المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
23 كانون الأول/2009

المزامير 112/1-10

هنيئا لمن يخاف الرب ويسر بوصاياه جدا، يكون نسله قويا في الأرض، فالمستقيمون يباركهم الرب، ويكون المال والغنى في بيته، وحقه يدوم إلى الأبد، النور يضيء في الظلام للمستقيمين، لأن الرب حنون ورحيم وعادل، الرجل الصالح يتحنن ويقرض ويدبر أموره بالإنصاف، الصديق لن يتزعزع إلى الأبد، وذكره يبقى مدى الدهر، لا يخاف من خبر السوء، وبقلب ثابت يتكل على الرب، قلبه راسخ فلا يخاف حينما يرى خصومه، يوزع ويعطي البائسين، ففضله يدوم إلى الأبد ورأسه يرتفع بالمجد، يراه الشرير فيغتم ويصر بأسنانه ويذوب. فرغبات الشرير تبيد

 

مخابرات الجيش أوقفت مطلق النار على الباص السوري

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار/أفادت المعلومات أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت من توقيف مطلق النار على الباص السوري في محلة ديرعمار، يدعى شوقي الناظر ويحمل هوية "قيد الدرس".

 

سليمان اتصل بالأسد مستنكراً وأمر بالتحقيق والحريري اعتبرها موجهة ضد لبنان  

مجلس الوزراء اللبناني يشجب حادثة الاعتداء على الحافلة السورية

 بيروت - "السياسة": شجب مجلس الوزراء اللبناني الاعتداء الذي استهدف الحافلة السورية في منطقة دير عمار, واعتبره محاولة تخريب للعلاقات اللبنانية - السورية وأعطى التعليمات اللازمة للأجهزة العسكرية والأمنية لاتخاذ الإجراءات الفورية للكشف عن الفاعلين وملاحقتهم وتوقيفهم. وقد أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن حادثة الاعتداء على الحافلة السورية موجهة ضد لبنان وأمنه واستقراره, مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد, مبدياً أسفه لوقوعها, ولفت إلى أنه أعطى التوجيهات اللازمة بمتابعة التحقيقات حتى النهاية. من جهته, أشار رئيس الحكومة سعد الحريري خلال مداخلته في الجلسة إلى دور المملكة العربية السعودية الداعم بشكل كامل للبنان ولحكومته, ولما قامت به في التمهيد لزيارته إلى دمشق, متحدثاً عن أجواء الوضوح والصراحة والصدق التي سادت محادثاته في سورية. وأكد أنه تم البحث في ترسيم الحدود وفي قضايا أخرى سوف تتابع في الأسابيع القليلة المقبلة مع الوزارات والإدارات المختصة لكي "نشهد ترجمة عملية" لما حققته زيارته إلى دمشق, معتبراً أن حادثة الاعتداء على الحافلة السورية موجهة ضد لبنان, وضد ما حققته زيارته إلى دمشق. إلى ذلك, رأى وزير العدل إبراهيم نجار, أن زيارة الحريري لدمشق منتجة على ما يبدو, لافتاً إلى أنه تفاجأ بمدى ارتياح الحريري لمحادثاته مع الأسد, والتي سادها جو من المصارحة. وقال إن رئيس الحكومة أبلغ الحكومة أنه اتفق مع الرئيس الأسد على تفعيل المؤسسات والعلاقات بين البلدين بالنسبة إلى الموضوعات الاقتصادية, مشيراً إلى حصول اتفاق على العمل لبدء ترسيم الحدود. من جهته, رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني, أن حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية هدفها عرقلة عودة مسار العلاقات اللبنانية - السورية إلى طبيعته, لافتا إلى أن هناك من هو متضرر من نجاح الحريري في قيادة السفينة اللبنانية إلى بر الأمان بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

في غضون ذلك, سطر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان أمس, استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية في حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية, مطالباً بالتحري عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين وكشفهم وسوقهم إلى دائرته.

 

أبو الغيط: مصر لن تقبل بأن يهدد أحد أمنها القومي

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009/لبنان الأن

أكّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر "لن تسمح لأي دولة بالتدخل في القرارات التي تتخذها للحفاظ على أمن أراضيها وسلامتها كما وأنها لن تقبل أن يهدد أحد أمنها القومي"، مشدّداً على أنه "من حق القاهرة إقامة أي إنشاءات داخل أراضيها أو وضع أي أجهزة للتنصت"، مضيفاً أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تُقام على أساس الخطوط المحددة في العام 1967 خصوصاً أن العرب اليوم متمسكون بمبادرة السلام العربية، وإعادة الأراضي المتبقية للبنان والجولان"، مطالباً اللجنة الرباعية الدولية "بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين".

أبو الغيط، وفي حديث إلى قناة "العربية"، لفت إلى أنه "يجب مساعدة حركة "حماس" على التحرك باتجاه توقيع إتفاقية المصالحة الفلسطينية التي وقعتها "حركة فتح"، وبالتالي فإن المبادرة المصرية للمصالحة الفلسطينية متوقفة وإعادة طرحها اليوم غير مناسبة في ظل إستمرار الفلسطينيين في تبادل الإتهامات صبحاً ومساءً". إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري أن "هناك صعوبة في العلاقة المصرية -  الإيرانية"، واصفاً لقاء الرئيس مبارك مع رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني بأنه "واضح وصريح"، معرباً عن أمله في أن "يشهد المستقبل تحسنًا في العلاقات بين مصر وسوريا على الرغم من أن مثل هذا التطور لن يتم قريباً"، مؤكداً في مجال آخر أن "مصر تدعم العراق بشكل كامل حتى يتحقق الإستقرار والإنسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق".

 

الجماعة الإسلامية في لبنان تتحضر لمنافسة "المستقبل" في الأوساط السنية  

ستتحول قريبًا إلى حزب بعد استكمال تغيير قيادتها

السياسة/تعتبر الجماعة الاسلامية في لبنان المجموعة الأكثر تماسكًا وجهوزية عقائدية, فضلاً عن تمتعها بدعم خارجي لكونها جزءًا من تنظيم "الإخوان المسلمين" العالمي, وبالتالي يُخشى من أن يؤدي أي تراجع في شعبية "تيار المستقبل" السني في البلاد إلى سيطرة الجماعة شعبيا على الطائفة المذكورة, ويُخشى أيضًا لجوء أفرقاء إسلاميين آخرين متشددين حيال الشيعة وغيرهم عقائديًا إلى العمل تحت عباءة حزب "الإصلاح والتنمية" الجديد. ويخشى متابعون لتفاصيل التطورات في المجموعات السياسية والطائفية في لبنان أن يؤدي أي تراجع في وضع "تيار المستقبل" الشعبي والسياسي على المدى الطويل إلى صعود "الجماعة الإسلامية" إلى سدة القيادة في الطائفة الإسلامية السنية باعتبارها المجموعة الأكثر تماسكًا وجهوزية عقائدية, فضلاً عن تمتعها بدعم خارجي لكونها جزءًا من تنظيم "الإخوان المسلمين" العالمي. ويلاحظ أن هذه الجماعة التي باشرت إعادة تنظيم نفسها أخيرًا تسير على خطى "الإخوان" أعضاء التنظيم نفسه في تركيا, حيث تسلم حزب "العدالة والتنمية" رئاسة الحكومة, إذ أن الجماعة الإسلامية في لبنان تتجه إلى التحول حزبًا يحمل اسم "الإصلاح والتنمية", وقد حصلت على "علم وخبر", أي ترخيص من وزارة الداخلية لهذه الغاية. وذكر موقع "إيلاف" الإلكتروني أن هؤلاء المتابعين لا يرون في تحويل الجماعة حزبًا إلا تحضيرًا لمنافسة "تيار المستقبل" في الشارع السني, ويخشون لجوء أفرقاء إسلاميين آخرين متشددين حيال الشيعة وغيرهم عقائديًا إلى العمل تحت عباءة الحزب "الإصلاح والتنمية" الجديد, الأمر الذي يمكن أن يعقد الأوضاع اللبنانية في حال نشوء أي أزمة أكثر مما هي معقدة. وقال أحد المتابعين "شخصيًا أفضل أن تكون الطائفة السنية في لبنان بقيادة من يرتدون ربطات عنق وليس العمائم".

 

جنبلاط غير مستعجل لزيارة سورية والأمور في وقتها  

بيروت - "السياسة": أكد مصدر مقرب من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في اتصال مع "السياسة", أن جنبلاط غير مستعجل لزيارة دمشق, لكنه لن يتردد في الذهاب إليها في حال وجهت إليه الدعوة في الأيام القليلة المقبلة, وأن الأمور في وقتها. ورأى أن جنبلاط لو كان يريد الاستعجال والذهاب إلى سورية قبل رئيس الحكومة سعد الحريري, لكان ذهب إليها بعد الثاني من أغسطس الماضي, عندما نقل إليه أحدهم, بأن أبواب العاصمة السورية مفتوحة أمامه. وأضاف أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" كان مرتاحاً جداً لزيارة الحريري إلى سورية, لأنها فتحت الباب على علاقات واضحة وصريحة مع الجانب السوري, وهذا ما كان يتمنى تحقيقه في هذه المرحلة بالذات, وهو الذي نصح الحريري بالتريث وعدم الذهاب إلى سورية, إلا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ونفى أن يكون جنبلاط تلقى إشارات سلبية تؤخر ذهابه إلى سورية, أو أن الرئيس السوري بشار الأسد غير متحمس للقائه وأن رئيس "الاشتراكي" بإمكانه زيارة سورية ساعة يشاء من دون أن يلتقيه, طالما أنه لا يحمل أية صفة رسمية. واعتبر المصدر أن هذه المعلومات غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة, وأن زيارة جنبلاط إلى الشام للقاء الأسد, ستتم في موعدها, كاشفاً عن اتصالات تجري خلف الكواليس لتحديد موعد هذه الزيارة, تماماً كما حصل قبل زيارة الرئيس الحريري.

من جهة ثانية, أكد مصدر نيابي قريب من رئيس الحكومة سعد الحريري ل¯"السياسة" أنه جرى توافق بين الحريري والأسد على البدء بترسيم الحدود بين البلدين, بدءاً من الشمال إلى الجنوب ما عدا مزارع شبعا, باعتبارها من وجهة النظر السورية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي, ولا يمكن للفرق الفنية التي تتعاطى في ملف الترسيم, الدخول إليها حتى بمساعدة المراقبين الدوليين.

وأشار إلى أن الحريري اقترح تسليم الخرائط للجانب اللبناني التي تثبت لبنانية هذه المزارع لإحالته إلى مجلس الأمن الدولي, وتسليمه بعد ذلك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء اللازم والضغط على إسرائيل للانسحاب منها وفق القرار الدولي ,425 لكن الأسد استمهل الحريري بعض الوقت, للتشاور مع قيادته حول هذه النقطة, كما اتفق الطرفان على بحث مصير المجلس الأعلى اللبناني- السوري لاتخاذ الموقف المناسب منه في وقت قريب.  أما في موضوع منع تهريب السلاح إلى الداخلي اللبناني ومعالجة سلاح المنظمات الفلسطينية خارج المخيمات, فإن الأسد وعد الحريري بمعالجة هذا الموضوع في أقرب فرصة, بعيداً عن التداول الإعلامي. ونقل المصدر عن الرئيس الحريري حديثه عن بداية مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية-السورية, تقوم على احترام خصوصية كل بلد.

 

 البيت الأبيض: كانون الأول "مهلة نهائية جديّة" قبل فرض العقوبات على إيران 

الثلاثاء 22 كانون الأول  2009/أعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان كانون الأول الحالي هو "مهلة نهائية جدية" وضعها المجتمع الدولي قبل أن يفرض عقوبات جديدة محتملة على ايران وبرنامجها النووي. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كرر رفضه لهذا الموعد الذي حددته الولايات المتحدة، لقبول الاتفاق الذي تمّ بوساطة الامم المتحدة، بهدف تبديد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي. أ.ف.ب.

 

النيويورك تايمس": زيارة الحريري الى دمشق نكسة لكل ما حصل منذ 2005

نهارنت/اعتبرت صحيفة "النيويورك تايمس" ان زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري الى سوريا، مؤشر لعودة النفوذ السوري الى بيروت وتعقب تحولات في المواقف الدولية والاقليمية حيال سوريا.وجاء في المقال الذي كتبه روبرت ورث: "في اي جزء من العالم، لكانت زيارة رئيس حكومة جديد الى دولة مجاورة اعتبرت اجراء عاديا ، غير ان زيارة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري الى سوريا نهاية الاسبوع الماضي صورتها التعليقات الصحافية والبرامج التلفزيونية في بيروت على انها نوع من الدراما الوطنية اللبنانية".

واعتبر ان الزيارة لم تشهد أي انجاز حقيقي، " فقد تبادل الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الحريري نوعا من المزاح الديبلوماسي والتقطا الصور"، متحدثا عن "القائد الشاب الذي ارغم على مصافحة الرجل الذي يعتقد انه قتل والده، مما يذكر بتعلق المنطقة بالرمزية السياسية".

ورأى في الزيارة "مقياسا للنفوذ السوري المتجدد على لبنان بعد اعوام من المرارة والصراع منذ انسحاب الجيش السوري عام 2005"، مذكّراً بأن الانسحاب جاء بعد اغتيال رئيس الوزراء سابقاً رفيق الحريري في تفجير بسيارة اعتقد كثر انه نفّذ بأمر من سوريا".

وبعدما ذكّر الكاتب بظروف زيارة وليد جنبلاط الى سوريا في الاسابيع التي اعقبت مقتل والده، "في اعتداء يعتقد ان سوريا نظمته"، لاحظ ان "الحريري وعلى غرار جنبلاط، امتلك خيارات قليلة، كان عليه ان يتصالح مع السوريين اذا اراد مواصلة دوره السياسي".

واضاف ورث انه من الصعب تبيان ما تنذر به الزيارة على مستوى العلاقات اللبنانية – السورية "فمن جهة، حقق الحريري احد ابرز اهدافه وهو رحيل الجيش السوري ولا احد يتوقع عودته، واقام البلدان علاقات ديبلوماسية هذه السنة، فيما تواصل المحكمة الدولية، التي انشئت عام 2005 تحت رعاية الامم المتحدة لمحاكمة قتلة الحريري الاب، عملها، ويبقى في امكانها اتهام مسؤولين سوريين رفيعين رغم ان معظم المحللين يقولون ان ذلك يبقى اقل احتمالا على ما كان عليه قبل اربعة اعوام".

ومن جهة اخرى قال ورث ان "الجميع يتفق هنا على انه سيكون لسوريا مرة اخرى صوت نافذ لا جدل حوله في بيروت في المسائل المتعلقة بمواقف الحكومة من "حزب الله" الذي تدعمه سوريا، فيما يرى البعض الآخر ان رحلة الحريري عبر الجبال شكلت تنازلا مأسويا".

وختم ورث مقاله بشهادة لمايكل يونغ وفيها: "اذا اعترف سعد الحريري او لم يعترف، تمثل الزيارة نكسة قاسية لكل ما حصل منذ 2005. اعتقد انه قام بذلك على مضض ولكنه لم يكن يملك خيارا على الاطلاق".

 

صفير: الايام لا تزال على صعوباتها والناس يذهبون الى الخارج لكي يتلمسوا عملا

نهارنت/رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ان "الايام تختلف، ولكنها لا تزال على صعوباتها منذ السبعينات حتى اليوم. واضاف صفير في خلال استقباله وفدا من كاريتاس لبنان، ان" الناس في حاجة، وهم غالبا ما يذهبون الى الخارج لكي يتلمسوا لهم ربما وقتا او عملا احسن من العمل الذي يلقونه في البلاد، مشددا على ضرورة "ان نتحمل جميعا متعاضدين متوافقين ما يرسله الله لنا من صعوبات، ونحاول ان نذللها بما اعطانا من ارادة طيبة".

 

سليمان في بكركي

يوم الميلاد/ الديار/ يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بكركي صباح عيد الميلاد، وسيشارك في قداس العيد الذي يترأسه البطريرك صفير عند الحادية عشرة قبل ظهر الجمعة، ومن ثم سيقيم البطريرك مأدبة غداء لرئيس الجمهورية حيث سيتم عرض للتطورات على الساحة اللبنانية والدولية. ما ذكرت مصادر مطلعة ان البطريرك سيشيد بزيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة ونجاحها، والزخم الذي اعطته للبنان، وبدور رئيس الجمهورية التوافقي والميثاقي في ممارسة صلاحياته. وعلم ان البطريرك لن يثير موضوع سلاح حزب الله خلال مأدبة الغداء، وخصوصا ان رئيس الجمهورية يفضل طرح هذه المسألة على طاولة الحوار الوطني.

 

القبس :الأسد سيهدي الحريري تفكيكا لقواعد فلسطينية

 الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 /ذكرت صحيفة "القبس"الكويتية أن دمشق ستقدم قريبا على خطوة لها دلالتها، هدية سياسية مدوية للحريري: اقفال معسكرات الجبهة الشعبية القيادة العامة في جرود قوسايا في البقاع الاوسط، ومعسكرات «فتح الانتفاضة» في مرتفعات حلوى وينطا في البقاع الغربي، ودون ان يعرف ما اذا كان الاجراء المنتظر يشمل معسكر القيادة العامة في تلال الناعمة جنوب بيروت». في هذا الوقت إعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زيارة الحريري الى سوريا، معتبرة انها "مؤشر لعودة النفوذ السوري الى بيروت.

 

أشرف ريفي :جوزف صادر بخير وقريبا يتم الإفراج عنه

يُقال.نت/الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 00:42

جردة سنة كاملة امنياً عرضها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفين كاشفا ملفات التبليغات القضائية السورية والاغتيالات والمحكمة الدولية ومأساة بحرصاف، وخصوصا مصير المواطن المخطوف جوزيف صادر. يقول: ريفي ان صادر بخير ويتوقع تطورا في قضيته قريبا. لا يتوقف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي كثيرا عند قضية مذكرات التبليغ السورية التي شملته وشخصيات اخرى. فعند سؤاله عنها ينسبها الى مدرسة من العصور الوسطى، يتجاهلها ليلتفت الى موقع لبنان الجغرافي بين دولتين اكبر منه.

واقع يعتبره ريفي معاناة لبنان الكبرى مع محيطه في منطقة ملتهبة تصدر له تحديات حقيقية كشبكات التجسس والجريمة المنظمة باشكالها الارهابية التي انتشرت في لبنان بقوة منذ عام 2005.  يقول: "نحن جزء من منطقة تمر احيانا في مراحل ملتهبة او اقل التهابا، لكن بكل اسف كانت المنطقة في هذه الفترة ملتهبة وردت الينا ما يسمى من بقايا ظاهرة الافغان العرب، وهذه مجموعات قتل في افغانستان انتهت عندما انتهت الحرب، وامتهنوا القتال والسلطة والدم والسلاح".  ويضيف ريفي في حديث تلفزيوني: "جزء منهم اتى الى لبنان، والمنطقة كانت على ابواب صراعات كبرى، وقراءتنا تقول ان هناك بعض المجموعات تقوم بعمليات جنائية لتمويل افرادها دون ان يكون للحركة، ثم هناك مجموعة تمول إذا كان عنوانها ديني في بعض المدارس او بعض الافراد تحت ذريعة الجهاد او التمويل الديني". من عالم الارهاب اللبناني الى مسلسل الاغتيالات الطويل، يقرأ ريفي سلوك مدعي عام المحكمة الدولية دانيل بيلمار وتصريحاته فيستنتج تقدما حقيقيا وخيوطا  في جرائم لا يمكن ان تكون كاملة حتى ولو نفذها محترفون. وعند قراءته لاغتيال شهيد المؤسسة وسام عيد، لا يخف ريفي ايحاءات من خلال تركيزه المتكرر على بعض المعطيات. اعتبر ريفي ان وسام عيد تعرض للكثير من محاولات الاغتيال، ففي عام 2006، قبل وجود "فتح الاسلام" تعرض عيد لمحاولة اغتيال امام منزله على اطراف منطقة الحدث، وقبل ذلك تعرض العقيد سمير شحادة لمحاولة اغتيال على مدخل مدينة صيدا  الشمالي. واضاف ريفي: وسام عيد كان لديه دور مهم جداً في اغلب الجرائم الكبرى، حكما وصل الى مراحل معينة كانت لديه خطوط قدمت الى لجنة التحقيق الدولية، وقامت هذه الاخيرة باستكمالها. ريفي يؤكد ان وسام عيد كشف الخيوط الاولى لتفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية في رحلة دقيقة استلزمت سنتين لضرب التنظيم الاكثر تعقيدا من الناحية التكنولوجية، فتهاوت 12 شبكة تجسسية. ويقول: "تهاوت كل البنية التجسسية الاسرائيلية حتى لم نلق القبض عليها كلها". يضيف:حكما هناك جزء منهم هرب خارج البلاد، والجزء الآخر اختبأ ونحن ما زلنا نعمل لكشف جميع الشبكات. ويعلن أن "اغلبية الشبكات كانت استعلاميةن او فقط شبكتان تنفيذيتان، احداهما مهمتها كانت اغتيال القيادي في حزب الله غالب عوالي، والثانية تفجير داخل احد المخيمات الفلسطينية". ويؤكد  أن اغلبية الشبكات كانت على الارض اللبنانية، والباقي في سوريا، مشيرا الى ان الاجهزة المختصة في لبنان استثمرت كل المعلومات مع الاجهزة السورية  لكشف الحقيقة، وكل الشبكات". يتشعب الحديث مع ريفي ليصل الى ملف انساني تدور حوله التساؤلات والشكوك، انه الاختفاء القسري للمواطن جوزف صادر.

يقول: قراءتي تقول ان لا خطر جدياً عليه سيتم الافراج عنه باسرع وقت وليس لدي ما يؤكد ما قاله المرجع الديني.

وعن جريمة بحرصاف التي هزت المجتمع اللبناني يؤكد ريفي ان التحقيق مستمر بعمل مباشر من القضاء وان المجتمع تسرع في الحكم.

وقال ريفي: القضاء هو الوحيد من يملك كل القضية، وفي القرار الظني ستكشف الحقيقة، لذلك لم يكن هناك داع للتسرع باطلاق احكام مسبقة او متسرعة، خصوصا في موضوع حساس كهذا واكد ريفي ان الشريط المصور لم يحضره احد ما عدا القضاء. ومن دون دخول في تفاصيل الخلافات الداخلية الاخيرة في قوى الامن الداخلي، يذكر ريفي بالنقص في عديد قوى  الامن الداخلي التي يختل فيها التوازن الطائفي كباقي المؤسسات على الرغم من سابقة نادرة وهي تقدم 4 آلاف مسيحي للدورة الاخيرة.

واسف ريفي لعدم وجود مؤسسة امنية لبنانية تستطيع تأمين التوازن واكد ان في الفترة الاخيرة تم قبول كل المرشحين في قوى الامن لتوازن مشيرا الى ان التوازن داخل المؤسسة في حدود الثلثين بثلث وليس مناصفة. ريفي يؤكد تراجع نسبة سرقة السيارات وسلبها مقارنة مع العام السابق وتقدم نسب استعادة السيارات المسروقة.

 

كوشنير: الوساطة الفرنسية بين سوريا وإسرائيل مطروحة 

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009/(أ.ف.ب.)

أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن وساطة بلاده بين سوريا وإسرائيل مطروحة دائماً، معتبراً أن تسوية النزاع بينهما لن تكون سهلة قبل استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وأوضح كوشنير في تصريح، أنه وخلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى فرنسا في منتصف تشرين الثاني الماضي "كان هناك اقتراح فرنسي بالقيام بدور الوسيط إن أمكن، مع تركيا أو من دونها، ولم يتم التخلي عن هذا الاقتراح، ولكن هل سيكون ذلك سهلاً، في حين أن المباحثات متوقفة بين اسرائيل والفلسطينيين؟". 

كوشنير اعتبر، أنه سيكون من الأسهل التقريب بين إسرائيل وسوريا "لو لم يكن هناك حزب الله"، وأضاف:  "في المفاوضات المرتقبة التي ندعو اليها بين اسرائيل وسوريا، لا يوجد سوى هضبة الجولان، وكذلك 20 الف صاروخ وتهديد واضح، ويتعين على الاسرائيليين والسوريين تحديد ما اذا بامكانهما استئناف المفاوضالت حول هذين الموضوعين". وخلص كوشنير الى القول: "في كل الحالات فإن الاقتراح الفرنسي يبقى قائماً، هناك بعض التقدم، ورأيت أيضاً تحولاً اسرائيلياً تجاه الموقف التركي، إذن يجب الاستمرار في هذا الطريق". 

 

كتلة لبنان أولا: زيارة الحريري إلى دمشق خطوة متقدمة في سياق مسيرة قطار المصالحات العربية – العربية   

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

عقدت كتلة نواب المستقبل اجتماعها الاسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وتداولت في آخر المستجدات واتخذت عدداً من المقرّرات ، وفي ختام الاجتماع تلا النائب زياد القادري البيان التالي:

أولاً: توجهت الكتلة إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بالتهنئة بالأعياد المباركة متمنيةً الازدهار والتقدم وانفراجاً وخيراً على كل الأصعدة للبنان ولجميع اللبنانيين.

ثانياً: ناقشت الكتلة زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق والنتائج التي خرجت بها باعتبارها خطوة متقدمة في سياق مسيرة قطار المصالحات العربية – العربية التي كانت انطلقت في قمّة الكويت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوحيد الصفّ العربي المتباعد، وبالتالي فإن زيارة الرئيس الحريري أتت في سياق عودة التقارب العربي نحو ما يخدم المصالح العربية ويقوّي وحدتها في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة خاصة مع تصاعد الخطاب المتطرّف في إسرائيل وازدياد التوتّر في المحيط الاقليمي.

وقد رأت الكتلة أن رأب الصدع العربي هو أولوية الأولويات إذ ان تدهور أحوال المنطقة العربية من شأنه أن ينعكس سلباً على لبنان مباشرة كما أن السير نحو التماسك والتضامن العربي أول ما يتأثر به إيجاباً لبنان.

وأملت الكتلة أن تكون زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق مُقدِّمَة لإرساء علاقات لبنانية سورية على أسس متينة ومستقرّة تسودها الصراحة والصدق والمساواة والاحترام المتبادل، وأن تكون هذه العلاقة من دولة إلى دولة وتراعي مصالح البلدين الجارين المشتركة وتحترم استقلالهما وقرارهما السيادي على أراضيهما وأن تشمل عملية تطوير العلاقات الشؤون الاقتصادية والتجارية باعتبارها من المجالات الحيوية والمفيدة بشكل مباشر لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وتوقفت الكتلة أمام حادثة اطلاق النار المستنكرة والمرفوضة على حافلة في منطقة دير عمار مما أدى الى مقتل مواطن سوري، وهي تطالب بالإسراع في التحقيق لجلاء الحقيقة في هذا الشأن.

ثالثاً: أكدت الكتلة على أهمية حرية التعبير في لبنان وضرورة احترام الرأي والرأي الآخر كجزء من الاحترام الكامل لكل الحريات الإعلامية بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية، واعتبرت الكتلة أن المساس بهذه الحريات أو الحدّ منها أمر مرفوض جملة وتفصيلاً وهي الحريات التي تنظمها القوانين المرعية.

رابعاً: جددت الكتلة ايمانها بمبادئ 14 آذار القائمة على منطق العبور إلى الدولة والمُعبَّر عنه بالقرار السيد الحرّ باتجاه تعزيز مسيرة الحرية والديمقراطية والاعتدال والتسامح.

 

 كشف خيوط في التحقيق في اطلاق النار على الباص السوري

نهارنت/تتواصل التحقيقات في حادثة اطلاق النار على باص سوري في منطقة دير عمار في الشمال، ما تسبب في مقتل احد العمال السوريين، وذكرت مصادر قضائية لصحيفة "اللواء" أن هناك بعض الخيوط التي تعمل عليها الأجهزة الأمنية والقضائية ويمكن أن تتوضح الصورة في الساعات أو الأيام المقبلة.

واضافت أن "شخصاً واحداً ارتكب هذا الاعتداء، بإطلاق رشق من سلاح كلاشينكوف على حافلة الركاب، لكنه بالتأكيد واحد من مجموعة محترفة عملت بدقة على اختيار المكان الذي كمن فيه مطلق النار فوق الطريق، وفي مكان منعزل وهوعبارة عن تلة في اتجاه الشرق لا توجد فيه أبنية، وبعيد عن حاجز الجيش بحوالى 400 أو 500 متر، بحيث توفر له الاختباء والفرار بسرعة". وأوضحت المصادر الأمنية أن "مطلق النار كمن في هذا المكان فترة من الوقت في انتظار وصول الباص، بدليل أنه ترك أعقاب سجائر وعلبة دخان من نوع "ونستون" فارغة، وبالقرب من المكان كانت ثمة صورة للرئيس سعد الحريري رشحت بالزيت، للإيحاء بأن الاعتداء هو للاعتراض على زيارة الحريري الى سوريا".

وادرج مرجع امني رفيع المستوى الفاعلين "بضمن جماعة محترفة كانت تعد لمثل هذا الهجوم منذ ايام، انطلاقاً من نقطة جغرافية توفر الاختباء والفرار للجناة".

ولفتت المصادر ل "اللواء" الى ان مكان الحادث يتميز بانه النقطة الوحيدة على طول الطريق الدولية من الحدود الشمالية الى طرابلس التي توفر الاختباء والفرار، مشيرة الى قربه من بلدة دير عمار، مسقط رأس الرائد الشهيد وسام عيد الذي كان له دور مهم جداً في كشف أغلب الجرائم الكبرى، والذي ساهم في كشف الخيوط الأولى لتفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية، حسب ما أكد الاثنين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لمحطة OTV من أجل الإيحاء بأن للبلدة علاقة بالحادثة، وهو أمر بعيد عن التصوّر.

وسطر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان استنابات قضائية الى الاجهزة الامنية المختصة في حادثة اطلاق النار على الباص السوري، وطلب التحري عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين وكشفهم وسوقهم الى دائرته. وقد اثير الحادث في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، الذي تبلغ تقريراً عن الحادث بعد التحقيقات الأولية، كما رفعت نتائج التحقيقات الى السلطات السورية. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان هذا الحادث "موجهاً ضد لبنان وأمنه واستقراره"، فيما رأى رئيس الحكومة سعد الحريري انه حادث "موجه ضد لبنان وضد ما حققته زيارته الأخيرة لدمشق". وأكد الحريري في الجلسة ان الحادث هو موضوع متابعة كثيفة، فيما رأى وزراء أنه عمل تخريبي للتشويش على زيارة الحريري لدمشق.

واستنكر "حزب الله" في بيان اصدره الثلاثاء، حادث استهداف الباص السوري في دير عمار واصفا "هذا الاعتداء المشبوه مشروع فتنة يستهدف تباشير عودة الحرارة إلى العلاقات بين لبنان وسوريا". واهاب "بالأجهزة الأمنية المعنية بذل كل الجهود الممكنة، والمسارعة إلى كشف الجناة القتلة، كي لا يصب الاعتداء في خدمة المتضررين من عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها".

 

أوغلو: لبنان بلد فريد والحفاظ على وحدته أهمية قصوى 

 التاريخ: ٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩/المصدر: جريدة الأنباء 

أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن "لبنان بلد فريد، والحفاظ على الوحدة السياسية والسيادة والاستقلال فيه ذات أهمية قصوى للحفاظ على الامن الاقليمي والاستقرار".

أوغلو قال في حديث لجريدة "الانباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي": "لقد حصلت تطورات في غاية الايجابية في لبنان مؤخراً. فروحية المصالحة والحوار التي أدت الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد إنتخابات السابع من حزيران يجب الحفاظ عليها". أضاف: "نحن نؤمن أن إستمرار روحية المصالحة والحوار الحالية بين القيادات اللبنانية سيساهم أيضاً في تثبيت الهوية اللبنانية بين أبناء الشعب اللبناني". واعلن ان مشاركة تركيا "في قوات "اليونيفيل" ستستمر، وكذلك في مشاريع إعادة الاعمار". وعن معاودة المفاوضات السورية- الاسرائيلية بوساطة بلاده لفت إلى ان "تقدماً ملحوظاً تحقق في المحادثات غير المباشرة التي إنقطعت بفعل أزمة غزة. لقد ساهمت تلك المحادثات في خلق مناخات إيجابية في المنطقة ورفعت مستوى الآمال في الوصول الى سلام شامل في الشرق الاوسط". وكشف ان "الجانب السوري أبدى إستعداده لمعاودة المحادثات من حيث توقفت بوساطة تركية". وشدد على "ان معاودة المفاوضات على المسار السوري- الاسرائيلي حاجة لتحقيق سلام شامل في المنطقة، وتركيا مستعدة لمواصلة دورها المسهل إذا طلب منها، وعندما يطلب منها ذلك من الطرفين".

 

شهاب: زيارة الحريري الى سوريا تاريخية

 التاريخ: ٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩/المصدر: OTV 

 رأى عضو لجنة الحوار الاسلامي ـ المسيحي حارث شهاب ان زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق "تاريخية لأنها تأتي بعد فترة طويلة من التوترات والعلاقات المتلبّدة". وقال شهاب، في حديث الى قناة الـ"OTV" ان "جدول الأعمال اللبناني – السوري معروف"، ولفت ان "الجو الاقليمي جو مصالحات، وهناك رغبة لدى الأطراف كافة لتفعيل المؤسسات". وأوضح ان "بناء الثقة بين لبنان وسوريا يعني الدخول في مرحلة جديدة تتماشى مع الجو المرتاح والذي سيعود بالخير على البلدين والشعبين".

 

عملية تنقية القضاء مستمرة :عزل قاضيين مطلع السنة

الديار/ذكرت مصادر قضائية مطلعة، ان قرارين سيصدران عن الهيئة العليا للتأديب يتم بموجبهما عزل قاضيين من الخدمة استكمالا لورشة تنقية القضاء التي بدأت بعزل احد القضاة في 23 تشرين الثاني الفائت. وعلمت «الديار» ان قرار الهيئة العليا للتأديب سيصدر في 12 كانون الثاني 2010 وسيطال قاضيين (نتحفظ عن ذكر اسميهما حرصاً على عدم التشهير) على ان تستكمل اصدار القرارات في القضايا الـ16 المتبقية. ويجري اعداد ملفات جديدة امام هيئة التفتيش القضائي لاحالتها امام الهيئة العليا للتأديب بعد ان يكون قد عين رئيس لهيئة التفتيش القضائي، ليكون عمل الهيئة ناجزاً ومكتملاً. الا ان بعض المصادر القضائية العليا تفضل عدم صدور اي قرار عن الهيئة العليا للتأديب في 12 كانون الثاني القادم وذلك لانتظار تعيين رئيس اصيل لهيئة التفتيش القضائي، حيث تكون مناسبة لصدور سلة قرارات تؤخذ بصددها القرارات المناسبة. وحسب مصادر وزارية، فان الاوفر حظا لتبؤ منصب رئاسة هيئة التفتيش القضائي سيكون الوزير السابق القاضي خالد قباني، الذي ما زال يمارس وظيفته القضائية حالياً كرئيس للغرفة الخامسة في مجلس شورى الدولة بعد ان انتهت مهامه كوزير دولة في حكومة السنيورة.

 

المفتي قباني: نتائج زيارة الحريري إلى دمشق أثلجت صدورنا

نهارنت/ثمّن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "المبادرة المباركة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نحو الشقيقة سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق". وقال في تصريح الاثنين: "لقد أثلجت صدورنا النتائج الطيبة التي تكللت بها هذه الزيارة، عسى أن نرى ثمارها الخيّرة في القريب العاجل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين". المفتي قباني لفت إلى أن "هذه الزيارة بنتائجها الطيبة أعادت العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا، وقد جاءت في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى التضامن العربي ووحدة الصف والمواقف لمواجهة المخاطر التي تحيط بأمتنا وأوطاننا، والتي تتمثل بصورة خاصة بالعدو الاسرائيلي ومطامعه واعتداءاته وتهديداته ".

 

الرئيس امين الجميل في مؤتمر صحافي: كتلة الكتائب ستقدم طعنا لدى المجلس الدستوري في البند السادس من البيان الوزاري المتعلق بسلاح حزب الله       

 22 Dec. 2009   

Kataeb.org : اعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل عن مبادرة لكتلة نواب الكتائب لتقديم مراجعة طعن في البند السادس من البيان الوزاري والمتعلق بسلاح حزب الله، لافتًا في مؤتمر صحافي عقده في البيت المركزي لحزب الكتائب في حضور نواب الحزب، الى أن:" هذه المراجعة تهدف لاعتبار هذا البند غير دستوري وكأنه لم يكن وهذا بموجب المادة 18 من قانون انشاء المجلس الدستوري الذي يقول بأنه يتولى الرقابة على دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون."

واضاف"مجرد نيل الحكومة الثقة على البيان الوزاري انما تصبح له صفة معنوية مثل مقدمة الدستور او مثل سائر النصوص التي لها صفة خاصة وقوة معنوية تكون اجمالاً ملزمة بأكثر من اوجه بالنسبة الى الحكومة."

وتابع:"اعتبرنا انه من واجبنا اعلان موقف واضح وصريح من هذه الناحية، خصوصًا بعد موقفنا في لجنة صياغة البيان الوزاري والذي عبر عنه الوزير سليم الصايغ بابداء اعتراضه على هذا البند، وكذلك في مجلس الوزراء حيث اعترض عدد من الوزراء الحلفاء ايضًا وكذلك في مناقشة البيان الوزاري، حيث كانت هناك شريحة كبيرة ضد هذا البند اعلنت صراحة ومن كل الاتجاهات عن موقفنا، مشيرًا الى ان اعتراض نواب الكتائب ليس عابرًا وليس صرخة في البرية وانما هو موقف سياسي بكل ما للكلمة من معنى وله تأثيره القانوني ومفعوله الدستوري. واكد الرئيس الجميل أن الكتائب ستكون شاهدة حق على كل بنود البيان الوزاري التي تخدم الاصلاح والانماء ولكن لا يمكنها ان تكون شاهد زور على بنود تتناقض مع المصلحة الوطنية وتعتبر ضد الدستور والقوانين. واعتبر أن هذه المبادرة التي نقوم بها هي لتشجيع الهيئات السياسية وكل المعنيين للجوء الى المؤسسات الدستورية وهذا هو المخرج الطبيعي لاي نزاع بين اللبنانيين، لافتًا الى أن هذه المبادرة تعزز دور المؤسسات الدستورية والادارية والقضائية ومن شأنها أن تساهم في بناء الدولة الذي هو مشروع الكتائب وكما أكد البيان الحكومي على ضرورة بناء المؤسسات القادرة على حماية الوطن وهذه الطريقة الافضل لتعزيز المؤسسات وبناء الدولة التي نطمح اليها.

وأمل الرئيس الجميل في ان تتحمل هذه المؤسسات مسؤولياتها وان تقوم بدورها الكامل لجهة تلبية النداءات وفض الاختلافات مما يوفر السجالات العقيمة التي تميز اجمالا الصراع السياسي في البلد وتمنع اللجوء الى الشارع وتنقل النزاعات من الشارع الى المؤسسات الدستورية والقانونية التي تقتضي ان تكون الحكم في كل الخلافات الداخلية.

وبالنسبة الى علاقة حزب الكتائب مع حزب الله، أكد الرئيس الجميل على ضرورة الحوار مع كل الاطراف اللبنانية وعلى ضرورة التواصل مع بعضنا البعض، مشيرًا الى أن من حسنات هذه المبادرة نقل هذه النزاعات الى المؤسسات الدستورية متمنيًا لو يسير الجميع في هذا التوجه. وشدد على أن هذا الامر لا يعطل مسيرة الحوار والتقارب والمصالحات وإنما يشجعها اكثر ويضعها في الاطار السياسي السليم. واضاف:" لسنا طلاب صراع مع حزب الله او غيره وانما مع حل هذه الخلافات في الشكل الذي يخدم المصلحة الوطنية. ونحن ندعم الوفاق الوطني شرط ان يكون على اسس واضحة وسليمة وقائمًا على الشفافية والمصداقية لجهة النتائج. وهكذا نعلن للرأي العام اللبناني والعربي والدولي تمسكنا بالاطر الديمقراطية والشرعية لفض الاشكالات مهما كانت."

وتابع:"نحن نؤكد تمسكنا في هذه الثوابت ونجدد رفضنا لاي نوع من التسويات المفروضة فرضًا على الواقع اللبناني."

واعلن الرئيس الجميل دعم الحوار والانفتاح وما يخدم مصلحة الوطن ويقرب بين كل الفئات الشعبية الوطنية، انما "لا نعتبر ان المساومات المخالفة للقانون والدستور تستطيع ان تبني الوطن وتنقذه. فالكتائب متمسكة دائمَا بالحرية وتناضل من اجل القرار الحر سائلاً "كيف يمكن بناء الدولة من دون اللجوء الى مؤسساتها الدستورية والقانونية لفض كل الخلافات القائمة بين بعضنا البعض". وتابع:"بالنسبة الى مشروعنا ومبادرتنا، ندرك انه بموجب قانون انشاء القانون الدستوري ثمة مهلة معينة لتقديم طعن او مراجعة لذلك عملنا سريعًا على انجاز المراجعة من الناحية القانونية والدستورية واجرينا اتصالات وعرضنا هذه المراجعة التي هي في معرض التشاور مع مجموعة من القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب وذلك للحصول على التواقيع اللازمة لتأخذ مجراها القانوني والدستوري." واضاف:"اعتمدنا في صياغة هذا المشروع مخالفة الفقرتين "د" و"ج" من مقدمة الدستور واللتين تنصين على ان لبنان جمهورية ديمقراطية والشعب صاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية والمجلس الدستوري من ضمنها. أما المادة السابعة من الدستور فتتحدث عن مساواة بين اللبنانيين والمادة الثامنة تتحدث عن صون الحرية الشخصية والمادة 65 ا تولي حق الدولة اللبنانية في قرار السلم والحرب." لافتًا الى الضغوطات التي مورست على الشعب اللبناني من 7 ايار او غيره وادت الى ما وصلنا اليه اليوم. "وانطلاقًا من ذلك اتخذنا هذه المبادرة ونحن اليوم على تواصل مع مجموعة من القوى لتأخذ هذه المراجعة الصفة القانونية وفق قانون انشاء المجلس الدستوري." وردًا عن سؤال حول عدم مشاركة الكتائب في الحكومة على الغم من اعتراضها على هذا البند ، قال الرئيس الجميل:"موقفنا واضح لجهة ان المجلس الوزاري اختزل مجلس النواب ككل واصبح كل الجدل السياسي من ضمن مجلس الوزراء الذي اختزل التمثيل النيابي، لذلك فالخروج من مجلس الوزراء يحول دون تمكن الكتائب من ابداء وجهة نظرها طالما ان مجلس الوزراء اصبح الحلقة الطبيعية من اجل ذلك."

واضاف:"اتخذنا قرارنا في المشاركة في الحكومة انطلاقًا من ذلك على رغم التحفظ والاعتراض. ولكن ذلك لا يمنع التأكيد على عدم دستورية هذا البند السادس الذي يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية. وبالتالي اعتمدنا في غياب اي وسيلة اخرى المجلس الدستوري لنقل السجالات العقيمة الى مرجع دستوري فنأمل استكمال التواقيع اللازمة ليبت بهذا الموضوع انطلاقًا من المواد المذكورة في هذا الاطار." مشددًا على اعتبار هذا البند مخالف للدستور وبالتالي فإن حزب الكتائب غير معني به.

وردًا عن تأثير هذه المبادرة على مقررات طاولة الحوار، قال:" اكدنا ان يدنا ممدودة ونريد التواصل مع الجميع ولكننا نعتبر ان من واجبنا التقدم بهذه المراجعة الى المؤسسة الدستورية المعنية في هذا الموضوع. " واشار الى أن طاولة الحوار اوسع من البند السادس، مؤكدًا انه ستكون لحزب الكتائب في كل المحافل والمناسبات مشاركة فعالة وتمسك بموقفه الذي هو ليس موقف الكتائب فحسب، وانما من يتابع مناقشة البيان الوزاري يدرك أنه كان هناك أصوات صارخة من اكثرية النواب ومن كافة الفئات للإعتراض على هذا الموضوع وعما يعيق بسط سيادة الدولة على الاراضي اللبنانية كافة، بمن فيهم من اعطى الثقة او شارك في الحكومة او من ضمن كتل الرئيس الحريري.

وردًا عن سؤال حول زيارة الرئيس الحريري الى سوريا، قال:" ان ما يهمنا نتائج هذه الزيارة، فالجرح اللبناني بليغ ولم يشف ويجب ان تقوم سوريا بكل شيء لبلسمته لكننا لم نشهد اي شيء في هذا الاطار. " واضاف:"عندما تبدا المفاوضات الحقيقية بيننا وبين سوريا تمتحن عندها النوايا. اراد الرئيس الحريري اعطاء الطابع الشخصي لهذه الزيارة وبالتالي لا نعتبرها رسمية على رغم اننا نقدر الظروف التي ادت برئيس الحكومة الى انتهاج هذا الخط." وجدد الرئيس الجميل التأكيد على أن موضوع زيارته الى سوريا غير مطروح لا من قريب ولا من بعيد. وردًا عن سؤال حول موقف السيد نصرالله ممن يتناول سلاح حزب الله، اجاب:"هو يعلم ان مجموعة من القوى اللبنانية والتي هي ليست بعيدة عنه اليوم تنظر الى السلاح بطريقة مختلفة. وبالنسبة الينا نحن فخورون بما نقوم به وموقفنا واضح وثابت وعبر عنه العديد من النواب وكل شيء غير ذلك يعتبر مسايرة ومخالفًا للمصلحة الوطنية والقوانين والدستور اللبناني." وختم قائلا:"نحن مقاومة وطنية في سبيل السيادة الوطنية منذ العام 1936 وقد واجهنا كل انواع الاحتلال والانتداب، فأحد لا يعطينا امثولة بالعمل الوطني وسنكون في المرصاد لكل ما يتناول كرامة الشعب وسيادة الوطن ويمس بالسيادة.

 

زيارة سوريا – 2

زياد ماجد، الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

كتبنا في هذا الباب منذ أسبوعين عن "زيارة سوريا" بوصفها صراع رمزيّات. وأشرنا الى شروط ينبغي توفّرها كي لا تكون زيارة الحريري مجرد إنجاز للنظام السوري في الحقل الرمزي يضاف الى "نجاحه" السياسي في فكّ عزلته نتيجة الانفتاح الفرنسي والأوروبي عليه، ونتيجة المصالحة السعودية له، ونتيجة دعمه المباشر من قوّتين إقليميتين هما إيران وتركيا، إضافة الى تفضيل القوة الإقليمية الثالثة، أي إسرائيل، له على "المجهول" وتحييدها إياه في حملاتها السياسية والديبلوماسية.

وإذ يمكن القول إن بعض الإجراءات خفّفت من الأضرار على الزائر (كمثل وصوله بالجو وليس بالبر على عادة زيارات "المسؤولين" اللبنانيين في أيام الوصاية الغابرة، وكمثل عقد مؤتمره الصحفي في سفارة لبنان "المُنتزعة" وليس في قصر مضيفه)، إلا أنه يصعب نفي تحقيق النظام السوري تقدّماً "رمزياً" عبّرت عنه صور اللقاء ومجاملاته وبعض العبارات المستخدمة عقبه. كما عبّر عنه عدم التطرّق العلني الى قضايا ستظلّ جدول أعمال للعلاقات اللبنانية السورية في الفترة المقبلة، وسنشير إليها لاحقاً.

على أن ما نريد التعقيب عليه، هو ما رافق الزيارة من تعليقات، أبرز ما فيها ينطلق من الخفّة السياسية (المعطوفة على المبالغات التي تحدّث عنها حازم صاغية في مقاله أمس) إن شماتةً بالزائر وجمهوره، أو مكابرة وتشاطراً متهافتين. فبين من هلّل لما عدّه استسلاماً أكثريّاً "لسوريا الأسد" وتراجعاً عن أخطاء التحريض ضدها في السنوات الماضية، وبين من اعتبر ما جرى تمسكاً "بمبادئ ثورة الأرز"، مروراً بمن عدّ الأمر عودة الى "العمق الاستراتيجي"، ضاع النقاش الذي يُقام عادة في مناسبات كالتي شهدنا.

فلا تقييم الشكل والأسلوب واللغة تمّ، ولا التقييم السياسي لمضمون ما قيل من الطرفين حصل، ولا وضع الزيارة في سياقها الإقليمي جرى.

والزيارة لم تكن لا تراجعاً عن أخطاء ولا تمسّكاً بمبادئ ولا عودة الى التاريخ والجغرافيا وعلاقات القربى والأخوّة وسواها من مصطلحات أقرب الى تلك التي تُستخدم عند توقيع اتفاقيات تعاون بين بلديات أو مخاتير منها الى ما يُستخدم في قاموس السياسة والعلاقات الدولية.

الزيارة كانت حدثاً فرضته المصالحة السعودية السورية، وكانت استكمالاً لمسار التسويات الداخلية الذي أفضى الى إنتاج السلطة التنفيذية. وربما يصحّ القول إنها شكّلت ترجمة رسمية لانتهاء مرحلة كانت الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي ثم مفاوضات تشكيل الحكومة مؤشرين الى شكل انتهائها، من دون أن يعني الانتهاء تحديداً لسمات مرحلة قادمة تبدو الأمور فيها ضبابية لأسباب كثيرة، منها أن المصالحة السعودية السورية لم توصل بعد الى مصالحة سعودية إيرانية، ولا الى مصالحة سورية مصرية؛ ومنها أيضاً أن الهشاشة الداخلية اللبنانية تسمح بأن يعود التوتر فور عودته إقليمياً، أو فور تصاعده بين إيران والولايات المتحدة، دون أن ننسى قدرة حرب إسرائيلية جديدة على إرباك الأوضاع وجعل أي مآل لها منطلقاً لارتدادات شبيهة بتلك التي خلّفتها حرب تموز 2006.

الأهم، بعد صراع الرمزيات الذي شهدنا، هو جدول الأعمال الذي سيحكم العلاقات الرسمية اللبنانية السورية في المرحلة "الجديدة"، أو على الأقل الى حين رسوّ المنطقة على حال واضحة. وللتذكير، ففي هذا الجدول قضايا ترسيم الحدود، ومزارع شبعا، وقواعد "القيادة العامة" في البقاع والناعمة، والمفقودون في السجون السورية، من دون أن ننسى ما قد يرتبط بالمحكمة الدولية، إن تسارعت أعمالها أو تباطأت. وكل ذلك، سيؤثر في مسار التواصل بين السراي وقصر المهاجرين، كما بين الحلفاء والخصوم في بيروت وضواحيها الشرقية والشمالية والجنوبية...

 

جريمة دير عمار ومنطق نصرالله الإتهامي

 كتبها يُقال.نت

الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 03:32

ترتبط إيران وسوريا بحلف استراتيجي على مختلف المستويات،ومع ذلك يعجز الأمن السوري المعروف بقوته الإستثنائية وبقبضاته الخانقة للأصوات و للتأوهات وللمدوّنات ،من الحيولة دون هجومات خطرة تتعرض لها المصالح الإيرانية في سوريا .

وإذا سلمنا جدلا بالروايات الرسمية السورية ،فإن يدا مجهولة –إتهم بشار الأسد في مجالسه الخاصة الموساد الإسرائيلي-أقدمت على اغتيال العميد محمد سليمان ،مستشار الرئيس السوري للشؤون الأمنية والسياسية ،كما أقدم الموساد الإسرائيلي-وفق الإتهامات الرسمية –على اغتيال القائد العسكري ل"حزب الله"عماد مغنية في منطقة هي الأكثر حراسة في دمشق،كما أقدم "فتح الإسلام"،وفق الفيلم التلفزيوني السوري،بتمويل من "تيار المستقبل"،على تفجير سيارة مفخخة في شارع سكني مكتظ ملاصق لمركز أمني سوري في شارع قريب من منطقة السيدة زينب المزدحمة بالإيرانيين وبالحجاج الشيعة العراقيين ،كما أقدم "دولاب مشبوه"على تفجير حافلة للسواح الإيرانيين في منطقة السيدة زينب،وفق تصريحات وزير لداخلية السوري.

كل هذا حصل في المناطق التي تخضع لأكبر رعاية أمنية في دمشق،ومع ذلك لم يؤد ذلك لا  الى فتور في العلاقات الإيرانية –السورية،ولا إلى تهديدات مبطنة .

وفي لبنان وقعت الجريمة المستنكرة التي استهدفت،برشق ناري، حافلة تقل سوريين في منطقة دير عمار النائية ،فقامت الدنيا ولم تقعد ،حتى حسبنا أن هناك 11 أيلول جديدا.

وتدخل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بسرعة البرق،ولكثرة بكائه على المواطن السوري الشهيد،تجاوز سفيره في بيروت وسفيرنا في دمشق ،وذهب مباشرة الى نصري الخوري،لتثبيت إحياء المجلس الأعلى اللبناني السوري القائم على معاهدة فرضها زمن الوصابة على الدولة اللبنانية،ويرفضها قسم كبير من اللبنانيين،ولّد في الإنتخابات النيابية الأخيرة أكثرية برلمانية  .  وتناغمت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام السوري ،فهاجت وماجت ،بهدف واحد ،وهو الإيحاء بأن الرئيس سعد الحريري غير ممسك بأرضه ،وأن الاجهزة الأمنية لا تهتم بمصير المواطن السوري في لبنان وبأمور على هذه الشاكلة ،مما يعطي النظام السوري شرعية استدعاء لبنان الى تنسيق أمني ،بما هو إعطاء النظام السوري حق الوصاية على الأجهزة الأمنية في لبنان. ولكم كانت المفاجأة ضخمة ،عندما انبرى كبار المستنكرين للإتهامات المتسرعة والخالية من أي دليل(!)،إلى توجيه ضرباتهم إلى أجهزة أمنية محالة  قياداتها على التحقيق في سوريا ،والعبور من خلال هؤلاء فورا الى توجيه التهمة الى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ولم تغب مصر أبدا.

لن نسألهم عن دليل الإتهام ،إنما سنسير بمنطق سبق أن عمّمه الأمين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله في البلاد ،حول "منطق الإتهام".

بهذا المعنى ،لماذا لا توجه التهمة الى "حزب الله"بالوقوف وراء هذه العملية لزرع الشقاق في المدماك المتواضع الذي أرساه سعد الحريري وبشار الأسد،خصوصا وان مصالحة دمشق ومصافحاتها وخلواتها وقبلاتها ،تمّت برعاية سعودية ،أي من الدولة العربية التي هي في مواجهة مفتوحة مع إيران ،وبأفق إستراتيجي عنوانه دفع النظام السوري إلى الإنفصال عن إيران. وبهذا المعنى أيضا ،لماذا لا نفترض أن جهازا أمنيا سوريا ،يوافق على زيارة الحريري أو يعارض،متحالف مع النظام الإيراني أو غير متحالف،هو الذي يقف وراء هذه الجريمة ،حتى يقول لرئيسه أو للمجتمع الدولي ،إن التعامل مع لبنان يستحيل أن يستقيم من دون عودتنا إليه ،وفي حال اضطرارنا على البقاء خارجه ،فليس لنا في توفير الحماية ،سوى حزب الله؟ ومن يدق الباب ...يسمع الجواب !

 

 

فيصل سلمان

المستقبل/22 كانون الأول/09

لحادث إطلاق النار على حافلة الركاب السوريين فجر يوم أمس، دلالات لا يجوز الاستخفاف بها.

الدلالة الاولى، وهي التي تعبّر عن هدفه السياسي، انه جاء مباشرة بعد عودة الرئيس سعد الحريري من سوريا.

والدلالة الثانية، ان الحادث وقع في منطقة يوالي سكانها "تيار المستقبل".

الدلالة الثالثة، ان الحادث وقع ما بين مخيم البداوي و"مخيم نهر البارد".

في المحصلة، يمكن اعتبار اطلاق النار على حافلة الركاب السوريين، كأنه اطلاق نار على زيارة الحريري لسوريا.

يترك المخططون والمنفذون الباب مفتوحاً أمام احتمالات خبيثة، كالايحاء اولاً ان جمهور "تيار المستقبل" هو المسؤول!!

والايحاء ثانياً ان هناك "رأياً" فلسطينياً يريد ان يقول "نحن هنا".

والايحاء ثالثاً ان هناك مجموعات سلفية متشددة، متواجدة أساساً في المحيط، ترغب في ان توجه رسالة ما.

في جميع الحالات، يجب عدم الاستخفاف بما جرى، وعدم الاستكانة الى ان "الرسالة وصلت".

ذلك انه وبعد زيارة الحريري لدمشق، باتت جميع الطرق اللبنانية الى العالم العربي، تمر في العاصمة السورية.

وبديهي ان يتوقع المسؤولون في البلدين والشعبان اللبناني والسوري، ان هناك متضررين من علاقة لبنانية طبيعية وسلمية.

 

 

 فاعور لـ"السفير": ما حصل في مجلس الوزراء نقاش إجرائي ليس له خلفيات سياسية

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

ذكر الوزير وائل أبو فاعور لصحيفة "السفير" إن ما حصل في جلسة مجلس الوزراء (النقاش الذي أثير حول التمديد للشركة المتعهدة خدمات مطار رفيق الحريري الدولي) "هو نقاش إجرائي في قضية إجرائية وليس له أية خلفيات سياسية أو أي معنى سياسي وهو لا يفسد في الود قضية مع الرئيس الحريري. وهذا ما أكده الوزير العريضي باسم "اللقاء الديموقراطي" على طاولة مجلس الوزراء".

 

المستقبل": مرحلة جديدة.. 14 آذار: الاستحقاقات المتوجبة.. "حزب الله": خطوة صحيحة..

"الكتائب": الاداء مختلف.. "التقدمي" لإيجابية متبادلة.. "التيار": تطوير للعلاقة

الحريري في دمشق.. صفحة جديدة في انتظار الخواتيم

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 -  عبد السلام موسى

قيل الكثير في زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى سوريا، وتطرق كثيرون الى محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد، لكن الاهم يبقى أن كل ما قيل كان "حقيقة" تعكس "إجماعاً وطنياً" على أن الزيارة التي قام بها رئيس حكومة "كل لبنان" الى دولة عربية مجاورة، تنشد مصلحة لبنان أولاً وأخيراً، وتأتي بهدف استكمال مسار تطبيع العلاقات اللبنانية السورية، وصولاً الى علاقات قائمة "من دولة إلى دولة"، تشكل بـ"جوهرها" غنى للعلاقات العربية العربية التي بدأت تستعيد عافيتها، منذ إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قطار المصالحات العربية في قمة الكويت.

بدا واضحاً من تعليقات السياسيين أن زيارة الحريري إلى دمشق "تسجَّل له وليس عليه"، ذلك أنّه أثبت من خلالها أنّه "رجل دولة بامتياز"، وأن لبنان "همّه الأوّل والاخير"، وأنه لن يبخل بأي جهد يراه "واجباً وطنياً" بحكم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وبهذا المعنى قال: "لقد استشهد والدي رفيق الحريري رحمه الله من أجل بلده. فلا صعوبة على ابنه أن يقوم بأي خطوة لمصلحة بلده من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء".

لا يمكن بأي حال من الاحوال اختصار الزيارة الرسمية بـ"حفاوة" الاستقبال السوري لـ"ضيف الرئيس"، رغم دلالاتها المعبّرة، انما ينبغي التوقف عند ما دار في المحادثات من "صراحة" تمهد لفتح صفحة جديدة، وللخوض في ملفات كثيرة بين الدولتين، منها "الملفات المطروحة" على بساط البحث اقتصادياً واجتماعياً، ومنها "الملفات العالقة" التي تحتاج الى "حسم"، كترسيم الحدود، والمعتقلين في السجون السورية، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وإعادة النظر في بعض البنود والاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

"ينبغي انتظار النتائج"؛ هذا ما يقوله اللبنانيون عن زيارة الحريري الى دمشق، والتي يكتفي عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله بوصفها لـ"المستقبل" بـ"الخطوة الصحيحة" على خط العلاقات اللبنانية السورية، في حين يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن الزيارة أسست لمرحلة جديدة، لاسيما أن سوريا تسعى لإعادة صياغة علاقتها مع لبنان، كما أن الزيارة أتت لاستخلاص العبر من الماضي وبناء علاقة جديدة قائمة على ثقة كانت مفقودة في الماضي".

في موازاة هذه القراءة، يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أن مضمون محادثات الاسد الحريري، "وضع الزيارة على الحد الفاصل بين مرحلة سلبية مضت، ومرحلة جديدة مقبلة ينبغي أن تكون إيجابية في إطار تفعيل العلاقات المؤسساتية بين الدولتين، وكذلك التنسيق بين سوريا ولبنان في إطار منظومة العمل العربية"، في وقت يرى عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني "أن المسألة اليوم تتعلق بدور سوريا إذا ما كانت مقتنعة فعلاً بضرورة فتح صفحة جديدة، كي تقنع الرأي العام اللبناني من خلال أداء جديد ونهج مختلف، وبالتالي إزالة القلق والخوف الذي يعتري العلاقة".

أما عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب علاء الدين ترو فيؤكد "ضرورة أن نكون كلبنانيين إيجابيين حيال كل ما من شأنه إرساء العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة"، ويشدد في المقابل "على ضرورة أن يتعاطي السوريون مع لبنان بالايجابية نفسها، من خلال احترام إرادة شعبه واستقلاله وسيادته"، وهذا ما يؤكده أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان الذي يخلص الى أننا "أجمعنا في لبنان على ضرورة أن يكون لنا علاقات طبيعية مع سوريا، ويبدو في المقابل أن سوريا تريد علاقة طبيعية ورسمية بين الدولتين".

ومن جهته، يرى القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "الزيارة كانت ضرورية لحلحلة الأمور، التي تتطلب الكثير من اللقاءات بين الأوساط المتخصصة، وتبقى الأسابيع والأشهر المقبلة هي المقياس للتفاعل السوري الإيجابي"، في موازاة تشديد عضو قوى "14 آذار" المحلل السياسي الياس الزغبي، على أن "أهم ما في الزيارة، خلافا لما سبقها من زيارات لاهثة، هو وضع دمشق أمام الاستحقاقات المتوجّبة عليها تجاه لبنان في ملفّات خمسة على الأقل هي الحدود والمعسكرات والمفقودون والاتفاقات والمعاهدات السابقة ومراجعة وضع المجلس الاعلى، ولم تعد مساحة المناورة في هذه الملفّات كبيرة، وسيجد الرئيس السوري نفسه أمام تحقيق تقدّم نوعي فيها، تحت اختبار الالتزام بخطوات عملية، وتحت عيون المجتمع العربي والدولي المفتوحة".

حوري .. دولة لدولة

وحكومة لحكومة

يرى النائب حوري أن "زيارة الرئيس الحريري الى سوريا أتت بعد فوز قوى الأكثرية في الانتخابات النيابية وفتح السفارات بين البلدين والاقرار بسيادة لبنان وتنفيذاً للبيان الوزاري لحكومة تضم كل القوى السياسية وانسجاماً مع الذي أعلنه الرئيس الحريري من استعداد لزيارة سوريا بعد ترؤسه الحكومة".

ويشير الى أن هذه الزيارة أسست لمرحلة جديدة، لاسيما أن "سوريا تسعى لاعادة صياغة علاقتها مع لبنان، كما أن الزيارة أتت لاستخلاص العبر من الماضي وبناء علاقة جديدة قائمة على ثقة كانت مفقودة في الماضي".

ويعتبر نائب بيروت أن كل الامور العالقة وضعت في الاتجاه الايجابي ومنها ترسيم الحدود وحلّ ملف المفقودين وإعادة النظر في بعض المعاهدات الموّقعة"، لافتًا الى أن " كل الملفات ستوضع على سكة التنفيذ، كما هناك خطوات عملية ستكون في المستقبل القريب جدا، وهذا ما سيعزز بناء الثقة على منطق دولة لدولة وحكومة لحكومة، والأسابيع المقبلة ستحمل معها الاشارات في الاتجاهين، سلباً أم إيجاباً".

القادري .. زيارة الحد الفاصل

يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري "أهمية الزيارة"، ويقول لـ"المستقبل" "إن الرئيس الحريري سار بتكليفه تشكيل الحكومة إثر انتخابات حاز فيها على ثقة عارمة من الناخبين، وتفويض منهم للمحافظة على المكتسبات الاستقلالية وتثبيتها، ولترسيخ السلم الاهلي، وللعبور بلبنان الى شاطئ الامان، من خلال معالجة كل الامور العالقة، والتي لها دور أساسي في الحفاظ على الاستقرار، ومنها العلاقات اللبنانية السورية".

ويضيف الى ما ذكره "أن الرئيس الحريري، ومن موقع مسؤوليته الوطنية والقومية، تلقف أجواء إطلاق الملك عبد الله بن عبد العزيز قطار المصالحات العربية العربية، منطلقاً من أهمية العلاقات اللبنانية السورية كمدخل طبيعي لتمتين البيت العربي لمواجهة الاخطار التي تحدق بأمتنا العربية".

وإذ يعتبر القادري أن "الزيارة هي زيارة رسمية، وزيارة دولة"، يشير الى أن "قيام الرئيس الحريري بعقد مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق جاء ليؤكد، الى جانب رمزيته، رسمية الزيارة، واعطاء الانطباع عن علاقة من دولة الى دولة".

ويتوقف نائب البقاع الغربي وراشيا عند البيان الرسمي لمحادثات الاسد الحريري، ليقول "إن مضمونها كان جيداً، وتضمن إشارة واضحة الى أنه جرى استعراض تاريخ العلاقات اللبنانية السورية، وكيفية تجاوز الاثار السلبية، كما وضع الزيارة على الحد الفاصل بين مرحلة سلبية مضت، ومرحلة جديدة مقبلة ينبغي أن تكون إيجابية، في إطار تفعيل العلاقات المؤسساتية بين الدولتين، وكذلك التنسيق بين سوريا ولبنان في إطار منظومة العمل العربية".

ويلفت القادري الى "أن الزيارة كانت صريحة، ووضعت حجر الاساس لمستقبل العلاقات اللبنانية السورية، التي يجب أن تكون علاقات قائمة على الثقة والصدق والصراحة بالدرجة الاولى". ويأمل "ان تكون الزيارة فاتحة خير في مسار تنقية العلاقات اللبنانية السورية من الشوائب، ولا شك أن الامور لا تحل بكبسة زر، لأن هناك الكثير من الهواجس المحفورة في وجدان اللبنانيين نتيجة تجارب الماضي، لذا يجب أن تقترن الاقوال بالافعال لبناء علاقات من دولة الى دولة".

ماروني .. لتقنعنا سوريا بأدائها الجديد

يؤكد عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني "الثقة المطلقة بالرئيس الحريري انطلاقاً من قناعة راسخة بأنه لن يفرط بالثوابت والمبادئ".

وإذ يتمنى أن "تكون زيارته الى دمشق قد فتحت ملف الهواجس والمخاوف التي تعبر عنها فئة كبيرة من اللبنانيين نتيجة الاداء السوري في لبنان طوال 30 عاماً"، يشير الى أن "بداية مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية، تكون بالاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين، وحل موضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، بالاضافة الى إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، لا سيما موضوع المجلس اللبناني السوري الاعلى".

ويقول ماروني "نحن في انتظار نتائج الزيارة، والتي يجب أن نلمسها من خلال الافعال على الارض، وليس من خلال البيانات، وهناك حديث عن قيام الجانب السوري برد زيارة دمشق بزيارة الى بيروت، ما يعني أن هناك اهتماماً، إذ أن المسألة اليوم تتعلق بدور سوريا إذا ما كانت مقتنعة فعلاً بضرورة فتح صفحة جديدة، كي تقنع الرأي العام اللبناني من خلال أداء جديد ونهج مختلف، وبالتالي إزالة القلق والخوف الذي يعتري العلاقة".

كنعان .. للبناء على الاجواء الايجابية

يؤكد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان "أن الزيارة استثنائية، ولم تكن عادية، وتحمل في طياتها العديد من المعاني والرسائل، منها الأهمية التي تبديها سوريا للعلاقة مع لبنان، وكذلك للعلاقة مع رئيس حكومة لبنان، والتي بدت واضحة من خلال الحفاوة التي استقبل بها الرئيس الحريري في سوريا".

ويشدد لـ"المستقبل" على "أن قيام الرئيس الحريري بعقد مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق يعكس نوعاً من القناعة المشتركة بين الطرفين بأن تكون العلاقة الجديدة سليمة، ويتم وضعها في إطارها الصحيح بين دولتين، بمنأى عن العلاقات الشخصية".

ويستنتج كنعان "أن هناك أجواء ايجابية تسيطر على مناخ العلاقات اللبنانية السورية، وينبغي البناء عليها من أجل تطويرها وصولاً الى حل كل الملفات المطروحة بين لبنان وسوريا، من ملفات تجارية واقتصادية واجتماعية، والتي تحدث عنها الرئيس الحريري".

ويرى أن "زيارة الحريري فتحت الباب على استكمال الملفات المطروحة من خلال الوزارات المعنية، كما تؤسس لخطاب سياسي جديد بين الدولتين، يرتكز على النواحي الايجابية التي يجب تطويرها كي تتحول الى واقع عملي، من خلال جهد مشترك لبناني سوري، يبحث أيضاً في الملفات العالقة كترسيم الحدود، أو مصير المفقودين".

ويختم حديثه بالقول "اننا أجمعنا في لبنان على ضرورة أن يكون لنا علاقات طبيعية مع سوريا، ويبدو في المقابل أن سوريا تريد علاقة طبيعية ورسمية بين الدولتين".

ترو .. لإيجابية متبادلة

يشير عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب علاء الدين ترو الى "أن لبنان اليوم جزء من المنطقة، وعندما تبدأ المصالحات بين الدول العربية، وتحديداً بين السعودية والسورية، لا بد أن ينعكس هذا الأمر على الوضع الداخلي اللبناني، رغم فداحة الخسارة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أصبح ملفه في عهدة المحكمة الدولية، كما قال الرئيس الحريري".

ويقول "إن الرئيس الحريري، ومند كلف بتشكيل الحكومة كان يعلم بأنه سيزور دمشق من أجل إرساء علاقات مميزة مع سوريا، لأن والده الرئيس الشهيد هو من وضع بند العلاقات المتميزة بين لبنان وسوريا، دولة وشعباً، في اتفاق الطائف الذي كان عرابه".

ويعتبر لـ"المستقبل" أن "الزيارة تؤسس الى وضع مستقر في لبنان، وكذلك الى استقرار اقتصادي كما ستنعكس على المصالحات بين اللبنانيين من مختلف الاتجاهات السياسية".

وإذ يؤكد "ضرورة أن نكون كلبنانيين إيجابيين حيال كل ما من شأنه إرساء العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة وأن لا نغرق مجدداً في السياسات الشخصية أو الحزبية"، يشدد في المقابل "على ضرورة أن يتعاطى السوريون مع لبنان بالايجابية نفسها، من خلال احترام إرادة شعبه واستقلاله وسيادته، والتعاطي مع مؤسسات الدولة اللبنانية، من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب، ومجلس الوزراء".

علوش .. تطور في الأداء السوري

يرى النائب السابق مصطفى علوش أنه "بالشكل كنا نتوقع زيارة أولى رسمية، لكن يبدو أن الأمور تخطت المنطق، فتحولت الزيارة إلى كسر جليد وتعارف، وهذا مؤشر إيجابي"، ويشير إلى أن "الرمزية في زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا كبيرة، خاصة بعد الحمل الكبير الذي حمله منذ اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأسلوب التعامل معه من قبل دمشق، وموضوع المحكمة الدولية".

وعن الآمال المعلقة على الزيارة، يقول علوش: "هناك الكثير من الآمال التي تعلّق على بناء علاقات صحية ومفيدة للبلدين، وحل الملفات العالقة من إنشاء سفارات واستكمال ترسيم الحدود وحل مسألة المفقودين"، ويرى أن "الزيارة كانت ضرورية لحلحلة الأمور، التي تتطلب الكثير من اللقاءات بين الأوساط المتخصصة، وتبقى الأسابيع والأشهر المقبلة هي المقياس للتفاعل السوري الإيجابي".

أما عن التطور في الأداء السوري، يشير علوش الى أن "هذا التطور بدأ منذ سنتين مع زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث توقفت الاغتيالات والأعمال الأمنية التي كانت تحصل، من ثم أتى الاعتراف الديبلوماسي، فضلاً عن عدم التدخل السوري في الانتخابات الأخيرة، كل هذه كانت مؤشرات على التحوّل السوري، على أمل أن لا تتدخل التبدلات الدولية والإقليمية في كسر هذه الإيجابية من الجانب السوري".

الزغبي .. دمشق أمام الاستحقاقات المتوجبة

ينطلق عضو قوى "14 آذار" الياس الزغبي، في تفنيده للزيارة، بالدعوة "الى الخروج من حلقة التقييمات لشكل زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق ووقائعها سلبا وايجابا، حيث يشدد على "وجوب ألاّ تقاس الاجتماعات التي عقدها الرئيس الحريري مع الرئيس السوري بشّار الاسد بمظاهرها وحسابات الربح والخسارة في الشكل والبروتوكول ونسبة الحفاوة وعدد الدقائق والساعات، بل يجب رصد نتائجها العملية في الاسابيع المقبلة". ويرى الزغبي أن "أهم ما في الزيارة، خلافا لما سبقها من زيارات لاهثة، هو وضع دمشق أمام الاستحقاقات المتوجّبة عليها تجاه لبنان في ملفّات خمسة على الأقل هي الحدود والمعسكرات والمفقودون والاتفاقات والمعاهدات السابقة ومراجعة وضع المجلس الاعلى، ولم تعد مساحة المناورة في هذه الملفّات كبيرة، وسيجد الرئيس السوري نفسه أمام تحقيق تقدّم نوعي فيها، تحت اختبار الالتزام بخطوات عملية، وتحت عيون المجتمع العربي والدولي المفتوحة".

وإذ يشير الزغبي الى أن القول بإرباكات واضطراب في صفوف "14 آذار" من الزيارة "لا يعبّر عن الحقيقة، طالما أن الملفّات العالقة ستوضع على طاولة التشريح والمعالجة، وهذا مطلب أساسي وإنجاز منتظر للفريق الاستقلالي"، يرى أن "التطور السوري ما زال خجولاً ومستوراً، لأنه يأتي نتيجة عاملين عربي ودولي عبر التدخلات والتوازنات السياسية العربية والدولية". ويلفت الزغبي إلى أنه "إذا لم يكن هذا التطور ذاتيا، أي من سوريا نفسها دون انتظار تبدلات خارجية، فإنه يبقى في دائرة الحذر والتحفظ من أن يكون هذا التصرف السوري موضعيا ومؤقتا"، ويضيف: "نحن حريصون على متابعة دقيقة لمسار العلاقة الجديدة، ونتائج هذه الزيارة خاضعة أولاً وأخيراً للجانب السوري، لأننا كلبنانيين قدمنا كل التسهيلات ولم يعد بمقدورنا تقديم المزيد، لذلك فإن في المرحلة المقبلة ستكون سوريا تحت المجهر اللبناني والدولي، فهناك مطالب لبنانية من سوريا، وكل ما ستقدمه من الآن وصاعداً سيدخل في الرصيد اللبناني، وفي رصيد إنجازات قوى 14 آذار التي أسست لهذه المرحلة من العلاقات، بقيادة الرئيس الحريري".

ويختم الزغبي بالقول إنه "عندما يتساوى الرصيدان اللبناني والسوري، تبدأ العلاقات الصحيّة".

 

 مصير الـ1559 في يد مجلس الأمن وإصرار أميركي ـ فرنسي على فاعليته

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - ثريا شاهين

ليست المرة الأولى التي تطلب فيها دمشق من بيروت ان تدعمها في موضوع خفض موازنة القرار 1559، في مناسبة انعقاد أعمال اللجنة الخامسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بشؤون الموازنة والإدارة، في نيويورك.

انها المرة الثالثة على التوالي خلال سنة يتم فيها مثل هذا الطلب، الذي أخذ في مساره الأصول الديبلوماسية عبر السفارة اللبنانية الى وزارة الخارجية، لكن مثل هذا الطلب يكون في عهدة مجلس الوزراء المرجعية الفضلى لبته بسبب حساسية الموضوع ودقة الظرف.

إلا ان أوساطاً ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، تؤكد ان وراء خفض موازنة الـ1559، وإنهاء مهمة الموفد الدولي لمراقبة تنفيذه تيري رود لارسن، وقف العمل بالقرار تمهيداً لشطبه. لكن إنهاء مفعول هذا القرار مسألة صعبة جداً ولا ترتبط بـ"اللجنة الخامسة"، بغض النظر عن مستوى القرار وأهميته في الوقت الحاضر، وما نفذ منه من بنود خصوصاً الانسحاب لكافة القوات الأجنبية من لبنان"، لا سيما السورية، والاخرى التي لا تزال من دون تنفيذ، كنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وبغض النظر أيضاً عن المسائل التي باتت تسمى "ثنائية" بين لبنان وسوريا خصوصاً بعد قمة آب 2008 بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد. وأبرز هذه المسائل ترسيم الحدود، بعد ما تم ايجاد الآلية اللازمة لذلك عبر إقرار إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين تنظم هذا الموضوع. ثم ان هناك السلاح الذي باتت قضيته داخلية، مطروحة على طاولة الحوار الوطني تحت عنوان "الاستراتيجية الدفاعية".

وتفيد الأوساط، ان إبطال القرار أو شطبه محكوم بعوامل عدة أبرزها:

لا يمكن ان يتم إنهاء موازنة القرار 1559 ومهمة لارسن، إلا عن طريق مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ القرار، لأنه لا يمكن ان تعرّض اللجنة الخامسة عملها لموقف من مجلس الأمن في مثل هذه الحالة يقول بالتعدي على صلاحياته من جانبها. والجهة التي أصدرت القرار، تقوم بتحديد مصيره، وهذا يدخل في صلاحيات المجلس، وأي إلغاء يتم بقرار منه.

ان القرار 1559 يتحدث عن سيادة لبنان واستقلاله بما في ذلك ما يشمل إسرائيل أيضاً وخروقها وضرورة ان يبقى مرجعية تنبه الى عدم التعرض للسيادة والاستقلال من أي جهة يأتي ذلك. وهذه الناحية تهم لبنان، على الرغم من ان البيان الوزاري الحالي اعتمد على القرار 1701 كمرجعية وكخارطة طريق بالنسبة الى مسألة السيادة والاستقلال. وفي كل الأحوال فإن القرار 1701 يشمل مفاعيل القرار 1559. على الرغم من أجواء الحوار الدولي الإقليمي والاسترخاء النسبي الحاصل، فإن الأوساط تؤكد وجود مصلحة في ان يبقى القرار 1559 ومن دون إلغاء، كوسيلة من وسائل الضغط، حتى لو افتقر في المرحلة الحالية الى وضعه في الأولويات الدولية والتشديد الدائم عليه.

ان الموقف الأساسي والفاعل في مجلس الأمن حيال مصير القرار 1559 يعود الى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التي لا يوجد لديها رغبة في إبطاله أو وقف العمل به، أو حتى إنهاء مهمة لارسن، على الرغم من تفضيله عدم الحضور الى لبنان والمنطقة خلال السنتين الأخيرتين لدى تقديمه تقارير الـ1559. ومنذ نحو ثلاث سنوات أثير في مجلس الأمن مصير القرار، لكن في كل مرة كانت هذه الدول تشدد على القرار 1559 وعلى مهمة لارسن، ما يعني انها ترى فائدة من استمرار العمل به، لو كان ذلك على سبيل إبقائه وسيلة ضغط يمكن العودة الى استخدامها في أي وقت. كذلك جرى النقاش في المجلس، بناء على طلب احدى الدول الأعضاء، في إبطال الطلب الى لارسن تقديم تقارير حول الـ1559، لكن الولايات المتحدة وفرنسا رفضتا.

وتشير مصادر ديبلوماسية رفيعة الى ان لبنان قد يقبل بتقديم ملاحظات تأخذ في الاعتبار ما تطلبه سوريا، لكنه لا يستطيع ان يطلب ما يؤدي الى إلغاء القرار لأن تطبيقه لم يكتمل بعد، خصوصاً لناحية السلاح الذي أحيل على طاولة الحوار. كذلك ان أي طلب إلغاء من لبنان سيؤدي الى إلغاء الـ1701 لأن القرارين يكملان بعضهما البعض، مثل القرار 425 و426، فضلاً عن انه إذا طلب لبنان الإلغاء كونه عضواً غير دائم في مجلس الأمن، فإن الأمر سيواجه بفيتو داخل المجلس من واشنطن أو باريس، وبالتالي لن يمر.

وترى المصادر في التحرك السوري ضد القرار، مواجهة مسبقة، للتجديد للارسن في مهمته مطلع السنة الجديدة، نظراً الى الحساسية بين الطرفين. كما ترى في الأمر إرسال رسائل للبنان لاختبار ردة فعله، إذا كان سيوافق أم لا على الرغبات السورية. وتذكر المصادر بأن مثل هذا الطلب يتزامن مع طلبات أُرسلت عبر الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري الى لبنان لتقول ان هناك قرارات ما كانت اتخذت في أعوام سابقة في 2003 و2004، لعمل اللازم لتطبيقها من جانب لبنان.

يشار الى ان اللجنة الخامسة تأخذ قراراتها حول الموازنة والمؤشرات بالتوافق، وإذا فشل فبالتصويت، والوقت أمامها حتى نهاية الشهر الجاري حدا اقصى. وتشارك في أعمالها الدول الـ190 الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

تشديد العقوبات ضد إيران يتطلب موافقة روسية ـ صينية والتصلّب الفرنسي غير منتج لأن القرار الحاسم أميركي

باريس: سياسة "النافذة المفتوحة" مع طهران انتهت

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - أسعد حيدر

وفاة آية الله العظمى حسين علي منتظري في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في الجمهورية الإسلامية في إيران، تشكل خسارة واضحة وكبيرة للحركة السياسية مثلما هي خسارة كبيرة للعلم والفقه. فراغ كبير يحدثه غياب منتظري، لن يملأه أحد في المستقبل المنظور من مراجع التقليد. هذا واقع ثابت لن يغيّر منه شيئاً الموقف الرسمي حياله. سياسياً، لا يوجد مرجع تقليد في حوزة قم وغيرها، "يتمتع بشرعيته الثورية" وجرأته واندفاعه في قول الحق والحقيقة، حتى لو أدى ذلك الى خلافه مع الإمام الخميني وإبعاده عن الخلافة. في عزّ حياة الإمام الخميني خالفه في القرار وواجهه، وفي عزّ سلطة المرشد آية الله خامنئي قال كلمته مؤكداً وهو الواضع لنظرية "ولاية الفقيه"، أن "الولي الفقيه" يقوم "بالارشاد" ولا يتمتع "بالعصمة". قبل وفاته بأيام حذّر رجال "الباسيج" من استخدام القوة ضد الناس لانهم بذلك ينحرفون نحو "طريق الشيطان". المتشددون في إيران سيشعرون بالارتياح لهذا الغياب. أخيراً غاب "ضمير" الثورة والدولة الذي كان لا يغيب عن أي حدث حتى ولو كلّفه ذلك العزل والحصار. اما المعارضة فإن خسارتها كبيرة. لقد تعاملت معه من بعيد لكنها كانت تعرف انه "صخرة" تستطيع أن تستند اليه في قم أولاً وفي المفاصل الحية للقرار الشعبي. لكن من حظ هذه المعارضة وفي هذا الظرف بالذات انها بلا رأس واحد يقودها، وهي ما زالت حركة شعبية لم يكتمل بناؤها بعد.خسارة المعارضة لمنتظري لن تقتلها وان أدمتها.

وفاة منتظري حدث داخلي وخارجي

لا يمكن فصل هذا الحدث الداخلي في إيران عن التطورات الخارجية المتشكلة حول الملف النووي. ما يعزز ذلك أن قوى عديدة تراهن على تطور مسار المعارضة الداخلية واندفاعها للتأثير عميقاً في اختيارات النظام وقراراته. ترى دوائر دولية خصوصاً في باريس انه مهما قيل من أن ملف القوة النووية الإيرانية هو "ملف قومي" لا خلاف داخلياً في إيران حوله، فإن خلافات حقيقية تدور حوله داخل أروقة النظام، وفي عمق المجتمع الإيراني حول المسار الأسلم والأجدى لإيران في تعاملها مع الغرب وتحديداً واشنطن. الخوف من وقوع مجابهة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية مباشرة أو عبر الإسرائيليين حالة يومية شعبياً، إذ ما هي أهمية حصول إيران على القوة النووية في مقابل خسارة عامة خصوصاً في الاقتصاد.

واشنطن ما زالت غير قادرة على حسم خياراتها في التعامل مع إيران. يعود هذا التردد الى أن الإدارة الأميركية واعية بأنها هي التي ستدفع ثمن المواجهة سواء كان محدوداً أو ضخماً، وأن غيرها لن يدفع إلا القليل من خزينته ورجاله والكثير من التأييد الخطابي.

باريس الساركوزية، ترى "ان سياسة النافذة المفتوحة" مع إيران تنتهي في اليوم الاول من العام 2010. الرئيس باراك أوباما التزم بهذا الموعد "للحسم" مع إيران. خيار "القنبلة أو القنبلة" ما زال قائماً بالنسبة لباريس.

أي أن على إيران ان تعرف ان حصولها على القنبلة النووية يعني الحرب ضدها فوراً. مع العلم أن مسألة مشاركة فرنسا في اي "حرب" ضد إيران غير واردة، يبقى إذاً على واشنطن أن "تقلع شوكها بيدها". الرأي في باريس، أن اقتراب ساعة الحسم يفرض التصعيد ضد إيران. طالما ان الحرب بعيدة، يبقى الخيار الآخر تشديد العقوبات ضد إيران.

قرار العقوبات ضد إيران، سيكون عاجزاً عن التأثير إذا لم يقع الاجماع حوله. هذا الإجماع يكون بمشاركة روسية صينية أو لا يكون. باريس تبدو مطمئنة الى أن مرحلة دولية جديدة للتعاطي مع الملف النووي الإيراني قد بدأت.

روسيا ستصوت، برأي باريس، الى جانب قرار تشديد العقوبات، الرئيس باراك أوباما قدم لموسكو من الضمانات ما يطمئنها.

القاعدة لهذه الضمانات ضمان مصالحها المستقبلية في إيران حتى لا يتكرر معها ما حصل في العراق. موسكو شاركت في الحرب ضد نظام صدام حسين والأميركيون حصدوا وحدهم نتائج الحرب في كل ما يتعلق بمستقبل العراق اقتصادياً. واشنطن قدمت لموسكو الضمانات اضافة الى شيء ما يتعلق باتفاقية "ستارت النووية".

كذلك الأمر بالنسبة للصين الشعبية. على الأقل لن تستخدم حق الفيتو، لأن بكين لا تتحمل العزلة عن المجتمع الدولي من جهة، ولأنه جرى التأكيد لها أن مصالحها ستبقى كما مصالح روسيا خارج العقوبات من جهة أخرى. في باريس لا يستطيعون تقديم الادلة والبراهين الكافية حول مثل هذه الاتفاقات اولاً، وثانياً لا يجيبون عن السؤال الكبير: إذا كانت المصالح الروسية والصينية خصوصاً في قطاع النفط سيتم المحافظة عليها، فماذا ستتضمن العقوبات؟ قطع الماء والهواء عن العراق حتى لا يتأثروا بها؟ وما معنى هذه العقوبات إذا لم تؤثر على قطاع النفط العراقي؟

توتر العلاقات بين أوباما وساركوزي

في الوقت الذي يرفض مسؤولون فرنسيون "الحرب" ضد إيران، لأن "الحرب غبية" وهي "أكثر غباوة لأنها ستجري في منطقة لا ينقصها التوتر والحروب"، فإن رسميين فرنسيين يرون "أن باريس مثل عواصم أخرى لا يشيرون الى تل أبيب يئست من الموقف الإيراني، لا إمكانية لتغيير وجهة النظام الإيراني إلا في حالة واحدة، وهي تعرضه لتهديد وجودي. الدليل ان الإمام الخميني غيّر وجهة نظره في الحرب مع العراق وقبل "شرب السمّ" عندما شعر بوجود خطر وجودي على نظام الجمهورية الإسلامية في إيران". خلاصة هذا الموقف أن التشدد في وجه طهران سيدفعها الى الجلوس على طاولة المفاوضات فور شعورها بأن العقوبات تهدد النظام مباشرة.

هذا المنطق الفرنسي للتعامل مع طهران يتكامل مع "قراءة" مسار الوضع الداخلي الإيراني والخطاب الرسمي معاً. من ذلك أن إعلان طهران عن استعدادها لرفع نسبة تخصيب الاورانيوم الى عشرين في المئة بدلاً من 3,5 في المئة وبناء عشرة مفاعلات نووية جديدة هو مجرد توجيه "رسائل" الى الداخل لتقوية موقفه ورفع نسبة التأييد الشعبي للنظام، ذلك ان:

إيران لا تملك التقنيات الكافية لإحداث مثل هذه القفزة النوعية.

لا تملك إيران أيضاً الشبكة الكافية من العلماء والمهندسين لبناء عشرة مفاعلات دفعة واحدة. كما لا توجد كميات كافية من الاورانيوم لتشكيل هذه المفاعلات.

ان الاقتصاد الإيراني لا يستطيع تحمل كلفة عشرة مفاعلات خصوصاً وان سعر النفط حالياً وفي المستقبل المنظور لا يلبي حاجات الاقتصاد الإيراني "المريض" لانه لم يتم تجديده ورفده بقطاعات اقتصادية منتجة كما يجب. أخيراً تجد باريس "ان المعارضة الإيرانية الشعبية تنمو جدياً وان كان بشكل بطيء، وأن من حظ هذه المعارضة في الوضع الراهن عدم وجود قائد فعلي لها، مما يصعب ضربها ويبعثر الجهود لمحاصرتها". مهما كان موقف باريس متشدداً فإنه لن يكون حاسماً ولا حتى مؤثراً في اتخاذ واشنطن قرارها النهائي في كيفية التعامل مع طهران. سيبقى القرار لواشنطن لأن كلفة الحرب من "كيسها"، وتفاهمات الحل السياسي ستكون من "حسابها". ليس لباريس أكثر من حق إبداء الرأي والموقف خصوصاً في ظل التوتر في العلاقات الشخصية بين الرئيسين باراك أوباما ونيكولا ساركوزي. في هذا الوقت، تتابع إيران مناوراتها. تتقدم خطوة نحو التفاوض لترجع خطوتين الى الوراء. طهران تعرف أن "الساعة الرملية" آخذة في الانتهاء. لذلك يقال في باريس إنها تستعد لمفاوضات جدية وعلى مستوى عالٍ مع واشنطن.

 

"الانتماء" يحيي اليوم الثالث العاشورائي

حمادة للالتزام بالوطن أولاً وأخيراً

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - العدد 3518 - شؤون لبنانية - صفحة 7

واصل رئيس "تيار الانتماء اللبناني" احمد الاسعد امس، احياء ذكرى عاشوراء لليوم الثالث على التوالي في مكتبه في الحازمية، في حضور اعضاء المكتب السياسي للتيار والعديد من الشخصيات والفاعليات السياسية والدينية وحشد من المواطنين. وألقى علي صبري حمادة كلمة لفت فيها الى ان "معظم السياسيين اليوم لديهم هواجس وريبة من بعضهم البعض، اضافة الى ارتفاع وتيرة التحريض المذهبي والطائفي الذي بات خبز السياسيين اليومي"، محذرا من "استمرار هذا الواقع الاليم". وشدد على اهمية "الالتزام بالوطن اولا واخيرا، وان نمارس مواطنيتنا من خلال الالتزام بالقوانين والدستور والنظام والتعاون والمشاركة والتواصل الاخوي مع كافة الطوائف والمذاهب اللبنانية من اجل انماء بناء لبنان العيش المشترك".

 

فيصل ارسلان:  تطهّر من سواد الحقد وتبرّأ من حليب الكراهية

حين اغمض فيصل ارسلان عينيه، في تلك اللحظة مات الأمير مجيد ارسلان!

النهار/ بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/( محام)  

ففيصل ارسلان حمل رايات المير مجيد في احلك الأوقات سواداً من زمن الحرب، وكان المير مجيد بطلاً من ابطال الاستقلال في راشيا، وكان في السياسة الاستقلالية جسراً بين كل الطوائف ودائماً حاملاً سيف لبنان لا يهادن ولا يناور في الاستقلال والسيادة وما عدا ذلك فهو قلب كبير فتحه لبني معروف ولكل اللبنانيين. وعلى خطى المير مجيد سار المير فيصل.

وحين كان طفلاً تفقّد وجود ابيه المير مجيد الذي كان معتقلاً في راشيا، فسأل والدته الأميرة لميس ابنة الأمير خالد شهاب! وين المير مجيد؟ فأخبرته الست لميس ان الفرنسيين القوا القبض على المير مجيد وساقوه مع رئيس الجمهورية وكل الحكومة الى راشيا، لأنهم يطالبون باستقلال لبنان. وقتها اشترى المير فيصل بندقية من محل للألعاب قرب منزله في شارع محمد الحوت واخذ يقول لوالدته الست لميس انه يهيئ نفسه ليكون اول جندي يزحف ببندقيته على راشيا لتحرير والده المير مجيد، وضحكت الست لميس وهي تبكي اعتقال زوجها.

وشب فيصل على خطى والده فارساً من فرسان بني معروف الذين للسياسة عندهم روعتها ووطنيتها وعزتها الاستقلالية من سلطان باشا الأطرش الى المير مجيد ارسلان.

وفي أيام شبابه وخلال الحرب الأهلية اعجب المير فيصل ببشير الجميل، حين وجده يتصدى لطريق فلسطين التي ارادوها ان تمر بجونيه وعيون السيمان، وحين سمع لبنانيين يقولون ان الفلسطينيين هم جيشهم، وقتها كانت له قناعات استقلالية ثابتة وتحالف مع بشير الجميل في التصدي لطريق فلسطين في لبنان، وتعرف إلى بشير الجميل عن قرب وعرفه ليس بطلاً مسيحياً، بل بطلاً لبنانياً وكان فيصل يردد ان بشير كان يؤكد له ان يوماً سيجيء سأثبت للبنانيين انني مع طائفة الاستقلاليين ضد طائفة الاستسلاميين والانهزاميين والانتهازيين. وان لبنان لكي يقوم يجب ان لا يكون فيه لا ابن ست ولا ابن جارية، ولا غالب ولا مغلوب! ويوم انتخاب بشير الجميل حرص على وأد اي فتنة طائفية بأن وقف الى جانب بشير الجميل في المجلس الحربي بينما عملية الاقتراع تجري في مجلس النواب، مؤكداً التلاحم المسيحي الدرزي تخوفاً من اي ارتباك او خلل في ذلك وقطعاً على طريق الفتنة.

وبعد انتخاب بشير زحف بنو معروف خلف المير فيصل الى بكفيا ليؤكدوا التلاحم والتوافق.

وكان مقتل بشير الجميل صدمة كبيرة في حياته، ادرك ان "المدينة الفاضلة" التي كان يحلم بها بشير، قد انهارت وان السياسة اصبحت في عهده لمكيافللي والميكيافيلين، وشاهد عمر بن الخطاب يزج به في السجن.  وحين اختارت قيادات حزبية – وقتها - تقديم رأس كامل الأسعد هدية! وصوتت لإقصائه عن رئاسة مجلس النواب ("عرفاناً" بجميله)، يومها ادرك فيصل ارسلان ان السياسة قد اخذت منحى خطيراً لا مكان له فيه. وان الدهر قد خبأ للبنان عجباً! وبقي فيصل ارسلان صامداً على خطى المير مجيد، حين تدهورت الأحوال رفض ان يبقى في المنطقة الحرام التي لا تعرف ان تحب ولا تعرف ان تكره، شأن اكثر السياسيين اللبنانيين، وحين تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1983 مع الأميرة حياة زوجته –التي كانت بمثابة الست نظيرة بالنسبة اليه في السياسة وفي شدّ عزيمته- يومها تشدد في موقفه وتصلب وقال: هذا قدرنا نحن استقلاليو بني معروف!

فيصل ارسلان كان من السياسيين الذين تطهروا من سواد الحقد، وتبرأ من حليب الكراهية العكر! الكلمة الطيبة لم تكن تسقط من فمه لأنها كانت جزءاً من فمه! وعرف كيف يكون كبيراً في عصر الأقزام.  كان فيصل ارسلان من غير معدن كثير من السياسيين، كان قلبه وبيته بابيهما مفتوحين دائماً للكبير والصغير، والصغير قبل الكبير...

كان الذي يعظمه في عيون الناس، صغير الدنيا في عينيه، لهذا لان عوده وكثفت اغصانه!

ولم تزده يوماً كثرة الناس حوله عزة ولا تفرقهم عنه وحشة! وعاش فيصل لا يزدهيه اطراء ولا يستميله اغراء! ولم يستوحش يوماً في طريق الهدى ولو قلّ اهله... كان من اواخر خيوط المحبة والطيبة التي تربط الانسان اللبناني بالانسان اللبناني، كان من اواخر سعاة البريد الذين حملوا رسائل الوئام الى القبائل اللبنانية المتناحرة المتذابحة. لقد خسر فيصل ارسلان كثيراً من الناس بسبب ضعف موهبته التمثيلية ورفضه المستمر ارتداء ملابس المهرجين وطلاء عواطفه بالف لون ولون كما يفعل كثير من السياسيين! قال الإمام علي بن ابي طالب –(كرم الله وجهه)- "في نهج البلاغة": ان قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.

وقد عبد فيصل ارسلان الله ولبنان عبادة شكر، كعبادة الأحرار وليس كعبادة التجار والمقاولين والصيارفة وليس اطلاقاً كعبادة العبيد والعنصريين.

في آخر ايامه وهو يعاني المرض الفتاك ويعاني النكران في السياسة ومن السياسيين، كان يلبس في النهار جاكتة وفي الليل يلبس احزانه!

المير فيصل، اذا كان قد كسر ساقه الف مرة وكسر رقبته مئة الف مرة وكسر عموده الفقري مليون مرة، الا انه، اذ وقف آخر ايامه وهو بكامل لياقته الجسدية والوطنية فلأنه وقف على عظام كبريائه وكبرياء المير مجيد وكبرياء شكيب ارسلان وكبرياء عادل ارسلان!

آه يا جبال الخيانات، يا جبال العمولات يا جبال النفايات، سوف يجتاحكم مهما ابطأ التاريخ وفرسانه وسيذكر التاريخ فيصل ارسلان وسيذكر لفيصل ارسلان مروءته وبطولته وتسامحه ومحبته وعبادته للبنان.  ويوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم. فَنَم يا فيصل قرير العين.

 

سامي الجميل خلال ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام: نحن نتّكل على كنيستنا وقيادتنا الروحية كي تقوم بالمبادرة لجمع كل المسيحيين       

 22 Dec. 2009 /موقع الكتائب

أكد النائب سامي الجميل في خلال ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام تحت عنوان "الميلاد والمصالحة" بحضور المطران بشارة الراعي ان لا أحد يمكنه ان يرعى المصالحة المسيحية المسيحية ونحن نتّكل على كنيستنا وقيادتنا الروحية كي تقوم هي بالمبادرة لجمع كل المسيحيين وكما يأمل الناس ان يوضعوا في غرفة ويقفل عليهم وألا يخرجوا منها قبل ان يتفقوا".

وشدد النائب الجميل على ايمانه بقضيتين اساسيتين وهما سبب وجوده في المجال السياسي وترشحه للانتخابات النيابية، قائلاً :"القضية الاولى هي حرية الوجود المسيحي في لبنان ووحدتهم وايجاد افضل واحسن طريقة لبقائهم بكرامة وحرية." واضاف :"القضية الثانية هي سيادة واستقلال لبنان وبناء دولة لبنانية حضارية ومتطورة بعيداً عن الزبائنية والانقسامات."

اما المطران الراعي فقد اعتبر ان "المصالحة والميلاد واحد."

 

 

القرار 1559 ضرورة وطنية 

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

  ::مصطفى علوش::

خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به

في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

المتنبي

وثيقة الطائف:

بسط سيادة الدولة تدريجياً على جميع الأراضي اللبنانية بواسطة قواتها الذاتية وتتسم بالخطوط العريضة التالية:

الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها الى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية.

القرار 1559 الصادر في 2 أيلول 2004:

إن مجلس الأمن إذ يؤكد دعمه القوي لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دولياً، وإذ يشير الى عزم لبنان على ضمان انسحاب جميع القوى غير اللبنانية من لبنان، وإذ يعرب عن قلقه البالغ من استمرار تواجد ميليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع أراضيها، وإذ يؤكد مجدداً أهمية سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية، وإذ يدرك أن لبنان مقبل على انتخابات رئاسية ويؤكد أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي:

 

يُؤكد مجدداً مطالبته بالاحترام التام لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي تحت سلطة حكومة لبنان وحدها من دون منازع على جميع أنحاء لبنان.

يُطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان.

يدعو الى حل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها.

يؤيد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.

 

يعلن تأييده لعملية انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي.

يطالب جميع الأطراف المعنية بالتعاون تعاوناً تاماً وعلى وجه الاستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار ولجميع القرارات ذات الصلة بشأن استعادة لبنان لسلامته الإقليمية وكامل سيادته واستقلاله السياسي.

 

يطلب من الأمين العام أن يوافي مجلس الأمن في غضون ثلاثين يوماً بتقرير عن تنفيذ الأطراف لهذا القرار، ويقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي.

ضرورة القرار الوطنية:

 

في قراءة مقارنة بين وثيقة الوفاق الوطني والقرار 1559 يمكن الملاحظة بوضوح أن روحية القرار وعباراته أُخذت بشكل دقيق من اتفاق الطائف، كما أن بنود القرار أتت متوافقة تماماً مع مقتضيات الدستور اللبناني والحق المنطقي للدولة باحتكار القوة المسلحة على أراضيها.

ومع أن القرار 1559 لم يأتِ على ذكر "حزب الله" بالاسم في إشارته الى الميليشيات، ولكن قيادة هذا الحزب اعتبرت نفسها معنية بشكل مباشر على الرغم من أن العبارات نفسها كانت قد استعملت في وثيقة الوفاق الوطني.

 

ومع أن القيادة السورية كانت قد اعتبرت نفسها قد نفذت الجزء المتعلق بها منذ نهار 26 نيسان 2005، عندما انسحبت قواتها بشكل رسمي من لبنان، فإن المستغرب اليوم هو مبادرة سوريا، عبر القنوات الديبلوماسية، الى الطلب من لبنان السعي الى "تهميش" القرار 1559 من خلال وجوده الموقت في مجلس الأمن. فما هو سر إعادة هذا القرار الى دائرة الضوء الآن في وقت اعتبرت سوريا أنها غير معنية به، وفيما يؤكد الجميع في لبنان بأن تنفيذ باقي القرار هو في عهدة هيئة الحوار اللبناني المحصور دوره بمناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

 

ولكن هذا يعني أن حواراً في ظل اعتراف الحكومة اللبنانية بالقرارات الدولية، يجب أن يؤدي حتماً الى وضع يتناسب مع هذه القرارات، وهذا يترجم إما بحل جميع الميليشيات المتواجدة على الأراضي اللبنانية ومن ضمنها ما يعود الى "حزب الله"، أو وضع هذه المنظومات تحت سلطة أو وصاية الدولة اللبنانية.

هذا بالطبع ما يسعى "حزب الله" الى الهروب منه أو تأجيله الى أمد غير منظور حالياً، ومرتبط حتماً بالراعي الإقليمي لهذا الحزب.

لست أعلم الآن لماذا يحاول الحكم في سوريا إلغاء أو تهميش قرار لم يعد يعنيه، وقد تكون محاولة لإظهار زيادة في الحرص على حلف الممانعة الذي بدأت تظهر عليه علامات التفكك على خلفية الانفتاح المتدرج في سوريا نحو السعودية ونحو الغرب.

ولكن، وبغض النظر عن كل ذلك، فلبنان ملتزم من خلال بيان حكومته بتنفيذ القرار 1701 والذي يتضمن حسب نصه الإشارة الى القرار 1559. لذلك فلا يفيد الأطراف المحلية محاولات تجاهل القرار 1559، أو اعتباره منفذاً، أو حسب البعض ميتاً، ولا حتى محاولة البعض أبلسة هذا القرار وتصويره بأنه أصل كل البلاء على لبنان، فعلى خلفية هذا القرار انسحبت القوات السورية من لبنان، ووضع لبنان تحت مجهر الاهتمام الدولي بعد سنوات من الإهمال أثناء سنوات الوصاية. لذلك فمقابل الحملات المناهضة لهذا القرار، يجب قيام حركة سياسية وشعبية لبنانية لدعمه باعتباره ضرورة وطنية لبنانية.

 

  سوريا استعادت كلّ أوراق قوتها ورئيس الوزراء الأردني الجديد أكبر المقرّبين من القيادة السورية

 

جنبلاط يستعدّ لإجراء مقابلة تلفزيونية يقدّم فيها إعتذاره للرئيس الأسد والشعب السوري

التسوية تسمح للقوى الأمنية بجلب المطلوبين من داخل المخّيمات بالتنسيق مع الفصائل

 

رضوان الذيب

 

معادلة جيفري فيلتمان القائمة على ان الحوار الاميركي مع سوريا لن يكون على حساب لبنان عممها لتشمل الحوار الاميركي مع ايران لن يكون على حساب دول الخليج.

كلام فيلتمان الديبلوماسي يعكس الى حد بعيد التحول الاميركي تجاه قضايا المنطقة وتحديدا لبنان وسوريا والعجيب ان هذا الكلام يصدر عن اكبر المغالين في دعم قوى 14 اذار ويصنف في الادارة الاميركية بأنه من المعجبين بسياسات المحافظين الجدد وصقور ادارة اوباما.

ورغم هذا الكلام فإن البعض في لبنان لا زال يعيش امجاد الماضي ولم يفهم كلام النائب وليد جنبلاط بأن لكل مرحلة خواتيمها خصوصا وان رئيس اللقاء الديموقراطي يستعد للظهور في مقابلة تلفزيونية وربما على قناة الجزيرة يشرح فيها كل خفايا المرحلة الماضية وذكر انه سيقدم في هذه المقابلة اعتذارا شخصيا من الرئيس بشار الاسد على كل الاساءات الشخصية التي طالته جراء كلامه في العديد من المناسبات كما سيقدم اعتذارا للشعب السوري عن الاساءات التي لحقت بالعمال السوريين في الجبل من قبل بعض «اصحاب السوابق« وستمثل المقابلة التلفزيونية الخطوة الثانية تجاه دمشق بعد الخطوة الاولى المتمثلة بإرسال برقية للرئيس الاسد بوفاة شقيقه.

وتقول المعلومات ان جنبلاط لم يكن يقدم على هكذا خطوات لولا ادراكه والمعلومات التي وضعت بين يديه من قبل فيلتمان عن حجم التحول في السياسة الاميركية تجاه لبنان وسوريا وايران وان مرحلة جديدة في لبنان ستمتد لسنوات وسنوات وربما لعشرين سنة واكثر مناقضة لمرحلة 2005 وركيزتها التعاون الاميركي مع دمشق.

ويذكر بعض اصدقاء جنبلاط انه عندما نقل اليه احد مساعديه عام 1989 خبر انفجار الصراع بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ابدى اسفه لما حصل وقال: بسطاء لا يقرأون التطورات ويدفعون الثمن بشكل مجاني ولن يقبضوا اي شيء فالصفقة اكبر منا جميعا والويل لمن سيعارض وقال جنبلاط يومها التسوية ربما تستمر لـ 15 سنة او اكثر وهكذا حصل واليوم فإن التطورات تعيد نفسها والصفقة التي انتجت الحل عام 1989 تكرر نفسها الان وبنفس القوى وهي صفقة اميركية ايرانية سعودية سورية فرنسية قطرية روسية تركية على ضمان الاستقرار في لبنان ولذلك قال جنبلاط ان العماد عون فهم التطورات الحالية افضل مني لانه انخرط في التسوية الداخلية واصبح لاعبا اساسياً ومن يخطئ سيدفع الثمن..

وتقول المعلومات، ان الصفقة لزّمت امن لبنان الى سوريا مجدداً في ظل الخطر الارهابي داخل البلاد وستشهد المرحلة القادمة خطوات امنية ستمكن الجيش اللبناني من القيام بخطوات امنية داخل المخيمات لجلب عناصر القاعدة بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، كما ستشهد ضرباً للتجمعات الاصولية، اما الشق الاقتصادي فسيتولاه الرئيس الشاب سعد الحريري، بدعم سعودي سوري ودولي للمساعدة على ضمان الاستقرار الاجتماعي في لبنان.

فالتسوية طويلة وستمتد لسنوات وسنوات، وهناك نصائح وجهت للمعارضين بان يتعاملوا بايجابية مع التطورات ويستفيدوا من تجارب الماضي لان ما كتب قد كتب في التسوية الدولية، وهامش المعارضة ليس واسعاً مطلقاً، وقواعد اللعبة الداخلية رسمت للمرحلة القادمة وغير مسموح تعديلها مطلقا، وحزب الله اكبر الداعمين لها وحضّ القوى الامنية على الدخول الى الضاحية الجنوبية وممارسة دورها الكامل في كل المناطق، ودعوته ليست من فراغ مطلقا وهي تأتي ضمن التحولات في المنطقة، وحالة الاستقرار في البلاد والتي ستمتد لسنوات.

وجاءت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق لتمثل البند الثاني من نتائج القمة السورية السعودية بعد انجاز البند الاول في تشكيل الحكومة، اما البند الثالث فيتضمن بدء العمل لمحو اثار المرحلة الماضية والتأسيس جدياً لقيام الدولة العادلة التي تضمن حقوق الجميع وهذا هو المدخل الحقيقي للاستقرار.

اما العلاقات السورية اللبنانية فستشهد نموذجاً جديداً، يختلف جذرياً عن الماضي عبر ارساء علاقات من دولة الى دولة، وكل ما يريده الرئيس الحريري سيلقى التجاوب من الرئيس الاسد وستشهد علاقة الرئيسين نموذجاً يحتذى به حتى ان الفترة القادمة ستشهد «صمتاً» عن الكلام من قبل حلفاء سوريا كي لا تعتبر بعض المواقف بانها انعكاس لقرارسوري كما حصل مع زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، فيما الوقائع كانت عكس ذلك وسيكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في المرحلة القادمة هوا لمعبّر عن وجهة النظر السورية نتيجة قربه من الرئيس بشار الاسد.

وهذا الامر تم لمسه خلال تشكيل الحكومة بالاضافة الى قيادات اخرى.

وقد انتهى الزمن الذي تفتعل فيه سوريا مشكلة من اجل وزير او مدير عام فهذه الامور من اختصاص الحكومة اللبنانية.

فالمرحلة القادمة ستشهد تعاونا وحواراً اميركياً ايرانياً وعلاقات سورية اميركية، وحواراً ايرانياً تركياً سورياً عراقياً وسيتوسع ربما ليشمل الاردن خصوصاً وان المعلومات تؤكد بان رئيس الوزراء الاردني الجديد زيد الرفاعي هو من اشد المقربين من القيادة السورية ومن دعاة العلاقات الاخوية ولكن ليس على الطريقة اللبنانية.

وجاءت زيارة الملك الاردني الى دمشق لتعزية الرئيس الاسد بوفاة شقيقه لتعزز هذا التوجه، ورغم ذلك لا زال بعض اللبنانيين يسبحون عكس التيار، ولم يفهموا المتغيرات الخارجية التي ادركها جنبلاط والتي تحتاج الى تنازلات منه سيقدمها ليلتحق في ركاب التسوية من اجل تخفيف الخسائر الا اذا كان البعض يستمتعون «بجلد ذاتهم».

وتقول المعلومات ان عودة السفير الاميركي الى دمشق حسمت وعلى ابعد تقدير خلال اسابيع وحسمت الاسماء بين آدم ايرلي او نبيل خوري وهو لبناني يحمل الجنسية الاميركية.

وتقول المعلومات ان الهم الاميركي حاليا هو افغانستان وباكستان اولا وثانياً وثالثاً، ومن يمد يد المساعدة لاميركا في هاتين المنطقتين ستفتح له واشنطن قلبها وذراعيها حيث الحديث عن عمليات ايرانية داخل افغانستان للقضاء على جند الله بدعم من واشنطن وسيؤدي ذلك الى تراجع الملف النووي الايراني وخطره الى الحدود الدنيا، والذين يراهنون على ضربة لايران من قبل اميركا فهؤلاء «منجمون» اما اسرائيل فهي اعجز عن القيام بذلك.

كل التطورات توحي بتقدم المحور الايراني - السوري - حماس - حزب الله والذي سيتوسع ليشمل تركيا والعراق مدعوماً من روسيا والصين ويستمد قوته من المأزق الاميركي في المنطقة.

ومع قوة هذا الحلف سيتم حل الخلاف بين السعودية والحوثيين لصالح وحدة اليمن، وكل الايام القادمة تبشر بمسار جديد تجب قراءته داخلياً فوق حسابات 14 و8 آذار وموالاة ومعارضة فهذه التسميات سقطت وانتهت مع نهاية مرحلة 2005 وفتحت صفحة جديدة بين الدولتين اللبنانية والسورية لضمان الاستقرار الطويل للبلاد، وعلى الجميع ترتيب حساباتهم بما يتكيف مع التسوية الجديدة.

 

 

 

 

"برنار كوشنير" والخيبة المعتادة

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

ميرفت سيوفي/الشرق

يترقّب اللبنانيون بحذر وبغير إفراط في التفاؤل أو التشاؤم الأثر الذي ستتركه زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد رفيق الحريري إلى العاصمة السوريّة دمشق، ونتائج الاجتماعات والخلوات التي وصفت بالشفّافة والصادقة وكيف ستنعكس على لبنان "مأسسة" حقيقيّة لعلاقات صادقة ومتينة بين دولتين عربيتين وجارتين، والتريّث أمام هذه الزيارة التاريخيّة التي نهض بأعبائها الرئيس سعد الحريري ضروري وإيجابي فلا استعجال النتائج مفيد واستئخارها قد يكون ضاراً، وفي النهاية ؛ ما يريده اللبنانيون من سورية الدولة الجارة والشقيقة لا يتجاوز الحدّ الأدنى المطلوب في علاقات حسن الجوار بين دولتين فكيف إذا كان ما يجمعهما قد يكون أهم لمستقبل كلّ من الدولتيْن...

ولم يُخف اللبنانيون حالة "الطرب" التي انتابتهم وهم يصغون إلى رئيس حكومتهم الشاب في مؤتمره الصحافي في مقر السفارة اللبنانية في دمشق ـ وهذه لوحدها إنجاز كبير - وكلّما ردّد الرئيس الحريري الابن خلال إجاباته "مصلحة البلدين والشعبين والدولتيْن"، ازداد اللبنانيون تأكداً من أن العلاقات اللبنانية السورية قد تستقرّ وسيتاح لها أن تكون "أخويّة" وترضي الطرفين - لا بإكراه أحدهما للآخر - وبالمودّة والاحترام المتبادل للاستقلال الكياني لكلّ منهما، وبالمعنى الأخوي الحقيقي، لا بمعنى "افتئات الأخ الأكبر على الذي يعتبره الأخ الأصغر"...

وسط هذا الترقّب والتريّث الحذر اللبناني، خرج تصريح برنار كوشنير كحجر يرشق "الزجاج الملوّن" الذي حاول كثيرون "شعشعة" ألوانه بدافع تحويل مصب الاستفادة لهذه الجهة أو تلك، وربّما السبّاق في هذا المجال كان حزب الله، الذي حاول أن يختزل نتائج الزيارة كلّها لمصلحة سلاحه، وهذا ليس بأمر مستغرب، فالحزب لم يعد لديه سوى استراتيجيّة واحدة يتمحور خطابه حولها، بل تكاد تتمظهر أحياناً لراصدها وكأنها استراتيجيّة "موت أو حياة" بالنسبة اليه وهي باختصار مملّ - للسيمفونيّة اليوميّة - الاحتفاظ بسلاحه، وهذه سابقة في تاريخ الأحزاب السياسية التي تريد ممارسة السياسة والمقاومة في الوقت نفسه، ومن المستغرب بشدّة أن يُباهي حزب بكلّ هذه الانجازات التي حقّقها، ثم يصبح سبب وهدف وجوهر وجوده هو احتفاظه بسلاحه!!

"حجر التشاؤم" الذي ألقاه وزير الخارجية الفرنسي مستغرب قليلاً، والسؤال الملحّ هل حجر الخيبة هذا هو تعبير عن خيبة رسميّة رئاسيّة ساركوزيّة من التجربة الدمشقيّة، أم هو "نتعة تصريح" على عادة كوشنير، على اعتبار أنه "ينتشي" بتصريحاته أمام عدسات الكاميرا ومنصات الحوارات والمحاضرات؟! وتصريح كوشنير جاء على هامش محاضرة في مقر "نادي الصحافة الأوروبي الأميركي"، وتضمّن كلامه نقطتين مركزيّتين بالنسبة الى اللبنانيين وهما عملياً مصدر قلق وتساؤل دائم بالنسبة إليهم... الأوّل والأهم والأكثر أولوية بالنسبة الى اللبنانيين هو موضوع المحكمة الدوليّة، وإشارة كوشنير الواضحة إليها تؤكد أنّها ما زالت تحظى بمستوى الاهتمام الدولي نفسه وأنّها خارج سياق كلّ تسوية، فأكّد وزير الخارجيّة الفرنسي أن الأمور واضحة بهذا الشأن: "زيارة الحريري ليست ولا بأي شكل نهاية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مذكراً أن الأمور لطالما كانت واضحة بهذا الصدد".

أما "حجر الخيبة" الذي ألقاه كوشنير في المياه اللبنانية الحذرة فقد أحدثَ "نقزة" لأنه موقف غير مفهوم، خصوصاً في ظل الرعاية الساركوزية المشجعة للانفتاح على سورية، فما الذي استدعى تصريح الخيبة "الكوشنيريّة" هذا؟

وعندما يصرّح وزير الخارجية الفرنسي واصفاً زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى دمشق بـ"بادرة رجل دولة"، ثمّ يتبعها بإشادة بـ"خطوة الرئيس السوري بشار الأسد"، ثم فجأة "يفرمل" تصريحه بخيبة معتادة فيأمل: "ألا يكون "مخطئاً - ويؤكّد مرارة الخيبة مفسّراً خصوصيّتها ـ فلطالما خاب أملنا بسورية بشكل خاص".

هذا التصريح قد يكون كلاماً مرتجلاً ليس إلا، وقد يكون أكثر من ذلك، إلا أنّ ثمّة قاسماً مشتركاً بين تاريخ خيبة اللبنانيين من تكرار المحاولة مع دمشق وانتهائها بالفشل، وخيبة كوشنير التي تبدو أنها قد تكرّرت عند الديبلوماسيّة الفرنسيّة بشكل خاص على حد وصفه..

وعلى الرغم من ذلك، هذا دافع آخر للتريّث والترقّب والحذر، خصوصاً مع مفاجأة إطلاق الرصاص على باص يقلّ مواطنين سوريّين وسقوط ضحايا أبرياء، هناك مَن يحاول رشق زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق بالتعكير، ولكنّ رائحة هذا السيناريو ليست غريبة على أنوف اللبنانيين، خصوصاً عندما تبدأ "الكمنجات" القديمة بالعزف على أوتار طرح السؤال عن "المتضررين"، لذا المطلوب التعجيل بالتحقيقات، فاللبنانيون راغبون بمعرفة من وراء الحادث ومعنيون بالمعرفة قبل سواهم، لأنهم لم تعد تنطلي عليهم سيناريوهات تفجيرات التسعينات ما بعد الطائف، و"فهمكن كفاية"!!

المصدر : الشرق   

 

 

 

 اول جلسة لمجلس الوزراء: مواجهة بين الحريري والوزراء العريضي وباسيل ونحاس حول مجلس الانماء والاعمار وباريس 3

نهارنت

شهد مجلس الوزراء في أول جلسة عقدها الاثنين منذ نيل الحكومة الثقة، مواجهتين الاولى بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الاشغال غازي العريضي حول صلاحيات مجلس الانماء والاعمار والتمديد للشركة المتعهدة خدمات مطار رفيق الحريري الدولي، والثانية بين الحريري والوزيرين جبران باسيل وشربل نحاس بشأن تمديد اتفاقية قرض مع الحكومة الفرنسية.

فقد وزع العريضي ملحقا على مجلس الوزراء وطرح البند المتعلق بتمديد العقد لشركة خدمة الطائرات في المطار MEAS، مثيرا جملة مخالفات وعمليات تقصير من مجلس الانماء والاعمار، وطالب بسحب صلاحيات "الإنماء والإعمار"، مقدّماً عشرات الأمثلة على مشاريع يلزّمها هذا المجلس من دون معرفة الوزراء المعنيّين.

وأفادت مصادر وزارية لصحيفة "الاخبار" ان الحريري رفض انتقادات العريضي ورددّ في خلال النقاش أكثر من مرّة "لا أقبل بأيّ تنازل في موضوع صلاحيات المجلس". واضافت انه عند احتدام النقاش بين الحريري والعريضي، اقترح رئيس الجمهورية ميشال سليمان تأجيل البحث في هذا الملف إلى حين عقد لقاء للتفاهم بين الحريري والعريضي. إلا أنّ الحريري رفض ذلك، ما دفع سليمان إلى الوقوف إلى جانب رئيس مجلس الوزراء.

وانتهى النقاش الى تجديد العقد لشركة MEAS على أن يجري خلال ستة أشهر العمل على اجراء مناقصة عالمية للحصول على خدمات أفضل.

واوضح الوزير أبو فاعور لصحيفة "السفير" أن ما حصل "هو نقاش إجرائي في قضية إجرائية وليس له أية خلفيات سياسية أو أي معنى سياسي وهو لا يفسد في الود قضية مع الحريري. وهذا ما أكده العريضي باسم "اللقاء الديموقراطي" على طاولة مجلس الوزراء".

أمّا في الملف الثاني، فنقلت صحيفة "الاخبار" عن أكثر من مصدر وزاري، ان وزير الطاقة جبران باسيل، ووزير الاتصالات شربل نحاس اعترضا على البند الثالث من جدول الاعمال المتعلّق بالإجازة لوزيرة المال ريا الحسن بتمديد اتفاقية قرض مع الحكومة الفرنسية، لكونها لم تنل موافقة مجلس النواب ولم تناقَش أصلاً في مجلس الوزراء، وتتضمّن شروطاً تتعارض مع ما اتُّفق عليه في البيان الوزاري لجهة اعتماد الخصخصة وسيلة لتنفيذ السياسات القطاعية التي اتّفق على أن يعمل الوزراء المختصون على إعدادها في وزاراتهم.

وردّ الحريري حسب الصحيفة أنّ هذه الاتفاقية ليست بحاجة إلى موافقة مجلس النواب، لكونها هبة. وردّ الوزراء بأنّ المبالغ الفرنسية ليست هبات، بل قروض عادية تلامس فوائدها 5% سنوياً، وانتهى النقاش بإمرار هذا البند، مع رفض الوزيرين المعنيين.

وفتح الوزير محمد فنيش حسب صحيفة "النهار" نقاشاً في موضوع الخصخصة عندما طرح تمديد فترة السماح للسلفة المعطاة بموجب مؤتمر باريس 3 والتي تم توقيعها بين الحسن ونظيرتها الفرنسية خلال الأيام الاخيرة.

وسأل فنيش محتجاً: "كيف لا يتم اعلامنا بالموضوع في مجلس الوزراء"؟، مشيراً الى انه "لا يمكن القبول بتخصيص شركتي الاتصالات ولا ببيعها"، مما أدى الى جدل طويل، بسؤال من هنا وايضاح من هناك.

وقرر مجلس الوزراء دعم صفيحة المازوت الأحمر عندما يفوق السعر 15 ألف ليرة لبنانية وحتى 3 آلاف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة، وذلك اعتباراً من 24/12/2009 وحتى 15/3/2010 وطلب المجلس من وزيري الطاقة والمالية وضع آلية للمحاسبة لعمليات الدعم وإعطاء وزارة الطاقة سلفة خزينة بقيمة 60 مليار ليرة لبنانية لتغطية عملية الدعم وفتح حساب خاص بالسلفة في مصرف لبنان.

وكان سليمان استهل الجلسة بتهنئة اللبنانيين بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وأطلع المجلس على نتائج زيارته الرسمية لواشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وأوضح أنّه طلب تجهيزات للإدارة، وللجيش تمكّن لبنان من مواجهة اسرائيل والتصدي للارهاب، وأنه ردد موقف لبنان الداعي إلى تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وطلب وضع حد للانتهاكات الاسرائيلية ولشبكات التجسس.

كما أطلع المجلس على نتائج زيارته لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد.

واعتبر ان حادث إطلاق النار على الباص السوري يستهدف لبنان وأمنه. كما توقف عند ما تعرضت له سيارات اليونيفيل في الجنوب.

وتحدث الحريري مهنئا اللبنانيين بالاعياد، وأطلع المجلس على نتائج مشاركته في قمة كوبنهاغن للمناخ مترئسا وفد لبنان، واللقاءات التي عقدها مع رؤساء الوفود المشاركة، وأطلع المجلس على نتائج زيارته لدمشق ولقائه الاسد.

وأكد في الجلسة أن السعودية جددت دعمها للبنان ولحكومته، وهي لعبت دورًا لزيارته إلى دمشق التي تأتي في سياق تحولات على صعيد العلاقات العربية العربية نحو تحقيق المصالحات.

وتحدث الحريري عن زيارة ناجحة الى سوريا بعد قطيعة، وقد تميّزت بالوضوح والصراحة والصدق من قبل الطرفين.

ورأى ان "المحادثات التي تناولت التضامن بين البلدين تعني ان يدعم لبنان وسوريا الانسحاب من الأراضي المحتلة من كلا البلدين، وقد جرى البحث بالأمور التي تهم الشعبين والبلدين وضرورة بناء العلاقات على الصراحة حتى تكون متميزة، وجرى الحديث عن تعزيز العلاقات، كما جرى البحث في ترسيم الحدود ومواضيع اخرى ستتابع من خلال الوزارات المعنية".

واتفق على هامش المناقشات على تثبيت موعد جلسات مجلس الوزراء في الخامسة بعد ظهر كل اربعاء.

 

 

متكي: لبنان لا يحتاج الى تدخل اجنبي في شؤونه

نهارنت

أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عن استعداد بلاده لقيام مرحلة جديدة من العلاقات الفاعلة بين لبنان وايران في المستقبل القريب، مشيرا الى ان ايران تكن الاحترام للشعب والحكومة اللبنانية.

وكشف متكي في مؤتمر صحافي الاثنين انه قدم دعوة رسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة ايران في موعد يحدد لاحقا، واصفا محادثاته مع الحريري بالجيدة جدا والايجابية.

وشدد متكي على ان لبنان اثبت انه لا يحتاج الى تدخل اجنبي في شؤونه، كما اثبت استقلاله في الموقف وقدرته على اتخاذ قراراته، معتبرا ان لبنان يستطيع التغلب على كل الصعاب.

واذ لفت الى ان لبنان في مرحلة جديدة من الاستقرار والتقدم, اكد متكي وجود فرص اكبر لمزيد من التعاون بين ايران ولبنان.

وكان متكي بدأ زيارته الرسمية الى بيروت بزيارة الى ضريح عماد مغنية في روضة الشهيدين، وبعد قراءة الفاتحة اكد على بطولة وشجاعة الشعب اللبناني وتضحياته الجسام فهو قدم الشهداء امثال الحاج مغنية في سبيل تحرير ارضه وحقق الانتصار الهام تلو الاخر على اسرائيل ما جعل لبنان يرفع راس الامة العربية بنتيجتها.

وبعدما وضع متكي حجر الاساس لمبنى السفارة الايرانية الجديد في بئر حسن، زار والوفد المرافق وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي الذي اجرى معه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، اضافة الى الوضع الاقليمي والدولي.

ولفت متكي بعد اللقاء الى ان "لبنان اثبت من خلال تشكيله السريع للحكومة بأنه يمتلك القدرة على ان يأخذ موقعا مهما في المنطقة والعالم".

ورأى ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا تصب في خانة تعزيز الاستقرار والهدوء في المنطقة، مشيدا بذكاء المسؤولين في لبنان الذين يعملون لخدمة لبنان.

ونوه متكي بتواجد لبنان "الجيد" في الأمم المتحدة، لافتا الى انه ليس هناك موضوع يتم تداوله في مجلس الأمن الآن بالنسبة للطاقة النووية الايرانية وسنتناول هذا الموضوع في وقته.

ورداً على سؤال حول سعي "حزب الله" لإقامة جمهورية إسلامية في لبنان بمساعدة إيران، شدد متكي على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعمل لتوسيع مجالات المحبة، وإذا كان العمل من أجل توسيع المحبة جريمة فنحن نقبل هذه الجريمة"، وأضاف: "شعوب العالم اليوم في درجة كبيرة من البلوغ لكي تعمل من أجل مصيرها".

بعد ذلك توجه الوزير الايراني والوفد المرافق الى القصر الجمهوري حيث استقبله الرئيس العماد ميشال سليمان .

ونقل متكي الى رئيس الجمهورية تحيات الرئيس محمود أحمدي نجاد والمسؤولين الايرانيين، لافتاً الى أن العديد من الخطوات تم تحقيقها بعد زيارة رئيس الجمهورية لطهران العام الفائت.

وتمنّى استمرار التعاون وتوسيع آفاق العلاقات، مهنئاً الرئيس سليمان بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبحال الاستقرار والهدوء والتوافق السائدة على الساحة منذ إنتخابه، والجهود التي بذلها من أجل اعادة موقع لبنان على صعيد علاقاته مع الدول.

واعتبر أن لبنان سيكون صوت الحق في مجلس الامن الدولي في خلال وجوده كعضو غير دائم في هذا المجلس.

من جهته حمّل الرئيس سليمان الوزير متكي تحياته الى الرئيس نجاد ومرشد الثورة السيد علي خامنئي والمسؤولين الايرانيين، مشيراً الى العلاقات الجيدة التي تربط بين البلدين ومتمنياً أن تشمل العديد من المجالات في إطار تعزيز التبادل على المستويات كافة وفي شتى المجالات.

وفي الحادية عشرة زار متكي والوفد المرافق رئيس الحكومة سعد الحريري في مكتبه في السراي في حضور النائب السابق باسم السبع والمستشار محمد شطح والسيد نادر الحريري، وتناول الاجتماع الذي استمر ساعة وربع الساعة عرضا للمستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، ورفض متكي على الأثر الإدلاء بأي تصريح.

وفي الاولى التقى الوزير الايراني رئيس مجلس النواب نبيه بري في دارته في المصيلح.

وتخلل اللقاء مأدبة غداء اقامها الرئيس بري على شرف الوزير متكي والوفد المرافق. وتناول اللقاء وفق ما نقلته مصادر مشاركة، ان الوزير متكي عبّر عن تقديره لدور وجهود الرئيس نبيه بري في المرحلة السابقة، واشارت الى "انها لمست تأييدها ودعما من الجمهورية الاسلامية الايرانية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشيخ سعد الدين الحريري ولمسيرة الاستقرار ايران الدائم لدعم لبنان في كافة المجالات".

وعلم ان الوزير متكي قد وجه دعوة لرئيس مجلس النواب لزيارة الجمهورية الاسلامية في ايران.

من ضمن جولته على القيادات اللبنانية زار متكي مساء الاثنين الصرح البطريركي في بكركي والتقى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس على مدى 45 دقيقة في حضور الوفد الإيراني المرافق.

وبعد اللقاء أشار متكي إلى أن العلماء الذين رافقوه في الوفد الرسمي "وجّهوا دعوة رسمية لصاحب الغبطة لكي يقوم في أقرب فرصة زمنية ممكنة بزيارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، آملاً في أن "تتحقق هذه الزيارة".

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله استقبل الوزير متكي مساء الأحد والوفد المرافق له، حيث جرى استعراض آخر التطورات السياسية للمنطقة، وخصوصاً في فلسطين ولبنان.

وأشار بيان صادر عن "حزب الله" إلى أن البحث تطرّق إلى "الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة اللبنانية في المدّة الأخيرة، وخصوصاً بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمصالحات التي تجري بين مختلف الفئات السياسية في لبنان، وكذلك التطورات الايجابية المتسارعة في العلاقات اللبنانية – السورية".

وتطرّق نصر الله ومتكي، وفق البيان، إلى "التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث شكر نصر الله الجمهورية الإسلامية في إيران، قيادةً وحكومةً وشعباً، على موقفها الداعم بقوة مقاومة الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتهديد".

 

جيريميك يبلغ لبنان مشاركة صربيا في «يونيفيل»

الثلاثاء, 22 ديسيمبر 2009

بيروت - «الحياة»نقل وزير خارجية صربيا فوك جيريميك الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعوة رسمية من نظيره الصربي بوريس داديتش الى زيارة بلغراد في أقرب وقت، معلناً خلال زيارته قصر بعبدا أن «بلاده اتخذت قراراً بالمشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)». وأمل جيريميك في تصريح بعد لقائه سليمان يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية ميركو ستيفانوفيك ومدير قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في وزارة الخارجية ميروسلاف سيستوفيك والمستشارة ألكسندرا رادوزالجيفيك وسفير صربيا لدى سورية ولبنان فلاديمير ماريك، بـ «إعادة تنشيط العلاقات بين البلدين من خلال العمل على إعادة فتح السفارة في بيروت بعدما اتخذت الحكومة الصربية قراراً في هذا الشأن». ووعد سليمان بتلبية الدعوة «عندما تسنح الظروف»، وقدر في بيان وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري عن فحوى المحادثات «قرار مشاركة صربيا في يونيفيل لتعزيز الامن والاستقرار في الجنوب اللبناني، الامر الذي يشكل مدخلاً جيداً وأساسياً لإعادة تنشيط العلاقات وفتح باب التواصل بين البلدين». وزار المسؤول الصربي رئيس الحكومة سعد الحريري. وجرى بحث في التطورات المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. ثم التقى الوزير الصربي نظيره اللبناني علي الشامي، وتطرق البحث خلال اللقاء بحسب مكتب الشامي الاعلامي، الى وضع صربيا وانفصال إقليم كوسوفو عنها، وطلب الوزير جيريميك دعم لبنان بعد انتخابه عضواً غير دائم في مجلس الامن لدى إبداء محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري حول الانفصال. وإثر الاجتماع، قال جيريميك: «ان لبنان في إمكانه الاعتماد كلياً على صربيا في مجال تقدم عملية السلام بالموازاة مع القانون الدولي، ان المشاكل في العالم يمكن حلّها فقط من خلال المفاوضات والحوار، في لبنان والبلقان وفي أي مكان في العالم».

 

الحريري في دمشق

طارق الحميد (الشرق الأوسط)، الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

احتفى الرئيس السوري بضيفه سعد الحريري في سورية احتفاء كبيرا، لكن المعلومات عن لقائهما ظلت شحيحة للغاية، وهو لقاء يأتي بعد قطيعة وعداء، لذا فهو لقاء مختلف عن لقاءات الآباء، فالرجلان مختلفان، وكل منهما عركته ظروف قاسية!

لكن تبقى أهمية لبنان للسوريين كما هي، إن لم تزد، وتبقى حساسية لبنان تجاه التدخل السوري أكثر أيضا. فدمشق تقترب من لبنان اليوم من جديد بعد سقوط نظام صدام حسين، وحضور ايراني طاغ، وتنام لحزب الله، عدا عن تعرض سورية لهزات عنيفة في السنوات الخمس الماضية، حيث التوتر الذي ساد مع كل من السعودية ومصر، وطريقة الخروج من لبنان، والخلاف مع اميركا، والمحكمة الدولية، والضربات المحرجة من اسرائيل، ناهيك عن الاغتيالات التي وقعت على ارضها.

وبالنسبة للبنان فهناك خلفية الاغتيالات، رفيق الحريري ومن تلاه، وهناك القلق من وضع داخلي سببه حزب الله المرتكز اكثر على ايران، مما يجعل لبنان جبهة مرشحة للاشتعال في أي لحظة، ناهيك عن أن آخر المحتلين في الذهنية اللبنانية لم تعد سورية بل حزب الله يوم احتل بيروت، وبالطبع فانه من الخطأ النظر لزيارة الحريري من جانب شخصي، فهو رئيس وزراء لبنان، ولا يمكن ان يكون بهذا المنصب دون زيارة سورية، فأمام رئيس وزراء لبنان، أيا كان، ثلاثة خيارات: إما دمشق، أو إسرائيل، أو البحر، وسورية اهون الضرر، وبالتالي فإن كلا الطرفين، الاسد والحريري، التقيا وهما في إنهاك شديد، بل إنه لقاء المضطرين.

فلا الاسد كان يجامل، ولا الحريري لحس كلامه عن دمشق، بل هو امر فرضته ظروف المنطقة، وقبل كل ذلك الجهود التي قادها الملك عبد الله بن عبد العزيز من اجل المصالحة العربية، ولا بد أن لا ننسى أن هناك رغبة سورية للسير بعملية السلام، وجيد أن يأتي اللقاء بين الاسد والحريري قبل أي تقدم في المفاوضات الاسرائيلية السورية لكي لا يكون لبنان جزءا من الاتفاق، او يقدم على طبق من ذهب لدمشق، خصوصا ان السوريين يريدون وساطة اميركية مع الاسرائيليين كما نشر مؤخرا.

ولفهم الموقف الإقليمي لا بد ان نتذكر ايضا أن هناك التقارب السوري التركي، الذي يأتي في وقت تطل فيه ايران وحدها من نافذة المشاكل بمنطقتنا، مع وجود قناصين يتحينون اللحظة المناسبة لاصطيادها، ناهيك عن الحريق المتأجج داخل البيت الايراني، ومن شأن كل ما سبق ان ينعكس على لبنان ايضا، وليس سورية وحدها، ومن هنا تأتي اهمية ان يكون في لبنان رئيس وزراء قادر على ان يسير على حد السيف حتى تتضح الرؤية في المنطقة، خصوصا ان لبنان مرشح لأن يكون إحدى الجبهات القابلة للاشتعال، كما اسلفنا.

وبالطبع يبقى هنا سؤال مهم وهو: من يضمن أن لا تمارس سورية ادوارها السابقة في لبنان؟ وخير إجابة ما قاله الحريري في دمشق «الضمانة هي نحن»، أي أن اللبنانيين هم خير ضمان لبلدهم، لكن ليس جميع اللبنانيين لبنانيين للأسف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
23 كانون الأول/2009

المزامير 112/1-10

هنيئا لمن يخاف الرب ويسر بوصاياه جدا، يكون نسله قويا في الأرض، فالمستقيمون يباركهم الرب، ويكون المال والغنى في بيته، وحقه يدوم إلى الأبد، النور يضيء في الظلام للمستقيمين، لأن الرب حنون ورحيم وعادل، الرجل الصالح يتحنن ويقرض ويدبر أموره بالإنصاف، الصديق لن يتزعزع إلى الأبد، وذكره يبقى مدى الدهر، لا يخاف من خبر السوء، وبقلب ثابت يتكل على الرب، قلبه راسخ فلا يخاف حينما يرى خصومه، يوزع ويعطي البائسين، ففضله يدوم إلى الأبد ورأسه يرتفع بالمجد، يراه الشرير فيغتم ويصر بأسنانه ويذوب. فرغبات الشرير تبيد

 

مخابرات الجيش أوقفت مطلق النار على الباص السوري

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار/أفادت المعلومات أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت من توقيف مطلق النار على الباص السوري في محلة ديرعمار، يدعى شوقي الناظر ويحمل هوية "قيد الدرس".

 

سليمان اتصل بالأسد مستنكراً وأمر بالتحقيق والحريري اعتبرها موجهة ضد لبنان  

مجلس الوزراء اللبناني يشجب حادثة الاعتداء على الحافلة السورية

 بيروت - "السياسة": شجب مجلس الوزراء اللبناني الاعتداء الذي استهدف الحافلة السورية في منطقة دير عمار, واعتبره محاولة تخريب للعلاقات اللبنانية - السورية وأعطى التعليمات اللازمة للأجهزة العسكرية والأمنية لاتخاذ الإجراءات الفورية للكشف عن الفاعلين وملاحقتهم وتوقيفهم. وقد أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن حادثة الاعتداء على الحافلة السورية موجهة ضد لبنان وأمنه واستقراره, مشيراً إلى أنه أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد, مبدياً أسفه لوقوعها, ولفت إلى أنه أعطى التوجيهات اللازمة بمتابعة التحقيقات حتى النهاية. من جهته, أشار رئيس الحكومة سعد الحريري خلال مداخلته في الجلسة إلى دور المملكة العربية السعودية الداعم بشكل كامل للبنان ولحكومته, ولما قامت به في التمهيد لزيارته إلى دمشق, متحدثاً عن أجواء الوضوح والصراحة والصدق التي سادت محادثاته في سورية. وأكد أنه تم البحث في ترسيم الحدود وفي قضايا أخرى سوف تتابع في الأسابيع القليلة المقبلة مع الوزارات والإدارات المختصة لكي "نشهد ترجمة عملية" لما حققته زيارته إلى دمشق, معتبراً أن حادثة الاعتداء على الحافلة السورية موجهة ضد لبنان, وضد ما حققته زيارته إلى دمشق. إلى ذلك, رأى وزير العدل إبراهيم نجار, أن زيارة الحريري لدمشق منتجة على ما يبدو, لافتاً إلى أنه تفاجأ بمدى ارتياح الحريري لمحادثاته مع الأسد, والتي سادها جو من المصارحة. وقال إن رئيس الحكومة أبلغ الحكومة أنه اتفق مع الرئيس الأسد على تفعيل المؤسسات والعلاقات بين البلدين بالنسبة إلى الموضوعات الاقتصادية, مشيراً إلى حصول اتفاق على العمل لبدء ترسيم الحدود. من جهته, رأى عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب عاطف مجدلاني, أن حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية هدفها عرقلة عودة مسار العلاقات اللبنانية - السورية إلى طبيعته, لافتا إلى أن هناك من هو متضرر من نجاح الحريري في قيادة السفينة اللبنانية إلى بر الأمان بالتعاون مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

في غضون ذلك, سطر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان أمس, استنابات قضائية إلى الأجهزة الأمنية في حادثة إطلاق النار على الحافلة السورية, مطالباً بالتحري عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين وكشفهم وسوقهم إلى دائرته.

 

أبو الغيط: مصر لن تقبل بأن يهدد أحد أمنها القومي

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009/لبنان الأن

أكّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر "لن تسمح لأي دولة بالتدخل في القرارات التي تتخذها للحفاظ على أمن أراضيها وسلامتها كما وأنها لن تقبل أن يهدد أحد أمنها القومي"، مشدّداً على أنه "من حق القاهرة إقامة أي إنشاءات داخل أراضيها أو وضع أي أجهزة للتنصت"، مضيفاً أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تُقام على أساس الخطوط المحددة في العام 1967 خصوصاً أن العرب اليوم متمسكون بمبادرة السلام العربية، وإعادة الأراضي المتبقية للبنان والجولان"، مطالباً اللجنة الرباعية الدولية "بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين".

أبو الغيط، وفي حديث إلى قناة "العربية"، لفت إلى أنه "يجب مساعدة حركة "حماس" على التحرك باتجاه توقيع إتفاقية المصالحة الفلسطينية التي وقعتها "حركة فتح"، وبالتالي فإن المبادرة المصرية للمصالحة الفلسطينية متوقفة وإعادة طرحها اليوم غير مناسبة في ظل إستمرار الفلسطينيين في تبادل الإتهامات صبحاً ومساءً". إلى ذلك، أكد وزير الخارجية المصري أن "هناك صعوبة في العلاقة المصرية -  الإيرانية"، واصفاً لقاء الرئيس مبارك مع رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني بأنه "واضح وصريح"، معرباً عن أمله في أن "يشهد المستقبل تحسنًا في العلاقات بين مصر وسوريا على الرغم من أن مثل هذا التطور لن يتم قريباً"، مؤكداً في مجال آخر أن "مصر تدعم العراق بشكل كامل حتى يتحقق الإستقرار والإنسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق".

 

الجماعة الإسلامية في لبنان تتحضر لمنافسة "المستقبل" في الأوساط السنية  

ستتحول قريبًا إلى حزب بعد استكمال تغيير قيادتها

السياسة/تعتبر الجماعة الاسلامية في لبنان المجموعة الأكثر تماسكًا وجهوزية عقائدية, فضلاً عن تمتعها بدعم خارجي لكونها جزءًا من تنظيم "الإخوان المسلمين" العالمي, وبالتالي يُخشى من أن يؤدي أي تراجع في شعبية "تيار المستقبل" السني في البلاد إلى سيطرة الجماعة شعبيا على الطائفة المذكورة, ويُخشى أيضًا لجوء أفرقاء إسلاميين آخرين متشددين حيال الشيعة وغيرهم عقائديًا إلى العمل تحت عباءة حزب "الإصلاح والتنمية" الجديد. ويخشى متابعون لتفاصيل التطورات في المجموعات السياسية والطائفية في لبنان أن يؤدي أي تراجع في وضع "تيار المستقبل" الشعبي والسياسي على المدى الطويل إلى صعود "الجماعة الإسلامية" إلى سدة القيادة في الطائفة الإسلامية السنية باعتبارها المجموعة الأكثر تماسكًا وجهوزية عقائدية, فضلاً عن تمتعها بدعم خارجي لكونها جزءًا من تنظيم "الإخوان المسلمين" العالمي. ويلاحظ أن هذه الجماعة التي باشرت إعادة تنظيم نفسها أخيرًا تسير على خطى "الإخوان" أعضاء التنظيم نفسه في تركيا, حيث تسلم حزب "العدالة والتنمية" رئاسة الحكومة, إذ أن الجماعة الإسلامية في لبنان تتجه إلى التحول حزبًا يحمل اسم "الإصلاح والتنمية", وقد حصلت على "علم وخبر", أي ترخيص من وزارة الداخلية لهذه الغاية. وذكر موقع "إيلاف" الإلكتروني أن هؤلاء المتابعين لا يرون في تحويل الجماعة حزبًا إلا تحضيرًا لمنافسة "تيار المستقبل" في الشارع السني, ويخشون لجوء أفرقاء إسلاميين آخرين متشددين حيال الشيعة وغيرهم عقائديًا إلى العمل تحت عباءة الحزب "الإصلاح والتنمية" الجديد, الأمر الذي يمكن أن يعقد الأوضاع اللبنانية في حال نشوء أي أزمة أكثر مما هي معقدة. وقال أحد المتابعين "شخصيًا أفضل أن تكون الطائفة السنية في لبنان بقيادة من يرتدون ربطات عنق وليس العمائم".

 

جنبلاط غير مستعجل لزيارة سورية والأمور في وقتها  

بيروت - "السياسة": أكد مصدر مقرب من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في اتصال مع "السياسة", أن جنبلاط غير مستعجل لزيارة دمشق, لكنه لن يتردد في الذهاب إليها في حال وجهت إليه الدعوة في الأيام القليلة المقبلة, وأن الأمور في وقتها. ورأى أن جنبلاط لو كان يريد الاستعجال والذهاب إلى سورية قبل رئيس الحكومة سعد الحريري, لكان ذهب إليها بعد الثاني من أغسطس الماضي, عندما نقل إليه أحدهم, بأن أبواب العاصمة السورية مفتوحة أمامه. وأضاف أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" كان مرتاحاً جداً لزيارة الحريري إلى سورية, لأنها فتحت الباب على علاقات واضحة وصريحة مع الجانب السوري, وهذا ما كان يتمنى تحقيقه في هذه المرحلة بالذات, وهو الذي نصح الحريري بالتريث وعدم الذهاب إلى سورية, إلا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. ونفى أن يكون جنبلاط تلقى إشارات سلبية تؤخر ذهابه إلى سورية, أو أن الرئيس السوري بشار الأسد غير متحمس للقائه وأن رئيس "الاشتراكي" بإمكانه زيارة سورية ساعة يشاء من دون أن يلتقيه, طالما أنه لا يحمل أية صفة رسمية. واعتبر المصدر أن هذه المعلومات غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة, وأن زيارة جنبلاط إلى الشام للقاء الأسد, ستتم في موعدها, كاشفاً عن اتصالات تجري خلف الكواليس لتحديد موعد هذه الزيارة, تماماً كما حصل قبل زيارة الرئيس الحريري.

من جهة ثانية, أكد مصدر نيابي قريب من رئيس الحكومة سعد الحريري ل¯"السياسة" أنه جرى توافق بين الحريري والأسد على البدء بترسيم الحدود بين البلدين, بدءاً من الشمال إلى الجنوب ما عدا مزارع شبعا, باعتبارها من وجهة النظر السورية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي, ولا يمكن للفرق الفنية التي تتعاطى في ملف الترسيم, الدخول إليها حتى بمساعدة المراقبين الدوليين.

وأشار إلى أن الحريري اقترح تسليم الخرائط للجانب اللبناني التي تثبت لبنانية هذه المزارع لإحالته إلى مجلس الأمن الدولي, وتسليمه بعد ذلك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإجراء اللازم والضغط على إسرائيل للانسحاب منها وفق القرار الدولي ,425 لكن الأسد استمهل الحريري بعض الوقت, للتشاور مع قيادته حول هذه النقطة, كما اتفق الطرفان على بحث مصير المجلس الأعلى اللبناني- السوري لاتخاذ الموقف المناسب منه في وقت قريب.  أما في موضوع منع تهريب السلاح إلى الداخلي اللبناني ومعالجة سلاح المنظمات الفلسطينية خارج المخيمات, فإن الأسد وعد الحريري بمعالجة هذا الموضوع في أقرب فرصة, بعيداً عن التداول الإعلامي. ونقل المصدر عن الرئيس الحريري حديثه عن بداية مرحلة جديدة في العلاقات اللبنانية-السورية, تقوم على احترام خصوصية كل بلد.

 

 البيت الأبيض: كانون الأول "مهلة نهائية جديّة" قبل فرض العقوبات على إيران 

الثلاثاء 22 كانون الأول  2009/أعلن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان كانون الأول الحالي هو "مهلة نهائية جدية" وضعها المجتمع الدولي قبل أن يفرض عقوبات جديدة محتملة على ايران وبرنامجها النووي. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كرر رفضه لهذا الموعد الذي حددته الولايات المتحدة، لقبول الاتفاق الذي تمّ بوساطة الامم المتحدة، بهدف تبديد المخاوف بشأن برنامج إيران النووي. أ.ف.ب.

 

النيويورك تايمس": زيارة الحريري الى دمشق نكسة لكل ما حصل منذ 2005

نهارنت/اعتبرت صحيفة "النيويورك تايمس" ان زيارة رئيس الوزراء سعد الحريري الى سوريا، مؤشر لعودة النفوذ السوري الى بيروت وتعقب تحولات في المواقف الدولية والاقليمية حيال سوريا.وجاء في المقال الذي كتبه روبرت ورث: "في اي جزء من العالم، لكانت زيارة رئيس حكومة جديد الى دولة مجاورة اعتبرت اجراء عاديا ، غير ان زيارة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري الى سوريا نهاية الاسبوع الماضي صورتها التعليقات الصحافية والبرامج التلفزيونية في بيروت على انها نوع من الدراما الوطنية اللبنانية".

واعتبر ان الزيارة لم تشهد أي انجاز حقيقي، " فقد تبادل الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الحريري نوعا من المزاح الديبلوماسي والتقطا الصور"، متحدثا عن "القائد الشاب الذي ارغم على مصافحة الرجل الذي يعتقد انه قتل والده، مما يذكر بتعلق المنطقة بالرمزية السياسية".

ورأى في الزيارة "مقياسا للنفوذ السوري المتجدد على لبنان بعد اعوام من المرارة والصراع منذ انسحاب الجيش السوري عام 2005"، مذكّراً بأن الانسحاب جاء بعد اغتيال رئيس الوزراء سابقاً رفيق الحريري في تفجير بسيارة اعتقد كثر انه نفّذ بأمر من سوريا".

وبعدما ذكّر الكاتب بظروف زيارة وليد جنبلاط الى سوريا في الاسابيع التي اعقبت مقتل والده، "في اعتداء يعتقد ان سوريا نظمته"، لاحظ ان "الحريري وعلى غرار جنبلاط، امتلك خيارات قليلة، كان عليه ان يتصالح مع السوريين اذا اراد مواصلة دوره السياسي".

واضاف ورث انه من الصعب تبيان ما تنذر به الزيارة على مستوى العلاقات اللبنانية – السورية "فمن جهة، حقق الحريري احد ابرز اهدافه وهو رحيل الجيش السوري ولا احد يتوقع عودته، واقام البلدان علاقات ديبلوماسية هذه السنة، فيما تواصل المحكمة الدولية، التي انشئت عام 2005 تحت رعاية الامم المتحدة لمحاكمة قتلة الحريري الاب، عملها، ويبقى في امكانها اتهام مسؤولين سوريين رفيعين رغم ان معظم المحللين يقولون ان ذلك يبقى اقل احتمالا على ما كان عليه قبل اربعة اعوام".

ومن جهة اخرى قال ورث ان "الجميع يتفق هنا على انه سيكون لسوريا مرة اخرى صوت نافذ لا جدل حوله في بيروت في المسائل المتعلقة بمواقف الحكومة من "حزب الله" الذي تدعمه سوريا، فيما يرى البعض الآخر ان رحلة الحريري عبر الجبال شكلت تنازلا مأسويا".

وختم ورث مقاله بشهادة لمايكل يونغ وفيها: "اذا اعترف سعد الحريري او لم يعترف، تمثل الزيارة نكسة قاسية لكل ما حصل منذ 2005. اعتقد انه قام بذلك على مضض ولكنه لم يكن يملك خيارا على الاطلاق".

 

صفير: الايام لا تزال على صعوباتها والناس يذهبون الى الخارج لكي يتلمسوا عملا

نهارنت/رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير ان "الايام تختلف، ولكنها لا تزال على صعوباتها منذ السبعينات حتى اليوم. واضاف صفير في خلال استقباله وفدا من كاريتاس لبنان، ان" الناس في حاجة، وهم غالبا ما يذهبون الى الخارج لكي يتلمسوا لهم ربما وقتا او عملا احسن من العمل الذي يلقونه في البلاد، مشددا على ضرورة "ان نتحمل جميعا متعاضدين متوافقين ما يرسله الله لنا من صعوبات، ونحاول ان نذللها بما اعطانا من ارادة طيبة".

 

سليمان في بكركي

يوم الميلاد/ الديار/ يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بكركي صباح عيد الميلاد، وسيشارك في قداس العيد الذي يترأسه البطريرك صفير عند الحادية عشرة قبل ظهر الجمعة، ومن ثم سيقيم البطريرك مأدبة غداء لرئيس الجمهورية حيث سيتم عرض للتطورات على الساحة اللبنانية والدولية. ما ذكرت مصادر مطلعة ان البطريرك سيشيد بزيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة ونجاحها، والزخم الذي اعطته للبنان، وبدور رئيس الجمهورية التوافقي والميثاقي في ممارسة صلاحياته. وعلم ان البطريرك لن يثير موضوع سلاح حزب الله خلال مأدبة الغداء، وخصوصا ان رئيس الجمهورية يفضل طرح هذه المسألة على طاولة الحوار الوطني.

 

القبس :الأسد سيهدي الحريري تفكيكا لقواعد فلسطينية

 الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 /ذكرت صحيفة "القبس"الكويتية أن دمشق ستقدم قريبا على خطوة لها دلالتها، هدية سياسية مدوية للحريري: اقفال معسكرات الجبهة الشعبية القيادة العامة في جرود قوسايا في البقاع الاوسط، ومعسكرات «فتح الانتفاضة» في مرتفعات حلوى وينطا في البقاع الغربي، ودون ان يعرف ما اذا كان الاجراء المنتظر يشمل معسكر القيادة العامة في تلال الناعمة جنوب بيروت». في هذا الوقت إعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن زيارة الحريري الى سوريا، معتبرة انها "مؤشر لعودة النفوذ السوري الى بيروت.

 

أشرف ريفي :جوزف صادر بخير وقريبا يتم الإفراج عنه

يُقال.نت/الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 00:42

جردة سنة كاملة امنياً عرضها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفين كاشفا ملفات التبليغات القضائية السورية والاغتيالات والمحكمة الدولية ومأساة بحرصاف، وخصوصا مصير المواطن المخطوف جوزيف صادر. يقول: ريفي ان صادر بخير ويتوقع تطورا في قضيته قريبا. لا يتوقف المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي كثيرا عند قضية مذكرات التبليغ السورية التي شملته وشخصيات اخرى. فعند سؤاله عنها ينسبها الى مدرسة من العصور الوسطى، يتجاهلها ليلتفت الى موقع لبنان الجغرافي بين دولتين اكبر منه.

واقع يعتبره ريفي معاناة لبنان الكبرى مع محيطه في منطقة ملتهبة تصدر له تحديات حقيقية كشبكات التجسس والجريمة المنظمة باشكالها الارهابية التي انتشرت في لبنان بقوة منذ عام 2005.  يقول: "نحن جزء من منطقة تمر احيانا في مراحل ملتهبة او اقل التهابا، لكن بكل اسف كانت المنطقة في هذه الفترة ملتهبة وردت الينا ما يسمى من بقايا ظاهرة الافغان العرب، وهذه مجموعات قتل في افغانستان انتهت عندما انتهت الحرب، وامتهنوا القتال والسلطة والدم والسلاح".  ويضيف ريفي في حديث تلفزيوني: "جزء منهم اتى الى لبنان، والمنطقة كانت على ابواب صراعات كبرى، وقراءتنا تقول ان هناك بعض المجموعات تقوم بعمليات جنائية لتمويل افرادها دون ان يكون للحركة، ثم هناك مجموعة تمول إذا كان عنوانها ديني في بعض المدارس او بعض الافراد تحت ذريعة الجهاد او التمويل الديني". من عالم الارهاب اللبناني الى مسلسل الاغتيالات الطويل، يقرأ ريفي سلوك مدعي عام المحكمة الدولية دانيل بيلمار وتصريحاته فيستنتج تقدما حقيقيا وخيوطا  في جرائم لا يمكن ان تكون كاملة حتى ولو نفذها محترفون. وعند قراءته لاغتيال شهيد المؤسسة وسام عيد، لا يخف ريفي ايحاءات من خلال تركيزه المتكرر على بعض المعطيات. اعتبر ريفي ان وسام عيد تعرض للكثير من محاولات الاغتيال، ففي عام 2006، قبل وجود "فتح الاسلام" تعرض عيد لمحاولة اغتيال امام منزله على اطراف منطقة الحدث، وقبل ذلك تعرض العقيد سمير شحادة لمحاولة اغتيال على مدخل مدينة صيدا  الشمالي. واضاف ريفي: وسام عيد كان لديه دور مهم جداً في اغلب الجرائم الكبرى، حكما وصل الى مراحل معينة كانت لديه خطوط قدمت الى لجنة التحقيق الدولية، وقامت هذه الاخيرة باستكمالها. ريفي يؤكد ان وسام عيد كشف الخيوط الاولى لتفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية في رحلة دقيقة استلزمت سنتين لضرب التنظيم الاكثر تعقيدا من الناحية التكنولوجية، فتهاوت 12 شبكة تجسسية. ويقول: "تهاوت كل البنية التجسسية الاسرائيلية حتى لم نلق القبض عليها كلها". يضيف:حكما هناك جزء منهم هرب خارج البلاد، والجزء الآخر اختبأ ونحن ما زلنا نعمل لكشف جميع الشبكات. ويعلن أن "اغلبية الشبكات كانت استعلاميةن او فقط شبكتان تنفيذيتان، احداهما مهمتها كانت اغتيال القيادي في حزب الله غالب عوالي، والثانية تفجير داخل احد المخيمات الفلسطينية". ويؤكد  أن اغلبية الشبكات كانت على الارض اللبنانية، والباقي في سوريا، مشيرا الى ان الاجهزة المختصة في لبنان استثمرت كل المعلومات مع الاجهزة السورية  لكشف الحقيقة، وكل الشبكات". يتشعب الحديث مع ريفي ليصل الى ملف انساني تدور حوله التساؤلات والشكوك، انه الاختفاء القسري للمواطن جوزف صادر.

يقول: قراءتي تقول ان لا خطر جدياً عليه سيتم الافراج عنه باسرع وقت وليس لدي ما يؤكد ما قاله المرجع الديني.

وعن جريمة بحرصاف التي هزت المجتمع اللبناني يؤكد ريفي ان التحقيق مستمر بعمل مباشر من القضاء وان المجتمع تسرع في الحكم.

وقال ريفي: القضاء هو الوحيد من يملك كل القضية، وفي القرار الظني ستكشف الحقيقة، لذلك لم يكن هناك داع للتسرع باطلاق احكام مسبقة او متسرعة، خصوصا في موضوع حساس كهذا واكد ريفي ان الشريط المصور لم يحضره احد ما عدا القضاء. ومن دون دخول في تفاصيل الخلافات الداخلية الاخيرة في قوى الامن الداخلي، يذكر ريفي بالنقص في عديد قوى  الامن الداخلي التي يختل فيها التوازن الطائفي كباقي المؤسسات على الرغم من سابقة نادرة وهي تقدم 4 آلاف مسيحي للدورة الاخيرة.

واسف ريفي لعدم وجود مؤسسة امنية لبنانية تستطيع تأمين التوازن واكد ان في الفترة الاخيرة تم قبول كل المرشحين في قوى الامن لتوازن مشيرا الى ان التوازن داخل المؤسسة في حدود الثلثين بثلث وليس مناصفة. ريفي يؤكد تراجع نسبة سرقة السيارات وسلبها مقارنة مع العام السابق وتقدم نسب استعادة السيارات المسروقة.

 

كوشنير: الوساطة الفرنسية بين سوريا وإسرائيل مطروحة 

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009/(أ.ف.ب.)

أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن وساطة بلاده بين سوريا وإسرائيل مطروحة دائماً، معتبراً أن تسوية النزاع بينهما لن تكون سهلة قبل استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وأوضح كوشنير في تصريح، أنه وخلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى فرنسا في منتصف تشرين الثاني الماضي "كان هناك اقتراح فرنسي بالقيام بدور الوسيط إن أمكن، مع تركيا أو من دونها، ولم يتم التخلي عن هذا الاقتراح، ولكن هل سيكون ذلك سهلاً، في حين أن المباحثات متوقفة بين اسرائيل والفلسطينيين؟". 

كوشنير اعتبر، أنه سيكون من الأسهل التقريب بين إسرائيل وسوريا "لو لم يكن هناك حزب الله"، وأضاف:  "في المفاوضات المرتقبة التي ندعو اليها بين اسرائيل وسوريا، لا يوجد سوى هضبة الجولان، وكذلك 20 الف صاروخ وتهديد واضح، ويتعين على الاسرائيليين والسوريين تحديد ما اذا بامكانهما استئناف المفاوضالت حول هذين الموضوعين". وخلص كوشنير الى القول: "في كل الحالات فإن الاقتراح الفرنسي يبقى قائماً، هناك بعض التقدم، ورأيت أيضاً تحولاً اسرائيلياً تجاه الموقف التركي، إذن يجب الاستمرار في هذا الطريق". 

 

كتلة لبنان أولا: زيارة الحريري إلى دمشق خطوة متقدمة في سياق مسيرة قطار المصالحات العربية – العربية   

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

عقدت كتلة نواب المستقبل اجتماعها الاسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وتداولت في آخر المستجدات واتخذت عدداً من المقرّرات ، وفي ختام الاجتماع تلا النائب زياد القادري البيان التالي:

أولاً: توجهت الكتلة إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بالتهنئة بالأعياد المباركة متمنيةً الازدهار والتقدم وانفراجاً وخيراً على كل الأصعدة للبنان ولجميع اللبنانيين.

ثانياً: ناقشت الكتلة زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق والنتائج التي خرجت بها باعتبارها خطوة متقدمة في سياق مسيرة قطار المصالحات العربية – العربية التي كانت انطلقت في قمّة الكويت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوحيد الصفّ العربي المتباعد، وبالتالي فإن زيارة الرئيس الحريري أتت في سياق عودة التقارب العربي نحو ما يخدم المصالح العربية ويقوّي وحدتها في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة خاصة مع تصاعد الخطاب المتطرّف في إسرائيل وازدياد التوتّر في المحيط الاقليمي.

وقد رأت الكتلة أن رأب الصدع العربي هو أولوية الأولويات إذ ان تدهور أحوال المنطقة العربية من شأنه أن ينعكس سلباً على لبنان مباشرة كما أن السير نحو التماسك والتضامن العربي أول ما يتأثر به إيجاباً لبنان.

وأملت الكتلة أن تكون زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق مُقدِّمَة لإرساء علاقات لبنانية سورية على أسس متينة ومستقرّة تسودها الصراحة والصدق والمساواة والاحترام المتبادل، وأن تكون هذه العلاقة من دولة إلى دولة وتراعي مصالح البلدين الجارين المشتركة وتحترم استقلالهما وقرارهما السيادي على أراضيهما وأن تشمل عملية تطوير العلاقات الشؤون الاقتصادية والتجارية باعتبارها من المجالات الحيوية والمفيدة بشكل مباشر لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وتوقفت الكتلة أمام حادثة اطلاق النار المستنكرة والمرفوضة على حافلة في منطقة دير عمار مما أدى الى مقتل مواطن سوري، وهي تطالب بالإسراع في التحقيق لجلاء الحقيقة في هذا الشأن.

ثالثاً: أكدت الكتلة على أهمية حرية التعبير في لبنان وضرورة احترام الرأي والرأي الآخر كجزء من الاحترام الكامل لكل الحريات الإعلامية بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية، واعتبرت الكتلة أن المساس بهذه الحريات أو الحدّ منها أمر مرفوض جملة وتفصيلاً وهي الحريات التي تنظمها القوانين المرعية.

رابعاً: جددت الكتلة ايمانها بمبادئ 14 آذار القائمة على منطق العبور إلى الدولة والمُعبَّر عنه بالقرار السيد الحرّ باتجاه تعزيز مسيرة الحرية والديمقراطية والاعتدال والتسامح.

 

 كشف خيوط في التحقيق في اطلاق النار على الباص السوري

نهارنت/تتواصل التحقيقات في حادثة اطلاق النار على باص سوري في منطقة دير عمار في الشمال، ما تسبب في مقتل احد العمال السوريين، وذكرت مصادر قضائية لصحيفة "اللواء" أن هناك بعض الخيوط التي تعمل عليها الأجهزة الأمنية والقضائية ويمكن أن تتوضح الصورة في الساعات أو الأيام المقبلة.

واضافت أن "شخصاً واحداً ارتكب هذا الاعتداء، بإطلاق رشق من سلاح كلاشينكوف على حافلة الركاب، لكنه بالتأكيد واحد من مجموعة محترفة عملت بدقة على اختيار المكان الذي كمن فيه مطلق النار فوق الطريق، وفي مكان منعزل وهوعبارة عن تلة في اتجاه الشرق لا توجد فيه أبنية، وبعيد عن حاجز الجيش بحوالى 400 أو 500 متر، بحيث توفر له الاختباء والفرار بسرعة". وأوضحت المصادر الأمنية أن "مطلق النار كمن في هذا المكان فترة من الوقت في انتظار وصول الباص، بدليل أنه ترك أعقاب سجائر وعلبة دخان من نوع "ونستون" فارغة، وبالقرب من المكان كانت ثمة صورة للرئيس سعد الحريري رشحت بالزيت، للإيحاء بأن الاعتداء هو للاعتراض على زيارة الحريري الى سوريا".

وادرج مرجع امني رفيع المستوى الفاعلين "بضمن جماعة محترفة كانت تعد لمثل هذا الهجوم منذ ايام، انطلاقاً من نقطة جغرافية توفر الاختباء والفرار للجناة".

ولفتت المصادر ل "اللواء" الى ان مكان الحادث يتميز بانه النقطة الوحيدة على طول الطريق الدولية من الحدود الشمالية الى طرابلس التي توفر الاختباء والفرار، مشيرة الى قربه من بلدة دير عمار، مسقط رأس الرائد الشهيد وسام عيد الذي كان له دور مهم جداً في كشف أغلب الجرائم الكبرى، والذي ساهم في كشف الخيوط الأولى لتفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية، حسب ما أكد الاثنين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لمحطة OTV من أجل الإيحاء بأن للبلدة علاقة بالحادثة، وهو أمر بعيد عن التصوّر.

وسطر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان استنابات قضائية الى الاجهزة الامنية المختصة في حادثة اطلاق النار على الباص السوري، وطلب التحري عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين وكشفهم وسوقهم الى دائرته. وقد اثير الحادث في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة، الذي تبلغ تقريراً عن الحادث بعد التحقيقات الأولية، كما رفعت نتائج التحقيقات الى السلطات السورية. واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان هذا الحادث "موجهاً ضد لبنان وأمنه واستقراره"، فيما رأى رئيس الحكومة سعد الحريري انه حادث "موجه ضد لبنان وضد ما حققته زيارته الأخيرة لدمشق". وأكد الحريري في الجلسة ان الحادث هو موضوع متابعة كثيفة، فيما رأى وزراء أنه عمل تخريبي للتشويش على زيارة الحريري لدمشق.

واستنكر "حزب الله" في بيان اصدره الثلاثاء، حادث استهداف الباص السوري في دير عمار واصفا "هذا الاعتداء المشبوه مشروع فتنة يستهدف تباشير عودة الحرارة إلى العلاقات بين لبنان وسوريا". واهاب "بالأجهزة الأمنية المعنية بذل كل الجهود الممكنة، والمسارعة إلى كشف الجناة القتلة، كي لا يصب الاعتداء في خدمة المتضررين من عودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها".

 

أوغلو: لبنان بلد فريد والحفاظ على وحدته أهمية قصوى 

 التاريخ: ٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩/المصدر: جريدة الأنباء 

أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن "لبنان بلد فريد، والحفاظ على الوحدة السياسية والسيادة والاستقلال فيه ذات أهمية قصوى للحفاظ على الامن الاقليمي والاستقرار".

أوغلو قال في حديث لجريدة "الانباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي": "لقد حصلت تطورات في غاية الايجابية في لبنان مؤخراً. فروحية المصالحة والحوار التي أدت الى تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد إنتخابات السابع من حزيران يجب الحفاظ عليها". أضاف: "نحن نؤمن أن إستمرار روحية المصالحة والحوار الحالية بين القيادات اللبنانية سيساهم أيضاً في تثبيت الهوية اللبنانية بين أبناء الشعب اللبناني". واعلن ان مشاركة تركيا "في قوات "اليونيفيل" ستستمر، وكذلك في مشاريع إعادة الاعمار". وعن معاودة المفاوضات السورية- الاسرائيلية بوساطة بلاده لفت إلى ان "تقدماً ملحوظاً تحقق في المحادثات غير المباشرة التي إنقطعت بفعل أزمة غزة. لقد ساهمت تلك المحادثات في خلق مناخات إيجابية في المنطقة ورفعت مستوى الآمال في الوصول الى سلام شامل في الشرق الاوسط". وكشف ان "الجانب السوري أبدى إستعداده لمعاودة المحادثات من حيث توقفت بوساطة تركية". وشدد على "ان معاودة المفاوضات على المسار السوري- الاسرائيلي حاجة لتحقيق سلام شامل في المنطقة، وتركيا مستعدة لمواصلة دورها المسهل إذا طلب منها، وعندما يطلب منها ذلك من الطرفين".

 

شهاب: زيارة الحريري الى سوريا تاريخية

 التاريخ: ٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩/المصدر: OTV 

 رأى عضو لجنة الحوار الاسلامي ـ المسيحي حارث شهاب ان زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى دمشق "تاريخية لأنها تأتي بعد فترة طويلة من التوترات والعلاقات المتلبّدة". وقال شهاب، في حديث الى قناة الـ"OTV" ان "جدول الأعمال اللبناني – السوري معروف"، ولفت ان "الجو الاقليمي جو مصالحات، وهناك رغبة لدى الأطراف كافة لتفعيل المؤسسات". وأوضح ان "بناء الثقة بين لبنان وسوريا يعني الدخول في مرحلة جديدة تتماشى مع الجو المرتاح والذي سيعود بالخير على البلدين والشعبين".

 

عملية تنقية القضاء مستمرة :عزل قاضيين مطلع السنة

الديار/ذكرت مصادر قضائية مطلعة، ان قرارين سيصدران عن الهيئة العليا للتأديب يتم بموجبهما عزل قاضيين من الخدمة استكمالا لورشة تنقية القضاء التي بدأت بعزل احد القضاة في 23 تشرين الثاني الفائت. وعلمت «الديار» ان قرار الهيئة العليا للتأديب سيصدر في 12 كانون الثاني 2010 وسيطال قاضيين (نتحفظ عن ذكر اسميهما حرصاً على عدم التشهير) على ان تستكمل اصدار القرارات في القضايا الـ16 المتبقية. ويجري اعداد ملفات جديدة امام هيئة التفتيش القضائي لاحالتها امام الهيئة العليا للتأديب بعد ان يكون قد عين رئيس لهيئة التفتيش القضائي، ليكون عمل الهيئة ناجزاً ومكتملاً. الا ان بعض المصادر القضائية العليا تفضل عدم صدور اي قرار عن الهيئة العليا للتأديب في 12 كانون الثاني القادم وذلك لانتظار تعيين رئيس اصيل لهيئة التفتيش القضائي، حيث تكون مناسبة لصدور سلة قرارات تؤخذ بصددها القرارات المناسبة. وحسب مصادر وزارية، فان الاوفر حظا لتبؤ منصب رئاسة هيئة التفتيش القضائي سيكون الوزير السابق القاضي خالد قباني، الذي ما زال يمارس وظيفته القضائية حالياً كرئيس للغرفة الخامسة في مجلس شورى الدولة بعد ان انتهت مهامه كوزير دولة في حكومة السنيورة.

 

المفتي قباني: نتائج زيارة الحريري إلى دمشق أثلجت صدورنا

نهارنت/ثمّن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "المبادرة المباركة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نحو الشقيقة سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق". وقال في تصريح الاثنين: "لقد أثلجت صدورنا النتائج الطيبة التي تكللت بها هذه الزيارة، عسى أن نرى ثمارها الخيّرة في القريب العاجل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين". المفتي قباني لفت إلى أن "هذه الزيارة بنتائجها الطيبة أعادت العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا، وقد جاءت في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى التضامن العربي ووحدة الصف والمواقف لمواجهة المخاطر التي تحيط بأمتنا وأوطاننا، والتي تتمثل بصورة خاصة بالعدو الاسرائيلي ومطامعه واعتداءاته وتهديداته ".

 

الرئيس امين الجميل في مؤتمر صحافي: كتلة الكتائب ستقدم طعنا لدى المجلس الدستوري في البند السادس من البيان الوزاري المتعلق بسلاح حزب الله       

 22 Dec. 2009   

Kataeb.org : اعلن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل عن مبادرة لكتلة نواب الكتائب لتقديم مراجعة طعن في البند السادس من البيان الوزاري والمتعلق بسلاح حزب الله، لافتًا في مؤتمر صحافي عقده في البيت المركزي لحزب الكتائب في حضور نواب الحزب، الى أن:" هذه المراجعة تهدف لاعتبار هذا البند غير دستوري وكأنه لم يكن وهذا بموجب المادة 18 من قانون انشاء المجلس الدستوري الذي يقول بأنه يتولى الرقابة على دستورية القوانين وسائر النصوص التي لها قوة القانون."

واضاف"مجرد نيل الحكومة الثقة على البيان الوزاري انما تصبح له صفة معنوية مثل مقدمة الدستور او مثل سائر النصوص التي لها صفة خاصة وقوة معنوية تكون اجمالاً ملزمة بأكثر من اوجه بالنسبة الى الحكومة."

وتابع:"اعتبرنا انه من واجبنا اعلان موقف واضح وصريح من هذه الناحية، خصوصًا بعد موقفنا في لجنة صياغة البيان الوزاري والذي عبر عنه الوزير سليم الصايغ بابداء اعتراضه على هذا البند، وكذلك في مجلس الوزراء حيث اعترض عدد من الوزراء الحلفاء ايضًا وكذلك في مناقشة البيان الوزاري، حيث كانت هناك شريحة كبيرة ضد هذا البند اعلنت صراحة ومن كل الاتجاهات عن موقفنا، مشيرًا الى ان اعتراض نواب الكتائب ليس عابرًا وليس صرخة في البرية وانما هو موقف سياسي بكل ما للكلمة من معنى وله تأثيره القانوني ومفعوله الدستوري. واكد الرئيس الجميل أن الكتائب ستكون شاهدة حق على كل بنود البيان الوزاري التي تخدم الاصلاح والانماء ولكن لا يمكنها ان تكون شاهد زور على بنود تتناقض مع المصلحة الوطنية وتعتبر ضد الدستور والقوانين. واعتبر أن هذه المبادرة التي نقوم بها هي لتشجيع الهيئات السياسية وكل المعنيين للجوء الى المؤسسات الدستورية وهذا هو المخرج الطبيعي لاي نزاع بين اللبنانيين، لافتًا الى أن هذه المبادرة تعزز دور المؤسسات الدستورية والادارية والقضائية ومن شأنها أن تساهم في بناء الدولة الذي هو مشروع الكتائب وكما أكد البيان الحكومي على ضرورة بناء المؤسسات القادرة على حماية الوطن وهذه الطريقة الافضل لتعزيز المؤسسات وبناء الدولة التي نطمح اليها.

وأمل الرئيس الجميل في ان تتحمل هذه المؤسسات مسؤولياتها وان تقوم بدورها الكامل لجهة تلبية النداءات وفض الاختلافات مما يوفر السجالات العقيمة التي تميز اجمالا الصراع السياسي في البلد وتمنع اللجوء الى الشارع وتنقل النزاعات من الشارع الى المؤسسات الدستورية والقانونية التي تقتضي ان تكون الحكم في كل الخلافات الداخلية.

وبالنسبة الى علاقة حزب الكتائب مع حزب الله، أكد الرئيس الجميل على ضرورة الحوار مع كل الاطراف اللبنانية وعلى ضرورة التواصل مع بعضنا البعض، مشيرًا الى أن من حسنات هذه المبادرة نقل هذه النزاعات الى المؤسسات الدستورية متمنيًا لو يسير الجميع في هذا التوجه. وشدد على أن هذا الامر لا يعطل مسيرة الحوار والتقارب والمصالحات وإنما يشجعها اكثر ويضعها في الاطار السياسي السليم. واضاف:" لسنا طلاب صراع مع حزب الله او غيره وانما مع حل هذه الخلافات في الشكل الذي يخدم المصلحة الوطنية. ونحن ندعم الوفاق الوطني شرط ان يكون على اسس واضحة وسليمة وقائمًا على الشفافية والمصداقية لجهة النتائج. وهكذا نعلن للرأي العام اللبناني والعربي والدولي تمسكنا بالاطر الديمقراطية والشرعية لفض الاشكالات مهما كانت."

وتابع:"نحن نؤكد تمسكنا في هذه الثوابت ونجدد رفضنا لاي نوع من التسويات المفروضة فرضًا على الواقع اللبناني."

واعلن الرئيس الجميل دعم الحوار والانفتاح وما يخدم مصلحة الوطن ويقرب بين كل الفئات الشعبية الوطنية، انما "لا نعتبر ان المساومات المخالفة للقانون والدستور تستطيع ان تبني الوطن وتنقذه. فالكتائب متمسكة دائمَا بالحرية وتناضل من اجل القرار الحر سائلاً "كيف يمكن بناء الدولة من دون اللجوء الى مؤسساتها الدستورية والقانونية لفض كل الخلافات القائمة بين بعضنا البعض". وتابع:"بالنسبة الى مشروعنا ومبادرتنا، ندرك انه بموجب قانون انشاء القانون الدستوري ثمة مهلة معينة لتقديم طعن او مراجعة لذلك عملنا سريعًا على انجاز المراجعة من الناحية القانونية والدستورية واجرينا اتصالات وعرضنا هذه المراجعة التي هي في معرض التشاور مع مجموعة من القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب وذلك للحصول على التواقيع اللازمة لتأخذ مجراها القانوني والدستوري." واضاف:"اعتمدنا في صياغة هذا المشروع مخالفة الفقرتين "د" و"ج" من مقدمة الدستور واللتين تنصين على ان لبنان جمهورية ديمقراطية والشعب صاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية والمجلس الدستوري من ضمنها. أما المادة السابعة من الدستور فتتحدث عن مساواة بين اللبنانيين والمادة الثامنة تتحدث عن صون الحرية الشخصية والمادة 65 ا تولي حق الدولة اللبنانية في قرار السلم والحرب." لافتًا الى الضغوطات التي مورست على الشعب اللبناني من 7 ايار او غيره وادت الى ما وصلنا اليه اليوم. "وانطلاقًا من ذلك اتخذنا هذه المبادرة ونحن اليوم على تواصل مع مجموعة من القوى لتأخذ هذه المراجعة الصفة القانونية وفق قانون انشاء المجلس الدستوري." وردًا عن سؤال حول عدم مشاركة الكتائب في الحكومة على الغم من اعتراضها على هذا البند ، قال الرئيس الجميل:"موقفنا واضح لجهة ان المجلس الوزاري اختزل مجلس النواب ككل واصبح كل الجدل السياسي من ضمن مجلس الوزراء الذي اختزل التمثيل النيابي، لذلك فالخروج من مجلس الوزراء يحول دون تمكن الكتائب من ابداء وجهة نظرها طالما ان مجلس الوزراء اصبح الحلقة الطبيعية من اجل ذلك."

واضاف:"اتخذنا قرارنا في المشاركة في الحكومة انطلاقًا من ذلك على رغم التحفظ والاعتراض. ولكن ذلك لا يمنع التأكيد على عدم دستورية هذا البند السادس الذي يتناقض مع مستلزمات السيادة الوطنية. وبالتالي اعتمدنا في غياب اي وسيلة اخرى المجلس الدستوري لنقل السجالات العقيمة الى مرجع دستوري فنأمل استكمال التواقيع اللازمة ليبت بهذا الموضوع انطلاقًا من المواد المذكورة في هذا الاطار." مشددًا على اعتبار هذا البند مخالف للدستور وبالتالي فإن حزب الكتائب غير معني به.

وردًا عن تأثير هذه المبادرة على مقررات طاولة الحوار، قال:" اكدنا ان يدنا ممدودة ونريد التواصل مع الجميع ولكننا نعتبر ان من واجبنا التقدم بهذه المراجعة الى المؤسسة الدستورية المعنية في هذا الموضوع. " واشار الى أن طاولة الحوار اوسع من البند السادس، مؤكدًا انه ستكون لحزب الكتائب في كل المحافل والمناسبات مشاركة فعالة وتمسك بموقفه الذي هو ليس موقف الكتائب فحسب، وانما من يتابع مناقشة البيان الوزاري يدرك أنه كان هناك أصوات صارخة من اكثرية النواب ومن كافة الفئات للإعتراض على هذا الموضوع وعما يعيق بسط سيادة الدولة على الاراضي اللبنانية كافة، بمن فيهم من اعطى الثقة او شارك في الحكومة او من ضمن كتل الرئيس الحريري.

وردًا عن سؤال حول زيارة الرئيس الحريري الى سوريا، قال:" ان ما يهمنا نتائج هذه الزيارة، فالجرح اللبناني بليغ ولم يشف ويجب ان تقوم سوريا بكل شيء لبلسمته لكننا لم نشهد اي شيء في هذا الاطار. " واضاف:"عندما تبدا المفاوضات الحقيقية بيننا وبين سوريا تمتحن عندها النوايا. اراد الرئيس الحريري اعطاء الطابع الشخصي لهذه الزيارة وبالتالي لا نعتبرها رسمية على رغم اننا نقدر الظروف التي ادت برئيس الحكومة الى انتهاج هذا الخط." وجدد الرئيس الجميل التأكيد على أن موضوع زيارته الى سوريا غير مطروح لا من قريب ولا من بعيد. وردًا عن سؤال حول موقف السيد نصرالله ممن يتناول سلاح حزب الله، اجاب:"هو يعلم ان مجموعة من القوى اللبنانية والتي هي ليست بعيدة عنه اليوم تنظر الى السلاح بطريقة مختلفة. وبالنسبة الينا نحن فخورون بما نقوم به وموقفنا واضح وثابت وعبر عنه العديد من النواب وكل شيء غير ذلك يعتبر مسايرة ومخالفًا للمصلحة الوطنية والقوانين والدستور اللبناني." وختم قائلا:"نحن مقاومة وطنية في سبيل السيادة الوطنية منذ العام 1936 وقد واجهنا كل انواع الاحتلال والانتداب، فأحد لا يعطينا امثولة بالعمل الوطني وسنكون في المرصاد لكل ما يتناول كرامة الشعب وسيادة الوطن ويمس بالسيادة.

 

زيارة سوريا – 2

زياد ماجد، الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

كتبنا في هذا الباب منذ أسبوعين عن "زيارة سوريا" بوصفها صراع رمزيّات. وأشرنا الى شروط ينبغي توفّرها كي لا تكون زيارة الحريري مجرد إنجاز للنظام السوري في الحقل الرمزي يضاف الى "نجاحه" السياسي في فكّ عزلته نتيجة الانفتاح الفرنسي والأوروبي عليه، ونتيجة المصالحة السعودية له، ونتيجة دعمه المباشر من قوّتين إقليميتين هما إيران وتركيا، إضافة الى تفضيل القوة الإقليمية الثالثة، أي إسرائيل، له على "المجهول" وتحييدها إياه في حملاتها السياسية والديبلوماسية.

وإذ يمكن القول إن بعض الإجراءات خفّفت من الأضرار على الزائر (كمثل وصوله بالجو وليس بالبر على عادة زيارات "المسؤولين" اللبنانيين في أيام الوصاية الغابرة، وكمثل عقد مؤتمره الصحفي في سفارة لبنان "المُنتزعة" وليس في قصر مضيفه)، إلا أنه يصعب نفي تحقيق النظام السوري تقدّماً "رمزياً" عبّرت عنه صور اللقاء ومجاملاته وبعض العبارات المستخدمة عقبه. كما عبّر عنه عدم التطرّق العلني الى قضايا ستظلّ جدول أعمال للعلاقات اللبنانية السورية في الفترة المقبلة، وسنشير إليها لاحقاً.

على أن ما نريد التعقيب عليه، هو ما رافق الزيارة من تعليقات، أبرز ما فيها ينطلق من الخفّة السياسية (المعطوفة على المبالغات التي تحدّث عنها حازم صاغية في مقاله أمس) إن شماتةً بالزائر وجمهوره، أو مكابرة وتشاطراً متهافتين. فبين من هلّل لما عدّه استسلاماً أكثريّاً "لسوريا الأسد" وتراجعاً عن أخطاء التحريض ضدها في السنوات الماضية، وبين من اعتبر ما جرى تمسكاً "بمبادئ ثورة الأرز"، مروراً بمن عدّ الأمر عودة الى "العمق الاستراتيجي"، ضاع النقاش الذي يُقام عادة في مناسبات كالتي شهدنا.

فلا تقييم الشكل والأسلوب واللغة تمّ، ولا التقييم السياسي لمضمون ما قيل من الطرفين حصل، ولا وضع الزيارة في سياقها الإقليمي جرى.

والزيارة لم تكن لا تراجعاً عن أخطاء ولا تمسّكاً بمبادئ ولا عودة الى التاريخ والجغرافيا وعلاقات القربى والأخوّة وسواها من مصطلحات أقرب الى تلك التي تُستخدم عند توقيع اتفاقيات تعاون بين بلديات أو مخاتير منها الى ما يُستخدم في قاموس السياسة والعلاقات الدولية.

الزيارة كانت حدثاً فرضته المصالحة السعودية السورية، وكانت استكمالاً لمسار التسويات الداخلية الذي أفضى الى إنتاج السلطة التنفيذية. وربما يصحّ القول إنها شكّلت ترجمة رسمية لانتهاء مرحلة كانت الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي ثم مفاوضات تشكيل الحكومة مؤشرين الى شكل انتهائها، من دون أن يعني الانتهاء تحديداً لسمات مرحلة قادمة تبدو الأمور فيها ضبابية لأسباب كثيرة، منها أن المصالحة السعودية السورية لم توصل بعد الى مصالحة سعودية إيرانية، ولا الى مصالحة سورية مصرية؛ ومنها أيضاً أن الهشاشة الداخلية اللبنانية تسمح بأن يعود التوتر فور عودته إقليمياً، أو فور تصاعده بين إيران والولايات المتحدة، دون أن ننسى قدرة حرب إسرائيلية جديدة على إرباك الأوضاع وجعل أي مآل لها منطلقاً لارتدادات شبيهة بتلك التي خلّفتها حرب تموز 2006.

الأهم، بعد صراع الرمزيات الذي شهدنا، هو جدول الأعمال الذي سيحكم العلاقات الرسمية اللبنانية السورية في المرحلة "الجديدة"، أو على الأقل الى حين رسوّ المنطقة على حال واضحة. وللتذكير، ففي هذا الجدول قضايا ترسيم الحدود، ومزارع شبعا، وقواعد "القيادة العامة" في البقاع والناعمة، والمفقودون في السجون السورية، من دون أن ننسى ما قد يرتبط بالمحكمة الدولية، إن تسارعت أعمالها أو تباطأت. وكل ذلك، سيؤثر في مسار التواصل بين السراي وقصر المهاجرين، كما بين الحلفاء والخصوم في بيروت وضواحيها الشرقية والشمالية والجنوبية...

 

جريمة دير عمار ومنطق نصرالله الإتهامي

 كتبها يُقال.نت

الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009 03:32

ترتبط إيران وسوريا بحلف استراتيجي على مختلف المستويات،ومع ذلك يعجز الأمن السوري المعروف بقوته الإستثنائية وبقبضاته الخانقة للأصوات و للتأوهات وللمدوّنات ،من الحيولة دون هجومات خطرة تتعرض لها المصالح الإيرانية في سوريا .

وإذا سلمنا جدلا بالروايات الرسمية السورية ،فإن يدا مجهولة –إتهم بشار الأسد في مجالسه الخاصة الموساد الإسرائيلي-أقدمت على اغتيال العميد محمد سليمان ،مستشار الرئيس السوري للشؤون الأمنية والسياسية ،كما أقدم الموساد الإسرائيلي-وفق الإتهامات الرسمية –على اغتيال القائد العسكري ل"حزب الله"عماد مغنية في منطقة هي الأكثر حراسة في دمشق،كما أقدم "فتح الإسلام"،وفق الفيلم التلفزيوني السوري،بتمويل من "تيار المستقبل"،على تفجير سيارة مفخخة في شارع سكني مكتظ ملاصق لمركز أمني سوري في شارع قريب من منطقة السيدة زينب المزدحمة بالإيرانيين وبالحجاج الشيعة العراقيين ،كما أقدم "دولاب مشبوه"على تفجير حافلة للسواح الإيرانيين في منطقة السيدة زينب،وفق تصريحات وزير لداخلية السوري.

كل هذا حصل في المناطق التي تخضع لأكبر رعاية أمنية في دمشق،ومع ذلك لم يؤد ذلك لا  الى فتور في العلاقات الإيرانية –السورية،ولا إلى تهديدات مبطنة .

وفي لبنان وقعت الجريمة المستنكرة التي استهدفت،برشق ناري، حافلة تقل سوريين في منطقة دير عمار النائية ،فقامت الدنيا ولم تقعد ،حتى حسبنا أن هناك 11 أيلول جديدا.

وتدخل وزير الخارجية السوري وليد المعلم بسرعة البرق،ولكثرة بكائه على المواطن السوري الشهيد،تجاوز سفيره في بيروت وسفيرنا في دمشق ،وذهب مباشرة الى نصري الخوري،لتثبيت إحياء المجلس الأعلى اللبناني السوري القائم على معاهدة فرضها زمن الوصابة على الدولة اللبنانية،ويرفضها قسم كبير من اللبنانيين،ولّد في الإنتخابات النيابية الأخيرة أكثرية برلمانية  .  وتناغمت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام السوري ،فهاجت وماجت ،بهدف واحد ،وهو الإيحاء بأن الرئيس سعد الحريري غير ممسك بأرضه ،وأن الاجهزة الأمنية لا تهتم بمصير المواطن السوري في لبنان وبأمور على هذه الشاكلة ،مما يعطي النظام السوري شرعية استدعاء لبنان الى تنسيق أمني ،بما هو إعطاء النظام السوري حق الوصاية على الأجهزة الأمنية في لبنان. ولكم كانت المفاجأة ضخمة ،عندما انبرى كبار المستنكرين للإتهامات المتسرعة والخالية من أي دليل(!)،إلى توجيه ضرباتهم إلى أجهزة أمنية محالة  قياداتها على التحقيق في سوريا ،والعبور من خلال هؤلاء فورا الى توجيه التهمة الى الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ولم تغب مصر أبدا.

لن نسألهم عن دليل الإتهام ،إنما سنسير بمنطق سبق أن عمّمه الأمين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله في البلاد ،حول "منطق الإتهام".

بهذا المعنى ،لماذا لا توجه التهمة الى "حزب الله"بالوقوف وراء هذه العملية لزرع الشقاق في المدماك المتواضع الذي أرساه سعد الحريري وبشار الأسد،خصوصا وان مصالحة دمشق ومصافحاتها وخلواتها وقبلاتها ،تمّت برعاية سعودية ،أي من الدولة العربية التي هي في مواجهة مفتوحة مع إيران ،وبأفق إستراتيجي عنوانه دفع النظام السوري إلى الإنفصال عن إيران. وبهذا المعنى أيضا ،لماذا لا نفترض أن جهازا أمنيا سوريا ،يوافق على زيارة الحريري أو يعارض،متحالف مع النظام الإيراني أو غير متحالف،هو الذي يقف وراء هذه الجريمة ،حتى يقول لرئيسه أو للمجتمع الدولي ،إن التعامل مع لبنان يستحيل أن يستقيم من دون عودتنا إليه ،وفي حال اضطرارنا على البقاء خارجه ،فليس لنا في توفير الحماية ،سوى حزب الله؟ ومن يدق الباب ...يسمع الجواب !

 

 

فيصل سلمان

المستقبل/22 كانون الأول/09

لحادث إطلاق النار على حافلة الركاب السوريين فجر يوم أمس، دلالات لا يجوز الاستخفاف بها.

الدلالة الاولى، وهي التي تعبّر عن هدفه السياسي، انه جاء مباشرة بعد عودة الرئيس سعد الحريري من سوريا.

والدلالة الثانية، ان الحادث وقع في منطقة يوالي سكانها "تيار المستقبل".

الدلالة الثالثة، ان الحادث وقع ما بين مخيم البداوي و"مخيم نهر البارد".

في المحصلة، يمكن اعتبار اطلاق النار على حافلة الركاب السوريين، كأنه اطلاق نار على زيارة الحريري لسوريا.

يترك المخططون والمنفذون الباب مفتوحاً أمام احتمالات خبيثة، كالايحاء اولاً ان جمهور "تيار المستقبل" هو المسؤول!!

والايحاء ثانياً ان هناك "رأياً" فلسطينياً يريد ان يقول "نحن هنا".

والايحاء ثالثاً ان هناك مجموعات سلفية متشددة، متواجدة أساساً في المحيط، ترغب في ان توجه رسالة ما.

في جميع الحالات، يجب عدم الاستخفاف بما جرى، وعدم الاستكانة الى ان "الرسالة وصلت".

ذلك انه وبعد زيارة الحريري لدمشق، باتت جميع الطرق اللبنانية الى العالم العربي، تمر في العاصمة السورية.

وبديهي ان يتوقع المسؤولون في البلدين والشعبان اللبناني والسوري، ان هناك متضررين من علاقة لبنانية طبيعية وسلمية.

 

 

 فاعور لـ"السفير": ما حصل في مجلس الوزراء نقاش إجرائي ليس له خلفيات سياسية

الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

ذكر الوزير وائل أبو فاعور لصحيفة "السفير" إن ما حصل في جلسة مجلس الوزراء (النقاش الذي أثير حول التمديد للشركة المتعهدة خدمات مطار رفيق الحريري الدولي) "هو نقاش إجرائي في قضية إجرائية وليس له أية خلفيات سياسية أو أي معنى سياسي وهو لا يفسد في الود قضية مع الرئيس الحريري. وهذا ما أكده الوزير العريضي باسم "اللقاء الديموقراطي" على طاولة مجلس الوزراء".

 

المستقبل": مرحلة جديدة.. 14 آذار: الاستحقاقات المتوجبة.. "حزب الله": خطوة صحيحة..

"الكتائب": الاداء مختلف.. "التقدمي" لإيجابية متبادلة.. "التيار": تطوير للعلاقة

الحريري في دمشق.. صفحة جديدة في انتظار الخواتيم

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 -  عبد السلام موسى

قيل الكثير في زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الى سوريا، وتطرق كثيرون الى محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد، لكن الاهم يبقى أن كل ما قيل كان "حقيقة" تعكس "إجماعاً وطنياً" على أن الزيارة التي قام بها رئيس حكومة "كل لبنان" الى دولة عربية مجاورة، تنشد مصلحة لبنان أولاً وأخيراً، وتأتي بهدف استكمال مسار تطبيع العلاقات اللبنانية السورية، وصولاً الى علاقات قائمة "من دولة إلى دولة"، تشكل بـ"جوهرها" غنى للعلاقات العربية العربية التي بدأت تستعيد عافيتها، منذ إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قطار المصالحات العربية في قمة الكويت.

بدا واضحاً من تعليقات السياسيين أن زيارة الحريري إلى دمشق "تسجَّل له وليس عليه"، ذلك أنّه أثبت من خلالها أنّه "رجل دولة بامتياز"، وأن لبنان "همّه الأوّل والاخير"، وأنه لن يبخل بأي جهد يراه "واجباً وطنياً" بحكم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وبهذا المعنى قال: "لقد استشهد والدي رفيق الحريري رحمه الله من أجل بلده. فلا صعوبة على ابنه أن يقوم بأي خطوة لمصلحة بلده من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء".

لا يمكن بأي حال من الاحوال اختصار الزيارة الرسمية بـ"حفاوة" الاستقبال السوري لـ"ضيف الرئيس"، رغم دلالاتها المعبّرة، انما ينبغي التوقف عند ما دار في المحادثات من "صراحة" تمهد لفتح صفحة جديدة، وللخوض في ملفات كثيرة بين الدولتين، منها "الملفات المطروحة" على بساط البحث اقتصادياً واجتماعياً، ومنها "الملفات العالقة" التي تحتاج الى "حسم"، كترسيم الحدود، والمعتقلين في السجون السورية، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وإعادة النظر في بعض البنود والاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

"ينبغي انتظار النتائج"؛ هذا ما يقوله اللبنانيون عن زيارة الحريري الى دمشق، والتي يكتفي عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله بوصفها لـ"المستقبل" بـ"الخطوة الصحيحة" على خط العلاقات اللبنانية السورية، في حين يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن الزيارة أسست لمرحلة جديدة، لاسيما أن سوريا تسعى لإعادة صياغة علاقتها مع لبنان، كما أن الزيارة أتت لاستخلاص العبر من الماضي وبناء علاقة جديدة قائمة على ثقة كانت مفقودة في الماضي".

في موازاة هذه القراءة، يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أن مضمون محادثات الاسد الحريري، "وضع الزيارة على الحد الفاصل بين مرحلة سلبية مضت، ومرحلة جديدة مقبلة ينبغي أن تكون إيجابية في إطار تفعيل العلاقات المؤسساتية بين الدولتين، وكذلك التنسيق بين سوريا ولبنان في إطار منظومة العمل العربية"، في وقت يرى عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني "أن المسألة اليوم تتعلق بدور سوريا إذا ما كانت مقتنعة فعلاً بضرورة فتح صفحة جديدة، كي تقنع الرأي العام اللبناني من خلال أداء جديد ونهج مختلف، وبالتالي إزالة القلق والخوف الذي يعتري العلاقة".

أما عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب علاء الدين ترو فيؤكد "ضرورة أن نكون كلبنانيين إيجابيين حيال كل ما من شأنه إرساء العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة"، ويشدد في المقابل "على ضرورة أن يتعاطي السوريون مع لبنان بالايجابية نفسها، من خلال احترام إرادة شعبه واستقلاله وسيادته"، وهذا ما يؤكده أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان الذي يخلص الى أننا "أجمعنا في لبنان على ضرورة أن يكون لنا علاقات طبيعية مع سوريا، ويبدو في المقابل أن سوريا تريد علاقة طبيعية ورسمية بين الدولتين".

ومن جهته، يرى القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "الزيارة كانت ضرورية لحلحلة الأمور، التي تتطلب الكثير من اللقاءات بين الأوساط المتخصصة، وتبقى الأسابيع والأشهر المقبلة هي المقياس للتفاعل السوري الإيجابي"، في موازاة تشديد عضو قوى "14 آذار" المحلل السياسي الياس الزغبي، على أن "أهم ما في الزيارة، خلافا لما سبقها من زيارات لاهثة، هو وضع دمشق أمام الاستحقاقات المتوجّبة عليها تجاه لبنان في ملفّات خمسة على الأقل هي الحدود والمعسكرات والمفقودون والاتفاقات والمعاهدات السابقة ومراجعة وضع المجلس الاعلى، ولم تعد مساحة المناورة في هذه الملفّات كبيرة، وسيجد الرئيس السوري نفسه أمام تحقيق تقدّم نوعي فيها، تحت اختبار الالتزام بخطوات عملية، وتحت عيون المجتمع العربي والدولي المفتوحة".

حوري .. دولة لدولة

وحكومة لحكومة

يرى النائب حوري أن "زيارة الرئيس الحريري الى سوريا أتت بعد فوز قوى الأكثرية في الانتخابات النيابية وفتح السفارات بين البلدين والاقرار بسيادة لبنان وتنفيذاً للبيان الوزاري لحكومة تضم كل القوى السياسية وانسجاماً مع الذي أعلنه الرئيس الحريري من استعداد لزيارة سوريا بعد ترؤسه الحكومة".

ويشير الى أن هذه الزيارة أسست لمرحلة جديدة، لاسيما أن "سوريا تسعى لاعادة صياغة علاقتها مع لبنان، كما أن الزيارة أتت لاستخلاص العبر من الماضي وبناء علاقة جديدة قائمة على ثقة كانت مفقودة في الماضي".

ويعتبر نائب بيروت أن كل الامور العالقة وضعت في الاتجاه الايجابي ومنها ترسيم الحدود وحلّ ملف المفقودين وإعادة النظر في بعض المعاهدات الموّقعة"، لافتًا الى أن " كل الملفات ستوضع على سكة التنفيذ، كما هناك خطوات عملية ستكون في المستقبل القريب جدا، وهذا ما سيعزز بناء الثقة على منطق دولة لدولة وحكومة لحكومة، والأسابيع المقبلة ستحمل معها الاشارات في الاتجاهين، سلباً أم إيجاباً".

القادري .. زيارة الحد الفاصل

يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري "أهمية الزيارة"، ويقول لـ"المستقبل" "إن الرئيس الحريري سار بتكليفه تشكيل الحكومة إثر انتخابات حاز فيها على ثقة عارمة من الناخبين، وتفويض منهم للمحافظة على المكتسبات الاستقلالية وتثبيتها، ولترسيخ السلم الاهلي، وللعبور بلبنان الى شاطئ الامان، من خلال معالجة كل الامور العالقة، والتي لها دور أساسي في الحفاظ على الاستقرار، ومنها العلاقات اللبنانية السورية".

ويضيف الى ما ذكره "أن الرئيس الحريري، ومن موقع مسؤوليته الوطنية والقومية، تلقف أجواء إطلاق الملك عبد الله بن عبد العزيز قطار المصالحات العربية العربية، منطلقاً من أهمية العلاقات اللبنانية السورية كمدخل طبيعي لتمتين البيت العربي لمواجهة الاخطار التي تحدق بأمتنا العربية".

وإذ يعتبر القادري أن "الزيارة هي زيارة رسمية، وزيارة دولة"، يشير الى أن "قيام الرئيس الحريري بعقد مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق جاء ليؤكد، الى جانب رمزيته، رسمية الزيارة، واعطاء الانطباع عن علاقة من دولة الى دولة".

ويتوقف نائب البقاع الغربي وراشيا عند البيان الرسمي لمحادثات الاسد الحريري، ليقول "إن مضمونها كان جيداً، وتضمن إشارة واضحة الى أنه جرى استعراض تاريخ العلاقات اللبنانية السورية، وكيفية تجاوز الاثار السلبية، كما وضع الزيارة على الحد الفاصل بين مرحلة سلبية مضت، ومرحلة جديدة مقبلة ينبغي أن تكون إيجابية، في إطار تفعيل العلاقات المؤسساتية بين الدولتين، وكذلك التنسيق بين سوريا ولبنان في إطار منظومة العمل العربية".

ويلفت القادري الى "أن الزيارة كانت صريحة، ووضعت حجر الاساس لمستقبل العلاقات اللبنانية السورية، التي يجب أن تكون علاقات قائمة على الثقة والصدق والصراحة بالدرجة الاولى". ويأمل "ان تكون الزيارة فاتحة خير في مسار تنقية العلاقات اللبنانية السورية من الشوائب، ولا شك أن الامور لا تحل بكبسة زر، لأن هناك الكثير من الهواجس المحفورة في وجدان اللبنانيين نتيجة تجارب الماضي، لذا يجب أن تقترن الاقوال بالافعال لبناء علاقات من دولة الى دولة".

ماروني .. لتقنعنا سوريا بأدائها الجديد

يؤكد عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني "الثقة المطلقة بالرئيس الحريري انطلاقاً من قناعة راسخة بأنه لن يفرط بالثوابت والمبادئ".

وإذ يتمنى أن "تكون زيارته الى دمشق قد فتحت ملف الهواجس والمخاوف التي تعبر عنها فئة كبيرة من اللبنانيين نتيجة الاداء السوري في لبنان طوال 30 عاماً"، يشير الى أن "بداية مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية السورية، تكون بالاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين، وحل موضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، بالاضافة الى إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، لا سيما موضوع المجلس اللبناني السوري الاعلى".

ويقول ماروني "نحن في انتظار نتائج الزيارة، والتي يجب أن نلمسها من خلال الافعال على الارض، وليس من خلال البيانات، وهناك حديث عن قيام الجانب السوري برد زيارة دمشق بزيارة الى بيروت، ما يعني أن هناك اهتماماً، إذ أن المسألة اليوم تتعلق بدور سوريا إذا ما كانت مقتنعة فعلاً بضرورة فتح صفحة جديدة، كي تقنع الرأي العام اللبناني من خلال أداء جديد ونهج مختلف، وبالتالي إزالة القلق والخوف الذي يعتري العلاقة".

كنعان .. للبناء على الاجواء الايجابية

يؤكد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان "أن الزيارة استثنائية، ولم تكن عادية، وتحمل في طياتها العديد من المعاني والرسائل، منها الأهمية التي تبديها سوريا للعلاقة مع لبنان، وكذلك للعلاقة مع رئيس حكومة لبنان، والتي بدت واضحة من خلال الحفاوة التي استقبل بها الرئيس الحريري في سوريا".

ويشدد لـ"المستقبل" على "أن قيام الرئيس الحريري بعقد مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق يعكس نوعاً من القناعة المشتركة بين الطرفين بأن تكون العلاقة الجديدة سليمة، ويتم وضعها في إطارها الصحيح بين دولتين، بمنأى عن العلاقات الشخصية".

ويستنتج كنعان "أن هناك أجواء ايجابية تسيطر على مناخ العلاقات اللبنانية السورية، وينبغي البناء عليها من أجل تطويرها وصولاً الى حل كل الملفات المطروحة بين لبنان وسوريا، من ملفات تجارية واقتصادية واجتماعية، والتي تحدث عنها الرئيس الحريري".

ويرى أن "زيارة الحريري فتحت الباب على استكمال الملفات المطروحة من خلال الوزارات المعنية، كما تؤسس لخطاب سياسي جديد بين الدولتين، يرتكز على النواحي الايجابية التي يجب تطويرها كي تتحول الى واقع عملي، من خلال جهد مشترك لبناني سوري، يبحث أيضاً في الملفات العالقة كترسيم الحدود، أو مصير المفقودين".

ويختم حديثه بالقول "اننا أجمعنا في لبنان على ضرورة أن يكون لنا علاقات طبيعية مع سوريا، ويبدو في المقابل أن سوريا تريد علاقة طبيعية ورسمية بين الدولتين".

ترو .. لإيجابية متبادلة

يشير عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب علاء الدين ترو الى "أن لبنان اليوم جزء من المنطقة، وعندما تبدأ المصالحات بين الدول العربية، وتحديداً بين السعودية والسورية، لا بد أن ينعكس هذا الأمر على الوضع الداخلي اللبناني، رغم فداحة الخسارة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أصبح ملفه في عهدة المحكمة الدولية، كما قال الرئيس الحريري".

ويقول "إن الرئيس الحريري، ومند كلف بتشكيل الحكومة كان يعلم بأنه سيزور دمشق من أجل إرساء علاقات مميزة مع سوريا، لأن والده الرئيس الشهيد هو من وضع بند العلاقات المتميزة بين لبنان وسوريا، دولة وشعباً، في اتفاق الطائف الذي كان عرابه".

ويعتبر لـ"المستقبل" أن "الزيارة تؤسس الى وضع مستقر في لبنان، وكذلك الى استقرار اقتصادي كما ستنعكس على المصالحات بين اللبنانيين من مختلف الاتجاهات السياسية".

وإذ يؤكد "ضرورة أن نكون كلبنانيين إيجابيين حيال كل ما من شأنه إرساء العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة وأن لا نغرق مجدداً في السياسات الشخصية أو الحزبية"، يشدد في المقابل "على ضرورة أن يتعاطى السوريون مع لبنان بالايجابية نفسها، من خلال احترام إرادة شعبه واستقلاله وسيادته، والتعاطي مع مؤسسات الدولة اللبنانية، من رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب، ومجلس الوزراء".

علوش .. تطور في الأداء السوري

يرى النائب السابق مصطفى علوش أنه "بالشكل كنا نتوقع زيارة أولى رسمية، لكن يبدو أن الأمور تخطت المنطق، فتحولت الزيارة إلى كسر جليد وتعارف، وهذا مؤشر إيجابي"، ويشير إلى أن "الرمزية في زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا كبيرة، خاصة بعد الحمل الكبير الذي حمله منذ اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأسلوب التعامل معه من قبل دمشق، وموضوع المحكمة الدولية".

وعن الآمال المعلقة على الزيارة، يقول علوش: "هناك الكثير من الآمال التي تعلّق على بناء علاقات صحية ومفيدة للبلدين، وحل الملفات العالقة من إنشاء سفارات واستكمال ترسيم الحدود وحل مسألة المفقودين"، ويرى أن "الزيارة كانت ضرورية لحلحلة الأمور، التي تتطلب الكثير من اللقاءات بين الأوساط المتخصصة، وتبقى الأسابيع والأشهر المقبلة هي المقياس للتفاعل السوري الإيجابي".

أما عن التطور في الأداء السوري، يشير علوش الى أن "هذا التطور بدأ منذ سنتين مع زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث توقفت الاغتيالات والأعمال الأمنية التي كانت تحصل، من ثم أتى الاعتراف الديبلوماسي، فضلاً عن عدم التدخل السوري في الانتخابات الأخيرة، كل هذه كانت مؤشرات على التحوّل السوري، على أمل أن لا تتدخل التبدلات الدولية والإقليمية في كسر هذه الإيجابية من الجانب السوري".

الزغبي .. دمشق أمام الاستحقاقات المتوجبة

ينطلق عضو قوى "14 آذار" الياس الزغبي، في تفنيده للزيارة، بالدعوة "الى الخروج من حلقة التقييمات لشكل زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق ووقائعها سلبا وايجابا، حيث يشدد على "وجوب ألاّ تقاس الاجتماعات التي عقدها الرئيس الحريري مع الرئيس السوري بشّار الاسد بمظاهرها وحسابات الربح والخسارة في الشكل والبروتوكول ونسبة الحفاوة وعدد الدقائق والساعات، بل يجب رصد نتائجها العملية في الاسابيع المقبلة". ويرى الزغبي أن "أهم ما في الزيارة، خلافا لما سبقها من زيارات لاهثة، هو وضع دمشق أمام الاستحقاقات المتوجّبة عليها تجاه لبنان في ملفّات خمسة على الأقل هي الحدود والمعسكرات والمفقودون والاتفاقات والمعاهدات السابقة ومراجعة وضع المجلس الاعلى، ولم تعد مساحة المناورة في هذه الملفّات كبيرة، وسيجد الرئيس السوري نفسه أمام تحقيق تقدّم نوعي فيها، تحت اختبار الالتزام بخطوات عملية، وتحت عيون المجتمع العربي والدولي المفتوحة".

وإذ يشير الزغبي الى أن القول بإرباكات واضطراب في صفوف "14 آذار" من الزيارة "لا يعبّر عن الحقيقة، طالما أن الملفّات العالقة ستوضع على طاولة التشريح والمعالجة، وهذا مطلب أساسي وإنجاز منتظر للفريق الاستقلالي"، يرى أن "التطور السوري ما زال خجولاً ومستوراً، لأنه يأتي نتيجة عاملين عربي ودولي عبر التدخلات والتوازنات السياسية العربية والدولية". ويلفت الزغبي إلى أنه "إذا لم يكن هذا التطور ذاتيا، أي من سوريا نفسها دون انتظار تبدلات خارجية، فإنه يبقى في دائرة الحذر والتحفظ من أن يكون هذا التصرف السوري موضعيا ومؤقتا"، ويضيف: "نحن حريصون على متابعة دقيقة لمسار العلاقة الجديدة، ونتائج هذه الزيارة خاضعة أولاً وأخيراً للجانب السوري، لأننا كلبنانيين قدمنا كل التسهيلات ولم يعد بمقدورنا تقديم المزيد، لذلك فإن في المرحلة المقبلة ستكون سوريا تحت المجهر اللبناني والدولي، فهناك مطالب لبنانية من سوريا، وكل ما ستقدمه من الآن وصاعداً سيدخل في الرصيد اللبناني، وفي رصيد إنجازات قوى 14 آذار التي أسست لهذه المرحلة من العلاقات، بقيادة الرئيس الحريري".

ويختم الزغبي بالقول إنه "عندما يتساوى الرصيدان اللبناني والسوري، تبدأ العلاقات الصحيّة".

 

 مصير الـ1559 في يد مجلس الأمن وإصرار أميركي ـ فرنسي على فاعليته

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - ثريا شاهين

ليست المرة الأولى التي تطلب فيها دمشق من بيروت ان تدعمها في موضوع خفض موازنة القرار 1559، في مناسبة انعقاد أعمال اللجنة الخامسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بشؤون الموازنة والإدارة، في نيويورك.

انها المرة الثالثة على التوالي خلال سنة يتم فيها مثل هذا الطلب، الذي أخذ في مساره الأصول الديبلوماسية عبر السفارة اللبنانية الى وزارة الخارجية، لكن مثل هذا الطلب يكون في عهدة مجلس الوزراء المرجعية الفضلى لبته بسبب حساسية الموضوع ودقة الظرف.

إلا ان أوساطاً ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، تؤكد ان وراء خفض موازنة الـ1559، وإنهاء مهمة الموفد الدولي لمراقبة تنفيذه تيري رود لارسن، وقف العمل بالقرار تمهيداً لشطبه. لكن إنهاء مفعول هذا القرار مسألة صعبة جداً ولا ترتبط بـ"اللجنة الخامسة"، بغض النظر عن مستوى القرار وأهميته في الوقت الحاضر، وما نفذ منه من بنود خصوصاً الانسحاب لكافة القوات الأجنبية من لبنان"، لا سيما السورية، والاخرى التي لا تزال من دون تنفيذ، كنزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وبغض النظر أيضاً عن المسائل التي باتت تسمى "ثنائية" بين لبنان وسوريا خصوصاً بعد قمة آب 2008 بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد. وأبرز هذه المسائل ترسيم الحدود، بعد ما تم ايجاد الآلية اللازمة لذلك عبر إقرار إنشاء لجنة مشتركة بين البلدين تنظم هذا الموضوع. ثم ان هناك السلاح الذي باتت قضيته داخلية، مطروحة على طاولة الحوار الوطني تحت عنوان "الاستراتيجية الدفاعية".

وتفيد الأوساط، ان إبطال القرار أو شطبه محكوم بعوامل عدة أبرزها:

لا يمكن ان يتم إنهاء موازنة القرار 1559 ومهمة لارسن، إلا عن طريق مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ القرار، لأنه لا يمكن ان تعرّض اللجنة الخامسة عملها لموقف من مجلس الأمن في مثل هذه الحالة يقول بالتعدي على صلاحياته من جانبها. والجهة التي أصدرت القرار، تقوم بتحديد مصيره، وهذا يدخل في صلاحيات المجلس، وأي إلغاء يتم بقرار منه.

ان القرار 1559 يتحدث عن سيادة لبنان واستقلاله بما في ذلك ما يشمل إسرائيل أيضاً وخروقها وضرورة ان يبقى مرجعية تنبه الى عدم التعرض للسيادة والاستقلال من أي جهة يأتي ذلك. وهذه الناحية تهم لبنان، على الرغم من ان البيان الوزاري الحالي اعتمد على القرار 1701 كمرجعية وكخارطة طريق بالنسبة الى مسألة السيادة والاستقلال. وفي كل الأحوال فإن القرار 1701 يشمل مفاعيل القرار 1559. على الرغم من أجواء الحوار الدولي الإقليمي والاسترخاء النسبي الحاصل، فإن الأوساط تؤكد وجود مصلحة في ان يبقى القرار 1559 ومن دون إلغاء، كوسيلة من وسائل الضغط، حتى لو افتقر في المرحلة الحالية الى وضعه في الأولويات الدولية والتشديد الدائم عليه.

ان الموقف الأساسي والفاعل في مجلس الأمن حيال مصير القرار 1559 يعود الى كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التي لا يوجد لديها رغبة في إبطاله أو وقف العمل به، أو حتى إنهاء مهمة لارسن، على الرغم من تفضيله عدم الحضور الى لبنان والمنطقة خلال السنتين الأخيرتين لدى تقديمه تقارير الـ1559. ومنذ نحو ثلاث سنوات أثير في مجلس الأمن مصير القرار، لكن في كل مرة كانت هذه الدول تشدد على القرار 1559 وعلى مهمة لارسن، ما يعني انها ترى فائدة من استمرار العمل به، لو كان ذلك على سبيل إبقائه وسيلة ضغط يمكن العودة الى استخدامها في أي وقت. كذلك جرى النقاش في المجلس، بناء على طلب احدى الدول الأعضاء، في إبطال الطلب الى لارسن تقديم تقارير حول الـ1559، لكن الولايات المتحدة وفرنسا رفضتا.

وتشير مصادر ديبلوماسية رفيعة الى ان لبنان قد يقبل بتقديم ملاحظات تأخذ في الاعتبار ما تطلبه سوريا، لكنه لا يستطيع ان يطلب ما يؤدي الى إلغاء القرار لأن تطبيقه لم يكتمل بعد، خصوصاً لناحية السلاح الذي أحيل على طاولة الحوار. كذلك ان أي طلب إلغاء من لبنان سيؤدي الى إلغاء الـ1701 لأن القرارين يكملان بعضهما البعض، مثل القرار 425 و426، فضلاً عن انه إذا طلب لبنان الإلغاء كونه عضواً غير دائم في مجلس الأمن، فإن الأمر سيواجه بفيتو داخل المجلس من واشنطن أو باريس، وبالتالي لن يمر.

وترى المصادر في التحرك السوري ضد القرار، مواجهة مسبقة، للتجديد للارسن في مهمته مطلع السنة الجديدة، نظراً الى الحساسية بين الطرفين. كما ترى في الأمر إرسال رسائل للبنان لاختبار ردة فعله، إذا كان سيوافق أم لا على الرغبات السورية. وتذكر المصادر بأن مثل هذا الطلب يتزامن مع طلبات أُرسلت عبر الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري الى لبنان لتقول ان هناك قرارات ما كانت اتخذت في أعوام سابقة في 2003 و2004، لعمل اللازم لتطبيقها من جانب لبنان.

يشار الى ان اللجنة الخامسة تأخذ قراراتها حول الموازنة والمؤشرات بالتوافق، وإذا فشل فبالتصويت، والوقت أمامها حتى نهاية الشهر الجاري حدا اقصى. وتشارك في أعمالها الدول الـ190 الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

تشديد العقوبات ضد إيران يتطلب موافقة روسية ـ صينية والتصلّب الفرنسي غير منتج لأن القرار الحاسم أميركي

باريس: سياسة "النافذة المفتوحة" مع طهران انتهت

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - أسعد حيدر

وفاة آية الله العظمى حسين علي منتظري في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في الجمهورية الإسلامية في إيران، تشكل خسارة واضحة وكبيرة للحركة السياسية مثلما هي خسارة كبيرة للعلم والفقه. فراغ كبير يحدثه غياب منتظري، لن يملأه أحد في المستقبل المنظور من مراجع التقليد. هذا واقع ثابت لن يغيّر منه شيئاً الموقف الرسمي حياله. سياسياً، لا يوجد مرجع تقليد في حوزة قم وغيرها، "يتمتع بشرعيته الثورية" وجرأته واندفاعه في قول الحق والحقيقة، حتى لو أدى ذلك الى خلافه مع الإمام الخميني وإبعاده عن الخلافة. في عزّ حياة الإمام الخميني خالفه في القرار وواجهه، وفي عزّ سلطة المرشد آية الله خامنئي قال كلمته مؤكداً وهو الواضع لنظرية "ولاية الفقيه"، أن "الولي الفقيه" يقوم "بالارشاد" ولا يتمتع "بالعصمة". قبل وفاته بأيام حذّر رجال "الباسيج" من استخدام القوة ضد الناس لانهم بذلك ينحرفون نحو "طريق الشيطان". المتشددون في إيران سيشعرون بالارتياح لهذا الغياب. أخيراً غاب "ضمير" الثورة والدولة الذي كان لا يغيب عن أي حدث حتى ولو كلّفه ذلك العزل والحصار. اما المعارضة فإن خسارتها كبيرة. لقد تعاملت معه من بعيد لكنها كانت تعرف انه "صخرة" تستطيع أن تستند اليه في قم أولاً وفي المفاصل الحية للقرار الشعبي. لكن من حظ هذه المعارضة وفي هذا الظرف بالذات انها بلا رأس واحد يقودها، وهي ما زالت حركة شعبية لم يكتمل بناؤها بعد.خسارة المعارضة لمنتظري لن تقتلها وان أدمتها.

وفاة منتظري حدث داخلي وخارجي

لا يمكن فصل هذا الحدث الداخلي في إيران عن التطورات الخارجية المتشكلة حول الملف النووي. ما يعزز ذلك أن قوى عديدة تراهن على تطور مسار المعارضة الداخلية واندفاعها للتأثير عميقاً في اختيارات النظام وقراراته. ترى دوائر دولية خصوصاً في باريس انه مهما قيل من أن ملف القوة النووية الإيرانية هو "ملف قومي" لا خلاف داخلياً في إيران حوله، فإن خلافات حقيقية تدور حوله داخل أروقة النظام، وفي عمق المجتمع الإيراني حول المسار الأسلم والأجدى لإيران في تعاملها مع الغرب وتحديداً واشنطن. الخوف من وقوع مجابهة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية مباشرة أو عبر الإسرائيليين حالة يومية شعبياً، إذ ما هي أهمية حصول إيران على القوة النووية في مقابل خسارة عامة خصوصاً في الاقتصاد.

واشنطن ما زالت غير قادرة على حسم خياراتها في التعامل مع إيران. يعود هذا التردد الى أن الإدارة الأميركية واعية بأنها هي التي ستدفع ثمن المواجهة سواء كان محدوداً أو ضخماً، وأن غيرها لن يدفع إلا القليل من خزينته ورجاله والكثير من التأييد الخطابي.

باريس الساركوزية، ترى "ان سياسة النافذة المفتوحة" مع إيران تنتهي في اليوم الاول من العام 2010. الرئيس باراك أوباما التزم بهذا الموعد "للحسم" مع إيران. خيار "القنبلة أو القنبلة" ما زال قائماً بالنسبة لباريس.

أي أن على إيران ان تعرف ان حصولها على القنبلة النووية يعني الحرب ضدها فوراً. مع العلم أن مسألة مشاركة فرنسا في اي "حرب" ضد إيران غير واردة، يبقى إذاً على واشنطن أن "تقلع شوكها بيدها". الرأي في باريس، أن اقتراب ساعة الحسم يفرض التصعيد ضد إيران. طالما ان الحرب بعيدة، يبقى الخيار الآخر تشديد العقوبات ضد إيران.

قرار العقوبات ضد إيران، سيكون عاجزاً عن التأثير إذا لم يقع الاجماع حوله. هذا الإجماع يكون بمشاركة روسية صينية أو لا يكون. باريس تبدو مطمئنة الى أن مرحلة دولية جديدة للتعاطي مع الملف النووي الإيراني قد بدأت.

روسيا ستصوت، برأي باريس، الى جانب قرار تشديد العقوبات، الرئيس باراك أوباما قدم لموسكو من الضمانات ما يطمئنها.

القاعدة لهذه الضمانات ضمان مصالحها المستقبلية في إيران حتى لا يتكرر معها ما حصل في العراق. موسكو شاركت في الحرب ضد نظام صدام حسين والأميركيون حصدوا وحدهم نتائج الحرب في كل ما يتعلق بمستقبل العراق اقتصادياً. واشنطن قدمت لموسكو الضمانات اضافة الى شيء ما يتعلق باتفاقية "ستارت النووية".

كذلك الأمر بالنسبة للصين الشعبية. على الأقل لن تستخدم حق الفيتو، لأن بكين لا تتحمل العزلة عن المجتمع الدولي من جهة، ولأنه جرى التأكيد لها أن مصالحها ستبقى كما مصالح روسيا خارج العقوبات من جهة أخرى. في باريس لا يستطيعون تقديم الادلة والبراهين الكافية حول مثل هذه الاتفاقات اولاً، وثانياً لا يجيبون عن السؤال الكبير: إذا كانت المصالح الروسية والصينية خصوصاً في قطاع النفط سيتم المحافظة عليها، فماذا ستتضمن العقوبات؟ قطع الماء والهواء عن العراق حتى لا يتأثروا بها؟ وما معنى هذه العقوبات إذا لم تؤثر على قطاع النفط العراقي؟

توتر العلاقات بين أوباما وساركوزي

في الوقت الذي يرفض مسؤولون فرنسيون "الحرب" ضد إيران، لأن "الحرب غبية" وهي "أكثر غباوة لأنها ستجري في منطقة لا ينقصها التوتر والحروب"، فإن رسميين فرنسيين يرون "أن باريس مثل عواصم أخرى لا يشيرون الى تل أبيب يئست من الموقف الإيراني، لا إمكانية لتغيير وجهة النظام الإيراني إلا في حالة واحدة، وهي تعرضه لتهديد وجودي. الدليل ان الإمام الخميني غيّر وجهة نظره في الحرب مع العراق وقبل "شرب السمّ" عندما شعر بوجود خطر وجودي على نظام الجمهورية الإسلامية في إيران". خلاصة هذا الموقف أن التشدد في وجه طهران سيدفعها الى الجلوس على طاولة المفاوضات فور شعورها بأن العقوبات تهدد النظام مباشرة.

هذا المنطق الفرنسي للتعامل مع طهران يتكامل مع "قراءة" مسار الوضع الداخلي الإيراني والخطاب الرسمي معاً. من ذلك أن إعلان طهران عن استعدادها لرفع نسبة تخصيب الاورانيوم الى عشرين في المئة بدلاً من 3,5 في المئة وبناء عشرة مفاعلات نووية جديدة هو مجرد توجيه "رسائل" الى الداخل لتقوية موقفه ورفع نسبة التأييد الشعبي للنظام، ذلك ان:

إيران لا تملك التقنيات الكافية لإحداث مثل هذه القفزة النوعية.

لا تملك إيران أيضاً الشبكة الكافية من العلماء والمهندسين لبناء عشرة مفاعلات دفعة واحدة. كما لا توجد كميات كافية من الاورانيوم لتشكيل هذه المفاعلات.

ان الاقتصاد الإيراني لا يستطيع تحمل كلفة عشرة مفاعلات خصوصاً وان سعر النفط حالياً وفي المستقبل المنظور لا يلبي حاجات الاقتصاد الإيراني "المريض" لانه لم يتم تجديده ورفده بقطاعات اقتصادية منتجة كما يجب. أخيراً تجد باريس "ان المعارضة الإيرانية الشعبية تنمو جدياً وان كان بشكل بطيء، وأن من حظ هذه المعارضة في الوضع الراهن عدم وجود قائد فعلي لها، مما يصعب ضربها ويبعثر الجهود لمحاصرتها". مهما كان موقف باريس متشدداً فإنه لن يكون حاسماً ولا حتى مؤثراً في اتخاذ واشنطن قرارها النهائي في كيفية التعامل مع طهران. سيبقى القرار لواشنطن لأن كلفة الحرب من "كيسها"، وتفاهمات الحل السياسي ستكون من "حسابها". ليس لباريس أكثر من حق إبداء الرأي والموقف خصوصاً في ظل التوتر في العلاقات الشخصية بين الرئيسين باراك أوباما ونيكولا ساركوزي. في هذا الوقت، تتابع إيران مناوراتها. تتقدم خطوة نحو التفاوض لترجع خطوتين الى الوراء. طهران تعرف أن "الساعة الرملية" آخذة في الانتهاء. لذلك يقال في باريس إنها تستعد لمفاوضات جدية وعلى مستوى عالٍ مع واشنطن.

 

"الانتماء" يحيي اليوم الثالث العاشورائي

حمادة للالتزام بالوطن أولاً وأخيراً

المستقبل - الثلاثاء 22 كانون الأول 2009 - العدد 3518 - شؤون لبنانية - صفحة 7

واصل رئيس "تيار الانتماء اللبناني" احمد الاسعد امس، احياء ذكرى عاشوراء لليوم الثالث على التوالي في مكتبه في الحازمية، في حضور اعضاء المكتب السياسي للتيار والعديد من الشخصيات والفاعليات السياسية والدينية وحشد من المواطنين. وألقى علي صبري حمادة كلمة لفت فيها الى ان "معظم السياسيين اليوم لديهم هواجس وريبة من بعضهم البعض، اضافة الى ارتفاع وتيرة التحريض المذهبي والطائفي الذي بات خبز السياسيين اليومي"، محذرا من "استمرار هذا الواقع الاليم". وشدد على اهمية "الالتزام بالوطن اولا واخيرا، وان نمارس مواطنيتنا من خلال الالتزام بالقوانين والدستور والنظام والتعاون والمشاركة والتواصل الاخوي مع كافة الطوائف والمذاهب اللبنانية من اجل انماء بناء لبنان العيش المشترك".

 

فيصل ارسلان:  تطهّر من سواد الحقد وتبرّأ من حليب الكراهية

حين اغمض فيصل ارسلان عينيه، في تلك اللحظة مات الأمير مجيد ارسلان!

النهار/ بقلم المحامي عبد الحميد الأحدب/( محام)  

ففيصل ارسلان حمل رايات المير مجيد في احلك الأوقات سواداً من زمن الحرب، وكان المير مجيد بطلاً من ابطال الاستقلال في راشيا، وكان في السياسة الاستقلالية جسراً بين كل الطوائف ودائماً حاملاً سيف لبنان لا يهادن ولا يناور في الاستقلال والسيادة وما عدا ذلك فهو قلب كبير فتحه لبني معروف ولكل اللبنانيين. وعلى خطى المير مجيد سار المير فيصل.

وحين كان طفلاً تفقّد وجود ابيه المير مجيد الذي كان معتقلاً في راشيا، فسأل والدته الأميرة لميس ابنة الأمير خالد شهاب! وين المير مجيد؟ فأخبرته الست لميس ان الفرنسيين القوا القبض على المير مجيد وساقوه مع رئيس الجمهورية وكل الحكومة الى راشيا، لأنهم يطالبون باستقلال لبنان. وقتها اشترى المير فيصل بندقية من محل للألعاب قرب منزله في شارع محمد الحوت واخذ يقول لوالدته الست لميس انه يهيئ نفسه ليكون اول جندي يزحف ببندقيته على راشيا لتحرير والده المير مجيد، وضحكت الست لميس وهي تبكي اعتقال زوجها.

وشب فيصل على خطى والده فارساً من فرسان بني معروف الذين للسياسة عندهم روعتها ووطنيتها وعزتها الاستقلالية من سلطان باشا الأطرش الى المير مجيد ارسلان.

وفي أيام شبابه وخلال الحرب الأهلية اعجب المير فيصل ببشير الجميل، حين وجده يتصدى لطريق فلسطين التي ارادوها ان تمر بجونيه وعيون السيمان، وحين سمع لبنانيين يقولون ان الفلسطينيين هم جيشهم، وقتها كانت له قناعات استقلالية ثابتة وتحالف مع بشير الجميل في التصدي لطريق فلسطين في لبنان، وتعرف إلى بشير الجميل عن قرب وعرفه ليس بطلاً مسيحياً، بل بطلاً لبنانياً وكان فيصل يردد ان بشير كان يؤكد له ان يوماً سيجيء سأثبت للبنانيين انني مع طائفة الاستقلاليين ضد طائفة الاستسلاميين والانهزاميين والانتهازيين. وان لبنان لكي يقوم يجب ان لا يكون فيه لا ابن ست ولا ابن جارية، ولا غالب ولا مغلوب! ويوم انتخاب بشير الجميل حرص على وأد اي فتنة طائفية بأن وقف الى جانب بشير الجميل في المجلس الحربي بينما عملية الاقتراع تجري في مجلس النواب، مؤكداً التلاحم المسيحي الدرزي تخوفاً من اي ارتباك او خلل في ذلك وقطعاً على طريق الفتنة.

وبعد انتخاب بشير زحف بنو معروف خلف المير فيصل الى بكفيا ليؤكدوا التلاحم والتوافق.

وكان مقتل بشير الجميل صدمة كبيرة في حياته، ادرك ان "المدينة الفاضلة" التي كان يحلم بها بشير، قد انهارت وان السياسة اصبحت في عهده لمكيافللي والميكيافيلين، وشاهد عمر بن الخطاب يزج به في السجن.  وحين اختارت قيادات حزبية – وقتها - تقديم رأس كامل الأسعد هدية! وصوتت لإقصائه عن رئاسة مجلس النواب ("عرفاناً" بجميله)، يومها ادرك فيصل ارسلان ان السياسة قد اخذت منحى خطيراً لا مكان له فيه. وان الدهر قد خبأ للبنان عجباً! وبقي فيصل ارسلان صامداً على خطى المير مجيد، حين تدهورت الأحوال رفض ان يبقى في المنطقة الحرام التي لا تعرف ان تحب ولا تعرف ان تكره، شأن اكثر السياسيين اللبنانيين، وحين تعرض لمحاولة اغتيال سنة 1983 مع الأميرة حياة زوجته –التي كانت بمثابة الست نظيرة بالنسبة اليه في السياسة وفي شدّ عزيمته- يومها تشدد في موقفه وتصلب وقال: هذا قدرنا نحن استقلاليو بني معروف!

فيصل ارسلان كان من السياسيين الذين تطهروا من سواد الحقد، وتبرأ من حليب الكراهية العكر! الكلمة الطيبة لم تكن تسقط من فمه لأنها كانت جزءاً من فمه! وعرف كيف يكون كبيراً في عصر الأقزام.  كان فيصل ارسلان من غير معدن كثير من السياسيين، كان قلبه وبيته بابيهما مفتوحين دائماً للكبير والصغير، والصغير قبل الكبير...

كان الذي يعظمه في عيون الناس، صغير الدنيا في عينيه، لهذا لان عوده وكثفت اغصانه!

ولم تزده يوماً كثرة الناس حوله عزة ولا تفرقهم عنه وحشة! وعاش فيصل لا يزدهيه اطراء ولا يستميله اغراء! ولم يستوحش يوماً في طريق الهدى ولو قلّ اهله... كان من اواخر خيوط المحبة والطيبة التي تربط الانسان اللبناني بالانسان اللبناني، كان من اواخر سعاة البريد الذين حملوا رسائل الوئام الى القبائل اللبنانية المتناحرة المتذابحة. لقد خسر فيصل ارسلان كثيراً من الناس بسبب ضعف موهبته التمثيلية ورفضه المستمر ارتداء ملابس المهرجين وطلاء عواطفه بالف لون ولون كما يفعل كثير من السياسيين! قال الإمام علي بن ابي طالب –(كرم الله وجهه)- "في نهج البلاغة": ان قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.

وقد عبد فيصل ارسلان الله ولبنان عبادة شكر، كعبادة الأحرار وليس كعبادة التجار والمقاولين والصيارفة وليس اطلاقاً كعبادة العبيد والعنصريين.

في آخر ايامه وهو يعاني المرض الفتاك ويعاني النكران في السياسة ومن السياسيين، كان يلبس في النهار جاكتة وفي الليل يلبس احزانه!

المير فيصل، اذا كان قد كسر ساقه الف مرة وكسر رقبته مئة الف مرة وكسر عموده الفقري مليون مرة، الا انه، اذ وقف آخر ايامه وهو بكامل لياقته الجسدية والوطنية فلأنه وقف على عظام كبريائه وكبرياء المير مجيد وكبرياء شكيب ارسلان وكبرياء عادل ارسلان!

آه يا جبال الخيانات، يا جبال العمولات يا جبال النفايات، سوف يجتاحكم مهما ابطأ التاريخ وفرسانه وسيذكر التاريخ فيصل ارسلان وسيذكر لفيصل ارسلان مروءته وبطولته وتسامحه ومحبته وعبادته للبنان.  ويوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم. فَنَم يا فيصل قرير العين.

 

سامي الجميل خلال ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام: نحن نتّكل على كنيستنا وقيادتنا الروحية كي تقوم بالمبادرة لجمع كل المسيحيين       

 22 Dec. 2009 /موقع الكتائب

أكد النائب سامي الجميل في خلال ندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام تحت عنوان "الميلاد والمصالحة" بحضور المطران بشارة الراعي ان لا أحد يمكنه ان يرعى المصالحة المسيحية المسيحية ونحن نتّكل على كنيستنا وقيادتنا الروحية كي تقوم هي بالمبادرة لجمع كل المسيحيين وكما يأمل الناس ان يوضعوا في غرفة ويقفل عليهم وألا يخرجوا منها قبل ان يتفقوا".

وشدد النائب الجميل على ايمانه بقضيتين اساسيتين وهما سبب وجوده في المجال السياسي وترشحه للانتخابات النيابية، قائلاً :"القضية الاولى هي حرية الوجود المسيحي في لبنان ووحدتهم وايجاد افضل واحسن طريقة لبقائهم بكرامة وحرية." واضاف :"القضية الثانية هي سيادة واستقلال لبنان وبناء دولة لبنانية حضارية ومتطورة بعيداً عن الزبائنية والانقسامات."

اما المطران الراعي فقد اعتبر ان "المصالحة والميلاد واحد."

 

 

القرار 1559 ضرورة وطنية 

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

  ::مصطفى علوش::

خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به

في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

المتنبي

وثيقة الطائف:

بسط سيادة الدولة تدريجياً على جميع الأراضي اللبنانية بواسطة قواتها الذاتية وتتسم بالخطوط العريضة التالية:

الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها الى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني وانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإقرار الإصلاحات السياسية بصورة دستورية.

القرار 1559 الصادر في 2 أيلول 2004:

إن مجلس الأمن إذ يؤكد دعمه القوي لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دولياً، وإذ يشير الى عزم لبنان على ضمان انسحاب جميع القوى غير اللبنانية من لبنان، وإذ يعرب عن قلقه البالغ من استمرار تواجد ميليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع أراضيها، وإذ يؤكد مجدداً أهمية سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية، وإذ يدرك أن لبنان مقبل على انتخابات رئاسية ويؤكد أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي:

 

يُؤكد مجدداً مطالبته بالاحترام التام لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي تحت سلطة حكومة لبنان وحدها من دون منازع على جميع أنحاء لبنان.

يُطالب جميع القوات الأجنبية المتبقية بالانسحاب من لبنان.

يدعو الى حل جميع الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها.

يؤيد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.

 

يعلن تأييده لعملية انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة تجري وفقاً لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل أو نفوذ أجنبي.

يطالب جميع الأطراف المعنية بالتعاون تعاوناً تاماً وعلى وجه الاستعجال مع مجلس الأمن من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار ولجميع القرارات ذات الصلة بشأن استعادة لبنان لسلامته الإقليمية وكامل سيادته واستقلاله السياسي.

 

يطلب من الأمين العام أن يوافي مجلس الأمن في غضون ثلاثين يوماً بتقرير عن تنفيذ الأطراف لهذا القرار، ويقرر أن يبقي المسألة قيد نظره الفعلي.

ضرورة القرار الوطنية:

 

في قراءة مقارنة بين وثيقة الوفاق الوطني والقرار 1559 يمكن الملاحظة بوضوح أن روحية القرار وعباراته أُخذت بشكل دقيق من اتفاق الطائف، كما أن بنود القرار أتت متوافقة تماماً مع مقتضيات الدستور اللبناني والحق المنطقي للدولة باحتكار القوة المسلحة على أراضيها.

ومع أن القرار 1559 لم يأتِ على ذكر "حزب الله" بالاسم في إشارته الى الميليشيات، ولكن قيادة هذا الحزب اعتبرت نفسها معنية بشكل مباشر على الرغم من أن العبارات نفسها كانت قد استعملت في وثيقة الوفاق الوطني.

 

ومع أن القيادة السورية كانت قد اعتبرت نفسها قد نفذت الجزء المتعلق بها منذ نهار 26 نيسان 2005، عندما انسحبت قواتها بشكل رسمي من لبنان، فإن المستغرب اليوم هو مبادرة سوريا، عبر القنوات الديبلوماسية، الى الطلب من لبنان السعي الى "تهميش" القرار 1559 من خلال وجوده الموقت في مجلس الأمن. فما هو سر إعادة هذا القرار الى دائرة الضوء الآن في وقت اعتبرت سوريا أنها غير معنية به، وفيما يؤكد الجميع في لبنان بأن تنفيذ باقي القرار هو في عهدة هيئة الحوار اللبناني المحصور دوره بمناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

 

ولكن هذا يعني أن حواراً في ظل اعتراف الحكومة اللبنانية بالقرارات الدولية، يجب أن يؤدي حتماً الى وضع يتناسب مع هذه القرارات، وهذا يترجم إما بحل جميع الميليشيات المتواجدة على الأراضي اللبنانية ومن ضمنها ما يعود الى "حزب الله"، أو وضع هذه المنظومات تحت سلطة أو وصاية الدولة اللبنانية.

هذا بالطبع ما يسعى "حزب الله" الى الهروب منه أو تأجيله الى أمد غير منظور حالياً، ومرتبط حتماً بالراعي الإقليمي لهذا الحزب.

لست أعلم الآن لماذا يحاول الحكم في سوريا إلغاء أو تهميش قرار لم يعد يعنيه، وقد تكون محاولة لإظهار زيادة في الحرص على حلف الممانعة الذي بدأت تظهر عليه علامات التفكك على خلفية الانفتاح المتدرج في سوريا نحو السعودية ونحو الغرب.

ولكن، وبغض النظر عن كل ذلك، فلبنان ملتزم من خلال بيان حكومته بتنفيذ القرار 1701 والذي يتضمن حسب نصه الإشارة الى القرار 1559. لذلك فلا يفيد الأطراف المحلية محاولات تجاهل القرار 1559، أو اعتباره منفذاً، أو حسب البعض ميتاً، ولا حتى محاولة البعض أبلسة هذا القرار وتصويره بأنه أصل كل البلاء على لبنان، فعلى خلفية هذا القرار انسحبت القوات السورية من لبنان، ووضع لبنان تحت مجهر الاهتمام الدولي بعد سنوات من الإهمال أثناء سنوات الوصاية. لذلك فمقابل الحملات المناهضة لهذا القرار، يجب قيام حركة سياسية وشعبية لبنانية لدعمه باعتباره ضرورة وطنية لبنانية.

 

  سوريا استعادت كلّ أوراق قوتها ورئيس الوزراء الأردني الجديد أكبر المقرّبين من القيادة السورية

 

جنبلاط يستعدّ لإجراء مقابلة تلفزيونية يقدّم فيها إعتذاره للرئيس الأسد والشعب السوري

التسوية تسمح للقوى الأمنية بجلب المطلوبين من داخل المخّيمات بالتنسيق مع الفصائل

 

رضوان الذيب

 

معادلة جيفري فيلتمان القائمة على ان الحوار الاميركي مع سوريا لن يكون على حساب لبنان عممها لتشمل الحوار الاميركي مع ايران لن يكون على حساب دول الخليج.

كلام فيلتمان الديبلوماسي يعكس الى حد بعيد التحول الاميركي تجاه قضايا المنطقة وتحديدا لبنان وسوريا والعجيب ان هذا الكلام يصدر عن اكبر المغالين في دعم قوى 14 اذار ويصنف في الادارة الاميركية بأنه من المعجبين بسياسات المحافظين الجدد وصقور ادارة اوباما.

ورغم هذا الكلام فإن البعض في لبنان لا زال يعيش امجاد الماضي ولم يفهم كلام النائب وليد جنبلاط بأن لكل مرحلة خواتيمها خصوصا وان رئيس اللقاء الديموقراطي يستعد للظهور في مقابلة تلفزيونية وربما على قناة الجزيرة يشرح فيها كل خفايا المرحلة الماضية وذكر انه سيقدم في هذه المقابلة اعتذارا شخصيا من الرئيس بشار الاسد على كل الاساءات الشخصية التي طالته جراء كلامه في العديد من المناسبات كما سيقدم اعتذارا للشعب السوري عن الاساءات التي لحقت بالعمال السوريين في الجبل من قبل بعض «اصحاب السوابق« وستمثل المقابلة التلفزيونية الخطوة الثانية تجاه دمشق بعد الخطوة الاولى المتمثلة بإرسال برقية للرئيس الاسد بوفاة شقيقه.

وتقول المعلومات ان جنبلاط لم يكن يقدم على هكذا خطوات لولا ادراكه والمعلومات التي وضعت بين يديه من قبل فيلتمان عن حجم التحول في السياسة الاميركية تجاه لبنان وسوريا وايران وان مرحلة جديدة في لبنان ستمتد لسنوات وسنوات وربما لعشرين سنة واكثر مناقضة لمرحلة 2005 وركيزتها التعاون الاميركي مع دمشق.

ويذكر بعض اصدقاء جنبلاط انه عندما نقل اليه احد مساعديه عام 1989 خبر انفجار الصراع بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ابدى اسفه لما حصل وقال: بسطاء لا يقرأون التطورات ويدفعون الثمن بشكل مجاني ولن يقبضوا اي شيء فالصفقة اكبر منا جميعا والويل لمن سيعارض وقال جنبلاط يومها التسوية ربما تستمر لـ 15 سنة او اكثر وهكذا حصل واليوم فإن التطورات تعيد نفسها والصفقة التي انتجت الحل عام 1989 تكرر نفسها الان وبنفس القوى وهي صفقة اميركية ايرانية سعودية سورية فرنسية قطرية روسية تركية على ضمان الاستقرار في لبنان ولذلك قال جنبلاط ان العماد عون فهم التطورات الحالية افضل مني لانه انخرط في التسوية الداخلية واصبح لاعبا اساسياً ومن يخطئ سيدفع الثمن..

وتقول المعلومات، ان الصفقة لزّمت امن لبنان الى سوريا مجدداً في ظل الخطر الارهابي داخل البلاد وستشهد المرحلة القادمة خطوات امنية ستمكن الجيش اللبناني من القيام بخطوات امنية داخل المخيمات لجلب عناصر القاعدة بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، كما ستشهد ضرباً للتجمعات الاصولية، اما الشق الاقتصادي فسيتولاه الرئيس الشاب سعد الحريري، بدعم سعودي سوري ودولي للمساعدة على ضمان الاستقرار الاجتماعي في لبنان.

فالتسوية طويلة وستمتد لسنوات وسنوات، وهناك نصائح وجهت للمعارضين بان يتعاملوا بايجابية مع التطورات ويستفيدوا من تجارب الماضي لان ما كتب قد كتب في التسوية الدولية، وهامش المعارضة ليس واسعاً مطلقاً، وقواعد اللعبة الداخلية رسمت للمرحلة القادمة وغير مسموح تعديلها مطلقا، وحزب الله اكبر الداعمين لها وحضّ القوى الامنية على الدخول الى الضاحية الجنوبية وممارسة دورها الكامل في كل المناطق، ودعوته ليست من فراغ مطلقا وهي تأتي ضمن التحولات في المنطقة، وحالة الاستقرار في البلاد والتي ستمتد لسنوات.

وجاءت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق لتمثل البند الثاني من نتائج القمة السورية السعودية بعد انجاز البند الاول في تشكيل الحكومة، اما البند الثالث فيتضمن بدء العمل لمحو اثار المرحلة الماضية والتأسيس جدياً لقيام الدولة العادلة التي تضمن حقوق الجميع وهذا هو المدخل الحقيقي للاستقرار.

اما العلاقات السورية اللبنانية فستشهد نموذجاً جديداً، يختلف جذرياً عن الماضي عبر ارساء علاقات من دولة الى دولة، وكل ما يريده الرئيس الحريري سيلقى التجاوب من الرئيس الاسد وستشهد علاقة الرئيسين نموذجاً يحتذى به حتى ان الفترة القادمة ستشهد «صمتاً» عن الكلام من قبل حلفاء سوريا كي لا تعتبر بعض المواقف بانها انعكاس لقرارسوري كما حصل مع زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن، فيما الوقائع كانت عكس ذلك وسيكون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في المرحلة القادمة هوا لمعبّر عن وجهة النظر السورية نتيجة قربه من الرئيس بشار الاسد.

وهذا الامر تم لمسه خلال تشكيل الحكومة بالاضافة الى قيادات اخرى.

وقد انتهى الزمن الذي تفتعل فيه سوريا مشكلة من اجل وزير او مدير عام فهذه الامور من اختصاص الحكومة اللبنانية.

فالمرحلة القادمة ستشهد تعاونا وحواراً اميركياً ايرانياً وعلاقات سورية اميركية، وحواراً ايرانياً تركياً سورياً عراقياً وسيتوسع ربما ليشمل الاردن خصوصاً وان المعلومات تؤكد بان رئيس الوزراء الاردني الجديد زيد الرفاعي هو من اشد المقربين من القيادة السورية ومن دعاة العلاقات الاخوية ولكن ليس على الطريقة اللبنانية.

وجاءت زيارة الملك الاردني الى دمشق لتعزية الرئيس الاسد بوفاة شقيقه لتعزز هذا التوجه، ورغم ذلك لا زال بعض اللبنانيين يسبحون عكس التيار، ولم يفهموا المتغيرات الخارجية التي ادركها جنبلاط والتي تحتاج الى تنازلات منه سيقدمها ليلتحق في ركاب التسوية من اجل تخفيف الخسائر الا اذا كان البعض يستمتعون «بجلد ذاتهم».

وتقول المعلومات ان عودة السفير الاميركي الى دمشق حسمت وعلى ابعد تقدير خلال اسابيع وحسمت الاسماء بين آدم ايرلي او نبيل خوري وهو لبناني يحمل الجنسية الاميركية.

وتقول المعلومات ان الهم الاميركي حاليا هو افغانستان وباكستان اولا وثانياً وثالثاً، ومن يمد يد المساعدة لاميركا في هاتين المنطقتين ستفتح له واشنطن قلبها وذراعيها حيث الحديث عن عمليات ايرانية داخل افغانستان للقضاء على جند الله بدعم من واشنطن وسيؤدي ذلك الى تراجع الملف النووي الايراني وخطره الى الحدود الدنيا، والذين يراهنون على ضربة لايران من قبل اميركا فهؤلاء «منجمون» اما اسرائيل فهي اعجز عن القيام بذلك.

كل التطورات توحي بتقدم المحور الايراني - السوري - حماس - حزب الله والذي سيتوسع ليشمل تركيا والعراق مدعوماً من روسيا والصين ويستمد قوته من المأزق الاميركي في المنطقة.

ومع قوة هذا الحلف سيتم حل الخلاف بين السعودية والحوثيين لصالح وحدة اليمن، وكل الايام القادمة تبشر بمسار جديد تجب قراءته داخلياً فوق حسابات 14 و8 آذار وموالاة ومعارضة فهذه التسميات سقطت وانتهت مع نهاية مرحلة 2005 وفتحت صفحة جديدة بين الدولتين اللبنانية والسورية لضمان الاستقرار الطويل للبلاد، وعلى الجميع ترتيب حساباتهم بما يتكيف مع التسوية الجديدة.

 

 

 

 

"برنار كوشنير" والخيبة المعتادة

٢٢ كانون الاول ٢٠٠٩

ميرفت سيوفي/الشرق

يترقّب اللبنانيون بحذر وبغير إفراط في التفاؤل أو التشاؤم الأثر الذي ستتركه زيارة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد رفيق الحريري إلى العاصمة السوريّة دمشق، ونتائج الاجتماعات والخلوات التي وصفت بالشفّافة والصادقة وكيف ستنعكس على لبنان "مأسسة" حقيقيّة لعلاقات صادقة ومتينة بين دولتين عربيتين وجارتين، والتريّث أمام هذه الزيارة التاريخيّة التي نهض بأعبائها الرئيس سعد الحريري ضروري وإيجابي فلا استعجال النتائج مفيد واستئخارها قد يكون ضاراً، وفي النهاية ؛ ما يريده اللبنانيون من سورية الدولة الجارة والشقيقة لا يتجاوز الحدّ الأدنى المطلوب في علاقات حسن الجوار بين دولتين فكيف إذا كان ما يجمعهما قد يكون أهم لمستقبل كلّ من الدولتيْن...

ولم يُخف اللبنانيون حالة "الطرب" التي انتابتهم وهم يصغون إلى رئيس حكومتهم الشاب في مؤتمره الصحافي في مقر السفارة اللبنانية في دمشق ـ وهذه لوحدها إنجاز كبير - وكلّما ردّد الرئيس الحريري الابن خلال إجاباته "مصلحة البلدين والشعبين والدولتيْن"، ازداد اللبنانيون تأكداً من أن العلاقات اللبنانية السورية قد تستقرّ وسيتاح لها أن تكون "أخويّة" وترضي الطرفين - لا بإكراه أحدهما للآخر - وبالمودّة والاحترام المتبادل للاستقلال الكياني لكلّ منهما، وبالمعنى الأخوي الحقيقي، لا بمعنى "افتئات الأخ الأكبر على الذي يعتبره الأخ الأصغر"...

وسط هذا الترقّب والتريّث الحذر اللبناني، خرج تصريح برنار كوشنير كحجر يرشق "الزجاج الملوّن" الذي حاول كثيرون "شعشعة" ألوانه بدافع تحويل مصب الاستفادة لهذه الجهة أو تلك، وربّما السبّاق في هذا المجال كان حزب الله، الذي حاول أن يختزل نتائج الزيارة كلّها لمصلحة سلاحه، وهذا ليس بأمر مستغرب، فالحزب لم يعد لديه سوى استراتيجيّة واحدة يتمحور خطابه حولها، بل تكاد تتمظهر أحياناً لراصدها وكأنها استراتيجيّة "موت أو حياة" بالنسبة اليه وهي باختصار مملّ - للسيمفونيّة اليوميّة - الاحتفاظ بسلاحه، وهذه سابقة في تاريخ الأحزاب السياسية التي تريد ممارسة السياسة والمقاومة في الوقت نفسه، ومن المستغرب بشدّة أن يُباهي حزب بكلّ هذه الانجازات التي حقّقها، ثم يصبح سبب وهدف وجوهر وجوده هو احتفاظه بسلاحه!!

"حجر التشاؤم" الذي ألقاه وزير الخارجية الفرنسي مستغرب قليلاً، والسؤال الملحّ هل حجر الخيبة هذا هو تعبير عن خيبة رسميّة رئاسيّة ساركوزيّة من التجربة الدمشقيّة، أم هو "نتعة تصريح" على عادة كوشنير، على اعتبار أنه "ينتشي" بتصريحاته أمام عدسات الكاميرا ومنصات الحوارات والمحاضرات؟! وتصريح كوشنير جاء على هامش محاضرة في مقر "نادي الصحافة الأوروبي الأميركي"، وتضمّن كلامه نقطتين مركزيّتين بالنسبة الى اللبنانيين وهما عملياً مصدر قلق وتساؤل دائم بالنسبة إليهم... الأوّل والأهم والأكثر أولوية بالنسبة الى اللبنانيين هو موضوع المحكمة الدوليّة، وإشارة كوشنير الواضحة إليها تؤكد أنّها ما زالت تحظى بمستوى الاهتمام الدولي نفسه وأنّها خارج سياق كلّ تسوية، فأكّد وزير الخارجيّة الفرنسي أن الأمور واضحة بهذا الشأن: "زيارة الحريري ليست ولا بأي شكل نهاية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مذكراً أن الأمور لطالما كانت واضحة بهذا الصدد".

أما "حجر الخيبة" الذي ألقاه كوشنير في المياه اللبنانية الحذرة فقد أحدثَ "نقزة" لأنه موقف غير مفهوم، خصوصاً في ظل الرعاية الساركوزية المشجعة للانفتاح على سورية، فما الذي استدعى تصريح الخيبة "الكوشنيريّة" هذا؟

وعندما يصرّح وزير الخارجية الفرنسي واصفاً زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري إلى دمشق بـ"بادرة رجل دولة"، ثمّ يتبعها بإشادة بـ"خطوة الرئيس السوري بشار الأسد"، ثم فجأة "يفرمل" تصريحه بخيبة معتادة فيأمل: "ألا يكون "مخطئاً - ويؤكّد مرارة الخيبة مفسّراً خصوصيّتها ـ فلطالما خاب أملنا بسورية بشكل خاص".

هذا التصريح قد يكون كلاماً مرتجلاً ليس إلا، وقد يكون أكثر من ذلك، إلا أنّ ثمّة قاسماً مشتركاً بين تاريخ خيبة اللبنانيين من تكرار المحاولة مع دمشق وانتهائها بالفشل، وخيبة كوشنير التي تبدو أنها قد تكرّرت عند الديبلوماسيّة الفرنسيّة بشكل خاص على حد وصفه..

وعلى الرغم من ذلك، هذا دافع آخر للتريّث والترقّب والحذر، خصوصاً مع مفاجأة إطلاق الرصاص على باص يقلّ مواطنين سوريّين وسقوط ضحايا أبرياء، هناك مَن يحاول رشق زيارة الرئيس الحريري إلى دمشق بالتعكير، ولكنّ رائحة هذا السيناريو ليست غريبة على أنوف اللبنانيين، خصوصاً عندما تبدأ "الكمنجات" القديمة بالعزف على أوتار طرح السؤال عن "المتضررين"، لذا المطلوب التعجيل بالتحقيقات، فاللبنانيون راغبون بمعرفة من وراء الحادث ومعنيون بالمعرفة قبل سواهم، لأنهم لم تعد تنطلي عليهم سيناريوهات تفجيرات التسعينات ما بعد الطائف، و"فهمكن كفاية"!!

المصدر : الشرق   

 

 

 

 اول جلسة لمجلس الوزراء: مواجهة بين الحريري والوزراء العريضي وباسيل ونحاس حول مجلس الانماء والاعمار وباريس 3

نهارنت

شهد مجلس الوزراء في أول جلسة عقدها الاثنين منذ نيل الحكومة الثقة، مواجهتين الاولى بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الاشغال غازي العريضي حول صلاحيات مجلس الانماء والاعمار والتمديد للشركة المتعهدة خدمات مطار رفيق الحريري الدولي، والثانية بين الحريري والوزيرين جبران باسيل وشربل نحاس بشأن تمديد اتفاقية قرض مع الحكومة الفرنسية.

فقد وزع العريضي ملحقا على مجلس الوزراء وطرح البند المتعلق بتمديد العقد لشركة خدمة الطائرات في المطار MEAS، مثيرا جملة مخالفات وعمليات تقصير من مجلس الانماء والاعمار، وطالب بسحب صلاحيات "الإنماء والإعمار"، مقدّماً عشرات الأمثلة على مشاريع يلزّمها هذا المجلس من دون معرفة الوزراء المعنيّين.

وأفادت مصادر وزارية لصحيفة "الاخبار" ان الحريري رفض انتقادات العريضي ورددّ في خلال النقاش أكثر من مرّة "لا أقبل بأيّ تنازل في موضوع صلاحيات المجلس". واضافت انه عند احتدام النقاش بين الحريري والعريضي، اقترح رئيس الجمهورية ميشال سليمان تأجيل البحث في هذا الملف إلى حين عقد لقاء للتفاهم بين الحريري والعريضي. إلا أنّ الحريري رفض ذلك، ما دفع سليمان إلى الوقوف إلى جانب رئيس مجلس الوزراء.

وانتهى النقاش الى تجديد العقد لشركة MEAS على أن يجري خلال ستة أشهر العمل على اجراء مناقصة عالمية للحصول على خدمات أفضل.

واوضح الوزير أبو فاعور لصحيفة "السفير" أن ما حصل "هو نقاش إجرائي في قضية إجرائية وليس له أية خلفيات سياسية أو أي معنى سياسي وهو لا يفسد في الود قضية مع الحريري. وهذا ما أكده العريضي باسم "اللقاء الديموقراطي" على طاولة مجلس الوزراء".

أمّا في الملف الثاني، فنقلت صحيفة "الاخبار" عن أكثر من مصدر وزاري، ان وزير الطاقة جبران باسيل، ووزير الاتصالات شربل نحاس اعترضا على البند الثالث من جدول الاعمال المتعلّق بالإجازة لوزيرة المال ريا الحسن بتمديد اتفاقية قرض مع الحكومة الفرنسية، لكونها لم تنل موافقة مجلس النواب ولم تناقَش أصلاً في مجلس الوزراء، وتتضمّن شروطاً تتعارض مع ما اتُّفق عليه في البيان الوزاري لجهة اعتماد الخصخصة وسيلة لتنفيذ السياسات القطاعية التي اتّفق على أن يعمل الوزراء المختصون على إعدادها في وزاراتهم.

وردّ الحريري حسب الصحيفة أنّ هذه الاتفاقية ليست بحاجة إلى موافقة مجلس النواب، لكونها هبة. وردّ الوزراء بأنّ المبالغ الفرنسية ليست هبات، بل قروض عادية تلامس فوائدها 5% سنوياً، وانتهى النقاش بإمرار هذا البند، مع رفض الوزيرين المعنيين.

وفتح الوزير محمد فنيش حسب صحيفة "النهار" نقاشاً في موضوع الخصخصة عندما طرح تمديد فترة السماح للسلفة المعطاة بموجب مؤتمر باريس 3 والتي تم توقيعها بين الحسن ونظيرتها الفرنسية خلال الأيام الاخيرة.

وسأل فنيش محتجاً: "كيف لا يتم اعلامنا بالموضوع في مجلس الوزراء"؟، مشيراً الى انه "لا يمكن القبول بتخصيص شركتي الاتصالات ولا ببيعها"، مما أدى الى جدل طويل، بسؤال من هنا وايضاح من هناك.

وقرر مجلس الوزراء دعم صفيحة المازوت الأحمر عندما يفوق السعر 15 ألف ليرة لبنانية وحتى 3 آلاف ليرة لبنانية للصفيحة الواحدة، وذلك اعتباراً من 24/12/2009 وحتى 15/3/2010 وطلب المجلس من وزيري الطاقة والمالية وضع آلية للمحاسبة لعمليات الدعم وإعطاء وزارة الطاقة سلفة خزينة بقيمة 60 مليار ليرة لبنانية لتغطية عملية الدعم وفتح حساب خاص بالسلفة في مصرف لبنان.

وكان سليمان استهل الجلسة بتهنئة اللبنانيين بحلول عيدي الميلاد ورأس السنة، وأطلع المجلس على نتائج زيارته الرسمية لواشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وأوضح أنّه طلب تجهيزات للإدارة، وللجيش تمكّن لبنان من مواجهة اسرائيل والتصدي للارهاب، وأنه ردد موقف لبنان الداعي إلى تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وطلب وضع حد للانتهاكات الاسرائيلية ولشبكات التجسس.

كما أطلع المجلس على نتائج زيارته لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد.

واعتبر ان حادث إطلاق النار على الباص السوري يستهدف لبنان وأمنه. كما توقف عند ما تعرضت له سيارات اليونيفيل في الجنوب.

وتحدث الحريري مهنئا اللبنانيين بالاعياد، وأطلع المجلس على نتائج مشاركته في قمة كوبنهاغن للمناخ مترئسا وفد لبنان، واللقاءات التي عقدها مع رؤساء الوفود المشاركة، وأطلع المجلس على نتائج زيارته لدمشق ولقائه الاسد.

وأكد في الجلسة أن السعودية جددت دعمها للبنان ولحكومته، وهي لعبت دورًا لزيارته إلى دمشق التي تأتي في سياق تحولات على صعيد العلاقات العربية العربية نحو تحقيق المصالحات.

وتحدث الحريري عن زيارة ناجحة الى سوريا بعد قطيعة، وقد تميّزت بالوضوح والصراحة والصدق من قبل الطرفين.

ورأى ان "المحادثات التي تناولت التضامن بين البلدين تعني ان يدعم لبنان وسوريا الانسحاب من الأراضي المحتلة من كلا البلدين، وقد جرى البحث بالأمور التي تهم الشعبين والبلدين وضرورة بناء العلاقات على الصراحة حتى تكون متميزة، وجرى الحديث عن تعزيز العلاقات، كما جرى البحث في ترسيم الحدود ومواضيع اخرى ستتابع من خلال الوزارات المعنية".

واتفق على هامش المناقشات على تثبيت موعد جلسات مجلس الوزراء في الخامسة بعد ظهر كل اربعاء.

 

 

متكي: لبنان لا يحتاج الى تدخل اجنبي في شؤونه

نهارنت

أعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي عن استعداد بلاده لقيام مرحلة جديدة من العلاقات الفاعلة بين لبنان وايران في المستقبل القريب، مشيرا الى ان ايران تكن الاحترام للشعب والحكومة اللبنانية.

وكشف متكي في مؤتمر صحافي الاثنين انه قدم دعوة رسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة ايران في موعد يحدد لاحقا، واصفا محادثاته مع الحريري بالجيدة جدا والايجابية.

وشدد متكي على ان لبنان اثبت انه لا يحتاج الى تدخل اجنبي في شؤونه، كما اثبت استقلاله في الموقف وقدرته على اتخاذ قراراته، معتبرا ان لبنان يستطيع التغلب على كل الصعاب.

واذ لفت الى ان لبنان في مرحلة جديدة من الاستقرار والتقدم, اكد متكي وجود فرص اكبر لمزيد من التعاون بين ايران ولبنان.

وكان متكي بدأ زيارته الرسمية الى بيروت بزيارة الى ضريح عماد مغنية في روضة الشهيدين، وبعد قراءة الفاتحة اكد على بطولة وشجاعة الشعب اللبناني وتضحياته الجسام فهو قدم الشهداء امثال الحاج مغنية في سبيل تحرير ارضه وحقق الانتصار الهام تلو الاخر على اسرائيل ما جعل لبنان يرفع راس الامة العربية بنتيجتها.

وبعدما وضع متكي حجر الاساس لمبنى السفارة الايرانية الجديد في بئر حسن، زار والوفد المرافق وزير الخارجية والمغتربين علي الشامي الذي اجرى معه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، اضافة الى الوضع الاقليمي والدولي.

ولفت متكي بعد اللقاء الى ان "لبنان اثبت من خلال تشكيله السريع للحكومة بأنه يمتلك القدرة على ان يأخذ موقعا مهما في المنطقة والعالم".

ورأى ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا تصب في خانة تعزيز الاستقرار والهدوء في المنطقة، مشيدا بذكاء المسؤولين في لبنان الذين يعملون لخدمة لبنان.

ونوه متكي بتواجد لبنان "الجيد" في الأمم المتحدة، لافتا الى انه ليس هناك موضوع يتم تداوله في مجلس الأمن الآن بالنسبة للطاقة النووية الايرانية وسنتناول هذا الموضوع في وقته.

ورداً على سؤال حول سعي "حزب الله" لإقامة جمهورية إسلامية في لبنان بمساعدة إيران، شدد متكي على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعمل لتوسيع مجالات المحبة، وإذا كان العمل من أجل توسيع المحبة جريمة فنحن نقبل هذه الجريمة"، وأضاف: "شعوب العالم اليوم في درجة كبيرة من البلوغ لكي تعمل من أجل مصيرها".

بعد ذلك توجه الوزير الايراني والوفد المرافق الى القصر الجمهوري حيث استقبله الرئيس العماد ميشال سليمان .

ونقل متكي الى رئيس الجمهورية تحيات الرئيس محمود أحمدي نجاد والمسؤولين الايرانيين، لافتاً الى أن العديد من الخطوات تم تحقيقها بعد زيارة رئيس الجمهورية لطهران العام الفائت.

وتمنّى استمرار التعاون وتوسيع آفاق العلاقات، مهنئاً الرئيس سليمان بتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبحال الاستقرار والهدوء والتوافق السائدة على الساحة منذ إنتخابه، والجهود التي بذلها من أجل اعادة موقع لبنان على صعيد علاقاته مع الدول.

واعتبر أن لبنان سيكون صوت الحق في مجلس الامن الدولي في خلال وجوده كعضو غير دائم في هذا المجلس.

من جهته حمّل الرئيس سليمان الوزير متكي تحياته الى الرئيس نجاد ومرشد الثورة السيد علي خامنئي والمسؤولين الايرانيين، مشيراً الى العلاقات الجيدة التي تربط بين البلدين ومتمنياً أن تشمل العديد من المجالات في إطار تعزيز التبادل على المستويات كافة وفي شتى المجالات.

وفي الحادية عشرة زار متكي والوفد المرافق رئيس الحكومة سعد الحريري في مكتبه في السراي في حضور النائب السابق باسم السبع والمستشار محمد شطح والسيد نادر الحريري، وتناول الاجتماع الذي استمر ساعة وربع الساعة عرضا للمستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، ورفض متكي على الأثر الإدلاء بأي تصريح.

وفي الاولى التقى الوزير الايراني رئيس مجلس النواب نبيه بري في دارته في المصيلح.

وتخلل اللقاء مأدبة غداء اقامها الرئيس بري على شرف الوزير متكي والوفد المرافق. وتناول اللقاء وفق ما نقلته مصادر مشاركة، ان الوزير متكي عبّر عن تقديره لدور وجهود الرئيس نبيه بري في المرحلة السابقة، واشارت الى "انها لمست تأييدها ودعما من الجمهورية الاسلامية الايرانية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشيخ سعد الدين الحريري ولمسيرة الاستقرار ايران الدائم لدعم لبنان في كافة المجالات".

وعلم ان الوزير متكي قد وجه دعوة لرئيس مجلس النواب لزيارة الجمهورية الاسلامية في ايران.

من ضمن جولته على القيادات اللبنانية زار متكي مساء الاثنين الصرح البطريركي في بكركي والتقى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس على مدى 45 دقيقة في حضور الوفد الإيراني المرافق.

وبعد اللقاء أشار متكي إلى أن العلماء الذين رافقوه في الوفد الرسمي "وجّهوا دعوة رسمية لصاحب الغبطة لكي يقوم في أقرب فرصة زمنية ممكنة بزيارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، آملاً في أن "تتحقق هذه الزيارة".

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله استقبل الوزير متكي مساء الأحد والوفد المرافق له، حيث جرى استعراض آخر التطورات السياسية للمنطقة، وخصوصاً في فلسطين ولبنان.

وأشار بيان صادر عن "حزب الله" إلى أن البحث تطرّق إلى "الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة اللبنانية في المدّة الأخيرة، وخصوصاً بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمصالحات التي تجري بين مختلف الفئات السياسية في لبنان، وكذلك التطورات الايجابية المتسارعة في العلاقات اللبنانية – السورية".

وتطرّق نصر الله ومتكي، وفق البيان، إلى "التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث شكر نصر الله الجمهورية الإسلامية في إيران، قيادةً وحكومةً وشعباً، على موقفها الداعم بقوة مقاومة الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتهديد".

 

جيريميك يبلغ لبنان مشاركة صربيا في «يونيفيل»

الثلاثاء, 22 ديسيمبر 2009

بيروت - «الحياة»نقل وزير خارجية صربيا فوك جيريميك الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان دعوة رسمية من نظيره الصربي بوريس داديتش الى زيارة بلغراد في أقرب وقت، معلناً خلال زيارته قصر بعبدا أن «بلاده اتخذت قراراً بالمشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)». وأمل جيريميك في تصريح بعد لقائه سليمان يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية ميركو ستيفانوفيك ومدير قسم الشرق الأوسط وإفريقيا في وزارة الخارجية ميروسلاف سيستوفيك والمستشارة ألكسندرا رادوزالجيفيك وسفير صربيا لدى سورية ولبنان فلاديمير ماريك، بـ «إعادة تنشيط العلاقات بين البلدين من خلال العمل على إعادة فتح السفارة في بيروت بعدما اتخذت الحكومة الصربية قراراً في هذا الشأن». ووعد سليمان بتلبية الدعوة «عندما تسنح الظروف»، وقدر في بيان وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري عن فحوى المحادثات «قرار مشاركة صربيا في يونيفيل لتعزيز الامن والاستقرار في الجنوب اللبناني، الامر الذي يشكل مدخلاً جيداً وأساسياً لإعادة تنشيط العلاقات وفتح باب التواصل بين البلدين». وزار المسؤول الصربي رئيس الحكومة سعد الحريري. وجرى بحث في التطورات المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. ثم التقى الوزير الصربي نظيره اللبناني علي الشامي، وتطرق البحث خلال اللقاء بحسب مكتب الشامي الاعلامي، الى وضع صربيا وانفصال إقليم كوسوفو عنها، وطلب الوزير جيريميك دعم لبنان بعد انتخابه عضواً غير دائم في مجلس الامن لدى إبداء محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري حول الانفصال. وإثر الاجتماع، قال جيريميك: «ان لبنان في إمكانه الاعتماد كلياً على صربيا في مجال تقدم عملية السلام بالموازاة مع القانون الدولي، ان المشاكل في العالم يمكن حلّها فقط من خلال المفاوضات والحوار، في لبنان والبلقان وفي أي مكان في العالم».

 

الحريري في دمشق

طارق الحميد (الشرق الأوسط)، الثلاثاء 22 كانون الأول 2009

احتفى الرئيس السوري بضيفه سعد الحريري في سورية احتفاء كبيرا، لكن المعلومات عن لقائهما ظلت شحيحة للغاية، وهو لقاء يأتي بعد قطيعة وعداء، لذا فهو لقاء مختلف عن لقاءات الآباء، فالرجلان مختلفان، وكل منهما عركته ظروف قاسية!

لكن تبقى أهمية لبنان للسوريين كما هي، إن لم تزد، وتبقى حساسية لبنان تجاه التدخل السوري أكثر أيضا. فدمشق تقترب من لبنان اليوم من جديد بعد سقوط نظام صدام حسين، وحضور ايراني طاغ، وتنام لحزب الله، عدا عن تعرض سورية لهزات عنيفة في السنوات الخمس الماضية، حيث التوتر الذي ساد مع كل من السعودية ومصر، وطريقة الخروج من لبنان، والخلاف مع اميركا، والمحكمة الدولية، والضربات المحرجة من اسرائيل، ناهيك عن الاغتيالات التي وقعت على ارضها.

وبالنسبة للبنان فهناك خلفية الاغتيالات، رفيق الحريري ومن تلاه، وهناك القلق من وضع داخلي سببه حزب الله المرتكز اكثر على ايران، مما يجعل لبنان جبهة مرشحة للاشتعال في أي لحظة، ناهيك عن أن آخر المحتلين في الذهنية اللبنانية لم تعد سورية بل حزب الله يوم احتل بيروت، وبالطبع فانه من الخطأ النظر لزيارة الحريري من جانب شخصي، فهو رئيس وزراء لبنان، ولا يمكن ان يكون بهذا المنصب دون زيارة سورية، فأمام رئيس وزراء لبنان، أيا كان، ثلاثة خيارات: إما دمشق، أو إسرائيل، أو البحر، وسورية اهون الضرر، وبالتالي فإن كلا الطرفين، الاسد والحريري، التقيا وهما في إنهاك شديد، بل إنه لقاء المضطرين.

فلا الاسد كان يجامل، ولا الحريري لحس كلامه عن دمشق، بل هو امر فرضته ظروف المنطقة، وقبل كل ذلك الجهود التي قادها الملك عبد الله بن عبد العزيز من اجل المصالحة العربية، ولا بد أن لا ننسى أن هناك رغبة سورية للسير بعملية السلام، وجيد أن يأتي اللقاء بين الاسد والحريري قبل أي تقدم في المفاوضات الاسرائيلية السورية لكي لا يكون لبنان جزءا من الاتفاق، او يقدم على طبق من ذهب لدمشق، خصوصا ان السوريين يريدون وساطة اميركية مع الاسرائيليين كما نشر مؤخرا.

ولفهم الموقف الإقليمي لا بد ان نتذكر ايضا أن هناك التقارب السوري التركي، الذي يأتي في وقت تطل فيه ايران وحدها من نافذة المشاكل بمنطقتنا، مع وجود قناصين يتحينون اللحظة المناسبة لاصطيادها، ناهيك عن الحريق المتأجج داخل البيت الايراني، ومن شأن كل ما سبق ان ينعكس على لبنان ايضا، وليس سورية وحدها، ومن هنا تأتي اهمية ان يكون في لبنان رئيس وزراء قادر على ان يسير على حد السيف حتى تتضح الرؤية في المنطقة، خصوصا ان لبنان مرشح لأن يكون إحدى الجبهات القابلة للاشتعال، كما اسلفنا.

وبالطبع يبقى هنا سؤال مهم وهو: من يضمن أن لا تمارس سورية ادوارها السابقة في لبنان؟ وخير إجابة ما قاله الحريري في دمشق «الضمانة هي نحن»، أي أن اللبنانيين هم خير ضمان لبلدهم، لكن ليس جميع اللبنانيين لبنانيين للأسف.