من خلالها انها بمثابة إنتساب نهائي للنظام اللبناني.

هذه الأمور وغيرها طرحها النائب نهاد المشنوق في هذا الحوار المطوّل والمعمّق مع ((الشراع)).

# انتهت التجاذبات السياسية وانتهى وضع البيان الوزاري ماذا بعد ذلك؟

- البيان الوزاري بالمسائل السياسية هو تسوية مثله مثل غيره بعد مرحلة طويلة من التجاذبات السياسية. فيه كلام عن مسؤولية الدولة وهذا عنصر جديد، ولكن بالوقت نفسه هو خاضع للترجمة والاجتهاد بشكل مخالف لما يُراد له. وأياً تكن هذه النصوص فهي نصوص نتاج لتفاهم إقليمي وليست نتاجاً داخلياً.

عبّر عن ذلك وزير الخارجية الايراني بقوله بعد تشكيل الحكومة: ((ان هناك تسوية إقليمية حدثت في لبنان ممكن أن نكررها في أفغانستان)). مع العلم حسب رأيي وكثير من الوقائع أمامي تؤكد ان الحزب بمعناه اللبناني الذي هو بالتأكيد موجود مهما بالغنا بالإنتماء الاقليمي له مصلحة بالدخول الى الحكومة في منطقة كلها متغيرات، كل يوم تتغير، وكل يوم هناك عناصر جديدة وفيها اشتباكات إقليمية كبرى، اشتباكات دولية كبرى أو مفاوضات دولية كبرى، بالتأكيد حماية الحزب من ضمن النظام الدستوري أفضل له بكثير من البقاء خارج الحكومة.

لذلك اجتمعت عناصر عدّة: الضغط السوري من جهة وتدخل أمير قطر من جهة، رغبة الحزب الداخلية من جهة، وضغط دولي بشكل أو بآخر هو الذي أوصل الى ان تتشكّل هذه الحكومة بالطريقة التي شُكّلت بها فضلاً عن الدور التركي الكبير وغير المعلن.

وترحيل النص المتعلّق بسلاح المقاومة الى طاولة الحوار منطقي والعنصر الناقص في هذا النص هو تحديد مهلة زمنية، فلو كان هذا الأمر يجري التشاور حوله والوصول الى نتيجة بشأنه بشكل مُلزم خلال سنة ، لكان الامر افضل، لأن هذه مسألة كبرى لا تُحل في يوم أو يومين أو اسبوع واسبوعين، ولكن الذي حصل انهم تركوها مفتوحة، ما يفتح الباب أمام استمرار الوضع الحالي لفترة طويلة دون وضع إطار طبيعي.

الناس بطبيعتها ونحن منهم لا يمكن ان نعيش إلا في إطار واحد هو إطار الدولة، وبالتالي لا يوجد وسيلة أخرى لانتظام حياة الناس جميعاً، بما فيه جمهور ((حزب الله)) وبما فيه حاملو سلاحه إلا في إطار الدولة، والناس لا يمكن أن تعيش في إطار آخر، رغم العنوان النضالي للمقاومة، ولكن هذا ليس نظاماً، هذا عنوان. الناس لا يمكن ان تعيش إلا في إطار دولة واحدة لها مفاهيم موحّدة ، لها قراءات موحّدة وخدمات موحّدة، لها تأمينات موحّدة، ولا أحد يمكن أن يحل محل الدولة أياً كانت قوته، وأياً كانت قضيته وأياً كانت اهتماماته.

الواضح حتى الآن حتى من كلام الوثيقة السياسية، ان نص السلاح يطرح بأننا داخل النظام خارج الدولة ومن غير الطبيعي استمرار القبول بسلاح داخل النظام وخارج الدولة.

كل الفكرة التي تحدثت عنها منذ الإنتخابات حتى اليوم هي ان المقاومة – بالتأكيد - عز وفخر ونموذج بصمودها وبقتالها وبتجددها وحضورها الدائم واستعدادها الدائم، وبالتأكيد هناك ضرورة لها كما سمّتها الوثيقة السياسية، باعتبار انها انتقلت الى المرحلة الدفاعية. هذه المرحلة الدفاعية لا يمكن ان يكون لها شرعية لبنانية دون إطار الدولة، صحيح لم يقل أحد ان هناك مقاومة حققت الإجماع، ولكن هناك مقاومة حققت تفاهماً في اطار منطق ما عام لكل الناس.

في موضوع تشكيل الحكومة الواضح ان هذه الحكومة تُقسّم الى ثلاثة أقسام:

*القسم الأول يتعلق بمبدأ تشكيل الحكومة وهذا عنوان له شعبية عامة كونه وجود حكومة موحّدة لكل اللبنانيين، وهذا الأمر يعني كل الناس وبعد ذلك ينظرون الى مشاكلها.

*القسم الثاني يتعلق بالمعارضة، فالرئيس سعد الحريري لبّى عن وعي كامل مطالب المعارضة في مسألة تشكيل الحكومة، لأنه يريد ان يضع إطاراً سياسيا موحّداً لنقاش حول كل المسائل.

نظرية الرئيس الحريري التي افترضها ان هذه الأزمات السياسية كلها مستمرة وحلّها إقليمي، ليس هناك من حلول محلية لكل هذه الأزمات ، وانه علينا بالتالي ان نضع هذه العناوين الكبرى على طاولة مجلس الوزراء، ونُضفي عليها قليلاً من التبريد والتهدئة ونذهب الى مطالب الناس، بمعنى التنمية، حاجات الناس، الكهرباء، يعني الأولويات البسيطة المحقة من حاجات الناس، هذه هي نظرية القبول السياسي لكامل مطالب المعارضة. هذا في التفاصيل ، اما في الاساس فتجاوب الرئيس الحريري يأتي نتاجاً ملزماً للتفاهم السوري السعودي في قمة دمشق بين الملك عبدالله والرئيس الأسد.

صيغة لسنة

# تعني نجد حلولاً لما هو بمتناول يدنا؟

- بل نضع الخلافات الكبرى كلها على طاولة مجلس الوزراء في مكان مبّرد ونناقشها، ونحن نعرف اننا لن نصل الى نتيجة محلية إزائها، ولكن نذهب باتجاه تلبية مطالب الناس وحاجاتها.

يُفترض ان هناك جواً إقليمياً واضحاً يدعو للتهدئة وانه حين كانت إيران تعارض تشكيل الحكومة كان واضحاً انها تستطيع تأجيلها، وليس تعطيلها، لأن القرار في لبنان بهذا المعنى الإقليمي سوري أما الرأي فهو إيراني، على عكس العراق حيث القرار إيراني والرأي سوري. ولذلك وقفوا على خاطر ايران كما يُقال، لفترة طويلة.

ولا شك ان نظرية الذهاب الى تلبية المطالب الحياتية للناس نجح والده الشهيد بالقيام بها، ولكن اليوم الظروف مختلفة واعتقد ان ظروفه مختلفة وهي أصعب بكثير من ظروف والده، وظروف حكومته أصعب بكثير من ظروف الحكومات التي شكلها والده ، لأن هذه حكومة لا يستطيع أحد أن يقول انها إنجاز ولا الادّعاء بأنها هزيمة.. هذه الحكومة هي نتاج ثلاثة أقسام: الجزء الثاني منها المتعلق بمطالب المعارضة هو نتاج التفاهم السوري - السعودي ولو على حساب مفهوم الأكثرية للانتخابات، لأن هذا المفهوم مرحلياً أضعف من الوفاق الإقليمي، لذلك الأمور تستوجب قراءة أوسع من الموضوع اللبناني. هناك من يعتقد ان ما حدث هو صيغة دائمة، ولكن هذه ليست صيغة دائمة بل عابرة ولن تعيش اكثر من سنة.

في هذا الجانب هناك شيء من التكليف العربي والدولي بإدارة سورية غير مباشرة للوضع السياسي في لبنان مرة أخرى، وهذه الإدارة لها مصلحة بالتوازن لاحقاً ولا مصلحة لها بالشكل الدائم الذي أخذته الحكومة. واضح ان هذه الإدارة السورية تريد ان تكون جزءاً طبيعياً من المجموعة العربية، وبالتالي علاقة سوريا بإيران وثيقة ولكنها ليست مُقررة، هناك فرق بأن تكون العلاقة بينها وبين دولة أخرى تشاركها بالقرار، وبين أن تكون علاقة وثيقة وطبيعية.

سوريا لم تبدأ بهذا النمط من العلاقة مع إيران، بل انتهت بهذا النمط الذي يتبلور عمليا بعدما ما حدث في الـ 2004 من محاصرة سوريا دولياً وعربياً، فذهبت باتجاه المزيد من تعميق العلاقات وإعطائها طابع الشراكة في القرار. الآن الأمور تغيّرت وسوريا لا تستطيع تحمّل الصياغة السابقة للإستمرار في مواجهة العالم. فقد تغيّرت الإدارة الأميركية وهناك انفتاح أوروبي عليها وقبول عربي استراتيجي من دولة كبرى مثل السعودية بانتظار حصول تطورات تسمح بعودة العلاقات السورية – المصرية واتفاقيات تعاون استراتيجي مع تركيا، كل هذه العناصر تعيد تركيب مشهد السياسة الخارجية الجديد لسوريا.

# هل تراهن في مكان ما على ابتعادها عن إيران؟

- أنا لست من الناس الذين يدّعون ان الكلام عن الفصل بين إيران سوريا هو كلام منطقي، هذا لا منطقياً ولا دبلوماسياً ولا سياسياً يجوز، لكن بالتأكيد توجد أجندات مختلفة وقد تظّهر ذلك في العراق حيث كان واضحاً دعوة الحكومة العراقية التي يرأسها نور المالكي وهو شخص عاش في سوريا 18 سنة كلاجىء سياسي، وتلقى كل الدعم، نسمعه يريد أخذ سوريا الى محكمة دولية في الوقت الذي يتناول الإعلام الإيراني الخبر بشكل عادي ودون أي تعليق، وبالتالي هناك أجندة مختلفة في العراق.

سوريا لا تحتمل أن تكون جزءاً من المفاوضات الإيرانية - الدولية ولا جزءاً من الملف الإيراني ولا تقبل بهذه الصياغة، وهي تصّر على انها دولة لها دور مستقل مقرر الى حد كبير قادر، ولكن ما اتحدّث عنه هو وضع لم تتم صياغته النهائية بعد. أول مؤشر استراتيجي له هو اتفاقات التعاون مع تركيا، وبالتالي تركيا الدولة المعتدلة المنفتحة على كل الناس، المنفتحة على روسيا وإيران، حيث يتوقع ان تصل علاقاتها التجارية مع إيران الى 20 مليار دولار العام المقبل حليفة استراتيجية تضاف الى اعادة هيكلة للسياسة الخارجية السورية .

هذه تجربة لم تتشكل بطريقة نهائية ولكنها في طريقها الى التشكّل، كل هذه الصور: الإنفتاح على اميركا ، الصداقة مع اوروبا، المصالحة مع الأكثرية العربية، إتفاق التعاون مع تركيا، هذا كله يفترض بالمستقبل القريب إدارة غير مباشرة للوضع السياسي، ويفترض ان هذه الإدارة غير المباشرة بحكم طبيعتها الجديدة مضطرة لإيجاد توازن داخلي لبناني اسلم من شكل الحكومة الموجودة حالياً.

# بعد كل ما حصل ماذا تريد سوريا من لبنان الآن؟

- لبنان بالنسبة الى سوريا جار استراتيجي نعم، وبالتأكيد تريد دوراً سياسياً وتأثيراً سياسياً ونفوذاً سياسياً، لأن هذا مجالها في الأمن القومي، وهذا أمر لا علاقة له بـ((البعث)) أو بالرئيس الأسد، بل هو قائم منذ الأربعينيات أيام كان رياض الصلح رئيساً للحكومة، وكانت الكتلة الوطنية في سوريا حاكمة، كانت طبيعة العلاقات متوترة، وهذه مشكلة قديمة وليست جديدة. الآن يجب أن نسعى الى علاقة مختلفة.

# برأيك أمام هذا المشهد ألا تعتقد ان حلفاء سوريا في الداخل اللبناني هم أقوى من الأكثرية؟

- ميزان القوى الذي تتحدثين عنه ناتج عن قرار صادق وفعلي بحكومة وحدة وطنية من رئيسها سعد الحريري، وقد تم هذا الأمر بشروط التفاهم الاستراتيجي السعودي- السوري ونتاجاً لتوازن قوى داخلي سلمي عبّرت عن نتائج الانتخابات بالأكثرية المعلنة والأكيدة. ولكن لاحقاً الدور السوري بطبيعته وبشكله الجديد وبتحالفاته مُطالب بأن يحقّق بشكل أو بآخر توازنات أكثر عدلاً تؤكّد تدريجياً نتائج الانتخابات. لقد قلت لكِ هناك مرحلة في سوريا بدأت في الـ2004 بحالة الحصار التي دفعتها الى وضع كل أوراقها باتجاه سياسي واحد، هو المفهوم الإيراني للمنطقة. الآن هناك إعادة خلط لهذه الاوراق, والحديث الجاري عن ان خصوصية العلاقات الايرانية –السورية تحدّ من هذا الخلط حيث ستظهر عدم واقعيته خلال وقت ليس بقصير.

# هذا يعني انها أجرت عملية ((مونتاج)) للمشهد بشكل كامل أي قطعت ووصلت؟

- هناك تعديل في الصورة يؤكد استقلالية سوريا وقدرتها على الإمساك بملفها منفردة، سوريا لا تستطيع ولا تقبل ولا تقدر ولا يجوز أن تكون جزءاً من ملف آخر أياً يكن هذا الملف الآخر.

سعد الحريري ممثلنا

# هل ما زال لـحركة 14آذار/مارس دور أمام هذا المشهد؟

- قبل أن نصل الى 14 آذار، أعود الى الجزء الثالث من الحكومة المتعلق بتمثيلنا ككتلة. أنا أعتبر أننا ككتلة وكمفهوم سياسي لكل ما تفضلتِ به، نحن غير ممثلين في الحكومة إلا بسعد الحريري وثقتنا به كاملة، هو أراد أن تكون هذه تجربته وأن يتحمل مسؤوليتها كاملة بصرف النظر عن الإعتبار الشخصي للأشخاص الذين تم توزيرهم.

نحن تشاورنا وناقشنا هذا الأمر في الكتلة، وقلنا نحن معنيون بتسمية الوزراء الذين تم توزيرهم، ولكن لا نستطيع القول انهم يمثلوننا لا كمفهوم سياسي ولا ككتلة. نحن تجاوزنا مسألة الأشخاص الذين لا يحق لنا الحكم عليهم مسبقاً بالفشل أو بالنجاح. وقلنا هذا الملف بكامله مسؤول عنه رئيس الحكومة، ونحن ممثلون به فقط.

# لكن مجرّد أن تقول انك غير مُمَثل في الحكومة معنى ذلك انك تشتمهم أو على الأقل لا تعترف بوجودهم وهذا بدوره شتيمة؟

- معاذ الله ان أشتمهم، أكرر القول ان الكتلة ومفهومها السياسي ليست ممثلة ونحن نتمنى ان ينجح هؤلاء الوزراء ويكونوا أفضل بكثير مما نعتقد والتمايز هنا للوزير حسن منيمنة.

# هل تعتقد ان سعد الحريري لم يكن يريد وزراء يقاتلون في الحكومة؟

- أعتقد ان هناك عنصرين: العنصر الأول هو انه قام بفصل كامل وهذه فكرة قديمة عنده بين النيابة والوزارة. والمسألة الثانية: بالتأكيد هو أخذ بعين الإعتبار انه يريد من وزرائه المباشرين أن يكونوا مناطق تفاهم أكثر ولو على حساب الفاعلية.

# نهاد المشنوق مشكلة في الحكومة؟

- إذا كانت الأمور تُقاس على هذا النحو. فإذاً جبران باسيل مشكل وفلان مشكل وفلان مشكل، ولكن لا أعتقد ان هذه هي المقارنة. الرئيس الحريري حتى في التكنوقراط الذين سماهم واختارهم لا يسبّبون حساسية لأي أحد.

أنا لا أريد تناول الوزراء فرداً فرداً، وأنا لست معنياً بذلك لأني لست من اختارهم ولا هم اختاروا أنفسهم، أنا أقول هذه مسؤولية سعد الحريري، وبالتالي هذه تجربته دعونا ننظر إليها الى الأمام بعين إيجابية وننتظر، وبالتالي لماذا علينا ان نحكم عليها مسبقاً.

# لكن هذا الأمر أحدَث صدمة؟

- صحيح، ورداً على هذه الصدمة أنا أقول ان من يعتبر ان هناك رضى شعبياً ورضى إسلامياً يكون مبالغاً، ((فلا يوجد لا رضى شعبي ولا رضى إسلامي ولا من يرضون))، هناك 71 بالمئة من السُنة في لبنان صوّتوا للوائح سعد الحريري في كل لبنان، وبالتالي هذه تجربته وهذه مسؤوليته يُحاسب عليها في حينها، ولا يجوز إدانتها مسبقاً بصرف النظر عن المسألة الشخصية. إذاً هذه الأجزاء الثلاثة هي قراءتي للحكومة بعد قراءتي للبيان الوزاري.

# ألست معنياً بإنجاح رئيس الحكومة والحكومة؟

- طبعاً أنا معني بإنجاحه، ولكن قدر استطاعتنا، فنحن لسنا وزراء كي ننجح في وزاراتنا، نحن ندعم تجربته سياسياً بانتظار نتائجها.

# على طريقة ((أنصر أخاك ظالماً كان أم مظلوماً))؟

- نحن بانتظار نتائج هذه التجربة وليس ظالماً أو مظلوماً، وبالأصل ليس هذا هو الحديث الشريف، لأنه عندما سألوا النبي (صلعم) وكيف ننصره وهو ظالم فقال: بردّه عن غيه، أي بردّه عن خطئه والمقارنة هنا غير دقيقة.

انفتاح جنبلاط متعجل

# كيف تقرأ المصالحات التي يعتبر النائب وليد جنبلاط نجمها؟

- هي جزء من المتغيرات التي يعتقد وليد بك جنبلاط بوجودها في المنطقة ويريد معالجتها بانفتاح متعجل أو مستعجل غير ثابت وغير مستقر تجاه كل القوى السياسية التي كانت على خلاف معه.

# أليست تعبيداً للطريق للوصول الى الشام؟

- ولماذا اصرار الدكتور مصطفى علّوش على ما قيل عن سوريا سابقاً. مسألة زيارة الشام أصبحت مسألة طبيعية، وباعتقادي ذهبوا جميعهم الى الشام حتى لو لم يذهبوا.

أريد أن أشير الى كلام الصديق الدكتور علوش الذي قال ((اننا لن نعتذر وغير ذلك))، أنا أقدّر الدكتور علوش وهو يعرف تقديري له كشخصية عامة، ولكن كل اللبنانيين يعتذرون وليس فقط نحن من يعتذر إذا ثبت بالقرار الظني بأن سوريا ليست مسؤولة لا من قريب أو بعيد عن الإغتيال.

أنا أول من قال ان سعد الحريري يذهب الى سوريا بصفته وليس بشخصه، وما دام قبل بالتكليف، وما دام سيمارس دور رئيس مجلس الوزراء، فهو يُمثل كل اللبنانيين على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم، وسيذهب الى سوريا بناء على هذا الأساس.

# لكن ماذا إذا صدر حكم المحكمة باتهام سوريا؟

- هناك مثل انكليزي يقول: ((عندما نصل الى الجسر نعبره))، ومن هنا لا يجب إصدار الأحكام المسبقة دعينا نبدأ لأنه لا يمكن أن ننتقل من حالة قطيعة حتى لا أقول حال عداء الى حالة ممتازة وشقيقة، لأن هذا الإنتقال غير طبيعي، والمنطقي ان ننتقل الى حالة العلاقات الطبيعية وتطويرها تدريجياً لكي نرى الى أين ستصل. المهم الرصانة والدقة فلا اطمئنان مسبق ولا طمع لاحق.

لقد خضت الانتخابات بعناوين أربعة أولّها عروبة لبنان كهوية عابرة لسوريا وليست مقيمة فيها. ثانياً إنعاش الالتزام القومي بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة للحصول على دولته المستقلة والتعامل الانساني والعادل مع الفلسطينيين اللاجئين في لبنان والمؤمنين بحق العودة بدلاً من الاستمرار في اهانتهم يومياً انسانياً وسياسياً باعتبارهم عبئاً واتهامهم بتردّدهم في العودة الى بلادهم . ثالثها إلزامية استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا والتدرّج نحو أكثر من ذلك من خلال بحث الملفات العالقة بين البلدين بجدية وموضوعية وليست اتهامية او فوقية نتاجاً لسنوات الصراع. رابعها التزام الطائف كنص دستوري وحيد معتمد لدى اللبنانيين ولا يجوز التعرض لنصوصه وكأنها ارتكاب بحق هذه الفئة من اللبنانيين أو تلك الى حين تنفيذ نصوصه المؤجلة مترافقة مع استقرار سياسي وشعبي ومن ثم البحث في هذا البند أو ذاك ومدى ملاءمته تنفيذياً.

تجاوب جمهور رفيق الحريري مع هذا الخطاب البعيد عن النص السياسي الاشتباكي الذي عاشوه في السنوات الماضية. هذا التجاوب دليل على قبول اللبنانيين المؤسسين لحركة الرابع عشر من آذار لعودة العلاقات الى طبيعتها السلمية والرسمية بين لبنان وسوريا.

# ولكن السائد الآن هو التعديل الدستوري أو التنفيذ الفوري لأكثر بنود الدستور حساسية أي إلغاء الطائفية السياسية؟

- لقد ((عدّل)) رئيس الجمهورية الدستور بمختلف بنوده ست مرات حتى الآن خلال سنة ونصف السنة من ولايته شفهياً على الأقل. رغم مناشدة كتلة المستقبل في بيان لها ومطالبة السيد حسن نصرالله في خطاب له التروّي في طرح العناوين الكبرى الى حين استتباب الاستقرار السياسي. فإذا بالمطالبات الدستورية للرئيس سليمان تزداد وتتنوّع بنودها. وهذا لا يمكن قراءته برصانة الدور التحكيمي لرئيس الجمهورية. هذا في المضمون اما في الشكل فلا يجوز لمقام الرئاسة ان يعرّض هيبته السياسية لتكرار لا تجاوب معه. نحن نريد من رئيس الجمهورية أو بتعبير أدقّ ننتظر ان تكون مطالبته الاولى هي الاخيرة وان تكون ملزمة معنوياً للجميع بمناقشتها إيجاباً ان لم يكن الموافقة المسبقة عن طريق التشاور. وإلا فما أهمية معنويات الرئاسة وقدرتها الرصينة على تقبّل اللبنانيين لما يصدر عن بعبدا من حكمة. إلا إذا كان المطلوب ارباحاً شعبية لم ولن تتحقق بهذه الطريقة.

لذلك كان من المتوقّع الرد بالطريقة التي تمت بها. الرئيس بري استعجل فورية تنفيذ بنود دستورية حساسة ودقيقة مع انه اقترح هيئة للتفكير في إلغاء الطائفية السياسية وعليها العودة لمجلسي الوزراء والنواب بما فكّرت به. وبالتالي فإن الجهة التنفيذية تضم جميع القوى المعترضة على مبدأ اقرار مبدأ آلية التفكير. ثم دخل وليد بك مغيراً على الطائف باقتراح مداورة الرئاسات بين الطوائف.

كل هذه الاقتراحات والرئاسية منها خاصة لا تساهم في استقرار حكومي لم تتحقق بداياته حتى الآن. ولا بد من الاقلاع عن هذه الهوايات الدستورية.

وثيقة حزب الله

# دعنا ندخل الى الوثيقة السياسية لـ((حزب الله))؟

- الوثيقة بالمعنى العام يلزمها دراسة مُعمّقة، ولكن بمتابعتها الأولية طبعاً إذا قارناها بوثيقة الـ85 التي كانت وثيقة ايديولوجية خام لقراءة مبدئية لمجموعة إسلامية اتخذت قرارات بالمسألة الفلسطينية واللبنانية الخ. بهذا المعنى الوثيقة الأخيرة هي وثيقة انتساب للنظام اللبناني وانتساب نهائي، ولكن معظم عناوينها هي عناوين قديمة نسبة للنص السياسي الممتد من العام 2005 حتى الآن، فكل ما جاء في الوثيقة مذكور في نصّهم السياسي، وفي خطاب قيادات الحزب.

في الموضوع اللبناني أكّدت الوثيقة العناوين الاشتباكية إذ قالت بالديموقراطية التوافقية كشكل دائم الى ان يقضي الله دستوراً جديداً، وهذه مسـألة خلافية كبرى تستند الى اتفاق الدوحة، بما هو اتفاق إذعان وكل ما يُبنى عليه باطل، ولو كان أخذ أشكالاً رسمية سواء في الحكومة أو في بيان الحكومة. الدوحة هو اتفاق وقف إطلاق نار أو فك اشتباك وليس تأسيساً للوضع اللبناني، لذلك أنا استغربت توكيد الديموقراطية التوافقية. وهذا الأمر بحاجة الى كثير من المناقشات، لأن التوافقية بالشكل الذي تتخذه الآن، توصل الى إلغاء نظام إجراء الإنتخابات بحيث لم يعد لها مُبرر. نحن الآن نتصرّف في ضوء تسوية مؤقتة ولا نضع نصوصاً او اشكالاً نهائية وانما وضع إلغاء الطائفية السياسية مقابل الديموقراطية التوافقية هو عنوان لإشتباك جديد ايضاً.

النقطة الثانية التي تتعلّق بالتنسيق بين الجيش والمقاومة تحدّثت الوثيقة عن ان نموذج حرب الـ2006 من مؤازرة الجيش اللبناني للمقاومة هو نموذج مثالي حتى الآن، وهذه ايضاً قضية مختلف عليها لأنه هذه مسألة تعود بنا بالسؤال الى بدايته بأن السلاح داخل النظام وخارج الدولة، وهذه الصيغة لا يمكن أن تستمر أياً كانت ظروفها السياسية، كل النصوص وكل الحكومات لا تجعل من هذا المفهوم نصاً رضائياً بين الناس، والنص غير الرضائي لا يعمّر أياً كانت القوى التي تدعمه.

الوثيقة ذكرت ان الدولة مسؤولة عن السياسات العامة وهذه نقطة إيجابية إذا كانت واضحة بالمناقشات بأن المزاوجة بين سلاح المقاومة والدولة أو الجيش هي ضمن الدولة وان السياسات العامة والحرب والسلم هو العنوان الرئيسي لهم، هذه مسألة خاضعة للاجتهاد.

# لكن الوثيقة ربطتها بقيام الدولة القوية؟

- ماذا تعني الدولة القادرة والقوية والعادلة؟ انضمام المقاومة أو صياغة مقاومة في إطار الدولة يجعل منها دولة قوية لأن الوضع الحالي هو جزء رئيسي من ضعف الدولة، ليس فقط فسادها أو تفكك إدارتها، جزء من ضعف الدولة انها أخذت قراراً سياسياً بالمنطق العام بأنها تريد مواجهة إسرائيل في حالة الدفاع الآن ولكن بدون عدّة ولا عديد.

الوثيقة تتحدث عن التسليح من جهات متعدّدة وان الأميركيين لا يوافقون على تسليح الجيش، إذا كان يوجد هذا الحجم من السلاح القادر والفعال عند المقاومة لماذا لا يكون جزءاً متفاهماً عليه مع الدولة بشكل او بآخر؟ وساعتها يصبح عندنا دولة قوية . أما دولة عادلة فالعدل يأتي بالنصوص المتوافرة وهي تبحث عمن ينفذها في النظام السياسي ومؤسساته الدستورية.

هنا أعود وأقول الدليل الأخير على ان الناس لا يمكن أن تعيش إلا في إطار الدولة هو الإقبال الشديد من الحزب وبشكل علني على دعوة الدولة بالقوة، إحضارها بالقوة الى مناطق محدّدة للقيام بدورها بعد الحديث عن القدرة على حكم عشرات الدول مثل لبنان.

# بعد الذي قاله السيد نصرالله وحدّده في كلامه وخاصة في موضوع سلاح المقاومة، هل من ضرورة بعد لطاولة الحوار التي تقولون انها ستبحث بنداً وحيداً هو بند السلاح؟

- لسنا نحن من يقول ذلك إنما البنود التي وضعها الرئيس بري على طاولة الحوار، أُقرّت جميعاً ما عدا الاستراتيجية الدفاعية.

# الا تعتقد ان حزب الله قدّم استراتيجيته الدفاعية عبر وثيقته السياسية؟

- أنا أقول هذه مسألة إشكالية خاضعة للنقاش، ولذلك قلت ان هذا تأكيد للإشتباك، وليس تأكيد التوافق، بمعنى انه لم يطرح صيغة منفتحة على الآخر، انه لم يخاطب الآخر بهذه الصيغة، بل خاطب جمهوره.

# هل هناك من ضرورة لطاولة الحوار؟

- دور طاولة الحوار يبقى في مسألة الاستراتيجية الدفاعية دوراً ضرورياً لأنه مُقر في فترة سابقة، ولكن طاولة الحوار ينتهي مفعولها فور الإنتهاء من الإستراتيجية الدفاعية، لذلك أنا قلت منذ البداية بأنه لو وُضع حدّ زمني لهذا التصوّر، بمعنى ان يتم خلال سنة أو ستة أشهر للوصول الى نتيجة، أما باقي العناوين فإنها تُبحث داخل المؤسسات الدستورية ان كان في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء، في كل مكان طبيعي للتفاهم حول هذه المواضيع.

# ألا ترى ان هذه الطاولة تأخذ مكان هذه المؤسسات الدستورية؟

- هذه الطاولة أخذت هذا الدور في فترة ما ونشأت في ظروف مختلفة، طاولة الحوار كانت بديلاً عن مجلس نواب مغلق وعن حكومة شبه معطّلة، وهذه الأمور كلها انتفت ولم تعد موجودة، وما هو متوافر الآن مجلس نواب مُنتخب وعنده استعداد للعمل، ومجلس وزراء مشكّل من كل القوى السياسية ويستطيعون التحاور حول كل المواضيع.

# نعود الى نقاط الوثيقة؟

- دعينا نبرمج الحديث عن الوثيقة، في البداية حّددنا ما نراه من ايجابيات وسلبيات في القراءة للفقرة اللبنانية.

فلنبدأ ثانياً في السياسة الدولية، ليس هناك من جديد انما تأكيد لفشلها السابق وربما اللاحق في المنطقة، وهذا صحيح واقعياً. وبالعكس اعتقد ان النص في جزء السياسة الدولية قدّم قراءة متواضعة وفي غير مكانها عن تأثير صمود المقاومة في حرب 2006 ومعها كل اللبنانيين الشديد الوطأة على السياسة الاميركية وبأقسى بكثير مما ورد في الوثيقة. اما في مخاطبة الاوروبيين فقد وصفتهم الوثيقة بالتابعين للسياسة الاميركية دون هامش ولا تمايز وهذا وصف غير واقعي ولا يقدّر اهمية انفتاح العديد من الدول الاوروبية على حزب الله سياسياً. بمعنى ان المطلوب من هذه الوثيقة عادة الاستفادة الى الحد الاقصى من احتمالات الانفتاح او بداياته وليس اطلاق اوصاف تغلق الابواب ولو كانت غير مشرّعة سابقاً.

ثالثاً: في السياسة العربية. تجاهلت الوثيقة متدرجات المواقف العربية او تطوّراتها من بعض المواقف وخاطبت سياسة الممانعة فقط مع وصف فيه الكثير من الدقة والاقل من العاطفة تجاه الدور السوري. مما يعني تأكيد مفهوم السياسة السورية السابقة الانقسامية في العالم العربي والمواجهة للمجتمع الدولي وليس العكس كما هو الوضع حالياً.

رابعاً: في الوضع الاقليمي أكّدت الوثيقة دور ايران الاساسي والاستراتيجي في العالمين العربي والاسلامي ودعت الى الاستفادة من القدرات الايرانية متجاهلة حجم الاشتباك العربي في اكثر من موقّع على انتشار السياسة الايرانية وتأثيرها على وحدة المجتمعات اكثر مما هي تهديد مباشر للانظمة اعتراضاً على سياستها. وهذا تأكيد آخر لعنوان سياسي يسبّب الكثير من الاشتباكات السياسية والعسكرية في العديد من الدول العربية. وهناك من يقول وانا لا استغرب هذا القول ان الاشتباك اليمني الرسمي - الحوثي بقي على رؤوس الجبال لمدة خمس سنوات ولم ينـزل الى الحدود الا بعد القمة السورية السعودية واظهار الموقف السوري الداعم للحكومة اليمنية ولوحدة اليمن فجاء الجواب باعلان حدود سعودية – ايرانية بعد الحدود المصرية – الايرانية في غزّة . وهذان تطوّران يتسبّبان بقلق جدّي بالتأكيد لدى القيادة السورية .

خامساً : بالطبع يمكن القول ببساطة ان الوثيقة متقدّمة بما لا يقاس عن نص ايديولوجي لمجموعة اسلامية مبتدئة في العام 85 . ولكنه نص مقفل لا يخاطب الآخر . ولا يقدّم صيغة جديدة ايجابية للآخر للمناقشة لا في لبنان ولا في العالم العربي ولا في المنطقة ولا بمفهوم التمايز الدولي. الا اذا اعتبرنا النص المتعلّق بأميركا اللاتينية تمايزاً ، وهو تمايز يعود الى فترة الستينيات ولم ينتج الا الاحلام قديماً وحديثاً.

نص الوثيقة بشكل عام هو تراكم لسياسات معلنة منذ سنوات تسبّبت بالكثير من الاشتباكات وجاءت الوثيقة لتؤكدها وتقفل الباب امام فتح كوّة ايجابية للتطوّر السياسي داخل فكر الحزب.

لا تمايز عربياً ولا تفضيل دولياً ولا خطاب الآخر اللبناني واصرار على السياسة الايرانية في الاقليم. هل هناك من حاجة أكثر لتأكيد النص المقفل.

# هو سياسياً مُلبنن ولكن عقائديا وايديولوجيا الأمر مختلف؟

- ايديولوجياً وعقائدياً أجاب على هذه النقطة في وثيقة 85 ، أنا أسجل للوثيقة ايجابيتين أكيدتين اولاً قراءة الوضع الفلسطيني، فلا شك انها قراءة متقدّمة ومخاطبة لكل الشعب الفلسطيني بانتماءاته المتعددة . وأُقدّر في الورقة تأكيدها رفض الفدرالية من قريب او من بعيد، وهذه مسألة تأسيسية بالوضع اللبناني.

اما عروبة لبنان فجاءت لاحقاً في النص وبالتأكيد مكانها الاول في الاسطر اللبنانية اذا كان الحديث عن صياغة دقيقة .

# كانت نقصاً أو عدم الإعتراف بها؟

- هو تحدث لاحقاً عن العروبة وممكن أنه أراد تجنُب التأكيد وليس للذهاب الى الفرسنة كما تفترضين.

# لكن الولاء واضح لايران في الوثيقة ؟

- ما ورد في الوثيقة دعم للسياسة الايرانية الخارجية وليس القول بأن الحزب هو انتشار ايراني في لبنان .حوار: هدى الحسيني

 

من ذكريات قائد الحركة الإسلامية في لبنان السيد صادق الموسوي

الشراع 4 كانون الأول/09

أنا صاحب الدور الأساسي في تأسيس ((حزب الله)) وتسميته وتمويله

*جدي ووالدي مرجعان دينيان هاجرا من ايران الى العراق هرباً من الشاه رضا بهلوي

*جدي كان زميلاً للمرجعين السيد محسن الحكيم والسيد ابو القاسم الخوئي

*الإمام الخميني أفتى بجواز صرف الزكاة والخمس للمجاهدين ضد الصهاينة بعد نكسة 1967

*جدي السيد عبدالله الموسوي الشيرازي الوحيد الذي تجرأ على طلب إزالة صورة ميشال عفلق التي رفعها البعث عند مدخل الروضة الحيدرية في النجف

*نظام البعث قتل الشيخ السني عبدالعزيز البدري لأنه اعترض على علمانيته

*والدي السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي كان زميلاً لنجل الإمام السيد مصطفى وسبحا معاً في شط الكوفة

*حسمت خياري في تقليد الإمام الخميني منذ اليوم الاول لوصوله الى النجف

*شاهدت الإمام الخميني في النجف يسير وسط استقبالات شعبية هائلة، وشاهدته يسير غريباً في شارع الرسول يتجنب الطلاب تحيته، ويزور ضريح الإمام علي ولا يجرؤ احد على الاقتراب منه

*روج جماعة الشاه ان الخميني يريد إسقاطه لتسليم الحكم الى الشيوعيين

*اول اعتقال لي كان على الحدود الايرانية مع باكستان وكنت هارباً من بلدي وسجنت في زاهدان

*أول مكان قصدته في لبنان للتبليغ كان قرية شعث في بعلبك

*كان سفير ايران في لبنان منصور قدر هو المندوب السامي الحاكم بأمره في لبنان

*الذين حاربوا قومية عبدالناصر بالاسلام الاميركي حاربوا إسلام الإمام الخميني بالعروبة الاميركية

*كان هم حزب الدعوة الأول هو محاربة الإمام الخميني

*حزبيون اسلاميون بينهم دعوتيون.. وجهوا تهمة العمالة لإسرائيل لشبان كانوا يوزعون بيانات الإمام الخميني في برج البراجنة

*كان الاستاذ حسن صبرا أول من تجرأ على وضع صورة الإمام الخميني على غلاف مجلته كأول مطبوعة عربية على الاطلاق كسرت حركة الإطباق الاعلامي على الإمام والثورة.. في وقت كان فيه علماء محسوبون الآن على ايران يحرمون كتابة الشعارات المؤيدة للثورة على جدران البيوت في لبنان

*ثاني اعتقال لي تمّ في سوريا بسبب توزيع بيان للإمام الخميني في مقام السيدة زينب

*تسلمت مسؤولية تنظيم لقاء الصحافيين وكثير من المسؤولين العرب مع الإمام الخميني في باريس

مقدمة حسن صبرا

من البديهي ان يحكم الناس على حجم التأثير الايراني في لبنان من خلال قوة وتأثير وتمثيل حزب الله في هذا البلد هذه الايام او السنوات.. وان يقرأ ممثلو ايران من خلال القيادات المعممة والمدنية التي يعتبرها الناس حاملة لوجهة نظر ايران الرسمية والفقهية والسياسية..

غير ان من البديهي اكثر ان يعرف الناس ان اول من رفع راية الإمام الخميني وثورته عام 1978 في لبنان، هو رجل واحد اسمه صادق الموسوي.

شاب في الثالثة والعشرين من العمر (من مواليد عام 1955) معمم بثوب السادة أباً عن جد وصولاً الى نسب رسول الله عليه الصلاة والسلام، يجوب لبنان من بعلبك الى بيروت، فالضاحية فالجنوب، ويتحرش بوسائل الاعلام والقوى السياسية والحزبية ليطلب منها ان تنقل الحقيقة.. فقط الحقيقة عما يجري في ايران.

كان الإعلام اللبناني مصمماً على نقل توصيف وسائل الاعلام الاجنبية بأن ثورة الإمام الخميني الاسلامية هي ثورة ((يسارية يقودها رجل دين)) وكان السيد صادق الموسوي يجهد ليقول للإعلام وعبره للناس والسياسيين ان الثورة اسلامية، يقودها رجال دين مناضلون.. وتحت هذه الصفة كان السيد يطبع البيانات ويحملها في محفظة بيضاء تحتاج عضلات فتى مؤمن كي يجول فيها على وسائل الاعلام ومكاتب الاحزاب والسياسيين، وبعض الفعاليات الشعبية الشيعية وغيرها كي ينقل لها ساعة بعد ساعة اخبار الثورة الشعبية التي اندلعت في ايران ضد حاكمها محمد رضا بهلوي في تموز/يوليو 1978. كانت محفظته البيضاء الكبيرة وكالة أنباء متنقلة تحمل اكبر قدر من المعلومات والحقيقة حول ما يجري في بلده.

نادراً ما كنا نرى السيد صادق بوجه غير مبلل بالعرق، ينساب من تحت عمامته السوداء، وشاربين يتسعان دائماً لاظهار ضحكة لم تختفِ في كل مراحل الحوار والنقاش والموافقة والاعتراض، وعينين فيهما من عمق التحدي والايمان ما يهز الجبال.

وقد هزها السيد صادق في لبنان.. وحده.. وأقول وحده لأنني كنت أرى السيد صادق يومياً في بيروت واحياناً عدة مرات.. لا يتعب، لا يرتاح، ضيفاً في مكتبي وفي منـزلي لا يحتاج الى موعد.. لا يشرب الشاي او القهوة، وإذا تنازل ووافق على الاستضافة يكتفي بكوب ماء يبسمل قبل ان يقربه من شفتيه.. ثم يبدأ بتلاوة اخبار الانتفاضة، فتشعر انه قادم لتوه من طهران او اصفهان او مشهد او تبريز او قم..

ومع انني سأترككم تكتشفون من هو السيد صادق الموسوي – رغماً عنه وهو صاحب الايثار والاسرار الشجاع الصريح العنيد المؤمن، الا انني لا استطيع الا ان ادلي بشهادتي للتاريخ عن هذا الرجل، الذي ما لان يوماً (بعد 31 سنة) لم يتراجع، لم يهادن، بل انه يتصرف كما لو ان الامام الخميني ما زال حياً، يقود الثورة في ايران.. او كأنه وحده الامين على مسار الثورة لكثرة ايمانه بها والسعي لخدمتها بأي وسيلة شرعية كانت.

شهادتي للتاريخ عنه ليست مجروحة.. لأنني على خلاف معه في مسائل عديدة.. لكنني اغبطه في هذا الاصرار والتطور في الإيمان من مرحلة إلى أخرى. فهو بعد ان اطمأن إلى نجاح ثورة الامام في طهران.. سعى لتطبيقها في لبنان وزرع او ساهم في زرع قيمها ما لا يمكن الا لجاحد ان ينكره.. او لأعمى الا يراه.. حالة شيعية متقدمة.. قد اختلف معها فكراً ومنهجاً وسياسة.. الا انها في الواقع السياسي احدثت انقلاباً جذرياً في مسار الحركة السياسية الشيعية.. حتى في خلافي معها او معه.

الآن،

امضى السيد صادق عشرين عاماً وهو منكب على قراءة عشرات آلاف الكتب في معظم مكتبات الكون عن الامام علي بن ابي طالب..

واذا استمعتم اليه تظنونه عبر الهاتف او في مقابلة مباشرة انه السيد صادق ابن الثلاثة والعشرين عاماً.. على نضج عظيم في المنطق، وسوية لا تتراجع في الايمان.. كأنه يكتب مقالاً عن والده يلقيه في ذكرى معينة له (اطال الله عمر والده) اذا بدأ حديثه عن الإمام علي.

عشرون عاماً من التفرغ العملي لايجاد كل مفقود كتب عن ((ابي الحسن)).. بما استدعى وضع نظارتين طبيتين لم تحجبا عن الوجه السمح نضارته او صلابته وقسوته.

وبعد،

هذه ليست سيرة ذاتية مكتملة.. للسيد صادق الموسوي فما اخذناه من السيد صادق هو نزر يسير، نجح في تحديده كما اراد هو ان يقدم ونجحنا في انتزاع الاسرار بما يسمح به النشر نفسه.. تحدث عن اسماء وأغفل بعضها عمداً.. تحدث عن وقائع اختارها وزوى منها الكثير، القى الضوء على مرحلة تاريخية مهمة في نشأة حزب الله وفي تكوينات الحزب الاولية والمستمرة.. وأبقى داخل صدره العريض مكنونات لو يكشفها لأحدثت هزات في السياسة.. كما في الشارع وربما في القناعات.. وفي الافراد.

بالنسبة لي هو السيد صادق صديقي الصادق.. وبالنسبة لعارفيه في اعلى قمم السلطة في ايران (خامنئي – رفسنجاني - خاتمي..) عين ايرانية ساهرة قادرة على التجوال بين حارة حريك في ضاحية بيروت حيث يسجل حاضر الشيعة او مكتبة الكونغرس وجامعة (هارفرد) في اميركا حيث يكتب تاريخهم.

وما عرفه عنه الاعلام لفترة.. انه قائد الحركة الاسلامية في لبنان.. دون ادعاء او تزوير او تمسك باللقب او أسف على التعتيم فهو السيد صادق.. وكفى.

لذا،

اعذروني اذا وضعت له هذا العنوان دون رأيه وبما يغضب الكثيرين.. حتماً.

# من أنت؟ لبناني؟ ايراني؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

أنا السيد صادق الموسوي. والمقصود بـ ((السيد)) هو كل من ينتسب من طرف الآباء إلى سيد الكونين، وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ونسبنا نحن ((الموسويون)) يتصل إلى الإمام السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام، موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين سيد الشهداء ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوجه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد ورد في الأحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: معاشر الناس؛ ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي بن أبي طالب. وقال أيضاً مخاطباً ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام: ما بعث الله نبياً إلا جعل له ذريته من صلبه، وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب.

أما والدي فهو المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي المقيم حالياً في مدينة مشهد المقدسة في الجمهورية الإسلامية في ايران. وجدي المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي أحد كبار مراجع الدين الشيعة في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، والذي انتقل إلى ايران بعد فرض أجواء القمع من قبل نظام البعث على المراجع والحوزة العلمية الشيعية الكبرى في العالم، واستقر في مدينة ((مشهد)) المقدسة وصار من كبار مراجع الشيعة في ايران والمرجع الديني الوحيد في محافظة ((خراسان)) الإيرانية.

وكان جدي المرحوم قد اضطر ووالدي (حفظه الله) للهجرة من ايران إلى العراق أيام رضا شاه (والد شاه ايران) بسبب القمع وحملة الاعتقالات التي مارسها ضده وضد علماء الدين والمراجع، إثر المجزرة التي ارتكبها جلاوزته في ((مسجد كوهر شاد)) في مدينة مشهد عام 1934 ميلادي، والتي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء داخل المسجد الملاصق لمرقد ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام الإمام علي بن موسى الرضا (ع).

ولدتُ في مدينة النجف الأشرف في 19 جمادي الثانية عام 1374 هجري الموافق 14/1/1955 ميلادي، في عائلة علمية مرجعية عريقة، وكان من نعم الله علي إذ هيّأ لي هذا الجوّ العلمي والديني البيئة الصالحة، وسهل لي سلوك سبيل الأنبياء والاغتراف من بحر علوم الأئمة المعصومين عليهم جميعاً سلام الله، خاصة أني ترعرعتُ في كنف مرقد أمير المؤمنين وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله وخاتم النبيين وباب علم حبيب رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم.

بناءً عليه يمكنك القول أنني عراقي المولد والنشأة والدراسة، وإيراني التابعية، وأعيش في لبنان بصورة متواصلة منذ العام 1970 ميلادي. ومتزوج من السيدة يمن شمص منذ العام 1975، وأترك التفسير لك وللقرّاء الأعزاء.

# ماذا عن الوالد، الجد والانتماء الى عائلة دينية متأصلة؟

- والدي هو الآن في عداد مراجع الشيعة في العالم، والمرجع الديني الوحيد المقيم في مدينة مشهد الرضا عليه السلام في الجمهورية الإسلامية في ايران، وهو كما يعرفه كل من تلقى دروسه في الحوزة العلمية في النجف الأشرف كان من كبار المدرسين فيها قبل الاضطرار للانتقال إلى إيران مع جدي المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي.

وجدي المرحوم كان بدوره من أبرز تلامذة الميرزا النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد أبو الحسن الإصفهاني رضوان الله عليهم، ويعرف أهل العلم مدى عظمة الموقع العلمي لهؤلاء الثلاثة في مجالي الفقه والأصول، اللذين يشكلان عصب العلوم الحوزوية وركيزة الاجتهاد ثم المرجعية الدينية للطائفة الإسلامية الشيعية. وقد زامل جدي المراجع الكبار المعروفين في الدراسة الحوزوية عند هؤلاء الفطاحل من العلماء الأجلاء، منهم على سبيل المثال: المرحوم السيد محسن الحكيم والمرحوم السيد أبوالقاسم الخوئي.

وكان والد جدي المرحوم السيد محمد طاهر أيضاً أحد كبار العلماء في مدينة ((شيراز))، ومن هنا اشتُهر جدي بالشيرازي في النجف الأشرف بعد استقراره فيها.

# ما هي دراستك الابتدائية والثانوية؟

- في بداية صباي كانت المدارس الحديثة جديدة التأسيس في العراق، وكان الأسلوب الرائج في بيئتنا التقليدية بالنسبة للأطفال في تلك البرهة هو الذهاب إلى المعلم " الشيخ " لتعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم. خاصة ان الظروف السائدة في تلك الآونة كانت تفرض على أسرتي التنقل بين ايران والعراق في الظروف المضطربة سياسياً، وكنت في كثير من الأحيان أرافق والدي في الذهاب إلى إيران بشكل غير قانوني والعودة إلى العراق بالطريقة نفسها، وهذا كان لا يتناسب مع الدراسة الكلاسيكية التي تتطلب استقراراً وانتقالاً منتظماً من صف دراسي إلى آخر، وإن اللغة الدراسية كانت في العراق العربية وفي ايران الفارسية، وكان صعباً لصبي مثلي في ذلك الوقت تبديل الوضع الدراسي بالكامل كلما تنقلتُ بين العراق وإيران.

أصغر معمم في النجف

# دراستك الدينية / أساتذتك في الحوزة العلمية: النجف؟ أم قم؟ ولماذا؟

- كما ذكرت وُلدتُ في مدينة النجف الأشرف في بيئة علمية عريقة، ومَن حولي كلهم من الأسر العلمية والمرجعية، وهذا ما سرّع في توجهي لطلب العلم الديني في الحوزة العلمية، وأذكر أنني عندما كنت طفلاً آخذ مصروفاً يومياً من والدي للذهاب إلى ((الشيخ)) وأجمعه في ((قجّة)) وكنت في سن التاسعة لما فتحت ((القجة))، وجمعت كل ما كان عندي وأخذت باقي المبلغ من والدي حفظه الله لأشتري كتاب ((جامع المقدمات)) وهو أول كتاب كان يدرسه الطلبة المبتدئون في الحوزة العلمية يومذاك.

وبدأت الدراسة أولاً عند والدي في الكتاب المذكور، ثم تنقلت بين عدد من الأساتذة من أسرتي ومن خارجها، وكنتُ أصغر ((معمم)) في النجف الأشرف في ذلك الوقت.

# من هم أبرز الذين أثروا في دراستك الدينية؟

- كانت الفترة الأولى في الدراسة متزامنة تقريباً مع تطورات كثيرة في العراق وايران والمنطقة العربية؛ ففي ايران كانت انتفاضة الإمام الخميني رضوان الله عليه والتي تُوّجت بانتفاضة الشعب الإيراني في 15 خرداد (5 حزيران 1963)، وكانت نكسة حزيران/يونيو في فلسطين واحتلال كامل الأرض المقدسة وأجزاء من البلاد الإسلامية العربية من جانب الصهاينة عام 1967، وانقلاب عبد الكريم قاسم على العهد الملكي في العراق 1958 وتتالي الانقلابات في ذلك البلد، والتي انتهت بانقلاب حزب البعث وتولي احمد حسن البكر وصدام حسين السلطة 1968.

وكانت ((الحوزة العلمية: في النجف الأشرف كونها مركز المرجعية الدينية العليا للشيعة في العالم تعيش هذه التطورات بتفاصيلها وتبين موقفها منها، ونحن أبناء البيئة المرجعية نعيش في وسطها ونتفاعل معها في حياتنا اليومية لا محالة؛ وكنا نحن الطلاب الشباب ومن خلال ردّ فعل أستاذ ((الحوزة)) أثناء المناقشات وحلقات الدرس والمباحثة الدراسية نقترب منه أكثر أو نتركه إلى أستاذ آخر، فإذا كان مثلاً الأستاذ ينأى بنفسه كلياً عن ((التدخل في السياسة)) كنا نتحاشى التودد إليه، وإذا وجدنا أستاذاً آخر يمكننا الدرس عنده كنا نفضله على الأستاذ الأول، وفي حال لم نجد بديلاً عنه في المادة الدراسية تلك بالقدرة العلمية نفسها، كنا نستمر في الدرس دون الاختلاط كثيراً مع الأستاذ في الأمور التي لا نحبذها.

أما بدء تأثري بفكر الإمام الخميني رضوان الله عليه فقد جاء عن طريق الدكتور الشيخ محمد الصادقي أستاذ تفسير القرآن الكريم والفقه، والذي كان يقيم حلقات في ((مسجد الهندي)) وندوات في منـزله لطلاب العلوم الدينية، وكان هو مؤيداً جداً للإمام، وذلك قبل أن يأتي الإمام إلى العراق بعد نفيه إلى تركيا من قبل شاه ايران على أثر انتفاضة 15 خرداد واعتقاله وسجنه.

وكان لي أستاذ آخر، رحمه الله، هو الشيخ محمد علي المدرس الأفغاني، وهو من أقدر الأساتذة في ((الحوزة العلمية)) في النجف الأشرف في مواد مختلفة من النحو والصرف والمنطق والبلاغة والفقه والأصول، وإلى هذين الأستاذين كان لي أساتذة خصوصيون أختارهم أنا وحدي أو مع عدد من طلاب المرحلة ونذهب إليهم في منازلهم لطلب العلم، أو نحضر دروسهم في أحد المساجد أو الحسينيات في النجف الأشرف.

# كيف كان المناخ السياسي في المنطقة؟

- أنت تعلم أن الجو العربي بعد نكسة حزيران/يونيو 67 كان سلبياً جداً، فقد تحطم العنفوان، وتهشمت العزة، وتمّ احتلال كامل أرض فلسطين بعد احتلال جزء منها في العام 48، وتمّ تشريد مئات الآلاف من أبناء أكناف بيت المقدس ومسرى الرسول صلى الله عليه وآله.

وهذا المناخ جعل أكثر الدول العربية تعلن ((حالة الطوارئ)) وتفرض القمع على شعوبها، لمنعها من التحرك استنكاراً للتواطؤ ورفضاً لمنطق الانهزام، ومن جهة ثانية كان الغليان في نفوس الجماهير المصدومة نتيجة ما حصل للجيوش العربية أمام شراذم الصهاينة.

وهذا الوضع أدى إلى نشوء المقاومة الفلسطينية بأدبيات متعددة من يسارية وشيوعية وقومية، لكن الوضع الإسلامي في حينه لم يكن بالمستوى المطلوب لتنطلق كتلة قوية مجاهدة مستقلة تستقطب وتجتذب إليها الغيارى من المسلمين من أنحاء العالم، ولذلك نرى أن الآلاف الذين تهيأوا للمشاركة في قتال الصهاينة من إيران والذين حشدهم علماء الدين الشيعة لم تتمكن من الوصول إلى ساحة المواجهة بسبب موقف الأنظمة المجاورة للأرض الفلسطينية المحتلة وسدّها كافة الأبواب أمام المتطوعين من البلاد الإسلامية.

لكن الإمام الخميني وباقي مراجع الشيعة في العراق وإيران بادروا إلى شدّ أزر المقاومين وتأمين المدد المادي لهم والسند المعنوي للمجاهدين، وأصدروا فتاوى أجازوا بموجبها صرف الخمس والزكاة في أعمال المقاومة ضد المحتلين الصهاينة.

وهذا الأمر، يعطي لعمل المقاومة مشروعية دينية إضافة إلى أن الحقوق الشرعية التي يدفعها المؤمنون من الخمس والزكاة تجعل المجاهدين بغنى عن مساعدات الدول التي لا تدفع قرشاً إلا إذا فرضت أمراً، في حين أن الإنسان المؤمن الملتزم يبادر إلى أداء الفريضة الإسلامية تقرباً إلى الله تعالى.

# من هم اصدقاؤك أو زملاؤك في الدراسة؟

- طبيعي أن يكون أصدقائي في أيام الطفولة والصبا في غالبيتهم هم أبناء بيئتي الحوزوية، والمرجعية والذين كانوا يدرسون أيضاً عند ((الشيخ)) لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم؛ ولذلك فإن أكثر الأسر المرجعية والعلمية في ذلك الوقت كان أولادها على علاقة وصداقة وتزاور فيما بينها، وإلى الآن أحتفظ بذكريات جميلة عن تلك الأيام ونتذكرها لما تجمعنا مناسبة مع أحدهم.

وتوطدت بعض هذه العلاقات التى بين أبناء جيلنا من البيوتات المرجعية من خلال تزاوج بين الأسر العلمية تلك، فمثلاً عمي تزوج حفيدة آية الله العظمى السيد الميلاني رحمه الله، وعمتي تزوجها حفيد آية الله العظمى السيد الشاهرودي رحمه الله.

# كيف كان واقع الحوزة الدينية في أيامك وكيف هو اليوم؟

- ((الحوزة العلمية)) اسم يُطلق على المكان الذي يتعلم فيه الطلاب قواعد النحو والصرف والبلاغة وعلم المنطق والفقه والأصول وتفسير القرآن الكريم والفلسفة، وعدداً من العلوم التي لها علاقة باستنباط الأحكام الشرعية من مصادر التشريع، وهي: الكتاب والسنة النبوية والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله والروايات التي بين أيدينا من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

و((الحوزة)) تتشكل من قادمين من مختلف البلاد الإسلامية، ويدخل إليها طلاب العلوم الدينية بشتى العقليات والخلفيات ومن كافة المستويات العلمية والفكرية وحتى المادية؛ وهذا ما يجعل طلاب العلوم الدينية متنوعي الأساليب في عملهم بين الناس حين عودتهم إلى بلدانهم بعد فترة من كسب العلم، وحتى أثناء وجودهم في ((الحوزة العلمية)) للدراسة.

وإذا أخذنا في الاعتبار الوضع السياسي والاجتماعي في السابق، ومستوى الوعي الفكري لدى عامة الناس، والامكانات الاقتصادية المحدودة في بلادنا، نعرف أن واقع ((الحوزة)) العام كان لا بدّ متأثراً بالظروف المحيطة بالموجودين فيها، ما عدا بعض الاستثناءات. فأنا أتذكر مثلاً أن شبكة الهاتف دخلت ((النجف)) وأنا في أيام شبابي وبطريقتها ((البدائية))، ومن خلال ((البدّالة)) فقط نتواصل داخل المدينة الواحدة، ويصعب جداً التهاتف بين المدن، واستعمال ((الهاتف)) للاتصال مع الخارج أمر شبه متعذر، ولذلك كنا نضطر إلى التخابر عبر ((مكتب البريد)) وكثيراً ما لارسال البرقيات.

وكان المراجع العظام، رحم الله الراحلين منهم وحفظ الأحياء منهم لخير الأمة الإسلامية، مع ورعهم وتقواهم هم من القادمين من البلاد المختلفة ومن ثقافات متعددة ومن أجواء غير متطابقة، والذين توطنوا ((النجف الأشرف)) لعشرات السنين طلباً للعلم، وواقعهم البيئي السابق على وصولهم إلى ((الحوزة العلمية)) وأوضاعهم الاجتماعية وخصوصياتهم النفسية كانت تترك لا محالة أثراً في أدائهم بعد تبوّئهم موقعاً في الزعامة الدينية؛ مثلاً كان المرحوم جدي آية الله العظمى السيد عبد الله الموسوي الشيرازي القادم من بيئة علمائية مجاهدة يختلف في رؤيته للأمور وأدائه اليومي عن بعض الآخرين من أقرانه القادمين من بيئة غير علمائية أو علمائية غير جهادية، حيث يعرف كل الجيل الذي عاصر جدي المرحوم في النجف الأشرف أنه الوحيد الذي تجرأ على المطالبة بإزالة صورة ((ميشال عفلق)) عن مدخل ((الروضة الحيدرية)) والتي وُضعت بعد سيطرة حزب البعث على السلطة مهدداً بتحطيمها بعصاه إن رآها عند قدومه في اليوم التالي إلى حرم الإمام علي عليه السلام لإقامة صلاة الجماعة المعتادة هناك، علماً بأنه كان شخصاً ايرانياً يعيش في العراق طبقاً لـ ((إقامة)) منحتها له السلطات الحاكمة ويمكنها سحبها إذا شاءت، ولم يفكر أثناء عمله المرجعي أنه ((ايراني)) ويتدخل في ((الشأن العراقي)) كما يقال. بل إنه كان يتصرف مع ((المحافظين)) و((القائمقامين)) وكبار المسؤولين الحكوميين العراقيين الذين كانوا يزورونه على أنه ابن العراق والمرجع الديني للشيعة وليس كمواطن يقيم في دولة أخرى غير بلده يتعين عليه التزام قواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية، في حين أن هذا الأداء الجريء كان يتجنبه بعض المراجع الآخرين تحرزاً. ولا بدّ من القول أن هذا النوع من الأداء الشجاع كان له أثر كبير على نفسيات الناس الذين عاشوا هاجس الملاحقة والاعتقال والقمع وحتى التصفية الجسدية من قبل البعثيين في بداية إمساكهم بالسلطة. والمثال على ذلك قتل أحد علماء أهل السنة في بغداد وهو العلامة الشيخ عبد العزيز البدري وتقطيع جسده ووضعه في كيس وتسليمه إلى أهله، لا لشيء إلا لأنه أبدى اعتراضاً على التوجهات العلمانية للبعثيين بعد استيلائهم على السلطة.

التعرف إلى الخميني

# انتماؤك الى تيار الإمام الخميني الثوري؟

- كما قلت، وجودي في بيئة علمية مناضلة مكافحة منذ أيام رضا شاه بهلوي والد الشاه، والمثابرة على معارضة ولده محمد رضا بهلوي جعلتني على اطلاع بالحركة الثورية في ايران من خلال أحاديث المرحوم جدي ووالدي (حفظه الله) عن تجاربهما في تلك الفترة النضالية الطويلة، والمعاناة التي أصابت الملتزمين بأحكام الشريعة من قبل السلطات الخاضعة لإرادة الدول الاستعمارية التي تريد دائماً نهب موارد الأمة الإسلامية ومسخ حضارتها وإلغاء كيانها، والأخبار التي كانت ترِد تباعاً من إيران عن مدى الظلم اللاحق بالناس نتيجة سيطرة حفنة من المستشارين الأميركيين على جميع مقدرات الدولة.

وكان التقارب والتشاور قائماً بين المرحوم جدي ووالدي والإمام الخميني رضوان الله عليه وولده المرحوم السيد مصطفى الخميني، منذ قدوم الإمام الخميني إلى العراق، حتى أن صداقة شخصية تأسست بين والدي (حفظه الله) وبين السيد مصطفى الخميني رحمه الله، وكانا في كثير من الأيام يذهبان سوياً للسباحة في شط الكوفة أيام الجمعة هرباً من الحرّ الشديد في النجف الأشرف أيام الصيف، وفي الوقت نفسه كان النقاش العلمي الحامي أحياناً دائراً بينهما حتى أثناء السباحة.

هذا الجوّ فتح أمامي مجال التعرف عن قرب على شخصية الإمام الخميني رضوان الله عليه والتواصل معه عبر أقرب الناس إليه وهو نجله الشهيد السيد مصطفى الخميني رحمه الله.

ولقد بادرتُ على صغر سني إلى تجاوز الإجراءات حين وصول الإمام إلى النجف الأشرف، وقمتُ بتقبيل يده وهو قائم يصلي صلاة الزيارة في حضرة الإمام علي عليه السلام رغم الطوق القائم حوله من الطلبة المتطوعين حفاظاً على سلامته، في ظل استقبال الحشود الكبيرة من العلماء والطلاب وعامة الناس، والذي قيل يوم ذاك إن العراق لم يشهد له مثيلاً من قبل.

ومنذ اليوم الأول لوصول الإمام الخميني حسمتُ خياري في أمر التقليد وكافة المجالات الدينية والفكرية وسرتُ مع الإمام رضوان الله عليه في حركته الثورية الإسلامية الأصيلة، وهذا من مفاخري في الحياة والتي أشكر الله عليها، رغم أن جوّ النجف الأشرف تمّت السيطرة عليه، وعمل الرجعيون في الحوزة العلمية وأزلام النظام البعثي الذي أتى بعد ذلك على عزل الإمام الخميني شيئاً فشيئاً عن الجماهير وإبعاد الناس عنه، خاصة بعد تطرقه في درسه ((الخارج)) في الفقه والذي كان يلقيه في مسجد ((الشيخ الأنصاري)) أو ((مسجد الترك)) لموضوع ((ولاية الفقيه)) حيث بحث فقهياً الأدلة من الآيات والأحاديث والروايات حول دور الفقيه: الأعلم في استنباط الأحكام، والأورع عن اتباع الأهواء، والعالم بأمور الزمان، والمطلع على أحوال الأمة، في إدارة الأمور، وقضاء حوائج الناس، وبسط العدل، ومواجهة الظلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأنا الذي شهدتُ بأم عيني الحشود الجماهيرية الهائلة التي استقبلته لدى وصوله إلى مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف رأيتُ أيضاً كيف يسير الإمام بعد ذلك غريباً في ((شارع الرسول (ص))) في النجف ويتحاشى أحد طلاب العلوم الحوزوية السلام عليه خوفاً من الأجواء التي كوّنها مجموعة من الحسّاد ضد الإمام الخميني رضوان الله عليه.

وعشت شخصياً أجواء تسابق الطلاب والفضلاء باختلاف مشاربهم على الاقتداء بالإمام الخميني في ((مدرسة البروجردي)) وامتلاء الباحة والطوابق وحتى السطح من المأمومين المصرّين على الصلاة خلف الإمام الخميني، ورأيتُ بعد ذلك أن عدد الذين يأتمّون بالإمام في منزله لم يتجاوز العشرين شخصاً في أحسن الأحوال، وذلك بعد أن اضطر إلى ترك الصلاة في ((مدرسة البروجردي)) الذي كان متولي الوقف فيها المرحوم الشيخ نصر الله الخلخالي المعتمد المالي لجميع مراجع الدين في ذلك الوقت، والذي كان في البداية من المتحمسين جداً للإمام الخميني الذي زامله في بعض فترات الدراسة، وأيضاً رأيت الحشود التي كانت تحيط بالإمام أيام وصوله الأولى ثم رأيتُ بعد ذلك كيف يذهب إلى زيارة ضريح الإمام علي عليه السلام ومعه فقط شيخ أفغاني من المخلصين له وأحياناً معه شيخ آخر ايراني اسمه شيخ عبد العلي، ويتحاشى أكثر الزوار السلام عليه في مقام الإمام علي (ع) والاقتراب منه خوفاً من جماعة الشاه وتحت تأثير الرجعيين والمتزمتين في الحوزة العلمية.

وكان أبسط ما يقال عن الإمام الخميني رضوان الله عليه للتشويش عليه أنه ((سياسي))، وأن الاقتراب منه يسبب ((وجع الراس)) وأنه ليس ((أعلم باستنباط الأحكام)) من المراجع الآخرين.

ومارس جماعة ((سافاك)) الشاه أساليب استخباراتية خبيثة في الأوساط الحوزوية لإثارة المراجع والفضلاء وحتى الطلبة المبتدئين ضد الإمام الخميني، الذي فتح أفقاً جديداً من الجانب الفقهي على دور الفقيه العادل الجامع للشرائط في حياة الأمة بعد فترة من انزواء أهل الدين والعلم والتقوى عن الحياة العامة؛ وقد انساق بعض البسطاء ممن في ((الحوزة العلمية)) وراء الخطط الشاهنشاهية وتوهموا أن زعزعة نطام الشاه في ايران ستؤدي حتماً إلى سيطرة ((الشيوعيين)) على ((الدولة الشيعية الوحيدة في العالم)).

وكانوا يقولون لبعض البسطاء من المتدينين إن الإمام الخميني رضوان الله عليه هو ((عميل للشيوعيين الملاحدة أعداء الله))، وأنه يريد أن ((يخدم الإتحاد السوفياتي بجعل إيران تسير في فلك هذه الدولة الكافرة))، وذلك من أجل تأجيج الحقد والكراهية في النفوس ضد هذا المرجع الديني.

واستعمل ((السافاك)) وسائل الترهيب أيضاً حال فشلت الأساليب الأخرى من أجل فرض العزلة الكاملة على الإمام الخميني، وتهديد الإيرانيين القادمين بصورة غير قانونية إلى العراق، والذين كانوا يشكلون العدد الكبير من طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بالملاحقة داخل العراق، خاصة بعد توقيع ((اتفاقية الجزائر)) بين شاه ايران وصدام حسين نائب الرئيس العراقي يومئذ، والتي بموجبها يُمنع على أي من البلدين ممارسة دور سلبي ضد الدولة الأخرى ويُمنع مواطنو البلدين من العمل ضد النظام الحاكم في أحد البلدين على أرض الدولة الأخرى.

وكان هاجس الملاحقة من قبل السلطات العراقية يلازم الذين قدموا بطريقة غير قانونية إلى العراق بسبب عدم سماح السلطات الإيرانية لهم بالسفر لعلل مختلفة، حتى أن بعضهم كان يتحاشى السفر من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة لزياة مرقد الإمام الحسين عليه السلام ليالي الجمعة خوفاً من حواجز التفتيش أو ((السيطرات)) لكونهم لم يملكوا أوراقاً قانونية لإقامتهم في العراق.

وهذا الواقع الذي يعيشه كثيرون من العائلات القاطنة في النجف الأشرف كان يسهل على عناصر ((السافاك)) والمتعاونين معهم الثأثير على نسبة كبيرة من طلاب ((الحوزة العلمية)) هناك من خلال وسائل الترهيب.

وكان يُشار إليّ بالبنان في مختلف أوساط النجف لأني ابن مرجع ديني يسير مع مرجع ديني آخر هو الإمام الخميني، وكانت الضغوط تنهال علي من كل صوب يومياً لترك العمل مع الإمام الخميني رضوان الله عليه وأنا يومئذ لم أتجاوز الخامسة عشرة من عمري.

وكنا نلاحَق نحن ((جماعة الإمام الخميني)) من مكان إلى آخر ومن مسجد إلى مسجد ليمنعونا من إقامة حلقات الدرس فيها، وحتى من إقامة صلاة الجمعة في تلك المساجد، ونحن مجموعة لا نتجاوز العشرة أشخاص في أكثر الأحيان، حتى اضطررنا في فترة لإقامة صلاة الجمعة في بستان مجاور لمنزل الدكتور الصادقي في ((جبل الحويش)).

الاعتقال الأول

وقد اشتدت الضغوط المختلفة عليّ إلى حد لا يُطاق، فاضطررتُ لمغادرة العراق إلى ايران من دون جواز سفر، ولمّا كان من غير الممكن لمثلي من أنصار الإمام الخميني البقاء في ايران أيام الشاه بسبب المخاطر التي تتهددنا، إذن لم يكن لي مفرّ سوى مغادرة ايران إلى الباكستان بالطريقة نفسها التي وصلتُ فيها إلى ايران على غرار كثيرين من أنصار الإمام الخميني، ما أدى إلى اعتقالي للمرة الأولى في حياتي على الحدود الإيرانية ـ الباكستانية من قبل سافاك الشاه في نقطة ((مير جاوه)) الحدودية، وتمّ استجوابی ثم نقلي إلى بقعة نائية في منطقة جبلية في اطراف مدينة ((زاهدان)) لا أثر فيها لأي موجود بشري وموضعي فی زنزانة إفرادية ضيقة، مهددين لي بالقتل ورمي جسدي في تلك المنطقة المقفرة، ولكن الله منّ عليّ بأن نجّاني من شرهم وأنقذني من بين أيديهم.

ثم قمت بالمحاولة الثانية عن طريق مدينة ((سراوان)) وقرية ((جالق)) الحدودية فنجحتُ ووصلتُ إلى مدينة ((كويته)) في الباكستان بعد السير على ظهر الدواب والسير ماشياً لمسافات طويلة، وبعد أيام سافرتُ إلى مدينة ((كراجي)) ومكثتُ هناك عدة أشهر في ضيافة وكيل الإمام الخميني يومذاك آية الله شريعت رحمه الله.

ثم غادرتُ إلى ((باكستان الشرقية)) يومذاك (بنغلاديش حالياً)، وبقيت طوال شهر رمضان في مدينة ((داكّا)) العاصمة في ضيافة أية الله شريعتي رحمه الله العالم البارز هناك، وقمتُ بإمامة الجماعة والوعظ في المسجد الكبير الخاص بالمسلمين الشيعة في العاصمة.

ثم تركتُ ((باكستان الشرقية)) بالطريقة السابقة نفسها إلى مدينة ((كلكته)) بالهند، ثم انتقلت إلى مدينة ((بومباي))؛ وبقيت أشهراً في أوضاع صعبة ومتخوفاً من انكشاف أمري من قبل سافاك الشاه المنتشرين في أوساط الجالية الإيرانية هناك؛ حتى تمكنتُ من تهيئة ظروف السفر إلى العراق لمدة محدودة ومغادرته إلى سوريا ومن هناك إلى لبنان.

لبنان كان البداية

كانت البداية زيارة محدودة إلى لبنان ولكن لقائي مع عدد من أنصار الإمام الخميني في سوريا والذين كانوا يترددون إلى لبنان شجعني على البقاء فيه دون أن يعرف أحد من الناس هويتي الحقيقية ودوري الإسلامي الثوري ممارساً العمل التبليغي في منطقة بعلبك ـ البقاع ـ في قرية شعث.

ومن هناك كنتُ اجمع بين دوري التبليغي الديني المعتاد وعملي السري في حركة الإمام الخميني، وكثيراً ما كان يشك بعض الناس في المنطقة من نوع عملي غير العادي، وسلوكي المختلف عن تصرف أكثر علماء الدين، وغيابي المفاجئ وأسفاري غير المعلنة، حتى نسجت حولي روايات، واتهمتُ ببعض الاتهامات، وأنا يومذاك لم أستطع الإجابة عن الأسئلة الموجهة إلي في شأن تصرفاتي، لأن لبنان حينها كان مرتعاً لعناصر ((السافاك))، ومن خلال التقارب الرسمي اللبناني مع نظام الشاه كان كل من في لبنان من الإيرانيين يمكن تسليمه إلى نظام الشاه؛ وقد حصل ذلك إذ تواطأت الدولة اللبنانية يومذاك مع ((سافاك)) الشاه لتسليم أحد الناشطين من أنصار الإمام الخميني إلى الدولة الإيرانية وهذا الأخ هو الشيخ احمد نفري ( أو محمد أمين ) صهر الدكتور الشيخ محمد الصادقي الذي كان انتقل بدوره من ((الحوزة العلمية)) في النجف الأشرف في العراق وسكن منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وكان سفير الشاه في بيروت الجنرال منصور قدر هو المفوض السامي الحاكم بأمره في لبنان لارتباط كثيرين من رموز الدولة بشاه ايران أقوى حليف لأميركا في المنطقة وتلقيهم الأموال والهدايا منه، ويطلب ودّ هذا السفير الكثيرون من الذين نراهم اليوم يظهرون الحماس للعروبة والقومية والإسلام وأحياناً للمذهب الشيعي، والذين يتخوفون من ((النفوذ الفارسي)) و ((الخطر الإيراني)) وحركة (التشييع الإيراني في الدول السنّية))، في وقت كان شاه ايران الحليف الأساسي والداعم الرئيسي للكيان الصهيوني بعد الولايات المتحدة، وكانت السفارة الإسرائيلية في طهران هي الوحيدة في دول العالم الإسلامي في ذلك الوقت، ولم يتكلم أحد من هؤلاء يوم ذاك عن ((النفوذ)) و ((الخطر))، بل كانوا يتمنون أفضل العلاقات مع ((شاهنشاه إيران المعظم)) وفي بعض الأحيان كان البعض من الحكام يقدم له فروض الطاعة لكي يكون ((شرطي المنطقة من قبل أميركا)) راضياً عنه.

وكانت حركة الإمام الخميني في حينه هي المتهمة من قبل نظام الشاه بالتواطؤ مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لكونها وضعت نصب أعينها مجابهة الكيان الصهيوني وتحريض الشعب الإيراني ضد نظام الشاه بسبب تحالفه مع الغاصبين للأرض الفلسطينة الإسلامية العربية، والقائد هو السيد روح الله الموسوي الذي يصل نسبه إلى موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وصي رسول الله العربي القرشي وأمير المؤمنين وسيد العرب بتصريح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: أنا سيد وُلد آدم وعلي سيد العرب. في وقت لا علاقة لأكثر من يتحدثون اليوم عن العروبة من الحكام بالقومية العربية من حيث الجذور والانتماء.

والعجب أن هؤلاء الذين يتسابقون على إحياء الآثار الجاهلية من المقابر للتفاخر والتكاثر كما يقول الله سبحانه: ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )؛ هؤلاء الذين حاربوا بالأمس قومية عبد الناصر بالإسلام الأميركي هم الذين حاربوا إسلام الإمام الخميني بالعروبة الأميركية، والذين خوّفوا الناس من مصر القوية بزعامة عبد الناصر وأضعفوا دور الأزهر الوسطي الوحدوي في تلك الفترة يبكون على إضعاف دور مصر الريادي، ويأخذون الفتاوى كل يوم من شيخ الأزهر ويقولون بمحوريته الإسلامية، والذين يرفرف في عواصمهم علم الكيان الصهيوني بشعاره المعروف أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل ويقيمون أفضل العلاقات مع الكيان الصهيوني يهاجمون ايران التي يعلن قادة هذا الكيان كل يوم عشرات المرات أن ايران هي التهديد الأكبر لهم، والذين وقفوا متفرجين بل مساندين للحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، والذين لم يأذنوا حتى لوصول المساعدات الطبية من الشعب الإيراني إلى الشعب الفلسطيني، يتهمون الجمهورية الإسلامية في ايران بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية!!!

# من كان يتلقى الهدايا من منصور قدر في لبنان؟

- كانت العلاقة وطيدة بين أركان النظام في لبنان وشاه إيران ويوجه إليهم الدعوات لزيارة طهران ويتحفهم بالهدايا لدى مغادرتهم إيران ونذكر على سبيل المثال كميل شمعون وبيار الجميل وكاظم الخليل الذي عين ابنه سفيراً للبنان في العاصمة الإيرانية، وكان آخرون من سياسيين وصحافيين يتقاضون رواتب محددة من ((الجنرال منصور قدر)) لقاء خدمات يقدمونها لنظام الشاه المقبور.

# قلت انك قابلت عدداً من أنصار الإمام الخميني في سوريا الذين كانوا يترددون على لبنان. من هم هؤلاء؟ ماذا يفعلون في سوريا. لماذا كانوا يترددون على لبنان؟ مع من كانوا يلتقون من اللبنانيين؟

- أولاً يجب التذكير بأن في مدينة دمشق مقام السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب (ع) وأخت الإمام الحسين (ع) التي حملت مسؤولية الثورة الحسينية بعد استشهاد أخيها يوم عاشوراء، وهذه السيدة الجليلة لها منزلة عظيمة في قلوب شيعة أهل البيت عليهم السلام.

ثم أن فيها مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) التي فارقت الحياة حزناً على أبيها لمّا جاؤوا إليها برأس أبيها وهي في خرابة في الشام، ولها أيضاً مقام عظيم عند الشيعة في العالم.

وفيها أيضاً مقام رأس الحسين (ع) وهو المكان الذي وُضع فيه رأس سيد الشهداء لما جيء به مع الأسرى من آل بيت الرسول إلى قصر يزيد، وهذا المقام أيضاً يشدّ إليه قلوب محبي النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته.

بالإضافة إلى عدد من المزارات الأخرى كمقام ((حجر بن عدي)) ومقام ((عمار بن ياسر))، و ((مسجد النقطة)) وغيره.

ومن الطبيعي أن يزور هذه المقامات الشيعة من كل أرجاء العالم ومن إيران والعراق. والإخوة الذين كانوا يتواجدون في سوريا هم أيضاً من شيعة أهل البيت عليهم السلام. وأذكر منهم على سبيل المثال الأخ علي جنتي ابن آية الله احمد جنتي رئيس ((مجلس صيانة الدستور))، والأخ غرضي الذي كان لفترة وزيراً للإتصالات في الجمهورية الاسلامية. والأخ احمد موحدي الذي جاء قائماً بالأعمال في السفارة الإيرانية في بيروت بعد الانتصار.

وكان من الطبيعي بسبب قرب المسافة بين بيروت ودمشق، ولعدم ضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة في ذلك الوقت، أن يتردد هؤلاء على لبنان بسبب المناخ الجميل فيه؛ ولأن العلاقة بين الشيعة في إيران ولبنان قديمة منذ مئات السنين، حيث سافر من لبنان إلى إيران العلامة الشيخ بهاء الدين العاملي والمحقق الكركي والحرّ العاملي مؤلف ((وسائل الشيعة)) وغيره من كبار علماء وفقهاء الشيعة، ومن الطرف الآخر كان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة السيد موسى الصدر قد قدم من إيران إلى لبنان وهو كان على علاقة بالمعارضة الإيرانية.

وإلى الآن يعرّج الزوار الإيرانيون القادمون إلى سوريا على لبنان بالمئات وفي مجموعات كبيرة وصغيرة بغرض السياحة فيه كما غيرهم من السواح والزائرين.

# كنت اول المناضلين لإيران اسلامية من لبنان هل تحدثنا عن هذه الفترة؟

- بسبب تواجدي المستمر في لبنان واتصالي مع الناس في مختلف المناطق، ولكوني كنت أتحرك بين البقاع وبيروت والجنوب ومع جيل الشباب على الأخص، تمكنتُ وبالتعاون مع بعض الإخوان الآخرين كالمظلوم محمد صالح الحسيني (الذي اغتالته مخابرات نظام صدام حسين بعد اندلاع الحرب العراقية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران) من التعريف بالإمام الخميني والحركة الإسلامية التي كان يقودها، في وقت كان المناخ الغالب هو التوجه اليساري والقومي البعثي وكانت حالة اللا مبالاة الدينية تسيطر على عموم الساحة، وكان المتدينون إما معارضين للعمل السياسي جملة وتفصيلاً مقتصرين على أداء الفرائض الدينية من قبيل الصلاة والصوم والحج، أو متكتلين في تجمعات حزبية من قبيل ((حزب الدعوة)) الذي كان همه الأول بعد حضور الإمام الخميني إلى النجف الأشرف تشويه صورته ومنع الناس وجيل الشباب بالأخص من التعرف عليه والتعاطف مع حركته. والتوجهان كان القاسم المشترك بينهما أنهما كانا يعيقان حركة التواصل بيننا نحن أتباع الإمام الخميني وبين الجيل الطالع، وكان هؤلاء ((المتحزبون)) المندسون في الأطر التنظيمية المتعددة وطوال سنوات ما قبل الانتصار يشنون حملات التشويه والاتهامات ضد الإمام الخميني والقلة من مؤيديه في لبنان، ووصل بهم الأمر إلى حدّ أن وجهوا تهمة العمالة لإسرائيل لبعض الشباب المخلص الذين اعتقلوهم وهم يوزعون بيانات الإمام الخميني ليلاً في بعض أحياء برج البراجنة !!!.

وهنا لا بد لي من ذكر الدور المميز الذي قام به عدد من الشباب التقدميين الواعين ذلك الوقت في التعريف بالإمام الخميني وحركته ومنهم رئيس تحرير مجلة ((الشراع)) بعدئذ الأستاذ حسن صبرا، حيث كانت مجلة ((القومي العربي)) التابعة لـ ((الإتحاد الإشتراكي العربي)) هي أول وسيلة إعلامية عربية على الإطلاق وضعت صورة الإمام الخميني على غلافها وكسرت بذلك حلقة الإطباق الإعلامي على حركة الإمام الخميني رضوان الله عليه. إضافة إلى مشاركة شباب من ((الإتحاد)) في توزيع أول ملصق في منطقة بيروت لشهداء الحركة الإسلامية في إيران وعلماء الدين بقيادة الإمام الخميني والذين أعدمهم شاه ايران، ووقوفهم معنا في مواجهة أحد أبواق حزب ((توده)) الشيوعي الإيراني الذي كان مدعوّاً يومئذ ليلقي محاضرة في ((النادي الثقافي العربي)) في بيروت، وفتح خطوط الاتصال مع بعض وسائل الإعلام اللبنانية كصحيفة ((السفير))، في حين كان بعض العلماء في بيروت ((يحرّمون)) كتابة الشعارات المؤيدة للثورة الإسلامية والإمام الخميني رضوان الله عليه على جدران البيوت بدون إذن أهلها لأن ((خارج الجدار ملك لصاحبه كما داخله))، وتارة كانوا يقولون بحرمة الكتابة بسبب ((عدم طهارة تلك الجدران))، ولكون هذه ((الشعارات)) تتضمن أسماء الله وعبارات اسلامية يجب التأكد من ((طهارة أماكن الكتابة عليها)).

ومن الذين بدأوا رحلة العمل معنا في حركة الإمام الخميني في لبنان منذ البدايات نذكر العلامة المحقق الشيخ محمد عساف الذي أفتخر بالعلاقة معه، والأخ العزيز الدكتور فريد السيد وهما اللذَان أكملا معي المشوار في المسيرة العلمية بعد المسيرة الجهادية، وكان تاج نتاجها ((تمام نهج البلاغة)) والذي هو كامل ما اختاره السيد الشريف الرضي من أجزاء من خطب وكلمات ورسائل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؛ والذي بدأت العمل فيه مند 22 عاماً، وفتشت في أكثر من 80000 كتاب من المصادر الحديثية والروائية والتاريخية والأدبية لكافة المذاهب الإسلامية ولكبار الشخصيات العلمية الموثوقة لدى أهل المعرفة.

الاعتقال الثاني

# هل كان هناك بدايات لحركة مؤيدة لنهج الإمام في سوريا او لبنان؟

- في ذلك الوقت لم يكن يعرف أحد حتى اسم الإمام الخميني في سوريا، إضافة إلى أن الحكم في سوريا كان يتصرف بشكل لا يسبب إزعاجاً لنظام شاه إيران، ولذلك لم يكن للإخوة المتواجدين هناك أي تحرك على صعيد المواطنين السوريين.لكن كان تواجدهم هناك يسهل العلاقة مع الزوار الإيرانيين لمقام السيدة زينب عليها السلام، وحتى هذا الأمر كان لا يخلو من المخاطر، فأذكر أنني في إحدى المرات كنتُ أشرف على توزيع بيان للإمام الخميني في مقام السيدة زينب باللغة الفارسية على الإيرانيين وفوراً اعتقلني الأمن السوري وأودعني السجن طوال يوم، وحوّلوني إلى قسم الاستخبارات وتمّ استجوابي من قبل أحد الضباط لعدة ساعات ثم أطلقوا سراحي واشترطوا عليّ مغادرة الأراضي السورية.

# ماذا تخبرنا عن صلاتك خلال الثورة مع قادتها وعلمائها في ايران؟

- لقد ذكرتُ بأن بداية علاقتي مع أنصار الإمام الخميني كانت مع المتواجدين في العراق، لمّا كنتُ فيه كالدكتور العلامة الشيخ محمد الصادقي وعدد قليل جداً من الطلاب الذين كانوا يؤيدون الإمام والذين فرّوا من إيران بعد اعتقال الإمام من قبل الشاه، ولكن بعد وصول الإمام الخميني رضوان الله عليه، إلى الحوزة العلمية في النجف الأشرف، بدأت العلاقة تتوطد معه من خلال المقربين منه جداً وبالأخص ابنه المرحوم السيد مصطفى؛ وأذكر أن المرحوم السيد مصطفى قال لي يوماً: بسببك أنت رفعتُ صوتي على والدي.

قلتُ له: لماذا؟

قال: لأنك بعد مجيئك من لبنان (في إحدى السفرات) وطلبك لقاءه من خلال الشيخ رضواني (الذي كان يرسل أسماء من يريدون لقاء الإمام إليه فيوافق على لقائه أو لا يوافق)، اشتبه الأمر للحظة على الإمام بينك وبين أحد الذين لا يحب لقاءهم فلم يوافق. ولماّ علمتُ أنا بالأمر أثناء تناولي طعام الغداء معه غضبتُ كثيراً وقلتُ له كيف صار هذا؟

قلتُ للشهيد السيد مصطفى: أنا لم أفكر سلبياً في هذا الأمر، بل حملتُ ذلك على أنه في وضع لا يناسب لقائي معه في ذلك الظرف.

قال السيد مصطفى: إذهب للشيخ رضواني وليحدد لك اللقاء.

فذهبتُ واستقبلني بحرارة إستثنائية.

هذا في العراق.

أما في باريس، فإن مسؤولية تنظيم لقاء الصحافيين وكثير من المسؤولين العرب واللبنانيين الذين يريدون الاجتماع بالإمام الخميني كانت بعهدتي، وهذا ما يعرفه ويتذكره جميع الصحافيين اللبنانيين على الأخص، وكانت ترجمة كافة بيانات الإمام الخميني إلى اللغة العربية منذ انطلاقة الانتفاضة حتى وصول الإمام إلى ايران على عاتقي.

في الحلقة المقبلة:

إصرار الإمام الخميني

على دخول الحمام على الحدود الكويتية

مع العراق كشف أمره وأدى إلى منعه من دخول الكويت 

 

 

استقبال الاسد ونصرالله لارسلان وزيارة عون لخلدة لقاءات لافتة

«المير» ينظر بتقدير كبير لوقوف حلفائه الى جانبه

استقبال الاسد ونصرالله لارسلان وزيارة عون لخلدة لقاءات لافتة

«المير» ينظر بتقدير كبير لوقوف حلفائه الى جانبه

كمال ذبيان/الديار

كانت لافتة الاستقبالات التي حظي بها رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير السابق طلال ارسلان، والتي اتت خلال فترة قصيرة جداً، من الرئيس السوري بشار الاسد، والامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ثم زيارة رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون له في دارته بخلده، وقبل ذلك اللقاء العائلي الذي جمعه ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في المختارة.

هذه اللقاءات التي اتخذت طابعاً عائلياً واجتماعياً، دخلت اليها السياسة، والموقف الذي اتخذه من تشكيل الحكومة التي لم يدخل اليها ارسلان، ولا احد من حزبه، مما تركه يشعر بنوع من التخلي عنه، وقد عبّر عن استيائه امام حلفائه اثناء تأليفها، ووجه رسائل عتاب قاسية احياناً اليهم، عن عدم الوفاء له.

والعتب الارسلاني، رد عليه حلفاؤه، اذ ابلغه «حزب الله»، انه محشور هذه المرة في توزير حلفائه، كما حصل في الحكومة السابقة، التي شارك فيها ارسلان مع الوزير علي قانصو ممثلا الحزب السوري القومي الاجتماعي، وانه لا يستطيع ان يعطي من حصته الشيعية، وكذلك الرئيس نبيه بري، وهو الرد نفسه الذي ابلغه العماد عون الى ارسلان، بأن حصته مسيحية فقط، وقد حددت صيغة الحكومة للمعارضة عشرة وزراء، خمسة منهم مسيحيون لتكتل الاصلاح والتغيير، وبالتالي فان ثمة صعوبة في توزير درزي.

ولم تقنع الردود الحليفة ارسلان، الذي لمّح بأنه سيترك المعارضة بشكل عام، وتكتل الاصلاح والتغيير بشكل خاص، لكنه تراجع عن ذلك، بعد اتصالات ولقاءات معه، ونصائح له، ان لا يخطئ التقدير والقرار، فكان جوابه، انها ردة فعل طبيعية، وان حزبه باق في المعارضة، وهو في تكتل الاصلاح و التغيير.

وامام الموقف الايجابي لارسلان، وتقدير حلفائه لردة فعله، قرر هؤلاء ان «يقفوا على خاطره»، كما يقال، فاستقبله السيد نصرالله، واكد له، انه حليف دائم، وشرح له ظروف تشكيل الحكومة، ولم تفرّط المعارضة ببعضها، وهي خاضت معركة تحسين شروطها، وان العماد عون خاض اشرس المفاوضات مع رئيس الحكومة سعد الحريري للحصول على حقوقه، كتكتل نيابي وتيار وطني حر. ولم يبخل الرئيس السوري بلقاء عائلي جمعه مع ارسلان في منزله بدمشق، ومعروف ان صداقة عائلية تربطهما، منذ سنوات، بدأت مع شقيق الرئيس الاسد المرحوم باسل الذي حضر حفل عقد زواج ارسلان مطلع التسعينات.

وكانت زيارة العماد عون الى خلدة، التي اتخذت طابعا اجتماعيا، لمعايدة ارسلان بالاضحى، لكنها كانت مناسبة «طيّب فيها» رئيس «التيار الوطني الحر» خاطر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني، واكد له، ان حلفهما دائم ومستمر، وان موضوع الحكومة وتكشيلها لها ظروفها، تمنى عون على ارسلان ان يتفهم الأمر، كما طمأنه الى ان اللقاء الذي جمعه مع جنبلاط في القصر الجمهوري لن يؤثر على العلاقات معه، لا بل سيكون موضوع المهجرين وعودتهم واعادة الاعمار في عمل مشترك بين الجميع، لتسود المصالحة الشاملة والحقيقية في الجبل. فزيارة عون كانت ابوية وودية وقد لمس ارسلان هذا الامر، وهو لم يستغرب التعاطي الابوي معه من قبل عون، وهو ثمّن له زيارته ومعايدته، واكد له، انه باق في تكتل الاصلاح و التغيير، وان وزراءه يمثلوننا، كما وزراء «حزب الله» وحركة «أمل». وتلقى رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني هذه الاستقبالات واللقاءات، بكثير من التقدير، وهو يؤكد انه رأى حلفاء كباراً الى جانبه، وهذا استحقاق كبير طمأنه، ووصله حقه السياسي والشخصي.

 

«جلسات مصارحة» في «الوطني الحر» ومراجعة نقدية شاملة: مناقلات وتعيينات بعد ظهور فشل العديد من المسؤولين

ابتسام شديد/الديار/لم يعد سراً ان التيار الوطني الحر بعدما اصبحت الإستحقاقات السياسية «وراء ظهره» منصرف بقيادته وكادراته و«معترضيه» الى شؤونه الخاصة والى ترتيب بيته الداخلي، بعدما ثبت التيار وضعيته كما يريد في الحكومة الحريرية، وتمكن رئيسه من تحقيق «انتصارات» وتسجيل أهداف وإصابات مباشرة في مرمى «أخصام الأمس، أصدقاء اليوم»، فاستطاع عون ان ينتزع الحصة الحكومية التي أرادها فيما عجز مسيحيو الأكثرية من تحقيق إختراقات هامة، فجرى تهميشهم في الحكومة ولايزال بعضهم يتجرع «كأس» المرارة والنكسات والإحباطات المتنقلة مع تقلب المشهد السياسي الجديد. وقد تكون شهادة أحد المسؤولين الآذاريين خير دليل على نجاح رئيس تكتل الإصلاح والتغيير في إدارته الملف الحكومي بتأكيده في إجتماعٍ مغلق لمسيحيي 14 آذار» ان عون أدار مفاوضات صعبة ومعقدة، ولو فعلنا مثله فإن تمثيلنا في الحكومة كان سيكون مختلفاً».

لكن «انتصار» الجنرال في السياسة لم ينعكس «زهواً» في تياره ، وقد ظهرت الى العلن إعتراضات لبعض قيادييه على توزير غير الملتزمين من جهة الى جانب «انزعاج» البعض من إعادة توزير جبران باسيل الذي «يُقر معظم قياديو التيار بنجاحه في وزارة الإتصالات ،لكنهم يرون في التيار كفاءات أخرى تمثل التيار خير تمثيل، كان يُفترض إعطاؤها فرصة في الحكومة العتيدة بدل خوض حربٍ كونية من أجل توزير باسيل.

ولم يعد سراً ايضاً ان الإعتراضات و«هواجس» المجموعة التي تسمي نفسها إصلاحية ، حضرت على «طاولة» اللجنة التي تتولى التنظيم في التيار ومعالجة الهفوات وأخطاء الماضي، والتي عقدت عدة إجتماعاتٍ مؤخراً بحضور باسيل وكادرات من «الموالين والمعترضين»، وقد أثيرت في الإجتماعين الأخيرين كل المسائل الحساسة بدءاً من إبعاد وإقصاء ناشطين أساسيين، وحول الأداء في الوزارة مع عودة البعض الى فتح ملف الإنتخابات النيابية الماضية وما تخللها من شوائب واخطاء تنظيمية يُفترض تفاديها في الإستحقاقات المقبلة .

جلسات «المصارحة والمصالحة» العونية يبدو كما تقول أوساط مطلعة شارفت على الإنتهاء من وضع إطارٍ تنظيمي للتيار سوف تظهر معالمه في الأيام المقبلة بعد إجراء مراجعة نقدية شاملة وجردة حساب لأداء التيار في المرحلة السياسية الماضية.

ومن المتوقع ان تبدأ نتائج العمل التنظيمي بالظهور في وقت لاحق ، بإجراء تعيينات ومناقلات في مواقع المسؤوليات بعدما تبين فشل بعض المسؤولين في مواقعهم ونتائج ممارسات «خاطئة» في بعض القطاعات ، كما تتضمن خطوات اللجنة إعادة لم الشمل «العوني» مجدداً وتنظيم عمل التيار وفق الآليات الديمقراطية.

التنظيم العوني الذي تعول عليه أوساط كثيرة في التيار تطالب بالإصلاح وترتيب التيار، يبدو انه يلاقي تشجيعاً من فئة واسعة من الكادرات ولدى القواعد العونية التي تطالب منذ فترة بالمحاسبة والتغيير واستنهاض التيار في الاستحقاقات الداهمة خصوصاً وان نتائج الانتخابات النقابية والطلابية لحظت تراجعاً كبيراً وفشلاً للتيار في مواقع كانت حكراً له في محطات سابقة، إلا ان التنظيم المحكى عنه لا يزال تحت «مراقبة ومتابعة» مجموعة كبيرة ايضاً من المعترضين الذين يُشككون في وجود نية حقيقية بمأسسة التيار ووضعه على السكة الحزبية السليمة، وهؤلاء بالمؤكد قد لا يشملهم التنظيم الجديد ، إذ نقلت إليهم أجواء «ان التيار ماشي معهم وبدونهم، وبالتالي لا مشكلة إذا لم تعجبهم الآلية التنظيمية التي ستطلق قريباً، وبالتالي فان بقاءهم او خروجهم من التيار ليس مؤثراً طالما «هم لا يتعدون نسبة الـ 2 بالمئة. وعليه فان أمام هؤلاء أحد الخيارين التاليين ، إما القبول بالإصلاح وفق الآلية المتبعة ، او العودة الى «المقاهي» وال «فايسبوك» ليحلموا بـ «تيار» عوني لا يكرر نفسه ولا يُشبه أحداً .

 

هل التناغم بين بكركي والرابية يشجع لقاء البطريرك وفرنجية؟

 الديار/«كي لا يفسر بعضهم على ذوقه»، كشف نواب كتلة «التغيير والاصلاح» عن ان لقاء رئيس كتلتهم العماد ميشال عون مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، لم يكن وليد ساعته، بل اتى بعد تحضيرات عدة تولاها مسؤولون في التيار الوطني الحر ومطارنة في بكركي، مؤكدين امكان لقاءات مسيحية اخرى للجنرال، لا سيما مع «القوات اللبنانية».

الا ان الصفحة الجديدة مع بكركي لم تصل عدواها بعد الى تيار المردة، اذ ان الوزير يوسف سعادة، العضو في التكتل، رأى ان اي اجتماع بين سليمان فرنجية وعون متروك لاوانه ولسياقه السياسية.

سعاده: الايجابية مشجعة

ووصف وزير الدولة يوسف سعادة الاجواء «بالايجابية» وقال ان العماد عون كان ابلغنا سابقا عن عزمه لقاء البطريرك، ثم نقل إلينا مناخا ايجابيا بعد اللقاء، الا ان اي اجتماع بين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والبطريرك يترك لاوانه ولسياقه السياسي، لكن الايجابية التي تمخض عنها الاجتماع مع عون مشجعة.

جاء ذلك، خلال اجتماع «تكتل التغيير والاصلاح» الذي حضر سعادة للمرة الاولى وهو نفى ان يكون غيابه في المرات السابقة مرتبطا بالعلاقة المتوترة بين فرنجية وعون والتي بددها اجتماعهما الاخير عازيا تغيبه الى وقته الضيق ولكونه شارك في لجنة صياغة البيان الوزاري.

نقولا: صفحة جديدة

عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا قال عن اللقاء: ليس غريبا ان يزور عون بكركي ولكن مرت العلاقات بفترة فتور لان الاحداث التي جرت لا سيما في فترة الانتخابات ادت الى نوع من القطيعة واليوم في ظل اجواء التهدئة كانت زيارة بكركي لشرح وجهة النظر للبطريرك صفير وللاجتماع بالمطارنة والتداول في كل الامور المطروحة وتعتبر الزيارة فتح صفحة جديدة مع غبطة البطريرك.

ابي رميا: تكامل بين المرجعيات

ولفت عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سيمون ابي رميا الى ان لقاء عون بمجلس المطارنة الموارنة لم يكن ابن ساعته بل اتى بعد سلسلة تحضيرات تولاها مسؤولون في التيار ومطارنة في بكركي، بهدف اجراء حوار صريح بين العماد عون والسلطة الكنسية.

وشدد على ان حضور العماد عون اجتماع مجلس المطارنة شكل سابقة تاريخية من حيث الشكل، لكونها المرة الاولى التي يحضر فيها رجل مدني اجتماع مجلس المطارنة، مشيرا الى ان عون قدم في خلال اللقاء مداخلة قبل ان يعمد عدد من المطارنة الى طرح بعض الاسئلة عليه، موضحا ان اللقاء في مضمونه بحث في كل الامور بما فيها سلاح حزب الله بحيث عرض عون كل مواقفه وخياراته السياسية امام المجلس.

واذ اكد مرجعية بكركي، اكد ابي رميا ان التمايز الذي حصل بين الطرفين جاء نتيجة رغبة الرابية بأن تظل بكركي خارج التجاذبات السياسية الداخلية، فيما المطلوب هو التناغم بين الطرفين لحصول التكامل بين المرجعيات المسيحية.

غاريوس: مثمر جدا

وبدوره، اعلن عضو التكتل النائب ناجي غاريوس ان اللقاء كان مثمرا جدا ولفت الى ان بعضهم يفسر هذا اللقاء على ذوقه كي يفشله.

وكشف عن امكان لقاءات مسيحية اخرى للعماد ميشال عون لا سيما مع القوات اللبنانية.

الاتحاد السرياني: تعودنا سعة صدره

رأى رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد ان اللقاء خطوة اساسية لتفعيل الدور المسيحي وتوحيده ولو انها جاءت متأخرة خير من عدم حصولها في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن. وتعودنا على سعة صدر غبطة البطريرك الذي يتخطى الاساءات الشخصية وهو ما تفرضه المصلحة الوطنية العليا بالنسبة لغبطته.

 

زيارة الابن الضّال 

الديار/٤ كانون الاول ٢٠٠٩

 فؤاد ابو زيد

لأن زيارة النائب ميشال عون الى بكركي، ولقاءه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير والسادة المطارنة، تحمل بعدين اساسيين رئيسيين، الاول ديني ويتعلّق بعلاقة الكنيسة بأبنائها، والثاني سياسي، ويتعلق بسلوك ابناء الكنيسة بعضهم مع بعض، ومع الآخرين من طوائف ومذاهب متعددة، كان لا بد، بعد اللغط والتفسيرات وجنوح البعض نحو استثمار هذه الزيارة بتحويل قناتها لتصبّ في طاحونتهم الحزبية او السياسية او التحالفية، من العودة الى كلام السيد المسيح الذي اوردته الاناجيل المقدسة عند ذكر الامثال التي كان يسوع يستخدمها كثيراً في كرازته للحشود التي كانت تتبعه من مكان الى مكان، وقد اخترت من الامثلة العديدة ذات المغازي الالهية، مثلين ينطبقان كثيرا على علاقة عون بالكنيسة، وعلاقة المسيحيين بعضهم مع بعض، وعلاقة مسيحيي 14 اذار بالكرسي البطريركي. المثل الاول ورد في انجيل لوقا وهو باختصار عن الابن الضالّ الذي ترك ابيه وبيته، وعندما عاد الى نفسه، ندم ومضى الى ابيه مستغفراً، فاحتضنه والده وألبسه الذهب وذبح له العجل المسمّن «لأن ابني كان ميتا فعاش وضالاً فوُجد». هذا المثل من حيث البعد الديني ينطبق كثيراً على العماد عون الذي يمكن القول انه قاتل بشراسة البطريرك صفير، و«اخطأ الى السماء والى ابيه»، ومع ذلك وعندما أطلّ على بكركي سارع اليه البطريرك صفير، واجلسه عن يمينه، وذبح له العجل المسمّن على مائدة بكركي. واذا كان مسيحيو 14 آذار قد غضبوا من هذا اللقاء، - كما يشيّع المقربون من عون - بمثل غضب الابن الاكبر فان البطريرك سيقول لهم بالتأكيد: «انتم ابنائي، ومعي ابداً وفي كل حين، اما أخوكم فينبغي ان نفرح به لانه كان ميتاً فعاش وضالا فوجد».

هذا في الدين، اما في السياسة، فلا يعلم بعد اذا كان العماد عون قد اعترف بأخطائه، كما اعتراف الابن الضالّ، او حاول ان يبرر او يشرح مواقفه السياسية التي اعتبرتها بكركي خاطئة، وفي غير مصلحة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصا، او اذا كان اعترف للبطريرك صفير بأنه أساء اليه بالقول والفعل والفكر، فهذه امور، قد تكشفها الايام المقبلة، إن بمواقف عون او بعظات سيد بكركي، او ان بعضها قد يبقى أسير الصدور ولا يباح به، وكأنه سر من اسرار الاعتراف، ولكن موقف صفير تجاه عون، لن يتغيّر لأن صفير، وهو سيد من اسياد الكنيسة، يؤمن بما قاله انجيل متى عن السيد المسيح: «إن كان لانسان مئة نعجة، وضلّت احداها وصدف ووجدها، فالحق اقول لكم ان فرحه بها يفوق فرحه بالتسع والتسعين التي لم تضلّ». الموضوع الثاني الذي علّمه السيد المسيح لتلاميذه وللناس الذين تبعوه، وقد ورد في انجيل متى حيث يقول: «اذا اتفق اثنان منكم في الارض، على اي سؤال يسألان، استجاب لهما ابي الذي في السماوات، فما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي الا وكنت هنالك بينهم». بعد هذا القول الصريح الواضح الملزم دينياً، هل يحق لاي مسيحي يؤكد انه ممارس ومؤمن، رفض او تأجيل، او المماطلة في تلبية الدعوات التي تصدر عن مقامات رسمية ودينية وسياسية، وعن الاكثرية الساحقة من المسيحيين، ليس بهدف الغاء التنوّع والاختلاف في الوسط المسيحي، كما هو الحال في الطوائف الاسلامية الثلاث، الشريكة في الوطن، بل لاعطاء المصالحة او اللقاء، قوة دفع وحماية الهية يفيدان عند تقرير مصير الشعوب والاوطان، لان المسيح يكون حاضراً في لقاءات المصارحة والمصالحة اذا كانت باسمه. من هذا المنطلق فان الغنج والدلع والتردد والرفض التي يبديها العماد عون او النائب سليمان فرنجيه عند اي سؤال او كلام عن مصالحة او لقاء مع قيادات مسيحية اخرى، تسقط في ميزان التصرّف المسيحي السليم، وتدلّ على نزعة لا علاقة لها البتة لا بالتعليم المسيحي ولا بالشعور الوطني، بل هي حالة عدائية قبلية، واذا ظن عون وفرنجيه، انهما قادران على بت مصير المسيحيين في لبنان بمعزل عن الكنيسة، وعن القيادات المسيحية الاخرى فهما من دون شك على خطأ كبير، والمسيحيون قد شبعوا من الاخطاء العديدة الكبيرة التي ارتكبتها قياداتهم منذ الاستقلال حتى اليوم، لانهم احلّوا التفرّد والانانية محل المشاركة ونكران الذات، والمصالح الشخصية محل المصلحة الوطنية، ولأنهم ابتعدوا احياناً كثيرة عن الكنيسة. زيارة عون الى بكركي، قد تكون محطة فاصلة ايجابية في تاريخ المسيحيين اللبنانيين، ان هي اكتملت بما يرضي الكنيسة، او ان الزمن القريب يمحو آثارها لأنها تكون عندها غير مبنية على صخر.

 

اختيار الجنرال للنواب والوزراء خضع لاستطلاعات ومقابلات ولا علاقة للروابط العاطفية بذلك

عون تقاطعت نظرته للامور مع رؤية الحريري فانزعج خصومه مستغلين احتجاج ابو جمرة

«كاريزما» الجنرال تطغى على رفاقه فهل تعتبر الشخصية ديكتاتورية أم تميّزاً؟

اسكندر شاهين/الديار/

لماذا يتعرض «التيار الوطني الحرّ» لخضات داخلية اذا جاز التعبير لدى حصول اي استحقاق سواء على صعيد الانتخابات النيابية ام على صعيد تشكيل الحكومة.

فهل يعود ذلك الى تفرد العماد ميشال عون بتسمية اصحاب الحظوظ في ظل مراوحة «التيار» بين الولاء المطلق للجنرال وبين تحول التيار الى مؤسسة لجهة تحوله الى حزب سياسي، وهل تلعب العاطفة دوراً في قرارات الجنرال بحيث تشكل له العلاقات العائلية نقطة ضعف كي لا نقول مقتلاً وماهي حكاية الخلاف مع اللواء عصام ابوجمرة اثر افراج عون عن اسماء وزرائه في الحكومة العتيدة. مصادر في «التيار الوطني الحر» تقول: ان الخضات التي يحلو لبعض الاوساط ترويجها داخل صفوف «التيار» ليست سوى زوبعة في فنجان تحاول اطراف معروفة تسويقها لدى اي نقطة مفصلية في لعبة السياسة الداخلية، لتشويه صورة «التيار» والنيل من نضالاته في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال.

واذا كان البعض من المحسوبين سابقا على الجنرال قد توقف عن متابعة المسيرة النضالية لاسباب شخصية لا تتعدى طموحه لاشغال مقعد نيابي عام 2005، فان سقوط بعض من هؤلاء على منتصف الطريق يكشف بوضوح ان ركوبهم موجة «التيار» لم يكن سوى لغرض في نفس يعقوب لا يتعدى تحقيق مآربهم الشخصية ولا علاقة لهم بالنضال الوطني لا من قريب ولا من بعيد. اما بالنسبة لمقولة تفرد الجنرال باتخاذ القرارات لجهة تسمية مرشحيه في الانتخابات وفي السلة الوزارية، فان هذا الامر لا يتعدى التجني الذي رافق مسيرة الجنرال منذ الاطاحة به في العام 1990 كما تقول المصادر وهو لا يقدم ولا يؤخر في حركة القافلة.

فامام اي استحقاق نيابي او وزاري يلجأ الجنرال كما هو معروف الى الطلب من كوادر «التيار» الطامحين للعمل في الشأن العام الى طرح اسمائهم، والتي تخضع لاستطلاعات الرأي العام التي على اساسها يلجأ عون الى غربلة الاسماء واعتماد اصحاب الاهلية والكفاءات وفق الاستطلاعات بالإضافة الى عشرات الاجتماعات والمقابلات التي يجريها معهم قبل ان يقرر في شأنهم. اما الكلام عن دور تلعبه العاطفة والروابط الاهلية في ذلك فإن الامر غير موجود في قاموس الجنرال الذي لا يؤمن بعملية التوريث كما هي العادة لدى البيوتات السياسية التقليدية فتوزير جبران باسيل ووصول الان عون الى البرلمان امران بعيدان عن الوراثة السياسية كون الرجلين لهما تاريخ نضالي في «التيار الوطني الحر» ولم يأتيا من الفراغ.

كما ان اختياره لفادي عبود وشربل نحاس يشكل قيمة مضافة للعمل السياسي.

وتشير مصادر «التيار» الى ان الولاء المطلق للجنرال من قبل القواعد العونية لا ينتقص من اهمية «التيار» على الرغم من الفوارق بين العنصر الملتزم حزبيا والعنصر المتلزم بعون على خلفية عاطفية املتها مواقف الجنرال في الايام السود ومن هذه الزاوية فالعونيون و«التيار» يتكاملان مع بعضهم البعض اما بالنسبة للخلاف بين اللواء عصام ابو جمرة والجنرال فإن القضية اعطيت اكثر من حجمها وألبست غير لباسها، فأبو جمرة احتج وفي الرابية حول مسألة توزير اشخاص من خارج «التيار» وقد قام الاعلام بتضخيمها وتصويرها على خلفية خلاف داخل «التيار» لا اساس له من الصحة كون ما يربط ابو جمرة بعون اقوى من حقيبة وزارية او مقعد نيابي، واذا كانت «كاريزما» الجنرال طاغية على رفاقه في النضال فهذا لا يعني على الاطلاق دكتاتورية الفرد، وان اثارة احتجاج ابو جمرة على مسألة التوزير وتصويرها وكأنها عملية خلاف وانشقاق داخلي فقد هدف مستغلوها الى محاولة تنفيس انتصار الجنرال في الكباش الحكومي والتغطية عليه كونه نجح وبرع في ادارة مفاوضات شاقة مع اخصامه الذين رضخوا لشروطه في اللعبة السياسية وخصوصا في تشكيل الحكومة حيث تقاطعت في النهاية نظرته الى الامور مع نظرة الرئيس سعد الحريري وهذا ما زاد في انزعاج اخصامه الذين وجدوا انفسهم الحلقة الاضعف على الرقعة السياسية.

 

انعطافة "الجنرال" إعادة تموضع سياسي؟ 

٤ كانون الاول ٢٠٠٩

النهار /إيلي الحاج

يؤكد عارفو البطريرك الماروني ان زيارة لبكركي لن تغيّر رأيه في سلاح "حزب الله" ولا عشرات الزيارات، أكان الزائر النائب الجنرال ميشال عون أم غيره. هذه محسومة، فالرجل يعتبر هذا السلاح خطراً على لبنان ولا تستقيم بوجوده ديموقراطية أو مؤسسات أو تقوم دولة. يشبه في ذلك العميد الراحل ريمون إده في موقفه الشهير من "اتفاق القاهرة". ظل العميد حتى الرمق الأخير يذكِّر بأنه كان على حق في رفضه، ولعشرات السنين ينتقد خصومه القادة الموارنة الذين لم يتمثلوا به.

وخلافاً لمتعاطي السياسة والزعامات من القادة المسيحيين، لا تؤثر في البطريرك اعتبارات مثل: واجب مراعاة وضع أحد، رئيس الحكومة سعد الحريري أو غيره، ومثل ضرورة عدم إثارة استياء هذا الحزب أو ذاك عندما يتناول بالنقد أي موضوع، فهو لا يحدد موقفا إلا بناء على اقتناعاته الوجدانية، لذا تضؤل احتمالات تغيير في خطاب البطريرك حيال مسألة "المقاومة" التي لا يعترف بشرعيتها سواء شرّعها البيان الوزاري أم لا. الموقف نهائي حاسم، وإن رحّب البطريرك بأي انفتاح تصالحي في رعيته عن أي جهة صدر، فذاك شأن آخر.

ويلاحظ ساسة تابعوا من كثب زيارة النائب عون لبكركي وتردداتها، وهم في الموقع المختلف، أن "الجنرال" التقى في شهر الرئيس الحريري ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فالبطريرك، في حضور الأساقفة الموارنة، فهل تكون هذه التحركات مؤشراً إلى إعادة تموضع كالتي أقدم عليها جنبلاط في 2 آب الماضي، أم أنه أراد بزيارته لبكركي التخفيف من حدة التعبير عن استياء متصاعد لدى أحبار الكنيسة من موضوع السلاح؟ استياء أدت إلى تفاقمه الوثيقة السياسية التي أعلنها "حزب الله"، بموازاة إصراره على ما اعتُبر تشريعا لـ"المقاومة" في البيان الوزاري.

إذا كان القصد "العوني" في رأي هؤلاء الساسة السير في انعطافة سياسية فهذا يعني أن وضع قوى 8 آذار ليس في أحسن أحواله، وأن النائب عون أجرى قراءة لسلسلة خسائر نزلت بتياره في الانتخابات النيابية والنقابية والطالبية من المكابرة التغاضي عنها وتجاهلها، كما كان يفعل، واستنتج تالياً أن سببها لا يعود إلى ضعف تنظيمي في "التيار" فحسب كما يعتقد بعض المحللين، بل إلى الموقف السياسي الذي لا تستسيغه البيئة المحيطة بالعونيين. فهذه البيئة دأبت في المدة الأخيرة على التعبير عن نفسها في أي انتخابات، سواء على صعيد قضاء أم كلية أم نقابة. ونتائج انتخابات 8 حزيران الماضي معبرة حتى في الأقضية التي فاز "التيار" بتمثيلها، مثل جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، وكذلك في الأقضية حيث خسر، مثل البترون وبيروت وزحلة. وكذلك الأمر في سلسلة المواقع الجامعية والنقابية التي خسرها العونيون تباعاً. إن لم تكن هذه استطلاعات للرأي فكيف تكون الاستطلاعات ؟

قد يكون النائب الجنرال عون حسب أن التقرب من بكركي يعيد إليه غطاء شرعية الزعامة المسيحية، التي لا يتوقف خصومه عن الطعن فيها بعد كل انتخابات حتى الإنهاك، بفعل موقفي بكركي وعون المتناقضين من موضوع سلاح "الحزب الإلهي". والحال ان هؤلاء الساسة الخصوم لعون يقرون بأن قوى 14 آذار ايضاً ليست في أفضل أحوالها وأن الناس لا يصوّتون لها بل لـ "14 آذار" الروح والقضية، وخوفاً أو رفضاً لسلاح "حزب الله" وأيديولوجيته، مما يجعل قوى 14 آذار مدينة لهذا الحزب بوجودها وعناصر قوتها. في حين يتنبه الجنرال عون إلى أنه سار عكس التيار وكان يجب أن يقف في مكان ما، أقله لإحصاء الخسائر.

 

النائب طعمة في تكريم له في عكار: من يخرج من 14 اذار يخرج وحيدا ومحاولة التسويق بأن ثمة خلافات بين المتحفظين وباقي قوى الاكثرية فاشلة

نرجو ان يسهل التضامن الوزاري امكان تطبيق فعلي لمضامين البيان الوزاري

نخشى من طرح الغاء الطائفية السياسية كقنبلة دخانية للضغط على طاولة الحوار

نتطلع الى بعد جديد في العلاقات مع سوريا يكرس دعائمه الرئيس الحريري

وطنية - كرمت "مؤسسات المجتمع المدني" وبلديات عكار عضو كتلة "لبنان اولا" النائب المهندس نضال طعمة، في احتفال اقيم، في مطعم الديوان في بلدة برج العرب عكار حضر رؤساء بلديات وجمعيات وقادة امنيون ومثقفون.

والقى الدكتور فؤاد سلوم كلمة، باسم الهيئات المكرمة، مشيدا بمناقبية النائب طعمة وصراحته في مقاربة الامور السياسية ووضوحه في التعاطي مع امور الناس واهالي عكار، مثنيا على سلوك طعمة "الذي لم يتغير يوما منذ كان مربيا اداريا أو حتى نائبا فهو يكسب حب الكثيرين واحترامهم". وأشار الى "ان المجتمع الطليعي والمثقف تقع عليه مسؤولية كبيرة في عملية التغيير والمساهمة في موقعه لايصال عكار الى مستوى افضل".

ثم تحدث الطبيب الدكتور وسام منصور فقال: "ان عكار تعتز وتفخر بوصول احد ابنائها المناضلين اجتماعيا والمثقف والمتواضع والشعبي النائب نضال طعمة الى الندوة النيابية التي حتما سيغنيها بفكرة النير ووطنيته الصادقة والتي لم تتأثر يوما في كل الظروف.

حوار

ثم دار حوار بين الحضور والنائب طعمة، فقال: "14 اذار" حالة شعبية وطنية، هي اكبر من اي اطار تنظيمي تقليدي، ولا يمكن ان يستوعبها تنظيم كلاسيكي، اعتاد الناس على ما يشبه فترة الحروب الاهلية المتعاقبة، فرفض بعض الناس الانخراط في تنظيم حزبي مثلا، ليس رفضا للمساهمة في الحياة السياسية العامة، انما رفض للارث الميليشياوي الذي غلب في وجدان الناس على تنشيط الفكر السياسي، وبلورة الحركات المطلبية وسبل النضال المشروعة في سبيل احقاق الحق والعدالة، وكل ذلك من المفترض ان يشكل الهوية الحقيقية للحركات الحزبية".

أضاف: "ولعل التحدي الحقيقي امامنا اليوم هو ابتداع اطر جديدة، غير تقليدية لاستمرار النهج السيادي، ولاحتضان حركة شعب كسر قيود الصمت، وقال كلمته في اكبر انتفاضة في تاريخ لبنان، في ثورة حقيقية عابرة للحدود والمناطق والطوائف والمذاهب، حيث واجه اللبنانيون بعين الارادة مخرز النفس الميليشياوي الزبائني القمعي، الذي كانت تفرضه قوى الامر الواقع".

وقال: "من يخرج من "14 اذار" يتخلى عن واجب التحدي، ولاشك انه يخرج وحيدا طالما ان النبض الاستقلالي السيادي اللبناني العروبي الديمقراطي يدق في قلوب ابناء ثورة الارز. أو لم تثبت الانتخابات النيابية الاخيرة ان صوت الشعب اللبناني وخصوصا صوت من يحب ان يسميهم البعض بالحياديين، هو منسجم ومتآلف مع طروحات "14 اذار" بغض النظر عن الاسماء والاشخاص والزعامات والقيادات. واذا كانت هناك قراءة جديدة، للواقع الاقليمي، فثورة الارز هي الاقدر على التفاعل معها، دون التخلي عن الثوابت الوطنية والمكتسبات التي اريقت الدماء في سبيل تحصيلها وتحصينها، ومن كان العقل مدى عقيدته كان حري به ان يذهب بهدوء وعقلانية الى تموضعه الجديد، وان كان همه وأد الفتنة فهمنا قطع رأس افعاها، ودفنها في مهدها، ونحن على الدرب ماضون، وعلى ثوابتنا باقون، ولكل جديد مستعدون".

وثيقة "حزب الله"

وعن الوثيقة السياسية ل"حزب الله"، قال النائب طعمة: "ان طرح الحزب لوثيقة سياسية من شأنه ان يساهم في تفعيل الحراك في الفكر السياسي على الساحة اللبنانية، انطلاقا من مرتكزات واضحة، يمكن الرجوع اليها للتأكد من انسجامها مع ممارسة اصحابها الواقعية العملية، وانسجامهم معها من جهة، وتقدم مادة حوار لتفعيل التواصل مع الافرقاء الاخرين، لبلورة نقاط التلاقي والاختلاف، وهنا لا بد من ان نلاحظ ونسأل:

- لا شك ان تأكيد الوثيقة التمسك بالدولة اللبنانية الواحدة الموحدة، يعتبر خطوة جيدة، واذا قدر لها ان تؤسس للبننة شاملة للحزب، قد تعد انجازا متقدما فهل "حزب الله" جاهز لهذه اللبننة، وقادر على المضي فيها؟"

- الهوية الاسلامية للحزب، لا تعيق تواصله مع بقية الاسر الروحية، لان الاسلام بطبيعته دين السماح والاخاء، ولكن على المستوى الوطني، أيعتبر استباقا لطاولة الحوار التساؤل عن احتكار الحزب، بهويته العقائدية للمقاومة؟

- عندما يكون الحزب جزءا من النسيج الوطني اللبناني، ويذكرنا امينه العام سماحة السيد، عن الغاء الطائفية السياسية بحسب الطائف، يحق لنا ان نسأل كيف يتوافق هذا الالغاء الذي يحتاج، مع ما يحتاج، الى احزاب غير طائفية، يكون المنتسبون اليها من اديان وطوائف مختلفة، مع الصفة الدينية الجهادية لحزب الله؟ والا يجعل الامور اكثر تعقيدا، اصرار الحزب على التزام التبعية لولاية الفقيه؟

- في نص الوثيقة يبرز البعد الخارجي للحزب، ففضلا عن ارتباطه العقائدي بايران، الم تسقط صيغة العداء المطلق للغرب ابعادا حضارية، تؤمن بها فئات مكونة للمجتمع اللبناني، وتعول عليها في تكوين ثقافة البلد؟

- طرح المزاوجة بين المقاومة والجيش هل المقصود به زواجا على الطريقة المسيحية فيصيران كلاهما جسدا واحدا...؟ ام تكريس لازدواجية كأمر واقع، لمواجهة التهديدات الاسرائيلية؟ وهل سنصل الى وقت لا تعود فيه اسرائيل مصدر تهديد؟

البيان الوزاري

ورأى النائب طعمة، "ان في البيان الوزاري رؤى طموحة، تحيط بكل العناوين المعيشية والقضايا الوطنية، صيغت باسلوب هادىء يكرس منطق الحوار ويغلب صيغ التوافق، نرجو ان يسهل التضامن الوزاري امكان تطبيق فعلي لمضامين البيان، والا تطفو الخلافات معرقلة مسيرة الدولة، فنجد انفسنا قد شبعنا كلاما معسولا ووعودا في الهواء".

وقال: "ما تم الاتفاق عليه لم يكن تشريعا لسلاح "حزب الله"، بل التعامل معه بواقعية تسووية. نعم نحن امام اقرار بوجود هذا السلاح، وهو امر لا يمكن انكاره، مع التأكيد على امكانية استخدامه من قبل الدولة صاحبة القرار والمرجعية، واما الاليات العملية لتنفيذ ذلك فهي برسم طاولة الحوار. وان اعتبر البعض ذلك تنازلا من قبل قوى الرابع عشر من اذار، فتبقى السياسة فن الممكن، وتكريس التفاهم اليوم عند هذا الحد خير من ان تبقى امور العباد وعجلة اطلاق ورشة الانماء في مهب الريح، وذلك على طريقة ما نسب الى عمر بن العاص في كلامه لابنه عبد الله "يا بني سلطان عادل خير من مطر وابل، واسد حطوم وخير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم".

وتابع: "ولكي لا تبدو الامور وكأنها المثلى، لا بد من صوت يذكر بالاصول دون ان يعطل مسيرة الدولة، ولعل التعبير عن ذلك الصوت جاء من خلال التحفظ، من هنا تبرز اهمية التحفظ على البيان الوزاري، والاهم ان هذا التحفظ تبنته مجموعة من قوى الاكثرية كي تقول ان النص ليس هو المثال المرتجى، ولم يتبناه الجميع بطبيعة الحال لاننا ارتضينا الواقع سبيلا لاطلاق ورشة البناء، وتتويجا للجهود الجبارة التي بذلها بحكمة دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي ان تنازل فبفخر نقولها، تنازل لاجل لبنان وعزته وكرامته، وهذا من شيم القادة الكبار، الذين يسطرون التاريخ بعزة واباء.

ويبقى ان نؤكد ان ما يحاول البعض تسويقه ان ثمة خلافات بين المتحفظين وباقي مكونات قوى الاكثرية، هو محاولة فاشلة للتمويه على الرسالة الواضحة الآنفة الذكر، التي حاولت قوى الاكثرية مجتمعة، من خلال تحفظ بعض وزرائها، ايصالها الى جماهيرها اولا، والى الشركاء التوافقيين ثانيا".

الغاء الطائفية السياسية

وأكد النائب طعمة "ان اتفاق الطائف جاء مؤسسا لصيغة الميثاق المتوازن، ليطوي صفحة حرب، ويطلق الجمهورية الثانية، ويخرج بالتالي الذهنية اللبنانية من مرحلة الاقتتال، الى مرحلة بناء الدولة، بأثمان غالية قدمت، ودماء زكية بذلت. لذلك نحن مع الالتزام الكامل بهذا الاتفاق، واذا كان ينص على تشكيل هيئة وطنية لالغاء الطائفية السياسية فان البحث في الموضوع يجعلنا نتوقف عند رأيين اثنين. ثمة قائل ان الغاء الطائفية السياسية، سيؤدي حتما الى تغليب اكثريات طائفية ودينية من لون معين، على اقليات في الوطن، وهذا يعني انهاء لبنان او عدم الحاجة اليه ككيان ورسالة وتجربة عيش مشترك.

وهناك من يقول باستحالة الغاء الطائفية السياسية ما لم يتم اولا: فصل الدين عن الدولة الغاء المواد الدستورية التي تكرس الطائفية، وتأسيس احزاب سياسية غير طائفية ينتمي اليها مسلمون ومسيحيون".

أضاف: "وامام هذين الرأيين والحاجة الى تطبيق الطائف بالكامل، لنتبين الثغرات والاشكاليات الناجمة عن تطبيقة، تبرز الضرورة الكبرى لخلق مسار ديمقراطي نحو الدولة المدنية العابرة للطوائف. وهنا نسأل، هل يمكن لهذا المسار ان يبصر النور في ظل هيمنة طرف، واستقوائه بسلاح وان اعطي صفة المقاوم، دون غيره من الاطراف؟

ومن جهة اخرى تبرز اشكالية دستور الطائف الذي نص ان يكون التمثيل النيابي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين. والدستور هنا اعتمد الطائفية السياسية. فهل سنناقش في هذا الاطار تعديل الدستور ايضا. وكذلك اعطاء رؤساء الطوائف الدينية صلاحية الاعتراض على عدم دستورية القوانين المتعلقة بالاحوال الشخصية أليس الامر تكريسا للطائفية السياسية بالفم الملآن؟"

واعتبر "ان التخوف يبقى من توقيت الطرح، ويحق لنا ان نخشى من كونه قنبلة دخانية للضغط على طاولة الحوار بهدف ابقاء الامر الراهن على ما هو عليه. وفي هذه الحالة لا بد من العودة الى اصول اللعبة الديموقراطية كما في كل بلدان العالم، الاكثرية تمارس السلطة وتحكم، والاقلية تعارض، والناس تحاسب وتعبر عن رأيها في صناديق الاقتراع".

العلاقة مع سوريا

وعن العلاقة مع سوريا، قال النائب طعمة: "لا يمكن لاحد ان ينكر ان سلوك سوريا في لبنان كثيرا ما جعلها تخسر ثقة ابناء هذا الشعب، حيث امست شعارات الاخوة بين الشعبين اشبه بنغم ثقيل على الاذان. وهذا ليس بمنطق سليم ولا بحال مقبولة. واستنادا الى الروابط التاريخية والاخوية بين الشعبين، وكون سوريا مدخلنا الطبيعي الوحيد الى العالم العربي، وبحكم الجيرة والقربى، لا يمكن لاي محب للبنان الا ان يسعى لتمتين الروابط الاخوية بين البلدين، وتنقية العلاقة بينهما من كل شائبة، لتقوم على الندية والمساواة والاحترام الكامل لسيادة واستقلال كل بلد، بعيدا عن منطق الهيمنة والفرض والاستقواء. ويبرز في عكار التداخل الجغرافي ، واهمية الحركة التجارية في الاتجاهين، فضلا عن اواصر القربى والروابط الروحية".

أضاف: "وطالما انه ليس بالسياسة وحدها تحيا الاوطان، نتطلع الى بعد جديد في العلاقات السورية اللبنانية، يكرس اولى دعائمه دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، الذي سيزور الشام كرئيس حكومة كل لبنان مؤكدا ارادة التفاعل الحي وحسن الجوار، كما فعل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".

وتابع: "ويبقى ان نأمل تموضعا سوريا جديدا في قلب المعادلة العربية، لتتضافر جهود العرب في نصرة قضاياهم المحقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، ففي تبعثر العرب خدمة لاسرائيل، وفي وحدتهم قوة يستفيد منها لبنان كما تستفيد منها كل دولة عربية".

وأكد "أن التحديات كبيرة، وثورة الارز لا يمكن ان يخبو ايقاع حركتها طالما ان شباب لبنان، بوعيهم مستيقظون، وبارادتهم لكل جديد مستعدون، وفي سبيل لبنان وعزته، التضحيات الجسام يقدمون".

 

مشروع قانون في الكنيست يحظر رفع الآذان في المساجد

تقرير أوروبي يدين بشدة سياسة إسرائيل في القدس

اللواء/انتقد الاتحاد الاوروبي بشدة في تقرير سياسة اسرائيل في القدس الشرقية، متهما اياها بمواصلة "الاستيطان" في القطاع الشرقي من المدينة المقدسة على حساب الفلسطينيين· وتزامن هذا التقرير مع طرح مشروع قانون على الكنيست الإسرائيلي يحظر رفع آذان الفجر في مساجد القدس والمدن الاخرى ذات كثافة سكانية فلسطينية·

وكشف التقرير الاوروبي ان اسرائيل تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في القدس الشرقية وتنفذ بوتيرة متسارعة تغيرات على الارض· وقال "ان ما يميز تطورات الوضع في القدس الشرقية خلال العام 2009 هو استمرارية الاستيطان، وعدد كبير من اوامر هدم بيوت واوامر اخلاء بيوت اخرى"· واضاف "ومن الناحية العملية، تواصل اسرائيل بنشاط عملية اضعاف المجتمع الفلسطيني في القدس الشرقية واعاقة التطور المدني فيه وعزل القدس عن باقي اراضي الضفة الغربية"·

وتابع "ومنذ زمن بعيد تخطط اسرائيل وتنفذ مشاريع تقوض امكانية ان تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، ما يجعل تدريجيا حل الدولتين غير ممكن"· وتحدث التقرير عن الاوضاع الصحية والسكن والتعليم والجمعيات الاستيطانية وسياسة التمييز التي تعتمدها بلدية القدس فقال ان "اسرائيل كقوة محتلة وبلدية القدس كونهما مسؤولتين عن تقديم خدمات لسكان القدس الشرقية الذين يشكلون نحو 35% من السكان (250 الفا)، الا ان البلدية لا تخصص من ميزانيتها سوى 5% الى 10%" لهم· واشار التقرير الى سوء الطرقات وغياب الخدمات العامة في القدس الشرقية، و"هذا الوضع مغاير للقدس الغربية"·

وتحدث التقرير عن قلة تراخيص البناء· وقال "خلال السنوات الاخيرة صدر اقل من مئتي رخصة بناء بينما يحتاج السكان الى نحو 1500 ترخيص سنويا"· واشار الى "هدم اكثر من 600 بيت لعدم حصولها على تراخيص بناء منذ 2000"، و"في العام 2009 شرد اكثر من 200 فلسطيني معظمهم اطفال عن بيوتهم التي هدمت"، موضحا ان هناك "قائمة طويلة من اوامر الهدم على لائحة الانتظار في احياء بيت حنينا والثوري والطور ووادي حلوة قد ينتج عن هدمها تشريد نحو 60 الف فلسطيني"· واضاف "ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة انتهجت بشدة سياسة نقل السكان اليهود الى الارض الفلسطينية المحتلة، ونتيجة لذلك، فان اكثر من 30% من القدس الشرقية تمت مصادرتها بحكم الامر الواقع"·

وتابع التقرير "ان 37% من العدد الاجمالي من مناقصات بناء الوحدات السكنية في المستوطنات بين 2001 و2009 تقع في القدس الشرقية ويعيش الان نحو 190 الف مستوطن في 12 مستوطنة في القدس الشرقية"· وكشف التقرير ان "هناك وثائق منذ 1970 تعود الى بلدية القدس التي خططت لزيادة عدد السكان اليهود عن العرب بشكل كلي في معركة تسمى "المعركة الديموغرافية" تستخدم اسرائيل فيها سياسة الاستيطان لتعزيز سيطرتها على القدس الشرقية"·

من جهة اخرى ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية أن الكنيست يدرس مشروع قانون جديد يحظر رفع آذان الفجر في مساجد القدس ومدن ذات كثافة سكانية فلسطينية·وتقدم بمشروع القانون النائب عن حزب "كاديما" أريه بيبي، بزعم أنه تلقى طلبات خطية وشفوية عبرت عن انزعاج ملايين اليهود من رفع الأذان في ساعات الفجر الأولى، حسب تعبيره· وقال أن هذه "القضية باتت مشكلة عالمية في كل دولة يعيش فيها مسلمون إلى جانب أبناء طوائف دينية أخرى"، مضيفا "ما جرى في سويسرا من حظر لبناء مآذن للمساجد دليل على أن البشرية بدأت تعالج هذه المشكلة" على حد زعمه·

( ا·ف·ب- أ·ش·أ·- رويترز)