المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
12 كانون الأول/2009

غلاطية 1/10: "أفاستعطف الآن الناس ام الله.ام اطلب ان ارضي الناس؟ فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح".

 

جناز في ذكرى استشهاد اللواء الحاج غدا السبت

وطنية - برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان،تتشرف قيادة الجيش ومؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، بدعوتكم الى التغطية الاعلامية لوقائع القداس والجناز اللذين سيقامان بمناسبة الذكرة السنوية الثانية لاستشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج، وذلك يوم السبت الواقع فيه 12-12-2009الساعة 16 في كنيسة مار الياس انطلياس .

 

الحريري غادر الى السعودية في زيارة رسمية

نهارنت/غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء الجمعة بيروت متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار السمؤلين السعوديين، ويرافق الرئيس الحريري في هذه الزيارة الوزير السابق باسم السبع والسيد نادر الحريري والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء السيد هاني حمود. وكان الحريري التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا. وغادر من دون الادلاء بأي تصريح. وكان الحريري طالب بأن يبقى مفهوم العيش المشترك ركنا أساسيا من أركان النظام اللبناني، خصوصاً أنه لا يجوز بعد اليوم أن نضيع طاقات لبنان في زواريب الطوائف. وقال الحريري خلال رعايته افتتاح معرض الكتاب الدولي الثالث والخمسين في مجمع البيال الجمعة: "نحن على مشارف مرحلة جديدة، نريد أن تكتمل فيها عناصر الاستقرار السياسي والامني مع عناصر التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف :"هذه المناسبة التي لم ينقطعِ اللبنانيون عن المشاركة فيها، على مدى عقود طويلة، هي عنوان كبير من عناوين الاستقرار والتقدم معا، وتعبير رفيع عن مكانة لبنان في الثقافة العربية والانسانية .نحن جميعا ، نشارك اليوم ، في مساحة واسعة للحوار ، وليس بمجرد معرض لبيع الكتب والمنشورات". وتابع: "لم تكن تسمية بيروت عاصمة للكتاب لهذا العام ،حدثا استثنائيا وعلامة مميزة في التاريخ الثقافي العريق لهذه المدينة، فانتم في النادي الثقافي العربي تصنعون من بيروت، في كل عام، عاصمة للكتاب والابداع والثقافة والانتاج الادبي والفكري".

 

عون: من ينتقد التيار في الصحف ليس منه

نهارنت/قال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أمام طلاب من التيار الوطني الحر فازوا في انتخابات جامعة الانطونية "إننا اليوم نحن أمام مرحلة جديدة، يحكى بإلغاء الطائفية السياسية، وهذه سيلغيها مجتمعكم بينما مجتمعنا سيحضر لهذا الالغاء، عبر انشاء القيم التي يقدسها مجتمعنا". وأضاف مخاطبًا الطلاب: "المطلوب منكم أن تواكبونا في ما نقوم به في هذه المرحلة، فشعار حرية سيادة استقلال تحقق في العام 2005، ثم انتصرنا في حرب 2006 في وجه أصعب عدو وُجد في الشرق، واليوم أعدنا جو التفاهم مع تيار المستقبل، وكذلك أعدنا الجو الهادئ إلى الجبل، ويبقى التنافس السياسي الشريف الذي أتمنى أن يكون بدون تحدّي". وتابع :"عندما تسمعون بعض الناس ينتقدون التيار الوطني الحر في الصحف ويهددون بالانسحاب منه، فهؤلاء ليسوا من التيار، إذ في التيار لا يوجد قسم يمين للانتساب بل قناعة، ومن لا يعود مقتنعًا يخرج من التيار". وانتقد عون التعاطي الإعلامي مع حركته السياسية، مضيفًا: "هناك أكثر من عشرين قصة نُشرت عن زيارتي إلى بكركي، وهذا دليل على ما يتم تناقله من كذب في الأخبار". وكانت "المركزية" أشارت الى أن عون يتحضر لزيارة الى المملكة العربية السعودية. واكدت اوساط في التيار الوطني الحر ل "المركزية" ان التحضيرات جارية لهذه الزيارة لكنها اشارت الى ان موعدها لم يتحدد بعد.  Beirut,

 11 Dec 09, 16:59

 

"شباب المستقبل" علّق على انتخابات "اللبنانية الأميركية": بعض القوى أثبتت زيف ادّعائها بالاستقلال الذاتي وانقلبت على تاريخ مشترك

١١ كانون الاول ٢٠٠٩

موقع 14 آذار/أصدر قطاع الشباب في "تيار المستقبل" بياناً علّق فيه على نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية، جاء فيه: "لبنان وطن الحريات.. في هذا التوجه، ساهمنا في الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية، نحن وقوى الاكثرية الناشطة والصامتة من طلاب الجامعة من أجل جامعة متطورة نريدها حصن للحداثة والتنور والعلم، ومدرسة في الديمقراطية، لقد سعينا مخلصين لتكريس عمل ديمقراطي يؤمّن مشاركة أوسع تنوّع من الطلاب ضمن أهدافنا في هذه المرحلة التي تتطلب تعزيز الديمقراطية وحماية الانجازات الوطنية التي تحققت خلال مسيرة الاستقلال الثاني".

وتابع البيان: "لكن بعض القوى انقلبت على الأهداف الطلابية، وعملت على طعن مسيرتنا من خلال الانتقال الى التحالف الكامل مع القوى الأخرى، مثبتين زيف الادعاء بالاستقلال الذاتي ومتنكرين لتاريخ من النضال والعمل المشترك دفاعاً عن الديمقراطية وحماية الاستقلال والسيادة. وخلال اليوم الانتخابي في الجامعة اللبنانية الأميركية سعت قوى 8 آذار وحليفها الجديد الى ممارسة ضغوط على الطلاب للتضييق عليهم عند الدخول للغرف الانتخابية ونزع لوائح التصويت من أيدي الطلاب، ما جعل بعض الطلاب يحجمون عن المشاركة".

وأكد البيان أن "شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية الأميركية المناضلين من أجل مشروع بناء الدولة، من أجل تكريس الديمقراطية رغم الشوائب، يصرون على تصحيح الشوائب والعراقيل بمزيد من العمل الديمقراطي، لذلك فهم يعاهدون كل طلاب الجامعة على المضي قدماً في العمل لتحقيق الأهداف الوطنية والطلابية، ويستنكرون أساليب الضغط والتعدي والتهديد الذي مورس عليهم بعد اعلان النتائج من قبل بعض العناصر الموتورة، ويطالبون القوى السياسية والسلطات الرسمية بتحمل مسؤولياتهم تجاه ذلك".

وختم البيان: "إن شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية الأميركية سيستمرون بالعمل مع كل الحريصين من أجل حياة طلابية جامعية ديمقراطية، عاملة لتحقيق الاستقرار والازدهار والعيش المشترك في اطار الحرية وسيادة الوطن".  

 

122 نائباً منحوا حكومة سعد الحريري ثقة قياسية

زيارة دمشق على نار المعالجات بعد ردّ على الاستنابات 

 النهار /تجاوزت الثقة النيابية التي نالتها حكومة الرئيس سعد الحريري ليل امس اكثر التوقعات تفاؤلا بارتفاعها، اذ منحها اياها عدد قياسي من النواب بلغ 122 نائبا من اصل 124 حضروا و128 يشكلون مجموع اعضاء المجلس اي ما نسبته 95,3 في المئة. وقد حجب الثقة نائب واحد هو نقولا فتوش وامتنع نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت عن التصويت.

وجاءت هذه الثقة القياسية لتطلق صفحة تجربة سلطوية فريدة حظيت فيها الحكومة بدعم شبه اجماعي من المجلس بكتله الاساسية والقوى السياسية في البلاد بعد ثلاثة ايام من المناقشة للبيان الوزاري التي تناوب على الكلام خلال ست جلسات فيها 66 نائبا، استعاد معظمهم اجواء الخلافات والانقسامات على مسائل سياسية اساسية. وبذلك عكست الثقة الضخمة التي نالتها الحكومة الطابع "الافقي" للتسوية السياسية لتترك الحكومة في مهب التجربة العملية والمقاربات اليومية في تنفيذ ما التزمته في بيانها الوزاري. وهو واقع نادرا ما واجهته حكومة حتى تلك التي انبثقت من اتفاق الدوحة والتي كرست للمرة الاولى قوة التعطيل للمعارضة داخل الحكم. غير ان العامل اللافت الذي برز بعد ايام المناقشات الثلاثة، والتي كان اليوم الثالث اكثرها اثارة للاحتدام السياسي، تمثل في "القوة الفائقة" للتسوية السياسية التي كفلت للحكومة هذه الثقة القياسية على رغم التحفظات والاعتراضات والانقسامات حيال البند السادس من البيان الوزاري المتعلق بالمقاومة، والذي كان "نجم" الجلسات من دون منازع طوال 26 ساعة هي مجموع مدة المناقشات.

غير ان رئيس الوزراء سعد الحريري نأى بنفسه عن أجواء الانقسامات عندما وصف في رده على مداخلات النواب "الجولة الغنية من المناقشات" بأنها "مشهد حضاري عن نظامنا الديموقراطي البرلماني"، لافتاً الى ان البيان الوزاري "ليس مكاناً وحيداً لبت كل القضايا الخلافية (...) وهناك قضايا أخرى ستبقى موضع حوار متواصل، لكنها لا يصح ان تتحول الى سبب للانقسام الوطني". وأضاف: "لا يعنينا ان يكون البيان الوزاري لائحة وعود (...) بل عهداً قاطعاً ومسؤولاً لكل اللبنانيين واللبنانيات بالتضامن وعدم تكرار التجارب الماضية بالحكم والمعارضة تحت سقف واحد". واذ اعتبر ان "لا خيار امامنا سوى النجاح في تجربة التضامن الوطني"، أعلن ان "هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني (...) وفي اللحظة التي تتحول فيها حكومة خلافات وطنية او حكومة متاريس طائفية ومذهبية (...) تأكدوا سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها".

وكان اليوم الثالث من المداخلات النيابية تميز بكلمات نارية وخصوصاً للنائب مروان حمادة الذي حذّر من "أن يقاد لبنان الى تسوية نتمنى الا تكون هشة والا تشكل مدخلاً الى الاندفاع من حيث ندري أو لا ندري نحو الآتي الأعظم". وتطرق الى "مسرحية الدعاوى المقامة من بعض أركان النظام الأمني البائد"، منبهاً الى ان هدفها "ترهيب القضاء اللبناني والدولي لحساب قضاء آخر لا صلاحية له سوى مهمة محو الجريمة". وفيما حصل سجال لم يخل من حدة بين رئيس المجلس نبيه بري والنائب سامي الجميل في موضوع الغاء الطائفية السياسية، حذر النائب جورج عدوان من تكرار تجربة الماضي مع سوريا، وشددت النائبة نايلة تويني على "رفض هيمنة السلاح على الحياة السياسية لأن السلاح خارج الشرعية يقضي مع الوقت على الشرعية"، مؤكدة تحفظها عن "احتمال زيارة رئيس الحكومة لدمشق قبل انجلاء نتائج التحقيق في قضايا الاغتيالات".

كذلك حصلت مشادة عنيفة في الجلسة المسائية بين النائب نقولا فتوش وبعض نواب الغالبية عقب هجوم حاد شنه فتوش على قوى 14 آذار، معتبراً انها "تملك أنياباً أقسى من أنياب الذئاب".

الزيارة... والاستنابات

في غضون ذلك، علمت "النهار" من مصادر مطلعة ان اتصالات جارية في شأن زيارة الرئيس الحريري لدمشق، لكنها لم تصل بعد الى نتائج محسومة في شأن تحديد موعدها، على رغم ان بعض المعطيات تردد أمس عن احتمال قيامه بهذه الزيارة مطلع الاسبوع المقبل. واذ يتوقع ان يتوجه الحريري في الساعات المقبلة الى الرياض، المحطة الأولى في جولته العربية التي قد تليها دمشق، قالت المصادر نفسها إن الاستنابات القضائية السورية لا تزال تشكل عامل تشويش على التحضيرات للزيارة، علماً ان وزارة العدل اللبنانية تحضر جواباً قانونياً عن عدم صحة الاستنابات السورية. وقالت إن بعض الناشطين على خط معالجة هذه القضية نقلوا عن أوساط سورية ان توقيت هذه الاستنابات يعتبر خطأ، لكن أوساطاً معنية في لبنان رأت فيها رسالة تشمل كل الفريق الذي وجه أصابع الاتهام الى سوريا في المرحلة السابقة.

وأشارت المصادر الى ان المخرج يقضي بسحب الاستنابات خلال زيارة الحريري لدمشق، وتحدثت عن تواصل سوري – سعودي قد يساهم في تذليل العقبات امام الزيارة.

ولم تستبعد ان يقوم الرئيس بري بزيارة لدمشق في عطلة نهاية الاسبوع الجاري.

  

الحريري في ردّه: لا خيار أمامنا سوى النجاح وعلينا أن ننتمي إلى الدولة أولاً وأخيراً 

النهار/هنا نص الكلمة التي القاها رئيس الوزراء سعد الحريري ردا على كلمات النواب في جلسة مناقشة البيان الوزاري:

"دولة الرئيس، شكرا لك بداية، وشكرا للزملاء النواب، على هذه الجولة الغنية من المناقشات، التي قدمت، بحمد الله، مشهدا حضاريا عن نظامنا الديموقراطي البرلماني. فالبيان الوزاري، كما تعلمون، ليس مكانا وحيدا لبت كل القضايا الخلافية في البلاد. هناك قضايا اردنا ان يشكل البيان منطلقا لمعالجتها والتوافق عليها، وهناك قضايا اخرى، ستبقى موضع حوار متواصل، ولكنها لا يصح ان تتحول سببا للانقسام الوطني. البيان الوزاري، يا دولة الرئيس، ليس مجرد برنامج عمل او رؤية تحدد توجهات الحكومة. البيان الوزاري يجب ان يشكل ارادة حقيقية للعمل في سبيل نهوض لبنان، وتعزيز الاستقرار الوطني، ووضع الاصبع على اماكن القلق في المجتمع اللبناني.

لا يعنينا ان يكون البيان لائحة وعود. ما يعنينا، ان يشكل البيان عهدا قاطعا ومسؤولا لكل اللبنانيين واللبنانيات من كل الوزراء، بالتضامن، والتضامن، والتضامن وعدم تكرار التجارب الماضية، بالحكم والمعارضة تحت سقف واحد. كلنا هنا في خدمة لبنان. ما من احد قادر على الغاء الآخر، ولا خيار امامنا سوى النجاح في تجربة التضامن الوطني، وتقديم نموذج جديد الى اللبنانيين، بان قيادتهم السياسية قادرة على صون البلاد وتجديد الثقة بالدولة والمؤسسات الدستورية.

هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني، او ائتلاف وطني، او وحدة وطنية. وفي اللحظة التي تتحول فيها الى حكومة خلافات وطنية او الى حكومة متاريس طائفية ومذهبية، ومعطلة عن القيام بدورها في معالجة هموم المواطنين، في هذه اللحظة تأكدوا انني سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها.

المناقشات، مهما كشفت عن خلافات في وجهات النظر، كانت جيدة ومفيدة، يا دولة الرئيس، لانها اعادت بث الروح في نظامنا الديموقراطي، وقدمت الى الرأي العام اللبناني فرصة الحوار العلني والمسؤول حول كل القضايا، الوطنية والاقتصادية والمعيشية.

ويهمني في ضوء هذه المناقشات تأكيد النقاط الآتية:

اولا: لا يختلف اثنان على ان مواجهة تهديدات اسرائيل وانتهاكاتها لسيادتنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية في الارض والمياه، شأن اللبنانيين جميعا، وهو ما جرى تأكيده في البند السادس من البيان، وهو البند الذي لا يشطب دور الدولة ومؤسساتها العسكرية من مهمة الدفاع عن الوطن وحماية السيادة الوطنية. فالجيش اللبناني هو المسؤول في المقام الاول عن هذه المهمة، ولا يصح التشكيك في قدرته على المواجهة والدفاع عن الارض والشعب والحدود في وجه العدو الاسرائيلي. والحكومة عند التزامها الكامل تعزيز قدرات الجيش لتولي مسؤولياته الوطنية.

ثانيا: لقد أكدنا في البيان الوزاري، ان انتهاج سياسة التضامن العربي بعيدا عن سياسة المحاور، يحقق المصلحة الوطنية. وعلى هذا الاساس، سنعزز علاقاتنا مع الاشقاء العرب، ونتطلع بوجه خاص الى علاقات لبنانية – سورية، تفترضها الروابط الاخوية والمصالح المشتركة وتقوم على قواعد الثقة والمساواة واحترام سيادة الدولتين.

ثالثا: لن اكرر، دولة الرئيس كل ما جاء في البيان الوزاري، وورد في عدد من المداخلات تأييدا او تعليقا لكنني اود ان اشدد على دورنا جميعا في احترام الدستور وأصول العمل الديموقراطي وتطبيق اتفاق الطائف.

رابعا: ان الاولويات التي تعني هموم الناس، هي البرنامج الحقيقي الذي ستركز عليه الحكومة. هذا البرنامج، وصفه البعض بأنه طموح، لكن لا يمكنني ان اصدق، ولا الناس تصدق ان البلد الذي قام من حروب اهلية طاحنة ومن ستة اعتداءات اسرائيلية اجرامية ليصبح ما يراه العالم كله اليوم، لا تستطيع حكومته ان تحقق اولويات الناس.

الناس يريدون التيار الكهربائي في منازلهم. يريدون بيئة نظيفة ومياها نظيفة في بلد تهدر فيه الثروة المائية في البحر وعلى الطرق.

الناس يريدون العدالة في التعليم والصحة والسكن.

الناس يريدون للقانون ان يسود فوق الجميع وفي جميع المناطق دون استثناء.

ويريدون ذاكرة وطنية ملتئمة الجراح، باقفال نهائي لصفحات التهجير وتعويض نهائي لدمار المعارك والحروب في كل لبنان. يريدون حكومة تدير الشأن العام بكفاءة، وليس حكومة لادارة الخلافات السياسية.

الناس يريدون، تجديد شباب الدولة اللبنانية، وفتح الابواب امام مشاركة الشباب الحقيقية ومشاركة المرأة الحقيقية في ادارة الشأن العام والانخراط في قيادة المؤسسة السياسية والادارية.

الناس يريدون، يا دولة الرئيس، الانماء الحقيقي المتوازن، الذي يعالج القضايا الاجتماعية المزمنة للاطراف. وهذه مناسبة يا دولة الرئيس، لاقول ان علينا الا نكتفي بالانماء المتوازن بل علينا ان نسعى الى الانتماء المتوازن:

ان نولد لطوائفنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا نفتخر بمناطقنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا ننتسب لاحزابنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا. وهكذا نكون قد حولنا حكومة الوفاق الوطني الى حكومة التوفيق الوطني، باذن الله. على هذا الاساس، نتقدم، يا دولة الرئيس، من مجلسكم الكريم، طالبين مجددا الثقة من النواب الكرام، متوجهين الى الله العلي القدير ان يحمي لبنان ويوفر الاستقرار والامان لشعبه".

 

الانتماء اللبناني>: طرح إلغاء الطائفية لابتزاز السياسي الرخيص

شدّد <الانتماء اللبناني> على أن <الغاء الطائفية سيتيح الفرص للجميع للوصول، وبالتالي فان الطائفية السياسية التي اعطت المسيحيين امتيازات، تشكّل اليوم ضمانة للديمقراطية ولحرية الرأي في لبنان >· وعقد المكتب السياسي للانتماء اللبناني اجتماعاً دورياً برئاسة أحمد الأسعد، وغمز بيان الانتماء اللبناني من قناة الداعين لإلغاء الطائفية السياسية، موجهاً إليهم جملة أسئلة منها: كيف يمكن إلغاء الطائفية السياسية بين أبناء المجتمع اللبناني في حين أن التمييز يتم بين المواطنين على مستوى الطائفة الواحدة بحسب تبعيتهم السياسية·

واعتبر أن <الغاء الطائفية السياسية لا يهدف الا لتحقيق غاية واحدة هي اعماء الابصار وذر الرماد في العيون وتسجيل النقاط بالإضافة إلى الابتزاز السياسي الرخيص وتحقيق الدعاية السياسية من خلال استغلال القضايا الوطنية>·وتابع <إن دعاة إلغاء الطائفية السياسية يجب أن يسألوا انفسهم: هل يقومون بإلغاء التمييز داخل طوائفهم؟ هل يتبنون مبدأ عدم التدخل وتطبيق القانون بين أبناء الطوائف التي يدّعون تمثيلها؟ هل يحرصون على إلغاء المحسوبيات داخل طوائفهم؟ في الواقع، ما ينطبق على هؤلاء الذين يلعبون دور الحريص على الوحدة الوطنية هو المثل القائل: إن لم تستح فافعل ما شئت، لأن هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم حين يطالبون غيرهم بتطبيق ما لا يمارسونه هم ضمن نطاقهم السياسي· وإذ رأى الانتماء في الطائفية السياسية شكلاً من اشكال التمييز بين مواطن لبناني ومواطن لبناني آخر، فان هذا التمييز هو موجود اصلاً داخل الطائفة الواحدة، وبناء عليه، فالغاء الطائفية السياسية لن يحل مشكلة التمييز المتفشي بل على العكس سوف يزيد من تفاقم هذه المعضلة· وعن سبب الوصول الى حل لهذه المعضلة، جاء في بيان الانتماء <نحن نرى ان الواجب يحتم علينا العمل الجدي بأسرع وقت ممكن، ومن ضمن النظام القائم، لتغيير وتجديد الطبقة السياسية الموجودة حالياً، والإتيان برجالات دولة بمقدورهم إدارة الدولة وفق القانون>·

 

المتورطون في جريمة الحريري وتزويرها كثيرون ومنهم قضاة ميشال ســماحة: زمن التهميش المسيحي ولّى مع العماد عون

المركزية- دعا الوزير السابق ميشال سماحة الجميع الى خفض سقف توقعاتهم في شأن الحكومة كي لا نُصدم، لأن ما ستحمله هذه الحكومة من أعباء / كبير، وأعرب عن قلقه من كمية النشاذ خلال المداخلات في ما يتعلق ببند المقاومة، قائلا هناك لغمٌ على رئيس الحكومة تفكيكَه ضمن المجموعات السياسية التي ينتمي إليها أو يتزعمُها. ولفت في حديث الى مانشيت عبر "صوت المدى" الى ان اول زيارة للرئيس الحريري لدمشق ستكون للمصارحة، بعد مرور خمس سنوات مليئة بالتشنج والجروح، معتبرا ان لقاء الحريري والرئيس بشار الاسد سيشكل محطة مهمة لوضع الأمور في النصاب الذي يفترض أن تكون عليه العلاقة بين لبنان وسوريا. ساحة شدد على ان زمن تهميش المسيحيين ولّى مع العماد عون، مشيرا الى أن استقبال الاسد للعماد عون كان استقبال تكريم وصداقة، معتبرا ان هذا الاستقبال وهذه المكانة يأتيان من خلال دور عون الجامع والوطني في لبنان، والرئيس الأسد لطالما ثمن مواقف العماد عون منذ عودته الى اليوم. وعن توقيت زيارة العماد عون لسوريا بعد مرور حوالى سنة على تلك التي سبقتها، أكد سماحة أن الزيارة كانت ضرورية لتقويم كل الأمور، وأن الجلسات إتسمت بالمصارحة، والعماد عون تحدث خلالها كرجل دولة كبير متناولا الشأن الداخلي اللبناني والوضع العربي والإقليمي، وحقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق العودة وعدم القبول بالتوطين، وعرض ايضا للنظرة الإستراتيجية لصراع القوى في العالم في هذه المرحلة. في موضوع الاستنابات القضائية السورية لفت الى ان اذا لم يسحب اللواء جميل السيد دعواه فهذه الاستنابات ستذهب الى نهايتها قضائيا وقانونياً، متسائلا لماذا لا يتجاوب القضاء اللبناني مع هذا الموضوع، وهو مقصر ويطبق الإتفاقات، لافتا الى ان هذه الاستنابات وصلت للمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا منذ وقت، وهي للتحقيق بالموضوع، معتبرا أن جريمة الشهيد الحريري كبيرة، والتزوير كان أكبر لتضليل التحقيق، مشيراً الى تورط عدد من اللبنانيين في هذه الجريمة ومنهم سياسيين وقضاة ويريدون "ان يغطوا انفسهم".

 

الزغبي: زيارة عون الى دمشق لا تحمل اي معنى سياسي لأنها لم تقارب الملفات العالقة 

 رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي أن زيارة النائب ميشال عون الى سوريا ليست سوى حصيلة السياسة التي انتهجها عون منذ اربع سنوات على الأقل، وكانت في مراحلها الأولى مختبئة تحت عناوين أخرى، اما اليوم فانها مكشوفة على حقيقتها، بمعنى أن عون بات اسماً بين الأسماء، أو رقماً بين الأرقام التي تستقطبها دمشق لتنفيذ سياساتها في لبنان. الزغبي، وفي حديث لصحيفة "اللواء"، اكد أن زيارة "زعيم الرابية" إلى دمشق لا تحمل معها أي معنى سياسي، لأنها لم تقارب لا من قريب ولا من بعيد الملفات الخمسة العالقة والمهمة جداً بين لبنان وسوريا، وأبرزها قضية المفقودين وترسيم الحدود ومزارع شبعا والاتفاقات السابقة والمجلس الأعلى ومن أهمها طبعاً المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، عون يقول انه بحث مع الرئيس السوري في تطورات المنطقة، وعلى طريقة المثل القائل فان عون أعلن بنفسه بعدما عاد من العاصمة السورية، انه ناقش مع الرئيس السوري المهمات والواجبات التي قام بها على مدى السنة الماضية، وفي الواقع فان المهمات والواجبات التي أشار اليها هذا الرجل لم تكن سوى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اكثر من ستة أشهر، وتعطيل تشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر، وكأن عون يقول بنفسه ويكشف السر بأنه كان مكلفاً بواجبات ومهمات معينة نفذها على خير ما يرام، وحمل تقديراً بها إلى دمشق وطرحه أمام الرئيس الأسد. ولفت الزغبي الى أن هذه الزيارة في توقيتها تحمل إشارات سلبية كثيرة، لأنها تأتي عشية الزيارة الموعودة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، وكأن عون يحاول مع الأسد والسياسة السورية الالتفاف على مضامين زيارة الحريري، والمعروف انها زيارة ستحمل معها برنامجاً وجدول أعمال واضحاً لكل هذه الملفات العالقة بين لبنان وسوريا. واكد الزغبي أن عون من خلال زيارته هذه قد دق مسماراً اضافياً في أساس السيادة اللبنانية الوطنية، لأن السيادة تبدأ بين الدول من التعامل على مستوى دولة إلى دولة، ومؤسسات إلى مؤسسات، وليس على مستوى الأفراد، لا بل أكثر من ذلك فان زيارة رئيس التيار الوطني الحر ومسؤوليه إلى دمشق تندرج في إطار زعزعة الأسس الاستقلالية للدولة اللبنانية 

  

أهالي الغجر يرفضون تقسيم البلدة وقانون الاستفتاء الشعبي يقيد الانسحاب من مزارع شبعا

وكالات/نفذ اهالي الغجر دعوة الى الاضراب والتظاهر احتجاجا على تقسيم البلدة، في ضؤ المساعي الدولية الجارية لتامين الانسحاب الاسرائيلي من الجزء اللبناني من المنطقة.

وأصدر أمين المجلس المحلي في البلدة حسين الخطيب بيانا إعتبر فيه "أن تقسيم الغجر هو إبعاد الأب عن ابنه والأم عن ولدها، وأن القرية، وفق بيانه لم تكن في يومٍ من الأيام لبنانية، فهي سورية وأهلها سوريون وأراضيها سورية". وتجمع اكثر من 500 مواطن من شطري الغجر، صباح الجمعة وسط الساحة العامة، وانطلق الاهالي الى الطريق الشمالي من الشطر اللبناني حيث تتمركز قوة اسبانية تابعة لليونيفيل وسلموا ضباطها مذكرة بمطالبهم الى الامين العام للامم المتحدة، ضمنوها طلبا يرفض تقسيمها، ويدعو الى ابقائها مرتبطة بالقرار الدولي 242. وطالبوا قوات الامم المتحدة بأن لا تحاول الدخول الى قريتهم وتقسيمها لان ذلك يعتبر انتحارا جماعيا لكل سكان هذه القرية".

وترافق التحرك الشعبي مع تحركات اسرائيلية عسكرية في المنطقة، حيث عملت القوات الاسرائيلية في خلال الساعات الماضية على تدشيم وتحصين البوابة الإسرائيلية في الغجر، وهي المنفذ الوحيد للأهالي إلى إسرائيل وفلسطين والجولان. ولوحظت تعزيزات عسكرية قام بها الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون وصولا الى بوابة فاطمة، فيما واصلت قوات اليونيفيل اعمال المراقبة. وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن اعتقاده بإمكان "التوصل إلى اتفاق جيد في قضية الغجر خلال وقت قصير"، مشيراً إلى أن "الأمر يرتبط بالحكومة اللبنانية". وشكر ليبرمان في خلال لقائه نظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني في اسرائيل الخميس، "على محاولة قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، بلورة اتفاق يؤدي إلى حل متفق عليه في القرية".

واللافت في الامر هو النقاش داخل اسرائيل حول تداعيات مشروع القانون الذي صوّت عليه الكنيست الإسرائيلي الاربعاء، بموافقة الحكومة الإسرائيلية، والذي ينص على إلزامية إجراء استفتاء شعبي في إسرائيل لحسم الموقف من أي إنسحاب إسرائيلي من أرض تخضع "للسيادة الإسرائيلية". وحسب القراءات الاسرائيلية، فان مفاعيل هذا القرار ستكون بالنسبة إلى لبنان، في الحديث عن اي مفاوضات محتملة بشأن أي انسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا. وتكمن خطورة مشروع القانون هذا، حسب صحيفة "الاخبار" في "الحواجز التي يضعها أمام أي اتفاقية إسرائيلية مستقبلية مع الدول العربية المعنية وذات الصلة، لكونه يشترط أولاً موافقة الحكومة الإسرائيلية، ثم موافقة الكنيست بأغلبية 61 عضواً، على أي انسحاب من "أرض سيادية"، ولا يكتفي بذلك، بل يضع شرطاً ثالثاً يُفرغ قرارات الحكومة الإسرائيلية من مضمونها، عندما يربط سريان قرار الانسحاب بنتيجة الاستفتاء الشعبي، إلا إذا حصل القرار على تأييد 80 عضواً في الكنيست". ولفتت الصحيفة الى قراءة المحلل السياسي البارز في صحيفة هآرتس والباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، ألوف بن، الذي أشار إلى أن "قانون الاستفتاء الشعبي سيثقل على حرية عمل الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين أو مع سوريا، بل ومع لبنان أيضاً".

وأضاف بن في صحيفة هآرتس، في معرض تعليقه على تداعيات القانون، أن هذا القانون "سيُثقل أيضاً على تسليم أراضٍ في المستقبل في شرق القدس وحتى في مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان"، سواء حصل ذلك "باتفاق أو بانسحاب من طرف واحد". واوضح أن "القانون لن يقيد انسحاباً من الضفة الغربية، أو من القسم الشمالي من قرية الغجر، اللتين ليستا ضمن السيادة الإسرائيلية".

  

أهالي الغجر إعتصموا رفضا لتسليمهـا وطالبوا الامم المتحدة بربطها بالـ 242

11 كانون الأول, 2009

 نهارنت/في ظل المعلومات عن قرب انسحاب اسرائيلي من الشطر اللبناني المحتل من قرية الغجر وتسليمه الى قوات "اليونيفيل"، في أعقاب طلب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من إسرائيل الانسحاب من القرية تنفيذا لبنود القرار 1701. شهدت البلدة حركة لا تهدأ، ففي ظل اجراءات عسكرية وامنية اسرائيلية مشددة في شطري البلدة الشمالي والجنوبي والحي الشرقي وصولاً الى التلة المشرفة على الوزاني.  نفذ أهالي الغجر بدعوة من المجلس المحلي للبلدة، في العاشرة والنصف صباح اليوم إعتصاما عند حدود بلدتهم، رفضا لتسليمها وتقسيمها، فأحرقوا الإطارات ورفعوا لافتات ترفض تقسيم الغجر وتحمل عبارات "الغجر سوريّة وليست لبنانية". و"تطالب بإلحاق الغجر بالجولان السوري المحتل"، وتدعو الرئيسين اللبناني العماد ميشال سليمان والسوري بشار الأسد الى رفض تقسيم الغجر. كذلك أنطلق اكثر من 500 شخص من أهالي البلدة، الى الطريق الشمالي من الشطر اللبناني حيث تتمركز قوة اسبانية تابعة لـ "اليونيفيل" وسلموا ضباطها مذكرة بمطالبهم الى الامين العام للامم المتحدة، ضمنوها رفضهم تقسيمها، ودعوا الى ابقائها مرتبطة بالقرار الدولي 242.وطالبوا قوات الامم المتحدة بعدم الدخول الى قريتهم وتقسيمها لان ذلك يعتبر انتحارا جماعيا لكل سكان هذه القرية". وفي هذا الإطار، أفادت مصادر أمنية "المركزية" ان المعتصمين التقوا ايضا ضابطاً إسرائيلياً رفيعاً على الحاجز الإسرائيلي داخل الغجر وسلّموه مذكرة لحكومته يرفضون فيها تقسيم الغجر وإبقاءها كما هي عليه اليوم ليكون مصيرها كمصير الجولان، مهددين بالاعتصام المفتوح وشلّ الحركة في البلدة إذا تجاهلت إسرائيل مطلبهم. وأعلنت المصادر إن الأهالي تبلغوا من الضابط الإسرائيلي أن عملية الإنسحاب من الجزء للغجر ستتم في آخر كانون الأول الجاري أو مطلع العام المقبل. وفي خلال المسيرة ألقى أمين المجلس المحلي في الغجر حسين الخطيب كلمة أمام المعتصمين أشار فيها الى أن مساحة الغجر 10500 دونم وعدد سكانها 2500 نسمة ينتمون الى الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والاسرائيلية التي أعطيت لهم في العام 1981 وهم يحتفظون بولائهم لوطنهم الأم سوريا ويطالبون برفض تقسيم الغجر بل إلحاقها بالجولان السوري المحتل ليكون مصيرها معلقًا بمصيره حتى الانسحاب الاسرائيلي". وقال: "إن تقسيم الغجر سيدفع أهالي الجزء الشمالي لترك منازلهم لأن معنى هذا التقسيم هو إبعاد الاب عن ابنه والام عن ولدها". مضيفاً إن الغجر هي بلدة سورية ولم تكن في يوم من الأيام لبنانية، وأهلها سوريون واراضيها سوريّة". وفي ظل اعتصام اهالي الغجر انتشر الجيش اللبناني بكثافة في منطقة مرجعيون بدءا من ميس الجبل وصولا الى بوابة فاطمة.

 

الرئيس سليمان يغادر غدا الى واشنطن وبرنامج حافل بإنتظاره

صدر عن مكتب الاعلام في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الاتي: "يتوجه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رأس وفد يضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، ووزير الدولة وائل ابو فاعور ووفد اداري وامني الى واشنطن ظهر غد تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله ظهر الاثنين المقبل في البيت الابيض. ويلتقي فخامة الرئيس في مبنى الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويستقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ووزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا اميركيين من اصل لبناني واميركيين داعمين للبنان، وكذلك المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات اميركية اخرى، كما يلتقي افراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية".

ولهذه الغاية، ترأس الرئيس سليمان ظهر اليوم اجتماعا للوفد الرسمي والوفد المرافق تم في خلاله وضع اللمسات الاخيرة لملفات المحادثات التي سيجريها رئيس الجمهورية مع المسؤولين الاميركيين في خلال هذه الزيارة

 

مرصد ليبانون فايلز/زيارة قصيرة لسليمان الى أميركا 

علم موقعنا بأن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن هي من رئيس سلطة تنفيذية الى سلطة تنفيذية وهو سيلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما، ونائبه جوزف بايدن ووزير الخارجيّة هيلاري كلينتون ولن تكون له زيارة الى الكونغرس الأميركي، أما مدة الزيارة فلن تتعدّى اليومين

 

أبو حبيب:العلاقات السياسية ودعم الجيش هم الاهم في زيارة سليمان الى واشنطن

جيسيكا حبشي/Alkalimaonline

أكد نائب رئيس الرابطة المارونية السفير السابق في واشنطن عبدالله أبو حبيب في حديث لموقع " الكلمة أون لاين " أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو الرئيس الاول الذي يزور واشنطن منذ الزيارة الاخيرة للرئيس أمين الجميل قائلا : " لقد زار الرئيس الهراوي واشنطن ولكن زيارته كانت قصيرة جداً أي نصف ساعة وذلك في التسعينات ، واليوم يزور الرئيس سليمان واشنطن للمرة الثانية خلال عام ، في المرة الاولى إجتمع بالرئيس جورج بوش وهذه المرة سيجتمع بالرئيس أوباما وهذا ضروري لان الولايات المتحدة هي البلد الاكبر في العالم كما أن قيام علاقة جيدة لا بل ممتازة مع الولايات المتحدة ضروري للبنان وللمنطقة " ولفت أبو حبيب الى أن الولايات المتحدة اليوم تقوم بتسليح خفيف للجيش اللبناني مضيفا " أعتقد أن الرئيس سليمان سوف يدفع الولايات المتحدة لتسليح أكبر وأقوى لانه هناك معارضة إسرائيلية سوف تجتاح الجيش ، والولايات المتحدة الاميركية تتأثر باللوبي الاسرائيلي ، لذلك الرئيس سليمان يجب أن يدفع الاميركيين لتسليح الجيش وهذا لمصلحة لبنان استقراره ، أما عن المساعدات الاقتصادية ، فليس هناك من مساعدات إقتصادية كبيرة للبنان ، لكن العلاقات السياسية ودعم الجيش اللبناني هم الاهم في هذه الزيارة " .

 

مرصد ليبانون فايلز/مصدر مطلع لـ "ليبانون فايلز": الحريري في دمشق قبل ظهر الإثنين 

كشف مصدر مطلع لموقعنا أنّ الموعد المرجّح للقاء المنتظر بين الرئيس السوري بشّار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري حدّد في الساعة الحادية عشر من قبل ظهر الإثنين المقبل. 

 

10452 لنديم الجميل

طلب النائب نديم الجميّل من منظّمي ماراتون بيروت، الأحد الماضي، الرقم 10452 ليضعه فوق صدره. وقد تحققت له أمنيته الرياضيّة قبل أن ينطلق في الركض خلف الرئيس سعد الحريري، مع العلم بأنّ هذا الرقم هو نفسه رقم عضويته في نقابة المحامين، وهو نفسه أيضاً في رقم هاتفه الخلوي.

 

دمشق تفصح عن أهدافها من الإستنابات القضائية :مساعدة الحريري على التخلص من ...ناسه

 الجمعة, 11 ديسمبر 2009 03:57

يقال نت/أفصحت دمشق ،من خلال "أحد قادة قوى الثامن من آذار"عما تريد إيصاله من رسائل الى رئيس الحكومة سعد الحريري،من خلال الإستنابات القضائية الأخيرة .

وفي مقال نشرته صحيفة "الأخبار"تحت عنوان "سوريا تساعد الحريري على تفكيك جهازه الحربي"بدت الرسالة الدمشقية واضحة للغاية ،وبلا اي لبس.

وجاء في "الرسالة" ما ياتي:

اولاً: لم يعد كافياً أن يعلن رئيس الحكومة اللبنانية عزمه على زيارة دمشق، ولا على البدء بعلاقات مع العاصمة السورية كما تقتضي الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وكما تفترض أن تكون علاقة الدولتين المتجاورتين، بل عليه أن يذهب إلى دمشق بحسن نية، ووحيداً من مجموعة من الأوزان الثقيلة التي سبق أن استخدمها في قصفه العاصمة السورية، أي عليه أن يقدّم أولاً رسالة حسن نية، ويتّجه نحو الشرق دون الطاقم الذي استدعته دمشق للمثول أمام سلطاتها القضائية.

ثانياً: على سعد الحريري أن يعلم أن الفريق الذي جُمعت أغلب أسمائه في مذكّرة الاستدعاء إنما هو الفريق الذي أدار جزءاً من الصراع خلال المرحلة الماضية، وهو في بعض أشخاصه من كان يجتمع إلى إسرائيليّين في فنادق أوروبا الشرقية، ومن كان ينسّق خطوات أمنية وسياسية وإعلامية ضد سوريا، وأن هذا الفريق قد يكون مجتمعاً أقوى من رئيس الحكومة منفرداً، وعليه تفكيكه، ودمشق «تساعده» على تفكيك هذا الفريق ـــــ وعلى طريقتها ـــــ قبل البدء بمسيرة حكم يُفترض أن يكون مستقراً ولمرحلة طويلة، «اللهمّ إلا إذا حاول الحريري تقليد الرئيس السابق فؤاد السنيورة، عندئذٍ سيكون لنا كلام آخر»، كما يقول أحد القادة في قوى الثامن من آذار.

 

شمعون: حكومة الحريري شكلت على قاعدة من كل وادي عصا

 في اول تعليق له بعد عودته الى لبنان، أعلن رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون أنه لو كان حاضراً جلسة الثقة لما كان أعطاها للحكومة لأنه ينسجم مع مواقفه وتفكيره وآرائه.شمعون وفي حديث لـtayyar.org إعتبر أن سلاح المقاومة فقد اهمتيه كوسيلة للدفاع عن لبنان من العدو الإسرائيلي يوم إستعمل في الداخل اللبناني في السابع من أيار، لافتاً الى ان الثقة النيابية الساحقة للحكومة ناتجة عن أن اللبنانيين سئموا من الصراعات الداخلية ويريدون حالاً من الإستقرار. قال: "ضميري مرتاح لقراري الرافض للبيان الوزاري واتمنى لهذه الحكومة النجاح على أن أنني لا أتوقع لها ذلك لأنها شكلت على قاعدة من كل وادي عصا".

 

الحريري وعون من متاريس المعارضة والموالاة الى إدارة الحكم.الفريقان فتحا صفحة بيضاء و «delete» لأرشيف المشاكسات 

ابتسام شديد/الديار

بين زعيمي «الوطني الحر» و«المستقبل» اكثر من «شهر عسل» سياسي «عمره» من «عمر» الحكومة التي يرأسها رئيس المستقبل اليوم.

فتقارب «الحريري - عون» يعود أولا الى «حقبة» الاستشارات الحكومية التي «ارهقت» الشيخ سعد وأخرجته من التأليف الأول الى الثاني، فحينها تكفلت تنقلات الحريري وتردداته الى الرابية وانتقال عون الى بيت الوسط في إفساح المجال لتعارف الرجلين للمرة الاولى عن كثب حيث تردد انهما خاضا الى جانب التفاصيل المتعلقة بالحكومة في حوارات سياسية هادئة بعيدة عن الضجيج والصخب الحكومي الذي كان يدور في الخارج اضافة الى مناقشة ملفات اقتصادية حساسة.

جلسات الانفتاح والمصارحة تلك جعلت الحريري يقول في حينه «انه يتعرف الى الجنراب عن قرب» في اشارة فسرها المعنيون في حينه بالايجابية وتعبير عن «حسن نية» وتغير في المناخات السياسية. قبل ان يلتقي الرجلان مؤخراً في صورة التفاهم الأخير كان زعيما الرابية وقريطم في مواقع سياسية متناقضة «وهما ربما لا يزالان» رغم الاصطفاف السياسي الجديد. ومن يُفتش في أوراق الماضي للفريقين في ارشيفي الرابية وقريطم يجد الكثير من الكلام والروايات الاتهامية. ال «الحريريون» في «الجنرال» كلاماً سياسياً كثيراً، ولم يوفر «العونيون» زعيم قريطم او يستثنوه من هجومهم على «أركان» الفريق الآذاري. بالنسبة الى المحيطين بدوائر قريطم. ان عون بتفاهمه مع حزب الله كان «حامي» سلاحه من خلال اعطائه الغطاء المسيحي والشرعي اللازم، وكذلك وضع في دائرة الاتهام السياسي بتحالفاته مع «من وضعوا في دائرة الشك والاتهامات العشوائية في تلك الحقبة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري». لى «جبهة» الرابية الاتهامية لم يكن وضع «الحريري - الابن» افضل حالا، ومن ملاحظات التيار في حينه اتهام المستقبل بالعمل على إمرار التوطين، ووضع خطة لمحاصرة عون مسيحيا وتقوية خصومه المسيحيين، وتحميل الحريري استمرارية مسؤولية الدين العام، ولعل الاتهام الأقسى الذي اشتكى منه الحريريون وخاضوا في تشعباته سجالا طويلا مع الاخصام، ما قامت وسائل المعارضة آنذاك بضخه في الاعلام حول دعم المستقبل لعناصر «فتح الاسلام».

اليوم، طويت صفحة طويلة من الخلاف السياسي بين تيارين «جلسا خلف متاريس الموالاة والمعارضة» لحقبة خلت، وتظهر الوقائع والأحداث الاخيرة انفراجا في المسار السياسي المغلق مند 19 عاماً، فالواضح ان الحريري - عون قفزا فوق ثوابتهما، وقد ساهم تبادل التنازلات من قبل الطرفين في انتاج الحكومة الحالية، وها هو رئيس الحكومة «يحيد سلاح حزب الله عن المواجهة في بيان حكومته، ويرسم «خريطة طريقه» الى سوريا. التقارب بين الحريري - عون لا يزال في بداياته، وعلاقتهما يمكن ان تتطور او ان تتراجع الى الوراء في اي وقت او حتى ان تحافظ على ثباتها. ثمة من يتحدث اليوم عن تلاقي مشروعين ومن يعتبر ان تفاهم المستقبل والتيار الوطني الحر ثابت في المرحلة السياسية الراهنة، وثمة من يعتبره تقاربا «هشا» ومتقلبا لن يلبث ان يعود الى ما كان عليه في المرحلة الماضية وعند اي انعطافة او استحقاق مفصلي.

يرى المشككون ان التقارب الحالي فرضته العوامل الاقليمية وتحديداً التفاهم السوري السعودي، ويرون فيه ضرورة للتموضع السياسي الجديد لرئيس الحكومة في المعادلة الراهنة.

ويذهب المشككون الى توقع حصول تباينات مستقبلية بين رئيس الحكومة ورئيس الإصلاح والتغيير وتحديدا في نظرة الحريري الاقتصادية التي قد لا يوافق عليها عون.

ومن مؤشرات واحتمالات حصول تباين في الأيام القادمة ما يتم تداوله عن اختلاف في الخطة الاقتصادية التي سيطرحها رئيس الحكومة، وقد كان توزير شربل نحاس في الاتصالات وهو من المدرسة الاقتصادية ذاتها للوزير جورج قرم من التباينات التي يمكن ان تطرح في المستقبل القريب.

بالمقابل يتطلع المتفائلون الى مستقبل زاهر وحافل بالعمل السياسي والاقتصادي والانمائي نتيجة وترجمة لأجندة التفاهم الحريرية - العونية بعد انجاز التفاهم السياسي بين عون ورئيس الحكومة، او الاتفاق على ادارة شؤون الحكم. يذهب هؤلاء في تفاؤلهم الى أبعد الحدود في ترسيم التقارب الجديد بين الرابية وقريطم والى اعطائه هامشا كبيرا من النجاح، فالتياران لا خلفية ميليشياوية لهما وهما تياران شعبويان اوجدتهما الاحداث السياسية الطارئة والظروف، واكثر من ذلك ثمة من يطرح النظرية التالية «ان ما كان يباعد عون وحزب الله في الماضي اكثرمن الاسباب التي باعدت الحريري - عون في السنوات الاخيرة، وهذا بحد ذاته مؤشر واضح الى نجاح تقارب زعيمي الرابية وبيت الوسط وبالتالي ثمة فرص حقيقية وواقعية في ان التواصل بينهما سيؤدي الى مشروع سياسي ثابت، وادارة سياسية متماسكة بالتعاون مع المكونات السياسية المعنية بادارة الشأن الداخلي. مهما كانت نتيجة مصالحة الحكومة بالمؤكد ان تداعياتها السلبية او الايجابية سوف تظهر مع انطلاقة العمل السياسي للحكومة وفي المحطات السياسية القادمة التي قد لا تخلو من التباينات والخلافات، لكن الواضح ان رئيس الحكومة التحق بالاصطفاف السياسي حيث يتموضع عون منذ سنوات، والواضح ايضا ان من في الرابية وقريطم قاموا باتلاف وعملوا «Delete» لأرشيفاتهم الاتهامية ومواقف وسجالات الماضي.

 

جعجع: كأن "الإخوان" في سوريا لا يريدون زيارة الحريري.. ونحن من يجب ان يكون لدينا ملامة على بعض مواقف الرئيس سليمان

الجمعة 11 كانون الأول 2009/لبنان الآن

زار رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط، وقد وصف جعجع بعد اللقاء جلسات الثقة بـ "التاريخية"، وقال: "لقد طُرح خلالها كل الامور بصراحة وبعمق وبشكل ديمقراطي، وكانت من اكثر الجلسات هدوءًا بين النواب، وهذا ما يجب ان يحصل، وأن يكون القاعدة لا الاستثناء. وأردت اليوم ان التقي دولة الرئيس وأن نتداول بأجواء جلسة الثقة وما بعد نيل الحكومة الثقة".

جعجع، وردًا على سؤال، أضاف: "نحن مع زيارة دولة الرئيس الحريري إلى سوريا، لأنه بقدر ما تكون العلاقات بين لبنان وسوريا جيدة بقدر ما يُخفف هذا الأمر على الشعب اللبناني مصاعب كبيرة، ولكن يجب أن تكون هذه الزيارة مدروسة وأن يوضع لها جدول اعمال وأن تتطرق الى النقاط العالقة بين البلدين، وألا تكون زيارة فقط بالشكل لا تؤدي الى أي نتيجة ولا تفيد لا لبنان ولا سوريا"، وتابع: "من جهة أخرى، وعلى المستوى الشخصي استغربت كثيرًا واستهجنت الاستنابات التي يسمونها قضائية، وأنا للمرة الأولى اسمع ان هناك قضاء في سوريا، ولم أسمع بذلك قبل هذه المناسبة. فقد صدرت استنابات قضائية قالوا انها لشهادات كاذبة. فحتى في الاساس اذا افترضنا ان هناك قضاءً يعمل في سوريا كما يجب، فكيف يمكن ان يدّعي مواطنًا لبنانيًا على سلطات قضائية أو أمنية أو عسكرية أو إعلامية أو حتى سياسيين امام القضاء السوري بجرم، حسب مفهوم المدعي، حصل في لبنان. كل هذا الأمر برمّته حسب المفاهيم القضائية والقانونية غير مُقنعة، بالإضافة إلى أن ياتي توقيتها قبل أيام أو أسابيع من زيارة رئيس حكومة لبنان الى سوريا، فهذا أمر صراحة استغربه برمّته، لأنه بدا وكأن الإخوان في سوريا أو بعضهم على الأقل لا يريد هذه الزيارة، وإنّي آسف فعلاً لأن الشعب اللبناني في كل مرة يُظهر نية حسنة تجاه تحسين العلاقات مع الإخوان في سوريا تحصل تصرفات من قبل لا أعرف من في سوريا تُظهر أن ليس هناك رغبة بهذه العلاقات الجيدة، وما حصل ترك لدي علامات استفهام كبيرة جدًا، أتمنى ان تلقى الايام المقبلة أجوبةً لها. ومن جهة اخرى فإن الدولة اللبنانية في هذا المجال ممثلةً بوزارة العدل ستأخذ الموقف المناسب".

وحول وجود متضررين في سوريا أو في لبنان من زيارة الحريري لدمشق، أجاب جعجع: "كان من الممكن أن آخذ بهذه النظرية لو أن هناك فعلاً فصلاً للسلطات في سوريا بين سياسي وقضائي، لكن كلّنا يعرف ان ليس هناك فصلاً للسلطات ولا سلطات في سوريا، بل هناك سلطة واحدة تتحكم بكافة الامور. لذلك لدي علامات استفهام كبيرة جدًا حول موقف سوريا الرسمية وليس الشعبية في الوقت الحاضر من التقارب اللبناني المنتظر تجاهها، وهذا تصرف غير مقبول". ولفت جعجع في الوقت عينه إلى أن "الرئيس الحريري لا يزال على تصميمه، لأنه يعتبر ان تحسين العلاقات بين سوريا ولبنان أمرٌ حيوي وأساس"، مضيفًا: "لكن أنا شخصيا موقفي هو ما عبّرت عنه سابقاً بضرورة ان يكون هناك حد أدنى من الارادة لدى كل الأطراف، فمهما كانت هناك نوايا إيجابية وجيّدة عند طرف ما، فهي غير كافية لوحدها إذا لم تكن لدى الطرف الآخر النوايا نفسها".

وعن زيارة النائب ميشال عون الى سوريا، رد جعجع: "قرأتها بالسياق نفسه الذي قرأت فيه موضوع الاستنابات القضائية والتي هي بالفعل استنابات سياسية، وأنا أرى أن لها عدة أهداف في الوقت نفسه، فهي من جهة رسالة إلى رئيس الجمهورية ومن جهة أخرى رسالة إلى رئيس الحكومة ورسالة إلى من يعنيهم الأمر ورسالة الى المسيحيين بأن من يتقرب منّا نفرش له السجاد الأحمر ونرتّب له أموره ونبقى وراءه وندعمه، فهي إذا رسالة إلى مجموعة من الاطراف. وكل هذا الامر يظهر واقعًا كنّا نودّ صراحة ان يكون قد تغيّر وهو طريقة التعاطي السورية مع لبنان".

وبشأن تهّجم البعض على زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، قال جعجع: "صراحة نحن من يجب ان تكون لديه بعض الملامة على بعض المواقف التي اتخذها فخامة الرئيس، خصوصًا عندما تكلم في عيد الاستقلال وخلال استعراض الجيش اللبناني عن المقاومة، ولا أعرف عن أي مقاومة، لأنه عندما نتحدث عن مقاومة فذلك يعني ان كل الشعب اللبناني يجب ان يكون موجوداً فيها. فنحن من يجب ان تكون لديه ملامة، فكيف يكون الرئيس سليمان كما يقول البعض أنه يستمع الى الأميركيين ثم يتناسب مع المواقف التي يتخذها والتي أعتبرها أنا شخصياً منحازة باتجاه وجهة نظر الفريق الآخر وهذا يتناقض مع ذاك".

 

مصادر دمشق تضع زيارة عون في إطار "لقاءات دورية تنسيقية" وأوساط الرابية تربط بينها وبين زيارة الرئيس الفلسطيني لبيروت

موسى عاصي ، الخميس 10 كانون الأول 2009/لبنان الآن

بعد أقل من 24 ساعة على الزيارة التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان، حطّ رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في قصر الشعب ضيفاً على الرئيس السوري بشار الاسد، الربط بين الزيارتين تفرضه طبيعة النقاشات التي دارت في قصر الشعب.

وعلى الرغم من تأكيد أوساط مقربة من القيادة السورية أن زيارة عون "كانت مقررة مسبقاً وتحديداً بعد اقفال ملف تأليف الحكومة اللبنانية"، مشيرةً إلى أنه "تم تحديد توقيتها من قبل عون بعد انطلاق جلسات مثول الحكومة أمام المجلس النيابي لنيل الثقة، وبعد القاء عون كلمته فيها"، إلا أنّ مصادر مقربة من الرابية قالت إن عون "استعجل الزيارة الى دمشق بعد احساسه بالخطر الداهم في ملف التوطين على اثر الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت قبل أيام، والحديث عن نقله اقتراحات الى المسؤولين اللبنانيين حول منح اللاجئين الفلسطينيين جوازات سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية، وهذا ما فسره بعض اللبنانيين اسقاطاً لحق العودة".

وإذ أكدت مصادر الرابية أن عون "استفسر من القيادة السورية موقفها من هذا الملف"، وقالت ان "الاسد تفهم موقف العماد عون، وأكد له ان حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم يبقى أولوية بالنسبة الى سوريا"، لكن الاوساط المقربة من القيادة السورية أكدت أن "الملف الفلسطيني كان واحداً من جملة ملفات بحثها العماد عون والرئيس الاسد تتعلق بالوضع على الساحة اللبنانية"، موضحةً أن زيارة عون لسوريا "إنما تدخل في اطار اللقاءات الدورية بين الطرفين، وهدفها التنسيق في مرحلة ما بعد تأليف الحكومة".

من جهة ثانية نفت الاوساط المقربة من القيادة السورية أن يكون هناك أي ربط بين زيارة عون والزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا لجهة الإيحاء بتفضيل زيارة على أخرى"، لكن الأوساط نفسها لفتت إلى أنّ عون "حث الجانب السوري على أن تشكل زيارة رئيس الحكومة مناسبة لانطلاق علاقة جيدة وقوية بين الطرفين من أجل اغلاق ملف العلاقات الذي ساد خلال السنوات الخمس الماضية الى الابد". في هذا الإطار أوضحت المصادر المقربة من الرابية قائلة إن عون "قارب هذا الملف من زاوية خوفه الدائم من توطين الفلسطينيين في لبنان، وهو إذ يعتبر الاستقرار في لبنان شرطاً اساسياً لمواجهة احتمالات التوطين، يرى أن نقطة انطلاق هذا الاستقرار وديمومته مرهونة بعلاقة ممتازة بين رئاسة الحكومة اللبنانية ودمشق".

 

صقر يعتبر تصرف فتوش "خيانة كبرى" للناخبين وماروني يؤكد أن "رحيله من اللائحة لن يؤثر إلا إيجاباً" 

الجمعة 11 كانون الأول 2009/لبنان الآن

ردّ عضو تكتل "لبنان أولاً" على مداخلة النائب نقولا فتوش بالأمس في جلسة مناقشة البيان الوزاري، قائلاً: "من حيث المبدأ، نحييّ أي نائب يريد أن يأخذ دور المعارضة، لأن المعارضة أساسية في الحياة النيابية"، متمنياً أن "يكون النائب في المعارضة شفافاً كما النائب في الموالاة". قر، وفي حديثٍ إلى وكالة "أخبار اليوم"، قال: "نحن نواب كتلة "زحلة بالقلب" نجحنا على أساس مجموعة مبادئ لم ولن نتخلى عنها، ولن نغير "جلدنا" لنتحوّل إلى معارضة أو موالاة، ولن نغيّر أفكارنا ولا وعودنا للناس التي انتخبتنا، فحتى إذا أراد أحدٌ أن ينتقل من مكان إلى آخر وينكس بوعوده للناس، فعليه إما أن يستقيل ليصبح معارضاً مستقلاً، أو أن يعتبر أنه خرج عن وعده وعهده للناس". ورأى في هذا التصرف "الخيانة الكبرى للناس التي انتخبته". وعن الانتخابات البلدية ونتائجها بعد انسحاب فتوش من الكتلة واحتمال تقاربه مع الوزير السابق الياس سكاف، قال صقر: "كنتُ أتوقع أن يكون للنائب فتوش تأثيراً كبيراً قبل تلك الكلمة التي ألقاها في المجلس، أما بعدها فأعتقد أنه لن يكون لفتوش أي تأثير يُذكر على الناخبين، لأنه وعبر كلمته هذه ضرب ما تبقى له من صدقيّة في زحلة خصوصاً والبقاع عموماً".

من جهته، قال عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني: "اليوم حان الوقت لكي نردّ على النائب فتوش، خصوصاً لجهة ما قاله عني "اشتهى فانتهى"، ولكن بعدما سمعناه بالأمس يُدلي بمداخلته في المجلس النيابي، خجلتُ من نفسي لأنني كنتُ معه في نفس اللائحة، خجلتُ لأنه لم يأتِ وزير شنّع بجميع الوزراء والنواب والدولة اللبنانية والقيادات التي استجدى على أبوابها كي يكون ضمن لائحة "14آذار" كما فعل فتوش ليلاً". وأضاف ماروني: "من الذي اشتهى ومن الذي انتهى؟ وأترك الجواب للرأي العام".

ولدى سؤاله عن موقفه في حال عُيِّنَ فتوش وزيراً، أجاب ماروني: "لو أتى وزيراً لكان بالطبع يهلل ويبارك لهذه الحكومة، أما نحن فموقفنا ثابت، وكنا مثل ما نحن اليوم نمنح الثقة للحكومة". وعن نتائج الانتخابات البلدية في زحلة بعد الموقف الذي اتخذه فتوش، أكد ماروني أن "رحيل فتوش من اللائحة لن يؤثر إلا إيجاباً".

 

الاستنابات السورية والتغييرات اللبنانية

وليد شقير (الحياة)، الجمعة 11 كانون الأول 2009

تثبت الاستنابات القضائية السورية في حق عدد من السياسيين اللبنانيين والرموز الإعلامية والرسمية والقضائية والأمنية اللبنانية قبل توجه رئيس الحكومة سعد رفيق الحريري الى دمشق لبدء رحلة تطبيع العلاقة معها (يتوقع أن تتم زيارته قبل نهاية الشهر الجاري) ان هذه الرحلة ستكون شاقة مملوءة بالمطبات والصعوبات والعقبات والتناقضات الكثيرة التي تحبل بها العلاقة اللبنانية – السورية، نتيجة تراكمات عقود كانت ذروتها خصومة السنوات الخمس الماضية، مع ما تخللها من قهر من جانب دمشق ومغالاة من جانب خصومها اللبنانيين.

وإذا كان فريق الأكثرية الذي يتزعمه الحريري استوعب الحاجة الى الانفتاح على دمشق وتطبيع العلاقة معها في المرحلة المقبلة نتيجة تبدلات في الظروف الدولية والإقليمية ونتيجة الحاجة الى تفكيك حال العداء والخصومة معها من أجل حد أدنى من الاستقرار الداخلي يواكب التغييرات الخارجية، بما فيها التغيير في سلوك دمشق نفسها في المشهد الإقليمي، فإن الأخيرة لها قراءتها لهذا الانفتاح عليها، لأنها تعتبر أنها المنتصرة وأن الآخرين يأتون إليها مهزومين.

وعلى رغم أن أطراف الأكثرية، أو حلفاء الحريري، عبّر كل منهم على طريقته عن دعمه أو تفهمه لزيارته المرتقبة للعاصمة السورية ولفتح مرحلة جديدة في العلاقة، فإن ما أجمع عليه هؤلاء، وسط التباين في قراءة التحولات، هو أن التقارب السعودي – السوري هو معطى جديد يجعل من زيارة الحريري خطوة طبيعية، في ظل انخراط أميركي في الحوار مع سورية، وأن تطبيع العلاقة ينطلق مما هو مطلوب لتكريس السيادة اللبنانية عبر السعي بالحوار الى تطبيق قرارات الحوار الوطني في شأن إزالة المراكز الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات وضبط السلاح داخلها وترسيم الحدود وحل قضية المفقودين اللبنانيين في سورية، ويستند الى ما تحقق من نتائج «ثورة الأرز»، أي انسحاب سورية من لبنان عام 2005 وإقامة العلاقات الديبلوماسية، وقيام المحكمة الدولية.

وجمعت هذه التبريرات في دعم خطوة الحريري بين المتمسكين بـ «ثورة الأرز» ومنهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وبين الخارج من الأكثرية (والباقي فيها) تحت عنوان حماية الطائفة الدرزية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على رغم الاختلافات بينهما.

وسعى الأكثريون الى التماسك بهذا القدر أو ذاك وراء الحريري في وقت لا تبدو دمشق مستعدة للاعتراف بالتحالف الذي يستند إليه زعيم تيار «المستقبل». فهي تريده وحده في رحابها. وهي لا تعترف بالمرحلة السابقة وما أنتجته. من الطبيعي في هذه الحال أن تعتبر رموز الأكثرية ان الاستنابات القضائية إشارة من سورية الى عدم اعترافها بالمرحلة السابقة. فهي رسالة بنظرهم الى أن مجيء الحريري إليها لبدء مرحلة تطبيع العلاقة وفتح صفحة جديدة، يعني أن طي الصفحة القديمة يجب أن يترافق مع إبعادهم، أو معاقبتهم. وذكّر ذلك بالمرحلة التي أحكمت فيها الإدارة السورية التفصيلية للشأن اللبناني، بعد انتخاب الرئيس السابق إميل لحود عام 1998، حين طلب من الرئيس الراحل رفيق الحريري إبعاد من يجب من المقربين، وحين أُبعد بعضهم قسراً وظلماً بشتى أساليب القهر عن طريق الضغوط عبر ضباط الأمن اللبنانيين وجزء من القضاء كان مطواعاً، وحين تم الإمساك بمعظم وسائل الإعلام لمصلحة العهد آنذاك.

وتلك المرحلة جعلت الكثيرين يقفزون الى الاستنتاج أن الجانب السوري لم يغيّر طريقة تعاطيه مع لبنان على رغم التغييرات التي حصلت، لأنه ليس صدفة أن تستهدف الاستنابات القضائية قضاة وضباطاً أمنيين وسياسيين ومقربين من الحريري الابن بينهم إعلاميون.

ومع أن التفسير الذي أعطي للاستنابات، حين اتصل أصدقاء دمشق بها ناصحين بسحبها لأنها تؤثر في أجواء التقارب الذي أخذوا يعوِّلون عليه، هو أن الخطوة القضائية السورية منفصلة عن التقارب السياسي ولا علاقة لها به، بموازاة قول الحريري والأكثرية بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان منفصلة عن العلاقة «الأخوية» مع دمشق، فإن الأخيرة لم تكترث لقلق حلفائها على تأثير الاستنابات على التقارب بين الفرقاء اللبنانيين. الأرجح أنها لم تكترث أيضاً لقلق عواصم ترعى استعادة العلاقة بين بيروت ودمشق مثل باريس والرياض وأنقرة. فهل إن هدفها استقبال الحريري ليقتصر البحث معه على موضوع الاستنابات وسحبها، مقابل «سحبه» البحث في مطالبه منها، لجهة ترسيم الحدود وإزالة الوجود الفلسطيني المسلح الحليف لها خارج المخيمات ومعالجة قضية المفقودين، كي تأتي الزيارة من أجل تحقيق المصافحة مع الزعيم السني لا مع رئيس حكومة لبنان؟ د لا تكون سورية غيّرت أسلوبها في لبنان. لكن الحريري الابن يأتي في ظروف مغايرة لظروف تبوؤ الحريري الأب سدة المسؤولية ومختلفة عن معطيات الدور السوري السابق في لبنان.

 

البند 6 في جعبة سليمان والحريري إلى الخارج: سلاح الحزب مقاومة

نقولا ناصيف (الأخبار، الجمعة 11 كانون الأول 2009

يفترض التصويت على الثقة بحكومة الرئيس سعد الحريري فتح صفحة جديدة بين أفرقائها، للانصراف إلى الاستحقاقات القريبة. يفترض ذلك أيضاً تجاوز كل ما قيل في الأيام الماضية لدى مناقشة البيان الوزاري في بند المقاومة وسلاح حزب الله خصوصاً، ما دامت المداخلات المعترضة على هذا البند قد أدّت الوظيفة التي تطلّبتها، وهي تأكيد عدم وجود توافق وطني عام على البند السادس، وتكريسه مسألة اختلافيّة حادة بين فريقي الحكومة في مجلس الوزراء، كما بين قوى 8 و14 آذار في الشارع. ولكن دون أن يتمكّن أحد من حسم النزاع عليه نهائياً: لا قوى 14 آذار قادرة على شطب هذا البند، وقد أضحى في صلب التسوية التي عقدها الحريري مع حزب الله كي تبصر حكومته النور كحكومة وحدة وطنية، تقرن الاستقرار السياسي والأمني بالاعتراف بواقع المقاومة  -  ولا حزب الله وقوى 8 آذار قادران على توفير إجماع عام حول المقاومة وسلاحها كي تخرج من الجدل الداخلي الشائك والمربك.

بذلك انتهت جلسات مناقشة البيان الوزاري بتعادل سلبي. قال كلٌ ما لديه، وانتهى الأمر عند هذا الحدّ. ذلك أن منح مجلس النواب الحكومة الثقة بغالبية كبيرة كي تمارس صلاحياتها وتباشر الحكم، يفضي إلى نتيجتين معروفتين سلفاً:

أولاهما، أن الثقة بالبيان الوزاري هي ثقة بكل بند ورد فيه بما في ذلك خصوصاً البند السادس، ما دامت الثقة لا تُجتزأ ولا البيان الوزاري يُجزئ فقرات عن أخرى. عندئذ لا يعود لما قيل ضد سلاح حزب الله مغزى سوى تدوين مواقف في محضر جلسات البرلمان. في نهاية المطاف هي حكومة دستورية تقر بسلاح حزب الله مقاومة ذات كيان مستقل عن الجيش والشعب، وتستطيع العمل على تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة.

ثانيتهما، أن الوزراء  -  وليس رئيس الحكومة وحده  -  باتوا معنيين جميعاً باسم التضامن الوزاري بالدفاع عن كل البيان الوزاري، لا عن بنود تستثني أخرى. وحيث يكونون في الداخل والخارج لا يسعهم، كما كان بعضهم في جلسات المناقشة، التغريد خارج سرب رئيس الحكومة وهم في قلب هذا السرب. ولا يسع الوزراء المتحفّظين خصوصاً أن يكونوا على تناقض حاد معه، ما داموا يقبلون بأن يكونوا النقيض من خصومهم.

واقع الأمر أن اللبنانيين، في الأيام المقبلة، لن ينسوا كل ما قيل في مجلس النواب فحسب، بل سيكونون أمام معطيات جديدة تعطي دليلاً إضافياً على أن بند المقاومة في البيان الوزاري سيمسي إحدى ركائز السياسة الخارجية للبنان في المرحلة الآتية، على نحو

مماثل لكل ما أدركته منذ عام 2005 الحكومات الثلاث للرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة. كانت حكومة ميقاتي سبّاقة إلى إرساء معادلة ملتبسة وغير مفهومة، وإن بدت مبرّرة لأسباب تتصل بالاستقرار الداخلي، هي التزام لبنان في آن واحد المقاومة كإحدى وسائل تحرير أراضيه واحترام قرارات الشرعية الدولية، كان المقصود حينذاك القرار 1559 الذي تجنّبت حكومة ميقاتي تسميته، كما تفادته حكومتا السنيورة، وأخيراً حكومة الحريري. كأن القرار 1559 لم يعد سوى وثيقة رسمية منسية في أدراج مجلس الأمن. ثم التزمت حكومة السنيورة عام 2005 المعادلة الملتبسة وغير المفهومة والمبرّرة نفسها، وجاءت بعدها حكومة 2008 كي تلتزمها، وتلتزم جهراً القرار 1701. وهو ما سارت عليه أيضاً حكومة الحريري.

بذلك لم تخرج الحكومة الجديدة عن سياق المعادلة تلك بتبنّيها المقاومة كإحدى وسائل التحرير لا وسيلته الحصرية، رغم معرفة الجميع في الحكومة الحالية كما في التي سبقتها، أن استخدام السلاح للتحرير منذ ما بعد عام 2006، بعد إصدار القرار 1701، لم يعد سوى تلويح بخيار عسكري غير متاح، ولا يعدو كونه إحدى أدوات الضغط.

كذلك لم تخرج حكومة الحريري عن السياق نفسه بتجاهلها القرار 1559، وإن تذرّع البعض بأنه لا يزال يمثّل أحد المصادر الرئيسية للقرار 1701، ولا ينفصل عنه.

بل سيكون غلاة رافضي البند السادس في البيان الوزاري  -  وهو يصبح بعد نيل الثقة برنامجاً حكومياً صدّق عليه البرلمان لا مجرّد إعلان نيّات على صورة خطاب القسَم لرئيس الجمهورية  -  أمام امتحان ما سيقوله الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري في الخارج. كلاهما ذاهب إلى واشنطن. الأول غداً السبت، والآخر في الشهرين الأولين من السنة الجديدة. سيذهب رئيس الحكومة قبل ذلك إلى دمشق للمرة الأولى، ويجول على دول عربية وأجنبية. وسيجد نفسه جاهراً بالسياسة الخارجية للبيان الوزاري التي أيّدها، والتزم الصمت حيال مناوأة حلفائه لها. وهي أن سلاح حزب الله مقاومة، وإحدى الوسائل المتاحة للتحرير. بالتأكيد سيتفادى أمام الأميركيين التحدّث عن القرار 1559 في معرض إبراز التزام عام حيال احترام كل قرارات الشرعية الدولية، وسيتفادى كذلك أمام السوريين التشهير بالقرار 1559، ولن يتنصّل أمام الأميركيين من المقاومة، دون أن يغالي في الإشادة بها أمام السوريين الذين يعرفون الموقف المتقدّم... لرئيس الجمهورية من سلاح حزب الله والقرار 1559. ل لعلّ المرحلة التالية لنيل الثقة ستكون أكثر إحراجاً لكل ما قيل في جلسات البرلمان. عندئذ، في ضوء ما سيقوله سليمان والحريري في الخارج، سيتبيّن أن الأمر لم يتعدَّ كونه زوبعة في فنجان.

 

توضيحـان 

جورج علم (السفير)،

الجمعة 11 كانون الأول 2009

صدر توضيحان عن القصر الجمهوري في أقل من 24 ساعة، الأول أن موضوع السلاح لم يبحث بين الرئيس العماد ميشال سليمان والبطريرك نصر الله صفير. والثاني أن زيارة واشنطن لم يطلبها الرئيس، بل هي تلبية لدعوة رسميّة كان قد نقلها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

كان الغرض من التوضيح الأول طمأنة «حزب الله» بعدما كرر البطريرك عبر المنبر الإعلامي في القصر الجمهوري موقفه من سلاح «الحزب»، فيما الغاية من التوضيح الثاني، محاولة تبرير زيارة واشنطن، ربما لأن التقارير الواردة الى القصر الجمهوري، أكدت أن الزيارة غير شعبيّة، وهي محاصرة في مثلث الالتباس والغموض والرفض إن من حيث التوقيت، أو من حيث الدور الأميركي الذي أمعن في تعميق الشرخ بين الأكثريّة والأقليّة، ويمعن في دعم السياسة الإسرائيليّة على حساب مصالح لبنان وحقوقه الطبيعيّة في الأمن والسيادة.

في ما يخص التوضيح الأول يفترض أن يصدر عن القصر، في هذا الظرف الدقيق، الموقف الجامع الموحّد، وليس الاعتذار المبطّن للتبرؤ من إحراج التصريح البطريركي، وكانت تقضي اللياقات احترام الخصوصيّة التوافقيّة التي اختارت ميشال سليمان رئيسا للجمهوريّة كي يكون أباً لكل اللبنانييّن.

وينطوي التوضيح الثاني على محاولة للتبرؤ من شعور بأن زيارة واشنطن «ليست كسّيبة»، ولا تحدث الصدمة الإيجابيّة عند المواطن في أي موقع كان، ولا فائدة ترجى من التبسّط في شرح أهدافها، والمواضيع التي ستطرح على طاولة البحث، ما دام النتائج معروفة سلفا، ومعروف أيضا أن الزيارة تريدها الإدارة الأميركيّة أكثر مما يريدها الرئيس لتغطية الفشل الذريع الذي منيت به سياستها داخل لبنان بعدما انفرط عقد قوى 14 آذار، وانسلخت أكثريّة من لدنها تقف حاليا عند نقطة المصنع استعداداً لفتح صفحة جديدة مع دمشق.

ولا يشككن أحد، لا بقدرة الولايات المتحدة ونفوذها القوي في ملفات المنطقة، ولا بوطنية الرئيس سليمان وأهميّة المواضيع التي يستعد لبحثها، إن في ما يتصل بالعربدة الإسرائيليّة، أو الخط الأزرق والقرار 1701، أو حق عودة اللاجئين وخطر التوطين، أو بتسليح الجيش... ولكنّ هناك مقابلاً، وفي هذا المقابل وقائع وأمثلة وتجارب لا تزال طازجة، وآثارها حيّة تؤكد أن الإدارة الأميركيّة لم تدعم لبنان طوال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت صدور القرار 1559، بل اتخذت من ساحته منصّة لإطلاق صواريخ مواجهاتها ضد «محور الشر» انطلاقاً من سوريا وصولا الى إيران. واتخذت من لبنان معبراً للتسويق للمشاريع الإسرائيليّة في المنطقة انطلاقا من فلسطين الى العراق، الى إيران، الى السودان، والآن اليمن والمواجهات في منطقة صعدة، واتخذت من لبنان موقعاً لتقسيم ساحته بين من هم مع «ثورة الأرز» ومن هم ضدّها، وبين من يحاصر رئاسة الجمهوريّة في قصر بعبدا ويفرض عليها الحرم السياسي، وبين من يواجه للدفاع عن حضوره ودوره وقناعاته وخياراته.

ويبقى الكثير الذي يقال، فيما القليل المختصر يبقى حكراً على سؤال بسيط: تريد واشنطن تسليح الجيش، لكن ضدّ من؟ هل تريد تسليحه للذود عن أرضه ضد العدو الإسرائيلي، أم ضدّ «عدو آخر» مصنّف في عقيدتها في خانة الإرهاب؟!

 

سليمان والرقص على حافّة الهاوية

 كتبها ابراهيم الأمين /الأخبار

الجمعة, 11 ديسمبر 2009 04:01

العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسوريا ليست على ما يرام. والعلاقة بين سليمان وأبرز قوى المعارضة ليست على ما يرام أيضاً. والعلاقة بين سليمان ومسيحيّي 14 آذار كذلك ليست على ما يرام. العلاقة الجيدة الوحيدة التي يمكن رئيس البلاد أن يتفاخر بها، هي مع آل المر

نصح النائب نهاد المشنوق للرئيس ميشال سليمان بأن لا يذهب بعيداً، وأن يصرف جهده في المنطقة، لأن العالم البعيد ليس مهتماً بأمورنا، بينما الجهود متروكة للإقليم. طبعاً ليس هناك أيّ مؤشر إلى اعتزام رئيس البلاد الأخذ بنصيحة أحد. بمَن فيهم المقرّبون أو الذين يودّون هذا التقرّب، باعتبار أن النصيحة التي يرغب في الاستماع إليها، هي التي ترد من العائلة الرئاسية التي تتعاقب على كل العهود بقدرة فائقة على التلوّن والتكيّف، وإذا كان النائب ميشال المر قد استهلك زمانه وكاد يطيح ما ترك للبقية، فإن نجله وزير الدفاع الياس، يحاول التميّز بهدوء ظاهر، مع قدر غير مسبوق من التوتر تجاه كل الخصوم.

وزيارة الولايات المتحدة ليست أمراً سهلاً، ومن يُرِدْ الاجتماع بالرئيس الأميركي باراك أوباما يجب أن يكون لديه ما يقوله، أو عليه أن يستمع إلى دفتر شروط معيّنة. ومن لا حظَّ له، فعليه القيام بوساطات مختلفة بغية الحصول على موعد. وقد استفاد سليمان من أحد كبار الموظفين في القصر الجمهوري، ومن دبلوماسي في أوروبا لإقناع الفاتيكان بالتوسط لدى الإدارة الأميركية من أجل ترتيب هذه الزيارة.

إلا أنّ جدول الأعمال الذي توزّعه الجهات المعنية في بيروت وواشنطن، لن يكون له مكانه سوى في جيب رجال التشريفات في الجانبين. أما الجدول الحقيقي الذي يعمل عليه السفير جيفري فيلتمان مع وزير الدفاع وآخرين، بينهم شخصيات قريبة من سليمان، فيركّز على ضرورة أن يكون لرئيس الجمهورية موقف لا يتبنّى المسار العام الذي تتخذه الأوضاع في لبنان والمنطقة الآن، ومنحه جرعة لكي يكون واقفاً بوجه ما تراه واشنطن «سياسة الاحتواء» التي تقوم بها دمشق في لبنان اليوم.

ولأن رئيس الجمهورية يعرف ـــــ على الأقل ـــــ حساسية الملف، سارع فور تبلغه الموافقة المبدئية على الزيارة إلى طلب موعد عاجل من الرئيس السوري بشار الأسد، وقال سليمان بعد عودته إنه أثار معه موضوع الزيارة إلى واشنطن، وإنه سمع منه تشجيعاً وترحيباً.

كذلك لم يفت رئيس الجمهورية أن يشيع في بيروت عبر بيانات وتسريبات أن الأسد أكد له دعمه في كل المجالات. وتولت جوقة من الزوّار، الذين تتفاوت مراتبهم بين راسبين في الانتخابات النيابية ومرشحين للانتخابات البلدية، شرح هذه العبارة على أنها موجّهة إلى الجميع في بيروت، ولا سيما إلى العماد ميشال عون.

كادت الأمور تقف عند هذا الحد، لولا أن الرئيس سليمان يتطوع عادةً لأدوار يبدو فيها طرفاً منحازاً في اللعبة الداخلية إلى جانب فريق ضد آخر. وهو الأمر الذي احتاج إلى سلسلة من الخطوات بين بيروت ودمشق ويمكن حصرها بالآتي:

أولاً ـــــ إن القيادة السورية ليست الجهة المعنية بتشجيع أو منع رئيس لبنان من القيام بزيارة إلى هذه العاصمة أو تلك. لكن القيادة السورية تعرف أنه ليس هناك الآن من جدول أعمال مثمر بالنسبة إلى أحد في الولايات المتحدة. وأكثر من ذلك، فإن القيادة السورية اهتمت بوضع الجميع بمن فيهم الرئيس سليمان نفسه، في جوّ أن الأولويات العربية التي تحتاج إلى جهد هي التي تعزز مناخات المصالحة والتوافق سواء بين العواصم العربية أو داخل الدول العربية نفسها.

ثانياً ـــــ أبلغت القيادة السورية الرئيس سليمان رفضها أيّ محاولة لاستخدام العلاقة معها في أيّ معركة داخلية في لبنان. وجدّدت موقفها من القادة البارزين في لبنان، وقالت للرئيس سليمان إنها تريد علاقة واضحة ومباشرة مع الحكومة في بيروت، لكن ذلك لا يعني أنها على الحياد في أيّ ملف اختلافي، وهي تقف علناً إلى جانب قوى المعارضة، وتتعامل مع سليمان بصفته رئيساً للجمهورية، ولكنها تتعامل مع العماد ميشال عون بصفته الزعيم المسيحي الأبرز.

ثالثاً ـــــ نصحت القيادة السورية لرئيس الجمهورية بعدم الوقوف خلف موقف فريق في لبنان ضد فريق آخر، وذكّرته بالنتائج السلبية لخياراته التي دفعته إلى موقف مخالف للحياد في الانتخابات النيابية وفي ما يجري الآن من إعداد للانتخابات البلدية، إلى جانب ملف التعيينات الإدارية.

رابعاً ـــــ سارعت قوى في المعارضة إلى إبلاغ رئيس الجمهورية أنها تريده طرفاً فاعلاً في تحقيق التوازن داخل السلطة التنفيذية، أي في مجلس الوزراء، لكن هذه القوى تعرب عن قلقها لكون رئيس الجمهورية لا يبدو مهتماً بدور خاص، بل هو يبدو غير مستفيد على الإطلاق من تجربتَي سلفيه الرئيس الراحل إلياس الهراوي والرئيس إميل لحود. وهو أمر يهدد استقرار مجلس الوزراء إذا اتخذ سليمان موقفاً منحازاً لمصلحة فريق 14 آذار، وقد يعوق هذا الموقف كل التفاهمات التي جرت.

الفاتيكان توسّطت لدى الإدارة الأميركية من أجل ترتيب زيارة سليمان إلى واشنطن

خامساً ـــــ يبدو أن الرئيس سليمان الذي رفض تمنيات لبنانية وسورية وعربية بأداء دور في الحد من الظلم والتعسف اللذين رافقا أعمال التحقيق اللبناني والدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مستمر في هذا الدور، وقد حاول التطوع في الأيام القليلة الماضية للتدخل في ملف متصل بهذا الموضوع فما حصل على مبتغاه.

سادساً ـــــ أخطأ رئيس الجمهورية في إثارة ملفات في بيروت أو دمشق من النوع الذي يفتح الأعين عليه ولا يقرّبه من أحد. وهو مثلاً يظهر اعتزازاً بعلاقته مع النظام المصري، دون أن يشير إلى دور القاهرة في دعم وصوله إلى الرئاسة الأولى، ودون أن يدرك خطورة هذا الموقف، وكون النظام في مصر لم يعد يدخل أصابعه في مكان إلّا يحوّله خراباً، مثل حال أدواره في لبنان وفلسطين والصومال والعراق والسودان... والآن يسعى إلى التدخل في اليمن.

سابعاً ـــــ تلقّى رئيس الجمهورية نصائح بأن يعمل على كسب موقف أميركي يقول بتوفير الدعم الأساسي للجيش اللبناني لا لقوى الأمن الداخلي. وهو في هذا المجال يحاول استعادة نفوذ خسر جانباً كبير اً منه داخل المؤسسة العسكرية، وبالتالي إقناع البيت الأبيض برفض توصيات وزارة الخارجية الأميركية القائمة على دراسات أكاديمية ذات أبعاد سياسية، والتي تركّز على سبل دعم قوى الأمن الداخلي باعتبارها «القوة الضاربة» لدى فريق 14 آذار، مقابل عدم تزويد الجيش بأيّ دعم استثنائي ما لم يبادر إلى خطوات عملية ضد حزب الله، وضد ما تسمّيه الولايات المتحدة «الخلايا الأجنبية التي تديرها سوريا في لبنان».

ويبدو أن الرئيس سليمان المدرك لصعوبة الأمر على مختلف جوانبه، لن يحصد من زيارته سوى أيام الإجازة وبعض الصور التذكارية في البيت الأبيض، وبعض المؤسسات الأميركية الأخرى. ومشكلته مزدوجة: فإذا قرر نيل رضى الولايات المتحدة فسيجد نفسه معزولاً في لبنان وأمام مواجهة فعلية مع سوريا، أما إذا أغضبها، فلن يعود إلى واشنطن ثانيةً، وقد تتعقّد طلبات مواعيد في عواصم أوروبية وعالمية أخرى. لكن في محيط الرئيس مَن بات خبيراً في لعبة «عمى الألوان»، حيث لا يقدر أحد على ضبطه متلبّساً بهذا الموقف أو ذاك.

ابراهيم الأمين /الأخبار

 

بروتوكول دمشق...الأخوي

كتبها يُقال.نت

الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 17:25

أعدّ النظام السوري بعد استشارات مكثفة جرت على أعلى المستويات مع "حزب الله"و"التيار الوطني الحر"وجنرال "الجنرالات الأربعة"،لائحة بفريق العمل "المثالي"الذي يُفترض أن يحيط رئيس الحكومة سعد الحريري نفسه به ،في حال كان حريصا ،فعلا لا قولا،على قيام علاقات "اخوية "مع "الشقيقة"سوريا التي إن غضبت "خربت"بيت شقيقها "الديّوس".

وقد تسربت هذه اللائحة ،بفعل إدمان جميل السيد على الثرثرة أمام ودائعه الحالية لدى العماد ميشال عون،بعدما عجز عن  إدامة مكوثها لدى الدكتور سمير جعجع!

وتتشكل اللائحة المقترحة ،وفق الآتي:

يتم استبدال التحالف السياسي القائم مع "القوات اللبنانية "بتحالف مع العماد ميشال عون ،بعدما أثبت قدرته على "ضبط"أعصاب قائد الدرك أنطوان شكور.

يتم استبدال العلاقات الفاترة التي يقيمها الرئيس سعد الحريري بالولايات المتحدة الأميركية بعلاقات حارة جدا من فنزويلا طالما هي بعهدة هوغو شافيز.

يتم استبعاد الرئيس فؤاد السنيورة من رئاسة كتلة المستقبل،ويتم استبداله بالنائب وليد سكرية ،بعدما ينقل نفوسه من كتلة الوفاء للمقاومة الى كتلة المستقبل.

يتم الإستغناء عن خدمات النائب السابق باسم السبع ويتم الإسترشاد بالخبرة العريقة للنائب عاصم قانصو.

تجري إعادة الوزير السابق محمد شطح الى قائمة السفراء ،فيتم تعيينه في طهران ،ويحل مكانه في الإستشارية الوزير السابق فوزي صلّوخ.

يجري حجر كامل على الطلات الإعلانية للسفير السابق جوني عبدو،وتضاف الحصة التي تُمنح له بين فترة وأخرى،تعويضا ، الى كل من اللواء الركن جميل السيّد والوزير السابق ميشال سماحة والسفير السابق عبد الله بو حبيب والسجين السابق أنيس النقاش ومجموعة مختارة من الضباط السابقين .

يتم إقفال صحيفة "المستقبل"اليومية ،ويجري اعتماد صحيفة "الأخبار"،وتنقل الحصص التي يساهم بها الرئيس الحريري في "النهار"إلى صحيفة "الوطن "السورية ،وتُنهى خدمات موقع تيار المستقبل الإلكتروني لمصلحة مدوّنة "فيلكا إسرائيل" بالتعاون مع "شام برس" و"عكس السير".

تُقلّص اللقاءات التي تجري بين الرئيس الحريري وبين الرئيس أمين الجميل ،على أن تبدأ لقاءات "تعويضية"مع الرئيس أميل لحود.

تُنهى خدمات هاني حمود الإستشارية ويُعهد هذا المنصب إلى رولى ثلج ،بمبلغ شهري ،مقداره خمسون ألف دولار.

يتم استبدال داوود الصايغ بميشال سماحة (مراعاة للتوازن الطائفي)

يُعنى النائب أميل رحمة بملف العلاقات مع المسيحيين ،بعدما شغر هذا المنصب بخروج النائب السابق غطاس الخوري ...طوعا.

يتم الإتفاق مع العميد مصطفى حمدان ليكون منسق بيروت في تيار المستقبل

تُقطع اللقاءات نهائيا مع النائب مروان حماده ويتم تعويضها بلقاءات مع وئام وهاب

تتم إقالة اللواء أشرف ريفي من قوى الأمن الداخلي ويُسترد اللواء علي الحاج الى الخدمة ويستلم هذا المنصب.

تجري إقالة المقدم وسام الحسن من شعبة الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي ويتم استبداله بواحد من الشقيقين الطفيلي:ماهر أو غسان.

تُعهد الإستشارات القانونية والقضائية في فريق الرئيس الحريري الى الوزير السابق عدنان عضوم ،وتتم إقالة القاضي سعيد ميرزا ويُسلّم المنصب فورا الى القاضية ربيعة عماش قدورة .

تُنظم تظاهرات شعبية ضخمة ،تشارك فيها أطراف في قوى الرابع عشر من آذار وبحضور كامل نصاب قوى الثامن من آذار،من أجل نقل ملفات الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز من صلاحية المحكمة الخاصة بلبنان إلى صلاحية قاضي التحقيق الأول في سوريا الذي أثبت بمناسبة إصدار الإستنابات الأخيرة ،حيادية إستثنائية عن تأثيرات السلطة السياسية ومتفرعاتها المخابراتية .

يُنقل نديم المنلا من تلفزيون المستقبل الى "المنار"ويشرف محمد عفيف على تلفزيون "المستقبل"ويتعاون مع من يراهم مناسبين ،من أجل القيام بحملة دعائية مكثفة ،تنتهي باقتناع من تبقى من لبنانيين "عنيدين"بأن غالبية شهداء ثورة الأرز إنما قضوا بانفجار دواليب .

 

البطريرك صفير استقبل وزيرالداخلية ووفد الرابطة المارونية وشخصيات

الوزير بارود:هناك 283 الف ناخب وناخبة محتملين اذا اقر قانون خفض سن الاقتراع

دخلنا دائرة الخطر على مستوى الانتخابات البلدية ونعد لها في موعدها في أيار 2010

النائب كيروز: نلتقي مع البطريرك في كل مواقفه وخصوصا ما يتعلق بسلاح المقاومة

طربيه: فريق العمل الحكومي الواحد يمكنه إبقاء لبنان بمنأى عن الازمة العالمية

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود واستبقاه على الغداء الى مائدة البطريركية.

وبعد اللقاء، قال الوزير بارود: "الزيارة ابوية لراعي الكنيسة في جو الاعياد ويواكب كل ما يحصل على مستوى المصالحات والمصارحات والاجواء الايجابية التي تكون على اكثر من مستوى وصعيد، وهذه الزيارة تأتي في اطار التواصل الدائم".

سئل: ما هي نصيحة غبطته لكم؟

اجاب: "هناك نصائح دائمة نأخذها من غبطته، والصبر وطول البال هما النصحية الدائمة".

وعن الانتخابات البلدية، قال: "ان هذا الامر لا تسأل عنه وزارة الداخلية، فهي تطبق القانون الساري والذي يقول لنا اليوم ان الانتخابات في أيار 2010 ووزارة الداخلية تعمل وتعد لها في موعدها. واذا كان هناك من تغيير فلا يكون عند الوزارة بل في المجلس النيابي، وقد يمر في مجلس الوزراء كخيار سياسي يقرره هو مع النواب ولا نستطيع الوزارة الزام الحكومة أي رأي في هذا المعنى، بل تمكينها ان تكون في جهوزية تامة لاجرائها وفق القانون الحالي. واذا كان القانون جيدا ام لا، فهذا يبحث في مجلس الوزراء ولا أسمح لنفسي بان ألزم الحكومة قرارا لم يناقش في مجلس الوزراء".

وعن خفض سن الاقتراع، أجاب: "آلية التعديل الدستوري تمر عبر مجلس النواب وترسل الى الحكومة، والحكومة السابقة أقرت التعديل الدستوري وأعدت مشروع قانون وأصبح في طريقه الى مجلس النواب الذي يمكن ان يحسمه في جلسة تشريعية، وفي حال حسم فهناك 283 ألف ناخب وناخبة محتملين. وعندما اقول اننا دخلنا في دائرة الخطر على مستوى الانتخابات البلدية، أعني انه على مستوى الاعداد للقوائم الانتخابية التي بدأت ب 5/12/2009 وهذا يجعل خفض سن الاقتراع الى 18 عاما يكون رهنا ايضا على مستوى تطبيقه في 2010 وبسرعة بت الموضوع".

واضاف: "ان انتخاب رئيس البلدية من الشعب وموضوع النسبية يؤديان الى تحسين التمثيل وفاعليته، وقانون البلديات جيد وان كان يحتاج الى بعض التعديلات. ولكن هذا أضعه في اطار اللامركزية الادارية لأن الشكل الوحيد لهذه المركزية هو البلديات، وبالتالي مقاربة اللامركزية الادارية التي بدأت في وزارة الداخلية على مستوى الخيارات التي ستحصل، والبلديات جزء من اللامركزية الادارية. واذا اردنا تعديلا لقانون البلديات فأتمنى ان يكون أوسع للامركزية الادارية، والاخذ في الاعتبار كل شيء بما فيه موضوع المحافظين والقائمقامين كي لا يكون هناك تضارب في الصلاحيات بين السلطة المركزية اللاحصرية الممثلة بالمحافظ والقائمقام وبين السلطات المنتخبة سواء أكانت بلديات او مجالس اقضية، وهذا كله في حاجة الى اجوبة على مستويات عديدة وأولها التمويل من دون زيادة الضرائب".

الخطة الامنية بدأت

وعن الخطة الامنية في فترة الاعياد، قال الوزير بارود: "لقد بدأت وهي مسؤولية قوى الامن الداخلي والجيش وهي تقوم بواجباتها. وهذه الخطة يواكبها المجلس الامن المركزي وسيرى الناس خطوات عملية في هذا المعنى، كما ان هناك خطة للسير خصوصا في ظل ما يعانيه الناس، وهو موضوع مزمن وعمره أعوام ومعالجته لا تكون بين ليلة وضحاها وبزيادة عدد عناصر مفارز السير، ولكن علينا ان نتحمل بعض الشيء".

سئل: ما هي المسافة التي تفصل بينكم وبين قيادة قوى الامن الداخلي؟

أجاب: "ان المسافة التي تجمعني والتي تفصلني هو القانون الذي يحدهها، وأنا أعمل وفقا للقانون رقم 17/90 الذي يحدد العلاقة بين الوزير وقوى الامن الداخلي التي تخضع لسلطة وزير الداخلية بالنص، وأنا حريص على تطبيق هذا النص الى اقصى الحدود للتعاون الكامل مع قيادة قوى الامن الداخلي لاننا فريق واحد، وأي خلل يمكن تصويبه وليس بطريقة واحدة".

وعما اذا كانت الاستقالة واردة في حال لم تعزز صلاحياته، قال: "لم نبدأ بعد كي نستقيل، ولكن الموضوع ليس تعزيز صلاحيات بل تطبيقها. وأنا سأطبق صلاحياتي الى اقصى الحدود والمشكلة ليست عندي عندما أطبق صلاحياتي".

والتقى البطريرك صفير رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه على رأس اعضاء المجلس التنفيذي للرابطة.

وبعد اللقاء، لفت الى انه "جرى عرض لمواضيع العدالة وتوقفنا مليا امام مناخ التهدئة خصوصا بعدما نالت الحكومة اللبنانية الجديدة الثقة بأعداد مميزة، ونعتقد اننا دخلنا فترة العمل لنوقف فترة الجدل، لان كثرة الجدل تعوق العمل". واشار الى ان "الجو السائد الآن سيسمح للحكومة النهوض بالمشاكل الاساسية للبلد، وهي مشاكل معيشية واقتصادية ومشاكل الجيل الجديد، والاختناق في البنية التحتية، ومشاكل الدين العام كلها مشاكل ملحة، واعتقد انها اولويات في الوقت الحاضر".

وعن المصالحة المسيحية - المسيحية، قال: "المصالحة الوطنية اللبنانية، كما نسميها نحن، وكما تشاهدون ان هناك خطوات تحدث كل يوم وتشير الى ان المناخ الجديد ينسحب على كل الأفرقاء، وشاهدنا في الاسبوع الماضي الجنرال عون يزور بكركي، ويجتمع في القصر الرئاسي في ظل فخامة الرئيس مع النائب وليد جنبلاط، وشاهدنا أيضا النائب سامي الجميل يزور الوزير (النائب سليمان) فرنجيه. اذن، هناك حالة عامة لا بد من تطويرها والاستمرار بها لأنه، في النهاية، هناك ملفات حيوية يجتمع حولها ليس فقط المسيحيون انما ايضا اللبنانيون".

وتابع: "ولقد صرحت من أشهر عدة بان هذه المصالحات لا تعني جلوس الاشخاص في جلسات مجاملة، انما هي بالفعل تقريب اجواء العمل على ملفات متعددة تشتغل عليها الرابطة وهي ملفات مشتركة بين كل الأفرقاء المسيحيين، وايضا نرى ان الافرقاء الاساسيين مجتمعون في الحكومة فعندما يجتمعون في الحكومة فيعني ذلك ان فرص التلاقي والحوار والعمل المشترك ستكون اكثر. ونحن نريد ان تبدأ الحكومة عملها ويجلس الأفرقاء مع بعضهم البعض ليشكلوا فريق عمل واحدا، وعمل الرابطة هو دائما في هذا الاتجاه".

سئل: هل صحيح ان جمع العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اصبح بعيدا للغاية او انكم تسعون في هذا الاطار؟

اجاب: "نحن نسعى الى قواسم مشتركة، لا يهمنا، كما سبق ان أشرت الجلوس لان الموضوع ليس موضوع مجالسة انما هناك موضوع ملفات مهمة للجميع ونعمل عليها عبر جلسات دورية سواء أكان مع العماد عون او مع الدكتور سمير جعجع وغيرهما، واعتقد اننا سنرى جوا جديدا ينعكس على جو الحكومة وعلى الارض وعلى الجامعات وعلى الشباب",

اضاف: "علينا التوقف عند الامل الجديد الذي يبزغ بالفعل مما شاهدناه اننا مختلفون بمواضيع عديدة نتحاور في شأنها، ولكن، في النتيجة، نتوقف عند انشاء فريق عمل واحد وهو ما حصل بالنسبة الى الحكومة، وهذا الفريق يؤمن عليه نتيجة تمثيله الواسع لكل الأفرقاء بان يكون في اساس نهضة جديدة للبنان في ظل الاحداث العالمية التي حدثت والازمة العالمية التي ضربت اقتصادات بلدان كثيرة، نرى لبنان صامدا وبازدهار نسبي، علينا تثمير هذا الازدهار ولا يمكن تثميره في ظل أفرقاء متخاصمين متصادمين، لذلك ندعو الى خطاب معتدل والى مناخ وفاقي. الملفات الكبرى ليست كلها يمكننا نحن كرابطة معالجتها تترك لطاولة الحوار وللظروف الاقليمية والدولية معالجتها. ويجب ان ننصرف بالفعل الى الاساسيات التي تبقى اللبناني على ارض وتبقي لبنان خارج الازمة، ولا يمكن لبنان ان يكون خارج الازمة اذا لم يستطيع بالفعل ان يشكل فريق عمل حكوميا يحمي الانجازات لأن الانجازات لا تبقى بمنأى اذا لم تكن هناك رعاية وحماية لها وتخطيط للمستقبل".

واستقبل البطريرك صفير عضو كتلة نواب "القوات اللبنانية" ايلي كيروز الذي اشار الى انه عرض مع "غبطته الاجواء العامة لا سيما مناقشات المجلس النيابي"، مؤكدا "التلاقي مع البطريرك في كل المواقف التي يتخذها وخصوصا ما يتعلق بسلاح المقاومة".

والتقى البطريرك صفير ايضا رئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزف مرهج الذي زاره على رأس وفد من مجلس أمناء الجامعة وعمدائها "لأخذ البركة والاستماع الى توجيهاته".

ومن زوار بكركي: رئيس محكمة التمييز المدنية القاضي الدكتور انطوني عيسى الخوري الذي قدم الى البطريرك الماروني كتابين من مؤلفاته الجديدة: "الوجيز في القانون المدني - الاموال" و"الوجيز في القانون الروماني باللغة الفرنسية"، الدكتور توفيق الهندي، ثم السفير السابق اللواء احمد الحاج.

على صعيد آخر، وكالعادة سنويا، بارك البطريرك صفير مغارة الميلاد في بكركي، آملا ان "يحمل ميلاد السيد المسيح الطمأنينة والخير والسلام للبنان واللبنانيين".

 

الشيخ بركات في احتفال ل"حزب الله" بعيد الغدير: أراد الله أن يثبت في حادثة الغدير انه صاحب الولاية التشريعية

وطنية - أقامت وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" احتفالا في قاعة الجنان بمناسبة عيد الغدير، في حضور جمع من القيادات النقابية والعمال وعائلاتهم.

وتحدث المعاون الثقافي لرئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ أكرم بركات، فأكد "ان المعاني الفريدة للعيد ومعاني الولاية التي تعني القرب والسلطة والتدبير والمرجعية، أراد الله عز وجل أن يثبت في حادثة الغدير، إن الله هو صاحب الولاية التشريعية على الناس ومن بعده الرسول والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وهو واحد وهو الذي يجب أن يتعلق به قلب المؤمن"، مشيرا الى "ان النبي محمد كان يغتنم كل فرصة ليعبر عن حب علي وسلطة علي وإدارة علي، وكان يخاطب المسلمين كما روى احمد بن حنبل: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار". وشدد على "ان موقع الإمامة يرتبط بالتشريع والدين والسنة وبقيادة الأمة، وهذا الموقع حينما تأخذ به الأمة فإنها تصل إلى المرام"، ورأى "أن الجواب الأساس وغير الخجول على السؤال الذي يطرح دائما، عن سبب تقدم الغرب علينا هو أن الأمة تركت تلك النظم وهي الإمامة في الأمة، وهي نظم مرتبطة بالله، وفي إشارة إلى التجربة الرائدة للجمهورية الإسلامية في إيران، أنها التزمت بهذه النظم فأنتجت دولة ناجحة في جميع شؤونها وإدارتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وما ميز المقاومة الإسلامية في لبنان أنها حملت هذه النظم وهذه القيم وأنتجت المجاهدين والشهداء الذين حرروا الوطن وحموا أمتهم ". ثم قدمت فرقة الإمام المهدي بقيادة المنشد إسماعيل عباس، باقة من الأناشيد من وحي المناسبة، وفي الختام وزعت الهدايا على أبناء العمال والنقابيين

 

حبيش: المقاومة لا تصبح شرعية إلا عند تكريسها في نصوص قانونية

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش على "أن المقاومة لا يمكن أن تصبح شرعية إلا عند تكريسها في نصوص قانونية، لأنها تتناقض في الأساس مع الدستور اللبناني الذي يقول بأن القوات المسلحة (الجيش، قوى الأمن) تخضع لسلطة الحكومة اللبنانية".

وعن البيان الوزاري، قال النائب حبيش في حديث إلى محطة "الجديد"، إنه "عبارة عن إعلان نوايا الحكومة وخطة عملها"، مذكرا بأن "البيانات الوزارية لا تطبق بشكل كامل".

وأكد "أن البند الذي يتكلم عن حصرية قرار الدولة في السياسات العامة ومن ضمنها قرار الحرب والسلم والتحرير يؤكد الاعتراف بحق الدولة وحق لبنان في الدفاع عن أرضه، وليس حق فريق من اللبنانيين "، داعيا إلى "الاستفادة من سلاح "حزب الله" وأن يكون بيد الدولة اللبنانية ضمن إطار الاستراتيجية الدفاعية المتفق عليها بين اللبنانيين".

ورأى "أن الاستنابات السورية، التي طالت سياسيين وأمنيين وصحافيين وقضاة لبنانيين، ليست إشارات إيجابية من الجانب السوري قبل زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق". وقال: "هذا الأمر موضع دراسة قانونية تعد لها هيئة التشريع والاستشارات لإعطاء جواب على هذا الموضوع". وجزم بأن "موضوع المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يمكن المساومة عليه

 

المعارضة الشمالية لا تحتمل زعيمين

الياس العارف Alkalimaonline

قيل سابقاً في التاريخ، ان الجبل والمقصود جبل لبنان لا يحتمل بشيرين والمقصود بشير جنبلاط والامير بشير الشهابي. واليوم يقال ان الشمال لا يحتمل زعيمين للمعارضة فإما فرنجية او باسيل مع الفارق بينهما. مرد هذا الكلام ما يشاع عن التوتر الخفي بين الزعيمين سليمان فرنجية وميشال عون والكلام الكثير الذي يقال ان العلاقات بينهما لن تعود الى سابق عهدها من الوئام والود والتنسيق، فزعيم "المردة" الذي انتقل الى الرابية قريباً من بيروت لا يخفي استقلاليته وحرية حركته على رؤوس الاشهاد، وهو صاحب طموح كبير ومشروع في تبوأ اعلى المواقع القيادية لدى المسيحيين، ولو بعد حين. وهذا الطموح المشروع يتناقض مع طموح الوزير جبران باسيل الذي يتصرف على قاعدة انه ولي عهد التيار الوطني الحر ووريث الزعامة السياسية والشعبية العونية والذي ربما استطاع يوماً تحقيق ما عجز عنه النائب العماد ميشال عون.

اوساط التيار الوطني الحر لا تنفي هذه الاجواء وتجزم ان وزير الطاقة صاحب قدرات وامكانات كبيرة وهو استطاع خلال مدة قياسية تبوأ طليعة الساحة السياسية لدى التيار الوطني الحر وانصاره الكثر الموزعين في مختلف انحاء لبنان.

  

 مرصد ليبانون فايلز/عن المحاور المسيحي لسوريا 

علم موقعنا بأنّ زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح الى دمشق كانت في الشكل رسالة موجّهة الى الأطراف المسيحيين قبل سواهم للتأكيد بأنّ عون هو الممثل الذي تحكي معه دمشق باسم المسيحيين، أما عون المتكتّم جدا حيال مضمون زيارته فقد أسرّ الى بعض الإعلاميين الذين اتصلوا به مستفسرين بأن من المواضيع التي تطرّق إليها موضوع التوطين الذي تطال تأثيراته سوريا ولبنان. وروى بعض العالمين بالتفاصيل بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد روى أن الرئيس نيكولا ساركوزي شكره على تسهيل أمور الحكومة في لبنان فطلب منه الرئيس الأسد توجيه الشكر الى العماد ميشال عون لأنه هو من كان وراء هذا الإنجاز.

 

المقاومة والسلاح والدولة

فؤاد ابو زيد/الديار

على الرغم من ان القضايا الحياتية مثل الاقتصاد والمال والبيئة والفقر والغلاء، وغيرها من الامور التي تهمّ الناس، قد اخذت حقها من مداخلات النواب لمناقشة البيان الوزاري، خصوصا ان المجتمع المدني اللبناني متعطّش الى العديد من المبادرات والقوانين والتدابير التي تعجّل في نقل لبنان من التخلّف الذي اوقعته فيه الحروب المستمرة على الساحة اللبنانية، والاضطرابات الداخلية التي عمّت مختلف المناطق منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى مواكبة مسيرة التقدم العالمية، الاّ ان موضوع المقاومة وسلاحها، وموضوع الغاء الطائفية السياسية، قد أثارا نقاشات مستفيضة واحياناً حادة في مجلس النواب، بين نواب يرون في تضمين البيان الوزاري اشارة خاصة الى المقاومة، وكأنها حالة خاصة في الجسم اللبناني، وبعيدة عن مؤسسات الدولة، خصوصاً مؤسسة الجيش، وتؤثر على مسار طاولة الحوار المرتقبة، وعلى النتائج التي سوف تنتج عن مداولات المدعوين الى هذه الطاولة، التي سيكون طبقها الرئيسي سلاح المقاومة والاستراتيجية العسكرية لحماية لبنان، وبين نواب يرون ان اي مقاربة لهذا الموضوع، لا تكون قريبة او متعاطفة او مؤيدة للمقاومة وسلاحها، كما هما اليوم، ومن دون اي تغيير او تعديل او مسّ بهما، انما هي نوع من العدائية والتخاذل، وعدم انصاف المقاومة، والاعتراف بتضحياتها وشهدائها ولبنانيتها.

هذا الاختلاف العميق في النظرة الى هذه النقطة الحسّاسة تكاد تكون مفصلية او مصيرية في حياة اللبنانيين وفي مستقبل وطنهم، بحيث اذا استمر الاختلاف هذا وتحوّل الى خلاف، فان هناك كارثة كبيرة تنتظر لبنان وشعبه، بوجود فريق يعتقد ان لا قوة في الارض قادرة على شطبه عسكرياً او حتى شطب اسمه عن بند في البيان الوزاري، وبين فريق لا يرى عيشاً مشتركاً، ولا سلاماً واستقراراً، ولا عدلاً في الرعيّة ومساواة، في ظل فئة تملك السلاح، وفئة ثانية عليها ان تخضع لهذا السلاح...

والاّ. لغريب في الامر، ان الفريقين يتفقان ضمناً وفي الأساس، ومنذ زمن طويل، على حق لبنان المطلق في المقاومة، وعلى ان اسرائيل هي العدو، وعلى ان لديها اطماعاً في لبنان والدول العربية، وعلى انها ما تزال تحتل ارضاً لبنانية، وان على لبنان ان يحرر هذه الارض بجميع الوسائل المتاحة، ويمكن القول، وبكل صدق وصراحة وشفافية ومحبّة، ان خطاب حزب الله منذ زمن طويل، وحتى في اثناء مناقشة البيان الوزاري، لم يستطع ان يقنع فئة كبيرة جداً من اللبنانيين، ربما اكبر بكثير مما يتصوّر ويقدّر، بأسباب اصراره على عدم وضع قواته العسكرية، تحت امرة الدولة اللبنانية، التي يشارك هو فيها، في مجلس النواب والحكومة، والمؤسسات والحياة العامة، ويرأس هذه الدولة، رئيس جمهورية مقاوم، ورئيس مجلس نواب مقاوم، ورئيس حكومة ابن بيت ورئيس مقاوم، وقائد جيش مقاوم، وضباط وجنود ونواب مقاومون، ولم يرتفع يوماً صوت واحد من اي لبناني يطالب بنزع سلاح المقاومة قبل التحرير في العام 2000، بل ان جميع الاصوات تقول: ليكن هذا السلاح جزءاً من قوة الدولة، وعندها سوف يأخذ الشرعية التي تحميه وتحمي حامليه، فيطمئن الجميع الى ان هذا السلاح المرتبط قرار استخدامه بالدولة وحدها، لن يكون مرة اخرى وسيلة عنف وضغط وفرض في وجه الآخرين، ولن يسمع احد لاسرائيل او لغيرها ان هي وصفته بأنه سلاح ارهابي.

بين هذا المنطق، واللامنطق الذي وسم كلمات نواب حزب الله في جلسات مناقشة البيان الوزاري، بدا واضحاً ضعف ردود هؤلاء الذين اكتفوا بالتذكير بتضحيات الحزب وبشهدائه وبعدوانية اسرائيل واطماعها، وهذا امر يتفق عليه جميع اللبنانيين، ولا خلاف عليه، ليكرر نواب الحزب التذكير به عند اي كلام حول ضرورة شرعنة سلاح المقاومة بأن يكون جزءاً من الدولة، وليس الدولة، وهذا ما اكّده نائب رئيس الهيئة التنفيذية، للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان، والنائب سامي الجميّل في كلمتيهما اللتين افصحا فيهما عن ايمانهما بضرورة وجود سلاح المقاومة، ولكن ليس خارج الدولة، ومن غير المفهوم سبب رفض حزب الله هذا الطرح الذي يريحه ويريح البلد والشعب، فينصرف الجميع الى البناء الداخلي دونما مشاكل وخلافات تعوق مسيرة الحكومة التي اريد لها ان تكون حكومة انقاذ اقتصادي واجتماعي ومالي، الاّ اذا كان لحزب الله حسابات اخرى وارتباطات، تحول بينه وبين التفكير لبنانياً في شكل كامل.

 

الزيارة المفاجئة للجنرال عون صابت رؤوساً عديدة في لبنان

الديار/ابراهيم الجبيلي/ق على الزيارة المفاجئة التي قام بها العماد ميشال عون الى العاصمة السورية، فالخصوم شرعوا سريعا بسؤال الجنرال: أين هي السيادة التي وردت في مقدمة برنامج التيار، كذلك اتهموه بالتبعية وإنه التحق بقافلة الاستدعاء.

لكن الحلفاء من ناحية اخرى، انفرجت أساريرهم، وعلت وجوههم ابتسامات المنتصرين، تقول بتحد للخصوم انه لن يصح إلا الصحيح.

والمحازبون في التيار الوطني بدورهم، يجهدون في تكرار عبارات «جارك القريب ولا أخاك البعيد».

ولأن الصدفة غير واردة على الطريق الدولية بين بيروت والعاصمة السورية، فإن الزيارة المفاجئة شاءها المنظمون رسالة موجهة عميقة الى عدد كبير من الافرقاء المحليين، وان اختلفت اهدافها بين الضيف والدولة المضيفة.

فسوريا التي بالغت في طقوس الترحيب وخرجت عن العراقة البروتوكولية عن سابق تصور، تريد ممن له أذنان ان يسمع، بأن البدائل لا تزال في حوزتها وجاهزة عندما يقرر أحدهم اللعب غير النظيف.

ولأن الديبلوماسية تمارس اداء رفيعا في عالم العلاقات الدولية وبشكل مدروس وهادف، فإن الطائرة الرئاسية نفذت الزيارة التي جاءت عشية زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن، وهنا سرت موجة من التهامس بين الخبثاء عن المقاصد والنوايا، فاعتبر هؤلاء ان ضخامة الاستقبال تخفي عتبا على توسيع غير منسق لدائرة العلاقات الدولية.

اما على صعيد آخر، فإن الاستنابات تتطاير في كل اتجاه، وتكاد تصيب جميع افراد فريق الرئيس سعد الحريري، فوصلت الى لبنان من كافة الدروب، بداية تبلغها المدعي العام التمييزي، ثم انتقلت بالحقيبة الدبلوماسية لتستقر في وزارة الخارجية والى وزارة العدل التي تعمل على توزيعها الى من تعنيهم الاستنابة.

وحتى يفرغ المضمون نهائيا من زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة، استبق الجنرال عون الحريري كي يخنق الضجيج الاعلامي المنتظر، خصوصا ان دمشق سمعت مؤخرا عن شروط تنطلق من محيط السراي ومنها ان الزيارة الموعودة ستأتي ضمن جولة عربية، إلا اذا وجهت دعوة سورية رسمية وفق الأصول.

كذلك سمع المعنيون في العاصمة السورية ان وفد رئيس الحكومة سيضم وزراء أصحاب اختصاص في شؤون الترسيم الحدودي، وباحثون في المعاهدات المعقودة بين البلدين، ومكافحة تهريب السلاح، ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

والزيارة المفاجئة أكدت ما شيعه بعض الاوساط عن تحالف رباعي سوف يدير شؤون البلاد مع المباركة السورية والموافقة السعودية، علما ان المعنيين يعتبرون ان هذا التحالف يلزمه بعض أعمال التجميل والرتوش.

فإذا كان الفريق السياسي الشيعي ركنا هاما في هذا التحالف، ضليع وذات خبرة، فالوزير وليد جنبلاط مارس ولا يزال طقوس التوبة ولم يبق أمامه سوى زيارة يتيمة للرئيس اميل لحود قبل ان يدخل جنة التحالف.

لكن الركن الثالث، الجنرال ميشال عون لا يزال جديدا في «الكار» التحالفي، لذا يسعى مؤسسو هذا التحالف الى تدريبه ويعاونهم لفيف من الخبراء في اسداء النصح.

اما الركن الرابع، الرئيس سعد الحريري فإن همروجة الاستنابات لفريقه، والزيارة المرتقبة الى سوريا وجهود المملكة العربية السعودية تكفل جميعها دخوله ركنا رابعا في تحالف سوف يحكم لبنان سعيدا طيلة تفاهم السعودية مع سوريا.

وحتى لا يقع المحظور، فإن المعالجات المكثفة تتركز حول المسيحيين في فريق الاكثرية، وهؤلاء يستمدون النبض الفاعل في ساحتهم من الصرح في بكركي.

ولما فشلت جميع المحاولات في ضرب هيبة البطريرك الماروني او فصله عن المسيحيين الاكثريين، وتركزت هذه المحاولات على حملات اعلامية مدروسة وحملات سياسية غير اخلاقية، وبمهمات خارجية بقيت بعيدة عن الاعلام، قام بها جبران باسيل ونبيل نقولا الى دوائر الفاتيكان علهم يصيبون سيد الصرح بالاقالة او بالاعفاء.

ولما فشلت جميع المحاولات وبقي سيد بكركي ثابتا في مواقفه، اعتمد الجنرال عون الحوار المفتوح مع البطريرك الماروني ومع جميع الاحبار، واشترط حضور الجميع ومناقشة كافة المواضيع، خرج العماد عون من الصرح بعدما اودع لدى السادة المطارنة تطمينات اكيدة لهواجسهم، بأن سلاح المقاومة من اجل خدمة لبنان وليس ضده، لكن هذه الضمانات بقيت لبنانية تنقصها وعود اقليمية لتضفي عليها كامل المصداقية والفاعلية.

والجنرال ميشال عون بدأ يسلك الدروب السياسية، يكتفي بدور الزعيم المحنك، متجاهلا طلبات الناشطين في تياره حول المأسسة والانتخابات، وهو ايضا مزج تطلعاته الوطنية الصائبة مع اللعبة السياسية الضيقة.

وللتبسيط اكثر، اعتمد عون الخيارات المشرقية وراهن على افرقاء محليين واقليميين لن ينهزموا في المدى المنظور واعتبر من خلال هذه التحالفات ان المشاركة المسيحية الحقيقية ستعود الى سابق عهدها، لذا اعتمد «استدراج» البطريرك الماروني الى سوريا عله في ذلك يطمئن من خلال اجتماعه مع الرئيس السوري، لاجل ذلك تمنى عون على القيادة السورية توجيه دعوة رسمية للبطريرك علما انها كانت السبب في عدم اتمامها.

اما في الاطار الضيق وضمن اللعبة السياسية الداخلية، قرر الجنرال ان يسحب الغطاء السميك لبكركي من فوق رؤوس المسيحيين في قوى الاكثرية.

واذا قيض له النجاح في ذلك، فإن اخصامه المسيحيين سوف يخسرون عضوا فاعلا ساهم في تأمين بعض الفوز لهم وسبب الخسارة له في نسبته التمثيلية.

الزيارة المفاجئة لرئيس تكتل الاصلاح والتغيير الى العاصمة السورية، اصابت رؤوسا عديدة على الساحة اللبنانية، واعطت العماد عون درع التثبيت في تحالف رباعي سوف يبسط سلطاته سعيدا في المدى المنظور، ويعيد إليه املا..

بأن بعبدا لا تزال في البال.

ابراهيم جبيلي

 

الأكثرية تنتقد زيارة عون الثانية إلى دمشق:

لا تحمل معنى سياسياً وتندرج في إطار زعزعة أسس الدولة

اللواء/كتب عمر البردان: إذا كانت زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الثانية في غضون سنة الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد اثارت اهتمام قوى 8 آذار في توقيتها ومضمونها، الا انها في الجهة المقابلة، لم تجد لدى فريق 14 آذار ما يستحق التوقف عنده كما يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي الذي يصفها بأنها ليست سوى حصيلة السياسة التي انتهجها عون منذ اربع سنوات على الأقل، وكانت في مراحلها الأولى مختبئة تحت عناوين أخرى، اما اليوم فانها مكشوفة على حقيقتها، بمعنى أن عون بات اسماً بين الأسماء، أو رقماً بين الأرقام التي تستقطبها دمشق لتنفيذ سياساتها في لبنان

· وبرأي الزغبي أن زيارة <زعيم الرابية> إلى دمشق لا تحمل معها أي معنى سياسي، لأنها لم تقارب لا من قريب ولا من بعيد الملفات الخمسة العالقة والمهمة جداً بين لبنان وسوريا، وأبرزها قضية المفقودين وترسيم الحدود ومزارع شبعا والاتفاقات السابقة والمجلس الأعلى ومن أهمها طبعاً المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات·

فالعماد عون يقول انه بحث مع الرئيس السوري في تطورات المنطقة، وعلى طريقة المثل القائل <كاد المريب ان يقول خذوني> فان عون أعلن بنفسه بعدما عاد من العاصمة السورية، انه ناقش مع الرئيس السوري المهمات والواجبات التي قام بها على مدى السنة الماضية، وفي الواقع فان المهمات والواجبات التي أشار اليها هذا الرجل لم تكن سوى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اكثر من ستة أشهر، وتعطيل تشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر، وكأن عون يقول بنفسه ويكشف السر بأنه كان مكلفاً بواجبات ومهمات معينة نفذها على خير ما يرام، وحمل تقديراً بها إلى دمشق وطرحه أمام الرئيس الأسد·

ويلفت الزغبي إلى أمر مهم، وهو أن هذه الزيارة في توقيتها تحمل إشارات سلبية كثيرة، لأنها تأتي عشية الزيارة الموعودة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، وكأن عون يحاول مع الأسد والسياسة السورية الالتفاف على مضامين زيارة الحريري، والمعروف انها زيارة ستحمل معها برنامجاً وجدول أعمال واضحاً لكل هذه الملفات العالقة بين لبنان وسوريا·

كذلك يمكن القول أن زيارة رئيس <التغيير> هي نوع من الالتفاف المسبق أيضاً على زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، ولا بدّ من القول هنا أن زيارة عون إلى سوريا لا تختلف كثيراً في نوعيتها وشكلها ومضمونها عن كل الزيارات التي تقوم بها الشخصيات اللبنانية الأخرى الى العاصمة السورية، وهذا الأمر كان ينتقده مراراً النائب عون على مدى سنوات، وتحديداً بين الـ1990 و2005، وإذ به يقع الان في المحظور نفسه، ولكن الفارق الوحيد في تقديري، وفي رأي المراقبين طبعاً بين زيارة عون وزيارات الاخرين من طلال أرسلان ووئام وهّاب وميشال سماحة وسليمان فرنجية والاخرين، هو ان الشكل يختلف فقط، فهناك طائرة خاصة والسجاد الأحمر ومقعد واحد للأسد وعون، كلها إشارات خارجية شكلية لمحاولة التغطية على فراغ المعنى السياسي، وعلى غياب القضايا المهمة لبحثها بين البلدين·

ويؤكد الزغبي أن عون من خلال زيارته هذه قد دق مسماراً اضافياً في أساس السيادة اللبنانية الوطنية، لأن السيادة تبدأ بين الدول من التعامل على مستوى دولة إلى دولة، ومؤسسات إلى مؤسسات، وليس على مستوى الأفراد، لا بل أكثر من ذلك فان زيارة رئيس التيار الوطني الحر ومسؤوليه إلى دمشق تندرج في إطار زعزعة الأسس الاستقلالية للدولة اللبنانية·

 

قزي للمسيرة:عودة المسيحيين إلى الجبل ليست تعويضاً مالياً، إنما سكن فعلي ودائم في القرى.      

11 Dec. 2009   

في حديث إلى مجلة المسيرة اعتبر المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي ان التقارب الحاصل اليوم بين النائبين وليد جنبلاط وميشال عون "هو أحد بنود دفتر الشروط السورية. وهو مطلب إستطرادي للتقارب مع حزب الله." ولا يرى أن هذا التقارب سيبلغ حدود التحالف، "علما بأننا لسنا ضد أي تحالف يؤدي إلى تعزيز الدور المسيحي في الجبل." وأضاف قزي إن عودة المهجرين إلى الجبل "هي فعل وطني ، وبالتالي لا يجوز تسييسها من أي فريق سياسي أو حزب أو تيار أو تكتل. وكل الذين حاولوا استغلال ورقة مهجري الجبل في شكل خاص دفعوا ثمن هذا الإستغلال." وشدد على ضرورة تحمل الدولة مسؤولية ملف العودة، "لأننا دخلنا المرحلة التنفيذية والإجرائية ولسنا في مرحلة تفاوضية حتى يقطف المفاوض نجاح مفاوضاته. من هنا لا يفترض أن يستتبعها تسجيل موقف سياسي أو انتخابي. وأثبتت تجربة السنوات الطويلة أن اللبناني وإن كان ينبهر ببعض المواقف على المدى الطويل، إلا أنه يحاسب وفق قناعاته الأساسية". وعلى مستوى حزب الكتائب، أكد قزي أن الهم لا ينحصر في عودة المهجرين إلى الجبل، "فالعودة ليست مجرد مسألة مالية أو تعويضا ماليا، إنما وجود فعلي ودائم في القرى التي حصل فيها التهجير. وما تحقق حتى الآن هو عودة مالية وسكن رمزي بكل أسف". ورد الأسباب إلى العوامل التالية:

- عدم شعور اللبناني عموما ومسيحيي الجبل خصوصا بأن أحداث لبنان انتهت كليا.

- إستمرار وجود المنظمات الفلسطينية في عدد من مناطق الشوف الساحلية.

- بروز عامل توسع حزب الله في بعض مناطق الجبل سواء في الأعالي أو السواحل.

- عدم مرافقة الدولة للمهجرين العائدين بمشاريع إنمائية وتربوية وصحية، مما يجعل من البقاء الدائم في القرى شبه متعذر.

إلى ذلك ربط كثيرون عودة مهجري الجبل بالقضايا السياسية، فكانت العودة "مقطّرة" وفق التطورات السياسية. ولم تثبت لدى المسيحيين الشعور بأنهم مواطنون درجة أولى. فلا يزال اختيار مجالسهم الإختيارية والبلدية ونوابهم رهن بالقرار الجنبلاطي أو الإرسلاني أو سواهما. والدليل أن النواب المسيحيين في كل من عاليه والشوف جاؤوا وفق اختيار جنبلاطي، في حين كانت اللوائح الإنتخابية تؤلف في السابق على أساس واحدة يترأسها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، وأخرى الزعيم مسيحي الرئيس كميل شمعون. ويضيف قزي: " إذا جمعنا كل هذه المعطيات نصل إلى نتيجة مفادها أن مسيحيي الجبل ما زالوا يفتقدون مناخات الحرية والكرامة على رغم توافر المناخ الأمني. ومعلوم أن المسيحيين عموما، والموارنة خصوصا ، لم يتمردوا ولم ينتفضوا في تاريخهم من أجل البحث عن أمن، بمقدر ما تمردوا بحثا الكرامة والحرية."

بعض من عادوا وضعوا يدهم على قلبهم في ظل التحولات والتغييرات الحاصلة على مستوى التحالفات في الجبل. والتجارب السابقة علمت المسيحيين أن يكونوا دائما على حذر. لكن " ليس المسيحي وحده الذي يعيش حال القلق في الجبل. فالدرزي يعيش أيضا الشعور نفسه بعد أحداث 7 أيار." ورد أسباب الإنقلا ب الجزئي في مواقف النائب جنبلاط إلى خوفه على مصير الأمن الدرزي في الجبل. وفي هذا الإطار يبدو للبعض أن أمن المسيحيين من مسؤولية وليد جنبلاط، وقد يكون الأمر صحيحا لكن في المراحل السابقة. أما اليوم وقد عادت الدولة بجيشها وأمنها الداخلي، فالمسؤولية تطال هذه الأجهزة الرسمية في توفير الحياة الكريمة بوجهيها الأمني والحرية الإجتماعية. وأي مسّ بأمن المسيحيين اليوم، ومن أي طرف كان، تقع مسؤولية حصوله ومعالجته ومعاقبته على الدولة اللبنانية من دون سواها، إلا إذا كانت الدولة اليوم تقر بكانتون درزي كما تقر عمليا بوجود كانتون شيعي في الجنوب والضاحية الجنوبية ومناطق محددة في البقاع." وختم قزي:" لا أريد أن أنزع مسؤولية الحفاظ على أي مواطن عن الدولة اللبنانية. أما على مستوى الثقة المعنوية، فهي مؤمنة بفضل وليد جنبلاط ، في حين أن الدور السياسي لمسيحيي الجبل لا يزال دورا ذميا".

واضح أن هناك فارقا بين حصول مصالحة وبين عودة المهجرين إلى قراهم وبيوتهم. وما يعزز هذه النظرية المصالحات التي حصلت في السابق في أماكن أخرى ولم تؤد إلى عودة المهجر والإقامة في بيته أو أرضه

المسيرة

 

 مصر:  في "الداخلية" ينفي وجود "تمييز"/أبناء مسيحيين مصريين اعتنقوا الاسلام يسعون لإثبات دينهم الأصلي

القاهرة - رويترز

يسعى أبناء مسيحيين مصريين اعتنقوا الاسلام إلى إثبات ديانتهم المسيحية في بطاقات الهوية، ، فيما يؤكد مسؤول بوزارة الداخلية أنه "لا توجد أحكام تنطوي على هذا النوع من التمييز"، وذلك وفق تقرير إخباري الجمعة 11-12-2009.

وكان أيمن رأفت، وهو مصري ولد مسيحياً، وعمره تسعة أشهر حين اعتنق والده الذي لم يره في حياته قط الإسلام، والآن يقاتل رأفت وقد بلغ الـ23 من العمر لتعترف الدولة بأنه مسيحي، لان هذه هي الديانة التي يؤمن بها ويريد تسجيل هذا في وثائق هويته الضرورية للحياة اليومية.

 الهوية

نشأ رأفت مسيحياً، لكن الدولة تقول إن الابناء يصبحون مسلمين تلقائياً بالتبعية متى يعتنق والدهم الاسلام، وهو ما يصيب حياة عشرات الاشخاص بحالة ارتباك في مجتمع لا يعترف عملياً بتغيير الديانة الى اي ديانة أخرى سوى الاسلام.

ورأفت واحد من 40 شخصاً يواجهون نفس المشكلة المحيرة الخاصة ببطاقات الهوية، وقد رفعوا دعوى قضائية لتغيير بيان الديانة في بطاقاتهم الى المسيحية، وهو الامر الذي يمس وتراً حساساً في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين الذين يمثلون 10% من سكان مصر البالغ عددهم 77 مليون نسمة.

وقال رأفت في مكتب محاميه قرب كنيسة ومستشفى قبطيين مشهورين بالقاهرة إنه تخرج العام الماضي ولا يستطيع الحصول على عمل لأنه لا يملك بطاقة هوية.

من جهته، أكد هاني عبداللطيف المسؤول بوزارة الداخلية المصرية مثل كل المسؤولين الاخرين أنه لا توجد أحكام تنطوي على هذا النوع من التمييز.

لكن المحامي بيتر النجار قال إن ابناء المتحولين عن الاسلام لا يحصلون على موافقة على بطاقات الهوية الجديدة التي يحاولون استخراجها لتسجيل أنهم مسيحيون، وأضاف أن هذه الطلبات ترد لأصحابها عادة ويطلب منهم اصلاح "الاخطاء".

واستطرد قائلاً إنه اذا اعتنق أي شخص الاسلام وذهب لمصلحة الاحوال المدنية سيتم تغيير الديانة خلال 24 ساعة، وعلى الرغم من أن التحول من ديانة الى أخرى أياً كانت غير محظور رسمياً في مصر فإنه يلقى رفضاً من كثيرين ممن يعتنقون الديانة التي ارتد عنها الشخص وقد تثير هذه المسألة اضطرابات طائفية.

والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر هادئة في معظمها، لكن الخلافات التي قد تتحول الى أعمال عنف تتفجر حول قضايا من بينها النزاعات على الاراضي التي تستخدم لبناء الكنائس والعلاقات أو الزيجات بين أشخاص ينتمون الى الديانتين.

ويضمن الدستور المصري حرية العقيدة لكن على صعيد الممارسة يرفض المسؤولون الاعتراف بديانات غير الاسلام والمسيحية واليهودية.

 رفض الدعوى

ويقول حسام بهجت، من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن المحاكم المصرية عادة تصدر أحكاماً ترفض الاعتراف بالتحول من الاسلام الى أي ديانة أخرى بغض النظر عن الظروف، وإنه من المرجح أن ترفض المحكمة أيضا دعوى النجار.

ومضى يقول "معظم المحاكم ترتكب خطأ قانونيا في التعامل مع المدعين على أنهم مرتدون بينما هم ليسوا كذلك لانهم لم يكونوا مسلمين بالفعل على مدار حياتهم".

ويقول النجار المحامي، وهو مسيحي، إنه بنى دعوى موكليه الاربعين على فتوى صدرت عام 1983 عن دار الافتاء، وأكد أن الفتوى نصت على أنه لكي يكون الانسان مسلما يجب أن ينطق بالشهادتين، وأضاف أنه لم يسبق أن نطق بها أي من موكليه.

وتفادياً للحساسيات أوضح النجار أنه لا يتحدث عن أي شخص يتنصل من ديانته فهذه ليست القضية، على حد قوله.

 لم تصدر فتاوى

من جهته، قال الشيخ ابراهيم نجم، المتحدث باسم دار الافتاء، إنه لم تصدر عن الدار اي فتوى متعلقة بمن يغير دينه، وقال الشيخ محمود جميعة، مدير عام ادارة الاشهار بالازهر، إنه ليس مفوضاً بالحديث الى وسائل الاعلام عن هذه القضية.

ويقول المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية التابع للازهر الشريف على موقعه على الانترنت إن بوسع أي شخص اعتناق اي ديانة لكن يجب الا ينشر معتقداته بين الناس فيشوش قيمهم الاخلاقية.

 

أستاذ القانون الدولي شفيق المصري لـ <اللواء>:الإستنابات السورية لا تؤثر على مسار المحكمة  

   أثارت الإستنابات القضائية السورية التي أعلن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد أن قاضي التحقيق الأول في دمشق أصدرها في الدعوى التي أقامها أمام القضاء السوري ضد <شهداء زور وشركائهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري> جدلاً ونقاشاً قانونياً حول الأطر الواجب اعتمادها عند حصول حالة مماثلة· وقد استأثرت هذه القضية باهتمام لافت في المدة الأخيرة، في وقت رفض فيه النائب العام التمييزي سعيد ميرزا التعليق على هذا الموضوع·

وقد أشارت في هذا المجال <وكالة الأنباء المركزية> نقلاً عن مصدر قضائي أن بين الأسماء الواردة في الاستنابة عدداً كبيراً من الشخصيات التي لديها حصانات أو مراكز أعمال تستوجب أصولاً معينة أو خاصة في التبليغ، إذا ما تمّ التسليم جدلاً بصحة ما يُحكى عنه· وكان بيان المكتب الإعلامي للواء السيّد ذكر أنه <تبلّغ من وكلائه القانونيين في دمشق أن قاضي التحقيق الأول المكلف بالدعوى المقدمة منه في سوريا أصدر إستنابات قضائية لإبلاغ بعض الأشخاص اللبنانيين والأجانب، الواردة أسماؤهم في الدعوى، للمثول أمامه في دمشق لاستجوابهم في شأن الوقائع المسندة إليهم بالنسبة الي شهود الزور والإفتراء الجنائي، لافتاً الى أن هذه الاستنابات أحيلت على القضاء اللبناني>·

من جهتها، أكدت مصادر قضائية أن السلطات القضائية اللبنانية تسلّمت الإثنين الفائت الإستنابات القضائية السورية، إنما لم تصلها وفقاً لما نصت عليه اتفاقية التعاون القضائي اللبناني - السوري التي وقّعت بين البلدين منذ حوالى الأربع سنوات، ويعكف الجانب اللبناني على دراسة الأمر من الناحية القانونية للرد على الطلب السوري· وهنا لا بد من الإشارة الى أن الاستنابة تطلب حضور المستدعى بموجبها أمام قاضي التحقيق لسماع أقواله في ما جاء دعوى المدعي، إلا أنها وكونها إستنابة وبحسب الصلاحية المكانية، يستطيع النائب العام التمييزي فور تسلّمه الإستنابة أن ينتدب أحد قضاة التحقيق للقيام بتنفيذ الإستنابة وسماع أقوال الأشخاص المطلوب سماعهم في حال توفرهم، كما يحق أن يعيدها الى مصدرها لعدم ورودها بالطرق الرسمية المتفق عليها أو التي نصّت عليه في الاتفاق القضائي بين البلدين، واعتبارها كأنها لم تكن بانتظار أن يُعيد المصدر إرسالها بالطرق السليمة·

المصري

لمعرفة المزيد من التفاصيل القانونية لهذه القضية، التقت <اللواء> الأستاذ في القانون الدولي شفيق المصري الذي تحدث عن نقاط الإلتباس في هذا الموضوع وحيثيات هذه القضية، يقول: <هناك عدة نقاط إلتباس في هذه المسألة منها تبليغ الإستنابات، إذ تقول الأخبار أنها تمّت أخيراً حسب الأصول، ولكننا لم نقرأ لغاية اللحظة أي إقرار رسمي بذلك من قبل السلطات اللبنانية المعنية· ومع ذلك فالأمر متروك للقضاء اللبناني في التصرّف حيال هذه الإستنابات في القبول أو الرد وله الحق في الواقع في الإثنين معاً أي إما أن يقبلها أو أن يردّها·

أما النقطة الثانية، فقد أكدت المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان أن هذه الإستنابات شخصية ولا علاقة لسوريا بها·

والسؤال: كيف يكون ذلك طالما أن القضاء السوري هو المعني وأن الإحالات قدّمت بواسطة بعثات دبلوماسية، وبالتالي هل يمكن أن لا يكون للنظام أي علاقة بأية دعوى تقدّم من شخص غير سوري يطالب بها استدعاء شخصيات ذات صفة من بلد آخر!>·

ويتساءل المصري: <هل يُكتفى بتقديم الطلبات حسب الأصول لكي تلبّى تلقائياً من دون تحفّظ ولا اعتراض ولا مزيد من الطلبات المتعلقة مثلاً بوثائق أخرى توضح التوصيف القضائي على الأقل؟>·

يقول: <هل يُستدعى هؤلاء بصفة شهود أم بصفة متهمين؟ وهل يمكن استدعاء نائب بهذه الطريقة، ولا سيما أن الدستور يحدّد إجراءات لرفع حصانته ومن ثم لاستدعائه؟

وهل يحق لقاضي تحقيق أن يستدعي مدعي عام تمييزي أعلى رتبة من بلد آخر؟>·

كذلك تساءل الأستاذ شفيق المصري <عما إذا كان هناك ثمة ارتباط ما بين طلب استدعاء القاضي الألماني ديتليف ميليس والسفير السابق جوني عبده من قبل القضاء الفرنسي، وبالتالي طلب استدعاء اللبنانيين من قبل القضاء السوري، ومسألة الربط بين هذين الطلبين وبين مسار المحكمة ذات الطابع الدولي؟<·

يضيف: <قناعتي هنا أن الإستنابات هنا وهناك لا تؤثر على مسار المحكمة ذات الطابع الدولي، وأن المدعي قد أُفرج عنه من قبل المدعي العام ورئيس المحكمة وأن تطوّر المحاكمة أمام هذه المحكمة ذات الطابع الدولي لا يحول دون استدعائه مجدداً بصرف النظر عن هذه الإستنابات المقدمة فضلاً عن أن المحكمة الدولية غير ملزمة بنتائج هذه الإستنابات، ولا بالمحاكمات التي قد تليها، وأن طلب استدعائها، أي المحكمة ذات الطابع الدولي، لأي شاهد أو متهم إنما هو طلب مُلزم ولا تستطيع أية دولة أن ترفضه عملاً بالقرارين 16-36 و17-57 لأنهما مستندان الى الفصل السابع أي الى الفصل ذاتي الإلزام>·

وعن كيفية تقييمه لهذا الموضوع يقول: <يمكن الإستنتاج أن الموضوع بشقيه بتقنيته القضائية يجب أن يرد عليه بالتقنية ذاتها، بمعنى أنه إذا كان غير مستوفٍ للشروط المطلوبة يجب رده أو إذا كان ثمة وثائق أخرى مطلوبة يجب الحصول على هذه الوثائق ومن دون افتعال ولا تضخيم للموضوع بحد ذاته>·

 

نعيم قاسم: المقاومة حاجة والصراخ لا ينفع

11 كانون الأول, 2009

دافع نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عن البند السادس الوارد في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، قائلاً: «اليوم نحن مقتنعون بأن المقاومة هي أولوية في حضورها وجهوزيتها وضرورتها، وهي بذلك تطغى على كل صراخ من أي مكان أتى». ورد قاسم في كلمة ألقاها في حفل تخريج طالبات متفوقات في العلوم الشرعية هذه القناعة الى أسباب، اولها ان إسرائيل «لا تزال تهدد لبنان، وتشكل خطراً حقيقياً عليه، وتحتل أرضه وتتجسس في كل مكان، وتنتهك الأجواء.

وبالتالي لا يمكن مواجهة إسرائيل بالخطب ولا بالشكاوى في مجلس الأمن، وإنما بالاستعداد والجهوزية والمواجهة المباشرة عند الضرورة من قبل المقاومة ومن قبل لبنان».

واعتبر ان المقاومة «أثبتت أنها الدواء الشافي في مواجهة العدوان، وكل الأدوية الأخرى لا فائدة منها، دواء الديبلوماسية مسموم، ودواء الانتظار قاتل، ودواء الزعاق من دون عمل لا فائدة منه، أمَّا دواء المقاومة فقد أثبت جدواه ولبنان محتاج إليه، هذه المقاومة هي التي أرعبت إسرائيل باسمها ورسمها وكلامها وفعلها، واستطاعت أن تُدخل الرعب إلى كل بيتٍ إسرائيلي وإلى كل سياسي إسرائيلي، وإلى كل جندي إسرائيلي، نحن بحاجة للمقاومة كي نبعد الأفاعي عن بلدنا، ولكي نتمكن من تحقيق الأهداف للمحافظة على حريتنا واستقلالنا».

وشدَّد على ان «قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه نعمة لن نتخلى عنها مهما كانت الضغوط، ولن نفرط بها في المجهول، ولن نترك قوتنا لضعفٍ تستغله إسرائيل وتحاول أن تفعل بنا ما تشاء، هذه القوة هي التي أخرجت إسرائيل من لبنان، وهذه القوة هي التي صمدت في عام 2006، وهي التي حقَّقت الانجازات العظيمة وجعلت إسرائيل تحسب للبنان ألف حساب، وبالتالي لا يمكن أن نتخلى عنها مهما كانت الظروف والعقبات».

ورأى ان «تضمين البيان الوزاري البند المستقل عن المقاومة يؤكد حاجة لبنان إلى شرعنة وجود المقاومة من خلال البيان الوزاري، ولا معنى لكل الكلام حول هذه المادة، سنرى في التصويت على الثقة في المجلس النيابي... في المجلس يوجد ثقة أو لا ثقة، فإما أن يقبل النائب البيان كله ويقبل الحكومة كلها، وإما أن يرفض فلا يعطي الثقة، وبالتالي عندما تحصل الحكومة ببيانها الوزاري على الثقة بغالبية نيابية ساحقة جداً وهذا ما نتوقعه، يعني ذلك أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قناعة وإيمان هذه الحكومة وما تمثله على مستوى الشعب اللبناني وما عدا ذلك كلام بكلام لا ثمرة له ولا فائدة منه».

واذ توقف قاسم عند الضغوط التي تمارس اميركياً لمحاولة منع بث قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»، شدَّد على مواصلة الحزب جهوزيته «لنقول لإسرائيل بشكل واضح: كل التهديدات عبثية لأن المقاومة حاضرة وجاهزة ومستعدة ولن تخضع للتأويلات المختلفة، ومن جرب في مرة سابقة يعلم تماماً كيف يمكن أن تكون النتائج، كيف والمقاومة اليوم هي في حلة أبهى وفي وجود أقوى وفي موقع منتصر، وفي تصميم وعزيمة نحو الاستمرار».

«واهم من ينتظر التسوية»

وانتقد الذين «ينتظرون التسوية فيما إسرائيل تناقش في الكنيست أن يكون التصويت بالثلثين على أي انسحاب من أرضٍ احتلها وكل الأرض محتلة، سواء في الجولان أو في القدس أو في الضفة الغربية، ليهرب المسؤولون الإسرائيليون من حال ضعفهم على إعطاء أي شيء ولو كان قليلاً للفلسطينيين، هم بالحقيقة يوزعون الأدوار، وهم يريدون القول للعالم إن الشعب لا يريد، أو أن الكنيست لا يريد». وقال: «على كل حال نحن لا نصدق لا نتنياهو ولا الإسرائيليين، ومن البداية كنا نقول: التسوية وهمٌ بوهم، والمراهنون على التسوية واهمون، أما المراهنون على المقاومة فسيفوزون». وتمنى لو ان «الحكام العرب يتعلمون من الحكام الإسرائيليين، كيف يوزعون الأدوار، لأنكم بذلك تجعلون مساحة للمناورة وللقدرة بدل أن تأخذوا كل شيء بصدوركم ثم بعد ذلك تكون الخسائر كبيرة عليكم وعلى شعوبكم».

وتعهد باسم «حزب الله» العمل «على إنجاح الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية، لتهتم بقضايا الناس بعيداً من المناكفات والمهاترات الإعلامية، وندعو إلى صرف الوقت والجهد من أجل قضايا الماء والكهرباء والطرقات والسير والاستشفاء بدل هدر الوقت بصراخ لا فائدة منه».

 

سليمان الى البرازيل فــي شبــاط المقبــــل وانشاء مجلس أعلى للاغتراب اللبناني في ساو باولو

المركزية - علمت "المركزية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي إطار برنامج جولاته الخارجية سيزور في مطلع شهر شباط المقبل البرازيل تلبية لدعوة من نظيره لويس ايغناسيو لولا داسيلفا حيث يعقد محادثات مع كبار المسؤولين تتناول سبل تعزيز العلاقات وقضايا ثنائية تهم البلدين، على ان تكون البرازيل اول محطة من ضمن جولة تقوده الى عدد من دول اميركا اللاتينية حيث التواجد كثيف للجاليات اللبنانية.

وتأييدا لسياسة سليمان في توحيد صفوف الانتشار اللبناني والاستفادة من قدراته في خدمة الوطن، عقد في مدينة ساو باولو هذا الاسبوع اجتماع ضم ممثلين عن المؤسسات والاندية اللبنانية - البرازيلية بحضور عدد كبير من الشخصيات والفعاليات الممثلة لكافة أطياف المجتمع السياسي والديني اللبناني. واتفق المجتمعون على انشاء المجلس الاعلى للاغتراب اللبناني في البرازيل. والذي سيكون صوت الانتشار اللبناني في البرازيل بصورة شفافة وحقيقية وشاملة. وقد تم تأليف لجنة ادارية تأسيسية موقتة وانتخب جوزيف فرنسيس اول رئيس لهذا المجلس لحين انعقاد المؤتمر العام واجراء الانتخابات على المستويات كافة.

يذكر ان فرنسيس شغل منصب الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهو أحد العاملين بقوة لتوحيد صفوف الانتشار اللبناني وسيصدر عن المجلس قريبا برنامج عمل يحدد فيه نشاطه وسياسته الاغترابية وهي المطالبة بحقوق المنتشرين ودعم جهود اللجنة الاغترابية برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وعضوية مدير عام المغتربين هيثم جمعة والسفير بهجت لحود والعمل لتأييد سياسة الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري.

 

سليمان الى واشنطن والحريري الــــى كوبنهاغن وعون الى السعودية اوساط تستغرب الحملة على رئيس الجمهورية وجملة تحديات امام الحكومة

المركزية_ ارتاح الرئيس سعد الحريري من همّ نيل حكومته ثقة كبيرة، ليبدأ السير في طريق متشعب لمواجهة استحقاقات وجملة تحديات ومعالجة ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وحياتية واطلاق ورشة ادارية في مختلف الوزارات لعل ابرزها في وزارة الداخلية حيث اعد الوزير زياد بارود جملة ملفات سيطرحها على مجلس الوزراء لـ18 مديرية تابعة له في اطار التغيير تصب بمعظمها في خاتة تفعيل الادارات ومن بينها ملف الازمة داخل قيادة قوى الامن الداخلي الذي اعلن بارود انه سيعيد فتحه في اول جلسة لمجلس الوزراء وملف التعيينات الادارية والانتخابات البلدية في ضوء الكلام المتزايد عن امكان تأجيلها، لكن وزير الداخلية كان واضحا في اشارته اليوم من بكركي الى ان الوزارة تعد لهذه الانتخابات في موعدها. الامتحان الاول في الحفاظ على التضامن الوزاري سيتجلى في جلسة مجلس الوزراء التي رجح ان تعقد اجتماعها الاول بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته لواشنطن . سليمان في واشنطن: واليوم اعلن رسميا من بيروت عن سفر الرئيس سليمان والوفد الرسمي الذي يضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، ووزير الدولة وائل ابو فاعوروالوفد المرافق، الى واشنطن ظهر غد تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله ظهر الاثنين المقبل في البيت الابيض. وسيلتقي الرئيس سليمان نائب الرئيس جو بايدن ،رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وزير الدفاع روبرت غيتس، وزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا اميركيين من اصل لبناني واميركيين داعمين للبنان، وكذلك المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات اميركية اخرى، وافراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية". ومن المعلوم ان رئيس الجمهورية يحمل معه الى واشنطن ملفين اساسيين الاول يتعلق بالعلاقات اللبنانية ـ الاميركية من جوانبها كافة ولا سيما المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والثاني ملف الشرق الاوسط وعملية السلام.

في غضون ذلك، استغربت اوساط سياسية مراقبة الحملة التي يشنها البعض بين الحين والآخر على زيارة رئيس الجمهورية الى الولايات المتحدة الاميركية واعتبرت انها تخفي رسائل الى الرئيس سليمان الذي يحرص على تثبيت حضور لبنان ودوره في المحافل الدولية ومواصلة نهج الحوار وسياسة التواصل التي يعتمدها لبنان مع كافة الدول سواء كانت دولية ام اقليمية ام عربية.

بدورها ، شجبت اوساط في الغالبية هذه الحملة وادرجتها في اطار سعي البعض لمحاولة استمالة رئيس الجمهورية الى خطه ومواقفه وان يكون طرفا ضد آخر فلما لم ينجح في تحقيق اهدافه بدأ بانتقاداته لتحركاته الدولية. واشارت هذه الاوساط الى ان الرئيس ذاهب الى واشنطن محصن بحكومة نالت ثقة ساحقة وغير مسبوقة على اساس بيان وزاري جامع وان كان البعض سجل تحفظا على بعض بنوده. ما يعزز حضور لبنان ويساعده على اسماع صوته في المحافل الدولية .

الحريري في كوبنهاغن: اما الاطلالة الاولى لرئيس الحكومة سعد الحريري بعد الثقة التي حظيت باهتمام دولي حيث كان لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم موقف داعم من خلال بيان رسمي صدر عن الخارجية تضمن تهنئة للحريري بالثقة، فستكون بعد ظهر اليوم في إفتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب على ان يتوجه الثلثاء الى الدانمارك للمشاركة في اعمال قمة كوبنهاغن للتغير المناخي ، وقد استدعي سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام ليكون ضمن عداد الوفد المرافق لرئيس الحكومة. اما موعد زيارته الى دمشق فلم يتحدد بعد خلافا لما كان تردد امس. وان كانت هذه الزيارة لا تزال تصطدم بالاستنابات القضائية السورية بحق بعض المسؤولين اللبنانيين، علما ان الاتصالات جارية على اكثر من خط لطي هذا الموضوع. ولم تستبعد اوساط مراقبة دخولا سعوديا على الخط لاعادة ترتيب الأمور تمهيداً لزيارة الحريري.

عون في السعودية: في هذه الاثناء ، وبعد زيارته الى سوريا اول من امس الاربعاء، يتحضر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لزيارة المملكة العربية السعودية واكدت اوساط في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" ان التحضيرات جارية لهذه الزيارة لكنها اشارت الى ان موعدها لم يتحدد بعد.

 

مواقف بارزة لحماده وعدوان وتويني والجميّل من المقاومة والاستنابات

السنيورة في اطلالته نائباً يعتبر الخروج عن النظام السياسي استثناء

النهار /منال شعيا

قبل ساعة من منتصف ليل امس، نالت الحكومة الاولى للرئيس سعد الحريري ثقة 122 نائبا.

66 نائبا تحدثوا في ست جلسات لمناقشة البيان الوزاري، استغرقت 26 ساعة، ليعطوا في الجلسة المسائية الاخيرة ثقة عدّت سابقة في تاريخ حكومات ما بعد الطائف، وبدت لافتة بعددها وبمشاركة رؤساء الكتل النيابية الذين حضروا مساء الى قاعة مجلس النواب، ومنهم من كان تغيّب في جلسات المناقشة، كالنواب سليمان فرنجيه وميشال المر وستريدا جعجع.

هذه الثقة التي غاب عنها اربعة نواب هم طلال ارسلان، دوري شمعون، نبيل نقولا وهاشم علم الدين، وحجبها نائب واحد هو نقولا فتوش وامتنع عنها نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت، رهنها  الحريري نفسه بعاملي الوحدة الوطنية والتفاهم بين اعضائها، حين قال في ردّه امام النواب: " في اللحظة التي تتحوّل فيها الحكومة خلافات وطنية او متاريس طائفية، في هذه اللحظة، تأكدوا اني سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها".

ولانه اعلن انتماءه الى الدولة، اكد الحريري ان " البيان الوزاري سيكون عهدا قاطعا لكل اللبنانيين من كل الوزراء بضرورة التضامن".

مساء، بدت الجلسة الاخيرة لمناقشة البيان الاكثر حماوة ونقاشا، فكل الكلمات كانت من الوزن الثقيل، كما لو انها اختصرت الايام الثلاثة بمحاورها السياسية، من بند سلاح المقاومة الى العلاقات اللبنانية – السورية، والغاء الطائفية السياسية.

وفي حضورها، حلّ ضيوف جدد من فرنجيه الذي جلس في آخر القاعة، فيما قصده اكثر من نائب لالقاء التحية، فضلا عن الوزير محمد الصفدي، وكان مجالسه الدائم النائب عاطف مجدلاني.

اما النائب وليد جنبلاط، فكان يتنقل بين الداخل والخارج، قبل ان يستقر ويدوّن بعض الملاحظات على ورقة كبيرة ويلقي "تحية خاصة" على النائبة جيلبيرت زوين. و"الضيف" الاخير في الجلسة المسائية كان النائب ميشال المر الذي دخل القاعة قبيل نصف ساعة من انتهائها، فصافح الحريري، ثم توجه الى النائب العماد ميشال عون وصافحه، قبل ان يغادر مجددا ليعود ويدخل برفقة النائبة نايلة تويني، ويجلس الى جانب النائب ألان عون.

بدت الحكومة كاملة بأعضائها، المتحفطين منهم وغير المتحفظين، وحضر للمرة الاولى وزير الدفاع الياس المر.

 كل الاجواء جُهّزت "لامتحان الثقة"، وتوالت الكلمات قبلها، وكانت في معظمها حامية، لم تسلم من سهام وهجوم.

وحده النائب نقولا فتوش شذ عن القاعدة التي طبعت كل كلمات النواب، فكان ان حدّد موقفه من التحفظ، واصفا اياه "بالبدعة"، مستهلا كلمته بهجوم على الحريري، قائلا: "انت تكتب هزيمتك...". ولم يكف عن التحدث عن "الوفاء والغدر والخداع"، ونالت سهامه ايضا الوزراء، الامر الذي دفع بالنائبين احمد فتفت وسرج طورسركيسيان الى مقاطعته مرارا، طالبين شطب الكلمات من المحضر. وكذلك فعل النائب بطرس حرب.

أما الرئيس بري فكان يحاول التهدئة، والوقوف في دور الوسطي، قبل ان يستفزه فتوش بقوله: "انها ديكتاتورية الديموقراطية نعيشها في المجلس"، فرد بري: "لا تقول هذه الكلمات للرئيس بري".

الحريري كان مستمعاً ولم يغادر القاعة، بل "استقر" في كرسيه يهزّ برأسه ويضحك. تكلم فتوش وتكلم على "زحلة صانعة الاكثرية"، ليحجب الثقة أخيراً عن الوزير الزحلي الذي اعلن انتماءه الى "القوات"، وعن الحكومة كلاً.

وفي جو معاكس، برزت كلمة الرئيس فؤاد السنيورة للمرة الاولى من موقعه النيابي، معلناً "احساسه بالرضى والرحابة"، ومفندا مواقفه في السياسة والاقتصاد، في حين اتى موقف "حزب الله" على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد جازما ليكشف ان "المقاومة مع تسليح الجيش اللبناني"، مشددا على ان "قدر اللبنانيين هو ان يحفظوا بعضهم ويصونوا عيشهم الواحد".

حماوة الجلسة الاخيرة ساهم فيها النائب عاصم قانصوه الذي دافع عن المقاومة، ودعا الى "التمهل واحترام الشعور في الموضوع السوري"، فما كان من النائب علي عمار إلا ان طلب منه ان يرفع صوته ليسمع الجميع، فرد بري: "انت سمعت منيح".

نحو ربع ساعة، وانتهى قانصوه، فأتى الرد القواتي من جعجع، إذ اعترضت بالنظام على طلب قانصوه وضع صور الشهداء ومن بينهم صور الرئيس رشيد كرامي مع اسم من قتلهم، فقالت: " اذا كنت تعني القوات اللبنانية، فيا ليت نعرف فعلا من قتل الرئيس كرامي. الزميل المحترم يعلم ان المحاكمات جرت تحت القبضة السورية، وفي زمن (القاضي) عدنان عضوم وحلفائه السوريين"، فرد قانصوه الذي كان قد وصل الى مقربة من مقعدها: "انت سميّت. انا لم اسم!".

الحادية عشرة مساء، اقفلت قاعة مجلس النواب. هبّ الجميع لتهنئة الحكومة ورئيسها في زمن توافق جديد. فرنجيه اقترب لتقبيل الحريري، وعون صافح جميع الوزراء مبتسما، ونواب "حزب الله" هنأوا، قبل ان يتوجه الحريري الى ضريح والده ويقرأ الفاتحة.

 مخيبر: الحاجة الى العدالة

افتتح رئيس مجلس النواب جلسة امس في العاشرة والنصف قبل الظهر وكان أول المتحدثين النائب غسان مخيبر.

وقال: "(...) تضمن البيان الوزاري الكثير من الوعود والالتزامات والعرض المستفيض للخطوات الضرورية لاستكمال بناء هذه الدولة المرتجاة والنهوض بحاجات المواطن، وخصوصا بالنسبة الى الحاجات الاقتصادية والاجتماعية، ونحن نؤيدها بمجملها ونتمنى للحكومة التوفيق في تنفيذها (...)".

وأضاف: "أشدد على تأييد المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلبنان في جميع أعمالها وكذلك توجهات الحكومة في تحقيق السلطة القضائية المستقلة، الفاعلة والنزيهة وفي اصلاح السجون".

وسأل: "أين أصبحت التحقيقات في التفجيرات الارهابية التي ضربت مناطق عدة من لبنان عام 2005، وغير المحالة على التحقيق الدولي؟ ان العدالة يجب ان تكون كاملة وغير انتقائية. فأين ارادة الحكومة في تكوين ملف في جرائم اسرائيل واحالته على المحكمة الجنائية الدولية، لأنه يجب عدم الاكتفاء بطلب التعويضات من اسرائيل (كما ورد في البيان الوزاري)؟ كما أطالب بالمصادقة على اتفاق روما الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية. أين نحن من تقريري لجنة التحقيق الدولية المرفوع الى مجلس حقوق الانسان في تشرين الثاني 2006 (...)".

واعتبر "ان تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالوسائل الديبلوماسية ضروري وممكن. وتحقيق ذلك لا يحتاج الى مستند رسمي من السلطات السورية، وان كان في مثل هذا المستند ما يسهل المفاوضات مع الامم المتحدة لاستعادة سيادة لبنان على هذه المزارع".

وشدد على الحاجة الى تنقية العلاقات اللبنانية – السورية وتطويرها.

وقال: "يجب مراجعة الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا وخصوصا معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" وما أنشأته من مجلس أعلى لبناني - سوري لانها لا تأتلف مع تبادل السفارات بين الدولتين وتخالف الدستور وسيادة لبنان على أساس انها تقيم شبه اتحاد كونفيديرالي وتنشئ مؤسسات مشتركة خاصة تعطلت ولم تعمل يوما. لذلك يجب الغاء هذا المجلس الاعلى (...)". وختم: "أما في موضوع حل قضية المعتقلين والمخفيين في السجون السورية، فألفت الى أن ما نحن نطالب بتحقيقه هو حل نهائي وجدي لقضية ضحايا الاختفاء القسري، وهي مختلفة عن مسألة المعتقلين والمسجونين المعلنين والمعروفين من سلطات الدولتين. بل نطالب باقرار السلطات السورية بمشكلة المئات من اللبنانيين الذين توافرت أدلة دامغة على أنهم أوقفوا بمخالفة القانون ونقلوا الى سوريا، لكن السلطات السورية المعنية لا تعترف بذلك، مما جعل منهم ضحايا اختفاء قسري (...)".

الموسوي والدولة القادرة

وأكد النائب حسين الموسوي في بداية كلمته على قضية اخفاء  الامام موسى الصدر ورفيقيه.

وأضاف: "(...) ستكون بشرى سارة لنا عندما يخبرنا أحد أن الاسرائيليين تخلوا عن أطماعهم التوسعية، ولم تعد خريطة دولتهم ما بين الفرات والنيل (...).

وبشرى سارة أخرى أن تصبح عندنا دولة قادرة قوية، تبني جيشها الوطني المكتمل العدة والعدد، المتمكن من القيام وحده بواجب الدفاع عن الوطن والشعب،

أما، والاسرائيليون مستمرون في الاعلان بكل وقاحة عن نياتهم ومشاريعهم العدوانية، وجيشنا الوطني ممنوع من الحصول على السلاح اللازم والتجهيزات المطلوبة لمواجهة عدو كهذا، تبقى المقاومة حقاً طبيعياً للمهددين، وكل لبنان مهدد، كما يعرف كل من يسمع ويقرأ تصريحات العدو، وتبقى المقاومة واجب العقلاء الذين يشعرون بمسؤوليتهم أمام الله والناس والتاريخ (...)".

الهبر لجيش واحد

وقال النائب فادي الهبر (...) من سبقني من الرفاق عالج الموضوعات السياسية والوطنية التي وردت في البيان الوزاري وأوضحنا موقف حزب الكتائب اللبنانية منها، وأضيف بعضاً مما أوردته صحف الأمس من كلام لغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، إذ قال: "هناك في لبنان جيش نظامي وجيش غير نظامي، ويجب ان يأتلف الجيشان، فما من بلد آخر فيه جيشان، جيش للدولة وجيش لغير الدولة". وأكتفي بهذا القدر لأقول إن لم تكن لدينا الجرأة اليوم على اثارة هذه المواضيع الحساسة والوطنية فمتى يحين الوقت؟ ولمن نترك الحق في طرحها؟ ألسنا نمثّل الأمة بكل توجهاتها؟ (...)".

صالح ينتصر لبري

وقال النائب عبد المجيد صالح "(...) جاء في البند الحادي والعشرين من البيان الوزاري: تسعى الحكومة الى اعتماد اللامركزية الادارية التي نص عليها اتفاق الطائف. إنّ سعي الحكومة مشكور وبيانها مبرور ولأن الكمال لله وحده حبّذا لو جاء البيان على واسطة عقد اتفاق الطائف لملاقاة دولة الرئيس نبيه بري في منتصف الطريق، في الدعوة الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، أي الالتزام الكامل لمضمون الاتفاق وترجمة ما اصبح جزءاً من الدستور، والذي يشكل ضمان تجميع اللبنانيين.

كانت تلك الملاقاة في مربع الحوار الآمن، تخفف من مفاعيل الحملات الاعلامية التي شُنّت عليك (بري) وكأنك تقارب الحرام أو ترتكب الخطيئة الكبرى. أو تقترف الكبائر والعياذ بالله.

وقد جاءت الحملات المركزة، من أطراف ظلوا زمناً يندبون الطائف ويتحسرون على شبابه ويتهمونك بمحاولة الانقلاب عليه (...)".

هاشم مع المقاومة

واعتبر النائب عباس هاشم "ان المقاومة خيار وارادة وطنية وقرار ذاتي بصد الاعتداءات الاسرائيلية واستعادة الاراضي المسلوبة، وصون للكرامة الوطنية وهي كلها مسلمات قالت بها كل شعوب الارض في كل الازمنة فلماذا يدور الكلام في غير فلكه؟ ولماذا يهاجم لبنان اذا طالب بحقوقه المشروعة؟ وهل امسى الباطل صحيحا والسقوط ارتقاء؟ ان المقاومة حق مقدس للبنان، تساند جيشه وتدعمه وتحمي خاصرته وهي نتجية لمتسبب هو اسرائيل، فلينكفئ المتسبب ويرتدع فتطوي المقاومة صفحة جهادها بنفسها لتفتح صفحة السلام. اما الاطار الصالح لها فنتركه لطاولة الحوار ولذوي الشأن حولها.

في موضوع الغاء الطائفية السياسية فان الكلام واحد من كل الجهات ولا داعي الى الخلاف الوهمي، فالكل دعا الى تأسيس الهيئة الناظرة والفاعلة في هذا المضمار بحسب ما ورد في دستور الطائف ولم يتخذ احد على عاتقه قرار الغائها الآن بل دعوا الى التعمق في درس مفاعيل الغائها، والى محوها وان صح الامر فأهلا به(...)".

حماده: غلبة الحوار والانفتاح

وفي مستهل كلمته شكر النائب مروان حماده رئيس الوزراء سعد الحريري "لانك دعوت في مقدمة خطابك الى عدم اغلاق الحياة الديموقراطية (...)".

وقال أعتلي هذا المنبر وفي قلبي غصبة. غصة فرح للمشهد الوحدوي المترامي امامنا في المقاعد الوزارية وعبر مدارج القاعة العامة.

وغصة اسى للشعور بأن وراء المشهد الباهي هذا حقيقة مرة اقل صدقا واقل شفافية واقل املا. غصة فرح لان الشيخ سعد رفيق الحريري عاد بنضاله وصبره وجدارته يتبوأ المركز الذي خطف من والده الشهيد قبل ان تخطف الحياة منه حقدا ثم قتلا. وكأن الحق انتصر ولو جزئيا ومرحليا وكأن الباطل زهق ولو جزئيا ومرحليا، في كل حال فان الباطل سيبقى زهوقا وخاضعا حتما لحكم المحكمة الدولية.

وغصة اسى لحجم التضحيات التي قدمها لبنان وشعبه في مواجهة الظلم والعدوان والاغتيالات والاحتلال والاجتياح والضغط والتهويل قبل ان يقاد الى تسوية نتمنى معكم الا تكون هشة وتشكل مدخلا الى الاندفاع، من حيث ندري ولا ندري، نحو الاعظم.

غصة فرح لان المشهد اللبناني يتميز في هذه المرحلة والحمد الله بهدوئه الظاهر وازدهاره اليافع وحواره الدافئ عن منطقتنا العربية التي تقع الآن فريسة العدوان الاسرائيلي المتمادي، وكذلك رهينة اطماع اقليمية تعمل لايقاعنا في دائرة نفوذ ثلاثي يتقاسم اشلاء امتنا العربية التائهة.

غصة فرح لان القوى اللبنانية السيادية الديموقراطية العروبية انتصرت في الانتخابات النيابية وفي كل الانتخابات الطالبية والنقابية رافعة شعار العبور الى الدولة "والحفاظ على الطائف.

ثم غصة اسى لان هذا الانتصار بدل ان يوظف في تشكيل حكومة الوفاق الوطني الحقيقي والمتوازن نحر على مذبح التراجع عبر نتش الحصص وبتر الصلاحيات والغاء ارادة الناخبين. فلم يعد الدستور مرجعا ولا الميثاق حكما ولا المؤسسات سلطة. غصة فرح لان الفتنة المدبرة لم تقع ونزعة الانفتاح والحوار تغلبت على الاحقاد الدفينة والاطماع المستحيلة.

وغصة اسى لان العبور الى الدولة لا اراه قد تجسد لا في طريقه تشكيل الحكومة بأكثرية باتت وهمية وبأقلية اضحت مهيمنة وبدور اكثر تهميشا لمجموعة الوسط المحسوبة نظريا على فخامة رئيس الجمهورية. ولا ايضا في وضع البيان الوزاري حيث الكلام المنمق يخفي الانقسام الفعلي الكامن داخل الفريق الواحد ويعطل او على الاقل يؤخر العبور الفعلي الى الدولة".

غصة أسى، لأن لا ضمان لأحد من رأس السلطة الى اسفلها عمن يمسك بقرار الحرب والسلم وعن سبل معالجة ازدواجية السلاح وطريقة تحصين مستقبل المؤسسات.

ما يقلقني يا دولة الرئيس هو أن يتحول لبنان مرة اخرى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية وتلحق اللبننة بالعرقنة واليمننة او ما هو ادهى منها جميعاً بالصوملة. وما يقلقني يا دولة الرئيس ليس نوعية الوزراء وهم رفاق وزملاء افخر بهم، من صفنا ومن الصف الآخر، انما ما يقلقني هو مدى قدرة هؤلاء على اتخاذ القرار الجماعي الشرعي وعلى تطبيقه ان توافقوا. ومدى قدرة هؤلاء على منع المبادرات المفروضة من خارج الشرعية ولو تصدوا لها.

المشكلة بين اللبنانيين ليست حول المسلّمات. ففي حال العدوان سنكون جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً دفاعاً عن لبنان. وفي مقلب السلم المحتمل سنكون جميعاً رافضين لأي تنازل عن الحق اللبناني او الحقوق العربية والفلسطينية. ما يقلقني هو تسلل قوى اقليمية عبر حالة اللاحرب واللاسلم لتجعل من لبنان ساحة الصراع الذي يهدد المنطقة. هنا ادعو شركاءنا في الحكومة وزملاءنا في المجلس الى عدم اقحام لبنان في أية مغامرة والى ضمان عدم توجيه السلاح في اتجاه فتنة داخلية او حرب مدمرة لن تقوم بعدهما للبنان قيامة.

وفي سياق كلمتي التي اردتها مختصرة لا بد لي من التنويه بالاولويات الحكومية التي وضعتموها دولة الرئيس تلبية للاولويات الشعبية ونحن نعاهدكم اننا في المجلس سنبقى اوفياء للعهود التي قطعناها لكم وللناخبين قبل الانتخابات وإبّانها وبعدها.

كما سنبقى داعمين لخطكم الاصلاحي ونهجكم الشبابي ونفسكم الاجتماعي، واندفاعكم الاقتصادي وحلمكم السيادي والتزامكم العربي متمنين على الحكومة ان تستمر في البحث عن الحقيقة احقاقاً للعدالة الآتية بلا ريب من القضاء الدولي الخاص بلبنان (...)".

وتطرق حماده الى "الفصل الأخير في مسرحية الدعاوى المقامة من بعض اركان النظام الامني البائد"، وأشار الى "ان بين المجرم وشهوده وحدة لافتة، أولاً في التابعية الوطنية، ثانياً في المرجعية الامنية، مع تفاوت في الرتب والمراتب. ثالثاً كلهم مكلفون ادخال عناصر الشك في التحقيق الدولي، وأخيراً كلهم في امان بينما شهداء الاغتيالات والتفجيرات الاموات منهم والاحياء ملاحقون حتى في قبورهم أو منازلهم، مشهّراً بهم ومهولاً عليهم.

ان الهدف لم يتغير منذ اغتيال الرئيس الشهيد. بعد الغائه، الغاء التداعيات السياسية والجماهيرية للاغتيال، ثم الغاء التحقيق والمحكمة المكلفين الكشف عن الجناة ومعلميهم.

كل الوسائل تستعمل من جديد، كما استعملت في السابق لترهيب الشهود الحقيقيين بواسطة شهود الزور، وترهيب القضاء اللبناني والدولي لحساب قضاء آخر لا صلاحية له في الأمر سوى مهمة محو الجريمة، قضاء مشهود له بملاحقة الوطنيين والكتاب والمثقفين وقادة الرأي الحر.

أمام هذا الواقع اتمنى على وزراء العدل والداخلية والاعلام ان يعلقوا على استدعاء كبار قضاتنا ورؤساء اجهزتنا الامنية وجمهور صحافيينا. هل لبنان مُحال على المحاكمة لتقطيع موبقات النظام البائد؟ فماذا يقولون؟ ماذا ايضاً عن الهجوم الذي استهدف رموزاً امنية شرعية لبنانية استقلالية ووصفها بالمربعات داخل الدولة متجاهلاً المربعات الحقيقية على ارض الوطن؟

انا النائب المنتخب لن أتأثر بهذه المسرحية. حصانتي الشعبية فوق حصانتي النيابية. ولكن واجبي بعدما اعاد الناخبون تجديد الثقة بنا في الاكثرية النيابية منذ اشهر قليلة تحت عنوان العبور الى الدولة ان استفسر عن موقف الدولة، اي الحكومة من هذا المشهد المذل؟

وختم: "اليوم اتوجه الى دولة الرئيس سعد رفيق الحريري لاقول له ان الدماء التي كتبت بها خطابي آنذاك تبقى هي هي دماء والده الشهيد انضمت اليها دماء الشهداء الآخرين شهداء اغتيالات الغدر الأسود وشهداء العدوان الاسرائيلي وشهداء جيشنا الباسل في نهر البادر وشهداء انفلات السلاح في العاصمة والمناطق.

أتمنى ان يكون عهد حكومتك فاتحة وفاق داخلي حقيقي وفرصة لاستعادة الشرعية سلطتها الحقيقة على تراب الوطن كاملاً، تحريراً له وسيطرة عليه، مدخلاً لإحياء المؤسسات واصلاحها وجرعة مناعة لمنع العدوان على ارض لبنان او للمغامرة به على ساحة الصراعات الاقليمية". وعلى هذا الاساس تأكد يا دولة الرئيس ان الثقة التي انتزعتها في قيادة المسيرة باقية ومستمرة في قيادتك للحكومة، وثقة كاملة بكم ولو كانت نصف ثقة للفريق الحكومي او للبيان الوزاري".

أبي رميا وأهمية الشباب

وتلاه النائب سيمون أبي رميا ومما قال: "(...) لن أبالغ اذا اعتبرت ان قطاع الشباب والرياضة لا يقل أهمية عن أي قطاع آخر كالامن والمال والدفاع والسياسة الخارجية وغيرها. وحزني كبير اليوم لأن عبارة "شباب" لم ترد الا مرة واحدة في البيان اذا استثنينا عبارة "وزارة الشباب والرياضة". وكأن الوطن ومؤسساته في واد والشباب في واد آخر. فالشباب هم مستقبل لبنان وتيار لبنان وأمل لبنان وحزب لبنان وقوات لبنان وكتائب لبنان وتقدميو لبنان...

فالشباب ليس مفهوما انشائيا شعريا يدل على الفتوة والنشاط فحسب. فقطاع الشباب في نظرنا، قطاع استراتيجي. كلما تأمن للشباب تربية متينة، وكفايات عالية، وأجواء تشجع على تفجير طاقاتهم واستثمار مواهبهم، وتأمين فرص العمل لهم، كلما ارتاح الوطن لانتاجه، ونموه وازدهاره واستقراره. لا شك في اننا فخورون باقبال شبابنا على العلم، وبحيازتهم الشهادات المتنوعة والمحترمة، وبطاقاتهم على الخلق والتكيف والتحديث.

غير اننا متفقون على ان ما يهدد شبابنا، وما يهدد الوطن بكامله، خطرين: البطالة من جهة والهجرة من جهة اخرى (...)".

عدوان وهواجس المسيحيين

وارتجل النائب جورج عدوان الجزء الاكبر من كلمته ووصف البيان الوزاري بأنه "تسوية وكل واحد يستفيض في شرحه وتفسيره. لذلك كل واحد منا يتحفظ لمفهوم لديه ونحن سنعطي الحكومة الثقة". وقال "ان مفهوم الدولة للمقاومة انها حق طبيعي، والى جانبه حقوق اخرى يشرحها القانون بأنها قوانين ايجابية".

وسأل: "عندما تقوم الدولة بواجباتها هل نستطيع ان نتحدث عن مقاومة؟ وهل لبنان بحاجة الى مقاومة والى السلاح الموجود مع "حزب الله" وهل سنعود الى مقولة لبنان في ضعفه؟ نحن في حاجة الى هذا السلاح على ان يكون في يد الدولة اللبنانية، هذا مصدر قوة للبنان، ومصدر قوة لتعاطي لبنان مع بقية الدول.  القرارات الدولية قد لا تحمي وحدها لبنان، انما انخراط لبنان في القرارات الدولية يحصنه. اسرائيل تخرق القرارات الدولية وهي دولة معتدية من دون أدنى شك فمن باب أولى ان نحصن أنفسنا بالتزامنا القرارات الدولية وأهمها القرار 1701. لدينا جيش في الجنوب، هذا الامر يحصن لبنان ويخدم كل اللبنانيين، هذا هو فهمنا وهذه هي مقاربتنا".

واضاف: "عندما تلتزم الحكومة البند الثالث الذي ينص على حصرية القرار أي أن لا سياسات دفاعية وأمنية وسياسية خارج الدولة نكون نوجه طاولة الحوار لتدرس طريقة استقطاب السلاح. مفهومنا واضح على أساسه نعطي الحكومة الثقة، التحفظ لنوضح هذا المفهوم، نحن مع بعضنا كلبنانيين وخصوصا مع اخواننا في "حزب الله" ليعرفوا موقفنا بكل شفافية".

وقال: "الموضوع الثاني يتعلق بالغاء الطائفية السياسية، اليوم نحن كمسيحيين أريد أن أعبر عن شعورنا".

وقاطعه بري: "لا تحك كمسيحيين، إحك كقوات لبنانية، هذه أحد أسباب تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية".

وأكمل عدوان: "بكل صدق أقول ان المسيحيين يعتبرون ان الغاء الطائفية السياسية هو الغاء للمناصفة ولوجودهم، وبما ان الدولة ليست منتشرة على أراضيها، فان طرح هذه الامور في الوقت الحاضر يثير التشنجات ويدعو المسيحيين الى الانزعاج".

ورد عليه بري: "من الذي تحدث عن الغاء الطائفية؟ نحن في جلسة اللجان تكلمنا عن الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. هذا هو الموقف. أما الغاء الطائفية فالمسلمون الآن ضد هذا الامر وقسم من الشيعة وقسم من السنة وقسم من الدروز، أتكلم بواجب دستوري علي وهو في المادة 95".

وأضاف عدوان: "الواجب ان تنشر الدولة سلطتها على أراضيها وألا يكون هناك سلاح مع أحد ويجب ان يكون هناك قانون انتخابات يستطيع المسيحي أن يوصل النائب الذي يريده،  التوضيح فهمته. أتمنى عليك يا دولة الرئيس صادقا ان نسحب في الوقت الحاضر هذا الموضوع من التداول لتهدأ النفوس.

أما موضوع العلاقات مع سوريا فأعتقد أن لا عاقل يمكن ان يقول إن هذه العلاقات لا تخدم اذا كان ندية وصحيحة، مصلحة لبنان (...)".

وعلق أهمية على درس الموازنة وانتقد ممارسة قوى نفوذا يعطل عمل الحكومة والادارات وقال: "هناك ادارات في الدولة لا تنفذ القرارات القضائية، يعني دولة ضمن الدولة، هذه أمور يجب ان نكب عليها. اما الموضوع الثاني فيتعلق بوزارة العدل، من ان الذي قام بإقالة القاضي هو مجلس القضاء الاعلى، وآمل ألا تكون هذه الخطوة يتيمة، هناك لائحة لا تنتهي. المطلوب من وزير العدل تفعيل التفتيش لانه بين الغيبوبة والميوعة ". وعلق بري: "هذا الامر يقع على عاتقنا في المجلس النيابي، استقلالية القضاء". وقال عدوان: "الى الان لا نعرف ماذا حصل في "بنك المدينة". وقوبلت ملاحظته باستحسان النواب، فرد بري: "لماذا تصفقون (للنواب) انا الذي حكيت عن بنك المدينة؟"

الجميل وتسوية الغالب والمغلوب

واثنى النائب سامي الجميل على "اللغة العربية التي سمحت بان نقول الشيء وعكسه في هذا البيان الوزاري في امور اساسية ومفصلية مما يشكل هروبا جديدا من المسؤوليات ومن قول الحقيقة ومن حل مشكلات اللبنانيين بدلا من تأجيلها وتوريثها الى الابناء، وبدلا من حلها وهذا ما نفعله منذ سبعين سنة. فتمنى الا يكون هذا المجلس على صورة السبعين سنة الماضية.

منذ عام 1943 تحدث ازمة بين اللبنانيين فيختلفون ثم يتوصلون الى تسوية ودائما هناك غالب ومغلوب وهناك من يتسلم السلطة ويقمع الآخرين او يحتكر السلطة"، داعيا الجميع الى الاعتراف باخطاء الماضي وبعض التجاوزات التي ربما قد حصلت من اجل بناء الوطن. وتحدث عن "ثورة 1958 التي انتجت تسوية جديدة انفجرت عام 1969 ومن ثم عام 1973 وعام 1975 اذ لم يتفاهم اللبنانيون ولم يتصارحوا".

واضاف: "بعدها جاءت تسوية اخرى عام 1990 فكان اتفاق الطائف الذي هو في الشكل اجماع اللبنانيين وانما في الواقع وبالنسبة الينا لم يحصل في ظروف طبيعية ولم يكن الاشخاص المشاركون فيه في ظروف طبيعية ولا نستطيع القول انهم لم يخضعوا للضغط وللجيش السوري الذي كان في المجلس النيابي عند اقرار التعديلات".

"وبعد سقوط الشهداء والدمار والازمات لم يتصارح اللبنانيون ولكنهم توجهوا الى تسوية جديدة ودخلت البلاد في احتلال سوري. بعدها تحرر لبنان في نيسان 2005 من الاحتلال السوري بعد تحرره من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، فذهب اللبنانيون الى تسوية جديدة من دون النظر الى تركيبة النظام السياسي والى اسباب الازمات.

في عام 2008 كانت تسوية الدوحة حيث كان هناك غالب ومغلوب ونعيش اليوم تجربة ما حصل في 7 ايار من حيث فرض بعض بنود هذا البيان الوزاري"، مؤكدا "ان قسما من الوزراء والنواب الحاليين ليسوا موافقين على هذه البنود لو لم يكونوا مهددين في شكل او آخر من اجل القبول بامر الواقع".

وتوجه الى نواب "حزب الله" وقال: "اننا نحترم نضالكم ومقاومتكم ونحن اكثر من يفهمكم لاننا ناضلنا وقاومنا وسقط لنا شهداء ونعرف قيمة الشهادة والمقاومة ونعرف معنى القضية. ونحن نعترف بنضالكم من اجل تحرير جنوب لبنان من اسرائيل ونحترم شهداءكم ونحترمكم ونحترمهم، انما انتم لبنانيون مثلنا وكما نعترف بكل ما قمتم به من اجل هذا البلد نطالب بأن تعاملونا بالمثل وتعترفوا بنضال لبنانيين آخرين دفاعا عن لبنان في وجه الاحتلال السوري وتوطين الفلسطينيين.

لكم رأيكم ولنا رأينا. مهما كان رأيكم ورأينا، لا يمكنكم فرض رأيكم علينا فالمخول حسم هذا النقاش هو المجلس النيابي وبالتالي ما نتمناه ان نتعاطى بعضها مع بعض بانفتاح ومحبة والا يظن احد انه يستطيع فرض وجهة نظره على المجلس النيابي واللبنانيين".

واضاف: "لدينا رأينا في كيفية الدفاع عن لبنان وفي موقع لبنان في الصراع ضد اسرائيل فنحن لا نقبل ان يكون لبنان وحده في الواجهة في هذا الصراع".

واعلن رفضه بقاء سلاح "حزب الله"، وقال: "لماذا يحق للبنانيين امتلاك السلاح في حين لا يحق لآخرين كما يدفع بعضهم الضرائب والكهرباء فيما آخرون لا...؟ ولماذا يطبق القانون في مكان معين فيما لا يطبق في مكان آخر اضافة الى المساواة امام القضاء"، سائلا "لماذا يعاقب اي شاب لجنحة بسيطة فيما قاتل الضابط سامر حنا يطلق بعد بضعة اشهر من دون محاكمة؟ (...)".ورأى "ضرورة ان تقوم سوريا بمبادرات معنوية وعاطفية تجاه الشعب اللبناني بهدف بلسمة الجروح وطي صفحة المأساة والتحدث ايجابا تجاه خصومها السياسيين وعائلات الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا في وجه الاحتلال السوري (...)".

تويني: السلاح يستدرج السلاح

وقالت النائبة نايلة تويني: "على بُعد يومين من ذكرى استشهاد والدي جبران، وقبل اسابيع من ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، اقف للمرة الاولى امام المجلس لمناقشة البيان الوزاري للحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري. الموت، عذرا القتل، بدّل الاشخاص، لكنه لم يبدل في الاشخاص. كما لم يبدل المبادئ والمواقف والمواقع. فقد بقينا معا في صف الدفاع عن سيادة لبنان وحرياته. ووقفنا معا ضد كل محاولات خنق التحقيق والقضاء على المحكمة الدولية.

دولة الرئيس. ليست المصيبة وحدها التي جمعتنا.

جمعتنا ويجمعنا الامل بلبنان افضل، محصنا بوحدته، متمسكا بسيادته، ملتزما قضاياه، متجددا بشبابه، مؤمنا بطاقاته.

جمعتنا وتجمعنا ثورة الارز وحركة الرابع عشر من آذار وتحالف الاكثرية السيادية المنتصرة في الانتخابات تحت شعار "العبور الى الدولة".

جمعتنا ويجمعنا رفض هيمنة السلاح على الحياة السياسية لان السلاح في لبنان، خارج الشرعية يقضي مع الوقت على الشرعية. كذلك المناعة المتوخاة من هذا السلاح فتتحول حتما فقدانا لأي مناعة، وطنية كانت او دولية.

ان السلاح في لبنان، خارج  الشرعية وفي يد فريق سيدفع، كما نبه الى ذلك غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، سيدفع افرقاء آخرين الى التسلح مما يؤدي الى فتنة داخلية في لبنان وبين ابنائه او الى استدراج النزاع الاقليمي الى داخل لبنان وعلى ابنائه.

تجمعنا اليوم الرغبة الاكيدة على دعم نهجكم الواعد ونزعتكم الشبابية المندفعة وفكركم الاصلاحي التمدني الحديث.

نعم، تجمعنا بعض فقرات بيانكم الوزاري المتعلقة بأولويات الناس الملحة، وهي جديدة وواعدة ان اتحاوا لك ان تحققها. مع الاصرار على ابقاء حفظ السيادة وحماية الديموقراطية ونصرة العدالة الدولية ضمن اولويات الحكومة لانها ايضا في اولويات الناس.

من هذا الموقع لا بد لي ان اصارحكم بأن البيان الوزاري المتماسك في التعبير يخفي انقساماً حادا في التفكير، وهو مليء بالآمال البراقة التي بالكاد تغطي مواد احباطية للشعب اللبناني ولجمهورك تحديدا.

من هذا الموقع ندعوك يا دولة الرئيس الى الا تترك الالغام تطيح الاحلام. ونرجوك الا تفسح في المجال لتكريس واقع يعيدنا  الى "اتفاق القاهرة" المشؤوم وما تلاه من حرب اهلية واجتياح اسرائيلي واحتلال سوري.

اخشى ما اخشاه ان يتحول "العبور الى الدولة" انقلابا على الدولة وتراجعا عن مقوماتها.

تحسبا لذلك، ومنعا لأي ارتداد خطير على وضعنا الداخلي وامننا الخارجي، اتمنى ان تتصرف الحكومة وانت شخصيا على رأسها كالطبيب في غرفة العناية الفائقة، مانعا انفراد البعض بالمبادرات الخطيرة على ساحتنا وحدودنا كي لا نعطي العدو الاسرائيلي حجج الانقضاض التي يتمناها.

دولة الرئيس

انا بنت عائلة لبنانية متعددة الجذور الطائفية.

انا بنت عائلة لبنانية متعددة النسب والاختلاط.

وانا بنت عائلة لبنانية متعددة التوجهات الفكرية والحزبية.

وانا ايضا وقبل كل شيء بنت عائلة لبنانة واحدة في انتمائها والتزامها. يعنيها لبنان الواحد حتى لا تتمزق. يعنيها لبنان الشرعية كي لا تتفرق. يعنيها لبنان الحداثة كي لا تهاجر. انا لا اخشى الغاء الطائفية السياسية، لكني ادعو، في ضوء تجربتي الخاصة قبل العامة، الى نزعها من النفوس اولا.

وعلى هذا الاساس تعنينا تجربتك ويعنينا نجاحك. صحيح انه قد لا يعجبني تجاوز الاكثرية في تشكيل الحكومة. وقد لا يعجبني ولا يعجبني ادخال مواد اعتبرها تفجيرية في البيان الوزاري. وقد لا يعجبني ولا يعجبني احتمال زيارتك لدمشق قبل انجلاء نتائج التحقيق في قضايا الاغتيالات.

ولكني اليوم احسم خياري الى جانبك، واضعة صوتي المتواضع الى جانب من تجلى في قيادة ثورة الارز ليحمل رسالة هذه الثورة الى قلب المؤسسات الدستورية".

خوري: اسئلة كثيرة

وختاما تحدث النائب وليد خوري وقال: "اقترح استعادة محاضر الطائف وابقاءها في كنف رئاسة المجلس، ليستعان بها عند الضرورة من اجل تفسير بعض الفقرات الملتبسة، والامثلة هنا كثيرة كما تعلمون". وسأل "ماذا سيكون مصير السلاح الفلسطيني في لبنان؟ وبالتالي ما هو مصير تنفيذ مقررات هيئة الحوار الوطني على هذا الصعيد، وخصوصا ان البيان الحكومي خال من اي اطر تنفيذية ضرورية لقرارات كهذه". واضاف "ان قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا تبدو في البيان الحكومي خالية ايضا من الآلية المطلوبة، وكذلك الامر بالنسبة الى قضية اللبنانيين في اسرائيل والواردة في الفقرة 17".

وقال "تقول الحكومة انها ستعمل على استكمال اجراءات الاعداد للانتخابات البلدية والاختيارية واقتراح التعديلات التشريعية الملائمة. هذا ما يأمله اللبنانيون هل تود الحكومة اجراء هذه الانتخابات؟ وحسب اي قانون؟ هل ستتمكن الحكومة من اجراء هذه الانتخابات في ظل القانون الجديد ام سنبقى على القانون القديم؟ هل سيكون لدينا متسع من الوقت لاقرار القانون الجديد قبل نهاية ولاية المجالس البلدية القائمة في ايار 2010؟ اما وقد بادرت الحكومة مشكروة الى حسم خيارها بتعديل سن الاقتراع وتحديده بـ 18 عاما في مهلة لا تتعدى ستة اشهر، اسأل هنا: هل في نية الحكومة اشراك هذه الشريحة الشابة في انتخاب المجالس البلدية؟ وهل هناك متسع من الوقت لاجراء تعديلات لمدة موعد الانتخابات؟

من هذا المنطلق، احيي مساعي رئيس الجمهورية نحو تحريك الملفات الاصلاحية، ومنها اخيرا ملف اللامركزية الادارية الموسعة، البوابة الاساسية نحو مزيد من المشاركة الشعبية في القرار المناطق والوطني، وملف الانماء الشامل والمتوازن، وهي ملفات في راس اهتمامات تكتل التغيير والاصلاح".

قانصوه ومار مارون

واستهلت الجلسة المسائية بكلمة للنائب عاصم قانصوه تضمنت جملة ردود لجهة المقاومة والغاء الطائفية السياسية، وصولا الى الشق السوري.

وقال: "المقاومة لها مضمون سياسي هو الارض والدفاع عن كرامة الوطن لان اسرائيل لن تكون بعيدة يوما عن لبنان. لقد انتظرنا القرار 425 الا ان المقاومة هي التي حررت لبنان".

وذكّر بان "عام 1975 انشأنا الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، ثم اتت الحرب اللبنانية ومات لنا شهداء، وهؤلاء الشهداء ماتوا من اجل امرين: عروبة لبنان والغاء الطائفية السياسية".

ورد على النائب عدوان من غير ان يسميه، في موضوع وضع صور للشهداء على باب البرلمان، فأيده قانصوه، طالبا بان توضع صورتا الرئيس رشيد كرامي ورفيق الحريري والنائب الشهيد جبران تويني وغيرهم، ولكن مع ذكر من قتلهم.

وفي الموضوع السوري، دعا قانصوه الى "التمهل قليلا في استعمال عبارة الاحتلال السوري"، لافتا الى انه "في عام 1977 كان مع بيار الجميل في بكفيا يستقبل السوريين بالورود، فيما ذهب الرئيس امين الجميل 11 مرة الى سوريا لزيارة الرئيس (الراحل) حافظ الاسد، وقد رافقته في ثمان منها"، سائلا: "كيف هذه التناقضات؟ احترموا مشاعرنا قليلا، ولدي الكثير من المعلومات في التاريخ".ثم تطرق الى الحديث عن شؤون انمائية وحياتية كالطاقة والمياه واذ اشار الى مار مارون، علق النائب روبير غانم مرارا قائلا: "اهم شيء مار مارون"، فرد قانصوه: "فهمت تريد ان اقول ان مار مارون سوري".

الدويهي والمقاومة

وتلاه النائب اسطفان الدويهي مركزا في كلمته على المقاومة. وقال "ان المقاومة هي ملك كل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم الدينية". واضاف: “جاء البعض يجلد احد ابرز اعمدة قوة لبنان وسيادته تحت عنوان التباكي على السيادة وقرار السلم والحرب(...) ولو افترضنا جدلا اننا سندخل في تسوية مع العدو الاسرائيلي، أفليس من حقنا ان نسأل باي سلاح ندخل هذه التسوية، وما هي عوامل القوة التي نمتلكها سوى المقاومة وسلاحها لاسقاط مشروع التوطين ومنع استمرار العبث بأمننا وخرق سيادتنا؟".

واسف "لان البعض صور المقاومة على انها شر، فلتكن، ولكنها شر لا بد منه ليبقى لبنان حرا سيدا مستقلا".

وخص بكلمته الزميل الراحل ادمون شديد الذي طلب في وصيته ان يسجى في الحسينية قبل ان يقام له قداس في الكنيسة، وقال: "هذا الاعلامي اراد بوصيته ارسال برقية عاجلة الى رجالات السياسة في لبنان مفادها دعوا اللبنانيين بعيدا عن تحشيدكم الطائفي وهم كفيلون بالغاء الطائفية من النفوس".

الحلو: عناوين ثلاثة

اما النائب ميشال الحلو، فاشار الى عناوين ثلاثة: "اعطاء موقع رئاسة الجمهورية اهميته تحقيقا لروح الدستور وجوهر الميثاق، فتح الطريق امام تطوير دستورنا والتزام الديموقراطية التوافقية".

وطالب "بالاهتمام باوضاع جزين وتعزيز المحميات الطبيعية في منطقة تضم اكبر حرج صنوبر في الشرق الاوسط وبحصة في اعادة التشجير ووقايتها من حرائق الغابات وتطوير مستشفى جزين الحكومي".

فتوش: هجوم كاسح

وعادت القاعة تمتلىء حين بدأ النائب نقولا فتوش كلمته التي شن فيها هجوما على الحكومة ورئيسها، واستهلها بالقول: "لإخواني في 14 آذار انياب اقسى من أنياب الذئب".

ثم سأل الحريري: "اريد منك جوابا واضحاً لا لبس فيه: هل انت من شكل الحكومة، وهل انت من سمى اعضاءها؟ عندما اجتمعت بك في بيت الوسط يوم تشكيل الحكومة، قلت لي ان من يعترض على تسميتك وزيرا هم رئيس الجمهورية والسيد سمير جعجع والرئيس امين الجميل، وان لديك تحالفات لا يمكن الخروج منها.

سالتك: وانت هل تعترض؟ صمت وقلت: لا يمكنني ان اخرج منهم، اجبتك اذا لقد خرجت مني، فلم تجب. انتهى اللقاء ومسحت كل الاقوال والوعود السابقة ونكثت بالوعد وخالفت قول الله في كتابه "واوفوا العهد ان العهد كان مسؤولا".

ذكرني بالوفاء، الوفاء الذي يجعل الاوفياء في وحدة تامة وتراص، وعقد خناصر، وتلازم صفوف والسير في اتجاه واحد نحو الاهداف المنشودة (...)".

واضاف: "تشكلت الحكومة بعد ستة اشهر، واذا ببعض الوزراء يقدمون سيرهم الذاتية. فهم قبل الحكومة لا يملكون شهادات جامعية، واصبحوا في سيرهم الذاتية من حملة شهادات دون ذكر الجامعات".

وراى ان "الحكومة لا تشبه الا سيارة باص ريفية، كتب على مقدمتها ومؤخرتها وعلى جميع جوانبها سيري فعين الخارج ترعاك، سيري فعين القانون والحق والعدالة والصدقية والمصداقية تبلى بالعمى (...) شكلت هذه الحكومة وتم قتل الشهود وصانعي الاكثرية (...)".

وتوجه الى الحريري بالقول: "شكلت هذه الحكومة وتم قتل الشهود وصانعي الاكثرية. وما اصدق ما قاله مكيافيلي في الازمنة الغابرة عن قتل الشهود، ويا ليته صار قديسا، فهو قال: "عليك ان تقتل من جاء بك الى الحكم، لان هؤلاء يعرفونك وما انت عليه، وعليك ان تأتي باشخاص جدد لا يعرفونك فيحملون المباخر، وهكذا تستريح وتحكم والكل يهتف باسمك.

لكن اين زحلة والبقاع الاوسط اللذان جاءا بكم يا دولة الرئيس الى الحكومة؟ اين نتائج الانتخابات؟ زحلة مدينة الشرف التي لا موانىء لها. زحلة الرجولة والعنفوان وصانعة الاكثرية للاكثرية".

واذ سأل: "اليست زحلة اكبر مدينة مسيحية في هذا الشرق، ولها خصوصيتها اللبنانية ودورها التاريخي في الالفة والتعايش"، اعتبر ان "البيان الوزاري اشبه بالبيان السوريالي: الفاظ من دون العقارب ولا يجمع بينها سوى الشتات".

وانتقد "تحفظ بعض الوزراء"، مشير الى ان "لا تحفظ في البيانات الوزارية، لكون الثقة تعطى تكريسا للتضامن الوزاري، ولا يجوز ان تكون الثقة مجزأة او مقلقة على شرط، والتحفظ بدعة ابتكرها الهاربون من الاشكال او المشكلة".

وختم متوجها الى الوزير سليم وردة من دون ان يسميه قائلا: "اما وقد صرح بعظمة لسانه انه يمثل القوات اللبنانية في الحكومة، فقد صنف نفسه وجلس الى طاولة ليست زحلية والتزم قرارا غير قرار زحلة. وهذا ما يجعلني الى جانب ما اسلفت، احجب الثقة عن الحكومة".

انور الخليل والتعويضات

واثار النائب انور الخليل مسألة التعويضات؟

وقال: "تجاهل البيان الوزاري تعويضات ابناء المنطقة المحررة في الجنوب والتي اقرت بالقانون الرقم 362/2001. فهل تبنى ثقة المواطنين بتجاهل الحكومة لقانون تمنعت الحكومات المتعاقبة منذ التحرير عام 2000 عن تنفيذه واعطاء ابناء المنطقة المحررة ما هو حق في ذمة الدولة؟".

وسأل "لماذا يترك جانبا مشروع قانون المدينة الاعلامية والمعلوماتية الحرة الذي انجز في مطلع عام 2000، وهو مشروع حيوي ويستقطب استثمارات منتجة؟".

كبارة: حكومة الإنماء

بدوره، أمل النائب محمد كبارة في أن "يستطيع رئيس الحكومة تنفيذ ما جاء في البيان الوزاري، وفي ألا تتكرر بدعة المعارضة من داخل الحكومة كما حصل سابقا أيام تولي الرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومات".

وتمنى أن "تكون هذه الحكومة حكومة الانماء والتطوير، فنحن نحتاج اليها في مدينة طرابلس، فلا تكون مجلسا بلديا منزوع الصلاحيات، ولا سيما ان عليها التزامات محلية ودولية".

علي حسن خليل وردّ على الجميل

ورد النائب علي حسن خليل على كلام النائب سامي الجميل، فذكّره بأن "سوريا دخلت يوم ناداها البعض من اللبنانيين وعلى رأسهم الشيخ بيار الجميل". وقال: "ان ما ورد على لسان الزميل سامي الجميل خطير جدا لجهة التشكيك في الطائف وأنه اتفاق اكراه تحت الضغط، وهذا يتطلب اجابة واضحة ومباشرة".

ورأى ان "البيان الوزاري حدد شكل العلاقة مع سوريا من دون تحفظ، وبالتالي لا يمكن ان نساوي أبدا بين وجودها والاحتلال، وسوريا وقفت الى جانب لبنان والمقاومة ودحر الاحتلال واعادة بناء الجيش الوطني. لا يجوز اخفاء الحقائق والتاريخ".

ثم قارب موضوع المقاومة مذكرا بأن "اسرائيل على لسان قادتها منذ التأسيس لم تخف أطماعها في لبنان: أرضه ومياهه وتجربته الحضارية القائمة على التسامح والعيش المشترك (...)".

وبعدما عرض تجارب المقاومين وتدرّج المقاومة، سأل: "ماذا لو ربحت اسرائيل الحرب ولم يكن هناك مقاومة؟ بواقعية وموضوعية علينا ان نجيب عن هذا السؤال، لأنه ليس المهم ان نصف العدو ونشير اليه، وليس حلا ان نقول اننا نختلف على موضوع المقاومة ونحترم هذا الخلاف. ان المسؤولية الوطنية لا تتأمن باحترام الاختلاف مع التهرب من الاجابة عن الواجب المطلوب من كل منا ان يقوم به تجاه هذه القضية الوطنية".

وعاد الى 5 حزيران 2009 قبل يومين من الانتخابات، ليقول: "كان الرئيس بري حاسم الالتزام في الحفاظ على منطق الشراكة والتوافق وعلى أن لا خروج من أزمتنا السياسية الا بالعودة الى قواعد صيغة العيش المشترك (...) وهذا الموقف هو ما دفعنا فور الانتهاء من الانتخابات الى الدخول في التحضير لإعادة صياغة صورة العلاقات الداخلية على قاعدة الانفتاح والمصالحات".

زهرا والاستنابات

وفيما قال النائب أحمد فتفت ان الرئيس فؤاد السنيورة سيتحدث، لذلك يسحب كلمته، تلاه النائب انطوان زهرا قائلا: "ما هو موقف المجلس من الاستنابات القضائية السورية في حق نواب ووزراء سابقين وفي حق صحافيين وضباط، لا سيما ان هؤلاء تشملهم الحصانات؟. هذه الاستنابات هي شهادات للقضاء اللبناني (...)".

ورأى أنه "لولا التحفظ عن البند السادس في البيان الوزاري لما تشكلت حكومة ولما وضع بيان وزاري".

واقترح ايضا ان توضع صور الشهداء على باب المجلس، "ومن ضمنهم صور كمال جنبلاط والرئيس رينه معوض وبشير الجميل، وبالطبع رشيد كرامي، اضافة الى المفتي حسن خالد".

فرد الدويهي: "... وطوني فرنجية".

فعلق زهرا: "طبعا وطوني فرنجية".

رعد وتجهيز الجيش

وبدأ رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كلمته بالقول: "نبدأ بالثقة التي نمنحها للحكومة، وهي ثقة تنطوي على التزام التعاون الكامل من أجل توفير مستلزمات النجاح لهذه الحكومة".

وسأل: "الى متى سنبقى في لبنان نحلم بانتظام الحياة السياسية وقوة بنيان الدولة؟ والى متى سيبقى لبنان يتهدده عدو طامع تارة او داخل مأزوم ومتوجس تارة أخرى؟ هذا الوطن الذي نسلم جميعا بأنه قدرنا وملاذنا وفيه كل ماضينا ومحضن أجدادنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا. فهل يعقل ان نرفع طوال ازمتنا الاخيرة شعار تطبيق اتفاق الطائف نزايد فيه ضد بعضنا، ثم تقوم قيامتنا اليوم اذا ما دعينا الى تنفيذ بند من بنوده صار نصا دستوريا يتعلق بتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، وكلنا يعرف ان النص يحدد مهمتها "بدراسة واقتراح" الطرق الكفية للوصول الى ذلك وفق خطة مرحلية؟".

واسف لكون "العالم يعترف كله بانتصار مقاومتنا على العدو الصهيوني، فيما لا نزال هنا نسمع ا ثارات حول جدوى المقاومة وسلاحها ومبرر الاقرار باستمرار حقها ودورها في الدفاع عن لبنان".

وفي موضوع تجهيز الجيش، لفت كلام رعد حين قال: "ان جيشنا اللبناني الذي نعتز بشجاعته ووطنية قيادته وضباطه وجنوده ينبغي ان توليه الحكومة عنايتها التامة، وتوفر له مستلزمات التطوير والتجهيز عديدا وعتادا وتسليحا ليضاعف استعداده وقدرته على اداء مهمة الدفاع عن الوطن والتصدي للاحتلال وخروقاته للسيادة للبنانية. نعم، نحن المقاومة التي هزمت جيش العدو الصهيوني واسقطت دوره كفزاعة في المنطقة، نطالب بتجهيز جيشنا اللبناني بالسلاح النوعي الذي يمكنه من التصدي لسلاح العدوان الاسرائيلي، لان ذلك يطمئن شعبنا ويزيد من ثقة جنودنا بأنفسهم وبقدرتهم على الدفاع عن وطنهم".

وتحدث ايضا عن اهمية اصلاح القضاء والتربية "التي تتطلب عناية مركزة"، ودعا الى "سياسة اقتصادية – مالية توائم بين النمو والتنمية"، ليخلص الى القول ان "الديموقراطية التوافقية تبقى القاعدة والاساس للحكم في لبنان، لانها التجسيد الفعلي لروح الدستور وجوهر ميثاق العيش المشترك".

السنيورة: الاحساس بالرضى

وكانت الكلمة الاخيرة للرئيس فؤاد السنيورة الذي تحدث للمرة الاولى بصفته نائبا عن "الامة ومن مدينة صيدا" كما قال، وان لديه احساسا بالرضى والرحابة الذين تتيحهما الحرية السياسية وروح آليات الديموقراطية".

وقال: "كانت ايامنا النيابية هذا الاسبوع منذ انطلاق جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الانماء والتطوير حافلة بكل اصناف الآراء والمواقف بل التناقضات والتعارضات. فهذا الطرف انتقد وهذا ايد وذاك عاد وانتقد المنتقدين ورد على المخالفين. وقد يقول قائل او مراقب ما لكم يا قوم تتناقشون وتتلهون بالكبيرة والصغيرة فيما امامكم تحديات جسام وعمل وجهد ومشقة يجب ان تنصرفوا اليها. لكني اود ان اقطع الطريق على كل منتقد او معترض لاقول اننا في ممارستنا هذه انما نمارس ونعمل وفقا لما اخترناه وارتضيناه من نظام للعيش والحكم والتخاطب. اي اننا مارسنا ما نص عليه دستورنا ونظامنا الديموقراطي البرلماني القائم على انتخاب الشعب لممثليه".

واضاف: "انها ديموقراطيتنا وحياتنا البرلمانية، من دون أن ننسى أننا بالأمس القريب كنا نتقاصف وجهات النظر الخلافية في الشارع، فيما نحن اليوم وكما ينبغي لنا أن نفعل، نتبادل وجهات النظر المتباينة تحت قبّة البرلمان وبشكل حضاري ومسؤول. والأهم من ذلك كله اننا نشهد اليوم في ما ارجو أن يكون نتيجة ادراك متزايد لدى اللبنانيين ان لا بديل من الحوار والتواصل وسيلة لمعالجة اختلافاتنا، وبالتالي أن يكون ما توصلنا اليه بداية مرحلة من الاستقرار والهدوء والتي تساهم في تحقيقها واستدامتها خطوات شجعنا عليها، ولطالما سعينا من اجلها، اي المصالحة العربية التي انطلقت من قمة الكويت، والتي ان توسعت يمكن ان تحقق الكثير على اكثر من صعيد محلي وقومي عربي".

واكد أن "اللبنانيين متفقون على ان اسرائيل هي العدو، وإنما نختلف في طرائق الدفاع عن الوطن في مواجهة عدوانها. ولذا لا داعي لمنطق الاستقواء ومنطق الاستفزاز ومنطق التخوين، وذلك لأسباب عدة، منها ان هذا المنطق او اللامنطق ينقل المشكلة من مواجهة مع اسرائيل الى مشكلة داخلية في ما بيننا، وهذا حقيقة ما تريده اسرائيل. ومنذ سنوات يجري استغلال مسألة "التوطين" باتجاهات مختلفة وفي الداخل. والمشكلة ليست داخلية أبداً بل بيننا وبين الكيان الصهيوني الذي طرد وشرد الفلسطينيين من ارضهم، وبدلاً من ان تتوحد الجهود لمجابهة اسرائيل ترانا نتصادم بعضنا ببعض".

واذ  لفت الى اختلاف في وجهات النظر حول الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل سلاح المقاومة ودوره، اعتبر ان "هذا الاختلاف  يجب الا يكون سبباً في احداث الفرقة والتباعد او التصادم بين اللبنانيين، مع الاقرار بأن الاختلاف حق يجب علينا احترامه اولاً والعمل على معالجته عبر الحوار وبعيداً من الفرض والاملاء لكي يتم النقاش فيه في اجواء هادئة ورصينة توصلاً الى ما يحقق الاستقرار والأمان والازدهار".

وقال ايضاً: "لقد بتنا في المدة الاخيرة نواجه منطقاً غريباً عجيباً. فمن جهة يأتي من يقول اننا ملتزمون اتفاق الطائف، لكننا في الوقت عينه نجد انفسنا امام تفسير مغاير لنص هذا الاتفاق وروحه، يحاول نسف هذا الاتفاق، تحت عناوين تخرج نظامنا الدستوري واجتماعنا السياسي عن طبيعته وجوهره، وعما يميزه عن كثير من الانظمة السياسية المعروفة بالانظمة التوافقية".

ورأى ان "القول بالديموقراطية التوافقية، بديلاً من الديموقراطية البرلمانية، من الآن وحتى إلغاء الطائفية السياسية، ليس إلاّ محاولة للاطاحة بالدستور وتعليق أحكامه. فصحيح ان الدستور حسب المادة 65 يتضمن آلية لتنظيم اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، ولكن ذلك لا يعني على الاطلاق إعطاء حق الفيتو للجماعات الطائفية أو للكتل السياسية الممثلة فيه، بما يعطّل عمل المؤسسة الدستورية أو يلغي مفاعيله، ولأن تكريس هذه القاعدة تحت اسم الديموقراطية التوافقية من شأنه تغيير طبيعة وجوهر نظامنا الديموقراطي البرلماني".

وبعدما تطرق الى الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، أشار الى "الجهود الجبارة للرئيس سعد الحريري من أجل تشكيل هذه الحكومة. ولأنها حكومة ائتلاف ووحدة، فهي فرصة للقوى السياسية وللمواطنين، من أجل تعظيم المشتركات، والسعي الى معالجة الاختلافات والعمل على تثبيت الاستقرار، والسير باتجاه نمو وتنمية مستدامة على نحو ما استطاع لان تحقيقه في السنوات الماضية وزيادة".

وختم باعلان "الدعم الكامل والثقة بالرئيس الحريري وحكومته في هذه المهمة الواعدة".

لــقـــطـــــات  

بري لسامي الجميل: اللبنانيون هم الذين دعوا السوريين

•أثناء القاء النائب غسان مخيبر مداخلته لاحظ رئيس مجلس النواب نبيه بري اطالة النواب في مناقشة البيان الوزاري وقال ان الامور تاخذ وقتا طويلا وعندما تأتي الى المجلس يتكلم الاعلام الكريم عن اهدار في الوقت. انا مع فكرة أن تأخذ كل كتلة نيابية حيزا من الوقت توزعه مثلا على عدد من أعضائها، وهذا يكون مفيدا أكثر".

•عندما ارتفعت أصوات عدد من النواب واتسعت حلقاتهم في قاعة المجلس دعاهم بري الى "الحكي بالوشوشة".

•عندما أثار النائب عبد المجيد صالح حاجة صور الى بناء متحف ذكر بري بأنه قدم والنائب وليد جنبلاط مساهمة مالية لحفظ آثار المدينة في أحد المستودعات "وهذه الواقعة لها قصة طويلة مع وليد".

•حين تناول النائب سامي الجميل السوريين وتدخلاتهم في لبنان، علق بري قائلا: "نحن الذين دعونا السوريين الى لبنان" في اشارة منه الى دور الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل في هذا الشأن.

ورد عليه الجميل: "هذا رأيك".

•شوهد النواب نواف الموسوي والجميل وفادي الهبر في خلوة على الواقف في بهو المجلس في حديث سريع بين الموسوي والثاني وجورج عدوان.

•فيما كان النائب عباس هاشم يتحدث عن ملف القضاة تمتم النائب ياسين جابر باسم أحد القضاة فاستدعاه بري واستمع منه الى الاسم المذكور ثم دعاه الى ابلاغ وزير العدل ابرهيم نجار القضية.

•استقبل عدوان دخول وزير الطاقة جبران باسيل القاعة قائلا: "حضر الوزير المعارض سابقا والموالي حاليا".

•وصف الجميل البند السادسي البيان الوزاري بـ"الباطل وغير الشرعي". وفور الانتهاء من الغاء كلمته طلب النائب غازي زعيتر شطب عبارة "الاحتلال السوري" التي استحدثها الجميل في كلمته من المحضر.

 

الجنرال يُفضّل العثمانية

Now Lebanon 

 حازم الأمين

ما أن يُقرر الجنرال ميشال عون نقل اهتمامه عنا وعن لبنان ليتحدث في شأن خارج الحدود حتى نطلق أمنياتنا ببقائه عندنا، إذ إن الأضرار في حال تركيزه على لبنان تبقى أقل. فبالأمس، وفي خطابه في مجلس النواب حكم عون على العلمانية التركية بكلمة واحدة: الفشل! والسبب أن العلمانية في ذلك البلد فرضها أتاتورك وحرسها الجيش ولم يهيِّئ المجتمع لاحتضانها.

وكلام عون عن العلمانية التركية يصح في حال كان جزءًا من حوار بين صاحبي متجرين في برج حمود أو بين طالبي إدارة أعمال في الجامعة اليسوعية ممن لا تعنيهم العلمانية التركية إلا كفكرة عامة ضرورية لعملهما أو لدراستهما. أما أن يكون ذلك صادراً عن رجل من الفئة الأولى من بين سياسيي لبنان ففي الأمر ما يستحق الوقوف عنده، خصوصاً أن الجنرال أطلقه في سياق سجال لبناني حول إلغاء الطائفية السياسية. وهو على كل حال كان بغنى عن هذا المثل غير المتناسب على الإطلاق مع محطته اللبنانية لمواجهة الدعوى لإلغاء الطائفية.

فحكم عون على العلمانية التركية بالفشل والسعي الى تجنبها في لبنان يستبطن جهلاً مخيفاً بمآلات هذه العلمانية، ويختصرها بصعود الإسلاميين في ذلك البلد. وهو لا ينتبه الى أن الإسلاميين الأتراك يختلفون عن الإسلاميين في معظم الدول بأنهم أبناء هذه العلمانية، وهم الى حدٍ كبير أبناء ثقافتها وتجربتها.

واذا كان الحكم بالفشل هو ما أصدره عون على تركيا الأتاتوركية، وهو بحكم لبنانيته يدعو اللبنانيين الى تجنب الانزلاق الى ما انزلق اليه الأتراك قبل مئة سنة، فالتسلسل المنطقي لهذا التداعي الفكري يوصلنا الى ان عون يُفضّل العثمانية على الأتاتوركية، وهو أمر قد يُعيد العلاقة بينه وبين حزب "التحرير الإسلامي" صاحب نظرية "عودة الخلافة"، والذي كان عون أول من استهجن إعطاءه ترخيصاً للعمل في لبنان.

الحكم على تجربة سياسية واجتماعية وأمنية عمرها قرن بكلمة واحدة هي إحدى خصائص "العونية السياسية"، مع ما تعنيه من ارتجال واستعجال، ولكن أيضاً مع ما تعنيه من جهل بحقائق المنطقة وأحوالها. فمن يعرف القليل عن تركيا سيكون أكثر حيرة من عون في وصفه تلك التجربة بكلمة واحدة. ربما عليه ان يقف ويتأمل قليلاً بحال التجارب "غير العلمانية" في محيط البلد الذي استحضره كمثال في غير مكانه. وهل يعلم الجنرال أن إسلاميي تركيا، أبناء علمانيتها، هم أكثر حماسة من ممثلي العلمانية التركية (الجيش والأحزاب القومية) في التوجه نحو أوروبا، وأنهم حين حكموا ذهبوا أكثر من غيرهم في منح الأقلية الكردية حقوقاً ثقافية وقومية، وهذا شديد الانسجام مع البعد العلماني لإسلاميتهم.

ثم، وبما أننا في مرحلة نشهد فيها الزيارات "المميزة" و"العائلية" للجنرال الى دمشق، يحق لنا ان نسأله عن سبب عدم استحضاره العلمانية في سورية كعلامة على فشل التجربة أو نجاحها؟ أليست سورية أقرب إلينا كمثل وكنموذج؟ وماذا عن الطائفية في إيران يا دولة الرئيس؟ ففي سياق التحفظ على طرح إلغاء الطائفية، كان أولى بك استحضار النموذجين الأخيرين، اذ عندها كنا سنهب جميعنا للوقوف الى جانبك والدفاع عن طائفيتنا في لبنان التي لم ترقَ بعد الى مستوى طغيان جماعة على أخرى.

الجهل بالمحيط القريب هو أحد علامات الحياة السياسية في لبنان، ولكن الجنرال عون يطلب منا قبول ما هو أكثر من الجهل، أي ان نجعل من هذا الجهل مادة فهم وإقناع.     

 

 إذلال اللبنانيين وذلّهم:وئام وهّاب نموذجا

 الجمعة, 11 ديسمبر 2009 01:38

أفرد برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم على المؤسسة اللبنانية للإرسال حلقة كاملة لوئام وهّاب .

ومن تابع هذا اللقاء يكتشف المكانة التي بدأ وهاب يحتلها في الساحة اللبنانية ،ليس بفعل ارتباطه الوثيق بالنظام السوري فحسب ،بل بفعل تهافت سياسيين وإعلاميين للبنانيين لاعتماد وهاب ،وسيطا لهم في دمشق التي تستعد لتصبح محجة من جديد.

وفي إشارة الى الدرك الذي وصلت إليه أحوال رئاسة الجمهورية في لبنان ،بفعل "ضعفها "أمام "أزلام النظام السوري"،تمكن وهاب من أن يكشف أنه رفض موعدا حدده له رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،كاشفا أنه كان يزوره من أجل توجيه نصيحة غليه بعدم الذهاب الى واشنطن.

وهاب تحدث عن مصالحة أنجزها "اصدقاء مشتركون"مع وزير الدفاع الياس المر ،وهو سوف يلتقيه ،لاول مرة منذ اربع سنوات ،معددا الأمور التي سوف يحدثها فيه .

ومعلوم أن وهاب شن حملة على الياس المر ،متهما إياه بأنه عميل لأميركا ،مطالبا بعدم توزيره في الحكومة الأخيرة .

وفي ما يأتي "حوار ذل اللبنانيين"كما ورد في كلام الناس:

 اذهب الى سوريا مرة واحدة كل اسبوعين فلديّ هناك اصحاب كثر، وفي الاربع سنوات الماضية نشأت علاقة قوية معهم، والوفاء هو جزء من سياستها ومن استراتيجية النظام فيها، لكن معظم المشاوير الى دمشق تكون لزيارة الاصحاب وليس دائما من اجل السياسة.

 ليس من الضروري ان اكون بالصورة الى جانب الجنرال عون في سوريا، لعل الوزير ميشال سماحة ظهر في الصورة لعله يعمل على خط الجنرال عون وسوريا ولعله موفد من قبل ميشال عون في بعض الامور وهو له علاقة في هذا الامر.

وانا لم اكن ولو لمرة.  هذا الخط بين سوريا والعماد عون وهو ليس بحاجة لأن علاقته مباشرة ولا اعرف لعل هناك دوراً ما للوزير ميشال سماحة وطبعاً العماد عون يختار من يقوم بهذا الدور.

ودوري ليس مرتبطاً فقط بهذا الامر، وفي موضوع الوزير جنبلاط هو موضوع آخر لأنه موضوع درزي.

البعض تكلم عن نهاية دوري عندما ذهبت حكومة الرئيس عمر كرامي وبعد 7 ايار قالوا ذات الكلام وفي كل مرة كان دوري يتجدد بشكل اكبر، ولا يهم إن كان الموقع كبيراً ام صغيرا إنما المهم ان تكون انت من صنعه. أنا من الناس الذين صنعوا دورهم بيدهم وحفرت الصخر بالابرة ونجحت. هذا اهمية الموضوع.

س: بيدك ام بلسانك؟

ج: البارحة حددوا لي موعداً مع فخامة الرئيس ميشال سليمان لكن الغيته...

س: اعتذرت!!!!

ج: وهاب عفوا، لا اعرف كيف تكون بروتوكوليا، اعتذرت لانني كنت في الشام ولم اكن قادراً ان الحق بالموعد.

كان هناك كلاما اردت قوله للرئيس سليمان قبل زيارته لاميركا وانا إذا كنت صديقك سأختلف  معك وليس من الضروري ان اتفق معك دائماً.

 انا لم اشعر بأن هناك ضرورة لزيارة الرئيس سليمان لاميركا، كنت اريد ان اتكلم معه لكن لم اعد استطيع ان اراه قبل ان يذهب، والسؤال ماذا يوجد في اميركا اليوم، إذا محمود عباس طفل اميركا المدلل لا يجد شيئاً عندهم إذاً ماذا سيجد رئيس جمهورية لبنان عندهم، يعني نحن ذاهبون لنعطي اوباما افكاراً حول افغانستان وباكستان وكيف سيخرج من مأزقه، والاميركي اليوم منكفئ عن الساحة اللبنانية لان هناك شيئاً بينه وبين الفرنسي لها اسبابها والاميركي منشغل بافغانستان وباكستان ومنشغل بايجاد تركيبة سياسية ما تجعله ينسحب من العراق.

الصورة مهمة مع اوباما وانا اتمنى ان اتصور مع اوباما للذكرى، لكن غير ذلك لا شيء، وانا لا اقول ان هذا الامر هو هدف الرئيس سليمان لكنني اتكلم بسياق معين ان هذا الموضوع لن يوصل الى اي مكان. وانا اكيد بان الرئيس سليمان لن يجلب شيئاً من اميركا: وهل الاميركي ينتظر رئيس جمهورية لبنان لكي يلغي مخطط التوطين، أهكذا تتم الامور بهذه السذاجة.

س: هناك معلومات بأن الرئيس سليمان عرض على الرئيس الاسد ذهابه الى اميركا والرئيس الاسد شجع على ذلك؟

ج: وهاب: هذا رأي الرئيس الاسد، لكن انا رأيي مختلف. انا اتكلم ما اقتنع به وليس ما اسمهز

اما عن تسليح الجيش اللبناني فنحن نضحك على الناس بهذا الامر، هل يعقل ان تسلح اميركا لبنان وهناك اسرائيل على حدوده، يعني اي غبي سيقتنع بهذا الامر، أنا برأيي ان فخامة الرئيس جعل للبنان حضوراً السنة الماضية والسبب ان رئيس الحكومة تصرف وكأن ليس هناك رئيس جمهورية في لبنان، وانا اتكلم عن الرئيس السنيورة وخرج الى كل العالم موحياً، وكأن رئيس الحكومة هو السلطة في لبنان ولا وجود لرئيس الجمهورية.

 ممتاز ما قام به الرئيس سليمان في السنة الاولى من اعادة الحضور بالخارج لكن ماذا لدى اوباما لكي يذهب اليه، واوباما اليوم منكفئ لأن هناك تكليفاً فرنسيا الى حد كبير بالموضوع اللبناني وفي العلاقة مع سوريا ولهذا الموضوع اسبابه. اولاً: الاميركي لا يريد ازعاج عرب الاعتدال، ثانياً: وضعه الداخلي فهناك جزء كبير من المحافظين الجدد موجودين في الادارة وهناك معلومات ان اوباما قام بتغيير 42% من الادارة السابقة الموجودة فهو قد كلف الفرنسي في هذا الموضوع.

هناك مناقشات في الجلسة  مضحكة فهناك اتفاق على إدارة لبنان من قبل السوري والفرنسي، السوري له جزء اساسي بهذا الدور، احد المقربين من ساركوزي يقول ان هناك إعادة إدارة للبنان ولكن السوري سيكون هذه المرة انيقاً وناعماً، واصبحنا في مكان آخر باتفاق سعودي ـ سوري ـ فرنسي ومن وراءه الاميركي ـ التركي ـ الايراني، وبين الايراني والسوري هناك وهم اسمه الفصل، وانا رأيي ان اي حديث عن هذا الفصل هو خطأ وتضييع للوقت.

 س: من قام بتدبير هذه الزيارة للرئيس سليمان الى اميركا؟

ج: وهاب: ما اعرفه بأن الرئيس سليمان طلب موعداً وهناك كلام عن ان الوزير الياس المر وسأتكلم معه عندما اراه وغدا سألتقي به، وانا اتكلم عن الوزير المر بحرص انا والياس اخوة والاخوة يتزاعلون من وقت لآخر، وهناك اشياء كثيرة سأتكلم معه عنها امور تبدأ منذ اربع سنوات ولغاية اليوم ومنذ 4 سنوات لم نلتق هناك اصدقاء مشتركين دخلوا على الخط لكي نلتقي. والوزير المر عندما ذهب الى سوريا كان الجو جداً ودي وهو اكد من سوريا بأنه لا يتهم بالانفجار. آل المر بشكل عام تربطهم علاقة مميزة بسوريا، الرئيس ميشال المر أوجه له تحية وصل اليوم من باريس ومريض وابو الياس رجل له مواقف وكان يقول لي باستمرار عن علاقته بسوريا، ولم يستح من هذا الأمر ابداً. سوف يبدأ الحديث مع الوزير المر غداً بالعتاب وسننتهي بالسياسة.

س: كيف صودف أن زيارة الرئيس سليمان الى اميركا سبقتها زيارة ميشال عون بهذا التكريم الفضفاض الى دمشق؟ هل يقصد السوري أن يقول، كما كتبت جريدة السفير اليوم، ان سوريا تتعاطى مع ميشال سليمان بصفته الرسمية لرئيس جمهورية بينما تتعاطى مع ميشال عون بصفته الزعيم المسيحي والماروني الاول في لبنان؟

ج: ميشال عون ليس رئيس جمهورية، وميشال سليمان ليس زعيم مسيحي،  يعني اعتقد أن الرئيس سليمان ليس طامحاً بزعامة المسيحيين، لا إمكانية لهذا الموضوع.؟

س: لماذا تحديد الزيارة بهذا التوقيت؟

ج: منذ فترة كنت اعرف ان هناك مشروع زيارة وتشاور، وليس مطروحاً بهذا التوقيت، او ان يكونوا تعمدوا طرحه بهذا التوقيت، ولكن يمكن ان يقوم الرئيس الاسد بحملة مشاورات معينة.

س: ما الهدف من هذه المشاورات؟

ج: بين فترة واخرى، فأنت تعرف هناك حلفاء لسوريا وهناك اناس طرحوا انفسهم للتحالف.

س: من طرح نفسه للتحالف؟

ج: كثر، فاليوم من لا يتحدثون مع سوريا في لبنان معدودون بالطقم السياسي، ولا يتجاوزون العشرة او اثنا عشرة شخص. فالباقون عادوا لسياق طبيعي للعلاقة بين لبنان وسوريا، لأن ما كان يحصل منذ خمس سنوات لم يكن طبيعي، فالحرب المفتوحة بين لبنان وسوريا لم  تكن مسألة طبيعية، ما نقوله نحن، من له ثأر عند سوريا، فليأخذه لوحده ولا يأخذ اللبنانيين معه.

س: توحي بأن دمشق تنظر بقلق الى اداء الرئيس سليمان؟

ج: لا. انت قلت ان الرئيس الاسد شجعه على الزيارة، حسب معلوماتك، ولكن انا مع هذا الموضوع، وهو ليس له علاقة بموقف سوري، انا اراقب الوضع واحلل الامور، رأيي الزيارة تضر اكثر مما تفيد.

س: سعد الحريري في دمشق متى؟

ج: هناك كلام بأنها اول الاسبوع المقبل.

س: انت اتيت بعد ظهر اليوم من سوريا، فما معلومات سوريا اليوم بعد الظهر؟

ج: السوريون لا يتحدثون بهذه الطريقة.

س: المعلومات الامنية؟

ج: لا معلومات امنية لدي، انا اقرأ سياسة.

س: هل اخرت الاستنابات القضائية موضوع زيارة سعد الحريري؟

ج: لا يجب، وإذا سألتني رأيي الشخصي، انا لست مع الاستنابات بهذا الوقت، لان الامور ذاهبة بجو توافقي وسعد الحريري ذاهب الى سوريا، وسعد الحريري اقدم على خطوة شجاعة في مجلس الوزراء بالغاء بعض الكلمات السخيفة التي لا طعم لها، والتي كان بعض الاوقات يتسلى فيها الرئيس فؤاد السنيورة ويعمل عليها.

س: لماذا تتحدث عن الرئيس السنيورة ماذا فعل لك؟

ج: لا شيء. اريد ان اقول لك كم اساء السنيورة لموضوع العلاقات، لدي امامي هنا محضر اجتماع بين رئيس وزراء لبنان ورئيس وزراء سوريا ناجي العطري، تحدث كلام عن سوريا، بعد اغتيال الرئيس الحريري بقليل، هذا محضر اجتماع منعقد  في دمشق بتاريخ 31/7/2005، قال السنيورة في الاجتماع: اتيت الى سوريا الشقيقة لانني صاحب قضية، وقضيتي قومية عربية، اتمنى ان ارى الطريق فارغة من الشاحنات اثناء عودتي، اما في ما يتعلق بفكرة الوفاء العربي والقومي، الوفاء لسوريا، فارجو ترك هذا الموضوع لي، واتعهد بأن اتحدث حول ذلك  من منطلق الوفاء لسوريا، لكن ليس في دمشق، وسأختار الوقت والظروف المناسبين لذلك، فالاخلاق والمبادئ التي احملها هي التي ستلزمني بذلك.

هنا، عبر دولته عن سعادته بزيارة القطر العربي الشقيق، مشيرا الى انه جرت العادة، وبعد تشكيل الحكومات اللبنانية قبل 57، فإن اول زيارة خارجية لرئيس الوزراء تكون لسوريا، وذلك انطلاقاً من اهمية العلاقات. وبعد ذلك اتى وخرب كل شيء، واتهم سوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبدأ يحرض على هذا الموضوع، وهو يعرف أنه لم يكن مستندا لمعلومات ولا الى اي شيء بهذا الموضوع، ولا اي اثباتات.

عادة  رئيس الحكومة هو رئيس حكومة كل لبنان، وبالنهاية سيحمل الهم عن كل اللبنانيين، ويتصرف كرجل دولة هو ليس زعيم حزب.

س: ماذا اثر هذا الموضوع، هل تقصد ان تقول ان سعد الحريري يتصرف اليوم بشجاعة وبطولة على عكس اداء السنيورة؟

ج: نعم يتصرف بشجاعة، لا احد حمل على سعد الحريري بالسنوات السابقة مثلي، وكان هناك اسباب، ولكن عندما يتصرف بشجاعة انا اقول انه تصرف بشجاعة، هذا الرجل بعد الانتخابات  يتصرف بشجاعة. ولا يمكننا ان نقول غير ذلك. ولكن رغم هذا الامر، اتمنى على سعد الحريري ان الكلام الذي يصدر عن بعض العناصر الموجودة، شيء من البقاع وشيء من الشمال، هذا الكلام يسيء لسعد الحريري وليس لسوريا ولا للمقاومة. فهذا الكلام يظهر إما سعد الحريري عاجز، وإما غير راغب، وانا رأيي ليس الاثنين. الخيار الثالث انه يجب ضبط الامور،  وهؤلاء الموظفون فليقبضوا رواتبهم ويبقوا على جنب.

س: ما رأيك بتحفظ الرئيس الجميل وسامي الجميل على البند السادس؟

ج: رأيي ان الشجاعة  تقتضي، بأن اخرج من الحكومة إذا كنت معترضاً. لا يمكن ان تأخذ مغانم السلطة، ومغانم المعارضة بذات الوقت، او مغانم السلطة او مغانم المعارضة، ولكن ان تتحدث لغتين بذات الوقت، فلن يمشي الحال.

انا لا اعلق على رأيه، بل احترم رأيه، وهذا حق له، ولكن ليس من حقه ان يشارك في الحكومة ويقول أنه متحفظ او معترض.

س: بموضوع الاستنابات القضائية، هناك جو يقول أن سعد الحريري جمد موضوع زيارته الى سوريا، طالما هناك استنابات قضائية، صح أم لا؟ وهل يمكن لقرار قضائي أن يمر من دون غطاء سياسي في داخل سوريا؟

ج: إذا سأقول لك لن تصدق، ولن يصدق احد أنه مر من دون قرار سياسي.

الموضوع ان مجموعة محامين كلفهم جميل السيد، وقاموا بهذا الموضوع "ومشوّه"، بالطرق القانونية من دون اي قرار سياسي.

وأشار وهاب الى ان علاقة الجنرال عون بسوريا مباشرة، فلا يكلّف احد ولا يرفض رسالة عبر أحد، وقال "تربط عون بسوريا علاقة شخصية واحترام متبادل، سوريا تحترم شخص قاتل سوريا وصالحها، والرئيس الفرزلي لعب دوراً كبيراً قبل تشكيل الحكومة".

وأضاف "الجنرال عون ارسل الى سوريا موفد هو الوزير جبران باسيل وتداول مع القيادة السورية بأمور تشكيل الحكومة، وسوريا هي التي تدخلت مع دولة الرئيس سعد الحريري لحلحلة موضوع وزارتي الطاقة والاتصالات".

وعن الاتصالات السعودية – السورية لفت وهاب الى انها قائمة بشكل دائم وهناك تنسيق بينهما، وقال "اذا تراجع جميل السيد عن الدعوى يمكن ان تسحب الإستنابات القضائية، وإذا طلبت سوريا منه هذا الامر فسيتراجع".

الرئيس الحريري يستطيع اصطحاب من يشاء معه للذهاب الى سوريا ومن اصول الضيافات ان لا تضع الشروط فهذا ليس من عادات العرب.

لا اعتقد ان هناك ملفات في هذه الزيارة الاولى الى سوريا، هي فقط للتعارف ولكسر الجليد. الكلام الذي يحكى لا طعم له ويستطيع ان يجلب البرازق من سوريا.

رئيس الحكومة يجب ان يتعرف على المسؤولين السوريين وسيذهب الى السعودية قبل سوريا وهذا اتفاق بين السوريين والسعوديين.

الرئيس الحريري كان جريئاً عندما قال: اذا لم تكن سوريا وراء اغتيال والدي انا سأذهب وأقعد في الشام في منزلي الى ان يسقبلوني، وهذا الكلام قيل من قبل اشخاص، والجميع بات لديهم معلومات بأن سوريا خارج موضوع اغتيال الرئيس الحريري والرئيس سعد الحريري لديه معلومات بهذا الامر وانا متأكد من هذا الامر، وهذا الشيء سهّل زيارته وبحسب بعض الناس الذين التقوا بلمار يقولون بأن بلمار وصل الى نتيجة، نحن مشكلتنا جلادين للناس (الله يوجهلوا الخير لعدنان عضوم رغم كل الحملة التي جرت بحقه هذا المعتر الفقير الذي سكن في منزل مساحته 100 متر والذي ايضاً لا يستطيع احد ان يقول انه قدم له هدية في يوم من الايام.) والظاهر ان المحكمة ستعود للاستراليين في هذا الموضوع بحسب ما فهمت وان من يظن ان موضوع احمد ابو عدس لعبة احمد ابو عدس رجل جدي وأنا تحريت عنه كثيراً ومؤخراً كان لي جلسة مع اشخاص مهمين في طرابلس ويعملون بالعسكر والامن ولهم فترة طويلة، احدهم يعرفه جيداً قال: غبي من يعتقد ان احمد ابو عدس لعبة فهو شخص متدين ويعلم ماذا يريد وماذا يريد ان يفعل وهذا الشخص قال بأنه لم يستغرب ان يكون ابو عدس قد شارك في الجريمة.

وهناك ضغط حصل ليذهبوا نحو دير شبيغل من قبل اسرائيل واميركا لكنهم لم يفلحوا.

الله يرحم رفيق الحريري وسوف اتكلم بعد حين عن هذا الامر، حتى الرئيس رفيق الحريري لو سألته لم يكن ليقبل بما جرى في الاربع سنوات الماضية.

وليد جنبلاط سيزور سوريا، هناك البعض يحاول ان يسرب بأن الباب مقفل امام وليد جنبلاط، هذا الكلام غير صحيح وغير صحيح ان هناك من يريد اذلاله ليأخذه، الى سوريا ومن يسرب هذا الكلام هو لا يحب جنبلاط ولا سوريا، الرئيس الاسد لديه في موضوع الدروز نقطة ضعف ما عاطفية، فهو يكن محبة لهذه الطائفة ولها مكانة عنده. هذا الموضوع يساعد كثيراً في حلحلة المشكلة العالقة. وعلينا ان لا ننسى ان المشكلة قديمة منذ 5 سنوات ولن تحل في 5 ايام وليس صحيحاً انه طلب من جنبلاط ان يتصالح مع اميل لحود وميشال عون، جنبلاط قام ببعض المبادرات باتجاه المصالحات، والرئيس سليمان قام بمبادرة عون وفرنجية وانا من الناس الذين تدخلوا بين جنبلاط وفرنجية وكنا وصلنا لمبدأ اللقاء، وايضاً الوزير جان عبيد كان له دور اساسي في هذا الموضوع، ولكن وصلنا الى محل وضعنا فيه بأزمة المكان.

السوريون لا يطلبون شيئاً من جنبلاط الذي لديه بعض الخطوات الذي قرر اصلاً ان يقوم بها، وليد جنبلاط يعلم تماماً ان المرحلة الماضية قد تركت ندوباً عند الشعب السوري.

متى ستتصالح مع سعد الحريري؟

وهاب: بعد ان يذهب الى سوريا وبعد ان يصبح تصحيح لهذه العلاقات. وانا اتناول العشاء والفطور في منزلي .هذه مزحة. انا والرئيس سعد الحريري اختلفنا على امرين: العلاقات مع سوريا والمقاومة وهذان الامران قد حلوا لدى الشيخ سعد، معنى ذلك لم يعد هناك خلاف سياسي وبقي الموضوع الشخصي هو ثانوي بالنسبة لي.

س: هل ستطلب منه موعداً.

ج: انا لا اطب موعداً ربما يكون هناك ترتيب ما وهناك محبون كثر.

س: متى ستلتقي سمير جعجع؟

ج: سأنتظر كي تأخذني مثلما كنا نذهب قبل ان يدخل الى السجن انا وانت.

 عندما كنا نذهب معاً الى غدراس كنا نحاول حينها وصل ما انقطع في الجبل كنا يومها بالعشرينات من العمر ولم نكن ندري صعوبة اللعبة. انا وانت استاذ مارسيل وعندما تهجر المسيحيون من الجبل اعتبرت يومها ان الجبل انتهى. المشكلة هي انك اذا قمت بنصيحة الدكتور جعجع فإنه يشتكي عليك في اليوم الثاني وفي وقت ما وجهت اليه بعض النصائح وفي اليوم الثاني تقدم بخمس شكاوى ضدي.

جعجع لم يفرض شيء، الله يخلي محمد بن راشد ولي عهد الامارات الذي حسّن امور جعجع في الحكومة.

س: لماذا محمد بن راشد؟

ج: بعث له بكتابات من مؤلفاته، قرأهم واقتنع بهم فمشي الحال.

وتحدث وهاب عن كسارات النائب نقولا فتوش في منطقة ضهر البيدر، مذكراً انه عندما كان وزيراً للبيئة اصدر قراراً بإقفال الكسارات، و"خوفوني" من السوريين حينها.

وأشار وهاب ان سوريا ليست داعمة لفتوش في هذا الموضوع، مؤكداً انه حين اصدر قرار اقفال الكسارات لم يسأله اي طرف سوري عن هذا القرار.

وقال: "العهود تتغير ولكن مقبّلي الايادي لا تتغير".

وعن اعطاء الثقة للحكومة قال وهاب: لقد قلت عدة مرات انني لو كنت نائباً لن اعطي سعد الحريري الثقة، ولكن اليوم هو في موقف سياسي متطور وهو قريب من موقفي السياسي، وفي هذا الموقف، نعم قد اعطي الثقة لهذه الحكومة، خصوصاً ان هناك اشخاصا كثرا يمثلوني فيها كغازي العريضي، ووزراء التيار الوطني الحر، ومحمد خليفة ووزراء حزب الله، والوزير سليمان فرنجية.

واضاف: انا لا اؤيد الناس على انتمائها السياسي، فمثلاً زياد بارود يمثلني رغم انه هناك حرب موجهة ضده من الكثير وحتى من الاجهزة داخل وزارته والمشكلة تكمن ان من معه لا يحموه، ومن ضده يقيمون حرباً عليه قبل ان يأتي الى الحكومة.

وتابع: كان من المفروض ان تتم حمايته اكثر من قبل، من يستطيع حمايته، وكان يجب ان يكب (يرمي) المدير العام 60 يوماً في المنزل وهذا حقه، معتبراً ان المدير العام وعد بارود بأمر وقام بأمر آخر.

وأنا اعتبر ان ما حصل لا يجوز لأن انطوان شكور ليس دركياً.

ولفت وهاب الى ان لديه ملاحظات كثيرة على الاجهزة الامنية الاخرى، ما عدا الجيش الذي قام بإنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية، معتبراً انه لولا الجيش لتفكك البلد.

واضاف: بدل ان تدفع المال على بعض الاجهزة الاخرى التي لا فائدة لها، لتعزز الجيش ومخابرات الجيش التي تقوم بإنجازات كبيرة، مؤخراً الشبكة التي القي القبض عليها.

واضاف: لا يعقل ان تعطى موازنة بقيمة مليوني ليرة لبنانية لرئيس فرع في الجنوب لكي يعمل في الجنوب.

واضاف: هناك مهام كثيرة امام الجيش، اهمها المخيمات والمنظمات الاصولية وغيرها.

ولفت الى ان على الحكومة ان تتنبه من ان كل الاجهزة والمؤسسات بقيت كما هي بسبب الجيش.

واضاف: هناك جهاز من الاجهزة لديه نقص بالعقداء والعمداء، ولأنه لا يشعر بأن لديه ثقة في جهازه وفي مكانه، فيقوم بجلب عناصر من مؤسسة اخرى بدل من ان يقوم بترقية اشخاص من مؤسسته والجهاز معروف:الامن العام..

وأكد ان اخته في الامن العام وهي برتبة عقيد وليست بحاجة الى واسطة للترقية، واشار الى انه قام بزيارة لريمون روفايل لطلب ترقية لها، فرد عليه روفايل بأن اختك ليست بحاجة الى واسطة.

نحن لا نؤمن بالواسطة.

وقال وهاب: لدي ملفات عن بعض المؤسسات الامنية اقوم بتحضيرها واريد ان اتحدث عنها وملفات تفصيلية وهناك امور معيبة تحدث.

واضاف: الملف سأطرحه عندما يصبح الملف جاهزاً وفي يدي.

مرسيل: رأيتك تكتب جزيني – امن عام.

وهاب: نعم، وفيق جزيني مدير عام الامن العام: وعندما يصبح لدي الملف كاملاً سأتكلم.

وأكد ان الاجهزة جميعها ستتغير، متمنياً ان يعيّنوا الاكفأ مكان اي شخص، ومن لديه القدرة على ادارة الاجهزة لأن الاجهزة ليست "تنفيعات".

أنا برأيي ان نقوم بتعيين وسام الحسن مديراً عاما لقوى الامن الداخلي، وانا بالنسبة لي وخلال الخمس سنوات لم يسىء لي ابدا بالرغم من الكلام الذي قيل عن ممارسات الجهاز، وانا احد هؤلاء الذين تكلموا، وانا لا اخطئ بحق احد، لكن عندما اقترفت المحكمة الدولية خطأ بحقي حينها لم اوفرهم وما زال رأيي بالمحكمة كما السابق ولن يتغير.

س: هل ستفعل شيئاً هذه المحكمة؟

ج: الله يرحم الاموات.

س: تريد ان تتحدث عن موضوع التعيينات الادارية، هل تطالب بحصص بموضوع التعيينات، تريد حصتك؟

ج: ليس حصة، ولكن إذا تعيين اشخاص غير كفوئين، بقدر إمكانيتي لن اسكت، وسأهجم على وزراء المعارضة قبل وزراء الموالاة إذا عينوا غير كفوئين. لا يجوز ان تعين "ازلام" في الادارة،  هناك الآلاف لديهم كفاءات، فتحضر اشخاص لديها كفاءات، تأتي بالـcv     وتدرسه وتشكل لجنة، فأنا افضل تشكيل لجنة واظن انها طرحت ايام الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، فتقابل اللجنة الناس وترى الاكفأ، ولكن ان تأتي بشخص مدير عام او رئيس مجلس إدارة لأنه "زلمتك"، فعندها سأمسح الأرض بهم إذا فعلوا ذلك. لا يمكننا أن نحتقر الناس إلى هذه الدرجة.

س: حصلت تعيينات في الاسابيع الماضية..

ج: حصلت عملية تهريب وليس تعيينات في كازينو لبنان، وهي عملية مشينة، فلا يجوز ان اعين شخصا في كازينو لبنان وهو ممنوع من دخول  الكازينو، وكازينوات اخرى.

س: عن من تتحدث؟

ج: عن الذي تعين في كازينو لبنان؟

س: تتحدث عن رئيس مجلس الادارة؟

ج: ربما.

س: رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان من اكثر الناس كفاءة ومصداقية.

ج: من يقرر ذلك؟، هو آدمي، وانا لا اقول عنه "ازعر"، ولكن من قرر انه احسن من غيره؟

س: هل حميد كريدي ممنوع من دخول كازينوات؟

ج: هكذا سمعت، ولكن من قرر انه هو الاحسن؟ اليس هناك لبنانيون موجودين في لبنان؟ لماذا سنحضر شخصاً موجود 25 سنة في سويسرا ونعينه؟

س: لأنه ربما آدمي؟

ج: اليس هناك اوادم في لبنان؟ اليس هناك اوادم في الموارنة؟ اليس هناك كفاءات في لبنان؟ ما هي الكفاءة الموجودة عند حميد كريدي ليست عند غيره؟

س: لماذا نظرت على حميد كريدي ولم تنظر على اعضاء مجلس الادارة الذين اغلبيتهم بقيوا كما كانوا؟

ج: طبعاً انا آسف أن هناك احد المراجع عين قريبه.

س: من؟

ج: لن اقول عنه، احتراماً لموقعه.

س: لا يمكنك ان تتحدث عن حميد كريدي ولا تتحدث عن اعضاء مجلس الادارة؟

ج: هناك حكيم تعين ايضا اليس كذلك؟ اعتقد أنك تعرف اكثر مني.

س: كيف نظرت الى خطوات القضاء بالبدء بعزل قضاة؟

ج: اتمنى ان لا تكون صرخة  في البرية، فهناك قضاة فاسدون في لبنان كثر، مثلا هناك قاض  في بيروت، يبني قصرا في كسروان كلفه حوالي مليوني دولار، فليخبرني من اين هذا المعاش؟

س: لماذا لم تخبر عنه؟

ج: افكر بان اقوم بشكوى عليه، هناك شاب لدي سأعطيه ليضع كفالة 25 مليون ليرة بالقضاء ليحق له الادعاء عليه، وسيدعي عليه تحت بند "من اين لك هذا؟"، او فليذهب الآن، إذا لم يذهب سيدعي عليه.

س: ربما اخذ ورثة من احد؟

ج: انا اعرف انه لم يأخذ شيئاً، قاضي في بيروت.

هناك عشرات القضاة الاوادم القديسين، وهناك عشرات القضاة الفاسدين، بلد من دون قضاء  لا يكفي.

س: انت لا تتدخل مع القضاة؟

ج: أنا اتدخل مع قضاة، ولكن فليمنعونا كلنا. اتدخل مع قضاة لان هناك تدخلا مقابلا، ولكن انا لا اتدخل مع قضاة لاظلم احد، بل اتدخل إذا كان هناك احد مظلوم.

وزير العدل مثلا هو من الناس الذي لم يستعمل سلطته للتأثير على القضاة. وهذا امر ايجابي وجيد.

س: انت ايضا بنيت قصراَ في ضيعتك؟

ج: انا عمرت عشرة ولكن انا لست موظفاً، ولست ماداً يدي على مال الدولة، انا حر ان ابني ما اريد من تعبي.

س: ماذا تعمل؟ وزير سابق؟

ج: انا لدي عملي وانت تعرف. انا لحقت العراق بالعمل، ولحقت دبي بالعمل، وانت تعرف انني  عمرت بيتي قبل ان اكون وزيراً. وانت تعرف من ساعدني. واوجه له تحية الآن على التلفاز.

س: كيف تلقيت الردود على الطعون الدستورية؟

ج: الله يوجه الخير لايلي سكاف. "ديعانه"، ان يغدر به.

س: من قبل من؟

ج: من قبل كل الذين طابقوا بهذا الموضوع.

س: بما فيهم الجنرال عون؟

ج: لا، الجنرال عون لم يطابق ولا مرة على ايلي سكاف. اصلا عون ليس لديه حصة بالمجلس الدستوري، ولو كان بيده فكان قاتل من اجل ايلي سكاف، وانا اكيد من هذا الموضوع، ولكن "عيب ينعمل بايلي سكاف هيك"، على كل حال لا مشكلة، فليبقوا يحولونه ضحية فهكذا يريح اكثر.

س: هل سيخوض تيار التوحيد الانتخابات البلدية؟

ج: طبعاً، نحن خضنا الانتخابات البلدية، وحصل المرشحان الاثنان لتيار التوحيد 27 الف صوت في الشوف وعاليه، وهناك نواب نجحوا بأقل.

س: يعني لديك حيثية؟

ج: طبعا لدينا حيثية وانت تعرف ذلك.

س: من لديه حيثية اكثر انت او طلال ارسلان؟

ج: لا اعرف المير عمره 1200 سنة، هو كبير، وانا فلاح.

وعشية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب جبران تويني، اشار وهاب الى ان "من الواضح ان اغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج كان انتقاما لما قام به في مخيم نهر البارد"، فهناك اعترافات.

ولفت الى "ان سوريا كشفت جزء اساسياً من الملف بالتعاون مع الاجهزة اللبنانية، وكل المخابرات الاوروبية مطلعة على هذا الملف، اي موضوع فتح الاسلام في سوريا، وهناك تعاون بين اجهزة الدول".

وحيا وهاب ذكرى الحاج وشهادته واشاد بمسيرته اما عن الشهيد النائب جبران تويني قال وهاب: "جبران كان لديه رأيه السياسي وموقفه، واضاف: "هناك اعترافات في قضية اغتيال وليد عيدو، وفرانسوا الحاج اعترافات مدونة ضمن تحقيقات ومحاضر، ولا اعرف من اغتال جبران تويني، ونحن نفتقده، وعندما نتعرف على من ورث هذا الشخص نفتقده اكثر".

انتهى موضوع تفجير الوضع في لبنان ولا يوجد احد فوقه غطاء نحن ذاهبون الى وضع مستقر وهذا الاستقرار قد يستمر سنوات ويمكن ان تتغير الحكومة لكن الاستقرار سيدوم لسنوات، وفي حال راهن احد ما على الاسرائيلي وان ايران ستضرب فهو يراهن على هذا الامر فهو مجنون لان في حال ضربت ايران سيكون هناك مليونا قتيل في الشرق الاوسط، لان الايراني يرد بشكل مدمر في الخليج وعلى اسرائيل لان في الخليج يوجد انظمة موالية لاميركا وبرأيي لن يكون هناك ضربة  لايران لانهم يعرفون نتائجها الكارثية. ومن حقها النووي السلمي واليوم الصواريخ اخطر من القنبلة، وايران لديها اليورانيوم، إذاً في حال ضربت اليورانيوم بالصواريخ ستعطي نفس النتيجة التي تعطيها القنبلة النووية لا بل هي مدمرة اكبر.

وعن الوضع الدرزي: قال وهاب: انا لست  بحاجة لاي اعتراف. ولدي حيثية موجودة، ولا تستطيع توزيع الالقاب والزعامة لها شروط جنبلاط هو زعيم، وارسلان "الله يوفقه"، وانا اكن لارسلان كل المحبة واسأله، واضاف: "جنبلاط قام بخطوات شجاعة حفظ فيها الدروز ودورهم والكلام عن تراجع جنبلاط هو كلام "فاضي"، وهو حتماً سيقوم بخطوات اخرى ويجب تقديره، ووصف علاقته بجنبلاط بالجيدة جدا.

واوضح وهاب ان الوضعية الدرزية مرتاحة جداً وكل المشاريخ مرتاحون للخطوات التي قام بها جنبلاط.

واعتبر ان الدروز خارج المحور السوري والمقاومة الدور الدرزي يصبح محدوداً، وفي محور العروبة يصبح الدور الدرزي كبيراً.

 

هذه أهداف رعاة جميل السيّد وهذه أسباب رفض الدعوة إلى تانغو قضائية

 كتبها فارس خشّان

الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 00:21

لماذا لا تتحركون ضد جميل السيد؟ ذا السؤال سمعتُه مئات المرات .تارة من لبنانيين غيورين علينا غيرتهم على القضية اللبنانية ،وتارة أخرى من لبنانيين يخفون بسؤالهم الموافقة على الشائعات التي يطلقها من نجحنا دائما في تجاوز ه ،حتى يوم كان في عزّ بأسه المستمَد من ولي نعمته المستبِد بالشعب السوري الصابر.

هذه المرة قررتُ أن أُجيب عن هذا السؤال ،بكل ما أملك من اندفاع في قول الحق الذي أعرفه، وبكل ما يمليه علينا، من شجاعة ،ذاك القسط المتوا لنا ،من الحقيقة الكاملة.

قررتُ هذه المرة أن أُجيب ،لانني لم أعد مستفردا ،كما كانت عليه الحال ، منذ مدة طويلة ،وإن كانت مرحلتها الأعنف بدأت في نيسان/إبريل الماضي.

لماذا  هذا القرار؟

هذه المرة أصبحتُ جزءا من مجموعة كبيرة ،وتاليا فإن جوابي يعني ،بتأثيراته ،الجميع .لم يعد جوابا يخص فردا واحدا،قد يجري تصويره وكأنه يتعمّد  أن يتجاوز مصلحة الجماعة ليحقق مصلحته الشخصية ،بغض النظر عن اعتقاد كثيرين ،من الأساس ،بأن القدرة على حماية فرد مستهدف ،بسبب إنتمائه  إلى جماعة موصوفة ،إنما هو دفاع وقائي عن الجماعة ككل.

هذه المرة أبدو الأقل تضررا من جميع من وردت أسماؤهم في الإستنابات القضائية الصادرة عن النظام المخابراتي السوري.

الأقل تضررا ،ليس لأن هذا الجهاز القضائي نفسه سبق وأصدر بحقي مذكرة توقيف غيابية حاول عبثا تعميمها على الانتربول الدولي (في إطار ملف ضم كلا من النائبين وليد جنبلاط ومروان حماده)،بل لأنني لا أقوم بأي وظيفة رسمية ،فانا لستُ من عداد المستشارين ،او من عداد كبار المسؤولين القضائيين أو الأمنيين ،ولستُ سياسيا لبنانيا ،بل مجرد صحافي فخور باستقلاليته من جهة وبارتباطاته السياسية التي أملتها عليه قناعاته الوطنية وخلاصات تجربة  جعلته يستقر حيث هو ،بعدما وفّرت له ظروفه المهنية التعرف عن كثب على جميع أصناف أهل  السياسة اللبنانية ،من جهة أخرى .

وقبل الإجابة عن السؤال ،موضوع هذا المقال الذاتي (ما أسوأ هذه المهنة عندما يضطر فيها صحافي أن يكون هو الكاتب وهو الموضوع في آن !) لا بد من الإجابة عن جملة من الاسئلة ،وأبرزها :من هو ،بالنسبة لنا ،اللواء المتقاعد جميل السيد؟ما هي الشائعات التي يفبركها ويحوّلها الى اتهامات ؟وإلى ماذا يهدف بالنتيجة ؟ولماذا تُرانا نرفض المواجهة "السريعة "؟

نظرتنا الى جميل السيد

علّمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن ننظر الى جميل السيد ،بصفته ممثلا لجهتين .

أولاهما ، المخابرات السورية بجزئياتها وبقمة هرميتها

وثانيتهما ،الجهاز الأمني في حزب الله

وما علمنا إياه الرئيس الشهيد سبق وردده رئيس الجمهورية السابق أميل لحود ،عندما كان على خلاف مع جميل السيد ،وحاول أن يقيله من منصبه في الأمن العام ،فحماه حزب الله بتدخل لدى الرئيس السوري بشار الاسد،حتى قيل ،في سياق ما تردد من روايات سياسية ،لم يقم الدليل عليها عندي،ان المسؤول العسكري في حزب الله آنذاك عماد مغنية، قد اصطحب جميل السيد إلى لقاء الأسد وشخصيات مخابراتية سورية ،ليحميه من غضب لحود الذي طلب من وزير الداخلية الياس المر التوقيع على مشروع مرسوم بإقالته.مشروع  لم يسلك دربه الى ديوان الرئيس الحريري،لأن غضب حزب الله وسوريا جمّده في خزنة الأسرار،بعدما انكشف سرّه.

وهذا الكلام  كان يصر العماد ميشال عون على مثله  ،يوم كان في منفاه الباريسي،بحيث ثابر على وصف جميل السيّد  بكلمتين سجلتهما الرقابة الهاتفية،وهما:"البشع العبد".(إقدامي على ذكر هذه الواقعة في مقالة لي في صحيفة "المستقبل"،كانت المبرر الوحيد لجميل السيد لتحريك دعوى قضائية ضدي أمام القضاء اللبناني الذي "لا يثق به "،بجرائم القدح والذم).

وبهذا المعنى ،فإن اللواء المتقاعد جميل السيد ،لم يكن يوما قيمة بذاتها ،بل كان دائما يكتسب دوره من مرجعياته اللبنانية والسورية .

وعلى اساس هذه المرجعيات ،حقق هذا الضابط الفقير ثروة طائلة ،بحيث كان يتقاصى ملايين الدولارات من شخصيات سياسية ،إما لتوزيرها وإما  لتثبيت وجاهتها ،وإما لتسويقها رئاسيا في حارة حريك وفي دمشق(لا طائل هنا من ذكر الأسماء).

ووضعية جميل السيّد لم تتغيّر،فهو لا يزال محميا من مرجعيتيه الأساسيتين ."حزب الله"يوفّر له المنصات اللازمة لإطلاق صواريخه على مجموعة من اللبنانيين ،والرئيس السوري بشار الأسد نصّبه ،في لقاءين حصلا بعد خروج السيّد من السجن ،قاضي قضاة سوريا والناطق باسمهم .

ويعتقد "حزب الله "والنظام السوري أن جميل السيد يمكنه أن يوفر لهما حماية من اي استهداف قد يطالهما في المحكمة الخاصة بلبنان،ليس من خلال إدارة الحملة الدعائية الرامية الى التشكيك مسبقا بكل ما يمكن أن يصدر يوما عن المحكمة ،ضد هذا الفريق أو ذاك أو كلاهما معا ،فحسب بل  ايضا من خلال مسألتين،أولاهما،ضرب كل من يمكن أن تستدعيه المحكمة الخاصة بلبنان ،في يوم من الايام ،للإدلاء بإفادته ،بصفة شاهد وقائع أو معطيات ،ضد طرف من هذين الطرفين،وثانيتهما ،زرع الخوف في فرائص شهود جدد تُحدثهم أنفسهم ،لتقديم إفاداتهم أمام المحكمة .

وبهذا المعنى ،فهناك مزاوجة مثلثة الأضلاع : أحقاد اللواء المتقاعد جميل السيد ، و إضطرابه مما يعرفه من اسرار (أهل بيته يتحدثون عن أنه يعجز عن النوم إن لم يتناول أدوية مساعدة )،ومصلحة كل من النظام السوري وحزب الله .

الشائعات المفبركة

منذ مدة غير قصيرة ،وأنا شخصيا أتعرض لحملة إغراء مالية وأمنية وسياسية ،من أجل أن تتم "مصالحتي"مع النظام السوري.

في البداية ،ثمة من عرض عليّ أن التقي ب"صديقه "ماهر الأسد ،على أساس أن "بيت الحريري رموني" (كذا!)وأنا أصبحت بحاجة الى حماية شاملة(كذا) وتوفير عمل لائق (كذا)،ولن يطلب منك الكثير-قال "الوسطاء"-لانك "بريء"(كذا)وما عليك سوى إعلان هذه البراءة (كذا).

لاحقا،آخرون جدّدوا العرض ،وحدّثوني عن قدراتهم الهائلة على "إنزال الناس عن المشانق في دمشق"،وأقنعوني بأنهم مقتنعون ببراءتي(كذا)،وهم قادرون على ترتيب لقاءات لي مع مسؤولين "محترمين"في سوريا (كذا)لإفهامهم وضعي والإتفاق معهم على التفاصيل(كذا)وبعدها "تتحرّر يا أخي،وبلالك هالشرحطة"(كذا).

وقبل الهجمة المدوية عليّ،كان آخر من ركب الطائرة التي أقلها من بيروت الى باريس فأمستردام،وزير لبناني سابق يعمل في قصر الأسد مستشارا ومفبرك سيناريوهات ،وبالصدفة ،جلس هذا الآتي "على الموعد"،بقربي ،ليبدأ بمحادثتي ،مما أثمر بعد دقائق معدودة من ممارسته لهواية ضبط النفس،هروبه ...المدوّي.

هذا غيض من فيض متروك لايام لاحقة ...ومناسبة.

بعد ذلك ،عاد وتوجه اللواء المتقاعد جميل السيد في آخر مؤتمراته الصحافية ، بكلامه إليّ ،عندما أبلغني على الهواء،بعد قراءة "مضبطة الشائعات"ضدي،أنهم لن يقتلوني(كذا)فهم يريدونني حيّا(كذا)حتى أعترف بمن وقف وراء أفعالي(كذا).

هذا الحرص على حياتي سبقه من جميل السيد نفسه حرص مماثل ،عندما أنذرني ،وعبر الإعلام ايضا ،أن "سعد الحريري سوف يقتلني (كذا)حتى لا أفضح أسرار المؤامرة (كذا )التي كنتُ ضليعا فيها(كذا).

كان جميل السيّد ،بما يملكه من "عبقرية "(هذه أنجح شائعاته)قد افترض أن اصدّقه ،فأهرب من "الإجرام الموصوف"لدى سعد الحريري(!)لألتجئ إلى الغانديين المشهورين الذين ينتمي هو إليهم ،بدءا ب"حزب الله" الأيّاري ،وصولا الى نظام الأسد الشُباطي.

حاجة جميل السيد والنظام السوري إلى أدلة على شائعات ما سمي بعملية "فبركة الشهود "،لا تقل عن حاجة "حزب الله"إلى ذلك،خصوصا وأن الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله قد حسم بشأنها ،وأطلق أحكامه المبرمة فيها،وزاد على الشائعات شائعة تخص العملية الوقائية التي يقودها ،ومفادها أن هناك شخصا معروفا دورُه في تزوير الشهود(كذا) قد انتقل الى هولندا –كما قال- حيث يعمل على تركيب الشهود،لتوريط حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الحريري،وهناك آذانا تنصت إليه(كذا) .

وهكذا ،فإن خطة جميل السيّد معطوفة على إرادة "حزب الله"والنظام السوري تقوم على المعادلة الآتية :دفع الرئيس سعد الحريري إلى التخلي عن مجموعة سياسية وإعلامية وأمنية وقضائية محسوبة عليه وعملت معه في أحلك الأيام ،من أجل استفرادها واحدا واحدا ،لعله يصبح بالإمكان ،بفعل إرادة "الإنتقام " البدائية هنا والحاجة الى "الحماية " الغنمية هناك، من إيقاع شخص أو أكثر،في فخ الخيانة.

فخ الخيانة أقصد به تحديدا ،الوقوع على واحد من المجموعة التي يتهددها سيف الملاحقة السورية، بتحريض من جميل السيد (شبيه بذاك التحريض الموصوف على الصحافي الشهيد سمير قصير)من أجل دفعها إلى تبني الروايات التي سبق وفبركتها المخابرات السورية ونسبتها ،مرة أولى للسوري الموقوف في تركيا ،لؤي السقا ،ومن ثم "أنطَقت" بها السوري المحمي في دمشق هسام طاهر هسام،قبل أن تفبرك مقابلات تلفزيونية مزعومة وتنسبها الى المقدم البطل والمظلوم سمير شحاده ،الذي لا نعرف مبررا حتى اليوم لإسقاطه من قائمة الشهداء الأحياء.

إذن ،مطلوب من يُعلن على الملأ "إعترافات"معاكسة للحقيقة تُفيد بأن هناك فعلا عملية تزوير شهود قد حصلت ،للإيقاع بالنظام السوري.

ولعل جميع من يتابع ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري يتذكر كيف وُجّهت اتهامات تلفزيونية تفيد بأن جوني عبدو وهاني حمود وفارس خشان ،قد قتلوا زهير محمد الصديق واذابوه بالاسيد.

وعلى شاكلة هذه الإتهامات مطلوب ان يكون هناك من يعترف بأن مليون وثلاثمائة ألف دولار (تخيّلوا حجم المبلغ)يمكن حملها بكيس أسود والدخول بها الى مكتب وزير الداخلية في محاولة لإعطائها لهسام هسام،الذي من شدة وطنيته السورية،رفضها،وأن هناك من كان فتح في مركز عمله مقر تدريب شهود مزورين للإدلاء بإفادات ،على الرغم من أن لجنة التحقيق الدولية كانت لعبة في أيدي هؤلاء ،وتسمح لهم بالتواجد في غرفة ملاصقة لغرفة التحقيق ،من أجل تزويد الشهود المزورين بمعلومات ليواجهوا جميل السيد بها (على ما ورد في كلام جميل السيد بالذات)

سبب عدم فتح مواجهة

من نافل القول أن اللواء المتقاعد جميل السيد وصحبه قد وفروا ،منذ مدة طويلة ،للجماعة المطلوبة إلى دمشق ،كل المواد المناسبة للإدعاء،ليس بتهم القدح والذم ،بل بتهم أكثر جدية ،كالإفتراء الجنائي .

إلا أن جميع هؤلاء،ومن دون تنسيق (على اعتبار أن طبيعة هذه الجماعة فردية)إرتأوا تجاوز كل الجرائم المرتكبة بحقهم -ومن خلالهم بحق الحقيقة -وذلك لاعتبار وحيد :يسعى جميل السيد إلى إيجاد خصومة قضائية بينه وبين هؤلاء،بحيث إن أيا منهم ،في حال جرت الإستعانة به،في المحكمة الدولية ،تبطل إفاداته،بفعل هذه الخصومة المكونة.

وباستدراج الجماعة الى الرد بدعاوى قضائية يكون جميل السيد المدعوم بقوة من حزب الله والنظام السوري،قد حمى نفسه من مفاجآت يخشى منها وحمى من يدعمه ،بإبطال إفادات هؤلاء  السابقة أوبإبطال الأدلة الناجمة عن أعمالهم التحقيقية أو بإفساد إفاداتهم المستقبلية .

المتضرر الحقيقي من قرار عدم البت بملفات ما يسمى شهود الزور

وبناء على كل هذه المعطيات ،من تراه المتضرر من قرار المحكمة الخاصة بلبنان والقاضي بعدم فتح ما يسمّى ملفات شهود الزور؟

أنا ،صفتي جزء من الجماعة المستهدفة .الجماعة بصفتها الكل الذي يحتضنني.

لماذا؟

إن إقدام المحكمة الخاصة بلبنان على فتح هذا الملف بتشعباته الكاملة والحقيقية ،سوف يظهر أن الجماعة المستهدفة بريئة مما يُنسب إليها ،جملة وتفصيلا،الأمر الذي يُتيح لها أن ترتد قانونا على جميل السيد وصحبه ،وحينها البكاء وصرير الاسنان .

أكثر من ذلك ،إن ظهور براءة الجماعة المستهدفة ،من شأنه أن يُسلط الضوء على إفادات من يصنفهم جميل السيد ومن خلفه بالمزوّرين،ويطلع اللبنانيون عن كثب على الاسباب التي سمحت للقضاء اللبناني ،في يوم من الأيام ،أن يرفض إخلاء سبيل هؤلاء،ويدفع المحكمة الخاصة بلبنان ،إلى التأكيد مجددا،أنها لم تترك السيّد ،على سبيل المثال لا الحصر ،حرا،إلا لعدم كفاية الدليل الناصع الذي يتم العمل على توفيره ،في ظل نظام قانوني لا يسمح بتوقيف إحتياطي أكثر من شهر يجوز تجديده بتبرير مرتين ،كحد أقصى .

وفي الإنتظار ،فإن الصبر من شيمة الشجعان ،خصوصا متى كانوا مدركين أن القضية ليست أشخاصهم إنما وطنهم الذي من أجله استشهد كبارنا وكانت المحكمة الدولية التي يُسلّمون جميعهم... بمشيئتها.

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
12 كانون الأول/2009

غلاطية 1/10: "أفاستعطف الآن الناس ام الله.ام اطلب ان ارضي الناس؟ فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح".

 

جناز في ذكرى استشهاد اللواء الحاج غدا السبت

وطنية - برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان،تتشرف قيادة الجيش ومؤسسة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، بدعوتكم الى التغطية الاعلامية لوقائع القداس والجناز اللذين سيقامان بمناسبة الذكرة السنوية الثانية لاستشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج، وذلك يوم السبت الواقع فيه 12-12-2009الساعة 16 في كنيسة مار الياس انطلياس .

 

الحريري غادر الى السعودية في زيارة رسمية

نهارنت/غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء الجمعة بيروت متوجهًا إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار السمؤلين السعوديين، ويرافق الرئيس الحريري في هذه الزيارة الوزير السابق باسم السبع والسيد نادر الحريري والمستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء السيد هاني حمود. وكان الحريري التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا. وغادر من دون الادلاء بأي تصريح. وكان الحريري طالب بأن يبقى مفهوم العيش المشترك ركنا أساسيا من أركان النظام اللبناني، خصوصاً أنه لا يجوز بعد اليوم أن نضيع طاقات لبنان في زواريب الطوائف. وقال الحريري خلال رعايته افتتاح معرض الكتاب الدولي الثالث والخمسين في مجمع البيال الجمعة: "نحن على مشارف مرحلة جديدة، نريد أن تكتمل فيها عناصر الاستقرار السياسي والامني مع عناصر التقدم الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف :"هذه المناسبة التي لم ينقطعِ اللبنانيون عن المشاركة فيها، على مدى عقود طويلة، هي عنوان كبير من عناوين الاستقرار والتقدم معا، وتعبير رفيع عن مكانة لبنان في الثقافة العربية والانسانية .نحن جميعا ، نشارك اليوم ، في مساحة واسعة للحوار ، وليس بمجرد معرض لبيع الكتب والمنشورات". وتابع: "لم تكن تسمية بيروت عاصمة للكتاب لهذا العام ،حدثا استثنائيا وعلامة مميزة في التاريخ الثقافي العريق لهذه المدينة، فانتم في النادي الثقافي العربي تصنعون من بيروت، في كل عام، عاصمة للكتاب والابداع والثقافة والانتاج الادبي والفكري".

 

عون: من ينتقد التيار في الصحف ليس منه

نهارنت/قال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أمام طلاب من التيار الوطني الحر فازوا في انتخابات جامعة الانطونية "إننا اليوم نحن أمام مرحلة جديدة، يحكى بإلغاء الطائفية السياسية، وهذه سيلغيها مجتمعكم بينما مجتمعنا سيحضر لهذا الالغاء، عبر انشاء القيم التي يقدسها مجتمعنا". وأضاف مخاطبًا الطلاب: "المطلوب منكم أن تواكبونا في ما نقوم به في هذه المرحلة، فشعار حرية سيادة استقلال تحقق في العام 2005، ثم انتصرنا في حرب 2006 في وجه أصعب عدو وُجد في الشرق، واليوم أعدنا جو التفاهم مع تيار المستقبل، وكذلك أعدنا الجو الهادئ إلى الجبل، ويبقى التنافس السياسي الشريف الذي أتمنى أن يكون بدون تحدّي". وتابع :"عندما تسمعون بعض الناس ينتقدون التيار الوطني الحر في الصحف ويهددون بالانسحاب منه، فهؤلاء ليسوا من التيار، إذ في التيار لا يوجد قسم يمين للانتساب بل قناعة، ومن لا يعود مقتنعًا يخرج من التيار". وانتقد عون التعاطي الإعلامي مع حركته السياسية، مضيفًا: "هناك أكثر من عشرين قصة نُشرت عن زيارتي إلى بكركي، وهذا دليل على ما يتم تناقله من كذب في الأخبار". وكانت "المركزية" أشارت الى أن عون يتحضر لزيارة الى المملكة العربية السعودية. واكدت اوساط في التيار الوطني الحر ل "المركزية" ان التحضيرات جارية لهذه الزيارة لكنها اشارت الى ان موعدها لم يتحدد بعد.  Beirut,

 11 Dec 09, 16:59

 

"شباب المستقبل" علّق على انتخابات "اللبنانية الأميركية": بعض القوى أثبتت زيف ادّعائها بالاستقلال الذاتي وانقلبت على تاريخ مشترك

١١ كانون الاول ٢٠٠٩

موقع 14 آذار/أصدر قطاع الشباب في "تيار المستقبل" بياناً علّق فيه على نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية، جاء فيه: "لبنان وطن الحريات.. في هذا التوجه، ساهمنا في الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية، نحن وقوى الاكثرية الناشطة والصامتة من طلاب الجامعة من أجل جامعة متطورة نريدها حصن للحداثة والتنور والعلم، ومدرسة في الديمقراطية، لقد سعينا مخلصين لتكريس عمل ديمقراطي يؤمّن مشاركة أوسع تنوّع من الطلاب ضمن أهدافنا في هذه المرحلة التي تتطلب تعزيز الديمقراطية وحماية الانجازات الوطنية التي تحققت خلال مسيرة الاستقلال الثاني".

وتابع البيان: "لكن بعض القوى انقلبت على الأهداف الطلابية، وعملت على طعن مسيرتنا من خلال الانتقال الى التحالف الكامل مع القوى الأخرى، مثبتين زيف الادعاء بالاستقلال الذاتي ومتنكرين لتاريخ من النضال والعمل المشترك دفاعاً عن الديمقراطية وحماية الاستقلال والسيادة. وخلال اليوم الانتخابي في الجامعة اللبنانية الأميركية سعت قوى 8 آذار وحليفها الجديد الى ممارسة ضغوط على الطلاب للتضييق عليهم عند الدخول للغرف الانتخابية ونزع لوائح التصويت من أيدي الطلاب، ما جعل بعض الطلاب يحجمون عن المشاركة".

وأكد البيان أن "شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية الأميركية المناضلين من أجل مشروع بناء الدولة، من أجل تكريس الديمقراطية رغم الشوائب، يصرون على تصحيح الشوائب والعراقيل بمزيد من العمل الديمقراطي، لذلك فهم يعاهدون كل طلاب الجامعة على المضي قدماً في العمل لتحقيق الأهداف الوطنية والطلابية، ويستنكرون أساليب الضغط والتعدي والتهديد الذي مورس عليهم بعد اعلان النتائج من قبل بعض العناصر الموتورة، ويطالبون القوى السياسية والسلطات الرسمية بتحمل مسؤولياتهم تجاه ذلك".

وختم البيان: "إن شباب المستقبل في الجامعة اللبنانية الأميركية سيستمرون بالعمل مع كل الحريصين من أجل حياة طلابية جامعية ديمقراطية، عاملة لتحقيق الاستقرار والازدهار والعيش المشترك في اطار الحرية وسيادة الوطن".  

 

122 نائباً منحوا حكومة سعد الحريري ثقة قياسية

زيارة دمشق على نار المعالجات بعد ردّ على الاستنابات 

 النهار /تجاوزت الثقة النيابية التي نالتها حكومة الرئيس سعد الحريري ليل امس اكثر التوقعات تفاؤلا بارتفاعها، اذ منحها اياها عدد قياسي من النواب بلغ 122 نائبا من اصل 124 حضروا و128 يشكلون مجموع اعضاء المجلس اي ما نسبته 95,3 في المئة. وقد حجب الثقة نائب واحد هو نقولا فتوش وامتنع نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت عن التصويت.

وجاءت هذه الثقة القياسية لتطلق صفحة تجربة سلطوية فريدة حظيت فيها الحكومة بدعم شبه اجماعي من المجلس بكتله الاساسية والقوى السياسية في البلاد بعد ثلاثة ايام من المناقشة للبيان الوزاري التي تناوب على الكلام خلال ست جلسات فيها 66 نائبا، استعاد معظمهم اجواء الخلافات والانقسامات على مسائل سياسية اساسية. وبذلك عكست الثقة الضخمة التي نالتها الحكومة الطابع "الافقي" للتسوية السياسية لتترك الحكومة في مهب التجربة العملية والمقاربات اليومية في تنفيذ ما التزمته في بيانها الوزاري. وهو واقع نادرا ما واجهته حكومة حتى تلك التي انبثقت من اتفاق الدوحة والتي كرست للمرة الاولى قوة التعطيل للمعارضة داخل الحكم. غير ان العامل اللافت الذي برز بعد ايام المناقشات الثلاثة، والتي كان اليوم الثالث اكثرها اثارة للاحتدام السياسي، تمثل في "القوة الفائقة" للتسوية السياسية التي كفلت للحكومة هذه الثقة القياسية على رغم التحفظات والاعتراضات والانقسامات حيال البند السادس من البيان الوزاري المتعلق بالمقاومة، والذي كان "نجم" الجلسات من دون منازع طوال 26 ساعة هي مجموع مدة المناقشات.

غير ان رئيس الوزراء سعد الحريري نأى بنفسه عن أجواء الانقسامات عندما وصف في رده على مداخلات النواب "الجولة الغنية من المناقشات" بأنها "مشهد حضاري عن نظامنا الديموقراطي البرلماني"، لافتاً الى ان البيان الوزاري "ليس مكاناً وحيداً لبت كل القضايا الخلافية (...) وهناك قضايا أخرى ستبقى موضع حوار متواصل، لكنها لا يصح ان تتحول الى سبب للانقسام الوطني". وأضاف: "لا يعنينا ان يكون البيان الوزاري لائحة وعود (...) بل عهداً قاطعاً ومسؤولاً لكل اللبنانيين واللبنانيات بالتضامن وعدم تكرار التجارب الماضية بالحكم والمعارضة تحت سقف واحد". واذ اعتبر ان "لا خيار امامنا سوى النجاح في تجربة التضامن الوطني"، أعلن ان "هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني (...) وفي اللحظة التي تتحول فيها حكومة خلافات وطنية او حكومة متاريس طائفية ومذهبية (...) تأكدوا سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها".

وكان اليوم الثالث من المداخلات النيابية تميز بكلمات نارية وخصوصاً للنائب مروان حمادة الذي حذّر من "أن يقاد لبنان الى تسوية نتمنى الا تكون هشة والا تشكل مدخلاً الى الاندفاع من حيث ندري أو لا ندري نحو الآتي الأعظم". وتطرق الى "مسرحية الدعاوى المقامة من بعض أركان النظام الأمني البائد"، منبهاً الى ان هدفها "ترهيب القضاء اللبناني والدولي لحساب قضاء آخر لا صلاحية له سوى مهمة محو الجريمة". وفيما حصل سجال لم يخل من حدة بين رئيس المجلس نبيه بري والنائب سامي الجميل في موضوع الغاء الطائفية السياسية، حذر النائب جورج عدوان من تكرار تجربة الماضي مع سوريا، وشددت النائبة نايلة تويني على "رفض هيمنة السلاح على الحياة السياسية لأن السلاح خارج الشرعية يقضي مع الوقت على الشرعية"، مؤكدة تحفظها عن "احتمال زيارة رئيس الحكومة لدمشق قبل انجلاء نتائج التحقيق في قضايا الاغتيالات".

كذلك حصلت مشادة عنيفة في الجلسة المسائية بين النائب نقولا فتوش وبعض نواب الغالبية عقب هجوم حاد شنه فتوش على قوى 14 آذار، معتبراً انها "تملك أنياباً أقسى من أنياب الذئاب".

الزيارة... والاستنابات

في غضون ذلك، علمت "النهار" من مصادر مطلعة ان اتصالات جارية في شأن زيارة الرئيس الحريري لدمشق، لكنها لم تصل بعد الى نتائج محسومة في شأن تحديد موعدها، على رغم ان بعض المعطيات تردد أمس عن احتمال قيامه بهذه الزيارة مطلع الاسبوع المقبل. واذ يتوقع ان يتوجه الحريري في الساعات المقبلة الى الرياض، المحطة الأولى في جولته العربية التي قد تليها دمشق، قالت المصادر نفسها إن الاستنابات القضائية السورية لا تزال تشكل عامل تشويش على التحضيرات للزيارة، علماً ان وزارة العدل اللبنانية تحضر جواباً قانونياً عن عدم صحة الاستنابات السورية. وقالت إن بعض الناشطين على خط معالجة هذه القضية نقلوا عن أوساط سورية ان توقيت هذه الاستنابات يعتبر خطأ، لكن أوساطاً معنية في لبنان رأت فيها رسالة تشمل كل الفريق الذي وجه أصابع الاتهام الى سوريا في المرحلة السابقة.

وأشارت المصادر الى ان المخرج يقضي بسحب الاستنابات خلال زيارة الحريري لدمشق، وتحدثت عن تواصل سوري – سعودي قد يساهم في تذليل العقبات امام الزيارة.

ولم تستبعد ان يقوم الرئيس بري بزيارة لدمشق في عطلة نهاية الاسبوع الجاري.

  

الحريري في ردّه: لا خيار أمامنا سوى النجاح وعلينا أن ننتمي إلى الدولة أولاً وأخيراً 

النهار/هنا نص الكلمة التي القاها رئيس الوزراء سعد الحريري ردا على كلمات النواب في جلسة مناقشة البيان الوزاري:

"دولة الرئيس، شكرا لك بداية، وشكرا للزملاء النواب، على هذه الجولة الغنية من المناقشات، التي قدمت، بحمد الله، مشهدا حضاريا عن نظامنا الديموقراطي البرلماني. فالبيان الوزاري، كما تعلمون، ليس مكانا وحيدا لبت كل القضايا الخلافية في البلاد. هناك قضايا اردنا ان يشكل البيان منطلقا لمعالجتها والتوافق عليها، وهناك قضايا اخرى، ستبقى موضع حوار متواصل، ولكنها لا يصح ان تتحول سببا للانقسام الوطني. البيان الوزاري، يا دولة الرئيس، ليس مجرد برنامج عمل او رؤية تحدد توجهات الحكومة. البيان الوزاري يجب ان يشكل ارادة حقيقية للعمل في سبيل نهوض لبنان، وتعزيز الاستقرار الوطني، ووضع الاصبع على اماكن القلق في المجتمع اللبناني.

لا يعنينا ان يكون البيان لائحة وعود. ما يعنينا، ان يشكل البيان عهدا قاطعا ومسؤولا لكل اللبنانيين واللبنانيات من كل الوزراء، بالتضامن، والتضامن، والتضامن وعدم تكرار التجارب الماضية، بالحكم والمعارضة تحت سقف واحد. كلنا هنا في خدمة لبنان. ما من احد قادر على الغاء الآخر، ولا خيار امامنا سوى النجاح في تجربة التضامن الوطني، وتقديم نموذج جديد الى اللبنانيين، بان قيادتهم السياسية قادرة على صون البلاد وتجديد الثقة بالدولة والمؤسسات الدستورية.

هذه الحكومة هي حكومة وفاق وطني، او ائتلاف وطني، او وحدة وطنية. وفي اللحظة التي تتحول فيها الى حكومة خلافات وطنية او الى حكومة متاريس طائفية ومذهبية، ومعطلة عن القيام بدورها في معالجة هموم المواطنين، في هذه اللحظة تأكدوا انني سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها.

المناقشات، مهما كشفت عن خلافات في وجهات النظر، كانت جيدة ومفيدة، يا دولة الرئيس، لانها اعادت بث الروح في نظامنا الديموقراطي، وقدمت الى الرأي العام اللبناني فرصة الحوار العلني والمسؤول حول كل القضايا، الوطنية والاقتصادية والمعيشية.

ويهمني في ضوء هذه المناقشات تأكيد النقاط الآتية:

اولا: لا يختلف اثنان على ان مواجهة تهديدات اسرائيل وانتهاكاتها لسيادتنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية في الارض والمياه، شأن اللبنانيين جميعا، وهو ما جرى تأكيده في البند السادس من البيان، وهو البند الذي لا يشطب دور الدولة ومؤسساتها العسكرية من مهمة الدفاع عن الوطن وحماية السيادة الوطنية. فالجيش اللبناني هو المسؤول في المقام الاول عن هذه المهمة، ولا يصح التشكيك في قدرته على المواجهة والدفاع عن الارض والشعب والحدود في وجه العدو الاسرائيلي. والحكومة عند التزامها الكامل تعزيز قدرات الجيش لتولي مسؤولياته الوطنية.

ثانيا: لقد أكدنا في البيان الوزاري، ان انتهاج سياسة التضامن العربي بعيدا عن سياسة المحاور، يحقق المصلحة الوطنية. وعلى هذا الاساس، سنعزز علاقاتنا مع الاشقاء العرب، ونتطلع بوجه خاص الى علاقات لبنانية – سورية، تفترضها الروابط الاخوية والمصالح المشتركة وتقوم على قواعد الثقة والمساواة واحترام سيادة الدولتين.

ثالثا: لن اكرر، دولة الرئيس كل ما جاء في البيان الوزاري، وورد في عدد من المداخلات تأييدا او تعليقا لكنني اود ان اشدد على دورنا جميعا في احترام الدستور وأصول العمل الديموقراطي وتطبيق اتفاق الطائف.

رابعا: ان الاولويات التي تعني هموم الناس، هي البرنامج الحقيقي الذي ستركز عليه الحكومة. هذا البرنامج، وصفه البعض بأنه طموح، لكن لا يمكنني ان اصدق، ولا الناس تصدق ان البلد الذي قام من حروب اهلية طاحنة ومن ستة اعتداءات اسرائيلية اجرامية ليصبح ما يراه العالم كله اليوم، لا تستطيع حكومته ان تحقق اولويات الناس.

الناس يريدون التيار الكهربائي في منازلهم. يريدون بيئة نظيفة ومياها نظيفة في بلد تهدر فيه الثروة المائية في البحر وعلى الطرق.

الناس يريدون العدالة في التعليم والصحة والسكن.

الناس يريدون للقانون ان يسود فوق الجميع وفي جميع المناطق دون استثناء.

ويريدون ذاكرة وطنية ملتئمة الجراح، باقفال نهائي لصفحات التهجير وتعويض نهائي لدمار المعارك والحروب في كل لبنان. يريدون حكومة تدير الشأن العام بكفاءة، وليس حكومة لادارة الخلافات السياسية.

الناس يريدون، تجديد شباب الدولة اللبنانية، وفتح الابواب امام مشاركة الشباب الحقيقية ومشاركة المرأة الحقيقية في ادارة الشأن العام والانخراط في قيادة المؤسسة السياسية والادارية.

الناس يريدون، يا دولة الرئيس، الانماء الحقيقي المتوازن، الذي يعالج القضايا الاجتماعية المزمنة للاطراف. وهذه مناسبة يا دولة الرئيس، لاقول ان علينا الا نكتفي بالانماء المتوازن بل علينا ان نسعى الى الانتماء المتوازن:

ان نولد لطوائفنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا نفتخر بمناطقنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا ننتسب لاحزابنا، لكن ننتمي الى الدولة اولا واخيرا. وهكذا نكون قد حولنا حكومة الوفاق الوطني الى حكومة التوفيق الوطني، باذن الله. على هذا الاساس، نتقدم، يا دولة الرئيس، من مجلسكم الكريم، طالبين مجددا الثقة من النواب الكرام، متوجهين الى الله العلي القدير ان يحمي لبنان ويوفر الاستقرار والامان لشعبه".

 

الانتماء اللبناني>: طرح إلغاء الطائفية لابتزاز السياسي الرخيص

شدّد <الانتماء اللبناني> على أن <الغاء الطائفية سيتيح الفرص للجميع للوصول، وبالتالي فان الطائفية السياسية التي اعطت المسيحيين امتيازات، تشكّل اليوم ضمانة للديمقراطية ولحرية الرأي في لبنان >· وعقد المكتب السياسي للانتماء اللبناني اجتماعاً دورياً برئاسة أحمد الأسعد، وغمز بيان الانتماء اللبناني من قناة الداعين لإلغاء الطائفية السياسية، موجهاً إليهم جملة أسئلة منها: كيف يمكن إلغاء الطائفية السياسية بين أبناء المجتمع اللبناني في حين أن التمييز يتم بين المواطنين على مستوى الطائفة الواحدة بحسب تبعيتهم السياسية·

واعتبر أن <الغاء الطائفية السياسية لا يهدف الا لتحقيق غاية واحدة هي اعماء الابصار وذر الرماد في العيون وتسجيل النقاط بالإضافة إلى الابتزاز السياسي الرخيص وتحقيق الدعاية السياسية من خلال استغلال القضايا الوطنية>·وتابع <إن دعاة إلغاء الطائفية السياسية يجب أن يسألوا انفسهم: هل يقومون بإلغاء التمييز داخل طوائفهم؟ هل يتبنون مبدأ عدم التدخل وتطبيق القانون بين أبناء الطوائف التي يدّعون تمثيلها؟ هل يحرصون على إلغاء المحسوبيات داخل طوائفهم؟ في الواقع، ما ينطبق على هؤلاء الذين يلعبون دور الحريص على الوحدة الوطنية هو المثل القائل: إن لم تستح فافعل ما شئت، لأن هؤلاء لا يخجلون من أنفسهم حين يطالبون غيرهم بتطبيق ما لا يمارسونه هم ضمن نطاقهم السياسي· وإذ رأى الانتماء في الطائفية السياسية شكلاً من اشكال التمييز بين مواطن لبناني ومواطن لبناني آخر، فان هذا التمييز هو موجود اصلاً داخل الطائفة الواحدة، وبناء عليه، فالغاء الطائفية السياسية لن يحل مشكلة التمييز المتفشي بل على العكس سوف يزيد من تفاقم هذه المعضلة· وعن سبب الوصول الى حل لهذه المعضلة، جاء في بيان الانتماء <نحن نرى ان الواجب يحتم علينا العمل الجدي بأسرع وقت ممكن، ومن ضمن النظام القائم، لتغيير وتجديد الطبقة السياسية الموجودة حالياً، والإتيان برجالات دولة بمقدورهم إدارة الدولة وفق القانون>·

 

المتورطون في جريمة الحريري وتزويرها كثيرون ومنهم قضاة ميشال ســماحة: زمن التهميش المسيحي ولّى مع العماد عون

المركزية- دعا الوزير السابق ميشال سماحة الجميع الى خفض سقف توقعاتهم في شأن الحكومة كي لا نُصدم، لأن ما ستحمله هذه الحكومة من أعباء / كبير، وأعرب عن قلقه من كمية النشاذ خلال المداخلات في ما يتعلق ببند المقاومة، قائلا هناك لغمٌ على رئيس الحكومة تفكيكَه ضمن المجموعات السياسية التي ينتمي إليها أو يتزعمُها. ولفت في حديث الى مانشيت عبر "صوت المدى" الى ان اول زيارة للرئيس الحريري لدمشق ستكون للمصارحة، بعد مرور خمس سنوات مليئة بالتشنج والجروح، معتبرا ان لقاء الحريري والرئيس بشار الاسد سيشكل محطة مهمة لوضع الأمور في النصاب الذي يفترض أن تكون عليه العلاقة بين لبنان وسوريا. ساحة شدد على ان زمن تهميش المسيحيين ولّى مع العماد عون، مشيرا الى أن استقبال الاسد للعماد عون كان استقبال تكريم وصداقة، معتبرا ان هذا الاستقبال وهذه المكانة يأتيان من خلال دور عون الجامع والوطني في لبنان، والرئيس الأسد لطالما ثمن مواقف العماد عون منذ عودته الى اليوم. وعن توقيت زيارة العماد عون لسوريا بعد مرور حوالى سنة على تلك التي سبقتها، أكد سماحة أن الزيارة كانت ضرورية لتقويم كل الأمور، وأن الجلسات إتسمت بالمصارحة، والعماد عون تحدث خلالها كرجل دولة كبير متناولا الشأن الداخلي اللبناني والوضع العربي والإقليمي، وحقوق الشعب الفلسطيني وخصوصا حق العودة وعدم القبول بالتوطين، وعرض ايضا للنظرة الإستراتيجية لصراع القوى في العالم في هذه المرحلة. في موضوع الاستنابات القضائية السورية لفت الى ان اذا لم يسحب اللواء جميل السيد دعواه فهذه الاستنابات ستذهب الى نهايتها قضائيا وقانونياً، متسائلا لماذا لا يتجاوب القضاء اللبناني مع هذا الموضوع، وهو مقصر ويطبق الإتفاقات، لافتا الى ان هذه الاستنابات وصلت للمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا منذ وقت، وهي للتحقيق بالموضوع، معتبرا أن جريمة الشهيد الحريري كبيرة، والتزوير كان أكبر لتضليل التحقيق، مشيراً الى تورط عدد من اللبنانيين في هذه الجريمة ومنهم سياسيين وقضاة ويريدون "ان يغطوا انفسهم".

 

الزغبي: زيارة عون الى دمشق لا تحمل اي معنى سياسي لأنها لم تقارب الملفات العالقة 

 رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار الياس الزغبي أن زيارة النائب ميشال عون الى سوريا ليست سوى حصيلة السياسة التي انتهجها عون منذ اربع سنوات على الأقل، وكانت في مراحلها الأولى مختبئة تحت عناوين أخرى، اما اليوم فانها مكشوفة على حقيقتها، بمعنى أن عون بات اسماً بين الأسماء، أو رقماً بين الأرقام التي تستقطبها دمشق لتنفيذ سياساتها في لبنان. الزغبي، وفي حديث لصحيفة "اللواء"، اكد أن زيارة "زعيم الرابية" إلى دمشق لا تحمل معها أي معنى سياسي، لأنها لم تقارب لا من قريب ولا من بعيد الملفات الخمسة العالقة والمهمة جداً بين لبنان وسوريا، وأبرزها قضية المفقودين وترسيم الحدود ومزارع شبعا والاتفاقات السابقة والمجلس الأعلى ومن أهمها طبعاً المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات، عون يقول انه بحث مع الرئيس السوري في تطورات المنطقة، وعلى طريقة المثل القائل فان عون أعلن بنفسه بعدما عاد من العاصمة السورية، انه ناقش مع الرئيس السوري المهمات والواجبات التي قام بها على مدى السنة الماضية، وفي الواقع فان المهمات والواجبات التي أشار اليها هذا الرجل لم تكن سوى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اكثر من ستة أشهر، وتعطيل تشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر، وكأن عون يقول بنفسه ويكشف السر بأنه كان مكلفاً بواجبات ومهمات معينة نفذها على خير ما يرام، وحمل تقديراً بها إلى دمشق وطرحه أمام الرئيس الأسد. ولفت الزغبي الى أن هذه الزيارة في توقيتها تحمل إشارات سلبية كثيرة، لأنها تأتي عشية الزيارة الموعودة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، وكأن عون يحاول مع الأسد والسياسة السورية الالتفاف على مضامين زيارة الحريري، والمعروف انها زيارة ستحمل معها برنامجاً وجدول أعمال واضحاً لكل هذه الملفات العالقة بين لبنان وسوريا. واكد الزغبي أن عون من خلال زيارته هذه قد دق مسماراً اضافياً في أساس السيادة اللبنانية الوطنية، لأن السيادة تبدأ بين الدول من التعامل على مستوى دولة إلى دولة، ومؤسسات إلى مؤسسات، وليس على مستوى الأفراد، لا بل أكثر من ذلك فان زيارة رئيس التيار الوطني الحر ومسؤوليه إلى دمشق تندرج في إطار زعزعة الأسس الاستقلالية للدولة اللبنانية 

  

أهالي الغجر يرفضون تقسيم البلدة وقانون الاستفتاء الشعبي يقيد الانسحاب من مزارع شبعا

وكالات/نفذ اهالي الغجر دعوة الى الاضراب والتظاهر احتجاجا على تقسيم البلدة، في ضؤ المساعي الدولية الجارية لتامين الانسحاب الاسرائيلي من الجزء اللبناني من المنطقة.

وأصدر أمين المجلس المحلي في البلدة حسين الخطيب بيانا إعتبر فيه "أن تقسيم الغجر هو إبعاد الأب عن ابنه والأم عن ولدها، وأن القرية، وفق بيانه لم تكن في يومٍ من الأيام لبنانية، فهي سورية وأهلها سوريون وأراضيها سورية". وتجمع اكثر من 500 مواطن من شطري الغجر، صباح الجمعة وسط الساحة العامة، وانطلق الاهالي الى الطريق الشمالي من الشطر اللبناني حيث تتمركز قوة اسبانية تابعة لليونيفيل وسلموا ضباطها مذكرة بمطالبهم الى الامين العام للامم المتحدة، ضمنوها طلبا يرفض تقسيمها، ويدعو الى ابقائها مرتبطة بالقرار الدولي 242. وطالبوا قوات الامم المتحدة بأن لا تحاول الدخول الى قريتهم وتقسيمها لان ذلك يعتبر انتحارا جماعيا لكل سكان هذه القرية".

وترافق التحرك الشعبي مع تحركات اسرائيلية عسكرية في المنطقة، حيث عملت القوات الاسرائيلية في خلال الساعات الماضية على تدشيم وتحصين البوابة الإسرائيلية في الغجر، وهي المنفذ الوحيد للأهالي إلى إسرائيل وفلسطين والجولان. ولوحظت تعزيزات عسكرية قام بها الجيش اللبناني في منطقة مرجعيون وصولا الى بوابة فاطمة، فيما واصلت قوات اليونيفيل اعمال المراقبة. وفي هذا السياق، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن اعتقاده بإمكان "التوصل إلى اتفاق جيد في قضية الغجر خلال وقت قصير"، مشيراً إلى أن "الأمر يرتبط بالحكومة اللبنانية". وشكر ليبرمان في خلال لقائه نظيره الإيطالي، فرانكو فراتيني في اسرائيل الخميس، "على محاولة قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، بلورة اتفاق يؤدي إلى حل متفق عليه في القرية".

واللافت في الامر هو النقاش داخل اسرائيل حول تداعيات مشروع القانون الذي صوّت عليه الكنيست الإسرائيلي الاربعاء، بموافقة الحكومة الإسرائيلية، والذي ينص على إلزامية إجراء استفتاء شعبي في إسرائيل لحسم الموقف من أي إنسحاب إسرائيلي من أرض تخضع "للسيادة الإسرائيلية". وحسب القراءات الاسرائيلية، فان مفاعيل هذا القرار ستكون بالنسبة إلى لبنان، في الحديث عن اي مفاوضات محتملة بشأن أي انسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا. وتكمن خطورة مشروع القانون هذا، حسب صحيفة "الاخبار" في "الحواجز التي يضعها أمام أي اتفاقية إسرائيلية مستقبلية مع الدول العربية المعنية وذات الصلة، لكونه يشترط أولاً موافقة الحكومة الإسرائيلية، ثم موافقة الكنيست بأغلبية 61 عضواً، على أي انسحاب من "أرض سيادية"، ولا يكتفي بذلك، بل يضع شرطاً ثالثاً يُفرغ قرارات الحكومة الإسرائيلية من مضمونها، عندما يربط سريان قرار الانسحاب بنتيجة الاستفتاء الشعبي، إلا إذا حصل القرار على تأييد 80 عضواً في الكنيست". ولفتت الصحيفة الى قراءة المحلل السياسي البارز في صحيفة هآرتس والباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، ألوف بن، الذي أشار إلى أن "قانون الاستفتاء الشعبي سيثقل على حرية عمل الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات مع الفلسطينيين أو مع سوريا، بل ومع لبنان أيضاً".

وأضاف بن في صحيفة هآرتس، في معرض تعليقه على تداعيات القانون، أن هذا القانون "سيُثقل أيضاً على تسليم أراضٍ في المستقبل في شرق القدس وحتى في مزارع شبعا التي يطالب بها لبنان"، سواء حصل ذلك "باتفاق أو بانسحاب من طرف واحد". واوضح أن "القانون لن يقيد انسحاباً من الضفة الغربية، أو من القسم الشمالي من قرية الغجر، اللتين ليستا ضمن السيادة الإسرائيلية".

  

أهالي الغجر إعتصموا رفضا لتسليمهـا وطالبوا الامم المتحدة بربطها بالـ 242

11 كانون الأول, 2009

 نهارنت/في ظل المعلومات عن قرب انسحاب اسرائيلي من الشطر اللبناني المحتل من قرية الغجر وتسليمه الى قوات "اليونيفيل"، في أعقاب طلب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من إسرائيل الانسحاب من القرية تنفيذا لبنود القرار 1701. شهدت البلدة حركة لا تهدأ، ففي ظل اجراءات عسكرية وامنية اسرائيلية مشددة في شطري البلدة الشمالي والجنوبي والحي الشرقي وصولاً الى التلة المشرفة على الوزاني.  نفذ أهالي الغجر بدعوة من المجلس المحلي للبلدة، في العاشرة والنصف صباح اليوم إعتصاما عند حدود بلدتهم، رفضا لتسليمها وتقسيمها، فأحرقوا الإطارات ورفعوا لافتات ترفض تقسيم الغجر وتحمل عبارات "الغجر سوريّة وليست لبنانية". و"تطالب بإلحاق الغجر بالجولان السوري المحتل"، وتدعو الرئيسين اللبناني العماد ميشال سليمان والسوري بشار الأسد الى رفض تقسيم الغجر. كذلك أنطلق اكثر من 500 شخص من أهالي البلدة، الى الطريق الشمالي من الشطر اللبناني حيث تتمركز قوة اسبانية تابعة لـ "اليونيفيل" وسلموا ضباطها مذكرة بمطالبهم الى الامين العام للامم المتحدة، ضمنوها رفضهم تقسيمها، ودعوا الى ابقائها مرتبطة بالقرار الدولي 242.وطالبوا قوات الامم المتحدة بعدم الدخول الى قريتهم وتقسيمها لان ذلك يعتبر انتحارا جماعيا لكل سكان هذه القرية". وفي هذا الإطار، أفادت مصادر أمنية "المركزية" ان المعتصمين التقوا ايضا ضابطاً إسرائيلياً رفيعاً على الحاجز الإسرائيلي داخل الغجر وسلّموه مذكرة لحكومته يرفضون فيها تقسيم الغجر وإبقاءها كما هي عليه اليوم ليكون مصيرها كمصير الجولان، مهددين بالاعتصام المفتوح وشلّ الحركة في البلدة إذا تجاهلت إسرائيل مطلبهم. وأعلنت المصادر إن الأهالي تبلغوا من الضابط الإسرائيلي أن عملية الإنسحاب من الجزء للغجر ستتم في آخر كانون الأول الجاري أو مطلع العام المقبل. وفي خلال المسيرة ألقى أمين المجلس المحلي في الغجر حسين الخطيب كلمة أمام المعتصمين أشار فيها الى أن مساحة الغجر 10500 دونم وعدد سكانها 2500 نسمة ينتمون الى الطائفة العلوية ويحملون الجنسيتين السورية والاسرائيلية التي أعطيت لهم في العام 1981 وهم يحتفظون بولائهم لوطنهم الأم سوريا ويطالبون برفض تقسيم الغجر بل إلحاقها بالجولان السوري المحتل ليكون مصيرها معلقًا بمصيره حتى الانسحاب الاسرائيلي". وقال: "إن تقسيم الغجر سيدفع أهالي الجزء الشمالي لترك منازلهم لأن معنى هذا التقسيم هو إبعاد الاب عن ابنه والام عن ولدها". مضيفاً إن الغجر هي بلدة سورية ولم تكن في يوم من الأيام لبنانية، وأهلها سوريون واراضيها سوريّة". وفي ظل اعتصام اهالي الغجر انتشر الجيش اللبناني بكثافة في منطقة مرجعيون بدءا من ميس الجبل وصولا الى بوابة فاطمة.

 

الرئيس سليمان يغادر غدا الى واشنطن وبرنامج حافل بإنتظاره

صدر عن مكتب الاعلام في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الاتي: "يتوجه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رأس وفد يضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، ووزير الدولة وائل ابو فاعور ووفد اداري وامني الى واشنطن ظهر غد تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله ظهر الاثنين المقبل في البيت الابيض. ويلتقي فخامة الرئيس في مبنى الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويستقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ووزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا اميركيين من اصل لبناني واميركيين داعمين للبنان، وكذلك المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات اميركية اخرى، كما يلتقي افراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية".

ولهذه الغاية، ترأس الرئيس سليمان ظهر اليوم اجتماعا للوفد الرسمي والوفد المرافق تم في خلاله وضع اللمسات الاخيرة لملفات المحادثات التي سيجريها رئيس الجمهورية مع المسؤولين الاميركيين في خلال هذه الزيارة

 

مرصد ليبانون فايلز/زيارة قصيرة لسليمان الى أميركا 

علم موقعنا بأن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن هي من رئيس سلطة تنفيذية الى سلطة تنفيذية وهو سيلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما، ونائبه جوزف بايدن ووزير الخارجيّة هيلاري كلينتون ولن تكون له زيارة الى الكونغرس الأميركي، أما مدة الزيارة فلن تتعدّى اليومين

 

أبو حبيب:العلاقات السياسية ودعم الجيش هم الاهم في زيارة سليمان الى واشنطن

جيسيكا حبشي/Alkalimaonline

أكد نائب رئيس الرابطة المارونية السفير السابق في واشنطن عبدالله أبو حبيب في حديث لموقع " الكلمة أون لاين " أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو الرئيس الاول الذي يزور واشنطن منذ الزيارة الاخيرة للرئيس أمين الجميل قائلا : " لقد زار الرئيس الهراوي واشنطن ولكن زيارته كانت قصيرة جداً أي نصف ساعة وذلك في التسعينات ، واليوم يزور الرئيس سليمان واشنطن للمرة الثانية خلال عام ، في المرة الاولى إجتمع بالرئيس جورج بوش وهذه المرة سيجتمع بالرئيس أوباما وهذا ضروري لان الولايات المتحدة هي البلد الاكبر في العالم كما أن قيام علاقة جيدة لا بل ممتازة مع الولايات المتحدة ضروري للبنان وللمنطقة " ولفت أبو حبيب الى أن الولايات المتحدة اليوم تقوم بتسليح خفيف للجيش اللبناني مضيفا " أعتقد أن الرئيس سليمان سوف يدفع الولايات المتحدة لتسليح أكبر وأقوى لانه هناك معارضة إسرائيلية سوف تجتاح الجيش ، والولايات المتحدة الاميركية تتأثر باللوبي الاسرائيلي ، لذلك الرئيس سليمان يجب أن يدفع الاميركيين لتسليح الجيش وهذا لمصلحة لبنان استقراره ، أما عن المساعدات الاقتصادية ، فليس هناك من مساعدات إقتصادية كبيرة للبنان ، لكن العلاقات السياسية ودعم الجيش اللبناني هم الاهم في هذه الزيارة " .

 

مرصد ليبانون فايلز/مصدر مطلع لـ "ليبانون فايلز": الحريري في دمشق قبل ظهر الإثنين 

كشف مصدر مطلع لموقعنا أنّ الموعد المرجّح للقاء المنتظر بين الرئيس السوري بشّار الأسد ورئيس الحكومة اللبنانيّة سعد الحريري حدّد في الساعة الحادية عشر من قبل ظهر الإثنين المقبل. 

 

10452 لنديم الجميل

طلب النائب نديم الجميّل من منظّمي ماراتون بيروت، الأحد الماضي، الرقم 10452 ليضعه فوق صدره. وقد تحققت له أمنيته الرياضيّة قبل أن ينطلق في الركض خلف الرئيس سعد الحريري، مع العلم بأنّ هذا الرقم هو نفسه رقم عضويته في نقابة المحامين، وهو نفسه أيضاً في رقم هاتفه الخلوي.

 

دمشق تفصح عن أهدافها من الإستنابات القضائية :مساعدة الحريري على التخلص من ...ناسه

 الجمعة, 11 ديسمبر 2009 03:57

يقال نت/أفصحت دمشق ،من خلال "أحد قادة قوى الثامن من آذار"عما تريد إيصاله من رسائل الى رئيس الحكومة سعد الحريري،من خلال الإستنابات القضائية الأخيرة .

وفي مقال نشرته صحيفة "الأخبار"تحت عنوان "سوريا تساعد الحريري على تفكيك جهازه الحربي"بدت الرسالة الدمشقية واضحة للغاية ،وبلا اي لبس.

وجاء في "الرسالة" ما ياتي:

اولاً: لم يعد كافياً أن يعلن رئيس الحكومة اللبنانية عزمه على زيارة دمشق، ولا على البدء بعلاقات مع العاصمة السورية كما تقتضي الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وكما تفترض أن تكون علاقة الدولتين المتجاورتين، بل عليه أن يذهب إلى دمشق بحسن نية، ووحيداً من مجموعة من الأوزان الثقيلة التي سبق أن استخدمها في قصفه العاصمة السورية، أي عليه أن يقدّم أولاً رسالة حسن نية، ويتّجه نحو الشرق دون الطاقم الذي استدعته دمشق للمثول أمام سلطاتها القضائية.

ثانياً: على سعد الحريري أن يعلم أن الفريق الذي جُمعت أغلب أسمائه في مذكّرة الاستدعاء إنما هو الفريق الذي أدار جزءاً من الصراع خلال المرحلة الماضية، وهو في بعض أشخاصه من كان يجتمع إلى إسرائيليّين في فنادق أوروبا الشرقية، ومن كان ينسّق خطوات أمنية وسياسية وإعلامية ضد سوريا، وأن هذا الفريق قد يكون مجتمعاً أقوى من رئيس الحكومة منفرداً، وعليه تفكيكه، ودمشق «تساعده» على تفكيك هذا الفريق ـــــ وعلى طريقتها ـــــ قبل البدء بمسيرة حكم يُفترض أن يكون مستقراً ولمرحلة طويلة، «اللهمّ إلا إذا حاول الحريري تقليد الرئيس السابق فؤاد السنيورة، عندئذٍ سيكون لنا كلام آخر»، كما يقول أحد القادة في قوى الثامن من آذار.

 

شمعون: حكومة الحريري شكلت على قاعدة من كل وادي عصا

 في اول تعليق له بعد عودته الى لبنان، أعلن رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون أنه لو كان حاضراً جلسة الثقة لما كان أعطاها للحكومة لأنه ينسجم مع مواقفه وتفكيره وآرائه.شمعون وفي حديث لـtayyar.org إعتبر أن سلاح المقاومة فقد اهمتيه كوسيلة للدفاع عن لبنان من العدو الإسرائيلي يوم إستعمل في الداخل اللبناني في السابع من أيار، لافتاً الى ان الثقة النيابية الساحقة للحكومة ناتجة عن أن اللبنانيين سئموا من الصراعات الداخلية ويريدون حالاً من الإستقرار. قال: "ضميري مرتاح لقراري الرافض للبيان الوزاري واتمنى لهذه الحكومة النجاح على أن أنني لا أتوقع لها ذلك لأنها شكلت على قاعدة من كل وادي عصا".

 

الحريري وعون من متاريس المعارضة والموالاة الى إدارة الحكم.الفريقان فتحا صفحة بيضاء و «delete» لأرشيف المشاكسات 

ابتسام شديد/الديار

بين زعيمي «الوطني الحر» و«المستقبل» اكثر من «شهر عسل» سياسي «عمره» من «عمر» الحكومة التي يرأسها رئيس المستقبل اليوم.

فتقارب «الحريري - عون» يعود أولا الى «حقبة» الاستشارات الحكومية التي «ارهقت» الشيخ سعد وأخرجته من التأليف الأول الى الثاني، فحينها تكفلت تنقلات الحريري وتردداته الى الرابية وانتقال عون الى بيت الوسط في إفساح المجال لتعارف الرجلين للمرة الاولى عن كثب حيث تردد انهما خاضا الى جانب التفاصيل المتعلقة بالحكومة في حوارات سياسية هادئة بعيدة عن الضجيج والصخب الحكومي الذي كان يدور في الخارج اضافة الى مناقشة ملفات اقتصادية حساسة.

جلسات الانفتاح والمصارحة تلك جعلت الحريري يقول في حينه «انه يتعرف الى الجنراب عن قرب» في اشارة فسرها المعنيون في حينه بالايجابية وتعبير عن «حسن نية» وتغير في المناخات السياسية. قبل ان يلتقي الرجلان مؤخراً في صورة التفاهم الأخير كان زعيما الرابية وقريطم في مواقع سياسية متناقضة «وهما ربما لا يزالان» رغم الاصطفاف السياسي الجديد. ومن يُفتش في أوراق الماضي للفريقين في ارشيفي الرابية وقريطم يجد الكثير من الكلام والروايات الاتهامية. ال «الحريريون» في «الجنرال» كلاماً سياسياً كثيراً، ولم يوفر «العونيون» زعيم قريطم او يستثنوه من هجومهم على «أركان» الفريق الآذاري. بالنسبة الى المحيطين بدوائر قريطم. ان عون بتفاهمه مع حزب الله كان «حامي» سلاحه من خلال اعطائه الغطاء المسيحي والشرعي اللازم، وكذلك وضع في دائرة الاتهام السياسي بتحالفاته مع «من وضعوا في دائرة الشك والاتهامات العشوائية في تلك الحقبة التي تلت اغتيال الرئيس الحريري». لى «جبهة» الرابية الاتهامية لم يكن وضع «الحريري - الابن» افضل حالا، ومن ملاحظات التيار في حينه اتهام المستقبل بالعمل على إمرار التوطين، ووضع خطة لمحاصرة عون مسيحيا وتقوية خصومه المسيحيين، وتحميل الحريري استمرارية مسؤولية الدين العام، ولعل الاتهام الأقسى الذي اشتكى منه الحريريون وخاضوا في تشعباته سجالا طويلا مع الاخصام، ما قامت وسائل المعارضة آنذاك بضخه في الاعلام حول دعم المستقبل لعناصر «فتح الاسلام».

اليوم، طويت صفحة طويلة من الخلاف السياسي بين تيارين «جلسا خلف متاريس الموالاة والمعارضة» لحقبة خلت، وتظهر الوقائع والأحداث الاخيرة انفراجا في المسار السياسي المغلق مند 19 عاماً، فالواضح ان الحريري - عون قفزا فوق ثوابتهما، وقد ساهم تبادل التنازلات من قبل الطرفين في انتاج الحكومة الحالية، وها هو رئيس الحكومة «يحيد سلاح حزب الله عن المواجهة في بيان حكومته، ويرسم «خريطة طريقه» الى سوريا. التقارب بين الحريري - عون لا يزال في بداياته، وعلاقتهما يمكن ان تتطور او ان تتراجع الى الوراء في اي وقت او حتى ان تحافظ على ثباتها. ثمة من يتحدث اليوم عن تلاقي مشروعين ومن يعتبر ان تفاهم المستقبل والتيار الوطني الحر ثابت في المرحلة السياسية الراهنة، وثمة من يعتبره تقاربا «هشا» ومتقلبا لن يلبث ان يعود الى ما كان عليه في المرحلة الماضية وعند اي انعطافة او استحقاق مفصلي.

يرى المشككون ان التقارب الحالي فرضته العوامل الاقليمية وتحديداً التفاهم السوري السعودي، ويرون فيه ضرورة للتموضع السياسي الجديد لرئيس الحكومة في المعادلة الراهنة.

ويذهب المشككون الى توقع حصول تباينات مستقبلية بين رئيس الحكومة ورئيس الإصلاح والتغيير وتحديدا في نظرة الحريري الاقتصادية التي قد لا يوافق عليها عون.

ومن مؤشرات واحتمالات حصول تباين في الأيام القادمة ما يتم تداوله عن اختلاف في الخطة الاقتصادية التي سيطرحها رئيس الحكومة، وقد كان توزير شربل نحاس في الاتصالات وهو من المدرسة الاقتصادية ذاتها للوزير جورج قرم من التباينات التي يمكن ان تطرح في المستقبل القريب.

بالمقابل يتطلع المتفائلون الى مستقبل زاهر وحافل بالعمل السياسي والاقتصادي والانمائي نتيجة وترجمة لأجندة التفاهم الحريرية - العونية بعد انجاز التفاهم السياسي بين عون ورئيس الحكومة، او الاتفاق على ادارة شؤون الحكم. يذهب هؤلاء في تفاؤلهم الى أبعد الحدود في ترسيم التقارب الجديد بين الرابية وقريطم والى اعطائه هامشا كبيرا من النجاح، فالتياران لا خلفية ميليشياوية لهما وهما تياران شعبويان اوجدتهما الاحداث السياسية الطارئة والظروف، واكثر من ذلك ثمة من يطرح النظرية التالية «ان ما كان يباعد عون وحزب الله في الماضي اكثرمن الاسباب التي باعدت الحريري - عون في السنوات الاخيرة، وهذا بحد ذاته مؤشر واضح الى نجاح تقارب زعيمي الرابية وبيت الوسط وبالتالي ثمة فرص حقيقية وواقعية في ان التواصل بينهما سيؤدي الى مشروع سياسي ثابت، وادارة سياسية متماسكة بالتعاون مع المكونات السياسية المعنية بادارة الشأن الداخلي. مهما كانت نتيجة مصالحة الحكومة بالمؤكد ان تداعياتها السلبية او الايجابية سوف تظهر مع انطلاقة العمل السياسي للحكومة وفي المحطات السياسية القادمة التي قد لا تخلو من التباينات والخلافات، لكن الواضح ان رئيس الحكومة التحق بالاصطفاف السياسي حيث يتموضع عون منذ سنوات، والواضح ايضا ان من في الرابية وقريطم قاموا باتلاف وعملوا «Delete» لأرشيفاتهم الاتهامية ومواقف وسجالات الماضي.

 

جعجع: كأن "الإخوان" في سوريا لا يريدون زيارة الحريري.. ونحن من يجب ان يكون لدينا ملامة على بعض مواقف الرئيس سليمان

الجمعة 11 كانون الأول 2009/لبنان الآن

زار رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط، وقد وصف جعجع بعد اللقاء جلسات الثقة بـ "التاريخية"، وقال: "لقد طُرح خلالها كل الامور بصراحة وبعمق وبشكل ديمقراطي، وكانت من اكثر الجلسات هدوءًا بين النواب، وهذا ما يجب ان يحصل، وأن يكون القاعدة لا الاستثناء. وأردت اليوم ان التقي دولة الرئيس وأن نتداول بأجواء جلسة الثقة وما بعد نيل الحكومة الثقة".

جعجع، وردًا على سؤال، أضاف: "نحن مع زيارة دولة الرئيس الحريري إلى سوريا، لأنه بقدر ما تكون العلاقات بين لبنان وسوريا جيدة بقدر ما يُخفف هذا الأمر على الشعب اللبناني مصاعب كبيرة، ولكن يجب أن تكون هذه الزيارة مدروسة وأن يوضع لها جدول اعمال وأن تتطرق الى النقاط العالقة بين البلدين، وألا تكون زيارة فقط بالشكل لا تؤدي الى أي نتيجة ولا تفيد لا لبنان ولا سوريا"، وتابع: "من جهة أخرى، وعلى المستوى الشخصي استغربت كثيرًا واستهجنت الاستنابات التي يسمونها قضائية، وأنا للمرة الأولى اسمع ان هناك قضاء في سوريا، ولم أسمع بذلك قبل هذه المناسبة. فقد صدرت استنابات قضائية قالوا انها لشهادات كاذبة. فحتى في الاساس اذا افترضنا ان هناك قضاءً يعمل في سوريا كما يجب، فكيف يمكن ان يدّعي مواطنًا لبنانيًا على سلطات قضائية أو أمنية أو عسكرية أو إعلامية أو حتى سياسيين امام القضاء السوري بجرم، حسب مفهوم المدعي، حصل في لبنان. كل هذا الأمر برمّته حسب المفاهيم القضائية والقانونية غير مُقنعة، بالإضافة إلى أن ياتي توقيتها قبل أيام أو أسابيع من زيارة رئيس حكومة لبنان الى سوريا، فهذا أمر صراحة استغربه برمّته، لأنه بدا وكأن الإخوان في سوريا أو بعضهم على الأقل لا يريد هذه الزيارة، وإنّي آسف فعلاً لأن الشعب اللبناني في كل مرة يُظهر نية حسنة تجاه تحسين العلاقات مع الإخوان في سوريا تحصل تصرفات من قبل لا أعرف من في سوريا تُظهر أن ليس هناك رغبة بهذه العلاقات الجيدة، وما حصل ترك لدي علامات استفهام كبيرة جدًا، أتمنى ان تلقى الايام المقبلة أجوبةً لها. ومن جهة اخرى فإن الدولة اللبنانية في هذا المجال ممثلةً بوزارة العدل ستأخذ الموقف المناسب".

وحول وجود متضررين في سوريا أو في لبنان من زيارة الحريري لدمشق، أجاب جعجع: "كان من الممكن أن آخذ بهذه النظرية لو أن هناك فعلاً فصلاً للسلطات في سوريا بين سياسي وقضائي، لكن كلّنا يعرف ان ليس هناك فصلاً للسلطات ولا سلطات في سوريا، بل هناك سلطة واحدة تتحكم بكافة الامور. لذلك لدي علامات استفهام كبيرة جدًا حول موقف سوريا الرسمية وليس الشعبية في الوقت الحاضر من التقارب اللبناني المنتظر تجاهها، وهذا تصرف غير مقبول". ولفت جعجع في الوقت عينه إلى أن "الرئيس الحريري لا يزال على تصميمه، لأنه يعتبر ان تحسين العلاقات بين سوريا ولبنان أمرٌ حيوي وأساس"، مضيفًا: "لكن أنا شخصيا موقفي هو ما عبّرت عنه سابقاً بضرورة ان يكون هناك حد أدنى من الارادة لدى كل الأطراف، فمهما كانت هناك نوايا إيجابية وجيّدة عند طرف ما، فهي غير كافية لوحدها إذا لم تكن لدى الطرف الآخر النوايا نفسها".

وعن زيارة النائب ميشال عون الى سوريا، رد جعجع: "قرأتها بالسياق نفسه الذي قرأت فيه موضوع الاستنابات القضائية والتي هي بالفعل استنابات سياسية، وأنا أرى أن لها عدة أهداف في الوقت نفسه، فهي من جهة رسالة إلى رئيس الجمهورية ومن جهة أخرى رسالة إلى رئيس الحكومة ورسالة إلى من يعنيهم الأمر ورسالة الى المسيحيين بأن من يتقرب منّا نفرش له السجاد الأحمر ونرتّب له أموره ونبقى وراءه وندعمه، فهي إذا رسالة إلى مجموعة من الاطراف. وكل هذا الامر يظهر واقعًا كنّا نودّ صراحة ان يكون قد تغيّر وهو طريقة التعاطي السورية مع لبنان".

وبشأن تهّجم البعض على زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، قال جعجع: "صراحة نحن من يجب ان تكون لديه بعض الملامة على بعض المواقف التي اتخذها فخامة الرئيس، خصوصًا عندما تكلم في عيد الاستقلال وخلال استعراض الجيش اللبناني عن المقاومة، ولا أعرف عن أي مقاومة، لأنه عندما نتحدث عن مقاومة فذلك يعني ان كل الشعب اللبناني يجب ان يكون موجوداً فيها. فنحن من يجب ان تكون لديه ملامة، فكيف يكون الرئيس سليمان كما يقول البعض أنه يستمع الى الأميركيين ثم يتناسب مع المواقف التي يتخذها والتي أعتبرها أنا شخصياً منحازة باتجاه وجهة نظر الفريق الآخر وهذا يتناقض مع ذاك".

 

مصادر دمشق تضع زيارة عون في إطار "لقاءات دورية تنسيقية" وأوساط الرابية تربط بينها وبين زيارة الرئيس الفلسطيني لبيروت

موسى عاصي ، الخميس 10 كانون الأول 2009/لبنان الآن

بعد أقل من 24 ساعة على الزيارة التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان، حطّ رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في قصر الشعب ضيفاً على الرئيس السوري بشار الاسد، الربط بين الزيارتين تفرضه طبيعة النقاشات التي دارت في قصر الشعب.

وعلى الرغم من تأكيد أوساط مقربة من القيادة السورية أن زيارة عون "كانت مقررة مسبقاً وتحديداً بعد اقفال ملف تأليف الحكومة اللبنانية"، مشيرةً إلى أنه "تم تحديد توقيتها من قبل عون بعد انطلاق جلسات مثول الحكومة أمام المجلس النيابي لنيل الثقة، وبعد القاء عون كلمته فيها"، إلا أنّ مصادر مقربة من الرابية قالت إن عون "استعجل الزيارة الى دمشق بعد احساسه بالخطر الداهم في ملف التوطين على اثر الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى بيروت قبل أيام، والحديث عن نقله اقتراحات الى المسؤولين اللبنانيين حول منح اللاجئين الفلسطينيين جوازات سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية، وهذا ما فسره بعض اللبنانيين اسقاطاً لحق العودة".

وإذ أكدت مصادر الرابية أن عون "استفسر من القيادة السورية موقفها من هذا الملف"، وقالت ان "الاسد تفهم موقف العماد عون، وأكد له ان حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم يبقى أولوية بالنسبة الى سوريا"، لكن الاوساط المقربة من القيادة السورية أكدت أن "الملف الفلسطيني كان واحداً من جملة ملفات بحثها العماد عون والرئيس الاسد تتعلق بالوضع على الساحة اللبنانية"، موضحةً أن زيارة عون لسوريا "إنما تدخل في اطار اللقاءات الدورية بين الطرفين، وهدفها التنسيق في مرحلة ما بعد تأليف الحكومة".

من جهة ثانية نفت الاوساط المقربة من القيادة السورية أن يكون هناك أي ربط بين زيارة عون والزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا لجهة الإيحاء بتفضيل زيارة على أخرى"، لكن الأوساط نفسها لفتت إلى أنّ عون "حث الجانب السوري على أن تشكل زيارة رئيس الحكومة مناسبة لانطلاق علاقة جيدة وقوية بين الطرفين من أجل اغلاق ملف العلاقات الذي ساد خلال السنوات الخمس الماضية الى الابد". في هذا الإطار أوضحت المصادر المقربة من الرابية قائلة إن عون "قارب هذا الملف من زاوية خوفه الدائم من توطين الفلسطينيين في لبنان، وهو إذ يعتبر الاستقرار في لبنان شرطاً اساسياً لمواجهة احتمالات التوطين، يرى أن نقطة انطلاق هذا الاستقرار وديمومته مرهونة بعلاقة ممتازة بين رئاسة الحكومة اللبنانية ودمشق".

 

صقر يعتبر تصرف فتوش "خيانة كبرى" للناخبين وماروني يؤكد أن "رحيله من اللائحة لن يؤثر إلا إيجاباً" 

الجمعة 11 كانون الأول 2009/لبنان الآن

ردّ عضو تكتل "لبنان أولاً" على مداخلة النائب نقولا فتوش بالأمس في جلسة مناقشة البيان الوزاري، قائلاً: "من حيث المبدأ، نحييّ أي نائب يريد أن يأخذ دور المعارضة، لأن المعارضة أساسية في الحياة النيابية"، متمنياً أن "يكون النائب في المعارضة شفافاً كما النائب في الموالاة". قر، وفي حديثٍ إلى وكالة "أخبار اليوم"، قال: "نحن نواب كتلة "زحلة بالقلب" نجحنا على أساس مجموعة مبادئ لم ولن نتخلى عنها، ولن نغير "جلدنا" لنتحوّل إلى معارضة أو موالاة، ولن نغيّر أفكارنا ولا وعودنا للناس التي انتخبتنا، فحتى إذا أراد أحدٌ أن ينتقل من مكان إلى آخر وينكس بوعوده للناس، فعليه إما أن يستقيل ليصبح معارضاً مستقلاً، أو أن يعتبر أنه خرج عن وعده وعهده للناس". ورأى في هذا التصرف "الخيانة الكبرى للناس التي انتخبته". وعن الانتخابات البلدية ونتائجها بعد انسحاب فتوش من الكتلة واحتمال تقاربه مع الوزير السابق الياس سكاف، قال صقر: "كنتُ أتوقع أن يكون للنائب فتوش تأثيراً كبيراً قبل تلك الكلمة التي ألقاها في المجلس، أما بعدها فأعتقد أنه لن يكون لفتوش أي تأثير يُذكر على الناخبين، لأنه وعبر كلمته هذه ضرب ما تبقى له من صدقيّة في زحلة خصوصاً والبقاع عموماً".

من جهته، قال عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني: "اليوم حان الوقت لكي نردّ على النائب فتوش، خصوصاً لجهة ما قاله عني "اشتهى فانتهى"، ولكن بعدما سمعناه بالأمس يُدلي بمداخلته في المجلس النيابي، خجلتُ من نفسي لأنني كنتُ معه في نفس اللائحة، خجلتُ لأنه لم يأتِ وزير شنّع بجميع الوزراء والنواب والدولة اللبنانية والقيادات التي استجدى على أبوابها كي يكون ضمن لائحة "14آذار" كما فعل فتوش ليلاً". وأضاف ماروني: "من الذي اشتهى ومن الذي انتهى؟ وأترك الجواب للرأي العام".

ولدى سؤاله عن موقفه في حال عُيِّنَ فتوش وزيراً، أجاب ماروني: "لو أتى وزيراً لكان بالطبع يهلل ويبارك لهذه الحكومة، أما نحن فموقفنا ثابت، وكنا مثل ما نحن اليوم نمنح الثقة للحكومة". وعن نتائج الانتخابات البلدية في زحلة بعد الموقف الذي اتخذه فتوش، أكد ماروني أن "رحيل فتوش من اللائحة لن يؤثر إلا إيجاباً".

 

الاستنابات السورية والتغييرات اللبنانية

وليد شقير (الحياة)، الجمعة 11 كانون الأول 2009

تثبت الاستنابات القضائية السورية في حق عدد من السياسيين اللبنانيين والرموز الإعلامية والرسمية والقضائية والأمنية اللبنانية قبل توجه رئيس الحكومة سعد رفيق الحريري الى دمشق لبدء رحلة تطبيع العلاقة معها (يتوقع أن تتم زيارته قبل نهاية الشهر الجاري) ان هذه الرحلة ستكون شاقة مملوءة بالمطبات والصعوبات والعقبات والتناقضات الكثيرة التي تحبل بها العلاقة اللبنانية – السورية، نتيجة تراكمات عقود كانت ذروتها خصومة السنوات الخمس الماضية، مع ما تخللها من قهر من جانب دمشق ومغالاة من جانب خصومها اللبنانيين.

وإذا كان فريق الأكثرية الذي يتزعمه الحريري استوعب الحاجة الى الانفتاح على دمشق وتطبيع العلاقة معها في المرحلة المقبلة نتيجة تبدلات في الظروف الدولية والإقليمية ونتيجة الحاجة الى تفكيك حال العداء والخصومة معها من أجل حد أدنى من الاستقرار الداخلي يواكب التغييرات الخارجية، بما فيها التغيير في سلوك دمشق نفسها في المشهد الإقليمي، فإن الأخيرة لها قراءتها لهذا الانفتاح عليها، لأنها تعتبر أنها المنتصرة وأن الآخرين يأتون إليها مهزومين.

وعلى رغم أن أطراف الأكثرية، أو حلفاء الحريري، عبّر كل منهم على طريقته عن دعمه أو تفهمه لزيارته المرتقبة للعاصمة السورية ولفتح مرحلة جديدة في العلاقة، فإن ما أجمع عليه هؤلاء، وسط التباين في قراءة التحولات، هو أن التقارب السعودي – السوري هو معطى جديد يجعل من زيارة الحريري خطوة طبيعية، في ظل انخراط أميركي في الحوار مع سورية، وأن تطبيع العلاقة ينطلق مما هو مطلوب لتكريس السيادة اللبنانية عبر السعي بالحوار الى تطبيق قرارات الحوار الوطني في شأن إزالة المراكز الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات وضبط السلاح داخلها وترسيم الحدود وحل قضية المفقودين اللبنانيين في سورية، ويستند الى ما تحقق من نتائج «ثورة الأرز»، أي انسحاب سورية من لبنان عام 2005 وإقامة العلاقات الديبلوماسية، وقيام المحكمة الدولية.

وجمعت هذه التبريرات في دعم خطوة الحريري بين المتمسكين بـ «ثورة الأرز» ومنهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وبين الخارج من الأكثرية (والباقي فيها) تحت عنوان حماية الطائفة الدرزية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على رغم الاختلافات بينهما.

وسعى الأكثريون الى التماسك بهذا القدر أو ذاك وراء الحريري في وقت لا تبدو دمشق مستعدة للاعتراف بالتحالف الذي يستند إليه زعيم تيار «المستقبل». فهي تريده وحده في رحابها. وهي لا تعترف بالمرحلة السابقة وما أنتجته. من الطبيعي في هذه الحال أن تعتبر رموز الأكثرية ان الاستنابات القضائية إشارة من سورية الى عدم اعترافها بالمرحلة السابقة. فهي رسالة بنظرهم الى أن مجيء الحريري إليها لبدء مرحلة تطبيع العلاقة وفتح صفحة جديدة، يعني أن طي الصفحة القديمة يجب أن يترافق مع إبعادهم، أو معاقبتهم. وذكّر ذلك بالمرحلة التي أحكمت فيها الإدارة السورية التفصيلية للشأن اللبناني، بعد انتخاب الرئيس السابق إميل لحود عام 1998، حين طلب من الرئيس الراحل رفيق الحريري إبعاد من يجب من المقربين، وحين أُبعد بعضهم قسراً وظلماً بشتى أساليب القهر عن طريق الضغوط عبر ضباط الأمن اللبنانيين وجزء من القضاء كان مطواعاً، وحين تم الإمساك بمعظم وسائل الإعلام لمصلحة العهد آنذاك.

وتلك المرحلة جعلت الكثيرين يقفزون الى الاستنتاج أن الجانب السوري لم يغيّر طريقة تعاطيه مع لبنان على رغم التغييرات التي حصلت، لأنه ليس صدفة أن تستهدف الاستنابات القضائية قضاة وضباطاً أمنيين وسياسيين ومقربين من الحريري الابن بينهم إعلاميون.

ومع أن التفسير الذي أعطي للاستنابات، حين اتصل أصدقاء دمشق بها ناصحين بسحبها لأنها تؤثر في أجواء التقارب الذي أخذوا يعوِّلون عليه، هو أن الخطوة القضائية السورية منفصلة عن التقارب السياسي ولا علاقة لها به، بموازاة قول الحريري والأكثرية بأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان منفصلة عن العلاقة «الأخوية» مع دمشق، فإن الأخيرة لم تكترث لقلق حلفائها على تأثير الاستنابات على التقارب بين الفرقاء اللبنانيين. الأرجح أنها لم تكترث أيضاً لقلق عواصم ترعى استعادة العلاقة بين بيروت ودمشق مثل باريس والرياض وأنقرة. فهل إن هدفها استقبال الحريري ليقتصر البحث معه على موضوع الاستنابات وسحبها، مقابل «سحبه» البحث في مطالبه منها، لجهة ترسيم الحدود وإزالة الوجود الفلسطيني المسلح الحليف لها خارج المخيمات ومعالجة قضية المفقودين، كي تأتي الزيارة من أجل تحقيق المصافحة مع الزعيم السني لا مع رئيس حكومة لبنان؟ د لا تكون سورية غيّرت أسلوبها في لبنان. لكن الحريري الابن يأتي في ظروف مغايرة لظروف تبوؤ الحريري الأب سدة المسؤولية ومختلفة عن معطيات الدور السوري السابق في لبنان.

 

البند 6 في جعبة سليمان والحريري إلى الخارج: سلاح الحزب مقاومة

نقولا ناصيف (الأخبار، الجمعة 11 كانون الأول 2009

يفترض التصويت على الثقة بحكومة الرئيس سعد الحريري فتح صفحة جديدة بين أفرقائها، للانصراف إلى الاستحقاقات القريبة. يفترض ذلك أيضاً تجاوز كل ما قيل في الأيام الماضية لدى مناقشة البيان الوزاري في بند المقاومة وسلاح حزب الله خصوصاً، ما دامت المداخلات المعترضة على هذا البند قد أدّت الوظيفة التي تطلّبتها، وهي تأكيد عدم وجود توافق وطني عام على البند السادس، وتكريسه مسألة اختلافيّة حادة بين فريقي الحكومة في مجلس الوزراء، كما بين قوى 8 و14 آذار في الشارع. ولكن دون أن يتمكّن أحد من حسم النزاع عليه نهائياً: لا قوى 14 آذار قادرة على شطب هذا البند، وقد أضحى في صلب التسوية التي عقدها الحريري مع حزب الله كي تبصر حكومته النور كحكومة وحدة وطنية، تقرن الاستقرار السياسي والأمني بالاعتراف بواقع المقاومة  -  ولا حزب الله وقوى 8 آذار قادران على توفير إجماع عام حول المقاومة وسلاحها كي تخرج من الجدل الداخلي الشائك والمربك.

بذلك انتهت جلسات مناقشة البيان الوزاري بتعادل سلبي. قال كلٌ ما لديه، وانتهى الأمر عند هذا الحدّ. ذلك أن منح مجلس النواب الحكومة الثقة بغالبية كبيرة كي تمارس صلاحياتها وتباشر الحكم، يفضي إلى نتيجتين معروفتين سلفاً:

أولاهما، أن الثقة بالبيان الوزاري هي ثقة بكل بند ورد فيه بما في ذلك خصوصاً البند السادس، ما دامت الثقة لا تُجتزأ ولا البيان الوزاري يُجزئ فقرات عن أخرى. عندئذ لا يعود لما قيل ضد سلاح حزب الله مغزى سوى تدوين مواقف في محضر جلسات البرلمان. في نهاية المطاف هي حكومة دستورية تقر بسلاح حزب الله مقاومة ذات كيان مستقل عن الجيش والشعب، وتستطيع العمل على تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة.

ثانيتهما، أن الوزراء  -  وليس رئيس الحكومة وحده  -  باتوا معنيين جميعاً باسم التضامن الوزاري بالدفاع عن كل البيان الوزاري، لا عن بنود تستثني أخرى. وحيث يكونون في الداخل والخارج لا يسعهم، كما كان بعضهم في جلسات المناقشة، التغريد خارج سرب رئيس الحكومة وهم في قلب هذا السرب. ولا يسع الوزراء المتحفّظين خصوصاً أن يكونوا على تناقض حاد معه، ما داموا يقبلون بأن يكونوا النقيض من خصومهم.

واقع الأمر أن اللبنانيين، في الأيام المقبلة، لن ينسوا كل ما قيل في مجلس النواب فحسب، بل سيكونون أمام معطيات جديدة تعطي دليلاً إضافياً على أن بند المقاومة في البيان الوزاري سيمسي إحدى ركائز السياسة الخارجية للبنان في المرحلة الآتية، على نحو

مماثل لكل ما أدركته منذ عام 2005 الحكومات الثلاث للرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة. كانت حكومة ميقاتي سبّاقة إلى إرساء معادلة ملتبسة وغير مفهومة، وإن بدت مبرّرة لأسباب تتصل بالاستقرار الداخلي، هي التزام لبنان في آن واحد المقاومة كإحدى وسائل تحرير أراضيه واحترام قرارات الشرعية الدولية، كان المقصود حينذاك القرار 1559 الذي تجنّبت حكومة ميقاتي تسميته، كما تفادته حكومتا السنيورة، وأخيراً حكومة الحريري. كأن القرار 1559 لم يعد سوى وثيقة رسمية منسية في أدراج مجلس الأمن. ثم التزمت حكومة السنيورة عام 2005 المعادلة الملتبسة وغير المفهومة والمبرّرة نفسها، وجاءت بعدها حكومة 2008 كي تلتزمها، وتلتزم جهراً القرار 1701. وهو ما سارت عليه أيضاً حكومة الحريري.

بذلك لم تخرج الحكومة الجديدة عن سياق المعادلة تلك بتبنّيها المقاومة كإحدى وسائل التحرير لا وسيلته الحصرية، رغم معرفة الجميع في الحكومة الحالية كما في التي سبقتها، أن استخدام السلاح للتحرير منذ ما بعد عام 2006، بعد إصدار القرار 1701، لم يعد سوى تلويح بخيار عسكري غير متاح، ولا يعدو كونه إحدى أدوات الضغط.

كذلك لم تخرج حكومة الحريري عن السياق نفسه بتجاهلها القرار 1559، وإن تذرّع البعض بأنه لا يزال يمثّل أحد المصادر الرئيسية للقرار 1701، ولا ينفصل عنه.

بل سيكون غلاة رافضي البند السادس في البيان الوزاري  -  وهو يصبح بعد نيل الثقة برنامجاً حكومياً صدّق عليه البرلمان لا مجرّد إعلان نيّات على صورة خطاب القسَم لرئيس الجمهورية  -  أمام امتحان ما سيقوله الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري في الخارج. كلاهما ذاهب إلى واشنطن. الأول غداً السبت، والآخر في الشهرين الأولين من السنة الجديدة. سيذهب رئيس الحكومة قبل ذلك إلى دمشق للمرة الأولى، ويجول على دول عربية وأجنبية. وسيجد نفسه جاهراً بالسياسة الخارجية للبيان الوزاري التي أيّدها، والتزم الصمت حيال مناوأة حلفائه لها. وهي أن سلاح حزب الله مقاومة، وإحدى الوسائل المتاحة للتحرير. بالتأكيد سيتفادى أمام الأميركيين التحدّث عن القرار 1559 في معرض إبراز التزام عام حيال احترام كل قرارات الشرعية الدولية، وسيتفادى كذلك أمام السوريين التشهير بالقرار 1559، ولن يتنصّل أمام الأميركيين من المقاومة، دون أن يغالي في الإشادة بها أمام السوريين الذين يعرفون الموقف المتقدّم... لرئيس الجمهورية من سلاح حزب الله والقرار 1559. ل لعلّ المرحلة التالية لنيل الثقة ستكون أكثر إحراجاً لكل ما قيل في جلسات البرلمان. عندئذ، في ضوء ما سيقوله سليمان والحريري في الخارج، سيتبيّن أن الأمر لم يتعدَّ كونه زوبعة في فنجان.

 

توضيحـان 

جورج علم (السفير)،

الجمعة 11 كانون الأول 2009

صدر توضيحان عن القصر الجمهوري في أقل من 24 ساعة، الأول أن موضوع السلاح لم يبحث بين الرئيس العماد ميشال سليمان والبطريرك نصر الله صفير. والثاني أن زيارة واشنطن لم يطلبها الرئيس، بل هي تلبية لدعوة رسميّة كان قد نقلها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.

كان الغرض من التوضيح الأول طمأنة «حزب الله» بعدما كرر البطريرك عبر المنبر الإعلامي في القصر الجمهوري موقفه من سلاح «الحزب»، فيما الغاية من التوضيح الثاني، محاولة تبرير زيارة واشنطن، ربما لأن التقارير الواردة الى القصر الجمهوري، أكدت أن الزيارة غير شعبيّة، وهي محاصرة في مثلث الالتباس والغموض والرفض إن من حيث التوقيت، أو من حيث الدور الأميركي الذي أمعن في تعميق الشرخ بين الأكثريّة والأقليّة، ويمعن في دعم السياسة الإسرائيليّة على حساب مصالح لبنان وحقوقه الطبيعيّة في الأمن والسيادة.

في ما يخص التوضيح الأول يفترض أن يصدر عن القصر، في هذا الظرف الدقيق، الموقف الجامع الموحّد، وليس الاعتذار المبطّن للتبرؤ من إحراج التصريح البطريركي، وكانت تقضي اللياقات احترام الخصوصيّة التوافقيّة التي اختارت ميشال سليمان رئيسا للجمهوريّة كي يكون أباً لكل اللبنانييّن.

وينطوي التوضيح الثاني على محاولة للتبرؤ من شعور بأن زيارة واشنطن «ليست كسّيبة»، ولا تحدث الصدمة الإيجابيّة عند المواطن في أي موقع كان، ولا فائدة ترجى من التبسّط في شرح أهدافها، والمواضيع التي ستطرح على طاولة البحث، ما دام النتائج معروفة سلفا، ومعروف أيضا أن الزيارة تريدها الإدارة الأميركيّة أكثر مما يريدها الرئيس لتغطية الفشل الذريع الذي منيت به سياستها داخل لبنان بعدما انفرط عقد قوى 14 آذار، وانسلخت أكثريّة من لدنها تقف حاليا عند نقطة المصنع استعداداً لفتح صفحة جديدة مع دمشق.

ولا يشككن أحد، لا بقدرة الولايات المتحدة ونفوذها القوي في ملفات المنطقة، ولا بوطنية الرئيس سليمان وأهميّة المواضيع التي يستعد لبحثها، إن في ما يتصل بالعربدة الإسرائيليّة، أو الخط الأزرق والقرار 1701، أو حق عودة اللاجئين وخطر التوطين، أو بتسليح الجيش... ولكنّ هناك مقابلاً، وفي هذا المقابل وقائع وأمثلة وتجارب لا تزال طازجة، وآثارها حيّة تؤكد أن الإدارة الأميركيّة لم تدعم لبنان طوال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت صدور القرار 1559، بل اتخذت من ساحته منصّة لإطلاق صواريخ مواجهاتها ضد «محور الشر» انطلاقاً من سوريا وصولا الى إيران. واتخذت من لبنان معبراً للتسويق للمشاريع الإسرائيليّة في المنطقة انطلاقا من فلسطين الى العراق، الى إيران، الى السودان، والآن اليمن والمواجهات في منطقة صعدة، واتخذت من لبنان موقعاً لتقسيم ساحته بين من هم مع «ثورة الأرز» ومن هم ضدّها، وبين من يحاصر رئاسة الجمهوريّة في قصر بعبدا ويفرض عليها الحرم السياسي، وبين من يواجه للدفاع عن حضوره ودوره وقناعاته وخياراته.

ويبقى الكثير الذي يقال، فيما القليل المختصر يبقى حكراً على سؤال بسيط: تريد واشنطن تسليح الجيش، لكن ضدّ من؟ هل تريد تسليحه للذود عن أرضه ضد العدو الإسرائيلي، أم ضدّ «عدو آخر» مصنّف في عقيدتها في خانة الإرهاب؟!

 

سليمان والرقص على حافّة الهاوية

 كتبها ابراهيم الأمين /الأخبار

الجمعة, 11 ديسمبر 2009 04:01

العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسوريا ليست على ما يرام. والعلاقة بين سليمان وأبرز قوى المعارضة ليست على ما يرام أيضاً. والعلاقة بين سليمان ومسيحيّي 14 آذار كذلك ليست على ما يرام. العلاقة الجيدة الوحيدة التي يمكن رئيس البلاد أن يتفاخر بها، هي مع آل المر

نصح النائب نهاد المشنوق للرئيس ميشال سليمان بأن لا يذهب بعيداً، وأن يصرف جهده في المنطقة، لأن العالم البعيد ليس مهتماً بأمورنا، بينما الجهود متروكة للإقليم. طبعاً ليس هناك أيّ مؤشر إلى اعتزام رئيس البلاد الأخذ بنصيحة أحد. بمَن فيهم المقرّبون أو الذين يودّون هذا التقرّب، باعتبار أن النصيحة التي يرغب في الاستماع إليها، هي التي ترد من العائلة الرئاسية التي تتعاقب على كل العهود بقدرة فائقة على التلوّن والتكيّف، وإذا كان النائب ميشال المر قد استهلك زمانه وكاد يطيح ما ترك للبقية، فإن نجله وزير الدفاع الياس، يحاول التميّز بهدوء ظاهر، مع قدر غير مسبوق من التوتر تجاه كل الخصوم.

وزيارة الولايات المتحدة ليست أمراً سهلاً، ومن يُرِدْ الاجتماع بالرئيس الأميركي باراك أوباما يجب أن يكون لديه ما يقوله، أو عليه أن يستمع إلى دفتر شروط معيّنة. ومن لا حظَّ له، فعليه القيام بوساطات مختلفة بغية الحصول على موعد. وقد استفاد سليمان من أحد كبار الموظفين في القصر الجمهوري، ومن دبلوماسي في أوروبا لإقناع الفاتيكان بالتوسط لدى الإدارة الأميركية من أجل ترتيب هذه الزيارة.

إلا أنّ جدول الأعمال الذي توزّعه الجهات المعنية في بيروت وواشنطن، لن يكون له مكانه سوى في جيب رجال التشريفات في الجانبين. أما الجدول الحقيقي الذي يعمل عليه السفير جيفري فيلتمان مع وزير الدفاع وآخرين، بينهم شخصيات قريبة من سليمان، فيركّز على ضرورة أن يكون لرئيس الجمهورية موقف لا يتبنّى المسار العام الذي تتخذه الأوضاع في لبنان والمنطقة الآن، ومنحه جرعة لكي يكون واقفاً بوجه ما تراه واشنطن «سياسة الاحتواء» التي تقوم بها دمشق في لبنان اليوم.

ولأن رئيس الجمهورية يعرف ـــــ على الأقل ـــــ حساسية الملف، سارع فور تبلغه الموافقة المبدئية على الزيارة إلى طلب موعد عاجل من الرئيس السوري بشار الأسد، وقال سليمان بعد عودته إنه أثار معه موضوع الزيارة إلى واشنطن، وإنه سمع منه تشجيعاً وترحيباً.

كذلك لم يفت رئيس الجمهورية أن يشيع في بيروت عبر بيانات وتسريبات أن الأسد أكد له دعمه في كل المجالات. وتولت جوقة من الزوّار، الذين تتفاوت مراتبهم بين راسبين في الانتخابات النيابية ومرشحين للانتخابات البلدية، شرح هذه العبارة على أنها موجّهة إلى الجميع في بيروت، ولا سيما إلى العماد ميشال عون.

كادت الأمور تقف عند هذا الحد، لولا أن الرئيس سليمان يتطوع عادةً لأدوار يبدو فيها طرفاً منحازاً في اللعبة الداخلية إلى جانب فريق ضد آخر. وهو الأمر الذي احتاج إلى سلسلة من الخطوات بين بيروت ودمشق ويمكن حصرها بالآتي:

أولاً ـــــ إن القيادة السورية ليست الجهة المعنية بتشجيع أو منع رئيس لبنان من القيام بزيارة إلى هذه العاصمة أو تلك. لكن القيادة السورية تعرف أنه ليس هناك الآن من جدول أعمال مثمر بالنسبة إلى أحد في الولايات المتحدة. وأكثر من ذلك، فإن القيادة السورية اهتمت بوضع الجميع بمن فيهم الرئيس سليمان نفسه، في جوّ أن الأولويات العربية التي تحتاج إلى جهد هي التي تعزز مناخات المصالحة والتوافق سواء بين العواصم العربية أو داخل الدول العربية نفسها.

ثانياً ـــــ أبلغت القيادة السورية الرئيس سليمان رفضها أيّ محاولة لاستخدام العلاقة معها في أيّ معركة داخلية في لبنان. وجدّدت موقفها من القادة البارزين في لبنان، وقالت للرئيس سليمان إنها تريد علاقة واضحة ومباشرة مع الحكومة في بيروت، لكن ذلك لا يعني أنها على الحياد في أيّ ملف اختلافي، وهي تقف علناً إلى جانب قوى المعارضة، وتتعامل مع سليمان بصفته رئيساً للجمهورية، ولكنها تتعامل مع العماد ميشال عون بصفته الزعيم المسيحي الأبرز.

ثالثاً ـــــ نصحت القيادة السورية لرئيس الجمهورية بعدم الوقوف خلف موقف فريق في لبنان ضد فريق آخر، وذكّرته بالنتائج السلبية لخياراته التي دفعته إلى موقف مخالف للحياد في الانتخابات النيابية وفي ما يجري الآن من إعداد للانتخابات البلدية، إلى جانب ملف التعيينات الإدارية.

رابعاً ـــــ سارعت قوى في المعارضة إلى إبلاغ رئيس الجمهورية أنها تريده طرفاً فاعلاً في تحقيق التوازن داخل السلطة التنفيذية، أي في مجلس الوزراء، لكن هذه القوى تعرب عن قلقها لكون رئيس الجمهورية لا يبدو مهتماً بدور خاص، بل هو يبدو غير مستفيد على الإطلاق من تجربتَي سلفيه الرئيس الراحل إلياس الهراوي والرئيس إميل لحود. وهو أمر يهدد استقرار مجلس الوزراء إذا اتخذ سليمان موقفاً منحازاً لمصلحة فريق 14 آذار، وقد يعوق هذا الموقف كل التفاهمات التي جرت.

الفاتيكان توسّطت لدى الإدارة الأميركية من أجل ترتيب زيارة سليمان إلى واشنطن

خامساً ـــــ يبدو أن الرئيس سليمان الذي رفض تمنيات لبنانية وسورية وعربية بأداء دور في الحد من الظلم والتعسف اللذين رافقا أعمال التحقيق اللبناني والدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مستمر في هذا الدور، وقد حاول التطوع في الأيام القليلة الماضية للتدخل في ملف متصل بهذا الموضوع فما حصل على مبتغاه.

سادساً ـــــ أخطأ رئيس الجمهورية في إثارة ملفات في بيروت أو دمشق من النوع الذي يفتح الأعين عليه ولا يقرّبه من أحد. وهو مثلاً يظهر اعتزازاً بعلاقته مع النظام المصري، دون أن يشير إلى دور القاهرة في دعم وصوله إلى الرئاسة الأولى، ودون أن يدرك خطورة هذا الموقف، وكون النظام في مصر لم يعد يدخل أصابعه في مكان إلّا يحوّله خراباً، مثل حال أدواره في لبنان وفلسطين والصومال والعراق والسودان... والآن يسعى إلى التدخل في اليمن.

سابعاً ـــــ تلقّى رئيس الجمهورية نصائح بأن يعمل على كسب موقف أميركي يقول بتوفير الدعم الأساسي للجيش اللبناني لا لقوى الأمن الداخلي. وهو في هذا المجال يحاول استعادة نفوذ خسر جانباً كبير اً منه داخل المؤسسة العسكرية، وبالتالي إقناع البيت الأبيض برفض توصيات وزارة الخارجية الأميركية القائمة على دراسات أكاديمية ذات أبعاد سياسية، والتي تركّز على سبل دعم قوى الأمن الداخلي باعتبارها «القوة الضاربة» لدى فريق 14 آذار، مقابل عدم تزويد الجيش بأيّ دعم استثنائي ما لم يبادر إلى خطوات عملية ضد حزب الله، وضد ما تسمّيه الولايات المتحدة «الخلايا الأجنبية التي تديرها سوريا في لبنان».

ويبدو أن الرئيس سليمان المدرك لصعوبة الأمر على مختلف جوانبه، لن يحصد من زيارته سوى أيام الإجازة وبعض الصور التذكارية في البيت الأبيض، وبعض المؤسسات الأميركية الأخرى. ومشكلته مزدوجة: فإذا قرر نيل رضى الولايات المتحدة فسيجد نفسه معزولاً في لبنان وأمام مواجهة فعلية مع سوريا، أما إذا أغضبها، فلن يعود إلى واشنطن ثانيةً، وقد تتعقّد طلبات مواعيد في عواصم أوروبية وعالمية أخرى. لكن في محيط الرئيس مَن بات خبيراً في لعبة «عمى الألوان»، حيث لا يقدر أحد على ضبطه متلبّساً بهذا الموقف أو ذاك.

ابراهيم الأمين /الأخبار

 

بروتوكول دمشق...الأخوي

كتبها يُقال.نت

الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 17:25

أعدّ النظام السوري بعد استشارات مكثفة جرت على أعلى المستويات مع "حزب الله"و"التيار الوطني الحر"وجنرال "الجنرالات الأربعة"،لائحة بفريق العمل "المثالي"الذي يُفترض أن يحيط رئيس الحكومة سعد الحريري نفسه به ،في حال كان حريصا ،فعلا لا قولا،على قيام علاقات "اخوية "مع "الشقيقة"سوريا التي إن غضبت "خربت"بيت شقيقها "الديّوس".

وقد تسربت هذه اللائحة ،بفعل إدمان جميل السيد على الثرثرة أمام ودائعه الحالية لدى العماد ميشال عون،بعدما عجز عن  إدامة مكوثها لدى الدكتور سمير جعجع!

وتتشكل اللائحة المقترحة ،وفق الآتي:

يتم استبدال التحالف السياسي القائم مع "القوات اللبنانية "بتحالف مع العماد ميشال عون ،بعدما أثبت قدرته على "ضبط"أعصاب قائد الدرك أنطوان شكور.

يتم استبدال العلاقات الفاترة التي يقيمها الرئيس سعد الحريري بالولايات المتحدة الأميركية بعلاقات حارة جدا من فنزويلا طالما هي بعهدة هوغو شافيز.

يتم استبعاد الرئيس فؤاد السنيورة من رئاسة كتلة المستقبل،ويتم استبداله بالنائب وليد سكرية ،بعدما ينقل نفوسه من كتلة الوفاء للمقاومة الى كتلة المستقبل.

يتم الإستغناء عن خدمات النائب السابق باسم السبع ويتم الإسترشاد بالخبرة العريقة للنائب عاصم قانصو.

تجري إعادة الوزير السابق محمد شطح الى قائمة السفراء ،فيتم تعيينه في طهران ،ويحل مكانه في الإستشارية الوزير السابق فوزي صلّوخ.

يجري حجر كامل على الطلات الإعلانية للسفير السابق جوني عبدو،وتضاف الحصة التي تُمنح له بين فترة وأخرى،تعويضا ، الى كل من اللواء الركن جميل السيّد والوزير السابق ميشال سماحة والسفير السابق عبد الله بو حبيب والسجين السابق أنيس النقاش ومجموعة مختارة من الضباط السابقين .

يتم إقفال صحيفة "المستقبل"اليومية ،ويجري اعتماد صحيفة "الأخبار"،وتنقل الحصص التي يساهم بها الرئيس الحريري في "النهار"إلى صحيفة "الوطن "السورية ،وتُنهى خدمات موقع تيار المستقبل الإلكتروني لمصلحة مدوّنة "فيلكا إسرائيل" بالتعاون مع "شام برس" و"عكس السير".

تُقلّص اللقاءات التي تجري بين الرئيس الحريري وبين الرئيس أمين الجميل ،على أن تبدأ لقاءات "تعويضية"مع الرئيس أميل لحود.

تُنهى خدمات هاني حمود الإستشارية ويُعهد هذا المنصب إلى رولى ثلج ،بمبلغ شهري ،مقداره خمسون ألف دولار.

يتم استبدال داوود الصايغ بميشال سماحة (مراعاة للتوازن الطائفي)

يُعنى النائب أميل رحمة بملف العلاقات مع المسيحيين ،بعدما شغر هذا المنصب بخروج النائب السابق غطاس الخوري ...طوعا.

يتم الإتفاق مع العميد مصطفى حمدان ليكون منسق بيروت في تيار المستقبل

تُقطع اللقاءات نهائيا مع النائب مروان حماده ويتم تعويضها بلقاءات مع وئام وهاب

تتم إقالة اللواء أشرف ريفي من قوى الأمن الداخلي ويُسترد اللواء علي الحاج الى الخدمة ويستلم هذا المنصب.

تجري إقالة المقدم وسام الحسن من شعبة الأمن والمعلومات في قوى الأمن الداخلي ويتم استبداله بواحد من الشقيقين الطفيلي:ماهر أو غسان.

تُعهد الإستشارات القانونية والقضائية في فريق الرئيس الحريري الى الوزير السابق عدنان عضوم ،وتتم إقالة القاضي سعيد ميرزا ويُسلّم المنصب فورا الى القاضية ربيعة عماش قدورة .

تُنظم تظاهرات شعبية ضخمة ،تشارك فيها أطراف في قوى الرابع عشر من آذار وبحضور كامل نصاب قوى الثامن من آذار،من أجل نقل ملفات الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز من صلاحية المحكمة الخاصة بلبنان إلى صلاحية قاضي التحقيق الأول في سوريا الذي أثبت بمناسبة إصدار الإستنابات الأخيرة ،حيادية إستثنائية عن تأثيرات السلطة السياسية ومتفرعاتها المخابراتية .

يُنقل نديم المنلا من تلفزيون المستقبل الى "المنار"ويشرف محمد عفيف على تلفزيون "المستقبل"ويتعاون مع من يراهم مناسبين ،من أجل القيام بحملة دعائية مكثفة ،تنتهي باقتناع من تبقى من لبنانيين "عنيدين"بأن غالبية شهداء ثورة الأرز إنما قضوا بانفجار دواليب .

 

البطريرك صفير استقبل وزيرالداخلية ووفد الرابطة المارونية وشخصيات

الوزير بارود:هناك 283 الف ناخب وناخبة محتملين اذا اقر قانون خفض سن الاقتراع

دخلنا دائرة الخطر على مستوى الانتخابات البلدية ونعد لها في موعدها في أيار 2010

النائب كيروز: نلتقي مع البطريرك في كل مواقفه وخصوصا ما يتعلق بسلاح المقاومة

طربيه: فريق العمل الحكومي الواحد يمكنه إبقاء لبنان بمنأى عن الازمة العالمية

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود واستبقاه على الغداء الى مائدة البطريركية.

وبعد اللقاء، قال الوزير بارود: "الزيارة ابوية لراعي الكنيسة في جو الاعياد ويواكب كل ما يحصل على مستوى المصالحات والمصارحات والاجواء الايجابية التي تكون على اكثر من مستوى وصعيد، وهذه الزيارة تأتي في اطار التواصل الدائم".

سئل: ما هي نصيحة غبطته لكم؟

اجاب: "هناك نصائح دائمة نأخذها من غبطته، والصبر وطول البال هما النصحية الدائمة".

وعن الانتخابات البلدية، قال: "ان هذا الامر لا تسأل عنه وزارة الداخلية، فهي تطبق القانون الساري والذي يقول لنا اليوم ان الانتخابات في أيار 2010 ووزارة الداخلية تعمل وتعد لها في موعدها. واذا كان هناك من تغيير فلا يكون عند الوزارة بل في المجلس النيابي، وقد يمر في مجلس الوزراء كخيار سياسي يقرره هو مع النواب ولا نستطيع الوزارة الزام الحكومة أي رأي في هذا المعنى، بل تمكينها ان تكون في جهوزية تامة لاجرائها وفق القانون الحالي. واذا كان القانون جيدا ام لا، فهذا يبحث في مجلس الوزراء ولا أسمح لنفسي بان ألزم الحكومة قرارا لم يناقش في مجلس الوزراء".

وعن خفض سن الاقتراع، أجاب: "آلية التعديل الدستوري تمر عبر مجلس النواب وترسل الى الحكومة، والحكومة السابقة أقرت التعديل الدستوري وأعدت مشروع قانون وأصبح في طريقه الى مجلس النواب الذي يمكن ان يحسمه في جلسة تشريعية، وفي حال حسم فهناك 283 ألف ناخب وناخبة محتملين. وعندما اقول اننا دخلنا في دائرة الخطر على مستوى الانتخابات البلدية، أعني انه على مستوى الاعداد للقوائم الانتخابية التي بدأت ب 5/12/2009 وهذا يجعل خفض سن الاقتراع الى 18 عاما يكون رهنا ايضا على مستوى تطبيقه في 2010 وبسرعة بت الموضوع".

واضاف: "ان انتخاب رئيس البلدية من الشعب وموضوع النسبية يؤديان الى تحسين التمثيل وفاعليته، وقانون البلديات جيد وان كان يحتاج الى بعض التعديلات. ولكن هذا أضعه في اطار اللامركزية الادارية لأن الشكل الوحيد لهذه المركزية هو البلديات، وبالتالي مقاربة اللامركزية الادارية التي بدأت في وزارة الداخلية على مستوى الخيارات التي ستحصل، والبلديات جزء من اللامركزية الادارية. واذا اردنا تعديلا لقانون البلديات فأتمنى ان يكون أوسع للامركزية الادارية، والاخذ في الاعتبار كل شيء بما فيه موضوع المحافظين والقائمقامين كي لا يكون هناك تضارب في الصلاحيات بين السلطة المركزية اللاحصرية الممثلة بالمحافظ والقائمقام وبين السلطات المنتخبة سواء أكانت بلديات او مجالس اقضية، وهذا كله في حاجة الى اجوبة على مستويات عديدة وأولها التمويل من دون زيادة الضرائب".

الخطة الامنية بدأت

وعن الخطة الامنية في فترة الاعياد، قال الوزير بارود: "لقد بدأت وهي مسؤولية قوى الامن الداخلي والجيش وهي تقوم بواجباتها. وهذه الخطة يواكبها المجلس الامن المركزي وسيرى الناس خطوات عملية في هذا المعنى، كما ان هناك خطة للسير خصوصا في ظل ما يعانيه الناس، وهو موضوع مزمن وعمره أعوام ومعالجته لا تكون بين ليلة وضحاها وبزيادة عدد عناصر مفارز السير، ولكن علينا ان نتحمل بعض الشيء".

سئل: ما هي المسافة التي تفصل بينكم وبين قيادة قوى الامن الداخلي؟

أجاب: "ان المسافة التي تجمعني والتي تفصلني هو القانون الذي يحدهها، وأنا أعمل وفقا للقانون رقم 17/90 الذي يحدد العلاقة بين الوزير وقوى الامن الداخلي التي تخضع لسلطة وزير الداخلية بالنص، وأنا حريص على تطبيق هذا النص الى اقصى الحدود للتعاون الكامل مع قيادة قوى الامن الداخلي لاننا فريق واحد، وأي خلل يمكن تصويبه وليس بطريقة واحدة".

وعما اذا كانت الاستقالة واردة في حال لم تعزز صلاحياته، قال: "لم نبدأ بعد كي نستقيل، ولكن الموضوع ليس تعزيز صلاحيات بل تطبيقها. وأنا سأطبق صلاحياتي الى اقصى الحدود والمشكلة ليست عندي عندما أطبق صلاحياتي".

والتقى البطريرك صفير رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه على رأس اعضاء المجلس التنفيذي للرابطة.

وبعد اللقاء، لفت الى انه "جرى عرض لمواضيع العدالة وتوقفنا مليا امام مناخ التهدئة خصوصا بعدما نالت الحكومة اللبنانية الجديدة الثقة بأعداد مميزة، ونعتقد اننا دخلنا فترة العمل لنوقف فترة الجدل، لان كثرة الجدل تعوق العمل". واشار الى ان "الجو السائد الآن سيسمح للحكومة النهوض بالمشاكل الاساسية للبلد، وهي مشاكل معيشية واقتصادية ومشاكل الجيل الجديد، والاختناق في البنية التحتية، ومشاكل الدين العام كلها مشاكل ملحة، واعتقد انها اولويات في الوقت الحاضر".

وعن المصالحة المسيحية - المسيحية، قال: "المصالحة الوطنية اللبنانية، كما نسميها نحن، وكما تشاهدون ان هناك خطوات تحدث كل يوم وتشير الى ان المناخ الجديد ينسحب على كل الأفرقاء، وشاهدنا في الاسبوع الماضي الجنرال عون يزور بكركي، ويجتمع في القصر الرئاسي في ظل فخامة الرئيس مع النائب وليد جنبلاط، وشاهدنا أيضا النائب سامي الجميل يزور الوزير (النائب سليمان) فرنجيه. اذن، هناك حالة عامة لا بد من تطويرها والاستمرار بها لأنه، في النهاية، هناك ملفات حيوية يجتمع حولها ليس فقط المسيحيون انما ايضا اللبنانيون".

وتابع: "ولقد صرحت من أشهر عدة بان هذه المصالحات لا تعني جلوس الاشخاص في جلسات مجاملة، انما هي بالفعل تقريب اجواء العمل على ملفات متعددة تشتغل عليها الرابطة وهي ملفات مشتركة بين كل الأفرقاء المسيحيين، وايضا نرى ان الافرقاء الاساسيين مجتمعون في الحكومة فعندما يجتمعون في الحكومة فيعني ذلك ان فرص التلاقي والحوار والعمل المشترك ستكون اكثر. ونحن نريد ان تبدأ الحكومة عملها ويجلس الأفرقاء مع بعضهم البعض ليشكلوا فريق عمل واحدا، وعمل الرابطة هو دائما في هذا الاتجاه".

سئل: هل صحيح ان جمع العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اصبح بعيدا للغاية او انكم تسعون في هذا الاطار؟

اجاب: "نحن نسعى الى قواسم مشتركة، لا يهمنا، كما سبق ان أشرت الجلوس لان الموضوع ليس موضوع مجالسة انما هناك موضوع ملفات مهمة للجميع ونعمل عليها عبر جلسات دورية سواء أكان مع العماد عون او مع الدكتور سمير جعجع وغيرهما، واعتقد اننا سنرى جوا جديدا ينعكس على جو الحكومة وعلى الارض وعلى الجامعات وعلى الشباب",

اضاف: "علينا التوقف عند الامل الجديد الذي يبزغ بالفعل مما شاهدناه اننا مختلفون بمواضيع عديدة نتحاور في شأنها، ولكن، في النتيجة، نتوقف عند انشاء فريق عمل واحد وهو ما حصل بالنسبة الى الحكومة، وهذا الفريق يؤمن عليه نتيجة تمثيله الواسع لكل الأفرقاء بان يكون في اساس نهضة جديدة للبنان في ظل الاحداث العالمية التي حدثت والازمة العالمية التي ضربت اقتصادات بلدان كثيرة، نرى لبنان صامدا وبازدهار نسبي، علينا تثمير هذا الازدهار ولا يمكن تثميره في ظل أفرقاء متخاصمين متصادمين، لذلك ندعو الى خطاب معتدل والى مناخ وفاقي. الملفات الكبرى ليست كلها يمكننا نحن كرابطة معالجتها تترك لطاولة الحوار وللظروف الاقليمية والدولية معالجتها. ويجب ان ننصرف بالفعل الى الاساسيات التي تبقى اللبناني على ارض وتبقي لبنان خارج الازمة، ولا يمكن لبنان ان يكون خارج الازمة اذا لم يستطيع بالفعل ان يشكل فريق عمل حكوميا يحمي الانجازات لأن الانجازات لا تبقى بمنأى اذا لم تكن هناك رعاية وحماية لها وتخطيط للمستقبل".

واستقبل البطريرك صفير عضو كتلة نواب "القوات اللبنانية" ايلي كيروز الذي اشار الى انه عرض مع "غبطته الاجواء العامة لا سيما مناقشات المجلس النيابي"، مؤكدا "التلاقي مع البطريرك في كل المواقف التي يتخذها وخصوصا ما يتعلق بسلاح المقاومة".

والتقى البطريرك صفير ايضا رئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزف مرهج الذي زاره على رأس وفد من مجلس أمناء الجامعة وعمدائها "لأخذ البركة والاستماع الى توجيهاته".

ومن زوار بكركي: رئيس محكمة التمييز المدنية القاضي الدكتور انطوني عيسى الخوري الذي قدم الى البطريرك الماروني كتابين من مؤلفاته الجديدة: "الوجيز في القانون المدني - الاموال" و"الوجيز في القانون الروماني باللغة الفرنسية"، الدكتور توفيق الهندي، ثم السفير السابق اللواء احمد الحاج.

على صعيد آخر، وكالعادة سنويا، بارك البطريرك صفير مغارة الميلاد في بكركي، آملا ان "يحمل ميلاد السيد المسيح الطمأنينة والخير والسلام للبنان واللبنانيين".

 

الشيخ بركات في احتفال ل"حزب الله" بعيد الغدير: أراد الله أن يثبت في حادثة الغدير انه صاحب الولاية التشريعية

وطنية - أقامت وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" احتفالا في قاعة الجنان بمناسبة عيد الغدير، في حضور جمع من القيادات النقابية والعمال وعائلاتهم.

وتحدث المعاون الثقافي لرئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ أكرم بركات، فأكد "ان المعاني الفريدة للعيد ومعاني الولاية التي تعني القرب والسلطة والتدبير والمرجعية، أراد الله عز وجل أن يثبت في حادثة الغدير، إن الله هو صاحب الولاية التشريعية على الناس ومن بعده الرسول والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، وهو واحد وهو الذي يجب أن يتعلق به قلب المؤمن"، مشيرا الى "ان النبي محمد كان يغتنم كل فرصة ليعبر عن حب علي وسلطة علي وإدارة علي، وكان يخاطب المسلمين كما روى احمد بن حنبل: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار". وشدد على "ان موقع الإمامة يرتبط بالتشريع والدين والسنة وبقيادة الأمة، وهذا الموقع حينما تأخذ به الأمة فإنها تصل إلى المرام"، ورأى "أن الجواب الأساس وغير الخجول على السؤال الذي يطرح دائما، عن سبب تقدم الغرب علينا هو أن الأمة تركت تلك النظم وهي الإمامة في الأمة، وهي نظم مرتبطة بالله، وفي إشارة إلى التجربة الرائدة للجمهورية الإسلامية في إيران، أنها التزمت بهذه النظم فأنتجت دولة ناجحة في جميع شؤونها وإدارتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، وما ميز المقاومة الإسلامية في لبنان أنها حملت هذه النظم وهذه القيم وأنتجت المجاهدين والشهداء الذين حرروا الوطن وحموا أمتهم ". ثم قدمت فرقة الإمام المهدي بقيادة المنشد إسماعيل عباس، باقة من الأناشيد من وحي المناسبة، وفي الختام وزعت الهدايا على أبناء العمال والنقابيين

 

حبيش: المقاومة لا تصبح شرعية إلا عند تكريسها في نصوص قانونية

شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش على "أن المقاومة لا يمكن أن تصبح شرعية إلا عند تكريسها في نصوص قانونية، لأنها تتناقض في الأساس مع الدستور اللبناني الذي يقول بأن القوات المسلحة (الجيش، قوى الأمن) تخضع لسلطة الحكومة اللبنانية".

وعن البيان الوزاري، قال النائب حبيش في حديث إلى محطة "الجديد"، إنه "عبارة عن إعلان نوايا الحكومة وخطة عملها"، مذكرا بأن "البيانات الوزارية لا تطبق بشكل كامل".

وأكد "أن البند الذي يتكلم عن حصرية قرار الدولة في السياسات العامة ومن ضمنها قرار الحرب والسلم والتحرير يؤكد الاعتراف بحق الدولة وحق لبنان في الدفاع عن أرضه، وليس حق فريق من اللبنانيين "، داعيا إلى "الاستفادة من سلاح "حزب الله" وأن يكون بيد الدولة اللبنانية ضمن إطار الاستراتيجية الدفاعية المتفق عليها بين اللبنانيين".

ورأى "أن الاستنابات السورية، التي طالت سياسيين وأمنيين وصحافيين وقضاة لبنانيين، ليست إشارات إيجابية من الجانب السوري قبل زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق". وقال: "هذا الأمر موضع دراسة قانونية تعد لها هيئة التشريع والاستشارات لإعطاء جواب على هذا الموضوع". وجزم بأن "موضوع المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يمكن المساومة عليه

 

المعارضة الشمالية لا تحتمل زعيمين

الياس العارف Alkalimaonline

قيل سابقاً في التاريخ، ان الجبل والمقصود جبل لبنان لا يحتمل بشيرين والمقصود بشير جنبلاط والامير بشير الشهابي. واليوم يقال ان الشمال لا يحتمل زعيمين للمعارضة فإما فرنجية او باسيل مع الفارق بينهما. مرد هذا الكلام ما يشاع عن التوتر الخفي بين الزعيمين سليمان فرنجية وميشال عون والكلام الكثير الذي يقال ان العلاقات بينهما لن تعود الى سابق عهدها من الوئام والود والتنسيق، فزعيم "المردة" الذي انتقل الى الرابية قريباً من بيروت لا يخفي استقلاليته وحرية حركته على رؤوس الاشهاد، وهو صاحب طموح كبير ومشروع في تبوأ اعلى المواقع القيادية لدى المسيحيين، ولو بعد حين. وهذا الطموح المشروع يتناقض مع طموح الوزير جبران باسيل الذي يتصرف على قاعدة انه ولي عهد التيار الوطني الحر ووريث الزعامة السياسية والشعبية العونية والذي ربما استطاع يوماً تحقيق ما عجز عنه النائب العماد ميشال عون.

اوساط التيار الوطني الحر لا تنفي هذه الاجواء وتجزم ان وزير الطاقة صاحب قدرات وامكانات كبيرة وهو استطاع خلال مدة قياسية تبوأ طليعة الساحة السياسية لدى التيار الوطني الحر وانصاره الكثر الموزعين في مختلف انحاء لبنان.

  

 مرصد ليبانون فايلز/عن المحاور المسيحي لسوريا 

علم موقعنا بأنّ زيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح الى دمشق كانت في الشكل رسالة موجّهة الى الأطراف المسيحيين قبل سواهم للتأكيد بأنّ عون هو الممثل الذي تحكي معه دمشق باسم المسيحيين، أما عون المتكتّم جدا حيال مضمون زيارته فقد أسرّ الى بعض الإعلاميين الذين اتصلوا به مستفسرين بأن من المواضيع التي تطرّق إليها موضوع التوطين الذي تطال تأثيراته سوريا ولبنان. وروى بعض العالمين بالتفاصيل بأنّ الرئيس السوري بشار الأسد روى أن الرئيس نيكولا ساركوزي شكره على تسهيل أمور الحكومة في لبنان فطلب منه الرئيس الأسد توجيه الشكر الى العماد ميشال عون لأنه هو من كان وراء هذا الإنجاز.

 

المقاومة والسلاح والدولة

فؤاد ابو زيد/الديار

على الرغم من ان القضايا الحياتية مثل الاقتصاد والمال والبيئة والفقر والغلاء، وغيرها من الامور التي تهمّ الناس، قد اخذت حقها من مداخلات النواب لمناقشة البيان الوزاري، خصوصا ان المجتمع المدني اللبناني متعطّش الى العديد من المبادرات والقوانين والتدابير التي تعجّل في نقل لبنان من التخلّف الذي اوقعته فيه الحروب المستمرة على الساحة اللبنانية، والاضطرابات الداخلية التي عمّت مختلف المناطق منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى مواكبة مسيرة التقدم العالمية، الاّ ان موضوع المقاومة وسلاحها، وموضوع الغاء الطائفية السياسية، قد أثارا نقاشات مستفيضة واحياناً حادة في مجلس النواب، بين نواب يرون في تضمين البيان الوزاري اشارة خاصة الى المقاومة، وكأنها حالة خاصة في الجسم اللبناني، وبعيدة عن مؤسسات الدولة، خصوصاً مؤسسة الجيش، وتؤثر على مسار طاولة الحوار المرتقبة، وعلى النتائج التي سوف تنتج عن مداولات المدعوين الى هذه الطاولة، التي سيكون طبقها الرئيسي سلاح المقاومة والاستراتيجية العسكرية لحماية لبنان، وبين نواب يرون ان اي مقاربة لهذا الموضوع، لا تكون قريبة او متعاطفة او مؤيدة للمقاومة وسلاحها، كما هما اليوم، ومن دون اي تغيير او تعديل او مسّ بهما، انما هي نوع من العدائية والتخاذل، وعدم انصاف المقاومة، والاعتراف بتضحياتها وشهدائها ولبنانيتها.

هذا الاختلاف العميق في النظرة الى هذه النقطة الحسّاسة تكاد تكون مفصلية او مصيرية في حياة اللبنانيين وفي مستقبل وطنهم، بحيث اذا استمر الاختلاف هذا وتحوّل الى خلاف، فان هناك كارثة كبيرة تنتظر لبنان وشعبه، بوجود فريق يعتقد ان لا قوة في الارض قادرة على شطبه عسكرياً او حتى شطب اسمه عن بند في البيان الوزاري، وبين فريق لا يرى عيشاً مشتركاً، ولا سلاماً واستقراراً، ولا عدلاً في الرعيّة ومساواة، في ظل فئة تملك السلاح، وفئة ثانية عليها ان تخضع لهذا السلاح...

والاّ. لغريب في الامر، ان الفريقين يتفقان ضمناً وفي الأساس، ومنذ زمن طويل، على حق لبنان المطلق في المقاومة، وعلى ان اسرائيل هي العدو، وعلى ان لديها اطماعاً في لبنان والدول العربية، وعلى انها ما تزال تحتل ارضاً لبنانية، وان على لبنان ان يحرر هذه الارض بجميع الوسائل المتاحة، ويمكن القول، وبكل صدق وصراحة وشفافية ومحبّة، ان خطاب حزب الله منذ زمن طويل، وحتى في اثناء مناقشة البيان الوزاري، لم يستطع ان يقنع فئة كبيرة جداً من اللبنانيين، ربما اكبر بكثير مما يتصوّر ويقدّر، بأسباب اصراره على عدم وضع قواته العسكرية، تحت امرة الدولة اللبنانية، التي يشارك هو فيها، في مجلس النواب والحكومة، والمؤسسات والحياة العامة، ويرأس هذه الدولة، رئيس جمهورية مقاوم، ورئيس مجلس نواب مقاوم، ورئيس حكومة ابن بيت ورئيس مقاوم، وقائد جيش مقاوم، وضباط وجنود ونواب مقاومون، ولم يرتفع يوماً صوت واحد من اي لبناني يطالب بنزع سلاح المقاومة قبل التحرير في العام 2000، بل ان جميع الاصوات تقول: ليكن هذا السلاح جزءاً من قوة الدولة، وعندها سوف يأخذ الشرعية التي تحميه وتحمي حامليه، فيطمئن الجميع الى ان هذا السلاح المرتبط قرار استخدامه بالدولة وحدها، لن يكون مرة اخرى وسيلة عنف وضغط وفرض في وجه الآخرين، ولن يسمع احد لاسرائيل او لغيرها ان هي وصفته بأنه سلاح ارهابي.

بين هذا المنطق، واللامنطق الذي وسم كلمات نواب حزب الله في جلسات مناقشة البيان الوزاري، بدا واضحاً ضعف ردود هؤلاء الذين اكتفوا بالتذكير بتضحيات الحزب وبشهدائه وبعدوانية اسرائيل واطماعها، وهذا امر يتفق عليه جميع اللبنانيين، ولا خلاف عليه، ليكرر نواب الحزب التذكير به عند اي كلام حول ضرورة شرعنة سلاح المقاومة بأن يكون جزءاً من الدولة، وليس الدولة، وهذا ما اكّده نائب رئيس الهيئة التنفيذية، للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان، والنائب سامي الجميّل في كلمتيهما اللتين افصحا فيهما عن ايمانهما بضرورة وجود سلاح المقاومة، ولكن ليس خارج الدولة، ومن غير المفهوم سبب رفض حزب الله هذا الطرح الذي يريحه ويريح البلد والشعب، فينصرف الجميع الى البناء الداخلي دونما مشاكل وخلافات تعوق مسيرة الحكومة التي اريد لها ان تكون حكومة انقاذ اقتصادي واجتماعي ومالي، الاّ اذا كان لحزب الله حسابات اخرى وارتباطات، تحول بينه وبين التفكير لبنانياً في شكل كامل.

 

الزيارة المفاجئة للجنرال عون صابت رؤوساً عديدة في لبنان

الديار/ابراهيم الجبيلي/ق على الزيارة المفاجئة التي قام بها العماد ميشال عون الى العاصمة السورية، فالخصوم شرعوا سريعا بسؤال الجنرال: أين هي السيادة التي وردت في مقدمة برنامج التيار، كذلك اتهموه بالتبعية وإنه التحق بقافلة الاستدعاء.

لكن الحلفاء من ناحية اخرى، انفرجت أساريرهم، وعلت وجوههم ابتسامات المنتصرين، تقول بتحد للخصوم انه لن يصح إلا الصحيح.

والمحازبون في التيار الوطني بدورهم، يجهدون في تكرار عبارات «جارك القريب ولا أخاك البعيد».

ولأن الصدفة غير واردة على الطريق الدولية بين بيروت والعاصمة السورية، فإن الزيارة المفاجئة شاءها المنظمون رسالة موجهة عميقة الى عدد كبير من الافرقاء المحليين، وان اختلفت اهدافها بين الضيف والدولة المضيفة.

فسوريا التي بالغت في طقوس الترحيب وخرجت عن العراقة البروتوكولية عن سابق تصور، تريد ممن له أذنان ان يسمع، بأن البدائل لا تزال في حوزتها وجاهزة عندما يقرر أحدهم اللعب غير النظيف.

ولأن الديبلوماسية تمارس اداء رفيعا في عالم العلاقات الدولية وبشكل مدروس وهادف، فإن الطائرة الرئاسية نفذت الزيارة التي جاءت عشية زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن، وهنا سرت موجة من التهامس بين الخبثاء عن المقاصد والنوايا، فاعتبر هؤلاء ان ضخامة الاستقبال تخفي عتبا على توسيع غير منسق لدائرة العلاقات الدولية.

اما على صعيد آخر، فإن الاستنابات تتطاير في كل اتجاه، وتكاد تصيب جميع افراد فريق الرئيس سعد الحريري، فوصلت الى لبنان من كافة الدروب، بداية تبلغها المدعي العام التمييزي، ثم انتقلت بالحقيبة الدبلوماسية لتستقر في وزارة الخارجية والى وزارة العدل التي تعمل على توزيعها الى من تعنيهم الاستنابة.

وحتى يفرغ المضمون نهائيا من زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة، استبق الجنرال عون الحريري كي يخنق الضجيج الاعلامي المنتظر، خصوصا ان دمشق سمعت مؤخرا عن شروط تنطلق من محيط السراي ومنها ان الزيارة الموعودة ستأتي ضمن جولة عربية، إلا اذا وجهت دعوة سورية رسمية وفق الأصول.

كذلك سمع المعنيون في العاصمة السورية ان وفد رئيس الحكومة سيضم وزراء أصحاب اختصاص في شؤون الترسيم الحدودي، وباحثون في المعاهدات المعقودة بين البلدين، ومكافحة تهريب السلاح، ومعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

والزيارة المفاجئة أكدت ما شيعه بعض الاوساط عن تحالف رباعي سوف يدير شؤون البلاد مع المباركة السورية والموافقة السعودية، علما ان المعنيين يعتبرون ان هذا التحالف يلزمه بعض أعمال التجميل والرتوش.

فإذا كان الفريق السياسي الشيعي ركنا هاما في هذا التحالف، ضليع وذات خبرة، فالوزير وليد جنبلاط مارس ولا يزال طقوس التوبة ولم يبق أمامه سوى زيارة يتيمة للرئيس اميل لحود قبل ان يدخل جنة التحالف.

لكن الركن الثالث، الجنرال ميشال عون لا يزال جديدا في «الكار» التحالفي، لذا يسعى مؤسسو هذا التحالف الى تدريبه ويعاونهم لفيف من الخبراء في اسداء النصح.

اما الركن الرابع، الرئيس سعد الحريري فإن همروجة الاستنابات لفريقه، والزيارة المرتقبة الى سوريا وجهود المملكة العربية السعودية تكفل جميعها دخوله ركنا رابعا في تحالف سوف يحكم لبنان سعيدا طيلة تفاهم السعودية مع سوريا.

وحتى لا يقع المحظور، فإن المعالجات المكثفة تتركز حول المسيحيين في فريق الاكثرية، وهؤلاء يستمدون النبض الفاعل في ساحتهم من الصرح في بكركي.

ولما فشلت جميع المحاولات في ضرب هيبة البطريرك الماروني او فصله عن المسيحيين الاكثريين، وتركزت هذه المحاولات على حملات اعلامية مدروسة وحملات سياسية غير اخلاقية، وبمهمات خارجية بقيت بعيدة عن الاعلام، قام بها جبران باسيل ونبيل نقولا الى دوائر الفاتيكان علهم يصيبون سيد الصرح بالاقالة او بالاعفاء.

ولما فشلت جميع المحاولات وبقي سيد بكركي ثابتا في مواقفه، اعتمد الجنرال عون الحوار المفتوح مع البطريرك الماروني ومع جميع الاحبار، واشترط حضور الجميع ومناقشة كافة المواضيع، خرج العماد عون من الصرح بعدما اودع لدى السادة المطارنة تطمينات اكيدة لهواجسهم، بأن سلاح المقاومة من اجل خدمة لبنان وليس ضده، لكن هذه الضمانات بقيت لبنانية تنقصها وعود اقليمية لتضفي عليها كامل المصداقية والفاعلية.

والجنرال ميشال عون بدأ يسلك الدروب السياسية، يكتفي بدور الزعيم المحنك، متجاهلا طلبات الناشطين في تياره حول المأسسة والانتخابات، وهو ايضا مزج تطلعاته الوطنية الصائبة مع اللعبة السياسية الضيقة.

وللتبسيط اكثر، اعتمد عون الخيارات المشرقية وراهن على افرقاء محليين واقليميين لن ينهزموا في المدى المنظور واعتبر من خلال هذه التحالفات ان المشاركة المسيحية الحقيقية ستعود الى سابق عهدها، لذا اعتمد «استدراج» البطريرك الماروني الى سوريا عله في ذلك يطمئن من خلال اجتماعه مع الرئيس السوري، لاجل ذلك تمنى عون على القيادة السورية توجيه دعوة رسمية للبطريرك علما انها كانت السبب في عدم اتمامها.

اما في الاطار الضيق وضمن اللعبة السياسية الداخلية، قرر الجنرال ان يسحب الغطاء السميك لبكركي من فوق رؤوس المسيحيين في قوى الاكثرية.

واذا قيض له النجاح في ذلك، فإن اخصامه المسيحيين سوف يخسرون عضوا فاعلا ساهم في تأمين بعض الفوز لهم وسبب الخسارة له في نسبته التمثيلية.

الزيارة المفاجئة لرئيس تكتل الاصلاح والتغيير الى العاصمة السورية، اصابت رؤوسا عديدة على الساحة اللبنانية، واعطت العماد عون درع التثبيت في تحالف رباعي سوف يبسط سلطاته سعيدا في المدى المنظور، ويعيد إليه املا..

بأن بعبدا لا تزال في البال.

ابراهيم جبيلي

 

الأكثرية تنتقد زيارة عون الثانية إلى دمشق:

لا تحمل معنى سياسياً وتندرج في إطار زعزعة أسس الدولة

اللواء/كتب عمر البردان: إذا كانت زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الثانية في غضون سنة الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد اثارت اهتمام قوى 8 آذار في توقيتها ومضمونها، الا انها في الجهة المقابلة، لم تجد لدى فريق 14 آذار ما يستحق التوقف عنده كما يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي الذي يصفها بأنها ليست سوى حصيلة السياسة التي انتهجها عون منذ اربع سنوات على الأقل، وكانت في مراحلها الأولى مختبئة تحت عناوين أخرى، اما اليوم فانها مكشوفة على حقيقتها، بمعنى أن عون بات اسماً بين الأسماء، أو رقماً بين الأرقام التي تستقطبها دمشق لتنفيذ سياساتها في لبنان

· وبرأي الزغبي أن زيارة <زعيم الرابية> إلى دمشق لا تحمل معها أي معنى سياسي، لأنها لم تقارب لا من قريب ولا من بعيد الملفات الخمسة العالقة والمهمة جداً بين لبنان وسوريا، وأبرزها قضية المفقودين وترسيم الحدود ومزارع شبعا والاتفاقات السابقة والمجلس الأعلى ومن أهمها طبعاً المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات·

فالعماد عون يقول انه بحث مع الرئيس السوري في تطورات المنطقة، وعلى طريقة المثل القائل <كاد المريب ان يقول خذوني> فان عون أعلن بنفسه بعدما عاد من العاصمة السورية، انه ناقش مع الرئيس السوري المهمات والواجبات التي قام بها على مدى السنة الماضية، وفي الواقع فان المهمات والواجبات التي أشار اليها هذا الرجل لم تكن سوى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اكثر من ستة أشهر، وتعطيل تشكيل الحكومة طيلة خمسة أشهر، وكأن عون يقول بنفسه ويكشف السر بأنه كان مكلفاً بواجبات ومهمات معينة نفذها على خير ما يرام، وحمل تقديراً بها إلى دمشق وطرحه أمام الرئيس الأسد·

ويلفت الزغبي إلى أمر مهم، وهو أن هذه الزيارة في توقيتها تحمل إشارات سلبية كثيرة، لأنها تأتي عشية الزيارة الموعودة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، وكأن عون يحاول مع الأسد والسياسة السورية الالتفاف على مضامين زيارة الحريري، والمعروف انها زيارة ستحمل معها برنامجاً وجدول أعمال واضحاً لكل هذه الملفات العالقة بين لبنان وسوريا·

كذلك يمكن القول أن زيارة رئيس <التغيير> هي نوع من الالتفاف المسبق أيضاً على زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، ولا بدّ من القول هنا أن زيارة عون إلى سوريا لا تختلف كثيراً في نوعيتها وشكلها ومضمونها عن كل الزيارات التي تقوم بها الشخصيات اللبنانية الأخرى الى العاصمة السورية، وهذا الأمر كان ينتقده مراراً النائب عون على مدى سنوات، وتحديداً بين الـ1990 و2005، وإذ به يقع الان في المحظور نفسه، ولكن الفارق الوحيد في تقديري، وفي رأي المراقبين طبعاً بين زيارة عون وزيارات الاخرين من طلال أرسلان ووئام وهّاب وميشال سماحة وسليمان فرنجية والاخرين، هو ان الشكل يختلف فقط، فهناك طائرة خاصة والسجاد الأحمر ومقعد واحد للأسد وعون، كلها إشارات خارجية شكلية لمحاولة التغطية على فراغ المعنى السياسي، وعلى غياب القضايا المهمة لبحثها بين البلدين·

ويؤكد الزغبي أن عون من خلال زيارته هذه قد دق مسماراً اضافياً في أساس السيادة اللبنانية الوطنية، لأن السيادة تبدأ بين الدول من التعامل على مستوى دولة إلى دولة، ومؤسسات إلى مؤسسات، وليس على مستوى الأفراد، لا بل أكثر من ذلك فان زيارة رئيس التيار الوطني الحر ومسؤوليه إلى دمشق تندرج في إطار زعزعة الأسس الاستقلالية للدولة اللبنانية·

 

قزي للمسيرة:عودة المسيحيين إلى الجبل ليست تعويضاً مالياً، إنما سكن فعلي ودائم في القرى.      

11 Dec. 2009   

في حديث إلى مجلة المسيرة اعتبر المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب سجعان قزي ان التقارب الحاصل اليوم بين النائبين وليد جنبلاط وميشال عون "هو أحد بنود دفتر الشروط السورية. وهو مطلب إستطرادي للتقارب مع حزب الله." ولا يرى أن هذا التقارب سيبلغ حدود التحالف، "علما بأننا لسنا ضد أي تحالف يؤدي إلى تعزيز الدور المسيحي في الجبل." وأضاف قزي إن عودة المهجرين إلى الجبل "هي فعل وطني ، وبالتالي لا يجوز تسييسها من أي فريق سياسي أو حزب أو تيار أو تكتل. وكل الذين حاولوا استغلال ورقة مهجري الجبل في شكل خاص دفعوا ثمن هذا الإستغلال." وشدد على ضرورة تحمل الدولة مسؤولية ملف العودة، "لأننا دخلنا المرحلة التنفيذية والإجرائية ولسنا في مرحلة تفاوضية حتى يقطف المفاوض نجاح مفاوضاته. من هنا لا يفترض أن يستتبعها تسجيل موقف سياسي أو انتخابي. وأثبتت تجربة السنوات الطويلة أن اللبناني وإن كان ينبهر ببعض المواقف على المدى الطويل، إلا أنه يحاسب وفق قناعاته الأساسية". وعلى مستوى حزب الكتائب، أكد قزي أن الهم لا ينحصر في عودة المهجرين إلى الجبل، "فالعودة ليست مجرد مسألة مالية أو تعويضا ماليا، إنما وجود فعلي ودائم في القرى التي حصل فيها التهجير. وما تحقق حتى الآن هو عودة مالية وسكن رمزي بكل أسف". ورد الأسباب إلى العوامل التالية:

- عدم شعور اللبناني عموما ومسيحيي الجبل خصوصا بأن أحداث لبنان انتهت كليا.

- إستمرار وجود المنظمات الفلسطينية في عدد من مناطق الشوف الساحلية.

- بروز عامل توسع حزب الله في بعض مناطق الجبل سواء في الأعالي أو السواحل.

- عدم مرافقة الدولة للمهجرين العائدين بمشاريع إنمائية وتربوية وصحية، مما يجعل من البقاء الدائم في القرى شبه متعذر.

إلى ذلك ربط كثيرون عودة مهجري الجبل بالقضايا السياسية، فكانت العودة "مقطّرة" وفق التطورات السياسية. ولم تثبت لدى المسيحيين الشعور بأنهم مواطنون درجة أولى. فلا يزال اختيار مجالسهم الإختيارية والبلدية ونوابهم رهن بالقرار الجنبلاطي أو الإرسلاني أو سواهما. والدليل أن النواب المسيحيين في كل من عاليه والشوف جاؤوا وفق اختيار جنبلاطي، في حين كانت اللوائح الإنتخابية تؤلف في السابق على أساس واحدة يترأسها الزعيم الدرزي كمال جنبلاط، وأخرى الزعيم مسيحي الرئيس كميل شمعون. ويضيف قزي: " إذا جمعنا كل هذه المعطيات نصل إلى نتيجة مفادها أن مسيحيي الجبل ما زالوا يفتقدون مناخات الحرية والكرامة على رغم توافر المناخ الأمني. ومعلوم أن المسيحيين عموما، والموارنة خصوصا ، لم يتمردوا ولم ينتفضوا في تاريخهم من أجل البحث عن أمن، بمقدر ما تمردوا بحثا الكرامة والحرية."

بعض من عادوا وضعوا يدهم على قلبهم في ظل التحولات والتغييرات الحاصلة على مستوى التحالفات في الجبل. والتجارب السابقة علمت المسيحيين أن يكونوا دائما على حذر. لكن " ليس المسيحي وحده الذي يعيش حال القلق في الجبل. فالدرزي يعيش أيضا الشعور نفسه بعد أحداث 7 أيار." ورد أسباب الإنقلا ب الجزئي في مواقف النائب جنبلاط إلى خوفه على مصير الأمن الدرزي في الجبل. وفي هذا الإطار يبدو للبعض أن أمن المسيحيين من مسؤولية وليد جنبلاط، وقد يكون الأمر صحيحا لكن في المراحل السابقة. أما اليوم وقد عادت الدولة بجيشها وأمنها الداخلي، فالمسؤولية تطال هذه الأجهزة الرسمية في توفير الحياة الكريمة بوجهيها الأمني والحرية الإجتماعية. وأي مسّ بأمن المسيحيين اليوم، ومن أي طرف كان، تقع مسؤولية حصوله ومعالجته ومعاقبته على الدولة اللبنانية من دون سواها، إلا إذا كانت الدولة اليوم تقر بكانتون درزي كما تقر عمليا بوجود كانتون شيعي في الجنوب والضاحية الجنوبية ومناطق محددة في البقاع." وختم قزي:" لا أريد أن أنزع مسؤولية الحفاظ على أي مواطن عن الدولة اللبنانية. أما على مستوى الثقة المعنوية، فهي مؤمنة بفضل وليد جنبلاط ، في حين أن الدور السياسي لمسيحيي الجبل لا يزال دورا ذميا".

واضح أن هناك فارقا بين حصول مصالحة وبين عودة المهجرين إلى قراهم وبيوتهم. وما يعزز هذه النظرية المصالحات التي حصلت في السابق في أماكن أخرى ولم تؤد إلى عودة المهجر والإقامة في بيته أو أرضه

المسيرة

 

 مصر:  في "الداخلية" ينفي وجود "تمييز"/أبناء مسيحيين مصريين اعتنقوا الاسلام يسعون لإثبات دينهم الأصلي

القاهرة - رويترز

يسعى أبناء مسيحيين مصريين اعتنقوا الاسلام إلى إثبات ديانتهم المسيحية في بطاقات الهوية، ، فيما يؤكد مسؤول بوزارة الداخلية أنه "لا توجد أحكام تنطوي على هذا النوع من التمييز"، وذلك وفق تقرير إخباري الجمعة 11-12-2009.

وكان أيمن رأفت، وهو مصري ولد مسيحياً، وعمره تسعة أشهر حين اعتنق والده الذي لم يره في حياته قط الإسلام، والآن يقاتل رأفت وقد بلغ الـ23 من العمر لتعترف الدولة بأنه مسيحي، لان هذه هي الديانة التي يؤمن بها ويريد تسجيل هذا في وثائق هويته الضرورية للحياة اليومية.

 الهوية

نشأ رأفت مسيحياً، لكن الدولة تقول إن الابناء يصبحون مسلمين تلقائياً بالتبعية متى يعتنق والدهم الاسلام، وهو ما يصيب حياة عشرات الاشخاص بحالة ارتباك في مجتمع لا يعترف عملياً بتغيير الديانة الى اي ديانة أخرى سوى الاسلام.

ورأفت واحد من 40 شخصاً يواجهون نفس المشكلة المحيرة الخاصة ببطاقات الهوية، وقد رفعوا دعوى قضائية لتغيير بيان الديانة في بطاقاتهم الى المسيحية، وهو الامر الذي يمس وتراً حساساً في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين الذين يمثلون 10% من سكان مصر البالغ عددهم 77 مليون نسمة.

وقال رأفت في مكتب محاميه قرب كنيسة ومستشفى قبطيين مشهورين بالقاهرة إنه تخرج العام الماضي ولا يستطيع الحصول على عمل لأنه لا يملك بطاقة هوية.

من جهته، أكد هاني عبداللطيف المسؤول بوزارة الداخلية المصرية مثل كل المسؤولين الاخرين أنه لا توجد أحكام تنطوي على هذا النوع من التمييز.

لكن المحامي بيتر النجار قال إن ابناء المتحولين عن الاسلام لا يحصلون على موافقة على بطاقات الهوية الجديدة التي يحاولون استخراجها لتسجيل أنهم مسيحيون، وأضاف أن هذه الطلبات ترد لأصحابها عادة ويطلب منهم اصلاح "الاخطاء".

واستطرد قائلاً إنه اذا اعتنق أي شخص الاسلام وذهب لمصلحة الاحوال المدنية سيتم تغيير الديانة خلال 24 ساعة، وعلى الرغم من أن التحول من ديانة الى أخرى أياً كانت غير محظور رسمياً في مصر فإنه يلقى رفضاً من كثيرين ممن يعتنقون الديانة التي ارتد عنها الشخص وقد تثير هذه المسألة اضطرابات طائفية.

والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر هادئة في معظمها، لكن الخلافات التي قد تتحول الى أعمال عنف تتفجر حول قضايا من بينها النزاعات على الاراضي التي تستخدم لبناء الكنائس والعلاقات أو الزيجات بين أشخاص ينتمون الى الديانتين.

ويضمن الدستور المصري حرية العقيدة لكن على صعيد الممارسة يرفض المسؤولون الاعتراف بديانات غير الاسلام والمسيحية واليهودية.

 رفض الدعوى

ويقول حسام بهجت، من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن المحاكم المصرية عادة تصدر أحكاماً ترفض الاعتراف بالتحول من الاسلام الى أي ديانة أخرى بغض النظر عن الظروف، وإنه من المرجح أن ترفض المحكمة أيضا دعوى النجار.

ومضى يقول "معظم المحاكم ترتكب خطأ قانونيا في التعامل مع المدعين على أنهم مرتدون بينما هم ليسوا كذلك لانهم لم يكونوا مسلمين بالفعل على مدار حياتهم".

ويقول النجار المحامي، وهو مسيحي، إنه بنى دعوى موكليه الاربعين على فتوى صدرت عام 1983 عن دار الافتاء، وأكد أن الفتوى نصت على أنه لكي يكون الانسان مسلما يجب أن ينطق بالشهادتين، وأضاف أنه لم يسبق أن نطق بها أي من موكليه.

وتفادياً للحساسيات أوضح النجار أنه لا يتحدث عن أي شخص يتنصل من ديانته فهذه ليست القضية، على حد قوله.

 لم تصدر فتاوى

من جهته، قال الشيخ ابراهيم نجم، المتحدث باسم دار الافتاء، إنه لم تصدر عن الدار اي فتوى متعلقة بمن يغير دينه، وقال الشيخ محمود جميعة، مدير عام ادارة الاشهار بالازهر، إنه ليس مفوضاً بالحديث الى وسائل الاعلام عن هذه القضية.

ويقول المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية التابع للازهر الشريف على موقعه على الانترنت إن بوسع أي شخص اعتناق اي ديانة لكن يجب الا ينشر معتقداته بين الناس فيشوش قيمهم الاخلاقية.

 

أستاذ القانون الدولي شفيق المصري لـ <اللواء>:الإستنابات السورية لا تؤثر على مسار المحكمة  

   أثارت الإستنابات القضائية السورية التي أعلن المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد أن قاضي التحقيق الأول في دمشق أصدرها في الدعوى التي أقامها أمام القضاء السوري ضد <شهداء زور وشركائهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري> جدلاً ونقاشاً قانونياً حول الأطر الواجب اعتمادها عند حصول حالة مماثلة· وقد استأثرت هذه القضية باهتمام لافت في المدة الأخيرة، في وقت رفض فيه النائب العام التمييزي سعيد ميرزا التعليق على هذا الموضوع·

وقد أشارت في هذا المجال <وكالة الأنباء المركزية> نقلاً عن مصدر قضائي أن بين الأسماء الواردة في الاستنابة عدداً كبيراً من الشخصيات التي لديها حصانات أو مراكز أعمال تستوجب أصولاً معينة أو خاصة في التبليغ، إذا ما تمّ التسليم جدلاً بصحة ما يُحكى عنه· وكان بيان المكتب الإعلامي للواء السيّد ذكر أنه <تبلّغ من وكلائه القانونيين في دمشق أن قاضي التحقيق الأول المكلف بالدعوى المقدمة منه في سوريا أصدر إستنابات قضائية لإبلاغ بعض الأشخاص اللبنانيين والأجانب، الواردة أسماؤهم في الدعوى، للمثول أمامه في دمشق لاستجوابهم في شأن الوقائع المسندة إليهم بالنسبة الي شهود الزور والإفتراء الجنائي، لافتاً الى أن هذه الاستنابات أحيلت على القضاء اللبناني>·

من جهتها، أكدت مصادر قضائية أن السلطات القضائية اللبنانية تسلّمت الإثنين الفائت الإستنابات القضائية السورية، إنما لم تصلها وفقاً لما نصت عليه اتفاقية التعاون القضائي اللبناني - السوري التي وقّعت بين البلدين منذ حوالى الأربع سنوات، ويعكف الجانب اللبناني على دراسة الأمر من الناحية القانونية للرد على الطلب السوري· وهنا لا بد من الإشارة الى أن الاستنابة تطلب حضور المستدعى بموجبها أمام قاضي التحقيق لسماع أقواله في ما جاء دعوى المدعي، إلا أنها وكونها إستنابة وبحسب الصلاحية المكانية، يستطيع النائب العام التمييزي فور تسلّمه الإستنابة أن ينتدب أحد قضاة التحقيق للقيام بتنفيذ الإستنابة وسماع أقوال الأشخاص المطلوب سماعهم في حال توفرهم، كما يحق أن يعيدها الى مصدرها لعدم ورودها بالطرق الرسمية المتفق عليها أو التي نصّت عليه في الاتفاق القضائي بين البلدين، واعتبارها كأنها لم تكن بانتظار أن يُعيد المصدر إرسالها بالطرق السليمة·

المصري

لمعرفة المزيد من التفاصيل القانونية لهذه القضية، التقت <اللواء> الأستاذ في القانون الدولي شفيق المصري الذي تحدث عن نقاط الإلتباس في هذا الموضوع وحيثيات هذه القضية، يقول: <هناك عدة نقاط إلتباس في هذه المسألة منها تبليغ الإستنابات، إذ تقول الأخبار أنها تمّت أخيراً حسب الأصول، ولكننا لم نقرأ لغاية اللحظة أي إقرار رسمي بذلك من قبل السلطات اللبنانية المعنية· ومع ذلك فالأمر متروك للقضاء اللبناني في التصرّف حيال هذه الإستنابات في القبول أو الرد وله الحق في الواقع في الإثنين معاً أي إما أن يقبلها أو أن يردّها·

أما النقطة الثانية، فقد أكدت المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان أن هذه الإستنابات شخصية ولا علاقة لسوريا بها·

والسؤال: كيف يكون ذلك طالما أن القضاء السوري هو المعني وأن الإحالات قدّمت بواسطة بعثات دبلوماسية، وبالتالي هل يمكن أن لا يكون للنظام أي علاقة بأية دعوى تقدّم من شخص غير سوري يطالب بها استدعاء شخصيات ذات صفة من بلد آخر!>·

ويتساءل المصري: <هل يُكتفى بتقديم الطلبات حسب الأصول لكي تلبّى تلقائياً من دون تحفّظ ولا اعتراض ولا مزيد من الطلبات المتعلقة مثلاً بوثائق أخرى توضح التوصيف القضائي على الأقل؟>·

يقول: <هل يُستدعى هؤلاء بصفة شهود أم بصفة متهمين؟ وهل يمكن استدعاء نائب بهذه الطريقة، ولا سيما أن الدستور يحدّد إجراءات لرفع حصانته ومن ثم لاستدعائه؟

وهل يحق لقاضي تحقيق أن يستدعي مدعي عام تمييزي أعلى رتبة من بلد آخر؟>·

كذلك تساءل الأستاذ شفيق المصري <عما إذا كان هناك ثمة ارتباط ما بين طلب استدعاء القاضي الألماني ديتليف ميليس والسفير السابق جوني عبده من قبل القضاء الفرنسي، وبالتالي طلب استدعاء اللبنانيين من قبل القضاء السوري، ومسألة الربط بين هذين الطلبين وبين مسار المحكمة ذات الطابع الدولي؟<·

يضيف: <قناعتي هنا أن الإستنابات هنا وهناك لا تؤثر على مسار المحكمة ذات الطابع الدولي، وأن المدعي قد أُفرج عنه من قبل المدعي العام ورئيس المحكمة وأن تطوّر المحاكمة أمام هذه المحكمة ذات الطابع الدولي لا يحول دون استدعائه مجدداً بصرف النظر عن هذه الإستنابات المقدمة فضلاً عن أن المحكمة الدولية غير ملزمة بنتائج هذه الإستنابات، ولا بالمحاكمات التي قد تليها، وأن طلب استدعائها، أي المحكمة ذات الطابع الدولي، لأي شاهد أو متهم إنما هو طلب مُلزم ولا تستطيع أية دولة أن ترفضه عملاً بالقرارين 16-36 و17-57 لأنهما مستندان الى الفصل السابع أي الى الفصل ذاتي الإلزام>·

وعن كيفية تقييمه لهذا الموضوع يقول: <يمكن الإستنتاج أن الموضوع بشقيه بتقنيته القضائية يجب أن يرد عليه بالتقنية ذاتها، بمعنى أنه إذا كان غير مستوفٍ للشروط المطلوبة يجب رده أو إذا كان ثمة وثائق أخرى مطلوبة يجب الحصول على هذه الوثائق ومن دون افتعال ولا تضخيم للموضوع بحد ذاته>·

 

نعيم قاسم: المقاومة حاجة والصراخ لا ينفع

11 كانون الأول, 2009

دافع نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عن البند السادس الوارد في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، قائلاً: «اليوم نحن مقتنعون بأن المقاومة هي أولوية في حضورها وجهوزيتها وضرورتها، وهي بذلك تطغى على كل صراخ من أي مكان أتى». ورد قاسم في كلمة ألقاها في حفل تخريج طالبات متفوقات في العلوم الشرعية هذه القناعة الى أسباب، اولها ان إسرائيل «لا تزال تهدد لبنان، وتشكل خطراً حقيقياً عليه، وتحتل أرضه وتتجسس في كل مكان، وتنتهك الأجواء.

وبالتالي لا يمكن مواجهة إسرائيل بالخطب ولا بالشكاوى في مجلس الأمن، وإنما بالاستعداد والجهوزية والمواجهة المباشرة عند الضرورة من قبل المقاومة ومن قبل لبنان».

واعتبر ان المقاومة «أثبتت أنها الدواء الشافي في مواجهة العدوان، وكل الأدوية الأخرى لا فائدة منها، دواء الديبلوماسية مسموم، ودواء الانتظار قاتل، ودواء الزعاق من دون عمل لا فائدة منه، أمَّا دواء المقاومة فقد أثبت جدواه ولبنان محتاج إليه، هذه المقاومة هي التي أرعبت إسرائيل باسمها ورسمها وكلامها وفعلها، واستطاعت أن تُدخل الرعب إلى كل بيتٍ إسرائيلي وإلى كل سياسي إسرائيلي، وإلى كل جندي إسرائيلي، نحن بحاجة للمقاومة كي نبعد الأفاعي عن بلدنا، ولكي نتمكن من تحقيق الأهداف للمحافظة على حريتنا واستقلالنا».

وشدَّد على ان «قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه نعمة لن نتخلى عنها مهما كانت الضغوط، ولن نفرط بها في المجهول، ولن نترك قوتنا لضعفٍ تستغله إسرائيل وتحاول أن تفعل بنا ما تشاء، هذه القوة هي التي أخرجت إسرائيل من لبنان، وهذه القوة هي التي صمدت في عام 2006، وهي التي حقَّقت الانجازات العظيمة وجعلت إسرائيل تحسب للبنان ألف حساب، وبالتالي لا يمكن أن نتخلى عنها مهما كانت الظروف والعقبات».

ورأى ان «تضمين البيان الوزاري البند المستقل عن المقاومة يؤكد حاجة لبنان إلى شرعنة وجود المقاومة من خلال البيان الوزاري، ولا معنى لكل الكلام حول هذه المادة، سنرى في التصويت على الثقة في المجلس النيابي... في المجلس يوجد ثقة أو لا ثقة، فإما أن يقبل النائب البيان كله ويقبل الحكومة كلها، وإما أن يرفض فلا يعطي الثقة، وبالتالي عندما تحصل الحكومة ببيانها الوزاري على الثقة بغالبية نيابية ساحقة جداً وهذا ما نتوقعه، يعني ذلك أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قناعة وإيمان هذه الحكومة وما تمثله على مستوى الشعب اللبناني وما عدا ذلك كلام بكلام لا ثمرة له ولا فائدة منه».

واذ توقف قاسم عند الضغوط التي تمارس اميركياً لمحاولة منع بث قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»، شدَّد على مواصلة الحزب جهوزيته «لنقول لإسرائيل بشكل واضح: كل التهديدات عبثية لأن المقاومة حاضرة وجاهزة ومستعدة ولن تخضع للتأويلات المختلفة، ومن جرب في مرة سابقة يعلم تماماً كيف يمكن أن تكون النتائج، كيف والمقاومة اليوم هي في حلة أبهى وفي وجود أقوى وفي موقع منتصر، وفي تصميم وعزيمة نحو الاستمرار».

«واهم من ينتظر التسوية»

وانتقد الذين «ينتظرون التسوية فيما إسرائيل تناقش في الكنيست أن يكون التصويت بالثلثين على أي انسحاب من أرضٍ احتلها وكل الأرض محتلة، سواء في الجولان أو في القدس أو في الضفة الغربية، ليهرب المسؤولون الإسرائيليون من حال ضعفهم على إعطاء أي شيء ولو كان قليلاً للفلسطينيين، هم بالحقيقة يوزعون الأدوار، وهم يريدون القول للعالم إن الشعب لا يريد، أو أن الكنيست لا يريد». وقال: «على كل حال نحن لا نصدق لا نتنياهو ولا الإسرائيليين، ومن البداية كنا نقول: التسوية وهمٌ بوهم، والمراهنون على التسوية واهمون، أما المراهنون على المقاومة فسيفوزون». وتمنى لو ان «الحكام العرب يتعلمون من الحكام الإسرائيليين، كيف يوزعون الأدوار، لأنكم بذلك تجعلون مساحة للمناورة وللقدرة بدل أن تأخذوا كل شيء بصدوركم ثم بعد ذلك تكون الخسائر كبيرة عليكم وعلى شعوبكم».

وتعهد باسم «حزب الله» العمل «على إنجاح الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية، لتهتم بقضايا الناس بعيداً من المناكفات والمهاترات الإعلامية، وندعو إلى صرف الوقت والجهد من أجل قضايا الماء والكهرباء والطرقات والسير والاستشفاء بدل هدر الوقت بصراخ لا فائدة منه».

 

سليمان الى البرازيل فــي شبــاط المقبــــل وانشاء مجلس أعلى للاغتراب اللبناني في ساو باولو

المركزية - علمت "المركزية" ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفي إطار برنامج جولاته الخارجية سيزور في مطلع شهر شباط المقبل البرازيل تلبية لدعوة من نظيره لويس ايغناسيو لولا داسيلفا حيث يعقد محادثات مع كبار المسؤولين تتناول سبل تعزيز العلاقات وقضايا ثنائية تهم البلدين، على ان تكون البرازيل اول محطة من ضمن جولة تقوده الى عدد من دول اميركا اللاتينية حيث التواجد كثيف للجاليات اللبنانية.

وتأييدا لسياسة سليمان في توحيد صفوف الانتشار اللبناني والاستفادة من قدراته في خدمة الوطن، عقد في مدينة ساو باولو هذا الاسبوع اجتماع ضم ممثلين عن المؤسسات والاندية اللبنانية - البرازيلية بحضور عدد كبير من الشخصيات والفعاليات الممثلة لكافة أطياف المجتمع السياسي والديني اللبناني. واتفق المجتمعون على انشاء المجلس الاعلى للاغتراب اللبناني في البرازيل. والذي سيكون صوت الانتشار اللبناني في البرازيل بصورة شفافة وحقيقية وشاملة. وقد تم تأليف لجنة ادارية تأسيسية موقتة وانتخب جوزيف فرنسيس اول رئيس لهذا المجلس لحين انعقاد المؤتمر العام واجراء الانتخابات على المستويات كافة.

يذكر ان فرنسيس شغل منصب الامين العام للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وهو أحد العاملين بقوة لتوحيد صفوف الانتشار اللبناني وسيصدر عن المجلس قريبا برنامج عمل يحدد فيه نشاطه وسياسته الاغترابية وهي المطالبة بحقوق المنتشرين ودعم جهود اللجنة الاغترابية برئاسة وزير الخارجية والمغتربين وعضوية مدير عام المغتربين هيثم جمعة والسفير بهجت لحود والعمل لتأييد سياسة الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري.

 

سليمان الى واشنطن والحريري الــــى كوبنهاغن وعون الى السعودية اوساط تستغرب الحملة على رئيس الجمهورية وجملة تحديات امام الحكومة

المركزية_ ارتاح الرئيس سعد الحريري من همّ نيل حكومته ثقة كبيرة، ليبدأ السير في طريق متشعب لمواجهة استحقاقات وجملة تحديات ومعالجة ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وحياتية واطلاق ورشة ادارية في مختلف الوزارات لعل ابرزها في وزارة الداخلية حيث اعد الوزير زياد بارود جملة ملفات سيطرحها على مجلس الوزراء لـ18 مديرية تابعة له في اطار التغيير تصب بمعظمها في خاتة تفعيل الادارات ومن بينها ملف الازمة داخل قيادة قوى الامن الداخلي الذي اعلن بارود انه سيعيد فتحه في اول جلسة لمجلس الوزراء وملف التعيينات الادارية والانتخابات البلدية في ضوء الكلام المتزايد عن امكان تأجيلها، لكن وزير الداخلية كان واضحا في اشارته اليوم من بكركي الى ان الوزارة تعد لهذه الانتخابات في موعدها. الامتحان الاول في الحفاظ على التضامن الوزاري سيتجلى في جلسة مجلس الوزراء التي رجح ان تعقد اجتماعها الاول بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته لواشنطن . سليمان في واشنطن: واليوم اعلن رسميا من بيروت عن سفر الرئيس سليمان والوفد الرسمي الذي يضم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني الياس المر، وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي، ووزير الدولة وائل ابو فاعوروالوفد المرافق، الى واشنطن ظهر غد تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله ظهر الاثنين المقبل في البيت الابيض. وسيلتقي الرئيس سليمان نائب الرئيس جو بايدن ،رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وزير الدفاع روبرت غيتس، وزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا اميركيين من اصل لبناني واميركيين داعمين للبنان، وكذلك المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات اميركية اخرى، وافراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية". ومن المعلوم ان رئيس الجمهورية يحمل معه الى واشنطن ملفين اساسيين الاول يتعلق بالعلاقات اللبنانية ـ الاميركية من جوانبها كافة ولا سيما المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والثاني ملف الشرق الاوسط وعملية السلام.

في غضون ذلك، استغربت اوساط سياسية مراقبة الحملة التي يشنها البعض بين الحين والآخر على زيارة رئيس الجمهورية الى الولايات المتحدة الاميركية واعتبرت انها تخفي رسائل الى الرئيس سليمان الذي يحرص على تثبيت حضور لبنان ودوره في المحافل الدولية ومواصلة نهج الحوار وسياسة التواصل التي يعتمدها لبنان مع كافة الدول سواء كانت دولية ام اقليمية ام عربية.

بدورها ، شجبت اوساط في الغالبية هذه الحملة وادرجتها في اطار سعي البعض لمحاولة استمالة رئيس الجمهورية الى خطه ومواقفه وان يكون طرفا ضد آخر فلما لم ينجح في تحقيق اهدافه بدأ بانتقاداته لتحركاته الدولية. واشارت هذه الاوساط الى ان الرئيس ذاهب الى واشنطن محصن بحكومة نالت ثقة ساحقة وغير مسبوقة على اساس بيان وزاري جامع وان كان البعض سجل تحفظا على بعض بنوده. ما يعزز حضور لبنان ويساعده على اسماع صوته في المحافل الدولية .

الحريري في كوبنهاغن: اما الاطلالة الاولى لرئيس الحكومة سعد الحريري بعد الثقة التي حظيت باهتمام دولي حيث كان لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم موقف داعم من خلال بيان رسمي صدر عن الخارجية تضمن تهنئة للحريري بالثقة، فستكون بعد ظهر اليوم في إفتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب على ان يتوجه الثلثاء الى الدانمارك للمشاركة في اعمال قمة كوبنهاغن للتغير المناخي ، وقد استدعي سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام ليكون ضمن عداد الوفد المرافق لرئيس الحكومة. اما موعد زيارته الى دمشق فلم يتحدد بعد خلافا لما كان تردد امس. وان كانت هذه الزيارة لا تزال تصطدم بالاستنابات القضائية السورية بحق بعض المسؤولين اللبنانيين، علما ان الاتصالات جارية على اكثر من خط لطي هذا الموضوع. ولم تستبعد اوساط مراقبة دخولا سعوديا على الخط لاعادة ترتيب الأمور تمهيداً لزيارة الحريري.

عون في السعودية: في هذه الاثناء ، وبعد زيارته الى سوريا اول من امس الاربعاء، يتحضر رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لزيارة المملكة العربية السعودية واكدت اوساط في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" ان التحضيرات جارية لهذه الزيارة لكنها اشارت الى ان موعدها لم يتحدد بعد.

 

مواقف بارزة لحماده وعدوان وتويني والجميّل من المقاومة والاستنابات

السنيورة في اطلالته نائباً يعتبر الخروج عن النظام السياسي استثناء

النهار /منال شعيا

قبل ساعة من منتصف ليل امس، نالت الحكومة الاولى للرئيس سعد الحريري ثقة 122 نائبا.

66 نائبا تحدثوا في ست جلسات لمناقشة البيان الوزاري، استغرقت 26 ساعة، ليعطوا في الجلسة المسائية الاخيرة ثقة عدّت سابقة في تاريخ حكومات ما بعد الطائف، وبدت لافتة بعددها وبمشاركة رؤساء الكتل النيابية الذين حضروا مساء الى قاعة مجلس النواب، ومنهم من كان تغيّب في جلسات المناقشة، كالنواب سليمان فرنجيه وميشال المر وستريدا جعجع.

هذه الثقة التي غاب عنها اربعة نواب هم طلال ارسلان، دوري شمعون، نبيل نقولا وهاشم علم الدين، وحجبها نائب واحد هو نقولا فتوش وامتنع عنها نائب "الجماعة الاسلامية" عماد الحوت، رهنها  الحريري نفسه بعاملي الوحدة الوطنية والتفاهم بين اعضائها، حين قال في ردّه امام النواب: " في اللحظة التي تتحوّل فيها الحكومة خلافات وطنية او متاريس طائفية، في هذه اللحظة، تأكدوا اني سأكون اول من يطرح الثقة بنفسي وبها".

ولانه اعلن انتماءه الى الدولة، اكد الحريري ان " البيان الوزاري سيكون عهدا قاطعا لكل اللبنانيين من كل الوزراء بضرورة التضامن".

مساء، بدت الجلسة الاخيرة لمناقشة البيان الاكثر حماوة ونقاشا، فكل الكلمات كانت من الوزن الثقيل، كما لو انها اختصرت الايام الثلاثة بمحاورها السياسية، من بند سلاح المقاومة الى العلاقات اللبنانية – السورية، والغاء الطائفية السياسية.

وفي حضورها، حلّ ضيوف جدد من فرنجيه الذي جلس في آخر القاعة، فيما قصده اكثر من نائب لالقاء التحية، فضلا عن الوزير محمد الصفدي، وكان مجالسه الدائم النائب عاطف مجدلاني.

اما النائب وليد جنبلاط، فكان يتنقل بين الداخل والخارج، قبل ان يستقر ويدوّن بعض الملاحظات على ورقة كبيرة ويلقي "تحية خاصة" على النائبة جيلبيرت زوين. و"الضيف" الاخير في الجلسة المسائية كان النائب ميشال المر الذي دخل القاعة قبيل نصف ساعة من انتهائها، فصافح الحريري، ثم توجه الى النائب العماد ميشال عون وصافحه، قبل ان يغادر مجددا ليعود ويدخل برفقة النائبة نايلة تويني، ويجلس الى جانب النائب ألان عون.

بدت الحكومة كاملة بأعضائها، المتحفطين منهم وغير المتحفظين، وحضر للمرة الاولى وزير الدفاع الياس المر.

 كل الاجواء جُهّزت "لامتحان الثقة"، وتوالت الكلمات قبلها، وكانت في معظمها حامية، لم تسلم من سهام وهجوم.

وحده النائب نقولا فتوش شذ عن القاعدة التي طبعت كل كلمات النواب، فكان ان حدّد موقفه من التحفظ، واصفا اياه "بالبدعة"، مستهلا كلمته بهجوم على الحريري، قائلا: "انت تكتب هزيمتك...". ولم يكف عن التحدث عن "الوفاء والغدر والخداع"، ونالت سهامه ايضا الوزراء، الامر الذي دفع بالنائبين احمد فتفت وسرج طورسركيسيان الى مقاطعته مرارا، طالبين شطب الكلمات من المحضر. وكذلك فعل النائب بطرس حرب.

أما الرئيس بري فكان يحاول التهدئة، والوقوف في دور الوسطي، قبل ان يستفزه فتوش بقوله: "انها ديكتاتورية الديموقراطية نعيشها في المجلس"، فرد بري: "لا تقول هذه الكلمات للرئيس بري".

الحريري كان مستمعاً ولم يغادر القاعة، بل "استقر" في كرسيه يهزّ برأسه ويضحك. تكلم فتوش وتكلم على "زحلة صانعة الاكثرية"، ليحجب الثقة أخيراً عن الوزير الزحلي الذي اعلن انتماءه الى "القوات"، وعن الحكومة كلاً.

وفي جو معاكس، برزت كلمة الرئيس فؤاد السنيورة للمرة الاولى من موقعه النيابي، معلناً "احساسه بالرضى والرحابة"، ومفندا مواقفه في السياسة والاقتصاد، في حين اتى موقف "حزب الله" على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد جازما ليكشف ان "المقاومة مع تسليح الجيش اللبناني"، مشددا على ان "قدر اللبنانيين هو ان يحفظوا بعضهم ويصونوا عيشهم الواحد".

حماوة الجلسة الاخيرة ساهم فيها النائب عاصم قانصوه الذي دافع عن المقاومة، ودعا الى "التمهل واحترام الشعور في الموضوع السوري"، فما كان من النائب علي عمار إلا ان طلب منه ان يرفع صوته ليسمع الجميع، فرد بري: "انت سمعت منيح".

نحو ربع ساعة، وانتهى قانصوه، فأتى الرد القواتي من جعجع، إذ اعترضت بالنظام على طلب قانصوه وضع صور الشهداء ومن بينهم صور الرئيس رشيد كرامي مع اسم من قتلهم، فقالت: " اذا كنت تعني القوات اللبنانية، فيا ليت نعرف فعلا من قتل الرئيس كرامي. الزميل المحترم يعلم ان المحاكمات جرت تحت القبضة السورية، وفي زمن (القاضي) عدنان عضوم وحلفائه السوريين"، فرد قانصوه الذي كان قد وصل الى مقربة من مقعدها: "انت سميّت. انا لم اسم!".

الحادية عشرة مساء، اقفلت قاعة مجلس النواب. هبّ الجميع لتهنئة الحكومة ورئيسها في زمن توافق جديد. فرنجيه اقترب لتقبيل الحريري، وعون صافح جميع الوزراء مبتسما، ونواب "حزب الله" هنأوا، قبل ان يتوجه الحريري الى ضريح والده ويقرأ الفاتحة.

 مخيبر: الحاجة الى العدالة

افتتح رئيس مجلس النواب جلسة امس في العاشرة والنصف قبل الظهر وكان أول المتحدثين النائب غسان مخيبر.

وقال: "(...) تضمن البيان الوزاري الكثير من الوعود والالتزامات والعرض المستفيض للخطوات الضرورية لاستكمال بناء هذه الدولة المرتجاة والنهوض بحاجات المواطن، وخصوصا بالنسبة الى الحاجات الاقتصادية والاجتماعية، ونحن نؤيدها بمجملها ونتمنى للحكومة التوفيق في تنفيذها (...)".

وأضاف: "أشدد على تأييد المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلبنان في جميع أعمالها وكذلك توجهات الحكومة في تحقيق السلطة القضائية المستقلة، الفاعلة والنزيهة وفي اصلاح السجون".

وسأل: "أين أصبحت التحقيقات في التفجيرات الارهابية التي ضربت مناطق عدة من لبنان عام 2005، وغير المحالة على التحقيق الدولي؟ ان العدالة يجب ان تكون كاملة وغير انتقائية. فأين ارادة الحكومة في تكوين ملف في جرائم اسرائيل واحالته على المحكمة الجنائية الدولية، لأنه يجب عدم الاكتفاء بطلب التعويضات من اسرائيل (كما ورد في البيان الوزاري)؟ كما أطالب بالمصادقة على اتفاق روما الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية. أين نحن من تقريري لجنة التحقيق الدولية المرفوع الى مجلس حقوق الانسان في تشرين الثاني 2006 (...)".

واعتبر "ان تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالوسائل الديبلوماسية ضروري وممكن. وتحقيق ذلك لا يحتاج الى مستند رسمي من السلطات السورية، وان كان في مثل هذا المستند ما يسهل المفاوضات مع الامم المتحدة لاستعادة سيادة لبنان على هذه المزارع".

وشدد على الحاجة الى تنقية العلاقات اللبنانية – السورية وتطويرها.

وقال: "يجب مراجعة الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا وخصوصا معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق" وما أنشأته من مجلس أعلى لبناني - سوري لانها لا تأتلف مع تبادل السفارات بين الدولتين وتخالف الدستور وسيادة لبنان على أساس انها تقيم شبه اتحاد كونفيديرالي وتنشئ مؤسسات مشتركة خاصة تعطلت ولم تعمل يوما. لذلك يجب الغاء هذا المجلس الاعلى (...)". وختم: "أما في موضوع حل قضية المعتقلين والمخفيين في السجون السورية، فألفت الى أن ما نحن نطالب بتحقيقه هو حل نهائي وجدي لقضية ضحايا الاختفاء القسري، وهي مختلفة عن مسألة المعتقلين والمسجونين المعلنين والمعروفين من سلطات الدولتين. بل نطالب باقرار السلطات السورية بمشكلة المئات من اللبنانيين الذين توافرت أدلة دامغة على أنهم أوقفوا بمخالفة القانون ونقلوا الى سوريا، لكن السلطات السورية المعنية لا تعترف بذلك، مما جعل منهم ضحايا اختفاء قسري (...)".

الموسوي والدولة القادرة

وأكد النائب حسين الموسوي في بداية كلمته على قضية اخفاء  الامام موسى الصدر ورفيقيه.

وأضاف: "(...) ستكون بشرى سارة لنا عندما يخبرنا أحد أن الاسرائيليين تخلوا عن أطماعهم التوسعية، ولم تعد خريطة دولتهم ما بين الفرات والنيل (...).

وبشرى سارة أخرى أن تصبح عندنا دولة قادرة قوية، تبني جيشها الوطني المكتمل العدة والعدد، المتمكن من القيام وحده بواجب الدفاع عن الوطن والشعب،

أما، والاسرائيليون مستمرون في الاعلان بكل وقاحة عن نياتهم ومشاريعهم العدوانية، وجيشنا الوطني ممنوع من الحصول على السلاح اللازم والتجهيزات المطلوبة لمواجهة عدو كهذا، تبقى المقاومة حقاً طبيعياً للمهددين، وكل لبنان مهدد، كما يعرف كل من يسمع ويقرأ تصريحات العدو، وتبقى المقاومة واجب العقلاء الذين يشعرون بمسؤوليتهم أمام الله والناس والتاريخ (...)".

الهبر لجيش واحد

وقال النائب فادي الهبر (...) من سبقني من الرفاق عالج الموضوعات السياسية والوطنية التي وردت في البيان الوزاري وأوضحنا موقف حزب الكتائب اللبنانية منها، وأضيف بعضاً مما أوردته صحف الأمس من كلام لغبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، إذ قال: "هناك في لبنان جيش نظامي وجيش غير نظامي، ويجب ان يأتلف الجيشان، فما من بلد آخر فيه جيشان، جيش للدولة وجيش لغير الدولة". وأكتفي بهذا القدر لأقول إن لم تكن لدينا الجرأة اليوم على اثارة هذه المواضيع الحساسة والوطنية فمتى يحين الوقت؟ ولمن نترك الحق في طرحها؟ ألسنا نمثّل الأمة بكل توجهاتها؟ (...)".

صالح ينتصر لبري

وقال النائب عبد المجيد صالح "(...) جاء في البند الحادي والعشرين من البيان الوزاري: تسعى الحكومة الى اعتماد اللامركزية الادارية التي نص عليها اتفاق الطائف. إنّ سعي الحكومة مشكور وبيانها مبرور ولأن الكمال لله وحده حبّذا لو جاء البيان على واسطة عقد اتفاق الطائف لملاقاة دولة الرئيس نبيه بري في منتصف الطريق، في الدعوة الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، أي الالتزام الكامل لمضمون الاتفاق وترجمة ما اصبح جزءاً من الدستور، والذي يشكل ضمان تجميع اللبنانيين.

كانت تلك الملاقاة في مربع الحوار الآمن، تخفف من مفاعيل الحملات الاعلامية التي شُنّت عليك (بري) وكأنك تقارب الحرام أو ترتكب الخطيئة الكبرى. أو تقترف الكبائر والعياذ بالله.

وقد جاءت الحملات المركزة، من أطراف ظلوا زمناً يندبون الطائف ويتحسرون على شبابه ويتهمونك بمحاولة الانقلاب عليه (...)".

هاشم مع المقاومة

واعتبر النائب عباس هاشم "ان المقاومة خيار وارادة وطنية وقرار ذاتي بصد الاعتداءات الاسرائيلية واستعادة الاراضي المسلوبة، وصون للكرامة الوطنية وهي كلها مسلمات قالت بها كل شعوب الارض في كل الازمنة فلماذا يدور الكلام في غير فلكه؟ ولماذا يهاجم لبنان اذا طالب بحقوقه المشروعة؟ وهل امسى الباطل صحيحا والسقوط ارتقاء؟ ان المقاومة حق مقدس للبنان، تساند جيشه وتدعمه وتحمي خاصرته وهي نتجية لمتسبب هو اسرائيل، فلينكفئ المتسبب ويرتدع فتطوي المقاومة صفحة جهادها بنفسها لتفتح صفحة السلام. اما الاطار الصالح لها فنتركه لطاولة الحوار ولذوي الشأن حولها.

في موضوع الغاء الطائفية السياسية فان الكلام واحد من كل الجهات ولا داعي الى الخلاف الوهمي، فالكل دعا الى تأسيس الهيئة الناظرة والفاعلة في هذا المضمار بحسب ما ورد في دستور الطائف ولم يتخذ احد على عاتقه قرار الغائها الآن بل دعوا الى التعمق في درس مفاعيل الغائها، والى محوها وان صح الامر فأهلا به(...)".

حماده: غلبة الحوار والانفتاح

وفي مستهل كلمته شكر النائب مروان حماده رئيس الوزراء سعد الحريري "لانك دعوت في مقدمة خطابك الى عدم اغلاق الحياة الديموقراطية (...)".

وقال أعتلي هذا المنبر وفي قلبي غصبة. غصة فرح للمشهد الوحدوي المترامي امامنا في المقاعد الوزارية وعبر مدارج القاعة العامة.

وغصة اسى للشعور بأن وراء المشهد الباهي هذا حقيقة مرة اقل صدقا واقل شفافية واقل املا. غصة فرح لان الشيخ سعد رفيق الحريري عاد بنضاله وصبره وجدارته يتبوأ المركز الذي خطف من والده الشهيد قبل ان تخطف الحياة منه حقدا ثم قتلا. وكأن الحق انتصر ولو جزئيا ومرحليا وكأن الباطل زهق ولو جزئيا ومرحليا، في كل حال فان الباطل سيبقى زهوقا وخاضعا حتما لحكم المحكمة الدولية.

وغصة اسى لحجم التضحيات التي قدمها لبنان وشعبه في مواجهة الظلم والعدوان والاغتيالات والاحتلال والاجتياح والضغط والتهويل قبل ان يقاد الى تسوية نتمنى معكم الا تكون هشة وتشكل مدخلا الى الاندفاع، من حيث ندري ولا ندري، نحو الاعظم.

غصة فرح لان المشهد اللبناني يتميز في هذه المرحلة والحمد الله بهدوئه الظاهر وازدهاره اليافع وحواره الدافئ عن منطقتنا العربية التي تقع الآن فريسة العدوان الاسرائيلي المتمادي، وكذلك رهينة اطماع اقليمية تعمل لايقاعنا في دائرة نفوذ ثلاثي يتقاسم اشلاء امتنا العربية التائهة.

غصة فرح لان القوى اللبنانية السيادية الديموقراطية العروبية انتصرت في الانتخابات النيابية وفي كل الانتخابات الطالبية والنقابية رافعة شعار العبور الى الدولة "والحفاظ على الطائف.

ثم غصة اسى لان هذا الانتصار بدل ان يوظف في تشكيل حكومة الوفاق الوطني الحقيقي والمتوازن نحر على مذبح التراجع عبر نتش الحصص وبتر الصلاحيات والغاء ارادة الناخبين. فلم يعد الدستور مرجعا ولا الميثاق حكما ولا المؤسسات سلطة. غصة فرح لان الفتنة المدبرة لم تقع ونزعة الانفتاح والحوار تغلبت على الاحقاد الدفينة والاطماع المستحيلة.

وغصة اسى لان العبور الى الدولة لا اراه قد تجسد لا في طريقه تشكيل الحكومة بأكثرية باتت وهمية وبأقلية اضحت مهيمنة وبدور اكثر تهميشا لمجموعة الوسط المحسوبة نظريا على فخامة رئيس الجمهورية. ولا ايضا في وضع البيان الوزاري حيث الكلام المنمق يخفي الانقسام الفعلي الكامن داخل الفريق الواحد ويعطل او على الاقل يؤخر العبور الفعلي الى الدولة".

غصة أسى، لأن لا ضمان لأحد من رأس السلطة الى اسفلها عمن يمسك بقرار الحرب والسلم وعن سبل معالجة ازدواجية السلاح وطريقة تحصين مستقبل المؤسسات.

ما يقلقني يا دولة الرئيس هو أن يتحول لبنان مرة اخرى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية وتلحق اللبننة بالعرقنة واليمننة او ما هو ادهى منها جميعاً بالصوملة. وما يقلقني يا دولة الرئيس ليس نوعية الوزراء وهم رفاق وزملاء افخر بهم، من صفنا ومن الصف الآخر، انما ما يقلقني هو مدى قدرة هؤلاء على اتخاذ القرار الجماعي الشرعي وعلى تطبيقه ان توافقوا. ومدى قدرة هؤلاء على منع المبادرات المفروضة من خارج الشرعية ولو تصدوا لها.

المشكلة بين اللبنانيين ليست حول المسلّمات. ففي حال العدوان سنكون جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً دفاعاً عن لبنان. وفي مقلب السلم المحتمل سنكون جميعاً رافضين لأي تنازل عن الحق اللبناني او الحقوق العربية والفلسطينية. ما يقلقني هو تسلل قوى اقليمية عبر حالة اللاحرب واللاسلم لتجعل من لبنان ساحة الصراع الذي يهدد المنطقة. هنا ادعو شركاءنا في الحكومة وزملاءنا في المجلس الى عدم اقحام لبنان في أية مغامرة والى ضمان عدم توجيه السلاح في اتجاه فتنة داخلية او حرب مدمرة لن تقوم بعدهما للبنان قيامة.

وفي سياق كلمتي التي اردتها مختصرة لا بد لي من التنويه بالاولويات الحكومية التي وضعتموها دولة الرئيس تلبية للاولويات الشعبية ونحن نعاهدكم اننا في المجلس سنبقى اوفياء للعهود التي قطعناها لكم وللناخبين قبل الانتخابات وإبّانها وبعدها.

كما سنبقى داعمين لخطكم الاصلاحي ونهجكم الشبابي ونفسكم الاجتماعي، واندفاعكم الاقتصادي وحلمكم السيادي والتزامكم العربي متمنين على الحكومة ان تستمر في البحث عن الحقيقة احقاقاً للعدالة الآتية بلا ريب من القضاء الدولي الخاص بلبنان (...)".

وتطرق حماده الى "الفصل الأخير في مسرحية الدعاوى المقامة من بعض اركان النظام الامني البائد"، وأشار الى "ان بين المجرم وشهوده وحدة لافتة، أولاً في التابعية الوطنية، ثانياً في المرجعية الامنية، مع تفاوت في الرتب والمراتب. ثالثاً كلهم مكلفون ادخال عناصر الشك في التحقيق الدولي، وأخيراً كلهم في امان بينما شهداء الاغتيالات والتفجيرات الاموات منهم والاحياء ملاحقون حتى في قبورهم أو منازلهم، مشهّراً بهم ومهولاً عليهم.

ان الهدف لم يتغير منذ اغتيال الرئيس الشهيد. بعد الغائه، الغاء التداعيات السياسية والجماهيرية للاغتيال، ثم الغاء التحقيق والمحكمة المكلفين الكشف عن الجناة ومعلميهم.

كل الوسائل تستعمل من جديد، كما استعملت في السابق لترهيب الشهود الحقيقيين بواسطة شهود الزور، وترهيب القضاء اللبناني والدولي لحساب قضاء آخر لا صلاحية له في الأمر سوى مهمة محو الجريمة، قضاء مشهود له بملاحقة الوطنيين والكتاب والمثقفين وقادة الرأي الحر.

أمام هذا الواقع اتمنى على وزراء العدل والداخلية والاعلام ان يعلقوا على استدعاء كبار قضاتنا ورؤساء اجهزتنا الامنية وجمهور صحافيينا. هل لبنان مُحال على المحاكمة لتقطيع موبقات النظام البائد؟ فماذا يقولون؟ ماذا ايضاً عن الهجوم الذي استهدف رموزاً امنية شرعية لبنانية استقلالية ووصفها بالمربعات داخل الدولة متجاهلاً المربعات الحقيقية على ارض الوطن؟

انا النائب المنتخب لن أتأثر بهذه المسرحية. حصانتي الشعبية فوق حصانتي النيابية. ولكن واجبي بعدما اعاد الناخبون تجديد الثقة بنا في الاكثرية النيابية منذ اشهر قليلة تحت عنوان العبور الى الدولة ان استفسر عن موقف الدولة، اي الحكومة من هذا المشهد المذل؟

وختم: "اليوم اتوجه الى دولة الرئيس سعد رفيق الحريري لاقول له ان الدماء التي كتبت بها خطابي آنذاك تبقى هي هي دماء والده الشهيد انضمت اليها دماء الشهداء الآخرين شهداء اغتيالات الغدر الأسود وشهداء العدوان الاسرائيلي وشهداء جيشنا الباسل في نهر البادر وشهداء انفلات السلاح في العاصمة والمناطق.

أتمنى ان يكون عهد حكومتك فاتحة وفاق داخلي حقيقي وفرصة لاستعادة الشرعية سلطتها الحقيقة على تراب الوطن كاملاً، تحريراً له وسيطرة عليه، مدخلاً لإحياء المؤسسات واصلاحها وجرعة مناعة لمنع العدوان على ارض لبنان او للمغامرة به على ساحة الصراعات الاقليمية". وعلى هذا الاساس تأكد يا دولة الرئيس ان الثقة التي انتزعتها في قيادة المسيرة باقية ومستمرة في قيادتك للحكومة، وثقة كاملة بكم ولو كانت نصف ثقة للفريق الحكومي او للبيان الوزاري".

أبي رميا وأهمية الشباب

وتلاه النائب سيمون أبي رميا ومما قال: "(...) لن أبالغ اذا اعتبرت ان قطاع الشباب والرياضة لا يقل أهمية عن أي قطاع آخر كالامن والمال والدفاع والسياسة الخارجية وغيرها. وحزني كبير اليوم لأن عبارة "شباب" لم ترد الا مرة واحدة في البيان اذا استثنينا عبارة "وزارة الشباب والرياضة". وكأن الوطن ومؤسساته في واد والشباب في واد آخر. فالشباب هم مستقبل لبنان وتيار لبنان وأمل لبنان وحزب لبنان وقوات لبنان وكتائب لبنان وتقدميو لبنان...

فالشباب ليس مفهوما انشائيا شعريا يدل على الفتوة والنشاط فحسب. فقطاع الشباب في نظرنا، قطاع استراتيجي. كلما تأمن للشباب تربية متينة، وكفايات عالية، وأجواء تشجع على تفجير طاقاتهم واستثمار مواهبهم، وتأمين فرص العمل لهم، كلما ارتاح الوطن لانتاجه، ونموه وازدهاره واستقراره. لا شك في اننا فخورون باقبال شبابنا على العلم، وبحيازتهم الشهادات المتنوعة والمحترمة، وبطاقاتهم على الخلق والتكيف والتحديث.

غير اننا متفقون على ان ما يهدد شبابنا، وما يهدد الوطن بكامله، خطرين: البطالة من جهة والهجرة من جهة اخرى (...)".

عدوان وهواجس المسيحيين

وارتجل النائب جورج عدوان الجزء الاكبر من كلمته ووصف البيان الوزاري بأنه "تسوية وكل واحد يستفيض في شرحه وتفسيره. لذلك كل واحد منا يتحفظ لمفهوم لديه ونحن سنعطي الحكومة الثقة". وقال "ان مفهوم الدولة للمقاومة انها حق طبيعي، والى جانبه حقوق اخرى يشرحها القانون بأنها قوانين ايجابية".

وسأل: "عندما تقوم الدولة بواجباتها هل نستطيع ان نتحدث عن مقاومة؟ وهل لبنان بحاجة الى مقاومة والى السلاح الموجود مع "حزب الله" وهل سنعود الى مقولة لبنان في ضعفه؟ نحن في حاجة الى هذا السلاح على ان يكون في يد الدولة اللبنانية، هذا مصدر قوة للبنان، ومصدر قوة لتعاطي لبنان مع بقية الدول.  القرارات الدولية قد لا تحمي وحدها لبنان، انما انخراط لبنان في القرارات الدولية يحصنه. اسرائيل تخرق القرارات الدولية وهي دولة معتدية من دون أدنى شك فمن باب أولى ان نحصن أنفسنا بالتزامنا القرارات الدولية وأهمها القرار 1701. لدينا جيش في الجنوب، هذا الامر يحصن لبنان ويخدم كل اللبنانيين، هذا هو فهمنا وهذه هي مقاربتنا".

واضاف: "عندما تلتزم الحكومة البند الثالث الذي ينص على حصرية القرار أي أن لا سياسات دفاعية وأمنية وسياسية خارج الدولة نكون نوجه طاولة الحوار لتدرس طريقة استقطاب السلاح. مفهومنا واضح على أساسه نعطي الحكومة الثقة، التحفظ لنوضح هذا المفهوم، نحن مع بعضنا كلبنانيين وخصوصا مع اخواننا في "حزب الله" ليعرفوا موقفنا بكل شفافية".

وقال: "الموضوع الثاني يتعلق بالغاء الطائفية السياسية، اليوم نحن كمسيحيين أريد أن أعبر عن شعورنا".

وقاطعه بري: "لا تحك كمسيحيين، إحك كقوات لبنانية، هذه أحد أسباب تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية".

وأكمل عدوان: "بكل صدق أقول ان المسيحيين يعتبرون ان الغاء الطائفية السياسية هو الغاء للمناصفة ولوجودهم، وبما ان الدولة ليست منتشرة على أراضيها، فان طرح هذه الامور في الوقت الحاضر يثير التشنجات ويدعو المسيحيين الى الانزعاج".

ورد عليه بري: "من الذي تحدث عن الغاء الطائفية؟ نحن في جلسة اللجان تكلمنا عن الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. هذا هو الموقف. أما الغاء الطائفية فالمسلمون الآن ضد هذا الامر وقسم من الشيعة وقسم من السنة وقسم من الدروز، أتكلم بواجب دستوري علي وهو في المادة 95".

وأضاف عدوان: "الواجب ان تنشر الدولة سلطتها على أراضيها وألا يكون هناك سلاح مع أحد ويجب ان يكون هناك قانون انتخابات يستطيع المسيحي أن يوصل النائب الذي يريده،  التوضيح فهمته. أتمنى عليك يا دولة الرئيس صادقا ان نسحب في الوقت الحاضر هذا الموضوع من التداول لتهدأ النفوس.

أما موضوع العلاقات مع سوريا فأعتقد أن لا عاقل يمكن ان يقول إن هذه العلاقات لا تخدم اذا كان ندية وصحيحة، مصلحة لبنان (...)".

وعلق أهمية على درس الموازنة وانتقد ممارسة قوى نفوذا يعطل عمل الحكومة والادارات وقال: "هناك ادارات في الدولة لا تنفذ القرارات القضائية، يعني دولة ضمن الدولة، هذه أمور يجب ان نكب عليها. اما الموضوع الثاني فيتعلق بوزارة العدل، من ان الذي قام بإقالة القاضي هو مجلس القضاء الاعلى، وآمل ألا تكون هذه الخطوة يتيمة، هناك لائحة لا تنتهي. المطلوب من وزير العدل تفعيل التفتيش لانه بين الغيبوبة والميوعة ". وعلق بري: "هذا الامر يقع على عاتقنا في المجلس النيابي، استقلالية القضاء". وقال عدوان: "الى الان لا نعرف ماذا حصل في "بنك المدينة". وقوبلت ملاحظته باستحسان النواب، فرد بري: "لماذا تصفقون (للنواب) انا الذي حكيت عن بنك المدينة؟"

الجميل وتسوية الغالب والمغلوب

واثنى النائب سامي الجميل على "اللغة العربية التي سمحت بان نقول الشيء وعكسه في هذا البيان الوزاري في امور اساسية ومفصلية مما يشكل هروبا جديدا من المسؤوليات ومن قول الحقيقة ومن حل مشكلات اللبنانيين بدلا من تأجيلها وتوريثها الى الابناء، وبدلا من حلها وهذا ما نفعله منذ سبعين سنة. فتمنى الا يكون هذا المجلس على صورة السبعين سنة الماضية.

منذ عام 1943 تحدث ازمة بين اللبنانيين فيختلفون ثم يتوصلون الى تسوية ودائما هناك غالب ومغلوب وهناك من يتسلم السلطة ويقمع الآخرين او يحتكر السلطة"، داعيا الجميع الى الاعتراف باخطاء الماضي وبعض التجاوزات التي ربما قد حصلت من اجل بناء الوطن. وتحدث عن "ثورة 1958 التي انتجت تسوية جديدة انفجرت عام 1969 ومن ثم عام 1973 وعام 1975 اذ لم يتفاهم اللبنانيون ولم يتصارحوا".

واضاف: "بعدها جاءت تسوية اخرى عام 1990 فكان اتفاق الطائف الذي هو في الشكل اجماع اللبنانيين وانما في الواقع وبالنسبة الينا لم يحصل في ظروف طبيعية ولم يكن الاشخاص المشاركون فيه في ظروف طبيعية ولا نستطيع القول انهم لم يخضعوا للضغط وللجيش السوري الذي كان في المجلس النيابي عند اقرار التعديلات".

"وبعد سقوط الشهداء والدمار والازمات لم يتصارح اللبنانيون ولكنهم توجهوا الى تسوية جديدة ودخلت البلاد في احتلال سوري. بعدها تحرر لبنان في نيسان 2005 من الاحتلال السوري بعد تحرره من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، فذهب اللبنانيون الى تسوية جديدة من دون النظر الى تركيبة النظام السياسي والى اسباب الازمات.

في عام 2008 كانت تسوية الدوحة حيث كان هناك غالب ومغلوب ونعيش اليوم تجربة ما حصل في 7 ايار من حيث فرض بعض بنود هذا البيان الوزاري"، مؤكدا "ان قسما من الوزراء والنواب الحاليين ليسوا موافقين على هذه البنود لو لم يكونوا مهددين في شكل او آخر من اجل القبول بامر الواقع".

وتوجه الى نواب "حزب الله" وقال: "اننا نحترم نضالكم ومقاومتكم ونحن اكثر من يفهمكم لاننا ناضلنا وقاومنا وسقط لنا شهداء ونعرف قيمة الشهادة والمقاومة ونعرف معنى القضية. ونحن نعترف بنضالكم من اجل تحرير جنوب لبنان من اسرائيل ونحترم شهداءكم ونحترمكم ونحترمهم، انما انتم لبنانيون مثلنا وكما نعترف بكل ما قمتم به من اجل هذا البلد نطالب بأن تعاملونا بالمثل وتعترفوا بنضال لبنانيين آخرين دفاعا عن لبنان في وجه الاحتلال السوري وتوطين الفلسطينيين.

لكم رأيكم ولنا رأينا. مهما كان رأيكم ورأينا، لا يمكنكم فرض رأيكم علينا فالمخول حسم هذا النقاش هو المجلس النيابي وبالتالي ما نتمناه ان نتعاطى بعضها مع بعض بانفتاح ومحبة والا يظن احد انه يستطيع فرض وجهة نظره على المجلس النيابي واللبنانيين".

واضاف: "لدينا رأينا في كيفية الدفاع عن لبنان وفي موقع لبنان في الصراع ضد اسرائيل فنحن لا نقبل ان يكون لبنان وحده في الواجهة في هذا الصراع".

واعلن رفضه بقاء سلاح "حزب الله"، وقال: "لماذا يحق للبنانيين امتلاك السلاح في حين لا يحق لآخرين كما يدفع بعضهم الضرائب والكهرباء فيما آخرون لا...؟ ولماذا يطبق القانون في مكان معين فيما لا يطبق في مكان آخر اضافة الى المساواة امام القضاء"، سائلا "لماذا يعاقب اي شاب لجنحة بسيطة فيما قاتل الضابط سامر حنا يطلق بعد بضعة اشهر من دون محاكمة؟ (...)".ورأى "ضرورة ان تقوم سوريا بمبادرات معنوية وعاطفية تجاه الشعب اللبناني بهدف بلسمة الجروح وطي صفحة المأساة والتحدث ايجابا تجاه خصومها السياسيين وعائلات الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا في وجه الاحتلال السوري (...)".

تويني: السلاح يستدرج السلاح

وقالت النائبة نايلة تويني: "على بُعد يومين من ذكرى استشهاد والدي جبران، وقبل اسابيع من ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، اقف للمرة الاولى امام المجلس لمناقشة البيان الوزاري للحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري. الموت، عذرا القتل، بدّل الاشخاص، لكنه لم يبدل في الاشخاص. كما لم يبدل المبادئ والمواقف والمواقع. فقد بقينا معا في صف الدفاع عن سيادة لبنان وحرياته. ووقفنا معا ضد كل محاولات خنق التحقيق والقضاء على المحكمة الدولية.

دولة الرئيس. ليست المصيبة وحدها التي جمعتنا.

جمعتنا ويجمعنا الامل بلبنان افضل، محصنا بوحدته، متمسكا بسيادته، ملتزما قضاياه، متجددا بشبابه، مؤمنا بطاقاته.

جمعتنا وتجمعنا ثورة الارز وحركة الرابع عشر من آذار وتحالف الاكثرية السيادية المنتصرة في الانتخابات تحت شعار "العبور الى الدولة".

جمعتنا ويجمعنا رفض هيمنة السلاح على الحياة السياسية لان السلاح في لبنان، خارج الشرعية يقضي مع الوقت على الشرعية. كذلك المناعة المتوخاة من هذا السلاح فتتحول حتما فقدانا لأي مناعة، وطنية كانت او دولية.

ان السلاح في لبنان، خارج  الشرعية وفي يد فريق سيدفع، كما نبه الى ذلك غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، سيدفع افرقاء آخرين الى التسلح مما يؤدي الى فتنة داخلية في لبنان وبين ابنائه او الى استدراج النزاع الاقليمي الى داخل لبنان وعلى ابنائه.

تجمعنا اليوم الرغبة الاكيدة على دعم نهجكم الواعد ونزعتكم الشبابية المندفعة وفكركم الاصلاحي التمدني الحديث.

نعم، تجمعنا بعض فقرات بيانكم الوزاري المتعلقة بأولويات الناس الملحة، وهي جديدة وواعدة ان اتحاوا لك ان تحققها. مع الاصرار على ابقاء حفظ السيادة وحماية الديموقراطية ونصرة العدالة الدولية ضمن اولويات الحكومة لانها ايضا في اولويات الناس.

من هذا الموقع لا بد لي ان اصارحكم بأن البيان الوزاري المتماسك في التعبير يخفي انقساماً حادا في التفكير، وهو مليء بالآمال البراقة التي بالكاد تغطي مواد احباطية للشعب اللبناني ولجمهورك تحديدا.

من هذا الموقع ندعوك يا دولة الرئيس الى الا تترك الالغام تطيح الاحلام. ونرجوك الا تفسح في المجال لتكريس واقع يعيدنا  الى "اتفاق القاهرة" المشؤوم وما تلاه من حرب اهلية واجتياح اسرائيلي واحتلال سوري.

اخشى ما اخشاه ان يتحول "العبور الى الدولة" انقلابا على الدولة وتراجعا عن مقوماتها.

تحسبا لذلك، ومنعا لأي ارتداد خطير على وضعنا الداخلي وامننا الخارجي، اتمنى ان تتصرف الحكومة وانت شخصيا على رأسها كالطبيب في غرفة العناية الفائقة، مانعا انفراد البعض بالمبادرات الخطيرة على ساحتنا وحدودنا كي لا نعطي العدو الاسرائيلي حجج الانقضاض التي يتمناها.

دولة الرئيس

انا بنت عائلة لبنانية متعددة الجذور الطائفية.

انا بنت عائلة لبنانية متعددة النسب والاختلاط.

وانا بنت عائلة لبنانية متعددة التوجهات الفكرية والحزبية.

وانا ايضا وقبل كل شيء بنت عائلة لبنانة واحدة في انتمائها والتزامها. يعنيها لبنان الواحد حتى لا تتمزق. يعنيها لبنان الشرعية كي لا تتفرق. يعنيها لبنان الحداثة كي لا تهاجر. انا لا اخشى الغاء الطائفية السياسية، لكني ادعو، في ضوء تجربتي الخاصة قبل العامة، الى نزعها من النفوس اولا.

وعلى هذا الاساس تعنينا تجربتك ويعنينا نجاحك. صحيح انه قد لا يعجبني تجاوز الاكثرية في تشكيل الحكومة. وقد لا يعجبني ولا يعجبني ادخال مواد اعتبرها تفجيرية في البيان الوزاري. وقد لا يعجبني ولا يعجبني احتمال زيارتك لدمشق قبل انجلاء نتائج التحقيق في قضايا الاغتيالات.

ولكني اليوم احسم خياري الى جانبك، واضعة صوتي المتواضع الى جانب من تجلى في قيادة ثورة الارز ليحمل رسالة هذه الثورة الى قلب المؤسسات الدستورية".

خوري: اسئلة كثيرة

وختاما تحدث النائب وليد خوري وقال: "اقترح استعادة محاضر الطائف وابقاءها في كنف رئاسة المجلس، ليستعان بها عند الضرورة من اجل تفسير بعض الفقرات الملتبسة، والامثلة هنا كثيرة كما تعلمون". وسأل "ماذا سيكون مصير السلاح الفلسطيني في لبنان؟ وبالتالي ما هو مصير تنفيذ مقررات هيئة الحوار الوطني على هذا الصعيد، وخصوصا ان البيان الحكومي خال من اي اطر تنفيذية ضرورية لقرارات كهذه". واضاف "ان قضية المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا تبدو في البيان الحكومي خالية ايضا من الآلية المطلوبة، وكذلك الامر بالنسبة الى قضية اللبنانيين في اسرائيل والواردة في الفقرة 17".

وقال "تقول الحكومة انها ستعمل على استكمال اجراءات الاعداد للانتخابات البلدية والاختيارية واقتراح التعديلات التشريعية الملائمة. هذا ما يأمله اللبنانيون هل تود الحكومة اجراء هذه الانتخابات؟ وحسب اي قانون؟ هل ستتمكن الحكومة من اجراء هذه الانتخابات في ظل القانون الجديد ام سنبقى على القانون القديم؟ هل سيكون لدينا متسع من الوقت لاقرار القانون الجديد قبل نهاية ولاية المجالس البلدية القائمة في ايار 2010؟ اما وقد بادرت الحكومة مشكروة الى حسم خيارها بتعديل سن الاقتراع وتحديده بـ 18 عاما في مهلة لا تتعدى ستة اشهر، اسأل هنا: هل في نية الحكومة اشراك هذه الشريحة الشابة في انتخاب المجالس البلدية؟ وهل هناك متسع من الوقت لاجراء تعديلات لمدة موعد الانتخابات؟

من هذا المنطلق، احيي مساعي رئيس الجمهورية نحو تحريك الملفات الاصلاحية، ومنها اخيرا ملف اللامركزية الادارية الموسعة، البوابة الاساسية نحو مزيد من المشاركة الشعبية في القرار المناطق والوطني، وملف الانماء الشامل والمتوازن، وهي ملفات في راس اهتمامات تكتل التغيير والاصلاح".

قانصوه ومار مارون

واستهلت الجلسة المسائية بكلمة للنائب عاصم قانصوه تضمنت جملة ردود لجهة المقاومة والغاء الطائفية السياسية، وصولا الى الشق السوري.

وقال: "المقاومة لها مضمون سياسي هو الارض والدفاع عن كرامة الوطن لان اسرائيل لن تكون بعيدة يوما عن لبنان. لقد انتظرنا القرار 425 الا ان المقاومة هي التي حررت لبنان".

وذكّر بان "عام 1975 انشأنا الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية، ثم اتت الحرب اللبنانية ومات لنا شهداء، وهؤلاء الشهداء ماتوا من اجل امرين: عروبة لبنان والغاء الطائفية السياسية".

ورد على النائب عدوان من غير ان يسميه، في موضوع وضع صور للشهداء على باب البرلمان، فأيده قانصوه، طالبا بان توضع صورتا الرئيس رشيد كرامي ورفيق الحريري والنائب الشهيد جبران تويني وغيرهم، ولكن مع ذكر من قتلهم.

وفي الموضوع السوري، دعا قانصوه الى "التمهل قليلا في استعمال عبارة الاحتلال السوري"، لافتا الى انه "في عام 1977 كان مع بيار الجميل في بكفيا يستقبل السوريين بالورود، فيما ذهب الرئيس امين الجميل 11 مرة الى سوريا لزيارة الرئيس (الراحل) حافظ الاسد، وقد رافقته في ثمان منها"، سائلا: "كيف هذه التناقضات؟ احترموا مشاعرنا قليلا، ولدي الكثير من المعلومات في التاريخ".ثم تطرق الى الحديث عن شؤون انمائية وحياتية كالطاقة والمياه واذ اشار الى مار مارون، علق النائب روبير غانم مرارا قائلا: "اهم شيء مار مارون"، فرد قانصوه: "فهمت تريد ان اقول ان مار مارون سوري".

الدويهي والمقاومة

وتلاه النائب اسطفان الدويهي مركزا في كلمته على المقاومة. وقال "ان المقاومة هي ملك كل اللبنانيين على اختلاف مشاربهم الدينية". واضاف: “جاء البعض يجلد احد ابرز اعمدة قوة لبنان وسيادته تحت عنوان التباكي على السيادة وقرار السلم والحرب(...) ولو افترضنا جدلا اننا سندخل في تسوية مع العدو الاسرائيلي، أفليس من حقنا ان نسأل باي سلاح ندخل هذه التسوية، وما هي عوامل القوة التي نمتلكها سوى المقاومة وسلاحها لاسقاط مشروع التوطين ومنع استمرار العبث بأمننا وخرق سيادتنا؟".

واسف "لان البعض صور المقاومة على انها شر، فلتكن، ولكنها شر لا بد منه ليبقى لبنان حرا سيدا مستقلا".

وخص بكلمته الزميل الراحل ادمون شديد الذي طلب في وصيته ان يسجى في الحسينية قبل ان يقام له قداس في الكنيسة، وقال: "هذا الاعلامي اراد بوصيته ارسال برقية عاجلة الى رجالات السياسة في لبنان مفادها دعوا اللبنانيين بعيدا عن تحشيدكم الطائفي وهم كفيلون بالغاء الطائفية من النفوس".

الحلو: عناوين ثلاثة

اما النائب ميشال الحلو، فاشار الى عناوين ثلاثة: "اعطاء موقع رئاسة الجمهورية اهميته تحقيقا لروح الدستور وجوهر الميثاق، فتح الطريق امام تطوير دستورنا والتزام الديموقراطية التوافقية".

وطالب "بالاهتمام باوضاع جزين وتعزيز المحميات الطبيعية في منطقة تضم اكبر حرج صنوبر في الشرق الاوسط وبحصة في اعادة التشجير ووقايتها من حرائق الغابات وتطوير مستشفى جزين الحكومي".

فتوش: هجوم كاسح

وعادت القاعة تمتلىء حين بدأ النائب نقولا فتوش كلمته التي شن فيها هجوما على الحكومة ورئيسها، واستهلها بالقول: "لإخواني في 14 آذار انياب اقسى من أنياب الذئب".

ثم سأل الحريري: "اريد منك جوابا واضحاً لا لبس فيه: هل انت من شكل الحكومة، وهل انت من سمى اعضاءها؟ عندما اجتمعت بك في بيت الوسط يوم تشكيل الحكومة، قلت لي ان من يعترض على تسميتك وزيرا هم رئيس الجمهورية والسيد سمير جعجع والرئيس امين الجميل، وان لديك تحالفات لا يمكن الخروج منها.

سالتك: وانت هل تعترض؟ صمت وقلت: لا يمكنني ان اخرج منهم، اجبتك اذا لقد خرجت مني، فلم تجب. انتهى اللقاء ومسحت كل الاقوال والوعود السابقة ونكثت بالوعد وخالفت قول الله في كتابه "واوفوا العهد ان العهد كان مسؤولا".

ذكرني بالوفاء، الوفاء الذي يجعل الاوفياء في وحدة تامة وتراص، وعقد خناصر، وتلازم صفوف والسير في اتجاه واحد نحو الاهداف المنشودة (...)".

واضاف: "تشكلت الحكومة بعد ستة اشهر، واذا ببعض الوزراء يقدمون سيرهم الذاتية. فهم قبل الحكومة لا يملكون شهادات جامعية، واصبحوا في سيرهم الذاتية من حملة شهادات دون ذكر الجامعات".

وراى ان "الحكومة لا تشبه الا سيارة باص ريفية، كتب على مقدمتها ومؤخرتها وعلى جميع جوانبها سيري فعين الخارج ترعاك، سيري فعين القانون والحق والعدالة والصدقية والمصداقية تبلى بالعمى (...) شكلت هذه الحكومة وتم قتل الشهود وصانعي الاكثرية (...)".

وتوجه الى الحريري بالقول: "شكلت هذه الحكومة وتم قتل الشهود وصانعي الاكثرية. وما اصدق ما قاله مكيافيلي في الازمنة الغابرة عن قتل الشهود، ويا ليته صار قديسا، فهو قال: "عليك ان تقتل من جاء بك الى الحكم، لان هؤلاء يعرفونك وما انت عليه، وعليك ان تأتي باشخاص جدد لا يعرفونك فيحملون المباخر، وهكذا تستريح وتحكم والكل يهتف باسمك.

لكن اين زحلة والبقاع الاوسط اللذان جاءا بكم يا دولة الرئيس الى الحكومة؟ اين نتائج الانتخابات؟ زحلة مدينة الشرف التي لا موانىء لها. زحلة الرجولة والعنفوان وصانعة الاكثرية للاكثرية".

واذ سأل: "اليست زحلة اكبر مدينة مسيحية في هذا الشرق، ولها خصوصيتها اللبنانية ودورها التاريخي في الالفة والتعايش"، اعتبر ان "البيان الوزاري اشبه بالبيان السوريالي: الفاظ من دون العقارب ولا يجمع بينها سوى الشتات".

وانتقد "تحفظ بعض الوزراء"، مشير الى ان "لا تحفظ في البيانات الوزارية، لكون الثقة تعطى تكريسا للتضامن الوزاري، ولا يجوز ان تكون الثقة مجزأة او مقلقة على شرط، والتحفظ بدعة ابتكرها الهاربون من الاشكال او المشكلة".

وختم متوجها الى الوزير سليم وردة من دون ان يسميه قائلا: "اما وقد صرح بعظمة لسانه انه يمثل القوات اللبنانية في الحكومة، فقد صنف نفسه وجلس الى طاولة ليست زحلية والتزم قرارا غير قرار زحلة. وهذا ما يجعلني الى جانب ما اسلفت، احجب الثقة عن الحكومة".

انور الخليل والتعويضات

واثار النائب انور الخليل مسألة التعويضات؟

وقال: "تجاهل البيان الوزاري تعويضات ابناء المنطقة المحررة في الجنوب والتي اقرت بالقانون الرقم 362/2001. فهل تبنى ثقة المواطنين بتجاهل الحكومة لقانون تمنعت الحكومات المتعاقبة منذ التحرير عام 2000 عن تنفيذه واعطاء ابناء المنطقة المحررة ما هو حق في ذمة الدولة؟".

وسأل "لماذا يترك جانبا مشروع قانون المدينة الاعلامية والمعلوماتية الحرة الذي انجز في مطلع عام 2000، وهو مشروع حيوي ويستقطب استثمارات منتجة؟".

كبارة: حكومة الإنماء

بدوره، أمل النائب محمد كبارة في أن "يستطيع رئيس الحكومة تنفيذ ما جاء في البيان الوزاري، وفي ألا تتكرر بدعة المعارضة من داخل الحكومة كما حصل سابقا أيام تولي الرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومات".

وتمنى أن "تكون هذه الحكومة حكومة الانماء والتطوير، فنحن نحتاج اليها في مدينة طرابلس، فلا تكون مجلسا بلديا منزوع الصلاحيات، ولا سيما ان عليها التزامات محلية ودولية".

علي حسن خليل وردّ على الجميل

ورد النائب علي حسن خليل على كلام النائب سامي الجميل، فذكّره بأن "سوريا دخلت يوم ناداها البعض من اللبنانيين وعلى رأسهم الشيخ بيار الجميل". وقال: "ان ما ورد على لسان الزميل سامي الجميل خطير جدا لجهة التشكيك في الطائف وأنه اتفاق اكراه تحت الضغط، وهذا يتطلب اجابة واضحة ومباشرة".

ورأى ان "البيان الوزاري حدد شكل العلاقة مع سوريا من دون تحفظ، وبالتالي لا يمكن ان نساوي أبدا بين وجودها والاحتلال، وسوريا وقفت الى جانب لبنان والمقاومة ودحر الاحتلال واعادة بناء الجيش الوطني. لا يجوز اخفاء الحقائق والتاريخ".

ثم قارب موضوع المقاومة مذكرا بأن "اسرائيل على لسان قادتها منذ التأسيس لم تخف أطماعها في لبنان: أرضه ومياهه وتجربته الحضارية القائمة على التسامح والعيش المشترك (...)".

وبعدما عرض تجارب المقاومين وتدرّج المقاومة، سأل: "ماذا لو ربحت اسرائيل الحرب ولم يكن هناك مقاومة؟ بواقعية وموضوعية علينا ان نجيب عن هذا السؤال، لأنه ليس المهم ان نصف العدو ونشير اليه، وليس حلا ان نقول اننا نختلف على موضوع المقاومة ونحترم هذا الخلاف. ان المسؤولية الوطنية لا تتأمن باحترام الاختلاف مع التهرب من الاجابة عن الواجب المطلوب من كل منا ان يقوم به تجاه هذه القضية الوطنية".

وعاد الى 5 حزيران 2009 قبل يومين من الانتخابات، ليقول: "كان الرئيس بري حاسم الالتزام في الحفاظ على منطق الشراكة والتوافق وعلى أن لا خروج من أزمتنا السياسية الا بالعودة الى قواعد صيغة العيش المشترك (...) وهذا الموقف هو ما دفعنا فور الانتهاء من الانتخابات الى الدخول في التحضير لإعادة صياغة صورة العلاقات الداخلية على قاعدة الانفتاح والمصالحات".

زهرا والاستنابات

وفيما قال النائب أحمد فتفت ان الرئيس فؤاد السنيورة سيتحدث، لذلك يسحب كلمته، تلاه النائب انطوان زهرا قائلا: "ما هو موقف المجلس من الاستنابات القضائية السورية في حق نواب ووزراء سابقين وفي حق صحافيين وضباط، لا سيما ان هؤلاء تشملهم الحصانات؟. هذه الاستنابات هي شهادات للقضاء اللبناني (...)".

ورأى أنه "لولا التحفظ عن البند السادس في البيان الوزاري لما تشكلت حكومة ولما وضع بيان وزاري".

واقترح ايضا ان توضع صور الشهداء على باب المجلس، "ومن ضمنهم صور كمال جنبلاط والرئيس رينه معوض وبشير الجميل، وبالطبع رشيد كرامي، اضافة الى المفتي حسن خالد".

فرد الدويهي: "... وطوني فرنجية".

فعلق زهرا: "طبعا وطوني فرنجية".

رعد وتجهيز الجيش

وبدأ رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كلمته بالقول: "نبدأ بالثقة التي نمنحها للحكومة، وهي ثقة تنطوي على التزام التعاون الكامل من أجل توفير مستلزمات النجاح لهذه الحكومة".

وسأل: "الى متى سنبقى في لبنان نحلم بانتظام الحياة السياسية وقوة بنيان الدولة؟ والى متى سيبقى لبنان يتهدده عدو طامع تارة او داخل مأزوم ومتوجس تارة أخرى؟ هذا الوطن الذي نسلم جميعا بأنه قدرنا وملاذنا وفيه كل ماضينا ومحضن أجدادنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا. فهل يعقل ان نرفع طوال ازمتنا الاخيرة شعار تطبيق اتفاق الطائف نزايد فيه ضد بعضنا، ثم تقوم قيامتنا اليوم اذا ما دعينا الى تنفيذ بند من بنوده صار نصا دستوريا يتعلق بتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، وكلنا يعرف ان النص يحدد مهمتها "بدراسة واقتراح" الطرق الكفية للوصول الى ذلك وفق خطة مرحلية؟".

واسف لكون "العالم يعترف كله بانتصار مقاومتنا على العدو الصهيوني، فيما لا نزال هنا نسمع ا ثارات حول جدوى المقاومة وسلاحها ومبرر الاقرار باستمرار حقها ودورها في الدفاع عن لبنان".

وفي موضوع تجهيز الجيش، لفت كلام رعد حين قال: "ان جيشنا اللبناني الذي نعتز بشجاعته ووطنية قيادته وضباطه وجنوده ينبغي ان توليه الحكومة عنايتها التامة، وتوفر له مستلزمات التطوير والتجهيز عديدا وعتادا وتسليحا ليضاعف استعداده وقدرته على اداء مهمة الدفاع عن الوطن والتصدي للاحتلال وخروقاته للسيادة للبنانية. نعم، نحن المقاومة التي هزمت جيش العدو الصهيوني واسقطت دوره كفزاعة في المنطقة، نطالب بتجهيز جيشنا اللبناني بالسلاح النوعي الذي يمكنه من التصدي لسلاح العدوان الاسرائيلي، لان ذلك يطمئن شعبنا ويزيد من ثقة جنودنا بأنفسهم وبقدرتهم على الدفاع عن وطنهم".

وتحدث ايضا عن اهمية اصلاح القضاء والتربية "التي تتطلب عناية مركزة"، ودعا الى "سياسة اقتصادية – مالية توائم بين النمو والتنمية"، ليخلص الى القول ان "الديموقراطية التوافقية تبقى القاعدة والاساس للحكم في لبنان، لانها التجسيد الفعلي لروح الدستور وجوهر ميثاق العيش المشترك".

السنيورة: الاحساس بالرضى

وكانت الكلمة الاخيرة للرئيس فؤاد السنيورة الذي تحدث للمرة الاولى بصفته نائبا عن "الامة ومن مدينة صيدا" كما قال، وان لديه احساسا بالرضى والرحابة الذين تتيحهما الحرية السياسية وروح آليات الديموقراطية".

وقال: "كانت ايامنا النيابية هذا الاسبوع منذ انطلاق جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الانماء والتطوير حافلة بكل اصناف الآراء والمواقف بل التناقضات والتعارضات. فهذا الطرف انتقد وهذا ايد وذاك عاد وانتقد المنتقدين ورد على المخالفين. وقد يقول قائل او مراقب ما لكم يا قوم تتناقشون وتتلهون بالكبيرة والصغيرة فيما امامكم تحديات جسام وعمل وجهد ومشقة يجب ان تنصرفوا اليها. لكني اود ان اقطع الطريق على كل منتقد او معترض لاقول اننا في ممارستنا هذه انما نمارس ونعمل وفقا لما اخترناه وارتضيناه من نظام للعيش والحكم والتخاطب. اي اننا مارسنا ما نص عليه دستورنا ونظامنا الديموقراطي البرلماني القائم على انتخاب الشعب لممثليه".

واضاف: "انها ديموقراطيتنا وحياتنا البرلمانية، من دون أن ننسى أننا بالأمس القريب كنا نتقاصف وجهات النظر الخلافية في الشارع، فيما نحن اليوم وكما ينبغي لنا أن نفعل، نتبادل وجهات النظر المتباينة تحت قبّة البرلمان وبشكل حضاري ومسؤول. والأهم من ذلك كله اننا نشهد اليوم في ما ارجو أن يكون نتيجة ادراك متزايد لدى اللبنانيين ان لا بديل من الحوار والتواصل وسيلة لمعالجة اختلافاتنا، وبالتالي أن يكون ما توصلنا اليه بداية مرحلة من الاستقرار والهدوء والتي تساهم في تحقيقها واستدامتها خطوات شجعنا عليها، ولطالما سعينا من اجلها، اي المصالحة العربية التي انطلقت من قمة الكويت، والتي ان توسعت يمكن ان تحقق الكثير على اكثر من صعيد محلي وقومي عربي".

واكد أن "اللبنانيين متفقون على ان اسرائيل هي العدو، وإنما نختلف في طرائق الدفاع عن الوطن في مواجهة عدوانها. ولذا لا داعي لمنطق الاستقواء ومنطق الاستفزاز ومنطق التخوين، وذلك لأسباب عدة، منها ان هذا المنطق او اللامنطق ينقل المشكلة من مواجهة مع اسرائيل الى مشكلة داخلية في ما بيننا، وهذا حقيقة ما تريده اسرائيل. ومنذ سنوات يجري استغلال مسألة "التوطين" باتجاهات مختلفة وفي الداخل. والمشكلة ليست داخلية أبداً بل بيننا وبين الكيان الصهيوني الذي طرد وشرد الفلسطينيين من ارضهم، وبدلاً من ان تتوحد الجهود لمجابهة اسرائيل ترانا نتصادم بعضنا ببعض".

واذ  لفت الى اختلاف في وجهات النظر حول الاستراتيجية الدفاعية ومستقبل سلاح المقاومة ودوره، اعتبر ان "هذا الاختلاف  يجب الا يكون سبباً في احداث الفرقة والتباعد او التصادم بين اللبنانيين، مع الاقرار بأن الاختلاف حق يجب علينا احترامه اولاً والعمل على معالجته عبر الحوار وبعيداً من الفرض والاملاء لكي يتم النقاش فيه في اجواء هادئة ورصينة توصلاً الى ما يحقق الاستقرار والأمان والازدهار".

وقال ايضاً: "لقد بتنا في المدة الاخيرة نواجه منطقاً غريباً عجيباً. فمن جهة يأتي من يقول اننا ملتزمون اتفاق الطائف، لكننا في الوقت عينه نجد انفسنا امام تفسير مغاير لنص هذا الاتفاق وروحه، يحاول نسف هذا الاتفاق، تحت عناوين تخرج نظامنا الدستوري واجتماعنا السياسي عن طبيعته وجوهره، وعما يميزه عن كثير من الانظمة السياسية المعروفة بالانظمة التوافقية".

ورأى ان "القول بالديموقراطية التوافقية، بديلاً من الديموقراطية البرلمانية، من الآن وحتى إلغاء الطائفية السياسية، ليس إلاّ محاولة للاطاحة بالدستور وتعليق أحكامه. فصحيح ان الدستور حسب المادة 65 يتضمن آلية لتنظيم اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، ولكن ذلك لا يعني على الاطلاق إعطاء حق الفيتو للجماعات الطائفية أو للكتل السياسية الممثلة فيه، بما يعطّل عمل المؤسسة الدستورية أو يلغي مفاعيله، ولأن تكريس هذه القاعدة تحت اسم الديموقراطية التوافقية من شأنه تغيير طبيعة وجوهر نظامنا الديموقراطي البرلماني".

وبعدما تطرق الى الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، أشار الى "الجهود الجبارة للرئيس سعد الحريري من أجل تشكيل هذه الحكومة. ولأنها حكومة ائتلاف ووحدة، فهي فرصة للقوى السياسية وللمواطنين، من أجل تعظيم المشتركات، والسعي الى معالجة الاختلافات والعمل على تثبيت الاستقرار، والسير باتجاه نمو وتنمية مستدامة على نحو ما استطاع لان تحقيقه في السنوات الماضية وزيادة".

وختم باعلان "الدعم الكامل والثقة بالرئيس الحريري وحكومته في هذه المهمة الواعدة".

لــقـــطـــــات  

بري لسامي الجميل: اللبنانيون هم الذين دعوا السوريين

•أثناء القاء النائب غسان مخيبر مداخلته لاحظ رئيس مجلس النواب نبيه بري اطالة النواب في مناقشة البيان الوزاري وقال ان الامور تاخذ وقتا طويلا وعندما تأتي الى المجلس يتكلم الاعلام الكريم عن اهدار في الوقت. انا مع فكرة أن تأخذ كل كتلة نيابية حيزا من الوقت توزعه مثلا على عدد من أعضائها، وهذا يكون مفيدا أكثر".

•عندما ارتفعت أصوات عدد من النواب واتسعت حلقاتهم في قاعة المجلس دعاهم بري الى "الحكي بالوشوشة".

•عندما أثار النائب عبد المجيد صالح حاجة صور الى بناء متحف ذكر بري بأنه قدم والنائب وليد جنبلاط مساهمة مالية لحفظ آثار المدينة في أحد المستودعات "وهذه الواقعة لها قصة طويلة مع وليد".

•حين تناول النائب سامي الجميل السوريين وتدخلاتهم في لبنان، علق بري قائلا: "نحن الذين دعونا السوريين الى لبنان" في اشارة منه الى دور الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل في هذا الشأن.

ورد عليه الجميل: "هذا رأيك".

•شوهد النواب نواف الموسوي والجميل وفادي الهبر في خلوة على الواقف في بهو المجلس في حديث سريع بين الموسوي والثاني وجورج عدوان.

•فيما كان النائب عباس هاشم يتحدث عن ملف القضاة تمتم النائب ياسين جابر باسم أحد القضاة فاستدعاه بري واستمع منه الى الاسم المذكور ثم دعاه الى ابلاغ وزير العدل ابرهيم نجار القضية.

•استقبل عدوان دخول وزير الطاقة جبران باسيل القاعة قائلا: "حضر الوزير المعارض سابقا والموالي حاليا".

•وصف الجميل البند السادسي البيان الوزاري بـ"الباطل وغير الشرعي". وفور الانتهاء من الغاء كلمته طلب النائب غازي زعيتر شطب عبارة "الاحتلال السوري" التي استحدثها الجميل في كلمته من المحضر.

 

الجنرال يُفضّل العثمانية

Now Lebanon 

 حازم الأمين

ما أن يُقرر الجنرال ميشال عون نقل اهتمامه عنا وعن لبنان ليتحدث في شأن خارج الحدود حتى نطلق أمنياتنا ببقائه عندنا، إذ إن الأضرار في حال تركيزه على لبنان تبقى أقل. فبالأمس، وفي خطابه في مجلس النواب حكم عون على العلمانية التركية بكلمة واحدة: الفشل! والسبب أن العلمانية في ذلك البلد فرضها أتاتورك وحرسها الجيش ولم يهيِّئ المجتمع لاحتضانها.

وكلام عون عن العلمانية التركية يصح في حال كان جزءًا من حوار بين صاحبي متجرين في برج حمود أو بين طالبي إدارة أعمال في الجامعة اليسوعية ممن لا تعنيهم العلمانية التركية إلا كفكرة عامة ضرورية لعملهما أو لدراستهما. أما أن يكون ذلك صادراً عن رجل من الفئة الأولى من بين سياسيي لبنان ففي الأمر ما يستحق الوقوف عنده، خصوصاً أن الجنرال أطلقه في سياق سجال لبناني حول إلغاء الطائفية السياسية. وهو على كل حال كان بغنى عن هذا المثل غير المتناسب على الإطلاق مع محطته اللبنانية لمواجهة الدعوى لإلغاء الطائفية.

فحكم عون على العلمانية التركية بالفشل والسعي الى تجنبها في لبنان يستبطن جهلاً مخيفاً بمآلات هذه العلمانية، ويختصرها بصعود الإسلاميين في ذلك البلد. وهو لا ينتبه الى أن الإسلاميين الأتراك يختلفون عن الإسلاميين في معظم الدول بأنهم أبناء هذه العلمانية، وهم الى حدٍ كبير أبناء ثقافتها وتجربتها.

واذا كان الحكم بالفشل هو ما أصدره عون على تركيا الأتاتوركية، وهو بحكم لبنانيته يدعو اللبنانيين الى تجنب الانزلاق الى ما انزلق اليه الأتراك قبل مئة سنة، فالتسلسل المنطقي لهذا التداعي الفكري يوصلنا الى ان عون يُفضّل العثمانية على الأتاتوركية، وهو أمر قد يُعيد العلاقة بينه وبين حزب "التحرير الإسلامي" صاحب نظرية "عودة الخلافة"، والذي كان عون أول من استهجن إعطاءه ترخيصاً للعمل في لبنان.

الحكم على تجربة سياسية واجتماعية وأمنية عمرها قرن بكلمة واحدة هي إحدى خصائص "العونية السياسية"، مع ما تعنيه من ارتجال واستعجال، ولكن أيضاً مع ما تعنيه من جهل بحقائق المنطقة وأحوالها. فمن يعرف القليل عن تركيا سيكون أكثر حيرة من عون في وصفه تلك التجربة بكلمة واحدة. ربما عليه ان يقف ويتأمل قليلاً بحال التجارب "غير العلمانية" في محيط البلد الذي استحضره كمثال في غير مكانه. وهل يعلم الجنرال أن إسلاميي تركيا، أبناء علمانيتها، هم أكثر حماسة من ممثلي العلمانية التركية (الجيش والأحزاب القومية) في التوجه نحو أوروبا، وأنهم حين حكموا ذهبوا أكثر من غيرهم في منح الأقلية الكردية حقوقاً ثقافية وقومية، وهذا شديد الانسجام مع البعد العلماني لإسلاميتهم.

ثم، وبما أننا في مرحلة نشهد فيها الزيارات "المميزة" و"العائلية" للجنرال الى دمشق، يحق لنا ان نسأله عن سبب عدم استحضاره العلمانية في سورية كعلامة على فشل التجربة أو نجاحها؟ أليست سورية أقرب إلينا كمثل وكنموذج؟ وماذا عن الطائفية في إيران يا دولة الرئيس؟ ففي سياق التحفظ على طرح إلغاء الطائفية، كان أولى بك استحضار النموذجين الأخيرين، اذ عندها كنا سنهب جميعنا للوقوف الى جانبك والدفاع عن طائفيتنا في لبنان التي لم ترقَ بعد الى مستوى طغيان جماعة على أخرى.

الجهل بالمحيط القريب هو أحد علامات الحياة السياسية في لبنان، ولكن الجنرال عون يطلب منا قبول ما هو أكثر من الجهل، أي ان نجعل من هذا الجهل مادة فهم وإقناع.     

 

 إذلال اللبنانيين وذلّهم:وئام وهّاب نموذجا

 الجمعة, 11 ديسمبر 2009 01:38

أفرد برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم على المؤسسة اللبنانية للإرسال حلقة كاملة لوئام وهّاب .

ومن تابع هذا اللقاء يكتشف المكانة التي بدأ وهاب يحتلها في الساحة اللبنانية ،ليس بفعل ارتباطه الوثيق بالنظام السوري فحسب ،بل بفعل تهافت سياسيين وإعلاميين للبنانيين لاعتماد وهاب ،وسيطا لهم في دمشق التي تستعد لتصبح محجة من جديد.

وفي إشارة الى الدرك الذي وصلت إليه أحوال رئاسة الجمهورية في لبنان ،بفعل "ضعفها "أمام "أزلام النظام السوري"،تمكن وهاب من أن يكشف أنه رفض موعدا حدده له رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ،كاشفا أنه كان يزوره من أجل توجيه نصيحة غليه بعدم الذهاب الى واشنطن.

وهاب تحدث عن مصالحة أنجزها "اصدقاء مشتركون"مع وزير الدفاع الياس المر ،وهو سوف يلتقيه ،لاول مرة منذ اربع سنوات ،معددا الأمور التي سوف يحدثها فيه .

ومعلوم أن وهاب شن حملة على الياس المر ،متهما إياه بأنه عميل لأميركا ،مطالبا بعدم توزيره في الحكومة الأخيرة .

وفي ما يأتي "حوار ذل اللبنانيين"كما ورد في كلام الناس:

 اذهب الى سوريا مرة واحدة كل اسبوعين فلديّ هناك اصحاب كثر، وفي الاربع سنوات الماضية نشأت علاقة قوية معهم، والوفاء هو جزء من سياستها ومن استراتيجية النظام فيها، لكن معظم المشاوير الى دمشق تكون لزيارة الاصحاب وليس دائما من اجل السياسة.

 ليس من الضروري ان اكون بالصورة الى جانب الجنرال عون في سوريا، لعل الوزير ميشال سماحة ظهر في الصورة لعله يعمل على خط الجنرال عون وسوريا ولعله موفد من قبل ميشال عون في بعض الامور وهو له علاقة في هذا الامر.

وانا لم اكن ولو لمرة.  هذا الخط بين سوريا والعماد عون وهو ليس بحاجة لأن علاقته مباشرة ولا اعرف لعل هناك دوراً ما للوزير ميشال سماحة وطبعاً العماد عون يختار من يقوم بهذا الدور.

ودوري ليس مرتبطاً فقط بهذا الامر، وفي موضوع الوزير جنبلاط هو موضوع آخر لأنه موضوع درزي.

البعض تكلم عن نهاية دوري عندما ذهبت حكومة الرئيس عمر كرامي وبعد 7 ايار قالوا ذات الكلام وفي كل مرة كان دوري يتجدد بشكل اكبر، ولا يهم إن كان الموقع كبيراً ام صغيرا إنما المهم ان تكون انت من صنعه. أنا من الناس الذين صنعوا دورهم بيدهم وحفرت الصخر بالابرة ونجحت. هذا اهمية الموضوع.

س: بيدك ام بلسانك؟

ج: البارحة حددوا لي موعداً مع فخامة الرئيس ميشال سليمان لكن الغيته...

س: اعتذرت!!!!

ج: وهاب عفوا، لا اعرف كيف تكون بروتوكوليا، اعتذرت لانني كنت في الشام ولم اكن قادراً ان الحق بالموعد.

كان هناك كلاما اردت قوله للرئيس سليمان قبل زيارته لاميركا وانا إذا كنت صديقك سأختلف  معك وليس من الضروري ان اتفق معك دائماً.

 انا لم اشعر بأن هناك ضرورة لزيارة الرئيس سليمان لاميركا، كنت اريد ان اتكلم معه لكن لم اعد استطيع ان اراه قبل ان يذهب، والسؤال ماذا يوجد في اميركا اليوم، إذا محمود عباس طفل اميركا المدلل لا يجد شيئاً عندهم إذاً ماذا سيجد رئيس جمهورية لبنان عندهم، يعني نحن ذاهبون لنعطي اوباما افكاراً حول افغانستان وباكستان وكيف سيخرج من مأزقه، والاميركي اليوم منكفئ عن الساحة اللبنانية لان هناك شيئاً بينه وبين الفرنسي لها اسبابها والاميركي منشغل بافغانستان وباكستان ومنشغل بايجاد تركيبة سياسية ما تجعله ينسحب من العراق.

الصورة مهمة مع اوباما وانا اتمنى ان اتصور مع اوباما للذكرى، لكن غير ذلك لا شيء، وانا لا اقول ان هذا الامر هو هدف الرئيس سليمان لكنني اتكلم بسياق معين ان هذا الموضوع لن يوصل الى اي مكان. وانا اكيد بان الرئيس سليمان لن يجلب شيئاً من اميركا: وهل الاميركي ينتظر رئيس جمهورية لبنان لكي يلغي مخطط التوطين، أهكذا تتم الامور بهذه السذاجة.

س: هناك معلومات بأن الرئيس سليمان عرض على الرئيس الاسد ذهابه الى اميركا والرئيس الاسد شجع على ذلك؟

ج: وهاب: هذا رأي الرئيس الاسد، لكن انا رأيي مختلف. انا اتكلم ما اقتنع به وليس ما اسمهز

اما عن تسليح الجيش اللبناني فنحن نضحك على الناس بهذا الامر، هل يعقل ان تسلح اميركا لبنان وهناك اسرائيل على حدوده، يعني اي غبي سيقتنع بهذا الامر، أنا برأيي ان فخامة الرئيس جعل للبنان حضوراً السنة الماضية والسبب ان رئيس الحكومة تصرف وكأن ليس هناك رئيس جمهورية في لبنان، وانا اتكلم عن الرئيس السنيورة وخرج الى كل العالم موحياً، وكأن رئيس الحكومة هو السلطة في لبنان ولا وجود لرئيس الجمهورية.

 ممتاز ما قام به الرئيس سليمان في السنة الاولى من اعادة الحضور بالخارج لكن ماذا لدى اوباما لكي يذهب اليه، واوباما اليوم منكفئ لأن هناك تكليفاً فرنسيا الى حد كبير بالموضوع اللبناني وفي العلاقة مع سوريا ولهذا الموضوع اسبابه. اولاً: الاميركي لا يريد ازعاج عرب الاعتدال، ثانياً: وضعه الداخلي فهناك جزء كبير من المحافظين الجدد موجودين في الادارة وهناك معلومات ان اوباما قام بتغيير 42% من الادارة السابقة الموجودة فهو قد كلف الفرنسي في هذا الموضوع.

هناك مناقشات في الجلسة  مضحكة فهناك اتفاق على إدارة لبنان من قبل السوري والفرنسي، السوري له جزء اساسي بهذا الدور، احد المقربين من ساركوزي يقول ان هناك إعادة إدارة للبنان ولكن السوري سيكون هذه المرة انيقاً وناعماً، واصبحنا في مكان آخر باتفاق سعودي ـ سوري ـ فرنسي ومن وراءه الاميركي ـ التركي ـ الايراني، وبين الايراني والسوري هناك وهم اسمه الفصل، وانا رأيي ان اي حديث عن هذا الفصل هو خطأ وتضييع للوقت.

 س: من قام بتدبير هذه الزيارة للرئيس سليمان الى اميركا؟

ج: وهاب: ما اعرفه بأن الرئيس سليمان طلب موعداً وهناك كلام عن ان الوزير الياس المر وسأتكلم معه عندما اراه وغدا سألتقي به، وانا اتكلم عن الوزير المر بحرص انا والياس اخوة والاخوة يتزاعلون من وقت لآخر، وهناك اشياء كثيرة سأتكلم معه عنها امور تبدأ منذ اربع سنوات ولغاية اليوم ومنذ 4 سنوات لم نلتق هناك اصدقاء مشتركين دخلوا على الخط لكي نلتقي. والوزير المر عندما ذهب الى سوريا كان الجو جداً ودي وهو اكد من سوريا بأنه لا يتهم بالانفجار. آل المر بشكل عام تربطهم علاقة مميزة بسوريا، الرئيس ميشال المر أوجه له تحية وصل اليوم من باريس ومريض وابو الياس رجل له مواقف وكان يقول لي باستمرار عن علاقته بسوريا، ولم يستح من هذا الأمر ابداً. سوف يبدأ الحديث مع الوزير المر غداً بالعتاب وسننتهي بالسياسة.

س: كيف صودف أن زيارة الرئيس سليمان الى اميركا سبقتها زيارة ميشال عون بهذا التكريم الفضفاض الى دمشق؟ هل يقصد السوري أن يقول، كما كتبت جريدة السفير اليوم، ان سوريا تتعاطى مع ميشال سليمان بصفته الرسمية لرئيس جمهورية بينما تتعاطى مع ميشال عون بصفته الزعيم المسيحي والماروني الاول في لبنان؟

ج: ميشال عون ليس رئيس جمهورية، وميشال سليمان ليس زعيم مسيحي،  يعني اعتقد أن الرئيس سليمان ليس طامحاً بزعامة المسيحيين، لا إمكانية لهذا الموضوع.؟

س: لماذا تحديد الزيارة بهذا التوقيت؟

ج: منذ فترة كنت اعرف ان هناك مشروع زيارة وتشاور، وليس مطروحاً بهذا التوقيت، او ان يكونوا تعمدوا طرحه بهذا التوقيت، ولكن يمكن ان يقوم الرئيس الاسد بحملة مشاورات معينة.

س: ما الهدف من هذه المشاورات؟

ج: بين فترة واخرى، فأنت تعرف هناك حلفاء لسوريا وهناك اناس طرحوا انفسهم للتحالف.

س: من طرح نفسه للتحالف؟

ج: كثر، فاليوم من لا يتحدثون مع سوريا في لبنان معدودون بالطقم السياسي، ولا يتجاوزون العشرة او اثنا عشرة شخص. فالباقون عادوا لسياق طبيعي للعلاقة بين لبنان وسوريا، لأن ما كان يحصل منذ خمس سنوات لم يكن طبيعي، فالحرب المفتوحة بين لبنان وسوريا لم  تكن مسألة طبيعية، ما نقوله نحن، من له ثأر عند سوريا، فليأخذه لوحده ولا يأخذ اللبنانيين معه.

س: توحي بأن دمشق تنظر بقلق الى اداء الرئيس سليمان؟

ج: لا. انت قلت ان الرئيس الاسد شجعه على الزيارة، حسب معلوماتك، ولكن انا مع هذا الموضوع، وهو ليس له علاقة بموقف سوري، انا اراقب الوضع واحلل الامور، رأيي الزيارة تضر اكثر مما تفيد.

س: سعد الحريري في دمشق متى؟

ج: هناك كلام بأنها اول الاسبوع المقبل.

س: انت اتيت بعد ظهر اليوم من سوريا، فما معلومات سوريا اليوم بعد الظهر؟

ج: السوريون لا يتحدثون بهذه الطريقة.

س: المعلومات الامنية؟

ج: لا معلومات امنية لدي، انا اقرأ سياسة.

س: هل اخرت الاستنابات القضائية موضوع زيارة سعد الحريري؟

ج: لا يجب، وإذا سألتني رأيي الشخصي، انا لست مع الاستنابات بهذا الوقت، لان الامور ذاهبة بجو توافقي وسعد الحريري ذاهب الى سوريا، وسعد الحريري اقدم على خطوة شجاعة في مجلس الوزراء بالغاء بعض الكلمات السخيفة التي لا طعم لها، والتي كان بعض الاوقات يتسلى فيها الرئيس فؤاد السنيورة ويعمل عليها.

س: لماذا تتحدث عن الرئيس السنيورة ماذا فعل لك؟

ج: لا شيء. اريد ان اقول لك كم اساء السنيورة لموضوع العلاقات، لدي امامي هنا محضر اجتماع بين رئيس وزراء لبنان ورئيس وزراء سوريا ناجي العطري، تحدث كلام عن سوريا، بعد اغتيال الرئيس الحريري بقليل، هذا محضر اجتماع منعقد  في دمشق بتاريخ 31/7/2005، قال السنيورة في الاجتماع: اتيت الى سوريا الشقيقة لانني صاحب قضية، وقضيتي قومية عربية، اتمنى ان ارى الطريق فارغة من الشاحنات اثناء عودتي، اما في ما يتعلق بفكرة الوفاء العربي والقومي، الوفاء لسوريا، فارجو ترك هذا الموضوع لي، واتعهد بأن اتحدث حول ذلك  من منطلق الوفاء لسوريا، لكن ليس في دمشق، وسأختار الوقت والظروف المناسبين لذلك، فالاخلاق والمبادئ التي احملها هي التي ستلزمني بذلك.

هنا، عبر دولته عن سعادته بزيارة القطر العربي الشقيق، مشيرا الى انه جرت العادة، وبعد تشكيل الحكومات اللبنانية قبل 57، فإن اول زيارة خارجية لرئيس الوزراء تكون لسوريا، وذلك انطلاقاً من اهمية العلاقات. وبعد ذلك اتى وخرب كل شيء، واتهم سوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبدأ يحرض على هذا الموضوع، وهو يعرف أنه لم يكن مستندا لمعلومات ولا الى اي شيء بهذا الموضوع، ولا اي اثباتات.

عادة  رئيس الحكومة هو رئيس حكومة كل لبنان، وبالنهاية سيحمل الهم عن كل اللبنانيين، ويتصرف كرجل دولة هو ليس زعيم حزب.

س: ماذا اثر هذا الموضوع، هل تقصد ان تقول ان سعد الحريري يتصرف اليوم بشجاعة وبطولة على عكس اداء السنيورة؟

ج: نعم يتصرف بشجاعة، لا احد حمل على سعد الحريري بالسنوات السابقة مثلي، وكان هناك اسباب، ولكن عندما يتصرف بشجاعة انا اقول انه تصرف بشجاعة، هذا الرجل بعد الانتخابات  يتصرف بشجاعة. ولا يمكننا ان نقول غير ذلك. ولكن رغم هذا الامر، اتمنى على سعد الحريري ان الكلام الذي يصدر عن بعض العناصر الموجودة، شيء من البقاع وشيء من الشمال، هذا الكلام يسيء لسعد الحريري وليس لسوريا ولا للمقاومة. فهذا الكلام يظهر إما سعد الحريري عاجز، وإما غير راغب، وانا رأيي ليس الاثنين. الخيار الثالث انه يجب ضبط الامور،  وهؤلاء الموظفون فليقبضوا رواتبهم ويبقوا على جنب.

س: ما رأيك بتحفظ الرئيس الجميل وسامي الجميل على البند السادس؟

ج: رأيي ان الشجاعة  تقتضي، بأن اخرج من الحكومة إذا كنت معترضاً. لا يمكن ان تأخذ مغانم السلطة، ومغانم المعارضة بذات الوقت، او مغانم السلطة او مغانم المعارضة، ولكن ان تتحدث لغتين بذات الوقت، فلن يمشي الحال.

انا لا اعلق على رأيه، بل احترم رأيه، وهذا حق له، ولكن ليس من حقه ان يشارك في الحكومة ويقول أنه متحفظ او معترض.

س: بموضوع الاستنابات القضائية، هناك جو يقول أن سعد الحريري جمد موضوع زيارته الى سوريا، طالما هناك استنابات قضائية، صح أم لا؟ وهل يمكن لقرار قضائي أن يمر من دون غطاء سياسي في داخل سوريا؟

ج: إذا سأقول لك لن تصدق، ولن يصدق احد أنه مر من دون قرار سياسي.

الموضوع ان مجموعة محامين كلفهم جميل السيد، وقاموا بهذا الموضوع "ومشوّه"، بالطرق القانونية من دون اي قرار سياسي.

وأشار وهاب الى ان علاقة الجنرال عون بسوريا مباشرة، فلا يكلّف احد ولا يرفض رسالة عبر أحد، وقال "تربط عون بسوريا علاقة شخصية واحترام متبادل، سوريا تحترم شخص قاتل سوريا وصالحها، والرئيس الفرزلي لعب دوراً كبيراً قبل تشكيل الحكومة".

وأضاف "الجنرال عون ارسل الى سوريا موفد هو الوزير جبران باسيل وتداول مع القيادة السورية بأمور تشكيل الحكومة، وسوريا هي التي تدخلت مع دولة الرئيس سعد الحريري لحلحلة موضوع وزارتي الطاقة والاتصالات".

وعن الاتصالات السعودية – السورية لفت وهاب الى انها قائمة بشكل دائم وهناك تنسيق بينهما، وقال "اذا تراجع جميل السيد عن الدعوى يمكن ان تسحب الإستنابات القضائية، وإذا طلبت سوريا منه هذا الامر فسيتراجع".

الرئيس الحريري يستطيع اصطحاب من يشاء معه للذهاب الى سوريا ومن اصول الضيافات ان لا تضع الشروط فهذا ليس من عادات العرب.

لا اعتقد ان هناك ملفات في هذه الزيارة الاولى الى سوريا، هي فقط للتعارف ولكسر الجليد. الكلام الذي يحكى لا طعم له ويستطيع ان يجلب البرازق من سوريا.

رئيس الحكومة يجب ان يتعرف على المسؤولين السوريين وسيذهب الى السعودية قبل سوريا وهذا اتفاق بين السوريين والسعوديين.

الرئيس الحريري كان جريئاً عندما قال: اذا لم تكن سوريا وراء اغتيال والدي انا سأذهب وأقعد في الشام في منزلي الى ان يسقبلوني، وهذا الكلام قيل من قبل اشخاص، والجميع بات لديهم معلومات بأن سوريا خارج موضوع اغتيال الرئيس الحريري والرئيس سعد الحريري لديه معلومات بهذا الامر وانا متأكد من هذا الامر، وهذا الشيء سهّل زيارته وبحسب بعض الناس الذين التقوا بلمار يقولون بأن بلمار وصل الى نتيجة، نحن مشكلتنا جلادين للناس (الله يوجهلوا الخير لعدنان عضوم رغم كل الحملة التي جرت بحقه هذا المعتر الفقير الذي سكن في منزل مساحته 100 متر والذي ايضاً لا يستطيع احد ان يقول انه قدم له هدية في يوم من الايام.) والظاهر ان المحكمة ستعود للاستراليين في هذا الموضوع بحسب ما فهمت وان من يظن ان موضوع احمد ابو عدس لعبة احمد ابو عدس رجل جدي وأنا تحريت عنه كثيراً ومؤخراً كان لي جلسة مع اشخاص مهمين في طرابلس ويعملون بالعسكر والامن ولهم فترة طويلة، احدهم يعرفه جيداً قال: غبي من يعتقد ان احمد ابو عدس لعبة فهو شخص متدين ويعلم ماذا يريد وماذا يريد ان يفعل وهذا الشخص قال بأنه لم يستغرب ان يكون ابو عدس قد شارك في الجريمة.

وهناك ضغط حصل ليذهبوا نحو دير شبيغل من قبل اسرائيل واميركا لكنهم لم يفلحوا.

الله يرحم رفيق الحريري وسوف اتكلم بعد حين عن هذا الامر، حتى الرئيس رفيق الحريري لو سألته لم يكن ليقبل بما جرى في الاربع سنوات الماضية.

وليد جنبلاط سيزور سوريا، هناك البعض يحاول ان يسرب بأن الباب مقفل امام وليد جنبلاط، هذا الكلام غير صحيح وغير صحيح ان هناك من يريد اذلاله ليأخذه، الى سوريا ومن يسرب هذا الكلام هو لا يحب جنبلاط ولا سوريا، الرئيس الاسد لديه في موضوع الدروز نقطة ضعف ما عاطفية، فهو يكن محبة لهذه الطائفة ولها مكانة عنده. هذا الموضوع يساعد كثيراً في حلحلة المشكلة العالقة. وعلينا ان لا ننسى ان المشكلة قديمة منذ 5 سنوات ولن تحل في 5 ايام وليس صحيحاً انه طلب من جنبلاط ان يتصالح مع اميل لحود وميشال عون، جنبلاط قام ببعض المبادرات باتجاه المصالحات، والرئيس سليمان قام بمبادرة عون وفرنجية وانا من الناس الذين تدخلوا بين جنبلاط وفرنجية وكنا وصلنا لمبدأ اللقاء، وايضاً الوزير جان عبيد كان له دور اساسي في هذا الموضوع، ولكن وصلنا الى محل وضعنا فيه بأزمة المكان.

السوريون لا يطلبون شيئاً من جنبلاط الذي لديه بعض الخطوات الذي قرر اصلاً ان يقوم بها، وليد جنبلاط يعلم تماماً ان المرحلة الماضية قد تركت ندوباً عند الشعب السوري.

متى ستتصالح مع سعد الحريري؟

وهاب: بعد ان يذهب الى سوريا وبعد ان يصبح تصحيح لهذه العلاقات. وانا اتناول العشاء والفطور في منزلي .هذه مزحة. انا والرئيس سعد الحريري اختلفنا على امرين: العلاقات مع سوريا والمقاومة وهذان الامران قد حلوا لدى الشيخ سعد، معنى ذلك لم يعد هناك خلاف سياسي وبقي الموضوع الشخصي هو ثانوي بالنسبة لي.

س: هل ستطلب منه موعداً.

ج: انا لا اطب موعداً ربما يكون هناك ترتيب ما وهناك محبون كثر.

س: متى ستلتقي سمير جعجع؟

ج: سأنتظر كي تأخذني مثلما كنا نذهب قبل ان يدخل الى السجن انا وانت.

 عندما كنا نذهب معاً الى غدراس كنا نحاول حينها وصل ما انقطع في الجبل كنا يومها بالعشرينات من العمر ولم نكن ندري صعوبة اللعبة. انا وانت استاذ مارسيل وعندما تهجر المسيحيون من الجبل اعتبرت يومها ان الجبل انتهى. المشكلة هي انك اذا قمت بنصيحة الدكتور جعجع فإنه يشتكي عليك في اليوم الثاني وفي وقت ما وجهت اليه بعض النصائح وفي اليوم الثاني تقدم بخمس شكاوى ضدي.

جعجع لم يفرض شيء، الله يخلي محمد بن راشد ولي عهد الامارات الذي حسّن امور جعجع في الحكومة.

س: لماذا محمد بن راشد؟

ج: بعث له بكتابات من مؤلفاته، قرأهم واقتنع بهم فمشي الحال.

وتحدث وهاب عن كسارات النائب نقولا فتوش في منطقة ضهر البيدر، مذكراً انه عندما كان وزيراً للبيئة اصدر قراراً بإقفال الكسارات، و"خوفوني" من السوريين حينها.

وأشار وهاب ان سوريا ليست داعمة لفتوش في هذا الموضوع، مؤكداً انه حين اصدر قرار اقفال الكسارات لم يسأله اي طرف سوري عن هذا القرار.

وقال: "العهود تتغير ولكن مقبّلي الايادي لا تتغير".

وعن اعطاء الثقة للحكومة قال وهاب: لقد قلت عدة مرات انني لو كنت نائباً لن اعطي سعد الحريري الثقة، ولكن اليوم هو في موقف سياسي متطور وهو قريب من موقفي السياسي، وفي هذا الموقف، نعم قد اعطي الثقة لهذه الحكومة، خصوصاً ان هناك اشخاصا كثرا يمثلوني فيها كغازي العريضي، ووزراء التيار الوطني الحر، ومحمد خليفة ووزراء حزب الله، والوزير سليمان فرنجية.

واضاف: انا لا اؤيد الناس على انتمائها السياسي، فمثلاً زياد بارود يمثلني رغم انه هناك حرب موجهة ضده من الكثير وحتى من الاجهزة داخل وزارته والمشكلة تكمن ان من معه لا يحموه، ومن ضده يقيمون حرباً عليه قبل ان يأتي الى الحكومة.

وتابع: كان من المفروض ان تتم حمايته اكثر من قبل، من يستطيع حمايته، وكان يجب ان يكب (يرمي) المدير العام 60 يوماً في المنزل وهذا حقه، معتبراً ان المدير العام وعد بارود بأمر وقام بأمر آخر.

وأنا اعتبر ان ما حصل لا يجوز لأن انطوان شكور ليس دركياً.

ولفت وهاب الى ان لديه ملاحظات كثيرة على الاجهزة الامنية الاخرى، ما عدا الجيش الذي قام بإنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية، معتبراً انه لولا الجيش لتفكك البلد.

واضاف: بدل ان تدفع المال على بعض الاجهزة الاخرى التي لا فائدة لها، لتعزز الجيش ومخابرات الجيش التي تقوم بإنجازات كبيرة، مؤخراً الشبكة التي القي القبض عليها.

واضاف: لا يعقل ان تعطى موازنة بقيمة مليوني ليرة لبنانية لرئيس فرع في الجنوب لكي يعمل في الجنوب.

واضاف: هناك مهام كثيرة امام الجيش، اهمها المخيمات والمنظمات الاصولية وغيرها.

ولفت الى ان على الحكومة ان تتنبه من ان كل الاجهزة والمؤسسات بقيت كما هي بسبب الجيش.

واضاف: هناك جهاز من الاجهزة لديه نقص بالعقداء والعمداء، ولأنه لا يشعر بأن لديه ثقة في جهازه وفي مكانه، فيقوم بجلب عناصر من مؤسسة اخرى بدل من ان يقوم بترقية اشخاص من مؤسسته والجهاز معروف:الامن العام..

وأكد ان اخته في الامن العام وهي برتبة عقيد وليست بحاجة الى واسطة للترقية، واشار الى انه قام بزيارة لريمون روفايل لطلب ترقية لها، فرد عليه روفايل بأن اختك ليست بحاجة الى واسطة.

نحن لا نؤمن بالواسطة.

وقال وهاب: لدي ملفات عن بعض المؤسسات الامنية اقوم بتحضيرها واريد ان اتحدث عنها وملفات تفصيلية وهناك امور معيبة تحدث.

واضاف: الملف سأطرحه عندما يصبح الملف جاهزاً وفي يدي.

مرسيل: رأيتك تكتب جزيني – امن عام.

وهاب: نعم، وفيق جزيني مدير عام الامن العام: وعندما يصبح لدي الملف كاملاً سأتكلم.

وأكد ان الاجهزة جميعها ستتغير، متمنياً ان يعيّنوا الاكفأ مكان اي شخص، ومن لديه القدرة على ادارة الاجهزة لأن الاجهزة ليست "تنفيعات".

أنا برأيي ان نقوم بتعيين وسام الحسن مديراً عاما لقوى الامن الداخلي، وانا بالنسبة لي وخلال الخمس سنوات لم يسىء لي ابدا بالرغم من الكلام الذي قيل عن ممارسات الجهاز، وانا احد هؤلاء الذين تكلموا، وانا لا اخطئ بحق احد، لكن عندما اقترفت المحكمة الدولية خطأ بحقي حينها لم اوفرهم وما زال رأيي بالمحكمة كما السابق ولن يتغير.

س: هل ستفعل شيئاً هذه المحكمة؟

ج: الله يرحم الاموات.

س: تريد ان تتحدث عن موضوع التعيينات الادارية، هل تطالب بحصص بموضوع التعيينات، تريد حصتك؟

ج: ليس حصة، ولكن إذا تعيين اشخاص غير كفوئين، بقدر إمكانيتي لن اسكت، وسأهجم على وزراء المعارضة قبل وزراء الموالاة إذا عينوا غير كفوئين. لا يجوز ان تعين "ازلام" في الادارة،  هناك الآلاف لديهم كفاءات، فتحضر اشخاص لديها كفاءات، تأتي بالـcv     وتدرسه وتشكل لجنة، فأنا افضل تشكيل لجنة واظن انها طرحت ايام الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، فتقابل اللجنة الناس وترى الاكفأ، ولكن ان تأتي بشخص مدير عام او رئيس مجلس إدارة لأنه "زلمتك"، فعندها سأمسح الأرض بهم إذا فعلوا ذلك. لا يمكننا أن نحتقر الناس إلى هذه الدرجة.

س: حصلت تعيينات في الاسابيع الماضية..

ج: حصلت عملية تهريب وليس تعيينات في كازينو لبنان، وهي عملية مشينة، فلا يجوز ان اعين شخصا في كازينو لبنان وهو ممنوع من دخول  الكازينو، وكازينوات اخرى.

س: عن من تتحدث؟

ج: عن الذي تعين في كازينو لبنان؟

س: تتحدث عن رئيس مجلس الادارة؟

ج: ربما.

س: رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان من اكثر الناس كفاءة ومصداقية.

ج: من يقرر ذلك؟، هو آدمي، وانا لا اقول عنه "ازعر"، ولكن من قرر انه احسن من غيره؟

س: هل حميد كريدي ممنوع من دخول كازينوات؟

ج: هكذا سمعت، ولكن من قرر انه هو الاحسن؟ اليس هناك لبنانيون موجودين في لبنان؟ لماذا سنحضر شخصاً موجود 25 سنة في سويسرا ونعينه؟

س: لأنه ربما آدمي؟

ج: اليس هناك اوادم في لبنان؟ اليس هناك اوادم في الموارنة؟ اليس هناك كفاءات في لبنان؟ ما هي الكفاءة الموجودة عند حميد كريدي ليست عند غيره؟

س: لماذا نظرت على حميد كريدي ولم تنظر على اعضاء مجلس الادارة الذين اغلبيتهم بقيوا كما كانوا؟

ج: طبعاً انا آسف أن هناك احد المراجع عين قريبه.

س: من؟

ج: لن اقول عنه، احتراماً لموقعه.

س: لا يمكنك ان تتحدث عن حميد كريدي ولا تتحدث عن اعضاء مجلس الادارة؟

ج: هناك حكيم تعين ايضا اليس كذلك؟ اعتقد أنك تعرف اكثر مني.

س: كيف نظرت الى خطوات القضاء بالبدء بعزل قضاة؟

ج: اتمنى ان لا تكون صرخة  في البرية، فهناك قضاة فاسدون في لبنان كثر، مثلا هناك قاض  في بيروت، يبني قصرا في كسروان كلفه حوالي مليوني دولار، فليخبرني من اين هذا المعاش؟

س: لماذا لم تخبر عنه؟

ج: افكر بان اقوم بشكوى عليه، هناك شاب لدي سأعطيه ليضع كفالة 25 مليون ليرة بالقضاء ليحق له الادعاء عليه، وسيدعي عليه تحت بند "من اين لك هذا؟"، او فليذهب الآن، إذا لم يذهب سيدعي عليه.

س: ربما اخذ ورثة من احد؟

ج: انا اعرف انه لم يأخذ شيئاً، قاضي في بيروت.

هناك عشرات القضاة الاوادم القديسين، وهناك عشرات القضاة الفاسدين، بلد من دون قضاء  لا يكفي.

س: انت لا تتدخل مع القضاة؟

ج: أنا اتدخل مع قضاة، ولكن فليمنعونا كلنا. اتدخل مع قضاة لان هناك تدخلا مقابلا، ولكن انا لا اتدخل مع قضاة لاظلم احد، بل اتدخل إذا كان هناك احد مظلوم.

وزير العدل مثلا هو من الناس الذي لم يستعمل سلطته للتأثير على القضاة. وهذا امر ايجابي وجيد.

س: انت ايضا بنيت قصراَ في ضيعتك؟

ج: انا عمرت عشرة ولكن انا لست موظفاً، ولست ماداً يدي على مال الدولة، انا حر ان ابني ما اريد من تعبي.

س: ماذا تعمل؟ وزير سابق؟

ج: انا لدي عملي وانت تعرف. انا لحقت العراق بالعمل، ولحقت دبي بالعمل، وانت تعرف انني  عمرت بيتي قبل ان اكون وزيراً. وانت تعرف من ساعدني. واوجه له تحية الآن على التلفاز.

س: كيف تلقيت الردود على الطعون الدستورية؟

ج: الله يوجه الخير لايلي سكاف. "ديعانه"، ان يغدر به.

س: من قبل من؟

ج: من قبل كل الذين طابقوا بهذا الموضوع.

س: بما فيهم الجنرال عون؟

ج: لا، الجنرال عون لم يطابق ولا مرة على ايلي سكاف. اصلا عون ليس لديه حصة بالمجلس الدستوري، ولو كان بيده فكان قاتل من اجل ايلي سكاف، وانا اكيد من هذا الموضوع، ولكن "عيب ينعمل بايلي سكاف هيك"، على كل حال لا مشكلة، فليبقوا يحولونه ضحية فهكذا يريح اكثر.

س: هل سيخوض تيار التوحيد الانتخابات البلدية؟

ج: طبعاً، نحن خضنا الانتخابات البلدية، وحصل المرشحان الاثنان لتيار التوحيد 27 الف صوت في الشوف وعاليه، وهناك نواب نجحوا بأقل.

س: يعني لديك حيثية؟

ج: طبعا لدينا حيثية وانت تعرف ذلك.

س: من لديه حيثية اكثر انت او طلال ارسلان؟

ج: لا اعرف المير عمره 1200 سنة، هو كبير، وانا فلاح.

وعشية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب جبران تويني، اشار وهاب الى ان "من الواضح ان اغتيال اللواء الشهيد فرانسوا الحاج كان انتقاما لما قام به في مخيم نهر البارد"، فهناك اعترافات.

ولفت الى "ان سوريا كشفت جزء اساسياً من الملف بالتعاون مع الاجهزة اللبنانية، وكل المخابرات الاوروبية مطلعة على هذا الملف، اي موضوع فتح الاسلام في سوريا، وهناك تعاون بين اجهزة الدول".

وحيا وهاب ذكرى الحاج وشهادته واشاد بمسيرته اما عن الشهيد النائب جبران تويني قال وهاب: "جبران كان لديه رأيه السياسي وموقفه، واضاف: "هناك اعترافات في قضية اغتيال وليد عيدو، وفرانسوا الحاج اعترافات مدونة ضمن تحقيقات ومحاضر، ولا اعرف من اغتال جبران تويني، ونحن نفتقده، وعندما نتعرف على من ورث هذا الشخص نفتقده اكثر".

انتهى موضوع تفجير الوضع في لبنان ولا يوجد احد فوقه غطاء نحن ذاهبون الى وضع مستقر وهذا الاستقرار قد يستمر سنوات ويمكن ان تتغير الحكومة لكن الاستقرار سيدوم لسنوات، وفي حال راهن احد ما على الاسرائيلي وان ايران ستضرب فهو يراهن على هذا الامر فهو مجنون لان في حال ضربت ايران سيكون هناك مليونا قتيل في الشرق الاوسط، لان الايراني يرد بشكل مدمر في الخليج وعلى اسرائيل لان في الخليج يوجد انظمة موالية لاميركا وبرأيي لن يكون هناك ضربة  لايران لانهم يعرفون نتائجها الكارثية. ومن حقها النووي السلمي واليوم الصواريخ اخطر من القنبلة، وايران لديها اليورانيوم، إذاً في حال ضربت اليورانيوم بالصواريخ ستعطي نفس النتيجة التي تعطيها القنبلة النووية لا بل هي مدمرة اكبر.

وعن الوضع الدرزي: قال وهاب: انا لست  بحاجة لاي اعتراف. ولدي حيثية موجودة، ولا تستطيع توزيع الالقاب والزعامة لها شروط جنبلاط هو زعيم، وارسلان "الله يوفقه"، وانا اكن لارسلان كل المحبة واسأله، واضاف: "جنبلاط قام بخطوات شجاعة حفظ فيها الدروز ودورهم والكلام عن تراجع جنبلاط هو كلام "فاضي"، وهو حتماً سيقوم بخطوات اخرى ويجب تقديره، ووصف علاقته بجنبلاط بالجيدة جدا.

واوضح وهاب ان الوضعية الدرزية مرتاحة جداً وكل المشاريخ مرتاحون للخطوات التي قام بها جنبلاط.

واعتبر ان الدروز خارج المحور السوري والمقاومة الدور الدرزي يصبح محدوداً، وفي محور العروبة يصبح الدور الدرزي كبيراً.

 

هذه أهداف رعاة جميل السيّد وهذه أسباب رفض الدعوة إلى تانغو قضائية

 كتبها فارس خشّان

الأربعاء, 09 ديسمبر 2009 00:21

لماذا لا تتحركون ضد جميل السيد؟ ذا السؤال سمعتُه مئات المرات .تارة من لبنانيين غيورين علينا غيرتهم على القضية اللبنانية ،وتارة أخرى من لبنانيين يخفون بسؤالهم الموافقة على الشائعات التي يطلقها من نجحنا دائما في تجاوز ه ،حتى يوم كان في عزّ بأسه المستمَد من ولي نعمته المستبِد بالشعب السوري الصابر.

هذه المرة قررتُ أن أُجيب عن هذا السؤال ،بكل ما أملك من اندفاع في قول الحق الذي أعرفه، وبكل ما يمليه علينا، من شجاعة ،ذاك القسط المتوا لنا ،من الحقيقة الكاملة.

قررتُ هذه المرة أن أُجيب ،لانني لم أعد مستفردا ،كما كانت عليه الحال ، منذ مدة طويلة ،وإن كانت مرحلتها الأعنف بدأت في نيسان/إبريل الماضي.

لماذا  هذا القرار؟

هذه المرة أصبحتُ جزءا من مجموعة كبيرة ،وتاليا فإن جوابي يعني ،بتأثيراته ،الجميع .لم يعد جوابا يخص فردا واحدا،قد يجري تصويره وكأنه يتعمّد  أن يتجاوز مصلحة الجماعة ليحقق مصلحته الشخصية ،بغض النظر عن اعتقاد كثيرين ،من الأساس ،بأن القدرة على حماية فرد مستهدف ،بسبب إنتمائه  إلى جماعة موصوفة ،إنما هو دفاع وقائي عن الجماعة ككل.

هذه المرة أبدو الأقل تضررا من جميع من وردت أسماؤهم في الإستنابات القضائية الصادرة عن النظام المخابراتي السوري.

الأقل تضررا ،ليس لأن هذا الجهاز القضائي نفسه سبق وأصدر بحقي مذكرة توقيف غيابية حاول عبثا تعميمها على الانتربول الدولي (في إطار ملف ضم كلا من النائبين وليد جنبلاط ومروان حماده)،بل لأنني لا أقوم بأي وظيفة رسمية ،فانا لستُ من عداد المستشارين ،او من عداد كبار المسؤولين القضائيين أو الأمنيين ،ولستُ سياسيا لبنانيا ،بل مجرد صحافي فخور باستقلاليته من جهة وبارتباطاته السياسية التي أملتها عليه قناعاته الوطنية وخلاصات تجربة  جعلته يستقر حيث هو ،بعدما وفّرت له ظروفه المهنية التعرف عن كثب على جميع أصناف أهل  السياسة اللبنانية ،من جهة أخرى .

وقبل الإجابة عن السؤال ،موضوع هذا المقال الذاتي (ما أسوأ هذه المهنة عندما يضطر فيها صحافي أن يكون هو الكاتب وهو الموضوع في آن !) لا بد من الإجابة عن جملة من الاسئلة ،وأبرزها :من هو ،بالنسبة لنا ،اللواء المتقاعد جميل السيد؟ما هي الشائعات التي يفبركها ويحوّلها الى اتهامات ؟وإلى ماذا يهدف بالنتيجة ؟ولماذا تُرانا نرفض المواجهة "السريعة "؟

نظرتنا الى جميل السيد

علّمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن ننظر الى جميل السيد ،بصفته ممثلا لجهتين .

أولاهما ، المخابرات السورية بجزئياتها وبقمة هرميتها

وثانيتهما ،الجهاز الأمني في حزب الله

وما علمنا إياه الرئيس الشهيد سبق وردده رئيس الجمهورية السابق أميل لحود ،عندما كان على خلاف مع جميل السيد ،وحاول أن يقيله من منصبه في الأمن العام ،فحماه حزب الله بتدخل لدى الرئيس السوري بشار الاسد،حتى قيل ،في سياق ما تردد من روايات سياسية ،لم يقم الدليل عليها عندي،ان المسؤول العسكري في حزب الله آنذاك عماد مغنية، قد اصطحب جميل السيد إلى لقاء الأسد وشخصيات مخابراتية سورية ،ليحميه من غضب لحود الذي طلب من وزير الداخلية الياس المر التوقيع على مشروع مرسوم بإقالته.مشروع  لم يسلك دربه الى ديوان الرئيس الحريري،لأن غضب حزب الله وسوريا جمّده في خزنة الأسرار،بعدما انكشف سرّه.

وهذا الكلام  كان يصر العماد ميشال عون على مثله  ،يوم كان في منفاه الباريسي،بحيث ثابر على وصف جميل السيّد  بكلمتين سجلتهما الرقابة الهاتفية،وهما:"البشع العبد".(إقدامي على ذكر هذه الواقعة في مقالة لي في صحيفة "المستقبل"،كانت المبرر الوحيد لجميل السيد لتحريك دعوى قضائية ضدي أمام القضاء اللبناني الذي "لا يثق به "،بجرائم القدح والذم).

وبهذا المعنى ،فإن اللواء المتقاعد جميل السيد ،لم يكن يوما قيمة بذاتها ،بل كان دائما يكتسب دوره من مرجعياته اللبنانية والسورية .

وعلى اساس هذه المرجعيات ،حقق هذا الضابط الفقير ثروة طائلة ،بحيث كان يتقاصى ملايين الدولارات من شخصيات سياسية ،إما لتوزيرها وإما  لتثبيت وجاهتها ،وإما لتسويقها رئاسيا في حارة حريك وفي دمشق(لا طائل هنا من ذكر الأسماء).

ووضعية جميل السيّد لم تتغيّر،فهو لا يزال محميا من مرجعيتيه الأساسيتين ."حزب الله"يوفّر له المنصات اللازمة لإطلاق صواريخه على مجموعة من اللبنانيين ،والرئيس السوري بشار الأسد نصّبه ،في لقاءين حصلا بعد خروج السيّد من السجن ،قاضي قضاة سوريا والناطق باسمهم .

ويعتقد "حزب الله "والنظام السوري أن جميل السيد يمكنه أن يوفر لهما حماية من اي استهداف قد يطالهما في المحكمة الخاصة بلبنان،ليس من خلال إدارة الحملة الدعائية الرامية الى التشكيك مسبقا بكل ما يمكن أن يصدر يوما عن المحكمة ،ضد هذا الفريق أو ذاك أو كلاهما معا ،فحسب بل  ايضا من خلال مسألتين،أولاهما،ضرب كل من يمكن أن تستدعيه المحكمة الخاصة بلبنان ،في يوم من الايام ،للإدلاء بإفادته ،بصفة شاهد وقائع أو معطيات ،ضد طرف من هذين الطرفين،وثانيتهما ،زرع الخوف في فرائص شهود جدد تُحدثهم أنفسهم ،لتقديم إفاداتهم أمام المحكمة .

وبهذا المعنى ،فهناك مزاوجة مثلثة الأضلاع : أحقاد اللواء المتقاعد جميل السيد ، و إضطرابه مما يعرفه من اسرار (أهل بيته يتحدثون عن أنه يعجز عن النوم إن لم يتناول أدوية مساعدة )،ومصلحة كل من النظام السوري وحزب الله .

الشائعات المفبركة

منذ مدة غير قصيرة ،وأنا شخصيا أتعرض لحملة إغراء مالية وأمنية وسياسية ،من أجل أن تتم "مصالحتي"مع النظام السوري.

في البداية ،ثمة من عرض عليّ أن التقي ب"صديقه "ماهر الأسد ،على أساس أن "بيت الحريري رموني" (كذا!)وأنا أصبحت بحاجة الى حماية شاملة(كذا) وتوفير عمل لائق (كذا)،ولن يطلب منك الكثير-قال "الوسطاء"-لانك "بريء"(كذا)وما عليك سوى إعلان هذه البراءة (كذا).

لاحقا،آخرون جدّدوا العرض ،وحدّثوني عن قدراتهم الهائلة على "إنزال الناس عن المشانق في دمشق"،وأقنعوني بأنهم مقتنعون ببراءتي(كذا)،وهم قادرون على ترتيب لقاءات لي مع مسؤولين "محترمين"في سوريا (كذا)لإفهامهم وضعي والإتفاق معهم على التفاصيل(كذا)وبعدها "تتحرّر يا أخي،وبلالك هالشرحطة"(كذا).

وقبل الهجمة المدوية عليّ،كان آخر من ركب الطائرة التي أقلها من بيروت الى باريس فأمستردام،وزير لبناني سابق يعمل في قصر الأسد مستشارا ومفبرك سيناريوهات ،وبالصدفة ،جلس هذا الآتي "على الموعد"،بقربي ،ليبدأ بمحادثتي ،مما أثمر بعد دقائق معدودة من ممارسته لهواية ضبط النفس،هروبه ...المدوّي.

هذا غيض من فيض متروك لايام لاحقة ...ومناسبة.

بعد ذلك ،عاد وتوجه اللواء المتقاعد جميل السيد في آخر مؤتمراته الصحافية ، بكلامه إليّ ،عندما أبلغني على الهواء،بعد قراءة "مضبطة الشائعات"ضدي،أنهم لن يقتلوني(كذا)فهم يريدونني حيّا(كذا)حتى أعترف بمن وقف وراء أفعالي(كذا).

هذا الحرص على حياتي سبقه من جميل السيد نفسه حرص مماثل ،عندما أنذرني ،وعبر الإعلام ايضا ،أن "سعد الحريري سوف يقتلني (كذا)حتى لا أفضح أسرار المؤامرة (كذا )التي كنتُ ضليعا فيها(كذا).

كان جميل السيّد ،بما يملكه من "عبقرية "(هذه أنجح شائعاته)قد افترض أن اصدّقه ،فأهرب من "الإجرام الموصوف"لدى سعد الحريري(!)لألتجئ إلى الغانديين المشهورين الذين ينتمي هو إليهم ،بدءا ب"حزب الله" الأيّاري ،وصولا الى نظام الأسد الشُباطي.

حاجة جميل السيد والنظام السوري إلى أدلة على شائعات ما سمي بعملية "فبركة الشهود "،لا تقل عن حاجة "حزب الله"إلى ذلك،خصوصا وأن الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله قد حسم بشأنها ،وأطلق أحكامه المبرمة فيها،وزاد على الشائعات شائعة تخص العملية الوقائية التي يقودها ،ومفادها أن هناك شخصا معروفا دورُه في تزوير الشهود(كذا) قد انتقل الى هولندا –كما قال- حيث يعمل على تركيب الشهود،لتوريط حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الحريري،وهناك آذانا تنصت إليه(كذا) .

وهكذا ،فإن خطة جميل السيّد معطوفة على إرادة "حزب الله"والنظام السوري تقوم على المعادلة الآتية :دفع الرئيس سعد الحريري إلى التخلي عن مجموعة سياسية وإعلامية وأمنية وقضائية محسوبة عليه وعملت معه في أحلك الأيام ،من أجل استفرادها واحدا واحدا ،لعله يصبح بالإمكان ،بفعل إرادة "الإنتقام " البدائية هنا والحاجة الى "الحماية " الغنمية هناك، من إيقاع شخص أو أكثر،في فخ الخيانة.

فخ الخيانة أقصد به تحديدا ،الوقوع على واحد من المجموعة التي يتهددها سيف الملاحقة السورية، بتحريض من جميل السيد (شبيه بذاك التحريض الموصوف على الصحافي الشهيد سمير قصير)من أجل دفعها إلى تبني الروايات التي سبق وفبركتها المخابرات السورية ونسبتها ،مرة أولى للسوري الموقوف في تركيا ،لؤي السقا ،ومن ثم "أنطَقت" بها السوري المحمي في دمشق هسام طاهر هسام،قبل أن تفبرك مقابلات تلفزيونية مزعومة وتنسبها الى المقدم البطل والمظلوم سمير شحاده ،الذي لا نعرف مبررا حتى اليوم لإسقاطه من قائمة الشهداء الأحياء.

إذن ،مطلوب من يُعلن على الملأ "إعترافات"معاكسة للحقيقة تُفيد بأن هناك فعلا عملية تزوير شهود قد حصلت ،للإيقاع بالنظام السوري.

ولعل جميع من يتابع ملف الرئيس الشهيد رفيق الحريري يتذكر كيف وُجّهت اتهامات تلفزيونية تفيد بأن جوني عبدو وهاني حمود وفارس خشان ،قد قتلوا زهير محمد الصديق واذابوه بالاسيد.

وعلى شاكلة هذه الإتهامات مطلوب ان يكون هناك من يعترف بأن مليون وثلاثمائة ألف دولار (تخيّلوا حجم المبلغ)يمكن حملها بكيس أسود والدخول بها الى مكتب وزير الداخلية في محاولة لإعطائها لهسام هسام،الذي من شدة وطنيته السورية،رفضها،وأن هناك من كان فتح في مركز عمله مقر تدريب شهود مزورين للإدلاء بإفادات ،على الرغم من أن لجنة التحقيق الدولية كانت لعبة في أيدي هؤلاء ،وتسمح لهم بالتواجد في غرفة ملاصقة لغرفة التحقيق ،من أجل تزويد الشهود المزورين بمعلومات ليواجهوا جميل السيد بها (على ما ورد في كلام جميل السيد بالذات)

سبب عدم فتح مواجهة

من نافل القول أن اللواء المتقاعد جميل السيد وصحبه قد وفروا ،منذ مدة طويلة ،للجماعة المطلوبة إلى دمشق ،كل المواد المناسبة للإدعاء،ليس بتهم القدح والذم ،بل بتهم أكثر جدية ،كالإفتراء الجنائي .

إلا أن جميع هؤلاء،ومن دون تنسيق (على اعتبار أن طبيعة هذه الجماعة فردية)إرتأوا تجاوز كل الجرائم المرتكبة بحقهم -ومن خلالهم بحق الحقيقة -وذلك لاعتبار وحيد :يسعى جميل السيد إلى إيجاد خصومة قضائية بينه وبين هؤلاء،بحيث إن أيا منهم ،في حال جرت الإستعانة به،في المحكمة الدولية ،تبطل إفاداته،بفعل هذه الخصومة المكونة.

وباستدراج الجماعة الى الرد بدعاوى قضائية يكون جميل السيد المدعوم بقوة من حزب الله والنظام السوري،قد حمى نفسه من مفاجآت يخشى منها وحمى من يدعمه ،بإبطال إفادات هؤلاء  السابقة أوبإبطال الأدلة الناجمة عن أعمالهم التحقيقية أو بإفساد إفاداتهم المستقبلية .

المتضرر الحقيقي من قرار عدم البت بملفات ما يسمى شهود الزور

وبناء على كل هذه المعطيات ،من تراه المتضرر من قرار المحكمة الخاصة بلبنان والقاضي بعدم فتح ما يسمّى ملفات شهود الزور؟

أنا ،صفتي جزء من الجماعة المستهدفة .الجماعة بصفتها الكل الذي يحتضنني.

لماذا؟

إن إقدام المحكمة الخاصة بلبنان على فتح هذا الملف بتشعباته الكاملة والحقيقية ،سوف يظهر أن الجماعة المستهدفة بريئة مما يُنسب إليها ،جملة وتفصيلا،الأمر الذي يُتيح لها أن ترتد قانونا على جميل السيد وصحبه ،وحينها البكاء وصرير الاسنان .

أكثر من ذلك ،إن ظهور براءة الجماعة المستهدفة ،من شأنه أن يُسلط الضوء على إفادات من يصنفهم جميل السيد ومن خلفه بالمزوّرين،ويطلع اللبنانيون عن كثب على الاسباب التي سمحت للقضاء اللبناني ،في يوم من الأيام ،أن يرفض إخلاء سبيل هؤلاء،ويدفع المحكمة الخاصة بلبنان ،إلى التأكيد مجددا،أنها لم تترك السيّد ،على سبيل المثال لا الحصر ،حرا،إلا لعدم كفاية الدليل الناصع الذي يتم العمل على توفيره ،في ظل نظام قانوني لا يسمح بتوقيف إحتياطي أكثر من شهر يجوز تجديده بتبرير مرتين ،كحد أقصى .

وفي الإنتظار ،فإن الصبر من شيمة الشجعان ،خصوصا متى كانوا مدركين أن القضية ليست أشخاصهم إنما وطنهم الذي من أجله استشهد كبارنا وكانت المحكمة الدولية التي يُسلّمون جميعهم... بمشيئتها.