المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
27 كانون الأول/2009

اشعياء 59/1-9

 ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلّص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالاثم.شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر. ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق.يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب.قد حبلوا بتعب وولدوا اثما.

 

ستة قتلى في انفجار الضاحية في مركز تابع لحماس واثنان منهم ينتميان لحزب الله

٢٧ كانون الاول ٢٠٠٩

ارتفع عدد القتلى في انفجار الشارع العريض في حارة حريك في الضاحية الجنوبية الى ستة. وقالت مصادر موثوق بها إن القتلى توزعوا كالآتي:4 من حركة حماس و2 من حزب الله.

وأشارت المصادر الى ان الانفجار وقع في مقر لحركة حماس ، مرجحة أن يكون الإنفجار من الداخل ، خلافا لما قيل سابقا عن وجود سيارة مفخخة . ويأتي هذا الحادث عشية المسيرة الضخمة التي يدعو اليها حزب الله سنويا في آخر ايام عاشوراء احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين. وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دعا في كلمة القاها في مجمع سيد الشهداء عبر شاشة عملاقة الى "اوسع مشاركة" في المسيرة التي ستجوب شوارع الضاحية الجنوبية

 

عبدو: الهدنة لا تعني السكوت عن السلاح  

بيروت - "السياسة": رد السفير السابق جوني عبدو على الأمين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله الذي دعا إلى هدنة في لبنان لمدة سنة, قائلا "كل واحد في موقع ما يستطيع أن يطالب بهدنة معينة", مشدداً على "أن الهدنة الإعلامية لا تعني السكوت عن الشوائب والسلاح". وأضاف "أنا مع سلاح المقاومة وليس مع سلاح "حزب الله", والفرق شاسع بين الاثنين, فسلاح "حزب الله" داخلي, وسلاح المقاومة لمواجهة إسرائيل, وأرغب تماماً بزيادة قوة لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية, ولكن لم يطمئننا أحد, بأن هذا السلاح لا يستعمل في الداخل".

تقرير مثير عن وضع "التيار العوني": عون طلب اخفاءه وقرّر معاقبة واضعيه   

٢٧ كانون الاول ٢٠٠٩

بموازاة اللجنة العشرية التي كلّفها العماد ميشال عون معالجة الامور التنظيمية داخل "التيار الوطني الحر" والتي لم تتقدّم خطوة واحدة بعد 5 اسابيع على تشكيلها ، تجاوب عون مع اقتراح تقدّم به أربعة من المسؤولين غير المحسوبين على الاصطفافين داخل " التيار "، ويقضي بتكليفهم وضع تقرير شامل حول حقيقة ما يحصل ومسبّباته وطرق المعالجة شرط أن يكون التقرير خاصا ولا يخرج الى الاعلام ولا يقع بين أيدي الناشطين .

وانهمك أعضاء اللجنة الاربعة بتنفيذ مهمتهم على مدى ثلاثة أسابيع بعدما توزّعوا العمل على أربعة محاور : أسباب الوضع الراهن ، وضع المناطق والقطاعات ، العلاقات الداخلية والخارجية ، اقتراحات حول طرق المعالجة . لكن طريقة عمل الأعضاء الاربعة واضطرارهم لمقابلة عشرات الناشطين وتدوين ملاحظاتهم وعدم وجود خطة منهجية لضبط سرية التقرير أدّت الى تسريب مقاطع من أجزائه الأربعة ، ما أثار غضب عون ، فأمر بلملمة هذه الأجزاء قدر المستطاع وعدم دمجها في تقرير واحد ومنع تداولها ، اضافة الى التهديد بفصل أعضاء اللجنة واكثر من ثلاثين ناشطا تعاون معهم .

وقد حصل موقع " 14 اذار " على جوانب من الأجزاء الأربعة من التقرير يمكن تلخيصها على الوجه الاتي :

يوزّع التقرير أسباب ما يعانيه " التيار" وتراجع حضوره بنسبة 70% للخلل التنظيمي و30% للأسباب السياسية ، ويركّز على أن عدم تطبيق التنظيم الموضوع منذ أكثر من عامين والخروج عن " ميثاق التيار " المعلن قبل أكثر من أربع سنوات كانا العاملين الرئيسيين في تشتّت الجهود وتراخي وتيرة عمل الناشطين سواء في النقابات أو الجامعات أو المناطق . ويلفت الى أن الصراعات داخل هيئات الاقضية والبلدات ، وبينها وبين النواب ، والتطاحن بين النواب انفسهم ، وانغماس مسؤولين كثر في انتهاز فرص النفوذ وكسب الاموال ، وانصراف بعض النافذين الى توزيع " بدل أتعاب " وشراء ولاء عدد من الناشطين ، كل ذلك ادّى الى احباط الاخرين ، والى خروج الاتهامات بالرشوة الداخلية الى العلن مع لغط واسع حول مصير الاموال التي تدفّقت على " التيار " خصوصا في المرحلة التي سبقت الانتخابات . ويعطي التقرير أمثلة من المتن الشمالي وكسروان وجزين ، ويتوقّف عند الهدر على وسائل الاعلام وفيها ، ويحمّل اعلام " التيار " مسؤولية كبرى في التراجع ويصفه بأنه " اعلام تنفيري " بسبب تشنّجه الدائم وبحثه المستميت عن السلبيات في كل حادث أو حدث ، وانتهاجه اسلوب الترويج الفج والتحريض المكشوف .

كما يلفت التقرير الى وجود نقمة لدى الناشطين في المناطق الطرفية ( خصوصا عكار ، بعلبك-الهرمل ، البقاع الغربي ) بسبب اهمالهم مما يسمّونه " تيار المركز " ( أي الرابية ومن يدورون في فلكها ) واستئثار أهل المركز بالمغانم سواء بالاموال أو السلطات أو النشاطات ، ويشير هؤلاء الى أن قيادة " التيار " ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها القوى السياسية على مدى عشرات السنين .

ويميّز التقرير بين ثلاثة مستويات في أقضية جبل لبنان ، ويكشف أن تراجع " التيار " شعبيا هو تراجع كبير في الساحل ( 34% ) ومتوسّط في الوسط ( 18% ) وطفيف في الجرد ( 7% ) ، ويعطي أمثلة من الانتخابات الاخيرة في كسروان وجبيل والمتن وبعبدا ، ويرد السبب الى تفاوت المستوى الثقافي والعلمي ونسبة الوعي السياسي بين المناطق الثلاث . ويسجّل التقرير أن النسبة الكبرى من التراجع هو لدى الطبقة الوسطى والشباب ، وأن الجهات المستفيدة هي الاحزاب المسيحية الاخرى والرموز العائلية والمناطقية ، ونسبة قليلة تبقى مستقلّة .

ويشرح التقرير أسباب التراجع الحاد للتيار في بعض المناطق الى درجة الاضمحلال ، وأبرزها زغرتا حيث تكاد حركته تنعدم " بفعل تحرّك المردة " ، وهذا الضعف يتمدّد نحو الكورة والبترون وبشري وبعض مناطق جبل لبنان ، ويرى أن " التيار " يفقد دوره في استقطاب الناقمين على " القوات " والكتائب ومسيحيي 14 اذار حيث يوجد اخرون يقومون بالدور نفسه ، ويعزو التقرير السبب الى سقوط معارضته التاريخية لسوريا و" حزب الله " وتيار المستقبل وجنبلاط ، وحصر المواجهة ضد المسيحيين الاخرين فقط، وهذه مهمة يقوم بها اخرون مثل " المردة " والقوميين وبعض العائلات والشخصيات المستقلة .

أما الاسباب السياسية لتراجع " التيار " فيبدأها التقرير بعرض زمني من 6 شباط 2006( توقيع التفاهم مع " حزب الله " ) ، الى 23 كانون الثاني 2007 ( قطع الطرق واحراق الدواليب ) ، الى الاعتصام والمواقف الحادة لعون ، الى زياراته لسوريا وايران ، وصولا الى دفاعه غير المسبوق عن سلاح " حزب الله " ودعم بقائه الى ما بعد ما بعد عودة فلسطين . ولا يعطي التقرير هذا التغيير السياسي أكثر من 30% من اسباب أزمة " التيار" ، كما أغفل ذكر اي دور سلبي لجبران باسيل فيها ، وهذا ما أرضى عون ، لكن السلبيات الاخرى في التقرير ، وبعضها لم نطّلع عليه ، اضافة الى تسرّب وقائع منه ، أدّت الى قرار شطبه.

وفي الاقتراحات أخيرا ، يخلص التقرير الى خمسة توصيات :

- البدء السريع بتطبيق التنظيم السابق ( على ثغراته ) .

- اعتماد الشفافية في التعيينات وصرف الاموال .

- اظهار تمايز معيّن عن سوريا و " حزب الله " ( في مسألتي السيادة والسلاح ) ، والحذر من بعض

الحلفاء .

- اعتماد مواقف ايجابية ( مثل زيارة بكركي ومسألة الطائفية السياسية والمصالحات ) .

- مراجعة السياسة الاعلامية .

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

البطريرك صفير استقبل وفدا مهنئا من طلاب "القوات": لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". ورحب البطريرك صفير بالوفد، وقال: "نتمنى ان يكون هذا العيد موسم خير وبركة على جميع اللبنانيين وجميع الناس الذين يؤمنون بالسيد المسيح وبالقوى الروحية". أضاف: "أيامنا صعبة كما تعلمون وانتم تعيشونها ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام. والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب. محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

وتابع: "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير".

وختم البطريرك صفير: "لا نريد ان ندخل في متاهات سياسية انما نريد ان نتمنى لكم اعيادا عديدة وسنوات مديدة ملؤها الخير والبركة". والتقى البطريرك صفير المهنئين بالاعياد على التوالي: وزير العمل بطرس حرب وعقيلته حيث اكتفى الوزير حرب بالقول: "لا سياسة اليوم والزيارة هي للتهنئة بالأعياد"، النائب سامر سعادة، المهندس اديب الهاشم، رئيس جمعية تجار جونيه والفتوح طوني بولس مارون، النائب محمد قباني، المهندس جورج كارلوس يونس، وفد من الكشاف المسيحي في إده- البترون، النائب هنري حلو، النائب الشيخ نديم الجميل، مدير عام وزارة المالية آلان تيفاني، رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا الرياشي عساكر، وفد قيادة الجيش اللبناني ضم: العقيد الركن ريشار حلو، العميد الركن سهيل حماد، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية والثقافية والإنسانية الدكتور الياس صفير والعديد من الفعاليات النقابية والإعلامية والسياسية والحزبية والإجتماعية إضافة الى وفود شعبية.

 

الرئيس سليمان استقبل في عمشيت شخصيات ووفودا هنأته بالأعياد: التفاهم والوفاق والاعتدال هم السبيل الانجع لحل المشكلات والقضايا المطروحة

حق الاختلاف في الرأي هو ديموقراطي شرط أن يبقى بعيدا من الانحياز والتطرف

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن الاعتدال هو أصعب الخيارات ويحتاج الى حماية وصيانة وصمود، على عكس الانحياز او التطرف الذي لا يؤدي الى اي حل ولا يساهم تاليا في حل أي مشكلة او قضية.

مهنئون بالميلاد

غصت دارة الرئيس سليمان في عمشيت اليوم، بالمهنئين من وزراء ونواب ومسؤولين إداريين وقضائيين ومديرين عامين وشخصيات سياسية وإدارية وإعلامية وقضائية، إضافة الى رؤساء ومجالس بلديات من قرى بلاد جبيل ووفود شعبية من مختلف بلدات المنطقة والجوار، حضرت لتهنئة الرئيس سليمان بعيدي الميلاد ورأس السنة متمنية له موفور الصحة واستمرار قيادة البلاد نحو الافضل على كل المستويات وفي شتى المجالات. وشكر الرئيس سليمان للشخصيات والوفود حضورها وتهنئتها، لافتا الى أن التفاهم والوفاق والاعتدال هم السبيل الانجع لحل المشكلات والقضايا المطروحة. وإذ شدد رئيس الجمهورية على أن الاعتدال هو أصعب الخيارات ويحتاج الى حماية وصيانة وصمود، فإنه لفت الى أن حق الاختلاف في الرأي هو ديموقراطي شرط أن يبقى بعيدا من الانحياز والتطرف ليس الديني فقط وإنما السياسي والشخصي أيضا، لأن ذلك يعقد الامور ولا يؤدي تاليا الى أي حل.

وتمنى الرئيس سليمان أن يحمل العام المقبل مزيدا من الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي، وللبنانيين الازدهار والامان والاطمئنان.

وعلى هامش الاستقبالات التي غصت بها دارته طوال اليوم، عقد الرئيس سليمان سلسلة لقاءات مع كل من الوزراء: بطرس حرب، عدنان القصار ، زياد بارود ومنى عفيش، وعدد من النواب والوزراء السابقين تناولت آخر التطورات الراهنة على الساحة.

 

النائب فياض:القرار 1559 يتناقض مع السيادة اللبنانية والعلاقة اللبنانية -السورية حاجة أكيدة لكلا البلدين

وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، في مجلس عاشورائي في مدينة صور، "أن القرار 1559 في الأساس يتناقض مع السيادة اللبنانية لأنه يتدخل في قضايا سيادية ليست من شأن القرارات الدولية". ولفت إلى "أن من اعترضوا على المقاومة يحاولون أن يثيروا الأضاليل والمفاهيم الخاطئة حيالها، إٌذ أنهم اعترضوا قبل ذلك على حكومة الشراكة الوطنية وعلى البيان الوزاري في فقرته السادسة وأثاروا تحفظاتهم على عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى وضعها الطبيعي، وهم يعلنون الآن تمسكهم بالقرار 1559"، مشيرا إلى "أن مواقف هؤلاء تدل على أن اعتراضهم إنما هو على مسار معالجة العوامل والأسباب التي أدت إلى ولادة الأزمة والانقسام الحاد التي عصفت بالبلاد، مؤكدا أن هذه المواقف تخدم منطق الأزمة لا منطق الحل والإستقرار ومعالجة المشاكل التي تواجه البلاد". وشدد النائب فياض على "أن مسار الشراكة وتبني المقاومة والعمل بقوة على إعادة العلاقات اللبنانية السورية إلى وضعها الطبيعي، هو الذي يخدم الوطن ويساعد لبنان على معالجة مشاكله والتهديدات الكثيرة التي تواجهه وفي طليعتها الخطر الإسرائيلي، معتبرا أن العلاقة اللبنانية السورية هي حاجة أكيدة لكلا البلدين إلا أنها حاجة إستراتيجية للبنان على مستوى مواجهة العدو الإسرائيلي وعلى المستوى الاقتصادي". وإذ أبدى النائب فياض ارتياحه "للمسار السياسي الذي تسير به البلاد"، جدد التأكيد على "استعداد "حزب الله" وإصراره على العمل بكل أشكال الايجابية والتعاون في سبيل إنجاح الحكومة التي تواجه كل هذه الملفات الحيوية".

 

البطريرك صفير استقبل وفدا مهنئا من طلاب "القوات": لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". ورحب البطريرك صفير بالوفد، وقال: "نتمنى ان يكون هذا العيد موسم خير وبركة على جميع اللبنانيين وجميع الناس الذين يؤمنون بالسيد المسيح وبالقوى الروحية". أضاف: "أيامنا صعبة كما تعلمون وانتم تعيشونها ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام. والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب. محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

وتابع: "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير". وختم البطريرك صفير: "لا نريد ان ندخل في متاهات سياسية انما نريد ان نتمنى لكم اعيادا عديدة وسنوات مديدة ملؤها الخير والبركة".

والتقى البطريرك صفير المهنئين بالاعياد على التوالي: وزير العمل بطرس حرب وعقيلته حيث اكتفى الوزير حرب بالقول: "لا سياسة اليوم والزيارة هي للتهنئة بالأعياد"، النائب سامر سعادة، المهندس اديب الهاشم، رئيس جمعية تجار جونيه والفتوح طوني بولس مارون، النائب محمد قباني، المهندس جورج كارلوس يونس، وفد من الكشاف المسيحي في إده- البترون، النائب هنري حلو، النائب الشيخ نديم الجميل، مدير عام وزارة المالية آلان تيفاني، رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا الرياشي عساكر، وفد قيادة الجيش اللبناني ضم: العقيد الركن ريشار حلو، العميد الركن سهيل حماد، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية والثقافية والإنسانية الدكتور الياس صفير والعديد من الفعاليات النقابية والإعلامية والسياسية والحزبية والإجتماعية إضافة الى وفود شعبية.

 

إنفجار سيارة مفخخة في حارة حريك ومعلومات عن سقوط

 جريحين/٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

  انفجرت عبوة ناسفة تحت سيّارة في حارة حريك عند التاسعة من مساء اليوم أدت بحسب المعلومات الاوليّة إلى سقوط جريحين. وعلى الاثر فرض طوق أمني على مكان الحادث.

وقد أفادت معلومات للMTV ان سبب انفجار السيارة في حارة حريك نجم عن احتكاك كهربائي داخلها

 

صفير: لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا 

اعتبر البطريرك الماروني نصرالله صفير ان "أيامنا صعبة ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام، والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب، محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

صفير استقبل وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". وتابع صفير "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير".

 

بكركي الحاملة المركزية لقضية "السلاحَين" اليوم 

تضخّم ظاهرة المقاومة ينحو باتجاه التنظير لحقها في "الهجوم الاستباقي الشامل" 

  المصدر : المستقبل /٢٥ كانون الاول ٢٠٠٩

وسام سعادة

يستقبل لبنان عيد الميلاد المجيد في ظلّ دور خاص تضطلع به البطريركية المارونيّة وسيّدها منذ الإنتخابات النيابية، وهو حمل لواء القضية المركزية على جدول أعمال اللبنانيين، قضية سلاحَي الدولة وغير الدولة، والعلاقة بين مرجعية الدولة ومرجعية ما يخرج عنها أو عليها، وهي القضية المكمّلة والمتمّمة للنضال الإستقلاليّ، وإن كان من طبيعة المرحلة ضرورة أن تكون بكركي مركز ثقل هذه القضية، قبل الأكثرية النيابية نفسها، وبما من شأنه أن يعود ويساعد الأكثرية النيابية على حمل هذه القضية وفقاً لما يمكن أن تتيحه الظروف، وفي ضوء ميزان احتساب للمتغيّرات معقّد على نحو بالغ إن داخلياً أو إقليمياً أو دولياً.

هذا الدور الخاص الذي تضطلع به بكركي اليوم يعيد التذكير بدورها الطليعي بعد انتخابات 2000، يوم ارتكزت على مكتسبات السينودس من أجل لبنان والإرشاد الرسولي من ناحية، والمضامين السيادية وتلك المضادة للنظام الأمني في انتخابات 2000 نفسها من ناحية اخرى، لإطلاق النداء الإستقلاليّ الشهير، الذي مهّد لانتزاع الإستقلال بعد ذلك بخمس سنوات.

وكما أن القوى التي أبرز خوضها لانتخابات 2000 لمضامين سيادية ومضادة للنظام الأمنيّ لم تكن قادرة آنذاك بعد على خوض المعركة السيادية بشكل مباشر في إثر تلك الانتخابات، فكان على بكركي التحول إلى مركز الثقل والقوة الطليعية والمبادرة في هذا الإتجاه، فإن القوى التي كسبت انتخابات 2009 غير قادرة لحمل القضية المركزية بالشكل المباشر اليوم، أي قضية العلاقة بين سلاح الدولة و"سلاح المقاومة"، فتقوم بكركي بلعب دور القوة الطليعية الوطنية المحرّكة لهذه القضية، والمحصّنة لهذه القضية من كل اتهام عشوائي تخويني يلقى في وجهها، أضف لتحرير هذه القضية نفسها من شبه الانزلاق المذهبيّ، وهو ما من شأنه أن يساعد على إطلاق مسيرة حل هذه القضية.

وإذا كان حلّ القضية الأولى، قضية استرجاع استقلال لبنان، احتاج الى خمس سنوات تالية على النداء الأولى لمجلس المطارنة الموارنة، فإن حلّ القضية الثانية قد يتطلّب تضافر جهود ومساعي جيل بأكمله من اللبنانيين، وحسن التقاط هذا الجيل لكل المعطيات الإقليمية والدولية المساعدة على حل هذه القضية بالشكل الذي لا يخاطر فيه بسلامة الكيان والمجتمع اللبنانيين، وبالشكل الذي لا يكون فيه هذا الحل إسقاطاً لمشروع هيمنة مذهبية بقصد الشروع في إحلال آخر أو ما يعادله.

وكما أن الحركة الإستقلالية ولدت في الأصل من رحم المبادرة السيادية لبكركي في أيلول 2000، فإن الحركة الإستقلالية بعد انتخابات 2009 عليها مواكبة ما تحمله بكركي من قضية مركزية، قضية احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعي، وقضية مرجعية الدولة في تقرير حال السلم وحال الحرب، وقضية انبثاق ديبلوماسيّة لبنانية حرّة مستقلّة، وقضية إنهاء مفاعيل مشروع الهيمنة المذهبي الأخير، وقضية الإقلاع عن التخوين والعودة إلى إنتاج ثقافة سياسية لبنانية حوارية.

بل نقول إن على الحركة الإستقلالية أن تعيد إنتاج عدّتها النظرية والسياسية والتنظيمية في ضوء هذه المواكبة، وعلى أساس منظار استراتيجي يؤمن بأنه يمكن للهدف الواحد أن تُختطّ له طرائق عدّة لبلوغه أو للتعبير عنه بحسب الظرف والمقتضى والجدوى من دون التضحية به كهدف واحد، وعلى أساس أنه لا يمكن طمس القضية المركزية أو حذفها من جدول أعمال اللبنانيين، فهي إن عتمنا عليها هنا تظهر لنا هناك، ولا يمكن بأية حال تطبيع الكيان والمجتمع اللبنانيين مع ظاهرة "تضخم المقاومة" بعد خمس سنوات من التحرير، وظاهرة تخطي حلفاء هذه المقاومة لمنطق "الردع" و"توازن الرّعب" لصالح منطق "الهجوم الاستباقي الشامل" و"الرّعب المباشر".

 

محكمة جنايات أمن الدول العليا في مصر تستأنف اليوم محاكمة "خلية حزب الله" 

٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

ذكرت صحيفة "الراي الكويتية" أن "محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في مصر تستأنف اليوم جلساتها لمحاكمة المتهمين في قضية الخلية التابعة لـ"حزب الله"، بعد عدول هيئة الدفاع عن المتهمين عن قرارها بالانسحاب، ثم تصالحها مع المحكمة". وذكرت الصحيفة أن "محامي المتهمين برروا عودتهم بأن ذلك هو إحساس منهم بالمسؤولية تجاه موكليهم والقضية، ولضرورة رأب الصدع الذي وقع بين المحكمة وهيئة الدفاع". وأشارت الصحيفة إلى أنه "من المقرر أن تبدأ المحكمة في عرض المعاينات التصويرية التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا للمواقع والأماكن التي استخدمها المتهمون، ولمخابئ الأسلحة والذخيرة والمتفجرات والعبوات الناسفة التي تم العثور عليها بعد إرشاد المتهمين عن أماكنها. كما تتضمن المعاينات التصويرية اعترافات للمتهمين أمام وكلاء النيابة حول مخططاتهم لاستخدام تلك الأسلحة والذخيرة وكيفية حصولهم عليها".

 

رئيس جهاز الأمن القومي اليمني: تورط "حزب الله" في القتال في اليمن محلُّ تحرٍّ.. والحوثيون أرادوا حربًا إقليمية وأخفقوا   

لدينا معلومات عن محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف 

   ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

  أعلن رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ومدير مكتب رئيس الجمهورية علي محمد الآنسي أن "هناك تنسيقاً وثيقاً ودائماً وثقة وطيدة بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المملكة العربية السعودية واليمن"، وأن بلاده "توافي الأشقّاء في الأجهزة الأمنية السعودية بكل الدقائق التي تهمّ المملكة في هذا المجال، وعلى نحو فوري، يتضمن الضربات الأمنية الاستباقية المتزامنة لمخابئ "القاعدة" ومعاقلها في أبين وصنعاء وأرحب، التي هي نتيجة للتعاون الأمني بين المملكة واليمن".

وأكد الآنسي في حديث هاتفي مع صحيفة "عكاظ" السعودية أن "صنعاء ستسلم الرياض من اعتقلتهم من المطلوبين السعوديين ضمن عناصر "القاعدة" جرّاء تلك الضربات"، وأحجم عن الكشف عن طبيعة "المخططات الإرهابية" التي يستهدف التنظيم من ورائها مصالح حيوية في المملكة، بوصفها "معلومات سرية تتداول في إطار ضيق ومحدود".

وأسهب الآنسي في حديثه حول عدد من القضايا، من بينها "دور إيران في تأجيج الأزمات في اليمن"، وقال: "إذا كانت إيران ليست على علاقة بما يحدث في اليمن، فعليها أن تدين كل تلك القضايا، وأن يكون موقفها واضحاً، وأن تشجب كما شجبت كل الدول العربية التمرد"، مؤكداً أن "كل الدول إستنكرت ما يحدث في اليمن بإستثناء إيران".

وأضاف: "الإيرانيون يطالبون بالحوار، وهم في الوقت نفسه، يرفضون الحوار مع من تظاهروا في إيران من الإصلاحيين، فكيف يطالبون بالحوار مع مجموعة رفعت السلاح وعمدت إلى قطع الطرقات والإخلال بأمن واستقرار اليمن، واستهدفت سلامة المواطنين، ويرفضونه داخل بلادهم، وكيف سيُعقد هذا الحوار؟ أعتقد أن هناك تناقضاً واضحاً وكبيراً، وهذه تساؤلات نضع أمامها علامات استفهام ضخمة".

وإذ أكد الآنسي أن لـ "إيران دور واضح في كل ما يجري"، قال: "لا نحتاج إلى إستنتاج أو تفسير، فاستمرار الحرب مع المتمردين طوال هذه المدة، يدل على أن هناك دعماً إيرانياً قوياً للجماعات المتمردة والإرهابية في صعدة". ورداً على سؤال حول حقيقة تورط "حزب الله" في القتال إلى جانب المتمردين، أجاب: "هذه المعلومات أوردتها بعض المواقع الأميركية، وهي مواقع إعلامية معروفة، وبعض المعلومات متواترة، لكنها محلّ تحرٍ، وعندما نتأكد منها سنتخذ إجراءاتنا اللازمة وسنعلن عن الحقائق في حينها".

ونفى الآنسي أي توغل للقوات السعودية في الاراضي اليمنية، مضيفًا: "هذه المزاعم وتلك الادّعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة. فالمتسللون (الحوثيون) أرادوا توسيع نطاق الحرب بالاعتداء على حدود المملكة، لأنهم يعتقدون أن الحرب إذا بقيت داخل حدود اليمن، فإنها ستصبح حرباً منسية، ولذلك أرادوا بفعلتهم تلك أن تصبح حرباً إقليمية، لكن خابت آمالهم، وبدخلوهم في عدوان على حدود المملكة، فقد فشلوا فشلا ذريعاً".

وكشف مسؤول يمني عن معلومات قدمتها بلاده للمملكة السعودية تتعلق بالمحاولة الإرهابية إثر العملية الفاشلة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في مدينة جدة في السابع والعشرين من آب الماضي، وتبناها تنظيم القاعدة في اليمن.

وأقر رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ومدير مكتب رئيس الجمهورية علي محمد الآنسي في حديثه أن هناك تنسيقا وثيقا ودائما وثقة وطيدة بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المملكة واليمن، فيما توافي بلاده الأشقاء في تلك الأجهزة بدقائق ما يهم المملكة، وعلى نحو فوري، ويتضمن ذلك الضربات الأمنية الاستباقية المتزامنة لمخابئ القاعدة ومعاقلها في أبين وصنعاء وأرحب، التي هي نتيجة للتعاون الأمني بين المملكة واليمن.

وأكد أن صنعاء ستسلم الرياض من اعتقلوا من المطلوبين السعوديين ضمن عناصر القاعدة جراء تلك الضربات، محجما الكشف عن طبيعة المخططات الإرهابية التي يستهدف التنظيم من ورائها مصالح حيوية في المملكة، بوصفها معلومات سرية تتداول في إطار ضيق ومحدود.

 

متكي يتهم واشنطن وباريس بفرض حلول على لبنان ترفضها دول المنطقة

نهارنت/اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في تعليق على زيارته الأخيرة للبنان، أن "الاميركيين والفرنسيين ارادوا فرض حلول خاصة على لبنان ما يتعارض مع رغبة دول المنطقة". ورأى في تصريح الى القناة الثانية في التلفزيون الإيراني ان "التعاون الايراني - اللبناني - السوري - العراقي - التركي سيخدم مصالح المنطقة".

ونقلت وكالة أنباء "مهر" عن متكي قوله أن "لبنان وبحكم موقعه الاستراتيجي، يعتبر أنشط ساحة اعلامية في الشرق الأوسط لذلك يحظى باهتمام معظم الأطراف الاقليمية والدولية".

 

الجيش الاسرائيلي يستعد لمناورات تُحاكي سقوط صواريخ من لبنان وسوريا و"حماس" 

المصدر : وكالات / ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

يستعد الجيش الاسرائيلي لإجراء مناورات عسكرية، في شهري آذار وأيار المقبلين، تحاكي سيناريوهات سقوط صواريخ من سوريا ولبنان وقطاع غزة. وقد أوضح مصدر أمني إسرائيلي أن المناورات ستتركز أساسًا في وسط إسرائيل، وليس في الشمال، وذلك بسبب ما أسماه "تصاعد التهديدات من قطاع غزة"، في وقت تتحدث التقارير عن احتمال شنّ عدوان اسرائيلي جديد على القطاع. ويحاكي سيناريو المناورات التي ستجري في المركز إحتمال تعرض مستوطنة بلدة غوش دان لصواريخ "حماس" بمدى 80 كيلومتراً. وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون إنه "على الرغم من الهدوء النسبي الذي يسود الجنوب عقب الحرب الأخيرة على القطاع، إلا أن تجدد المواجهات هي مسألة وقت". وأضافوا: "إن الفصائل الفلسطينية تعمل على تعزيز قوتها العسكرية، وتقوم بتخزين آلاف الصواريخ التي يصل مدى بعضها إلى وسط إسرائيل".

وكانت تقارير إسرائيلية قد أفادت أن حركة "حماس" قد تسلحت أخيراً بصواريخ من طراز "فجر" التي يصل مداها إلى 60 كيلومترا، وأجرت تجربة صاروخية قبالة شاطئ البحر في غزة. ولم تستبعد هذه التقارير أن يكون لدى "حماس" صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً. يذكر أن مدى الصواريخ التي كانت بحوزة "حماس" خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، يصل إلى 45 كيلومتراً.

 

سعيد: اذا كانت زيارة جنبلاط لسوريا تحفظ سلامته فليقم بها  

التاريخ: ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

المصدر: المؤسسة اللبنانية للإرسال 

رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد انه اذا كانت زيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى سوريا، "تخدم سلامته الجسدية وطائفته فليزرها". ووصف في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" اليوم، اللقاءات التي شهدتها بكركي أمس، بأنها "جيدة"، وقال: "من الطبيعي أن يكون (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية") سمير جعجع و(رئيس تكتل "التغيير والاصلاح") ميشال عون في بكركي إلى جانب رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)، مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير.

سعيد، أكد أن سلاح "حزب الله" لا يزال موضوع سجال في لبنان، مشددا على "وجود فئة في لبنان برئاسة البطريرك صفير تعتبر أن هذا السلاح هو الذي يعرقل عملية بناء الدولة ويعرض لبنان لمغامرات إسرائيلية وإلى فتنة مذهبية". وأشار الى ان الحزب الذي يعيش مخاطر كبرى على المستوى الإقليمي في موضوع الملف النووي الإيراني يحاول أن يقول للبنانيين بأن حال الممانعة التي ولدت ضد سلاحه إنتهت، وأن الأصوات التي تقود عملية ربط النزاع مع هذا السلاح هامشية ولا تأثير لها، وأن القوى السياسية الأساسية في البلد التي آنضوت تحت عنوان حكومة وفاق وطني أمنت الحماية الكاملة للحزب من خلال البيان الوزاري والمصالحات الداخلية". وإذ أكد أنه "لن يكون هناك أي تجمع مسيحي منفصل عن 14 آذار"، لفت إلى "وجود مبادرة مسيحية من شخصيات منضوية تحت قوى 14 آذار وشخصيات غير منخرطة فيها ستبادر إلى إعلان نص يحدد موقع المسيحيين من الصراع العربي - الإسرائيلي والعالم العربي".

وقال ان هناك فريقا استسلم في شأن سلاح "حزب الله" واصبح يعتبره امراً واقعاً كالنائب وليد جنبلاط، وهناك فريق آخر يمثله البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير يعتبر ان موضوع السلاح يعرقل عملية الدولة ويعرض لبنان الى خلافات مذهبية. واضاف سعيد في حديث الى "ال بي سي" ان البيان الوزاري لم يشرّع سلاح "حزب الله" ولهذا السبب طاولة الحوار ستُناقش هذا الموضوع. ورأى أنهم يريدون استبدال الـ1559 بطاولة حوار تمتد من العام 2009 الى العام 2099. ورأى سعيد ان لبنان يكون محيداً عن الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تطبيق القرار 1559 واعطاء الذرائع لإسرائيل لتشن هجوماً على لبنان. وشدد على ضرورة ان ينتقل المسيحيون من موقع المتلقي الى موقع المبادر السياسي، دمركزا على ان تحسين العلاقات اللبنانية السورية يتم عن طريق المؤسسات الدستورية.

 

شهيب: لا أحد يعرف ما نقله الحريري إلى جنبلاط من دمشق إلا ثلاثة.. الأسد والحريري وجنبلاط

السبت 26 كانون الأول 2009/لبنان الآن

اعتبر وزير المهجرين أكرم شهيب أن "لبنان الجديد لم يعد مختبرًا للمنطقة"، متمنيًا أن "تنسحب المصالحات على جميع القوى والطوائف في لبنان، لما من شأنه تحصين لبنان في وجه التحديات والمخاطر". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أضاف شهيب في مجال آخر: "يجب أن يكون هناك التزام من الجميع بقرارات مجلس الوزراء، وأن لا يكون هناك تسريب لوسائل الإعلام عمّا يجري من مداولات في المجلس"، لافتًا إلى أن ما يحكى عن تصويب للوزير غازي العريضي على مجلس الإنماء والإعمار "ليس صحيحًا بهذا المعنى وليس استهدافًا لأحد"، موضحًا أن "القضية رُبطت في الإعلام بمواضيع أخرى، وأُعطيت أكبر من حجمها". وإذ أشار إلى أن "الصراع ليس جديدًا بين وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار"، اعتبر شهيب أن "العريضي هو من الوزراء الذين ستروا وجه الوزارة في الحكومة الماضية"، مضيفًا: "الموضوع ليس موضوعًا شخصيًا، وما جرى هو مسألة تقنية بين العريضي ورئيس الحكومة سعد الحريري، وما يربط بينهما أكبر من أن يحوّل ما حصل في جلسة مجلس الوزراء إلى نزاع سياسي". شهيب، الذي شدد على أن "التقارب العربي يعطي استقرارًا للبنان"، أكد ضرورة "بناء المؤسسات بالروحية التي عاد بها الرئيس الحريري من دمشق، ووفق ما يؤكد عليه رئيس الجمهورية دائماً بأن المرحلة المقبلة مرحلة انفتاح وعلاقة تعاون، إن في الداخل، أو مع سوريا عبر السفارات وعبر التواصل بين القيادات الرسمية في البلدين". وردًا على سؤال حول ما نقله الرئيس الحريري إلى النائب وليد جنبلاط بعد عودته من دمشق، أجاب شهيب: "عندما عاد الرئيس الحريري من دمشق تواصل مع وليد جنبلاط ولا أحد يعرف ما جرى إلا ثلاثة: الرئيس الحريري والرئيس الأسد ووليد جنبلاط".

 

مصادر جنبلاطية تتهم متضررين بتأخير زيارته الى دمشق

نهارنت/توقعت اوساط سياسية ان تكون ترجمة كلام رئيس الحكومة سعد الحريري الاخير عن "انفتاح من القيادة السورية على جميع القيادات السياسية اللبنانية"، في وجود قرار سوري باستقبال رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في المرحلة المقبلة، مشيرة الى ان توقيت زيارته والإخراج الذي ستتم من خلاله لم يتحدّدا بعد.

وذكرت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "الحياة" ان الحريري تناول موضوع علاقة سورية مع جنبلاط في محادثاته مع الرئيس السوري بشارالأسد وأنه أطلع جنبلاط على مضمون ما جرى تداوله في هذا الشأن في دمشق حين التقاه مساء الأحد الماضي في اليوم نفسه لعودته من العاصمة السورية. وأوضحت مصادر قريبة من جنبلاط للصحيفة أن الحريري "تصرف بشهامة في خصوص هذا الملف من باب حرصه على مبدأ عدم التخلي عن حلفائه، وأن ما أبلغه الى جنبلاط بعد عودته من سورية بقي ملكهما ولم يطلع عليه حتى المقربون من كل منهما". إلا أن المصادر المطلعة على هذا الملف قالت ل "الحياة" إن "جنبلاط يحرص على تولي خطوات برمجة الزيارة، وماذا يسبقها وماذا يتخللها من لقاءات وتحديد موعدها "لكن هذه الأمور لم تحصل حتى الآن". ونفت المصادر ما اشيع عن وضع شروط سورية قبل زيارة جنبلاط، مشيرة الى ان "آخر ما نقل اليه من قبل قيادات لبنانية على صلة مع دمشق، قبل زيارة الحريري لها، هو أن ما تردد عن أنه من المبكر أن يزور رئيس الاشتراكي العاصمة السورية، لا علاقة للقيادة السورية به وليس صادراً عنها وهي طلبت من هذه القيادات اللبنانية أن تنقل الى جنبلاط هذا التوضيح". واوضحت الأوساط السياسية المتابعة للملف أن زيارة جنبلاط ليست سريعة في انتظار ترتيباتها التي لم تناقش الى الآن، فيما قالت مصادر مقربة من جنبلاط أن هناك أطرافاً لبنانيين من المتضررين من زيارة جنبلاط لسورية يعملون على تأخيرها في دمشق.

 

النظام السوري يثابر على إهانة وليد جنبلاط

 الجمعة, 25 ديسمبر 2009 04:42

واصل النظام السوري ضخ أجواء تحمل في طياتها إهانات سياسية لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.

أحدث تلك الروايات تفيد،كما روت صحيفة "الأخبار" بالآتي:

خلال مراسم التعزية بشقيق الرئيس السوري، جلس بشار الأسد وإلى يمينه رئيس مجلس النواب اللبناني، وإلى يساره إحدى الشخصيات اللبنانية، فبادر نبيه بري الرئيس السوري بالقول: «أعلم أن لديكم فجيعة، ولكن حتى هذه المأساة العائلية يمكنها أن تكون مفيدة من ناحية ما، فما رأيكم لو زاركم النائب وليد جنبلاط للتعزية؟».

لم يُجب الرئيس السوري محدّثه، بل التفت إلى الشخصية اللبنانية إلى يساره سائلاً: «ما رأيكم؟»، فأجابته الشخصية: «لو أردت يمكنني ترتيب الزيارة فوراً». إلّا أن الرئيس السوري التفت إلى الرئيس بري وقال له: «دعنا ندرس الأمور أكثر».

ويقول من يتابعون التفاصيل في العلاقة ما بين سوريا ولبنان إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال أمامه خط واحد لفتح صفحة جديدة مع دمشق، ألا وهو زيارته لبشار الأسد إلى جانب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وإلّا فإنه قد يلتقي شخصيات سورية غير الأسد. علماً بأن هؤلاء يؤكّدون أن زعامة سعد الحريري في لبنان تتطلّب عموداً فقرياً هو تحديداً جنبلاط، الذي يجب أن يبقى إلى جانب سعد الحريري.

في هذا الوقت أوردت صحيفة "السفير"وهي ك"الأخبار"موالية للنظام السوري الآتي:

يتولد لدى العائد من العاصمة السورية هذه الأيام انطباع بأن زيارة جنبلاط ما تزال   بعيدة المنال، وأن صعوبات حقيقية ما تزال تعترضها. يبدو الشارع السوري غير مؤهل بعد  لاستقبال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي برغم التحولات الاستراتيجية التي طرأت على خطابه وخياراته منذ «حركته التصحيحية» في 2 آب الماضي.

صحيح ان القرار السياسي في سوريا لا يخضع في نهاية المطاف الى العواطف وأن المصلحة العليا التي يقدرها النظام وحده هي التي ترسم مسارات الدولة، ولكن في حالة وليد جنبلاط فإن الأمر يختلف قليلاً، بحيث لا يصبح من المبالغة القول إن الرئيس بشار الأسد يراعي فعلاً مزاج الجمهور السوري عندما يؤخر لقاءه مع زعيم المختارة. لا يعني ذلك ان الأسد يستسلم لهذا المزاج إلا انه يجد انه من الضروري معالجته قبل الإقدام على خطوة قد تستفز الشارع السوري إذا لم تسبقها المقدمات اللازمة.

يعتقد السوريون أن هناك فارقاً كبيراً بين الحريري وجنبلاط، برغم انه كانت لديهم مآخذ كبيرة على الاول. يرى هؤلاء ان الحريري لم يكن الى جانب سوريا ثم انقلب عليها، بل هو أصلاً لم يكن موجوداً في المعادلة السياسية من اساسها قبل اغتيال والده، وعندما حصلت الجريمة وجد نفسه ملزماً بحمل إرثه السياسي واستكمال مسيرته، وسرعان ما «حاصره» فريق داخلي ومحلي معاد لسوريا، أقنعه تحت تأثير الدم المسفوك بأنها تتحمل مسؤولية اغتيال والده، فبنى موقفه منها على هذه الفرضية، الى ان راحت الحقائق تتضح تدريجياً...

في المقابل، كان وليد جنبلاط من حلفاء سوريا القدامى والمدللين، كما يقول السوريون الذين يروون بمرارة كيف ان جيشهم قدم الكثير من التضحيات والمساهمات لمساعدة زعيم المختارة عندما كان يخوض معركة وجودية في الجبل، ناهيك عن الامتيازات التي كانت تمنح له في اللعبة السياسية الداخلية بضغط سوري مباشر، «فإذا به يكافئنا في اعقاب اغتيال رفيق الحريري بقيادة اشرس حملة علينا استهدفت إسقاط النظام وانطوت على مختلف انواع الإساءات التي وصلت الى ذروتها في خطابه الشهير في وسط بيروت».

من الواضح ان هذا الخطاب ترك جرحاً عميقاً في الوجدان السوري، يحتاج الى جهد استثنائي لمداواته. يستعيد مضيفوك السوريون بخجل العديد من العبارات القاسية التي أطلقها جنبلاط بحق رئيسهم، ليدللوا على صعوبة طي صفحة الخصومة معه، ثم يطرحون الإشكالية الأصعب: «لنفترض أننا نجحنا في تجاوز ذواتنا وقفزنا فوق الإساءات الشخصية، ما الذي يضمن ان وليد جنبلاط لن يتغير مرة أخرى ولن ينقلب من جديد على سوريا والمقاومة، إذا استشعر أن هناك تبدلات ستطرأ مجدداً على موازين القوى... بصراحة، ان الثقة معدومة فيه وإعادة ترميمها تتطلب جهداً ووقتاً».

ويحكى في دمشق ان جنبلاط جس نبض الرئيس الأسد، عبر بعض زوار القرداحة، حيال إمكانية ان يستقبله لتقديم واجب العزاء بوفاة شقيقه مجد، ولكن الرد لم يكن مشجعاً برغم انه اتسم بالتهذيب، فاكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ببرقية التعزية.

استناداً الى هذا المناخ الدمشقي، يؤكد العارفون ان زيارة جنبلاط لدمشق للقاء الأسد صعبة حتى إشعار آخر، إلا أنها ليست مستحيلة.

 

عن مصافحة عون وجعجع

 السبت, 26 ديسمبر 2009

سجل المراقبون الطريقة التي صافح فيها العماد ميشال عون رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ،على إثر قداس الميلاد الذي شاركا فيه في الصرح البطريركي في بكركي وحضره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

وتوقف الجميع عند الإرتباك الذي أصاب عون وهو يصافح جعجع ،وكيف أن عون حاول أن يبعد نظره عن جعجع فيما كانت يده بيد الأخير.

وسئل عون عن المصافحة التي تمت بينه وبين جعجع، قال: «انه سلام عادي يجري بين الناس وهو أمر طبيعي  ».

وعن الوقت الذي سيحل فيه السلام الحقيقي، سأل عون: «هل ترون أننا نعيش حالة خلاف؟ نحن نعيش السلام  ».

أما جعجع فاعتبر أن «لا أحد مختلف مع أحد، كل واحد لديه سياسة، ونحن في الأساس متصالحون  ».

واكد انه جاء لـ «المعايدة فقط، ومن هنا سأعايد جميع اللبنانيين، ونأمل في أن تكون السنة المقبلة سنة أعياد  ».

وعن المصالحات، قال : «ليس هناك أي سوء تفاهم مع الوزير (السابق سليمان) فرنجية وكما حدث اليوم بالصدفة يمكن أن يحصل في الظروف نفسها ».

وعما إذا لم يكن الظرف مناسباً في وجود الرئيس وصفير أن يجلس مع عون، رد جعجع: «نعم، لكن العماد عون كان لديه موعد واضطر للمغادرة».

وأضاف: «اعتقد انه ستكون لدينا أيام جيدة إن شاء الله، باستثناء ما يمكن أن يحصل في الجنوب»، مبدياً تخوفه من الوضع هناك

 

الصايغ: تقديم الطعن لم يكتمل ولن نقبل ازدواجية السلاح

نهارنت/ردّ وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ على الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وشدد على انه "لن ننام ولا لحظة الا ان تبسط الدولة سيادتها على كل اراضيها ولن ننام الا عندما يرفرف العلم اللبناني على جميع الاراضي"، مؤكداً أننا "لن نقبل أن يكون هناك ازدواجية للسلاح". ولفت الصايغ في حديث لاذاعة "لبنان الحر" الى انه "كان هناك نوايا في تقديم طعن بالبند السادس من البيان الوزاري لكننا لم نقدمه لانه لم يكتمل، وأن المطلوب توقيع 10 نواب ولكن لم نجمع العدد". واشار الى أنه "اذا لم يكن هناك اعتبار بأن البيان الوزاري هو قانون فالبنتيجة هو ليس ملزماً بالقانون والدستور". وإعتبر الصايغ أن "التحفظ على البند السادس يشمل كل مقومات البند السادس"، مشدداً على أن "توقيت الطعن أتى متأخراً لان المهلة الدستورية انتهت اليوم"، مؤكداً أننا "مستندين على التضامن المبدئي الذي حصل في جلسات الثقة". ورأى الصايغ ان اكبر رّد على كلام نصرالله اذا اردنا الرد يتمثل بالجولة الانمائية التي سنقوم بها السبت في الجنوب وردنا بالعمل وليس بالكلام ونشاطنا في الحكومة لن يتأثر بالسياسة.

 

المطران الراعي: سوريا لم توجه دعوة لصفير لزيارة سوريا

نهارنت/لفت راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي الى ان إجتماع القيادات المسيحية في بكركي وحول البطريرك الماروني نصرالله صفير كانت ممتازة ولكنها غير كافية.

واذ اعتبر ان اختلاف القراءات للقيادات اوصلتنا الى هذا الوضع، لفت الى وجود حوار مسيحي بين القيادات من أجل الوصول لحل النزاعات، واعتبر ان سبب الخلافات بين القيادات المسيحية ليست "مارونية" بل النزاعات الاقليمية، مطالبا بقمة موسعة لان الخلافات تتجاوز لبنان. وحول الكلام عن زيارة لصفير الى سوريا، اشار الراعي في حديث الى اذاعة "الشرق" الى ان صفير لم يكن ضد زيارة الى سوريا لكن الجانب السوري لم يوجه له دعوة رسمية، مضيفاً انه "لا يمكنه بظل الظروف ان يقوم بالزيارة من تلقاء نفسه". وأكد ان البطريركية المارونية لا تقف بوجه "حزب الله" وسلاحه بل تطالب السلطة السياسية ان تكون مسؤولة عن قرار السلم والحرب والوصول لاستراتيجية قوية

 

اسرائيل ستنشر نتائج التحقيق في حرب 1982 على لبنان

نهارنت/ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان وزارة الدفاع الاسرائيلية ستعمد الى نشر نتائج التحقيق الذي قامت به لجنة "كهان" في حرب العام 1982. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى المراحل التاريخية للوصول الى تشكيل لجنة تحقيق في الحرب عام 82، مضيفة أنه خلال المداولات التي تمت في المحكمة العليا بعد الحرب الثانية على لبنان والتي أقرت ضرورة نشر نتائج التحقيق التي خرجت بها لجنة "فينوغراد" بشأن حرب 2006، تم التأكيد من قبل المحكمة العليا على نشر الوثائق بما لا يضر بأمن اسرائيل، لأن نشر الوثائق يعزز مصداقية لجان التحقيق في اسرائيل، وهذا ما دفع محامي "زهافا جالؤون" لمتابعة القضية والضغط لنشر وثائق حرب 82. واضافت ان جالؤون توجهت الشهر الماضي الى المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية للطلب منه ضرورة نشر الوثائق، حيث تبين ان وزارة الجيش قررت نشر وثائق الحرب وتم تشكيل لجنة من ضباط في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية لكي تقرر هذه اللجنة الوثائق التي يجب نشرها خلال الفترة القريبة القادمة. وقالت "جالؤون" في تصريح ل "هآرتس": "بسبب ما يوجد في هذه الوثائق السرية من مواد قد تسبب الضرر للجمهور الاسرائيلي، والذي هو أصعب بكثير من تحقيقات الحرب الثانية على لبنان والحرب على غزة، لا يريدون نشر هذه الوثائق".وشددت في أقوالها على ضرورة نشر الوثائق المتعلقة بلجان التحقيق لانه لا يوجد أي جهة أو أحد يملك الحق بمنع الجمهور من الإطلاع على مثل هذه الوثائق، مستشهدة بأقوال للياهو فينوغراد الذي دافع عن نشر التحقيقات التي خلص لها في حرب لبنان الثانية 2007. ولكن الياهو فينوغراد رد على "غالؤون" في حديث ل "هآرتس" بالقول: "يوجد وثائق قد تلحق الضرر الأمني بإسرائيل ولا يجب نشرها حتى بعد 100 عام".  

 

نجار: لحلّ ملف سلاح "حزب الله" بالطرق الديبلوماسية لا التصادمية التي يمكن أن يدفع لبنان ثمنها

السبت 26 كانون الأول 2009

تمنّى وزير العدل إبراهيم نجار على الوزراء "إعطاء ملاحظاتهم على مشروع الموازنة"، معتبراً أن "موضوع الموازنة هو موضوع توافقي يتطلب إنجازه بسرعة، لأنّ البلد بلا موازنة منذ فترة طويلة ما جعل المشكلات والتأخيرات كثيرة تتراكم". وإذ أعرب عن خوفه من "تحدّيات العام القادم"، تمنّى نجار "ألا يتحقق هذا التخوّف".

نجار، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أوضح أنه "في ظلّ المصالحات العربية - العربية، لا بد من معالجة كلّ من ملف إيران النووي مع الغرب، وملف سلاح "حزب الله" في لبنان بالطرق الديبلوماسية، لا بالطرق التصادمية التي يمكن أن يدفع لبنان ثمنها". وأضاف: "بصورة عامة لبنان يستفيد بشكل واضح من التقارب السعودي ـ السوري والأميركي – السوري، وهذا يعطي مجالاً للتفاهم والاستقرار في الداخل"، مشيراً إلى أن "الكلمة المفتاح في لبنان هي الاسقرار، فبقدر ما نحافظ على الهدنة سيكون الاستقرار حليفنا"، معتبراً أن "الأمر الأبرز اليوم هو أنه لم يعد هناك تشنّجًا داخل مجلس الوزراء".

وإذ أعرب نجار عن شعوره بأن "هناك خلطًا للأوراق حصل بعد الإنتخابات النيابية ليس ناتجاً عن تحركات النائب وليد جنبلاط، بل عن تفاهمات حصلت لإرساء جو من الثقة بين فريق الحكم والمعارضة"، لفت إلى أن "هناك فرصة للعمل الموضوعيّ الذي هو مصلحةٌ عليا للبنان، وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لذلك يجب القيام بالتعيينات المطلوبة"، مشدداً على أنه "أهم ما يمكن القيام به هو إرساء المؤسسات على أسس ثابتة واضحة تخلو من المزاجية، ولا تقوم على التشنجات بين المعارضة والموالاة".

وفي إطار آخر، قال نجار إنّه يحترم موقف "حزب الكتائب" لناحية الطعن بالبند السادس من البيان الوزاري، لأن هذا الموقف هو "رسالة وتحفظ يترجمان من الناحية القانونية"، مضيفاً في الوقت عينه: "لكن هل يحق للمجلس الدستوري أن يبحث في هذا الموضوع؟ هذا بحث آخر لا أريد الدخول فيه"، معتبراً أن "ما يزعج في الموضوع ليس طرحه من قبل "الكتائب"، ولكن استنكار البعض لهذا الطرح". وعن الاستنابات القضائية السورية، قال نجّار: "إنّ هذا الموضوع بطور المعالجة، والرئيس سعد الحريري اتّخذ موقفاً واعتبر أن الاستنابات غير موجودة"، مؤكدًا أنه "لا يمكن أن يُعالج الموضوع في الاعلام وبالتخوين". وعلّق نجار على مشهد بكركي بالأمس والمصافحة بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فرأى أن "هناك حسنات في المشهد وهناك أشياء مخزية"، وأوضح: "من المخزي أن لا ينظر المرء بوجه من يصافحه، ثم يأتي ليقول إنه لا خلاف بينهما"، مشدداً في المقابل على "ضرورة أن تكون المصافحة مصافحة الكبار والشجعان"، وأضاف: "علينا أن نتطلع إلى الأمام وأن تكون هناك مصالحة مسيحية شاملة"، مؤكداً "أهميّة بناء لبنان قابل للحياة، فمن يريد أن يستمر في العيش في الماضي إنما هو يقتل ما تبقى من لبنان".

 

موضوع ملف المهجرين قيد المعالجة.. وقد كلفنا فريق عمل لمتابعة التحرك ميدانياً بغية إزالة كل رواسب حرب الجبل"

عون لـ"nowlebanon": حسمنا رؤيتنا للقرار1559 وملف سلاح "حزب الله".. وكان بإمكان "الكتائب" ألا يشارك في الحكومة بدل تسجيل نقاط سياسية

كريستينا شطح، السبت 26 كانون الأول 2009

أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب الان عون  الى أن "موضوع ملف المهجرين قيد المعالجة وهناك اجتماعات تعقد بين الأطراف المعنية بالمصالحة"، موضحًا أن "هناك فريقًا عمل يعمل على درس هذا الملف بكل جوانبه الاجتماعية والمادية بعيداً عن منظار الاعلام". عون وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” أضاف: "نحن ننتظر لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري لمتابعة معه تأمين الامكانات المادية التي هي من مسؤوليات الحكومة بهدف تحقيق جدولة أولية لعملية استكمال ملف التعويضات"، مؤكدًا أن "هناك جوانب منظورة وغير منظورة بعيدة عن الاعلام يجري اليوم احصاؤها والاطلاع عليها في البلدات، حيث كلفنا فريق عمل لمتابعة التحرك ميدانياً بغية إزالة كل رواسب حرب الجبل". وعن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، أكد عون أن "من أهم انجازات هذه الزيارة هو طيّ صفحة المواجهة بين الفريق السياسي والطائفة التي يمثلها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والسوريين"، مشيرًا إلى أن من شأن ذلك أن "يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا على أسس جديدة يساهم الجميع في ارسائها في سبيل تحقيق الاستقرار في هذه العلاقات على كل المستويات".

 واذ اعتبر أن "التيار الوطني الحر ليس في حالة تنافس مع أي طرف"، أضاف عون: نحن نعتبر أن كل طرف له حجمه ودوره في التركيبة السياسية اللبنانية، بل نحن في حالة تكامل بين الممثلين الأساسيين لمكونات المجتمع اللبناني".  وفي معرض تعليقه على القرار 1559 رأى عون أنه "بمعزل عن آليات هذا القرار، نحن كلبنانيين حسمنا قراءتنا ورؤيتنا لهذا القرار ولموضوع معالجة سلاح حزب الله"، مشددًا على أنه "لن يُسمح بأن تتحول أي ارادة خارجية الى موضوع تجاذب في الداخل اللبناني أو الى تناحر بين الأفرقاء اللبنانيين".

وعن عزم حزب "الكتائب" تقديم طعن  الى المجلس الدستوري ببند سلاح المقاومة في البيان الوزاري أكد عون أن "هذا الموضوع ليس من اختصاص المجلس الدستوري"، وأضاف: "كان يمكن لحزب الكتائب أن يرفض المشاركة في الحكومة وأن لا يشارك في وضع البيان الوزراي الذي حصل على ثقة أكثرية مجلس النواب، بدل أن يعمد فقط إلى تسجيل النقاط السياسية".

 

مصطفى علوش:الشارع السني في الشمال محبط وعلى الحريري ان يشرح ما حصل

 السبت, 26 ديسمبر 2009 11:38

الشراع

*الشارع السني في الشمال محبط وعلى الحريري ان يشرح ما حصل

*سوريا حوّلت زيارة رئيس الحكومة الى زيارة ابن الشهيد

*سوريا أحرجت سعد الحريري وحلفاءه ونجحت في تظهير ان الحق الشخصي لإغتيال الحريري سقط

*زيارة الحريري الى دمشق ليست رسمية

* لم أسلك ((الخط العسكري سابقاً ولن أسلكه لاحقاً))

*قرار زيارة سوريا ليس شعبياً لكنه ضروري

*بالرغم من مرور اسبوع على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق ، إلا ان هذه الزيارة ما زالت تعتبر الحدث السياسي الأبرز نظراً الى إختلاف وجهات النظر حولها إذ كل قرأها بطريقة مختلفة عن الآخر لكن الكل أجمع على ضرورتها.

ربما يكون للنائب السابق الدكتور مصطفى علوش رأي مخالف لمكونات 14 آذار/مارس او لقيادات ((تيار المستقبل))، او ربما يكون الوحيد الذي يجاهر برأيه في العلن، فكيف يقرأ علوش هذه الزيارة، وأين أصبحت شعارات 14 أذار/مارس التي رفعت على مدى السنوات الخمس بعد هذه الزيارة، الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الحوار الذي اجرته ((الشراع)) مع الدكتور علوش

# كثيراً ما طرح هذا السؤال ولكن لا بد من طرحه عليك، من الذي زار بالأمس القريب دمشق، سعد رفيق الحريري ابن الشهيد، أم سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية؟

- لا يمكن عزل الشخص عن موقعه، كانت رغبتنا كقيادات في 14آذار/مارس و((تيار المستقبل)) بشكل أساسي، وحتى رغبة الرئيس سعد الحريري أن تكون زيارته الأولى الى سوريا زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء لبنان وأن يتم التعامل معه على هذا الأساس، صحيح ان الرئيس الحريري تعامل مع هذه الزيارة من هذا المنطلق، ولكن القيادة السورية استطاعت تحويل هذه الزيارة الى زيارة سعد الحريري ابن رفيق الحريري  . وبرأيي كان هناك حاجة سورية تجاه العالم للظهور بمظهر ان الحق الشخصي بمسألة اغتيال رفيق الحريري قد سقط من خلال الزيارة، وقد نجحت القيادة السورية الى حد ما في تظهير هذه الصورة، وأحرجت سعد الحريري وكل حلفائه من خلال تعاملها مع هذه الزيارة.

# الا ترى ان المؤتمر الصحفي الذي عقد للمرة الأولى في تاريخ العلاقات اللبنانية- السورية على أرض لبنانية ((السفارة اللبنانية)) داخل سوريا ينقض ما تقوله، ويؤكد ان سعد الحريري ذهب كرئيس للحكومة من أجل بناء علاقة دولة بدولة، وبالتالي اختياره لهذا المكان لعقد مؤتمره الصحافي له هذه الدلالة؟

- طبعاً، من ضمن العلاقات الدبلوماسية والعلاقات السياسية تؤدي ((الرمزيات)) دوراً أساسياً، لا شك ان الرئيس الحريري حاول تغطية ((الرمزية)) غير الرسمية التي تم التعامل فيها مع الزيارة، والتي فاقت الأطر الرسمية بحفاوتها، بمحاولة إعطاء رمزية للمؤتمر الصحفي من خلال كونه في السفارة اللبنانية، ولكن إذا قارّنا المسألتين نجد ان الطابع غير الرسمي هو ما طغى على الزيارة من الناحية العملية.

# تقول ان سوريا حاولت إعطاء هذه الصورة، ولكن مجرّد ذهاب الحريري ومعه شخص فقط من آل الحريري وهو مدير مكتبه وابن عمته التي قالت في السابق ((الى اللقاء سوريا)) وليس على رأس وفد رسمي، ألم يرد الرئيس الحريري ان يعطي أيضاً هذا المعنى لهذه الزيارة اي المصالحة وليست زيارة رسمية؟

- لا يمكن أن أضع نفسي مكان الرئيس الحريري، والأسباب التي دفعته للقبول بهذا الشكل من اللقاء حتى الآن، لأنه حتى الآن لا يمكن تسميتها بزيارة رسمية ولا بالزيارة العملية، ولكن يبدو انه لقاء أولي ومحاولة كسر الجليد لبناء علاقات رسمية.

ما من شك انه يصعب على الرئيس الحريري تبرير شكل الوفد الذي رافقه، و حصر المسألة بأن الأمور لم تعد كما كانت في السابق، وبالتالي هناك تناقض بين التوجه العام السابق للزيارة وبين ما حصل في الزيارة، ولكن المهم بعد هذه الزيارة غير الرسمية بكل معنى الكلمة، أن تبدأ العلاقات الرسمية بشكل تام، ويتم التعامل بجدية مع الملفات، إلا إذا كان المقصود من كسر الطابع الرسمي للزيارة هو عدم التعامل في المستقبل بشكل جدي مع الملفات العالقة، ومن ضمنها مسألة ترسيم الحدود التي صرحوا بأنه تم البحث فيها، ولكن هناك أيضاً تنقية الذاكرة من خلال الكشف عن مصير المعتقلين داخل السجون السورية وسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهو موضوع سوري بامتياز.

# وماذا عن الإستنابات القضائية؟

- هذه الإستنابات أعتقد انه يجب على الحكومة اللبنانية الإجابة عنها بالطريقة الرسمية، وإذا كان هناك من مبررات قضائية لهذه الإستنابات فليتم التعامل معها على هذا الأساس، فإذا سحبت القيادة السورية الإستنابات لأسباب سياسية، فهذا يعني اننا عدنا الى سابق العهد. أما إذا تم التعامل بشكل رسمي من قبل الأجهزة القضائية اللبنانية والسورية، فهذا يعني بداية تصحيح التعامل ، وبالتالي انا أرفض بشكل كامل أن يتم سحبها بشكل سياسي.

# المحكمة الدولية هي من الأمور العالقة بين البلدين برغم الحديث عن انها اصبحت في عهدة الأمم المتحدة، ولكن ماذا لو خرجت المحكمة بقرارات تدين النظام السوري أو شخصيات سورية؟

- من الصعوبة فصل قضية المحكمة الدولية، التي حاربتها القيادة السورية على مدى السنوات الماضية الى أن قبلت بالأمر الواقع على مضض مؤخراً، فصلها عن العلاقات اللبنانية - السورية، خاصة بعد الإتهامات التي صدرت عن القاضي ديتليف ميليس والكثير من الأمور المتصلة. لذلك أنا أعتبر ان كيفية تطوّر العلاقات اللبنانية - السورية بعد صدور قرار المحكمة الإتهامي سوف يكون مبنياً على كيفية تعامل القيادة السورية مع القرارات التي ستصدر عن المحكمة، فإذا تعاونت القيادة السورية بشكل كامل واعتبرت ان هذه القضية يجب أن تكون بداية الإنفتاح الحقيقي على المجتمع القانوني الدولي، فسيؤدي هذا الأمر الى تحسين العلاقات اللبنانية - السورية، أما إذا تم اتهام شخصيات لا يمكن للنظام في سوريا أن يعتبرها متهمة فستعود الأمور الى سابق عهدها.

الـ 1559 بيد الدول الكبرى

# كيف سيتعامل لبنان مع القرار 1559 بعد زيارة الحريري لدمشق؟

- لا علاقة لسوريا بالقرار 1559 من الناحية الرسمية، لأن أحد بنوده كان سحب ما تبقى من القوات الأجنبية عن الأراضي اللبنانية، وسوريا طبّقت هذا البند من الناحية النظرية، إلا إذا اعتبرنا عملياً ان القواعد الموجودة في منطقة الناعمة وقوسايا والبقاع بشكل عام هي قواعد سورية، وحينها ستكون سوريا معنية بهذا القرار، أما مسألة نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحلّها بشكل كامل، فهذه مسألة عالقة وهي جزء من الدستور اللبناني، وهي بالتالي أحد مكوّنات السيادة لأي دولة بعدم وجود ميليشيات على أراضيها، ولكن لبنان قرر بسبب وجود الخلاف على هذا الموضوع إحالته الى هيئة الحوار، والمستغرب في كل الأحوال هو أن تقوم الدبلوماسية السورية بالطلب من الدبلوماسية اللبنانية سحب هذا القرار أو العمل على تهميشه، لأن الأمر ليس بيد لبنان ولو حاول ذلك، فهو بيد الدول الكبرى بشكل أساسي، وإجمالاً إذا حصل هذا القرار على نوع من التصويت الكافي في مجلس الامن بتهميشه فالقرار يبقى موجوداً ولا يمكن إلغاؤه حتى بعد تطبيقه.

أنا أعتقد ان القيادة السورية تحاول تبييض صفحتها مع حلفائها الموجودين في لبنان، والتأكيد ان كل الإنفتاح على الغرب والإنفتاح على الدول العربية، لن يغيّر في موقف سوريا الداعم للميليشيات المحلية الموجودة في لبنان.

# هل برأيك ان سوريا ستتخلى عن فكرة ان لبنان خطأ جغرافي؟

- أنا أريد التذكير أيضاً بأن اللواء السليب لواء الإسكندرون ايضاً هو أكثر من خطأ جغرافي، هو لواء سُلخ سلخاً عن سوريا، ومع ذلك القيادة السورية قبلت به، صحيح ان فكر البعث لا يسمح بهذا الشيء ، ولكن إذا فرضت ظروف دولية وظروف إقليمية على الأطراف المحلية القبول بالتسويات فستقبل بها، وبرأيي انه حتى لو بقي الحلم في عقل العقائديين في سوريا، المفترض أن الوقائع هي التي تلغي هذا التفكير.

# هل نستطيع القول أن ((الخط العسكري)) عاد بعد سقوط جدار المصنع بين البلدين؟

- بصراحة، انا لم أسلك هذا الخط سابقاً ولن أسلكه لاحقاً، وإذا عادت هذه الوسائل بالعلاقات بين لبنان وسوريا، فهذا يعني اننا عدنا الى ما كان في السابق، فلا مصلحة لسوريا ولبنان بذلك.

# لماذا تتخّذ قراراً جازماً وقاطعاً بهذا الخصوص؟

- إذا كان لا بد من أن أزور سوريا، فسوف أزورها بالطرق الرسمية والعادية التي يسلكها أي مواطن، بمعنى أني أذهب وأقدّم جواز السفر على الحدود ويتم ختمه ثم أدخل. وفي المقابل يجب أن تُتبع الطريقة نفسها، وأرفض أن يكون هناك أي مواطن يسلك الحدود بدون هذه الطرق الرسمية.

# كونك من منطقة الشمال، والتي تضم أكثرية سنية أيدت الرئيس سعد الحريري ورفعت شعارات ضد سوريا، ولأنها منطقة عانت ما عانته من سوريا، هل هناك تأييد من جمهور سعد الحريري وجمهور ((14 آذار/مارس)) على ذهاب الحريري الى دمشق بهذا الطابع من الزيارة؟

- لا شك ان هناك نوعاً من الأحباط في الشارع بالنسبة لشكل الزيارة، وهذا الإحباط لم يصل في أي مرحلة من المراحل الى حد التنكر لقيادة سعد الحريري أو الإرتداد عنه، وبالعكس هناك تعاطف كبير معه، واعتبروا انه عضّ على الكثير من الجراح عندما فعل ذلك، لكن هذا لا يعني ان جمهور ((تيار المستقبل)) أو الجمهور السني بشكل عام يقبل بهذا التصرّف، وبالأخص مدينة طرابلس التي تعرّضت الى أقصى ما يمكن من الأذى على أيدي الاستخبارات السورية، وكانت عملياً تحت الحكم العرفي على مدى العقود التي تواجد فيها الإحتلال السوري في لبنان، ولكن هنا يأتي دور الرئيس الحريري أولاً بأن يشرح لجمهوره ماذا حصل وأسبابه وآفاقه، وثانياً طريقة التعامل السورية، لأن الكرة الآن في الملعب السوري، فإذا كانت النيات صادقة جدّياً، فأعتقد ان الخطوات الإيجابية تجاه لبنان، هي التي يمكن أن تمحو من ذاكرة الجمهور كل المآسي التي ارتكبتها سوريا عل مدى هذه السنوات.

# هل يمكن أن يزور الحريري طهران بعد دمشق؟ وهل من رابط بين زيارة وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي للبنان وزيارة سعد الحريري لدمشق؟

- أعتقد ان هناك دعوة إيرانية رسمية، والرئيس الحريري أعلن انه سيلبّي هذه الدعوة، وبالتالي عملياً بالتأكيد هو سيزور طهران . أما توقيت الزيارة فلا أستطيع أن أتكهن به، ولكن أيضاً يمكن قراءة توقيت زيارة متكي الى بيروت وزيارة الرئيس الحريري الى سوريا على ان السياسة الخارجية وحتى الإقليمية السورية - الإيرانية ليست بالضرورة على تطابق تام، وأنا أعتقد انه خلال الأشهر المقبلة سيبدأ التباين بالظهور بين الدولتين، وقد يكون هناك نوع من التنافس في بعض الأحيان، ولذلك لا بد من انتظار بعض الوقت حتى نعرف الى أين سيتجه هذا الحلف الممانع الذي تم الحديث عنه على مدى السنوات الماضية.

# الرئيس الحريري يقول ان زيارته لدمشق تمت في سياق المصالحات العربية، ومن ثم تلقى دعوة لزيارة إيران، هل هذه الدعوة لكي تقول إيران ان سوريا لم تنتقل الى الحضن العربي، وبالتالي كانت الزيارة بموافقة إيران؟

- ان حصول هذ الزيارة يؤكد ان هناك تنافساً سورياً -إيرانياً، وليس تطابقاً أو انه يعطي فكرة بأن إيران تحاول القول بأنها على بيّنة من كل الأمور مسبقاً، لكن إذا كانت هذه المصالحات في التوجه العربي العام، فهذا التوجّه وخاصة بعد المسألة الحوثية، والتوجه السوري باستنكار الخرق الحوثي للحدود السعودية، يجعلنا نعتقد أو نفكّر بأنه ربما هناك بعض الإنفصال التكتيكي، أو ربما الإنفصال الحقيقي بين التوجه السياسي السوري والتوجه السياسي الإيراني.

لكن في الوقت الحالي سوريا ما تزال في منـزلة بين المنـزلتين، في منـزلة أخذ المنافع من الجهتين، أخذ المنافع من الجانب الإيراني من خلال المساعدات ومن خلال التعاون ومن خلال مئات آلاف الزوار الإيرانيين الذين يزورون سوريا من جهة، وأخذ المنافع الدبلوماسية وربما الإنفتاح الإقتصادي، وربما القروض التي حُكي عنها من السعودية الى سوريا، والشراكة الأوروبية التي كانت سوريا تطالب بها على مدى خمس سنوات، الآن هي رفضتها بسبب ملفها في حقوق الإنسان.

عملياً، يمكن القول ان التاجر الدمشقي يتحرك بشكل كامل في الوقت الحالي لأخذ المنافع من كل الإتجاهات، ولكن في فترة من الفترات سيأتي وقت الحقيقة التي يجب على سوريا أخذ القرار بالوقوف إما مع هذه الجهة أو تلك.

# ماذا عن ذكرى 14 شباط/فبراير بعد زيارة سعد الحريري لدمشق؟

- لقد كان البحث جارياً على مدى الأشهر الماضية في أوساط ((تيار المستقبل)) عن كيفية الإحتفال بذكرى استشهاد الرئيس الحريري، وربما سيكون هناك احتفال مشابه للإحتفال بميلاد الرئيس الحريري، أي احتفال مركزي رمزي أو على الأرجح سيتم إقامة احتفالات في المناطق، لكن أنا أستبعد التجمع العام في هذه المناسبة.

مرحلة الشعارات الجديدة

# لماذا هل لأن شعاراتكم سقطت؟

- الواقع ان المرحلة تحتاج الى شعارات جديدة، ولكن الشعار الأساسي ((حرية - سيادة - استقلال)) لا يمكن أن يسقط، وأعتقد ان سعي الرئيس الحريري في هذه المرحلة سيكون لتثبيت هذه الأمور، ولكن لا يوجد أي شخص في العالم يستطيع الإستمرار في حشد جماهيره، ولا توجد أي حركة ثورية في العالم تستطيع الإستمرار في حشد الجماهير على العنوان نفسه وعلى مدى سنوات متعدّدّة، خاصة عندما نبتعد عن الحدث الأساسي. ولذلك أنا أعتقد انه من الأفضل أن نستمر في الإحتفال على مدى السنوات القادمة، ولكن بصورة منطقية وأقل كلفة على المواطن وعلى الدولة اللبنانية.

# قلت ان المرحلة الحالية تستوجب شعارات جديدة ما هي هذه الشعارات؟

- كما قلت الشعارات الأساسية لن تسقط، ولكن هناك شعارات كنا نرفعها، مثلاً ((ان الحكومة السورية هي التي تعبث بالأمن في لبنان)) أما الآن فلا يمكن أن نكرر هذه الشعارات، لأنه منذ حوالى السنتين وحتى الآن لم يحصل اغتيالات، وهناك مسار مختلف حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية ومسألة ترسيم الحدود تُطرح، فعملياً هذا الشعار لم يعد بإمكاننا طرحه. أيضاً مسألة اغتيال الرئيس الحريري والإتهام السياسي فيها فقد اصبحا بيد المحكمة الدولية، وهذه المسألة ايضاً بحاجة الى تطويرها.

إذاً عملياً هذه الأمور سوف تنتقل الى أماكن أخرى والى شعارات جديدة بالنسبة للمرحلة المقبلة.

# هل هناك خوف من إبتعاد جمهور 14 اذار/مارس عن قياداته ،وخاصة جمهور تيار المستقبل؟

- باعتقادي ان قيادات ورجالات الدولة في بعض الأحيان تُقدم على قرارات ليست شعبية، وقرار الزيارة الى سوريا ليس قراراً شعبياً، ولكنه كان ضرورياً وأساسياً، ربما لم يكن الرئيس الحريري مجبراً على القبول بشكل الزيارة كما حصلت، ولكن من واجب القائد ايضاً عندما يريد اتخاذ مثل هذه القرارات، ان يحضّر قاعدته مسبقاً، أن يجتمع معها ويحدثها بشكل واضح وصريح ويشرح مسببات هذه القرارات.

أنا برأيي انه من واجب الرئيس الحريري الإطلالة إعلامياً بطريقة من الطرق على جمهوره لكي يشرح ببساطته العادية التي تعوّد عليها الناس ما هي مبررات ما حصل، ومن ثم العودة الى اللقاءات مجدّدا مع جمهوره ومن خلال إطلالاته العفوية على أبناء طرابلس.

# هل كنا بحاجة الى خمس سنوات من الإغتيالات والإخلال بالأمن والإعتصامات في وسط بيروت، ورفض مشاركة الآخر والعداء مع سوريا، لكي تدركوا بأنه لا حل في لبنان من دون سوريا؟

- لم يغب عن فكرنا ولا لحظة من اللحظات بأن لبنان يحتاج الى أفضل العلاقات مع سوريا لبناء مستقبلنا، ولكن أريد التذكير ايضاً بأن العلاقات التي كانت قائمة سنة 2005 لم يكن من الممكن الدخول من خلالها لبناء أي علاقة مع لبنان، لأن لبنان كان يموت بشكل يومي، وهذا ما دفع الرئيس المظلوم رفيق الحريري عام 2004 لاتخاذ قراره بالتنحي عن رئاسة الحكومة وخوض الإنتخابات بشكل مخالف ومختلف.

لا شك ان الحركة الإستقلالية التي حدثت منذ اغتيال الرئيس الحريري الى اليوم وحتى الى الغد، هي التي أدت الى وصول مسألة العلاقات الى إمكانية طرح علاقات سوّية بين لبنان وسوريا، لأنه في السابق كان بمجرد أن يطرح أي طرف لبناني هذا الامر كانت تنـزل الفؤوس الى الشوارع وتطلق التهديدات، ويتهم كل من يطالب بعلاقات سوّية بين لبنان وسوريا بالعمالة لإسرائيل.

الآن سعد الحريري كان في قلب الشام، ومن هناك طالب بالعلاقات السوّية بين لبنان وسوريا، وهذا نتيجة النضال وعشرات الشهداء الذين سقطوا على مدى السنوات الماضية، والضغط الشعبي والسياسي والتضحيات التي قاربها اللبنانيون هي التي أدت الى هذه النتيجة، وليس العكس، فلو نحن خضعنا منذ اليوم الأول لاغتيال الرئيس الحريري وقبلنا بالأمر الواقع مثلما كانت تنتظر ذلك القيادة السورية، والكثير من القيادات اللبنانية ، لكُنّا عملياً ما نزال تحت الإحتلال السوري، ولا يعتقدن أحد ان القرار 1559 وحده الذي أدى الى الخروج السوري، لأن القرار صدر في 2 أيلول/سبتمبر 2004 ولم ينفّذ إلا بعد 14 آذار/مارس 2005 ، لأنه عملياً الضغط الشعبي اللبناني وضغط القيادات الإستقلالية هو الذي أرغم القوات السورية على الإنسحاب في 26 نيسان/ابريل.

تحويل ((المستقبل)) الى حزب ليبـرالي

# البعض يقول انه لم يعد هناك من ضرورة لوجود ((تيار المستقبل)) الذي رفع شعارات أدت قسطها للعلى؟

- نحن نسعى الى تحويل ((تيار المستقبل)) من تيار شعبي عفوي الى حزب ليبرالي له برنامج سياسي، وله تنظيم سياسي محدّد، وهذا لا يعني إلغاء ((تيار المستقبل)) بل كيفية تأطيره من خلال قيادة سياسية ومستقبلية.

# ألم يقم ((تيار المستقبل)) على جمهور رفيق الحريري؟

- جمهور رفيق الحريري هو الذي أوجد ((تيار المستقبل)) ونحن نسعى الى تأطير هذا الجمهور من خلال قيادة سياسية حقيقية، ومن خلال حزب سياسي يستطيع أن يكون صلة الوصل بين القيادة وبين الجمهور.

عادةً الحزب الليبرالي ليس حزبا عقائدياً، ولا هو حزب يضع شعارات ويتبعها بشكل أعمى، وتصبح هذه الشعارات نوعاً من الدين له، الحزب الليبرالي هو حزب يطوّر شعاراته بناءً على المصلحة العامة، وبناءً على المستجدات الإقليمية والدولية والمحلية ولذلك فإن ((تيار المستقبل)) الآن بحاجة الى تطوير خطابه وتطوير المعطيات.

# وهل سيكون ذلك بشكل مختلف عما طُرح في مهرجان ((البيال))؟

- كلا هو نفسه، ولكن ما تم طرحه في ((البيال)) هو البرنامج السياسي والإقتصادي، وهذا البرنامج ينطبق الآن حتى في بناء العلاقات اللبنانية – السورية، وهذا ما يعمل على تحقيقه رئيس الحكومة، كذلك ما يزال فكر رئيس الحكومة ينطلق مما طُرح في ((البيال))، فلا شيء تغيّر في هذا الموضوع، ونحن كحزب سياسي وكقاعدة جماهيرية نحاول أن نشكّل الداعم الأساسي لتوجّه الرئيس الحريري الذي يحاول تحقيقه داخل الحكومة وفي العلاقات اللبنانية - السورية وفي أمور أخرى.

حوار هدى الحسيني

الشراع

 

القرار 1559 دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في تموز"

"حزب الله": البند السادس اعتراف رسمي يشرّع المقاومة

المستقبل - السبت 26 كانون الأول 2009 - رأى "حزب الله" أن "القرار 1559 ولد ميتا، وبند نزع السلاح في هذا القرار دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز 2006 وأصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة"، واشار الى أننا "قلنا هذا عندما ولد، وأننا لسنا معنيين به لا من قريب ولا من بعيد، فهو قرار ميت لا حياة له، وليست لديه قابلية أن يكون مطية للاستثمار الداخلي أو الخارجي "، لافتا الى أن "لا معادلة اليوم إلا معادلة البند السادس من البيان الوزاري، الذي يؤكد شرعية المقاومة، ويضفي اعترافا رسميا وشرعيا على دورها".

قاسم

أشار نائب الأمين العام لـ"الحزب " الشيخ نعيم قاسم خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في البسطا التحتا أمس، الى أن "القرار المسمى 1559 ولد ميتا، وقد قلنا هذا عندما ولد، وأننا لسنا معنيين به لا من قريب ولا من بعيد، فهو قرار ميت لا حياة له وليست لديه قابلية أن يكون مطية للاستثمار الداخلي أو الخارجي، ومن حمله وسار به حمل ميتا يعطيه عبئا إضافيا في حمله بدل أن يرفعه في مشواره".

وقال: "إذا كان المقصود بإثارة القرار 1559 الالتفاف على المقاومة وتوجيه السهام إليها من أجل إثبات وجود هؤلاء الذين يطلقون السهام، فإن صراخكم في الفراغ لا يسمعه أحد ولا يؤدي إلى أي ثمرة، لأن التجربة أثبتت دور المقاومة ونجاحاتها، والتحرير حصل على يديها ويدي مجاهديها، وهي التي أوصلتنا إلى النتائج العظيمة والبركات الكبيرة التي حصلنا عليها من أجل مصلحة لبنان".

أضاف: "لبنان حصل على نتائج كبيرة وكثيرة ببركة نجاحات المقاومة، التي طردت أمريكا من بوابة الشرق الأوسط الجديد بدل أن تدخل إليها وتصنعها من لبنان، وانهزمت إسرائيل وبقي لبنان شامخاً رافع الرأس، ولم تتمكن إسرائيل من استثماره واحتكاره والسيطرة عليه، واستطعنا أن ننجز انتخاباً واختياراً لرئيس توافقي يجمع الناس، وتوصلنا الى انتخابات نيابية سارت بشكل هادئ رغم المال السياسي وقبلنا بنتائجها، فكان قبولنا وسام النجاح لهذه الانتخابات مع كل نتائجها التي فيها خلل كبير، واستطعنا كذلك أن ننجز حكومة الوحدة الوطنية، وأن نكون من الذين يمهدون الطريق ويسهلون عودة العلاقات العربية ـ العربية والعلاقات اللبنانية ـ السورية، لأن هذه الانجازات رافقتها المقاومة وأثَّرت فيها، وهي أعمال عظيمة تدل على الوطنية الحقة، ولا نحتاج إلى شهادات ولا ضغوطات حتى نرى ما هو الرد وكيفما نتصرف".

وسأل "ما دمنا تسالمنا كلبنانيين على عقد مؤتمر للحوار ودراسة الإستراتيجية الدفاعية في داخل مؤتمر الحوار لماذا تُثار الإستراتيجية الدفاعية خارج مؤتمر الحوار؟ ولماذا تكون هذه البلبلة خارج مؤتمر الحوار؟ إذا أردنا أن نصل إلى نتيجة لا بدَّ أن نجلس إلى الطاولة، وهي الآن نقطة وحيدة على طاولة الحوار".

وتابع "هل يخافون نتيجة طاولة الحوار ويعتقدون أنها ستثبت حق المقاومة بجيشها وشعبه ومجاهديها؟ فيحاولون قطع الطريق مسبقاً على الجلوس على الطاولة، لأن منطق المقاومة قوي ومتين بالدليل والبرهان والتجربة العملية، بينما المنطق الآخر يفتقر إلى الدليل وإلى الإقناع"، موضحا "إذا كنتم تحاولون القيام بخطوة استباقية من أجل إسقاط طاولة الحوار والاعتماد على الصراخ الإعلامي كبديل عن الطاولة لن تنجحوا بالصراخ الإعلامي والطاولة هي الحل؟ وإذا لم تكن عندكم أدلة كافية فأعيدوا النظر بطريقة تفكيركم وأدائكم؟ ومن يتبع السياسة الخاطئة والسياسة التي تخسر لبنان ولا تنسجم مع المسار اللبناني الوحدوي هو الذي سيخسر جماعته، وسيجد أن رصيده بعد سنة أو سنتين قد ضعف كثيرا".

وقال:" إننا حاضرون من أجل أن نبين بالمنطق والدليل أمام الناس كل الحقائق، خصوصا وأن الجمهور يرى ويسمع ويعلم من يحاول بناء مسيرة الدولة ومن يحاول تعطيلها، ويرى من الذي يمهد كل السبل لتعاون الأفرقاء ومن الذي يحاول أن يضع إسفيناً في هذا التعاون"، معتبرا أن "مرحلة خلط الأوراق مرَّت وانتهت والآن دور النتائج، ومن اعتقد أنه يستطيع أن يخلط الأوراق اليوم نقول له يرزقك الحجة والناس راجعة، لا سيما وأن اليوم يُنظر إلى النتائج من ربح في مساره السياسي ومن خسر في مساره السياسي".

وشدد على أن "الأوراق قد خُلطت اليوم، ولم نعد كما كنا عليه قبل أربع سنوات، لأننا في وضع جديد وتاريخ جديد ومسار جديد في لبنان، هذا المسار هو مسار الوحدة الوطنية والتفاهم، ومحاولة بناء لبنان والتأكيد على دعم المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر أننا "نقر بأننا استطعنا أن نزعج ونقلق ونعوق مشاريع أمريكا وإسرائيل في لبنان وفي المنطقة، لأن "حزب الله" عنده جماعة يحملون قناعات واضحة ومنطقية، ونحن حضاريون في مسار سياسي، وهذا الذي أزعج أمريكا وإسرائيل ومن معهما، لأنهم قاموا بمحاولات كثيرة من أجل التشويش علينا ومن أجل إسقاط هذا المشروع المقاوم، وشوشوا علينا بدعاية الإرهاب، فخرجنا من الدعاية مقاومين، ولم يستطيعوا أن يعزلونا عن مجتمعنا ليقولوا بأن جماعة بسيطة قليلة محاصرة في طائفة واحدة، وإذ بالجسر يمتد بيننا وبين قوى سياسية وازنة في طوائف مختلفة، ليتبين أن الأكثرية الشعبية موجودة لدينا على قاعدة الإيمان بالمقاومة، وحاولوا إضعاف معنوياتنا ولكننا خرجنا من حرب تموز وخرجنا من كل التضييق السياسي والإعلامي الذي حصل على كل المستويات أشداء أقوياء، نرفع رؤوسنا ونفتخر بأعمالنا".

رعد

قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في النبطية :"أن العالم كله احتشد ضدنا ليقولوا اسقطوا سلاحكم لان العدو سيعتدي عليكم، ومضينا في مواجهة هذا العدو، وكل العالم خابت آماله لان العدو انهزم في مواجهته مع المقاومة".

أضاف "مضينا في أزمة سياسية طوال 4 سنوات، حيث كنا نقول لا يمكن أن يستقر الوضع في هذا البلد إلا بحكومة وحدة وطنية، ووفاق وطني يتبني خيار المقاومة عبر تصويب مسار العلاقات وتصحيحها مع سوريا، من أجل أن تكون علاقات مميزة، وانتهينا الى الذي كنا نقوله، والآن تحقق، والأمور تمضي وفق الرؤية الواضحة التي كنا نشخصها منذ انطلقت الأزمة".

وتابع: "صدر القرار 1559 وكان عنوانا لحقبة سوداء ظللت الأزمة السياسية في البلد لأكثر من 4 سنوات، واليوم نقول إن صيغة 1559 قد مضت، ونحن نلتزم صيغة 15ـ10ـ5 التي تشكلت في ضوئها حكومة الوفاق الوطني"، آملا أن "يكون هذا منطلقا لمزيد من تعزيز قوة ومناعة لبنان، ومن أجل الشروع جديا ببناء دولة قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية، وتقوم بمهامها تجاه المواطنين، وتدافع عنهم، وتحمي سيادتهم وتحتفظ بكل عناصر القوة التي تكفل هذا الهدف، ومن أهمها حفظ المقاومة جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني".

وخلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في بلدة كفرتبنيت قال رعد:" إن الذين يدعوننا الى التخلي عن المقاومة لا يعرفون عواقب هذا الأمر، وهم يريدون التخلي عن خيار المقاومة، ويطلبون منا أن نفتح لبنان ليكون مستباحا أمام الاسرائيلين، لأنهم لا يريدون القتال، لأنهم لا يقاتلون ولا يصمدون، فليكفوا عن دعوتهم الى التخلي عن خيار المقاومة والصمود".

أضاف: "لن نجعل بلدنا مستباحا، ولن نجعل كرامتنا مداسة أمام طغيان وظلم وقهر العدو الإسرائيلي، ومن يريدون أن يتحدثوا عن صراعنا مع العدو الإسرائيلي عليهم أن يتعرفوا على طبيعة هذا العدو حتى يعرفوا كيف يتحدثون معه".

* اعتبر مسؤول منطقة الجنوب في "الحزب" الشيخ نبيل قاووق خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في بلدة ميس الجبل أن "الحديث عن القرار الدولي الرقم 1559 أصبح من الماضي" مشددا على "أن بند نزع السلاح في هذا القرار دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز 2006 وأنه أصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة" .

ولفت إلى "أن لا معادلة اليوم إلا معادلة البند السادس من البيان الوزاري الذي يؤكد شرعية المقاومة ويضفي اعترافا رسميا وشرعيا بدورها كضرورة وطنية وإستراتيجية في الدفاع عن الوطن وفي تحرير ما تبقى من أرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

وشدد على "أن مشروع المقاومة يتقدم على الرغم من كل الضغوط والقرارات الدولية والحروب الإسرائيلية والتهديدات من كل حدب وصوب، لا سيما وأن المتضررين من هذا المشروع لا يمتلكون إلا أن يكونوا ظاهرة صوتية لا تضر بالمقاومة ولا تعرقل تقدمها ولا برامجها".

أضاف: "كلما ازدادت المقاومة قوة ازداد غيظهم وحنقهم في مختلف المواقع في الداخل والخارج، وهم يعبرون عن خيباتهم المتسلسلة والمتكررة بعد خيبة تموز2006، وفشل محاصرة المقاومة في القرارات الدولية واستنزافها في السياسة الداخلية، وبعد انحسار المشروع الأميركي في البلد ومحاولة إلغاء بند المقاومة من البيان الوزاري وإبعادها عن المشاركة في الحكومة". وذكر أنهم "يعبرون عن الإخفاقات والحسرات التي أصابتهم أمام انتصارات المقاومة العسكرية والسياسية، وتقدم مشروع المقاومة ليصبح الأكثر تأثيرا في لبنان والمنطقة، خصوصا بعد أن تأكدوا أن المقاومة هي التي حمت البلد وأسست لبناء دولة".

ورأى أن "التهديد الحقيقي هو من قبل العدو الإسرائيلي الذي هو عدو مستمر لكل الوطن، وأن المقاومة هي المعادلة الوحيدة التي تخشاها إسرائيل، وهي التي تردعها عن التمادي في اعتداءاتها". ولفت الى "أن وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما لسلاح المقاومة بالخطر على إسرائيل يعني اعترافا أميركيا بأهمية هذا السلاح في مواجهة الاحتلال والخروق الإسرائيلية، ويؤكد حجم فاعليته في مواجهة المشروع الإسرائيلي"، موضحا أنه "لولا سلاح المقاومة لكان المشروع الأميركي قد أسقط كل دول المنطقة وفرض هيمنته وسيطرته عليها".

وجدد " حرص "الحزب" الشديد على الحوار الوطني واستمراره، انطلاقا من رغبته في تقدير هذه التجربة لأجل تعميمها على جميع اللبنانيين، لأن التهديد لا يقتصر فقط على أهل الجنوب ولا على طائفة معينة وحزب معين، ولأن واجب جميع اللبنانيين هو أن يكونوا في موقع الدفاع عن ممتلكاتهم وأرواحهم وسيادة وطنهم".

 

"الموالاة" والعيّنة الأولى

نبيل بومنصف     

بصرف النظر عن "الأجندات" الخاصة بكل من القوى السياسية المشاركة في الحكومة و"برامجها" الذاتية وخلفياتها وحساباتها لمرحلة "التعايش" ضمن السلطة، تثير الضجة التي افتعلت حيال بعض وقائع الجلسة الاولى لمجلس الوزراء غداة عودة الرئيس سعد الحريري من دمشق الكثير من الغرابة في بلد فطر على السياسة الخلافية ومصادماتها وانقساماتها ونادراً ما كان العكس هو القاعدة.

الغريب هذه المرة يأتي من المقلب "المتلقي" للمشاكسة وليس من المقلب المشاكس نفسه، إذ توحي الضجة حيال اعتراضات أثيرت حول مسألة أموال مؤتمر باريس 3 أو تمديد عقد يتعلق بالخدمات في مطار بيروت بأن الانطباع الغالب على القوى الحكومية هو أن التسوية السياسية من جهة وزيارة الحريري لدمشق من جهة أخرى ستحولان مجلس الوزراء واحة استقرار وفسحات آمنة لاصدار القرارات من دون أي عقبات. والحال ان هذا الانطباع يبدو على جانب من السذاجة، ويعكس في أقل الأحوال افراطاً في حسن النيات، لأن هذه التسوية، مهما علا مستواها وقوتها وحجمها وامتداداتها، ستبقى قاصرة عن تحويل الحكومة فريق عمل متجانساً رغم كل التنميق السياسي المخالف. ومع انه من الخطأ اعتبار الجلسة الأولى عينة كافية للحكم على مقاربات القوى السياسية لأعمال الحكم في ظل التسوية، فلا بأس من اعتبارها "ليلة الدخلة" الى هذا الزفاف القسري. حينذاك يبدو رئيس الحكومة نفسه أول المدركين لما ينتظره في الرحلة الطويلة، وقد عكس ذلك واقعياً في تعامله مع الحالتين اللتين أثارتا جدلاً ونقاشاً داخل الجلسة، إذ جاءت القرارات منسجمة مع التزامات الدولة في شأن باريس 3، ومتسمة بالالتزام والمرونة في شأن خدمات المطار.

لكن المسألة لا تقف عند حدود المماحكات العملية في طريقة صياغة القرارات الحكومية فقط، بل تثير بعداً آخر أكثر اتساعاً يتعلق باستكشاف المفهوم السياسي العام الذي سيرافق عمل الحكومة المرعية بالتسوية.

فمن غير المنطقي الظن أن التسوية يجب أن تقترن بانتفاء الخلافات داخل مجلس الوزراء حتى لو أضحت القوى "المعارضة" نفسها على يمين رئيس الحكومة. مثل هذا الاتجاه، على استحالته واقعياً، هو عامل شديد الخطورة لأنه يعمم مفهوم طغيان التسوية السياسية على القرارات الاجرائية ويقيم عندها فعلاً سلطة آحادية لن يكون لها "معارض" لا في الحكومة ولا في مجلس النواب، ولذا قد تضحي مصلحة قوة "الموالاة" نفسها في المقام الاول في "الانفتاح" على أي مشاكسة مبكرة من شريكتها اللدود، لأنه لن يبقى من مظاهر الفرز بين موالاة ومعارضة سوى تعامل هذه وتلك مع جداول اعمال الجلسات الاسبوعية لمجلس الوزراء. أما افتعال الضجة كل اسبوع حيال أي خلاف سينشأ فسيؤدي في النهاية الى حيث تريد قوى المعارضة تماماً، أي الاتفاق المسبق على القرارات قبل طرحها في مجلس الوزراء، مما يوفر لها مكسباً فائضاً آخر في سياق سعيها الى ترسيخ ما يسمى الديموقراطية التوافقية، حتى في صلب القرارات الاجرائية، وانتفاء أي هامش ضئيل للتنفس من خارج الإطار القسري للتسوية. بطبيعة الحال ثمة ما يبرر للموالاة "القديمة" توجسها الفطري من المعارضة "القديمة" التي يحفل "سجلها العدلي" بتجارب تعطيل القرارات والمؤسسات والالتزامات ونزعتها السليقية الى تحكيم منطق ميزان القوى على المنطق الديموقراطي السوي. ومع ذلك سيتعين على هذه الموالاة الا تفرط بدورها في استخدام حساسية ربما تغدو مرضية بدورها الى حدّ خدمة خصومها من حيث لا تعلم. فسيأتي يوم حتماً، ستضطر فيه الموالاة الى المشاكسة ربما أكثر من المعارضة، وهو الامر الذي يلزمها على نحو مبكر أن "تحرض" شريكتها على كشف كل أوراقها، وعدم التقوقع عند كل اعتراض.

 

التحرك السوري في كل اتجاه يتم بمعزل عن إيران أم بالتنسيق معها؟

الأشهر القليلة المقبلة تكشف حقيقة المواقف

اميل خوري/السؤال الذي تختلف الأجوبة عنه هو: هل تحرّك سوريا في كل اتجاه عربي واقليمي ودولي بعد الخروج من عزلتها يتم بالتنسيق والتفاهم مع حليفتها ايران، أم بمعزل عنها وهو ما يجعل مواقفهما من بعض القضايا المطروحة متمايزة، بحيث انه قد يحدث في المدى القريب أو البعيد تباعد ثم فتور وجفاء؟ وهل يتكرر بين سوريا وايران ما حصل في الماضي بين الرئيس حافظ الاسد ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على الساحة اللبنانية عندما انقسم اللبنانيون وقادتهم بين من هم مع الرئيس الاسد ومن هم مع عرفات بسبب الصراع حول من يمسك منهما بالقرار اللبناني، وبعدما أفلتت من يد الرئيس السوري الورقة الفلسطينية؟ وقد انتهى هذا الصراع بفوز الرئيس الاسد على عرفات بعدما بدأ بوقوف سوريا مع المرشح الياس سركيس للرئاسة الاولى وذلك بتأمين النصاب لانتخابه برغم القصف المدفعي على فيلا منصور، المقر الموقت لمجلس النواب، وهو قصف تولته تنظيمات فلسطينية بهدف تعطيل هذا النصاب. وانتهى هذا الصراع بإخراج أبو عمار مع الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس عندما دخلت القوات السورية الى لبنان، ودفع سياسيون لبنانيون وقفوا مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ثمن ذلك...

فهل ينقسم اللبنانيون وقادتهم مرة أخرى بين من هم مع ايران ومن هم مع سوريا في حال حصول تباعد بينهما ليس على الساحة اللبنانية فحسب بل على الساحة العربية والساحة الدولية بسبب تمايز مواقفهما من الاوضاع في العراق واليمن وباكستان وافغانستان وتالياً من السلاح النووي والسلام مع اسرائيل؟

ثمة من يعتقد أن سوريا البارعة في اللعب على حبال السياسة وعلى التناقضات والخبرة في ممارسة الازدواجية في مواقفها، لن تغامر وهي تتحرك في كل اتجاه ما لم  تكن على تفاهم وتنسيق مع حليفتها القوية ايران التي لا يضيرها شيء اذا ما نجحت سوريا في العودة سياسياً الى لبنان أو في عودة لبنان اليها بفعل تبدل الظروف والمعطيات، لأنها عودة مفيدة لكل من سوريا وايران وتجعلهما يتقاسمان النفوذ فيه. فايران ترتاح الى بقاء السلاح في يد "حزب الله" وسوريا تطمئن الى وجود حكم فيه ترتاح اليه وترى في حكومة الوحدة الوطنية الحالية ضماناً لعدم صدور قرارات لا ترضيها في المواضيع المهمة. ولا يضير ايران شيء اذا ما باتت سوريا قريبة من السعودية ومن دول الخليج ومن دول الاتحاد الاوروبي وحتى من الولايات المتحدة الاميركية، لأن ما يفيد سوريا يفيد ايران ويؤهلها للقيام بدور يجنب المنطقة خطر المواجهة العسكرية. ولا شيء يضير ايران ايضاً اذا ما توصلت سوريا الى اتفاق مع اسرائيل تستعيد به الجولان، أو الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية على حل الدولتين، بحيث يعم السلام الشامل المنطقة، ولا تعود دول فيها قلقة من عدوان اسرائيلي أو من توسع ايراني، ومع حلول هذا السلام لا تعود بحاجة الى امتلاك صواريخ بعيدة المدى ولا الى سلاح نووي. كما لا تعود الحاجة الى سلاح تحتفظ به التنظيمات والمجموعات والاحزاب في لبنان وفي فلسطين وفي أي دولة في المنطقة.

وثمة من يرى خلاف ذلك ويعتقد ان تسهيل عودة سوريا سياسياً الى لبنان وتمكينها من استعادة الجولان والاكتفاء ربما بمعرفة من اغتالوا الرئيس الحريري ورفاقه ونفذوا اغتيالات أخرى من دون معرفة من كانوا وراءهم مدبرين ومخططين، أمور مهمة قد لا تعطى لسوريا مجاناً وبدون أي مقابل. لذا يعتقد أصحاب هذا الرأي ان سوريا مطلوب منها أن تعطي في لبنان ما يعزز سيادته واستقلاله وقراره الوطني الحر، ويرسخ الأمن والاستقرار فيه، وأن يكون لبنان شريكاً معها في مرحلة من مراحل المفاوضات مع اسرائيل لكي يستعيد ما تبقى من أراضيه المحتلة، وأن تكون علاقاتها من دولة الى دولة، ولا تظل تقيم علاقات مع أحزاب وسياسيين في لبنان هم على خصومة مع الدولة اللبنانية، وان لا يبقى سلاح غير سلاح هذه الدولة ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها كي يصح عندئذ القول بقيام الدولة القوية القادرة في لبنان، وأن تحدد سوريا خياراتها بين ايران والدول العربية اذا ما استمرت المواجهة السياسية التي قد تتحول مواجهة عسكرية مع ايران اذا ما ظلت مصرة على تخصيب الاورانيوم للحصول على سلاح نووي يخل بالتوازن في المنطقة، وان على سوريا في هذه الحال أن تختار موقعها وتحدد موقفها، كما فعل الرئيس حافظ الاسد من قبل، عندما وقف ضد عراق صدام حسين في حرب الخليج، وكان له دور في لبنان والمنطقة حدده له اتفاق الطائف، فدخلت قوات سورية واوقفت الاقتتال فيه وحققت الأمن والاستقرار وإن على طريقتها، وظل لبنان في حاجة الى بقاء هذه القوات أكثر من 15 سنة وليس لمدة سنتين كما نص اتفاق الطائف.

لذلك، فإن الاشهر القليلة المقبلة هي التي تعطي جواباً واضحاً وربما حاسماً بالنسبة الى موقف سوريا بين ايران والعرب إذا ما تطورت الامور نحو الاسوأ ولم يقتصر الامر على انزال عقوبات قاسية بها ولم تكن كافية لردعها عن مواصلة العمل على تخصيب الاورانيوم، بل كان لا بد من مواجهة عسكرية تضع سوريا في موقف حرج كما تضع لبنان ايضاً اذا ما تحرك "حزب الله" لمساندة ايران في هذه المواجهة. فإذا قررت سوريا الوقوف ضد ايران او حتى الوقوف على الحياد، فإن هذا الموقف يحتاج الى ترجمة في لبنان اذا ما تحرك "حزب الله" ودخل طرفاً مع ايران، أو قررت سوريا منع مرور الاسلحة اليه، عبر حدودها أو العكس، لتصبح طرفاً في المواجهة.

الواقع ان المنطقة تشهد حالياً فترة ترقّب وانتظار ما ستنتهي اليه الصراعات والتجاذبات بين الغرب وايران. وبين العرب وايران، فإما تنتهي الى تسوية او صفقة تدخل معها المنطقة مرحلة هدوء واستقرار تمهد لتحقيق سلام شامل مع اسرائيل، او تنتهي بصفعة لا يعرف أحد حجم تداعياتها ليس على دول المنطقة فحسب بل على دول أخرى. وكما انقسمت الدول العربية ودول الغرب في الحرب على العراق وكان ما كان من نتائجها، فإن انقساماً أشد وأخطر قد يحصل إذا ما تقررت الحرب على ايران. فهل تشتد الازمة مع ايران لتنفرج ويتم التوصل الى صفقة عادلة تجنباً لصفعة تفجّر المنطقة ولا ينجو منها أحد؟

 

هوف توقّع في بيروت معاودة تحريك الوساطة التركية

قلق من مضاعفات لطرح مسألة "حزب الله" في المفاوضات

روزانا بومنصف     

انشغلت الاوساط السياسية في الايام الاخيرة بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق، ولم تتوقف طويلا عند الزيارة التي قام بها لبيروت فريديريك هوف، نائب المبعوث الاميركي لعملية السلام في المنطقة جورج ميتشل. فهذه الزيارة تكتسب ابعادها من زوايا عدة، اذ تمهد في شكل اساسي للزيارة المقبلة لميتشل لبعض دول المنطقة ومن بينها لبنان وسوريا واسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة اوائل السنة، بعدما جمّدت اثر ما طال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من حملات بعد موقف السلطة من تقرير غولدستون، وهو الامر الذي علّق المسعى الاميركي باعتبار انه من الصعب ان تتابع المساعي من اجل التفاوض مع اشخاص بات مصيرهم، او كاد ان يكون على المحك. وتاليا، فان الادارة الاميركية انتظرت بعض الوقت لتبرد الامور وتهدأ قليلا من اجل معاودة ميتشل جهوده لمعاودة العملية السلمية، رغم ان الامال ليست كبيرة في تحريك الامور على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، وان كانت الادارة الاميركية على اقتناعها بان الاولوية المطلقة تبقى لهذا المسار قبل غيره، من دون اهمال العمل على المسارات الاخرى، اي المسار السوري - الاسرائيلي والمسار اللبناني - الاسرائيلي .

في المقابل، فان المسؤولين الذين زارهم هوف ترافقه السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون قد تبلغوا منه تقدم احتمالات معاودة المفاوضات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة عبر الوسيط التركي الذي حضته الادارة الاميركية على اعادة تصحيح ما اعترى علاقته مع اسرائيل اخيراً، بحيث زار تركيا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس فيما ينتظر ان يزورها قريبا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وفق ما ابلغ هوف  هؤلاء المسؤولين . ومعاودة المفاوضات غير المباشرة تدفع في اتجاهه ايضا واشنطن من دون ان تتولى هي دور الوساطة، وهو متوقع في مدى قريب على ما فهم المسؤولون المعنيون، وان يكن الامر مرتبطا بمجموعة من الاسئلة تردد ان اسرائيل طرحتها على تركيا من اجل الحصول على اجوبة سورية تتعلق بمجموعة امور تتصل ببحث مصير "حزب الله" ودعم سوريا له على طاولة المفاوضات، شأن دعم سوريا لحركة "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية الراديكالية، باعتبار ان معاهدة السلام لم تعد مرتبطة بمعادلة الارض مقابل السلام بل بشروط اخرى، وترفض سوريا ربط استعادة الجولان بشروط اقليمية تتعلق بدعمها لهذه التنظيمات او بتحسين علاقاتها بالعاصمة الاميركية على قاعدة الفصل بين اي مطلب لاستعادة الجولان وسائر الشروط او المطالب الاخرى.

وهذا الواقع يثير قلق سياسيين لبنانيين كثر يعتقدون ان معاودة المفاوضات بين سوريا واسرائيل غير مريحة و يجب ان تقلق لبنان الرسمي فعلاً، اذ ان دفتر الشروط المحدد يعيد وضع لبنان في شكل غير مباشر او بعض الوضع فيه الى طاولة البحث والتفاوض . ويستند ذلك الى ان  وضع "حزب الله" على طاولة المفاوضات بين اسرائيل وسوريا ، ولو ان الكلام الاميركي يصر على عدم المساومة على سيادة لبنان او عدم امكان ان تأتي اي صفقة على حسابه ، يعني ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة تجعلان من "حزب الله" مسؤولية سورية لجهة نزع سلاحه وتأمين الضمانات اللازمة لامن اسرائيل عبر الحدود مع لبنان . وهذا يعني ضمنا وعلى نحو هامشي للقضية الاساسية ان لا ثقة بان طاولة الحوار في لبنان التي ستبحث في مصير سلاح الحزب من زاوية وضع استراتيجية دفاعية للبنان ستفضي الى اي شيء عملي يشكل ضمانا غير مقلق بالنسبة الى الخارج واسرائيل على حد سواء، بل هي مضيعة للوقت ما دام الامر يبحث على طاولة التفاوض الاقليمي مع سوريا . وهذا القلق يتصل بوجود استعداد اسرائيلي دائم لتكون سوريا مسؤولة عن الامن في لبنان، خصوصا ان اسرائيل كانت من ابرز المنزعجين من انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005  ومن ابرز الرافضين لحصوله، لاعتبارها ان سوريا كانت الضمان لضبط "حزب الله" وحركته عبر الجنوب اللبناني، وان يكن ديبلوماسيون اميركيون كثر يعرفون ان سوريا كانت تضبط الحدود في لبنان كما كانت تحركها وفق مصالحها او تركها تتحرك وفقا لهذه المصالح . وتاليا، لا يعتقد ان رفض سوريا راهنا ربط اي بحث في سلاح "حزب الله" ونزعه بموضوع استعادة ارضها المحتلة في الجولان يتصل بعدم رغبتها في تولي هذه المهمة، اذ ان ذلك يعيد تكليفها على نحو مباشر ادارة الوضع اللبناني في شكل او آخر، وطموح سوريا في هذا الاطار معروف ولا جدال فيه، بل يتصل بعدم امكان بتها هذا الموضوع وحدها بعدما باتت ايران مسؤولة على نحو مباشر عن موضوع الحزب وترغب في التفاوض معها على هذا الموضوع في الوقت المناسب، في حين تهدف اسرائيل ومعها الولايات المتحدة الى الفصل بين سوريا وايران ايضا عبر تكليف سوريا انهاء الوضع  العسكري للحزب ونزع سلاحه. 

 

لبنان والتوجّه السوري الجديد

2009 الجمعة 25 ديسمبر

 أوان الكويتية/ منى فياض

في الندوة التي أقامها مركز عصام فارس في بيروت حول القرار 1559 في أواخر العام 2008، خلص الباحث السياسي بول سالم إلى أن التوجه السوري لم يعد تجاه لبنان، كما كان سابقا،ً بعدما لم يعد النظام السوري مهووساً بلبنان وبضرورة البقاء والوجود فيه، ولم يعد لديه رغبة قوية بالعودة إلى لبنان.

لكن إذا كانت العودة السورية فيزيائيا إلى لبنان لم تعد واردة، فلأسباب لا تتعلق بعدم الرغبة السورية تحديداً، ذلك أن التطورات الأخيرة تدعم وجود هذه الرغبة، وعدم القدرة على التخلص منها، إن في العودة، أو في التأثير على الأحداث والسياسات اللبنانية. فزيارة الرئيس الحريري الى دمشق، التي يمكن تشبيهها بالتراجيديا الإغريقية، أعادت كل هواجس وتفاعلات المرحلة الماضية الى السطح. وسوف تكون امتحاناً قاسياً لجمهور الحريري بالذات، ولجمهور 14 آذار الأوسع من أجل القبول بنوع من استعادة نفوذ ما.

وكان لافتاً وصف العلاقات بين المجتمعين بأنها «شخصية»، في الوقت نفسه الذي جاء فيه أنه تم التركيز في هذه الزيارة على العلاقات المستقبلية، وتفعيل المؤسسات بين البلدين وترسيم الحدود. وربما يوحي ذلك بأن المرحلة الجديدة سوف تؤسس لعلاقات يتم التأكيد على أنها ستكون بناءة وإيجابية وتسهم بتفعيل عمل المؤسسات بين البلدين بعد أن تتم تصفية الأجواء على المستوى الشخصي بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبناني على طريقتنا العربية التقليدية أي «عفا الله عما مضى».

لكن تصويب نمط العلاقة يظل رهناً بمدى قدرة الرأي العام اللبناني الذي شكّل جمهور انتفاضة 14 آذار، وما تبعها من نضالات، أن يظل فاعلاً ومتيقظاً لكي لا ينزلق سياسيوه مجدداً في استعادة النمط القديم من العلاقات التابعة والدونية، أو الاستقوائية ويخضعهم للمساءلة والمحاسبة الدائمتين.

وموضوع العلاقات اللبنانية السورية يعدّ من الموضوعات المستعادة التي تبحث عن إطار لحل متوازن، لكن النقاش المستجد حول القرار 1559 الذي تم تطبيق بندين اثنين منه من أصل البنود الأربعة: الانتخابات الرئاسية وانسحاب القوات غير اللبنانية (باستثناء الغجر وشبعا)، بينما يظل عالقا موضوع الميليشيات المسلحة، ونشر سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، يطرح تساؤلات عدة.

ومن غير الواضح أسباب استعادة النقاش حول هذا القرار، والذي تزامن مع زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، واستبق زيارة الحريري إلى دمشق، هل من أجل منع تدخل مجلس الأمن في العلاقات بين لبنان وسورية؟ وهذا مطلب يصعب تحقيقه، فجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خاضعة لقراراتها و«منع هذا التدخل» غير خاضع لمزاج الدول. أم إن اثارته من أجل إرجاء إعادة طرح موضوح السلاح خارج المخيمات، بخاصة مع تصريح أحمد جبريل عن ضرورة نقل هذا الملف الى طاولة حوار، إسوة بسلاح حزب الله، أم لأمر آخر؟

وصحيح أنه طالما طرحت مسألة العلاقات بين لبنان وسورية منذ لحظة الاستقلال، بسبب عامل الجوار الجغرافي والتداخل التاريخي. لكن هذه المسألة تبدو موضوعاً ملحاً للبنان حالياً، لأنها تتعلق بتمتين سيادة الدولة واستقلالها، إلا أنها ليست مشكلة لبنانية سورية حصرية، والتعامل معها يقع في إطار إشكالية أعم تتعلق بعلاقات الدول العربية فيما بينها، لجهة ترسيخ مفهوم وواقع الدولة الوطنية وحدودها ومصالحها على مستوى العالم العربي. لذا، ومهما كانت الأسباب الكامنة خلف هذه النقاشات، فلا يمكن فصلها عن الإطار الأعم الذي يحدد وحده العلاقات والمصالحات بين الدول العربية.

ولقد سبق أن تم الربط بين صدور القرار 1559 وبين الخلاف الأميركي/ السوري الذي استجد حول الموضوع العراقي بعدما تم اجتياحه من قبل القوات الأميركية في العام 2003. وتظل هذه مسألة خلافية حتى الآن بين النظامين السوري والعراقي، من ضمن إشكالية العلاقات الحدودية والتدخلات السياسية والأمنية بين الدول العربية التي لم تنتظم بعد كما يجب، منذ تكوّن هذه الدول الوطنية في القرن الماضي. ومع وجود محاولة للقيام بتنظيم العلاقات التعددية بينها منذ مشروع الأربعينيات الذي قادته مصر والعراق وترجم ببروتوكول الاسكندرية في العام 1944 والذي تأسست بموجبه جامعة الدول العربية التي يترجم تعثرها تعثر العمل العربي المشترك واستمرار الصراعات والتشرذم العربيين بشكل دائم والمعبر عن نفسه بالمحاور والاستقطابات المتنقلة.

فالدولة الوطنية العربية تعاني الإشكاليات تقريباً: لنذكر مشكلة الحدود بين مصر وفلسطين في غزة، وبين اليمن حالياً.. والسعودية في إطار العنف المتبادل مع الحوثيين. وكانت حرب صدام حسين على الكويت، لأنه اعتبرها جزءا من العراق. من دون أن ننسى النزاع الحدودي بين الجزائر والمغرب والتوتر بين سورية والعراق.

إن الحديث عن «وطن عربي»، أو «عالم عربي»، يوحي بوجود نوع من وحدة عربية، أو بأن هناك شعبا عربيا واحدا موزعا على دول وطنية لاتزال تعتبر مصطنعة وطارئة. لكن لنسأل أنفسنا عن النزاع الأخير بين مصر والجزائر، بسبب كرة القدم، والذي أفلت أنواعاً من العنف والعنصرية غير متوقعة بين شعبين عربيين شقيقين، وكاد الأمر يتحول الى نوع من حرب اقتصادية ودبلوماسية حقيقية بينهما. وفيما يتعدى استغلال الأنظمة للأزمة وهروبها إلى الأمام من محاسبة جماهيرها لها على أدائها، أو غوغائية الجماهير، أوالتعصب العنصري، والانفلات الاعلامي، وأهمية الرياضة وما شابه.

لنسأل أنفسنا على ماذا يدل هذا النزاع؟ أليس على أن الشعوب العربية هي «شعوب عدة، وليست شعباً واحداً»!! وأنه على الرغم من وحدة اللغة والدين، فإنها تمتلك خصوصيات مناطقية وجغرافية وثقافية متعددة، وهي تغيرت واقعياً وصارت تشعر بالانتماء إلى دولها الوطنية قبل الانتماء الى وهم «الشعب العربي الواحد»؟ أولم يترافق وجود الجيش السوري في لبنان وانسحابه فيما بعد (مهما كانت وجهة نظرنا حول الموضوع) بتعميق الانتماء لدى المواطن السوري الى دولته ونظامه من جهة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللبناني من جهة ثانية؟

المشكلة أن الواقع والممارسة يتغيران قبل أن نعي ذلك على مستوى الأفكار والإيديولوجيا. على كل حال قد يكون الحل بالتسليم والقبول بوجود الدولة الوطنية العربية وبتدعيم حدودها ومصالحها المشروعة وخصوصياتها كخطوة أولى مساعدة للتوصل إلى إرساء تعاون حقيقي فيما بينها في إطار الجامعة العربية يمكنه أن يؤدي إلى نوع من اتحاد عربي متين ومنتج وفاعل، فلا نظل ننعى الجامعة العربية وحدود فعاليتها بانتظار الاجماع المعطل للحلول الممكنة. على كل حال تمثل تجربة مجلس التعاون الخليجي خطوة رائدة في هذا المجال، ربما يجب العمل على تصدير هذا الأنموذج وتقليده كخطوة أولى. وفي هذا ما يساعد لبنان وسورية.

 

طعن الكتائب أم الطعن بها؟  

بقلم داني حداد

هل يصحّ وصف المشروع الذي أعدّه حزب الكتائب للطعن بالبند السادس من البيان الوزاري، الذي يتناول موضوع المقاومة وسلاحها، أمام المجلس الدستوري بالـ "فاول"؟ ربما، ولكن اللافت أنّ الدعوة الكتائبيّة التي انطلقت على لسان رئيس الحزب - القيادي الأبرز في الغياب عن قدّاس العيد في بكركي - بحضور الوزير الكتائبي ونوّاب الحزب، لم تلقَ تجاوب الحلفاء الذين تعاطوا معها ببرودة شديدة، فجاء ردّ النوّاب الذين تمّ الإتصال بهم للحصول على تواقيعهم شبه موحّد "خلّونا نفكّر". ولم ينتهِ احدٌ منهم، حتى الآن، من التفكير.

لم يبدأ "ظلم ذوي القربى" مع الكتائب من الإحجام عن التوقيع على مشروع الحزب. فالحزب تعرّض لأكثر من طعنة في الفترة الأخيرة، أبرزها عند تأليف الحكومة التي كان نصيب الكتائب فيها متواضعاً من دون أن يسعى أيّ من الحلفاء للتعويض عن هذه "الخسارة"، خصوصاً عند انتخابات رؤساء اللجان النيابيّة.

حزب الكتائب محرج من دون شكّ. يعارض الأسلوب الذي اعتمد في تأليف الحكومة ثمّ يضطرّ للمشاركة فيها. يعارض البيان الوزاري ولا يجد من يطعن معه به. يعترض على زيارة سعد الحريري الى دمشق، ولا يجد من يلاقيه في هذا الإعتراض... فهل وقع حزب "الله والوطن والعائلة" بين مطرقة التيّار الوطني الحر وسندان القوات اللبنانيّة، لا يمكنه أن يكون في موقع الأول المنفتح ولا يستطيع أن يجاري الثاني في مواقفه المتشدّدة؟

نكتفي من الإجابة باستنتاجٍ يتيم: يحرج الأقرباء حين يظلمون!

 

سمير فرنجيّة لموقعنا: لقاء دمشق حصل على أرض 14 آذار العربيّة وبنود من القرار 1559 لم تنفّذ حتى الآن 

 يحمل النائب السابق سمير فرنجية وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار همّ مستقبل لبنان، رابطا إياه بالقرار الدّولي الذي سيتخذ في شأن الملفّ النووي الإيراني إذا لم تلتزم إيران بالمهلة التي حددت لها في نهاية السنة موقفة التخصيب. ويدرج فرنجية زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى دمشق في إطار "الضرورة من أجل استيعاب أيّ خضّة قد تحدث في المنطقة". ويقول في حديث الى موقع "ليبانون فايلز": "الزيارة هي خطوة منا في اتجاه سوريا، وهي أتت نتيجة الإشارات الإيجابية التي أعطتها سوريا للمجتمع الدولي، وبالتالي إن نتائجها ستأتي بحسب الإستعداد السوري لاستكمالها"، مردفا:" الكرة اليوم بملعب سوريا".

 يشير فرنجية الى أن الزيارة " لم تأت خارج سياق 14 آذار بل تمّ اللقاء على أرض 14 آذار العربية وليس خارجها"، منبّهاً "بأنه على الرغم من ذلك وعشية مهلة اسبوع من أي قرار قد يتخذ في شأن إيران فإن الإحتمالات كلّها تبقى مفتوحة، وبالتالي إن هذه العلاقة المستجدّة بين لبنان وسوريا مهمة للإستقرار على أمل أن يكون السوريون جادون في استمراريتها". يتخوّف فرنجية من "ضربة إسرائيلية للبنان بمعزل عن برنامج الحكومة والتشكيلة الحكومية، وبالتالي إن وجود علاقة مع سوريا في هذا الظرف أفضل من عدمها".

ولفت فرنجية الى ان الرئيس الحريري " كان وضعنا في أجواء الزيارة وتفاصيلها قبل حصولها لكنه لم يتحدث في موعدها". وأشار الى "الحفاوة التي استقبل بها الحريري والكلام الصادر لأول مرة في سوريا حول النوايا في حل الإشكالات القائمة بين البلدين". يعترف فرنجية بأن "الشرح لجمهور 14 آذار عن ظروف الزيارة لم يكن كافيا، وبإعتقادي أن هذه الثغرة لدى الرأي العام يجب أن تزال، لأن شرح ظروف الزيارة وأهدافها سيجعل الناس تتقبلها حتما. وللتذكير ليس نحن من عادينا وقمنا بالتصفيات، وليس نحن من رفضنا عودة العلاقات على قاعدة لبنان أولا، وبالتالي لما أعطت سوريا إشارات مختلفة كان ضروريا تلقفها والوقت سيثبت إذا كانت هذه الإشارات جدية أم لا".

يفنّد فرنجية بنود القرار 1559 متسائلا "كيف يتخذ وزير خارجية لبنان قرارا بإلغاء هذا القرار من دون الرجوع الى مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية؟"، مضيفا: "ثمة بنود أساسية لم تطبق في القرار أبرزها: "بسط سلطة حكومة لبنان وحدها من دون منازع، مطالبة جميع القوات الأجنبية بالإنسحاب ولا تزال إسرائيل تحتلّ قسما من أراضينا فضلا عن المنظمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، والأمر سيان بالنسبة الى حل الميليشيات"،  شارحا بأنّ "لهذا النص آليته وهي مسألة منوطة بقرار أمين عام الأمم المتحدة".

 

تحالف المصالح بين إيران وسوريا وحزب الله يقلق أمريكا

http://www.kataeb.org/breakDetails.asp?newsid=39009

جاءت ولادة حزب الله اللبناني بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بمبادرة إيرانية وتولى تدريبه منذ البدايات الحرس الثوري الإيراني بمباركة وتسهيلات سورية كبيرة. وسيطر حزب الله على الجنوب اللبناني حيث حمل راية المقاومة ضد إسرائيل، كما كان له نفوذ واسع في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان للمقاومة العنيفة وعشرات العمليات الانتحارية التي نفذها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية أثر كبير على قرار الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، لكن عمليات حزب الله لم تتوقف بعد الانسحاب الإسرائيلي لبقاء أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي وعدم حل قضية الأسرى اللبنانيين. وبين عام 2000 والحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في 2006، قام حزب الله بتنفيذ 21 عملية عسكرية ضد إسرائيل. لكن فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حزب الله في حرب تموز (يوليو) 2006، بحسب دراسة نشرها معهد (أمريكان انتربرايز) للأبحاث في ديسمبر 2009، جعل الكثير من المراقبين والمحللين يعتبرون الحزب الطرف المنتصر لأنه تمكن من الصمود في وجه إسرائيل وأصبح أول جهة عربية تضرب حيفا في الداخل الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948.

وقالت الدراسة إن سوريا سهلت تصاعد قوة حزب الله من خلال تسهيل مرور الأسلحة والمساعدات الإيرانية إليه، كما أنها وفَّرت ملاذاً آمناً لقيادات وضباط حزب الله وبعض التنظيمات الفلسطينية المتشددة وبعض التنظيمات المسلحة التي تنشط في العراق منذ احتلاله عام 2003. لكن الدعم الإيراني كان أساسياً في كل هذا. ففي عام 1996، قال وزير الخارجية الأمريكي حينها، وارن كريستوفر، في خطاب ألقاه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن إيران تقدم دعماً مالياً هاماً لعدد من التنظيمات الإرهابية التي لها مكاتب في لبنان، بما في ذلك 100 مليون دولار سنوياً لحزب الله وحده. كما تقدم إيران لهذه التنظيمات أسلحة وتوفر لها التدريب اللازم وتزودها ببعض الإرشادات العملياتية في بعض الأحيان. ويقدر بعض الدبلوماسيين الغربيين في لبنان أن المساعدات المالية الإيرانية لحزب الله ارتفعت لتصل إلى 200 مليون دولار سنوياً.

وتضيف الدراسة أن إيران استمرت في إرسال الأسلحة إلى حزب الله بعد حرب تموز (يوليو) 2006 عبر الأراضي السورية. فقد نقلت مجلة (فوكاس) الألمانية في 9 أكتوبر 2006 عن الاستخبارات الألمانية أن إيران أعادت تسليح حزب الله مباشرة بعد الحرب وزودته بترسانة كبيرة من الصواريخ عبر سوريا. ويتم نقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا بطرق متعددة. ففي 29 مايو2007 مثلاً، اصطدم قطار تركي يحمل مواد بناء من إيران إلى سوريا بلغم وضعته جماعة إرهابية كردية مما أدى إلى خروجه عن مساره. واكتشفت الشرطة التركية وجود شحنة غير مصرح بها من الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك قاذفات صواريخ وبنادق. وفي جميع الأحوال فإن طائرات الشحن الإيرانية تهبط كثيراً في مطار دمشق الدولي، وقد جعلت الشكوك حول دورها في نقل أسلحة الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شركة الشحن الجوي الإيرانية.

وتضيف الدراسة أن الرغبة في إحراز تقدم في العملية السلمية في الشرق الأوسط، تفكيك المحور الإيراني- السوري، وإنهاء الدعم السوري للإرهاب تشكِّل حوافز لإدارة الرئيس أوباما لتحويل دور سوريا دبلوماسياً من دولة رافضة إلى دولة أكثر اعتدالاً توقف دعمها للإرهاب ولا تخضع للنفوذ الإيراني. لكن الأدلة المتوافرة حتى الآن لا تظهر نجاح جهود الدبلوماسية الأمريكية في هذا الإطار، وأن التنازلات السورية – مثل إعادة فتح المركز الثقافي الأمريكي في دمشق- تبقى محدودة وقاصرة. كما أن العلاقات السورية الإيرانية لا تزال قوية كما في السابق، وقد التقى الرئيسان الإيراني والسوري عدة مرات كان آخرها في نوفمبر الماضي في تركيا. وأكد الرئيس أحمدي نجاد لدى استقباله وزير الخارجية السوري في طهران في 5 نوفمبر الماضي أن "العلاقات الشاملة بين دمشق وطهران تزداد عمقاً، وحكمة، وقوة بمرور كل يوم، ومثل هذه العلاقات لا تخضع للتطورات الأخرى بسهولة".

وفي ذات الوقت، جعل نجاح الاعتراضات الإسرائيلية والأمريكية المتكررة لشحنات أسلحة إيرانية في أعالي البحار الدور السوري كمعبر للأسلحة أكثر أهمية. وقد شهد العقد الماضي عدة اعتراضات كبيرة للأسلحة ذكرت الدراسة بعضاً منها:

• في يناير 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية حاويتين مليئتين بالأسلحة على متن السفينة اللبنانية كاليبسو.

• في 7 مايو 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية السفينة سانتوريني وهي تقوم بمهمتها الرابعة لتهريب الأسلحة.

• في 3 يناير 2003، اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة كارين-آ وهي في طريقها إلى غزة وكانت تحمل أسلحة إيرانية متطورة.

• في 19-20 يناير 2009، اعترضت البحرية الأمريكية سفينة الشحن الإيرانية مونشيجورسك وهي تحمل عتاداً عسكرياً إلى سوريا.

• في 4 نوفمبر 2009، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة الشحن فرانكوب وعلى متنها كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.

وتزداد أهمية سوريا مع تأكيد قادة إيران التزامهم بدعم حزب الله والجماعات الفلسطينية المتشددة التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. فعلى سبيل المثال، صرح رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، لقناة بريس تي في أن إيران "فخورة بالدفاع عن حماس وحزب الله ... هم مجاهدون في سبيل الله".

وخلصت الدراسة إلى أن استمرار الدعم السوري للإرهاب يقوِّض أي مكاسب سياسية تحققها الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، فإن الحرس الثوري الإيراني يتمتع بنفوذ سياسي أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإن تصريحات بعض قادته بأن القريب العاجل سيشهد "تدمير إسرائيل، المعتدية، هذه الجرثومة السرطانية، على الأيدي القادرة لمقاتلي حزب الله"، تثير القلق في واشنطن والعواصم الأوروبية من احتمال اندلاع صراع كبير في المنطقة.

تراجع مستوى التمويل والتأييد لتنظيم القاعدة

في أغسطس 2008، صرح مسؤول الاستخبارات الأمريكية عن التهديدات الخارجية حينها، تيد جيستارو، بأن نفوذ تنظيم القاعدة يتنامى في المناطق القبلية في باكستان وأنه "حافظ أو زاد قوة عناصر أساسية من قدراته لمهاجمة الولايات المتحدة خلال السنة الماضية"، رغم موت عدد من قادته البارزين.

وبعد مرور أقل من سنة على ذلك التصريح، تبلورت صورة أخرى لتنظيم القاعدة. إذ يبدو التنظيم مشتتاً بعد مقتل 10 من أبرز قادته عام 2008، الأمر الذي جعل القاعدة تعتمد على أفراد أصغر سناً يفتقرون إلى الخبرة لملء هذه المناصب. ويقضي باقي قادة القاعدة وقتهم مختفين عن الأنظار خوفاً من استهدافهم من قبل الطائرات بلا طيار التي قتلت الكثيرين من زملائهم خلال السنة الماضية. ولم يؤثر هذا فقط على قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها، لكنه أثر أيضاً على الوضع المالي للتنظيم. وكان تنظيم القاعدة قد تخلى عن سياسته في تمويل نشاطات الخلايا الدولية قريبة المدى فيما تخطط قيادته لعمليات كبيرة بعيدة المدى. حالياً لم تعُد خلايا القاعدة تستلم تمويلاً من القيادة المركزية، لكنها أصبحت تجمع تمويلها بنفسها وترسل من الأموال التي تجمعها مبالغ إلى القيادة المركزية للتنظيم في أفغانستان وباكستان.

وقد أعد الباحثان مايكل جايكوبسون وماثيو ليفيت دراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في نوفمبر الماضي قالا فيها إن تراجع شعبية القاعدة أثَّر كثيراً على وضعها المادي، حيث فقد التنظيم، الذي كانت ميزانيته قبل هجمات 11 سبتمبر تقدر بنحو 30 مليون دولار، الكثير من منابع تمويله التي كان يعتمد عليها سابقاً، حتى إن بعض المراقبين يعتبرون القاعدة في أضعف وضع مالي لها على الإطلاق، وبالتالي فإن نفوذها أصبح أكثر ضعفاً أيضاً. ومع أن نفقات القاعدة قد انخفضت، إلا أن هناك مصاريف أساسية يجب على التنظيم تغطيتها. حتى في المناطق القبلية في أفغانستان وباكستان، يحتاج التنظيم لدفع ثمن الطعام والمسكن ومرتبات أعضائه وتكلفة التدريب والسفر والأمن وإنتاج أشرطة الفيديو الدعائية. وقد اعترف زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد في يونيو 2009 بأن القاعدة تعاني من نقص كبير في العتاد والتموين وحث مؤيدي القاعدة على زيادة تبرعاتهم. ومع أن الدعوات المستمرة للتبرع بالمال تبيِّن أن القاعدة تعاني مالياً، فإن ذلك يشير أيضاً إلى أن القاعدة قلقة من تراجع مستوى التأييد لها.

وتقول الدراسة إن السبب الرئيسي للمشاكل المالية التي تعاني منها القاعدة هو التركيز الدولي على تضييق الخناق على نشاطات التنظيم منذ عام 2001. وأشارت الدراسة إلى الدور البارز الذي تلعبه السعودية في هذا المجال، وقالت إن المفتي العام للملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ دعا أصحاب الأموال في أكتوبر 2007 إلى الحذر في أوجه إنفاقها وعدم التورط في تمويل الجماعات الإرهابية. وفي أغسطس 2009 أعلنت السلطات السعودية عن إدانة 330 شخصاً بتهم لها علاقة بالإرهاب، بما في ذلك قضايا تمويل الإرهاب. وقد انضمت السعودية مؤخراً إلى مجموعة (إيجمونت) الدولية لوحدات الاستخبارات المالية، كما تعتبر مؤسسة النقد السعودي أكثر القطاعات المصرفية حرفية وجدية في منطقة الخليج. وأثنت الدراسة على دور الأمم المتحدة وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF) في التصدي لتمويل الإرهاب، حيث إن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت القرار 1267 في 1999 للضغط على نظام طالبان لطرد تنظيم القاعدة من أفغانستان. ومع أن حركة طالبان رفضت تنفيذ ذلك القرار، إلا أن وضع طالبان والقاعدة على القائمة السوداء ساعد الولايات المتحدة على بناء الدعم الدولي بعد هجمات سبتمبر. وتحوي قائمة القرار 1267 حالياً أسماء مئات الجهات التي يفترض بجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تجمد أموالها وتحد من سفر أعضائها. كما أصدرت الأمم المتحدة القرار 1373 في أواخر سبتمبر 2001 الذي دعا جميع الدول لتحسين إمكاناتها في مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وتأسست بموجبه لجنة مكافحة الإرهاب. كما لعبت (FATF) دوراً هاماً في مكافحة تمويل القاعدة من خلال وضع توصيات هامة من بينها تجريم تمويل الإرهاب وتطوير نظام لتجميد ممتلكات المنظمات الإرهابية والإشراف على المنظمات غير الربحية والقطاع المالي غير الرسمي.

ومع أن تنظيم القاعدة يعاني من مشاكل مالية حقيقية، تقول الدراسة إنه لا يزال قادراً على جمع تمويل لا بأس به، خاصة من تبرعات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية في الخليج. ولا تقتصر مصادر تمويل القاعدة على الجمعيات الخيرية وتبرعات الأفراد، لكنها تشمل أيضا تبرعات يقدمها المتطوعون الذي يأتون للتدرب في معسكرات التنظيم في أفغانستان، وقد بيَّنت التحقيقات أن عدداً من أعضاء التنظيم حملوا معهم أموالاً لتغطية تكاليف تدريبهم وقدموها للمشرفين عليهم. وتحذر الدراسة من أن الضعف المالي للقاعدة لا يعني أنها قد انتهت، وأن التنظيم قد يتمكن من الانتعاش مرة أخرى إذا لم تستمر جهود المجتمع الدولي حثيثة لمنعه من ذلك.

 

كندا فتحت ابواب الهجرة لخمسة آلاف فلسطيني في الشتات

باريس - بدرا باخوس الفغالي

أبلغت وزارة الخارجية الكندية «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الاونروا)، انها فتحت ابواب الهجرة للعام 2010 امام 5 آلاف فلسطيني يحملون وثائق سفر صادرة عن الاونروا، وذلك في اطار سياسة لم شمل العائلات الفلسطينية في الشتات.

وتسعى الدبلوماسية الكندية العضو في «اللجنة المتعددة الجنسيات الخاصة في مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية» المنبثقة من مؤتمر مدريد، لدى عواصم القرار الدولي لتبني طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ابو مازن» بإصدار جوازات سفر فلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان بمن فيهم اولئك الذين لا يملكون وثائق رسمية وفق سجلات الاونروا، اي الفلسطينيون الذين نزحوا الى لبنان بعد حرب 1967، وبعد احداث ايلول 1970 من الاردن وخلال سنوات الحرب اللبنانية.

وترى الحكومة الكندية ان اصدار جوازات سفر صادرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تشجع دول الهجرة وفي طليعتها استراليا وكندا ناهيك عن دول الخليج على فتح ابواب الهجرة الى اراضيها لتأمين حياة افضل لهم من تلك المتوفرة في مخيمات البؤس وفي ظل لا مبالاة دولية مع ادراكها مخاطر غياب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي بطبيعة الحال الى مشاكل امنية وتنام للاصولية.

لا تملك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين احصاءات دقيقة عن عدد الفلسطينيين في لبنان باستثناء الفئة الاولى التي بين هؤلاء في قيود الامن العام اللبناني ومديرية شؤون اللاجئين التي انشئت في العام 1954، ويحمل فلسطينيو 1948 وثائق سفر للخروج والعودة الى لبنان ويستفيدون كذلك من خدمات الاونروا، وهناك الفئة الثانية من الفلسطينيين الذين لم يتم تسجيلهم في سجلات الاونروا بالرغم من وجودهم في لبنان العام 1950 غير انهم يحملون وثائق سفر صالحة للدخول الى لبنان صادرة عن دوائر الامن العام ومديرية شؤون اللاجئين وذلك بموجب قرار خاص صادر عن وزير الداخلية يومذاك كمال جنبلاط غير ان هذه الفئة لا تستفيد من خدمات الاونروا كما انها لا تعترف بهم.

اما الفئة الثالثة فتشمل الفلسطينيين الذين نزحوا الى لبنان بعد العام 1967 وبعد احداث ايلول 1970 من الاردن وخلال اعوام الحرب اللبنانية وهؤلاء لا يملكون اوراقا ثبوتية وغير مسجلين لدى الاونروا.

التقديرات شبه الرسمية لعدد الاجئين الفلسطينيين في لبنان بحسب احصاءات الاونروا التي كان آخرها في العام 1998، تحددت بما يصل الى اقل من 400 الف لاجئ..

في حين لم تستطع مديرية شؤون اللاجئين اعطاء اي احصاء جدي نظرا لاحتراق سجلاتها الرسمية خلال الحرب اللبنانية..، ثم بسبب احتواء السجلات الجديدة التي تم افتتاحها في العام 1990 على اسماء مزورة تمت اضافتها.

 

"الورقة" التي حرمت ليزا من الصوص

بقلم الكولونيل شربل بركات

تزوجت كارلا من شاب لبناني يقيم في استراليا سنة 1998 وعاد العريس إلى البلد الذي يقيم فيه وأرسل الأوراق المطلوبة إلى زوجته لتتميم المعاملات والسفر إلى استراليا. وبما أنه من سكان المنطقة الحدودية في جنوب لبنان كان من الطبيعي أن يرسل الطلب إلى السفارة الأسترالية في تل أفيف، فأبناء المنطقة الحدودية لا يستطيعون الذهاب إلى الشام لملاحقة طلباتهم. وهكذا عندما انتهت المعاملات ونالت كارلا الفيزا كان عليها السفر من مطار تل أفيف.

صيف 2002 حاولت كارلا العودة إلى لبنان عن طريق مطار بيروت الدولي لرؤية والديها وقضاء شهر الصيف في ربوع لبنان وفوجئت بتوقيفها في المطار لأنها من أبناء المنطقة الحدودية. وبعد التحقيقات والذل الذي تعرضت له تم إطلاق سبيلها بعد أن "جرمت" بالسفر من أرض "العدو" في الوقت الذي كان يستقبل فيه النائب الإسرائيلي عزمي بشارة بكل حفاوة في لبنان وبعض الدول العربية الأخرى بدون عقد.

جريمة كارلا كبيرة لأنها اضطرت إلى السفر من مطار "العدو" يوم كانت دولة لبنان غير قادرة على بسط سلطتها على كامل أراضيها ولا هي كانت قادرة على حماية السفارات الموجودة في لبنان ليضطر المواطن إلى الذهاب إلى دول الجوار لتأمين تأشيرة السفر. ولكن جريمتها الكبرى أنها عادت بعد أربع سنوات عبر مطار بيروت ولذا فهي يجب أن تهان وتذل وتتبع "القنوات" الخاصة بأبناء المنطقة الحدودية فهولاء لم "يتمتعوا" بالذل قبلا ويجب أن يعرفوا معانيه.

كان على كارلا أن تذهب إلى صيدا بعد إطلاق سراحها بكفالة وإنهاء التحقيق ثم الذهاب إلى قيادة الجيش أيضا لتكملة جزء آخر من التحقيق وفي النهاية المثول أمام المحكمة العسكرية للحكم وقد قامت بكل هذه "العمليات" بصدر رحب معتقدة بأنها تتبع القانون، وعندما تجتاز هذه العواقب يعود لها حقها الطبيعي وينتهي فصل "التمييز العنصري" لأبناء المنطقة الحدودية الذين كان جرمهم أن جذورهم كانت أعمق من الأحداث فلم يرحلوا يوم رحلت الدولة عن أرض الجنوب وتعايشوا مع الواقع وتحملوا كل الصعوبات منتظرين بفارغ الصبر أن تعود إليهم دولتهم التي، يوم اعتقدوا بأنها عادت وهللوا لعودتها، اعتبرتهم خوارج وقامت بمعاقبتهم.

بعد أن انتهى فصل التحقيقات والمحكمة العسكرية أمضت كارلا بعض الوقت بين الأهل ما كاد أن ينسيها العذاب والذل وعندما توجهت إلى المطار للسفر فوجئت بتوقيفها مجددا ومنعها من السفر بحجة أنها لم تنه كافة الأوراق. وبعد ثلاثة أيام تمكنت أخيرا من السفر وكادت أن تلعن الساعة التي فكرت فيها بالذهاب إلى هذا البلد.

كان يرافق كارلا في هذه الرحلة ابنتها ليزا التي لم تكمل السنتين ولكن ليزا لم تعرف ما يدور حولها في هذه المرة سوى أن والدتها كانت تتركها أحيانا عند جدتها وتذهب مع جدها إلى بيروت.

قررت كارلا أنها لن تعود إلى لبنان، وفي صيف 2004 دعت والديها إلى الذهاب إلى استراليا لتمضية بعض الوقت معهم وتهنئتها بالمولود الجديد. ثم تغيرت الأمور بعض الشيء وقيل بأن السوريين خرجوا وأن البلاد أصبحت مستقرة أكثر وعاد بعض الزعماء من المنفى، حيث كان زوجها معجبا بالمواقف الوطنية للعماد عون. كل ذلك، إضافة إلى لجاجة الأهل الذين لم يريدوا تحمل صعوبات السفر للذهاب إلى أستراليا، جعل كارلا تقبل أن تسافر مجددا إلى لبنان في صيف 2009 وقد كان الاستقبال حافلا ولم يتعرض لها أحد في المطار ما جعلها تعتقد بأن لبنان بالفعل أصبح دولة راقية. وأمضت كارلا وابنتيها شهرا جميلا في ربوع البلد حيث تعرفت ابنتها الكبرى على بعض الرفاق وتعلمت الصغرى العربية وأمضى الجميع أحلى الأوقات بين الأهل والأصدقاء ولكن يوم السفر وعند الوصول إلى الأمن العام في المطار فوجئت كارلا بعدم السماح لها بالسفر ثم أعيد الأولاد إلى الأهل وتم توقيفها هذه المرة بشكل أكثر إذلالا فهي اقتيدت مكبلة في سيارة السجناء وأمضت ليلة في السجن ثم اضطرت إلى البقاء شهرا كاملا لإنهاء المعاملات الجديدة والحصول على "الورقة" التي ستخولها السفر.

اتصلت كارلا بالمدرسة في استراليا للحصول على مواد لتعليم ابنتها الكبرى كي لا تضيع سنتها وقامت الجدة بشراء صيصان صغيرة ليلعب معهم الأولاد كي لا يضجروا من الانتظار وبعد مضي شهر كامل حصلت السيدة كارلا على "الورقة" وقررت العودة إلى بلدها "الحبيب أستراليا" وعندما سألت الجدة الطفلة ليزا عن رغبتها بأخذ الصيصان معها إلى أستراليا أجابت الطفلة:

- لا يا تيتا بصير بدنا نتأخر تننتظر "الورقة" لأن الصيصان ما معن "ورقة"

هذه هي قصتنا مع هذه الدولة التي وعد رئيسها بأن يعيد حق اللبنانيين بالكرامة فإذا بحكومتها توعدهم بالذل وما يسمى بأجهزة الأمن، وهي التي لا تعرف من الأمن سوى ملاحقة اللبنانيين الشرفاء، تزيدهم إهانة يوما بعد يوم فهل يمكن أن يفهم أحد ليزا بأن الصوص يحق له بالخروج من لبنان بدون "ورقة"؟

كل عام وأنتم بخير...  

 

السيد نصرالله هنأ اللبنانيين في التاسع من عاشوراء بالميلاد ودعا النخب السياسية إلى الهدوء والناس إلى التعاون واستبعاد الأحقاد:

الوزير الذي لا يريد ان يعمل لما فيه أولويات الناس فليستقل و"يفل" نومنا كان مريحا ليلة سمعنا ان الكتائب سيطعن أمام المجلس الدستوري

السياسة الأميركية هي أهم عقبة أمام الوصول الى اتفاق عن المناخ

حروب الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة من اجل النفط والغاز

وطنية - هنأ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في الليلة التاسعة من أيام عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية "المسيحيين والمسلمين بمولد السيد المسيح صاحب المعجزات التي أعادت للناس الإيمان الحقيقي بخالقهم"، لافتا الى ان "السيد المسيح صاحب دعوة وسيرة ومسيرة وتضحيات وجهاد، ووقف بوجهه وعانده واتهمه وتأمروا عليه اليهود". وقال: "السيد المسيح كان نعمة للناس الذين احتاجوا الى معجزاته وكرامته، لكن المشكلة كانت عند النخبة الدينية والسياسية والمالية, تلك النخبة التي شكلها اليهود, وجدت ان دعوة السيد المسيح تهديدا لهم ولإمتيازاتهم, وموقعهم وزعاماتهم, ولترفهم ويشكل تهديدا حقيقيا له فإتخذوا قرار المواجهة معه. السيد المسيح فضح سرقة هذه النخبة على الناس, وكشف زعاماتهم الكاذبة, واستغلالهم للناس ولذلك واجهوه بكل الأشكال, ولفت الى ان المسؤولية كبيرة على المسؤولين, لان الشعب يمشي وراءهم والحساب يكون اما عقابا اما ثناء".

أضاف: "نأتي الى الواقع المعاصر الان في التحديات القائمة والموجودة, وهذا الذي نتكلم عنه, كان يحصل طوال التاريخ والآن يحصل, سآخذ مثلين على المستوى العالمي, بشكل مختصر جدا ومثلا على مستوى المنطقة وانقل على لبنان بالختام. اليوم في العالم بكل صراحة، تملك شركات كبرى الكثير في هذا العالم وتملك اموالا طائلة ولها مجموعة مصالح ولها اطماع بدون حدود وجشع بلا ضوابط , هذه المجموعة الصغيرة التي اسمها نخب سياسية واقتصادية ومالية وحتى دينية احيانا تتحرك بفعل اهوائها اطماعها ومشاريعها ولا يهمها وضع الناس ولا وضع شعوب العالم واولئك الناس الى اين ذاهبون , يعيش الناس بسلام او بدون سلام , يجوعون او يشبعون, يشتغلون او بطالين , يموتون بالملايين او يبقون احياء, هذا لا يعنيهم شيء , الذي يعني لهم هو الحسبة اخر السنة, حاليا في راس السنة الميلادية تكون الشركات الضخمة تعمل حسابات ارباحها بالنفط اين صرنا, بالغاز اين صرنا, وببيع السلاح اين صرنا وهكذا. هذا الذي يحكم اليوم العالم. هناك نخبة تحكم هذا العالم خدمة لمطامعها وحساباتها, اما مليارات البشر لا يعنون لهم شيء".

أضاف: "مثلا قبل ايام كان هناك اجتماع عالمي في كوبنهاغن تحت عنوان المناخ "قمة المناخ"، ربما كثر لم يتابعوا هذا الموضوع لان الناس عادة يتابعون الاخطار المباشرة , هناك حرب هناك مجاعة هناك زلزال, هناك انفجار ترى الناس ذهبوا الى الخبر مباشرة, اما الأحداث والتطورات التي تؤسس لشيء بعد 10 سنين و20 سنة و50 سنة فالناس تعتبر انه لوقتها الله يدبر وهذا خطأ. اذن في قمة المناخ، الموضوع هو مشكلة تعاني منها الارض كلها, اسيا واوربا وإفريقيا وكل الكرة الارضية. هذه الكرة الارضية ذاهبة إلى مشكلة كبيرة على المستوى المناخي, أي هناك تهديد لم يمر في تاريخ البشرية ربما الا طوفان نوح. انا قبل عام او اكثر كنت اقرا حول الاحتباس الحراري وما هو عمله وطبقة الاوزون وما يحصل بالقطب المتجمد الشمالي والجنوبي، الى ان ذات يوم شاهدت فيلما وثائقيا وكان المحاضر فيه هو نائب الرئيس الاميركي الاسبق ال غور, وهو نائب لولايتين وفي الحزب الديمقراطي ايضا وكان يحاضر وخلفه شاشة ضخمة وكل شيء يتكلم عنه نراه على الشاشة الخلفية بمعلومات موثقة او صور او افلام. من جملة المشاهد التي رأيتها ولا تغيب عن بالي نهائيا هي الكرة الارضية على الخريطة وهو يتحدث ويقول اذا ذاب القطب المتجمد الشمالي والجنوبي ماذا يحصل؟ بدأ يتحدث عن البحار كيف تسحب على الارض أي على اليابسة, وهذا يعني أن دولا بكاملها ستمحى عن الخريطة وتدخل عليها المياه وترتفع عشرات الأمتار وتغرق وهم يقولون بان هذا الامر سوف يحصل اذا وصلت درجة حرارة الأرض الى نسبة مئوية معينة, واذا اكملنا هكذا سوف تغرق دول ومدن وشطآن وسواحل وسوف تموت وتهجر مئات الملايين من البشر وسوف يضيع الكثير من الثروة الحيوانية البحرية أي نحن امام فاجعة بكل ما للكلمة من معنى. وهذا الأمر يجمع عليه كل العالم. اذن تفضلوا لنتخذ الاجراءات اللازمة، وهذا كان الهدف من قمة كوبنهاغن".

وتابع السيد نصرالله: "لا اريد ان اتكلم عن تفاصيل واسماء واقول اين وكيف تجنبا لإحداث حالة رعب، فترخص الاراضي على السواحل ويغلى ثمنها في الجبال, فاجتمعوا في كوبنهاغن ليقولوا في قمة المناخ ما الذي سوف نقوم به حتى نمنع وصول درجة الحرارة الى هذا المستوى. الحرارة تأتي طبعا من انبعاث الغازات, مصانع, استخدام السيارات , استهلاك النفط والغاز والحروب لها علاقة ايضا, وهذا يتطلب خصوصا من الدول الصناعية الكبرى, وأسهم لبنان والكثير من دول العالم الثالث في صنع الاحتباس الحراري ورفع درجة حرارة الارض لا شيء, إذا الموضوع عند الدول الصناعية الكبرى ولكن قادة هذه الدول حضروا إلى القمة وكان نتيجتها الفشل لأن المهم عندهم الان هو كم من الاموال يدخل الى جيوب آل بوش وأل تشيني وكبار العائلات السياسية والاقتصادية والمالية في العالم".

وسأل: "هل رايتم جبروت اكبر من هكذا وطغيان اكبر من ذلك ووحشية اكثر من ذلك؟ هناك اناس تقول لهم بان مصانعكم ومصالحكم ستؤدي الى هلاك مئات الملايين من الناس، ويقولون لا مشكلة. هؤلاء الذين يتحدثون عن امريكا بانها الدولة المتحضرة, اقول رضوان الله على الامام الخميني لما سماها بالشيطان الاكبر. لن تجدوا طوال التاريخ البشري دولة وقيادة متوحشة ونخبة متوحشة كما هو الحال الان في الولايات المتحدة الاميركية. لن تجدوا نخبة معادية للانسانية وللبشرية كالنخبة الموجودة في الولايات المتحدة الاميركية. لا يقتلون الناس بالمفرق يريدون ان يقتلونهم بالجملة. "هيروشيما" و"ناكازاكي" نزهة امام المستقبل الذي تقودنا اليه الولايات المتحدة، واهم عقبة في طريق وصول المجتمع الدولي الى اتفاق حول المناخ الادارة الأميركية والسياسة الأميركية وأتمنى ان تتابعوا هذا الموضوع وتعرفوا تفاصيله. فالاميركيون يعرفون كيف يرتدون ربطة العنق ويتحدثون جيدا ويتحدثون بالديبلوماسية ولكن اميركا وحش يسكن خلف الديبلوماسية والأناقة".

وسأل: "هل حقيقة أن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة هي من اجل مصلحة الشعوب وإنقاذ الشعوب؟ أي نحن آتون لكي ننقذ الشعب الأفغاني فنقتله ونذبحه وهكذا هي الطريقة الأمريكية. ننقذ الشعب العراقي فنذبحه، في حين أن الذي كان قبلكم كان يذبح ايضا فما هو الفرق؟ هل هذه الحروب من اجل الإنقاذ؟ هل هذه الحروب واقعا من اجل نشر الديموقراطية ومن اجل تحقيق العدالة وتحرير الإنسان. هذه سخافات تؤكدها هذه الوقائع. هذه الحروب كلها من اجل النفط والغاز".

أضاف: "في يوم قرأت عليكم منشورة وهي دراسة أميركية بان إحدى اكبر شركات النفط الاميركية معتمدة على مراكز دراسات عن متى ينتهي النفط في روسيا واميركا وغيرها، ويخلص بنتيجة أن أعظم واكبر كمية نفط موجودة في العالم هي في المنطقة العربية والإسلامية ودول الخليج، واطول عمر نفط ايضا موجود في هذه المنطقة، وهذا هو السبب الذي يفسر لماذا هم يجلبون اساطيلهم الى المنطقة وينشئون قواعد عسكرية ويفككون جيوشهم وثكناتهم من كل انحاء العالم لكي ياتوا بها الينا. لماذا؟ لكي ينقذونا من الانظمة الدكتاتورية والان هناك انظمة دكتاتورية وحليفة لهم؟ هل من أجل حرية التعبير؟ لا. من اجل ان يسيطروا على خيراتنا ومنابعنا وقدراتنا. وبعدها تصنع الحروب من اجل ان تنفق الاموال ومن اجل مصلحة الشعب الاميركي. اريد ان أضيف شيئا حتى لا احد يفهم كلامي باني معاد للشعب الاميركي. أبدا، على العكس ان الشعب الأميركي هو من ضحايا هذه النخبة ويمكن ان تطلعوا على الإحصاءات. عن عدد الفقراء والبطالة والسجون ونسب الجريمة, وهناك إحصائيات تبين الكثير الكثير من الحقائق الموجودة في الولايات المتحدة الاميركية، والشعب الاميركي يدفع الثمن والضرائب لهذه الحروب".

وتابع السيد نصرالله: "احد كبار الشخصيات في العالم العربي اخبرني وهو قريب جدا ويعرف ماذا يجري في الولايات المتحدة الأميركية، يقول أن كلفة الحروب الاميركية التي شنها جورج بوش خلال 8 سنوات على الخزينة الأميركية هي 12 تريليون دولار, سيسددها دافع الضرائب الأميركي، والمخزون يعود على البيوتات الكبيرة والشركات الضخمة. المشكلة هي مع هذه النخبة ومع هؤلاء الخواص وهم الذين ترونهم في الادارة والكونغرس وزعماء الحزب الجمهوري والديمقراطي الذين يديرون اللعبة كلها. فالشعب الاميركي باغلبيته الساحقة هم من جملة المساكين الذين لا يعرفون ما الذي يحصل في العالم رغم ان عندهم الكثير من الشاشات والفضائيات".

أضاف: "على مستوى المنطقة آخذ مثلا واحدا فقط وهو ما جرى في فلسطين قبل 60 سنة.

فما جرى على فلسطين وعلى شعوبنا وعلى منطقتنا طوال 60 سنة من يتحمل المسؤولية؟ طبعا الصهاينة والذين اتوا بهم من جهة, لكن في امتنا الخواص والنخب هم يتحملون المسؤولية نعم, علماء الدين والحكومات والحكام والملوك والامم والزعماء السياسيون, اصحاب الفكر والراي جميعهم يتحملون المسؤولية. طبعا الذي قام بواجبه ذمته بريئة وله اجره عند الله سبحانه وتعالى ولكن الذي لم يقم بواجبه سيسأل يوم القيامة عن كل ما جرى في هذه المنطقة, عن كل شهدائها واطفالها الذين ذبحوا وعن كل مآسي هذه الشعوب وما لحق بها عن كل الاهانات وهتك الحرمات والمقدسات والاعراض , وعن كل المجازر التي ارتكبت. هذه النخب، نخب امتنا ستسأل يوم القيامة".

وتابع: "الشعوب العربية والإسلامية فيها خير وبركة وكانت تلبي نداء المظلومين وهي لبت نداءات بالملايين في الستينات كانت تملا شوارع المدن العربية عندما كان رجل مثل جمال عبد الناصر يخطب, والى المظاهرات كان ينزل عشرات الملايين وعلى الجبهة كانوا جاهزين كلهم للقتال, لم تكن هناك مشكلة مع الناس لانهم حاضرين للتضحية بكل ما عندهم والى الصبر. بعض الانظمة حكمت شعوبها بالحديد والنار والناس تحملوا الفقر والجوع والقمع والديكتاتورية على امل تحقيق عزة وكرامة الامة باعادة القدس وفلسطين, والان انا اقول لكم رغم كل الستين سنة وما فيها خيبات امل لمن خابت امالهم, ومن انتصارات في الاونة الاخيرة للمقاومين والمجاهدين والممانعين والصامدين، الان شعوب هذه الامة ما زالت مستعدة للعطاء والتضحية لكن المشكلة هي في النخب".

أضاف: "قبل سنة تقريبا مثل هذه الايام كانت احداث غزة والحرب على غزة وحصارها. الناس نزلت إلى الشارع صحيح ولكن ما كان بالقدر الذي يدعو الاسرائيلي ان يرجف ويخاف. لم نر عشرات الملايين في العالم الاسلامي المؤلف من مليار و400 مليون مسلم، ولماذا لم تنزل الناس الان, الناس غير متفاعلة، لا، لانني متاكد انه مئات الملايين من العرب والمسلمين ايام حرب غزة كانوا جالسين امام شاشات التلفزيونات يبكون على الشعب الفلسطيني, واعتبروا هم بما انهم امام التلفاز يبكون وحزنوا فهذا الامر انتهى وهذا هو تكليفهم , هذا الامر غير مقبول فالناس قادرة على الحركة الى الشارع وتواجه حتى انها حاضرة عندما تسمع بحرب شاملة على الامة انا اقول لكم الشعوب جاهزة والجيوش جاهزة ايضا. من هي هذه "اسرائيل" في قلب الامة العربية والاسلامية , فاذا تتوفر الارادة لدى النخب مع ارادة شعوب الامة ليست اكثر من طعمة آكل "لقمة واحدة بتطلع خالصة", لكن المشكلة بارادة النخب الموجودة في هذه الامة, ونذكر عندما الكثير من الحكومات منعوا الشعوب من النزول الى الشارع, والكثير من الحكومات منعت حتى ان تقدم المساعدات المالية للفلسطينيين هذا مثل".

وتابع: "اليوم يمضي عام على حرب غزة والعالم مستمر بالسكوت على حصار غزة وعلى منع غزة من اعادة بناء منازلها, وسنة يعيش الناس في خيم من النايلون او يبنون بيوتهم من الطين أي رجعنا خمسة الاف سنة الى الوراء, ما هو السبب والمانع؟ وكل هذا العالم يسكت على هذه الحقيقة".

وقال: "في لبنان واضحة مسؤولية النخب. في لبنان ورغم كل الذي حصل قبل الحرب الأهلية في السبعينات وبعد الحرب الأهلية في السبعينات, شاهدنا إذا ترك الناس لحالهم، اللبنانيون من كل الطوائف مسلمين ومسحيين وأتباع كل المذاهب شيعة سنة ودروز وموارنة وأورثوذكس وكاثوليك أرمن وغيرهم. الناس بطبيعتها تحب التعاون وأن تتلاقى وتتعايش وتتكامل وتساعد بعضها البعض وتساند بعضها، وذلك لان فطرتنا كبشر، الجبلة التي جبلنا الله عليها هي كذلك, ولان خلفياتنا الدينية أيضا هي كذلك, لأنه ليس هناك من احد دينه، سواء كان إسلاميا او مسيحيا، الا ويدعوه الى مساعدة الآخرين والتعاون مع الاخرين والتكامل مع الاخرين واحترام الاخرين عندما يكون هناك موادعة ومسالمة وعدم اعتداء. اين المشكلة على مر الزمن في لبنان. المشكلة تفعلها النخب. النخب أدعوكم إلى قراءة التاريخ وليس التاريخ القديم".

أضاف: "الخلاصة التي نصل إليها بوضوح ان هناك مجموعة نخب كانت توتر البلد حين تتوتر هي نفسها، عندما تهتز مصالحها كانت تهز البلد، عندما تصبح امتيازاتها بخطر تضع البلد كله بخطر. هذا تشخيص. اذهبوا واقرأوا التاريخ. طبعا يمكن أن يأتي من يقول أن المقاومة وضعت البلد بخطر. لا, عندما انطلقت المقاومة في لبنان من قوى مختلفة، انطلقت من اجل تحرير البلد لكي تستعيد الأرض, وتستعيد القرار, وتستعيد السيادة الوطنية, ليس من اجل فلان, وليس من اجل عائلة وليس من اجل جهة وليس من اجل مجموعة نخب. وإنما كانت مقاومة من اجل الناس واستعادة الناس كرامتها وحريتها وأولادها وأمنها وسلامتها واستقرارها. الصراع هو صراع نخب. المشكلة كانت النخب تتصارع والناس تسير مع هذه النخب نتيجة لارتباط المصالح الضيقة والعصبيات, نتيجة وجود هذه النخب في مواقع مؤثرة جدا, مثلا إذا ما جاء احد الى عنوان مثل عنوان الاحتكار, وهذا الموضوع كان قد فتح في فترة من الفترات, الأشخاص او الشركات التي تحتكر الكثير من المواد التي يتم استهلاكها في لبنان تتحكم بالأسعار. الآن ليفتح احد هذا الموضوع، مباشرة يتحول الى مذهبي وطائفي, ولا يكون للدين علاقة, ولا للطائفة أي علاقة, ولا للمذهب علاقة, فقط لأنه في العادة في لبنان, من اجل ان يحمي أي شخص مصالحه يلوذ بطائفته, او بمذهبه, هذه هي المصيبة الموجودة عندنا في البلد". وقال الأمين العام ل"حزب الله": "نحن ندعو النخب والخواص والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية وأصحاب القلم والرأي والفكر ادعوهم, وهم يعلمون إننا لسنا ضعافا, نحن نقول للذين يريدون ان يكون صورة, أقولها باللغة الشعبية منذ سبعة وعشرين سنة, منذ العام 1982 الى يومنا هذا, مرت علينا ظروف صعبة وقاسية محليا وإقليميا ودوليا وقد واجهنا الكثير من التحديات الكبيرة جدا. هل تريدون ان أقولها لكم باللغة الشعبية "

 

 

إنجيل القدّيس يوحنّا

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
27 كانون الأول/2009

اشعياء 59/1-9

 ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلّص ولم تثقل اذنه عن ان تسمع بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لان ايديكم قد تنجست بالدم واصابعكم بالاثم.شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر. ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق.يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب.قد حبلوا بتعب وولدوا اثما.

 

ستة قتلى في انفجار الضاحية في مركز تابع لحماس واثنان منهم ينتميان لحزب الله

٢٧ كانون الاول ٢٠٠٩

ارتفع عدد القتلى في انفجار الشارع العريض في حارة حريك في الضاحية الجنوبية الى ستة. وقالت مصادر موثوق بها إن القتلى توزعوا كالآتي:4 من حركة حماس و2 من حزب الله.

وأشارت المصادر الى ان الانفجار وقع في مقر لحركة حماس ، مرجحة أن يكون الإنفجار من الداخل ، خلافا لما قيل سابقا عن وجود سيارة مفخخة . ويأتي هذا الحادث عشية المسيرة الضخمة التي يدعو اليها حزب الله سنويا في آخر ايام عاشوراء احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين. وكان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دعا في كلمة القاها في مجمع سيد الشهداء عبر شاشة عملاقة الى "اوسع مشاركة" في المسيرة التي ستجوب شوارع الضاحية الجنوبية

 

عبدو: الهدنة لا تعني السكوت عن السلاح  

بيروت - "السياسة": رد السفير السابق جوني عبدو على الأمين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله الذي دعا إلى هدنة في لبنان لمدة سنة, قائلا "كل واحد في موقع ما يستطيع أن يطالب بهدنة معينة", مشدداً على "أن الهدنة الإعلامية لا تعني السكوت عن الشوائب والسلاح". وأضاف "أنا مع سلاح المقاومة وليس مع سلاح "حزب الله", والفرق شاسع بين الاثنين, فسلاح "حزب الله" داخلي, وسلاح المقاومة لمواجهة إسرائيل, وأرغب تماماً بزيادة قوة لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية, ولكن لم يطمئننا أحد, بأن هذا السلاح لا يستعمل في الداخل".

تقرير مثير عن وضع "التيار العوني": عون طلب اخفاءه وقرّر معاقبة واضعيه   

٢٧ كانون الاول ٢٠٠٩

بموازاة اللجنة العشرية التي كلّفها العماد ميشال عون معالجة الامور التنظيمية داخل "التيار الوطني الحر" والتي لم تتقدّم خطوة واحدة بعد 5 اسابيع على تشكيلها ، تجاوب عون مع اقتراح تقدّم به أربعة من المسؤولين غير المحسوبين على الاصطفافين داخل " التيار "، ويقضي بتكليفهم وضع تقرير شامل حول حقيقة ما يحصل ومسبّباته وطرق المعالجة شرط أن يكون التقرير خاصا ولا يخرج الى الاعلام ولا يقع بين أيدي الناشطين .

وانهمك أعضاء اللجنة الاربعة بتنفيذ مهمتهم على مدى ثلاثة أسابيع بعدما توزّعوا العمل على أربعة محاور : أسباب الوضع الراهن ، وضع المناطق والقطاعات ، العلاقات الداخلية والخارجية ، اقتراحات حول طرق المعالجة . لكن طريقة عمل الأعضاء الاربعة واضطرارهم لمقابلة عشرات الناشطين وتدوين ملاحظاتهم وعدم وجود خطة منهجية لضبط سرية التقرير أدّت الى تسريب مقاطع من أجزائه الأربعة ، ما أثار غضب عون ، فأمر بلملمة هذه الأجزاء قدر المستطاع وعدم دمجها في تقرير واحد ومنع تداولها ، اضافة الى التهديد بفصل أعضاء اللجنة واكثر من ثلاثين ناشطا تعاون معهم .

وقد حصل موقع " 14 اذار " على جوانب من الأجزاء الأربعة من التقرير يمكن تلخيصها على الوجه الاتي :

يوزّع التقرير أسباب ما يعانيه " التيار" وتراجع حضوره بنسبة 70% للخلل التنظيمي و30% للأسباب السياسية ، ويركّز على أن عدم تطبيق التنظيم الموضوع منذ أكثر من عامين والخروج عن " ميثاق التيار " المعلن قبل أكثر من أربع سنوات كانا العاملين الرئيسيين في تشتّت الجهود وتراخي وتيرة عمل الناشطين سواء في النقابات أو الجامعات أو المناطق . ويلفت الى أن الصراعات داخل هيئات الاقضية والبلدات ، وبينها وبين النواب ، والتطاحن بين النواب انفسهم ، وانغماس مسؤولين كثر في انتهاز فرص النفوذ وكسب الاموال ، وانصراف بعض النافذين الى توزيع " بدل أتعاب " وشراء ولاء عدد من الناشطين ، كل ذلك ادّى الى احباط الاخرين ، والى خروج الاتهامات بالرشوة الداخلية الى العلن مع لغط واسع حول مصير الاموال التي تدفّقت على " التيار " خصوصا في المرحلة التي سبقت الانتخابات . ويعطي التقرير أمثلة من المتن الشمالي وكسروان وجزين ، ويتوقّف عند الهدر على وسائل الاعلام وفيها ، ويحمّل اعلام " التيار " مسؤولية كبرى في التراجع ويصفه بأنه " اعلام تنفيري " بسبب تشنّجه الدائم وبحثه المستميت عن السلبيات في كل حادث أو حدث ، وانتهاجه اسلوب الترويج الفج والتحريض المكشوف .

كما يلفت التقرير الى وجود نقمة لدى الناشطين في المناطق الطرفية ( خصوصا عكار ، بعلبك-الهرمل ، البقاع الغربي ) بسبب اهمالهم مما يسمّونه " تيار المركز " ( أي الرابية ومن يدورون في فلكها ) واستئثار أهل المركز بالمغانم سواء بالاموال أو السلطات أو النشاطات ، ويشير هؤلاء الى أن قيادة " التيار " ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها القوى السياسية على مدى عشرات السنين .

ويميّز التقرير بين ثلاثة مستويات في أقضية جبل لبنان ، ويكشف أن تراجع " التيار " شعبيا هو تراجع كبير في الساحل ( 34% ) ومتوسّط في الوسط ( 18% ) وطفيف في الجرد ( 7% ) ، ويعطي أمثلة من الانتخابات الاخيرة في كسروان وجبيل والمتن وبعبدا ، ويرد السبب الى تفاوت المستوى الثقافي والعلمي ونسبة الوعي السياسي بين المناطق الثلاث . ويسجّل التقرير أن النسبة الكبرى من التراجع هو لدى الطبقة الوسطى والشباب ، وأن الجهات المستفيدة هي الاحزاب المسيحية الاخرى والرموز العائلية والمناطقية ، ونسبة قليلة تبقى مستقلّة .

ويشرح التقرير أسباب التراجع الحاد للتيار في بعض المناطق الى درجة الاضمحلال ، وأبرزها زغرتا حيث تكاد حركته تنعدم " بفعل تحرّك المردة " ، وهذا الضعف يتمدّد نحو الكورة والبترون وبشري وبعض مناطق جبل لبنان ، ويرى أن " التيار " يفقد دوره في استقطاب الناقمين على " القوات " والكتائب ومسيحيي 14 اذار حيث يوجد اخرون يقومون بالدور نفسه ، ويعزو التقرير السبب الى سقوط معارضته التاريخية لسوريا و" حزب الله " وتيار المستقبل وجنبلاط ، وحصر المواجهة ضد المسيحيين الاخرين فقط، وهذه مهمة يقوم بها اخرون مثل " المردة " والقوميين وبعض العائلات والشخصيات المستقلة .

أما الاسباب السياسية لتراجع " التيار " فيبدأها التقرير بعرض زمني من 6 شباط 2006( توقيع التفاهم مع " حزب الله " ) ، الى 23 كانون الثاني 2007 ( قطع الطرق واحراق الدواليب ) ، الى الاعتصام والمواقف الحادة لعون ، الى زياراته لسوريا وايران ، وصولا الى دفاعه غير المسبوق عن سلاح " حزب الله " ودعم بقائه الى ما بعد ما بعد عودة فلسطين . ولا يعطي التقرير هذا التغيير السياسي أكثر من 30% من اسباب أزمة " التيار" ، كما أغفل ذكر اي دور سلبي لجبران باسيل فيها ، وهذا ما أرضى عون ، لكن السلبيات الاخرى في التقرير ، وبعضها لم نطّلع عليه ، اضافة الى تسرّب وقائع منه ، أدّت الى قرار شطبه.

وفي الاقتراحات أخيرا ، يخلص التقرير الى خمسة توصيات :

- البدء السريع بتطبيق التنظيم السابق ( على ثغراته ) .

- اعتماد الشفافية في التعيينات وصرف الاموال .

- اظهار تمايز معيّن عن سوريا و " حزب الله " ( في مسألتي السيادة والسلاح ) ، والحذر من بعض

الحلفاء .

- اعتماد مواقف ايجابية ( مثل زيارة بكركي ومسألة الطائفية السياسية والمصالحات ) .

- مراجعة السياسة الاعلامية .

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

البطريرك صفير استقبل وفدا مهنئا من طلاب "القوات": لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". ورحب البطريرك صفير بالوفد، وقال: "نتمنى ان يكون هذا العيد موسم خير وبركة على جميع اللبنانيين وجميع الناس الذين يؤمنون بالسيد المسيح وبالقوى الروحية". أضاف: "أيامنا صعبة كما تعلمون وانتم تعيشونها ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام. والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب. محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

وتابع: "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير".

وختم البطريرك صفير: "لا نريد ان ندخل في متاهات سياسية انما نريد ان نتمنى لكم اعيادا عديدة وسنوات مديدة ملؤها الخير والبركة". والتقى البطريرك صفير المهنئين بالاعياد على التوالي: وزير العمل بطرس حرب وعقيلته حيث اكتفى الوزير حرب بالقول: "لا سياسة اليوم والزيارة هي للتهنئة بالأعياد"، النائب سامر سعادة، المهندس اديب الهاشم، رئيس جمعية تجار جونيه والفتوح طوني بولس مارون، النائب محمد قباني، المهندس جورج كارلوس يونس، وفد من الكشاف المسيحي في إده- البترون، النائب هنري حلو، النائب الشيخ نديم الجميل، مدير عام وزارة المالية آلان تيفاني، رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا الرياشي عساكر، وفد قيادة الجيش اللبناني ضم: العقيد الركن ريشار حلو، العميد الركن سهيل حماد، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية والثقافية والإنسانية الدكتور الياس صفير والعديد من الفعاليات النقابية والإعلامية والسياسية والحزبية والإجتماعية إضافة الى وفود شعبية.

 

الرئيس سليمان استقبل في عمشيت شخصيات ووفودا هنأته بالأعياد: التفاهم والوفاق والاعتدال هم السبيل الانجع لحل المشكلات والقضايا المطروحة

حق الاختلاف في الرأي هو ديموقراطي شرط أن يبقى بعيدا من الانحياز والتطرف

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن الاعتدال هو أصعب الخيارات ويحتاج الى حماية وصيانة وصمود، على عكس الانحياز او التطرف الذي لا يؤدي الى اي حل ولا يساهم تاليا في حل أي مشكلة او قضية.

مهنئون بالميلاد

غصت دارة الرئيس سليمان في عمشيت اليوم، بالمهنئين من وزراء ونواب ومسؤولين إداريين وقضائيين ومديرين عامين وشخصيات سياسية وإدارية وإعلامية وقضائية، إضافة الى رؤساء ومجالس بلديات من قرى بلاد جبيل ووفود شعبية من مختلف بلدات المنطقة والجوار، حضرت لتهنئة الرئيس سليمان بعيدي الميلاد ورأس السنة متمنية له موفور الصحة واستمرار قيادة البلاد نحو الافضل على كل المستويات وفي شتى المجالات. وشكر الرئيس سليمان للشخصيات والوفود حضورها وتهنئتها، لافتا الى أن التفاهم والوفاق والاعتدال هم السبيل الانجع لحل المشكلات والقضايا المطروحة. وإذ شدد رئيس الجمهورية على أن الاعتدال هو أصعب الخيارات ويحتاج الى حماية وصيانة وصمود، فإنه لفت الى أن حق الاختلاف في الرأي هو ديموقراطي شرط أن يبقى بعيدا من الانحياز والتطرف ليس الديني فقط وإنما السياسي والشخصي أيضا، لأن ذلك يعقد الامور ولا يؤدي تاليا الى أي حل.

وتمنى الرئيس سليمان أن يحمل العام المقبل مزيدا من الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي، وللبنانيين الازدهار والامان والاطمئنان.

وعلى هامش الاستقبالات التي غصت بها دارته طوال اليوم، عقد الرئيس سليمان سلسلة لقاءات مع كل من الوزراء: بطرس حرب، عدنان القصار ، زياد بارود ومنى عفيش، وعدد من النواب والوزراء السابقين تناولت آخر التطورات الراهنة على الساحة.

 

النائب فياض:القرار 1559 يتناقض مع السيادة اللبنانية والعلاقة اللبنانية -السورية حاجة أكيدة لكلا البلدين

وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، في مجلس عاشورائي في مدينة صور، "أن القرار 1559 في الأساس يتناقض مع السيادة اللبنانية لأنه يتدخل في قضايا سيادية ليست من شأن القرارات الدولية". ولفت إلى "أن من اعترضوا على المقاومة يحاولون أن يثيروا الأضاليل والمفاهيم الخاطئة حيالها، إٌذ أنهم اعترضوا قبل ذلك على حكومة الشراكة الوطنية وعلى البيان الوزاري في فقرته السادسة وأثاروا تحفظاتهم على عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى وضعها الطبيعي، وهم يعلنون الآن تمسكهم بالقرار 1559"، مشيرا إلى "أن مواقف هؤلاء تدل على أن اعتراضهم إنما هو على مسار معالجة العوامل والأسباب التي أدت إلى ولادة الأزمة والانقسام الحاد التي عصفت بالبلاد، مؤكدا أن هذه المواقف تخدم منطق الأزمة لا منطق الحل والإستقرار ومعالجة المشاكل التي تواجه البلاد". وشدد النائب فياض على "أن مسار الشراكة وتبني المقاومة والعمل بقوة على إعادة العلاقات اللبنانية السورية إلى وضعها الطبيعي، هو الذي يخدم الوطن ويساعد لبنان على معالجة مشاكله والتهديدات الكثيرة التي تواجهه وفي طليعتها الخطر الإسرائيلي، معتبرا أن العلاقة اللبنانية السورية هي حاجة أكيدة لكلا البلدين إلا أنها حاجة إستراتيجية للبنان على مستوى مواجهة العدو الإسرائيلي وعلى المستوى الاقتصادي". وإذ أبدى النائب فياض ارتياحه "للمسار السياسي الذي تسير به البلاد"، جدد التأكيد على "استعداد "حزب الله" وإصراره على العمل بكل أشكال الايجابية والتعاون في سبيل إنجاح الحكومة التي تواجه كل هذه الملفات الحيوية".

 

البطريرك صفير استقبل وفدا مهنئا من طلاب "القوات": لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". ورحب البطريرك صفير بالوفد، وقال: "نتمنى ان يكون هذا العيد موسم خير وبركة على جميع اللبنانيين وجميع الناس الذين يؤمنون بالسيد المسيح وبالقوى الروحية". أضاف: "أيامنا صعبة كما تعلمون وانتم تعيشونها ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام. والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب. محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

وتابع: "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير". وختم البطريرك صفير: "لا نريد ان ندخل في متاهات سياسية انما نريد ان نتمنى لكم اعيادا عديدة وسنوات مديدة ملؤها الخير والبركة".

والتقى البطريرك صفير المهنئين بالاعياد على التوالي: وزير العمل بطرس حرب وعقيلته حيث اكتفى الوزير حرب بالقول: "لا سياسة اليوم والزيارة هي للتهنئة بالأعياد"، النائب سامر سعادة، المهندس اديب الهاشم، رئيس جمعية تجار جونيه والفتوح طوني بولس مارون، النائب محمد قباني، المهندس جورج كارلوس يونس، وفد من الكشاف المسيحي في إده- البترون، النائب هنري حلو، النائب الشيخ نديم الجميل، مدير عام وزارة المالية آلان تيفاني، رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، سفيرة لبنان لدى المنظمات الدولية في جنيف نجلا الرياشي عساكر، وفد قيادة الجيش اللبناني ضم: العقيد الركن ريشار حلو، العميد الركن سهيل حماد، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الإجتماعية والثقافية والإنسانية الدكتور الياس صفير والعديد من الفعاليات النقابية والإعلامية والسياسية والحزبية والإجتماعية إضافة الى وفود شعبية.

 

إنفجار سيارة مفخخة في حارة حريك ومعلومات عن سقوط

 جريحين/٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

  انفجرت عبوة ناسفة تحت سيّارة في حارة حريك عند التاسعة من مساء اليوم أدت بحسب المعلومات الاوليّة إلى سقوط جريحين. وعلى الاثر فرض طوق أمني على مكان الحادث.

وقد أفادت معلومات للMTV ان سبب انفجار السيارة في حارة حريك نجم عن احتكاك كهربائي داخلها

 

صفير: لبنان يمتاز بطوائفه وعليها كلها التآلف لكي تبني وطنا واحدا 

اعتبر البطريرك الماروني نصرالله صفير ان "أيامنا صعبة ولكنها ستهون باذن الله اذا عرفنا كيف نتجه اليه تعالى ونسأله ان يهون علينا هذه الايام، والدين المسيحي هو دين المحبة، وشريعتنا شريعة المحبة والسيد المسيح يقول لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، ومحبته إيانا كلفته حياته والعذاب على الصليب، محبتنا لبعضنا البعض وان كلفتنا بعض الشيء فانه يهون بالنسبة الى ما كلفته محبة السيد المسيح، واننا نتمنى ان يعود عليكم هذا العيد وعلى جميع اللبنانيين بالخير والبركة وانتم بعضكم في طور الشباب".

صفير استقبل وفدا من مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" للتهنئة بعيد الميلاد، برئاسة شربل عيد، وتمنى ان "تبقى الايام المقبلة شبيهة بما حصل يوم أمس في بكركي ويبقى الصرح وغبطة البطريرك ملجأ للحق"، مؤكدا "مواقف البطريرك الوطنية". وتابع صفير "ان شاء الله تستقبلون أعيادا عديدة وكلها نعم وخير واننا نوصيكم بالتآلف والتضامن وان كان بعض الذين تعيشون معهم لا يوافقونكم على كل ما تفكرون به ولا على معتقداتكم، وانما ابناء الوطن الواحد يجب ان يكونوا متوافقين متعاونين على سبيل الخير. لبنان يمتاز بان فيه 17 طائفة وليس كل طائفة لها ان تبني وطنا، بل يجب علينا جميعا ان نتآلف لكي نبني وطنا واحدا، ووطننا بالنسبة الى الاوطان المجاورة لنا هو وطن صغير لا يتعدى عدد سكانه الثلاثة ملايين وبعض الشيء ولكن هناك طبعا من يفوقون هذا العدد بكثير".

 

بكركي الحاملة المركزية لقضية "السلاحَين" اليوم 

تضخّم ظاهرة المقاومة ينحو باتجاه التنظير لحقها في "الهجوم الاستباقي الشامل" 

  المصدر : المستقبل /٢٥ كانون الاول ٢٠٠٩

وسام سعادة

يستقبل لبنان عيد الميلاد المجيد في ظلّ دور خاص تضطلع به البطريركية المارونيّة وسيّدها منذ الإنتخابات النيابية، وهو حمل لواء القضية المركزية على جدول أعمال اللبنانيين، قضية سلاحَي الدولة وغير الدولة، والعلاقة بين مرجعية الدولة ومرجعية ما يخرج عنها أو عليها، وهي القضية المكمّلة والمتمّمة للنضال الإستقلاليّ، وإن كان من طبيعة المرحلة ضرورة أن تكون بكركي مركز ثقل هذه القضية، قبل الأكثرية النيابية نفسها، وبما من شأنه أن يعود ويساعد الأكثرية النيابية على حمل هذه القضية وفقاً لما يمكن أن تتيحه الظروف، وفي ضوء ميزان احتساب للمتغيّرات معقّد على نحو بالغ إن داخلياً أو إقليمياً أو دولياً.

هذا الدور الخاص الذي تضطلع به بكركي اليوم يعيد التذكير بدورها الطليعي بعد انتخابات 2000، يوم ارتكزت على مكتسبات السينودس من أجل لبنان والإرشاد الرسولي من ناحية، والمضامين السيادية وتلك المضادة للنظام الأمني في انتخابات 2000 نفسها من ناحية اخرى، لإطلاق النداء الإستقلاليّ الشهير، الذي مهّد لانتزاع الإستقلال بعد ذلك بخمس سنوات.

وكما أن القوى التي أبرز خوضها لانتخابات 2000 لمضامين سيادية ومضادة للنظام الأمنيّ لم تكن قادرة آنذاك بعد على خوض المعركة السيادية بشكل مباشر في إثر تلك الانتخابات، فكان على بكركي التحول إلى مركز الثقل والقوة الطليعية والمبادرة في هذا الإتجاه، فإن القوى التي كسبت انتخابات 2009 غير قادرة لحمل القضية المركزية بالشكل المباشر اليوم، أي قضية العلاقة بين سلاح الدولة و"سلاح المقاومة"، فتقوم بكركي بلعب دور القوة الطليعية الوطنية المحرّكة لهذه القضية، والمحصّنة لهذه القضية من كل اتهام عشوائي تخويني يلقى في وجهها، أضف لتحرير هذه القضية نفسها من شبه الانزلاق المذهبيّ، وهو ما من شأنه أن يساعد على إطلاق مسيرة حل هذه القضية.

وإذا كان حلّ القضية الأولى، قضية استرجاع استقلال لبنان، احتاج الى خمس سنوات تالية على النداء الأولى لمجلس المطارنة الموارنة، فإن حلّ القضية الثانية قد يتطلّب تضافر جهود ومساعي جيل بأكمله من اللبنانيين، وحسن التقاط هذا الجيل لكل المعطيات الإقليمية والدولية المساعدة على حل هذه القضية بالشكل الذي لا يخاطر فيه بسلامة الكيان والمجتمع اللبنانيين، وبالشكل الذي لا يكون فيه هذا الحل إسقاطاً لمشروع هيمنة مذهبية بقصد الشروع في إحلال آخر أو ما يعادله.

وكما أن الحركة الإستقلالية ولدت في الأصل من رحم المبادرة السيادية لبكركي في أيلول 2000، فإن الحركة الإستقلالية بعد انتخابات 2009 عليها مواكبة ما تحمله بكركي من قضية مركزية، قضية احتكار الدولة لمنظومة العنف الشرعي، وقضية مرجعية الدولة في تقرير حال السلم وحال الحرب، وقضية انبثاق ديبلوماسيّة لبنانية حرّة مستقلّة، وقضية إنهاء مفاعيل مشروع الهيمنة المذهبي الأخير، وقضية الإقلاع عن التخوين والعودة إلى إنتاج ثقافة سياسية لبنانية حوارية.

بل نقول إن على الحركة الإستقلالية أن تعيد إنتاج عدّتها النظرية والسياسية والتنظيمية في ضوء هذه المواكبة، وعلى أساس منظار استراتيجي يؤمن بأنه يمكن للهدف الواحد أن تُختطّ له طرائق عدّة لبلوغه أو للتعبير عنه بحسب الظرف والمقتضى والجدوى من دون التضحية به كهدف واحد، وعلى أساس أنه لا يمكن طمس القضية المركزية أو حذفها من جدول أعمال اللبنانيين، فهي إن عتمنا عليها هنا تظهر لنا هناك، ولا يمكن بأية حال تطبيع الكيان والمجتمع اللبنانيين مع ظاهرة "تضخم المقاومة" بعد خمس سنوات من التحرير، وظاهرة تخطي حلفاء هذه المقاومة لمنطق "الردع" و"توازن الرّعب" لصالح منطق "الهجوم الاستباقي الشامل" و"الرّعب المباشر".

 

محكمة جنايات أمن الدول العليا في مصر تستأنف اليوم محاكمة "خلية حزب الله" 

٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

ذكرت صحيفة "الراي الكويتية" أن "محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في مصر تستأنف اليوم جلساتها لمحاكمة المتهمين في قضية الخلية التابعة لـ"حزب الله"، بعد عدول هيئة الدفاع عن المتهمين عن قرارها بالانسحاب، ثم تصالحها مع المحكمة". وذكرت الصحيفة أن "محامي المتهمين برروا عودتهم بأن ذلك هو إحساس منهم بالمسؤولية تجاه موكليهم والقضية، ولضرورة رأب الصدع الذي وقع بين المحكمة وهيئة الدفاع". وأشارت الصحيفة إلى أنه "من المقرر أن تبدأ المحكمة في عرض المعاينات التصويرية التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا للمواقع والأماكن التي استخدمها المتهمون، ولمخابئ الأسلحة والذخيرة والمتفجرات والعبوات الناسفة التي تم العثور عليها بعد إرشاد المتهمين عن أماكنها. كما تتضمن المعاينات التصويرية اعترافات للمتهمين أمام وكلاء النيابة حول مخططاتهم لاستخدام تلك الأسلحة والذخيرة وكيفية حصولهم عليها".

 

رئيس جهاز الأمن القومي اليمني: تورط "حزب الله" في القتال في اليمن محلُّ تحرٍّ.. والحوثيون أرادوا حربًا إقليمية وأخفقوا   

لدينا معلومات عن محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف 

   ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

  أعلن رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ومدير مكتب رئيس الجمهورية علي محمد الآنسي أن "هناك تنسيقاً وثيقاً ودائماً وثقة وطيدة بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المملكة العربية السعودية واليمن"، وأن بلاده "توافي الأشقّاء في الأجهزة الأمنية السعودية بكل الدقائق التي تهمّ المملكة في هذا المجال، وعلى نحو فوري، يتضمن الضربات الأمنية الاستباقية المتزامنة لمخابئ "القاعدة" ومعاقلها في أبين وصنعاء وأرحب، التي هي نتيجة للتعاون الأمني بين المملكة واليمن".

وأكد الآنسي في حديث هاتفي مع صحيفة "عكاظ" السعودية أن "صنعاء ستسلم الرياض من اعتقلتهم من المطلوبين السعوديين ضمن عناصر "القاعدة" جرّاء تلك الضربات"، وأحجم عن الكشف عن طبيعة "المخططات الإرهابية" التي يستهدف التنظيم من ورائها مصالح حيوية في المملكة، بوصفها "معلومات سرية تتداول في إطار ضيق ومحدود".

وأسهب الآنسي في حديثه حول عدد من القضايا، من بينها "دور إيران في تأجيج الأزمات في اليمن"، وقال: "إذا كانت إيران ليست على علاقة بما يحدث في اليمن، فعليها أن تدين كل تلك القضايا، وأن يكون موقفها واضحاً، وأن تشجب كما شجبت كل الدول العربية التمرد"، مؤكداً أن "كل الدول إستنكرت ما يحدث في اليمن بإستثناء إيران".

وأضاف: "الإيرانيون يطالبون بالحوار، وهم في الوقت نفسه، يرفضون الحوار مع من تظاهروا في إيران من الإصلاحيين، فكيف يطالبون بالحوار مع مجموعة رفعت السلاح وعمدت إلى قطع الطرقات والإخلال بأمن واستقرار اليمن، واستهدفت سلامة المواطنين، ويرفضونه داخل بلادهم، وكيف سيُعقد هذا الحوار؟ أعتقد أن هناك تناقضاً واضحاً وكبيراً، وهذه تساؤلات نضع أمامها علامات استفهام ضخمة".

وإذ أكد الآنسي أن لـ "إيران دور واضح في كل ما يجري"، قال: "لا نحتاج إلى إستنتاج أو تفسير، فاستمرار الحرب مع المتمردين طوال هذه المدة، يدل على أن هناك دعماً إيرانياً قوياً للجماعات المتمردة والإرهابية في صعدة". ورداً على سؤال حول حقيقة تورط "حزب الله" في القتال إلى جانب المتمردين، أجاب: "هذه المعلومات أوردتها بعض المواقع الأميركية، وهي مواقع إعلامية معروفة، وبعض المعلومات متواترة، لكنها محلّ تحرٍ، وعندما نتأكد منها سنتخذ إجراءاتنا اللازمة وسنعلن عن الحقائق في حينها".

ونفى الآنسي أي توغل للقوات السعودية في الاراضي اليمنية، مضيفًا: "هذه المزاعم وتلك الادّعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة. فالمتسللون (الحوثيون) أرادوا توسيع نطاق الحرب بالاعتداء على حدود المملكة، لأنهم يعتقدون أن الحرب إذا بقيت داخل حدود اليمن، فإنها ستصبح حرباً منسية، ولذلك أرادوا بفعلتهم تلك أن تصبح حرباً إقليمية، لكن خابت آمالهم، وبدخلوهم في عدوان على حدود المملكة، فقد فشلوا فشلا ذريعاً".

وكشف مسؤول يمني عن معلومات قدمتها بلاده للمملكة السعودية تتعلق بالمحاولة الإرهابية إثر العملية الفاشلة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في مدينة جدة في السابع والعشرين من آب الماضي، وتبناها تنظيم القاعدة في اليمن.

وأقر رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ومدير مكتب رئيس الجمهورية علي محمد الآنسي في حديثه أن هناك تنسيقا وثيقا ودائما وثقة وطيدة بين الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المملكة واليمن، فيما توافي بلاده الأشقاء في تلك الأجهزة بدقائق ما يهم المملكة، وعلى نحو فوري، ويتضمن ذلك الضربات الأمنية الاستباقية المتزامنة لمخابئ القاعدة ومعاقلها في أبين وصنعاء وأرحب، التي هي نتيجة للتعاون الأمني بين المملكة واليمن.

وأكد أن صنعاء ستسلم الرياض من اعتقلوا من المطلوبين السعوديين ضمن عناصر القاعدة جراء تلك الضربات، محجما الكشف عن طبيعة المخططات الإرهابية التي يستهدف التنظيم من ورائها مصالح حيوية في المملكة، بوصفها معلومات سرية تتداول في إطار ضيق ومحدود.

 

متكي يتهم واشنطن وباريس بفرض حلول على لبنان ترفضها دول المنطقة

نهارنت/اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في تعليق على زيارته الأخيرة للبنان، أن "الاميركيين والفرنسيين ارادوا فرض حلول خاصة على لبنان ما يتعارض مع رغبة دول المنطقة". ورأى في تصريح الى القناة الثانية في التلفزيون الإيراني ان "التعاون الايراني - اللبناني - السوري - العراقي - التركي سيخدم مصالح المنطقة".

ونقلت وكالة أنباء "مهر" عن متكي قوله أن "لبنان وبحكم موقعه الاستراتيجي، يعتبر أنشط ساحة اعلامية في الشرق الأوسط لذلك يحظى باهتمام معظم الأطراف الاقليمية والدولية".

 

الجيش الاسرائيلي يستعد لمناورات تُحاكي سقوط صواريخ من لبنان وسوريا و"حماس" 

المصدر : وكالات / ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

يستعد الجيش الاسرائيلي لإجراء مناورات عسكرية، في شهري آذار وأيار المقبلين، تحاكي سيناريوهات سقوط صواريخ من سوريا ولبنان وقطاع غزة. وقد أوضح مصدر أمني إسرائيلي أن المناورات ستتركز أساسًا في وسط إسرائيل، وليس في الشمال، وذلك بسبب ما أسماه "تصاعد التهديدات من قطاع غزة"، في وقت تتحدث التقارير عن احتمال شنّ عدوان اسرائيلي جديد على القطاع. ويحاكي سيناريو المناورات التي ستجري في المركز إحتمال تعرض مستوطنة بلدة غوش دان لصواريخ "حماس" بمدى 80 كيلومتراً. وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون إنه "على الرغم من الهدوء النسبي الذي يسود الجنوب عقب الحرب الأخيرة على القطاع، إلا أن تجدد المواجهات هي مسألة وقت". وأضافوا: "إن الفصائل الفلسطينية تعمل على تعزيز قوتها العسكرية، وتقوم بتخزين آلاف الصواريخ التي يصل مدى بعضها إلى وسط إسرائيل".

وكانت تقارير إسرائيلية قد أفادت أن حركة "حماس" قد تسلحت أخيراً بصواريخ من طراز "فجر" التي يصل مداها إلى 60 كيلومترا، وأجرت تجربة صاروخية قبالة شاطئ البحر في غزة. ولم تستبعد هذه التقارير أن يكون لدى "حماس" صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً. يذكر أن مدى الصواريخ التي كانت بحوزة "حماس" خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، يصل إلى 45 كيلومتراً.

 

سعيد: اذا كانت زيارة جنبلاط لسوريا تحفظ سلامته فليقم بها  

التاريخ: ٢٦ كانون الاول ٢٠٠٩

المصدر: المؤسسة اللبنانية للإرسال 

رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد انه اذا كانت زيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى سوريا، "تخدم سلامته الجسدية وطائفته فليزرها". ووصف في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" اليوم، اللقاءات التي شهدتها بكركي أمس، بأنها "جيدة"، وقال: "من الطبيعي أن يكون (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية") سمير جعجع و(رئيس تكتل "التغيير والاصلاح") ميشال عون في بكركي إلى جانب رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)، مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير.

سعيد، أكد أن سلاح "حزب الله" لا يزال موضوع سجال في لبنان، مشددا على "وجود فئة في لبنان برئاسة البطريرك صفير تعتبر أن هذا السلاح هو الذي يعرقل عملية بناء الدولة ويعرض لبنان لمغامرات إسرائيلية وإلى فتنة مذهبية". وأشار الى ان الحزب الذي يعيش مخاطر كبرى على المستوى الإقليمي في موضوع الملف النووي الإيراني يحاول أن يقول للبنانيين بأن حال الممانعة التي ولدت ضد سلاحه إنتهت، وأن الأصوات التي تقود عملية ربط النزاع مع هذا السلاح هامشية ولا تأثير لها، وأن القوى السياسية الأساسية في البلد التي آنضوت تحت عنوان حكومة وفاق وطني أمنت الحماية الكاملة للحزب من خلال البيان الوزاري والمصالحات الداخلية". وإذ أكد أنه "لن يكون هناك أي تجمع مسيحي منفصل عن 14 آذار"، لفت إلى "وجود مبادرة مسيحية من شخصيات منضوية تحت قوى 14 آذار وشخصيات غير منخرطة فيها ستبادر إلى إعلان نص يحدد موقع المسيحيين من الصراع العربي - الإسرائيلي والعالم العربي".

وقال ان هناك فريقا استسلم في شأن سلاح "حزب الله" واصبح يعتبره امراً واقعاً كالنائب وليد جنبلاط، وهناك فريق آخر يمثله البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير يعتبر ان موضوع السلاح يعرقل عملية الدولة ويعرض لبنان الى خلافات مذهبية. واضاف سعيد في حديث الى "ال بي سي" ان البيان الوزاري لم يشرّع سلاح "حزب الله" ولهذا السبب طاولة الحوار ستُناقش هذا الموضوع. ورأى أنهم يريدون استبدال الـ1559 بطاولة حوار تمتد من العام 2009 الى العام 2099. ورأى سعيد ان لبنان يكون محيداً عن الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تطبيق القرار 1559 واعطاء الذرائع لإسرائيل لتشن هجوماً على لبنان. وشدد على ضرورة ان ينتقل المسيحيون من موقع المتلقي الى موقع المبادر السياسي، دمركزا على ان تحسين العلاقات اللبنانية السورية يتم عن طريق المؤسسات الدستورية.

 

شهيب: لا أحد يعرف ما نقله الحريري إلى جنبلاط من دمشق إلا ثلاثة.. الأسد والحريري وجنبلاط

السبت 26 كانون الأول 2009/لبنان الآن

اعتبر وزير المهجرين أكرم شهيب أن "لبنان الجديد لم يعد مختبرًا للمنطقة"، متمنيًا أن "تنسحب المصالحات على جميع القوى والطوائف في لبنان، لما من شأنه تحصين لبنان في وجه التحديات والمخاطر". وفي حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، أضاف شهيب في مجال آخر: "يجب أن يكون هناك التزام من الجميع بقرارات مجلس الوزراء، وأن لا يكون هناك تسريب لوسائل الإعلام عمّا يجري من مداولات في المجلس"، لافتًا إلى أن ما يحكى عن تصويب للوزير غازي العريضي على مجلس الإنماء والإعمار "ليس صحيحًا بهذا المعنى وليس استهدافًا لأحد"، موضحًا أن "القضية رُبطت في الإعلام بمواضيع أخرى، وأُعطيت أكبر من حجمها". وإذ أشار إلى أن "الصراع ليس جديدًا بين وزارة الأشغال ومجلس الإنماء والإعمار"، اعتبر شهيب أن "العريضي هو من الوزراء الذين ستروا وجه الوزارة في الحكومة الماضية"، مضيفًا: "الموضوع ليس موضوعًا شخصيًا، وما جرى هو مسألة تقنية بين العريضي ورئيس الحكومة سعد الحريري، وما يربط بينهما أكبر من أن يحوّل ما حصل في جلسة مجلس الوزراء إلى نزاع سياسي". شهيب، الذي شدد على أن "التقارب العربي يعطي استقرارًا للبنان"، أكد ضرورة "بناء المؤسسات بالروحية التي عاد بها الرئيس الحريري من دمشق، ووفق ما يؤكد عليه رئيس الجمهورية دائماً بأن المرحلة المقبلة مرحلة انفتاح وعلاقة تعاون، إن في الداخل، أو مع سوريا عبر السفارات وعبر التواصل بين القيادات الرسمية في البلدين". وردًا على سؤال حول ما نقله الرئيس الحريري إلى النائب وليد جنبلاط بعد عودته من دمشق، أجاب شهيب: "عندما عاد الرئيس الحريري من دمشق تواصل مع وليد جنبلاط ولا أحد يعرف ما جرى إلا ثلاثة: الرئيس الحريري والرئيس الأسد ووليد جنبلاط".

 

مصادر جنبلاطية تتهم متضررين بتأخير زيارته الى دمشق

نهارنت/توقعت اوساط سياسية ان تكون ترجمة كلام رئيس الحكومة سعد الحريري الاخير عن "انفتاح من القيادة السورية على جميع القيادات السياسية اللبنانية"، في وجود قرار سوري باستقبال رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في المرحلة المقبلة، مشيرة الى ان توقيت زيارته والإخراج الذي ستتم من خلاله لم يتحدّدا بعد.

وذكرت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "الحياة" ان الحريري تناول موضوع علاقة سورية مع جنبلاط في محادثاته مع الرئيس السوري بشارالأسد وأنه أطلع جنبلاط على مضمون ما جرى تداوله في هذا الشأن في دمشق حين التقاه مساء الأحد الماضي في اليوم نفسه لعودته من العاصمة السورية. وأوضحت مصادر قريبة من جنبلاط للصحيفة أن الحريري "تصرف بشهامة في خصوص هذا الملف من باب حرصه على مبدأ عدم التخلي عن حلفائه، وأن ما أبلغه الى جنبلاط بعد عودته من سورية بقي ملكهما ولم يطلع عليه حتى المقربون من كل منهما". إلا أن المصادر المطلعة على هذا الملف قالت ل "الحياة" إن "جنبلاط يحرص على تولي خطوات برمجة الزيارة، وماذا يسبقها وماذا يتخللها من لقاءات وتحديد موعدها "لكن هذه الأمور لم تحصل حتى الآن". ونفت المصادر ما اشيع عن وضع شروط سورية قبل زيارة جنبلاط، مشيرة الى ان "آخر ما نقل اليه من قبل قيادات لبنانية على صلة مع دمشق، قبل زيارة الحريري لها، هو أن ما تردد عن أنه من المبكر أن يزور رئيس الاشتراكي العاصمة السورية، لا علاقة للقيادة السورية به وليس صادراً عنها وهي طلبت من هذه القيادات اللبنانية أن تنقل الى جنبلاط هذا التوضيح". واوضحت الأوساط السياسية المتابعة للملف أن زيارة جنبلاط ليست سريعة في انتظار ترتيباتها التي لم تناقش الى الآن، فيما قالت مصادر مقربة من جنبلاط أن هناك أطرافاً لبنانيين من المتضررين من زيارة جنبلاط لسورية يعملون على تأخيرها في دمشق.

 

النظام السوري يثابر على إهانة وليد جنبلاط

 الجمعة, 25 ديسمبر 2009 04:42

واصل النظام السوري ضخ أجواء تحمل في طياتها إهانات سياسية لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط.

أحدث تلك الروايات تفيد،كما روت صحيفة "الأخبار" بالآتي:

خلال مراسم التعزية بشقيق الرئيس السوري، جلس بشار الأسد وإلى يمينه رئيس مجلس النواب اللبناني، وإلى يساره إحدى الشخصيات اللبنانية، فبادر نبيه بري الرئيس السوري بالقول: «أعلم أن لديكم فجيعة، ولكن حتى هذه المأساة العائلية يمكنها أن تكون مفيدة من ناحية ما، فما رأيكم لو زاركم النائب وليد جنبلاط للتعزية؟».

لم يُجب الرئيس السوري محدّثه، بل التفت إلى الشخصية اللبنانية إلى يساره سائلاً: «ما رأيكم؟»، فأجابته الشخصية: «لو أردت يمكنني ترتيب الزيارة فوراً». إلّا أن الرئيس السوري التفت إلى الرئيس بري وقال له: «دعنا ندرس الأمور أكثر».

ويقول من يتابعون التفاصيل في العلاقة ما بين سوريا ولبنان إن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال أمامه خط واحد لفتح صفحة جديدة مع دمشق، ألا وهو زيارته لبشار الأسد إلى جانب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وإلّا فإنه قد يلتقي شخصيات سورية غير الأسد. علماً بأن هؤلاء يؤكّدون أن زعامة سعد الحريري في لبنان تتطلّب عموداً فقرياً هو تحديداً جنبلاط، الذي يجب أن يبقى إلى جانب سعد الحريري.

في هذا الوقت أوردت صحيفة "السفير"وهي ك"الأخبار"موالية للنظام السوري الآتي:

يتولد لدى العائد من العاصمة السورية هذه الأيام انطباع بأن زيارة جنبلاط ما تزال   بعيدة المنال، وأن صعوبات حقيقية ما تزال تعترضها. يبدو الشارع السوري غير مؤهل بعد  لاستقبال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي برغم التحولات الاستراتيجية التي طرأت على خطابه وخياراته منذ «حركته التصحيحية» في 2 آب الماضي.

صحيح ان القرار السياسي في سوريا لا يخضع في نهاية المطاف الى العواطف وأن المصلحة العليا التي يقدرها النظام وحده هي التي ترسم مسارات الدولة، ولكن في حالة وليد جنبلاط فإن الأمر يختلف قليلاً، بحيث لا يصبح من المبالغة القول إن الرئيس بشار الأسد يراعي فعلاً مزاج الجمهور السوري عندما يؤخر لقاءه مع زعيم المختارة. لا يعني ذلك ان الأسد يستسلم لهذا المزاج إلا انه يجد انه من الضروري معالجته قبل الإقدام على خطوة قد تستفز الشارع السوري إذا لم تسبقها المقدمات اللازمة.

يعتقد السوريون أن هناك فارقاً كبيراً بين الحريري وجنبلاط، برغم انه كانت لديهم مآخذ كبيرة على الاول. يرى هؤلاء ان الحريري لم يكن الى جانب سوريا ثم انقلب عليها، بل هو أصلاً لم يكن موجوداً في المعادلة السياسية من اساسها قبل اغتيال والده، وعندما حصلت الجريمة وجد نفسه ملزماً بحمل إرثه السياسي واستكمال مسيرته، وسرعان ما «حاصره» فريق داخلي ومحلي معاد لسوريا، أقنعه تحت تأثير الدم المسفوك بأنها تتحمل مسؤولية اغتيال والده، فبنى موقفه منها على هذه الفرضية، الى ان راحت الحقائق تتضح تدريجياً...

في المقابل، كان وليد جنبلاط من حلفاء سوريا القدامى والمدللين، كما يقول السوريون الذين يروون بمرارة كيف ان جيشهم قدم الكثير من التضحيات والمساهمات لمساعدة زعيم المختارة عندما كان يخوض معركة وجودية في الجبل، ناهيك عن الامتيازات التي كانت تمنح له في اللعبة السياسية الداخلية بضغط سوري مباشر، «فإذا به يكافئنا في اعقاب اغتيال رفيق الحريري بقيادة اشرس حملة علينا استهدفت إسقاط النظام وانطوت على مختلف انواع الإساءات التي وصلت الى ذروتها في خطابه الشهير في وسط بيروت».

من الواضح ان هذا الخطاب ترك جرحاً عميقاً في الوجدان السوري، يحتاج الى جهد استثنائي لمداواته. يستعيد مضيفوك السوريون بخجل العديد من العبارات القاسية التي أطلقها جنبلاط بحق رئيسهم، ليدللوا على صعوبة طي صفحة الخصومة معه، ثم يطرحون الإشكالية الأصعب: «لنفترض أننا نجحنا في تجاوز ذواتنا وقفزنا فوق الإساءات الشخصية، ما الذي يضمن ان وليد جنبلاط لن يتغير مرة أخرى ولن ينقلب من جديد على سوريا والمقاومة، إذا استشعر أن هناك تبدلات ستطرأ مجدداً على موازين القوى... بصراحة، ان الثقة معدومة فيه وإعادة ترميمها تتطلب جهداً ووقتاً».

ويحكى في دمشق ان جنبلاط جس نبض الرئيس الأسد، عبر بعض زوار القرداحة، حيال إمكانية ان يستقبله لتقديم واجب العزاء بوفاة شقيقه مجد، ولكن الرد لم يكن مشجعاً برغم انه اتسم بالتهذيب، فاكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ببرقية التعزية.

استناداً الى هذا المناخ الدمشقي، يؤكد العارفون ان زيارة جنبلاط لدمشق للقاء الأسد صعبة حتى إشعار آخر، إلا أنها ليست مستحيلة.

 

عن مصافحة عون وجعجع

 السبت, 26 ديسمبر 2009

سجل المراقبون الطريقة التي صافح فيها العماد ميشال عون رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ،على إثر قداس الميلاد الذي شاركا فيه في الصرح البطريركي في بكركي وحضره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

وتوقف الجميع عند الإرتباك الذي أصاب عون وهو يصافح جعجع ،وكيف أن عون حاول أن يبعد نظره عن جعجع فيما كانت يده بيد الأخير.

وسئل عون عن المصافحة التي تمت بينه وبين جعجع، قال: «انه سلام عادي يجري بين الناس وهو أمر طبيعي  ».

وعن الوقت الذي سيحل فيه السلام الحقيقي، سأل عون: «هل ترون أننا نعيش حالة خلاف؟ نحن نعيش السلام  ».

أما جعجع فاعتبر أن «لا أحد مختلف مع أحد، كل واحد لديه سياسة، ونحن في الأساس متصالحون  ».

واكد انه جاء لـ «المعايدة فقط، ومن هنا سأعايد جميع اللبنانيين، ونأمل في أن تكون السنة المقبلة سنة أعياد  ».

وعن المصالحات، قال : «ليس هناك أي سوء تفاهم مع الوزير (السابق سليمان) فرنجية وكما حدث اليوم بالصدفة يمكن أن يحصل في الظروف نفسها ».

وعما إذا لم يكن الظرف مناسباً في وجود الرئيس وصفير أن يجلس مع عون، رد جعجع: «نعم، لكن العماد عون كان لديه موعد واضطر للمغادرة».

وأضاف: «اعتقد انه ستكون لدينا أيام جيدة إن شاء الله، باستثناء ما يمكن أن يحصل في الجنوب»، مبدياً تخوفه من الوضع هناك

 

الصايغ: تقديم الطعن لم يكتمل ولن نقبل ازدواجية السلاح

نهارنت/ردّ وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ على الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وشدد على انه "لن ننام ولا لحظة الا ان تبسط الدولة سيادتها على كل اراضيها ولن ننام الا عندما يرفرف العلم اللبناني على جميع الاراضي"، مؤكداً أننا "لن نقبل أن يكون هناك ازدواجية للسلاح". ولفت الصايغ في حديث لاذاعة "لبنان الحر" الى انه "كان هناك نوايا في تقديم طعن بالبند السادس من البيان الوزاري لكننا لم نقدمه لانه لم يكتمل، وأن المطلوب توقيع 10 نواب ولكن لم نجمع العدد". واشار الى أنه "اذا لم يكن هناك اعتبار بأن البيان الوزاري هو قانون فالبنتيجة هو ليس ملزماً بالقانون والدستور". وإعتبر الصايغ أن "التحفظ على البند السادس يشمل كل مقومات البند السادس"، مشدداً على أن "توقيت الطعن أتى متأخراً لان المهلة الدستورية انتهت اليوم"، مؤكداً أننا "مستندين على التضامن المبدئي الذي حصل في جلسات الثقة". ورأى الصايغ ان اكبر رّد على كلام نصرالله اذا اردنا الرد يتمثل بالجولة الانمائية التي سنقوم بها السبت في الجنوب وردنا بالعمل وليس بالكلام ونشاطنا في الحكومة لن يتأثر بالسياسة.

 

المطران الراعي: سوريا لم توجه دعوة لصفير لزيارة سوريا

نهارنت/لفت راعي أبرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي الى ان إجتماع القيادات المسيحية في بكركي وحول البطريرك الماروني نصرالله صفير كانت ممتازة ولكنها غير كافية.

واذ اعتبر ان اختلاف القراءات للقيادات اوصلتنا الى هذا الوضع، لفت الى وجود حوار مسيحي بين القيادات من أجل الوصول لحل النزاعات، واعتبر ان سبب الخلافات بين القيادات المسيحية ليست "مارونية" بل النزاعات الاقليمية، مطالبا بقمة موسعة لان الخلافات تتجاوز لبنان. وحول الكلام عن زيارة لصفير الى سوريا، اشار الراعي في حديث الى اذاعة "الشرق" الى ان صفير لم يكن ضد زيارة الى سوريا لكن الجانب السوري لم يوجه له دعوة رسمية، مضيفاً انه "لا يمكنه بظل الظروف ان يقوم بالزيارة من تلقاء نفسه". وأكد ان البطريركية المارونية لا تقف بوجه "حزب الله" وسلاحه بل تطالب السلطة السياسية ان تكون مسؤولة عن قرار السلم والحرب والوصول لاستراتيجية قوية

 

اسرائيل ستنشر نتائج التحقيق في حرب 1982 على لبنان

نهارنت/ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان وزارة الدفاع الاسرائيلية ستعمد الى نشر نتائج التحقيق الذي قامت به لجنة "كهان" في حرب العام 1982. واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى المراحل التاريخية للوصول الى تشكيل لجنة تحقيق في الحرب عام 82، مضيفة أنه خلال المداولات التي تمت في المحكمة العليا بعد الحرب الثانية على لبنان والتي أقرت ضرورة نشر نتائج التحقيق التي خرجت بها لجنة "فينوغراد" بشأن حرب 2006، تم التأكيد من قبل المحكمة العليا على نشر الوثائق بما لا يضر بأمن اسرائيل، لأن نشر الوثائق يعزز مصداقية لجان التحقيق في اسرائيل، وهذا ما دفع محامي "زهافا جالؤون" لمتابعة القضية والضغط لنشر وثائق حرب 82. واضافت ان جالؤون توجهت الشهر الماضي الى المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية للطلب منه ضرورة نشر الوثائق، حيث تبين ان وزارة الجيش قررت نشر وثائق الحرب وتم تشكيل لجنة من ضباط في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية لكي تقرر هذه اللجنة الوثائق التي يجب نشرها خلال الفترة القريبة القادمة. وقالت "جالؤون" في تصريح ل "هآرتس": "بسبب ما يوجد في هذه الوثائق السرية من مواد قد تسبب الضرر للجمهور الاسرائيلي، والذي هو أصعب بكثير من تحقيقات الحرب الثانية على لبنان والحرب على غزة، لا يريدون نشر هذه الوثائق".وشددت في أقوالها على ضرورة نشر الوثائق المتعلقة بلجان التحقيق لانه لا يوجد أي جهة أو أحد يملك الحق بمنع الجمهور من الإطلاع على مثل هذه الوثائق، مستشهدة بأقوال للياهو فينوغراد الذي دافع عن نشر التحقيقات التي خلص لها في حرب لبنان الثانية 2007. ولكن الياهو فينوغراد رد على "غالؤون" في حديث ل "هآرتس" بالقول: "يوجد وثائق قد تلحق الضرر الأمني بإسرائيل ولا يجب نشرها حتى بعد 100 عام".  

 

نجار: لحلّ ملف سلاح "حزب الله" بالطرق الديبلوماسية لا التصادمية التي يمكن أن يدفع لبنان ثمنها

السبت 26 كانون الأول 2009

تمنّى وزير العدل إبراهيم نجار على الوزراء "إعطاء ملاحظاتهم على مشروع الموازنة"، معتبراً أن "موضوع الموازنة هو موضوع توافقي يتطلب إنجازه بسرعة، لأنّ البلد بلا موازنة منذ فترة طويلة ما جعل المشكلات والتأخيرات كثيرة تتراكم". وإذ أعرب عن خوفه من "تحدّيات العام القادم"، تمنّى نجار "ألا يتحقق هذا التخوّف".

نجار، وفي حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أوضح أنه "في ظلّ المصالحات العربية - العربية، لا بد من معالجة كلّ من ملف إيران النووي مع الغرب، وملف سلاح "حزب الله" في لبنان بالطرق الديبلوماسية، لا بالطرق التصادمية التي يمكن أن يدفع لبنان ثمنها". وأضاف: "بصورة عامة لبنان يستفيد بشكل واضح من التقارب السعودي ـ السوري والأميركي – السوري، وهذا يعطي مجالاً للتفاهم والاستقرار في الداخل"، مشيراً إلى أن "الكلمة المفتاح في لبنان هي الاسقرار، فبقدر ما نحافظ على الهدنة سيكون الاستقرار حليفنا"، معتبراً أن "الأمر الأبرز اليوم هو أنه لم يعد هناك تشنّجًا داخل مجلس الوزراء".

وإذ أعرب نجار عن شعوره بأن "هناك خلطًا للأوراق حصل بعد الإنتخابات النيابية ليس ناتجاً عن تحركات النائب وليد جنبلاط، بل عن تفاهمات حصلت لإرساء جو من الثقة بين فريق الحكم والمعارضة"، لفت إلى أن "هناك فرصة للعمل الموضوعيّ الذي هو مصلحةٌ عليا للبنان، وهذا ما أكد عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لذلك يجب القيام بالتعيينات المطلوبة"، مشدداً على أنه "أهم ما يمكن القيام به هو إرساء المؤسسات على أسس ثابتة واضحة تخلو من المزاجية، ولا تقوم على التشنجات بين المعارضة والموالاة".

وفي إطار آخر، قال نجار إنّه يحترم موقف "حزب الكتائب" لناحية الطعن بالبند السادس من البيان الوزاري، لأن هذا الموقف هو "رسالة وتحفظ يترجمان من الناحية القانونية"، مضيفاً في الوقت عينه: "لكن هل يحق للمجلس الدستوري أن يبحث في هذا الموضوع؟ هذا بحث آخر لا أريد الدخول فيه"، معتبراً أن "ما يزعج في الموضوع ليس طرحه من قبل "الكتائب"، ولكن استنكار البعض لهذا الطرح". وعن الاستنابات القضائية السورية، قال نجّار: "إنّ هذا الموضوع بطور المعالجة، والرئيس سعد الحريري اتّخذ موقفاً واعتبر أن الاستنابات غير موجودة"، مؤكدًا أنه "لا يمكن أن يُعالج الموضوع في الاعلام وبالتخوين". وعلّق نجار على مشهد بكركي بالأمس والمصافحة بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع، فرأى أن "هناك حسنات في المشهد وهناك أشياء مخزية"، وأوضح: "من المخزي أن لا ينظر المرء بوجه من يصافحه، ثم يأتي ليقول إنه لا خلاف بينهما"، مشدداً في المقابل على "ضرورة أن تكون المصافحة مصافحة الكبار والشجعان"، وأضاف: "علينا أن نتطلع إلى الأمام وأن تكون هناك مصالحة مسيحية شاملة"، مؤكداً "أهميّة بناء لبنان قابل للحياة، فمن يريد أن يستمر في العيش في الماضي إنما هو يقتل ما تبقى من لبنان".

 

موضوع ملف المهجرين قيد المعالجة.. وقد كلفنا فريق عمل لمتابعة التحرك ميدانياً بغية إزالة كل رواسب حرب الجبل"

عون لـ"nowlebanon": حسمنا رؤيتنا للقرار1559 وملف سلاح "حزب الله".. وكان بإمكان "الكتائب" ألا يشارك في الحكومة بدل تسجيل نقاط سياسية

كريستينا شطح، السبت 26 كانون الأول 2009

أشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب الان عون  الى أن "موضوع ملف المهجرين قيد المعالجة وهناك اجتماعات تعقد بين الأطراف المعنية بالمصالحة"، موضحًا أن "هناك فريقًا عمل يعمل على درس هذا الملف بكل جوانبه الاجتماعية والمادية بعيداً عن منظار الاعلام". عون وفي حديث لموقع “nowlebanon.com” أضاف: "نحن ننتظر لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري لمتابعة معه تأمين الامكانات المادية التي هي من مسؤوليات الحكومة بهدف تحقيق جدولة أولية لعملية استكمال ملف التعويضات"، مؤكدًا أن "هناك جوانب منظورة وغير منظورة بعيدة عن الاعلام يجري اليوم احصاؤها والاطلاع عليها في البلدات، حيث كلفنا فريق عمل لمتابعة التحرك ميدانياً بغية إزالة كل رواسب حرب الجبل". وعن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، أكد عون أن "من أهم انجازات هذه الزيارة هو طيّ صفحة المواجهة بين الفريق السياسي والطائفة التي يمثلها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والسوريين"، مشيرًا إلى أن من شأن ذلك أن "يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا على أسس جديدة يساهم الجميع في ارسائها في سبيل تحقيق الاستقرار في هذه العلاقات على كل المستويات".

 واذ اعتبر أن "التيار الوطني الحر ليس في حالة تنافس مع أي طرف"، أضاف عون: نحن نعتبر أن كل طرف له حجمه ودوره في التركيبة السياسية اللبنانية، بل نحن في حالة تكامل بين الممثلين الأساسيين لمكونات المجتمع اللبناني".  وفي معرض تعليقه على القرار 1559 رأى عون أنه "بمعزل عن آليات هذا القرار، نحن كلبنانيين حسمنا قراءتنا ورؤيتنا لهذا القرار ولموضوع معالجة سلاح حزب الله"، مشددًا على أنه "لن يُسمح بأن تتحول أي ارادة خارجية الى موضوع تجاذب في الداخل اللبناني أو الى تناحر بين الأفرقاء اللبنانيين".

وعن عزم حزب "الكتائب" تقديم طعن  الى المجلس الدستوري ببند سلاح المقاومة في البيان الوزاري أكد عون أن "هذا الموضوع ليس من اختصاص المجلس الدستوري"، وأضاف: "كان يمكن لحزب الكتائب أن يرفض المشاركة في الحكومة وأن لا يشارك في وضع البيان الوزراي الذي حصل على ثقة أكثرية مجلس النواب، بدل أن يعمد فقط إلى تسجيل النقاط السياسية".

 

مصطفى علوش:الشارع السني في الشمال محبط وعلى الحريري ان يشرح ما حصل

 السبت, 26 ديسمبر 2009 11:38

الشراع

*الشارع السني في الشمال محبط وعلى الحريري ان يشرح ما حصل

*سوريا حوّلت زيارة رئيس الحكومة الى زيارة ابن الشهيد

*سوريا أحرجت سعد الحريري وحلفاءه ونجحت في تظهير ان الحق الشخصي لإغتيال الحريري سقط

*زيارة الحريري الى دمشق ليست رسمية

* لم أسلك ((الخط العسكري سابقاً ولن أسلكه لاحقاً))

*قرار زيارة سوريا ليس شعبياً لكنه ضروري

*بالرغم من مرور اسبوع على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري دمشق ، إلا ان هذه الزيارة ما زالت تعتبر الحدث السياسي الأبرز نظراً الى إختلاف وجهات النظر حولها إذ كل قرأها بطريقة مختلفة عن الآخر لكن الكل أجمع على ضرورتها.

ربما يكون للنائب السابق الدكتور مصطفى علوش رأي مخالف لمكونات 14 آذار/مارس او لقيادات ((تيار المستقبل))، او ربما يكون الوحيد الذي يجاهر برأيه في العلن، فكيف يقرأ علوش هذه الزيارة، وأين أصبحت شعارات 14 أذار/مارس التي رفعت على مدى السنوات الخمس بعد هذه الزيارة، الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الحوار الذي اجرته ((الشراع)) مع الدكتور علوش

# كثيراً ما طرح هذا السؤال ولكن لا بد من طرحه عليك، من الذي زار بالأمس القريب دمشق، سعد رفيق الحريري ابن الشهيد، أم سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية؟

- لا يمكن عزل الشخص عن موقعه، كانت رغبتنا كقيادات في 14آذار/مارس و((تيار المستقبل)) بشكل أساسي، وحتى رغبة الرئيس سعد الحريري أن تكون زيارته الأولى الى سوريا زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء لبنان وأن يتم التعامل معه على هذا الأساس، صحيح ان الرئيس الحريري تعامل مع هذه الزيارة من هذا المنطلق، ولكن القيادة السورية استطاعت تحويل هذه الزيارة الى زيارة سعد الحريري ابن رفيق الحريري  . وبرأيي كان هناك حاجة سورية تجاه العالم للظهور بمظهر ان الحق الشخصي بمسألة اغتيال رفيق الحريري قد سقط من خلال الزيارة، وقد نجحت القيادة السورية الى حد ما في تظهير هذه الصورة، وأحرجت سعد الحريري وكل حلفائه من خلال تعاملها مع هذه الزيارة.

# الا ترى ان المؤتمر الصحفي الذي عقد للمرة الأولى في تاريخ العلاقات اللبنانية- السورية على أرض لبنانية ((السفارة اللبنانية)) داخل سوريا ينقض ما تقوله، ويؤكد ان سعد الحريري ذهب كرئيس للحكومة من أجل بناء علاقة دولة بدولة، وبالتالي اختياره لهذا المكان لعقد مؤتمره الصحافي له هذه الدلالة؟

- طبعاً، من ضمن العلاقات الدبلوماسية والعلاقات السياسية تؤدي ((الرمزيات)) دوراً أساسياً، لا شك ان الرئيس الحريري حاول تغطية ((الرمزية)) غير الرسمية التي تم التعامل فيها مع الزيارة، والتي فاقت الأطر الرسمية بحفاوتها، بمحاولة إعطاء رمزية للمؤتمر الصحفي من خلال كونه في السفارة اللبنانية، ولكن إذا قارّنا المسألتين نجد ان الطابع غير الرسمي هو ما طغى على الزيارة من الناحية العملية.

# تقول ان سوريا حاولت إعطاء هذه الصورة، ولكن مجرّد ذهاب الحريري ومعه شخص فقط من آل الحريري وهو مدير مكتبه وابن عمته التي قالت في السابق ((الى اللقاء سوريا)) وليس على رأس وفد رسمي، ألم يرد الرئيس الحريري ان يعطي أيضاً هذا المعنى لهذه الزيارة اي المصالحة وليست زيارة رسمية؟

- لا يمكن أن أضع نفسي مكان الرئيس الحريري، والأسباب التي دفعته للقبول بهذا الشكل من اللقاء حتى الآن، لأنه حتى الآن لا يمكن تسميتها بزيارة رسمية ولا بالزيارة العملية، ولكن يبدو انه لقاء أولي ومحاولة كسر الجليد لبناء علاقات رسمية.

ما من شك انه يصعب على الرئيس الحريري تبرير شكل الوفد الذي رافقه، و حصر المسألة بأن الأمور لم تعد كما كانت في السابق، وبالتالي هناك تناقض بين التوجه العام السابق للزيارة وبين ما حصل في الزيارة، ولكن المهم بعد هذه الزيارة غير الرسمية بكل معنى الكلمة، أن تبدأ العلاقات الرسمية بشكل تام، ويتم التعامل بجدية مع الملفات، إلا إذا كان المقصود من كسر الطابع الرسمي للزيارة هو عدم التعامل في المستقبل بشكل جدي مع الملفات العالقة، ومن ضمنها مسألة ترسيم الحدود التي صرحوا بأنه تم البحث فيها، ولكن هناك أيضاً تنقية الذاكرة من خلال الكشف عن مصير المعتقلين داخل السجون السورية وسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهو موضوع سوري بامتياز.

# وماذا عن الإستنابات القضائية؟

- هذه الإستنابات أعتقد انه يجب على الحكومة اللبنانية الإجابة عنها بالطريقة الرسمية، وإذا كان هناك من مبررات قضائية لهذه الإستنابات فليتم التعامل معها على هذا الأساس، فإذا سحبت القيادة السورية الإستنابات لأسباب سياسية، فهذا يعني اننا عدنا الى سابق العهد. أما إذا تم التعامل بشكل رسمي من قبل الأجهزة القضائية اللبنانية والسورية، فهذا يعني بداية تصحيح التعامل ، وبالتالي انا أرفض بشكل كامل أن يتم سحبها بشكل سياسي.

# المحكمة الدولية هي من الأمور العالقة بين البلدين برغم الحديث عن انها اصبحت في عهدة الأمم المتحدة، ولكن ماذا لو خرجت المحكمة بقرارات تدين النظام السوري أو شخصيات سورية؟

- من الصعوبة فصل قضية المحكمة الدولية، التي حاربتها القيادة السورية على مدى السنوات الماضية الى أن قبلت بالأمر الواقع على مضض مؤخراً، فصلها عن العلاقات اللبنانية - السورية، خاصة بعد الإتهامات التي صدرت عن القاضي ديتليف ميليس والكثير من الأمور المتصلة. لذلك أنا أعتبر ان كيفية تطوّر العلاقات اللبنانية - السورية بعد صدور قرار المحكمة الإتهامي سوف يكون مبنياً على كيفية تعامل القيادة السورية مع القرارات التي ستصدر عن المحكمة، فإذا تعاونت القيادة السورية بشكل كامل واعتبرت ان هذه القضية يجب أن تكون بداية الإنفتاح الحقيقي على المجتمع القانوني الدولي، فسيؤدي هذا الأمر الى تحسين العلاقات اللبنانية - السورية، أما إذا تم اتهام شخصيات لا يمكن للنظام في سوريا أن يعتبرها متهمة فستعود الأمور الى سابق عهدها.

الـ 1559 بيد الدول الكبرى

# كيف سيتعامل لبنان مع القرار 1559 بعد زيارة الحريري لدمشق؟

- لا علاقة لسوريا بالقرار 1559 من الناحية الرسمية، لأن أحد بنوده كان سحب ما تبقى من القوات الأجنبية عن الأراضي اللبنانية، وسوريا طبّقت هذا البند من الناحية النظرية، إلا إذا اعتبرنا عملياً ان القواعد الموجودة في منطقة الناعمة وقوسايا والبقاع بشكل عام هي قواعد سورية، وحينها ستكون سوريا معنية بهذا القرار، أما مسألة نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحلّها بشكل كامل، فهذه مسألة عالقة وهي جزء من الدستور اللبناني، وهي بالتالي أحد مكوّنات السيادة لأي دولة بعدم وجود ميليشيات على أراضيها، ولكن لبنان قرر بسبب وجود الخلاف على هذا الموضوع إحالته الى هيئة الحوار، والمستغرب في كل الأحوال هو أن تقوم الدبلوماسية السورية بالطلب من الدبلوماسية اللبنانية سحب هذا القرار أو العمل على تهميشه، لأن الأمر ليس بيد لبنان ولو حاول ذلك، فهو بيد الدول الكبرى بشكل أساسي، وإجمالاً إذا حصل هذا القرار على نوع من التصويت الكافي في مجلس الامن بتهميشه فالقرار يبقى موجوداً ولا يمكن إلغاؤه حتى بعد تطبيقه.

أنا أعتقد ان القيادة السورية تحاول تبييض صفحتها مع حلفائها الموجودين في لبنان، والتأكيد ان كل الإنفتاح على الغرب والإنفتاح على الدول العربية، لن يغيّر في موقف سوريا الداعم للميليشيات المحلية الموجودة في لبنان.

# هل برأيك ان سوريا ستتخلى عن فكرة ان لبنان خطأ جغرافي؟

- أنا أريد التذكير أيضاً بأن اللواء السليب لواء الإسكندرون ايضاً هو أكثر من خطأ جغرافي، هو لواء سُلخ سلخاً عن سوريا، ومع ذلك القيادة السورية قبلت به، صحيح ان فكر البعث لا يسمح بهذا الشيء ، ولكن إذا فرضت ظروف دولية وظروف إقليمية على الأطراف المحلية القبول بالتسويات فستقبل بها، وبرأيي انه حتى لو بقي الحلم في عقل العقائديين في سوريا، المفترض أن الوقائع هي التي تلغي هذا التفكير.

# هل نستطيع القول أن ((الخط العسكري)) عاد بعد سقوط جدار المصنع بين البلدين؟

- بصراحة، انا لم أسلك هذا الخط سابقاً ولن أسلكه لاحقاً، وإذا عادت هذه الوسائل بالعلاقات بين لبنان وسوريا، فهذا يعني اننا عدنا الى ما كان في السابق، فلا مصلحة لسوريا ولبنان بذلك.

# لماذا تتخّذ قراراً جازماً وقاطعاً بهذا الخصوص؟

- إذا كان لا بد من أن أزور سوريا، فسوف أزورها بالطرق الرسمية والعادية التي يسلكها أي مواطن، بمعنى أني أذهب وأقدّم جواز السفر على الحدود ويتم ختمه ثم أدخل. وفي المقابل يجب أن تُتبع الطريقة نفسها، وأرفض أن يكون هناك أي مواطن يسلك الحدود بدون هذه الطرق الرسمية.

# كونك من منطقة الشمال، والتي تضم أكثرية سنية أيدت الرئيس سعد الحريري ورفعت شعارات ضد سوريا، ولأنها منطقة عانت ما عانته من سوريا، هل هناك تأييد من جمهور سعد الحريري وجمهور ((14 آذار/مارس)) على ذهاب الحريري الى دمشق بهذا الطابع من الزيارة؟

- لا شك ان هناك نوعاً من الأحباط في الشارع بالنسبة لشكل الزيارة، وهذا الإحباط لم يصل في أي مرحلة من المراحل الى حد التنكر لقيادة سعد الحريري أو الإرتداد عنه، وبالعكس هناك تعاطف كبير معه، واعتبروا انه عضّ على الكثير من الجراح عندما فعل ذلك، لكن هذا لا يعني ان جمهور ((تيار المستقبل)) أو الجمهور السني بشكل عام يقبل بهذا التصرّف، وبالأخص مدينة طرابلس التي تعرّضت الى أقصى ما يمكن من الأذى على أيدي الاستخبارات السورية، وكانت عملياً تحت الحكم العرفي على مدى العقود التي تواجد فيها الإحتلال السوري في لبنان، ولكن هنا يأتي دور الرئيس الحريري أولاً بأن يشرح لجمهوره ماذا حصل وأسبابه وآفاقه، وثانياً طريقة التعامل السورية، لأن الكرة الآن في الملعب السوري، فإذا كانت النيات صادقة جدّياً، فأعتقد ان الخطوات الإيجابية تجاه لبنان، هي التي يمكن أن تمحو من ذاكرة الجمهور كل المآسي التي ارتكبتها سوريا عل مدى هذه السنوات.

# هل يمكن أن يزور الحريري طهران بعد دمشق؟ وهل من رابط بين زيارة وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي للبنان وزيارة سعد الحريري لدمشق؟

- أعتقد ان هناك دعوة إيرانية رسمية، والرئيس الحريري أعلن انه سيلبّي هذه الدعوة، وبالتالي عملياً بالتأكيد هو سيزور طهران . أما توقيت الزيارة فلا أستطيع أن أتكهن به، ولكن أيضاً يمكن قراءة توقيت زيارة متكي الى بيروت وزيارة الرئيس الحريري الى سوريا على ان السياسة الخارجية وحتى الإقليمية السورية - الإيرانية ليست بالضرورة على تطابق تام، وأنا أعتقد انه خلال الأشهر المقبلة سيبدأ التباين بالظهور بين الدولتين، وقد يكون هناك نوع من التنافس في بعض الأحيان، ولذلك لا بد من انتظار بعض الوقت حتى نعرف الى أين سيتجه هذا الحلف الممانع الذي تم الحديث عنه على مدى السنوات الماضية.

# الرئيس الحريري يقول ان زيارته لدمشق تمت في سياق المصالحات العربية، ومن ثم تلقى دعوة لزيارة إيران، هل هذه الدعوة لكي تقول إيران ان سوريا لم تنتقل الى الحضن العربي، وبالتالي كانت الزيارة بموافقة إيران؟

- ان حصول هذ الزيارة يؤكد ان هناك تنافساً سورياً -إيرانياً، وليس تطابقاً أو انه يعطي فكرة بأن إيران تحاول القول بأنها على بيّنة من كل الأمور مسبقاً، لكن إذا كانت هذه المصالحات في التوجه العربي العام، فهذا التوجّه وخاصة بعد المسألة الحوثية، والتوجه السوري باستنكار الخرق الحوثي للحدود السعودية، يجعلنا نعتقد أو نفكّر بأنه ربما هناك بعض الإنفصال التكتيكي، أو ربما الإنفصال الحقيقي بين التوجه السياسي السوري والتوجه السياسي الإيراني.

لكن في الوقت الحالي سوريا ما تزال في منـزلة بين المنـزلتين، في منـزلة أخذ المنافع من الجهتين، أخذ المنافع من الجانب الإيراني من خلال المساعدات ومن خلال التعاون ومن خلال مئات آلاف الزوار الإيرانيين الذين يزورون سوريا من جهة، وأخذ المنافع الدبلوماسية وربما الإنفتاح الإقتصادي، وربما القروض التي حُكي عنها من السعودية الى سوريا، والشراكة الأوروبية التي كانت سوريا تطالب بها على مدى خمس سنوات، الآن هي رفضتها بسبب ملفها في حقوق الإنسان.

عملياً، يمكن القول ان التاجر الدمشقي يتحرك بشكل كامل في الوقت الحالي لأخذ المنافع من كل الإتجاهات، ولكن في فترة من الفترات سيأتي وقت الحقيقة التي يجب على سوريا أخذ القرار بالوقوف إما مع هذه الجهة أو تلك.

# ماذا عن ذكرى 14 شباط/فبراير بعد زيارة سعد الحريري لدمشق؟

- لقد كان البحث جارياً على مدى الأشهر الماضية في أوساط ((تيار المستقبل)) عن كيفية الإحتفال بذكرى استشهاد الرئيس الحريري، وربما سيكون هناك احتفال مشابه للإحتفال بميلاد الرئيس الحريري، أي احتفال مركزي رمزي أو على الأرجح سيتم إقامة احتفالات في المناطق، لكن أنا أستبعد التجمع العام في هذه المناسبة.

مرحلة الشعارات الجديدة

# لماذا هل لأن شعاراتكم سقطت؟

- الواقع ان المرحلة تحتاج الى شعارات جديدة، ولكن الشعار الأساسي ((حرية - سيادة - استقلال)) لا يمكن أن يسقط، وأعتقد ان سعي الرئيس الحريري في هذه المرحلة سيكون لتثبيت هذه الأمور، ولكن لا يوجد أي شخص في العالم يستطيع الإستمرار في حشد جماهيره، ولا توجد أي حركة ثورية في العالم تستطيع الإستمرار في حشد الجماهير على العنوان نفسه وعلى مدى سنوات متعدّدّة، خاصة عندما نبتعد عن الحدث الأساسي. ولذلك أنا أعتقد انه من الأفضل أن نستمر في الإحتفال على مدى السنوات القادمة، ولكن بصورة منطقية وأقل كلفة على المواطن وعلى الدولة اللبنانية.

# قلت ان المرحلة الحالية تستوجب شعارات جديدة ما هي هذه الشعارات؟

- كما قلت الشعارات الأساسية لن تسقط، ولكن هناك شعارات كنا نرفعها، مثلاً ((ان الحكومة السورية هي التي تعبث بالأمن في لبنان)) أما الآن فلا يمكن أن نكرر هذه الشعارات، لأنه منذ حوالى السنتين وحتى الآن لم يحصل اغتيالات، وهناك مسار مختلف حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية ومسألة ترسيم الحدود تُطرح، فعملياً هذا الشعار لم يعد بإمكاننا طرحه. أيضاً مسألة اغتيال الرئيس الحريري والإتهام السياسي فيها فقد اصبحا بيد المحكمة الدولية، وهذه المسألة ايضاً بحاجة الى تطويرها.

إذاً عملياً هذه الأمور سوف تنتقل الى أماكن أخرى والى شعارات جديدة بالنسبة للمرحلة المقبلة.

# هل هناك خوف من إبتعاد جمهور 14 اذار/مارس عن قياداته ،وخاصة جمهور تيار المستقبل؟

- باعتقادي ان قيادات ورجالات الدولة في بعض الأحيان تُقدم على قرارات ليست شعبية، وقرار الزيارة الى سوريا ليس قراراً شعبياً، ولكنه كان ضرورياً وأساسياً، ربما لم يكن الرئيس الحريري مجبراً على القبول بشكل الزيارة كما حصلت، ولكن من واجب القائد ايضاً عندما يريد اتخاذ مثل هذه القرارات، ان يحضّر قاعدته مسبقاً، أن يجتمع معها ويحدثها بشكل واضح وصريح ويشرح مسببات هذه القرارات.

أنا برأيي انه من واجب الرئيس الحريري الإطلالة إعلامياً بطريقة من الطرق على جمهوره لكي يشرح ببساطته العادية التي تعوّد عليها الناس ما هي مبررات ما حصل، ومن ثم العودة الى اللقاءات مجدّدا مع جمهوره ومن خلال إطلالاته العفوية على أبناء طرابلس.

# هل كنا بحاجة الى خمس سنوات من الإغتيالات والإخلال بالأمن والإعتصامات في وسط بيروت، ورفض مشاركة الآخر والعداء مع سوريا، لكي تدركوا بأنه لا حل في لبنان من دون سوريا؟

- لم يغب عن فكرنا ولا لحظة من اللحظات بأن لبنان يحتاج الى أفضل العلاقات مع سوريا لبناء مستقبلنا، ولكن أريد التذكير ايضاً بأن العلاقات التي كانت قائمة سنة 2005 لم يكن من الممكن الدخول من خلالها لبناء أي علاقة مع لبنان، لأن لبنان كان يموت بشكل يومي، وهذا ما دفع الرئيس المظلوم رفيق الحريري عام 2004 لاتخاذ قراره بالتنحي عن رئاسة الحكومة وخوض الإنتخابات بشكل مخالف ومختلف.

لا شك ان الحركة الإستقلالية التي حدثت منذ اغتيال الرئيس الحريري الى اليوم وحتى الى الغد، هي التي أدت الى وصول مسألة العلاقات الى إمكانية طرح علاقات سوّية بين لبنان وسوريا، لأنه في السابق كان بمجرد أن يطرح أي طرف لبناني هذا الامر كانت تنـزل الفؤوس الى الشوارع وتطلق التهديدات، ويتهم كل من يطالب بعلاقات سوّية بين لبنان وسوريا بالعمالة لإسرائيل.

الآن سعد الحريري كان في قلب الشام، ومن هناك طالب بالعلاقات السوّية بين لبنان وسوريا، وهذا نتيجة النضال وعشرات الشهداء الذين سقطوا على مدى السنوات الماضية، والضغط الشعبي والسياسي والتضحيات التي قاربها اللبنانيون هي التي أدت الى هذه النتيجة، وليس العكس، فلو نحن خضعنا منذ اليوم الأول لاغتيال الرئيس الحريري وقبلنا بالأمر الواقع مثلما كانت تنتظر ذلك القيادة السورية، والكثير من القيادات اللبنانية ، لكُنّا عملياً ما نزال تحت الإحتلال السوري، ولا يعتقدن أحد ان القرار 1559 وحده الذي أدى الى الخروج السوري، لأن القرار صدر في 2 أيلول/سبتمبر 2004 ولم ينفّذ إلا بعد 14 آذار/مارس 2005 ، لأنه عملياً الضغط الشعبي اللبناني وضغط القيادات الإستقلالية هو الذي أرغم القوات السورية على الإنسحاب في 26 نيسان/ابريل.

تحويل ((المستقبل)) الى حزب ليبـرالي

# البعض يقول انه لم يعد هناك من ضرورة لوجود ((تيار المستقبل)) الذي رفع شعارات أدت قسطها للعلى؟

- نحن نسعى الى تحويل ((تيار المستقبل)) من تيار شعبي عفوي الى حزب ليبرالي له برنامج سياسي، وله تنظيم سياسي محدّد، وهذا لا يعني إلغاء ((تيار المستقبل)) بل كيفية تأطيره من خلال قيادة سياسية ومستقبلية.

# ألم يقم ((تيار المستقبل)) على جمهور رفيق الحريري؟

- جمهور رفيق الحريري هو الذي أوجد ((تيار المستقبل)) ونحن نسعى الى تأطير هذا الجمهور من خلال قيادة سياسية حقيقية، ومن خلال حزب سياسي يستطيع أن يكون صلة الوصل بين القيادة وبين الجمهور.

عادةً الحزب الليبرالي ليس حزبا عقائدياً، ولا هو حزب يضع شعارات ويتبعها بشكل أعمى، وتصبح هذه الشعارات نوعاً من الدين له، الحزب الليبرالي هو حزب يطوّر شعاراته بناءً على المصلحة العامة، وبناءً على المستجدات الإقليمية والدولية والمحلية ولذلك فإن ((تيار المستقبل)) الآن بحاجة الى تطوير خطابه وتطوير المعطيات.

# وهل سيكون ذلك بشكل مختلف عما طُرح في مهرجان ((البيال))؟

- كلا هو نفسه، ولكن ما تم طرحه في ((البيال)) هو البرنامج السياسي والإقتصادي، وهذا البرنامج ينطبق الآن حتى في بناء العلاقات اللبنانية – السورية، وهذا ما يعمل على تحقيقه رئيس الحكومة، كذلك ما يزال فكر رئيس الحكومة ينطلق مما طُرح في ((البيال))، فلا شيء تغيّر في هذا الموضوع، ونحن كحزب سياسي وكقاعدة جماهيرية نحاول أن نشكّل الداعم الأساسي لتوجّه الرئيس الحريري الذي يحاول تحقيقه داخل الحكومة وفي العلاقات اللبنانية - السورية وفي أمور أخرى.

حوار هدى الحسيني

الشراع

 

القرار 1559 دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في تموز"

"حزب الله": البند السادس اعتراف رسمي يشرّع المقاومة

المستقبل - السبت 26 كانون الأول 2009 - رأى "حزب الله" أن "القرار 1559 ولد ميتا، وبند نزع السلاح في هذا القرار دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز 2006 وأصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة"، واشار الى أننا "قلنا هذا عندما ولد، وأننا لسنا معنيين به لا من قريب ولا من بعيد، فهو قرار ميت لا حياة له، وليست لديه قابلية أن يكون مطية للاستثمار الداخلي أو الخارجي "، لافتا الى أن "لا معادلة اليوم إلا معادلة البند السادس من البيان الوزاري، الذي يؤكد شرعية المقاومة، ويضفي اعترافا رسميا وشرعيا على دورها".

قاسم

أشار نائب الأمين العام لـ"الحزب " الشيخ نعيم قاسم خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في البسطا التحتا أمس، الى أن "القرار المسمى 1559 ولد ميتا، وقد قلنا هذا عندما ولد، وأننا لسنا معنيين به لا من قريب ولا من بعيد، فهو قرار ميت لا حياة له وليست لديه قابلية أن يكون مطية للاستثمار الداخلي أو الخارجي، ومن حمله وسار به حمل ميتا يعطيه عبئا إضافيا في حمله بدل أن يرفعه في مشواره".

وقال: "إذا كان المقصود بإثارة القرار 1559 الالتفاف على المقاومة وتوجيه السهام إليها من أجل إثبات وجود هؤلاء الذين يطلقون السهام، فإن صراخكم في الفراغ لا يسمعه أحد ولا يؤدي إلى أي ثمرة، لأن التجربة أثبتت دور المقاومة ونجاحاتها، والتحرير حصل على يديها ويدي مجاهديها، وهي التي أوصلتنا إلى النتائج العظيمة والبركات الكبيرة التي حصلنا عليها من أجل مصلحة لبنان".

أضاف: "لبنان حصل على نتائج كبيرة وكثيرة ببركة نجاحات المقاومة، التي طردت أمريكا من بوابة الشرق الأوسط الجديد بدل أن تدخل إليها وتصنعها من لبنان، وانهزمت إسرائيل وبقي لبنان شامخاً رافع الرأس، ولم تتمكن إسرائيل من استثماره واحتكاره والسيطرة عليه، واستطعنا أن ننجز انتخاباً واختياراً لرئيس توافقي يجمع الناس، وتوصلنا الى انتخابات نيابية سارت بشكل هادئ رغم المال السياسي وقبلنا بنتائجها، فكان قبولنا وسام النجاح لهذه الانتخابات مع كل نتائجها التي فيها خلل كبير، واستطعنا كذلك أن ننجز حكومة الوحدة الوطنية، وأن نكون من الذين يمهدون الطريق ويسهلون عودة العلاقات العربية ـ العربية والعلاقات اللبنانية ـ السورية، لأن هذه الانجازات رافقتها المقاومة وأثَّرت فيها، وهي أعمال عظيمة تدل على الوطنية الحقة، ولا نحتاج إلى شهادات ولا ضغوطات حتى نرى ما هو الرد وكيفما نتصرف".

وسأل "ما دمنا تسالمنا كلبنانيين على عقد مؤتمر للحوار ودراسة الإستراتيجية الدفاعية في داخل مؤتمر الحوار لماذا تُثار الإستراتيجية الدفاعية خارج مؤتمر الحوار؟ ولماذا تكون هذه البلبلة خارج مؤتمر الحوار؟ إذا أردنا أن نصل إلى نتيجة لا بدَّ أن نجلس إلى الطاولة، وهي الآن نقطة وحيدة على طاولة الحوار".

وتابع "هل يخافون نتيجة طاولة الحوار ويعتقدون أنها ستثبت حق المقاومة بجيشها وشعبه ومجاهديها؟ فيحاولون قطع الطريق مسبقاً على الجلوس على الطاولة، لأن منطق المقاومة قوي ومتين بالدليل والبرهان والتجربة العملية، بينما المنطق الآخر يفتقر إلى الدليل وإلى الإقناع"، موضحا "إذا كنتم تحاولون القيام بخطوة استباقية من أجل إسقاط طاولة الحوار والاعتماد على الصراخ الإعلامي كبديل عن الطاولة لن تنجحوا بالصراخ الإعلامي والطاولة هي الحل؟ وإذا لم تكن عندكم أدلة كافية فأعيدوا النظر بطريقة تفكيركم وأدائكم؟ ومن يتبع السياسة الخاطئة والسياسة التي تخسر لبنان ولا تنسجم مع المسار اللبناني الوحدوي هو الذي سيخسر جماعته، وسيجد أن رصيده بعد سنة أو سنتين قد ضعف كثيرا".

وقال:" إننا حاضرون من أجل أن نبين بالمنطق والدليل أمام الناس كل الحقائق، خصوصا وأن الجمهور يرى ويسمع ويعلم من يحاول بناء مسيرة الدولة ومن يحاول تعطيلها، ويرى من الذي يمهد كل السبل لتعاون الأفرقاء ومن الذي يحاول أن يضع إسفيناً في هذا التعاون"، معتبرا أن "مرحلة خلط الأوراق مرَّت وانتهت والآن دور النتائج، ومن اعتقد أنه يستطيع أن يخلط الأوراق اليوم نقول له يرزقك الحجة والناس راجعة، لا سيما وأن اليوم يُنظر إلى النتائج من ربح في مساره السياسي ومن خسر في مساره السياسي".

وشدد على أن "الأوراق قد خُلطت اليوم، ولم نعد كما كنا عليه قبل أربع سنوات، لأننا في وضع جديد وتاريخ جديد ومسار جديد في لبنان، هذا المسار هو مسار الوحدة الوطنية والتفاهم، ومحاولة بناء لبنان والتأكيد على دعم المقاومة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

وذكر أننا "نقر بأننا استطعنا أن نزعج ونقلق ونعوق مشاريع أمريكا وإسرائيل في لبنان وفي المنطقة، لأن "حزب الله" عنده جماعة يحملون قناعات واضحة ومنطقية، ونحن حضاريون في مسار سياسي، وهذا الذي أزعج أمريكا وإسرائيل ومن معهما، لأنهم قاموا بمحاولات كثيرة من أجل التشويش علينا ومن أجل إسقاط هذا المشروع المقاوم، وشوشوا علينا بدعاية الإرهاب، فخرجنا من الدعاية مقاومين، ولم يستطيعوا أن يعزلونا عن مجتمعنا ليقولوا بأن جماعة بسيطة قليلة محاصرة في طائفة واحدة، وإذ بالجسر يمتد بيننا وبين قوى سياسية وازنة في طوائف مختلفة، ليتبين أن الأكثرية الشعبية موجودة لدينا على قاعدة الإيمان بالمقاومة، وحاولوا إضعاف معنوياتنا ولكننا خرجنا من حرب تموز وخرجنا من كل التضييق السياسي والإعلامي الذي حصل على كل المستويات أشداء أقوياء، نرفع رؤوسنا ونفتخر بأعمالنا".

رعد

قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في النبطية :"أن العالم كله احتشد ضدنا ليقولوا اسقطوا سلاحكم لان العدو سيعتدي عليكم، ومضينا في مواجهة هذا العدو، وكل العالم خابت آماله لان العدو انهزم في مواجهته مع المقاومة".

أضاف "مضينا في أزمة سياسية طوال 4 سنوات، حيث كنا نقول لا يمكن أن يستقر الوضع في هذا البلد إلا بحكومة وحدة وطنية، ووفاق وطني يتبني خيار المقاومة عبر تصويب مسار العلاقات وتصحيحها مع سوريا، من أجل أن تكون علاقات مميزة، وانتهينا الى الذي كنا نقوله، والآن تحقق، والأمور تمضي وفق الرؤية الواضحة التي كنا نشخصها منذ انطلقت الأزمة".

وتابع: "صدر القرار 1559 وكان عنوانا لحقبة سوداء ظللت الأزمة السياسية في البلد لأكثر من 4 سنوات، واليوم نقول إن صيغة 1559 قد مضت، ونحن نلتزم صيغة 15ـ10ـ5 التي تشكلت في ضوئها حكومة الوفاق الوطني"، آملا أن "يكون هذا منطلقا لمزيد من تعزيز قوة ومناعة لبنان، ومن أجل الشروع جديا ببناء دولة قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها الوطنية، وتقوم بمهامها تجاه المواطنين، وتدافع عنهم، وتحمي سيادتهم وتحتفظ بكل عناصر القوة التي تكفل هذا الهدف، ومن أهمها حفظ المقاومة جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني".

وخلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في بلدة كفرتبنيت قال رعد:" إن الذين يدعوننا الى التخلي عن المقاومة لا يعرفون عواقب هذا الأمر، وهم يريدون التخلي عن خيار المقاومة، ويطلبون منا أن نفتح لبنان ليكون مستباحا أمام الاسرائيلين، لأنهم لا يريدون القتال، لأنهم لا يقاتلون ولا يصمدون، فليكفوا عن دعوتهم الى التخلي عن خيار المقاومة والصمود".

أضاف: "لن نجعل بلدنا مستباحا، ولن نجعل كرامتنا مداسة أمام طغيان وظلم وقهر العدو الإسرائيلي، ومن يريدون أن يتحدثوا عن صراعنا مع العدو الإسرائيلي عليهم أن يتعرفوا على طبيعة هذا العدو حتى يعرفوا كيف يتحدثون معه".

* اعتبر مسؤول منطقة الجنوب في "الحزب" الشيخ نبيل قاووق خلال مشاركته في إحياء ذكرى عاشوراء في بلدة ميس الجبل أن "الحديث عن القرار الدولي الرقم 1559 أصبح من الماضي" مشددا على "أن بند نزع السلاح في هذا القرار دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز 2006 وأنه أصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة" .

ولفت إلى "أن لا معادلة اليوم إلا معادلة البند السادس من البيان الوزاري الذي يؤكد شرعية المقاومة ويضفي اعترافا رسميا وشرعيا بدورها كضرورة وطنية وإستراتيجية في الدفاع عن الوطن وفي تحرير ما تبقى من أرض في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".

وشدد على "أن مشروع المقاومة يتقدم على الرغم من كل الضغوط والقرارات الدولية والحروب الإسرائيلية والتهديدات من كل حدب وصوب، لا سيما وأن المتضررين من هذا المشروع لا يمتلكون إلا أن يكونوا ظاهرة صوتية لا تضر بالمقاومة ولا تعرقل تقدمها ولا برامجها".

أضاف: "كلما ازدادت المقاومة قوة ازداد غيظهم وحنقهم في مختلف المواقع في الداخل والخارج، وهم يعبرون عن خيباتهم المتسلسلة والمتكررة بعد خيبة تموز2006، وفشل محاصرة المقاومة في القرارات الدولية واستنزافها في السياسة الداخلية، وبعد انحسار المشروع الأميركي في البلد ومحاولة إلغاء بند المقاومة من البيان الوزاري وإبعادها عن المشاركة في الحكومة". وذكر أنهم "يعبرون عن الإخفاقات والحسرات التي أصابتهم أمام انتصارات المقاومة العسكرية والسياسية، وتقدم مشروع المقاومة ليصبح الأكثر تأثيرا في لبنان والمنطقة، خصوصا بعد أن تأكدوا أن المقاومة هي التي حمت البلد وأسست لبناء دولة".

ورأى أن "التهديد الحقيقي هو من قبل العدو الإسرائيلي الذي هو عدو مستمر لكل الوطن، وأن المقاومة هي المعادلة الوحيدة التي تخشاها إسرائيل، وهي التي تردعها عن التمادي في اعتداءاتها". ولفت الى "أن وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما لسلاح المقاومة بالخطر على إسرائيل يعني اعترافا أميركيا بأهمية هذا السلاح في مواجهة الاحتلال والخروق الإسرائيلية، ويؤكد حجم فاعليته في مواجهة المشروع الإسرائيلي"، موضحا أنه "لولا سلاح المقاومة لكان المشروع الأميركي قد أسقط كل دول المنطقة وفرض هيمنته وسيطرته عليها".

وجدد " حرص "الحزب" الشديد على الحوار الوطني واستمراره، انطلاقا من رغبته في تقدير هذه التجربة لأجل تعميمها على جميع اللبنانيين، لأن التهديد لا يقتصر فقط على أهل الجنوب ولا على طائفة معينة وحزب معين، ولأن واجب جميع اللبنانيين هو أن يكونوا في موقع الدفاع عن ممتلكاتهم وأرواحهم وسيادة وطنهم".

 

"الموالاة" والعيّنة الأولى

نبيل بومنصف     

بصرف النظر عن "الأجندات" الخاصة بكل من القوى السياسية المشاركة في الحكومة و"برامجها" الذاتية وخلفياتها وحساباتها لمرحلة "التعايش" ضمن السلطة، تثير الضجة التي افتعلت حيال بعض وقائع الجلسة الاولى لمجلس الوزراء غداة عودة الرئيس سعد الحريري من دمشق الكثير من الغرابة في بلد فطر على السياسة الخلافية ومصادماتها وانقساماتها ونادراً ما كان العكس هو القاعدة.

الغريب هذه المرة يأتي من المقلب "المتلقي" للمشاكسة وليس من المقلب المشاكس نفسه، إذ توحي الضجة حيال اعتراضات أثيرت حول مسألة أموال مؤتمر باريس 3 أو تمديد عقد يتعلق بالخدمات في مطار بيروت بأن الانطباع الغالب على القوى الحكومية هو أن التسوية السياسية من جهة وزيارة الحريري لدمشق من جهة أخرى ستحولان مجلس الوزراء واحة استقرار وفسحات آمنة لاصدار القرارات من دون أي عقبات. والحال ان هذا الانطباع يبدو على جانب من السذاجة، ويعكس في أقل الأحوال افراطاً في حسن النيات، لأن هذه التسوية، مهما علا مستواها وقوتها وحجمها وامتداداتها، ستبقى قاصرة عن تحويل الحكومة فريق عمل متجانساً رغم كل التنميق السياسي المخالف. ومع انه من الخطأ اعتبار الجلسة الأولى عينة كافية للحكم على مقاربات القوى السياسية لأعمال الحكم في ظل التسوية، فلا بأس من اعتبارها "ليلة الدخلة" الى هذا الزفاف القسري. حينذاك يبدو رئيس الحكومة نفسه أول المدركين لما ينتظره في الرحلة الطويلة، وقد عكس ذلك واقعياً في تعامله مع الحالتين اللتين أثارتا جدلاً ونقاشاً داخل الجلسة، إذ جاءت القرارات منسجمة مع التزامات الدولة في شأن باريس 3، ومتسمة بالالتزام والمرونة في شأن خدمات المطار.

لكن المسألة لا تقف عند حدود المماحكات العملية في طريقة صياغة القرارات الحكومية فقط، بل تثير بعداً آخر أكثر اتساعاً يتعلق باستكشاف المفهوم السياسي العام الذي سيرافق عمل الحكومة المرعية بالتسوية.

فمن غير المنطقي الظن أن التسوية يجب أن تقترن بانتفاء الخلافات داخل مجلس الوزراء حتى لو أضحت القوى "المعارضة" نفسها على يمين رئيس الحكومة. مثل هذا الاتجاه، على استحالته واقعياً، هو عامل شديد الخطورة لأنه يعمم مفهوم طغيان التسوية السياسية على القرارات الاجرائية ويقيم عندها فعلاً سلطة آحادية لن يكون لها "معارض" لا في الحكومة ولا في مجلس النواب، ولذا قد تضحي مصلحة قوة "الموالاة" نفسها في المقام الاول في "الانفتاح" على أي مشاكسة مبكرة من شريكتها اللدود، لأنه لن يبقى من مظاهر الفرز بين موالاة ومعارضة سوى تعامل هذه وتلك مع جداول اعمال الجلسات الاسبوعية لمجلس الوزراء. أما افتعال الضجة كل اسبوع حيال أي خلاف سينشأ فسيؤدي في النهاية الى حيث تريد قوى المعارضة تماماً، أي الاتفاق المسبق على القرارات قبل طرحها في مجلس الوزراء، مما يوفر لها مكسباً فائضاً آخر في سياق سعيها الى ترسيخ ما يسمى الديموقراطية التوافقية، حتى في صلب القرارات الاجرائية، وانتفاء أي هامش ضئيل للتنفس من خارج الإطار القسري للتسوية. بطبيعة الحال ثمة ما يبرر للموالاة "القديمة" توجسها الفطري من المعارضة "القديمة" التي يحفل "سجلها العدلي" بتجارب تعطيل القرارات والمؤسسات والالتزامات ونزعتها السليقية الى تحكيم منطق ميزان القوى على المنطق الديموقراطي السوي. ومع ذلك سيتعين على هذه الموالاة الا تفرط بدورها في استخدام حساسية ربما تغدو مرضية بدورها الى حدّ خدمة خصومها من حيث لا تعلم. فسيأتي يوم حتماً، ستضطر فيه الموالاة الى المشاكسة ربما أكثر من المعارضة، وهو الامر الذي يلزمها على نحو مبكر أن "تحرض" شريكتها على كشف كل أوراقها، وعدم التقوقع عند كل اعتراض.

 

التحرك السوري في كل اتجاه يتم بمعزل عن إيران أم بالتنسيق معها؟

الأشهر القليلة المقبلة تكشف حقيقة المواقف

اميل خوري/السؤال الذي تختلف الأجوبة عنه هو: هل تحرّك سوريا في كل اتجاه عربي واقليمي ودولي بعد الخروج من عزلتها يتم بالتنسيق والتفاهم مع حليفتها ايران، أم بمعزل عنها وهو ما يجعل مواقفهما من بعض القضايا المطروحة متمايزة، بحيث انه قد يحدث في المدى القريب أو البعيد تباعد ثم فتور وجفاء؟ وهل يتكرر بين سوريا وايران ما حصل في الماضي بين الرئيس حافظ الاسد ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على الساحة اللبنانية عندما انقسم اللبنانيون وقادتهم بين من هم مع الرئيس الاسد ومن هم مع عرفات بسبب الصراع حول من يمسك منهما بالقرار اللبناني، وبعدما أفلتت من يد الرئيس السوري الورقة الفلسطينية؟ وقد انتهى هذا الصراع بفوز الرئيس الاسد على عرفات بعدما بدأ بوقوف سوريا مع المرشح الياس سركيس للرئاسة الاولى وذلك بتأمين النصاب لانتخابه برغم القصف المدفعي على فيلا منصور، المقر الموقت لمجلس النواب، وهو قصف تولته تنظيمات فلسطينية بهدف تعطيل هذا النصاب. وانتهى هذا الصراع بإخراج أبو عمار مع الفلسطينيين المسلحين من لبنان الى تونس عندما دخلت القوات السورية الى لبنان، ودفع سياسيون لبنانيون وقفوا مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ثمن ذلك...

فهل ينقسم اللبنانيون وقادتهم مرة أخرى بين من هم مع ايران ومن هم مع سوريا في حال حصول تباعد بينهما ليس على الساحة اللبنانية فحسب بل على الساحة العربية والساحة الدولية بسبب تمايز مواقفهما من الاوضاع في العراق واليمن وباكستان وافغانستان وتالياً من السلاح النووي والسلام مع اسرائيل؟

ثمة من يعتقد أن سوريا البارعة في اللعب على حبال السياسة وعلى التناقضات والخبرة في ممارسة الازدواجية في مواقفها، لن تغامر وهي تتحرك في كل اتجاه ما لم  تكن على تفاهم وتنسيق مع حليفتها القوية ايران التي لا يضيرها شيء اذا ما نجحت سوريا في العودة سياسياً الى لبنان أو في عودة لبنان اليها بفعل تبدل الظروف والمعطيات، لأنها عودة مفيدة لكل من سوريا وايران وتجعلهما يتقاسمان النفوذ فيه. فايران ترتاح الى بقاء السلاح في يد "حزب الله" وسوريا تطمئن الى وجود حكم فيه ترتاح اليه وترى في حكومة الوحدة الوطنية الحالية ضماناً لعدم صدور قرارات لا ترضيها في المواضيع المهمة. ولا يضير ايران شيء اذا ما باتت سوريا قريبة من السعودية ومن دول الخليج ومن دول الاتحاد الاوروبي وحتى من الولايات المتحدة الاميركية، لأن ما يفيد سوريا يفيد ايران ويؤهلها للقيام بدور يجنب المنطقة خطر المواجهة العسكرية. ولا شيء يضير ايران ايضاً اذا ما توصلت سوريا الى اتفاق مع اسرائيل تستعيد به الجولان، أو الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية على حل الدولتين، بحيث يعم السلام الشامل المنطقة، ولا تعود دول فيها قلقة من عدوان اسرائيلي أو من توسع ايراني، ومع حلول هذا السلام لا تعود بحاجة الى امتلاك صواريخ بعيدة المدى ولا الى سلاح نووي. كما لا تعود الحاجة الى سلاح تحتفظ به التنظيمات والمجموعات والاحزاب في لبنان وفي فلسطين وفي أي دولة في المنطقة.

وثمة من يرى خلاف ذلك ويعتقد ان تسهيل عودة سوريا سياسياً الى لبنان وتمكينها من استعادة الجولان والاكتفاء ربما بمعرفة من اغتالوا الرئيس الحريري ورفاقه ونفذوا اغتيالات أخرى من دون معرفة من كانوا وراءهم مدبرين ومخططين، أمور مهمة قد لا تعطى لسوريا مجاناً وبدون أي مقابل. لذا يعتقد أصحاب هذا الرأي ان سوريا مطلوب منها أن تعطي في لبنان ما يعزز سيادته واستقلاله وقراره الوطني الحر، ويرسخ الأمن والاستقرار فيه، وأن يكون لبنان شريكاً معها في مرحلة من مراحل المفاوضات مع اسرائيل لكي يستعيد ما تبقى من أراضيه المحتلة، وأن تكون علاقاتها من دولة الى دولة، ولا تظل تقيم علاقات مع أحزاب وسياسيين في لبنان هم على خصومة مع الدولة اللبنانية، وان لا يبقى سلاح غير سلاح هذه الدولة ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها كي يصح عندئذ القول بقيام الدولة القوية القادرة في لبنان، وأن تحدد سوريا خياراتها بين ايران والدول العربية اذا ما استمرت المواجهة السياسية التي قد تتحول مواجهة عسكرية مع ايران اذا ما ظلت مصرة على تخصيب الاورانيوم للحصول على سلاح نووي يخل بالتوازن في المنطقة، وان على سوريا في هذه الحال أن تختار موقعها وتحدد موقفها، كما فعل الرئيس حافظ الاسد من قبل، عندما وقف ضد عراق صدام حسين في حرب الخليج، وكان له دور في لبنان والمنطقة حدده له اتفاق الطائف، فدخلت قوات سورية واوقفت الاقتتال فيه وحققت الأمن والاستقرار وإن على طريقتها، وظل لبنان في حاجة الى بقاء هذه القوات أكثر من 15 سنة وليس لمدة سنتين كما نص اتفاق الطائف.

لذلك، فإن الاشهر القليلة المقبلة هي التي تعطي جواباً واضحاً وربما حاسماً بالنسبة الى موقف سوريا بين ايران والعرب إذا ما تطورت الامور نحو الاسوأ ولم يقتصر الامر على انزال عقوبات قاسية بها ولم تكن كافية لردعها عن مواصلة العمل على تخصيب الاورانيوم، بل كان لا بد من مواجهة عسكرية تضع سوريا في موقف حرج كما تضع لبنان ايضاً اذا ما تحرك "حزب الله" لمساندة ايران في هذه المواجهة. فإذا قررت سوريا الوقوف ضد ايران او حتى الوقوف على الحياد، فإن هذا الموقف يحتاج الى ترجمة في لبنان اذا ما تحرك "حزب الله" ودخل طرفاً مع ايران، أو قررت سوريا منع مرور الاسلحة اليه، عبر حدودها أو العكس، لتصبح طرفاً في المواجهة.

الواقع ان المنطقة تشهد حالياً فترة ترقّب وانتظار ما ستنتهي اليه الصراعات والتجاذبات بين الغرب وايران. وبين العرب وايران، فإما تنتهي الى تسوية او صفقة تدخل معها المنطقة مرحلة هدوء واستقرار تمهد لتحقيق سلام شامل مع اسرائيل، او تنتهي بصفعة لا يعرف أحد حجم تداعياتها ليس على دول المنطقة فحسب بل على دول أخرى. وكما انقسمت الدول العربية ودول الغرب في الحرب على العراق وكان ما كان من نتائجها، فإن انقساماً أشد وأخطر قد يحصل إذا ما تقررت الحرب على ايران. فهل تشتد الازمة مع ايران لتنفرج ويتم التوصل الى صفقة عادلة تجنباً لصفعة تفجّر المنطقة ولا ينجو منها أحد؟

 

هوف توقّع في بيروت معاودة تحريك الوساطة التركية

قلق من مضاعفات لطرح مسألة "حزب الله" في المفاوضات

روزانا بومنصف     

انشغلت الاوساط السياسية في الايام الاخيرة بزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق، ولم تتوقف طويلا عند الزيارة التي قام بها لبيروت فريديريك هوف، نائب المبعوث الاميركي لعملية السلام في المنطقة جورج ميتشل. فهذه الزيارة تكتسب ابعادها من زوايا عدة، اذ تمهد في شكل اساسي للزيارة المقبلة لميتشل لبعض دول المنطقة ومن بينها لبنان وسوريا واسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة اوائل السنة، بعدما جمّدت اثر ما طال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من حملات بعد موقف السلطة من تقرير غولدستون، وهو الامر الذي علّق المسعى الاميركي باعتبار انه من الصعب ان تتابع المساعي من اجل التفاوض مع اشخاص بات مصيرهم، او كاد ان يكون على المحك. وتاليا، فان الادارة الاميركية انتظرت بعض الوقت لتبرد الامور وتهدأ قليلا من اجل معاودة ميتشل جهوده لمعاودة العملية السلمية، رغم ان الامال ليست كبيرة في تحريك الامور على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، وان كانت الادارة الاميركية على اقتناعها بان الاولوية المطلقة تبقى لهذا المسار قبل غيره، من دون اهمال العمل على المسارات الاخرى، اي المسار السوري - الاسرائيلي والمسار اللبناني - الاسرائيلي .

في المقابل، فان المسؤولين الذين زارهم هوف ترافقه السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون قد تبلغوا منه تقدم احتمالات معاودة المفاوضات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة عبر الوسيط التركي الذي حضته الادارة الاميركية على اعادة تصحيح ما اعترى علاقته مع اسرائيل اخيراً، بحيث زار تركيا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس فيما ينتظر ان يزورها قريبا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وفق ما ابلغ هوف  هؤلاء المسؤولين . ومعاودة المفاوضات غير المباشرة تدفع في اتجاهه ايضا واشنطن من دون ان تتولى هي دور الوساطة، وهو متوقع في مدى قريب على ما فهم المسؤولون المعنيون، وان يكن الامر مرتبطا بمجموعة من الاسئلة تردد ان اسرائيل طرحتها على تركيا من اجل الحصول على اجوبة سورية تتعلق بمجموعة امور تتصل ببحث مصير "حزب الله" ودعم سوريا له على طاولة المفاوضات، شأن دعم سوريا لحركة "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية الراديكالية، باعتبار ان معاهدة السلام لم تعد مرتبطة بمعادلة الارض مقابل السلام بل بشروط اخرى، وترفض سوريا ربط استعادة الجولان بشروط اقليمية تتعلق بدعمها لهذه التنظيمات او بتحسين علاقاتها بالعاصمة الاميركية على قاعدة الفصل بين اي مطلب لاستعادة الجولان وسائر الشروط او المطالب الاخرى.

وهذا الواقع يثير قلق سياسيين لبنانيين كثر يعتقدون ان معاودة المفاوضات بين سوريا واسرائيل غير مريحة و يجب ان تقلق لبنان الرسمي فعلاً، اذ ان دفتر الشروط المحدد يعيد وضع لبنان في شكل غير مباشر او بعض الوضع فيه الى طاولة البحث والتفاوض . ويستند ذلك الى ان  وضع "حزب الله" على طاولة المفاوضات بين اسرائيل وسوريا ، ولو ان الكلام الاميركي يصر على عدم المساومة على سيادة لبنان او عدم امكان ان تأتي اي صفقة على حسابه ، يعني ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة تجعلان من "حزب الله" مسؤولية سورية لجهة نزع سلاحه وتأمين الضمانات اللازمة لامن اسرائيل عبر الحدود مع لبنان . وهذا يعني ضمنا وعلى نحو هامشي للقضية الاساسية ان لا ثقة بان طاولة الحوار في لبنان التي ستبحث في مصير سلاح الحزب من زاوية وضع استراتيجية دفاعية للبنان ستفضي الى اي شيء عملي يشكل ضمانا غير مقلق بالنسبة الى الخارج واسرائيل على حد سواء، بل هي مضيعة للوقت ما دام الامر يبحث على طاولة التفاوض الاقليمي مع سوريا . وهذا القلق يتصل بوجود استعداد اسرائيلي دائم لتكون سوريا مسؤولة عن الامن في لبنان، خصوصا ان اسرائيل كانت من ابرز المنزعجين من انسحاب القوات السورية من لبنان في نيسان 2005  ومن ابرز الرافضين لحصوله، لاعتبارها ان سوريا كانت الضمان لضبط "حزب الله" وحركته عبر الجنوب اللبناني، وان يكن ديبلوماسيون اميركيون كثر يعرفون ان سوريا كانت تضبط الحدود في لبنان كما كانت تحركها وفق مصالحها او تركها تتحرك وفقا لهذه المصالح . وتاليا، لا يعتقد ان رفض سوريا راهنا ربط اي بحث في سلاح "حزب الله" ونزعه بموضوع استعادة ارضها المحتلة في الجولان يتصل بعدم رغبتها في تولي هذه المهمة، اذ ان ذلك يعيد تكليفها على نحو مباشر ادارة الوضع اللبناني في شكل او آخر، وطموح سوريا في هذا الاطار معروف ولا جدال فيه، بل يتصل بعدم امكان بتها هذا الموضوع وحدها بعدما باتت ايران مسؤولة على نحو مباشر عن موضوع الحزب وترغب في التفاوض معها على هذا الموضوع في الوقت المناسب، في حين تهدف اسرائيل ومعها الولايات المتحدة الى الفصل بين سوريا وايران ايضا عبر تكليف سوريا انهاء الوضع  العسكري للحزب ونزع سلاحه. 

 

لبنان والتوجّه السوري الجديد

2009 الجمعة 25 ديسمبر

 أوان الكويتية/ منى فياض

في الندوة التي أقامها مركز عصام فارس في بيروت حول القرار 1559 في أواخر العام 2008، خلص الباحث السياسي بول سالم إلى أن التوجه السوري لم يعد تجاه لبنان، كما كان سابقا،ً بعدما لم يعد النظام السوري مهووساً بلبنان وبضرورة البقاء والوجود فيه، ولم يعد لديه رغبة قوية بالعودة إلى لبنان.

لكن إذا كانت العودة السورية فيزيائيا إلى لبنان لم تعد واردة، فلأسباب لا تتعلق بعدم الرغبة السورية تحديداً، ذلك أن التطورات الأخيرة تدعم وجود هذه الرغبة، وعدم القدرة على التخلص منها، إن في العودة، أو في التأثير على الأحداث والسياسات اللبنانية. فزيارة الرئيس الحريري الى دمشق، التي يمكن تشبيهها بالتراجيديا الإغريقية، أعادت كل هواجس وتفاعلات المرحلة الماضية الى السطح. وسوف تكون امتحاناً قاسياً لجمهور الحريري بالذات، ولجمهور 14 آذار الأوسع من أجل القبول بنوع من استعادة نفوذ ما.

وكان لافتاً وصف العلاقات بين المجتمعين بأنها «شخصية»، في الوقت نفسه الذي جاء فيه أنه تم التركيز في هذه الزيارة على العلاقات المستقبلية، وتفعيل المؤسسات بين البلدين وترسيم الحدود. وربما يوحي ذلك بأن المرحلة الجديدة سوف تؤسس لعلاقات يتم التأكيد على أنها ستكون بناءة وإيجابية وتسهم بتفعيل عمل المؤسسات بين البلدين بعد أن تتم تصفية الأجواء على المستوى الشخصي بين الرئيس السوري ورئيس الحكومة اللبناني على طريقتنا العربية التقليدية أي «عفا الله عما مضى».

لكن تصويب نمط العلاقة يظل رهناً بمدى قدرة الرأي العام اللبناني الذي شكّل جمهور انتفاضة 14 آذار، وما تبعها من نضالات، أن يظل فاعلاً ومتيقظاً لكي لا ينزلق سياسيوه مجدداً في استعادة النمط القديم من العلاقات التابعة والدونية، أو الاستقوائية ويخضعهم للمساءلة والمحاسبة الدائمتين.

وموضوع العلاقات اللبنانية السورية يعدّ من الموضوعات المستعادة التي تبحث عن إطار لحل متوازن، لكن النقاش المستجد حول القرار 1559 الذي تم تطبيق بندين اثنين منه من أصل البنود الأربعة: الانتخابات الرئاسية وانسحاب القوات غير اللبنانية (باستثناء الغجر وشبعا)، بينما يظل عالقا موضوع الميليشيات المسلحة، ونشر سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، يطرح تساؤلات عدة.

ومن غير الواضح أسباب استعادة النقاش حول هذا القرار، والذي تزامن مع زيارة رئيس الجمهورية الى واشنطن، واستبق زيارة الحريري إلى دمشق، هل من أجل منع تدخل مجلس الأمن في العلاقات بين لبنان وسورية؟ وهذا مطلب يصعب تحقيقه، فجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خاضعة لقراراتها و«منع هذا التدخل» غير خاضع لمزاج الدول. أم إن اثارته من أجل إرجاء إعادة طرح موضوح السلاح خارج المخيمات، بخاصة مع تصريح أحمد جبريل عن ضرورة نقل هذا الملف الى طاولة حوار، إسوة بسلاح حزب الله، أم لأمر آخر؟

وصحيح أنه طالما طرحت مسألة العلاقات بين لبنان وسورية منذ لحظة الاستقلال، بسبب عامل الجوار الجغرافي والتداخل التاريخي. لكن هذه المسألة تبدو موضوعاً ملحاً للبنان حالياً، لأنها تتعلق بتمتين سيادة الدولة واستقلالها، إلا أنها ليست مشكلة لبنانية سورية حصرية، والتعامل معها يقع في إطار إشكالية أعم تتعلق بعلاقات الدول العربية فيما بينها، لجهة ترسيخ مفهوم وواقع الدولة الوطنية وحدودها ومصالحها على مستوى العالم العربي. لذا، ومهما كانت الأسباب الكامنة خلف هذه النقاشات، فلا يمكن فصلها عن الإطار الأعم الذي يحدد وحده العلاقات والمصالحات بين الدول العربية.

ولقد سبق أن تم الربط بين صدور القرار 1559 وبين الخلاف الأميركي/ السوري الذي استجد حول الموضوع العراقي بعدما تم اجتياحه من قبل القوات الأميركية في العام 2003. وتظل هذه مسألة خلافية حتى الآن بين النظامين السوري والعراقي، من ضمن إشكالية العلاقات الحدودية والتدخلات السياسية والأمنية بين الدول العربية التي لم تنتظم بعد كما يجب، منذ تكوّن هذه الدول الوطنية في القرن الماضي. ومع وجود محاولة للقيام بتنظيم العلاقات التعددية بينها منذ مشروع الأربعينيات الذي قادته مصر والعراق وترجم ببروتوكول الاسكندرية في العام 1944 والذي تأسست بموجبه جامعة الدول العربية التي يترجم تعثرها تعثر العمل العربي المشترك واستمرار الصراعات والتشرذم العربيين بشكل دائم والمعبر عن نفسه بالمحاور والاستقطابات المتنقلة.

فالدولة الوطنية العربية تعاني الإشكاليات تقريباً: لنذكر مشكلة الحدود بين مصر وفلسطين في غزة، وبين اليمن حالياً.. والسعودية في إطار العنف المتبادل مع الحوثيين. وكانت حرب صدام حسين على الكويت، لأنه اعتبرها جزءا من العراق. من دون أن ننسى النزاع الحدودي بين الجزائر والمغرب والتوتر بين سورية والعراق.

إن الحديث عن «وطن عربي»، أو «عالم عربي»، يوحي بوجود نوع من وحدة عربية، أو بأن هناك شعبا عربيا واحدا موزعا على دول وطنية لاتزال تعتبر مصطنعة وطارئة. لكن لنسأل أنفسنا عن النزاع الأخير بين مصر والجزائر، بسبب كرة القدم، والذي أفلت أنواعاً من العنف والعنصرية غير متوقعة بين شعبين عربيين شقيقين، وكاد الأمر يتحول الى نوع من حرب اقتصادية ودبلوماسية حقيقية بينهما. وفيما يتعدى استغلال الأنظمة للأزمة وهروبها إلى الأمام من محاسبة جماهيرها لها على أدائها، أو غوغائية الجماهير، أوالتعصب العنصري، والانفلات الاعلامي، وأهمية الرياضة وما شابه.

لنسأل أنفسنا على ماذا يدل هذا النزاع؟ أليس على أن الشعوب العربية هي «شعوب عدة، وليست شعباً واحداً»!! وأنه على الرغم من وحدة اللغة والدين، فإنها تمتلك خصوصيات مناطقية وجغرافية وثقافية متعددة، وهي تغيرت واقعياً وصارت تشعر بالانتماء إلى دولها الوطنية قبل الانتماء الى وهم «الشعب العربي الواحد»؟ أولم يترافق وجود الجيش السوري في لبنان وانسحابه فيما بعد (مهما كانت وجهة نظرنا حول الموضوع) بتعميق الانتماء لدى المواطن السوري الى دولته ونظامه من جهة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللبناني من جهة ثانية؟

المشكلة أن الواقع والممارسة يتغيران قبل أن نعي ذلك على مستوى الأفكار والإيديولوجيا. على كل حال قد يكون الحل بالتسليم والقبول بوجود الدولة الوطنية العربية وبتدعيم حدودها ومصالحها المشروعة وخصوصياتها كخطوة أولى مساعدة للتوصل إلى إرساء تعاون حقيقي فيما بينها في إطار الجامعة العربية يمكنه أن يؤدي إلى نوع من اتحاد عربي متين ومنتج وفاعل، فلا نظل ننعى الجامعة العربية وحدود فعاليتها بانتظار الاجماع المعطل للحلول الممكنة. على كل حال تمثل تجربة مجلس التعاون الخليجي خطوة رائدة في هذا المجال، ربما يجب العمل على تصدير هذا الأنموذج وتقليده كخطوة أولى. وفي هذا ما يساعد لبنان وسورية.

 

طعن الكتائب أم الطعن بها؟  

بقلم داني حداد

هل يصحّ وصف المشروع الذي أعدّه حزب الكتائب للطعن بالبند السادس من البيان الوزاري، الذي يتناول موضوع المقاومة وسلاحها، أمام المجلس الدستوري بالـ "فاول"؟ ربما، ولكن اللافت أنّ الدعوة الكتائبيّة التي انطلقت على لسان رئيس الحزب - القيادي الأبرز في الغياب عن قدّاس العيد في بكركي - بحضور الوزير الكتائبي ونوّاب الحزب، لم تلقَ تجاوب الحلفاء الذين تعاطوا معها ببرودة شديدة، فجاء ردّ النوّاب الذين تمّ الإتصال بهم للحصول على تواقيعهم شبه موحّد "خلّونا نفكّر". ولم ينتهِ احدٌ منهم، حتى الآن، من التفكير.

لم يبدأ "ظلم ذوي القربى" مع الكتائب من الإحجام عن التوقيع على مشروع الحزب. فالحزب تعرّض لأكثر من طعنة في الفترة الأخيرة، أبرزها عند تأليف الحكومة التي كان نصيب الكتائب فيها متواضعاً من دون أن يسعى أيّ من الحلفاء للتعويض عن هذه "الخسارة"، خصوصاً عند انتخابات رؤساء اللجان النيابيّة.

حزب الكتائب محرج من دون شكّ. يعارض الأسلوب الذي اعتمد في تأليف الحكومة ثمّ يضطرّ للمشاركة فيها. يعارض البيان الوزاري ولا يجد من يطعن معه به. يعترض على زيارة سعد الحريري الى دمشق، ولا يجد من يلاقيه في هذا الإعتراض... فهل وقع حزب "الله والوطن والعائلة" بين مطرقة التيّار الوطني الحر وسندان القوات اللبنانيّة، لا يمكنه أن يكون في موقع الأول المنفتح ولا يستطيع أن يجاري الثاني في مواقفه المتشدّدة؟

نكتفي من الإجابة باستنتاجٍ يتيم: يحرج الأقرباء حين يظلمون!

 

سمير فرنجيّة لموقعنا: لقاء دمشق حصل على أرض 14 آذار العربيّة وبنود من القرار 1559 لم تنفّذ حتى الآن 

 يحمل النائب السابق سمير فرنجية وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار همّ مستقبل لبنان، رابطا إياه بالقرار الدّولي الذي سيتخذ في شأن الملفّ النووي الإيراني إذا لم تلتزم إيران بالمهلة التي حددت لها في نهاية السنة موقفة التخصيب. ويدرج فرنجية زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الى دمشق في إطار "الضرورة من أجل استيعاب أيّ خضّة قد تحدث في المنطقة". ويقول في حديث الى موقع "ليبانون فايلز": "الزيارة هي خطوة منا في اتجاه سوريا، وهي أتت نتيجة الإشارات الإيجابية التي أعطتها سوريا للمجتمع الدولي، وبالتالي إن نتائجها ستأتي بحسب الإستعداد السوري لاستكمالها"، مردفا:" الكرة اليوم بملعب سوريا".

 يشير فرنجية الى أن الزيارة " لم تأت خارج سياق 14 آذار بل تمّ اللقاء على أرض 14 آذار العربية وليس خارجها"، منبّهاً "بأنه على الرغم من ذلك وعشية مهلة اسبوع من أي قرار قد يتخذ في شأن إيران فإن الإحتمالات كلّها تبقى مفتوحة، وبالتالي إن هذه العلاقة المستجدّة بين لبنان وسوريا مهمة للإستقرار على أمل أن يكون السوريون جادون في استمراريتها". يتخوّف فرنجية من "ضربة إسرائيلية للبنان بمعزل عن برنامج الحكومة والتشكيلة الحكومية، وبالتالي إن وجود علاقة مع سوريا في هذا الظرف أفضل من عدمها".

ولفت فرنجية الى ان الرئيس الحريري " كان وضعنا في أجواء الزيارة وتفاصيلها قبل حصولها لكنه لم يتحدث في موعدها". وأشار الى "الحفاوة التي استقبل بها الحريري والكلام الصادر لأول مرة في سوريا حول النوايا في حل الإشكالات القائمة بين البلدين". يعترف فرنجية بأن "الشرح لجمهور 14 آذار عن ظروف الزيارة لم يكن كافيا، وبإعتقادي أن هذه الثغرة لدى الرأي العام يجب أن تزال، لأن شرح ظروف الزيارة وأهدافها سيجعل الناس تتقبلها حتما. وللتذكير ليس نحن من عادينا وقمنا بالتصفيات، وليس نحن من رفضنا عودة العلاقات على قاعدة لبنان أولا، وبالتالي لما أعطت سوريا إشارات مختلفة كان ضروريا تلقفها والوقت سيثبت إذا كانت هذه الإشارات جدية أم لا".

يفنّد فرنجية بنود القرار 1559 متسائلا "كيف يتخذ وزير خارجية لبنان قرارا بإلغاء هذا القرار من دون الرجوع الى مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية؟"، مضيفا: "ثمة بنود أساسية لم تطبق في القرار أبرزها: "بسط سلطة حكومة لبنان وحدها من دون منازع، مطالبة جميع القوات الأجنبية بالإنسحاب ولا تزال إسرائيل تحتلّ قسما من أراضينا فضلا عن المنظمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، والأمر سيان بالنسبة الى حل الميليشيات"،  شارحا بأنّ "لهذا النص آليته وهي مسألة منوطة بقرار أمين عام الأمم المتحدة".

 

تحالف المصالح بين إيران وسوريا وحزب الله يقلق أمريكا

http://www.kataeb.org/breakDetails.asp?newsid=39009

جاءت ولادة حزب الله اللبناني بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بمبادرة إيرانية وتولى تدريبه منذ البدايات الحرس الثوري الإيراني بمباركة وتسهيلات سورية كبيرة. وسيطر حزب الله على الجنوب اللبناني حيث حمل راية المقاومة ضد إسرائيل، كما كان له نفوذ واسع في العاصمة اللبنانية بيروت. وكان للمقاومة العنيفة وعشرات العمليات الانتحارية التي نفذها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية أثر كبير على قرار الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من جنوب لبنان عام 2000، لكن عمليات حزب الله لم تتوقف بعد الانسحاب الإسرائيلي لبقاء أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي وعدم حل قضية الأسرى اللبنانيين. وبين عام 2000 والحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في 2006، قام حزب الله بتنفيذ 21 عملية عسكرية ضد إسرائيل. لكن فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على حزب الله في حرب تموز (يوليو) 2006، بحسب دراسة نشرها معهد (أمريكان انتربرايز) للأبحاث في ديسمبر 2009، جعل الكثير من المراقبين والمحللين يعتبرون الحزب الطرف المنتصر لأنه تمكن من الصمود في وجه إسرائيل وأصبح أول جهة عربية تضرب حيفا في الداخل الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948.

وقالت الدراسة إن سوريا سهلت تصاعد قوة حزب الله من خلال تسهيل مرور الأسلحة والمساعدات الإيرانية إليه، كما أنها وفَّرت ملاذاً آمناً لقيادات وضباط حزب الله وبعض التنظيمات الفلسطينية المتشددة وبعض التنظيمات المسلحة التي تنشط في العراق منذ احتلاله عام 2003. لكن الدعم الإيراني كان أساسياً في كل هذا. ففي عام 1996، قال وزير الخارجية الأمريكي حينها، وارن كريستوفر، في خطاب ألقاه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن إيران تقدم دعماً مالياً هاماً لعدد من التنظيمات الإرهابية التي لها مكاتب في لبنان، بما في ذلك 100 مليون دولار سنوياً لحزب الله وحده. كما تقدم إيران لهذه التنظيمات أسلحة وتوفر لها التدريب اللازم وتزودها ببعض الإرشادات العملياتية في بعض الأحيان. ويقدر بعض الدبلوماسيين الغربيين في لبنان أن المساعدات المالية الإيرانية لحزب الله ارتفعت لتصل إلى 200 مليون دولار سنوياً.

وتضيف الدراسة أن إيران استمرت في إرسال الأسلحة إلى حزب الله بعد حرب تموز (يوليو) 2006 عبر الأراضي السورية. فقد نقلت مجلة (فوكاس) الألمانية في 9 أكتوبر 2006 عن الاستخبارات الألمانية أن إيران أعادت تسليح حزب الله مباشرة بعد الحرب وزودته بترسانة كبيرة من الصواريخ عبر سوريا. ويتم نقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا بطرق متعددة. ففي 29 مايو2007 مثلاً، اصطدم قطار تركي يحمل مواد بناء من إيران إلى سوريا بلغم وضعته جماعة إرهابية كردية مما أدى إلى خروجه عن مساره. واكتشفت الشرطة التركية وجود شحنة غير مصرح بها من الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك قاذفات صواريخ وبنادق. وفي جميع الأحوال فإن طائرات الشحن الإيرانية تهبط كثيراً في مطار دمشق الدولي، وقد جعلت الشكوك حول دورها في نقل أسلحة الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شركة الشحن الجوي الإيرانية.

وتضيف الدراسة أن الرغبة في إحراز تقدم في العملية السلمية في الشرق الأوسط، تفكيك المحور الإيراني- السوري، وإنهاء الدعم السوري للإرهاب تشكِّل حوافز لإدارة الرئيس أوباما لتحويل دور سوريا دبلوماسياً من دولة رافضة إلى دولة أكثر اعتدالاً توقف دعمها للإرهاب ولا تخضع للنفوذ الإيراني. لكن الأدلة المتوافرة حتى الآن لا تظهر نجاح جهود الدبلوماسية الأمريكية في هذا الإطار، وأن التنازلات السورية – مثل إعادة فتح المركز الثقافي الأمريكي في دمشق- تبقى محدودة وقاصرة. كما أن العلاقات السورية الإيرانية لا تزال قوية كما في السابق، وقد التقى الرئيسان الإيراني والسوري عدة مرات كان آخرها في نوفمبر الماضي في تركيا. وأكد الرئيس أحمدي نجاد لدى استقباله وزير الخارجية السوري في طهران في 5 نوفمبر الماضي أن "العلاقات الشاملة بين دمشق وطهران تزداد عمقاً، وحكمة، وقوة بمرور كل يوم، ومثل هذه العلاقات لا تخضع للتطورات الأخرى بسهولة".

وفي ذات الوقت، جعل نجاح الاعتراضات الإسرائيلية والأمريكية المتكررة لشحنات أسلحة إيرانية في أعالي البحار الدور السوري كمعبر للأسلحة أكثر أهمية. وقد شهد العقد الماضي عدة اعتراضات كبيرة للأسلحة ذكرت الدراسة بعضاً منها:

• في يناير 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية حاويتين مليئتين بالأسلحة على متن السفينة اللبنانية كاليبسو.

• في 7 مايو 2001، ضبطت البحرية الإسرائيلية السفينة سانتوريني وهي تقوم بمهمتها الرابعة لتهريب الأسلحة.

• في 3 يناير 2003، اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة كارين-آ وهي في طريقها إلى غزة وكانت تحمل أسلحة إيرانية متطورة.

• في 19-20 يناير 2009، اعترضت البحرية الأمريكية سفينة الشحن الإيرانية مونشيجورسك وهي تحمل عتاداً عسكرياً إلى سوريا.

• في 4 نوفمبر 2009، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينة الشحن فرانكوب وعلى متنها كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله.

وتزداد أهمية سوريا مع تأكيد قادة إيران التزامهم بدعم حزب الله والجماعات الفلسطينية المتشددة التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. فعلى سبيل المثال، صرح رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، لقناة بريس تي في أن إيران "فخورة بالدفاع عن حماس وحزب الله ... هم مجاهدون في سبيل الله".

وخلصت الدراسة إلى أن استمرار الدعم السوري للإرهاب يقوِّض أي مكاسب سياسية تحققها الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، فإن الحرس الثوري الإيراني يتمتع بنفوذ سياسي أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فإن تصريحات بعض قادته بأن القريب العاجل سيشهد "تدمير إسرائيل، المعتدية، هذه الجرثومة السرطانية، على الأيدي القادرة لمقاتلي حزب الله"، تثير القلق في واشنطن والعواصم الأوروبية من احتمال اندلاع صراع كبير في المنطقة.

تراجع مستوى التمويل والتأييد لتنظيم القاعدة

في أغسطس 2008، صرح مسؤول الاستخبارات الأمريكية عن التهديدات الخارجية حينها، تيد جيستارو، بأن نفوذ تنظيم القاعدة يتنامى في المناطق القبلية في باكستان وأنه "حافظ أو زاد قوة عناصر أساسية من قدراته لمهاجمة الولايات المتحدة خلال السنة الماضية"، رغم موت عدد من قادته البارزين.

وبعد مرور أقل من سنة على ذلك التصريح، تبلورت صورة أخرى لتنظيم القاعدة. إذ يبدو التنظيم مشتتاً بعد مقتل 10 من أبرز قادته عام 2008، الأمر الذي جعل القاعدة تعتمد على أفراد أصغر سناً يفتقرون إلى الخبرة لملء هذه المناصب. ويقضي باقي قادة القاعدة وقتهم مختفين عن الأنظار خوفاً من استهدافهم من قبل الطائرات بلا طيار التي قتلت الكثيرين من زملائهم خلال السنة الماضية. ولم يؤثر هذا فقط على قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها، لكنه أثر أيضاً على الوضع المالي للتنظيم. وكان تنظيم القاعدة قد تخلى عن سياسته في تمويل نشاطات الخلايا الدولية قريبة المدى فيما تخطط قيادته لعمليات كبيرة بعيدة المدى. حالياً لم تعُد خلايا القاعدة تستلم تمويلاً من القيادة المركزية، لكنها أصبحت تجمع تمويلها بنفسها وترسل من الأموال التي تجمعها مبالغ إلى القيادة المركزية للتنظيم في أفغانستان وباكستان.

وقد أعد الباحثان مايكل جايكوبسون وماثيو ليفيت دراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في نوفمبر الماضي قالا فيها إن تراجع شعبية القاعدة أثَّر كثيراً على وضعها المادي، حيث فقد التنظيم، الذي كانت ميزانيته قبل هجمات 11 سبتمبر تقدر بنحو 30 مليون دولار، الكثير من منابع تمويله التي كان يعتمد عليها سابقاً، حتى إن بعض المراقبين يعتبرون القاعدة في أضعف وضع مالي لها على الإطلاق، وبالتالي فإن نفوذها أصبح أكثر ضعفاً أيضاً. ومع أن نفقات القاعدة قد انخفضت، إلا أن هناك مصاريف أساسية يجب على التنظيم تغطيتها. حتى في المناطق القبلية في أفغانستان وباكستان، يحتاج التنظيم لدفع ثمن الطعام والمسكن ومرتبات أعضائه وتكلفة التدريب والسفر والأمن وإنتاج أشرطة الفيديو الدعائية. وقد اعترف زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد في يونيو 2009 بأن القاعدة تعاني من نقص كبير في العتاد والتموين وحث مؤيدي القاعدة على زيادة تبرعاتهم. ومع أن الدعوات المستمرة للتبرع بالمال تبيِّن أن القاعدة تعاني مالياً، فإن ذلك يشير أيضاً إلى أن القاعدة قلقة من تراجع مستوى التأييد لها.

وتقول الدراسة إن السبب الرئيسي للمشاكل المالية التي تعاني منها القاعدة هو التركيز الدولي على تضييق الخناق على نشاطات التنظيم منذ عام 2001. وأشارت الدراسة إلى الدور البارز الذي تلعبه السعودية في هذا المجال، وقالت إن المفتي العام للملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ دعا أصحاب الأموال في أكتوبر 2007 إلى الحذر في أوجه إنفاقها وعدم التورط في تمويل الجماعات الإرهابية. وفي أغسطس 2009 أعلنت السلطات السعودية عن إدانة 330 شخصاً بتهم لها علاقة بالإرهاب، بما في ذلك قضايا تمويل الإرهاب. وقد انضمت السعودية مؤخراً إلى مجموعة (إيجمونت) الدولية لوحدات الاستخبارات المالية، كما تعتبر مؤسسة النقد السعودي أكثر القطاعات المصرفية حرفية وجدية في منطقة الخليج. وأثنت الدراسة على دور الأمم المتحدة وفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF) في التصدي لتمويل الإرهاب، حيث إن الأمم المتحدة كانت قد أصدرت القرار 1267 في 1999 للضغط على نظام طالبان لطرد تنظيم القاعدة من أفغانستان. ومع أن حركة طالبان رفضت تنفيذ ذلك القرار، إلا أن وضع طالبان والقاعدة على القائمة السوداء ساعد الولايات المتحدة على بناء الدعم الدولي بعد هجمات سبتمبر. وتحوي قائمة القرار 1267 حالياً أسماء مئات الجهات التي يفترض بجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تجمد أموالها وتحد من سفر أعضائها. كما أصدرت الأمم المتحدة القرار 1373 في أواخر سبتمبر 2001 الذي دعا جميع الدول لتحسين إمكاناتها في مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله وتأسست بموجبه لجنة مكافحة الإرهاب. كما لعبت (FATF) دوراً هاماً في مكافحة تمويل القاعدة من خلال وضع توصيات هامة من بينها تجريم تمويل الإرهاب وتطوير نظام لتجميد ممتلكات المنظمات الإرهابية والإشراف على المنظمات غير الربحية والقطاع المالي غير الرسمي.

ومع أن تنظيم القاعدة يعاني من مشاكل مالية حقيقية، تقول الدراسة إنه لا يزال قادراً على جمع تمويل لا بأس به، خاصة من تبرعات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية في الخليج. ولا تقتصر مصادر تمويل القاعدة على الجمعيات الخيرية وتبرعات الأفراد، لكنها تشمل أيضا تبرعات يقدمها المتطوعون الذي يأتون للتدرب في معسكرات التنظيم في أفغانستان، وقد بيَّنت التحقيقات أن عدداً من أعضاء التنظيم حملوا معهم أموالاً لتغطية تكاليف تدريبهم وقدموها للمشرفين عليهم. وتحذر الدراسة من أن الضعف المالي للقاعدة لا يعني أنها قد انتهت، وأن التنظيم قد يتمكن من الانتعاش مرة أخرى إذا لم تستمر جهود المجتمع الدولي حثيثة لمنعه من ذلك.

 

كندا فتحت ابواب الهجرة لخمسة آلاف فلسطيني في الشتات

باريس - بدرا باخوس الفغالي

أبلغت وزارة الخارجية الكندية «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الاونروا)، انها فتحت ابواب الهجرة للعام 2010 امام 5 آلاف فلسطيني يحملون وثائق سفر صادرة عن الاونروا، وذلك في اطار سياسة لم شمل العائلات الفلسطينية في الشتات.

وتسعى الدبلوماسية الكندية العضو في «اللجنة المتعددة الجنسيات الخاصة في مفاوضات الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية» المنبثقة من مؤتمر مدريد، لدى عواصم القرار الدولي لتبني طرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ابو مازن» بإصدار جوازات سفر فلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان بمن فيهم اولئك الذين لا يملكون وثائق رسمية وفق سجلات الاونروا، اي الفلسطينيون الذين نزحوا الى لبنان بعد حرب 1967، وبعد احداث ايلول 1970 من الاردن وخلال سنوات الحرب اللبنانية.

وترى الحكومة الكندية ان اصدار جوازات سفر صادرة عن السلطة الوطنية الفلسطينية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تشجع دول الهجرة وفي طليعتها استراليا وكندا ناهيك عن دول الخليج على فتح ابواب الهجرة الى اراضيها لتأمين حياة افضل لهم من تلك المتوفرة في مخيمات البؤس وفي ظل لا مبالاة دولية مع ادراكها مخاطر غياب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي بطبيعة الحال الى مشاكل امنية وتنام للاصولية.

لا تملك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين احصاءات دقيقة عن عدد الفلسطينيين في لبنان باستثناء الفئة الاولى التي بين هؤلاء في قيود الامن العام اللبناني ومديرية شؤون اللاجئين التي انشئت في العام 1954، ويحمل فلسطينيو 1948 وثائق سفر للخروج والعودة الى لبنان ويستفيدون كذلك من خدمات الاونروا، وهناك الفئة الثانية من الفلسطينيين الذين لم يتم تسجيلهم في سجلات الاونروا بالرغم من وجودهم في لبنان العام 1950 غير انهم يحملون وثائق سفر صالحة للدخول الى لبنان صادرة عن دوائر الامن العام ومديرية شؤون اللاجئين وذلك بموجب قرار خاص صادر عن وزير الداخلية يومذاك كمال جنبلاط غير ان هذه الفئة لا تستفيد من خدمات الاونروا كما انها لا تعترف بهم.

اما الفئة الثالثة فتشمل الفلسطينيين الذين نزحوا الى لبنان بعد العام 1967 وبعد احداث ايلول 1970 من الاردن وخلال اعوام الحرب اللبنانية وهؤلاء لا يملكون اوراقا ثبوتية وغير مسجلين لدى الاونروا.

التقديرات شبه الرسمية لعدد الاجئين الفلسطينيين في لبنان بحسب احصاءات الاونروا التي كان آخرها في العام 1998، تحددت بما يصل الى اقل من 400 الف لاجئ..

في حين لم تستطع مديرية شؤون اللاجئين اعطاء اي احصاء جدي نظرا لاحتراق سجلاتها الرسمية خلال الحرب اللبنانية..، ثم بسبب احتواء السجلات الجديدة التي تم افتتاحها في العام 1990 على اسماء مزورة تمت اضافتها.

 

"الورقة" التي حرمت ليزا من الصوص

بقلم الكولونيل شربل بركات

تزوجت كارلا من شاب لبناني يقيم في استراليا سنة 1998 وعاد العريس إلى البلد الذي يقيم فيه وأرسل الأوراق المطلوبة إلى زوجته لتتميم المعاملات والسفر إلى استراليا. وبما أنه من سكان المنطقة الحدودية في جنوب لبنان كان من الطبيعي أن يرسل الطلب إلى السفارة الأسترالية في تل أفيف، فأبناء المنطقة الحدودية لا يستطيعون الذهاب إلى الشام لملاحقة طلباتهم. وهكذا عندما انتهت المعاملات ونالت كارلا الفيزا كان عليها السفر من مطار تل أفيف.

صيف 2002 حاولت كارلا العودة إلى لبنان عن طريق مطار بيروت الدولي لرؤية والديها وقضاء شهر الصيف في ربوع لبنان وفوجئت بتوقيفها في المطار لأنها من أبناء المنطقة الحدودية. وبعد التحقيقات والذل الذي تعرضت له تم إطلاق سبيلها بعد أن "جرمت" بالسفر من أرض "العدو" في الوقت الذي كان يستقبل فيه النائب الإسرائيلي عزمي بشارة بكل حفاوة في لبنان وبعض الدول العربية الأخرى بدون عقد.

جريمة كارلا كبيرة لأنها اضطرت إلى السفر من مطار "العدو" يوم كانت دولة لبنان غير قادرة على بسط سلطتها على كامل أراضيها ولا هي كانت قادرة على حماية السفارات الموجودة في لبنان ليضطر المواطن إلى الذهاب إلى دول الجوار لتأمين تأشيرة السفر. ولكن جريمتها الكبرى أنها عادت بعد أربع سنوات عبر مطار بيروت ولذا فهي يجب أن تهان وتذل وتتبع "القنوات" الخاصة بأبناء المنطقة الحدودية فهولاء لم "يتمتعوا" بالذل قبلا ويجب أن يعرفوا معانيه.

كان على كارلا أن تذهب إلى صيدا بعد إطلاق سراحها بكفالة وإنهاء التحقيق ثم الذهاب إلى قيادة الجيش أيضا لتكملة جزء آخر من التحقيق وفي النهاية المثول أمام المحكمة العسكرية للحكم وقد قامت بكل هذه "العمليات" بصدر رحب معتقدة بأنها تتبع القانون، وعندما تجتاز هذه العواقب يعود لها حقها الطبيعي وينتهي فصل "التمييز العنصري" لأبناء المنطقة الحدودية الذين كان جرمهم أن جذورهم كانت أعمق من الأحداث فلم يرحلوا يوم رحلت الدولة عن أرض الجنوب وتعايشوا مع الواقع وتحملوا كل الصعوبات منتظرين بفارغ الصبر أن تعود إليهم دولتهم التي، يوم اعتقدوا بأنها عادت وهللوا لعودتها، اعتبرتهم خوارج وقامت بمعاقبتهم.

بعد أن انتهى فصل التحقيقات والمحكمة العسكرية أمضت كارلا بعض الوقت بين الأهل ما كاد أن ينسيها العذاب والذل وعندما توجهت إلى المطار للسفر فوجئت بتوقيفها مجددا ومنعها من السفر بحجة أنها لم تنه كافة الأوراق. وبعد ثلاثة أيام تمكنت أخيرا من السفر وكادت أن تلعن الساعة التي فكرت فيها بالذهاب إلى هذا البلد.

كان يرافق كارلا في هذه الرحلة ابنتها ليزا التي لم تكمل السنتين ولكن ليزا لم تعرف ما يدور حولها في هذه المرة سوى أن والدتها كانت تتركها أحيانا عند جدتها وتذهب مع جدها إلى بيروت.

قررت كارلا أنها لن تعود إلى لبنان، وفي صيف 2004 دعت والديها إلى الذهاب إلى استراليا لتمضية بعض الوقت معهم وتهنئتها بالمولود الجديد. ثم تغيرت الأمور بعض الشيء وقيل بأن السوريين خرجوا وأن البلاد أصبحت مستقرة أكثر وعاد بعض الزعماء من المنفى، حيث كان زوجها معجبا بالمواقف الوطنية للعماد عون. كل ذلك، إضافة إلى لجاجة الأهل الذين لم يريدوا تحمل صعوبات السفر للذهاب إلى أستراليا، جعل كارلا تقبل أن تسافر مجددا إلى لبنان في صيف 2009 وقد كان الاستقبال حافلا ولم يتعرض لها أحد في المطار ما جعلها تعتقد بأن لبنان بالفعل أصبح دولة راقية. وأمضت كارلا وابنتيها شهرا جميلا في ربوع البلد حيث تعرفت ابنتها الكبرى على بعض الرفاق وتعلمت الصغرى العربية وأمضى الجميع أحلى الأوقات بين الأهل والأصدقاء ولكن يوم السفر وعند الوصول إلى الأمن العام في المطار فوجئت كارلا بعدم السماح لها بالسفر ثم أعيد الأولاد إلى الأهل وتم توقيفها هذه المرة بشكل أكثر إذلالا فهي اقتيدت مكبلة في سيارة السجناء وأمضت ليلة في السجن ثم اضطرت إلى البقاء شهرا كاملا لإنهاء المعاملات الجديدة والحصول على "الورقة" التي ستخولها السفر.

اتصلت كارلا بالمدرسة في استراليا للحصول على مواد لتعليم ابنتها الكبرى كي لا تضيع سنتها وقامت الجدة بشراء صيصان صغيرة ليلعب معهم الأولاد كي لا يضجروا من الانتظار وبعد مضي شهر كامل حصلت السيدة كارلا على "الورقة" وقررت العودة إلى بلدها "الحبيب أستراليا" وعندما سألت الجدة الطفلة ليزا عن رغبتها بأخذ الصيصان معها إلى أستراليا أجابت الطفلة:

- لا يا تيتا بصير بدنا نتأخر تننتظر "الورقة" لأن الصيصان ما معن "ورقة"

هذه هي قصتنا مع هذه الدولة التي وعد رئيسها بأن يعيد حق اللبنانيين بالكرامة فإذا بحكومتها توعدهم بالذل وما يسمى بأجهزة الأمن، وهي التي لا تعرف من الأمن سوى ملاحقة اللبنانيين الشرفاء، تزيدهم إهانة يوما بعد يوم فهل يمكن أن يفهم أحد ليزا بأن الصوص يحق له بالخروج من لبنان بدون "ورقة"؟

كل عام وأنتم بخير...  

 

السيد نصرالله هنأ اللبنانيين في التاسع من عاشوراء بالميلاد ودعا النخب السياسية إلى الهدوء والناس إلى التعاون واستبعاد الأحقاد:

الوزير الذي لا يريد ان يعمل لما فيه أولويات الناس فليستقل و"يفل" نومنا كان مريحا ليلة سمعنا ان الكتائب سيطعن أمام المجلس الدستوري

السياسة الأميركية هي أهم عقبة أمام الوصول الى اتفاق عن المناخ

حروب الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة من اجل النفط والغاز

وطنية - هنأ الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في الليلة التاسعة من أيام عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية "المسيحيين والمسلمين بمولد السيد المسيح صاحب المعجزات التي أعادت للناس الإيمان الحقيقي بخالقهم"، لافتا الى ان "السيد المسيح صاحب دعوة وسيرة ومسيرة وتضحيات وجهاد، ووقف بوجهه وعانده واتهمه وتأمروا عليه اليهود". وقال: "السيد المسيح كان نعمة للناس الذين احتاجوا الى معجزاته وكرامته، لكن المشكلة كانت عند النخبة الدينية والسياسية والمالية, تلك النخبة التي شكلها اليهود, وجدت ان دعوة السيد المسيح تهديدا لهم ولإمتيازاتهم, وموقعهم وزعاماتهم, ولترفهم ويشكل تهديدا حقيقيا له فإتخذوا قرار المواجهة معه. السيد المسيح فضح سرقة هذه النخبة على الناس, وكشف زعاماتهم الكاذبة, واستغلالهم للناس ولذلك واجهوه بكل الأشكال, ولفت الى ان المسؤولية كبيرة على المسؤولين, لان الشعب يمشي وراءهم والحساب يكون اما عقابا اما ثناء".

أضاف: "نأتي الى الواقع المعاصر الان في التحديات القائمة والموجودة, وهذا الذي نتكلم عنه, كان يحصل طوال التاريخ والآن يحصل, سآخذ مثلين على المستوى العالمي, بشكل مختصر جدا ومثلا على مستوى المنطقة وانقل على لبنان بالختام. اليوم في العالم بكل صراحة، تملك شركات كبرى الكثير في هذا العالم وتملك اموالا طائلة ولها مجموعة مصالح ولها اطماع بدون حدود وجشع بلا ضوابط , هذه المجموعة الصغيرة التي اسمها نخب سياسية واقتصادية ومالية وحتى دينية احيانا تتحرك بفعل اهوائها اطماعها ومشاريعها ولا يهمها وضع الناس ولا وضع شعوب العالم واولئك الناس الى اين ذاهبون , يعيش الناس بسلام او بدون سلام , يجوعون او يشبعون, يشتغلون او بطالين , يموتون بالملايين او يبقون احياء, هذا لا يعنيهم شيء , الذي يعني لهم هو الحسبة اخر السنة, حاليا في راس السنة الميلادية تكون الشركات الضخمة تعمل حسابات ارباحها بالنفط اين صرنا, بالغاز اين صرنا, وببيع السلاح اين صرنا وهكذا. هذا الذي يحكم اليوم العالم. هناك نخبة تحكم هذا العالم خدمة لمطامعها وحساباتها, اما مليارات البشر لا يعنون لهم شيء".

أضاف: "مثلا قبل ايام كان هناك اجتماع عالمي في كوبنهاغن تحت عنوان المناخ "قمة المناخ"، ربما كثر لم يتابعوا هذا الموضوع لان الناس عادة يتابعون الاخطار المباشرة , هناك حرب هناك مجاعة هناك زلزال, هناك انفجار ترى الناس ذهبوا الى الخبر مباشرة, اما الأحداث والتطورات التي تؤسس لشيء بعد 10 سنين و20 سنة و50 سنة فالناس تعتبر انه لوقتها الله يدبر وهذا خطأ. اذن في قمة المناخ، الموضوع هو مشكلة تعاني منها الارض كلها, اسيا واوربا وإفريقيا وكل الكرة الارضية. هذه الكرة الارضية ذاهبة إلى مشكلة كبيرة على المستوى المناخي, أي هناك تهديد لم يمر في تاريخ البشرية ربما الا طوفان نوح. انا قبل عام او اكثر كنت اقرا حول الاحتباس الحراري وما هو عمله وطبقة الاوزون وما يحصل بالقطب المتجمد الشمالي والجنوبي، الى ان ذات يوم شاهدت فيلما وثائقيا وكان المحاضر فيه هو نائب الرئيس الاميركي الاسبق ال غور, وهو نائب لولايتين وفي الحزب الديمقراطي ايضا وكان يحاضر وخلفه شاشة ضخمة وكل شيء يتكلم عنه نراه على الشاشة الخلفية بمعلومات موثقة او صور او افلام. من جملة المشاهد التي رأيتها ولا تغيب عن بالي نهائيا هي الكرة الارضية على الخريطة وهو يتحدث ويقول اذا ذاب القطب المتجمد الشمالي والجنوبي ماذا يحصل؟ بدأ يتحدث عن البحار كيف تسحب على الارض أي على اليابسة, وهذا يعني أن دولا بكاملها ستمحى عن الخريطة وتدخل عليها المياه وترتفع عشرات الأمتار وتغرق وهم يقولون بان هذا الامر سوف يحصل اذا وصلت درجة حرارة الأرض الى نسبة مئوية معينة, واذا اكملنا هكذا سوف تغرق دول ومدن وشطآن وسواحل وسوف تموت وتهجر مئات الملايين من البشر وسوف يضيع الكثير من الثروة الحيوانية البحرية أي نحن امام فاجعة بكل ما للكلمة من معنى. وهذا الأمر يجمع عليه كل العالم. اذن تفضلوا لنتخذ الاجراءات اللازمة، وهذا كان الهدف من قمة كوبنهاغن".

وتابع السيد نصرالله: "لا اريد ان اتكلم عن تفاصيل واسماء واقول اين وكيف تجنبا لإحداث حالة رعب، فترخص الاراضي على السواحل ويغلى ثمنها في الجبال, فاجتمعوا في كوبنهاغن ليقولوا في قمة المناخ ما الذي سوف نقوم به حتى نمنع وصول درجة الحرارة الى هذا المستوى. الحرارة تأتي طبعا من انبعاث الغازات, مصانع, استخدام السيارات , استهلاك النفط والغاز والحروب لها علاقة ايضا, وهذا يتطلب خصوصا من الدول الصناعية الكبرى, وأسهم لبنان والكثير من دول العالم الثالث في صنع الاحتباس الحراري ورفع درجة حرارة الارض لا شيء, إذا الموضوع عند الدول الصناعية الكبرى ولكن قادة هذه الدول حضروا إلى القمة وكان نتيجتها الفشل لأن المهم عندهم الان هو كم من الاموال يدخل الى جيوب آل بوش وأل تشيني وكبار العائلات السياسية والاقتصادية والمالية في العالم".

وسأل: "هل رايتم جبروت اكبر من هكذا وطغيان اكبر من ذلك ووحشية اكثر من ذلك؟ هناك اناس تقول لهم بان مصانعكم ومصالحكم ستؤدي الى هلاك مئات الملايين من الناس، ويقولون لا مشكلة. هؤلاء الذين يتحدثون عن امريكا بانها الدولة المتحضرة, اقول رضوان الله على الامام الخميني لما سماها بالشيطان الاكبر. لن تجدوا طوال التاريخ البشري دولة وقيادة متوحشة ونخبة متوحشة كما هو الحال الان في الولايات المتحدة الاميركية. لن تجدوا نخبة معادية للانسانية وللبشرية كالنخبة الموجودة في الولايات المتحدة الاميركية. لا يقتلون الناس بالمفرق يريدون ان يقتلونهم بالجملة. "هيروشيما" و"ناكازاكي" نزهة امام المستقبل الذي تقودنا اليه الولايات المتحدة، واهم عقبة في طريق وصول المجتمع الدولي الى اتفاق حول المناخ الادارة الأميركية والسياسة الأميركية وأتمنى ان تتابعوا هذا الموضوع وتعرفوا تفاصيله. فالاميركيون يعرفون كيف يرتدون ربطة العنق ويتحدثون جيدا ويتحدثون بالديبلوماسية ولكن اميركا وحش يسكن خلف الديبلوماسية والأناقة".

وسأل: "هل حقيقة أن الحروب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة هي من اجل مصلحة الشعوب وإنقاذ الشعوب؟ أي نحن آتون لكي ننقذ الشعب الأفغاني فنقتله ونذبحه وهكذا هي الطريقة الأمريكية. ننقذ الشعب العراقي فنذبحه، في حين أن الذي كان قبلكم كان يذبح ايضا فما هو الفرق؟ هل هذه الحروب من اجل الإنقاذ؟ هل هذه الحروب واقعا من اجل نشر الديموقراطية ومن اجل تحقيق العدالة وتحرير الإنسان. هذه سخافات تؤكدها هذه الوقائع. هذه الحروب كلها من اجل النفط والغاز".

أضاف: "في يوم قرأت عليكم منشورة وهي دراسة أميركية بان إحدى اكبر شركات النفط الاميركية معتمدة على مراكز دراسات عن متى ينتهي النفط في روسيا واميركا وغيرها، ويخلص بنتيجة أن أعظم واكبر كمية نفط موجودة في العالم هي في المنطقة العربية والإسلامية ودول الخليج، واطول عمر نفط ايضا موجود في هذه المنطقة، وهذا هو السبب الذي يفسر لماذا هم يجلبون اساطيلهم الى المنطقة وينشئون قواعد عسكرية ويفككون جيوشهم وثكناتهم من كل انحاء العالم لكي ياتوا بها الينا. لماذا؟ لكي ينقذونا من الانظمة الدكتاتورية والان هناك انظمة دكتاتورية وحليفة لهم؟ هل من أجل حرية التعبير؟ لا. من اجل ان يسيطروا على خيراتنا ومنابعنا وقدراتنا. وبعدها تصنع الحروب من اجل ان تنفق الاموال ومن اجل مصلحة الشعب الاميركي. اريد ان أضيف شيئا حتى لا احد يفهم كلامي باني معاد للشعب الاميركي. أبدا، على العكس ان الشعب الأميركي هو من ضحايا هذه النخبة ويمكن ان تطلعوا على الإحصاءات. عن عدد الفقراء والبطالة والسجون ونسب الجريمة, وهناك إحصائيات تبين الكثير الكثير من الحقائق الموجودة في الولايات المتحدة الاميركية، والشعب الاميركي يدفع الثمن والضرائب لهذه الحروب".

وتابع السيد نصرالله: "احد كبار الشخصيات في العالم العربي اخبرني وهو قريب جدا ويعرف ماذا يجري في الولايات المتحدة الأميركية، يقول أن كلفة الحروب الاميركية التي شنها جورج بوش خلال 8 سنوات على الخزينة الأميركية هي 12 تريليون دولار, سيسددها دافع الضرائب الأميركي، والمخزون يعود على البيوتات الكبيرة والشركات الضخمة. المشكلة هي مع هذه النخبة ومع هؤلاء الخواص وهم الذين ترونهم في الادارة والكونغرس وزعماء الحزب الجمهوري والديمقراطي الذين يديرون اللعبة كلها. فالشعب الاميركي باغلبيته الساحقة هم من جملة المساكين الذين لا يعرفون ما الذي يحصل في العالم رغم ان عندهم الكثير من الشاشات والفضائيات".

أضاف: "على مستوى المنطقة آخذ مثلا واحدا فقط وهو ما جرى في فلسطين قبل 60 سنة.

فما جرى على فلسطين وعلى شعوبنا وعلى منطقتنا طوال 60 سنة من يتحمل المسؤولية؟ طبعا الصهاينة والذين اتوا بهم من جهة, لكن في امتنا الخواص والنخب هم يتحملون المسؤولية نعم, علماء الدين والحكومات والحكام والملوك والامم والزعماء السياسيون, اصحاب الفكر والراي جميعهم يتحملون المسؤولية. طبعا الذي قام بواجبه ذمته بريئة وله اجره عند الله سبحانه وتعالى ولكن الذي لم يقم بواجبه سيسأل يوم القيامة عن كل ما جرى في هذه المنطقة, عن كل شهدائها واطفالها الذين ذبحوا وعن كل مآسي هذه الشعوب وما لحق بها عن كل الاهانات وهتك الحرمات والمقدسات والاعراض , وعن كل المجازر التي ارتكبت. هذه النخب، نخب امتنا ستسأل يوم القيامة".

وتابع: "الشعوب العربية والإسلامية فيها خير وبركة وكانت تلبي نداء المظلومين وهي لبت نداءات بالملايين في الستينات كانت تملا شوارع المدن العربية عندما كان رجل مثل جمال عبد الناصر يخطب, والى المظاهرات كان ينزل عشرات الملايين وعلى الجبهة كانوا جاهزين كلهم للقتال, لم تكن هناك مشكلة مع الناس لانهم حاضرين للتضحية بكل ما عندهم والى الصبر. بعض الانظمة حكمت شعوبها بالحديد والنار والناس تحملوا الفقر والجوع والقمع والديكتاتورية على امل تحقيق عزة وكرامة الامة باعادة القدس وفلسطين, والان انا اقول لكم رغم كل الستين سنة وما فيها خيبات امل لمن خابت امالهم, ومن انتصارات في الاونة الاخيرة للمقاومين والمجاهدين والممانعين والصامدين، الان شعوب هذه الامة ما زالت مستعدة للعطاء والتضحية لكن المشكلة هي في النخب".

أضاف: "قبل سنة تقريبا مثل هذه الايام كانت احداث غزة والحرب على غزة وحصارها. الناس نزلت إلى الشارع صحيح ولكن ما كان بالقدر الذي يدعو الاسرائيلي ان يرجف ويخاف. لم نر عشرات الملايين في العالم الاسلامي المؤلف من مليار و400 مليون مسلم، ولماذا لم تنزل الناس الان, الناس غير متفاعلة، لا، لانني متاكد انه مئات الملايين من العرب والمسلمين ايام حرب غزة كانوا جالسين امام شاشات التلفزيونات يبكون على الشعب الفلسطيني, واعتبروا هم بما انهم امام التلفاز يبكون وحزنوا فهذا الامر انتهى وهذا هو تكليفهم , هذا الامر غير مقبول فالناس قادرة على الحركة الى الشارع وتواجه حتى انها حاضرة عندما تسمع بحرب شاملة على الامة انا اقول لكم الشعوب جاهزة والجيوش جاهزة ايضا. من هي هذه "اسرائيل" في قلب الامة العربية والاسلامية , فاذا تتوفر الارادة لدى النخب مع ارادة شعوب الامة ليست اكثر من طعمة آكل "لقمة واحدة بتطلع خالصة", لكن المشكلة بارادة النخب الموجودة في هذه الامة, ونذكر عندما الكثير من الحكومات منعوا الشعوب من النزول الى الشارع, والكثير من الحكومات منعت حتى ان تقدم المساعدات المالية للفلسطينيين هذا مثل".

وتابع: "اليوم يمضي عام على حرب غزة والعالم مستمر بالسكوت على حصار غزة وعلى منع غزة من اعادة بناء منازلها, وسنة يعيش الناس في خيم من النايلون او يبنون بيوتهم من الطين أي رجعنا خمسة الاف سنة الى الوراء, ما هو السبب والمانع؟ وكل هذا العالم يسكت على هذه الحقيقة".

وقال: "في لبنان واضحة مسؤولية النخب. في لبنان ورغم كل الذي حصل قبل الحرب الأهلية في السبعينات وبعد الحرب الأهلية في السبعينات, شاهدنا إذا ترك الناس لحالهم، اللبنانيون من كل الطوائف مسلمين ومسحيين وأتباع كل المذاهب شيعة سنة ودروز وموارنة وأورثوذكس وكاثوليك أرمن وغيرهم. الناس بطبيعتها تحب التعاون وأن تتلاقى وتتعايش وتتكامل وتساعد بعضها البعض وتساند بعضها، وذلك لان فطرتنا كبشر، الجبلة التي جبلنا الله عليها هي كذلك, ولان خلفياتنا الدينية أيضا هي كذلك, لأنه ليس هناك من احد دينه، سواء كان إسلاميا او مسيحيا، الا ويدعوه الى مساعدة الآخرين والتعاون مع الاخرين والتكامل مع الاخرين واحترام الاخرين عندما يكون هناك موادعة ومسالمة وعدم اعتداء. اين المشكلة على مر الزمن في لبنان. المشكلة تفعلها النخب. النخب أدعوكم إلى قراءة التاريخ وليس التاريخ القديم".

أضاف: "الخلاصة التي نصل إليها بوضوح ان هناك مجموعة نخب كانت توتر البلد حين تتوتر هي نفسها، عندما تهتز مصالحها كانت تهز البلد، عندما تصبح امتيازاتها بخطر تضع البلد كله بخطر. هذا تشخيص. اذهبوا واقرأوا التاريخ. طبعا يمكن أن يأتي من يقول أن المقاومة وضعت البلد بخطر. لا, عندما انطلقت المقاومة في لبنان من قوى مختلفة، انطلقت من اجل تحرير البلد لكي تستعيد الأرض, وتستعيد القرار, وتستعيد السيادة الوطنية, ليس من اجل فلان, وليس من اجل عائلة وليس من اجل جهة وليس من اجل مجموعة نخب. وإنما كانت مقاومة من اجل الناس واستعادة الناس كرامتها وحريتها وأولادها وأمنها وسلامتها واستقرارها. الصراع هو صراع نخب. المشكلة كانت النخب تتصارع والناس تسير مع هذه النخب نتيجة لارتباط المصالح الضيقة والعصبيات, نتيجة وجود هذه النخب في مواقع مؤثرة جدا, مثلا إذا ما جاء احد الى عنوان مثل عنوان الاحتكار, وهذا الموضوع كان قد فتح في فترة من الفترات, الأشخاص او الشركات التي تحتكر الكثير من المواد التي يتم استهلاكها في لبنان تتحكم بالأسعار. الآن ليفتح احد هذا الموضوع، مباشرة يتحول الى مذهبي وطائفي, ولا يكون للدين علاقة, ولا للطائفة أي علاقة, ولا للمذهب علاقة, فقط لأنه في العادة في لبنان, من اجل ان يحمي أي شخص مصالحه يلوذ بطائفته, او بمذهبه, هذه هي المصيبة الموجودة عندنا في البلد". وقال الأمين العام ل"حزب الله": "نحن ندعو النخب والخواص والقيادات السياسية والمرجعيات الدينية وأصحاب القلم والرأي والفكر ادعوهم, وهم يعلمون إننا لسنا ضعافا, نحن نقول للذين يريدون ان يكون صورة, أقولها باللغة الشعبية منذ سبعة وعشرين سنة, منذ العام 1982 الى يومنا هذا, مرت علينا ظروف صعبة وقاسية محليا وإقليميا ودوليا وقد واجهنا الكثير من التحديات الكبيرة جدا. هل تريدون ان أقولها لكم باللغة الشعبية "