المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
13 كانون الأول/2009

انجيل متى 7/16 حتى 20

من ثمارهم تعرفونهم.هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة.واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا رديّة. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا رديّة ولا شجرة رديّة ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم

آخر فرصة للبنان: وقف تهريب السلاح إلى "حزب الله"أو الحرب!

 

نتانياهو نعى القرار 1701 ملغياً دور القوات الدولية في احلال السلام

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان »سيواجه معضلة حقيقية لدى لقاءاته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وعدد من مسؤولي ادارته الفاعلين عندما سيبلغونه نعي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو للقرار الدولي 1701 الذي اوقف اطلاق النار في جنوب لبنان في اغسطس من العام 2006 لانه ¯ حسب نتانياهو قد فشل فشلا ذريعا اذ وضعه مجلس الامن لمنع اعادة تسليح »حزب الله« الذي بات في ظله يمتلك عددا من الصواريخ اكبر بكثير مما كان قبل الحرب«, ما يعني ان اسرائيل عطلت القرار وغسلت يديها منه في حين ان الادارة الاميركية نفسها وبالتحديد وزارة الخارجية وضعت جدول اعمال زيارة سليمان الى واشنطن على اساس »مسؤولية الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701«.

وكشف ديبلوماسي عربي ل¯ »السياسة« في واشنطن امس النقاب عن ان المذهل في الامر هو ان ادارة اوباما لم تعترض على تصريحات نتانياهو رغم ان الغاءه القرار 1701 من طرف واحد يعني  أمرين لا ثالث لهما, اولهما التمهيد لامكانية شن حرب جديدة على »حزب الله« والدولة اللبنانية بكل مفاصلها العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية وثانيهما سحب يد حكومة الدولة العبرية من وجود القوات الدولية في جنوب لبنان وتحذيرها عبر تصريحات نتانياهو وسواه ¯ من استمرار بقائها هناك«.

وقال الديبلوماسي في اتصال به من لندن ان المسؤولين الاميركيين »سيوجهون الى سليمان السؤال الاكثر احراجا عما اذا كان الجيش اللبناني غير قادر على حماية حدوده الشمالية مع سورية لاقفالها باحكام في وجه عمليات تهريب الاسلحة المستمرة الى »حزب الله«, وسيؤكدون له انه في حال عدم قدرة الجيش على ذلك فان قول نتانياهو بان هذا الحزب »بات يشكل الجيش الحقيقي للبنان« فيما الجيش اللبناني يتلهى بالامور الامنية الداخلية اذا صحيح, وبالتالي فان ذرائع اسرائيل باتت قوية جدا لاستخدام القوة  في تدمير الجيش الجديد«.

»وتعتقد ادارة اوباما ¯ حسب الديبلوماسي العربي ¯ او على الاقل وزارتا الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية ¯ ان تصريحات رئيس قسم الابحاث في هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية يوسي بايداتس هذا الاسبوع بان »حزب الله« يتزود بوسائل قتالية متطورة بامكانها بلوغ جنوب اسرائيل وان افراده منتشرون الى الشمال من نهر الليطاني والى جنوبه وبحوزتهم قذائف صاروخية ذات مديات مختلفة«, وهي على جانب كبير  من الدقة, وهي ايضا تصريحات موجهة  الى فشل القوات الدولية (يونيفيل) والجيش اللبناني في تطبيق القرار 1701 الذي صدر خصيصا عن مجلس الامن لمنع اعادة »حزب الله« تسليح نفسه بعدما كان خرج من حرب العام 2006 بعدد قليل تبقي من صواريخه وقواعد اطلاقها وتخزينها«.

وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« انه »على الرغم من ان الاميركيين مارسوا ضغوطا هائلة على رئاستي الجمهورية والحكومة اللبنانيتين خلال الاشهر الاربعة التي عجزتا فيها عن تشكيل الحكومة لمنعهما من اشراك »حزب الله« في الحكومة الجديدة ومنحه في البيان الوزاري (البند السادس) صلاحيات موازية لصلاحيات الدولة في قرار الحرب والسلم, الا ان جهودهم باءت بالفشل, وحصل هذا الحزب الايراني على امتيازات تفوق قدرتي الدولة والشعب اللبنانيين على تحمل نتائجها, وبالتالي فقد عرضت رئاستا الجمهورية والحكومة لبنان لاخطار التدمير من دون ان تساعدا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في سحب ذرائع الدولة العبرية لشن هجومها المرتقب لتدمير الالة العسكرية الايرانية على حدودها الشمالية«.

 

إسرائيل ستبني الجدران على حدودها مع مصر ولبنان وغزة

 حكومة نتانياهو تبحث النوعية وتكاليف العملية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية بريطانية النقاب في لندن امس عن وجود ما يشبه "حرب جدران" في اسرائيل ودول الطوق المحيطة بها, "تعيد الى الاذهان الاسوار التي كانت تحيط بالمدن القديمة مثل روما وقرطاجة وطروادة وسواها في العصور الغابرة لحمايتها من هجمات الاعداء والتقوقع بداخلها, اذ بعد سقوط جدار برلين الشهير في ألمانيا قبل نحو عشرين عاما, ظهر جدار مماثل بين اسرائيل والضفة الغربية في فلسطين لمنع هجمات الفصائل الفلسطينية على الدولة العبرية كما ظهر جدار في قلب بغداد يفصل المناطق السنية عن الشيعية, فيما بدأت مصر بناء جدارها الفولاذي بينها وبين قطاع غزة لمنع تهريب السلاح والارهابيين في الاتجاهين", فيما اكدت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "اتخذ قرارا ستراتيجيا بإقامة سياج فاصل على امتداد حدود دولته مع مصر لحل مشكلة تسلل آلاف العناصر الارهابية والمهاجرين الافارقة الى اسرائيل".

واماطت الصحيفة اللثام عن ان "النقاش الدائر الآن حول انشاء هذا السياج يتناول مشكلة اذ فيما تدعو قيادة الجيش العبري الى انشائه على صورة الجدار الاسمنتي في الضفة الغربية بحيث تبلغ كلفته بليونا و350 مليون دولار, تفضل وزارتا الامن الداخلي والمال سياجا اقل كلفة".

ونقلت الصحيفة عن نتانياهو قوله في اجتماعات مغلقة: "في نهاية المطاف سنضطر الى اقامة جدران حول الدولة كلها, ولن يكون امامنا مفر آخر".

ونقل ديبلوماسي بريطاني في لندن عن مصادر مصرية قولها ان هناك "اسبابا امنية حيوية لمصر لإقامة جدارها الفولاذي على طول حدودها مع قطاع غزة بعد اكتشاف سلطاتها طوال السنوات الاخيرة دخول ارهابيين من تنظيم "القاعدة" من تلك الحدود للقيام بعمليات تخريبية وقتل السواح في شرم الشيخ عبر سيناء, وتسلل ارهابيين من انتماءات مختلفة اخطرهم من "حزب الله" الذين ينقلون السلاح الايراني, وخصوصا الصواريخ "عبر تلك الانفاق الى القطاع ثم اطلاقها على المدن والقرى الاسرائيلية ما يستجلب دائما ردود فعل اسرائيلية كارثية على المدنيين الفلسطينيين, كما حدث في حرب غزة الاخيرة".

وذكرت المصادر ب¯"إلقاء القبض على نحو 50 ارهابيا هذا العام بقيادة عناصر من "حزب الله" وتقديمهم الى المحاكمة في ما سميت قضية "خلية حزب الله" في مصر, وهم ارهابيون مرسلون من ايران عبر لبنان لتهريب قطع الصواريخ الى حركة "حماس" لإعادة تجميعها على ايدي نحو 35 خبيرا من الحزب تدربوا لدى الحرس الثوري الايراني, كما هم مكلفون في المقابل باستهداف مواقع سياحية وامنية واقتصادية مصرية ردا على مواقف مصر من التدخل الايراني في العالم العربي".

وكشف الديبلوماسي البريطاني النقاب ايضا عن ان هناك "مخططا شديد التعقيد لبناء جدار فاصل على غرار الجدار الفولاذي المصري في حال نجاحه على حدود غزة, على مسافات طويلة من الحدود الاسرائيلية - اللبنانية يمنع مستقبلا اي تسلل ارهابي الى داخل اسرائيل حتى بعد القضاء على "حزب الله" وصواريخه في لبنان ومع استمرار وجود القوات الدولية (يونيفيل) التي لن تبقى في جنوب لبنان الى الابد".

وقال الديبلوماسي ان "المخطط يلحظ بليونين وخمسمئة مليون دولار لفترة ثلاث سنوات لانشاء "جدار متقطع" مع الحدود مع لبنان يقوم في المناطق الواقعة قبالة المستوطنات خصوصا وبين اراضي ومرتفعات شبعا وكفر شوبا وصولا الى جبل الشيخ. وقد "نضطر في المستقبل - كما قال نتانياهو - الى بناء جدار آخر على الحدود الساخنة مع سورية".

 

 

 

اليـوم وغـداً

"النهار" /قبل أربع سنوات، كان عرس، ليس في قانا الجليل، بل في قلب بيروت، إنه عرس الشهادة. سقط جبران تويني شهيداً للوطن، لكل حبة تراب من أرضه، من جنوبه إلى شماله، مروراً بالمدينة الأحب إلى قلبه "ست الدنيا". بعد هذه السنوات، تبدلت أمور كثيرة، وتبدل كثيرون، لكننا في "النهار" باقون على العهد، العهد الذي رسمه جبران الجد، وحدده وأعلى مدماكه غسان تويني، وشهد له بالحبر والدم جبران الحفيد، ومعه سمير قصير. باقون على العهد مع إطلالة كل نهار وكل صياح ديك معلناً الحقيقة، وهاتفاً لحرية لبنان وسيادته واستقلاله وكرامة بنيه. نتذكرك اليوم، ونحن لا ننساك. نكرر قسمك الشهير ولو لم يقتنع به بعض أهل المنافع والأبواق، الساعين دوماً إلى الفتنة والتقسيم، أو إلى ابتلاع البلد، ونسف الصيغة والكيان.

عهدا جبران، لبنانك لبناننا، سنحافظ عليه، وستظل "النهار" لبنانية، عربية، مستقيمة الرأي، مؤمنة بأن الحق أقوى، والخير أفعل، وذكراك باقية، ولبنان أبدي.

 

سنتان على استشهاد فرنسوا الحاج.. والفاعل معلوم مجهول 

ليبانون فايلز/تُحيي المؤسسة العسكرية وعائلة العميد الركن الشهيد فرانسوا الحاج الذكرى السنوية الثانية لاغتياله، يوم غدِ الأحد.

لم يكن فرنسوا الحاج سياسيّاً أو فريقاً. كان ضابطاً ملتزماً مشهوداً له، ولذلك أتى استشهاده مؤلماً لجميع اللبنانيّين، خصوصاً أنّه أعقب فترة تعرّض فيها الجيش اللبناني الى اعتداءٍ آثم في معارك نهر البارد. وما يؤلم اللبنانيّين اليوم، عدا استذكار فرنسوا الحاج، هو عدم اكتشاف حقيقة من اغتاله، لا بل أنّ ما يؤلم حقّاً هو أنّ المرتكبين ربما موجودين على الأراضي اللبنانيّة ولكن ليس باستطاعة القوى الأمنيّة، والجيش الذي خرج منه فرنسوا شهيداً، أن تلقي القبض عليهم، بسبب تواجدهم داخل أحد المخيّمات.

من هم المشتبه فيهم باغتيال الحاج؟

نعيم عباس، أحد الناشطين في الدائرة المشتركة بين تنظيمي «القاعدة» و«فتح الإسلام». وهو فلسطيني من مواليد عام 1970، من مخيم عين الحلوة. كان في السابق مقرباً من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يتقرب من الشخصيات الأصولية الناشطة في مخيم عين الحلوة. وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، أوقفته الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد مشاركته في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحينذاك، أوقِف معه الشيخ صالح قبلاوي (أبو جعفر المقدسي) الذي قضى في العراق لاحقاً، خلال قتاله الاحتلال الأميركي. ويقال في بعض الأوساط الإسلامية إن قبلاوي كان أحد أبرز المقربين من أبو مصعب الزرقاوي.

بعد خروجه من السجن في لبنان، بقي نعيم عباس في مخيم عين الحلوة، وبدأ اسمه يلمع يوماً بعد آخر، حتى صار واحداً من نحو 20 شخصاً مطلوبين من جهات متعددة، لبنانية وإقليمية ودولية، بعد الاشتباه في تورطهم بعمليات تفجير في لبنان، سواء ضد الجيش أو اليونيفيل، وصولاً إلى تنفيذ عمليات خارج الحدود (سوريا والعراق). وفي نهاية عام 2008، قيل إنه غادر مخيم عين الحلوة إلى سوريا، وقيل إنه لوحق هناك، وتمكن من الفرار مجدداً إلى لبنان. وخلال العام الماضي، خفف الرجل من تحركاته، حتى بات ترصّد الأجهزة الأمنية له شديد الصعوبة. وكان فادي ابراهيم، الملقب بـ«السيغمو»، الذي وقع في قبضة استخبارات الجيش اللبناني فجر 30 تشرين الأول الفائت، وكان مقرباً جداً من مجموعة «فتح الإسلام» في المخيم، وعلى رأسها «الأمير» عبد الرحمن عوض وأسامة الشهابي ومحمد الدوخي (الملقب بخردق) ويوسف شبايطة، إضافة إلى صلته بالناشط البارز توفيق طه (يؤكد الأمنيون أنه ينتمي إلى «القاعدة»)، اعتبر بأنّ أمير «فتح الإسلام»، عبد الرحمن عوض، أخبره أن مجموعة من التنظيم هي التي نفذت عملية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج، انتقاماً منه لدوره في معارك نهر البارد. في الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفق ما ذكرته جريدة "الأخبار"، ثمة من يتشكك في إفادة السيغمو، مشيراً إلى عدم وجود أدلة على ما يقوله. وفي المقابل، يؤكد أمنيون معنيون أن هذه الإفادة هي دليل إضافي على تورط «فتح الإسلام» في عدد كبير من العمليات التي نُفذت في لبنان خلال السنوات الأربع الماضية. ويشير هؤلاء إلى التقاطع الجاري بين إفادات عدد كبير من الموقوفين، مع إفادة السيغمو. وأبرز هذه الإفادات هو ما أدلى به كل من حمزة قاسم وخالد قنبز. وبحسب وثيقتين صادرتين عن كل من المدعي العام العدلي القاضي سعيد ميرزا والمحقق العدلي في جريمة التفجير بطرابلس نبيل صاري، اعترف حمزة قاسم، الذي أوقف في تشرين الثاني 2008، بأنه كان قد آوى في منزله بمخيم البداوي أميرَ فتح الإسلام شاكر العبسي بعد فراره من مخيم نهر البارد. وبحسب الوثيقتين، فإن قاسم نقل عن شاكر العبسي قوله إن عبد الرحمن عوض أخبره أن مجموعة تابعة له (عوض) اغتالت كلاً من العميد فرانسوا الحاج والنقيب في فرع المعلومات وسام عيد.

 

ميل السيد مخترع الجرائم الكبرى 

 التاريخ: ١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل/كتب المحرر السياسي: جميل السيد يعرف اسراراً كثيرة. كان حاكماً للبلد منذ تثبيت الوصاية السورية. يتباكى الآن ويختلف مع هذا او ذاك من موظفي الدولة . لا يتقبل حاله خارج الاجهزة ومن دون سلطة. الجنون يعصف به من كل حدب وصوب. لا يريد ان يعترف ان المحكمة الدولية هي من اوصت باعتقاله وهي ايضا من اوصت بإطلاق سراحه. كل ما يفعله هو تفجير قنابل كثيرة وفقط للتغطية على القنبلة التي أودت به إلى السجن.

في المحصلة العامة، ليس في ما يزعمه جميل معلومة واحدة تحترم عقول السامعين. فكلماته ليست أكثر من ضجيج موجه. الوجهة والهدف واضحان : فلنصرف النظر عن التحقيق في الجرائم السياسية الكبرى. يريد ان يقنع اللبنانيين ان احدا لم يرتكبها، وان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قتل جراء عمل فردي وانتهى الامر. والآن فلنفتح صفحة الثارات مع الساسة والقضاة والصحافيين. الجريمة التي ارتكبها المحققون والقضاة انهم ظنوا ان طرفاً او أطرافاً سياسية كانت وراء جريمة اغتيال الرئيس الحريري. والتخلي عن هذه الفكرة يمنع تسييس المحكمة. طبعاً جميل يعرف أن الرئيس الراحل كان رجل سياسة، وهو يعرف ايضاً ان الجرائم التي تحصل في البلد منذ عقود تتصل بالسياسة. لن نتحدث عن جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة. هل كان لجميل يومها دور في تقرير مضبطة الاتهام؟ أكانت مضبطة اتهام سياسية ام فتش جميل يومها عن اسباب شخصية حدت بالفاعلين إلى استهداف الكنيسة؟

جميل يلهج بمنطق "العنوسة المهنية" بعدما تردت حاله وخرج من دائرة الضوء ويدعو الى الاقلاع عن ربط الخيوط ببعضها لمعرفة من الذي استهدف الرئيس الحريري اغتيالاً. علماً ان ربط الخيوط لم يعد في يد اللبنانيين. إلا إذا كان يطالب أهل الضحايا واشهداء بإسقاط حقهم الشخصي في الإدعاء. وهذا حديث له متعلقات أخرى. لكن خيوط الدم ما زالت مترابطة. اللبنانيون يعرفون جيداً ان خيط الدم الذي لم ينقطع عن السيلان منذ جريمة محاولة اغتيال مروان حماده وحتى وقت قريب، هو خيط ,واحد. وقبل هذا وذاك هناك سؤال: هل قدر الساسة اللبنانيين ان يقتلوا من دون حسيب او رقيب؟ وكيف لجميل ان ينتقص من الاداء الامني الحالي ولم يسجل للنظام الامني الذي كان في صلبه اي انجاز في ما خص الجرائم السياسية؟

إذا كان ابو عدس والشريط الذي اكتشفه هو وجهازه الامني قد نفذ عملية الاغتيال ، فمن نفذ محاولة اغتيال مروان حمادة؟ ومن نفذ الجرائم اللاحقة وفتح حمام الدم؟ ومن اخفى أشرطة الفيديو التي صورتها. لقد رضي اللبنانيون ان ينظر قضاة دوليون في الجرائم التي طاولت قادتهم. وهذا استبعاد للقرائن السياسية المحلية عن هذه القضية. لكن محاولة جميل الحالية في تطاوله على من يعلونه شأناً وقدراً وأهمية فكرية وسياسية وثقافية تهدف إلى استعادة هذا الخيط. يدور في خلد جميل السيد: لقد احجمت قوى 14 آذر عن تفعيل اتهامها السياسي، فلاتبنى الجريمة واتصرف كما لو أنني الفقيد، واتهم في السياسة. هذا تسييس للمحكمة؟ هل يسمح لنا جميل بسؤال: من استهدف الوزير والنائب مروان حمادة؟ ومن قتل ايلي حبيقة؟ لقد كان في ذروة جبروته ولا بد أنه يعرف، فهو يملك اسراراً كثيرة. جميل في اطلالاته لا يفعل شيئاً سوى اختراع جريمة جديدة يريد ان يحاسب اللبنانيين عليها. وإلا كيف يعقل ان يفعل ما يفعله؟

ايها اللبنانيون: حين تفقدون غالياً او حبيباً في المقبل من الأيام، عليكم ان تحاسبوا أنفسكم. انتم القتلة حتى حين تكونون الضحايا. رحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده. 

 

الأحرار": نؤيد المواقف المتحفظة وهي ممارسة ديموقراطية

الأسوأ من تدخل الخارج في شؤوننا استجلاب هذا التدخل وتسهيله وتغطيته

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع أصدر الحزب البيان الآتي:

"1 - نؤيد مواقف النواب الذين اعترضوا أو تحفظوا على بندي سلاح "حزب الله" والمزاوجة بين الجيش ومقاومة "حزب الله" اللذين من شأنهما فرض واقع خطر يقوم على الإزدواجية بين الدولة والدويلة. ونعتبر هذه المواقف بمثابة تعزية لجمهور الأكثرية وخصوصا لناخبيها الذين محضوها ثقتهم على أساس البرنامج الذي تقدمت به، وفي رأس أولوياته حصرية قرار الحرب والسلم والسلاح. كما يمكن إدراجها ضمن الهامش الضيق المتبقي للممارسة الديمقراطية توخيا لاشتراك المجتمع المدني رديفا، والأصح بديلا من السلطة الاشتراعية التي تعود إليها مراقبة السلطة التنفيذية ومساءلتها، مرورا بطرح الأسئلة على الوزراء أو استجوابهم ووصولا إلى حجب الثقة عن أحدهم أو عن الحكومة مجتمعة. في المقابل نستغرب الدعوات إلى عدم التطرق إلى هاتين المسألتين تارة بحجة بحثهما على طاولة الحوار، وطورا باعتماد جدليات عقيمة لتغطية الواقع بمقولات هشة، كالقول ان إسرائيل هي من يملك قرار الحرب والسلم أو أن الاحتلال يبرر الاحتفاظ بالسلاح غير الشرعي، وهي مقولات ساقطة حكما بطرح حصرية مرجعية الدولة التي تضم الجيش وباقي المؤسسات وحتما الشعب.

أخيرا وفي السياق عينه ندين محاولات اللجوء إلى الإرهاب الفكري من خلال الحد من حرية الرأي، وقد بدا هذا التوجه خجولا من خلال ما نقل عن رئيس مجلس النواب من قرار لشطب كل كلام عن المقاومة وعن العلاقات مع سوريا من المحضر، ليعود واضحا جراء مطالبة أحد نواب "حزب الله" الرئيس بري بقرن أقواله بالأفعال. وهذا يكشف مزيدا من خيوط المنحى الانقلابي المتدرج الذي تعتمده الأقلية، وللأسف بنجاح حتى الآن.

2 - نرفض رفضا قاطعا منطق الحق الذي يراد به باطل أو الذي يؤدي إلى عكس ما يتمناه اللبنانيون في مقاربة المسائل الخلافية وفي مقدمها طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية. وندلي في صدده بالملاحظات الآتية:

أ - كون تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية بندا من بنود اتفاق الطائف لا يبرر توقيت طرحه، لا من ناحية الأولويات ولا لجهة الأجواء التي هي أبعد ما تكون عن شروط الغوص في إشكاليته. ناهيك عن الانتقائية في التطبيق التي فرضتها الهيمنة السورية وجماعتها في لبنان، والتي غالبا ما كانت كيدية، تهميشية وإلغائية بحق الشريحة السيادية.

ب - يجب أخذ هواجس كل العائلات اللبنانية بالإعتبار نظرا للتداعيات المتوقعة. ولا يغيب عن بالنا ان الكثيرين يعتبرون هدف غلاة الداعين اليها إنما هو الإفادة من الخلل الفاضح في موازين القوى نظرا لعامل السلاح، وهم يراهنون على قيامة الهيئة الوطنية كإنجاز لهم يراكمون عليه إنجازات أخرى، بالتهديد والتهويل، مما يفسح في المجال للتحكم بمصير الوطن.

ج - إنه لمن المستهجن ألا تثير دعوة "حزب الله" إلى إلغاء الطائفية السياسية، هو المجاهر بالتزامه ولاية الفقيه وصاحب العقيدة الأصولية، أي نقاش أو تساؤل. كأنه يتناسى هويته وإيديولوجيته أو يستخف بعقول اللبنانيين ويتلاعب بها. وكان الأجدى به مراجعة أفكاره وعقائده لتتناسب مع التعددية وبعدها يتجرأ على مثل هذا الطرح.

3 - كنا نأمل في أن تؤدي الزيارات الرسمية، وخصوصا غير الرسمية، إلى سوريا إلى نتائج ملموسة عوض الاكتفاء بالعموميات وبالإشادة والإمتداح كوسيلة لدغدغة المشاعر وإرضاء الأنانية. ومعلوم أن سنوات الهيمنة الطويلة مكنت النظام السوري من معرفة خصوصيات لبنانية كثيرة ومن التحكم بالتناقضات والتلاعب بالأهواء والإفادة من الطموحات. لذا نرى الاجتماعات واللقاءات تتوالى ولم يتحقق بعد أي من النقاط المتفق عليها، كترسيم الحدود، وطي صفحة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وإقفال القواعد العسكرية للمنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق. ومن دون أن نذكر حسم لبنانية مزارع شبعا بالوسائل القانونية، وأكثرها بداهة إيداع مجلس الأمن اعترافا رسميا سوريا مرفقا بالخرائط والمستندات الضرورية لحشر إسرائيل وتحميل المجتمع الدولي تبعة استمرار احتلالها المزارع. ونلفت في هذا المجال الذين كانوا من أشد المعترضين على بازار الزيارات والداعين إلى اعتماد القنوات الرسمية، فما بالهم اليوم يضربون عرض الحائط بشعاراتهم بعدما قامت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين؟ إن الذين يردون دائما على موضوع عدم تحقيق ما ذكرناه من نقاط بالقول أن ذلك من صلاحية الحكومة، مطالبون اليوم بالإعلان عن أهداف زياراتهم، لأن من حق اللبنانيين عليهم أن يعرفوا ومن واجبهم تلبية الطلب إذا كانوا يحترمون اللبنانيين ومشاعرهم. اللهم إلا إذا كانت الزيارة للاحتفال بمرور سنة على اللقاء العلني الأول لنقول عندها مبروك. إلا أننا نضيف ان الأسوأ من تدخل الخارج في شؤوننا الداخلية المبادرة إلى استجلاب هذا التدخل وتسهيل أمره وتغطيته، وهنا الطامة الكبرى".

 

مسؤول اميركي يؤكد دعم المؤسسات ورفض أي حلول اقليمية على حساب لبنان

نهارنت/توقع مسؤول في الخارجية الأميركية أن تحتل المساعدات الاميركية للبنان جزءاً كبيراً من المحادثات بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والجانب الأميركي، مع التطرق الى مواضيع تتعلق بعملية السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان. وأكد المسؤول لصحيفة "الحياة" أن زيارة سليمان "تعكس العلاقة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، والتي تم ترسيخها في الأعوام الخمسة الماضية من خلال زيادة المساعدات الخارجية الأميركية للبنان التي تخطت 1.2 بليون دولار ضمنها أكثر من 500 مليون دولار من مساعدات أمنية وعسكرية للجيش اللبناني". واضاف المسؤول أن واشنطن "تشارك سليمان رؤيته للبنان سيداً ومستقراً ومزدهراً" وجدد التزام بلاده "بالعمل وبالشراكة معه لتقوية المؤسسات اللبنانية وبهدف بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة". وشدد على أن برنامج المساعدات الأميركية للبنان "هو في واجهة هذه العلاقة اليوم"، مذكراً بأن واشنطن "زودت الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأكثر من نصف بليون دولار منذ 2005". واشار الى ان واشنطن "حرصت منذ وصول الرئيس أوباما الى البيت الأبيض على تأكيد ومن خلال زيارات متعاقبة للمسؤولين الأميركيين للبنان على رأسهم بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث جورج ميتشل، ثلاثة بنود عريضة للسياسة الأميركية في لبنان، أولها دعم المؤسسات الدستورية، ثم عدم المقايضة على سيادة لبنان، ثم رفض أي حلول اقليمية على حساب لبنان وخصوصاً في عملية السلام وموضوع اللاجئين الفلسطينيين". 

 

الحريري يلتقي العاهل السعودي وزيارة دمشق غير اكيدة الاثنين

نهارنت/يجري رئيس الحكومة سعد الحريري السبت محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، في اطار الزيارة التي يقوم بها والتي تشكل محطة أولى في سلسلة زيارات سيقوم بها الحريري، وتشمل سوريا. وقد امتنعت أوساط الحريري عن تحديد موعد زيارة سوريا، موضحة لصحيفة "النهار" أن أي برنامج لم يوضع لهذه الزيارة التي تعتبر أمرا بديهيا بالنسبة الى الحريري بصفة كونه رئيس حكومة لبنان. واشارت "النهار" الى ان ما تردد عن قيام الحريري بزيارة دمشق بعد غد الاثنين لا ينطلق من معطيات اكيدة، في حين رجحت مصادر عربية غير رسمية في دمشق لصحيفة "السفير" ان تحصل الزيارة الاثنين المقبل، على ان تستمر خمس ساعات، وذهبت صحيفة "الاخبار" الى تأكيد حصول الزيارة الاثنين. وأوضح مصدر لبناني مطلع "إن ظروف الزيارة قد نضجت، وستتم في وقت قريب جدا، وسيتخذ جدول أعمالها طابعا رسميا من خلال اللقاءات التي سيجريها الحريري مع المسؤولين السوريين، وطابعا رسميا – شخصيا، سيتبدى في اللقاء المباشر بين الحريري والرئيس السوري بشار الأسد".

ولفت المصدر اللبناني ل "السفير" الى أن "الخط الساخن السوري السعودي يتابع تفاصيل الزيارة والترتيبات المتصلة بها، مع التأكيد على أنها ستكون فرصة كبيرة جدا وثمينة بالنسبة الى الفرقاء في لبنان، وأيضا بالنسبة للعلاقات بين لبنان وسوريا". واستبعدت "الاخبار" ان تتأثر الزيارة بالاستنابات القضائية السورية، ونقلت عن مصدر قريب من رئيس الحكومة في هذا السياق "أن الأخير سيتجاهل هذه الاستنابات بالكامل ويتعامل مع السوريين باعتبارها غير موجودة، تاركاً للسعوديين مهمة تفكيك هذه "العبوة"، إضافة إلى إعداد مستشاري الحريري ملفاً يظهر جدية رئيس الحكومة في ترميم التصدع الذي أصاب العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، ونيته تفعيل التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في عدد كبير من الملفات، وخصوصاً الاقتصادية". وامتنعت الاوساط الحكومية عن التعليق على الاستنابات القضائية السورية، لكنها في المقابل رأت فيها حسب "النهار" دليلا قاطعا على الاعتراف بالسيادة اللبنانية وباستقلالية السلطة القضائية في لبنان. وبالنسبة الى إمكانية بحث موضوع المحكمة الدولية في أثناء زيارة الحريري الى سوريا، أشارت أوساط رئيس الحكومة لصحيفة "اللواء" الى أن هناك قراراً واضحاً من مجلس الأمن يتعلق بهذه المحكمة، وهي خرجت منذ زمن بعيد عن نطاق التجاذب السياسي داخلياً وخارجياً وأصبحت في عهدة الأمم المتحدة، وكما أنشئت المحكمة بقرار دولي صادر عن مجلس الأمن فهي لن تتوقف عن العمل إلا بقرار آخر صادر عن مجلس الأمن.

واشارت "الاخبار" الى ان السوريين يعدّون لاستقبال مميز للحريري، رسمياً وشخصياً، إذ سيلتقي على الصعيد الرسمي رئيس الحكومة السورية ناجي العطري ومجموعة من أبرز الوزراء السوريين، وسيتفق خلال الاجتماع على آلية التنسيق التي تستدعي زيارة قريبة للعطري إلى بيروت. أما على الصعيد الشخصي، فسيحرص الرئيس السوري بشار الأسد على استقبال الحريري في جوّ من الحميمية، في مبنى مخصص للقاءات العائلية.

 

التهديدات الاسرائيلية وسلاح الحزب في صلب القمة الأميركية - اللبنانية

"النهار" /كتب خليل فليحان: إذا كان من موضوع ملحّ يتوجب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يطرحه على نظيره الاميركي باراك اوباما في القمة التي سيعقدانها الاثنين المقبل، فهو التهديدات الاسرائيلية للبنان، وآخرها على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اعتبر "حزب الله" "جيش لبنان الحقيقي"، وأعطى تبريرا لمطالبة واشنطن بأن تسأل لبنان عن مصير السلاح الذي تسلمه الى القوات المسلحة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة وأمن عام  ومديرية المخابرات، وعن فاعليته مقارنة بأسلحة الحزب المتطورة.

ويعود مبرّر هذا الالحاح اولا الى  التركيز على الوصف الجديد الذي أطلقه نتنياهو على الحزب، على  أنه يبيّت نية عدوانية لاستهداف ثكن ومواقع للقوات المسلحة والنقاط الحيوية والبنى التحتية ولمؤسسات الدولة، وليس فقط مواقع لـ"حزب الله". والمبرّر الثاني ان المستغرب في شمولية  التهديد الذي اعلنه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيلون انه لم يقتصر على قدرات الحزب وامتلاكه اسلحة حديثة ومتطورة غير متوافرة لدى القوات المسلحة الشرعية، بل كان هناك تكرار للتحذير من عدم التعرّض لأي ديبلوماسي او سائح اسرائيلي في اي مكان في العالم، لأن ذلك في حال حصوله، ستتحمّل مسؤوليته الحكومة اللبنانية والحزب "بأشد الصور"، على قوله.

وليس خافياً أن الجيش الاسرائيلي أجرى مناورتين عسكريتين مكثفتين هذا الاسبوع، وضعت خلالهما سيناريوات مختلفة للحرب مع سوريا والحزب والاعلان عن حالة الطوارئ. ويؤشر ذلك الى الاستعداد الدائم لشن حرب جديدة على لبنان.

ويفسّر بعض الديبلوماسيين في بيروت التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان بأنه يهدف الى جعل الجزء الكبير من المحادثات التي سيجريها سليمان في واشنطن يركّز على سلاح "حزب الله".

ومعلوم ان نظرة الاميركيين الى الحزب اشد قسوة، وهم من دون طلب اسرائيلي سيبحثون مع  رئيس الجمهورية ابتداء من الاثنين المقبل وعلى مدى يومين في سبل انهاء الجناح العسكري للحزب. وسيشددون على أهمية ان يعمل لبنان أكثر فأكثر مع المنظمة الدولية لتنفيذ قراري مجلس الامن 1559 و1701. والجواب اللبناني جاهز ويختصر بأن  على واشنطن في شكل خاص والمجلس في شكل عام ان يضغطا على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال الغجر، وان توقف خروقها الجوية للسيادة اللبنانية، فينتفي مبرر وجود سلاح الحزب، وعليها ان توقف اغتيالاتها  لعدد اضافي  من المسؤولين في الحزب وان تفكك شبكات تجسسها الجديدة لجمع معلومات عن شخصيات اخرى للاغتيال. وفي المعلومات ايضاً، ان ما يهم بعض المسؤولين الاميركيين العسكريين والامنيين أن تركّز الاجهزة المختصة على مكافحة الارهاب وان واشنطن مستعدة لمدّها بأحدث المبتكرات والاسلحة التي يمكن استعمالها وعلى اجراء دورات تدريبية للعاملين في هذا الحقل.

اما محادثات سليمان واوباما حول عملية التسوية وتعثر رؤية الاخير لانعاشها بسبب العرقلة الاسرائيلية التي يتزعمها نتنياهو، فمعروفة نتائجها، وان الرئيس الاميركي لم يوقف جهوده رغم ما تبذله الدولة العبرية لاسقاط مبادرة اوباما برفض اسرائيل الوقف الكامل للاستيطان والفخ الجديد الذي نصبته للايقاع بين واشنطن ورام الله بعدما قررت الحكومة الاسرائيلية القبول بتجميد بناء المستوطنات مدة عشرة اشهر ولم تشر الى ما سيحصل بعد هذه الفترة، وهو ما دفع الجانب الفلسطيني المعني مباشرة بهذا الاقتراح الى رفضه بقوة.

ومن الطبيعي ان تتناول المحادثات اللبنانية – الاميركية الدور الديبلوماسي الجديد للبنان في مجلس الامن والذي سيبدأ بعد عشرين يوماً، والنهج الذي سيتبعه وايحاء التنسيق مع المندوبة الاميركية لدى المجلس سوزان رايس في الملفات العديدة التي ستعالج في هذا المحفل الدولي، وان يكون صوته قريبا من الصوت الاميركي. اما لبنان فلن يتسرّع في الرسم المسبق للمواقف، ويفضل مقاربة اي ملف بما يراه يخدم مصلحته وينسجم مع ما تضمنه البيان الوزاري من خطوط عريضة للحكومة في ما يتعلق بسياستها الخارجية.  

 

تحالف "القوات" و"المستقبل" والكتائب يفوز في LAU جبيل

فاز تحالف "القوات" و"المستقبل" والكتائب على تحالف "التيار" و"أمل" و"حزب الله" بنتيجة 7 – 5، في فرع الجامعة اللبنانية الاميركية في جبيل

نهارنت/بينما حصد في المقابل تحالف التيّار الوطنيّ الحرّ، "حزب الله"، حركة أمل، الطاشناق المدعوم من الشيوعي، المردة والقومي (اللائحة الاجتماعية) خمسة مقاعد، من أصل 12 مقعداً تنافس 24 مرشحاً عليها. ولامست نسبة المشاركة 83 في المئة في حرم جبيل، وتبارت في تمثيل الكليات الاربع (صيدلة، هندسة، آداب وعلوم، ادارة أعمال) لائحتان مؤلفتان من 24 عضوا هما: "جبهة الطلاب اللبنانيين" و"ندين لك، النادي الاجتماعي". وفيما أشار أحد المرشّحين عن حزب الكتائب في اللائحة مروان عبد الله (كليّة الفنون والعلوم) لصحيفة "الاخبار" إلى أنّ "العمل من كلّ جهة انصبّ أساساً على الطلاب الحيادييّن"، أكد رئيس خليّة القوات اللبنانيّة في الجامعة غدي سعد أنّ "أجواء المعركة كانت ديموقراطيّة، فيها تنافس حماسيّ بعيداً عن الاستفزازات من أيّ طرف"، مضيفاً أن "المحرّك الأساسي للائحة LSF كان القوات اللبنانيّة، بدليل أنّ 95% من الطلاب الاشتراكييّن مثلاً امتنعوا عن التصويت".

 

هنأ الحكومة بالثقة وأكد التمسك بالمقاومة

قبلان: لماذا سكت البعض عن عمالة لحد وحداد؟

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان <ان لبنان ينتقل الى مرحلة جديدة بنيل حكومة الوحدة الوطنية الثقة، مشدداً على دعم المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي· وقال الشيخ قبلان في خطبة الجمعة في المجلس الشرعي امس: الحكومة بنيلها الثقة فإننا سنواكبها ونتمنى لها النجاح والخير ونطالبها بان تكون في خدمة الشعب ولا تتعالى عليه، ونحن نرفض ان يكون الشعب خادما للحكومة فالشعب ملح الأرض وبه تدوم الحياة واستقراره يحقق سعادة الوطن، وعلى الحكومة ان تبادر الى تعزيز مسيرة الامن في لبنان، فما جرى ويجري من بعض المناطق من ممارسات أمنية شاذة وخروج عن القانون يجب ان تتصدى له الدولة فتقيم العدالة وتنفذ القانون وتفرض أحكاما عادلة لمعاقبة المرتكبين للجرائم وتعمل لإنصاف الناس·وهنأ الشيخ قبلان النواب على انجاز جلسة الثقة بالحكومة وخص الرئيس نبيه بري بالتهنئة على صبره وجهده وقال: <لا يجوز ان نضع المقاومة وسلاحها نصب أعيننا ونتناسى ما أنجزته هذه المقاومة من تحرير للأرض بعد ان خلصت لبنان من جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائيل، فلماذا سكت البعض عن جيش سعد حداد العميل، ثم سكتوا على جيش العميل انطوان لحد، مع العلم إننا لم نتخل يوما عن الدفاع عن لبنان، والمقاومة قدمت خيرت شبابها لتحرير لبنان وحفظ سيادته واستقلاله، ونحن كنا ولا نزال في خدمة أرز لبنان وسنديانه، فنحن لبنانيون بكل معنى الكلمة ولا نوالي أحدا غير لبنان ونعادي إسرائيل لانها وحدها عدو لبنان، ان لبنان أمانة في أعناق اللبنانيين ومن يدافع عن لبنان نحميه برموش عيوننا، ومن يموت في سبيل لبنان نطبع صورته في قلوبنا ونحتضن أسرته، وعلى اللبنانيين ان يستحضروا وحدة لبنان يوم توحد بوجه العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 فاحتضن اللبنانيون بعضهم بعضا في عمل مبارك، لذلك لا يجوز إطلاق الاتهامات دون حجة وبينة فنحن لا نميز بين مواطن واخر وفريق وآخر لاننا نعتبر ان اللبنانيين اخوة، ونحن ضد الاعتداء والباطل والفساد والفلتان الأمني>·

 

مصدر قضائي: مفعول مذكرات التبليغ مفعولها محدود ويسهل الرد عليها

نهارنت/تثير الاستنابات القضائية السورية بحق عدد من الشخصيات اللبنانية سجالا قانونيا داخليا، في انتظار الرد القانوني الذي تعدّه وزارة العدل.

وأوضح مصدر قضائي لبناني رفيع المستوى أن "وزارة العدل تلقت مذكرات تبليغ لا استنابات قضائية بحق عدد من الأشخاص"، وأضاف انه "من الخطأ أن يتم الترويج لذلك، فالاستنابات هي تكليف بالتحقيق والأمر لم يحصل بهذا الشكل". وأشار المصدر لصحيفة "الشرق الاوسط" إلى أن مذكرات التبليغ هذه "يبقى مفعولها القضائي محدودا جدا، ويسهل الرد عليها". وأعلن أنه سيصدر "خلال اليومين المقبلين جوابا من هيئة التشريع والاستشارات لتعيد وضع الأمور في نصابها وفق ما ينص عليه القانون".

وربط المصدر توقيت إصدار هذه المذكرات "بزيارة قاضي التحقيق والمدعي العام للمحكمة، دانيال بلمار إلى بيروت، إلا أن الأمر لا يرتبط بسير التحقيق، لا سيما أن بلمار يملك حتما معطيات قوية بشأن تقدمه في العمل على ملفه، وإلا لما كان سيوسع دائرة اتصالاته خلال زيارته ويطمئن ذوي الضحايا ويتكلم للمرة الأولى بهذه الصراحة ليؤكد أنه يحرز تقدما، ويبدي تفاؤلا واضحا، وهو يقول إنه كان يتمنى لو يستطيع إخبارهم المزيد عن أسباب تفاؤله، وذلك لأنه لا يريد الكشف عن أي معلومات أو إعطاء حتى مجرد تلميحات قد يستفيد منها الأشخاص الذين تسعى المحكمة إلى كشفهم". واشارت الصحيفة الى همس في كواليس الصالونات السياسية، انطلاقا من أن المؤشرات تتجه أكثر فأكثر إلى سعي ل"ترتيب تسوية قائمة على المقايضة بين هذه الدعوى وما قد يصدر عن المحكمة الدولية بشأن ملاحقة بعض المسؤولين السوريين، ما يؤدي إلى إرساء توازن معين يشكل مخرجا نهائيا للنظام في سورية من القضية". وفي المقابل، شرح خبير في القانون الجنائي الدولي لصحيفة "السفير" إنّ المعاملة التي أرسلها قاضي تحقيق دمشق إلى لبنان ليست استنابة بالمعنى القانوني القضائي، بل هي مجرّد معاملة تبليغ أوراق قضائية تجري بين الدول. وأضاف هذا الخبير بأنّ الإدلاء بالحصانات أمر في غير موقعه ويخرج عن الموضوع، لأنّ السلطة اللبنانية ليست هي السلطة المختصة للتحقيق، والمطلوب منها فقط، هو تحويل الأوراق إلى الجهاز المكلّف بالتبليغ لإتمامه، أيّ النيابة العامة التمييزية التي تحيلها إلى قسم المباحث الجنائية المركزية العامل بإمرتها والواقع مكتبه إلى جانب مكاتبها في الطبقة الرابعة من قصر عدل بيروت، وبالتالي فإنّه لا حصانة للتبليغ لأنّه إجراء إداري، وليس قضائياً.

ورأى الخبير انه يحقّ للسلطة اللبنانية أن ترفض إجراء التبليغ، على اعتبار انه قرار سيادي، لكن له نتائج، وعلى المسؤول عن الرفض أن يتحمّل تبعاته وتداعياته.

وتحدث عن نتيجتين للرفض، الأولى هي "أنّ قرار رفض التبليغ يكون قراراً إدارياً خاضعاً للطعن أمام مجلس شورى الدولة لتجاوز حدّ السلطة". والثانية هي أنّ "لبنان يكون قد أخلّ بموجباته السياسية الدولية وهي موجب التعاون بين الدول، وهذا أمر غير مستحبّ في ظلّ العلاقات الدبلوماسية الجديدة بين لبنان وسوريا والتي كانت مطلباً مزمناً وتحقّق، خصوصاً أنّ لبنان مرتبط مع سوريا باتفاقية تعاون قضائي لا تلحظ حقّ تقدير لأيّ دولة من الدولتين الموقّعتين، في مجال إجراء تبليغ الأوراق القضائية، وبالتالي، فإنّه بمجرّد تلقّي أيّ من هاتين الدولتين، معاملات تبليغ أوراق قضائية، أن تقوم فوراً بالتبليغ، وهي ملزمة بتنفيذ هذه الخطوة".

 

عون من بعبدا: لا أحمل رسالة من سوريا ولسليمان الحق الدستوري بزيارة اي بلد يريد

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان من حق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الدستوري ان يقوم بزيارة لاي بلد يريد، مشددا على ان سليمان ملتزم بخطاب القسم وليس منحازا لأي طرف لبناني ضد الآخر. ونفى عون بعد لقائه سليمان في قصر بعبدا، ان يكون حمل رسالة او وساطات سورية الى رئيس الجمهورية. وأكد ان "لا مشكلة إن كان لديه علاقة وطيدة مع الرئيس السوري"، مشددا على وجود تطابق بينه وبين سليمان حول الامور المطروحة. ووصف عون العلاقة مع سوريا بانها جيدة جداً، مؤكدا "الحرص على هذه الصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والعمل على أن تثمر هذه العلاقة من أجل الانفراج في لبنان ولمصلحة بلدنا، كما لا نتعاطى معها وكأنّها علاقة أشخاص لنستقوي بها". واضاف عون انه "كان رقماً صعباً قبل أن يذهب الى سوريا"، رافضا ربط توقيتها بزيارة سليمان الى واشنطن، وقال "زيارتي الى دمشق أتت هكذا في التوقيت، ولكنها ليست بقصد الردّ على زيارة سليمان الى واشنطن، لأننا لو أردناها كذلك، لذهبنا الى سوريا عندما ذهب الرئيس الى واشنطن".  وحول موضوع الاستنابات القضائية السورية، اعتبر عون ان "القيادة السورية تعطي الموضوع شانأ قضائيا بحتا". ويأتي لقاء سليمان عون في قصر بعبدا، قبيل مغادرة سليمان الى واشنطن، وبعد ثلاثة أيام من زيارة عون الى سوريا. ونقلت "النهار" عن اوساط "التيار الوطني الحر" ان عون الذي تلقى دعوة سابقة من المملكة العربية السعودية يحتمل ان يلبيها قريباً بعدما جددت له. وافادت مصادر مواكبة ان عون، خلال زيارته الاخيرة لسوريا، عرض موضوع زيارته للمملكة على ان يساهم الاسد في التهيئة لها.

 

زهرمان: لا نزال نتهم سوريا سياسياً بالاغتيالات في لبنان والرئيس الحريري سيزورها كصفة رسمية لا شخصية

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار

أكد النائب خالد زهرمان ان التحفظ على بند المقاومة في البيان الوزاري هو "لتكون المقاومة مفتوحة للجميع وليس لطرف واحد من اللبنانيين"، مشددا على ان تكون للدولة وحدها حصرية على السلاح وقرار السلم والحرب بيدها. ورجح في حديث عبر OTV ان يزور الرئيس سعد الحريري سوريا الأسبوع المقبل لافتا الى ان الزيارة تتحضر من خلال القنوات الرسمية "خاصة ان الحريري سيذهب بصفته رئيس حكومة كل لبنان وليس بصفة شخصية، علما ان سياسياً لا نزال نتهم سوريا بالاغتيالات في لبنان". ولفت الى ان قوى 14 اذار "ليست تكتل اشخاص بل فكر وهي تجمّع على فكرة حرية وسيادة واستقلال". وتعليقاً على زيارة النائب عون الى سوريا، أعرب عن استغرابه في توقيتها

 

خلايا "حزب الله" في الخارج: ملفات في دائرة التحقيقات... والقضاء 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

فادي شامية/اللواء

تتكاثر مؤخراً المعلومات المنشورة عن خلايا <حزب الله> في الخارج  الموضوع ليس جديداً، لكنه أصبح في الأشهر القليلة الماضية أكثر <جدية>، وذلك بعد انتقاله من إطار التحقيقات الصحفية إلى إطار التحقيقات الأمنية، فالمحاكمات القضائية، في عدد ليس بالقليل من بلدان العالم.

ما يرصده التحقيق الآتي هو مجموعة من الملفات المفتوحة لـ <حزب الله> في الخارج، على الصعيدين الإعلامي والقضائي  وإذا كانت سياسة <حزب الله> قد درجت على عدم التعليق، أو توضيح، أو تناول مثل هذه القضايا في الإعلام، فإن ذلك لم يمنع من إثارة أكثر من ملف من هذا النوع إعلامياً، في غير دولة من الدول ذات الصلة، وتالياً فإن حق الرأي العام اللبناني الاطلاع على هذه المعلومات، دون أن يعني ذلك بالضرورة تبنيها جملةً أو نفيها جملةً

خلية سامي شهاب في مصر

تعتبر خلية اللبناني يوسف منصور في مصر (اسمه المزيف سامي شهاب وهو ?بالمناسبة- موجود على السجلات اللبنانية في دائرة نفوس بيروت)، الخلية الأشهر لـ <حزب الله> في الخارج  ليس فقط لأنها أثيرت بقوة شديدة في الإعلام المصري، بـ <مباركة> من السلطات المصرية، في ربيع العام الجاري، وإنما لأن <حزب الله> نفسه، -خلافاً لباقي الملفات المشابهة- وعلى لسان أمينه العام، اعترف بوجودها، وتبنى فعلها، وتالياً أرسل محامين لبنانيين إلى المحاكم المصرية للدفاع عن الموقوفين فيها، لا سيما منهم اللبناني يوسف منصور  (ثمة موقع على الإنترنت اليوم اسمه <موقع المجاهد يوسف شهاب ورفاقه> لمتابعة قضيته) 

مهمة هذه الخلية وفق <حزب الله> هي <نقل الدعم اللوجستي إلى المقاومة الفلسطينية من عتاد وأسلحة إلى داخل فلسطين>، هذا هو النص الحرفي لتصريح السيد حسن نصر الله بخصوص هذا الموضوع  أما السلطات المصرية فتضيف إلى هذه المهمة، مراقبة قناة السويس، ومصالح إسرائيلية في مصر، والتخطيط لتنفيذ هجمات تستهدف الأمن القومي المصري 

وعلى كل حال، ولو اعتبرنا أن باقي التهم غير مثبتة، فإن السلطات المصرية تعتبر مجرد وجود خلية تعمل لصالح تنظيم خارجي على أراضيها انتهاكاً للسيادة المصرية، خصوصاً مع استعمالها وثائق وأسماء مزورة، واعتراف <سامي شهاب> نفسه بأنه تعاون مع اللبناني محمد قبلان، والسوداني <خليل> ومع البدو وآخرين، لتنفيذ مهامه في مصر 

خلية "حزب الله" "الحرس الثوري" في أذربيجان

ثمة ملف مشابه، مفتوح في أذربيجان منذ مطلع العام الجاري، وقد أثير إعلامياً بعد أن أجرت السلطات الأذرية تحقيقاتها، وأحالت المتهمين إلى القضاء.

وكان هذا الملف قد وصل إلى خواتيمه بهدوء مع مطلع شهر تشرين الأول الجاري، عندما أدان القضاء الأذري لبنانيين إثنين هما؛ علي كركي وعلي نجم الدين، إضافة إلى أربعة مواطنين أذريين، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم على السفارتين الإسرائيلية والأميركية في باكو، ورادار غابالا الإستراتيجي شمال البلاد  وقد قضى الحكم بسجنهما خمسة عشر عاماً على اعتبار أن العمل لم يصل إلى مرحلة التنفيذ.

وقد ربط حكم المحكمة بين المجموعة، التي ألقي القبض عليها في أيار 2008، وبين <حزب الله> والحرس الثوري الإيراني، بناءً على اعترافات المجموعة  ومن المعروف أن النظام في أذربيجان على خلاف مع النظام في إيران، بسبب الخلاف على إقليم ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا، حيث تناصر إيران أرمينيا على حساب أذربيجان، لأسباب سياسية (مرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة)، وإثنية (خوفاً من دعم أذربيجان للأقلية الأذرية في إيران نفسها).

خلية داني طرّاف في أميركا

في 24 تشرين الثاني الماضي أعلن مكتب التحقيقات الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية عن إحباط مخطط يهدف إلى تهريب أسلحة مختلفة، من بينها أسلحة مضادة للطائرات إلى كل من؛ إيران وسوريا ولبنان، وإلقاء القبض على المواطن اللبناني داني نمر طرّاف في مدينة فيلادلفيا الأميركية بعد أن وصل اليها لتفحص صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة آلية أخرى.

وقد ذكرت صحيفة <فيلادلفيا إنكوايرر> نقلاً عن الـ>إف بي آي> ووكالة <الأسوشيتدت برس> يوم الإثنين 23 تشرين الثاني الماضي أن <التحقيق في القضية بدأ منذ شهر حزيران 2007 بعد أن عرض أحد العملاء الفدراليين المتخفين على اللبناني حسن محمد قميحة شراء أجهزة كومبيوتر محمولة وهواتف خليوية وألعاب فيديو وبيعها في أميركا وفي الخارج    لكن العملية اتخذت طابعاً خطيراً حين بدأ قميحة وأصدقاؤه الكلام عن أسلحة قادرة على اصابة المقاتلات الجوية    وأنه قد دفع مبلغ 20 ألف دولار نقداً للعميل كدفعة أولى مقابل أسلحة آلية وصواريخ من طراز ستينغر>  وقد وجهت تهم أخرى إلى 8 اشخاص على صلة بالخلية.

من جهتها ذكرت وكالة <أ ف ب>، يوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني أن عدد المتهمين قد ارتفع، وأن البضاعة كانت ستشحن إلى <حزب الله>، وأن من بين المتهمين ثلاثة يحملون إقامات مزدوجة في لبنان وسلوفاكيا  أما الباقون، فقد وجهت إليهم اتهامات منفصلة لبيع بضائع مسروقة 

بدورها زعمت صحيفة <الواشنطن بوست> في 25 تشرين الثاني الماضي أن أحد أعضاء المجلس السياسي لـ>حزب الله>، وصهره هاني حرب، مرتبطان بهذه الخلية، وأنهما حاولا تهريب ما يقارب من 1200 بندقية رشاشة من الولايات المتحدة الأميركية لصالح <حزب الله> عبر سوريا، وذلك وفق لوائح الاتهام التي أعلنت يوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني أمام المحكمة الفدرالية في مدينة فيلادلفيا  وقد كشفت الصحيفة أسماء المتهمين، ومن بينهم اللبنانيان حسن عنتر كركي، وموسى علي حمدان (الأخير لبناني من بروكلين)، إضافة إلى المسؤول في <حزب الله> وصهره، وحسب الناطقة بإسم المدعي العام، باتريشيا هارتمان، فإن الولايات المتحدة لا تحتجز الآن أياً من هذه الشخصيات 

ووفق الصحيفة فإن الدليل الأساسي لدى المحكمة ضد المسؤول في <حزب الله> جاء من خلال حديث مسجل له بتاريخ 23 حزيران الماضي مع هاني حرب، تناقشا فيه حول شحنة البنادق الرشاشة الهجومية من طراز كولت M4، والتي قالت الحكومة الأميركية إنها نالت موافقة مسؤول من <حزب الله> يعمل من إيران، لم يجر الكشف عن هويته.

هذه الملفات المثارة إعلامياً (وغيرها مما سيرد في الحلقة القادمة) ترتكز على معطيات قضائية، لذا فإن من واجب الدولة اللبنانية متابعة السلطات في البلدان ذات الصلة، لمعرفة حقيقة ما جرى، فإذا كان ثمة افتراءات ? وهذا وارد بشدة- فإن عليها أن تتحرك للدفاع عن اللبنانيين الموقوفين أو الصادرة بحقهم مذكرات توقيف، وإن كانت الوقائع متينة، فإن على الدولة أيضاً أن تتابع هذه الموضوعات إلى النهاية في لبنان، وأن تتعاون مع السلطات في البلدان ذات الصلة بشأنها، كما عليها رعاية اللبنانيين الموقوفين بالخارج، حتى ولو كانوا مدانين، لأن لهؤلاء حقوقاً يجب أن تحترم  (مثلاً يجب أن تتحرك الخارجية اللبنانية للتثبت من واقعة تعرض اللبناني يوسف منصور للتعذيب في مصر بغض النظر عن إدانته من عدمها).

 

اتصالات بين اركان للجالية والمنظمات الأميركية – اللبنانية بيــان يتمنى على ســليمان الطلب من الجانب الأميركي المسـاعدة على تنفيـذ القرارات الدولية بكل مندرجاتهــا

واشنطن: من مراسلة الوكالة.

المركزية- بدأت منذ اسبوع الاتصالات بين أركان الجالية اللبنانية والمنظمات الأميركية – اللبنانية تهيئة لزيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى واشنطن والتي اعتبرها أحد أعضاء هذه المنظمات كما قال لـ"المركزية" – حدثاً مهماً في توقيتها ومضمونها. وأضاف: ان زيارة الرئيس اللبناني تأتي تلبية لدعوة من نظيره الأميركي وهي خطوة مميزة ونادرة كونه الرئيس العربي الذي يجتمع مع الرئيس باراك أوباما من بين قلة من القادة العرب، وان الدعوة وجهت الى الرئيس ميشال سليمان منذ فترة.

وأثار عضو المنظمات الأميركية – اللبنانية الى ان الاجتماعات بدأت تعقدها هذه المنظمات التي تضم ممثلين عن الأحزاب اللبنانية بمختلف تلاوينها السياسية، غير انها تلتف حول مشروع سياسي واحد ودعم سيادة لبنان واستقلاله وحريته. وعلمت "المركزية" ان هذه المنظمات ستصدر في وقت لاحق وقبيل وصول الرئيس سليمان والوفد المرافق بياناً يتضمن تمنياً على الرئيس سليمان والوفد المرافق الطرلب من الجانب الأميركي المساعدة على تنفيذ القرارات الدولية الصادرة بكل مندرجاتها وخصوصاً القرارات 1559 و1680 و1701 والمساعدة على دعم الجيش اللبناني بالعتاد اللازم ليتولى المسؤولية الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية ويتولى حصرية حماية الدولة في وجه اي اعتداء وتقويته ليكون قادراً على القيام بهذه المهمة.

كما يتضمن القرار التأكيد على رفض التوطين بكل أشكاله ودعوة الجانب الأميركي الى المساعدة في هذا المجال والضغط على الجانب الاسرائيلي لتأمين حق عودة الفلسطينيين تنفيذاً للقرار 194 لأن التوطين من شأنه ان يحدث خلل في المعادلة الديموغرافية على الساحة اللبنانية. وكشف أحد أعضاء المنظمات ان وفداً منها سيقابل الرئيس سليمان في مقر اقامته ليسلم اليه مذكرة تتضمن موقف وتطلعات هذه المجموعات بما يعود الى لبنان منطلقة من الثوابت الوطنية القائمة على الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة والحرية المطلقة ضمن القانون.

 

العاهل السعودي استقبل الحريري

المركزية - في نبأ من الرياض ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل عند الساعة الرابعة بتوقيت الرياض الثالثة عصرا بتوقيت بيروت في مقر اقامته في روضة خريم رئيس الحكومة سعد الحريري، وحتى صدور "المركزية" كان اللقاء لا يزال مستمرا.

 

"التقدمي" يزور الرابية الاثنين

المركزية – يزور وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين 14 الجاري الرابية، في إطار متابعة لقاء المصالحة الذي عقد في بعبدا بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.

 

روجيه اده: زيارة سليمان الى واشنطن تهدف الى اعادة تأهيل موقع الرئاسـة الاولـــى

المركزية - اعتبر رئيس حزب السلام روجيه اده ان الهدف الاساسي من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن هو إعادة تأهيل الدور الذي يعود لرئيس الدولة في موقع رئاسة الجمهورية في النظام اللبناني. وعزا في حديث تلفزيوني أسباب الهجمة التي تشن على هذه الزيارة لارهاب الرئاسة الاولى كما كان يحصل في الماضي وذلك من خلال اتباع سياسة "فرق تسد" وأضعاف كل شخصية تتبوأ أي مركز سياسي مهم أكان في رئاسة الجمهورية أم رئاسة الحكومة او حتى رئاسة المجلس النيابي.

ورأى إده ان زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى سوريا فيها مخاطرة بعلاقته مع إيران وحزب الله خصوصا وان علاقته بهذا الاخير تقدمت بنوع خاص، لافتا الى ان ايران هي من ربّح العماد عون في الانتخابات الاخيرة وليس سوريا، وتوقع اده مواجهة منظورة بين ايران وسوريا في اول ازمة اقليمية ستحصل. ولفت اده الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري بدأ بترميم العلاقة مع التيار الوطني الحر لابعاده عن المحور الايراني ونشهد اليوم تعاوناً سورياً تركياً سعودياً دولياً لبنانياً لابعاد عون عن حزب الله.

واذ اعتبر ان حزب الله يعطي الحجة لهجوم اسرائيل على لبنان، لفت اده الى ان حزب الله لم يسم في البيان الوزاري وتاليا هو غير شرعي ولو تشرعن لبنانيا لبقي غير شرعي دوليا لأن للقانون الدولي اولوية على القانون اللبناني وعلى اجماع المجلس النيابي اللبناني وعلى قرارات الحكومة اللبنانية.

ورأى ان هدف زيارة الرئيس الى واشنطن يجب ان يكون تطبيق القرار 1701 لمنع اسرائيل من القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان. فطالما سلاح حزب الله موجود ستستمر اسرائيل في ادعائها ان حزب الله حاكم لبنان وتاليا أي عمل عسكري سيطال الدولة اللبنانية بأكملها.

 

لا أسرى إسرائيليون بعد الآن: إسرائيل تجهز إنتحارييها 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

تقرير طارق نجم /14 آذار

يظل هاجس الخطف يهدد جنود الدولة العبرية على طول الحدود وعرضها خصوصاً مع تزايد المصالح الأقليمية لقيام الجماعات المتحالفة مع محور طهران-دمشق بذلك. تصاعد هذا الهاجس خلال الفترة الأخيرة لسببين: الأول، الإتهامات التي ساقها مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بأن حزب الله يخطط لخطف جنود إسرائيليين عبر الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. وثانيها هي الجلبة والكتمان في آن معاً اللذين رافقا مفاوضات اطلاق سراح جلعاد شاليط والتي قد تبصر نتائجها النور قريباً.

لكن الجديد في هذا الموضوع هو قضية تبني المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لمفهوم قديم- جديد يسمى "إجراء هنيبعل"، يمكن من خلاله تجنب وقوع أسرى إسرائيليين. وهكذا يوفر هذا الإجراء مشقات مستقبلية على حكومة إسرائيل أقلها المفاوضات المضنية لإطلاق سراح الأسرى وأفدحها ثمناً هي إطلاق الأسرى المحتجزين في السجون الإسرائيلية والذين تعتبرهم حكومة تل أبيب تهديداً لأمنها. فمسألة الأسرى أصبحت تعتبر لدى السياسيين والقادة العسكريين في إسرائيل "قضية إستراتيجية وليست تكتيكية". الجنرال الاحتياطي غيورا ايلاند التي ترأس لجنة التحقيق في اختطاف جلعاد شليط وجد الكثير من العيوب في تنفيذ " إجراء هنيبعل" عندما اختطف شليط. فوفقاً لتقرير نشرته معاريف، قال ايلاند "مرّ الكثير من الوقت بين إصابة دبابة شليط، وأوامر تفعيل "إجراء هنيبعل"، مما أعطى الخاطفين وقتاً كافياً للهرب". فما هو "إجراء هنيبعل" ؟

"إجراء هنيبعل": تحرير الجنود عبر قتلهم

الأسبوع الماضي أطلق جنود إسرائيليون النار على رجل اسرائيلي بينما كان يحاول تسلق سياج الى قطاع غزة بحسب ما ورد على أنه جزء من إجراءات جذرية كان من المفترض أن يتبعها الجيش. وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت ان ياكير بن ميليش، 34 عاماُ، نزف حتى الموت بعد اصابته بالرصاص في إطار "إجراء هنيبعل"، التي تهدف إلى منع الإسرائيليين من أن يؤخذوا أسرى على قيد الحياة من قبل قوات معادية، وذلك حسب ما ذكر جوناثان كوك، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة Nazaret، في مقال له يوم الخميس 10 كانون الأول.

وقد ذكر كوك، أن أحد الناشطين الإسرائيليين وزعيم حركة غوش شالوم، وهي مجموعة صغيرة من دعاة السلام ، أوري أفنيري، يعرّف هذا الإجراء بأنه يعني: "عملية تحرير أي جندي تتم من خلال قتله لنفسه". هذا الموضوع الذي أثار الجدل، والذي كان يعدّ من أسرار الجيش الخفية، قد تمت صياغته قبل أكثر من 20 سنوات بعد ان كانت الحكومة الاسرائيلية قد تعرضت لضغوط محلية لإطلاق سراح مئات من الأسرى المحتجزين لديها مقابل عودة ثلاثة جنود اسرائيليين.

استخدام هذا الإجراء أكده أيضاً زفيكا فوغل، وهو نائب سابق لقائد الجيش في القيادة الجنوبية، وهي المنطقة التي تشمل قطاع غزة. حيث قال لمحطة إسرائيلية: "أن "إجراء هنيبعل" هو بالتأكيد الإجراء الصحيح ، فنحن لا نستطيع تحمل الآن أسير آخر إلى جانب جلعاد شليط".

هذا الإجراء، الذي وصف بأنه الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الجيش الاسرائيلي أثار ضجة بين عدد من الخحامات والقادة بإعتباره غير أخلاقي، وأنه لم يعلن عنه في السنوات السابقة. ومع ذلك، وفي اشارة واضحة الى استمرار الحساسيات حول القضية، فإن الطبعات الصادرة باللغة الانجليزية للصحف الاسرائيلية لم تشر الى هذا الاجراء. وحدها صحيفة جيروزالم بوست الاسرائيلية، أكبر الصحف الإسرائيلية الصادرة بالانكليزية، تناولت في تقرير على موقعها الألكتروني الإجراءات الواردة من دون الإشارة إذا كان الإجراء قد استخدم في حالة بن ميليش. بن ميليش، هو مريض في عيادة الصحة النفسية في مدينة عسقلان القريبة، حاول دخول قطاع غزة في الساعات الاولى من صباح يوم الاثنين في ما يعتقد انه محاولة منه لانقاذ الرقيب شاليط بحسب ما أفادت عائلته. ويقول الجيش ان الحراس الإسرائليين اطلقوا عدة طلقات تحذيرية لأنه ركض باتجاه غزة قبل إطلاق النار عليه. الجيش الاسرائيلي ووفق العديد من المراسلين ، ذكر أنه لجأ إلى "إجراء هنيبعل" في قضية بن ميليش. قريبة بن ميليش، إلشا، أفادت أن رواية الجيش هي باطلة لأن بن ميليش ركض باتجاه قطاع غزة ، وليس باتجاه الجنود ، فلماذا أطلقوا النار عليه؟"

وكتب إيتان بارون في أحد البلوغات أن أخيه يانف (19 عاماً) واربعة آخرين من افراد طاقم إحدى الدبابات، لقوا حتفهم عندما أرسلوا لمطاردة عناصر حزب الله الذين أسروا الجنديين عام 2006، ضمن أوامر تضمنت "إجراء هنيبعل". وكانت دبابتهم قد تعرضت لكمين من قبل عناصر حزب الله. ووفقا للسيد بارون ، فإن يانيف قائد الكتيبة، قال للعائلة بعد مقتل الإسرائيليين، أن هذا الإجراء قد تم اللجوء إليه في حالة إبنهم واضاف "انهم، أي طاقم الدبابة، كان يعلم بذلك قبل توجههم نحو القتال".

إنتحاريون إسرائليون قريباً؟

"إجراء هنيبعل"، إستخدم أيضاً في كانون الثاني الماضي، أبان حملة الرصاص المصبوب، عندما افادت تقارير اعلامية اسرائيلية ان الجنود الاسرائيليين الذين يرسلون الى قطاع غزة قد طلب منهم تجنب القبض عليهم بأي ثمن وفق إجراء هنيبعل.

وبحسب تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية، نقل عن ضابط من الكتيبة 501 التابعة للواء جولاني قوله: "لا يجوز لأي عضو من الكتيبة 501 أن يتعرض للاختطاف مهما كان الثمن، ومهما إقتضى الأمر، حتى لو كان ذلك يعني أن يفجر قنبلته اليدوية، فيقتل نفسه وأولئك الذين يحاولون اختطافه ". ووفقاً لصحيفة معاريف، قال أوري أفنيري أن ما حصل خلال العملية الأخيرة في غزة هو أوامر صارمة صدرت للجنود الاسرائيليين بالانتحار إذا ما تعرضوا لخطر أن يؤخذوا رهائن. وأضاف "أن الهدف الرئيسي للحكومة الإسرائيلية كان منع 'الخسائر السياسية'، أي أن لاتبدو الحكومة بموقف ضعف. لذا دعت الحكومة الجنود لقتل أنفسهم بعد أن قتلت أكثر من 1300 فلسطينيا ، 86 ٪ منهم من المدنيين ، كل ذلك في سبيل أن لا تتحمل أي خسائر سياسية".

ضابط من قوات النخبة "جفعاتي" نقل عنه، ذكر "إجراء هنيبعل"، مضيفاً: "لن نقبل أن يكون لدينا اثنان من جلعاد شاليت بأي ثمن." وتأكيداً على ذلك، وبالعود بالذاكرة إلى ما جرى خلال حملة الرصاص المصبوب، يتذكر الجميع أن حماس تكلمت في حينها عن أسر جنود إسرائيليين في مناسبتين إلا أن الجيش الإسرائيلي قد قتل مقاتلي حماس والجنود في هجمات جوية، حيث أشارت تقارير عسكرية أن ثلاثة جنود اسرائيليين لقوا حتفهم في حوادث اطلاق النار صديقة.

"إجراء هنيبعل" الذي بدأ العمل به عام 1986، كان من المفترض على إسرائيل أن توقفه بعد انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان فى مايو 2000. ومع ذلك ، هناك أدلة قوية أنها واصلت استخدامه ، ولا سيما خلال الأحداث التي تسبب بالهجوم الاسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006 ، ومرة أخرى في العام الماضي خلال هجوم اسرائيل على غزة.

هذا من شأنه أن يعطي مصداقية لحركة حماس ان اثنين من عمليات خطف الجنود الإسرائيليين قد تمتا خلال الهجوم على غزة، الأولى في اليوم الثالث للغزو البري ، والثانية في 5 كانون الثاني، وأنه في كلتا الحالتين، قام سلاح الجو الاسرائيلي قتل الخاطفين والمخطوفين (أي جنودهم).

"الجندي الميت أفضل من الأسير": الإسرائيليون يقتلون جنودهم؟

أما عن ما حصل في غزة فقد نشرت صحيفة معاريف على موقعها الألكتروني المعروف ب NRG بتاريخ 28 كانون الثاني 2009، وقد روي عن لسان أحد الجنود أنه ومن معه ذهبوا لتفتيش أحد منازل غزة، خلال المرحلة الأولى من الغزو البري. وقال "كنا نفتش منزلاً للتأكد من أنه ليس مفخخاً، حين واجهتنا قوات معادية فتحت علينا النار من مسافة قريبة. وأصيب أحد الجنود لأنه كان على رأس تشكيل". وتابع الحديث "عندما رأى قائد الوحدة شيئاً يلمع على الأرض، أفترض ان يكون عبوة ناسفة، وصرخ بالجميع على الفور للخروج من المبنى". ولم يبق في الداخل سوى الجندي الجريح، فأمر الضابط بقصف البيت بثلاث قذائف مدفعية ثم تمّ اطلاق النار على المنزل لأن الضابط أفترض أن هذا الجندي كان ميتاً.

أما أمس الجمعة 11 كانون الأول، نشرت هآرتز، مقالاً يتناول إجراء هنيبعل، معرّفةً إياه بالإجراء العسكري الاسرائيلي المتبع منذ عام 1986، والذي ينص على أنّ: "الجندي الإسرائيلي الميت أفضل من الجندي الأسير".

فالمقال الذي كتبه كل من أوري أفنيري وسارة لينوفيتش، كان تحقيقاً صحفياً شاملاً أرجع فكرة إجراء هنيبعل إلى العام 1986 حيث قام ثلاثة من كبار الضباط في قيادة المنطقة الشمالية بوضعه كوسيلة لمعالجة عمليات الاختطاف وهم: يوسي بيليد، غابي اشكنازي ويعقوب عميدرور على أثر اختطاف الجنديين يوسف فينك ورافائيل آل الشيخ في شباط من تلك السنة.

ويضيف تقرير هآرتز، أن الشهادات تشير إلى أن إجراء هنيبعل عمل به بعد أختطاف ثلاثة جنود هم: الرقيب بينى افراهام والعريفين عمر سويد وادى افيتان، على الحدود اللبنانية في 7 تشرين الأول، 2000. وعلى الرغم من أنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت معظم المنشورات التي تتناول هذه القضية وتمشياً مع هذا الإجراء، أمر الجيش باطلاق النار على 26 سيارة يشتبه في أنها تقل الجنود. وركز كاتب المقالة يبوفيتش أن هناك معارضة كبيرة داخل الجيش لهذا الإجراء، حيث أعرب الكثيرون عن عدم قدرتهم على فهم كيفية دعوتهم لقتل زملائهم.

ويتساءل كاتبا المقال عن سبب اللجوء لمثل هذه الإجراءات. فيقول أفنيري، "عندما يقع جندي إسرائيلي اسيراً، تظهر عادة ما تظهر موجة شعبية عارمة لضغط في سبيل إعادته، حتى لو كان الثمن اطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين. وهذا بالضبط ما حصل في أيار 1985، حين اطلقت اسرائيل سراح 1150 فلسطيني في مقابل ثلاثة إسرائيليين، في التبادل المعروف باسم "صفقة جبريل" '. كما أنه بعد عملية الخطف عام 2000، أعاد حزب الله جثث الجنود إلى جانب رجل اعمال اسرائيلي محتجز، بعد أربع سنوات في صفقة شملت الافراج عن 400 فلسطيني و35 عربي. والجيش عازم على عدم السماح بتكرار هذا السيناريو.

وفي حديث أجراه ليبوفيتش كاتب المقال، يؤكد بيليد "أن هذه القرارات تتخذ في حال كان الجنود في خطر، وأحياناً لا يوجد خيار آخر. فالجيش (الإسرائيلي) من المفترض أن يحافظ على أمن الدولة باعتبارها أولوية قصوى ، وليس على حياة الجنود".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

جنبلاط: الأولوية في التضامن الوزاري وبات من الضروري أن يطوى ملف المهجرين   

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار/أشار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى أن "لا أولوية واحدة امام الحكومة، بل هناك جملة أولويات، خصوصا أن البيان الوزاري ممتاز، وإذا ما تمّ تطبيقه ففي ذلك مصلحة كبرى". جنبـلاط، وفي حديث الى "السفير"، رأى أن "كل تلك الاولويات مهمة، إلا أن الاولوية الاساس هي في التضامن الوزاري قبل أي شيء، والسعي الى إزالة المتاريس، وعدم تكرار رفع المتاريس، وأعتقد أن عنوان المرحلة يجب أن يكون الحفاظ على الاستقرار في البلد". ورداً على سؤال، قال جنبلاط إن "ملف المهجرين بات من الضروري أن يطوى، وخصوصا أنه محصور بعدد قليل جدًا من القرى، في عبيه والجوار وبريح وكفرسلوان، وبالتالي لا بد من مصالحات وتعويضات. ولقد آن الأوان أن يعود الذين تهجروا، وقد مضى عليهم 26 عاما، على أن تلي العودة، مرحلة تحصين العودة، وهذا الامر يتطلب التعاون من قبل كل القوى السياسية وخصوصا من "القوات اللبنانية" الى "التيار الوطني الحر" الى الجميع".

  

فتفت: ما حصل في مجلس النواب إنقاذ للديمقراطية والاستنابات القضائيّة محاولة عرقلة 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار

أشار عضو تكتل "لبنان أوّلاً" النائب أحمد فتفت إلى أنّ "المداخلات خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، هي للتشديد على أنّ هناك نقتطي خلاف في وجهات النظر تتمثلان بالسلاح وبطبيعة النظام السياسي في لبنان، وهما إشكاليّتان في السياسة اللبنانية لم يحلّهما البيان الوزاري"، لافتًا إلى أنّ "تيّار المستقبل" وقوى "14 آذار" سجلت نقاطاً أساسية كثيرة في البيان الوزاري لأنّه تمّ ذكر لأول مرة نهائية الوطن وحصريّة الدولة في الأمور الأساسية لاسيما الأمنية". وقال: "هناك تناقض ضمن البيان الوزاري في الموازاة بين حصريّة الدولة والمقاومة".

فتفت، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، قال: "الرئيس الحريري لم يعترض على البند السادس لأنّ فيه توازنًا كما قال، ولكن نحن كنواب اعترضنا على البند للقول إننا نمثل الرأي العام الذي كلفنا الدفاع عن أفكاره". وأضاف: "الحريري رأى أنّ هناك ملفات كبيرة متفجرة لذلك ذهبنا إلى تسوية، وهذه حالة استثنائية لتشكيل حكومة وحدة وطنية". وأشار الى أنّ الحريري "قام بتسوية لانه يشعر أن البلد يحتاج إلى هذه التسوية وبالتالي قدم تنازلات كثيرة لمصلحة البلد". وأضاف: "أعتقد أنّ 122 صوتاً صوّتوا من أجل التوافق في الداخل ولكن ليس من دون قيود أو بلا شروط، ونحن كنواب علينا أن نلعب دورنا قي تصحيح مسار الحكومة". واعتبر أنّ "ما حصل في مجلس النواب هو "إنقاذ" للديمقراطية".

ورداً على سؤال عن أنّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيبحث موضوع السلاح في واشنطن وسوريا منزعجة، أجاب فتفت: "هناك من يُطلق النار على رئيس الجمهورية، وهناك تهويل عليه وبالتالي برنامج زيارة الرئيس سليمان واضح". وفي مسألة الاستنابات القضائيّة، قال فتفت: "هذه ليست استنابات ولكن استدعاءات، وهي ايضًا "زكزكات" ومحاولة عرقلة". وأضاف: "كل هذه الأمور لن تمنع الحريري من أن يأخذ أي شخص معه لسوريا، وهو لن يتنازل عمن يرافقه". وأردف: "لا أعتقد أنّ الاستدعاءات منطقية بالطرح ولا تُحسّن العلاقات اللبنانية – السورية". وعن القول بأنّ الرئيس سعد الحريري في جهة وقاعدته في أخرى، قال فتفت: "أولويّة القاعدة السنيّة أن ينجح سعد الحريري في مهمته، وتصويبنا كنواب على الخطأ هو لمساعدته، وقاعدتنا لها كامل الثقة بالرئيس الحريري". وبشأن موقف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي أطلقه من بعبدا، رأى فتفت أنّ "هذا الرأي يمثّل قسماً كبيراً من اللبنانيين، وهو موقف وطني ومسؤول".

 

انتقادات تستبق زيارة سليمان الى واشنطن ورسائل تطمينية رئاسية تؤكد على اهدافها الوطنية

نهارنت/يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظهر السبت الى الولايات المتحدة ليلتقي بعد غد الاثنين الرئيس الاميركي باراك أوباما، في زيارة استبقتها حملة انتقادات من اطراف مقربة من سوريا سألت عن الهدف من محادثاته في واشنطن. واعرب سليمان كما نقلت عنه مصادر الوفد المرافق لصحيفة "النهار" عن اقتناعه بجدوى الزيارة والمحادثات التي سيجريها مع الادارة الاميركية، خصوصا وان لبنان بلد له مصالح وقضايا يفترض الدفاع عن وجهة نظره فيها، منها ملف اللاجئين الفلسطينيين، ومواجهة خطر التوطين، والقرار 1559، وضرورة حل مسألة سلاح "حزب الله" بالحوار الداخلي، فضلا عن القضايا العربية التي يعنى بها لبنان، وخصوصا بعدما بات عضوا غير دائم ممثلا للمجموعة العربية في مجلس الامن.

وسألت مصادر الوفد المرافق انه اذا لم تطرح مثل هذه القضايا مع رئيس أكبر دولة مقررة في العالم، فهل تكفي مواجهتها بالخطب والكلمات؟

وأبدت مصادر سياسية لصحيفة "الحياة" استغرابها استباق الزيارة من قبل البعض بفتح النار عليها، "مع أن جدول أعمالها واضح وبرنامجها معروف ولا شيء يدعو الى القلق أو يستدعي التشويش عليها، خصوصاً أن سليمان تشاور بخصوصها مع الرئيس السوري بشار الأسد في زيارته الأخيرة لدمشق الشهر الماضي، إضافة الى أنه على تواصل دائم معه انطلاقاً من أن القضايا التي سيطرحها هي لمصلحة البلدين".

ونفت المصادر نفسها ما تردد من ان الفاتيكان كان وراء إقناع أوباما باستقبال سليمان، وأوضحت أن الأخير كان تبلغ من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته بيروت بأن أوباما يرغب في لقائه قريباً، وأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كررت هذه الرغبة الى أن حمل له سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد دعوة رسمية من الرئيس الأميركي. ولفتت المصادر الى أن سليمان سيركز في محادثاته على منع حصول اي حل في المنطقة على حساب لبنان، والدعوة الى سحب القرار الدولي 1559 الخاص بلبنان والمتعلق بسلاح "حزب الله" من التداول في ضوء تبني الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري للحوار الداخلي في شأنه، من ضمن البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

وسيشدد سليمان على رفض لبنان توطين الفلسطينيين والإصرار على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقاً للقرار الدولي الرقم 194، وسيطرح استكمال برنامج المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني من ضمن البرنامج الموضوع من القيادتين العسكريتين في البلدين. ورأت أوساط في الاكثرية في الانتقادات، ل "الحياة" بأنها تخفي رسائل الى سليمان الذي يحرص على تثبيت حضور لبنان ودوره في المحافل الدولية، ومحاولة لاستمالته الى خط هذه الاطراف ومواقفه، وان يكون طرفاً ضد آخر، مشيرة الى ان الرئيس سليمان ذاهب الى واشنطن محصن بحكومة نالت ثقة ساحقة، وعلى اساس بيان وزاري جامع، وان كان البعض سجل تحفظا على بعض بنوده.

ويغادر سليمان ظهر السبت الى واشنطن على رأس وفد يضم نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر ووزير الخارجية والمغتربين علي الشامي ووزير الدولة وائل أبو فاعور ووفدا اداريا وأمنيا. ويلتقي الرئيس باراك أوباما ظهر الاثنين في البيت الابيض. كذلك يلتقي في مبنى الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويستقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا أميركيين من أصل لبناني وأميركيين داعمين للبنان، فضلا عن المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات أميركية أخرى. كما يلتقي أفراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية. ويشار الى ان الزيارة تستمر الزيارة ثلاثة أيام. وهي الثانية لسليمان بعد زيارة مقتضبة قام بها في أيلول الفائت والتقى الرئيس السابق جورج بوش. 

 

آلان عون لـ "ليبانون فايلز": علاقتنا مع "أمل" تحالفية وتتوطّد مع "تيار المستقبل"

الجنرال ناقش مع الأسد ملفات مشتركة منها التوطين والخطر الإسرائيلي  

تخضع زيارة رئيس "تكتّل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون "المفاجئة" الى سوريا في توقيت يحتمل تأويلات شتى لكثير من التحليل والقراءة  قبيل الزيارة العتيدة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق، وبعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس ميشال سليمان إليها وقبل أيام من زيارته المرتقبة الى واشنطن والتي رشح أنها سببت له توترا لدى الجانب السوري. يعيد النائب آلان عون الزيارة الى "مواضيع مشتركة تهمّ البلدين، وشخصية سياسية مثل العماد عون لها موقعها الوطني تحتاج لتكون على اطلاع  المعطيات المتعلقة بالملفات المشتركة بين البلدين".  يضيف النائب عون:" إن سوريا هي شريكة أساسية في المنطقة وأعتقد أنه من الضروري وجود حدّ أدنى من الإطلاع والتنسيق السياسي بين البلدين وتقع الزيارة ضمن هذا الإطار، إذ بحث الطرفان في الملفات المشتركة وأبرزها التوطين والخطر الإسرائيلي وعوامل الإستقرار في البلدين، ولم تطرح أية ملفات داخلية لبنانية".

وما كان جواب الرئيس بشار الأسد في موضوع التوطين؟ يجيب عون:"  موقف سوريا واضح وهو رافض للتوطين، وهي تقف الى جانب لبنان في هذا الملفّ، وهي من البلدان التي تعتمد الممانعة ضدّ التسويات التي من المحتمل أن تكون على حساب الفلسطينيين والعرب في شكل عام".

إعتبرت بعض القراءات بأن الزيارة حملت رسائل موجهة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للقول له بأنه الرئيس لكن عون هو الزعيم المسيحي الأول، في ما جنحت تحاليل أخرى للقول بأن عون حثّ الأسد على الطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وقف البحث في الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، يجيب آلان عون:" هذه القراءات تخص أصحابها، وبالطبع فإن للزيارة دلالات على المستوى السياسي وهي توطّد العلاقة بين لبنان وسوريا وتطورها، ومن شأن أي طرف داخلي أن يقرأها كيفما شاء. نحن في "التيار الوطني الحرّ" لم نعتاد على منافسة أحد على محبة سوريا ولا على المزايدة في العداء معها، كما أننا لا نستقوي بأحد من الخارج ضدّ فريق داخلي، فهذا خارج إطار نمطنا ومبادئنا السياسية. نحن نجاهر بمواقفنا مباشرة أمام المعنيين في الداخل ولم نقصّر في أية مواجهة على المستوى السياسي وطرح الموضوع على هذا النحو ليس إلا من باب دقّ الإسفين مع أطراف داخلية".

يضيف عون: "ثمة تطوّر مستمر في العلاقة مع حركة "أمل" وهي علاقة تحالف سياسي لا تحتاج الى تدخّل خارجي. سوريا من جهتها لا تريد هذا النوع من العلاقات مع لبنان بل تطمح الى علاقة صداقة حقيقية". يصف عون العلاقة مع "تيار المستقبل" بأنها " في تحسّن مستمرّ وثمة تطوّر فيها منذ مرحلة التكليف الثاني وصولا الى الإتفاق مع العماد عون مما فتح أبواب علاقة مباشرة وأسقط بعض التحفظات والمآخذ الناشئة بسبب سوء الفهم، وتفتحت أعين الطرفين وخصوصا رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أدرك بأننا تيار سياسي شريك وفاعل وضروري في التعاون معه من أجل إنجاح الحكومة وأن الجميع يكسبون من خلال التعاون عوض التناحر". لا يرغب النائب عون في التطرّق الى شؤون التيار الداخلية إعلاميا مكتفيا بالقول لدى السؤال عن لجنة إعادة النظر في هيكلية "التيار الوطني الحرّ": "كثفت هذه اللجنة اجتماعاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية وستظهر نتائج عملها بعد فترة، ونحن نسير في الإتجاه الصحيح وثمة تغييرات ستكون مفيدة في المرحلة القادمة".

مارلين خليفة

 

الهجمة السوريّة: لبنان وبلمار والأهداف

نصير الأسعد، السبت 12 كانون الأول 2009

لا يخطىء النظرُ أبداً. ثمّة، للمرّة الأولى منذ ما سُمّي التقارب السوريّ ـ السعوديّ، هجمةٌ سوريّة "نوعيّة" في لبنان. وما يلفتُ فيها أنّها تحصل على مسافة أيّام من الزيارة التي كانت منتظرة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق. ثمثّلت الإشارةُ الابرز إلى الهجمة، في ما سُمّي الإستنابات القضائيّة السوريّة ضدّ شخصيّات سياسيّة وقضائيّة وإعلاميّة وأمنيّة لبنانيّة، تنتمي إلى الفريق السياسيّ "العام" للرئيس الحريري، أي إلى مرحلة ما بعد سقوط الوصاية السوريّة ونظامها الأمنيّ في آذار ـ نيسان 2005. وقد إقترنت "إشارةُ الإستنابات" بتعليق أتى على لسان النائب سليمان فرنجيّة، أبرز حلفاء النظام السوريّ، يدعو فيه الرئيس الحريري في ظلّ "المرحلة الجديدة" إلى "حُسن إختيار أصدقائه والمقرّبين منه" كما قال.

إلى ذلك، شكّلت "الإستناباتُ" مناسبةً لإنطلاقة متجدّدة لعدد من "الأبواق"، وهي إنطلاقةٌ الهدف السوريّ منها تذكير اللبنانيين بـ"الأدوات السوريّة" وبمرحلة سابقة..

والإيحاء بـ"عودة" سوريّة إلى لبنان.

على أنّ ذلك ليس كلّ شيء. فقد أعطى النظام السوريّ مجموعةً متزامنةً من الإشارات التي أراد من خلالها توجيه رسائل سياسيّة إلى "من يعنيهم الأمر" بأنّ سوريّا في صدد إدارة عمليّة تحكّم بالتوازنات اللبنانيّة، وبأنّها في صدد إعادة رسم المشهد اللبنانيّ.. وبأنّها عادت إلى عاداتها القديمة في لبنان.. وأحياناً كثيرة بالأدوات نفسها.

هكذا إذاً، فإنّ "الإستنابات" وإنفلات "الأبواق" والسعي إلى التحكّم بالتوازنات ورسم المعادلات.. كلّها إشاراتٌ واضحة إلى الهجمة السوريّة النوعيّة. لكأنّ النظام في سوريّا يقول: بعدَ أن إمتنعتُ فترةً عن التعطيل أو قلّلتُ منه، ومع أنّني إستفدتُ في لبنان بنسبة معيّنة، فإنّ الوقت قد حان كي أقبض أكثر.. وكي أضع شروطاً حول العلاقة بلبنان وكيفيّة التعاطي معه!.

إنّ وجهاً أوّل للهجمة هو تطلّع النظام السوريّ إلى مكاسب سياسيّة مضافة في لبنان تأكيداً على نفوذ سياسيّ مُستعاد.

بيَد أنّ قارئين سياسيين متعمّقين يعتبرون أنّ هناك ما يُضاف إلى تطلّع النظام السوريّ إلى تأكيد النفوذ في لبنان. وإذ يصفون الهجمة السوريّة بأنّها "متوتّرة"، يلفتون إلى تزامنها مع زيارة المدّعي العام الدوليّ دانيال بلمار إلى لبنان قبلَ أيّام.

في هذه الزيارة التي وضعها بلمار تحت عنوان رئيسيّ هو طمأنة ذوي ضحايا الإغتيالات والتفجيرات في لبنان إلى أنّ العدالة الدوليّة ستتحقّق بلا ريب، أبلغ المدّعي العام من إلتقاهم ـ وأعلنَ ذلك ـ أنّ التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر جرائم الإغتيال الأخرى يحرز تقدماً كبيراً، وانّ "الملّف" بات يتضمّن أدّلة قويّة عن الجهة الفاعلة والمتورَطين. وأكّد بلمار أنّ لديه عناصر إثبات وانّ العدالة ليست عرضة لأيّ صفقة سياسيّة. وشدّد على أنّ القرار الإتهامي سيصدر في "الوقت المناسب" على أساس معطيات "صلبة".

إنّ تزامن الهجمة السوريّة مع زيارة بلمار إلى بيروت وما أعلنه منها، دفع القارئين السياسيين المتعمّقين إلى الإشارة إلى رابط محتمل بين الأمرَين.

بكلام آخر، ثمّة من يرى مِن بين هؤلاء القارئين أنّ "الإستنابات" السوريّة ربمّا تكون خطوة أولى في مسار "قضائي"(!) سوريّ هدفه "ربط النزاع" مع الإدعاء الدوليّ في حال وجّه إتهامات إلى "أحد" في سوريّا، وأنّ الهجمة السوريّة ككلّ ـ أي بكلّ عواملها وعناصرها ـ هي تهديد بتصعيد سوريّ إنطلاقاً من لبنان.

تأسيساً على ما تقدّم، يصبحُ من الضروريّ ملاحظة وجود هجمة سوريّة نوعيّة أوّلاً والنظر إلى إستهدافاتها السياسيّة المباشرة شروطاً ونفوذاً في لبنان ثانياً وعدم إغفال الرابط المحتمل بينها وبين تقدّم الإدّعاء العام الدوليّ ثالثاً. غير أنّه يبقى سؤالٌ شديد الأهميّة. هل يمكنُ لهجمة سوريّة إنطلاقاً من لبنان وفيه أن تكون بلا حسابات إقليميّة لسوريّا بالمطلق؟ أي هل يمكنُ أن تكون خارج سياق إقليميّ معيّن، ولو غير مرئيّ تماماً الآن، كأن تكون سوريّا على خشية من تطوّرات إقليميّة ما مثلاً؟ وهل يمكن أن تكون بلا تداعيات إقليميّة أيضاً؟.

بإختصار: هل الهجمة السوريّة لبنانيّة المرامي والأهداف فقط؟.

 

الاستنابات السورية مسرحية تثير الاشمئزاز من أجل إشغال الناس عن المحكمة الدولية التي يبدو أنها أصبحت قريبة من إعلان القرار الظني"

الشيخ عمار: البند السادس من البيان الوزاري يتعارض مع 1701 ومع الطائف.. والغريب أن الدولة تعامل حاملي السلاح باستنسابية

جمال العيط، الجمعة 11 كانون الأول 2009

أوضح رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" علي الشيخ عمار أن "الجماعة امتنعت عن منح الثقة للحكومة بسبب عدد من القضايا التي لا تتلاءم مع مشروعها ورؤيتها ولا مع مستقبل لبنان"، لافتًا في حديث لموقع”nowlebanon.com” إلى أنه "على الرغم من كل التناقضات والخلافات السياسية حول عدد من القضايا وأهمها سلاح "حزب الله" في الفقرة السادسة من البيان الوزاري، كان واضحاً أن هناك شيئًا من التوافق المسبق على أن يبقى البيان الوزاري كما هو وأن يتمّ إعطاء الحكومة الثقة بطريقة غير مسبوقة".

الشيخ عمار أضاف: "بالنسبة للجماعة الإسلامية، فإنها لم تشارك في هذه الحكومة، ومن الطبيعي أن تبقى في صفوف المعارضة شأنها شأن مختلف الفرقاء السياسيين الذين ينبغي أن يكونوا في هذا الموقع لكي تستقيم الحياة البرلمانية في ظل حكومة توافقية، الأكثرية والأقلية مشاركتان فيها"، معتبرًا أنّ "البيان الوزاري لم يجد الحلول للواقع اللبناني، لا سيما بعد الذي حصل خلال السنوات الأربع الماضية التي كانت صعبة جداً بالنسبة لهذا البلد"، وأوضح في هذا السياق أن "الجماعة الإسلامية ترى أن هذه الحكومة وبيانها الوزاري تسوية موقتة ولم تصل لدرجة حل كل المشكلات التي يعاني منها لبنان والذي يسعى لأن يكون مجتمعه مستقراً تسوده هيبة الدولة والقانون".

وإذ عبّر عن خشية "الجماعة الإسلامية" من البند السادس في البيان الوزاري المتعلق بـ"سلاح "حزب الله"، رأى الشيخ عمار في هذا البند "مفارقة غريبة عجيبة بحيث يمنع فعل المقاومة عن فصائل مقاومة أخرى ويسمح به لبعض القوى المحسوبة على جهات سياسية وفئوية معينة"، متسائلاً في هذا الإطار: "هل من ثوابت استراتيجية المقاومة أن تكون تحت راية وعقيدة ومذهب واحد؟ ولماذا لا يكون كل السلاح في لبنان تحت رعاية وسلطة واحدة وهي سلطة الدولة اللبنانية لا غير؟".

الشيخ عمار الذي شدد على أنّ "الفئوية في المقاومة لا تتلاءم مع مقولة أن لبنان يريد أن يعمل ويدافع عن نفسه في مواجهة أي عدوان إسرائيلي"، سأل: "كيف تُمنع المقاومة عن بعض فصائل المقاومة الوطنية والتاريخية؟ ولماذا المقاومة حكرٌ على فريقٍ واحد؟"، مضيفاً: "هذا غير مفهوم إطلاقاً، ولا أحد من مسؤولي المقاومة أو "حزب الله" يبرر هذا الأمر لا في الوثيقة السياسية للحزب ولا خلال مناقشة البيان الوزاري لنوابه". ورأى في المقابل أن "الغريب هنا هو أن الدولة تعامل حاملي السلاح باستنسابية في لبنان، فهي تؤيد بذلك فريقًا ذا وجهة سياسية معينة، وتمنع ذلك عن فريق سياسي آخر له تاريخ حافل بالمقاومة ويُسجَن أفراده في السجون، الأمر الذي نراه معيبًا وغير مقبول".

إلى ذلك، لفت الشيخ عمار إلى أن "هناك تعارضاً واضحاً بين القرار 1701 والفقرة السادسة من البيان الوزاري التي تتناقض ايضاً مع اتفاق الطائف"، ورأى أن "هناك احتضاناً من قبل السلطات السياسية والأمنية والقضائية لبعض الذين يمتلكون مختلف أنواع السلاح تحت عنوان المقاومة ومواجهة الاحتلال والعدوان، وهذه السلطات نفسها تتصرف بطريقة مختلفة حيال الأطراف الأخرى"، داعياً في المقابل إلى "تفاهم بين مختلف الأطراف اللبنانية على آلية الخطة أو الاستراتيجية الدفاعية التي تحكم علاقة فصائل المقاومة مع السلطة اللبنانية". ولفت إلى أن "هناك فصائل كثيرة شاركت في الدفاع عن لبنان واعتُقل عدد من أفرادها من قبل قوات الاحتلال، وهذه المفارقة تحصل منذ أوائل التسعينات عندما كانت هناك سلطة أمنية ووصاية سورية، وما زالت الأمور كما هي حتى اليوم".

وفي الإطار نفسه تطرق الشيخ عمار إلى قضية "الموقوفين الإسلاميين الذين مضت سنوات طويلة على اعتقالهم من دون محاكمة"، وإذ سأل عن أسباب عدم محاكمتهم، أكد الشيخ عمار أن "هناك نسبة كبيرة منهم لا علاقة لها بأي حادث أمني أو غيره في لبنان"، داعياً القضاء إلى "بتّ الأمر سريعاً ومحاكمة المرتكب وإطلاق سراح البريء، وهذا حق دستوري وقضائي".

وعن الاستنابات القضائية السورية، رأى عمار أنها "مسرحية تثير الاشمئزاز، وهي تأتي من قبل أحدهم في الداخل من أجل تبرئة نفسه مما نُسب إليه من جرائم"، معتبراً أن "السلطات السورية تلقفت هذا الموضوع كما يبدو بارتياحٍ تام". وشدد على أنّ "هذه المسألة مرتبطة بمحاولة لذر الرماد في العيون من أجل إشغال الناس بعيداً عن المحكمة الدولية التي يبدو أنها أصبحت على مسافة قريبة من إعلان القرار الظني بالجرائم التي حصلت في لبنان، وبالأخص في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار".    

 

ثقة بالحريري ... أم بـ«حزب الله»؟

الياس حرفوش (الحياة)،

السبت 12 كانون الأول 2009

ستكون هناك تفسيرات كثيرة للظروف التي سمحت لحكومة سعد الحريري أن تنال الثقة النيابية بهذا الحجم العارم الذي نالته. لكن النتيجة واحدة. فبعيداً من الكلام المنمّق، دعونا نعترف أن المقاومة حقّقت لنفسها ثقة تفوق الثقة التي حققتها الحكومة. ذلك ان الثقة بالحكومة كانت طبيعية كون أكثرية النواب من صفّها، بينما الثقة بالمقاومة وسلاحها ومشروعها السياسي لم تكن مضمونة، خصوصاً أنها كانت على نقيض مع نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، التي كانت واضحة في كشف الموقف الحقيقي لأكثرية اللبنانيين من مشروع المقاومة ومن سلاحها.

هكذا تحولت اعتراضات النواب على البند السادس من البيان الوزاري الى ما يشبه الاصوات التي وضعتها اكثرية اللبنانيين في صناديق الاقتراع قبل ستة أشهر، أي الى اعتراضات جوفاء لا قيمة لها. ومثلما سيخضع اللبنانيون في عهد هذه الحكومة، وفي عهود لاحقة في المدى المنظور، لما لم يختاروه ولم يصوتوا له، هكذا فعل ممثلوهم أول من أمس في ساحة النجمة. فبعد الخطب العصماء التي تفوهوا بها ونقلتها الشاشات، رفعوا في النهاية أصابعهم بالموافقة على ما اعترضت عليه أفواههم في النهار ذاته. ولهذا بات يصحّ اعتبار كلمة النائب محمد رعد رئيس كتلة «حزب الله» في المجلس النيابي هي الرد الحقيقي على استفسارات النواب واستجواباتهم. فهو قطع الشكّ باليقين مؤكداً على «استمرار حق المقاومة ودورها في الدفاع عن لبنان»، ولم يسمح له تهذيبه ان يكمل العبارة بالقول: شاء من شاء وأبى من أبى!

على الأقل لم يصوّت نواب لبنان هذه المرة على نص سري كما فعلوا قبل أربعة عقود عندما صوتوا بالموافقة على «اتفاق القاهرة». هذه المرة كان النص واضحاً وعلنياً في إثبات شرعية سلاح له هويته الخاصة المستقلة عن الجيش والشعب معاً، كما ورد حرفياً في النص. وليست الهوية هي الخاصة والمستقلة وحدها. بل ان ظروف استخدام هذا السلاح غير خاضعة كذلك للنقاش الداخلي، وهو ما سبق أن أوضحته الوثيقة التي أصدرها «حزب الله» بعد مؤتمره الاخير وأكد فيها ان وظيفة المقاومة «ضرورة وطنية دائمة دوام التهديد الاسرائيلي ... ودوام غياب الدولة القوية القادرة». وطالما ان افتراض التهديد الاسرائيلي هو افتراض أبدي، ومثله غياب الدولة القادرة التي من الاسباب الطبيعية لقيامها انتفاء الحواجز المسلحة من وجهها، فإن مشروع المقاومة هو ضرورة دائمة! من حق نواب «حزب الله» والناطقين الاعلاميين باسمه أن يتباهوا بنتيجة التصويت على الثقة بالحكومة، وان يعتبروا الانتقادات التي سمعناها في خطب النواب من باب مخاطبة عواطف جمهورهم، لا أكثر ولا أقل، مثلما قال مرة نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. غير انهم يبالغون، ونكاد نقول انهم لا يقرأون التاريخ اللبناني جيداً، اذا اعتبروا ان التصويت في المجلس النيابي لا يتغير بتغيّر الأمزجة والأحوال. ألم يعد هذا المجلس ذاته عن اتفاقات سبق له ان صوّت عليها، واحياناً بالاجماع؟ أليست طريقة الغاء «اتفاق القاهرة»، الذي سبقت الاشارة اليه، مثالاً قريباً لمن يشاء أن يتذكر؟ أما وجه المقارنة، لمن نسمعه يسأل باستغراب ودهشة، فهو في أمرين: الأول أن «اتفاق القاهرة» فُرض على اللبنانيين وعلى نوابهم رغماً عنهم، ولم يكن لهم حياله أي حَول. والثاني أنه ظل يُعتبر تشريعاً لسلاح أخذ لنفسه هوية ووظيفة طائفتين في الداخل، ولم يحظَ بالتالي بثقة واسعة بين اللبنانيين، فأدى في نهاية الامر وبالطريقة التي استُخدم بها، الى الاضرار بمصلحة المقاومة الفلسطينية قبل غيرها، وهو ما بات يعترف به قادة الفلسطينيين انفسهم اليوم. من مصلحة المقاومة في لبنان أن تسعى، هي نفسها قبل معارضيها، الى تجنّب الامرين معاً: الى ازالة اللون المذهبي عن وجهها وعن وظيفتها، وهو لون صار بالغ الوضوح، ولا أدري كيف لها ان تستطيع ازالته، حتى لو شاءت. ثم السعي الى تحقيق أوسع إجماع بين اللبنانيين على أحقية سلاحها، ليس بتخويفهم منه، بل باقناعهم بجدواه، وبتفسير اسباب عجز الدولة (وهي دولة «حزب الله» أيضاً) عن الحلول مكانه.

 

لعبة الحكم بالإجماع : أي (احتواء) للحريري؟

رفيق خوري (الأنوار)، السبت 12 كانون الأول 2009

 ليس خارج المألوف أن يزدهر موسم التمنيات بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي بنفسه. فالبلد يحتاج الى ورشة عمل في كل المجالات. والناس تفضل في بداية الحديث عن مرحلة جديدة مملوءة بالوعود أن تتقدم التمنيات على التوقعات. حتى أصحاب الأدوار الظاهرة والخفية في التعجيز المتبادل والتعقيد المبرمج لتأليف الحكومة على مدى أشهر ثم في التصرف كأن التأليف (معجزة)، فأنهم يبالغون في تصوير المناخ التوافقي. وهم بالغوا من قبل في وضع الهموم والاهتمامات العادية للناس وراء لعبة الاستراتيجيات الكبيرة في الوطن الصغير، كأن دور (الساحة) هو قدره، وكأن اللبناني مجرد كائن استراتيجي.

لكن الوقائع تفرض نفسها. فما شهدناه خلال أزمة التأليف لم يصبح تاريخاً، وان جعل الانتخابات تاريخاً لا يقدم ولا يؤخر في لعبة السلطة. وما هو محل خلاف على أمور أساسية بقي في العمق وظهر حتى على سطح التوافق، بصرف النظر عن الثقة. فضلاً عن ان ما هو (غير مسبوق) ليس فقط الثقة بالاجماع تقريبا بل أيضا تجربة الحكم بالاجماع في نظام يسمّى ديمقراطيا وتكريس الاستثناء على أساس انه القاعدة. فلا شيء يوحي ان الحكومة التي جاءت بها موازين القوى مرشحة للعمل خارج تلك الموازين عبر اعطاء الأولوية لموازين المصالح بالمعنى الوطني، لا بالمعنى الطائفي والمذهبي ولا بالمعنى الاقليمي والدولي. ولا أحد يجهل ان ما ينتظرنا في كل قرار هو المساومة وفي كل تعيين هو المحاصصة.

ذلك ان حكومة ائتلاف شامل برئاسة سعد الحريري تبدو مصلحة أو رغبة لدى أكثر من طرف في الداخل والخارج. لكن عنوان اللعبة هو (احتواء) الحريري. لا لجهة الخلط الكامل للأوراق عبر الانتهاء من الاصطفاف السياسي بين معسكرين، بل لجهة الانتقاء في (التموضع) عبر تشديد التماسك لدى قوى 8 آذار وتوسيع هامش تحركها وتفكيك أو أقله هزّ التماسك لدى قوى 14 آذار. فاللعبة الاقليمية في المرحلة الجديدة تقضي بتنويع التحالفات مع القوى في لبنان، بحيث يحلّ الاحتواء محل المجابهة التي تستمر بوسائل أخرى. والجانب (الرمزي) في جلوس سعد الحريري على كرسي والده الشهيد رفيق الحريري بعد أربع سنوات على اغتياله تولى فيها فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة يقابله الجانب (العملي) المحكوم بتحولات سياسية في اتجاه مختلف عن اتجاه السنوات الماضية. ومن الطبيعي ألا يكون للسؤال عن نسبة النجاح أو الفشل في (الاحتواء) جواب واحد. فاللعبة على مراحل ومرتبطة بالواقعية الجديدة في لبنان والمنطقة. وحسابات اللاعبين واسعة ومتنوعة.

 

الأميركيون سيبحثون مع سليمان إنهاء الجناح العسكري لـحزب الله

أكدت معلومات صحيفة "النهار"، "ان ما يهم بعض المسؤولين الاميركيين العسكريين والامنيين أن تركّز الاجهزة اللبنانية المختصة على مكافحة الارهاب"، مشيرة إلى ان واشنطن مستعدة لمدّها بأحدث المبتكرات والاسلحة التي يمكن استعمالها وعلى اجراء دورات تدريبية للعاملين في هذا الحقل

من جهة ثانية، أشارت معلومات الصحيفة إلى أن نظرة الاميركيين الى "حزب الله" أشد قسوة، وهم من دون طلب اسرائيلي سيبحثون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال زيارته إلى واشنطن لإنهاء الجناح العسكري للحزب والتشديد على أهمية ان يعمل لبنان أكثر فأكثر مع المنظمة الدولية لتنفيذ قراري مجلس الامن 1559 و1701.

 

دمشق مستاءة من زيارة سليمان إلى واشنطن

كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت عبر صحيفة "النهار"، "أن دمشق محبطة من تباطؤ الانفتاح الاميركي عليها وعدم إرسال سفير أميركي جديد حتى الآن"، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد تحدث عن ذلك امام نظراء له من جهة أخرى أشار زوار دمشق للصحيفة، إلى "أن سوريا مستاءة من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى واشنطن في حين انها لم تحقق بعد الشيء الكثير في تجدد علاقاتها مع العاصمة الاميركية

 

لماذا قدّرت سوريا مواقف عون وهل زيارة صفير واردة ؟

دمشق تعود إلى اعتماد الإزدواجية في سياستها اللبنانية

النهار/اميل خوري     

قال وزير ونائب سابق تعليقا على زيارة العماد عون الثانية لدمشق، انه لا يصح معه القول "ما اشبه اليوم بالبارحة"، بل "ما ابعد اليوم عن البارحة"... فبعد "هز المسمار" في "حرب التحرير" يهز اليوم يد الرئيس الاسد ويشد عليها مرحبا وشاكرا بعد معانقة، وبعدما كان قد اشترط للانضمام الى "لقاء البريستول" تضمين البيان الذي سيصدر عنه "نزع سلاح حزب الله" ثم عاد واشترط لتأييد قوى 14 آذار الابقاء على هذا السلاح من اجل التحرير وان يكون جزءا من سلاح الدولة.

وبعدما كان يتهم سوريا بأنها وراء الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، اخذ يدعو الى انتظار التحقيقات وعدم استباق نتائجها...

لقد فضّل العماد ميشال عون سياسة التلوّن التي تقضي بها الظروف والتطورات واتهم من لا يتغير بتغير ما بالجمود والتحجر، لذا رفض ان يكون له لون واحد ثابت، بل ان يكون لكل حالة لون، وهذا هو فن سياسة الممكن او سياسة "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة"...

واذا صح ان العماد عون يعمل لدى سوريا على توجيه دعوة رسمية الى البطريرك صفير كي يسمع منه شخصيا ما يطمئنه في لبنان والمنطقة، فإن سيد بكركي الثابت في مواقفه الوطنية والتي لا تبدّل فيها لغايات سياسية او مصلحية، فان موقفه معروف وواضح من زيارة سوريا في الماضي وفي الحاضر. ففي الماضي اشترط ان يسبق الزيارة تعهد بانسحاب القوات السورية من لبنان، كي يكون لزيارته معنى ومبرر لدى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، لا ان تقتصر الزيارة على المجاملة وعلى شرب فنجان قهوة والقول: "عفا الله عما مضى"... وزيارة البطريرك صفير حاليا لدمشق تتطلب وعدا قاطعا بالمساعدة على قيام الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها وان لا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، فتكون سوريا بذلك قد ساعدت كما هو مطلوب على تنفيذ البند المهم من القرار 1701، وان تساعد ايضا على ازالة الاسلحة الفلسطينية خارج المخيمات وضبطه داخلها استكمالا لمتطلبات قيام هذه الدولة، وان تساعد كذلك على ترسيم الحدود بين البلدين بدءا بمزارع شبعا كي يصير في الامكان وضعها في عهدة الامم المتحدة بعد انسحاب اسرائيل منها، فلا يظل الجدل العقيم قائما بين اسرائيل التي لا تنسحب من المزارع ما لم تعرف ملكيتها وفقا للاصول، وسوريا التي ترفض ترسيم حدودها ما لم تنسحب اسرائيل منها... ألم تعلن سوريا بلسان غير مسؤول فيها انها مستعدة للمساعدة على تنفيذ ما يتفق عليه اللبنانيون، وها انهم اتفقوا على طاولة الحوار عام 2006 على المطالبة بكل ذلك، ولم تبادر سوريا الى تقديم المساعدة المطلوبة للتنفيذ ولا حتى الى اعطاء جواب واضح عن مصير اللبنانيين المفقودين او المعتقلين في السجون السورية.

اما قول الرئيس الاسد للعماد عون ان له الفضل في انتخابات الرئاسة وفي تشكيل الحكومة وقول المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان "ان مواقف عون وطنية وكانت جهوده دائما لمصلحة وحدة لبنان واستقراره ولمصلحة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وان هذه الموقف تحظى بتقدير كبير من قبل سوريا والرئيس الاسد"، فيعلّق الوزير والنائب السابق على ذلك بالقول: ان تقدير الرئيس الاسد لمواقف عون هو تقدير في محله، ذلك ان العماد ميشال عون عطل الانتخابات الرئاسية وحال دون اجرائها في موعدها الدستوري، على اساس اما ان يكون هو الرئيس او لا رئاسة، وبعد الاتفاق على ان يكون العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية كونه ليس من 8 ولا من 14 آذار، استمرت ازمة انتخابه رئيسا مدة ستة اشهر ورفض العماد عون ان يتبنى تكتله هذا الترشيح ويدعو نوابه الى حضور الجلسة تأمينا للنصاب، وقد كان هذا من الاسباب التي حملت النائب ميشال المر على الانسحاب من التكتل.

الى ان كان ما كان في اتفاق الدوحة... ورفع العماد عون سقف مطالبه لعرقلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مدة خمسة اشهر باصراره ليس على عدد الوزراء الذي يطالب به، بل على اختيار الحقائب ايضا وان يعود صهره جبران باسيل وزيرا للاتصالات من دون سواها... وهو ما اعتبرته سوريا مواقف وطنية اشادت بها وقدرتها لانها تصب في "خدمة" لبنان.

فرد عون على ذلك معربا عن تقديره لمواقف الاسد "وحرصه على سيادة لبنان ووحدته واستقلاله". فيا ليت عون كان لديه هذا الشعور من قبل لوفّر على لبنان واللبنانيين تحمّل عواقب "حرب التحرير" وبعدها عواقب "حرب الالغاء" وما خلّفتا من خراب ودمار وجعلا الطرف المسيحي يذهب الى مؤتمر الطائف مهزوما عسكريا وسياسيا، ويوافق مكرها على تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية.

والسؤال الذي يطرح في الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية تعليقا على زيارة العماد عون الثانية لدمشق هو: هل عادت سوريا الى عادتها القديمة في اعتماد "الازدواجية" في سياستها فتكون مع الدولة ورئيسها وفي الوقت نفسه مع اصدقائها وحلفائها في لبنان حتى لو كان بعضهم خصم الدولة؟

وهل تظل تمارس بنجاح وتفوق سياسة اللعب على الحبال وعلى التناقضات في لبنان لتبقي اللعبة في يدها، ولتظل قادرة على ادارتها كيفما تشاء وبحسب الظروف والتطورات؟

الواقع ان هذه الازدواجية في السياسة السورية كانت تمارسها في الماضي مع الرئيس رفيق الحريري حينا ومع الرئيس لحود حينا آخر وكانت تفصل في خلافاتهما لصالح هذا او ذاك وكثيرا لصالح لحود، وهي كما يبدو تعود الى ممارسة السياسة نفسها فتنصّب العماد عون زعيما اول للمسيحيين في وجه زعماء المسيحيين في 14 آذار الى ان يقتنعوا بجدوى عودتهم الى بيت الطاعة ليصبح الجميع داخل هذا البيت... ووضعه ايضا في وجه الرئيس سليمان عندما تدعو الحاجة، وفي وجه الرئيس الحريري كلما خرج عن الخط المرسوم له، او لامس بقراراته ومواقفه الخط الاحمر، وبعدما وضعت سلاح "حزب الله" في وجه الجميع الى ان يزول الخطر الاسرائيلي ليس عن لبنان فحسب بل عن المنطقة...

 

انتقادات حلفاء دمشق لزيارة سليمان عنوان الرسالة

لبنان مجدداً ساحة الحسابات السورية حيال واشنطن

النهار/روزانا بومنصف     

اذا صح ان رئيس الحكومة سعد الحريري يزور العاصمة السورية مطلع الاسبوع المقبل، وعلى الارجح الاثنين، اي في اليوم نفسه لاستقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره اللبناني ميشال سليمان، او حتى لو تمت الزيارتان الرسميتان اللبنانيتان لدمشق وواشنطن في وقت متقارب، فان الامر ينطوي في رمزيته على ما ينبغي ان يكون عليه لبنان من حيث الامساك بالعصا من وسطها وفق مصادر سياسية معنية، مع انه ثمة انزعاج من ان يكون للبنان هذا الطابع المتوازن والرغبة في تحول ارجحيته السياسية كليا نحو الارتماء في حضن سوريا مجددا وفق ما يوحي كثر في المرحلة الحالية. وهناك حلفاء لسوريا ممن دأبوا اخيرا على مهاجمة الرئيس سليمان وانتقاد زيارته لواشنطن وفق ما قالوا به علنا وفي المجالس الخاصة، يأملون ان تطغى الزيارة المرتقبة للحريري سياسيا واعلاميا من حيث رمزيتها الكبيرة بالنسبة الى دمشق، على زيارة واشنطن، وان تفرغها من مضمونها المحلي على الاقل والعملاني في المديين القريب والبعيد نسبيا.

فالعاصمة السورية في ظل إحباطها من تباطؤ الانفتاح الاميركي عليها وعدم إرسال سفير أميركي جديد اليها حتى الآن، وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت قالت ان الرئيس السوري تحدث عن ذلك امام نظراء له. وسعت دمشق الى توجيه رسائل الى واشنطن اولا عبر مهاجمة حلفائها الرئيس سليمان وانتقاده علنا لاسباب عدة في مقدمها الزيارة لواشنطن، علما ان دمشق مستعجلة لاعادة العلاقات مع العاصمة الاميركية، ثم عبر تحديد مواعيد لمسؤولين لبنانيين لزيارتها كزيارة العماد ميشال عون والزيارات المرتقبة لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وقبل الجميع الرئيس سليمان، من أجل ان تقول للعاصمة الاميركية انه فيما تضع واشنطن لبنان بندا اول في جدول اعمالها مع سوريا لجهة مطالبة الاخيرة بترسيم الحدود ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واحترام سيادة لبنان واستقلاله، فان المسؤولين اللبنانيين باتوا يتعجلون زيارة دمشق وهم لا يفاتحونها في هذه المسائل بل يتجاوزون حتى الاصول الديبلوماسية عبر سفارتي البلدين، والتي كانت شرطا من شروط واشنطن. وتاليا لا داعي لاهتمام واشنطن المبالغ فيه احيانا، رغم تراجعه الى حد كبير عما كان في الاعوام الاخيرة، أقله في وجه سوريا. ثم ان زيارات السياسيين اللبنانيين توحي أن صدقية هؤلاء تسقط ازاء الغرب اذا كانت هذه الزيارات ترمي مجددا الى السعي للاحتكام الى سوريا في الخلافات الداخلية.

ويقول زوار لدمشق اخيرا انه يسوء سوريا جدا ان يزور سليمان واشنطن في حين انها لم تحقق بعد الشيء الكثير في تجدد علاقاتها مع العاصمة الاميركية، وتطمح الى أن تستعيد موقع المرجعية بالنيابة عن لبنان في اي حوار لها مع الولايات المتحدة، وهذا الاستياء ذريعته وفق ما فهم ان الولايات المتحدة بعيدة وهناك مشاكل اكثر اهمية في المحيط المباشر تتطلب المعالجة. وهي تستقوي بما بات يعتبره حلفاؤها في لبنان أرجحية في الميزان الاقليمي لمصلحتها نتيجة اعتبارات متعددة، تحاول أن تكسب بالنقاط وعلى الارض ايضا.

ودمشق كانت دوما تستخدم الساحة اللبنانية لمخاطبة الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة، وتحاول العودة الى الاسلوب نفسه، وقد اعطى النظام السوري اخيرا، بالنسبة الى عارفيه عن كثب وزواره، نماذج عدة تشير الى انه لم يتغير اطلاقا وان غيّر بعض اساليبه في التعامل مع متطلبات الدول الغربية من اجل فك العزلة الدولية عنه او سياسته الخارجية من دون طريقته في تعاطي الامور. وقد كانت الاستنابات القضائية جزءا من هذا الاسلوب الذي يتجدد. ومع ان دمشق تدرك جيدا ان انتقاداتها عبر حلفائها لن تمنع زيارة سليمان لواشنطن لانها ربما تزيد امكان التباعد بدلا من تقليصه، فهي تحاول فرض منع التوازن السياسي الذي يجريه لبنان ومحاولة فرض احادية مرجعيتها او اولويتها كما كان الامر في السابق. وهذا الامر برز في ادائها لدى انتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن، ولم تخف ان الرئيس بشار الاسد بحث مع الرئيس سليمان ابان زيارته المفاجئة له قبل شهر تماما، في عضوية لبنان في المجلس على نحو فاجأ كثراً، باعتبار ان هذه النقطة كانت نافرة في سياق الكلام الرسمي المعتاد الذي لا يكشف شيئا.

وينبغي الاقرار بأن الانتقادات التي وجهت الى رئيس الجمهورية أخيرا قد اربكته وفق ما تقول مصادر معنية. لكن ذلك يجب ألا يدفعه الى اقفال الابواب التي كانت فتحت امام لبنان على الصعيد الدولي او الاقليمي. ففي ذلك مخاطرة سيتحمل شخصيا مسؤوليتها التاريخية أكانت زيارة واشنطن مثمرة في نتائجها المباشرة او الفورية أم غير مثمرة، علما انه يعتقد ان إثارة المواضيع التقليدية التي لا جدوى من اثارتها مع الادارة الاميركية تجعل نتائجها عقيمة. ومن المهم ابقاء تواصل لبنان مع كل دول العالم خصوصا الدول المؤثرة، فلا يقفل ابوابها، في حين يسعى آخرون، بل يستميتون في محاولة فتح هذه الابواب امامهم، اكانت اميركية ام غير اميركية. فحملة الانتقادات، الى جانب الزيارات اللبنانية لدمشق وتوظيفها سياسيا، ترمي الى اعادة لبنان الى ما قبل عام 2005 بكل المعايير. ويتوقع ان تتكرر المحاولات المماثلة عند كل مناسبة تشي بممارسة لبنان لعبة سياسية مستقلة بمعزل عن دمشق وخارج إطارها.

 

التخوّف من اعتداء إسرائيلي خفّف اندفاعة "حزب الله" وأنتج إجماعاً نيابياً على طيّ الخلافات مرحلياً

هيام القصيفي/النهار

ثقة الـ121 نائبا التي نالتها الحكومة الاولى للرئيس سعد الحريري، لم تكن ثقة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة بقدر ما كانت شبة اجماع على التباين الذي يبلغ حد الاختلاف التام بين مكونات الحكومة. والتباين بين مختلف التيارات السياسية الممثلة في معظمها في الحكومة ظهر في نقاط خلافية متعددة من سلاح المقاومة الى الغاء الطائفية السياسية الى المحكمة الدولية وصولا الى بعض العناوين الاقتصادية.

 ولا تلغي الثقة جوهر بقاء الخلاف على قدمه، لان اولى بديهيات الاجماع ان يكون ايجابيا، ولو كان كذلك لما استمر تعطيل الحكومة اكثر من خمسة اشهر. ولو كان التفاهم السعودي – السوري سبب هذا شبه الاجماع، لكانت شكلت الحكومة حين اقر مبدأ تقسيمها وفق معادلة 15-10-5، ولما كان الحريري اعتذر بعد التكليف الاول ثم عاد ليقبل مجددا تكليفه وترؤسه اولى حكوماته. وتؤكد لـ"النهار" مصادر سياسية رفيعة واخرى معنية بالشأن الامني ان "حزب الله" لا يزال يتعامل بجدية مطلقة مع الرسالة الواضحة التي تبلغتها الدوائر الرسمية اللبنانية عشية تشكيل الحكومة عبر قنوات ديبلوماسية رفيعة، عن توجه اسرائيلي واضح لعمل عسكري ضد لبنان. وتشير الى ان هذا التبليغ كان السبب الاول والاخير وراء التعجيل في تشكيل الحكومة التي اعلنت في التاسع من تشرين الثاني الماضي. جاء التبليغ قبل ايام قليلة من صدور التشكيلة الحكومية، وكان الانذار الغربي حول النية الاسرائيلية جديا الى درجة استنفرت جميع النافذين عربيا واقليميا ودوليا لتكيثف الجهود من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة، نتيجة خوف هولاء من تسارع التطورات الاقليمية، من العراق الى الملف النووي الايراني الى اليمن، فتنتفي بذلك العناصر المكونة لحماية لبنان من خضة امنية غير معروفة النتائج.

وتروي مصادر قيادية رفيعة في المعارضة انه بعد اتصالات في الربع الساعة الاخير، اي في عطلة الاسبوع التي سبقت تأليف الحكومة، تبلغت القيادات جديا معلومات عكست تخوف "حزب الله" من حجم العملية، وهو ما دفعه الى تكثيف اتصالاته بحلفائه من اجل تعجيل التأليف. ورغم ان بعض قيادات المعارضة المسيحية لم يعر هذه الاحتمالات اهتماما، كانت حجة الفريق الشيعي اقوى، الامر الذي ترجم بحركة مكوكية بين الرابية وعين التينة وبئر العبد وسوريا لتشكيل الحكومة بمن حضر، وبتنازلات متيسرة من اجل انجاز الامر في سرعة قاربت تلك التي انجز فيها اتفاق الدوحة.

وازن "حزب الله" وخلفه ايران، بين سلبيات الفراغ الحكومي اذا حدث اي عمل عسكري اسرائيلي، وايجابيات انضمامه الى الحكومة، فرجحت كفة الميزان بالمشاركة ولو بالحد الادنى ومن دون وضع اي شروط على نوعية الحقائب التي يريدها، وخصوصا ان ثمة ملفات امنية مقبلة عليها الحكومة، والحزب معني بها، سواء من خلال التعيينات الامنية او حتى في استمرار وضع اليد على شبكة الاتصالات التي كانت السبب وراء حوادث 7 ايار 2008، والتي لا يمكن الحزب ان يفرط بها في خضم التهديدات الاسرائيلية.

كان قرار المشاركة اهم، وخصوصا ان واشنطن كانت رفعت سقف تحذيرها من مغبة مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة، حتى ان احد التقارير الامنية الاميركية اعتبر ان الحريري، الذي ربح الانتخابات النيابية مع فريق الاكثرية، لم يعد مواليا للغرب الا على الورق، بمجرد قبوله بمشاركة الحزب في حكومته رغم التحذيرات والحملة الاميركية على ناشطين في "حزب الله" ومناصرين له في الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتهمة تمويل الحزب.

اعاد "حزب الله" حساباته وفقا لما حدث بعد حرب تموز التي ادارت فيها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مفاوضات شاقة وصعبة، ادت الى استصدار القرار 1701 وذهاب الجيش الى الجنوب للمرة الاولى. لم يوقف القرار الدولي الحرب ولم يعلن وقف النار بل اعلن وقف الاعمال العدائية، لكن هذا القرار بما يحمله من ايجابيات وسلبيات سمح للحزب باعادة التقاط انفاسه، واعادة بناء مؤسساته العسكرية والامنية التي تهدمت بفعل القصف الاسرائيلي. وهذا كله جرى بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة آنذاك، من اجل وقف آلة الدمار الاسرائيلي.

خرج الحزب من الحكومة اثر حرب تموز، بعدما ابتعد الخطر الاسرائيلي المباشر. لكنه اليوم يقف على مفترف طرق يدرك خطورته، وهو اكثر من يأخذ على محمل الجد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة، التي توجت بتصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحميل الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية اي عمل ضد اسرائيل. وثمة من يعتبر ان كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي عشية عيد الاستقلال عن جهوز الجيش للرد على اي عدوان اسرائيلي، صبت في اتجاه الجو الذي كان يعيشه الحزب والمؤسسات الامنية نتيجة التهديدات الاسرائيلية التي تخطت في لحظات معينة الكلام الاعلامي لتصل الى الرسالة المباشرة.

نال "حزب الله" من خلال تشكيل الحكومة، التي لم يحصل فيها على حصة مرموقة، ما لم ينله اي طرف داخلي، والاجماع على البيان الوزراي في جلسة الثقة اعطاه الامان الذي يطلبه في مرحلة حساسة ترصده فيها مختلف الدوائر المعنية بلبنان. فوثيقة الحزب السياسية لقيت اهتماما ملحوظا من الدوائر الديبلوماسية التي كانت معنية بالحصول عليه مترجما منذ اللحظات الاولى لصدوره، ومحاولة تلمس مغزى توقيتها وتداعياتها على الوضع الداخلي اللبناني. وهذا الاهتمام يتعدى ايضا موضوع علاقة الحزب بسوريا وايران، وسلاح الحزب الذي نقله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله من الحكومة الى طاولة الحوار، ليطول وضع الحزب الداخلي. وتبدي هذه الدوائر اهتماما لافتا بالملف منذ ان تفجرت قضية صلاح عز الدين، وصولا الى قضية المخدرات في الضاحية الجنوبية وحتى دخول الامن الداخلي هذه المنطقة التي كانت محرمة على أي وجود شرعي رسمي، ودور الحزب في الداخل وعلاقاته مع القوى السياسية.

والحزب الذي ينصرف، قبل مؤتمره التنظيمي الاخير وبعده، الى معالجة امور بيته الداخلي، يحتاج في هذه المرحلة الى حماية ظهره حكوميا، وترتيب علاقته بدمشق وبايران، وتمتين شبكة الامان الداخلية حول الاحتمالات التي يمكن ان تنتج من اي تدهور اقليمي وتنعكس في لبنان.

فالتقارير الامنية الغربية بدأت تصعد وتيرة الكلام على دور للحزب في معارك اليمن بعد العراق وفلسطين ومصر، وتتحدث عن الدور السوري في كشف ملابسات السفينة "فرانكوب" التي تقول اسرائيل انها كانت متوجهة من ايران الى "حزب الله"، الامر الذي يجعل الحزب محاطا بكمية من العوامل الخارجية يحتاج معها الى فكفكة الالغام الداخلية بالحد الادنى. وقد يكون ذلك احد الاسباب التي جعلت مداخلات نواب الحزب في المجلس خلال جلسة الثقة اقل المداخلات توترا ومحصورة في بند وحيد، هو اصلا محال على طاولة الحوار.

احتاج "حزب الله" الى فترة استراحة ومرحلة انتقالية، قبل استشراف مراحل التوجه الاسرائيلي، مثلما احتاجت اليها السعودية التي لم تستطع منذ اكثر من شهر حسم عملياتها العسكرية مع الحوثيين، فنتجت حكومة وحدة وطنية باجماع مئة وواحد وعشرين نائبا، اتفقوا على طي الخلافات مرحليا وتخفيف حدة التشنجات والانتقال مجددا الى مرحلة الانتظار.

 

تركيز سوري على أهمية زيارة الحريري و"رمزيّتها"

دمشق: مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية

النهار/سمير منصور     

في موازاة جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة في مجلس النواب والتي تتسم بالهدوء نتيجة طبيعية لقيام "حكومة اتحاد وطني" تشارك فيها جميع الكتل النيابية، تبقى الانظار شاخصة الى مرحلة ما بعد نيل الحكومة الثقة المتوقعة بشبه اجماع غير مسبوق، وتحديداً الى الزيارة المفصلية لرئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق والتي لا مبالغة في وصفها بـ"التاريخية" لانها ستكون بمثابة مصالحة تاريخية بين الحريري والقيادة السورية خلال لقائه المرتقب الرئيس بشار الاسد. ولأن الزيارة كذلك، فمن الخطأ ادراجها ضمن جولة عربية يعتزم الرئيس الحريري القيام بها بعد نيل حكومته ثقة مجلس النواب.

وفيما تستمر التحضيرات للزيارة في بيروت ودمشق – وليس سراً الدور الذي اضطلعت به ولا تزال المملكة العربية السعودية في هذا المجال – فإن ثمة مزيداً من الرسائل المتبادلة بين الحريري ودمشق، وقد عبّرت عنها مواقف سياسية متبادلة كان آخرها امس من بيروت، عبر الفقرة المتعلقة بمستقبل العلاقات – اللبنانية السورية في البيان الوزاري للحكومة والذي تلاه الحريري في مستهل جلسات الثقة واكد فيه ان الحكومة "تتطلع الى الارتقاء بالعلاقات الاخوية اللبنانية – السورية الى المستوى الذي تفترضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة"، وبدا واضحاً انها تركت ارتياحاً لدى القيادة السورية.

ومن دمشق، من خلال استباق الزيارة المرتقبة واعتبارها "اكثر من ممتازة" وفق مصادر سياسية سورية، اكدت في الوقت نفسه ان التحضير للزيارة "يتم خارج الأطر المتعارف عليها رسمياً وانها تسير بوتيرة متسارعة وإن بدت هادئة ظاهرياً".

والملاحظ ان مصادر في دمشق اعلامية وسياسية ذات صلة بالقيادة السورية، تعكس منذ مدة اجواء ايجابية وتمهد لزيارة الحريري بالتركيز على اهميتها ورمزيتها، وقد اختصرها احد هذه المصادر بعبارة جاء فيها: "الرئيس سعد الحريري في سوريا هو الحدث في ذاته، والباقي تفاصيل".

ومما جاء في عرض لأجواء دمشق قبل ايام من زيارة الحريري وحسب موقع "سيريا نوبلز نيوز" الالكتروني: "ايام قليلة باتت تفصلنا عن موعد الزيارة حسبما يجزم المصدر السياسي الذي ينقل عن القيادة السورية ارتياحها للاجواء والتحضيرات الجارية ويتحدث عن مسعى سوري الى تذليل كل العقبات التي من الممكن ان تعكر صفو الزيارة، متحدثاً عن وجود مصلحة لدى سوريا لأن يتم تمهيد طريق الحريري بشكل سلس يساعده على القيام بخطوته وهو مرتاح. وترغب سوريا في ان تكون علاقتها مع رئيس الحكومة طبيعية بحيث يكون بينهما تنسيق متواصل حول الامور المشتركة بين البلدين. ويستبشر خيراً بالمؤشرات الايجابية التي ظهرت الى اليوم والتي كان من بينها الحديث عن علاقات اخوية بين لبنان وسوريا في البيان الوزاري واغفال التطرق الى القرار 1559".

وحسب التوصيف السوري فإن "للزيارة رمزيتها لدى القيادة السورية التي تكرر امام زوارها نيتها تسهيل مهمة الحريري بعد ان تتعرف منه الى رؤيته للعلاقات اللبنانية – السورية بكل تفاصيلها" وان "نجاح هذه الزيارة او عدمه يؤشر الى مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا، وبعدها ستطلق صفارة الانطلاق في جردة حساب للعلاقات الثنائية واتفاق التعاون والتنسيق الموقعة بين البلدين ولو جاء من يقول لسوريا ان الرئيس الحريري متمسك بالمعاهدة والاتفاقات المنبثقة منها".

وفي اشارة واضحة الى حذر لا يزال قائماً في دمشق، تحاذر المصادر السورية الاغراق في التفاؤل او المبالغة في استباق نتائج الزيارة، وإن بدت مطمئنة الى ان "المساعي الاقليمية مهدت لها، فإن القيادة السورية تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اللبنانية وتعوّل على زيارته، لكنها في الوقت عينه لا تزال تتخوّف من وجود اصوات داخل لبنان تطوّق تحركه تجاه سوريا". وتضيف: "ان زيارة الرئيس سعد الحريري ستدشّن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات اللبنانية – السورية معطوفة عليها رغبة عربية ودولية في دعم القيادة السورية للبنان، وهو ما سينعكس ايجاباً في التعاطي بين الطرفين". واذ تتحدث المصادر نفسها عن "صفحة جديدة فتحتها سوريا مع لبنان" وتبدي "رغبة في الانفتاح على الجميع"، فإنها في المقابل تحاذر "من وجود حلفاء يكونون عبئاً عليها كما حصل في الماضي، كما ان علاقاتها مع الآخر انما تنطلق من مدى التقائها معه على الثوابت" وان "وجود حلفاء لديها من طائفة معينة لا يلغي انفتاحها على آخرين لهم وزنهم في الطائفة نفسها، ومصالح الدول لا يمكن ان تتوقف عند حدود اشخاص". وتكشف انه "بدءاً من اواخر الاسبوع المقبل سيصار الى تحديد موعد الزيارة المرتقبة، والقيادة السورية تريد استباقها ببث اجواء ايجابية كعامل مشجّع على حصولها، لكنها في الوقت عينه ستكون مستمعة الى ما سيقوله ضيفها اللبناني الذي هو في بداية الامر ونهايته رئيس حكومة لبنان وابن رفيق الحريري وما الى هنالك من عوامل يأخذها السوري في الاعتبار في التعامل معه".

 

السلام مع سوريا يقلِّص نفوذ إيران ويساهم في تغيير وجه الشرق الأوسط

النهار/رندى حيدر/ تتابع الصحف الإسرائيلية احتمالات عودة المفاوضات مع سوريا وذلك في ضوء عاملين مهمين: التصويت الأخير للكنيست الإسرائيلية على قانون اخضاع أي انسحاب مستقبلي  لاستفتاء شعبي، وتشديد دمشق على مطالبتها بتعهد إسرائيلي مسبق بالإنسحاب من كل هضبة الجولان قبل الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن  رئيس معهد "دايان" البروفسور أيال زيسار تحليله للأسباب التي دفعت دمشق الى الإصرار على الحصول على تعهد مسبق بالإنسحاب من الجولان، فقال: "السبب الأول تقدير سوريا أن توجه حكومة نتنياهو ليس نحو السلام، لذا فإن اضاعة أشهر على المفاوضات من دون الإتفاق على الإنسحاب الشامل (مثلما حدث في مفاوضات 1993-2000) لا يخدم في شيء مصلحة السوريين  بل على العكس سيضر بصدقيتهم وبمكانتهم في العالم العربي. كما أن هناك تفسيراً لرفض الوساطة الفرنسية. فنظراً الى معرفة السوريين بعدم جدية نيات نتنياهو السلمية، فهم لا يريدون زعزعة علاقاتهم بالإتراك ما داموا لن يحصلوا على شيء، ناهيك بأن الموافقة على الوساطة الفرنسية اليوم معناها البدء من الصفر، في الوقت الذي يعرف الأتراك بدقة أين توقفت المفاوضات، وبهذه الطريقة يتوثق تحالفهم مع الأتراك.

من المحتمل أن يكون السوريون مستعدين للقبول بوساطة أميركية شرط  أن تحصل الولايات المتحدة على تعهدات إسرائيلية بالإنسحاب الشامل من هضبة الجولان، ولكن حتى الآن يبدو الموضوع بالنسبة إليهم مضيعة للوقت".

وفي اعتقاد زيسار أن العلاقة بين سوريا وإيران هي اليوم ذات أهمية استراتيجية كبرى، وليس من المتوقع أن يؤدي السلام مع سوريا الى انقطاعها الكامل. ومع ذلك يرى أن دمشق لا ترغب في خوض الحروب عن طهران والعكس صحيح. ولكن في حال تقدمت المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وأظهرت الاولى استعدادها للإنسحاب من الجولان، فإن علاقة سوريا بإيران ستفتر، وقد يتوقف تهريب السلاح منها الى "حزب الله.

وختم: "في الوقت الراهن، وفي ظل ظروف الطرفين، لا يبدو اتفاق السلام مع سوريا أمراً واقعياً، علماً ان تحقيق السلام سيؤدي الى تغيير وجه الشرق الأوسط. ومعادلة محور الشر في مقابل محور الإعتدال ستشهد تغييرات جذرية ستؤدي الى تقليص قوة إيران". وكان المعلق يوئيل ماركوس في صحيفة "هآرتس" وصف الحديث عن المفاوضات على المسار السوري بأنه "موسمي"، وكتب: "في كل مرة تصل فيها المفاوضات مع الفلسطينيين الى حائط مسدود، يتذكر زعماؤنا الحاجة الى التوصل الى اتفاق مع سوريا. واليوم الرئيس الأسد هو الذي يدعو الى ذلك، وتصلنا رسائل مباشرة من أردوغان ومن ساركوزي في هذا الشأن، والثمن لم يتغير. وهناك سلة مليئة بالاقتراحات البعيدة المدى. ولكن ليس هناك شيء بسيط لا تقوم إسرائيل بتعقيده. واليوم هناك قانون الاستفتاء الشعبي. ففي الديموقراطيات الشعبية ليس ثمة استفتاء للرأي العام يمكن أن يحل محل الحكومة والكنيست".

 

لماذا استقبلت دمشق عون قبل استقبال واشنطن سليمان ؟

بقلم سليم نصار/النهار

يغادر بيروت اليوم السبت، الرئيس اللبناني ميشال سليمان متوجها الى واشنطن تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله مع الوفد المرافق يوم الاثنين المقبل.

ويستدل من مراجعة برامج الرحلات الخارجية لأحد عشر رئيسا لبنانيا، ان امين الجميل كان الرئيس الوحيد الذي زار واشنطن رسمياً بدعوة من الرئيس ريغان. ويقول مؤرخو تلك الحقبة ان الورطة العسكرية الاميركية في لبنان كانت الموضوع البارز في محادثات تكررت مرتين، خصوصا قبل الغاء "اتفاق 17 ايار".

الرئيس سليمان فرنجية سافر الى نيويورك لدعم موقف ياسر عرفات اثناء زيارته التاريخية للأمم المتحدة في خريف 1974. وكان هنري كيسينجر قد سعى بواسطة السفارة الاميركية في بيروت الى اقناع فرنجيه بالاعتذار عن المشاركة لأسباب تضر بسمعة اسرائيل. وكان من نتيجة هذا التدخل ان ازدادت رغبة فرنجيه بالحضور، خصوصا ان تكليفه جاء بطلب من زعماء الدول العربية. وفوجىء الرئيس اللبناني في مطار نيويورك بالمعاملة السيئة التي مارسها رجال الجمارك بواسطة كلابهم، الامر الذي أغضبه وشجعه على الغاء الرحلة. وكاد استفزاز جمارك نيويورك يحقق هدف كيسينجر لولا تدخل وزير الخارجية فيليب تقلا الذي نصحه بتجاوز هذا "المقلب" المدبر.

الرئيس الياس سركيس تلقى دعوة رسمية من واشنطن اثناء احتدام المعارك بين الميليشيات المسيحية والمقاومة الفلسطينية. وحمل الدعوة السفير الاميركي باركر يوم بلغه ان الرئيس مصرّ على الاستقالة (تموز 1978). وتمنى عليه الا ينفذ تهديده لأن فراغ الرئاسة يدخل لبنان في المجهول. وبعد توسط عدد من زعماء الدول العربية والاوروبية، تراجع سركيس عن قرار الاستقالة، مشترطا تلبية دعوة واشنطن بعد استقرار الوضع الداخلي. ولكن الوضع الداخلي الامني ازداد عنفا واضطرابا، الامر الذي منع سركيس من مغادرة القصر الجمهوري.

زيارة الرئيس رينه معوض السرية لواشنطن لم يعلن عنها في حينه لأنها تمت على هامش اجتماعات مؤتمر الطائف. وقد اقتصر اللقاء السريع مع الضيف الذي وصل على متن طائرة خاصة، على ثلاثة من كبار موظفي الادارة. ومع اغتيال الرئيس معوض، دفنت اسرار ذلك اللقاء الذي ساهم في وصوله الى كرسي الرئاسة.

الرئيس جورج بوش الاب استقبل الرئيس الياس الهراوي مع رئيس الحكومة آنذاك عمر كرامي ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني، اثناء حضورهم جلسات الجمعية العمومية في نيويورك. وفي هذا الاطار لا يجوز وصف اللقاء بأنه استجابة لدعوة رسمية من واشنطن.

اما الرئيس اميل لحود فقد اقتصرت زيارته لنيويورك على المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية.

يُستفاد من هذه المراجعة ان دعوة الرئيس ميشال سليمان من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما، تندرج في خانة التعرف الى قيادات المنطقة التي تعتبر اكثر المناطق سخونة واضطرابا. صحيح ان لبنان لا يشكل حجر زاوية في عمارة دول الشرق الاوسط مثل مصر وتركيا والسعودية وسوريا والعراق... ولكن الصحيح ايضا ان دوره في مستقبل المنطقة سيكون مهما، خصوصا بعد التهديد الذي اطلقه بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع، عندما وصف قوات "حزب الله" بأنها جيش لبنان الحقيقي. وقال في معرض التحذير "ان الحكومة اللبنانية و"حزب الله" تحولا شريكين، الامر الذي يجعلهما مسؤولين عن اي عملية عسكرية ضد اسرائيل".

هذا، وكان وزير الدفاع ايهود باراك قد هدد بتدمير البنى التحتية في لبنان مدعيا ان اسرائيل في حرب 2006 حيّدت مؤسسات الدولة واكتفت بتدمير الجسور كي تمنع وصول شحنات الصواريخ المرسلة من سوريا الى جنوب لبنان.

ومن المؤكد ان هذا الموضوع الخطير سيكون في طليعة المسائل المهمة التي سيبحثها الرئيسان خلال اجتماعهما الاثنين المقبل خصوصا ان البيت الابيض تلقى نسخة من الرسالة التي وقعها 31 عضوا في مجلس النواب والموجهة الى وزير الخارجية هيلاري كلينتون.

وتحوي الرسالة التي يقف وراء اعدادها "اللوبي اليهودي" بواسطة النائب الجمهوري مارك ستيفن كيرك والنائب الديموقراطي ستيف اسرائيل، ثلاثة مطالب:

اولا – قبل نزع سلاح "حزب اله" ووقف انتهاكاته للقرار 1701، لا يجوز ارسال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والمقدرة بمئة مليون دولار كما لا يجوز تمويل قوات "اليونيفيل" والمقدرة حصتها من موازنة سنة 2010 بنحو 210 ملايين دولار.

ثانيا- كثفت سوريا تزويد "حزب الله" بصواريخ متطورة ارض – ارض مما يزيد من فرص الصدام على جبهة الجنوب اللبناني بهدف تحويل الاهتمام الدولي عن مسألة البرنامج النووي الايراني. والقرينة على تأكيد الاستعداد للحرب انفجارات مستودعات سلاح تابعة لـ"حزب الله" في الجنوب، ومصادرة شحنة من الاسلحة الايرانية المرسلة الى الحزب على الباخرة "فرانكوب".

ثالثاً - نظراً الى احتمال حصول تصعيد مدعوم من ايران على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، يتعين على الادارة الاميركية التدخل لمواجهة مثل هذه الاخطار، خصوصاً بعدما تسلح "حزب الله" بصلاحيات "الفيتو" على كل قرارات الحكومة الجديدة.

مصادر ديبلوماسية في بيروت فسّرت هذه المطالب بأنها جزء من حملة الضغط على ادارة اوباما لعلها تجمد عملية تقديم السلاح للجيش اللبناني. ما فسّرتها الصحف الاسرائيلية بأنها تحضير إعلامي لتبرير الهجوم الانتقامي على مواقع "حزب الله"، وعلى البنى التحتية ومؤسسات الدولة كالمطار ووزارة الدفاع وشركة الكهرباء.

ويلتقي هذا التفسير مع تحليلات المعلقين الفرنسيين الذين يتوقعون هجوماً اسرائيلياً جوياً على مستوعات "حزب الله" بهدف استفزاز ايران ودفعها للقيام بعمل عسكري يكون المبرر لضرب منشآتها النووية. وذكرت صحيفة "هآرتس" بالاستناد الى تقرير اعده معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ان اسرائيل ستضرب ثلث المنشآت النووية الايرانية على أمل تأخير البرنامج سنوات عدة. وفي تعليقه على هذه التوقعات، صرح وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي، ان بلاده مستعدة لتدمير المراكز النووية في اسرائيل اذا ما غامر نتنياهو بضرب المشروع النووي في الجمهورية الاسلامية.

يتوقع المراقبون في واشنطن ان يستعرض الرئيس أوباما كل احتمالات الحرب والسلام مع ضيفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وهو يتطلع الى الوطن الصغير كصاحب دور كبير يمكن ان يساهم استقراره في نشر الاستقرار داخل منطقة الشمال الغربي من العالم العربي. وبما ان السفير الاميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان أصبح مساعداً لوزيرة الخارجية، فان مشروع تسليح الجيش اللبناني الذي عرضه سنة 2006 على قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان، يمكن ان يتحقق.

يومها زار فيلتمان قائد الجيش برفقة وفد عسكري جاء يبحث في حاجات الجيش ومتطلباته. ويرى فيلتمان ان الادارة الاميركية ترغب في تحديث سلاح الجيش اللبناني بحيث يستكمل حاجاته الملحة من اعتدة وذخيرة. والكل يذكر ان العماد سليمان اضطر في معركة نهر البارد الى طلب قذائف مدفعية من الرئيس بشار الاسد، لانها نفدت.

وتؤكد مصادر وزارة الدفاع اللبنانية ان الوزير الياس المر قد يسافر الى موسكو في الربيع المقبل للاشراف على تسليم عشر طائرات حربية من طراز "ميغ – 29" كانت حكومة بوتين قد أهدتها للجيش.

من أهم المسائل المطروحة للبحث بين الرئيسين الاميركي واللبناني، مسألة سلاح "حزب الله". ومع ان مبعوث أوباما الى الشرق الاوسط جورج ميتشل شرح للادارة تعقيدات الوضع اللبناني وصعوبة الطلاق بين الثورة والدولة، إلا أن المجتمع الدولي لا يفهم صيغة الديموقراطية التوافقية. وربما يضطر الرئيس سليمان الى شرح هذه الأُحجية التي وردت في خطاب القسم (25 – 5 – 2008) على النحو التالي: "ان نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة. واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها وفي احتضان الدولة كياناً وجيشاً لها، ونجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها وعظمة شهدائها. إلا ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال يحتم علينا وضع استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادىء، للاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية".

ولكن، هل يلقي "حزب الله" سلاحه في حال قررت اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا؟

قبل سنة اعلنت المقاومة الاسلامية أنها لن تلقي السلاح قبل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر. ولما شعرت هذه المقاومة ان الحكومة اللبنانية قد تنجح من طريق الديبلوماسية في إجبار اسرائيل على الانسحاب، اعلن "حزب الله" انه لن يتخلى عن سلاحه حتى لو انسحبت اسرائيل من لبنان. وبرر هذه الحيازة بالقول ان سلاحه سيحمي لبنان، وان دوره ليس محلياً بل اقليمي.

وفسر الفريق الداعم لدور الدولة هذه الازداوجية بأنها خروج عن منطق الشرقية، وتبرير لدور يخدم مصالح ايران وسوريا على مصلحة لبنان. ومعنى هذا في نظر المشترعين، أن الاحتفاظ بسلاح المقاومة الى ما بعد الانسحاب من الجولان وانشاء دولة فلسطينية وانتاج قنبلة نووية ايرانية وانتصار الحوثيين في اليمن... معناه العملي زعزعة الوحدة الوطنية وتدمير مقومات الدولة والعودة الى عصر الميليشيات المسلحة.

وكما كانت الاحزاب اليسارية في لبنان تصنف الدول بين "صديقة" و"عدوة" قبل انهيار المنظومة الاشتراكية، هكذا صنف "حزب الله" الدول في وثيقته السياسية. وجاءت الولايات المتحدة في مركز الصدارة باعتبارها تحمل مشروعاً يحمي اسرائيل ويجدد الاستعمار ويقوض الامكانات الروحية والحضارية والثقافية لشعوب المنطقة. وبحسب الوثيقة، فإن واشنطن هي اصل كل ارهاب، وصاحبة مشروع الرأسمالية المتوحشة. كذلك تضمنت الوثيقة تعاطفا مع كل الدول والمنظمات المعادية للولايات المتحدة.

وكان من الطبيعي ان يطرح توقيت اعلان الوثيقة بعض الاسئلة المتعلقة بزيا رة الرئيس سليمان لواشنطن، وما اذا كانت هذه الزيارة ستتم برضا دمشق أم لا؟!

الجواب تعطيه الزيارة المفاجئة التي قام بها لدمشق العماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح. وذكرت الاخبار ان الرئيس السوري بشار الاسد بحث مع العماد عون العلاقات اللبنانية – السورية والوضع الاقليمي. وترجمت جماعة 14 آذار هذا اللقاء بلغة التدخل الساخر في الشأن اللبناني بعد تدشين علاقات ديبلوماسية وصفت بأنها تؤسس لاستقلالية البلدين وقرارهما الحر. ورأت ان دمشق نقضت تعهداتها بالتزام خط محايد بين القوى اللبنانية المتصارعة على الحكم. وهكذا تحولت فريقاً منحازاً، علماً بان الفريق الذي تخاصمه بواسطة عون، لا يكن سوى المحبة والاحترام. ويرى آخرون أن عون أصبح مقياس الحرارة بالنسبة للعلاقات السورية – اللبنانية، وان الترهيب به في دمشق لم يكن أكثر من رسالة واضحة فهم فحواها البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الجمهورية ميشال سليمان!

(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)      

 

سوريا و الجنرال نموذج لمن يرغب

غالب قنديل/الديار

قبل سنة من الآن انبهرت الدوائر السياسية اللبنانية بالحفاوة التي أحاط بها الرئيس بشار الأسد زيارة زعيم التيار الوطني الحر إلى سوريا، وقد برزت مجددا سوية التعامل السوري مع الرئيس ميشال عون من خلال الشكل والمضمون والتوقيت. تعب كثيرون، سياسيين ومحللين، في تفسير الزيارة ومعانيها وتقصي ما تحمله من رسائل ومضامين سوف تظهر في الفترة المقبلة، والجواب السوري بسيط ومقنع فهي لقاء طبيعي مع صديق لبناني كبير في لحظة انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة، فالعماد ميشال عون في نظر سوريا هو صاحب الفضل الأبرز في التوافق اللبناني على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي وهو مجددا صاحب فضل في إتمام التوافق على حكومة الوحدة الوطنية، وفي المحطتين اللتين يخرج لبنان عبرهما من مرحلة التصادم و الصراع الداخلي على حافة هاوية الحرب الأهلية، قدم العماد ميشال عون تنازلات لمصلحة بلاده وسوريا تعرف ذلك عن قرب بفعل دورها المحوري في رعاية هذه التسوية اللبنانية.

وفقا للمعلومات الصحافية ذلك ما أكده الرئيس بشار الأسد لنظيره الفرنسي مؤخرا عندما شكره ساركوزي على ما فعلته سوريا لإنقاذ لبنان وما قام به الرئيس الأسد شخصيا من جهود وصولا إلى النتيجة التي ترسخ الاستقرار اللبناني، وحيث تكتمت سوريا في دورها على جميع التفاصيل وقدمت الغاية على الوسيلة لكن الدوائر العربية والدولية جميعها تشهد بدور سوري فاصل في إنتاج التوافقات اللبنانية وصولا إلى تشكيل الحكومة وحسم الكثير من تعقيدات الموالفة بين أطرافها.

الاحترام الكبير الذي يحظى به العماد ميشال عون لدى رئيس سوريا و شعبها ناتج عن مجموعة من المزايا والعلامات الفارقة الشخصية والسياسية التي يكررها المسؤولون السوريون بلغة متقاربة على مسامع زوارهم اللبنانيين، الذين توفر لهم الإجابات السورية حشدا من الوقائع يبدد استغرابهم للتطور السريع في العلاقة مع الجنرال التي انتقلت في سنوات قليلة من اعتباره الخصم الأشد قسوة وتطرفا خلال مرحلة ما بعد الطائف ثم إلى الخصم الشريف بعد عودة العماد عون إلى لبنان ومن ثم إلى نعته بالصديق الكبير.

سوريا التي تزهو بتحررها من الأعباء السياسية والمعنوية والمادية التي تكبدتها خلال العقدين اللذين كانت خلالهما قواتها على الأرض اللبنانية وجدت بكل ثقة أن مفهوم العماد عون عن مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين مطابق لرؤيتها وهي تثق في ضوء التجربة معه خصما وصديقا أنه سيكون مع تياره الشعبي والسياسي الفاعل قوة دفع وتطوير للعلاقات بين سوريا ولبنان في مرحلتها الجديدة التي كان الرئيس بشار الأسد يبشر بها منذ التسعينات خلال لقاءاته مع العديد من الأصدقاء اللبنانيين بدءا بالتمثيل الدبلوماسي.

البوصلة السورية في المنطقة وحول لبنان بالذات تنطلق من التناقض الرئيسي الذي يشكل قضيتها الإستراتيجية الأولى وهو البعد الفاصل في صياغة صداقاتها وخلافاتها وخصوماتها على مساحة العالم والمنطقة وعلى السواء مع الدول والحكومات والأحزاب والزعامات والمفكرين والشخصيات العامة القريبة والبعيدة، إنه الصراع العربي الإسرائيلي وليس سواه.

منذ توقيع العماد عون لوثيقة التفاهم مع السيد حسن نصرالله ومرورا بموقفه الوطني والقومي التاريخي خلال حرب تموز 2006 وحتى اليوم، تتابع سوريا التراكم المستمر للتطابق الاستراتيجي مع العماد ميشال عون من خلال تبني إستراتيجية المقاومة في الصراع مع العدو الإسرائيلي للتحرير و لاستعادة الحقوق ولردع العدوان، وقد طور الجنرال رؤيته النظرية والسياسية لهذا الموضوع بدوافع لبنانية سيادية مستقلة وبلغته وتعبيراته الثقافية والسياسية النابعة من كونه قائدا عسكريا وزعيما وطنيا لبنانيا، بينما طور الرئيس بشار الأسد منذ حرب تموز نظرية قومية عن ثقافة المقاومة وإستراتيجية المقاومة كإطار معاصر لمجابهة التحدي الصهيوني الذي يطبق على المنطقة منذ ستين عاما، ومن موقع سوريا الخاص على جبهة الصراع وكحاضن وداعم لحركات المقاومة العربية الجديدة التي أثبت قدرتها التاريخية في التحرير والدفاع وحيث خاضت سوريا معارك قاسية ومتواصلة دفاعا عن خيارها، بينما تحدى العماد عون جميع الضغوط والتهديدات التي تعرض لها لثنيه عن نهجه الذي انبثق عن التفاهم مع حزب الله.

هذا التلاقي الأصيل بين سوريا والعماد ميشال عون يلامس في جوهره أيضا مساحة تاريخية من القلق الاستراتيجي الذي يشغل القيادة السورية على الوجود المسيحي في الشرق وبنتيجة تعرض المسيحيين لعملية اقتلاع في العراق وفلسطين على يد الحلف الاستعماري الأميركي الإسرائيلي في حين تفاخر سوريا بمخاطبتها للغرب بكونها مهد المسيحية القديم في العالم و حيث يعيش المواطنون على قدم المساواة في ظل ثقافة المواطنية التي يكرسها استقرار تنسجه العروبة المتجذرة في شخصية الشعب السوري الجمعية والتي تمثل القلب في نهج سوريا وسياستها كقلعة قومية صلبة في المنطقة، بينما تشكلت عناصر القلق التاريخي السوري من سعي الغرب وبعض اللبنانيين لتقديم المسيحية في لبنان كقاعدة مستمرة للنفوذ الأجنبي ومرتكز لمناهضة العروبة التحررية ولمنع اكتمال العقد الوطني اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

أطلق العماد ميشال عون منذ عودته إلى لبنان حركة تحرير شاملة للهوية المسيحية من هذه الصورة وهو تحول بعد حرب تموز رمزا لمسيحية مشرقية راسخة الجذور في انتمائها للمنطقة ولقضاياها وهذا ما عبرت عنه سوريا في العديد من محطات زيارة الجنرال لسوريا العام الماضي وهذا البعد هو بالنسبة للرئيس بشار الأسد بعد تاريخي قومي واستراتيجي يتطلع إلى البناء عليه في تغيير شامل للمفاهيم وفي تكوين حالة جديدة من الوعي الاستقلالي والتحرري لدى شعوب المنطقة ولتخطي العصبيات التي تمزق وحدة الشعوب وتفتح أبواب التدخل الاستعماري وسوريا التي قدمت حضنها للقضية الفلسطينية ولمهجري الشعب العراقي تحولت موئلا للمسيحية المشرقية المطاردة والمستهدفة بشهادة العالم.

المسيحية المشرقية العربية التي عبر عنها العماد عون هي عنصر قوة حاسم تجد فيه سوريا ركيزة مهمة لمنظومة القوة العربية المناهضة للعدوان الصهيوني وللهيمنة الاستعمارية ولمخطط التفتيت والاقتلاع الذي يستهدف شعوب المنطقة.

بكلمة إن تجربة سوريا مع العماد عون هي النموذج العملي الأقوى لطبيعة التعامل السوري مع الخصوم الراغبين جديا في فتح صفحة جديدة وبناء الثقة، والذين يتطلعون بصدق إلى علاقة متقدمة مع سوريا ورئيسها وشعبها على كل من يجيد القراءة أن يتمعن في المعاني.

 

ضباب على طريق بعبدا ــ دمشق فيما العواصم الغربية تؤكد حرصها على حماية دور سوريا في المنطقة

الأسد لساركوزي : هل نفهم انكم أصبحتم ضد القرار 1559؟

بند تسليح الجيش يُثير «التأويلات» بسبب حساسية الخطة السياسية

ضباب على طريق بعبدا ــ دمشق فيما العواصم الغربية تؤكد حرصها على حماية دور سوريا في المنطقة

الأسد لساركوزي : هل نفهم انكم أصبحتم ضد القرار 1559؟

بند تسليح الجيش يُثير «التأويلات» بسبب حساسية الخطة السياسية

جوني منيّر/في العام 1983 وخلال زيارة رئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل الى واشنطن حيث التقى الرئيس الاميركي رونالد ريغان، اعلن مواقف متقدمة وقوية تجاه دمشق.

لم تتأخر الظروف كثيراً حتى انقلب الوضع في لبنان وخرجت القوات الدولية لتجري محاصرة قصر بعبدا وتثبيت موازين قوى جديدة.

يومها بقي كلام واشنطن في الهواء، وبدل ان تتدخل البارجة «نيو جرسي» التي كانت تتمركز قبالة السواحل اللبنانية»، فان عملها اقتصر على تأمين جلاء قوات «المارينز»، فيما عززت من بعدها واشنطن في علاقتها مع دمشق، واوكلت اليها مهاماً اوسع في الشرق الاوسط.

وفي محطة تاريخية اخرى غير بعيدة، لعبت حكومة الرئيس فؤاد السنيور دور رأس الحربة في مشروع المبارزة الاميركية مع دمشق وطهران، من خلال استعمال الساحة اللبنانية كاحدى ساحات الحرب الباردة، او الحرب بالواسطة.

وكانت الذروة مع قرارات الحكومة في 5 أيار، قبل ان ينفلت الواقع الميداني، ويصبح اركان الحكومة محاصرين ومعزولين نتيجة الاشتباكات التي حصلت.

ويومها لم تقدم واشنطن اي دعم ملموس لهذه الحكومة، فجاء اتفاق الدوحة ليعدّل في مفاعيل اتفاق الطائف، وليصبح لبنان امام واقع فتح ابواب المصالحات مع دمشق، وعلاقات جديدة ودافئة خصوصا مع باريس وواشنطن.

طبعا في التاريخ اللبناني امثلة كثيرة وعديدة، لا يبدو انه جرى استذكارها واخذ العبر منها وحده الرئيس فؤاد شهاب عمل بواقعية وامّن للبنان استقراره.

ومناسبة الكلام ان لبنان امام تجربة جديدة بدأت تظهر الى العلن.

فبعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، بدأ العمل على تحضير زيارة له الى البيت الابيض.

لكن هذه الزيارة يجب ان تتضمن برنامج عمل يلحظ مسألة تسليح الجيش اللبناني.

وقد تكون هذه الخطوة مرحّب بها ولا تثير حساسية اقليمية في اوقات عادية، الا ان الخطة السياسية الاقليمية تتضمن التحضير لمرحلة محاصرة حزب الله بعد حوالى السنة ونصف السنة، اي لدى انضاج ظروف ولادة حكومة جديدة في اسرائيل وبالتالي التحضير للدخول دفعة واحدة في التسوية السلمية.

وهذا سيعني تقييد حرية حركة حزب الله في لبنان من خلال الدولة اللبنانية، حتى ولو كلف ذلك اهراق دماء من جديد على الساحة اللبنانية.

وطبعا فان المحكمة الدولية جاهزة ايضا من خلال رواية «ديرشبيغل».

وهو ما يعني هنا ان الخطة السياسية الاقليمية قد لا تتناسب وحصول هذا التسليح خشية حصول استثمار سياسي في المستقبل القريب في المشاريع الاقليمية.

ولا شك ان بعض النقاشات على هامش صفقة تزويد لبنان بطائرات الميغ الروسية، اثارت الريبة بدورها.

ذلك ان الفريق الروسي تمسك بشيىء من الاصرار على وضع هذه الطائرات في مطار القليعات العسكري في الشمال، بدل مطار رياق في البقاع، لاسباب عزاها الى امور تقنية.

ولدى عودة الرئيس سليمان الى بيروت، طلب موعداً للقاء الرئيس السوري بشار الاسد، لاعتقاده بأنه بذلك يمنح الرئيس السوري ورقة قوة قبيل توجه الاخير في زيارته الى باريس.

ذلك ان الخطاب الفرنسي كان يركز على خطوات سورية في لبنان مثل التمثيل الديبلوماسي والانتخابات النيابية وولادة الحكومة.

وظن الرئيس اللبناني انه بزيارته الى دمشق يعطي الرئيس السوري ورقة اساسية قبيل توجهه الى باريس وهو ما سيمهد لزيارته الاميركية، وانجاز جدول الاعمال المقرر.

وفي دمشق فاتح الرئيس سليمان نظيره السوري بزيارته الى واشنطن.

وجاء الجواب ايجابيا الا انه امام جملة امور اخرى بدا الجواب السوري غير واضح.

وفي باريس بدأ الرئيس الفرنسي لقاءه مع الرئيس الاسد من خلال شكره على الدور السوري في انجاز الانتخابات النيابية ومن ثم ولادة الحكومة وجاء الجواب السوري بعد برهة من الصمت: «افهم انكم ما عدتم تعترفون بالقرار1559».وامام استغراب الرئيس الفرنسي تابع الرئيس السوري قائلا: في هذا القرار بند يمنع سوريامن التدخل في الشأن اللبناني، فيما انا اسمع طلبا فرنسيا مرفقا بشكر وتقدير لهذا التدخل.

وتابع الرئيس السوري: ان الشكر لولادة الحكومة يجب ان يكون لشخصين اثنين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله.

لكن الرئيس الفرنسي تناول الوضع اللبناني من خلال الاشارة الى دعم فرنسا لرئيس الجمهورية فكان الجواب السوري بان دمشق تقدر كثيراً مواقف العماد عون وترى فيه مشروع حمايةواستقرار للمسيحيين في لبنان وحتى في المشرق العربي.

طبعاً هذه الاجواء وصلت الى بيروت وتناقلها العديد من المسؤولين في الكواليس الضيقة.

لكن الزيارة التي قام بها العماد ميشال عون الى دمشق حملت الدلالات الواضحة فهي الزيارة الثانية له، ورغم ذلك جاء شكل الاستقبال على مستوى رئاسي، فالطائرة رئاسية، والاستقبال حصل خارج القصر الرئاسي والبيان الختامي يكون عادة على مستوى لقاءات الرؤساء.

العارفون يقولون ان النقطة المقلقة هي في تحضير الساحة اللبنانية لاعادة استخدامها في مشروع التسوية مع اسرائيل من خلال الضغط على حزب الله، وان بند تسليح الجيش اللبناني يأتي في هذه الخطة الاقليمية ضمن هذا الاطار.

لا بل ان هؤلاء يراقبون مثلا بكثير من الدقة والتمحيص ما يحكى عن انسحاب اسرائيلي من منطقة الغجر، حيث يبدو ان فكرة تسليم المنطقة التي ستنسحب منها اسرائيل الى قوات الطوارئ الدولية ليست برئياً.

«فلماذا لا يجري تسليمها الى الجيش اللبناني».

يتساءل هؤلاء وتبدو الملاحظة هنا على مستوى رفض اعتماد قوات الطوارئ »كقوة انتقالية» والتمسك بان تكون تحت السيطرة اللبنانية من خلال الجيش، بشكل نهائي.

واضح ان لبنان امام سنة من التحضيرات ليواكب الاحداث الكبرى، فالمحكمة الدولية يبدو انها بدورها لن يصدر عنها شيىء قبل نهاية العام 2010، وهذه هي احدى القطب المخفية للاستنابات السورية او بما معناه هجوم معاكس مبكر لمحاولة اجهاض الوظيفة السياسية لقرارات المحكمة.

وفي المقابل، عند المقلب الآخر، او المعسكر الدولي، تستمر التحضيرات للمرحلة المقبلة.

فالاستنابات السورية اخذت دورها في قراءة ابعادها، في وقت لا يتردد الديبلوماسيون الغربيون في التأكيد على حرص بلادهم على سوريا ودورها في المنطقة.

والرصد الغربي لحزب الله وسلاحه في الجنوب اظهر لهذه الدول ان حزب الله عزز ترسانته العسكرية شمالي خط الليطاني بشكل كبير.

وفي معرض تقييم هؤلاء فان هذا التعزيز ليس متلائما مع حسابات الحرب البرية، خصوصا وان ظروفها تنتفي مع انتشار قوات الطوارئ الدولية.

وحسب القراءة الغربية، فان هذا التعزيز العسكري قد يكون لمواكبة الاستحقاقات المرتقبة، او ربما للتفاوض (هكذا يعتقدون).

وما عزز انطباع هؤلاء هو تقييمهم للوثيقة السياسية التي اذاعها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ففي التقييم الغربي ان هذه الوثيقة تشكل وثبة كبيرة مقارنة مع الوثيقة التأسيسية الاولى، وان تطورا كبيرا طرأ على نظرة حزب الله، واعطت هذه التقييمات انطباعا ايجابياً حول هذه الوثيقة عدا الفقرة المتعلقة بالواقع السياسي والذي تضمن هجوماً عنيفا على الولايات المتحدة الاميركية، والذي يعتقد الغربيون ان هذا الكلام جاء بالتفاهم ما بين حزب الله وايران، ولذلك يعتبر الديبلوماسيون الغربيون ان الوثيقة بمعظمها كانت ايجابية عدا الفقرة السياسية - الدولية، وهو ما جعلهم يستنتجون ان قيادة حزب الله تحاول تثبيت وجهته في اتجاه احتمال حصول مفاوضات وتسويات لاحقا.

وان المجتمع الدولي يبدو منفتحا على خوض وحول التسويات حتى ولو ذهبت ضحيتها اوراق عدة مثل المحكمة الدولية.

ولكن ماذا بالنسبة للتوطين؟ يجيب الديبلوماسي الاوروبي بكثير من الغموض «انها مشكلة فعلية فلا يبدو ان هناك حلولاً حتى الآن لهذه المشكلة»، ثم يستدرك سائلا ضيفه اللبناني «كيف يمكن ان تكون انت المسيحي مع سلاح حزب الله؟». فيجيب «لسبب التوطين بالذات. فلا يمكن لاحد ان يردع كابوس التوطين الا سلاح حزب الله، بعدما تبيّن بوضوح ان هذا المشروع ليس فزاعة، بل حقيقة مرعبة تريدها المصالح الدولية على حساب لبنان وتركيبته الهشة والضعيفة. انه زمن الحسابات والمصالح الكبرى من خلال نظرة لبنانية سطحية وساذجة بعض الشيء، لم تأخذ دروسها الكافية من الاحداث التاريخية التي تختزنها ذاكرة الاحداث اللبنانية.

 

بعبدا فهمت جيداً الحفاوة الدمشقية في استقبال عون

زيارة واشنطن تثير حملة انتقادات ومعارضة غير مرئية لسليمان

الحريري غادر الى السعودية ويزور سوريا الاسبوع المقبل

الديار/أثارت زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة تجلت في عدد من المواقع الصحافية، اضافة الى ان بعض السياسيين تناول موضوع الزيارة وكأنها لزوم ما لا يلزم. ففي حديثه التلفزيوني اعتبر الوزير السابق وئام وهاب ان الزيارة هي للصورة فقط، كذلك تعمدت بعض وسائل الاعلام شن حملة ضد رئيس الجمهورية نسبتها الى مصادر مطلعة، وفيها ان الرئيس سليمان سيطرح في واشنطن موضوع تسليح الجيش وان الجانب الاميركي سيسأل الجانب اللبناني عن سلاح حزب الله وعن مستقبل المقاومة. من هنا، اعتبرت المعارضة ان هذا شأن اتفق الجميع عليه وسيبحث على طاولة الحوار، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية سيتناول موضوعا لم يتم الاجماع الوطني عليه.

كذلك اعتبر البعض ان الهجوم على زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن هو استباقي لان الزيارة الاهم لناحية فعاليتها، ستكون حين يزور رئيس الحكومة سعد الحريري العاصمة الاميركية. وهكذا استعادت المعارضة ايام الرئيس فؤاد السنيورة وعلاقاته المميزة مع الادارة الاميركية، علما ان رئيس الجمهورية يومذاك كان مقاطعا من قبل الادارة الاميركية والمجتمع الدولي. من هنا تبدو زيارة الرئيس سليمان مهمة لناحية ما تتضمنه المباحثات.

مصادر موالية تعتبر ان هجوم وهاب جاء ليؤكد الاستياء السوري، كذلك التكريم المميز الذي رافق زيارة العماد ميشال عون الى العاصمة السورية.

اما مصادر المعارضة فإنها تخشى ان يطرح موضوع السلاح ومستقبل حزب الله في واشنطن وتعتبر ان هناك تقارير دبلوماسية وردت الى بيروت من مسؤولين اميركيين اوعزوا الى حلفائهم في لبنان لرفع الصوت ضد المقاومة وسلاحها. الى ذلك، فقد زار رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا والتقى الرئيس سليمان واطلعه على اجواء الجلسات النيابية، واستعرض معه الاوضاع والمناخ المريح الذي ساد بعد نيل الحكومة الثقة. واطلع الرئيس الحريري الرئيس سليمان على سفره الى السعودية واطلع منه على زيارة واشنطن وجدول اعمال الزيارة حيث سيلتقي الرئيس اوباما الاثنين، وخرج الحريري من دون الادلاء بأي تصريح. وقبل توجهه الى السعودية، استقبل الحريري مهنئين في بيت الوسط وتلقى اتصالات تهنئة ابرزها من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير. وذكرت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري سيعود من السعودية للسفر الاحد الى كوبنهاغن للمشاركة في مؤتمر المناخ، وفيما ذكرت اوساط سياسية انه سيمكث اربعة ايام في كوبنهاغن قالت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري لن تطول زيارته لان هناك زيارة متوقعة له الى سوريا مطلع الاسبوع المقبل، ورجحت المصادر ان تكون الاثنين او الثلثاء، وستكون زيارة سريعة لساعات، وستكون هذه الزيارة الاولى بمثابة اعادة التواصل بعد اربع سنوات من القطيعة. من جهة اخرى، اكد وزير الداخلية زياد بارود ان وزارة الداخلية تعمل لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها، واذا حصل اي تغيير فذلك يحصل في المجلس النيابي. واعلن بارود عن خطة امنية خلال فترة الاعياد وقال ان الناس سيرون خطوات عملية في معالجة ازمات السير في مختلف المناطق خصوصا التي تشهد ازدحاما خانقا.

 

الرئيس سليمان غادر الى واشنطن للقاء الرئيس اوباما والتقى رئيس "التغيير والاصلاح" والعماد قهوجي ونائبا كويتيا

العماد عون: رئيس الجمهورية حر في زيارة اي بلد وهذا من ضمن صلاحياته وعندما اذهب للخارج ابحث مواضيع عامة تفيد لبنان ولا احمل رسائل ولا اقوم بوساطات

وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بيروت ظهر اليوم متوجها الى العاصمة الاميركية واشنطن ، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وسيجري الرئيس سليمان محادثات مع كبار المسؤولين الاميركيين، تتناول تعزيز العلاقات الثنائية، اضافة الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وآفاق عملية السلام.

العماد عون

وكان الرئيس سليمان عرض مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لآخر التطورات السياسية على الساحة.

وبعد اللقاء، قال العماد عون: "اعتقد ان رئيس الجمهورية حر في قراره بزيارة او عدم زيارة اي بلد. وهذا من ضمن صلاحياته، فباستطاعته ان يزور اي بلد اينما وجد مصلحة في ذلك. طبعا، فان زيارة من هذا النوع مبرمجة لدى فخامته وهذا امر يعود اليه وحده. فكل العلاقات الخارجية ترتبط وفقا للمادة 52 من الدستور بصلاحية رئيس الجمهورية الذي باستطاعته ان يمارسها كيفما ومتى اراد ذلك".

اضاف: "تم في لقاء اليوم قبيل ساعات من مغادرة الرئيس، استعراض مواضيع عدة كالعادة، وتناولت الشؤون الداخلية والنشاطات التي قمنا بها اخيرا والتي تساعد على تركيز الاستقرار والامن في البلد. وهكذا يذهب الرئيس في زيارته مطمئنا اكثر. وهو يتابع بالتأكيد ما يجري وليس بعيدا عنه. اما عن الزيارة الى سوريا، فيبدو ان افكارنا متطابقة في المواضيع الاساسية، وهذا امر جيد. ان ما نبحثه يتم بحثه في اي بلد في العالم لان التضامن مع الحقوق الفلسطينية وحق العودة هو موضوع اساسي وخصوصا في واشنطن. لذلك يجب التعبير عنه واعطاء فخامة الرئيس الدعم الشامل ازاء هذا الموضوع".

سئل: عدتم من زيارة ثانية الى سوريا كانت مفاجئة، فهل حملكم الرئيس الاسد اي رسالة لاي طرف لبناني، وخصوصا ان هناك تحضيرات لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق قريبا؟

اجاب: "دائما عندما اذهب في زيارة الى الخارج، سواء كانت الى اميركا او دولة شقيقة او اي بلد آخر، ابحث في مواضيع عامة تتعلق بالسياسة العامة بين البلدين وتفيد لبنان. واني لا احمل رسالة ولا اقوم بوساطات".

سئل: كيف قرأتم الاستنابات السورية عشية زيارة رئيس الحكومة الى سوريا؟

اجاب: "سآخذ الموقف الرسمي السوري الذي يفيد بان هناك لبنانيا رفع دعوى في سوريا وقبلت قضائيا، فيتم التعامل مع الدعوى قضائيا. وهم لا يعطونها معنى سياسيا".

سئل: هل تعتقدون ان رئيس الجمهورية ينحاز الى فريق اكثر من الفريق الاخر كما قيل اخيرا ازاء انحيازه الى فريق 8 آذار اكثر من غيره؟

اجاب: "كلا. فخطاب القسم لا يزال واضحا وقد صفق له الجميع. ولا اسلوب جديد لفخامة الرئيس، فهو لا يزال يحترم هذا الخطاب".

سئل: لطالما كنتم تنتقدون من يذهب الى سوريا مرارا وتكرارا وليس له اي صفة دستورية، بمعنى انه ليس رئيس مؤسسة دستورية. زيارتكم الاولى كانت تعارفية، فلماذا الزيارة الثانية؟ هل هي رد على زيارة فخامة الرئيس الى اميركا؟

اجاب: "ليس من علاقة او ارتباط بينهما. هل تعلم منذ متى ارجئت هذه الزيارة؟ فهي ارجئت بسبب الانتخابات النيابية، وكان هناك دعوة وتعارف بيننا وبين سيادة الرئيس. وهذا امر محبذ، وقد بنينا علاقة صداقة شخصية معه، وذلك محبب لدى السوريين واللبنانيين معا. وكنا دائما نقول، حتى في احلك الظروف، ان العلاقات مع سوريا يجب ان تكون على افضل الاحوال. واذا كان المسؤولون السياسيون او من هم في الحكم اصدقاء، فهذا يعود بالخير على البلدين معا. وانطلاقا من ذلك، تم ارجاء الزيارة بسبب الانتخابات. وكنا في وارد تلبيتها بعد تشكيل الحكومة الا ان ذلك استغرق خمسة اشهر، فقررنا ان نقوم بها بعد نيل الثقة حيث عبرنا عن موقفنا في جلسة مناقشة البيان الوزاري. فوجدنا اننا فيما لو ذهبنا بعد ذلك مباشرة يكون رئيس الجمهورية في زيارته الى اميركا، وحينها تأخذ الزيارة الى سوريا طابعا غير جيد. فحشرنا في هذه الفترة القصيرة، وقررنا الذهاب الثلاثاء ليلا، الا ان الدعوة مفتوحة دائما لزيارة سوريا بجو من الصداقة، وذلك لتبادل وجهات النظر، وليس على اساس علاقات مع افراد او التبادل بالعلاقات الرسمية بين البلدين. اننا دائما مع العلاقات الرسمية على مستوى الدولة. وما يتم يدخل في اطار تبادل الاراء، وهم يشجعوننا على المواقف الجيدة، ويرغبون في رؤية لبنان مستقرا، فيما نتمنى نحن لسوريا استقرار علاقات التعاون مع الدول العربية. هم يساعدوننا ونساعدهم نحن بقدر استطاعتنا. هذه هي العلاقات الطيبة. اما حين نتكلم عن علاقات من يذهب ليأتي بتعليمات او يطلب دعما فهذه هي العلاقات غير الطبيعية".

سئل: هل ترون ان العلاقة الممتازة مع سوريا اليوم ساهمت في تكريسكم الرقم الصعب على الساحة المسيحية في لبنان؟

اجاب: "ذهبت كرقم صعب قبل الذهاب الى سوريا فهل كنت رقما سهلا قبل ان اذهب؟ على العكس، ان هذه الصعوبة تتحول انفراجا على كل الارض اللبنانية، وهي تعيد الاستقرار".

العماد قهوجي

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.

النائب الكويتي الصقر

واستقبل الرئيس سليمان رئيس المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية في الكويت النائب محمد الصقر الذي اطلعه على عمل المجلس في شأن تعزيز العلاقات العربية اضافة الى العلاقة الممتازة بين لبنان والكويت على كافة المستويات وفي شتى المجالات.

 

وفاة شقيق الرئيس السوري

وطنية - افادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الشاب مجد حافظ الاسد توفي صباح اليوم السبت فى دمشق ، بعد معاناة مع مرض عضال. والراحل هو شقيق الرئيس السوري بشار الاسد والنجل الاصغر للرئيس الراحل حافظ الاسد.

 

الشيخ قاسم: نتوقع من الرئيس سليمان ان يسمع في واشنطن لا ان يستمع

الاستنابات القضائية السورية لن تؤثر في زيارة الرئيس الحريري الى دمشق

التحفظات عن بند المقاومة حال استعراضية ولا نريد الرد على البطريرك صفير

"حزب الله" لم يستخدم قدراته وامكاناته لاي معادلة سياسية داخلية

وطنية - أعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية ينشر غدا، ان الحزب يتوقع من رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان يسمع المسؤولين الاميركيين الذي سيلتقيهم في واشنطن، وهو ما تعودناه منه، لا ان يكتفي بان يستمع منهم".

وقال الشيخ قاسم ردا على سؤال عن زيارة الرئيس سليمان للولايات المتحدة: "الدولة اللبنانية لها اتصالات بالدول المختلفة ومن ضمنها اميركا. ومن الطبيعي ان يجري رأس الدولة اللبنانية محادثات ولقاءات. والرئيس سليمان سيعبر في النهاية عن موقف لبنان، وهو موقف واضح ضد الاحتلال الاسرائيلي ومع تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومع استقلال لبنان. وأعتقد ان الرئيس سليمان يستطيع ان يعبر بدقة عن هذه المواقف التي أكد عليها مرات ومرات وشدد على دعمه لها".

وعن موضوع الاستنابات السورية بحق فريق رئيس الحكومة سعد الحريري وعشية زيارته لدمشق، قال: "الاستنابات القضائية لها علاقة بدعوى رفعها اللواء جميل السيد. ومن حقه ان يرفع دعوى في اي مكان يستطيع ان يطال الذين يعتبر انهم ظلموه. وهذا امر يختلف عن زيارة الرئيس الحريري التي هي، وبسبب كونه رئيسا للحكومة، ستحصل قريبا. فلا اعتقد ان الاستنابات ستؤثر على الزيارة".

وردا على سؤال حول المواقف الأخيرة للبطريرك صفير من سلاح "حزب الله"، قال: "لا نريد الرد على البطريرك صفير ولدينا قرار في هذا الامر. وفي قناعتنا ان في لبنان جيشا واحدا، وتوجد مقاومة، وهناك تنسيق بين هذا الجيش وهذه المقاومة، وهو امر لمصلحة لبنان".

وفي سياق آخر، رأى الشيخ قاسم "ان ما سجل من تحفظات عن بند المقاومة في البيان الوزاري هو اقرب الى الحال الاستعراضية التي تحكمها اعتبارات حزبية ومحلية خاصة"، لافتا الى "اننا سمعنا من قادة عدة في 14 آذار سابقا، وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري والاستاذ وليد جنبلاط، انهما يؤيدان حق المقاومة وبالتحديد الاستمرارية الموجودة في "المقاومة الاسلامية" الى جانب الجيش اللبناني والشعب اللبناني، وذلك في انتظار ان تناقش التفاصيل الاخرى في اطار البحث في الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على طاولة الحوار".

واذ رأى "ان ما ورد في البيان الوزراي حول المقاومة هو نوع من الاضافة المناسبة لمصلحة استمرارها وتأكيد الشعب اللبناني والمسؤولين تبنيها"، لفت الى انه "عندما نالت الحكومة الثقة، حصل ذلك على اساس البيان الوزاري بكامله"، مضيفا "انه عندما تكون هناك حكومة حصل لدى تشكيلها اتفاق سياسي واضح على ان المقاومة جزء لا يتجزأ من الحضور السياسي في تركيبة مجلس الوزراء كما الحضور الميداني في انتظار مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، فهذا يعني ان لا معنى للصراخ المرتفع الذي لا محل له في بيان نال الثقة في شكل كامل، اذ لا يوجد شيء اسمه نصف ثقة او ثلاثة ارباع ثقة".

وكيف يفسر "تحفظ نواب من كتلة رئيس الحكومة عن بند المقاومة"، أجاب: "اتمنى ان يطلب التفسير من الرئيس الحريري، لان ما سمعناه منه في الغرف المغلقة وفي الاعلام يؤكد موافقته على المقاومة في هذه المرحلة وتبنيه لاستمراريتها، وهذا ما ظهر في شكل واضح في البيان الوزاري الذي يتحمل الرئيس الحريري مسؤولية إعداده وتبنيه. لذا، افضل ان يجيب رئيس الحكومة عن هذا الامر الذي أعطى مشهدا يضر بالصدقية ولكنه لا يؤثر على المسار".

وفي حين اكد ردا على سؤال، "ان المقاومة الاسلامية اي "حزب الله" لم تستخدم قدرتها وامكاناتها لاي معادلة سياسية داخلية خلال كل الفترة السابقة ومنذ تأسيس "حزب الله" العام 1982"، قال: "أما بالنسبة الى من يتحدث عن 7 ايار، فهو ينسى ان هذا التاريخ هو رد فعل على 5 ايار الذي كان عدوانا حقيقيا على المقاومة وكان يشكل خطرا لجهة ان ينكشف ظهرها لاسرائيل عبر حال نزاع بين الدولة والمقاومة، اي بين الجيش والمقاومة، اي بين الشعب والمقاومة. وهذا كله كان ليجر الى نتائج وخيمة تشكل فتنة في ذاتها، وبالتالي ما حصل في 7 مايو هو رد فعل موضعي ومحدود لم يستغرق اياما، اذ بسرعة أعدنا الامور الى المعنيين والمسؤولين فتسلم الجيش اللبناني الواقع الميداني بعدما نزل السلاح من الطرفين. وهنا يطرح سؤال على الطرف الاخر هو من اين اتى بالسلاح وماذا كان يفعل في الساحة؟".

اضاف: "اما بالنسبة الى ما بعد 7 ايار، فجاء اتفاق الدوحة الذي يمكن اعتباره مشرفا للجميع. وقد عالج هذا الاتفاق مشكلة مزمنة استمرت خلال كل فترة حكومة الرئيس السنيورة الاولى ولم تعالج"، ورأى "ان ما خلص اليه اتفاق الدوحة لجهة "الثلث الضامن" جاء لان لا قدرة لدى الطرف الاخر على ان يحكم البلد من دون الاخذ في الاعتبار القوى السياسية الاخرى الموجودة"، سائلا: "الان لا يوجد اعتصام ولا منع شبكة الاتصالات ولا 7 ايار ولا امورا توحي بشكل او بآخر ان للسلاح دورا، فلماذا تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولماذا تم التعاون ونالت الحكومة ثقة غير مسبوقة؟"، معتبرا "ان هذا يدل على ان القوى السياسية الوازنة التي تتحمل مسؤولية في ادارة البلد مقتنعة بوجود قوى سياسية اخرى وازنة لا يمكن اغفالها في بلد مثل لبنان وفي تركيبة معقدة كالتي يعيشها لبنان".

وعن اعتبار بعض النواب "ان البيان الوزاري وحتى تركيبة الحكومة مع ثلث معطل جاء وليد "تهديد السلاح" الحاضر دائما في المعادلة وإن من دون الضغظ على الزناد"، اجاب: "اعتقد ان محاولة البعض ربط كل شيء بالسلاح والخوف منه تنم عن رؤية سياسية عاجزة تصوب على السلاح لتغطي نفسها من الفشل السياسي في ادارة شؤونها مع جماعتها او في ان تكون لها مساهمة فاعلة في تركيبة لبنان".

وعما اذا كانت الطائفة الشيعية "تشعر بانها مغبونة في نظام الطائف، وهل حصلت بالثلث المعطل على توقيعها على مراسيم تشكيل الحكومة كما قال النائب وليد جنبلاط، قال: "لم نطرح هواجس لها علاقة باتفاق الطائف، ولم نطالب بتعديلات لصلاحيات نعتقدها تنفع الطائفة الشيعية وحرمت منها في اتفاق الطائف. ولم نقارب هذا الموضوع خلال كل هذه السنوات، وهذا ينطبق علينا وعلى حركة "امل". ومن يراجع الارشيف يجد ان اي مسؤول في الطائفة الشيعية لم يتحدث عن رغبة في تعديل اتفاق الطائف لتحسين موقع الطائفة الشيعية فيه".

واذ أكد ان "حزب الله" وحركة "أمل" نالا في الانتخابات النيابية الأخيرة "ما يراوح بين 92 و97 في المئة من اصوات الطائفة الشيعية"، قال: "عندما نخوض النقاش السياسي حول تركيبة الحكومة او اي امر آخر، فانما يكون ذلك من موقع تمثيلنا الشعبي وليس من موقع اننا نتسلط على الطائفة الشيعية ونتحدث باسمها غصبا عنها، لذا فان اي حكومة تحرص على مراعاة التوازن الطائفي بشكل او بآخر، لا يعقل ان تتمثل فيها الطائفة الشيعية الا بوزراء من هذين التنظيمين (حزب الله او امل)"، مضيفا: "انطلاقا من هنا، فان التعامل يتم مع جهات تمثيلية، وأرفض ان يقال ان هناك "فيتو" شيعيا، لان المسألة لا ترتبط باجتماع الطائفة على امر تواجهه او تتحدى فيه، انما هناك قوى سياسية هي التي تمثل وتحاور من موقعها السياسي وليس من موقع الائتلاف الطائفي".

وردا على سؤال، اعتبر انه "اذا أراد اللبنانيون بلدا يتقدم خطوات الى الامام ولا تدخل اليه الفتن من كل حدب وصوب، فالحل الطبيعي هو الديموقراطية التوافقية"، وقال: "جربنا هذا الامر بعد اتفاق الدوحة وفي هذه الحكومة، واتضح ان الديموقراطية التوافقية هي افضل الحلول التي تجعل البلد يسير رغم كل علاته القائمة، بينما جربنا الاستئثار الذي كان موجودا قبل حكومة الوحدة الوطنية، فتعطل البلد والمؤسسات. وهذا رأينا، واذا كان الاخرون لديهم رغبة بغير هذا الرأي، فليترجموه عمليا".

واذ شدد على ان "اميركا تهيمن على العالم وتستخدم قوتها العسكرية من منطقة الى اخرى لفرض سياساتها وتسخر مجلس الامن لخدمة مشروعها وتعطي كل شيء لاسرائيل مع علمها ان الأخيرة معتدية وغاصبة وتعيش على القتل والدمار"، قال: "حين نطرح في الوثيقة السياسية جبهة عالمية لمواجهة الهيمنة الاميركية، لا نقصد تشكيل قوة عسكرية للمواجهة، فليس لنا مشروع قتال مع اميركا، انما نقصد وقفة شعبية وسياسية من القوى المختلفة في العالم تصرخ وترفض وتضع حدا لاميركا".

واستبعد "حربا اسرائيلية وشيكة على لبنان"، لكنه اكد في الوقت نفسه "ان المقاومة تتصرف بجهوزيتها وكأن الحرب ستقع غدا"، مضيفا: "نحن نستعد خوفا من المفاجآت. وهذا ما كنا نتحدث عنه قبل العام 2006 حين كنا نقول اننا مستعدون، وعندما هاجتمنا اسرائيل تبين ان استعدادنا كان قائما"، معلنا "ان سرائيل تحسب اليوم الف حساب للبنان ولم تعد قادرة على ان تتصرف وكأنه غير موجود بعد نجاح المقاومة في صد عدوانها العام 2006".

وردا على سؤال عما اذا كان "حزب الله" مع اقتصار طاولة الحوار على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ام مع ان تشمل ملفات اخرى، اجاب: "ليس لدينا اي شيء خاص مطروح. نعتبر ان طاولة الحوار ستبحث الاستراتيجية الدفاعية، لكن لا نعلم كيف سيدير رئيس الجمهورية هذا الامر وكيف سيتفاهم الاطراف على طاولة الحوار. ونحن مع ما يتفقون عليه".

 

النائب الموسوي:اللواء الحاج استهدف لتعطيل قدرة المؤسسة العسكرية

المقاومة مؤسسة وطنية جامعة وهي لا تسعى لإجماع بل للعمل في بيئة غير عدائية

وطنية - رأى النائب نواف الموسوي ان "اللواء فرنسوا الحاج كان حالة قائمة بحد ذاتها وممسكا بالجيش وقد استهدف لتعطيل قدرة المؤسسة العسكرية حتى لا تبقى مؤسسة وطنية جامعة يحتكم إليها الجميع وتكون أداة سياسية". وسجل لقائد الجيش العماد جان قهوجي "جرأته بالتصدي للخروقات الاسرائيلية"، لافتا الى ان "الاغتيال هو عمل المفلسين".

واعتبر في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، ان "المقاومة لا طائفة لها كما الخونة لا طائفة لهم، وهي مؤسسة وطنية جامعة". ورأى ان "الخروج من الانقسامات السياسية التي تتوجه الى الشكل الطائفي يكون بإقامة الدولة المدنية من خلال تطبيق النص الدستوري الذي اشار اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية".

واستغرب "بعض المواقف من الديموقراطية التوافقية"، متحدثا عن "بنود اتفاق الطائف ولا سيما البند المتعلق بنقل السلطة الاجرائية من رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا وليس الى موقع دستوري آخر". وأشار الى ان "المادة 95 من الدستور تنص على ان الطوائف تمثل بصورة عادلة في الحكومة مما يعني ان يكون التمثيل حقيقيا وهذا ما عكسته الانتخابات النيابية. وهذه الحكومة عكست الانتخابات بدقة، والدستور واضح بالنسبة إلى سبل تشكيل الحكومة في لبنان".

وقال: "أيا كانت موازين القوى، ينبغي ان تكون الحكومة التوافقية بحسب النص الدستوري، وهناك أربع قواعد هي كل حكومة هي حكومة ائتلاف موسع والتمثيل تمثيل نسبي

وكل مكون من مكونات السلطة الاجرائية له حق الفيتو بالإضافة الى اللامركزية الادارية. نحن أسرى الخارج لاننا لم ننشىء داخلا، والدولة المدنية تقفل الابواب على الخارج".

وأوضح النائب الموسوي ان "الدولة المدنية ليست دولة علمانية ولا تلغي الدين، وأسوأ ما يسيء الى الدين هو الطائفية"، متحدثا عن "تحييد الادارة في لبنان عن الطائفية كخطوة اولى لتحييد مؤسسات الادارة السياسية وتحصين كل الكيانات الدينية من خلال انشاء لبنان العيش الواحد والاعتراف بالآخر". وشدد على "التمسك بالصيغة التعددية اللبنانية ايا كانت المخاطر التي تهددنا او ايا كانت الاغراءات امام اي طائفة او حزب بان يحكم لبنان منفردا، وذلك هو إغراء بالانتحار لان كل التجارب تدل على الفشل، وعلى مدى اربع سنوات كان هناك ميل للاستئثار وقد مورس مما ادى الى التأزم، ويجب دفع ثمن الوفاق لاننا دفعنا ثمن الاستئثار غاليا".

وقال: "لم يكن هناك يوما اجماع على المقاومة في لبنان، والمقاومة لا تسعى الى اجماع انما تسعى الى ان تعمل في بيئة غير عدائية".

وأكد النائب الموسوي "الحرص على ان تتحمل الدولة مسؤولياتها كافة، والجيش منذ استعادته لبنيته الموحدة وهو في حالة تنسيق ميداني كامل مع المقاومة من موقع ان الجيش له السلطة الكاملة، والمقاومة تقوم بدورها التحريري والدفاعي". وأعلن ان "حزب الله قدم عام 2006 استراتيجية دفاعية والامين العام للحزب شرحها وتحولت مكتوبة في ثلاثة تقارير على الاقل أرسلت الى السفارة الاميركية". ووصف "مقولة سلاح حزب الله خارج الشرعية بغير الدقيق، فللشرعية مستويات عدة وشرعية المقاومة مستمدة من القضية التي تعمل من اجلها ومن شرعية تلقائية المقاومة من جراء الاحتلال اضافة الى شرعية المقاومة من خلال ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني".

ولم ير النائب الموسوي "تناقضا بين المقاومة لتحرير الارض والتمسك باتفاق الهدنة طالما ان هذا الاتفاق يعتبر مخروقا بسبب الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية".

 

النائب كنعان: يحق لرئيس الجمهورية زيارة أي دولة

مسار الدولة اللبنانية بالنسبة للتكتل فوق كل اعتبار

من لم يتعود أن يبيع وطنه ومبادئه في زمن الوصاية لا يمكن أن يبيعهما اليوم والإنفتاح على الآخرين لا يعني التبعية

وطنية - توقف أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان عند ذكرى استشهاد النائب جبران تويني واللواء فرنسوا الحاج، معتبرا أنه "لا خوف على وطن

يبذل فيه هذا القدر من التضحيات"، وقال: "سنحمل شعلة شهدائنا عبر الحفاظ على حريتنا وسيادتنا وتحقيق الشراكة وإعادة بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها ولن ننساهم أبداً".

وأكد النائب كنعان في حديث تلفزيوني، أن زيارة العماد ميشال عون إلى بعبدا اليوم عقب زيارته الأخيرة الى دمشق، هي لتأكيد دعم المسار اللبناني - السوري الرسمي، معتبرا أن إطلاع الرئيس ميشال سليمان على تفاصيل هذه الزيارة أكبر دليل على أن مسار الدولة اللبنانية بالنسبة الى تكتل التغيير والإصلاح هو فوق كل اعتبار، وأن كل علاقة مع أي دولة يجب أن تخدم المصلحة اللبنانية، رافضا فكرة التحالف السياسي التي كانت سائدة في الماضي بين حزب أو تيار ودولة.

وأشار إلى أن "من لم يتعود أن يبيع وطنه ومبادئه في زمن الوصاية لا يمكن أن يبيعهما اليوم، فالإنفتاح على الآخرين لا يعني التبعية، وهذا مركب نقص يجب أن نتخلّص منه، مضيفاً أنّه يمكن لرئيس الجمهورية أن يذهب أينما يشاء وأن يزور أيّة دولة.

ورأى أن "العلاقة الطبيعية بين البلدين أفضل بكثير من العلاقة المتشنّجة بعد أن خرج الجيش السوري من لبنان شرط أن تُبنى هذه العلاقة على قاعدة حقوق لبنان ومراعاة خصوصيات الدولتين"، مضيفاً أن العماد عون لم يزر سوريا بصفة زعيمٍ سياسيّ بل بصفته رئيس تكتل من 27 نائبا ومشاركا في الحكومة بخمسة وزراء ويمثل جزءا من الدولة، كاشفا أنّ النية موجودة لتلبية العماد عون دعوة الرياض لزيارتها، وقال: "لدينا صداقات وعلاقات عديدة ونحن نوظفها لمصلحة لبنان، وعلى صعيد العلاقة مع سوريا سيكون هناك متابعة للعديد من القضايا والملفات في وزارات عدة ومن خلال المسار الرسمي" .

وجدد التأكيد أن ملف المفقودين هو في طليعة كل الملفات لأنه قضية إنسانية يجب ألا تكون خاضعة لأيّ تجاذبات سياسية، متمنياً الخروج من النظري الى العملي والتعاون لتحقيق النتائج المرجوّة، كما تمنّى على المجلس النيابي إقرار إقتراح القانون الذي تقدّم به تكتل التغيير والإصلاح والذي يساوي اللبنانيين المحرّرين من السجون السورية باللبنانيين المحرّرين من السجون الاسرائيلية، إضافة إلى إقتراح إنشاء بنك DNA لمعرفة مصير كل المفقودين" .

وأشار إلى أن الاستنابات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية "يجب أن يكون سقفها القضاء اللبناني الذي يستطيع أن يأخذ مبادرة في هذا الموضوع عبر منع أي تدخل سياسي وعبر إعادة الحقوق للضباط بعد أن أخلت سبيلهم المحكمة الدولية الخاصة" ، مشيرا الى أنه "ليس هناك حتى الآن تأثيرات سلبية لهذه الاستنابات على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، ما يعني أنه مرتاح وفريقه لهذا الوضع" .

وأضاف: "إذا كانت خلفية هذه الاستنابات سياسية، فبالطبع لن نقبل بالتدخل في الأمور اللبنانية الداخلية، وإذا كانت خلفيتها قانونية وقضائية، فالقضاء السوري سيبين ذلك عبر المسار الذي سيرسمه في المرحلة المقبلة، لكن في كل الأحوال كان على القضاء اللبناني أن يأخذ مبادرة منذ زمن طويل"، مشيرا الى أن إصلاح وتفعيل استقلالية القضاء اللبناني يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة.

واعتبر النائب كنعان "أن سياسة مد اليد تتطلب جرأة وطنية توازي جرأة المواجهة، وهذا ما فعله العماد عون عندما قاوم في البداية وعندما مد اليد ل"حزب الله" ولسوريا، وهذا ما سيفعله الرئيس الحريري الذي يجب أن تكون زيارته غير مشروطة وأن يكون فيها مصالحة ومصارحة تعبر عن رغبة لبنانية بأن يكون هنالك علاقة مستقرة بين الدولتين"، قائلا: "حان الوقت للتفكير بالاستفادة المشتركة من العلاقة اللبنانية - السورية في قطاعات عدة من دون أن ننسى حفظ حقوق شهدائنا وحقوق اللبنانيين" .

وفي موضوع توطين الفلسطينيين، أكد أن "حل هذه المسألة مسؤولية عربية وليست لبنانية فقط، خصوصا وأن لبنان بلد صغير وتأثير هذه القضية ينعكس سلبا على تركيبته"، معتبرا أن هذا الموضوع عربي بالدرجة الأولى ودولي بالدرجة الثانية ونحن كلبنانيين يجب أن نجهد لحله عبر الضغط على باقي الدول والاحتفاظ بكل ورقة قوية لا تريح الدولة الاسرائيلية، سائلا: "لماذا يجب أن نريح المجتمع الدولي واسرائيل قبل حل قضية توطين الفلسطينيين وسلاحهم وأن ندفع كل هذه الأثمان، بدل أن تكون هذه الأوراق القوية في يدنا مفتاحا لحل المشكلة الفلسطينية في لبنان؟.

وأضاف: "نحن لا نشكل أي غطاء للسلاح بل للاستقرار ونتكلم عن استراتيجية دفاعية والعماد عون ساهم بلبننة طروحات كثيرة للحزب، لكن هذا الموضوع لا يمكن حله إلا بتفاهم بين جميع اللبنانيين" . وعن زيارة العماد عون إلى بكركي، قال: "كان هناك تفهم واضح من قبل صاحب الغبطة لكثير من الأفكار والمواقف، واليوم نحن نتطلع الى صفحة جديدة لهذه العلاقة والتوصل الى مساحة مشتركة تصب في مصلحة المسيحيين واللبنانيين"، معلنا أن الزيارة تخلّلها نقاش مستفيض وتوضيح لسياسات التيار الوطني الحر ومحاولة لاستشراف المستقبل بالتفاهم مع السلطة الكنسية، كما تناولت علاقة المسيحيين مع كلّ أطياف المجتمع ليستعيدوا دور "الجسر العتيق" أي الدور المتميّز في الربط والجمع بين الحضارات والطوائف، آملا في الوصول الى تصور مشترك على الصعيد المسيحي العام.

وبصفته رئيسا للجنة المال والموازنة النيابية، اعتبر أن الوضع الايجابي من شأنه أن ينعكس على الاقتصاد اللبناني، مؤكدا أنه يجب اقتطاع نسبة من النمو الجيد لتحسين وضع الفرد في لبنان وتأمين فرص العمل ورفع مستوى الدخل وتحسين الخدمات الأساسية على صعيد الكهرباء والمياه والبنى التحتية والزراعة والصناعة، وأشار إلى أن أولويته ليست درس الموازنات السابقة بل مناقشة موازنة 2010 قبل إقرارها وليس التصديق عليها بعد إنتهائها.

وختم النائب كنعان أنّه في 14 آذار 2005 كان هناك فرصة لبناء الدولة لكنّها ضاعت بسبب استبدالها بصراع سلطة، لافتاً الى وجود فرصة حقيقية اليوم أيضاً يجب الإستفادة منها عبر وضع خارطة طريق لتعزيز المؤسسات، وعدم الشروع بتحالفات على حساب الوطن.

 

حزب الوطنيين الاحرار اطلق كتاب "الليبرالية في العالم العربي": تشديد على اهميتها في التقدم والتطور والازدهار وارساء مبادىء الديموقراطية

وطنية - أطلقت امانة الخارجية في حزب الوطنيين الاحرار بالتعاون مع "مؤسسة فريدريش ناومن" كتاب "الليبرالية في العالم العربي" في حفل افتتاح مؤتمر "الليبرالية والبرامج السياسية في لبنان" في فندق برنتانيا - برمانا، برعاية رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون وحضوره، وبمشاركة المدير الاقليمي لمؤسسة فريدريش ناومن رونالد ميناردوس، اعضاء المجلس الاعلى ومنظمة الطلاب وممثلي المفوضيات والامانات في الحزب.

ويضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات المكتوبة باقلام ثمانية من النشطاء الليبراليين العرب ترسم في مجملها صورة دقيقة عن طبيعة المشكلات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها البلدان العربية واهم العوائق التي تحول دون تجاوز هذه المشكلات، وتؤكد هذه المقالات حتمية الحل الليبرالي كمخرج وحيد امام المجتمعات العربية للحاق بركب التقدم والتطور.

كميل شمعون

افتتاحا النشيد الوطني وبعد التعريف باهداف شبكة الليبراليين العرب، القى امين العلاقات الخارجية في الحزب كميل الفرد شمعون كلمة فقال:" اذا كان الدين قيما فالليبرالية اداة لاحترامها، اذا كان الدين احترام الانسان فالليبرالية رسول هذه التعاليم واذا كان الدين عدلا فالليبرالية محكمة للحق" لافتا الى انه "لم تكن يوما مرادفا للاستهلاك والمادة والمال والجشع بل انبثقت من فجر فكر وينبوع حرية وعدالة اجتماعية من وجدان المؤمن الحر الطليق، وجاءت ترجمة لحب الحياة والتطور والازدهار بعيدا عن الانغلاق والتقوقع".

اضاف:"اذا كانت الليبرالية المعول لتشييد صرح الانسان فها هي تتلاقى مع الايمان ولا تتنافى مع الدين، ليست بغريبة بل انها انطلقت من القومية العربية المنادية بنصرة المظلوم واحقاق الحق" لافتا الى ان "دور العرب اظهار الصورة الحقيقية لهم وهي صورة بالفعل مشرقة من خلال تصدير الفكر الليبرالي لا استيراده، وهذه القيم امانة في اعناقنا وهنا يبرز دور لبنان".

وتابع:"اذا كانت الليبرالية بوجهها الانفتاحي والمستعد لقبول الاخر مهما علت حدة النقاش معه حول الاختلاف وجدت لنفسها في لبنان مرتعا خصبا وجذورا حية يرويها باستمرار تصميم الشعب اللبناني على العيش حرا فان هذا الوجه لم يقتصر يوما عللا الشان السياسي بل تخطاه ليشمل جميع المرافق الحياتية".

وختم: "ان التحدي الاكبر الذي ينتظر الليبرالية في العالم العربي هو المحافظة على معاقلها قبل الشروع الى كسب معاقل جديدة، ويأتي لبنان في رأس القائمة فوجوده كبلد حر ديموقراطي باقتصاده الحر ونسيجه الاجتماعي المتنوع مذهبيا امسى ضرورة للابقاء على سراج هكذا مبادىء سامية منيرة في المنطقة" لافتا الى ان "الاسس التي ترعى الشأن السياسي في لبنان كلما اقتربت من المذهب والطائفة كانت واهنة وكلما اقتربت من مبدأ الدولة كانت صلبة، من هنا يبدو مبدأ فصل الدين عن السياسة معزيا من اجل ارساء قواعد الدولة الحية المزدهرة الامنة والدائمة".

ميناردوس

بعد ذلك تحدث ميناردوس عن اهمية الليبرالية في العالم العربي متطرقا الى اهداف مؤسسة "فريدريش ناومن" وبرامجها على المستويات كافة، مشيرا الى ان "الهدف الرئيسي للمؤسسة هو تقوية الليبرالية في المانيا وايضا في العالم كله، وهي تدعم انشطة ومشاريع تعليمية" معتبرا ان "التعاون مع الاحزاب الليبرالية هو اولوية استراتيجية بالنسبة الى المؤسسة".

وعدد ميناردوس القيم والمبادىء الاساسية التي ترتكز عليها الليبرالية واهمها المسؤولية والمساواة في الفرص، حقوق الانسان، سيادة القانون، الفصل بين الدولة والدين، التعددية، الديموقراطية وخصوصا الاقتصاد والسوق الحر.

سعد

وكانت مداخلة للصحافي انطوان سعد رأى فيها ان "العالم العربي ابعد ما يكون عن الليبرالية بمعناها الانساني الذي يتيح للفرد ان يعيش على انسانيته ويرتقي فيها في الشكل الذي يرضي ضميره واقتناعاته وسلم القيم الذي يؤمن به، ولكن مالا يزال غير معروف بما فيه الكفاية هو وجود نخب عربية متلاقية على المضي في مشروع تحرير الانسان العربي من موروثات وايديولوجيات تؤثر سلبا على حريته وتطلعاته وتوقه الى الشعور بانه مسؤول عن خياراته الفكرية وقادر على تبني نمط العيش الذي يهواه ويرضيه ويريحه".

ورأى ان "التجربة اللبنانية تقدم نموذجا فريدا في العالم على مستوى تبني المسلمين للقيم الليبرالية وتجربته هذه تستحق الاهتمام من جانب كل الجهات المعنية بالليبرالية في العالم".

وختم: "ان لم تتضافر كل القوى اللبنانية العربية والدولية في قضية الدفاع عن المساحة الليبرالية في لبنان فلن يكون لليبراليين العرب مساحة للوقوف والتفكير والامل في غد مشرق يكون الانسان العربي فيه حرا كريما وفق ما يرتضيه ضميره وتطلعاته وتوقه الى كمال انسانيته بالشكل الذي يرضيه ويقنعه".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 12 كانون الاول 2009

النهار

قال مسؤول حزبي في مجلسه إنه يجب محاربة طاولة الحوار لأنها تسرق القرار من مجلسي النواب والوزراء الى مكان آخر غير دستوري وغير قانوني.

تتوقع أوساط سياسية مراقبة أن تتوقف المصالحات المسيحية عند النقطة التي وصلت اليها.

قال مسؤول سابق أنه ليس مهماً أن تنال الحكومة ثقة عارمة، بل أن تظل محافظة عليها عندما تباشر العمل وتنتهي منه.

السفير

يتم تداول اسمين لرئاسة هيئة الرقابة المصرفية، أحدهما يحتل موقعاً بارزاً في مؤسسة إعلامية وتبدو حظوظه الأكثر ترجيحاً.

لوحظ ان موقف "نائب يساري جديد" في موضوع منح الثقة إنما جاء مخالفاً لرأي أقرته هيئة حزبية بالإجماع وكان مشاركاً في صياغته.

لوحظ ان أكثر من نائب من مسيحيي الأكثرية توجه بعد الانتهاء من كلمته الى نواب في "كتلة الوفاء" للقول لهم: "موقفنا له علاقة بالشارع لكن لا تبنوا عليه كثيراً".

المستقبل

توقعت اوساط سياسية ان تشهد الانتخابات البلدية المقبلة تبدلات في التحالفات، فتشهد اخرى على "غير نسق" الانتخابات النيابية.

استغربت اوساط سياسية المناشير التي وزعت في بيروت عن "لا ثقة المواطن بالحكومة" وسألت كيف لحركة لم تستطع الوصول الى سدة البرلمان التحدث باسم الشعب.

كشفت مصادر متابعة ان تحقيقاً يجري مع قاض في محافظة كبرى على خلفية شكوى ضده بتسريب محاضر معلومات وقضايا اخرى.

اللواء

أعيد الاعتبار إقليمياً لشخصية لبنانية معارضة، في ضوء تبدلات سياسية لبنانية مرتبطة بإشكالات دولية - إقليمية!·

ينتهج وزير خدماتي سياسة مدّ اليد لقوى ذات تأثير في الملفات المعنية بها وزارته·

تشكّل حركة خارجية لمسؤول كبير محطة ترقب، للفصل بين خيارين في التعامل مستقبلاً معه·

الشرق

نائب سابق غاب عن لقاءات دورية لتجمع سياسي جراء تخوفه من اعلان مواقف لا تنسجم مع طبيعته وموقعه!

وزير سابق تلقى نصيحة بالانتماء الى كتلة نيابية في حال اراد تكرار زيارته الى شخصية بارزة؟!

سفارة اوروبية غربية زادت من معدل مساعداتها لمؤسسات تربوية وانسانية بنسبة اربعة اضعاف!

صدى البلد

تزداد الشكاوى في بيروت وضواحيها من ظاهرة الازدحام وعدم وجود اماكن كافية لركن السيارات وهي ظاهرة متفاقمة وتنذر بتداعيات.

اكد نائب سابق على صلة جيدة بالقيادة السورية ان "الاخيرة لا يمكن ان تطلب من اللواء السيد سحب الدعوى المقدمة امام المحاكم السورية".

يقال ان "مرجعا رسميا يتلقى نصائح من خصوم سياسيين بضرورة التخلي عن بعض فريق عمله والاستعانة بوجوه جديدة تتطلبها المرحلة الجديدة".

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
13 كانون الأول/2009

انجيل متى 7/16 حتى 20

من ثمارهم تعرفونهم.هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة.واما الشجرة الردية فتصنع اثمارا رديّة. لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا رديّة ولا شجرة رديّة ان تصنع اثمارا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار. فاذا من ثمارهم تعرفونهم

آخر فرصة للبنان: وقف تهريب السلاح إلى "حزب الله"أو الحرب!

 

نتانياهو نعى القرار 1701 ملغياً دور القوات الدولية في احلال السلام

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في واشنطن ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان »سيواجه معضلة حقيقية لدى لقاءاته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وعدد من مسؤولي ادارته الفاعلين عندما سيبلغونه نعي رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو للقرار الدولي 1701 الذي اوقف اطلاق النار في جنوب لبنان في اغسطس من العام 2006 لانه ¯ حسب نتانياهو قد فشل فشلا ذريعا اذ وضعه مجلس الامن لمنع اعادة تسليح »حزب الله« الذي بات في ظله يمتلك عددا من الصواريخ اكبر بكثير مما كان قبل الحرب«, ما يعني ان اسرائيل عطلت القرار وغسلت يديها منه في حين ان الادارة الاميركية نفسها وبالتحديد وزارة الخارجية وضعت جدول اعمال زيارة سليمان الى واشنطن على اساس »مسؤولية الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701«.

وكشف ديبلوماسي عربي ل¯ »السياسة« في واشنطن امس النقاب عن ان المذهل في الامر هو ان ادارة اوباما لم تعترض على تصريحات نتانياهو رغم ان الغاءه القرار 1701 من طرف واحد يعني  أمرين لا ثالث لهما, اولهما التمهيد لامكانية شن حرب جديدة على »حزب الله« والدولة اللبنانية بكل مفاصلها العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية وثانيهما سحب يد حكومة الدولة العبرية من وجود القوات الدولية في جنوب لبنان وتحذيرها عبر تصريحات نتانياهو وسواه ¯ من استمرار بقائها هناك«.

وقال الديبلوماسي في اتصال به من لندن ان المسؤولين الاميركيين »سيوجهون الى سليمان السؤال الاكثر احراجا عما اذا كان الجيش اللبناني غير قادر على حماية حدوده الشمالية مع سورية لاقفالها باحكام في وجه عمليات تهريب الاسلحة المستمرة الى »حزب الله«, وسيؤكدون له انه في حال عدم قدرة الجيش على ذلك فان قول نتانياهو بان هذا الحزب »بات يشكل الجيش الحقيقي للبنان« فيما الجيش اللبناني يتلهى بالامور الامنية الداخلية اذا صحيح, وبالتالي فان ذرائع اسرائيل باتت قوية جدا لاستخدام القوة  في تدمير الجيش الجديد«.

»وتعتقد ادارة اوباما ¯ حسب الديبلوماسي العربي ¯ او على الاقل وزارتا الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية ¯ ان تصريحات رئيس قسم الابحاث في هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية يوسي بايداتس هذا الاسبوع بان »حزب الله« يتزود بوسائل قتالية متطورة بامكانها بلوغ جنوب اسرائيل وان افراده منتشرون الى الشمال من نهر الليطاني والى جنوبه وبحوزتهم قذائف صاروخية ذات مديات مختلفة«, وهي على جانب كبير  من الدقة, وهي ايضا تصريحات موجهة  الى فشل القوات الدولية (يونيفيل) والجيش اللبناني في تطبيق القرار 1701 الذي صدر خصيصا عن مجلس الامن لمنع اعادة »حزب الله« تسليح نفسه بعدما كان خرج من حرب العام 2006 بعدد قليل تبقي من صواريخه وقواعد اطلاقها وتخزينها«.

وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« انه »على الرغم من ان الاميركيين مارسوا ضغوطا هائلة على رئاستي الجمهورية والحكومة اللبنانيتين خلال الاشهر الاربعة التي عجزتا فيها عن تشكيل الحكومة لمنعهما من اشراك »حزب الله« في الحكومة الجديدة ومنحه في البيان الوزاري (البند السادس) صلاحيات موازية لصلاحيات الدولة في قرار الحرب والسلم, الا ان جهودهم باءت بالفشل, وحصل هذا الحزب الايراني على امتيازات تفوق قدرتي الدولة والشعب اللبنانيين على تحمل نتائجها, وبالتالي فقد عرضت رئاستا الجمهورية والحكومة لبنان لاخطار التدمير من دون ان تساعدا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في سحب ذرائع الدولة العبرية لشن هجومها المرتقب لتدمير الالة العسكرية الايرانية على حدودها الشمالية«.

 

إسرائيل ستبني الجدران على حدودها مع مصر ولبنان وغزة

 حكومة نتانياهو تبحث النوعية وتكاليف العملية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر ديبلوماسية بريطانية النقاب في لندن امس عن وجود ما يشبه "حرب جدران" في اسرائيل ودول الطوق المحيطة بها, "تعيد الى الاذهان الاسوار التي كانت تحيط بالمدن القديمة مثل روما وقرطاجة وطروادة وسواها في العصور الغابرة لحمايتها من هجمات الاعداء والتقوقع بداخلها, اذ بعد سقوط جدار برلين الشهير في ألمانيا قبل نحو عشرين عاما, ظهر جدار مماثل بين اسرائيل والضفة الغربية في فلسطين لمنع هجمات الفصائل الفلسطينية على الدولة العبرية كما ظهر جدار في قلب بغداد يفصل المناطق السنية عن الشيعية, فيما بدأت مصر بناء جدارها الفولاذي بينها وبين قطاع غزة لمنع تهريب السلاح والارهابيين في الاتجاهين", فيما اكدت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "اتخذ قرارا ستراتيجيا بإقامة سياج فاصل على امتداد حدود دولته مع مصر لحل مشكلة تسلل آلاف العناصر الارهابية والمهاجرين الافارقة الى اسرائيل".

واماطت الصحيفة اللثام عن ان "النقاش الدائر الآن حول انشاء هذا السياج يتناول مشكلة اذ فيما تدعو قيادة الجيش العبري الى انشائه على صورة الجدار الاسمنتي في الضفة الغربية بحيث تبلغ كلفته بليونا و350 مليون دولار, تفضل وزارتا الامن الداخلي والمال سياجا اقل كلفة".

ونقلت الصحيفة عن نتانياهو قوله في اجتماعات مغلقة: "في نهاية المطاف سنضطر الى اقامة جدران حول الدولة كلها, ولن يكون امامنا مفر آخر".

ونقل ديبلوماسي بريطاني في لندن عن مصادر مصرية قولها ان هناك "اسبابا امنية حيوية لمصر لإقامة جدارها الفولاذي على طول حدودها مع قطاع غزة بعد اكتشاف سلطاتها طوال السنوات الاخيرة دخول ارهابيين من تنظيم "القاعدة" من تلك الحدود للقيام بعمليات تخريبية وقتل السواح في شرم الشيخ عبر سيناء, وتسلل ارهابيين من انتماءات مختلفة اخطرهم من "حزب الله" الذين ينقلون السلاح الايراني, وخصوصا الصواريخ "عبر تلك الانفاق الى القطاع ثم اطلاقها على المدن والقرى الاسرائيلية ما يستجلب دائما ردود فعل اسرائيلية كارثية على المدنيين الفلسطينيين, كما حدث في حرب غزة الاخيرة".

وذكرت المصادر ب¯"إلقاء القبض على نحو 50 ارهابيا هذا العام بقيادة عناصر من "حزب الله" وتقديمهم الى المحاكمة في ما سميت قضية "خلية حزب الله" في مصر, وهم ارهابيون مرسلون من ايران عبر لبنان لتهريب قطع الصواريخ الى حركة "حماس" لإعادة تجميعها على ايدي نحو 35 خبيرا من الحزب تدربوا لدى الحرس الثوري الايراني, كما هم مكلفون في المقابل باستهداف مواقع سياحية وامنية واقتصادية مصرية ردا على مواقف مصر من التدخل الايراني في العالم العربي".

وكشف الديبلوماسي البريطاني النقاب ايضا عن ان هناك "مخططا شديد التعقيد لبناء جدار فاصل على غرار الجدار الفولاذي المصري في حال نجاحه على حدود غزة, على مسافات طويلة من الحدود الاسرائيلية - اللبنانية يمنع مستقبلا اي تسلل ارهابي الى داخل اسرائيل حتى بعد القضاء على "حزب الله" وصواريخه في لبنان ومع استمرار وجود القوات الدولية (يونيفيل) التي لن تبقى في جنوب لبنان الى الابد".

وقال الديبلوماسي ان "المخطط يلحظ بليونين وخمسمئة مليون دولار لفترة ثلاث سنوات لانشاء "جدار متقطع" مع الحدود مع لبنان يقوم في المناطق الواقعة قبالة المستوطنات خصوصا وبين اراضي ومرتفعات شبعا وكفر شوبا وصولا الى جبل الشيخ. وقد "نضطر في المستقبل - كما قال نتانياهو - الى بناء جدار آخر على الحدود الساخنة مع سورية".

 

 

 

اليـوم وغـداً

"النهار" /قبل أربع سنوات، كان عرس، ليس في قانا الجليل، بل في قلب بيروت، إنه عرس الشهادة. سقط جبران تويني شهيداً للوطن، لكل حبة تراب من أرضه، من جنوبه إلى شماله، مروراً بالمدينة الأحب إلى قلبه "ست الدنيا". بعد هذه السنوات، تبدلت أمور كثيرة، وتبدل كثيرون، لكننا في "النهار" باقون على العهد، العهد الذي رسمه جبران الجد، وحدده وأعلى مدماكه غسان تويني، وشهد له بالحبر والدم جبران الحفيد، ومعه سمير قصير. باقون على العهد مع إطلالة كل نهار وكل صياح ديك معلناً الحقيقة، وهاتفاً لحرية لبنان وسيادته واستقلاله وكرامة بنيه. نتذكرك اليوم، ونحن لا ننساك. نكرر قسمك الشهير ولو لم يقتنع به بعض أهل المنافع والأبواق، الساعين دوماً إلى الفتنة والتقسيم، أو إلى ابتلاع البلد، ونسف الصيغة والكيان.

عهدا جبران، لبنانك لبناننا، سنحافظ عليه، وستظل "النهار" لبنانية، عربية، مستقيمة الرأي، مؤمنة بأن الحق أقوى، والخير أفعل، وذكراك باقية، ولبنان أبدي.

 

سنتان على استشهاد فرنسوا الحاج.. والفاعل معلوم مجهول 

ليبانون فايلز/تُحيي المؤسسة العسكرية وعائلة العميد الركن الشهيد فرانسوا الحاج الذكرى السنوية الثانية لاغتياله، يوم غدِ الأحد.

لم يكن فرنسوا الحاج سياسيّاً أو فريقاً. كان ضابطاً ملتزماً مشهوداً له، ولذلك أتى استشهاده مؤلماً لجميع اللبنانيّين، خصوصاً أنّه أعقب فترة تعرّض فيها الجيش اللبناني الى اعتداءٍ آثم في معارك نهر البارد. وما يؤلم اللبنانيّين اليوم، عدا استذكار فرنسوا الحاج، هو عدم اكتشاف حقيقة من اغتاله، لا بل أنّ ما يؤلم حقّاً هو أنّ المرتكبين ربما موجودين على الأراضي اللبنانيّة ولكن ليس باستطاعة القوى الأمنيّة، والجيش الذي خرج منه فرنسوا شهيداً، أن تلقي القبض عليهم، بسبب تواجدهم داخل أحد المخيّمات.

من هم المشتبه فيهم باغتيال الحاج؟

نعيم عباس، أحد الناشطين في الدائرة المشتركة بين تنظيمي «القاعدة» و«فتح الإسلام». وهو فلسطيني من مواليد عام 1970، من مخيم عين الحلوة. كان في السابق مقرباً من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يتقرب من الشخصيات الأصولية الناشطة في مخيم عين الحلوة. وفي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، أوقفته الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد مشاركته في إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحينذاك، أوقِف معه الشيخ صالح قبلاوي (أبو جعفر المقدسي) الذي قضى في العراق لاحقاً، خلال قتاله الاحتلال الأميركي. ويقال في بعض الأوساط الإسلامية إن قبلاوي كان أحد أبرز المقربين من أبو مصعب الزرقاوي.

بعد خروجه من السجن في لبنان، بقي نعيم عباس في مخيم عين الحلوة، وبدأ اسمه يلمع يوماً بعد آخر، حتى صار واحداً من نحو 20 شخصاً مطلوبين من جهات متعددة، لبنانية وإقليمية ودولية، بعد الاشتباه في تورطهم بعمليات تفجير في لبنان، سواء ضد الجيش أو اليونيفيل، وصولاً إلى تنفيذ عمليات خارج الحدود (سوريا والعراق). وفي نهاية عام 2008، قيل إنه غادر مخيم عين الحلوة إلى سوريا، وقيل إنه لوحق هناك، وتمكن من الفرار مجدداً إلى لبنان. وخلال العام الماضي، خفف الرجل من تحركاته، حتى بات ترصّد الأجهزة الأمنية له شديد الصعوبة. وكان فادي ابراهيم، الملقب بـ«السيغمو»، الذي وقع في قبضة استخبارات الجيش اللبناني فجر 30 تشرين الأول الفائت، وكان مقرباً جداً من مجموعة «فتح الإسلام» في المخيم، وعلى رأسها «الأمير» عبد الرحمن عوض وأسامة الشهابي ومحمد الدوخي (الملقب بخردق) ويوسف شبايطة، إضافة إلى صلته بالناشط البارز توفيق طه (يؤكد الأمنيون أنه ينتمي إلى «القاعدة»)، اعتبر بأنّ أمير «فتح الإسلام»، عبد الرحمن عوض، أخبره أن مجموعة من التنظيم هي التي نفذت عملية اغتيال اللواء فرانسوا الحاج، انتقاماً منه لدوره في معارك نهر البارد. في الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفق ما ذكرته جريدة "الأخبار"، ثمة من يتشكك في إفادة السيغمو، مشيراً إلى عدم وجود أدلة على ما يقوله. وفي المقابل، يؤكد أمنيون معنيون أن هذه الإفادة هي دليل إضافي على تورط «فتح الإسلام» في عدد كبير من العمليات التي نُفذت في لبنان خلال السنوات الأربع الماضية. ويشير هؤلاء إلى التقاطع الجاري بين إفادات عدد كبير من الموقوفين، مع إفادة السيغمو. وأبرز هذه الإفادات هو ما أدلى به كل من حمزة قاسم وخالد قنبز. وبحسب وثيقتين صادرتين عن كل من المدعي العام العدلي القاضي سعيد ميرزا والمحقق العدلي في جريمة التفجير بطرابلس نبيل صاري، اعترف حمزة قاسم، الذي أوقف في تشرين الثاني 2008، بأنه كان قد آوى في منزله بمخيم البداوي أميرَ فتح الإسلام شاكر العبسي بعد فراره من مخيم نهر البارد. وبحسب الوثيقتين، فإن قاسم نقل عن شاكر العبسي قوله إن عبد الرحمن عوض أخبره أن مجموعة تابعة له (عوض) اغتالت كلاً من العميد فرانسوا الحاج والنقيب في فرع المعلومات وسام عيد.

 

ميل السيد مخترع الجرائم الكبرى 

 التاريخ: ١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل/كتب المحرر السياسي: جميل السيد يعرف اسراراً كثيرة. كان حاكماً للبلد منذ تثبيت الوصاية السورية. يتباكى الآن ويختلف مع هذا او ذاك من موظفي الدولة . لا يتقبل حاله خارج الاجهزة ومن دون سلطة. الجنون يعصف به من كل حدب وصوب. لا يريد ان يعترف ان المحكمة الدولية هي من اوصت باعتقاله وهي ايضا من اوصت بإطلاق سراحه. كل ما يفعله هو تفجير قنابل كثيرة وفقط للتغطية على القنبلة التي أودت به إلى السجن.

في المحصلة العامة، ليس في ما يزعمه جميل معلومة واحدة تحترم عقول السامعين. فكلماته ليست أكثر من ضجيج موجه. الوجهة والهدف واضحان : فلنصرف النظر عن التحقيق في الجرائم السياسية الكبرى. يريد ان يقنع اللبنانيين ان احدا لم يرتكبها، وان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قتل جراء عمل فردي وانتهى الامر. والآن فلنفتح صفحة الثارات مع الساسة والقضاة والصحافيين. الجريمة التي ارتكبها المحققون والقضاة انهم ظنوا ان طرفاً او أطرافاً سياسية كانت وراء جريمة اغتيال الرئيس الحريري. والتخلي عن هذه الفكرة يمنع تسييس المحكمة. طبعاً جميل يعرف أن الرئيس الراحل كان رجل سياسة، وهو يعرف ايضاً ان الجرائم التي تحصل في البلد منذ عقود تتصل بالسياسة. لن نتحدث عن جريمة تفجير كنيسة سيدة النجاة. هل كان لجميل يومها دور في تقرير مضبطة الاتهام؟ أكانت مضبطة اتهام سياسية ام فتش جميل يومها عن اسباب شخصية حدت بالفاعلين إلى استهداف الكنيسة؟

جميل يلهج بمنطق "العنوسة المهنية" بعدما تردت حاله وخرج من دائرة الضوء ويدعو الى الاقلاع عن ربط الخيوط ببعضها لمعرفة من الذي استهدف الرئيس الحريري اغتيالاً. علماً ان ربط الخيوط لم يعد في يد اللبنانيين. إلا إذا كان يطالب أهل الضحايا واشهداء بإسقاط حقهم الشخصي في الإدعاء. وهذا حديث له متعلقات أخرى. لكن خيوط الدم ما زالت مترابطة. اللبنانيون يعرفون جيداً ان خيط الدم الذي لم ينقطع عن السيلان منذ جريمة محاولة اغتيال مروان حماده وحتى وقت قريب، هو خيط ,واحد. وقبل هذا وذاك هناك سؤال: هل قدر الساسة اللبنانيين ان يقتلوا من دون حسيب او رقيب؟ وكيف لجميل ان ينتقص من الاداء الامني الحالي ولم يسجل للنظام الامني الذي كان في صلبه اي انجاز في ما خص الجرائم السياسية؟

إذا كان ابو عدس والشريط الذي اكتشفه هو وجهازه الامني قد نفذ عملية الاغتيال ، فمن نفذ محاولة اغتيال مروان حمادة؟ ومن نفذ الجرائم اللاحقة وفتح حمام الدم؟ ومن اخفى أشرطة الفيديو التي صورتها. لقد رضي اللبنانيون ان ينظر قضاة دوليون في الجرائم التي طاولت قادتهم. وهذا استبعاد للقرائن السياسية المحلية عن هذه القضية. لكن محاولة جميل الحالية في تطاوله على من يعلونه شأناً وقدراً وأهمية فكرية وسياسية وثقافية تهدف إلى استعادة هذا الخيط. يدور في خلد جميل السيد: لقد احجمت قوى 14 آذر عن تفعيل اتهامها السياسي، فلاتبنى الجريمة واتصرف كما لو أنني الفقيد، واتهم في السياسة. هذا تسييس للمحكمة؟ هل يسمح لنا جميل بسؤال: من استهدف الوزير والنائب مروان حمادة؟ ومن قتل ايلي حبيقة؟ لقد كان في ذروة جبروته ولا بد أنه يعرف، فهو يملك اسراراً كثيرة. جميل في اطلالاته لا يفعل شيئاً سوى اختراع جريمة جديدة يريد ان يحاسب اللبنانيين عليها. وإلا كيف يعقل ان يفعل ما يفعله؟

ايها اللبنانيون: حين تفقدون غالياً او حبيباً في المقبل من الأيام، عليكم ان تحاسبوا أنفسكم. انتم القتلة حتى حين تكونون الضحايا. رحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده. 

 

الأحرار": نؤيد المواقف المتحفظة وهي ممارسة ديموقراطية

الأسوأ من تدخل الخارج في شؤوننا استجلاب هذا التدخل وتسهيله وتغطيته

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع أصدر الحزب البيان الآتي:

"1 - نؤيد مواقف النواب الذين اعترضوا أو تحفظوا على بندي سلاح "حزب الله" والمزاوجة بين الجيش ومقاومة "حزب الله" اللذين من شأنهما فرض واقع خطر يقوم على الإزدواجية بين الدولة والدويلة. ونعتبر هذه المواقف بمثابة تعزية لجمهور الأكثرية وخصوصا لناخبيها الذين محضوها ثقتهم على أساس البرنامج الذي تقدمت به، وفي رأس أولوياته حصرية قرار الحرب والسلم والسلاح. كما يمكن إدراجها ضمن الهامش الضيق المتبقي للممارسة الديمقراطية توخيا لاشتراك المجتمع المدني رديفا، والأصح بديلا من السلطة الاشتراعية التي تعود إليها مراقبة السلطة التنفيذية ومساءلتها، مرورا بطرح الأسئلة على الوزراء أو استجوابهم ووصولا إلى حجب الثقة عن أحدهم أو عن الحكومة مجتمعة. في المقابل نستغرب الدعوات إلى عدم التطرق إلى هاتين المسألتين تارة بحجة بحثهما على طاولة الحوار، وطورا باعتماد جدليات عقيمة لتغطية الواقع بمقولات هشة، كالقول ان إسرائيل هي من يملك قرار الحرب والسلم أو أن الاحتلال يبرر الاحتفاظ بالسلاح غير الشرعي، وهي مقولات ساقطة حكما بطرح حصرية مرجعية الدولة التي تضم الجيش وباقي المؤسسات وحتما الشعب.

أخيرا وفي السياق عينه ندين محاولات اللجوء إلى الإرهاب الفكري من خلال الحد من حرية الرأي، وقد بدا هذا التوجه خجولا من خلال ما نقل عن رئيس مجلس النواب من قرار لشطب كل كلام عن المقاومة وعن العلاقات مع سوريا من المحضر، ليعود واضحا جراء مطالبة أحد نواب "حزب الله" الرئيس بري بقرن أقواله بالأفعال. وهذا يكشف مزيدا من خيوط المنحى الانقلابي المتدرج الذي تعتمده الأقلية، وللأسف بنجاح حتى الآن.

2 - نرفض رفضا قاطعا منطق الحق الذي يراد به باطل أو الذي يؤدي إلى عكس ما يتمناه اللبنانيون في مقاربة المسائل الخلافية وفي مقدمها طرح موضوع إلغاء الطائفية السياسية. وندلي في صدده بالملاحظات الآتية:

أ - كون تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية بندا من بنود اتفاق الطائف لا يبرر توقيت طرحه، لا من ناحية الأولويات ولا لجهة الأجواء التي هي أبعد ما تكون عن شروط الغوص في إشكاليته. ناهيك عن الانتقائية في التطبيق التي فرضتها الهيمنة السورية وجماعتها في لبنان، والتي غالبا ما كانت كيدية، تهميشية وإلغائية بحق الشريحة السيادية.

ب - يجب أخذ هواجس كل العائلات اللبنانية بالإعتبار نظرا للتداعيات المتوقعة. ولا يغيب عن بالنا ان الكثيرين يعتبرون هدف غلاة الداعين اليها إنما هو الإفادة من الخلل الفاضح في موازين القوى نظرا لعامل السلاح، وهم يراهنون على قيامة الهيئة الوطنية كإنجاز لهم يراكمون عليه إنجازات أخرى، بالتهديد والتهويل، مما يفسح في المجال للتحكم بمصير الوطن.

ج - إنه لمن المستهجن ألا تثير دعوة "حزب الله" إلى إلغاء الطائفية السياسية، هو المجاهر بالتزامه ولاية الفقيه وصاحب العقيدة الأصولية، أي نقاش أو تساؤل. كأنه يتناسى هويته وإيديولوجيته أو يستخف بعقول اللبنانيين ويتلاعب بها. وكان الأجدى به مراجعة أفكاره وعقائده لتتناسب مع التعددية وبعدها يتجرأ على مثل هذا الطرح.

3 - كنا نأمل في أن تؤدي الزيارات الرسمية، وخصوصا غير الرسمية، إلى سوريا إلى نتائج ملموسة عوض الاكتفاء بالعموميات وبالإشادة والإمتداح كوسيلة لدغدغة المشاعر وإرضاء الأنانية. ومعلوم أن سنوات الهيمنة الطويلة مكنت النظام السوري من معرفة خصوصيات لبنانية كثيرة ومن التحكم بالتناقضات والتلاعب بالأهواء والإفادة من الطموحات. لذا نرى الاجتماعات واللقاءات تتوالى ولم يتحقق بعد أي من النقاط المتفق عليها، كترسيم الحدود، وطي صفحة المفقودين والمعتقلين في السجون السورية، وإقفال القواعد العسكرية للمنظمات الفلسطينية الموالية لدمشق. ومن دون أن نذكر حسم لبنانية مزارع شبعا بالوسائل القانونية، وأكثرها بداهة إيداع مجلس الأمن اعترافا رسميا سوريا مرفقا بالخرائط والمستندات الضرورية لحشر إسرائيل وتحميل المجتمع الدولي تبعة استمرار احتلالها المزارع. ونلفت في هذا المجال الذين كانوا من أشد المعترضين على بازار الزيارات والداعين إلى اعتماد القنوات الرسمية، فما بالهم اليوم يضربون عرض الحائط بشعاراتهم بعدما قامت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين؟ إن الذين يردون دائما على موضوع عدم تحقيق ما ذكرناه من نقاط بالقول أن ذلك من صلاحية الحكومة، مطالبون اليوم بالإعلان عن أهداف زياراتهم، لأن من حق اللبنانيين عليهم أن يعرفوا ومن واجبهم تلبية الطلب إذا كانوا يحترمون اللبنانيين ومشاعرهم. اللهم إلا إذا كانت الزيارة للاحتفال بمرور سنة على اللقاء العلني الأول لنقول عندها مبروك. إلا أننا نضيف ان الأسوأ من تدخل الخارج في شؤوننا الداخلية المبادرة إلى استجلاب هذا التدخل وتسهيل أمره وتغطيته، وهنا الطامة الكبرى".

 

مسؤول اميركي يؤكد دعم المؤسسات ورفض أي حلول اقليمية على حساب لبنان

نهارنت/توقع مسؤول في الخارجية الأميركية أن تحتل المساعدات الاميركية للبنان جزءاً كبيراً من المحادثات بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والجانب الأميركي، مع التطرق الى مواضيع تتعلق بعملية السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان. وأكد المسؤول لصحيفة "الحياة" أن زيارة سليمان "تعكس العلاقة الثنائية القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، والتي تم ترسيخها في الأعوام الخمسة الماضية من خلال زيادة المساعدات الخارجية الأميركية للبنان التي تخطت 1.2 بليون دولار ضمنها أكثر من 500 مليون دولار من مساعدات أمنية وعسكرية للجيش اللبناني". واضاف المسؤول أن واشنطن "تشارك سليمان رؤيته للبنان سيداً ومستقراً ومزدهراً" وجدد التزام بلاده "بالعمل وبالشراكة معه لتقوية المؤسسات اللبنانية وبهدف بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة". وشدد على أن برنامج المساعدات الأميركية للبنان "هو في واجهة هذه العلاقة اليوم"، مذكراً بأن واشنطن "زودت الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بأكثر من نصف بليون دولار منذ 2005". واشار الى ان واشنطن "حرصت منذ وصول الرئيس أوباما الى البيت الأبيض على تأكيد ومن خلال زيارات متعاقبة للمسؤولين الأميركيين للبنان على رأسهم بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث جورج ميتشل، ثلاثة بنود عريضة للسياسة الأميركية في لبنان، أولها دعم المؤسسات الدستورية، ثم عدم المقايضة على سيادة لبنان، ثم رفض أي حلول اقليمية على حساب لبنان وخصوصاً في عملية السلام وموضوع اللاجئين الفلسطينيين". 

 

الحريري يلتقي العاهل السعودي وزيارة دمشق غير اكيدة الاثنين

نهارنت/يجري رئيس الحكومة سعد الحريري السبت محادثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، في اطار الزيارة التي يقوم بها والتي تشكل محطة أولى في سلسلة زيارات سيقوم بها الحريري، وتشمل سوريا. وقد امتنعت أوساط الحريري عن تحديد موعد زيارة سوريا، موضحة لصحيفة "النهار" أن أي برنامج لم يوضع لهذه الزيارة التي تعتبر أمرا بديهيا بالنسبة الى الحريري بصفة كونه رئيس حكومة لبنان. واشارت "النهار" الى ان ما تردد عن قيام الحريري بزيارة دمشق بعد غد الاثنين لا ينطلق من معطيات اكيدة، في حين رجحت مصادر عربية غير رسمية في دمشق لصحيفة "السفير" ان تحصل الزيارة الاثنين المقبل، على ان تستمر خمس ساعات، وذهبت صحيفة "الاخبار" الى تأكيد حصول الزيارة الاثنين. وأوضح مصدر لبناني مطلع "إن ظروف الزيارة قد نضجت، وستتم في وقت قريب جدا، وسيتخذ جدول أعمالها طابعا رسميا من خلال اللقاءات التي سيجريها الحريري مع المسؤولين السوريين، وطابعا رسميا – شخصيا، سيتبدى في اللقاء المباشر بين الحريري والرئيس السوري بشار الأسد".

ولفت المصدر اللبناني ل "السفير" الى أن "الخط الساخن السوري السعودي يتابع تفاصيل الزيارة والترتيبات المتصلة بها، مع التأكيد على أنها ستكون فرصة كبيرة جدا وثمينة بالنسبة الى الفرقاء في لبنان، وأيضا بالنسبة للعلاقات بين لبنان وسوريا". واستبعدت "الاخبار" ان تتأثر الزيارة بالاستنابات القضائية السورية، ونقلت عن مصدر قريب من رئيس الحكومة في هذا السياق "أن الأخير سيتجاهل هذه الاستنابات بالكامل ويتعامل مع السوريين باعتبارها غير موجودة، تاركاً للسعوديين مهمة تفكيك هذه "العبوة"، إضافة إلى إعداد مستشاري الحريري ملفاً يظهر جدية رئيس الحكومة في ترميم التصدع الذي أصاب العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، ونيته تفعيل التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في عدد كبير من الملفات، وخصوصاً الاقتصادية". وامتنعت الاوساط الحكومية عن التعليق على الاستنابات القضائية السورية، لكنها في المقابل رأت فيها حسب "النهار" دليلا قاطعا على الاعتراف بالسيادة اللبنانية وباستقلالية السلطة القضائية في لبنان. وبالنسبة الى إمكانية بحث موضوع المحكمة الدولية في أثناء زيارة الحريري الى سوريا، أشارت أوساط رئيس الحكومة لصحيفة "اللواء" الى أن هناك قراراً واضحاً من مجلس الأمن يتعلق بهذه المحكمة، وهي خرجت منذ زمن بعيد عن نطاق التجاذب السياسي داخلياً وخارجياً وأصبحت في عهدة الأمم المتحدة، وكما أنشئت المحكمة بقرار دولي صادر عن مجلس الأمن فهي لن تتوقف عن العمل إلا بقرار آخر صادر عن مجلس الأمن.

واشارت "الاخبار" الى ان السوريين يعدّون لاستقبال مميز للحريري، رسمياً وشخصياً، إذ سيلتقي على الصعيد الرسمي رئيس الحكومة السورية ناجي العطري ومجموعة من أبرز الوزراء السوريين، وسيتفق خلال الاجتماع على آلية التنسيق التي تستدعي زيارة قريبة للعطري إلى بيروت. أما على الصعيد الشخصي، فسيحرص الرئيس السوري بشار الأسد على استقبال الحريري في جوّ من الحميمية، في مبنى مخصص للقاءات العائلية.

 

التهديدات الاسرائيلية وسلاح الحزب في صلب القمة الأميركية - اللبنانية

"النهار" /كتب خليل فليحان: إذا كان من موضوع ملحّ يتوجب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن يطرحه على نظيره الاميركي باراك اوباما في القمة التي سيعقدانها الاثنين المقبل، فهو التهديدات الاسرائيلية للبنان، وآخرها على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اعتبر "حزب الله" "جيش لبنان الحقيقي"، وأعطى تبريرا لمطالبة واشنطن بأن تسأل لبنان عن مصير السلاح الذي تسلمه الى القوات المسلحة من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة وأمن عام  ومديرية المخابرات، وعن فاعليته مقارنة بأسلحة الحزب المتطورة.

ويعود مبرّر هذا الالحاح اولا الى  التركيز على الوصف الجديد الذي أطلقه نتنياهو على الحزب، على  أنه يبيّت نية عدوانية لاستهداف ثكن ومواقع للقوات المسلحة والنقاط الحيوية والبنى التحتية ولمؤسسات الدولة، وليس فقط مواقع لـ"حزب الله". والمبرّر الثاني ان المستغرب في شمولية  التهديد الذي اعلنه نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيلون انه لم يقتصر على قدرات الحزب وامتلاكه اسلحة حديثة ومتطورة غير متوافرة لدى القوات المسلحة الشرعية، بل كان هناك تكرار للتحذير من عدم التعرّض لأي ديبلوماسي او سائح اسرائيلي في اي مكان في العالم، لأن ذلك في حال حصوله، ستتحمّل مسؤوليته الحكومة اللبنانية والحزب "بأشد الصور"، على قوله.

وليس خافياً أن الجيش الاسرائيلي أجرى مناورتين عسكريتين مكثفتين هذا الاسبوع، وضعت خلالهما سيناريوات مختلفة للحرب مع سوريا والحزب والاعلان عن حالة الطوارئ. ويؤشر ذلك الى الاستعداد الدائم لشن حرب جديدة على لبنان.

ويفسّر بعض الديبلوماسيين في بيروت التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان بأنه يهدف الى جعل الجزء الكبير من المحادثات التي سيجريها سليمان في واشنطن يركّز على سلاح "حزب الله".

ومعلوم ان نظرة الاميركيين الى الحزب اشد قسوة، وهم من دون طلب اسرائيلي سيبحثون مع  رئيس الجمهورية ابتداء من الاثنين المقبل وعلى مدى يومين في سبل انهاء الجناح العسكري للحزب. وسيشددون على أهمية ان يعمل لبنان أكثر فأكثر مع المنظمة الدولية لتنفيذ قراري مجلس الامن 1559 و1701. والجواب اللبناني جاهز ويختصر بأن  على واشنطن في شكل خاص والمجلس في شكل عام ان يضغطا على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال الغجر، وان توقف خروقها الجوية للسيادة اللبنانية، فينتفي مبرر وجود سلاح الحزب، وعليها ان توقف اغتيالاتها  لعدد اضافي  من المسؤولين في الحزب وان تفكك شبكات تجسسها الجديدة لجمع معلومات عن شخصيات اخرى للاغتيال. وفي المعلومات ايضاً، ان ما يهم بعض المسؤولين الاميركيين العسكريين والامنيين أن تركّز الاجهزة المختصة على مكافحة الارهاب وان واشنطن مستعدة لمدّها بأحدث المبتكرات والاسلحة التي يمكن استعمالها وعلى اجراء دورات تدريبية للعاملين في هذا الحقل.

اما محادثات سليمان واوباما حول عملية التسوية وتعثر رؤية الاخير لانعاشها بسبب العرقلة الاسرائيلية التي يتزعمها نتنياهو، فمعروفة نتائجها، وان الرئيس الاميركي لم يوقف جهوده رغم ما تبذله الدولة العبرية لاسقاط مبادرة اوباما برفض اسرائيل الوقف الكامل للاستيطان والفخ الجديد الذي نصبته للايقاع بين واشنطن ورام الله بعدما قررت الحكومة الاسرائيلية القبول بتجميد بناء المستوطنات مدة عشرة اشهر ولم تشر الى ما سيحصل بعد هذه الفترة، وهو ما دفع الجانب الفلسطيني المعني مباشرة بهذا الاقتراح الى رفضه بقوة.

ومن الطبيعي ان تتناول المحادثات اللبنانية – الاميركية الدور الديبلوماسي الجديد للبنان في مجلس الامن والذي سيبدأ بعد عشرين يوماً، والنهج الذي سيتبعه وايحاء التنسيق مع المندوبة الاميركية لدى المجلس سوزان رايس في الملفات العديدة التي ستعالج في هذا المحفل الدولي، وان يكون صوته قريبا من الصوت الاميركي. اما لبنان فلن يتسرّع في الرسم المسبق للمواقف، ويفضل مقاربة اي ملف بما يراه يخدم مصلحته وينسجم مع ما تضمنه البيان الوزاري من خطوط عريضة للحكومة في ما يتعلق بسياستها الخارجية.  

 

تحالف "القوات" و"المستقبل" والكتائب يفوز في LAU جبيل

فاز تحالف "القوات" و"المستقبل" والكتائب على تحالف "التيار" و"أمل" و"حزب الله" بنتيجة 7 – 5، في فرع الجامعة اللبنانية الاميركية في جبيل

نهارنت/بينما حصد في المقابل تحالف التيّار الوطنيّ الحرّ، "حزب الله"، حركة أمل، الطاشناق المدعوم من الشيوعي، المردة والقومي (اللائحة الاجتماعية) خمسة مقاعد، من أصل 12 مقعداً تنافس 24 مرشحاً عليها. ولامست نسبة المشاركة 83 في المئة في حرم جبيل، وتبارت في تمثيل الكليات الاربع (صيدلة، هندسة، آداب وعلوم، ادارة أعمال) لائحتان مؤلفتان من 24 عضوا هما: "جبهة الطلاب اللبنانيين" و"ندين لك، النادي الاجتماعي". وفيما أشار أحد المرشّحين عن حزب الكتائب في اللائحة مروان عبد الله (كليّة الفنون والعلوم) لصحيفة "الاخبار" إلى أنّ "العمل من كلّ جهة انصبّ أساساً على الطلاب الحيادييّن"، أكد رئيس خليّة القوات اللبنانيّة في الجامعة غدي سعد أنّ "أجواء المعركة كانت ديموقراطيّة، فيها تنافس حماسيّ بعيداً عن الاستفزازات من أيّ طرف"، مضيفاً أن "المحرّك الأساسي للائحة LSF كان القوات اللبنانيّة، بدليل أنّ 95% من الطلاب الاشتراكييّن مثلاً امتنعوا عن التصويت".

 

هنأ الحكومة بالثقة وأكد التمسك بالمقاومة

قبلان: لماذا سكت البعض عن عمالة لحد وحداد؟

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان <ان لبنان ينتقل الى مرحلة جديدة بنيل حكومة الوحدة الوطنية الثقة، مشدداً على دعم المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي· وقال الشيخ قبلان في خطبة الجمعة في المجلس الشرعي امس: الحكومة بنيلها الثقة فإننا سنواكبها ونتمنى لها النجاح والخير ونطالبها بان تكون في خدمة الشعب ولا تتعالى عليه، ونحن نرفض ان يكون الشعب خادما للحكومة فالشعب ملح الأرض وبه تدوم الحياة واستقراره يحقق سعادة الوطن، وعلى الحكومة ان تبادر الى تعزيز مسيرة الامن في لبنان، فما جرى ويجري من بعض المناطق من ممارسات أمنية شاذة وخروج عن القانون يجب ان تتصدى له الدولة فتقيم العدالة وتنفذ القانون وتفرض أحكاما عادلة لمعاقبة المرتكبين للجرائم وتعمل لإنصاف الناس·وهنأ الشيخ قبلان النواب على انجاز جلسة الثقة بالحكومة وخص الرئيس نبيه بري بالتهنئة على صبره وجهده وقال: <لا يجوز ان نضع المقاومة وسلاحها نصب أعيننا ونتناسى ما أنجزته هذه المقاومة من تحرير للأرض بعد ان خلصت لبنان من جيش لبنان الجنوبي العميل لإسرائيل، فلماذا سكت البعض عن جيش سعد حداد العميل، ثم سكتوا على جيش العميل انطوان لحد، مع العلم إننا لم نتخل يوما عن الدفاع عن لبنان، والمقاومة قدمت خيرت شبابها لتحرير لبنان وحفظ سيادته واستقلاله، ونحن كنا ولا نزال في خدمة أرز لبنان وسنديانه، فنحن لبنانيون بكل معنى الكلمة ولا نوالي أحدا غير لبنان ونعادي إسرائيل لانها وحدها عدو لبنان، ان لبنان أمانة في أعناق اللبنانيين ومن يدافع عن لبنان نحميه برموش عيوننا، ومن يموت في سبيل لبنان نطبع صورته في قلوبنا ونحتضن أسرته، وعلى اللبنانيين ان يستحضروا وحدة لبنان يوم توحد بوجه العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 فاحتضن اللبنانيون بعضهم بعضا في عمل مبارك، لذلك لا يجوز إطلاق الاتهامات دون حجة وبينة فنحن لا نميز بين مواطن واخر وفريق وآخر لاننا نعتبر ان اللبنانيين اخوة، ونحن ضد الاعتداء والباطل والفساد والفلتان الأمني>·

 

مصدر قضائي: مفعول مذكرات التبليغ مفعولها محدود ويسهل الرد عليها

نهارنت/تثير الاستنابات القضائية السورية بحق عدد من الشخصيات اللبنانية سجالا قانونيا داخليا، في انتظار الرد القانوني الذي تعدّه وزارة العدل.

وأوضح مصدر قضائي لبناني رفيع المستوى أن "وزارة العدل تلقت مذكرات تبليغ لا استنابات قضائية بحق عدد من الأشخاص"، وأضاف انه "من الخطأ أن يتم الترويج لذلك، فالاستنابات هي تكليف بالتحقيق والأمر لم يحصل بهذا الشكل". وأشار المصدر لصحيفة "الشرق الاوسط" إلى أن مذكرات التبليغ هذه "يبقى مفعولها القضائي محدودا جدا، ويسهل الرد عليها". وأعلن أنه سيصدر "خلال اليومين المقبلين جوابا من هيئة التشريع والاستشارات لتعيد وضع الأمور في نصابها وفق ما ينص عليه القانون".

وربط المصدر توقيت إصدار هذه المذكرات "بزيارة قاضي التحقيق والمدعي العام للمحكمة، دانيال بلمار إلى بيروت، إلا أن الأمر لا يرتبط بسير التحقيق، لا سيما أن بلمار يملك حتما معطيات قوية بشأن تقدمه في العمل على ملفه، وإلا لما كان سيوسع دائرة اتصالاته خلال زيارته ويطمئن ذوي الضحايا ويتكلم للمرة الأولى بهذه الصراحة ليؤكد أنه يحرز تقدما، ويبدي تفاؤلا واضحا، وهو يقول إنه كان يتمنى لو يستطيع إخبارهم المزيد عن أسباب تفاؤله، وذلك لأنه لا يريد الكشف عن أي معلومات أو إعطاء حتى مجرد تلميحات قد يستفيد منها الأشخاص الذين تسعى المحكمة إلى كشفهم". واشارت الصحيفة الى همس في كواليس الصالونات السياسية، انطلاقا من أن المؤشرات تتجه أكثر فأكثر إلى سعي ل"ترتيب تسوية قائمة على المقايضة بين هذه الدعوى وما قد يصدر عن المحكمة الدولية بشأن ملاحقة بعض المسؤولين السوريين، ما يؤدي إلى إرساء توازن معين يشكل مخرجا نهائيا للنظام في سورية من القضية". وفي المقابل، شرح خبير في القانون الجنائي الدولي لصحيفة "السفير" إنّ المعاملة التي أرسلها قاضي تحقيق دمشق إلى لبنان ليست استنابة بالمعنى القانوني القضائي، بل هي مجرّد معاملة تبليغ أوراق قضائية تجري بين الدول. وأضاف هذا الخبير بأنّ الإدلاء بالحصانات أمر في غير موقعه ويخرج عن الموضوع، لأنّ السلطة اللبنانية ليست هي السلطة المختصة للتحقيق، والمطلوب منها فقط، هو تحويل الأوراق إلى الجهاز المكلّف بالتبليغ لإتمامه، أيّ النيابة العامة التمييزية التي تحيلها إلى قسم المباحث الجنائية المركزية العامل بإمرتها والواقع مكتبه إلى جانب مكاتبها في الطبقة الرابعة من قصر عدل بيروت، وبالتالي فإنّه لا حصانة للتبليغ لأنّه إجراء إداري، وليس قضائياً.

ورأى الخبير انه يحقّ للسلطة اللبنانية أن ترفض إجراء التبليغ، على اعتبار انه قرار سيادي، لكن له نتائج، وعلى المسؤول عن الرفض أن يتحمّل تبعاته وتداعياته.

وتحدث عن نتيجتين للرفض، الأولى هي "أنّ قرار رفض التبليغ يكون قراراً إدارياً خاضعاً للطعن أمام مجلس شورى الدولة لتجاوز حدّ السلطة". والثانية هي أنّ "لبنان يكون قد أخلّ بموجباته السياسية الدولية وهي موجب التعاون بين الدول، وهذا أمر غير مستحبّ في ظلّ العلاقات الدبلوماسية الجديدة بين لبنان وسوريا والتي كانت مطلباً مزمناً وتحقّق، خصوصاً أنّ لبنان مرتبط مع سوريا باتفاقية تعاون قضائي لا تلحظ حقّ تقدير لأيّ دولة من الدولتين الموقّعتين، في مجال إجراء تبليغ الأوراق القضائية، وبالتالي، فإنّه بمجرّد تلقّي أيّ من هاتين الدولتين، معاملات تبليغ أوراق قضائية، أن تقوم فوراً بالتبليغ، وهي ملزمة بتنفيذ هذه الخطوة".

 

عون من بعبدا: لا أحمل رسالة من سوريا ولسليمان الحق الدستوري بزيارة اي بلد يريد

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان من حق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الدستوري ان يقوم بزيارة لاي بلد يريد، مشددا على ان سليمان ملتزم بخطاب القسم وليس منحازا لأي طرف لبناني ضد الآخر. ونفى عون بعد لقائه سليمان في قصر بعبدا، ان يكون حمل رسالة او وساطات سورية الى رئيس الجمهورية. وأكد ان "لا مشكلة إن كان لديه علاقة وطيدة مع الرئيس السوري"، مشددا على وجود تطابق بينه وبين سليمان حول الامور المطروحة. ووصف عون العلاقة مع سوريا بانها جيدة جداً، مؤكدا "الحرص على هذه الصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والعمل على أن تثمر هذه العلاقة من أجل الانفراج في لبنان ولمصلحة بلدنا، كما لا نتعاطى معها وكأنّها علاقة أشخاص لنستقوي بها". واضاف عون انه "كان رقماً صعباً قبل أن يذهب الى سوريا"، رافضا ربط توقيتها بزيارة سليمان الى واشنطن، وقال "زيارتي الى دمشق أتت هكذا في التوقيت، ولكنها ليست بقصد الردّ على زيارة سليمان الى واشنطن، لأننا لو أردناها كذلك، لذهبنا الى سوريا عندما ذهب الرئيس الى واشنطن".  وحول موضوع الاستنابات القضائية السورية، اعتبر عون ان "القيادة السورية تعطي الموضوع شانأ قضائيا بحتا". ويأتي لقاء سليمان عون في قصر بعبدا، قبيل مغادرة سليمان الى واشنطن، وبعد ثلاثة أيام من زيارة عون الى سوريا. ونقلت "النهار" عن اوساط "التيار الوطني الحر" ان عون الذي تلقى دعوة سابقة من المملكة العربية السعودية يحتمل ان يلبيها قريباً بعدما جددت له. وافادت مصادر مواكبة ان عون، خلال زيارته الاخيرة لسوريا، عرض موضوع زيارته للمملكة على ان يساهم الاسد في التهيئة لها.

 

زهرمان: لا نزال نتهم سوريا سياسياً بالاغتيالات في لبنان والرئيس الحريري سيزورها كصفة رسمية لا شخصية

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار

أكد النائب خالد زهرمان ان التحفظ على بند المقاومة في البيان الوزاري هو "لتكون المقاومة مفتوحة للجميع وليس لطرف واحد من اللبنانيين"، مشددا على ان تكون للدولة وحدها حصرية على السلاح وقرار السلم والحرب بيدها. ورجح في حديث عبر OTV ان يزور الرئيس سعد الحريري سوريا الأسبوع المقبل لافتا الى ان الزيارة تتحضر من خلال القنوات الرسمية "خاصة ان الحريري سيذهب بصفته رئيس حكومة كل لبنان وليس بصفة شخصية، علما ان سياسياً لا نزال نتهم سوريا بالاغتيالات في لبنان". ولفت الى ان قوى 14 اذار "ليست تكتل اشخاص بل فكر وهي تجمّع على فكرة حرية وسيادة واستقلال". وتعليقاً على زيارة النائب عون الى سوريا، أعرب عن استغرابه في توقيتها

 

خلايا "حزب الله" في الخارج: ملفات في دائرة التحقيقات... والقضاء 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

فادي شامية/اللواء

تتكاثر مؤخراً المعلومات المنشورة عن خلايا <حزب الله> في الخارج  الموضوع ليس جديداً، لكنه أصبح في الأشهر القليلة الماضية أكثر <جدية>، وذلك بعد انتقاله من إطار التحقيقات الصحفية إلى إطار التحقيقات الأمنية، فالمحاكمات القضائية، في عدد ليس بالقليل من بلدان العالم.

ما يرصده التحقيق الآتي هو مجموعة من الملفات المفتوحة لـ <حزب الله> في الخارج، على الصعيدين الإعلامي والقضائي  وإذا كانت سياسة <حزب الله> قد درجت على عدم التعليق، أو توضيح، أو تناول مثل هذه القضايا في الإعلام، فإن ذلك لم يمنع من إثارة أكثر من ملف من هذا النوع إعلامياً، في غير دولة من الدول ذات الصلة، وتالياً فإن حق الرأي العام اللبناني الاطلاع على هذه المعلومات، دون أن يعني ذلك بالضرورة تبنيها جملةً أو نفيها جملةً

خلية سامي شهاب في مصر

تعتبر خلية اللبناني يوسف منصور في مصر (اسمه المزيف سامي شهاب وهو ?بالمناسبة- موجود على السجلات اللبنانية في دائرة نفوس بيروت)، الخلية الأشهر لـ <حزب الله> في الخارج  ليس فقط لأنها أثيرت بقوة شديدة في الإعلام المصري، بـ <مباركة> من السلطات المصرية، في ربيع العام الجاري، وإنما لأن <حزب الله> نفسه، -خلافاً لباقي الملفات المشابهة- وعلى لسان أمينه العام، اعترف بوجودها، وتبنى فعلها، وتالياً أرسل محامين لبنانيين إلى المحاكم المصرية للدفاع عن الموقوفين فيها، لا سيما منهم اللبناني يوسف منصور  (ثمة موقع على الإنترنت اليوم اسمه <موقع المجاهد يوسف شهاب ورفاقه> لمتابعة قضيته) 

مهمة هذه الخلية وفق <حزب الله> هي <نقل الدعم اللوجستي إلى المقاومة الفلسطينية من عتاد وأسلحة إلى داخل فلسطين>، هذا هو النص الحرفي لتصريح السيد حسن نصر الله بخصوص هذا الموضوع  أما السلطات المصرية فتضيف إلى هذه المهمة، مراقبة قناة السويس، ومصالح إسرائيلية في مصر، والتخطيط لتنفيذ هجمات تستهدف الأمن القومي المصري 

وعلى كل حال، ولو اعتبرنا أن باقي التهم غير مثبتة، فإن السلطات المصرية تعتبر مجرد وجود خلية تعمل لصالح تنظيم خارجي على أراضيها انتهاكاً للسيادة المصرية، خصوصاً مع استعمالها وثائق وأسماء مزورة، واعتراف <سامي شهاب> نفسه بأنه تعاون مع اللبناني محمد قبلان، والسوداني <خليل> ومع البدو وآخرين، لتنفيذ مهامه في مصر 

خلية "حزب الله" "الحرس الثوري" في أذربيجان

ثمة ملف مشابه، مفتوح في أذربيجان منذ مطلع العام الجاري، وقد أثير إعلامياً بعد أن أجرت السلطات الأذرية تحقيقاتها، وأحالت المتهمين إلى القضاء.

وكان هذا الملف قد وصل إلى خواتيمه بهدوء مع مطلع شهر تشرين الأول الجاري، عندما أدان القضاء الأذري لبنانيين إثنين هما؛ علي كركي وعلي نجم الدين، إضافة إلى أربعة مواطنين أذريين، بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم على السفارتين الإسرائيلية والأميركية في باكو، ورادار غابالا الإستراتيجي شمال البلاد  وقد قضى الحكم بسجنهما خمسة عشر عاماً على اعتبار أن العمل لم يصل إلى مرحلة التنفيذ.

وقد ربط حكم المحكمة بين المجموعة، التي ألقي القبض عليها في أيار 2008، وبين <حزب الله> والحرس الثوري الإيراني، بناءً على اعترافات المجموعة  ومن المعروف أن النظام في أذربيجان على خلاف مع النظام في إيران، بسبب الخلاف على إقليم ناغورني كاراباخ بين أذربيجان وأرمينيا، حيث تناصر إيران أرمينيا على حساب أذربيجان، لأسباب سياسية (مرتبطة بالمشروع الإيراني في المنطقة)، وإثنية (خوفاً من دعم أذربيجان للأقلية الأذرية في إيران نفسها).

خلية داني طرّاف في أميركا

في 24 تشرين الثاني الماضي أعلن مكتب التحقيقات الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية عن إحباط مخطط يهدف إلى تهريب أسلحة مختلفة، من بينها أسلحة مضادة للطائرات إلى كل من؛ إيران وسوريا ولبنان، وإلقاء القبض على المواطن اللبناني داني نمر طرّاف في مدينة فيلادلفيا الأميركية بعد أن وصل اليها لتفحص صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة آلية أخرى.

وقد ذكرت صحيفة <فيلادلفيا إنكوايرر> نقلاً عن الـ>إف بي آي> ووكالة <الأسوشيتدت برس> يوم الإثنين 23 تشرين الثاني الماضي أن <التحقيق في القضية بدأ منذ شهر حزيران 2007 بعد أن عرض أحد العملاء الفدراليين المتخفين على اللبناني حسن محمد قميحة شراء أجهزة كومبيوتر محمولة وهواتف خليوية وألعاب فيديو وبيعها في أميركا وفي الخارج    لكن العملية اتخذت طابعاً خطيراً حين بدأ قميحة وأصدقاؤه الكلام عن أسلحة قادرة على اصابة المقاتلات الجوية    وأنه قد دفع مبلغ 20 ألف دولار نقداً للعميل كدفعة أولى مقابل أسلحة آلية وصواريخ من طراز ستينغر>  وقد وجهت تهم أخرى إلى 8 اشخاص على صلة بالخلية.

من جهتها ذكرت وكالة <أ ف ب>، يوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني أن عدد المتهمين قد ارتفع، وأن البضاعة كانت ستشحن إلى <حزب الله>، وأن من بين المتهمين ثلاثة يحملون إقامات مزدوجة في لبنان وسلوفاكيا  أما الباقون، فقد وجهت إليهم اتهامات منفصلة لبيع بضائع مسروقة 

بدورها زعمت صحيفة <الواشنطن بوست> في 25 تشرين الثاني الماضي أن أحد أعضاء المجلس السياسي لـ>حزب الله>، وصهره هاني حرب، مرتبطان بهذه الخلية، وأنهما حاولا تهريب ما يقارب من 1200 بندقية رشاشة من الولايات المتحدة الأميركية لصالح <حزب الله> عبر سوريا، وذلك وفق لوائح الاتهام التي أعلنت يوم الثلاثاء 24 تشرين الثاني أمام المحكمة الفدرالية في مدينة فيلادلفيا  وقد كشفت الصحيفة أسماء المتهمين، ومن بينهم اللبنانيان حسن عنتر كركي، وموسى علي حمدان (الأخير لبناني من بروكلين)، إضافة إلى المسؤول في <حزب الله> وصهره، وحسب الناطقة بإسم المدعي العام، باتريشيا هارتمان، فإن الولايات المتحدة لا تحتجز الآن أياً من هذه الشخصيات 

ووفق الصحيفة فإن الدليل الأساسي لدى المحكمة ضد المسؤول في <حزب الله> جاء من خلال حديث مسجل له بتاريخ 23 حزيران الماضي مع هاني حرب، تناقشا فيه حول شحنة البنادق الرشاشة الهجومية من طراز كولت M4، والتي قالت الحكومة الأميركية إنها نالت موافقة مسؤول من <حزب الله> يعمل من إيران، لم يجر الكشف عن هويته.

هذه الملفات المثارة إعلامياً (وغيرها مما سيرد في الحلقة القادمة) ترتكز على معطيات قضائية، لذا فإن من واجب الدولة اللبنانية متابعة السلطات في البلدان ذات الصلة، لمعرفة حقيقة ما جرى، فإذا كان ثمة افتراءات ? وهذا وارد بشدة- فإن عليها أن تتحرك للدفاع عن اللبنانيين الموقوفين أو الصادرة بحقهم مذكرات توقيف، وإن كانت الوقائع متينة، فإن على الدولة أيضاً أن تتابع هذه الموضوعات إلى النهاية في لبنان، وأن تتعاون مع السلطات في البلدان ذات الصلة بشأنها، كما عليها رعاية اللبنانيين الموقوفين بالخارج، حتى ولو كانوا مدانين، لأن لهؤلاء حقوقاً يجب أن تحترم  (مثلاً يجب أن تتحرك الخارجية اللبنانية للتثبت من واقعة تعرض اللبناني يوسف منصور للتعذيب في مصر بغض النظر عن إدانته من عدمها).

 

اتصالات بين اركان للجالية والمنظمات الأميركية – اللبنانية بيــان يتمنى على ســليمان الطلب من الجانب الأميركي المسـاعدة على تنفيـذ القرارات الدولية بكل مندرجاتهــا

واشنطن: من مراسلة الوكالة.

المركزية- بدأت منذ اسبوع الاتصالات بين أركان الجالية اللبنانية والمنظمات الأميركية – اللبنانية تهيئة لزيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الى واشنطن والتي اعتبرها أحد أعضاء هذه المنظمات كما قال لـ"المركزية" – حدثاً مهماً في توقيتها ومضمونها. وأضاف: ان زيارة الرئيس اللبناني تأتي تلبية لدعوة من نظيره الأميركي وهي خطوة مميزة ونادرة كونه الرئيس العربي الذي يجتمع مع الرئيس باراك أوباما من بين قلة من القادة العرب، وان الدعوة وجهت الى الرئيس ميشال سليمان منذ فترة.

وأثار عضو المنظمات الأميركية – اللبنانية الى ان الاجتماعات بدأت تعقدها هذه المنظمات التي تضم ممثلين عن الأحزاب اللبنانية بمختلف تلاوينها السياسية، غير انها تلتف حول مشروع سياسي واحد ودعم سيادة لبنان واستقلاله وحريته. وعلمت "المركزية" ان هذه المنظمات ستصدر في وقت لاحق وقبيل وصول الرئيس سليمان والوفد المرافق بياناً يتضمن تمنياً على الرئيس سليمان والوفد المرافق الطرلب من الجانب الأميركي المساعدة على تنفيذ القرارات الدولية الصادرة بكل مندرجاتها وخصوصاً القرارات 1559 و1680 و1701 والمساعدة على دعم الجيش اللبناني بالعتاد اللازم ليتولى المسؤولية الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية ويتولى حصرية حماية الدولة في وجه اي اعتداء وتقويته ليكون قادراً على القيام بهذه المهمة.

كما يتضمن القرار التأكيد على رفض التوطين بكل أشكاله ودعوة الجانب الأميركي الى المساعدة في هذا المجال والضغط على الجانب الاسرائيلي لتأمين حق عودة الفلسطينيين تنفيذاً للقرار 194 لأن التوطين من شأنه ان يحدث خلل في المعادلة الديموغرافية على الساحة اللبنانية. وكشف أحد أعضاء المنظمات ان وفداً منها سيقابل الرئيس سليمان في مقر اقامته ليسلم اليه مذكرة تتضمن موقف وتطلعات هذه المجموعات بما يعود الى لبنان منطلقة من الثوابت الوطنية القائمة على الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة والحرية المطلقة ضمن القانون.

 

العاهل السعودي استقبل الحريري

المركزية - في نبأ من الرياض ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل عند الساعة الرابعة بتوقيت الرياض الثالثة عصرا بتوقيت بيروت في مقر اقامته في روضة خريم رئيس الحكومة سعد الحريري، وحتى صدور "المركزية" كان اللقاء لا يزال مستمرا.

 

"التقدمي" يزور الرابية الاثنين

المركزية – يزور وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين 14 الجاري الرابية، في إطار متابعة لقاء المصالحة الذي عقد في بعبدا بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط.

 

روجيه اده: زيارة سليمان الى واشنطن تهدف الى اعادة تأهيل موقع الرئاسـة الاولـــى

المركزية - اعتبر رئيس حزب السلام روجيه اده ان الهدف الاساسي من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن هو إعادة تأهيل الدور الذي يعود لرئيس الدولة في موقع رئاسة الجمهورية في النظام اللبناني. وعزا في حديث تلفزيوني أسباب الهجمة التي تشن على هذه الزيارة لارهاب الرئاسة الاولى كما كان يحصل في الماضي وذلك من خلال اتباع سياسة "فرق تسد" وأضعاف كل شخصية تتبوأ أي مركز سياسي مهم أكان في رئاسة الجمهورية أم رئاسة الحكومة او حتى رئاسة المجلس النيابي.

ورأى إده ان زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون الى سوريا فيها مخاطرة بعلاقته مع إيران وحزب الله خصوصا وان علاقته بهذا الاخير تقدمت بنوع خاص، لافتا الى ان ايران هي من ربّح العماد عون في الانتخابات الاخيرة وليس سوريا، وتوقع اده مواجهة منظورة بين ايران وسوريا في اول ازمة اقليمية ستحصل. ولفت اده الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري بدأ بترميم العلاقة مع التيار الوطني الحر لابعاده عن المحور الايراني ونشهد اليوم تعاوناً سورياً تركياً سعودياً دولياً لبنانياً لابعاد عون عن حزب الله.

واذ اعتبر ان حزب الله يعطي الحجة لهجوم اسرائيل على لبنان، لفت اده الى ان حزب الله لم يسم في البيان الوزاري وتاليا هو غير شرعي ولو تشرعن لبنانيا لبقي غير شرعي دوليا لأن للقانون الدولي اولوية على القانون اللبناني وعلى اجماع المجلس النيابي اللبناني وعلى قرارات الحكومة اللبنانية.

ورأى ان هدف زيارة الرئيس الى واشنطن يجب ان يكون تطبيق القرار 1701 لمنع اسرائيل من القيام بأي عمل عسكري ضد لبنان. فطالما سلاح حزب الله موجود ستستمر اسرائيل في ادعائها ان حزب الله حاكم لبنان وتاليا أي عمل عسكري سيطال الدولة اللبنانية بأكملها.

 

لا أسرى إسرائيليون بعد الآن: إسرائيل تجهز إنتحارييها 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩

تقرير طارق نجم /14 آذار

يظل هاجس الخطف يهدد جنود الدولة العبرية على طول الحدود وعرضها خصوصاً مع تزايد المصالح الأقليمية لقيام الجماعات المتحالفة مع محور طهران-دمشق بذلك. تصاعد هذا الهاجس خلال الفترة الأخيرة لسببين: الأول، الإتهامات التي ساقها مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بأن حزب الله يخطط لخطف جنود إسرائيليين عبر الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. وثانيها هي الجلبة والكتمان في آن معاً اللذين رافقا مفاوضات اطلاق سراح جلعاد شاليط والتي قد تبصر نتائجها النور قريباً.

لكن الجديد في هذا الموضوع هو قضية تبني المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لمفهوم قديم- جديد يسمى "إجراء هنيبعل"، يمكن من خلاله تجنب وقوع أسرى إسرائيليين. وهكذا يوفر هذا الإجراء مشقات مستقبلية على حكومة إسرائيل أقلها المفاوضات المضنية لإطلاق سراح الأسرى وأفدحها ثمناً هي إطلاق الأسرى المحتجزين في السجون الإسرائيلية والذين تعتبرهم حكومة تل أبيب تهديداً لأمنها. فمسألة الأسرى أصبحت تعتبر لدى السياسيين والقادة العسكريين في إسرائيل "قضية إستراتيجية وليست تكتيكية". الجنرال الاحتياطي غيورا ايلاند التي ترأس لجنة التحقيق في اختطاف جلعاد شليط وجد الكثير من العيوب في تنفيذ " إجراء هنيبعل" عندما اختطف شليط. فوفقاً لتقرير نشرته معاريف، قال ايلاند "مرّ الكثير من الوقت بين إصابة دبابة شليط، وأوامر تفعيل "إجراء هنيبعل"، مما أعطى الخاطفين وقتاً كافياً للهرب". فما هو "إجراء هنيبعل" ؟

"إجراء هنيبعل": تحرير الجنود عبر قتلهم

الأسبوع الماضي أطلق جنود إسرائيليون النار على رجل اسرائيلي بينما كان يحاول تسلق سياج الى قطاع غزة بحسب ما ورد على أنه جزء من إجراءات جذرية كان من المفترض أن يتبعها الجيش. وسائل الاعلام الاسرائيلية ذكرت ان ياكير بن ميليش، 34 عاماُ، نزف حتى الموت بعد اصابته بالرصاص في إطار "إجراء هنيبعل"، التي تهدف إلى منع الإسرائيليين من أن يؤخذوا أسرى على قيد الحياة من قبل قوات معادية، وذلك حسب ما ذكر جوناثان كوك، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة Nazaret، في مقال له يوم الخميس 10 كانون الأول.

وقد ذكر كوك، أن أحد الناشطين الإسرائيليين وزعيم حركة غوش شالوم، وهي مجموعة صغيرة من دعاة السلام ، أوري أفنيري، يعرّف هذا الإجراء بأنه يعني: "عملية تحرير أي جندي تتم من خلال قتله لنفسه". هذا الموضوع الذي أثار الجدل، والذي كان يعدّ من أسرار الجيش الخفية، قد تمت صياغته قبل أكثر من 20 سنوات بعد ان كانت الحكومة الاسرائيلية قد تعرضت لضغوط محلية لإطلاق سراح مئات من الأسرى المحتجزين لديها مقابل عودة ثلاثة جنود اسرائيليين.

استخدام هذا الإجراء أكده أيضاً زفيكا فوغل، وهو نائب سابق لقائد الجيش في القيادة الجنوبية، وهي المنطقة التي تشمل قطاع غزة. حيث قال لمحطة إسرائيلية: "أن "إجراء هنيبعل" هو بالتأكيد الإجراء الصحيح ، فنحن لا نستطيع تحمل الآن أسير آخر إلى جانب جلعاد شليط".

هذا الإجراء، الذي وصف بأنه الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الجيش الاسرائيلي أثار ضجة بين عدد من الخحامات والقادة بإعتباره غير أخلاقي، وأنه لم يعلن عنه في السنوات السابقة. ومع ذلك، وفي اشارة واضحة الى استمرار الحساسيات حول القضية، فإن الطبعات الصادرة باللغة الانجليزية للصحف الاسرائيلية لم تشر الى هذا الاجراء. وحدها صحيفة جيروزالم بوست الاسرائيلية، أكبر الصحف الإسرائيلية الصادرة بالانكليزية، تناولت في تقرير على موقعها الألكتروني الإجراءات الواردة من دون الإشارة إذا كان الإجراء قد استخدم في حالة بن ميليش. بن ميليش، هو مريض في عيادة الصحة النفسية في مدينة عسقلان القريبة، حاول دخول قطاع غزة في الساعات الاولى من صباح يوم الاثنين في ما يعتقد انه محاولة منه لانقاذ الرقيب شاليط بحسب ما أفادت عائلته. ويقول الجيش ان الحراس الإسرائليين اطلقوا عدة طلقات تحذيرية لأنه ركض باتجاه غزة قبل إطلاق النار عليه. الجيش الاسرائيلي ووفق العديد من المراسلين ، ذكر أنه لجأ إلى "إجراء هنيبعل" في قضية بن ميليش. قريبة بن ميليش، إلشا، أفادت أن رواية الجيش هي باطلة لأن بن ميليش ركض باتجاه قطاع غزة ، وليس باتجاه الجنود ، فلماذا أطلقوا النار عليه؟"

وكتب إيتان بارون في أحد البلوغات أن أخيه يانف (19 عاماً) واربعة آخرين من افراد طاقم إحدى الدبابات، لقوا حتفهم عندما أرسلوا لمطاردة عناصر حزب الله الذين أسروا الجنديين عام 2006، ضمن أوامر تضمنت "إجراء هنيبعل". وكانت دبابتهم قد تعرضت لكمين من قبل عناصر حزب الله. ووفقا للسيد بارون ، فإن يانيف قائد الكتيبة، قال للعائلة بعد مقتل الإسرائيليين، أن هذا الإجراء قد تم اللجوء إليه في حالة إبنهم واضاف "انهم، أي طاقم الدبابة، كان يعلم بذلك قبل توجههم نحو القتال".

إنتحاريون إسرائليون قريباً؟

"إجراء هنيبعل"، إستخدم أيضاً في كانون الثاني الماضي، أبان حملة الرصاص المصبوب، عندما افادت تقارير اعلامية اسرائيلية ان الجنود الاسرائيليين الذين يرسلون الى قطاع غزة قد طلب منهم تجنب القبض عليهم بأي ثمن وفق إجراء هنيبعل.

وبحسب تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية، نقل عن ضابط من الكتيبة 501 التابعة للواء جولاني قوله: "لا يجوز لأي عضو من الكتيبة 501 أن يتعرض للاختطاف مهما كان الثمن، ومهما إقتضى الأمر، حتى لو كان ذلك يعني أن يفجر قنبلته اليدوية، فيقتل نفسه وأولئك الذين يحاولون اختطافه ". ووفقاً لصحيفة معاريف، قال أوري أفنيري أن ما حصل خلال العملية الأخيرة في غزة هو أوامر صارمة صدرت للجنود الاسرائيليين بالانتحار إذا ما تعرضوا لخطر أن يؤخذوا رهائن. وأضاف "أن الهدف الرئيسي للحكومة الإسرائيلية كان منع 'الخسائر السياسية'، أي أن لاتبدو الحكومة بموقف ضعف. لذا دعت الحكومة الجنود لقتل أنفسهم بعد أن قتلت أكثر من 1300 فلسطينيا ، 86 ٪ منهم من المدنيين ، كل ذلك في سبيل أن لا تتحمل أي خسائر سياسية".

ضابط من قوات النخبة "جفعاتي" نقل عنه، ذكر "إجراء هنيبعل"، مضيفاً: "لن نقبل أن يكون لدينا اثنان من جلعاد شاليت بأي ثمن." وتأكيداً على ذلك، وبالعود بالذاكرة إلى ما جرى خلال حملة الرصاص المصبوب، يتذكر الجميع أن حماس تكلمت في حينها عن أسر جنود إسرائيليين في مناسبتين إلا أن الجيش الإسرائيلي قد قتل مقاتلي حماس والجنود في هجمات جوية، حيث أشارت تقارير عسكرية أن ثلاثة جنود اسرائيليين لقوا حتفهم في حوادث اطلاق النار صديقة.

"إجراء هنيبعل" الذي بدأ العمل به عام 1986، كان من المفترض على إسرائيل أن توقفه بعد انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان فى مايو 2000. ومع ذلك ، هناك أدلة قوية أنها واصلت استخدامه ، ولا سيما خلال الأحداث التي تسبب بالهجوم الاسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006 ، ومرة أخرى في العام الماضي خلال هجوم اسرائيل على غزة.

هذا من شأنه أن يعطي مصداقية لحركة حماس ان اثنين من عمليات خطف الجنود الإسرائيليين قد تمتا خلال الهجوم على غزة، الأولى في اليوم الثالث للغزو البري ، والثانية في 5 كانون الثاني، وأنه في كلتا الحالتين، قام سلاح الجو الاسرائيلي قتل الخاطفين والمخطوفين (أي جنودهم).

"الجندي الميت أفضل من الأسير": الإسرائيليون يقتلون جنودهم؟

أما عن ما حصل في غزة فقد نشرت صحيفة معاريف على موقعها الألكتروني المعروف ب NRG بتاريخ 28 كانون الثاني 2009، وقد روي عن لسان أحد الجنود أنه ومن معه ذهبوا لتفتيش أحد منازل غزة، خلال المرحلة الأولى من الغزو البري. وقال "كنا نفتش منزلاً للتأكد من أنه ليس مفخخاً، حين واجهتنا قوات معادية فتحت علينا النار من مسافة قريبة. وأصيب أحد الجنود لأنه كان على رأس تشكيل". وتابع الحديث "عندما رأى قائد الوحدة شيئاً يلمع على الأرض، أفترض ان يكون عبوة ناسفة، وصرخ بالجميع على الفور للخروج من المبنى". ولم يبق في الداخل سوى الجندي الجريح، فأمر الضابط بقصف البيت بثلاث قذائف مدفعية ثم تمّ اطلاق النار على المنزل لأن الضابط أفترض أن هذا الجندي كان ميتاً.

أما أمس الجمعة 11 كانون الأول، نشرت هآرتز، مقالاً يتناول إجراء هنيبعل، معرّفةً إياه بالإجراء العسكري الاسرائيلي المتبع منذ عام 1986، والذي ينص على أنّ: "الجندي الإسرائيلي الميت أفضل من الجندي الأسير".

فالمقال الذي كتبه كل من أوري أفنيري وسارة لينوفيتش، كان تحقيقاً صحفياً شاملاً أرجع فكرة إجراء هنيبعل إلى العام 1986 حيث قام ثلاثة من كبار الضباط في قيادة المنطقة الشمالية بوضعه كوسيلة لمعالجة عمليات الاختطاف وهم: يوسي بيليد، غابي اشكنازي ويعقوب عميدرور على أثر اختطاف الجنديين يوسف فينك ورافائيل آل الشيخ في شباط من تلك السنة.

ويضيف تقرير هآرتز، أن الشهادات تشير إلى أن إجراء هنيبعل عمل به بعد أختطاف ثلاثة جنود هم: الرقيب بينى افراهام والعريفين عمر سويد وادى افيتان، على الحدود اللبنانية في 7 تشرين الأول، 2000. وعلى الرغم من أنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت معظم المنشورات التي تتناول هذه القضية وتمشياً مع هذا الإجراء، أمر الجيش باطلاق النار على 26 سيارة يشتبه في أنها تقل الجنود. وركز كاتب المقالة يبوفيتش أن هناك معارضة كبيرة داخل الجيش لهذا الإجراء، حيث أعرب الكثيرون عن عدم قدرتهم على فهم كيفية دعوتهم لقتل زملائهم.

ويتساءل كاتبا المقال عن سبب اللجوء لمثل هذه الإجراءات. فيقول أفنيري، "عندما يقع جندي إسرائيلي اسيراً، تظهر عادة ما تظهر موجة شعبية عارمة لضغط في سبيل إعادته، حتى لو كان الثمن اطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين. وهذا بالضبط ما حصل في أيار 1985، حين اطلقت اسرائيل سراح 1150 فلسطيني في مقابل ثلاثة إسرائيليين، في التبادل المعروف باسم "صفقة جبريل" '. كما أنه بعد عملية الخطف عام 2000، أعاد حزب الله جثث الجنود إلى جانب رجل اعمال اسرائيلي محتجز، بعد أربع سنوات في صفقة شملت الافراج عن 400 فلسطيني و35 عربي. والجيش عازم على عدم السماح بتكرار هذا السيناريو.

وفي حديث أجراه ليبوفيتش كاتب المقال، يؤكد بيليد "أن هذه القرارات تتخذ في حال كان الجنود في خطر، وأحياناً لا يوجد خيار آخر. فالجيش (الإسرائيلي) من المفترض أن يحافظ على أمن الدولة باعتبارها أولوية قصوى ، وليس على حياة الجنود".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

جنبلاط: الأولوية في التضامن الوزاري وبات من الضروري أن يطوى ملف المهجرين   

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار/أشار رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى أن "لا أولوية واحدة امام الحكومة، بل هناك جملة أولويات، خصوصا أن البيان الوزاري ممتاز، وإذا ما تمّ تطبيقه ففي ذلك مصلحة كبرى". جنبـلاط، وفي حديث الى "السفير"، رأى أن "كل تلك الاولويات مهمة، إلا أن الاولوية الاساس هي في التضامن الوزاري قبل أي شيء، والسعي الى إزالة المتاريس، وعدم تكرار رفع المتاريس، وأعتقد أن عنوان المرحلة يجب أن يكون الحفاظ على الاستقرار في البلد". ورداً على سؤال، قال جنبلاط إن "ملف المهجرين بات من الضروري أن يطوى، وخصوصا أنه محصور بعدد قليل جدًا من القرى، في عبيه والجوار وبريح وكفرسلوان، وبالتالي لا بد من مصالحات وتعويضات. ولقد آن الأوان أن يعود الذين تهجروا، وقد مضى عليهم 26 عاما، على أن تلي العودة، مرحلة تحصين العودة، وهذا الامر يتطلب التعاون من قبل كل القوى السياسية وخصوصا من "القوات اللبنانية" الى "التيار الوطني الحر" الى الجميع".

  

فتفت: ما حصل في مجلس النواب إنقاذ للديمقراطية والاستنابات القضائيّة محاولة عرقلة 

١٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /14 آذار

أشار عضو تكتل "لبنان أوّلاً" النائب أحمد فتفت إلى أنّ "المداخلات خلال جلسات مناقشة البيان الوزاري، هي للتشديد على أنّ هناك نقتطي خلاف في وجهات النظر تتمثلان بالسلاح وبطبيعة النظام السياسي في لبنان، وهما إشكاليّتان في السياسة اللبنانية لم يحلّهما البيان الوزاري"، لافتًا إلى أنّ "تيّار المستقبل" وقوى "14 آذار" سجلت نقاطاً أساسية كثيرة في البيان الوزاري لأنّه تمّ ذكر لأول مرة نهائية الوطن وحصريّة الدولة في الأمور الأساسية لاسيما الأمنية". وقال: "هناك تناقض ضمن البيان الوزاري في الموازاة بين حصريّة الدولة والمقاومة".

فتفت، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، قال: "الرئيس الحريري لم يعترض على البند السادس لأنّ فيه توازنًا كما قال، ولكن نحن كنواب اعترضنا على البند للقول إننا نمثل الرأي العام الذي كلفنا الدفاع عن أفكاره". وأضاف: "الحريري رأى أنّ هناك ملفات كبيرة متفجرة لذلك ذهبنا إلى تسوية، وهذه حالة استثنائية لتشكيل حكومة وحدة وطنية". وأشار الى أنّ الحريري "قام بتسوية لانه يشعر أن البلد يحتاج إلى هذه التسوية وبالتالي قدم تنازلات كثيرة لمصلحة البلد". وأضاف: "أعتقد أنّ 122 صوتاً صوّتوا من أجل التوافق في الداخل ولكن ليس من دون قيود أو بلا شروط، ونحن كنواب علينا أن نلعب دورنا قي تصحيح مسار الحكومة". واعتبر أنّ "ما حصل في مجلس النواب هو "إنقاذ" للديمقراطية".

ورداً على سؤال عن أنّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيبحث موضوع السلاح في واشنطن وسوريا منزعجة، أجاب فتفت: "هناك من يُطلق النار على رئيس الجمهورية، وهناك تهويل عليه وبالتالي برنامج زيارة الرئيس سليمان واضح". وفي مسألة الاستنابات القضائيّة، قال فتفت: "هذه ليست استنابات ولكن استدعاءات، وهي ايضًا "زكزكات" ومحاولة عرقلة". وأضاف: "كل هذه الأمور لن تمنع الحريري من أن يأخذ أي شخص معه لسوريا، وهو لن يتنازل عمن يرافقه". وأردف: "لا أعتقد أنّ الاستدعاءات منطقية بالطرح ولا تُحسّن العلاقات اللبنانية – السورية". وعن القول بأنّ الرئيس سعد الحريري في جهة وقاعدته في أخرى، قال فتفت: "أولويّة القاعدة السنيّة أن ينجح سعد الحريري في مهمته، وتصويبنا كنواب على الخطأ هو لمساعدته، وقاعدتنا لها كامل الثقة بالرئيس الحريري". وبشأن موقف البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي أطلقه من بعبدا، رأى فتفت أنّ "هذا الرأي يمثّل قسماً كبيراً من اللبنانيين، وهو موقف وطني ومسؤول".

 

انتقادات تستبق زيارة سليمان الى واشنطن ورسائل تطمينية رئاسية تؤكد على اهدافها الوطنية

نهارنت/يتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظهر السبت الى الولايات المتحدة ليلتقي بعد غد الاثنين الرئيس الاميركي باراك أوباما، في زيارة استبقتها حملة انتقادات من اطراف مقربة من سوريا سألت عن الهدف من محادثاته في واشنطن. واعرب سليمان كما نقلت عنه مصادر الوفد المرافق لصحيفة "النهار" عن اقتناعه بجدوى الزيارة والمحادثات التي سيجريها مع الادارة الاميركية، خصوصا وان لبنان بلد له مصالح وقضايا يفترض الدفاع عن وجهة نظره فيها، منها ملف اللاجئين الفلسطينيين، ومواجهة خطر التوطين، والقرار 1559، وضرورة حل مسألة سلاح "حزب الله" بالحوار الداخلي، فضلا عن القضايا العربية التي يعنى بها لبنان، وخصوصا بعدما بات عضوا غير دائم ممثلا للمجموعة العربية في مجلس الامن.

وسألت مصادر الوفد المرافق انه اذا لم تطرح مثل هذه القضايا مع رئيس أكبر دولة مقررة في العالم، فهل تكفي مواجهتها بالخطب والكلمات؟

وأبدت مصادر سياسية لصحيفة "الحياة" استغرابها استباق الزيارة من قبل البعض بفتح النار عليها، "مع أن جدول أعمالها واضح وبرنامجها معروف ولا شيء يدعو الى القلق أو يستدعي التشويش عليها، خصوصاً أن سليمان تشاور بخصوصها مع الرئيس السوري بشار الأسد في زيارته الأخيرة لدمشق الشهر الماضي، إضافة الى أنه على تواصل دائم معه انطلاقاً من أن القضايا التي سيطرحها هي لمصلحة البلدين".

ونفت المصادر نفسها ما تردد من ان الفاتيكان كان وراء إقناع أوباما باستقبال سليمان، وأوضحت أن الأخير كان تبلغ من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته بيروت بأن أوباما يرغب في لقائه قريباً، وأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كررت هذه الرغبة الى أن حمل له سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد دعوة رسمية من الرئيس الأميركي. ولفتت المصادر الى أن سليمان سيركز في محادثاته على منع حصول اي حل في المنطقة على حساب لبنان، والدعوة الى سحب القرار الدولي 1559 الخاص بلبنان والمتعلق بسلاح "حزب الله" من التداول في ضوء تبني الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري للحوار الداخلي في شأنه، من ضمن البحث في الاستراتيجية الدفاعية.

وسيشدد سليمان على رفض لبنان توطين الفلسطينيين والإصرار على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم طبقاً للقرار الدولي الرقم 194، وسيطرح استكمال برنامج المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني من ضمن البرنامج الموضوع من القيادتين العسكريتين في البلدين. ورأت أوساط في الاكثرية في الانتقادات، ل "الحياة" بأنها تخفي رسائل الى سليمان الذي يحرص على تثبيت حضور لبنان ودوره في المحافل الدولية، ومحاولة لاستمالته الى خط هذه الاطراف ومواقفه، وان يكون طرفاً ضد آخر، مشيرة الى ان الرئيس سليمان ذاهب الى واشنطن محصن بحكومة نالت ثقة ساحقة، وعلى اساس بيان وزاري جامع، وان كان البعض سجل تحفظا على بعض بنوده.

ويغادر سليمان ظهر السبت الى واشنطن على رأس وفد يضم نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر ووزير الخارجية والمغتربين علي الشامي ووزير الدولة وائل أبو فاعور ووفدا اداريا وأمنيا. ويلتقي الرئيس باراك أوباما ظهر الاثنين في البيت الابيض. كذلك يلتقي في مبنى الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، ويستقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزير النقل راي لحود ونوابا وشيوخا أميركيين من أصل لبناني وأميركيين داعمين للبنان، فضلا عن المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل وشخصيات أميركية أخرى. كما يلتقي أفراد الجالية اللبنانية في العاصمة الاميركية. ويشار الى ان الزيارة تستمر الزيارة ثلاثة أيام. وهي الثانية لسليمان بعد زيارة مقتضبة قام بها في أيلول الفائت والتقى الرئيس السابق جورج بوش. 

 

آلان عون لـ "ليبانون فايلز": علاقتنا مع "أمل" تحالفية وتتوطّد مع "تيار المستقبل"

الجنرال ناقش مع الأسد ملفات مشتركة منها التوطين والخطر الإسرائيلي  

تخضع زيارة رئيس "تكتّل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون "المفاجئة" الى سوريا في توقيت يحتمل تأويلات شتى لكثير من التحليل والقراءة  قبيل الزيارة العتيدة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق، وبعد فترة قصيرة من زيارة الرئيس ميشال سليمان إليها وقبل أيام من زيارته المرتقبة الى واشنطن والتي رشح أنها سببت له توترا لدى الجانب السوري. يعيد النائب آلان عون الزيارة الى "مواضيع مشتركة تهمّ البلدين، وشخصية سياسية مثل العماد عون لها موقعها الوطني تحتاج لتكون على اطلاع  المعطيات المتعلقة بالملفات المشتركة بين البلدين".  يضيف النائب عون:" إن سوريا هي شريكة أساسية في المنطقة وأعتقد أنه من الضروري وجود حدّ أدنى من الإطلاع والتنسيق السياسي بين البلدين وتقع الزيارة ضمن هذا الإطار، إذ بحث الطرفان في الملفات المشتركة وأبرزها التوطين والخطر الإسرائيلي وعوامل الإستقرار في البلدين، ولم تطرح أية ملفات داخلية لبنانية".

وما كان جواب الرئيس بشار الأسد في موضوع التوطين؟ يجيب عون:"  موقف سوريا واضح وهو رافض للتوطين، وهي تقف الى جانب لبنان في هذا الملفّ، وهي من البلدان التي تعتمد الممانعة ضدّ التسويات التي من المحتمل أن تكون على حساب الفلسطينيين والعرب في شكل عام".

إعتبرت بعض القراءات بأن الزيارة حملت رسائل موجهة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للقول له بأنه الرئيس لكن عون هو الزعيم المسيحي الأول، في ما جنحت تحاليل أخرى للقول بأن عون حثّ الأسد على الطلب من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وقف البحث في الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، يجيب آلان عون:" هذه القراءات تخص أصحابها، وبالطبع فإن للزيارة دلالات على المستوى السياسي وهي توطّد العلاقة بين لبنان وسوريا وتطورها، ومن شأن أي طرف داخلي أن يقرأها كيفما شاء. نحن في "التيار الوطني الحرّ" لم نعتاد على منافسة أحد على محبة سوريا ولا على المزايدة في العداء معها، كما أننا لا نستقوي بأحد من الخارج ضدّ فريق داخلي، فهذا خارج إطار نمطنا ومبادئنا السياسية. نحن نجاهر بمواقفنا مباشرة أمام المعنيين في الداخل ولم نقصّر في أية مواجهة على المستوى السياسي وطرح الموضوع على هذا النحو ليس إلا من باب دقّ الإسفين مع أطراف داخلية".

يضيف عون: "ثمة تطوّر مستمر في العلاقة مع حركة "أمل" وهي علاقة تحالف سياسي لا تحتاج الى تدخّل خارجي. سوريا من جهتها لا تريد هذا النوع من العلاقات مع لبنان بل تطمح الى علاقة صداقة حقيقية". يصف عون العلاقة مع "تيار المستقبل" بأنها " في تحسّن مستمرّ وثمة تطوّر فيها منذ مرحلة التكليف الثاني وصولا الى الإتفاق مع العماد عون مما فتح أبواب علاقة مباشرة وأسقط بعض التحفظات والمآخذ الناشئة بسبب سوء الفهم، وتفتحت أعين الطرفين وخصوصا رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أدرك بأننا تيار سياسي شريك وفاعل وضروري في التعاون معه من أجل إنجاح الحكومة وأن الجميع يكسبون من خلال التعاون عوض التناحر". لا يرغب النائب عون في التطرّق الى شؤون التيار الداخلية إعلاميا مكتفيا بالقول لدى السؤال عن لجنة إعادة النظر في هيكلية "التيار الوطني الحرّ": "كثفت هذه اللجنة اجتماعاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية وستظهر نتائج عملها بعد فترة، ونحن نسير في الإتجاه الصحيح وثمة تغييرات ستكون مفيدة في المرحلة القادمة".

مارلين خليفة

 

الهجمة السوريّة: لبنان وبلمار والأهداف

نصير الأسعد، السبت 12 كانون الأول 2009

لا يخطىء النظرُ أبداً. ثمّة، للمرّة الأولى منذ ما سُمّي التقارب السوريّ ـ السعوديّ، هجمةٌ سوريّة "نوعيّة" في لبنان. وما يلفتُ فيها أنّها تحصل على مسافة أيّام من الزيارة التي كانت منتظرة لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق. ثمثّلت الإشارةُ الابرز إلى الهجمة، في ما سُمّي الإستنابات القضائيّة السوريّة ضدّ شخصيّات سياسيّة وقضائيّة وإعلاميّة وأمنيّة لبنانيّة، تنتمي إلى الفريق السياسيّ "العام" للرئيس الحريري، أي إلى مرحلة ما بعد سقوط الوصاية السوريّة ونظامها الأمنيّ في آذار ـ نيسان 2005. وقد إقترنت "إشارةُ الإستنابات" بتعليق أتى على لسان النائب سليمان فرنجيّة، أبرز حلفاء النظام السوريّ، يدعو فيه الرئيس الحريري في ظلّ "المرحلة الجديدة" إلى "حُسن إختيار أصدقائه والمقرّبين منه" كما قال.

إلى ذلك، شكّلت "الإستناباتُ" مناسبةً لإنطلاقة متجدّدة لعدد من "الأبواق"، وهي إنطلاقةٌ الهدف السوريّ منها تذكير اللبنانيين بـ"الأدوات السوريّة" وبمرحلة سابقة..

والإيحاء بـ"عودة" سوريّة إلى لبنان.

على أنّ ذلك ليس كلّ شيء. فقد أعطى النظام السوريّ مجموعةً متزامنةً من الإشارات التي أراد من خلالها توجيه رسائل سياسيّة إلى "من يعنيهم الأمر" بأنّ سوريّا في صدد إدارة عمليّة تحكّم بالتوازنات اللبنانيّة، وبأنّها في صدد إعادة رسم المشهد اللبنانيّ.. وبأنّها عادت إلى عاداتها القديمة في لبنان.. وأحياناً كثيرة بالأدوات نفسها.

هكذا إذاً، فإنّ "الإستنابات" وإنفلات "الأبواق" والسعي إلى التحكّم بالتوازنات ورسم المعادلات.. كلّها إشاراتٌ واضحة إلى الهجمة السوريّة النوعيّة. لكأنّ النظام في سوريّا يقول: بعدَ أن إمتنعتُ فترةً عن التعطيل أو قلّلتُ منه، ومع أنّني إستفدتُ في لبنان بنسبة معيّنة، فإنّ الوقت قد حان كي أقبض أكثر.. وكي أضع شروطاً حول العلاقة بلبنان وكيفيّة التعاطي معه!.

إنّ وجهاً أوّل للهجمة هو تطلّع النظام السوريّ إلى مكاسب سياسيّة مضافة في لبنان تأكيداً على نفوذ سياسيّ مُستعاد.

بيَد أنّ قارئين سياسيين متعمّقين يعتبرون أنّ هناك ما يُضاف إلى تطلّع النظام السوريّ إلى تأكيد النفوذ في لبنان. وإذ يصفون الهجمة السوريّة بأنّها "متوتّرة"، يلفتون إلى تزامنها مع زيارة المدّعي العام الدوليّ دانيال بلمار إلى لبنان قبلَ أيّام.

في هذه الزيارة التي وضعها بلمار تحت عنوان رئيسيّ هو طمأنة ذوي ضحايا الإغتيالات والتفجيرات في لبنان إلى أنّ العدالة الدوليّة ستتحقّق بلا ريب، أبلغ المدّعي العام من إلتقاهم ـ وأعلنَ ذلك ـ أنّ التحقيق في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر جرائم الإغتيال الأخرى يحرز تقدماً كبيراً، وانّ "الملّف" بات يتضمّن أدّلة قويّة عن الجهة الفاعلة والمتورَطين. وأكّد بلمار أنّ لديه عناصر إثبات وانّ العدالة ليست عرضة لأيّ صفقة سياسيّة. وشدّد على أنّ القرار الإتهامي سيصدر في "الوقت المناسب" على أساس معطيات "صلبة".

إنّ تزامن الهجمة السوريّة مع زيارة بلمار إلى بيروت وما أعلنه منها، دفع القارئين السياسيين المتعمّقين إلى الإشارة إلى رابط محتمل بين الأمرَين.

بكلام آخر، ثمّة من يرى مِن بين هؤلاء القارئين أنّ "الإستنابات" السوريّة ربمّا تكون خطوة أولى في مسار "قضائي"(!) سوريّ هدفه "ربط النزاع" مع الإدعاء الدوليّ في حال وجّه إتهامات إلى "أحد" في سوريّا، وأنّ الهجمة السوريّة ككلّ ـ أي بكلّ عواملها وعناصرها ـ هي تهديد بتصعيد سوريّ إنطلاقاً من لبنان.

تأسيساً على ما تقدّم، يصبحُ من الضروريّ ملاحظة وجود هجمة سوريّة نوعيّة أوّلاً والنظر إلى إستهدافاتها السياسيّة المباشرة شروطاً ونفوذاً في لبنان ثانياً وعدم إغفال الرابط المحتمل بينها وبين تقدّم الإدّعاء العام الدوليّ ثالثاً. غير أنّه يبقى سؤالٌ شديد الأهميّة. هل يمكنُ لهجمة سوريّة إنطلاقاً من لبنان وفيه أن تكون بلا حسابات إقليميّة لسوريّا بالمطلق؟ أي هل يمكنُ أن تكون خارج سياق إقليميّ معيّن، ولو غير مرئيّ تماماً الآن، كأن تكون سوريّا على خشية من تطوّرات إقليميّة ما مثلاً؟ وهل يمكن أن تكون بلا تداعيات إقليميّة أيضاً؟.

بإختصار: هل الهجمة السوريّة لبنانيّة المرامي والأهداف فقط؟.

 

الاستنابات السورية مسرحية تثير الاشمئزاز من أجل إشغال الناس عن المحكمة الدولية التي يبدو أنها أصبحت قريبة من إعلان القرار الظني"

الشيخ عمار: البند السادس من البيان الوزاري يتعارض مع 1701 ومع الطائف.. والغريب أن الدولة تعامل حاملي السلاح باستنسابية

جمال العيط، الجمعة 11 كانون الأول 2009

أوضح رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" علي الشيخ عمار أن "الجماعة امتنعت عن منح الثقة للحكومة بسبب عدد من القضايا التي لا تتلاءم مع مشروعها ورؤيتها ولا مع مستقبل لبنان"، لافتًا في حديث لموقع”nowlebanon.com” إلى أنه "على الرغم من كل التناقضات والخلافات السياسية حول عدد من القضايا وأهمها سلاح "حزب الله" في الفقرة السادسة من البيان الوزاري، كان واضحاً أن هناك شيئًا من التوافق المسبق على أن يبقى البيان الوزاري كما هو وأن يتمّ إعطاء الحكومة الثقة بطريقة غير مسبوقة".

الشيخ عمار أضاف: "بالنسبة للجماعة الإسلامية، فإنها لم تشارك في هذه الحكومة، ومن الطبيعي أن تبقى في صفوف المعارضة شأنها شأن مختلف الفرقاء السياسيين الذين ينبغي أن يكونوا في هذا الموقع لكي تستقيم الحياة البرلمانية في ظل حكومة توافقية، الأكثرية والأقلية مشاركتان فيها"، معتبرًا أنّ "البيان الوزاري لم يجد الحلول للواقع اللبناني، لا سيما بعد الذي حصل خلال السنوات الأربع الماضية التي كانت صعبة جداً بالنسبة لهذا البلد"، وأوضح في هذا السياق أن "الجماعة الإسلامية ترى أن هذه الحكومة وبيانها الوزاري تسوية موقتة ولم تصل لدرجة حل كل المشكلات التي يعاني منها لبنان والذي يسعى لأن يكون مجتمعه مستقراً تسوده هيبة الدولة والقانون".

وإذ عبّر عن خشية "الجماعة الإسلامية" من البند السادس في البيان الوزاري المتعلق بـ"سلاح "حزب الله"، رأى الشيخ عمار في هذا البند "مفارقة غريبة عجيبة بحيث يمنع فعل المقاومة عن فصائل مقاومة أخرى ويسمح به لبعض القوى المحسوبة على جهات سياسية وفئوية معينة"، متسائلاً في هذا الإطار: "هل من ثوابت استراتيجية المقاومة أن تكون تحت راية وعقيدة ومذهب واحد؟ ولماذا لا يكون كل السلاح في لبنان تحت رعاية وسلطة واحدة وهي سلطة الدولة اللبنانية لا غير؟".

الشيخ عمار الذي شدد على أنّ "الفئوية في المقاومة لا تتلاءم مع مقولة أن لبنان يريد أن يعمل ويدافع عن نفسه في مواجهة أي عدوان إسرائيلي"، سأل: "كيف تُمنع المقاومة عن بعض فصائل المقاومة الوطنية والتاريخية؟ ولماذا المقاومة حكرٌ على فريقٍ واحد؟"، مضيفاً: "هذا غير مفهوم إطلاقاً، ولا أحد من مسؤولي المقاومة أو "حزب الله" يبرر هذا الأمر لا في الوثيقة السياسية للحزب ولا خلال مناقشة البيان الوزاري لنوابه". ورأى في المقابل أن "الغريب هنا هو أن الدولة تعامل حاملي السلاح باستنسابية في لبنان، فهي تؤيد بذلك فريقًا ذا وجهة سياسية معينة، وتمنع ذلك عن فريق سياسي آخر له تاريخ حافل بالمقاومة ويُسجَن أفراده في السجون، الأمر الذي نراه معيبًا وغير مقبول".

إلى ذلك، لفت الشيخ عمار إلى أن "هناك تعارضاً واضحاً بين القرار 1701 والفقرة السادسة من البيان الوزاري التي تتناقض ايضاً مع اتفاق الطائف"، ورأى أن "هناك احتضاناً من قبل السلطات السياسية والأمنية والقضائية لبعض الذين يمتلكون مختلف أنواع السلاح تحت عنوان المقاومة ومواجهة الاحتلال والعدوان، وهذه السلطات نفسها تتصرف بطريقة مختلفة حيال الأطراف الأخرى"، داعياً في المقابل إلى "تفاهم بين مختلف الأطراف اللبنانية على آلية الخطة أو الاستراتيجية الدفاعية التي تحكم علاقة فصائل المقاومة مع السلطة اللبنانية". ولفت إلى أن "هناك فصائل كثيرة شاركت في الدفاع عن لبنان واعتُقل عدد من أفرادها من قبل قوات الاحتلال، وهذه المفارقة تحصل منذ أوائل التسعينات عندما كانت هناك سلطة أمنية ووصاية سورية، وما زالت الأمور كما هي حتى اليوم".

وفي الإطار نفسه تطرق الشيخ عمار إلى قضية "الموقوفين الإسلاميين الذين مضت سنوات طويلة على اعتقالهم من دون محاكمة"، وإذ سأل عن أسباب عدم محاكمتهم، أكد الشيخ عمار أن "هناك نسبة كبيرة منهم لا علاقة لها بأي حادث أمني أو غيره في لبنان"، داعياً القضاء إلى "بتّ الأمر سريعاً ومحاكمة المرتكب وإطلاق سراح البريء، وهذا حق دستوري وقضائي".

وعن الاستنابات القضائية السورية، رأى عمار أنها "مسرحية تثير الاشمئزاز، وهي تأتي من قبل أحدهم في الداخل من أجل تبرئة نفسه مما نُسب إليه من جرائم"، معتبراً أن "السلطات السورية تلقفت هذا الموضوع كما يبدو بارتياحٍ تام". وشدد على أنّ "هذه المسألة مرتبطة بمحاولة لذر الرماد في العيون من أجل إشغال الناس بعيداً عن المحكمة الدولية التي يبدو أنها أصبحت على مسافة قريبة من إعلان القرار الظني بالجرائم التي حصلت في لبنان، وبالأخص في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار".    

 

ثقة بالحريري ... أم بـ«حزب الله»؟

الياس حرفوش (الحياة)،

السبت 12 كانون الأول 2009

ستكون هناك تفسيرات كثيرة للظروف التي سمحت لحكومة سعد الحريري أن تنال الثقة النيابية بهذا الحجم العارم الذي نالته. لكن النتيجة واحدة. فبعيداً من الكلام المنمّق، دعونا نعترف أن المقاومة حقّقت لنفسها ثقة تفوق الثقة التي حققتها الحكومة. ذلك ان الثقة بالحكومة كانت طبيعية كون أكثرية النواب من صفّها، بينما الثقة بالمقاومة وسلاحها ومشروعها السياسي لم تكن مضمونة، خصوصاً أنها كانت على نقيض مع نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، التي كانت واضحة في كشف الموقف الحقيقي لأكثرية اللبنانيين من مشروع المقاومة ومن سلاحها.

هكذا تحولت اعتراضات النواب على البند السادس من البيان الوزاري الى ما يشبه الاصوات التي وضعتها اكثرية اللبنانيين في صناديق الاقتراع قبل ستة أشهر، أي الى اعتراضات جوفاء لا قيمة لها. ومثلما سيخضع اللبنانيون في عهد هذه الحكومة، وفي عهود لاحقة في المدى المنظور، لما لم يختاروه ولم يصوتوا له، هكذا فعل ممثلوهم أول من أمس في ساحة النجمة. فبعد الخطب العصماء التي تفوهوا بها ونقلتها الشاشات، رفعوا في النهاية أصابعهم بالموافقة على ما اعترضت عليه أفواههم في النهار ذاته. ولهذا بات يصحّ اعتبار كلمة النائب محمد رعد رئيس كتلة «حزب الله» في المجلس النيابي هي الرد الحقيقي على استفسارات النواب واستجواباتهم. فهو قطع الشكّ باليقين مؤكداً على «استمرار حق المقاومة ودورها في الدفاع عن لبنان»، ولم يسمح له تهذيبه ان يكمل العبارة بالقول: شاء من شاء وأبى من أبى!

على الأقل لم يصوّت نواب لبنان هذه المرة على نص سري كما فعلوا قبل أربعة عقود عندما صوتوا بالموافقة على «اتفاق القاهرة». هذه المرة كان النص واضحاً وعلنياً في إثبات شرعية سلاح له هويته الخاصة المستقلة عن الجيش والشعب معاً، كما ورد حرفياً في النص. وليست الهوية هي الخاصة والمستقلة وحدها. بل ان ظروف استخدام هذا السلاح غير خاضعة كذلك للنقاش الداخلي، وهو ما سبق أن أوضحته الوثيقة التي أصدرها «حزب الله» بعد مؤتمره الاخير وأكد فيها ان وظيفة المقاومة «ضرورة وطنية دائمة دوام التهديد الاسرائيلي ... ودوام غياب الدولة القوية القادرة». وطالما ان افتراض التهديد الاسرائيلي هو افتراض أبدي، ومثله غياب الدولة القادرة التي من الاسباب الطبيعية لقيامها انتفاء الحواجز المسلحة من وجهها، فإن مشروع المقاومة هو ضرورة دائمة! من حق نواب «حزب الله» والناطقين الاعلاميين باسمه أن يتباهوا بنتيجة التصويت على الثقة بالحكومة، وان يعتبروا الانتقادات التي سمعناها في خطب النواب من باب مخاطبة عواطف جمهورهم، لا أكثر ولا أقل، مثلما قال مرة نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. غير انهم يبالغون، ونكاد نقول انهم لا يقرأون التاريخ اللبناني جيداً، اذا اعتبروا ان التصويت في المجلس النيابي لا يتغير بتغيّر الأمزجة والأحوال. ألم يعد هذا المجلس ذاته عن اتفاقات سبق له ان صوّت عليها، واحياناً بالاجماع؟ أليست طريقة الغاء «اتفاق القاهرة»، الذي سبقت الاشارة اليه، مثالاً قريباً لمن يشاء أن يتذكر؟ أما وجه المقارنة، لمن نسمعه يسأل باستغراب ودهشة، فهو في أمرين: الأول أن «اتفاق القاهرة» فُرض على اللبنانيين وعلى نوابهم رغماً عنهم، ولم يكن لهم حياله أي حَول. والثاني أنه ظل يُعتبر تشريعاً لسلاح أخذ لنفسه هوية ووظيفة طائفتين في الداخل، ولم يحظَ بالتالي بثقة واسعة بين اللبنانيين، فأدى في نهاية الامر وبالطريقة التي استُخدم بها، الى الاضرار بمصلحة المقاومة الفلسطينية قبل غيرها، وهو ما بات يعترف به قادة الفلسطينيين انفسهم اليوم. من مصلحة المقاومة في لبنان أن تسعى، هي نفسها قبل معارضيها، الى تجنّب الامرين معاً: الى ازالة اللون المذهبي عن وجهها وعن وظيفتها، وهو لون صار بالغ الوضوح، ولا أدري كيف لها ان تستطيع ازالته، حتى لو شاءت. ثم السعي الى تحقيق أوسع إجماع بين اللبنانيين على أحقية سلاحها، ليس بتخويفهم منه، بل باقناعهم بجدواه، وبتفسير اسباب عجز الدولة (وهي دولة «حزب الله» أيضاً) عن الحلول مكانه.

 

لعبة الحكم بالإجماع : أي (احتواء) للحريري؟

رفيق خوري (الأنوار)، السبت 12 كانون الأول 2009

 ليس خارج المألوف أن يزدهر موسم التمنيات بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي بنفسه. فالبلد يحتاج الى ورشة عمل في كل المجالات. والناس تفضل في بداية الحديث عن مرحلة جديدة مملوءة بالوعود أن تتقدم التمنيات على التوقعات. حتى أصحاب الأدوار الظاهرة والخفية في التعجيز المتبادل والتعقيد المبرمج لتأليف الحكومة على مدى أشهر ثم في التصرف كأن التأليف (معجزة)، فأنهم يبالغون في تصوير المناخ التوافقي. وهم بالغوا من قبل في وضع الهموم والاهتمامات العادية للناس وراء لعبة الاستراتيجيات الكبيرة في الوطن الصغير، كأن دور (الساحة) هو قدره، وكأن اللبناني مجرد كائن استراتيجي.

لكن الوقائع تفرض نفسها. فما شهدناه خلال أزمة التأليف لم يصبح تاريخاً، وان جعل الانتخابات تاريخاً لا يقدم ولا يؤخر في لعبة السلطة. وما هو محل خلاف على أمور أساسية بقي في العمق وظهر حتى على سطح التوافق، بصرف النظر عن الثقة. فضلاً عن ان ما هو (غير مسبوق) ليس فقط الثقة بالاجماع تقريبا بل أيضا تجربة الحكم بالاجماع في نظام يسمّى ديمقراطيا وتكريس الاستثناء على أساس انه القاعدة. فلا شيء يوحي ان الحكومة التي جاءت بها موازين القوى مرشحة للعمل خارج تلك الموازين عبر اعطاء الأولوية لموازين المصالح بالمعنى الوطني، لا بالمعنى الطائفي والمذهبي ولا بالمعنى الاقليمي والدولي. ولا أحد يجهل ان ما ينتظرنا في كل قرار هو المساومة وفي كل تعيين هو المحاصصة.

ذلك ان حكومة ائتلاف شامل برئاسة سعد الحريري تبدو مصلحة أو رغبة لدى أكثر من طرف في الداخل والخارج. لكن عنوان اللعبة هو (احتواء) الحريري. لا لجهة الخلط الكامل للأوراق عبر الانتهاء من الاصطفاف السياسي بين معسكرين، بل لجهة الانتقاء في (التموضع) عبر تشديد التماسك لدى قوى 8 آذار وتوسيع هامش تحركها وتفكيك أو أقله هزّ التماسك لدى قوى 14 آذار. فاللعبة الاقليمية في المرحلة الجديدة تقضي بتنويع التحالفات مع القوى في لبنان، بحيث يحلّ الاحتواء محل المجابهة التي تستمر بوسائل أخرى. والجانب (الرمزي) في جلوس سعد الحريري على كرسي والده الشهيد رفيق الحريري بعد أربع سنوات على اغتياله تولى فيها فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة يقابله الجانب (العملي) المحكوم بتحولات سياسية في اتجاه مختلف عن اتجاه السنوات الماضية. ومن الطبيعي ألا يكون للسؤال عن نسبة النجاح أو الفشل في (الاحتواء) جواب واحد. فاللعبة على مراحل ومرتبطة بالواقعية الجديدة في لبنان والمنطقة. وحسابات اللاعبين واسعة ومتنوعة.

 

الأميركيون سيبحثون مع سليمان إنهاء الجناح العسكري لـحزب الله

أكدت معلومات صحيفة "النهار"، "ان ما يهم بعض المسؤولين الاميركيين العسكريين والامنيين أن تركّز الاجهزة اللبنانية المختصة على مكافحة الارهاب"، مشيرة إلى ان واشنطن مستعدة لمدّها بأحدث المبتكرات والاسلحة التي يمكن استعمالها وعلى اجراء دورات تدريبية للعاملين في هذا الحقل

من جهة ثانية، أشارت معلومات الصحيفة إلى أن نظرة الاميركيين الى "حزب الله" أشد قسوة، وهم من دون طلب اسرائيلي سيبحثون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال زيارته إلى واشنطن لإنهاء الجناح العسكري للحزب والتشديد على أهمية ان يعمل لبنان أكثر فأكثر مع المنظمة الدولية لتنفيذ قراري مجلس الامن 1559 و1701.

 

دمشق مستاءة من زيارة سليمان إلى واشنطن

كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت عبر صحيفة "النهار"، "أن دمشق محبطة من تباطؤ الانفتاح الاميركي عليها وعدم إرسال سفير أميركي جديد حتى الآن"، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد تحدث عن ذلك امام نظراء له من جهة أخرى أشار زوار دمشق للصحيفة، إلى "أن سوريا مستاءة من زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى واشنطن في حين انها لم تحقق بعد الشيء الكثير في تجدد علاقاتها مع العاصمة الاميركية

 

لماذا قدّرت سوريا مواقف عون وهل زيارة صفير واردة ؟

دمشق تعود إلى اعتماد الإزدواجية في سياستها اللبنانية

النهار/اميل خوري     

قال وزير ونائب سابق تعليقا على زيارة العماد عون الثانية لدمشق، انه لا يصح معه القول "ما اشبه اليوم بالبارحة"، بل "ما ابعد اليوم عن البارحة"... فبعد "هز المسمار" في "حرب التحرير" يهز اليوم يد الرئيس الاسد ويشد عليها مرحبا وشاكرا بعد معانقة، وبعدما كان قد اشترط للانضمام الى "لقاء البريستول" تضمين البيان الذي سيصدر عنه "نزع سلاح حزب الله" ثم عاد واشترط لتأييد قوى 14 آذار الابقاء على هذا السلاح من اجل التحرير وان يكون جزءا من سلاح الدولة.

وبعدما كان يتهم سوريا بأنها وراء الاغتيالات والتفجيرات في لبنان، اخذ يدعو الى انتظار التحقيقات وعدم استباق نتائجها...

لقد فضّل العماد ميشال عون سياسة التلوّن التي تقضي بها الظروف والتطورات واتهم من لا يتغير بتغير ما بالجمود والتحجر، لذا رفض ان يكون له لون واحد ثابت، بل ان يكون لكل حالة لون، وهذا هو فن سياسة الممكن او سياسة "لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة"...

واذا صح ان العماد عون يعمل لدى سوريا على توجيه دعوة رسمية الى البطريرك صفير كي يسمع منه شخصيا ما يطمئنه في لبنان والمنطقة، فإن سيد بكركي الثابت في مواقفه الوطنية والتي لا تبدّل فيها لغايات سياسية او مصلحية، فان موقفه معروف وواضح من زيارة سوريا في الماضي وفي الحاضر. ففي الماضي اشترط ان يسبق الزيارة تعهد بانسحاب القوات السورية من لبنان، كي يكون لزيارته معنى ومبرر لدى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، لا ان تقتصر الزيارة على المجاملة وعلى شرب فنجان قهوة والقول: "عفا الله عما مضى"... وزيارة البطريرك صفير حاليا لدمشق تتطلب وعدا قاطعا بالمساعدة على قيام الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها وان لا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، فتكون سوريا بذلك قد ساعدت كما هو مطلوب على تنفيذ البند المهم من القرار 1701، وان تساعد ايضا على ازالة الاسلحة الفلسطينية خارج المخيمات وضبطه داخلها استكمالا لمتطلبات قيام هذه الدولة، وان تساعد كذلك على ترسيم الحدود بين البلدين بدءا بمزارع شبعا كي يصير في الامكان وضعها في عهدة الامم المتحدة بعد انسحاب اسرائيل منها، فلا يظل الجدل العقيم قائما بين اسرائيل التي لا تنسحب من المزارع ما لم تعرف ملكيتها وفقا للاصول، وسوريا التي ترفض ترسيم حدودها ما لم تنسحب اسرائيل منها... ألم تعلن سوريا بلسان غير مسؤول فيها انها مستعدة للمساعدة على تنفيذ ما يتفق عليه اللبنانيون، وها انهم اتفقوا على طاولة الحوار عام 2006 على المطالبة بكل ذلك، ولم تبادر سوريا الى تقديم المساعدة المطلوبة للتنفيذ ولا حتى الى اعطاء جواب واضح عن مصير اللبنانيين المفقودين او المعتقلين في السجون السورية.

اما قول الرئيس الاسد للعماد عون ان له الفضل في انتخابات الرئاسة وفي تشكيل الحكومة وقول المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان "ان مواقف عون وطنية وكانت جهوده دائما لمصلحة وحدة لبنان واستقراره ولمصلحة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وان هذه الموقف تحظى بتقدير كبير من قبل سوريا والرئيس الاسد"، فيعلّق الوزير والنائب السابق على ذلك بالقول: ان تقدير الرئيس الاسد لمواقف عون هو تقدير في محله، ذلك ان العماد ميشال عون عطل الانتخابات الرئاسية وحال دون اجرائها في موعدها الدستوري، على اساس اما ان يكون هو الرئيس او لا رئاسة، وبعد الاتفاق على ان يكون العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية كونه ليس من 8 ولا من 14 آذار، استمرت ازمة انتخابه رئيسا مدة ستة اشهر ورفض العماد عون ان يتبنى تكتله هذا الترشيح ويدعو نوابه الى حضور الجلسة تأمينا للنصاب، وقد كان هذا من الاسباب التي حملت النائب ميشال المر على الانسحاب من التكتل.

الى ان كان ما كان في اتفاق الدوحة... ورفع العماد عون سقف مطالبه لعرقلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مدة خمسة اشهر باصراره ليس على عدد الوزراء الذي يطالب به، بل على اختيار الحقائب ايضا وان يعود صهره جبران باسيل وزيرا للاتصالات من دون سواها... وهو ما اعتبرته سوريا مواقف وطنية اشادت بها وقدرتها لانها تصب في "خدمة" لبنان.

فرد عون على ذلك معربا عن تقديره لمواقف الاسد "وحرصه على سيادة لبنان ووحدته واستقلاله". فيا ليت عون كان لديه هذا الشعور من قبل لوفّر على لبنان واللبنانيين تحمّل عواقب "حرب التحرير" وبعدها عواقب "حرب الالغاء" وما خلّفتا من خراب ودمار وجعلا الطرف المسيحي يذهب الى مؤتمر الطائف مهزوما عسكريا وسياسيا، ويوافق مكرها على تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية.

والسؤال الذي يطرح في الاوساط الرسمية والسياسية والشعبية تعليقا على زيارة العماد عون الثانية لدمشق هو: هل عادت سوريا الى عادتها القديمة في اعتماد "الازدواجية" في سياستها فتكون مع الدولة ورئيسها وفي الوقت نفسه مع اصدقائها وحلفائها في لبنان حتى لو كان بعضهم خصم الدولة؟

وهل تظل تمارس بنجاح وتفوق سياسة اللعب على الحبال وعلى التناقضات في لبنان لتبقي اللعبة في يدها، ولتظل قادرة على ادارتها كيفما تشاء وبحسب الظروف والتطورات؟

الواقع ان هذه الازدواجية في السياسة السورية كانت تمارسها في الماضي مع الرئيس رفيق الحريري حينا ومع الرئيس لحود حينا آخر وكانت تفصل في خلافاتهما لصالح هذا او ذاك وكثيرا لصالح لحود، وهي كما يبدو تعود الى ممارسة السياسة نفسها فتنصّب العماد عون زعيما اول للمسيحيين في وجه زعماء المسيحيين في 14 آذار الى ان يقتنعوا بجدوى عودتهم الى بيت الطاعة ليصبح الجميع داخل هذا البيت... ووضعه ايضا في وجه الرئيس سليمان عندما تدعو الحاجة، وفي وجه الرئيس الحريري كلما خرج عن الخط المرسوم له، او لامس بقراراته ومواقفه الخط الاحمر، وبعدما وضعت سلاح "حزب الله" في وجه الجميع الى ان يزول الخطر الاسرائيلي ليس عن لبنان فحسب بل عن المنطقة...

 

انتقادات حلفاء دمشق لزيارة سليمان عنوان الرسالة

لبنان مجدداً ساحة الحسابات السورية حيال واشنطن

النهار/روزانا بومنصف     

اذا صح ان رئيس الحكومة سعد الحريري يزور العاصمة السورية مطلع الاسبوع المقبل، وعلى الارجح الاثنين، اي في اليوم نفسه لاستقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره اللبناني ميشال سليمان، او حتى لو تمت الزيارتان الرسميتان اللبنانيتان لدمشق وواشنطن في وقت متقارب، فان الامر ينطوي في رمزيته على ما ينبغي ان يكون عليه لبنان من حيث الامساك بالعصا من وسطها وفق مصادر سياسية معنية، مع انه ثمة انزعاج من ان يكون للبنان هذا الطابع المتوازن والرغبة في تحول ارجحيته السياسية كليا نحو الارتماء في حضن سوريا مجددا وفق ما يوحي كثر في المرحلة الحالية. وهناك حلفاء لسوريا ممن دأبوا اخيرا على مهاجمة الرئيس سليمان وانتقاد زيارته لواشنطن وفق ما قالوا به علنا وفي المجالس الخاصة، يأملون ان تطغى الزيارة المرتقبة للحريري سياسيا واعلاميا من حيث رمزيتها الكبيرة بالنسبة الى دمشق، على زيارة واشنطن، وان تفرغها من مضمونها المحلي على الاقل والعملاني في المديين القريب والبعيد نسبيا.

فالعاصمة السورية في ظل إحباطها من تباطؤ الانفتاح الاميركي عليها وعدم إرسال سفير أميركي جديد اليها حتى الآن، وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت قالت ان الرئيس السوري تحدث عن ذلك امام نظراء له. وسعت دمشق الى توجيه رسائل الى واشنطن اولا عبر مهاجمة حلفائها الرئيس سليمان وانتقاده علنا لاسباب عدة في مقدمها الزيارة لواشنطن، علما ان دمشق مستعجلة لاعادة العلاقات مع العاصمة الاميركية، ثم عبر تحديد مواعيد لمسؤولين لبنانيين لزيارتها كزيارة العماد ميشال عون والزيارات المرتقبة لرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وقبل الجميع الرئيس سليمان، من أجل ان تقول للعاصمة الاميركية انه فيما تضع واشنطن لبنان بندا اول في جدول اعمالها مع سوريا لجهة مطالبة الاخيرة بترسيم الحدود ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واحترام سيادة لبنان واستقلاله، فان المسؤولين اللبنانيين باتوا يتعجلون زيارة دمشق وهم لا يفاتحونها في هذه المسائل بل يتجاوزون حتى الاصول الديبلوماسية عبر سفارتي البلدين، والتي كانت شرطا من شروط واشنطن. وتاليا لا داعي لاهتمام واشنطن المبالغ فيه احيانا، رغم تراجعه الى حد كبير عما كان في الاعوام الاخيرة، أقله في وجه سوريا. ثم ان زيارات السياسيين اللبنانيين توحي أن صدقية هؤلاء تسقط ازاء الغرب اذا كانت هذه الزيارات ترمي مجددا الى السعي للاحتكام الى سوريا في الخلافات الداخلية.

ويقول زوار لدمشق اخيرا انه يسوء سوريا جدا ان يزور سليمان واشنطن في حين انها لم تحقق بعد الشيء الكثير في تجدد علاقاتها مع العاصمة الاميركية، وتطمح الى أن تستعيد موقع المرجعية بالنيابة عن لبنان في اي حوار لها مع الولايات المتحدة، وهذا الاستياء ذريعته وفق ما فهم ان الولايات المتحدة بعيدة وهناك مشاكل اكثر اهمية في المحيط المباشر تتطلب المعالجة. وهي تستقوي بما بات يعتبره حلفاؤها في لبنان أرجحية في الميزان الاقليمي لمصلحتها نتيجة اعتبارات متعددة، تحاول أن تكسب بالنقاط وعلى الارض ايضا.

ودمشق كانت دوما تستخدم الساحة اللبنانية لمخاطبة الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة، وتحاول العودة الى الاسلوب نفسه، وقد اعطى النظام السوري اخيرا، بالنسبة الى عارفيه عن كثب وزواره، نماذج عدة تشير الى انه لم يتغير اطلاقا وان غيّر بعض اساليبه في التعامل مع متطلبات الدول الغربية من اجل فك العزلة الدولية عنه او سياسته الخارجية من دون طريقته في تعاطي الامور. وقد كانت الاستنابات القضائية جزءا من هذا الاسلوب الذي يتجدد. ومع ان دمشق تدرك جيدا ان انتقاداتها عبر حلفائها لن تمنع زيارة سليمان لواشنطن لانها ربما تزيد امكان التباعد بدلا من تقليصه، فهي تحاول فرض منع التوازن السياسي الذي يجريه لبنان ومحاولة فرض احادية مرجعيتها او اولويتها كما كان الامر في السابق. وهذا الامر برز في ادائها لدى انتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الامن، ولم تخف ان الرئيس بشار الاسد بحث مع الرئيس سليمان ابان زيارته المفاجئة له قبل شهر تماما، في عضوية لبنان في المجلس على نحو فاجأ كثراً، باعتبار ان هذه النقطة كانت نافرة في سياق الكلام الرسمي المعتاد الذي لا يكشف شيئا.

وينبغي الاقرار بأن الانتقادات التي وجهت الى رئيس الجمهورية أخيرا قد اربكته وفق ما تقول مصادر معنية. لكن ذلك يجب ألا يدفعه الى اقفال الابواب التي كانت فتحت امام لبنان على الصعيد الدولي او الاقليمي. ففي ذلك مخاطرة سيتحمل شخصيا مسؤوليتها التاريخية أكانت زيارة واشنطن مثمرة في نتائجها المباشرة او الفورية أم غير مثمرة، علما انه يعتقد ان إثارة المواضيع التقليدية التي لا جدوى من اثارتها مع الادارة الاميركية تجعل نتائجها عقيمة. ومن المهم ابقاء تواصل لبنان مع كل دول العالم خصوصا الدول المؤثرة، فلا يقفل ابوابها، في حين يسعى آخرون، بل يستميتون في محاولة فتح هذه الابواب امامهم، اكانت اميركية ام غير اميركية. فحملة الانتقادات، الى جانب الزيارات اللبنانية لدمشق وتوظيفها سياسيا، ترمي الى اعادة لبنان الى ما قبل عام 2005 بكل المعايير. ويتوقع ان تتكرر المحاولات المماثلة عند كل مناسبة تشي بممارسة لبنان لعبة سياسية مستقلة بمعزل عن دمشق وخارج إطارها.

 

التخوّف من اعتداء إسرائيلي خفّف اندفاعة "حزب الله" وأنتج إجماعاً نيابياً على طيّ الخلافات مرحلياً

هيام القصيفي/النهار

ثقة الـ121 نائبا التي نالتها الحكومة الاولى للرئيس سعد الحريري، لم تكن ثقة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة بقدر ما كانت شبة اجماع على التباين الذي يبلغ حد الاختلاف التام بين مكونات الحكومة. والتباين بين مختلف التيارات السياسية الممثلة في معظمها في الحكومة ظهر في نقاط خلافية متعددة من سلاح المقاومة الى الغاء الطائفية السياسية الى المحكمة الدولية وصولا الى بعض العناوين الاقتصادية.

 ولا تلغي الثقة جوهر بقاء الخلاف على قدمه، لان اولى بديهيات الاجماع ان يكون ايجابيا، ولو كان كذلك لما استمر تعطيل الحكومة اكثر من خمسة اشهر. ولو كان التفاهم السعودي – السوري سبب هذا شبه الاجماع، لكانت شكلت الحكومة حين اقر مبدأ تقسيمها وفق معادلة 15-10-5، ولما كان الحريري اعتذر بعد التكليف الاول ثم عاد ليقبل مجددا تكليفه وترؤسه اولى حكوماته. وتؤكد لـ"النهار" مصادر سياسية رفيعة واخرى معنية بالشأن الامني ان "حزب الله" لا يزال يتعامل بجدية مطلقة مع الرسالة الواضحة التي تبلغتها الدوائر الرسمية اللبنانية عشية تشكيل الحكومة عبر قنوات ديبلوماسية رفيعة، عن توجه اسرائيلي واضح لعمل عسكري ضد لبنان. وتشير الى ان هذا التبليغ كان السبب الاول والاخير وراء التعجيل في تشكيل الحكومة التي اعلنت في التاسع من تشرين الثاني الماضي. جاء التبليغ قبل ايام قليلة من صدور التشكيلة الحكومية، وكان الانذار الغربي حول النية الاسرائيلية جديا الى درجة استنفرت جميع النافذين عربيا واقليميا ودوليا لتكيثف الجهود من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة، نتيجة خوف هولاء من تسارع التطورات الاقليمية، من العراق الى الملف النووي الايراني الى اليمن، فتنتفي بذلك العناصر المكونة لحماية لبنان من خضة امنية غير معروفة النتائج.

وتروي مصادر قيادية رفيعة في المعارضة انه بعد اتصالات في الربع الساعة الاخير، اي في عطلة الاسبوع التي سبقت تأليف الحكومة، تبلغت القيادات جديا معلومات عكست تخوف "حزب الله" من حجم العملية، وهو ما دفعه الى تكثيف اتصالاته بحلفائه من اجل تعجيل التأليف. ورغم ان بعض قيادات المعارضة المسيحية لم يعر هذه الاحتمالات اهتماما، كانت حجة الفريق الشيعي اقوى، الامر الذي ترجم بحركة مكوكية بين الرابية وعين التينة وبئر العبد وسوريا لتشكيل الحكومة بمن حضر، وبتنازلات متيسرة من اجل انجاز الامر في سرعة قاربت تلك التي انجز فيها اتفاق الدوحة.

وازن "حزب الله" وخلفه ايران، بين سلبيات الفراغ الحكومي اذا حدث اي عمل عسكري اسرائيلي، وايجابيات انضمامه الى الحكومة، فرجحت كفة الميزان بالمشاركة ولو بالحد الادنى ومن دون وضع اي شروط على نوعية الحقائب التي يريدها، وخصوصا ان ثمة ملفات امنية مقبلة عليها الحكومة، والحزب معني بها، سواء من خلال التعيينات الامنية او حتى في استمرار وضع اليد على شبكة الاتصالات التي كانت السبب وراء حوادث 7 ايار 2008، والتي لا يمكن الحزب ان يفرط بها في خضم التهديدات الاسرائيلية.

كان قرار المشاركة اهم، وخصوصا ان واشنطن كانت رفعت سقف تحذيرها من مغبة مشاركة الحزب في الحكومة الجديدة، حتى ان احد التقارير الامنية الاميركية اعتبر ان الحريري، الذي ربح الانتخابات النيابية مع فريق الاكثرية، لم يعد مواليا للغرب الا على الورق، بمجرد قبوله بمشاركة الحزب في حكومته رغم التحذيرات والحملة الاميركية على ناشطين في "حزب الله" ومناصرين له في الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتهمة تمويل الحزب.

اعاد "حزب الله" حساباته وفقا لما حدث بعد حرب تموز التي ادارت فيها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مفاوضات شاقة وصعبة، ادت الى استصدار القرار 1701 وذهاب الجيش الى الجنوب للمرة الاولى. لم يوقف القرار الدولي الحرب ولم يعلن وقف النار بل اعلن وقف الاعمال العدائية، لكن هذا القرار بما يحمله من ايجابيات وسلبيات سمح للحزب باعادة التقاط انفاسه، واعادة بناء مؤسساته العسكرية والامنية التي تهدمت بفعل القصف الاسرائيلي. وهذا كله جرى بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة آنذاك، من اجل وقف آلة الدمار الاسرائيلي.

خرج الحزب من الحكومة اثر حرب تموز، بعدما ابتعد الخطر الاسرائيلي المباشر. لكنه اليوم يقف على مفترف طرق يدرك خطورته، وهو اكثر من يأخذ على محمل الجد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة، التي توجت بتصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحميل الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية اي عمل ضد اسرائيل. وثمة من يعتبر ان كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي عشية عيد الاستقلال عن جهوز الجيش للرد على اي عدوان اسرائيلي، صبت في اتجاه الجو الذي كان يعيشه الحزب والمؤسسات الامنية نتيجة التهديدات الاسرائيلية التي تخطت في لحظات معينة الكلام الاعلامي لتصل الى الرسالة المباشرة.

نال "حزب الله" من خلال تشكيل الحكومة، التي لم يحصل فيها على حصة مرموقة، ما لم ينله اي طرف داخلي، والاجماع على البيان الوزراي في جلسة الثقة اعطاه الامان الذي يطلبه في مرحلة حساسة ترصده فيها مختلف الدوائر المعنية بلبنان. فوثيقة الحزب السياسية لقيت اهتماما ملحوظا من الدوائر الديبلوماسية التي كانت معنية بالحصول عليه مترجما منذ اللحظات الاولى لصدوره، ومحاولة تلمس مغزى توقيتها وتداعياتها على الوضع الداخلي اللبناني. وهذا الاهتمام يتعدى ايضا موضوع علاقة الحزب بسوريا وايران، وسلاح الحزب الذي نقله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله من الحكومة الى طاولة الحوار، ليطول وضع الحزب الداخلي. وتبدي هذه الدوائر اهتماما لافتا بالملف منذ ان تفجرت قضية صلاح عز الدين، وصولا الى قضية المخدرات في الضاحية الجنوبية وحتى دخول الامن الداخلي هذه المنطقة التي كانت محرمة على أي وجود شرعي رسمي، ودور الحزب في الداخل وعلاقاته مع القوى السياسية.

والحزب الذي ينصرف، قبل مؤتمره التنظيمي الاخير وبعده، الى معالجة امور بيته الداخلي، يحتاج في هذه المرحلة الى حماية ظهره حكوميا، وترتيب علاقته بدمشق وبايران، وتمتين شبكة الامان الداخلية حول الاحتمالات التي يمكن ان تنتج من اي تدهور اقليمي وتنعكس في لبنان.

فالتقارير الامنية الغربية بدأت تصعد وتيرة الكلام على دور للحزب في معارك اليمن بعد العراق وفلسطين ومصر، وتتحدث عن الدور السوري في كشف ملابسات السفينة "فرانكوب" التي تقول اسرائيل انها كانت متوجهة من ايران الى "حزب الله"، الامر الذي يجعل الحزب محاطا بكمية من العوامل الخارجية يحتاج معها الى فكفكة الالغام الداخلية بالحد الادنى. وقد يكون ذلك احد الاسباب التي جعلت مداخلات نواب الحزب في المجلس خلال جلسة الثقة اقل المداخلات توترا ومحصورة في بند وحيد، هو اصلا محال على طاولة الحوار.

احتاج "حزب الله" الى فترة استراحة ومرحلة انتقالية، قبل استشراف مراحل التوجه الاسرائيلي، مثلما احتاجت اليها السعودية التي لم تستطع منذ اكثر من شهر حسم عملياتها العسكرية مع الحوثيين، فنتجت حكومة وحدة وطنية باجماع مئة وواحد وعشرين نائبا، اتفقوا على طي الخلافات مرحليا وتخفيف حدة التشنجات والانتقال مجددا الى مرحلة الانتظار.

 

تركيز سوري على أهمية زيارة الحريري و"رمزيّتها"

دمشق: مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية

النهار/سمير منصور     

في موازاة جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة في مجلس النواب والتي تتسم بالهدوء نتيجة طبيعية لقيام "حكومة اتحاد وطني" تشارك فيها جميع الكتل النيابية، تبقى الانظار شاخصة الى مرحلة ما بعد نيل الحكومة الثقة المتوقعة بشبه اجماع غير مسبوق، وتحديداً الى الزيارة المفصلية لرئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق والتي لا مبالغة في وصفها بـ"التاريخية" لانها ستكون بمثابة مصالحة تاريخية بين الحريري والقيادة السورية خلال لقائه المرتقب الرئيس بشار الاسد. ولأن الزيارة كذلك، فمن الخطأ ادراجها ضمن جولة عربية يعتزم الرئيس الحريري القيام بها بعد نيل حكومته ثقة مجلس النواب.

وفيما تستمر التحضيرات للزيارة في بيروت ودمشق – وليس سراً الدور الذي اضطلعت به ولا تزال المملكة العربية السعودية في هذا المجال – فإن ثمة مزيداً من الرسائل المتبادلة بين الحريري ودمشق، وقد عبّرت عنها مواقف سياسية متبادلة كان آخرها امس من بيروت، عبر الفقرة المتعلقة بمستقبل العلاقات – اللبنانية السورية في البيان الوزاري للحكومة والذي تلاه الحريري في مستهل جلسات الثقة واكد فيه ان الحكومة "تتطلع الى الارتقاء بالعلاقات الاخوية اللبنانية – السورية الى المستوى الذي تفترضه الروابط التاريخية والمصالح المشتركة"، وبدا واضحاً انها تركت ارتياحاً لدى القيادة السورية.

ومن دمشق، من خلال استباق الزيارة المرتقبة واعتبارها "اكثر من ممتازة" وفق مصادر سياسية سورية، اكدت في الوقت نفسه ان التحضير للزيارة "يتم خارج الأطر المتعارف عليها رسمياً وانها تسير بوتيرة متسارعة وإن بدت هادئة ظاهرياً".

والملاحظ ان مصادر في دمشق اعلامية وسياسية ذات صلة بالقيادة السورية، تعكس منذ مدة اجواء ايجابية وتمهد لزيارة الحريري بالتركيز على اهميتها ورمزيتها، وقد اختصرها احد هذه المصادر بعبارة جاء فيها: "الرئيس سعد الحريري في سوريا هو الحدث في ذاته، والباقي تفاصيل".

ومما جاء في عرض لأجواء دمشق قبل ايام من زيارة الحريري وحسب موقع "سيريا نوبلز نيوز" الالكتروني: "ايام قليلة باتت تفصلنا عن موعد الزيارة حسبما يجزم المصدر السياسي الذي ينقل عن القيادة السورية ارتياحها للاجواء والتحضيرات الجارية ويتحدث عن مسعى سوري الى تذليل كل العقبات التي من الممكن ان تعكر صفو الزيارة، متحدثاً عن وجود مصلحة لدى سوريا لأن يتم تمهيد طريق الحريري بشكل سلس يساعده على القيام بخطوته وهو مرتاح. وترغب سوريا في ان تكون علاقتها مع رئيس الحكومة طبيعية بحيث يكون بينهما تنسيق متواصل حول الامور المشتركة بين البلدين. ويستبشر خيراً بالمؤشرات الايجابية التي ظهرت الى اليوم والتي كان من بينها الحديث عن علاقات اخوية بين لبنان وسوريا في البيان الوزاري واغفال التطرق الى القرار 1559".

وحسب التوصيف السوري فإن "للزيارة رمزيتها لدى القيادة السورية التي تكرر امام زوارها نيتها تسهيل مهمة الحريري بعد ان تتعرف منه الى رؤيته للعلاقات اللبنانية – السورية بكل تفاصيلها" وان "نجاح هذه الزيارة او عدمه يؤشر الى مستقبل العلاقات بين لبنان وسوريا، وبعدها ستطلق صفارة الانطلاق في جردة حساب للعلاقات الثنائية واتفاق التعاون والتنسيق الموقعة بين البلدين ولو جاء من يقول لسوريا ان الرئيس الحريري متمسك بالمعاهدة والاتفاقات المنبثقة منها".

وفي اشارة واضحة الى حذر لا يزال قائماً في دمشق، تحاذر المصادر السورية الاغراق في التفاؤل او المبالغة في استباق نتائج الزيارة، وإن بدت مطمئنة الى ان "المساعي الاقليمية مهدت لها، فإن القيادة السورية تستعد لاستقبال رئيس الحكومة اللبنانية وتعوّل على زيارته، لكنها في الوقت عينه لا تزال تتخوّف من وجود اصوات داخل لبنان تطوّق تحركه تجاه سوريا". وتضيف: "ان زيارة الرئيس سعد الحريري ستدشّن مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات اللبنانية – السورية معطوفة عليها رغبة عربية ودولية في دعم القيادة السورية للبنان، وهو ما سينعكس ايجاباً في التعاطي بين الطرفين". واذ تتحدث المصادر نفسها عن "صفحة جديدة فتحتها سوريا مع لبنان" وتبدي "رغبة في الانفتاح على الجميع"، فإنها في المقابل تحاذر "من وجود حلفاء يكونون عبئاً عليها كما حصل في الماضي، كما ان علاقاتها مع الآخر انما تنطلق من مدى التقائها معه على الثوابت" وان "وجود حلفاء لديها من طائفة معينة لا يلغي انفتاحها على آخرين لهم وزنهم في الطائفة نفسها، ومصالح الدول لا يمكن ان تتوقف عند حدود اشخاص". وتكشف انه "بدءاً من اواخر الاسبوع المقبل سيصار الى تحديد موعد الزيارة المرتقبة، والقيادة السورية تريد استباقها ببث اجواء ايجابية كعامل مشجّع على حصولها، لكنها في الوقت عينه ستكون مستمعة الى ما سيقوله ضيفها اللبناني الذي هو في بداية الامر ونهايته رئيس حكومة لبنان وابن رفيق الحريري وما الى هنالك من عوامل يأخذها السوري في الاعتبار في التعامل معه".

 

السلام مع سوريا يقلِّص نفوذ إيران ويساهم في تغيير وجه الشرق الأوسط

النهار/رندى حيدر/ تتابع الصحف الإسرائيلية احتمالات عودة المفاوضات مع سوريا وذلك في ضوء عاملين مهمين: التصويت الأخير للكنيست الإسرائيلية على قانون اخضاع أي انسحاب مستقبلي  لاستفتاء شعبي، وتشديد دمشق على مطالبتها بتعهد إسرائيلي مسبق بالإنسحاب من كل هضبة الجولان قبل الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس عن  رئيس معهد "دايان" البروفسور أيال زيسار تحليله للأسباب التي دفعت دمشق الى الإصرار على الحصول على تعهد مسبق بالإنسحاب من الجولان، فقال: "السبب الأول تقدير سوريا أن توجه حكومة نتنياهو ليس نحو السلام، لذا فإن اضاعة أشهر على المفاوضات من دون الإتفاق على الإنسحاب الشامل (مثلما حدث في مفاوضات 1993-2000) لا يخدم في شيء مصلحة السوريين  بل على العكس سيضر بصدقيتهم وبمكانتهم في العالم العربي. كما أن هناك تفسيراً لرفض الوساطة الفرنسية. فنظراً الى معرفة السوريين بعدم جدية نيات نتنياهو السلمية، فهم لا يريدون زعزعة علاقاتهم بالإتراك ما داموا لن يحصلوا على شيء، ناهيك بأن الموافقة على الوساطة الفرنسية اليوم معناها البدء من الصفر، في الوقت الذي يعرف الأتراك بدقة أين توقفت المفاوضات، وبهذه الطريقة يتوثق تحالفهم مع الأتراك.

من المحتمل أن يكون السوريون مستعدين للقبول بوساطة أميركية شرط  أن تحصل الولايات المتحدة على تعهدات إسرائيلية بالإنسحاب الشامل من هضبة الجولان، ولكن حتى الآن يبدو الموضوع بالنسبة إليهم مضيعة للوقت".

وفي اعتقاد زيسار أن العلاقة بين سوريا وإيران هي اليوم ذات أهمية استراتيجية كبرى، وليس من المتوقع أن يؤدي السلام مع سوريا الى انقطاعها الكامل. ومع ذلك يرى أن دمشق لا ترغب في خوض الحروب عن طهران والعكس صحيح. ولكن في حال تقدمت المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، وأظهرت الاولى استعدادها للإنسحاب من الجولان، فإن علاقة سوريا بإيران ستفتر، وقد يتوقف تهريب السلاح منها الى "حزب الله.

وختم: "في الوقت الراهن، وفي ظل ظروف الطرفين، لا يبدو اتفاق السلام مع سوريا أمراً واقعياً، علماً ان تحقيق السلام سيؤدي الى تغيير وجه الشرق الأوسط. ومعادلة محور الشر في مقابل محور الإعتدال ستشهد تغييرات جذرية ستؤدي الى تقليص قوة إيران". وكان المعلق يوئيل ماركوس في صحيفة "هآرتس" وصف الحديث عن المفاوضات على المسار السوري بأنه "موسمي"، وكتب: "في كل مرة تصل فيها المفاوضات مع الفلسطينيين الى حائط مسدود، يتذكر زعماؤنا الحاجة الى التوصل الى اتفاق مع سوريا. واليوم الرئيس الأسد هو الذي يدعو الى ذلك، وتصلنا رسائل مباشرة من أردوغان ومن ساركوزي في هذا الشأن، والثمن لم يتغير. وهناك سلة مليئة بالاقتراحات البعيدة المدى. ولكن ليس هناك شيء بسيط لا تقوم إسرائيل بتعقيده. واليوم هناك قانون الاستفتاء الشعبي. ففي الديموقراطيات الشعبية ليس ثمة استفتاء للرأي العام يمكن أن يحل محل الحكومة والكنيست".

 

لماذا استقبلت دمشق عون قبل استقبال واشنطن سليمان ؟

بقلم سليم نصار/النهار

يغادر بيروت اليوم السبت، الرئيس اللبناني ميشال سليمان متوجها الى واشنطن تلبية لدعوة رسمية من الرئيس باراك اوباما الذي سيستقبله مع الوفد المرافق يوم الاثنين المقبل.

ويستدل من مراجعة برامج الرحلات الخارجية لأحد عشر رئيسا لبنانيا، ان امين الجميل كان الرئيس الوحيد الذي زار واشنطن رسمياً بدعوة من الرئيس ريغان. ويقول مؤرخو تلك الحقبة ان الورطة العسكرية الاميركية في لبنان كانت الموضوع البارز في محادثات تكررت مرتين، خصوصا قبل الغاء "اتفاق 17 ايار".

الرئيس سليمان فرنجية سافر الى نيويورك لدعم موقف ياسر عرفات اثناء زيارته التاريخية للأمم المتحدة في خريف 1974. وكان هنري كيسينجر قد سعى بواسطة السفارة الاميركية في بيروت الى اقناع فرنجيه بالاعتذار عن المشاركة لأسباب تضر بسمعة اسرائيل. وكان من نتيجة هذا التدخل ان ازدادت رغبة فرنجيه بالحضور، خصوصا ان تكليفه جاء بطلب من زعماء الدول العربية. وفوجىء الرئيس اللبناني في مطار نيويورك بالمعاملة السيئة التي مارسها رجال الجمارك بواسطة كلابهم، الامر الذي أغضبه وشجعه على الغاء الرحلة. وكاد استفزاز جمارك نيويورك يحقق هدف كيسينجر لولا تدخل وزير الخارجية فيليب تقلا الذي نصحه بتجاوز هذا "المقلب" المدبر.

الرئيس الياس سركيس تلقى دعوة رسمية من واشنطن اثناء احتدام المعارك بين الميليشيات المسيحية والمقاومة الفلسطينية. وحمل الدعوة السفير الاميركي باركر يوم بلغه ان الرئيس مصرّ على الاستقالة (تموز 1978). وتمنى عليه الا ينفذ تهديده لأن فراغ الرئاسة يدخل لبنان في المجهول. وبعد توسط عدد من زعماء الدول العربية والاوروبية، تراجع سركيس عن قرار الاستقالة، مشترطا تلبية دعوة واشنطن بعد استقرار الوضع الداخلي. ولكن الوضع الداخلي الامني ازداد عنفا واضطرابا، الامر الذي منع سركيس من مغادرة القصر الجمهوري.

زيارة الرئيس رينه معوض السرية لواشنطن لم يعلن عنها في حينه لأنها تمت على هامش اجتماعات مؤتمر الطائف. وقد اقتصر اللقاء السريع مع الضيف الذي وصل على متن طائرة خاصة، على ثلاثة من كبار موظفي الادارة. ومع اغتيال الرئيس معوض، دفنت اسرار ذلك اللقاء الذي ساهم في وصوله الى كرسي الرئاسة.

الرئيس جورج بوش الاب استقبل الرئيس الياس الهراوي مع رئيس الحكومة آنذاك عمر كرامي ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني، اثناء حضورهم جلسات الجمعية العمومية في نيويورك. وفي هذا الاطار لا يجوز وصف اللقاء بأنه استجابة لدعوة رسمية من واشنطن.

اما الرئيس اميل لحود فقد اقتصرت زيارته لنيويورك على المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية.

يُستفاد من هذه المراجعة ان دعوة الرئيس ميشال سليمان من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما، تندرج في خانة التعرف الى قيادات المنطقة التي تعتبر اكثر المناطق سخونة واضطرابا. صحيح ان لبنان لا يشكل حجر زاوية في عمارة دول الشرق الاوسط مثل مصر وتركيا والسعودية وسوريا والعراق... ولكن الصحيح ايضا ان دوره في مستقبل المنطقة سيكون مهما، خصوصا بعد التهديد الذي اطلقه بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع، عندما وصف قوات "حزب الله" بأنها جيش لبنان الحقيقي. وقال في معرض التحذير "ان الحكومة اللبنانية و"حزب الله" تحولا شريكين، الامر الذي يجعلهما مسؤولين عن اي عملية عسكرية ضد اسرائيل".

هذا، وكان وزير الدفاع ايهود باراك قد هدد بتدمير البنى التحتية في لبنان مدعيا ان اسرائيل في حرب 2006 حيّدت مؤسسات الدولة واكتفت بتدمير الجسور كي تمنع وصول شحنات الصواريخ المرسلة من سوريا الى جنوب لبنان.

ومن المؤكد ان هذا الموضوع الخطير سيكون في طليعة المسائل المهمة التي سيبحثها الرئيسان خلال اجتماعهما الاثنين المقبل خصوصا ان البيت الابيض تلقى نسخة من الرسالة التي وقعها 31 عضوا في مجلس النواب والموجهة الى وزير الخارجية هيلاري كلينتون.

وتحوي الرسالة التي يقف وراء اعدادها "اللوبي اليهودي" بواسطة النائب الجمهوري مارك ستيفن كيرك والنائب الديموقراطي ستيف اسرائيل، ثلاثة مطالب:

اولا – قبل نزع سلاح "حزب اله" ووقف انتهاكاته للقرار 1701، لا يجوز ارسال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والمقدرة بمئة مليون دولار كما لا يجوز تمويل قوات "اليونيفيل" والمقدرة حصتها من موازنة سنة 2010 بنحو 210 ملايين دولار.

ثانيا- كثفت سوريا تزويد "حزب الله" بصواريخ متطورة ارض – ارض مما يزيد من فرص الصدام على جبهة الجنوب اللبناني بهدف تحويل الاهتمام الدولي عن مسألة البرنامج النووي الايراني. والقرينة على تأكيد الاستعداد للحرب انفجارات مستودعات سلاح تابعة لـ"حزب الله" في الجنوب، ومصادرة شحنة من الاسلحة الايرانية المرسلة الى الحزب على الباخرة "فرانكوب".

ثالثاً - نظراً الى احتمال حصول تصعيد مدعوم من ايران على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، يتعين على الادارة الاميركية التدخل لمواجهة مثل هذه الاخطار، خصوصاً بعدما تسلح "حزب الله" بصلاحيات "الفيتو" على كل قرارات الحكومة الجديدة.

مصادر ديبلوماسية في بيروت فسّرت هذه المطالب بأنها جزء من حملة الضغط على ادارة اوباما لعلها تجمد عملية تقديم السلاح للجيش اللبناني. ما فسّرتها الصحف الاسرائيلية بأنها تحضير إعلامي لتبرير الهجوم الانتقامي على مواقع "حزب الله"، وعلى البنى التحتية ومؤسسات الدولة كالمطار ووزارة الدفاع وشركة الكهرباء.

ويلتقي هذا التفسير مع تحليلات المعلقين الفرنسيين الذين يتوقعون هجوماً اسرائيلياً جوياً على مستوعات "حزب الله" بهدف استفزاز ايران ودفعها للقيام بعمل عسكري يكون المبرر لضرب منشآتها النووية. وذكرت صحيفة "هآرتس" بالاستناد الى تقرير اعده معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ان اسرائيل ستضرب ثلث المنشآت النووية الايرانية على أمل تأخير البرنامج سنوات عدة. وفي تعليقه على هذه التوقعات، صرح وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي، ان بلاده مستعدة لتدمير المراكز النووية في اسرائيل اذا ما غامر نتنياهو بضرب المشروع النووي في الجمهورية الاسلامية.

يتوقع المراقبون في واشنطن ان يستعرض الرئيس أوباما كل احتمالات الحرب والسلام مع ضيفه الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وهو يتطلع الى الوطن الصغير كصاحب دور كبير يمكن ان يساهم استقراره في نشر الاستقرار داخل منطقة الشمال الغربي من العالم العربي. وبما ان السفير الاميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان أصبح مساعداً لوزيرة الخارجية، فان مشروع تسليح الجيش اللبناني الذي عرضه سنة 2006 على قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان، يمكن ان يتحقق.

يومها زار فيلتمان قائد الجيش برفقة وفد عسكري جاء يبحث في حاجات الجيش ومتطلباته. ويرى فيلتمان ان الادارة الاميركية ترغب في تحديث سلاح الجيش اللبناني بحيث يستكمل حاجاته الملحة من اعتدة وذخيرة. والكل يذكر ان العماد سليمان اضطر في معركة نهر البارد الى طلب قذائف مدفعية من الرئيس بشار الاسد، لانها نفدت.

وتؤكد مصادر وزارة الدفاع اللبنانية ان الوزير الياس المر قد يسافر الى موسكو في الربيع المقبل للاشراف على تسليم عشر طائرات حربية من طراز "ميغ – 29" كانت حكومة بوتين قد أهدتها للجيش.

من أهم المسائل المطروحة للبحث بين الرئيسين الاميركي واللبناني، مسألة سلاح "حزب الله". ومع ان مبعوث أوباما الى الشرق الاوسط جورج ميتشل شرح للادارة تعقيدات الوضع اللبناني وصعوبة الطلاق بين الثورة والدولة، إلا أن المجتمع الدولي لا يفهم صيغة الديموقراطية التوافقية. وربما يضطر الرئيس سليمان الى شرح هذه الأُحجية التي وردت في خطاب القسم (25 – 5 – 2008) على النحو التالي: "ان نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة. واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها وفي احتضان الدولة كياناً وجيشاً لها، ونجاحها في اخراج المحتل يعود الى بسالة رجالها وعظمة شهدائها. إلا ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال يحتم علينا وضع استراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازمة مع حوار هادىء، للاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية".

ولكن، هل يلقي "حزب الله" سلاحه في حال قررت اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا؟

قبل سنة اعلنت المقاومة الاسلامية أنها لن تلقي السلاح قبل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر. ولما شعرت هذه المقاومة ان الحكومة اللبنانية قد تنجح من طريق الديبلوماسية في إجبار اسرائيل على الانسحاب، اعلن "حزب الله" انه لن يتخلى عن سلاحه حتى لو انسحبت اسرائيل من لبنان. وبرر هذه الحيازة بالقول ان سلاحه سيحمي لبنان، وان دوره ليس محلياً بل اقليمي.

وفسر الفريق الداعم لدور الدولة هذه الازداوجية بأنها خروج عن منطق الشرقية، وتبرير لدور يخدم مصالح ايران وسوريا على مصلحة لبنان. ومعنى هذا في نظر المشترعين، أن الاحتفاظ بسلاح المقاومة الى ما بعد الانسحاب من الجولان وانشاء دولة فلسطينية وانتاج قنبلة نووية ايرانية وانتصار الحوثيين في اليمن... معناه العملي زعزعة الوحدة الوطنية وتدمير مقومات الدولة والعودة الى عصر الميليشيات المسلحة.

وكما كانت الاحزاب اليسارية في لبنان تصنف الدول بين "صديقة" و"عدوة" قبل انهيار المنظومة الاشتراكية، هكذا صنف "حزب الله" الدول في وثيقته السياسية. وجاءت الولايات المتحدة في مركز الصدارة باعتبارها تحمل مشروعاً يحمي اسرائيل ويجدد الاستعمار ويقوض الامكانات الروحية والحضارية والثقافية لشعوب المنطقة. وبحسب الوثيقة، فإن واشنطن هي اصل كل ارهاب، وصاحبة مشروع الرأسمالية المتوحشة. كذلك تضمنت الوثيقة تعاطفا مع كل الدول والمنظمات المعادية للولايات المتحدة.

وكان من الطبيعي ان يطرح توقيت اعلان الوثيقة بعض الاسئلة المتعلقة بزيا رة الرئيس سليمان لواشنطن، وما اذا كانت هذه الزيارة ستتم برضا دمشق أم لا؟!

الجواب تعطيه الزيارة المفاجئة التي قام بها لدمشق العماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح. وذكرت الاخبار ان الرئيس السوري بشار الاسد بحث مع العماد عون العلاقات اللبنانية – السورية والوضع الاقليمي. وترجمت جماعة 14 آذار هذا اللقاء بلغة التدخل الساخر في الشأن اللبناني بعد تدشين علاقات ديبلوماسية وصفت بأنها تؤسس لاستقلالية البلدين وقرارهما الحر. ورأت ان دمشق نقضت تعهداتها بالتزام خط محايد بين القوى اللبنانية المتصارعة على الحكم. وهكذا تحولت فريقاً منحازاً، علماً بان الفريق الذي تخاصمه بواسطة عون، لا يكن سوى المحبة والاحترام. ويرى آخرون أن عون أصبح مقياس الحرارة بالنسبة للعلاقات السورية – اللبنانية، وان الترهيب به في دمشق لم يكن أكثر من رسالة واضحة فهم فحواها البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس الجمهورية ميشال سليمان!

(كاتب وصحافي لبناني مقيم في لندن)      

 

سوريا و الجنرال نموذج لمن يرغب

غالب قنديل/الديار

قبل سنة من الآن انبهرت الدوائر السياسية اللبنانية بالحفاوة التي أحاط بها الرئيس بشار الأسد زيارة زعيم التيار الوطني الحر إلى سوريا، وقد برزت مجددا سوية التعامل السوري مع الرئيس ميشال عون من خلال الشكل والمضمون والتوقيت. تعب كثيرون، سياسيين ومحللين، في تفسير الزيارة ومعانيها وتقصي ما تحمله من رسائل ومضامين سوف تظهر في الفترة المقبلة، والجواب السوري بسيط ومقنع فهي لقاء طبيعي مع صديق لبناني كبير في لحظة انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة، فالعماد ميشال عون في نظر سوريا هو صاحب الفضل الأبرز في التوافق اللبناني على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وإنهاء الفراغ الرئاسي وهو مجددا صاحب فضل في إتمام التوافق على حكومة الوحدة الوطنية، وفي المحطتين اللتين يخرج لبنان عبرهما من مرحلة التصادم و الصراع الداخلي على حافة هاوية الحرب الأهلية، قدم العماد ميشال عون تنازلات لمصلحة بلاده وسوريا تعرف ذلك عن قرب بفعل دورها المحوري في رعاية هذه التسوية اللبنانية.

وفقا للمعلومات الصحافية ذلك ما أكده الرئيس بشار الأسد لنظيره الفرنسي مؤخرا عندما شكره ساركوزي على ما فعلته سوريا لإنقاذ لبنان وما قام به الرئيس الأسد شخصيا من جهود وصولا إلى النتيجة التي ترسخ الاستقرار اللبناني، وحيث تكتمت سوريا في دورها على جميع التفاصيل وقدمت الغاية على الوسيلة لكن الدوائر العربية والدولية جميعها تشهد بدور سوري فاصل في إنتاج التوافقات اللبنانية وصولا إلى تشكيل الحكومة وحسم الكثير من تعقيدات الموالفة بين أطرافها.

الاحترام الكبير الذي يحظى به العماد ميشال عون لدى رئيس سوريا و شعبها ناتج عن مجموعة من المزايا والعلامات الفارقة الشخصية والسياسية التي يكررها المسؤولون السوريون بلغة متقاربة على مسامع زوارهم اللبنانيين، الذين توفر لهم الإجابات السورية حشدا من الوقائع يبدد استغرابهم للتطور السريع في العلاقة مع الجنرال التي انتقلت في سنوات قليلة من اعتباره الخصم الأشد قسوة وتطرفا خلال مرحلة ما بعد الطائف ثم إلى الخصم الشريف بعد عودة العماد عون إلى لبنان ومن ثم إلى نعته بالصديق الكبير.

سوريا التي تزهو بتحررها من الأعباء السياسية والمعنوية والمادية التي تكبدتها خلال العقدين اللذين كانت خلالهما قواتها على الأرض اللبنانية وجدت بكل ثقة أن مفهوم العماد عون عن مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين مطابق لرؤيتها وهي تثق في ضوء التجربة معه خصما وصديقا أنه سيكون مع تياره الشعبي والسياسي الفاعل قوة دفع وتطوير للعلاقات بين سوريا ولبنان في مرحلتها الجديدة التي كان الرئيس بشار الأسد يبشر بها منذ التسعينات خلال لقاءاته مع العديد من الأصدقاء اللبنانيين بدءا بالتمثيل الدبلوماسي.

البوصلة السورية في المنطقة وحول لبنان بالذات تنطلق من التناقض الرئيسي الذي يشكل قضيتها الإستراتيجية الأولى وهو البعد الفاصل في صياغة صداقاتها وخلافاتها وخصوماتها على مساحة العالم والمنطقة وعلى السواء مع الدول والحكومات والأحزاب والزعامات والمفكرين والشخصيات العامة القريبة والبعيدة، إنه الصراع العربي الإسرائيلي وليس سواه.

منذ توقيع العماد عون لوثيقة التفاهم مع السيد حسن نصرالله ومرورا بموقفه الوطني والقومي التاريخي خلال حرب تموز 2006 وحتى اليوم، تتابع سوريا التراكم المستمر للتطابق الاستراتيجي مع العماد ميشال عون من خلال تبني إستراتيجية المقاومة في الصراع مع العدو الإسرائيلي للتحرير و لاستعادة الحقوق ولردع العدوان، وقد طور الجنرال رؤيته النظرية والسياسية لهذا الموضوع بدوافع لبنانية سيادية مستقلة وبلغته وتعبيراته الثقافية والسياسية النابعة من كونه قائدا عسكريا وزعيما وطنيا لبنانيا، بينما طور الرئيس بشار الأسد منذ حرب تموز نظرية قومية عن ثقافة المقاومة وإستراتيجية المقاومة كإطار معاصر لمجابهة التحدي الصهيوني الذي يطبق على المنطقة منذ ستين عاما، ومن موقع سوريا الخاص على جبهة الصراع وكحاضن وداعم لحركات المقاومة العربية الجديدة التي أثبت قدرتها التاريخية في التحرير والدفاع وحيث خاضت سوريا معارك قاسية ومتواصلة دفاعا عن خيارها، بينما تحدى العماد عون جميع الضغوط والتهديدات التي تعرض لها لثنيه عن نهجه الذي انبثق عن التفاهم مع حزب الله.

هذا التلاقي الأصيل بين سوريا والعماد ميشال عون يلامس في جوهره أيضا مساحة تاريخية من القلق الاستراتيجي الذي يشغل القيادة السورية على الوجود المسيحي في الشرق وبنتيجة تعرض المسيحيين لعملية اقتلاع في العراق وفلسطين على يد الحلف الاستعماري الأميركي الإسرائيلي في حين تفاخر سوريا بمخاطبتها للغرب بكونها مهد المسيحية القديم في العالم و حيث يعيش المواطنون على قدم المساواة في ظل ثقافة المواطنية التي يكرسها استقرار تنسجه العروبة المتجذرة في شخصية الشعب السوري الجمعية والتي تمثل القلب في نهج سوريا وسياستها كقلعة قومية صلبة في المنطقة، بينما تشكلت عناصر القلق التاريخي السوري من سعي الغرب وبعض اللبنانيين لتقديم المسيحية في لبنان كقاعدة مستمرة للنفوذ الأجنبي ومرتكز لمناهضة العروبة التحررية ولمنع اكتمال العقد الوطني اللبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

أطلق العماد ميشال عون منذ عودته إلى لبنان حركة تحرير شاملة للهوية المسيحية من هذه الصورة وهو تحول بعد حرب تموز رمزا لمسيحية مشرقية راسخة الجذور في انتمائها للمنطقة ولقضاياها وهذا ما عبرت عنه سوريا في العديد من محطات زيارة الجنرال لسوريا العام الماضي وهذا البعد هو بالنسبة للرئيس بشار الأسد بعد تاريخي قومي واستراتيجي يتطلع إلى البناء عليه في تغيير شامل للمفاهيم وفي تكوين حالة جديدة من الوعي الاستقلالي والتحرري لدى شعوب المنطقة ولتخطي العصبيات التي تمزق وحدة الشعوب وتفتح أبواب التدخل الاستعماري وسوريا التي قدمت حضنها للقضية الفلسطينية ولمهجري الشعب العراقي تحولت موئلا للمسيحية المشرقية المطاردة والمستهدفة بشهادة العالم.

المسيحية المشرقية العربية التي عبر عنها العماد عون هي عنصر قوة حاسم تجد فيه سوريا ركيزة مهمة لمنظومة القوة العربية المناهضة للعدوان الصهيوني وللهيمنة الاستعمارية ولمخطط التفتيت والاقتلاع الذي يستهدف شعوب المنطقة.

بكلمة إن تجربة سوريا مع العماد عون هي النموذج العملي الأقوى لطبيعة التعامل السوري مع الخصوم الراغبين جديا في فتح صفحة جديدة وبناء الثقة، والذين يتطلعون بصدق إلى علاقة متقدمة مع سوريا ورئيسها وشعبها على كل من يجيد القراءة أن يتمعن في المعاني.

 

ضباب على طريق بعبدا ــ دمشق فيما العواصم الغربية تؤكد حرصها على حماية دور سوريا في المنطقة

الأسد لساركوزي : هل نفهم انكم أصبحتم ضد القرار 1559؟

بند تسليح الجيش يُثير «التأويلات» بسبب حساسية الخطة السياسية

ضباب على طريق بعبدا ــ دمشق فيما العواصم الغربية تؤكد حرصها على حماية دور سوريا في المنطقة

الأسد لساركوزي : هل نفهم انكم أصبحتم ضد القرار 1559؟

بند تسليح الجيش يُثير «التأويلات» بسبب حساسية الخطة السياسية

جوني منيّر/في العام 1983 وخلال زيارة رئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل الى واشنطن حيث التقى الرئيس الاميركي رونالد ريغان، اعلن مواقف متقدمة وقوية تجاه دمشق.

لم تتأخر الظروف كثيراً حتى انقلب الوضع في لبنان وخرجت القوات الدولية لتجري محاصرة قصر بعبدا وتثبيت موازين قوى جديدة.

يومها بقي كلام واشنطن في الهواء، وبدل ان تتدخل البارجة «نيو جرسي» التي كانت تتمركز قبالة السواحل اللبنانية»، فان عملها اقتصر على تأمين جلاء قوات «المارينز»، فيما عززت من بعدها واشنطن في علاقتها مع دمشق، واوكلت اليها مهاماً اوسع في الشرق الاوسط.

وفي محطة تاريخية اخرى غير بعيدة، لعبت حكومة الرئيس فؤاد السنيور دور رأس الحربة في مشروع المبارزة الاميركية مع دمشق وطهران، من خلال استعمال الساحة اللبنانية كاحدى ساحات الحرب الباردة، او الحرب بالواسطة.

وكانت الذروة مع قرارات الحكومة في 5 أيار، قبل ان ينفلت الواقع الميداني، ويصبح اركان الحكومة محاصرين ومعزولين نتيجة الاشتباكات التي حصلت.

ويومها لم تقدم واشنطن اي دعم ملموس لهذه الحكومة، فجاء اتفاق الدوحة ليعدّل في مفاعيل اتفاق الطائف، وليصبح لبنان امام واقع فتح ابواب المصالحات مع دمشق، وعلاقات جديدة ودافئة خصوصا مع باريس وواشنطن.

طبعا في التاريخ اللبناني امثلة كثيرة وعديدة، لا يبدو انه جرى استذكارها واخذ العبر منها وحده الرئيس فؤاد شهاب عمل بواقعية وامّن للبنان استقراره.

ومناسبة الكلام ان لبنان امام تجربة جديدة بدأت تظهر الى العلن.

فبعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة، بدأ العمل على تحضير زيارة له الى البيت الابيض.

لكن هذه الزيارة يجب ان تتضمن برنامج عمل يلحظ مسألة تسليح الجيش اللبناني.

وقد تكون هذه الخطوة مرحّب بها ولا تثير حساسية اقليمية في اوقات عادية، الا ان الخطة السياسية الاقليمية تتضمن التحضير لمرحلة محاصرة حزب الله بعد حوالى السنة ونصف السنة، اي لدى انضاج ظروف ولادة حكومة جديدة في اسرائيل وبالتالي التحضير للدخول دفعة واحدة في التسوية السلمية.

وهذا سيعني تقييد حرية حركة حزب الله في لبنان من خلال الدولة اللبنانية، حتى ولو كلف ذلك اهراق دماء من جديد على الساحة اللبنانية.

وطبعا فان المحكمة الدولية جاهزة ايضا من خلال رواية «ديرشبيغل».

وهو ما يعني هنا ان الخطة السياسية الاقليمية قد لا تتناسب وحصول هذا التسليح خشية حصول استثمار سياسي في المستقبل القريب في المشاريع الاقليمية.

ولا شك ان بعض النقاشات على هامش صفقة تزويد لبنان بطائرات الميغ الروسية، اثارت الريبة بدورها.

ذلك ان الفريق الروسي تمسك بشيىء من الاصرار على وضع هذه الطائرات في مطار القليعات العسكري في الشمال، بدل مطار رياق في البقاع، لاسباب عزاها الى امور تقنية.

ولدى عودة الرئيس سليمان الى بيروت، طلب موعداً للقاء الرئيس السوري بشار الاسد، لاعتقاده بأنه بذلك يمنح الرئيس السوري ورقة قوة قبيل توجه الاخير في زيارته الى باريس.

ذلك ان الخطاب الفرنسي كان يركز على خطوات سورية في لبنان مثل التمثيل الديبلوماسي والانتخابات النيابية وولادة الحكومة.

وظن الرئيس اللبناني انه بزيارته الى دمشق يعطي الرئيس السوري ورقة اساسية قبيل توجهه الى باريس وهو ما سيمهد لزيارته الاميركية، وانجاز جدول الاعمال المقرر.

وفي دمشق فاتح الرئيس سليمان نظيره السوري بزيارته الى واشنطن.

وجاء الجواب ايجابيا الا انه امام جملة امور اخرى بدا الجواب السوري غير واضح.

وفي باريس بدأ الرئيس الفرنسي لقاءه مع الرئيس الاسد من خلال شكره على الدور السوري في انجاز الانتخابات النيابية ومن ثم ولادة الحكومة وجاء الجواب السوري بعد برهة من الصمت: «افهم انكم ما عدتم تعترفون بالقرار1559».وامام استغراب الرئيس الفرنسي تابع الرئيس السوري قائلا: في هذا القرار بند يمنع سوريامن التدخل في الشأن اللبناني، فيما انا اسمع طلبا فرنسيا مرفقا بشكر وتقدير لهذا التدخل.

وتابع الرئيس السوري: ان الشكر لولادة الحكومة يجب ان يكون لشخصين اثنين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله.

لكن الرئيس الفرنسي تناول الوضع اللبناني من خلال الاشارة الى دعم فرنسا لرئيس الجمهورية فكان الجواب السوري بان دمشق تقدر كثيراً مواقف العماد عون وترى فيه مشروع حمايةواستقرار للمسيحيين في لبنان وحتى في المشرق العربي.

طبعاً هذه الاجواء وصلت الى بيروت وتناقلها العديد من المسؤولين في الكواليس الضيقة.

لكن الزيارة التي قام بها العماد ميشال عون الى دمشق حملت الدلالات الواضحة فهي الزيارة الثانية له، ورغم ذلك جاء شكل الاستقبال على مستوى رئاسي، فالطائرة رئاسية، والاستقبال حصل خارج القصر الرئاسي والبيان الختامي يكون عادة على مستوى لقاءات الرؤساء.

العارفون يقولون ان النقطة المقلقة هي في تحضير الساحة اللبنانية لاعادة استخدامها في مشروع التسوية مع اسرائيل من خلال الضغط على حزب الله، وان بند تسليح الجيش اللبناني يأتي في هذه الخطة الاقليمية ضمن هذا الاطار.

لا بل ان هؤلاء يراقبون مثلا بكثير من الدقة والتمحيص ما يحكى عن انسحاب اسرائيلي من منطقة الغجر، حيث يبدو ان فكرة تسليم المنطقة التي ستنسحب منها اسرائيل الى قوات الطوارئ الدولية ليست برئياً.

«فلماذا لا يجري تسليمها الى الجيش اللبناني».

يتساءل هؤلاء وتبدو الملاحظة هنا على مستوى رفض اعتماد قوات الطوارئ »كقوة انتقالية» والتمسك بان تكون تحت السيطرة اللبنانية من خلال الجيش، بشكل نهائي.

واضح ان لبنان امام سنة من التحضيرات ليواكب الاحداث الكبرى، فالمحكمة الدولية يبدو انها بدورها لن يصدر عنها شيىء قبل نهاية العام 2010، وهذه هي احدى القطب المخفية للاستنابات السورية او بما معناه هجوم معاكس مبكر لمحاولة اجهاض الوظيفة السياسية لقرارات المحكمة.

وفي المقابل، عند المقلب الآخر، او المعسكر الدولي، تستمر التحضيرات للمرحلة المقبلة.

فالاستنابات السورية اخذت دورها في قراءة ابعادها، في وقت لا يتردد الديبلوماسيون الغربيون في التأكيد على حرص بلادهم على سوريا ودورها في المنطقة.

والرصد الغربي لحزب الله وسلاحه في الجنوب اظهر لهذه الدول ان حزب الله عزز ترسانته العسكرية شمالي خط الليطاني بشكل كبير.

وفي معرض تقييم هؤلاء فان هذا التعزيز ليس متلائما مع حسابات الحرب البرية، خصوصا وان ظروفها تنتفي مع انتشار قوات الطوارئ الدولية.

وحسب القراءة الغربية، فان هذا التعزيز العسكري قد يكون لمواكبة الاستحقاقات المرتقبة، او ربما للتفاوض (هكذا يعتقدون).

وما عزز انطباع هؤلاء هو تقييمهم للوثيقة السياسية التي اذاعها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ففي التقييم الغربي ان هذه الوثيقة تشكل وثبة كبيرة مقارنة مع الوثيقة التأسيسية الاولى، وان تطورا كبيرا طرأ على نظرة حزب الله، واعطت هذه التقييمات انطباعا ايجابياً حول هذه الوثيقة عدا الفقرة المتعلقة بالواقع السياسي والذي تضمن هجوماً عنيفا على الولايات المتحدة الاميركية، والذي يعتقد الغربيون ان هذا الكلام جاء بالتفاهم ما بين حزب الله وايران، ولذلك يعتبر الديبلوماسيون الغربيون ان الوثيقة بمعظمها كانت ايجابية عدا الفقرة السياسية - الدولية، وهو ما جعلهم يستنتجون ان قيادة حزب الله تحاول تثبيت وجهته في اتجاه احتمال حصول مفاوضات وتسويات لاحقا.

وان المجتمع الدولي يبدو منفتحا على خوض وحول التسويات حتى ولو ذهبت ضحيتها اوراق عدة مثل المحكمة الدولية.

ولكن ماذا بالنسبة للتوطين؟ يجيب الديبلوماسي الاوروبي بكثير من الغموض «انها مشكلة فعلية فلا يبدو ان هناك حلولاً حتى الآن لهذه المشكلة»، ثم يستدرك سائلا ضيفه اللبناني «كيف يمكن ان تكون انت المسيحي مع سلاح حزب الله؟». فيجيب «لسبب التوطين بالذات. فلا يمكن لاحد ان يردع كابوس التوطين الا سلاح حزب الله، بعدما تبيّن بوضوح ان هذا المشروع ليس فزاعة، بل حقيقة مرعبة تريدها المصالح الدولية على حساب لبنان وتركيبته الهشة والضعيفة. انه زمن الحسابات والمصالح الكبرى من خلال نظرة لبنانية سطحية وساذجة بعض الشيء، لم تأخذ دروسها الكافية من الاحداث التاريخية التي تختزنها ذاكرة الاحداث اللبنانية.

 

بعبدا فهمت جيداً الحفاوة الدمشقية في استقبال عون

زيارة واشنطن تثير حملة انتقادات ومعارضة غير مرئية لسليمان

الحريري غادر الى السعودية ويزور سوريا الاسبوع المقبل

الديار/أثارت زيارة الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة تجلت في عدد من المواقع الصحافية، اضافة الى ان بعض السياسيين تناول موضوع الزيارة وكأنها لزوم ما لا يلزم. ففي حديثه التلفزيوني اعتبر الوزير السابق وئام وهاب ان الزيارة هي للصورة فقط، كذلك تعمدت بعض وسائل الاعلام شن حملة ضد رئيس الجمهورية نسبتها الى مصادر مطلعة، وفيها ان الرئيس سليمان سيطرح في واشنطن موضوع تسليح الجيش وان الجانب الاميركي سيسأل الجانب اللبناني عن سلاح حزب الله وعن مستقبل المقاومة. من هنا، اعتبرت المعارضة ان هذا شأن اتفق الجميع عليه وسيبحث على طاولة الحوار، وبالتالي فإن رئيس الجمهورية سيتناول موضوعا لم يتم الاجماع الوطني عليه.

كذلك اعتبر البعض ان الهجوم على زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن هو استباقي لان الزيارة الاهم لناحية فعاليتها، ستكون حين يزور رئيس الحكومة سعد الحريري العاصمة الاميركية. وهكذا استعادت المعارضة ايام الرئيس فؤاد السنيورة وعلاقاته المميزة مع الادارة الاميركية، علما ان رئيس الجمهورية يومذاك كان مقاطعا من قبل الادارة الاميركية والمجتمع الدولي. من هنا تبدو زيارة الرئيس سليمان مهمة لناحية ما تتضمنه المباحثات.

مصادر موالية تعتبر ان هجوم وهاب جاء ليؤكد الاستياء السوري، كذلك التكريم المميز الذي رافق زيارة العماد ميشال عون الى العاصمة السورية.

اما مصادر المعارضة فإنها تخشى ان يطرح موضوع السلاح ومستقبل حزب الله في واشنطن وتعتبر ان هناك تقارير دبلوماسية وردت الى بيروت من مسؤولين اميركيين اوعزوا الى حلفائهم في لبنان لرفع الصوت ضد المقاومة وسلاحها. الى ذلك، فقد زار رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا والتقى الرئيس سليمان واطلعه على اجواء الجلسات النيابية، واستعرض معه الاوضاع والمناخ المريح الذي ساد بعد نيل الحكومة الثقة. واطلع الرئيس الحريري الرئيس سليمان على سفره الى السعودية واطلع منه على زيارة واشنطن وجدول اعمال الزيارة حيث سيلتقي الرئيس اوباما الاثنين، وخرج الحريري من دون الادلاء بأي تصريح. وقبل توجهه الى السعودية، استقبل الحريري مهنئين في بيت الوسط وتلقى اتصالات تهنئة ابرزها من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير. وذكرت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري سيعود من السعودية للسفر الاحد الى كوبنهاغن للمشاركة في مؤتمر المناخ، وفيما ذكرت اوساط سياسية انه سيمكث اربعة ايام في كوبنهاغن قالت مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري لن تطول زيارته لان هناك زيارة متوقعة له الى سوريا مطلع الاسبوع المقبل، ورجحت المصادر ان تكون الاثنين او الثلثاء، وستكون زيارة سريعة لساعات، وستكون هذه الزيارة الاولى بمثابة اعادة التواصل بعد اربع سنوات من القطيعة. من جهة اخرى، اكد وزير الداخلية زياد بارود ان وزارة الداخلية تعمل لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها، واذا حصل اي تغيير فذلك يحصل في المجلس النيابي. واعلن بارود عن خطة امنية خلال فترة الاعياد وقال ان الناس سيرون خطوات عملية في معالجة ازمات السير في مختلف المناطق خصوصا التي تشهد ازدحاما خانقا.

 

الرئيس سليمان غادر الى واشنطن للقاء الرئيس اوباما والتقى رئيس "التغيير والاصلاح" والعماد قهوجي ونائبا كويتيا

العماد عون: رئيس الجمهورية حر في زيارة اي بلد وهذا من ضمن صلاحياته وعندما اذهب للخارج ابحث مواضيع عامة تفيد لبنان ولا احمل رسائل ولا اقوم بوساطات

وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بيروت ظهر اليوم متوجها الى العاصمة الاميركية واشنطن ، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وسيجري الرئيس سليمان محادثات مع كبار المسؤولين الاميركيين، تتناول تعزيز العلاقات الثنائية، اضافة الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وآفاق عملية السلام.

العماد عون

وكان الرئيس سليمان عرض مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لآخر التطورات السياسية على الساحة.

وبعد اللقاء، قال العماد عون: "اعتقد ان رئيس الجمهورية حر في قراره بزيارة او عدم زيارة اي بلد. وهذا من ضمن صلاحياته، فباستطاعته ان يزور اي بلد اينما وجد مصلحة في ذلك. طبعا، فان زيارة من هذا النوع مبرمجة لدى فخامته وهذا امر يعود اليه وحده. فكل العلاقات الخارجية ترتبط وفقا للمادة 52 من الدستور بصلاحية رئيس الجمهورية الذي باستطاعته ان يمارسها كيفما ومتى اراد ذلك".

اضاف: "تم في لقاء اليوم قبيل ساعات من مغادرة الرئيس، استعراض مواضيع عدة كالعادة، وتناولت الشؤون الداخلية والنشاطات التي قمنا بها اخيرا والتي تساعد على تركيز الاستقرار والامن في البلد. وهكذا يذهب الرئيس في زيارته مطمئنا اكثر. وهو يتابع بالتأكيد ما يجري وليس بعيدا عنه. اما عن الزيارة الى سوريا، فيبدو ان افكارنا متطابقة في المواضيع الاساسية، وهذا امر جيد. ان ما نبحثه يتم بحثه في اي بلد في العالم لان التضامن مع الحقوق الفلسطينية وحق العودة هو موضوع اساسي وخصوصا في واشنطن. لذلك يجب التعبير عنه واعطاء فخامة الرئيس الدعم الشامل ازاء هذا الموضوع".

سئل: عدتم من زيارة ثانية الى سوريا كانت مفاجئة، فهل حملكم الرئيس الاسد اي رسالة لاي طرف لبناني، وخصوصا ان هناك تحضيرات لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق قريبا؟

اجاب: "دائما عندما اذهب في زيارة الى الخارج، سواء كانت الى اميركا او دولة شقيقة او اي بلد آخر، ابحث في مواضيع عامة تتعلق بالسياسة العامة بين البلدين وتفيد لبنان. واني لا احمل رسالة ولا اقوم بوساطات".

سئل: كيف قرأتم الاستنابات السورية عشية زيارة رئيس الحكومة الى سوريا؟

اجاب: "سآخذ الموقف الرسمي السوري الذي يفيد بان هناك لبنانيا رفع دعوى في سوريا وقبلت قضائيا، فيتم التعامل مع الدعوى قضائيا. وهم لا يعطونها معنى سياسيا".

سئل: هل تعتقدون ان رئيس الجمهورية ينحاز الى فريق اكثر من الفريق الاخر كما قيل اخيرا ازاء انحيازه الى فريق 8 آذار اكثر من غيره؟

اجاب: "كلا. فخطاب القسم لا يزال واضحا وقد صفق له الجميع. ولا اسلوب جديد لفخامة الرئيس، فهو لا يزال يحترم هذا الخطاب".

سئل: لطالما كنتم تنتقدون من يذهب الى سوريا مرارا وتكرارا وليس له اي صفة دستورية، بمعنى انه ليس رئيس مؤسسة دستورية. زيارتكم الاولى كانت تعارفية، فلماذا الزيارة الثانية؟ هل هي رد على زيارة فخامة الرئيس الى اميركا؟

اجاب: "ليس من علاقة او ارتباط بينهما. هل تعلم منذ متى ارجئت هذه الزيارة؟ فهي ارجئت بسبب الانتخابات النيابية، وكان هناك دعوة وتعارف بيننا وبين سيادة الرئيس. وهذا امر محبذ، وقد بنينا علاقة صداقة شخصية معه، وذلك محبب لدى السوريين واللبنانيين معا. وكنا دائما نقول، حتى في احلك الظروف، ان العلاقات مع سوريا يجب ان تكون على افضل الاحوال. واذا كان المسؤولون السياسيون او من هم في الحكم اصدقاء، فهذا يعود بالخير على البلدين معا. وانطلاقا من ذلك، تم ارجاء الزيارة بسبب الانتخابات. وكنا في وارد تلبيتها بعد تشكيل الحكومة الا ان ذلك استغرق خمسة اشهر، فقررنا ان نقوم بها بعد نيل الثقة حيث عبرنا عن موقفنا في جلسة مناقشة البيان الوزاري. فوجدنا اننا فيما لو ذهبنا بعد ذلك مباشرة يكون رئيس الجمهورية في زيارته الى اميركا، وحينها تأخذ الزيارة الى سوريا طابعا غير جيد. فحشرنا في هذه الفترة القصيرة، وقررنا الذهاب الثلاثاء ليلا، الا ان الدعوة مفتوحة دائما لزيارة سوريا بجو من الصداقة، وذلك لتبادل وجهات النظر، وليس على اساس علاقات مع افراد او التبادل بالعلاقات الرسمية بين البلدين. اننا دائما مع العلاقات الرسمية على مستوى الدولة. وما يتم يدخل في اطار تبادل الاراء، وهم يشجعوننا على المواقف الجيدة، ويرغبون في رؤية لبنان مستقرا، فيما نتمنى نحن لسوريا استقرار علاقات التعاون مع الدول العربية. هم يساعدوننا ونساعدهم نحن بقدر استطاعتنا. هذه هي العلاقات الطيبة. اما حين نتكلم عن علاقات من يذهب ليأتي بتعليمات او يطلب دعما فهذه هي العلاقات غير الطبيعية".

سئل: هل ترون ان العلاقة الممتازة مع سوريا اليوم ساهمت في تكريسكم الرقم الصعب على الساحة المسيحية في لبنان؟

اجاب: "ذهبت كرقم صعب قبل الذهاب الى سوريا فهل كنت رقما سهلا قبل ان اذهب؟ على العكس، ان هذه الصعوبة تتحول انفراجا على كل الارض اللبنانية، وهي تعيد الاستقرار".

العماد قهوجي

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.

النائب الكويتي الصقر

واستقبل الرئيس سليمان رئيس المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية في الكويت النائب محمد الصقر الذي اطلعه على عمل المجلس في شأن تعزيز العلاقات العربية اضافة الى العلاقة الممتازة بين لبنان والكويت على كافة المستويات وفي شتى المجالات.

 

وفاة شقيق الرئيس السوري

وطنية - افادت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الشاب مجد حافظ الاسد توفي صباح اليوم السبت فى دمشق ، بعد معاناة مع مرض عضال. والراحل هو شقيق الرئيس السوري بشار الاسد والنجل الاصغر للرئيس الراحل حافظ الاسد.

 

الشيخ قاسم: نتوقع من الرئيس سليمان ان يسمع في واشنطن لا ان يستمع

الاستنابات القضائية السورية لن تؤثر في زيارة الرئيس الحريري الى دمشق

التحفظات عن بند المقاومة حال استعراضية ولا نريد الرد على البطريرك صفير

"حزب الله" لم يستخدم قدراته وامكاناته لاي معادلة سياسية داخلية

وطنية - أعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية ينشر غدا، ان الحزب يتوقع من رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان يسمع المسؤولين الاميركيين الذي سيلتقيهم في واشنطن، وهو ما تعودناه منه، لا ان يكتفي بان يستمع منهم".

وقال الشيخ قاسم ردا على سؤال عن زيارة الرئيس سليمان للولايات المتحدة: "الدولة اللبنانية لها اتصالات بالدول المختلفة ومن ضمنها اميركا. ومن الطبيعي ان يجري رأس الدولة اللبنانية محادثات ولقاءات. والرئيس سليمان سيعبر في النهاية عن موقف لبنان، وهو موقف واضح ضد الاحتلال الاسرائيلي ومع تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ومع استقلال لبنان. وأعتقد ان الرئيس سليمان يستطيع ان يعبر بدقة عن هذه المواقف التي أكد عليها مرات ومرات وشدد على دعمه لها".

وعن موضوع الاستنابات السورية بحق فريق رئيس الحكومة سعد الحريري وعشية زيارته لدمشق، قال: "الاستنابات القضائية لها علاقة بدعوى رفعها اللواء جميل السيد. ومن حقه ان يرفع دعوى في اي مكان يستطيع ان يطال الذين يعتبر انهم ظلموه. وهذا امر يختلف عن زيارة الرئيس الحريري التي هي، وبسبب كونه رئيسا للحكومة، ستحصل قريبا. فلا اعتقد ان الاستنابات ستؤثر على الزيارة".

وردا على سؤال حول المواقف الأخيرة للبطريرك صفير من سلاح "حزب الله"، قال: "لا نريد الرد على البطريرك صفير ولدينا قرار في هذا الامر. وفي قناعتنا ان في لبنان جيشا واحدا، وتوجد مقاومة، وهناك تنسيق بين هذا الجيش وهذه المقاومة، وهو امر لمصلحة لبنان".

وفي سياق آخر، رأى الشيخ قاسم "ان ما سجل من تحفظات عن بند المقاومة في البيان الوزاري هو اقرب الى الحال الاستعراضية التي تحكمها اعتبارات حزبية ومحلية خاصة"، لافتا الى "اننا سمعنا من قادة عدة في 14 آذار سابقا، وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الحريري والاستاذ وليد جنبلاط، انهما يؤيدان حق المقاومة وبالتحديد الاستمرارية الموجودة في "المقاومة الاسلامية" الى جانب الجيش اللبناني والشعب اللبناني، وذلك في انتظار ان تناقش التفاصيل الاخرى في اطار البحث في الاستراتيجية الدفاعية المطروحة على طاولة الحوار".

واذ رأى "ان ما ورد في البيان الوزراي حول المقاومة هو نوع من الاضافة المناسبة لمصلحة استمرارها وتأكيد الشعب اللبناني والمسؤولين تبنيها"، لفت الى انه "عندما نالت الحكومة الثقة، حصل ذلك على اساس البيان الوزاري بكامله"، مضيفا "انه عندما تكون هناك حكومة حصل لدى تشكيلها اتفاق سياسي واضح على ان المقاومة جزء لا يتجزأ من الحضور السياسي في تركيبة مجلس الوزراء كما الحضور الميداني في انتظار مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، فهذا يعني ان لا معنى للصراخ المرتفع الذي لا محل له في بيان نال الثقة في شكل كامل، اذ لا يوجد شيء اسمه نصف ثقة او ثلاثة ارباع ثقة".

وكيف يفسر "تحفظ نواب من كتلة رئيس الحكومة عن بند المقاومة"، أجاب: "اتمنى ان يطلب التفسير من الرئيس الحريري، لان ما سمعناه منه في الغرف المغلقة وفي الاعلام يؤكد موافقته على المقاومة في هذه المرحلة وتبنيه لاستمراريتها، وهذا ما ظهر في شكل واضح في البيان الوزاري الذي يتحمل الرئيس الحريري مسؤولية إعداده وتبنيه. لذا، افضل ان يجيب رئيس الحكومة عن هذا الامر الذي أعطى مشهدا يضر بالصدقية ولكنه لا يؤثر على المسار".

وفي حين اكد ردا على سؤال، "ان المقاومة الاسلامية اي "حزب الله" لم تستخدم قدرتها وامكاناتها لاي معادلة سياسية داخلية خلال كل الفترة السابقة ومنذ تأسيس "حزب الله" العام 1982"، قال: "أما بالنسبة الى من يتحدث عن 7 ايار، فهو ينسى ان هذا التاريخ هو رد فعل على 5 ايار الذي كان عدوانا حقيقيا على المقاومة وكان يشكل خطرا لجهة ان ينكشف ظهرها لاسرائيل عبر حال نزاع بين الدولة والمقاومة، اي بين الجيش والمقاومة، اي بين الشعب والمقاومة. وهذا كله كان ليجر الى نتائج وخيمة تشكل فتنة في ذاتها، وبالتالي ما حصل في 7 مايو هو رد فعل موضعي ومحدود لم يستغرق اياما، اذ بسرعة أعدنا الامور الى المعنيين والمسؤولين فتسلم الجيش اللبناني الواقع الميداني بعدما نزل السلاح من الطرفين. وهنا يطرح سؤال على الطرف الاخر هو من اين اتى بالسلاح وماذا كان يفعل في الساحة؟".

اضاف: "اما بالنسبة الى ما بعد 7 ايار، فجاء اتفاق الدوحة الذي يمكن اعتباره مشرفا للجميع. وقد عالج هذا الاتفاق مشكلة مزمنة استمرت خلال كل فترة حكومة الرئيس السنيورة الاولى ولم تعالج"، ورأى "ان ما خلص اليه اتفاق الدوحة لجهة "الثلث الضامن" جاء لان لا قدرة لدى الطرف الاخر على ان يحكم البلد من دون الاخذ في الاعتبار القوى السياسية الاخرى الموجودة"، سائلا: "الان لا يوجد اعتصام ولا منع شبكة الاتصالات ولا 7 ايار ولا امورا توحي بشكل او بآخر ان للسلاح دورا، فلماذا تم الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولماذا تم التعاون ونالت الحكومة ثقة غير مسبوقة؟"، معتبرا "ان هذا يدل على ان القوى السياسية الوازنة التي تتحمل مسؤولية في ادارة البلد مقتنعة بوجود قوى سياسية اخرى وازنة لا يمكن اغفالها في بلد مثل لبنان وفي تركيبة معقدة كالتي يعيشها لبنان".

وعن اعتبار بعض النواب "ان البيان الوزاري وحتى تركيبة الحكومة مع ثلث معطل جاء وليد "تهديد السلاح" الحاضر دائما في المعادلة وإن من دون الضغظ على الزناد"، اجاب: "اعتقد ان محاولة البعض ربط كل شيء بالسلاح والخوف منه تنم عن رؤية سياسية عاجزة تصوب على السلاح لتغطي نفسها من الفشل السياسي في ادارة شؤونها مع جماعتها او في ان تكون لها مساهمة فاعلة في تركيبة لبنان".

وعما اذا كانت الطائفة الشيعية "تشعر بانها مغبونة في نظام الطائف، وهل حصلت بالثلث المعطل على توقيعها على مراسيم تشكيل الحكومة كما قال النائب وليد جنبلاط، قال: "لم نطرح هواجس لها علاقة باتفاق الطائف، ولم نطالب بتعديلات لصلاحيات نعتقدها تنفع الطائفة الشيعية وحرمت منها في اتفاق الطائف. ولم نقارب هذا الموضوع خلال كل هذه السنوات، وهذا ينطبق علينا وعلى حركة "امل". ومن يراجع الارشيف يجد ان اي مسؤول في الطائفة الشيعية لم يتحدث عن رغبة في تعديل اتفاق الطائف لتحسين موقع الطائفة الشيعية فيه".

واذ أكد ان "حزب الله" وحركة "أمل" نالا في الانتخابات النيابية الأخيرة "ما يراوح بين 92 و97 في المئة من اصوات الطائفة الشيعية"، قال: "عندما نخوض النقاش السياسي حول تركيبة الحكومة او اي امر آخر، فانما يكون ذلك من موقع تمثيلنا الشعبي وليس من موقع اننا نتسلط على الطائفة الشيعية ونتحدث باسمها غصبا عنها، لذا فان اي حكومة تحرص على مراعاة التوازن الطائفي بشكل او بآخر، لا يعقل ان تتمثل فيها الطائفة الشيعية الا بوزراء من هذين التنظيمين (حزب الله او امل)"، مضيفا: "انطلاقا من هنا، فان التعامل يتم مع جهات تمثيلية، وأرفض ان يقال ان هناك "فيتو" شيعيا، لان المسألة لا ترتبط باجتماع الطائفة على امر تواجهه او تتحدى فيه، انما هناك قوى سياسية هي التي تمثل وتحاور من موقعها السياسي وليس من موقع الائتلاف الطائفي".

وردا على سؤال، اعتبر انه "اذا أراد اللبنانيون بلدا يتقدم خطوات الى الامام ولا تدخل اليه الفتن من كل حدب وصوب، فالحل الطبيعي هو الديموقراطية التوافقية"، وقال: "جربنا هذا الامر بعد اتفاق الدوحة وفي هذه الحكومة، واتضح ان الديموقراطية التوافقية هي افضل الحلول التي تجعل البلد يسير رغم كل علاته القائمة، بينما جربنا الاستئثار الذي كان موجودا قبل حكومة الوحدة الوطنية، فتعطل البلد والمؤسسات. وهذا رأينا، واذا كان الاخرون لديهم رغبة بغير هذا الرأي، فليترجموه عمليا".

واذ شدد على ان "اميركا تهيمن على العالم وتستخدم قوتها العسكرية من منطقة الى اخرى لفرض سياساتها وتسخر مجلس الامن لخدمة مشروعها وتعطي كل شيء لاسرائيل مع علمها ان الأخيرة معتدية وغاصبة وتعيش على القتل والدمار"، قال: "حين نطرح في الوثيقة السياسية جبهة عالمية لمواجهة الهيمنة الاميركية، لا نقصد تشكيل قوة عسكرية للمواجهة، فليس لنا مشروع قتال مع اميركا، انما نقصد وقفة شعبية وسياسية من القوى المختلفة في العالم تصرخ وترفض وتضع حدا لاميركا".

واستبعد "حربا اسرائيلية وشيكة على لبنان"، لكنه اكد في الوقت نفسه "ان المقاومة تتصرف بجهوزيتها وكأن الحرب ستقع غدا"، مضيفا: "نحن نستعد خوفا من المفاجآت. وهذا ما كنا نتحدث عنه قبل العام 2006 حين كنا نقول اننا مستعدون، وعندما هاجتمنا اسرائيل تبين ان استعدادنا كان قائما"، معلنا "ان سرائيل تحسب اليوم الف حساب للبنان ولم تعد قادرة على ان تتصرف وكأنه غير موجود بعد نجاح المقاومة في صد عدوانها العام 2006".

وردا على سؤال عما اذا كان "حزب الله" مع اقتصار طاولة الحوار على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية ام مع ان تشمل ملفات اخرى، اجاب: "ليس لدينا اي شيء خاص مطروح. نعتبر ان طاولة الحوار ستبحث الاستراتيجية الدفاعية، لكن لا نعلم كيف سيدير رئيس الجمهورية هذا الامر وكيف سيتفاهم الاطراف على طاولة الحوار. ونحن مع ما يتفقون عليه".

 

النائب الموسوي:اللواء الحاج استهدف لتعطيل قدرة المؤسسة العسكرية

المقاومة مؤسسة وطنية جامعة وهي لا تسعى لإجماع بل للعمل في بيئة غير عدائية

وطنية - رأى النائب نواف الموسوي ان "اللواء فرنسوا الحاج كان حالة قائمة بحد ذاتها وممسكا بالجيش وقد استهدف لتعطيل قدرة المؤسسة العسكرية حتى لا تبقى مؤسسة وطنية جامعة يحتكم إليها الجميع وتكون أداة سياسية". وسجل لقائد الجيش العماد جان قهوجي "جرأته بالتصدي للخروقات الاسرائيلية"، لافتا الى ان "الاغتيال هو عمل المفلسين".

واعتبر في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، ان "المقاومة لا طائفة لها كما الخونة لا طائفة لهم، وهي مؤسسة وطنية جامعة". ورأى ان "الخروج من الانقسامات السياسية التي تتوجه الى الشكل الطائفي يكون بإقامة الدولة المدنية من خلال تطبيق النص الدستوري الذي اشار اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية".

واستغرب "بعض المواقف من الديموقراطية التوافقية"، متحدثا عن "بنود اتفاق الطائف ولا سيما البند المتعلق بنقل السلطة الاجرائية من رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا وليس الى موقع دستوري آخر". وأشار الى ان "المادة 95 من الدستور تنص على ان الطوائف تمثل بصورة عادلة في الحكومة مما يعني ان يكون التمثيل حقيقيا وهذا ما عكسته الانتخابات النيابية. وهذه الحكومة عكست الانتخابات بدقة، والدستور واضح بالنسبة إلى سبل تشكيل الحكومة في لبنان".

وقال: "أيا كانت موازين القوى، ينبغي ان تكون الحكومة التوافقية بحسب النص الدستوري، وهناك أربع قواعد هي كل حكومة هي حكومة ائتلاف موسع والتمثيل تمثيل نسبي

وكل مكون من مكونات السلطة الاجرائية له حق الفيتو بالإضافة الى اللامركزية الادارية. نحن أسرى الخارج لاننا لم ننشىء داخلا، والدولة المدنية تقفل الابواب على الخارج".

وأوضح النائب الموسوي ان "الدولة المدنية ليست دولة علمانية ولا تلغي الدين، وأسوأ ما يسيء الى الدين هو الطائفية"، متحدثا عن "تحييد الادارة في لبنان عن الطائفية كخطوة اولى لتحييد مؤسسات الادارة السياسية وتحصين كل الكيانات الدينية من خلال انشاء لبنان العيش الواحد والاعتراف بالآخر". وشدد على "التمسك بالصيغة التعددية اللبنانية ايا كانت المخاطر التي تهددنا او ايا كانت الاغراءات امام اي طائفة او حزب بان يحكم لبنان منفردا، وذلك هو إغراء بالانتحار لان كل التجارب تدل على الفشل، وعلى مدى اربع سنوات كان هناك ميل للاستئثار وقد مورس مما ادى الى التأزم، ويجب دفع ثمن الوفاق لاننا دفعنا ثمن الاستئثار غاليا".

وقال: "لم يكن هناك يوما اجماع على المقاومة في لبنان، والمقاومة لا تسعى الى اجماع انما تسعى الى ان تعمل في بيئة غير عدائية".

وأكد النائب الموسوي "الحرص على ان تتحمل الدولة مسؤولياتها كافة، والجيش منذ استعادته لبنيته الموحدة وهو في حالة تنسيق ميداني كامل مع المقاومة من موقع ان الجيش له السلطة الكاملة، والمقاومة تقوم بدورها التحريري والدفاعي". وأعلن ان "حزب الله قدم عام 2006 استراتيجية دفاعية والامين العام للحزب شرحها وتحولت مكتوبة في ثلاثة تقارير على الاقل أرسلت الى السفارة الاميركية". ووصف "مقولة سلاح حزب الله خارج الشرعية بغير الدقيق، فللشرعية مستويات عدة وشرعية المقاومة مستمدة من القضية التي تعمل من اجلها ومن شرعية تلقائية المقاومة من جراء الاحتلال اضافة الى شرعية المقاومة من خلال ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني".

ولم ير النائب الموسوي "تناقضا بين المقاومة لتحرير الارض والتمسك باتفاق الهدنة طالما ان هذا الاتفاق يعتبر مخروقا بسبب الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية".

 

النائب كنعان: يحق لرئيس الجمهورية زيارة أي دولة

مسار الدولة اللبنانية بالنسبة للتكتل فوق كل اعتبار

من لم يتعود أن يبيع وطنه ومبادئه في زمن الوصاية لا يمكن أن يبيعهما اليوم والإنفتاح على الآخرين لا يعني التبعية

وطنية - توقف أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان عند ذكرى استشهاد النائب جبران تويني واللواء فرنسوا الحاج، معتبرا أنه "لا خوف على وطن

يبذل فيه هذا القدر من التضحيات"، وقال: "سنحمل شعلة شهدائنا عبر الحفاظ على حريتنا وسيادتنا وتحقيق الشراكة وإعادة بناء الدولة وتعزيز مؤسساتها ولن ننساهم أبداً".

وأكد النائب كنعان في حديث تلفزيوني، أن زيارة العماد ميشال عون إلى بعبدا اليوم عقب زيارته الأخيرة الى دمشق، هي لتأكيد دعم المسار اللبناني - السوري الرسمي، معتبرا أن إطلاع الرئيس ميشال سليمان على تفاصيل هذه الزيارة أكبر دليل على أن مسار الدولة اللبنانية بالنسبة الى تكتل التغيير والإصلاح هو فوق كل اعتبار، وأن كل علاقة مع أي دولة يجب أن تخدم المصلحة اللبنانية، رافضا فكرة التحالف السياسي التي كانت سائدة في الماضي بين حزب أو تيار ودولة.

وأشار إلى أن "من لم يتعود أن يبيع وطنه ومبادئه في زمن الوصاية لا يمكن أن يبيعهما اليوم، فالإنفتاح على الآخرين لا يعني التبعية، وهذا مركب نقص يجب أن نتخلّص منه، مضيفاً أنّه يمكن لرئيس الجمهورية أن يذهب أينما يشاء وأن يزور أيّة دولة.

ورأى أن "العلاقة الطبيعية بين البلدين أفضل بكثير من العلاقة المتشنّجة بعد أن خرج الجيش السوري من لبنان شرط أن تُبنى هذه العلاقة على قاعدة حقوق لبنان ومراعاة خصوصيات الدولتين"، مضيفاً أن العماد عون لم يزر سوريا بصفة زعيمٍ سياسيّ بل بصفته رئيس تكتل من 27 نائبا ومشاركا في الحكومة بخمسة وزراء ويمثل جزءا من الدولة، كاشفا أنّ النية موجودة لتلبية العماد عون دعوة الرياض لزيارتها، وقال: "لدينا صداقات وعلاقات عديدة ونحن نوظفها لمصلحة لبنان، وعلى صعيد العلاقة مع سوريا سيكون هناك متابعة للعديد من القضايا والملفات في وزارات عدة ومن خلال المسار الرسمي" .

وجدد التأكيد أن ملف المفقودين هو في طليعة كل الملفات لأنه قضية إنسانية يجب ألا تكون خاضعة لأيّ تجاذبات سياسية، متمنياً الخروج من النظري الى العملي والتعاون لتحقيق النتائج المرجوّة، كما تمنّى على المجلس النيابي إقرار إقتراح القانون الذي تقدّم به تكتل التغيير والإصلاح والذي يساوي اللبنانيين المحرّرين من السجون السورية باللبنانيين المحرّرين من السجون الاسرائيلية، إضافة إلى إقتراح إنشاء بنك DNA لمعرفة مصير كل المفقودين" .

وأشار إلى أن الاستنابات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية "يجب أن يكون سقفها القضاء اللبناني الذي يستطيع أن يأخذ مبادرة في هذا الموضوع عبر منع أي تدخل سياسي وعبر إعادة الحقوق للضباط بعد أن أخلت سبيلهم المحكمة الدولية الخاصة" ، مشيرا الى أنه "ليس هناك حتى الآن تأثيرات سلبية لهذه الاستنابات على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، ما يعني أنه مرتاح وفريقه لهذا الوضع" .

وأضاف: "إذا كانت خلفية هذه الاستنابات سياسية، فبالطبع لن نقبل بالتدخل في الأمور اللبنانية الداخلية، وإذا كانت خلفيتها قانونية وقضائية، فالقضاء السوري سيبين ذلك عبر المسار الذي سيرسمه في المرحلة المقبلة، لكن في كل الأحوال كان على القضاء اللبناني أن يأخذ مبادرة منذ زمن طويل"، مشيرا الى أن إصلاح وتفعيل استقلالية القضاء اللبناني يجب أن يكون من أولويات المرحلة المقبلة.

واعتبر النائب كنعان "أن سياسة مد اليد تتطلب جرأة وطنية توازي جرأة المواجهة، وهذا ما فعله العماد عون عندما قاوم في البداية وعندما مد اليد ل"حزب الله" ولسوريا، وهذا ما سيفعله الرئيس الحريري الذي يجب أن تكون زيارته غير مشروطة وأن يكون فيها مصالحة ومصارحة تعبر عن رغبة لبنانية بأن يكون هنالك علاقة مستقرة بين الدولتين"، قائلا: "حان الوقت للتفكير بالاستفادة المشتركة من العلاقة اللبنانية - السورية في قطاعات عدة من دون أن ننسى حفظ حقوق شهدائنا وحقوق اللبنانيين" .

وفي موضوع توطين الفلسطينيين، أكد أن "حل هذه المسألة مسؤولية عربية وليست لبنانية فقط، خصوصا وأن لبنان بلد صغير وتأثير هذه القضية ينعكس سلبا على تركيبته"، معتبرا أن هذا الموضوع عربي بالدرجة الأولى ودولي بالدرجة الثانية ونحن كلبنانيين يجب أن نجهد لحله عبر الضغط على باقي الدول والاحتفاظ بكل ورقة قوية لا تريح الدولة الاسرائيلية، سائلا: "لماذا يجب أن نريح المجتمع الدولي واسرائيل قبل حل قضية توطين الفلسطينيين وسلاحهم وأن ندفع كل هذه الأثمان، بدل أن تكون هذه الأوراق القوية في يدنا مفتاحا لحل المشكلة الفلسطينية في لبنان؟.

وأضاف: "نحن لا نشكل أي غطاء للسلاح بل للاستقرار ونتكلم عن استراتيجية دفاعية والعماد عون ساهم بلبننة طروحات كثيرة للحزب، لكن هذا الموضوع لا يمكن حله إلا بتفاهم بين جميع اللبنانيين" . وعن زيارة العماد عون إلى بكركي، قال: "كان هناك تفهم واضح من قبل صاحب الغبطة لكثير من الأفكار والمواقف، واليوم نحن نتطلع الى صفحة جديدة لهذه العلاقة والتوصل الى مساحة مشتركة تصب في مصلحة المسيحيين واللبنانيين"، معلنا أن الزيارة تخلّلها نقاش مستفيض وتوضيح لسياسات التيار الوطني الحر ومحاولة لاستشراف المستقبل بالتفاهم مع السلطة الكنسية، كما تناولت علاقة المسيحيين مع كلّ أطياف المجتمع ليستعيدوا دور "الجسر العتيق" أي الدور المتميّز في الربط والجمع بين الحضارات والطوائف، آملا في الوصول الى تصور مشترك على الصعيد المسيحي العام.

وبصفته رئيسا للجنة المال والموازنة النيابية، اعتبر أن الوضع الايجابي من شأنه أن ينعكس على الاقتصاد اللبناني، مؤكدا أنه يجب اقتطاع نسبة من النمو الجيد لتحسين وضع الفرد في لبنان وتأمين فرص العمل ورفع مستوى الدخل وتحسين الخدمات الأساسية على صعيد الكهرباء والمياه والبنى التحتية والزراعة والصناعة، وأشار إلى أن أولويته ليست درس الموازنات السابقة بل مناقشة موازنة 2010 قبل إقرارها وليس التصديق عليها بعد إنتهائها.

وختم النائب كنعان أنّه في 14 آذار 2005 كان هناك فرصة لبناء الدولة لكنّها ضاعت بسبب استبدالها بصراع سلطة، لافتاً الى وجود فرصة حقيقية اليوم أيضاً يجب الإستفادة منها عبر وضع خارطة طريق لتعزيز المؤسسات، وعدم الشروع بتحالفات على حساب الوطن.

 

حزب الوطنيين الاحرار اطلق كتاب "الليبرالية في العالم العربي": تشديد على اهميتها في التقدم والتطور والازدهار وارساء مبادىء الديموقراطية

وطنية - أطلقت امانة الخارجية في حزب الوطنيين الاحرار بالتعاون مع "مؤسسة فريدريش ناومن" كتاب "الليبرالية في العالم العربي" في حفل افتتاح مؤتمر "الليبرالية والبرامج السياسية في لبنان" في فندق برنتانيا - برمانا، برعاية رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون وحضوره، وبمشاركة المدير الاقليمي لمؤسسة فريدريش ناومن رونالد ميناردوس، اعضاء المجلس الاعلى ومنظمة الطلاب وممثلي المفوضيات والامانات في الحزب.

ويضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات المكتوبة باقلام ثمانية من النشطاء الليبراليين العرب ترسم في مجملها صورة دقيقة عن طبيعة المشكلات السياسية والاجتماعية التي تعاني منها البلدان العربية واهم العوائق التي تحول دون تجاوز هذه المشكلات، وتؤكد هذه المقالات حتمية الحل الليبرالي كمخرج وحيد امام المجتمعات العربية للحاق بركب التقدم والتطور.

كميل شمعون

افتتاحا النشيد الوطني وبعد التعريف باهداف شبكة الليبراليين العرب، القى امين العلاقات الخارجية في الحزب كميل الفرد شمعون كلمة فقال:" اذا كان الدين قيما فالليبرالية اداة لاحترامها، اذا كان الدين احترام الانسان فالليبرالية رسول هذه التعاليم واذا كان الدين عدلا فالليبرالية محكمة للحق" لافتا الى انه "لم تكن يوما مرادفا للاستهلاك والمادة والمال والجشع بل انبثقت من فجر فكر وينبوع حرية وعدالة اجتماعية من وجدان المؤمن الحر الطليق، وجاءت ترجمة لحب الحياة والتطور والازدهار بعيدا عن الانغلاق والتقوقع".

اضاف:"اذا كانت الليبرالية المعول لتشييد صرح الانسان فها هي تتلاقى مع الايمان ولا تتنافى مع الدين، ليست بغريبة بل انها انطلقت من القومية العربية المنادية بنصرة المظلوم واحقاق الحق" لافتا الى ان "دور العرب اظهار الصورة الحقيقية لهم وهي صورة بالفعل مشرقة من خلال تصدير الفكر الليبرالي لا استيراده، وهذه القيم امانة في اعناقنا وهنا يبرز دور لبنان".

وتابع:"اذا كانت الليبرالية بوجهها الانفتاحي والمستعد لقبول الاخر مهما علت حدة النقاش معه حول الاختلاف وجدت لنفسها في لبنان مرتعا خصبا وجذورا حية يرويها باستمرار تصميم الشعب اللبناني على العيش حرا فان هذا الوجه لم يقتصر يوما عللا الشان السياسي بل تخطاه ليشمل جميع المرافق الحياتية".

وختم: "ان التحدي الاكبر الذي ينتظر الليبرالية في العالم العربي هو المحافظة على معاقلها قبل الشروع الى كسب معاقل جديدة، ويأتي لبنان في رأس القائمة فوجوده كبلد حر ديموقراطي باقتصاده الحر ونسيجه الاجتماعي المتنوع مذهبيا امسى ضرورة للابقاء على سراج هكذا مبادىء سامية منيرة في المنطقة" لافتا الى ان "الاسس التي ترعى الشأن السياسي في لبنان كلما اقتربت من المذهب والطائفة كانت واهنة وكلما اقتربت من مبدأ الدولة كانت صلبة، من هنا يبدو مبدأ فصل الدين عن السياسة معزيا من اجل ارساء قواعد الدولة الحية المزدهرة الامنة والدائمة".

ميناردوس

بعد ذلك تحدث ميناردوس عن اهمية الليبرالية في العالم العربي متطرقا الى اهداف مؤسسة "فريدريش ناومن" وبرامجها على المستويات كافة، مشيرا الى ان "الهدف الرئيسي للمؤسسة هو تقوية الليبرالية في المانيا وايضا في العالم كله، وهي تدعم انشطة ومشاريع تعليمية" معتبرا ان "التعاون مع الاحزاب الليبرالية هو اولوية استراتيجية بالنسبة الى المؤسسة".

وعدد ميناردوس القيم والمبادىء الاساسية التي ترتكز عليها الليبرالية واهمها المسؤولية والمساواة في الفرص، حقوق الانسان، سيادة القانون، الفصل بين الدولة والدين، التعددية، الديموقراطية وخصوصا الاقتصاد والسوق الحر.

سعد

وكانت مداخلة للصحافي انطوان سعد رأى فيها ان "العالم العربي ابعد ما يكون عن الليبرالية بمعناها الانساني الذي يتيح للفرد ان يعيش على انسانيته ويرتقي فيها في الشكل الذي يرضي ضميره واقتناعاته وسلم القيم الذي يؤمن به، ولكن مالا يزال غير معروف بما فيه الكفاية هو وجود نخب عربية متلاقية على المضي في مشروع تحرير الانسان العربي من موروثات وايديولوجيات تؤثر سلبا على حريته وتطلعاته وتوقه الى الشعور بانه مسؤول عن خياراته الفكرية وقادر على تبني نمط العيش الذي يهواه ويرضيه ويريحه".

ورأى ان "التجربة اللبنانية تقدم نموذجا فريدا في العالم على مستوى تبني المسلمين للقيم الليبرالية وتجربته هذه تستحق الاهتمام من جانب كل الجهات المعنية بالليبرالية في العالم".

وختم: "ان لم تتضافر كل القوى اللبنانية العربية والدولية في قضية الدفاع عن المساحة الليبرالية في لبنان فلن يكون لليبراليين العرب مساحة للوقوف والتفكير والامل في غد مشرق يكون الانسان العربي فيه حرا كريما وفق ما يرتضيه ضميره وتطلعاته وتوقه الى كمال انسانيته بالشكل الذي يرضيه ويقنعه".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 12 كانون الاول 2009

النهار

قال مسؤول حزبي في مجلسه إنه يجب محاربة طاولة الحوار لأنها تسرق القرار من مجلسي النواب والوزراء الى مكان آخر غير دستوري وغير قانوني.

تتوقع أوساط سياسية مراقبة أن تتوقف المصالحات المسيحية عند النقطة التي وصلت اليها.

قال مسؤول سابق أنه ليس مهماً أن تنال الحكومة ثقة عارمة، بل أن تظل محافظة عليها عندما تباشر العمل وتنتهي منه.

السفير

يتم تداول اسمين لرئاسة هيئة الرقابة المصرفية، أحدهما يحتل موقعاً بارزاً في مؤسسة إعلامية وتبدو حظوظه الأكثر ترجيحاً.

لوحظ ان موقف "نائب يساري جديد" في موضوع منح الثقة إنما جاء مخالفاً لرأي أقرته هيئة حزبية بالإجماع وكان مشاركاً في صياغته.

لوحظ ان أكثر من نائب من مسيحيي الأكثرية توجه بعد الانتهاء من كلمته الى نواب في "كتلة الوفاء" للقول لهم: "موقفنا له علاقة بالشارع لكن لا تبنوا عليه كثيراً".

المستقبل

توقعت اوساط سياسية ان تشهد الانتخابات البلدية المقبلة تبدلات في التحالفات، فتشهد اخرى على "غير نسق" الانتخابات النيابية.

استغربت اوساط سياسية المناشير التي وزعت في بيروت عن "لا ثقة المواطن بالحكومة" وسألت كيف لحركة لم تستطع الوصول الى سدة البرلمان التحدث باسم الشعب.

كشفت مصادر متابعة ان تحقيقاً يجري مع قاض في محافظة كبرى على خلفية شكوى ضده بتسريب محاضر معلومات وقضايا اخرى.

اللواء

أعيد الاعتبار إقليمياً لشخصية لبنانية معارضة، في ضوء تبدلات سياسية لبنانية مرتبطة بإشكالات دولية - إقليمية!·

ينتهج وزير خدماتي سياسة مدّ اليد لقوى ذات تأثير في الملفات المعنية بها وزارته·

تشكّل حركة خارجية لمسؤول كبير محطة ترقب، للفصل بين خيارين في التعامل مستقبلاً معه·

الشرق

نائب سابق غاب عن لقاءات دورية لتجمع سياسي جراء تخوفه من اعلان مواقف لا تنسجم مع طبيعته وموقعه!

وزير سابق تلقى نصيحة بالانتماء الى كتلة نيابية في حال اراد تكرار زيارته الى شخصية بارزة؟!

سفارة اوروبية غربية زادت من معدل مساعداتها لمؤسسات تربوية وانسانية بنسبة اربعة اضعاف!

صدى البلد

تزداد الشكاوى في بيروت وضواحيها من ظاهرة الازدحام وعدم وجود اماكن كافية لركن السيارات وهي ظاهرة متفاقمة وتنذر بتداعيات.

اكد نائب سابق على صلة جيدة بالقيادة السورية ان "الاخيرة لا يمكن ان تطلب من اللواء السيد سحب الدعوى المقدمة امام المحاكم السورية".

يقال ان "مرجعا رسميا يتلقى نصائح من خصوم سياسيين بضرورة التخلي عن بعض فريق عمله والاستعانة بوجوه جديدة تتطلبها المرحلة الجديدة".