المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 4 آيار/2009


 إنجيل القدّيس يوحنّا .14-1:21

وتَراءَى يسوعُ بَعدَئِذٍ لِلتَّلاميذِ مَرَّةً أُخْرى. وكانَ ذلكَ على شاطئِ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة. وتراءى لَهم على هذا النَّحْو. كان قدِ اجتَمَعَ سِمْعانُ بُطرُس وتوما الَّذي يُقالُ له التَّوأَم ونَتَنائيل وهو مِن قانا الجَليل وَابنا زَبَدى وآخَرانِ مِن تَلاميذِه. فقالَ لَهم سِمعانُ بُطرُس: «أَنا ذاهِبٌ لِلصَّيد». فقالوا له: «ونَحنُ نَذهَبُ معَكَ». فخَرَجوا ورَكِبوا السَّفينَة، ولكِنَّهم لم يُصيبوا في تِلكَ اللَّيلَةِ شَيئًا.

فلَمَّا كانَ الفَجْر، وقَفَ يسوعُ على الشَّاطِئ، لكِنَّ التَّلاميذَ لم يَعرِفوا أَنَّه يسوع. فقالَ لَهم: «أَيُّها الفِتْيان، أَمعَكُم شَيءٌ مِنَ السَّمَك؟» أَجابوه: «لا». فقالَ لَهم: «أَلقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمينِ السَّفينة تَجِدوا». فأَلقَوها، فإِذا هُم لا يَقدِرونَ على جَذبِها، لِما فيها مِن سَمَكٍ كَثير. فقالَ التَّلميذُ الَّذي أَحبَّه يسوعُ لِبُطُرس: «إِنَّه الرَّبّ». فلَمَّا سَمِعَ سِمْعانُ بُطرُس أَنَّه الرَّبّ، اِئتَزَرَ بِثَوبِه، لأَنَّه كانَ عُرْيانًا، وأَلْقى بِنَفْسِه في البُحَيرة. وأَقبَلَ التَّلاميذُ الآخَرونَ بِالسَّفينَة، يجُرُّونَ الشَّبَكَة بِما فيها مِنَ السَّمَك، ولَم يَكونوا إِلاَّ على بُعدِ نَحوِ مائَتَيْ ذِراعٍ مِنَ البَرّ. فلَمَّا نَزَلوا إِلى البَرّ أَبَصروا جَمْرًا مُتَّقِدًا علَيه سَمَكٌ، وخُبزًا. فقالَ لَهم يسوع: «هاتوا مِن ذلِك السَّمَكِ الَّذي أَصَبتُموه الآن». فصَعِدَ سِمْعانُ بُطرُس إِلى السَّفينَة، وجذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وقدِ امتلأَت بِمِائَةٍ وثَلاثٍ وخَمسينَ سَمَكةً مِنَ السَّمَكِ الكَبير، ولم تَتَمزَّقِ الشَّبَكةُ معَ هذا العَدَدِ الكَثير. فقالَ لهم يسوع: «تَعالَوا افْطُروا!» ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلاميذِ أَن يَسأَلَه: مَن أَنتَ؟ لِعِلمِهم أَنَّه الرَّبّ.

فدَنا يسوع فأَخَذَ الخُبزَ وناوَلَهم، وفعَلَ مِثلَ ذلك في السَّمَك. تِلكَ المَرَّةُ الثَّالِثَةُ الَّتي تَراءَى فيها يسوعُ لِتَلاميذِه بعدَ قِيامَتِه مِن بَينِ الأَموات.

 

مقابلة مع المدعو يوضاس

جريدة النهار/بقلم:ريمون جبارة

أراد أن يكون مكان المقابلة تحت التينة التي شنق نفسه بها، ربما ليبرهن عن حسن نيته، وان فعلته لا تعتبر خيانة. فهو لم يستفد من الثلاثين فضةً حتى ليبني ولو كوخاً حقيراً له، ويدعي أنه فعلها لأجل المبادئ:

أنا: خلال اسبوعين وانت شاغل الطوائف المسيحية والعالم كله، نسي العالم اسماء تلامذة يسوع الأطهار ولعل اسمك كالرابح في برنامج "سوبر ستار".

يوضاس: وحده يسوع يعرف اني أحببته واني نادم وسأحمل جريمتي في ضميري طوال عمري حتى ولو غفر لي فعلتي. الآخرون لم يحبّوه أكثر مني. بعضهم بتردد. أنا منحته حبي كاملاً لقناعتين فيّ، الاولى ايماني به مخلّصاً مرسلاً من الآب، وثانياً لايماني به قائداً ثائراً سيخلصنا من الرومان. سامحه الله! فقد صعقني عندما قال ان مملكته ليست من هذا العالم. وأنا انسان لست قديساً مرسلاً ولا نبياً. يهمّني العالم الذي أعيش فيه ثم السماء اذا كنت استحقها.

أنا: لكنك خسرت الاثنين معاً من أجل ثلاثين من الفضة.

يوضاس (مقاطعاً بشيء من الغضب): ثلاثون من الفضة تهمة ضخّمها بعض المنتفعين من المعلم (وهنا هممت بفك شريط حذائي فظن يوضاس أني أنوي ضربه بالحذاء لأصبح بطلاً قومياً كالسيد الزيدي العراقي، لكني طمأنته الى ان ما أفعله هو خاص بي فعلاً. وشرحت له اني منذ تعثر أحوال الوطن وانا فيه صرت أفضل أحذية أصغر من مقياس رجلي لأقوم بين الحين والآخر بشلح حذائي واقول كلمة خاي وهي كلمة نسيتها منذ مدة. هنا ابتسم يوضاس وهنأني على هذه الوسيلة السهلة التي تفيد صاحبها ولا تؤذي أحداً.

أنا: كنت أتمنى لو أهنئك على شيء ولكني لم أجد ما اهنئك عليه، واسمح لي أن اسأل سؤالاً أخيراً، وأعذر بهلنتي: لقد احتفل المسيحيون مرتين بذكرى صلب يسوع، فهل أنت كنت الخائن في المناسبتين ام لك أخ توأم قام بالمهمة عنك؟

يوضاس (باعتزاز بعض بهاليل السياسة اللبنانية): لاه، أنا كنت بطل المناسبتين.

أنا: مسيو يوضاس، اسمح لي ان أصارحك: أنت حمار ابن حمار. لماذا لم تفعل كما يفعل بعض من يلتزم مشاريع إنمائية من الدولة فيلتزم المشروع بمليون دولار ويعود فيجيّره الى آخر بخمسين ألف دولار. كان في إمكانك أن تلزّم لغيرك مشروع خيانة يسوع بخمس عشرة فضية، فكنت ربحت 15 فضية من دون كل هذه البهدلة. نقطة عالسطر.

يتساءل عبدالله لو لم يكن زمن يوضاس قبل ألفي سنة بل في زمننا اليوم، أما كان لُقّب بالبطل الوطني، هو الذي يأتي بدرجة "معتّر كبير" اذا ما قيس بيوضاسات اليوم الذين يخونون أوطانهم ومبادئهم وبني قومهم؟

حمار يوضاس، لو أجّل مجيئه الى اليوم لكان زمط بريشه.

 

تعرض موكب أحمد الأسعد مجددًا لاعتداء في تولين- مرجعيون

نهارنت/تعرض موكب رئيس "لقاء الانتماء اللبناني" احمد الاسعد لاعتداء جديد في مرجعيون هو الثاني من نوعه خلال يومين. وفي التفاصيل ان مناصرين ل"حزب الله" و"امل" رشقوا بالحجارة موكب الاسعد خلال زيارته منزلا في بلدة تولين في مرجعيون ما أدى الى تحطم زجاج ثلاث سيارات، وحاصروا المنزل لمنع الأسعد من المغادرة. واكدت معلومات انه بعد الاتصال بالقوى الأمنية، حضرت هذه القوى وأخرجت الأسعد من المنزل ورافقته خلال عودته، الا ان الموكب تفاجأ عند مروره بالقرب من الجامع في بلدة تولين بتجمع شعبي، عمد بعض المشاركين فيه الى رشق الموكب مجددًا بالحجارة. كما وجهت دعوات الى سكان حولا والصوانة، عبر مكبرات الصوت في الجوامع، للتجمع في ساحتي البلدتين ومنع الأسعد من عقد لقاءات انتخابية كانت مقررة. ولاحقًا تمكنت القوى الأمنية من مرافقة الاسعد الى خارج المناطق الحدودية وصولا الى النبطية ومنها الى بيروت، بعدما عمد مناصرون ل"حزب الله" و"أمل" الى قطع الطرقات في بلدات حولا، ميس الجبل وشقرا، إضافة الى محاصرة منزل الأسعد في العديسة ومنزل جده في الطيبة.

وكانت عناصر من حزب الله وحركة امل عمدت بعد ظهر الجمعة الى التعرض لموكب مؤسس اللقاء احمد الاسعد خلال زيارته بلدة الطيبة من ضمن جولاته في القرى الجنوبية.

واوضح الانتماء في بيان ان عناصر من حزب الله وحركة امل هاجمت موكب الاسعد بالعصي والزجاجات والحجارة والرصاص مما ادى الى سقوط جرحى وتحطيم عدد من السيارات.

واشار البيان الى ان الاسعد حوصر على الرغم من محاولة قوة من الجيش التدخل عبثاً لتفريق المعتدين الذين عمدوا الى قطع كل الطرق لمنع الموكب من التحرك وانتشروا حوله حاملين العصي والحجارة. وردا على الإشكال قال الأسعد خلال مؤتمر صحفي في مقرّ التيار في بلدة عديسة: "هذا عمل جبان، لكنّنا مكملون. يدل هذا الأمر على أنّهم ضعفاء ممّا سينعكس سلبا عليهم في الانتخابات المقبلة. أريد جوابا صريحا من السيد نصرالله والرئيس نبيه برّي". وأضاف: "يدّعون أنّهم مع الديموقراطية على كل الأراضي اللبنانية، فإذا كانوا معها في كل المناطق فليقولوا ذلك فعلا. أطالبهم بتسليم من قام بهذا العمل اليوم". وتابع: "نحن الشيعة أكثر الناس حضاريين، إلا أنّهم اليوم يزوّرون تراثنا وتاريخنا منذ دخول النظام الايراني الى لبنان. يدّعون الدين، في حين أن الدين أخلاق ومعاملة وليس صلاة وصوم فقط". وتساءل: "أين الدولة هل تتحمّل مسؤوليتها في انجاز الانتخابات النيابية؟ انّ من يدّعي مقاتلة اسرائيل يقدّم بذلك أكبر خدمة لها. نحن ندعو الى المحافظة على التنوّع لأنّه عامل مهم في التطوّر". وذكر أن أربعة مواطنين تعرّضوا لجروح هم: بيار عوّاد وزوجته ماغي فارس وشقيقه ايلي وعلي سعد وقد رووا ما حصل معهم.

 

المتهم باعتداء البقاع في سوريا ومساعي لبنانية لاسترداده

نهارنت/تجري السلطات اللبنانية اتصالات مع سوريا لاسترداد الموقوف اللبناني حسين جعفر، المتهم الرئيس في الاعتداء على الجيش اللبناني في الثالث عشر من نيسان الماضي في البقاع الشمالي، والذي كانت السلطات التركية قد اعتقلته في 28 من نيسان الماضي، وسلمته مع مرافقه السوري الى السلطات السورية لانهما دخلا الى الاراضي التركية عن طريق سوريا وبوثائق سورية. وذكرت صحيفة "النهار" ان السلطات السورية ستتجاوب مع طلب الاسترداد اللبناني استناداً الى اتفاقين مع سوريا ساريي المفعول: الاول قضائي ثنائي مبرم بين لبنان وسوريا، والثاني عربي يرتبط لبنان وسوريا به ويتعلق بمكافحة الجريمة والارهاب. في حين، توقعت صحيفة "الديار" ان تنقله المخابرات اللبنانية ليلاً الى بيروت.

وكشفت "النهار" ان الرجل، ويدعى حسين جعفر، قد عبر الحدود السورية – التركية بوثائق سورية مزوّرة باسم عماد سليمان يرافقه شخص سوري يدعى ابرهيم عبدالله كان دوره تسهيل فراره. ونقلت "النهار" عن مصادر مواكبة لهذه القضية ان هناك اهتماماً بالمعلومات التي سيدلي بها الموقوف جعفر وتتعلق بالتسهيلات الحزبية التي وفّرت له الفرار من لبنان الى سوريا، فتركيا. وكان قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر اصدر السبت مذكرات توقيف غيابية في حق خمسة فارين من آل جعفر، بينهم حسين جعفر، متهمين بالاعتداء على الجيش على طريق رياق – بعلبك والذي ادى الى مقتل اربعة عسكريين. 

 

نتانياهو سيعلن هذا الاسبوع اهتمام اسرائيل بالانسحاب من الغجر

نهارنت/اكد مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو سيعلن هذا الاسبوع اهتمام اسرائيل بالانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر استجابة لمطلب الولايات المتحدة. وكشف المصدر لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، ان نتانياهو سيناقش هذا الموضوع مع مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الذي سيجتمع يوم الاربعاء المقبل، متوقعا ان يتم الاعلان بعد الاجتماع عن نية الحكومة الاسرائيلية بالانسحاب. وشدد على ان موضوع قرية الغجر يحظى باهمية عالية لدى نتانياهو لسببين : الاول يتعلق بالموقف الاميركي، والثاني يتعلق بالانتخابات اللبنانية. وقال المصدر الاسرائيلي " الكل يدرك عامل ضيق الوقت، لذلك سيتم الاعلان عن النية بالانسحاب اولا، على ان يتبع ذلك بفترة قصيرة التنفيذ العملي الذي لن يتم قبل الانتخابات اللبنانية. واضافت "هآرتس " نقلا عن مصدر اميركي، ان نتانياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عازمان على ايجاد حل لمسألة الغجر في اسرع وقت ممكن، مرجحا ان يتخذ نتانياهو القرار قبل زيارته المرتقبة لواشنطن في 17 من ايار الجاري، ليثبت للرئيس الاميركي باراك اوباما " انه يستطيع ان ينطلق ب"خطوات ديبلوماسية" تنفيذا للطلب الاميركي. وذكرت "هآرتس" بان المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل بحث الموضوع خلال زيارته الى اسرائيل مع كل من نتانياهو وباراك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، مشددا على الوعد الذي كان رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت قد اعطاه لواشنطن بهذا الخصوص. ووفق المصدر الاسرائيلي فإن الترتيبات المطروحة للانسحاب هي اقتراحات قائد القوات الدولية في جنوب لبنان كلاوديو غراتسيانو، وأن تلك المقترحات خضعت للمفاوضات في الشهور الأخيرة وستكون إحدى النقاط الحاسمة كيفية عرض القرار وكيفية تنفيذه لتحقيق الهدف الذي يريد تحقيقه نتنياهو من وراء هذا القرار.

 

مثل البطريرك صفير في قداس احتفالي في سيدة لبنان-حريصا

افتتاحا للشهر المريمي واختتاما لليوبيل المئوي لتدشين المزار

المطران العنداري: نرحب بممثل الرئيس سليمان الذي شاء ان يصل

ما انقطع في بعض السنوات الغابرة من تقليد سنوي درج عليه أسلافه

وطنية - 3/5/2009 ترأس المطران انطوان نبيل العنداري ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، عاونه فيه رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب ايلي ماضي ورئيس مزار سيدة لبنان الاب خليل علوان، افتتاحا للشهر المريمي واختتاما لسنة اليوبيل المئوي لتدشين المزار في الثالث من أيار عام 1908، في حضور وزير الداخلية زياد بارود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، السفير البابوي لويجي غاتي والقائمقام بالاعمال المونسنيور توماس حبيب، العميد غسان درنيقة ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المطران سمعان عطاالله، المطران يوسف محفوظ وآباء ورهبان ورئيس بلدية درعون المهندس انطوان الشمالي وحشد من المصلين. وتولت جوقة سيدة لبنان - حريصا بقيادة جوزف مراد خدمة القداس الالهي.

بعد تلاوة فصل من الانجيل، ألقى المطران العنداري عظة قال فيها: "يشرفنا ويسرنا ان نفتتح الشهر المريمي باسم غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكلي الطوبى، ويسعدنا ان يكون هذا الافتتاح بحضوركم، يا معالي الوزير، تمثلون فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان الذي شاء ان يصل ما انقطع، في بعض السنوات الغابرة، من تقليد سنوي درج عليه أسلافه، وقد تعودوا، في مثل هذه المناسبة، ان يؤموا هذا المزار الكبير ليكونوا في مقدمة المؤمنين، تكريما للعذراء مريم، أم الله وأمنا، والتماسا لشفاعتها لدى ابنها، وتجديدا لعهد المحبة التي يكنها الابناء لامهم السماوية".

أضاف: "يطيب لنا، في احتفال الافتتاح هذا، ان نختتم سنة اليوبيل المئوي لتدشين مزار سيدة لبنان في الثالث من شهر أيار سنة 1908. أنجز معبد سيدة لبنان ونصب التمثال تحت إشراف الاب شكرالله الخوري رئيس جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة وخلفه الاب يوسف مبارك، على ما ذكرته يوميات المزار آنذاك. عند العاشرة من صباح ذلك الاحد، أي في الثالث من أيار 1908، بدأ القاصد الرسولي، في تلك الحقبة، المونسنيور فريديانو جيانيني احتفال التدشين بالصلوات، فبارك المعبد والتمثال، بعد ان اطلع قداسة البابا بيوس العاشر على احتفال التكريس، طالبا بركته الرسولية لكل من ساهم بإنجاز البناء وحضر التدشين. حضر الاحتفال شخصيات كبيرة منها بربر بك الخازن اميرال الجند اللبناني ممثلا يوسف فرنكو باشا متصرف جبل لبنان، وسعادة حبيب بك البيطار قائمقام قضاء كسروان، وجموع غفيرة من المؤمنين والزائرين. بعد التدشين، احتفل غبطة البطريرك الياس الحويك بذبيحة القداس يعاونه جمع من الاساقفة ورؤساء عامون وممثلو جميع الرهبانيات الشرقية والغربية وكهنة عديدون. وعند نهاية القداس، طاف البطريرك الحويك بزياح مهيب حول المعبد بأيقونة العذراء الكلية القداسة، وأعلن الاحد الاول من شهر ايار عيدا سنويا لسيدة لبنان. وها أجيالنا اليوم، تواصل هذا التقليد وتحتفل بالعيد، نأتي في زيارة حج سنوي للتبرك وطلب الشفاعة وإيفاء النذور. زيارتنا هي زيارة مقدسة لمكان مقدس ومكرس يحافظ على جو الهدوء والصلاة وحرمة العبادة".

وتابع المطران العنداري: "بين عالم الارض وعالم السماء نحتاج الى وسيط. انه يسوع المسيح الذي يشرك في وساطته العذراء والقديسين. وفي الصلوات التي نرفعها الى الله تتوجه الكنيسة الى المسيح، وفي الوقت عينه، الى أم الله - الكلمة الذي أشرق منها بالجسد، وتذهب عاطفتنا الدينية فيها الى إطلاق ألقاب نضيفها الى لقب مريم الاساسي، أم الله، ومن هذه الالقاب: مريم الوسيطة والشفيعة".

وقال: "ان الوسيط الوحيد بين الله والبشر، هو المسيح، لانه اله وانسان في آن. وقد ربط بين الله والانسان وقرب الناس الى الله. ففي يسوع الاله والانسان، وفي تدبيره الخلاصي، تجلى لطف الله محيينا وكشف لنا عن ذاته، وغمرنا بنعمه، وهيأ لنا المجد الأبدي. وفي يسوع المسيح استطاع الانسان ان يقبل عطية الله هذه، عطية الخلاص. في التجسد والفداء والقيامة، فكر الرب بالبشرية. بالمسيح ومع المسيح نظر الينا وخلصنا وقدسنا. هكذا نفهم قول بولس الرسول في رسالته الاولى الى تلميذه تيموتاوس: كما ان الله واحد، فالوسيط في العهد الجديد واحد وهو يسوع المسيح. ولهذا نسمي يسوع المسيح الوسيط الكامل بين الله والناس، لانه أجرى المصالحة بين الله والناس بسر الفداء. لكن وساطة يسوع لا تحول دون وسطاء آخرين بين الله والناس. ولنا على هذه أمثلة عديدة في الكتاب المقدس، مثل ابراهيم الخليل الذي تباركت به الشعوب، وموسى الذي أسس العهد بين الله وشعبه، والملوك والانبياء والكهنة الذين هيأوا الشعب كما أعد يوحنا المعمدان الدرب لاستقبال السيد المسيح. واذا ما اختارهم الله، فهذا لا يعني انه بعيد عنا لكي نحتاج الى وسطاء وشفعاء، فالله قريب منا، وقد صار جسدا وحل فينا، لكنه شاء بغنى نعمته وفيض حبه ان يجعل البشر شركاءه في عمل الخلاص، وامتدادا لوساطته في العالم. لذلك اختار الله الآباء والقديسين لا ليكونوا حاجزا او فاصلا بينه وبين شعبه، بل ليكونوا امتدادا منظورا لعمله في العالم. اما القديسون الذين يتمتعون بالمجد معه، فهم يحملون صلواتنا ويطلبون لى الله من أجلنا، ولهذا فنحن نصلي لهم ونطلب شفاعتهم".

وتابع المطران العنداري: "بالنسبة إلى العذراء الوسيطة، إذا ما ذكرنا شفاعة الآباء والقديسين، فكم بالحري ان ننشد وساطة مريم وشفاعتها، بلسان مار افرام السرياني:"انها بعد الوسيط، الوسيطة للعالم بأسره". كثيرا ما يتكلم الكتاب المقدس على وساطة مريم: في زيارة مريم لنسيبتها أليصابات نفسها، في عرس قانا الجليل قام يسوع بأعجوبته الاولى تحت تأثير امه الكلية القداسة، حين كانت واقفة عند الصليب سلم المسيح امه ليوحنا وسلم يوحنا لامه العذراء وعندما يتكلم لوقا في اعمال الرسل عن مريم نفهم مكانتهاالفائقة وسط الرسل في العلية. صحيح ان الكنيسة لم تحدد شفاعة العذراء ووساطتها عقيدة ايمانية، لكنها تحيي هذه الحقيقة وتدعو اليها عندما تطلب من المؤمنين ان يرفعوا الصلاة اليها. من أقوال الباباوات، نختار قولا للبابا بندكتوس الخامس عشر يعلن فيه أن "كل ما نستلمه من نعم، من كنز الفداء، نستلمه بواسطة مريم". اما البابا لاوون الثالث عشر فيقول: "وكما انه لا يصل احد الى الآب الا بواسطة الابن، فانه لا يأتي احد الى يسوع المسيح الا بمريم". هذا الدور الذي قامت به مريم، جعل وساطتها تختلف عن وساطة وشفاعة القديسين، لا بل تفوقها لتشمل الكنيسة بكاملها".

وختم المطران العنداري: "لا خوف من ان تطغى وساطة العذراء على وساطة ابنها الوسيط الوحيد، لان المؤمن يعرف ان لا مجال لذلك، ولانه يعرف ان العذراء - بنت الناصرة - الممتلئة نعمة تبقى تلك المخلوقة التي تنتظر من الرب كل خلاص وفداء. فلنأت الى مريم، ونكرمها ونطلب شفاعتها بصلاة الكنيسة، على لسان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، هاتفين:" يا أم الفادي الحنون، يا باب السماء الذي لا يغلق، يا نجمة البحر، هلمي الى إنقاذ الشعب الذي عثر ويسعى الى ان ينهض". يا أم الله يا حنونة، احفظي لبناننا وباركي عيالنا، احمي رعايانا واشفي مرضانا، تشفعي فينا يا عذراء وتحنني على موتانا".

 

سعيد أعلن نواة لائحة في جبيل تضمه ومحمود عواد

وطنية - 3/5/2009 أعلن منسق الأمانة العامة ل14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، تأليف نواة لائحة تضمه والنائب السابق الدكتور محمود عواد، لخوض الاستحقاق الانتخابي في دائرة جبيل. على أن تستكمل الاتصالات لاستكمال اللائحة بمرشح ثالث.

 

66 اصابة اضافية بانفلونزا الخنازير في 30 ولاية أميركية

وطنية - 3/5/2009 أعلنت السلطات الصحية الاميركية، اليوم، ان فيروس انفلونزا الخنازير، بات ينتشر في أكثر من نصف الولايات الاميركية، مع 226 حالة اصابة مؤكدة بالمرض في 30 ولاية، بعدما كانت الحصيلة السابقة 160 اصابة في 21 ولاية.

 

حنين اعلن "لائحة القرار الوطني المستقل" في فندق روتانا - الحازمية

وتضم إليه النائبين السبع وشقير وصلاح الحركة وادمون غاريوس والياس أبو عاصي: نتطلع لأن يشكل قضاء بعبدا حجر الزاوية في تحديد الخيارات السياسية مستقبلا

وطنية - 3/5/2009 أعلنت "لائحة قضاء بعبدا" بعد ظهر اليوم، في فندق "روتانا" الحازمية، تحت شعار "لائحة القرار الوطني المستقل"، وتألفت من باسم السبع، أيمن شقير، صلاح الحركة، إدمون غاريوس، إلياس أبو عاصي وصلاح حنين، في حضور حشد من السياسيين، ابرزهم مستشار نقابة الصحافة فؤاد الحركة، رئيس إقليم بعبدا في القوات اللبنانية جان إنطون، رئيس رابطة مخاتير قضاء بعبدا نديم شعبان، عائلة الشهيد النائب أنطوان غانم، ممثل تيار المستقبل بسام عبد الملك، مسؤول الماكينة الإنتخابية في "تيار المستقبل" نجيب أبو مرعي، وكيل داخلية المتن الأعلى في الحزب التقدمي الإشتراكي فاروق الأعور، مدير مستشفى جبل لبنان إيلي غاريوس، رئيس إتحاد بلديات بعبدا ريمون سمعان، رئيس بلدية الحدث أنطوان كرم، رئيس إتحاد بلديات المتن الأعلى مروان صالحة، رؤساء بلديات ومخاتير في قرى وبلدات القضاء.

بداية النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم تلا صلاح حنين بيان إعلان اللائحة وجاء فيه:

"في السابع من حزيران 2009، يكتب اللبنانييون صفحة جديدة في حياتهم الديمقراطية، ويختارون المسار الذي يريدونه لبلدهم، بعد سنوات طويلة من المعاناة.. السابع من حزيران، ليس مجرد مناسبة إنتخابية عابرة أو عادية، أنه موعد مع مهمة وطنية من الدرجة الأولى، نتطلع، نحن في "لائحة القرار الوطني المستقل"، لأن "يشكل قضاء بعبدا فيها حجر الزاوية في تحديد الخيارات السياسية للمرحلة المقبلة في لبنان".

وقال: "خيارنا ينبثق من كون هذا القضاء، هو مركز الجمهورية اللبنانية بامتياز، والمكان الذي يجسد الحياة الوطنية المشتركة بين جميع اللبنانيين، بل هو المكان الذي نراه على صورة لبنان، بتنوع طوائفه وقواه الروحية والإنسانية والسياسية والإجتماعية، خيارنا ينبثق من الإيمان المطلق، بأن لبنان أمانة غالية لا يجوز التفريط بها مهما عصفت التحديات، وأن النظام الديمقراطي جزء لا يتجزء من رسالة لبنان في هذا الشرق وفي العالم".

وتابع حنين: "خيارنا ينبثق من التمسك بإعادة الإعتبار للدولة، بصفتها الكيان السياسي الذي يعبر عن إرادة اللبنانيين وكرامتهم الوطنية، ويجسد كل مفاهيم الحكم والسيادة ومقومات النظام العالم، خيارنا ينبثق من العمل على تحرير لبنان من وظيفة الساحة الإقليمية المفتوحة، التي تستقوي على الدولة بقوة الطوائف حينا، أو بقوة الإرادات الخارجية أحيانا، الى مكانة الدولة التي ترتقي بشعبها، بقوة الدستور والقانون والمؤسسات والعدالة الإجتماعية، وتعمل على إستعادة أبنائها المعتقلين من السجون السورية وعلى مصير المفقودين".

أضاف: "خيارنا ينبثق من التأكيد على ان إصلاح النظام السياسي هدف يجب ان يحتل موقع الاولوية في مهمات المجلس النيابي العتيد، وينبثق خيارنا ايضا من عمق الايمان، بان قيامة دولة لبنان السيد، العربي، الحر، المستقل، لن تتحقق بمعزل عن قرار وطني قاطع، ونهائي، باعتبار الجيش اللبناني وسائر المؤسسات العسكرية والامنية الشرعية، هم القاعدة الاساس في توفير مقومات الدفاع عن السيادة الوطنية واستقرار النظام العام.

كذلك ينبثق خيارنا من الحاجة الى إعلاء شأن الحوار الوطني، وتجريد الحياة السياسية من منطق التهويل بالسلاح في فض النزاعات الداخلية، وتفعيل مكانة المجلس النيابي والمؤسسات الدستورية في حياتنا الوطنية. وينبثق خيارنا ايضا من اعتبار رئاسة الجمهورية، رأس السلطة والمؤسسات في نظامنا السياسي، والمؤتمنة على سلامة هذا النظام واستقراره، والمكلفة بان تحكم باسم جميع اللبنانيين بروح الحكم والرسالة التي يمثلها لبنان".

تابع: "خيارنا ينبثق من الالتزام بحق لبنان في استرداد أرضه من الاحتلال الاسرائيلي، ورفض كل أشكال التعدي على سيادته، والتمسك باتفاق الهدنة، وبالقرار 1701، إطارين صالحين لتحقيق هذا الالتزام، وايضا من إجماع اللبنانيين على رفض التوطين، والتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والتزام الدفاع عن حقوقهم الوطنية، وإقامة دولتهم المستقلة".

وختم: "خيارنا ينبثق من مسؤولياتنا تجاه أهلنا في قضاء بعبدا وتجاه كل مدينة وبلدة وقرية في هذا القضاء الحبيب، من أعالي المتن الجنوبي الى كل زاوية من زوايا الساحل. نلتزم امامكم، نحن لائحة القرار الوطني المستقل، ان نكون صوت قضاء بعبدا في كل لبنان، وصوت الدفاع عن لبنان الدولة باسم قضاء بعبدا".

وختاما، أخذت الصورة التذكارية لمرشحي "لائحة القرار الوطني المستقل".

 

الشيخ قاسم: اعتقال الضباط سياسي لا قضائي وفريق 14 آذار متورط فيه

والافراج عنهم هو الخطوة ما قبل الاخيرة لانهيار المباني السياسية لهذا الفريق

وطنية - 3/5/2009 أعرب نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال في حسينية بلدة مجدلون - بعلبك، في ذكرى اسبوع الحاج نايف خير الدين، في حضور النائب مروان فارس وفاعليات، عن "التأييد لقرار الافراج عن الضباط الاربعة"، معتبرا "انهم كانوا معتقلين ظلما وعدوانا لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر، وكان اعتقالهم بمثابة اعتقال سياسي وليس قضائي، ولحسابات سياسية محلية واقليمية ودولية لا علاقة لها بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وقال: "نريد كشف حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والآن نريد ايضا كشف من ضلل التحقيق لمدة أربع سنوات ومن ورط لبنان في فتن متنقلة نتيجة هذا التضليل، ونطالب بمحاسبة القضاة الذين أخطأوا في حق الوطن، فليتم التحقيق القضائي ونحن نقبل بالنتائج مهما كانت".

ورأى الشيخ قاسم "ان فريق 14 آذار متورط في اعتقال الضباط الاربعة، وقد تحول هذا الفريق الى قضاة ومحققين عبر وسائل الاعلام، وكنا نسمع مرافعاتهم واتهاماتهم بدون مدع عام ومحام، ويروون التفاصيل الدقيقة ويدينون ويطلقون الاحكام وفق تخيلاتهم، وقد تبين ان كل الادعاءات كانت كاذبة".

وسأل: "ما الذي سيقولونه للناس بعد التداعيات التي حصلت؟ وماذا سيقولون عن شهود الزور وعن الذين غطوا شهود الزور، وماذا سيقولون عن القابعين في هولندا الذين أرادوا تأخير الافراج عن القضاة الاربعة؟".

واعتبر الشيخ قاسم "ان الافراج عن الضباط الاربعة هو الخطوة ما قبل الاخيرة لانهيار المباني السياسية التي اعتمدت عليها جماعة 14 آذار، اما الخطوة الاخيرة فهي الانتخابات النيابية التي ستبعد الاكثرية عنهم، وستكون الانتخابات فرصة للتعبير الشعبي عن رفض خياراتهم السياسية وللتأكيد ان الدعم الخارجي لا ينفع، وانما الذي ينفع هو الارادة الشعبية".

وقال: "قسم من جمهور 14 آذار سيسأل لماذا فشلت ادارة الدولة خلال السنوات الماضية عندما كانت الموالاة في سدة الحكم؟ ولماذا تراكم الدين العام الى خمسين مليار دولار؟ ولماذا أدخلوا لبنان في أتون الصراعات الدولية والاقليمية؟ ولماذا استأثروا بالسلطة وتعثروا في هذا الاستئثار وورطوا البلد في عدم الاستقرار الامني والسياسي؟ ولماذا استهتروا بالقوانين وأربكوا البلد وجعلوه يعيش المآسي. لفتني انهم أعلنوا في برنامجهم السياسي انهم يريدون العبور الى الدولة، فهل استيقظ ضميرهم اليوم فعنونوا برامجهم بالعبور الى الدولة؟ ولكن بعد عدة تجارب فاشلة كيف نصدقهم؟ ويجب ان نحمي البلد من اي تجربة جديدة فاشلة تكون على أيديهم".

أضاف: "يتحدثون عن الدولة والسيادة والإستقلال، فأي دولة يريدون والفساد مستشر بإرادة منظمة، وأي دولة تلك التي ترضى باستمرار الإحتلال، ولا تقوم بإجراءات كافية للاستعداد والمواجهة؟".

وأعلن الشيخ قاسم أن برنامج "حزب الله" الإنتخابي "قائم على أربع نقاط:

1- المشاركة في الحكم، ودعوة الموالاة الحالية الى أن تكون جزءا من الحكومة القادمة، أما أن تأتي بمجموعها وإما أن يأتي البعض منها، على قاعدة تغيير الإصطفافات السياسية، وإذا رفضوا المشاركة فالدولة ستستمر والحكومة ستنجح.

2- معالجة ومكافحة الفساد والرشاوى وهدر المال العام، وتحقيق الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي والإداري، بما يساعد على تحسين الوضع في لبنان.

3- الدعوة الى بناء الدولة القوية بجيشها ومقاومتها وشعبها، لمواجهة الإستحقاقات، وأمامنا إستحقاقان كبيران: تحرير الأرض، ومواجهة الخطر الإسرائيلي.

4- سنعمل للتنمية بمختلف أبعادها، على قاعدة أن الإنسان هو المحور، وليس الطائفة أو المنطقة".

 

الموسوي: نسعى لان يكون لدينا قضاء نزيه عادل لا يخضع للتأثيرات

الذين فرحوا بسجن الضباط هم الذين دفعوا بالكثيرين للفرح بالافراج عنهم

وطنية - 3/5/2009 رأى مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد عمار الموسوي، خلال لقاء سياسي نظمه مركز الإمام الخميني "قده" في مدينة النبطية في حضور شخصيات سياسية وفاعليات إجتماعية وبلدية، "ان البعض يأخذ علينا ويقول انكم فرحون كثيرا واكثر من اللازم، من حقنا نحن كلبنانيين ان نفرح لظهور الحقيقة الاولى، ان الضباط الذين اتهموا ظلما وزورا في اغتيال الرئيس الحريري ظهرت براءتهم، هذه حقيقة اولى، ونأمل ان يأتي الوقت الذي نفرح فيه ونهلل في ظهور الحقيقة الثانية وهي فعلا من اغتال الرئيس رفيق الحريري، لكن الذي وضع هذه القضية في سياق سياسي ليس نحن، الذين فرحوا بسجن الضباط هم الذين دفعونا ودفعوا الكثير من اللبنانيين للفرح بالافراج عن الضباط. انتم فرحتم عندما سجنوا وهم يعرفون ان هذا السجن فيه الكثير من الظلم والافتراء، لذلك من حقنا ان نفرح عندما افرج عنهم ونحن نعلم انهم ابرياء وشهدت بذلك اعلى مرجعية قضائية بالمحكمة الدولية ببراءتهم". وقال: "الآن اذا تكلمنا عن القضاء بعض الناس لا يعجبه هذا الكلام، نحن وكل لبناني شريف نسعى ونعمل من اجل ان يكون لدينا قضاء نزيه وعادل ومستقل لا يخضع للتاثيرات. نحن نتكلم عن القضاء الذي ادى في سلوكه من خلال القرار الذي صدر عن المحكمة الدولية، لان قرار المحكمة الدولية هو ادانة للقضاء اللبناني، قرار المحكمة الدولية هو صفعة للقضاء اللبناني وصفعة للطبقة السياسية التي ضغطت على بعض القضاة اللبنانيين لكي لا يفرجوا عن الضباط، هناك خلل في القضاء. صديقك من صدقك لا من صدقك. لان هناك الكثير من الخلل في هذا القضاء وفي هذه القضية وبغيرها، لكن جاءت هذه القضية لتكشف العورات الكبيرة لهذا القضاء، وبالتالي لم يعد من الجائز السكوت لمصلحة هذا القضاء ولمصلحة ما تبقى من هذا القضاء، المطلوب معالجة الثغرات الموجودة فيه، واذا كان هناك بضع تفاحات في الصندوق جيدة فيجب التخلص من التفاح الفاسد رأفة ورحمة بما تبقى من ثمار جيدة، واكيد يوجد ثمار جيدة، ولكن نحن لدينا خشية لان بقاء الفاسدين المرتكبين قد يؤثر سلبا على سائر المجموعة".

 

 

بري:انسحاب اسرائيل من الغجر ليس مؤشرا انها تحولت الى حمل وديع

نهارنت/شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري الأحد على "وجوب ان لا يصرف الإستحقاق الإنتخابي الإنتباه عن كيفية مجابهة نوايا اسرائيل العدوانية، وذلك عبر استحضار كل ما من شأنه ان يرسخ مناخات الوحدة الوطنية التي كانت وستبقى الأساس لرد الكيد الإسرائيلي الى نحره". وأكد بري انه "سواء سحبت اسرائيل جنودها من الشطر اللبناني لقرية الغجر قبل الإنتخابات النيابية أو بعدها، او سواء قبل سفر نتنياهو الى الولايات المتحدة أو بعده، ففي الحالتين الانسحاب الاسرائيلي من أراض لبنانية استمر احتلالها منذ عدوان تموز عام 2006 وحتى الآن، بالرغم من صدور القرار 1701، هو دليل واضح على تحدي اسرائيل للإرادة الدولية وعدم الوفاء بالتزاماتها حيال بنود هذا القرار الذي يمثل الشرعية الدولية، وهو ايضا ليس مؤشرا على ان اسرائيل التي يتربع على عرشها صقور التطرف والعنصرية قد تحولت بين ليلة وضحاها الى حمل وديع يوزع هدايا مجانية من كيسنا". وأضاف: "مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والشطر الشمالي لقرية الغجر أراض لبنانية محتلة، واستعادة كل ذرة تراب منها بكافة الوسائل المتاحة هو حق للبنان كفلته كل القوانين والشرائع وفي مقدمة هذا الحق حقه بالمقاومة". وتساءل بري "ما اذا كان هذا الأمر هو جزء من المناورة العسكرية الاسرائيلية المزمع اجراؤها، وهي الأضخم في تاريخ الكيان الاسرائيلي على الحدود مع لبنان"، معتبرا "استباحة اسرائيل بشبكاتها التجسسية ينم عن النوايا العدوانية المبيتة لإستهداف لبنان واستقراره الأمني".

 

المعارضة تصوب على القضاء وميرزا وصقر ليسا في وارد الاستقالة

نهارنت/تكبر كرة السجال حول القضاء بين الاكثرية والمعارضة، في انتظار اجتماع مجلس القضاء الاعلى الثلاثاء المقبل لاتخاذ موقف حازم والرد على الانتقادات المساقة ضده وخصوصا من المعارضة، في تداعيات قرار المحكمة الدولية باطلاق الضباط الاربعة. فيما حذرت الاكثرية من عوقب المس بالسلطة القضائية.

وذكرت صحيفة "النهار" ان مجلس القضاء الاعلى سيضع النقاط على الحروف بعدما دعاه وزير العدل ابرهيم نجار الى الانعقاد بموجب المادة السادسة من قانون القضاء التي تعطي وزير العدل الحق في القيام بهذه الخطوة. ونقلت عن الاوساط الرسمية الحرص على "ترك القضاء يتحمّل مسؤولياته في هذه القضية ويثبت انه أهل للثقة والقدرة على الرد على الاتهامات التي وجهت اليه انطلاقاً من مبدأ استقلاليته الكاملة عن السلطة التنفيذية". وكشفت "النهار" ان نجار يعد مشروع قانون لتعديل المادة 108 من قانون اصول المحاكمات الجزائية بما يؤدي الى وضع سقف زمني للتوقيفات على ذمة التحقيق في القضايا المخلة بالأمن العام والمتصلة بالارهاب خلافاً لما هو معمول به حالياً بعدما أصر رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود، ومن كان يتبعه في النظام آنذاك، على ابقاء التوقيفات بلا سقف زمني محدد. ولفتت صحيفة "الحياة" من جهتها، الى أن المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ليسا في وارد الاستقالة كما تطالبهما بذلك قوى المعارضة.

واشارت الصحيفة الى ما نقله تلفزيون "المنار" عن "أوساط ضيقة في المعارضة" أن من بين الأفكار المطروحة تنظيم اعتصام أمام وزارة العدل حتى استقالة القاضيين، وتحرك شعبي كبير شبيه بتحركات المعارضة للمطالبة باستقالة الحكومة 2006-2008.

وأكد ميرزا، في حديث الى قناة "المنار" رداً على مطالبة اللواء الركن جميل السيد له بالإستقالة، أن استقالته "غير واردة، لأن هناك أصولاً وقوانين"، وأنه يخضع لها.

ونقلت "الحياة" عن مصدر قيادي في قوى 14 آذار أن من الواضح أن الحملة القائمة منـــسقة بين قيادات المعارضة وهي لا تكتفي باستهداف الأكثرية والقضاء بل تذهب الى حد الضغط على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لدفعه الى تغطية مطالب المعارضة تحت شعار "محاسبة القضاة"، تمهيداً لإغراق الرئاسة في سياسة منحازة الى رؤية ومنطق الحزب والمعارضة إزاء المحـــكمة الدولية من جهة، ولابتزاز سليمان لأهداف انتخابية بسبب عدم ممانعته قيام كتلة نيابية وسطية تستند إليها الرئاسة في لعب دور متوازن في الحكم بعد الانتخابات النيابية بدل أن تصبح رهينة واحد من الفريقين اللذين يحصل الاصطفاف في كل منهما.

واعرب المصدر عن الخشية من ان تكون اهداف حملة المعارضة "شل القضاء اللبناني في المرحلة المقبلة، ومعه الأجهزة الأمنية التي يحصل الهجوم عليها".

ورد وكيلا الضحايا الذين سقطوا في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري المحامي محمد مطر والمحامي فؤاد شبقلو على الهجوم الذي يتعرض له القضاء اللبناني، مؤكدين ان توقيف الضباط الاربعة كان قانونياً ومستنداً الى قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني. ووصف مطر هذا الهجوم "بانه سياسي من شأنه تقويض ركائز العدالة"، اما شبقلو فلوح بإمكان توقيف الضباط من جديد بتهمة التهجم على القضاء اللبناني، داعياً الى أن "ينالوا القصاص اللازم". وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اكد السبت بعد لقائه سليمان أن "القضاء ليس في موقع التهمة وهو جدير ببت الأمور، ونحن حريصون على هذه السلطة المستقلة". واذ أكد أن هناك تلاقياً في وجهات النظر مع سليمان حول الفصل بين السلطات، قال السنيورة "أنا من القائلين بأن هذا الامر يجب ألا يسيّس وهو ما قلته في مجلس الوزراء، وتالياً وافقني الوزراء جميعهم على وجوب ألا يسيّس القضاء أو يوظف".

 

نتائج التحقيقات اصبحت قريبة ومحكمة الجنايات تنظر بطلبات اخلاء سبيل المتهمين بخلية "حزب الله"

نهارنت/تقدم محامون عن المتهمين في قضية "خلية حزب الله بمصر" بتظلمات لإلغاء قرارات الاعتقال الصادرة بحقهم، والإفراج عنهم، املا بتسوية سياسية. على ان تنظر محكمة الجنايات في التظلم في حال إطالة أمد التحقيقات، من دون إحالة المتهمين للمحاكمة. وذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" نقلا عن مصادر التحقيق أن المتهمين ال21 المعتقلين (من أصل 49 متهما) والجاري التحقيق معهم أمام نيابة أمن الدولة العليا طوارئ بمصر، مازالوا يعاملون معاملة المعتقلين، لا المحبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات.

اما صحيفة "الجمهورية المصرية" فاشارت الى ان نيابة أمن الدولة العليا انتهت من إعداد أوراق وتقارير القضية تمهيداً لإعلان نتائج التحقيقات، والقرار النهائي الذي سيصدر بشأنها والذي سيعلنه المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام. ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري مسؤول أن المسألة في يد القضاء ولا تدخل فيها، وذلك تعليقاً على تصريحات الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله الجمعة الماضي عن أن هناك جهات تحاول التوصل إلى حل لهذه القضية

 

أوساط مستقلة: حزب الله يستخدم قضية الضباط الأربعة لإعادة خلط الأوراق بعد لمسه توجها لإنتاج تكتل وسطي كبير يضم بري

محمد الضيقة ، السبت 2 أيار 2009

لبنان الآن

اخلاء سبيل الضباط الأربعة في 29/4/2009 لم يكن مفاجئا لا للمعارضة ولا للموالاة بعد المعلومات التي تم تسريبها في وسائل الاعلام قبل أشهر، انما المفاجأة كانت في محاولة المعارضة وخصوصا "حزب الله" في احداث هزة سياسية وقضائية في الجسم اللبناني الذي تفاءل كثيرون بأنه بدأ يأخذ طريقة نحو التعافي بعد خطابات التهدئة التي تناوب عليها فريق الصراع. وتساءلت أوساط سياسية لبنانية مستقلة عن الأسباب التي أملت على "حزب الله" احتضان المفرج عنهم والتي أذهلت أيضا المعارضة قبل انصار الموالاة خصوصا أن الحزب انزل قيادة الصف الأول الى الشارع حيث رافقت الضباط من سجن رومية وصولا الى منازلهم.

وأشارت هذه الأوساط الى ان "اهتمام حزب الله قد يكون من باب رد الجميل لمساعدات قدمت من قبل البعض للحزب من هؤلاء الضباط وخصوصا اللواء جميل السيد"، ولكن هذا الأمر حتى واذا كان صحيحا فتعتبر هذه الأوساط أنه "لا يبرر كل هذا الضجيج الذي أحدثته عملية الاستقبال والكلمات الي القيت خلالها حيث ذهب المتحدثون الى أبعد من رد جميل باتجاه الهجوم على السلطتين القضائية والأمنية، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن أبعاد الحملة التي تناوب قادة ونواب حزب الله على اطلاقها عشية الانتخابات النيابية"، حسب ما أكدت هذه الأوساط التي أشارت الى ان "هجوم قيادة الحزب على السلطة القضائية جاءت متأخرة بعد الاعتراض الخجول لهذه القيادة على التشكيلات القضائية السابقة الذي لم يرض حليف حزب الله الجنرال ميشال عون الذي حمّل الرئيس نبيه بري مسؤولية ما لحق به من غبن".

وتضيف هذه الأوساط ان "حزب الله وجد في اطلاق الضباط الأربعة فرصة لشن هجوم على السلطة القضائية بهدف استرضاء الجنرال ميشال عون من ناحية والقفز من قناة الرئيس بري من جهة ثانية". موضحة أنه "على الرغم من التضحيات التي قدمها الحزب في دائرة بيروت الثانية للرئيس بري من أجل ايجاد تسوية لدائرة جزين الا ان الأمور بقيت على حالها وتمسك الرئيس بري بموقفه الداعم للنائب سمير عازار، الأمر الذي وسع شقة الخلاف مع الجنرال عون وهدد بالتالي سياسة حزب الله الهادفة الى خوض معركة مفتوحة مع فريق الرابع عشر من آذار". إلى ذلك، تشير الأوساط نفسها انه "في سياق هذا السجال الصامت بين الرئيس بري وحزب الله وجدت قيادة الحزب في قضية الافراج عن الضباط الأربعة فرصة من أجل اعادة خلط الأوراق في الساحة السياسية عشية الانتخابات من خلال اعادة أجواء التشنج والتوتير بعد ان لمست هذه القيادة توجها دوليا وإقليميا لانتاج سلطة جديدة من خلال تكتل نيابي وسطي كبير يضم كتلة الرئيس بري بهدف مؤازرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ادارة الحكم". وبالتالي لم تستغرب هذه الأوساط هذه الحملة من حزب الله "باعتبار ان المشروع الذي يرسم للبنان في أروقة مراكز القرار الدولي والاقليمي لا ينسجم مع أجندة التي تعمل وفقا لمصالح ايران التي لم تتوصل حتى الآن الى ايجاد تسوية لمشاكلها مع الولايات المتحدة"، ومن هنا تضيف هذه الأوساط "نشوء الخلاف مع الرئيس نبيه بري الذي يضبط إيقاع عمله وفق أجندة وطنية لبنانية غير خاضعة للإملاءات الإيرانية".

 

المعارضة تمهل القضاء حتى اجتماعه يوم الثلاثاء وتعوّل على ان يتخذ المجلس خطوات شجاعة.. والحل يبدأ باستقالة بعض الرموز"

مصادر مقربة من "حزب الله: في حال أصر القضاء على عدم تحمل مسؤولياته فإن الجسم القضائي كلّه لن يسلم من الحملة

موسى عاصي ، السبت 2 أيار 2009

لبنان الآن/تنتظر المعارضة اللبنانية ولا سيما "حزب الله" اجتماع مجلس القضاء الاعلى يوم الثلاثاء المقبل لتحديد استراتيجية التعاطي مع ملف القضاء بعد اطلاق سراح الضباط الاربعة، وتؤكد مصادر مقربة من "حزب الله" ان المعارضة "تعوّل كثيراً على ان يقدم المجلس على اتخاذ خطوات شجاعة من شأنها تصحيح الاعوجاج الذي اصاب الجسم القضائي بسبب ملف الضباط الاربعة".ورأت المصادر ذاتها ان "المدخل لتصحيح الوضع القائم في الجسم القضائي يبدأ باستقالة عدد من القضاة، ولا سيما أولئك الذين اصروا خلال الفترة الماضية على عدم اطلاق سراح الضباط الاربعة بعد الاعلان الصريح والواضح الذي صدر منذ بداية عهد المحقق الدولي سيرج برامرتس بأن ملف الضباط هو شأن لبناني، خصوصاً وأن مراجعات عدة ولقاءات كثيرة حصلت خلال الاشهر الماضية معالمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا، والمحقق العدلي السابق ومفوض الحكومة الحالي لدى المحكمة العسكريّة صقر صقر للمطالبة بترك الضباط ولكن من دون نتيجة". حسبما قالت المصادر المقربة من "حزب الله"، مشيرةً إلى أن "الحملة على الجسم القضائي لم تبدأ بعد، بانتظار ان يقدم مجلس القضاء الاعلى بنفسه على نزع فتيل النزاع يوم الثلاثاء المقبل"، وأضافت هذه المصادر: "حتى الآن تتركز حملة المعارضة على القاضيين المسؤولين مباشرة عن ملف الضباط الاربعة (ميرزا وصقر)، ولكن في حال أصر القضاء على عدم تحمل مسؤولياته فان الجسم القضائي كله لن يسلم من الحملة، لأنه يكون بذلك يغطي مخالفات أدت الى فضيحة قضائية تعتبر بمثابة المشاركة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وباتالي على القضاء تحمل تبعات هذه السياسة".

 

بري ونواب «أمل» ينأون بأنفسهم عن السجال حول الضباط الاربعة ...

السنيورة يؤكد أن القضاء ليس موضع تهمة والمعارضة تلوح باعتصام أمام وزارة العدل

بيروت - الحياة - 03/05/09//

اختلطت الأجواء الانتخابية التي ينغمس فيها لبنان، مع المزيد من إعلان لوائح المرشحين التي أخرتها الصعوبات القائمة في كل من الأكثرية والمعارضة بفعل التنافس على المقاعد، مع تداعيات إخلاء سبيل الضباط الأربعة الذين كانوا موقوفين رهن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من قبل قضاة المحكمة الدولية، وردود الفعل المتناقضة عليه من الفريقين الواسعين في لبنان. وفيما نأى رئيس البرلمان نبيه بري ونواب حركة «أمل» ومسؤولوها بأنفسهم عن الدخول في السجال حول إخلاء الضباط ومفاعليه السياسية، لم يظهر صدى واسع لاعتبار قرار المحكمة إخلاء الضباط إثباتاً لصدقيتها ولتوحيد الموقف في شأنها. فقد استمرت مواقف رموز المعارضة في التركيز على المطالبة باستقالة بعض القضاة فيما أكد رموز الأكثرية على رفض التعرض للقضاة اللبنانيين على خلفية استنادهم الى القانون اللبناني والى توصية التحقيق الدولي في توقيف الضباط الأربعة قبل 3 سنوات و8 أشهر.

وينعقد مجلس القضاء الثلثاء لاتخاذ موقف من الحملة على القضاة، وسط أنباء عن أن المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ليسا في وارد الاستقالة كما يطالبهما بذلك بعض رموز «حزب الله» ومعارضون وبعض الضباط.

وأعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن «القضاء ليس في موقع التهمة وهو جدير ببت الأمور، ونحن حريصون على هذه السلطة المستقلة». وأكد أن هناك تلاقياً في وجهات النظر مع سليمان حول الفصل بين السلطات.

ومع أن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله تجنب الهجوم على القضاء اللبناني في حديثه ليل أول من أمس، فإن تلفزيون «المنار» الناطق باسم الحزب نقل عن «أوساط ضيقة في المعارضة» أن من بين الأفكار المطروحة تنظيم اعتصام أمام وزارة العدل حتى استقالة القاضيين، وتحرك شعبي كبير شبيه بتحركات المعارضة للمطالبة باستقالة الحكومة (2006 - 2008).  ومن جهته أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري أن المحكمة الدولية «أصبحت حقيقة والقرار الذي اتخذته بإطلاق سراح الضباط الأربعة أصبح حقيقة وأي قرار ستتخذه في المستقبل سيصبح حقيقة أيضاً». وقال: «نحن لا نريد تسييس المحكمة وكنا سباقين الى القول منذ مدة طويلة، إننا سنقبل أي قرار يصدر عنها». وتمنى «لو أن التحقيق يتوصل الى أن إسرائيل هي التي اغتالت رفيق الحريري، فهل يمانع أحد بأن تعمد المحكمة الدولية الى معاقبة إسرائيل إذا ثبت أنها هي من اغتالت الرئيس الحريري؟».

وأضاف: «نحن وجهنا الاتهام السياسي الى سورية، لأن هؤلاء الضباط الأربعة في مكان ما كانوا مسؤولين عن الأجهزة الأمنية ولأن سورية كانت تحرض ضد الرئيس الحريري وتلفق التهم بحقه». واعتبر أن: «هناك جرائم كثيرة ارتكبت ضد رموز من ثورة الاستقلال، وعندما وقعت جريمة اغتيال عماد مغنية في دمشق، عمد الفريق الآخر بعد خمس دقائق من حصول الجريمة الى اتهام إسرائيل بتنفيذها من دون تحقيق ولا محاكمة ولا أي شيء آخر»، وسأل: «لماذا يحق لهذا الفريق توجيه الاتهام ولا يحق لنا ذلك؟». وقال: «لا نستطيع أن نفصل قرارات المحكمة كما نريدها لأن هذا لا يجوز بالعدل»، مستبعداً أي تأثير لقرار إخلاء سبيل الضباط الأربعة على نتائج الانتخابات النيابية.

ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد أن استئناف الوصول الى الحقيقة بدأ مع إطلاق الضباط الأربعة. وقال: «نريد الحقيقة لنصل الى من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمنظومة التي هيأت لقتله ولفقت وكذبت وروجت مساراً مخادعاً من أجل أن يفر المجرم الحقيقي، لأنه لو كنا نسلك الطريق الصحيح في التحقيق خلال السنوات الأربع الماضية كنا وصلنا وانتهينا، لكن الآن وبعد أربع سنوات نجد أننا ذاهبون في الاتجاه المعاكس، وقد استفاد المجرم الحقيقي من السنوات الأربع وبذلك نكون أضعنا 8 سنوات على التحقيق». وأضاف: «أن هدف المعارضة من الاستحقاق الانتخابي الوصول الى الأكثرية النيابية وليس إلغاء الآخرين وإنما لإحداث صدمة توجب التوازن عند الآخرين، وتوجب عليهم مراجعة الحسابات وإعادة التأمل، ونحن ننصح هؤلاء بأن ينفتحوا مع أنفسهم لمراجعة مواقفهم السابقة لأن ذلك سيوفر الكثير من العذابات ومن الآلام في المرحلة المقبلة، ونحن نريد التعاطي بمسؤولية، ولا نريد افتراءات على أحد ولا نريد التفرد ولا الاستئثار

 

اده يدعو عون الى مناظرة تلفزيونية

التاريخ: 3 ايار 2009 المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام 

دعا عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده النائب ميشال عون الى مناظرة تلفزيونية مباشرة، لافتاً الى أنه يأتي من عائلة سياسية لم تعمد الى الغش أو خداع اي مواطن، وسمعتها تتميز بأنها ترى في السياسة بعيدا. وقال في تصريح عن الحرمان الذي يلحق بقضاء كسروان: "عون اعطى حصته في الحكومة الى الرئيس السابق اميل لحود وفي المرة الثانية التي عُرض عليه منصب وزاري أعطى حصة كسروان الى صهره جبران باسيل وكأنها شركة عون المحدودة". وحذر مما يعده "حزب الله" من مخططات تشكل خطرا على الكيان اللبناني، معتبرا "ان الحزب يقوى عاما بعد عام الى حدّ انه يعمل على تغيير المعادلة اللبنانية ولا أحد يستطيع مواجهته أو ايقافه".

 

معنى فوز ميليشيات "8 آذار"

موقع تيار المستقبل/لم يعد من مبرر ليتناقش اثنان في ما إذا كانت الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية أم لا. في الأنظمة الديموقراطية كل الانتخابات مهمتها إعادة تكوين السلطة والمحاسبة. وهي كذلك بالنسبة إلى لبنان، لكنها تكتسب عناصر استثنائية كونها تأتي بعد أزمة سياسية حادة، أخذت شكلاً عنيفاً تجلّى باحتلال شوارع وساحات، وانتهاك الدستور والقوانين، ومحاصرة السرايا الكبيرة والاعتداء على الآمنين والمسالمين في بيروت والجبل. الآن يواجه اللبنانيون خياراً من اثنين: إما أن تفوز ميليشيات "8 آذار" أو أن تجدد قوى "14 آذار" غالبيتها. في الحالين، سيكون لكل منهما أثر بالغ على لبنان واللبنانيين على المستويات السياسية الداخلية والدولية والاقتصادية. فإذا كان للخيار الأول من نصيب، فهذا يعني أن البلد سينتهي إلى عزلة بكل المقاييس. فـ"حزب الله" بما يمثل مادياً ومعنوياً وعسكرياً هو من يدير هذه الميليشيات أياً يكن تنوّعها. ولهذا التنظيم الخميني النشأة، ارتباطاته الإقليمية من ضمن مشروع يهدد المنطقة العربية برمتها. وفوزه يعني قطع العلاقات مع كل المجتمع الدولي تقريباً الذي يصنّف هذه الجماعة بالإرهابية. وهذا يعني بكل الأحوال أن إيران سيطرت على لبنان. أما على المستوى الاقتصادي، فرؤية هذه الميليشيات كلاسيكية في أحسن الأحوال، أو شعبوية. ولا تعرف شيئاً من الاقتصاد العالمي إلا رفض الخصخصة التي من شأنها تخفيف العبء عن كاهل الدولة والتي يمكن أن تؤدي إلى رفع مستوى الخدمات وتأمين كتلة نقدية توفر فرص عمل. ينبغي على اللبنانيين ألا ينسوا للحظة مشاهد الظلم السياسي والاجتماعي الذي حل بهم منذ كانت الوصاية السورية التي لم تترك عيناً إلا وأبكتها.

 

ديموقراطية "8 آذار": لا للقضاء.. ونعم لعودة الوصاية

موقع تيار المستقبل/في وقت انتظر اللبنانيون أن يكون قرار إطلاق الضباط الأربعة موعداً مع حسم بدعة "التسييس" التي لطالما حملتها قوى الأقلية كوسيلة لتعطيل العدالة ومعها مؤسسات الدولة، يبدو أن العدائية التي يحملها هذا الفريق تجاه السلطة اللبنانية والمؤسسات وفي طليعتها القضائية، محلياً ودولياً لا تزال هي نفسها. والسؤال الذي يطرح نفسه أمام الرأي العام اللبناني اليوم، هو ما مصير الجمهورية في حال وصلت هذه الفئة إلى الحكم بعد 7 حزيران المقبل؟ ومع اعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله صراحة وعلى الملأ أن لا تعاون بعد اليوم مع المحكمة الدولية، متوعداً القضاء اللبناني بما هو أسوأ، فاتحاً الطريق أمام أوركسترا "الوصاية السورية" لأن تعود إلى عملها، يسجل لرئيس مجلس النواب نبيه بري وقوفه على الحياد في هذه المسألة، ما يؤشر إلى تباعد "منهجي" يحكم علاقته مع الحزب وبالتالي مع النائب ميشال عون في الآونة الأخيرة، في ظل مجموعة من المؤشرات تؤكد اللاتوافق بين عين التينة والرابية.

حريصون على القضاء

وفي ظل حملة 8 آذار الانقلابية، كان لا بد من التنبه إلى موضوع مذكرة التفاهم بين الدولة اللبنانية والمحكمة، والتي يبدو أن نصرالله أعطى الأمر برفضها بالمطلق، وأكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من بعبدا أن "مذكرة التفاهم تم الإتفاق عليها وانتهت في جلسة مجلس الوزراء التي تكلم فيها الرئيس ميشال سليمان وقال ان هذا الموضوع يتولاه وزير العدل إبراهيم نجار واخذ هذا في الاعتبار في الجلسة ودوّن في محضرها وبالتالي هذا الموضوع انتهى".

كما رد السنيورة على الحملة التي تستهدف القضاء اللبناني، مشيراً إلى أن "القضاء ليس في موقف المتهم. ونحن حريصون على هذه السلطة المستقلة واستقلالها بشكل كامل والا نتدخل في هذا الامر. وعلى سمعة القضاء وهيبته وحياديته واستقلاليته ولا نتدخل. هذا الامر هو كحائط من نار حتى لا يكون هناك أي تدخل من جهة على جهة اخرى".

عودة الوصاية

في المقابل، رأى رئيس كتلة "المستقبل"، النائب سعد الحريري أن النظام السوري يحاول العودة الى لبنان، مشيرا الى "أن يوم إخلاء سبيل الضباط الاربعة رأينا الكثير من الوجوه التي لم نرها منذ زمن، وبدأوا يتكلمون ويهددون ويهولون".

وقال، في حديث الى القناة الفرنسية الرابعة: "وجهنا الاتهام السياسي الى سوريا، لأن الضباط الاربعة كانوا مسؤولين عن الاجهزة الامنية".

وأكد أن "قرار المحكمة لا يخيفنا بل على العكس يثبتنا ويجعلنا نقول لجمهورنا في 14 آذار وللشعب اللبناني، أي لبنان تريد؟ تريد لبنان الذي فيه تلك الوجوه التي رأيناها على التلفزيون ام لبنان باريس -3 والعدالة والاقتصاد والنمو والحرية والعروبة؟".

لتجديد الاقتراع للمحكمة

في سياق متصل، انتقد الوزير وائل ابو فاعور "العودة إلى ممارسات النظام الأمني السابق وإقامة الإحتفالات التي يظنون أنها ستدفن الحقيقة والمحكمة الدولية"، وقال: "سويا ناضلنا من أجل المحكمة الدولية وأسقطنا الفتنة في 7 أيار، وسويا أنجزنا كل الإستحقاقات الإستقلالية، وسنقول لمن إحتفى بالأمس بخروج الضباط الأربعة اننا سنجدد الإقتراع في 7 حزيران لأجل المحكمة الدولية وسنقول نعم للحرية والسيادة والإستقلال".

لا للديموقراطية الانقلابية

في السياق الانتخابي أيضاً، وعلى الرغم أن "همروجة" الحملات الانتخابية التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ فترة، أطلق حزب "الكتائب اللبنانية" برنامجه الانتخابي وأعلن أسماء مرشحيه. وأكد رئيس الحزب أمين الجميّل ان المعركة ليست انتخابية بل وطنية بامتياز، متسائلاً: "كيف تُبسط السيادة بوجود منظمات مدججة بالسلاح؟".

وشدد على أن "لا تحقيق للسيادة والديموقراطية الا بوجود دولة مسؤولة بشكل كامل عن وطنها لجعله واحة استقرار ومحبة"، رافضاً "الديموقراطية الانقلابية القائمة على اغراءات المال والتخوين والتهديد والضغوط".

انفتاح .. بقطع الطرق

في هذا الوقت، كان "حزب الله" وحركة "أمل" يؤكدان على مبدأ الشراكة التي لطالما نادا بها وبانفتاحهما على كل آخر مختلف، ولكي تقترن هذه المقولة بالفعل، عمد عدد من مناصري هذه القوى إلى رشق موكب رئيس "لقاء الانتماء اللبناني" أحمد الاسعد بالحجارة خلال زيارته منزلا في بلدة تولين في مرجعيون ما أدى الى تحطم زجاج ثلاث سيارات، وحاصروا المنزل لمنع الأسعد من المغادرة.

وبعد الاتصال بالقوى الأمنية، حضرت هذه القوى وأخرجت الأسعد من المنزل ورافقته خلال عودته، الا ان الموكب تفاجأ عند مروره بالقرب من الجامع في بلدة تولين بتجمع شعبي، عمد بعض المشاركين فيه الى رشق الموكب مجددًا بالحجارة، كما وجهت دعوات الى سكان حولا والصوانة، عبر مكبرات الصوت في الجوامع، للتجمع في ساحتي البلدتين ومنع الأسعد من عقد لقاءات انتخابية كانت مقررة.

 

بري رفض اقتراحاً لعون في جزين والسيد عقّد الوساطة

موقع تيار المستقبل/رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري اقتراحاً حمله اليه "حزب الله" لحل الخلاف مع النائب ميشال عون حول موضوع جزين. وتضمن الاقتراح ان يلجأ عون الى تشكيل لائحة من شخصين ويترك المقعد الثالث فارغاً لمصلحة مرشح بري النائب سمير عازار. وكشفت مصادر مقربة من عين التينة أن بري قال امام الشخص الذي حمل هذا الاقتراح: "هذه وصفة جيدة لاسقاط عازار". واضاف بري: "انا ارفض هذا الاقتراح واذا كان عون مصراً على عدم تشكيل لائحة مشتركة معي وللمعارضة في جزين فإنني سأشكل لائحة متكاملة في هذه الدائرة ولتكن معركة انتخابية بامتياز بيني وبينه". وذهبت المصادر الى أكثر من ذلك، موضحة ان الخلاف بين عون وبري حول قضية جزين صار اكثر حساسية، خصوصاً بعد خروج المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد من السجن، والايحاءات التي قدمها "حزب الله" وتحضيره للعب دور قيادي داخل الطائفة الشيعية على حساب بري. ونقل عن بري ان خروج السيد عقّد دور وساطة "حزب الله" معه وبات ينظر الى اية خطوة للحزب على انها تندرج في اطار خطة موضوعة مسبقاً لاضعافه تدريجياً.

ولاحظت المصادر ان اللواء السيد عمد منذ اليوم الاول لإخلاء سبيله، الى إنتقاد بري في مجالسه الخاصة، ويقول عنه انه من بين الذين اسودت وجوههم لحظة خروجه من السجن.

 

كلام نصر الله: انقلاب على هيكل الدولة وصورتها

موقع تيار المستقبل/كتب المحرر السياسي: بكل المقاييس، كان خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عنيفاً، رغم اللهجة الهادئة. العنف لا يلغيه تكرار الدعوة إلى المناقشة. السيد نصرالله يعلن انه غير معني بأي قرار دولي. ما ينسحب على المحكمة وقراراتها سينسحب على غيرها، من 1701 إلى 1559. هل هذا يضعه في مواجهة مع العالم؟ السيد نفسه استخف بالمواجهة. المواجهة مع مصر خدمت "حزب الله" ولم تؤذه، ستثبت الأيام ذلك، على ما يعلن السيد.

اما المواجهة مع العالم، فالسيد يعرف اكثر من غيره، ان لبنان، لأسباب لا تحصى، عاد بلداً صغيراً، وبات ثمة من يفتش على موقعه في خريطة العالم فلا يرى غير نقطة صغيرة سوداء، على ما ينقل عن ادولف هتلر حين سمع خبر اعلان لبنان الحرب عليه في خضم الحرب العالمية الثانية. فليحصل في لبنان ما قد يحصل، الاصوليون قد يسيطرون على باكستان النووية، والجهود تنصب لإرضاع الرضيع الذي استفاق من نومه جائعاً، وليس ثمة من يفكر بأخيه النائم.

داخلياً موقفان خطيران ولهما ثالث. الموقف الأول هو اعلان طرف لبناني وازن أن كل ما طالب به الطرف الآخر طوال السنوات التي تلت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكل ما دُفع من اثمان لا قيمة له. لقد تشكلت المحكمة الدولية، وهذا كان مطلباً عزيزاً على فريق 14 آذار، بل يمكن القول انه كان ابو المطالب. لكن الفريق الآخر، المشارك والذي يدعو إلى الشراكة ويصر عليها، يعلن انه يتعامل مع هذا المطلب المحقق كأنه لم يكن.

الموقف الثاني يتصل بالقضاء اللبناني والهجوم عليه. ليس القضاء اللبناني منزهاً عن الزلل. وسبق لفريق 14 آذار اصلاً ان اعترض على بعض الممارسات القضائية، خصوصاً حين كان القضاء في عهدة وزير العدل الأسبق عدنان عضوم - الذي عاد اخيراً إلى الضوء بعد احتجاب طويل - لكن هذا الفريق كان بالغ الحذر في شن هجوم سياسي على القضاء اللبناني.

قد يكون القضاء في أي بلد من البلاد منحازاً سياسياً بشكل عام، وقد يكون مراعياً للمزاج السياسي العام، لكن السياسيين عموماً يفضلون الالتزام بقراراته حتى لو كانت جائرة، لئلا ينهار هيكل الدولة برمته. القضاء واحد من هياكل الدولة الأكثر حساسية. فالقضاء عموماً لا يستمد سلطته من كاريزما بعض قضاته، ولا يستمدها ايضاً من الجماهير التي تؤيد هذا القاضي او ذاك. القضاء يستمد سلطته من قبول السياسيين جميعاً بأحكامه وابداء الاستعداد لتنفيذها. والانقلاب على القضاء او مهاجمته سياسياً يعني في جوهره انقلاباً على القانون والدستور. فلطالما كان القضاء يمثل القانون ويحرص على الدستور الذي يكفل مصالح القوى الأساسية والفاعلة في اي بلد اولاً قبل ان يحفظ مصالح الأفراد. قد يمتعض فريق معارض او موال من احكام قضائية، لكن ذلك لا يعني ان يشن هذا الفريق هجوماً على القضاء والمطالبة بإصلاحه اصلاحاً جذرياً إلا إذا كان في صدد انقلاب سياسي حاسم على ما هو متفق عليه بين اللبنانيين. حين عرض بليخانوف على لينين ان يسمي المناصب التي يريد في السلطة وسيقبل الأول بها من دون تردد، قال له لينين: اريد السلطة فقط!.

الموقف الملحق بالموقفين الأولين، والذي ربما لم ينتبه اليه احد، يتصل بالصحافة، وحرية الصحافة! السيد حسن نصرالله اتهم زميلاً صحافياً بأنه يسرّ في أذن بلمار كما كان يسر في أذن براميرتز وميليس من قبل، وان تأثيره عليهم جميعاً اكثر من مؤكد بحسب معلومات السيد نصرالله. الزميل الصحافي في حقيقة الامر، هو مجرد صحافي. والأرجح، بل وبحسب معلوماتنا، وبما ان الشيء بالشيء يذكر، فإنه انتقل نهائياً إلى هولندا لأنه يكاد يكون يائساً من امكان استمراراه في العمل الصحافي والكتابة في الشؤون السياسية اللبنانية، بسبب الضيق الحاد الذي أصاب مساحة الرأي الصحافي بعد احداث 7 ايار. لكن السيد نصرالله يؤكد انه يؤثر ويسيس عمل المحكمة الدولية. والحق انه لو كان صحافي يملك مثل هذه المقدرات لما استمر صحافياً على اي حال. إذ ما الذي يغري بعد في هذه المهنة التي يكون فيها الصحافي هدفاً للاغتيال والتشريد والنفي وقطع سبل الرزق من امامه، وليس ثمة ما يحوزه في المقابل غير بضعة جوائز ترضية وبضعة اشخاص يهنئونه على شجاعته وجودة كتابته؟.

على اي حال، ليست المرة الأولى التي يتم فيها مهاجمة صحافيين، لكن تعوّد القادة السياسيين على مهاجمة الصحافيين واستهدافهم يقطع كل امل في صحافة حرة، ويخنق الكلمة الحرة في مهدها ويجهز على المهنة واصولها. والحال، الصحافيون، حتى لو قالوا كلاماً كبيراً وغاضباً، مثلما يحصل في مصر اليوم مع "حزب الله" مثلاً، إلا انهم حين تتم التسويات لا يملكون ردها. ذلك ان الصحافي يقاتل على الجبهة الساخنة، وحين يشاء السياسيون التبريد لا يملك ان يقرر في ما يجري وراء ظهره في غرف العمليات. لكن هجوم قائد سياسي كبير على صحافي، وهذه ليست المرة الأولى، لا يستهدف هذا الصحافي او ذاك فقط، بل يستهدف العمل الإعلامي برمته. بعد استكمال مثل هذه الهجومات، يصبح الصحافيون اسرى غرفهم ولا يعودون قادرين على ممارسة مهنتهم على اي وجه. وفي هذا ما يحول البلد وما يجري فيه مقفلاً على اهله اولاً وعلى العالم برمته في المقام الاخير.

الصحافيون: لطالما قيل انهم يزاولون مهنة المتاعب. اليوم ثمة رائحة عفنة في الجو تريد جعلهم يزاولون مهنة التعب.

 

مناقشة "هادئة وموضوعيّة" لحملة 8 آذار

التاريخ: 3 ايار 2009 المصدر: جريدة المستقبل 

كتب المحرر السياسي: بعيداً عن التفاصيل الكثيرة التي يمكن التوقف عندها في أي مناقشة هادئة وموضوعية كالتي دعا إليها السيد حسن نصر الله في مداخلته التلفزيونية أول من أمس، تتركّز حملة 8 آذار على القضاء اللبناني وعلى 14 آذار، في ما يخص موضوع المحكمة الدولية، على ثلاثة معطيات رئيسية، كل منها بحاجة، بدوره إلى مناقشة موضوعية وهادئة.

المعطى الأول، هو أن التحقيق الدولي في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقتصر على قضية الضباط الأربعة. وبما أن المحكمة الدولية قررت إخلاء سبيلهم، فهذا يعني أن لا شيء في التحقيق الدولي، وأن كل ما قام به التحقيق الدولي منذ أربع سنوات حتى الآن، إنما هو باطل وغير مقبول.

والحقيقة، أن التحقيق الدولي، بحسب ما أورد (دانيال) بلمار نفسه في بيانه يوم إخلاء سبيل الضباط الأربعة، أوسع بكثير من موضوع الضباط الأربعة، وفيه خيوط عديدة، ولا بد أنه توصّل إلى مكان أو أمكنة، بدليل أن بلمار أكد أنه "لو كنت أعتقد أن لا حل لقضية اغتيال الحريري لكنت أول من قال ذلك"، قبل أن يضيف أن التحقيق مستمر، ولو احتاج في سياق هذا التحقيق المستمر الى أن يستعيد الضباط الأربعة أو أياً منهم إلى التوقيف أو الإدانة، فإنه سيفعل ذلك.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المحكمة الدولية، لما كانت انطلقت أصلا لو لم يؤكد المحقق في حينه بلمار جهوزه للانتقال إلى مرحلة الإدعاء، وبالتالي المحاكمة. كما لا بد من إحالة حملة 8 آذار في شأن خلو التحقيق الدولي من أي شيء، إلى سلسلة التقارير الصادرة عن لجنة التحقيق الدولية والتي تظهر عكس ذلك تماماً ولو من باب العناوين العريضة.

وتنطلق حملة 8 آذار من هذا المعطى الخاطئ الذي يظهر المحكمة الدولية وكأنها تدين كل ما فعله التحقيق الدولي بمجرد إخلاء سبيل الضباط الأربعة، لتنقضّ على القضاء اللبناني بتهمة أنه ألحق ظلما بهم بمجرد أنه قام بتوقيفهم، بينما كان يعرف أن لا شيء في التحقيق يطالهم. وهنا، لا بد من التذكير بأمر بالغ الأهمية، اليوم وغدا، وكما كان بالأمس، وهو أن التحقيق الدولي كان مطلعا على كل ما بحوزة القضاء اللبناني من معطيات، وليس العكس. أي أن التحقيق الدولي، الذي عمل في سوريا عدة مرات وطلب منها كمية كبيرة من الوثائق، وذهب إلى فيينا لاستجواب ضباط سوريين كبار، كما أنه عمل في عدد كبير من الدول في الخارج، وقد يكون استحصل على وثائق أمنية وجمركية ومالية وهاتفية وصورا بالأقمار الصناعية منها جميعا أو من أي واحدة من هذه الدول، لم يطّلع القضاء اللبناني مرة واحدة على هذه المعلومات. وبالتالي، عندما أوصى التحقيق الدولي القضاء اللبناني بتوقيفهم، كان من حق هذا القضاء، لا بل من واجبه، أن يفترض أن كل هذه المصادر المتنوعة للمعلومات والوثائق قد تكون وفّرت سببا لمثل هذه التوصية، هذا بغض النظر، ومن دون أن نكون مطّلعين على ما كان بحوزة التحقيق اللبناني من معطيات بشأنهم، ومنها ما تردد حول العبث بمسرح الجريمة، والحسابات المصرفية وحركتها، وأمور أخرى مثل أبو عدس الذي يمثّل التفخيخ الحقيقي للتحقيق، وكل مَن زرعه لاحقاً القتلة من هسامات. ينتظر آل الحريري قبل غيرهم بفارغ الصبر ما سيتبيّن بشأنهم في جلسات المحاكمة قريباً.

انطلاقا من هذه النقطة، وقع القضاء اللبناني في معادلة مستحيلة. موقوفون لا يمكنه محاكمتهم، لأن المحاكمة دولية، ومحاكمة دولية تتأخر بفعل رفض 8 آذار إقرارها في الحكومة اللبنانية والبرلمان اللبناني، وقيامها بكل الخطوات المعروفة لإعاقتها، بما فيها الهجمة الإعلامية والسياسية الجارية حاليا. لكن القضية، وهي للتذكير، اغتيال رفيق الحريري، وحساسيتها التي تهدد في كل لحظة بإيصال البلاد إلى أزمة وطنية، أظهر فريق 8 آذار أنه لا يمانع حصولها، وما زالت تصرفاته اليوم تظهر ذلك، جعلت القضاء اللبناني يتحمل مسؤوليته القانونية الكاملة، ويرفع مسؤولية الأزمة الوطنية عن نفسه، معتبرا أن القضاء الدولي هو المسؤول عن البتّ بمصير الضباط الأربعة، تماما كما كان التحقيق الدولي هو المسؤول عن توقيفهم. فلنتخيل لحظة لو أن القضاء اللبناني أخلى سبيل الموقوفين الأربعة قبل فترة، لتعود المحكمة الدولية وتطلب مثولهم أمامها فيكون أحدهم قد غادر البلاد وأصبح في سوريا مثلا؟.

وبالتالي فإن مسؤولية القضاء اللبناني اقتصرت على ضمان وصول الضباط الأربعة إلى عهدة المحكمة الدولية، والمسارعة إلى تنفيذ ما طلبته هذه المحكمة عندما طلبت إخلاء سبيلهم.

أما المعطى الثالث، الخاطئ في حملة 8 آذار، فهو تصوير آل الحريري بصفتهم المحققين والقضاة وأصحاب القرار في كل تفاصيل هذه القضية، وتحميل 14 آذار مسؤولية اقتصار التهمة والتحقيق على النظام السوري فيها.

والحقيقة هنا، مرة جديدة، أن آل الحريري بصفتهم المعنيين الأُوَل بقضية اغتيال الرئيس الحريري قالوا منذ اللحظة الأولى إنهم يتركون الأمر كاملا للتحقيق الدولي والمحكمة الدولية ويقبلون كل ما يصدر عنهما من دون تدخل أو نقاش. وهذا ما أثبته النائب سعد الحريري يوم إخلاء سبيل الضباط الأربعة. أما في ما يخص اقتصار التهمة على النظام السوري، فهو خلط لا يمكن إلا أن يكون مقصودا بين الاتهام السياسي الذي وجّهه الشعب اللبناني منذ اللحظة الأولى، بما فيه جمهور 8 آذار، قبل أن يأتي هذا التاريخ ومعه تلك التسمية، بفعل المناخ السياسي والأمني الذي أرخاه النظام السائد ورموزه المحتفى بهم اليوم، في تلك الحقبة، وبين التهم القانونية التي هي من مسؤولية المحكمة الدولية والتي لا يمكن لأحد أن يعرفها أو يعرف وجهتها قبل أن يقوم الإدعاء، وهو ليس متوقعا قبل نهاية هذا العام بحسب المراقبين. أما القول بأن الفرضية الإسرائيلية لم تطرح في أي لحظة، فهو يفترض اطلاعا على كل ما قام به التحقيق الدولي حتى الآن، وما سيقوم به لاحقا، وهو اطلاع ليس في متناول أحد حتى الساعة. تماما كما أنه ليس في متناول أحد حتى الساعة معرفة ما إذا كان التحقيق الدولي في الخيوط العديدة التي ذكرها المدعي العام بلمار، يستوفي أو يفتقر إلى شروط الموضوعية والعلمية التي يجري وضعها عليه.

أما إذا كان الكلام عن فرضية سياسية، فقد كرر النائب سعد الحريري في مناسبات عدة علنية أنه يتمنى أن يثبت التحقيق أن اسرائيل هي من قتلت والده، مناشدا معرقلي المحكمة الدولية أن يساهموا في تسريع عملها عوضا عن إعاقته ليسمحوا لهذه الأمنية أن تصبح فرضية قانونية.

 

القوى الأرمنية في 14 آذار متمسكة بترشح طورسركيسيان وابراهيميان

نهارنت/اكدت القوى السياسية الأرمنية المنضوية في الأكثرية النيابية اصرارها على ترشيح النائب سيرج طورسركيسيان في دائرة بيروت الاولى عن مقعد الأرمن الكاثوليك، والعميد المتقاعد ناريك ابراهاميان عن مقعد الأرمن الارثوذكس في دائرة البقاع الاوسط – زحلة. وشددت هذه القوى في بيان اصدرته في ختام اجتماع ضمّ قيادات عن حزبي الهنشاك والرمغافار، وحركة اللبنانيين الأرمن الأحرار والنواب الأرمن، على ان مرشحي الطائفة الأرمنية على لوائح 14 آذار يسمًون حصرا ً من قبل هذه القوى وتمنى المجتمعون على سائر القوى الحليفة في 14 آذار أخذ هذا الامر بعين الإعتبار حرصا ًعلى بقاء صفوف الاكثرية النيابية موحَدة ومن أجل زيادة حظوظ النجاح في المعركة الإنتخابية . 

 

الحريري يشدد على حق اتهام سوريا والضباط الاربعة

نهارنت/أكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري أن المحكمة الدولية "أصبحت حقيقة والقرار الذي اتخذته بإطلاق سراح الضباط الأربعة أصبح حقيقة وأي قرار ستتخذه في المستقبل سيصبح حقيقة أيضاً". وجدد الحريري في حديث الى محطة "فرانس 24" التلفزيونية رفض تسييس المحكمة مؤكدا "القبول بأي قرار يصدر عنها".

وتمنى الحريري لو أن التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري "يتوصل الى أن إسرائيل هي التي اغتالته". سائلاً "هل يمانع أحد في أن تعمد المحكمة الدولية الى معاقبة إسرائيل إذا ثبت أنها هي من اغتالت الحريري؟". وشدد على حق اتهام سوريا والضباط الاربعة، وقال "نحن وجهنا الاتهام السياسي الى سورية، لأن هؤلاء الضباط الأربعة في مكان ما كانوا مسؤولين عن الأجهزة الأمنية ولأن سورية كانت تحرض ضد الرئيس الحريري وتلفق التهم بحقه". واشار الى "ان هناك جرائم كثيرة ارتكبت ضد رموز من ثورة الاستقلال، وعندما وقعت جريمة اغتيال عماد مغنية في دمشق، عمد الفريق الآخر بعد خمس دقائق من حصول الجريمة الى اتهام إسرائيل بتنفيذها من دون تحقيق ولا محاكمة ولا أي شيء آخر"، وسأل"لماذا يحق لهذا الفريق توجيه الاتهام ولا يحق لنا ذلك؟". وقال"لا نستطيع أن نفصل قرارات المحكمة كما نريدها لأن هذا لا يجوز بالعدل"، مستبعداً أي تأثير لقرار إخلاء سبيل الضباط الأربعة على نتائج الانتخابات النيابية. وشدد على "أن ما حصل يزيد من ثبات الناس وتشبثهم باستكمال مسيرة الرئيس الحريري وسائر الشهداء ورفضهم القاطع للعودة الى زمن الوصاية الذي ظهر من خلال بعض المشاهد". وأعرب عن ثقته بفوز قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة، أما عن رئاسته للحكومة المقبلة، فاكتفى بالقول: "لكل حادث حديث".

 

اليوم العالمي لحرية الصحافة
عندما يستحيل الصحافيون رهائن لدى الدول
 
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار/مايو 2009، نظّمت مراسلون بلا حدود تعبئة للإفراج عن ثلاث صحافيات تحتجزهن الدول "كرهائن".
 
في 28 نيسان/أبريل 2009، باشر ناشطون في مراسلون بلا حدود إضراباً عن الطعام في باريس دعماً للصحافية الإيرانية – الأمريكية روكسانا صابري التي حكم عليها القضاء الإيراني بالسجن لمدة ثمانية أعوام بتهمة "التجسس" لحساب الولايات المتحدة علماً بأنها مضربة عن الطعام منذ 21 نيسان/أبريل 2009 احتجاجاً على هذه الإدانة المجرّدة من أي أساس. وبما أن حياتها بخطر، قررت مراسلون بلا حدود النيابة عنها في إضرابها كي لا تضطر للاستمرار فيه. وقد انطلقت مبادرات مماثلة بدءاً من الثالث من أيار/مايو في كندا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وبلجيكا، وإسبانيا.
 
وإنه لمن الملح أيضاً أن يخلى سبيل الصحافيتين الأمريكيتين العاملتين في قناة كارنت تي في، يونا لي ولورا لينغ، المحتجزتين في بيونغ يانغ منذ السابع عشر من آذار/مارس 2009. وفي خلال أمسية خاصة نظّمتها مراسلون بلا حدود حول كوريا الشمالية في 27 نيسان/أبريل في باريس، عبّرت راما ياد، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان الفرنسية، عن دعمها إلى المنظمات التي تناضل في سبيل الإفراج عنهما.  
 
الواقع أن احتجاز المراسلين روكسانا صابري ويونا لي ولورا لينغ والاتهامات التعسفية الموجهة ضدهن لتثبت أكثر من أي وقت مضى أهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي نحتفل به في الثالث من أيار/مايو. وندعو السلطات الإيرانية والكورية الشمالية إلى الإفراج عن هؤلاء النساء الثلاث في أسرع وقت ممكن.
 
إن روكسانا صابري ويونا لي ولورا لينغ صحافيات محترفات ولسن جواسيس أو مجرمات. وباحتجازهن، تحتجز إيران وكوريا الشمالية حرية الصحافة وحرية الإعلام.

 

هل فشلت حملة مصر ضد حزب الله؟

عبد الرحمن الراشد

السؤال يفترض أن يطرح كالتالي: هل توجد حملة مصرية ضد حزب الله، لولا أنها عبارة السيد حسن نصر الله قائد حزب الله؟ منذ الصيف الماضي بدأت هجمة كلامية تنتقد مصر بدعوى أنها تشترك مع إسرائيل في حصار حكومة حماس وشعب غزة. المصريون كانوا يتجاهلون التعليق ويكتفون بالظهور في دور الوسيط الذي يريد إصلاح الشرخ الفلسطيني، حتى وقعت الحرب وكبرت القضية. في حرب غزة وجّه معظم اللوم ليس إلى إسرائيل، أو الدول المحسوبة على حماس التي لم تفعل شيئا لمساندتها، بل كان موجّها بشكل استثنائي ضد المصريين، حيث صُوروا كخونة وعملاء وعديمي رحمة.

وكانت المفاجأة الكبرى أن الحملة توّجت بكلمة السيد حسن الذي ظهر على شاشات التلفزيون داعيا إلى الانقلاب على النظام المصري عسكريا وشعبيا. أمر غريب لم يحدث قط من قبل في عالم الخلافات العربية. وصارت القضية أكبر من مجرد تحريض عندما قبض على خلية أقر السيد حسن بأن رئيسها بالفعل من كوادر حزبه، وأنه أرسل في مهمة عسكرية.

لذا يبدو غريبا أن يظن أحد أن هناك حملة على حزب الله وهو الذي يقود مع الآخرين الحملة في برنامج منظم وليس مجرد ردود أفعال إعلامية، كانت تبدو كحملة لإخراج مصر من معسكر الاعتدال ردا على الطرح القائل بضرورة إخراج سورية من معسكر التطرف الإيراني.

والغريب أن حزب الله ألف على ارتكاب الأخطاء على مدى السنوات الثلاث، فمنذ تورطه باختطاف الجنديين الإسرائيليين والحرب الإسرائيلية، فاحتلاله منطقة السنّة في بيروت الغربية، ثم استهدافه مصر، أكبر الدول العربية. ثلاثة حسابات خاطئة تماما. فمعركته مع إسرائيل كلفته عمليا كل ما جمعه في سنوات سابقة، يحظر على قواته اليوم دخول الأراضي اللبنانية المحاذية لإسرائيل، أي في نحو عشرين في المائة من أراضي بلاده، وفرض عليه حظر بحري مع رقابة دولية أرضية وإسرائيلية جوية، فكان انتصارا دعائيا ضخمته الأجهزة الإعلامية. وبعدها بعام هجمت ميلشيات الحزب على مناطق السنّة في بيروت في أول صدام طائفي صريح. عمليا في 9 مايو العام الماضي تغير تاريخ السنّة الذين كانوا في معظمهم مؤيدين لحزب الله في مواجهة إسرائيل وانقلبوا ضده تماما، حتى إن سنّة لبنان رفضوا تأييد حماس في حرب غزة لأن حماس صارت اسما مقرونا بحزب الله.

ولم يكتفِ السيد حسن عند هذين الخطأين فهاجم مصر، أكبر الدول السنّية في العالم العربي. لماذا فعلها رجل يسعى جاهدا للخروج من حيز الطائفة الضيق إلى زعامة إسلامية؟ السبب أن السيد يعيش في قبو تحت الأرض، ولا يصله إلا فقط أقوال رفاقه الذين صوروا له أنه زعيم العالم الإسلامي وبطل الصمود، وأن كلمة منه تهز مصر أو الأردن أو السعودية أو إندونيسيا. نحن نعرف أن الزعامة دعاية، لكن لم نعرف أن من أطلق الدعاية صدقها. لهذا عندما ظهر يطلب من المصريين التظاهر وقلب النظام خرج إلى الشارع نحو مائتي شخص في مدينة سكانها تسعة ملايين. الآن عسى أن يعلم حزب الله أن قيادة العالم الإسلامي لا تتم فقط عبر المايكروفونات والاحتفالات والتصوير مع سمير قنطار والجنرالات وخالد مشعل.

* نقلا عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

 

انتخابات لبنان: الاستقطابات والتداعيات

د.  رضوان السيد

دخلت الأوضاعُ السياسيةُ في لبنان مرحلةً جديدةً عشية يوم الأربعاء التاسع والعشرين من إبريل، عندما قرر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إطلاق الضباط اللبنانيين الأربعة الكبار الموقوفين على ذمة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري منذ أكثر من ثلاث سنوات. فقد قرر القاضي المذكور أنّ الاتهامات الواردة بحقِّهم في ملفّ التحقيق لا ترقى إلى مرتبة الدليل الكافي لاتّهامهم وإبقائهم قيد الاعتقال. وكان لإطلاق سراح أولئك الضباط تداعيات سياسية بارزة. فقد أحاط بهم، وخاصة باللواء جميل السيد من بينهم، عشرات الكوادر الكبار من "حزب الله"، ومن أنصار سوريا، وأطلقوا جميعاً تهديدات بحقّ المحكمة الدولية، وحقّ القضاء والأمن بلبنان، وأَنذروا بالويل والثبور وعظائم الأمور. وذكر جميل السيد نفسه أشخاصاً بعينهم يعتبرُهُمْ مُذْنبين بشأن اعتقاله!

وردَّ قادة الرابع عشر من آذار، وفي طليعتهم النائبان سعد الحريري ووليد جنبلاط ثم سمير جعجع، على حملة جميل السيد ونوّاب "حزب الله" بأنّ إطلاق الضباط الأربعة دليلٌ على أنّ المحكمة ليست مسيَّسة كما كانوا يتهمونها، وأنّ هذا ينبغي أن يدفع وزراءهم للموافقة على اتفاقية التفاهم بين لبنان والمحكمة المعروضة على مجلس الوزراء. كما خاطبوا جمهور 14 آذار قائلين إنّ السوريين دخلوا إلى لبنان على دم كمال جنبلاط، وخرجوا من لبنان على دم رفيق الحريري، وإنّ النضال السياسي سوف يستمرّ لكي لا يعودوا من جهة، ولنُصرة نهج الحرية والاستقلال والأمن الوطني في الانتخابات القادمة، من جهةٍ ثانية. واعتبر هؤلاء أنّ المقصود من المحكمة كان إحقاق العدالة وليس الانتقام، وهي بدأتْ عملها الآن، وسوف تستمرُّ لحين معرفة قتلة الحريري ورفاقه. بيد أنّ إطلاق الضباط الأربعة وما سبقه من أحداث، مثل القبض على خلية "حزب الله" بمصر، والفريق العامل على تهريب المخدرات لبعض البلدان الأوروبية؛ كُلُّ ذلك أدخل البلاد -وربما الانتخابات- في مرحلةٍ جديدةٍ قد تدفعُ باتجاهاتٍ مخلتفةٍ ما كانت منتظرةً من قبل.

وكان الشهران الماضيان قد حفلا بالصراعات الكلامية والتلفزيونية والجدالية بشأن الانتخابات وخلفياتها وأهدافها. وقد تركّز خطابا الرئيس نبيه بري و"حزب الله"، على عدم أهمية الانتخابات، أو أنها غير مصيرية. وقال كلاهما (بري، وأمين عامّ "حزب الله") إنّ شيئاً لن يتغير نتيجة الانتخابات، وإن ما أرساه اتفاقُ الدوحة هو الذي سوف يظلُّ سائداً. والمعنيُّ بذلك أنه سواءٌ فازت المعارضةُ أو قوى 14 آذار، فستقوم حكومةُ "وحدة وطنية" فيها ثُلُثٌ معطِّل (أو ضامن باصطلاح "حزب الله") لصالح الأقلية. وردّ النائب سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة بأنّ اتفاق الدوحة مؤقت وكانت له ظروفه (قال ذلك أيضاً رئيس الجمهورية في 30/4)، وأنّ العودة ينبغي أن تكونَ للطائف والدستور، والتقاليد الديمقراطية؛ فالذي يحصُلُ على الأكثرية في الانتخابات يشكّل الحكومة. وإذا كان يُرادُ إقامة حكومة وحدة وطنية فهو أمرٌ جائزٌ أيضاً؛ لكنْ بدون ثلثٍ معطِّل (أي ثلث الحكومة+1)، لأنّ التجربة الحالية للحكومة التي تشكّلت بمقتضى اتفاق الدوحة هي تجربةٌ فاشلةٌ بالتعطيل الذي يمارسُهُ وزراء الحزب ووزراء الجنرال عون، وينبغي عدم العودة إليها تحت أيّ ظرف.

هذان هما الخطابان اللذان كانا سائدين قبل إطلاق سراح الضباط الأربعة، لكنّ الطرفين (14 آذار و8 آذار) ما كانا مرتاحين إلى طرائق تشكيل لوائحهم الانتخابية. فقد تنازع الجنرال عون مع الرئيس بري بشأن المسيحيين في مناطق الكثرة الشيعية، وكان يريد أن يكون المرشحون المسيحيون جميعاً من أنصاره؛ في حين أصرَّ بري على الاحتفاظ ببعض المقاعد لأنصاره من المسيحيين. وتنازع النائب وليد جنبلاط مع مسيحيي 14 آذار حول المقاعد المسيحية في المنطقة الدرزية. فقد أراد حزبا "الكتائب" و"القوات" أن يكونَ جميع المرشحين أو أكثرهم منهما. وقد بلغ من انزعاج جنبلاط لهذا الأمر أن عَبَّر عنه في أحاديث مجالس خاصة تسرّبت للعَلَن، وبدأ يؤكّد على عدم أهمية الانتخابات، وعلى تحالُفه مع الرئيس بري، ومشاركته معاركه ضد السنيورة. وهكذا وفي النهاية بدا "حزب الله" مهتماً بنصرة الجنرال عون أكثر من اهتمامه بالانتخابات، كما بدا النائب جنبلاط مهتماً بما بعد الانتخابات، أكثر من اهتمامه بالانتخابات أو نتائجها. وقد تناغم ذلك مع تقريرٍ من وشنطن (من أوساط وزارة الخارجية الأميركية) نشرته صحيفة "السفير" الموالية لـ"حزب الله"، وجاء فيه أنّ هناك "تحالُفاً رئاسياً" يضمُّ بري وجنبلاط والميقاتي والصفدي والمرّ، يريد تشكيل "جبهة وسط" بعد الانتخابات، تلتف حول رئيس الجمهورية، وتعتزم المجيء بنجيب ميقاتي رئيساً للوزراء بدلا من الحريري (أو السنيورة الذي ترشّح مع بهية الحريري بصيدا).

ولذا؛ فإنّ هياج "حزب الله" بمناسبة إطلاق سراح الضباط الأربعة، يُحْسَبُ لجهة زيادة الضغوط عليه، أكثر مما يُحْسَبُ انتصاراً له. فهم لم يستنتجوا من إطلاق السراح ضرورة الإقرار بحيادية المحكمة؛ بل قال النائب إبراهيم أمين السيد: هذا لَغَمٌ انفجر بين أيديهم، ولا شكَّ أنّ هناك ألغاماً أُخرى باقية! ثم إنّ التضييق يشتدُّ عليهم نتيجة اكتشاف تنظيمهم بمصر، وتهريب المخدّرات في أقطارٍ أُخرى. بيد أنّ البارز أيضاً هو انعدامُ الثقة بينهم وبين سوريا. هم لم يصطدموا بسوريا علناً، لكنّ مواقف الرئيس الأسد واضحةٌ لجهتهم ولجهة حركة "حماس" (آخِرُها مقابلتُه قبل أيام مع خدمة "نيويورك تايمز")، وذهابه باتجاه الولايات المتحدة وتركيا. أمّا في لبنان؛ فهناك تمايُز بين أنصار الحزب وأنصار سوريا في أكثر المناطق، باستثناء مناطق الكثرة الشيعية حيث ترشح بعضُ القوميين السوريين فيها. وكان السوريون، كما هو معروف، قد دعوا الجنرال عون قبل ستة شهور لدمشق واعتبروه زعيم المسيحيين العرب. لكنْ يبدو أنه من ضمن تحولاتهم البطيئة الذهاب الآن باتجاه الرئيس سليمان باعتباره عنوان الشرعية في لبنان. والتقرير السالف الذكر الذي سَرّبتْهُ "السفير"، يمضي في هذا الاتّجاه. وهذا يعني أن مأزق "حزب الله" ذو اتجاهين: إن فاز هو وحلفاؤه من 8 آذار بالأكثرية، فسيكونون خليطاً من أنصاره وأنصار سوريا، ثم إنهم لا يستطيعون تشكيل حكومةٍ بمفردهم أو حكومة يكونون مسيطرين فيها بسبب الخطر الدولي عليهم. وإن فازت جبهة 14 آذار؛ فسيبدو الحزبُ وأنصارُه باعتبارهم مهزومين؛ لكنهم يستطيعون حينَها -بسبب سيطرتهم على تمثيل الطائفة الشيعية بالكامل- أن يعطّلوا عمل الشرعية اللبنانية أو يعُيقوهُ كما فعلوا خلال السنوات الثلاث الماضية.

وهناك اعتبارٌ آخَرُ ذو أبعادٍ إقليمية ودولية. فقد جاءت الانتخابات الإسرائيلية بحكومة يمينية ليس لها سقف سياسي، وتحتاج لوقتٍ لترتيب خطابٍ يعيد وَصْلَ ما انقطع مع أوروبا والولايات المتحدة. ولذا فإنّ الحلَّ الأسهل بالنسبة لنتانياهو لتأجيل سائر المشكلات: الحرب الكبيرة أو الصغيرة. والحرب الكبيرة (أي على إيران) غير ممكنة لأنّ الولايات المتحدة لا تقفُ معها سراً أو عَلَناً. لذلك يبقى احتمالُ حربٍ صغيرةٍ على غزة أو لبنان (والأرجح على لبنان بذريعة تربص "حزب الله" بها) قائماً وقوياً. ثم إنّ إيران، كما بدا خلال الشهرين الماضيين، أيقظت كلَّ خلاياها النائمة أو المتربصة (في اليمن، وعلى حدود السعودية، وفي العراق، وفي لبنان)، إضافة إلى ما انكشف بمصر وبأوروبا. لذا فهناك احتمالٌ أيضاً بأن يتحرك "حزب الله" للخروج من المآزق التي يوشكُ أن يضيعَ فيها. ولا إنقاذَ له إلاّ العودة للمقاومة بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. وإذا حدث ذلك، أو وقع حادثٌ أمنيٌّ كبيرٌ بالداخل اللبناني، فإنّ الانتخابات تُصبحُ في مهبّ الريح! ويعتقد مسؤولو "حزب الله" الآن أنّ اللواء جميل السيد، بما يملك من معرفةٍ وقدرات، يمكن أن يفيدهم بالداخل، ومع سوريا. بيد أنّ المأزق خطير، وهو أكبر من قدرات الأشخاص. واللواء السيد ورفاقه يخرجون إلى عالَمٍ غير ذاك الذي دخلوا خلاله إلى السجن؛ إذ إنّ سوريا تغيرت توجُّهاتها إلى حدٍ كبير، وظروفُ إيران اليوم غير ظروفها عام 2005. إنّ هذه الاعتبارات كلّها هي احتمالاتٌ ينبغي وضعْها في الحسبان، وقد لا يحصُلُ شيء من ذلك اليوم أو غداً. لكنّ الساحتين المحلية والإقليمية ليستا مُرتاحتين، سواءٌ قبل أزمة انفلونزا الخنازير أو بعدها!

* نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية

 

نصرالله والأمم المتحدة

حسان حيدر- الحياة - 03/05/09//

مسألتان لافتتان في «مرافعة» الامين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله الاخيرة في قضية الضباط الاربعة المفرج عنهم وفي ما بات يعرف بقضية خلية الحزب في مصر: الاولى انه بات يعتبر حزبه «رقيباً» على عمل المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري و «حكماً» على ما قد تقرره من اجراءات او استدعاء للشهود، والثانية اعتباره ان الامم المتحدة تزج بنفسها في «مواجهة» مع الحزب ومع حركات المقاومة في المنطقة، وهما مسألتان سيتضح انهما مترابطتان في منطقه.

انطلق نصرالله من اعتبار اطلاق الضباط دليلاً على تسييس عمل لجنة التحقيق الدولية وعدم نزاهته، وهذا ليس جديدا لأنه سبق للحزب في مناسبات عديدة ان شكك في عمل اللجنة وحاول اكثر من مرة فرملة الإسهام اللبناني في قيام المحكمة الدولية عبر ابراز الانقسام حول هذا الموضوع وتعطيل اداء الحكومة بسحب الوزراء الشيعة والاعتصام الذي تلاه في وسط بيروت، ولا يزال يعرقل انجاز مذكرة التفاهم القانونية معها.

لكنه يقع هنا في تناقض واضح. فالعدالة ليست انتقائية، اي انه لا يستطيع قبول قرار المحكمة بإطلاق الضباط لعدم وجود أدلة حالياً تتيح اتهامهم جميعاً او بعضهم، او الاشتباه بهم في التورط بجريمة الاغتيال، وفي الوقت نفسه ان يرفض مسبقاً اي قرار آخر قد تتخذه المحكمة في المستقبل ويطال اي شخصية لبنانية يعتبرها الحزب قريبة منه او من حلفائه، سواء لجهة الاشتباه او لمجرد الإدلاء بشهادة. فإما ان تكون المحكمة نزيهة وعادلة ومحايدة في عملها وقرارتها وإما لا تكون. ولا يصح اطلاقا ان تؤخذ المحكمة بجريرة لجنة التحقيق اذا افترضنا ان خطأ ما ارتكب وتم تصحيحه.

وقد سارع احد الضباط المطلقين، جميل السيد، ومن على شاشة قناة «المنار» ذاتها، ومباشرة بعد كلمة نصرالله، الى توضيح ان هناك في رأيه محققاً وحيداً ارتكب خطأ توقيفه ورفاقه هو القاضي الالماني ديتليف ميليس، لكن المحققين اللذين خلفاه، براميرتز وبلمار، «قاما بواجباتهما» على حد قوله.

والفارق بين الرأيين هو ان اللواء السيد، ابن الدولة ومؤسساتها الامنية، يعرف معنى التحقيق والقضاء الدوليين، ويعتقد بأن وضع نفسه في مواجهة شاملة معهما ليس في مصلحة دعواه التي اكد انه ينوي متابعتها ضد ميليس وبعض القضاة اللبنانيين. اما نصرالله فيرى الامر من منظور أوسع وأبعد مدى ويعتقد بأن المواجهة مع المحكمة الدولية المشكلة بقرار من مجلس الامن تخدم قضية ثانية أهم بكثير بالنسبة اليه، هي قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان.

وهنا نصل الى لب الموضوع: ينطلق نصرالله من تصريحات الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قضية خلية «حزب الله» في مصر وإرساله موفدا خاصاً لمتابعتها، ليعتبر ان المنظمة الدولية تدخل في مواجهة مع حزبه «مجانا لمصلحة الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني في المنطقة». وهذا الكلام ليس مجرد شعار يتعلق بقضية محددة هي الاختراق الذي قام به الحزب لأمن مصر، بل تعميم مقصود يهدف الى النيل من صدقية الامم المتحدة والتشكيك الكلي بقراراتها والتمهيد لنقضها، سواء في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان او بالقرارات الاخرى المرتبطة بهذا البلد، بما في ذلك القرار 1701 الذي نشر قوات دولية في الجنوب ووضع قيوداً على تحركات الحزب العسكرية في القسم الحدودي منه.

انها مواجهة فعلا، لكن «حزب الله» هو الذي يسعى اليها. أليس هذا معنى الورقة التي وزعها اخيرا عن ضرورة الاستعداد لحرب جديدة

 

ميشال عون و الـEstablishment: قراءة ماكيفيللية في الجنرال (الحلقة الأولى) 

غسان عبد القادر /موقع 14 آذار

عند الخيارات الكبرى لا يصوّت الناس...لأن هنالك قرار قيادي

ان مصالح الدولة العليا، وبوجه خاص وحدة البلاد، تبرر لجوء الأمير الي جميع السبل، أي أن الغايات السامية تبرر الوسائل أياً كانت. وقد يعتبر الامير دنيئا حقيرا اذا رأى الناس فيه تقلبه، وتفاهته، وتخنثه، وجبنه، واستخذاءه، وهي امور يجب ان يقي الامير نفسه منها.

نيكولو ماكيافيلي، كتاب الأمير--

ربما هذا القول للجنرال ميشال عون يختصر توجهاته السياسية واسلوبه بالتعاطي ومقاربة القضايا الوطنية. قد يصف البعض عون بالمكيافيلية وبأنّه يقوم بما يقوم به وفقاً للظروف وعملاً لتحقيق المصلحة العليا، لكن الواقع أنّ ميكيافيلي منه براء. ففي كتابيه "الأمير" و"المطارحات"، دعا الكاتب الإيطالي أميره إلى إتباع جميع الأساليب لإعلاء شأن الدولة وتوطيد الحكم إضافة إلى وضع أسس أخلاقية للكيان السياسي، بالمقابل أثبت عون مراراًُ وتكراراً أن ما يتبعه من أساليب ملتوية لم تهدف إلى تثبيت دعائم الجمهورية بل مصلحته الذاتية الضيقة.

فلطالما إدعى عون بأنه رجل مبادىء ومثل عليا بل أنه يخاطب الجميع بلغة المرسلين الآلهيين. لكن واقع ممارساته للحياة السياسية أثبتت بالدليل القاطع، بل بالدلائل، أنّه أبعد ما يكون عن الإلتزامات الأخلاقية والمثل العليا التي يدّعي أنه من حراسها. تجاوز ميشال عون وصايا ماكيافيلي سواء الأخلاقية أو العملية منها وتفوّق عليه في المكر والخداع، فكان همّ الجنرال الأول، ولا يزال، تحقيق مصلحته الشخصية الفردية. فلم يعمل الجنرال من أجل بناء الدولة أو صيانة أراض الوطن وبموازاة ذلك لم يكن رجل مبادىء أو قيّم، ومواقفه المتقلبة خير دليل على ذلك.

قصة الـEstablishment

تتبين معالم القصة في رأس السنة للعام 1989، في قصر بعبدا، حين يقف الجنرال ببذلته العسكرية الرسمية أمام عدد من الضباط الذين أقسموا بالولاء للبنان، واللذين سوف يتركهم وحيدين في ساحة القتال بعد أقل من سنيتن، قائلاً "نحن كعسكر مطلوب مننا خلال شهر كانون الثاني ، أن نكون على أفضل درجة جهوزية بحياتنا العسكرية عتاداً و أفراداً و نفسية... المطلوب تكنيس الفخار المكسّر الساقط أو establishment بكل أنواعه و بكل مؤسساته إن كانت رسمية و غير رسمية."

فما هي هذه الـ establishmentالذي يقصدها عون؟

بالعودة إلى قاموس Oxford، نجد أن هذه العبارة يقصد بها مجموعات النخب التي تكوّن السلطة في أي بلد والتي تضمن الإستقرار فيه: على الصعد السياسية، العسكرية، المدنية، الإعلامية، الدينية، الثقافية، والمالية. في لبنان هذا البناء المعروف بالـ establishment يتألف من: رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، الوزراء، النواب، الصحافيين، السياسيين، رجال الدين، العسكريين و غيرهم من رجالات الوطن.

فكيف حاول الجنرال تدمير الـ establishment ؟

حرب التحرير الإنتحارية: ترجمة دموية لجنون العظمة

يقول ماكيافيلي:" لا شيء يوصل الأمير إلى منزلة التقدير والإجلال، من إقدامه على المشاريع العظيمة وتقديمه الدليل على قوته وعلى حسن إدارته الداخلية" غير أن ميشال عون كان يريد إكتساب شهرته عن طريق آخر غير المشاريع المفيدة للبلد بل المتعلقة بشهرته الشخصية.

 

في ظلّ حكومته المعادية لسوريا وغير المؤيدة من المسلمين، شنّ عون حربه التدميرية الأولى. في 12 كانون الثاني 1989، إنعقد مجلس جامعة الدول العربية في تونس وتفرعت منها لجنة سداسية دعت الجنرال مع الرئيسين الحص و الحسيني إلى الإجتماع للتباحث. عاد الجنرال من تونس وقد أسكرته لقاءاته العربية (ومنها إجتماعه مع أبو عمار) مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأنّه رمز الشرعية اللبنانية. كان يريد ميشال عون تعزيز معنوياته الشخصية التي أرتفعت في تونس على تراب بيروت. وفي خطوة تعبر عن ما وصل إليه من درجة في الحمق السياسي وعدم تقدير للحظة التي يمرّ في البلد، أصرّ عون، بتاريخ 24 شباط 1989، على إقفال جميع المرافىء غير الشرعية في وقت كانت الميليشيات (في المنطقتين الشرقية والغربية من بيروت) تتحكم في هذه المرافىء مما خلق جوّ من الإحتقان و إقفال متبادل للمرافىء والمطار بالقذائف.

مع الإشارة هنا إلى أنّ القرار كان يعني لبيروت الغربية بالدرجة الأولى حصاراً فعلياً. وكان عون يعوّل في ذلك على أنه سيلقى الدعم اللازم من الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك. ويقول ألبير منصور أنه حذر عون من هذه الخطوة بإعتبارها حرباً أهلية جديدة، اللبنانيون بغنى عنها. فكان أن أجابه الجنرال: "أنا بدي جنّ" فيقول ألبير منصور: "ممنوع عليك تجن، ممنوع تخوت لأن تقود الطائرة وكلنا فيها". وبالطبع جنّ الجنرال ولم يسمع لنصيحة أحد.

فأكمل جنرال بعبدا هذا الخط التصعيدي، وأعلن أنه "لم يبق سوى أن يكسر رأس حافظ الأسد" (والتي يقال أن ثمن هذه العبارة هي 25 مليون دولار أميركي دفعها صدام حسين المنتصر في حربه ضد إيران لميشال عون). وبدأت حرب التحرير رسمياً في 14 آذار 1989 عندما أرتكبت مجزرة الأونيسكو بحق المدنيين.

وكما يقول فايز القزي، فقد كانت تسمية "حرب التحرير" لميشال عون أما الفعل الحقيقي على الأرض فكان لسوريا. فخلال ما يقارب شهرين، دكت المدافع وراجمات الصواريخ السورية المناطق الشرقية ذات الغالبية المسيحية بذريعة قدمها لهم ميشال عون. وفي بيروت الغربية، قصف ميشال عون مواطنيه المسلمين لتحريرهم من السوريين، فتهجر السكان الآمنون وبعثرهم "جنرال التحرير" بين الشمال والجنوب بعد أن أستهدفهم في بيوتهم و أرزاقهم.

كان الثمن البالوطني باهظاً: مقتل ما يزيد عن 1000 شخص وتهجير عشرات الآلوف بعد تدمير منازلهم، حيث قدرت خسائر اللبنانيين بمليارات الدولارات في الإقتصاد والبنى التحتية مقابل عدم تحرير أي شبر واحد من الأراضي اللبنانية. بل كانت النتيجة عكسية و هي زجّ الجيش الوطني القوي نسبياً في حرب منهكة مع جيش يفوقه عدداً وعدة في معركة لم تجر فيها هجمات "تحريرية" بل إقتصرت على القصف المدمر.

وتعليقاً على النتائج الكارثية لحربه التحريرية، يعترف عون علناً بعنجهيته المعهودة "نحن لم نخطط لهذه المرحلة ولكن هل يريدونني أن أستسلم أنا لن أستسلم." ويرفع شارات النصر مدعياً أنّ" التحرير ورشة وطنية من مسؤولية الجميع أن يعطوا خلالها من الأم إلى العامل إلى الصحافي إلى الطفل وصولاً إلى كل الشعب"

ورداً على سؤال حول إحتمال عدجم خروج السوريين من لبنان أجاب عون بلغة إنكليزية مكسّرة:" إننا سنتابع القتال، والتحرير له ثمن ويجب أن نتقبل الثمن". وبكل صفاقة يتابع: إن بيروت دمرت عبر التاريخ 7 مرات ولن يحصل شيء مخيف اذا دمرت مرة ثامنة".

ويقول الياس الزغبي عن حرب التحرير: "اتضح مع مرور الزمن انها كانت منسقة ومبرمجة مع النظام السوري نفسه بمجرد ان نقرأ نتائجها التي تتلخص بحقيقة ساطعة وهي تمكين هذا النظام من المناطق اللبنانية الحرة واجتياحها والقضاء على آخر نواة استقلالية لبنانية، فبهذا يكون العماد عون قدم بشكل واضح مفاتيح حرية لبنان واستقلاله ودولته الى نظام حافظ الاسد انذاك." ولم تنته حرب الجنون المفتعلة إلا بعد أن عقد العرب قمتهم في الدار البيضاء إبتداءً من 23 أيار 1989، وأصدروا قراراً تحت عنوان "الأزمة اللبنانية" أنبثقت عنه لجنة ثلاثية قدمت توصياتها لاحقاً واسست لإتفاق الطائف.

من الواضح أنّ حرب التحرير لم تشبع نهم الجنرال لإثبات وجوده الشخصي على الساحة وشهرته التي ملأت الأرجاء عبر ما أشتهر قادة عظام من قبل به وهي حروب وميسرات التحرير الوطنية، فما كان من عون إلى إنتقل إلى المرحلة الجنونية التالية: إعلان حرب إلغاء المناطق المسيحية.

 

القوى الاغترابية تدعو القضاء إلى اعتقال أفراد "عصابة الخمسة"

 لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

دعا اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة الممثل ب¯ »المجلس العالمي لثورة الارز« و»اللجنة الدولية اللبنانية لمتابعة تطبيق القرار 1559« و»الاتحاد الماروني العالمي«, رئيس اللجنة التنفيذية في حزب »القوات اللبنانية« سمير جعجع »الممسك بزمام وزارة العدل عبر وزيره في الحكومة الدكتور ابراهيم النجار«, الى»اتخاذ خطوات جريئة تحفظ للجسم القضائي اللبناني كرامته وتضع حدا مرة وإلى الابد للتطاول عليه وجعله مكسر عصا لعملاء ايران وسورية في لبنان, بعدما استعاد اخيرا هيبته بالتعيينات الحكومية, واكتمال هيكله, وذلك بتكليف النيابة العامة التمييزية في اجتماع مجلس القضاء الاعلى بعد غد الثلاثاء ملاحقة المتعرضين للجسم القضائي ولعدد من القضاة بالاسماء على شاشات التلفزة وفي الصحف والاذاعات«.

وقال رئيس »الاتحاد الماروني العالمي« الشيخ سامي الخوري من مقره في ميامي الاميركية ل¯ »السياسة« ان جعجع وممثله في الحكومة وزير العدل الدكتور نجار, هما الآن امام الرأي العام اللبناني في الداخل والخارج على المحك, فإما ان يقوما بالواجب الملقى على عاتقهما في الذود عن القضاء والقضاة من حملات التجريح والاعتداء المتعمد من قبل عملاء ايران وسورية الذين خرجوا جميعا من اوجارهم دفعة واحدة خلال الايام الثلاثة الماضية اثر اطلاق الضباط الاربعة الذين كانوا محتجزين طوال ثلاث سنوات وثمانية اشهر على ذمة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري, او ان يقدم وزير العدل استقالته ويذهب الى بيته كي لا يتهم حزب »القوات اللبنانية« بالتخاذل والضعف والتراجع امام هذه الحملة الغوغائية الصادرة اوامرها من دمشق خصوصا«.

وسأل الخوري سمير جعجع: »لماذا اخترتم حقيبة وزارة العدل بالذات في هذه الحكومة اذا كنتم ستعجزون عن الحفاظ على كرامتها وكرامة القضاء والقضاة باتخاذ خطوات دراماتيكية الثلاثاء المقبل من قبل رئيس مجلس القضاء  الاعلى القاضي غالب غانم واعضاء المجلس من القضاة, وبينهم من تعرض للتجريح بشكل مسف, بتكليف النيابة العامة التمييزية ملاحقة المتطاولين على القضاء وجلبهم الى التحقيق والمحاكمة?!.

وأكد رئيس الاتحاد الماروني العالمي« ان في الدول الديمقراطية »التي يدعي لبنان انه من بينها, يمنع المس بالجسم القضائي وصدقيته وهيبته تحت طائلة السجن لمدد طويلة, اذ تعتبر تلك الدول القضاء اهم ركيزة من ركائز انظمتها, فاذا اصيبت بالتجريح لم يعد هناك من هو قادر على ضبط الامور الاخرى, لذلك نقول للوزير نجار ولرئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم انهما اذا ترددا الثلاثاء المقبل في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق افراد عصابة الخمسة الذين ملأوا شاشات التلفزة حقدا وغوغائية وتحويرا للواقع وهم: جميل السيد وميشال  سماحة ووئام وهاب وناصر قنديل وعدنان عضوم الذي عادت اليه الحياة فجأة, والذين يمثلون الوجه القبيح  لاجهزة الامن السورية القمعية وبحق كل من تطاول على القضاء وقضاته فعليهما (نجار وغانم) تقديم استقالتيهما وترك حسم الامور لوزير ورأس قضاء اخرين قادرين على حمايته والحفاظ على هيبته ووقاره«.

ودعا رئيس »المجلس العالمي لثورة الارز« جوزف بعيني من مقره في سيدني الاسترالية وعبر مكتبه الرئيسي في واشنطن في اتصال به من لندن امس الى »استدعاء جميل السيد وكل من تطاول علنا على القضاء من قيادات  حزب الله ووكلاء الاستخبارات السورية في لبنان الى التحقيق فورا واحالتهم الى المحاكمة بتهم التآمر على الدولة التي من اهم ركائزها القضاء والقضاة في محاولة لاسقاط النظام برمته«.

وحض البعيني رئيس الجمهورية ميشال سليمان "على التدخل المباشر لوقف حملة الغوغاء هذه على القضاء مستخدما حقوقه الدستورية في الحفاظ على الدولة ومقوماتها, وعدم تمييع المسألة عن طريق سياسة الحلول الوسط والتأجيل والمسايرة التي يتبعها في ادارة شؤون البلاد, لان المساس برمز القضاء ومحاولات اسقاطه قد تشمل في ما بعد المساس بالرئاسة الاولى نفسها وبدعائم الدولة في كل رموزها".

وقال ان على الرئيس سليمان ان "يترك وزير العدل والمجلس الاعلى للقضاء يضربان بيد من حديد مهما كلفت النتائج, لان هذه المسألة هي الاكثر جوهرية بين كل ما اعترضت وتعترض طريق الرئاسة الاولى حتى الآن, وان يضع الجيش اللبناني في حالة استعداد لقمع اي تظاهرة قد يطلقها الايرانيون والسوريون ضد مجلس القضاء الاعلى بعد يوم الثلاثاء المقبل اذا اتخذ قرارات حاسمة بشأن المتطاولين عليه وعلى اعضائه

 

النائب اللبناني مصباح الأحدب لـ "السياسة": بيروت مازالت محتلة بالمربعات الأمنية "المسلحة"

سأل: هل ستبقى طرابلس مهددة بما يسمى سلاح المقاومة?

الرقم السوري الذي وضعه ميقاتي هو الذي وضع فيتو على اسمي في اللائحة وابتعادي استهداف مقصود لـ14 آذار

 أقدر ظروف النائب الحريري بعدم التعاون معي

  كنت السني الوحيد الذي انتمي ل¯14 آذار منذ العام 1996 وكان على الأكثرية اعتماد نموذج واحد في الانتخابات

 احتلال بيروت مازال قائماً والمربعات المسلحة ما زالت موجودة

 هل سنبقى في طرابلس مهددين بما يسمى سلاح المقاومة فيما كل من يمتلك ندقية للدفاع عن النفس يتهم بأنه إرهابي?

 أرفض التعاطي مع النموذج السوري القديم والعودة السورية إلى لبنان عودة إلى لفتنة

 أرحب بالتسوية السعودية-السورية التي أعادت دمشق إلى الحاضنة العربية

 لو كانت الانتخابات على أساس الأحجام لكنت موجوداً في اللائحة

بيروت- صبحي الدبيسي:

أكد النائب اللبناني مصباح الأحدب, ترشحه منفرداً, بعد استبعاده من لائحة التحالف الطرابلسي, لافتاً إلى أن الرقم السوري الذي يمثله الرئيس نجيب ميقاتي, هو الذي وضع "فيتو" على اسمه, في وقت كان النائب سعد الحريري أكد له بقاءه في اللائحة. لكن بعد اعلانها, لم يجرِ أي اتصال بينهما, مؤكداً بأنه لن يغير الخط السياسي الذي ينتمي إليه, ومذكراً بانتمائه المبكر إلى فريق "14 آذار" باعتباره السني الوحيد في هذا الفريق منذ العام 1996.

الأحدب, وفي حوار مع "السياسة", أكد ان "احتلال بيروت, ما زال قائماً, وبوجود مربعات أمنية مسلحة, متسائلاً "هل سنبقى كما كنا نُحكم من هؤلاء بالحذاء?". وهل سنبقى في طرابلس مهددين بما يسمى بسلاح المقاومة, الموجود في بعض الجزر الأمنية, مقابل كل من يمتلك بندقية, ليدافع بها عن نفسه فيوصف بأنه إرهابي?" مطالباً بالإفراج عن جميع المعتقلين الطرابلسيين الذين ما زالوا موقوفين من دون محاكمات, واضعاً هذه الأمور في عهدة التحالف الطرابلسي الجديد, ومطالباً بفتح مطار القليعات.

الأحدب الذي اعتبر استبعاده من لائحة التحالف الطرابلسي استهدافاً مقصوداً لمبادئ "14 آذار" من البعض, ذكر بكلام للرئيس ميقاتي, بأن لبنان محكوم برقمين سريين: رقم سوري, ورقم سعودي, مرحباً بالتسوية السعودية-السورية التي أعادت سورية إلى الحاضنة العربية, لكنه أكد رفضه محاولة سورية العودة إلى لبنان على عكس البعض الذين بدأوا يفكرون بطريقة أخرى للتعاطي معها وهنا نص الحوار:

  كيف تفسر استثناءك من لائحة الائتلاف الطرابلسي, وهل يوجد رابط بين ما جرى معك وعزوف الوزير نسيب لحود عن الترشح في دائرة المتن?

  أعتقد أن الموضوع يتخطى حركة "التجدد الديمقراطي", هناك استهداف مقصود من البعض, وغير مقصود من البعض الآخر, لمبادئ "14 آذار", مع من يفكر ومن يقرر بلبنان بالقضايا المصيرية.

لبنان ساحة معركة طبيعية كما قال عنه السيد حسن نصر الله. وهناك قوى على المستويات كافة النيابية والعسكرية, تتدخل بالشأن اللبناني.

وعلى صعيد موازٍ هناك حديث للرئيس نجيب ميقاتي يقول فيه بكل صراحة, أن الوضع في لبنان محكوم برقمين سريين: رقم سوري, ورقم سعودي, هذا أمر صحيح, وهناك أيضاً رقم إيراني, موجود في لبنان. وأنا أرحب بالتسوية التي حصلت بين سورية والسعودية, وأعتبرها جيدة ومفيدة. وأعتقد أن أي تقارب عربي ينعكس إيجاباً على لبنان.

وتابع ميقاتي أرحب بالنفوذ السعودي الموجود في لبنان, لأن هناك مئة ألف لبناني يعملون في السعودية. ولهم نفوذ, وهو نفوذ مشكور باسم كل اللبنانيين. وعلى الصعيد الاقتصادي, نحن نعلم كيف تدعم المملكة الاقتصاد اللبناني, ولبنان الدولة. والمملكة العربية السعودية لا تتدخل بأي تفصيل من تفاصيل السياسة الداخلية اللبنانية. ورغم كل الشائعات أنا كنت أعترض على نموذج التعاطي السوري-اللبناني عندما كان النفوذ السوري في لبنان, وهذا أتاح لي إمكانية النجاح في انتخابات العام 2000 منفرداً بمدينة طرابلس. رغم كل ما قيل في حينه.

ولقد شاهدت حملة من الإساءة لسورية لم أدخل بها, ثم أتت سورية على حدود لبنان, وقالت للجميع في الداخل بأنها ستعود إلى لبنان وكل التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث الدولية كانت تشير إلى أن سورية تسعى إلى تطبيق القرار الدولي 1701, فوقفت وعلا صوتي مجدداً, بينما بدأ الحلفاء بالبحث عن طريق يصل إلى العودة لسورية, ولم أرَ أي نموذج جديد في سورية, طرح علي كلبناني, للتعامل والتعاطي, وقيل لي في حينه في أسوأ الأحوال, اقترح علي البعض مفهوم طرابلس الشام. وقلت في حينه أنا أفتخر بطرابلس-الشام عروبياً-ثقافياً-عائلياً واجتماعياً ولكن بصراحة النموذج كان مخابراتياً. وإنني أعلم أيضاً , وهنا أتكلم كمواطن لبناني, بأنه لن تكون مكاتب للمخابرات السورية, لكي تقنع من لا يقتنع, ولكن من الطبيعي أن نرى عودة عبر النفوذ السياسي. النفوذ السياسي هو ما يجري اليوم في لبنان, وهذا غير مريح, لأنه ليس مرتبطاً بواقع أمني وقضائي بشكل واضح.

اليوم, نريد أن نقول التالي:

- نرحب بالرقم السعودي وقلنا لماذا! شرحنا كيف نرحب بالرقم السوري, ولكن يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار معادلة بسيطة. هناك رقم آخر هو الرقم اللبناني. والرقم اللبناني يمثل المواطن اللبناني الذي يريد أن يعلم على أي أساس تمت التوازنات, ويريد أن يعلم على أي أساس قررنا أن نصون هذا المجتمع الذي انتفض, والذي ما زال يواجه خطراً إيرانياً.

اليوم, هناك من يعمل لإبقاء مربعات أمنية مرتبطة بالحرب الأهلية, مسلحة ضمن مناطق كبيرة. كيف ستعالج هذه الأمور, هل سنبقى كما في الماضي ويتم حكمنا "بالحذاء"? هذا أمر غير مقبول ونقول التالي: هذه الانتخابات النيابية ستعبر عن رأي الناس. والجميع يعلم بأن هناك طاقات ضخمة, ونحن لا ننتقد هذا المال, لأننا نرحب بأي مال يأتي اليوم لمن هو في الشارع, وهو بحاجة إلى المال. ولكن على الشارع أن يقول: ستظهر في الصناديق, لأن الانتخاب ستكون على قرار سياسي واضح.

اليوم, نريد أن نسمع طرحهم بالنسبة الى الرقمين السريين السعودي والسوري. هناك أشخاص ما زالوا في السجون منذ سنتين, في حين أن قاضي التحقيق يقول أن ليس لديه صلة بالإرهاب.

أما الرقم الثالث, وهو الأهم, ويتعلق بالوضع الاقتصادي الاجتماعي, هل نريد أن يكون هناك نمو وفرص عمل?

لماذا تأجل العمل في مطار القليعات, وهل هو مطار مدني أو عسكري? البعض يقول بأنه عسكري, والبعض الآخر يقول بأنه مطار زراعي المواطنون يريدونه مطاراً مدنياً, لأنه يخلق فرصة للعمل لنحو ثلاثة آلاف فرصة عمل. هذه الأمور تتطلب توضيحاً. المساعدات الاجتماعية, نرحب بها, ولكن يجب أن نطالب بعمل, أما الوضع الاجتماعي فحدث ولا حرج! يجب بأن تكون هناك معالجات بطريقة أفضل, ويبقى ابن طرابلس محتلاً وابن بيروت محتلاً. هذه أمور غير مقبولة وليست مطلوبة. على الشعب أن يعبر عن رأيه خلال الانتخابات. إذا نجحنا سنحاول أن نتصل بالجميع أما إذا فشلنا, فستغلق هذه الملفات.

  لماذا جرى إبعادك عن الائتلاف الطرابلسي بعد أن كنت من المناضلين الأوائل في "ثورة الأرز" وكنت من بين النواب ال¯29 الذين أدرجت أسماؤهم على لائحة الشرف بعد وقوفك ضد التمديد للرئيس أميل لحود? ومن وضع "فيتو" على اسم مصباح الأحدب?

  الذي وضع فيتو على اسم مصباح الأحدب هو الرقم السوري.

  من تعني بالرقم السوري نجيب ميقاتي, أم محمد الصفدي?

  الرئيس ميقاتي, هو من وضع الفيتو, وليس عندي معلومات بأن الوزير الصفدي ضدي. هناك أمور كثيرة لا أتفق بها مع الصفدي, لكن بالنسبة لهذا الموضوع, ولا أريد الافتراء عليه. الرئيس ميقاتي أعتبره وجهاً حضارياً لمدينة طرابلس, ورجلاً ناجحاً أفتخر به محلياً وخارجياً ودولياً, ولكننا نعلم في طرابلس بأنه لا يستطيع أن يواجه التمنيات السورية. وأتمنى مستقبلاً بأن يكون هناك تعاون لتوظيف هذه العلاقات لمصلحة العلاقات اللبنانية-السورية ولا سيما لمصلحة طرابلس. حاولوا أن يقولوا بأن هناك أشكالاً مع الشيخ سعد الحريري. هذا غير صحيح.

الشيخ سعد الحريري لم يستطع إبقاء مصباح الأحدب على اللائحة. ولكن هذا لا يعني بأن يكون هناك تغيير بوجهة نظر مصباح الأحدب بالنسبة للخط السياسي الذي ينتمي إليه. دخلت في "14 آذار" سنة 1996 وقرأت البرنامج الانتخابي للشيخ سعد الحريري. وهذا البرنامج أحبذه. وكل المبادئ التي أدافع عنها موجودة فيه. يستطيعون أن يقسموا الشارع بالإشاعات, ونحن سنواجه, ولكن لا يمكنهم قسمة الشارع للخلافات الشخصية. أنا لا أقبل أن أزج بأي خلاف شخصي أنا أوافق على سياسة محددة, وهذا الشارع شارعنا ونحن خط واحد.

  ماذا يستطيع أن يخدم الرئيس ميقاتي "تيار المستقبل" وزعيمه سعد الحريري أكثر من النائب مصباح الأحدب?

  الرئيس ميقاتي يملك إمكانات كبيرة. وهذا الأمر واضح. وأنا كما قلت مجدداً, قبل كل شيء, من الأشخاص الذين يؤمنون بالله. وأعتقد بأن رب العالمين, يعطي, وأنا أنظر إلى هذا العطاء بكل صدر رحب وأتمنى لصاحبه التوفيق. وهم لديهم إمكانات أكبر من إمكاناتي. لكن أريد أن أوضح ما هو مريح بأن القيادة الأمنية في لبنان, وأعني قيادة الجيش اللبناني وقائد الجيش ورئيس الجمهورية ووزير الداخلية, وأنا مطمئن لهم, فهي قيادات منصفة.

  نتيجة هذا القرار باستبعادك عن اللائحة, هل ستنضم إلى لائحة المعارضة, أم ستترشح منفرداً?

  حكماً سأترشح منفرداً. أنا لست معارضاً بمعنى ما يطرح في المعارضة حالياً. بالعكس إذا لم أنضم إلى لائحة محددة أغير قناعاتي السياسية, أمر اللائحة تفصيلي وقناعاتي السياسية أنا ملتزم بها وأعتقد بأن من ينافسني سياسياً لا يستطيع إلا أن يعترف بأن مصباح الأحدب لم يغير قناعاته السياسية, منذ عام 1996 ولغاية اليوم.

  هل التقيت النائب الحريري قبل إعلان اللائحة, وماذا قال لك?

  قبل إعلان اللائحة نعم, وهو كان مقتنعاً بأنني سأكون على اللائحة, وكان يؤكد انه إذا كانت هناك مواجهة, سنكون سوية, وإذا كانت هناك تسوية, سنكون سوية. ولكن أنا أقدر الظروف لديه لاعتبارات قد تكون ضغوطات أدت باتجاه عدم استطاعته التمسك بي, وهذا أمر أنا أفهمه. والأهم المحافظة على الخط السياسي, ليدافع عنه شارعنا.

  هل أنت راضٍ عن أداء "14 آذار" في إدارة المعركة الانتخابية?

  حكماً لا.. لست راضياً ولكن أنا أعيد وأكرر ان "14 آذار" هي مبادئ, والشعب الذي تحرك في "14 آذار" ينتمي لأحزاب ومستقلين, لذلك فأنا لا أستطيع التخلي عن هذه القوى. أما التركيبات السياسية, فهي تخضع لعوامل عدة لا سيما القانون الانتخابي والترتيبات القديمة.

قانون الانتخابات سيئ جداً ولا نستطيع بقانون "ال¯60" أن ننظر إلى مستقبل البلاد في القرن الواحد والعشرين, ويُقال في لبنان بأن هناك حرب أحجام.

ففي طرابلس لو كانت الأحجام تؤخذ بعين الاعتبار, لكان لدي مكان على اللائحة, ولكن حكماً هذا "فيتو" سياسي, لأنني كنت الوحيد الذي عبر عن هذه الملفات وضرورة معالجتها.

ليس صحيحاً بأنه لا توجد إنجازات, خرج السوري من لبنان, ولم يعد هناك مكاتب مخابرات سورية في لبنان, كما أنشئت سفارة وعُين سفير. كذلك ما زالت هناك إنجازات أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار, ولكن أيضاً هناك تهديدات جديدة, فلا نستطيع أن نتراجع, ونحن لم نهزم. وإذا كان هناك من يريد أن يقوم بأمور عسكرية, فليتحمل المسؤولية لأننا لسنا بصدد المواجهات العسكرية.

  لو كنت صاحب القرار في "14 آذار", ماذا كنت غيرت في اللوائح?

  كنت حاولت اعتماد نموذج واحد في كل الأراضي اللبنانية, لا أستطيع تشكيل لائحة مكان لائحة "14 آذار". وفي مكان آخر أشكل لائحة مصالحة. إما أن التصالح في كل مكان, وإما أن التنافس في كل مكان لأن القرار السياسي ملزم من الزاوية السياسية أنا مرتاح جداً لعدم وجودي على لائحة لا تملك أي طرح سياسي.

  هل كنت تخشى أن يحصل معك ما حصل مع حليفك الوزير نسيب لحود?

  أتحدث انتخابياً, وكنت أعرف بأنني سأصل إلى مكان كنت مضطراً فيه للانسحاب من اللائحة, وأعتقد انهم أخطأوا في مسألة كان ممكناً أن يربحوا علي, إذا كان عليهم أن يصروا على وجودي في اللائحة, ثم يختلفوا معي على بيان اللائحة لأنني لست مستعداً للتنازل على أمور محددة.

  ما رأيك بكلام النائب محمد رعد عن المناورة الإسرائيلية وخطرها على لبنان أثناء انعقاد طاولة الحوار?

  هذا استمرار لواقع غير مقبول في لبنان استمرار لواقع يحاول البعض أن يفرضه بعد احتلال بيروت, يعني احتلينا بيروت, وتريد احتلال كل لبنان.

للأسف ما زالوا يتحدثون عن التخوين والقول بأن هناك شريحة هي الشريفة والحاكمة والإلهية, وإذا كانت تملك السلاح يجب أن نمدح هذا السلاح, لأن له دوراً تاريخياً وإلهياً, وشريحة أخرى إذا كانت تملك بندقية للدفاع عن النفس, فهي إرهابية. وعميلة وإسرائيلية فليأتوا بمحرقة, ولينتهوا من هذه الشريحة. أما إذا أرادوا أن يعيشوا مع هذه الشريحة بطريقة مقبولة فيجب أن يأخذوا بعين الاعتبار أن هناك شريكاً غير مسلح.

بعد حرب عام 2006 اقتنعنا بأن هناك نصراً, ومهرجانات في طرابلس احتفالاً بالنصر. ثم سمعت الناس تصريحاً يصف حكومة السنيورة بحكومة "أولمرت", في حين كان يقال انها الحكومة المقاومة والداعمة. ألغيت كل الاحتفالات وقرفت الناس ومع الأسف ابتدأت مرحلة جديدة. هذا الشريك المسلح, أما أن يحكمنا بالسلاح فليقل بأنه يحكمنا بالسلاح, وليعلم الجميع إننا محكومون بالسلاح, وإننا بلد مرتهن, إما أن يجد إمكانية للتوصل إلى تعايش مقبول وإما أن يستمر بالضغط على المؤسسات, فيخطف ضابط "لبناني" في بيروت, ثم يُخلي سبيله في اليوم نفسه, وبكفالة مالية. وهناك اعتداء على الجيش اللبناني حصل في البقاع واستشهد أربعة جنود. هل نقبل بأن ان تكون هناك اعتداءات على الجيش بهذه الطريقة? أتذكر ما حصل في مار مخايل? لا أحد ينسى كيف نزف سامر حنا, ساعتين وهو ضابط في الجيش اللبناني ولم يستطع أي مسعف أن يصل إليه. هذا هو النموذج الجديد? هذه المعادلة الجديدة التي تفرض على لبنان. كيف تريدون أن نقبل بذلك? نحن جزء من هذا البلد. من مؤسسات هذا البلد من جيش هذا البلد, من القوى الأمنية لهذا البلد, من التركيبة والنسيج الاجتماعي لهذا البلد.

كانوا يقولون إن جميع السنة في لبنان يريدون بقاء الجيش السوري, وأنا كنت الوحيد الذي عارض هذا الوجود. اليوم النموذج نفسه موجود في الجنوب اللبناني. وأنا أعلن أن في الجنوب الكثير الكثير ممن ينتمي إلى الدولة اللبنانية. ويريد أن يخضع لقوانين الدولة اللبنانية. ولكن الممارسات التي مررنا بها وارتكبنا أخطاءً لا أحملها ل¯"14 آذار" وكانت هناك ضغوطات على هذا الفريق لم يشهدها أي فريق سياسي في العالم ثم اغتيالات وتفجيرات وانتشار السلاح في الشارع. وهناك أخطاء متعمدة كتشكيل الحكومة الأولى, وإعطاء الخمسة مراكز الأولى في التشكيلة لفريق شيعي واحد, وغض النظر عن الفريق الشيعي الآخر. هذا كان تنازلاً من "14 آذار" عن الشريك الشيعي, وهذا الأمر غير مقبول! اليوم هذه الشريحة لبنانية والشريحة التي تواجه في طرابلس هي أيضاً لبنانية ولو قالوا بأنها سنة. وأنا لست طائفياً ودافعت عن المظلوم عندما كان مسيحياً في السابع من اغسطس. كيف تريدونني ألا أدافع عن المظلوم عندما يكون سنياً ومن طرابلس?

  كيف تنظر إلى تدخل "حزب الله" بالشأن الداخلي المصري وهل لبنان الرسمي ادى واجبه حيال الدولة المصرية?

  أعتقد أن المس بأي سيادة مسألة مرفوضة, فكيف إذا كان هذا المس يأتي من خارج هذه الدولة? هذا أمر غير مقبول, وإذا كان هناك من يريد أن يقاوم, فهذا يتم بالتنسيق. لا نستطيع أن نعتبر حدوداً معينة محمية وحدوداً أخرى مشرعة. المبدأ أن المس بسيادة أي دولة غير مقبول! ولكن هذه الأمور لا يجب أن تعالج بطريقة إعلامية وبتصعيد, لأن هذا أمر غير مفيد, وأنا على قناعة ان "حزب الله" ارتكب خطأً وهذا الخطأ يجب أن يعالج مصرياً ولبنانياً من خلال التمسك بالعلاقة المتينة التي يجب أن تكون مستمرة مع مصر, لأن مصر دولة عربية كبيرة تملك ما تملك من إمكانيات وتضمن دور لبنان ضمن المنطقة العربية. والحفاظ على هذه العلاقات يعني الحفاظ على عروبة لبنان.

  ما تعليقك على الإفراج عن الضباط الأربعة?

  قبل كل شيء, لا أستطيع أن أقيم الموضوع قضائياً, ولكن إذا أردنا أن نقول كما تصور الأمور سياسياً, طبعاً الأمر صور وكأنه انتكاسة لفريق وانتصار لفريق آخر, وقد يسوق هذا الأمر انتخابياً وبدأنا نشهد كيف أن الفريق تلقف الموضوع ويحاول استثماره بكل الوسائل.

ما يهمني توضيحه في نهاية هذا الحوار, منذ فترة بدأنا نسمع أن الخارج تخلى عن جماعته في لبنان. الخارج كما أعرف ليس له جماعة معينة. الخارج يتعامل مع القوى الموجودة, وفق مصالحه, ليس فقط في لبنان, بل في العالم, هناك مصالح مشتركة, وكل القوى تتعامل مع بعضها من هذا المنظور.

الخارج اليوم عندما يرى الأمور تلاشت في الداخل, حتماً هذا سيؤدي إلى تلاشي الاهتمام من قبل الخارج.

المطلب السيادي في لبنان, إذا لم يكن مطلباً أساسياً ومستمراً من الجميع من سيتبرع وينفذه لنا. وهل ننتظر أن يأتينا الحل من الخارج ونحن نتفرج عليه?