المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
18 كانون الأول/2009

اشعياء 59/1-11
ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلّص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالاثم. شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق. يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب. قد حبلوا بتعب وولدوا اثما. فقسوا بيض افعى ونسجوا خيوط العنكبوت. الآكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج افعى. خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون باعمالهم. اعمالهم اعمال اثم وفعل الظلم في ايديهم. ارجلهم الى الشر تجري وتسرع الى سفك الدم الزكي. افكارهم افكار اثم. في طرقهم اغتصاب وسحق. طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لانفسهم سبلا معوجة. كل من يسير فيها لا يعرف سلاما. من اجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل. ننتظر نورا فاذا ظلام. ضياء فنسير في ظلام دامس. نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا اعين نتجسس. قد عثرنا في الظهر كما في العتمة. في الضباب كموتى. نزأر كلنا كدبة وكحمام هدرا نهدر. ننتظر عدلا وليس هو وخلاصا فيبتعد عنا.

 

الامطار والسيول تسببت باحتجاز مواطنين على الطرقات

نهارنت/تسببت العاصفة المطرية التي يقع لبنان تحت تأثيرها والتي اسفرت عن متساقطات مائية غير مسبوقة، والمصحوبة بالضباب في المناطق الجبلية التي ترتفع عن 800 متر وما فوق، تسببت في العاصمة بيروت وضواحيها والطرق المؤدية اليها باستحداث عدد من برك المياه التي احتجزت مئات السيارات والاف المواطنين منذ ساعات صباح الخميس.

وامكن رصد برك ومستنقعات مياه اكبرها تحت جسر "اللوميك" عند الشفروليه والمدرسة الحربية باتجاه وزارة الدفاع، كليةالعلوم طريق الحدث – الشويفات جسر خلده باتجاه الشويفات - طريق الشويفات مقابل شركة السوكلين - طريق الشويفات بالقرب من معمل غندور - طريق الشويفات مفرق الصحرا - طريق الاوتوستراد الممتدة من الناعمة باتجاه دوحةالحص - عرمون - طريق الاوزاعي - الميامي - طريق نهر ابراهيم لا سيما بموازاة سوق الخضار - طريق الصفرا المسلك الغربي باتجاه جونيه بيروت - اوتوستراد شكا - المسلك الغربي لاسيما قرب جسر كفريا. وعملت وزارة الأشغال العامة بمؤازرة الدفاع المدني وقوى الأمن على معالجة مجمع المياه على أوتوستراد الناعمة بإتجاه دوحة الحص – عرمون ، وتمّ فتح مسربين من الأوتوستراد بإتجاه بيروت ، وثلاثة مسارب بإتجاه الجنوب . وأفيد أن غزارة هطول الأمطار تسببت بأضرار جسيمة في الممتلكات ولاسيما في الدامور والناعمة إذ دخلت المياه المحال التجارية والمنازل ولاسيما في المنطقة الصناعية كما غمرت السيول سهلي الخيام ومرجعيون . الى ذلك يستمر الجوّ في لبنان عاصفاً وماطراً في خلال اليومين المقبلين مع إنخفاض في درجات الحرارة لتنحسر مساء السبت ، اما الطرقات الجبلية فلم تتعرّض للثلوج بعد وطريق ضهر البيدر سالكة.

 

الخارجية» تسعى لشطب الـ 1559 وسليمان للأميركيين: «حزب الله» لبناني

الحريري: حماية عروبتنا بالعلاقة الصادقة مع سوريا

 السفير 17/12/09

تحولت الأنظار أمس من واشنطن التي عاد منها رئيس الجمهورية والوفد المرافق، إلى كوبنهاغن التي وجه منها رئيس الحكومة سعد الحريري رسائل إيجابية تجاه سوريا، بدت أنها توطئة لزيارته المتوقعة إليها، بعدما تم فصل مسار الاستنابات القضائية عن الزيارة نفسها.

وفي حين يُفترض ان تتم زيارة الحريري المرتقبة الى دمشق تحت سقف التفاهم السوري ـ السعودي، كان لافتا للانتباه الكلام المنسوب الى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في صحيفة «هيرالد تريبيون» حيث اعتبر «ان لبنان لن يصبح سيدا ما دام «حزب الله» يمتلك اسلحة اكثر من الجيش النظامي»، وهو موقف، رأى المراقبون، «انه يسبح، من حيث توقيته ومضمونه، خارج فضاء التفاهم السوري ـ السعودي ومقتضياته».

ولم يصدر أي تعليق لـ«حزب الله» على موقف الفيصل، علما أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله من المرجح أن يطل كعادته، بدءا من اليوم، لمناسبة بدء إحياء مجالس عاشوراء مركزيا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية.

وتقاطع هذا الموقف مع إعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان «أن الولايات المتحدة لا تتحاور مع الحزب ولا تحبه»، وأشار في حوار أجرته معه «الجزيرة» الى ان هناك قناعة راسخة في المجتمع الدولي بأن سلاح حزب الله غير الخاضع للدولة اللبنانية يشكل خطرا على لبنان وينتهك القرارات الدولية، معتبراً أن «حزب الله مؤسسة قوية، ولكنه ميليشيا، وبالتالي على الجيش اللبناني فرض سيطرته على كل الاراضي اللبنانية».

وجاءت مواقف فيلتمان بمثابة محاولة للتشويش على زيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة والتي شدد خلالها على التمسك بالثوابت اللبنانية انطلاقا من اتفاق الطائف والدستور والبيان الوزاري وخطاب القسم الرئاسي ومقررات الحوار الوطني.

وعلمت «السفير» أن سليمان، الذي يستعد للتوجه الى دمشق، في عطلة نهاية الأسبوع على الأرجح، شدد خلال اللقاء مع أوباما على أن «نظامنا ديموقراطي ولبنان يرمز الى دولة نموذجية في العالم تضم 19 طائفة تتعايش في ما بينها، وهذا نموذج يجب احترامه والاقتداء به».

وأبلغ سليمان المسؤولين الاميركيين أن «حزب الله» هو حزب لبناني، مشارك في الحكومة وله نوابه الذين يمثلونه في المجلس النيابي، وسلاحه هو شأن داخلي يناقش بين اللبنانيين على طاولة الحوار.

وتعليقا على القلق الذي أبداه أوباما وغيره من المسؤولين الأميركيين حيال تدفق السلاح الى لبنان، قال سليمان: الخطر الاكبر هو الآتي من اسرائيل، واطمئنوا الى انه عندما تنسحب من الأراضي اللبنانية وينتهي احتلالها، فإن الامور ستسير على ما يرام.

وشدد سليمان على ان الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها في بسط سيادتها وسلطتها، وما جرى في مواجهة الارهاب في مخيم نهر البارد هو اكبر دليل على ذلك.

وفي ما خص القضية الفلسطينية، أكد سليمان رفض التوطين وضرورة احترام حق العودة، مشيرا الى عدم قدرة لبنان على تحمل تبعات توطين الفلسطينيين في أرضه، بالنظر الى تركيبته الداخلية الحساسة وتوازناته الدقيقة.

وفي حين تفادى الجانب الأميركي إثارة كيفية تطبيق القرار 1559 خلال اللقاءات مع الرئيس سليمان، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن وزارة الخارجية اللبنانية ستسعى الى شطب القرار 1559 من جدول أعمال مجلس الامن، لا سيما ان وجود لبنان كعضو غير دائم في المجلس يتيح فرصة العمل في هذا الاتجاه.

وقال وزير الدولة وائل ابو فاعور الذي كان في عضوية الوفد الرئاسي اللبناني لـ«السفير» ان الزيارة أكدت حضور لبنان وقضاياه في واحدة من أبرز عواصم القرار، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية طرح خلال اجتماعاته مع المسؤولين الاميركيين الموقف اللبناني الاجماعي المستند الى احترام التوازنات الداخلية والثوابت الوطنية، واستطاع ان ينتزع من الرئيس الاميركي دعما للحوار الداخلي حول سلاح المقاومة وهذه نقطة شديدة الاهمية. وأوضح ان الرئيس الأميركي أكد للرئيس سليمان ان أي تسوية في المنطقة لن تكون على حساب لبنان، وخصوصا في ما يتعلق بالتوطين.

الحريري: أزور سوريا قريبا

في هذه الاثناء، أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من كوبنهاغن، حيث يشارك في قمة التغير المناخي، إشارات إيجابية تجاه سوريا، تمهيدا لزيارته الوشيكة الى دمشق. وقال بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان « الزيارة ستكون ان شاء الله في وقت قريب، ونحن ننظر الى علاقات حقيقية مع سوريا، تعود بالمنفعة للشعبين اللبناني والسوري وتكون مبنية على الصراحة والـصدق، وإننـا ننـظر الى

هذه العلاقات بشكل إيجابي وهذا ما ننطلق منه».

أضاف الحريري: لبنان ضمن الجامعة العربية، وهناك مصالحات تتم وهي لمصلحة العرب، وهناك مواجهة كبرى بيننا كعرب وبين اسرائيل، وعلينا أن نرص الصفوف وأن نتخذ موقفا موحدا في ما يخص سياسة القضم الإسرائيلية، أكان في فلسطين او سوريا او لبنان، ويجب ان يكون الصف العربي موحدا لمواجهة السياسات الإسرائيلية التي تحاول دائما ان تفرق العرب، إضافة الى وجود محاولات اقليمية لزعزعة العرب وخلخلة الامن العربي. علينا ان نحمي عروبتنا والصف العربي وأن نحمي لبنان اولا، وهذا امر يتطلب ان تكون هناك علاقات حقيقية مع سوريا. يذكر أن الحريري التقى في كوبنهاغن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط الذي جدد الدعوة اليه لزيارة مصر ووعده بتلبيتها قريبا.

وأبلغت أوساط مقربة من الحريري «السفير» انه لم يعد هناك أي مبرر لتأجيل زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق، مشيرة الى ان أمر حصولها اصبح مبتوتا ولا فارق إن تمت في آخر الاسبوع الحالي او في بداية الاسبوع المقبل. وكشفت عن ان مسألة الاستنابات القضائية السورية ستسلك مسارا منفصلا عن الزيارة، متوقعة ان تعطي هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل رأيها قريبا في هذه الاستنابات، الامر الذي من شأنه ان يرفع الإحراج عن الرئيس سعد الحريري، باعتبار ان الموضوع يغدو في هذه الحال قضائيا ومن اختصاص الجهات المعنية. في هذه الأثناء، أكد العماد ميشال عون ان سلاح المقاومة باق حتى عودة الفلسطينيين في لبنان الى فلسطين. وقال في مقابلة مع قناة «أو تي في»: كنت في سوريا ولم أشعر بامتعاض سوري من زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى واشنطن»، ولفت الانتباه الى أن السوريين «لا يعتبرونني زعيماً مسيحياً بل صاحب دور وطني». وأشاد عون بالمبادرات الشجاعة التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط مشيرا الى أنه قد يزوره في الرابية بعد الأعياد.

 

مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية": القول بإمكان شطب الـ 1559 هو في الواقع سحبه من اجتماعات مجلس الامن

المركزية - اكد مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية" ان لبنان يعمل على تفعيل وجوده في مجلس الان من خلال عضويته التي تبدأ مطلع كانون الثاني وتسخير هذا الوجود لخدمة المصلحة الوطنية، لافتا الى انه سيرى ما يمكن فعله من اجل اقناع اعضاء المجلس بموقفه حيال القرار 1559 الذي بات من وجهة النظر اللبنانية شبه منجز ، ما عدا البند المتعلق بالدعوة إلى حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها والتي عولجت او ستعالج على طاولة الحوار الوطني مع التأكيد على ان باقي البنود قد طبقت، وبالتالي فإن استمرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رفع التقارير حول هذا القرار لم يعد ضروريا ، والقول بامكان شطب القرار 1559 هو في الواقع سحبه من اجتماعات مجلس الامن .

اضاف المصدر: اما البند المتعلق بانسحاب ما تبقى من القوات الأجنبية فهو سرى على القوات السورية ولكنه ينطبق على القوات “الاسرائيلية” التي لا تزال تحتل مزارع شبعا والتلال الثلاث الأخرى في محيطها. وبما ان القرار 1559 استند الى القرارين 425 و426 المتعلقين بانسحاب " اسرائيل" من الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دوليا. وهذه الحدود معترف بها "اسرائيلياً" ايضا بدليل توقيعها على اتفاق الهدنة عام 1949. وبما ان القرار 1701 جاء ليؤكد ذلك فان الديبلوماسية اللبنانية سوف تستمر بالعمل باتجاه المطالبة بالانسحاب "الاسرائيلي" من مزارع شبعا.

واستطرد المصدرالديبلوماسي بالقول: ان الشطب غير وارد في القانون الدولي كعبارة باعتبار ان القرار صدر، اما انه قد نفذ فهذا امر يتطلب من لبنان العمل من اجل سحبه على خلفية ان التقرير نصف السنوي العاشر للأمين العام عن تنفيذ هذا القرار والذي ناقشه المجلس في تشرين الاول الماضي تعدى بنود القرار الى امور اخرى، ما استدعى من لبنان، كما في كل مرة التحرك باتجاه الامين العام ورئيس مجلس الامن قبل جلسة المناقشة بكتاب تضمن ملاحظات للبنان حول التقرير.

وجدد المصدر الديبلوماسي التأكيد ان وزارة الخارجية لن تقوم بأي تحرك ما لم يكن مقررا في مجلس الوزراء وبالتشاور مع رئيس الجمهورية وهي بالتالي ستعتمد البيان الوزاري كمنطلق لعملها الدولي في ما يخص لبنان، وقرارات جامعة الدول العربية في ما يخص القضايا التي تهم العرب.

 

فتور العلاقات السعودية –السورية يعكسه موقف الفيصل ويؤخر زيارة الحريري اول جلسة بعد الثقــة لمجلس الوزراء الاثنين لاطلاق ورش العمل حزب الله يرد على فيلتمان: تصريحه اساءة الى زيارة سليمان لواشنطن

المركزية- المناخ السياسي في لبنان هادئ نسبيا بعكس المناخ الطبيعي العاصف ، اما في كوبنهاغن فتداخل المناخ البيئي بالسياسي حيث اطلق رئيس الحكومة سعد الحريري اشارات في اتجاهات عدة رسمت معالم لبعض توجهات الحكومة، فعلى الصعيد البيئي اكد التزام لبنان في معركة مواجهة تغير المناخ ورفع نسبة الاستفادة من الطاقة المتجددة، اما سياسيا فوجه رسالة بالغة الاهمية في اتجاه العاصمة السورية ضمنها شقين الاول قرب موعد زيارته اليها والثاني تطلعه الى علاقات صراحة وصدق مع سوريا.

وبين المناخات المتداخلة لا تزال ترددات زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن حاضرة بقوة على الساحة اللبنانية الداخلية المنشغلة راهنا بالتحضير لورش عمل متعددة قد تطلق في خلال اول جلسة لمجلس الوزراء اشارت اوساط مطلعة لـ"المركزية" الى احتمال تحديد موعدها يوم الاثنين المقبل ،فيما يبقى الحديث عن زيارة سليمان الى دمشق لتقديم التعازي الى نظيره بشار الاسد بوفاة شقيقه نهاية الاسبوع في الاطار غير المحسوم او المؤكد بعد الا انها تبدو واردة في اي لحظة.

فتور سوري- سعودي: اما على مستوى العلاقات الاقليمية والعربية فلا يبدو المناخ في احسن حالاته وفق ما اوحت به اخر التطورات في ضوء موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الاخير اللافت مضمونا وتوقيتا في ضوء معلومات متواترة عن فتور في العلاقات في الـ (س0س) في الاونة الاخيرة الامر الذي اكدته مصادر في الغالبية النيابية لـ "المركزية" اعتبرت ان هذا الفتور تسبب بتأخير زيارة الحريري الى دمشق وتاليا فان الزيارة اصبحت مستبعدة اقله هذا الاسبوع اذا لم يطرأ ما يعيد هذه العلاقات الى مجراها الطبيعي ،اضف الى ذلك ان الزيارة لن تتم من دون دعوة رسمية وفق ما تقتضيه الاصول والاعراف في التعاطي بين الدول ومن دون تحديد جدول اعمال لها.

رسائل الى الرياض: وقالت المصادر ان السعودية بدأت تتلمس لمس اليد الاخلال السوري بالوعود التي اطلقت ابان القمة السعودية –السورية وان هذا الاخلال تجلى في الاستنابات القضائية التي ارسلت الى بيروت وجاء توقيتها قبيل زيارة الحريري اليها خصوصا انها تضمنت تبليغات الى اقرب المقربين منه ما اعتبرته الرياض رسالة مباشرة اليها ، فكان ما كان من تجميد لحركة التواصل العربي لا بل جاء موقف الفيصل ليؤكد المؤكد، لا بل ليسهم في تراجع هذا المسار. وابدت المصادر تخوفها من ان تكون دمشق استنفدت الغرض من الصفقة السياسية مع السعودية بشأن لبنان وقد انجزت وانتهت مما أرادته من السعودية ولبنان وربما من فرنسا باجتذاب من ارادت من الأكثرية لضرب وحدتها ومناعتها وعادت تاليا الى موقعها الاساسي في المحور السوري -الايراني . وقد تبين للجميع ان سوريا لا تملك ورقة حزب الله الموجودة مع ايران ليسقط بذلك الرهان الدولي على دمشق في هذا المجال. وقالت : قد تحتاج الامور الى مهلة عشرة ايام ليتوضح مسار اتجاه العلاقة السعودية-السورية وفي ضوئها زيارة رئيس الحكومة الى دمشق وتاليا ترقب تطور العلاقة لانه يبدو ان ثمة سوء فهم للمراحل التي تلت القمة.

هوف وفيلتمان: على خط آخر، وفيما واصل مساعد المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل المسؤول عن ملف سوريا ولبنان فرديريك هوف لقاءاته في بيروت حيث اجتمع اليوم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ،توقف المراقبون السياسيون عند تصريح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان الذي اشار فيه الى أن لـ"حزب الله" وزراء يمثلونه في الحكومة ونواباً في البرلمان "وهو جزء من التركيبة السياسية اللبنانية و"أن الولايات المتحدة الأميركية لا تتحاور مع الحزب ولا تحبه"، وقرأوا فيه رسالة للحزب والدولة اللبنانية في آن.

موقف حزب الله: وردت مصادر مطلعة في حزب الله على التصريح بالقول لـ"المركزية": اولا ان مواقف فيلتمان هي اساءة الى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ولتحميلها رسائل معينة. وتاليا اساءة للرئيس نفسه . ثانيا اننا لم نر جديدا في تصريحاته، فهذا هو الموقف الاميركي المعادي لحزب الله لانه حركة مقاومة، والاميركي لا يتحمّل فكرة مقاومة ضد اسرائيل. فهو منحاز دائما اليها وليس الامر بجديد. وللسيد فيلتمان خصوصية في هذا المجال. وتأتي مواقفه في اطار التحريض الداخلي على الحزب.

واذ أوضحت المصادران الحزب لم يوجه اي انتقاد لزيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، لا قبل حصولها ولا بعده ، لاحظت ان البعض حاول اعطاء الرئيس ملاحظات قبل الزيارة وفي اثنائها وتحميله رسائل. فالانزعاج من هذه الزيارة كان في مكان آخر. فهناك اشخاص يرفضون ان يروا رئيس الجمهورية يتصرف كمسؤول عن العلاقات الخارجية بعدما حاولوا في الماضي تكريس عكس ذلك.

من جهة اخرى، اكدت المصادر ان لا معلومات لديها عن زيارة مرتقبة للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الى السعودية. على صعيد اخر، توقعت اوساط قريبة من الحزب ان يطل الامين العام في الساعات القليلة المقبلة لمناسبة بدء إحياء مجالس عاشوراء مركزيا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية حيث يطلق مواقف تركز على الشأنين الديني والسياسي.

الاستراتيجية الاميركية: الى ذلك، رأت اوساط تابعت زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن ان لا تغيير في الإستراتيجية الأميركية تجاه لبنان سواء في ما يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني او بالنسبة الى بتنفيذ القرارات الدولية ومنها الـ1559، وتحديداً موضوع نزع سلاح حزب الله. كما بالنسبة الى القرار 1701 وملف التوطين الفلسطيني في لبنان. واعربت الاوساط عن ارتياح لبناني نسبي الى العلاقة الشخصية التي قامت بين سليمان واوباما والتفهم الاميركي لاهمية الحوار الداخلي في ما يتعلق بالسلاح غير الشرعي وهو امر بحثه الرئيس سليمان مع نظيره الأميركي بعمق وانتهى الى التأكيد على انه يبت على طاولة الحوار التي ستستأنف اعمالها قريبا في قصر بعبدا. وابدى اوباما تفهمه لعدم التسرع في اي مسار تفاوض لبناني ـ إسرائيلي وكذلك لمجرى العلاقات اللبنانية - السورية .

 

حوري: المطالبة بسحب القرار 1559 تهدف للتشويش على 1701 و1757 

١٧ كانون الاول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار

  أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمّار حوري أنّ "زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الولايات المتحدة كانت زيارة ناجحة بكل المعايير، وهي عكست موقف لبنان الداعم للشرعية الدولية وتمسكه بالقرار 1701". حوري، وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، قال: "الأهم أنّ المباحثات، وبشجاعة أدبية من الرئيس سليمان والرئيس باراك اوباما، أظهرت الاختلاف على بعض النقاط، وهذا ما يؤكد الموضوعية في النقاش". وعن الهجوم الذي شُنّ على الزيارة، رأى حوري أنّ "هذه الهجمات لم تكن موفّقة، وربما حاول أصحابها توجيه رسائل معينة إلا أنّها أصيبت بالفشل". وتعليقاً على المعلومات حول سعي وزارة الخارجية لسحب القرار 1559 من جدول مجلس الأمن، قال حوري إنّها "للمرة الثالثة على التوالي التي نسمع فيها كلاماً من هذا النوع"، وأوضح أنّه "لا يملك أي وزير أو جهة بذاتها، إمكانية طلب إلغاء قرار دولي، لأنّ ذلك خارج التسلسل الموضوعي". وتابع حوري: "ربما من يحاول الايحاء بإلغاء القرار 1559 يهدف إلى التشويش على القرار 1701، وربما أيضاً يُراد تسجيل سابقة لإلغاء قرار دولي، للولوج إلى القرار 1757 المتعلّق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مضيفًا: "ربما هناك سعيٌ للقول ان القرار 1559 قد نفّذ في معظمه، وهذا أمر ضعيف من الجانب التقني".

 

طعمه: الرئيس سليمان أقنع الأميركيين بأن سلاح "حزب الله" يطرح على طاولة الحوار

موقع 14 آذار/١٧ كانون الاول ٢٠٠٩

اعتبر عضو "تكتل لبنان أولا" النائب نضال طعمه في حوار مع إعلاميين في دارته أن "زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للولايات المتحدة من أنجح الزيارات".

وقال: "منذ انتخاب الرئيس سليمان وهو يسعى الى إعادة لبنان الى خريطة العالم، وفي كل جولاته ينقل دائما الواقع اللبناني بكل موضوعية. أما في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة فقد طرح المحاور الرئيسية في لبنان مع الرئيس باراك اوباما والمسؤولين في الولايات المتحدة حيث أقنعهم بتسليح الجيش اللبناني، وأقنعهم ايضا بأن سلاح "حزب الله" يطرح على طاولة الحوار في لبنان". وأضاف: "لقد أعطى الرئيس سليمان توضيحا للولايات المتحدة ان المواضيع الداخلية اللبنانية تحل داخل لبنان، كما بحث في تطبيق القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701". وأشار الى أن "ما سبق زيارة الرئيس من حملة تحريضية كانت في غير موقعها، لأن الرئيس يعرف تماما ماذا يقول وماذا يفعل ولا أحد يملي عليه شيئا".

وأشاد بمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري في قمة كوبنهاغن وما طرحه من مواقف ومواضيع تخص لبنان، فضلا عن لقاءاته مع رؤساء العالم، وهذا دليل على عودة لبنان الى الدور الريادي العالمي". وبالنسبة الى زيارة الرئيس الحريري لسوريا، أكد النائب طعمه أن "الرئيس الحريري يزور سوريا كرئيس للحكومة، وسيبحث في لقاءاته مختلف الأمور التي تهم البلدين، وما من احد من لبنان إلا يريد علاقة طبيعية مع سوريا بعدما شابها بعض الشوائب في الماضي".

 

عمّار بعد زيارة المر: أكدنا ضرورة حفظ العلاقة الاستراتيجية بين الجيش والمقاومة وصونها 

موقع 14 آذار/١٧ كانون الاول ٢٠٠٩

  استقبل وزير الدفاع الياس المر وفداً من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب علي عمار يرافقه النائبان نواف الموسوي وعلي مقداد.

وبعد اللقاء، قال النائب عمار: "تشرفنا بلقاء معالي وزير الدفاع وتطرقنا الى كل الشجون والشؤون المتعلقة بساحتنا، وأكدنا مجتمعين ضرورة تحسين الواقع الوفاقي الذي تجلى من خلال حكومة الوحدة الوطنية وضرورة حفظ العلاقة الاستراتيجية بين الجيش والمقاومة وصونها، وخصوصا في هذه المرحلة التي تعني مواجهة تحديات خطيرة بحيث ان العدو الإسرائيلي يسعى بل ما أوتي من قوة الى استباحة كل القوانين والأعراف عبر انتهاكاته وتهديداته المتعددة، وضرورة تفعيل دور الحكومة وتحصينه وفقا لما هو في البيان الوزاري، إن كان على مستوى الأولويات التي تعني الدولة في مواجهة التهديدات الإسرائيلي وبالتالي حفظ السلم الأهلي والعيش الواحد في البلد، ام في ما يتعلق بأولويات المواطن ذات الصلة بالأزمات الخانقة على المستوى الإجتماعي والإقتصادي".

سئل: هل تطرقتم الى موضوع سلاح المقاومة؟

أجاب: "اعتقد اننا ومعاليه خصوصا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ونيلها الثقة على أساس البيان الوزاري، أصبحت المقاومة جزءا من المسؤولية الوطنية العامة، وبالتالي نحن لا نختلف مع معالي الوزير، وقد أكد حرصه على ضرورة المزاوجة بين دور الجيش ودور المقاومة بما يضمن الحفاظ على وحدة البلد وسيادته واستقلاله".

سئل: ما ردكم على وزير الخارجية السعودي ان لا سيادة للبنان ما دام "حزب الله" لديه سلاح أكثر من الجيش اللبناني؟

أجاب: "لا تعليق لدينا، ولكن قرارنا الوطني اللبناني يكون نابعا من الإرادة الوطنية فحسب".

سئل: ما ردكم على السفير فيلتمان أنه شخصيا لا يحب "حزب الله"؟

أجاب: "نحن لا نحبه أيضا، وهذا شعور متبادل". 

 

 حرب اسرائيلية ضد لبنان لاحباط تسلح حزب الله؟

نهارنت/توقع موقع global research ان تشن اسرائيل حربا على جنوب لبنان في فترة لا تتعدى نهاية هذا الشهر. ورجح التقرير ان تركز العملية المفترضة على الهجوم البري بدلا من الهجمات الجوية التي اعتمدت على نطاق واسع في حرب تموز العام2006. واشار الموقع الى ان الخطة تقتضي بحشد نحو 120 الفا من جنود المشاة وحوالي الف دبابة وتكثيف مرابض المدفعية، مضيفا انه تم وضع جنود الاحتياط المقيمن في اوروبا في حالة جهوزية لاستدعائهم في الساعة الصفر. وجرى تنظيم القوات العامة الاسرائيلية التي فشلت في المواجهة في حرب تموز 2006. واشارت الدراسة الى ان العملية التي سوف تركز على البقاع الشرقي لا تطمح الى اعادة الاحتلال الدائم بل احباط اي محاولة لاعادة تسليح "حزب الله" ومنعه من اقامة منظومة عسكرية صاروخية جنوب نهر الليطاني وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيامين نتانياهو على وشك اتخاذ اصعب قرار في حياته السياسية يقضي بتوجيه ضربة الى ايران وذلك بعد اطلاعه على وثائق سرية تفيد بان ايران تعمل لاختبار جهاز اساسي من حمكونات القنبلة النووية.

 

فيلتمان: حزب الله ينتهك القرارات الدولية ويعرض اللبنانيين للخطر

نهارنت/اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الأربعاء ان "حزب الله مؤسسة قوية، ولكنه ميليشيا تقوم بانتهاك القرارات الدولية وتعرض اللبنانيين للخطر، وبالتالي على الجيش اللبناني فرض سيطرته على كل الأراضي اللبنانية". وأشار فيلتمان في حديث الى قناة "الجزيرة"، الى ان "مشكلتنا مع حزب الله تعود الى أن هناك مئات من الأشخاص قتلوا في الثمانينات في القرن الماضي"، مضيفا ان "حزب الله لا يلتزم بالقرارت الدولية، وكذلك هناك أراضٍ لبنانية غير خاضعة لسيطرة الدولة اللبنانية بل له".  وأكد فيلتمان أن "حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية ولديه ممثلون في البرلمان، وبالتالي هو جزء من السياسية اللبنانية"، مضيفا: "نحن لا تربطنا علاقات معه، وإن سياستنا تقوم على احترام رأي اللبنانيين، وهم يقررون من يمثلهم في البرلمان والحكومة".

 

 

بريطانيا ترحّب بزيارة الحريري لدمشق وتتمسّك بالاتصال التدريجي مع "حزب الله" 

النهار/رحب الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء سعد الحريري لدمشق، معتبرا انها ستساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين. واكد ان بلاده لا تزال متمسكة بسياسة الاتصال مع "حزب الله" بطريقة "تدريجية وبما يخدم مصالحها والمصالح الوطنية اللبنانية ومن منطلق قدرتها على التأثير على الحزب للاضطلاع بدور ايجابي" في لبنان. وقال مارستون في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال" امس "ان العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا شيء مهم جدا للبلدين، ونحن نرحب وبدون اي مواربة بتحسن العلاقات الديبلوماسية بينهما،ومن هذا المنطلق نرى ان اي زيارة للحريري لدمشق ستحمل اهمية رمزية لهذه العلاقات".

واذ ابدى ارتياح بلاده الى سير علاقاتها مع سوريا، قال ان "الاتصالات مستمرة بيننا ونناقش باستمرار قضايا تهم البلدين، وهناك تحسن في هذه العلاقة وهذا يسمح لنا بطرح القضايا التي تهمنا". واوضح ان "احد الامثلة على هذين التحسن والتواصل هو زيارة وزير الاوقاف والشؤون الدينية السوري محمد عبد الستار السيد اخيرا للندن والتي اتاحت امامنا فرصة لمناقشة النموذج السوري للتعايش ما بين الاديان المختلفة في سوريا". واضاف: "نعتقد اننا سنتمكن من بناء تفاهم اكثر بين البلدين من خلال التواصل والتعاون في القضايا المهمة، ونحن مرتاحون الى سير العلاقات مع دمشق". ورأى ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان "يمثل خطوة ايجابية ومهمة لطي صفحة التوترات السياسية التي شهدتها السنوات الماضية، وفرصة مهمة لمعالجة القضايا الملحة الاقتصادية والسياسية التي يواجهها هذا البلد". وقال: "ان علاقاتنا السياسية مع الحكومة اللبنانية مسألة تمثل اهمية كبيرة بالنسبة الينا". مشددا على "ان الامن والاستقرار مع التقدم السياسي في لبنان هي جزء لا يتجزأ من الامن والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الاوسط عموما".

وعن سلاح "حزب الله"، قال: "نحن نتفهم اهمية الفئات الاساسية في النسيج السياسي في لبنان والدور الذي تؤديه داخل الحكومة والبرلمان، ونؤيد في الوقت عينه تطبيق بنود قرار مجلس الامن 1701 بالكامل من اجل وضع الاسلحة في لبنان تحت مسؤولية الحكومة، وهذا ينسحب على حزب الله وبقية الجماعات المسلحة". واضاف مارستون: "بالنسبة الينا، ما هو مهم واساسي لمستقبل لبنان هو التوصل الى تسوية نهائية ليس فقط بين اسرائيل والفلسطينيين بل بين اسرائيل وجميع جيرانها العرب، ولبنان واحد من الاطراف الاساسيين في اي نوع من هذه التسويات، ولذلك نحن نؤيد اي خطوات في اتجاه السلام بين اسرائيل وجيرانها".

وعن الجديد في الاتصالات بين بريطانيا و"حزب الله"، قال: "نحن لا نزال متمسكين بسياسة الاتصالات مع حزب الله بطريقة تدريجية وبما يخدم مصالحنا والمصالح الوطنية اللبنانية ومن منطلق قدرتنا على التأثير على حزب الله من اجل لعب دور ايجابي على الساحة اللبنانية، ومن ناحية اخرى هذا الموقف يمثل تأييدنا للمعادلة الداخلية في لبنان والحوار الوطني والتقارب بصورة اكبر بين جميع الفئات الاساسية". ولفت الى ان لـ"حزب الله دوراً وثقلاً سياسياً معروفا في لبنان، ونحن نريد ان ينحصر هذا الدور بالقضايا السياسية لا العسكرية، كما نريد من طريق التواصل التدريجي مع اطراف معروفين بتوجهاتهم السياسية في حزب الله ان يتحرك الحزب في هذا الاتجاه".

وفي شأن عملية السلام لاحظ "ان التطور الذي شهدته هذه العملية في الاشهر الماضية كان مخيبا لآمالنا بعض الشيء، وكنا نريد ان تكون الاجواء مناسبة للعودة الى طاولة المفاوضات من اجل التقدم نحو التسوية النهائية وفي اقرب وقت ممكن، ونرحب باستعداد ادارة الرئيس (الاميركي) باراك اوباما بهذه العملية لانها مهمة جدا من اجل اعطاء زخم اضافي الى عملية السلام".وخلص مارستون: "ان بريطانيا "ستبذل كل ما في وسعها لتهيئة الاجواء المطلوبة للعودة الى طاولة المفاوضات في اقرب وقت ممكن بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتعتقد ان المستوطنات الاسرائيلية هي القضية الاساسية في المرحلة الراهنة، وقد جعلت المفاوض الفلسطيني يرفض العودة الى المفاوضات قبل حصوله على ضمانات بتجميد النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة".

 

سليمان: لو ذهب نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته لأوباما عن "حزب الله"؟

كشفت مصادر دبلوماسية لـ "اللواء" ان زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن تمت بناء لدعوة من الرئيس أوباما، ورغبة أميركية لابلاغ الرئيس اللبناني تحذيراً من مخاطر استمرار السلاح الحالي مع "حزب الله" بعيداً عن سيطرة الدولة، خاصة في حال اضطرار واشنطن اللجوء الى القوة لحسم موضوع الملف النووي الإيراني، وأنه تم إبلاغ الرئيس اللبناني بأن لبنان كله سيكون معرضاً للخطر في حال دخول هذا السلاح طرفاً في المواجهة مع إيران. وإذا كان جواب الرئيس سليمان على ما أثاره الرئيس الأميركي بات معروفاً، وهو أن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار، وأن <حزب الله> حزب لبناني وعناصره لبنانيون، فإن اللافت في الأمر، أن التحذير الأميركي جاء متزامناً مع موقف سعودي مثير للاهتمام، عبّر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أكد لصحيفة <انترناشيونال هيرالد تريبيون> أن <لبنان لن يصبح سيداً ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي>.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الموقف الأميركي يكشف الأسباب الحقيقية لخلفية الانتقادات اللبنانية لزيارة الرئيس سليمان، ولا سيما من قبل حلفاء سوريا و<حزب الله> بالذات، بالرغم من أن الحزب نفى على لسان عضو مكتبه السياسي غالب أبو زينب، بعد زيارته العماد ميشال عون أمس، أن يكون قد انتقد زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، مؤكداً أن الرئيس سليمان <يقوم بواجبه ويتحرك على أساس المصلحة الوطنية>. وفي هذا السياق، اعتبر مقربون من الرئيس سليمان أن الحملة التي شنت على الزيارة لم تكن في محلها وجاءت ظالمة، ولم يكن لها مبرر، خصوصاً وأن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأميركي، وأنها أتت في سياق التحرك الواسع الذي بدأه منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية، والتي أراد منها ان يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم. ونقل هؤلاء عن الرئيس سليمان قوله في سياق عتبه على منتقدي الزيارة: <لو ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله>؟ واكد هؤلاء ايضا ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط على الصعيد اللبناني، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وتهديداته شبه اليومية، وتمكينه ايضا من التصدي للارهاب الذي بات اليوم يشكل الخطر الاكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الاساسية للدفاع عن لبنان وتثبت رفض التوطين، بل كان ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت. وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

 

مساعد ميتشيل في بيروت لدعم محادثات السلام

نهارنت/يبدأ المنسق الخاص لشؤون المنطقة، مساعد الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف، مباحثاته الخميس مع كبار المسؤولين اللبنانيين تتناول تطور الوضع اللبناني في ضوء زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن والمحاولات الأميركية لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وتأتي زيارة هوف تحضيرا للزيارة التي ينوي السيناتور جورج ميتشل القيام بها الى عدد من دول المنطقة ومن بينها لبنان. ويبحث هوف مع المسؤولين اللبنانيين في آفاق العملية السلمية في المنطقة في ضوء سياسة الادارة الاميركية والتي عبر عنها الرئيس الاميركي باراك اوباما لسليمان. ومن بين المواضيع الخاصة بمهمة ميتشل والمطروحة للبحث، مسألة الاجئين الفلسطينيين التي كان سليمان قد شدد على وجوب حل قضيتهم وحق عودتهم الى ديارهم ورفض توطينهم في لبنان.

 

تصعيد سعودي مصري ضد سلاح "حزب الله" وايران

نهارنت/عكس موقفان سعودي ومصري حجم التحديات الاقليمية في ضؤ القلق الدولي من مسألتي الملف النووي الايراني وسلاح "حزب الله". واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حديث الى صحيفة "هيرالد تريبيون" ان "لبنان لن يصبح سيدا ما دام "حزب الله" يمتلك اسلحة اكثر من الجيش النظامي"، وهو موقف، رأى المراقبون لصحيفة "السفير" ، "انه يسبح، من حيث توقيته ومضمونه، خارج فضاء التفاهم السوري ـ السعودي ومقتضياته". وشدد على وجوب أن لا يسمح المجتمع الدولي لإيران بامتلاك السلاح النووي، مشيراً الى "ريبته" حيال تأكيدات إيران على سلمية برنامجها النووي، مطالباً في المقابل بتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية. اما وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي التقى رئيس الحكومة سعد الحريري على هامش انعقاد مؤتمر تغيّر المناخ العالمي في كوبنهاغن، فاشار الى ان الوضع الإقليمي يمر بمرحلة حرجة. واعرب عن القلق من الملف النووي الإيراني، لانه "إذا ما تطورت الامور الى عقوبات او غيرها فهذا سيقود الى مواجهة".  واعلن ابو الغيط انه كرر للحريري الدعوة المرسلة اليه من رئيس الوزراء المصري لزيارة مصر وقد وعد بتلبيتها قريبا، وآمل ان يتحقق هذا قريبا جداً. وشدد على ان الحريري "يحظى بكل الثقة المصرية، ويحظى كذلك بثقة الرئيس حسني مبارك وبكل من هو قادم من مصر، ولقد وقفنا الى جانبه ودعمناه وسوف نستمر في دعمه".

 

المحكمة الدولية والانتربول يوقّعان اتفاق تعاون يحل محل الاتفاق المؤقت

نهارنت/قامت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بإبرام اتفاق تعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول". وذكر بيان صادر عن مكتب المحكمة في بيروت أنه : "في 16 كانون الأول 2009، زار الأمين العام للأنتربول، السيد رونالد نوبل، والمدير المساعد لقسم الأمن الداخلي والإرهاب في المنظمة، السيد لوران موسكاتلّو، المحكمة الخاصة بلبنان حيث التقيا برئيسها، القاضي أنطونيو كاسيزي، ونائبه، القاضي رالف رياشي، وقاضي الإجراءات التمهيدية، دانيال فرانسن، لمناقشة مسائل متعلقة بالتعاون بين المؤسستين".

وأضاف البيان أنه "وقّع على اتفاق التعاون الرئيس كاسيزي نيابةً عن المحكمة والأمين العام، السيد رونالد نوبل، نيابةً عن الأنتربول". وأشار الى أن الاتفاق دخل حيز النفاذ في 17كانون الأول 2009. ويهدف هذا الاتفاق بحسب البيان إلى إقامة إطار للتعاون بين المحكمة والأنتربول من أجل التحقيقات والإجراءات المتعلقة بالجرائم الداخلة في اختصاص المحكمة. كما يتيح هذا الاتفاق للمحكمة إمكانية الوصول إلى قواعد البيانات وأنظمة المعلومات الخاصة بالأنتربول. وسيكون السيد موسكاتلّو بمثابة نقطة الاتصال بين الأنتربول والمحكمة.

ويُعتبر هذا الاتفاق أكثر شمولية وهو يحل محلّ اتفاق التعاون المؤقت الذي دخل حيز النفاذ في 24 آب 2009. الى ذلك، أعلنت المسؤولة عن مكتب التواصل الداخلي الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة في لبنان وجد رمضان عن بدء أعمال المكتب رسمياً في بيروت خلال لقائها مع الصحافيين في لبنان. وقالت إن هذا المكتب سيكون صلة وصل بين بيروت ومقر المحكمة في هولندا. وإذ حددّت اهداف عمل المكتب، أوضحت رمضان ان مكتب التواصل في بيروت ليس مخولاً إعطاء أية معلومة تتعلق بالتحقيق لكنّ عمله فقط هو التفاعل المباشر مع الإعلاميين او أي مهتم بعمل المحكمة الدولية. وأضافت أنّ :"موازنة المحكمة للعام 2010 أقرّت في 9 كانون الأول الماضي وقد بلغت 55.35 مليون دولار يدفع لبنان 49% منها فيما تتكفل الدول المانحة بالباقي" . وأكدت رمضان أن لا توقيت بعد لبدء المحاكمات، مشيرة إلى أنّ المحكمة لا تزال في مرحلة التحقيق، ولافتة إلى أن الصمت سيبقى مطبقاً إلى أن يصدر القرار الظني وعندها يصبح كل شيء علنياً.

 

جعجع: علينا كقوى لبنانية أن ندعم زيارة الحريري الى دمشق

نهارنت/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء، وبالتالي كل من يعتقد عكس ذلك عليه اعادة حساباته لأنه مخطئ لا محال. واعتبر جعجع في حديث الى مجلة "الوطن العربي" ينشر الأسبوع المقبل ان "من يعتقد بزوال 14 آذار مخطئ لأنها ومنذ الانتخابات النيابية مروراً بالانتخابات الطالبية والنقابية التي جرت وتجري حققت تقدماً على المستوى الشعبي، أما على المستوى السياسي فان قوى الرابع عشر من آذار مستمرة، وكل رمز من رموزها لديه دور يقوم به بكل مسؤولية ودور الرئيس سعد الحريري هو أن يكون رئيساً للحكومة اللبنانية ضمن ثوابت قوى 14 آذار". ولفت جعجع الى ان "الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيساً لحكومة لبنان، وعلينا كقوى لبنانية أن نسعى الى دعم هذه الزيارة والى محاولة تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية، ولكن في المقابل نرى ان سوريا تسعى الى تحقيق العكس وقد ظهر هذا الأمر جلياً من خلال بعض الاستقبالات التي قامت بها والاستنابات "الفضائية" لا القضائية". وحول عدم تقديم التعازي الى الرئيس السوري بشار الاسد بوفاة شقيقه مجد كما فعل عندما قدم التعازي في القرداحة للرئيس حافظ الاسد بوفاة نجله باسل، قال جعجع (مبتسما) "الظروف السياسية كانت مختلفة وشفنا شو صار بعد التعزية الأولى".

اما بشأن العلاقة الأميركية السورية، فرأى جعجع عدم احراز اي تقدم كبير على هذا المستوى اذ انه وحتى اليوم لم يتم ارسال سفير أميركي الى سوريا، إضافة الى ان نقاط الخلاف بين الطرفين ما زالت هي نفسها، مكرراً التأكيد على ان أي تقدم في العلاقة الأميركية – السورية لن يحصل على حساب لبنان.

 

رعد لا يخفي بعض الخيبة من موقف الفيصل ويتفهم زيارة سليمان

نهارنت/رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان "يروّج لسياسات الاستبداد الأميركي الذي يورّط الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من الأزمات وخلق المشكلات في العالم وهذه السياسية أثبتت فشلها وعقمها". ورفض رعد في حديث الى اذاعة "النور" مقاربة تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أو النظر إليه بسلبية "وإن كانت بعض الخيبة تظهر على فلتان اللسان". واضاف أن "حزب الله" يشاركه القول أن الدولة هي التي يجب أن تتولى مسؤولية الدفاع عن الشعب لكن حين تكون الدولة في مرحلة العجز والقصور فواجب كل اللبنانيين أن يسعوا لبناء تلك الدولة القوية والعادلة التي تستطيع أن تجهّز جيشها للتصدي للخروقات الإسرائيلية".

وأكد رعد "أن "حزب الله" يتفهم زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن"، مشددا على "أن ما قاله سليمان في واشنطن وفي اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هو ما كان يجب أن يقال"، مؤكدا "أن زخم التدخل الأميركي في لبنان قد انكفأ". ولفت رعد إلى "أن هناك تعنتا في توصيف العلاقات المميزة بين البلدين"، مؤكدا "ان أمن لبنان من أمن سوريا وأمن سوريا من امن لبنان لأن سوريا هي النافذة الوحيدة المفتوحة للبنان". واضاف رعد "ان العلاقات مع رئيس الحكومة سعد الحريري أخذت مسارا اكثر جدية باتجاه تعزيز الهدوء والاستقرار على الساحة المحلية"، مشيرا إلى "ان الاستنابات القضائية السورية لن تؤثر على زيارة الحريري الى دمشق". 

 

سليمان: لو ذهب نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته عن حزب الله؟

نهارنت/اعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن عتبه على منتقدي زيارته الى الولايات المتحدة. ونقل مقربون عنه القول انه "لو ذهب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله"؟ وذكرت مصادر الوفد اللبناني الى واشنطن لصحيفة "النهار" ان الادارة الاميركية استمعت بتفهم الى الموقف اللبناني الرسمي من موضوع سلاح "حزب الله" والذي عرضه سليمان، قائلا ان هذا السلاح هو شأن لبناني داخلي يحل على طاولة الحوار بين اللبنانيين. وذكّر سليمان بالخروقات اليومية لاسرائيل للقرار 1701 جوا وبحرا وبرا، وبشبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان، في حين ان أي خرق من الجانب اللبناني لم يحصل لهذا القرار الدولي. وشرح الرئيس اللبناني للرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين الكبار حيثيات الموقف اللبناني المتمسك برفض التوطين وبحق العودة للفلسطينيين وبمبادرة السلام العربية، مشددا على ان اسرائيل ينبغي ان تقبل بها فرصة أخيرة للسلام. واكد المقربون ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط على الصعيد اللبناني، بل ايضا على صعيد أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها سليمان مع الرئيس السوري بشار الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت.

وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

ونقلت صحيفة "السفير" عن مصادر واسعة الاطلاع أن وزارة الخارجية اللبنانية ستسعى الى شطب القرار 1559 من جدول أعمال مجلس الامن، ولا سيما ان وجود لبنان كعضو غير دائم في المجلس يتيح فرصة العمل في هذا الاتجاه. 

 

الاسد يدعو للتنسيق الامني ويقلل من اهمية الاستنابات

نهارنت/اكد الرئيس السوري بشار الاسد "ان سوريا ستدعم الاستقرار في لبنان بكامل امكانياتها، وان الامن في لبنان سيمنح اهتماماً مميزاً، وانه يجب التوصل الى طريقة للتنسيق الامني بين لبنان وسوريا لدعم الاستقرار في لبنان". واوضح الاسد كما نقل عنه مصدر سياسي لبناني التقاه في مدينة القرداحة، على هامش القيام بواجب التعزية لضحيفة "اللواء" ان لبنان سيعيش مرحلة جديدة، وان تكليف الرئيس سعد الحريري برئاسة الحكومة شكل نقطة نوعية اعطت زخماً جديداً للعلاقات اللبنانية السورية، نظراً للعقلانية التي يتميز بها الرئيس الحريري، وان مد يده الى سوريا يشير الى قلب مفتوح، والى قناعة حقيقية لديه، وان ذلك سيشكل فاتحة خير لعلاقات جيدة مع سوريا، مؤكداً استعداده لاحتضان هذا الانفتاح، ولكل ما يمنح الارتياح لدى اللبنانيين من دون تمييز. وقلل الاسد من تأثير موضوع الاستنابات القضائية السورية، التي صدرت في حق مجموعة من الشخصيات اللبنانية على زيارة الحريري الى دمشق، وشدد على أن هذه الاستنابات صدرت بعيداً عن السلطة السياسية وأنها لن تؤثر سلباً على الزيارة.

 

فصل زيارة الحريري الى سوريا عن الاستنابات وسوريا تطرح مخرجا

نهارنت/شكل اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري من كوبنهاغن انه سيزور سوريا قريبا، أول توطئة للزيارة التي لم يتحدد موعدها بعد، بعدما تم فصل مسار الاستنابات القضائية عن الزيارة نفسها. وأبلغت أوساط مقربة من الحريري صحيفة "السفير انه "لم يعد هناك أي مبرر لتأجيل زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق، مشيرة الى ان أمر حصولها اصبح مبتوتا ولا فارق إن تمت في آخر الاسبوع الحالي او في بداية الاسبوع المقبل". وكشفت عن ان مسألة الاستنابات القضائية السورية ستسلك مسارا منفصلا عن الزيارة، متوقعة ان تعطي هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل رأيها قريبا في هذه الاستنابات، الامر الذي من شأنه ان يرفع الإحراج عن الحريري، باعتبار ان الموضوع يغدو في هذه الحال قضائيا ومن اختصاص الجهات المعنية. وكانت معلومات نقلها تلفزيون O.T.V ذكرت أن الحريري حاول تأخير موعد الزيارة في انتظار جلاء حقيقة خطوة الاستنابات، وعمد الى توسيط السعودية وتركيا في القضية، من دون ان يطرأ اي جديد على الموقف السوري. ومن الحلول التي طرحتها سوريا حسب المصدر ذاته، ان "تبدأ بزيارة غير معلنة يقوم بها شخص غير متورط من وسط بيروت الى اللواء جميل السيّد، لتكون بداية بحث في تصحيح مشهد الأعوام الأربعة الماضية، أما الباقي فيأتي لاحقاً وتدريجياً على طريق معالجة القضية، حالة حالة واسماً اسماً".

وأضافت انه في شكل متزامن مع الخطوتين، يقرر مجلس الوزراء في جلسة له، الموافقة على زيارة الحريري الى دمشق، فتتكامل عندها المعالجات، ولو جزئية، في إنتظار إكتمالها بحسب الظروف والمعطيات. ونقلت قناة "المنار" عن مصادر قانونية، قولها أن إحالة وزارة العدل الإستنابات السورية إلى هيئة القضايا والإستشارات هي خطوة غير قانونية، إذ أن ما قام به وزير العدل ابراهيم نجار هو بمثابة قوطبة سياسية، اذ لا يحق للدولة التدخل بين المبلغِ والمبلّغ، فعلى وكلاء المدعى عليهم - في حال الاعتراض - على ما بُلغ موكلوهم به تقديم دفوع شكلية امام القضاء السوري. وافادت المصادر نفسها ان الاستنابات الموجودة بحوزة مدعي عام التمييز سعيد ميرزا منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي لا تزال في ادراج مكتبه، ولم يبلغ المدعى عليهم بها.

 

استهجن مواقف بعض الوزراء التي تتحدث عن الفتنة والماضي

وليد معلوف: القرار 1559 قاعدة القرارات الدولية

اعرب عضو البعثة الاميركية السابق لدى الامم المتحدة اللبناني الاصل وليد معلوف والذي ترشح ايضاً الى الانتخابات النيابية الاخيرة عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، عن دهشته لموقف الوزير وائل ابو فاعور من القرار 1559 لجهة انه يؤدي الى فتنة داخلية. وقال معلوف في بيان له ان هذا القرار الصادر عن اعلى هيئة دولية اصبح يدخل في صلب القانون الدولي ويعطي الشعب اللبناني الحق في تقرير المصير والحرية والسيادة وحفظ وحدة الشعب والدولة. وراى معلوف في بيانه ان احداً في العالم لا يستطيع الغاء القرار 1559 بمن فيهم ادارة الولايات المتحدة الاميركية. واعتبر ان هذا القرار التاريخي يشكل تتويجاً لكل القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة والتي تحفظ سيادة لبنان واستقلاله بدءاً من القرار 1860 وانتهاءً بالقرار 1701. واضاف: "فوجئت لدى متابعتي لموقف احد الوزراء المحسوبين على فخامة رئيس الجمهورية الذي اعتبر ان القرار 1559 اصبح من الماضي. في حين ان هذا القرار بالذات هو حجر الزاورية في كل القرارات الدولية التي تلته والتي رسخت معاني السيادة والاستقلال والحرية في لبنان، ولولا القرار 1559 لما صدر القرار 1701 لذا يجب العمل على تطبيق كل ما تبقى من بنود القرار 1559". وحض معلوف الحكومة اللبنانية وتحديداً الوزراء المحسوبين على فخامة الرئيس ميشال سليمان على العمل من اجل تنفيذ كل قرارات الامم المتحدة في شكل شامل ومن دون انتقائية ما يفتح الباب امام الانتقائية في قضايا اخرى مهمة جداً تعني الامم المتحدة ايضاً. واضاف معلوف ان قادة الجالية الاميركية من اصل لبناني يشعرون بالاحباط لبعض المواقف الصادرة عن بعض الوزراء في الحكومة اللباننية في الوقت الذي كان فخامة الرئيس ميشال سليمان يطالب الادارة الاميركية بتنفيذ القرارات الدولية المعنية بالوضع اللبناني والعربي والفلسطيني وحل قضية الشرق الاوسط.  وقال معلوف انه واستناداً الى تجربته في الادارة الاميركية فإن الرئيس الاميركي باراك اوباما جدي في اعلانه دعم لبنان وان الادارة الاميركية يمكن ان تمارس دوراً كبيراً في الضغط على الحكومة الاسرائيلية للانسحاب من الاراضي التي تحتلها في لبنان.    

مصادر 14 آذار: القرار الظني للمحكمة في آذار المقبل والاستنابات هجوم سوري مبكر

رجحت مصادر بارزة في قوى "14 آذار"، صدور القرار الظني عن المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار في آذار المقبل، كاشفة عن استدعاءات لبعض الشهود للمثول امام المحكمة في حزيران، وهو ما يفترض ان يكون القرار الظني صدر قبل هذا الموعد بشهرين على الاقل. ولم تستبعد وجود رابط قوي بين ما وصفته بالحملة المزدوجة على القضاء الدولي وتوقع صدور القرار الاتهامي في وقت قريب، متوقفة امام الحملة الاعلامية المركزة على المحكمة الدولية والاستنابات السورية بحق ذو 24 شخصية لبنانية، سياسية وقضائية وأمنية وصحافية، غالبيتها من فريق الحريري. وذكّر قيادي بارز في قوى "14 آذار"، في اطار تعليقه على الاستنابات التي صدرت بناء لدعوى كان رفعها المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في دمشق بأن "الموالين لسوريا سبق ان خاطبوا سعد الحريري ووليد جنبلاط بالقول ان ليس المطلوب عدم تسييس المحكمة الدولية، المطلوب هو وقف عمل المحكمة". ولفت الى ان سوريا تريد من "اصطحاب" زيارة الحريري لدمشق بـ"مذكرات جلب" لفريقه استباق القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة بهجوم معاكس وعلى نحو مبكر لفرض امر واقع لا يمكن تخطيه، وهو ما يشتم من الحملة المتعاظمة على المحكمة.

 

نديم الجميل لموقع "القوات": العلاقات الندّية مع سوريا تتطلّب استعمال كلمات "الرفض" ولبنان لا يستطيع ان يتحمّل سلاحين وجيشين على أرضه

أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل أن الاستنابات السورية لم تكن لتصدر لولا مباركة النظام السوري لها، واصفاً إيّاها بأنها سياسية بامتياز، ومحاولة للضغط على الرئيس سعد الحريري للتخلي عن حلفائه في مسيرة ثورة الأرز وقناعاته والانضمام إلى فريق 8 آذار. واضاف الجميل "المطلوب من الحريري اليوم ان يذهب إلى سوريا من دون فريق عمله الذي يؤمن بلبنان أولاً، وبالخيار اللبناني وبالتعايش المسيحي المسلم الحقيقي"، معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة واعٍ لخطورة هذه الأمور. الجميل، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، انتقد الزحف اللبناني باتجاه سوريا على خلفية موت شقيق الرئيس السوري، معتبراً أن جزءاً من هذه الزيارات هو سياسي، ومضيفاً "انه في وقت كان العمل جار منذ الـ2005 على الخروج من الهيمنة السورية والتمسك باستقلالية لبنان، نرى السياسيين اللبنانيين يزحفون نحو سوريا وهذا شيء مرفوض ولن نقبل به". وقال الجميل: "اذا أردنا فعلا علاقات ندّية مع سوريا، يجب أن تكون الزيارات متبادلة بين الدولتين، لا أن تكون محصورة فقط من الجانب اللبناني باتجاه سوريا"، معتبراً ان لا وجود لعلاقات ندّية مع سوريا حاليا بل هي علاقة هيمنة من سوريا على لبنان. واضاف "أن لبنان دولة سيدة ومستقلة، ونحن نعرف مصلحته ونرفض أي هيمنة عليه خصوصاً بعد الخروج السوري من لبنان"، مشدداً على أن بناء علاقات طبيعية وندية بين البلدين يتطلّب منّا استعمال كلمات الرفض والجزم لاثبات حضورنا وقدرتنا على تقرير مصير بلدنا".

وإذ اكد ثقته بالرئيس سعد الحريري وانه لن يكون هناك أي انقلاب او خلط اوراق على حساب لبنان او على حساب العلاقة مع حلفائه المسيحيين، تمنى الجميل أن يصدر القرار الظني وبالتالي الحكم عن المحكمة الدولية سريعاً لمعرفة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، ولمعرفة كيفية التعاطي مع المجرمين.

ولفت الجميل إلى الموقف السعودي المفاجئ باتجاه سلاح "حزب الله"، فجدد التأكيد على خطورة هذا السلاح وتأثيره السلبي على الداخل لفرض معادلات جديدة، معتبراً أن لبنان لا يستطيع ان يتحمّل سيادتين وسلاحين وجيشين على أرضه. وتمنى من المجتمع الدولي بأكمله ان يحذو حذو الأميركيين والسعوديين في هذا الموضوع، ليستكمل لبنان سيادته واستقلاله. وشدد على ضرورة العمل مع المجتمع العربي والدولي لدفعهم إلى تبنّي هذا الموقف حفاظاً على لبنان وخدمة لمصلحته العليا ولتحريره من السلاح غير الشرعي.

واكد النائب الجميل على وجوب حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، خصوصا وأن "حزب الله" أصبح مشاركاً في الحكومة، متمنياً عدم الوصول إلى مشاكل امنية أو حرب في لبنان لأن المواطن اللبناني لم يعد يستطيع تحمّل أعباء هذه الحروب. ورأى أن أيَّ حرب مع اسرائيل يجب ان يتحمل اعباءها المجتمع العربي كاملا ولا تكون فقط على حساب لبنان، مؤكدا ان لبنان لا يمكن ان يتحمل خسائر مادية وبشرية إضافية خدمة لايديولوجية معينة لا تخدم مصلحته.

 

اتصالات على خط بيروت- دمشق لاقفال المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات

كشفت معلومات لـصحيفة "الأنباء" الكويتية عن سلسلة اتصالات ومشاورات جرت على خط بيروت ـ دمشق وبعيدة عن الأضواء أثمرت توافقا أوليا لإقفال المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات. وأشارت المعلومات الى ان ثمة استعدادات بين سوريا وفصائل فلسطينية متحالفة معها، وتتخذ قياداتها من دمشق مقرا لها، للبدء بخطوة الإقفال التي تشمل مواقع عسكرية لـ "فتح" وللجبهة الشعبية ـ القيادة العامة برئاسة احمد جبريل على مشارف بيروت (تلال الناعمة) وفي بعض المناطق البقاعية القريبة من الحدود السورية. واللافت ان تلك المعلومات جاءت غداة لقاءين: الأول بين جبريل ووزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي الذي زار دمشق مؤخرا، والثاني عقده مساعدو جبريل مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. مصدر في الأكثرية أبلغ "الأنباء" ان هناك فعلا توجهات لإقفال المعسكرات خارج المخيمات الفلسطينية، مشيرا الى ان "المقاتلين" سيتم نقلهم الى داخل المخيمات بحسب كل منطقة، وهذا يعني برأي المصدر: «الإعطاء بيد والأخذ بيد أخرى»، أي إدخال المشكلة الى المخيمات والإخلال بمعادلة المخيمات. ودعا المصدر الدولة ـ الحكومة ـ الى ان تنتبه، كما دعا منظمة التحرير الفلسطينية الى ان تنتبه أيضا. ورأى ان حسم موضوع إقفال المعسكرات يتطلب بدوره حسم قضية المقاتلين ووجهة انتقالهم.

 

قاطيشه: إذا أراد جنبلاط الصعود مجددا في قطار قوى الإستقلال فأهلا وسهلا به

اكد أمين السر العام في "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشه في حديث لصحيفة "اللواء" أنّ العلاقة بين القوات اللبنانية ومسيحيي الأكثرية بشكل عام لم تصل إلى حد القطيعة مع النائب وليد جنبلاط على الرغم من أنه اتخذ لنفسه موقعا خارج خط الرابع عشر من آذار، علما أنّ مناصري ومناضلي الحزب التقدمي الإشتراكي لا يزالون في صلب ثورة الإستقلال وينادون بذات المبادئ الإستقلالية التي ننادي بها. واكد قاطيشا أنّ العلاقة لم تصل إلى حد القطيعة إلا أنه لا يخفي امتعاضه من مواقف النائب جنبلاط لا سيما تلك المتصلة باتهاماته المتكررة لـ "القوات" و "الكتائب" بالإنعزالية، مضيفاً: "وليد بك جنبلاط ذهب بعيدا في مواقفه تجاه قوى الرابع عشر من آذار عموما ومسيحيي هذه القوى خصوصا، وبالتالي فإنّ إتهامنا بالإنعزالية أمر يراد به باطل لأنّ تاريخ المسيحيين هو الذي حافظ على لبنان والوضع العربي، وهو الذي حافظ أيضا على إنفتاح لبنان على المشرق العربي وعلى الغرب، من هنا فإنّ تاريخ المسيحيين كان ولا يزال قائما على الانفتاح ولا يمكن لأحد عزلهم". وشدد على أنّ "الخلاف اليوم بين مسيحيي الأكثرية والنائب وليد جنبلاط هو سياسي وليس شخصي ويتعلّق بمقاربة كلا الفريقين للوضع السياسي الداخلي". وعن إمكانية عودة التواصل مع النائب جنبلاط، شدد قاطيشا على أنّ "هناك تباعد في الرؤى الوطنية بين مسيحيي الأكثرية والنائب جنبلاط"، مؤكدا أنّ "قطار قوى الرابع عشر من آذار لا يزال يسير ومسيحيو الأكثرية ثابتون على مواقفهم، وبالتالي إذا أراد النائب جنبلاط الصعود مجددا في قطار قوى الإستقلال فأهلا وسهلا به". وعلق على المصالحة التي تمت بين النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون ، قائلاً: "القوات تؤيد أي مصالحة تحصل بين اللبنانيين".

واعتبر أنّ جنبلاط يشيّع بأنه مستقل، لكنه في الحقيقة يسعى عبر مواقفه إلى الإستحصال على تأشيرة للتقرّب من قوى إقليمية، علما أنّ المبادئ الوطنية لا يتضمّن قاموسها شيء إسمه الوسط أو الوسطية، بل العنوان الأساسي للمبادئ الوطنية هو الشفافية والوضوح والثبات على المواقف، مضيفاً: "من هنا فإن خطاب القوات اللبنانية بشأن الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وسيادتها لا يزال هو ذاته منذ أربعة عقود وسيبقى إلى حين قيام الدولة التي ننشد بنائها، من هنا فإنّ مناهضتنا لم تكن يوما ضد حزب الله بل ضد سلاحه غير الشرعي."

 

بيان صادر عن ملتزمون

استعرض المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون في اجتماعه الدوري المواقف والمستجدات على الساحة الداخلية واصدر البيان التالي:

1. استهجن المجلس الزحف المستجد لبعض اللبنانيين على طريق دمشق، وخصوصا "السياديين القدامى"، وراى فيه حنينا الى ايام النظام الامني وهذا مؤشر خطير، خصوصا وان النظام السوري لم يزل يتعامل مع لبنان بعقلية المحتل والآمر، وخير دليل الاستنابات السورية الصادرة بحق بعض اللبنانيين. وهال التجمّع ما ورد على لسان النائب ميشال عون امس، بان السلاح غير الشرعي " باق لحين حل القضية الفلسطينية"، وهذا ما لم يقله حامل السلاح نفسه. وكانت هدية النائب عون للبنانيين، بمناسية الاعياد المجيدة، تبشيرهم بالخراب والدمار كنتيجة للسلاح غير الشرعي بقوله " تستطيع اسرائيل ان تدمر لبنان ولكنها لن تستطيع الدخول اليه"...!! ان هذه المواقف تؤكد مرة جديدة، وبما لا يقبل الشك، تبعية النائب عون للخارج واستعداده للتضحية بلبنان واللبنانيين خدمة لدويلة حزب الله وعلى حساب قيام الدولة الشرعية.   

 2. اعتبر المجلس ان تصريحات قادة حزب الله، واتباع المحور السوري الايراني، المعترضة على زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن خروجا على كل الاعراف والتقاليد واهانة لموقع الرئاسة الاولى وهذه المواقف مرفوضة جملة وتفصيلا. فزمن الاحتلال السوري حيث كانت الشروط والتوجيهات تفرض على الرئاسة قد ولى الى غير رجعة. ويرى التجمّع في الزيارات التي يقوم بها اركان الحكم الى دول العالم، وخصوصا دول القرار، تصرفا حكيما ومطلوبا، كما يرى في تقوية العلاقات مع هذه الدول تاكيدا على استقلالية القرار الوطني. ان مصلحة لبنان تقضي برفع الصوت عاليا في المحافل والمنتديات العالمية كافة للمطالبة باحترام حق لبنان وشعبه بالسيادة والاستقلال والحرية.

3. يتمنى التجمع للحكومة الجديدة النجاح في مهامها والتصدي لمختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية رغم الافخاخ والمطبات التي وضعت في طريقها من الداخل. ويتوجه التجمّع بالتحية والتقدير من النواب السياديين الذين احترموا آراء ناخبيهم ان في عدم منح الثقة للحكومة او في الاعتراض على ما ورد في البيان الوزاري من تشريع للسلاح خارج المؤسسات الدستورية. ويحمّل التجمّع المجلس النيابي المسؤولية المباشرة والكاملة عن اي تصرف احادي يقوم به حزب الله يهدد الامن والسلام ويجر لبنان الى مواجهات غير محتسبة ويجلب الدمار والخراب ويصيب اللبنانيين بارواحهم وارزاقهم وممتلكاتهم.

4. يهم التجمّع لفت النظر الى الاهتزازات الامنية المتنقلة من مكان الى آخر مهددة المواطنين في ارزاقهم وارواحهم وممتلكاتهم وآخر العنقود اشتباكات حي الشراونة في بعلبك. ان هذه الاشتباكات التي استعملت فيها كافة انواع الاسلحة غير الشرعية، الفردية منها والجماعية، المتوسطة والكبيرة، البنادق والرشاشات والمدفعية، تهدد مسيرة الامن وقيام الدولة وتضرب مهابة القوى الامنية وخصوصا مؤسسة الجيش. ان امن اللبنانيين، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن عمق السهل الى مرمى الشاطىء هو مسؤولية الدولة. " الامن قبل الرغيف " قالها فخامة الرئيس.. فلا يجوز ابدا التساهل تجاه المجرمين والقتلة، فسلامة المواطن هو من المقدسات ولا بد من فرض الامن بقوة القانون لا بالتراضي. لن يخلص لبنان ولن يامن المواطن لغده الا عندما تبسط الدولة سلطتها على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية...!!! 

17 كانون الاول 2009

المنسق العام/نجيب سليم زوين

للمراجعة: 263648/03     

 

 البطريرك صفير استقبل اندراوس ووفدا هنغاريا ومهنئين بالاعياد

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير النائب

السابق انطوان اندراوس وعرض معه التطورات والمستجدات.

ثم التقى رئيس مجلس ادارة مستشفى المشرق الدكتور انطوان معلوف ورئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان للتهنئة بالاعياد.

واستقبل وفدا من بلدية شيوفوك في هنغاريا يزور لبنان بدعوة من بلدية جونية في اطار برنامج التوأمة بين المدينتين.

ومن الزوار على التوالي: نائب رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك رئيس بلدية سرعين التحتا المحامي عدلي شمعون، رئيسة التبادل الدولي الفرانكوفوني في لبنان منى نعمه يرافقها العالم والفيلسوف الاب جاك ارنو ثم المحامي بطرس ارسانيوس .

 

الجيش: معلومات الاعلام عن الاجتماعات مع "اليونيفيل" والعدو تدخل في إطار التكهنات والافتراضات وتلحق ضررا بالمصلحة الوطنية

وطنية - صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش التوضيح الآتي:"يتداول بعض وسائل الاعلام من حين الى آخر معلومات تتعلق بمضمون الاجتماعات التي تعقد بين لجنتين عسكريتين من الجيش وقوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان وبطريقة غير مباشرة مع لجنة تابعة للعدو الاسرائيلي، بهدف متابعة تنفيذ القرار 1701، وبحث مختلف التطورات الميدانية على جانبي الحدود اللبنانية الفلسطينية، وقد أشارت هذه الوسائل الى أن اللجنة اللبنانية قد وجهت اسئلة الى اللجنة الاسرائيلية بواسطة القوات الدولية حول وضع بلدة الغدر بغية الحصول على إجابات عنها في وقت لاحق. توضح قيادة الجيش ما يأتي:

- إن الاجتماعات المذكورة أعلاه تحصل تحت طابع سري، ولا يتم الاعلان عن جدول أعمالها مسبقا، وهي تتناول أمورا عسكرية بحتة من اختصاص القيادة العسكرية وبمواكبة السلطات الرسمية المعنية.

- إن المعلومات التي جرى تناولها غير دقيقة، وهي تدخل في اطار التكهنات والافتراضات ولم تصدر عن أي جهة رسمية مخولة الادلاء بها، كما ان تداول معلومات كهذه عبر وسائل الاعلام، من شأنه أن ينعكس سلبا على عمل اللجنة اللبنانية ويلحق ضررا بالمصلحة الوطنية".

 

درغام: لاصدار إستنابات في حق ضباط وعناصر مخابرات سوريين عملوا في لبنان

وطنية - دعا رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون محمد درغام، في بيان أصدره اليوم الى الرد على الاستنابات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية، ب"تجمع لاهالي المفقودين في سوريا لكي يقوموا بدعم من لجان حقوق الإنسان بالضغط على السلطات اللبنانية لتسطير إستنابات جلب لكل الضباط وعناصر المخابرات الذين إعتقلوا وأخفوا مواطنين ومقيمين على أرض لبنان". وقال درغام "ان أسماء تلك العناصر كانت معروفة أكثر من أسماء النواب عندنا".

 

رابطة الروم الكاثوليك:الرئيس سليمان عبر في الولايات المتحدة عن خطاب وحد اللبنانيين حوله ورؤية سياسية واضحة تحقق مصلحة لبنان

وطنية - عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الرابطة مارون أبو رجيلي وحضور الأعضاء، وتناول المجتمعون الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة، وأصدروا البيان الآتي:

"- رحب المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للولايات المتحدة، وأشاد بكلام فخامته خلال لقائه الرئيس الأميركي، والذي عبر فيه الرئيس سليمان عن المحافظة على وتيرة خطاب وحد اللبنانيين حوله، ورؤية سياسية واحدة وواضحة تحقق مصلحة لبنان ودعم استقلاله وسيادته وحريته خصوصا من الولايات المتحدة. واعتبر المجلس أن ميزة لبنان التاريخية في حركته الديبلوماسية وانفتاحه على الشرق والغرب ونسج شبكة علاقات التعاون والصداقة مع كل الدول العربية ودول العالم التي تعزز حضوره ودوره وتوفر له كل طرق الدعم وأهمها للجيش اللبناني وتسليحه بشكل متطور وحديث من أجل حماية أرضه وسيادته من الاعتداءات الاسرائيلية والارهابية.

- يدعو المجلس التنفيذي للرابطة الحكومة بعد تهنئتها بنيلها الثقة الى معالجة أولويات الناس وقضاياهم وهمومهم المعيشية والحياتية والاجتماعية وتخفيف أعباء المواطنين لتمكنهم من تأمين الحد الأدنى من حاجاتهم الضرورية ابتداء بدعم المازوت.

ويعتبر المجلس أن الفرصة التوافقية السياسية الحالية متاحة أمام الحكومة لوضع دراسات ورؤية إصلاحية واضحة في قطاعات الدولة ومرافقها التي تؤمن حقوق المواطنين، والقيام بخطوات إيجابية تحقق الانجازات في إصلاح ادارات الدولة من خلال التعيينات المقبلة، بعيدا من التخبط في المناخات والأخطاء التي واكبت تشكيل الحكومة والمصالح الشخصية والمحسوبيات السياسية الضيقة التي عششت وتربعت في الحياة الادارية وكبلت أسلوب أدائها.

- يتقدم المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك من اللبنانيين جميعا ومن العالم العربي بالتهنئة بحلول رأس السنة الهجرية وبولادة المخلص السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، ويتمنى أعيادا مجيدة وسنة جديدة مملوءة بالخير والبحبوحة والسلام والاطمئنان.

- يتوجه المجلس بالشكر لكل من شارك في مؤتمر الرابطة الأول "الوحدة في الحق والحرية في التنوع" من شخصيات سياسية وأساقفة ونواب ووزراء سابقين وسفراء ومديرين عامين وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء رهبانيات وكهنة وضباط وأطباء واقتصاديين ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعات وأبناء الطائفة من قرى وبلدات البقاع وجبل لبنان والجنوب وبيروت والشمال.

ويؤكد بعد إقراره التوصيات التي خرج بها المؤتمر على العمل من أجل مجتمع ينعم فيه اللبنانيون جميعا بالحقوق نفسها ويعيشون في التضامن، وتأمين المصالحة وتثبيت القواسم المشتركة بين التعددية الدينية والثقافية والتقاليد والأصول الثابتة في وطننا، وتبني السلام، واخراج المسيحيين عموما والروم الكاثوليك خصوصا من انماط حياة جديدة تفرض عليهم وتخلق فيهم اليأس والضياع والالتباس، وتعزيز بناء الدولة القادرة العادلة وتشجيع أبناء الطائفة على المشاركة الفاعلة والانخراط في مؤسساتها".

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير دده يان والنائبين مخيبر وابي نصر

رئيس الجمهورية طمأن وفد "الميدل ايست" الى ان وزارة النقل الاميركية

قررت السير في تطبيق نظام الشراكة بين الشركة وشركات طيران اميركية

وطنية - إستأنف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نشاطه اليوم غداة عودته من زيارة واشنطن، فالتقى وزير الصناعة ابراهام دده يان وبحث معه في الاوضاع العامة وعمل وزارته للمرحلة المقبلة.

النائب مخيبر

وزار بعبدا النائب غسان مخيبر الذي هنأ رئيس الجمهورية بسلامة العودة من واشنطن، مثنيا على "أهمية الزيارة في الشكل والمضمون".

وتناول اللقاء أيضا موضوع شؤون حقوق الانسان وشجونها ومكافحة الفساد وأهمية أن يتولى وزراء دولة هذين الملفين من دون إنتقاص من دور أي من الوزارات المعنية.

الوزير السابق عوده

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق ريمون عوده الذي أشاد بزيارته للعاصمة الاميركية و"إسماعه المسؤولين الاميركيين ثوابت الموقف اللبناني من القضايا المطروحة داخليا وإقليميا".

وفد الاشتراكي

وتناول رئيس الجمهورية مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة المقدم شريف فياض الاوضاع الراهنة ونتائج الزيارة للولايات المتحدة الاميركية بحيث قدر الوفد للرئيس سليمان موقفه من مجمل القضايا المطروحة على بساط البحث.

ودعا الوفد رئيس الجمهورية الى مؤتمر "دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين المدنية في لبنان".

وفد "الميدل إيست"

واستقبل الرئيس سليمان رئيس مجلس الادارة المدير العام شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" محمد الحوت مع أعضاء مجلس الادارة بعد التجديد للحوت في رئاسة الشركة.

وبعد عرض لأحوال الشركة وأوضاعها وخطة عملها، طمأن الرئيس سليمان الوفد الى أن "وزارة النقل الاميركية، وبناء على طلبه، قررت السير في تطبيق نظام الشراكة بين الميدل إيست وشركات طيران اميركية خطوة اولى على طريق إعادة فتح خط الطيران التجاري المباشر بين بيروت والولايات المتحدة الاميركية ولاحقا كندا".

وشكر المجلس لرئيس الجمهورية "عنايته المباشرة بالشركة والتي أثمرت بداية إنفراج على هذا الصعيد".

"اللقاء العلمائي المستقل"

وظهرا، إستقبل الرئيس سليمان المفتي الشيخ أحمد طالب مع وفد "اللقاء العلمائي المستقل" الذي قدر عاليا زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية معتبرا أنه "مثل البلاد خير تمثيل ونقل بواقعية وحكمة الواقع اللبناني الى المسؤولين الاميركيين".

وشرح المفتي طالب للرئيس سليمان "أهداف إنشاء هذا اللقاء الذي يسعى الى التواصل مع جميع الكيانات الانسانية في لبنان وخارجه من موقع الاحترام للرأي الآخر وحق الآخرين في الاختلاف، ولكن ضمن دائرة الحفاظ على كيان الوطن وكرامة أهله"، معتبرا أن "الرئيس سليمان يمثل النموذج الامثل للتلاقي والتواصل والضمان الحقيقي لحفظ وحدة لبنان وصونه من كل الاخطار التي تحدق به".

وكان رئيس الجمهورية استقبل النائب نعمة الله أبي نصر مع وفد من العائلة لشكره على تعزيته بوفاة زوجته.

 

النائب زهرا:السلاح خارج الدولة وإستمرار تدفقه خرق للقرار 1701

زيارة الرئيس الحريري لدمشق لن تتم الا على اساس دعوة رسمية وجدول اعمال

وطنية - اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية"النائب أنطوان زهرا في حديث الى "اذاعة الشرق" أن "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا استحقاق منتظر من كل الأوساط اللبنانية والعربية والعالمية بسبب انقطاع التواصل سابقا بين لبنان وسوريا"، مذكرا بأن "الحديث عن زيارة للحريري كرئيس حكومة مكلف كان مواجها بتحفظات من كل الأوساط السيادية اللبنانية . اما ان تستقبل سوريا رئيس الحكومة اللبنانية، على رأس وفد رسمي وبدعوة رسمية، ومواضيع محددة تبحث فمن الطبيعي ان تتم مثل هذه الزيارة.

وقال:"هناك عدة ملفات يجب بحثها رسميا في سوريا لأننا لا نريد للعلاقات اللبنانية -السورية ان تعود الى علاقات بين الدولة السورية والقوى السياسية اللبنانية: كيفية وضع العلاقات على سكة التواصل عبر المؤسسات الدستورية بين الدولتين، وبحث ضرورة إلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري لأن لا دور له بوجود سفارتين وتبادل ديبلوماسي . وموضوع المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا ووجوب توضيح مصيرهم اقله من الناحية الإنسانية. قضية الحدود اللبنانية - السورية وضرورة ترسيمها لتأكيد سيادة كل دولة على اراضيها، وطبعا إذا بدأت الترسيم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فهذا يساعد لبنان على إسترداد هذه الآراضي عندما يصبح بمتناول اليد وثيقة (بين الدولتين) تؤكد لبنانية هذه المزارع وبالتالي يمكن المطالبة بتنفيذ القرار 425 الذي يتضمن إنسحاب إسرائيل من كل الآراضي اللبنانية المحتلة، وسحب ولاية القرار 242 عنها. عملية ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ووقف التهريب بكل انواعه وطبعا تبقى هموم مشتركة يجب معالجتها ومنها ضغط سوريا على قيادات المنظمات الفلسطينية في العاصمة السورية، في الموضوع الذي توافقت جميع القيادات اللبنانية على طاولة الحوار عليه، وهو نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات" .

اضاف:" هناك مجموعة مواضيع تحتاج الى معالجة بين الدولتين، ولا يمكن معالجتها إلا ببناء علاقات رسمية وجدية وصريحة، ونأمل بعد زيارة رئيس الجمهورية وبداية رسم هذا المسار للعلاقة، والبدء بالتبادل الديبلوماسي، ان تكون زيارة الرئيس الحريري باكورة إتصالات رسمية وجدية تنهي كل الملفات العالقة .

وفي موضوع سلاح حزب الله وما قاله وزير الخارجية السعودي امس، قال:" هذا موضوع خلافي بين اللبنانيين، فحزب الله (ومن يرى رأيه) يرى انه من الضروري إستمرار التسلح وإستمرار القيام بالمقاومة في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، بينما الفريق الآخر (الفريق السيادي) يرى انه على الرغم من ضرورة مواجهة إسرائيل ومقاومتها، فإن هذا الموضوع يجب الا يتم إلا بإشراف الدولة اللبنانية وبقيادة الجيش اللبناني للعمليات العسكرية، وطبعا بأمرة الحكومة اللبنانية كقرار سياسي" .

وأضاف : "إن وجود سلاح خارج الدولة وإستمرار تدفق السلاح هو خرق للقرار 1701 من جهة حزب الله، وبالمقابل هناك خروق إسرائيلية يومية لهذا القرار، ونطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه اميركا، بوقف هذه الخروق، وبالمقابل فإنه بالنسبة للقرارات الدولية فهذا خرق من جهة حزب الله (وبالتالي من جهة لبنان) للقرار 1701 وهذا لا يساعد بشكل جدي على ترسيخ سيادة الدولة ومرجعيتها، ومرجعية الحكومة اللبنانية في القرارات السياسية، ومرجعية الجيش اللبناني بالدفاع عن لبنان، وهذا موضوع يحتاج الى علاج وهو موجود على طاولة الحوارالتي تناقش مصير هذا السلاح وكيفية إستيعابه من قبل الدولة والجيش، ولكن يجب معالجته بطريق او بأخرى" .

وفي موضوع زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن شدد النائب زهرا على "ان مبدأ حصول الزيارة والبدء بترسيخ منطق التعاطي مع لبنان عبر الدولة وعلى ان العلاقات الدولية تمر برئاسة الجمهورية، والبدء مجددا بالإتصال وإستقبال رئيس جمهورية لبنان من قبل الرئاسة الأميركية هو إنجاز بحد ذاته، ومن المفيد كثيرا التأكيد الأميركي على الإلتزام النهائي بدعم سيادة لبنان وإبداء الإستعداد لمساعدة الجيش اللبناني وتقويته بالتسلح والتدريب والتجهيز وصولا الى ان يكون الفريق الوحيد المسلح على الآراضي اللبنانية" .

وتابع: "على طريق هذه الأهداف هناك تفاصيل كثيرة تحتاج الى متابعة يومية وعناية وإهتمام، ولكن الأهم هو التأكيد على ان لا صفقات على حساب لبنان بين اميركا واي فريق آخر، وان لبنان السيد هو هدف بحد ذاته وانه ليس وسيلة ولا ورقة في اي موضوع آخر . وان يستمر كل المجتمع الدولي بإعلان إلتزامه بالسيادة والحريته وإلاستقلاله لأن هذا مناخ يولد ويتعاظم ويترسخ ويصير من الصعب جدا التطاول على السيادة اللبنانية من اي فريق داخلي او خارجي".

وعن مشاركة الرئيس الحريري في قمة كوبنهاغن، شدد على ان "لبنان لا يكون لبنان إذا غاب عن المجتمع الدولي وعن كل اللقاءات التي تهتم بمستقبل العالم ومصيره، فللبنان اهميته على الرغم من صغر مساحته في امرين : اولا، دوره الحضاري على مدى التاريخ وإنفتاحه وعالمية الشعب اللبناني في كل المجالات، وثانيا اهمية لبنان كوطن بطبيعته وتنوعه ودوره كوطن رسالة" . واكد "ان زيارات الرئيس الحريري ، وزيارات رئيس الجمهورية الى الخارج، تعيد وضع لبنان على الخارطة العالمية، في المكان الذي يليق بالوطن وبتاريخه وينقل هموم اللبنانية ومشاكلهم الى الآماكن التي تستطيع التأثير في معالجة هذه الهموم والمشاكل، وطبيعي انه يؤكد إلتزام لبنان العربي والإلتزام بالقضية الفلسطينية وبالإجماع العربي حول كل ما يجري التفاهم عليه ويفيد العالم العربي".

حديث الى الرأي الكويتية

وفي حديث الى "الراي" الكويتية ينشر غدا اوضح النائب زهرا ان "القوات اللبنانية" لم تقدم التعزية الى القيادة السورية بوفاة مجد حافظ الاسد "لان لا علاقات اجتماعية بيننا وبين القيادة السورية، في حين ان العلاقات السياسية نراها تمر عبر الحكومة اللبنانية اي عبر الاطر الدستورية والمؤسساتية".

وقال: "العائق الوحيد امام قيامنا بواجب التعزية يتمثل في ان لا علاقة بيننا وبين القيادة السورية لا على المستوى الاجتماعي ولا السياسي، علما ان لا تحفظ لنا عن اي علاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية عبر الاطر الدستورية، الى حد انه في ما خص تبادل الزيارات على هذا المستوى المؤسساتي والرسمي فان وزراء "القوات" برسم تبادل الزيارات على ان يكون هذا ايضا على اساس ان يكون لكل زيارة جدول اعمال واضح وان تتم بناء على دعوة رسمية وبحسب الاصول التي تقتضيها العلاقات بين الدول. اما في ما خص التعزية، فأكرر ان لا علاقة بيننا وبين القيادة السورية كي نقوم بهذا الواجب"،

وراى "أن الهدف من الاستنابات السورية ، التي تعتبر في غير محلها على كافة المستويات، التشكيك بصدقية المحكمة الدولية والتمهيد لمحاولة اسقاط اي خطوة عملية تتصل بها، من القرار الاتهامي مرورا بالاستدعاءات، ووصولا الى المحاكمات. ولكن في موازاة ذلك، يجب عدم اغفال ان البلد كله محكوم اليوم بمرحلة من الاسترخاء على قاعدة التخفيف من حدة المواجهات السياسية، وغالبية القوى ليست مستعدة لأن يستدرجها شخص (اللواء جميل السيد) الى معاودة تزخيم المواجهة السياسية. ومن هنا جاءت المواقف كما يجب ان تكون، وأعتقد ان موقف "القوات" كان واضحا جدا في تقويم هذه الاستنابات".

وعن زيارة الرئيس الحريري الى دمشق ومطالبة "القوات اللبنانية" بأن تشتمل على جدول اعمال واضح يتضمن النقاط الخلافية مع سوريا، لاحظ زهرا "ان الايام الاخيرة حملت مؤشرات الى ان القيادة السورية، على جري عادتها، انطلقت من بدء التفاهم بينها وبين المملكة العربية السعودية لمعاودة فرض نمط في التعاطي مع لبنان يشبه ما كانت تعتمده قبل العام 2005 وإن لم يكن جيشها موجودا حاليا في البلاد"، لافتا الى "ان هذا ما اخر في رأيي حتى الآن اتمام زيارة الرئيس الحريري الذي لم توجه اليه حتى الساعة دعوة رسمية من الجانب السوري"، و "اعتقد ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني لدمشق لن تتم الا على اساس دعوة رسمية وجدول اعمال".

واذ اوضح "اننا لا نطمح الى حل كل المشكلات العالقة مع سوريا في زيارة واحدة ولقاء واحد"، قال: "لكننا نريد على الاقل ان تكون هذه الزيارة خطوة، كما التبادل الديبلوماسي، في اتجاه حلحلة الملفات العالقة وابرزها مأساة المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ومشكلة القواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات والتابعة لما يعرف بـ "فصائل الشام"، الى جانب ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا، وعناوين اخرى".

واشار الى ان "زيارة الرئيس الحريري ستكون زيارة عمل يقوم بها رئيس وزراء لدولة تربطها علاقات ديبلوماسية بلبنان". وهل يعني كلامه في اول الحديث، ان "القوات" لا تمانع ان يرافق احد الوزيرين اللذين يمثلانها في الحكومة الرئيس الحريري في زيارته لسوريا اذا اقتضى ذلك جدول الاعمال، قال: "لا مانع لدينا على الاطلاق ان يرافق وزير "قواتي" الرئيس الحريري اذا كان جدول الاعمال يتضمن مناقشة من اختصاص هذا الوزير. فاذا كانت المحادثات ستشمل ملف المفقودين والمعتقلين، فان وزير العدل ابرهيم نجار سبق ان حضر اتفاقية ثنائية بين لبنان وسورية للتعاون في هذا الموضوع ولم يتم توقيعها، كما ان موضوع ترسيم الحدود وضبطها يحتاج الى مواكبة وزارة العدل. وبالتالي اذا حضرت هذه الملفات في مداولات الرئيس الحريري مع الجانب السوري، فمن الطبيعي جدا ان يكون الوزير المختص في عداد الوفد المرافق".

وحول زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن، اكد زهرا "ان مجرد الزيارة وما تخللها من لقاءات، هي كما قال الرئيس سليمان، مؤشر اساسي ومهم وايجابي الى التعاطي مع لبنان عبر مؤسساته الدستورية، وعبر رئاسة الجمهورية في ما خص العلاقات الدولية، وهو ما لم يحصل منذ اعوام طويلة".

اضاف: "في رأيي ان هذا تقدم ايجابي على صعيد بناء الدولة في لبنان وإثبات حضورها وقيام المؤسسات بدورها، وذلك بصرف النظر عن النتائج العملية للزيارة التي تحتاج الى الوقت لتظهر". وعن موضوع المصالحات المسيحية ومدى استعداد "القوات" للمشاركة في لقاء يجري الكلام عن امكان عقده في بكركي قبل عيد الميلاد ويضم قادة مسيحيي 14 و8 آذار، قال: "لا اعتقد ان مثل هذا اللقاء قيد التحضير جديا، من دون ان اقصد في كلامي التقليل من شأن احد او تكذيب احد، ولكننا لم نسمع اقتراحا محددا في هذا الموضوع. علما ان لا تحفظ لنا في هذا الاطار. والمؤسف ان تسريبات بدأت تظهر وتوحي ان "القوات" تسعى للقاء طرف ما وان هذا الطرف يمانع. والواقع، اننا تجاوبا مع مساعي الرابطة المارونية ورغبة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الجمهورية، لا نمانع لقاء اي طرف مسيحي او حتى لبناني، ولكن هذا لا يعني اننا نتهافت للقاء فريق وهو يمانع. وأكرر اننا نوافق على الاجتماع بأي طرف، ولكن طبعا لن نوافق على اي شرط لا يناسب طروحاتنا وسياساتنا الجلية والمعروفة".

وردا على سؤال اي انه من الضروري وجود "قاعدة سياسية" لأي لقاء مصالحة؟ قال : "سأحدد الموقف بوضوح. مع النائب سليمان فرنجية حصل تطبيع للعلاقات على الارض، ولم تعد هناك اشكالات بين "المردة" و"القوات"، واي اشكال يتم تطويقه قبل ان يتطور سواء بالاتصال المباشر او من خلال مساعي الخيرين وعلى رأسهم الرابطة المارونية. اما بالنسبة الى اقتراح عقد لقاء بين النائب فرنجية والدكتور سمير جعجع، فسبق للأخير ان اعلن انه لا يمانع حصول مثل هذا اللقاء، ويبقى للنائب فرنجية الموافقة على الاجتماع".

وأضاف: "في ما خص العماد ميشال عون، الخلاف بيننا وبينه سياسي فقط، ونعتبر ان التنوع السياسي مطلوب لدى المسيحيين الذين لم يصطفوا يوما وراء قيادي واحد، وإن كانت هناك مسلمات يتوافق عليها الجميع. وفي اي حال طرح على العماد عون سؤال حول اللقاء (مع "القوات")، فكان الجواب انه لم يحصل تغيير في الموقف السياسي كي يحصل اللقاء، واستخلصنا من هذا الكلام انه يلتقي بمن يغير موقفه من القيادة السورية ومن سلاح "حزب الله". وهنا اؤكد ان موقفنا من هذين الموضوعين واضح ولا ينطوي على تعد على احد ولا على مسايرة لأحد، وهو ليس بأي حال موقف ضد أشخاص بل هو موقف وطني يعبر عن اقتناعنا وعن رؤيتنا لبناء الدولة ودورها، ولن نبدل قناعتنا من اجل لقاء مع العماد عون ولا من اجل اي شيء آخر". وردا على سؤال حول اعلان الدكتور جعجع "ان طاولة الحوار بحاجة لاعادة نظر في تركيبتها"، اوضح "ان المعيار الذي تم على اساسه دعوة القادة السياسيين للمشاركة في طاولة الحوار، وضعه في الاساس رئيس البرلمان نبيه بري عندما دعا لمؤتمر الحوار (في آذار 2006)، وذلك بعدما تفاوض حول هذا المعيار مع اطراف كثيرين".

اضاف: "ابقى الرئيس سليمان على المعيار نفسه في الحوار الذي ترأسه حتى ما قبل الانتخابات النيابية، واليوم نرى ان هناك ضرورة لوضع معايير محددة تراعي ان لا تصبح طاولة الحوار فضفاضة لدرجة انها تكون عاجزة عن الوصول الى اي تفاهم، كما تأخذ في الاعتبار عدم استثناء اي من القادة اصحاب التمثيل والذين يجب ان يسمع رأيهم".

وعن المعايير التي تراها "القوات" مناسبة في هذا الاطار؟ قال: "هذا الامر نطرحه من حيث المبدأ، ولسنا بمعرض وضع معايير خاصة بنا. ونعتبر ان رئيس الجمهورية هو الذي سيرعى طاولة الحوار ويترأسها، ونحن نكن له كل الاحترام وثقتنا به كبيرة".

 

جعجع: لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء

زيارة الرئيس الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيسا لحكومة لبنان وعلينا دعمها

وطنية - أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في حديث الى مجلة "الوطن العربي" ينشر الأسبوع المقبل، "أن لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء، وبالتالي كل من يعتقد عكس ذلك عليه اعادة حساباته لأنه مخطئ لا محال".

واعتبر جعجع "ان من يعتقد بزوال 14 آذار مخطئ لأنها، ومنذ الانتخابات النيابية، مرورا بالانتخابات الطالبية والنقابية التي جرت وتجري، حققت تقدما على المستوى الشعبي، أما على المستوى السياسي فان قوى الرابع عشر من آذار مستمرة، وكل رمز من رموزها لديه دور يقوم به بكل مسؤولية، ودور الرئيس سعد الحريري هو أن يكون رئيسا للحكومة اللبنانية ضمن ثوابت قوى 14 آذار". ولفت الى "ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس سعد الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيسا لحكومة لبنان، وعلينا كقوى لبنانية أن نسعى الى دعم هذه الزيارة، والى محاولة تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية، ولكن في المقابل نرى ان سوريا تسعى الى تحقيق العكس وقد ظهر هذا الأمر جليا من خلال بعض الاستقبالات التي قامت بها والاستنابات "الفضائية" لا القضائية".

وحول عدم تقديم التعازي الى الرئيس السوري بشار الاسد بوفاة شقيقه مجد كما فعل عندما قدم التعازي في القرداحة للرئيس حافظ الاسد بوفاة نجله باسل قال جعجع (مبتسما) "الظروف السياسية كانت مختلفة و"شفنا شو صار بعد التعزية الأولى".

واضاف: "نحن ننحني أمام الموت، ولكن تأدية الواجب الاجتماعي قضية مختلفة تماما، فنحن كسياسيين علينا الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع السياسية".

ولفت الى أنه يفتخر عندما يرى "أن مفهوم 14 آذار هو مثال لدى كثير من الصحافيين والسياسيين العرب ما يظهر دور لبنان في المنطقة انطلاقا من حرية الحركة السياسية".

وابدى اسفه لقيام البعض ب"ابراز حسنات التحالف مع سوريا بحجة منطق تحالف الاقليات"، داعيا هؤلاء الى "الدفاع عن منطق تحالف الحريات وليس تحالف الأقليات، لأن الحرية هي رأسمالنا الاساسي ولا يجب أن نفرط بها مقابل أي شئ آخر"، داعيا "هؤلاء المدافعين عن هذا المنطق الى تحييد لبنان عن هذه الصراعات لأنه لم يعد جائزا أن نحمل لبنان أكبر من طاقته".

وحول العلاقة الأميركية - السورية رأى جعجع "عدم احراز اي تقدم كبير على هذا المستوى، اذ انه وحتى اليوم لم يتم ارسال سفير أميركي الى سوريا، إضافة الى ان نقاط الخلاف بين الطرفين ما زالت هي نفسها"، مكررا تأكيد "ان أي تقدم في العلاقة الأميركية - السورية لن يحصل على حساب لبنان، لأن ثورة الأرز نقلت لبنان من مكان الى آخر ولا يمكن لأحد البدء بأي أمر الا من المكان الذي وصلت اليه هذه الثورة".

وأشار الى "عدم وجود أي قلق على واقع ومستقبل المسيحيين في لبنان لا في الديموغرافيا ولا في السياسة، فالقلق كان موجودا في السنوات ال15 الماضية يوم كانت حريتهم مهددة"، مشددا "على أن السلاح الحضاري الوحيد لدى المسيحيين هو الحريات ومتى ملكوه فلديهم كل المقومات لكي يدهشوا العالم، وطالما انهم استرجعوه فلا خوف عليهم لأن رأسمال المسيحيين هو لبنان وحريته واستقلاله وهذا ما لا يتلائم مع النظام السوري الحالي".

وعن المحكمة الدولية رأى جعجع "أنه لا يمكن لأحد ان يتدخل في عملها التقني"، مؤكدا "استمرار قناعاته السابقة بما يتعلق بالجهة الفاعلة حتى اثبات العكس".

وحول الوضع الاقليمي رأى جعجع "أننا نعيش مرحلة معقدة ومتحولة جدا وأن المنطقة تشهد عدة مواجهات متشعبة، مما دفع سوريا الى الاستفادة من هذا الوضع، ومحاولتها قضم الوضع اللبناني من خلال الاستنابات القضائية والاستقبالات، إلا أن محاولتها لن تنجح لأننا لم نعد في العام 1994"، مؤكدا "أن ثورة الارز هي اليوم السد المنيع في وجه كل هذه المحاولات".

 

العماد عون بحث مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي في ملف العودة

ناصر زيدان: وضعنا خطوطا عريضة لبيان نأمل ان يتناول مجموعة من المقاربات

وطنية - التقى النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية صباح اليوم، وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم عضو المجلس السياسي للحزب وممثل النائب وليد جنبلاط في لجنة المتابعة لملف العودة الى الجبل المنبثقة عن لقاء بعبدا الدكتور ناصر زيدان، عضو المجلس السياسي للحزب التقدمي ومسؤول العدل الدكتور وليد صفير وممثل الشباب التقدمي دريان الاشقر في حضور الدكتور ناصيف قزي ممثل العماد ميشال في لجنة متابعة ملف العودة الى الجبل.

بعد اللقاء قال زيدان ان البحث "تناول متابعة المواضيع التي اتفق عليها في اللقاء المشترك الذي حصل بين العماد عون ووليد بك منذ فترة، وقد وضعنا الخطوط العريضة لبيان نأمل ان ينجز قريبا يتناول مجموعة من المقاربات التي تتعلق بتعزيز وتحصين عودة المهجرين واستكمال المصالحات، وهذا الامر تشرف عليه بشكل كامل وزارة المهجرين، وايضا يتناول مواضيع تنمية اخرى تتعلق في الجبل من البنية التحتية الى غيرها من الملفات، وايضا تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الشرائح المكونة للجبل".

واضاف: "تم ايضا عرض مجموعة من النقاط المشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر لا سيما منها موضوع الزواج المدني وغيره من الملفات".

سئل: اي ملف سيبدأ اليوم اولا، هل التنمية في الجبل او المصالحات؟ اجاب: "باقي ثلاث مصالحات اساسية في الجبل، في بريح، عبيه وبنيه وجوارها، وكفرسلوان العائق الاساسي في استكمال العودة هو توفر المال، وهو عائق تنموي يجب ان تتوفر للعائد ظروف الحياة الكاملة من تأمين مورد للعيش ومن توفر الخدمات الصحية والعلمية وحتى الطرق التي تعود الى مرحلة الستينيات". سئل: من اين ستتأمن الاموال؟ اجاب: "نحن سنضع مجموعة عناوين وخطة ومجموعة اقتراحات ستتبلور قريبا، ولمسنا في هذا الموضوع بالذات اهتمام ورعاية فخامة رئيس الجمهورية"، مشيرا الى انه سيلتقي الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى لبنان ويضعه في الاجواء.

 

النائب رحمة:التقرب من سوريا مهم للمصلحة الوطنية وللبيان الوزاري

تعبير خلية وإعطاؤها صفة الارهاب لا ينطبق على المجموعة الموقوفة في مصر

وطنية - أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب اميل رحمة في حديث الى صحيفة القدس العربي، أن "زمن الصفحة السوداء في العلاقة بين لبنان وسوريا طواها اصحابها، وهناك بداية علاقات أخوية مظلتها البيان الوزاري"، معتبرا "أن التقرب من سوريا شيء مهم للمصلحة اللبنانية اولا ولتثبيت مندرجات البيان الوزاري، وأن احدا لم يعد قادرا إلا التكلم بهذا المنطق حتى من لديه مشكلة مع سوريا". ورأى أن "ابواب دمشق باتت مفتوحة امام رئيس الحكومة سعد الحريري، وأن الرئيس بشار الاسد لديه ميل ومحبة نحو اللبناني وهذا سيترجم قريبا بمشاهدات مع الرئيس الحريري وغيره". ونفى النائب رحمة الذي رافق الرئيس اميل لحود الى القرداحة، علمه بما تردد نقلا عن زوار لحود عن زيارة سيقوم بها الى السعودية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولكنه ذكر بما أعلنه الامين العام لحزب الله في الماضي من تشديد على التفاهم الايراني السعودي وعلى التفاهم السعودي السوري وعلى التفاهم المصري الايراني. ولاحظ "أن شخصية العماد ميشال عون ليست توسطية كي يطلب من الرئيس السوري توجيه دعوة الى البطريرك صفير لزيارة سوريا، ولكن من الممكن ان يمرر تمنيا معينا". وبصفته محاميا للمتهم في حزب الله سامي شهاب الموقوف في مصر أكد "أن موكلنا هو مناضل، وهو في خانة النضال العربي بريء ".

وكشف "أن تعبير خلية وإعطاءها صفة الارهاب لا ينطبق على المجموعة الموقوفة في مصر لانه عند تبيان الموجودات لم يتبين وجود سكين أو صاعق أو مسدس".

 

في ضوء التسليم الاقليمي والدولي بادارة سوريا للوضع اللبناني وتفاهم الأسد وعبدالله حول الآليات

علاقة الحريري بدمشق محكومة بارضية صلبة وزيارته لها ترجمة لمرحلة جديدة

حسن سلامه/الديار

يُطرح سؤال اساسي ومركزي في الفترة الاخيرة بين كل المهتمين بالشأن السياسي وتحديداً العلاقة اللبنانية - السورية، ما هي صيغة العلاقة التي يفترض ان تحكم ما بين سوريا ورئيس الحكومة سعد الحريري بعد المتغيرات التي حصلت خارجياً وداخلياً؟

ففي قراءة لمصادر سياسية مواكبة لهذه المتغيرات، مقرونة بمعلومات عما جرى من تفاهمات سورية - سعودية وتسليم غربي باهمية دور سوريا في استقرار لبنان وصولاً الى التسليم بان تكون سوريا هي الراعية الاساسية للوضع اللبناني فان هذه العلاقة محكومة بارضية صلبة وتفاصيل وقوة برغم ما يمكن ان يحصل من تعاط اعلامي وحتى سياسي من جانب بعض الاطراف القلقة مما قد تذهب اليه هذه العلاقة في المرحلة المقبلة، واستطرادا في مرحلة ما بعد زيارة الحريري الى دمشق وما سينتج عنها لاحقاً من تفاهمات في اكثر من مجال وحتى على مستويات مختلفة.

في تأكيد للمصادر السياسية ان صلابة العلاقة المتوقعة مرجحة على خلفية كل ما حصل من تفاهمات بين الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله، في القمة التي حصلت بينهما قبل فترة في دمشق وجرت متابعة تفاصيلها في خلال الاتصالات الدائمة ما بين كبار المسؤولين في البلدين.

فالرئيس الاسد كان شرح بالتفصيل للعاهل السعودي لماذا ترفض سوريا التدخل بالشأن اللبناني، ويطلب من سوريا في الفترة الاخيرة بان ترعى الوضع اللبناني، وذلك وفقا لمصلحة هذه الدولة او تلك، كذلك لا نريد ذلك.

فنحن جربنا مرحلتين بالتعاطي مع الوضع اللبناني، الاول هو الرعاية السورية المباشرة لهذا الوضع وقد خسرنا كثيرا بل ان هذه الرعاية اساءت لسوريا ومرحلة اخرى ابتعدنا فيها عن الملف اللبناني وهذه المرحلة وجدنا ان سوريا مرتاحة ولم تخسر سياسياً.

فكان ان رد العاهل السعودي قائلا: لقد حصل تفاهم سعودي - فرنسي - اميركي على هذه المسألة لذلك نتمنى عليكم ان تكون سوريا المرجع في ادارة الملف اللبناني، ولا نرى ان هناك مانعاً من هذه الادارة طالما ان سوريا لا تريد التدخل مباشرة وطالما هي راغبة بعلاقة تكاملية مع لبنان، لذلك نؤكد على ثلاثة امور:

1- ان الجغرافيا السياسية هي عامل حاسم في الشأن اللبناني، ولا احد يستطيع ان يلعب دوراً اساسياً في ادارة الشأن اللبناني كما هو بالنسبة لسوريا.

2- المصالح الاستراتيجية لسوريا وهذا الامر لا احد يستطيع ان يقفز فوقه بل نحن نقر بهذه المصالح.

3- لا احد يريد العبث بالموقع اللبناني في عملية الصراع العربي - الاسرائيلي، وخاصة ما يتعلق بعدم اثارة موضوع سلاح المقاومة.

ولذلك تعتقد المصادر ان الحريري وجنبلاط - وبخاصة الحريري - هما من سيقومان بآلية ترجمة هذه العلاقة مع سوريا ولهذا جرى لاحقاً تمرير بعض بنود البيان الوزاري من دون اعتراضات وبخاصة ما يتعلق بالغاء عبارة «الندية» في العلاقة الى علاقة الاخوية، بينما لعبت سوريا دوراً ايجابياً في تسهيل تشكيل الحكومة في مرحلتها الثانية.

وكل ذلك جعل من الجميع غربياً وداخلياً يسلم بان الامن في لبنان هو جزء من الامن الاستراتيجي لسوريا، وهذا ما اكد عليه الملك عبدالله وتواكب مع دعم فرنسي واميركي.

ولذلك ترى المصادر ان كلفة هذا الامر بان يكون الرئيس الحريري على تواصل ايجابي وجدي ومتفاعل وان يكون كل ما يتصل بموقع لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي خارج البحث اي وضع موضوع السلاح خارج التداول واعتبار القرار 1559 انه قرار منته وان مفاعيله انتهت مع تنفيذ شقه الخارجي.

وانطلاقاً من ذلك تأتي اهمية زيارة الحريري لدمشق لأنها ستكون ترجمة لتفاهم اقليمي دولي كبير وبالتالي لا احد يستطيع تعطيل هذا التفاهم لأن لا احد يستطيع تحمل مسؤولية عرقلة لعبة الاستقرار في المنطقة، كون عنوان هذا الاستقرار يبدأ من الساحة اللبنانية.

وهذا ما دفع القوى الكبرى دوليا واقليميا الى العمل لتأمين الامن الاستراتيجي للبنان من خلال الحضن السوري.

وكل هذا المسار يدفع للقول- كما تشير المصادر - الى ان الامور تسير في الاتجاه المطلوب وان الرئيس الحريري على قناعة كاملة بأن تجاوز كل ما له علاقة ببعض الحساسيات الجديدة القديمة مسألة لا بد منها لحساب تسريع اللقاء مع الرئىس الاسد وبالتالي فهذا اللقاء بات ضرورة مطلوبة لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة.

وبالمقابل فالقيادة السورية تسير في اتجاه تسهيل كل ما يؤدي الى حصوله قريبا وانجاحه وهذا يعني ان اللقاء سيكون ترجمة لمرحلة جديدة والخروج من سلبيات السنوات الماضية.

ولذلك فالسؤال هو اين اصبح اللقاء وهل ان توقيته بات سريعاً؟

في معلومات المصادر ان اللقاء كان يفترض ان يعقد بعد ظهر يوم الاحد الماضي رغم ان التوقيت النهائي لم يكن قد جرى حسمه بالكامل حيث كان ينتظر ان تحسم اتصالات يوم السبت بعض العقبات التفصيلية لكن وفاة شقيق الرئيس الاسد استدعت تأجيل التواصل لبت هذه التفاصيل.

ولذلك تلاحظ المصادر ان الاتصالات اعيدت في الساعات الماضية ويتوقع ان تستمر في الايام القليلة المقبلة لحسم بعض التفاصيل، مما يجعل امكانية زيارة الحريري مرشحة نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل علما ان السعودية ليست بعيدة عما يؤدي الى تذليل بعض العقبات وان كانت تترك التفاصيل للتواصل المباشر.

 

تقييم زيارة سليمان لواشنطن/إلزامات ومعوقات لوصول المساعدات

الديار/نزار عبد القادر

انتهت زيارة الرئيس ميشال سليمان لواشنطن بنتائج تؤشر الى تفهّم الرئيس باراك اوباما لخصوصية الوضع اللبناني مع ما تفرض من الزامات لاعتماد مقاربة واقعية، وسلوكية «الدراية والحذر» في تنفيذ بعض بنود القرارات الدولية الخاصة بلبنان. ويبدو ان الزيارة قد أفضت الى تعارف بين سليمان وأوباما، وهي تؤسس لعلاقات شخصية مفيدة لتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان، وتسرّع بالتالي آلية وصول المساعدات الاميركية الاقتصادية والعسكرية، بعدما كانت قد شهدت قدراً من التأخير والتراجع خلال السنة الاولى من عهد أوباما.

تولدت قناعة لدى عدد من المسؤولين الاميركيين بضرورة تأخير المساعدات العسكرية الى ما بعد الانتخابات النيابية التي جرت الصيف الماضي (كتدبير حذر وحيطة) بعدما رجحت كل الاستطلاعات التي سبقت الانتخابات امكانية حصول قوى المعارضة بقيادة حزب الله على الاكثرية النيابية.

لا تكفي اشارة الرئيس الاميركي الى أهمية بناء جيش يكون «اقوى من الجميع» لتوقع وصول المزيد من الاسلحة والذخائر الى الجيش اللبناني.

وهنا يقتضي التحذير من حصول خيبة أمل قد تستغلها بعض القوى السياسية الداخلية المعارضة لقيام علاقات صداقة وتعاون بين بيروت وواشنطن من اجل شن حملة ضد الولايات المتحدة وسياستها تجاه لبنان.

يمكن فقط للعارفين بآلية تنفيذ المساعدات الخارجية الاميركية تفهّم اسباب اي تأخير يمكن ان يحصل في هذا الصدد.

ويمكن إدراج اسباب تأخير تنفيذ بعض برامج المساعدات العسكرية على الشكل الاتي:

اولاً: ترتبط المساعدات الاميركية للبنان بشكل اساسي بالتطورات السياسية الداخلية والاقليمية.

ويمكن اذا حدثت تطورات عسكرية او امنية ان تلجأ الادارة الاميركية الى تجميد تنفيذ البرامج والخطط الموضوعة وفق جدول زمني محدد الى حين انقشاع الرؤية حول ما ستؤول اليه نتائج التطورات الحاصلة.

ثانياً: ترتبط سرعة او بطء برامج المساعدات بتقدير الادارة الاميركية الى استقرار الاوضاع الداخلية في لبنان وايضاً بطبيعة الدور الامني الموكل الى الجيش والقوى الأمنية الاخرى تنفيذه. وهنا لا بدّ ان يشمل هذا التقدير تقييماً لقدرة الدولة السياسية على صنع القرارات، وتنفيذها.

ثالثاً: قدرة الجيش والقوى الأمنية على استيعاب المعدات والاسلحة، مع اعطاء أهمية خاصة للحفاظ على هذه الأسلحة والمعدات بحيث لا تتسرب من ايدي الجيش الى قوى غير نظامية داخلية او الى قوى عسكرية غير لبنانية.

وتتشارك في تقييم ذلك كل من وزارتي الدفاع والخارجية بالاضافة الى اجهزة الاستخبار الخارجي وخصوصا وكالة المخابرات المركزية.

رابعاً: ترتبط ايضا سرعة تدفق المساعدات العسكرية بمدى التزام الدولة اللبنانية بتنفيذ تعهداتها سواء فيما يعود للشأن الداخلي، او فيما يعود لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

خامساً: يمكن للكونغرس الاميركي وخصوصاً في حال ممارسة اللوبي الصهيوني الضغط لوقف المساعدات او تأخيرها، الطلب الى الإدارة لاعادة النظر في قيمة هذه المساعدات او في سرعة وصولها الى لبنان.

سادساً: لا بد من الاشارة الى تعقيدات المعاملات الادارية اللازمة لتنفيذ برامج المساعدات العسكرية، بحيث يمكن ان يتطلب التحضير لبدء تنفيذ عقد معيّن مدة سنتين ونصف الى ثلاث سنوات.

سادت المحادثات التي اجراها الرئيس سليمان مع الرئيس أوباما ومعاونيه اجواء من الصراحة، حيث شرح لبنان مواقفه من مختلف القضايا سواء لجهة رؤيته لعملية السلام، معلناً تمسكه بالمبادرة العربية، كما شرح لمضيفه الزامات الموقف اللبناني من قضية التوطين، ومن قضية سلاح المقاومة، حيث ربط تقرير مصير هذا السلاح بطاولة الحوار الوطني.

ويعطي هذا الربط للدولة اللبنانية مساحة المناورة اللازمة لتأكيد التزامها بالقرارين 1559 و1701، دون ان يتسبب ذلك بتساقطات سياسية سامة على المستوى الوطني او على المستوى الحكومي.

بالرغم من ربط الرئيس سليمان الحاجات العسكرية لمساعدة الجيش بالتصدي للارهاب فقد برز تباين في موضوع تهريب السلاح الى حزب الله، وبالتالي بمدى التزام لبنان بالبند الخاص في القرار 1701 حول شحنات الاسلحة الى غير القوى النظامية اللبنانية.

ويشكل هذا الموضوع المعيار الاساسي لقياس مدى التزام اميركا بوعودها لتسليح الجيش ليكون «اقوى من كل الاطراف».

يعود الرئيس سليمان بعد هذه الزيارة البالغة الأهمية لواشنطن ليؤكد على اولوية دور رئاسة الجمهورية في صياغة وبلورة سياسة لبنان الخارجية وارساء قواعد ثابتة وواضحة لعلاقات لبنان مع عواصم القرار.

ويمكن في حال ادرك الجميع مدى واهمية دوره في مجال السياسة الخارجية ان يسهّل قيادته للحوار الوطني عند الدعوة لاستئناف الاجتماعات.

لقد انتخب الرئيس سليمان بتوافق وطني، ويؤهله ذلك بالتالي لتجاوز لعبة المصالح السياسية بين مختلف الافرقاء، من اجل بناء علاقات خارجية بناءة تخدم مصالح واستقرار وسيادة لبنان. نحن امام فرصة جديدة توفرها زيارة واشنطن حيث سمع الرئيس سليمان من الرئيس أوباما شخصياً مدى تمسك الادارة الاميركية بسيادة واستقرار لبنان، بالاضافة الى تقدير الادارة الاميركية للجهود والتفاهمات التي سهلت تشكيل حكومة الاتحاد الوطني. يأتي الدعم الذي عبّر عنه الرئيس الأميركي بمثابة دعامة معنوية للحكومة بما يبدد جميع المخاوف والشكوك حول قيام الديبلوماسية الاميركية بعرقلة مسار الحكومة على خلفية مشاركة حزب الله فيها. تبقى الحاجة ماسة لكي لا يربط الافرقاء السياسيون علاقات لبنان الخارجية بتساقطات السياسة الخارجية الاميركية مع بعض الدول الاقليمية، ولا بدّ ان يتعظوا من مدى الأهمية التي تعلقها سوريا على الانفتاح والحوار مع واشنطن.

 

مقرّبون من سليمان ينقلون عنه عتبه على منتقدي زيارته إلى واشنطن:

المحادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين مثمرة وأكدت على الثوابت الوطنية

اللواء/د· عامر مشموشي

<يعتبر المقرّبون أن الحملة على الرئيس سليمان لم تكن في محلها وجاءت ظالمة ولم يكن لها مبرر>

مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من واشنطن التي التقى خلالها كبار المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم باراك أوباما، يستعيد الحراك السياسي الداخلي نشاطه الذي غاب نسبيا طوال الأسبوع المنصرم، ويتركز على مقاربة نتائج هذه الزيارة لبنانياً، سيما وأنها كانت موضع انتقاد من قبل قوى الثامن من آذار وحزب الله الذي طرح علامات استفهام كثيرة حولها والجدوى منها خصوصا في الوقت الراهن، معتبرا أنّ الزيارة بحد ذاتها إلى الولايات المتحدة الأميركية عامل استفزاز للمقاومة ولدول الممانعة في المنطقة قاصداً بذلك سوريا وإيران· ما كشفت عنه المحادثات التي أجراها الرئيس سليمان مع كبار المسؤولين الأميركيين والتي ركزت على الثوابت اللبنانية لا سيما فيما يتعلق برفض التوطين وسلاح حزب الله بوصفه حالة لبنانية وحصوله على تأييد واشنطن للحوار الوطني اللبناني كآلية لمعالجة مسألة سلاح حزب الله وموافقتها على الضغط على إسرائيل لإتمام تنفيذ بنود القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته، أسقط من يد منتقدي هذه الزيارة وعلى رأسهم حزب الله أية ذريعة يمكن استغلالها للنيل من رئيس الجمهورية وتوجهاته السياسية، وهذا من شأنه أن يعطي الرئيس سليمان زخماً في تعاطيه في الشأن الداخلي والعربي من موقعه التوافقي والتزاماته الوطنية التي حرص على تأكيدها أمام أعظم دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية·

وإذا كانت مواقف الرئيس سليمان في الولايات المتحدة الأميركية دعّمت موقفه داخليا وعربيا، فإنّ ما ذهبت إليه قوى الثامن من آذار لا يجوز في نظر المقربين منه أن تمر من دون إقدام هذه القوى على مراجعة نقدية لهذه المواقف التي أريد منها النيل من رئيس الجمهورية والتشكيك في مواقفه الوطنية، الأمر الذي وإن تغاضى عنه رئيس الجمهورية من شأنه أن يخلق نوعا من الحساسية بين الفريقين في مرحلة تشهد فيها البلاد مناخات تقارب وتهدئة بين كافة الأطراف المتخاصمة والتسليم بدور رئيس الجمهورية وقيادته لهذه المرحلة مع التفاف كل الأطراف حوله ودعم مواقفه التي أثبتت أنه كان حريصا على أن تكون محسوبة بدقة ومتوازنة بما يوفر الاستمرارية للنهج التوافقي الذي التزم به منذ توليه دفّة الحكم·

ويعتبر المقرّبون من الرئيس سليمان أنّ الحملة التي شنت على الرئيس من قبل قوى الثامن من آذار لم تكن في محلّها وجاءت ظالمة ولم يكن لها مبرر في أي حال من الأحوال خصوصا وأنّ الزيارة كانت مقررة مسبقا وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها سليمان من نظيره الأميركي، وانها أتت في سياق التحرّك الواسع الذي بدأه رئيس الجمهورية منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية والتي أراد منها أن يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم، كما أنها تأتي فيما يحتل لبنان موقعاً أساسياً في العالم بعد انتخابه عضوا غير دائم في مجلس الأمن، ما يحمّله مسؤوليات إضافية ليس أقلها الالتقاء مع كل دول العالم ولا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الدائمة العضوية الأخرى·

وفي هذا السياق يرى المقرّبون أنه مهما حاول الذين انتقدوا هذه الزيارة تقديم مبررات لها تبقى الندوبات التي أحدثتها بالغة الأثر عند الرئيس سليمان، وتحتاج إلى وقت لمحو أثارها السلبية، على الرغم من أنّ رئيس الجمهورية نأى بنفسه عن الرد مباشرة أو غير مباشرة عليها حرصا منه على عدم الدخول في تجاذبات مع القوى المنتقدة لزيارته لا يرى فيها أي جدوى خصوصا في هذا الوقت الذي يعمل فيه بدون ملل لتوحيد الصف الداخلي، ولكي يستعيد لبنان عافيته بعد المخاضات الصعبة التي مرّ بها لبنان في الآونة الأخيرة·

وأشار المقربون أيضا إلى أنّ محادثات الرئيس في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعا يمكن وصفها بأنها كانت بناءة جدا ليس على الصعيد اللبناني فحسب، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الإسرائيلي وتهديداته شبه اليومية وتمكينه أيضا من التصدي للإرهاب الذي بات اليوم يشكّل الخطر الأكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الأساسية للدفاع عن لبنان وتثبيت رفض التوطين، بل كانت ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما مما ينعكس إيجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس السوري بشار الأسد على هامش زيارته المرتقبة إلى سوريا لتقديم واجب العزاء بوفاة شقيق الرئيس السوري بشار الأسد·

 

 لا وساطة بين بكركي و"حزب الله"ومقربون من الحزب يقولون "صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع"

نفت أوساط نيابية في تكتل الإصلاح والتغيير لصحيفة "الأنباء" الكويتية ما تردد عن مسعى للنائب ميشال عون للتقريب بين بكركي و"حزب الله"، وان هذا المسعى كان من أهداف اجتماعه مع مجلس المطارنة. كما تنفي أوساط أخرى احتمال قيام حزب الله بـ "زيارة معايدة" الى بكركي بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة. وفي هذا الإطار، نقل عن مصادر "حزب الله" ان التواصل على المستوى الشخصي مع البطريرك صفير بات صعبا جدا على ضوء معادلة "المواجهة" التي أرساها مع الضاحية، وبالتالي لا يرى الحزب أن الرد على مواقف صفير "المتطرفة" حيال سلاح المقاومة وزيارة الصرح البطريركي في هذه المرحلة سيكون فيهما أي مصلحة وطنية. ويشترط حزب الله "توقف كل الحملات التحريضية والظالمة ضده" من منبر بكركي كمدخل لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقة، مع إدراكه أن البطريرك يشعر بالخيبة الكبيرة لتداعي مشروع 14 آذار، وانتقال أقطابه إلى الضفة الأخرى. وهذا ما يدفعه إلى "شد" عصب الفريق المسيحي الأكثري، من خلال اعتماد إستراتيجية تصعيد الحد الأقصى. وينقل مقربون من مسؤولين في "حزب الله" قولهم "صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع. هو يعتقد أن نداء المطارنة العام 2000 قد أخرج "السوري" من لبنان العام 2005، متجاهلا مترتبات المعادلة الاقليمية والدولية. واليوم هو يعتقد ان "نداءاته" المتكررة حتى مع سقوط مشروع "ثورة الأرز"، قد تنزع سلاح الحزب. الظروف السياسية مختلفة بشكل جذري، ولا يبدو صفير في قلب الصورة تماما". وينشط غالب أبو زينب على خط تزخيم جولات الحوار مع الرهبانيات المارونية ولاحقا مع بعض المطارنة، في إطار تبادل الآراء والأفكار ووضعهم في الصورة الحقيقية "لمبرر وجود السلاح المقاوم بيد فئة من اللبنانيين"، كما تقول المصادر.

والمنطق التسلسلي لتطور الأمور سيقود إلى تحضير زيارة لوفد من الحزب الى السفير البابوي غبريال كاتشيا.

    

 سليمان عاتباً: هل كان السيّد نصر الله سيقول أكثر مما قلته عن سلاح المقاومة؟

تحذير أميركي للبنان من اشتراك حزب الله في مواجهة مع إيران

الحريري يكشف عن قرب زيارة دمشق··· ويطالب بان كي مون بالضغط على إسرائيل  

اللواء/دخلت انطلاقة الورشة الحكومية في سباق مع زحمة الأعياد الرسمية في الأيام المتبقية من هذا العام وارتفاع وتيرة التخوف من تدهور الموقف في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني. ولئن كانت زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى الولايات المتحدة، وما جرى في اللقاء المغلق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما موضع تفاعل ومتابعة، فان الأنظار تتجه إلى دمشق في محطتين مرتقبتين:

{{ زيارة الرئيس سليمان، في إطار واجب تعزية الرئيس السوري بشار الأسد بوفاة شقيقه مجد، وهي زيارة باتت مسألة وقت لا أكثر.

{{ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري التي عادت مصادر المعلومات ترجح حصولها يوم الأحد المقبل، بعد العودة من كوبنهاغن، حيث كانت هناك محطة دبلوماسية مهمة للبنان، التقى خلالها رئيس الحكومة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي تبلغ احتجاجاً رسمياً إزاء الخروقات اليومية التي تقوم بها إسرائيل ضد السيادة اللبنانية، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة، كما التقى عدداً من المسؤولين العرب والأجانب الذين يشاركون في قمّة المناخ، من بينهم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي ابلغ الرئيس الحريري ثقة مصرية كاملة به، مجدداً دعوته إلى زيارة القاهرة. ومن كوبنهاغن، كان للرئيس الحريري موقف حسم من خلاله موضوع زيارته إلى العاصمة السورية، إذ أعلن أن هذه الزيارة ستكون في وقت قريب، املاً أن تعود بالنفع على بناء علاقات طبيعية على أساس الصراحة والصدق.وقالت مصادر سياسية على صلة بالقيادة السورية، أن التحضيرات لزيارة الرئيس الحريري قائمة، وستشكل بداية لمحطة جديدة من العلاقات بين البلدين، ونقلت ارتياحاً سورياً إلى نتائج زيارة الرئيس سليمان إلى واشنطن، خاصة وان المحادثات مع الرئيس أوباما لم تتطرق لا إلى موضوع المحكمة الدولية ولا إلى القرار 1559. زيارة سليمان وبالنسبة إلى زيارة الرئيس سليمان، فقد كشفت مصادر دبلوماسية لـ <اللواء> أن زيارة واشنطن تمت بناء لدعوة من الرئيس أوباما، ورغبة أميركية لابلاغ الرئيس اللبناني تحذيراً من مخاطر استمرار السلاح الحالي مع <حزب الله> بعيداً عن سيطرة الدولة، خاصة في حال اضطرار واشنطن اللجوء الى القوة لحسم موضوع الملف النووي الإيراني، وأنه تم إبلاغ الرئيس اللبناني بأن لبنان كله سيكون معرضاً للخطر في حال دخول هذا السلاح طرفاً في المواجهة مع إيران.

وإذا كان جواب الرئيس سليمان على ما أثاره الرئيس الأميركي بات معروفاً، وهو أن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار، وأن <حزب الله> حزب لبناني وعناصره لبنانيون، فإن اللافت في الأمر، أن التحذير الأميركي جاء متزامناً مع موقف سعودي مثير للاهتمام، عبّر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أكد لصحيفة <انترناشيونال هيرالد تريبيون> أن <لبنان لن يصبح سيداً ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي>، مشدداً على وجوب أن لا يسمح المجتمع الدولي لإيران بامتلاك السلاح النووي، مشيراً الى <ريبته> حيال تأكيدات إيران على سلمية برنامجها النووي، مطالباً في المقابل بتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية. في حين أشار مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان في حديث الى تلفزيون <الجزيرة> الى أن هناك قناعة راسخة في المجتمع الدولي بأن سلاح <حزب الله> غير الخاضع للدولة اللبنانية يشكل خطراً على لبنان.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الموقف الأميركي يكشف الأسباب الحقيقية لخلفية الانتقادات اللبنانية لزيارة الرئيس سليمان، ولا سيما من قبل حلفاء سوريا و<حزب الله> بالذات، بالرغم من أن الحزب نفى على لسان عضو مكتبه السياسي غالب أبو زينب، بعد زيارته العماد ميشال عون أمس، أن يكون قد انتقد زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، مؤكداً أن الرئيس سليمان <يقوم بواجبه ويتحرك على أساس المصلحة الوطنية>.

وفي هذا السياق، اعتبر مقربون من الرئيس سليمان أن الحملة التي شنت على الزيارة لم تكن في محلها وجاءت ظالمة، ولم يكن لها مبرر، خصوصاً وأن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأميركي، وأنها أتت في سياق التحرك الواسع الذي بدأه منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية، والتي أراد منها ان يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم. ونقل هؤلاء عن الرئيس سليمان قوله في سياق عتبه على منتقدي الزيارة: <لو ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله>؟

واكد هؤلاء ايضا ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط علىالصعيد اللبناني، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وتهديداته شبه اليومية، وتمكينه ايضا من التصدي للارهاب الذي بات اليوم يشكل الخطر الاكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الاساسية للدفاع عن لبنان وتثبت رفض التوطين، بل كان ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت.

وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة واشنطن كانت أمس موضع إشادات من قبل عدد من السياسيين، سواء على ضفتي الموالاة أو المعارضة، أبرزهم كان من الرئيس سليم الحص، فيما أكد العماد عون، في مقابلة مع تلفزيون OTV أنه لم يشعر خلال زيارته إلى سوريا بإمتعاض سوري من الزيارة، وأن الخلوة التي عقدها مع الرئيس الأسد بعد تقديم واجب العزاء تضمنت وجهات النظر حول تطور السياسة المحلية وطلب تعزيز مسيرة السلام في لبنان، ولم نتحدث عن الدور المسيحي في لبنان.

وعن الإستنابات السورية قال إنها مجرد استدعاء شهود، ورد على جعجع حول زيارته إلى سوريا، مشيراً إلى أن عدد المفقودين اللبنانيين كان أكبر عند ذهابه في المرة الأولى، كاشفاً بأن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيزوره بعد الأعياد، مؤكداً أنه إذا دعي من المملكة العربية السعودية سيزورها.

 

جنبلاط يستعدّ لـ«القفزة الكبرى» بعد زيارة الحريري لدمشق

حلفاء سوريا استقبلوه «بالأحضان» لكن الاحتضان الدمشقي رهن المساعي

إيلين عيسى/الديار

يبدو النائب وليد جنبلاط في صدد الاستعداد جيداً للمرحلة المقبلة. فهو معروف بقدرته على التبدّل وفقاً لاتجاهات الرياح، بغض النظر عمّا اذا كان مؤهلاً دائماً لاكتشاف بواطن الأمور والوقوع على الخيار الصحيح او الرابح. فهو كان رأس الحربة في «المشروع السوري» خلال حقبة وجود سوريا بقواها العسكرية في لبنان، متجاوزاً الحساسيّات والحسابات والاحداث.

ثم كان في طليعة الانقلابيين على سوريا وأشرس المجاهرين بالتصدّي لها حتى خروجها عسكرياً من لبنان. وبعدما تحقّق ذلك، وصل به الأمر الى حدّ التهجم الذائع الصيت على نظام سوريا وقيادتها. وها هو اليوم، بعد اكتشاف الخلل في قدرة «14 آذار» على المواجهة، يستعيد دوره وموقعه القديمين الى جانب سوريا وقيادتها ونظامها، شأنه في ذلك شأن سائر السائرين في ركاب الحلف مع دمشق. المبررات لدى جنبلاط كثيرة. وقد تقنع البعض او لا تقنعه. لكن الزعيم الدرزي نادراً ما يتوقّف عند تقديم المبرّرات، لأنه يعتبر الغاية، أي الحفاظ على زعامة الدروز وعلى الدروز عموماً، أهم بكثير من الوسيلة، وهي تبرّرها، ففي خضمّ بلد تهزّه الزلازل، ويصعب فيه تحديد من هو فوق الارض ومن هو تحتها، يمكن القبول بالماكيافيلية كشرع في ممارسة السياسة. ومنذ أن ظهر شريط «الجنس العاطل»، سواء كان هذا الظهور إرادياً أم لا، تجرأ جنبلاط على «14 آذار» ومسيحييها تحديداً، تاركاً مساحة ليتراجع السنّة من خلال إتاحة المجال لـ«وريث الشهيد» الرئيس سعد الحريري والغالبية للانتصار في الانتخابات النيابية، ثم الذهاب بكامل انتصاره الى ترميم للعلاقة مع دمشق.

فليس ممكناً إقامة صلح بين منهزم ومنتصر، بل يقام الصلح القوي بين منتصرين.

فالحياد الجنبلاطي الحالي ليس ثابتاً. وملامح الانحياز الآتي عبّرت عنه الانتخابات النقابية والطلابية الأخيرة، حيث أدّى انحياز أنصار جنبلاط عن حلفائهم في «14 آذار» الى تحقيق انتصارات لطالما طمح اليها خصومهم، وكان جنبلاط قد وجّه لوماً الى أنصاره في انتخابات مماثلة جرت قبل أسابيع دعموا فيها مرشحي «14 آذار».

المتابعون للتكتيك الجنبلاطي يقولون أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يريد تسريع الخطى في الانفتاح الظاهر على سوريا اكثر من الرئيس سعد الحريري لضرورات تتعلّق بالحساسيّات ومراعاة الخواطر. وبعد زيارة الحريري المرتقبة لدمشق وحصول «قمة المصافحات» مع الرئيس بشار الأسد، سيجد جنبلاط أنه يملك كامل المبررات للقفز تماماً الى أحضان دمشق وحلفائها. واذ استقبل الحلفاء جنبلاط «بالأحضان» حتى الان، فان الأمور بالنسبة الى أحضان سوريا تنتظر نضوج - أو عدم نضوج - المساعي التي يبذلها غير طرف درزي وغير درزي في هذا المجال.

 

الرئيس الجميل للصياد:الحكومة "ملغومة" وقراراتها معطلة وما يحصل تسوية هشة مبنية على "زغل"      

 16 Dec. 2009   

قال الرئيس امين الجميل ان ما يحصل على الساحة الداخلية تسويات هشة، تسويات هدنة الضرورة، انما ليست حلا، والمتاريس ما زالت قائمة. واكد ان لا بد من الحوار لتحقيق الحد الادنى من التواصل وبلورة قواسم مشتركة، انما من دون شك مؤتمر الحوار الوطني نتائجه غير مضمونة. وذكر ان الحكومة ملغومة من الداخل وقراراتها معطلة سلفا طالما هي مشروطة بالتوافق. وقد تطرق الرئيس الشيخ امين الجميل في حوار مع  الصياد الى الملفات الساخنة والمواضيع الخلافية، والتناقض في المواقف والانتقائية في تطبيق ما يصار الى الاتفاق عليه. وشرح معنى المقاومة ومعنى التحرير وكيف يجري التلاعب على الالفاظ. وجاء في حوار الرئيس الجميل مع منير نجار:

فخامة الرئيس الحكومة نالت الثقة بغالبية ١٢٢ نائبا بعد ان سمعنا ورأينا مناقشة مضمون البيان الوزاري والاعتراضات والتحفظات على ما تضمنه لا سيما لجهة سلاح حزب الله كيف تعلقون على مضمون البيان الوزاري؟

- المفروض ان نتفاءل بالخير، وان ننظر الى مستقبل هذا البلد ومستقبل اولادنا فيه، وبذل كل الجهود حتى تتحقق كل مستلزمات الحياة الطبيعية في البلد، فالخطوات الحزبية التي اتخذناها في الآونة الاخيرة تصب في هذا الاطار.

هذا لا يمنع من ان اكون قلقا على المرحلة القادمة، لان كل ما يحصل الان هو تسويات هشة وغير مبنية على ارض صلبة. يمكنني القول اننا تفاهمنا على ان تكون المرحلة القادمة مرحلة هدوء، لان مصلحة معظم الاطراف تقتضي ذلك، او ان نعتبرها استراحة المحارب، ان المشكلات باقية هي، هي، ولم تكن هذه الحلول التي يحكى عنها حلولاً شافية او حلولاً مقنعة او حلولاً تؤسس لمستقبل مطمئن وكان كل ما يحصل هو تسويات على زغل طالما انه لم يتم التفاهم الحقيقي على كيفية بناء الدولة واستعادة القرارات السيادية من قبل المؤسسات الشرعية، كما لم نتفاهم بعد على التوجهات الاستراتيجية للوطن وستبقى الحلول كلها حلولا مرتبطة بالمصالح، ومرتبطة بأي تطور على الساحة اللبنانية او الاقليمية او الدولية. بغير تعبير الساحة اللبنانية مفتوحة لشتى الاحتمالات وليس ثقة ١٢٢ نائبا هي التي تطمئن ابن الشارع، تطمئن الناس، تطمئن العائلات في بيوتها، تطمئن الطلاب الى مستقبلهم، تطمئن الوسط التجاري انه لن يعاد احتلاله مرة ثانية، تطمئن ابناء الجنوب وكل المناطق انه لن تقع حرب جديدة في لبنان.

موضوع الحياد

الرأي العام سمع كلمة النائب الشيخ سامي الجميل خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري هل كلمته عبّرت عن تطلعات حزب الكتائب السياسية لا سيما انه طرح موضوع حياد لبنان الايجابي؟

- حياد لبنان الايجابي من ضمن برنامجنا الحزبي. نحن في حزب الكتائب طرحنا في العام ٢٠٠٨ برنامجا من اربع نقاط نعمل على تحقيقها:

البند الاول هو اللامركزية.

البند الثاني هو الدولة المدنية.

البند الثالث هو الحياد الايجابي.

البند الرابع اعتماد لبنان ساحة حوار بين الاديان والثقافات.

الحياد الايجابي هو من صلب برنامجنا في حزب الكتائب. وهذا موجود في البيان الوزاري بشكل او باخر، عندما يقول عدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية. يكون هو الحياد الذي نحن نعنيه في حزب الكتائب، ولا نعني اكثر من ذلك.

نحن في برنامجنا في الحزب واضحون كل الوضوح خصوصا في موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي، نحن متضامنون متكافلون مع الاشقاء العرب في هذا الاطار، انما خارج هذا الاطار فلنترك هذا البلد يستقر، ويرتاح، ان لا يكون ساحة لتصفية الحسابات بين هذا المحور او ذاك على الصعيد العربي والاقليمي والدولي مع التزامنا الموقف العربي في الصراع مع اسرائيل.

فخامة الرئيس الا تعتقد ان البيان الوزاري فيه تناقضات خصوصا عندما يدعو الى عدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية... وبالتالي يعترف بشكل او بآخر بسلاح حزب الله الذي لا دور للحكومة فيه ولا رأي لها في كيفية استعمال هذا السلاح وحتى في موعد استعماله؟

- بالطبع... قضية سلاح حزب الله من الناحية الوطنية اللبنانية ومن الناحية الدستورية ومن الناحية الشرعية هرطقة. ما من بلد في العالم فيه سلطتان وجيشان على ارض واحدة. والقرارات السيادية الاساسية تتخذ خارج اطار المؤسسات الشرعية.. ما من بلد في العالم مر في تاريخه بمثل هذه التناقضات التي يمر فيها لبنان اليوم.

اصبحت اليوم دولتنا اذا كنا نعتبر ان مستلزمات السيادة الاساسية هي حق اتخاذ قرار السلم والحرب والتفاوض، فحيث يكون هذا القرار - قرار الحرب والسلم. تكون السيادة اذا اردت - بغير تعبير.. المنطق الكوني - العالمي المعترف فيه في العالم. هو انه حيث تكون سلطة القرار في السلم والحرب والتفاوض تكون السيادة.. فاذا السيادة اللبنانية لم تكن موجودة اليوم بيد المؤسسات الشرعية - لا مجلس النواب، لا مجلس الوزراء، ولا اية مؤسسة شرعية - دستورية.

سلطة القرار في الامور السيادية موجودة بيد حزب الله، هنا التناقض، في مقاربة الامور. من الواضح ان سلاح المقاومة ومنطق سلاح حزب الله ومنطق الحزب يتناقض مع الواقع القانوني والدستوري والدولي على الارض. من جهة نعترف بالحدود وفي الوقت نفسه لا نعترف بالحدود - نعترف بالقرار الدولي ١٧٠١ الذي اقر بموافقة الدولة اللبنانية وفي نفس الوقت لا نعترف فيه... نعترف انتقائيا وهذا لا يكون اعترافا عندما يكون انتقائيا.

من ثم عندنا اتفاقية الهدنة، نعترف باتفاقية الهدنة وفي الوقت نفسه لا نعترف باتفاقية الهدنة ونعمل عكس هذه الاتفاقية.

قضية مزارع شبعا.. مزارع شبعا بموجب القانون الدولي هي مزارع سورية وليست لبنانية.. نحرر ارضاً غير لبنانية. هذا بنظر القانون الدولي نحن نعتبرها لبنانية لكن بموجب القانون ليست لبنانية.

لنفترض انه حصلت اعجوبة وحررنا مزارع شبعا... بعد تحرير مزارع شبعا اذا حصل ستأتي سوريا وتقول هذه الارض لي وتخضع لسيادة الدولة السورية...

ولكن اكثر من مسؤول سوري صرح بأن مزارع شبعا لبنانية؟

- صحيح ان بعض المسؤولين السوريين يقولون نظريا من خلال تصريحات ان مزارع شبعا لبنانية ولكن التصريحات غير ملزمة، على الصعيد القانوني الدولي، لا سيما ان الاعتراف السوري النظري لا يحدد المساحة ولا الاطار الجغرافي لهذه المزارع. ممكن ان تكون المساحة عشرة بالمئة وممكن ان تكون مئة بالمئة. سوريا حتى اليوم ترفض ان تحدد هذه المساحة.

ولكن على طاولة الحوار التي عقدت بإشراف الرئيس بري اقر مبدأ لبنانية مزارع شبعا؟

- صحيح مقررات طاولة الحوار ذكرت هذا الأمر وأقرّت مبدأ مطالبة سوريا بتحديد الحقوق الجغرافية في تلك المنطقة وحتى الآن لم تقم سوريا بتحديد جغرافي لحقوق لبنان او سيادته على تلك الارض، هناك خلاف على تلك المزارع منذ الخمسينات بين لبنان وسوريا. وهذه الخلافات معروفة على سوريا اقله ان تنفذ ما اقرته هيئة الحوار اللبناني بالاجماع. اننا لا نطالب الآن بالترسيم، بل بالتحديد كما طالب في حينه السيد حسن نصرالله.

ترسيم الحدود

سوريا ترد على المطالبة بالتحديد بأن المزارع تحتلها اسرائيل ولا امكانية للتحديد في الظرف الراهن؟

- هذا كلام وأعذار واهية... الجغرافيا هي الجغرافيا اذا كانت محتلة او غير محتلة... التحديد الجغرافي يمكن ان يحصل على الخرائط، بعكس الترسيم الذي يستوجب الحضور على الارض. وعندما يكون هناك خلاف يمكن اللجوء الى التحكيم او الى محكمة العدل الدولية في لاهاي... والخرائط موجودة منذ ما قبل العام ١٩٤٨ ومنذ ما قبل الاحتلال الاسرائيلي الخرائط موجودة. فلنتفق على هذه الخرائط ولنحدد اطار السيادة اللبنانية حسب الاصول القانونية.

هل يمكن اعتماد هذا الاتفاق الذي حصل حول طاولة الحوار لدى المراجع الدولية لإقراره؟

- نعم يمكن ذلك اذا قامت دمشق بواجباتها وقامت بالاجراءات الضرورية لذلك عندها تعترف نهائياً بسيادة لبنان على تلك المزارع وعندئذ ممكن ان تدخل الامم المتحدة بمساعٍ ديبلوماسية من اجل ضم هذه الاراضي الى القرار ٤٢٥ بينما هذه الاراضي اليوم تخضع للقرار ٢٤٢ اي مرتبطة بحل لقضية الجولان.

وماذا عن قرية الغجر حيث يحكى عن انسحاب اسرائيل من القسم الشمالي منها؟

- هناك مفاوضات جدية لحسم امر السيادة اللبنانية على بلدة الغجر وكذلك الأمر عندئذ ستتدخل الامم المتحدة لايجاد حل ديبلوماسي لقضية الخلاف حول بلدة الغجر. انما لا يمكن للأمم المتحدة ان تتدخل ولا يمكن ان تكون مقاومتنا نحن شرعية بمنظور القانون الدولي طالما لم يتم الاعتراف الدولي بالسيادة اللبنانية على مزارع شبعا.

تسوية هدنة

اليوم بعد تشكيل الحكومة التي سميت حكومة التوافق الوطني لم يعد هناك موالاة ومعارضة هل يمكن ان تشكل هذه الحكومة فريق عمل منتجاً ومن سيراقب ويحاسب هذه الحكومة في هذه الحالة؟ ام سترتفع المتاريس داخل مجلس الوزراء؟

- ذكرت في بداية الحديث ان ما حصل هو تسوية هشة... تسوية هدنة الضرورة، انما ليست حلاً... اذا المتاريس قائمة... للحقيقة نحن عايشين بجو هذياني والذي يسمع الخطابات التي أُلقيت في مجلس النواب يستهجن كيف نعطي الثقة بعد هذه الخطابات... الكلام الذي قيل هو كلام شجب الثقة... انها ثقة الضرورة وليس ثقة الاقتناع! وعلى كل حال قالها الرئيس سعد الحريري قال هذه حكومة استثنائية، وحل استثنائي...

فخامة الرئيس على ما يبدو ان الرئيس بري تراجع عن طرحه الغاء الطائفية السياسية عندما قال بالأمس انه طرح انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية فما هو تعليقكم؟

- صحيح ان الرئيس بري لم يقل بالغاء الطائفية السياسية بل بانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. لكن مجرد طرح الموضوع من اي زاوية كانت ليس في وقته، انه التوقيت الخاطىء لطرح هذا الموضوع.

فخامة الرئيس كيف قرأت كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير الوثيقة السياسية الثانية للحزب؟

- هذه صيغة ملطفة للوثيقة الأولى سنة ١٩٨٥ بينما جوهر خطاب حزب الله هو واحد لم يتغير، فيه تلطيف، فيه اشارة اكثر للقضايا اللبنانية، للقضايا الداخلية انما بقي على القضايا الايديولوجية وبقيت المرجعية لولاية الفقيه.

على الصعيد السياسي بقي على موقفه بالنسبة لدور حزب الله في المعادلة السياسية الداخلية. وعلى صعيد سلاحه كذلك الأمر بقي المنطق نفسه ان هذا السلاح ابدي سرمدي.

فخامة الرئيس ما الفائدة برأيك من طاولة الحوار التي يرأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اذا كان حزب الله يعتبر ان سلاحه سرمدي ابدي تحت شعار السلاح لحماية السلاح؟! وكيف يمكن وضع استراتيجية دفاعية في مثل هذه الحالة؟

- العديد من اللبنانيين يطرحون هذا السؤال ويتساءلون ما الفائدة من طاولة الحوار طالما ان حزب الله جامد في هذا السبيل وموقفه عقائدي ايديولوجي اكثر مما هو سياسي ووطني، ولكن برأيي لا بد من الحوار حزب الله حزب لبناني وهو اختزل الى حد ما حلفاءه وتمثيل الطائفة الشيعية الكريمة في البلد والطائفة الشيعية هي من الطوائف المؤسسة للكيان اللبناني فلا بد من قيام حوار لتحقيق الحد الأدنى من التواصل وبلورة قواسم مشتركة ولربما يتمكن ان يقنع احدنا الآخر.

انما من دون شك الموضوع صعب وغير مضمون النتائج... مؤتمر الحوار الوطني نتائجه غير مضمونة.

منذ ان تناقلت وسائل الاعلام صيغة مسودة البيان الوزاري وما تضمنته من دور للمقاومة ولحزب الله بدأت التهديدات الاسرائيلية للبنان وتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية... فهل لبنان قادر على تحمل اعباء حرب ثالثة لا سمح الله تستهدفه؟

- كان والدي الشيخ بيار يتوجه الى المقاومة الفلسطينية بالقول: اذا كنتوا صادقين مع نضالكم الأجدى ان تكون المقاومة سرية ومقاومة مستورة وان لا يعرف العدو اي شيء عن تكوين وتحركات المقاومة حتى تكون مجدية.

ان يفرض في البيان الوزاري الكلام عن المقاومة بهذا الشكل هو مضر بلبنان وبالمقاومة لأنه يعطي اسرائيل ذريعة بأن اي عمل يحصل في لبنان يكون على مسؤولية الدولة اللبنانية طالما ان الدولة اللبنانية امتزجت بمنطق المقاومة.

فمن الأجدى في هكذا وضع ان يطرح على الشعب اللبناني اكثر من خيار وبوضوح. كما نحن اليوم الدولة اللبنانية بأسرها بوضع حرب مع اسرائيل، تجاوزنا منطق المقاومة والحروب ونتحول حالياً وتدريجياً الى حروب وليس الى مقاومة. الذي حصل في صيف ٢٠٠٦ كان حرباً ولم يكن مقاومة الواقع تجاوز منطق المقاومة.

بمطلق الاحوال، ان الواقع والظروف تقضي بان نعيد النظر ونحدد معنى الالفاظ والكلمات. ان الذي يحصل على الارض اللبنانية الآن في الجنوب هو اقرب الى حرب مما هو مقاومة. وتحرير المزارع، على افتراض انها كلها لبنانية بنظر سوريا، تقتضي حربا عسكرية وليس مقاومة، طالما ان لا شعب يسكن حاليا هذه المساحة الجغرافية حتى تصح المقاومة. كما ان تعدي اسرائيل علينا يأخذ طابع الحرب النظامية، مما يقتضي ايضا مواجهته عسكريا ووطنيا وليس بالمقاومة الحزبية او المذهبية او المحلية.

من الواضح ان حزب الله يقحم البلد بحرب كلاسيكية تتجاوز منطق المقاومة وتأخذ هذه الحرب ابعادا لا يمكن مواجهتها الا بتعبئة وطنية وشرعية شاملة.

انا اتعجب كيف ان حزب الله وهو الضليع باللغة كيف يتمسك اليوم بتعبير المقاومة.. تعبير المقاومة كان صالحا قبل العام ٢٠٠٠ عندما كان الجيش الاسرائيلي في المدن والقرى اللبنانية وعندما انسحب من المدن والقرى والمناطق الآهلة لم يعد هناك مقاومة.. اليوم نحن في منطق التحرير والتحرير هو مهمة الدولة اللبنانية وللديبلوماسية اللبنانية دور طليعي، كما الخيارات الاقتصادية الوطنية وغيرها، او هناك دفاع وهذا من صلاحية الدولة اللبنانية... وعند هاتين الحالتين الشعب اللبناني ككل يكون اما جزءا من معركة التحرير واما جزءا من معركة الدفاع.. مصطلح المقاومة لم يعد ينطبق على الواقع القائم اليوم على الارض علينا ان نتفاهم على تحديد معنى الكلمات، والمطلوب هو تعبئة وطنية شاملة تحت قيادة الدولة.

منطق حزب الله وما تضمنه البيان الوزاري جعل لبنان بلد الممانعة والمواجهة منفردا في وجه اسرائيل، فالجبهة على طول الجولان السوري المحتل هادئة فلا مقاومة سورية ولا حرب تحرير فهل لبنان قادر على تحمل انعكاسات حرب اسرائيلية جديدة تستهدفه؟ كما حصل في صيف العام ٢٠٠٦؟

- اكيد لا.. اكيد لا.. نحن نعمل على تأجيل مشكلة ولا نعمل على حل مشكلة.

المقاربة القائمة تتجاوز المصلحة اللبنانية والمنطق اللبناني.. حزب الله عنده بعد خارجي، والبعد الخارجي غير مبال بالانعكاسات على الوضع اللبناني فلا احترام للدستور اللبناني ولا لتحقيق المصلحة اللبنانية العليا ولا يهمه امن واستقرار الشعب اللبناني ولا يهمه اذا لبنان دمر ام لا.. غير مبال لانه غير معني.. البعد الخارجي يهمه ان يحدف الحرب عن ارضه لتشتعل على ارض غيره وهذا ما يحصل والمؤسف ان في لبنان من يسهل هذا الامر وهذا ما عناه غسان تويني عندما تكلم عن حرب الآخرين في لبنان.

فخامة الرئيس كيف تفسر في هذا الظرف الاستنابات القضائية السورية بحق شخصيات سياسية وقضائية وامنية لبنانية في الوقت الذي يحكى عن زيارة لرئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق وفي الوقت الذي زار فيه العماد عون سوريا؟

- ليست بريئة على كل حال..

بعد مواقف النائب وليد جنبلاط منذ وثيقة البوريفاج واتخاذه موقفا متمايزا ما هو وضع ١٤ آذار هل ما زال متماسكا وهل روحية ثورة الارز ما زالت حية ام المطلوب اعادة النظر؟

- ما من شك المطلوب اعادة النظر وهذا ما قلته في اكثر من مناسبة.

ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه الكتائب من خلال نواب الحزب في المجلس النيابي ومن خلال وزيرها في الحكومة؟

- الكتائب دورها الاكبر هو على الساحة الوطنية وتحركها الوطني والشعبي وتأثيرها على الوضع العام ككل من خلال تعبئة القوى الشعبية من خلال خلق تيار وطني مؤمن بالقضية اللبنانية وبالسيادة الوطنية وبالنظام اللبناني المميز في هذا العالم هذا هو دور الكتائب. لا يمكن ان يختزل دور الكتائب بوزير او بعدد من النواب. دورنا تثقيفي دورنا تعبوي نطمح ان تبقى الكتائب ضمير لبنان.

قوى ١٤ آذار خاضت الانتخابات النيابية على اساس برنامج سياسي عنوانه العريض العبور الى الدولة وقد حافظت ١٤ آذار على الاكثرية النيابية فهل سعد الحريري الذي هو اليوم رئيس حكومة كل لبنان قادر على تحقيق هذا الشعار العبور الى الدولة؟

- يد لوحدها ما بتقدر تصفق. اكيد بتركيبة الحكومة من الصعب لاي انسان في اي موقع ان يحقق الاهداف التي يؤمن بها. الحكومة ملغومة من الداخل قراراتها معطلة سلفا طالما ان كل الامور ستتخذ بالتوافق، من تعيين حاجب في ادارة الى قرار الحرب والسلم وهذا القرار خارج عن صلاحية الدولة هذا القرار يحتكره حزب الله.. من تعيين حاجب الى تعيين مدير عام واتخاذ اي قرار لمصلحة البلد يتطلب اجماعاً، والاجماع صعب المنال خاصة عندما ينخلط الحابل بالنابل والمصالح الفئوية والمذهبية والطائفية والحزبية..

الوضع يدعو الى القلق؟

- هذه اول كلمة قلتها لك في بداية الحديث..

الازمات الاقليمية مترابطة بالازمات الدولية من باكستان الى العراق الى فلسطين الى الملف النووي الايراني والمحاولات الدبلوماسية لم تفلح في حلها.. هل لبنان قادر على تحمل انعكاسات اي انفجار عسكري في المنطقة برأيكم؟

- يحكى الكثير عن ارتباط لبنان بما قد يحصل في افغانستان وفي العراق وفي ايران وفي فلسطين وربما في زيمبابواي، انما السؤال المطروح هو كيف سنحصن الساحة اللبنانية في وجه كل هذه المخاطر. ان نحصن ساحتنا الداخلية في رأيي هو بالعودة الى فكرتي اعتماد الحياد الايجابي فنحفظ نفسنا وبلدنا من كل هذه التطورات الاقليمية وننظر لمصلحة بلدنا، نتوحد لنحقق مصلحة بلدنا ونحفظ حدودنا حتى لا نتأثر بمشاكل غيرنا. بدل ان نتكاتف لخير بلدنا وشعبنا نعمل العكس ونرمي انفسنا بالازمات الدولية ونلزم انفسنا بدون سبب بصراعات لا فائدة لنا فيها.. هنا بيت القصيد نحن من جهة نتخوف من انعكاسات الازمات الخارجية على الداخل ولا نقدم على اي شيء لتحصين ساحتنا الداخلية، وبامكاننا تحصين ساحتنا الداخلية.. ها هي سويسرا لقد قامت حروب داحس والغبراء في اوروبا ابان الحرب العالمية الاولى والثانية وبقيت سويسرا بمعزل عن الصراع.. لا اقول ان نكون كلبنانيين على هامش الصراع العربي - الاسرائيلي ولكن نحن نقحم انفسنا في ازمات لا علاقة لنا بها ولا الصراع العربي - الاسرائيلي له علاقة فيها.. ما هي علاقة لبنان بما يحصل في العراق، وفي داخل الصف الفلسطيني وبما يحصل في الملف النووي الايراني وبما يحصل في اليمن.. لماذا نفتش عن اية ازمة كونية لنقحم انفسنا فيها.. علينا ان نحفظ بلدنا ووحدتنا وساحتنا الداخلية.. عندنا قضية مركزية اسمها قضية فلسطين نحن متضامنون فيها حتى في قضية فلسطين ليس علينا ان نقحم انفسنا فيها منفردين يفترض ان نكون ضمن خطة عربية شاملة. هذا هو المنطق السليم اذا كان الانسان يخدم وطنه، لكن للاسف عندنا اطراف تريد اقحام لبنان رغما عنه في قضية افغانستان وان يتضامن مع شافيز في فنزويلا ضد الاميركان واقحام لبنان بمجموعة ازمات في الكون كله.. ونحن بالكاد بلدنا يقف على رجليه جراء الحروب والازمات العبثية.

سؤالي الاخير وعذرا سلفا فخامة الرئيس.. هل توصلت التحقيقات الى معرفة الجهة التي تقف وراء جريمة اغتيال نجلكم الوزير بيار؟

- ما عندنا اي خيط حتى اليوم.. نقحم انفسنا في قضايا كونية في حين علينا ان نرتب شؤون البيت اولا ونحمي اهلنا وشعبنا من الاغتيالات.. اغتيال بيار في وضح النهار وحتى اليوم ليس عندنا اي اشارة لا من المخابرات ولا من القضاء.. لا خيط حتى اليوم!

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 كانون الاول 2009

النهار

طلب الرئيس امين الجميل من وفد الرابطة المارونية الذي زاره برئاسة الدكتور جوزف طربيه وضع ورقة عمل تتضمن المواضيع التي قد تلتقي حولها القيادات المسيحية، وتصلح للمناقشة والتفاهم.

قال الوزير السابق حسن الرفاعي ان الدكتور عدنان السيد حسين الوزير الاستثنائي في الحكومة الاستثنائية ينطق باسم "حزب الله" ورئيس الجمهورية والدولة، فيقرر إلغاء ما شاء من القرارات الدولية...

تردد ان سوريا لا ترى دواعي لان يكون لزيارة الرئيس الحريري اليها جدول اعمال محدد.

السفير

طرحت مصادر دبلوماسية علامات استفهام حول سبب غياب السفير جيفري فيلتمان عن واشنطن بالتزامن مع الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان.

تردد ان مفاوضات جرت بين القصر الجمهوري والسفارة الاميركية على خلفية ملابسات تأشيرة دخول لأحد اعضاء الوفد الرئاسي اللبناني.

دققت جهات سياسية لبنانية في البرنامج الرئاسي في واشنطن وما إذا كان قد تم "استبعاد" أو "إشغال" أحد أعضاء الوفد عن أي من اللقاءات التي حصلت هناك.

المستقبل

تتحدث أوساط سياسية عن "توافق" على موضوع التعيينات، لكنها تتوقع "بعض الإثارة".

سأل مراقبون عن مسارعة حزب سياسي إلى نفي ما تردّد عن زيارة زعيمه إلى عاصمة عربية.

يتردد أن تياراً شمالياً في صدد تعزيز خطواته الانفتاحية تمهيداً لاستثمارها في خطته الهادفة لتعزيز انتشاره في مختلف المناطق اللبنانية.

اللواء

تعززت المخاوف في عواصم كبرى، ترددت أصداؤها في بيروت عن احتمال حصول مواجهة في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني·

يبدي مسؤولون في عاصمة معنية حيرة إزاء ما طلبه مرجع روحي، ما دام الانسحاب تمّ من لبنان؟!·

يتصرّف وزراء في الحكومة على خلاف الآمال التي علّقت على دورهم في المرحلة المقبلة·

الشرق

مسؤول استبعد العمل بقانون خفض سن الاقتراع الى 18 سنة في الانتخابات البلدية لعدم توفر الامكانات التقنية اللازمة؟

سياسي بارز اقترن اسمه بخبر عن زيارة قريبة سيقوم بها الى دولة خليجية اكدت اوساطه ان الخطوة سابقة اوانها؟!

وزير حزبي قال انه لن يكون في عداد وفد لبنان الرسمي الذي سيزور دولة شقيقة في المستقبل المنظور (...)

صدى البلد

وصف احد المراقبين تقاطر الوفود اللبنانية الى تقديم واجب العزاء في القرداحة بالقول انه "مأتم اللبناني في القرداحة".

يقال ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق ستأتي في اطار وفد رسمي يضم عددا من الوزراء يمثلون الوان الطيف الحكومي.

تساءلت اوساط معنية بالشأن الاجتماعي ان كانت التعديات على شبكة الكهرباء تأتي بنسبتها الكبيرة من قبل جهات سياسية واقتصادية نافذة.

 

المزاعم والادّعاءات الصهيونية ومخاطر تهويد القدس

 ميشال اده/السفير

تهويد القدس، أي الاستئثار اليهودي بهذه المدينة إنّـما يعني، في النظرة الصهيونية العنصرية التقليدية، إلغاء القدس بوصفها أرضاً مقدّسة ورمزاً دنيوياً وسماوياً مشتركاً بالنسبة للأديان السماوية. والتطرّف الصهيوني لا يعتبر التهويد مكتملاً إلاّ عندما ينجز إلغاء الطابع الكوني لبيت المقدس، بشراً ومعالم وتاريخاً، وذاكرةً للإنسانية جمعاء. فالتصدّي لهذا المشروع الكارثي ليس مسؤولية الشعب الفلسطيني الشهيد فقط وحصراً. بل هي مسؤولية عربية وإسلامية. مثلما هي أيضاً مسؤولية مسيحية كاثوليكية وأرثوذكسية، ومسؤولية الڤاتيكان بالتحديد، كما أنّها مسؤولية البشرية جمعاء.

غلاة الصهاينة الأكثر تشدّداً وتزمّتاً بالمعنيين السياسي والتلمودي، لا يعتبرون التهويد مكتملاً متحقّقاً إلاّ باقتلاع المسجد الأقصى لإعادة بناء «الهيكل» مكانه بالضبط.

فسياستهم مبنية على إعادة بناء هذا الهيكل المزعوم. ولها على الدوام وجهان أساسيان :

الأول، هو التطهير العرقي باقتلاع المقدسيين وتهجيرهم، مسيحيين ومسلمين. والذين يزداد عددهم، رغم ذلك، نظراً للنمو الديموغرافي الاستثنائي للمقدسيين المسلمين بخاصة.

أمّا الوجه الثاني للتهويد فيتمثل باعتماد أشكال متنوّعة من الإغراءات والتسهيلات ومن مظاهر الترغيب لاستقدام المزيد فالمزيد من اليهود للإقامة في القدس، بهدف مواجهة ذلك النمو السكاني العربي المقدسي من جهة. ومن جهة أخرى، لمواجهة هجرة اليهود المعتدلين والعلمانيين من القدس، بعدما بات تعايشهم مع المتطرّفين المتزمّتين أمراً مستحيلاً عليهم.

مشروع التهويد هذا يتّضح اليوم أكثر فأكثر بكونه تهويداً عملياً صريحاً نهائياً كاملاً لكل الضفة الغربية، وللقدس تحديداً. أمّا التداعيات المقابلة لهذا المشروع في الجانب الإسرائيلي فتتمثّل أساساً بالمتغيّرات النوعية التي بات المجتمع الإسرائيلي يشهدها. وجوهر هذه المتغيّرات هو التراجع الكبير لليسار وللمعتدلين اليهود، لا سيما التيار المعروف «بحركة السلام الآن». هذا التراجع قابله صعود، بل طغيان، قوى وتجمّعات التطرّف والتزمّت والتشدّد. الكتلة الأساسية الأشرس لهذا التطرّف تتمثّل بحركة ما يسمى «يشع»، أي «مجلس المستوطنات في الضفة الغربية». فهذا المجلس الذي كان ينمو تدريجاً، أصبح اليوم العنصر الطاغي بلا منازع على سياسة الحكومات الإسرائيلية، اليمينية والمعتدلة على السواء. غير أنّ هذا العنصر الجديد ليس طاغياً فقط على الحكومات الإسرائيلية، بل هو مؤثّر بشكل خطير جداً على كلّ ما يُطرَح من حلول سلمية الطابع، وعلى أوضاع المنطقة برمّتها، بل أوضاع العالم بأسره.

لماذا ؟

لأنّ الحكومة الإسرائيلية التي يتحكّم بخياراتها وقراراتها مجلس «يشع»، أي المستوطنون بالذات، تملي إرادتها وقراراتها بشكل طاغ على اللوبي الصهيوني (الإيباك) في الولايات المتحدة وتحدّد له الخيارات والمواقف. وهذا اللوبي يمارس بدوره تأثيراً حاسماً على الحكومة الاميركية التي ترخي بثقلها الحاسم على مواقف وقرارات الامم المتحدة. وهكذا، أصبح مجلس «يشع» أي المستوطنون، هو الفاعل الأساسي في توجيه سياسة إسرائيل والتأثير الفعلي بالتالي على مجرى السياسة العالمية. وعلى هذا، فإنّه لمن السذاجة بمكان ومن قبيل التبسيط المأساويّ النتائج ليس إلاّ، أن يُسْتَسْهل أمر إزالة المستوطنات أو تجميد ما يعتبره الصهاينة حق نمّوها الطبيعي المزعوم بمجرّد مطالبة إسرائيل بذلك لفظياً، وبالاكتفاء بالإصرار على هذه المطالبة وحسب.

العملية السلمية التي بدأت في مؤتمر مدريد عام 1991 كانت مبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام. لكنّها أصبحت مع حكومات شارون ونتنياهو المتزمّتة مرفوضة تماماً، ليحلّ محلّها فرض الاستسلام تحت عنوان السلام مقابل السلام فقط. وهذا من دون أي ذكر أو أي تعهّد بالتخلّي عن أي شبر من الأراضي المحتلّة في كل أرض فلسطين، والتي يُعمل على ضمّها الى إسرائيل.

مشروع التهويد هذا لا يحيا إلاّ على فرض الاستسلام. لا سيما أنّ عمليّة السلام تطالب إسرائيل : أولاً: بإزالة المستوطنات من الضفة الغربية. وهذه مسألة ترفضها إسرائيل بشكل قاطع، وعلى لسان نتنياهو بالذات وسائر القيادات الإسرائيلية. بل يجسّد نتنياهو هذا الرفض القاطع بتوسيع المستوطنات القائمة وبناء المزيد والمزيد منها، وفي القدس بخاصة. فالضفة الغربية إنما هي، بحسب عقيدة هذا التطرّف، «يهودا والسامرة» بالذات. أي أرض إسرائيل الحقيقية الأصلية بزعمهم. فكيف يجوز لإسرائيل أن تنسحب من أرضها «Eretz Israel» وفق عقيدتهم؟

ثانياً : العملية السلمية تطالب إسرائيل كذلك بالتخلي عن القدس، أي القدس العربية. لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ما تزال تصّر على اعتبار القدس العربية هي أورشليم ذاتها القديمة الأصلية، وتعلنها عاصمة إسرائيل الأبدية. ولذا فهي تتابع قضمها وتهويدها حيّاً حيّاً وبيتاً بيتاً . ذلك أنّ الأحياء الغربية في القدس لم يبنها اليهود إلاّ في بدايات القرن العشرين المنصرم.

ثالثاً : العملية السلمية تطالب إسرائيل أيضاً بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم عام 1948. وهذه مسألة تعتبرها حكومات إسرائيل جميعها من رابع المستحيلات. سياستها في هذا الخصوص هي توطين الفلسطينيين أينما يوجدون وليس عودة أيّ منهم على الإطلاق.

رابعاً : وأخيراً العملية السلمية تقول بالحلّ على أساس دولتين : قيام دولة فلسطينية مقابل دولة إسرائيل القائمة. وهو ما يعتبره التطرّف الصهيوني من رابع المستحيلات كذلك. وعندما برز الى العلن الضغط الاميركي على نتنياهو مؤخّراً في هذا الصدد، اضْطُرَّ الى القول لفظاًً ليس إلاّ، بدولتين، لكنّه ربط ذلك بالشروط التعجيزية المذكورة أعلاه، مضيفاً إليها شرط القبول والاعتراف الفلسطيني والعربي والدولي بيهودية دولة إسرائيل. وهذا ما يؤدّي حكماً الى اقتلاع وطرد فلسطينيي 1948 من دولة إسرائيل بكونهم غير يهود، إذْ أن وجودهم داخل إسرائيل يناقض يهوديتها المزعومة.

[[[

ماذا يعني فعلاً قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية، بمنظار الصهاينة المتطرّفين المتزمّتين؟

الدولتان إنّما تعنيان دولة عربية في الضفة والقطاع، وهي الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها، وسكانها جميعهم من الفلسطينيين. ودولة مختلطة هي إسرائيل الحالية، وسكانها من اليهود ومن عرب 1948. وهي الدولة التي يتوقّع الإسرائيليون اليهود أن تتحوّل حكماً وتدريجاً الى دولة يغلب عليها الطابع العربي، وهو الذي يشكّل اليوم أكثر من 20 % من عدد السكان. وَلَسوف يصبح بعد حوالى 25 سنة الطابع الغالب قطعاً بفعل ارتفاع معدّل النمو السكاني العربي، وتراجع هذا المعدّل لدى اليهود عموماً. وهذا ما يسمّيه التطرّف الصهيوني «القنبلة الديموغرافية»، والذي حملهم منذ عقود على السعي الى تنفيذ ما أسموه «الترانسفير» لعرب 1948، أي اقتلاعهم من داخل إسرائيل.

الإسرائيليون بغالبيتهم باتوا يتملّكهم الخوف من حتمية الغرق في هذا الطوفان الديموغرافي الفلسطيني. وبالتالي، فلسوف تظلّ إسرائيل متمسّكة برفضها حل الدولتين، وبالسعي دائماً وأبداً الى ضمّ الضفة الغربية لدولة إسرائيل الحالية. ففي أي مكان، إذن، سوف تقوم الدولة الفلسطينية المفترضة؟ هل يعقل أن تقوم، في نظر الصهاينة، على أرض إسرائيل ذاتها؟

هذا ما يلقي ضوءاً إضافياً على حقيقة التشبّث الإسرائيلي بالمستوطنات وتوسيعها وبناء المزيد منها على أراضي الضفة الغربية كافةً. وهو ما ينفّذه نتنياهو حرفياً بمواقفه وسياسته، وبصراحة تعبيره عنها عملاً وقولاً.

بعد هذا كلّه، إذا به، نتنياهو، يتكرّم بدعوة الفلسطينيين الى المباشرة بالمفاوضات ولكن من «دون شروط مسبقة»، على حدّ قوله. فعلامَ ستدور إذن هذه المفاوضات ما دام قد حدّد لها نتائجها وخواتيمها قبل أن تبدأ ؟ نتنياهو ـ وليس الفلسطينيون ـ هو من يضع الشروط، بل يتابع تنفيذ جوهرها وتفاصيلها على الأرض، ثمّ يدعو الفلسطينيين للمصادقة عليها. أي على سياسة قتل أنفسهم وقضيتهم بأنفسهم.

إنّها ليست دعوة للفلسطينيين الى المشاركة في مفاوضات. بل هي ورقة جلب لهم لإعلان موافقتهم الصريحة على التخلّي التام عن أبسط عناوين قضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة. إنّها دعوة للفلسطينيين الى الاستسلام الكامل الناجز، وقبولهم بالفتات الذي يعرضه عليهم نتنياهو، ألا وهو «السلام الاقتصادي»، أي مجرّد كسرة خبز تجعلهم على قيد الحياة ولو الى حين.

[[[

عَلامَ يقوم حقاً وصراحة هذا الجبروت الذي يطبع سياسة نتنياهو؟

لنكن صريحين هنا. ولنكفّ عن خداع أنفسنا المستمرّ عقوداً وعقوداً.

إنّه يستند بخاصة الى سلاح بالغ الفعالية ألا وهو انعدام مواجهة حقيقية تعترض سبيله. وهي المواجهة التي لا يمكنها إلاّ أن تكون عربيةً، بَدْءاً ومنْ حيثُ الأساس. فما دمنا مكتوفي الأيدي ننشد الغيث من صلاة استسقاء الآخرين فعبثاً نرتجي نزوله. لن تقوم قائمة حقيقية لأي دور، ولا لأي سعي آخر، إذا لم يستند الى حضور الدور العربي المفقود.

التهويد يتغذى ويستقوي بغياب هذا الدور. بل أكاد أن أقول بالتخلّي العربي الرسمي حتى عما يمليه أضعف الإيمان.

إذْ ما الذي فعله العرب والفلسطينيون في مواجهة جموح التطرّف الصهيوني منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى اليوم؟

لقد اندفعوا في سلسلة من المفاوضات التي بدأت مع حكومة يتسحاق رابين آنذاك.

إثر ذلك، تمّ انسحاب إسرائيلي تدريجي من بعض المناطق في أريحا وغزّة ورام الله وبيت لحم. وبعدما اغتيل رابين على يد متطرّف صهيوني عام 1995، استمرّت المفاوضات مع حكومة شيمون بيريس. وبعد سقوطه في انتخابات 1996، استؤنفت لفترة قصيرة مع حكومة بنيامين نتنياهو الذي لم يكتف بوقف الانسحابات، لا بل أطلق عملية بناء المستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية. وانتهى الى تعطيل المفاوضات. وهو الأمر الذي أدّى الى اندلاع عمليات مقاومة فلسطينية جديدة أخذت بالتصاعد. وهذا ما عجّل بسقوط حكومة نتنياهو عام 1999 ومجيء حكومة إيهود باراك، الذي استأنف المفاوضات، متابعاً في الوقت ذاته حركة الاستيطان وتوسيعها. غير أنّ هذه المفاوضات التي جرت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات بمشاركة الولايات المتحدة انتهت الى الفشل المدوّي الذي تَوَّجَهُ شارون باقتحامه الاستفزازي للمسجد الأقصى. الأمر الذي أدّى الى اندلاع انتفاضة الأقصى الكبرى. وإثر سقوط باراك في انتخابات 2001، تسلّم الحكم أرييل شارون الذي أفشل وأجهض كل المحاولات التي سعى إليها تباعاً الرئيس جورج بوش الإبن من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتوصّل الى حل سلمي، وذلك من خلال إيفاده ممثلين له في هذه المساعي، وكانوا على التوالي جورج ميتشيل وجورج تينيت وأنطوني زينّي ووليم بيرنز. لكنّ شارون لم يكتف بإجهاض كل هذه المحاولات، بل أعاد احتلال كل المناطق التي كان انسحب منها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وارتكب هذا الجيش في هذه العمليات عدة مجازر ولا سيما في جنين وبيت لحم ورام الله وغيرها.

أمّا في عهد حكومة أولمرت الذي خلف شارون بعد إصابته بعارض صحي خطير، فتمّت العودة الى نغمة المفاوضات، فيما تابع أولمرت هو أيضاً وفي الوقت نفسه، كسائر أسلافه، وبصورة متزايدة تنشيط حركة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس. الى أن سقط وحلّ محلّه نتنياهو في الحكومة الحالية، معلناً بادئ ذي بدء رفض إزالة المستوطنات أو حتى تجميد الاستيطان بل المضي في بناء المزيد منها وتوسيعها، بما في ذلك استكمال تهويد القدس بكلّ أشكال العنف والتنكيل والطرد واحتلال البيوت، والإصرار على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل بما يعنيه ذلك من اقتلاع لفلسطينيي الـ1948 من داخل إسرائيل، ناهيك عن إعلان رفضه لحقّ العودة بصورة مطلقة.

إذن، ست عشرة سنة من المفاوضات العقيمة لم تقدم شيئاً على الإطلاق للفلسطينيين. لا بل أسقطت حتى اتفاق أوسلو. وكانت هذه المفاوضات مجرّد أداة بيد إسرائيل انتهزتها لتزرع أرجاء الضفة الغربية والقدس بالمئات والمئات من المستوطنات، بحيث يغدو من المستحيل على أي مفاوضات لاحقة، حتى لو كانت جدية، أن تصل الى أيّ نتيجة. وهذا ما يكرّسه نتنياهو اليوم بفرض شروطه التي تحرم الفلسطينيين من أي حق من حقوقهم.

أمّا العرب، وعلى المستوى الرسمي بخاصة، فاقتصرت جهودهم، في تلك الأثناء، على انتظار النتائج من مفاوضات شاءتها إسرائيل أن تستمرّ صوريّة وحسب من دون أي نتائج. ولقد انتهى الأمر بالدول العربية الى حدّ التخلّي حتى عن أبسط مظاهر الاهتمام التي كانوا يبدونها سابقاً.

[[[

عندما كانت القمم العربية تلتئم على مستوى الملوك والرؤساء على سبيل المثال، ومن ثمّ على مستوى وزراء الخارجية، لم تعد تعقد حتى على مستوى السفراء للتباحث في مجريات القضية الفلسطينية.

كما أنّ الدول العربية التي وقّعت اتفاقات سلام منفرد مع إسرائيل أو بعض التي لم توقّع، تستمرّ في علاقات التطبيع بأشكال مختلفة، بدل أن تقطعها أو تجمّدها على الأقلّ لتضغط بذلك على إسرائيل، أقلّه من أجل تجميد المستوطنات.

ولكم يحزّ في النفس أن ينزلق الفلسطينيون بدورهم أو أن يُستدرجوا للوقوع في أحابيل إسرائيل.

لقد حرصت شخصياً على الدوام، على تجنّب توجيه النقد الى المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير. فالشعب الفلسطيني هو دائماً الضحية، وهو المستشهد يومياً، وهو المدافع بلحمه الحيّ عن مجرّد الحقّ في الحياة.

لكنّ التشرذم الفلسطيني الحالي كارثة حقيقية. الصراع الحادّ المدمّر بين الفلسطينيين أنفسهم، بين السلطة وفتح وحماس تحديداً، ليس سوى خدمة مجانية يسديها، بكامل الوعي لمفاعيلها المدمّرة، أبناء القضية أنفسهم الى جلاّدي شعبهم. أرجو أن تصغوا الى ما يقوله حرفياً في هذا الخصوص رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية في تقريره المقدّم أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست منذ حوالى الشهر :

«إنّ الوضع الفلسطيني الداخلي حيث العداء بين الفصائل يزيد حدّة وشدّة على العداء لإسرائيل، هو عامل أساسي جعل إسرائيل تعيش هدوءاً أمنياً لم تشهده من عشرات السنين» (جريدة «الشرق الأوسط»4/10/2009).

هذا أمر غير مفهوم، وغير مبرّر فلسطينياً على الإطلاق. مثلما يصعب أن يُفهم فعلاً بعض من مواقف السلطة الفلسطينية حيال مسائل جليلة الشأن والتداعيات على مصير القضية الفلسطينية ذاتها.

وإذا كان وزير المعارف الإسرائيلي الأسبق، زعيم حركة ميريتس يوسي ساريد، قد لاحظ محتجاً على حكام إسرائيل الحاليين، في مقال له في «هآرتس» (19/10/2009) «أنّ نتنياهو وباراك يريدان تحويل الشريك (والمقصود الرئيس محمود عباس) الى عميل بهدف قتله»، فهل يكون لزاماً على قادة فلسطينيين أن يتّخذوا مواقف ملتبسة مثيرة للتساؤل، ممّا يشكّل بذاته سلاحاً ماضياً بيد نتنياهو يواجه به كل من يعلن إدانة إسرائيل، ويطالب بإحالتها الى المحاكمة؟

أمّا رئيس حكومة السلطة الفلسطينية السيد سلام فياض فقد أعلن أنّ الأولوية عنده هي بناء الاقتصاد الفلسطيني. وعليه، فهو لا يعوّل على مفاوضات والمزيد منها من أجل إزالة المستوطنات وتثبيت حقّ العودة والخوض في موضوع يهودية الدولة الإسرائيلية، وتهويد القدس. وهو يعتبر أنّه إذا تمكّن من بناء اقتصاد فلسطيني متين يسهل عليه أن يحصل على موافقة إسرائيل على الدولة الفلسطينية العتيدة بعد سنتين.

على هذا الأساس أعلن أنّه يوافق على اقتراح نتنياهو المتعلّق «بالسلام الاقتصادي» تسهيلاً للوصول الى الهدف أعلاه.

لكنّ هذا الموقف، لا يخدم بكل أسف إلاّ مصلحة إسرائيل، ويشكّل بحدّ ذاته سلاحاً إضافياً بيد نتنياهو في استمراره بسياسة الاستيطان والتهويد والقضاء على حقّ العودة. فيما العرب لا يعيرون اهتماماً جدياً للأوضاع الجارية، يشهد العالم هبّة حقيقية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشهيد. فعلى أثر المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزّة، شكّلت الأمم المتحدة لجنة لتقصّي الحقائق في الجرائم بشأن الحرب الإسرائيلية على غزّة. وأوكلت رئاستها الى القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون ـ وهو اليهودي «الصهيوني الأصيل» كما يعرّف عن نفسه. وبعد إجراء التحقيق طيلة بضعة أشهر، أصدر تقريره الذي يعلن فيه إدانة دولة إسرائيل لارتكابها جرائم حرب وجرائم ترتقي الى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

فتسبّب تقريره بإشاعة الذعر في صفوف قادة إسرائيل الحاليين ومنهم إيهود باراك وقادة الجيش. فاضطرّوا الى تجنّب السفر الى بلدان عديدة كانت قد أعلنت، بعد صدور التقرير، عن اتخاذها التدابير اللازمة لإلقاء القبض عليهم وتحويلهم الى المحكمة الدولية. هذا ما جرى في انكلترا، وفي الدانمارك، ودول اسكندينافية وأوروبية أخرى.

وبإزاء الحملة الشرسة التي شنّتها إسرائيل على هذا القاضي واتهامه بخيانة اليهود، أصرّ هو في حينه على التمسّك بإدانته «ممارسات قادة إسرائيل وليس شعبها»، على حدّ قوله، مضيفاً أنّ ضميره لا يتحمّل السكوت عن مثل تلك الممارسات.

ففيما هذا القاضي اليهودي ودول عديدة في العالم يدينون إسرائيل، إذ بنا نجد بعض الدول العربية والرئيس محمود عباس يتبادلان الاتهامات بالعمل على عدم تحويل تقرير غولدستون الى المحكمة الدولية مراعاةًَ منهم لنتنياهو من أجل موافقته على استئناف المفاوضات.

أمّا إسرائيل فتركّز حالياً على مطالبة الفلسطينيين بخاصة، والدول العربية الأخرى بعدم التمسّك بهذا التقرير، بل تجاهله تماماً.

[[[

إنّ الولايات المتحدة الأميركية ذاتها بدأت تشهد في داخلها تحوّلات نوعية ملموسة تختلف بوضوح عن سياسة التأييد والدعم الدائمين لإسرائيل كما كان الأمر من قبل. فاللوبي اليهودي الجديد «جي ستريت» الذي أنشأته مؤخراً مجموعة من اليهود الأميركان، في مواجهة «الإيباك» اللوبي الصهيوني العريق المنحاز دائماً لسياسة إسرائيل والتطرّف الصهيوني، والواسع النفوذ والتأثير في الولايات المتحدة، هذا اللوبي الجديد بدأ يتحرّك وينشط معرّفاً عن برنامجه وأهدافه بشعار : «تأييد إسرائيل وتأييد السلام». وبدأ يدعم مواقف الرئيس أوباما التي سبق وأعلنها منذ انتخابه، بضرورة إزالة المستوطنات من أجل الدخول بمفاوضات جدية. وقد تسبّب هذا الأمر في استنفار إسرائيل والتطرّف الصهيوني ضدّه، وبدأت إسرائيل تشنّ حرباً ضروساً عليه داخل الولايات المتحدة نفسها، ونجحت منذ يومين تحديداً في إلحاق خسارة انتخابية بالرئيس أوباما في ولايتي فرجينيا ونيو جرسي اللتين انتخبتا حاكمين من الحزب الجمهوري. وهذا في الوقت الذي كان أوباما قد أحرز فيهما تفوّقاً كبيراً في معركة الرئاسة.

إنّ مناهضة «الإيباك» بصورة علنية، ومن قبل يهود أميركان، إنّما تعني بداية اعتراض علني داخل الولايات المتحدة ذاتها على سياسة قادة إسرائيل المتطرّفة والمعطّلة للسلام.

الحملة الشرسة التي تشنّها اليوم إسرائيل وغلاة التطرّف الصهيوني على الرئيس أوباما ومجموعة «جي ستريت» وصولاً الى اتهام أعضائها اليهود بمعاداة إسرائيل، بل وصمهم بنزعة معاداة السامية، أفلا تكفي العرب الساكتين المطبّعين دليلاً، ليدركوا أنّ اعتصامهم بالصمت عن قادة إسرائيل، وتمسّكهم بالتطبيع معها، قد أصبح سلاحاً مسنوناً في يد نتنياهو لتسديد الضربة القاضية للشعب الفلسطيني وقضيته، وللقدس والمسجد الأقصى، وللسلام في المنطقة؟؟

ثمّة في العالم وقفة واضحة المعالم، مقدامة، ضدّ سياسة قادة إسرائيل المتزمّتة والتطرّف الصهيوني. في حين أنّ السياق العربي ليس غير التخلّي.

أمّا وأنّ الساحة تُخلى عملياً أمام جموح التطرّف الصهيوني المتشدّد، فإنّه يُخشى حقيقة أن تقدم حكومة إسرائيل الحالية على افتعال ظروف وأجواء تسرّع شنّ الاعتداء المعدّ سلفاً على الحرم الشريف والمسجد الأقصى، في غمرة حملتها العسكرية التنكيلية المستمرّة التي ما انفكّت تتابعها أصلاً داخل المسجد الأقصى ذاته وفي ما حوله.

ليس مستغرباً أبداً أن يتمّ انتهاز الاستمرار في أجواء التشنّج والتوتّر الهستيري، للإقدام على إحراق المسجد الأقصى وتدميره لا سمح الله. وهذا، من قبل متطرّفين مدسوسين أو مستغلّين للأحداث الدموية الجارية. عندها سوف تقع الكارثة. فتسارع إسرائيل والصهاينة الى مخاطبة العالم لامتصاص ردود الفعل بالإعلان عن استنكارها وعن تشكيل لجان تحقيق وتعقّب المجرمين، والقول للجميع في العالم : ماذا تريدون منّا أكثر من ذلك؟ هل تريدون تدمير الدنيا بأسرها رداً على جريمة ارتكبها فرد أو مجموعة من المتطرّفين المهووسين؟

على العرب جميعاً، وعلى المسلمين في سائر بلدانهم، وعلى المسيحيين قاطبة، أن يدركوا أنّ إنقاذ المسجد الأقصى من المخطّط الجهنّمي إنّما الآن وقته، وليس في ما بعد. على الجميع أن يدركوا بأنّه كلّما أحرز التطرّف الصهيوني وإسرائيل المزيد من النجاح والتقدّم في سياسة الإجهاز الكامل على الشعب الفلسطيني وعلى الضفة الغربية، كلّما ازداد الخطر الفعلي على المسجد الأقصى.

الوقفة أوانها الآن وليس غداً. ليس أبداً عندما تضع إسرائيل العالم أمام الأمر الواقع.

الوضع أشدّ قتامة بل أخطر من أي وقت مضى، منذ إعلان الكيان الصهيوني في فلسطين. ولكن ليس من حلّ حقيقي إلاّ باعتماد حلّ الدولتين على أساس مبادرة قمّة بيروت العربية التي أطلقها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز. إلاّ أنّ ذلك يستدعي من الجميع العمل الملموس والتعبئة الحقيقية وليس التأييد اللفظي، من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يؤكّد رغبة العرب في السلام لجميع دول المنطقة بما فيهم إسرائيل.

**ألقيت في قصر الأونيسكو بمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة ثقافية عربية (2009)

  

 

   

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
18 كانون الأول/2009

اشعياء 59/1-11
ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلّص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالاثم. شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق. يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب. قد حبلوا بتعب وولدوا اثما. فقسوا بيض افعى ونسجوا خيوط العنكبوت. الآكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج افعى. خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون باعمالهم. اعمالهم اعمال اثم وفعل الظلم في ايديهم. ارجلهم الى الشر تجري وتسرع الى سفك الدم الزكي. افكارهم افكار اثم. في طرقهم اغتصاب وسحق. طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لانفسهم سبلا معوجة. كل من يسير فيها لا يعرف سلاما. من اجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل. ننتظر نورا فاذا ظلام. ضياء فنسير في ظلام دامس. نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا اعين نتجسس. قد عثرنا في الظهر كما في العتمة. في الضباب كموتى. نزأر كلنا كدبة وكحمام هدرا نهدر. ننتظر عدلا وليس هو وخلاصا فيبتعد عنا.

 

الامطار والسيول تسببت باحتجاز مواطنين على الطرقات

نهارنت/تسببت العاصفة المطرية التي يقع لبنان تحت تأثيرها والتي اسفرت عن متساقطات مائية غير مسبوقة، والمصحوبة بالضباب في المناطق الجبلية التي ترتفع عن 800 متر وما فوق، تسببت في العاصمة بيروت وضواحيها والطرق المؤدية اليها باستحداث عدد من برك المياه التي احتجزت مئات السيارات والاف المواطنين منذ ساعات صباح الخميس.

وامكن رصد برك ومستنقعات مياه اكبرها تحت جسر "اللوميك" عند الشفروليه والمدرسة الحربية باتجاه وزارة الدفاع، كليةالعلوم طريق الحدث – الشويفات جسر خلده باتجاه الشويفات - طريق الشويفات مقابل شركة السوكلين - طريق الشويفات بالقرب من معمل غندور - طريق الشويفات مفرق الصحرا - طريق الاوتوستراد الممتدة من الناعمة باتجاه دوحةالحص - عرمون - طريق الاوزاعي - الميامي - طريق نهر ابراهيم لا سيما بموازاة سوق الخضار - طريق الصفرا المسلك الغربي باتجاه جونيه بيروت - اوتوستراد شكا - المسلك الغربي لاسيما قرب جسر كفريا. وعملت وزارة الأشغال العامة بمؤازرة الدفاع المدني وقوى الأمن على معالجة مجمع المياه على أوتوستراد الناعمة بإتجاه دوحة الحص – عرمون ، وتمّ فتح مسربين من الأوتوستراد بإتجاه بيروت ، وثلاثة مسارب بإتجاه الجنوب . وأفيد أن غزارة هطول الأمطار تسببت بأضرار جسيمة في الممتلكات ولاسيما في الدامور والناعمة إذ دخلت المياه المحال التجارية والمنازل ولاسيما في المنطقة الصناعية كما غمرت السيول سهلي الخيام ومرجعيون . الى ذلك يستمر الجوّ في لبنان عاصفاً وماطراً في خلال اليومين المقبلين مع إنخفاض في درجات الحرارة لتنحسر مساء السبت ، اما الطرقات الجبلية فلم تتعرّض للثلوج بعد وطريق ضهر البيدر سالكة.

 

الخارجية» تسعى لشطب الـ 1559 وسليمان للأميركيين: «حزب الله» لبناني

الحريري: حماية عروبتنا بالعلاقة الصادقة مع سوريا

 السفير 17/12/09

تحولت الأنظار أمس من واشنطن التي عاد منها رئيس الجمهورية والوفد المرافق، إلى كوبنهاغن التي وجه منها رئيس الحكومة سعد الحريري رسائل إيجابية تجاه سوريا، بدت أنها توطئة لزيارته المتوقعة إليها، بعدما تم فصل مسار الاستنابات القضائية عن الزيارة نفسها.

وفي حين يُفترض ان تتم زيارة الحريري المرتقبة الى دمشق تحت سقف التفاهم السوري ـ السعودي، كان لافتا للانتباه الكلام المنسوب الى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في صحيفة «هيرالد تريبيون» حيث اعتبر «ان لبنان لن يصبح سيدا ما دام «حزب الله» يمتلك اسلحة اكثر من الجيش النظامي»، وهو موقف، رأى المراقبون، «انه يسبح، من حيث توقيته ومضمونه، خارج فضاء التفاهم السوري ـ السعودي ومقتضياته».

ولم يصدر أي تعليق لـ«حزب الله» على موقف الفيصل، علما أن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله من المرجح أن يطل كعادته، بدءا من اليوم، لمناسبة بدء إحياء مجالس عاشوراء مركزيا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية.

وتقاطع هذا الموقف مع إعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان «أن الولايات المتحدة لا تتحاور مع الحزب ولا تحبه»، وأشار في حوار أجرته معه «الجزيرة» الى ان هناك قناعة راسخة في المجتمع الدولي بأن سلاح حزب الله غير الخاضع للدولة اللبنانية يشكل خطرا على لبنان وينتهك القرارات الدولية، معتبراً أن «حزب الله مؤسسة قوية، ولكنه ميليشيا، وبالتالي على الجيش اللبناني فرض سيطرته على كل الاراضي اللبنانية».

وجاءت مواقف فيلتمان بمثابة محاولة للتشويش على زيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة والتي شدد خلالها على التمسك بالثوابت اللبنانية انطلاقا من اتفاق الطائف والدستور والبيان الوزاري وخطاب القسم الرئاسي ومقررات الحوار الوطني.

وعلمت «السفير» أن سليمان، الذي يستعد للتوجه الى دمشق، في عطلة نهاية الأسبوع على الأرجح، شدد خلال اللقاء مع أوباما على أن «نظامنا ديموقراطي ولبنان يرمز الى دولة نموذجية في العالم تضم 19 طائفة تتعايش في ما بينها، وهذا نموذج يجب احترامه والاقتداء به».

وأبلغ سليمان المسؤولين الاميركيين أن «حزب الله» هو حزب لبناني، مشارك في الحكومة وله نوابه الذين يمثلونه في المجلس النيابي، وسلاحه هو شأن داخلي يناقش بين اللبنانيين على طاولة الحوار.

وتعليقا على القلق الذي أبداه أوباما وغيره من المسؤولين الأميركيين حيال تدفق السلاح الى لبنان، قال سليمان: الخطر الاكبر هو الآتي من اسرائيل، واطمئنوا الى انه عندما تنسحب من الأراضي اللبنانية وينتهي احتلالها، فإن الامور ستسير على ما يرام.

وشدد سليمان على ان الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها في بسط سيادتها وسلطتها، وما جرى في مواجهة الارهاب في مخيم نهر البارد هو اكبر دليل على ذلك.

وفي ما خص القضية الفلسطينية، أكد سليمان رفض التوطين وضرورة احترام حق العودة، مشيرا الى عدم قدرة لبنان على تحمل تبعات توطين الفلسطينيين في أرضه، بالنظر الى تركيبته الداخلية الحساسة وتوازناته الدقيقة.

وفي حين تفادى الجانب الأميركي إثارة كيفية تطبيق القرار 1559 خلال اللقاءات مع الرئيس سليمان، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن وزارة الخارجية اللبنانية ستسعى الى شطب القرار 1559 من جدول أعمال مجلس الامن، لا سيما ان وجود لبنان كعضو غير دائم في المجلس يتيح فرصة العمل في هذا الاتجاه.

وقال وزير الدولة وائل ابو فاعور الذي كان في عضوية الوفد الرئاسي اللبناني لـ«السفير» ان الزيارة أكدت حضور لبنان وقضاياه في واحدة من أبرز عواصم القرار، مشيرا الى ان رئيس الجمهورية طرح خلال اجتماعاته مع المسؤولين الاميركيين الموقف اللبناني الاجماعي المستند الى احترام التوازنات الداخلية والثوابت الوطنية، واستطاع ان ينتزع من الرئيس الاميركي دعما للحوار الداخلي حول سلاح المقاومة وهذه نقطة شديدة الاهمية. وأوضح ان الرئيس الأميركي أكد للرئيس سليمان ان أي تسوية في المنطقة لن تكون على حساب لبنان، وخصوصا في ما يتعلق بالتوطين.

الحريري: أزور سوريا قريبا

في هذه الاثناء، أطلق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من كوبنهاغن، حيث يشارك في قمة التغير المناخي، إشارات إيجابية تجاه سوريا، تمهيدا لزيارته الوشيكة الى دمشق. وقال بعد لقائه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان « الزيارة ستكون ان شاء الله في وقت قريب، ونحن ننظر الى علاقات حقيقية مع سوريا، تعود بالمنفعة للشعبين اللبناني والسوري وتكون مبنية على الصراحة والـصدق، وإننـا ننـظر الى

هذه العلاقات بشكل إيجابي وهذا ما ننطلق منه».

أضاف الحريري: لبنان ضمن الجامعة العربية، وهناك مصالحات تتم وهي لمصلحة العرب، وهناك مواجهة كبرى بيننا كعرب وبين اسرائيل، وعلينا أن نرص الصفوف وأن نتخذ موقفا موحدا في ما يخص سياسة القضم الإسرائيلية، أكان في فلسطين او سوريا او لبنان، ويجب ان يكون الصف العربي موحدا لمواجهة السياسات الإسرائيلية التي تحاول دائما ان تفرق العرب، إضافة الى وجود محاولات اقليمية لزعزعة العرب وخلخلة الامن العربي. علينا ان نحمي عروبتنا والصف العربي وأن نحمي لبنان اولا، وهذا امر يتطلب ان تكون هناك علاقات حقيقية مع سوريا. يذكر أن الحريري التقى في كوبنهاغن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط الذي جدد الدعوة اليه لزيارة مصر ووعده بتلبيتها قريبا.

وأبلغت أوساط مقربة من الحريري «السفير» انه لم يعد هناك أي مبرر لتأجيل زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق، مشيرة الى ان أمر حصولها اصبح مبتوتا ولا فارق إن تمت في آخر الاسبوع الحالي او في بداية الاسبوع المقبل. وكشفت عن ان مسألة الاستنابات القضائية السورية ستسلك مسارا منفصلا عن الزيارة، متوقعة ان تعطي هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل رأيها قريبا في هذه الاستنابات، الامر الذي من شأنه ان يرفع الإحراج عن الرئيس سعد الحريري، باعتبار ان الموضوع يغدو في هذه الحال قضائيا ومن اختصاص الجهات المعنية. في هذه الأثناء، أكد العماد ميشال عون ان سلاح المقاومة باق حتى عودة الفلسطينيين في لبنان الى فلسطين. وقال في مقابلة مع قناة «أو تي في»: كنت في سوريا ولم أشعر بامتعاض سوري من زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى واشنطن»، ولفت الانتباه الى أن السوريين «لا يعتبرونني زعيماً مسيحياً بل صاحب دور وطني». وأشاد عون بالمبادرات الشجاعة التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط مشيرا الى أنه قد يزوره في الرابية بعد الأعياد.

 

مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية": القول بإمكان شطب الـ 1559 هو في الواقع سحبه من اجتماعات مجلس الامن

المركزية - اكد مصدر ديبلوماسي لـ"المركزية" ان لبنان يعمل على تفعيل وجوده في مجلس الان من خلال عضويته التي تبدأ مطلع كانون الثاني وتسخير هذا الوجود لخدمة المصلحة الوطنية، لافتا الى انه سيرى ما يمكن فعله من اجل اقناع اعضاء المجلس بموقفه حيال القرار 1559 الذي بات من وجهة النظر اللبنانية شبه منجز ، ما عدا البند المتعلق بالدعوة إلى حل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها والتي عولجت او ستعالج على طاولة الحوار الوطني مع التأكيد على ان باقي البنود قد طبقت، وبالتالي فإن استمرار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رفع التقارير حول هذا القرار لم يعد ضروريا ، والقول بامكان شطب القرار 1559 هو في الواقع سحبه من اجتماعات مجلس الامن .

اضاف المصدر: اما البند المتعلق بانسحاب ما تبقى من القوات الأجنبية فهو سرى على القوات السورية ولكنه ينطبق على القوات “الاسرائيلية” التي لا تزال تحتل مزارع شبعا والتلال الثلاث الأخرى في محيطها. وبما ان القرار 1559 استند الى القرارين 425 و426 المتعلقين بانسحاب " اسرائيل" من الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دوليا. وهذه الحدود معترف بها "اسرائيلياً" ايضا بدليل توقيعها على اتفاق الهدنة عام 1949. وبما ان القرار 1701 جاء ليؤكد ذلك فان الديبلوماسية اللبنانية سوف تستمر بالعمل باتجاه المطالبة بالانسحاب "الاسرائيلي" من مزارع شبعا.

واستطرد المصدرالديبلوماسي بالقول: ان الشطب غير وارد في القانون الدولي كعبارة باعتبار ان القرار صدر، اما انه قد نفذ فهذا امر يتطلب من لبنان العمل من اجل سحبه على خلفية ان التقرير نصف السنوي العاشر للأمين العام عن تنفيذ هذا القرار والذي ناقشه المجلس في تشرين الاول الماضي تعدى بنود القرار الى امور اخرى، ما استدعى من لبنان، كما في كل مرة التحرك باتجاه الامين العام ورئيس مجلس الامن قبل جلسة المناقشة بكتاب تضمن ملاحظات للبنان حول التقرير.

وجدد المصدر الديبلوماسي التأكيد ان وزارة الخارجية لن تقوم بأي تحرك ما لم يكن مقررا في مجلس الوزراء وبالتشاور مع رئيس الجمهورية وهي بالتالي ستعتمد البيان الوزاري كمنطلق لعملها الدولي في ما يخص لبنان، وقرارات جامعة الدول العربية في ما يخص القضايا التي تهم العرب.

 

فتور العلاقات السعودية –السورية يعكسه موقف الفيصل ويؤخر زيارة الحريري اول جلسة بعد الثقــة لمجلس الوزراء الاثنين لاطلاق ورش العمل حزب الله يرد على فيلتمان: تصريحه اساءة الى زيارة سليمان لواشنطن

المركزية- المناخ السياسي في لبنان هادئ نسبيا بعكس المناخ الطبيعي العاصف ، اما في كوبنهاغن فتداخل المناخ البيئي بالسياسي حيث اطلق رئيس الحكومة سعد الحريري اشارات في اتجاهات عدة رسمت معالم لبعض توجهات الحكومة، فعلى الصعيد البيئي اكد التزام لبنان في معركة مواجهة تغير المناخ ورفع نسبة الاستفادة من الطاقة المتجددة، اما سياسيا فوجه رسالة بالغة الاهمية في اتجاه العاصمة السورية ضمنها شقين الاول قرب موعد زيارته اليها والثاني تطلعه الى علاقات صراحة وصدق مع سوريا.

وبين المناخات المتداخلة لا تزال ترددات زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن حاضرة بقوة على الساحة اللبنانية الداخلية المنشغلة راهنا بالتحضير لورش عمل متعددة قد تطلق في خلال اول جلسة لمجلس الوزراء اشارت اوساط مطلعة لـ"المركزية" الى احتمال تحديد موعدها يوم الاثنين المقبل ،فيما يبقى الحديث عن زيارة سليمان الى دمشق لتقديم التعازي الى نظيره بشار الاسد بوفاة شقيقه نهاية الاسبوع في الاطار غير المحسوم او المؤكد بعد الا انها تبدو واردة في اي لحظة.

فتور سوري- سعودي: اما على مستوى العلاقات الاقليمية والعربية فلا يبدو المناخ في احسن حالاته وفق ما اوحت به اخر التطورات في ضوء موقف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الاخير اللافت مضمونا وتوقيتا في ضوء معلومات متواترة عن فتور في العلاقات في الـ (س0س) في الاونة الاخيرة الامر الذي اكدته مصادر في الغالبية النيابية لـ "المركزية" اعتبرت ان هذا الفتور تسبب بتأخير زيارة الحريري الى دمشق وتاليا فان الزيارة اصبحت مستبعدة اقله هذا الاسبوع اذا لم يطرأ ما يعيد هذه العلاقات الى مجراها الطبيعي ،اضف الى ذلك ان الزيارة لن تتم من دون دعوة رسمية وفق ما تقتضيه الاصول والاعراف في التعاطي بين الدول ومن دون تحديد جدول اعمال لها.

رسائل الى الرياض: وقالت المصادر ان السعودية بدأت تتلمس لمس اليد الاخلال السوري بالوعود التي اطلقت ابان القمة السعودية –السورية وان هذا الاخلال تجلى في الاستنابات القضائية التي ارسلت الى بيروت وجاء توقيتها قبيل زيارة الحريري اليها خصوصا انها تضمنت تبليغات الى اقرب المقربين منه ما اعتبرته الرياض رسالة مباشرة اليها ، فكان ما كان من تجميد لحركة التواصل العربي لا بل جاء موقف الفيصل ليؤكد المؤكد، لا بل ليسهم في تراجع هذا المسار. وابدت المصادر تخوفها من ان تكون دمشق استنفدت الغرض من الصفقة السياسية مع السعودية بشأن لبنان وقد انجزت وانتهت مما أرادته من السعودية ولبنان وربما من فرنسا باجتذاب من ارادت من الأكثرية لضرب وحدتها ومناعتها وعادت تاليا الى موقعها الاساسي في المحور السوري -الايراني . وقد تبين للجميع ان سوريا لا تملك ورقة حزب الله الموجودة مع ايران ليسقط بذلك الرهان الدولي على دمشق في هذا المجال. وقالت : قد تحتاج الامور الى مهلة عشرة ايام ليتوضح مسار اتجاه العلاقة السعودية-السورية وفي ضوئها زيارة رئيس الحكومة الى دمشق وتاليا ترقب تطور العلاقة لانه يبدو ان ثمة سوء فهم للمراحل التي تلت القمة.

هوف وفيلتمان: على خط آخر، وفيما واصل مساعد المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل المسؤول عن ملف سوريا ولبنان فرديريك هوف لقاءاته في بيروت حيث اجتمع اليوم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ،توقف المراقبون السياسيون عند تصريح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان الذي اشار فيه الى أن لـ"حزب الله" وزراء يمثلونه في الحكومة ونواباً في البرلمان "وهو جزء من التركيبة السياسية اللبنانية و"أن الولايات المتحدة الأميركية لا تتحاور مع الحزب ولا تحبه"، وقرأوا فيه رسالة للحزب والدولة اللبنانية في آن.

موقف حزب الله: وردت مصادر مطلعة في حزب الله على التصريح بالقول لـ"المركزية": اولا ان مواقف فيلتمان هي اساءة الى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ولتحميلها رسائل معينة. وتاليا اساءة للرئيس نفسه . ثانيا اننا لم نر جديدا في تصريحاته، فهذا هو الموقف الاميركي المعادي لحزب الله لانه حركة مقاومة، والاميركي لا يتحمّل فكرة مقاومة ضد اسرائيل. فهو منحاز دائما اليها وليس الامر بجديد. وللسيد فيلتمان خصوصية في هذا المجال. وتأتي مواقفه في اطار التحريض الداخلي على الحزب.

واذ أوضحت المصادران الحزب لم يوجه اي انتقاد لزيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، لا قبل حصولها ولا بعده ، لاحظت ان البعض حاول اعطاء الرئيس ملاحظات قبل الزيارة وفي اثنائها وتحميله رسائل. فالانزعاج من هذه الزيارة كان في مكان آخر. فهناك اشخاص يرفضون ان يروا رئيس الجمهورية يتصرف كمسؤول عن العلاقات الخارجية بعدما حاولوا في الماضي تكريس عكس ذلك.

من جهة اخرى، اكدت المصادر ان لا معلومات لديها عن زيارة مرتقبة للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الى السعودية. على صعيد اخر، توقعت اوساط قريبة من الحزب ان يطل الامين العام في الساعات القليلة المقبلة لمناسبة بدء إحياء مجالس عاشوراء مركزيا في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية حيث يطلق مواقف تركز على الشأنين الديني والسياسي.

الاستراتيجية الاميركية: الى ذلك، رأت اوساط تابعت زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن ان لا تغيير في الإستراتيجية الأميركية تجاه لبنان سواء في ما يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني او بالنسبة الى بتنفيذ القرارات الدولية ومنها الـ1559، وتحديداً موضوع نزع سلاح حزب الله. كما بالنسبة الى القرار 1701 وملف التوطين الفلسطيني في لبنان. واعربت الاوساط عن ارتياح لبناني نسبي الى العلاقة الشخصية التي قامت بين سليمان واوباما والتفهم الاميركي لاهمية الحوار الداخلي في ما يتعلق بالسلاح غير الشرعي وهو امر بحثه الرئيس سليمان مع نظيره الأميركي بعمق وانتهى الى التأكيد على انه يبت على طاولة الحوار التي ستستأنف اعمالها قريبا في قصر بعبدا. وابدى اوباما تفهمه لعدم التسرع في اي مسار تفاوض لبناني ـ إسرائيلي وكذلك لمجرى العلاقات اللبنانية - السورية .

 

حوري: المطالبة بسحب القرار 1559 تهدف للتشويش على 1701 و1757 

١٧ كانون الاول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار

  أكد عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عمّار حوري أنّ "زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الولايات المتحدة كانت زيارة ناجحة بكل المعايير، وهي عكست موقف لبنان الداعم للشرعية الدولية وتمسكه بالقرار 1701". حوري، وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم"، قال: "الأهم أنّ المباحثات، وبشجاعة أدبية من الرئيس سليمان والرئيس باراك اوباما، أظهرت الاختلاف على بعض النقاط، وهذا ما يؤكد الموضوعية في النقاش". وعن الهجوم الذي شُنّ على الزيارة، رأى حوري أنّ "هذه الهجمات لم تكن موفّقة، وربما حاول أصحابها توجيه رسائل معينة إلا أنّها أصيبت بالفشل". وتعليقاً على المعلومات حول سعي وزارة الخارجية لسحب القرار 1559 من جدول مجلس الأمن، قال حوري إنّها "للمرة الثالثة على التوالي التي نسمع فيها كلاماً من هذا النوع"، وأوضح أنّه "لا يملك أي وزير أو جهة بذاتها، إمكانية طلب إلغاء قرار دولي، لأنّ ذلك خارج التسلسل الموضوعي". وتابع حوري: "ربما من يحاول الايحاء بإلغاء القرار 1559 يهدف إلى التشويش على القرار 1701، وربما أيضاً يُراد تسجيل سابقة لإلغاء قرار دولي، للولوج إلى القرار 1757 المتعلّق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، مضيفًا: "ربما هناك سعيٌ للقول ان القرار 1559 قد نفّذ في معظمه، وهذا أمر ضعيف من الجانب التقني".

 

طعمه: الرئيس سليمان أقنع الأميركيين بأن سلاح "حزب الله" يطرح على طاولة الحوار

موقع 14 آذار/١٧ كانون الاول ٢٠٠٩

اعتبر عضو "تكتل لبنان أولا" النائب نضال طعمه في حوار مع إعلاميين في دارته أن "زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للولايات المتحدة من أنجح الزيارات".

وقال: "منذ انتخاب الرئيس سليمان وهو يسعى الى إعادة لبنان الى خريطة العالم، وفي كل جولاته ينقل دائما الواقع اللبناني بكل موضوعية. أما في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة فقد طرح المحاور الرئيسية في لبنان مع الرئيس باراك اوباما والمسؤولين في الولايات المتحدة حيث أقنعهم بتسليح الجيش اللبناني، وأقنعهم ايضا بأن سلاح "حزب الله" يطرح على طاولة الحوار في لبنان". وأضاف: "لقد أعطى الرئيس سليمان توضيحا للولايات المتحدة ان المواضيع الداخلية اللبنانية تحل داخل لبنان، كما بحث في تطبيق القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701". وأشار الى أن "ما سبق زيارة الرئيس من حملة تحريضية كانت في غير موقعها، لأن الرئيس يعرف تماما ماذا يقول وماذا يفعل ولا أحد يملي عليه شيئا".

وأشاد بمشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري في قمة كوبنهاغن وما طرحه من مواقف ومواضيع تخص لبنان، فضلا عن لقاءاته مع رؤساء العالم، وهذا دليل على عودة لبنان الى الدور الريادي العالمي". وبالنسبة الى زيارة الرئيس الحريري لسوريا، أكد النائب طعمه أن "الرئيس الحريري يزور سوريا كرئيس للحكومة، وسيبحث في لقاءاته مختلف الأمور التي تهم البلدين، وما من احد من لبنان إلا يريد علاقة طبيعية مع سوريا بعدما شابها بعض الشوائب في الماضي".

 

عمّار بعد زيارة المر: أكدنا ضرورة حفظ العلاقة الاستراتيجية بين الجيش والمقاومة وصونها 

موقع 14 آذار/١٧ كانون الاول ٢٠٠٩

  استقبل وزير الدفاع الياس المر وفداً من كتلة "الوفاء للمقاومة" برئاسة النائب علي عمار يرافقه النائبان نواف الموسوي وعلي مقداد.

وبعد اللقاء، قال النائب عمار: "تشرفنا بلقاء معالي وزير الدفاع وتطرقنا الى كل الشجون والشؤون المتعلقة بساحتنا، وأكدنا مجتمعين ضرورة تحسين الواقع الوفاقي الذي تجلى من خلال حكومة الوحدة الوطنية وضرورة حفظ العلاقة الاستراتيجية بين الجيش والمقاومة وصونها، وخصوصا في هذه المرحلة التي تعني مواجهة تحديات خطيرة بحيث ان العدو الإسرائيلي يسعى بل ما أوتي من قوة الى استباحة كل القوانين والأعراف عبر انتهاكاته وتهديداته المتعددة، وضرورة تفعيل دور الحكومة وتحصينه وفقا لما هو في البيان الوزاري، إن كان على مستوى الأولويات التي تعني الدولة في مواجهة التهديدات الإسرائيلي وبالتالي حفظ السلم الأهلي والعيش الواحد في البلد، ام في ما يتعلق بأولويات المواطن ذات الصلة بالأزمات الخانقة على المستوى الإجتماعي والإقتصادي".

سئل: هل تطرقتم الى موضوع سلاح المقاومة؟

أجاب: "اعتقد اننا ومعاليه خصوصا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ونيلها الثقة على أساس البيان الوزاري، أصبحت المقاومة جزءا من المسؤولية الوطنية العامة، وبالتالي نحن لا نختلف مع معالي الوزير، وقد أكد حرصه على ضرورة المزاوجة بين دور الجيش ودور المقاومة بما يضمن الحفاظ على وحدة البلد وسيادته واستقلاله".

سئل: ما ردكم على وزير الخارجية السعودي ان لا سيادة للبنان ما دام "حزب الله" لديه سلاح أكثر من الجيش اللبناني؟

أجاب: "لا تعليق لدينا، ولكن قرارنا الوطني اللبناني يكون نابعا من الإرادة الوطنية فحسب".

سئل: ما ردكم على السفير فيلتمان أنه شخصيا لا يحب "حزب الله"؟

أجاب: "نحن لا نحبه أيضا، وهذا شعور متبادل". 

 

 حرب اسرائيلية ضد لبنان لاحباط تسلح حزب الله؟

نهارنت/توقع موقع global research ان تشن اسرائيل حربا على جنوب لبنان في فترة لا تتعدى نهاية هذا الشهر. ورجح التقرير ان تركز العملية المفترضة على الهجوم البري بدلا من الهجمات الجوية التي اعتمدت على نطاق واسع في حرب تموز العام2006. واشار الموقع الى ان الخطة تقتضي بحشد نحو 120 الفا من جنود المشاة وحوالي الف دبابة وتكثيف مرابض المدفعية، مضيفا انه تم وضع جنود الاحتياط المقيمن في اوروبا في حالة جهوزية لاستدعائهم في الساعة الصفر. وجرى تنظيم القوات العامة الاسرائيلية التي فشلت في المواجهة في حرب تموز 2006. واشارت الدراسة الى ان العملية التي سوف تركز على البقاع الشرقي لا تطمح الى اعادة الاحتلال الدائم بل احباط اي محاولة لاعادة تسليح "حزب الله" ومنعه من اقامة منظومة عسكرية صاروخية جنوب نهر الليطاني وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة التايمز البريطانية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيامين نتانياهو على وشك اتخاذ اصعب قرار في حياته السياسية يقضي بتوجيه ضربة الى ايران وذلك بعد اطلاعه على وثائق سرية تفيد بان ايران تعمل لاختبار جهاز اساسي من حمكونات القنبلة النووية.

 

فيلتمان: حزب الله ينتهك القرارات الدولية ويعرض اللبنانيين للخطر

نهارنت/اعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الأربعاء ان "حزب الله مؤسسة قوية، ولكنه ميليشيا تقوم بانتهاك القرارات الدولية وتعرض اللبنانيين للخطر، وبالتالي على الجيش اللبناني فرض سيطرته على كل الأراضي اللبنانية". وأشار فيلتمان في حديث الى قناة "الجزيرة"، الى ان "مشكلتنا مع حزب الله تعود الى أن هناك مئات من الأشخاص قتلوا في الثمانينات في القرن الماضي"، مضيفا ان "حزب الله لا يلتزم بالقرارت الدولية، وكذلك هناك أراضٍ لبنانية غير خاضعة لسيطرة الدولة اللبنانية بل له".  وأكد فيلتمان أن "حزب الله هو جزء من الحكومة اللبنانية ولديه ممثلون في البرلمان، وبالتالي هو جزء من السياسية اللبنانية"، مضيفا: "نحن لا تربطنا علاقات معه، وإن سياستنا تقوم على احترام رأي اللبنانيين، وهم يقررون من يمثلهم في البرلمان والحكومة".

 

 

بريطانيا ترحّب بزيارة الحريري لدمشق وتتمسّك بالاتصال التدريجي مع "حزب الله" 

النهار/رحب الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون بالزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء سعد الحريري لدمشق، معتبرا انها ستساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين. واكد ان بلاده لا تزال متمسكة بسياسة الاتصال مع "حزب الله" بطريقة "تدريجية وبما يخدم مصالحها والمصالح الوطنية اللبنانية ومن منطلق قدرتها على التأثير على الحزب للاضطلاع بدور ايجابي" في لبنان. وقال مارستون في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشونال" امس "ان العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا شيء مهم جدا للبلدين، ونحن نرحب وبدون اي مواربة بتحسن العلاقات الديبلوماسية بينهما،ومن هذا المنطلق نرى ان اي زيارة للحريري لدمشق ستحمل اهمية رمزية لهذه العلاقات".

واذ ابدى ارتياح بلاده الى سير علاقاتها مع سوريا، قال ان "الاتصالات مستمرة بيننا ونناقش باستمرار قضايا تهم البلدين، وهناك تحسن في هذه العلاقة وهذا يسمح لنا بطرح القضايا التي تهمنا". واوضح ان "احد الامثلة على هذين التحسن والتواصل هو زيارة وزير الاوقاف والشؤون الدينية السوري محمد عبد الستار السيد اخيرا للندن والتي اتاحت امامنا فرصة لمناقشة النموذج السوري للتعايش ما بين الاديان المختلفة في سوريا". واضاف: "نعتقد اننا سنتمكن من بناء تفاهم اكثر بين البلدين من خلال التواصل والتعاون في القضايا المهمة، ونحن مرتاحون الى سير العلاقات مع دمشق". ورأى ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان "يمثل خطوة ايجابية ومهمة لطي صفحة التوترات السياسية التي شهدتها السنوات الماضية، وفرصة مهمة لمعالجة القضايا الملحة الاقتصادية والسياسية التي يواجهها هذا البلد". وقال: "ان علاقاتنا السياسية مع الحكومة اللبنانية مسألة تمثل اهمية كبيرة بالنسبة الينا". مشددا على "ان الامن والاستقرار مع التقدم السياسي في لبنان هي جزء لا يتجزأ من الامن والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الاوسط عموما".

وعن سلاح "حزب الله"، قال: "نحن نتفهم اهمية الفئات الاساسية في النسيج السياسي في لبنان والدور الذي تؤديه داخل الحكومة والبرلمان، ونؤيد في الوقت عينه تطبيق بنود قرار مجلس الامن 1701 بالكامل من اجل وضع الاسلحة في لبنان تحت مسؤولية الحكومة، وهذا ينسحب على حزب الله وبقية الجماعات المسلحة". واضاف مارستون: "بالنسبة الينا، ما هو مهم واساسي لمستقبل لبنان هو التوصل الى تسوية نهائية ليس فقط بين اسرائيل والفلسطينيين بل بين اسرائيل وجميع جيرانها العرب، ولبنان واحد من الاطراف الاساسيين في اي نوع من هذه التسويات، ولذلك نحن نؤيد اي خطوات في اتجاه السلام بين اسرائيل وجيرانها".

وعن الجديد في الاتصالات بين بريطانيا و"حزب الله"، قال: "نحن لا نزال متمسكين بسياسة الاتصالات مع حزب الله بطريقة تدريجية وبما يخدم مصالحنا والمصالح الوطنية اللبنانية ومن منطلق قدرتنا على التأثير على حزب الله من اجل لعب دور ايجابي على الساحة اللبنانية، ومن ناحية اخرى هذا الموقف يمثل تأييدنا للمعادلة الداخلية في لبنان والحوار الوطني والتقارب بصورة اكبر بين جميع الفئات الاساسية". ولفت الى ان لـ"حزب الله دوراً وثقلاً سياسياً معروفا في لبنان، ونحن نريد ان ينحصر هذا الدور بالقضايا السياسية لا العسكرية، كما نريد من طريق التواصل التدريجي مع اطراف معروفين بتوجهاتهم السياسية في حزب الله ان يتحرك الحزب في هذا الاتجاه".

وفي شأن عملية السلام لاحظ "ان التطور الذي شهدته هذه العملية في الاشهر الماضية كان مخيبا لآمالنا بعض الشيء، وكنا نريد ان تكون الاجواء مناسبة للعودة الى طاولة المفاوضات من اجل التقدم نحو التسوية النهائية وفي اقرب وقت ممكن، ونرحب باستعداد ادارة الرئيس (الاميركي) باراك اوباما بهذه العملية لانها مهمة جدا من اجل اعطاء زخم اضافي الى عملية السلام".وخلص مارستون: "ان بريطانيا "ستبذل كل ما في وسعها لتهيئة الاجواء المطلوبة للعودة الى طاولة المفاوضات في اقرب وقت ممكن بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتعتقد ان المستوطنات الاسرائيلية هي القضية الاساسية في المرحلة الراهنة، وقد جعلت المفاوض الفلسطيني يرفض العودة الى المفاوضات قبل حصوله على ضمانات بتجميد النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة".

 

سليمان: لو ذهب نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته لأوباما عن "حزب الله"؟

كشفت مصادر دبلوماسية لـ "اللواء" ان زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن تمت بناء لدعوة من الرئيس أوباما، ورغبة أميركية لابلاغ الرئيس اللبناني تحذيراً من مخاطر استمرار السلاح الحالي مع "حزب الله" بعيداً عن سيطرة الدولة، خاصة في حال اضطرار واشنطن اللجوء الى القوة لحسم موضوع الملف النووي الإيراني، وأنه تم إبلاغ الرئيس اللبناني بأن لبنان كله سيكون معرضاً للخطر في حال دخول هذا السلاح طرفاً في المواجهة مع إيران. وإذا كان جواب الرئيس سليمان على ما أثاره الرئيس الأميركي بات معروفاً، وهو أن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار، وأن <حزب الله> حزب لبناني وعناصره لبنانيون، فإن اللافت في الأمر، أن التحذير الأميركي جاء متزامناً مع موقف سعودي مثير للاهتمام، عبّر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أكد لصحيفة <انترناشيونال هيرالد تريبيون> أن <لبنان لن يصبح سيداً ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي>.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الموقف الأميركي يكشف الأسباب الحقيقية لخلفية الانتقادات اللبنانية لزيارة الرئيس سليمان، ولا سيما من قبل حلفاء سوريا و<حزب الله> بالذات، بالرغم من أن الحزب نفى على لسان عضو مكتبه السياسي غالب أبو زينب، بعد زيارته العماد ميشال عون أمس، أن يكون قد انتقد زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، مؤكداً أن الرئيس سليمان <يقوم بواجبه ويتحرك على أساس المصلحة الوطنية>. وفي هذا السياق، اعتبر مقربون من الرئيس سليمان أن الحملة التي شنت على الزيارة لم تكن في محلها وجاءت ظالمة، ولم يكن لها مبرر، خصوصاً وأن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأميركي، وأنها أتت في سياق التحرك الواسع الذي بدأه منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية، والتي أراد منها ان يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم. ونقل هؤلاء عن الرئيس سليمان قوله في سياق عتبه على منتقدي الزيارة: <لو ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله>؟ واكد هؤلاء ايضا ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط على الصعيد اللبناني، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وتهديداته شبه اليومية، وتمكينه ايضا من التصدي للارهاب الذي بات اليوم يشكل الخطر الاكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الاساسية للدفاع عن لبنان وتثبت رفض التوطين، بل كان ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت. وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

 

مساعد ميتشيل في بيروت لدعم محادثات السلام

نهارنت/يبدأ المنسق الخاص لشؤون المنطقة، مساعد الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف، مباحثاته الخميس مع كبار المسؤولين اللبنانيين تتناول تطور الوضع اللبناني في ضوء زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن والمحاولات الأميركية لاستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وتأتي زيارة هوف تحضيرا للزيارة التي ينوي السيناتور جورج ميتشل القيام بها الى عدد من دول المنطقة ومن بينها لبنان. ويبحث هوف مع المسؤولين اللبنانيين في آفاق العملية السلمية في المنطقة في ضوء سياسة الادارة الاميركية والتي عبر عنها الرئيس الاميركي باراك اوباما لسليمان. ومن بين المواضيع الخاصة بمهمة ميتشل والمطروحة للبحث، مسألة الاجئين الفلسطينيين التي كان سليمان قد شدد على وجوب حل قضيتهم وحق عودتهم الى ديارهم ورفض توطينهم في لبنان.

 

تصعيد سعودي مصري ضد سلاح "حزب الله" وايران

نهارنت/عكس موقفان سعودي ومصري حجم التحديات الاقليمية في ضؤ القلق الدولي من مسألتي الملف النووي الايراني وسلاح "حزب الله". واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حديث الى صحيفة "هيرالد تريبيون" ان "لبنان لن يصبح سيدا ما دام "حزب الله" يمتلك اسلحة اكثر من الجيش النظامي"، وهو موقف، رأى المراقبون لصحيفة "السفير" ، "انه يسبح، من حيث توقيته ومضمونه، خارج فضاء التفاهم السوري ـ السعودي ومقتضياته". وشدد على وجوب أن لا يسمح المجتمع الدولي لإيران بامتلاك السلاح النووي، مشيراً الى "ريبته" حيال تأكيدات إيران على سلمية برنامجها النووي، مطالباً في المقابل بتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية. اما وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي التقى رئيس الحكومة سعد الحريري على هامش انعقاد مؤتمر تغيّر المناخ العالمي في كوبنهاغن، فاشار الى ان الوضع الإقليمي يمر بمرحلة حرجة. واعرب عن القلق من الملف النووي الإيراني، لانه "إذا ما تطورت الامور الى عقوبات او غيرها فهذا سيقود الى مواجهة".  واعلن ابو الغيط انه كرر للحريري الدعوة المرسلة اليه من رئيس الوزراء المصري لزيارة مصر وقد وعد بتلبيتها قريبا، وآمل ان يتحقق هذا قريبا جداً. وشدد على ان الحريري "يحظى بكل الثقة المصرية، ويحظى كذلك بثقة الرئيس حسني مبارك وبكل من هو قادم من مصر، ولقد وقفنا الى جانبه ودعمناه وسوف نستمر في دعمه".

 

المحكمة الدولية والانتربول يوقّعان اتفاق تعاون يحل محل الاتفاق المؤقت

نهارنت/قامت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بإبرام اتفاق تعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الأنتربول". وذكر بيان صادر عن مكتب المحكمة في بيروت أنه : "في 16 كانون الأول 2009، زار الأمين العام للأنتربول، السيد رونالد نوبل، والمدير المساعد لقسم الأمن الداخلي والإرهاب في المنظمة، السيد لوران موسكاتلّو، المحكمة الخاصة بلبنان حيث التقيا برئيسها، القاضي أنطونيو كاسيزي، ونائبه، القاضي رالف رياشي، وقاضي الإجراءات التمهيدية، دانيال فرانسن، لمناقشة مسائل متعلقة بالتعاون بين المؤسستين".

وأضاف البيان أنه "وقّع على اتفاق التعاون الرئيس كاسيزي نيابةً عن المحكمة والأمين العام، السيد رونالد نوبل، نيابةً عن الأنتربول". وأشار الى أن الاتفاق دخل حيز النفاذ في 17كانون الأول 2009. ويهدف هذا الاتفاق بحسب البيان إلى إقامة إطار للتعاون بين المحكمة والأنتربول من أجل التحقيقات والإجراءات المتعلقة بالجرائم الداخلة في اختصاص المحكمة. كما يتيح هذا الاتفاق للمحكمة إمكانية الوصول إلى قواعد البيانات وأنظمة المعلومات الخاصة بالأنتربول. وسيكون السيد موسكاتلّو بمثابة نقطة الاتصال بين الأنتربول والمحكمة.

ويُعتبر هذا الاتفاق أكثر شمولية وهو يحل محلّ اتفاق التعاون المؤقت الذي دخل حيز النفاذ في 24 آب 2009. الى ذلك، أعلنت المسؤولة عن مكتب التواصل الداخلي الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة في لبنان وجد رمضان عن بدء أعمال المكتب رسمياً في بيروت خلال لقائها مع الصحافيين في لبنان. وقالت إن هذا المكتب سيكون صلة وصل بين بيروت ومقر المحكمة في هولندا. وإذ حددّت اهداف عمل المكتب، أوضحت رمضان ان مكتب التواصل في بيروت ليس مخولاً إعطاء أية معلومة تتعلق بالتحقيق لكنّ عمله فقط هو التفاعل المباشر مع الإعلاميين او أي مهتم بعمل المحكمة الدولية. وأضافت أنّ :"موازنة المحكمة للعام 2010 أقرّت في 9 كانون الأول الماضي وقد بلغت 55.35 مليون دولار يدفع لبنان 49% منها فيما تتكفل الدول المانحة بالباقي" . وأكدت رمضان أن لا توقيت بعد لبدء المحاكمات، مشيرة إلى أنّ المحكمة لا تزال في مرحلة التحقيق، ولافتة إلى أن الصمت سيبقى مطبقاً إلى أن يصدر القرار الظني وعندها يصبح كل شيء علنياً.

 

جعجع: علينا كقوى لبنانية أن ندعم زيارة الحريري الى دمشق

نهارنت/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء، وبالتالي كل من يعتقد عكس ذلك عليه اعادة حساباته لأنه مخطئ لا محال. واعتبر جعجع في حديث الى مجلة "الوطن العربي" ينشر الأسبوع المقبل ان "من يعتقد بزوال 14 آذار مخطئ لأنها ومنذ الانتخابات النيابية مروراً بالانتخابات الطالبية والنقابية التي جرت وتجري حققت تقدماً على المستوى الشعبي، أما على المستوى السياسي فان قوى الرابع عشر من آذار مستمرة، وكل رمز من رموزها لديه دور يقوم به بكل مسؤولية ودور الرئيس سعد الحريري هو أن يكون رئيساً للحكومة اللبنانية ضمن ثوابت قوى 14 آذار". ولفت جعجع الى ان "الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيساً لحكومة لبنان، وعلينا كقوى لبنانية أن نسعى الى دعم هذه الزيارة والى محاولة تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية، ولكن في المقابل نرى ان سوريا تسعى الى تحقيق العكس وقد ظهر هذا الأمر جلياً من خلال بعض الاستقبالات التي قامت بها والاستنابات "الفضائية" لا القضائية". وحول عدم تقديم التعازي الى الرئيس السوري بشار الاسد بوفاة شقيقه مجد كما فعل عندما قدم التعازي في القرداحة للرئيس حافظ الاسد بوفاة نجله باسل، قال جعجع (مبتسما) "الظروف السياسية كانت مختلفة وشفنا شو صار بعد التعزية الأولى".

اما بشأن العلاقة الأميركية السورية، فرأى جعجع عدم احراز اي تقدم كبير على هذا المستوى اذ انه وحتى اليوم لم يتم ارسال سفير أميركي الى سوريا، إضافة الى ان نقاط الخلاف بين الطرفين ما زالت هي نفسها، مكرراً التأكيد على ان أي تقدم في العلاقة الأميركية – السورية لن يحصل على حساب لبنان.

 

رعد لا يخفي بعض الخيبة من موقف الفيصل ويتفهم زيارة سليمان

نهارنت/رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان "يروّج لسياسات الاستبداد الأميركي الذي يورّط الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من الأزمات وخلق المشكلات في العالم وهذه السياسية أثبتت فشلها وعقمها". ورفض رعد في حديث الى اذاعة "النور" مقاربة تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أو النظر إليه بسلبية "وإن كانت بعض الخيبة تظهر على فلتان اللسان". واضاف أن "حزب الله" يشاركه القول أن الدولة هي التي يجب أن تتولى مسؤولية الدفاع عن الشعب لكن حين تكون الدولة في مرحلة العجز والقصور فواجب كل اللبنانيين أن يسعوا لبناء تلك الدولة القوية والعادلة التي تستطيع أن تجهّز جيشها للتصدي للخروقات الإسرائيلية".

وأكد رعد "أن "حزب الله" يتفهم زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن"، مشددا على "أن ما قاله سليمان في واشنطن وفي اللقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما هو ما كان يجب أن يقال"، مؤكدا "أن زخم التدخل الأميركي في لبنان قد انكفأ". ولفت رعد إلى "أن هناك تعنتا في توصيف العلاقات المميزة بين البلدين"، مؤكدا "ان أمن لبنان من أمن سوريا وأمن سوريا من امن لبنان لأن سوريا هي النافذة الوحيدة المفتوحة للبنان". واضاف رعد "ان العلاقات مع رئيس الحكومة سعد الحريري أخذت مسارا اكثر جدية باتجاه تعزيز الهدوء والاستقرار على الساحة المحلية"، مشيرا إلى "ان الاستنابات القضائية السورية لن تؤثر على زيارة الحريري الى دمشق". 

 

سليمان: لو ذهب نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته عن حزب الله؟

نهارنت/اعرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن عتبه على منتقدي زيارته الى الولايات المتحدة. ونقل مقربون عنه القول انه "لو ذهب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله"؟ وذكرت مصادر الوفد اللبناني الى واشنطن لصحيفة "النهار" ان الادارة الاميركية استمعت بتفهم الى الموقف اللبناني الرسمي من موضوع سلاح "حزب الله" والذي عرضه سليمان، قائلا ان هذا السلاح هو شأن لبناني داخلي يحل على طاولة الحوار بين اللبنانيين. وذكّر سليمان بالخروقات اليومية لاسرائيل للقرار 1701 جوا وبحرا وبرا، وبشبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان، في حين ان أي خرق من الجانب اللبناني لم يحصل لهذا القرار الدولي. وشرح الرئيس اللبناني للرئيس الاميركي والمسؤولين الاميركيين الكبار حيثيات الموقف اللبناني المتمسك برفض التوطين وبحق العودة للفلسطينيين وبمبادرة السلام العربية، مشددا على ان اسرائيل ينبغي ان تقبل بها فرصة أخيرة للسلام. واكد المقربون ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط على الصعيد اللبناني، بل ايضا على صعيد أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها سليمان مع الرئيس السوري بشار الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت.

وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

ونقلت صحيفة "السفير" عن مصادر واسعة الاطلاع أن وزارة الخارجية اللبنانية ستسعى الى شطب القرار 1559 من جدول أعمال مجلس الامن، ولا سيما ان وجود لبنان كعضو غير دائم في المجلس يتيح فرصة العمل في هذا الاتجاه. 

 

الاسد يدعو للتنسيق الامني ويقلل من اهمية الاستنابات

نهارنت/اكد الرئيس السوري بشار الاسد "ان سوريا ستدعم الاستقرار في لبنان بكامل امكانياتها، وان الامن في لبنان سيمنح اهتماماً مميزاً، وانه يجب التوصل الى طريقة للتنسيق الامني بين لبنان وسوريا لدعم الاستقرار في لبنان". واوضح الاسد كما نقل عنه مصدر سياسي لبناني التقاه في مدينة القرداحة، على هامش القيام بواجب التعزية لضحيفة "اللواء" ان لبنان سيعيش مرحلة جديدة، وان تكليف الرئيس سعد الحريري برئاسة الحكومة شكل نقطة نوعية اعطت زخماً جديداً للعلاقات اللبنانية السورية، نظراً للعقلانية التي يتميز بها الرئيس الحريري، وان مد يده الى سوريا يشير الى قلب مفتوح، والى قناعة حقيقية لديه، وان ذلك سيشكل فاتحة خير لعلاقات جيدة مع سوريا، مؤكداً استعداده لاحتضان هذا الانفتاح، ولكل ما يمنح الارتياح لدى اللبنانيين من دون تمييز. وقلل الاسد من تأثير موضوع الاستنابات القضائية السورية، التي صدرت في حق مجموعة من الشخصيات اللبنانية على زيارة الحريري الى دمشق، وشدد على أن هذه الاستنابات صدرت بعيداً عن السلطة السياسية وأنها لن تؤثر سلباً على الزيارة.

 

فصل زيارة الحريري الى سوريا عن الاستنابات وسوريا تطرح مخرجا

نهارنت/شكل اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري من كوبنهاغن انه سيزور سوريا قريبا، أول توطئة للزيارة التي لم يتحدد موعدها بعد، بعدما تم فصل مسار الاستنابات القضائية عن الزيارة نفسها. وأبلغت أوساط مقربة من الحريري صحيفة "السفير انه "لم يعد هناك أي مبرر لتأجيل زيارة رئيس الحكومة إلى دمشق، مشيرة الى ان أمر حصولها اصبح مبتوتا ولا فارق إن تمت في آخر الاسبوع الحالي او في بداية الاسبوع المقبل". وكشفت عن ان مسألة الاستنابات القضائية السورية ستسلك مسارا منفصلا عن الزيارة، متوقعة ان تعطي هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل رأيها قريبا في هذه الاستنابات، الامر الذي من شأنه ان يرفع الإحراج عن الحريري، باعتبار ان الموضوع يغدو في هذه الحال قضائيا ومن اختصاص الجهات المعنية. وكانت معلومات نقلها تلفزيون O.T.V ذكرت أن الحريري حاول تأخير موعد الزيارة في انتظار جلاء حقيقة خطوة الاستنابات، وعمد الى توسيط السعودية وتركيا في القضية، من دون ان يطرأ اي جديد على الموقف السوري. ومن الحلول التي طرحتها سوريا حسب المصدر ذاته، ان "تبدأ بزيارة غير معلنة يقوم بها شخص غير متورط من وسط بيروت الى اللواء جميل السيّد، لتكون بداية بحث في تصحيح مشهد الأعوام الأربعة الماضية، أما الباقي فيأتي لاحقاً وتدريجياً على طريق معالجة القضية، حالة حالة واسماً اسماً".

وأضافت انه في شكل متزامن مع الخطوتين، يقرر مجلس الوزراء في جلسة له، الموافقة على زيارة الحريري الى دمشق، فتتكامل عندها المعالجات، ولو جزئية، في إنتظار إكتمالها بحسب الظروف والمعطيات. ونقلت قناة "المنار" عن مصادر قانونية، قولها أن إحالة وزارة العدل الإستنابات السورية إلى هيئة القضايا والإستشارات هي خطوة غير قانونية، إذ أن ما قام به وزير العدل ابراهيم نجار هو بمثابة قوطبة سياسية، اذ لا يحق للدولة التدخل بين المبلغِ والمبلّغ، فعلى وكلاء المدعى عليهم - في حال الاعتراض - على ما بُلغ موكلوهم به تقديم دفوع شكلية امام القضاء السوري. وافادت المصادر نفسها ان الاستنابات الموجودة بحوزة مدعي عام التمييز سعيد ميرزا منذ السادس والعشرين من الشهر الماضي لا تزال في ادراج مكتبه، ولم يبلغ المدعى عليهم بها.

 

استهجن مواقف بعض الوزراء التي تتحدث عن الفتنة والماضي

وليد معلوف: القرار 1559 قاعدة القرارات الدولية

اعرب عضو البعثة الاميركية السابق لدى الامم المتحدة اللبناني الاصل وليد معلوف والذي ترشح ايضاً الى الانتخابات النيابية الاخيرة عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، عن دهشته لموقف الوزير وائل ابو فاعور من القرار 1559 لجهة انه يؤدي الى فتنة داخلية. وقال معلوف في بيان له ان هذا القرار الصادر عن اعلى هيئة دولية اصبح يدخل في صلب القانون الدولي ويعطي الشعب اللبناني الحق في تقرير المصير والحرية والسيادة وحفظ وحدة الشعب والدولة. وراى معلوف في بيانه ان احداً في العالم لا يستطيع الغاء القرار 1559 بمن فيهم ادارة الولايات المتحدة الاميركية. واعتبر ان هذا القرار التاريخي يشكل تتويجاً لكل القرارات الدولية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة والتي تحفظ سيادة لبنان واستقلاله بدءاً من القرار 1860 وانتهاءً بالقرار 1701. واضاف: "فوجئت لدى متابعتي لموقف احد الوزراء المحسوبين على فخامة رئيس الجمهورية الذي اعتبر ان القرار 1559 اصبح من الماضي. في حين ان هذا القرار بالذات هو حجر الزاورية في كل القرارات الدولية التي تلته والتي رسخت معاني السيادة والاستقلال والحرية في لبنان، ولولا القرار 1559 لما صدر القرار 1701 لذا يجب العمل على تطبيق كل ما تبقى من بنود القرار 1559". وحض معلوف الحكومة اللبنانية وتحديداً الوزراء المحسوبين على فخامة الرئيس ميشال سليمان على العمل من اجل تنفيذ كل قرارات الامم المتحدة في شكل شامل ومن دون انتقائية ما يفتح الباب امام الانتقائية في قضايا اخرى مهمة جداً تعني الامم المتحدة ايضاً. واضاف معلوف ان قادة الجالية الاميركية من اصل لبناني يشعرون بالاحباط لبعض المواقف الصادرة عن بعض الوزراء في الحكومة اللباننية في الوقت الذي كان فخامة الرئيس ميشال سليمان يطالب الادارة الاميركية بتنفيذ القرارات الدولية المعنية بالوضع اللبناني والعربي والفلسطيني وحل قضية الشرق الاوسط.  وقال معلوف انه واستناداً الى تجربته في الادارة الاميركية فإن الرئيس الاميركي باراك اوباما جدي في اعلانه دعم لبنان وان الادارة الاميركية يمكن ان تمارس دوراً كبيراً في الضغط على الحكومة الاسرائيلية للانسحاب من الاراضي التي تحتلها في لبنان.    

مصادر 14 آذار: القرار الظني للمحكمة في آذار المقبل والاستنابات هجوم سوري مبكر

رجحت مصادر بارزة في قوى "14 آذار"، صدور القرار الظني عن المدعي العام للمحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار في آذار المقبل، كاشفة عن استدعاءات لبعض الشهود للمثول امام المحكمة في حزيران، وهو ما يفترض ان يكون القرار الظني صدر قبل هذا الموعد بشهرين على الاقل. ولم تستبعد وجود رابط قوي بين ما وصفته بالحملة المزدوجة على القضاء الدولي وتوقع صدور القرار الاتهامي في وقت قريب، متوقفة امام الحملة الاعلامية المركزة على المحكمة الدولية والاستنابات السورية بحق ذو 24 شخصية لبنانية، سياسية وقضائية وأمنية وصحافية، غالبيتها من فريق الحريري. وذكّر قيادي بارز في قوى "14 آذار"، في اطار تعليقه على الاستنابات التي صدرت بناء لدعوى كان رفعها المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد في دمشق بأن "الموالين لسوريا سبق ان خاطبوا سعد الحريري ووليد جنبلاط بالقول ان ليس المطلوب عدم تسييس المحكمة الدولية، المطلوب هو وقف عمل المحكمة". ولفت الى ان سوريا تريد من "اصطحاب" زيارة الحريري لدمشق بـ"مذكرات جلب" لفريقه استباق القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة بهجوم معاكس وعلى نحو مبكر لفرض امر واقع لا يمكن تخطيه، وهو ما يشتم من الحملة المتعاظمة على المحكمة.

 

نديم الجميل لموقع "القوات": العلاقات الندّية مع سوريا تتطلّب استعمال كلمات "الرفض" ولبنان لا يستطيع ان يتحمّل سلاحين وجيشين على أرضه

أكد عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل أن الاستنابات السورية لم تكن لتصدر لولا مباركة النظام السوري لها، واصفاً إيّاها بأنها سياسية بامتياز، ومحاولة للضغط على الرئيس سعد الحريري للتخلي عن حلفائه في مسيرة ثورة الأرز وقناعاته والانضمام إلى فريق 8 آذار. واضاف الجميل "المطلوب من الحريري اليوم ان يذهب إلى سوريا من دون فريق عمله الذي يؤمن بلبنان أولاً، وبالخيار اللبناني وبالتعايش المسيحي المسلم الحقيقي"، معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الحكومة واعٍ لخطورة هذه الأمور. الجميل، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، انتقد الزحف اللبناني باتجاه سوريا على خلفية موت شقيق الرئيس السوري، معتبراً أن جزءاً من هذه الزيارات هو سياسي، ومضيفاً "انه في وقت كان العمل جار منذ الـ2005 على الخروج من الهيمنة السورية والتمسك باستقلالية لبنان، نرى السياسيين اللبنانيين يزحفون نحو سوريا وهذا شيء مرفوض ولن نقبل به". وقال الجميل: "اذا أردنا فعلا علاقات ندّية مع سوريا، يجب أن تكون الزيارات متبادلة بين الدولتين، لا أن تكون محصورة فقط من الجانب اللبناني باتجاه سوريا"، معتبراً ان لا وجود لعلاقات ندّية مع سوريا حاليا بل هي علاقة هيمنة من سوريا على لبنان. واضاف "أن لبنان دولة سيدة ومستقلة، ونحن نعرف مصلحته ونرفض أي هيمنة عليه خصوصاً بعد الخروج السوري من لبنان"، مشدداً على أن بناء علاقات طبيعية وندية بين البلدين يتطلّب منّا استعمال كلمات الرفض والجزم لاثبات حضورنا وقدرتنا على تقرير مصير بلدنا".

وإذ اكد ثقته بالرئيس سعد الحريري وانه لن يكون هناك أي انقلاب او خلط اوراق على حساب لبنان او على حساب العلاقة مع حلفائه المسيحيين، تمنى الجميل أن يصدر القرار الظني وبالتالي الحكم عن المحكمة الدولية سريعاً لمعرفة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، ولمعرفة كيفية التعاطي مع المجرمين.

ولفت الجميل إلى الموقف السعودي المفاجئ باتجاه سلاح "حزب الله"، فجدد التأكيد على خطورة هذا السلاح وتأثيره السلبي على الداخل لفرض معادلات جديدة، معتبراً أن لبنان لا يستطيع ان يتحمّل سيادتين وسلاحين وجيشين على أرضه. وتمنى من المجتمع الدولي بأكمله ان يحذو حذو الأميركيين والسعوديين في هذا الموضوع، ليستكمل لبنان سيادته واستقلاله. وشدد على ضرورة العمل مع المجتمع العربي والدولي لدفعهم إلى تبنّي هذا الموقف حفاظاً على لبنان وخدمة لمصلحته العليا ولتحريره من السلاح غير الشرعي.

واكد النائب الجميل على وجوب حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، خصوصا وأن "حزب الله" أصبح مشاركاً في الحكومة، متمنياً عدم الوصول إلى مشاكل امنية أو حرب في لبنان لأن المواطن اللبناني لم يعد يستطيع تحمّل أعباء هذه الحروب. ورأى أن أيَّ حرب مع اسرائيل يجب ان يتحمل اعباءها المجتمع العربي كاملا ولا تكون فقط على حساب لبنان، مؤكدا ان لبنان لا يمكن ان يتحمل خسائر مادية وبشرية إضافية خدمة لايديولوجية معينة لا تخدم مصلحته.

 

اتصالات على خط بيروت- دمشق لاقفال المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات

كشفت معلومات لـصحيفة "الأنباء" الكويتية عن سلسلة اتصالات ومشاورات جرت على خط بيروت ـ دمشق وبعيدة عن الأضواء أثمرت توافقا أوليا لإقفال المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات. وأشارت المعلومات الى ان ثمة استعدادات بين سوريا وفصائل فلسطينية متحالفة معها، وتتخذ قياداتها من دمشق مقرا لها، للبدء بخطوة الإقفال التي تشمل مواقع عسكرية لـ "فتح" وللجبهة الشعبية ـ القيادة العامة برئاسة احمد جبريل على مشارف بيروت (تلال الناعمة) وفي بعض المناطق البقاعية القريبة من الحدود السورية. واللافت ان تلك المعلومات جاءت غداة لقاءين: الأول بين جبريل ووزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي الذي زار دمشق مؤخرا، والثاني عقده مساعدو جبريل مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. مصدر في الأكثرية أبلغ "الأنباء" ان هناك فعلا توجهات لإقفال المعسكرات خارج المخيمات الفلسطينية، مشيرا الى ان "المقاتلين" سيتم نقلهم الى داخل المخيمات بحسب كل منطقة، وهذا يعني برأي المصدر: «الإعطاء بيد والأخذ بيد أخرى»، أي إدخال المشكلة الى المخيمات والإخلال بمعادلة المخيمات. ودعا المصدر الدولة ـ الحكومة ـ الى ان تنتبه، كما دعا منظمة التحرير الفلسطينية الى ان تنتبه أيضا. ورأى ان حسم موضوع إقفال المعسكرات يتطلب بدوره حسم قضية المقاتلين ووجهة انتقالهم.

 

قاطيشه: إذا أراد جنبلاط الصعود مجددا في قطار قوى الإستقلال فأهلا وسهلا به

اكد أمين السر العام في "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبي قاطيشه في حديث لصحيفة "اللواء" أنّ العلاقة بين القوات اللبنانية ومسيحيي الأكثرية بشكل عام لم تصل إلى حد القطيعة مع النائب وليد جنبلاط على الرغم من أنه اتخذ لنفسه موقعا خارج خط الرابع عشر من آذار، علما أنّ مناصري ومناضلي الحزب التقدمي الإشتراكي لا يزالون في صلب ثورة الإستقلال وينادون بذات المبادئ الإستقلالية التي ننادي بها. واكد قاطيشا أنّ العلاقة لم تصل إلى حد القطيعة إلا أنه لا يخفي امتعاضه من مواقف النائب جنبلاط لا سيما تلك المتصلة باتهاماته المتكررة لـ "القوات" و "الكتائب" بالإنعزالية، مضيفاً: "وليد بك جنبلاط ذهب بعيدا في مواقفه تجاه قوى الرابع عشر من آذار عموما ومسيحيي هذه القوى خصوصا، وبالتالي فإنّ إتهامنا بالإنعزالية أمر يراد به باطل لأنّ تاريخ المسيحيين هو الذي حافظ على لبنان والوضع العربي، وهو الذي حافظ أيضا على إنفتاح لبنان على المشرق العربي وعلى الغرب، من هنا فإنّ تاريخ المسيحيين كان ولا يزال قائما على الانفتاح ولا يمكن لأحد عزلهم". وشدد على أنّ "الخلاف اليوم بين مسيحيي الأكثرية والنائب وليد جنبلاط هو سياسي وليس شخصي ويتعلّق بمقاربة كلا الفريقين للوضع السياسي الداخلي". وعن إمكانية عودة التواصل مع النائب جنبلاط، شدد قاطيشا على أنّ "هناك تباعد في الرؤى الوطنية بين مسيحيي الأكثرية والنائب جنبلاط"، مؤكدا أنّ "قطار قوى الرابع عشر من آذار لا يزال يسير ومسيحيو الأكثرية ثابتون على مواقفهم، وبالتالي إذا أراد النائب جنبلاط الصعود مجددا في قطار قوى الإستقلال فأهلا وسهلا به". وعلق على المصالحة التي تمت بين النائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون ، قائلاً: "القوات تؤيد أي مصالحة تحصل بين اللبنانيين".

واعتبر أنّ جنبلاط يشيّع بأنه مستقل، لكنه في الحقيقة يسعى عبر مواقفه إلى الإستحصال على تأشيرة للتقرّب من قوى إقليمية، علما أنّ المبادئ الوطنية لا يتضمّن قاموسها شيء إسمه الوسط أو الوسطية، بل العنوان الأساسي للمبادئ الوطنية هو الشفافية والوضوح والثبات على المواقف، مضيفاً: "من هنا فإن خطاب القوات اللبنانية بشأن الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وسيادتها لا يزال هو ذاته منذ أربعة عقود وسيبقى إلى حين قيام الدولة التي ننشد بنائها، من هنا فإنّ مناهضتنا لم تكن يوما ضد حزب الله بل ضد سلاحه غير الشرعي."

 

بيان صادر عن ملتزمون

استعرض المجلس المركزي لتجمّع ملتزمون في اجتماعه الدوري المواقف والمستجدات على الساحة الداخلية واصدر البيان التالي:

1. استهجن المجلس الزحف المستجد لبعض اللبنانيين على طريق دمشق، وخصوصا "السياديين القدامى"، وراى فيه حنينا الى ايام النظام الامني وهذا مؤشر خطير، خصوصا وان النظام السوري لم يزل يتعامل مع لبنان بعقلية المحتل والآمر، وخير دليل الاستنابات السورية الصادرة بحق بعض اللبنانيين. وهال التجمّع ما ورد على لسان النائب ميشال عون امس، بان السلاح غير الشرعي " باق لحين حل القضية الفلسطينية"، وهذا ما لم يقله حامل السلاح نفسه. وكانت هدية النائب عون للبنانيين، بمناسية الاعياد المجيدة، تبشيرهم بالخراب والدمار كنتيجة للسلاح غير الشرعي بقوله " تستطيع اسرائيل ان تدمر لبنان ولكنها لن تستطيع الدخول اليه"...!! ان هذه المواقف تؤكد مرة جديدة، وبما لا يقبل الشك، تبعية النائب عون للخارج واستعداده للتضحية بلبنان واللبنانيين خدمة لدويلة حزب الله وعلى حساب قيام الدولة الشرعية.   

 2. اعتبر المجلس ان تصريحات قادة حزب الله، واتباع المحور السوري الايراني، المعترضة على زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن خروجا على كل الاعراف والتقاليد واهانة لموقع الرئاسة الاولى وهذه المواقف مرفوضة جملة وتفصيلا. فزمن الاحتلال السوري حيث كانت الشروط والتوجيهات تفرض على الرئاسة قد ولى الى غير رجعة. ويرى التجمّع في الزيارات التي يقوم بها اركان الحكم الى دول العالم، وخصوصا دول القرار، تصرفا حكيما ومطلوبا، كما يرى في تقوية العلاقات مع هذه الدول تاكيدا على استقلالية القرار الوطني. ان مصلحة لبنان تقضي برفع الصوت عاليا في المحافل والمنتديات العالمية كافة للمطالبة باحترام حق لبنان وشعبه بالسيادة والاستقلال والحرية.

3. يتمنى التجمع للحكومة الجديدة النجاح في مهامها والتصدي لمختلف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والحياتية رغم الافخاخ والمطبات التي وضعت في طريقها من الداخل. ويتوجه التجمّع بالتحية والتقدير من النواب السياديين الذين احترموا آراء ناخبيهم ان في عدم منح الثقة للحكومة او في الاعتراض على ما ورد في البيان الوزاري من تشريع للسلاح خارج المؤسسات الدستورية. ويحمّل التجمّع المجلس النيابي المسؤولية المباشرة والكاملة عن اي تصرف احادي يقوم به حزب الله يهدد الامن والسلام ويجر لبنان الى مواجهات غير محتسبة ويجلب الدمار والخراب ويصيب اللبنانيين بارواحهم وارزاقهم وممتلكاتهم.

4. يهم التجمّع لفت النظر الى الاهتزازات الامنية المتنقلة من مكان الى آخر مهددة المواطنين في ارزاقهم وارواحهم وممتلكاتهم وآخر العنقود اشتباكات حي الشراونة في بعلبك. ان هذه الاشتباكات التي استعملت فيها كافة انواع الاسلحة غير الشرعية، الفردية منها والجماعية، المتوسطة والكبيرة، البنادق والرشاشات والمدفعية، تهدد مسيرة الامن وقيام الدولة وتضرب مهابة القوى الامنية وخصوصا مؤسسة الجيش. ان امن اللبنانيين، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن عمق السهل الى مرمى الشاطىء هو مسؤولية الدولة. " الامن قبل الرغيف " قالها فخامة الرئيس.. فلا يجوز ابدا التساهل تجاه المجرمين والقتلة، فسلامة المواطن هو من المقدسات ولا بد من فرض الامن بقوة القانون لا بالتراضي. لن يخلص لبنان ولن يامن المواطن لغده الا عندما تبسط الدولة سلطتها على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية...!!! 

17 كانون الاول 2009

المنسق العام/نجيب سليم زوين

للمراجعة: 263648/03     

 

 البطريرك صفير استقبل اندراوس ووفدا هنغاريا ومهنئين بالاعياد

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير النائب

السابق انطوان اندراوس وعرض معه التطورات والمستجدات.

ثم التقى رئيس مجلس ادارة مستشفى المشرق الدكتور انطوان معلوف ورئيس تجمع الشباب اللبناني فايز حمدان للتهنئة بالاعياد.

واستقبل وفدا من بلدية شيوفوك في هنغاريا يزور لبنان بدعوة من بلدية جونية في اطار برنامج التوأمة بين المدينتين.

ومن الزوار على التوالي: نائب رئيس اتحاد بلديات شرق بعلبك رئيس بلدية سرعين التحتا المحامي عدلي شمعون، رئيسة التبادل الدولي الفرانكوفوني في لبنان منى نعمه يرافقها العالم والفيلسوف الاب جاك ارنو ثم المحامي بطرس ارسانيوس .

 

الجيش: معلومات الاعلام عن الاجتماعات مع "اليونيفيل" والعدو تدخل في إطار التكهنات والافتراضات وتلحق ضررا بالمصلحة الوطنية

وطنية - صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش التوضيح الآتي:"يتداول بعض وسائل الاعلام من حين الى آخر معلومات تتعلق بمضمون الاجتماعات التي تعقد بين لجنتين عسكريتين من الجيش وقوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان وبطريقة غير مباشرة مع لجنة تابعة للعدو الاسرائيلي، بهدف متابعة تنفيذ القرار 1701، وبحث مختلف التطورات الميدانية على جانبي الحدود اللبنانية الفلسطينية، وقد أشارت هذه الوسائل الى أن اللجنة اللبنانية قد وجهت اسئلة الى اللجنة الاسرائيلية بواسطة القوات الدولية حول وضع بلدة الغدر بغية الحصول على إجابات عنها في وقت لاحق. توضح قيادة الجيش ما يأتي:

- إن الاجتماعات المذكورة أعلاه تحصل تحت طابع سري، ولا يتم الاعلان عن جدول أعمالها مسبقا، وهي تتناول أمورا عسكرية بحتة من اختصاص القيادة العسكرية وبمواكبة السلطات الرسمية المعنية.

- إن المعلومات التي جرى تناولها غير دقيقة، وهي تدخل في اطار التكهنات والافتراضات ولم تصدر عن أي جهة رسمية مخولة الادلاء بها، كما ان تداول معلومات كهذه عبر وسائل الاعلام، من شأنه أن ينعكس سلبا على عمل اللجنة اللبنانية ويلحق ضررا بالمصلحة الوطنية".

 

درغام: لاصدار إستنابات في حق ضباط وعناصر مخابرات سوريين عملوا في لبنان

وطنية - دعا رئيس حركة الناصريين المستقلين - المرابطون محمد درغام، في بيان أصدره اليوم الى الرد على الاستنابات القضائية السورية في حق شخصيات لبنانية، ب"تجمع لاهالي المفقودين في سوريا لكي يقوموا بدعم من لجان حقوق الإنسان بالضغط على السلطات اللبنانية لتسطير إستنابات جلب لكل الضباط وعناصر المخابرات الذين إعتقلوا وأخفوا مواطنين ومقيمين على أرض لبنان". وقال درغام "ان أسماء تلك العناصر كانت معروفة أكثر من أسماء النواب عندنا".

 

رابطة الروم الكاثوليك:الرئيس سليمان عبر في الولايات المتحدة عن خطاب وحد اللبنانيين حوله ورؤية سياسية واضحة تحقق مصلحة لبنان

وطنية - عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الرابطة مارون أبو رجيلي وحضور الأعضاء، وتناول المجتمعون الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة، وأصدروا البيان الآتي:

"- رحب المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للولايات المتحدة، وأشاد بكلام فخامته خلال لقائه الرئيس الأميركي، والذي عبر فيه الرئيس سليمان عن المحافظة على وتيرة خطاب وحد اللبنانيين حوله، ورؤية سياسية واحدة وواضحة تحقق مصلحة لبنان ودعم استقلاله وسيادته وحريته خصوصا من الولايات المتحدة. واعتبر المجلس أن ميزة لبنان التاريخية في حركته الديبلوماسية وانفتاحه على الشرق والغرب ونسج شبكة علاقات التعاون والصداقة مع كل الدول العربية ودول العالم التي تعزز حضوره ودوره وتوفر له كل طرق الدعم وأهمها للجيش اللبناني وتسليحه بشكل متطور وحديث من أجل حماية أرضه وسيادته من الاعتداءات الاسرائيلية والارهابية.

- يدعو المجلس التنفيذي للرابطة الحكومة بعد تهنئتها بنيلها الثقة الى معالجة أولويات الناس وقضاياهم وهمومهم المعيشية والحياتية والاجتماعية وتخفيف أعباء المواطنين لتمكنهم من تأمين الحد الأدنى من حاجاتهم الضرورية ابتداء بدعم المازوت.

ويعتبر المجلس أن الفرصة التوافقية السياسية الحالية متاحة أمام الحكومة لوضع دراسات ورؤية إصلاحية واضحة في قطاعات الدولة ومرافقها التي تؤمن حقوق المواطنين، والقيام بخطوات إيجابية تحقق الانجازات في إصلاح ادارات الدولة من خلال التعيينات المقبلة، بعيدا من التخبط في المناخات والأخطاء التي واكبت تشكيل الحكومة والمصالح الشخصية والمحسوبيات السياسية الضيقة التي عششت وتربعت في الحياة الادارية وكبلت أسلوب أدائها.

- يتقدم المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك من اللبنانيين جميعا ومن العالم العربي بالتهنئة بحلول رأس السنة الهجرية وبولادة المخلص السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، ويتمنى أعيادا مجيدة وسنة جديدة مملوءة بالخير والبحبوحة والسلام والاطمئنان.

- يتوجه المجلس بالشكر لكل من شارك في مؤتمر الرابطة الأول "الوحدة في الحق والحرية في التنوع" من شخصيات سياسية وأساقفة ونواب ووزراء سابقين وسفراء ومديرين عامين وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء رهبانيات وكهنة وضباط وأطباء واقتصاديين ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعات وأبناء الطائفة من قرى وبلدات البقاع وجبل لبنان والجنوب وبيروت والشمال.

ويؤكد بعد إقراره التوصيات التي خرج بها المؤتمر على العمل من أجل مجتمع ينعم فيه اللبنانيون جميعا بالحقوق نفسها ويعيشون في التضامن، وتأمين المصالحة وتثبيت القواسم المشتركة بين التعددية الدينية والثقافية والتقاليد والأصول الثابتة في وطننا، وتبني السلام، واخراج المسيحيين عموما والروم الكاثوليك خصوصا من انماط حياة جديدة تفرض عليهم وتخلق فيهم اليأس والضياع والالتباس، وتعزيز بناء الدولة القادرة العادلة وتشجيع أبناء الطائفة على المشاركة الفاعلة والانخراط في مؤسساتها".

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير دده يان والنائبين مخيبر وابي نصر

رئيس الجمهورية طمأن وفد "الميدل ايست" الى ان وزارة النقل الاميركية

قررت السير في تطبيق نظام الشراكة بين الشركة وشركات طيران اميركية

وطنية - إستأنف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نشاطه اليوم غداة عودته من زيارة واشنطن، فالتقى وزير الصناعة ابراهام دده يان وبحث معه في الاوضاع العامة وعمل وزارته للمرحلة المقبلة.

النائب مخيبر

وزار بعبدا النائب غسان مخيبر الذي هنأ رئيس الجمهورية بسلامة العودة من واشنطن، مثنيا على "أهمية الزيارة في الشكل والمضمون".

وتناول اللقاء أيضا موضوع شؤون حقوق الانسان وشجونها ومكافحة الفساد وأهمية أن يتولى وزراء دولة هذين الملفين من دون إنتقاص من دور أي من الوزارات المعنية.

الوزير السابق عوده

واستقبل الرئيس سليمان الوزير السابق ريمون عوده الذي أشاد بزيارته للعاصمة الاميركية و"إسماعه المسؤولين الاميركيين ثوابت الموقف اللبناني من القضايا المطروحة داخليا وإقليميا".

وفد الاشتراكي

وتناول رئيس الجمهورية مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة المقدم شريف فياض الاوضاع الراهنة ونتائج الزيارة للولايات المتحدة الاميركية بحيث قدر الوفد للرئيس سليمان موقفه من مجمل القضايا المطروحة على بساط البحث.

ودعا الوفد رئيس الجمهورية الى مؤتمر "دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين المدنية في لبنان".

وفد "الميدل إيست"

واستقبل الرئيس سليمان رئيس مجلس الادارة المدير العام شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" محمد الحوت مع أعضاء مجلس الادارة بعد التجديد للحوت في رئاسة الشركة.

وبعد عرض لأحوال الشركة وأوضاعها وخطة عملها، طمأن الرئيس سليمان الوفد الى أن "وزارة النقل الاميركية، وبناء على طلبه، قررت السير في تطبيق نظام الشراكة بين الميدل إيست وشركات طيران اميركية خطوة اولى على طريق إعادة فتح خط الطيران التجاري المباشر بين بيروت والولايات المتحدة الاميركية ولاحقا كندا".

وشكر المجلس لرئيس الجمهورية "عنايته المباشرة بالشركة والتي أثمرت بداية إنفراج على هذا الصعيد".

"اللقاء العلمائي المستقل"

وظهرا، إستقبل الرئيس سليمان المفتي الشيخ أحمد طالب مع وفد "اللقاء العلمائي المستقل" الذي قدر عاليا زيارة رئيس الجمهورية للعاصمة الاميركية معتبرا أنه "مثل البلاد خير تمثيل ونقل بواقعية وحكمة الواقع اللبناني الى المسؤولين الاميركيين".

وشرح المفتي طالب للرئيس سليمان "أهداف إنشاء هذا اللقاء الذي يسعى الى التواصل مع جميع الكيانات الانسانية في لبنان وخارجه من موقع الاحترام للرأي الآخر وحق الآخرين في الاختلاف، ولكن ضمن دائرة الحفاظ على كيان الوطن وكرامة أهله"، معتبرا أن "الرئيس سليمان يمثل النموذج الامثل للتلاقي والتواصل والضمان الحقيقي لحفظ وحدة لبنان وصونه من كل الاخطار التي تحدق به".

وكان رئيس الجمهورية استقبل النائب نعمة الله أبي نصر مع وفد من العائلة لشكره على تعزيته بوفاة زوجته.

 

النائب زهرا:السلاح خارج الدولة وإستمرار تدفقه خرق للقرار 1701

زيارة الرئيس الحريري لدمشق لن تتم الا على اساس دعوة رسمية وجدول اعمال

وطنية - اعتبر عضو كتلة "القوات اللبنانية"النائب أنطوان زهرا في حديث الى "اذاعة الشرق" أن "زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا استحقاق منتظر من كل الأوساط اللبنانية والعربية والعالمية بسبب انقطاع التواصل سابقا بين لبنان وسوريا"، مذكرا بأن "الحديث عن زيارة للحريري كرئيس حكومة مكلف كان مواجها بتحفظات من كل الأوساط السيادية اللبنانية . اما ان تستقبل سوريا رئيس الحكومة اللبنانية، على رأس وفد رسمي وبدعوة رسمية، ومواضيع محددة تبحث فمن الطبيعي ان تتم مثل هذه الزيارة.

وقال:"هناك عدة ملفات يجب بحثها رسميا في سوريا لأننا لا نريد للعلاقات اللبنانية -السورية ان تعود الى علاقات بين الدولة السورية والقوى السياسية اللبنانية: كيفية وضع العلاقات على سكة التواصل عبر المؤسسات الدستورية بين الدولتين، وبحث ضرورة إلغاء المجلس الأعلى اللبناني - السوري لأن لا دور له بوجود سفارتين وتبادل ديبلوماسي . وموضوع المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في سوريا ووجوب توضيح مصيرهم اقله من الناحية الإنسانية. قضية الحدود اللبنانية - السورية وضرورة ترسيمها لتأكيد سيادة كل دولة على اراضيها، وطبعا إذا بدأت الترسيم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فهذا يساعد لبنان على إسترداد هذه الآراضي عندما يصبح بمتناول اليد وثيقة (بين الدولتين) تؤكد لبنانية هذه المزارع وبالتالي يمكن المطالبة بتنفيذ القرار 425 الذي يتضمن إنسحاب إسرائيل من كل الآراضي اللبنانية المحتلة، وسحب ولاية القرار 242 عنها. عملية ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ووقف التهريب بكل انواعه وطبعا تبقى هموم مشتركة يجب معالجتها ومنها ضغط سوريا على قيادات المنظمات الفلسطينية في العاصمة السورية، في الموضوع الذي توافقت جميع القيادات اللبنانية على طاولة الحوار عليه، وهو نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات" .

اضاف:" هناك مجموعة مواضيع تحتاج الى معالجة بين الدولتين، ولا يمكن معالجتها إلا ببناء علاقات رسمية وجدية وصريحة، ونأمل بعد زيارة رئيس الجمهورية وبداية رسم هذا المسار للعلاقة، والبدء بالتبادل الديبلوماسي، ان تكون زيارة الرئيس الحريري باكورة إتصالات رسمية وجدية تنهي كل الملفات العالقة .

وفي موضوع سلاح حزب الله وما قاله وزير الخارجية السعودي امس، قال:" هذا موضوع خلافي بين اللبنانيين، فحزب الله (ومن يرى رأيه) يرى انه من الضروري إستمرار التسلح وإستمرار القيام بالمقاومة في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، بينما الفريق الآخر (الفريق السيادي) يرى انه على الرغم من ضرورة مواجهة إسرائيل ومقاومتها، فإن هذا الموضوع يجب الا يتم إلا بإشراف الدولة اللبنانية وبقيادة الجيش اللبناني للعمليات العسكرية، وطبعا بأمرة الحكومة اللبنانية كقرار سياسي" .

وأضاف : "إن وجود سلاح خارج الدولة وإستمرار تدفق السلاح هو خرق للقرار 1701 من جهة حزب الله، وبالمقابل هناك خروق إسرائيلية يومية لهذا القرار، ونطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه اميركا، بوقف هذه الخروق، وبالمقابل فإنه بالنسبة للقرارات الدولية فهذا خرق من جهة حزب الله (وبالتالي من جهة لبنان) للقرار 1701 وهذا لا يساعد بشكل جدي على ترسيخ سيادة الدولة ومرجعيتها، ومرجعية الحكومة اللبنانية في القرارات السياسية، ومرجعية الجيش اللبناني بالدفاع عن لبنان، وهذا موضوع يحتاج الى علاج وهو موجود على طاولة الحوارالتي تناقش مصير هذا السلاح وكيفية إستيعابه من قبل الدولة والجيش، ولكن يجب معالجته بطريق او بأخرى" .

وفي موضوع زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن شدد النائب زهرا على "ان مبدأ حصول الزيارة والبدء بترسيخ منطق التعاطي مع لبنان عبر الدولة وعلى ان العلاقات الدولية تمر برئاسة الجمهورية، والبدء مجددا بالإتصال وإستقبال رئيس جمهورية لبنان من قبل الرئاسة الأميركية هو إنجاز بحد ذاته، ومن المفيد كثيرا التأكيد الأميركي على الإلتزام النهائي بدعم سيادة لبنان وإبداء الإستعداد لمساعدة الجيش اللبناني وتقويته بالتسلح والتدريب والتجهيز وصولا الى ان يكون الفريق الوحيد المسلح على الآراضي اللبنانية" .

وتابع: "على طريق هذه الأهداف هناك تفاصيل كثيرة تحتاج الى متابعة يومية وعناية وإهتمام، ولكن الأهم هو التأكيد على ان لا صفقات على حساب لبنان بين اميركا واي فريق آخر، وان لبنان السيد هو هدف بحد ذاته وانه ليس وسيلة ولا ورقة في اي موضوع آخر . وان يستمر كل المجتمع الدولي بإعلان إلتزامه بالسيادة والحريته وإلاستقلاله لأن هذا مناخ يولد ويتعاظم ويترسخ ويصير من الصعب جدا التطاول على السيادة اللبنانية من اي فريق داخلي او خارجي".

وعن مشاركة الرئيس الحريري في قمة كوبنهاغن، شدد على ان "لبنان لا يكون لبنان إذا غاب عن المجتمع الدولي وعن كل اللقاءات التي تهتم بمستقبل العالم ومصيره، فللبنان اهميته على الرغم من صغر مساحته في امرين : اولا، دوره الحضاري على مدى التاريخ وإنفتاحه وعالمية الشعب اللبناني في كل المجالات، وثانيا اهمية لبنان كوطن بطبيعته وتنوعه ودوره كوطن رسالة" . واكد "ان زيارات الرئيس الحريري ، وزيارات رئيس الجمهورية الى الخارج، تعيد وضع لبنان على الخارطة العالمية، في المكان الذي يليق بالوطن وبتاريخه وينقل هموم اللبنانية ومشاكلهم الى الآماكن التي تستطيع التأثير في معالجة هذه الهموم والمشاكل، وطبيعي انه يؤكد إلتزام لبنان العربي والإلتزام بالقضية الفلسطينية وبالإجماع العربي حول كل ما يجري التفاهم عليه ويفيد العالم العربي".

حديث الى الرأي الكويتية

وفي حديث الى "الراي" الكويتية ينشر غدا اوضح النائب زهرا ان "القوات اللبنانية" لم تقدم التعزية الى القيادة السورية بوفاة مجد حافظ الاسد "لان لا علاقات اجتماعية بيننا وبين القيادة السورية، في حين ان العلاقات السياسية نراها تمر عبر الحكومة اللبنانية اي عبر الاطر الدستورية والمؤسساتية".

وقال: "العائق الوحيد امام قيامنا بواجب التعزية يتمثل في ان لا علاقة بيننا وبين القيادة السورية لا على المستوى الاجتماعي ولا السياسي، علما ان لا تحفظ لنا عن اي علاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية عبر الاطر الدستورية، الى حد انه في ما خص تبادل الزيارات على هذا المستوى المؤسساتي والرسمي فان وزراء "القوات" برسم تبادل الزيارات على ان يكون هذا ايضا على اساس ان يكون لكل زيارة جدول اعمال واضح وان تتم بناء على دعوة رسمية وبحسب الاصول التي تقتضيها العلاقات بين الدول. اما في ما خص التعزية، فأكرر ان لا علاقة بيننا وبين القيادة السورية كي نقوم بهذا الواجب"،

وراى "أن الهدف من الاستنابات السورية ، التي تعتبر في غير محلها على كافة المستويات، التشكيك بصدقية المحكمة الدولية والتمهيد لمحاولة اسقاط اي خطوة عملية تتصل بها، من القرار الاتهامي مرورا بالاستدعاءات، ووصولا الى المحاكمات. ولكن في موازاة ذلك، يجب عدم اغفال ان البلد كله محكوم اليوم بمرحلة من الاسترخاء على قاعدة التخفيف من حدة المواجهات السياسية، وغالبية القوى ليست مستعدة لأن يستدرجها شخص (اللواء جميل السيد) الى معاودة تزخيم المواجهة السياسية. ومن هنا جاءت المواقف كما يجب ان تكون، وأعتقد ان موقف "القوات" كان واضحا جدا في تقويم هذه الاستنابات".

وعن زيارة الرئيس الحريري الى دمشق ومطالبة "القوات اللبنانية" بأن تشتمل على جدول اعمال واضح يتضمن النقاط الخلافية مع سوريا، لاحظ زهرا "ان الايام الاخيرة حملت مؤشرات الى ان القيادة السورية، على جري عادتها، انطلقت من بدء التفاهم بينها وبين المملكة العربية السعودية لمعاودة فرض نمط في التعاطي مع لبنان يشبه ما كانت تعتمده قبل العام 2005 وإن لم يكن جيشها موجودا حاليا في البلاد"، لافتا الى "ان هذا ما اخر في رأيي حتى الآن اتمام زيارة الرئيس الحريري الذي لم توجه اليه حتى الساعة دعوة رسمية من الجانب السوري"، و "اعتقد ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني لدمشق لن تتم الا على اساس دعوة رسمية وجدول اعمال".

واذ اوضح "اننا لا نطمح الى حل كل المشكلات العالقة مع سوريا في زيارة واحدة ولقاء واحد"، قال: "لكننا نريد على الاقل ان تكون هذه الزيارة خطوة، كما التبادل الديبلوماسي، في اتجاه حلحلة الملفات العالقة وابرزها مأساة المفقودين والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ومشكلة القواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات والتابعة لما يعرف بـ "فصائل الشام"، الى جانب ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا، وعناوين اخرى".

واشار الى ان "زيارة الرئيس الحريري ستكون زيارة عمل يقوم بها رئيس وزراء لدولة تربطها علاقات ديبلوماسية بلبنان". وهل يعني كلامه في اول الحديث، ان "القوات" لا تمانع ان يرافق احد الوزيرين اللذين يمثلانها في الحكومة الرئيس الحريري في زيارته لسوريا اذا اقتضى ذلك جدول الاعمال، قال: "لا مانع لدينا على الاطلاق ان يرافق وزير "قواتي" الرئيس الحريري اذا كان جدول الاعمال يتضمن مناقشة من اختصاص هذا الوزير. فاذا كانت المحادثات ستشمل ملف المفقودين والمعتقلين، فان وزير العدل ابرهيم نجار سبق ان حضر اتفاقية ثنائية بين لبنان وسورية للتعاون في هذا الموضوع ولم يتم توقيعها، كما ان موضوع ترسيم الحدود وضبطها يحتاج الى مواكبة وزارة العدل. وبالتالي اذا حضرت هذه الملفات في مداولات الرئيس الحريري مع الجانب السوري، فمن الطبيعي جدا ان يكون الوزير المختص في عداد الوفد المرافق".

وحول زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى واشنطن، اكد زهرا "ان مجرد الزيارة وما تخللها من لقاءات، هي كما قال الرئيس سليمان، مؤشر اساسي ومهم وايجابي الى التعاطي مع لبنان عبر مؤسساته الدستورية، وعبر رئاسة الجمهورية في ما خص العلاقات الدولية، وهو ما لم يحصل منذ اعوام طويلة".

اضاف: "في رأيي ان هذا تقدم ايجابي على صعيد بناء الدولة في لبنان وإثبات حضورها وقيام المؤسسات بدورها، وذلك بصرف النظر عن النتائج العملية للزيارة التي تحتاج الى الوقت لتظهر". وعن موضوع المصالحات المسيحية ومدى استعداد "القوات" للمشاركة في لقاء يجري الكلام عن امكان عقده في بكركي قبل عيد الميلاد ويضم قادة مسيحيي 14 و8 آذار، قال: "لا اعتقد ان مثل هذا اللقاء قيد التحضير جديا، من دون ان اقصد في كلامي التقليل من شأن احد او تكذيب احد، ولكننا لم نسمع اقتراحا محددا في هذا الموضوع. علما ان لا تحفظ لنا في هذا الاطار. والمؤسف ان تسريبات بدأت تظهر وتوحي ان "القوات" تسعى للقاء طرف ما وان هذا الطرف يمانع. والواقع، اننا تجاوبا مع مساعي الرابطة المارونية ورغبة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الجمهورية، لا نمانع لقاء اي طرف مسيحي او حتى لبناني، ولكن هذا لا يعني اننا نتهافت للقاء فريق وهو يمانع. وأكرر اننا نوافق على الاجتماع بأي طرف، ولكن طبعا لن نوافق على اي شرط لا يناسب طروحاتنا وسياساتنا الجلية والمعروفة".

وردا على سؤال اي انه من الضروري وجود "قاعدة سياسية" لأي لقاء مصالحة؟ قال : "سأحدد الموقف بوضوح. مع النائب سليمان فرنجية حصل تطبيع للعلاقات على الارض، ولم تعد هناك اشكالات بين "المردة" و"القوات"، واي اشكال يتم تطويقه قبل ان يتطور سواء بالاتصال المباشر او من خلال مساعي الخيرين وعلى رأسهم الرابطة المارونية. اما بالنسبة الى اقتراح عقد لقاء بين النائب فرنجية والدكتور سمير جعجع، فسبق للأخير ان اعلن انه لا يمانع حصول مثل هذا اللقاء، ويبقى للنائب فرنجية الموافقة على الاجتماع".

وأضاف: "في ما خص العماد ميشال عون، الخلاف بيننا وبينه سياسي فقط، ونعتبر ان التنوع السياسي مطلوب لدى المسيحيين الذين لم يصطفوا يوما وراء قيادي واحد، وإن كانت هناك مسلمات يتوافق عليها الجميع. وفي اي حال طرح على العماد عون سؤال حول اللقاء (مع "القوات")، فكان الجواب انه لم يحصل تغيير في الموقف السياسي كي يحصل اللقاء، واستخلصنا من هذا الكلام انه يلتقي بمن يغير موقفه من القيادة السورية ومن سلاح "حزب الله". وهنا اؤكد ان موقفنا من هذين الموضوعين واضح ولا ينطوي على تعد على احد ولا على مسايرة لأحد، وهو ليس بأي حال موقف ضد أشخاص بل هو موقف وطني يعبر عن اقتناعنا وعن رؤيتنا لبناء الدولة ودورها، ولن نبدل قناعتنا من اجل لقاء مع العماد عون ولا من اجل اي شيء آخر". وردا على سؤال حول اعلان الدكتور جعجع "ان طاولة الحوار بحاجة لاعادة نظر في تركيبتها"، اوضح "ان المعيار الذي تم على اساسه دعوة القادة السياسيين للمشاركة في طاولة الحوار، وضعه في الاساس رئيس البرلمان نبيه بري عندما دعا لمؤتمر الحوار (في آذار 2006)، وذلك بعدما تفاوض حول هذا المعيار مع اطراف كثيرين".

اضاف: "ابقى الرئيس سليمان على المعيار نفسه في الحوار الذي ترأسه حتى ما قبل الانتخابات النيابية، واليوم نرى ان هناك ضرورة لوضع معايير محددة تراعي ان لا تصبح طاولة الحوار فضفاضة لدرجة انها تكون عاجزة عن الوصول الى اي تفاهم، كما تأخذ في الاعتبار عدم استثناء اي من القادة اصحاب التمثيل والذين يجب ان يسمع رأيهم".

وعن المعايير التي تراها "القوات" مناسبة في هذا الاطار؟ قال: "هذا الامر نطرحه من حيث المبدأ، ولسنا بمعرض وضع معايير خاصة بنا. ونعتبر ان رئيس الجمهورية هو الذي سيرعى طاولة الحوار ويترأسها، ونحن نكن له كل الاحترام وثقتنا به كبيرة".

 

جعجع: لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء

زيارة الرئيس الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيسا لحكومة لبنان وعلينا دعمها

وطنية - أكد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في حديث الى مجلة "الوطن العربي" ينشر الأسبوع المقبل، "أن لبنان لن يعود الى السجن الكبير لأن التاريخ لا يعود الى الوراء، وبالتالي كل من يعتقد عكس ذلك عليه اعادة حساباته لأنه مخطئ لا محال".

واعتبر جعجع "ان من يعتقد بزوال 14 آذار مخطئ لأنها، ومنذ الانتخابات النيابية، مرورا بالانتخابات الطالبية والنقابية التي جرت وتجري، حققت تقدما على المستوى الشعبي، أما على المستوى السياسي فان قوى الرابع عشر من آذار مستمرة، وكل رمز من رموزها لديه دور يقوم به بكل مسؤولية، ودور الرئيس سعد الحريري هو أن يكون رئيسا للحكومة اللبنانية ضمن ثوابت قوى 14 آذار". ولفت الى "ان الزيارة التي سيقوم بها الرئيس سعد الحريري الى سوريا ستكون بصفته رئيسا لحكومة لبنان، وعلينا كقوى لبنانية أن نسعى الى دعم هذه الزيارة، والى محاولة تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية، ولكن في المقابل نرى ان سوريا تسعى الى تحقيق العكس وقد ظهر هذا الأمر جليا من خلال بعض الاستقبالات التي قامت بها والاستنابات "الفضائية" لا القضائية".

وحول عدم تقديم التعازي الى الرئيس السوري بشار الاسد بوفاة شقيقه مجد كما فعل عندما قدم التعازي في القرداحة للرئيس حافظ الاسد بوفاة نجله باسل قال جعجع (مبتسما) "الظروف السياسية كانت مختلفة و"شفنا شو صار بعد التعزية الأولى".

واضاف: "نحن ننحني أمام الموت، ولكن تأدية الواجب الاجتماعي قضية مختلفة تماما، فنحن كسياسيين علينا الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع السياسية".

ولفت الى أنه يفتخر عندما يرى "أن مفهوم 14 آذار هو مثال لدى كثير من الصحافيين والسياسيين العرب ما يظهر دور لبنان في المنطقة انطلاقا من حرية الحركة السياسية".

وابدى اسفه لقيام البعض ب"ابراز حسنات التحالف مع سوريا بحجة منطق تحالف الاقليات"، داعيا هؤلاء الى "الدفاع عن منطق تحالف الحريات وليس تحالف الأقليات، لأن الحرية هي رأسمالنا الاساسي ولا يجب أن نفرط بها مقابل أي شئ آخر"، داعيا "هؤلاء المدافعين عن هذا المنطق الى تحييد لبنان عن هذه الصراعات لأنه لم يعد جائزا أن نحمل لبنان أكبر من طاقته".

وحول العلاقة الأميركية - السورية رأى جعجع "عدم احراز اي تقدم كبير على هذا المستوى، اذ انه وحتى اليوم لم يتم ارسال سفير أميركي الى سوريا، إضافة الى ان نقاط الخلاف بين الطرفين ما زالت هي نفسها"، مكررا تأكيد "ان أي تقدم في العلاقة الأميركية - السورية لن يحصل على حساب لبنان، لأن ثورة الأرز نقلت لبنان من مكان الى آخر ولا يمكن لأحد البدء بأي أمر الا من المكان الذي وصلت اليه هذه الثورة".

وأشار الى "عدم وجود أي قلق على واقع ومستقبل المسيحيين في لبنان لا في الديموغرافيا ولا في السياسة، فالقلق كان موجودا في السنوات ال15 الماضية يوم كانت حريتهم مهددة"، مشددا "على أن السلاح الحضاري الوحيد لدى المسيحيين هو الحريات ومتى ملكوه فلديهم كل المقومات لكي يدهشوا العالم، وطالما انهم استرجعوه فلا خوف عليهم لأن رأسمال المسيحيين هو لبنان وحريته واستقلاله وهذا ما لا يتلائم مع النظام السوري الحالي".

وعن المحكمة الدولية رأى جعجع "أنه لا يمكن لأحد ان يتدخل في عملها التقني"، مؤكدا "استمرار قناعاته السابقة بما يتعلق بالجهة الفاعلة حتى اثبات العكس".

وحول الوضع الاقليمي رأى جعجع "أننا نعيش مرحلة معقدة ومتحولة جدا وأن المنطقة تشهد عدة مواجهات متشعبة، مما دفع سوريا الى الاستفادة من هذا الوضع، ومحاولتها قضم الوضع اللبناني من خلال الاستنابات القضائية والاستقبالات، إلا أن محاولتها لن تنجح لأننا لم نعد في العام 1994"، مؤكدا "أن ثورة الارز هي اليوم السد المنيع في وجه كل هذه المحاولات".

 

العماد عون بحث مع وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي في ملف العودة

ناصر زيدان: وضعنا خطوطا عريضة لبيان نأمل ان يتناول مجموعة من المقاربات

وطنية - التقى النائب العماد ميشال عون، في دارته في الرابية صباح اليوم، وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم عضو المجلس السياسي للحزب وممثل النائب وليد جنبلاط في لجنة المتابعة لملف العودة الى الجبل المنبثقة عن لقاء بعبدا الدكتور ناصر زيدان، عضو المجلس السياسي للحزب التقدمي ومسؤول العدل الدكتور وليد صفير وممثل الشباب التقدمي دريان الاشقر في حضور الدكتور ناصيف قزي ممثل العماد ميشال في لجنة متابعة ملف العودة الى الجبل.

بعد اللقاء قال زيدان ان البحث "تناول متابعة المواضيع التي اتفق عليها في اللقاء المشترك الذي حصل بين العماد عون ووليد بك منذ فترة، وقد وضعنا الخطوط العريضة لبيان نأمل ان ينجز قريبا يتناول مجموعة من المقاربات التي تتعلق بتعزيز وتحصين عودة المهجرين واستكمال المصالحات، وهذا الامر تشرف عليه بشكل كامل وزارة المهجرين، وايضا يتناول مواضيع تنمية اخرى تتعلق في الجبل من البنية التحتية الى غيرها من الملفات، وايضا تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الشرائح المكونة للجبل".

واضاف: "تم ايضا عرض مجموعة من النقاط المشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر لا سيما منها موضوع الزواج المدني وغيره من الملفات".

سئل: اي ملف سيبدأ اليوم اولا، هل التنمية في الجبل او المصالحات؟ اجاب: "باقي ثلاث مصالحات اساسية في الجبل، في بريح، عبيه وبنيه وجوارها، وكفرسلوان العائق الاساسي في استكمال العودة هو توفر المال، وهو عائق تنموي يجب ان تتوفر للعائد ظروف الحياة الكاملة من تأمين مورد للعيش ومن توفر الخدمات الصحية والعلمية وحتى الطرق التي تعود الى مرحلة الستينيات". سئل: من اين ستتأمن الاموال؟ اجاب: "نحن سنضع مجموعة عناوين وخطة ومجموعة اقتراحات ستتبلور قريبا، ولمسنا في هذا الموضوع بالذات اهتمام ورعاية فخامة رئيس الجمهورية"، مشيرا الى انه سيلتقي الرئيس سعد الحريري بعد عودته الى لبنان ويضعه في الاجواء.

 

النائب رحمة:التقرب من سوريا مهم للمصلحة الوطنية وللبيان الوزاري

تعبير خلية وإعطاؤها صفة الارهاب لا ينطبق على المجموعة الموقوفة في مصر

وطنية - أكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب اميل رحمة في حديث الى صحيفة القدس العربي، أن "زمن الصفحة السوداء في العلاقة بين لبنان وسوريا طواها اصحابها، وهناك بداية علاقات أخوية مظلتها البيان الوزاري"، معتبرا "أن التقرب من سوريا شيء مهم للمصلحة اللبنانية اولا ولتثبيت مندرجات البيان الوزاري، وأن احدا لم يعد قادرا إلا التكلم بهذا المنطق حتى من لديه مشكلة مع سوريا". ورأى أن "ابواب دمشق باتت مفتوحة امام رئيس الحكومة سعد الحريري، وأن الرئيس بشار الاسد لديه ميل ومحبة نحو اللبناني وهذا سيترجم قريبا بمشاهدات مع الرئيس الحريري وغيره". ونفى النائب رحمة الذي رافق الرئيس اميل لحود الى القرداحة، علمه بما تردد نقلا عن زوار لحود عن زيارة سيقوم بها الى السعودية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولكنه ذكر بما أعلنه الامين العام لحزب الله في الماضي من تشديد على التفاهم الايراني السعودي وعلى التفاهم السعودي السوري وعلى التفاهم المصري الايراني. ولاحظ "أن شخصية العماد ميشال عون ليست توسطية كي يطلب من الرئيس السوري توجيه دعوة الى البطريرك صفير لزيارة سوريا، ولكن من الممكن ان يمرر تمنيا معينا". وبصفته محاميا للمتهم في حزب الله سامي شهاب الموقوف في مصر أكد "أن موكلنا هو مناضل، وهو في خانة النضال العربي بريء ".

وكشف "أن تعبير خلية وإعطاءها صفة الارهاب لا ينطبق على المجموعة الموقوفة في مصر لانه عند تبيان الموجودات لم يتبين وجود سكين أو صاعق أو مسدس".

 

في ضوء التسليم الاقليمي والدولي بادارة سوريا للوضع اللبناني وتفاهم الأسد وعبدالله حول الآليات

علاقة الحريري بدمشق محكومة بارضية صلبة وزيارته لها ترجمة لمرحلة جديدة

حسن سلامه/الديار

يُطرح سؤال اساسي ومركزي في الفترة الاخيرة بين كل المهتمين بالشأن السياسي وتحديداً العلاقة اللبنانية - السورية، ما هي صيغة العلاقة التي يفترض ان تحكم ما بين سوريا ورئيس الحكومة سعد الحريري بعد المتغيرات التي حصلت خارجياً وداخلياً؟

ففي قراءة لمصادر سياسية مواكبة لهذه المتغيرات، مقرونة بمعلومات عما جرى من تفاهمات سورية - سعودية وتسليم غربي باهمية دور سوريا في استقرار لبنان وصولاً الى التسليم بان تكون سوريا هي الراعية الاساسية للوضع اللبناني فان هذه العلاقة محكومة بارضية صلبة وتفاصيل وقوة برغم ما يمكن ان يحصل من تعاط اعلامي وحتى سياسي من جانب بعض الاطراف القلقة مما قد تذهب اليه هذه العلاقة في المرحلة المقبلة، واستطرادا في مرحلة ما بعد زيارة الحريري الى دمشق وما سينتج عنها لاحقاً من تفاهمات في اكثر من مجال وحتى على مستويات مختلفة.

في تأكيد للمصادر السياسية ان صلابة العلاقة المتوقعة مرجحة على خلفية كل ما حصل من تفاهمات بين الرئيس السوري بشار الاسد والعاهل السعودي الملك عبدالله، في القمة التي حصلت بينهما قبل فترة في دمشق وجرت متابعة تفاصيلها في خلال الاتصالات الدائمة ما بين كبار المسؤولين في البلدين.

فالرئيس الاسد كان شرح بالتفصيل للعاهل السعودي لماذا ترفض سوريا التدخل بالشأن اللبناني، ويطلب من سوريا في الفترة الاخيرة بان ترعى الوضع اللبناني، وذلك وفقا لمصلحة هذه الدولة او تلك، كذلك لا نريد ذلك.

فنحن جربنا مرحلتين بالتعاطي مع الوضع اللبناني، الاول هو الرعاية السورية المباشرة لهذا الوضع وقد خسرنا كثيرا بل ان هذه الرعاية اساءت لسوريا ومرحلة اخرى ابتعدنا فيها عن الملف اللبناني وهذه المرحلة وجدنا ان سوريا مرتاحة ولم تخسر سياسياً.

فكان ان رد العاهل السعودي قائلا: لقد حصل تفاهم سعودي - فرنسي - اميركي على هذه المسألة لذلك نتمنى عليكم ان تكون سوريا المرجع في ادارة الملف اللبناني، ولا نرى ان هناك مانعاً من هذه الادارة طالما ان سوريا لا تريد التدخل مباشرة وطالما هي راغبة بعلاقة تكاملية مع لبنان، لذلك نؤكد على ثلاثة امور:

1- ان الجغرافيا السياسية هي عامل حاسم في الشأن اللبناني، ولا احد يستطيع ان يلعب دوراً اساسياً في ادارة الشأن اللبناني كما هو بالنسبة لسوريا.

2- المصالح الاستراتيجية لسوريا وهذا الامر لا احد يستطيع ان يقفز فوقه بل نحن نقر بهذه المصالح.

3- لا احد يريد العبث بالموقع اللبناني في عملية الصراع العربي - الاسرائيلي، وخاصة ما يتعلق بعدم اثارة موضوع سلاح المقاومة.

ولذلك تعتقد المصادر ان الحريري وجنبلاط - وبخاصة الحريري - هما من سيقومان بآلية ترجمة هذه العلاقة مع سوريا ولهذا جرى لاحقاً تمرير بعض بنود البيان الوزاري من دون اعتراضات وبخاصة ما يتعلق بالغاء عبارة «الندية» في العلاقة الى علاقة الاخوية، بينما لعبت سوريا دوراً ايجابياً في تسهيل تشكيل الحكومة في مرحلتها الثانية.

وكل ذلك جعل من الجميع غربياً وداخلياً يسلم بان الامن في لبنان هو جزء من الامن الاستراتيجي لسوريا، وهذا ما اكد عليه الملك عبدالله وتواكب مع دعم فرنسي واميركي.

ولذلك ترى المصادر ان كلفة هذا الامر بان يكون الرئيس الحريري على تواصل ايجابي وجدي ومتفاعل وان يكون كل ما يتصل بموقع لبنان في الصراع العربي - الاسرائيلي خارج البحث اي وضع موضوع السلاح خارج التداول واعتبار القرار 1559 انه قرار منته وان مفاعيله انتهت مع تنفيذ شقه الخارجي.

وانطلاقاً من ذلك تأتي اهمية زيارة الحريري لدمشق لأنها ستكون ترجمة لتفاهم اقليمي دولي كبير وبالتالي لا احد يستطيع تعطيل هذا التفاهم لأن لا احد يستطيع تحمل مسؤولية عرقلة لعبة الاستقرار في المنطقة، كون عنوان هذا الاستقرار يبدأ من الساحة اللبنانية.

وهذا ما دفع القوى الكبرى دوليا واقليميا الى العمل لتأمين الامن الاستراتيجي للبنان من خلال الحضن السوري.

وكل هذا المسار يدفع للقول- كما تشير المصادر - الى ان الامور تسير في الاتجاه المطلوب وان الرئيس الحريري على قناعة كاملة بأن تجاوز كل ما له علاقة ببعض الحساسيات الجديدة القديمة مسألة لا بد منها لحساب تسريع اللقاء مع الرئىس الاسد وبالتالي فهذا اللقاء بات ضرورة مطلوبة لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة.

وبالمقابل فالقيادة السورية تسير في اتجاه تسهيل كل ما يؤدي الى حصوله قريبا وانجاحه وهذا يعني ان اللقاء سيكون ترجمة لمرحلة جديدة والخروج من سلبيات السنوات الماضية.

ولذلك فالسؤال هو اين اصبح اللقاء وهل ان توقيته بات سريعاً؟

في معلومات المصادر ان اللقاء كان يفترض ان يعقد بعد ظهر يوم الاحد الماضي رغم ان التوقيت النهائي لم يكن قد جرى حسمه بالكامل حيث كان ينتظر ان تحسم اتصالات يوم السبت بعض العقبات التفصيلية لكن وفاة شقيق الرئيس الاسد استدعت تأجيل التواصل لبت هذه التفاصيل.

ولذلك تلاحظ المصادر ان الاتصالات اعيدت في الساعات الماضية ويتوقع ان تستمر في الايام القليلة المقبلة لحسم بعض التفاصيل، مما يجعل امكانية زيارة الحريري مرشحة نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل علما ان السعودية ليست بعيدة عما يؤدي الى تذليل بعض العقبات وان كانت تترك التفاصيل للتواصل المباشر.

 

تقييم زيارة سليمان لواشنطن/إلزامات ومعوقات لوصول المساعدات

الديار/نزار عبد القادر

انتهت زيارة الرئيس ميشال سليمان لواشنطن بنتائج تؤشر الى تفهّم الرئيس باراك اوباما لخصوصية الوضع اللبناني مع ما تفرض من الزامات لاعتماد مقاربة واقعية، وسلوكية «الدراية والحذر» في تنفيذ بعض بنود القرارات الدولية الخاصة بلبنان. ويبدو ان الزيارة قد أفضت الى تعارف بين سليمان وأوباما، وهي تؤسس لعلاقات شخصية مفيدة لتطوير العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان، وتسرّع بالتالي آلية وصول المساعدات الاميركية الاقتصادية والعسكرية، بعدما كانت قد شهدت قدراً من التأخير والتراجع خلال السنة الاولى من عهد أوباما.

تولدت قناعة لدى عدد من المسؤولين الاميركيين بضرورة تأخير المساعدات العسكرية الى ما بعد الانتخابات النيابية التي جرت الصيف الماضي (كتدبير حذر وحيطة) بعدما رجحت كل الاستطلاعات التي سبقت الانتخابات امكانية حصول قوى المعارضة بقيادة حزب الله على الاكثرية النيابية.

لا تكفي اشارة الرئيس الاميركي الى أهمية بناء جيش يكون «اقوى من الجميع» لتوقع وصول المزيد من الاسلحة والذخائر الى الجيش اللبناني.

وهنا يقتضي التحذير من حصول خيبة أمل قد تستغلها بعض القوى السياسية الداخلية المعارضة لقيام علاقات صداقة وتعاون بين بيروت وواشنطن من اجل شن حملة ضد الولايات المتحدة وسياستها تجاه لبنان.

يمكن فقط للعارفين بآلية تنفيذ المساعدات الخارجية الاميركية تفهّم اسباب اي تأخير يمكن ان يحصل في هذا الصدد.

ويمكن إدراج اسباب تأخير تنفيذ بعض برامج المساعدات العسكرية على الشكل الاتي:

اولاً: ترتبط المساعدات الاميركية للبنان بشكل اساسي بالتطورات السياسية الداخلية والاقليمية.

ويمكن اذا حدثت تطورات عسكرية او امنية ان تلجأ الادارة الاميركية الى تجميد تنفيذ البرامج والخطط الموضوعة وفق جدول زمني محدد الى حين انقشاع الرؤية حول ما ستؤول اليه نتائج التطورات الحاصلة.

ثانياً: ترتبط سرعة او بطء برامج المساعدات بتقدير الادارة الاميركية الى استقرار الاوضاع الداخلية في لبنان وايضاً بطبيعة الدور الامني الموكل الى الجيش والقوى الأمنية الاخرى تنفيذه. وهنا لا بدّ ان يشمل هذا التقدير تقييماً لقدرة الدولة السياسية على صنع القرارات، وتنفيذها.

ثالثاً: قدرة الجيش والقوى الأمنية على استيعاب المعدات والاسلحة، مع اعطاء أهمية خاصة للحفاظ على هذه الأسلحة والمعدات بحيث لا تتسرب من ايدي الجيش الى قوى غير نظامية داخلية او الى قوى عسكرية غير لبنانية.

وتتشارك في تقييم ذلك كل من وزارتي الدفاع والخارجية بالاضافة الى اجهزة الاستخبار الخارجي وخصوصا وكالة المخابرات المركزية.

رابعاً: ترتبط ايضا سرعة تدفق المساعدات العسكرية بمدى التزام الدولة اللبنانية بتنفيذ تعهداتها سواء فيما يعود للشأن الداخلي، او فيما يعود لتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

خامساً: يمكن للكونغرس الاميركي وخصوصاً في حال ممارسة اللوبي الصهيوني الضغط لوقف المساعدات او تأخيرها، الطلب الى الإدارة لاعادة النظر في قيمة هذه المساعدات او في سرعة وصولها الى لبنان.

سادساً: لا بد من الاشارة الى تعقيدات المعاملات الادارية اللازمة لتنفيذ برامج المساعدات العسكرية، بحيث يمكن ان يتطلب التحضير لبدء تنفيذ عقد معيّن مدة سنتين ونصف الى ثلاث سنوات.

سادت المحادثات التي اجراها الرئيس سليمان مع الرئيس أوباما ومعاونيه اجواء من الصراحة، حيث شرح لبنان مواقفه من مختلف القضايا سواء لجهة رؤيته لعملية السلام، معلناً تمسكه بالمبادرة العربية، كما شرح لمضيفه الزامات الموقف اللبناني من قضية التوطين، ومن قضية سلاح المقاومة، حيث ربط تقرير مصير هذا السلاح بطاولة الحوار الوطني.

ويعطي هذا الربط للدولة اللبنانية مساحة المناورة اللازمة لتأكيد التزامها بالقرارين 1559 و1701، دون ان يتسبب ذلك بتساقطات سياسية سامة على المستوى الوطني او على المستوى الحكومي.

بالرغم من ربط الرئيس سليمان الحاجات العسكرية لمساعدة الجيش بالتصدي للارهاب فقد برز تباين في موضوع تهريب السلاح الى حزب الله، وبالتالي بمدى التزام لبنان بالبند الخاص في القرار 1701 حول شحنات الاسلحة الى غير القوى النظامية اللبنانية.

ويشكل هذا الموضوع المعيار الاساسي لقياس مدى التزام اميركا بوعودها لتسليح الجيش ليكون «اقوى من كل الاطراف».

يعود الرئيس سليمان بعد هذه الزيارة البالغة الأهمية لواشنطن ليؤكد على اولوية دور رئاسة الجمهورية في صياغة وبلورة سياسة لبنان الخارجية وارساء قواعد ثابتة وواضحة لعلاقات لبنان مع عواصم القرار.

ويمكن في حال ادرك الجميع مدى واهمية دوره في مجال السياسة الخارجية ان يسهّل قيادته للحوار الوطني عند الدعوة لاستئناف الاجتماعات.

لقد انتخب الرئيس سليمان بتوافق وطني، ويؤهله ذلك بالتالي لتجاوز لعبة المصالح السياسية بين مختلف الافرقاء، من اجل بناء علاقات خارجية بناءة تخدم مصالح واستقرار وسيادة لبنان. نحن امام فرصة جديدة توفرها زيارة واشنطن حيث سمع الرئيس سليمان من الرئيس أوباما شخصياً مدى تمسك الادارة الاميركية بسيادة واستقرار لبنان، بالاضافة الى تقدير الادارة الاميركية للجهود والتفاهمات التي سهلت تشكيل حكومة الاتحاد الوطني. يأتي الدعم الذي عبّر عنه الرئيس الأميركي بمثابة دعامة معنوية للحكومة بما يبدد جميع المخاوف والشكوك حول قيام الديبلوماسية الاميركية بعرقلة مسار الحكومة على خلفية مشاركة حزب الله فيها. تبقى الحاجة ماسة لكي لا يربط الافرقاء السياسيون علاقات لبنان الخارجية بتساقطات السياسة الخارجية الاميركية مع بعض الدول الاقليمية، ولا بدّ ان يتعظوا من مدى الأهمية التي تعلقها سوريا على الانفتاح والحوار مع واشنطن.

 

مقرّبون من سليمان ينقلون عنه عتبه على منتقدي زيارته إلى واشنطن:

المحادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين مثمرة وأكدت على الثوابت الوطنية

اللواء/د· عامر مشموشي

<يعتبر المقرّبون أن الحملة على الرئيس سليمان لم تكن في محلها وجاءت ظالمة ولم يكن لها مبرر>

مع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من واشنطن التي التقى خلالها كبار المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم باراك أوباما، يستعيد الحراك السياسي الداخلي نشاطه الذي غاب نسبيا طوال الأسبوع المنصرم، ويتركز على مقاربة نتائج هذه الزيارة لبنانياً، سيما وأنها كانت موضع انتقاد من قبل قوى الثامن من آذار وحزب الله الذي طرح علامات استفهام كثيرة حولها والجدوى منها خصوصا في الوقت الراهن، معتبرا أنّ الزيارة بحد ذاتها إلى الولايات المتحدة الأميركية عامل استفزاز للمقاومة ولدول الممانعة في المنطقة قاصداً بذلك سوريا وإيران· ما كشفت عنه المحادثات التي أجراها الرئيس سليمان مع كبار المسؤولين الأميركيين والتي ركزت على الثوابت اللبنانية لا سيما فيما يتعلق برفض التوطين وسلاح حزب الله بوصفه حالة لبنانية وحصوله على تأييد واشنطن للحوار الوطني اللبناني كآلية لمعالجة مسألة سلاح حزب الله وموافقتها على الضغط على إسرائيل لإتمام تنفيذ بنود القرار الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته، أسقط من يد منتقدي هذه الزيارة وعلى رأسهم حزب الله أية ذريعة يمكن استغلالها للنيل من رئيس الجمهورية وتوجهاته السياسية، وهذا من شأنه أن يعطي الرئيس سليمان زخماً في تعاطيه في الشأن الداخلي والعربي من موقعه التوافقي والتزاماته الوطنية التي حرص على تأكيدها أمام أعظم دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية·

وإذا كانت مواقف الرئيس سليمان في الولايات المتحدة الأميركية دعّمت موقفه داخليا وعربيا، فإنّ ما ذهبت إليه قوى الثامن من آذار لا يجوز في نظر المقربين منه أن تمر من دون إقدام هذه القوى على مراجعة نقدية لهذه المواقف التي أريد منها النيل من رئيس الجمهورية والتشكيك في مواقفه الوطنية، الأمر الذي وإن تغاضى عنه رئيس الجمهورية من شأنه أن يخلق نوعا من الحساسية بين الفريقين في مرحلة تشهد فيها البلاد مناخات تقارب وتهدئة بين كافة الأطراف المتخاصمة والتسليم بدور رئيس الجمهورية وقيادته لهذه المرحلة مع التفاف كل الأطراف حوله ودعم مواقفه التي أثبتت أنه كان حريصا على أن تكون محسوبة بدقة ومتوازنة بما يوفر الاستمرارية للنهج التوافقي الذي التزم به منذ توليه دفّة الحكم·

ويعتبر المقرّبون من الرئيس سليمان أنّ الحملة التي شنت على الرئيس من قبل قوى الثامن من آذار لم تكن في محلّها وجاءت ظالمة ولم يكن لها مبرر في أي حال من الأحوال خصوصا وأنّ الزيارة كانت مقررة مسبقا وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها سليمان من نظيره الأميركي، وانها أتت في سياق التحرّك الواسع الذي بدأه رئيس الجمهورية منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية والتي أراد منها أن يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم، كما أنها تأتي فيما يحتل لبنان موقعاً أساسياً في العالم بعد انتخابه عضوا غير دائم في مجلس الأمن، ما يحمّله مسؤوليات إضافية ليس أقلها الالتقاء مع كل دول العالم ولا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الدائمة العضوية الأخرى·

وفي هذا السياق يرى المقرّبون أنه مهما حاول الذين انتقدوا هذه الزيارة تقديم مبررات لها تبقى الندوبات التي أحدثتها بالغة الأثر عند الرئيس سليمان، وتحتاج إلى وقت لمحو أثارها السلبية، على الرغم من أنّ رئيس الجمهورية نأى بنفسه عن الرد مباشرة أو غير مباشرة عليها حرصا منه على عدم الدخول في تجاذبات مع القوى المنتقدة لزيارته لا يرى فيها أي جدوى خصوصا في هذا الوقت الذي يعمل فيه بدون ملل لتوحيد الصف الداخلي، ولكي يستعيد لبنان عافيته بعد المخاضات الصعبة التي مرّ بها لبنان في الآونة الأخيرة·

وأشار المقربون أيضا إلى أنّ محادثات الرئيس في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعا يمكن وصفها بأنها كانت بناءة جدا ليس على الصعيد اللبناني فحسب، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الإسرائيلي وتهديداته شبه اليومية وتمكينه أيضا من التصدي للإرهاب الذي بات اليوم يشكّل الخطر الأكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الأساسية للدفاع عن لبنان وتثبيت رفض التوطين، بل كانت ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما مما ينعكس إيجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس السوري بشار الأسد على هامش زيارته المرتقبة إلى سوريا لتقديم واجب العزاء بوفاة شقيق الرئيس السوري بشار الأسد·

 

 لا وساطة بين بكركي و"حزب الله"ومقربون من الحزب يقولون "صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع"

نفت أوساط نيابية في تكتل الإصلاح والتغيير لصحيفة "الأنباء" الكويتية ما تردد عن مسعى للنائب ميشال عون للتقريب بين بكركي و"حزب الله"، وان هذا المسعى كان من أهداف اجتماعه مع مجلس المطارنة. كما تنفي أوساط أخرى احتمال قيام حزب الله بـ "زيارة معايدة" الى بكركي بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة. وفي هذا الإطار، نقل عن مصادر "حزب الله" ان التواصل على المستوى الشخصي مع البطريرك صفير بات صعبا جدا على ضوء معادلة "المواجهة" التي أرساها مع الضاحية، وبالتالي لا يرى الحزب أن الرد على مواقف صفير "المتطرفة" حيال سلاح المقاومة وزيارة الصرح البطريركي في هذه المرحلة سيكون فيهما أي مصلحة وطنية. ويشترط حزب الله "توقف كل الحملات التحريضية والظالمة ضده" من منبر بكركي كمدخل لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقة، مع إدراكه أن البطريرك يشعر بالخيبة الكبيرة لتداعي مشروع 14 آذار، وانتقال أقطابه إلى الضفة الأخرى. وهذا ما يدفعه إلى "شد" عصب الفريق المسيحي الأكثري، من خلال اعتماد إستراتيجية تصعيد الحد الأقصى. وينقل مقربون من مسؤولين في "حزب الله" قولهم "صفير لا يحسن قراءة المعطيات والوقائع. هو يعتقد أن نداء المطارنة العام 2000 قد أخرج "السوري" من لبنان العام 2005، متجاهلا مترتبات المعادلة الاقليمية والدولية. واليوم هو يعتقد ان "نداءاته" المتكررة حتى مع سقوط مشروع "ثورة الأرز"، قد تنزع سلاح الحزب. الظروف السياسية مختلفة بشكل جذري، ولا يبدو صفير في قلب الصورة تماما". وينشط غالب أبو زينب على خط تزخيم جولات الحوار مع الرهبانيات المارونية ولاحقا مع بعض المطارنة، في إطار تبادل الآراء والأفكار ووضعهم في الصورة الحقيقية "لمبرر وجود السلاح المقاوم بيد فئة من اللبنانيين"، كما تقول المصادر.

والمنطق التسلسلي لتطور الأمور سيقود إلى تحضير زيارة لوفد من الحزب الى السفير البابوي غبريال كاتشيا.

    

 سليمان عاتباً: هل كان السيّد نصر الله سيقول أكثر مما قلته عن سلاح المقاومة؟

تحذير أميركي للبنان من اشتراك حزب الله في مواجهة مع إيران

الحريري يكشف عن قرب زيارة دمشق··· ويطالب بان كي مون بالضغط على إسرائيل  

اللواء/دخلت انطلاقة الورشة الحكومية في سباق مع زحمة الأعياد الرسمية في الأيام المتبقية من هذا العام وارتفاع وتيرة التخوف من تدهور الموقف في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني. ولئن كانت زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى الولايات المتحدة، وما جرى في اللقاء المغلق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما موضع تفاعل ومتابعة، فان الأنظار تتجه إلى دمشق في محطتين مرتقبتين:

{{ زيارة الرئيس سليمان، في إطار واجب تعزية الرئيس السوري بشار الأسد بوفاة شقيقه مجد، وهي زيارة باتت مسألة وقت لا أكثر.

{{ زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري التي عادت مصادر المعلومات ترجح حصولها يوم الأحد المقبل، بعد العودة من كوبنهاغن، حيث كانت هناك محطة دبلوماسية مهمة للبنان، التقى خلالها رئيس الحكومة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي تبلغ احتجاجاً رسمياً إزاء الخروقات اليومية التي تقوم بها إسرائيل ضد السيادة اللبنانية، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة، كما التقى عدداً من المسؤولين العرب والأجانب الذين يشاركون في قمّة المناخ، من بينهم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي ابلغ الرئيس الحريري ثقة مصرية كاملة به، مجدداً دعوته إلى زيارة القاهرة. ومن كوبنهاغن، كان للرئيس الحريري موقف حسم من خلاله موضوع زيارته إلى العاصمة السورية، إذ أعلن أن هذه الزيارة ستكون في وقت قريب، املاً أن تعود بالنفع على بناء علاقات طبيعية على أساس الصراحة والصدق.وقالت مصادر سياسية على صلة بالقيادة السورية، أن التحضيرات لزيارة الرئيس الحريري قائمة، وستشكل بداية لمحطة جديدة من العلاقات بين البلدين، ونقلت ارتياحاً سورياً إلى نتائج زيارة الرئيس سليمان إلى واشنطن، خاصة وان المحادثات مع الرئيس أوباما لم تتطرق لا إلى موضوع المحكمة الدولية ولا إلى القرار 1559. زيارة سليمان وبالنسبة إلى زيارة الرئيس سليمان، فقد كشفت مصادر دبلوماسية لـ <اللواء> أن زيارة واشنطن تمت بناء لدعوة من الرئيس أوباما، ورغبة أميركية لابلاغ الرئيس اللبناني تحذيراً من مخاطر استمرار السلاح الحالي مع <حزب الله> بعيداً عن سيطرة الدولة، خاصة في حال اضطرار واشنطن اللجوء الى القوة لحسم موضوع الملف النووي الإيراني، وأنه تم إبلاغ الرئيس اللبناني بأن لبنان كله سيكون معرضاً للخطر في حال دخول هذا السلاح طرفاً في المواجهة مع إيران.

وإذا كان جواب الرئيس سليمان على ما أثاره الرئيس الأميركي بات معروفاً، وهو أن هذا الموضوع يعالج على طاولة الحوار، وأن <حزب الله> حزب لبناني وعناصره لبنانيون، فإن اللافت في الأمر، أن التحذير الأميركي جاء متزامناً مع موقف سعودي مثير للاهتمام، عبّر عنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي أكد لصحيفة <انترناشيونال هيرالد تريبيون> أن <لبنان لن يصبح سيداً ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي>، مشدداً على وجوب أن لا يسمح المجتمع الدولي لإيران بامتلاك السلاح النووي، مشيراً الى <ريبته> حيال تأكيدات إيران على سلمية برنامجها النووي، مطالباً في المقابل بتخلي اسرائيل عن ترسانتها النووية. في حين أشار مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان في حديث الى تلفزيون <الجزيرة> الى أن هناك قناعة راسخة في المجتمع الدولي بأن سلاح <حزب الله> غير الخاضع للدولة اللبنانية يشكل خطراً على لبنان.

وحسب مصادر مطلعة، فإن الموقف الأميركي يكشف الأسباب الحقيقية لخلفية الانتقادات اللبنانية لزيارة الرئيس سليمان، ولا سيما من قبل حلفاء سوريا و<حزب الله> بالذات، بالرغم من أن الحزب نفى على لسان عضو مكتبه السياسي غالب أبو زينب، بعد زيارته العماد ميشال عون أمس، أن يكون قد انتقد زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، مؤكداً أن الرئيس سليمان <يقوم بواجبه ويتحرك على أساس المصلحة الوطنية>.

وفي هذا السياق، اعتبر مقربون من الرئيس سليمان أن الحملة التي شنت على الزيارة لم تكن في محلها وجاءت ظالمة، ولم يكن لها مبرر، خصوصاً وأن الزيارة كانت مقررة مسبقاً، وهي تأتي تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأميركي، وأنها أتت في سياق التحرك الواسع الذي بدأه منذ توليه مسؤولياته على العديد من الدول الأجنبية، والتي أراد منها ان يستعيد لبنان موقعه على خريطة العالم. ونقل هؤلاء عن الرئيس سليمان قوله في سياق عتبه على منتقدي الزيارة: <لو ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى واشنطن هل كان سيقول احسن مما قلته للرئيس أوباما عن حزب الله>؟

واكد هؤلاء ايضا ان محادثات سليمان في واشنطن والتي ستظهر نتائجها تباعاً يمكن وصفها بأنها كانت ناجحة على كل المستويات، ليس فقط علىالصعيد اللبناني، حيث أكدت على حق لبنان في الدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي وتهديداته شبه اليومية، وتمكينه ايضا من التصدي للارهاب الذي بات اليوم يشكل الخطر الاكبر في العالم، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتجهيزه بالمعدات اللازمة ليكون القوة الاساسية للدفاع عن لبنان وتثبت رفض التوطين، بل كان ايضا أداة ربط بين سوريا والولايات المتحدة للمضي قدما في تحسين العلاقات بينهما، مما ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة برمتها، وهذا ما سوف يكون محور المباحثات التي سيجريها الرئيس سليمان مع الرئيس الاسد على هامش زيارته المرتقبة الى سوريا لتقديم واجب العزاء، والتي هي مسألة وقت.

وتوقعت المصادر ان يصار الى تفعيل اجندة المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، في خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع الياس المر إلى واشنطن مطلع السنة الجديدة.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة واشنطن كانت أمس موضع إشادات من قبل عدد من السياسيين، سواء على ضفتي الموالاة أو المعارضة، أبرزهم كان من الرئيس سليم الحص، فيما أكد العماد عون، في مقابلة مع تلفزيون OTV أنه لم يشعر خلال زيارته إلى سوريا بإمتعاض سوري من الزيارة، وأن الخلوة التي عقدها مع الرئيس الأسد بعد تقديم واجب العزاء تضمنت وجهات النظر حول تطور السياسة المحلية وطلب تعزيز مسيرة السلام في لبنان، ولم نتحدث عن الدور المسيحي في لبنان.

وعن الإستنابات السورية قال إنها مجرد استدعاء شهود، ورد على جعجع حول زيارته إلى سوريا، مشيراً إلى أن عدد المفقودين اللبنانيين كان أكبر عند ذهابه في المرة الأولى، كاشفاً بأن رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط سيزوره بعد الأعياد، مؤكداً أنه إذا دعي من المملكة العربية السعودية سيزورها.

 

جنبلاط يستعدّ لـ«القفزة الكبرى» بعد زيارة الحريري لدمشق

حلفاء سوريا استقبلوه «بالأحضان» لكن الاحتضان الدمشقي رهن المساعي

إيلين عيسى/الديار

يبدو النائب وليد جنبلاط في صدد الاستعداد جيداً للمرحلة المقبلة. فهو معروف بقدرته على التبدّل وفقاً لاتجاهات الرياح، بغض النظر عمّا اذا كان مؤهلاً دائماً لاكتشاف بواطن الأمور والوقوع على الخيار الصحيح او الرابح. فهو كان رأس الحربة في «المشروع السوري» خلال حقبة وجود سوريا بقواها العسكرية في لبنان، متجاوزاً الحساسيّات والحسابات والاحداث.

ثم كان في طليعة الانقلابيين على سوريا وأشرس المجاهرين بالتصدّي لها حتى خروجها عسكرياً من لبنان. وبعدما تحقّق ذلك، وصل به الأمر الى حدّ التهجم الذائع الصيت على نظام سوريا وقيادتها. وها هو اليوم، بعد اكتشاف الخلل في قدرة «14 آذار» على المواجهة، يستعيد دوره وموقعه القديمين الى جانب سوريا وقيادتها ونظامها، شأنه في ذلك شأن سائر السائرين في ركاب الحلف مع دمشق. المبررات لدى جنبلاط كثيرة. وقد تقنع البعض او لا تقنعه. لكن الزعيم الدرزي نادراً ما يتوقّف عند تقديم المبرّرات، لأنه يعتبر الغاية، أي الحفاظ على زعامة الدروز وعلى الدروز عموماً، أهم بكثير من الوسيلة، وهي تبرّرها، ففي خضمّ بلد تهزّه الزلازل، ويصعب فيه تحديد من هو فوق الارض ومن هو تحتها، يمكن القبول بالماكيافيلية كشرع في ممارسة السياسة. ومنذ أن ظهر شريط «الجنس العاطل»، سواء كان هذا الظهور إرادياً أم لا، تجرأ جنبلاط على «14 آذار» ومسيحييها تحديداً، تاركاً مساحة ليتراجع السنّة من خلال إتاحة المجال لـ«وريث الشهيد» الرئيس سعد الحريري والغالبية للانتصار في الانتخابات النيابية، ثم الذهاب بكامل انتصاره الى ترميم للعلاقة مع دمشق.

فليس ممكناً إقامة صلح بين منهزم ومنتصر، بل يقام الصلح القوي بين منتصرين.

فالحياد الجنبلاطي الحالي ليس ثابتاً. وملامح الانحياز الآتي عبّرت عنه الانتخابات النقابية والطلابية الأخيرة، حيث أدّى انحياز أنصار جنبلاط عن حلفائهم في «14 آذار» الى تحقيق انتصارات لطالما طمح اليها خصومهم، وكان جنبلاط قد وجّه لوماً الى أنصاره في انتخابات مماثلة جرت قبل أسابيع دعموا فيها مرشحي «14 آذار».

المتابعون للتكتيك الجنبلاطي يقولون أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يريد تسريع الخطى في الانفتاح الظاهر على سوريا اكثر من الرئيس سعد الحريري لضرورات تتعلّق بالحساسيّات ومراعاة الخواطر. وبعد زيارة الحريري المرتقبة لدمشق وحصول «قمة المصافحات» مع الرئيس بشار الأسد، سيجد جنبلاط أنه يملك كامل المبررات للقفز تماماً الى أحضان دمشق وحلفائها. واذ استقبل الحلفاء جنبلاط «بالأحضان» حتى الان، فان الأمور بالنسبة الى أحضان سوريا تنتظر نضوج - أو عدم نضوج - المساعي التي يبذلها غير طرف درزي وغير درزي في هذا المجال.

 

الرئيس الجميل للصياد:الحكومة "ملغومة" وقراراتها معطلة وما يحصل تسوية هشة مبنية على "زغل"      

 16 Dec. 2009   

قال الرئيس امين الجميل ان ما يحصل على الساحة الداخلية تسويات هشة، تسويات هدنة الضرورة، انما ليست حلا، والمتاريس ما زالت قائمة. واكد ان لا بد من الحوار لتحقيق الحد الادنى من التواصل وبلورة قواسم مشتركة، انما من دون شك مؤتمر الحوار الوطني نتائجه غير مضمونة. وذكر ان الحكومة ملغومة من الداخل وقراراتها معطلة سلفا طالما هي مشروطة بالتوافق. وقد تطرق الرئيس الشيخ امين الجميل في حوار مع  الصياد الى الملفات الساخنة والمواضيع الخلافية، والتناقض في المواقف والانتقائية في تطبيق ما يصار الى الاتفاق عليه. وشرح معنى المقاومة ومعنى التحرير وكيف يجري التلاعب على الالفاظ. وجاء في حوار الرئيس الجميل مع منير نجار:

فخامة الرئيس الحكومة نالت الثقة بغالبية ١٢٢ نائبا بعد ان سمعنا ورأينا مناقشة مضمون البيان الوزاري والاعتراضات والتحفظات على ما تضمنه لا سيما لجهة سلاح حزب الله كيف تعلقون على مضمون البيان الوزاري؟

- المفروض ان نتفاءل بالخير، وان ننظر الى مستقبل هذا البلد ومستقبل اولادنا فيه، وبذل كل الجهود حتى تتحقق كل مستلزمات الحياة الطبيعية في البلد، فالخطوات الحزبية التي اتخذناها في الآونة الاخيرة تصب في هذا الاطار.

هذا لا يمنع من ان اكون قلقا على المرحلة القادمة، لان كل ما يحصل الان هو تسويات هشة وغير مبنية على ارض صلبة. يمكنني القول اننا تفاهمنا على ان تكون المرحلة القادمة مرحلة هدوء، لان مصلحة معظم الاطراف تقتضي ذلك، او ان نعتبرها استراحة المحارب، ان المشكلات باقية هي، هي، ولم تكن هذه الحلول التي يحكى عنها حلولاً شافية او حلولاً مقنعة او حلولاً تؤسس لمستقبل مطمئن وكان كل ما يحصل هو تسويات على زغل طالما انه لم يتم التفاهم الحقيقي على كيفية بناء الدولة واستعادة القرارات السيادية من قبل المؤسسات الشرعية، كما لم نتفاهم بعد على التوجهات الاستراتيجية للوطن وستبقى الحلول كلها حلولا مرتبطة بالمصالح، ومرتبطة بأي تطور على الساحة اللبنانية او الاقليمية او الدولية. بغير تعبير الساحة اللبنانية مفتوحة لشتى الاحتمالات وليس ثقة ١٢٢ نائبا هي التي تطمئن ابن الشارع، تطمئن الناس، تطمئن العائلات في بيوتها، تطمئن الطلاب الى مستقبلهم، تطمئن الوسط التجاري انه لن يعاد احتلاله مرة ثانية، تطمئن ابناء الجنوب وكل المناطق انه لن تقع حرب جديدة في لبنان.

موضوع الحياد

الرأي العام سمع كلمة النائب الشيخ سامي الجميل خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري هل كلمته عبّرت عن تطلعات حزب الكتائب السياسية لا سيما انه طرح موضوع حياد لبنان الايجابي؟

- حياد لبنان الايجابي من ضمن برنامجنا الحزبي. نحن في حزب الكتائب طرحنا في العام ٢٠٠٨ برنامجا من اربع نقاط نعمل على تحقيقها:

البند الاول هو اللامركزية.

البند الثاني هو الدولة المدنية.

البند الثالث هو الحياد الايجابي.

البند الرابع اعتماد لبنان ساحة حوار بين الاديان والثقافات.

الحياد الايجابي هو من صلب برنامجنا في حزب الكتائب. وهذا موجود في البيان الوزاري بشكل او باخر، عندما يقول عدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية. يكون هو الحياد الذي نحن نعنيه في حزب الكتائب، ولا نعني اكثر من ذلك.

نحن في برنامجنا في الحزب واضحون كل الوضوح خصوصا في موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي، نحن متضامنون متكافلون مع الاشقاء العرب في هذا الاطار، انما خارج هذا الاطار فلنترك هذا البلد يستقر، ويرتاح، ان لا يكون ساحة لتصفية الحسابات بين هذا المحور او ذاك على الصعيد العربي والاقليمي والدولي مع التزامنا الموقف العربي في الصراع مع اسرائيل.

فخامة الرئيس الا تعتقد ان البيان الوزاري فيه تناقضات خصوصا عندما يدعو الى عدم اقحام لبنان بالصراعات الاقليمية... وبالتالي يعترف بشكل او بآخر بسلاح حزب الله الذي لا دور للحكومة فيه ولا رأي لها في كيفية استعمال هذا السلاح وحتى في موعد استعماله؟

- بالطبع... قضية سلاح حزب الله من الناحية الوطنية اللبنانية ومن الناحية الدستورية ومن الناحية الشرعية هرطقة. ما من بلد في العالم فيه سلطتان وجيشان على ارض واحدة. والقرارات السيادية الاساسية تتخذ خارج اطار المؤسسات الشرعية.. ما من بلد في العالم مر في تاريخه بمثل هذه التناقضات التي يمر فيها لبنان اليوم.

اصبحت اليوم دولتنا اذا كنا نعتبر ان مستلزمات السيادة الاساسية هي حق اتخاذ قرار السلم والحرب والتفاوض، فحيث يكون هذا القرار - قرار الحرب والسلم. تكون السيادة اذا اردت - بغير تعبير.. المنطق الكوني - العالمي المعترف فيه في العالم. هو انه حيث تكون سلطة القرار في السلم والحرب والتفاوض تكون السيادة.. فاذا السيادة اللبنانية لم تكن موجودة اليوم بيد المؤسسات الشرعية - لا مجلس النواب، لا مجلس الوزراء، ولا اية مؤسسة شرعية - دستورية.

سلطة القرار في الامور السيادية موجودة بيد حزب الله، هنا التناقض، في مقاربة الامور. من الواضح ان سلاح المقاومة ومنطق سلاح حزب الله ومنطق الحزب يتناقض مع الواقع القانوني والدستوري والدولي على الارض. من جهة نعترف بالحدود وفي الوقت نفسه لا نعترف بالحدود - نعترف بالقرار الدولي ١٧٠١ الذي اقر بموافقة الدولة اللبنانية وفي نفس الوقت لا نعترف فيه... نعترف انتقائيا وهذا لا يكون اعترافا عندما يكون انتقائيا.

من ثم عندنا اتفاقية الهدنة، نعترف باتفاقية الهدنة وفي الوقت نفسه لا نعترف باتفاقية الهدنة ونعمل عكس هذه الاتفاقية.

قضية مزارع شبعا.. مزارع شبعا بموجب القانون الدولي هي مزارع سورية وليست لبنانية.. نحرر ارضاً غير لبنانية. هذا بنظر القانون الدولي نحن نعتبرها لبنانية لكن بموجب القانون ليست لبنانية.

لنفترض انه حصلت اعجوبة وحررنا مزارع شبعا... بعد تحرير مزارع شبعا اذا حصل ستأتي سوريا وتقول هذه الارض لي وتخضع لسيادة الدولة السورية...

ولكن اكثر من مسؤول سوري صرح بأن مزارع شبعا لبنانية؟

- صحيح ان بعض المسؤولين السوريين يقولون نظريا من خلال تصريحات ان مزارع شبعا لبنانية ولكن التصريحات غير ملزمة، على الصعيد القانوني الدولي، لا سيما ان الاعتراف السوري النظري لا يحدد المساحة ولا الاطار الجغرافي لهذه المزارع. ممكن ان تكون المساحة عشرة بالمئة وممكن ان تكون مئة بالمئة. سوريا حتى اليوم ترفض ان تحدد هذه المساحة.

ولكن على طاولة الحوار التي عقدت بإشراف الرئيس بري اقر مبدأ لبنانية مزارع شبعا؟

- صحيح مقررات طاولة الحوار ذكرت هذا الأمر وأقرّت مبدأ مطالبة سوريا بتحديد الحقوق الجغرافية في تلك المنطقة وحتى الآن لم تقم سوريا بتحديد جغرافي لحقوق لبنان او سيادته على تلك الارض، هناك خلاف على تلك المزارع منذ الخمسينات بين لبنان وسوريا. وهذه الخلافات معروفة على سوريا اقله ان تنفذ ما اقرته هيئة الحوار اللبناني بالاجماع. اننا لا نطالب الآن بالترسيم، بل بالتحديد كما طالب في حينه السيد حسن نصرالله.

ترسيم الحدود

سوريا ترد على المطالبة بالتحديد بأن المزارع تحتلها اسرائيل ولا امكانية للتحديد في الظرف الراهن؟

- هذا كلام وأعذار واهية... الجغرافيا هي الجغرافيا اذا كانت محتلة او غير محتلة... التحديد الجغرافي يمكن ان يحصل على الخرائط، بعكس الترسيم الذي يستوجب الحضور على الارض. وعندما يكون هناك خلاف يمكن اللجوء الى التحكيم او الى محكمة العدل الدولية في لاهاي... والخرائط موجودة منذ ما قبل العام ١٩٤٨ ومنذ ما قبل الاحتلال الاسرائيلي الخرائط موجودة. فلنتفق على هذه الخرائط ولنحدد اطار السيادة اللبنانية حسب الاصول القانونية.

هل يمكن اعتماد هذا الاتفاق الذي حصل حول طاولة الحوار لدى المراجع الدولية لإقراره؟

- نعم يمكن ذلك اذا قامت دمشق بواجباتها وقامت بالاجراءات الضرورية لذلك عندها تعترف نهائياً بسيادة لبنان على تلك المزارع وعندئذ ممكن ان تدخل الامم المتحدة بمساعٍ ديبلوماسية من اجل ضم هذه الاراضي الى القرار ٤٢٥ بينما هذه الاراضي اليوم تخضع للقرار ٢٤٢ اي مرتبطة بحل لقضية الجولان.

وماذا عن قرية الغجر حيث يحكى عن انسحاب اسرائيل من القسم الشمالي منها؟

- هناك مفاوضات جدية لحسم امر السيادة اللبنانية على بلدة الغجر وكذلك الأمر عندئذ ستتدخل الامم المتحدة لايجاد حل ديبلوماسي لقضية الخلاف حول بلدة الغجر. انما لا يمكن للأمم المتحدة ان تتدخل ولا يمكن ان تكون مقاومتنا نحن شرعية بمنظور القانون الدولي طالما لم يتم الاعتراف الدولي بالسيادة اللبنانية على مزارع شبعا.

تسوية هدنة

اليوم بعد تشكيل الحكومة التي سميت حكومة التوافق الوطني لم يعد هناك موالاة ومعارضة هل يمكن ان تشكل هذه الحكومة فريق عمل منتجاً ومن سيراقب ويحاسب هذه الحكومة في هذه الحالة؟ ام سترتفع المتاريس داخل مجلس الوزراء؟

- ذكرت في بداية الحديث ان ما حصل هو تسوية هشة... تسوية هدنة الضرورة، انما ليست حلاً... اذا المتاريس قائمة... للحقيقة نحن عايشين بجو هذياني والذي يسمع الخطابات التي أُلقيت في مجلس النواب يستهجن كيف نعطي الثقة بعد هذه الخطابات... الكلام الذي قيل هو كلام شجب الثقة... انها ثقة الضرورة وليس ثقة الاقتناع! وعلى كل حال قالها الرئيس سعد الحريري قال هذه حكومة استثنائية، وحل استثنائي...

فخامة الرئيس على ما يبدو ان الرئيس بري تراجع عن طرحه الغاء الطائفية السياسية عندما قال بالأمس انه طرح انشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية فما هو تعليقكم؟

- صحيح ان الرئيس بري لم يقل بالغاء الطائفية السياسية بل بانشاء الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية. لكن مجرد طرح الموضوع من اي زاوية كانت ليس في وقته، انه التوقيت الخاطىء لطرح هذا الموضوع.

فخامة الرئيس كيف قرأت كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير الوثيقة السياسية الثانية للحزب؟

- هذه صيغة ملطفة للوثيقة الأولى سنة ١٩٨٥ بينما جوهر خطاب حزب الله هو واحد لم يتغير، فيه تلطيف، فيه اشارة اكثر للقضايا اللبنانية، للقضايا الداخلية انما بقي على القضايا الايديولوجية وبقيت المرجعية لولاية الفقيه.

على الصعيد السياسي بقي على موقفه بالنسبة لدور حزب الله في المعادلة السياسية الداخلية. وعلى صعيد سلاحه كذلك الأمر بقي المنطق نفسه ان هذا السلاح ابدي سرمدي.

فخامة الرئيس ما الفائدة برأيك من طاولة الحوار التي يرأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اذا كان حزب الله يعتبر ان سلاحه سرمدي ابدي تحت شعار السلاح لحماية السلاح؟! وكيف يمكن وضع استراتيجية دفاعية في مثل هذه الحالة؟

- العديد من اللبنانيين يطرحون هذا السؤال ويتساءلون ما الفائدة من طاولة الحوار طالما ان حزب الله جامد في هذا السبيل وموقفه عقائدي ايديولوجي اكثر مما هو سياسي ووطني، ولكن برأيي لا بد من الحوار حزب الله حزب لبناني وهو اختزل الى حد ما حلفاءه وتمثيل الطائفة الشيعية الكريمة في البلد والطائفة الشيعية هي من الطوائف المؤسسة للكيان اللبناني فلا بد من قيام حوار لتحقيق الحد الأدنى من التواصل وبلورة قواسم مشتركة ولربما يتمكن ان يقنع احدنا الآخر.

انما من دون شك الموضوع صعب وغير مضمون النتائج... مؤتمر الحوار الوطني نتائجه غير مضمونة.

منذ ان تناقلت وسائل الاعلام صيغة مسودة البيان الوزاري وما تضمنته من دور للمقاومة ولحزب الله بدأت التهديدات الاسرائيلية للبنان وتحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية... فهل لبنان قادر على تحمل اعباء حرب ثالثة لا سمح الله تستهدفه؟

- كان والدي الشيخ بيار يتوجه الى المقاومة الفلسطينية بالقول: اذا كنتوا صادقين مع نضالكم الأجدى ان تكون المقاومة سرية ومقاومة مستورة وان لا يعرف العدو اي شيء عن تكوين وتحركات المقاومة حتى تكون مجدية.

ان يفرض في البيان الوزاري الكلام عن المقاومة بهذا الشكل هو مضر بلبنان وبالمقاومة لأنه يعطي اسرائيل ذريعة بأن اي عمل يحصل في لبنان يكون على مسؤولية الدولة اللبنانية طالما ان الدولة اللبنانية امتزجت بمنطق المقاومة.

فمن الأجدى في هكذا وضع ان يطرح على الشعب اللبناني اكثر من خيار وبوضوح. كما نحن اليوم الدولة اللبنانية بأسرها بوضع حرب مع اسرائيل، تجاوزنا منطق المقاومة والحروب ونتحول حالياً وتدريجياً الى حروب وليس الى مقاومة. الذي حصل في صيف ٢٠٠٦ كان حرباً ولم يكن مقاومة الواقع تجاوز منطق المقاومة.

بمطلق الاحوال، ان الواقع والظروف تقضي بان نعيد النظر ونحدد معنى الالفاظ والكلمات. ان الذي يحصل على الارض اللبنانية الآن في الجنوب هو اقرب الى حرب مما هو مقاومة. وتحرير المزارع، على افتراض انها كلها لبنانية بنظر سوريا، تقتضي حربا عسكرية وليس مقاومة، طالما ان لا شعب يسكن حاليا هذه المساحة الجغرافية حتى تصح المقاومة. كما ان تعدي اسرائيل علينا يأخذ طابع الحرب النظامية، مما يقتضي ايضا مواجهته عسكريا ووطنيا وليس بالمقاومة الحزبية او المذهبية او المحلية.

من الواضح ان حزب الله يقحم البلد بحرب كلاسيكية تتجاوز منطق المقاومة وتأخذ هذه الحرب ابعادا لا يمكن مواجهتها الا بتعبئة وطنية وشرعية شاملة.

انا اتعجب كيف ان حزب الله وهو الضليع باللغة كيف يتمسك اليوم بتعبير المقاومة.. تعبير المقاومة كان صالحا قبل العام ٢٠٠٠ عندما كان الجيش الاسرائيلي في المدن والقرى اللبنانية وعندما انسحب من المدن والقرى والمناطق الآهلة لم يعد هناك مقاومة.. اليوم نحن في منطق التحرير والتحرير هو مهمة الدولة اللبنانية وللديبلوماسية اللبنانية دور طليعي، كما الخيارات الاقتصادية الوطنية وغيرها، او هناك دفاع وهذا من صلاحية الدولة اللبنانية... وعند هاتين الحالتين الشعب اللبناني ككل يكون اما جزءا من معركة التحرير واما جزءا من معركة الدفاع.. مصطلح المقاومة لم يعد ينطبق على الواقع القائم اليوم على الارض علينا ان نتفاهم على تحديد معنى الكلمات، والمطلوب هو تعبئة وطنية شاملة تحت قيادة الدولة.

منطق حزب الله وما تضمنه البيان الوزاري جعل لبنان بلد الممانعة والمواجهة منفردا في وجه اسرائيل، فالجبهة على طول الجولان السوري المحتل هادئة فلا مقاومة سورية ولا حرب تحرير فهل لبنان قادر على تحمل انعكاسات حرب اسرائيلية جديدة تستهدفه؟ كما حصل في صيف العام ٢٠٠٦؟

- اكيد لا.. اكيد لا.. نحن نعمل على تأجيل مشكلة ولا نعمل على حل مشكلة.

المقاربة القائمة تتجاوز المصلحة اللبنانية والمنطق اللبناني.. حزب الله عنده بعد خارجي، والبعد الخارجي غير مبال بالانعكاسات على الوضع اللبناني فلا احترام للدستور اللبناني ولا لتحقيق المصلحة اللبنانية العليا ولا يهمه امن واستقرار الشعب اللبناني ولا يهمه اذا لبنان دمر ام لا.. غير مبال لانه غير معني.. البعد الخارجي يهمه ان يحدف الحرب عن ارضه لتشتعل على ارض غيره وهذا ما يحصل والمؤسف ان في لبنان من يسهل هذا الامر وهذا ما عناه غسان تويني عندما تكلم عن حرب الآخرين في لبنان.

فخامة الرئيس كيف تفسر في هذا الظرف الاستنابات القضائية السورية بحق شخصيات سياسية وقضائية وامنية لبنانية في الوقت الذي يحكى عن زيارة لرئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق وفي الوقت الذي زار فيه العماد عون سوريا؟

- ليست بريئة على كل حال..

بعد مواقف النائب وليد جنبلاط منذ وثيقة البوريفاج واتخاذه موقفا متمايزا ما هو وضع ١٤ آذار هل ما زال متماسكا وهل روحية ثورة الارز ما زالت حية ام المطلوب اعادة النظر؟

- ما من شك المطلوب اعادة النظر وهذا ما قلته في اكثر من مناسبة.

ما هو الدور الذي يمكن ان تلعبه الكتائب من خلال نواب الحزب في المجلس النيابي ومن خلال وزيرها في الحكومة؟

- الكتائب دورها الاكبر هو على الساحة الوطنية وتحركها الوطني والشعبي وتأثيرها على الوضع العام ككل من خلال تعبئة القوى الشعبية من خلال خلق تيار وطني مؤمن بالقضية اللبنانية وبالسيادة الوطنية وبالنظام اللبناني المميز في هذا العالم هذا هو دور الكتائب. لا يمكن ان يختزل دور الكتائب بوزير او بعدد من النواب. دورنا تثقيفي دورنا تعبوي نطمح ان تبقى الكتائب ضمير لبنان.

قوى ١٤ آذار خاضت الانتخابات النيابية على اساس برنامج سياسي عنوانه العريض العبور الى الدولة وقد حافظت ١٤ آذار على الاكثرية النيابية فهل سعد الحريري الذي هو اليوم رئيس حكومة كل لبنان قادر على تحقيق هذا الشعار العبور الى الدولة؟

- يد لوحدها ما بتقدر تصفق. اكيد بتركيبة الحكومة من الصعب لاي انسان في اي موقع ان يحقق الاهداف التي يؤمن بها. الحكومة ملغومة من الداخل قراراتها معطلة سلفا طالما ان كل الامور ستتخذ بالتوافق، من تعيين حاجب في ادارة الى قرار الحرب والسلم وهذا القرار خارج عن صلاحية الدولة هذا القرار يحتكره حزب الله.. من تعيين حاجب الى تعيين مدير عام واتخاذ اي قرار لمصلحة البلد يتطلب اجماعاً، والاجماع صعب المنال خاصة عندما ينخلط الحابل بالنابل والمصالح الفئوية والمذهبية والطائفية والحزبية..

الوضع يدعو الى القلق؟

- هذه اول كلمة قلتها لك في بداية الحديث..

الازمات الاقليمية مترابطة بالازمات الدولية من باكستان الى العراق الى فلسطين الى الملف النووي الايراني والمحاولات الدبلوماسية لم تفلح في حلها.. هل لبنان قادر على تحمل انعكاسات اي انفجار عسكري في المنطقة برأيكم؟

- يحكى الكثير عن ارتباط لبنان بما قد يحصل في افغانستان وفي العراق وفي ايران وفي فلسطين وربما في زيمبابواي، انما السؤال المطروح هو كيف سنحصن الساحة اللبنانية في وجه كل هذه المخاطر. ان نحصن ساحتنا الداخلية في رأيي هو بالعودة الى فكرتي اعتماد الحياد الايجابي فنحفظ نفسنا وبلدنا من كل هذه التطورات الاقليمية وننظر لمصلحة بلدنا، نتوحد لنحقق مصلحة بلدنا ونحفظ حدودنا حتى لا نتأثر بمشاكل غيرنا. بدل ان نتكاتف لخير بلدنا وشعبنا نعمل العكس ونرمي انفسنا بالازمات الدولية ونلزم انفسنا بدون سبب بصراعات لا فائدة لنا فيها.. هنا بيت القصيد نحن من جهة نتخوف من انعكاسات الازمات الخارجية على الداخل ولا نقدم على اي شيء لتحصين ساحتنا الداخلية، وبامكاننا تحصين ساحتنا الداخلية.. ها هي سويسرا لقد قامت حروب داحس والغبراء في اوروبا ابان الحرب العالمية الاولى والثانية وبقيت سويسرا بمعزل عن الصراع.. لا اقول ان نكون كلبنانيين على هامش الصراع العربي - الاسرائيلي ولكن نحن نقحم انفسنا في ازمات لا علاقة لنا بها ولا الصراع العربي - الاسرائيلي له علاقة فيها.. ما هي علاقة لبنان بما يحصل في العراق، وفي داخل الصف الفلسطيني وبما يحصل في الملف النووي الايراني وبما يحصل في اليمن.. لماذا نفتش عن اية ازمة كونية لنقحم انفسنا فيها.. علينا ان نحفظ بلدنا ووحدتنا وساحتنا الداخلية.. عندنا قضية مركزية اسمها قضية فلسطين نحن متضامنون فيها حتى في قضية فلسطين ليس علينا ان نقحم انفسنا فيها منفردين يفترض ان نكون ضمن خطة عربية شاملة. هذا هو المنطق السليم اذا كان الانسان يخدم وطنه، لكن للاسف عندنا اطراف تريد اقحام لبنان رغما عنه في قضية افغانستان وان يتضامن مع شافيز في فنزويلا ضد الاميركان واقحام لبنان بمجموعة ازمات في الكون كله.. ونحن بالكاد بلدنا يقف على رجليه جراء الحروب والازمات العبثية.

سؤالي الاخير وعذرا سلفا فخامة الرئيس.. هل توصلت التحقيقات الى معرفة الجهة التي تقف وراء جريمة اغتيال نجلكم الوزير بيار؟

- ما عندنا اي خيط حتى اليوم.. نقحم انفسنا في قضايا كونية في حين علينا ان نرتب شؤون البيت اولا ونحمي اهلنا وشعبنا من الاغتيالات.. اغتيال بيار في وضح النهار وحتى اليوم ليس عندنا اي اشارة لا من المخابرات ولا من القضاء.. لا خيط حتى اليوم!

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 17 كانون الاول 2009

النهار

طلب الرئيس امين الجميل من وفد الرابطة المارونية الذي زاره برئاسة الدكتور جوزف طربيه وضع ورقة عمل تتضمن المواضيع التي قد تلتقي حولها القيادات المسيحية، وتصلح للمناقشة والتفاهم.

قال الوزير السابق حسن الرفاعي ان الدكتور عدنان السيد حسين الوزير الاستثنائي في الحكومة الاستثنائية ينطق باسم "حزب الله" ورئيس الجمهورية والدولة، فيقرر إلغاء ما شاء من القرارات الدولية...

تردد ان سوريا لا ترى دواعي لان يكون لزيارة الرئيس الحريري اليها جدول اعمال محدد.

السفير

طرحت مصادر دبلوماسية علامات استفهام حول سبب غياب السفير جيفري فيلتمان عن واشنطن بالتزامن مع الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان.

تردد ان مفاوضات جرت بين القصر الجمهوري والسفارة الاميركية على خلفية ملابسات تأشيرة دخول لأحد اعضاء الوفد الرئاسي اللبناني.

دققت جهات سياسية لبنانية في البرنامج الرئاسي في واشنطن وما إذا كان قد تم "استبعاد" أو "إشغال" أحد أعضاء الوفد عن أي من اللقاءات التي حصلت هناك.

المستقبل

تتحدث أوساط سياسية عن "توافق" على موضوع التعيينات، لكنها تتوقع "بعض الإثارة".

سأل مراقبون عن مسارعة حزب سياسي إلى نفي ما تردّد عن زيارة زعيمه إلى عاصمة عربية.

يتردد أن تياراً شمالياً في صدد تعزيز خطواته الانفتاحية تمهيداً لاستثمارها في خطته الهادفة لتعزيز انتشاره في مختلف المناطق اللبنانية.

اللواء

تعززت المخاوف في عواصم كبرى، ترددت أصداؤها في بيروت عن احتمال حصول مواجهة في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني·

يبدي مسؤولون في عاصمة معنية حيرة إزاء ما طلبه مرجع روحي، ما دام الانسحاب تمّ من لبنان؟!·

يتصرّف وزراء في الحكومة على خلاف الآمال التي علّقت على دورهم في المرحلة المقبلة·

الشرق

مسؤول استبعد العمل بقانون خفض سن الاقتراع الى 18 سنة في الانتخابات البلدية لعدم توفر الامكانات التقنية اللازمة؟

سياسي بارز اقترن اسمه بخبر عن زيارة قريبة سيقوم بها الى دولة خليجية اكدت اوساطه ان الخطوة سابقة اوانها؟!

وزير حزبي قال انه لن يكون في عداد وفد لبنان الرسمي الذي سيزور دولة شقيقة في المستقبل المنظور (...)

صدى البلد

وصف احد المراقبين تقاطر الوفود اللبنانية الى تقديم واجب العزاء في القرداحة بالقول انه "مأتم اللبناني في القرداحة".

يقال ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق ستأتي في اطار وفد رسمي يضم عددا من الوزراء يمثلون الوان الطيف الحكومي.

تساءلت اوساط معنية بالشأن الاجتماعي ان كانت التعديات على شبكة الكهرباء تأتي بنسبتها الكبيرة من قبل جهات سياسية واقتصادية نافذة.

 

المزاعم والادّعاءات الصهيونية ومخاطر تهويد القدس

 ميشال اده/السفير

تهويد القدس، أي الاستئثار اليهودي بهذه المدينة إنّـما يعني، في النظرة الصهيونية العنصرية التقليدية، إلغاء القدس بوصفها أرضاً مقدّسة ورمزاً دنيوياً وسماوياً مشتركاً بالنسبة للأديان السماوية. والتطرّف الصهيوني لا يعتبر التهويد مكتملاً إلاّ عندما ينجز إلغاء الطابع الكوني لبيت المقدس، بشراً ومعالم وتاريخاً، وذاكرةً للإنسانية جمعاء. فالتصدّي لهذا المشروع الكارثي ليس مسؤولية الشعب الفلسطيني الشهيد فقط وحصراً. بل هي مسؤولية عربية وإسلامية. مثلما هي أيضاً مسؤولية مسيحية كاثوليكية وأرثوذكسية، ومسؤولية الڤاتيكان بالتحديد، كما أنّها مسؤولية البشرية جمعاء.

غلاة الصهاينة الأكثر تشدّداً وتزمّتاً بالمعنيين السياسي والتلمودي، لا يعتبرون التهويد مكتملاً متحقّقاً إلاّ باقتلاع المسجد الأقصى لإعادة بناء «الهيكل» مكانه بالضبط.

فسياستهم مبنية على إعادة بناء هذا الهيكل المزعوم. ولها على الدوام وجهان أساسيان :

الأول، هو التطهير العرقي باقتلاع المقدسيين وتهجيرهم، مسيحيين ومسلمين. والذين يزداد عددهم، رغم ذلك، نظراً للنمو الديموغرافي الاستثنائي للمقدسيين المسلمين بخاصة.

أمّا الوجه الثاني للتهويد فيتمثل باعتماد أشكال متنوّعة من الإغراءات والتسهيلات ومن مظاهر الترغيب لاستقدام المزيد فالمزيد من اليهود للإقامة في القدس، بهدف مواجهة ذلك النمو السكاني العربي المقدسي من جهة. ومن جهة أخرى، لمواجهة هجرة اليهود المعتدلين والعلمانيين من القدس، بعدما بات تعايشهم مع المتطرّفين المتزمّتين أمراً مستحيلاً عليهم.

مشروع التهويد هذا يتّضح اليوم أكثر فأكثر بكونه تهويداً عملياً صريحاً نهائياً كاملاً لكل الضفة الغربية، وللقدس تحديداً. أمّا التداعيات المقابلة لهذا المشروع في الجانب الإسرائيلي فتتمثّل أساساً بالمتغيّرات النوعية التي بات المجتمع الإسرائيلي يشهدها. وجوهر هذه المتغيّرات هو التراجع الكبير لليسار وللمعتدلين اليهود، لا سيما التيار المعروف «بحركة السلام الآن». هذا التراجع قابله صعود، بل طغيان، قوى وتجمّعات التطرّف والتزمّت والتشدّد. الكتلة الأساسية الأشرس لهذا التطرّف تتمثّل بحركة ما يسمى «يشع»، أي «مجلس المستوطنات في الضفة الغربية». فهذا المجلس الذي كان ينمو تدريجاً، أصبح اليوم العنصر الطاغي بلا منازع على سياسة الحكومات الإسرائيلية، اليمينية والمعتدلة على السواء. غير أنّ هذا العنصر الجديد ليس طاغياً فقط على الحكومات الإسرائيلية، بل هو مؤثّر بشكل خطير جداً على كلّ ما يُطرَح من حلول سلمية الطابع، وعلى أوضاع المنطقة برمّتها، بل أوضاع العالم بأسره.

لماذا ؟

لأنّ الحكومة الإسرائيلية التي يتحكّم بخياراتها وقراراتها مجلس «يشع»، أي المستوطنون بالذات، تملي إرادتها وقراراتها بشكل طاغ على اللوبي الصهيوني (الإيباك) في الولايات المتحدة وتحدّد له الخيارات والمواقف. وهذا اللوبي يمارس بدوره تأثيراً حاسماً على الحكومة الاميركية التي ترخي بثقلها الحاسم على مواقف وقرارات الامم المتحدة. وهكذا، أصبح مجلس «يشع» أي المستوطنون، هو الفاعل الأساسي في توجيه سياسة إسرائيل والتأثير الفعلي بالتالي على مجرى السياسة العالمية. وعلى هذا، فإنّه لمن السذاجة بمكان ومن قبيل التبسيط المأساويّ النتائج ليس إلاّ، أن يُسْتَسْهل أمر إزالة المستوطنات أو تجميد ما يعتبره الصهاينة حق نمّوها الطبيعي المزعوم بمجرّد مطالبة إسرائيل بذلك لفظياً، وبالاكتفاء بالإصرار على هذه المطالبة وحسب.

العملية السلمية التي بدأت في مؤتمر مدريد عام 1991 كانت مبنية على مبدأ الأرض مقابل السلام. لكنّها أصبحت مع حكومات شارون ونتنياهو المتزمّتة مرفوضة تماماً، ليحلّ محلّها فرض الاستسلام تحت عنوان السلام مقابل السلام فقط. وهذا من دون أي ذكر أو أي تعهّد بالتخلّي عن أي شبر من الأراضي المحتلّة في كل أرض فلسطين، والتي يُعمل على ضمّها الى إسرائيل.

مشروع التهويد هذا لا يحيا إلاّ على فرض الاستسلام. لا سيما أنّ عمليّة السلام تطالب إسرائيل : أولاً: بإزالة المستوطنات من الضفة الغربية. وهذه مسألة ترفضها إسرائيل بشكل قاطع، وعلى لسان نتنياهو بالذات وسائر القيادات الإسرائيلية. بل يجسّد نتنياهو هذا الرفض القاطع بتوسيع المستوطنات القائمة وبناء المزيد والمزيد منها، وفي القدس بخاصة. فالضفة الغربية إنما هي، بحسب عقيدة هذا التطرّف، «يهودا والسامرة» بالذات. أي أرض إسرائيل الحقيقية الأصلية بزعمهم. فكيف يجوز لإسرائيل أن تنسحب من أرضها «Eretz Israel» وفق عقيدتهم؟

ثانياً : العملية السلمية تطالب إسرائيل كذلك بالتخلي عن القدس، أي القدس العربية. لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ما تزال تصّر على اعتبار القدس العربية هي أورشليم ذاتها القديمة الأصلية، وتعلنها عاصمة إسرائيل الأبدية. ولذا فهي تتابع قضمها وتهويدها حيّاً حيّاً وبيتاً بيتاً . ذلك أنّ الأحياء الغربية في القدس لم يبنها اليهود إلاّ في بدايات القرن العشرين المنصرم.

ثالثاً : العملية السلمية تطالب إسرائيل أيضاً بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طردتهم عام 1948. وهذه مسألة تعتبرها حكومات إسرائيل جميعها من رابع المستحيلات. سياستها في هذا الخصوص هي توطين الفلسطينيين أينما يوجدون وليس عودة أيّ منهم على الإطلاق.

رابعاً : وأخيراً العملية السلمية تقول بالحلّ على أساس دولتين : قيام دولة فلسطينية مقابل دولة إسرائيل القائمة. وهو ما يعتبره التطرّف الصهيوني من رابع المستحيلات كذلك. وعندما برز الى العلن الضغط الاميركي على نتنياهو مؤخّراً في هذا الصدد، اضْطُرَّ الى القول لفظاًً ليس إلاّ، بدولتين، لكنّه ربط ذلك بالشروط التعجيزية المذكورة أعلاه، مضيفاً إليها شرط القبول والاعتراف الفلسطيني والعربي والدولي بيهودية دولة إسرائيل. وهذا ما يؤدّي حكماً الى اقتلاع وطرد فلسطينيي 1948 من دولة إسرائيل بكونهم غير يهود، إذْ أن وجودهم داخل إسرائيل يناقض يهوديتها المزعومة.

[[[

ماذا يعني فعلاً قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية، بمنظار الصهاينة المتطرّفين المتزمّتين؟

الدولتان إنّما تعنيان دولة عربية في الضفة والقطاع، وهي الدولة الفلسطينية المزمع إقامتها، وسكانها جميعهم من الفلسطينيين. ودولة مختلطة هي إسرائيل الحالية، وسكانها من اليهود ومن عرب 1948. وهي الدولة التي يتوقّع الإسرائيليون اليهود أن تتحوّل حكماً وتدريجاً الى دولة يغلب عليها الطابع العربي، وهو الذي يشكّل اليوم أكثر من 20 % من عدد السكان. وَلَسوف يصبح بعد حوالى 25 سنة الطابع الغالب قطعاً بفعل ارتفاع معدّل النمو السكاني العربي، وتراجع هذا المعدّل لدى اليهود عموماً. وهذا ما يسمّيه التطرّف الصهيوني «القنبلة الديموغرافية»، والذي حملهم منذ عقود على السعي الى تنفيذ ما أسموه «الترانسفير» لعرب 1948، أي اقتلاعهم من داخل إسرائيل.

الإسرائيليون بغالبيتهم باتوا يتملّكهم الخوف من حتمية الغرق في هذا الطوفان الديموغرافي الفلسطيني. وبالتالي، فلسوف تظلّ إسرائيل متمسّكة برفضها حل الدولتين، وبالسعي دائماً وأبداً الى ضمّ الضفة الغربية لدولة إسرائيل الحالية. ففي أي مكان، إذن، سوف تقوم الدولة الفلسطينية المفترضة؟ هل يعقل أن تقوم، في نظر الصهاينة، على أرض إسرائيل ذاتها؟

هذا ما يلقي ضوءاً إضافياً على حقيقة التشبّث الإسرائيلي بالمستوطنات وتوسيعها وبناء المزيد منها على أراضي الضفة الغربية كافةً. وهو ما ينفّذه نتنياهو حرفياً بمواقفه وسياسته، وبصراحة تعبيره عنها عملاً وقولاً.

بعد هذا كلّه، إذا به، نتنياهو، يتكرّم بدعوة الفلسطينيين الى المباشرة بالمفاوضات ولكن من «دون شروط مسبقة»، على حدّ قوله. فعلامَ ستدور إذن هذه المفاوضات ما دام قد حدّد لها نتائجها وخواتيمها قبل أن تبدأ ؟ نتنياهو ـ وليس الفلسطينيون ـ هو من يضع الشروط، بل يتابع تنفيذ جوهرها وتفاصيلها على الأرض، ثمّ يدعو الفلسطينيين للمصادقة عليها. أي على سياسة قتل أنفسهم وقضيتهم بأنفسهم.

إنّها ليست دعوة للفلسطينيين الى المشاركة في مفاوضات. بل هي ورقة جلب لهم لإعلان موافقتهم الصريحة على التخلّي التام عن أبسط عناوين قضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة. إنّها دعوة للفلسطينيين الى الاستسلام الكامل الناجز، وقبولهم بالفتات الذي يعرضه عليهم نتنياهو، ألا وهو «السلام الاقتصادي»، أي مجرّد كسرة خبز تجعلهم على قيد الحياة ولو الى حين.

[[[

عَلامَ يقوم حقاً وصراحة هذا الجبروت الذي يطبع سياسة نتنياهو؟

لنكن صريحين هنا. ولنكفّ عن خداع أنفسنا المستمرّ عقوداً وعقوداً.

إنّه يستند بخاصة الى سلاح بالغ الفعالية ألا وهو انعدام مواجهة حقيقية تعترض سبيله. وهي المواجهة التي لا يمكنها إلاّ أن تكون عربيةً، بَدْءاً ومنْ حيثُ الأساس. فما دمنا مكتوفي الأيدي ننشد الغيث من صلاة استسقاء الآخرين فعبثاً نرتجي نزوله. لن تقوم قائمة حقيقية لأي دور، ولا لأي سعي آخر، إذا لم يستند الى حضور الدور العربي المفقود.

التهويد يتغذى ويستقوي بغياب هذا الدور. بل أكاد أن أقول بالتخلّي العربي الرسمي حتى عما يمليه أضعف الإيمان.

إذْ ما الذي فعله العرب والفلسطينيون في مواجهة جموح التطرّف الصهيوني منذ اتفاق أوسلو عام 1993 وحتى اليوم؟

لقد اندفعوا في سلسلة من المفاوضات التي بدأت مع حكومة يتسحاق رابين آنذاك.

إثر ذلك، تمّ انسحاب إسرائيلي تدريجي من بعض المناطق في أريحا وغزّة ورام الله وبيت لحم. وبعدما اغتيل رابين على يد متطرّف صهيوني عام 1995، استمرّت المفاوضات مع حكومة شيمون بيريس. وبعد سقوطه في انتخابات 1996، استؤنفت لفترة قصيرة مع حكومة بنيامين نتنياهو الذي لم يكتف بوقف الانسحابات، لا بل أطلق عملية بناء المستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية. وانتهى الى تعطيل المفاوضات. وهو الأمر الذي أدّى الى اندلاع عمليات مقاومة فلسطينية جديدة أخذت بالتصاعد. وهذا ما عجّل بسقوط حكومة نتنياهو عام 1999 ومجيء حكومة إيهود باراك، الذي استأنف المفاوضات، متابعاً في الوقت ذاته حركة الاستيطان وتوسيعها. غير أنّ هذه المفاوضات التي جرت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات بمشاركة الولايات المتحدة انتهت الى الفشل المدوّي الذي تَوَّجَهُ شارون باقتحامه الاستفزازي للمسجد الأقصى. الأمر الذي أدّى الى اندلاع انتفاضة الأقصى الكبرى. وإثر سقوط باراك في انتخابات 2001، تسلّم الحكم أرييل شارون الذي أفشل وأجهض كل المحاولات التي سعى إليها تباعاً الرئيس جورج بوش الإبن من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتوصّل الى حل سلمي، وذلك من خلال إيفاده ممثلين له في هذه المساعي، وكانوا على التوالي جورج ميتشيل وجورج تينيت وأنطوني زينّي ووليم بيرنز. لكنّ شارون لم يكتف بإجهاض كل هذه المحاولات، بل أعاد احتلال كل المناطق التي كان انسحب منها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وارتكب هذا الجيش في هذه العمليات عدة مجازر ولا سيما في جنين وبيت لحم ورام الله وغيرها.

أمّا في عهد حكومة أولمرت الذي خلف شارون بعد إصابته بعارض صحي خطير، فتمّت العودة الى نغمة المفاوضات، فيما تابع أولمرت هو أيضاً وفي الوقت نفسه، كسائر أسلافه، وبصورة متزايدة تنشيط حركة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس. الى أن سقط وحلّ محلّه نتنياهو في الحكومة الحالية، معلناً بادئ ذي بدء رفض إزالة المستوطنات أو حتى تجميد الاستيطان بل المضي في بناء المزيد منها وتوسيعها، بما في ذلك استكمال تهويد القدس بكلّ أشكال العنف والتنكيل والطرد واحتلال البيوت، والإصرار على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل بما يعنيه ذلك من اقتلاع لفلسطينيي الـ1948 من داخل إسرائيل، ناهيك عن إعلان رفضه لحقّ العودة بصورة مطلقة.

إذن، ست عشرة سنة من المفاوضات العقيمة لم تقدم شيئاً على الإطلاق للفلسطينيين. لا بل أسقطت حتى اتفاق أوسلو. وكانت هذه المفاوضات مجرّد أداة بيد إسرائيل انتهزتها لتزرع أرجاء الضفة الغربية والقدس بالمئات والمئات من المستوطنات، بحيث يغدو من المستحيل على أي مفاوضات لاحقة، حتى لو كانت جدية، أن تصل الى أيّ نتيجة. وهذا ما يكرّسه نتنياهو اليوم بفرض شروطه التي تحرم الفلسطينيين من أي حق من حقوقهم.

أمّا العرب، وعلى المستوى الرسمي بخاصة، فاقتصرت جهودهم، في تلك الأثناء، على انتظار النتائج من مفاوضات شاءتها إسرائيل أن تستمرّ صوريّة وحسب من دون أي نتائج. ولقد انتهى الأمر بالدول العربية الى حدّ التخلّي حتى عن أبسط مظاهر الاهتمام التي كانوا يبدونها سابقاً.

[[[

عندما كانت القمم العربية تلتئم على مستوى الملوك والرؤساء على سبيل المثال، ومن ثمّ على مستوى وزراء الخارجية، لم تعد تعقد حتى على مستوى السفراء للتباحث في مجريات القضية الفلسطينية.

كما أنّ الدول العربية التي وقّعت اتفاقات سلام منفرد مع إسرائيل أو بعض التي لم توقّع، تستمرّ في علاقات التطبيع بأشكال مختلفة، بدل أن تقطعها أو تجمّدها على الأقلّ لتضغط بذلك على إسرائيل، أقلّه من أجل تجميد المستوطنات.

ولكم يحزّ في النفس أن ينزلق الفلسطينيون بدورهم أو أن يُستدرجوا للوقوع في أحابيل إسرائيل.

لقد حرصت شخصياً على الدوام، على تجنّب توجيه النقد الى المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير. فالشعب الفلسطيني هو دائماً الضحية، وهو المستشهد يومياً، وهو المدافع بلحمه الحيّ عن مجرّد الحقّ في الحياة.

لكنّ التشرذم الفلسطيني الحالي كارثة حقيقية. الصراع الحادّ المدمّر بين الفلسطينيين أنفسهم، بين السلطة وفتح وحماس تحديداً، ليس سوى خدمة مجانية يسديها، بكامل الوعي لمفاعيلها المدمّرة، أبناء القضية أنفسهم الى جلاّدي شعبهم. أرجو أن تصغوا الى ما يقوله حرفياً في هذا الخصوص رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية في تقريره المقدّم أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست منذ حوالى الشهر :

«إنّ الوضع الفلسطيني الداخلي حيث العداء بين الفصائل يزيد حدّة وشدّة على العداء لإسرائيل، هو عامل أساسي جعل إسرائيل تعيش هدوءاً أمنياً لم تشهده من عشرات السنين» (جريدة «الشرق الأوسط»4/10/2009).

هذا أمر غير مفهوم، وغير مبرّر فلسطينياً على الإطلاق. مثلما يصعب أن يُفهم فعلاً بعض من مواقف السلطة الفلسطينية حيال مسائل جليلة الشأن والتداعيات على مصير القضية الفلسطينية ذاتها.

وإذا كان وزير المعارف الإسرائيلي الأسبق، زعيم حركة ميريتس يوسي ساريد، قد لاحظ محتجاً على حكام إسرائيل الحاليين، في مقال له في «هآرتس» (19/10/2009) «أنّ نتنياهو وباراك يريدان تحويل الشريك (والمقصود الرئيس محمود عباس) الى عميل بهدف قتله»، فهل يكون لزاماً على قادة فلسطينيين أن يتّخذوا مواقف ملتبسة مثيرة للتساؤل، ممّا يشكّل بذاته سلاحاً ماضياً بيد نتنياهو يواجه به كل من يعلن إدانة إسرائيل، ويطالب بإحالتها الى المحاكمة؟

أمّا رئيس حكومة السلطة الفلسطينية السيد سلام فياض فقد أعلن أنّ الأولوية عنده هي بناء الاقتصاد الفلسطيني. وعليه، فهو لا يعوّل على مفاوضات والمزيد منها من أجل إزالة المستوطنات وتثبيت حقّ العودة والخوض في موضوع يهودية الدولة الإسرائيلية، وتهويد القدس. وهو يعتبر أنّه إذا تمكّن من بناء اقتصاد فلسطيني متين يسهل عليه أن يحصل على موافقة إسرائيل على الدولة الفلسطينية العتيدة بعد سنتين.

على هذا الأساس أعلن أنّه يوافق على اقتراح نتنياهو المتعلّق «بالسلام الاقتصادي» تسهيلاً للوصول الى الهدف أعلاه.

لكنّ هذا الموقف، لا يخدم بكل أسف إلاّ مصلحة إسرائيل، ويشكّل بحدّ ذاته سلاحاً إضافياً بيد نتنياهو في استمراره بسياسة الاستيطان والتهويد والقضاء على حقّ العودة. فيما العرب لا يعيرون اهتماماً جدياً للأوضاع الجارية، يشهد العالم هبّة حقيقية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الشهيد. فعلى أثر المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزّة، شكّلت الأمم المتحدة لجنة لتقصّي الحقائق في الجرائم بشأن الحرب الإسرائيلية على غزّة. وأوكلت رئاستها الى القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون ـ وهو اليهودي «الصهيوني الأصيل» كما يعرّف عن نفسه. وبعد إجراء التحقيق طيلة بضعة أشهر، أصدر تقريره الذي يعلن فيه إدانة دولة إسرائيل لارتكابها جرائم حرب وجرائم ترتقي الى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

فتسبّب تقريره بإشاعة الذعر في صفوف قادة إسرائيل الحاليين ومنهم إيهود باراك وقادة الجيش. فاضطرّوا الى تجنّب السفر الى بلدان عديدة كانت قد أعلنت، بعد صدور التقرير، عن اتخاذها التدابير اللازمة لإلقاء القبض عليهم وتحويلهم الى المحكمة الدولية. هذا ما جرى في انكلترا، وفي الدانمارك، ودول اسكندينافية وأوروبية أخرى.

وبإزاء الحملة الشرسة التي شنّتها إسرائيل على هذا القاضي واتهامه بخيانة اليهود، أصرّ هو في حينه على التمسّك بإدانته «ممارسات قادة إسرائيل وليس شعبها»، على حدّ قوله، مضيفاً أنّ ضميره لا يتحمّل السكوت عن مثل تلك الممارسات.

ففيما هذا القاضي اليهودي ودول عديدة في العالم يدينون إسرائيل، إذ بنا نجد بعض الدول العربية والرئيس محمود عباس يتبادلان الاتهامات بالعمل على عدم تحويل تقرير غولدستون الى المحكمة الدولية مراعاةًَ منهم لنتنياهو من أجل موافقته على استئناف المفاوضات.

أمّا إسرائيل فتركّز حالياً على مطالبة الفلسطينيين بخاصة، والدول العربية الأخرى بعدم التمسّك بهذا التقرير، بل تجاهله تماماً.

[[[

إنّ الولايات المتحدة الأميركية ذاتها بدأت تشهد في داخلها تحوّلات نوعية ملموسة تختلف بوضوح عن سياسة التأييد والدعم الدائمين لإسرائيل كما كان الأمر من قبل. فاللوبي اليهودي الجديد «جي ستريت» الذي أنشأته مؤخراً مجموعة من اليهود الأميركان، في مواجهة «الإيباك» اللوبي الصهيوني العريق المنحاز دائماً لسياسة إسرائيل والتطرّف الصهيوني، والواسع النفوذ والتأثير في الولايات المتحدة، هذا اللوبي الجديد بدأ يتحرّك وينشط معرّفاً عن برنامجه وأهدافه بشعار : «تأييد إسرائيل وتأييد السلام». وبدأ يدعم مواقف الرئيس أوباما التي سبق وأعلنها منذ انتخابه، بضرورة إزالة المستوطنات من أجل الدخول بمفاوضات جدية. وقد تسبّب هذا الأمر في استنفار إسرائيل والتطرّف الصهيوني ضدّه، وبدأت إسرائيل تشنّ حرباً ضروساً عليه داخل الولايات المتحدة نفسها، ونجحت منذ يومين تحديداً في إلحاق خسارة انتخابية بالرئيس أوباما في ولايتي فرجينيا ونيو جرسي اللتين انتخبتا حاكمين من الحزب الجمهوري. وهذا في الوقت الذي كان أوباما قد أحرز فيهما تفوّقاً كبيراً في معركة الرئاسة.

إنّ مناهضة «الإيباك» بصورة علنية، ومن قبل يهود أميركان، إنّما تعني بداية اعتراض علني داخل الولايات المتحدة ذاتها على سياسة قادة إسرائيل المتطرّفة والمعطّلة للسلام.

الحملة الشرسة التي تشنّها اليوم إسرائيل وغلاة التطرّف الصهيوني على الرئيس أوباما ومجموعة «جي ستريت» وصولاً الى اتهام أعضائها اليهود بمعاداة إسرائيل، بل وصمهم بنزعة معاداة السامية، أفلا تكفي العرب الساكتين المطبّعين دليلاً، ليدركوا أنّ اعتصامهم بالصمت عن قادة إسرائيل، وتمسّكهم بالتطبيع معها، قد أصبح سلاحاً مسنوناً في يد نتنياهو لتسديد الضربة القاضية للشعب الفلسطيني وقضيته، وللقدس والمسجد الأقصى، وللسلام في المنطقة؟؟

ثمّة في العالم وقفة واضحة المعالم، مقدامة، ضدّ سياسة قادة إسرائيل المتزمّتة والتطرّف الصهيوني. في حين أنّ السياق العربي ليس غير التخلّي.

أمّا وأنّ الساحة تُخلى عملياً أمام جموح التطرّف الصهيوني المتشدّد، فإنّه يُخشى حقيقة أن تقدم حكومة إسرائيل الحالية على افتعال ظروف وأجواء تسرّع شنّ الاعتداء المعدّ سلفاً على الحرم الشريف والمسجد الأقصى، في غمرة حملتها العسكرية التنكيلية المستمرّة التي ما انفكّت تتابعها أصلاً داخل المسجد الأقصى ذاته وفي ما حوله.

ليس مستغرباً أبداً أن يتمّ انتهاز الاستمرار في أجواء التشنّج والتوتّر الهستيري، للإقدام على إحراق المسجد الأقصى وتدميره لا سمح الله. وهذا، من قبل متطرّفين مدسوسين أو مستغلّين للأحداث الدموية الجارية. عندها سوف تقع الكارثة. فتسارع إسرائيل والصهاينة الى مخاطبة العالم لامتصاص ردود الفعل بالإعلان عن استنكارها وعن تشكيل لجان تحقيق وتعقّب المجرمين، والقول للجميع في العالم : ماذا تريدون منّا أكثر من ذلك؟ هل تريدون تدمير الدنيا بأسرها رداً على جريمة ارتكبها فرد أو مجموعة من المتطرّفين المهووسين؟

على العرب جميعاً، وعلى المسلمين في سائر بلدانهم، وعلى المسيحيين قاطبة، أن يدركوا أنّ إنقاذ المسجد الأقصى من المخطّط الجهنّمي إنّما الآن وقته، وليس في ما بعد. على الجميع أن يدركوا بأنّه كلّما أحرز التطرّف الصهيوني وإسرائيل المزيد من النجاح والتقدّم في سياسة الإجهاز الكامل على الشعب الفلسطيني وعلى الضفة الغربية، كلّما ازداد الخطر الفعلي على المسجد الأقصى.

الوقفة أوانها الآن وليس غداً. ليس أبداً عندما تضع إسرائيل العالم أمام الأمر الواقع.

الوضع أشدّ قتامة بل أخطر من أي وقت مضى، منذ إعلان الكيان الصهيوني في فلسطين. ولكن ليس من حلّ حقيقي إلاّ باعتماد حلّ الدولتين على أساس مبادرة قمّة بيروت العربية التي أطلقها العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز. إلاّ أنّ ذلك يستدعي من الجميع العمل الملموس والتعبئة الحقيقية وليس التأييد اللفظي، من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يؤكّد رغبة العرب في السلام لجميع دول المنطقة بما فيهم إسرائيل.

**ألقيت في قصر الأونيسكو بمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة ثقافية عربية (2009)