المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
16 كانون الأول/2009

اشعيا5/4 و5//واشعيا 3/21

واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه. يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف

اشعيا 3/21  ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.

 

جديد المنسقية لليوم
بالصوت/تعليق الياس بجاني لليوم/هل ميشال سليمان رئيساً لجمهورية لبنان أم سفيراً لدويلة حزب الله؟/مع أهم عناوين الأخبار/15 كانون الأول/09

http://www.clhrf.com/phoenician%20line/news15.12.09.wma
التعليق يتناول مخالفة الرئيس سليمان الفاضحة لقوانين الأمم المتحدة بمطالبته الرئيس الأميركي سحب القرار الدولي رقم 1559 من التداول الذي لم تنفذ منه بعد أهم بنوده المتعلقة بتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية والالتزام باتفاقية الهدنة مع إسرائيل وبكل بنود اتفاق الطائف الذي لا يقول بوجود أي مقاومة مسلحة، بل ميليشيات وحزب الله من بينها/أما قوله للرئيس الأميركي إن سلاح حزب الله هو شأن لبناني داخلي سيبحث على طاولة الحوار فهو أمر يجافي الحقائق والوقائع ويغض الطرف عن مشروع حزب الله الإيراني في لبنان خصوصاً وأن الشيخ نعيم قاسم وكل قادة هذا الحزب قالوها وبالفم الملآن بأنهم لن يبحثوا أمر سلاحهم لا على طاولة الحوار ولا في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، وفقط سيبحثون في إستراتجية دفاعية يتزاوج من خلالها سلاحهم مع الجيش وسلاحهم باقٍ طالما بقيت إسرائيل وهم يريدون تعميم مفهوم مقاومتهم على كل اللبنانيين/والمؤسف هنا أن فريق كبير من قيادات 14 آذار وتحديداً المسيحيين منهم دافعوا عن زيارة سليمان بقوة مما يطرح أسئلة مخيفة عن دورهم الملتبس والرمادي خصوصاً بعد دخولهم الحكومة التي شرّعت سلاح ودويلة حزب الله. ترى هل موقفهم هذا يعود فقط للجهل وعدم الاحتراف السياسي "والنكايات" أم أنهم يعرفون ما لا يعرفه الذين انتخبوهم بناءً على وعود وعهود؟/إن أجندة الرئيس سليمان التي حملها إلى الإدارة الأميركية هي أجندة حزب الله وسوريا وإيران بامتياز فهل سليمان هو رئيس جمهورية لبنان أم سفير لدويلة حزب الله؟ سؤال يطرحه كل مواطن يخاف على وجوده وحريته وعلى وطنه واستقلاله والكيان. ومع النبي اشعيا نقول: "ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم".3/21/، وبقوله: "واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه. يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف"./اشعيا3/4و5

 

"الاتحاد الماروني العالمي": الموقف اللبناني ضعيف في مواجة التزام أميركا سيادة لبنان واستقراره

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - رأى "الاتحاد الماروني العالمي" أن "كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أظهر ضعف الموقف اللبناني في مواجهة التزام الإدارة الأميركية استقلال وسيادة لبنان واستقراره".

وأشار بيان أمس إلى أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس سليمان إلى أميركا "مهمة لأنها تأتي في ظروف دقيقة يمر فيها لبنان تتمثل بإعادة التمدد السوري نحو الداخل اللبناني ومحاولة "حزب الله" استيعاب نتائج الانتخابات بالالتفاف على مطالبة اللبنانيين بنزع سلاحه ومناورات المحاكم السورية لمقايضة المحكمة الدولية".

أضاف: "من هنا أهمية ما قاله الرئيس الأميركي أمام الصحافيين في البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس اللبناني ما أظهر ضعف الموقف اللبناني في مواجهة استمرار التزام الإدارة الأميركية باستقلال وسيادة واستقرار لبنان".

وأوضح أن "تشديد الرئيس الأميركي على دور اللبنانيين في الولايات المتحدة هو لإظهار تأثير اللوبي اللبناني في صنع القرار الأميركي ما يعطي لبنان بعداً دولياً قادراً على تشكيل الوزن المضاد في مقابل الإرهاب الذي يفرض على اللبنانيين في الداخل"، لافتاً إلى أن كلام أوباما "المهذب أمام الرئيس اللبناني حول ضرورة تنفيذ القرارات الأميركية والقرارات الدولية هو رد مباشر على طرح الحكومة اللبنانية الجديدة في موضوع السلاح والمحكمة الدولية وغيرها من القضايا التي يحاول البعض التهرب من تنفيذها".

واعتبر أن تشديد أوباما على "ضرورة ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية ومنع تهريب الأسلحة عبرها هي تأكيد جديد على أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لن يرضى باستمرار الوضع الشاذ المتمثل بالمجموعات المسلحة التي تفرض نفسها على الشعب اللبناني"، وقال: "موقفه يظهر مدى عمق الديموقراطية الأميركية ودور الكونغرس في تحديد وإدارة سياسة البلاد وهو ما يؤثر فيه بشكل مباشر اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة".

وأكد أن "تخلي القيادات المسيحية وحلفائها من الاستقلاليين عن دورهم في قيادة البلد لن يعني أبداً ضياع لبنان، لأن اللبنانيين المنتشرين وعلى رأسهم "الاتحاد الماروني العالمي"، لن ينسوا لبنان ولن يرضوا بخنق الحرية فيه ولا باعتبار بنيه مواطنين من الدرجة الثانية مهما تجمعت الأسلحة وتكاثر الحقد وحقن النفوس".

 

مقتل رضيع في انفجارين استهدفا كنيستين في الموصل

النهار/تحدثت مصارد امنية واخرى طبية عن مقتل طفل رضيع واصابة 40 شخصا آخرين بجروح من جراء انفجارين استهدفا امس كنيستين للسريان في الموصل شمال بغداد.

وانفجرت سيارة مفخخة عند كنيسة مريم العذراء للسريان الارثوذكس قرب مدرسة "الغساسنة" المسيحية. واكد مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب في الموصل "مقتل طفل واصابة 40 شخصا، بينهم خمسة اطفال بجروح". كما حصل انفجار آخر بعبوة ناسفة قرب كنيسة للسريان الكاثوليك في حي الشرطة من دون وقوع ضحايا. وشهدت اواخر عام 2008 حملة من اعمال العنف استهدفت المسيحيين وادت الى مقتل 40 منهم ورحيل اكثر من 12 الفا من مختلف الطوائف المسيحية الى خارج العراق. رويترز     

 

سليمان قدّم للجالية في واشنطن جردة متفائلة بالإنجازات:بتنا على يقين أنه لو حصلت أزمة سياسية فلن تؤثر على الديموقراطية

نهارنت/أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه "تم تنفيذ قسم كبير مما سبق ان وعد به المغتربين خلال لقائه بهم قبل نحو سنة في العاصمة الاميركية"، ولكنه اضاف: "انما يبقى علينا تنفيذ الكثير". وتوجه الى اعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن بالقول: "اطلب منكم ان تعززوا ثقتكم بالوطن، وقد راهنت عليكم شخصياً، لذلك قمت بجولة على دول العالم لانني راهنت عليكم وقد نجح رهاني، وعليكم ألا تخذلوني". ولفت الى "ان لبنان تمكن من استرجاع مركزه المالي المهم في خضم الازمة المالية العالمية، وهو عاد ليكون سويسرا الشرق في هذا المجال كما كان يطلق عليه منذ زمن، وكانت التحويلات المالية مهمة وواعدة بنمو كبير السنة المقبلة، وهي اتت بفضل المغتربين اللبنانيين والمستثمرين". واذ دعا الى "التركيز على النقاط المشتركة التي تجمع اللبنانيين والتي ظهرت خلال المصالحات التي عقدت وهي بنسبة 60 الى 70 في المئة"، شدد على "نقطة بالغة الاهمية للاستقرار وتأمين ممارسة الديموقراطية بشكل طبيعي وهي الاطمئنان الى وحدة الجيش"، مضيفاً انه "خلال هذه السنة ومن خلال التجربة السياسية التي خضناها بتنا على يقين من انه ولو حصلت ازمة سياسية في المستقبل، فلن تؤثر على الديموقراطية". جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس سليمان امام اعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن وعدد من الاميركيين من اصل لبناني ومسؤولين اميركيين، خلال حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في واشنطن في فندق "ويلارد إنتركونتيننتال". وقد غصّت قاعة الاحتفال بالمدعوين وشارك في حفل الاستقبال اعضاء الوفد الرسمي اللبناني اضافة الى وزير النقل الاميركي راي لحود، وعدد من اعضاء الكونغرس وشخصيات اميركية. وتولى السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد الترحيب بالرئيس سليمان قبل ان تنشد مغنية الاوبرا الشهيرة اللبنانية الاصل كريستينا ناصيف النشيدين اللبناني والاميركي.

كلمة سليمان

وبعد كلمة ترحيبية للسفير شديد شدد فيها على الاهمية التي تكتسبها زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية واللقاءات التي عقدها مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين، تحدث الرئيس سليمان الى الحضور باللغة الانكليزية، ثم تحدث باللغة العربية فقال: "انا سعيد جداً اليوم ان التقي بكم مجدداً بعد مرور سنة على لقائنا الاخير، واود ان انتهز هذه الفرصة لنقوم معاً بمراجعة سريعة لما استطعنا ان نحققه من وعود اطلقتها امامكم للعمل على تعزيز الاوضاع في لبنان، ولكن قبل ذلك، لا بد من ابلاغكم انني التقيت اليوم الرئيس الاميركي باراك اوباما ومجموعة كبيرة من المسؤولين الاميركيين، بناء على دعوة كريمة من الرئيس الاميركي. وقد ناقشنا خلال هذه اللقاءات عدداً من المواضيع التي تهم لبنان وتحافظ على مصلحته، وكذلك المواضيع التي تهم الشرق الاوسط، وبالطبع العلاقات اللبنانية – الاميركية. الهدف من هذا الامر هو المحافظة على مصلحة لبنان والعرب وايجاد حل للقضية المركزية اي القضية الفلسطينية، وكان اللقاء مناسبة هنأنا فيه الرئيس اوباما على نيله جائزة نوبل للسلام، وعبّرنا له عن الآمال المعقودة عليه بشكل خاص نظراً الى الميزات التي يتمتع بها والتي شكّل من خلالها علامة فارقة في الحياة الديموقراطية، وآمالاً كبيرة في مختلف دول العالم وبالاخص في دول الشرق الاوسط والدول العربية وفي لبنان، كما ان خطابه في القاهرة بعث الامل في نفوس شعوب المنطقة واملوا في ايجاد حل لقضية الشرق الاوسط وبالاخص للقضية الفلسطينية من خلال احلال السلام واعادة الحقوق الى اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم وانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967.

واكدت دعم المبادرة العربية للسلام التي اقرت في بيروت عام 2002، واعيد اقرارها في قمة الدوحة مطلع سنة 2009، ولفتنا الادارة الاميركية، ولو انها مدركة للموقف اللبناني، الى ان لبنان يرفض توطين الفلسطينيين على اراضيه، لا بل يهمه السعي الى اعطائهم الحق بالعودة الى ارضهم. وتمت مناقشة العلاقات الثنائية التي ترتكز على عنصرين اساسيين: "الاول هو الاميركيون من اصل لبناني اي انتم المقيمون في اميركا والذين يؤدون دوراً فاعلاً وكبيراً في الولايات المتحدة، وهم مخلصون لها في مقابل اخلاصهم ايضاً للبنان وطن الآباء والاجداد. الامر الثاني الذي ترتكز عليه العلاقات بين لبنان واميركا هي القيم التي يتمتع بها لبنان ويؤمن بها، وهي القيم نفسها التي تؤمن بها شعوب الغرب وشعب الولايات المتحدة، وهذه القيم تتضمن الديموقراطية، حقوق الانسان، الحريات العامة، نبذ التعصب والطائفية ومحاربة الارهاب. ودفع لبنان الكثير من التضحيات في سبيل الحفاظ على هذه القيم، فهو دفع ضريبة الدم من شبابه وشهدائه، ومن هجرة ابنائه الى الخارج، ومن اقتصاده والحروب المتتالية التي ضربت لبنان ودمرت البنى التحتية. من هنا، كان لا بد من دعوة الولايات المتحدة الى دعم لبنان، ودعم الجيش اللبناني كي يتمكن من الدفاع عن الارض ضد اي عدو يتعرض للبلد، وحصوله على الوسائل الحديثة والمتطورة ليقوم بمهمته، وهو يحتاج الى هذه الوسائل ايضاً للتصدي للارهاب الذي سبق ان تصدى له عام 2007 لأكبر مجموعة ارهابية منظمة بشكل متقن وعسكري.

وطلبنا ايضاً من اميركا المساعدة للحصول على الدعم الاقتصادي للتعويض عن الدمار الذي تعرض له في سبيل محافظته على هذه القيم، وهذا الدعم يساهم في التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية الذي يترتب على فقدانها الظلم والفقر وهذا يشكل ذرائع للارهاب والارهابيين ليعبئوا نفوس الشباب الذين يعانون من تداعيات هذين العاملين السلبيين.

وركزنا ايضاً على دعم العلاقات السياسية عبر دعم موقف لبنان الذي سبق ان اوضحناه في المحافل الدولية، والدفاع عن مصالح لبنان وعدم القبول بأي حل على حسابه وهذا ما جدد الرئيس اوباما وعده به هذه المرة ايضاً. وطلبنا ايضاً الضغط على اسرائيل لمتابعة تنفيذ القرار 1701 ووقف التهديدات واعمال التجسس التي تقوم بها بشكل دائم. اما على مستوى الوضع الداخلي، فقد وفينا تقريباً بكل الوعود التي تعهدنا بها امامكم واليوم، استعاد لبنان عناصر كثيرة من قوته، فالاستقرار في لبنان موجود على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية وعلى رغم تأخر تشكيل الحكومة ستة اشهر، إلا ان الأوضاع بقيت مستقرة وهذا يدل على ان ممارسة الديموقراطية باتت بخير.

وعلى صعيد العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، بات هناك سفير لبناني في دمشق وسفير سوري في بيروت، وهذه السنة اقام السفير اللبناني في سوريا حفل استقبال لمناسبة ذكرى الاستقلال، استقبل فيه المهنئين من سوريين وديبلوماسيين اجانب في دمشق وهذا أمر يشكل محطة مهمة في تاريخ لبنان. الأمر الثاني هو انتخاب لبنان بشبه اجماع لعضوية مجلس الامن لسنتي 2010 و2011 وهذا الموقع هو الأعلى في المحافل الدولية، ومن هذا الموقع في استطاعة لبنان الدفاع عن مصالحه وعدم السماح لأي حل ان يمر دون اخذ مصالحه في الاعتبار، ويأتي هذا الدور مع تحد كبير إلا اننا قبلناه وسوف نؤمن مصلحة لبنان اولا، وثانياً مصلحة مجموعة الدول العربية، ثم ثالثاً مصلحة الانسانية وايجاد حلول للقضايا الشائكة في العالم، وهذا يتطلب التنسيق مع الدول الصديقة وابرزها الولايات المتحدة وذلك عبر بعثة لبنان الدائمة في نيويورك وبعثة الولايات المتحدة هناك.

ومن الأمور التي تحققت ايضاً مسألة استعادة لبنان ثقة الدول به، وقد اصبحت الدول تتعاطى مع لبنان ممثلاً برئيس الجمهورية والحكومة بينما كانت تتعاطى سابقاً مع غير الدول اللبنانية في شؤون تتعلق بلبنان، ومع الاطراف الحزبية ربما داخل لبنان وهذا التحول في التعاطي يعيد الكرامة الى الوطن. وتمكن لبنان من استرجاع مركزه المالي المهم في خضم الازمة المالية العالمية، وهو عاد ليكون سويسرا الشرق في هذا المجال كما كان يطلق عليه منذ زمن، وكانت التحويلات المالية مهمة وواعدة بنمو كبيرة السنة المقبلة، وهي أتت بفضل المغتربين اللبنانيين والمستثمرين.

عادت بيروت الى دور "باريس العرب"، حيث عادت اليها المؤتمرات بمختلف انواعها ثقافية وتقنية وسياسية وادبية، والمهرجانات الرياضية والسياحية والفنية، وعادت الحياة الى بيروت كما عهدناها سابقاً، وقد زارنا هذه السنة عدد كبير من المغتربين، وآمل ان يعود من زار لبنان هذه السنة الى زيارته السنة المقبلة مصطحباً معه من رفاقه الذين لم يتمكنوا من التوجه الى لبنان هذه السنة. واعود واجدد دعوتي الى المستثمرين اللبنانيين للاستثمار في لبنان لأن الوطن يستحق منكم هذه الخطوة، فكما سبق ان توجهت اليكم في الماضي ودعوتكم الى المغامرة والعودة الى لبنان لانعاشه تماماً كما غامرتم وتركتم بلدكم الأم وتوجهتم الى دولة الاغتراب. واعتقد ان أمرين مهمين تحققا وهما اولاً الاطمئنان الى وحدة الجيش وعدم الخوف من انقسامه في حال طرأت احداث ما في الوطن، فالجيش لم يعد قابلاً للانقسام وهذا أمر بالغ الاهمية، والتجربة كانت صعبة وكبيرة منذ العام 2004 وحتى العام 2008. وخلال هذه السنة ومن خلال التجربة السياسية التي خضناها بتنا على يقين من انه ولو حصلت ازمة سياسية في المستقبل، فلن تؤثر على الديموقراطية التي ستحافظ على حالها تماماً كما الحياة اليومية للمواطنين.

وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، فهي تتابع النظر في الجرائم دون تسييس وهو أمر مطمئن بحد ذاته. لقد بات لدينا حكومة وحدة وطنية نالت الثقة بفضل بيانها الوزاري بمعدل 121 نائباً من أصل 128 وهي ثقة كبيرة جداً، وتحققت في الفترة التي شهد فيها لبنان مصالحات، واجتمع الفرقاء المتخاصمون وتبين وجود مساحة مشتركة بينهم تقدم بنسبة 60 او 70 في المئة، لذلك يجب علينا التركيز على النقاط المشتركة على ان تحل المسائل الأخرى بشكل هادئ.

ويبقى الهم الوحيد لدينا بناء المؤسسات بعدما بنينا الثقة في لبنان، على الحكومة الآن بناء المؤسسات التي تمثل الضمان الوحيد للحفاظ على الاستقلال ومصلحة المواطن، ولن يكون عندها الخلاف السياسي مهماً. ولتحقيق هذه الخطوة، يجب اعتماد معايير الكفاءة والعدالة وتكافوء الفرص للمواطنين للحصول على حقوقهم والدخول الى هذه المؤسسات التي اذا ما استطعنا بناءها كما نرغب، ننتقل بعدها الى اكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاق الطائف والقيام باصلاحات ادراية وقانونية وسياسية واقتصادية، وقد حولنا مشروع تمكين المغتربين من الانتخاب الى مجلس النواب، وان شاء الله يقره المجلس في أسرع وقت ليتمكن المغتربون من انتخاب نوابهم سنة 2013 من البلدان التي يقطنون فيها.

كذلك الأمر بالنظر في الاشكالات الدستورية التي ظهرت خلال الممارسة، كي تمارس كل السلطات الدستورية في لبنان عملها ومهماتها دون التباس او تفسير مختلف.

اعتقد اننا نفذنا قسماً كبيراً مما وعدناكم به، انما يبقى علينا تنفيذ الكثير. واطلب منكم ان تعززوا ثقتكم بالوطن، وقد راهنت عليكم شخصياً، لذلك قمت بجولة على دول العالم لأنني راهنت عليكم وقد نجح رهاني وعليكم الا تخذلوني. اتمنى لكم ميلاداً مجيداً وعاماً سعيداً".

وقد قوطع الرئيس سليمان اكثر من مرة بالتصفيق والهتاف. وبعد الانتهاء من كلمته، صافح رئيس الجمهورية الحضور فرداً فرداً واطلع منهم على احوالهم كما استمع الى بعض همومهم ومشاكلهم، مجدداً طمأنتهم الى الوضع في لبنان داعياً اياهم الى المزيد من الأمل والثقة بقدرة بلدهم الأم على تجاوز كل الصعوبات، خصوصاً خلال المرحلة الحالية التي تشهد استقراراً سياسياً وامنياً واقتصادياً واعداً.

كلينتون

وكان الرئيس سليمان استقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وعرض معها العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف بين الولايات المتحدة ولبنان في مجلس الامن الدولي اضافة الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وجددت الوزيرة كلينتون تأكيد موقف الرئيس سليمان بأن لا يكون اي حل في المنطقة على حساب لبنان، وان اميركا ملتزمة مساعدة لبنان في تأمين سيادته واستقراره.

غيتس

واستقبل الرئيس سليمان وزير الدفاع روبرت غيتس وبحث معه في موضوع المساعدات الاميركية للجيش حيث طالب رئيس الجمهورية بأن تزود الولايات المتحدة الجيش أسلحة حديثة تمكنه من الدفاع عن الارض وحماية الوطن وكذلك مواجهة الارهاب.

 حب الله: طرح نزع سلاح المقاومة مطلب أميركي-إسرائيلي

ام تي في/أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" ان كل المواضيع مطروحة للنقاش بين الافرقاء، لافتا الى ان ملف الاستراتيجية الدفاعية يجب ان نتفق عليه لحماية لبنان، لافتا الى انه من غير المطلوب طرح نزع السلاح لان من طرح هذا الامر اسرائيل والولايات المتحدة واشار  الى ان المقاومة وعلى مر التاريخ كانت حقا مشروعا للشعوب لتحرير ارضهم من أي إحتلال. وفي الوقت الذي اكد فيه ان "حزب الله" من نقاط القوة في عملية الدفاع عن لبنان وعاملا مساعدا للجيش، اشار الى ان المقاومة نشأت بسبب غياب الدولة وان المقاومة تبقى لحين قيام جيش قوي وقادر وطمأن النائب حب الله ان سلاح المقاومة لن يرفع الا بوجه العدو، متسائلاً هل لبنان كان يحكم بالسابق بديمقراطية الاقلية والاكثرية؟، لافتا الى ان الديمقراطية بين الطوائف هي التي تحكم اللبنانيين وبالنسبة للإستنابات السورية بحق شخصيات لبنانية اعتبر حب الله انها قضائية ولا يجوز إن يتم تفسيرها بحسب الأمزجة، لافتا الى ان البت بهذا الموضوع لصالح البلدين، رافضا الكلام عن وصاية سورية على لبنان

 

الموقف الأميركي لا يجيز المزايدة على اللبنانيين.. ولا المكابرة على القرارات الدولية

أكثر من ذي قبل: الـ 1701 بوصفه "برنامجاً مرحلياً"

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - وسام سعادة

يتبيّن من كلام الرئيس الأميركيّ باراك أوباما خلال استقباله رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان في البيت الأبيض أول من أمس أنّ الإدارة الأميركيّة باتت أميل إلى الإقرار بأنّ ثمّة "وضعاً صعباً" في لبنان تعكسه القرارات 1559 و1680 و1701 التي ترسم إطاراً تشخيصيّاً له، وتبلور إطاراً عامّاً للمسارات والأهداف الآيلة إلى تصحيحه. كما أنّ الإدارة باتت أميل إلى الاقتناع بأنّه في ظروف العالم اليوم لم تعد جائزة المزايدة على اللبنانيين في سعيهم لتدبّر أمور منزلهم بما تيسّر، في ظروف الانهماك الدوليّ بأشياء أخرى والتصميم الدوليّ، والأميركيّ في الوقت نفسه، على عدم التخلّي عن لبنان لـ"الممانعين" فيه أو من حوله.

أي أنّ الإدارة باتت أميل إلى تقبّل "تصرّف" اللبنانيين ليس بالقرارات الدوليّة بحدّ ذاتها، وإنّما بالإطار العمليّ الذي ترسمه هذه القرارات الدوليّة لترجمة نفسها على أرض الواقع.

ويتقوّى هذا الميل نظراً لعدم وجود ظروف سانحة محليّاً أو إقليميّاً أو دوليّاً لتزويد هذه القرارات بضمانات جديدة، أو بشروط عمليّة إضافية.

في الوقت نفسه، ثمة حرص على التأكيد بأنّ هذه القرارات ليست "قصائد من الماضي" وإنّما هي "النثر القانونيّ" الذي يؤطّر لغة الحاضر والمستقبل في لبنان، وأنّه لا مجال لفكاك السياسة داخل لبنان أو بإزائه من هذا "النثر القانوني" كما يجد تعبيره في الـ1559 والـ1680 والـ1701، فهذه القرارات تشكل بمجموعها "أفقاً تاريخيّاً" لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بالمكابرة، أو بالتعتيم، أو بالتحايل، وإنّما بتوسيع المجال الذي يحتكم فيه إلى مرجعية هذه القرارات.

ليس هناك في العالم اليوم من يحمل تصوّراً عمليّاً لترجمة مباشرة وشاملة للعالق من هذه القرارات، إنّما هناك تصميم واضح على إخضاع البناء اللبنانيّ ككل لهذه المرجعية التي يمكن القول إن القرار 1559 يمثّل "هدفها النهائيّ" فيما يشكّل القرار 1701 "برنامجها المرحليّ"، أما القرار 1680 القاضي بالعلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، فهو لا يعد مجرّد تطوير عمليّ "على" القرار 1559 وإنّما هو صلة الوصل بين القرارين 1559 و1701.

والمطلوب بالفعل أن تلتقط الحركة الاستقلاليّة مثل هذا الوعي للقرارات الدوليّة، هذا إن أرادت هذه الحركة إعادة إنتاج الوعي الاستقلاليّ في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابيّة، وهي مرحلة محاولة التقارب العربيّ العربيّ، وتعقيدات الملف النووي الإيرانيّ مع الغرب والمجتمع الدولي. إنّ المدخل إلى تجديد الوعي الاستقلاليّ هو التمسّك بالقرار 1701 بوصفه "برنامجاً مرحليّاً" وبالتالي بوصفه جملة من الأهداف التي ينبغي تحقيقها تباعاً وفي انسجام في ما بينها.

ويعني ذلك أنّ الوعي الاستقلاليّ يصطدم في الداخل اللبنانيّ حكماً بكل مكابرة ضمنيّة أو علنيّة تتعامل مع القرار 1701 على أنّه "بات من الماضي"، أو أنّه "لا نفع منه أو ضرر" أو ما شاكل.

هذا في حين أن الوعي الاستقلاليّ يصطدم خارج لبنان حكماً بكل من يزايد على اللبنانيين ويريد منهم ما فشل جميع العالم في تحقيقه، أي يريد دفعهم إلى الاصطدام بالاستحالات.

القرار 1701 يرسم إذن خارطة طريق لتفادي الوقوع في شرك المكابرة عليه داخلياً وفي شرك المزايدة على صنيع اللبنانيين خارجياً. وإذا ما رجعنا إلى نصّ القرار 1701 يتبيّن أنّه يحبط أي تبرير إسرائيليّ لخوض معركة ضد عموم اللبنانيين كونه قراراً يقرّر مثله مثل الـ1559 والـ1680 بأنّ لبنان يجتاز مرحلة انتقالية لاستعادة سيادته واستقلاله، ولا تجوز في هذه المرحلة المزايدة على حراكه الاستقلاليّ وعلى تجربة أبنائه في الحوار (المضني والشاق) مع شركائهم في الوطن، والضغط لا يمكن أن يُمارس على هذا الحراك، أو على الشكل الذي يتمثّل فيه هذا الحراك في مؤسسات الدولة، إلا بما يفيد الترجمة العملية لنص القرارات الدولية، وليس أبداً بما يؤدّي إلى "التعجيز" أو "التكبيل" أو "الإحراج" أو "الإضعاف".

 ارسل هذا المقال الى صديق   اطبع هذا المقال 

 

سليمان يعود اليوم بعدما أمضى والوفد 3 ساعات في البيت الابيض

واشنطن تتمسك بجيش "أقوى من الجميع"

ربط التسليح الثقيل بتنفيذ القرار 1701

النهار/يعود رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الى بيروت من زيارته للولايات المتحدة، فيما يشارك رئيس الوزراء سعد الحريري منذ مساء أمس في مؤتمر المناخ بكوبنهاغن ممثلا لبنان على رأس وفد وزاري. وبذلك سيظل موعدان اساسيان عالقين لاستحقاقين بارزين في انتظار انتهاء الموجة الاولى من التحركات الخارجية، وهما تحديد موعد لانعقاد جلسة أولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، وتحديد موعد زيارة الحريري لدمشق.

وفيما ترددت معلومات غير رسمية امس عن احتمال قيام الرئيس سليمان بزيارة لسوريا عقب عودته من واشنطن لتعزية الرئيس السوري بشار الاسد بشقيقه مجد، كشفت مصادر مطلعة على نتائج زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية لـ"النهار" جوانب ومعطيات اضافية عن المحادثات التي اجراها في البيت الابيض أول من أمس.

وقالت ان الرئيس سليمان امضى مع الوفد المرافق له قرابة ثلاث ساعات في البيت الابيض بعد تمديد موعد لقائه والرئيس الاميركي باراك اوباما. وتميزت هذه المحادثات بخلوة للرئيسين استمرت نصف ساعة، ثم امضى الرئيس والوفد المرافق له زهاء ساعة و10 دقائق مع الوفد الاميركي الموسع. والتقى سليمان لاحقا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على حدة مدة نصف ساعة.

واوضحت المصادر ان المحادثات بين الرئيسين الاميركي واللبناني اتسمت واقعيا بالكثير من الايجابية والانفتاح في المواضيع المتفق عليها وكذلك بكثير من الصراحة والوضوح في المواضيع التي شابها تباين في وجهات النظر. وقد عكس البيانان العلنيان لكل منهما هذه الاجواء، حتى ان الرئيس اوباما بدا في تأكيده وجود هذا التباين بالنسبة الى موقف سليمان من اسرائيل وموقف الادارة الاميركية من تهريب الاسلحة الى لبنان كأنه يرسل اشارة علنية الى احترامه موقف رئيس الجمهورية.

واضافت المصادر ان أوباما اكد لسليمان في لقائهما ان أي حل في مفاوضات السلام لن يحصل على حساب لبنان، مكررا مرات "اننا نريد لبنان حراً سيداً مستقلاً وقوياً". كذلك حرص أوباما على التنويه باداء الرئيس اللبناني وادارته وطريقة معالجته للامور، وتطرق الى تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان مشيرا الى ان الرئيس سليمان اخرج البلاد من مآزق عدة.

وذكرت ان التباين برز في موضوع سلاح "حزب الله" وتنفيذ القرار 1701. وفي مقابل الموقف المعروف للرئيس سليمان من ضرورة الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف انتهاكاتها وتهديداتها للبنان، تمسك الجانب الاميركي بالتحذير من تعاقب عمليات تهريب شحنات الاسلحة الى لبنان مما اعتبره تهديدا لامن اسرائيل.

ولفتت الى ان الجانب الاميركي ابدى استعدادا للاستمرار في توفير المساعدات العسكرية للجيش اللبناني الذي قال انه "يجب ان يكون اقوى من كل الاطراف"، غير انه لمّح في المقابل الى صعوبة توفير "التسليح الثقيل"، في ما فهم انه ربط ضمني بموقفه من "حزب الله" وضرورة تنفيذ القرار 1701 بحذافيره.

4 مواضيع

وفي النشاطات الاخيرة لرئيس الجمهورية في واشنطن، استقبل امس السفراء العرب المعتمدين في العاصمة الاميركية، وابلغهم ان محادثاته مع الرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين الكبار تمحورت حول اربعة مواضيع تهم لبنان والعرب، كما افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية:

"اولاً: تمكين لبنان من الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وخروقاته وتهديداته شبه اليومية ما يؤثر في معنويات اللبنانيين وعلى الاقتصاد كذلك.

ثانياً: تمكين لبنان من التصدي للارهاب الذي بات اليوم الخطر الاكبر في العالم لافتاً الى انه طالب بأسلحة متطورة وحديثة تمكن لبنان من الدفاع عن حدوده الجنوبية كما تمكنه من مواجهة الارهاب. ثالثاً: ضرورة اعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة لان في ذلك مصلحة للفلسطينيين انفسهم ومصلحة للبنان ومصلحة للحل السلمي، وانه لن يكون هناك حل دائم وسلمي وشامل اذا لم يأخذ الفلسطينيون حقوقهم، ولا سيما منهم فلسطينيو لبنان لان توطينهم يتناقض مع مقدمة الدستور اللبناني.

رابعاً: اعتبار موضوع سلاح "حزب الله" موضوعاً يعالج على طاولة الحوار بما يتناسب مع مصلحة لبنان".

واستقبل الرئيس سليمان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط الذي اطلعه على المراحل التي قطعها في مهمته، سعياً الى اعادة اطلاق المفاوضات السلمية، مؤكداً انه "لن يكون هناك اي حل على حساب مصلحة لبنان وامنه وسيادته واستقراره".

كذلك استقبل مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز.

والتقى اخيراً العاملين في السفارة اللبنانية يتقدمهم السفير انطوان شديد.

الحريري

على صعيد آخر يستهل الرئيس الحريري لقاءاته على هامش مؤتمر المناخ في كوبنهاغن اليوم باجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وعدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، بعدما شارك والوفد الوزاري المرافق له في افتتاح القمة مساء امس.

ولوحظ ان سفر الحريري الى كوبنهاغن واكبته ترجيحات من جهات معارضة لاحتمال قيامه بزيارة دمشق الاحد المقبل، على ان تليها مباشرة زيارة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط للعاصمة السورية. لكن اوساطاً قريبة من كتلة "المستقبل" تحفظت عن تحديد اي موعد محتمل للزيارة، ولمحت الى ان اي دعوة رسمية سورية لم تبلغ الى الحريري. كما ان مصادر وزارية لم تستبعد ان يطرح الحريري موضوع زيارته، بعد ان يتبلغ دعوة وفقاً للاصول، على مجلس الوزراء.

وفي اطار المواقف من التحرك الخارجي للرئيسين سليمان والحريري، رأى وزير العمل بطرس حرب ان "سوريا لم تكن متحمسة لزيارة رئيس الجمهورية لواشنطن"، ولاحظ "محاولة تعكير اعلامية الى درجة الاتهام لرئيس الجمهورية سبقت زيارته، مع ان لبنان في حاجة الى التعامل مع كل الدول الصديقة والشقيقة والولايات المتحدة دولة قادرة ومهمة وزيارتها ليست خيانة على الاطلاق"، وقال ان "الزيارة على الاقل كانت افضل من عدمها". وتحدث حرب عن "محاولة الايقاع بيننا وبين الرئيس الحريري" قائلاً: "نحن نثق به وثقتنا لا تتزعزع وموقع الرئيس الحريري الجديد لم يغيّر الشيخ سعد الحريري حليفنا في 14 آذار ورئيس كتلة لبنان اولاً ولست قلقاً من حلف رباعي جديد ولا شيء يمكنه دفع سعد الحريري الى التخلي عن مبادئه واقتناعاته الوطنية الراسخة في ثورة الاستقلال ولا يفكرن احد في زعزعة هذه العلاقة الوثيقة بيننا".

ويشار اخيراً الى انه في اطار الزيارات اللبنانية للقرداحة لتقديم التعازي الى الرئيس الاسد، افادت معلومات ان الرئيس السوري عقد خلوة مع الرئيس السابق اميل لحود. ونقل عن زوار لحود تأكيده لما تردد عن امكان قيام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بزيارة للسعودية عقب زيارة الحريري لدمشق، لكن محطة "او تي في" التلفزيونية نقلت مساء عن مصادر مسؤولة في "حزب الله" ان لا صحة للكلام عن زيارة للسيد نصرالله للرياض.

 

السيد حسين: الـ 1559 أصبح من الماضي وسليمان يحاول الحصول على مساعدات

النهار/15/12/09/ اعتبر وزير الدولة عدنان السيد حسين ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لواشنطن "تهدف الى حض الولايات المتحدة الاميركية للضغط على اسرائيل التي تخرق يومياً القرارات الدولية، وترفض عودة اللاجئين، ورفض لبنان للتوطين والبحث في الأوضاع في المنطقة، اضافة الى تأكيد رئيس الجمهورية تطبيق قرارات مجلس الأمن".

ولفت الى أن "لبنان يحاول أن يحصل على مزيد من المساعدات الاميركية لتسليح الجيش اللبناني، واذا لم نحصل على المساعدة نكون قد أدينا واجبنا ولكن ما سنحصل عليه من الولايات المتحدة لن يأتي الى لبنان بشروط"، مؤكداً رفضه "تسليح الجيش اللبناني بشكل مشروط، وهي سياسة عامة تتخذها الدولة اللبنانية مع كل الدول".

ووضع الوزير السيد حسين زيارة الرئيس سليمان في اطار "تعزيز علاقات لبنان مع الخارج بعدما اصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن وسيشارك في طرح القضايا الدولية".

وفي شأن القرار 1559 رأى السيد حسين أنه "اصبح من الماضي ونفذ بكامله"، معتبراً ان "هذا القرار مفخخ في أصله بسبب التدخلات الخارجية ولم يبق منه سوى النقطة المتعلقة بسلاح المقاومة الذي وضع في خانة سلاح الميليشيات وهو أمر خلافي على الساحة الوطنية وسيترك لطاولة الحوار الوطني"، وأكد أن "حزب الله يصنف في اطار المقاومة اللبنانية وليس كما يصنفه القرار الدولي، وهو أمر متفق عليه في البيانات الوزارية". وقال: "ان رئيس الجمهورية سيدرج ذلك في حساباته في اطار السياسة الدفاعية (...)". وأكد ان "العلاقات بين لبنان وسوريا لم تنقطع وانها ستشهد فصلاً جديداً بعد الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري للعاصمة دمشق".

 

المصري: مجلس الامن يملك وحده سلطة سحب القرار 1559 او تعديله

اللواء 15/12/09/أوضح أستاذ العلاقات الدولية الدكتور شفيق المصري أنه <لا يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يبحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في إمكان سحب القرار 1559 من التداول لأن مجلس الأمن يملك وحده سلطة العودة عن قرار او تعديله وبالتالي لا يمكن سحب قرار بناء لطلب دولة ما>·

وقال: القرار 1559 لم يستنفد غرضه بعد لجهة انسحاب القوات غير اللبنانية من الأراضي اللبنانية، فلا تزال اسرائيل تحتل قسما من الأراضي اللبنانية ولجهة البند الثاني الذي ينص على تفكيك ونزع سلاح الميليشيات غير اللبنانية، وبالتالي لا مصلحة للحكومة اللبنانية أن تطالب بسحب القرار·

أضاف: القرار 1559 وارد ضمن مقاربة طويلة الأجل للمسألة اللبنانية الاسرائيلية، فالقرار 1701 يؤكد على القرار 1559 مع القرار1680 من أجل توفير حل طويل الأمد للصراع اللبناني الاسرائيلي· وإذا كانت الحكومة متشبثة بالقرار 1701 كما هو فلا يجوز أن تعود وتطالب بسحب وإلغاء أحد المكونات التي أكد عليها الـ1701·

وهل يمكن للرئيس سليمان أن يدعو الولايات المتحدة الى سحب القرار 1559 من التداول بغض النظر عن مجلس الأمن قال المصري: يمكن لمجلس الأمن أن يصدر قرارا ولا يتابعه في بعض الأحيان، ولكن سحب القرار غير وارد ويمكن للحكومة أن تطالب بتمديد مهل أو ملاحقة القرار من خلال تيري رود لارسن أو غيره، ويمكنها أن تقول إن سلاح حزب الله يحل بالحوار الداخلي لكن لا مصلحة لها بالتصدي للقرار بكامله·

 

مسؤول اميركي: سلاح "حزب الله" يشكل "خطراً كبيراً" على أمن واستقرار لبنان والمنطقة

١٥ كانون الاول ٢٠٠٩/الخليج" الاماراتية

أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لـ"الخليج" الاماراتية أن "زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين"، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي باراك اوباما يتطلع إلى مناقشة طائفة واسعة من القضايا مع سليمان، خاصة جهود تحقيق سلام شامل في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

وثمن المسؤول الأميركي "ممارسة الحكومة اللبنانية الجديدة سلطتها الشرعية على كامل التراب اللبناني"، لافتاً الى أن "واشنطن تأمل في الحكومة اللبنانية الجديدة، أن تتحرك بسرعة لمعالجة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد، وفي الوقت نفسه تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها أن تحقق مكاسب وفوائد مباشرة للشعب اللبناني".

وشدد المسؤول الأميركي على أن "سلاح حزب الله يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار لبنان والمنطقة"، مؤكدأ أن "سياستنا تجاه حزب الله لم تتغير، حيث لا يزال محظوراً التعامل المباشر مع الأعضاء البارزين في الحزب". وذكر المسؤول الأميركي أن "الإدارة ملتزمة بالعمل مع سليمان في شراكة لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة". وأكد المسؤول الأميركي أن "إدارة أوباما سوف تستمر في السعي لتحقيق هدف السلام الشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وإرساء السلام بين اسرائيل وكل من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وتحقيق التطبيع الشامل بين "اسرائيل" والدول العربية كافة ". 

 

حزب الله» و«أمل»: المقاومة شرعيّة وليست حصريّة وقوتها مطلوبة لأجل لبنان

الديار 15/12/09

 رد«حزب الله» على المتحفظين على المقاومة وسلاحها مؤكدا على لسان قياداته ان الكيان الاسرائيلي لا يعبأ بمجلس امن ولا بأمم متحدة ولا بأي قرارات دولية وهو لا يفهم الا لغة القوة، وقوة لبنان مطلوبة لوضع حد لاعتداءاته وتجاوزاته. وشددت مواقف الامس على ان المقاومة حق طبيعي وهي لم تعمل لطائفة معينة ولا لجغرافيا محددة بل قاومت ضد الباطل وكانت حربها حرب وجود داعية الى عدم تشريع ابواب لبنان للطامعين كي يصبح الحمل المستهدف من الجميع.

واكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الموسوي خلال احتفال تأبيني في بعلبك في حضور قيادات من حزب الله وحركة امل وشخصيات على احقية المقاومة التي دافعت عن كل اللبنانيين وليس عن حي او منطقة او موالاة ومعارضة وذلك من اجل بقاء لبنان وليبرهن لنا احد ان الاميركي قد سحب مشاريعه التوسعية عن لبنان وبعدم وضع يده على المنطقة كلها من اجل تطويع عقيدتنا كما يريدون هم وهل نقرأ الغيب لنرى ما هي مصلحة اميركا؟ وأيمتى نكون ارهابيين ايمتى لا نكون حسب تصنيفها؟ فهل نحن من يطرح شره على الناس؟ نحن في ارضنا وعندما يكون تهديد لوجودنا فالمقاومة حق طبيعي لنا. وسأل الموسوي: من اين كنا نأخذ الإذن في قرانا عندما كانت تهاجمنا الذئاب؟ هل كنا نأخذ الاذن من المخفر عندما كنا نريد الدفاع عن انفسنا؟ فهل نأخذ الاذن من اميركا في الدفاع عن قرانا وعندما يصل اللص الى الدار؟ وهل نقول انتظروا لنترجم مواد الدستور وفي اي وضع نحن عندما يهاجمنا احد لكي ندرس المادة واذا ما كنا نعمل وفق القانون او عكس ذلك؟ هذا كلام فيه هذيان. اضاف: لقد اعلن الاسرائىليون حروبهم علينا وهم يهددوننا من نتانياهو الى اولمرت ومن قبلهم قد اعلنوا الحرب علينا فهل نبقى نتفرج على اعتداءاتهم وتهديداتهم ولم يخبرنا احد بأن الاميركيين قد سحبوا مشاريعهم ضد لبنان وحزب الله الذي له الحق في الوجود بالمجلس النيابي والوزارة. وقال: اي حق واي منطق هذا؟ هل هو منطق بشر؟ وهل نشرع ابواب لبنان للطامعين كي يصبح الحمل مستهدفاً من كل الناس؟ فهذه المقاومة شرعية وليست محتكرة او حصرية فالشهداء كثر من السيد عباس الموسوي الى السيد هادي نصرالله وعماد مغنية وغيرهم. لماذا الشهادة والقتل؟ هل قاتل احد اسرائىل وقلنا له ممنوع عليك ذلك؟ قفوا فنحن وراءكم وامامكم وعلى يساركم فالجميع مستهدف مسلم ومسيحي، وضد الباطل وضد اي اعتداء وحرب الوجود تتطلب تضحيات.

خريس

من جهة اكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس ان دفاع حركة «امل» عن المقاومة وتاريخها العريق في حماية الوطن اساس في عملية الدفاع عن الوطن وسيادته وعزته وكرامته. كلام خريس جاء خلال احتفال اقامته حركة «امل » في برج رحال لمناسبة ذكرى المواجهات المدنية ضد الاحتلال الاسرائىلي عام 1984 ولمناسبة عيد الغدير في حضور رؤساء بلديات ومخاتير وقيادات من الحركة وكشافة الرسالة الاسلامية وحشد من الاهالي وقال: ان مواجهة القبضة الحديدة التي اعلنها الكيان الصهيوني الغاصب ابان احتلاله للجنوب في العام 1984 كانت هزيمتها بالقبضات الحسينية الملتزمة بمدرسة الامام السيد موسى الصدر وان المقاومة كانت ولا تزال حاجة ضرورية لمواجهة الاحتلال وان حركة امل لا تتوانى يوما عن مواجهة الاحتلال بشتى الاشكال عسكريا وسياسيا.

نور الدين

عضو المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ خضر نور الدين شدد في احتفال اقامه «حزب الله» في اطار اجواء عيد الغدير في بلدة عنقون ان الكيان الاسرائىلي لا يعبأ لا بمنظمات دولية ولا بقرارات دولية ولا بأمم متحدة ومجلس امن فهذا العدو لا يعبأ الا بالقوة وقوة لبنان مطلوبة لوضع حد لتجاوزات هذا الاسرائىلي ولطالما كثرت منذ نشوئه وحتى عام 2006.

وقال: عندما نتحدث عن المقاومة لا نتحدث عن المقاومة لطائفة معينة نحن نتحدث عن مقاومة عملت لكل لبنان بمعزل عن هويتها هذه المقاومة لم تكن لبناء جمهورية مستقلة ولا للعمل على بناء دولة داخل الدولة هذه المقاومة عملت للجميع في لبنان وما حدث عام الفين دليل على ذلك.

واضاف: اذ تتعالى بعض الاصوات من حين لآخر حول هذا الموضوع نقول عيب على اي سياسي لبناني ان يتحدث عن هذا الموضوع بهذا الشكل لان الخلفيات باتت واضحة ومعروفة والمواطن الصالح هو الذي يبحث عن وطن قوي ولا قوة للوطن الا بوجود اسباب هذه القوة ومن اسباب هذه القوة المقاومة الى جانب الجيش الوطني اللبناني.

صفون

مسؤول المنطقة الثانية في «حزب الله» علي صفون، توجه خلال احياء «يوم الجوال» لمناسبة عيد «الغدير» في النبطية الى العدو الاسرائىلي الذي يقيم المناورات التي تشارك فيها كل التشكيلات البحرية والجوية والبرية ان المقاومة في لبنان ستقف في وجه اي اعتداء على ارضنا وشعبنا وستكون المقاومة الى جانب الجيش اللبناني في مواجهة هذا العدو المتغطرس.

 

لبناني يرفض تقديم واجب العزاء

يُقال.نت/الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009

إعذروني ،فأنا لن أقوم بواجب العزاء!

تريدونني أن أواسي الرئيس السوري بشار الأسد ،ولماذا أفعل ؟

هل واسانا يوما على مصيبة ألمّت بنا ؟

هل كفكف دمعنا يوم فرض علينا التمديد لرئيس منبوذ ،مقترفا جريمة اغتيال بحق ما تبقى من مظاهر الديمقراطية في بلدنا؟

وهل وقف على خاطرنا يوم بدأ قادتنا يذبحون ذبحا ؟

هل زمّت شفتاه حين كانت الإنفجارات تدوي هنا وهناك؟

هل رفّ له جفن حين كان يعزز موقعه في حرب تموز التي أكلت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وشبابنا و...تعب العمر؟

أُعذروني لن ألطم وجهي ،أمام بشار الأسد ،وهو يحوّل مأتم شقيقه الصغير الى مناسبة استغلال سياسي،فيختلي بهذا وذاك ،وينتظر زيد وعمرو.

أعذروني لن أحوّل كلماتي إلى ندّابة ،وصحافة أهل الفقيد ،لا هم لها سوى تعداد الوفود الآتية إلى "قائدها المفدى"،وكأنها مناسبة ولاء وليست مناسبة عزاء.

أعذروني لن أُعزي وأنا الذي تكاد أيامه تتحوّل كلها إلى استذكار شهداء .

أعذروني،لن استمع إلى صيحاتكم وهي تعظني بالتقاليد وبالأخلاق الشرقية ،فلكثرة ما أضأتم الشموع على شهدائنا، ذابت قضيتنا !

أعذروني لن أعزي ،بمن تفقده الله على فراشه ،فيما كاد الموت الطبيعي في بلادنا يتحوّل إلى ...نعمة .

 

أوباما يؤكد أهمية لبنان ويعرب عن قلقه من تهريب الأسلحة التي قد تهدّد إسرائيل

سليمان يتمسّك بالثوابت ويطالب بـ «مساعدات عسكرية لمواجهة العدو والإرهاب»

السفير/جو معكرون/واشنطن

لم تقطع كالعادة الطريق العام بين مبنى الصحافة القومية ووزارة الخزانة أو تغطى بخيمة بيضاء تخفي خصوصية الزائر الرسمي، فالنازل الرئاسي في فندق «ويلارد» الدولي ليس شريكاً استراتيجياً كما العراق وباكستان، والزيارة رمزية في توقيتها ومضمونها وانعكاساتها على الداخل اللبناني، لكنها تعيد في مكان ما موقع لبنان على المسرح الدولي.

فقد استقبل الرئيس الأميركي باراك اوباما، امس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان واعلن في مؤتمر صحافي مشترك انه يتفق مع سليمان على ان «قضايا الشرق الاوسط مترابطة بالقضايا الموجودة داخل لبنان، لذا كلما عملنا معاً لتشجيع الاطراف المعنية، ليس اسرائيل والفلسطينيين، بل ايضاً الاسرائيليين والسوريين على حوار بناء لمحاولة التفاوض من اجل الخروج من المأزق الحالي، يكون لبنان بحال أفضل ويكون العالم بحال افضل». ونوه بالرئيس سليمان على عمله «الاستثنائي في إدارة وضع صعب، ونستمر في رؤية تقدم في التعامل مع الكثير من التيارات المتقاطعة التي توجد ليس في لبنان فقط، ولكن في مجمل المنطقة أيضاً»، واضاف ان «الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكاً في هذا المسار. نريد تعزيز القوات المسلحة اللبنانية لتساعد على ضمان سيادة لبنان وأرضه. نريد التأكد من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التي تساعد على الحفاظ على السلام في المنطقة وضمان استقرار لبنان». ووصف اوباما زيارة سليمان بأنها «ممتازة». وأضاف «بالطبع لبنان بلد بالغ الاهمية في منطقة بالغة الاهمية ونريد فعل كل شيء ممكن لتشجيع لبنان قوي ومستقل وديموقراطي»، وذكر انه يريد توسيع المساعدات الاميركية لتشمل ليس فقط العسكرية منها بل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، مشيراً الى شجرة الارز المزروعة في حديقة البيت الابيض منذ 30 عاماً، معتبراً انها «شهادة على الاوقات الصعبة... لكن الشجرة قوية وتنمو».

من جهته قال الرئيس سليمان إن ما يجمعه مع اوباما هو «الانفتاح والحوار وخطابه في القاهرة أحيا الامل بإيجاد حلول لقضايا العالم»، معرباً عن دعمه لمبادرة السلام العربية «التي تمّ التأكيد عليها في اتفاق الدوحة». وأكد سليمان انه استعرض مع اوباما التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان والتهديدات الاسرائيلية «التي تعيق تقدم اقتصادنا» ذاكراً انه طلب دعم اوباما أن «يضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الامن 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

واعتبر أن ما يجمع الولايات المتحدة ولبنان هو «الديموقراطية ونبذ التعصب والطائفية، ولبنان دفع ثمناً كبيراً جداً في سبيل المحافظة على هذه القيم». وذكر سليمان انه طلب مساعدات عسكرية التي «تقوي لبنان وتجعله قادراً على التصدي للإرهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم». وتابع سليمان انه طلب ايضا «موقفا سياسيا بدعم لبنان لإيجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حل على حساب لبنان، ونرفض التوطين ونصرّ على حق العودة للفلسطينيين». وذكر سليمان في نهاية تصريحه انه تباحث مع اوباما في عضوية لبنان في مجلس الامن الدولي وتم الاتفاق على «التعاون في القضايا التي تهم العالم آخذين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي نمثل».

وأكد اوباما انه ناقش موضوع سلاح حزب الله في الاجتماع قائلاً «لقد أحرزنا تقدماً على هذا الصعيد، لكنه غير مكتمل. شدّد الرئيس سليمان على قلقه حيال اسرائيل. اريد ان اكون واضحاً أنني شددت له على قلقنا من تهريب السلاح الواسع النطاق الى لبنان الذي يحتمل ان يكون بمثابة تهديد الى اسرائيل، وانه من مصلحة كل الأطراف المعنية التأكد ان يبذل جهد لتنفيذ ما يتعلق بالتهريب كما اي قضايا اخرى». وتابع اوباما «الرئيس سليمان وانا لم نتفق على كل قضية في ما يتعلق بكيف أن اسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا سيتفاعلون. ما نتشاطره هو التزام حل هذه القضايا عبر الحوار والمفاوضات وليس العنف. وهذا يتماشى مع تقاليد لبنان الديموقراطية ويتماشى مع ما نعتقد انه في مصلحة لبنان وبلدان أخرى في المنطقة».

أمضى الرئيس ميشال سليمان حوالى 80 دقيقة في المكتب البيضاوي، حضر الاجتماع الموسع عن الجانب الأميركي وزير المواصلات راي لحود مدير مكتب الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو ومساعدته لسوريا ولبنان ميغان مكدورمات والسفيرة الاميركية ميشيل سيسون، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الياس المر ووزير الخارجية علي الشامي ووزير الدولة وائل ابو فاعور وفريق عمل الرئيس لا سيما ناجي ابي عاصي والسفير اللبناني انطوان شديد.

الرئيس باراك اوباما تفهّم موقف الرئيس سليمان وتفادى التحدث عن مسار تفاوض لبناني إسرائيلي، تطرّق الى تهريب السلاح وليس الى نزع سلاح حزب الله تحديداً، تجنب التطرق الى دور سوريا في لبنان بل حثها على التفاوض مع إسرائيل. من جهة أخرى كان سليمان يخاطب جماهير كثيرة يرضي فيها كل الاطراف اللبنانية ويطمئن سوريا والبيت الابيض، وصف اسرائيل بـ «العدو» لكن المترجمة اللبنانية لم تذكرها بالانكليزية، كرر ثوابته المعلنة وعبر بصراحة عن مواقفه بوضوح أكثر من آخر لقاء جمعه مع الرئيس الاسبق جورج بوش في البيت الابيض. اللافت ايضاً عدم التطرق الى المحكمة الدولية ولا العلاقات اللبنانية السورية ولا تشكيل الحكومة اللبنانية. وسليمان طلب مساعدات عسكرية ليس فقط لمكافحة الإرهاب بل ايضاً لمواجهة «العدو».

بعد لقاء اوباما في المكتب البيضاوي، التقى سليمان مع نائب الرئيس جو بايدن لحوالى 90 دقيقة، قبل أن يعود الى مقر إقامته ويلتقي في وقت متأخر بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس. وتوجه الرئيس سليمان الى الكونغرس قبل اجتماعه مع اوباما لعقد لقاء مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي استمر 45 دقيقة بحضور النائب الاميركي من اصل لبناني نيك رحال. وقال المتحدث باسم بيلوسي نديم الشامي لـ «السفير» ان مباحثاتها مع سليمان «كانت منتجة» مشيراً الى أنه تم التطرق الى جملة قضايا منها «التعاون بين بلدينا وعملية السلام في الشرق الاوسط وقضايا أخرى تؤثر على الامن الدولي».

كان الوفد اللبناني يميل إلى التكتم نوعاً ما بتعميم رئاسي على ما يبدو، وائل أبو فاعور حصل على رقم الهاتف الخطأ غير المخصص له، ومارون حيمري ظلّ في انضباط بروتوكولي لا يستريح، وابو عاصي مشغول بين هاتفه وجدول أعمال اجتماعات الرئيس. حوالى عشر سيارات رسمية ترافق موكب الرئيس، وحده حيمري يجالس الرئيس على الطريق الى الكونغرس والبيت الابيض، ويتبعه الوفد المرافق.

 

سليمان واوباما: خلافات على القرارات الدولية وتهريب السلاح

نهارنت/ما سمعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في واشنطن من تجديد للدعم الاميركي السياسي والاقتصادي والعسكري، لم يجحب التباينات التي ظهرت بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والاميركي باراك اوباما، بشأن تنفيذ القرار 1701. فسليمان أثار المخاوف من "التهديدات الاسرائيلية" وعدم التزام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701، وردّ اوباما بالاعراب عن المخاوف "بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها الى لبنان والتي قد تكون خطرا محتملا على اسرائيل". وفي ما عدا ذلك، فقد جدد اوباما في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع سليمان بعد اجتماعهما، في البيت الابيض، الالتزام الاميركي لمساعدة "لبنان قوي ومستقل وديموقراطي"، وشدد على ان الصداقة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان مهمة، مشيرا الى ان جزءا من ذلك ناجم عن وجود مليوني اميركي لبناني قدموا مساهمات للحياة في الولايات المتحدة وهم مستمرون في ذلك.

ونوه اوباما ب "عمل استثنائي قام به سليمان في معالجة وضع صعب"، وأكد عزم بلاده على "تقوية القوات المسلحة اللبنانية بحيث تتمكن من المساعدة في تأمين سيادة أراضي لبنان".

واذ دعا الى "ضمان التنفيذ الكامل لقرارات الامم المتحدة التي تساعد في حفظ السلام في المنطقة وتأمين استقرار لبنان"، اشارالى ان التقدم الذي حصل غير كاف، مطالبا بالتوجه الى المفاوضات لايقاف العنف.

واكد اوباما التوافق على ان "القضايا المتعلقة بالسلام في المنطقة مرتبطة بالقضايا الموجودة داخل لبنان، وهكذا فانه بقدر ما نعمل معا على تشجيع الاطراف المعنيين، ليس فقط اسرائيل والفلسطينيين، وانما الاسرائيليين والسوريين مثلا على حوار بناء وعلى أن يحاولوا التفاوض على الطريق المسدود الحالي، يتحسن وضع لبنان، ويتحسن وضع العالم".

وذكر انه يريد توسيع المساعدات الاميركية لتشمل ليس فقط العسكرية منها، بل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.

واشار اوباما الى شجرة أرز لبنانية غرست قبل 30 سنة في الحديقة الجنوبية من البيت الابيض، مضيفا انها "شهادة على وقت عصيب لكل من الولايات المتحدة ولبنان، لكنها ايضا شهادة على حقيقة أننا بقينا محافظين على الامل في المستقبل. تلك الشجرة قوية، انها تنمو، أعتقد انها تمثل الصداقة بين الولايات المتحدة ولبنان، ونستمر في ريّ تلك الشجرة بينما نستمر في تغذية الصداقة بين بلدينا". اما سليمان فاعلن انه طالب أوباما بممارسة مزيد من الضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة وتحديداً قرية الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا. واضاف انه طلب مساعدات عسكرية "تقوي لبنان وتجعله قادرا على التصدي للإرهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو". وتابع سليمان انه طلب أيضا "موقفا سياسيا بدعم لبنان لإيجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حل على حساب لبنان، ونرفض التوطين ونصر على حق العودة للفلسطينيين".

وأعلن سليمان "أن خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة أحيا الأمل بإيجاد حلول لقضايا العالم والشرق الأوسط، مشيراً إلى انه أكّد وأوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على إعادة الحقوق لصاحبها. وأشار سليمان إلى أنه تباحث وأوباما في "موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن"، موضحاً انهما اتفقا "على التعاون في القضايا التي تهم العالم آخدين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي يمثلها". ونقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر الوفد اللبناني، استبعادها ان "يكون رئيس الجمهورية قد اثار في الاجتماع الثنائي مع اوباما مسألة اعتبار القرار 1559 وكأنه نفذ، وفق ما توقع وزير الدولة عدنان السيد حسين، لانه ثمة بند يتعلق بالسلاح الفلسطيني لم ينفذ بعد، ولا يستطيع لبنان ان يقفز فوقه، وبالتالي يطالب بسحبه من التداول في مجلس الامن عبر التقارير الدولية لمنسق الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن". وكان سليمان التقى اوباما في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض في التاسعة مساء الاثنين بتوقيت بيروت، لمدة ثمانين دقيقة، واجتمع الى نائبه جو بايدن لمدة تسعين دقيقة، قبل أن يلتقي في وقت متأخر من ليل الاثنين بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، علما بأنه كان قد استهل لقاءاته بزيارة الكونغرس حيث اجتمع برئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

 

قمة سليمان - أوباما: إتفاق على القيم ·· وخلاف على الأمن والسلاح

اللواء 15/12/09

يمانع من مشاركة أحد وزرائه في الوفد إلى سوريا  

  الملك عبد الله والقادة الخليجيون يجلسون حول طاولة المفاوضات قيل بدء الاجتماعات في قمة الكويت أمس (وكشفت تصريحات الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والاميركي باراك اوباما عن وجود تباين في ما يتعلق بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان والجهات المسؤولة عن خرقه، ففي حين حمل الرئيس اللبناني اسرائيل مسؤولية خرق القرار 1701 والابقاء على حالة القلق والعنف في المنطقة بسبب الاحتلال والتنكر لمتطلبات السلام العادل والشامل، عكس الرئيس اوباما حجم الضغط الذي مارسه اللوبي المتعاطف مع اسرائيل في الكونغرس الاميركي، فاعتبر ان تهريب الاسلحة الى لبنان يهدد امن اسرائيل، كاشفاً انه تحدث مع الرئيس سليمان على ضرورة تطبيق القرارات الدولية مشيراً الى ان التقدم الذي حصل غير كاف، مطالباً بالتوجه الى المفاوضات لايقاف العنف.

وبدا من هذه التصريحات، ان مسألة السلاح ظلت نقطة تباين، خصوصاً وان الرئيس سليمان ابلغ الرئيس الاميركي، وفق معلومات لمصادر الوفد اللبناني المرافق، بأن سلاح <حزب الله> هو شأن داخلي لبناني مطروح على طاولة الحوار، وبالتالي فإن على الاطراف اللبنانية مسؤولية معالجة هذه المسألة بالحوار.

واستبعدت هذه المصادر ان يكون رئيس الجمهورية قد اثار في الاجتماع الثنائي مع الرئيس اوباما مسألة اعتبار القرار 1559 وكأنه نفذ، وفق ما توقع وزير الدولة عدنان السيد حسين، لانه ثمة بند يتعلق بالسلاح الفلسطيني لم ينفذ بعد، ولا يستطيع لبنان ان يقفز فوقه، وبالتالي يطالب بسحبه من التداول في مجلس الامن عبر التقارير الدولية لمنسق الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن. وقال اوباما بعد لقائه الرئيس سليمان انه حدث بعض التقدم في تنفيذ قرار مجلس الامن الذي يحظر شحنات الاسلحة الى لبنان، لكن هناك المزيد الذي يجب عمله. اضاف: اكد الرئيس سليمان مخاوفه فيما يتعلق باسرائيل واني اكدت مخاوف بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها الى لبنان والتي قد تكون خطراً محتملاً على لبنان، معتبراً انه من مصلحة جميع الاطراف المعنية تنفيذ القرار فيما يتعلق بمثل هذا التهريب. غير ان الرئيس الاميركي اعلن ان الولايات المتحدة مقترحة بالمساعدة في تعزيز قدرات القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني. اما الرئيس سليمان فقد لفت إلى انه طلب من أوباما أن يضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وطلب مساعدات عسكرية أميركية لأن المساعدات العسكرية تقوي لبنان وتجعله قادراً على التصدي للارهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم، كذلك طلب موقفاً سياسياً يدعم لبنان لايجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حلاً على حساب لبنان، وأكّد رفض لبنان للتوطين وإصراره على حق عودة الفلسطينيين>.

وأعلن سليمان في المؤتمر الصحفي المشترك في اعقاب محادثاته مع الرئيس أوباما والذي مدد 20 دقيقة إضافية أن خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة أحيا الأمل بإيجاد حلول لقضايا العالم والشرق الأوسط، مشيراً إلى انه أكّد وأوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على إعادة الحقوق لصاحبها، وقال <استعرضنا الوضع اللبناني والتطورات على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، واستمرار إسرائيل تهديدها للبنان ما يعق تقدم اقتصادنا>.

وأشار الرئيس سليمان إلى أنه تباحث وأوباما في <موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن>، موضحاً انهما اتفقا <على التعاون في القضايا التي تهم العالم آخدين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي يمثلها>.

وتحدث الرئيس عمّا يجمع لبنان بالولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود اميركيين من أصل لبناني، بالإضافة إلى الديمقراطية ونبذ التعصب والطائفية، مذكراً بأن <لبنان دفع كثيراً في سبيل المحافظة على هذه القيم>. وكان الرئيس سليمان قد استهل يومه الثاني في واشنطن بزيارة مبنى الكابيتول حيث اجتمع مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بعدما تحادث مع عدد من النواب والشيوخ الأميركيين في مقر اقامته في واشنطن على ترويقة عمل، كما اجتمع بوزير النقل من أصل لبناني راي لحود.

حفاوة سعودية بالحريري الى ذلك أثارت الحفاوة التي أحاطت بها القيادة السعودية الرئيس الحريري خلال زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية اهتماماً سياسياً ودبلوماسياً محلياً وخارجياً، نظراً لأهمية الرسائل التي تعمّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز توجيهها الى أكثرمن طرف، من خلال إبراز احتضانه للرئيس الحريري.

وتوقعت مصادر مقرّبة من أجواء المحادثات أن تبادر المملكة الى تجديد دعمها للبنان على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعمل على تسريع خطوات التقارب بين بيروت ودمشق. وأشارت هذه المصادر الى أهمية حضور الرئيس الحريري الاحتفال الشعبي الكبير الذي دعا إليه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز والذي حرص على توجيه تحية خاصة للرئيس الشاب، في إطار التأكيد على دعم المملكة للحكومة اللبنانية ورئيسها.

وشدد الرئيس الحريري، في حديث الى صحيفة <عكاظ> السعودية على أن اختياره للسعودية كأول محطة في زياراته الخارجية، بعد نيل حكومته الثقة <يعكس ما يربطه شخصياً ويربط شعب لبنان بخادم الحرمين الشريفين الذي وقف دائماً الى جانب لبنان وقضاياه>، مؤكداً أن المملكة لم تضع شروطاً لدعم لبنان، كما أنها لم تتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية اللبنانية، وأن الملك عبد الله كان وسيبقى خير نصير لعروبة لبنان وسيادته واستقلاله.

وقال إن خادم الحرمين الشريفين كان دائماً في طليعة المدافعين عن قضايا العرب والمسلمين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق شعبها في إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق مبادرة السلام العربية التي تقدم بها الملك عبد الله وأجمع عليها العرب منذ قمتهم في بيروت في العام 2002.

وعبّر الرئيس الحريري عن تضامنه الكامل مع المملكة في وجه أي محاولة للاعتداء على أراضيها من قبل المتمردين الحوثيين والتي صدّتها القوات السعودية بنجاح واستبسال، كما أشار الى تضامن الشعب اللبناني مع الشعب اليمني الشقيق في وجه الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها من حفنة من الخارجين عن القانون وعن دولتهم، حسبما نقلت <عكاظ> عن الرئيس الحريري الذي اوضح انه اكد لخادم الحرمين الشريفين ان لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤوليته الكاملة في جهود التقارب العربي في مواجهة الاخطار الاقليمية الداهمة وفي اعادة بناء منظومة المصالح العربية بصفته رائداً من رواد العروبة الحديثة، لافتا الى ان <العروبة تشكل دائما خطا منيعا للدفاع عن لبنان واستقلاله وسيادته>.

وتلقى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا، امس، من الرئيس المصري حسني مبارك هنأه فيه بنيل الحكومة الثقة، وآخر من البطريرك الماروني نصر الله صفير، كما تلقى رسالة تهنئة من رئيس حكومة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين اكد فيها استعداده للتعاون لتنمية العلاقات الروسية - اللبنانية في كافة المجالات.

ويتوجه الحريري اليوم الى العاصمة الدانمركية كوبنهاغن للمشاركة في قمة الامم المتحدة حول التغيير المناخي،، على رأس وفد وزاري ورسمي يضم وزراء الصحة محمد جواد خليف والطاقة جبران باسيل والمال ريا الحسن والبيئة محمد رحال.

وذكرت معلومات رسمية ان الرئيس الحريري سيلتقي خلال مكوثه في كوبنهاغن والذي يستمر يومين، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ورئيس وزراء اليونان جورجيو باباندريو ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اضافة الى عدد من رؤساء الوفود والمسؤولين الدوليين المشاركين في المؤتمر، حيث سيكون للرئيس الحريري كلمة يقدم فيها موقف الحكومة اللبنانية من مسألة التغيير المناخي.

الى ذلك، اكدت مصادر رئيس الحكومة ان موعد زيارته الى دمشق لم يحدد بعد، مشيرة الى ان اجندة تحركاته الخارجية لا تتضمن حتى الآن سوى المشاركة في قمة كوبنهاغن، وجاء هذا الكلام بمثابة رد غير مباشرة على المعلومات التي كانت تحدثت ان موعد الزيارة كان حدد الاثنين، وانها ارجئت بسبب وفاة شقيق الرئيس السوري مجد حافظ الاسد.

غير ان مصادر مطلعة اكدت ان زيارة الحريري الى دمشق واردة حتما قبل نهاية السنة الحالية.

خلوة الاسد - عون تجدر الاشارة الى ان وفاة شقيق الرئيس السوري فتحت الباب امام المزيد من المعزين اللبنانيين، حيث شارك امس عدد كبير منهم في التعزية في القرداحة، وابرزهم الوزيران زياد بارود ممثلاً الرئيس ميشال سليمان الذي اتصل بالأسد من واشنطن معزياً، ومحمد الصفدي ممثلاً الرئيس الحريري، والرئيس عمر كرامي ورئيس تكتل <الإصلاح والتغيير> العماد ميشال عون على رأس وفد ضم الوزيرين جبران باسيل وابراهام دده يان والنائبين عباس الهاشم وزياد أسود.

وذكرت معلومات أكدها تلفزيونOTV ان خلوة عقدت على هامش تقديم التعازي بين الرئيس الأسد والعماد عون شارك فيها الوزير باسيل والمستشارة السياسية بثينة شعبان دامت 40 دقيقة، غادر بعدها عون عائداً إلى بيروت.

أما رئيس المجلس نبيه بري الذي كان شارك في التشييع أمس الأول، فقد عاد إلى بيروت، ورعى أمس حفل إطلاق مجلدي <دائرة المصارف الاسلامية>، مؤكداً ان لبنان <دخل حالة من الإستقرار التي تعزز كافة مجالات التقدم>. وقال ان حملات التهويل الإسرائيلية على لبنان، والتي سبقتها سلسلة مناورات حربية، بالإضافة إلى الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة، والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية إلى واشنطن، ومنها الضغوط على عدم تسليح الجيش من الكونغرس لن تؤدي إلى تخلي لبنان عن المقاومة وسلاحها، لأنها حاجة طالماً استمر الإحتلال والخروقات والتهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى القوة ضد لبنان>.

جعجع من جهته، خالف رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع موقف نائبه النائب جورج عدوان من مسألة استعداد<القوات> لتعزية الرئيس السوري، وأبلغ وكالة الأنباء <المركزية> أنه من غير الوارد والمطروح زيارة دمشق لتقديم واجب التعزية للقيادة السورية، خصوصاً وان لا علاقات مباشرة بين <القوات> والقيادة السورية الحالية، لكنه اعتبر أنه في حال استدعي تشكيل الوفد المرافق للرئيس الحريري وجود وزير قواتي نسبة إلى وزارته فلا مانع. وشدد على ان الزيارة بالنسبة إلى <القوات> غير مطروحة وحتى لا للتعزية ولا لغيرها. وأشار الى ان الإستنابات القضائية السورية سياسية بإمتياز، لافتاً إلى أنه من المستحيل أن تمر هذه الإستنابات دون موافقة القرار السياسي.

وقال أن المسؤولين السعوديين يبذلون جهوداً جبارة لتطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، غير أن الأجواء لا توحي بذلك، لأن سوريا ماضية في الهروب إلى الأمام>.

 

توّج زيارته الى واشنطن بلقاء مع الرئيس الأميركي مُدّد 20 دقيقة

سليمان: التهديدات الاسرائيلية تعيق نمو لبنان ونصرّ على رفض التوطين

أوباما: تهريب السلاح الى لبنان يهدد أمن اسرائيل والتقدم فيه غير كافٍ  

اللواء 15/12/09

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إصرار لبنان على حق العودة للفلسطينيين ورفض توطينهم في لبنان، مطالباً الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر وتطبيق القرار 1701·بدوره أكد الرئيس الأميركي أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الأمنية والجيش اللبناني، معتبراً أن تهريب السلاح الى لبنان يهدد أمن اسرائيل، لافتاً الى حصول تقدم في هذا المجال لكنه تقدم غير كافٍ·توّج الرئيس سليمان زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية بلقاء قمة مطوّل عقده مع نظيره الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض مُدّد وقته 20 دقيقة عما كان مقرراً· وفي ختام المباحثات عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً تحدث في بدايته الرئيس سليمان فقال: ما يجمعنا بالرئيس اوباما هي سياسة الانفتاح وسياسة الحوار واذا كان انتخابه شكل علامة فارقة في الديمقراطية في العالم فإن خطابه في القاهرة أحيا الامل بإيجاد حلول للمناطق، للقضايا الشائكة في دول العالم، وكذلك الامر نيله جائزة نوبل للسلام، بعثت ايضاً الرجاء في دول الشرق الاوسط والدول الاسلامية والعربية لايجاد حل سلمي لقضية الشر ق الاوسط يعيد الحقوق لاصحابها ويؤمن الانسحاب من الاراضي المحتلة ويعطي حق العودة للاجئين الفلسطينيين·

واضاف: اكدنا على تعلقنا ودعمنا للمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت في العام 2002 واعيد التأكيد عليها في مؤتمر الدوحة في مطلع العام 2009·

وهذه المبادرة نصت على إعادة الحقوق ايضاً لاصحابها· وتابع: كما استعرضنا الوضع في لبنان والاستقرار الذي تحقق في ربوعه خلال السنة الماضية وهذا العام على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية ايضاً، في حين تستمر <اسرائيل> بإطلاق التهديدات ضد لبنان مما يعيق النمو للاقتصاد اللبناني وطلبنا من فخامة الرئيس اوباما ان يمارس ضغطاً على <اسرائيل> لتنفيذ القرار 1701 وتنفيذ الانسحابات من قرية الغجر ومن تلال كفرشوبا ومزارع شبعا·

وقال: كذلك الامر، تحدثنا في موضوع العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة وان لبنان يجمعه مع الولايات المتحدة اولاً، الاميركيين من اصل لبناني الذين يلعبون دوراً مهماً في الولايات المتحدة وثانيا، نشارك شعب الولايات المتحدة في القيم الانسانية - الحضارية التي يعتنقها لبنان واعني بهذه القيم، الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة ونبذ التعصب والطائفية ومحاربة الارهاب·واستدرك بالقول: ولكن لبنان دفع كثيرا من التضحيات في سبيل المحافة على هذه القيم، دفع من دماء ابنائه ودفع من اقتصاده ومن هجرة شبابه الى الخارج· وهنا، نطلب مساعدة الولايات المتحدة على عدّة مستويات، فالمساعدات العسكرية تؤمن للبنان جيشاً قويا وقوى امن قادرة اولا، للدفاع عن لبنان ضد العدو وهجماته·

وثانياً، للتصدي للارهاب الذي يشكل خطرا ليس على لبنان فقط، بل على الانسانية جمعاء، كذلك الامر، المساعدات الاقتصادية التي تتيح للبنان نموا اقتصاديا والتي تحقق العدالة الاجتماعية وترفع الظلم، والظلم الذي يتخذه الارهابيون ذريعة لتعبئة النفوس·

اضاف: كما نطلب موقفا سياسيا من الولايات المتحدة داعما للبنان، لدى ايجاد الحلول السلمية حتى لا يأتي اي حل على حساب لبنان، ومع تأكيدنا اننا نرفض التوطين ونصر على حق العودة للاجئين الفلسطينيين لان الدستور اللبناني والمبادرة العربية للسلام اشارا بعدم قبول التوطين في الدول التي دستورها وقوانينها تمنع ذلك· والأمر الأخير الذي تباحثنا به هو موضوع انتسابنا لمجلس الأمن في بداية العام 2010 والعام 2011، وقد اتفقنا على آلية للتعاون والتنسيق في القضايا التي تهم العالم، متخذين بذلك مصلحة لبنان أولاً وتمثيلنا لرأي وموقف الجامعة العربية، والمصلحة الإنسانية العامة، لعله نستطيع من موقعنا في هذه العضوية أن نساهم في إيجاد حلول للقضايا الشائكة في العالم وبخاصة قضية الشرق الأوسط·

بدوره، رحب الرئيس الأميركي أوباما بالضيف اللبناني ثم تلت المترجمة كلمة مكتوبة بالعربية جاء فيها: <ارحب برئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال سليمان وبالوفد المرافق له، هذه الزيارة الممتازة التي عقدناها، فهذا كان اجتماعاً مهماً لا سيما أن يرتقي إلى أهمية العلاقات الأميركية - اللبنانية، فهي مهمة أيضاً وهي إشارة إلى الصداقة القوية بين البلدين، لا سيما ان هنالك مليوني أميركي من اصل لبناني يساهمون اسهاماً رائعاً في الولايات المتحدة· ولبنان دولة مهمة في منطقة مهمة ونحن ملتزمون بأن نرى لبنان قوياً، ديمقراطياً يتمتع بالسيادة والاستقلال، وايضاً لقد تحدثنا في المواضيع الهامّة لا سيما انني اشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي شريك في مسار تعزيز قدرات القوات الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني من أجل ان يعزز لبنان سيادته ونريد أيضاً ان نرى تنفيذاً وتدعيماً لتنفيذ القرارات الاممية التي تجلب السلام وتحقق السلام في المنطقة من أجل تأكيد ان يتمتع لبنان بالاستقرار·

وتوافقنا سوياً بأن السلام في الشرق الأوسط هو من القضايا المهمة أيضاً، والتي هي مهمة في داخل لبنان كذلك، وسنستمر بفعل كل ما بوسعنا لنشجع الأطراف المعنيين ونشجع الاسرائيليين والفلسطينيين والإسرائيليين والسوريين على الاستمرار بالحوار البناء من أجل الخروج من الطريق المسدود والتوصل إلى تحقق الأهداف·

وسنستمر بمساعدة لبنان ليس فقط على الصعيد الأمني وإنما على الأصعدة الأخرى فكما ذكرت في كلمتي في أوسلو مؤخراً، في إطار السلام هناك أيضاً نواح أخرى بذات الأهمية منها الفرص الإقتصادية وتحقيق العدالة ومساعدة المجتمع المدني وأيضاً تدعيم فرص التربية والتعليم وكله من شأنه تأمين الفرص لجميع اللبنانيين·وختاماً، أشير إلى أنه هنا في حديقة للبيت الأبيض هناك شجرة أرز من لبنان، وقد زرعت منذ الكثير من السنين وزرعت في أوقات كان يمر فيها البلدان في ظروف صعبة، وذلك نحن نبقى على أن نروي هذه الأرزة فإذا نرويها نحن أيضاً نروي العلاقة والصداقة الطيبة بين البلدين ونحن سنستمر في تعزيز هذه الصداقة وشكراً·

 

عقد ونظيره مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض

سليمان: طلبنا مساعدات عسكرية أميركية للتصدّي للارهاب

إستمرار اسرائيل بتهديدها للبنان يُعيق تقدّم اقتصاده

أوباما: تهريب الأسلحة الى لبنان يهدّد أمن اسرائيل

وكالات/اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه «طلب من اوباما ان يضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الامنية اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أنه سيفعل ما بوسعه لتعزيز السلام وأنه يسعى لتدعيم القرارات الدولية بما خص السلام في الشرق الاوسط.واشار اوباما الى أن تهريب الأسلحة الى لبنان يهدّد أمن اسرائيل .

عقد الرئيسان سليمان واوباما مؤتمرا صحافيا مشتركاً في البيت الابيض بعد لقاء جمعهما واستمر نحو ثلث ساعة تقريباً، فقال سليمان : «طلبنا مساعدات عسكرية اميركية لان المساعدات العسكرية تقوي لبنان وتجعله قادرا على التصدي للارهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم، كذلك طلب موقفا سياسيا يدعم لبنان لايجاد الحلول السلمية كي لا ياتي حلا على حساب لبنان، وأكد رفض لبنان للتوطين واصراره على حق عودة الفلسطينيين».

ولفت الى ان «استمرار اسرائيل بتهديدها للبنان يعيق تقدم اقتصاده». وأشار الى أنه تباحث واوباما في «موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن»، موضحا أنهما اتفقا «على التعاون في القضايا التي تهم العالم اخذين مصلحة لبنان اولا وموقف الجامعة العربية التي يمثلها». واشار الى أن خطاب الرئيس الاميركي في القاهرة احيا الامل بايجاد حلول لقضايا العالم والشرق الاوسط، مشيرا الى انه اكد واوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على اعادة الحقوق لاصحابها، وقال «استعرضنا الوضع اللبناني والتطورات على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، واستمرار اسرائيل تهديدها للبنان ما يعيق تقدم اقتصادنا». وتحدث الرئيس عن ما يجمع لبنان بالولايات المتحدة، مشيرا الى وجود اميركيين من اصل لبناني، بالاضافة الى الديمقراطية ونبذ التعصب والطائفية، مذكرا أن «لبنان دفع كثيرا في سبيل المحافظة على هذه القيم».

اوباما

وأشار اوباما الى أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الامنية اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أنه سيفعل ما بوسعه لتعزيز السلام وأنه يسعى لتدعيم القرارات الدولية بما خص السلام في الشرق الاوسط. ولفت الى أن السلام هو من القضايا المهمة في المنطقة وداخل لبنان ايضا، معتبرا أن تهريب الاسلحة الى لبنان يهدد امن اسرائيل، لافتا الى حصول تقدم في هذا المجال انما غير كاف. واوضح اوباما انه تحدث والرئيس سليمان في ضرورة تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701، مشددا على ضرورة الذهاب نحو المفاوضات لايقاف العنف.

واشار الرئيس الاميركي الى وجود شجرة ارز في حديقة البيت الابيض، وقال يجب ان ننميها ونقويها ونحافظ عليها كالعلاقات مع لبنان.

 

مرصد ليبانون فايلز سليمان ينهي اليوم زيارته لواشنطن ويعود الى بيروت غدا 

من المقرر ان ينهي رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته اليوم الى الولايات المتحدة الاميركية على ان يعود الى بيروت غدا.

 

 مرصد ليبانون فايلز/خاص: خلوة بين الرئيسين الاسد ولحود 

علم موقعنا أن خلوة جمعت الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس السابق اميل لحود استمرت ساعة من الوقت عى هامش تقديم الرئيس لحود واجب العزاء بشقيق الرئيس الاسد.

وعلم موقعنا أن لحود زار القرداحة اليوم يرافقه النائب اميل رحمة والوزير السابق وديع الخازن والقاضي سليم جريصاتي وقائد الحرس الجمهوري السابق العميد مصطفى حمدان، معزيا الرئيس الاسد وشقيقه العميد ماهر الاسد. وعُلم أن الخلوة بين الرئيسين شهدات بحثا في الشؤون الاقليمية وفي العلاقات بين البلدين.

 

مرصد ليبانون فايلز/لقطات على هامش زيارة سليمان الى الولايات المتحدة الأميركيّة 

- بلغ عدد أعضاء الوفد المرافق نحو أربعين شخصاً. (وفد وزاري وإداري وأمني، بينما غاب حضور الصحافيين اللبنانيين من المحطات الخاصة، لأن الرئيس يكتفي فقط بالإعلام الرسمي).

-  ترافقت الزيارة مع تدابير أمنيّة نفذتها العناصر الأمنيّة الأميركيّة كما جرت العادة لدى زيارة رؤساء الدول إلى الولايات المتحدة.

- حطت طائرة الرئيس في مطار "أندروز" بعد رحلة مباشرة طويلة من لبنان إلى الولايات المتحدة من دون توقف.

-  بعد مشاركته في القداس مع اللبنانيين يوم الأحد إنتظر جمع الحاضرين أن يلقي الرئيس سليمان كلمة في المناسبة إلا أنه غادر من دون أن يتحدث بل اكتفى بمصافحة الحضور.

 

 مرصد ليبانون فايلز/رسالة الإستنابات السوريّة 

قال سياسي لبناني بأن سوريا استبقت زيارة الرئيس سعد الحريري اليها بتحديدها أسماء الشخصيات التي لا رغبة لها باستقبالهم في وفده، وذلك من خلال الإستنابات القضائيّة التي برزت قبيل الزيارة.

 

مرصد ليبانون فايلز/كما في لبنان كذلك في أميركا: السلاح أولاً 

يواصل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان زيارته الى الولايات المتحدة الأميركيّة، وهو التقى يوم أمس الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث بدا واضحاً من تصاريح الرئيسين أنّ الشقّ الامني سيطر على المباحثات بينهما، وخصوصاً ما يتعلّق بالسلاح، سواء كان السلاح الذي يطلب لبنان تأمينه للجيش اللبناني، أو السلاح الذي تشكو إدارة أوباما من تهريبه الى حزب الله. وإذا كان خطاب أوباما أقل هدوءاً من خطاب سلفه الرئيس جورج بوش حيال لبنان، فإنّ المضمون لا يحمل اختلافاً كبيراً لجهّة الإصرار على حماية الحدود اللبنانيّة مع إسرائيل. على صعيدٍ آخر، أنقذت وفاة شقيق الرئيس السوري بشّار الأسد أصحاب التوقّعات بشأن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق، فحسم أمر تأجيل الزيارة الى ما بعد مشاركة الحريري في مؤتمر كوبنهاغن، في ظلّ قلّة التسريبات عن موعد الزيارة والشكل الذي ستتّخذه لجهة ترؤس الحريري لوفدٍ وزاري أم برفقة المستشارين حصراً. علماً أنّ المعلومات المتوفّرة تشير الى أنّ الزيارة لن تتمّ خلال الأسبوع الجاري، والى أنّ الحريري سينتقل الى سوريا جوّاً لا برّاً.

 

مقاومته تقصف جيشه وشعبه

يقال نت/الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009

شهدت مدينة بعلبك عند الواحدة والنصف من ظهر أمس اشتباكا مسلحا بين عائلتي جعفر ووهبي في محلة الشراونة عند مدخل بعلبك الشمالي. واستمر الإشكال لأكثر من نصف ساعة استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. واستطاعت وحدات الجيش المنتشرة في المحلة، بمؤازرة قوة إضافية، من وقف الاشتباك بعد ان استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وسيرت قوات الجيش دوريات في محيط الاشتباك وأقامت حواجز ثابتة ومتنقلة في معظم أحياء مدينة بعلبك. وأدت الاشتباكات إلى إصابة منزل المواطن غازي الفيتروني بقذيفة صاروخية أحدثت أضرارا داخل المنزل، كما وقعت شظايا قذيفة في منزل المواطن محمد حسن صلح ولم تحدث أضرارا.

وتزامن الاشتباك مع خروج طلاب المدارس مما أثار الرعب والخوف عند الطلاب وأهاليهم، كما أفرغ الحادث سوق المدينة من رواده لتحوله إلى ما يشبه حالة حظر التجول.

وحصل الإشكال على خلفية مقتل أحد أفراد عائلة وهبي منذ اسبوعين بعدما صدمه أحد اقارب عائلة جعفر «المصري»، حيث تمت المصالحة وفق اتفاق نص على ضرورة ترك المتسبب بحادث الصدم وبالتالي الوفاة الحي، إلا أن الأخير (أي الصادم) أخلَّ بالاتفاق وظهر بشكل عادي في المكان وبالقرب من منزل الضحية بالتحديد، حسبما نقل عن عائلة وهبي. وأكدت مصادر العائلة، عائلة وهبي، أن شرارة الإشكال اندلعت مع الصادم مباشر

ولم تقدم الأجهزة الأمنية أي تفسير عن مصادر الأسلحة الصاروخية التي جرى استعمالها في هذا الإشكال ،فيما أكدت مصادر في المنطقة أن هذا السلاح هو جزء لا يتجزا من منظومة سلاح ...المقاومة وكان جدال سياسي كبير قد شهده لبنان على خلفية إصرار "حزب الله"على إيراد عبارة في الفقرة السادسة في البيان الوزاري حول عبارة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته،الأمر الذي عد تكريسا لوجود السلاح حيث يشاء حزب الله

 

الريس: الظروف غير مؤاتية لزيارة جنبلاط إلى دمشق

لبنان الآن/الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

شدد مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريس على أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان أينما ذهب يعبر عن رأي كل اللبنانيين ويعبر عن وجهة نظر لبنان"، معتبراً أن "الإنتقادات التي طاولته من قبل البعض لم تكن في محلها". الريس وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" أضاف: "يبقى أن نرى إلتزام الإدارة الأميركية بوعودها تجاه لبنان والمتعلقة بتطوير القوات المسلحة وتحسين وضع الجيش اللبناني"، مؤكداً أن "النقاط التي تم طرحها في لقاء سليمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هي في غاية الإيجابية ومهمة".

هذا وأشار الريس إلى أنه "بحكم الواقع والعلاقات القائمة بين لبنان وسوريا، من الطبيعي أن تحصل زيارات بعض المسؤولين اللبنانيين لتعزية الرئيس السوري بشار الأسد  بوفاة شقيقه"، موضحاً أن "رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أرسل برقية تعزية الى الرئيس السوري، إلا أن الظروف غير مؤاتية حتى الساعة لكي يقوم النائب جنبلاط بزيارة إلى سوريا، وكنا قد أكدنا أن أي زيارة لن تأتي قبل زيارة الحريري إلى دمشق". وختم معتبراً أن "الإستنابات القضائية السورية لن تؤثر على مسار العلاقة بين لبنان وسوريا".

 

ممثل الحزب الإشتراكي في الجامعة اللبنانية–الأميركية أمام التحقيق 

موقع 14 آذار/  ١٥ كانون الاول ٢٠٠٩

  ذكرت مصادر أمنية ان رامي سلمان ممثل الحزب الإشتراكي في الجامعة اللبنانية – الأميركية سلم نفسه عند العاشرة من قبل ظهر الثلثاء الى فصيلة حبيش للتحقيق معه في الشكوى المقدمة من قبل سبعة طلاب في الجامعة نفسها بتهمة محاولة القتل في ضوء الإشكال الذي تطور إثر الإنتخابات الطالبية في الجامعة. هذا ويستمع الضابط المسؤول لإفادته بناء لإشارة النيابة العامة في بيروت ليبني على نتائج التحقيق المقتضى القانوني.

 

"القبس": معلومات عن دعوة نصرالله الى السعودية 

14 موقع 14 آذار/١٥ كانون الاول ٢٠٠٩

أوردت صحيفة "القبس" الكويتية معلومات عن اتجاه تبلور أخيراً، وخلال زيارة مسؤول سعودي بارز لبيروت، لدعوة الأمين العام لــ"حزب الله" حسن نصرالله لزيارة الرياض، بعد ان يكون رئيس الحكومة سعد الحريري قد دشن حقبة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، بلقائه الرئيس السوري بشار الاسد في قصر الشعب في دمشق.

 

 صحيفة ألبانية معارضة تتحدث عن صفقة سلاح أوكرانية لحزب الله

الشرق الاوسط/نفت مصادر ألبانية وبلقانية علمها بنبأ إيصال أسلحة من أوكرانيا إلى حزب الله عبر ألبانيا، لا سيما أن النبأ انفردت به صحيفة ألبانية معارضة، هي «غازيت تيما» ونشرته في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال الباحث في الشؤون العسكرية سالي كريمي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «الخبر انفردت به صحيفة (غازيت تيما) ولم تتحدث عن هذا الأمر صحف ألبانيا الأخرى أو أي صحف أخرى في المنطقة، وإن اكتفت بعض المواقع الإلكترونية بنقل الخبر كما جاء في الصحيفة الألبانية المعارضة دون تعليق، كما لم يثر أي ردود أفعال معلنة». واستبعد كريمي أن «تتورط حكومة تيرانا في صفقات كهذه لأن الثمن سيكون غاليا بلا شك» وأشار إلى أن ألبانيا نأت بنفسها في عهد رئيس الوزراء الحالي صالح بيريشا عما يمثل خطا أحمر في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهي الساعية للانضمام للشراكة الأورو ـ أطلسية، وبالتالي لن تقدم على مثل هذه الخطوة لاسيما أن علاقة ألبانيا بإيران ليست بتلك القوة التي تدفع تيرانا للمجازفة بمصالحها.

وكانت الصحيفة المعارضة المذكورة قد أشارت إلى تورط الحكومة الألبانية، بتسهيل مرور شحنة الأسلحة الأوكرانية المزعومة إلى حزب الله عبر الموانئ الألبانية. وقال كريمي «كان بإمكان أوكرانيا لو أرادت، أن ترسل الأسلحة إلى إيران مباشرة، خاصة أن البواخر الأوكرانية ليست محل شبهة من قبل حلف شمال الأطلسي وهو المصدر الرئيسي لمشتريات أوكرانيا من الأسلحة».

تجدر الإشارة إلى أن الصحيفة الألبانية المعارضة، ذكرت أن صواريخ من نوع «سي 18» و«سي 16» اشترتها ألبانيا بأموال إيرانية لصالح حزب الله ومنظمة الجهاد الإسلامي، تم نقلها عبر شركة «أوف شور» في بيروت. وشكك كريمي في وجود شركة بهذا الاسم في لبنان يمكنها التعامل مع حزب الله، وفي الوقت نفسه التعامل مع أطراف غربية. مشيرا إلى وجود مراقبين غربيين في موانئ ومطارات ألبانيا ولا سيما الاستخبارات الأوروبية، (يورو بول، والسي آي إيه الأميركية) لأغراض محاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة.

 

النائب عماد الحوت

 kataeb.org : وثيقة حزب الله أكدت على مفهوم ولاية الفقيه ولن تستمر مقاومة اذا كان شعبها غير موافق وداعم لها وإلغاء الطائفية السياسية غير ممكن حالياً ويتطلب موافقة الجميع من دون استثناء وأشار نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت الى ان الامتناع عن التصويت لاعطاء الثقة للحكومة لم يكن موجهاً ضد رئيسها سعد الحريري انما يعود لسببين : الاول رفض للاعراف التي تخالف الدستور بفعل تكريسها من قبل البعض اثناء تشكيل الحكومات ومنها تسمية بعض الفرقاء لوزرائهم والاعلان عن هذه الاسماء قبل ان يتشاور رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية وغيرها من الاعراف التي رافقت عملية التأليف ، والسبب الثاني هو التصريحات التي صدرت من بعض الزملاء أثناء مناقشة البيان الوزاري بأن هذا الشكل من الحكومات الذي يضّم كل الفرقاء السياسيين سوف يُطبّق من الان فصاعداً على كل الحكومات في المستقبل وهذا بحّد ذاته مخالف للنظام الديموقراطي اللبناني .

وقال النائب الحوت في حديث الى kataeb.org : " نحن اليوم في ظرف استثنائي إستدعى حكومة استثنائية ضمّت جميع الفرقاء ، ولكي لا يصبح الاستثناء هو الاصل رأينا انه من المناسب ان يُخرق الاجماع أثناء التصويت في المجلس النيابي بالامتناع عن إعطاء الرأي حتى لا يقال ان المجلس النيابي أجمع على هذه الالية من خلال تصويت كل اعضائه واعطائهم الثقة للحكومة ، لذلك امتنعنا عن التصويت ولم نحجب الثقة حتى نكسر الاجماع فيبقى الاستثناء استثناءً ولا يتحول الى قاعدة" .

وامل الحوت ان تنجح الحكومة في مهامها وقال " سأكون من الداعمين لها الى اقصى الحدود لكن وجود التناقضات في حكومة واحدة يجعلنا دائماً في حالة الترقب "، متمنياً ان يعمل جميع الفرقاء في اتجاه واحد وهو العمل كفريق مشترك متعادل داخل الحكومة الواحدة ، وشدد على ضرورة ان يخرج كل وزير من انتمائه السياسي ويعمل لاجل لبنان الموحّد ، لكنه ابدى تخوفاً من عدم الاتفاق على رؤية مشتركة للبلد ، لافتاً الى وجود بنود تتعلق بهموم المواطن وهي النقطة المشتركة الوحيدة الان بين القوى السياسية.

وحول رؤيته لوثيقة حزب الله قال الحوت " في اعتقادي ان الوثيقة لم تأت بشيء جديد بل قدمت القديم في صورة جديدة ، فأكدت على مفهوم ولاية الفقيه بالمفهوم العام وهذا ما يجعل لحزب الله اتجاهان : الاول للبنان والداخل اللبناني والثاني للمرجعية الدينية التي تطال الجانب السياسي بحكم تعريف ولاية الفقيه "، وأشار الى وجود نقطة ضعف في الوثيقة تتعلق بموضوع المقاومة اذ حُسم الكلام عن هذا الموضوع في اتجاهين : الاول ان المقاومة كيان موجود وعلينا البحث عن طريقة للتنسيق بينها وبين الدولة وكأنها شيء خارج عن الدولة وهذا أمر مضّر بالمقاومة ، وتابع الحوت " كما ان هناك نقطة ضعف ثانية وهي الكلام عن إجماع اللبنانين حول المقاومة وهذا أمر غير صحيح لان ليس هنالك من مقاومة تستطيع الاستمرار اذا كان شعبها غير موافق وداعم لها ، وبالتالي هناك حاجة لاعادة النظر في إجماع اللبنانيين حول المقاومة من خلال إدراجها ضمن الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية وليس ان يكون هناك استراتيجيتان دفاعيتان واحدة للدولة واخرى للمقاومة .

وابدى الحوت تخوفه من بقاء سلاح حزب الله لانه سيزيد الهواجس لدى العديد من الفرقاء اللبنانيين وهذا في حدّ ذاته عامل عدم استقرار ، داعياً الى الخروج من حصرية المقاومة ضمن فربق حزب الله وإيجاد صيغة يشارك فيها كل اللبنانيين وتكون برعاية الدولة حتى يشعر كل مواطن انه معني يهذه المقاومة ولا تشكّل اي خطر عليه .

ورداً على سؤال حول تاييده لالغاء الطائفية السياسية ، قال النائب الحوت " أؤيد إلغاء الطائفية السياسية لكني مقتنع ان عملية الالغاء غير ممكنة اليوم بسبب الظروف الصعبة التي يمّر بها لبنان خصوصاً وان هذه العملية تحتاج الى حوار معمّق بين اللبنانيين كي يقتنعوا بها ، وفي حال اصبحنا حاضرين لالغاء الطائفية السياسية من دون استثناء احد عندها نستطيع إلغاءها لكن علينا اليوم البدء بالحوار ولندعه يأخذ وقته المطلوب وعندما نشعر ان لحظة القناعة بالالغاء قد حانت عندها نقوم بإلغاء الطائفية السياسية . وعن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا ، قال الحوت " اراها زيارة رجل دولة الى دولة وبالتالي الرئيس الحريري اليوم يفتح الباب امام تحسين العلاقات اللبنانية – السورية في شكل رسمي ومن دولة الى دولة ، وسيقوم بحمل عناوين بعض الملفات خلال الزيارة لكنه لن يدخل في التفاصيل لانها سوف ُتحال الى لقاءات اخرى ، مشيراً الى ان الزيارة حاجة للبلدين كي تتحسن العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل وتحقيق مصلحة البلدين وليس تحقيق مصلحة بلد من دون الاخر .

ورأى الحوت ان الحدود السورية هي الوحيدة المفتوحة امام لبنان وقال " امامنا البحر والاحتلال الاسرائيلي وليس لدينا الا سوريا كتواصل برّي وهنالك تمازج بين الشعبين وواقع حقيقي يقول أن لبنان ليس مستقراً بعد وبالتالي لا نستطيع ان ننتقل من صيغة الوجود السوري في لبنان الى صيغة استقلالية القرار والى صيغة النديّة الكاملة ، وهذا شيء يحتاج الى المزيد من الوقت حتى يتعافى لبنان من واقعه المنقسم على ذاته ، مشدداً على ضرورة ان تكون العلاقة بين لبنان وسوريا قائمة على دولتين وليس علاقة بين قوى سياسية ودولة ، وتابع " نحن كجماعة اسلامية لم نأخذ موقفاً عدائياً بالمطلق من سوريا بل تركنا موضوع الاغتيالات الى نتائج تحقيق المحكمة الدولية ، ونعتقد انه من مصلحة لبنان الابتعاد عن التشنج مع سوريا بسبب وجود المصالح المشتركة ، لكن نشدد دائماً على إطار احترام سيادة البلدين واستقلالية كل دولة ضمن التضامن العربي المشترك ، نافياً وجود اي علاقة رسمية حالياً بين الجماعة الاسلامية والسوريين ، وختم بالقول " نحن من دعاة ان تقوم العلاقة بين دولة ودولة ومن الممكن ان نقوم بعلاقة مع احزاب ليس أكثر ".

 

جنبلاط يضع بشار الأسد في مصاف عقلاء الأمة

 الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009 00:21

يقال نت/حيّا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "العقّال في الامة العربية مثل  (العاهل السعودي) الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس (السوري) بشار الاسد اللذين التقيا لمصلحة الامة العربية"، مشددا على "ان العدو هو اسرائيل". جاء كلامه لدى قيامه ورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان بزيارة مشتركة لاهل خلدة (عرب خلدة) حيث قدما واجب التعزية بوفاة الشيخ حمد موسى غصن في دارته في خلدة، بمشاركة الوزيرين غازي العريضي واكرم شهيب وعدد من المسؤولين في الحزبين. واستقبلهم جمهور كبير من اهالي المنطقة". والقى السيد علي الشاهين كلمة ترحيبية باسم عرب خلدة، فشكر لجنبلاط وارسلان "هذه اللفتة التي تشير الى دلالات عديدة". والقى جنبلاط كلمة امام مستقبليه قال فيها: "في اختصار، بعد ما شاهدناه من احداث خلال الفترة الماضية، وبعد تشكيل الحكومة في بلدنا المبني على الوفاق، وبعد كل ما جرى، وبعد اغتيال المرحوم دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الحمد لله ان هناك عقّالاً في الامة العربية – الاسلامية، فالملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد التقيا لمصلحة الامة والوطن والعروبة.  بعد هذا علينا ان نحدد الهدف. العدو هو اسرائيل، عندما ننظر بهذه الصورة الكبيرة ننسى التفاصيل الصغيرة". اضاف: "بذلنا جهودا وبدأ التوتر المذهبي في بيروت وغيرها يذوب. انما نحتاج الى الاستمرار، وقد بذلنا الجهود مع الامير طلال والشيخ (رئيس الوزراء) سعد (الحريري) وزرعنا ونجحنا. وسيكون الشيخ سعد قريبا في الشام نتيجة التوافق العربي بين سوريا والسعودية".

وختم: "علينا ان نأخذ العبر مما حدث بعد غزو العراق وآثار ذلك على المنطقة، وما يرسمه المخطط الصهيوني – الاميركي لتفتيتها".

واشاد بـ"المجاهدين في خلدة اثناء رد العدوان الاسرائيلي عام 1982".

وتلاه ارسلان: "نشد على يد وليد بك الذي عملنا معه في أيار وسنتابع معه هذا الامر على طريق المصالحة الوطنية التي تركت بصمات ليس على مستوى الجبل وخلدة والشويفات فقط بل على مستوى لبنان كله، وهو ما مهّد ايضا للدوحة ولاطلاق الحوار الجدي بين اللبنانيين". اضاف: "لقد قالها وليد بك، لا عدو لنا في الداخل. العدو هو اسرائيل وعلينا الا نضيع البوصلة" وعلينا ان نحافظ على المقاومة الشريفة المظفرة، ونشد على ايديها، قد نفاجأ بعدوان اسرائيلي. علينا ان نكون موحدين مع وليد بك والشيخ سعد وسماحة (الامين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله وبقية القوى الوطنية لنحافظ على هويتنا".

وختم: "اي انقسام طائفي او مذهبي في البلد يخدم اسرائيل، وهذا الانقسام لا يخدم السنة ولا الشيعة ولا الدروز ولا المسيحيين. واي ضربة كف يبقى المستفيد الوحيد منها اسرائيل، وقد أصبح واضحا لدينا من هو الاخ ومن هو العدو ومن هو الصديق. علينا الا نضيع البوصلة". وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن التقدمي تناول جنبلاط "الخطوات التصعيدية والاستفزازية الاسرائيلية من خلال مصادرة الاراضي وهدم البيوت في مدينة القدس بما يؤكد عدم رغبة اسرائيل المطلقة في اجراء تسوية حقيقية مع الفلسطينيين". وتساءل: "هل المطلوب ان يعيش الفلسطينيون كما كانوا يعيشون في الكهوف وفي القرون الوسطى والعصور الحجرية؟ وهل آن الاوان لبعض الاصوات العنصرية اللبنانية لان تقتنع بضرورة اقرار الحقوق المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والافراج عنها، اقله من الزاوية الانسانية وليس السياسية؟".

 

ابو الغيط: الزمن كفيل باصلاح الامور بين مصر وسوريا

نهارنت/وصف وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الوضع في لبنان بانه "أفضل كثيراً مما كان عليه قبل عام، فهناك حكومة وهدوء واستقرار، مما يحمل على الأمل بعدم تكرار الأحداث المأسوية". ولم يبد ابو الغيط في حديث الى صحيفة "الحياة" انزعاجا من وجود "حزب الله" في الحكومة اللبنانية، مشيرا الى "انه كان موجوداً في الحكومة قبل حصول الأزمة بينه وبين مصر". واستبعد ابو الغيط حصول زيارات مرتقبة بين مصر وسوريا، معرباً عن ثقته بأن "الزمن كفيل بإصلاح الأمور، ومصر وسورية ستلتقيان على مستويات مختلفة في الوقت المناسب". 

 

"مجموعة الأزمات الدولية": النظام السوري أثبت قدرته لكن مكاسبه في المنطقة موقتة

نهارنت/أصدرت "مجموعة الازمات الدولية" كرايسز غروب تقريرا جديدا عن السياسة الخارجية السورية خلال الحقبة الاخيرة والظروف الاقليمية والدولية المتحكمة في ديناميات تطورها بالاضافة الى الرهانات والتحديات التي تواجهها ولا سيما في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والموقع الاقليمي لدمشق.

واشار التقرير الذي نشرت صحيفة "النهار" الجزء الاول منه، الى تناقضات تعتري السياسة الخارجية السورية حيّرت المراقبين الخارجيين. واضاف ان "الهدف المعلن لهذه السياسة هو تحقيق السلام مع إسرائيل، غير أن سوريا عقدت تحالفات مع شركاء عازمين على تدمير إسرائيل. ثم ان سوريا تفخر بكونها معقلاً للعلمانية لكنها تتبنى القضايا نفسها التي تتبناها حركات إسلامية". واذ تحدث التقرير عن دعم سوريا الجماعات المسلحة العراقية السنية وجماعة لبنانية شيعية مسلحة، رأى ان الولايات المتحدة ترجحت بين مقاربات مختلفة، وصولا الى عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما على الانخراط مع سوريا في ما يتعلق بالقضايا الثنائية، على رغم أن هذه المقاربة تتسم بالحذر أكثر منها بالطموح.

واضاف ان "جوهر المشكلة يتمثل في وجود قدر كبير من عدم التوافق بين توقعات الطرفين. فالغرب يريد أن يعرف ما إذا كانت سوريا مستعدة لتغيير سياساتها بشكل جوهري – الحد من علاقاتها مع إيران، و"حماس" و"حزب الله" أو قطع هذه العلاقات، وتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل – كوسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. أما سوريا، فتريد أن تعرف، قبل التفكير في أي تحوّل استراتيجي مهم، الاتجاه الذي ستتخذه المنطقة وصراعاتها الأكثر تقلباً، وما إذا كان الغرب سيقوم بدوره في تحقيق الاستقرار، وما إذا كانت مصالحها ستكون مضمونة".

واعتبر التقرير ان "النظام السوري أثبت قدرته على البقاء في كل الظروف"، مضيفا ان "الرضى عن الماضي لا يعني الاسترخاء حيال المستقبل"، في ضؤ المشاكل التي يعاني منها النظام السوري على الصعيد السياسي الداخلي ، الاقليمي والاجتماعي.

واقترح التقريرعلى الإدارة الأميركية والحكومة السورية سلسلة توصيات، ركزت على تصميم عملية للانخراط المتبادل تركز على اهداف ملموسة وواقعية، يتصدرها احتواء النفوذ الايراني في ساحات جديدة مثل العراق واليمن، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق، وتشجيع الحكومة اللبنانية على اعادة التركيز على قضايا الادارة الداخلية الرشيدة واحتواء اخطار نشوب مواجهة جديدة بين "حزب الله" و"اسرائيل"، اضافة الى تضافر الجهود السورية لضبط "حماس" واعادة توحيد غزة والضفة الغربية مع تبني الولايات المتحدة لمقاربة اكثر ترحيباً بالمصالحة الداخلية الفلسطينية.

ونصحت التصوصيات الحكومة السورية بتسهيل وصول الديبلوماسيين الاميركيين الى المسؤولين المعنيين لدى وصول السفير الجديد، والاستفادة من آليات التعاون الأمني القائم مع بلدان مثل بريطانيا وفرنسا لاظهار نتائج ملموسة في انتظار الشروع في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وحثت على المبادرة الى توضيح رؤيتها للمنطقة في المحادثات مع المسؤولين الاميركيين، فضلا عن تعزيز العلاقات السورية - اللبنانية المتحسنة بترسيم الحدود وتقديم اي معلومات متوافرة عن "المفقودين" اللبنانيين. اضافة الى "تحديد المساهمات الايجابية الفورية التي يمكن سوريا ان تقوم بها في العراق وفلسطين ولبنان، وما تتوقعه في المقابل من الولايات المتحدة".

ويشار الى ان "مجموعة الازمات الدولية" هي مؤسسة دولية غير حكومية وغير ربحية تسعى الى معالجة الازمات والوقاية منها، واصدرت سلسلة تقارير عن الصراعات والتوترات التي تعصف بالمنطقة. 

 

بكركي لم تقتنع بدفاع عون عن سلاح المقاومة

«متاريس» صفير لا تبعد «حزب الله» عن الملف المسيحي

 ملاك عقيل/السفير

لا يسأم «حزب الله» من انتهاج سياسة «الصمت البنّاء» في تعاطيه مع رأس الكنيسة المارونية. حتى الساعة يأتمر وزراء ونواب الحزب وكوادره بالحظر المفروض من قبل القيادة، على الإدلاء بأي موقف أو تصريح قد يصبّ الزيت على نار مواجهة غير مستحبّة مع بكركي. هي سياسة «النفَس الطويل» التي طالما أتقن مسؤولو «حزب الله» ممارستها منذ اللحظة التي شَهر فيها البطريرك نصرالله صفير «سلاح» إقصاء سلاح المقاومة من المعادلة الداخلية. في العقل السياسي لـ«حزب الله» ثمة ثابتة أن سيد بكركي لا يقول إلا «قناعاته السياسية»، لكن «الجرعات» الزائدة في خطابه الهجومي لا يمكن فصلها عن تأثيرات الدائرة السياسية المحيطة بصفير، التي تعتمد استراتيجية «الشحن المنظّم» لتأمين مسار من التماهي المطلوب بين خطاب الكنيسة وخطابات الأصوات «المتطرفة» لدى مسيحيي قوى الأكثرية.

الخطوط المقطوعة بين بكركي والضاحية واقع مرشح للاستمرار، أقله على المدى القريب. مع ذلك يسجّل حراك وراء الكواليس يكشف أن ملف العلاقة بين «حزب الله» والكنيسة المارونية لا يزال من ضمن أولويات قيادة المقاومة، على قاعدة ان الحواجز والمتاريس الفاصلة بين صفير شخصياً والمعنيين بالملف المسيحي في «الحزب»، لا تلغي خطوط التواصل مع «مؤسسات» الكنيسة ورموزها.

على مائدة رمضانية في منزل الصديق المشترك حبيب سعد في تموز الفائت جلس النائب محمد رعد ومسؤول الملف المسيحي في «حزب الله» غالب أبو زينب مع مطران بيروت بولس مطر بحضور رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن. جلسة «صفاء» كانت سبقتها مواقف نارية للبطريرك صفير ضد المقاومة وسلاحها وتلتها خطابات لسيد بكركي من العيار الثقيل، بدت منفصلة تماماً عن النداء العاشر «الدبلوماسي» لمجلس المطارنة الموارنة. الضيف الكنسي يعتبر من الأوفر حظاً لخلافة البطريرك صفير، لكن اللقاء بحد ذاته صبّ أساساً في إطار وضع الهواجس المتبادلة على الطاولة. غاصت الحوارات في العمق من دون اجتراح العجائب. أظهر الحزب رغبة في توقع «ايجابيات» من جانب البطريرك صفير، وبدا بولس مستمعاً ومتفهماً، والتقى الطرفان على اعتبار أن «الحرب الباردة» بين صفير والحزب يجب ألا تقود إلى القطيعة الكاملة.

أعقب إفطار «النيات الحسنة» صدور النداء العاشر متماهياً في العديد من مفرداته مع أدبيات المعارضة. انخفض منسوب التوتر من الضاحية الى بكركي مروراً بالرابية، إلا أن الأطراف الثلاثة حافظت على «جهوزيتها»، مفترضة أن «الحرب الباردة» ما تزال في بداياتها. صدقت «هواجس» «حزب الله» وميشال عون، فصفير بقي على «سلاحه». وبعدما ترك الأخير التحليلات المتفائلة للقاء عون مع المطارنة في اجتماعهم الشهري تأخذ مداها من التقييم الايجابي، أدلى بدلوه الكنسي أمام رابطة متخرجي الإعلام وانتقل الى القصر الجمهوري، مكرّساً خطوط التماس، أولاً مع «جنرال» المعارضة وثانياً مع «حزب السلاح»... التعبير الحاضر دائماً في الذهنية الخلفية للعقل السياسي لصفير.

واقع الأمر أن الاجتماع غير المسبوق بين عون والمطارنة الموارنة لم يدفع أكثر المتفائلين، بقرب «ترميم» العلاقة على خط بكركي الضاحية، الى المراهنة على تقدّم ما على المسار «الكنسي/ الشيعي» الجامد. في حسابات هؤلاء أن أقصى التأثيرات الايجابية المتوقعة للقاء بكركي الاستثنائي ستذهب على الأرجح صوب المتابعة الجدية لمسار المصالحات المسيحية المسيحية، وتدعيم جسور التلاقي بين «خطابي» الرابية وبكركي، تحديداً على خط إيجاد المقاربة «الآمنة» المشتركة في النظرة إلى مستقبل سلاح المقاومة في الداخل. لذلك فإن جلوس العماد عون على طاولة المطارنة لن يُدخل «حزب الله» في منظومة إعادة بناء الثقة، ويقول أحد المتابعين لملف العلاقة الثنائية «البطريرك صفير أخذ خياراته السياسية و«حزب الله» كذلك، لن يكون من السهولة جمع الأضداد، لكن ذلك لن يلغي بقاء الحزب على مسافة قريبة... وقريبة جداً من مؤسسات الكنيسة والناطقين باسمها، علماً ان مواقف صفير نفسها قد ساهمت في «انشطار» الكنيسة ومؤسساتها وانقسام المطارنة وتوزعهم على جبهتي الـ«مع» أو الـ«ضد».

قارب «حزب الله» بايجابية كبيرة جلسة الحوار «الاستراتيجي» بين عون والمطارنة بحضور صفير. كان الأمين العام السيد حسن نصرالله مع عدد قليل من قياديّي الحزب على إطلاع مسبق على الزيارة و«جدول أعمالها». لاحقاً وضعت كوادر الحزب في أجواء النقاشات، وتقبلت بتفهم كبير انقسام المطارنة حول النظرة الى السلاح، وراقها أسلوب «الجنرال» في المرافعة والردّ على هواجس المطارنة واستفساراتهم «بالمعطيات والوقائع وليس فقط بالتحليل». سَرد العماد عون لتطور مسار العلاقة مع «حزب الله» منذ توقيع «مذكرة التفاهم» وصولاً إلى إعلان الوثيقة السياسية للحزب، مروراً بحرب تموز 2006 وأحداث السابع من أيار. وقوبل بسرد «مضاد» من قبل البطريرك صفير، ثبّت لدى دوائر «حزب الله» قناعة لديهم، هي أصلاً في إطار المسلّمات «صفير يخالف عون الرأي ليس من موقع الحجّة، إنما من موقع الموقف المسبق المتناغم أو المكمّل لمواقف القوى المسيحية الأخرى خصوصاً «القوات اللبنانية». الضاحية رصدت بالعين المجردة بعد أيام إجهاض البطريرك للمشهد «الوفاقي» في بكركي، حين استأنف حملة لم تتوقف أصلاً على «وجودية» السلاح، ومن قصر بعبدا تحديداً، موحياً لمن تسلّل الشك إليه بإمكانية اقتناع صفير بالمرافعة «العونية»، أن «متراس» سيّد بكركي لن يسمح بإسقاط خطوط التماس بين رأس الكنيسة المارونية والزعيم المسيحي... واستطراداً «حزب الله».

لا يقلّل مسؤولو «حزب الله» ولا لحظة من أهمية ترميم خط التواصل والتنسيق مع بكركي. لن تكون بوابة الصرح بالضرورة هي المدخل الوحيد، كما تقول مصادر مطلعة، لذلك يعمل الحزب على إنعاش خطوط التلاقي والحوار مع مرجعيات كنسية أخرى، بعدما أرسى البطريرك وتحديداً منذ العام 2005 قواعد اشتباك معدّلة مع الطرف الشيعي قائمة على الالتزام بتبني خطاب مواقف «الحد الأقصى» وشهر سيف العدائية السياسية من بوابة «السلاح»، متجاهلاً سير قسم كبير من الشارع المسيحي في منظومة «تفهّم» استمرارية وجود المقاومة لحماية لبنان، وجنوح الحزب نحو «محور» اللبننة من ضمن المناخ الذي أرسته «وثيقة التفاهم». هناك تسليم لدى قيادة «حزب الله»، بتأكيد المصادر، بأن التواصل على المستوى الشخصي مع صفير بات صعباً جداً على ضوء معادلة «المواجهة» التي أرساها مع الضاحية، وبالتالي لا يرى الحزب أن الردّ على مواقف صفير «المتطرفة» حيال سلاح المقاومة وزيارة الصرح البطريركي في هذه المرحلة سيكون فيها أية مصلحة وطنية.

عملياً، يشترط «حزب الله» «توقف كل الحملات التحريضية والظالمة ضده» من منبر بكركي كمدخل لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقة، مع إدراكه أن البطريرك يشعر بالخيبة الكبيرة لتداعي مشروع 14 آذار، وانتقال أقطابه إلى الضفة الأخرى. وهذا ما يدفعه إلى «شدّ» عصب الفريق المسيحي الأكثري، من خلال اعتماد استراتيجية تصعيد الحد الأقصى. وينقل مقرّبون من مسؤولين في «حزب الله» قولهم «صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع. هو يعتقد أن نداء المطارنة العام 2000 قد أخرج السوري من لبنان العام 2005، متجاهلاً مترتّبات المعادلة الاقليمية والدولية. واليوم هو يعتقد أن «نداءاته» المتكرّرة حتى مع سقوط مشروع «ثورة الأرز»، قد تنزع سلاح الحزب... الظروف السياسية مختلفة بشكل جذري، ولا يبدو صفير في قلب الصورة تماماً».

هذا الواقع القائم حتى إشعار آخر، أقله طالما صفير هو الناطق باسم بكركي، لا يلغي حرص «حزب الله» على تكثيف وتيرة الاجتماعات واللقاءات، في إطارها العملي والشخصي، مع دوائر تدور في فلك الكنيسة المارونية. وينشط غالب أبو زينب على خط تزخيم جولات الحوار مع الرهبانيات المارونية ولاحقاً مع بعض المطارنة، في إطار تبادل الآراء والأفكار ووضعهم في الصورة الحقيقية «لمبرر وجود السلاح المقاوم بيد فئة من اللبنانيين»، كما تقول المصادر. والمنطق التسلسلي لتطور الأمور سيقود إلى تحضير زيارة لوفد من «حزب الله» الى السفير البابوي غبريال كاتشيا. المصادر تؤكد «أن النوايا الطيبة موجودة لدى الجانبين، وإشارة التلاقي تنطلق عند تأمين الجهوزية الكاملة لهذا اللقاء، وهي اليوم متوافرة بحدها الأدنى المطلوب».

من تسنى له لقاء البطريرك صفير في الساعات الماضية ينقل عنه تمسّكه النهائي بمواقفه المبدئية من سلاح «حزب الله» من دون أن يعني ذلك استهداف «حزب الله» والعماد ميشال عون، وهو «منفتح» على كل المبادرات التي تقرّب بين اللبنانيين. بالأمس وضع الوزير السابق وديع الخازن البطريرك في أجواء لقاءات «حزب الله» مع الرهبانيات المارونية ونقل عنه «عدم ممانعته» لنوع كهذا من الزيارات شرط أن تكون نتيجتها إزالة حواجز الخوف بين أبناء الوطن. لكن من يُحسن القراءة في سطور الخطاب البطريركي اليوم يدرك أن صفير ليس من الذين يشجعون على طاولات الحوار والمصارحة «الجانبية»، أو تلك التي تجري في الكواليس، على اعتبار أن البطريرك هو الذي يعكس وحده الموقف الثابت للكنيسة... وعلى «جنود» الكنيسة والرعية الالتزام.

   

سليمان والسعودية فشلوا في سحب الاستنابات و المطلوب الاعتذار من السيد

ذكرت صحيفة "الأخبار" ان قرار زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا اتُّخذ ربطاً بالتسوية السورية-السعودية بشأن لبنان، والأمير عبد العزيز بن عبد الله هو من تولّى التفاصيل الكاملة، بما فيها ملف الزيارة. وهو الذي نقل الدعوة إلى الحريري، وأجاب عنه بالإيجاب مقدَّماً. والتفاصيل الإضافية حُسمت أيضاً بعدما تفاهم الجانبان السوري والسعودي على أن موعد الزيارة هو بعد جلسة الثقة

ولفتت الصحيفة الى ان مقرّبين أو دائرين في محيط رئيس الحكومة يُشغلون في البحث عن أسباب معطّلة للزيارة. معظم هؤلاء لا يريد الإقرار بالوقائع الجديدة التي قامت منذ فترة، دولياً وإقليمياً ومحلياً. ولأن التعطيل غير ممكن من دون انفجار كبير، فإن الراغبين في عدم التطبيع بين دمشق والحريري، يبحثون ليل نهار عن موجب يضعونه على طاولة الرجل كي يتذرّع به أمام السعوديين لعدم القيام بالزيارة. لكن ما حصل حتى الآن يسير في الاتجاه المعاكس

أولاً، بادر الحريري إلى رفع مستوى التواصل والتنسيق بينه وبين قوى حليفة لسوريا، ومنها "حزب الله" ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، ثم وضع هو سياقاً جديداً لعلاقته برئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، آخذاً في الاعتبار الموقع المتقدم للرجل في اللعبة الإقليمية لكونه يحظى باحترام خاص لدى القيادة السورية

ثانياً، بادر الحريري إلى تنفيذ برنامج عمل بطيء، لكنه مدروس، قضى بسحب الكلام النقدي لسوريا من بيانات ومواقف أعضاء كتلته ومن المقرّبين الآخرين، بما في ذلك إبعاده إعلاميين اشتهروا بالتنظير للحرب على سوريا، إن لم يكن أكثر من ذلك

ثالثاً، بادر رئيس الحكومة المكلف إلى إفهام آخرين يعملون معه بأنه بات الآن رئيساً للحكومة، ولم يعد زعيم تيار سياسي فقط، وأن موجبات هذا الموقع تفرض نمطاً من العلاقات التي لا تتوقف كثيراً عند المواقف الشخصية

رابعاً، تفاهم الحريري مع أبرز حلفائه على مسار المرحلة المقبلة، سواء بتقديره أو تفهّمه الكبير للموقع الذي يحتله الآن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي يحثّه على علاقات مباشرة وواضحة وقوية مع سوريا، أو مع رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي لا يدّعي تجاوزه للوقائع الصلبة، لكنه يدعو إلى التريّث والتمهّل في طريقة التعامل معها

في غضون ذلك، لفتت "الأخبار" الى ان الحريري اضطر إلى وقف الكثير من الاجتهادات التي مرّت من حوله، سواء التي اقتضت وضع إطار لحركة النائب عقاب صقر، أو تلك التي جعلت الأمانة العامة لـ14 آذار تبحث في مصيرها، أو ما خصّ استعداده للبحث في "رزمة" علاجات يتناول بعضها الملف الأكثر حساسية والمتصل بنفوذه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الرسمية

ولفتت الصحيفة الى بروز ملف الاستنابات القضائية الصادرة عن القضاء السوري بحق أبرز أركان الحريري الأمنيين والسياسيين والإعلاميين والقضائيين، خلال المرحلة السابقة للانتخابات النيابية. وبينما كان التجاهل هو عنوان تعامل المحيطين به وأركان 14 آذار مع كل ما كاله اللواء جميل السيّد من اتهامات لهم بعرقلة التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري، فقد قررت هذه المجموعة شنّ الهجوم على خلفية تحويل العنوان السلبي في حقّهم إلى فرصة لتعطيل برنامج زيارة الحريري إلى سوريا أو تعطيل مسبق لمفاعيل هذه الزيارة

واشارت "الأخبار" الى أن كثيرين حاولوا الربط بين الاستنابات والزيارة. وتولّى الرئيس ميشال سليمان محاولة سحب هذه الاستنابات، وتلقى جواباً سورياً سلبياً. ثم تولّت السعودية الأمر نفسه وسمعت الجواب نفسه الذي تقرر على أعلى مستوى في سوريا ومفاده أنه ملف شخصي يتعلق بجميل السيّد، والرجل قال إنه مستعد للتنازل عن الدعوى مقابل الاعتذار منه علناً عمّا تعرّض له من ظلم وتعسّف، وهي العبارة التي سمع الحريري شرحاً لها من أحد المعنيين، من دون أن يصل الجميع إلى نتيجة. لكن الأكيد، كما تقول "الأخبار"، هو أنه مثلما يعتقد الحريري وفريق 14 آذار بأن المحكمة الدولية خارج أي تسييس ممكن، ويعطونها الثقة، فإن فريقاً آخر يقوم الآن ويقول إن الخطوة القضائية السورية بعيدة عن أي تسييس، وهي جهة موثوقة، علماً بأنّ ما جرى في دمشق حتى الآن لا يقارب ما نُفّذ مع جوني عبدو في باريس ومع ديتليف ميليس الذي مُنح حصانة جديدة من الاتحاد الأوروبي لمنع ملاحقته في جرائم التزوير في التحقيق بملف الحريري

واشارت الصحيفة الى انه على هذا الأساس، يبدو أن سجال الأسبوع الماضي المتعلّق بالاستنابات القضائية مقبل على الإقفال النهائي، وإن كان وزير العدل ورئاسة الحكومة في انتظار موقف لهيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل لناحية كيفية التعامل مع الملف. لكن الأكيد أن زيارة الحريري إلى سوريا ستظل رهن التسوية السورية-السعودية، لا وفق أي اعتبار آخر

 

مستشار رئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي في حديث خاص لـ"النشرة": برقية التعزية التي وجهها الجميل للأسد لا تحمل بعداًً ولا يوجد مشروع ذهاب إلى دمشق.. زيارة الحريري للسعودية مفيدة وكان يجب أن تُقر في مجلس الوزراء.. النظام السوري لم يصلّ على النبي بما يتعلّق بلبنان وذهنيته حيالنا لم تتغير

15 كانون الأول 2009 - النشرة /شدّد المستشار السياسي لرئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي على أن برقية التعزية التي بعث بها رئيس الحزب أمين الجميل إلى الرئيس السوري بشار الأسد إثر وفاة شقيقه، مجد، لا تحمل بعداً سياسياً، فهي واجب اجتماعي، لا تهدف، بالتالي، إلى فتح علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع دمشق.

قزي، وفي حديث لـ"النشرة"، لفت إلى أنه "ليس من عادة الرئيس أمين الجميل أو شيمه استغلال الموت من أجل السياسة، بل توظيف السياسة للحؤول دون الموت وسقوط الشهداء". وأضاف قزي: "إنها لوقاحة ضد الإنسانية أن يستغل بعض السياسيين الموت من أجل تموضع سياسي أو مكاسب أخرى".

وأكّد قزي "أن الجميل، وإن كان يدعو إلى تحسين العلاقات بين بيروت ودمشق وتطبيعها، فإنه لا يخطط حالياً للذهاب إلى سوريا". ولاحظ أن كل الزيارات التي قام بها مسؤولون أو قادة لبنانيون إلى دمشق، منذ انتعاش النفوذ السوري، لم تؤد إلى وضع العلاقات اللبنانية-السورية على المسار الصحيح". وأضاف: "يريد السوريون أن يزور سعد الحريري دمشق ولا يوجهون إليه دعوة رسمية، لا بل هنأوا الحكومة الجديدة بإرسال استنابات قضائية وبتصاريح أحمد جبريل حول رفض نزع السلاح من خارج المخيمات، والتفوا على زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى واشنطن باستقبال العماد ميشال عون، وبحملة حلفاء سوريا على الزيارة. هذا ومن دون أن ننسى استمرار الملفات الخلافية عالقة: من موضوع تسلل المسلحين وتدفق الأسلحة عبر الحدود، إلى رفض تقديم المستندات إلى الأمم المتحدة لتثبيت لبنانية مزارع شبعا، إلى المماطلة في حسم موضوع إنساني هو قضية المعتقلين والمحتجزين في السجون السورية". وأمل قزي "أن يسفر توجه مسؤولين وسياسيين لبنانيين إلى دمشق للتعزية بغياب الشاب مجد حافظ الأسد فرصة تلتقطها سوريا لإعادة النظر سريعاً بمختلف القضايا التي تسمم العلاقات اللبنانية-السورية".وأشار قزي إلى أن الجميل مستعد للقيام بما هو أكثر من زيارة إلى سوريا لو كان مثل هذه المبادرات يَحل الأمور العالقة، "لكن، ونقولها بأسف كبير، إن النظام السوري لم يصلِّ بعد على النبي بما يتعلّق بلبنان ولم يغير ذهنيته في تعاطيه معنا، وهذا هو جوهر ألازمة التاريخية بين البلدين".

وعما إذا كان حزب "الكتائب" يرفض زيارة الحريري إلى دمشق دون توجيه دعوة إليه، قال قزي: "لا نريد أن نضغط على الحريري فهو سيد قراره، لكن إذا كانت هذه الزيارة رسمية، فيفترض أن تُـقَـر من خلال مجلس الوزراء تماما كما كان يفترض أن يفعل بالنسبة لزيارته إلى السعودية، مع أننا لا نتحفّظ عليها".

وأبدى قزي استغرابه من "أنّه بعد 5 اشهر على تأليف الحكومة و10 أيام على إتمام البيان الوزاري وبعد نيل الثقة، تذهب الحكومة في إجازة عيد الميلاد قبل أن يولد المسيح، ورأس السنة قبل أن تنتهي السنة الجارية؛ فأين هي مما أعلنته من أن هموم الناس ستكون أولويتها؟ كنا نتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء بشكل متواصل لاستلحاق ما فات ولوضع أسس الحلول والمعالجات لعدد من الملفات الحياتية، فتطل السنة الجديدة وكل شيء جاهز للتنفيذ".

 

بيار رفول: الطريق ممهدة لزيارة الحريري الى سوريا وهي ستكون ناجحة

15 كانون الأول 2009

النشرة/اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" بيار رفول في حديث لقناة الـ"OTV" ان الطريق ممهدة لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا مشيرا الى ان الزيارة ستكون بالتأكيد ناجحة وتفتح المجال واسعا امام واسعا امام مسار جديد من العلاقات اللبنانية والسورية مؤكدا ان الزيارة يجب ان تكون بناءا على دعوة رسمية لان الحريري يزورها بصفته رئيس حكومة لبنان. وأكد رفول ان القيادة السورية مرتاحة للوضع في لبنان بعد تشكيل الحكومة مشيرا الى انها اكدت خلال استقبالها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون على ان العلاقة بين البلدين اليوم هي بالخط السليم واشادت بدوره في تحسين هذه العلاقة. وعن العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والقيادة السورية نقل رفول عن القبادة السوبة اعتبارهم ان العلاقة ممتازة. وعن زيارات العماد الى السعودية اعلن انه ليس هناك من شيء جديد ولم يحدد اي موعود للزيارة لافتا الى انه كان هناك دعوة قديمة وتاجلت ولم تجدد حتى الان. وأكد رفول ان الخلافات داخل "التيار الوطني الحر" عادية جدا وهي طبيعية في كل حركة نضالية.

 

ملاحظات ونقاشات صاخبة لم تؤد إلى إطلاق التنظيم

أبو جمرا يسعى إلى حركة تصحيحية أم انقلابية ؟

كتب بيار عطاالله: النهار

يروي الضباط المتقاعدون في المؤسسة العسكرية ان ثلاثي العماد ميشال عون واللواء عصام ابو جمرا واللواء ادغار معلوف شكل فريق عمل متجانسا منذ ان كان الثلاثة في المجلس العسكري، بحيث كان كل منهم يكمل الآخر. فالعماد عون ضابط طموح جدا ومندفع في خياراته الى اقصى الحدود، وعندما يؤمن بفكرة او خطة معينة يسير بها الى النهاية. اما اللواء معلوف فذو اعصاب فولاذية ويعالج الامور بالروية وطول الاناة. وبين الطموح وطول الاناة كان اللواء ابو جمرا بيضة الميزان، فهو صاحب الباع الطويل عملانيا والمسؤول عن الشق التنفيذي وواضع الخطط ومنفذها، وفي اختصار كان الرأس المدبر لحركة الحكومة الانتقالية التي سميت حكومة العسكريين خلال ولايتها.

استمر هذا الفريق عاملا في احلك الظروف، وعندما غادر الفريق الى الاراضي الفرنسية استمر عون وابو جمرا على الوتيرة عينها، يتكاملان كل من موقعه، لكن الاهم في سيرة العلاقة بين الرجلين ان ابو جمرا، باعتباره من الروم الارثوذكس، شكل مع معلوف الكاثوليكي ما يشبه مجلس قيادة مسيحيا متعدد اللون، الى جانب عون الماروني، الامر الذي لم تشهده القوى المسيحية الاخرى في تاريخها، باستثناء الكتائب التي اولت احد قادتها الارثوذكس وليم حاوي موقعا متقدما جدا في رئاسة قواها العسكرية وصل الى مرتبة رئيس المجلس الحربي. وبالفعل، احسن العماد عون بعد عودته من فرنسا الافادة من هذه العوامل، فكان ان اختارته غالبية الرأي العام المسيحي بنسبة غير مسبوقة زعيما، وخصوصا لدى الطائفة الارثوذكسية التي اشارت مختلف استطلاعات الرأي عام 2005 الى تمكن "التيار الوطني الحر" من حصد كم كبير من اصواتها. اضافة الى ذلك، تقول اكثر من دراسة ان نسبة تأييد "التيار الوطني" تراجعت كثيرا لدى الناخبين الموارنة خلال انتخابات 2009 ووصلت الى ما يراوح بين 40 و42 في المئة، وربما ادنى في بعض المناطق، لكنها لم تسجل هذا التراجع في المناطق ذات الغلبة الارثوذكسية حيث بقيت محافظة على نسبة معينة من التقدم باستثناء الدائرة الاولى في بيروت.

ويروي أحد قياديي "التيار الوطني الحر" من الذين شاركوا في الاعداد للانتخابات النيابية الاخيرة، ان نتائج الانتخابات في الكورة وزحلة ومرجعيون والبقاع الغربي وحتى في المتن، كانت اختلفت ربما لو استطاع "التيار" تقديم عينة أخرى من المرشحين الذين يتمتعون برصيد شعبي أوسع وتأييد فئات كبرى من مجتمعات هذه الدوائر، وخصوصاً اللواء ابو جمرا الذي يمتلك نسبة تأييد واسعة في حاصبيا ومرجعيون، وكان سيؤدي فوزه أو خسارته الى تكريس قاعدة ثابتة لـ"التيار الوطني الحر" وخصوصاً لدى الارثوذكس في تلك الانحاء.

يقول مناصرو أبو جمرا انهم ليسوا مذهبيين ولا طائفيين، وان التيار حركة علمانية وطنية، لكنهم في المقابل يصرّون على التعامل مع الوضع اللبناني بواقعية لأنه من غير المقبول ان يتخلى عون عن الفئة الارثوذكسية الواسعة المؤيدة له والتي لم تخذله في معظم الأحيان. يقود هذا السرد الى شكوى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ابو جمرا من الآلية التي اعتمدها العماد عون لتعيين وزراء "التيار" من خارجه، والشكوى التي أخرجها الى العلن حول توزير اثنين من خارج "التيار"، اضافة الى الكلام الكبير الذي قيل في حق كوادر "التيار" والكفايات لديه والتي استعيض عنها دون أي مقابل ولأسباب غير مقنعة.

نقاشات صاخبة

ويقول قياديو "التيار الوطني" ان ما يشهده "التيار" حالياً يتوج مساراً طويلاً من النقاشات الصعبة داخل الهيئات القيادية العليا وقيادة الصف الثاني، وكان آخرها ما شهدته حلقات عدة في كسروان وجبيل وساحل المتن حيث لم يتردد العونيون في المجاهرة بملاحظاتهم علناً ورفع الشكوى مما يعتبرونه أخطاء أساسية. أما النقاش الأصعب، على ذمة القياديين، فكان ذلك الذي خاضه النائب ميشال عون واللواء ابو جمرا حول تسمية وزراء "التيار" وآلية اتخاذ القرار وموقع الوزيرين نحاس وعبود في التركيبة ومؤسسات القرار، اذ لم ينجح الرجلان في التوصل الى قواسم مشتركة على ما قيل، وتمسك عون بفكرته ومقاربته للملف، في حين اصر ابو جمرا على حق الحصول على اجابات عملاً بروحية فريق الترويكا الذي خاض غمار الشأن الوطني منذ 1989 وصولاً الى مرحلة الحكومة الانتقالية العسكرية وبعدها المنفى القسري وما تلاه.

ويشدد مناصرو ابو جمرا على انهم يسعون الى بناء تنظيم سياسي حقيقي وكامل يستند الى التجربة الديموقراطية الكبيرة لدى اللبنانيين، وهذا ما يسمونه مشروع "مأسسة التيار الوطني الحر" والنأي به عن تجربة الاحزاب المسيحية الاخرى. ويتمسك هؤلاء الانصار في هذا الاطار بأن الاقطاعية العائلية والفردية ورفض الانصياع الى موجبات الشورى او التشاور واعتماد مبادئ التنظيم والعمل الحزبي الحديث كانت السبب الرئيسي وراء فشل الكثير من التجارب السياسية لدى المسيحيين. وان اغفال هذه المسائل او التغاضي عنها قد يؤدي لاحقاً الى خسارة شاملة لـ"التيار الوطني"، بدليل التراجع الواضح في الحضور النقابي والطالبي وحتى المناطقي، مقارنة بأداء السنين الماضية. وفي رأيهم ان استمرار الامور على ما هي سيؤدي الى انتكاسة كبيرة لأكبر حركة شعبية مسيحية حديثة.

ثمة وساطات بين الرابية واليرزة (مقر اقامة ابو جمرا) يقودها نواب وناشطون، ويعترف عدد من الضباط المتقاعدين الناشطين في "التيار" بأحقية مطالب ابو جمرا، ويجزمون بأن ما جرى ليس الا نتيجة انضباطيته وتمسكه باطلاق مؤسسة حزبية واضحة المعالم تتجاوز الاقطاعية العائلية والعثرات الكبيرة التي مني بها التيار، كما تستجيب لمطالب القاعدة الشعبية العريضة. ويؤكدون ان النائب السابق لرئيس الحكومة لا يقوم بحركة انقلابية بل "حركة تصحيحية" للعودة الى المؤسسات والنظام الداخلي وقوة الهيئة التأسيسية والهيئة العامة أو المؤتمر الوطني كما يسميها العونيون، وكل ما سوى ذلك لن يؤدي الى أي نتيجة بل سيكون بمثابة علاج مرحلي لن يلبث أن ينهار.

 

 

الرئيس الأميركي يؤكد لرئيس الجمهورية "شراكة واشنطن في تعزيز القوى الأمنية" ..

والحريري في كوبنهاغن اليوم مع 4 مشاريع لبنانية

سليمان يطلب من أوباما الضغط على إسرائيل لتنفيذ الـ 1701

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - مع عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من المملكة العربية السعودية أمس، وتوجهه اليوم إلى كوبنهاغن لتمثيل لبنان في قمة الأمم المتحدة حول "التغير المناخي"، توجهت الأنظار إلى واشنطن حيث انعقدت أمس، القمة اللبنانية الأميركية بين الرئيسين ميشال سليمان وباراك أوباما.

وفي مؤتمر صحافي مشترك قال الرئيس سليمان انه طلب من الرئيس أوباما "الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، والانسحاب من الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا". وإذ لفت إلى أنه تمّ البحث في "انتسابنا إلى مجلس الأمن لعامي 2010 -2011"، أشار إلى أنه طلب" مساعدات عسكرية بما يؤمن جيشاً لبنانياً قوياً ضدّ هجمات العدو ومن أجل التصدي للإرهاب، كما طلبنا مساعدات اقتصادية بما يتيح نمواً للبنان"، مضيفاً "كما نطلب موقفاً سياسياً داعماً للبنان لدى إيجاد الحلول السلمية حتى لا يأتي أي حل على حساب لبنان"، مذكراً بـ "رفض لبنان لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتمسكه بحق العودة(..)".

من ناحيته، أشار الرئيس أوباما إلى أن "لبنان دولة هامة في منطقة هامة"، وشدد على حرص الإدارة الأميركية على "رؤية لبنان قوي يتمتع بالسيادة والاستقلال"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "شريك في مسار تعزيز قدرات الجيش اللبناني من أجل أن يعزز هذا البلد سيادته"، مشدداً في هذا الإطار على تنفيذ القرارات الدولية "ليتمتع لبنان بالاستقرار"، ومؤكداً "التزام إدارته بالسلام في المنطقة وتشجيع كافة الأطراف للخروج من الطريق المسدود(..)".

إذاً، يغادر الرئيس الحريري اليوم إلى العاصمة الدنماركية على رأس وفد رسمي، وهو سيلقي كلمة في المؤتمر يقدم من خلالها موقف الحكومة اللبنانية من مسألة التغيّر المناخي، كما يحمل أربعة مشاريع محددة لمصلحة لبنان، تعرض على الدول المانحة ومنظمات التمويل الدولية، وتضم مشروعا لاستبدال سيارات الأجرة في لبنان بسيارات موفرة للوقود، ومشروعا لتوليد الطاقة الهوائية، ومشروعا لدعم قدرة القطاع الزراعي اللبناني على مواجهة التغيّر المناخي، ومشروعا لمواجهة الجفاف والتصحّر في لبنان.

ويُتوقع أن يلتقي الحريري على هامش المنتدى الدولي كلاً من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، ونظرائه الإيطالي سيلفيو برلسكوني، واليوناني جورجيو بابندريو، والكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إضافة إلى عدد من رؤساء الوفود والمسؤولين الدوليين.

وكان الرئيس الحريري تلقى اتصالات هاتفية هنأته بنيل الحكومة الثقة، من الرئيس المصري حسني مبارك، رئيس حكومة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ومن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.

وكان الحريري اكد في حديث إلى صحيفة "عكاظ" السعودية أن "المملكة العربية السعودية لم تضع شروطا من أجل دعم لبنان، وهي لم تتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية اللبنانية"، وأوضح أن لخادم الحرمين الشريفين "أياديَ بيضاء على كل اللبنانيين في كل المناطق والطوائف من دون أي تمييز"، ولفت الى أن "اختياره للمملكة كأول محطة في زياراته الخارجية بعد نيل حكومته الثقة يعكس ما يربطه شخصياً ويربط شعب لبنان بخادم الحرمين الشريفين الذي وقف دوما إلى جانب لبنان وقضاياه"، موضحاً أنه أكد لخادم الحرمين الشريفين أن "لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤوليته الكاملة في جهود التقارب العربي في مواجهة الأخطار الإقليمية الداهمة، وفي إعادة بناء منظومة المصالح العربية بصفته رائدا من رواد العروبة الحديثة، بخاصة وأن العروبة تشكل دوما خطا منيعا للدفاع عن لبنان واستقلاله وسيادته(..)".

في هذه الأثناء، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "في لبنان انتصر تصميمنا على نبذ الفتنة وتأكيد تجاوز الحرب الأهلية، وعبرنا اتفاق الطائف ودحرنا الاحتلال عبر مقاومته وجيشه، وعبرنا اتفاق الدوحة إلى ما هو خير الوطن"، منوّهاً في هذا السياق بدعم سوريا للحكومة الجديدة وبدور إيران. وقال خلال رعايته حفل إطلاق مجلدين بالعربية من "دائرة معارف العالم الإسلامي" أمس "أستدعي انتباه الجميع على حملات إسرائيل على لبنان والضغوط الدائمة على سلاح المقاومة، والشروط التي يطالب بها بعض أعضاء الكونغرس الرئيس سليمان لن تنال من دور المقاومة طالما استمر الاحتلال والتهديدات الإسرائيلية والخروقات الجوية"، مضيفاً "إننا لن نقبل بإخضاع أي جزء من بلدنا لأي احتلال، ونراهن على إلزام إسرائيل على تطبيق القرار 1701 ونحن نعلن بكل فخر أننا لسنا عاجزين عن تطبيق القرار 425 عبر المقاومة(..)".

في المواقف، حضر موضوع زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا. عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب أحمد فتفت اتهم "أطرافاً لبنانية وإقليمية بعرقلة الزيارة، والتي تحاول من خلالها عرقلة تحسين العلاقة بين الدولتين"، مميزاً "بين الاتفاق حول موضوع معين، وبين التحالف السياسي(..)".

أما عضو التكتل النائب عقاب صقر فأبدى استغرابه لـ"الحديث عن مستجدات معينة في سوريا أدت إلى تأجيل زيارة الرئيس الحريري إليها"، واعتبر أنه "لإعطاء الزيارة رمزيتها ومضمونها الأهمية الملائمة لا بد أن يكون لها وقتها الخاص لئلا تتم في وقت مستقطع يأتي على عجل وينتهي كأنّ شيئًا لم يكن"، مؤكداً أن "عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، كما أنّ حنين التبعية لا يمكن أن يضرب واقع الإستقلال والعلاقات السوية والندية والأخوية التي تقوم على التنسيق المتبادل بين لبنان وسوريا وليس تنسيق الخطوات اللبنانية على الإيقاع السوري(..)".من جهته، أكد عضو التكتل النائب زياد القادري أن الحريري "مع تعزيز مناخ العلاقات اللبنانية ـ السورية، إيمانا بالمصالح المشتركة بين البلدين"، ولفت الى أن موعد الزيارة "لم يتحدد بعد، وهو قد يكون في وقت قريب"، مشيرا إلى أن "هناك من يسعى إلى التشويش على هذه الزيارة وكأن هناك من لا يريد أن تعود العلاقات العربية ـ العربية إلى مجراها الطبيعي(..)".بدوره، رأى القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أن الزيارة "يجب أن تمر من خلال الأطر الطبيعية بين المؤسسات الرسمية"، مشددا على أن "منطق المؤسسات هو الذي يجب أن يحكم العلاقات اللبنانية ـ السورية(..)".

 

القمة الفرنسية ـ المصرية تعرب عن ارتياحها للتطورات في لبنان

ومبارك يطالب بضمانات تقنع الفلسطينيين بالمفاوضات

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - باريس ـ مراد مراد

شغلت الضرورة الملحة لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين الحيز الاكبر من محادثات القمة الفرنسية ـ المصرية التي عقدت في قصر الاليزيه امس. واتفق الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك على ان الجمود الراهن الذي يطغى على مسار العملية السلمية سيكون خطرا جدا اذا طال امده، وهما بحثا في كيفية اقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالعودة الى طاولة المفاوضات وعقد مؤتمر دولي للسلام بعد ان يتم تقديم ضمانات للفلسطينيين بالخروج بنتائج ايجابية تحدد شكل الدولة الفلسطينية التي ينتظرها الجميع.

وبعد غداء العمل الذي جمع الرئيسين وعددا من الوزراء المصريين والفرنسيين، صرح الناطق بإسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد للصحافيين بأن "ساركوزي ومبارك تطرقا الى الجمود الذي يصيب حاليا عملية السلام واتفقا على خطورة استمرار هذا الوضع وعلى ضرورة تهيئة الاجواء المؤاتية لإعادة اطلاق المفاوضات. وذكر الرئيس مبارك ان اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى المفاوضات يتطلب اجراءات وجهودا دولية مكثفة لتقديم ضمانات مشجعة تؤكد الخروج من الحوار بنتائج تؤدي الى ولادة الدولة الفلسطينية بحدود يعترف بها دوليا. الرئيس مبارك يرى ان مبادرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجميد الاستيطان موقتا لمدة عشرة اشهر هي خطوة ايجابية ولكن غير كافية اطلاقا ولا بد من تحرك الاطراف الدولية والاقليمية في اتجاه ابو مازن واطلاق المفاوضات وفق اطار زمني محدد يحدد قيام دولة فلسطينية بحدود دائمة وليست موقتة مع ضمانات دولية".

واضاف عواد ان "الرئيس مبارك أوضح أن مصر على استعداد لبذل كل الجهود من اجل استئناف عملية السلام وللتحرك مع الاسرائيليين والفلسطينيين ومع روسيا والولايات المتحدة بصفتهما عضوين في الرباعية. مبادرة نتنياهو غير كافية ومصر ستتحرك خلال الاسابيع المقبلة وستكثف جهودها واتصالاتها من اجل تهيئة الاجواء المناسبة لاستئناف المفاوضات".

وبخصوص مؤتمر السلام الدولي الذي يزمع عقده لدفع المفاوضات الى الامام قال عواد "كما تعلمون لقد وجه الرئيسان مبارك وساركوزي منذ اشهر رسالة مشتركة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما ذكرا فيها انهما بصفتهما رئيسي الاتحاد من اجل المتوسط هما على استعداد للاسهام في كسر جمود عملية السلام من خلال الدعوة الى مؤتمر يعقد في مصر او في فرنسا او في روسيا يدعى اليه الاطراف والجانبان الفلسطيني والاسرائيلي والاطراف الاقليمية والدولية المعنية بعملية السلام. الرئيس المصري مع اي جهد لتحريك عملية السلام على نحو جاد وملموس يتفق مع الشرعية الدولية ويتجاوب مع تطلعات الفلسطينيين لكن لا بد ان يسبق الحديث عن اي مؤتمر في مصر او فرنسا او روسيا او اي مكان آخر حديث عما سيسفر عنه هذا المؤتمر. المهم ليس مكان المؤتمر وزمانه، المهم ماذا سينتج عنه والاهم ان يتم الاعداد له على نحو يكفل له النجاح وان يسفر عن النتائج التي نتطلع اليها (دولة فلسطينية)".

واضاف عواد "كما بحث الطرفان في الوضع في العراق والخليج واليمن والملف النووي الايراني والسودان واقليم دارفور، واعربا عن ارتياحهما للتطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية وتطلعهما لتوافق القوى اللبنانية بعد تشكيل الحكومة والبيان الوزاري واكدا دعمهما لكل ما يضمن استقرار لبنان".

وردا على سؤال حول العلاقات بين القاهرة ودمشق، أجاب عواد "نتمنى ان تعود سوريا الى الصف العربي والى هويتها العربية الاصيلة. نكن كل التقدير لسوريا ونحن واثقون ان سوريا في النهاية ستنحاز لكل ما يخدم قضايا العرب ونأمل ان نرى العرب يتحدثون بصوت واحد ولا يمكن ان يحدث هذا الا اذا التقت وجهات نظر دول اساسية مثل مصر والسعودية وسوريا".

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير صرح للصحافيين عقب لقائه مبارك في فندق البريستول قبيل غداء الاليزيه "بأننا تطرقنا الى الكثير من المواضيع: الاتحاد من اجل المتوسط والشرق الاوسط بشكل عام كان الموضوع الرئيسي، ملف ايران، افغانستان". واضاف "لقد تكلمنا تحديدا عن الرئيس محمود عباس وعن الوسائل التي تمكننا من دعمه وربما نتوصل عبر اللجنة الرباعية لاستئناف للمفاوضات السياسية بين الطرفين. هذا كان احد المواضيع الرئيسية وبالطبع كان الرئيس حسني مبارك موافقا على هذه الخطوة والمهم ان ندعم الرئيس عباس".

وبالنسبة لمؤتمر السلام الذي يسعى لعقده الرئيس ساركوزي، قال كوشنير "نحن لا نريد ان نعقد مؤتمرا لنعقد مؤتمرا. يجب ان تكون لدى الاطراف النية للوصول الى اتفاق. يجب ان يكون هناك مبادرات وملامح الخروج بنتائج اجتماعية من المؤتمر اذا اردنا عقده. نحن نتكلم بهذا الخصوص والرئيس المبارك مصمم ان يمر المؤتمر تحت اشراف اللجنة الرباعية ونحن نقبل بهذا لم لا. ولكن نحتاج ايضا الى الموافقة الاسرائيلية لعقد المؤتمر. لأن مؤتمرا من دون الاسرائيليين لا ينفع. لقد استضافت باريس اول مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط العام المنصرم ونحن لا نستبعد ولا يزعجنا ان يحصل هذا مجددا. اني واثق باننا سنصل الى حل لهذه المشكلة، لكن لا اعرف متى يا للاسف. يجب ان لا نخسر محمود عباس لأنه الرجل الافضل لانجاز السلام". وعن موقف فرنسا من مدينة القدس قال كوشنير "بالنسبة لفرنسا القدس عاصمة للدولتين وهذا ما اعلناه في الاتحاد الاوروبي وكرره الرئيس الفرنسي امام الكنيست وانا قلته في رام الله". وأصدر قصر الرئاسة بيانا عقب الاجتماع جاء فيه "في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس ساركوزي والرئيس المصري حسني مبارك عن بالغ القلق إزاء الوضع الحالي واتفقا على وجوب ايجاد جرعة سياسية تعطى على الفور للمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين كي يتم استئنافها ليتم التوصل إلى تسوية في العام 2010 على أساس القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن ومؤتمر مدريد ولا سيما مبدأ الارض مقابل السلام، وعلى اساس ما وقعه وخارطة الطريق، مع الأخذ في الاعتبار المبادرة العربية للسلام، وصولا إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وديموقراطية وذات سيادة تعيش في سلام وأمن جنبا إلى جنب مع إسرائيل داخل حدود آمنة ومعترف بها".

 

حرب اليمن تقتحم القمة الخليجية وواشنطن تخاف من اتساعها على مصالحها وعلاجها اقتصادي وسياسي وأمني

خوف دولي من تحول اليمن الى قاعدة لـ"القاعدة"

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - أسعد حيدر

كان يمكن لقمة "دول مجلس التعاون الخليجي" التي تُعقد في الكويت، أن تكون استثنائية في علاقاتها بمستقبل المنطقة كلها، لولا "بؤرة النار" المشتعلة حالياً في اليمن. توجه هذه القمة نحو اعلان "وحدة نقدية تخلق من اقتصادات دول مجلس التعاون منطقة اقتصادية على نسق دول الاتحاد الأوروبي ووحدته النقدية اليورو"، حدث مستقبلي بامتياز يؤسس لقيام مناطق اقتصادية أخرى في العالم العربي، لتكون هذه "الوحدات النقدية" مداميك حقيقية قوية وثابتة لإخراج العالم العربي كله من حالة التمزق والتنافس الدامي الذي اصاب ويصيب المجتمعات العربية قبل النظام العربي كله.

اليمن غير "السعيد"

اليمن لم يكن يوماً "سعيداً". حالياً يشكل تحدياً للجميع، خصوصاً بعد أن أنتجت الاشتباكات الداخلية فيه انزلاقاً اقليمياً لا يمكن لدول "مجلس التعاون الخليجي" الوقوف منه موقف المتفرج. دول الخليج مجتمعة تقف في "خندق واحد" مع السعودية بعد أن جرت "عمليات الاختراق الحدودية من طرف الحوثيين" ضد المملكة. هذه "الوقفة" طبيعية. لكن يبقى السؤال الكبير هو كيفية التعامل مع هذا الوضع الطارئ الذي لا يهدد اليمن وحده ولا حتى المنطقة الحدودية المشتركة السعودية اليمنية بل العالم كله بسبب الوضع الجيوستراتيجي الحساس لليمن من جهة وتمدد "القاعدة" الى المنطقة من جهة ثانية؟

وعي خطورة الوضع وصل في واشنطن الى درجة ان "مركز الأمن الجديد" في دراسة له يؤكد "ان عدم استقرار اليمن يهدد المصالح الأميركية كلها". المطلوب أمام خطورة هذا التهديد "بناء موقف دولي موحد ومنسق لمساعدة اليمن". لأن واشنطن حالياً تتعامل مع الأحداث الدولية، من زاوية "الحرب العالمية ضد الارهاب" في أفغانستان وباكستان، ترى وجود خطر حقيقي وجدي من انتقال هذا الارهاب ممثلاً "بالقاعدة" من هذا المربع الأفغاني الباكستاني اذا ما تلقى ضربات جدية مؤلمة وهو ما تسعى اليه واشنطن والحلف الأطلسي، الى اليمن بعد الصومال.

في اطار هذا التصور، ان اليمن شكل حتى الآن نقطة مهمة لانتاج العناصر "للقاعدة" ونشرهم على البؤر المشتعلة أهمها العراق وأفغانستان. في معتقل غوانتنامو السيئ الذكر، مئة معتقل يمني لا تجسر واشنطن على تسليمهم لليمن، لأن "السجون اليمنية" برأيها "مدرسة" مهمة لتخريج العناصر المتحمسة "للقاعدة" ولا أحد يضمن من أن يكون هؤلاء المئة فوجاً أكثر تشدداً وتصلباً من كل من سبقهم. مجرد امساك "القاعدة" باليمن، يعني ان منطقة القرن الافريقي وصولاً الى باب المندب قد سقطت بين "فكّي كماشة" مشكلة من الصومال في القرن الافريقي واليمن على باب المندب، المفتوح على المحيط الهندي.

دول الخليج منطقة اقتصادية واحدة

الداء في اليمن أقدم من الحرب الدائرة مع الحوثيين حالياً. الدليل ان الجنوب في "حراك قاتل"، والصراع على السلطة والخلافة في صنعاء على أشده، في وقت الاقتصاد اليمني منه انتقل منذ فترة الى غرفة العناية الفائقة. تقول التقارير الأميركية أن:

[ عام 2017 سينضب النفط في اليمن، بعد أن وصل انتاجه عام 2004 الى 460 ألف برميل ما يعني خسارة عائدات هذا النفط من جهة واضطرار الدولة لاستيراد النفط لاحتياجات الداخل مع كل ما يشكل ذلك من أعباء مالية ضخمة اضافية على الاقتصاد اليمني الفقير.

[ حجم البطالة في البلاد وصل الى 40 في المئة وهو في تصاعد مستمر. ما يؤكد ذلك ان 45 في المئة من اليمنيين حالياً هم دون سن الخامسة عشرة، وهم بذلك يستعدون لدخول سوق العمل في أقل من عدة سنوات دون وجود فرص لهم الان أو في المستقبل.

[ اليمن معرّض لكارثة بيئية ثم غذائية حقيقية، وخصوصاً أن 90 في المئة من المياه تستثمر في مشاريع غير جدية ومجدية.

استمرار زراعة "القات" وانتشاره على كل المستويات الشعبية والاجتماعية تحول الى "داء" أصاب "شرايين" الحياة الاقتصادية والاجتماعية والغذائية ولا يبدو وجود علاج فعلي له ولو على مستوى المستقبل المنظور.

[ ان "الحروب" و"الصراعات" الدائرة من شمال اليمن الى جنوبه لم تعد تهدد النظام اليمني فقط كذلك وجود الدولة اليمنية ككل، أي "صوملة" اليمن.

معالجة الحالة اليمنية ضرورية وملحّة جداً. ولدول "مجلس التعاون الخليجي" دور مهم في ذلك. نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الصباح أكد و جود توجه لدعم اليمن "اقتصادياً". لا شك ان هذا الدعم مهم جداً، لكنه يتطلب وضع سياسة شاملة أكثر خصوصاً من جانب اليمن. الدراسات الأميركية كما نشرها موقع "الطريق" الأميركي ترى:

وجوب خروج اليمن من "النظرة الأمنية الضيقة الى النظرة الشاملة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، ويكون قيام الولايات المتحدة الأميركية ببناء موقف دولي موحد مكمل لمؤتمر العام 2006 للدول المانحة الوجه الآخر لهذه السياسة.

تتطلب هذه السياسة وضع خطة كاملة تقوم على اسس واضحة أهمها:

[ دعم مكافحة الإرهاب.

[ تقديم مساعدات مالية كافية.

[ فتح مسار جدي للمضي قدماً في تنفيذ سياسة مصالحات داخلية، لأن أصل المشاكل الخلافات الداخلية حول كل شيء من التنمية الى السلطة.

[ رفع الحكومة اليمنية نسبة اراداتها في محاربة "القاعدة"، الى مستوى محاربتها "لأعداء النظام".

دول مجلس "دول التعاون الخليجي" هي المعنية الأولى بما يجري في اليمن، خصوصاً بعد انزلاق المواجهات مع الحوثيين نحو مواجهة اقليمية عسكرية أو سياسية واعلامية. ولكنْ للعرب كلهم أيضا حصة ودور في ما يحصل وفي صوغ الحلول ودعمها.

اليوم اليمن.. وغداً.....

 

ويليامز يؤكد من عين التينة "أن لبنان أمام فرصة لمواجهة التحديات"

بري: لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "اننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة"، مشيراً الى انه بعد الثقة التي منحت الى الحكومة "دخل لبنان الى استقرار يؤسس لتقوية عناصر الدولة والازدهار والتقدم ".

واعتبر خلال رعايته حفل إطلاق "دائرة معارف العالم الاسلامي" المجلدين العربيين الأول والثاني، في فندق "الكورال بيتش" امس، أنه من "حق ايران كما حق الدول الاخرى بالحصول على التخصيب"، داعياً الدول العربية كما ايران الى "طاولة حوار مفتوحة حول كل القضايا وكل الهواجس".

واذ رحب بري "بكل المواقف الدولية والعربية الداعمة للبنان"، نوه "بدعم سوريا الكامل للبنان والحكومة الجديدة". واشاد بـ"موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه المستجدات اللبنانية والتي عبر عنها وزير الخارجية منوشهر متكي والتي شددت على ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية في لبنان لترسيخ الامن والسلام".

واعتبر ان "الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن ومنها الشروط التي يطالب بعض اعضاء الكونغرس بوضعها على السلاح الاميركي للجيش اللبناني هذه الضغوط، لن تؤدي الى إخضاع لبنان للتخلي عن المقاومة وعن سلاحها لأن هذه المقاومة حاجة وضرورة ومصلحة لبنانية طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء عزيزة من ارضنا ".

ولفت برى النظر الى أحد العجائب الاسرائيلية وهي الديموقراطية الاحتلالية التي هي نوع جديد من الديموقراطيات التي تبيح بواسطة الاستفتاء استمرار احتلال اراضي الغير بالقوة. إننا في هذا المجال نطرح هذه الاعجوبة المبتكرة على دول العالم وعلى عائلة الامم المتحدة لإبداء الرأي باحالة الكنيست الاسرائيلي اي انسحاب اسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة بموجب القرارات الدولية او عبر تسوية مطروحة على الاستفتاء وهذا الامر يثير تساؤلا حقيقيا هل ان مزارع شبعا التي يعتبرونها ضمن القرار 242 تدخل في هذا الاستفتاء ايضا".

وسأل: "هل اعتدت او احتلت اسرائيل فلسطين او اي ارض عربية بعد استفتاء ام ان العدوانية والاحتلال يمثلان وجهي العملة الاسرائيلية الواحدة؟ "، واعلن "لن نقبل اخضاع انهاء الاحتلال الاسرائيلي لأي جزء عزيز من ارضنا واندحار الجيش الاسرائيلي عنها لأي نوع من انماط الديموقراطيات الاسرائيلية المضحكة المبكية، نحن اذ نراهن على الزام اسرائيل تنفيذ القرار الدولي 1701 وقبله القرار 425 بكل فخر ومن دون تبجح فإننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة".

الى ذلك، ألقى رئيس "دائرة معارف العالم الاسلامي" رئيس مجلس الشورى الايراني السابق غلام علي حداد عادل كلمة تحدث فيها عن "تأسيس الدائرة ودورها وعملها"، وقال: "إنها موسوعة تتعلق بالعالم الاسلامي وليس ايران فقط"، مشيداً بـ"الامام موسى الصدر"، مشيرا إلى أنه "كان أفضل من أرسى أسس العلاقة بين إيران ولبنان".

استقبالات بري

وكان بري التقى في مقر الرئاسة الثانية، في عين التينة امس، ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز الذي شدد على أن "لبنان اليوم امامه فرصة للقيام بخطوات واثقة من اجل مواجهة التحديات ولوضع الصيغ السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، مشيراً الى أنه "هنأ بري بنجاح جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة ومنح الثقة".

وأضاف: "عبرت للرئيس بري كما لرئيس الحكومة عن استعداد الامم المتحدة لمساعدة لبنان في اي شأن يطلب منها. وكذلك كانت لي محادثات مهمة مع دولته حول حقوق الانسان والتحضيرات اللبنانية لتقديم تقرير لبنان الى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة العام المقبل". والى ويليامز عرض بري مع سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام للتطورات الراهنة. ثم استقبل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، الذي دعا الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية "في اسرع وقت وان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة على اساس غير طائفي". من جهة اخرى، استقبل المستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان وفدا من "حكومة الظل الشبابية" سلمه عريضة المطالبة بتطبيق النسبية في الانتخابات النيابية وبإلغاء الطائفية السياسية وعرضوا ايضا لاجواء تحركهم في هذا المجال.

 

صفير: عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على مسيرتي العهد والحكومة

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - بكركي ـ "المستقبل"

نقل زوار البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير عنه اعتباره أن "عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على إنجاح مسيرتي العهد والحكومة، والمساعدة على حل القضايا التي تتعلق بالاستقرار الداخلي على صعيد الأمن وإعادة تحريك عجلة مؤسسات الدولة المتصلة بالخدمات العامة، لا سيما منها المشاريع المتعلقة بشؤون الناس".

استقبل صفير في بكركي أمس، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال: "تشرفت بلقاء البطريرك صفير وتبادلنا الرأي حول التطورات الايجابية التي نشأت بتشكيل الحكومة وانصرافها فوراً إلى معالجة هموم الناس الضاغطة على معيشتهم وحياتهم اليومية. كما كان ثناء على الزيارتين المتقاطعتين مع مصلحة لبنان العليا اللتين يقوم بهما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن ورئيس الحكومة سعد الحريري الى بعض الدول العربية وفي طليعتها سوريا".

ورأى أن "أهمية هاتين الزيارتين تكمن في رغبة كل طرف في المصارحة والمكاشفة بما اعترى العلاقات اللبنانية ـ السورية من توترات وتشنجات اختلطت فيها الأوراق والآراء والتبست الحقائق نتيجة المواقف الأميركية والأحكام المسبقة المتعاملة مع قضايا المنطقة ولبنان خصوصاً"، لافتاً الى أنه "من الطبيعي أن يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إفهام الجانب الأميركي بالتزام لبنان القرارات الدولية التي تتعلق بعودة اللاجئين واحترام القرار 1701 بعيداً عن القرار 1559 الذي زالت أسبابه وخلفياته اليوم، وسوف يسعى إلى مطالبة الإدارة الأميركية بالضغط على اسرائيل للكف عن الاستفزازات والتهديدات المثيرة للتوتر والتقيد بمتطلبات القرار 1701. كما ان رئيس الحكومة سعد الحريري بمجرد زيارته سوريا، انما يفتح الطريق أمام صفحة جديدة من التعاون والتآزر والتفاهم على جدول الحلول للمشاكل العالقة بين البلدين".

وتابع: "لقد اعتبر البطريرك صفير وكنت من رأيه أن عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على إنجاح مسيرتي العهد والحكومة والمساعدة على حل القضايا التي تتعلق بالاستقرار الداخلي على صعيد الأمن وإعادة تحريك عجلة مؤسسات الدولة المتصلة بالخدمات العامة، لا سيما منها المشاريع المتعلقة بشؤون الناس".

كما التقى البطريرك، وفدا من "رابطة النواب السابقين" ضم النائبين السابقين شفيق بدر ومحمود عمار "للمعايدة وتأييد مواقفه الوطنية الثابتة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين"، كما قال عمار.

ثم استقبل عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فؤاد السعد الذي جاء معايداً بمناسبة الأعياد، قبل توجهه إلى فرنسا لقضاء العيد مع الأهل والأقارب.

بعدها، التقى البطريرك وفدا من راهبات الوردية، شكر له رعايته القداس الاحتفالي الذي أقيم في كاتدرائية سيدة لبنان ـ حاريصا لمناسبة تطويب الأم ماري الفونسين.

 

 الكتائب" ينتقد استهداف زيارة سليمان لواشنطن: مقاربة الملفات الاقتصادية دليل انتظام عمل المؤسسات

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - شدّد "حزب الكتائب" على ان "نجاح الحكومة في مقاربة الملفات الإجتماعية دليل على انتظام عمل المؤسسات"، مؤكداً "ان الاستدعاءات القضائية السورية تخفي في مضمونها وتوقيتها امورا غير بريئة". واستغرب"الحملة المغرضة التي تعرّض لها الرئيس ميشال سليمان بسبب سفره الى الولايات المتحدة الاميركية لأسباب واهداف عدة ليس أقلها إحراجه تجاه الرئيس (الأميركي) باراك اوباما واظهار السياسة الخارجية للبنان على غير حقيقتها". وجدّد التأكيد على "موقف الحزب الداعي الى علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا يؤسس لها حوار صريح وشفاف ويتناول كل الملفات العالقة بين البلدين وانهاء الإشكاليات التي ترافقها والتي باتت معروفة من القاصي والداني".

واستغرب في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي الدوري برئاسة أمين الجميل أمس، "الحملة المغرضة التي تعرّض لها الرئيس سليمان لأسباب وأهداف عدة ليس أقلها إحراجه تجاه الرئيس المضيف باراك اوباما واظهار السياسة الخارجية للبنان على غير حقيقتها، وتجاهل العلاقات التقليدية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وهي الدولة العظمى التي يقف على موقفها الكثير من قضايا لبنان والمنطقة ومنها الصراع العربي ـ الإسرائيلي".

واشار الى ان "الجميع يدرك حجم المصالح اللبنانية التي وفّرتها هذه العلاقات مع الإدارة الأميركية ودعمها للقرارات الدولية والتعهدات التي حفظت سيادة لبنان وحريته واستقلاله في أصعب الظروف التي مرت علينا. ولا يمكن لأحد يتقن المقاربة العلمية والمنطقية للقضايا اللبنانية الأساسية ان يتجاهل اهمية الموقف الأميركي في معركة لبنان ضد التوطين".

وسأل: "هل هناك من لا يدرك أن واشنطن هي معبر اجباري لمواجهة هذا الخطر الذي لا يمكن مواجهته بالشعارات كما دأب البعض على اعتماده في الفترة الأخيرة"، موضحا" ان هذه العناصر كلها لا يمكن ان تجعلنا نغفل دور رئيس الجمهورية وصلاحياته في رسم السياسة الخارجية للبنان، وهو المؤتمن على المصالح اللبنانية العليا هذه المصالح التي لم يفرط بها يوما منذ توليه مقاليد الرئاسة".

وتناول الزيارة التي ينوي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري القيام بها الى العاصمة السورية، فشدد على "موقف الحزب الداعي الى علاقات طبيعية بين البلدين يؤسس لها حوار صريح وشفاف ويتناول كل الملفات العالقة بين البلدين وانهاء الإشكاليات التي ترافقها والتي باتت معروفة من القاصي والداني". وتمنى أن "تكون الزيارات متبادلة بين البلدين"، لافتا الى السجال الدائر حول موضوع إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل الهيئة الوطنية الخاصة". وأوضح "ان ما أثاره هذا الموضوع ناجم عن التوقيت الخاطئ في طرحه وما رافق ذلك من أخذ ورد ناجم مرة جديدة عن سوء مقاربة موضوع الطائفية في لبنان واعتباره من المحرمات التي يجب التهرّب منها، في حين المطلوب اليوم هو مواجهتها عبر سلسلة من الخطوات ابرزها ما يتصل بطمأنة الطوائف لمواقعها في لبنان من خلال تأمين التمثيل الصحيح لها عبر قانون انتخاب جديد وتطبيق اللامركزية الادارية الموسّعة والعمل بكل الوسائل للتخفيف من حدة المذهبية التي توغلت كثيرا في النفوس، وتهدئة الأجواء بغية توفير مقومات المجتمع المدني، عدا عن الموجبات الأخرى التي يجب اعادة النظر بها ومنها ما يتصل بقوانين الأحوال الشخصية والزواج المدني ونزع السلاح الذي لم يعد سلاحا حزبيا فحسب بل تحول سلاحا مذهبيا".

ورأى في الاستنابات القضائية السورية "إجراءات تخفي في شكلها ومضمونها وتوقيتها امورا غير بريئة. كما انه من المستغرب ان يقوم اي شخص لبناني بالإدعاء لدى محاكم غير لبنانية بحق مواطنين لبنانيين بتصرف يزعم انه جرم ارتكب على الأراضي اللبنانية بالذات"، مؤكدا ان "الملف برمته بات في أيد قضائية لبنانية أمينة. وهي من سيتولى المعالجة، ولعلمنا انه سيكون لوزارة العدل صاحبة الصلاحية الموقف الرسمي المناسب في الوقت المناسب وحسبما تقول به القوانين اللبنانية والأعراف والإتفاقات الدولية".

وأكد اهمية ان "تنجح الحكومة في امتحان الثقة مع التشديد على سلسلة الملاحظات التي عبّر عنها الحزب بشأن الفقرة السادسة من البيان الوزاري المتصلة بسلاح المقاومة بلسان وزيره ونوابه والذين اعتبروه عن حق بـ "بند الإذعان"، وهو امر لم يعد يقتصر على موقف الكتائب من مضمون هذه الفقرة والنتائج المترتبة عليها في المستقبل بعدما شاركتها الموقف ذاته قيادات وشخصيات لبنانية سياسة وحزبية من مختلف المناطق والطوائف والكتل النيابية، وكانت جلسات مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب بعد جلسات اللجنة الوزارية مسرحا ومنصة لها". ورأى ان "نجاح الحكومة في مقاربة الملفات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية سيكون دليلا على انتظام عمل المؤسسات الدستورية في البلاد وإشارة الى ان هذه الحكومة تدرك حاجات اللبنانيين على ابواب موسم شتاء يبدو انه قارس ويحتاجون الى اعادة النظر باسعار المازوت للتدفئة وتأمين الكهرباء والماء والطرق الآمنة من الفيضانات، عدا عن المشكلات التربوية والصحية الأخرى الملحة التي يدركها الجميع".

 

الصايغ: البيان الوزاري التزم

تطبيق الـ1701 بالكامل

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - استقبل وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ امس سفير الاردن زياد المجالي الذي قال بعد اللقاء انه "كانت جولة أفق حول التطورات السياسية اضافة الى القضايا التي تهم البلدين والمتعلقة بوزارة الشؤون الاجتماعية في الاردن ولبنان". وقال الصايغ ان البحث تناول التعاون بين البلدين. لبنان سيرأس المجلس العربي لوزراء الشؤون الاجتماعية في القاهرة آخر الاسبوع وعلى هامش الاجتماعات سنبحث مع الوزراء العرب خصوصا مع الوزير الاردني في موضوع التعاون الثنائي بين الدولتين". وعن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن خصوصا الشق المتعلق بالقرار 1559، قال الصايغ: "لبنان ملتزم كل القرارات الدولية ونحن نعتبر ان هذا الامر يجب ان يبقى يشكل مظلة حماية للبنان هذه الديبلوماسية المتعددة الاطراف عند الامم المتحدة ولبنان سيصبح قريبا عضوا منتخبا في مجلس الامن وكذلك الديبلوماسية الثنائية يعني مع واشنطن وكل الدول الاخرى جميعها يجب ان تكون أداة قوية لحماية لبنان سياسيا ومن الاخطار الخارجية كما من الاخطار الداخلية التي من الممكن ان تحصل. القرار 1559 يأتي في سلسلة القرارات يجب الا ننسى، الـ 1701 يؤسس كذلك ويذكر بأهمية كل القرارات التي سبقته والتي تتعلق بلبنان بما فيها القرار 1559. البيان الوزاري التزم تطبيق 1701 بالكامل وفي النتيجة كل هذه القرارات ليست متضاربة مع بعضها بل تكمل بعضها".

  

اتحاد الأندية اللبنانية البرازيلية انتقد استغلال زيارة سليمان النهار

أصدر اتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية بياناً تلقت "النهار" نسخة منه، وجاء فيه: "عقدت الهيئة الادارية لاتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية اجتماعاً لها في "نادي جبل لبنان" في سان باولو أول من أمس، وأصدرت بياناً تضمن: "أطلعنا عبر بعض وسائل الاعلام على خبر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للبرازيل مطلع السنة المقبلة تلبية لدعوة نظيره البرازيلي لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا.

يرحب الاتحاد بزيارة الرئيس سليمان التي تنتظرها الجالية اللبنانية في البرازيل بشوق وتتطلع الى نتائجها، وخصوصاً أن البرازيل تضم أكبر جالية لبنانية في الانتشار. ويلفت الى أن هذه الزيارة تتعرض لبعض الاستغلال من فئات دأبت منذ زمن بعيد على العمل بايحاءات خارجية أضرت بالمصلحة اللبنانية وبمصلحة المغتربين وعلاقتهم بوطنهم الأم لبنان. وفي هذا الصدد، يهم الاتحاد أن يوضح للرأي العام بعض الأمور لئلا تفسر بطريقة مخالفة للحقيقة والواقع، وخصوصاً أن اتحادنا بصفته المعنوية وشرعيته التاريخية ومسؤوليته الوطنية، يشجع على تأسيس أي جمعية أو ناد يعمل لمصلحة الجالية اللبنانية في البرازيل ويرحب بانضمامه اليه.

ويهمنا أن نلفت الرأي العام والمعنيين بالشأن الاغترابي الى أن اتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية منذ تأسيسه يتمتع بشرعية الجالية اللبنانية في البرازيل وفاعلياتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية وتأييدهم ودعمهم. وهناك من يعمل منذ فترة على تشييع فكرة أن الجالية في البرازيل منقسمة بعضها على البعض وقد باءت جهودهم بالفشل. وهم يحاولون اليوم استغلال زيارة الرئيس سليمان لاعلان تأسيس مجلس جديد للاغتراب وسها عن بال مطلقيه ان توقيت الاعلان وطريقته كشفا ما وراء الأكمة، وخصوصاً ان ثمة أيدي في الدولة اللبنانية قد تكون وراء هذا الاعلان وهي كانت تؤيد دائماً الانقسامات في الجالية اللبنانية في البرازيل لمصالح شخصية ولتصفية حسابات مع بعض الذين لا ينسجمون معها سياسياً واجتماعياً.

 

ثلاث جهات تستطيع كل منها معالجة السلاح خارج الشرعية

إسرائيل بانسحابها وإيران بوقف تصديره وسوريا بمنعه

اميل خوري/النهار    

يرى ديبلوماسي عربي ان ثلاث جهات فقط تستطيع كل واحدة منها حل مشكلة السلاح خارج الشرعية وتحديدا سلاح "حزب الله". وهذه الجهات هي:

اولا: اسرائيل بانسحابها من بقية الاراضي اللبنانـية التي تحتلها ليصير في الامكان العودة الى اتفاق الهدنة المعقود عام 1949 في انتظار التوصل الى تحقيق سلام شامل في المنطقة.

ثانيا: سوريا التي تستطيع منع مرور الاسلحة عبر حدودها الى لبنان تنفيذا لما نص عليه قرار مجلس الامن رقم 1701، لكن سوريا لا تفعل ذلك قبل ان تستعيد هضبة الجولان، وانسحاب اسرائيل من هذه الهضبة لا يزال موضوع خلاف حول حدود الانسحاب وشروط اخرى لم تتوصل المفاوضات بينهما مدى سنوات الى اتفاق في شأنها.

ثالثا: ان تتوقف ايران عن ارسال السلاح الى "حزب الله" بشتى الطرق والوسائل، وهو ما لا تتوقف عنه الا اذا توصلت الى اتفاق وتفاهم مع دول الغرب على موضوع ملفها النووي.

لذلك يمكن القول ان سلاح المقاومة او سلاح "حزب الله" هو سلاح اقليمي لا تنتهي وظيفته الا بالاتفاق مع جهة من الجهات الثلاث المذكورة آنفا، وكل معالجة لبنانية لوجود هذا السلاح تبقى غير مجدية لا على طاولة مجلس الوزراء ولا على طاولة الحوار، وهو ما واجهه لبنان في الماضي مع سلاح التنظيمات الفلسطينية ومع سلاح الميليشيات اللبنانـية الذي كان سلاحا اقليميا ودوليا.

فالتنظيمات الفلسطينية حملت السلاح بدعوى انها تريد تحرير أراضيها من لبنان... واستطاعت ان تحصل على "اتفاق القاهرة" الذي شرّع لها هذا العمل، فكانت النتيجة ان هذه التنظيمات لم تستطع تحرير شبر واحد من ارض فلسطين المحتلة، بل جعلت لبنان يخسر مزيدا من اراضيه التي تحتلها اسرائيل، ويبلغ عدوان اسرائيل اول عاصمة عربية هي بيروت، ويتحمل اللبنانيون ولا سيما منهم الجنوبيون من جراء العمليات الفدائية الفلسطينية التي كانت تنطلق من لبنان، خسائر بشرية ومادية فادحة وتشردا وتهجيرا وهجرة.

ولم يتم التوصل الى حل مشكلة السلاح الفلسطيني في لبنان الا بعدما تقرر دخول قوات سورية اوقفت الاقتتال بين اللبنانيين واخرجت الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس. ولم يكن في الامكان التوصل الى جعل الميليشيات اللبنانـية تسلّم سلاحها الى الدولة اللبنانـية، الا بعد التوصل الى "اتفاق الطائف" الذي نص على ذلك وبعد توقف الدول العربية وغير العربية عن مد هذه الميليشيات بالاسلحة.

ولا شيء يحل مشكلة سلاح المقاومة وتحديدا سلاح "حزب الله" الا بتوقف ايران عن مده به او منع سوريا مرور هذا السلاح الى لبنان عبر اراضيها، او انسحاب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانـية التي تحتلها كي تزول اسباب حمل هذا السلاح.

اما الكلام على وضع "استراتيجية دفاعية" فهو كلام لتقطيع الوقت ريثما يتم الاتفاق عربيا واقليميا ودوليا على ازالة اسباب وجود السلاح خارج الشرعية، وهو وجود يحول دون قيام الدولة اللبنانـية القوية القادرة على بسط سلطتها على كل اراضيها فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها، ولا قانون غير قانونها كي تستطيع  عندئذ تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. اذ كيف يمكن تنفيذ هذا القرار وليس في لبنان دولة بل الى جانبها طرف يحمل السلاح وهو اقوى منها؟

والسؤال الذي يثير استغراب الفاهمين والعارفين بأسرار وجود السلاح في لبنان خارج الشرعية وخلفياته هو: ما هي هذه "الاستراتيجية"؟ هل هي استراتيجية لبنانية تجمع قوة المقاومة الى قوة الجيش اللبنانـي وتنسق في ما بينهما او تجعلهما يتعايشان معا او يتزاوجان كما جاء في الوثيقة السياسية لـ"حزب الله"؟

وهل تستطيع مثل هذه الاستراتيجية مواجهة العدوان الاسرائيلي وتحرير بقية الاراضي اللبنانـية المحتلة؟

ان هذه الاستراتيجية الدفاعية كي تكون فاعلة ينبغي في رأي البعض ان تكون مشتركة مع سوريا، وهي استراتيجية ربما تقضي بدخول قوات سورية الى منطقة البقاع حيث الموقع الاستراتيجي لها في رد اي عدوان اسرائيلي. والواقع ان لبنان لم يسأل حتى الآن رأي سوريا في مثل هذه الاستراتيجية ولا سوريا سألت لبنان رأيه فيها!

والسؤال الآخر هو: هل تريد سوريا استعادة الجولان بالقوة العسكرية ام بالمقاومة ام بالمفاوضات وهو ما تفعله حتى الآن؟ أولم يطلب الرئيس الاسد من تركيا تحسين علاقاتها باسرائيل كي تعود جهة صالحة للتوسط بينها وبين اسرائيل في مفاوضات السلام؟

لقد اعلن الرئيس الاسد قبل اسابيع ردا على موقف اسرائيل المتشدد من موضوع الجولان ومن القدس ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بناء المستوطنات، انه لم يعد يرى سوى المقاومة سبيلا للتحرير، فهل سأل لبنان سوريا عن جدية هذا الموقف كي يصار الى البحث عندئذ في وضع استراتيجية دفاعية مشتركة اذا كانت مقولة "أمن لبنان من امن سوريا وامن سوريا من امن لبنان" صحيحة؟!

ان افضل ما يفعله لبنان في الظرف الراهن هو ان يترك الملفات الكبرى الشائكة جانبا وينصرف للاهتمام بشؤون الناس وهمومهم الحياتية، ويعمل على انماء المناطق المتخلفة والمحرومة، ويعتمد الوسائل المجدية التي من شأنها ان تعزز الاوضاع الاقتصادية والمالية، وان تخلق فرص عمل جديدة تحد من هجرة الشباب، وبناء الجسور وتوسيع الطرق لحل ازمة السير، وانشاء السدود لتخزين المياه كي تصبح مؤمّنة لجميع اللبنانيين والمقيمين في لبنان.

 

حال لبنان مثل حال شارون 

سركيس نعوم/النهار

عن لبنان تحدث الموظف الرفيع السابق نفسه المطلع بدقة على كثير من التحركات السياسية الاميركية سواء في عهد الادارة الحالية او الادارات السابقة، قال: "كان هناك امل بسيط في فريق 14 آذار عندما نزل الناس الى الشارع في لبنان مطالبين بالتغيير بمعزل عن الطائفية والمذهبية. لكن هذا الامل الضعيف انطفأ. لبنان كله مهدد الآن. طوائفه ومذاهبه تتصرف بطريقة غرائزية وكأن لا وجود للوطن والدولة. ماذا عن وليد جنبلاط؟ اخبرني". اجبت: صار وليد بك في موقع آخر، خرج من الاكثرية لكنه بقي ملتزماً تأييد زعيمها سعد الحريري. يقول انه صار في الوسط بين 14 آذار و8 آذار. لكن عندما يتأكد أن محور 8 آذار بشقيه المحلي والاقليمي فاز في صورة نهائية لبنانياً فانه لن يتورع عن الاصطفاف معه كليا اذا وجد ان مصالحه ومصالح طائفته تقتضي ذلك. على كل يبدو انه يحاول استرجاع دور والده الشهيد كمال جنبلاط وهو التحول بيضة القبان في اللعبة السياسية الداخلية. لكن في اعتقادي ان 8 آذار ورعاته الاقليميين لن يقبلوا اي دور كهذا له او حتى لطائفته. علق: "لم افاجأ بموقف وليد بك. هكذا تتصرف الاقليات وزعماؤها. وهو كشخصية معروفة بتفاصيلها كنت اتوقع منه تصرفاً كهذا. انه الآن ينتقل من موقع الى آخر مناقض من دون ان يرف له جفن. اولاً، لحماية مصالحه ومصالح طائفته. وثانياً، لأن شخصيته هي كذلك. وجود لبنان كله مهدد اذا بقي اللبنانيون على حالهم الراهنة المعروفة".

 توسع الحديث ثم النقاش عن لبنان وأوضاعه سابقا وراهنا ومستقبلاً وعن الجهات المسؤولة عن تردي هذه الاوضاع، وقال الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: "ان الحل الوحيد لمشكلة لبنان هو اقامة دولة المواطن، أي دولة يكون المواطن فيها هو الاساس له حقوق وعليه واجبات. دولة تكون فيها حقوق جميع المواطنين متساوية وكذلك واجباتهم بصرف النظر عن الدين والمذهب والطائفة واللون والمعتقد السياسي والديني والعرق. ويجب ان يكون ذلك كله من ضمن الدستور". علَّقت: انا معك في ذلك. وانا علماني من زمان. انت تعرف هذا الامر وكذلك اللبنانيون ولا تهمني طائفة من يحكم لبنان او مذهبه او دينه. لكن كيف يمكن بلوغ حال كهذه في ظل انقسامات داخلية "عريقة" ومع دولة شقيقة وجارة تريد لبنان مجالا حيويا لها ولم تساعد يوما كما يجب على بناء دولة فيه قادرة على الحكم والاستمرار كي تبقى قادرة على التدخل فيها هي سوريا؟ وكيف يمكن الوصول الى الحال نفسها مع دولة اخرى هي ايران تستعمل لبنان ساحة في المواجهة الاقليمية والدولية الشرسة التي تخوض منذ سنوات طويلة؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك ايضا مع دولة هي السعودية ودول اخرى تحاول عبر لبنان وساحات اخرى مواجهة خطر ايران؟ في لبنان طوائف، واحدة ضعفت وصارت اقلية، وقد تصبح اقلية الاقلية مستقبلاً. والسنّة وضعهم لا بأس به. لكن صار هناك من هو اقوى منهم في الداخل عدداً و"قوة" اي سلاحاً. اما الشيعة فهم الاقوى اليوم. وهم يحاولون السيطرة في ظل رفض آخرين لها او هكذا يظن هؤلاء الآخرون. ولا بد ان يؤدي ذلك الى تقاتل. علّق: "افهم ما تقول واعرفه جيدا. لكن لا حل دائما للبنان الا الذي قلته لك. قد يستغرق التوصل اليه عشر سنين او اكثر، لا اعرف. على كل حال ليس كل الشيعة اللبنانيين مع ولاية الفقيه. وعندما تنشب حرب سنية – شيعية لا تعود ولاية الفقيه هي المهمة. "حزب الله" يستطيع ان يسيطر على لبنان بحرب اهلية او من دونها ومعه الشيعة كلهم. لكن هذا الحزب يصبح خطرا اذا انتصر ايديولوجياً لأن ذلك يعني انتصار ايران الاسلامية وولاية الفقيه نظراً الى ارتباطه العقائدي والعضوي بهما".

قلت: السنّة في لبنان معتدلون على وجه الاجمال. والمتطرفون منهم يؤيدون المعتدلين لأنهم يعدون انفسهم بوراثتهم موقعاً ودوراً سياسيا. الحل يكون في تفاهم الشيعة وسنّة الاعتدال والمسيحيين والدروز على اقامة نظام يستمر في لبنان. وعدم تفاهمهم يشرع الابواب امام حرب اهلية اذا تهيأت ظروفها الاقليمية او تحديدا حرب مذهبية اسلامية. وفي حرب كهذه يربح السنة على المدى الطويل. سأل: لماذا؟ اجبت: لأن الشيعة في العالم الاسلامي كله اقلية لا تتجاوز نسبتها 16 في المئة على ما يؤكد كثيرون. رد الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: "لا تخطىء. في اي حرب سنية – شيعية يربح الشيعة في العالم العربي. في العراق الشيعة غالبية وهم يحكمون وسيحكمون من دون حرب. حتى اذا وقعت حرب بينهم وبين السنّة بعد انسحاب قوات اميركا من بلادهم فانهم سيحكمون. في لبنان سيحكم الشيعة بحرب اهلية او من دونها. سينتصرون في الحرب الاهلية. في السعودية يراوح عدد المواطنين الشيعة بين 25 و30 في المئة، وهم يسكنون المنطقة الشرقية وهي اكثر المناطق السعودية غنى. في البحرين يشكل الشيعة 73 في المئة من المواطنين. في الامارات العربية المتحدة التي توازن وضعها بدقة والتي تحاول انقاذ نفسها هناك جالية ايرانية كبيرة. في سوريا هناك العلويون الحاكمون بواسطة حزب البعث الذي تأسس اساساً لحماية الاقليات في المنطقة العربية وفي مقدمها المسيحيون. مصر وحدها يمكن ان تشكل عقبة امام ذلك لكن نظرياً لأن اوضاعها مأزومة. اما المغرب العربي فلا يبدو ان لدوله علاقة بكل موضوعات المشرق العربي". وانهى الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه كلامه بالآتي: "لبنان يا حبيبي مثل ارييل شارون. شارون في المستشفى ميت سريرياً لكنه حي ايضا ربما لأن فيه شيئا ينبض ولأن الاجهزة الطبية المتطورة تمكّنه من الاستمرار في "النبض". هل يعيش شارون؟ الامل ضئيل. لا اعرف".

ماذا قال مسؤول اميركي سابق رفيع كانت له ادوار مهمة ولا يزال يتعاطى على نحو غير رسمي الشأن العام بالتعاون مع المسؤولين الكبار عن لبنان وغيره من دول المنطقة؟

 

ظروف خارجية ومحلية تُسقط ذرائع مطلقي الرسالة

الحملة على سليمان استعادت أساليب محاصرة الرئاسة

روزانا بومنصف     

يفيد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لم يتأثر بالانتقادات التي وجهت اليه لتوجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين. وينقلون عنه انه يعرف اين تكمن مصلحة لبنان وهو الذي يقرر ما يجب ان يقوم به. ذلك انه سبق له ان واجه خلال مدة ولايته القصيرة نسبياً مواقف مماثلة تمثل احدها في الانتقادات التي وجهت اليه لمشاركته في قمة الدوحة في ذروة الانقسام العربي. اذ قامت تظاهرة امام السفارة الاميركية طالبت حتى بتنحيه عن الرئاسة. وكانت انتقادات مماثلة وجهت اليه لدى توجهه الى نيويورك في وقت لاحق للمشاركة في مؤتمر للامم المتحدة عن حوار الحضارات لم يشارك فيه الرئيس السوري بشار الاسد، من الجهات  نفسها التي ارتفعت اصواتها اخيرا على رغم ان اتصالاته بنظيره السوري لم تنقطع عشية هاتين المحطتين، لا بل ان الوزراء الشيعة كانوا على وشك الانسحاب من الحكومة احتجاجا على مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات قبل ان يعود ويمطرونه بالمديح والثناء على موقفه في المؤتمر. وتكرر السيناريو نفسه مع الاستعدادات لزيارة واشنطن ولو انه عبر معرفة اللبنانيين الوثيقة باصحاب الحملات والانتقادات لا يمكن هؤلاء ان يوجهوا انتقاداتهم الى رئيس الجمهورية لولا وجود خلفية داعمة لها تعود الى جهة اقليمية مؤثرة هي العاصمة السورية التي لا يمكن ان تجاهر علنا بممانعتها او تحفظها عن هذه الزيارة.

ولا يفهم سياسيون متابعون مغزى هذه الانتقادات في الوقت الذي توظف فيه سوريا كل مناسبة او كل صديق اقليمي او دولي للولايات المتحدة من اجل اعادة الحرارة الى العلاقات بين واشنطن ودمشق وفي الوقت الذي لم يكتم سليمان نفسه نصائح قدمها الى زوار اميركيين كثر زاروه بعد انتخابه رئيسا بضرورة انفتاح واشنطن على سوريا مجددا واصلاح ذات البين بينهما. فيما يعتبر كثر ان رئيس الجمهورية قدم الكثير الى سوريا كان آخرها سحبه من البيان الوزاري سببا من اسباب انزعاجها وهو كلمة "الندية" في بند العلاقات بين البلدين مشيرا امام الوزراء ابان مناقشة البيان الى انه استخدم كلمة "الندية" في خطاب القسم وهو ما اثار استياء سوريا ويقتضي اعادة رأب الصدع بين البلدين في هذه المرحلة الجديدة بابدال هذه الكلمة بكلمة أخرى.

لكن المصادر نفسها ترى ان الحملات والانتقادات المسبقة التي تبدو كأنها تشكك في موقف رئيس الجمهورية وكأن مواقفه خارج لبنان وفي العاصمة الاميركية ستختلف عما يعلنه لا بل يؤمن به في لبنان هي بمثابة ابقاء رؤساء الجمهورية في لبنان اما تحت المجهر او تحت الضغط بحيث ان الحملات الاستباقية هي لرسم حدود لتأثير حلفاء سوريا او تأثير دمشق بالذات أبعد مما هو الان لا بل لاعادة الالق الى النفوذ السوري الحليف وغير المباشر. فضلا عن الاعتقاد ان الهدف يكمن في محاولة التأثير على رئيس الجمهورية وإخافته على رغم انه اظهر انه ليس مغامراً ويتمتع بالحكمة في ادارة العلاقات الداخلية ومع سوريا بحيث يستبعد تماما ان يقدم على اي مبادرة او اي امر يستفز دمشق او يقلقها، وكذلك الحال بالنسبة الى "حزب الله". لا بل هو يمارس حقه كرئيس للجمهورية وكثر رأوا في موقف العماد ميشال عون في قصر بعبدا متحدثا عن هذا الحق في مواجهة انتقادات حلفائه لزيارة الرئيس سليمان لواشنطن امرا لا يمكن تجاهله مسيحيا في الدرجة الاولى، كون الحملات تقيد في مفاعيلها موقع الرئاسة ايا يكن شاغلها وتكرس اخرين في مواقع سياسية مختلفة بمثابة أوصياء عليها.

وليس خافيا ان موضوع سلاح "حزب الله" لا يشكل مسألة مطروحة على بساط البحث في اي محادثات خارجية وان كان لا يزال موضوعا خلافيا كبيرا على صعد عدة من اجل التذرع بالقلق ازاء هذا الموضوع متى طرحه المسؤولون  الاميركيون مع الرئيس سليمان او سواه. اذ انه لم يعد يطرح كما في الماضي مع تسليم الولايات المتحدة بموضوع معالجة لبنان لسلاح الحزب عبر طاولة الحوار. وهذا امر ليس جديدا، بل كرسه زعماء الاكثرية تحديدا وخصوصا الرئيس سعد الحريري قبل ان يصبح رئيسا للحكومة والنائب وليد جنبلاط امام المجتمع الدولي في ذروة الاحتدام مع قوى 8 آذار ما بعد عام 2006، وقد تفهمت واشنطن هذا الواقع وتدرك حدود قدرة لبنان على التعامل مع هذا الموضوع وسط كل التعقيدات المحلية والاقليمية القائمة من دون التخلي عن ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من اجل ضبط عبور السلاح الى الحزب عبر الحدود مع سوريا وفقا للقرار 1701. اما مواضيع البحث الاساسية فبات معروفا انها تتمحور حول ملفين احدهما تسليح الجيش والاخر رغبة الرئيس في معرفة ما هي فرص مشروع التسوية الاميركية للمنطقة وأفقه ومن ضمنه موضوع الفلسطينيين ومصيرهم كون لبنان معنيا بوجود عدد كبير منهم على ارضه ويرفض ان يكون توطينهم على ارضه حلا يمكن ان يرد في اي حسابات اميركية.

فهل سيمتدح المنتقدون رئيس الجمهورية لاحقا ام انهم سيعزون الفضل الى تأثير انتقاداتهم على مجرى الزيارة ومضمونها؟ ولماذا لا يقدم المنتقدون جردة حساب امام اللبنانيين عن زياراتهم هم للخارج في ظل مرجعيات يعودون اليها في الخارج ولا من يحاسب ولا من يسأل؟

 

سليمان طالب بدعم لبنان والضغط على إسرائيل.. وأوباما شدد على تطبيق القرارات التي تعزز الإستقرار وتحقق السلام

الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

لبنان الآن/ بحث رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للأوضاع السياسية في العالم والمنطقة، خصوصاً عملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية.

الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد خلال اللقاء أن بلاده "شريك في مسار تعزيز قدرة لبنان وقدرة الجيش اللبناني من أجل تعزيز سيادة لبنان واستنقراره"، مضيفاً: "لبنان دولة هامة في منطقة هامة، ونحن ملتزمون بأن نرى لبنان قوياً ديمقراطياً يتمتع بالسيادة والإستقلال، وسنستمر بمساعدته ليس على الصعيد الأمني، بل على الصعد الأخرى أيضاً، فهناك نواحي أخرى مهمة من الناحية الإقتصادية وفي المجتمع المدني"، مشيراً إلى أن "هناك شجرة من الأرز اللبناني زرعت في البيت الأبيض، نصر على أن نرويها بشكل دائم ونروي العلاقة الطيبة بين بلدينا"، واصفاً اجتماعه بسليمان بأنه "كان هاماً يرتقي إلى أهمية العلاقات بين البلدين، وإشارة إلى الصداقة القوية لا سيما أن هناك مليوني أميركي من أصل لبناني في الولايات المتحدة".

إلى ذلك شدد أوباما على ضرورة "تطبيق القرارات الدولية التي تعزز الإستقرار وتحقق السلام في المنطقة"، وأضاف: "توافقنا على أن السلام من القضايا المهمة في المنطقة وداخل لبنان أيضاً".  من جهته أكد سليمان أن "ما يجمعه بأوباما هو سياسة الإنفتاح والحوار، فإذا كان انتخاب أوباما شكل علامة فارقة في الديمقراطية في العالم وأن خطابه في القاهرة أحيا الأمل عند شعوب المنطقة في إيجاد الحلول للقضايا الشائكة في العالم، فإن نيله جائزة نوبل للسلام أعطت أيضاً الامل في إعادة الحقوق لأصحابها وتأمين الإنسحاب من الأراضي المحتلة وإعطاء حق العودة لللاجئين الفلسطينيين"، معلناً "التمسك بالمبادرة العربية للسلام".

وأشار سليمان إلى أنه "تم خلال اللقاء استعراض الإستقرار الذي تحقق في لبنان على المستويات كافة السياسية والأمنية والاقتصادية، مع استمرار إسرائيل في تهديداتها للبنان، ما يعيق نمو الإقتصاد اللبناني"، لافتاً إلى أنه طلب من الرئيس الأميركي "ممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، وتنفيذ الإنسحاب من قرية الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا".

كما أكد سليمان أن المحادثات مع أوباما "تناولت موضوع العلاقات الثنائية، خصوصاً أن لبنان يجمعه مع أميركا الأميركيين من أصل لبناني الذي يلعبون دوراً مهماً في هذا البلد، بالإضافة إلى قيم الديمقراطية، والإيمان بحقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية ومحاربة الإرهاب"، لافتاً إلى أن "لبنان دفع ثمناً من دماء أبنائه واقتصاده وهجرة شبابه للمحافظة على هذه القيم"، وقال: "هنا نطلب مساعدة أميركا عسكرياً ما يؤمن قدرة الدفاع عن لبنان والتصدي للإرهاب الذي يشكل خطراً ليس على لبنان فقط بل على الإنسانية، بالإضافة إلى المساعدات الاقتصادية التي تحقق العدالة الإجتماعية، كما نطلب موقفاً سياسياً داعماً للبنان بهدف إيجاد الحلول السلمية حتى لا تأتي على حساب لبنان"، وأعلن أن "البحث تناول أيضاً موضوع انتسابنا إلى مجلس الأمن وقد اتفقنا على آلية للتنسيق والتعاون متخذين مصلحة لبنان أولاً".

 

بايدن يشدد على دعم المؤسسات اللبنانية

شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على دعم الإدارة الأميركية لمؤسسات لبنان بما فيها موقع الرئاسة والجيش القادر على حماية استقلاله

ورحب بايدن في بيان بعد الاجتماع الذي عقده الإثنين مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في واشنطن بفرصة العمل مع الحكومة اللبنانية الجديدة على مجموعة واسعة من القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية

 

فيلتمان : علاقتنا بسوريا طبيعية

رأى نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان أن عامل الوقت الطويل الذي مر لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة قد يكون عنصراً ايجابياً بالنسبة إلى اللبنانيين لأنه قد يعني أنهم بدأوا يفهمون بعضهم بعضاً، لافتاً إلى أن هذا ما لاحظه من خلال قراءته للبيان الوزاري , مشدداً على أن الوقت حان ليلتف اللبنانيون حول أجندة وطنية داخلية وأمل فيلتمان في حديث إلى صحيفة "الحياة" في أن يبدأ اللبنانيون مرحلة جديدة من التطلع إلى الداخل وأن يتوقفوا عن التفكير بماذا يعتقد الأميركيون أو السعوديون أو السوريون أو أي عنصر خارجي ، بل التفكير بماذا يحتاج اليه اللبنانيون ووصف فيلتمان العلاقة مع سوريا بأنها طبيعية أكثر من السابق وعلى أكثر من صعيد ، لافتاً إلى أن هناك قنوات حوار عدة فتحت وأن هناك اليوم حواراً متعدد الجوانب وثمة زيارات رسمية متبادلة ، مشيراً إلى أن مثل هذه الزيارات لم تعد شيئاً نادراً ، معتبراً هذا الأمر عنصر ايجابي ومفيد

وأوضح فيلتمان أنه إذا كان اللبنانيون قلقين من أن واشنطن في صدد حوار قريب مع سوريا اليوم فعليهم أن يعلموا أن الحوار مع دمشق لن يكون على حسابهم على الإطلاق , مشيراً إلى أن هذا لا يعني اطلاقاً أن الخلافات العميقة مع دمشق قد حُلت ، أو أنها ستحل بين ليلة وضحاها ، مؤكداً ان فهم واشنطن لدور حزب الله مختلف جداً عن فهم سوريا لهذا الدور

 

 

جباريل"... السياسة

محمد سلام، الاثنين 14 كانون الأول 2009

المعضلة الآنية في لبنان هي أن هناك أكثر من طرف يريد أن يقول للدولة اللبنانية إفعلي هذا ولا تفعلي ذاك.

بغض النظر عن رفض مضمون الهذا والذاك، الرفض اللبناني ينطلق أولا من رفض الشكل. أي رفض السماح لأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل بأن يحدد أولويات ومسار الدولة اللبنانية حيال الموضوع الفلسطيني، ورفض السماح لـ"حزب السلاح"، ومن وراء "حزب السلاح" من مؤيدي الدور الجبريلي، بالقول لفخامة رئيس الجمهورية بأن ُيسمع أو يستمع.

حتى معالي الوزير عدنان السيد حسين أخطأ بحق فخامة الرئيس عندما قبل مجرد التأكيد بأن رئيس البلاد سيُسمع نظيره الأميركي باراك أوباما ولن يستمع إليه فقط.

وأخطأ الوزير السيد حسين أكثر عندما قبل بالتنازل في حق الرئيس وأصدر له ما قد يشبه شهادة أداء، لا سمح الله، بأنه كان قد أسمَع في كذا مناسبة.

بروتوكوليا نبدأ من القمة لنقول إنه من غير المسموح لأحد، كائنا من كان هذا الأحد بغض النظر عن محليته شكلا وإقليميته فعلا ومضمونا، غير مسموح له بأن يحدد لرئيس الجمهورية اللبنانية ما يقول وما لا يقول.

يبدو أن الالتباس ما زال قائما في أذهان "الجباريل"، بشقيهم الدمشقي والطهراني، حيال الشخصية اللبنانية السيدة الحرة المستقلة. ما زالوا يعتقدون أن في إمكانهم إملاء توجهاتهم على كل لبنان، بدءا من قمة هرم الدولة اللبنانية، حامي الدستور رئيس الجمهورية.

يبدو من البديهي الاستنتاج بأن فخامة الرئيس سيسمع أوباما ما ورد في خطاب قسمه، وما ورد في البيان الوزاري لحكومة دولة الرئيس سعد الدين الحريري.

ويبدو من البديهي الاستنتاج بأن فخامة الرئيس سيسمع أوباما رأي كل لبنان، أي ما يتفق عليه كل لبنان، وأيضا ما يختلف عليه اللبنانيون، إذ لا يكفي أن يكرر الوزير السيد حسين قولا مجتزأ من مقابلة صحافية للرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل أيام من اغتياله في العام 2005 بأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 هو شأن داخلي لبناني.

تطبيق القرار، الداعي ضمن أمور أخرى إلى حل الميليشيات، هو حتما شأن داخلي لبناني، لذلك أحيل شقه المختلف عليه –أي السلاح- إلى طاولة الحوار لاتخاذ موقف من السلاح، ما يعني تحديدا أن تطبيق هذا القرار لم يكتمل على عكس ما حاول بعض "الجباريل" الإيحاء به في صحفهم وتصريحاتهم.

الوزير السيد حسين أخطأ بحق فخامة الرئيس وأخطأ أيضا بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما اقتبس عنه موقفا اعتمد قبل اغتياله، وفي حقبة الوصاية السورية في لبنان، وقبل حرب العام 2006 وقبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يرتبط تطبيقه عضويا وفعليا بتطبيق شقيقه الأكبر القرار 1559، وقبل أيار "المجيد".

الملفت أن النائب عن حركة أمل-قضاء صور عبد المجيد صالح أصبح يحاضر أيضا في موضوع ما سيبحثه الرئيس سليمان مع الرئيس أوباما، معتبرا أن من بين المواضيع المدرجة "مصير" القرار 1559.

ما سبق يتعلق بقمة الهرم، أي برفض المس بأداء واستقلالية رئاسة الجمهورية، وشخص فخامة الرئيس.

أما التدخل "الجبريلي" المباشر في السيادة اللبنانية عبر فضائية "الجزيرة"، فهو يصوب على أداء حكومة الائتلاف الوطني، ويحاول محاصرتها بطرح مقايضة نخاسة بين ما اعتبره حقوقا مدنية للشعب الفلسطيني وقواعده المسلحة ذات السيادة على الأراضي اللبنانية.

قرار تفكيك قواعد "الجباريل"، أي جبريل وفتح الانتفاضة، المنتشرة على الأراضي اللبنانية خارج مخيمات اللجوء المعترف بمواقعها من قبل الدولة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قرار متخذ منذ حقبة طاولة الحوار الأولى التي كانت برئاسة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا توجد مؤشرات توحي بأن حكومة الرئيس الحريري تنوي التراجع عنه وإعادة طرحه على طاولة الحوار برئاسة الرئيس سليمان.

بل على العكس، تصر المكونات الرئاسية لحكومة الحريري على أن فقط مادة واحدة لا غير مطروحة على جدول أعمال طاولة الحوار، وهي سلاح "حزب السلاح" المتواري تحت صفة "استراتيجية دفاعية".

وبالتالي، فإن ما يحاول الجبريل القيام به هو إيجاد مساحة دور له ولغيره من فصائل "الجباريل"، الفلسطينية وغير الفلسطينية، لبحث هذا الشأن، ومن ثم محاولة السير باتجاه مقايضة النخاسة حيال الحقوق المدنية للآجئين الفلسطينيين، كي يجد لتنظيمه وحلفاء تنظيمه مساحة ضمن التجمعات الفلسطينية في لبنان، ومن ثم استخدام هذه المساحة للتصويب على الدولة اللبنانية بعد "التحصن" بالمدنيين الفلسطينيين.

قديمة ومكشوفة ومرفوضه هذه الخطة البائسة لأن جبريل يعلم، قبل غيره، أن لبنان يتعاطى مع الموضوع الفلسطيني من نافذتين "رسميتين" عربية، ولبنانية.

-النافذة العربية، وهي المنطلق الأساس لتعامل الدولة الفلسطينية مع الشأن الفلسطيني، تلتزم إطار القرار الذي اتخذ في 27 تشرين الثاني العام 1974 من قبل القمة العربية العادية السابعة في العاصمة المغربية الرباط والذي أعلن أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

-النافذة اللبنانية الرسمية تستند إلى اعتراف الدولة اللبنانية بالسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني على طريق قيام الدولة الفلسطينية. وفي ضوء هذا القرار تم تحويل مكتب "م.ت.ف." في بيروت إلى سفارة  تتمتع بالحصانة الدبلوماسية، ويتم التعامل معها في كل الشؤون التي تخص الشعب الفلسطيني.

هذه الشرعي، والوحيد، والسفارة هي تحديدا المفاصل التي تزعج جبريل، وبقية "الجباريل"، من فلسطينيين وغير فلسطينيين.

يعلم الجبريل إياه أن لبنان لا يعترف به إلا في صفة واحدة، أي صفة فصيل من ضمن الفصائل المكونة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويعلم المواطن السوري جبريل أن السلطة اللبنانية، في حقبة السيادة ما بعد الوصاية، يجب ألا تقبل بالاجتماع إليه إلا إذا كان من ضمن منظمة التحرير أو السلطة الوطنية.

ويعلم الجبريل إياه، كما يعلم العالم أجمع، أنه هو ومن معه من "العرب" ما قبلوا يوما منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وما توقفوا يوما عن محاولاتهم الفاشلة لتكوين منظمة تحرير بديلة.

ويعلم الجبريل إياه، كما يعلم العالم أجمع، أن أسياده منعوا لبنان في حقبة الوصاية من الاعتراف العملي بمنظمة التحرير الفلسطينية أو التعامل معها.

ويعلم الجبريل، كما يعلم العالم، أن أسياده منعوا لبنان في حقبة الوصاية إياها من الاعتراف بالسلطة الوطنية الفلسطينية، وصولا إلى مشاركتهم إسرائيل في حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "فضائيا" عبر منعه من مخاطبة القمة العربية التي عقدت في بيروت أثناء عهد ممثل الوصاية الرئيس السابق إميل لحود.

جبريل يسعى مع من أراد محاصرة فخامة الرئيس سليمان إلى محاصرة الحكومة اللبنانية، بل الدولة اللبنانية، عبر السعي لإيجاد تمثيل فلسطيني في لبنان يتجاوز منظمة التحرير والسلطة الوطنية.

جبريل يسعى لتجميع "فصائل سوريا وفصائل إيران" في لبنان كي يقدمهم شريكا في الحوار حيال وضع الفلسطينيين في لبنان، ما يعني أنه يريد من السلطة أو الدولة اللبنانية أن تعترف بمرجعية فصائل سوريا، ومرجعية "حماس" التي يزور كبيرها خالد مشعل إيران ومرجعية "الجهاد الإسلامي" التي بايعت الولي الفقية الإيراني.

جبريل، في الواقع، يريد تحقيق رزمة "الجباريل" كي تكون "ندا" للدولة اللبنانية في لبنان، وليس فقط ندا للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.

يتناسى جبريل، وحتما لا ينسى، أن جبهته لا تضم في عضويتها أكثر من 4% من "فلسطينيي لبنان" ويتناسى، وحتما لا ينسى، أن الفصائل إياها التي يسعى لجمعها في رزمة، لا تمثل مجتمعة في لبنان، أكثر من 7% من مجموع الفلسطينيين المقيمين شرعا في لبنان بموجب بطاقات الأونروا.

ويتناسى، وحتما لا ينسى، أن التمثيل الفلسطيني في فلسطين هو شأن "الشعب الفلسطيني" وليس أولوية الشعب اللبناني الذي يتعامل مع الواقع الفلسطيني عبر البوابتين الإلزاميتين، بوابة منظمة التحرير وبوابة السلطة.

فليحسم حجمه وموقعه في فلسطين أولا، وهذا شأنه، أما لبنان فهو شأن اللبنانيين لا شأن "الجباريل" وأسيادهم، علمانيين أو متأسلمين على حد سواء.

    

 

 أوراق لبنانية في واشنطن

الديار/زينا الخوري

تستطيع الولايات المتحدة ان تقدّم الكثير للبنان. لكنها اعتادت ان تطلب منه اكثر مما تعطيه! خلال العقود الماضية لعبت الإدارة الاميركية دورا اساسيا في توجيه السياسة اللبنانية.

وتدخلت في اللعبة الداخلية بشكل مباشر. وكان للبنان طلبات اساسية وبديهية وقفت الإدارة الاميركية منها موقف الرافض. ولعل اسؤ ما واجهه لبنان في هذا المضمار مواقف الوزيرة كوندوليزا رايس والسفير جون بولتون خلال حرب تموز 2006 وتأخير صدور القرار 1701 واستمرار العدوان الاسرائيلي...ولكن كل هذا اصبح في الماضي ورحل مع جورج بوش وفريقه وسياستهم الشرق اوسطية التي تنقّلت من فشل الى فشل. اسئلة كثيرة تواكب زيارة فخامة رئىس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن اولها: هل تبدّلت السياسة الاميركية تجاه لبنان مع ادارة الرئىس باراك اوباما؟ هل تغيّر الموقف الاميركي من اسرائىل ام ان الدولة العبرية لا تزال الطفلة الاميركية المدلّلة تسرح وتمرح حيث تشاء بلا حسيب ولا رقيب؟

هل تغيّر الموقف الاميركي من تسليح الجيش اللبناني؟ ام ان المخازن الاميركية والمصانع الاميركية لا تزال موصدة امام لبنان وممنوع عليه ان يحصل على اي سلاح دفاعي فعّال يمكن ان يتصدى للطائرات الاسرائىلية التي تخرق اجواءه؟ هل تبدّل الموقف الاميركي من «حزب الله» ودور المقاومة؟ ام لا يزال نزع هذا السلاح هو المطلب الاميركي الاول ولا يزال «حزب الله» منظمة ارهابية في نظر الإدارة الاميركية؟ وقد سبقت زيارة فخامة الرئىس رسالة وقّعها 31 نائبا اميركيا تطالب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بنزع هذا السلاح.

وواكب الزيارة بيان من ست منظمات اميركية لبنانية تطالب لبنان بتطبيق القرار 1559 بينما يطالب فريق لبناني بإلغائه... هل توقفت «الافلام» الاميركية الطويلة والقصيرة على الساحة اللبنانية يوم اعلن السفير جيفري فيلتمان في نهاية تشرين الاول ان «لا مانع من قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان». فأنفك الرصد وانطلق مسار الحكومة؟ اعتادت اميركا ان تطلب من لبنان، فهل يستطيع الرئىس اللبناني اليوم ان يطلب من اميركا؟ ورقة جوهرية يملكها لبنان اليوم تحتاجها اميركا هي المقعد غير الدائم الذي يشغله وطن الارز في مجلس الامن الدولي عام 2010. ومن المهم جدا ان ينسّق لبنان مواقفه مع مواقف واشنطن... وهنا جوهر المسألة. وهنا تكمن القدرة اللبنانية على التفاوض... وطلب المعاملة بالمثل!

 

عروبة اللبنانيين ولبنانية العرب

اللواء/بقلم: محمد سلمان

في الدبلوماسية، أن قمة واشنطن بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ونظيره الأميركي <أوباما> هي قمة لبنانية - أميركية، وفي السياسة هي قمة عربية - أميركية، نظراً لمسألتين يحملهما الملف اللبناني إلى هذه القمة، بإسم العرب جميعاً، هما: ان إلزام إسرائيل تنفيذ القرار 194 الصادر عن مجلس الأمن عام 1948، والقاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين، وتالياً إلزامها أيضاً تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة·

2 - وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية التي تشكل عملية التهويد الكامل لفلسطين، وعملية التطهير والجرف العرقي لأصحابها الشرعيين: الفلسطينيين·

هذا في البعد العربي لقمة سليمان - <أوباما>، وإنتاج البعد اللبناني الأميركي، فهو الطلب إلى واشنطن بالضغط الدبلوماسي والسياسي وسواهما على <تل أبيب> لتنفيذ القرار 1701 الذي تعطله الإختراقات الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية والجاسوسية، وبالتهديدات اليومية، وما يرافق ذلك، من شبكات وخلايا إسرائيلية للتفجير والإغتيالات في الأراضي اللبنانية·

كما أن الملف اللبناني إلى هذه القمة الهامة، التأكيد على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، للحفاظ على التوازن السكاني من الخلل في مكوناته وأحجامه، ونظراً لضيق المساحة الجغرافية اللبنانية في عدم القدرة على إستيعاب اللاجئين الفلسطينيين لأمد طويل، وكذلك لضعف القدرات والموارد الإقتصادية التي لا تكفي للشعب اللبناني، فكيف إذا أضيف إليه اللاجئون الفلسطينيون في هذا المجال·

وما يجب التأكيد عليه، أن رفض الشعب اللبناني للتوطين ليس موقفاً عدائياً بحق الإخوة الفلسطينيين، بل هو دعم ومساندة لحق العودة إلى ديارهم السليبة، وأن رفض هذا التوطين منصوص عليه في إتفاق الطائف، وأصبح دستوراً للدولة وميثاقاً للعيش المشترك، ومنصوصاً عليه أيضاً في البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الدين الحريري الذي يؤكد بدوره أن التوطين ضار بالشعبين اللبناني والفلسطيني، ويصب في المصلحة الإسرائيلية مباشرة·

ومن النقاط الأساسية والمركزية في قمة سليمان أوباما، التباحث في تزويد الجيش اللبناني بأسلحة أميركية حديثة ومتطورة لتمكين من الدفاع عن السيادة اللبنانية، وذلك في الوقت الذي يؤكد الرئيس سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي على تنويع مصادر السلاح، من دون أن يكون ذلك مشروطاً بمواقف داخلية ومطالب خارجية، تتعارض مع حرية القرار السيادي اللبناني في إستخدام هذه الأسلحة ذات المصادر المتعددة، وكذلك إستكمال تزويد قوى الأمن الداخلي بالأسلحة والآليات اللازمة لتفعيل دورها في الحفاظ على الأمن والإستقرار من المتلاعبين بأمن الدولة والناس·

وإلى جانب العلاقات الثنائية: تطويراً وتوسيعاً، سوف تكون عملية السلام في الشرق الأوسط، مدار بحق معمق بين الرئيس سليمان وأوباما، وذلك على خلفية التنفيذ لقرارات هذا السلام الممنوع من التحقيق، بسبب الرفض الإسرائيلي الدائم لتلك القرارات، وكذلك على خلفية المبادرة العربية للسلام أيضاً، ما يؤكد في الرأي السياسي والرؤية الدبلوماسة للمقارنة بين لقاءات وإجتماعات لبنانية - أميركية سابقة، أن الطرح اللبناني في قمة واشنطن هو لبناني بعمق عربي - وطرح عربي بعمق لبناني، وفقاً لمعادلة - عروبة اللبنانيين، ولبنانية العرب في القضايا المصيرية الكبرى·

 

ليتها "تذكارية" فقط

لبنان الآن/بشارة شربل

السبت 12 كانون الأول 2009

من حق "التيار السيادي" في لبنان وليس خصومه القلق من زيارة الرئيس سليمان لواشنطن. لكن، لم يخطئ أحد سياسيي "8 آذار" الناطقين باسم خبايا "المطبخ الدمشقي" في وصف الزيارة بأنها مجرد رحلة لالتقاط "صورة تذكارية" معتبراً أن ليس لدى أوباما ما يعطيه. أما ما لم يقله، تأدباً أو حرصاً على عدم أخذ كلامه بمثابة رسالة مباشرة إلى الرئيس، فهو أنه ليس في حوزة رئيس لبنان أيضاً ما يعطيه. لا مبرر لدى فريق "8 آذار" للإستياء من زيارة سليمان لأميركا، خصوصاً بعد المعلومات عن تشجيع الرئيس الأسد له لإتمام الزيارة. ذلك أن هذا الفريق اختبر طويلاً شخصية الرئيس، وبات مطمئناً، بعد تعطيله نتائج الإنتخابات النيابية وتحويله الأكثرية إلى أكثرية وهمية، الى أنه عطّل خصوصاً دور الرئيس.

لو كان بوسع أي رئيس دولة عادي أن يلغي موعداً مع رئيس أقوى دولة في العالم لوجب نصح الرئيس سليمان بالإعتذار عن عدم تلبية الزيارة تحت أي ذريعة كانت، إذ لا يفيد لبنان إطلاقاً اكتشاف واشنطن أن رئيسه المنتخب بعد "ثورة الأرز" و"انتفاضة الإستقلال" بات بعد عام من انتخابه وأدائه القسم الرئاسي أقرب إلى شاهد محايد أكثر منه رئيساً فاعلاً أو حكَماً على أقل تقدير، وأنه بدل أن يتشدد في مطالبتها بتطبيق القرارات الدولية التي تحمي بلاده ذاهب لإبلاغها بأنها "شأن لبناني".

لا مصلحة للبنان حتماً بأن يرتبك الرئيس حين يسأله أوباما عن التزام بيروت القرار 1701. فإذا كان الرئيس يعتقد بأن جوابه الجاهز المتعلق بالإنتهاكات الجوية الإسرائيلية لسماء لبنان كافياً في نظر الأميركيين والمجتمع الدولي، فلماذا لا يؤكد عليه بتصريح جديد تصدره دوائر القصر الجمهوري مضيفة إليه قصة "التوطين" ويكفي نفسه مؤونة السفر وعناء تجاوز الأطلسي؟ ليس مطلوباً من الرئيس سليمان أن يأخذ جانب فريق في الصراع الداخلي، لكنه يبدو اليوم أقل قدرة على ممارسة التحكيم بفعل مبادرته إلى خطوة يدفع ثمنها هو وتدفع ثمنها معه المؤسسات الدستورية وإرادة الشعب اللبناني. فهو الذي أعطى عقب تكليف الحريري إشارة الإنطلاق للأقلية للتشدد وسلمها سلفاً ورقة التعطيل حين أعلن رفضه التوقيع إلا على حكومة "وحدة وطنية"، وهو إعلان، تفسيره الوحيد واضح في النتيجة التي انتهى إليها مسلسل التشكيل. وهكذا بدل أن تترسخ قوة رئاسة الجمهورية بحكومة لا تلغي نتائج الإنتخابات وتعلق النظام البرلماني يجد رئيس الجمهورية نفسه مكبلاً بصيغة البيان الوزاري الذي يكرس الإزدواجية بين الجيش والمقاومة ويبقي لبنان ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي ولا يتقدم خطوة واحدة في اتجاه تكريس دولة السيادة والمؤسسات. فماذا سيقول الرئيس إن سأله أوباما سؤالاً مباشراً: ما هو موقفك لو خاض "حزب الله" حرباً ضد اسرائيل دفاعاً عن إيران وملفها النووي؟ أو سؤالاً آخر: هل تملك فخامتك وحكومتك قرار السلم  والحرب والقدرة على تنفيذ أي التزام دولي؟ وهل ما زال لبنان يطالبنا بالوقوف إلى جانبه كي ترسِّم دمشق حدوده وتثبِّت لبنانية شبعا وتمتنع عن التدخل الفج في شأنه الداخلي؟

يفهم كل لبناني دقة موقف الرئيس وصعوبة "السير بين النقط"، لكن كثيرين راهنوا على أسلوب أكثر إقداماً يجمع حوله رأي عام وسطاً يخرج البلاد من الإصطفاف ويوسع المساحات المشتركة ويقوي موقع الرئاسة ومنعتها بوصفها الجامع بين اللبنانيين، فخاب ظنهم منذ استجاب الرئيس للضغوط التي منعته من الإتيان بكتلة نيابية، وهم يخشون أن تؤدي المرونة المفرطة إلى تفريط. ولعل الرئيس بات يدرك أن خطاب قسمه صار أدنى من بيان حكومة "الإضطرار الوطني" وصياغات الأمر الواقع، وأن طاولة الحوار الموعودة لم يعد معوّلاً عليها مهما توسعت أو تبدلت الكراسي أو حاول المروجون لها التلميع.

"الرئيس خارج المعادلة السياسية الداخلية" هكذا نطق أحد وزرائه المدللين. والتعبير لا يوحي بالترفع عن الجميع بل بحياد يصل حدّ التهميش. فإذا كان الرئيس ذاهباً من هذه المنطلقات للقاء أوباما والمسؤولين الأميركيين، فلن نستغرب أن تستنتج واشنطن من جديد صعوبة الرهان على إرادة داخلية صلبة تستطيع جمع اللبنانيين، وأن تغريها مرة أخرى التوافقات مع السوريين لضمان استقرار ممسوك يحتاج رعاية خارجية تستعين بلاعبين لبنانيين.

 

إيران وبدء العدّ التنازلي

اللواء/ميرفت سيوفي

تتجمع السحب الكثيفة في الفضاء الإيراني، سواءً المتكوّنة بفعل كثافة بخار الضغط الداخلي والغليان الطلابي الذي يُشارف على التحوّل إلى انفجار شعبي، أو الآتي عبر السّحب الداكنة السابحة من خارج، فيما إيران ما زالت تودّ ممارسة لعبة "الوقت" مع دول العالم، وتضييع زمن من هنا وأشهر من هناك، إلى أن جاء كلام أميركي من العيار الثقيل صدر بالأمس وهو بمثابة إعلان رسمي لبدء العد العكسي لإنهاء اللعبة الإيرانية، فحبس  الإعلان الأميركي الرسمي الأنفاس: "بقي أمام إيران شهر واحد لتبدل موقفها في شأن برنامجها النووي وذلك تحت طائلة فرض عقوبات دولية جديدة عليها"، هكذا بهذه الطلاقة والصراحة والوضوح تحدّث مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الجنرال جيمس جونز، ولم ينسَ مستشار البيت الأبيض الحديث عن "الصبر الأميركي" الذي بدأ ينفد...

 هذه الغيوم الداهمة من الخارج، كانت إيران تواجهها في الداخل بعناوين لم يفهمها الذين سمعوا بها إذ أعلن عن "تخفيض الرتبة الدينية" للرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، و"تخفيض الرتبة الدينية" هذا يحتاج ذهناً متوقداً لفهمه، على اعتبار أن العلم الديني ليس رتبة عسكرية، فإما عالم أو لا، وربما نحن مقصرون في فهم هذا السلّم التراتبي "القمّي" الذي أصبح كسلّم الرتب العسكرية، وبالتأكيد لا أفهم كيف يصل إلى مرتبة دينية من ليس عالماً، ولا كيف تنزع مرتبة علمية دينية، فأيّ علم هذا الذي يتحقق برتبة وينزع بسلبها؟!! وما بين غيوم الداخل والغيوم الداهمة من خارج، تتراكم غيوم نارية اللون هي أشبه بمفاجآت تسرب إشعاعي، لكأنها تأتي لتسرّع نفاد الوقت الإيراني العالق ما بين الضربة وبين العقوبات الموجعة، فقد نشرت صحيفة التايمز البريطانية عن وثائق سرية حصلت على نسخ منها مأخوذة من أكثر المشاريع النووية العسكرية الإيرانية حساسية.

 وذكرت الصحيفة أن الوثائق التي بحوزتها تقدم وصفاً لخطة إيرانية مدتها أربع سنوات، ترمي إلى اختبار جهاز لتحريض النيوترونات، وهو المكوّن الذي يدخل في تركيب القنبلة النووية وتكون مسؤوليته إحداث الانفجار، كما أشارت إلى أن وكالات الاستخبارات الأجنبية تقدر أن تاريخ الوثائق المذكورة يعود إلى أوائل العام 2007، أي بعد أربع سنوات من التاريخ الذي كان يُعتقد أن إيران علقت فيه العمل في برنامجها النووي .

 نقل عن خبراء مستقلين قولهم إن مركّب النيوترون لا توجد له أي استخدامات ممكنة، مدنية كانت أم عسكرية، سوى في مجال السلاح النووي، وأضاف التقرير أن هذه المادة هي عينها التي كانت استخدمت في صنع القنبلة النووية الباكستانية، والتي أخذت عنها إيران مخطط العمل في برنامجها النووي .

 والسؤال اللبناني الصعب ما دام "كرعوبنا اللبناني على ما يبدو معلّق بالكرعوب الإيراني": ما الذي يترتب لبنانياً على عقوبات مشددة على إيران، وكيف سينعكس الأمر تحديداً على حزب الله عندما يُضيّق الخناق على أنبوب التغذية الإيراني الذي يتنفس منه؟

 والسؤال الإقليمي الآخر، بعد انقضاء الشهر الإيراني الأخير ماذا سيكون الموقف الدمشقي في حال تم توقيع العقوبات القاسية، وهل ستضيق رقعة التمدد و"التفرفد" السوري أم ستتسع، فيكون لبنان وحزب الله ثمناً مدفوعاً على طريقة "الثمن ـ التلزيم" الذي دفعه لبنان مقابل عاصفة الصحراء البوشية الأبوية؟

 والسؤال الفلسطيني: بالأمس تحدث محمود هنيّة في خطاب "مطنطن" عن نية حماس بتحرير كلّ فلسطين، وتحرير "القطاع" جزء من هذا التحرير فيما قطاع غزة منهك ومهدّم ومحاصر ويتآكل من الداخل، وبالكاد تمّ بناء بيتاً من الطين لأن مواد البناء تمنع إسرائيل دخولها؟

 أما التطمين الأميركي الذي "ينقّز" بلد، فهو الذي أطلقه "جيفري فيلتمان" مؤكداً "أن أي اتفاق أميركي ـ إيراني لن يكون على حساب دول الخليج" وأن يصدر هذا الكلام عشية انعقاد قمة التعاون الخليجي في الكويت!!  الغزل والتهديد في نفس الوقت لعبة تجيدها أميركا، مستشار يشدّ وآخر يرخي، أما ما بينهما فالسؤال "الممغوط" في انتظار انقضاء الشهر: هل تترنح إيران من الداخل، وتُخنق من الخارج فتنصاع ولو أننا نستبعد هذه الفرضية لأن العقل القابض على السلطة مظلم الأفكار وجامح الطموحات، أم تنقضّ إيران على الشرق الأوسط والمنطقة على طريقة عليّ وعلى أعدائي... وأي ثمن سيترتب على لبنان في حال كانت طائرة السلاح المضبوطة في مطار بانكوك قادمة من إيران إلى حزب الله؟ وفي هذا التوقيت بالتحديد، في ظل حديث إسرائيلي متصاعد عن عدم جدوى القرار 1701... على اللبنانيين أن ينتظروا المزيد من الوقت الضائع في انتظار تجمع الغيوم في الفضاء الإيراني وتحديد الجهة التي ستهب منها الرياح الإيرانية على المنطقة.

 

التفاهم السوري السعودي يستكمل مفاعيله الداخلية

دمشـق «تعتـرف» بالحريـري .. والريـاض بعـون 

عماد مرمل/ (السفير)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

الرئيس سعد الحريري في دمشق.. والعماد ميشال عون في الرياض. إذا اكتملت هذه المعادلة قريبا، كما هو متوقع، فان دلالاتها ستكون عميقة وبالغة الأثر، لما تؤشر إليه من تحولات استراتيجية في الاصطفافات السياسية وتموضع القوى الداخلية الأساسية.

وإذا كانت الزيارة المرتقبة لسعد الحريري الى سوريا، قد فتحت الشهية على الكثير من القراءات والاجتهادات، بالنظر الى ما تنطوي عليه من أهمية خاصة بعد قطيعة بلغت حدود العداء، فان زيارة ميشال عون المفترضة الى السعودية، لن تكون بطبيعة الحال أقل غنى في معانيها، بعد مرحلة من التأزم في العلاقة الثنائية .

ليس خافيا، ان التيار الوطني الحر ينظر الى الرياض باعتبارها «الحاضنة الإقليمية» لتيار المستقبل وزعيمه المؤسس رفيق الحريري أولا، ثم سعد الحريري من بعده. وليس خافيا ان «التيار الحر» يرى ان الرياض هي صاحبة مشروع سياسي ـ اقتصادي في لبنان، وليست مجرد «فاعل خير»، وأنها تستخدم علاقتها الوطيدة مع تيار المستقبل لتعزيز نفوذها في البلد وحمايته، بعدما تسنى لها ان تتحول الى رقم صعب في معادلة إدارته وتصريف أعماله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تأسيسا على «نقطة الارتكاز» التي كان اتفاق الطائف قد منحها لها داخل اللعبة.

وفي ذروة الأزمة خلال السنوات الأربع الماضية، شعر «التيار الحر» بان المملكة العربية السعودية كانت تغطي وتغذي حلفاءها في لبنان، وخصوصا على مستوى الطائفة السنية، للإمساك بمفاصل السلطة وتهميش المسيحيين، في محاولة لفرض قواعد جديدة للعبة، تعزز أوراق السعودية وتمنح الارجحية في الحكم لفريق على حساب فريق آخر، بما يهدد تركيبته الداخلية القائمة على احترام التوازنات الدقيقة بين مكونات المجتمع اللبناني، وهناك في التيار من ذهب الى أبعد من ذلك، مبديا الخشية من محاولة «أسلمة البلد» بدعم من الرياض.

وأحس التيار أيضا ان السعودية انزلقت في أعقاب اغتيال الحريري نحو المشاركة في استخدام لبنان ساحة للاشتباك وتصفية الحسابات مع سوريا وإيران، في إطار مشروع دولي أراد الإطباق عليهما ـ مستفيدا من «عاصفة» الاحتلال الأميركي للعراق و«عصف» الانفجار الذي أودى بحياة الحريري ـ الأمر الذي دفع ثمنه مسيحيو عون استبعادا عن كل مراكز القرار في الدولة، لا سيما بعدما ضُبطوا متلبسين بجرم التفاهم مع دمشق وحزب الله.

هذا «الإرث الثقيل» الذي كانت تنوء تحته العلاقة بين العماد عون والقيادة السعودية، يبدو اليوم مرشحا للتخفف من وزنه، بفعل المقاربات الجديدة للوضع اللبناني والتي أنتجت تسويات إقليمية ـ محلية فرضت تعديلا في سلوك الأطراف المؤثرة، وأتاحت تجاوز الكثير من رواسب الماضي، وصولا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف، وانجاز العديد من المصالحات الهامة التي ساهمت في تبديد بعض الهواجس وساعدت على فهم الآخر بشكل أفضل.

وكما ان هذا المناخ المستجد سيتيح للحريري ان يزور دمشق، متخففا من أعباء المرحلة الماضية وممنوعاتها، كذلك الأمر بالنسبة الى عون الذي بات مهيئا لقبول الدعوة القديمة الموجهة إليه من قبل القيادة السعودية. ومن الواضح ان زيارة عون الى الرياض، إذا تمت، ستكون ثمرة إضافية للتفاهم السوري ـ السعودي، تضاف الى الثمرات التي جرى قطفها حتى الآن، ومنها إجراء الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما يبدو ان زيارة الحريري الى سوريا قد «أينعت» وحان وقت قطافها أيضا.

وأغلب الظن، ان التفاهم السوري ـ السعودي، أرسى قواعد جديدة في مقاربة الوضع اللبناني، على قاعدة الاعتراف بأرجحية الزعامة المسيحية لعون والسنية للحريري، باعتبار ان لا مشكلة على هذا الصعيد مع الشيعة والدروز، إذ تعترف دمشق والرياض معا بان حزب الله وحركة أمل يمثلان الغالبية الشيعية والنائب وليد جنبلاط يمثل الغالبية الدرزية، فيما كانت هناك محاولات من قبل العاصمتين في الماضي لتجاهل الواقع الموضوعي لحقيقة التمثيل السياسي لدى المسيحيين والسنة.

هذه النظرة المعدلة من قبل سوريا والسعودية الى المشهدين المسيحي والسني ستكون موضع اختبار خلال المرحلة المقبلة، ولئن كان النصف الأول من العلامة أصبح مضمونا الى حد كبير كون زيارة الحريري الى دمشق باتت مسألة أيام، فان مصير النصف الآخر منها يتوقف على السلوك السعودي ومدى استعداد الملك عبد الله لتحمل تبعات الاعتراف العلني بالعماد عون زعيما للمسيحيين، متقدما على رموز 14 آذار، وبالتالي استقباله في الرياض على هذا الأساس، علما ان مقربين من دمشق يعتبرون انه وكما ان سوريا معنية بالتجاوب مع مقتضيات تعزيز الاستقرار في لبنان من خلال التعامل الواقعي مع سعد الحريري بما يرمز إليه، فان السعودية مطالبة كذلك بان تتعاطى مع عون بما يرمز إليه من حيثية مسيحية، تعبيرا عن احترام التوازن الداخلي في لبنان، من دون ان يؤثر ذلك بالضرورة على علاقتها مع رئيس الجمهورية او حلفائها المسيحيين في 14 آذار.

أما عون نفسه، فان ذهابه الى السعودية، سيكون فرصة بالنسبة إليه لاستكمال تثبيت مرجعيته المسيحية عربيا، وبذلك يكون قد انتزع الاعتراف بها من أهم عاصمتين إقليميتين هما دمشق والرياض، بعدما أنجز هذه المهمة داخليا وهذا ما أثبتته تجربة تشكيل الحكومة، إذ اضطر سعد الحريري الى انتظاره خمسة أشهر قبل ان ينجح في تشكيل حكومته.

وفي حال سارت الأمور وفق ما تفترضه الحسابات النظرية، فان زيارة ميشال عون الى دمشق قبل أيام تصبح في إحدى وظائفها مدخلا للعبور نحو الرياض، تماما كما ان سعد الحريري أراد ان تكون زيارته الرسمية الأولى الى السعودية مدخلا للعبور نحو سوريا.

 

لقاء البيت الأبيض في ظروف متغيرة

رفيق خوري /(الأنوار)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

كل مسؤول لبناني يزور أية عاصمة محكوم بالالتفات الى الوراء وهو يتطلع الى الأمام. وليس هناك استثناء من القاعدة. لا في الزيارة الحالية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن. ولا في الزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق. والمجال مفتوح للأصوات المرتفعة في بيروت والهامسة في سواها، سواء كان الدافع هو القلق أو توجيه المحادثات أو تقوية الموقف أو إضعافه. فمن حق أي طرف أن يطلب من المسؤول الزائر التقيد بهذا الموقف أو ذاك. وهو ما يحدث حتى في أميركا، بحيث تمتلئ الصحف بالآراء والاقتراحات والمطالب كلما قام الرئيس باراك أوباما بزيارة الى أي بلد. والبلدان الوحيدة التي لا يجرؤ أحد على مطالبة الرئيس بشيء، هي البلدان المحكومة بأنظمة شمولية.

لكن الموقف الرسمي ليس موقف أي طرف، ولا مجرد تجميع لمواقف كل الأطراف. فهو تعبير عن رؤية واقعية للمصلحة الوطنية. وهو حوار تفاوضي، لا مناظرة. ولا أحد، كما كان يقول الجنرال ديغول، (يذهب الى المفاوضات للحصول على خلاصة بل ليربح شيئاً). واذا كانت دول (الممانعة) تطلب الحوار مع أميركا التي تطلبه أيضا، فان لبنان في موقع القادر على الافادة لنفسه ولأشقائه من العلاقات مع أميركا. ولا شيء يؤذيه أكثر من سياسة العداء لسوريا والعداء لأميركا. الأولى انتهت الى اجماع على أفضل العلاقات مع دمشق. والثانية لا تزال موقفا لبعض القوى، لكنها ليست الموقف الرسمي.

ذلك أن الظروف تبدّلت في لبنان والمنطقة وأميركا من حول اللقاء بين الرئيسين سليمان وأوباما بعد سنوات من اكتفاء البيت الأبيض باستقبال رئيس الحكومة بدل رئيس الجمهورية. فلا وضع الرئيس سليمان هو وضع الرئيس فؤاد السنيورة حين استقبله الرئيس بوش. ولا نظرة أوباما الى لبنان تشبه نظرة بوش اليه سواء في الاصطفاف الداخلي أو في الصراع الاقليمي والدولي. واذا كان تسليح الجيش هو البند الملموس في المحادثات، فان أوباما يقول، كما نقل عنه المعلق ديفيد بروكس، انه (سيفعل أكثر من بوش لتقوية الجيش اللبناني). وهو فوق رهانه على تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي ولو لم تنجح محاولاته حتى الآن، يتطلع الى الاصلاح الداخلي في لبنان. إذ يرى دوراً أميركياً في (المساعدة على بناء توافق لبناني حول اصلاح انتخابي وانهاء الفساد والنظام الزبائني وتطوير الاقتصاد والتوزيع العادل للخدمات والفرص والوظائف).

أليس هذا جزءا من خطاب القسم للرئيس سليمان الذي حمل ملفاً شاملاً الى المحادثات؟ لا مبرر لأمرين: تكبير الرهانات على اللقاء، والمزايدة على الرئيس في المواقف.

 

ظروف خارجية ومحلية تُسقط ذرائع مطلقي الرسالة

الحملة على سليمان استعادت أساليب محاصرة الرئاسة

روزانا بومنصف /(النهار)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

يفيد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لم يتأثر بالانتقادات التي وجهت اليه لتوجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين. وينقلون عنه انه يعرف اين تكمن مصلحة لبنان وهو الذي يقرر ما يجب ان يقوم به. ذلك انه سبق له ان واجه خلال مدة ولايته القصيرة نسبياً مواقف مماثلة تمثل احدها في الانتقادات التي وجهت اليه لمشاركته في قمة الدوحة في ذروة الانقسام العربي. اذ قامت تظاهرة امام السفارة الاميركية طالبت حتى بتنحيه عن الرئاسة.

وكانت انتقادات مماثلة وجهت اليه لدى توجهه الى نيويورك في وقت لاحق للمشاركة في مؤتمر للامم المتحدة عن حوار الحضارات لم يشارك فيه الرئيس السوري بشار الاسد، من الجهات  نفسها التي ارتفعت اصواتها اخيرا على رغم ان اتصالاته بنظيره السوري لم تنقطع عشية هاتين المحطتين، لا بل ان الوزراء الشيعة كانوا على وشك الانسحاب من الحكومة احتجاجا على مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات قبل ان يعود ويمطرونه بالمديح والثناء على موقفه في المؤتمر. وتكرر السيناريو نفسه مع الاستعدادات لزيارة واشنطن ولو انه عبر معرفة اللبنانيين الوثيقة باصحاب الحملات والانتقادات لا يمكن هؤلاء ان يوجهوا انتقاداتهم الى رئيس الجمهورية لولا وجود خلفية داعمة لها تعود الى جهة اقليمية مؤثرة هي العاصمة السورية التي لا يمكن ان تجاهر علنا بممانعتها او تحفظها عن هذه الزيارة.

ولا يفهم سياسيون متابعون مغزى هذه الانتقادات في الوقت الذي توظف فيه سوريا كل مناسبة او كل صديق اقليمي او دولي للولايات المتحدة من اجل اعادة الحرارة الى العلاقات بين واشنطن ودمشق وفي الوقت الذي لم يكتم سليمان نفسه نصائح قدمها الى زوار اميركيين كثر زاروه بعد انتخابه رئيسا بضرورة انفتاح واشنطن على سوريا مجددا واصلاح ذات البين بينهما. فيما يعتبر كثر ان رئيس الجمهورية قدم الكثير الى سوريا كان آخرها سحبه من البيان الوزاري سببا من اسباب انزعاجها وهو كلمة "الندية" في بند العلاقات بين البلدين مشيرا امام الوزراء ابان مناقشة البيان الى انه استخدم كلمة "الندية" في خطاب القسم وهو ما اثار استياء سوريا ويقتضي اعادة رأب الصدع بين البلدين في هذه المرحلة الجديدة بابدال هذه الكلمة بكلمة أخرى.

لكن المصادر نفسها ترى ان الحملات والانتقادات المسبقة التي تبدو كأنها تشكك في موقف رئيس الجمهورية وكأن مواقفه خارج لبنان وفي العاصمة الاميركية ستختلف عما يعلنه لا بل يؤمن به في لبنان هي بمثابة ابقاء رؤساء الجمهورية في لبنان اما تحت المجهر او تحت الضغط بحيث ان الحملات الاستباقية هي لرسم حدود لتأثير حلفاء سوريا او تأثير دمشق بالذات أبعد مما هو الان لا بل لاعادة الالق الى النفوذ السوري الحليف وغير المباشر. فضلا عن الاعتقاد ان الهدف يكمن في محاولة التأثير على رئيس الجمهورية وإخافته على رغم انه اظهر انه ليس مغامراً ويتمتع بالحكمة في ادارة العلاقات الداخلية ومع سوريا بحيث يستبعد تماما ان يقدم على اي مبادرة او اي امر يستفز دمشق او يقلقها، وكذلك الحال بالنسبة الى "حزب الله". لا بل هو يمارس حقه كرئيس للجمهورية وكثر رأوا في موقف العماد ميشال عون في قصر بعبدا متحدثا عن هذا الحق في مواجهة انتقادات حلفائه لزيارة الرئيس سليمان لواشنطن امرا لا يمكن تجاهله مسيحيا في الدرجة الاولى، كون الحملات تقيد في مفاعيلها موقع الرئاسة ايا يكن شاغلها وتكرس اخرين في مواقع سياسية مختلفة بمثابة أوصياء عليها.

وليس خافيا ان موضوع سلاح "حزب الله" لا يشكل مسألة مطروحة على بساط البحث في اي محادثات خارجية وان كان لا يزال موضوعا خلافيا كبيرا على صعد عدة من اجل التذرع بالقلق ازاء هذا الموضوع متى طرحه المسؤولون  الاميركيون مع الرئيس سليمان او سواه. اذ انه لم يعد يطرح كما في الماضي مع تسليم الولايات المتحدة بموضوع معالجة لبنان لسلاح الحزب عبر طاولة الحوار. وهذا امر ليس جديدا، بل كرسه زعماء الاكثرية تحديدا وخصوصا الرئيس سعد الحريري قبل ان يصبح رئيسا للحكومة والنائب وليد جنبلاط امام المجتمع الدولي في ذروة الاحتدام مع قوى 8 آذار ما بعد عام 2006، وقد تفهمت واشنطن هذا الواقع وتدرك حدود قدرة لبنان على التعامل مع هذا الموضوع وسط كل التعقيدات المحلية والاقليمية القائمة من دون التخلي عن ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من اجل ضبط عبور السلاح الى الحزب عبر الحدود مع سوريا وفقا للقرار 1701. اما مواضيع البحث الاساسية فبات معروفا انها تتمحور حول ملفين احدهما تسليح الجيش والاخر رغبة الرئيس في معرفة ما هي فرص مشروع التسوية الاميركية للمنطقة وأفقه ومن ضمنه موضوع الفلسطينيين ومصيرهم كون لبنان معنيا بوجود عدد كبير منهم على ارضه ويرفض ان يكون توطينهم على ارضه حلا يمكن ان يرد في اي حسابات اميركية.

فهل سيمتدح المنتقدون رئيس الجمهورية لاحقا ام انهم سيعزون الفضل الى تأثير انتقاداتهم على مجرى الزيارة ومضمونها؟ ولماذا لا يقدم المنتقدون جردة حساب امام اللبنانيين عن زياراتهم هم للخارج في ظل مرجعيات يعودون اليها في الخارج ولا من يحاسب ولا من يسأل؟

 

سليمان التقى في يومه الثاني كلينتون وغيتس والجالية ويعود غدا وشدد على ضرورة دعم الولايات المتحدة للمؤسسة العسكرية: قوة لبنــان تكمن في وحدة الجيش وقدرته على حمــاية أراضيه

المركزية – شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ضرورة دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني ليتمكن من الدفاع عن الأرض ضد أي عدو"، مؤكدا "أن قوة لبنان تكمن في وحدة جيشه وقدرته على حماية أراضيه". واصل الرئيس سليمان زيارته لواشنطن بلقاء نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن مكتبه في بيان "دعم الإدارة الأميركية لمؤسسات لبنان بما فيها موقع الرئاسة والجيش القادر على حماية استقراره".

وتابع نشاط اليوم الثاني في مقر إقامته حيث التقى وزير الخارجية هيلاري كلينتون في حضور وزير الخارجية علي الشامي وتطرق البحث الى قضايا عربية.

كما بحث في المساعدات الأميركية للجيش وقوى الأمن إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأميركية مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في حضور وزير الدفاع الياس المر.

الجالية: بعدها التقى الرئيس سليمان الجالية اللبنانية في واشنطن، فاستعرض أمامها أبرز المحطات والانجازات التي حققها لبنان خلال العام الماضي، مؤكدا أن ممارسة الحياة الديموقراطية في لبنان سليمة وأن لبنان استرجع عناصر قوته من الاستقرار الأمني الى الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وشدد على أن قوة لبنان تكمن في وحدة جيشه وقدرته على حماية أراضيه ومواجهة أي خطر قد يهدد استقراره وقال: لا بد من دعوة الولايات المتحدة الى دعم لبنان وبالدرجة الأولى الجيش اللبناني ليتمكن من الدفاع عن الأرض ضد أي عدو يعتدي على الأراضي اللبنانية، وأن يملك الوسائل الحديثة والمتطورة ليقوم بمهمته ودعم الجيش اللبناني ليتصدى للارهاب.

أضاف: أكدنا دعمنا المبادرة العربية للسلام التي أصدرت مقرراتها في بيروت عام 2002 وأعيد إقرارها في قمة الدوحة مطلع العام 2009، ونبهنا الإدارة الأميركية – وهي متنبهة – الى رفض لبنان توطين الفلسطينيين على أراضيه.

وأكد الرئيس سليمان للمغتربين أن لبنان يعول على ثقتهم به، واعدا إياهم بإشراكهم في قرارات الوطن من خلال إقرار مشروع انتخاب المغتربين بأسرع وقت ممكن.

ويختتم الرئيس سليمان زيارته لواشنطن مساء اليوم على أن يصل بعد ظهر غد الى بيروت.

 

عودة الرؤساء تعيد الزخم الى الحياة السياسية منتصف الاسبوع نصرالله الى السعودية بعد زيارة الحريري الى دمشق اقتراح بتقديم مساعدات مالية الى لبنان في قمة كوبنهاغن

المركزية- تكاد تكون الساحة الللبنانية الداخلية اليوم شبه خالية من اي نشاط سياسي لافت بفعل توزع الرؤساء والمسؤولين بين عواصم العالم، ما ادخل البلاد في شبه اجازة قسرية تمتد مبدئيا حتى منتصف الاسبوع الجاري مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من رحلته الاميركية غدا ورئيس الحكومة سعد الحريري من نشاطه "المناخي" في قمة كوبنهاغن الخميس المقبل لتعود وتيرة العمل السياسي الى طبيعتها مجددا بحيث يتوقع ان يعقد مجلس الوزراء اولى جلساته بعد نيله ثقة المجلس النيابي لاطلاق اشارة الضوء الاخضر للشروع في ورش العمل على مختلف المستويات بدءا بملء الشواغر في الادارة.

الحريري في دمشق: وفي الانتظار يبقى موعد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق الشغل الشاغل للبنانيين الغارقين في التكهنات بين من يؤكد حصولها اثر عودة الحريري من الدانمارك ومن يستبعدها راهنا اقله ليس قبل سحب الاستنابات القضائية السورية بحق بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية القريبة من رئيس الحكومة. غير ان اوساطا قريبة من الحريري اكدت لـ"المركزية" انه طالما لم توجه بعد اي دعوة رسمية من قبل السلطة السورية الرسمية وعلى المستوى المناسب الى الحريري لزيارة دمشق فالحديث عن تحديد موعدها يبدو في غير محله وتاليا فانه من المستبعد ان تتم هذه الزيارة في وقت قريب اقله ليس قبل اسبوع او عشرة ايام .

واضافت : الا ان ذلك لا يعني ان الزيارة لن تحصل اذ ان النية موجودة ،لكن ثمة آلية تحدد هذا النوع من الزيارات بين المسؤولين في اي بلدين في العالم . اما بالنسبة الى الاستنابات القضائية فهي منفصلة عن الزيارة وخارج اطار البحث في هذا المجال، الا ان ذلك لا يلغي ضرورة البحث عن مخرج لائق لسحبها من التداول ربما بدأ العمل عليه في الكواليس السياسية بعيدا من الاضواء.

الـ س- س : وفيما عزت اوساط سياسية مطلعة تأخر الزيارة الحريرية الى دمشق الى اسباب بعيدة كل البعد عما يحكى مشيرة الى ملامح فتور في العلاقات بين الرياض ودمشق قد تكون السبب الرئيسي وراء فرملتها معتبرة ان الاستنابات القضائية السورية اسهمت مباشرة في هذا الفتور الى جانب ملامح تملص سوري من بعض التعهدات تجاه السعودية، جاءت الزيارة التي تحدثت عنها صحيفة "الوطن" السورية اليوم لموفد سعودي من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز هو وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني الى دمشق لتقديم واجب العزاء الى الرئيس بشار الاسد بوفاة شقيقه بعد اتصال هاتفي اجراه العاهل السعودي بالاسد لتشكك بمدى دقة الحديث عن الفتور في العلاقات بين الدولتين المتصالحتين مؤخرا.

وقد شكل وفاة شقيق الرئيس السوري مناسبة اعادت فتح خطوط التواصل بين دمشق وعدد من العواصم العربية وبين مسؤولين سوريين وآخرين لبنانيين. وقد تعقب ذلك لقاءات سورية – عربية من شأنها تعزيز مبادرة المصالحة التي كان اطلقها الملك عبدالله في قمة الكويت الاقتصادية.

نصرالله الى السعودية: وفي جانب متصل، نقل زوار الرئيس اميل لحود الذي كان زار دمشق على رأس وفد ضم نجله اميل والوزير السابق وديع الخازن وعدد من الشخصيات ان خلوة جمعت لحود والاسد دامت 45 دقيقة جرى في خلالها التطرق الى الاوضاع اللبنانية والاقليمية وفهم من الزوار ان الزيارة التي تحدثت عنها بعض وسائل الاعلام لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى السعودية هي صحيحة ومؤكدة وانها ستتم بعد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق ،واكدوا ان الاجواء بين السعودية وسوريا جيدة خصوصا وانها ترتكز الى نيات حسنة وطيبة بين البلدين.

كوبنهاغن: من جانب آخر، تتوجه الانظار الى قمة كوبنهاغن التي وصلها الرئيس الحريري اليوم مع وفد من الوزراء المختصين والمعنيين بشوؤن البيئة والمناخ حيث يتوقع بحسب معلومات "المركزية" ان يلقي غدا كلمة لبنان امام المشاركين وكشفت مصادر معنية ان المشاريع المجهزة في رئاسة الحكومة للقمة تتضمن اقتراحا بتقديم مساعدات الى لبنان بمبالغ مالية كبيرة لسلسلة مشاريع انمائية واقتصادية لمواجهة الاحتباس الحراري على اساس ان الدول الصناعية هي المتسببة فيما تدفع الثمن الدول الصغيرة، وذلك في موازاة برنامج عربي مساو لبرنامج الاتحاد الاوروبي من خلال تقديم مبالغ مالية كبيرة لدعم الدول النامية والفقيرة .

اولويات الحكومة: اما على المستوى الداخلي، وبعد عودة الرؤساء، فمن المتوقع ان ترتكز الاولويات في مجلس الوزراء على مواضيع ثلاثة اساسية .

اولا: اقتراح وزارة المال بالتنسيق مع وزارة الطاقة تأمين الدعم للمازوت بشكل خاص وذلك من باب الملفات الاجتماعية ذات الاولوية على اعتبار ان اولويات الناس هي من اولويات الحكومة.

ثانيا : طرح يعده وزير العمل بطرس حرب يتعلق بوضع الضمان الاجتماعي وبعض المشاريع المطروحة في ضوء مشاريع الحكومة.

ثالثا: الملف الذي اعدته رئاسة الحكومة وتعمل عليه مع وزارة الطاقة لتعزيز الانتاج خلال الاشهر ال12 المقبلة لتأمين 600 ميغاوات من انتاج الطاقة في المرحلة الاولى.

وتوازيا، فإن وزير السياحة فادي عبود يعد برامج سياحية سيطلقها قريبا لمناسبة الاعياد الى جانب مشروع يتعلق باجراءات ستتخذ في المطار وغيره من المرافق.

على صعيد اخر وفي الشق الاجتماعي ايضا فقد انجزت لجنة امنية خاصة في ضوء سلسلة اجتماعات مجلس الامن المركزي والقيادات الامنية مع المحافظين ،خطة ستطلق بموجبها تدابير امنية لمواكبة حركة السير اثناء الاعياد اعتبارا من 20 الجاري لتلافي الاشكالات والضغوطات التي يتعرض لها المواطنون في الشوارع في خلال فترات الاعياد.

 

"الانباء" الكويتية: خطة لتفعيل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي

المركزية – نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية عن أوساط وزير الداخلية زياد بارود ان لديه خطة لإحداث تغيير جذري في مجلس قيادة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، "لكن ليس على قاعدة الانتقام من أحد". فأعضاء المجلس قضوا في مراكزهم أكثر من 4 أعوام ونصف العام، "وبغض النظر عن تقويم أداء كل منهم، بات من الضروري استبدالهم لكي يفسح في المجال أمام إدخال فريق جديد يتخطى آثار المرحلة الماضية التي فرضت نفسها انقساما في مجلس القيادة وتعطيلا له". ومن ضمن مطالب الوزير الالتزام بالقانون، تشريع القطعات المستحدثة، وأولها "شعبة" المعلومات، وهو ما تقول أوساط بارود إنه لن يكون صعبا في مجلس الوزراء. التغيير في مجلس القيادة وتشريع القطعات المستحدثة باتا مدار بحث أوساط أمنية وسياسية. وطلب وزير الداخلية من قيادة المديرية تزويده بلائحة تضم أسماء الضباط ومذاهبهم وتاريخ تقاعد كل منهم ومراكز خدمتهم. وفسرت أوساط الداخلية هذا الإجراء بأنه أولى الخطوات نحو تحريك ملف تعيين أعضاء جدد في مجلس القيادة قبل إصدار تشكيلات عامة لضباط المديرية.

لكن فريق رئيس الحكومة يطرح فتح ورشة قانونية تتضمن تعديل قانون تنظيم قوى الأمن الداخلي، على قاعدة تغيير آلية اتخاذ القرار في المديرية، لتصبح شبيهة بما يجري في الجيش، إضافة إلى تشريع "شعبة" المعلومات وإجراء تعيينات جديدة في مجلس القيادة.

 

"الوطن" السورية: العاهل السعودي اتصل بالاسد وارسل موفدا للتعزية

المركزية_ ذكرت صحيفة"الوطن"السورية ان الرئيس السوري بشارالأسد تلقى أمس اتصالين هاتفيين الأول من العاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز الذي أرسل موفداً عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، وآخر من الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أوفد عنه أيضاً وزير الداخلية زياد بارود. مشيرة الى ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ابرقت معزية . وكشفت الصحيفة أن موفداً خاصاً من قبل الملك السعودي حط أمس في مطار باسل الأسد في اللاذقية هو وزير الدولة للشؤون الخارجية الوزير نزار المدني لتقديم واجب العزاء، كما وصل أمس مـوفد خـاص من أمير قطر. وتحدثت عن خلوة جمعت الرئيس الأسد والعماد ميشال عون وضمت باسيل والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة استمرت 35 دقيقة. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان إن الطريق التي تربط الحدود اللبنانية شمالاً بمدينة القرداحة كانت غاصة بالوفود اللبنانية الآتية لتقديم العزاء للسيد الرئيس بشار الأسد وعائلته.

 

مسؤول أميركي لـ "الخليج": ملتزمون العمل مع لبنان لضمان الأمن والاستقرار في المنطقـة

المركزية- أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة"الخليج"الاماراتية أن زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى واشنطن، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وأشار إلى أن الجانب الأميركي يتطلع إلى مناقشة طائفة واسعة من القضايا مع الرئيس اللبناني، خصوصا جهود تحقيق سلام شامل في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وثمن المسؤول الأميركي ممارسة الحكومة اللبنانية الجديدة سلطتها الشرعية على كامل التراب اللبناني . وقال إن واشنطن تأمل في الحكومة اللبنانية الجديدة، وهي نتاج لبناني وقرار لبناني، أن تتحرك بسرعة لمعالجة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد، وفي الوقت نفسه تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها أن تحقق مكاسب وفوائد مباشرة للشعب اللبناني .

وشدد على أن سلاح حزب الله يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار لبنان والمنطقة، كما حدث في حرب صيف 2006 وأحداث ايار 2008.

أضاف “أن سياستنا تجاه حزب الله لم تتغير، حيث لا يزال محظوراً التعامل المباشر مع الأعضاء البارزين في الحزب". وذكر المسؤول الأميركي أن الإدارة ملتزمة بالعمل مع سليمان في شراكة لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة.

وأكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تستمر في السعي لتحقيق هدف السلام الشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وإرساء السلام بين “اسرائيل” وكل من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وتحقيق التطبيع الشامل بين “اسرائيل” والدول العربية كافة. وكان مسؤول الخارجية قد أشار إلى أن واشنطن قدمت أكثر من 480 مليون دولار إلى لبنان كمساهمة في مجال التدريب والمعدات للقوات المسلحة اللبنانية، وأكثر من 60 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي منذ العام 2005 وذلك لدعم مهام هذه القوات المتمثلة في حماية المواطنين اللبنانيين وتنفيذ برامج الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وجاء ذلك رداً على سؤال للصحيفة عما إذا كانت إدارة أوباما بصدد تقديم المزيد من المساعدات للبنان.

 

كوشنير لـ"أكــي": نحاول تنظيم مؤتمر دولي للسلام

المركزية- اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه من غير الممكن إعداد وثائق مسبقة لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وأوضح أن بلاده تسعى لترتيب مؤتمر كهذا يجمع الأطراف المعنية لإطلاق المفاوضات، لافتا الى ان هناك "مؤشرات ايجابية نسبياً" في هذا المجال . وقال كوشنير ردا على سؤال لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء حول تفاصيل المقترح الفرنسي لعقد مؤتمر للسلام، "هناك أكثر من طريقة من أجل تنظيم مؤتمر دولي، فهناك طريقة تقليدية ودبلوماسية وهي أن نعرف مسبقا ما الذي سنقوم به، وأن يكون لدينا النصوص والوثائق التي سيسفر عنها المؤتمر، ومن ثم نجتمع للتوقيع"، وأضاف "هذه الطريقة لن تنجح بالنسبة للشرق الأوسط والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، متسائلا "هل علينا أن نحاول إطلاق عملية السلام كما كانت سابقا وكما جرت بين الأطراف؟"

 

مصادر "التقدمي": الشكاوى لم تكن مبنية على وقائع فتم اسقاطها ورامـي سلمان ليس ممثلا للحزب في اللبنانية – الأميركية

المركزية- أوضحت مصادر لـ"المركزية" في الحزب التقدمي الاشتراكي ان رامي سلمان ليس ممثلا للحزب في الجامعة اللبنانية الأميركية خصوصاً بعد أن صدر قراراً قضى بفصله من المنظمة على خلفية قيامه بأمور مختلفة من دون العودة الى القرارات المركزية، وتالياً مكتب المنظمة في الجامعة تم حله، وأشارت الى أن أكثر من بيان توضيحي بهذا الشأن كان صدرمنذ ما قبل الانتخابات الطالبية لافتة الى أن تقديم الشكاوى لم تكن مبنية على وقائع عملية فتم اسقاطها.

وكانت وسائل الاعلام ذكرت اليوم ان ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في الجامعة اللبنانية – الاميركية رامي سلمان نفسه عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الى فصيلة حبيش للتحقيق معه في الشكوى المقدمة من قبل سبعة طلاب في الجامعة نفسها بتهمة محاولة القتل في ضوء الاشكال الذي تطور اثر الانتخابات الطالبية. ويستمع الضابط المسؤول لافادته بناء لاشارة النيابة العامة في بيروت ليبنى على نتائج التحقيق المقتضى القانوني.

 

المقدسي أطلع صفير على نشاطات مركزية مسيحيي المشرق: نعمل لتثبيت مسيحيي العمق بأرضهم عبر مشاريع بعيدا عن السياسة

المركزية – اطلع رئيس مجلس امناء مركزية مسيحيي المشرق طلال المقدسي البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على العمل الذي يقوم به المجلس من اجل مساندة مسيحيي العمق وفي القرى الحدودية.

استقبل البطريرك اليوم السيد المقدسي الذي دعا بعد اللقاء الى العمل لترسيخ الوجود المسيحي في قرى الاطراف فعلا لا قولا لكي يتحسس هذا المسيحي بأن هناك من يقاربه ويعمل لأجله ولصموده في ارضه وبلده بدل ان يهاجر، معتبرا ان الزيارات التقليدية كل 4 سنوات الى هذه القرى تأتي في اطار الاستثمار وليس دعما للحضور. وقال: اطلعت البطريرك على العمل الدؤوب الذي يقوم به مجلس الامناء من اجل مساندة مسيحيي العمق وفي القرى الحدودية جميعها للتشبث بالارض من خلال مشاريع انمائية عدة لا تمت بأية صلة للسياسة، كما نعمل نحن بعيدا كل البعد عن السياسة والسياسيين، كما وضعته في اجواء برنامج العمل للعام 2009 والمشاريع التي نحضرها للعام 2010، وقد بارك غبطته هذه الاعمال الانسانية وشجعنا على المضي بها.

واضاف: سنقوم بزيارة الى بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم وباقي المرجعيات الدينية المسيحية لإطلاعهم على الوضع الحقيقي الذي يعيشه اهلنا المسيحيون في هذه القرى لا سيما وانها بحاجة لكل دعم لأنها شبعت من الكلام والوعود الفارغة التي لا تؤمن لا لقمة العيش ولا النمو ولا امكانية الاستمرار في هذه القرى. ولفت المقدسي الى ان الدولة غائبة او مغيبة كليا عن هذه القرى عمدا او قسرا، فهل يعقل مثلا ان بلدة رميش التي قدمت خيرة شبابها وعلى رأسهم اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وباقي الشهداء في المؤسسة العسكرية لا يوجد فيها مياه؟ ولا طرقات؟ وكنا نأمل في ذكرى استشهاده ان تتذكر الدولة هذه البلدة ولو بالقليل من الانماء والبنى التحتية.

ثم استقبل مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر الذي وجه الى البطريرك دعوة لحضور احتفال يوبيل الكهنوتي الذهبي للنائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة الذي سيقام في الجامعة في 22 كانون الثاني 2010، وكانت مناسبة لعرض بعض القضايا الاكاديمية والجامعية.

والتقى على التوالي ربيع الهبر الذي قدم نسخة من كتابه الجديد "انتخابات 2009"، ثم وفدا من حزب الاتحاد السرياني برئاسة ابراهيم مراد في زيارة للتأكيد على مواقف البطريرك الوطنية، ثم رئيس الرابطة اللبنانية في العالم سركيس ابو نهرا يرافقه امين عام الرابطة نبيل حرفوش والدكتور انطوان الخوري حرب، ثم رئيس الرابطة المارونية السابق حارس شهاب، ثم وفدا من جامعة سبينزا في روما – ايطاليا ضم البروفسور ماسيمو ماريا كاتينا والبروفسور مانويل كاستيلو.

 

عون عرض الاوضاع مع بقرادوني

المركزية – عرض رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون مع الوزير السابق كريم بقرادوني الأوضاع العامة، ولم يدل بقرادوني بعد اللقاء بأي تصريح.

وفد الرابطة المارونية زار رئيس الكتائب الجميل: زيارتي لسوريا غير مطروحة والاسـتنابات مزعجـة جـداً طربيه: مرتاحون لخطوات التقارب الجزئية ولكونها في الطريق القويم

المركزية- أكد الرئيس أمين الجميل ان زيارته الى سوريا غير مطروحة راهناً وثمة ملفات شائكة وعالقة يجب معالجتها بين البلدين، معتبراً ان الاستنابات القضائية السورية مزعجة جداً لجهة التوقيت والمضمون ولا تساعد على ترطيب الأجواء. وأمل ان يوفق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بجميع كل القيادات المسيحية على الأقل لمناسبة الأعياد مؤكداً الانفتاح على كل مبادرة.

إستقبل الرئيس الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي الحادية عشرة قبل ظهر اليوم وفد الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان.

طربيه: وأعلن طربيه بعد اللقاء: قمنا بزيارة الرئيس الجميل وأستعرضنا معه معظم المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية، وقدرنا الشعور والمناخ السائد بالنسبة لإنطلاق الحكومة الجديدة بعدما حصلت على ثقة كبيرة جدا، ونعتقد أن الفترة المقبلة ستكون فترة إنتاج ومقاربة الملفات الرئيسية التي لا بد من معالجتها وبالطبع في طليعتها إستكمال المصالحات ونظر بقاعدة تفاهم، لمعظم المواضيع خصوصا وأن الحكومة ستقدم في مطلع العام على بدء تعيينات إدارية وإعادة النظر بتفعيل البنية الإقتصادية وبفتح الملفات الإقتصادية، وهناك ورشة كبيرة ستقدم البلاد عليها بمناخ من التوافق والإيجابية.

* ما الذي ما يزال يعيق المصالحة المسيحية حتى اليوم برغم كل الجهود التي قامت بها الرابطة المارونية؟

- هناك تقدم على صعيد المصالحة وندرجها ضمن المصالحات الوطنية، لا ننظر فقط لمصالحة الزعماء الموارنة في ما بينهم، شهدنا في القصر الجمهوري منذ أسابيع، مصالحة رئيسية، شهدنا مقاربة وتواصل بين النائب الشيخ سامي الجميل والوزير سليمان فرنجيه، رأينا الجنرال عون يزور بكركي، هذه كلها خطوات متقدمة، لا تنتظروا أن تكون المصالحة موضوع مجالسة بين الزعماء، إنما هي خلق مناخ وطني وهذا المناخ ليس مقتصرا فقط على لبنان إنما نراه أيضا يجتاز الحدود الى الخارج، زالت أجواء التشنج التي كانت سائدة في البلد ونحن مرتاحون لهذا الشعور الجديد ولهذه الخطوات الجزئية ولكنها في الطريق القويم.

* هل سيعقد لقاء في بكركي قبل عيد الميلاد للزعماء المسيحيين؟

- ليس هناك من دعوة قائمة على ورقة عمل، الزعماء المسيحيون يصعدون الى بكركي التي هي بيت الطائفة ويستطيعون الصعود اليها في أي وقت، والبطريرك منفتح الى لقاء أبنائه الموارنة، والموضوع الأساسي هو مقاربة المواضيع الأساسية بنظرة متقاربة، إزالة التشنج والنظر الى ما يجري من حولنا، بمقاربة إيجابية.

الجميل: بدوره تحدث الرئيس الجميل فقال: "نعرف تماما مدى تأثير الأجواء الإقليمية والدولية على الوضع اللبناني، فكل الزيارات أكان زيارة فخامة الرئيس ميشال سليمان الى الولايات المتحدة الأميركية، أو زيارة الرئيس سعد الحريري الى السعودية وكوبنهاغن وإجتماعه مع كل القيادات، كما زياراته المرتقبة الى بعض الدول العربية لاسيما الى سوريا بعد نيله الثقة، هو تحرك خير، وهذا يدل الى ضرورة إنفتاح لبنان على الجميع، وعلى سياسة الإتزان والإنفتاح وعدم التقوقع، وهذا ما كنا نطالب به، أي الحياد الإيجابي، الذي يفرض أن نكون على مسافة من كل هذه النزاعات التي تعصف بالمنطقة والتي دفع لبنان ولمدة طويلة ثمنها غاليا جدا، فبقدر ما نعتمد سياسة الإنقتاح، بقدر ما نحقق المصلحة الوطنية، ونعزز الوحدة الوطنية والمسار الوطني الذي يؤسس للسلام الداخلي. آسف أن يكون البعض أبدى بعض الملاحظات على زيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة الأميركية، هذا شيء في غير مكانه، وطالما أن الرئيس سليمان مؤتمن على المصلحة الوطنية، ومعني بالسياسة الخارجية اللبنانية، فلا يمكن الا أن يدافع عن المصلحة اللبنانية العليا، أكان في أميركا أو في أي مكان يذهب اليه. وأظهرت اللقاءات أن هناك قلقا من بعض الدول بالنسبة الى الوضع الداخلي اللبناني لا سيما لجهة السلاح الذي في غير عهدة الدولة، وهذا يشكل قلقا لشريحة كبيرة من اللبنانيين، ونأمل أن يصار في الوقت القريب الى حوار جدي حول هذا الموضوع، لتتمكن الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كامل الأرض، والا تبقى السيادة منقوصة.

* يحكى عن زيارة لكم الى سوريا، هل هذا الأمر مطروح؟

- هذا الموضوع ليس مطروحا في الوقت الحاضر، نحن نطالب بأطيب العلاقات مع سوريا، وبعلاقة ليس فقط بين الدولتين إنما بين الشعبين، هذا مطلبنا منذ البداية، وهذا الأمر يمر بمعالجة بعض الملفات الشائكة والعالقة، وبقدر ما يكون هناك آلية لمعالجة هذه الملفات، هذا كله يؤدي الى التطبيع بالعلاقات وإقامة علاقات ممتازة بين الدولتين، أما في ما يتعلق بي، فهذا الموضوع لم يطرح لغاية الآن.

* كيف تقيم زيارة المسؤولين اللبنانيين الى سوريا، قبل زيارة رئيس الحكومة؟

- هناك واجب التعزية وهو أمر طبيعي، فكل القيادات التي زارت سوريا أخيرا، كانت تقوم بواجب إنساني، وهذا أمر طبيعي لا يؤثر إطلاقا على زيارة الرئيس الحريري المفترض أن تتم في وقت قريب.

* ألن تؤثر الإستنابات القضائية على زيارة الحريري وليست رسالة موجهة الى رئيس الحكومة؟

- الإستنابات القضائية مزعجة جدا لجهة التوقيت والمضمون، وكنا بغنى عنها، ولا اعتقد أن هذه البادرة تساعد على ترطيب الأجواء بين لبنان وسوريا، نعلم تماما أن القضاء السوري لا سيما القضاء الجزائي والنيابة العامة تتأثر بالسلطة السورية وإذا لم تكن تابعة لها، فكان ممكن أن تتعاطى سوريا بشكل آخر في هذا الموضوع، وأيا كانت مسوغاته القانونية، كان من الأفضل أن تتم زيارة الرئيس الحريري الى سوريا بشكل سلس وطبيعي وبناء، وكان من الممكن أن تطرح أثناء هذه الزيارة كل هذه المواضيع الشائكة والخلافية، وآسف على طرح هذا الموضوع غير المفيد لا بالتوقيت ولا بالأساس.

* يحكى عن مساعي سيقوم بها البطريرك الماروني لجمع القيادات المسيحية، هل هذا صحيح؟

- "نتمنى أن يوفق غبطة البطريرك بجمع كل القيادات المسيحية على الأقل بمناسبة الأعياد ويكون هناك هذا النوع من التواصل، إنما هذا يعود الى غبطة البطريرك. يدنا ممدودة ونحن منفتحون على كل مبادرة إنما يبقى على غبطة البطريرك أن يتحين فرصة ويزن الأمر ويتخذ القرار الذي يعتبره مفيدا للبنان.

 

في لبنان انتهى الأمر لسوريا... وايران

سركيس نعوم/النهار

بدأ مسؤول اميركي سابق ورفيع – كانت له ادوار مهمة ولا يزال يتعاطى وإن على نحو غير رسمي الشأن العام بالتعاون مع المسؤولين الكبار في بلاده - حديثه معي عن الاردن، قال: "هناك تغيير قريب للحكومة في الاردن (وقد حصل ذلك). وهناك 280 ضابطاً سُرِّحوا من الجيش الاردني قبل مدة على الارجح بسبب توافر شكوك في ولائهم للسلطة والعرش الهاشمي". تحدثنا معاً في السابق اكثر من مرة عن خيار الاردن دولة بديلة من فلسطين واعتبرتَ حصوله الاكثر ترجيحاً من بين الخيارات الاخرى. قلت. سأل: "ما هو؟"، اجبت: حلّ السلطة الوطنية الفلسطينية نتيجة الخيبة الفلسطينية من ادارة اوباما والتخلي عن حل الدولتين واعتبار الفلسطينيين أنفسهم رعايا في اراض تحتلها اسرائيل. ولا بد من ان يؤدي ذلك مع الوقت الى توسيع دولة اسرائيل والى نشوء دولة واحدة تضم الاسرائيليين والفلسطينيين، ولا بد تالياً من ان يشكل هذا الامر خطراً على اسرائيل بسبب توقع النمو الديموغرافي الكبير للشعب الفلسطيني بخلاف الشعب الاسرائيلي. علّق: "الاردن هو الدولة الفلسطينية. ليس هناك حل آخر". هل سيأخذ ذلك وقتاً طويلاً؟ سألت. اجاب: "ليس وقتاً طويلاً جداً (Not too long). جورج ميتشل موفد الرئيس الى الشرق الاوسط وجماعته لن ينجحوا في مهمة اقامة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين او التمهيد الجدي والنهائي له. وقد يعود واعضاء فريقه ادراجهم من دون اي نتيجة". ماذا عن سوريا واسرائيل؟ سألت. رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بدأ يتحدث عن احتمالات حوار معها. اجاب: "نتنياهو يحكي عن سوريا والجولان وعن المفاوضات معها   عندما يكون محشوراً. اتى ايهود باراك وزير الدفاع الى اميركا أخيراً. قابلته. قال لي إن نتنياهو تغيّر. لم اقتنع لأنني اعتقد ان تغيّره سيكون الى الاسوأ اذا تغيّر. هل ترى حلاً للمشكلة الفلسطينية؟" سأل. اجبت: كلا. ليس في حياتنا على الاقل. علّق: "هذا رأيي ايضاً. اعود الى الموضوع السوري لأقول إن الجولان ليس مهماً لاسرائيل من الناحية السياسية. فحدودها مع سوريا آمنة. والاتفاقات الموقعة بينها وبين سوريا (فك الاشتباك) والتفاهمات الشفهية المباشرة او غير المباشرة مطبقة حرفياً. ولا تمتلك سوريا اي امكان لشن حرب استنزاف على اسرائيل. فضلاً عن ان اعادة اسرائيل الجولان الى سوريا الآن يقتضي اصطفافاً جديداً لسوريا يؤدي في المحصلة الى فصلها عن الجمهورية الاسلامية الايرانية. ونحن نعرف وانت تعرف ان السعودية تعمل لتحقيق هذا الفصل. وقد اكد لي ذلك احد كبار الامراء المسؤولين في المملكة. نجح امير قطر حمد بن خليفة في جمع الرئيس السوري بشار الاسد مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز على عشاء عنده. مشي الحال وتطبعت العلاقة بين الزعيمين العربيين، لكن الحكي، اي الحوار بينهما على العشاء كان عاماً". ماذا عن سوريا وايران ومحاولات الفصل بينهما؟ هل تدرك اميركا ان سوريا لا تستطيع "ترك" ايران حتى لو ارادت ذلك؟ سألت. اجاب بسؤال: "لماذا؟"، عددت العوامل وابرزها القوة السياسية  والمعنوية التي وفرتها ايران لسوريا وخصوصاً بعد شعورها بالاستهداف نظاماً واستراتيجية في السنوات الماضية وامدادات النفط المدعوم وامدادات السلاح والمساعدات الاقتصادية والمالية والاستثمارات الضخمة وتدريب وحدات عسكرية مهمة. علّق: "ايضاً لا يستطيع احد ان يقدّم لسوريا العرض الذي لا تستطيع رفضه او بالأحرى لا يرغب احد في ذلك. لا في اميركا ولا في اسرائيل. في اميركا واداراتها أناس بل اختصاصيون جيدون يفهمون تاريخ المنطقة وكل ما يجري فيها. لكنهم بمعظمهم يكتفون بذلك ولا يبحثون خلف الزوايا كما نقول (Behind the corner) وعليهم ان يستمعوا اكثر الى الخبراء في المنطقة الذين هم من ابنائها". قلت: في اعتقادي ووفق خبرتي وتجربتي لا تقبل سوريا شريكاً لها في لبنان وإن حليفاً استراتيجياً مثل ايران. كيف سينعكس ذلك على لبنان حيث صارت ايران شريكاً لسوريا بل الشريك الاكبر؟ سألت. وجهت هذا السؤال الى كثيرين في عاصمتكم ولم الق جوابا. اجاب: "لبنان خلاص. انتهى الامر لسوريا فيه بحكم الامر الواقع (Defacto). وهي تفعل فيه ما تريد. ومعها ايران طبعا. "المحكمة" ماتت. فريق 8 آذار صار في موقع افضل داخل السلطة علماً انه قوي خارجها. والشيعة صار وضعهم قوياً. المسيحيون صاروا واجهة (Façade). ليس لاميركا اهتمام بلبنان. انتهى هذا الامر. هي تعرف ذلك. وسوريا تعرف ذلك. ماذا عن حكومتكم الحديثة الولادة؟" سأل. اجبت: وجود حكومة لبنانية افضل من بقاء لبنان بلا حكومة رغم التعقيدات المعروفة والانقسامات السائدة داخله ورغم الالغام الموجودة داخلها. لبنان في مرحلة هدنة الآن اقليميا وداخلياً. هذا يعني ان المشكلات والازمات وخصوصاً المفتوحة على العنف قد تكون مستبعدة حالياً الا اذا حصلت تطورات سلبية مفاجئة. وربما يعني ذلك امكان بدء حوار وإن خجول وغير منتج في الوقت الراهن. وهذه الهدنة تنتهي اذا ساء الوضع الاقليمي وعادت المواجهة الحادة بين الجهات الاقليمية والدولية المتناحرة باعتبار ان لبنان احدى ابرز ساحاتها. وتتعزز اذا لم يسؤ او اذا تحسن". سأل: "ما هي علاقة فرنسا بلبنان؟".

 

كشف المعلوم

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - فيصل سلمان

الرئيس ميشال سليمان (مخاطباً الرئيس أوباما): نطلب منكم فخامة الرئيس الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر ومنع التوطين.

الرئيس باراك اوباما (مخاطباً الرئيس سليمان): لم نتفق، الرئيس سليمان وأنا، على كل قضية بحثناها، وتحديداً في ما يتعلق باسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا.

يكاد هذا الحوار ان يكون مستوحى او مقتبساً من احدى مسرحيات الفنان زياد الرحباني.. ولكنه مع الأسف، واقعي وقد حصل فعلاً بالصوت والصورة.

هل يعني ذلك، كما يقول البعض، ان زيارة الرئيس سليمان لواشنطن ما كان يجب ان تحصل؟.

على العكس، كان على الرئيس سليمان ان يسمع من نظيره الاميركي موقف الادارة الاميركية الواضح والمعلن والذي لا ينفي ابداً دعمها الكامل لإسرائيل.

هنا بالتحديد جوهر الموضوع: هل لأننا نعرف مسبقاً الموقف الاميركي، نحرد ونقاطع واشنطن؟

ام لاننا نعرف الموقف الاميركي كان يجب ان نزور واشنطن ونثبت للعالم اجمع اننا اصحاب حق؟

الزيارة لم تكن خطأ.. لقد كشفت ان اوباما يريد من لبنان ان يمنع "تهريب الاسلحة" الى المقاومة، مقابل دعم نظامه الديموقراطي(!) وتقديم بعض الاسلحة للجيش اللبناني.

لا يخفي كاتب هذه الكلمات انه واحد ممن خدعوا بالرئيس اوباما، او على الاقل فجعوا به.

لم نكن نتوقع ان يتصرف اوباما، كتشي غيفارا، ولكنه فشل حتى الآن في ان يغلق سجن غوانتانامو.. فكيف سيقوى على اسرائيل؟

 

"الاختلاف معه ممكن لكن التشكيك فيه لإضعافه"

سليمان "يُسمَع عالياً" في واشنطن

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 -

عبد السلام موسى

بخلاف ما كان "يوحي" البعض، لم يستمع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى نظيره الاميركي باراك أوباما فقط، إنما أسمعه ثوابت الموقف اللبناني بكل وضوح، بدليل ما أسفرت عنه "محادثات واشنطن" من "توافق" على استمرار دعم الولايات المتحدة الاميركية للبنان، مقابل "التباين" في شأن القرارات الدولية الخاصة بلبنان والجهات المسؤولة عن خرقه، لا سيما وأن أوباما يريد "التأكد من ضمان التنفيذ الكامل لقرارات الامم المتحدة"، ولم يكتم "مخاوفه بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها إلى لبنان، والتي قد تكون خطراً محتملاً على اسرائيل"، في حين طلب سليمان من نظيره الاميركي "الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا" وشدد على "رفض التوطين".

إذاً، قال سليمان كلمة لبنان في واشنطن، وجاءت مواقفه لتدحض استباق الزيارة من قبل "حزب الله" بـ"حملات تشكيك" لم تعمّر طويلاً، بعد أن أثارت حفيظة حلفائه المسيحيين كـ"التيار الوطني الحر" و"تيار المردة"، ما دفع "حزب الله" الى إيضاح ما طلبه نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم من سليمان بـ"أن يُسمع الأميركيين موقف لبنان لا أن يستمع إليهم"، بأنه يأتي من باب "التأكيد والحرص"، كما قال مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي.

وبدا أن لا نية لدى "حزب الله" للتعليق على مضمون محادثات سليمان - أوباما، التي تؤكد مصادر مطلعة على أجوائها أن رئيس الجمهورية أسمع الاميركيين "أن سلاح "حزب الله" قضية سيادية داخلية تبحث على طاولة الحوار الوطني للوصول الى الحلول المناسبة بشأنها".

وفيما توضح المصادر عينها "أن الجانب الاميركي كان متفهّماً للموقف اللبناني الذي نقله رئيس الجمهورية"، بالرغم من "التباين"، يرى عضو الامانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش "أن هذا التباين طبيعي، لأن الوضع الداخلي للدولة اللبنانية وضع تسووي، وليس وضعاً سليماً أو منطقياً، وبالتالي فإن الدول الكبرى الصديقة تتفهّم وضعنا، وتعرض مواقفها بصراحة، من دون أن يؤثر ذلك على مساعداتها للبنان".

والى كون الزيارة "محطة مهمة" في شرح الموقف اللبناني، فإنها اقترنت بتأكيد الولايات المتحدة الاميركية استمرار التزامها بمساعدة "لبنان قوي ومستقل وديموقراطي"، عزمها على "تقوية القوات المسلحة اللبنانية"، الامر الذي اعتبره علوش "مسألة استراتيجية لم تتغيّر بالنسبة للجانب الاميركي، بالرغم من مسألة وجود "حزب الله" في الحكومة".

وسط هذه الصورة، يشير المراقبون الى أن "التباين" في وجهات النظر كان بمثابة "الردّ الساطع" على "حملات تشكيك" بعض قوى "المعارضة سابقاً" في مضمون المحادثات، التي لم تكن في محلها، وتراجعت بعد أن أثارت حفيظة الطرف المسيحي في هذه القوى، من "التيار الوطني الحر" الى "تيار المردة"، الى جانب تشديد القوى المسيحية في الاكثرية على دعمها حق الرئاسة الاولى في القيام بالزيارات التي تحقق مصلحة لبنان، لا سيما وأنها استعادت "حملات التشكيك" التي كانت تستبق بعض الزيارات التي كان رئيس الجمهورية ينوي القيام بها، إذا لم تكن على خاطر بعض قوى "المعارضة سابقاً".

"حملات التشكيك" يرى فيها علوش "محاولة لإضعاف رئيس الجمهورية، وإظهاره بأنه ذاهب الى واشنطن بدون تأييد كافة الشعب اللبناني"، ويستغرب هذه الحملات على زيارة واشنطن "في وقت يسعى رؤساء الدول المجاورة جاهدين، لا سيما الرئيس السوري، الى ترتيب لقاءات مع الرئيس الاميركي، نظراً لأهميته"، إلا أنه يرى أن "ما رافق زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن يبرز الانقسام اللبناني بين خطين، الاول يريد لبنان المنفتح القادر على نسج العلاقات مع كل الدول، والثاني يريد أن يكون لبنان تابعاً للمحور الذي ترأسه إيران في المنطقة".

لكن الخلاصة، بنظر المراقبين والمقربين من موقع الرئاسة الاولى "أن الايام القليلة المقبلة ستثبت أن دوافع الزيارة وأهدافها كانت لمصلحة لبنان".

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
16 كانون الأول/2009

اشعيا5/4 و5//واشعيا 3/21

واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه. يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف

اشعيا 3/21  ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.

 

جديد المنسقية لليوم
بالصوت/تعليق الياس بجاني لليوم/هل ميشال سليمان رئيساً لجمهورية لبنان أم سفيراً لدويلة حزب الله؟/مع أهم عناوين الأخبار/15 كانون الأول/09

http://www.clhrf.com/phoenician%20line/news15.12.09.wma
التعليق يتناول مخالفة الرئيس سليمان الفاضحة لقوانين الأمم المتحدة بمطالبته الرئيس الأميركي سحب القرار الدولي رقم 1559 من التداول الذي لم تنفذ منه بعد أهم بنوده المتعلقة بتجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كل الأراضي اللبنانية والالتزام باتفاقية الهدنة مع إسرائيل وبكل بنود اتفاق الطائف الذي لا يقول بوجود أي مقاومة مسلحة، بل ميليشيات وحزب الله من بينها/أما قوله للرئيس الأميركي إن سلاح حزب الله هو شأن لبناني داخلي سيبحث على طاولة الحوار فهو أمر يجافي الحقائق والوقائع ويغض الطرف عن مشروع حزب الله الإيراني في لبنان خصوصاً وأن الشيخ نعيم قاسم وكل قادة هذا الحزب قالوها وبالفم الملآن بأنهم لن يبحثوا أمر سلاحهم لا على طاولة الحوار ولا في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، وفقط سيبحثون في إستراتجية دفاعية يتزاوج من خلالها سلاحهم مع الجيش وسلاحهم باقٍ طالما بقيت إسرائيل وهم يريدون تعميم مفهوم مقاومتهم على كل اللبنانيين/والمؤسف هنا أن فريق كبير من قيادات 14 آذار وتحديداً المسيحيين منهم دافعوا عن زيارة سليمان بقوة مما يطرح أسئلة مخيفة عن دورهم الملتبس والرمادي خصوصاً بعد دخولهم الحكومة التي شرّعت سلاح ودويلة حزب الله. ترى هل موقفهم هذا يعود فقط للجهل وعدم الاحتراف السياسي "والنكايات" أم أنهم يعرفون ما لا يعرفه الذين انتخبوهم بناءً على وعود وعهود؟/إن أجندة الرئيس سليمان التي حملها إلى الإدارة الأميركية هي أجندة حزب الله وسوريا وإيران بامتياز فهل سليمان هو رئيس جمهورية لبنان أم سفير لدويلة حزب الله؟ سؤال يطرحه كل مواطن يخاف على وجوده وحريته وعلى وطنه واستقلاله والكيان. ومع النبي اشعيا نقول: "ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم".3/21/، وبقوله: "واجعل صبيانا رؤساء لهم واطفالا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه. يتمرد الصبي على الشيخ والدني على الشريف"./اشعيا3/4و5

 

"الاتحاد الماروني العالمي": الموقف اللبناني ضعيف في مواجة التزام أميركا سيادة لبنان واستقراره

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - رأى "الاتحاد الماروني العالمي" أن "كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أظهر ضعف الموقف اللبناني في مواجهة التزام الإدارة الأميركية استقلال وسيادة لبنان واستقراره".

وأشار بيان أمس إلى أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس سليمان إلى أميركا "مهمة لأنها تأتي في ظروف دقيقة يمر فيها لبنان تتمثل بإعادة التمدد السوري نحو الداخل اللبناني ومحاولة "حزب الله" استيعاب نتائج الانتخابات بالالتفاف على مطالبة اللبنانيين بنزع سلاحه ومناورات المحاكم السورية لمقايضة المحكمة الدولية".

أضاف: "من هنا أهمية ما قاله الرئيس الأميركي أمام الصحافيين في البيت الأبيض بعد لقائه الرئيس اللبناني ما أظهر ضعف الموقف اللبناني في مواجهة استمرار التزام الإدارة الأميركية باستقلال وسيادة واستقرار لبنان".

وأوضح أن "تشديد الرئيس الأميركي على دور اللبنانيين في الولايات المتحدة هو لإظهار تأثير اللوبي اللبناني في صنع القرار الأميركي ما يعطي لبنان بعداً دولياً قادراً على تشكيل الوزن المضاد في مقابل الإرهاب الذي يفرض على اللبنانيين في الداخل"، لافتاً إلى أن كلام أوباما "المهذب أمام الرئيس اللبناني حول ضرورة تنفيذ القرارات الأميركية والقرارات الدولية هو رد مباشر على طرح الحكومة اللبنانية الجديدة في موضوع السلاح والمحكمة الدولية وغيرها من القضايا التي يحاول البعض التهرب من تنفيذها".

واعتبر أن تشديد أوباما على "ضرورة ضبط الحدود اللبنانية ـ السورية ومنع تهريب الأسلحة عبرها هي تأكيد جديد على أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لن يرضى باستمرار الوضع الشاذ المتمثل بالمجموعات المسلحة التي تفرض نفسها على الشعب اللبناني"، وقال: "موقفه يظهر مدى عمق الديموقراطية الأميركية ودور الكونغرس في تحديد وإدارة سياسة البلاد وهو ما يؤثر فيه بشكل مباشر اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة".

وأكد أن "تخلي القيادات المسيحية وحلفائها من الاستقلاليين عن دورهم في قيادة البلد لن يعني أبداً ضياع لبنان، لأن اللبنانيين المنتشرين وعلى رأسهم "الاتحاد الماروني العالمي"، لن ينسوا لبنان ولن يرضوا بخنق الحرية فيه ولا باعتبار بنيه مواطنين من الدرجة الثانية مهما تجمعت الأسلحة وتكاثر الحقد وحقن النفوس".

 

مقتل رضيع في انفجارين استهدفا كنيستين في الموصل

النهار/تحدثت مصارد امنية واخرى طبية عن مقتل طفل رضيع واصابة 40 شخصا آخرين بجروح من جراء انفجارين استهدفا امس كنيستين للسريان في الموصل شمال بغداد.

وانفجرت سيارة مفخخة عند كنيسة مريم العذراء للسريان الارثوذكس قرب مدرسة "الغساسنة" المسيحية. واكد مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب في الموصل "مقتل طفل واصابة 40 شخصا، بينهم خمسة اطفال بجروح". كما حصل انفجار آخر بعبوة ناسفة قرب كنيسة للسريان الكاثوليك في حي الشرطة من دون وقوع ضحايا. وشهدت اواخر عام 2008 حملة من اعمال العنف استهدفت المسيحيين وادت الى مقتل 40 منهم ورحيل اكثر من 12 الفا من مختلف الطوائف المسيحية الى خارج العراق. رويترز     

 

سليمان قدّم للجالية في واشنطن جردة متفائلة بالإنجازات:بتنا على يقين أنه لو حصلت أزمة سياسية فلن تؤثر على الديموقراطية

نهارنت/أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه "تم تنفيذ قسم كبير مما سبق ان وعد به المغتربين خلال لقائه بهم قبل نحو سنة في العاصمة الاميركية"، ولكنه اضاف: "انما يبقى علينا تنفيذ الكثير". وتوجه الى اعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن بالقول: "اطلب منكم ان تعززوا ثقتكم بالوطن، وقد راهنت عليكم شخصياً، لذلك قمت بجولة على دول العالم لانني راهنت عليكم وقد نجح رهاني، وعليكم ألا تخذلوني". ولفت الى "ان لبنان تمكن من استرجاع مركزه المالي المهم في خضم الازمة المالية العالمية، وهو عاد ليكون سويسرا الشرق في هذا المجال كما كان يطلق عليه منذ زمن، وكانت التحويلات المالية مهمة وواعدة بنمو كبير السنة المقبلة، وهي اتت بفضل المغتربين اللبنانيين والمستثمرين". واذ دعا الى "التركيز على النقاط المشتركة التي تجمع اللبنانيين والتي ظهرت خلال المصالحات التي عقدت وهي بنسبة 60 الى 70 في المئة"، شدد على "نقطة بالغة الاهمية للاستقرار وتأمين ممارسة الديموقراطية بشكل طبيعي وهي الاطمئنان الى وحدة الجيش"، مضيفاً انه "خلال هذه السنة ومن خلال التجربة السياسية التي خضناها بتنا على يقين من انه ولو حصلت ازمة سياسية في المستقبل، فلن تؤثر على الديموقراطية". جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس سليمان امام اعضاء الجالية اللبنانية في واشنطن وعدد من الاميركيين من اصل لبناني ومسؤولين اميركيين، خلال حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في واشنطن في فندق "ويلارد إنتركونتيننتال". وقد غصّت قاعة الاحتفال بالمدعوين وشارك في حفل الاستقبال اعضاء الوفد الرسمي اللبناني اضافة الى وزير النقل الاميركي راي لحود، وعدد من اعضاء الكونغرس وشخصيات اميركية. وتولى السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد الترحيب بالرئيس سليمان قبل ان تنشد مغنية الاوبرا الشهيرة اللبنانية الاصل كريستينا ناصيف النشيدين اللبناني والاميركي.

كلمة سليمان

وبعد كلمة ترحيبية للسفير شديد شدد فيها على الاهمية التي تكتسبها زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية واللقاءات التي عقدها مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين، تحدث الرئيس سليمان الى الحضور باللغة الانكليزية، ثم تحدث باللغة العربية فقال: "انا سعيد جداً اليوم ان التقي بكم مجدداً بعد مرور سنة على لقائنا الاخير، واود ان انتهز هذه الفرصة لنقوم معاً بمراجعة سريعة لما استطعنا ان نحققه من وعود اطلقتها امامكم للعمل على تعزيز الاوضاع في لبنان، ولكن قبل ذلك، لا بد من ابلاغكم انني التقيت اليوم الرئيس الاميركي باراك اوباما ومجموعة كبيرة من المسؤولين الاميركيين، بناء على دعوة كريمة من الرئيس الاميركي. وقد ناقشنا خلال هذه اللقاءات عدداً من المواضيع التي تهم لبنان وتحافظ على مصلحته، وكذلك المواضيع التي تهم الشرق الاوسط، وبالطبع العلاقات اللبنانية – الاميركية. الهدف من هذا الامر هو المحافظة على مصلحة لبنان والعرب وايجاد حل للقضية المركزية اي القضية الفلسطينية، وكان اللقاء مناسبة هنأنا فيه الرئيس اوباما على نيله جائزة نوبل للسلام، وعبّرنا له عن الآمال المعقودة عليه بشكل خاص نظراً الى الميزات التي يتمتع بها والتي شكّل من خلالها علامة فارقة في الحياة الديموقراطية، وآمالاً كبيرة في مختلف دول العالم وبالاخص في دول الشرق الاوسط والدول العربية وفي لبنان، كما ان خطابه في القاهرة بعث الامل في نفوس شعوب المنطقة واملوا في ايجاد حل لقضية الشرق الاوسط وبالاخص للقضية الفلسطينية من خلال احلال السلام واعادة الحقوق الى اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم وانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967.

واكدت دعم المبادرة العربية للسلام التي اقرت في بيروت عام 2002، واعيد اقرارها في قمة الدوحة مطلع سنة 2009، ولفتنا الادارة الاميركية، ولو انها مدركة للموقف اللبناني، الى ان لبنان يرفض توطين الفلسطينيين على اراضيه، لا بل يهمه السعي الى اعطائهم الحق بالعودة الى ارضهم. وتمت مناقشة العلاقات الثنائية التي ترتكز على عنصرين اساسيين: "الاول هو الاميركيون من اصل لبناني اي انتم المقيمون في اميركا والذين يؤدون دوراً فاعلاً وكبيراً في الولايات المتحدة، وهم مخلصون لها في مقابل اخلاصهم ايضاً للبنان وطن الآباء والاجداد. الامر الثاني الذي ترتكز عليه العلاقات بين لبنان واميركا هي القيم التي يتمتع بها لبنان ويؤمن بها، وهي القيم نفسها التي تؤمن بها شعوب الغرب وشعب الولايات المتحدة، وهذه القيم تتضمن الديموقراطية، حقوق الانسان، الحريات العامة، نبذ التعصب والطائفية ومحاربة الارهاب. ودفع لبنان الكثير من التضحيات في سبيل الحفاظ على هذه القيم، فهو دفع ضريبة الدم من شبابه وشهدائه، ومن هجرة ابنائه الى الخارج، ومن اقتصاده والحروب المتتالية التي ضربت لبنان ودمرت البنى التحتية. من هنا، كان لا بد من دعوة الولايات المتحدة الى دعم لبنان، ودعم الجيش اللبناني كي يتمكن من الدفاع عن الارض ضد اي عدو يتعرض للبلد، وحصوله على الوسائل الحديثة والمتطورة ليقوم بمهمته، وهو يحتاج الى هذه الوسائل ايضاً للتصدي للارهاب الذي سبق ان تصدى له عام 2007 لأكبر مجموعة ارهابية منظمة بشكل متقن وعسكري.

وطلبنا ايضاً من اميركا المساعدة للحصول على الدعم الاقتصادي للتعويض عن الدمار الذي تعرض له في سبيل محافظته على هذه القيم، وهذا الدعم يساهم في التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية الذي يترتب على فقدانها الظلم والفقر وهذا يشكل ذرائع للارهاب والارهابيين ليعبئوا نفوس الشباب الذين يعانون من تداعيات هذين العاملين السلبيين.

وركزنا ايضاً على دعم العلاقات السياسية عبر دعم موقف لبنان الذي سبق ان اوضحناه في المحافل الدولية، والدفاع عن مصالح لبنان وعدم القبول بأي حل على حسابه وهذا ما جدد الرئيس اوباما وعده به هذه المرة ايضاً. وطلبنا ايضاً الضغط على اسرائيل لمتابعة تنفيذ القرار 1701 ووقف التهديدات واعمال التجسس التي تقوم بها بشكل دائم. اما على مستوى الوضع الداخلي، فقد وفينا تقريباً بكل الوعود التي تعهدنا بها امامكم واليوم، استعاد لبنان عناصر كثيرة من قوته، فالاستقرار في لبنان موجود على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية وعلى رغم تأخر تشكيل الحكومة ستة اشهر، إلا ان الأوضاع بقيت مستقرة وهذا يدل على ان ممارسة الديموقراطية باتت بخير.

وعلى صعيد العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، بات هناك سفير لبناني في دمشق وسفير سوري في بيروت، وهذه السنة اقام السفير اللبناني في سوريا حفل استقبال لمناسبة ذكرى الاستقلال، استقبل فيه المهنئين من سوريين وديبلوماسيين اجانب في دمشق وهذا أمر يشكل محطة مهمة في تاريخ لبنان. الأمر الثاني هو انتخاب لبنان بشبه اجماع لعضوية مجلس الامن لسنتي 2010 و2011 وهذا الموقع هو الأعلى في المحافل الدولية، ومن هذا الموقع في استطاعة لبنان الدفاع عن مصالحه وعدم السماح لأي حل ان يمر دون اخذ مصالحه في الاعتبار، ويأتي هذا الدور مع تحد كبير إلا اننا قبلناه وسوف نؤمن مصلحة لبنان اولا، وثانياً مصلحة مجموعة الدول العربية، ثم ثالثاً مصلحة الانسانية وايجاد حلول للقضايا الشائكة في العالم، وهذا يتطلب التنسيق مع الدول الصديقة وابرزها الولايات المتحدة وذلك عبر بعثة لبنان الدائمة في نيويورك وبعثة الولايات المتحدة هناك.

ومن الأمور التي تحققت ايضاً مسألة استعادة لبنان ثقة الدول به، وقد اصبحت الدول تتعاطى مع لبنان ممثلاً برئيس الجمهورية والحكومة بينما كانت تتعاطى سابقاً مع غير الدول اللبنانية في شؤون تتعلق بلبنان، ومع الاطراف الحزبية ربما داخل لبنان وهذا التحول في التعاطي يعيد الكرامة الى الوطن. وتمكن لبنان من استرجاع مركزه المالي المهم في خضم الازمة المالية العالمية، وهو عاد ليكون سويسرا الشرق في هذا المجال كما كان يطلق عليه منذ زمن، وكانت التحويلات المالية مهمة وواعدة بنمو كبيرة السنة المقبلة، وهي أتت بفضل المغتربين اللبنانيين والمستثمرين.

عادت بيروت الى دور "باريس العرب"، حيث عادت اليها المؤتمرات بمختلف انواعها ثقافية وتقنية وسياسية وادبية، والمهرجانات الرياضية والسياحية والفنية، وعادت الحياة الى بيروت كما عهدناها سابقاً، وقد زارنا هذه السنة عدد كبير من المغتربين، وآمل ان يعود من زار لبنان هذه السنة الى زيارته السنة المقبلة مصطحباً معه من رفاقه الذين لم يتمكنوا من التوجه الى لبنان هذه السنة. واعود واجدد دعوتي الى المستثمرين اللبنانيين للاستثمار في لبنان لأن الوطن يستحق منكم هذه الخطوة، فكما سبق ان توجهت اليكم في الماضي ودعوتكم الى المغامرة والعودة الى لبنان لانعاشه تماماً كما غامرتم وتركتم بلدكم الأم وتوجهتم الى دولة الاغتراب. واعتقد ان أمرين مهمين تحققا وهما اولاً الاطمئنان الى وحدة الجيش وعدم الخوف من انقسامه في حال طرأت احداث ما في الوطن، فالجيش لم يعد قابلاً للانقسام وهذا أمر بالغ الاهمية، والتجربة كانت صعبة وكبيرة منذ العام 2004 وحتى العام 2008. وخلال هذه السنة ومن خلال التجربة السياسية التي خضناها بتنا على يقين من انه ولو حصلت ازمة سياسية في المستقبل، فلن تؤثر على الديموقراطية التي ستحافظ على حالها تماماً كما الحياة اليومية للمواطنين.

وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية، فهي تتابع النظر في الجرائم دون تسييس وهو أمر مطمئن بحد ذاته. لقد بات لدينا حكومة وحدة وطنية نالت الثقة بفضل بيانها الوزاري بمعدل 121 نائباً من أصل 128 وهي ثقة كبيرة جداً، وتحققت في الفترة التي شهد فيها لبنان مصالحات، واجتمع الفرقاء المتخاصمون وتبين وجود مساحة مشتركة بينهم تقدم بنسبة 60 او 70 في المئة، لذلك يجب علينا التركيز على النقاط المشتركة على ان تحل المسائل الأخرى بشكل هادئ.

ويبقى الهم الوحيد لدينا بناء المؤسسات بعدما بنينا الثقة في لبنان، على الحكومة الآن بناء المؤسسات التي تمثل الضمان الوحيد للحفاظ على الاستقلال ومصلحة المواطن، ولن يكون عندها الخلاف السياسي مهماً. ولتحقيق هذه الخطوة، يجب اعتماد معايير الكفاءة والعدالة وتكافوء الفرص للمواطنين للحصول على حقوقهم والدخول الى هذه المؤسسات التي اذا ما استطعنا بناءها كما نرغب، ننتقل بعدها الى اكمال تنفيذ ما تبقى من اتفاق الطائف والقيام باصلاحات ادراية وقانونية وسياسية واقتصادية، وقد حولنا مشروع تمكين المغتربين من الانتخاب الى مجلس النواب، وان شاء الله يقره المجلس في أسرع وقت ليتمكن المغتربون من انتخاب نوابهم سنة 2013 من البلدان التي يقطنون فيها.

كذلك الأمر بالنظر في الاشكالات الدستورية التي ظهرت خلال الممارسة، كي تمارس كل السلطات الدستورية في لبنان عملها ومهماتها دون التباس او تفسير مختلف.

اعتقد اننا نفذنا قسماً كبيراً مما وعدناكم به، انما يبقى علينا تنفيذ الكثير. واطلب منكم ان تعززوا ثقتكم بالوطن، وقد راهنت عليكم شخصياً، لذلك قمت بجولة على دول العالم لأنني راهنت عليكم وقد نجح رهاني وعليكم الا تخذلوني. اتمنى لكم ميلاداً مجيداً وعاماً سعيداً".

وقد قوطع الرئيس سليمان اكثر من مرة بالتصفيق والهتاف. وبعد الانتهاء من كلمته، صافح رئيس الجمهورية الحضور فرداً فرداً واطلع منهم على احوالهم كما استمع الى بعض همومهم ومشاكلهم، مجدداً طمأنتهم الى الوضع في لبنان داعياً اياهم الى المزيد من الأمل والثقة بقدرة بلدهم الأم على تجاوز كل الصعوبات، خصوصاً خلال المرحلة الحالية التي تشهد استقراراً سياسياً وامنياً واقتصادياً واعداً.

كلينتون

وكان الرئيس سليمان استقبل في مقر اقامته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وعرض معها العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف بين الولايات المتحدة ولبنان في مجلس الامن الدولي اضافة الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وجددت الوزيرة كلينتون تأكيد موقف الرئيس سليمان بأن لا يكون اي حل في المنطقة على حساب لبنان، وان اميركا ملتزمة مساعدة لبنان في تأمين سيادته واستقراره.

غيتس

واستقبل الرئيس سليمان وزير الدفاع روبرت غيتس وبحث معه في موضوع المساعدات الاميركية للجيش حيث طالب رئيس الجمهورية بأن تزود الولايات المتحدة الجيش أسلحة حديثة تمكنه من الدفاع عن الارض وحماية الوطن وكذلك مواجهة الارهاب.

 حب الله: طرح نزع سلاح المقاومة مطلب أميركي-إسرائيلي

ام تي في/أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" ان كل المواضيع مطروحة للنقاش بين الافرقاء، لافتا الى ان ملف الاستراتيجية الدفاعية يجب ان نتفق عليه لحماية لبنان، لافتا الى انه من غير المطلوب طرح نزع السلاح لان من طرح هذا الامر اسرائيل والولايات المتحدة واشار  الى ان المقاومة وعلى مر التاريخ كانت حقا مشروعا للشعوب لتحرير ارضهم من أي إحتلال. وفي الوقت الذي اكد فيه ان "حزب الله" من نقاط القوة في عملية الدفاع عن لبنان وعاملا مساعدا للجيش، اشار الى ان المقاومة نشأت بسبب غياب الدولة وان المقاومة تبقى لحين قيام جيش قوي وقادر وطمأن النائب حب الله ان سلاح المقاومة لن يرفع الا بوجه العدو، متسائلاً هل لبنان كان يحكم بالسابق بديمقراطية الاقلية والاكثرية؟، لافتا الى ان الديمقراطية بين الطوائف هي التي تحكم اللبنانيين وبالنسبة للإستنابات السورية بحق شخصيات لبنانية اعتبر حب الله انها قضائية ولا يجوز إن يتم تفسيرها بحسب الأمزجة، لافتا الى ان البت بهذا الموضوع لصالح البلدين، رافضا الكلام عن وصاية سورية على لبنان

 

الموقف الأميركي لا يجيز المزايدة على اللبنانيين.. ولا المكابرة على القرارات الدولية

أكثر من ذي قبل: الـ 1701 بوصفه "برنامجاً مرحلياً"

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - وسام سعادة

يتبيّن من كلام الرئيس الأميركيّ باراك أوباما خلال استقباله رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان في البيت الأبيض أول من أمس أنّ الإدارة الأميركيّة باتت أميل إلى الإقرار بأنّ ثمّة "وضعاً صعباً" في لبنان تعكسه القرارات 1559 و1680 و1701 التي ترسم إطاراً تشخيصيّاً له، وتبلور إطاراً عامّاً للمسارات والأهداف الآيلة إلى تصحيحه. كما أنّ الإدارة باتت أميل إلى الاقتناع بأنّه في ظروف العالم اليوم لم تعد جائزة المزايدة على اللبنانيين في سعيهم لتدبّر أمور منزلهم بما تيسّر، في ظروف الانهماك الدوليّ بأشياء أخرى والتصميم الدوليّ، والأميركيّ في الوقت نفسه، على عدم التخلّي عن لبنان لـ"الممانعين" فيه أو من حوله.

أي أنّ الإدارة باتت أميل إلى تقبّل "تصرّف" اللبنانيين ليس بالقرارات الدوليّة بحدّ ذاتها، وإنّما بالإطار العمليّ الذي ترسمه هذه القرارات الدوليّة لترجمة نفسها على أرض الواقع.

ويتقوّى هذا الميل نظراً لعدم وجود ظروف سانحة محليّاً أو إقليميّاً أو دوليّاً لتزويد هذه القرارات بضمانات جديدة، أو بشروط عمليّة إضافية.

في الوقت نفسه، ثمة حرص على التأكيد بأنّ هذه القرارات ليست "قصائد من الماضي" وإنّما هي "النثر القانونيّ" الذي يؤطّر لغة الحاضر والمستقبل في لبنان، وأنّه لا مجال لفكاك السياسة داخل لبنان أو بإزائه من هذا "النثر القانوني" كما يجد تعبيره في الـ1559 والـ1680 والـ1701، فهذه القرارات تشكل بمجموعها "أفقاً تاريخيّاً" لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بالمكابرة، أو بالتعتيم، أو بالتحايل، وإنّما بتوسيع المجال الذي يحتكم فيه إلى مرجعية هذه القرارات.

ليس هناك في العالم اليوم من يحمل تصوّراً عمليّاً لترجمة مباشرة وشاملة للعالق من هذه القرارات، إنّما هناك تصميم واضح على إخضاع البناء اللبنانيّ ككل لهذه المرجعية التي يمكن القول إن القرار 1559 يمثّل "هدفها النهائيّ" فيما يشكّل القرار 1701 "برنامجها المرحليّ"، أما القرار 1680 القاضي بالعلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، فهو لا يعد مجرّد تطوير عمليّ "على" القرار 1559 وإنّما هو صلة الوصل بين القرارين 1559 و1701.

والمطلوب بالفعل أن تلتقط الحركة الاستقلاليّة مثل هذا الوعي للقرارات الدوليّة، هذا إن أرادت هذه الحركة إعادة إنتاج الوعي الاستقلاليّ في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابيّة، وهي مرحلة محاولة التقارب العربيّ العربيّ، وتعقيدات الملف النووي الإيرانيّ مع الغرب والمجتمع الدولي. إنّ المدخل إلى تجديد الوعي الاستقلاليّ هو التمسّك بالقرار 1701 بوصفه "برنامجاً مرحليّاً" وبالتالي بوصفه جملة من الأهداف التي ينبغي تحقيقها تباعاً وفي انسجام في ما بينها.

ويعني ذلك أنّ الوعي الاستقلاليّ يصطدم في الداخل اللبنانيّ حكماً بكل مكابرة ضمنيّة أو علنيّة تتعامل مع القرار 1701 على أنّه "بات من الماضي"، أو أنّه "لا نفع منه أو ضرر" أو ما شاكل.

هذا في حين أن الوعي الاستقلاليّ يصطدم خارج لبنان حكماً بكل من يزايد على اللبنانيين ويريد منهم ما فشل جميع العالم في تحقيقه، أي يريد دفعهم إلى الاصطدام بالاستحالات.

القرار 1701 يرسم إذن خارطة طريق لتفادي الوقوع في شرك المكابرة عليه داخلياً وفي شرك المزايدة على صنيع اللبنانيين خارجياً. وإذا ما رجعنا إلى نصّ القرار 1701 يتبيّن أنّه يحبط أي تبرير إسرائيليّ لخوض معركة ضد عموم اللبنانيين كونه قراراً يقرّر مثله مثل الـ1559 والـ1680 بأنّ لبنان يجتاز مرحلة انتقالية لاستعادة سيادته واستقلاله، ولا تجوز في هذه المرحلة المزايدة على حراكه الاستقلاليّ وعلى تجربة أبنائه في الحوار (المضني والشاق) مع شركائهم في الوطن، والضغط لا يمكن أن يُمارس على هذا الحراك، أو على الشكل الذي يتمثّل فيه هذا الحراك في مؤسسات الدولة، إلا بما يفيد الترجمة العملية لنص القرارات الدولية، وليس أبداً بما يؤدّي إلى "التعجيز" أو "التكبيل" أو "الإحراج" أو "الإضعاف".

 ارسل هذا المقال الى صديق   اطبع هذا المقال 

 

سليمان يعود اليوم بعدما أمضى والوفد 3 ساعات في البيت الابيض

واشنطن تتمسك بجيش "أقوى من الجميع"

ربط التسليح الثقيل بتنفيذ القرار 1701

النهار/يعود رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الى بيروت من زيارته للولايات المتحدة، فيما يشارك رئيس الوزراء سعد الحريري منذ مساء أمس في مؤتمر المناخ بكوبنهاغن ممثلا لبنان على رأس وفد وزاري. وبذلك سيظل موعدان اساسيان عالقين لاستحقاقين بارزين في انتظار انتهاء الموجة الاولى من التحركات الخارجية، وهما تحديد موعد لانعقاد جلسة أولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، وتحديد موعد زيارة الحريري لدمشق.

وفيما ترددت معلومات غير رسمية امس عن احتمال قيام الرئيس سليمان بزيارة لسوريا عقب عودته من واشنطن لتعزية الرئيس السوري بشار الاسد بشقيقه مجد، كشفت مصادر مطلعة على نتائج زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية لـ"النهار" جوانب ومعطيات اضافية عن المحادثات التي اجراها في البيت الابيض أول من أمس.

وقالت ان الرئيس سليمان امضى مع الوفد المرافق له قرابة ثلاث ساعات في البيت الابيض بعد تمديد موعد لقائه والرئيس الاميركي باراك اوباما. وتميزت هذه المحادثات بخلوة للرئيسين استمرت نصف ساعة، ثم امضى الرئيس والوفد المرافق له زهاء ساعة و10 دقائق مع الوفد الاميركي الموسع. والتقى سليمان لاحقا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على حدة مدة نصف ساعة.

واوضحت المصادر ان المحادثات بين الرئيسين الاميركي واللبناني اتسمت واقعيا بالكثير من الايجابية والانفتاح في المواضيع المتفق عليها وكذلك بكثير من الصراحة والوضوح في المواضيع التي شابها تباين في وجهات النظر. وقد عكس البيانان العلنيان لكل منهما هذه الاجواء، حتى ان الرئيس اوباما بدا في تأكيده وجود هذا التباين بالنسبة الى موقف سليمان من اسرائيل وموقف الادارة الاميركية من تهريب الاسلحة الى لبنان كأنه يرسل اشارة علنية الى احترامه موقف رئيس الجمهورية.

واضافت المصادر ان أوباما اكد لسليمان في لقائهما ان أي حل في مفاوضات السلام لن يحصل على حساب لبنان، مكررا مرات "اننا نريد لبنان حراً سيداً مستقلاً وقوياً". كذلك حرص أوباما على التنويه باداء الرئيس اللبناني وادارته وطريقة معالجته للامور، وتطرق الى تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان مشيرا الى ان الرئيس سليمان اخرج البلاد من مآزق عدة.

وذكرت ان التباين برز في موضوع سلاح "حزب الله" وتنفيذ القرار 1701. وفي مقابل الموقف المعروف للرئيس سليمان من ضرورة الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف انتهاكاتها وتهديداتها للبنان، تمسك الجانب الاميركي بالتحذير من تعاقب عمليات تهريب شحنات الاسلحة الى لبنان مما اعتبره تهديدا لامن اسرائيل.

ولفتت الى ان الجانب الاميركي ابدى استعدادا للاستمرار في توفير المساعدات العسكرية للجيش اللبناني الذي قال انه "يجب ان يكون اقوى من كل الاطراف"، غير انه لمّح في المقابل الى صعوبة توفير "التسليح الثقيل"، في ما فهم انه ربط ضمني بموقفه من "حزب الله" وضرورة تنفيذ القرار 1701 بحذافيره.

4 مواضيع

وفي النشاطات الاخيرة لرئيس الجمهورية في واشنطن، استقبل امس السفراء العرب المعتمدين في العاصمة الاميركية، وابلغهم ان محادثاته مع الرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين الكبار تمحورت حول اربعة مواضيع تهم لبنان والعرب، كما افاد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية:

"اولاً: تمكين لبنان من الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وخروقاته وتهديداته شبه اليومية ما يؤثر في معنويات اللبنانيين وعلى الاقتصاد كذلك.

ثانياً: تمكين لبنان من التصدي للارهاب الذي بات اليوم الخطر الاكبر في العالم لافتاً الى انه طالب بأسلحة متطورة وحديثة تمكن لبنان من الدفاع عن حدوده الجنوبية كما تمكنه من مواجهة الارهاب. ثالثاً: ضرورة اعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة لان في ذلك مصلحة للفلسطينيين انفسهم ومصلحة للبنان ومصلحة للحل السلمي، وانه لن يكون هناك حل دائم وسلمي وشامل اذا لم يأخذ الفلسطينيون حقوقهم، ولا سيما منهم فلسطينيو لبنان لان توطينهم يتناقض مع مقدمة الدستور اللبناني.

رابعاً: اعتبار موضوع سلاح "حزب الله" موضوعاً يعالج على طاولة الحوار بما يتناسب مع مصلحة لبنان".

واستقبل الرئيس سليمان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط الذي اطلعه على المراحل التي قطعها في مهمته، سعياً الى اعادة اطلاق المفاوضات السلمية، مؤكداً انه "لن يكون هناك اي حل على حساب مصلحة لبنان وامنه وسيادته واستقراره".

كذلك استقبل مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز.

والتقى اخيراً العاملين في السفارة اللبنانية يتقدمهم السفير انطوان شديد.

الحريري

على صعيد آخر يستهل الرئيس الحريري لقاءاته على هامش مؤتمر المناخ في كوبنهاغن اليوم باجتماع مع الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون وعدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر، بعدما شارك والوفد الوزاري المرافق له في افتتاح القمة مساء امس.

ولوحظ ان سفر الحريري الى كوبنهاغن واكبته ترجيحات من جهات معارضة لاحتمال قيامه بزيارة دمشق الاحد المقبل، على ان تليها مباشرة زيارة لرئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط للعاصمة السورية. لكن اوساطاً قريبة من كتلة "المستقبل" تحفظت عن تحديد اي موعد محتمل للزيارة، ولمحت الى ان اي دعوة رسمية سورية لم تبلغ الى الحريري. كما ان مصادر وزارية لم تستبعد ان يطرح الحريري موضوع زيارته، بعد ان يتبلغ دعوة وفقاً للاصول، على مجلس الوزراء.

وفي اطار المواقف من التحرك الخارجي للرئيسين سليمان والحريري، رأى وزير العمل بطرس حرب ان "سوريا لم تكن متحمسة لزيارة رئيس الجمهورية لواشنطن"، ولاحظ "محاولة تعكير اعلامية الى درجة الاتهام لرئيس الجمهورية سبقت زيارته، مع ان لبنان في حاجة الى التعامل مع كل الدول الصديقة والشقيقة والولايات المتحدة دولة قادرة ومهمة وزيارتها ليست خيانة على الاطلاق"، وقال ان "الزيارة على الاقل كانت افضل من عدمها". وتحدث حرب عن "محاولة الايقاع بيننا وبين الرئيس الحريري" قائلاً: "نحن نثق به وثقتنا لا تتزعزع وموقع الرئيس الحريري الجديد لم يغيّر الشيخ سعد الحريري حليفنا في 14 آذار ورئيس كتلة لبنان اولاً ولست قلقاً من حلف رباعي جديد ولا شيء يمكنه دفع سعد الحريري الى التخلي عن مبادئه واقتناعاته الوطنية الراسخة في ثورة الاستقلال ولا يفكرن احد في زعزعة هذه العلاقة الوثيقة بيننا".

ويشار اخيراً الى انه في اطار الزيارات اللبنانية للقرداحة لتقديم التعازي الى الرئيس الاسد، افادت معلومات ان الرئيس السوري عقد خلوة مع الرئيس السابق اميل لحود. ونقل عن زوار لحود تأكيده لما تردد عن امكان قيام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بزيارة للسعودية عقب زيارة الحريري لدمشق، لكن محطة "او تي في" التلفزيونية نقلت مساء عن مصادر مسؤولة في "حزب الله" ان لا صحة للكلام عن زيارة للسيد نصرالله للرياض.

 

السيد حسين: الـ 1559 أصبح من الماضي وسليمان يحاول الحصول على مساعدات

النهار/15/12/09/ اعتبر وزير الدولة عدنان السيد حسين ان زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لواشنطن "تهدف الى حض الولايات المتحدة الاميركية للضغط على اسرائيل التي تخرق يومياً القرارات الدولية، وترفض عودة اللاجئين، ورفض لبنان للتوطين والبحث في الأوضاع في المنطقة، اضافة الى تأكيد رئيس الجمهورية تطبيق قرارات مجلس الأمن".

ولفت الى أن "لبنان يحاول أن يحصل على مزيد من المساعدات الاميركية لتسليح الجيش اللبناني، واذا لم نحصل على المساعدة نكون قد أدينا واجبنا ولكن ما سنحصل عليه من الولايات المتحدة لن يأتي الى لبنان بشروط"، مؤكداً رفضه "تسليح الجيش اللبناني بشكل مشروط، وهي سياسة عامة تتخذها الدولة اللبنانية مع كل الدول".

ووضع الوزير السيد حسين زيارة الرئيس سليمان في اطار "تعزيز علاقات لبنان مع الخارج بعدما اصبح عضواً غير دائم في مجلس الأمن وسيشارك في طرح القضايا الدولية".

وفي شأن القرار 1559 رأى السيد حسين أنه "اصبح من الماضي ونفذ بكامله"، معتبراً ان "هذا القرار مفخخ في أصله بسبب التدخلات الخارجية ولم يبق منه سوى النقطة المتعلقة بسلاح المقاومة الذي وضع في خانة سلاح الميليشيات وهو أمر خلافي على الساحة الوطنية وسيترك لطاولة الحوار الوطني"، وأكد أن "حزب الله يصنف في اطار المقاومة اللبنانية وليس كما يصنفه القرار الدولي، وهو أمر متفق عليه في البيانات الوزارية". وقال: "ان رئيس الجمهورية سيدرج ذلك في حساباته في اطار السياسة الدفاعية (...)". وأكد ان "العلاقات بين لبنان وسوريا لم تنقطع وانها ستشهد فصلاً جديداً بعد الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري للعاصمة دمشق".

 

المصري: مجلس الامن يملك وحده سلطة سحب القرار 1559 او تعديله

اللواء 15/12/09/أوضح أستاذ العلاقات الدولية الدكتور شفيق المصري أنه <لا يمكن لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يبحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في إمكان سحب القرار 1559 من التداول لأن مجلس الأمن يملك وحده سلطة العودة عن قرار او تعديله وبالتالي لا يمكن سحب قرار بناء لطلب دولة ما>·

وقال: القرار 1559 لم يستنفد غرضه بعد لجهة انسحاب القوات غير اللبنانية من الأراضي اللبنانية، فلا تزال اسرائيل تحتل قسما من الأراضي اللبنانية ولجهة البند الثاني الذي ينص على تفكيك ونزع سلاح الميليشيات غير اللبنانية، وبالتالي لا مصلحة للحكومة اللبنانية أن تطالب بسحب القرار·

أضاف: القرار 1559 وارد ضمن مقاربة طويلة الأجل للمسألة اللبنانية الاسرائيلية، فالقرار 1701 يؤكد على القرار 1559 مع القرار1680 من أجل توفير حل طويل الأمد للصراع اللبناني الاسرائيلي· وإذا كانت الحكومة متشبثة بالقرار 1701 كما هو فلا يجوز أن تعود وتطالب بسحب وإلغاء أحد المكونات التي أكد عليها الـ1701·

وهل يمكن للرئيس سليمان أن يدعو الولايات المتحدة الى سحب القرار 1559 من التداول بغض النظر عن مجلس الأمن قال المصري: يمكن لمجلس الأمن أن يصدر قرارا ولا يتابعه في بعض الأحيان، ولكن سحب القرار غير وارد ويمكن للحكومة أن تطالب بتمديد مهل أو ملاحقة القرار من خلال تيري رود لارسن أو غيره، ويمكنها أن تقول إن سلاح حزب الله يحل بالحوار الداخلي لكن لا مصلحة لها بالتصدي للقرار بكامله·

 

مسؤول اميركي: سلاح "حزب الله" يشكل "خطراً كبيراً" على أمن واستقرار لبنان والمنطقة

١٥ كانون الاول ٢٠٠٩/الخليج" الاماراتية

أكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية لـ"الخليج" الاماراتية أن "زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى واشنطن، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين"، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي باراك اوباما يتطلع إلى مناقشة طائفة واسعة من القضايا مع سليمان، خاصة جهود تحقيق سلام شامل في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".

وثمن المسؤول الأميركي "ممارسة الحكومة اللبنانية الجديدة سلطتها الشرعية على كامل التراب اللبناني"، لافتاً الى أن "واشنطن تأمل في الحكومة اللبنانية الجديدة، أن تتحرك بسرعة لمعالجة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد، وفي الوقت نفسه تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها أن تحقق مكاسب وفوائد مباشرة للشعب اللبناني".

وشدد المسؤول الأميركي على أن "سلاح حزب الله يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار لبنان والمنطقة"، مؤكدأ أن "سياستنا تجاه حزب الله لم تتغير، حيث لا يزال محظوراً التعامل المباشر مع الأعضاء البارزين في الحزب". وذكر المسؤول الأميركي أن "الإدارة ملتزمة بالعمل مع سليمان في شراكة لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة". وأكد المسؤول الأميركي أن "إدارة أوباما سوف تستمر في السعي لتحقيق هدف السلام الشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وإرساء السلام بين اسرائيل وكل من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وتحقيق التطبيع الشامل بين "اسرائيل" والدول العربية كافة ". 

 

حزب الله» و«أمل»: المقاومة شرعيّة وليست حصريّة وقوتها مطلوبة لأجل لبنان

الديار 15/12/09

 رد«حزب الله» على المتحفظين على المقاومة وسلاحها مؤكدا على لسان قياداته ان الكيان الاسرائيلي لا يعبأ بمجلس امن ولا بأمم متحدة ولا بأي قرارات دولية وهو لا يفهم الا لغة القوة، وقوة لبنان مطلوبة لوضع حد لاعتداءاته وتجاوزاته. وشددت مواقف الامس على ان المقاومة حق طبيعي وهي لم تعمل لطائفة معينة ولا لجغرافيا محددة بل قاومت ضد الباطل وكانت حربها حرب وجود داعية الى عدم تشريع ابواب لبنان للطامعين كي يصبح الحمل المستهدف من الجميع.

واكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الموسوي خلال احتفال تأبيني في بعلبك في حضور قيادات من حزب الله وحركة امل وشخصيات على احقية المقاومة التي دافعت عن كل اللبنانيين وليس عن حي او منطقة او موالاة ومعارضة وذلك من اجل بقاء لبنان وليبرهن لنا احد ان الاميركي قد سحب مشاريعه التوسعية عن لبنان وبعدم وضع يده على المنطقة كلها من اجل تطويع عقيدتنا كما يريدون هم وهل نقرأ الغيب لنرى ما هي مصلحة اميركا؟ وأيمتى نكون ارهابيين ايمتى لا نكون حسب تصنيفها؟ فهل نحن من يطرح شره على الناس؟ نحن في ارضنا وعندما يكون تهديد لوجودنا فالمقاومة حق طبيعي لنا. وسأل الموسوي: من اين كنا نأخذ الإذن في قرانا عندما كانت تهاجمنا الذئاب؟ هل كنا نأخذ الاذن من المخفر عندما كنا نريد الدفاع عن انفسنا؟ فهل نأخذ الاذن من اميركا في الدفاع عن قرانا وعندما يصل اللص الى الدار؟ وهل نقول انتظروا لنترجم مواد الدستور وفي اي وضع نحن عندما يهاجمنا احد لكي ندرس المادة واذا ما كنا نعمل وفق القانون او عكس ذلك؟ هذا كلام فيه هذيان. اضاف: لقد اعلن الاسرائىليون حروبهم علينا وهم يهددوننا من نتانياهو الى اولمرت ومن قبلهم قد اعلنوا الحرب علينا فهل نبقى نتفرج على اعتداءاتهم وتهديداتهم ولم يخبرنا احد بأن الاميركيين قد سحبوا مشاريعهم ضد لبنان وحزب الله الذي له الحق في الوجود بالمجلس النيابي والوزارة. وقال: اي حق واي منطق هذا؟ هل هو منطق بشر؟ وهل نشرع ابواب لبنان للطامعين كي يصبح الحمل مستهدفاً من كل الناس؟ فهذه المقاومة شرعية وليست محتكرة او حصرية فالشهداء كثر من السيد عباس الموسوي الى السيد هادي نصرالله وعماد مغنية وغيرهم. لماذا الشهادة والقتل؟ هل قاتل احد اسرائىل وقلنا له ممنوع عليك ذلك؟ قفوا فنحن وراءكم وامامكم وعلى يساركم فالجميع مستهدف مسلم ومسيحي، وضد الباطل وضد اي اعتداء وحرب الوجود تتطلب تضحيات.

خريس

من جهة اكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس ان دفاع حركة «امل» عن المقاومة وتاريخها العريق في حماية الوطن اساس في عملية الدفاع عن الوطن وسيادته وعزته وكرامته. كلام خريس جاء خلال احتفال اقامته حركة «امل » في برج رحال لمناسبة ذكرى المواجهات المدنية ضد الاحتلال الاسرائىلي عام 1984 ولمناسبة عيد الغدير في حضور رؤساء بلديات ومخاتير وقيادات من الحركة وكشافة الرسالة الاسلامية وحشد من الاهالي وقال: ان مواجهة القبضة الحديدة التي اعلنها الكيان الصهيوني الغاصب ابان احتلاله للجنوب في العام 1984 كانت هزيمتها بالقبضات الحسينية الملتزمة بمدرسة الامام السيد موسى الصدر وان المقاومة كانت ولا تزال حاجة ضرورية لمواجهة الاحتلال وان حركة امل لا تتوانى يوما عن مواجهة الاحتلال بشتى الاشكال عسكريا وسياسيا.

نور الدين

عضو المجلس السياسي في «حزب الله» الشيخ خضر نور الدين شدد في احتفال اقامه «حزب الله» في اطار اجواء عيد الغدير في بلدة عنقون ان الكيان الاسرائىلي لا يعبأ لا بمنظمات دولية ولا بقرارات دولية ولا بأمم متحدة ومجلس امن فهذا العدو لا يعبأ الا بالقوة وقوة لبنان مطلوبة لوضع حد لتجاوزات هذا الاسرائىلي ولطالما كثرت منذ نشوئه وحتى عام 2006.

وقال: عندما نتحدث عن المقاومة لا نتحدث عن المقاومة لطائفة معينة نحن نتحدث عن مقاومة عملت لكل لبنان بمعزل عن هويتها هذه المقاومة لم تكن لبناء جمهورية مستقلة ولا للعمل على بناء دولة داخل الدولة هذه المقاومة عملت للجميع في لبنان وما حدث عام الفين دليل على ذلك.

واضاف: اذ تتعالى بعض الاصوات من حين لآخر حول هذا الموضوع نقول عيب على اي سياسي لبناني ان يتحدث عن هذا الموضوع بهذا الشكل لان الخلفيات باتت واضحة ومعروفة والمواطن الصالح هو الذي يبحث عن وطن قوي ولا قوة للوطن الا بوجود اسباب هذه القوة ومن اسباب هذه القوة المقاومة الى جانب الجيش الوطني اللبناني.

صفون

مسؤول المنطقة الثانية في «حزب الله» علي صفون، توجه خلال احياء «يوم الجوال» لمناسبة عيد «الغدير» في النبطية الى العدو الاسرائىلي الذي يقيم المناورات التي تشارك فيها كل التشكيلات البحرية والجوية والبرية ان المقاومة في لبنان ستقف في وجه اي اعتداء على ارضنا وشعبنا وستكون المقاومة الى جانب الجيش اللبناني في مواجهة هذا العدو المتغطرس.

 

لبناني يرفض تقديم واجب العزاء

يُقال.نت/الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009

إعذروني ،فأنا لن أقوم بواجب العزاء!

تريدونني أن أواسي الرئيس السوري بشار الأسد ،ولماذا أفعل ؟

هل واسانا يوما على مصيبة ألمّت بنا ؟

هل كفكف دمعنا يوم فرض علينا التمديد لرئيس منبوذ ،مقترفا جريمة اغتيال بحق ما تبقى من مظاهر الديمقراطية في بلدنا؟

وهل وقف على خاطرنا يوم بدأ قادتنا يذبحون ذبحا ؟

هل زمّت شفتاه حين كانت الإنفجارات تدوي هنا وهناك؟

هل رفّ له جفن حين كان يعزز موقعه في حرب تموز التي أكلت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وشبابنا و...تعب العمر؟

أُعذروني لن ألطم وجهي ،أمام بشار الأسد ،وهو يحوّل مأتم شقيقه الصغير الى مناسبة استغلال سياسي،فيختلي بهذا وذاك ،وينتظر زيد وعمرو.

أعذروني لن أحوّل كلماتي إلى ندّابة ،وصحافة أهل الفقيد ،لا هم لها سوى تعداد الوفود الآتية إلى "قائدها المفدى"،وكأنها مناسبة ولاء وليست مناسبة عزاء.

أعذروني لن أُعزي وأنا الذي تكاد أيامه تتحوّل كلها إلى استذكار شهداء .

أعذروني،لن استمع إلى صيحاتكم وهي تعظني بالتقاليد وبالأخلاق الشرقية ،فلكثرة ما أضأتم الشموع على شهدائنا، ذابت قضيتنا !

أعذروني لن أعزي ،بمن تفقده الله على فراشه ،فيما كاد الموت الطبيعي في بلادنا يتحوّل إلى ...نعمة .

 

أوباما يؤكد أهمية لبنان ويعرب عن قلقه من تهريب الأسلحة التي قد تهدّد إسرائيل

سليمان يتمسّك بالثوابت ويطالب بـ «مساعدات عسكرية لمواجهة العدو والإرهاب»

السفير/جو معكرون/واشنطن

لم تقطع كالعادة الطريق العام بين مبنى الصحافة القومية ووزارة الخزانة أو تغطى بخيمة بيضاء تخفي خصوصية الزائر الرسمي، فالنازل الرئاسي في فندق «ويلارد» الدولي ليس شريكاً استراتيجياً كما العراق وباكستان، والزيارة رمزية في توقيتها ومضمونها وانعكاساتها على الداخل اللبناني، لكنها تعيد في مكان ما موقع لبنان على المسرح الدولي.

فقد استقبل الرئيس الأميركي باراك اوباما، امس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان واعلن في مؤتمر صحافي مشترك انه يتفق مع سليمان على ان «قضايا الشرق الاوسط مترابطة بالقضايا الموجودة داخل لبنان، لذا كلما عملنا معاً لتشجيع الاطراف المعنية، ليس اسرائيل والفلسطينيين، بل ايضاً الاسرائيليين والسوريين على حوار بناء لمحاولة التفاوض من اجل الخروج من المأزق الحالي، يكون لبنان بحال أفضل ويكون العالم بحال افضل». ونوه بالرئيس سليمان على عمله «الاستثنائي في إدارة وضع صعب، ونستمر في رؤية تقدم في التعامل مع الكثير من التيارات المتقاطعة التي توجد ليس في لبنان فقط، ولكن في مجمل المنطقة أيضاً»، واضاف ان «الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكاً في هذا المسار. نريد تعزيز القوات المسلحة اللبنانية لتساعد على ضمان سيادة لبنان وأرضه. نريد التأكد من التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التي تساعد على الحفاظ على السلام في المنطقة وضمان استقرار لبنان». ووصف اوباما زيارة سليمان بأنها «ممتازة». وأضاف «بالطبع لبنان بلد بالغ الاهمية في منطقة بالغة الاهمية ونريد فعل كل شيء ممكن لتشجيع لبنان قوي ومستقل وديموقراطي»، وذكر انه يريد توسيع المساعدات الاميركية لتشمل ليس فقط العسكرية منها بل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، مشيراً الى شجرة الارز المزروعة في حديقة البيت الابيض منذ 30 عاماً، معتبراً انها «شهادة على الاوقات الصعبة... لكن الشجرة قوية وتنمو».

من جهته قال الرئيس سليمان إن ما يجمعه مع اوباما هو «الانفتاح والحوار وخطابه في القاهرة أحيا الامل بإيجاد حلول لقضايا العالم»، معرباً عن دعمه لمبادرة السلام العربية «التي تمّ التأكيد عليها في اتفاق الدوحة». وأكد سليمان انه استعرض مع اوباما التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان والتهديدات الاسرائيلية «التي تعيق تقدم اقتصادنا» ذاكراً انه طلب دعم اوباما أن «يضغط على إسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الامن 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

واعتبر أن ما يجمع الولايات المتحدة ولبنان هو «الديموقراطية ونبذ التعصب والطائفية، ولبنان دفع ثمناً كبيراً جداً في سبيل المحافظة على هذه القيم». وذكر سليمان انه طلب مساعدات عسكرية التي «تقوي لبنان وتجعله قادراً على التصدي للإرهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم». وتابع سليمان انه طلب ايضا «موقفا سياسيا بدعم لبنان لإيجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حل على حساب لبنان، ونرفض التوطين ونصرّ على حق العودة للفلسطينيين». وذكر سليمان في نهاية تصريحه انه تباحث مع اوباما في عضوية لبنان في مجلس الامن الدولي وتم الاتفاق على «التعاون في القضايا التي تهم العالم آخذين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي نمثل».

وأكد اوباما انه ناقش موضوع سلاح حزب الله في الاجتماع قائلاً «لقد أحرزنا تقدماً على هذا الصعيد، لكنه غير مكتمل. شدّد الرئيس سليمان على قلقه حيال اسرائيل. اريد ان اكون واضحاً أنني شددت له على قلقنا من تهريب السلاح الواسع النطاق الى لبنان الذي يحتمل ان يكون بمثابة تهديد الى اسرائيل، وانه من مصلحة كل الأطراف المعنية التأكد ان يبذل جهد لتنفيذ ما يتعلق بالتهريب كما اي قضايا اخرى». وتابع اوباما «الرئيس سليمان وانا لم نتفق على كل قضية في ما يتعلق بكيف أن اسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا سيتفاعلون. ما نتشاطره هو التزام حل هذه القضايا عبر الحوار والمفاوضات وليس العنف. وهذا يتماشى مع تقاليد لبنان الديموقراطية ويتماشى مع ما نعتقد انه في مصلحة لبنان وبلدان أخرى في المنطقة».

أمضى الرئيس ميشال سليمان حوالى 80 دقيقة في المكتب البيضاوي، حضر الاجتماع الموسع عن الجانب الأميركي وزير المواصلات راي لحود مدير مكتب الشرق الاوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو ومساعدته لسوريا ولبنان ميغان مكدورمات والسفيرة الاميركية ميشيل سيسون، وعن الجانب اللبناني نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الياس المر ووزير الخارجية علي الشامي ووزير الدولة وائل ابو فاعور وفريق عمل الرئيس لا سيما ناجي ابي عاصي والسفير اللبناني انطوان شديد.

الرئيس باراك اوباما تفهّم موقف الرئيس سليمان وتفادى التحدث عن مسار تفاوض لبناني إسرائيلي، تطرّق الى تهريب السلاح وليس الى نزع سلاح حزب الله تحديداً، تجنب التطرق الى دور سوريا في لبنان بل حثها على التفاوض مع إسرائيل. من جهة أخرى كان سليمان يخاطب جماهير كثيرة يرضي فيها كل الاطراف اللبنانية ويطمئن سوريا والبيت الابيض، وصف اسرائيل بـ «العدو» لكن المترجمة اللبنانية لم تذكرها بالانكليزية، كرر ثوابته المعلنة وعبر بصراحة عن مواقفه بوضوح أكثر من آخر لقاء جمعه مع الرئيس الاسبق جورج بوش في البيت الابيض. اللافت ايضاً عدم التطرق الى المحكمة الدولية ولا العلاقات اللبنانية السورية ولا تشكيل الحكومة اللبنانية. وسليمان طلب مساعدات عسكرية ليس فقط لمكافحة الإرهاب بل ايضاً لمواجهة «العدو».

بعد لقاء اوباما في المكتب البيضاوي، التقى سليمان مع نائب الرئيس جو بايدن لحوالى 90 دقيقة، قبل أن يعود الى مقر إقامته ويلتقي في وقت متأخر بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس. وتوجه الرئيس سليمان الى الكونغرس قبل اجتماعه مع اوباما لعقد لقاء مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي استمر 45 دقيقة بحضور النائب الاميركي من اصل لبناني نيك رحال. وقال المتحدث باسم بيلوسي نديم الشامي لـ «السفير» ان مباحثاتها مع سليمان «كانت منتجة» مشيراً الى أنه تم التطرق الى جملة قضايا منها «التعاون بين بلدينا وعملية السلام في الشرق الاوسط وقضايا أخرى تؤثر على الامن الدولي».

كان الوفد اللبناني يميل إلى التكتم نوعاً ما بتعميم رئاسي على ما يبدو، وائل أبو فاعور حصل على رقم الهاتف الخطأ غير المخصص له، ومارون حيمري ظلّ في انضباط بروتوكولي لا يستريح، وابو عاصي مشغول بين هاتفه وجدول أعمال اجتماعات الرئيس. حوالى عشر سيارات رسمية ترافق موكب الرئيس، وحده حيمري يجالس الرئيس على الطريق الى الكونغرس والبيت الابيض، ويتبعه الوفد المرافق.

 

سليمان واوباما: خلافات على القرارات الدولية وتهريب السلاح

نهارنت/ما سمعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في واشنطن من تجديد للدعم الاميركي السياسي والاقتصادي والعسكري، لم يجحب التباينات التي ظهرت بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والاميركي باراك اوباما، بشأن تنفيذ القرار 1701. فسليمان أثار المخاوف من "التهديدات الاسرائيلية" وعدم التزام اسرائيل بتنفيذ القرار 1701، وردّ اوباما بالاعراب عن المخاوف "بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها الى لبنان والتي قد تكون خطرا محتملا على اسرائيل". وفي ما عدا ذلك، فقد جدد اوباما في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع سليمان بعد اجتماعهما، في البيت الابيض، الالتزام الاميركي لمساعدة "لبنان قوي ومستقل وديموقراطي"، وشدد على ان الصداقة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان مهمة، مشيرا الى ان جزءا من ذلك ناجم عن وجود مليوني اميركي لبناني قدموا مساهمات للحياة في الولايات المتحدة وهم مستمرون في ذلك.

ونوه اوباما ب "عمل استثنائي قام به سليمان في معالجة وضع صعب"، وأكد عزم بلاده على "تقوية القوات المسلحة اللبنانية بحيث تتمكن من المساعدة في تأمين سيادة أراضي لبنان".

واذ دعا الى "ضمان التنفيذ الكامل لقرارات الامم المتحدة التي تساعد في حفظ السلام في المنطقة وتأمين استقرار لبنان"، اشارالى ان التقدم الذي حصل غير كاف، مطالبا بالتوجه الى المفاوضات لايقاف العنف.

واكد اوباما التوافق على ان "القضايا المتعلقة بالسلام في المنطقة مرتبطة بالقضايا الموجودة داخل لبنان، وهكذا فانه بقدر ما نعمل معا على تشجيع الاطراف المعنيين، ليس فقط اسرائيل والفلسطينيين، وانما الاسرائيليين والسوريين مثلا على حوار بناء وعلى أن يحاولوا التفاوض على الطريق المسدود الحالي، يتحسن وضع لبنان، ويتحسن وضع العالم".

وذكر انه يريد توسيع المساعدات الاميركية لتشمل ليس فقط العسكرية منها، بل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية.

واشار اوباما الى شجرة أرز لبنانية غرست قبل 30 سنة في الحديقة الجنوبية من البيت الابيض، مضيفا انها "شهادة على وقت عصيب لكل من الولايات المتحدة ولبنان، لكنها ايضا شهادة على حقيقة أننا بقينا محافظين على الامل في المستقبل. تلك الشجرة قوية، انها تنمو، أعتقد انها تمثل الصداقة بين الولايات المتحدة ولبنان، ونستمر في ريّ تلك الشجرة بينما نستمر في تغذية الصداقة بين بلدينا". اما سليمان فاعلن انه طالب أوباما بممارسة مزيد من الضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة وتحديداً قرية الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا. واضاف انه طلب مساعدات عسكرية "تقوي لبنان وتجعله قادرا على التصدي للإرهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو". وتابع سليمان انه طلب أيضا "موقفا سياسيا بدعم لبنان لإيجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حل على حساب لبنان، ونرفض التوطين ونصر على حق العودة للفلسطينيين".

وأعلن سليمان "أن خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة أحيا الأمل بإيجاد حلول لقضايا العالم والشرق الأوسط، مشيراً إلى انه أكّد وأوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على إعادة الحقوق لصاحبها. وأشار سليمان إلى أنه تباحث وأوباما في "موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن"، موضحاً انهما اتفقا "على التعاون في القضايا التي تهم العالم آخدين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي يمثلها". ونقلت صحيفة "اللواء" عن مصادر الوفد اللبناني، استبعادها ان "يكون رئيس الجمهورية قد اثار في الاجتماع الثنائي مع اوباما مسألة اعتبار القرار 1559 وكأنه نفذ، وفق ما توقع وزير الدولة عدنان السيد حسين، لانه ثمة بند يتعلق بالسلاح الفلسطيني لم ينفذ بعد، ولا يستطيع لبنان ان يقفز فوقه، وبالتالي يطالب بسحبه من التداول في مجلس الامن عبر التقارير الدولية لمنسق الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن". وكان سليمان التقى اوباما في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض في التاسعة مساء الاثنين بتوقيت بيروت، لمدة ثمانين دقيقة، واجتمع الى نائبه جو بايدن لمدة تسعين دقيقة، قبل أن يلتقي في وقت متأخر من ليل الاثنين بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، علما بأنه كان قد استهل لقاءاته بزيارة الكونغرس حيث اجتمع برئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.

 

قمة سليمان - أوباما: إتفاق على القيم ·· وخلاف على الأمن والسلاح

اللواء 15/12/09

يمانع من مشاركة أحد وزرائه في الوفد إلى سوريا  

  الملك عبد الله والقادة الخليجيون يجلسون حول طاولة المفاوضات قيل بدء الاجتماعات في قمة الكويت أمس (وكشفت تصريحات الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والاميركي باراك اوباما عن وجود تباين في ما يتعلق بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان والجهات المسؤولة عن خرقه، ففي حين حمل الرئيس اللبناني اسرائيل مسؤولية خرق القرار 1701 والابقاء على حالة القلق والعنف في المنطقة بسبب الاحتلال والتنكر لمتطلبات السلام العادل والشامل، عكس الرئيس اوباما حجم الضغط الذي مارسه اللوبي المتعاطف مع اسرائيل في الكونغرس الاميركي، فاعتبر ان تهريب الاسلحة الى لبنان يهدد امن اسرائيل، كاشفاً انه تحدث مع الرئيس سليمان على ضرورة تطبيق القرارات الدولية مشيراً الى ان التقدم الذي حصل غير كاف، مطالباً بالتوجه الى المفاوضات لايقاف العنف.

وبدا من هذه التصريحات، ان مسألة السلاح ظلت نقطة تباين، خصوصاً وان الرئيس سليمان ابلغ الرئيس الاميركي، وفق معلومات لمصادر الوفد اللبناني المرافق، بأن سلاح <حزب الله> هو شأن داخلي لبناني مطروح على طاولة الحوار، وبالتالي فإن على الاطراف اللبنانية مسؤولية معالجة هذه المسألة بالحوار.

واستبعدت هذه المصادر ان يكون رئيس الجمهورية قد اثار في الاجتماع الثنائي مع الرئيس اوباما مسألة اعتبار القرار 1559 وكأنه نفذ، وفق ما توقع وزير الدولة عدنان السيد حسين، لانه ثمة بند يتعلق بالسلاح الفلسطيني لم ينفذ بعد، ولا يستطيع لبنان ان يقفز فوقه، وبالتالي يطالب بسحبه من التداول في مجلس الامن عبر التقارير الدولية لمنسق الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن. وقال اوباما بعد لقائه الرئيس سليمان انه حدث بعض التقدم في تنفيذ قرار مجلس الامن الذي يحظر شحنات الاسلحة الى لبنان، لكن هناك المزيد الذي يجب عمله. اضاف: اكد الرئيس سليمان مخاوفه فيما يتعلق باسرائيل واني اكدت مخاوف بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها الى لبنان والتي قد تكون خطراً محتملاً على لبنان، معتبراً انه من مصلحة جميع الاطراف المعنية تنفيذ القرار فيما يتعلق بمثل هذا التهريب. غير ان الرئيس الاميركي اعلن ان الولايات المتحدة مقترحة بالمساعدة في تعزيز قدرات القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني. اما الرئيس سليمان فقد لفت إلى انه طلب من أوباما أن يضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وطلب مساعدات عسكرية أميركية لأن المساعدات العسكرية تقوي لبنان وتجعله قادراً على التصدي للارهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم، كذلك طلب موقفاً سياسياً يدعم لبنان لايجاد الحلول السلمية كي لا يأتي حلاً على حساب لبنان، وأكّد رفض لبنان للتوطين وإصراره على حق عودة الفلسطينيين>.

وأعلن سليمان في المؤتمر الصحفي المشترك في اعقاب محادثاته مع الرئيس أوباما والذي مدد 20 دقيقة إضافية أن خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة أحيا الأمل بإيجاد حلول لقضايا العالم والشرق الأوسط، مشيراً إلى انه أكّد وأوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على إعادة الحقوق لصاحبها، وقال <استعرضنا الوضع اللبناني والتطورات على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، واستمرار إسرائيل تهديدها للبنان ما يعق تقدم اقتصادنا>.

وأشار الرئيس سليمان إلى أنه تباحث وأوباما في <موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن>، موضحاً انهما اتفقا <على التعاون في القضايا التي تهم العالم آخدين مصلحة لبنان أولاً وموقف الجامعة العربية التي يمثلها>.

وتحدث الرئيس عمّا يجمع لبنان بالولايات المتحدة، مشيراً إلى وجود اميركيين من أصل لبناني، بالإضافة إلى الديمقراطية ونبذ التعصب والطائفية، مذكراً بأن <لبنان دفع كثيراً في سبيل المحافظة على هذه القيم>. وكان الرئيس سليمان قد استهل يومه الثاني في واشنطن بزيارة مبنى الكابيتول حيث اجتمع مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بعدما تحادث مع عدد من النواب والشيوخ الأميركيين في مقر اقامته في واشنطن على ترويقة عمل، كما اجتمع بوزير النقل من أصل لبناني راي لحود.

حفاوة سعودية بالحريري الى ذلك أثارت الحفاوة التي أحاطت بها القيادة السعودية الرئيس الحريري خلال زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية اهتماماً سياسياً ودبلوماسياً محلياً وخارجياً، نظراً لأهمية الرسائل التي تعمّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز توجيهها الى أكثرمن طرف، من خلال إبراز احتضانه للرئيس الحريري.

وتوقعت مصادر مقرّبة من أجواء المحادثات أن تبادر المملكة الى تجديد دعمها للبنان على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعمل على تسريع خطوات التقارب بين بيروت ودمشق. وأشارت هذه المصادر الى أهمية حضور الرئيس الحريري الاحتفال الشعبي الكبير الذي دعا إليه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز والذي حرص على توجيه تحية خاصة للرئيس الشاب، في إطار التأكيد على دعم المملكة للحكومة اللبنانية ورئيسها.

وشدد الرئيس الحريري، في حديث الى صحيفة <عكاظ> السعودية على أن اختياره للسعودية كأول محطة في زياراته الخارجية، بعد نيل حكومته الثقة <يعكس ما يربطه شخصياً ويربط شعب لبنان بخادم الحرمين الشريفين الذي وقف دائماً الى جانب لبنان وقضاياه>، مؤكداً أن المملكة لم تضع شروطاً لدعم لبنان، كما أنها لم تتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية اللبنانية، وأن الملك عبد الله كان وسيبقى خير نصير لعروبة لبنان وسيادته واستقلاله.

وقال إن خادم الحرمين الشريفين كان دائماً في طليعة المدافعين عن قضايا العرب والمسلمين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق شعبها في إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق مبادرة السلام العربية التي تقدم بها الملك عبد الله وأجمع عليها العرب منذ قمتهم في بيروت في العام 2002.

وعبّر الرئيس الحريري عن تضامنه الكامل مع المملكة في وجه أي محاولة للاعتداء على أراضيها من قبل المتمردين الحوثيين والتي صدّتها القوات السعودية بنجاح واستبسال، كما أشار الى تضامن الشعب اللبناني مع الشعب اليمني الشقيق في وجه الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها من حفنة من الخارجين عن القانون وعن دولتهم، حسبما نقلت <عكاظ> عن الرئيس الحريري الذي اوضح انه اكد لخادم الحرمين الشريفين ان لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤوليته الكاملة في جهود التقارب العربي في مواجهة الاخطار الاقليمية الداهمة وفي اعادة بناء منظومة المصالح العربية بصفته رائداً من رواد العروبة الحديثة، لافتا الى ان <العروبة تشكل دائما خطا منيعا للدفاع عن لبنان واستقلاله وسيادته>.

وتلقى الرئيس الحريري اتصالا هاتفيا، امس، من الرئيس المصري حسني مبارك هنأه فيه بنيل الحكومة الثقة، وآخر من البطريرك الماروني نصر الله صفير، كما تلقى رسالة تهنئة من رئيس حكومة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين اكد فيها استعداده للتعاون لتنمية العلاقات الروسية - اللبنانية في كافة المجالات.

ويتوجه الحريري اليوم الى العاصمة الدانمركية كوبنهاغن للمشاركة في قمة الامم المتحدة حول التغيير المناخي،، على رأس وفد وزاري ورسمي يضم وزراء الصحة محمد جواد خليف والطاقة جبران باسيل والمال ريا الحسن والبيئة محمد رحال.

وذكرت معلومات رسمية ان الرئيس الحريري سيلتقي خلال مكوثه في كوبنهاغن والذي يستمر يومين، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ورئيس وزراء اليونان جورجيو باباندريو ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اضافة الى عدد من رؤساء الوفود والمسؤولين الدوليين المشاركين في المؤتمر، حيث سيكون للرئيس الحريري كلمة يقدم فيها موقف الحكومة اللبنانية من مسألة التغيير المناخي.

الى ذلك، اكدت مصادر رئيس الحكومة ان موعد زيارته الى دمشق لم يحدد بعد، مشيرة الى ان اجندة تحركاته الخارجية لا تتضمن حتى الآن سوى المشاركة في قمة كوبنهاغن، وجاء هذا الكلام بمثابة رد غير مباشرة على المعلومات التي كانت تحدثت ان موعد الزيارة كان حدد الاثنين، وانها ارجئت بسبب وفاة شقيق الرئيس السوري مجد حافظ الاسد.

غير ان مصادر مطلعة اكدت ان زيارة الحريري الى دمشق واردة حتما قبل نهاية السنة الحالية.

خلوة الاسد - عون تجدر الاشارة الى ان وفاة شقيق الرئيس السوري فتحت الباب امام المزيد من المعزين اللبنانيين، حيث شارك امس عدد كبير منهم في التعزية في القرداحة، وابرزهم الوزيران زياد بارود ممثلاً الرئيس ميشال سليمان الذي اتصل بالأسد من واشنطن معزياً، ومحمد الصفدي ممثلاً الرئيس الحريري، والرئيس عمر كرامي ورئيس تكتل <الإصلاح والتغيير> العماد ميشال عون على رأس وفد ضم الوزيرين جبران باسيل وابراهام دده يان والنائبين عباس الهاشم وزياد أسود.

وذكرت معلومات أكدها تلفزيونOTV ان خلوة عقدت على هامش تقديم التعازي بين الرئيس الأسد والعماد عون شارك فيها الوزير باسيل والمستشارة السياسية بثينة شعبان دامت 40 دقيقة، غادر بعدها عون عائداً إلى بيروت.

أما رئيس المجلس نبيه بري الذي كان شارك في التشييع أمس الأول، فقد عاد إلى بيروت، ورعى أمس حفل إطلاق مجلدي <دائرة المصارف الاسلامية>، مؤكداً ان لبنان <دخل حالة من الإستقرار التي تعزز كافة مجالات التقدم>. وقال ان حملات التهويل الإسرائيلية على لبنان، والتي سبقتها سلسلة مناورات حربية، بالإضافة إلى الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة، والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية إلى واشنطن، ومنها الضغوط على عدم تسليح الجيش من الكونغرس لن تؤدي إلى تخلي لبنان عن المقاومة وسلاحها، لأنها حاجة طالماً استمر الإحتلال والخروقات والتهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى القوة ضد لبنان>.

جعجع من جهته، خالف رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع موقف نائبه النائب جورج عدوان من مسألة استعداد<القوات> لتعزية الرئيس السوري، وأبلغ وكالة الأنباء <المركزية> أنه من غير الوارد والمطروح زيارة دمشق لتقديم واجب التعزية للقيادة السورية، خصوصاً وان لا علاقات مباشرة بين <القوات> والقيادة السورية الحالية، لكنه اعتبر أنه في حال استدعي تشكيل الوفد المرافق للرئيس الحريري وجود وزير قواتي نسبة إلى وزارته فلا مانع. وشدد على ان الزيارة بالنسبة إلى <القوات> غير مطروحة وحتى لا للتعزية ولا لغيرها. وأشار الى ان الإستنابات القضائية السورية سياسية بإمتياز، لافتاً إلى أنه من المستحيل أن تمر هذه الإستنابات دون موافقة القرار السياسي.

وقال أن المسؤولين السعوديين يبذلون جهوداً جبارة لتطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، غير أن الأجواء لا توحي بذلك، لأن سوريا ماضية في الهروب إلى الأمام>.

 

توّج زيارته الى واشنطن بلقاء مع الرئيس الأميركي مُدّد 20 دقيقة

سليمان: التهديدات الاسرائيلية تعيق نمو لبنان ونصرّ على رفض التوطين

أوباما: تهريب السلاح الى لبنان يهدد أمن اسرائيل والتقدم فيه غير كافٍ  

اللواء 15/12/09

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إصرار لبنان على حق العودة للفلسطينيين ورفض توطينهم في لبنان، مطالباً الرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر وتطبيق القرار 1701·بدوره أكد الرئيس الأميركي أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الأمنية والجيش اللبناني، معتبراً أن تهريب السلاح الى لبنان يهدد أمن اسرائيل، لافتاً الى حصول تقدم في هذا المجال لكنه تقدم غير كافٍ·توّج الرئيس سليمان زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية بلقاء قمة مطوّل عقده مع نظيره الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض مُدّد وقته 20 دقيقة عما كان مقرراً· وفي ختام المباحثات عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً تحدث في بدايته الرئيس سليمان فقال: ما يجمعنا بالرئيس اوباما هي سياسة الانفتاح وسياسة الحوار واذا كان انتخابه شكل علامة فارقة في الديمقراطية في العالم فإن خطابه في القاهرة أحيا الامل بإيجاد حلول للمناطق، للقضايا الشائكة في دول العالم، وكذلك الامر نيله جائزة نوبل للسلام، بعثت ايضاً الرجاء في دول الشرق الاوسط والدول الاسلامية والعربية لايجاد حل سلمي لقضية الشر ق الاوسط يعيد الحقوق لاصحابها ويؤمن الانسحاب من الاراضي المحتلة ويعطي حق العودة للاجئين الفلسطينيين·

واضاف: اكدنا على تعلقنا ودعمنا للمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت في العام 2002 واعيد التأكيد عليها في مؤتمر الدوحة في مطلع العام 2009·

وهذه المبادرة نصت على إعادة الحقوق ايضاً لاصحابها· وتابع: كما استعرضنا الوضع في لبنان والاستقرار الذي تحقق في ربوعه خلال السنة الماضية وهذا العام على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية ايضاً، في حين تستمر <اسرائيل> بإطلاق التهديدات ضد لبنان مما يعيق النمو للاقتصاد اللبناني وطلبنا من فخامة الرئيس اوباما ان يمارس ضغطاً على <اسرائيل> لتنفيذ القرار 1701 وتنفيذ الانسحابات من قرية الغجر ومن تلال كفرشوبا ومزارع شبعا·

وقال: كذلك الامر، تحدثنا في موضوع العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة وان لبنان يجمعه مع الولايات المتحدة اولاً، الاميركيين من اصل لبناني الذين يلعبون دوراً مهماً في الولايات المتحدة وثانيا، نشارك شعب الولايات المتحدة في القيم الانسانية - الحضارية التي يعتنقها لبنان واعني بهذه القيم، الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة ونبذ التعصب والطائفية ومحاربة الارهاب·واستدرك بالقول: ولكن لبنان دفع كثيرا من التضحيات في سبيل المحافة على هذه القيم، دفع من دماء ابنائه ودفع من اقتصاده ومن هجرة شبابه الى الخارج· وهنا، نطلب مساعدة الولايات المتحدة على عدّة مستويات، فالمساعدات العسكرية تؤمن للبنان جيشاً قويا وقوى امن قادرة اولا، للدفاع عن لبنان ضد العدو وهجماته·

وثانياً، للتصدي للارهاب الذي يشكل خطرا ليس على لبنان فقط، بل على الانسانية جمعاء، كذلك الامر، المساعدات الاقتصادية التي تتيح للبنان نموا اقتصاديا والتي تحقق العدالة الاجتماعية وترفع الظلم، والظلم الذي يتخذه الارهابيون ذريعة لتعبئة النفوس·

اضاف: كما نطلب موقفا سياسيا من الولايات المتحدة داعما للبنان، لدى ايجاد الحلول السلمية حتى لا يأتي اي حل على حساب لبنان، ومع تأكيدنا اننا نرفض التوطين ونصر على حق العودة للاجئين الفلسطينيين لان الدستور اللبناني والمبادرة العربية للسلام اشارا بعدم قبول التوطين في الدول التي دستورها وقوانينها تمنع ذلك· والأمر الأخير الذي تباحثنا به هو موضوع انتسابنا لمجلس الأمن في بداية العام 2010 والعام 2011، وقد اتفقنا على آلية للتعاون والتنسيق في القضايا التي تهم العالم، متخذين بذلك مصلحة لبنان أولاً وتمثيلنا لرأي وموقف الجامعة العربية، والمصلحة الإنسانية العامة، لعله نستطيع من موقعنا في هذه العضوية أن نساهم في إيجاد حلول للقضايا الشائكة في العالم وبخاصة قضية الشرق الأوسط·

بدوره، رحب الرئيس الأميركي أوباما بالضيف اللبناني ثم تلت المترجمة كلمة مكتوبة بالعربية جاء فيها: <ارحب برئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال سليمان وبالوفد المرافق له، هذه الزيارة الممتازة التي عقدناها، فهذا كان اجتماعاً مهماً لا سيما أن يرتقي إلى أهمية العلاقات الأميركية - اللبنانية، فهي مهمة أيضاً وهي إشارة إلى الصداقة القوية بين البلدين، لا سيما ان هنالك مليوني أميركي من اصل لبناني يساهمون اسهاماً رائعاً في الولايات المتحدة· ولبنان دولة مهمة في منطقة مهمة ونحن ملتزمون بأن نرى لبنان قوياً، ديمقراطياً يتمتع بالسيادة والاستقلال، وايضاً لقد تحدثنا في المواضيع الهامّة لا سيما انني اشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي شريك في مسار تعزيز قدرات القوات الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني من أجل ان يعزز لبنان سيادته ونريد أيضاً ان نرى تنفيذاً وتدعيماً لتنفيذ القرارات الاممية التي تجلب السلام وتحقق السلام في المنطقة من أجل تأكيد ان يتمتع لبنان بالاستقرار·

وتوافقنا سوياً بأن السلام في الشرق الأوسط هو من القضايا المهمة أيضاً، والتي هي مهمة في داخل لبنان كذلك، وسنستمر بفعل كل ما بوسعنا لنشجع الأطراف المعنيين ونشجع الاسرائيليين والفلسطينيين والإسرائيليين والسوريين على الاستمرار بالحوار البناء من أجل الخروج من الطريق المسدود والتوصل إلى تحقق الأهداف·

وسنستمر بمساعدة لبنان ليس فقط على الصعيد الأمني وإنما على الأصعدة الأخرى فكما ذكرت في كلمتي في أوسلو مؤخراً، في إطار السلام هناك أيضاً نواح أخرى بذات الأهمية منها الفرص الإقتصادية وتحقيق العدالة ومساعدة المجتمع المدني وأيضاً تدعيم فرص التربية والتعليم وكله من شأنه تأمين الفرص لجميع اللبنانيين·وختاماً، أشير إلى أنه هنا في حديقة للبيت الأبيض هناك شجرة أرز من لبنان، وقد زرعت منذ الكثير من السنين وزرعت في أوقات كان يمر فيها البلدان في ظروف صعبة، وذلك نحن نبقى على أن نروي هذه الأرزة فإذا نرويها نحن أيضاً نروي العلاقة والصداقة الطيبة بين البلدين ونحن سنستمر في تعزيز هذه الصداقة وشكراً·

 

عقد ونظيره مؤتمراً صحافياً مشتركاً في البيت الأبيض

سليمان: طلبنا مساعدات عسكرية أميركية للتصدّي للارهاب

إستمرار اسرائيل بتهديدها للبنان يُعيق تقدّم اقتصاده

أوباما: تهريب الأسلحة الى لبنان يهدّد أمن اسرائيل

وكالات/اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه «طلب من اوباما ان يضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

وأعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الامنية اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أنه سيفعل ما بوسعه لتعزيز السلام وأنه يسعى لتدعيم القرارات الدولية بما خص السلام في الشرق الاوسط.واشار اوباما الى أن تهريب الأسلحة الى لبنان يهدّد أمن اسرائيل .

عقد الرئيسان سليمان واوباما مؤتمرا صحافيا مشتركاً في البيت الابيض بعد لقاء جمعهما واستمر نحو ثلث ساعة تقريباً، فقال سليمان : «طلبنا مساعدات عسكرية اميركية لان المساعدات العسكرية تقوي لبنان وتجعله قادرا على التصدي للارهاب والدفاع عن نفسه بوجه العدو كذلك المساعدات الاقتصادية التي تساعد لبنان وترفع الظلم، كذلك طلب موقفا سياسيا يدعم لبنان لايجاد الحلول السلمية كي لا ياتي حلا على حساب لبنان، وأكد رفض لبنان للتوطين واصراره على حق عودة الفلسطينيين».

ولفت الى ان «استمرار اسرائيل بتهديدها للبنان يعيق تقدم اقتصاده». وأشار الى أنه تباحث واوباما في «موضوع وجود لبنان كعضو في مجلس الامن»، موضحا أنهما اتفقا «على التعاون في القضايا التي تهم العالم اخذين مصلحة لبنان اولا وموقف الجامعة العربية التي يمثلها». واشار الى أن خطاب الرئيس الاميركي في القاهرة احيا الامل بايجاد حلول لقضايا العالم والشرق الاوسط، مشيرا الى انه اكد واوباما دعم المبادرة العربية للسلام التي نصت على اعادة الحقوق لاصحابها، وقال «استعرضنا الوضع اللبناني والتطورات على المستويات السياسية والامنية والاقتصادية، واستمرار اسرائيل تهديدها للبنان ما يعيق تقدم اقتصادنا». وتحدث الرئيس عن ما يجمع لبنان بالولايات المتحدة، مشيرا الى وجود اميركيين من اصل لبناني، بالاضافة الى الديمقراطية ونبذ التعصب والطائفية، مذكرا أن «لبنان دفع كثيرا في سبيل المحافظة على هذه القيم».

اوباما

وأشار اوباما الى أن بلاده شريكة في تعزيز قدرات القوى الامنية اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أنه سيفعل ما بوسعه لتعزيز السلام وأنه يسعى لتدعيم القرارات الدولية بما خص السلام في الشرق الاوسط. ولفت الى أن السلام هو من القضايا المهمة في المنطقة وداخل لبنان ايضا، معتبرا أن تهريب الاسلحة الى لبنان يهدد امن اسرائيل، لافتا الى حصول تقدم في هذا المجال انما غير كاف. واوضح اوباما انه تحدث والرئيس سليمان في ضرورة تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ1701، مشددا على ضرورة الذهاب نحو المفاوضات لايقاف العنف.

واشار الرئيس الاميركي الى وجود شجرة ارز في حديقة البيت الابيض، وقال يجب ان ننميها ونقويها ونحافظ عليها كالعلاقات مع لبنان.

 

مرصد ليبانون فايلز سليمان ينهي اليوم زيارته لواشنطن ويعود الى بيروت غدا 

من المقرر ان ينهي رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارته اليوم الى الولايات المتحدة الاميركية على ان يعود الى بيروت غدا.

 

 مرصد ليبانون فايلز/خاص: خلوة بين الرئيسين الاسد ولحود 

علم موقعنا أن خلوة جمعت الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس السابق اميل لحود استمرت ساعة من الوقت عى هامش تقديم الرئيس لحود واجب العزاء بشقيق الرئيس الاسد.

وعلم موقعنا أن لحود زار القرداحة اليوم يرافقه النائب اميل رحمة والوزير السابق وديع الخازن والقاضي سليم جريصاتي وقائد الحرس الجمهوري السابق العميد مصطفى حمدان، معزيا الرئيس الاسد وشقيقه العميد ماهر الاسد. وعُلم أن الخلوة بين الرئيسين شهدات بحثا في الشؤون الاقليمية وفي العلاقات بين البلدين.

 

مرصد ليبانون فايلز/لقطات على هامش زيارة سليمان الى الولايات المتحدة الأميركيّة 

- بلغ عدد أعضاء الوفد المرافق نحو أربعين شخصاً. (وفد وزاري وإداري وأمني، بينما غاب حضور الصحافيين اللبنانيين من المحطات الخاصة، لأن الرئيس يكتفي فقط بالإعلام الرسمي).

-  ترافقت الزيارة مع تدابير أمنيّة نفذتها العناصر الأمنيّة الأميركيّة كما جرت العادة لدى زيارة رؤساء الدول إلى الولايات المتحدة.

- حطت طائرة الرئيس في مطار "أندروز" بعد رحلة مباشرة طويلة من لبنان إلى الولايات المتحدة من دون توقف.

-  بعد مشاركته في القداس مع اللبنانيين يوم الأحد إنتظر جمع الحاضرين أن يلقي الرئيس سليمان كلمة في المناسبة إلا أنه غادر من دون أن يتحدث بل اكتفى بمصافحة الحضور.

 

 مرصد ليبانون فايلز/رسالة الإستنابات السوريّة 

قال سياسي لبناني بأن سوريا استبقت زيارة الرئيس سعد الحريري اليها بتحديدها أسماء الشخصيات التي لا رغبة لها باستقبالهم في وفده، وذلك من خلال الإستنابات القضائيّة التي برزت قبيل الزيارة.

 

مرصد ليبانون فايلز/كما في لبنان كذلك في أميركا: السلاح أولاً 

يواصل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان زيارته الى الولايات المتحدة الأميركيّة، وهو التقى يوم أمس الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، حيث بدا واضحاً من تصاريح الرئيسين أنّ الشقّ الامني سيطر على المباحثات بينهما، وخصوصاً ما يتعلّق بالسلاح، سواء كان السلاح الذي يطلب لبنان تأمينه للجيش اللبناني، أو السلاح الذي تشكو إدارة أوباما من تهريبه الى حزب الله. وإذا كان خطاب أوباما أقل هدوءاً من خطاب سلفه الرئيس جورج بوش حيال لبنان، فإنّ المضمون لا يحمل اختلافاً كبيراً لجهّة الإصرار على حماية الحدود اللبنانيّة مع إسرائيل. على صعيدٍ آخر، أنقذت وفاة شقيق الرئيس السوري بشّار الأسد أصحاب التوقّعات بشأن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق، فحسم أمر تأجيل الزيارة الى ما بعد مشاركة الحريري في مؤتمر كوبنهاغن، في ظلّ قلّة التسريبات عن موعد الزيارة والشكل الذي ستتّخذه لجهة ترؤس الحريري لوفدٍ وزاري أم برفقة المستشارين حصراً. علماً أنّ المعلومات المتوفّرة تشير الى أنّ الزيارة لن تتمّ خلال الأسبوع الجاري، والى أنّ الحريري سينتقل الى سوريا جوّاً لا برّاً.

 

مقاومته تقصف جيشه وشعبه

يقال نت/الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009

شهدت مدينة بعلبك عند الواحدة والنصف من ظهر أمس اشتباكا مسلحا بين عائلتي جعفر ووهبي في محلة الشراونة عند مدخل بعلبك الشمالي. واستمر الإشكال لأكثر من نصف ساعة استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. واستطاعت وحدات الجيش المنتشرة في المحلة، بمؤازرة قوة إضافية، من وقف الاشتباك بعد ان استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وسيرت قوات الجيش دوريات في محيط الاشتباك وأقامت حواجز ثابتة ومتنقلة في معظم أحياء مدينة بعلبك. وأدت الاشتباكات إلى إصابة منزل المواطن غازي الفيتروني بقذيفة صاروخية أحدثت أضرارا داخل المنزل، كما وقعت شظايا قذيفة في منزل المواطن محمد حسن صلح ولم تحدث أضرارا.

وتزامن الاشتباك مع خروج طلاب المدارس مما أثار الرعب والخوف عند الطلاب وأهاليهم، كما أفرغ الحادث سوق المدينة من رواده لتحوله إلى ما يشبه حالة حظر التجول.

وحصل الإشكال على خلفية مقتل أحد أفراد عائلة وهبي منذ اسبوعين بعدما صدمه أحد اقارب عائلة جعفر «المصري»، حيث تمت المصالحة وفق اتفاق نص على ضرورة ترك المتسبب بحادث الصدم وبالتالي الوفاة الحي، إلا أن الأخير (أي الصادم) أخلَّ بالاتفاق وظهر بشكل عادي في المكان وبالقرب من منزل الضحية بالتحديد، حسبما نقل عن عائلة وهبي. وأكدت مصادر العائلة، عائلة وهبي، أن شرارة الإشكال اندلعت مع الصادم مباشر

ولم تقدم الأجهزة الأمنية أي تفسير عن مصادر الأسلحة الصاروخية التي جرى استعمالها في هذا الإشكال ،فيما أكدت مصادر في المنطقة أن هذا السلاح هو جزء لا يتجزا من منظومة سلاح ...المقاومة وكان جدال سياسي كبير قد شهده لبنان على خلفية إصرار "حزب الله"على إيراد عبارة في الفقرة السادسة في البيان الوزاري حول عبارة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته،الأمر الذي عد تكريسا لوجود السلاح حيث يشاء حزب الله

 

الريس: الظروف غير مؤاتية لزيارة جنبلاط إلى دمشق

لبنان الآن/الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

شدد مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريس على أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان أينما ذهب يعبر عن رأي كل اللبنانيين ويعبر عن وجهة نظر لبنان"، معتبراً أن "الإنتقادات التي طاولته من قبل البعض لم تكن في محلها". الريس وفي حديث إلى قناة "أخبار المستقبل" أضاف: "يبقى أن نرى إلتزام الإدارة الأميركية بوعودها تجاه لبنان والمتعلقة بتطوير القوات المسلحة وتحسين وضع الجيش اللبناني"، مؤكداً أن "النقاط التي تم طرحها في لقاء سليمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هي في غاية الإيجابية ومهمة".

هذا وأشار الريس إلى أنه "بحكم الواقع والعلاقات القائمة بين لبنان وسوريا، من الطبيعي أن تحصل زيارات بعض المسؤولين اللبنانيين لتعزية الرئيس السوري بشار الأسد  بوفاة شقيقه"، موضحاً أن "رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أرسل برقية تعزية الى الرئيس السوري، إلا أن الظروف غير مؤاتية حتى الساعة لكي يقوم النائب جنبلاط بزيارة إلى سوريا، وكنا قد أكدنا أن أي زيارة لن تأتي قبل زيارة الحريري إلى دمشق". وختم معتبراً أن "الإستنابات القضائية السورية لن تؤثر على مسار العلاقة بين لبنان وسوريا".

 

ممثل الحزب الإشتراكي في الجامعة اللبنانية–الأميركية أمام التحقيق 

موقع 14 آذار/  ١٥ كانون الاول ٢٠٠٩

  ذكرت مصادر أمنية ان رامي سلمان ممثل الحزب الإشتراكي في الجامعة اللبنانية – الأميركية سلم نفسه عند العاشرة من قبل ظهر الثلثاء الى فصيلة حبيش للتحقيق معه في الشكوى المقدمة من قبل سبعة طلاب في الجامعة نفسها بتهمة محاولة القتل في ضوء الإشكال الذي تطور إثر الإنتخابات الطالبية في الجامعة. هذا ويستمع الضابط المسؤول لإفادته بناء لإشارة النيابة العامة في بيروت ليبني على نتائج التحقيق المقتضى القانوني.

 

"القبس": معلومات عن دعوة نصرالله الى السعودية 

14 موقع 14 آذار/١٥ كانون الاول ٢٠٠٩

أوردت صحيفة "القبس" الكويتية معلومات عن اتجاه تبلور أخيراً، وخلال زيارة مسؤول سعودي بارز لبيروت، لدعوة الأمين العام لــ"حزب الله" حسن نصرالله لزيارة الرياض، بعد ان يكون رئيس الحكومة سعد الحريري قد دشن حقبة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا، بلقائه الرئيس السوري بشار الاسد في قصر الشعب في دمشق.

 

 صحيفة ألبانية معارضة تتحدث عن صفقة سلاح أوكرانية لحزب الله

الشرق الاوسط/نفت مصادر ألبانية وبلقانية علمها بنبأ إيصال أسلحة من أوكرانيا إلى حزب الله عبر ألبانيا، لا سيما أن النبأ انفردت به صحيفة ألبانية معارضة، هي «غازيت تيما» ونشرته في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال الباحث في الشؤون العسكرية سالي كريمي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» إن «الخبر انفردت به صحيفة (غازيت تيما) ولم تتحدث عن هذا الأمر صحف ألبانيا الأخرى أو أي صحف أخرى في المنطقة، وإن اكتفت بعض المواقع الإلكترونية بنقل الخبر كما جاء في الصحيفة الألبانية المعارضة دون تعليق، كما لم يثر أي ردود أفعال معلنة». واستبعد كريمي أن «تتورط حكومة تيرانا في صفقات كهذه لأن الثمن سيكون غاليا بلا شك» وأشار إلى أن ألبانيا نأت بنفسها في عهد رئيس الوزراء الحالي صالح بيريشا عما يمثل خطا أحمر في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهي الساعية للانضمام للشراكة الأورو ـ أطلسية، وبالتالي لن تقدم على مثل هذه الخطوة لاسيما أن علاقة ألبانيا بإيران ليست بتلك القوة التي تدفع تيرانا للمجازفة بمصالحها.

وكانت الصحيفة المعارضة المذكورة قد أشارت إلى تورط الحكومة الألبانية، بتسهيل مرور شحنة الأسلحة الأوكرانية المزعومة إلى حزب الله عبر الموانئ الألبانية. وقال كريمي «كان بإمكان أوكرانيا لو أرادت، أن ترسل الأسلحة إلى إيران مباشرة، خاصة أن البواخر الأوكرانية ليست محل شبهة من قبل حلف شمال الأطلسي وهو المصدر الرئيسي لمشتريات أوكرانيا من الأسلحة».

تجدر الإشارة إلى أن الصحيفة الألبانية المعارضة، ذكرت أن صواريخ من نوع «سي 18» و«سي 16» اشترتها ألبانيا بأموال إيرانية لصالح حزب الله ومنظمة الجهاد الإسلامي، تم نقلها عبر شركة «أوف شور» في بيروت. وشكك كريمي في وجود شركة بهذا الاسم في لبنان يمكنها التعامل مع حزب الله، وفي الوقت نفسه التعامل مع أطراف غربية. مشيرا إلى وجود مراقبين غربيين في موانئ ومطارات ألبانيا ولا سيما الاستخبارات الأوروبية، (يورو بول، والسي آي إيه الأميركية) لأغراض محاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة.

 

النائب عماد الحوت

 kataeb.org : وثيقة حزب الله أكدت على مفهوم ولاية الفقيه ولن تستمر مقاومة اذا كان شعبها غير موافق وداعم لها وإلغاء الطائفية السياسية غير ممكن حالياً ويتطلب موافقة الجميع من دون استثناء وأشار نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت الى ان الامتناع عن التصويت لاعطاء الثقة للحكومة لم يكن موجهاً ضد رئيسها سعد الحريري انما يعود لسببين : الاول رفض للاعراف التي تخالف الدستور بفعل تكريسها من قبل البعض اثناء تشكيل الحكومات ومنها تسمية بعض الفرقاء لوزرائهم والاعلان عن هذه الاسماء قبل ان يتشاور رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية وغيرها من الاعراف التي رافقت عملية التأليف ، والسبب الثاني هو التصريحات التي صدرت من بعض الزملاء أثناء مناقشة البيان الوزاري بأن هذا الشكل من الحكومات الذي يضّم كل الفرقاء السياسيين سوف يُطبّق من الان فصاعداً على كل الحكومات في المستقبل وهذا بحّد ذاته مخالف للنظام الديموقراطي اللبناني .

وقال النائب الحوت في حديث الى kataeb.org : " نحن اليوم في ظرف استثنائي إستدعى حكومة استثنائية ضمّت جميع الفرقاء ، ولكي لا يصبح الاستثناء هو الاصل رأينا انه من المناسب ان يُخرق الاجماع أثناء التصويت في المجلس النيابي بالامتناع عن إعطاء الرأي حتى لا يقال ان المجلس النيابي أجمع على هذه الالية من خلال تصويت كل اعضائه واعطائهم الثقة للحكومة ، لذلك امتنعنا عن التصويت ولم نحجب الثقة حتى نكسر الاجماع فيبقى الاستثناء استثناءً ولا يتحول الى قاعدة" .

وامل الحوت ان تنجح الحكومة في مهامها وقال " سأكون من الداعمين لها الى اقصى الحدود لكن وجود التناقضات في حكومة واحدة يجعلنا دائماً في حالة الترقب "، متمنياً ان يعمل جميع الفرقاء في اتجاه واحد وهو العمل كفريق مشترك متعادل داخل الحكومة الواحدة ، وشدد على ضرورة ان يخرج كل وزير من انتمائه السياسي ويعمل لاجل لبنان الموحّد ، لكنه ابدى تخوفاً من عدم الاتفاق على رؤية مشتركة للبلد ، لافتاً الى وجود بنود تتعلق بهموم المواطن وهي النقطة المشتركة الوحيدة الان بين القوى السياسية.

وحول رؤيته لوثيقة حزب الله قال الحوت " في اعتقادي ان الوثيقة لم تأت بشيء جديد بل قدمت القديم في صورة جديدة ، فأكدت على مفهوم ولاية الفقيه بالمفهوم العام وهذا ما يجعل لحزب الله اتجاهان : الاول للبنان والداخل اللبناني والثاني للمرجعية الدينية التي تطال الجانب السياسي بحكم تعريف ولاية الفقيه "، وأشار الى وجود نقطة ضعف في الوثيقة تتعلق بموضوع المقاومة اذ حُسم الكلام عن هذا الموضوع في اتجاهين : الاول ان المقاومة كيان موجود وعلينا البحث عن طريقة للتنسيق بينها وبين الدولة وكأنها شيء خارج عن الدولة وهذا أمر مضّر بالمقاومة ، وتابع الحوت " كما ان هناك نقطة ضعف ثانية وهي الكلام عن إجماع اللبنانين حول المقاومة وهذا أمر غير صحيح لان ليس هنالك من مقاومة تستطيع الاستمرار اذا كان شعبها غير موافق وداعم لها ، وبالتالي هناك حاجة لاعادة النظر في إجماع اللبنانيين حول المقاومة من خلال إدراجها ضمن الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية وليس ان يكون هناك استراتيجيتان دفاعيتان واحدة للدولة واخرى للمقاومة .

وابدى الحوت تخوفه من بقاء سلاح حزب الله لانه سيزيد الهواجس لدى العديد من الفرقاء اللبنانيين وهذا في حدّ ذاته عامل عدم استقرار ، داعياً الى الخروج من حصرية المقاومة ضمن فربق حزب الله وإيجاد صيغة يشارك فيها كل اللبنانيين وتكون برعاية الدولة حتى يشعر كل مواطن انه معني يهذه المقاومة ولا تشكّل اي خطر عليه .

ورداً على سؤال حول تاييده لالغاء الطائفية السياسية ، قال النائب الحوت " أؤيد إلغاء الطائفية السياسية لكني مقتنع ان عملية الالغاء غير ممكنة اليوم بسبب الظروف الصعبة التي يمّر بها لبنان خصوصاً وان هذه العملية تحتاج الى حوار معمّق بين اللبنانيين كي يقتنعوا بها ، وفي حال اصبحنا حاضرين لالغاء الطائفية السياسية من دون استثناء احد عندها نستطيع إلغاءها لكن علينا اليوم البدء بالحوار ولندعه يأخذ وقته المطلوب وعندما نشعر ان لحظة القناعة بالالغاء قد حانت عندها نقوم بإلغاء الطائفية السياسية . وعن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا ، قال الحوت " اراها زيارة رجل دولة الى دولة وبالتالي الرئيس الحريري اليوم يفتح الباب امام تحسين العلاقات اللبنانية – السورية في شكل رسمي ومن دولة الى دولة ، وسيقوم بحمل عناوين بعض الملفات خلال الزيارة لكنه لن يدخل في التفاصيل لانها سوف ُتحال الى لقاءات اخرى ، مشيراً الى ان الزيارة حاجة للبلدين كي تتحسن العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل وتحقيق مصلحة البلدين وليس تحقيق مصلحة بلد من دون الاخر .

ورأى الحوت ان الحدود السورية هي الوحيدة المفتوحة امام لبنان وقال " امامنا البحر والاحتلال الاسرائيلي وليس لدينا الا سوريا كتواصل برّي وهنالك تمازج بين الشعبين وواقع حقيقي يقول أن لبنان ليس مستقراً بعد وبالتالي لا نستطيع ان ننتقل من صيغة الوجود السوري في لبنان الى صيغة استقلالية القرار والى صيغة النديّة الكاملة ، وهذا شيء يحتاج الى المزيد من الوقت حتى يتعافى لبنان من واقعه المنقسم على ذاته ، مشدداً على ضرورة ان تكون العلاقة بين لبنان وسوريا قائمة على دولتين وليس علاقة بين قوى سياسية ودولة ، وتابع " نحن كجماعة اسلامية لم نأخذ موقفاً عدائياً بالمطلق من سوريا بل تركنا موضوع الاغتيالات الى نتائج تحقيق المحكمة الدولية ، ونعتقد انه من مصلحة لبنان الابتعاد عن التشنج مع سوريا بسبب وجود المصالح المشتركة ، لكن نشدد دائماً على إطار احترام سيادة البلدين واستقلالية كل دولة ضمن التضامن العربي المشترك ، نافياً وجود اي علاقة رسمية حالياً بين الجماعة الاسلامية والسوريين ، وختم بالقول " نحن من دعاة ان تقوم العلاقة بين دولة ودولة ومن الممكن ان نقوم بعلاقة مع احزاب ليس أكثر ".

 

جنبلاط يضع بشار الأسد في مصاف عقلاء الأمة

 الثلاثاء, 15 ديسمبر 2009 00:21

يقال نت/حيّا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "العقّال في الامة العربية مثل  (العاهل السعودي) الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس (السوري) بشار الاسد اللذين التقيا لمصلحة الامة العربية"، مشددا على "ان العدو هو اسرائيل". جاء كلامه لدى قيامه ورئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان بزيارة مشتركة لاهل خلدة (عرب خلدة) حيث قدما واجب التعزية بوفاة الشيخ حمد موسى غصن في دارته في خلدة، بمشاركة الوزيرين غازي العريضي واكرم شهيب وعدد من المسؤولين في الحزبين. واستقبلهم جمهور كبير من اهالي المنطقة". والقى السيد علي الشاهين كلمة ترحيبية باسم عرب خلدة، فشكر لجنبلاط وارسلان "هذه اللفتة التي تشير الى دلالات عديدة". والقى جنبلاط كلمة امام مستقبليه قال فيها: "في اختصار، بعد ما شاهدناه من احداث خلال الفترة الماضية، وبعد تشكيل الحكومة في بلدنا المبني على الوفاق، وبعد كل ما جرى، وبعد اغتيال المرحوم دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الحمد لله ان هناك عقّالاً في الامة العربية – الاسلامية، فالملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد التقيا لمصلحة الامة والوطن والعروبة.  بعد هذا علينا ان نحدد الهدف. العدو هو اسرائيل، عندما ننظر بهذه الصورة الكبيرة ننسى التفاصيل الصغيرة". اضاف: "بذلنا جهودا وبدأ التوتر المذهبي في بيروت وغيرها يذوب. انما نحتاج الى الاستمرار، وقد بذلنا الجهود مع الامير طلال والشيخ (رئيس الوزراء) سعد (الحريري) وزرعنا ونجحنا. وسيكون الشيخ سعد قريبا في الشام نتيجة التوافق العربي بين سوريا والسعودية".

وختم: "علينا ان نأخذ العبر مما حدث بعد غزو العراق وآثار ذلك على المنطقة، وما يرسمه المخطط الصهيوني – الاميركي لتفتيتها".

واشاد بـ"المجاهدين في خلدة اثناء رد العدوان الاسرائيلي عام 1982".

وتلاه ارسلان: "نشد على يد وليد بك الذي عملنا معه في أيار وسنتابع معه هذا الامر على طريق المصالحة الوطنية التي تركت بصمات ليس على مستوى الجبل وخلدة والشويفات فقط بل على مستوى لبنان كله، وهو ما مهّد ايضا للدوحة ولاطلاق الحوار الجدي بين اللبنانيين". اضاف: "لقد قالها وليد بك، لا عدو لنا في الداخل. العدو هو اسرائيل وعلينا الا نضيع البوصلة" وعلينا ان نحافظ على المقاومة الشريفة المظفرة، ونشد على ايديها، قد نفاجأ بعدوان اسرائيلي. علينا ان نكون موحدين مع وليد بك والشيخ سعد وسماحة (الامين العام لـ"حزب الله") السيد حسن نصرالله وبقية القوى الوطنية لنحافظ على هويتنا".

وختم: "اي انقسام طائفي او مذهبي في البلد يخدم اسرائيل، وهذا الانقسام لا يخدم السنة ولا الشيعة ولا الدروز ولا المسيحيين. واي ضربة كف يبقى المستفيد الوحيد منها اسرائيل، وقد أصبح واضحا لدينا من هو الاخ ومن هو العدو ومن هو الصديق. علينا الا نضيع البوصلة". وفي موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن التقدمي تناول جنبلاط "الخطوات التصعيدية والاستفزازية الاسرائيلية من خلال مصادرة الاراضي وهدم البيوت في مدينة القدس بما يؤكد عدم رغبة اسرائيل المطلقة في اجراء تسوية حقيقية مع الفلسطينيين". وتساءل: "هل المطلوب ان يعيش الفلسطينيون كما كانوا يعيشون في الكهوف وفي القرون الوسطى والعصور الحجرية؟ وهل آن الاوان لبعض الاصوات العنصرية اللبنانية لان تقتنع بضرورة اقرار الحقوق المدنية والانسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والافراج عنها، اقله من الزاوية الانسانية وليس السياسية؟".

 

ابو الغيط: الزمن كفيل باصلاح الامور بين مصر وسوريا

نهارنت/وصف وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الوضع في لبنان بانه "أفضل كثيراً مما كان عليه قبل عام، فهناك حكومة وهدوء واستقرار، مما يحمل على الأمل بعدم تكرار الأحداث المأسوية". ولم يبد ابو الغيط في حديث الى صحيفة "الحياة" انزعاجا من وجود "حزب الله" في الحكومة اللبنانية، مشيرا الى "انه كان موجوداً في الحكومة قبل حصول الأزمة بينه وبين مصر". واستبعد ابو الغيط حصول زيارات مرتقبة بين مصر وسوريا، معرباً عن ثقته بأن "الزمن كفيل بإصلاح الأمور، ومصر وسورية ستلتقيان على مستويات مختلفة في الوقت المناسب". 

 

"مجموعة الأزمات الدولية": النظام السوري أثبت قدرته لكن مكاسبه في المنطقة موقتة

نهارنت/أصدرت "مجموعة الازمات الدولية" كرايسز غروب تقريرا جديدا عن السياسة الخارجية السورية خلال الحقبة الاخيرة والظروف الاقليمية والدولية المتحكمة في ديناميات تطورها بالاضافة الى الرهانات والتحديات التي تواجهها ولا سيما في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والموقع الاقليمي لدمشق.

واشار التقرير الذي نشرت صحيفة "النهار" الجزء الاول منه، الى تناقضات تعتري السياسة الخارجية السورية حيّرت المراقبين الخارجيين. واضاف ان "الهدف المعلن لهذه السياسة هو تحقيق السلام مع إسرائيل، غير أن سوريا عقدت تحالفات مع شركاء عازمين على تدمير إسرائيل. ثم ان سوريا تفخر بكونها معقلاً للعلمانية لكنها تتبنى القضايا نفسها التي تتبناها حركات إسلامية". واذ تحدث التقرير عن دعم سوريا الجماعات المسلحة العراقية السنية وجماعة لبنانية شيعية مسلحة، رأى ان الولايات المتحدة ترجحت بين مقاربات مختلفة، وصولا الى عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما على الانخراط مع سوريا في ما يتعلق بالقضايا الثنائية، على رغم أن هذه المقاربة تتسم بالحذر أكثر منها بالطموح.

واضاف ان "جوهر المشكلة يتمثل في وجود قدر كبير من عدم التوافق بين توقعات الطرفين. فالغرب يريد أن يعرف ما إذا كانت سوريا مستعدة لتغيير سياساتها بشكل جوهري – الحد من علاقاتها مع إيران، و"حماس" و"حزب الله" أو قطع هذه العلاقات، وتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل – كوسيلة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. أما سوريا، فتريد أن تعرف، قبل التفكير في أي تحوّل استراتيجي مهم، الاتجاه الذي ستتخذه المنطقة وصراعاتها الأكثر تقلباً، وما إذا كان الغرب سيقوم بدوره في تحقيق الاستقرار، وما إذا كانت مصالحها ستكون مضمونة".

واعتبر التقرير ان "النظام السوري أثبت قدرته على البقاء في كل الظروف"، مضيفا ان "الرضى عن الماضي لا يعني الاسترخاء حيال المستقبل"، في ضؤ المشاكل التي يعاني منها النظام السوري على الصعيد السياسي الداخلي ، الاقليمي والاجتماعي.

واقترح التقريرعلى الإدارة الأميركية والحكومة السورية سلسلة توصيات، ركزت على تصميم عملية للانخراط المتبادل تركز على اهداف ملموسة وواقعية، يتصدرها احتواء النفوذ الايراني في ساحات جديدة مثل العراق واليمن، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية في العراق، وتشجيع الحكومة اللبنانية على اعادة التركيز على قضايا الادارة الداخلية الرشيدة واحتواء اخطار نشوب مواجهة جديدة بين "حزب الله" و"اسرائيل"، اضافة الى تضافر الجهود السورية لضبط "حماس" واعادة توحيد غزة والضفة الغربية مع تبني الولايات المتحدة لمقاربة اكثر ترحيباً بالمصالحة الداخلية الفلسطينية.

ونصحت التصوصيات الحكومة السورية بتسهيل وصول الديبلوماسيين الاميركيين الى المسؤولين المعنيين لدى وصول السفير الجديد، والاستفادة من آليات التعاون الأمني القائم مع بلدان مثل بريطانيا وفرنسا لاظهار نتائج ملموسة في انتظار الشروع في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وحثت على المبادرة الى توضيح رؤيتها للمنطقة في المحادثات مع المسؤولين الاميركيين، فضلا عن تعزيز العلاقات السورية - اللبنانية المتحسنة بترسيم الحدود وتقديم اي معلومات متوافرة عن "المفقودين" اللبنانيين. اضافة الى "تحديد المساهمات الايجابية الفورية التي يمكن سوريا ان تقوم بها في العراق وفلسطين ولبنان، وما تتوقعه في المقابل من الولايات المتحدة".

ويشار الى ان "مجموعة الازمات الدولية" هي مؤسسة دولية غير حكومية وغير ربحية تسعى الى معالجة الازمات والوقاية منها، واصدرت سلسلة تقارير عن الصراعات والتوترات التي تعصف بالمنطقة. 

 

بكركي لم تقتنع بدفاع عون عن سلاح المقاومة

«متاريس» صفير لا تبعد «حزب الله» عن الملف المسيحي

 ملاك عقيل/السفير

لا يسأم «حزب الله» من انتهاج سياسة «الصمت البنّاء» في تعاطيه مع رأس الكنيسة المارونية. حتى الساعة يأتمر وزراء ونواب الحزب وكوادره بالحظر المفروض من قبل القيادة، على الإدلاء بأي موقف أو تصريح قد يصبّ الزيت على نار مواجهة غير مستحبّة مع بكركي. هي سياسة «النفَس الطويل» التي طالما أتقن مسؤولو «حزب الله» ممارستها منذ اللحظة التي شَهر فيها البطريرك نصرالله صفير «سلاح» إقصاء سلاح المقاومة من المعادلة الداخلية. في العقل السياسي لـ«حزب الله» ثمة ثابتة أن سيد بكركي لا يقول إلا «قناعاته السياسية»، لكن «الجرعات» الزائدة في خطابه الهجومي لا يمكن فصلها عن تأثيرات الدائرة السياسية المحيطة بصفير، التي تعتمد استراتيجية «الشحن المنظّم» لتأمين مسار من التماهي المطلوب بين خطاب الكنيسة وخطابات الأصوات «المتطرفة» لدى مسيحيي قوى الأكثرية.

الخطوط المقطوعة بين بكركي والضاحية واقع مرشح للاستمرار، أقله على المدى القريب. مع ذلك يسجّل حراك وراء الكواليس يكشف أن ملف العلاقة بين «حزب الله» والكنيسة المارونية لا يزال من ضمن أولويات قيادة المقاومة، على قاعدة ان الحواجز والمتاريس الفاصلة بين صفير شخصياً والمعنيين بالملف المسيحي في «الحزب»، لا تلغي خطوط التواصل مع «مؤسسات» الكنيسة ورموزها.

على مائدة رمضانية في منزل الصديق المشترك حبيب سعد في تموز الفائت جلس النائب محمد رعد ومسؤول الملف المسيحي في «حزب الله» غالب أبو زينب مع مطران بيروت بولس مطر بحضور رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن. جلسة «صفاء» كانت سبقتها مواقف نارية للبطريرك صفير ضد المقاومة وسلاحها وتلتها خطابات لسيد بكركي من العيار الثقيل، بدت منفصلة تماماً عن النداء العاشر «الدبلوماسي» لمجلس المطارنة الموارنة. الضيف الكنسي يعتبر من الأوفر حظاً لخلافة البطريرك صفير، لكن اللقاء بحد ذاته صبّ أساساً في إطار وضع الهواجس المتبادلة على الطاولة. غاصت الحوارات في العمق من دون اجتراح العجائب. أظهر الحزب رغبة في توقع «ايجابيات» من جانب البطريرك صفير، وبدا بولس مستمعاً ومتفهماً، والتقى الطرفان على اعتبار أن «الحرب الباردة» بين صفير والحزب يجب ألا تقود إلى القطيعة الكاملة.

أعقب إفطار «النيات الحسنة» صدور النداء العاشر متماهياً في العديد من مفرداته مع أدبيات المعارضة. انخفض منسوب التوتر من الضاحية الى بكركي مروراً بالرابية، إلا أن الأطراف الثلاثة حافظت على «جهوزيتها»، مفترضة أن «الحرب الباردة» ما تزال في بداياتها. صدقت «هواجس» «حزب الله» وميشال عون، فصفير بقي على «سلاحه». وبعدما ترك الأخير التحليلات المتفائلة للقاء عون مع المطارنة في اجتماعهم الشهري تأخذ مداها من التقييم الايجابي، أدلى بدلوه الكنسي أمام رابطة متخرجي الإعلام وانتقل الى القصر الجمهوري، مكرّساً خطوط التماس، أولاً مع «جنرال» المعارضة وثانياً مع «حزب السلاح»... التعبير الحاضر دائماً في الذهنية الخلفية للعقل السياسي لصفير.

واقع الأمر أن الاجتماع غير المسبوق بين عون والمطارنة الموارنة لم يدفع أكثر المتفائلين، بقرب «ترميم» العلاقة على خط بكركي الضاحية، الى المراهنة على تقدّم ما على المسار «الكنسي/ الشيعي» الجامد. في حسابات هؤلاء أن أقصى التأثيرات الايجابية المتوقعة للقاء بكركي الاستثنائي ستذهب على الأرجح صوب المتابعة الجدية لمسار المصالحات المسيحية المسيحية، وتدعيم جسور التلاقي بين «خطابي» الرابية وبكركي، تحديداً على خط إيجاد المقاربة «الآمنة» المشتركة في النظرة إلى مستقبل سلاح المقاومة في الداخل. لذلك فإن جلوس العماد عون على طاولة المطارنة لن يُدخل «حزب الله» في منظومة إعادة بناء الثقة، ويقول أحد المتابعين لملف العلاقة الثنائية «البطريرك صفير أخذ خياراته السياسية و«حزب الله» كذلك، لن يكون من السهولة جمع الأضداد، لكن ذلك لن يلغي بقاء الحزب على مسافة قريبة... وقريبة جداً من مؤسسات الكنيسة والناطقين باسمها، علماً ان مواقف صفير نفسها قد ساهمت في «انشطار» الكنيسة ومؤسساتها وانقسام المطارنة وتوزعهم على جبهتي الـ«مع» أو الـ«ضد».

قارب «حزب الله» بايجابية كبيرة جلسة الحوار «الاستراتيجي» بين عون والمطارنة بحضور صفير. كان الأمين العام السيد حسن نصرالله مع عدد قليل من قياديّي الحزب على إطلاع مسبق على الزيارة و«جدول أعمالها». لاحقاً وضعت كوادر الحزب في أجواء النقاشات، وتقبلت بتفهم كبير انقسام المطارنة حول النظرة الى السلاح، وراقها أسلوب «الجنرال» في المرافعة والردّ على هواجس المطارنة واستفساراتهم «بالمعطيات والوقائع وليس فقط بالتحليل». سَرد العماد عون لتطور مسار العلاقة مع «حزب الله» منذ توقيع «مذكرة التفاهم» وصولاً إلى إعلان الوثيقة السياسية للحزب، مروراً بحرب تموز 2006 وأحداث السابع من أيار. وقوبل بسرد «مضاد» من قبل البطريرك صفير، ثبّت لدى دوائر «حزب الله» قناعة لديهم، هي أصلاً في إطار المسلّمات «صفير يخالف عون الرأي ليس من موقع الحجّة، إنما من موقع الموقف المسبق المتناغم أو المكمّل لمواقف القوى المسيحية الأخرى خصوصاً «القوات اللبنانية». الضاحية رصدت بالعين المجردة بعد أيام إجهاض البطريرك للمشهد «الوفاقي» في بكركي، حين استأنف حملة لم تتوقف أصلاً على «وجودية» السلاح، ومن قصر بعبدا تحديداً، موحياً لمن تسلّل الشك إليه بإمكانية اقتناع صفير بالمرافعة «العونية»، أن «متراس» سيّد بكركي لن يسمح بإسقاط خطوط التماس بين رأس الكنيسة المارونية والزعيم المسيحي... واستطراداً «حزب الله».

لا يقلّل مسؤولو «حزب الله» ولا لحظة من أهمية ترميم خط التواصل والتنسيق مع بكركي. لن تكون بوابة الصرح بالضرورة هي المدخل الوحيد، كما تقول مصادر مطلعة، لذلك يعمل الحزب على إنعاش خطوط التلاقي والحوار مع مرجعيات كنسية أخرى، بعدما أرسى البطريرك وتحديداً منذ العام 2005 قواعد اشتباك معدّلة مع الطرف الشيعي قائمة على الالتزام بتبني خطاب مواقف «الحد الأقصى» وشهر سيف العدائية السياسية من بوابة «السلاح»، متجاهلاً سير قسم كبير من الشارع المسيحي في منظومة «تفهّم» استمرارية وجود المقاومة لحماية لبنان، وجنوح الحزب نحو «محور» اللبننة من ضمن المناخ الذي أرسته «وثيقة التفاهم». هناك تسليم لدى قيادة «حزب الله»، بتأكيد المصادر، بأن التواصل على المستوى الشخصي مع صفير بات صعباً جداً على ضوء معادلة «المواجهة» التي أرساها مع الضاحية، وبالتالي لا يرى الحزب أن الردّ على مواقف صفير «المتطرفة» حيال سلاح المقاومة وزيارة الصرح البطريركي في هذه المرحلة سيكون فيها أية مصلحة وطنية.

عملياً، يشترط «حزب الله» «توقف كل الحملات التحريضية والظالمة ضده» من منبر بكركي كمدخل لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقة، مع إدراكه أن البطريرك يشعر بالخيبة الكبيرة لتداعي مشروع 14 آذار، وانتقال أقطابه إلى الضفة الأخرى. وهذا ما يدفعه إلى «شدّ» عصب الفريق المسيحي الأكثري، من خلال اعتماد استراتيجية تصعيد الحد الأقصى. وينقل مقرّبون من مسؤولين في «حزب الله» قولهم «صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع. هو يعتقد أن نداء المطارنة العام 2000 قد أخرج السوري من لبنان العام 2005، متجاهلاً مترتّبات المعادلة الاقليمية والدولية. واليوم هو يعتقد أن «نداءاته» المتكرّرة حتى مع سقوط مشروع «ثورة الأرز»، قد تنزع سلاح الحزب... الظروف السياسية مختلفة بشكل جذري، ولا يبدو صفير في قلب الصورة تماماً».

هذا الواقع القائم حتى إشعار آخر، أقله طالما صفير هو الناطق باسم بكركي، لا يلغي حرص «حزب الله» على تكثيف وتيرة الاجتماعات واللقاءات، في إطارها العملي والشخصي، مع دوائر تدور في فلك الكنيسة المارونية. وينشط غالب أبو زينب على خط تزخيم جولات الحوار مع الرهبانيات المارونية ولاحقاً مع بعض المطارنة، في إطار تبادل الآراء والأفكار ووضعهم في الصورة الحقيقية «لمبرر وجود السلاح المقاوم بيد فئة من اللبنانيين»، كما تقول المصادر. والمنطق التسلسلي لتطور الأمور سيقود إلى تحضير زيارة لوفد من «حزب الله» الى السفير البابوي غبريال كاتشيا. المصادر تؤكد «أن النوايا الطيبة موجودة لدى الجانبين، وإشارة التلاقي تنطلق عند تأمين الجهوزية الكاملة لهذا اللقاء، وهي اليوم متوافرة بحدها الأدنى المطلوب».

من تسنى له لقاء البطريرك صفير في الساعات الماضية ينقل عنه تمسّكه النهائي بمواقفه المبدئية من سلاح «حزب الله» من دون أن يعني ذلك استهداف «حزب الله» والعماد ميشال عون، وهو «منفتح» على كل المبادرات التي تقرّب بين اللبنانيين. بالأمس وضع الوزير السابق وديع الخازن البطريرك في أجواء لقاءات «حزب الله» مع الرهبانيات المارونية ونقل عنه «عدم ممانعته» لنوع كهذا من الزيارات شرط أن تكون نتيجتها إزالة حواجز الخوف بين أبناء الوطن. لكن من يُحسن القراءة في سطور الخطاب البطريركي اليوم يدرك أن صفير ليس من الذين يشجعون على طاولات الحوار والمصارحة «الجانبية»، أو تلك التي تجري في الكواليس، على اعتبار أن البطريرك هو الذي يعكس وحده الموقف الثابت للكنيسة... وعلى «جنود» الكنيسة والرعية الالتزام.

   

سليمان والسعودية فشلوا في سحب الاستنابات و المطلوب الاعتذار من السيد

ذكرت صحيفة "الأخبار" ان قرار زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا اتُّخذ ربطاً بالتسوية السورية-السعودية بشأن لبنان، والأمير عبد العزيز بن عبد الله هو من تولّى التفاصيل الكاملة، بما فيها ملف الزيارة. وهو الذي نقل الدعوة إلى الحريري، وأجاب عنه بالإيجاب مقدَّماً. والتفاصيل الإضافية حُسمت أيضاً بعدما تفاهم الجانبان السوري والسعودي على أن موعد الزيارة هو بعد جلسة الثقة

ولفتت الصحيفة الى ان مقرّبين أو دائرين في محيط رئيس الحكومة يُشغلون في البحث عن أسباب معطّلة للزيارة. معظم هؤلاء لا يريد الإقرار بالوقائع الجديدة التي قامت منذ فترة، دولياً وإقليمياً ومحلياً. ولأن التعطيل غير ممكن من دون انفجار كبير، فإن الراغبين في عدم التطبيع بين دمشق والحريري، يبحثون ليل نهار عن موجب يضعونه على طاولة الرجل كي يتذرّع به أمام السعوديين لعدم القيام بالزيارة. لكن ما حصل حتى الآن يسير في الاتجاه المعاكس

أولاً، بادر الحريري إلى رفع مستوى التواصل والتنسيق بينه وبين قوى حليفة لسوريا، ومنها "حزب الله" ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، ثم وضع هو سياقاً جديداً لعلاقته برئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، آخذاً في الاعتبار الموقع المتقدم للرجل في اللعبة الإقليمية لكونه يحظى باحترام خاص لدى القيادة السورية

ثانياً، بادر الحريري إلى تنفيذ برنامج عمل بطيء، لكنه مدروس، قضى بسحب الكلام النقدي لسوريا من بيانات ومواقف أعضاء كتلته ومن المقرّبين الآخرين، بما في ذلك إبعاده إعلاميين اشتهروا بالتنظير للحرب على سوريا، إن لم يكن أكثر من ذلك

ثالثاً، بادر رئيس الحكومة المكلف إلى إفهام آخرين يعملون معه بأنه بات الآن رئيساً للحكومة، ولم يعد زعيم تيار سياسي فقط، وأن موجبات هذا الموقع تفرض نمطاً من العلاقات التي لا تتوقف كثيراً عند المواقف الشخصية

رابعاً، تفاهم الحريري مع أبرز حلفائه على مسار المرحلة المقبلة، سواء بتقديره أو تفهّمه الكبير للموقع الذي يحتله الآن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، الذي يحثّه على علاقات مباشرة وواضحة وقوية مع سوريا، أو مع رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي لا يدّعي تجاوزه للوقائع الصلبة، لكنه يدعو إلى التريّث والتمهّل في طريقة التعامل معها

في غضون ذلك، لفتت "الأخبار" الى ان الحريري اضطر إلى وقف الكثير من الاجتهادات التي مرّت من حوله، سواء التي اقتضت وضع إطار لحركة النائب عقاب صقر، أو تلك التي جعلت الأمانة العامة لـ14 آذار تبحث في مصيرها، أو ما خصّ استعداده للبحث في "رزمة" علاجات يتناول بعضها الملف الأكثر حساسية والمتصل بنفوذه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الرسمية

ولفتت الصحيفة الى بروز ملف الاستنابات القضائية الصادرة عن القضاء السوري بحق أبرز أركان الحريري الأمنيين والسياسيين والإعلاميين والقضائيين، خلال المرحلة السابقة للانتخابات النيابية. وبينما كان التجاهل هو عنوان تعامل المحيطين به وأركان 14 آذار مع كل ما كاله اللواء جميل السيّد من اتهامات لهم بعرقلة التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري، فقد قررت هذه المجموعة شنّ الهجوم على خلفية تحويل العنوان السلبي في حقّهم إلى فرصة لتعطيل برنامج زيارة الحريري إلى سوريا أو تعطيل مسبق لمفاعيل هذه الزيارة

واشارت "الأخبار" الى أن كثيرين حاولوا الربط بين الاستنابات والزيارة. وتولّى الرئيس ميشال سليمان محاولة سحب هذه الاستنابات، وتلقى جواباً سورياً سلبياً. ثم تولّت السعودية الأمر نفسه وسمعت الجواب نفسه الذي تقرر على أعلى مستوى في سوريا ومفاده أنه ملف شخصي يتعلق بجميل السيّد، والرجل قال إنه مستعد للتنازل عن الدعوى مقابل الاعتذار منه علناً عمّا تعرّض له من ظلم وتعسّف، وهي العبارة التي سمع الحريري شرحاً لها من أحد المعنيين، من دون أن يصل الجميع إلى نتيجة. لكن الأكيد، كما تقول "الأخبار"، هو أنه مثلما يعتقد الحريري وفريق 14 آذار بأن المحكمة الدولية خارج أي تسييس ممكن، ويعطونها الثقة، فإن فريقاً آخر يقوم الآن ويقول إن الخطوة القضائية السورية بعيدة عن أي تسييس، وهي جهة موثوقة، علماً بأنّ ما جرى في دمشق حتى الآن لا يقارب ما نُفّذ مع جوني عبدو في باريس ومع ديتليف ميليس الذي مُنح حصانة جديدة من الاتحاد الأوروبي لمنع ملاحقته في جرائم التزوير في التحقيق بملف الحريري

واشارت الصحيفة الى انه على هذا الأساس، يبدو أن سجال الأسبوع الماضي المتعلّق بالاستنابات القضائية مقبل على الإقفال النهائي، وإن كان وزير العدل ورئاسة الحكومة في انتظار موقف لهيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل لناحية كيفية التعامل مع الملف. لكن الأكيد أن زيارة الحريري إلى سوريا ستظل رهن التسوية السورية-السعودية، لا وفق أي اعتبار آخر

 

مستشار رئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي في حديث خاص لـ"النشرة": برقية التعزية التي وجهها الجميل للأسد لا تحمل بعداًً ولا يوجد مشروع ذهاب إلى دمشق.. زيارة الحريري للسعودية مفيدة وكان يجب أن تُقر في مجلس الوزراء.. النظام السوري لم يصلّ على النبي بما يتعلّق بلبنان وذهنيته حيالنا لم تتغير

15 كانون الأول 2009 - النشرة /شدّد المستشار السياسي لرئيس حزب "الكتائب" سجعان قزي على أن برقية التعزية التي بعث بها رئيس الحزب أمين الجميل إلى الرئيس السوري بشار الأسد إثر وفاة شقيقه، مجد، لا تحمل بعداً سياسياً، فهي واجب اجتماعي، لا تهدف، بالتالي، إلى فتح علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع دمشق.

قزي، وفي حديث لـ"النشرة"، لفت إلى أنه "ليس من عادة الرئيس أمين الجميل أو شيمه استغلال الموت من أجل السياسة، بل توظيف السياسة للحؤول دون الموت وسقوط الشهداء". وأضاف قزي: "إنها لوقاحة ضد الإنسانية أن يستغل بعض السياسيين الموت من أجل تموضع سياسي أو مكاسب أخرى".

وأكّد قزي "أن الجميل، وإن كان يدعو إلى تحسين العلاقات بين بيروت ودمشق وتطبيعها، فإنه لا يخطط حالياً للذهاب إلى سوريا". ولاحظ أن كل الزيارات التي قام بها مسؤولون أو قادة لبنانيون إلى دمشق، منذ انتعاش النفوذ السوري، لم تؤد إلى وضع العلاقات اللبنانية-السورية على المسار الصحيح". وأضاف: "يريد السوريون أن يزور سعد الحريري دمشق ولا يوجهون إليه دعوة رسمية، لا بل هنأوا الحكومة الجديدة بإرسال استنابات قضائية وبتصاريح أحمد جبريل حول رفض نزع السلاح من خارج المخيمات، والتفوا على زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى واشنطن باستقبال العماد ميشال عون، وبحملة حلفاء سوريا على الزيارة. هذا ومن دون أن ننسى استمرار الملفات الخلافية عالقة: من موضوع تسلل المسلحين وتدفق الأسلحة عبر الحدود، إلى رفض تقديم المستندات إلى الأمم المتحدة لتثبيت لبنانية مزارع شبعا، إلى المماطلة في حسم موضوع إنساني هو قضية المعتقلين والمحتجزين في السجون السورية". وأمل قزي "أن يسفر توجه مسؤولين وسياسيين لبنانيين إلى دمشق للتعزية بغياب الشاب مجد حافظ الأسد فرصة تلتقطها سوريا لإعادة النظر سريعاً بمختلف القضايا التي تسمم العلاقات اللبنانية-السورية".وأشار قزي إلى أن الجميل مستعد للقيام بما هو أكثر من زيارة إلى سوريا لو كان مثل هذه المبادرات يَحل الأمور العالقة، "لكن، ونقولها بأسف كبير، إن النظام السوري لم يصلِّ بعد على النبي بما يتعلّق بلبنان ولم يغير ذهنيته في تعاطيه معنا، وهذا هو جوهر ألازمة التاريخية بين البلدين".

وعما إذا كان حزب "الكتائب" يرفض زيارة الحريري إلى دمشق دون توجيه دعوة إليه، قال قزي: "لا نريد أن نضغط على الحريري فهو سيد قراره، لكن إذا كانت هذه الزيارة رسمية، فيفترض أن تُـقَـر من خلال مجلس الوزراء تماما كما كان يفترض أن يفعل بالنسبة لزيارته إلى السعودية، مع أننا لا نتحفّظ عليها".

وأبدى قزي استغرابه من "أنّه بعد 5 اشهر على تأليف الحكومة و10 أيام على إتمام البيان الوزاري وبعد نيل الثقة، تذهب الحكومة في إجازة عيد الميلاد قبل أن يولد المسيح، ورأس السنة قبل أن تنتهي السنة الجارية؛ فأين هي مما أعلنته من أن هموم الناس ستكون أولويتها؟ كنا نتوقع أن يجتمع مجلس الوزراء بشكل متواصل لاستلحاق ما فات ولوضع أسس الحلول والمعالجات لعدد من الملفات الحياتية، فتطل السنة الجديدة وكل شيء جاهز للتنفيذ".

 

بيار رفول: الطريق ممهدة لزيارة الحريري الى سوريا وهي ستكون ناجحة

15 كانون الأول 2009

النشرة/اعتبر القيادي في "التيار الوطني الحر" بيار رفول في حديث لقناة الـ"OTV" ان الطريق ممهدة لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا مشيرا الى ان الزيارة ستكون بالتأكيد ناجحة وتفتح المجال واسعا امام واسعا امام مسار جديد من العلاقات اللبنانية والسورية مؤكدا ان الزيارة يجب ان تكون بناءا على دعوة رسمية لان الحريري يزورها بصفته رئيس حكومة لبنان. وأكد رفول ان القيادة السورية مرتاحة للوضع في لبنان بعد تشكيل الحكومة مشيرا الى انها اكدت خلال استقبالها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون على ان العلاقة بين البلدين اليوم هي بالخط السليم واشادت بدوره في تحسين هذه العلاقة. وعن العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والقيادة السورية نقل رفول عن القبادة السوبة اعتبارهم ان العلاقة ممتازة. وعن زيارات العماد الى السعودية اعلن انه ليس هناك من شيء جديد ولم يحدد اي موعود للزيارة لافتا الى انه كان هناك دعوة قديمة وتاجلت ولم تجدد حتى الان. وأكد رفول ان الخلافات داخل "التيار الوطني الحر" عادية جدا وهي طبيعية في كل حركة نضالية.

 

ملاحظات ونقاشات صاخبة لم تؤد إلى إطلاق التنظيم

أبو جمرا يسعى إلى حركة تصحيحية أم انقلابية ؟

كتب بيار عطاالله: النهار

يروي الضباط المتقاعدون في المؤسسة العسكرية ان ثلاثي العماد ميشال عون واللواء عصام ابو جمرا واللواء ادغار معلوف شكل فريق عمل متجانسا منذ ان كان الثلاثة في المجلس العسكري، بحيث كان كل منهم يكمل الآخر. فالعماد عون ضابط طموح جدا ومندفع في خياراته الى اقصى الحدود، وعندما يؤمن بفكرة او خطة معينة يسير بها الى النهاية. اما اللواء معلوف فذو اعصاب فولاذية ويعالج الامور بالروية وطول الاناة. وبين الطموح وطول الاناة كان اللواء ابو جمرا بيضة الميزان، فهو صاحب الباع الطويل عملانيا والمسؤول عن الشق التنفيذي وواضع الخطط ومنفذها، وفي اختصار كان الرأس المدبر لحركة الحكومة الانتقالية التي سميت حكومة العسكريين خلال ولايتها.

استمر هذا الفريق عاملا في احلك الظروف، وعندما غادر الفريق الى الاراضي الفرنسية استمر عون وابو جمرا على الوتيرة عينها، يتكاملان كل من موقعه، لكن الاهم في سيرة العلاقة بين الرجلين ان ابو جمرا، باعتباره من الروم الارثوذكس، شكل مع معلوف الكاثوليكي ما يشبه مجلس قيادة مسيحيا متعدد اللون، الى جانب عون الماروني، الامر الذي لم تشهده القوى المسيحية الاخرى في تاريخها، باستثناء الكتائب التي اولت احد قادتها الارثوذكس وليم حاوي موقعا متقدما جدا في رئاسة قواها العسكرية وصل الى مرتبة رئيس المجلس الحربي. وبالفعل، احسن العماد عون بعد عودته من فرنسا الافادة من هذه العوامل، فكان ان اختارته غالبية الرأي العام المسيحي بنسبة غير مسبوقة زعيما، وخصوصا لدى الطائفة الارثوذكسية التي اشارت مختلف استطلاعات الرأي عام 2005 الى تمكن "التيار الوطني الحر" من حصد كم كبير من اصواتها. اضافة الى ذلك، تقول اكثر من دراسة ان نسبة تأييد "التيار الوطني" تراجعت كثيرا لدى الناخبين الموارنة خلال انتخابات 2009 ووصلت الى ما يراوح بين 40 و42 في المئة، وربما ادنى في بعض المناطق، لكنها لم تسجل هذا التراجع في المناطق ذات الغلبة الارثوذكسية حيث بقيت محافظة على نسبة معينة من التقدم باستثناء الدائرة الاولى في بيروت.

ويروي أحد قياديي "التيار الوطني الحر" من الذين شاركوا في الاعداد للانتخابات النيابية الاخيرة، ان نتائج الانتخابات في الكورة وزحلة ومرجعيون والبقاع الغربي وحتى في المتن، كانت اختلفت ربما لو استطاع "التيار" تقديم عينة أخرى من المرشحين الذين يتمتعون برصيد شعبي أوسع وتأييد فئات كبرى من مجتمعات هذه الدوائر، وخصوصاً اللواء ابو جمرا الذي يمتلك نسبة تأييد واسعة في حاصبيا ومرجعيون، وكان سيؤدي فوزه أو خسارته الى تكريس قاعدة ثابتة لـ"التيار الوطني الحر" وخصوصاً لدى الارثوذكس في تلك الانحاء.

يقول مناصرو أبو جمرا انهم ليسوا مذهبيين ولا طائفيين، وان التيار حركة علمانية وطنية، لكنهم في المقابل يصرّون على التعامل مع الوضع اللبناني بواقعية لأنه من غير المقبول ان يتخلى عون عن الفئة الارثوذكسية الواسعة المؤيدة له والتي لم تخذله في معظم الأحيان. يقود هذا السرد الى شكوى نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ابو جمرا من الآلية التي اعتمدها العماد عون لتعيين وزراء "التيار" من خارجه، والشكوى التي أخرجها الى العلن حول توزير اثنين من خارج "التيار"، اضافة الى الكلام الكبير الذي قيل في حق كوادر "التيار" والكفايات لديه والتي استعيض عنها دون أي مقابل ولأسباب غير مقنعة.

نقاشات صاخبة

ويقول قياديو "التيار الوطني" ان ما يشهده "التيار" حالياً يتوج مساراً طويلاً من النقاشات الصعبة داخل الهيئات القيادية العليا وقيادة الصف الثاني، وكان آخرها ما شهدته حلقات عدة في كسروان وجبيل وساحل المتن حيث لم يتردد العونيون في المجاهرة بملاحظاتهم علناً ورفع الشكوى مما يعتبرونه أخطاء أساسية. أما النقاش الأصعب، على ذمة القياديين، فكان ذلك الذي خاضه النائب ميشال عون واللواء ابو جمرا حول تسمية وزراء "التيار" وآلية اتخاذ القرار وموقع الوزيرين نحاس وعبود في التركيبة ومؤسسات القرار، اذ لم ينجح الرجلان في التوصل الى قواسم مشتركة على ما قيل، وتمسك عون بفكرته ومقاربته للملف، في حين اصر ابو جمرا على حق الحصول على اجابات عملاً بروحية فريق الترويكا الذي خاض غمار الشأن الوطني منذ 1989 وصولاً الى مرحلة الحكومة الانتقالية العسكرية وبعدها المنفى القسري وما تلاه.

ويشدد مناصرو ابو جمرا على انهم يسعون الى بناء تنظيم سياسي حقيقي وكامل يستند الى التجربة الديموقراطية الكبيرة لدى اللبنانيين، وهذا ما يسمونه مشروع "مأسسة التيار الوطني الحر" والنأي به عن تجربة الاحزاب المسيحية الاخرى. ويتمسك هؤلاء الانصار في هذا الاطار بأن الاقطاعية العائلية والفردية ورفض الانصياع الى موجبات الشورى او التشاور واعتماد مبادئ التنظيم والعمل الحزبي الحديث كانت السبب الرئيسي وراء فشل الكثير من التجارب السياسية لدى المسيحيين. وان اغفال هذه المسائل او التغاضي عنها قد يؤدي لاحقاً الى خسارة شاملة لـ"التيار الوطني"، بدليل التراجع الواضح في الحضور النقابي والطالبي وحتى المناطقي، مقارنة بأداء السنين الماضية. وفي رأيهم ان استمرار الامور على ما هي سيؤدي الى انتكاسة كبيرة لأكبر حركة شعبية مسيحية حديثة.

ثمة وساطات بين الرابية واليرزة (مقر اقامة ابو جمرا) يقودها نواب وناشطون، ويعترف عدد من الضباط المتقاعدين الناشطين في "التيار" بأحقية مطالب ابو جمرا، ويجزمون بأن ما جرى ليس الا نتيجة انضباطيته وتمسكه باطلاق مؤسسة حزبية واضحة المعالم تتجاوز الاقطاعية العائلية والعثرات الكبيرة التي مني بها التيار، كما تستجيب لمطالب القاعدة الشعبية العريضة. ويؤكدون ان النائب السابق لرئيس الحكومة لا يقوم بحركة انقلابية بل "حركة تصحيحية" للعودة الى المؤسسات والنظام الداخلي وقوة الهيئة التأسيسية والهيئة العامة أو المؤتمر الوطني كما يسميها العونيون، وكل ما سوى ذلك لن يؤدي الى أي نتيجة بل سيكون بمثابة علاج مرحلي لن يلبث أن ينهار.

 

 

الرئيس الأميركي يؤكد لرئيس الجمهورية "شراكة واشنطن في تعزيز القوى الأمنية" ..

والحريري في كوبنهاغن اليوم مع 4 مشاريع لبنانية

سليمان يطلب من أوباما الضغط على إسرائيل لتنفيذ الـ 1701

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - مع عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من المملكة العربية السعودية أمس، وتوجهه اليوم إلى كوبنهاغن لتمثيل لبنان في قمة الأمم المتحدة حول "التغير المناخي"، توجهت الأنظار إلى واشنطن حيث انعقدت أمس، القمة اللبنانية الأميركية بين الرئيسين ميشال سليمان وباراك أوباما.

وفي مؤتمر صحافي مشترك قال الرئيس سليمان انه طلب من الرئيس أوباما "الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، والانسحاب من الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا". وإذ لفت إلى أنه تمّ البحث في "انتسابنا إلى مجلس الأمن لعامي 2010 -2011"، أشار إلى أنه طلب" مساعدات عسكرية بما يؤمن جيشاً لبنانياً قوياً ضدّ هجمات العدو ومن أجل التصدي للإرهاب، كما طلبنا مساعدات اقتصادية بما يتيح نمواً للبنان"، مضيفاً "كما نطلب موقفاً سياسياً داعماً للبنان لدى إيجاد الحلول السلمية حتى لا يأتي أي حل على حساب لبنان"، مذكراً بـ "رفض لبنان لتوطين اللاجئين الفلسطينيين وتمسكه بحق العودة(..)".

من ناحيته، أشار الرئيس أوباما إلى أن "لبنان دولة هامة في منطقة هامة"، وشدد على حرص الإدارة الأميركية على "رؤية لبنان قوي يتمتع بالسيادة والاستقلال"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "شريك في مسار تعزيز قدرات الجيش اللبناني من أجل أن يعزز هذا البلد سيادته"، مشدداً في هذا الإطار على تنفيذ القرارات الدولية "ليتمتع لبنان بالاستقرار"، ومؤكداً "التزام إدارته بالسلام في المنطقة وتشجيع كافة الأطراف للخروج من الطريق المسدود(..)".

إذاً، يغادر الرئيس الحريري اليوم إلى العاصمة الدنماركية على رأس وفد رسمي، وهو سيلقي كلمة في المؤتمر يقدم من خلالها موقف الحكومة اللبنانية من مسألة التغيّر المناخي، كما يحمل أربعة مشاريع محددة لمصلحة لبنان، تعرض على الدول المانحة ومنظمات التمويل الدولية، وتضم مشروعا لاستبدال سيارات الأجرة في لبنان بسيارات موفرة للوقود، ومشروعا لتوليد الطاقة الهوائية، ومشروعا لدعم قدرة القطاع الزراعي اللبناني على مواجهة التغيّر المناخي، ومشروعا لمواجهة الجفاف والتصحّر في لبنان.

ويُتوقع أن يلتقي الحريري على هامش المنتدى الدولي كلاً من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، ونظرائه الإيطالي سيلفيو برلسكوني، واليوناني جورجيو بابندريو، والكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إضافة إلى عدد من رؤساء الوفود والمسؤولين الدوليين.

وكان الرئيس الحريري تلقى اتصالات هاتفية هنأته بنيل الحكومة الثقة، من الرئيس المصري حسني مبارك، رئيس حكومة روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ومن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير.

وكان الحريري اكد في حديث إلى صحيفة "عكاظ" السعودية أن "المملكة العربية السعودية لم تضع شروطا من أجل دعم لبنان، وهي لم تتدخل في أي شأن من الشؤون الداخلية اللبنانية"، وأوضح أن لخادم الحرمين الشريفين "أياديَ بيضاء على كل اللبنانيين في كل المناطق والطوائف من دون أي تمييز"، ولفت الى أن "اختياره للمملكة كأول محطة في زياراته الخارجية بعد نيل حكومته الثقة يعكس ما يربطه شخصياً ويربط شعب لبنان بخادم الحرمين الشريفين الذي وقف دوما إلى جانب لبنان وقضاياه"، موضحاً أنه أكد لخادم الحرمين الشريفين أن "لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤوليته الكاملة في جهود التقارب العربي في مواجهة الأخطار الإقليمية الداهمة، وفي إعادة بناء منظومة المصالح العربية بصفته رائدا من رواد العروبة الحديثة، بخاصة وأن العروبة تشكل دوما خطا منيعا للدفاع عن لبنان واستقلاله وسيادته(..)".

في هذه الأثناء، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "في لبنان انتصر تصميمنا على نبذ الفتنة وتأكيد تجاوز الحرب الأهلية، وعبرنا اتفاق الطائف ودحرنا الاحتلال عبر مقاومته وجيشه، وعبرنا اتفاق الدوحة إلى ما هو خير الوطن"، منوّهاً في هذا السياق بدعم سوريا للحكومة الجديدة وبدور إيران. وقال خلال رعايته حفل إطلاق مجلدين بالعربية من "دائرة معارف العالم الإسلامي" أمس "أستدعي انتباه الجميع على حملات إسرائيل على لبنان والضغوط الدائمة على سلاح المقاومة، والشروط التي يطالب بها بعض أعضاء الكونغرس الرئيس سليمان لن تنال من دور المقاومة طالما استمر الاحتلال والتهديدات الإسرائيلية والخروقات الجوية"، مضيفاً "إننا لن نقبل بإخضاع أي جزء من بلدنا لأي احتلال، ونراهن على إلزام إسرائيل على تطبيق القرار 1701 ونحن نعلن بكل فخر أننا لسنا عاجزين عن تطبيق القرار 425 عبر المقاومة(..)".

في المواقف، حضر موضوع زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا. عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب أحمد فتفت اتهم "أطرافاً لبنانية وإقليمية بعرقلة الزيارة، والتي تحاول من خلالها عرقلة تحسين العلاقة بين الدولتين"، مميزاً "بين الاتفاق حول موضوع معين، وبين التحالف السياسي(..)".

أما عضو التكتل النائب عقاب صقر فأبدى استغرابه لـ"الحديث عن مستجدات معينة في سوريا أدت إلى تأجيل زيارة الرئيس الحريري إليها"، واعتبر أنه "لإعطاء الزيارة رمزيتها ومضمونها الأهمية الملائمة لا بد أن يكون لها وقتها الخاص لئلا تتم في وقت مستقطع يأتي على عجل وينتهي كأنّ شيئًا لم يكن"، مؤكداً أن "عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، كما أنّ حنين التبعية لا يمكن أن يضرب واقع الإستقلال والعلاقات السوية والندية والأخوية التي تقوم على التنسيق المتبادل بين لبنان وسوريا وليس تنسيق الخطوات اللبنانية على الإيقاع السوري(..)".من جهته، أكد عضو التكتل النائب زياد القادري أن الحريري "مع تعزيز مناخ العلاقات اللبنانية ـ السورية، إيمانا بالمصالح المشتركة بين البلدين"، ولفت الى أن موعد الزيارة "لم يتحدد بعد، وهو قد يكون في وقت قريب"، مشيرا إلى أن "هناك من يسعى إلى التشويش على هذه الزيارة وكأن هناك من لا يريد أن تعود العلاقات العربية ـ العربية إلى مجراها الطبيعي(..)".بدوره، رأى القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أن الزيارة "يجب أن تمر من خلال الأطر الطبيعية بين المؤسسات الرسمية"، مشددا على أن "منطق المؤسسات هو الذي يجب أن يحكم العلاقات اللبنانية ـ السورية(..)".

 

القمة الفرنسية ـ المصرية تعرب عن ارتياحها للتطورات في لبنان

ومبارك يطالب بضمانات تقنع الفلسطينيين بالمفاوضات

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - باريس ـ مراد مراد

شغلت الضرورة الملحة لإحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين الحيز الاكبر من محادثات القمة الفرنسية ـ المصرية التي عقدت في قصر الاليزيه امس. واتفق الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك على ان الجمود الراهن الذي يطغى على مسار العملية السلمية سيكون خطرا جدا اذا طال امده، وهما بحثا في كيفية اقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالعودة الى طاولة المفاوضات وعقد مؤتمر دولي للسلام بعد ان يتم تقديم ضمانات للفلسطينيين بالخروج بنتائج ايجابية تحدد شكل الدولة الفلسطينية التي ينتظرها الجميع.

وبعد غداء العمل الذي جمع الرئيسين وعددا من الوزراء المصريين والفرنسيين، صرح الناطق بإسم رئاسة الجمهورية المصرية سليمان عواد للصحافيين بأن "ساركوزي ومبارك تطرقا الى الجمود الذي يصيب حاليا عملية السلام واتفقا على خطورة استمرار هذا الوضع وعلى ضرورة تهيئة الاجواء المؤاتية لإعادة اطلاق المفاوضات. وذكر الرئيس مبارك ان اقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعودة الى المفاوضات يتطلب اجراءات وجهودا دولية مكثفة لتقديم ضمانات مشجعة تؤكد الخروج من الحوار بنتائج تؤدي الى ولادة الدولة الفلسطينية بحدود يعترف بها دوليا. الرئيس مبارك يرى ان مبادرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجميد الاستيطان موقتا لمدة عشرة اشهر هي خطوة ايجابية ولكن غير كافية اطلاقا ولا بد من تحرك الاطراف الدولية والاقليمية في اتجاه ابو مازن واطلاق المفاوضات وفق اطار زمني محدد يحدد قيام دولة فلسطينية بحدود دائمة وليست موقتة مع ضمانات دولية".

واضاف عواد ان "الرئيس مبارك أوضح أن مصر على استعداد لبذل كل الجهود من اجل استئناف عملية السلام وللتحرك مع الاسرائيليين والفلسطينيين ومع روسيا والولايات المتحدة بصفتهما عضوين في الرباعية. مبادرة نتنياهو غير كافية ومصر ستتحرك خلال الاسابيع المقبلة وستكثف جهودها واتصالاتها من اجل تهيئة الاجواء المناسبة لاستئناف المفاوضات".

وبخصوص مؤتمر السلام الدولي الذي يزمع عقده لدفع المفاوضات الى الامام قال عواد "كما تعلمون لقد وجه الرئيسان مبارك وساركوزي منذ اشهر رسالة مشتركة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما ذكرا فيها انهما بصفتهما رئيسي الاتحاد من اجل المتوسط هما على استعداد للاسهام في كسر جمود عملية السلام من خلال الدعوة الى مؤتمر يعقد في مصر او في فرنسا او في روسيا يدعى اليه الاطراف والجانبان الفلسطيني والاسرائيلي والاطراف الاقليمية والدولية المعنية بعملية السلام. الرئيس المصري مع اي جهد لتحريك عملية السلام على نحو جاد وملموس يتفق مع الشرعية الدولية ويتجاوب مع تطلعات الفلسطينيين لكن لا بد ان يسبق الحديث عن اي مؤتمر في مصر او فرنسا او روسيا او اي مكان آخر حديث عما سيسفر عنه هذا المؤتمر. المهم ليس مكان المؤتمر وزمانه، المهم ماذا سينتج عنه والاهم ان يتم الاعداد له على نحو يكفل له النجاح وان يسفر عن النتائج التي نتطلع اليها (دولة فلسطينية)".

واضاف عواد "كما بحث الطرفان في الوضع في العراق والخليج واليمن والملف النووي الايراني والسودان واقليم دارفور، واعربا عن ارتياحهما للتطورات الحاصلة على الساحة اللبنانية وتطلعهما لتوافق القوى اللبنانية بعد تشكيل الحكومة والبيان الوزاري واكدا دعمهما لكل ما يضمن استقرار لبنان".

وردا على سؤال حول العلاقات بين القاهرة ودمشق، أجاب عواد "نتمنى ان تعود سوريا الى الصف العربي والى هويتها العربية الاصيلة. نكن كل التقدير لسوريا ونحن واثقون ان سوريا في النهاية ستنحاز لكل ما يخدم قضايا العرب ونأمل ان نرى العرب يتحدثون بصوت واحد ولا يمكن ان يحدث هذا الا اذا التقت وجهات نظر دول اساسية مثل مصر والسعودية وسوريا".

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير صرح للصحافيين عقب لقائه مبارك في فندق البريستول قبيل غداء الاليزيه "بأننا تطرقنا الى الكثير من المواضيع: الاتحاد من اجل المتوسط والشرق الاوسط بشكل عام كان الموضوع الرئيسي، ملف ايران، افغانستان". واضاف "لقد تكلمنا تحديدا عن الرئيس محمود عباس وعن الوسائل التي تمكننا من دعمه وربما نتوصل عبر اللجنة الرباعية لاستئناف للمفاوضات السياسية بين الطرفين. هذا كان احد المواضيع الرئيسية وبالطبع كان الرئيس حسني مبارك موافقا على هذه الخطوة والمهم ان ندعم الرئيس عباس".

وبالنسبة لمؤتمر السلام الذي يسعى لعقده الرئيس ساركوزي، قال كوشنير "نحن لا نريد ان نعقد مؤتمرا لنعقد مؤتمرا. يجب ان تكون لدى الاطراف النية للوصول الى اتفاق. يجب ان يكون هناك مبادرات وملامح الخروج بنتائج اجتماعية من المؤتمر اذا اردنا عقده. نحن نتكلم بهذا الخصوص والرئيس المبارك مصمم ان يمر المؤتمر تحت اشراف اللجنة الرباعية ونحن نقبل بهذا لم لا. ولكن نحتاج ايضا الى الموافقة الاسرائيلية لعقد المؤتمر. لأن مؤتمرا من دون الاسرائيليين لا ينفع. لقد استضافت باريس اول مؤتمر للسلام في الشرق الاوسط العام المنصرم ونحن لا نستبعد ولا يزعجنا ان يحصل هذا مجددا. اني واثق باننا سنصل الى حل لهذه المشكلة، لكن لا اعرف متى يا للاسف. يجب ان لا نخسر محمود عباس لأنه الرجل الافضل لانجاز السلام". وعن موقف فرنسا من مدينة القدس قال كوشنير "بالنسبة لفرنسا القدس عاصمة للدولتين وهذا ما اعلناه في الاتحاد الاوروبي وكرره الرئيس الفرنسي امام الكنيست وانا قلته في رام الله". وأصدر قصر الرئاسة بيانا عقب الاجتماع جاء فيه "في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، أعرب الرئيس ساركوزي والرئيس المصري حسني مبارك عن بالغ القلق إزاء الوضع الحالي واتفقا على وجوب ايجاد جرعة سياسية تعطى على الفور للمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين كي يتم استئنافها ليتم التوصل إلى تسوية في العام 2010 على أساس القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن ومؤتمر مدريد ولا سيما مبدأ الارض مقابل السلام، وعلى اساس ما وقعه وخارطة الطريق، مع الأخذ في الاعتبار المبادرة العربية للسلام، وصولا إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وديموقراطية وذات سيادة تعيش في سلام وأمن جنبا إلى جنب مع إسرائيل داخل حدود آمنة ومعترف بها".

 

حرب اليمن تقتحم القمة الخليجية وواشنطن تخاف من اتساعها على مصالحها وعلاجها اقتصادي وسياسي وأمني

خوف دولي من تحول اليمن الى قاعدة لـ"القاعدة"

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - أسعد حيدر

كان يمكن لقمة "دول مجلس التعاون الخليجي" التي تُعقد في الكويت، أن تكون استثنائية في علاقاتها بمستقبل المنطقة كلها، لولا "بؤرة النار" المشتعلة حالياً في اليمن. توجه هذه القمة نحو اعلان "وحدة نقدية تخلق من اقتصادات دول مجلس التعاون منطقة اقتصادية على نسق دول الاتحاد الأوروبي ووحدته النقدية اليورو"، حدث مستقبلي بامتياز يؤسس لقيام مناطق اقتصادية أخرى في العالم العربي، لتكون هذه "الوحدات النقدية" مداميك حقيقية قوية وثابتة لإخراج العالم العربي كله من حالة التمزق والتنافس الدامي الذي اصاب ويصيب المجتمعات العربية قبل النظام العربي كله.

اليمن غير "السعيد"

اليمن لم يكن يوماً "سعيداً". حالياً يشكل تحدياً للجميع، خصوصاً بعد أن أنتجت الاشتباكات الداخلية فيه انزلاقاً اقليمياً لا يمكن لدول "مجلس التعاون الخليجي" الوقوف منه موقف المتفرج. دول الخليج مجتمعة تقف في "خندق واحد" مع السعودية بعد أن جرت "عمليات الاختراق الحدودية من طرف الحوثيين" ضد المملكة. هذه "الوقفة" طبيعية. لكن يبقى السؤال الكبير هو كيفية التعامل مع هذا الوضع الطارئ الذي لا يهدد اليمن وحده ولا حتى المنطقة الحدودية المشتركة السعودية اليمنية بل العالم كله بسبب الوضع الجيوستراتيجي الحساس لليمن من جهة وتمدد "القاعدة" الى المنطقة من جهة ثانية؟

وعي خطورة الوضع وصل في واشنطن الى درجة ان "مركز الأمن الجديد" في دراسة له يؤكد "ان عدم استقرار اليمن يهدد المصالح الأميركية كلها". المطلوب أمام خطورة هذا التهديد "بناء موقف دولي موحد ومنسق لمساعدة اليمن". لأن واشنطن حالياً تتعامل مع الأحداث الدولية، من زاوية "الحرب العالمية ضد الارهاب" في أفغانستان وباكستان، ترى وجود خطر حقيقي وجدي من انتقال هذا الارهاب ممثلاً "بالقاعدة" من هذا المربع الأفغاني الباكستاني اذا ما تلقى ضربات جدية مؤلمة وهو ما تسعى اليه واشنطن والحلف الأطلسي، الى اليمن بعد الصومال.

في اطار هذا التصور، ان اليمن شكل حتى الآن نقطة مهمة لانتاج العناصر "للقاعدة" ونشرهم على البؤر المشتعلة أهمها العراق وأفغانستان. في معتقل غوانتنامو السيئ الذكر، مئة معتقل يمني لا تجسر واشنطن على تسليمهم لليمن، لأن "السجون اليمنية" برأيها "مدرسة" مهمة لتخريج العناصر المتحمسة "للقاعدة" ولا أحد يضمن من أن يكون هؤلاء المئة فوجاً أكثر تشدداً وتصلباً من كل من سبقهم. مجرد امساك "القاعدة" باليمن، يعني ان منطقة القرن الافريقي وصولاً الى باب المندب قد سقطت بين "فكّي كماشة" مشكلة من الصومال في القرن الافريقي واليمن على باب المندب، المفتوح على المحيط الهندي.

دول الخليج منطقة اقتصادية واحدة

الداء في اليمن أقدم من الحرب الدائرة مع الحوثيين حالياً. الدليل ان الجنوب في "حراك قاتل"، والصراع على السلطة والخلافة في صنعاء على أشده، في وقت الاقتصاد اليمني منه انتقل منذ فترة الى غرفة العناية الفائقة. تقول التقارير الأميركية أن:

[ عام 2017 سينضب النفط في اليمن، بعد أن وصل انتاجه عام 2004 الى 460 ألف برميل ما يعني خسارة عائدات هذا النفط من جهة واضطرار الدولة لاستيراد النفط لاحتياجات الداخل مع كل ما يشكل ذلك من أعباء مالية ضخمة اضافية على الاقتصاد اليمني الفقير.

[ حجم البطالة في البلاد وصل الى 40 في المئة وهو في تصاعد مستمر. ما يؤكد ذلك ان 45 في المئة من اليمنيين حالياً هم دون سن الخامسة عشرة، وهم بذلك يستعدون لدخول سوق العمل في أقل من عدة سنوات دون وجود فرص لهم الان أو في المستقبل.

[ اليمن معرّض لكارثة بيئية ثم غذائية حقيقية، وخصوصاً أن 90 في المئة من المياه تستثمر في مشاريع غير جدية ومجدية.

استمرار زراعة "القات" وانتشاره على كل المستويات الشعبية والاجتماعية تحول الى "داء" أصاب "شرايين" الحياة الاقتصادية والاجتماعية والغذائية ولا يبدو وجود علاج فعلي له ولو على مستوى المستقبل المنظور.

[ ان "الحروب" و"الصراعات" الدائرة من شمال اليمن الى جنوبه لم تعد تهدد النظام اليمني فقط كذلك وجود الدولة اليمنية ككل، أي "صوملة" اليمن.

معالجة الحالة اليمنية ضرورية وملحّة جداً. ولدول "مجلس التعاون الخليجي" دور مهم في ذلك. نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الصباح أكد و جود توجه لدعم اليمن "اقتصادياً". لا شك ان هذا الدعم مهم جداً، لكنه يتطلب وضع سياسة شاملة أكثر خصوصاً من جانب اليمن. الدراسات الأميركية كما نشرها موقع "الطريق" الأميركي ترى:

وجوب خروج اليمن من "النظرة الأمنية الضيقة الى النظرة الشاملة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية"، ويكون قيام الولايات المتحدة الأميركية ببناء موقف دولي موحد مكمل لمؤتمر العام 2006 للدول المانحة الوجه الآخر لهذه السياسة.

تتطلب هذه السياسة وضع خطة كاملة تقوم على اسس واضحة أهمها:

[ دعم مكافحة الإرهاب.

[ تقديم مساعدات مالية كافية.

[ فتح مسار جدي للمضي قدماً في تنفيذ سياسة مصالحات داخلية، لأن أصل المشاكل الخلافات الداخلية حول كل شيء من التنمية الى السلطة.

[ رفع الحكومة اليمنية نسبة اراداتها في محاربة "القاعدة"، الى مستوى محاربتها "لأعداء النظام".

دول مجلس "دول التعاون الخليجي" هي المعنية الأولى بما يجري في اليمن، خصوصاً بعد انزلاق المواجهات مع الحوثيين نحو مواجهة اقليمية عسكرية أو سياسية واعلامية. ولكنْ للعرب كلهم أيضا حصة ودور في ما يحصل وفي صوغ الحلول ودعمها.

اليوم اليمن.. وغداً.....

 

ويليامز يؤكد من عين التينة "أن لبنان أمام فرصة لمواجهة التحديات"

بري: لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري "اننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة"، مشيراً الى انه بعد الثقة التي منحت الى الحكومة "دخل لبنان الى استقرار يؤسس لتقوية عناصر الدولة والازدهار والتقدم ".

واعتبر خلال رعايته حفل إطلاق "دائرة معارف العالم الاسلامي" المجلدين العربيين الأول والثاني، في فندق "الكورال بيتش" امس، أنه من "حق ايران كما حق الدول الاخرى بالحصول على التخصيب"، داعياً الدول العربية كما ايران الى "طاولة حوار مفتوحة حول كل القضايا وكل الهواجس".

واذ رحب بري "بكل المواقف الدولية والعربية الداعمة للبنان"، نوه "بدعم سوريا الكامل للبنان والحكومة الجديدة". واشاد بـ"موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه المستجدات اللبنانية والتي عبر عنها وزير الخارجية منوشهر متكي والتي شددت على ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية في لبنان لترسيخ الامن والسلام".

واعتبر ان "الضغوط الدائمة على سلاح المقاومة والتي تترافق مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن ومنها الشروط التي يطالب بعض اعضاء الكونغرس بوضعها على السلاح الاميركي للجيش اللبناني هذه الضغوط، لن تؤدي الى إخضاع لبنان للتخلي عن المقاومة وعن سلاحها لأن هذه المقاومة حاجة وضرورة ومصلحة لبنانية طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي لأجزاء عزيزة من ارضنا ".

ولفت برى النظر الى أحد العجائب الاسرائيلية وهي الديموقراطية الاحتلالية التي هي نوع جديد من الديموقراطيات التي تبيح بواسطة الاستفتاء استمرار احتلال اراضي الغير بالقوة. إننا في هذا المجال نطرح هذه الاعجوبة المبتكرة على دول العالم وعلى عائلة الامم المتحدة لإبداء الرأي باحالة الكنيست الاسرائيلي اي انسحاب اسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة بموجب القرارات الدولية او عبر تسوية مطروحة على الاستفتاء وهذا الامر يثير تساؤلا حقيقيا هل ان مزارع شبعا التي يعتبرونها ضمن القرار 242 تدخل في هذا الاستفتاء ايضا".

وسأل: "هل اعتدت او احتلت اسرائيل فلسطين او اي ارض عربية بعد استفتاء ام ان العدوانية والاحتلال يمثلان وجهي العملة الاسرائيلية الواحدة؟ "، واعلن "لن نقبل اخضاع انهاء الاحتلال الاسرائيلي لأي جزء عزيز من ارضنا واندحار الجيش الاسرائيلي عنها لأي نوع من انماط الديموقراطيات الاسرائيلية المضحكة المبكية، نحن اذ نراهن على الزام اسرائيل تنفيذ القرار الدولي 1701 وقبله القرار 425 بكل فخر ومن دون تبجح فإننا لسنا عاجزين عن فرض تطبيق القرار 425 بالمقاومة".

الى ذلك، ألقى رئيس "دائرة معارف العالم الاسلامي" رئيس مجلس الشورى الايراني السابق غلام علي حداد عادل كلمة تحدث فيها عن "تأسيس الدائرة ودورها وعملها"، وقال: "إنها موسوعة تتعلق بالعالم الاسلامي وليس ايران فقط"، مشيداً بـ"الامام موسى الصدر"، مشيرا إلى أنه "كان أفضل من أرسى أسس العلاقة بين إيران ولبنان".

استقبالات بري

وكان بري التقى في مقر الرئاسة الثانية، في عين التينة امس، ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز الذي شدد على أن "لبنان اليوم امامه فرصة للقيام بخطوات واثقة من اجل مواجهة التحديات ولوضع الصيغ السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، مشيراً الى أنه "هنأ بري بنجاح جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة ومنح الثقة".

وأضاف: "عبرت للرئيس بري كما لرئيس الحكومة عن استعداد الامم المتحدة لمساعدة لبنان في اي شأن يطلب منها. وكذلك كانت لي محادثات مهمة مع دولته حول حقوق الانسان والتحضيرات اللبنانية لتقديم تقرير لبنان الى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة العام المقبل". والى ويليامز عرض بري مع سفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام للتطورات الراهنة. ثم استقبل رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، الذي دعا الى تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية "في اسرع وقت وان تجرى الانتخابات النيابية المقبلة على اساس غير طائفي". من جهة اخرى، استقبل المستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان وفدا من "حكومة الظل الشبابية" سلمه عريضة المطالبة بتطبيق النسبية في الانتخابات النيابية وبإلغاء الطائفية السياسية وعرضوا ايضا لاجواء تحركهم في هذا المجال.

 

صفير: عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على مسيرتي العهد والحكومة

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - بكركي ـ "المستقبل"

نقل زوار البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير عنه اعتباره أن "عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على إنجاح مسيرتي العهد والحكومة، والمساعدة على حل القضايا التي تتعلق بالاستقرار الداخلي على صعيد الأمن وإعادة تحريك عجلة مؤسسات الدولة المتصلة بالخدمات العامة، لا سيما منها المشاريع المتعلقة بشؤون الناس".

استقبل صفير في بكركي أمس، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال: "تشرفت بلقاء البطريرك صفير وتبادلنا الرأي حول التطورات الايجابية التي نشأت بتشكيل الحكومة وانصرافها فوراً إلى معالجة هموم الناس الضاغطة على معيشتهم وحياتهم اليومية. كما كان ثناء على الزيارتين المتقاطعتين مع مصلحة لبنان العليا اللتين يقوم بهما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن ورئيس الحكومة سعد الحريري الى بعض الدول العربية وفي طليعتها سوريا".

ورأى أن "أهمية هاتين الزيارتين تكمن في رغبة كل طرف في المصارحة والمكاشفة بما اعترى العلاقات اللبنانية ـ السورية من توترات وتشنجات اختلطت فيها الأوراق والآراء والتبست الحقائق نتيجة المواقف الأميركية والأحكام المسبقة المتعاملة مع قضايا المنطقة ولبنان خصوصاً"، لافتاً الى أنه "من الطبيعي أن يحاول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إفهام الجانب الأميركي بالتزام لبنان القرارات الدولية التي تتعلق بعودة اللاجئين واحترام القرار 1701 بعيداً عن القرار 1559 الذي زالت أسبابه وخلفياته اليوم، وسوف يسعى إلى مطالبة الإدارة الأميركية بالضغط على اسرائيل للكف عن الاستفزازات والتهديدات المثيرة للتوتر والتقيد بمتطلبات القرار 1701. كما ان رئيس الحكومة سعد الحريري بمجرد زيارته سوريا، انما يفتح الطريق أمام صفحة جديدة من التعاون والتآزر والتفاهم على جدول الحلول للمشاكل العالقة بين البلدين".

وتابع: "لقد اعتبر البطريرك صفير وكنت من رأيه أن عجلة الدولة وضعت على السكة الصحيحة لما لواشنطن وسوريا من تأثير على إنجاح مسيرتي العهد والحكومة والمساعدة على حل القضايا التي تتعلق بالاستقرار الداخلي على صعيد الأمن وإعادة تحريك عجلة مؤسسات الدولة المتصلة بالخدمات العامة، لا سيما منها المشاريع المتعلقة بشؤون الناس".

كما التقى البطريرك، وفدا من "رابطة النواب السابقين" ضم النائبين السابقين شفيق بدر ومحمود عمار "للمعايدة وتأييد مواقفه الوطنية الثابتة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين"، كما قال عمار.

ثم استقبل عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فؤاد السعد الذي جاء معايداً بمناسبة الأعياد، قبل توجهه إلى فرنسا لقضاء العيد مع الأهل والأقارب.

بعدها، التقى البطريرك وفدا من راهبات الوردية، شكر له رعايته القداس الاحتفالي الذي أقيم في كاتدرائية سيدة لبنان ـ حاريصا لمناسبة تطويب الأم ماري الفونسين.

 

 الكتائب" ينتقد استهداف زيارة سليمان لواشنطن: مقاربة الملفات الاقتصادية دليل انتظام عمل المؤسسات

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - شدّد "حزب الكتائب" على ان "نجاح الحكومة في مقاربة الملفات الإجتماعية دليل على انتظام عمل المؤسسات"، مؤكداً "ان الاستدعاءات القضائية السورية تخفي في مضمونها وتوقيتها امورا غير بريئة". واستغرب"الحملة المغرضة التي تعرّض لها الرئيس ميشال سليمان بسبب سفره الى الولايات المتحدة الاميركية لأسباب واهداف عدة ليس أقلها إحراجه تجاه الرئيس (الأميركي) باراك اوباما واظهار السياسة الخارجية للبنان على غير حقيقتها". وجدّد التأكيد على "موقف الحزب الداعي الى علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا يؤسس لها حوار صريح وشفاف ويتناول كل الملفات العالقة بين البلدين وانهاء الإشكاليات التي ترافقها والتي باتت معروفة من القاصي والداني".

واستغرب في بيان بعد اجتماع مكتبه السياسي الدوري برئاسة أمين الجميل أمس، "الحملة المغرضة التي تعرّض لها الرئيس سليمان لأسباب وأهداف عدة ليس أقلها إحراجه تجاه الرئيس المضيف باراك اوباما واظهار السياسة الخارجية للبنان على غير حقيقتها، وتجاهل العلاقات التقليدية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية وهي الدولة العظمى التي يقف على موقفها الكثير من قضايا لبنان والمنطقة ومنها الصراع العربي ـ الإسرائيلي".

واشار الى ان "الجميع يدرك حجم المصالح اللبنانية التي وفّرتها هذه العلاقات مع الإدارة الأميركية ودعمها للقرارات الدولية والتعهدات التي حفظت سيادة لبنان وحريته واستقلاله في أصعب الظروف التي مرت علينا. ولا يمكن لأحد يتقن المقاربة العلمية والمنطقية للقضايا اللبنانية الأساسية ان يتجاهل اهمية الموقف الأميركي في معركة لبنان ضد التوطين".

وسأل: "هل هناك من لا يدرك أن واشنطن هي معبر اجباري لمواجهة هذا الخطر الذي لا يمكن مواجهته بالشعارات كما دأب البعض على اعتماده في الفترة الأخيرة"، موضحا" ان هذه العناصر كلها لا يمكن ان تجعلنا نغفل دور رئيس الجمهورية وصلاحياته في رسم السياسة الخارجية للبنان، وهو المؤتمن على المصالح اللبنانية العليا هذه المصالح التي لم يفرط بها يوما منذ توليه مقاليد الرئاسة".

وتناول الزيارة التي ينوي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري القيام بها الى العاصمة السورية، فشدد على "موقف الحزب الداعي الى علاقات طبيعية بين البلدين يؤسس لها حوار صريح وشفاف ويتناول كل الملفات العالقة بين البلدين وانهاء الإشكاليات التي ترافقها والتي باتت معروفة من القاصي والداني". وتمنى أن "تكون الزيارات متبادلة بين البلدين"، لافتا الى السجال الدائر حول موضوع إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل الهيئة الوطنية الخاصة". وأوضح "ان ما أثاره هذا الموضوع ناجم عن التوقيت الخاطئ في طرحه وما رافق ذلك من أخذ ورد ناجم مرة جديدة عن سوء مقاربة موضوع الطائفية في لبنان واعتباره من المحرمات التي يجب التهرّب منها، في حين المطلوب اليوم هو مواجهتها عبر سلسلة من الخطوات ابرزها ما يتصل بطمأنة الطوائف لمواقعها في لبنان من خلال تأمين التمثيل الصحيح لها عبر قانون انتخاب جديد وتطبيق اللامركزية الادارية الموسّعة والعمل بكل الوسائل للتخفيف من حدة المذهبية التي توغلت كثيرا في النفوس، وتهدئة الأجواء بغية توفير مقومات المجتمع المدني، عدا عن الموجبات الأخرى التي يجب اعادة النظر بها ومنها ما يتصل بقوانين الأحوال الشخصية والزواج المدني ونزع السلاح الذي لم يعد سلاحا حزبيا فحسب بل تحول سلاحا مذهبيا".

ورأى في الاستنابات القضائية السورية "إجراءات تخفي في شكلها ومضمونها وتوقيتها امورا غير بريئة. كما انه من المستغرب ان يقوم اي شخص لبناني بالإدعاء لدى محاكم غير لبنانية بحق مواطنين لبنانيين بتصرف يزعم انه جرم ارتكب على الأراضي اللبنانية بالذات"، مؤكدا ان "الملف برمته بات في أيد قضائية لبنانية أمينة. وهي من سيتولى المعالجة، ولعلمنا انه سيكون لوزارة العدل صاحبة الصلاحية الموقف الرسمي المناسب في الوقت المناسب وحسبما تقول به القوانين اللبنانية والأعراف والإتفاقات الدولية".

وأكد اهمية ان "تنجح الحكومة في امتحان الثقة مع التشديد على سلسلة الملاحظات التي عبّر عنها الحزب بشأن الفقرة السادسة من البيان الوزاري المتصلة بسلاح المقاومة بلسان وزيره ونوابه والذين اعتبروه عن حق بـ "بند الإذعان"، وهو امر لم يعد يقتصر على موقف الكتائب من مضمون هذه الفقرة والنتائج المترتبة عليها في المستقبل بعدما شاركتها الموقف ذاته قيادات وشخصيات لبنانية سياسة وحزبية من مختلف المناطق والطوائف والكتل النيابية، وكانت جلسات مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب بعد جلسات اللجنة الوزارية مسرحا ومنصة لها". ورأى ان "نجاح الحكومة في مقاربة الملفات الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية سيكون دليلا على انتظام عمل المؤسسات الدستورية في البلاد وإشارة الى ان هذه الحكومة تدرك حاجات اللبنانيين على ابواب موسم شتاء يبدو انه قارس ويحتاجون الى اعادة النظر باسعار المازوت للتدفئة وتأمين الكهرباء والماء والطرق الآمنة من الفيضانات، عدا عن المشكلات التربوية والصحية الأخرى الملحة التي يدركها الجميع".

 

الصايغ: البيان الوزاري التزم

تطبيق الـ1701 بالكامل

المستقبل - الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 - استقبل وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ امس سفير الاردن زياد المجالي الذي قال بعد اللقاء انه "كانت جولة أفق حول التطورات السياسية اضافة الى القضايا التي تهم البلدين والمتعلقة بوزارة الشؤون الاجتماعية في الاردن ولبنان". وقال الصايغ ان البحث تناول التعاون بين البلدين. لبنان سيرأس المجلس العربي لوزراء الشؤون الاجتماعية في القاهرة آخر الاسبوع وعلى هامش الاجتماعات سنبحث مع الوزراء العرب خصوصا مع الوزير الاردني في موضوع التعاون الثنائي بين الدولتين". وعن زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن خصوصا الشق المتعلق بالقرار 1559، قال الصايغ: "لبنان ملتزم كل القرارات الدولية ونحن نعتبر ان هذا الامر يجب ان يبقى يشكل مظلة حماية للبنان هذه الديبلوماسية المتعددة الاطراف عند الامم المتحدة ولبنان سيصبح قريبا عضوا منتخبا في مجلس الامن وكذلك الديبلوماسية الثنائية يعني مع واشنطن وكل الدول الاخرى جميعها يجب ان تكون أداة قوية لحماية لبنان سياسيا ومن الاخطار الخارجية كما من الاخطار الداخلية التي من الممكن ان تحصل. القرار 1559 يأتي في سلسلة القرارات يجب الا ننسى، الـ 1701 يؤسس كذلك ويذكر بأهمية كل القرارات التي سبقته والتي تتعلق بلبنان بما فيها القرار 1559. البيان الوزاري التزم تطبيق 1701 بالكامل وفي النتيجة كل هذه القرارات ليست متضاربة مع بعضها بل تكمل بعضها".

  

اتحاد الأندية اللبنانية البرازيلية انتقد استغلال زيارة سليمان النهار

أصدر اتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية بياناً تلقت "النهار" نسخة منه، وجاء فيه: "عقدت الهيئة الادارية لاتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية اجتماعاً لها في "نادي جبل لبنان" في سان باولو أول من أمس، وأصدرت بياناً تضمن: "أطلعنا عبر بعض وسائل الاعلام على خبر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للبرازيل مطلع السنة المقبلة تلبية لدعوة نظيره البرازيلي لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا.

يرحب الاتحاد بزيارة الرئيس سليمان التي تنتظرها الجالية اللبنانية في البرازيل بشوق وتتطلع الى نتائجها، وخصوصاً أن البرازيل تضم أكبر جالية لبنانية في الانتشار. ويلفت الى أن هذه الزيارة تتعرض لبعض الاستغلال من فئات دأبت منذ زمن بعيد على العمل بايحاءات خارجية أضرت بالمصلحة اللبنانية وبمصلحة المغتربين وعلاقتهم بوطنهم الأم لبنان. وفي هذا الصدد، يهم الاتحاد أن يوضح للرأي العام بعض الأمور لئلا تفسر بطريقة مخالفة للحقيقة والواقع، وخصوصاً أن اتحادنا بصفته المعنوية وشرعيته التاريخية ومسؤوليته الوطنية، يشجع على تأسيس أي جمعية أو ناد يعمل لمصلحة الجالية اللبنانية في البرازيل ويرحب بانضمامه اليه.

ويهمنا أن نلفت الرأي العام والمعنيين بالشأن الاغترابي الى أن اتحاد الأندية والمؤسسات اللبنانية البرازيلية منذ تأسيسه يتمتع بشرعية الجالية اللبنانية في البرازيل وفاعلياتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية وتأييدهم ودعمهم. وهناك من يعمل منذ فترة على تشييع فكرة أن الجالية في البرازيل منقسمة بعضها على البعض وقد باءت جهودهم بالفشل. وهم يحاولون اليوم استغلال زيارة الرئيس سليمان لاعلان تأسيس مجلس جديد للاغتراب وسها عن بال مطلقيه ان توقيت الاعلان وطريقته كشفا ما وراء الأكمة، وخصوصاً ان ثمة أيدي في الدولة اللبنانية قد تكون وراء هذا الاعلان وهي كانت تؤيد دائماً الانقسامات في الجالية اللبنانية في البرازيل لمصالح شخصية ولتصفية حسابات مع بعض الذين لا ينسجمون معها سياسياً واجتماعياً.

 

ثلاث جهات تستطيع كل منها معالجة السلاح خارج الشرعية

إسرائيل بانسحابها وإيران بوقف تصديره وسوريا بمنعه

اميل خوري/النهار    

يرى ديبلوماسي عربي ان ثلاث جهات فقط تستطيع كل واحدة منها حل مشكلة السلاح خارج الشرعية وتحديدا سلاح "حزب الله". وهذه الجهات هي:

اولا: اسرائيل بانسحابها من بقية الاراضي اللبنانـية التي تحتلها ليصير في الامكان العودة الى اتفاق الهدنة المعقود عام 1949 في انتظار التوصل الى تحقيق سلام شامل في المنطقة.

ثانيا: سوريا التي تستطيع منع مرور الاسلحة عبر حدودها الى لبنان تنفيذا لما نص عليه قرار مجلس الامن رقم 1701، لكن سوريا لا تفعل ذلك قبل ان تستعيد هضبة الجولان، وانسحاب اسرائيل من هذه الهضبة لا يزال موضوع خلاف حول حدود الانسحاب وشروط اخرى لم تتوصل المفاوضات بينهما مدى سنوات الى اتفاق في شأنها.

ثالثا: ان تتوقف ايران عن ارسال السلاح الى "حزب الله" بشتى الطرق والوسائل، وهو ما لا تتوقف عنه الا اذا توصلت الى اتفاق وتفاهم مع دول الغرب على موضوع ملفها النووي.

لذلك يمكن القول ان سلاح المقاومة او سلاح "حزب الله" هو سلاح اقليمي لا تنتهي وظيفته الا بالاتفاق مع جهة من الجهات الثلاث المذكورة آنفا، وكل معالجة لبنانية لوجود هذا السلاح تبقى غير مجدية لا على طاولة مجلس الوزراء ولا على طاولة الحوار، وهو ما واجهه لبنان في الماضي مع سلاح التنظيمات الفلسطينية ومع سلاح الميليشيات اللبنانـية الذي كان سلاحا اقليميا ودوليا.

فالتنظيمات الفلسطينية حملت السلاح بدعوى انها تريد تحرير أراضيها من لبنان... واستطاعت ان تحصل على "اتفاق القاهرة" الذي شرّع لها هذا العمل، فكانت النتيجة ان هذه التنظيمات لم تستطع تحرير شبر واحد من ارض فلسطين المحتلة، بل جعلت لبنان يخسر مزيدا من اراضيه التي تحتلها اسرائيل، ويبلغ عدوان اسرائيل اول عاصمة عربية هي بيروت، ويتحمل اللبنانيون ولا سيما منهم الجنوبيون من جراء العمليات الفدائية الفلسطينية التي كانت تنطلق من لبنان، خسائر بشرية ومادية فادحة وتشردا وتهجيرا وهجرة.

ولم يتم التوصل الى حل مشكلة السلاح الفلسطيني في لبنان الا بعدما تقرر دخول قوات سورية اوقفت الاقتتال بين اللبنانيين واخرجت الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس. ولم يكن في الامكان التوصل الى جعل الميليشيات اللبنانـية تسلّم سلاحها الى الدولة اللبنانـية، الا بعد التوصل الى "اتفاق الطائف" الذي نص على ذلك وبعد توقف الدول العربية وغير العربية عن مد هذه الميليشيات بالاسلحة.

ولا شيء يحل مشكلة سلاح المقاومة وتحديدا سلاح "حزب الله" الا بتوقف ايران عن مده به او منع سوريا مرور هذا السلاح الى لبنان عبر اراضيها، او انسحاب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانـية التي تحتلها كي تزول اسباب حمل هذا السلاح.

اما الكلام على وضع "استراتيجية دفاعية" فهو كلام لتقطيع الوقت ريثما يتم الاتفاق عربيا واقليميا ودوليا على ازالة اسباب وجود السلاح خارج الشرعية، وهو وجود يحول دون قيام الدولة اللبنانـية القوية القادرة على بسط سلطتها على كل اراضيها فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها، ولا قانون غير قانونها كي تستطيع  عندئذ تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. اذ كيف يمكن تنفيذ هذا القرار وليس في لبنان دولة بل الى جانبها طرف يحمل السلاح وهو اقوى منها؟

والسؤال الذي يثير استغراب الفاهمين والعارفين بأسرار وجود السلاح في لبنان خارج الشرعية وخلفياته هو: ما هي هذه "الاستراتيجية"؟ هل هي استراتيجية لبنانية تجمع قوة المقاومة الى قوة الجيش اللبنانـي وتنسق في ما بينهما او تجعلهما يتعايشان معا او يتزاوجان كما جاء في الوثيقة السياسية لـ"حزب الله"؟

وهل تستطيع مثل هذه الاستراتيجية مواجهة العدوان الاسرائيلي وتحرير بقية الاراضي اللبنانـية المحتلة؟

ان هذه الاستراتيجية الدفاعية كي تكون فاعلة ينبغي في رأي البعض ان تكون مشتركة مع سوريا، وهي استراتيجية ربما تقضي بدخول قوات سورية الى منطقة البقاع حيث الموقع الاستراتيجي لها في رد اي عدوان اسرائيلي. والواقع ان لبنان لم يسأل حتى الآن رأي سوريا في مثل هذه الاستراتيجية ولا سوريا سألت لبنان رأيه فيها!

والسؤال الآخر هو: هل تريد سوريا استعادة الجولان بالقوة العسكرية ام بالمقاومة ام بالمفاوضات وهو ما تفعله حتى الآن؟ أولم يطلب الرئيس الاسد من تركيا تحسين علاقاتها باسرائيل كي تعود جهة صالحة للتوسط بينها وبين اسرائيل في مفاوضات السلام؟

لقد اعلن الرئيس الاسد قبل اسابيع ردا على موقف اسرائيل المتشدد من موضوع الجولان ومن القدس ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بناء المستوطنات، انه لم يعد يرى سوى المقاومة سبيلا للتحرير، فهل سأل لبنان سوريا عن جدية هذا الموقف كي يصار الى البحث عندئذ في وضع استراتيجية دفاعية مشتركة اذا كانت مقولة "أمن لبنان من امن سوريا وامن سوريا من امن لبنان" صحيحة؟!

ان افضل ما يفعله لبنان في الظرف الراهن هو ان يترك الملفات الكبرى الشائكة جانبا وينصرف للاهتمام بشؤون الناس وهمومهم الحياتية، ويعمل على انماء المناطق المتخلفة والمحرومة، ويعتمد الوسائل المجدية التي من شأنها ان تعزز الاوضاع الاقتصادية والمالية، وان تخلق فرص عمل جديدة تحد من هجرة الشباب، وبناء الجسور وتوسيع الطرق لحل ازمة السير، وانشاء السدود لتخزين المياه كي تصبح مؤمّنة لجميع اللبنانيين والمقيمين في لبنان.

 

حال لبنان مثل حال شارون 

سركيس نعوم/النهار

عن لبنان تحدث الموظف الرفيع السابق نفسه المطلع بدقة على كثير من التحركات السياسية الاميركية سواء في عهد الادارة الحالية او الادارات السابقة، قال: "كان هناك امل بسيط في فريق 14 آذار عندما نزل الناس الى الشارع في لبنان مطالبين بالتغيير بمعزل عن الطائفية والمذهبية. لكن هذا الامل الضعيف انطفأ. لبنان كله مهدد الآن. طوائفه ومذاهبه تتصرف بطريقة غرائزية وكأن لا وجود للوطن والدولة. ماذا عن وليد جنبلاط؟ اخبرني". اجبت: صار وليد بك في موقع آخر، خرج من الاكثرية لكنه بقي ملتزماً تأييد زعيمها سعد الحريري. يقول انه صار في الوسط بين 14 آذار و8 آذار. لكن عندما يتأكد أن محور 8 آذار بشقيه المحلي والاقليمي فاز في صورة نهائية لبنانياً فانه لن يتورع عن الاصطفاف معه كليا اذا وجد ان مصالحه ومصالح طائفته تقتضي ذلك. على كل يبدو انه يحاول استرجاع دور والده الشهيد كمال جنبلاط وهو التحول بيضة القبان في اللعبة السياسية الداخلية. لكن في اعتقادي ان 8 آذار ورعاته الاقليميين لن يقبلوا اي دور كهذا له او حتى لطائفته. علق: "لم افاجأ بموقف وليد بك. هكذا تتصرف الاقليات وزعماؤها. وهو كشخصية معروفة بتفاصيلها كنت اتوقع منه تصرفاً كهذا. انه الآن ينتقل من موقع الى آخر مناقض من دون ان يرف له جفن. اولاً، لحماية مصالحه ومصالح طائفته. وثانياً، لأن شخصيته هي كذلك. وجود لبنان كله مهدد اذا بقي اللبنانيون على حالهم الراهنة المعروفة".

 توسع الحديث ثم النقاش عن لبنان وأوضاعه سابقا وراهنا ومستقبلاً وعن الجهات المسؤولة عن تردي هذه الاوضاع، وقال الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: "ان الحل الوحيد لمشكلة لبنان هو اقامة دولة المواطن، أي دولة يكون المواطن فيها هو الاساس له حقوق وعليه واجبات. دولة تكون فيها حقوق جميع المواطنين متساوية وكذلك واجباتهم بصرف النظر عن الدين والمذهب والطائفة واللون والمعتقد السياسي والديني والعرق. ويجب ان يكون ذلك كله من ضمن الدستور". علَّقت: انا معك في ذلك. وانا علماني من زمان. انت تعرف هذا الامر وكذلك اللبنانيون ولا تهمني طائفة من يحكم لبنان او مذهبه او دينه. لكن كيف يمكن بلوغ حال كهذه في ظل انقسامات داخلية "عريقة" ومع دولة شقيقة وجارة تريد لبنان مجالا حيويا لها ولم تساعد يوما كما يجب على بناء دولة فيه قادرة على الحكم والاستمرار كي تبقى قادرة على التدخل فيها هي سوريا؟ وكيف يمكن الوصول الى الحال نفسها مع دولة اخرى هي ايران تستعمل لبنان ساحة في المواجهة الاقليمية والدولية الشرسة التي تخوض منذ سنوات طويلة؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك ايضا مع دولة هي السعودية ودول اخرى تحاول عبر لبنان وساحات اخرى مواجهة خطر ايران؟ في لبنان طوائف، واحدة ضعفت وصارت اقلية، وقد تصبح اقلية الاقلية مستقبلاً. والسنّة وضعهم لا بأس به. لكن صار هناك من هو اقوى منهم في الداخل عدداً و"قوة" اي سلاحاً. اما الشيعة فهم الاقوى اليوم. وهم يحاولون السيطرة في ظل رفض آخرين لها او هكذا يظن هؤلاء الآخرون. ولا بد ان يؤدي ذلك الى تقاتل. علّق: "افهم ما تقول واعرفه جيدا. لكن لا حل دائما للبنان الا الذي قلته لك. قد يستغرق التوصل اليه عشر سنين او اكثر، لا اعرف. على كل حال ليس كل الشيعة اللبنانيين مع ولاية الفقيه. وعندما تنشب حرب سنية – شيعية لا تعود ولاية الفقيه هي المهمة. "حزب الله" يستطيع ان يسيطر على لبنان بحرب اهلية او من دونها ومعه الشيعة كلهم. لكن هذا الحزب يصبح خطرا اذا انتصر ايديولوجياً لأن ذلك يعني انتصار ايران الاسلامية وولاية الفقيه نظراً الى ارتباطه العقائدي والعضوي بهما".

قلت: السنّة في لبنان معتدلون على وجه الاجمال. والمتطرفون منهم يؤيدون المعتدلين لأنهم يعدون انفسهم بوراثتهم موقعاً ودوراً سياسيا. الحل يكون في تفاهم الشيعة وسنّة الاعتدال والمسيحيين والدروز على اقامة نظام يستمر في لبنان. وعدم تفاهمهم يشرع الابواب امام حرب اهلية اذا تهيأت ظروفها الاقليمية او تحديدا حرب مذهبية اسلامية. وفي حرب كهذه يربح السنة على المدى الطويل. سأل: لماذا؟ اجبت: لأن الشيعة في العالم الاسلامي كله اقلية لا تتجاوز نسبتها 16 في المئة على ما يؤكد كثيرون. رد الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: "لا تخطىء. في اي حرب سنية – شيعية يربح الشيعة في العالم العربي. في العراق الشيعة غالبية وهم يحكمون وسيحكمون من دون حرب. حتى اذا وقعت حرب بينهم وبين السنّة بعد انسحاب قوات اميركا من بلادهم فانهم سيحكمون. في لبنان سيحكم الشيعة بحرب اهلية او من دونها. سينتصرون في الحرب الاهلية. في السعودية يراوح عدد المواطنين الشيعة بين 25 و30 في المئة، وهم يسكنون المنطقة الشرقية وهي اكثر المناطق السعودية غنى. في البحرين يشكل الشيعة 73 في المئة من المواطنين. في الامارات العربية المتحدة التي توازن وضعها بدقة والتي تحاول انقاذ نفسها هناك جالية ايرانية كبيرة. في سوريا هناك العلويون الحاكمون بواسطة حزب البعث الذي تأسس اساساً لحماية الاقليات في المنطقة العربية وفي مقدمها المسيحيون. مصر وحدها يمكن ان تشكل عقبة امام ذلك لكن نظرياً لأن اوضاعها مأزومة. اما المغرب العربي فلا يبدو ان لدوله علاقة بكل موضوعات المشرق العربي". وانهى الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه كلامه بالآتي: "لبنان يا حبيبي مثل ارييل شارون. شارون في المستشفى ميت سريرياً لكنه حي ايضا ربما لأن فيه شيئا ينبض ولأن الاجهزة الطبية المتطورة تمكّنه من الاستمرار في "النبض". هل يعيش شارون؟ الامل ضئيل. لا اعرف".

ماذا قال مسؤول اميركي سابق رفيع كانت له ادوار مهمة ولا يزال يتعاطى على نحو غير رسمي الشأن العام بالتعاون مع المسؤولين الكبار عن لبنان وغيره من دول المنطقة؟

 

ظروف خارجية ومحلية تُسقط ذرائع مطلقي الرسالة

الحملة على سليمان استعادت أساليب محاصرة الرئاسة

روزانا بومنصف     

يفيد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لم يتأثر بالانتقادات التي وجهت اليه لتوجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين. وينقلون عنه انه يعرف اين تكمن مصلحة لبنان وهو الذي يقرر ما يجب ان يقوم به. ذلك انه سبق له ان واجه خلال مدة ولايته القصيرة نسبياً مواقف مماثلة تمثل احدها في الانتقادات التي وجهت اليه لمشاركته في قمة الدوحة في ذروة الانقسام العربي. اذ قامت تظاهرة امام السفارة الاميركية طالبت حتى بتنحيه عن الرئاسة. وكانت انتقادات مماثلة وجهت اليه لدى توجهه الى نيويورك في وقت لاحق للمشاركة في مؤتمر للامم المتحدة عن حوار الحضارات لم يشارك فيه الرئيس السوري بشار الاسد، من الجهات  نفسها التي ارتفعت اصواتها اخيرا على رغم ان اتصالاته بنظيره السوري لم تنقطع عشية هاتين المحطتين، لا بل ان الوزراء الشيعة كانوا على وشك الانسحاب من الحكومة احتجاجا على مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات قبل ان يعود ويمطرونه بالمديح والثناء على موقفه في المؤتمر. وتكرر السيناريو نفسه مع الاستعدادات لزيارة واشنطن ولو انه عبر معرفة اللبنانيين الوثيقة باصحاب الحملات والانتقادات لا يمكن هؤلاء ان يوجهوا انتقاداتهم الى رئيس الجمهورية لولا وجود خلفية داعمة لها تعود الى جهة اقليمية مؤثرة هي العاصمة السورية التي لا يمكن ان تجاهر علنا بممانعتها او تحفظها عن هذه الزيارة.

ولا يفهم سياسيون متابعون مغزى هذه الانتقادات في الوقت الذي توظف فيه سوريا كل مناسبة او كل صديق اقليمي او دولي للولايات المتحدة من اجل اعادة الحرارة الى العلاقات بين واشنطن ودمشق وفي الوقت الذي لم يكتم سليمان نفسه نصائح قدمها الى زوار اميركيين كثر زاروه بعد انتخابه رئيسا بضرورة انفتاح واشنطن على سوريا مجددا واصلاح ذات البين بينهما. فيما يعتبر كثر ان رئيس الجمهورية قدم الكثير الى سوريا كان آخرها سحبه من البيان الوزاري سببا من اسباب انزعاجها وهو كلمة "الندية" في بند العلاقات بين البلدين مشيرا امام الوزراء ابان مناقشة البيان الى انه استخدم كلمة "الندية" في خطاب القسم وهو ما اثار استياء سوريا ويقتضي اعادة رأب الصدع بين البلدين في هذه المرحلة الجديدة بابدال هذه الكلمة بكلمة أخرى.

لكن المصادر نفسها ترى ان الحملات والانتقادات المسبقة التي تبدو كأنها تشكك في موقف رئيس الجمهورية وكأن مواقفه خارج لبنان وفي العاصمة الاميركية ستختلف عما يعلنه لا بل يؤمن به في لبنان هي بمثابة ابقاء رؤساء الجمهورية في لبنان اما تحت المجهر او تحت الضغط بحيث ان الحملات الاستباقية هي لرسم حدود لتأثير حلفاء سوريا او تأثير دمشق بالذات أبعد مما هو الان لا بل لاعادة الالق الى النفوذ السوري الحليف وغير المباشر. فضلا عن الاعتقاد ان الهدف يكمن في محاولة التأثير على رئيس الجمهورية وإخافته على رغم انه اظهر انه ليس مغامراً ويتمتع بالحكمة في ادارة العلاقات الداخلية ومع سوريا بحيث يستبعد تماما ان يقدم على اي مبادرة او اي امر يستفز دمشق او يقلقها، وكذلك الحال بالنسبة الى "حزب الله". لا بل هو يمارس حقه كرئيس للجمهورية وكثر رأوا في موقف العماد ميشال عون في قصر بعبدا متحدثا عن هذا الحق في مواجهة انتقادات حلفائه لزيارة الرئيس سليمان لواشنطن امرا لا يمكن تجاهله مسيحيا في الدرجة الاولى، كون الحملات تقيد في مفاعيلها موقع الرئاسة ايا يكن شاغلها وتكرس اخرين في مواقع سياسية مختلفة بمثابة أوصياء عليها.

وليس خافيا ان موضوع سلاح "حزب الله" لا يشكل مسألة مطروحة على بساط البحث في اي محادثات خارجية وان كان لا يزال موضوعا خلافيا كبيرا على صعد عدة من اجل التذرع بالقلق ازاء هذا الموضوع متى طرحه المسؤولون  الاميركيون مع الرئيس سليمان او سواه. اذ انه لم يعد يطرح كما في الماضي مع تسليم الولايات المتحدة بموضوع معالجة لبنان لسلاح الحزب عبر طاولة الحوار. وهذا امر ليس جديدا، بل كرسه زعماء الاكثرية تحديدا وخصوصا الرئيس سعد الحريري قبل ان يصبح رئيسا للحكومة والنائب وليد جنبلاط امام المجتمع الدولي في ذروة الاحتدام مع قوى 8 آذار ما بعد عام 2006، وقد تفهمت واشنطن هذا الواقع وتدرك حدود قدرة لبنان على التعامل مع هذا الموضوع وسط كل التعقيدات المحلية والاقليمية القائمة من دون التخلي عن ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من اجل ضبط عبور السلاح الى الحزب عبر الحدود مع سوريا وفقا للقرار 1701. اما مواضيع البحث الاساسية فبات معروفا انها تتمحور حول ملفين احدهما تسليح الجيش والاخر رغبة الرئيس في معرفة ما هي فرص مشروع التسوية الاميركية للمنطقة وأفقه ومن ضمنه موضوع الفلسطينيين ومصيرهم كون لبنان معنيا بوجود عدد كبير منهم على ارضه ويرفض ان يكون توطينهم على ارضه حلا يمكن ان يرد في اي حسابات اميركية.

فهل سيمتدح المنتقدون رئيس الجمهورية لاحقا ام انهم سيعزون الفضل الى تأثير انتقاداتهم على مجرى الزيارة ومضمونها؟ ولماذا لا يقدم المنتقدون جردة حساب امام اللبنانيين عن زياراتهم هم للخارج في ظل مرجعيات يعودون اليها في الخارج ولا من يحاسب ولا من يسأل؟

 

سليمان طالب بدعم لبنان والضغط على إسرائيل.. وأوباما شدد على تطبيق القرارات التي تعزز الإستقرار وتحقق السلام

الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

لبنان الآن/ بحث رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للأوضاع السياسية في العالم والمنطقة، خصوصاً عملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية.

الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد خلال اللقاء أن بلاده "شريك في مسار تعزيز قدرة لبنان وقدرة الجيش اللبناني من أجل تعزيز سيادة لبنان واستنقراره"، مضيفاً: "لبنان دولة هامة في منطقة هامة، ونحن ملتزمون بأن نرى لبنان قوياً ديمقراطياً يتمتع بالسيادة والإستقلال، وسنستمر بمساعدته ليس على الصعيد الأمني، بل على الصعد الأخرى أيضاً، فهناك نواحي أخرى مهمة من الناحية الإقتصادية وفي المجتمع المدني"، مشيراً إلى أن "هناك شجرة من الأرز اللبناني زرعت في البيت الأبيض، نصر على أن نرويها بشكل دائم ونروي العلاقة الطيبة بين بلدينا"، واصفاً اجتماعه بسليمان بأنه "كان هاماً يرتقي إلى أهمية العلاقات بين البلدين، وإشارة إلى الصداقة القوية لا سيما أن هناك مليوني أميركي من أصل لبناني في الولايات المتحدة".

إلى ذلك شدد أوباما على ضرورة "تطبيق القرارات الدولية التي تعزز الإستقرار وتحقق السلام في المنطقة"، وأضاف: "توافقنا على أن السلام من القضايا المهمة في المنطقة وداخل لبنان أيضاً".  من جهته أكد سليمان أن "ما يجمعه بأوباما هو سياسة الإنفتاح والحوار، فإذا كان انتخاب أوباما شكل علامة فارقة في الديمقراطية في العالم وأن خطابه في القاهرة أحيا الأمل عند شعوب المنطقة في إيجاد الحلول للقضايا الشائكة في العالم، فإن نيله جائزة نوبل للسلام أعطت أيضاً الامل في إعادة الحقوق لأصحابها وتأمين الإنسحاب من الأراضي المحتلة وإعطاء حق العودة لللاجئين الفلسطينيين"، معلناً "التمسك بالمبادرة العربية للسلام".

وأشار سليمان إلى أنه "تم خلال اللقاء استعراض الإستقرار الذي تحقق في لبنان على المستويات كافة السياسية والأمنية والاقتصادية، مع استمرار إسرائيل في تهديداتها للبنان، ما يعيق نمو الإقتصاد اللبناني"، لافتاً إلى أنه طلب من الرئيس الأميركي "ممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701، وتنفيذ الإنسحاب من قرية الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا".

كما أكد سليمان أن المحادثات مع أوباما "تناولت موضوع العلاقات الثنائية، خصوصاً أن لبنان يجمعه مع أميركا الأميركيين من أصل لبناني الذي يلعبون دوراً مهماً في هذا البلد، بالإضافة إلى قيم الديمقراطية، والإيمان بحقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية ومحاربة الإرهاب"، لافتاً إلى أن "لبنان دفع ثمناً من دماء أبنائه واقتصاده وهجرة شبابه للمحافظة على هذه القيم"، وقال: "هنا نطلب مساعدة أميركا عسكرياً ما يؤمن قدرة الدفاع عن لبنان والتصدي للإرهاب الذي يشكل خطراً ليس على لبنان فقط بل على الإنسانية، بالإضافة إلى المساعدات الاقتصادية التي تحقق العدالة الإجتماعية، كما نطلب موقفاً سياسياً داعماً للبنان بهدف إيجاد الحلول السلمية حتى لا تأتي على حساب لبنان"، وأعلن أن "البحث تناول أيضاً موضوع انتسابنا إلى مجلس الأمن وقد اتفقنا على آلية للتنسيق والتعاون متخذين مصلحة لبنان أولاً".

 

بايدن يشدد على دعم المؤسسات اللبنانية

شدد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على دعم الإدارة الأميركية لمؤسسات لبنان بما فيها موقع الرئاسة والجيش القادر على حماية استقلاله

ورحب بايدن في بيان بعد الاجتماع الذي عقده الإثنين مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في واشنطن بفرصة العمل مع الحكومة اللبنانية الجديدة على مجموعة واسعة من القضايا الأمنية والاقتصادية والسياسية

 

فيلتمان : علاقتنا بسوريا طبيعية

رأى نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان أن عامل الوقت الطويل الذي مر لتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة قد يكون عنصراً ايجابياً بالنسبة إلى اللبنانيين لأنه قد يعني أنهم بدأوا يفهمون بعضهم بعضاً، لافتاً إلى أن هذا ما لاحظه من خلال قراءته للبيان الوزاري , مشدداً على أن الوقت حان ليلتف اللبنانيون حول أجندة وطنية داخلية وأمل فيلتمان في حديث إلى صحيفة "الحياة" في أن يبدأ اللبنانيون مرحلة جديدة من التطلع إلى الداخل وأن يتوقفوا عن التفكير بماذا يعتقد الأميركيون أو السعوديون أو السوريون أو أي عنصر خارجي ، بل التفكير بماذا يحتاج اليه اللبنانيون ووصف فيلتمان العلاقة مع سوريا بأنها طبيعية أكثر من السابق وعلى أكثر من صعيد ، لافتاً إلى أن هناك قنوات حوار عدة فتحت وأن هناك اليوم حواراً متعدد الجوانب وثمة زيارات رسمية متبادلة ، مشيراً إلى أن مثل هذه الزيارات لم تعد شيئاً نادراً ، معتبراً هذا الأمر عنصر ايجابي ومفيد

وأوضح فيلتمان أنه إذا كان اللبنانيون قلقين من أن واشنطن في صدد حوار قريب مع سوريا اليوم فعليهم أن يعلموا أن الحوار مع دمشق لن يكون على حسابهم على الإطلاق , مشيراً إلى أن هذا لا يعني اطلاقاً أن الخلافات العميقة مع دمشق قد حُلت ، أو أنها ستحل بين ليلة وضحاها ، مؤكداً ان فهم واشنطن لدور حزب الله مختلف جداً عن فهم سوريا لهذا الدور

 

 

جباريل"... السياسة

محمد سلام، الاثنين 14 كانون الأول 2009

المعضلة الآنية في لبنان هي أن هناك أكثر من طرف يريد أن يقول للدولة اللبنانية إفعلي هذا ولا تفعلي ذاك.

بغض النظر عن رفض مضمون الهذا والذاك، الرفض اللبناني ينطلق أولا من رفض الشكل. أي رفض السماح لأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل بأن يحدد أولويات ومسار الدولة اللبنانية حيال الموضوع الفلسطيني، ورفض السماح لـ"حزب السلاح"، ومن وراء "حزب السلاح" من مؤيدي الدور الجبريلي، بالقول لفخامة رئيس الجمهورية بأن ُيسمع أو يستمع.

حتى معالي الوزير عدنان السيد حسين أخطأ بحق فخامة الرئيس عندما قبل مجرد التأكيد بأن رئيس البلاد سيُسمع نظيره الأميركي باراك أوباما ولن يستمع إليه فقط.

وأخطأ الوزير السيد حسين أكثر عندما قبل بالتنازل في حق الرئيس وأصدر له ما قد يشبه شهادة أداء، لا سمح الله، بأنه كان قد أسمَع في كذا مناسبة.

بروتوكوليا نبدأ من القمة لنقول إنه من غير المسموح لأحد، كائنا من كان هذا الأحد بغض النظر عن محليته شكلا وإقليميته فعلا ومضمونا، غير مسموح له بأن يحدد لرئيس الجمهورية اللبنانية ما يقول وما لا يقول.

يبدو أن الالتباس ما زال قائما في أذهان "الجباريل"، بشقيهم الدمشقي والطهراني، حيال الشخصية اللبنانية السيدة الحرة المستقلة. ما زالوا يعتقدون أن في إمكانهم إملاء توجهاتهم على كل لبنان، بدءا من قمة هرم الدولة اللبنانية، حامي الدستور رئيس الجمهورية.

يبدو من البديهي الاستنتاج بأن فخامة الرئيس سيسمع أوباما ما ورد في خطاب قسمه، وما ورد في البيان الوزاري لحكومة دولة الرئيس سعد الدين الحريري.

ويبدو من البديهي الاستنتاج بأن فخامة الرئيس سيسمع أوباما رأي كل لبنان، أي ما يتفق عليه كل لبنان، وأيضا ما يختلف عليه اللبنانيون، إذ لا يكفي أن يكرر الوزير السيد حسين قولا مجتزأ من مقابلة صحافية للرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل أيام من اغتياله في العام 2005 بأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 هو شأن داخلي لبناني.

تطبيق القرار، الداعي ضمن أمور أخرى إلى حل الميليشيات، هو حتما شأن داخلي لبناني، لذلك أحيل شقه المختلف عليه –أي السلاح- إلى طاولة الحوار لاتخاذ موقف من السلاح، ما يعني تحديدا أن تطبيق هذا القرار لم يكتمل على عكس ما حاول بعض "الجباريل" الإيحاء به في صحفهم وتصريحاتهم.

الوزير السيد حسين أخطأ بحق فخامة الرئيس وأخطأ أيضا بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما اقتبس عنه موقفا اعتمد قبل اغتياله، وفي حقبة الوصاية السورية في لبنان، وقبل حرب العام 2006 وقبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 الذي يرتبط تطبيقه عضويا وفعليا بتطبيق شقيقه الأكبر القرار 1559، وقبل أيار "المجيد".

الملفت أن النائب عن حركة أمل-قضاء صور عبد المجيد صالح أصبح يحاضر أيضا في موضوع ما سيبحثه الرئيس سليمان مع الرئيس أوباما، معتبرا أن من بين المواضيع المدرجة "مصير" القرار 1559.

ما سبق يتعلق بقمة الهرم، أي برفض المس بأداء واستقلالية رئاسة الجمهورية، وشخص فخامة الرئيس.

أما التدخل "الجبريلي" المباشر في السيادة اللبنانية عبر فضائية "الجزيرة"، فهو يصوب على أداء حكومة الائتلاف الوطني، ويحاول محاصرتها بطرح مقايضة نخاسة بين ما اعتبره حقوقا مدنية للشعب الفلسطيني وقواعده المسلحة ذات السيادة على الأراضي اللبنانية.

قرار تفكيك قواعد "الجباريل"، أي جبريل وفتح الانتفاضة، المنتشرة على الأراضي اللبنانية خارج مخيمات اللجوء المعترف بمواقعها من قبل الدولة اللبنانية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قرار متخذ منذ حقبة طاولة الحوار الأولى التي كانت برئاسة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا توجد مؤشرات توحي بأن حكومة الرئيس الحريري تنوي التراجع عنه وإعادة طرحه على طاولة الحوار برئاسة الرئيس سليمان.

بل على العكس، تصر المكونات الرئاسية لحكومة الحريري على أن فقط مادة واحدة لا غير مطروحة على جدول أعمال طاولة الحوار، وهي سلاح "حزب السلاح" المتواري تحت صفة "استراتيجية دفاعية".

وبالتالي، فإن ما يحاول الجبريل القيام به هو إيجاد مساحة دور له ولغيره من فصائل "الجباريل"، الفلسطينية وغير الفلسطينية، لبحث هذا الشأن، ومن ثم محاولة السير باتجاه مقايضة النخاسة حيال الحقوق المدنية للآجئين الفلسطينيين، كي يجد لتنظيمه وحلفاء تنظيمه مساحة ضمن التجمعات الفلسطينية في لبنان، ومن ثم استخدام هذه المساحة للتصويب على الدولة اللبنانية بعد "التحصن" بالمدنيين الفلسطينيين.

قديمة ومكشوفة ومرفوضه هذه الخطة البائسة لأن جبريل يعلم، قبل غيره، أن لبنان يتعاطى مع الموضوع الفلسطيني من نافذتين "رسميتين" عربية، ولبنانية.

-النافذة العربية، وهي المنطلق الأساس لتعامل الدولة الفلسطينية مع الشأن الفلسطيني، تلتزم إطار القرار الذي اتخذ في 27 تشرين الثاني العام 1974 من قبل القمة العربية العادية السابعة في العاصمة المغربية الرباط والذي أعلن أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

-النافذة اللبنانية الرسمية تستند إلى اعتراف الدولة اللبنانية بالسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلا للشعب الفلسطيني على طريق قيام الدولة الفلسطينية. وفي ضوء هذا القرار تم تحويل مكتب "م.ت.ف." في بيروت إلى سفارة  تتمتع بالحصانة الدبلوماسية، ويتم التعامل معها في كل الشؤون التي تخص الشعب الفلسطيني.

هذه الشرعي، والوحيد، والسفارة هي تحديدا المفاصل التي تزعج جبريل، وبقية "الجباريل"، من فلسطينيين وغير فلسطينيين.

يعلم الجبريل إياه أن لبنان لا يعترف به إلا في صفة واحدة، أي صفة فصيل من ضمن الفصائل المكونة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ويعلم المواطن السوري جبريل أن السلطة اللبنانية، في حقبة السيادة ما بعد الوصاية، يجب ألا تقبل بالاجتماع إليه إلا إذا كان من ضمن منظمة التحرير أو السلطة الوطنية.

ويعلم الجبريل إياه، كما يعلم العالم أجمع، أنه هو ومن معه من "العرب" ما قبلوا يوما منظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، وما توقفوا يوما عن محاولاتهم الفاشلة لتكوين منظمة تحرير بديلة.

ويعلم الجبريل إياه، كما يعلم العالم أجمع، أن أسياده منعوا لبنان في حقبة الوصاية من الاعتراف العملي بمنظمة التحرير الفلسطينية أو التعامل معها.

ويعلم الجبريل، كما يعلم العالم، أن أسياده منعوا لبنان في حقبة الوصاية إياها من الاعتراف بالسلطة الوطنية الفلسطينية، وصولا إلى مشاركتهم إسرائيل في حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "فضائيا" عبر منعه من مخاطبة القمة العربية التي عقدت في بيروت أثناء عهد ممثل الوصاية الرئيس السابق إميل لحود.

جبريل يسعى مع من أراد محاصرة فخامة الرئيس سليمان إلى محاصرة الحكومة اللبنانية، بل الدولة اللبنانية، عبر السعي لإيجاد تمثيل فلسطيني في لبنان يتجاوز منظمة التحرير والسلطة الوطنية.

جبريل يسعى لتجميع "فصائل سوريا وفصائل إيران" في لبنان كي يقدمهم شريكا في الحوار حيال وضع الفلسطينيين في لبنان، ما يعني أنه يريد من السلطة أو الدولة اللبنانية أن تعترف بمرجعية فصائل سوريا، ومرجعية "حماس" التي يزور كبيرها خالد مشعل إيران ومرجعية "الجهاد الإسلامي" التي بايعت الولي الفقية الإيراني.

جبريل، في الواقع، يريد تحقيق رزمة "الجباريل" كي تكون "ندا" للدولة اللبنانية في لبنان، وليس فقط ندا للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.

يتناسى جبريل، وحتما لا ينسى، أن جبهته لا تضم في عضويتها أكثر من 4% من "فلسطينيي لبنان" ويتناسى، وحتما لا ينسى، أن الفصائل إياها التي يسعى لجمعها في رزمة، لا تمثل مجتمعة في لبنان، أكثر من 7% من مجموع الفلسطينيين المقيمين شرعا في لبنان بموجب بطاقات الأونروا.

ويتناسى، وحتما لا ينسى، أن التمثيل الفلسطيني في فلسطين هو شأن "الشعب الفلسطيني" وليس أولوية الشعب اللبناني الذي يتعامل مع الواقع الفلسطيني عبر البوابتين الإلزاميتين، بوابة منظمة التحرير وبوابة السلطة.

فليحسم حجمه وموقعه في فلسطين أولا، وهذا شأنه، أما لبنان فهو شأن اللبنانيين لا شأن "الجباريل" وأسيادهم، علمانيين أو متأسلمين على حد سواء.

    

 

 أوراق لبنانية في واشنطن

الديار/زينا الخوري

تستطيع الولايات المتحدة ان تقدّم الكثير للبنان. لكنها اعتادت ان تطلب منه اكثر مما تعطيه! خلال العقود الماضية لعبت الإدارة الاميركية دورا اساسيا في توجيه السياسة اللبنانية.

وتدخلت في اللعبة الداخلية بشكل مباشر. وكان للبنان طلبات اساسية وبديهية وقفت الإدارة الاميركية منها موقف الرافض. ولعل اسؤ ما واجهه لبنان في هذا المضمار مواقف الوزيرة كوندوليزا رايس والسفير جون بولتون خلال حرب تموز 2006 وتأخير صدور القرار 1701 واستمرار العدوان الاسرائيلي...ولكن كل هذا اصبح في الماضي ورحل مع جورج بوش وفريقه وسياستهم الشرق اوسطية التي تنقّلت من فشل الى فشل. اسئلة كثيرة تواكب زيارة فخامة رئىس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن اولها: هل تبدّلت السياسة الاميركية تجاه لبنان مع ادارة الرئىس باراك اوباما؟ هل تغيّر الموقف الاميركي من اسرائىل ام ان الدولة العبرية لا تزال الطفلة الاميركية المدلّلة تسرح وتمرح حيث تشاء بلا حسيب ولا رقيب؟

هل تغيّر الموقف الاميركي من تسليح الجيش اللبناني؟ ام ان المخازن الاميركية والمصانع الاميركية لا تزال موصدة امام لبنان وممنوع عليه ان يحصل على اي سلاح دفاعي فعّال يمكن ان يتصدى للطائرات الاسرائىلية التي تخرق اجواءه؟ هل تبدّل الموقف الاميركي من «حزب الله» ودور المقاومة؟ ام لا يزال نزع هذا السلاح هو المطلب الاميركي الاول ولا يزال «حزب الله» منظمة ارهابية في نظر الإدارة الاميركية؟ وقد سبقت زيارة فخامة الرئىس رسالة وقّعها 31 نائبا اميركيا تطالب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بنزع هذا السلاح.

وواكب الزيارة بيان من ست منظمات اميركية لبنانية تطالب لبنان بتطبيق القرار 1559 بينما يطالب فريق لبناني بإلغائه... هل توقفت «الافلام» الاميركية الطويلة والقصيرة على الساحة اللبنانية يوم اعلن السفير جيفري فيلتمان في نهاية تشرين الاول ان «لا مانع من قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان». فأنفك الرصد وانطلق مسار الحكومة؟ اعتادت اميركا ان تطلب من لبنان، فهل يستطيع الرئىس اللبناني اليوم ان يطلب من اميركا؟ ورقة جوهرية يملكها لبنان اليوم تحتاجها اميركا هي المقعد غير الدائم الذي يشغله وطن الارز في مجلس الامن الدولي عام 2010. ومن المهم جدا ان ينسّق لبنان مواقفه مع مواقف واشنطن... وهنا جوهر المسألة. وهنا تكمن القدرة اللبنانية على التفاوض... وطلب المعاملة بالمثل!

 

عروبة اللبنانيين ولبنانية العرب

اللواء/بقلم: محمد سلمان

في الدبلوماسية، أن قمة واشنطن بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ونظيره الأميركي <أوباما> هي قمة لبنانية - أميركية، وفي السياسة هي قمة عربية - أميركية، نظراً لمسألتين يحملهما الملف اللبناني إلى هذه القمة، بإسم العرب جميعاً، هما: ان إلزام إسرائيل تنفيذ القرار 194 الصادر عن مجلس الأمن عام 1948، والقاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين، وتالياً إلزامها أيضاً تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة·

2 - وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية التي تشكل عملية التهويد الكامل لفلسطين، وعملية التطهير والجرف العرقي لأصحابها الشرعيين: الفلسطينيين·

هذا في البعد العربي لقمة سليمان - <أوباما>، وإنتاج البعد اللبناني الأميركي، فهو الطلب إلى واشنطن بالضغط الدبلوماسي والسياسي وسواهما على <تل أبيب> لتنفيذ القرار 1701 الذي تعطله الإختراقات الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية والجاسوسية، وبالتهديدات اليومية، وما يرافق ذلك، من شبكات وخلايا إسرائيلية للتفجير والإغتيالات في الأراضي اللبنانية·

كما أن الملف اللبناني إلى هذه القمة الهامة، التأكيد على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، للحفاظ على التوازن السكاني من الخلل في مكوناته وأحجامه، ونظراً لضيق المساحة الجغرافية اللبنانية في عدم القدرة على إستيعاب اللاجئين الفلسطينيين لأمد طويل، وكذلك لضعف القدرات والموارد الإقتصادية التي لا تكفي للشعب اللبناني، فكيف إذا أضيف إليه اللاجئون الفلسطينيون في هذا المجال·

وما يجب التأكيد عليه، أن رفض الشعب اللبناني للتوطين ليس موقفاً عدائياً بحق الإخوة الفلسطينيين، بل هو دعم ومساندة لحق العودة إلى ديارهم السليبة، وأن رفض هذا التوطين منصوص عليه في إتفاق الطائف، وأصبح دستوراً للدولة وميثاقاً للعيش المشترك، ومنصوصاً عليه أيضاً في البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الدين الحريري الذي يؤكد بدوره أن التوطين ضار بالشعبين اللبناني والفلسطيني، ويصب في المصلحة الإسرائيلية مباشرة·

ومن النقاط الأساسية والمركزية في قمة سليمان أوباما، التباحث في تزويد الجيش اللبناني بأسلحة أميركية حديثة ومتطورة لتمكين من الدفاع عن السيادة اللبنانية، وذلك في الوقت الذي يؤكد الرئيس سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي على تنويع مصادر السلاح، من دون أن يكون ذلك مشروطاً بمواقف داخلية ومطالب خارجية، تتعارض مع حرية القرار السيادي اللبناني في إستخدام هذه الأسلحة ذات المصادر المتعددة، وكذلك إستكمال تزويد قوى الأمن الداخلي بالأسلحة والآليات اللازمة لتفعيل دورها في الحفاظ على الأمن والإستقرار من المتلاعبين بأمن الدولة والناس·

وإلى جانب العلاقات الثنائية: تطويراً وتوسيعاً، سوف تكون عملية السلام في الشرق الأوسط، مدار بحق معمق بين الرئيس سليمان وأوباما، وذلك على خلفية التنفيذ لقرارات هذا السلام الممنوع من التحقيق، بسبب الرفض الإسرائيلي الدائم لتلك القرارات، وكذلك على خلفية المبادرة العربية للسلام أيضاً، ما يؤكد في الرأي السياسي والرؤية الدبلوماسة للمقارنة بين لقاءات وإجتماعات لبنانية - أميركية سابقة، أن الطرح اللبناني في قمة واشنطن هو لبناني بعمق عربي - وطرح عربي بعمق لبناني، وفقاً لمعادلة - عروبة اللبنانيين، ولبنانية العرب في القضايا المصيرية الكبرى·

 

ليتها "تذكارية" فقط

لبنان الآن/بشارة شربل

السبت 12 كانون الأول 2009

من حق "التيار السيادي" في لبنان وليس خصومه القلق من زيارة الرئيس سليمان لواشنطن. لكن، لم يخطئ أحد سياسيي "8 آذار" الناطقين باسم خبايا "المطبخ الدمشقي" في وصف الزيارة بأنها مجرد رحلة لالتقاط "صورة تذكارية" معتبراً أن ليس لدى أوباما ما يعطيه. أما ما لم يقله، تأدباً أو حرصاً على عدم أخذ كلامه بمثابة رسالة مباشرة إلى الرئيس، فهو أنه ليس في حوزة رئيس لبنان أيضاً ما يعطيه. لا مبرر لدى فريق "8 آذار" للإستياء من زيارة سليمان لأميركا، خصوصاً بعد المعلومات عن تشجيع الرئيس الأسد له لإتمام الزيارة. ذلك أن هذا الفريق اختبر طويلاً شخصية الرئيس، وبات مطمئناً، بعد تعطيله نتائج الإنتخابات النيابية وتحويله الأكثرية إلى أكثرية وهمية، الى أنه عطّل خصوصاً دور الرئيس.

لو كان بوسع أي رئيس دولة عادي أن يلغي موعداً مع رئيس أقوى دولة في العالم لوجب نصح الرئيس سليمان بالإعتذار عن عدم تلبية الزيارة تحت أي ذريعة كانت، إذ لا يفيد لبنان إطلاقاً اكتشاف واشنطن أن رئيسه المنتخب بعد "ثورة الأرز" و"انتفاضة الإستقلال" بات بعد عام من انتخابه وأدائه القسم الرئاسي أقرب إلى شاهد محايد أكثر منه رئيساً فاعلاً أو حكَماً على أقل تقدير، وأنه بدل أن يتشدد في مطالبتها بتطبيق القرارات الدولية التي تحمي بلاده ذاهب لإبلاغها بأنها "شأن لبناني".

لا مصلحة للبنان حتماً بأن يرتبك الرئيس حين يسأله أوباما عن التزام بيروت القرار 1701. فإذا كان الرئيس يعتقد بأن جوابه الجاهز المتعلق بالإنتهاكات الجوية الإسرائيلية لسماء لبنان كافياً في نظر الأميركيين والمجتمع الدولي، فلماذا لا يؤكد عليه بتصريح جديد تصدره دوائر القصر الجمهوري مضيفة إليه قصة "التوطين" ويكفي نفسه مؤونة السفر وعناء تجاوز الأطلسي؟ ليس مطلوباً من الرئيس سليمان أن يأخذ جانب فريق في الصراع الداخلي، لكنه يبدو اليوم أقل قدرة على ممارسة التحكيم بفعل مبادرته إلى خطوة يدفع ثمنها هو وتدفع ثمنها معه المؤسسات الدستورية وإرادة الشعب اللبناني. فهو الذي أعطى عقب تكليف الحريري إشارة الإنطلاق للأقلية للتشدد وسلمها سلفاً ورقة التعطيل حين أعلن رفضه التوقيع إلا على حكومة "وحدة وطنية"، وهو إعلان، تفسيره الوحيد واضح في النتيجة التي انتهى إليها مسلسل التشكيل. وهكذا بدل أن تترسخ قوة رئاسة الجمهورية بحكومة لا تلغي نتائج الإنتخابات وتعلق النظام البرلماني يجد رئيس الجمهورية نفسه مكبلاً بصيغة البيان الوزاري الذي يكرس الإزدواجية بين الجيش والمقاومة ويبقي لبنان ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي ولا يتقدم خطوة واحدة في اتجاه تكريس دولة السيادة والمؤسسات. فماذا سيقول الرئيس إن سأله أوباما سؤالاً مباشراً: ما هو موقفك لو خاض "حزب الله" حرباً ضد اسرائيل دفاعاً عن إيران وملفها النووي؟ أو سؤالاً آخر: هل تملك فخامتك وحكومتك قرار السلم  والحرب والقدرة على تنفيذ أي التزام دولي؟ وهل ما زال لبنان يطالبنا بالوقوف إلى جانبه كي ترسِّم دمشق حدوده وتثبِّت لبنانية شبعا وتمتنع عن التدخل الفج في شأنه الداخلي؟

يفهم كل لبناني دقة موقف الرئيس وصعوبة "السير بين النقط"، لكن كثيرين راهنوا على أسلوب أكثر إقداماً يجمع حوله رأي عام وسطاً يخرج البلاد من الإصطفاف ويوسع المساحات المشتركة ويقوي موقع الرئاسة ومنعتها بوصفها الجامع بين اللبنانيين، فخاب ظنهم منذ استجاب الرئيس للضغوط التي منعته من الإتيان بكتلة نيابية، وهم يخشون أن تؤدي المرونة المفرطة إلى تفريط. ولعل الرئيس بات يدرك أن خطاب قسمه صار أدنى من بيان حكومة "الإضطرار الوطني" وصياغات الأمر الواقع، وأن طاولة الحوار الموعودة لم يعد معوّلاً عليها مهما توسعت أو تبدلت الكراسي أو حاول المروجون لها التلميع.

"الرئيس خارج المعادلة السياسية الداخلية" هكذا نطق أحد وزرائه المدللين. والتعبير لا يوحي بالترفع عن الجميع بل بحياد يصل حدّ التهميش. فإذا كان الرئيس ذاهباً من هذه المنطلقات للقاء أوباما والمسؤولين الأميركيين، فلن نستغرب أن تستنتج واشنطن من جديد صعوبة الرهان على إرادة داخلية صلبة تستطيع جمع اللبنانيين، وأن تغريها مرة أخرى التوافقات مع السوريين لضمان استقرار ممسوك يحتاج رعاية خارجية تستعين بلاعبين لبنانيين.

 

إيران وبدء العدّ التنازلي

اللواء/ميرفت سيوفي

تتجمع السحب الكثيفة في الفضاء الإيراني، سواءً المتكوّنة بفعل كثافة بخار الضغط الداخلي والغليان الطلابي الذي يُشارف على التحوّل إلى انفجار شعبي، أو الآتي عبر السّحب الداكنة السابحة من خارج، فيما إيران ما زالت تودّ ممارسة لعبة "الوقت" مع دول العالم، وتضييع زمن من هنا وأشهر من هناك، إلى أن جاء كلام أميركي من العيار الثقيل صدر بالأمس وهو بمثابة إعلان رسمي لبدء العد العكسي لإنهاء اللعبة الإيرانية، فحبس  الإعلان الأميركي الرسمي الأنفاس: "بقي أمام إيران شهر واحد لتبدل موقفها في شأن برنامجها النووي وذلك تحت طائلة فرض عقوبات دولية جديدة عليها"، هكذا بهذه الطلاقة والصراحة والوضوح تحدّث مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الجنرال جيمس جونز، ولم ينسَ مستشار البيت الأبيض الحديث عن "الصبر الأميركي" الذي بدأ ينفد...

 هذه الغيوم الداهمة من الخارج، كانت إيران تواجهها في الداخل بعناوين لم يفهمها الذين سمعوا بها إذ أعلن عن "تخفيض الرتبة الدينية" للرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، و"تخفيض الرتبة الدينية" هذا يحتاج ذهناً متوقداً لفهمه، على اعتبار أن العلم الديني ليس رتبة عسكرية، فإما عالم أو لا، وربما نحن مقصرون في فهم هذا السلّم التراتبي "القمّي" الذي أصبح كسلّم الرتب العسكرية، وبالتأكيد لا أفهم كيف يصل إلى مرتبة دينية من ليس عالماً، ولا كيف تنزع مرتبة علمية دينية، فأيّ علم هذا الذي يتحقق برتبة وينزع بسلبها؟!! وما بين غيوم الداخل والغيوم الداهمة من خارج، تتراكم غيوم نارية اللون هي أشبه بمفاجآت تسرب إشعاعي، لكأنها تأتي لتسرّع نفاد الوقت الإيراني العالق ما بين الضربة وبين العقوبات الموجعة، فقد نشرت صحيفة التايمز البريطانية عن وثائق سرية حصلت على نسخ منها مأخوذة من أكثر المشاريع النووية العسكرية الإيرانية حساسية.

 وذكرت الصحيفة أن الوثائق التي بحوزتها تقدم وصفاً لخطة إيرانية مدتها أربع سنوات، ترمي إلى اختبار جهاز لتحريض النيوترونات، وهو المكوّن الذي يدخل في تركيب القنبلة النووية وتكون مسؤوليته إحداث الانفجار، كما أشارت إلى أن وكالات الاستخبارات الأجنبية تقدر أن تاريخ الوثائق المذكورة يعود إلى أوائل العام 2007، أي بعد أربع سنوات من التاريخ الذي كان يُعتقد أن إيران علقت فيه العمل في برنامجها النووي .

 نقل عن خبراء مستقلين قولهم إن مركّب النيوترون لا توجد له أي استخدامات ممكنة، مدنية كانت أم عسكرية، سوى في مجال السلاح النووي، وأضاف التقرير أن هذه المادة هي عينها التي كانت استخدمت في صنع القنبلة النووية الباكستانية، والتي أخذت عنها إيران مخطط العمل في برنامجها النووي .

 والسؤال اللبناني الصعب ما دام "كرعوبنا اللبناني على ما يبدو معلّق بالكرعوب الإيراني": ما الذي يترتب لبنانياً على عقوبات مشددة على إيران، وكيف سينعكس الأمر تحديداً على حزب الله عندما يُضيّق الخناق على أنبوب التغذية الإيراني الذي يتنفس منه؟

 والسؤال الإقليمي الآخر، بعد انقضاء الشهر الإيراني الأخير ماذا سيكون الموقف الدمشقي في حال تم توقيع العقوبات القاسية، وهل ستضيق رقعة التمدد و"التفرفد" السوري أم ستتسع، فيكون لبنان وحزب الله ثمناً مدفوعاً على طريقة "الثمن ـ التلزيم" الذي دفعه لبنان مقابل عاصفة الصحراء البوشية الأبوية؟

 والسؤال الفلسطيني: بالأمس تحدث محمود هنيّة في خطاب "مطنطن" عن نية حماس بتحرير كلّ فلسطين، وتحرير "القطاع" جزء من هذا التحرير فيما قطاع غزة منهك ومهدّم ومحاصر ويتآكل من الداخل، وبالكاد تمّ بناء بيتاً من الطين لأن مواد البناء تمنع إسرائيل دخولها؟

 أما التطمين الأميركي الذي "ينقّز" بلد، فهو الذي أطلقه "جيفري فيلتمان" مؤكداً "أن أي اتفاق أميركي ـ إيراني لن يكون على حساب دول الخليج" وأن يصدر هذا الكلام عشية انعقاد قمة التعاون الخليجي في الكويت!!  الغزل والتهديد في نفس الوقت لعبة تجيدها أميركا، مستشار يشدّ وآخر يرخي، أما ما بينهما فالسؤال "الممغوط" في انتظار انقضاء الشهر: هل تترنح إيران من الداخل، وتُخنق من الخارج فتنصاع ولو أننا نستبعد هذه الفرضية لأن العقل القابض على السلطة مظلم الأفكار وجامح الطموحات، أم تنقضّ إيران على الشرق الأوسط والمنطقة على طريقة عليّ وعلى أعدائي... وأي ثمن سيترتب على لبنان في حال كانت طائرة السلاح المضبوطة في مطار بانكوك قادمة من إيران إلى حزب الله؟ وفي هذا التوقيت بالتحديد، في ظل حديث إسرائيلي متصاعد عن عدم جدوى القرار 1701... على اللبنانيين أن ينتظروا المزيد من الوقت الضائع في انتظار تجمع الغيوم في الفضاء الإيراني وتحديد الجهة التي ستهب منها الرياح الإيرانية على المنطقة.

 

التفاهم السوري السعودي يستكمل مفاعيله الداخلية

دمشـق «تعتـرف» بالحريـري .. والريـاض بعـون 

عماد مرمل/ (السفير)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

الرئيس سعد الحريري في دمشق.. والعماد ميشال عون في الرياض. إذا اكتملت هذه المعادلة قريبا، كما هو متوقع، فان دلالاتها ستكون عميقة وبالغة الأثر، لما تؤشر إليه من تحولات استراتيجية في الاصطفافات السياسية وتموضع القوى الداخلية الأساسية.

وإذا كانت الزيارة المرتقبة لسعد الحريري الى سوريا، قد فتحت الشهية على الكثير من القراءات والاجتهادات، بالنظر الى ما تنطوي عليه من أهمية خاصة بعد قطيعة بلغت حدود العداء، فان زيارة ميشال عون المفترضة الى السعودية، لن تكون بطبيعة الحال أقل غنى في معانيها، بعد مرحلة من التأزم في العلاقة الثنائية .

ليس خافيا، ان التيار الوطني الحر ينظر الى الرياض باعتبارها «الحاضنة الإقليمية» لتيار المستقبل وزعيمه المؤسس رفيق الحريري أولا، ثم سعد الحريري من بعده. وليس خافيا ان «التيار الحر» يرى ان الرياض هي صاحبة مشروع سياسي ـ اقتصادي في لبنان، وليست مجرد «فاعل خير»، وأنها تستخدم علاقتها الوطيدة مع تيار المستقبل لتعزيز نفوذها في البلد وحمايته، بعدما تسنى لها ان تتحول الى رقم صعب في معادلة إدارته وتصريف أعماله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، تأسيسا على «نقطة الارتكاز» التي كان اتفاق الطائف قد منحها لها داخل اللعبة.

وفي ذروة الأزمة خلال السنوات الأربع الماضية، شعر «التيار الحر» بان المملكة العربية السعودية كانت تغطي وتغذي حلفاءها في لبنان، وخصوصا على مستوى الطائفة السنية، للإمساك بمفاصل السلطة وتهميش المسيحيين، في محاولة لفرض قواعد جديدة للعبة، تعزز أوراق السعودية وتمنح الارجحية في الحكم لفريق على حساب فريق آخر، بما يهدد تركيبته الداخلية القائمة على احترام التوازنات الدقيقة بين مكونات المجتمع اللبناني، وهناك في التيار من ذهب الى أبعد من ذلك، مبديا الخشية من محاولة «أسلمة البلد» بدعم من الرياض.

وأحس التيار أيضا ان السعودية انزلقت في أعقاب اغتيال الحريري نحو المشاركة في استخدام لبنان ساحة للاشتباك وتصفية الحسابات مع سوريا وإيران، في إطار مشروع دولي أراد الإطباق عليهما ـ مستفيدا من «عاصفة» الاحتلال الأميركي للعراق و«عصف» الانفجار الذي أودى بحياة الحريري ـ الأمر الذي دفع ثمنه مسيحيو عون استبعادا عن كل مراكز القرار في الدولة، لا سيما بعدما ضُبطوا متلبسين بجرم التفاهم مع دمشق وحزب الله.

هذا «الإرث الثقيل» الذي كانت تنوء تحته العلاقة بين العماد عون والقيادة السعودية، يبدو اليوم مرشحا للتخفف من وزنه، بفعل المقاربات الجديدة للوضع اللبناني والتي أنتجت تسويات إقليمية ـ محلية فرضت تعديلا في سلوك الأطراف المؤثرة، وأتاحت تجاوز الكثير من رواسب الماضي، وصولا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف، وانجاز العديد من المصالحات الهامة التي ساهمت في تبديد بعض الهواجس وساعدت على فهم الآخر بشكل أفضل.

وكما ان هذا المناخ المستجد سيتيح للحريري ان يزور دمشق، متخففا من أعباء المرحلة الماضية وممنوعاتها، كذلك الأمر بالنسبة الى عون الذي بات مهيئا لقبول الدعوة القديمة الموجهة إليه من قبل القيادة السعودية. ومن الواضح ان زيارة عون الى الرياض، إذا تمت، ستكون ثمرة إضافية للتفاهم السوري ـ السعودي، تضاف الى الثمرات التي جرى قطفها حتى الآن، ومنها إجراء الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما يبدو ان زيارة الحريري الى سوريا قد «أينعت» وحان وقت قطافها أيضا.

وأغلب الظن، ان التفاهم السوري ـ السعودي، أرسى قواعد جديدة في مقاربة الوضع اللبناني، على قاعدة الاعتراف بأرجحية الزعامة المسيحية لعون والسنية للحريري، باعتبار ان لا مشكلة على هذا الصعيد مع الشيعة والدروز، إذ تعترف دمشق والرياض معا بان حزب الله وحركة أمل يمثلان الغالبية الشيعية والنائب وليد جنبلاط يمثل الغالبية الدرزية، فيما كانت هناك محاولات من قبل العاصمتين في الماضي لتجاهل الواقع الموضوعي لحقيقة التمثيل السياسي لدى المسيحيين والسنة.

هذه النظرة المعدلة من قبل سوريا والسعودية الى المشهدين المسيحي والسني ستكون موضع اختبار خلال المرحلة المقبلة، ولئن كان النصف الأول من العلامة أصبح مضمونا الى حد كبير كون زيارة الحريري الى دمشق باتت مسألة أيام، فان مصير النصف الآخر منها يتوقف على السلوك السعودي ومدى استعداد الملك عبد الله لتحمل تبعات الاعتراف العلني بالعماد عون زعيما للمسيحيين، متقدما على رموز 14 آذار، وبالتالي استقباله في الرياض على هذا الأساس، علما ان مقربين من دمشق يعتبرون انه وكما ان سوريا معنية بالتجاوب مع مقتضيات تعزيز الاستقرار في لبنان من خلال التعامل الواقعي مع سعد الحريري بما يرمز إليه، فان السعودية مطالبة كذلك بان تتعاطى مع عون بما يرمز إليه من حيثية مسيحية، تعبيرا عن احترام التوازن الداخلي في لبنان، من دون ان يؤثر ذلك بالضرورة على علاقتها مع رئيس الجمهورية او حلفائها المسيحيين في 14 آذار.

أما عون نفسه، فان ذهابه الى السعودية، سيكون فرصة بالنسبة إليه لاستكمال تثبيت مرجعيته المسيحية عربيا، وبذلك يكون قد انتزع الاعتراف بها من أهم عاصمتين إقليميتين هما دمشق والرياض، بعدما أنجز هذه المهمة داخليا وهذا ما أثبتته تجربة تشكيل الحكومة، إذ اضطر سعد الحريري الى انتظاره خمسة أشهر قبل ان ينجح في تشكيل حكومته.

وفي حال سارت الأمور وفق ما تفترضه الحسابات النظرية، فان زيارة ميشال عون الى دمشق قبل أيام تصبح في إحدى وظائفها مدخلا للعبور نحو الرياض، تماما كما ان سعد الحريري أراد ان تكون زيارته الرسمية الأولى الى السعودية مدخلا للعبور نحو سوريا.

 

لقاء البيت الأبيض في ظروف متغيرة

رفيق خوري /(الأنوار)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

كل مسؤول لبناني يزور أية عاصمة محكوم بالالتفات الى الوراء وهو يتطلع الى الأمام. وليس هناك استثناء من القاعدة. لا في الزيارة الحالية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن. ولا في الزيارة المتوقعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق. والمجال مفتوح للأصوات المرتفعة في بيروت والهامسة في سواها، سواء كان الدافع هو القلق أو توجيه المحادثات أو تقوية الموقف أو إضعافه. فمن حق أي طرف أن يطلب من المسؤول الزائر التقيد بهذا الموقف أو ذاك. وهو ما يحدث حتى في أميركا، بحيث تمتلئ الصحف بالآراء والاقتراحات والمطالب كلما قام الرئيس باراك أوباما بزيارة الى أي بلد. والبلدان الوحيدة التي لا يجرؤ أحد على مطالبة الرئيس بشيء، هي البلدان المحكومة بأنظمة شمولية.

لكن الموقف الرسمي ليس موقف أي طرف، ولا مجرد تجميع لمواقف كل الأطراف. فهو تعبير عن رؤية واقعية للمصلحة الوطنية. وهو حوار تفاوضي، لا مناظرة. ولا أحد، كما كان يقول الجنرال ديغول، (يذهب الى المفاوضات للحصول على خلاصة بل ليربح شيئاً). واذا كانت دول (الممانعة) تطلب الحوار مع أميركا التي تطلبه أيضا، فان لبنان في موقع القادر على الافادة لنفسه ولأشقائه من العلاقات مع أميركا. ولا شيء يؤذيه أكثر من سياسة العداء لسوريا والعداء لأميركا. الأولى انتهت الى اجماع على أفضل العلاقات مع دمشق. والثانية لا تزال موقفا لبعض القوى، لكنها ليست الموقف الرسمي.

ذلك أن الظروف تبدّلت في لبنان والمنطقة وأميركا من حول اللقاء بين الرئيسين سليمان وأوباما بعد سنوات من اكتفاء البيت الأبيض باستقبال رئيس الحكومة بدل رئيس الجمهورية. فلا وضع الرئيس سليمان هو وضع الرئيس فؤاد السنيورة حين استقبله الرئيس بوش. ولا نظرة أوباما الى لبنان تشبه نظرة بوش اليه سواء في الاصطفاف الداخلي أو في الصراع الاقليمي والدولي. واذا كان تسليح الجيش هو البند الملموس في المحادثات، فان أوباما يقول، كما نقل عنه المعلق ديفيد بروكس، انه (سيفعل أكثر من بوش لتقوية الجيش اللبناني). وهو فوق رهانه على تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي ولو لم تنجح محاولاته حتى الآن، يتطلع الى الاصلاح الداخلي في لبنان. إذ يرى دوراً أميركياً في (المساعدة على بناء توافق لبناني حول اصلاح انتخابي وانهاء الفساد والنظام الزبائني وتطوير الاقتصاد والتوزيع العادل للخدمات والفرص والوظائف).

أليس هذا جزءا من خطاب القسم للرئيس سليمان الذي حمل ملفاً شاملاً الى المحادثات؟ لا مبرر لأمرين: تكبير الرهانات على اللقاء، والمزايدة على الرئيس في المواقف.

 

ظروف خارجية ومحلية تُسقط ذرائع مطلقي الرسالة

الحملة على سليمان استعادت أساليب محاصرة الرئاسة

روزانا بومنصف /(النهار)، الثلاثاء 15 كانون الأول 2009

يفيد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لم يتأثر بالانتقادات التي وجهت اليه لتوجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما وكبار المسؤولين الاميركيين. وينقلون عنه انه يعرف اين تكمن مصلحة لبنان وهو الذي يقرر ما يجب ان يقوم به. ذلك انه سبق له ان واجه خلال مدة ولايته القصيرة نسبياً مواقف مماثلة تمثل احدها في الانتقادات التي وجهت اليه لمشاركته في قمة الدوحة في ذروة الانقسام العربي. اذ قامت تظاهرة امام السفارة الاميركية طالبت حتى بتنحيه عن الرئاسة.

وكانت انتقادات مماثلة وجهت اليه لدى توجهه الى نيويورك في وقت لاحق للمشاركة في مؤتمر للامم المتحدة عن حوار الحضارات لم يشارك فيه الرئيس السوري بشار الاسد، من الجهات  نفسها التي ارتفعت اصواتها اخيرا على رغم ان اتصالاته بنظيره السوري لم تنقطع عشية هاتين المحطتين، لا بل ان الوزراء الشيعة كانوا على وشك الانسحاب من الحكومة احتجاجا على مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات قبل ان يعود ويمطرونه بالمديح والثناء على موقفه في المؤتمر. وتكرر السيناريو نفسه مع الاستعدادات لزيارة واشنطن ولو انه عبر معرفة اللبنانيين الوثيقة باصحاب الحملات والانتقادات لا يمكن هؤلاء ان يوجهوا انتقاداتهم الى رئيس الجمهورية لولا وجود خلفية داعمة لها تعود الى جهة اقليمية مؤثرة هي العاصمة السورية التي لا يمكن ان تجاهر علنا بممانعتها او تحفظها عن هذه الزيارة.

ولا يفهم سياسيون متابعون مغزى هذه الانتقادات في الوقت الذي توظف فيه سوريا كل مناسبة او كل صديق اقليمي او دولي للولايات المتحدة من اجل اعادة الحرارة الى العلاقات بين واشنطن ودمشق وفي الوقت الذي لم يكتم سليمان نفسه نصائح قدمها الى زوار اميركيين كثر زاروه بعد انتخابه رئيسا بضرورة انفتاح واشنطن على سوريا مجددا واصلاح ذات البين بينهما. فيما يعتبر كثر ان رئيس الجمهورية قدم الكثير الى سوريا كان آخرها سحبه من البيان الوزاري سببا من اسباب انزعاجها وهو كلمة "الندية" في بند العلاقات بين البلدين مشيرا امام الوزراء ابان مناقشة البيان الى انه استخدم كلمة "الندية" في خطاب القسم وهو ما اثار استياء سوريا ويقتضي اعادة رأب الصدع بين البلدين في هذه المرحلة الجديدة بابدال هذه الكلمة بكلمة أخرى.

لكن المصادر نفسها ترى ان الحملات والانتقادات المسبقة التي تبدو كأنها تشكك في موقف رئيس الجمهورية وكأن مواقفه خارج لبنان وفي العاصمة الاميركية ستختلف عما يعلنه لا بل يؤمن به في لبنان هي بمثابة ابقاء رؤساء الجمهورية في لبنان اما تحت المجهر او تحت الضغط بحيث ان الحملات الاستباقية هي لرسم حدود لتأثير حلفاء سوريا او تأثير دمشق بالذات أبعد مما هو الان لا بل لاعادة الالق الى النفوذ السوري الحليف وغير المباشر. فضلا عن الاعتقاد ان الهدف يكمن في محاولة التأثير على رئيس الجمهورية وإخافته على رغم انه اظهر انه ليس مغامراً ويتمتع بالحكمة في ادارة العلاقات الداخلية ومع سوريا بحيث يستبعد تماما ان يقدم على اي مبادرة او اي امر يستفز دمشق او يقلقها، وكذلك الحال بالنسبة الى "حزب الله". لا بل هو يمارس حقه كرئيس للجمهورية وكثر رأوا في موقف العماد ميشال عون في قصر بعبدا متحدثا عن هذا الحق في مواجهة انتقادات حلفائه لزيارة الرئيس سليمان لواشنطن امرا لا يمكن تجاهله مسيحيا في الدرجة الاولى، كون الحملات تقيد في مفاعيلها موقع الرئاسة ايا يكن شاغلها وتكرس اخرين في مواقع سياسية مختلفة بمثابة أوصياء عليها.

وليس خافيا ان موضوع سلاح "حزب الله" لا يشكل مسألة مطروحة على بساط البحث في اي محادثات خارجية وان كان لا يزال موضوعا خلافيا كبيرا على صعد عدة من اجل التذرع بالقلق ازاء هذا الموضوع متى طرحه المسؤولون  الاميركيون مع الرئيس سليمان او سواه. اذ انه لم يعد يطرح كما في الماضي مع تسليم الولايات المتحدة بموضوع معالجة لبنان لسلاح الحزب عبر طاولة الحوار. وهذا امر ليس جديدا، بل كرسه زعماء الاكثرية تحديدا وخصوصا الرئيس سعد الحريري قبل ان يصبح رئيسا للحكومة والنائب وليد جنبلاط امام المجتمع الدولي في ذروة الاحتدام مع قوى 8 آذار ما بعد عام 2006، وقد تفهمت واشنطن هذا الواقع وتدرك حدود قدرة لبنان على التعامل مع هذا الموضوع وسط كل التعقيدات المحلية والاقليمية القائمة من دون التخلي عن ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من اجل ضبط عبور السلاح الى الحزب عبر الحدود مع سوريا وفقا للقرار 1701. اما مواضيع البحث الاساسية فبات معروفا انها تتمحور حول ملفين احدهما تسليح الجيش والاخر رغبة الرئيس في معرفة ما هي فرص مشروع التسوية الاميركية للمنطقة وأفقه ومن ضمنه موضوع الفلسطينيين ومصيرهم كون لبنان معنيا بوجود عدد كبير منهم على ارضه ويرفض ان يكون توطينهم على ارضه حلا يمكن ان يرد في اي حسابات اميركية.

فهل سيمتدح المنتقدون رئيس الجمهورية لاحقا ام انهم سيعزون الفضل الى تأثير انتقاداتهم على مجرى الزيارة ومضمونها؟ ولماذا لا يقدم المنتقدون جردة حساب امام اللبنانيين عن زياراتهم هم للخارج في ظل مرجعيات يعودون اليها في الخارج ولا من يحاسب ولا من يسأل؟

 

سليمان التقى في يومه الثاني كلينتون وغيتس والجالية ويعود غدا وشدد على ضرورة دعم الولايات المتحدة للمؤسسة العسكرية: قوة لبنــان تكمن في وحدة الجيش وقدرته على حمــاية أراضيه

المركزية – شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ضرورة دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني ليتمكن من الدفاع عن الأرض ضد أي عدو"، مؤكدا "أن قوة لبنان تكمن في وحدة جيشه وقدرته على حماية أراضيه". واصل الرئيس سليمان زيارته لواشنطن بلقاء نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن مكتبه في بيان "دعم الإدارة الأميركية لمؤسسات لبنان بما فيها موقع الرئاسة والجيش القادر على حماية استقراره".

وتابع نشاط اليوم الثاني في مقر إقامته حيث التقى وزير الخارجية هيلاري كلينتون في حضور وزير الخارجية علي الشامي وتطرق البحث الى قضايا عربية.

كما بحث في المساعدات الأميركية للجيش وقوى الأمن إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأميركية مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في حضور وزير الدفاع الياس المر.

الجالية: بعدها التقى الرئيس سليمان الجالية اللبنانية في واشنطن، فاستعرض أمامها أبرز المحطات والانجازات التي حققها لبنان خلال العام الماضي، مؤكدا أن ممارسة الحياة الديموقراطية في لبنان سليمة وأن لبنان استرجع عناصر قوته من الاستقرار الأمني الى الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وشدد على أن قوة لبنان تكمن في وحدة جيشه وقدرته على حماية أراضيه ومواجهة أي خطر قد يهدد استقراره وقال: لا بد من دعوة الولايات المتحدة الى دعم لبنان وبالدرجة الأولى الجيش اللبناني ليتمكن من الدفاع عن الأرض ضد أي عدو يعتدي على الأراضي اللبنانية، وأن يملك الوسائل الحديثة والمتطورة ليقوم بمهمته ودعم الجيش اللبناني ليتصدى للارهاب.

أضاف: أكدنا دعمنا المبادرة العربية للسلام التي أصدرت مقرراتها في بيروت عام 2002 وأعيد إقرارها في قمة الدوحة مطلع العام 2009، ونبهنا الإدارة الأميركية – وهي متنبهة – الى رفض لبنان توطين الفلسطينيين على أراضيه.

وأكد الرئيس سليمان للمغتربين أن لبنان يعول على ثقتهم به، واعدا إياهم بإشراكهم في قرارات الوطن من خلال إقرار مشروع انتخاب المغتربين بأسرع وقت ممكن.

ويختتم الرئيس سليمان زيارته لواشنطن مساء اليوم على أن يصل بعد ظهر غد الى بيروت.

 

عودة الرؤساء تعيد الزخم الى الحياة السياسية منتصف الاسبوع نصرالله الى السعودية بعد زيارة الحريري الى دمشق اقتراح بتقديم مساعدات مالية الى لبنان في قمة كوبنهاغن

المركزية- تكاد تكون الساحة الللبنانية الداخلية اليوم شبه خالية من اي نشاط سياسي لافت بفعل توزع الرؤساء والمسؤولين بين عواصم العالم، ما ادخل البلاد في شبه اجازة قسرية تمتد مبدئيا حتى منتصف الاسبوع الجاري مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من رحلته الاميركية غدا ورئيس الحكومة سعد الحريري من نشاطه "المناخي" في قمة كوبنهاغن الخميس المقبل لتعود وتيرة العمل السياسي الى طبيعتها مجددا بحيث يتوقع ان يعقد مجلس الوزراء اولى جلساته بعد نيله ثقة المجلس النيابي لاطلاق اشارة الضوء الاخضر للشروع في ورش العمل على مختلف المستويات بدءا بملء الشواغر في الادارة.

الحريري في دمشق: وفي الانتظار يبقى موعد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق الشغل الشاغل للبنانيين الغارقين في التكهنات بين من يؤكد حصولها اثر عودة الحريري من الدانمارك ومن يستبعدها راهنا اقله ليس قبل سحب الاستنابات القضائية السورية بحق بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية القريبة من رئيس الحكومة. غير ان اوساطا قريبة من الحريري اكدت لـ"المركزية" انه طالما لم توجه بعد اي دعوة رسمية من قبل السلطة السورية الرسمية وعلى المستوى المناسب الى الحريري لزيارة دمشق فالحديث عن تحديد موعدها يبدو في غير محله وتاليا فانه من المستبعد ان تتم هذه الزيارة في وقت قريب اقله ليس قبل اسبوع او عشرة ايام .

واضافت : الا ان ذلك لا يعني ان الزيارة لن تحصل اذ ان النية موجودة ،لكن ثمة آلية تحدد هذا النوع من الزيارات بين المسؤولين في اي بلدين في العالم . اما بالنسبة الى الاستنابات القضائية فهي منفصلة عن الزيارة وخارج اطار البحث في هذا المجال، الا ان ذلك لا يلغي ضرورة البحث عن مخرج لائق لسحبها من التداول ربما بدأ العمل عليه في الكواليس السياسية بعيدا من الاضواء.

الـ س- س : وفيما عزت اوساط سياسية مطلعة تأخر الزيارة الحريرية الى دمشق الى اسباب بعيدة كل البعد عما يحكى مشيرة الى ملامح فتور في العلاقات بين الرياض ودمشق قد تكون السبب الرئيسي وراء فرملتها معتبرة ان الاستنابات القضائية السورية اسهمت مباشرة في هذا الفتور الى جانب ملامح تملص سوري من بعض التعهدات تجاه السعودية، جاءت الزيارة التي تحدثت عنها صحيفة "الوطن" السورية اليوم لموفد سعودي من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز هو وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني الى دمشق لتقديم واجب العزاء الى الرئيس بشار الاسد بوفاة شقيقه بعد اتصال هاتفي اجراه العاهل السعودي بالاسد لتشكك بمدى دقة الحديث عن الفتور في العلاقات بين الدولتين المتصالحتين مؤخرا.

وقد شكل وفاة شقيق الرئيس السوري مناسبة اعادت فتح خطوط التواصل بين دمشق وعدد من العواصم العربية وبين مسؤولين سوريين وآخرين لبنانيين. وقد تعقب ذلك لقاءات سورية – عربية من شأنها تعزيز مبادرة المصالحة التي كان اطلقها الملك عبدالله في قمة الكويت الاقتصادية.

نصرالله الى السعودية: وفي جانب متصل، نقل زوار الرئيس اميل لحود الذي كان زار دمشق على رأس وفد ضم نجله اميل والوزير السابق وديع الخازن وعدد من الشخصيات ان خلوة جمعت لحود والاسد دامت 45 دقيقة جرى في خلالها التطرق الى الاوضاع اللبنانية والاقليمية وفهم من الزوار ان الزيارة التي تحدثت عنها بعض وسائل الاعلام لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى السعودية هي صحيحة ومؤكدة وانها ستتم بعد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق ،واكدوا ان الاجواء بين السعودية وسوريا جيدة خصوصا وانها ترتكز الى نيات حسنة وطيبة بين البلدين.

كوبنهاغن: من جانب آخر، تتوجه الانظار الى قمة كوبنهاغن التي وصلها الرئيس الحريري اليوم مع وفد من الوزراء المختصين والمعنيين بشوؤن البيئة والمناخ حيث يتوقع بحسب معلومات "المركزية" ان يلقي غدا كلمة لبنان امام المشاركين وكشفت مصادر معنية ان المشاريع المجهزة في رئاسة الحكومة للقمة تتضمن اقتراحا بتقديم مساعدات الى لبنان بمبالغ مالية كبيرة لسلسلة مشاريع انمائية واقتصادية لمواجهة الاحتباس الحراري على اساس ان الدول الصناعية هي المتسببة فيما تدفع الثمن الدول الصغيرة، وذلك في موازاة برنامج عربي مساو لبرنامج الاتحاد الاوروبي من خلال تقديم مبالغ مالية كبيرة لدعم الدول النامية والفقيرة .

اولويات الحكومة: اما على المستوى الداخلي، وبعد عودة الرؤساء، فمن المتوقع ان ترتكز الاولويات في مجلس الوزراء على مواضيع ثلاثة اساسية .

اولا: اقتراح وزارة المال بالتنسيق مع وزارة الطاقة تأمين الدعم للمازوت بشكل خاص وذلك من باب الملفات الاجتماعية ذات الاولوية على اعتبار ان اولويات الناس هي من اولويات الحكومة.

ثانيا : طرح يعده وزير العمل بطرس حرب يتعلق بوضع الضمان الاجتماعي وبعض المشاريع المطروحة في ضوء مشاريع الحكومة.

ثالثا: الملف الذي اعدته رئاسة الحكومة وتعمل عليه مع وزارة الطاقة لتعزيز الانتاج خلال الاشهر ال12 المقبلة لتأمين 600 ميغاوات من انتاج الطاقة في المرحلة الاولى.

وتوازيا، فإن وزير السياحة فادي عبود يعد برامج سياحية سيطلقها قريبا لمناسبة الاعياد الى جانب مشروع يتعلق باجراءات ستتخذ في المطار وغيره من المرافق.

على صعيد اخر وفي الشق الاجتماعي ايضا فقد انجزت لجنة امنية خاصة في ضوء سلسلة اجتماعات مجلس الامن المركزي والقيادات الامنية مع المحافظين ،خطة ستطلق بموجبها تدابير امنية لمواكبة حركة السير اثناء الاعياد اعتبارا من 20 الجاري لتلافي الاشكالات والضغوطات التي يتعرض لها المواطنون في الشوارع في خلال فترات الاعياد.

 

"الانباء" الكويتية: خطة لتفعيل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي

المركزية – نقلت صحيفة "الانباء" الكويتية عن أوساط وزير الداخلية زياد بارود ان لديه خطة لإحداث تغيير جذري في مجلس قيادة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، "لكن ليس على قاعدة الانتقام من أحد". فأعضاء المجلس قضوا في مراكزهم أكثر من 4 أعوام ونصف العام، "وبغض النظر عن تقويم أداء كل منهم، بات من الضروري استبدالهم لكي يفسح في المجال أمام إدخال فريق جديد يتخطى آثار المرحلة الماضية التي فرضت نفسها انقساما في مجلس القيادة وتعطيلا له". ومن ضمن مطالب الوزير الالتزام بالقانون، تشريع القطعات المستحدثة، وأولها "شعبة" المعلومات، وهو ما تقول أوساط بارود إنه لن يكون صعبا في مجلس الوزراء. التغيير في مجلس القيادة وتشريع القطعات المستحدثة باتا مدار بحث أوساط أمنية وسياسية. وطلب وزير الداخلية من قيادة المديرية تزويده بلائحة تضم أسماء الضباط ومذاهبهم وتاريخ تقاعد كل منهم ومراكز خدمتهم. وفسرت أوساط الداخلية هذا الإجراء بأنه أولى الخطوات نحو تحريك ملف تعيين أعضاء جدد في مجلس القيادة قبل إصدار تشكيلات عامة لضباط المديرية.

لكن فريق رئيس الحكومة يطرح فتح ورشة قانونية تتضمن تعديل قانون تنظيم قوى الأمن الداخلي، على قاعدة تغيير آلية اتخاذ القرار في المديرية، لتصبح شبيهة بما يجري في الجيش، إضافة إلى تشريع "شعبة" المعلومات وإجراء تعيينات جديدة في مجلس القيادة.

 

"الوطن" السورية: العاهل السعودي اتصل بالاسد وارسل موفدا للتعزية

المركزية_ ذكرت صحيفة"الوطن"السورية ان الرئيس السوري بشارالأسد تلقى أمس اتصالين هاتفيين الأول من العاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز الذي أرسل موفداً عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، وآخر من الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أوفد عنه أيضاً وزير الداخلية زياد بارود. مشيرة الى ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ابرقت معزية . وكشفت الصحيفة أن موفداً خاصاً من قبل الملك السعودي حط أمس في مطار باسل الأسد في اللاذقية هو وزير الدولة للشؤون الخارجية الوزير نزار المدني لتقديم واجب العزاء، كما وصل أمس مـوفد خـاص من أمير قطر. وتحدثت عن خلوة جمعت الرئيس الأسد والعماد ميشال عون وضمت باسيل والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان والوزير اللبناني السابق ميشال سماحة استمرت 35 دقيقة. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان إن الطريق التي تربط الحدود اللبنانية شمالاً بمدينة القرداحة كانت غاصة بالوفود اللبنانية الآتية لتقديم العزاء للسيد الرئيس بشار الأسد وعائلته.

 

مسؤول أميركي لـ "الخليج": ملتزمون العمل مع لبنان لضمان الأمن والاستقرار في المنطقـة

المركزية- أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة"الخليج"الاماراتية أن زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى واشنطن، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وأشار إلى أن الجانب الأميركي يتطلع إلى مناقشة طائفة واسعة من القضايا مع الرئيس اللبناني، خصوصا جهود تحقيق سلام شامل في المنطقة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وثمن المسؤول الأميركي ممارسة الحكومة اللبنانية الجديدة سلطتها الشرعية على كامل التراب اللبناني . وقال إن واشنطن تأمل في الحكومة اللبنانية الجديدة، وهي نتاج لبناني وقرار لبناني، أن تتحرك بسرعة لمعالجة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلد، وفي الوقت نفسه تنفيذ اصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها أن تحقق مكاسب وفوائد مباشرة للشعب اللبناني .

وشدد على أن سلاح حزب الله يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار لبنان والمنطقة، كما حدث في حرب صيف 2006 وأحداث ايار 2008.

أضاف “أن سياستنا تجاه حزب الله لم تتغير، حيث لا يزال محظوراً التعامل المباشر مع الأعضاء البارزين في الحزب". وذكر المسؤول الأميركي أن الإدارة ملتزمة بالعمل مع سليمان في شراكة لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية من أجل بناء السلام والاستقرار في لبنان والمنطقة.

وأكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تستمر في السعي لتحقيق هدف السلام الشامل في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين، وإرساء السلام بين “اسرائيل” وكل من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، وتحقيق التطبيع الشامل بين “اسرائيل” والدول العربية كافة. وكان مسؤول الخارجية قد أشار إلى أن واشنطن قدمت أكثر من 480 مليون دولار إلى لبنان كمساهمة في مجال التدريب والمعدات للقوات المسلحة اللبنانية، وأكثر من 60 مليون دولار لقوى الأمن الداخلي منذ العام 2005 وذلك لدعم مهام هذه القوات المتمثلة في حماية المواطنين اللبنانيين وتنفيذ برامج الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وجاء ذلك رداً على سؤال للصحيفة عما إذا كانت إدارة أوباما بصدد تقديم المزيد من المساعدات للبنان.

 

كوشنير لـ"أكــي": نحاول تنظيم مؤتمر دولي للسلام

المركزية- اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه من غير الممكن إعداد وثائق مسبقة لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، وأوضح أن بلاده تسعى لترتيب مؤتمر كهذا يجمع الأطراف المعنية لإطلاق المفاوضات، لافتا الى ان هناك "مؤشرات ايجابية نسبياً" في هذا المجال . وقال كوشنير ردا على سؤال لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء حول تفاصيل المقترح الفرنسي لعقد مؤتمر للسلام، "هناك أكثر من طريقة من أجل تنظيم مؤتمر دولي، فهناك طريقة تقليدية ودبلوماسية وهي أن نعرف مسبقا ما الذي سنقوم به، وأن يكون لدينا النصوص والوثائق التي سيسفر عنها المؤتمر، ومن ثم نجتمع للتوقيع"، وأضاف "هذه الطريقة لن تنجح بالنسبة للشرق الأوسط والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، متسائلا "هل علينا أن نحاول إطلاق عملية السلام كما كانت سابقا وكما جرت بين الأطراف؟"

 

مصادر "التقدمي": الشكاوى لم تكن مبنية على وقائع فتم اسقاطها ورامـي سلمان ليس ممثلا للحزب في اللبنانية – الأميركية

المركزية- أوضحت مصادر لـ"المركزية" في الحزب التقدمي الاشتراكي ان رامي سلمان ليس ممثلا للحزب في الجامعة اللبنانية الأميركية خصوصاً بعد أن صدر قراراً قضى بفصله من المنظمة على خلفية قيامه بأمور مختلفة من دون العودة الى القرارات المركزية، وتالياً مكتب المنظمة في الجامعة تم حله، وأشارت الى أن أكثر من بيان توضيحي بهذا الشأن كان صدرمنذ ما قبل الانتخابات الطالبية لافتة الى أن تقديم الشكاوى لم تكن مبنية على وقائع عملية فتم اسقاطها.

وكانت وسائل الاعلام ذكرت اليوم ان ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في الجامعة اللبنانية – الاميركية رامي سلمان نفسه عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الى فصيلة حبيش للتحقيق معه في الشكوى المقدمة من قبل سبعة طلاب في الجامعة نفسها بتهمة محاولة القتل في ضوء الاشكال الذي تطور اثر الانتخابات الطالبية. ويستمع الضابط المسؤول لافادته بناء لاشارة النيابة العامة في بيروت ليبنى على نتائج التحقيق المقتضى القانوني.

 

المقدسي أطلع صفير على نشاطات مركزية مسيحيي المشرق: نعمل لتثبيت مسيحيي العمق بأرضهم عبر مشاريع بعيدا عن السياسة

المركزية – اطلع رئيس مجلس امناء مركزية مسيحيي المشرق طلال المقدسي البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على العمل الذي يقوم به المجلس من اجل مساندة مسيحيي العمق وفي القرى الحدودية.

استقبل البطريرك اليوم السيد المقدسي الذي دعا بعد اللقاء الى العمل لترسيخ الوجود المسيحي في قرى الاطراف فعلا لا قولا لكي يتحسس هذا المسيحي بأن هناك من يقاربه ويعمل لأجله ولصموده في ارضه وبلده بدل ان يهاجر، معتبرا ان الزيارات التقليدية كل 4 سنوات الى هذه القرى تأتي في اطار الاستثمار وليس دعما للحضور. وقال: اطلعت البطريرك على العمل الدؤوب الذي يقوم به مجلس الامناء من اجل مساندة مسيحيي العمق وفي القرى الحدودية جميعها للتشبث بالارض من خلال مشاريع انمائية عدة لا تمت بأية صلة للسياسة، كما نعمل نحن بعيدا كل البعد عن السياسة والسياسيين، كما وضعته في اجواء برنامج العمل للعام 2009 والمشاريع التي نحضرها للعام 2010، وقد بارك غبطته هذه الاعمال الانسانية وشجعنا على المضي بها.

واضاف: سنقوم بزيارة الى بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم وباقي المرجعيات الدينية المسيحية لإطلاعهم على الوضع الحقيقي الذي يعيشه اهلنا المسيحيون في هذه القرى لا سيما وانها بحاجة لكل دعم لأنها شبعت من الكلام والوعود الفارغة التي لا تؤمن لا لقمة العيش ولا النمو ولا امكانية الاستمرار في هذه القرى. ولفت المقدسي الى ان الدولة غائبة او مغيبة كليا عن هذه القرى عمدا او قسرا، فهل يعقل مثلا ان بلدة رميش التي قدمت خيرة شبابها وعلى رأسهم اللواء الشهيد فرنسوا الحاج وباقي الشهداء في المؤسسة العسكرية لا يوجد فيها مياه؟ ولا طرقات؟ وكنا نأمل في ذكرى استشهاده ان تتذكر الدولة هذه البلدة ولو بالقليل من الانماء والبنى التحتية.

ثم استقبل مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة الدكتور سهيل مطر الذي وجه الى البطريرك دعوة لحضور احتفال يوبيل الكهنوتي الذهبي للنائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة الذي سيقام في الجامعة في 22 كانون الثاني 2010، وكانت مناسبة لعرض بعض القضايا الاكاديمية والجامعية.

والتقى على التوالي ربيع الهبر الذي قدم نسخة من كتابه الجديد "انتخابات 2009"، ثم وفدا من حزب الاتحاد السرياني برئاسة ابراهيم مراد في زيارة للتأكيد على مواقف البطريرك الوطنية، ثم رئيس الرابطة اللبنانية في العالم سركيس ابو نهرا يرافقه امين عام الرابطة نبيل حرفوش والدكتور انطوان الخوري حرب، ثم رئيس الرابطة المارونية السابق حارس شهاب، ثم وفدا من جامعة سبينزا في روما – ايطاليا ضم البروفسور ماسيمو ماريا كاتينا والبروفسور مانويل كاستيلو.

 

عون عرض الاوضاع مع بقرادوني

المركزية – عرض رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون مع الوزير السابق كريم بقرادوني الأوضاع العامة، ولم يدل بقرادوني بعد اللقاء بأي تصريح.

وفد الرابطة المارونية زار رئيس الكتائب الجميل: زيارتي لسوريا غير مطروحة والاسـتنابات مزعجـة جـداً طربيه: مرتاحون لخطوات التقارب الجزئية ولكونها في الطريق القويم

المركزية- أكد الرئيس أمين الجميل ان زيارته الى سوريا غير مطروحة راهناً وثمة ملفات شائكة وعالقة يجب معالجتها بين البلدين، معتبراً ان الاستنابات القضائية السورية مزعجة جداً لجهة التوقيت والمضمون ولا تساعد على ترطيب الأجواء. وأمل ان يوفق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بجميع كل القيادات المسيحية على الأقل لمناسبة الأعياد مؤكداً الانفتاح على كل مبادرة.

إستقبل الرئيس الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي الحادية عشرة قبل ظهر اليوم وفد الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه وتم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان.

طربيه: وأعلن طربيه بعد اللقاء: قمنا بزيارة الرئيس الجميل وأستعرضنا معه معظم المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية، وقدرنا الشعور والمناخ السائد بالنسبة لإنطلاق الحكومة الجديدة بعدما حصلت على ثقة كبيرة جدا، ونعتقد أن الفترة المقبلة ستكون فترة إنتاج ومقاربة الملفات الرئيسية التي لا بد من معالجتها وبالطبع في طليعتها إستكمال المصالحات ونظر بقاعدة تفاهم، لمعظم المواضيع خصوصا وأن الحكومة ستقدم في مطلع العام على بدء تعيينات إدارية وإعادة النظر بتفعيل البنية الإقتصادية وبفتح الملفات الإقتصادية، وهناك ورشة كبيرة ستقدم البلاد عليها بمناخ من التوافق والإيجابية.

* ما الذي ما يزال يعيق المصالحة المسيحية حتى اليوم برغم كل الجهود التي قامت بها الرابطة المارونية؟

- هناك تقدم على صعيد المصالحة وندرجها ضمن المصالحات الوطنية، لا ننظر فقط لمصالحة الزعماء الموارنة في ما بينهم، شهدنا في القصر الجمهوري منذ أسابيع، مصالحة رئيسية، شهدنا مقاربة وتواصل بين النائب الشيخ سامي الجميل والوزير سليمان فرنجيه، رأينا الجنرال عون يزور بكركي، هذه كلها خطوات متقدمة، لا تنتظروا أن تكون المصالحة موضوع مجالسة بين الزعماء، إنما هي خلق مناخ وطني وهذا المناخ ليس مقتصرا فقط على لبنان إنما نراه أيضا يجتاز الحدود الى الخارج، زالت أجواء التشنج التي كانت سائدة في البلد ونحن مرتاحون لهذا الشعور الجديد ولهذه الخطوات الجزئية ولكنها في الطريق القويم.

* هل سيعقد لقاء في بكركي قبل عيد الميلاد للزعماء المسيحيين؟

- ليس هناك من دعوة قائمة على ورقة عمل، الزعماء المسيحيون يصعدون الى بكركي التي هي بيت الطائفة ويستطيعون الصعود اليها في أي وقت، والبطريرك منفتح الى لقاء أبنائه الموارنة، والموضوع الأساسي هو مقاربة المواضيع الأساسية بنظرة متقاربة، إزالة التشنج والنظر الى ما يجري من حولنا، بمقاربة إيجابية.

الجميل: بدوره تحدث الرئيس الجميل فقال: "نعرف تماما مدى تأثير الأجواء الإقليمية والدولية على الوضع اللبناني، فكل الزيارات أكان زيارة فخامة الرئيس ميشال سليمان الى الولايات المتحدة الأميركية، أو زيارة الرئيس سعد الحريري الى السعودية وكوبنهاغن وإجتماعه مع كل القيادات، كما زياراته المرتقبة الى بعض الدول العربية لاسيما الى سوريا بعد نيله الثقة، هو تحرك خير، وهذا يدل الى ضرورة إنفتاح لبنان على الجميع، وعلى سياسة الإتزان والإنفتاح وعدم التقوقع، وهذا ما كنا نطالب به، أي الحياد الإيجابي، الذي يفرض أن نكون على مسافة من كل هذه النزاعات التي تعصف بالمنطقة والتي دفع لبنان ولمدة طويلة ثمنها غاليا جدا، فبقدر ما نعتمد سياسة الإنقتاح، بقدر ما نحقق المصلحة الوطنية، ونعزز الوحدة الوطنية والمسار الوطني الذي يؤسس للسلام الداخلي. آسف أن يكون البعض أبدى بعض الملاحظات على زيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة الأميركية، هذا شيء في غير مكانه، وطالما أن الرئيس سليمان مؤتمن على المصلحة الوطنية، ومعني بالسياسة الخارجية اللبنانية، فلا يمكن الا أن يدافع عن المصلحة اللبنانية العليا، أكان في أميركا أو في أي مكان يذهب اليه. وأظهرت اللقاءات أن هناك قلقا من بعض الدول بالنسبة الى الوضع الداخلي اللبناني لا سيما لجهة السلاح الذي في غير عهدة الدولة، وهذا يشكل قلقا لشريحة كبيرة من اللبنانيين، ونأمل أن يصار في الوقت القريب الى حوار جدي حول هذا الموضوع، لتتمكن الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على كامل الأرض، والا تبقى السيادة منقوصة.

* يحكى عن زيارة لكم الى سوريا، هل هذا الأمر مطروح؟

- هذا الموضوع ليس مطروحا في الوقت الحاضر، نحن نطالب بأطيب العلاقات مع سوريا، وبعلاقة ليس فقط بين الدولتين إنما بين الشعبين، هذا مطلبنا منذ البداية، وهذا الأمر يمر بمعالجة بعض الملفات الشائكة والعالقة، وبقدر ما يكون هناك آلية لمعالجة هذه الملفات، هذا كله يؤدي الى التطبيع بالعلاقات وإقامة علاقات ممتازة بين الدولتين، أما في ما يتعلق بي، فهذا الموضوع لم يطرح لغاية الآن.

* كيف تقيم زيارة المسؤولين اللبنانيين الى سوريا، قبل زيارة رئيس الحكومة؟

- هناك واجب التعزية وهو أمر طبيعي، فكل القيادات التي زارت سوريا أخيرا، كانت تقوم بواجب إنساني، وهذا أمر طبيعي لا يؤثر إطلاقا على زيارة الرئيس الحريري المفترض أن تتم في وقت قريب.

* ألن تؤثر الإستنابات القضائية على زيارة الحريري وليست رسالة موجهة الى رئيس الحكومة؟

- الإستنابات القضائية مزعجة جدا لجهة التوقيت والمضمون، وكنا بغنى عنها، ولا اعتقد أن هذه البادرة تساعد على ترطيب الأجواء بين لبنان وسوريا، نعلم تماما أن القضاء السوري لا سيما القضاء الجزائي والنيابة العامة تتأثر بالسلطة السورية وإذا لم تكن تابعة لها، فكان ممكن أن تتعاطى سوريا بشكل آخر في هذا الموضوع، وأيا كانت مسوغاته القانونية، كان من الأفضل أن تتم زيارة الرئيس الحريري الى سوريا بشكل سلس وطبيعي وبناء، وكان من الممكن أن تطرح أثناء هذه الزيارة كل هذه المواضيع الشائكة والخلافية، وآسف على طرح هذا الموضوع غير المفيد لا بالتوقيت ولا بالأساس.

* يحكى عن مساعي سيقوم بها البطريرك الماروني لجمع القيادات المسيحية، هل هذا صحيح؟

- "نتمنى أن يوفق غبطة البطريرك بجمع كل القيادات المسيحية على الأقل بمناسبة الأعياد ويكون هناك هذا النوع من التواصل، إنما هذا يعود الى غبطة البطريرك. يدنا ممدودة ونحن منفتحون على كل مبادرة إنما يبقى على غبطة البطريرك أن يتحين فرصة ويزن الأمر ويتخذ القرار الذي يعتبره مفيدا للبنان.

 

في لبنان انتهى الأمر لسوريا... وايران

سركيس نعوم/النهار

بدأ مسؤول اميركي سابق ورفيع – كانت له ادوار مهمة ولا يزال يتعاطى وإن على نحو غير رسمي الشأن العام بالتعاون مع المسؤولين الكبار في بلاده - حديثه معي عن الاردن، قال: "هناك تغيير قريب للحكومة في الاردن (وقد حصل ذلك). وهناك 280 ضابطاً سُرِّحوا من الجيش الاردني قبل مدة على الارجح بسبب توافر شكوك في ولائهم للسلطة والعرش الهاشمي". تحدثنا معاً في السابق اكثر من مرة عن خيار الاردن دولة بديلة من فلسطين واعتبرتَ حصوله الاكثر ترجيحاً من بين الخيارات الاخرى. قلت. سأل: "ما هو؟"، اجبت: حلّ السلطة الوطنية الفلسطينية نتيجة الخيبة الفلسطينية من ادارة اوباما والتخلي عن حل الدولتين واعتبار الفلسطينيين أنفسهم رعايا في اراض تحتلها اسرائيل. ولا بد من ان يؤدي ذلك مع الوقت الى توسيع دولة اسرائيل والى نشوء دولة واحدة تضم الاسرائيليين والفلسطينيين، ولا بد تالياً من ان يشكل هذا الامر خطراً على اسرائيل بسبب توقع النمو الديموغرافي الكبير للشعب الفلسطيني بخلاف الشعب الاسرائيلي. علّق: "الاردن هو الدولة الفلسطينية. ليس هناك حل آخر". هل سيأخذ ذلك وقتاً طويلاً؟ سألت. اجاب: "ليس وقتاً طويلاً جداً (Not too long). جورج ميتشل موفد الرئيس الى الشرق الاوسط وجماعته لن ينجحوا في مهمة اقامة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين او التمهيد الجدي والنهائي له. وقد يعود واعضاء فريقه ادراجهم من دون اي نتيجة". ماذا عن سوريا واسرائيل؟ سألت. رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بدأ يتحدث عن احتمالات حوار معها. اجاب: "نتنياهو يحكي عن سوريا والجولان وعن المفاوضات معها   عندما يكون محشوراً. اتى ايهود باراك وزير الدفاع الى اميركا أخيراً. قابلته. قال لي إن نتنياهو تغيّر. لم اقتنع لأنني اعتقد ان تغيّره سيكون الى الاسوأ اذا تغيّر. هل ترى حلاً للمشكلة الفلسطينية؟" سأل. اجبت: كلا. ليس في حياتنا على الاقل. علّق: "هذا رأيي ايضاً. اعود الى الموضوع السوري لأقول إن الجولان ليس مهماً لاسرائيل من الناحية السياسية. فحدودها مع سوريا آمنة. والاتفاقات الموقعة بينها وبين سوريا (فك الاشتباك) والتفاهمات الشفهية المباشرة او غير المباشرة مطبقة حرفياً. ولا تمتلك سوريا اي امكان لشن حرب استنزاف على اسرائيل. فضلاً عن ان اعادة اسرائيل الجولان الى سوريا الآن يقتضي اصطفافاً جديداً لسوريا يؤدي في المحصلة الى فصلها عن الجمهورية الاسلامية الايرانية. ونحن نعرف وانت تعرف ان السعودية تعمل لتحقيق هذا الفصل. وقد اكد لي ذلك احد كبار الامراء المسؤولين في المملكة. نجح امير قطر حمد بن خليفة في جمع الرئيس السوري بشار الاسد مع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز على عشاء عنده. مشي الحال وتطبعت العلاقة بين الزعيمين العربيين، لكن الحكي، اي الحوار بينهما على العشاء كان عاماً". ماذا عن سوريا وايران ومحاولات الفصل بينهما؟ هل تدرك اميركا ان سوريا لا تستطيع "ترك" ايران حتى لو ارادت ذلك؟ سألت. اجاب بسؤال: "لماذا؟"، عددت العوامل وابرزها القوة السياسية  والمعنوية التي وفرتها ايران لسوريا وخصوصاً بعد شعورها بالاستهداف نظاماً واستراتيجية في السنوات الماضية وامدادات النفط المدعوم وامدادات السلاح والمساعدات الاقتصادية والمالية والاستثمارات الضخمة وتدريب وحدات عسكرية مهمة. علّق: "ايضاً لا يستطيع احد ان يقدّم لسوريا العرض الذي لا تستطيع رفضه او بالأحرى لا يرغب احد في ذلك. لا في اميركا ولا في اسرائيل. في اميركا واداراتها أناس بل اختصاصيون جيدون يفهمون تاريخ المنطقة وكل ما يجري فيها. لكنهم بمعظمهم يكتفون بذلك ولا يبحثون خلف الزوايا كما نقول (Behind the corner) وعليهم ان يستمعوا اكثر الى الخبراء في المنطقة الذين هم من ابنائها". قلت: في اعتقادي ووفق خبرتي وتجربتي لا تقبل سوريا شريكاً لها في لبنان وإن حليفاً استراتيجياً مثل ايران. كيف سينعكس ذلك على لبنان حيث صارت ايران شريكاً لسوريا بل الشريك الاكبر؟ سألت. وجهت هذا السؤال الى كثيرين في عاصمتكم ولم الق جوابا. اجاب: "لبنان خلاص. انتهى الامر لسوريا فيه بحكم الامر الواقع (Defacto). وهي تفعل فيه ما تريد. ومعها ايران طبعا. "المحكمة" ماتت. فريق 8 آذار صار في موقع افضل داخل السلطة علماً انه قوي خارجها. والشيعة صار وضعهم قوياً. المسيحيون صاروا واجهة (Façade). ليس لاميركا اهتمام بلبنان. انتهى هذا الامر. هي تعرف ذلك. وسوريا تعرف ذلك. ماذا عن حكومتكم الحديثة الولادة؟" سأل. اجبت: وجود حكومة لبنانية افضل من بقاء لبنان بلا حكومة رغم التعقيدات المعروفة والانقسامات السائدة داخله ورغم الالغام الموجودة داخلها. لبنان في مرحلة هدنة الآن اقليميا وداخلياً. هذا يعني ان المشكلات والازمات وخصوصاً المفتوحة على العنف قد تكون مستبعدة حالياً الا اذا حصلت تطورات سلبية مفاجئة. وربما يعني ذلك امكان بدء حوار وإن خجول وغير منتج في الوقت الراهن. وهذه الهدنة تنتهي اذا ساء الوضع الاقليمي وعادت المواجهة الحادة بين الجهات الاقليمية والدولية المتناحرة باعتبار ان لبنان احدى ابرز ساحاتها. وتتعزز اذا لم يسؤ او اذا تحسن". سأل: "ما هي علاقة فرنسا بلبنان؟".

 

كشف المعلوم

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 - فيصل سلمان

الرئيس ميشال سليمان (مخاطباً الرئيس أوباما): نطلب منكم فخامة الرئيس الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر ومنع التوطين.

الرئيس باراك اوباما (مخاطباً الرئيس سليمان): لم نتفق، الرئيس سليمان وأنا، على كل قضية بحثناها، وتحديداً في ما يتعلق باسرائيل ولبنان والفلسطينيين وسوريا.

يكاد هذا الحوار ان يكون مستوحى او مقتبساً من احدى مسرحيات الفنان زياد الرحباني.. ولكنه مع الأسف، واقعي وقد حصل فعلاً بالصوت والصورة.

هل يعني ذلك، كما يقول البعض، ان زيارة الرئيس سليمان لواشنطن ما كان يجب ان تحصل؟.

على العكس، كان على الرئيس سليمان ان يسمع من نظيره الاميركي موقف الادارة الاميركية الواضح والمعلن والذي لا ينفي ابداً دعمها الكامل لإسرائيل.

هنا بالتحديد جوهر الموضوع: هل لأننا نعرف مسبقاً الموقف الاميركي، نحرد ونقاطع واشنطن؟

ام لاننا نعرف الموقف الاميركي كان يجب ان نزور واشنطن ونثبت للعالم اجمع اننا اصحاب حق؟

الزيارة لم تكن خطأ.. لقد كشفت ان اوباما يريد من لبنان ان يمنع "تهريب الاسلحة" الى المقاومة، مقابل دعم نظامه الديموقراطي(!) وتقديم بعض الاسلحة للجيش اللبناني.

لا يخفي كاتب هذه الكلمات انه واحد ممن خدعوا بالرئيس اوباما، او على الاقل فجعوا به.

لم نكن نتوقع ان يتصرف اوباما، كتشي غيفارا، ولكنه فشل حتى الآن في ان يغلق سجن غوانتانامو.. فكيف سيقوى على اسرائيل؟

 

"الاختلاف معه ممكن لكن التشكيك فيه لإضعافه"

سليمان "يُسمَع عالياً" في واشنطن

المستقبل - الاربعاء 16 كانون الأول 2009 -

عبد السلام موسى

بخلاف ما كان "يوحي" البعض، لم يستمع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى نظيره الاميركي باراك أوباما فقط، إنما أسمعه ثوابت الموقف اللبناني بكل وضوح، بدليل ما أسفرت عنه "محادثات واشنطن" من "توافق" على استمرار دعم الولايات المتحدة الاميركية للبنان، مقابل "التباين" في شأن القرارات الدولية الخاصة بلبنان والجهات المسؤولة عن خرقه، لا سيما وأن أوباما يريد "التأكد من ضمان التنفيذ الكامل لقرارات الامم المتحدة"، ولم يكتم "مخاوفه بسبب شحنات الاسلحة الكبيرة التي يجري تهريبها إلى لبنان، والتي قد تكون خطراً محتملاً على اسرائيل"، في حين طلب سليمان من نظيره الاميركي "الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا" وشدد على "رفض التوطين".

إذاً، قال سليمان كلمة لبنان في واشنطن، وجاءت مواقفه لتدحض استباق الزيارة من قبل "حزب الله" بـ"حملات تشكيك" لم تعمّر طويلاً، بعد أن أثارت حفيظة حلفائه المسيحيين كـ"التيار الوطني الحر" و"تيار المردة"، ما دفع "حزب الله" الى إيضاح ما طلبه نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم من سليمان بـ"أن يُسمع الأميركيين موقف لبنان لا أن يستمع إليهم"، بأنه يأتي من باب "التأكيد والحرص"، كما قال مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي.

وبدا أن لا نية لدى "حزب الله" للتعليق على مضمون محادثات سليمان - أوباما، التي تؤكد مصادر مطلعة على أجوائها أن رئيس الجمهورية أسمع الاميركيين "أن سلاح "حزب الله" قضية سيادية داخلية تبحث على طاولة الحوار الوطني للوصول الى الحلول المناسبة بشأنها".

وفيما توضح المصادر عينها "أن الجانب الاميركي كان متفهّماً للموقف اللبناني الذي نقله رئيس الجمهورية"، بالرغم من "التباين"، يرى عضو الامانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق مصطفى علوش "أن هذا التباين طبيعي، لأن الوضع الداخلي للدولة اللبنانية وضع تسووي، وليس وضعاً سليماً أو منطقياً، وبالتالي فإن الدول الكبرى الصديقة تتفهّم وضعنا، وتعرض مواقفها بصراحة، من دون أن يؤثر ذلك على مساعداتها للبنان".

والى كون الزيارة "محطة مهمة" في شرح الموقف اللبناني، فإنها اقترنت بتأكيد الولايات المتحدة الاميركية استمرار التزامها بمساعدة "لبنان قوي ومستقل وديموقراطي"، عزمها على "تقوية القوات المسلحة اللبنانية"، الامر الذي اعتبره علوش "مسألة استراتيجية لم تتغيّر بالنسبة للجانب الاميركي، بالرغم من مسألة وجود "حزب الله" في الحكومة".

وسط هذه الصورة، يشير المراقبون الى أن "التباين" في وجهات النظر كان بمثابة "الردّ الساطع" على "حملات تشكيك" بعض قوى "المعارضة سابقاً" في مضمون المحادثات، التي لم تكن في محلها، وتراجعت بعد أن أثارت حفيظة الطرف المسيحي في هذه القوى، من "التيار الوطني الحر" الى "تيار المردة"، الى جانب تشديد القوى المسيحية في الاكثرية على دعمها حق الرئاسة الاولى في القيام بالزيارات التي تحقق مصلحة لبنان، لا سيما وأنها استعادت "حملات التشكيك" التي كانت تستبق بعض الزيارات التي كان رئيس الجمهورية ينوي القيام بها، إذا لم تكن على خاطر بعض قوى "المعارضة سابقاً".

"حملات التشكيك" يرى فيها علوش "محاولة لإضعاف رئيس الجمهورية، وإظهاره بأنه ذاهب الى واشنطن بدون تأييد كافة الشعب اللبناني"، ويستغرب هذه الحملات على زيارة واشنطن "في وقت يسعى رؤساء الدول المجاورة جاهدين، لا سيما الرئيس السوري، الى ترتيب لقاءات مع الرئيس الاميركي، نظراً لأهميته"، إلا أنه يرى أن "ما رافق زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن يبرز الانقسام اللبناني بين خطين، الاول يريد لبنان المنفتح القادر على نسج العلاقات مع كل الدول، والثاني يريد أن يكون لبنان تابعاً للمحور الذي ترأسه إيران في المنطقة".

لكن الخلاصة، بنظر المراقبين والمقربين من موقع الرئاسة الاولى "أن الايام القليلة المقبلة ستثبت أن دوافع الزيارة وأهدافها كانت لمصلحة لبنان".