المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 12 آيار/2009

إنجيل القدّيس لوقا .34-28:22

أَنتُمُ الَّذينَ ثَبَتوا مَعي في مِحَني، وأَنا أُوصِي لَكم بِالمَلَكوت كَمَا أَوصى لي أَبي به، فتَأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائدتي في مَلكوتي، وتَجلِسونَ على العُروشِ لِتَدينوا أَسْباطَ إِسرائيلَ الاِثْنَي عَشَر». وقالَ الرَّبّ: «سِمعان سِمعان، هُوذا الشَّيطانُ قد طَلَبكُم لِيُغَربِلَكُم كَما تُغَربَلُ الحِنطَة. ولكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ». فقالَ له: «يا ربّ، إِنِّي لَعازِمٌ أَن أَمضِيَ مَعَكَ إِلى السَّجْنِ وإِلى المَوت». فأَجابَه: «أَقولُ لَكَ يا بُطرُس: لا يَصيحُ الدِّيكُ اليَومَ حتَّى تُنكِرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعرِفُني».

 

رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" اعتبر إخلاء سبيل الضباط الأربعة ليس إعلان براءتهم

دوري شمعون لـ" السياسة ": أطالب بعرض عون على لجنة طبية وإذا تسلم لبنان سيخرّبه

 بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

حمل رئيس حزب الوطنيين الأحرار اللبناني دوري شمعون بشدة على العماد ميشال عون, مطالباً ب¯"إخضاعه أمام لجنة من الأطباء النفسيين لتحديد الحالة الصحية التي يعانيها, لأن هدفه الوصول إلى الرئاسة, وليس لإنقاذ المسيحيين كما يدعي, وهو على استعداد ليس فقط للتنازل عن »اتفاق الطائف« بل يسعى إلى المثالثة, وأكثر إرضاء ل¯"حزب الله" من أجل الوصول إلى هدفه".

شمعون, وفي حوار مع "السياسة" ذكر العماد عون بالوعود التي قطعها النظام السوري للقيادات المسيحية والإغراءات التي قدمها من مقاعد نيابية وحقائب وزارية, لكن هذه القيادات رفضت الانضمام إلى »مجلس نواب سوري« أو الخضوع للوصاية السورية كما يفعل هو اليوم, واصفاً دفاع جماعة عون عن الضباط الأربعة بالمهزلة التي لا تصدق, مطالباً الذين أصيبوا بضعف في ذاكرتهم بالعودة إلى خطابات العماد عون عندما كان رئيساً للحكومة العسكرية وكيف انقلب السحر على الساحر بالنسبة للسوريين وحلفائهم, بعد التنكيل بأتباعه وتعرضه الى شتى أنواع الإهانات والسجن والضرب والقتل, ثم عادوا ليخوضوا معركته الانتخابية في العام 2005, شريطة التحالف مع حلفاء النظام السوري.

وشبه شمعون عون ب¯»هتلر الذي فوضه مسيحيو ألمانيا بمصيرهم فأوصلهم إلى الموت, وهكذا يفعل العماد عون بإيصال المسيحيين في لبنان إلى الحائط المسدود«, واصفاً ما يحصل في صفوف »14 آذار« بالأمر الطبيعي, ومؤكداً استمرار الأكثرية إلى ما بعد الانتخابات, وإن تدنت نسبتها, وأن جميع العقد الانتخابية قد تنتهي في غضون أيام.

 وتمنى شمعون »لو أن الوزير نسيب لحود تريث في اتخاذ قراره بالانسحاب من المعركة«, معتبراً أن "حزب الله" يريد قيام دولته ويتلقى أوامره من قم, الإيرانية. وقال: »إن النظام السوري لم يقدم للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سوى المبنى الذي وضع عليه العلم السوري على مبنى السفارة في بيروت للقول إن سورية وافقت على العلاقات الديبلوماسية مع لبنان«. وفي ما يلي نص الحوار:

هل كنت تتوقع صدور قرار المحكمة الدولية بإخلاء الضباط الأربعة على هذه الصورة?

  نحن, لا نعرف ماذا يوجد في المحكمة الدولية. ووفق قانون المحكمة إذا تم توقيف أي شخص لأكثر من 90 يوماً ولم يبت بأمره, ولم تصدر إدانة ضده أو حكم, يجب إخلاء سبيله. يبدو من خلال المطالعات التي اجراها القضاء في غضون الشهرين الماضيين, لم تتأكد لديهم إدانات واضحة بحق هؤلاء الضباط, ولهذا أُخلي سبيلهم.

هذا لا يعني بأنهم أصبحوا أبرياء, فإذا ظهر أي شيء في التحقيق يستوجب إعادة الاستماع إلى إفاداتهم أو توقيفهم فلن تتردد المحكمة في ذلك.

  ألا تخشى ذهاب التحقيق باتجاه آخر?

  لا... أبداً, فإذا فكرنا في هذه الناحية فكأننا نقول إن المحكمة مسيسة, وما تبين حتى الآن فهي غير مسيسة.

  لماذا استقبل "حزب الله" وحلفاء سورية إخلاء سبيل الضباط الاربعة بهذه الطريقة التي تخطت كل الحدود, وكل الخطوط الحمر?

  كانوا بانتظار ذلك بأن يصدر أي شيء عن المحكمة حتى يتمكنوا من إلصاق التهم عشوائياً وكما يريدون, فهذا أسلوبهم منذ بداية تعاطيهم السياسي.

  كيف يستطيع "حزب الله" توظيف الإفراج عن الضباط الأربعة?

  لقد تم توظيفه سياسياً, ولكن ماذا سيفعلون? في البداية كانوا يتهمون المحكمة بأنها مسيسة, الآن, لم يعد هناك مبرر للقول إن المحكمة مسيسة. يحاولون أن يثأروا من القضاء اللبناني, هؤلاء الضباط الأربعة ومن وراءهم, هم من وضع الحبل على رقبة القضاء عندما حاول هذا القضاء أن ينزه حاله أسوة بالقضاء العالمي باعتماد إخلاء سبيل الموقوف بعد 90 يوماً على توقيفه إذا لم تتأكد إدانته. لكنهم لم يقبلوا بهذا القرار, فقامت قيامة القيادة السورية ضد هذا الإجراء, لأن سورية تفضل أن يبقى المتهم موقوفاً حتى لو استمر توقيفه عشر سنوات. ولهذا أوقف الضباط أربع سنوات. ولو قبل أسيادهم بتطوير القضاء في النواحي الإنسانية والحقوقية كما تفعل المحكمة الدولية لكان أخلي سبيل الضباط منذ فترة طويلة. هم من لف الحبل على رقابهم.

  هل تعتبر ان الحملة المبرمجة على القضاء كانت بهدف الثأر لهذا القضاء, أم أنها تخفي وراءها محاولة للسيطرة على القضاء?

  كل هدفهم من هذه الحملة, محاولة كسب الأصوات, في الانتخابات النيابية. واتهام الأكثرية بسوء الإدارة في حكم البلاد.

  كيف ترى الصورة لناحية القاعدة الشعبية بعد كل ما جرى?

  أنا لا أجد بأنهم على صعيد القاعدة الشعبية قد انتصروا. طبعاً هناك قسم من الناس لا يمكن أن يكونوا معك لأنهم عكس التيار. الأبيض يقولون عنه أسود والعكس صحيح. هذه قناعاتهم وهذه مسلكيتهم, وهذه أخلاقهم لسوء الحظ.

  قبل إخلاء سراح الضباط الأربعة, كنتم في »14 آذار« بوضع لا تُحسدون عليه من الخلافات والتباينات في المواقف. هل ساعدكم إطلاق الضباط على إعادة ضبط إيقاعكم بمواجهة تحالف »8 آذار« الذي هلل لإطلاق سراحهم?

- هذا التفسير غير دقيق, لأنه في كل عملية انتخابية تحصل مناكفات على المقاعد الانتخابية, لكنها ليست عصية على الحل رغم كل ما تشهده الساحة السياسية, لأن تحالفاً بحجم تحالف »14 آذار« يتألف من مجموعة أحزاب, بطبيعة الحال أثناء المعركة الانتخابية يحصل نوع من شد الحبال والتمسك ببعض المقاعد. ولقد شاهدنا لسوء الحظ في الأيام الأخيرة أن المسألة تعدت إطارها التقليدي أكثر مما كان متوقعاً, صحيح حصلت بعض الأمور السلبية لكنها لم تؤثر في جوهر التحالف.

  المعارك الانتخابية في المناطق الحساسة ما زال تشكيل اللوائح فيها متعثراً, فما أسباب ذلك ولماذا سمحت »14 آذار« بهذا التأخير في مواجهة خصم يسعى بكل قوته الى انزال الهزيمة بكم في هذه الدوائر, وتحديداً في جبيل وكسروان وزحلة وبيروت الأولى?

  في بيروت الأولى انتهى الإشكال وتم سحب ريشار قيومجيان. في كسروان اللائحة ستظهر قريباً, قوية أم ضعيفة المهم أنها ستتشكل وستكون على قدر المسؤولية. في جبيل هناك ظروف خاصة بوجود رئيس الجمهورية لكن مرشح قوى »14 آذار« فارس سعيد ماضٍ في ترشحه وحظوظه بالفوز قوية رغم عدم حصول تعاون بينه وبين المرشح ناظم الخوري المقرب من الرئيس سليمان, لكن هذه ليست مسؤوليتنا.

أما في زحلة, فهناك طبخة كبيرة, وليس لدي تفاصيل دقيقة لأنني لم أتدخل بشكل رسمي في هذه الدائرة, لكنني على قناعة بأن اللائحة ستأتي بالشكل المقتنع به, وأنا أعطيت تعليماتي لأنصاري في زحلة من أجل الالتزام بالتصويت للائحة »14 آذار«.

  لماذا فرطتم بالوزير نسيب لحود في المتن الشمالي?

  الوزير لحود عجل بسحب ترشيحه, كان عليه أن يستمر في المعركة, ويتفاهم مع حليفيه. ميشال المر وسامي الجميل, قد يكون لديه ملاحظات على بعض التصرفات التي حصلت من غير علمه, لكن كان مفترضاً به مناقشة هذه الأمور معهم بصورة شخصية قبل الإعلان عن انسحابه من المعركة.

هل أنت مطمئن للوضع في دائرة بعبدا, ولاسيما أنها تضم الدكتور أبي عاصي عن "حزب الوطنيين الأحرار"?

  أصبحت في الآونة الأخيرة مطمئناً أكثر بعدما شاهدنا ردة الفعل عند الناس, والإيجابية التي تسير بها الأمور, وآمل أن تفوز اللائحة بكاملها, لأنها تضم نخبة من المرشحين الذين يتمتعون بثقة الناس من أمثال الدكتور أبي عاصي وصلاح حنين وأدمون غاريوس وباسم السبع وأيمن شقير وصلاح الحركة.

  وماذا لو بقي عبد الله مرشحاً منفرداً ألا يؤثر في نتيجة الانتخابات?

  كان مفترضاً على النائب عبد الله فرحات أن يحترم قرار الفريق الذي ينتمي إليه, ويعلن سحب ترشيحه بدل التعاطي مع المسألة بطريقة صبيانية, لا تليق به, وكنت آمل لو أن أعصابه أهدأ مما شاهدناه من ردة فعل غير مبررة كي نتمكن من التعاون معه في المستقبل.

  أنتم متهمون من قبل العماد ميشال عون بالزحف خلف القوى السياسية الإسلامية من أجل الحصول على مقعد نيابي, بينما هو يخوض معركة الحفاظ على حقوق المسيحيين, فما هو ردك على هذا الاتهام?

  يتهم من?

  كل مسيحيي »14 آذار«?

   أحب أن أذكر العماد عون لأنه حديث في التعاطي السياسي, وهو يعتقد بأن لا قبله ولا بعده وهذه معزوفة يعرفها جيداً ويرددها دائماً. وأريد في هذه المناسبة تذكير العماد عون بأن حلفاءه السوريين عرضوا علينا مقاعد نيابية أكثر مما يتصور, وهؤلاء الذين يغدقون عليه الدعم اليوم, ويتبرعون له بالمساعدة. سبق لهم وأن عرضوا علينا الدعم والمساعدة نفسها إن لم يكن أكثر, وقالوا لنا نؤمن لكم كتلة نيابية من 16 نائباً وأنتم تختارون الوزارات التي تريدونها, لكننا رفضنا أن نضع يدنا بيد سورية, أما هو فذهب أبعد من مصافحة سورية إلى التحالف معها, والمؤسف اليوم أن جماعته يدافعون عن الضباط الأربعة ويطالبون بمحاكمة القضاء, وهم أنفسهم هؤلاء الضباط الذين خاضوا معركة ميشال عون في انتخابات عام 2005.

سورية سخرت كل قواتها وعملائها وجيشها من أجل دعم ميشال في الانتخابات, وبنى تحالفاته على أساس هذا الدعم, عندما ذهبت إليه لأبحث معه في إمكانية التحالف الانتخابي في عام 2005, أجابني بطريقة فظة: "أنتم لم يبقَ لكم وجود على الساحة". أراد أن يقفل الباب بوجهي, لأن الأوامر التي كان تبلغها من السوريين تقضي بالتحالف مع حلفائهم وليس مع أي فريق آخر, وهذا ما فعله بعد أقل من سنة عندما وقع وثيقة التفاهم مع "حزب الله" في فبراير عام 2006, تنفيذاً لوعد قطعه مع حلفائه السوريين.

أنا لم أتسكع على أبواب أحد من أجل المقعد النيابي, نحن لدينا موقعنا السياسي في الشوف ويوم الانتخاب ستظهر النتائج ويتأكد للجميع حجم هذا الموقع.

نحن قاطعنا الانتخابات النيابية في الماضي لأننا كنا نرفض الدخول في مجلس نيابي سوري عندما كان أصغر ضابط سوري يفرض الأوامر التي يريدها. رفضنا أن نكون شهود زور للسوريين, أما هو فالكل يعرف كيف يزحف باتجاه السوريين للحصول على رضاهم, على أمل أن يأتي المجلس النيابي الجديد ولا يكون عليه أي صبغة سورية, كما هو حال المجلس الحالي.

  العماد عون يدعي بأن القاعدة المسيحية فوضته بالتكلم باسمها بعد الحصول على ثقتها في انتخابات عام 2005, أما أنتم فذهبتم بالاتجاه الآخر?

  الشعب المسيحي في ألمانيا فوض هتلر في الحرب العالمية الثانية وشاهد العالم ماذا فعل هتلر بهذا الشعب. وهنا يحصل الشيء نفسه. وكما أن هتلر غرر بالمسيحيين الألمان فكذلك يحاول عون أن يغرر بالمسيحيين, هذه عملية غش لا أكثر ولا أقل, ويريد إدخال المسيحيين ب¯»الحائط« من أجل غاية شخصية بنفسه.

نحن على عكس ما يتصرف عون لا نريد الوصول بالمسيحيين إلى »الحائط«, أو إلى طريق مسدود, أو تذويبهم في كيانات أخرى, مثلما يفعل بتحالفه مع السوريين. المسيحيون لبنانيون من الدرجة الأولى يحملون الجنسية اللبنانية, ومتمسكون بالدستور اللبناني وليس بولاية الفقيه وعندما نسأل جماعة عون عن هذا الموضوع فلا جواب عندهم. حلفاء عون يريدون المثالثة, ويطالبون بتعديل »الطائف«.

  ماذا يستفيد العماد عون من المثالثة?

  ميشال عون يريد رئاسة الجمهورية, ومقابل وصوله إلى الرئاسة فهو مستعد ليبيعهم الثلث والثلثين وكل البلد. عون رجل غير طبيعي فإذا وضع أمام لجنة أطباء لدرس الحالات النفسية يتأكد بأنه مريض نفسياً.

  وماذا يريد "حزب الله" بالتحديد?

  يريد قيام دولته.

  لبنان الذي أسقط أحلام الدولة الفلسطينية ضمن الدولة اللبنانية, كيف يسقط دويلة "حزب الله" الموجودة داخل الدولة اللبنانية?

  في الماضي كان المشروع أميركياً بتحويل لبنان إلى دولة بديلة عن فلسطين خدمة لإسرائيل. ونحن كشعب لبناني حاربنا هذه الفكرة وأفشلنا هذا المشروع.

اليوم الوضع مختلف, "حزب الله" لبناني لديه مشروعه وهو مرتاح لوضعه ديموغرافياً وجغرافياً ويحضرون كل المستلزمات المطلوبة لتحقيق هذا المشروع. ويتلقفون الدعم من إيران وسورية, لأن هؤلاء يتبعون قم وليس الدولة اللبنانية. طهران تريد إقامة هلال شيعي يمتد من إيران وصولاً إلى لبنان, ثم إلى مصر وصولاً إلى الخليج العربي. هذا هو المخطط الإيراني. وميشال عون في المقابل ليست لديه مشكلة بالنسبة لهذا الموضوع, المهم أن يصل إلى رئاسة الجمهورية.

  حتى في حال وصوله إلى سدة الرئاسة, ماذا يستطيع أن يفعل العماد عون وهل يقدر أن يكبح جموح "حزب الله", وهناك ضباط تسلموا الرئاسة من قبله أمثال الرئيس لحود, فماذا فعل?

  اميل لحود اكتفى برضى الرئيس حافظ الأسد وقال له: نحن معك ومددوا له ولايته رغم أنه أقسم على عدم مخالفة الدستور. لكن عندما وصل الأمر إلى تمديد الولاية نسي القسم وسار بمشروع التمديد, لأنه كان موظفاً عند غازي كنعان وجميل السيد.

  الرئيس لحود لمح بفتح تحقيق ضد الذين تآمروا على عهده بالتعاون مع خبراء دوليين, وكيف تم إضعاف الموقع الرئاسي وتقديمكم للمحاكمة, فما رأيك بهذه الفكرة?

  نحن على استعداد لتقبل أي حكم يصدر منه بشرط واحد, أن يرتدي ثيابه الرسمية وليس ثياب البحر (المايوه).

  هل أنت مرتاح لتشكيل اللائحة في الشوف?

  بشكل عام مقبولة.

  لكن التمثيل المسيحي هو باتجاه واحد ولم تضم مرشحين من الإقليم, فما سبب ذلك?

  العرف يقضي بأن يكون المرشحون من المدنيين الأكثر عدداً في الدامور ودير القمر. وهذا لا يعني الانتقاص من باقي البلدات والقرى لكن التوزيعة السياسية تفرض ذلك. في الماضي كان يترشح من دير القمر الرئيس شمعون وفؤاد الطحيني المدعوم من كمال جنبلاط, هذه المرة هناك ثلاثة مرشحين من مدينة دير القمر, دوري شمعون, جورج عدوان, ومرشح على لائحة عون الدكتور أنطوان البستاني.

  سجل عليك بعض الغزل إلى جانب المرشح غطاس خوري المدعوم من "تيار المستقبل" على حساب نائب رئيس الهيئة التنفيذية جورج عدوان, ما هو تعليقك على ذلك?

  ليس على حساب جورج عدوان.

أولاً: غطاس خوري صديقي وطبيبي الخاص, وهناك علاقة شخصية بيني وبينه.

ثانياً: ما قدمه الدكتور غطاس في منطقة الحرف من خدمات كان مفيداً لأن هذه المنطقة محرومة من الخدمات طوال كل العهود. في المقابل النائب عدوان لم يلتفت إلى المنطقة أبداً, لا من قريب ولا من بعيد, وفي الشوف الناس تحاسب بعضها بعضاً وهذه مسألة لم ينتبه إليها النائب عدوان, ولكن أنا عضو »منضبط« في »14 آذار« وإذا كان قرار »14 آذار« اعتماد جورج عدوان فأنا التزم بهذا القرار.

  هل تتوقع أن تفوز »14 آذار« بالأكثرية كما هي الحال الآن?

  ربما بنسبة أقل, لكنها ستبقى أكثرية, خصوصاً وأن السياسة في لبنان تشبه البنزين, إما يحترق أو يتبخر بسرعة, ولا أحد يعرف المستجدات قبل موعد الانتخابات, ربما موقف واحد يغير الكثير من الأمور.

  يسجل على القاعدة المسيحية عموماً عدم حماستها وتأييدها لأي مرشح مسيحي يتحالف مع رموز القوى الإسلامية, سواء أكان النائب سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو غيره, فما تعليقك على هذا الاعتقاد?

  هذا الكلام غير دقيق, البعض لا يؤيد هذا المرشح ولو فرش لهم الأرض ذهباً ويبررون تصرفهم هذا كما أشرت, لكن الذين يملكون حساً وطنياً يتصرفون بخلاف ذلك, لأن المعركة بالنسبة للبنان مهمة جداً, إما أن ينتصر مشروع الوطن أو ينتصر المشروع المعادي للوطن. هذه المعركة مفصلية, وعلى اللبناني أن يختار إما وطن السيادة والاستقلال, أو وطن التبعية للآخر.

أنا أسأل: هل "حزب الله" يستطيع أن يتصرف بحرية في إيران كما يفعل في لبنان?

لبنان بلد الحريات, لكن لسوء الحظ الناس تعيش حياتها بشكل يومي ولم يتسنَ للبنانيين رسم مستقبلهم بعد, لماذا ننسى خطابات ميشال عون في الماضي ضد السوريين? ويريد اليوم أن يوهم الناس أنه بمجرد انسحاب الجيش السوري من لبنان أصبح كل شيء طبيعياً.

أين ترسيم الحدود? لماذا لم يتوقف تهريب السلاح? أين السفير السوري الذي أعلن عن تعيينه في لبنان ولغاية الآن لم يحضر إلى السفارة? لماذا لم تحل مشكلة مزارع شبعا بوجود الأقمار الاصطناعية? كل ذلك يتم لإعطاء "حزب الله" حجة التمسك بسلاحه وتعطيل قيام الدولة المركزية.

  يعني سورية لم تغير سياستها تجاه لبنان?

  لا, أبداً... وإذا تأملنا بكل مواقف وتصريحات الرئيس بشار الأسد بالنسبة للبنان نجد أن شيئاً لم يتغير, لأنه دائماً يتحدث عن أصدقائه في لبنان والوقوف إلى جانب حلفائه.

  هذا يعني أن الوعود التي قطعها الرئيس الأسد للرئيس الفرنسي ساركوزي ذهبت أدراج الرياح?

  ما فعله بالنسبة للرئيس ساركوزي استئجار أحد المباني في منطقة الحمراء ووضعوا عليه العلم السوري لإيهام الرأي العام الغربي بأنهم وافقوا على إقامة العلاقات الديبلوماسية. وكلها أمور شكلية لم تغير شيئاً من جوهر الأمور المعقدة بين البلدين.

  هل أنت مقتنع بالسياسة الأميركية الجديدة في المنطقة?

  طبعاً, الولايات المتحدة الأميركية, وبعد الذي جرى في العام 2001, فإن هناك سياسة جديدة ضد الإرهاب الدولي في كل العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. ولهذا أدركوا أن سياستهم في لبنان كانت على خطأ, لأن كل المنظمات الإرهابية كانت معششة في لبنان ولهذا غيروا سياستهم تجاهنا.

  العماد عون يطالب ب¯35 نائباً في البرلمان الجديد, ماذا تتوقع له أن يفوز?

  أقترح أن نسلم هذا البلد للعماد عون لنرى ماذا سيفعل بلبنان... سيخربه بالتأكيد, لأن الذي عطل المؤسسات في لبنان هم حلفاء ميشال عون لكثرة ما مارسوا من ضغط وظيفي وسياسي على هذه المؤسسات, هذا الرجل غير طبيعي ويجب أن يخضع لمعالجة نفسية.

  ما هو تعليقك على الممارسات التي تمارسها بعض القوى ضد المرشح أحمد الأسعد?

  مرفوضة ومستنكرة, لكنها منتظرة, لأن قوى الأمر الواقع في الجنوب, وفي الضاحية, لا تحترم القانون ولا السلطة ولا القضاء وتتقن الاعتداء على كرامات الناس.

  هل من كلمة أخيرة?

  أطلب من كل لبنان أن يحكم ضميره قبل أن يضع الورقة في صندوق الاقتراع, وكيف يختار ممثليه من النوعيات الجيدة, وليس من الأشخاص الذين ورطوا البلد بحروب عبثية, وكان آخرها ما جرى في صيف 2006 التي كبدت البلد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية.

 

 نصر الله يعتزم إقالة خليفة مغنية بعد سلسلة الإخفاقات الميدانية والأمنية

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ "السياسة", امس, أن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله يعتزم إقالة القائد العسكري مصطفى بدر الدين الذي تولى المنصب الذي كان يشغله عماد مغنية قبل اغتياله, في أعقاب سلسلة من الاخفاقات الميدانية والأمنية التي مني بها الحزب في الآونة الأخيرة, فيما أكد ديبلوماسي مصري أن خلية الحزب التي ضبطتها السلطات المصرية كانت مخترقة من قبل "الموساد" الاسرائيلي في لبنان. وأوضحت المصادر المطلعة على مجريات الأمور داخل قيادة "حزب الله", أن توجه نصر الله يأتي في أعقاب سلسلة الإخفاقات الأخيرة منذ تولي بدر الدين منصبه, وفي مقدمها اعتقال شبكتين تابعتين للحزب, الأولى في مصر التي كان يتزعمها محمد احمد يوسف منصور والذي كان مزودا بجواز سفر لبناني باسم سامي هاني شهاب, والثانية في اذربيجان بزعامة علي نجم الدين وعلي كركي اللذين كانا مزودين بجوازي سفر ايرانيين بأسماء مستعارة, وكانا يخططان بالتعاون مع "الحرس الثوري" الايراني لتوجيه ضربات لأهداف غربية في العاصمة الاذربيجانية باكو, اضافة الى العدد الكبير من شبكات التجسس التي استطاعت خرق جميع الاحتياطات الأمنية للحزب وجمع المعلومات حوله.

وعزت المصادر هذا الفشل الميداني والامني غير المسبوق, بشكل اساسي, إلى عدم ملاءمة بدر الدين للمنصب الذي يشغله, كونه يتمتع بشخصية غير متزنة إطلاقا ومعروف عنه مزاجيته وعصبيته الشديدة, وميله لاتخاذ القرارات المصيرية بشكل عفوي وغير مدروس, من دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار والمفاعيل التي يمكن أن تولدها هذه القرارات.

وكشفت أن انتقادات وجهت أيضاً إلى نصر الله, الذي لا يعتبر رجلاً عملياً كما يتردد في صفوف الحزب, إذ فشل منذ أكثر من عام في قراءة الوضع العملياتي والامني وأتاح المجال امام بدر الدين للتغرير به وضرب أمن "حزب الله" في الصميم.

وأضافت المصادر الخاصة "ان الصفوف القيادية في الحرس الثوري الايراني تشارك نصر الله موقفه بضرورة التخلص من بدر الدين, على الرغم من مسؤولية قيادة الحرس أيضاً في الاخفاقات الميدانية خاصة في اذربيجان ومصر, حيث كانت شريكاً فعالا في التخطيط والتنفيذ وتوفير الدعم المالي واللوجستي لهذه الشبكات".

في سياق متصل, كشف ديبلوماسي مصري في بروكسل ل¯"السياسة", أمس, ان "التحقيقات التي جرت مع ثلاثة (لبناني وفلسطينيين) من المتهمين الموقوفين في قضية "خلية حزب الله", أعطت للمحققين ونيابة أمن الدولة العليا انطباعاً مذهلاً بإمكانية أن تكون تلك العصابة مخترقة من قبل الموساد الاسرائيلي", مشيرة إلى أن أقوالهم أوحت بأن الاستخبارات العبرية رافقت تحركات الخلية من لبنان واطلعت على خططها. ولفت إلى أنه لم يكن في صالح اسرائيل أن تبلغ السلطات المصرية بنشاطات الخلية, لأنها كانت ترمي إلى معرفة الأماكن السرية التي يتسلل منها السلاح إلى قطاع غزة, مشدداً على الموقف الحازم للقيادة المصرية برفض أية وساطة في القضية, ومؤكداً أن نصر الله سيفاجأ عما قريب بأمور لا ينتظرها ولا يتوقعها

 

ديبلوماسي مصري: نصر الله سيفاجأ عما قريب بما لا ينتظره

"خلية حزب الله" المصرية كانت مخترقة من "الموساد" في لبنان

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

كشف ديبلوماسي مصري في العاصمة البلجيكية النقاب امس عن ان المحامي العام لنيابة امن الدولة المصرية العليا المستشار هشام بدوي سيرفع الى النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود خلال الايام المقبلة نتائج التحقيقات مع "عصابة حزب الله" في مصر تمهيدا لاحالة المتهمين ال¯ 49 فيها الى المحاكمة, و"ان هذه التحقيقات التي تشعبت كثيرا خلال الاسابيع الاربعة الماضية مع المتآمرين والمخربين بقيادة سامي شهاب "مبعوث" حسن نصر الله الشخصي ونائبه نعيم قاسم لضرب الاستقرار في مصر وهز امنها القومي والتآمر لاغتيال قادة مصريين, طاولت عددا اخر من خارج هؤلاء التسعة والاربعين متهما, يتخذون من لبنان وقطاع غزة منطلقا للاعتداء على السيادة المصرية, ويأتمرون مباشرة من امين عام الحزب الايراني في لبنان ونائبه".

وقال الديبلوماسي ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن "ان التحقيقات التي جرت مع ثلاثة من المتهمين الموقوفين في القاهرة اعطت المحققين ونيابة امن الدولة العليا انطباعا مذهلا بامكانية ان تكون تلك العصابة مخترقة من قبل "الموساد" الاسرائيلي ومن هنا انطلقت الشائعات في المرحلة الاولى من التحقيقات حول دور اسرائيلي متقدم في كشفها وابلاغ تحركاتها في مصر من قبل اجهزة الامن العبرية في تل ابيب, الا ان اقوال هؤلاء المتهمين الثلاثة وهم لبناني وفلسطينيان اوحت بأن استخبارات ايهود اولمرت, رئيس الوزراء السابق, رافقت تحركات خلية "حزب الله" هذه من لبنان واطلعت على خططها بحيث تمكنت قبل اعتقال افرادها في مصر بأشهر من كشف عملية محاولة تهريب قافلة السلاح من السودان الى قطاع غزة عبر الاراضي المصرية والقضاء عليها بسلاح الجو العبري الذي دمر القافلة بكاملها وتضم ما بين 17 و22 شاحنة سلاح كانت وصلت الى الخرطوم من ايران".

وقال الديبلوماسي انه "لم يكن من صالح اسرائيل التي اكتشفت تحركات هذه الشبكة الارهابية من عملائها في لبنان الذين يخترقون "حزب الله" و"حركة امل", ان تبلغ السلطات المصرية بنشاطاتها في مصر خصوصا لجهة تهريب السلاح الى حركة "حماس" وغزة عبر انفاق معبر رفح, اذ يبدو ان الاستخبارات الاسرائيلية كانت ترمي الى معرفة الاماكن السرية التي يتسلل منها السلاح الى القطاع مأخوذة بشكوك خاطئة حول دور مصري رسمي في مساعدة هذه العصابة في دعم حماس بالاسلحة".

الا ان "وضع يد الاجهزة المصرية على شبكة "حزب الله" اثبت للاسرائيليين خطأ معلوماتهم ما حملهم على تسريب معلومات كاذبة عن انهم كانوا وراء اعلام السلطات المصرية بوجودها في مصر جاهلين ان الاستخبارات المصرية كانت تراقب افرادها قبل ذلك لمدة طويلة بدأت بتوجيه الطائرات الاسرائيلية ضربة الى قافلة السلاح الايرانية في السودان بعدما تأكد انها كانت في طريقها الى الاراضي المصرية".

وشدد الديبلوماسي المصري في بروكسل على "الموقف الحازم للقيادة السياسية المصرية وعلى رأسها الرئيس حسني مبارك برفض اي وساطة مع "حزب الله" بعدما كان امينه العام نصر الله حرض الشعب والجيش المصريين خلال حرب غزة على التمرد على النظام ما يعين على العصيان والانقلاب, ما ادى الى اصابة جهود هذا الاخير بالفشل في محاولة لفلفة قضية شبكته الارهابية وهذا ما ظهر علنا في خطاب نصر الله الاخير الاسبوع الاسبق الذي اعلن فيه ان اطرافا تسعى لدى الحكومة المصرية لاحتواء الازمة".

ونقل الديبلوماسي عن مسؤول مصري كبير في القاهرة قوله لاحدى جهات الوساطة الغربية من الطرفين: انسوا اي وساطة مع هذا الحزب الايراني الارهابي لان الموضوع اكبر منه بكثير فالموضوع متعلق بايران مباشرة وما هذه العصابة المكتشفة لضرب الامن المصري واستقرار المصريين الا واحدة من محاولات ملالي طهران لنشر الفوضى في الدول العربية الكبيرة والقوية والمحترمة والمسموعة في العالم لذلك فإن الوساطات كانت يجب ان تأتي عن طهران لا من المخبأ الذي يقبع فيه حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية خوفا على حياته من الانتقام الاسرائيلي". ونوه الديبلوماسي المصري بما اعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير سليمان عواد الاسبوع الماضي عن "اننا لا نلقي بالا لمن يحاول ان يصبح دولة داخل الدولة (حزب الله) ولا نريد ان ندخل مع هذا النوع من البشر في مهاترات". واكد الديبلوماسي ل¯ "السياسة" ان نصر الله "الذي تبجح في خطابه الاخير بأن حملة مصر الاعلامية ضده قد فشلت ولم تعط نتائجها المرجوة سيفاجأ عما قريب بأمور لا ينتظرها ولا يتوقعها كما لم ينتظر او يتوقع حسب اعترافاته, الحرب الاسرائيلية عليه في يوليو 2006 بسبب اختطافه الجنديين الاسرائيليين

 

نائب في البرلمان الفرنسي يكشف الأسباب الحقيقية لانعطافه نحو فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي

 "حزب الله" بات "كتابا ًمفتوحاً" لكل أنواع الاستخبارات

 باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

قال نائب في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان) امس انه "اذا كانت اجهزة الامن اللبنانية المتضامنة والمنسقة مع "حزب الله" استطاعت خلال الاشهر الماضية اكتشاف هذا الكم الكبير من شبكات التجسس الإسرائيلي في لبنان معظمها في الجنوب مركز ثقل هذا الحزب الايراني, فماذا عن الكم الهائل لشبكات التجسس الاميركية والغربية والاوروبية والروسية والعربية التي تقدر بالعشرات, بحيث بات هذا الحزب الذي يمتلك اكبر ترسانة صاروخية ايرانية في المنطقة خارج الترسانات الايرانية والسورية والمصرية والاسرائيلية والتركية "كتابا مفتوحا" للاستخبارات الدولية والاقليمية, التي تحصي عليه انفاسه وتطوقه من كل الجهات وتحد من تحركاته التي اضطر بعد حرب تموز (يوليو) 2006 الى النزول بها تحت الارض, خصوصا امام المراقبات الدقيقة شبه العلنية للقوات الدولية المنتشرة في الجنوب والتابعة لاكثر من 15 دولة ولاجهزة الامن اللبنانية المنخرطة معه في حرب تجسسية باردة لم يسبق لها مثيل في اي دولة في الشرق الاوسط حتى في ظروف الحروب التي مرت عليه".

واكد البرلماني الفرنسي العضو البارز في لجنة "الشؤون الخارجية والدفاع" ل¯ "السياسة" في باريس امس انه "اذا كانت اسرائيل تمتلك ما بين 20 و40 خلية تجسس في الاراضي اللبنانية اكتشف منها خلال الاشهر الماضية ثمان بصورة متتالية تبعث على الارتياب, فإن الاستخبارات العربية والدولية يمكن ان يكون لها اكثر من 150 شبكة معظمها يخترق "حزب الله" حتى العظم ويتبادل المعلومات حول نشاطاته وخططه العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية, ويمتلك "خرائط طريق" حول طرقات تهريب سلاحه من سورية عبر الحدود اللبنانية وعبر الجو والبحر بصورة اضيق من دول اوروبية غربية وشرقية, ولوائح مفصلة باسماء عناصره المشرفة على هذه الطرقات واسماء معظم خلاياه الخارجية المنتشرة في اوروبا وافريقيا واميركا اللاتينية والدول العربية".

ونقل النائب الفرنسي عن تقارير استخبارية فرنسية من بيروت تأكيدها ان "محاولات "حزب الله" المستمرة والجاهدة لاضعاف اجهزة الامن اللبنانية خلال السنوات العشر الماضية وخصوصا بعد الانسحابين الاسرائيلي والسوري من لبنان في العامين 2000 و,2005 جعلته عرضة للاختراق على محاور عدة لانه حتى الان مازال مقصرا جدا عن مجاراة الاستخبارات الاخرى وعمليات تجسسها عليه, لذلك خفف في المدة الاخيرة حملاته لعزل هذه الاجهزة اللبنانية وابعادها عن مناطقه, فأفسح في المجال امام استخبارات الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانيين اللذين استهدفهما منذ عام 2006 بعمليات اغتيالات او محاولات تصفية لبعض كبار ضباطهما وقيادييهما لان تعود الى عملها السابق في مكافحة التجسس حتى داخل مناطقه المحظورة, كما انكفأ عن محاربتهما والتشهير بهما, وخصوصا فرع المعلومات الذي اغتال منه احد اهم عناصره وحاول اغتيال قيادي اخر مدركا قبل فوات الاوان ان جهاز الامن العام اللبناني الواقع تحت سطوته بقيادة مديره اللواء وفيق جزيني وقبله اللواء الركن جميل السيد, والمشرف مباشرة على حماية طرقات تهريب اسلحته وصواريخه من ايران عبر الحدود السورية, هو الاكثر اختراقا من اسرائيل بدليل ان ثلاثا من شبكات التجسس التي اكتشفت خلال الشهرين الماضيين فقط يرئسها موظفون سابقون وحاليون كبار في هذا الجهاز".

وذكرت التقارير الاستخبارية الفرنسية الواردة الى باريس من لبنان خلال الاسبوعين الماضيين ان "حزب الله" على ما يبدو "اعاد الاعتبار الى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي كان طوال السنوات الثلاث الماضية عرضة لحملات عنيفة من الحزب في محاولات مركزة لاقتلاعه واستبداله بمدير اخر لانه تابع لفريق سعد الدين الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة في وجه جهاز الاستخبارات العسكرية المشكوك بولائه لهما ولمصالح الدولة العليا بسبب مواقفه الحيادية من الحزب الايراني وفي وجه جهاز الامن العام المشرف مباشرة على مفاصل الدولة الامنية التي تهم الحزب وهي بالنسبة له الشريان الحيوي لضخه بالسلاح من الخارج عبر المعابر البرية والبحرية ومطار بيروت الواقعة كلها في قبضته".

وذكرت التقارير ان "التعاون غير المسبوق الذي تشهده الساحة الجنوبية اللبنانية خصوصا بين "حزب الله" وفرع المعلومات التابع لامن اللواء ريفي, خلال الفترة الاخيرة حيث جير اليه الحزب كل ما يمتلك من معلومات عن شبكات التجسس الثماني الاخيرة, ما هو الا محاولة غير مكلفة بل فيها نفع كبير لحسن نصر الله واستخباراته, لتقديم هذا الفرع والقائد الامني الذي يشرف عليه (اللواء ريفي) وجذبه الى جانبه كما يجذب مديرية الامن العام لذلك اناط به "شرف" اكتشاف هذه الشبكات الذي هو أساسا من بين مهمات الاستخبارات العسكرية التي لا يرتاح حزب الله لها كثيرا بسبب تضارب التيارات بداخلها ورمادية لون رئيسها".

وأعرب النائب الفرنسي عن اعتقاده ان يكون "حزب الله" "يلهي بكشفه النقاب عن هذه الشبكات الاسرائيلية التي يتابع تحركاتها منذ سنوات جهاز قوى الامن الداخلي وفرع معلوماته القوي عن مراقبته على الساحة السياسية اللبنانية وخصوصا قبل شهرين فقط من موعد الانتخابات النيابية التي يضع حسن نصر الله ومن ورائه النظامان السوري والايراني كل ما يمتلكون من نفوذ للفوز بها تمهيدا للسيطرة رسميا على قرارات الدولة المستقبلية وتحويلها الى دولة ممانعة ثالثة الى جانب سورية وايران شبيهة بدولة طالبان او بحكومة حماس في غزة وهذا هدف مشترك لتطويق اسرائيل والدول العربية بحزام ايراني - سوري".

وقال "ان الهدف الثاني لحزب الله من الانعطاف المفاجئ 180 درجة للتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية ومنحها شيئا من الثقة لاكتشاف الشبكات الاسرائيلية, هو الاثبات للدولة ان الستراتيجية الدفاعية التي يسعى اليها كرديف للجيش والقوى الامنية, يمكن ان تنجح في التكاتف للاشراف الحميم على الأمن في البلاد, وتكون مبررا منطقيا للموافقة الرسمية على هذه الستراتيجية خصوصا اذا فاز معارضوه في الانتخابات المقبلة واصروا على استبعاده من المشاركة في القرارات الحكومية او على الاقل عدم التنازل له عن تثبيت نفسه عبر هذه الستراتيجية كرديف للجيش لا كطرف يقبع تحت مظلته".

وكشف البرلماني الفرنسي ل¯ "السياسة" النقاب في باريس امس عن ان "حزب الله لا يعرف تحديدا حتى الان كم هو مخترق من الاستخبارات الاسرائيلية والعربية والدولية, كما لا يعرف مدى الخطورة التي يشكلها هذا الاختراق على قادته وترسانة سلاحه وعلى مستقبله كميليشيا مطلوب حلها بقرارات من المجتمع الدولي ومن الدول العربية ذات الكثافة السنية مثل مصر والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والمغرب وتونس والجزائر التي ترفض قيام "ميني - ايران" في قلبها او خلف ظهرها, فيما هي تسعى جاهدة للقضاء على الدولة الفارسية نفسها ذات المطامع غير المحدودة في المنطقة".

 

هذا ما يريده العرب من إيران، ماذا نريد من إيران؟

أحمد الجارالله/السياسة

هناك مثل عربي يقول »ما نريده من خيرك هو كفاية شرك«, وهذا ما ينطبق الآن على واقعنا وحالنا كعرب مع إيران, فنحن نريد منها ان تكفينا شرها, وتتوقف عن محاولاتها المفضوحة والمكشوفة للتدخل أو العبث في أرضنا وسيادة دولنا. منذ سنين طويلة, ونحن نحاول ان نذكرها بما آل إليه مصير الطامعين والطماعين في فرض الهيمنة وبسط النفوذ على الغير علها تجنح للسلم وتقتنع بحتمية ان نعيش معا في المنطقة أصدقاء.. لا نتدخل في شؤونها الداخلية, ولا تتدخل في شؤوننا, ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي.

إيران سرا وعلانية هي وراء كل ما يحدث لنا وما يحدث عندنا, فكم من الحوادث داخل المملكة العربية السعودية يتبين من التحقيقات ان طهران تقف وراءها, والسعودية في محاولة لحفظ الود تلمح بالفاعل ولا تصرح.

إيران التي لا تزال تحتل الجزر الاماراتية الثلاث غير عابئة بقرارات ونداءات المجتمع الدولي لها برد هذه الجزر إلى اصحابها, هي نفسها وراء كل ما يحدث في لبنان, وما حدث ويحدث في غزة, وقد نكتشف أنها وراء القرصنة الصومالية, وكذلك وراء ما يحدث في اليمن من اعمال شغب وعنف. ايران استمرأت أن ترمق عالمنا العربي بعين التخريب, دون ان يرف لها جفن, فها هي تقتل القتيل فينا ثم تسير في جنازته بلا خجل او حياء من ان تطلب له الرحمة وان يدخله رب العباد جنات النعيم.

نعود اذا ونتساءل: ماذا نريد من إيران?.. نريد منها خطابا سياسيا موحدا تحدد فيه وبوضوح معالم موقفها منا كعرب, بدلا من سياسة اللف والدوران التي لا طائل منها سوى تعزيز  صحة الشكوك في نوايا نظام طهران. ألم يخرج من ايران خطاب سياسي طالب باستعادة مملكة البحرين, واعتبرها جزءا من جمهورية الملالي, وخطاب آخر اعتذر وأبدى أسفه واستنكاره?.. أليس في ايران خطاب يحارب الارهاب وآخر يتحالف مع بن لادن رغم اختلاف ملة الطرفين, عملا منهما ¯ على ما يبدو ¯ بمبدأ »عدو عدوي هو صديقي«?..

ألم تتحالف ايران مع المارقين الخارجين على انظمة وقوانين بلدانهم لجهة بث سموم الارهاب في هذه الدول وعلى رأسها العراق وافغانستان ولبنان واليمن ومصر, والاخيرة تحديدا تعتبرها طهران نقطة مركز الامن العربي, ولهذا تسعى جاهدة لتوطيد علاقاتها مع جماعة الاخوان  المسلمين هناك للعمل على زعزعة الامن القومي المصري?

نعم.. جل ما  نريده من ايران هو كفاية شرها قبل رؤية خيرها إن كان هذا الخير قادما اصلا, واظنه بعيد المنال, فهي دولة معزولة عن العالم كله, ولها في كل بلد قصة وغصة, لذا نريدها ان تهدأ وتعرف حدود قدراتها, فهي في النهاية بحكم المعطيات الآنية والمسلمات التاريخية لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. قد تنجح في إحداث شغب ما, لكنها لن تتمكن من تحقيق أحلام أكبر  من قدراتها, ولعلها تأخذ العبرة والعظة من اليابان التي حلمت يوما بأن تحتل العالم, لكنها لجمت ومني حلمها بالفشل, وخرج امبراطورها يومذاك من خندقه ممتطيا صهوة حصان ابيض, وذهب ليوقع وثيقة هزيمة بلاده على متن باخرة أميركية مثلت آنذاك التحالف العالمي ضد الخطر الياباني.

المغول وقائدهم جنكيز خان حرقوا ايضا بنار أطماعهم وهزموا وقتلوا في موقعة عين جالوت بعد ان دمروا بغداد واستباحوا دماء حكامها وشعبها.

خلاصة القول اننا نريد من ايران قيادة عاقلة تعرف حدودها, وتصنع علاقات حكيمة مع دول الجوار والعالم قاطبة, مبنية على ديبلوماسية الرجال والعقلاء لا غير ذلك, وان تقتنع بأن الامن الحقيقي هو الامن الاقتصادي لا قنبلة ذرية سرعان ما يضيع مفعولها, كمن أ عطى طفلا مسدسا محشوا برصاص الموت.

 

احراق سيارة لأحد ناشطي "الانتماء اللبناني" في رميش الاسعد: الانتخابات ستثبت ان الطائفة الشيعية لا تصوّت في خانة واحدة

المركزية – اكد مؤسس "لقاء الانتماء اللبناني" احمد الاسعد ان الانتخابات النيابية ستثبت انه ليس صحيحا ان الطائفة الشيعية تصوّت في خانة واحدة وأن كل ابنائها على رأي واحد.

وقال في خلال زيارة لبلدة كفرتبنيت في قضاء النبطية: مجيئي الى هنا اليوم يثبت ان مشروعنا اكبر بكثير من المشروع الانتخابي، فأنتم تعرفون انني لست مرشحا عن قضاء النبطية بل عن قضاء مرجعيون، ولكن ثمة حاجة، انطلاقا من الواقع الذي نعيشه اليوم، الى استنهاض الواقع الشيعي، ولذلك قلت وأكرر انني اعتبر نفسي ابن الجنوب وبعلبك والهرمل والضاحية.

اضاف: اذا لم تتغير السياسة التي تمثل طائفتنا الشيعية الكريمة، فنحن في لبنان لن نستطيع ان نتقدم. من هذا المنطلق، هدفنا اكبر بكثير من انتخابات مرجعيون، وتاليا سترونني في كل المناطق التي يوجد فيها مناصرونا. نحن نسمع كلاما كثيرا من الاخوان من الطرف الآخر، لكننا نصرّ على كلمة اخوان لأننا، مهما تجنوا علينا وأخطأوا بحقنا، لن نعاملهم بالمثل، بل سنظل نتصرّف بما تمليه علينا اخلاقنا، فالخطأ لا يصحح بالخطأ بل بالصح، وهنا تكمن الشجاعة.

ورفض الاسعد بشدة مقولة انه صاحب مشروع انتخابي فقط لا غير، وردّ على مَن يطرحونها فقال: لا شك في ان الانتخابات محطة مهمة ونريد ان نخوضها بقوة ونضع كل ثقلنا فيها، انما هذه الانتخابات تظل مجرد محطة في مشروعنا، فنحن نريد الاستمرار بزخم وقوة اكبر بعد الانتخابات التي ستثبت انه ليس صحيحا ان طائفتنا الشيعية الكريمة تصوّت في خانة واحدة وأن كل ابنائها على رأي واحد.

اضاف: لم نكن يوما ولن تكون على رأي واحد، وأنا واثق من ان الناس المترددين اليوم، والذين هم معنا في قراره انفسهم لكنهم لا يجاهرون بذلك، سيبدأون بعد الانتخابات، وعندما يرون نتائجها بالتعبير عن آرائهم واقتناعاتهم. وخلص الى القول في 7 حزيران، على الجميع ان يحكموا ضمائرهم وان يصوّتوا وفق اقتناعاتهم، والى الأمام.

من جهة أخرى، اعلن لقاء الانتماء اللبناني ان مجهولين اضرموا النار فجر اليوم في سيارة احد ناشطيه في بلدة رميش الجنوبية.

واشار في بيان الى ان السيارة، وهي من نوع تويوتا رابيد بيضاء اللون، تخص جرجس العلم، من رميش، وهو من الناشطين في الانتماء.

 

الجمهورية" المصرية: سماع اقوال شهود الاثبات في قضية تنظيم حزب الله

المركزية- اعلنت صحيفة "الجمهورية" المصرية ان نيابة أمن الدولة العليا المصرية بدأت سماع أقوال "شهود الاثبات" في قضية "تنظيم حزب الله" المتهم فيها 49 شخصا بالتخطيط لأعمال عدائية من على الأراضي المصرية والارهاب والتخابر ورصد منشآت سياحية في سيناء ورصد السفن المارة في قناة السويس. وتضم النيابة باشراف المستشار هشام بدوي محامي عام أول النيابة أقوال شهود الاثبات إلى ملف التحقيقات في القضية ويتضمن أقوال المتهمين واعترافاتهم وتحريات أجهزة الأمن تمهيدا للانتهاء من التحقيقات وإعلان قرار التصرف فيها. "الوفد": بدورها، صحيفة "الوفد" المصرية نقلت عن مصادر قضائية أن نيابة أمن الدولة العليا المصرية برئاسة المحامي العام الأول تعكف حاليا علي إعداد تقرير عاجل بنتائج التحقيقات الخاصة بقضية "تنظيم حزب الله" في مصر استعدادا لرفعه الى المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام، من المنتظر، صدور قرار إحالة المتهمين لمحاكمة عاجلة خلال أيام. وأشارت المصادر الي أن الهدوء التام يسيطر على أعمال نيابة أمن الدولة منذ ثلاثة أيام، بعد انتهاء المعاينات التصويرية لمواقع ومنازل أعضاء التنظيم في شمال وجنوب سيناء بمناطق رفح ونويبع. وأكد محامو المتهمين أنهم تقدموا بطلبات الى النيابة لإعادة التحقيقات مع بعض المتهمين بينهم المتهم الأول سامي شهاب ونصار جبريل ولم تبت النيابة في الطلبات.

 

الفاينانشال تايمز": الرئيس السوري يعيش ربيع الانفتاح الأميركي على بلده

المركزية - تحت عنوان: "الاسد مطمئن" كتبت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية ان نظام الحكم في دمشق كان يُنتقد ويُعتبر نظاما خطيرا وخارجا على القانون، ومثيرا للمشاكل في العراق ولبنان، ويعتاش على اخفاقات الغرب في الشرق الاوسط. وقالت: ان الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ورث الحكم عن ابيه في عام 2000، قد انتُقد حتى من الاصدقاء العرب الساخطين من تحالفه القوي مع ايران، وغيظهم منه بسبب وعود بالتعاون قطعها لكنه لم يفِ بها. لكن الصحيفة لاحظت ان الاسد يتمتع هذه الايام بما يشبه "ربيع بشار" في دمشق، اذ إن حظوظه تغيرت بفعل احداث خففت من الضغوط الدولية عليه، بل وربما منحته فرصة لاعادة تأهيل نظامه وعودته الى المجتمع الدولي. اضافت: ومع تصميم الادارة الاميركية الحالية على قلب صفحة سياسات ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش، وتحويل اعداء الامس الى اصدقاء، بدت سوريا وكأنها نموذج اختباري للسياسة الاميركية الجديدة. فإن وجدت واشنطن السبيل الذي يسهل عليها اقناع دمشق بالعمل معها وليس ضدها، فسيكون الهدف الاكبر المتمثل بتخفيف التوتر في المنطقة قد حصل على دفعة ايجابية كبيرة.

 

نوفل ضو: اللائحة الثالثة خيار قائم ومتقدم في كســـروان لتثبيت مشروع 14 آذار ومواجهة عون والمبعدين عن لائحته

المركزية - رأى المرشح عن دائرة كسروان – الفتوح نوفل ضو أن الإتصالات جدية وناشطة منذ يومين على خط التشاور بين مرشحين من قوى 14 آذار وآخرين مستقلين للبحث في أفضل السبل لضمان تأمين خيار واضح للناخب الكسرواني في مواجهة مشروع كتلة التغيير والإصلاح برئاسة العماد ميشال عون. وأوضح ضو أن الإتصالات يتولاها النائب السابق كميل زياده وهي تشمله وتشمل أسماء مرشحة أخرى في مقدمها عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده، وقيادات حزبية فاعلة في تحالف قوى 14 آذار. ورأى ضو أن الهدف من هذه الإتصالات هو التصدي لمحاولة تجاوز المشروع السيادي لثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال تحت شعار خصوصية متطلبات مواجهة العماد عون في كسروان، رافضا جر الكسروانيين في المعركة الإنتخابية من مواجهة بين مشروعي الدولة واللادولة، الى مشكلة شخصية بين بعض المرشحين الذين يطلقون على أنفسهم صفة المستقلين بعدما استبعدهم العماد عون عن لائحته من جهة وبين أولئك الذين اختارهم عون ليخوض من خلالهم الإنتخابات من جهة مقابلة. ورأى ضو أن خيار اللائحة الثالثة يجب أن يبقى خيارا قائما ومتقدما، وهو لا بد أن يشق طريقه قريبا بعد بلورة بعض الإتصالات التنسيقية مع قوى 14 آذار والمستقلين الحقيقيين لتأمين الظروف الفضلى للمعركة الإنتخابية وللمواجهة السياسية المستمرة تحت عناوين ثورة الأرز وانتفاضة الإستقلال.

 

الرئيس الجميل تلقى اتصالا من الرئيس سليمان ونفى الاشاعات عن تدهور حالته الصحية

وطنية - 11/5/2009 تلقى رئيس الحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل اتصالا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هنأه فيه بالسلامة. من جهة أخرى، نفى الرئيس الجميل ما تناقله البعض عن تدهور حالته الصحية، إذ بعثت إحدى شركات الهاتف الخليوي الى عدد من المشتركين برسائل تصف حالته الصحية ب"السيئة"، وقال إن "الاشاعات المتناقلة كلام معيب"، مؤكدا معاودته نشاطه السياسي في وقت قريب.

 

 كارلوس إده رد على النائب العماد عون: يخاف التكلم بلغتي لانها لغة الصدق ومن المستحيل ان يتعلمها

وطنية - 11/5/2009 رد عميد حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس اده في بيان اليوم على كلام النائب العماد ميشال عون قال فيه: "بالتأكيد ان عون يتجنب الاسئلة التي تطرح عليه، وعندما يجيب يكون اما بسؤال آخر أم بهجوم مضاد".

اضاف اده:"ان الجنرال يخاف التكلم بلغتي لانه لا يعرفها، فهي لغة الصدق ومن المستحيل أن يتعلمها"، معتبرا "انه لهذه الاسباب يرفض الدخول معه في منظرة تلفزيونية كي لا ينكشف امام الرأي العام". وتابع :"انه يحب ان تجري هذه المناظرة ليرى الشعب اللبناني خلفية الجنرال، وما مدى صحة كلامه، اذ يوجد ملفات خطيرة يجب التحدث عنها ومنها التغيير في مواقفه، وموضوع الجمهورية الثالثة، فعندما يتحدث عن هذه الجمهورية يقول ان تغييرا مهما سيجري على الدستور اللبناني من دون الخوض بالتفاصيل، ثم نراه يذهب ويتفق مع سوريا ومع ايران على مشروع للبنان يطبقه مع "حزب الله" أو حتى بالعكس يطلب منه تطبيق مشروع ما في لبنان ولا احد يعرف ما هو هذا التغيير الذي يأتي به الى بلادنا، ويتحدث عون ايضا عن الفساد. كما انه ليس لديه الحق في الطلب من نوابه الالتزام مسبقا بقرارته من دون ان يرجع هؤلاء الى قواعدهم الشعبية التي انتخبتهم، وبذلك يكون يتصرف كقائد فاشي وبتفكير فاشي، لان النائب يلتزم فقط تجاه ناخبيه". واشار الى "ان (العماد) عون يقول منذ اربع سنوات انه يريد محاسبة الفساد فما الذي قام به حتى يومنا في هذا الاطار؟ وهذا الامر ينسحب ايضا على ما قاله منذ اربع سنوات عندما صرح بأنه يتفق مع تيار المستقبل بحدود ال95 في المئة". ولفت اده الى "ان تشكيل لائحة ثانية في كسروان سيتم في خلال الايام القليلة المقبلة بعد استيعاب تحول الوزير السابق فارس بويز الى خط آخر الامر الذي يتطلب بعض الدرس ليحسم اخيرا"، مؤكدا "ان هناك تغييرا في المزاج الشعبي الكسرواني لان ناخبين كثر اقترعوا عام 2005 للائحة (العماد) عون باعتقادهم انهم يقترعون لصالح ثورة الارز، وهم يرون الان ان فكرة التغيير تغيرت كليا باتجاه آخر". وحول ما يجري في جبيل من سيطرة ل"حزب الله" كفتح مكاتب جديدة رأى اده "انه اينما حل "حزب الله" فمن الصعب جدا ان تسيطر الدولة على أماكن تواجده".

 

جعجع استقبل مرشحي عاليه ونديم الجميل: لا نتحفظ عن اسم أحد ولائحة كسروان ستعلن قريبا

النائب السعد: سنواصل مسيرة الحفاظ على الكيان

وطنية - 11/5/2009 نفى رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد لقائه مرشحي لائحة قوى 14 آذار في دائرة عاليه النواب: فؤاد السعد وأكرم شهيب وهنري حلو، وفادي الهبر، في حضور منسق المنطقة في الحزب جهاد متى، تحفظه عن ضم الوزير السابق فارس بويز الى لائحة قوى 14 آذار، مؤكدا أن لا "فيتو على أحد، كما أننا لا نسعى الى ايصال أحد أو قطع الطريق على أحد، لأن كل اهتمامنا ينصب على فتح الطريق أمام 14 آذار". ودعا كل "القواتيين" والمناصرين في دائرة عاليه الى "مساندة لائحة قوى 14 آذار والعمل لها بكل قواهم لتحقيق فوزها". وقال: "بحثنا مع مرشحي 14 آذار في عاليه في كل التفاصيل الانتخابية، وعلى القواتيين والمناصرين مساندة اللائحة والعمل لها بكل قواهم، ولو أن البعض منا كان يرغب في أن يكون ضمن هذه اللائحة"، مؤكدا "ضرورة وضع هذه الاعتبارات المحلية والاقليمية والشخصية جانبا لإهمية هذه المعركة، ولا سيما أن منطقة عاليه هي قلب الجبل وفي قلب المواجهة". أضاف: "ما أقوله لا يعني أن لائحة 14 آذار في عاليه تواجه صعوبات أو أخطارا كبيرة، ولكن لأسباب سياسية ومعنوية من المفترض أن نقترع بكثافة لهذه اللائحة. وإن عملية الاقتراع لا تهدف الى إيصال شخص أو آخر، بل إن التصويت سيكون لأي لبنان نريد".

وحيا الحزب التقدمي الاشتراكي على "الدور الذي أداه منذ بداية مسيرة الاستقلال الثاني وثورة الارز التي بدلت مسار لبنان والتي يحاول كثر القفز فوقها"، متمنيا "أن تجرى عملية الاقتراع وفقا لهذا الأساس وبعيدا من اعتبارات أخرى مطروحة، إن كانت انمائية أو شخصية، خصوصا أننا جميعا مطلعون على وضع الدولة على مستوى الانماء من أجل مصلحة لبنان". وأكد "أن لا مشكلة لدينا مع مرشحين مستقلين أو حزبيين، ومن غير المقبول أن يكون لدى أي طرف مشكلة مع أي من مرشحينا، والحظر الذي يقام على الدكتور فارس سعيد غير مقبول، وهل سببه أنه ينتمي الى خط سياسي واضح؟ الناس تصوت للأشخاص الذين خطهم السياسي واضح، وسعيد، وفقا لاستطلاعات الرأي تبين أنه الاقوى انتخابيا".

وكشف "أن اعلان لائحة كسروان سوف يتم في خلال السبعة أو العشرة أيام المقبلة".

وعن عقدة المقعد الارمني الكاثوليكي أشار جعجع الى "أن هناك تصورا جديدا في هذا الاتجاه، وسيتم اعلان نواة لائحة دائرة بيروت الاولى في نهاية الاسبوع الحالي.

أما في ما يتعلق بمنطقة زحله، فلا مشكلة سوى بعض الترتيبات التقنية التي ستنتهي، ثم تعلن اللائحة".

ثم شكر النائب السعد باسم لائحة 14 آذار في عاليه، جعجع وكل "القواتيين" على دعم اللائحة، وقال: "تداولنا مع الدكتور جعجع وضع المنطقة ككل بدءا من الامور الاجتماعية وصولا الى البنى التحتية وضرورة إيلائها الاهتمام اللازم بعد الانتخابات". وتمنى "أن تحقق كل لوائح 14 آذار فوزا ساحقا في كل المناطق لتشكيل الاكثرية المطلقة في المجلس".

وردا على سؤال، أعرب عن اطمئنانه الى فوز اللائحة في المعركة الانتخابية، "ولكن لا أحد يستطيع الاتكال على ذلك فقط، إذ يفترض بنا تعزيز عملنا وجهودنا في هذا الاتجاه".

وأكد أنهم يعدون ناخبيهم "بمتابعة المسيرة التي بدأناها، مسيرة الحفاظ على الكيان والحدود والسيادة والاستقلال والنظام الديموقراطي والبرلماني، ومواجهة خلافات المثالثة، والمشاركة في الحكم إذ إن النظام الديموقراطي يقوم على أكثرية تحكم وأقلية تعارض، ويجب التمسك بهذا المبدأ، وغير ذلك يكون بمثابة خروج عن النظام".

وكان جعجع قد التقى المرشح عن المقعد الماروني في الدائرة الاولى في بيروت نديم الجميل في حضور منسق المنطقة في الحزب عماد واكيم. وبعد اللقاء قال الجميل: "بحثنا في شؤون انتخابية ولا سيما ما يتعلق بمنطقة بيروت"، مشيرا الى "أن مشكلة المقعد الارمني الكاثوليكي في بيروت على طريق المعالجة السريعة، وسيصب الحل في مصلحة قوى 14 آذار، وإن اعلان اللائحة سيتم نهاية الاسبوع الحالي بعد معالجة عقدة المقعد الارمني".

 

العماد عون بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح

الخطاب السياسي المصوب نحونا فارغ من المضمون وهو مجموعة من الأكاذيب

لا أقبل سكوت رئيس الجمهورية ولا النيابة العامة ولا أقبل سكوت أحد

عندما يتم التعرض لي في مؤامرة ومن يسكت عن أمر يتعلق به هو متواطئ

وطنية - 11/5/2009 اكد رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بعد الاجتماع الاسبوعي للتكتل "ان الخطاب السياسي الذي يستهدفنا فارغ من المضمون وهو مجموعة من الأكاذيب، ولا يسعنا الرد عليه سوى القول انها أكاذيب ، والمؤسف أنه عندما نراجع بهذه المخالفات يقولون لنا تقدموا بشكوى لدى هيئة مراقبة الانتخابات، وبما أن هناك هجمة كونية علينا فسيلزمنا مكتب مهمته فقط هذه الشكاوى". اضاف :"لا أقبل سكوت رئيس الجمهورية ولا النيابة العامة ولا أقبل سكوت أحد عندما يتم التعرض لي في مؤامرة، ومن يسكت في أمر يتعلق به هو متواطئ...انا طالبت أن يكون موقف رئيس الجمهورية واضحا بشأن ما قيل عن تعديل الدستور، وفي كل حال رئيس الجمهورية هو حيثية موجودة ويحق له دعم من يريد للانتخابات، لكن ان تتدخل الأجهزة الرسمية لدعم مرشحين يريد رئيس الجمهورية الوقوف إلى جانبهم هذا أمر مرفوض، وإن كان المسؤولون لا يعلمون بهذه التصرفات فليستقيلوا جميعا". وقال :"الديار" تمادت كثيرا في هجمتها علينا وأكبر دليل عنوان عددها هذا اليوم، وأنا أسال ما هو دور المجلس الوطني للإعلام؟ ما هو دور النيابة العامة في الجرم المشهود والكذب والقدح والذم؟ يطلقون الاكاذيب عن نيتنا تغيير الرئيس، وهناك حقارة في هذه الحملة، وطالما ان المصدر معروف فالكذبة مكشوفة، ومن هم ضدنا،أليس لديهم شيء ليفعلوه غير الزعرنات؟ لن تتمكنوا من شدنا إلى مستواكم، فنحن صيصان وجلابيط، ينبت لنا أجنحة ونطير، فلا يمكن أن تنزلونا إلى مستواكم...الهامشيون فقط هم الذين لا يفهمون علينا، وهم الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبية، وهم معوقون في افكارهم او في مكان ما".

ورأى "ان على أجهزة المراقبة أن تراقب هواتف البلديات، فمكاتبهم يتم استعمالها للتحضير الانتخابي. أجهزة الدولة هي اجهزة المراقبة ويجب ان تعطي هيئات الرقابة معلومات عن البلديات والمخاتير، وأتحدى الاجهزة الامنية بأن تعطي المعلومات عن هؤلاء عن تدخلهم في الانتخابات".

وسأل : "هل ان هيئات المراقبة مهمتها التفرج فقط لا القيام بأي عمل؟ أنا لن أشتكي ولست بمهتم بكل من يتكلم عني، لكني أخشى على المجتمع".

من الناحية الانتخابية وخصوصا بشأن جزين قال العماد عون:"عندما يكون هناك لوائح بين متحالفين، تطلق الحرية للناخبين وهنا نقدم نموذجا عن الديمقراطية ، نحن معرضون لحملة اكبر من التضليل الاعلامي على مستوى عال جدا". في ما يتعلق بموضوع الدوحة قال العماد عون :" هناك مواثيق هي التي تحكم في لبنان، ولا احد يقدر ان يلغي مفاعيل ما حصل في الدوحة، فقد اجتمعنا بموجب ميثاق... كل بلد يتحجر باتفاق ثابت نهايته الموت، وهم متحجرون عند اتفاق الطائف الذين هم من خرجوا عليه".

واردف :" هناك ضوابط بممارسة السلطة، فلا يمكن الغاء الطائفية السياسية قبل ان يتم تطوير قانون الاحوال الشخصية واعطاء هامش للطوائف، فهدفنا الدولة المدنية، فالحرب الكونية ليست على المعارضة، بل على العونيين فقط". وعن موضوع سلاح "حزب الله" قال : "من يتكلم عن نزع هذاالسلاح لا يريد نزعه... لبنان قوي اليوم، بينما لم يحمنا أحد من المشكلة الفلسطينية منذ 60 سنة". وتابع :"لا اعتقد أن أحدا يلومني عن عدم فهمي اللغة الوطنية لكارلوس اده والناس تحكم علي".

 

الكتائب استغربت الكلام عن "نيات بتقصير ولاية رئيس الجمهورية": لا سبيل لاستتباب الأمن والاستقرار الا من خلال تقوية الجيش والقوى الأمنية

وطنية - 11/5/2009 عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الأسبوعي، الخامسة عصر اليوم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي برئاسة النائب الأول لرئيس الحزب شاكر عون وحضور الأعضاء، عرض خلاله المجتمعون آخر التطورات على الساحة السياسية والانتخابية وقضايا حزبية ووطنية عامة.

بعد الإجتماع اصدر المكتب السياسي بيانا استغرب فيه "الكلام الذي يشاع عن نيات مبيتة لدى البعض بتقصير ولاية رئيس الجمهورية بعد الانتخابات النيابية المقبلة سعيا وراء ما سمي ب "الجمهورية الثالثة". معتبرا "ان ما صدر من التوضيحات التي صدرت في هذا الخصوص ما زالت غامضة ولا تنفي امكان لجوء البعض الى القفز فى المجهول. ولذلك فالمطلوب المزيد من التوضيحات الصريحة والتعهدات للالتزام بالدستور لإزالة الهواجس التي رسخت لدى اللبنانيين من امكانية ادخال البلد في دوامة جديدة من التعطيل واقفال الساحات وشل الحياة الديموقراطية في البلاد في حال لم تأت نتائج الانتحابات بحسب توقعات المعارضة وتمنياتها".

واستهجن المجتمعون "الهجوم المتجدد وغير المبرر الذي ساقه العماد ميشال عون ضد الصحافة ولاسيما ضد صحيفة "النهار" في مقابلة تلفزيونية ليل امس"، معتبرين ان "هذه اللغة غير مقبولة ويرفضها اللبنانيون من اي جهة أتت ولأي سبب كان، والمفردات المبتذلة التي استعملت لا تليق بالمشاهد اللبناني وتشكل إهانة لكل واحد منهم". كما استنكروا "الهجوم المتكرر على الشهداء - الرموز الذين اعطوا حياتهم للكلمة وحرية التعبير ولم يغرقوا يوما في فخ الاسفاف الذي بلغه الخطاب السياسي".

وتوقف المكتب السياسي عند موضوع تفكيك الشبكات الاسرائيلية المتعددة الواحدة تلو الأخرى في اكثر من منطقة لبنانية مثمنين ما انجزته القوى الأمنية". واعتبروا "ان هذا الانجاز الذي تحقق هو اكبر برهان وتأكيد على ان لا سبيل الى استتباب الأمن والاستقرار في لبنان الا من خلال تقوية الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية والسماح لها بالامساك بزمام الأمن في مختلف المناطق اللبنانية الخارجة على سلطتها لا سيما المربعات الأمنية والمخيمات والمعسكرات الفلسطينية".

واعتبر المجتمعون ان "استمرار السلطات السورية باحتجاز الموقوف من آل جعفر الذي اعتدى على الجيش اللبناني امر غير مقبول على الإطلاق. فعدا عن كونه يشكل خروجا على سلسلة الإتفاقات المعقودة بين البلدين من خلال التدخل السوري الفاضح في الشؤون الداخلية اللبنانية وحماية المجرمين - القتلة. ولذلك نرى انفسنا ملزمين بالطلب نيابة عن جميع اللبنانيين وذوي الشهداء العسكريين الى السلطات اللبنانية لتمسك بزمام المبادرة وتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الموضوع".

واستنكروا "الاحداث الامنية المتكرة في مدينة زحلة والتي استهدفت عددا من الشبان الكتائبيين من قبل عناصر امن الوزير الياس سكاف ومرافقيه"، معتبرين ان "الادعاءات التي ساقها (الوزير) سكاف في حق شباب زحلة غير صحيحة، خصوصا وان مرافقيه المدججين بالسلاح هم الذين بادروا الى الإعتداء على الشبان واوسعوهم ضربا ما اوجب نقلهم الى المستشفى". واعتبروا ان هذه "الممارسات قد تكون انموذجا يعكس بعضا ما يمكن ان يجري يوم الاقتراع وهذا ما لا يمكن ان تسمح به الكتائب اللبنانية".

وتوقف المجتمعون "امام البرامج الإنتخابية التي يسوق لها البعض واعتبرت ان تجربة الكتائب عبر "عقد الإستقرار" كانت الدافع القوي الى إطلاق مثل هذه البرامج". واستغربوا ان "يعمد بعض المرشحين الى اصدار كتب ومنشورات محشوة بالإدعاءات حول مشاريع وافكار وبرامج وضعتها ونفذتها الدولة اللبنانية والمؤسسات التابعة لها بعدما تزامن وجودهم في موقع المسؤولية والسلطة عند إنجازها". واطلعوا على "بعض من هذه الكتب والكراسات التي اقل ما يقال فيها انها تحتوي على ما يمكن تسميته ب "محاولات سطو" على انجازات اسلافهم وآخرين ومنهم نواب الكتائب منذ عقود من الزمن وحالت ظروف الإحتلال والهيمنة دون تطورها".

ونوه اعضاء المكتب السياسي ب"المشروع الذي اطلقه وزير السياحة ايلي ماروني تحت عنوان "رؤيا لصناعة السياحة في لبنان" الذي من شأنه تحويل لبنان محمية سياحية ومدرسة للتاريخ ومستشفى ومنتجعا"، واعتبروا ان الكتائب "اثبتت انها قادرة على الذهاب بالوزارات التي تتولاها الى اقصى حدود التجدد وقد برهنت ذلك مع البرنامج الذي قدمه وزير الصناعة الشهيد بيار الجميل في برنامجه "صناعة لشباب 2010".

 

المرشح ايلي كرامة: فوز 8 آذار في الانتخابات يؤدي الى انهيار المؤسسات

وطنية - 11/5/2009 حذر مرشح حزب الكتائب عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة المتن الدكتور ايلي كرامة في لقاء نظمه قسم الدورة الكتائبي، من "مغبة فوز فريق 8 آذار في الانتخابات النيابية، مما سيؤدي الى انهيار خطير للمؤسسات الدستورية والرسمية التي تحتكم فيها الدولة اللبنانية، وفي مقدمها انتهاك حرمة الجسم القضائي بشن اعنف الحملات عليه وتعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء ومركز رئاسة الجمهورية". وشدد على "ضرورة التنبه ورص الصفوف لمنع عودة رموز سلطة الوصاية السورية الى تسلم مقاليد الحكم مجددا، مما يضرب عرض الحائط استقرار لبنان وسيادته ينسف مفاعيل المحكمة الدولية في سعيها الى كشف قتلة الشهداء بيار أمين الجميل وانطوان غانم ورفيق الحريري وغيرهم الكثير".  

 

القاعدة" تهرب مقاتلين الى العراق عبر سوريا

 التاريخ: 11 ايار 2009 المصدر: ا ف ب 

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان تنظيم "القاعدة" استأنف تهريب مقاتلين الى العراق عبر ممر في سوريا اعيد تفعيله بعد تراجع لفترة قصيرة. وقالت الصحيفة ان تفعيل هذا الممر، الذي اكد المسؤولون السوريون انه اغلق، يأتي بينما يدرس الرئيس الاميركي باراك اوباما امكان اجراء حوار دبلوماسي جديد مع سوريا. ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول عسكري كبير لم تكشف اسمه قوله "نعتقد ان السلطات تعرف بوجود هذه الشبكة على الاقل على مستوى اجهزة الاستخبارات". وكان قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس صرح امام الكونغرس الشهر الماضي ان ممر مقاتلي "القاعدة" من سوريا الى العراق "تم تفعيله". ". واكد المسؤول الاميركي للصحيفة "كانت هناك فترة (...) شهدنا فيها اقل من ستة مقاتلين يصلون عبر هذه الشبكة". اضاف ان التقديرات تشير الى ارتفاع هذا العدد مؤخرا الى عشرين شهريا بينما اشارت مصادر استخباراتية الى زيادة في "الدعوات" الى انضمام مقاتلين اجانب في العراق.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 11 ايار 2009

النهار

تبين ان ثمة دوائر انتخابية تخسر فيها لوائح قوى 8 آذار كلياً او جزئياً ومثلها لوائح قوى 14 آذار خلافاً لما كان عليه الوضع في انتخابات 2005.

يقول مسؤول في "التيار الوطني الحر" ان التيار يخوض الانتخابات في جزين ليس في سبيل الربح بل دفاعاً عن موقف مبدئي.

اقترح بعض النواب في قوى 14 آذار، تأييد لائحة الرئيس بري في جزين ضد لائحة العماد عون.

السفير

تردد أن حزباً أرمنياً أبلغ أحد "الأصدقاء" أنه لن يكون قادراً على تجيير أصوات خارج دائرة الحزبيين البحتة!

أوصى مسؤول عربي سابق قطباً في الموالاة بضرورة حجز مكان في إحدى اللوائح التي لم تعلن حتى الآن لأحد المقربين منه "احتراماً وتقديراً للتاريخ المشترك".

يواجه نائب حالي مرشح ضمن لوائح الموالاة في البقاع أزمة مع قواعد حلفائه بسبب الإشاعات التي تلاحقه حول التزامات انتخابية مع آخرين من مرشحي المعارضة.

المستقبل

نقل نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد هيل الى المسؤولين اللبنانيين، المراحل التي قطعتها الخطة التي سيعلنها الرئيس الاميركي بالنسبة الى الحل في الشرق الاوسط.

تتوقع مصادر ديبلوماسية ان تنشط الحركة الدولية والاوروبية في اتجاه لبنان في الاسابيع الفاصلة عن الانتخابات النيابية.

تقول اوساط عربية ان المتهمين في شبكة "حزب الله" في مصر، جرى توقيفهم على دفعتين قبل حرب غزة الاخيرة.

الشرق

مسؤولان سابقان تجنبا مصافحة بعضهما في مناسبة اجتماعية مع العلم ان من وجه اليهما الدعوة كان يقصد ترطيب الاجواء بينهما؟؟

سياسي بارز برر رفض تفاهمه الانتخابي مع احد حلفائه بقوله انه لا يريد تجيير انتصاراته لمصلحة غيره!

ديبلوماسي عربي امل بتجنيب بلاده اي حديث له علاقة بالشأن الانتخابي لاسيما بالنسبة الى تمويل حملات بعض المرشحين (...).

 

الرئيس الجميل تراس اجتماعا للماكينة الانتخابية الكتائبية

وطنية - 11/5/2009 ترأس الرئيس امين الجميل اجتماعا للماكينة الانتخابية الكتائبية، ظهر اليوم، في دارته في بكفيا، جرى خلاله البحث في التحضيرات للانتخابات.

من جهة ثانية تلقى الرئيس الجميل اتصالا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للاطمئنان الى صحته.

 

البطريرك صفير يعود مساء من الاردن بعد مشاركته في استقبال البابا

وطنية - 11/5/2009 - يعود البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرص صفير من الاردن عند السادسة والنصف من مساء اليوم بعد ان شارك في استقبال وبرنامج زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى الاردن.

 

الرئيس سليمان أولم لرئيس تيمور الشرقية وعرض مع ابو جمرا والوزير الصفدي وزواره الاوضاع

وطنية-11/5/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا اليوم، رئيس تيمور الشرقية الدكتور جوزيه راموس هورتا، مع مساعده اوغستو ترينداد وقنصل تيمور الشرقية المحامي جوزف عيسى. وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتوسيعها.

الوصول

وكان الرئيس الضيف، وصل الى قصر بعبدا الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية، حيث استقبله الرئيس سليمان وعقد معه على الفور خلوة استمرت نصف ساعة.

وبعد إنتهاء المحادثات دون الرئيس هورتا كلمة في السجل الذهبي في القصر. ثم أقام الرئيس سليمان مأدبة غداء تكريما له، حضرها وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، عميد السلك الدبلوماسي وعدد من السفراء.

وبعد إنتهاء الغداء غادر الرئيس الضيف الى مقر إقامته.

نائب رئيس الحكومة

وعرض الرئيس سليمان مع نائب رئيس الحكومة اللواء عصام ابو جمرا، للأوضاع الراهنة على الساحة السياسية.

الوزير الصفدي

واطلع رئيس الجمهورية من وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي على أوضاع وزارته وتشاور معه في التطورات.

دلول

كذلك، استقبل الرئيس سليمان الوزير السابق محسن دلول، الذي وضعه في صورة الاجواء السياسية في منطقة البقاع.

"ملتزمون لبنان"

وزار بعبدا، ايضا وفد مجموعة "ملتزمون لبنان" سيد حر مستقل، اطلع الرئيس سليمان على أهدافه وتحركاته التي تصب في خانة وحيدة هي دعم الدولة ومؤسساتها والابتعاد عن الاصطفافات الحاصلة.

القنصل عقيقي

واستقبل الرئيس سليمان قنصل عام مالاوي انطوان عقيقي الذي وضعه في صورة العلاقات بين لبنان ومالاوي.

 

بويز رد على النائب أبي نصر: أرفض الالتزام إذا كان مشروع انقلاب

وطنية - 11/5/2009 صدر عن مكتب الوزير السابق فارس بويز بيان رد فيه على ما قاله النائب نعمةالله أبي نصر، وجاء في الرد: "لم نكن نرغب في الرد إلا على مستوى أعلى من نعمة الله أبي نصر، إلا أنه لا بد من وضعه في حجمه الصيصاني:

1- لم نلهث يوما لدخول قفص الصيصان، خصوصا أن معالم هذا القفص اتضحت ساعة سمعنا منذ أكثر من ثمانية أشهر، أي قبيل تأسيس اللقاء المسيحي، عرضا لم نطلبه من مرجع أبي النصر، يقول فيه: من نظر بعين إلينا نظرنا اليه بعينين، ومن أفضل علينا لا ننسى فضله، وعيب علينا ألا يكون رجل مثلك في مجلس النواب، وفي المعركة المقبلة نحن وإياك. وحينذاك لم يكن أبي نصر واردا كما يدعي أنه وعد منذ ثمانية أشهر، وهو ما كذبه العماد عون حين قال: إن احدا لم يكن موعودا من نوابي.

2-أما سقوطه في امتحان الالتزام، فإن كان الالتزام هو مشروع انقلاب على الوطن وإعادته الى مرحلة ما كان عليه عام 2007، فهذا أكبر فخر له أن يرفض كما رفض دوما الطاعة عندما رأى ان هناك خطرا يهدد الوطن، وعندما أوصاك بعدم دخول لعبة التمديد حينذاك، وكنت مقيدا بأيادي الخيار السوري حينذاك الذي رضخت له، فيما الوزير بويز رفضه. ويبقى الطاووس أفخر من الصوص، ويبقى ريشه الملون أبهى من وبرك الباهت، وساعة تعامل الوزير بويز من موقعه وزيرا للخارجية مع سوريا وحصر هذا التعامل مع رئيسها ووزير خارجيتها بكل فخر وكرامة، لم يزرها إلا بأعلى مستوى ولم يبحث معها إلا في المفاصل الإقليمية الأساسية، وكنت أنت على أبواب زلم أزلام القيادة السورية. وفي جميع الأحوال، لم يصل يوما فارس بويز الى ما وصلت اليه اليوم في مجموعتك بنوعية العلاقة مع سوريا، وعم تتكلم؟"

أضاف: "أما عام 1992، فكما رفض اليوم الدخول في قفص الصيصان رفض الإنتخابات في الدورة الأولى واستقال من الحكومة وتضامن مع المعارضة المسيحية حتى حصلت الإنتخابات في كل لبنان إلا في كسروان، وأصبح الخطر يكمن في الدورة الثانية لكسروان في أن تأتينا لوائح وهمية أيديولوجية تفوز بعشرات الأصوات بالتزكية، وهذا القرار، أي العودة الى خوض المعركة إتخذه بالتفاهم مع بكركي بعدما أصبحت الإنتخابات أمرا واقعا، وتجنبا لسقوط المنطقة بين أيادي لا يمكن ان تمثلها".

وتابع: "في ما يتعلق بمرسوم التجنيس، ولا نعلم أين درست القانون أن هذا المرسوم مرسوم عادي يتخذ على مستوى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، ولم يعرض على مجلس الوزراء، فيما أنت لم تشتهر إلا بالعمل الدؤوب على تجنيس أكبر عدد من الزبائن، وعندما كنت في العهد السابق، عهد فخامة الرئيس لحود، قل لنا ماذا فعلت لإلغاء هذا المرسوم أو تصحيحه، وكان العهد عهدك ولم تكن الوصاية قد انتهت بعد؟".

وختم: "في معالجة دواخين الزوق، فقل لنا وأنت الممثل الآن بوزارة الموارد تمثيلا كاملا، ماذا إستطعتم أن تفعلوا بهذا الموضوع؟ وهنا أيضا نكتفي بهذا القدر من سيرة صاحب الدكاكين والتدجيل السياسي. وهل يستطيع ابي نصر ان يدل أهلنا في كسروان اين يقع منزله لإتكاله على المحدلة التي جاءت به كوديعة عندها للرئيس لحود، ولا يزال يعيش على هذه النعمة؟ وليذكرنا بموقف واحد خارج ديماغوجية حقوق المغتربين والتجنيس اللذين استثمرهما ماديا الى ابعد حدود".

 

النائب جنبلاط أكد أهمية مرور الاستحقاق الانتخابي بهدوء واستقرار: مستمرون في التواصل مع ارسلان ولن نسمح للمتضررين أن يصطادوا في الماء العكر

كلام القوى السياسية عن التمسك بالطائف مهم وبات من الضروري استكمال تنفيذه

وحدة 14 آذار فوق كل الاعتبارات للعبور الى الدولة التي يطمح اليها الشعب

وطنية - 11/5/2009 رأى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، "أنه مع إقتراب موعد الانتخابات النيابية تزداد الحاجة للتأكيد على أهمية مرور هذا الاستحقاق بأكبر قدر ممكن من الهدوء والاستقرار لكي يتمكن الناخب اللبناني من ممارسة حقه الديمقراطي في الاقتراع الحر للمرشحين واللوائح الذين يختارهم بعيدا عن كل أشكال الترهيب أو التهديد أو الترغيب غير المشروع"، معلنا "ان وحدة 14 آذار تبقى فوق كل الاعتبارات من أجل العبور الى الدولة التي يطمح اليها الشعب اللبناني".

وقال: "إن اللبنانيين أمام فرصة جوهرية لاثبات قدرتهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم وأنهم متمسكون بنظامهم الديمقراطي الذي تبقى الحاجة لبحث سبل تطويره واخراجه من قيوده الطائفية والمذهبية مسألة في غاية الاهمية بعد الانتهاء من الانتخابات. وهذا أحد جوانب أهمية إتفاق الطائف الذي أشار الى اتفاقية الهدنة كي لا يبقى لبنان ساحة مفتوحة للصراعات الاقليمية والدولية".

وأشار النائب جنبلاط الى "العلاقات المميزة مع سوريا دون التدخل في الشؤون الداخلية وارساء صيغة المناصفة في السلطة السياسية"، مؤكدا "عروبة لبنان ونهائيته"، كما أشار الى "صيغ تنفيذية تشكل مدخلا لاصلاح النظام السياسي لا سيما على مستوى الطائفية السياسية". وقال: "إن الكلام الذي صدر حول تمسك كل القوى السياسية بهذا الاتفاق الذي أصبح دستورا هو كلام مهم لتكريس الاستقرار على المستوى الداخلي. إن هذا الاتفاق الميثاقي الذي توصلنا اليه بدعم عربي ودولي قامت بطليعته المملكة العربية السعودية هو صمام أمان للبنان واللبنانيين، لذلك بات من الضروري إستكمال تنفيذ بنوده كاملة".

أضاف: "أما بالنسبة للمحكمة الدولية، فهي أصبحت فوق السجالات السياسية وخارج التجاذبات المحلية، وهذا ما يفترض أن يجعل كل القوى تحترم قراراتها الحالية والمستقبلية دون إستنسابية وتمييز. أما الكلام الذي قيل حول إعادة إنتاج الاجماع مرة جديدة حول المحكمة، فإن نتائجه الحتمية ستكون إعادة تجديد حالة التوتر الطائفي والمذهبي في البلاد. وللتذكير، لقد توافقنا على المحكمة في البند الاول من الحوار الوطني، وبالاجماع، فلماذا نعود خطوات الى الوراء بدل البحث الجدي في سبل تنفيذ هذا القرار وكل قرارات الحوار الأخرى التي تم التوصل اليها أيضا

بالاجماع".

وأعلن النائب جنبلاط انه "لمناسبة زيارة المملكة العربية السعودية، لا بد من إعادة التذكير بالمواقف التاريخية المشرفة التي وقفتها المملكة الى جانب لبنان وشعبه دون تفرقة أو تمييز، وهي التي دعمت سيادته واستقلاله واستقراره منذ ما قبل إتفاق الطائف، وهي التي قدمت الدعم تلو الدعم لاقتصاده ولعملته الوطنية للحؤول دون الانهيار النقدي، وهي التي ساهمت في مشاريع التنمية وإعادة الاعمار بعد إنتهاء الحرب الأهلية وبعد كل عدوان إسرائيلي وآخرها بعد حرب تموز 2006. كما أن المملكة سعت وتسعى لرأب الصدع على المستوى العربي والاسلامي ولاعادة إحياء العمل العربي المشترك وذلك من خلال المصالحات التي قادتها في قمة الكويت بهدف توحيد الصف العربي وبحث سبل المواجهة الجدية مع الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يزال يرفض مبادرة السلام العربية وحل الدولتين. وهذا التطرف الاسرائيلي سوف يجر المنطقة الى مزيد من التطرف والصراعات الدموية ودائما على حساب الشعب الفلسطيني المناضل".

وختم: "وأخيرا، حول الشريط المزعوم للأمير طلال أرسلان، يبدو أن الجهات المحلية والاقليمية المتضررة من نهج المصالحة الدرزية - الدرزية الذي تم إرساؤه في 11 أيار قامت بتسريب هذا الشريط كما فعلت سابقا في شريط آخر مماثل لنا. ولكن العلاقة مع الأمير طلال أرسلان راسخة وثابتة ولا تتأثر بكلام مسرب من هنا أو هناك قيل في حمأة غضب أو في ظل ظروف معينة، ونحن مستمرون في التواصل الايجابي معه لحماية الجبل وأهله ولتكريس العيش المشترك الذي تم بخطوات متلاحقة على أكثر من مستوى وفي اكثر من مجال. إننا لن نتراجع عن هذا الخط التوافقي ولن نسمح للمتضررين من هذه المسيرة الايجابية من أن يصطادوا في الماء العكر".

 

فضل الله دعا البابا الى التكفير عن اعتباره ان اليهود عادوا الى أرضهم... حزب الله يتهم بان بالتواطؤ مع إسرائيل

بيروت – الحياة/دان «حزب الله» الموقف الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الذي يبرىء فيه العدو الإسرائيلي من سلسلة مجازره واعتداءاته في قطاع غزة في العدوان الأخير»، ورأى فيه «تواطؤاً فاضحاً مع الجلاد الصهيوني وإمعاناً في قهر الضحية». واعتبر الحزب في بيان أصدره أمس، أن «هذا التواطوء المشين لمجلس الأمن وأمين عام الأمم المتحدة مع العدو الإسرائيلي يأتي كمكافأة لقوات الاحتلال على اعمالها الإجرامية ويشكل تغطية لاعتداءاتها ويشجعها على الإيغال في جرائمها بعيداً من اي مساءلة او محاسبة»، مؤكداً أن ذلك « يشكل نوعاً من الحصانة للاعتداء والإجرام». وأهاب الحزب «بهذه المؤسسة الدولية وأمينها العام ان يترفعا عن هذه المواقف ويعدلا لمصلحة حقوق الشعوب وخصوصاً الشعب الفلسطيني، فصورة هذه المؤسسة تتهاوى تدريجياً بسبب الانحياز وتغطية المجرمين القتلة». الى ذلك، نبّه العلامة السيد محمد حسين فضل الله، من أن يتحول الفاتيكان إلى «وسيلة من وسائل تثبيت الكيان الصهيوني بخرافاته السابقة وممارساته الإرهابية المتواصلة ضد الفلسطينيين»، مشيراً إلى «محاولات جديدة لتأمين تغطية سياسية ودينية لإسرائيل، ولطمأنتها من الغرب أكثر، كلما اهتزت الأرض من تحت أقدامها». ودعا فضل الله البابا إلى «التكفير عن خطيئته السابقة التي اعتبر فيها أن اليهود عادوا إلى أرض أجدادهم ليتشبّه بالسيد المسيح في التصدي للصوص الأوطان وإرهابيي العالم

 

مصير الأكثرية يتوقف على نتائج الانتخابات وتوجهات جنبلاط التحالفية 

زعيم المختارة يُبقي كل الأبواب مفتوحة امام تموضعه السياسي 

يتهيأ للانتقال إلى خط سليمان وفتح ابواب دمشق يمر عبر حزب الله 

حسن سلامة/الديار

 تطرح الكثير من الاسئلة عن مصير فريق الموالاة بعد الانتخابات النيابية، خصوصاً اذا خسر ‏هذا الفريق الغالبية النيابية في المجلس المقبل وتراجع الدور التمثيلي لمسيحيي الأكثرية ‏وتحديداً كل من القوات اللبنانية وحزب الكتائب نتيجة تراجع دور وتأثير الشخصيات غير ‏الحزبية في الجبهة المسيحية الموالية.

وهو ما يظهر بشكل واضح من خلال تركيب لوائح الموالاة ‏في معظم الدوائر.

لكن مصادر سياسية متابعة تعتقد أن مصير تحالف قوى 14 آذار يتوقف بشكل ‏اساسي على الاتجاه الذي سيسلكه النائب وليد جنبلاط في المرحلة المقبلة.

بعد ان بدأ يميز ‏نفسه عن باقي اطراف هذا التحالف في كثير من المواقف الداخلية والخارجية، بدءا من ‏انفتاحه على بعض قوى المعارضة (الرئيس بري والوزير ارسلان والى حدود اقل مع حزب الله) ‏مروراً بدعوته للابتعاد عن خط التحريض والاثارة المذهبية والطائفية وصولاً الى عودته لرفع ‏شعار الاولوية للقضية الفلسطينية والتحذير من خطورة تسلم اليمين لزمام الأمور في ‏اسرائيل.

لذلك فالسؤال الذي يجري تداوله في كثير من الازقة السياسية الضيقة داخل فريقي ‏المعارضة والموالاة، الى اين سيذهب جنبلاط بعد الانتخابات وهل انه سيطلق فريق الموالاة ‏نهائىاً؟ وفي اعتقاد مصادر سياسية متابعة ان جنبلاط يتعاطى مع المتغيرات الداخلية والخارجية بنوع ‏من «البراغماتية» خصوصاً ان اجواء المتغيرات الدولية وتحديداً الاميركية منها لم تتبلور ‏بالكامل حتى الآن، على الرغم من الاختلاف في السياسة الدولية ما بين ادارة الرئىس السابق ‏جورج بوش والرئىس الحالي باراك اوباما، ولجوء الأخير الى سياسة الحوار لحل القضايا الدولية ‏بعكس سلفه جورج بوش، كما أن المصالحات العربية التي بدأت في قمة الكويت لم تكتمل حتى الآن ‏او على الاقل ما يزال هناك الكثير من التباينات حول قضايا رئيسية بين ما يسمى دول ‏الاعتدال ودول الممانعة وان كان هذا الفريق وتحديداً زعيم المختارة يدرك ان الجو الدولي لم ‏يعد كما كان قبل بضعة اشهر وبالتالي فهذا الفريق الذي ينتمي اليه فقد كثيراً من الدعم ‏الدولي الذي كان يعتمد عليه في السابق لتسويق مشروعه السياسي.

لذلك تلاحظ المصادر ان ‏جنبلاط يحرص في هذه الفترة على ابقاء الحد الادنى من الوحدة داخل فريق الاكثرية وفي الوقت ‏ذاته يغير في بعض خطابه السياسي افساحاً في المجال امام امكانية اعادة التموضع في مرحلة ما ‏بعد الانتخابات.

اما في الخط الوسطي وربما الانتقال الى الموقع الآخر اذا فرضت المتغيرات ‏العودة الى المربع الاول.

وتشير المصادر الى أن هذه المواقف «البراغماتية» لزعيم المختارة ‏شهدنا الكثير منها في الفترة الأخيرة منها:‏ ـ لجؤه الى ادخال عدد من مرشحي القوات والكتائب الى لوائحه في الشوف وعاليه وبعبدا في ‏مقابل تأكيد علاقته الودية مع الرئىس بري وحزب الله وحتى رفض ضم بعض الاسماء التي تشكل ‏حساسية لرئىس المجلس الى بعض لوائح الاكثرية بينها على سبيل المثال رفض ضم الوزير السابق ‏محمود ابو حمدان الى لائحة البقاع الغربي.

‏ ـ الكلام الحاد الذي صدر عنه من قريطم بعد خروج الضباط الاربعة من السجن بهدف «شدشدة» ‏التحالف الاكثري حتى لا يشكل تبرئة الضباط مدخلا لانفراط هذا التحالف وبعد ساعات قليلة ‏تحدث بكلام مغاير من عين التينة وقصر بعبدا.

‏ وتلاحظ المصادر أن جنبلاط سيكون امام ثلاثة احتمالات بعد الانتخابات النيابية: ‏ ـ الاحتمال الأول: أن يستمر في موقعه الاول على رأس الاكثرية، كما هو الحال اليوم، وهذا ‏الاحتمال هو الاقل ترجيحاً بين الاحتمالات الثلاثة، خصوصاً ان كل الترجيحات تؤكد ان قوى 14 ‏آذار ستخسر الغالبية في مجلس النواب.

‏ ـ الاحتمال الثاني: ان ينتقل زعيم المختارة الى «الخط الوسط»، اي ان يسلك سياسة دعم ‏موقع رئىس الجمهورية مع آخرين حتى أن البعض لا يستبعد ان يصوت الرئيس بري في هذا الموقع ‏ايضاً من اجل تخفيف حالة الاحتقان والانقسام التي يعيشها الوضع الداخلي وتعتقد المعارضة ‏أن زعيم المختارة قد يسلك هذا المسلك لبضعة أشهر الى حين تهيئة الظروف لاعادة تموضعه في ‏المكان الآخر.

‏ ـ الاحتمال الثالث: ان يعيد النظر بكل سياساته السابقة، لكن هذا الأمر ووفق المصادر، ‏مرهون بفتح ابواب دمشق امامه، وان كانت اعادة النظر والتموضع يرتبطان بمدى المتغيرات ‏المقبلة لمصلحة قوى الممانعة الا ان المصادر توضح ان جنبلاط بات على معرفة تامة ان المصالحة ‏مع سوريا تمر من خلال حزب الله واللقاء الذي قد يجمعه مع الامين العام للحزب السيد حسن ‏نصرالله وأي توجه آخر لن يوصل الى هذا الطريق، رغم ان جنبلاط حاول في الفترة الاخيرة ادخال ‏تركيا على خط الوساطة مع دمشق.

‏ لكن المصادر تؤكد ان ما بعد الثامن من حزيران سيكون مختلفاً عما قبله، فكيف اذا فازت ‏المعارضة بالغالبية النيابية وقرر جنبلاط المشاركة في حكومة يكون رئىسها واكثرية ‏اعضائها محسوبين على قوى المعارضة الحالية، بغض النظر عن الاتجاه الذي ستسلكه باقي قوى 14 ‏آ ذار من الحكومة المقبلة والملفات الكبرى.

 

الجمهورية التي نريد نقيض جمهورية عون وحلفائه 

فؤاد أبو زيد/الديار 

كثيرة هي اسئلة الناس، وكبيرة تخوفاتهم على مستقبلهم ومستقبل وطنهم، خصوصا عندما تكون ‏الهواجس والمخاوف من العيار الثقيل، وتدور حصرا حول قضايا اساسية مصيرية لها علاقة ‏باستقرار البلد وبنظامه الديموقراطي، وباتفاق الطاىف، وبتسوية الدوحة، وبسلاح حزب الله، ‏وبسقوط جمهورية وقيام جمهورية، وارتباط جميع هذه العناوين المثيرة للشكوك والريبة، ‏ببالونات الاختبار التي يطلقها بين الحين والآخر تحالف قوى 8 اذار، وفي مقدمهم حزب الله ‏والتيار الوطني الحر، اللذان لا يخفيان رغبتهما ونيتهما في الاستيلاء على الحكم، عن طريق ‏الانتخابات اذا امكن، وإلا فإن اللجوء الى السلاح خيار قائم عندهم وجاهز، مهما كان ثمنه، ‏لان المهم في نظرهما، وفق خطابهما الموثق، هو اقصاء جميع مكونات تكتل 14 اذار، ومحاسبة ‏قياداته ورموزه، واقتلاع كل ما يمت الى ثورة 14 اذار بصلة والعمل على محوها من ذاكرة ‏الناس وحتى من تاريخ لبنان، اما مسارعة بعض رموز 8 اذار الى نفي ما سبق لهم واعلنوه ‏قبل ذلك، واكدوا عليه مثنى وثلاثا، فليس سوى من قبيل ذر الرماد في العيون، وهو جزء من ‏خطة عملهم في قضم الدولة، بحيث يأخذون فترة راحة لهضم ما قضموه، متخيلين ان الناس غافلون ‏عما يحوكون وينفذون، فالكلام عن تمسكهم بالطائف، وبالنظام الديموقواطي، وبعدم استخدام ‏السلاح في الداخل، وبتأييدهم ودعمهم لرئيس الجمهورية وقيام الدولة، ليس سوى نوع من ‏انواع التقيّة السياسية، فالطائف قال ببسط سلطة الدولة بقواها الشرعية الذاتية على ‏كامل الاراضي اللبنانية، ودعا الى التمسك باتفاقية الهدنة، وكرّس المناصفة بين المسيحيين ‏والمسلمين، وحمى صيغة عيشهم المشترك، بحيث يكونون شركاء متساوين في الدولة، اما بالنسبة الى ‏سلاح المقاومة، فقد اكدوا اكثر من مرة انه لن يستخدم في الداخل، ولم يلتزموا بما تعهدوا ‏به، وهذه سابقة قد يلجأون الىها ساعة يحلو لهم ذلك، وقد برهن تكتل الثامن من اذار، بما ‏فيه التيار الوطني الحر، انهم اعداء للنظام الديموقراطي، وما حدث من اعتصامات دامية ‏وقطع طرقات، ومحاصرة مرافق عامة حيوية والاعتداء على مواطنين وقوى السلطة، اما بالخطف ‏او القتل او بالتهديد، او بمنع مرشحين ومواطنين من ممارسة حرياتهم حتى في مساقط رؤوسهم، ‏ليست نماذج مشرّفة لهذا الفريق، تؤهله لاستلام السلطة في يوم من الايام، وبعد هذا كله، هل ‏من المستغرب الا يصدّق الناس هؤلاء الذين هللوا وتظاهروا و«هيصوا»، لخروج الضباط الاربعة ‏من السجن، وهم كانوا وراء البشاعات التي عاشها اللبنانيون في عهدي الياس الهراوي واميل ‏لحود، اذا قالوا انهم يدعمون الرئيس ميشال سليمان ولا يخططون لتقصير ولايته.

‏يمكن ان بعض السياسيين الذين كانوا في موقع السلطة السياسية اثناء فترة الوصاية ‏السورية، واصبحوا في الموقع السيادي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قد قبلوا ‏بالاملاءات السورية عليهم، ولم يواجهوا بالرفض ما هو تجاوز على السيادة والقانون، ‏ولكنهم بالتأكيد لم يلوثوا ايديهم بدماء اللبنانيين مثلما فعلت الاجهزة الامنية على ‏اختلاف انواعها في مناسبات عدة، وبالتالي فإن العماد ميشال عون حر في ان يغفر للضباط ما ‏قاموا به ضد انصاره ومحازبيه، مثلما هو حر في ان يغفر لخصومه في الداخل والخارج ممن ‏قاتلهم وقاتلوه، ولكنه ليس حرا في ان يقدم هذه المغفرة المجانية بصفته قائدا لجيش لبنان ‏ورئيسا لحكومته لان هذا الموقف هو حق من حقوق اللبنانيين جميعا، الذين دفّعتهم حروب ‏الجنرال ثمنا غاليا جدا، دون ان يكون لهم رأي في ذلك، كما ان المغفرة هي حق من حقوق ‏الدولة الحالية على قاعدة ان الحكم استمرار، وكان من الافضل للجنرال عون ولتياره ‏وللشهداء الذين سقطوا اثناء فترة حكمه، وللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصاً، لو انه في ‏طريقه الى تنقية الذاكرة وتصفية القلوب ومغفرة الخطايا، تشارك مع الكل في هذه المراجعة ‏‏«الوجدانية» بدلا من حصر «نعمه وبركاته» بجهة من الجهات، لم تضمر الخير يوما لهذا الوطن ‏وهذا الشعب، وبدلا من الذهاب الى اقصى نقيض للمغفرة، وهو الحقد القادر على نبش قبور في ‏غير مكانها الصحيح.

 نعم يا جنرال، اللبنانيون يريدون جمهورية ثالثة، لكنهم يريدونها جمهورية بقيادة الرئيس ‏ميشال سليمان، وبحماية جيشها الوطني وقواها الامنية المسلحة، ويريدونها آمنة ومستقرة ‏وسيدة وحرة، ويريدونها جمهورية مدنية وليس جمهورية دينية، ويريدونها ديموقراطية منفتحة لا ‏مربعات امنية فيها، ولا مواقع عسكرية اجنبية، ولا سلاح غير سلاح الدولة.

‏ أشك كثيرا يا سيدي الجنرال، انك تقصد بشعاراتك الانتخابية هذه الدولة.

 

عون يقصف "النهار"ويهاجم جبران وأيوب يرد

يقال نت/رأى النائب ميشال عون، في حديث الى تلفزيون "الجديد"، أن "مخرج جزين هو مخرج مشرف لكل الاطراف، لمن يربح ولمن يخسر". وتمنى "أن تسود هذه الروحية كل لبنان". ورفض الاجابة عن أسئلة عما اذا كان سينتخب بري رئيساً للمجلس، قائلا انه "في 7 حزيران اجيب اذا كنت اريد نبيه بري رئيسا لمجلس النواب ام لا". وفي سياق نفيه ما اوردته احدى الصحف امس عن مفاتحته مرشحين على لوائحه في موضوع تقصير ولاية الرئيس سليمان. هاجم "النهار" بقوله "إن "النهار" أول من كذب في موضوع المثالثة وهي اكذب جريدة والخيانة هي عندما يطعنك من يقف الى جانبك". ولم يقف الامر عند هذا الحد، إذ تناول عون النائب الشهيد جبران تويني قائلا "عندما تصبح القصة قصة استغلال سنقول الحقيقة لان التاريخ يحكم على الميت لا على الحي". وكشف أن الوزير السابق سليمان فرنجية سيكون ضمن كتلته النيابية الذي توقع ان تضم بين 32 و35 نائباً، موضحاً انه لم يعد الوزير السابق فارس بويز بشيء، مشيراً الى أن كلام بويز عن "قفص الصيصان"، أو كلام النائب ميشال المرّ عن "الجلابيط" لا يزعجه، فالصوص يصبح ديكاً والجلبوط يصبح نسراً، وهذا افضل من ان يكون نسراً هرماً !.

 

ميشال عون اللص الكبير يغشّ الناس ويتّهم غيره باللصوصية 

سأقول لك القليل اليوم ويبقى هل ستصرح عن أموالك وثروتك ؟ 

جنون السلطة عندك ذبح لبنان حتى شبّهت نفسك بالمسيح وأنت يوضاس 

شارل أيوب/الديار

ردا على ما قاله رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في برنامج «الاسبوع في ‏ساعة» على محطة الـ «‏NTV‏» الذي يقدمه جورج صليبي بأنه المسيح وبأن شارل أيوب لص، هذا ‏هو الرد:‏ كتب شارل أيوب يمنعني قسمي العسكري، ان اذكر كل المعلومات التي أملكها على الاقل حاليا، وأكتفي بذكر ‏اجزاء منها بعدما قلت ايها العماد عون عن شارل ايوب انه لص، ولذلك اقول لك بعد خدمة ‏‏4 سنوات كضابط معك جزءا بسيطا لعلك تستعيد ذاكرتك وتعرف اللصوصية الحقيقية التي عندك ‏وتعرف ان شارل ايوب صاحب شرف وعنفوان وفروسية وكنت انت اللص الكبير الذي يغش الشعب ‏اللبناني:‏ ‏1 - اللص الكبير هو من يهرب ومن يستعمل الظلمة ويهرب في الليل، وانت قائد عسكري قررت ‏القتال ودفعت بالجيش اللبناني في حرب تحرير في قتال دون رجعة وحتى الموت فماذا كنت انت، ‏كنت لصا جبانا هرب وباع عنفوانه وترك زوجته وبناته الثلاث في قصر بعبدا وتركت جيشك ‏على الجبهات لتختبئ في اقبية السفارة الفرنسية، وحتى ولو قالوا ان السفير الفرنسي ابقاك ‏عنده، فأين كانت كرامتك ايها اللص وعنفوانك، كي تقبل البقاء ولا تعود الى مركز قيادتك ‏تاركا وراءك آلاف الجنود وزوجتك وبناتك الثلاث.

‏ ‏2 - هل تذكر يا عماد عون عندما كنت قائدا للواء الثامن وكان العماد ابراهيم طنوس ‏قائدا للجيش وكان يدعو قادة الالوية للاجتماع في وزارة الدفاع وكيف ان قادة الالوية ‏كانوا يأتون بسيارات الجيب العادية وانت كنت تحضر بالملالة والطاسة وكل الدروع المضادة ‏للرصاص، واللص صفته الجبانة، والجبان لص، ولو لم تكن لصا لما كنت جبانا، ولو لم تكن ‏جبانا لما كنت لصا، فكنت تأتي الى وزارة الدفاع بالملالة لان بعض القذائف تتساقط بينما ‏رفاقك ضباط الالوية يأتون في سيارات الجيب.

‏ ‏3 - هل تذكر يا عماد عون عندما كنا على شرفة «سنتر شاهين» وسقطت قذيفة وانبطحت ارضا ‏وبقيت انا وبقية الضباط واقفين فانبطحت ارضا كالفأر وبقيت انا وعدة ضباط واقفين، ‏وعندما ذهب مفعول القذيفة خجلت من نفسك كيف انبطحت على الارض وانت قائد اللواء حيث ‏كان يجب ان تحملك ركابك، لا ان تنبطح على الارض.

هكذا يكون اللص، يفتش عن حماية حياته ‏بأنانية، ولا يخجل امام ضباطه.

‏ ‏4 - قسمي العسكري يمنعني من ان اقول ماذا كانت صفقاتك مع ميشال سماحة وحكمت الشهابي ‏وعبد الحليم خدام، وقسمي العسكري يمنعني من ان اذكر ماذا كنت تفعل عندما كنت قائدا ‏للجيش وكنت انا في مكتبك وبمن كنت تجتمع وتعقد الصفقات واذا لم تكن لصاً فواجهني على شاشة ‏التلفزيون وخلال دقائق ستنتهي انت من تدعي انك المسيح وانك الشخصية العالية لانك لا ‏تستطيع ان ترفع رأسك بل ان تطأطأه وتنظر الى الارض.

‏ ‏5 - اخبرني عن خوفك من امين الجميل عندما كان رئيساً للجمهورية وانت قائداً للجيش وكنت ‏تذهب نهار الخميس الى مقابلته مرتجفا وتعود مرتجفا واخبرني ماذا فعلت عام 1982 وكنت مفصولا ‏معك في قيادة اللواء الثامن كيف قمت بالتنسيق مع قائد القوات الاسرائيلية في بيروت وكنت ‏تجتمع بالضباط الاسرائيليين وتتعشى وتتغدى معهم وكنت ارفض الذهاب معك ولقائي بأي ‏اسرائيلي وكان جوابك دائما «يجب ان نمرر المرحلة» فعلا يا شارل ان «الباش»، وكنت تقصد ‏بشير الجميل، وعدك بقيادة الجيش ولا يمكن ان تصل الى قيادة الجيش دون التنسيق مع ‏الاسرائيليين على الارض.

‏6 - اخبرني يا عماد عون كم اعطيت من الاوامر على الاجهزة لمداهمة بيروت الغربية مع ‏الاسرائيليين وكم اوقفت من المدنيين واين المفقودون الـ 4 آلاف من بيروت الغربية الذين ‏دخلوا اقبية اللواء الثامن عندك وجرى رميهم في البحر بالتنسيق بينك وبين المسؤولين ‏يومذاك.

‏7 - تدعي البطولة والشجاعة والمرجلة فكيف تترك 1300 جندي على جبهة سوق الغرب يوم ‏الهجوم السوري وتختبئ في السفارة الفرنسية وتناديهم عبر صوت لبنان بالاستسلام ولا تأخذ ‏جهازك العسكري لتعطي الاوامر، ولماذا ضحيت بهم وهم يقاتلون باستبسال حتى الموت، وهل اذا ‏كان ابنك بين الجنود المقاتلين او الضباط كنت استعملت الجهاز او بقيت تستخدم الراديو ‏كأنك في مقابلة صحافية يوم عزت الشهامة والعنفوان، تقول يا عماد عون انك شفاف وبعيد ‏عن المال فأين مبلغ الـ 80 مليون دولار الذي اخذته معك الى فرنسا وكم اصبح اليوم ألم ‏يتجاوز الـ 300 مليون دولار، واذا كان هذا المبلغ للقضية فلماذا وضعت المبلغ باسمك ‏وباسم السيدة ناديا الشامي زوجتك.

‏‏8 - تقول انك لا تقبض اموالا، هل تستطيع ان تنكر انك تتلقى الاموال من جيلبير شاغوري ‏بمقدار 5 ملايين دولار مرتين في السنة، ماذا عن تبرعات وديع عبس لك، ماذا عن تبرعات مؤسسات ‏اميركية قدمت الملايين لك وعندما انفضح الامر ان مؤسسات اميركية كانت تمولك سحبت مؤخرا اسم ‏صهرك جبران باسيل من اللجنة التي تقبض الاموال وانا اتحداك هنا واذا انكرت فسأنشر ‏الوثيقة وانتظر اشارة منك لانشر الوثيقة امام الشعب اللبناني.

‏‏9 - لا اجادلك لانك تقول عني لصاً.

كل صحيفة تتلقى المساعدة لشراء الورق والطباعة وقد تم ‏رفع السرية المصرفية عني من قبل لجنة التحقيق الدولية وظهر كل شيء ناصعا كالبياض اما ‏انت فهل مستعد لنشر سريتك المصرفية؟ ‏10 - بالله عليك اخبرني لماذا زرت قطر اول مرة مع وفد نيابي وفي المرة الثانية مع صهرك ‏جبران باسيل فقط هل لانه امين صندوقك وصندوق العائلة.

ثم اخبرني يا عماد عون لماذا اصبح ‏صهرك روي الهاشم رئيس مجلس ادارة الـ ‏Otv‏ والغيت توقيع الاخرين معه على الشيكات واصبح ‏هو يتصرف بالاموال وحده وارسلت مراسلة الى المصارف تطلب اعتماد توقيع روي الهاشم وحده ‏بعد ان اقصيت اثنين كانا يوقعان معه، وما قصة البناية في الـ ‏Otv‏ التي سعرها مليون ‏ومائة الف دولار وتم شراؤها بمليوني دولار وما هي قصة اجهزة الـ ‏Otv‏ التي دفع ثمنها ضعفين ‏عن سعرها، ولمن ذهبت هذه الاموال؟ ‏11 - كيف تفسر ايها اللص الذي يغش الشعب اللبناني ان كل الاموال في حسابك وحساب زوجتك ‏واصهرتك ولا يوجد حساب واحد بيد ناشط في التيار الوطني الحر ؟ ولماذا كل اموال العائلة، ‏واين هي القضية، واين هم الناشطون في التيار الوطني الحر.

‏ ‏12 - تصفني يا عماد عون باللص، قل لي كيف ؟ وأين ؟ وانا اليوم اقول لك جزءا بسيطا مما ‏اعرفه عنك لان قسمي العسكري يمنعني من ذكر المعلومات لانني خدمت معك كضابط في الجيش ولكني ‏اتحداك ان ترد علي وان تنفي ما اقوله واذا كنت تعتقد ان لا وثائق موجودة بشأن حركتك ‏المالية ولا شهود فاعلم انك لص مغشوش امام شهود قلائل لكنهم موجودون ويعرفون حقيقتك.

‏ ‏13 - اسألك لماذا رشحت المحامي ميشال حلو من بنك المدينة على لائحتك في جزين وانت تعرف ‏دوره في بنك المدينة واسألك لماذا اخذت عصام صوايا معك في جزين واسألك عن مرشحين متمولين ‏اخذتهم ودفع بعضهم عنهم اموالا.

‏ ‏14 - كيف تفسّر الامور بأنك بقيت 10 سنوات في فرنسا وتريد الذهاب الى اميركا ولا تحصل على ‏تأشيرة دخول ثم فجأة حصلت على تأشيرة الدخول من اجل قانون محاسبة سوريا ومن دبّر لك ‏تأشيرة الدخول الى اللوبي الصهيوني ولماذا عقدت اكثر من 10 اجتماعات مع ليبرمان النائب ‏اليهودي المتطرف وقدت معه العملية المشتركة، ألا تسأل نفسك لماذا دبّر لك اللوبي الصهيوني ‏تأشيرة الدخول الى واشنطن بعد 10 سنوات بقيت خلالها واشنطن ترفض اعطاءك تأشيرة الدخول ‏اليها واين اصبحت علاقتك باللوبي الاسرائيلي في اميركا هل انقطعت ام ما زال الوسطاء ‏ناشطين بينك وبينهم ؟ اخيرا اذكّرك انك لم تعد تسكن في الخارج الا في فنادق خمسة نجوم وتصرف الاموال على حساب ‏المتبرعين ولا يصل للقضية شيئاً، فهل تذكر اخر مرة رأيتك في اهم فندق في العالم مع صهرك ‏جبران باسيل وكنت مارا انا من هناك فشاهدتك على شرفة الفندق الفخم فإذا بك تصاب ‏بالصدمة انت وصهرك لانك لم تكن تتوقع انني سأراك وسأكشفك هناك.

‏ويبقى اخيرا ان اقول لك انك تشبّه نفسك بالمسيح والمسيح لم يهرب بل بقي وتم صلبه على ‏الصليب اما انت فتركت جنودك وعائلتك وهربت.

‏من معالم الحياة واشاراتها ان الجبان لص وان اللص جبان ومن يهرب يكن جباناً وهو اللص ‏الحقيقي.

اخيرا قسمي العسكري يمنعني من ذكر وقائع اخرى ستأتي لاحقا فأنت تستطيع ان تقول لمن تشاء ‏الصفات التي تريد لكنك لا تستطيع ان تقول لشارل ايوب شيئا لانه ان كان يدير صحيفة ‏ويتلقى اموالا لادارتها ولكنه ليس مثلك لصا يضعها للعائلة ويبيع القضية ويغش الناس ‏ويكذب عليهم لانك مجنون سلطة ومن عبيد المال

 

الرئاسة في خطر

المستقبل - الاثنين 11 أيار 2009 - فيصل سلمان

مخطئ من يعتقد ان النائب ميشال عون يسعى، فقط ليكون رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس العتيد، ومخطئ من يعتقد فقط، ان عون سيقف عند شعار "تحرير المسيحيين" من الأكثرية المسلمة. لن يقف الأمر عند هذا الحد ابداً والأشهر المقبلة ستثبت صحة المخاوف والتوقعات التي باتت في عهدة المعنيين.

لم يخف عون ابداً نيته ورغبته في ان يكون رئيساً للجمهورية وها هو يحضر لذلك فعلياً... لنتذكر معاً ذلك الملصق الذي يحمل صورته ومن خلفها شعار "الجمهورية الثالثة".

الجمهورية الثالثة في ذهن عون هي التي تبدأ اول ايامها مع تسلمه مقاليد السلطة الأولى في البلد، اما كيف سيكون ذلك؟، اليكم الخطة:

1 ـ اصر عون في اجتماع الدوحة على قانون الانتخاب الحالي، ووافقه على ذلك حلفاؤه مجبرين، كما اضطر فريق الرابع عشر من آذار الى الموافقة.

2 ـ خرج عون من الدوحة نصف رابح، فهو هناك طالب بأن يتم التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين فقط... وهذا كان بعدما ادرك ان حظوظه بالرئاسة غير متوافرة.

3 ـ بعد اتفاق الدوحة بالغ عون في اقناع المسيحيين بأنه استعاد لهم حريتهم وحرر نوابهم من الأكثرية المسلمة، وبالتالي قدم نفسه على انه الزعيم الأوحد او المخلص.

4 ـ بعد الانتخابات، سيأتي أوان الجزء الآخر من الخطة.. سيسعى عون، الى الطعن امام المجلس الدستوري (بعد انشائه) بانتخاب الرئيس ميشال سليمان في اطار الدعوة الى ان جميع بنود اتفاق الدوحة قد اكتملت، وان البلاد لا بد ان تنطلق نحو افق جديد.

5 ـ اذا لم ينجح هذا الجزء من الخطة، سيكون المجال مفتوحاً "لاضطرابات" قد تفضي الى خلو موقع رئاسة الجمهورية!!

لقد اخضع عون المرشحين على لوائحه لامتحان كان السؤال الاساسي فيه: ماذا سيكون موقفك اذا طرحت مسألة رئاسة الجمهورية؟

لا أحد يعرف تماماً ما هو موقف "حزب الله" من هذه الطروحات ولكن البعض يعتقد بأن الرئيس نبيه بري يعارضها.. ويبقى السؤال: هل هذا السيناريو صحيح فعلاً؟... من يدري؟

 

فضائل" عون

التاريخ: 11 ايار 2009 /موقع تيار المستقبل

من يستمع الى النظريات السياسية التي يعلنها ميشال عون خلال اطلاق صافرة الانذار لبدء المعركة الانتخابية يشعر بأنه مصاب بـ"الشيزوفرنيا" وان كل ما عاشه البلد خلال السنوات الماضية من انقسام سياسي مجرّد "أوهام" أو "ارهاصات". أقواله جميعها تتقاطع عند العدالة الاجتماعية، ووقف الهدر والفساد، والعلمانية والتنمية وتحقيق النمو الاقتصادي. وكلها أيضاً تبدي حرصها على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. لكن ما يدفع الى الدهشة والاستغراب أن يكون هذا الكلام مندرجاً في لغة عون الذي يزعم ما ليس فيه، أو على الأقل يتعارض وطبيعة توجّهاته وتحالفاته. فالجنرال يدعو الى العلمنة، وليس لديه إلا التحريض على فئة بعينها، وتخويف فئة أخرى باستثارة هواجس مفتعلة لا صحّة لها أبداً. ويتحدّث عن النمو والتقدم والسلم الأهلي، فيما يخيّر اللبنانيين بين السكوت عن ميليشيات "8 آذار" وتماديها في الانتقاص من سطوة وهيبَة الدولة، وبين تفتت المجتمع اللبناني وانبعاث الحرب الأهلية. أما السؤال كيف حصلت هذه الميليشيات على توكيل بتدبيج سياسة البلد، وعن طريق أي علاقة وتعامل مع النظام السوري وولاية الفقيه في إيران، وكيف أمسكت بعنق لبنان أمنياً وعسكرياً، فمسائل لا مجال للخوض فيها، بحسب جنرال الحروب الخاسرة سياسياً وعسكرياً. والمفارقة الاضافية عند عون تكمن في الحديث عن "الارتزاق" و"الانتماء". فالجنرال لا يتكرّم على اللبنانيين ليحدّثهم عن الفارق بين الأمرين، ومن هو المتكسّب ومن هو المنتمي الى وطنه فعلياً. وكيف نميّز بين "مال شريف ونظيف" وبين آخر "منجّس". "فضائل" عون لا صلة لها بواقعه ولا بمصالح اللبنانيين.

 

المجلس العالمي لثورة الأرز/بيان/قادة من المجلس يجتمعون بمسؤولين في واشنطن... " نتائج الانتخابات في ظل السلاح لن تكون عادلة "      

واشنطن في 10 آيار 2009

في الذكرى الأولى لهجمة 7 أيار قام وفد من المجلس العالمي لثورة الأرز ضم الأمين العام المهندس طوم حرب والمدير المسؤول عن الولايات المتحدة في المجلس المحامي جون حجار بعدد من الزيارات في العاصمة واشنطن كانت السفارة المصرية إحدى المحطات الرئيسية فيها كما زار الوفد أيضا الأمن القومي ووزارة الدفاع وقد تناول البحث خلال هذه الزيارات الدور السلبي لحزب الله في الوضع الداخلي اللبناني والتمدد الإيراني الذي يشكل حزب الله فيه النقطة الأخطر على لبنان والمنطقة.

في السفارة المصرية أعرب الوفد عن أسف المجلس العالمي لثورة الأرز من التدخل السافر في شؤون مصر لهذه المجموعة التي لا تمثل من قريب أو بعيد تطلعات الشعب اللبناني, كما شدد على خطورة إبقاء السلاح في يد هؤلاء الذين يشكلون خطرا على علاقات لبنان الخارجية ويفرضون أنفسهم بالقوة على شريحة من المجتمع اللبناني.

وبعد الاجتماع صرح المهندس حرب بقوله: لقد ناقشنا مع المسؤولين في السفارة ضرورة محاربة الإرهاب الذي يعتبر الذراع الأهم والأخطر في محاولة إيران الهيمنة على المنطقة والظهور بمظهر المنقذ لشعوبها وتطرقنا لأهمية تنفيذ القرارات الدولية وخاصة منها 1559 لأهميته في منع الهيمنة بالقوة على القرار اللبناني وعدم زج اللبنانيين في مشاريع وطموحات إقليمية لا تتناسب مع تطلعاتهم. كما حذر حرب من خطورة الأنباء التي تكلمت عن انتشار لحزب الله في مناطق من العالم ضمن الخطة الإيرانية لفرض الأمر الواقع و تحويل التفاوض حول المشروع النووي الإيراني إلى ترتيبات حول مناطق النفوذ في العالم. وتطرق لخطورة ما يجري الآن في لبنان في محاولة حزب الله استعمال تأثير سلاحه لفرض نفسه في الانتخابات القادمة.

في الأمن القومي جرى استعراض للأوضاع في لبنان وخاصة مرحلة الانتخابات وخطورة هيمنة حزب الله بالقوة على شريحة لبنانية تحت غطاء الديمقراطية وخاصة بعد تعرض المرشحين في المناطق الشيعية لحوادث وهجمات من قبل مسلحي حزب الله لكم الأفواه ومنع الرأي المعاكس وما شدد عليه دوما المجلس العالمي لثورة الأرز من ضرورة تنفيذ القرارات الدولية وخاصة 1559 الذي يدعو إلى سحب أسلحة المليشيات والمخيمات وبؤر التخريب لتحرير القرار اللبناني وتخليص البلاد من الوضع الشاذ التي تعيشه.

وبعد ذلك توجه الوفد إلى وزارة الدفاع حيث اجتمع مع المسؤولين عن قسم لبنان وجرى التشديد على دعم الجيش والدولة والاستمرار في متابعة المسار اللبناني وتنفيذ القرارات الدولية التي من شأنها مساعدة اللبنانيين.

وبعد الاجتماع صرح المحامي حجار بأن الوفد تطرق إلى العلاقات اللبنانية الأميركية وخاصة دعم المؤسسة العسكرية والدولة وخطورة إبقاء سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية والمراكز الفلسطينية التابعة لسورية كما أوضح حجار بأن نتائج الانتخابات في ظل السلاح لن تكون عادلة وتكمن خطورتها بأن حزب الله ومن خلفه إيران مصممان على السيطرة على البلد باستعمال الضغط في الانتخابات للفوز وعندها يعيدون ترتيب المؤسسات والتخلص من غير الموالين كما حدث خلال الاحتلال السوري أو بخلق الفوضى إذا لم يفوزوا بالانتخابات بالطرق الديمقراطية ومن هنا ضرورة التركيز على الوضع المقلق في لبنان اليوم.    

 

الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون لموقع "14 آذار": سيطرة 8 آذار على الحكم تعني كارثة على مستوى الدولة وسياسة عون مبنية على التحريض تجاه السنة 

حاوره: غسان عبد القادر

في مقابلة خاصة لموقع "14 آذار"، قدّم الوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون رؤية شاملة للوضع الذي يعيشه لبنان حالياً. فإبتداءً من الإنتخابات النيابية المنتظرة في 7 حزيران، إلى الوضع الإقتصادي المتدهور، إلى التخوف الذي يطرحه إحتمال تفرّد 8 آذار بالحكم و أخيراً الموقف من ميشال عون ومستقبل الطائفة الشيعية في ظلّ حزب الله وحركة أمل. جلنا مع العضو السابق في قيادة حركة أمل، محمد عبد الحميد بيضون على خلفيات المواقف السياسية بالإضافة إلى محاولة لإستشراف المستقبل. فبيضون الذي عرفت عنه جرأته، لم يبخل بأي معلومة وقام بتسمية الأشياء بأسمائها، كما يقال. فبعد أن حذر من حصول قوى 8 آذار على الغالبية البرلمانية، إستعرض بيضون السناريوهات البديلة، وطرح حلاً للأزمة شرط أن يكون مدخله لبنانياً.

الإنتخابات مصيرية وتفرد 8 آذار بالحكم كارثة

اعتبر الدكتور بيضون أن الإنتخابات النيابية تدور عملياً في دوائر المتن، زحلة، بعبدا، البقاع الغربي، الأشرفية فقط أي أنها محصورة بـما يقارب 25 مقعداً. أما في بقية المناطق، فنتيجة وجود السلاح، ألغيت الكثير من المعارك الإنتخابية. فقد أستبعد كلياً حصول تنافس حقيقي في أي منطقة ينتشر فيها السلاح حيث تنعدم الكفاءة والمساواة. وطرح سؤالاً :هل سينتقل لبنان من وضع أزمة إلى وضع حلّ لهذه الأزمة بعد الإنتخابات؟ ويقسّم إجابته إلى سيناريوين إثنين: الأول هو سيطرة 8 آذار على الحكم والثاني هو إحتفاظ 14 آذار بالأكثرية.

من ناحيتهم، فإنه "في حال إستحواذ جماعة 8 آذار على الأكثرية النيابية فإن لذلك إنعكاس سلبي للغاية ذي شقين: على المؤسسات والإقتصاد."

وأشار بيضون أنه قبل عام 2005 "جرى فرملة النهوض الإقتصادي بهدف أساسي هو محاربة رفيق الحريري شخصياً ومشروعه من الصعود على الرغم من الإنجازات الهامة لرفيق الحريري. وأهم هذه الإنجازات بحسب بيضون هو نجاح الرئيس الشهيد بتخفيض الفائدة على الدين العام من 14 % إلى 8% مما وفر على الدولة 10 مليارات دولار في حين كان شركاؤه في الحكم آنذاك، واللذين ينتقدون سياسته الإقتصادية حالياً، غائبين عن الوعي".

ورأى بيضون أنّ "الإقتصاد الوطني معرّض لنكسة كبيرة في حال فوز 8 آذار. فإذا ما حصل ذلك، سينظر دولياً للبلد بأنّه محكوم من قبل حزب الله و"حكومته"، وتأخذ فإن كل التعاملات الإقتصادية مع لبنان منحاً سلببياً. وتغدو عملية جذب الرساميل و إبقائها في البلد مسألة بعيدة المنال. ويستشهد ببعض الخبراء الذين توقعوا أنه في حال وصول جماعة 8 آذار للحكم فإن نصف الودائع سوف تهاجر وبالتالي يتحول لبنان إلى سيناريو غزة ولا يجد شرياناً لحياته سوى عن طريق المساعدات الدولية. ويضيف بيضون: "لقد ثبت بأن حزب الله لا يتمتع برؤية إقتصادية فيما عدا بعض الأفكار "الشعبوية" التي سمعناها في الفترة الأخيرة و منها قصة تعويم الليرة. و يفسر عبارة "شعبوية" بأنها نفاق للشعب أو للإستهلاك المحلي حيث لا تقضي في جوهرها إلى حلّ حقيقي لمشاكل الناس".

هذا بالنسبة للإقتصاد. أما بالنسبة للمؤسسات، فيقول بأننا كلبنانيين نشهد محاولة إصلاحية يقودها رئيس الجمهورية خصوصاً في مؤسسات الأمن والقضاء والإدارة. لكن واقع هذه المؤسسات أنها تتوجه لإنهيار نتيجة عمق الأزمة و طولها... حيث وصلت الأمور إلى أن نشهد عمليات خطف أطفال وطلب فدية. فيرى أن قوى 8 آذار هي مسؤولة عن إنهيار المؤسسات ووصولها إلى وضع يرثى له خصوصاً فيما يتعلق بمسألة المحاصصة التي يطمح أطراف جديدة للدخول فيها كالعماد عون الذي صرّح بأن لا تعيين يجري بدون مشاورته. ويعزو السبب أيضاً إلى غياب هيبة القوى الأمنية منذ 7 أيار 2008 حيث لم يمر يوم طوال العشرة شهور و لم يحدث حدث أمني خطير نتيجة تفتلت الأمن. ويطالب بيضون بمعالجة هذه المشكلة التي تستوجب خطة عمل جدية خصوصاً في أماكن كانت تعتبر مناطق آمنة وقد أصبحت تشهد إختراقات أمنية. كما أن القضاء يحتاج إلى وقت كي ينهض من كبوته. أما في الإدارة فحدث ولا حرج، حيث أنّ كل موظف أصبح مغطى بجهة "مستقوية" على جهة أخرى وتالياً فإن الإدارة إستغنت عن دورها الأساسي المتثل بخدمة المواطن. حيث بات أبشع عقاب للمواطن أن تطلب منه أن يقوم بمعاملة في دائرة رسمية".

العراقيل تنتظر 14 آذار إذا فازت و8 آذار قوضت الكتلة الوسطية

بالمقابل، لفت بيضون إلى أنه في حال حصول قوى 14 آذار على الغالبية، ستوضع في طريقها العراقيل على غرار الفترة الماضية تحت عنوان "الثلث المعطل". وإستطرد شارحاً بأنّ "مفهوم الثلث المعطّل وضع للتعاطي بالقرارات الهامة كالإستراتيجية الدفاعية على سببيل المثال. غير أن هذا الثلث يتم اللجوء إليه حالياً لأمور سخيفة كتعيين مدير عام وصولاً إلى تعيين حاجب. ويستعمل أيضاً في تعطيل القضاء و فرض خوّة على الموازنة. إن الثلث المعطّل فقد الغاية الحقيقية عندما أستعمل في غير مكانه كسلاح المقاومة الذي فقد طهارته عندما أستعمل في الداخل. إنّ مسؤولية 14 آذار كبيرة حالياً و تتلخص مهمتها بحماية البلد إقتصادياً و تغيير الواقع لأن الأزمة أصبح عمرها 4 سنوات. في حين، يرى (ضاحكاً) أن 8 آذار لا يتأثروا بهذا الواقع لأنهم يعيشون في الأزمات أكثر من ما هم يعيشون في الحلول.

وعن الكتلة الوسطية التي ستلتف حول رئيس الجمهورية، رأى بيضون "أنّ جماعة 8 آذار ومن ورائهم قد نجحوا في تقويض الكتلة الوسطية إلى حدّ بعيد بعدما كانت ظاهرةً، تكبر وتنمو وقد تساهم في حلّ الازمة. ورأى أنه لا زال على الرئيس الكثير من المسؤولية فهو ليس عن عبث حامي الدستور لأنه يقع على عاتقه مسألة حلّ الأزمة والقيام بالإصلاحات اللازمة".

المثالثة تناقض الطائف وبري يتحمل مسؤولية الأزمة السياسية

ورداً على سؤال حول موقفه من المثالثة، ردّ بيضون ساخراً بأنّ "مفهوم المثالثة مناقض للطائف، وواهم كل من يحاول أن يزرع في عقول الناس أن الطائف نصّ على المثالثة التي هي من حق رئيس الجمهورية". ويوضح هذه المسألة بأن الطائف بكل بساطة يمنح الرئيس حق الإعتراض على أي قرار لمجلس الوزراء وأن يطلب من المجلس أن يصوت على القرار بغالبية الثلثين لتأكيده. ويسأل ن كان نظامنا السياسي لا يعطي لرئيس الدولة حق الفيتو، فكيف يطالبون بالفيتو لحزب سياسي؟ ويعتبرهذ المسألة هي محض تخريف و هرطقة دستورية. أما في حال أصرت 8 آذار على تفسير النظام بأنه فيتو لكل طائفة، فمن الأجدى أن نأتي بماروني وسني و شيعي، و نعين مجلس رئاسي يحكم البلاد ولا حاجة بالتالي إلى كل هذه المؤسسات الدستورية.

ووصف د. بيضون "الفكر السياسي لـ8 آذار بأنه بدائي ومبسّط للغاية حيث لم يبذلوا أي جهد لتطوير رؤيتهم السياسية والدستورية، وأعتمدوا على فتاوى دستورية رخيصة جداً وليس لذلك أي علاقة بأصولنا ولا بالنظام اللبناني ككل".

وبالإنتقال من الكلام عن الطائف، وصلنا إلى الكلام عن إلغاء الطائفية السياسية. وفقاً للنص الدستوري بحيث يجب إلغاء الطائفية السياسية بعد أول إنتخابات نيابية لذا كان يجب أن يتمّ هذا الامر منذ 1992، يحمّل د. بيضون رئيس مجلس النواب "المسؤولية الأكبر للوضع الخطير الذي وصل إليه البلد. فعلى عاتقه تقع مهمة إنشاء لجنة إلغاء الطائفية السياسية الذي بدأها عام 1992 و أهملها لاحقاً و قصّر في أدائها. فمصلحة بري السياسية التي أدت إلى تأخير الموضوع والوصول إلى الكارثة السياسية الحالية حيث يبدو البلد أشبه بالكانتونات". وتساءل بيضون: ". نبيه برّي في الحقيقة لا يبد أي رغبة جادة لإلغاء الطائفية وهو يعيش و يحيى في الطائفية والمذهبية فكيف تريده أن يلغيها؟".

على حزب الله أن يتغير إذا أراد المشاركة

وأشار بيضون أنه "إذا أراد حزب الله أن يشارك في حكم لبنان فعليه أن يقوم بتغييرات جمة وعليه أن يظهر ثقة به خصوصاً أن الأوروبيين لم يضعوه على لائحة المنظمات الإرهابية لكن الأميركيين لا يزالون يعتبروه إرهابياً. بالتالي فعليه أن يبذل جهداً ليلتزم بالقرار 1701 و يبدي مسؤولية تجاه الدولة فالدولة أهم من كل الأسلحة".

ويشير إلى أنّ "المقاومة، أولاً و أخيراً، تحتاج إلى شرعية قانونية، والحلّ العملاني هو بأن تشكل المقاومة إحتياطاً للجيش اللبناني. المفارقة في الجنوب أن قيام تنظيمات صغيرة بإطلاق صواريخ على إسرائيل يعتبر عمل خياني وعمالة، أما في حين كان حزب الله من أطلقها فإن عمله يعدّ مقاومة! وهنا تتجلى إزدواجية المعايير."

ورأى بيضون أنه بعد خروج السوري من لبنان خلقت أزمة متعددة الأوجه.

أولاً، بالنسبة للمحكمة الدولية، أبدى بيضون موقفاً معارضاً "أن يكون لأحزاب شيعية موقف ضد للمحكمة بهذا الشكل خصوصاً أنها مقدس من مقدسات السنة". وتوجه لحزب الله بالقول "أنه يجب أن ينظر إلى المحكمة كونها مقدسة كما هو يطلب من الآخرين أن يعتبروا سلاحه وقضيته مقدسة. ويضيف: "إن موقفهم من المحكمة كان ومايزال من أكبر أخطاء الحزب وحركة أمل فهم لم يخدموا الوضع اللبناني و لا الوضع الإقليمي".

أما بالنسبة للعلاقات اللبنانية السورية فحزب الله بحكم موقعه لدى سوريا كان يمكنه تخفيف التوتر في البلدين غير أنه لعب دور طرف و ليس دور الوسط. في الواقع، لم تساهم جماعة 8 آذار إيجاباً، أما الذي لعب الدور الإيجابي فكان الرئيس ساركوزي بعد التداول مع القطريين والسعوديين.

وفيما يتعلق بالمشاركة الذي طرحه الحزب و الذي ذُكر أصلاً في الطائف". و هنا توجه بيضون بالسؤال لحزب الله بالقول "كيف قَبِل بعدم المشاركة خلال 15 عاماً وأعتبر أنه هو الدولة، في حين أنه يطالب الآن بالمشاركة بهدف التحريض وأن رئيس الحكومة مستأثر؟ من الواضح، أنّ حزب الله هو المستأثر الحقيقي حين أقفل مجلس النواب لمدة سنتين وإستحوذ على قرارات الحرب و السلم".

واضاف بيضون أن "ّالوجه الرابع وهو سلاح المقاومة الذي يقارب بأسلوب بالغ السوء. فعلى الرغم من قيام الحوار من 2006 حتى 2009، لم يكن هنالك حوار جدي حول السلاح أو تصور حقيقي حوله ما عدا أنّ هذا السلاح لا يمكن ان يمس. ولم يتم طرح كيف يكون هذا السلاح بخدمة الدولة.

إيران تعمل على عسكرة وتخويف الشيعة في حين أن الأمن بيد حزب الله

ولدى سؤالنا عن وضع الطائفة الشيعية في لبنان، لخص الوزير السابق هذا الوضع بقوله "أنّه تمت في الفترة الأخيرة عسكرة الطائفة الشيعية مما يمنع النقاش الحرّ على مبدأ تخويف الشيعة بأنهم مستهدفون بوجودهم، وفي بعض الأحيان يقولون أن لبنان هو المستهدف. لكن جوهر المشكلة هي الدور الإيراني المتصاعد في المنطقة. ويضرب مثال الناصرية التي تصاعد دورها في المنطقة خلال مرحلة معينة وأصطدم مشروعها بعقبات كثيرة ومع ذلك فإنها إحترمت خصوصية لبنان وأصرت على عدم تدفيعه أثمان غير قادر عليها. و حزب الله يمكن أن يدفع الأمور إلى حافة الهاوية و لكن ليس إلى الهاوية. فخلال تموز 2006، عندما شعر الحزب أن الحرب قد تؤدي إلى إنهيار الدولة، أوقف الحرب وقبل بالقرار 1701 على الرغم من أن القرار ينص على نزع سلاح حزب الله . فالحزب لا يستطيع إلغاء الإعتبارات المتعلقة بالناس."

وعقّب على ذلك "بأننا سوف نرى خلال الإنتخابات القادمة أنّ من سيصوت لحركة أمل ولحزب الله لن يتجاوز تعدادهم الـ50% من الناخبين في حين أن الـ50% الباقين لن يذهبوا إلى الإنتخابات، لأنّ ظروف التغيير ليست قائمة في الجنوب. فهناك يتعذر القيام بحملة إنتخابية متكافئة نتيجة الملاحقة والتهديدات والضغوطات. فقد تطلع أهل الجنوب للجيش كي يستلم جميع المسؤوليات وأهمها الأمن لكن ما تمّ كان تفريغ الدور الأمني للجيش وحصره بالتعامل مع القوات الدولية وإبقاء ملف الأمن في الجنوب بيد حزب الله".

سياسة عون مبنية على التحريض تجاه السنة

وعن ميشال عون، قال بيضون أنّه "قد حذر عون مرات عدة من أن يكرر تجربة نبيه بري مع الشيعة بحيث أنه يريد أن يصبح زعيم للطائفة بطريقة تجعل كل الأمور تمرّ من خلاله وهو مستعد لضرب الكفاءة والإصلاح والتنمية. فمع تأسيس الإقطاع الجديد او ما يسميه العائلة المالكة عند الشيعة، تحول التوظيف في المناصب الرسمية من المباريات إلى التعيينات إيتداء من القاضي وصولأً إلى أصغر موظف".

فبرأي بيضون أنّ "الشيعة تميزوا تاريخياً بوجود برامج إصلاحات مهمة لديهم، وخصوصاً المشروع الذي طرحه الإمام الصدر عام 1977، فهو أول من طرح مشروع لبنان كدائرة واحدة مع النظام النسبي. لكن الأحزاب الشيعية حالياً تخلت عن الإصلاحات وأصبحت فئات "محافظة" يهمها الكرسي أكثر من الإصلاح. النقطة الأخرى المتعلقة بالتنمية، وهي الهدف الحقيقي لأي سياسة العامة، وقد أصبحت في واقع الامر مسألة "تنفيعات" حيث تنشأ المشاريع لأنها مفيدة للأزلام والمحاسيب" .

أضاف بيضون "أنّ السمة الأساسية للتجربة العونية هي تحريض طائفة على أخرى، وللأسف هي عملية تصوير بأنّ السنة سلبوا رئيس الجمهورية صلاحياته ، علماً أنّ إنجاز الطائف لم يقم به السنة ولا كان هنالك أي فريق سني مسلح في ذلك الوقت. فإتهام السنّة بأنهم هم من سلبوا الرئيس والمسيحيين سلطاتهم هو محض إفتراء وتخويف ليس له معنى، و أنا ذكرت مراراً بأنه في حال أراد ميشال عون المداورة بالرئاسات فإنّ أول طرف سيوافق هم السنة. نحن نعلم وعون أيضاً أن السبب الحقيقي لهذا التحريض مرتبط بمحور إقليمي".

الأفضل أن نذهب إلى إتفاق بعبدا واحد

وحول إمكانية قيام حكومة وحدة وطنية على غرار الحكومة القائمة حالياً بعد الإنتخابات، ردّ بيضون "أنّه "في حال لم تفز جماعة 8 آذار فإنهم ميالون لفرض رأيهم على أرض الواقع. لكن أظنّ أنّ 14 آذار لن تقبل بالشلل بالتأكيد وبعد الإنتخابات سيكون هنالك مناقشة واسعة حول كيفية الخروج من الأزمة. فالعلاقات اللبنانية-السورية وصلت إلى درجة التبادل الدبلوماسي وبالتالي لا عودة عن ذلك. وموضوع المحكمة يسير في طريقه رغم كل شيء. أم بالنسبة لسلاح حزب الله لا يمكن نكرانه على الدوام خصوصاً أن سقفه أصبح القرار 1701. وأخيراً فإنّ المشاركة بالثلث المعطل يعدّ تجربة فاشلة رأينا آثارها في الفترة الماضية فهي لم تنتج أمن أو مجلس دستوري أو قضاء".

ويقترح بيضون أنه "بدل من الذهاب إلى إتفاق الدوحة 2 أو الرياض 1 على سبيل المثال، لماذا لا يكون هنالك إتفاق بعبدا 1 للتوافق على أسلوب حكم للبنان من داخله و ليس من خارجه، أي إستبعاد لبنان عن الصراع بين المحاور الإقليمية. لبنان يجب ان يبحث عن مصلحته و يستفيد من المساعدة السورية و الإيرانية وبالتالي نحن نريد علاقة مع سوريا و إيران من دولة إلى دولة قائمة على النديّة وليست علاقة دولة بفصائل، كما تريده جماعة 8 آذار. فأنا أؤيد كل من يؤيد الدولة."

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

من المثالثة إلى الرئاسة... ماذا تعني مغامرات عون؟

صحيفة اللواء بقلم: صلاح سلام

ارتفاع سخونة الحمّى الانتخابية المهيمنة على الخطاب السياسي هذه الأيام، كشف هشاشة الوضع الداخلي المُرتبك منذ فترة، بسبب الانقسامات السياسية والطائفية والمذهبية المستفحلة على الساحة اللبنانية!·

فرغم مرور حوالى السنة على الخروج من نفق المواجهات الحادة والدموية في الشارع، والتي بدأت يوم 23 كانون الثاني 2007، وبلغت ذروتها في 7 أيّار الأسود 2008، ما زالت هواجس تلك المواجهات الساخنة وتداعياتها الخطيرة على تماسك النسيج الداخلي، تثير قلق المواطن العادي الذي ما زال يفتقد الثقة والاطمئنان إلى سلامة العملية السياسية في مرحلة ما بعد انتخابات 7 حزيران، بسبب حدة التنافس بين الموالاة والمعارضة، وضيق هامش الفارق بين الفائز بالأكثرية ومنافسه الذي يحتل موقع الأقلية من جهة، ونظراً لخطورة الطروحات السياسية التي تُنادي بها بعض أطراف المعارضة، وخاصة التيار العوني، والتي تشكّل انقلاباً على صيغة الوفاق التي أقرها مؤتمر الطائف وأنهت سنوات الحرب المجنونة، فضلاً عن تلك الطروحات التي تشكّل تحدياً سافراً لمقومات الدولة الشرعية دستوراً وأعرافاً!·

والطريف أن العماد ميشال عون يُجاهر بنزعته الانقلابية في مؤتمراته الصحفية، وما أكثرها هذه الأيام، وفي <الشعارات البرتقالية> التي زرعها على الأوتوستراد الشمالي لبيروت مروجاً لفكرة <الجمهورية الثالثة>، بكل ما تحمله هذه الفكرة من نسف للثوابت التي كرّسها اتفاق الطائف، ورغم كل ما يعنيه هذا الشعار من سعي للانقلاب على السلطة والشرعية والدستور التي يتمسك بها اللبنانيون كأساس لا بدّ منه لقيام الدولة القادرة والعادلة·

ويبدو أن العماد عون يحاول تجديد نزعته المعروفة بخوض المغامرات العسكرية والسياسية، على نحو ما فعل في نهاية الثمانينات عندما خاض <حرب التحرير> ضد القوات السورية من دون أي أفق سياسي وطني أو إقليمي أو دولي، ثم أتبعها بـ <حرب الإلغاء> الانتحارية ضد القوات اللبنانية بدافع من حب السيطرة والتفرّد بالقرار المسيحي، وأيضاً من دون أي تبصّر بالمعادلات الداخلية التي كانت سائدة في تلك الفترة، مع إصرار على تجاهل الواقع الإقليمي والدولي المحيط بالوضع اللبناني المتأزّم في تلك المرحلة·

فكانت النتيجة أن تسبّب بسقوط مئات الضحايا، وتشريد آلاف العائلات من بيوتها، ونشر الخراب والدمار في المناطق التي كانت تقصفها مدافعه الثقيلة من الأحياء السكنية الآمنة في بيروت، إلى القرى والدساكر المسيحية في مناطق المتن وكسروان وبقية أنحاء جبل لبنان·

وطرح شعار <الجمهورية الثالثة> مغامرة جديدة يقودها العماد عون، ولو على حساب الوفاق بين اللبنانيين، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار متطلبات الحفاظ على الأمن والاستقرار!·

لم يُفصح عون عما يعنيه بـ <الجمهورية الثالثة>، ولم يُحدّد ما يريد تغييره في الجمهورية الثانية وصولاً الى الجمهورية الثالثة·

ولم يشرح الحيثيات والدوافع <الوطنية> و?<الدستورية>، في حال وُجدت، التي جعلته ينادي بالجمهورية الثالثة·

هل هي الرغبة الدفينة باعتماد <المثالثة> بين الطوائف الثلاثة الكبرى: السنّة والشيعة والموارنة، بدل المناصفة التي كرّسها اتفاق الطائف بين المسلمين والمسيحيين، من دون الأخذ بفارق العدد الديمغرافي بين الطرفين؟·

هل الخروج على صيغة الطائف الذي يسعى إليه عون، يعني إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بالعودة إلى صيغة الامتيازات التي فجّرت البلد، وأشعلت حروب السنوات العجاف في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي؟·

أم هو يسعى إلى إقامة نظام رئاسي، يحلم بالتربع على قمته، والتمتع بالصلاحيات التي تفرض هيمنته على الوضع السياسي والتحكم برقاب العباد؟·

أما الطامة الكبرى في مغامرات العماد عون المستجدة فتكمن في ما كشفه الوزير والنائب السابق فارس بويز من أن الرجل يسعى إلى القيام بانقلاب سياسي على رئيس الجمهورية عبر تقصير ولايته الدستورية، في حال فوز التيار العوني وحلفائه بالأكثرية الجديدة، وذلك ليتسنّى لعون دخول قصر بعبدا مجدداً عبر جلسة انتخاب نيابية بالأكثرية المطلقة، ولو كانت بفارق صوت واحد فقط!·

يبدو أن هاجس <رئيس لمدة سنتين فقط> الذي سبق لعون أن طرحه عامي 2007 و2008، خاصة بعد تأكده من عدم قدرته على اختراق جدار الأكثرية النيابية الحالية، يبدو أن هذا الهاجس ما زال يسكن الحالم بالرئاسة الأولى رغم وقوفه على أبواب الثمانينات، محاولاً القفز فوق الجروحات والخصومات العميقة التي تسببها سياساته العشوائية والقائمة غالباً على الانفعال وردة الفعل·

ويكشف هذا التفكير اللاواقعي عند عون مدى إصرار جنرال الرابية على تجاهل التوازنات والتسويات التي كرّست العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً في أشد المراحل صعوبة وأكثرها تعقيداً في تاريخ لبنان المعاصر، فضلاً عن إنكار عون المستمر لحجم التأييد العربي والدولي الذي يتمتع به العماد سليمان، والذي استطاع في فترة وجيزة، أن يُعيد لرئاسة الجمهورية دورها، ويستعيد الثقة بمكانتها، ويُكرّس موقع الرئيس - الحكم بين الفرقاء المحليين، مبتعداً بالرئاسة الأولى عن الزواريب الداخلية، ومرتفعاً بها فوق مستوى الخلافات السياسية·

ثمة حقيقة لا بد أن يُدركها العماد عون جيداً، وقبل فوات الأوان، مفادها أن اللبنانيين يرفضون الانسياق وراء المغامرات العشوائية والمدمرة، وهم يتمسّكون بخيار قيام الدولة ودعم مؤسساتها الدستورية والأمنية الشرعية، وسيكون السابع من حزيران يوماً فاصلاً لتعزيز مسيرة الوفاق والأمن والاستقرار بمواجهة المزايدين بالشعارات، والساعين إلى إعادة الزمن إلى الوراء، والعودة إلى معارك المغامرات!· 

 

ضمير لبنان": وقفات سيادية في زمن الهيمنة والحروب

 التاريخ: 11 ايار 2009

لينا صالح /موقع تيار المستقبل

 بعد مرور تسع سنوات على غيابه لا يزال العميد ريمون إده "ضمير لبنان" الذي لا يموت. لم يساوم مرة على مصلحة وطنه وشعبه، بل أقرن القول بالفعل وكرّس حياته في سبيل تحقيق سيادة لبنان واستقلاله. بقي طوال نصف قرن رمزاً في الوطنية ومثالاً لرجل الدولة وأحبّ لبنان حتى التضحية.

أسس إده مع الزعيم كمال جنبلاط والرئيس كميل شمعون "جبهة المعارضة الوطنية"، وكان مناهضاً لـ"الشهابية" بسبب ممارسات المكتب الثاني، واستقال من مناصب وزارية أكثر من مرة، كانت اولها احتجاجا على تدخل الجيش في اﻹنتخابات النيابية بواسطة "المكتب الثاني"، وأتبعها بإطلاق معركة سياسية في عهد اللواء فؤاد شهاب ضد تدخل الجيش في شؤون السياسة.

أما المرة الثانية فكانت في عهد الرئيس شارل حلو حين نفذ "الكوماندوس" اﻹسرائيلي عملية في مطار بيروت الدولي بتاريخ 28 كانون الأول 1968 ودمر 13 طائرة مدنية، فاستقال العميد "لأنّ قائد الجيش لم يقم بأي عمل دفاعي، علما بأنه كان مكلفاً بذلك من مجلس الوزارة".

ورفض إده "اتفاق القاهرة" مع المقاومة الفلسطينية، وكان حزبه الوحيد الذي صوّت في المجلس النيابي ضد اﻹتفاق في العام 1969، بعدما اعتبره "فضيحة لا مثيل لها في التاريخ".

كان إده أول من طرح تمركز "قوات طوارئ دولية" في الأراضي اللبنانية على الحدود مع إسرائيل، تلك الدعوة التي تصاعدت مع اشتعال الحرب الأهلية في لبنان إلى درجة المطالبة بـ"قوات دولية على كامل الأراضي اللبنانية ".

مع بداية تلك الحرب، حذر إده من أنّ اسرائيل اعتمدت خطة بديلة من المواجهة المباشرة مع الفلسطينيين، تتمثل في تحويل القتال الى فلسطيني – لبناني.

وسعت "جبهة اﻹتحاد الوطني" التي كانت تضم العميد والرئيسين صائب سلام ورشيد كرامي، ونواباً وشخصيات من طوائف مختلفة إلى التوسط ومقابلة الوسطاء العرب في إطار السعي الى تشكيل قوة ثالثة مسالمة تفصل بين القوتين المتصارعتين، ولكن موقف "جبهة اﻹتحاد الوطني" تطور في تشرين الأول 1976 إلى موقف المعارض للوجود السوري في لبنان، عبّرت عنه في بيان شارك في صياغته إده وكرامي وسلام، واستنكرت فيه اﻹحتلال السوري لمزيد من الأراضي اللبنانية، وطالبت سوريا باﻹنسحاب. وبعدما تطورت المعركة خرج منها الرئيس (رشيد) كرامي وبقي ريمون إده بمفرده في الحلبة، ولم يتوقف على الرغم من المساعي التي بذلت لمصالحته مع المسؤولين السوريين.

كما حذّر إده من اﻹجتياح اﻹسرائيلي قبل حصوله، وربط بينه وبين المطالبة بتحييد لبنان التي اعتبر أنها تهدف إلى تقسيمه. ويقول في ذلك "كنت منذ اللحظة الأولى للحرب ضد التقسيم ومع وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات. أنا ضد الحياد لأنه مشروع ﺇسرائيلي، والحياد لا يتجزأ، إنه يفسح المجال ﻹسرائيل حتى تزاحم لبنان صناعيا ًوتجارياً وزراعياً، ويساعدها على تحقيق هدفها الأساسي وهو تهجير المسيحيين وتقسيم لبنان".

بعد اﻹجتياح اﻹسرائيلي، نادى العميد بوقف المفاوضات مع ﺇسرائيل وأعلن رفضه لاتفاق 17 أيار، محذراً من أنه يخفي وراءه معاهدة صلح مع ﺇسرائيل. ورأى أن لبنان يجب أن يكون آخر دولة عربية توقع المعاهدة.

رفض العميد البحث في أي إصلاح أو دستور جديد ما دامت أرض الوطن تحت اﻹحتلال. لكنه مقابل هذا الموقف الذي وصفه البعض بالسلبي، حاول أن يكون إيجابياً في "وثيقة التدويل" التي أعدها ووزّعها حزبه في 24 كانون الثاني 1981 تحت عنوان "من أجل إنقاذ لبنان"، والتي يخلص فيها إلى أن الحل لن يكون إلا بإحلال قوات دولية من الأمم المتحدة مكان القوات اﻹسرائيلية والسورية في كل الأراضي اللبنانية، وإقامة دولة فلسطينية في فلسطين.

لم يحدد إده رؤية شاملة للمطالب اﻹصلاحية، إلا أنه لم يترك شاردة أو واردة تتعلق بالوضع السياسي في لبنان إلا واتخذ موقفاً علنياً منها، فعارض تمديد ولاية مجلس النواب (1975)، وأيد تعديل الدستور لا تغييره، ودافع عن قانون سرية المصارف، ورفض اﻹقتراح برهن 20 في المئة من احتياط الذهب، وطالب بوضع حد للأزمة عن طريق الوفاق الوطني، وتمكين الدولة من جباية الضرائب والرسوم، واستعادة المرافئ الشرعية وإقفال غير الشرعية منها، وإنعاش القطاعات المنتجة.

دخل الوزارة للمرة الأولى في تشرين الأول العام 1958، في الحكومة الرباعية التي تشكلت في عهد اللواء شهاب، فعين وزيراً للداخلية والعمل والشؤون اﻹجتماعية والبرق والبريد والهاتف، ثم عين وزيراً للدفاع والخارجية بالوكالة لمدة شهر واحد، واستقال من جميع مناصبه الوزارية في العام1959.

بعد حرب 1967، وفي عهد الرئيس شارل حلو، تسلم ريمون إده مهاماً وزارية للمرة الثانية، ففي تشرين الأول 1968 تشكلت حكومة استثنائية رباعية برئاسة عبدالله اليافي، تسلم فيها العميد أربع وزارات (الأشغال العامة، الموارد المائية والكهربائية، الزراعة ووزارة التصميم) وقد استقالت هذه الحكومة في كانون الأول 1968.

كان أحد أركان "الحلف الثلاثي" مع رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" كميل شمعون ورئيس حزب "الكتائب" بيار الجميل. كما اشترك في تحالف ثلاثي مع الرئيسين صائب سلام ورشيد كرامي لمواجهة عهد الرئيس سليمان فرنجية، وكان أحد النواب الذين وقّعوا عريضة المطالبة باستقالة الرئيس فرنجية.

تعرّض إده لسبع محاولات اغتيال، قبل ان يقرر ان ينفي نفسه الى باريس لمتابعة عمله السياسي من هناك، وتوفي قبل 15 يوما من تحقيق هدفه السامي بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. ثمة حاجة الى ريمون إده اليوم ليقف الى جانب الحقيقة التي تسعى اليها قوى 14 آذار، ويبدو لبنان أكثر حاجة الى ضميره. فبينما يحيي اللبنانيون ذكرى رحيله ينظرون الى إنصافه لأنهم لا يدركون قيمة أمواتهم إلا بعد حين.

 

إعادة تكوين السلطة" شعار مناهض لمنطق الدولة ولمبدأ فصل السلطات

ديموقراطية 8 آذار: انتصارنا لنا وحدنا.. وانتصاركم لنا ولكم

المستقبل - الاثنين 11 أيار 2009 - وسام سعادة

لسان حال 8 آذار يكادُ يقول: إن الانتخابات ستكون أكثر من مصيريّة إن فزنا بها، لكن يُفترض أن تكون أقل من عادية إن خسرناها. حال 8 آذار يشبه حال متقدّم إلى مسابقة معيّنة يناقش مسبقاً في قيمة جائزة الترضية إن خسر، وفي حقّه في معاقبة المتبارين الآخرين إن ربح.

يعلن هذا الفريق، بشكل مسبق، أنّه إذا ما مني بالخسارة فهو لن يرضى بأقل من المثابرة على التعطيل. ويؤكد بأنّه، ما لم يرتدع الآخرون ويسلّمون له بكل ما يريد من "ضمانات" في حال خسارته، فلن يتأخر حتى يعاود لعبته المأثورة من جديد، فيطالب بانتخابات نيابية مبكرة بحسب قانون "وطني" من اختياره، ويفترش مجدّداً الساحات العامة، برفقة الثلّة البونابرتية الظريفة هذه المرّة.

ويعلن هذا الفريق، في الوقت نفسه، وبشكل مسبق أيضاً وأيضاً، أنّه إذا ما فاز في الانتخابات، ولو بأكثرية نصف يزيد واحداً، فإنه سينتقل من تعطيل النظام السياسيّ إلى تجاوز اتفاق الطائف، وإلغاء المناصفة الميثاقية الإسلامية المسيحية الدائمة لصالح نظام المثالثة والفتنة والممانعة، الذي سيقوم ظاهرياً على معادلة "إثنان ضد واحد"، وفعلياً على معادلة "الثلث الديموغرافيّ الإيديولوجيّ المسلّح" الذي يفرض خياراته وأهواءه على أكثر من ثلثي اللبنانيين.

هكذا تنظر 8 آذار إلى الديموقراطية التوافقية. هي تقول للفريق الآخر ما يفيد التالي: انتصارنا لنا وحدنا، وانتصاركم لنا ولكم.

وفي الحالتين يتحرّك فريق 8 آذار تحت الشعار نفسه: "إعادة تكوين السلطة". هو في الأصل شعار طُرح في السنتين الأخيرتين من حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقرّ المقاطعة برام الله، يوم كان يتسابق الإسرائيليّون والأميركيّون والأوروبيّون على طروحات لـ"إعادة تكوين السلطة الوطنية الفلسطينية" بأن تسحب الصلاحيات من رئيسها إلى رئيس وزرائها. إذاً، هو شعار طُرح في مجال لم يشهد بعد انبثاق دولة فلسطينية، وإنما عرف مشكلة سلطة انتقالية.

فهل تنظر قوى 8 آذار إلى لبنان على هذا النحو، مغيّبة تماماً مفهوم الدولة وملغية مفهوم الفصل بين السلطات؟ هل تعترف 8 آذار بحق الشعب اللبناني في أن يكون له دولته الوطنية الكاملة، أم تدعوه للاكتفاء بأن تكون له سلطة مشاركة في معسكر الممانعة؟

وشعار "إعادة تكوين السلطة"، صالح بحدّين أقصى وأدنى، في حال خسارة 8 آذار أو في حال فوزها.

إذا ما خسرت 8 آذار الانتخابات فستطالب بأن يكون لها كلمة في إعادة تكوين نسيج 14 آذار بعد الانتخابات، وستطالب بأن يكون لها القرار الفاصل في تشكيل الحكومات، في حين أنّ قرار الحرب والسلم سيبقى مصادراً لحساب "التنظيم الأمنيّ في 8 آذار"، هذا التنظيم الذي يخلف منذ 8 آذار 2005 وإلى اليوم مرحلة "النظام الأمنيّ في ظلّ الوصاية" (1998 - 2005).

أما إذا ربحت 8 آذار الانتخابات، بشكل أو بآخر، فإنها ستذهب بعيداً في مشروع "إعادة تكوين السلطة". فعلى الرغم من أن الانتخابات هي لتجديد السلطة التشريعية أساساً، ولتجديد السلطة الإجرائية بعد ذلك، إلا أنّ ما تطالب 8 آذار بـ"تجديده"، أي بالسيطرة عليه، يتجاوز السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى "إعادة تكوين" مؤسسة الرئاسة، و"إعادة تكوين" سلطة القضاء.

وسواء فُهمت مقولة "إعادة تكوين السلطة" في حدّها الأقصى، كتقويض للمناصفة وذهاب إلى المجهول، أو في حدّها الأدنى، كتعطيل دائم ومرهق، فإنها مقولة مناقضة لأبسط مدلولات مفهوم الدولة. من هنا فإن قوى 14 آذار مدعوة لتصحيح فهمها لمصيرية الانتخابات. هذه الانتخابات مصيريّة لكنها ليست "تأسيسية" بالمعنى الدستوريّ: أي لا ينتج عنها جمعية تأسيسية تضع دستوراً للبلاد، وتعيد تشكيل كل السلطات على هذا الأساس، وضمناً سلطة رئيس الجمهورية التحكيمية العليا والسلطة القضائية.

هذه الانتخابات مصيريّة لأنها تعيد إنتاج السلطتين التنفيذية والتشريعية فحسب، وكي يكون ذلك متاحاً، ينبغي ألا تعطّل قدرة الرابح على إعادة إنتاج هاتين السلطتين بالذات، أيّاً تكن المساحة التي يمكن توفيرها لمنطق "المشاركة". أما عند 8 آذار فإن هذه الانتخابات غير مصيريّة في حال خسارتها، وأكثر من مصيريّة في حال ربحها، فهي إذّاك تأسيسية تلغي دستوراً وتمهّد لآخر.. أو لنظام خال تماماً من الدساتير والشرائع.

 

علوش للاختيار بين مشروع الدولة الديموقراطية والمثالثة كمحطة لمد سلطة الولي الفقيه

المستقبل - الاثنين 11 أيار 2009 - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب مصطفى علوش "أن جريمة السابع من أيار العام الماضي كان يراد من خلالها الفوضى والتخريب من أجل إفشال مشروع الدولة، وتحويلها الى مشاريع بديلة قد تكون مسألة المثالثة أحد محطاتها للوصول الى الهدف النهائي بمد سلطة الولي الفقيه. ودعا "جميع المواطنين الى الاختيار بين هذا المشروع الكارثي وبين مشروع الدولة الديموقراطية التعددية، وذلك عبر ذهابهم وبكثافة الى صناديق الاقتراع للإعلان عن تأييدهم لمشروع الدولة في مواجهة المشروع الإنقلابي".

وقال أمام زواره في طرابلس: "بالأمس مرت السنة الأولى بعد جريمة السابع من أيار، ليستعيد البلد من خلالها المشهد المهين الذي ظهرت فيه الميليشيات المشتركة لـ"حزب الله" و"أمل" والحزب السوري القومي الاجتماعي، وهم يقومون بحملة ترويع وقتل وتدمير عمت مدينة بيروت، وامتدت نيرانها لتشمل أطراف الجبل، ومن بعدها لتنتقل الى مناطق متعددة من لبنان. وكان هذا الحدث مرشحاً لأن يتحول الى حرب أهلية مفتوحة من خلال استدراج ردات فعل مذهبية مشابهة لما حدث سنة 1975، وهذا يعني الولوج في حلقة مفرغة من الأفعال وردات الفعل لإقحام البلد في حرب مدمرة لا أحد يمكنه أن يدرك أو يستدرك نتائجها".

أضاف: "لا يبدو أن هذه الصورة كانت غائبة عن فكر من أشعل هذه الأحداث وهو الأمين العام لـ"حزب الله" عندما أعلن انه سيقطع يد من تجرأ على سلاح حزبه، ولا يبدو أيضاً أنه لم يتوقع أن يكون هناك ردات فعل ستؤدي الى حرب أهلية، وربما وهو المرجح انه كان يسعى إليها لأنها الوسيلة الوحيدة لبلوغ أهداف حزبه بمد سلطة الولي الفقيه على لبنان، ومن بعدها الى مناطق أخرى، لا يمكن أن تكون من خلال استمرار الحياة الديموقراطية، ولا باستمرار تعددية لبنان، التي تمنع من تحقيق هذا الحلم الكارثي، والوسيلة الوحيدة كما هو واضح، هي إما بالإنقلاب وهو أمر مستبعد أن تنجح مفاعيله في تغيير الوقائع، أو استمرار حالة الفوضى والحرب واللااستقرار مما يدفع بالنخب غير الملتزمة بمشروع ولاية الفقيه والمنتمية الى الطوائف والمذاهب الأخرى للهجرة، أو القبول بالأمر الواقع".

واعتبر أن "حملات شراء الأراضي والعقارات وتوزيعها بشكل استراتيجي بين المناطق، محاولة لخلق واقع ديموغرافي واجتماعي واقتصادي يجعل من مسألة تغيير طبيعة البلد قضية تحصيل حاصل، وفي مدى سنوات. ولكن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاستمرار في التخريب على عامل الاستقرار، مما يؤدي الى إفقار البلد، ومن ثم إفشال مشروع الدولة الحالية وتحويله الى مشاريع بديلة قد تكون مسألة المثالثة التي هي مشروع فيدرالي، أحد المحطات على الطريق، للوصول الى الهدف النهائي المصرح به سراً وعلناً من قيادة "حزب الله" وهو مد سلطة الولي الفقيه على لبنان تمهيداً للاستيلاء على باقي الدول العربية. وهذه قناعة عقائدية ثابتة لدى هذا الحزب وهي أساس منطق إنشائه على يد السيد الخميني الولي الفقيه المعصوم. كما برز ذلك من خلال الإعلام الذي تبناه هذا الحزب سنة 1985 حين يقول "نحن أمة حزب الله الذي نصرالله طليعتها في إيران"، وهذا يعني أن بداية المشروع في إيران ونهايته في نشره على أكبر مساحة ممكنة من المعمورة. لذلك فإن رد قيادات 14 آذار في أحداث السنة الماضية وعلى الأخص رئيس "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط كان استدراكاً واعياً لإحباط هذا المشروع، الأمر الذي أدى الى إعادة تثبيت أركان النظام من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

ورأى أن "هذا يعني ان على المواطنين الإختيار مجدداً بين هذا المشروع الكارثي وبين مشروع الدولة الديموقراطية التعددية بذهابهم بكثافة الى صناديق الاقتراع للإعلان عن تأييدهم لمشروع الدولة في مواجهة المشروع الإنقلابي

 

جريمة 7 أيار في المنطق الصفوي

بقلم:مصطفى علوش

 التاريخ: 11 ايار 2009 المصدر: صحيفة المستقبل

 "اليد التي ستمتد الى سلاح المقاومة منين ما إجت سنقطعها"

"إن من يفكر بنزع سلاح حزب الله سوف نقطع يده ونقطع رأسه وننزع روحه"

أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله

علي شريعتي من جديد: بالنسبة للمعلم علي شريعتي يعتبر التشيع في الأساس ضمير الإسلام وروحه الشعبية والعقائدية المتمثلة بروحية الإمام علي عليه السلام، ويعتبر في كتابه الشهير عن "التشيع العلوي والتشيع الصفوي" بأن هناك حقبتين حكمتا مسار التشيع، الحقبة الأولى تبدأ من القرن الأول الهجري حين كان التشيع العلوي معبراً بدقة عن "الإسلام الحركي" فيما اعتبر الإسلام السني بأنه يمثل الإسلام الرسمي والحكومي، وتمتد هذه الحقبة على مدى أكثر من ثمانية قرون حتى بداية العهد الصفوي حيث تحول التشيع مع الصفويين الى أداة في يد نظام يسعى الى الهيمنة.

ويعتبر شريعتي أن التشيع الصفوي شكل شوكة في خاصرة الإسلام منذ اليوم الأول لإنشائه في معاداته للدولة العثمانية التي كانت منهمكة في مواجهة القوات الغربية، ويعتبر أن أهم مظاهر خيانة هذا النظام هي تعاون الصفوية مع البرتغاليين بإعطائهم موطئ قدم على مضيق هرمز. كما أنه يعتبر أن التعاون الثقافي مع الأنظمة المسيحية الارثوذكسية في أوروبة الشرقية أدى الى اقتباس المظاهر والشعائر التي كانت سائدة هناك، والتي أصبحت جزءا من شعائر مأتم الحسين المتمثلة بالضرب بالسلاسل على الظهر والتطبير وشق الرؤوس واللطم. كما أن مبدأ عصمة الأئمة ووكالة المهدي (الولي الفقيه) هي من نتاج هذه الحقبة، وهو ما يعتبر انشقاقاً كبيراً عن مبدأ اعتبار العصمة ملكاً لله وحده.

وقد تمكنت الصفوية بالنسبة لعلي شريعتي من مزج مبادئ التشيع الصفوي مع القومية الفارسية من خلال خلق الأساطير عن ترابطهما لدرجة تلبس ورثة الأئمة ونيابة الإمام المنتظر، في سبيل الانتصار والانتقام لأهل البيت، ولكن بقيادة إيرانية.

وهكذا تم تضخيم حجم الاختلاف الاسلامي مما أدى الى فصل ثقافي واجتماعي ليتم تسويغ الفصل القومي.

ويؤكد شريعتي بأن الدولة الصفوية لم تتردد في استعمال الإرهاب والعنف المفرط لفرض الفصل والتفرقة، وقد ذهب مئات الضحايا من الشيعة لمجرد رفضهم أو تمنعهم عن ممارسة الشعائر المتمثلة في سب وشتم الصحابة على اعتبار أنها مدخل ضروري للتعبد حسب الفرضيات الصفوية. وكان العهد الصفوي قد اشتهر بحملات مسلحة في الشوارع تجبر المارة على المجاهرة بالسباب للصحابة، وكان الموت والتعذيب مصير كل من كان يرفض التماشي مع هذه "الفروض".

7 أيار الصفوي

ما أشبه هذه الصورة بما حصل في السابع من أيار 2008، فبعد قرار سيادي اتخذته الحكومة الشرعية بحق شبكة اتصالات غير شرعية، ولإجراء مسلكي لتقصير موظف في القيام بوظيفته بالمحافظة على الأمن، استشاط سيد حزب الله غضباً وقرر "قطع اليد" التي تجرأت على الإمتداد الى حزبه المعصوم بعصمة مؤسسه.

وفجأة، وبدون مسوغات منطقية، انطلق الآلاف من راكبي الدراجات غير المرخصة والتي استوردت أصلاً لحساب "المقاومة"، والمئات من السيارات الرباعية الدفع، وهي أيضاً من مستوردات "المقاومة" المعفية من الضرائب، بعملية عسكرية منسقة ومحضرة مسبقاً، أخذت على عاتقها ترويع مدينة بأكملها، وأجبرت الدولة على التراجع عن قراراتها، بعد أن تم تحييد الجيش بعد حملة ابتزاز منظمة أتت على خلفية أحداث كنيسة مار ميخائيل المدبرة.

لقد وصف "حزب الله" ما حدث يومها بـ"جراحة موضعية" وحاول تصوير هذه الغزوة على أنها مبادرة دفاعية عن سلاحه من خلال شعار "السلاح للدفاع عن السلاح"، ولكن الواقع هو أن مبدأ استعمال العنف هو نهج ثابت لدى هذا الحزب وأتباعه في محاولة إخضاع الآخرين. ولكن حقيقة أهداف حزب الولي الفقيه كانت أبعد بكثير من مجرد رد فعل على قرار شرعي، والواقع هو أن هذا الحزب كان قد اصيب بإحباط كبير عند انتهاء الحرب الأهلية سنة 1990 من دون تحقيقه أهدافه النهائية ببسط سلطة الولي الفقيه على لبنان، أو على الأقل على أجزاء منه. وجاء اتفاق الطائف لإرساء معطيات تعوق مآرب الحزب الذي لم يتورع عن مهاجمة هذا الإتفاق علناً واعتباره "مؤامرة مارونية لتجديد السيطرة على لبنان".

وهذا يعني أن استمرار حالة اللااستقرار، وحتى الصراع، هو أحد أهم المداخل لطرح التغيير في النظام وما يطمح إليه حزب الله بالنهاية هو بالطبع ما أنشئ بالاساس لأجله وهو مد سلطة الولي الفقيه. كما أن الواقع الثاني هو عداوة الحزب الثابتة لاتفاق الطائف.

لذلك، فإن ما حدث في السابع من أيار كان محاولة من قبل حزب الله لتجديد تجربة الحرب الأهلية من خلال استدراج الطرف الآخر من سنة ودروز الى الحرب المفتوحة. ولم يكن لأي مراقب ليتجاهل بأن هذا الاحتمال كان الأكثر رجاحةً لو حصلت مواجهات في شوارع بيروت، ولو كان قرار القيادات السياسية في بيروت والجبل أن يدعوا محازبيهم الى القتال المفتوح، مما كان تسبب بمئات الضحايا، وهذا يعني عملياً استدراج حملات ردود فعل وانتقامات، ظهرت بوادرها المحدودة في مناطق أخرى مثل حلبا وطرابلس.

كما كان الهدف الآخر لحزب الله هو إعادة تصليب عصبية جمهوره، خاصة بعد حملات الطلب على جوازات السفر التي عمت قرى الجنوب خوفاً من تجدد الإعتداءات الإسرائيلية على خلفية تهديد السيد حسن نصرالله بمحو دولة إسرائيل.

وقد تمكن الحزب، من خلال السابع من أيار، من تحوير اهتمام جمهوره نحو "العدو الداخلي"، وهو سهل التحديد بعنوانه المذهبي، وكان يكفي أن تطلق كلمات سر على النمط الصفوي بخلفياته المذهبية حتى يظهر الحقد الكامن من خلال تفلت الغرائز حرقاً وقتلاً وترويعاً في الشوارع.

وعلى نفس الروحية الصفوية، كان حزب الله يستدرج ردود فعل غريزية من الطرف الآخر، وبخاصة السنة، من خلال أفعال عنيفة ذات خلفيات مذهبية، ورفع شعارات تؤجج الحقد المذهبي، وهكذا ينعكس انتشار الحقد المذهبي على جمهور حزب الله ليتصلب حوله لكونه عنصر القوة الأساسي الذي يضمن الغلبة والتفوق على باقي المجموعات المذهبية.

بهذه المعطيات لا يمكن لحزب كحزب الله، يملك ما يملك من مخططين ومفكرين استراتيجيين أن يفترض أن غزوة السابع من أيار هي "عملية موضعية"، بل أن رهانه كان على حرب مفتوحة تعيد قلب الأمور وتجعل من أهدافه النهائية بإقامة دولة الولي الفقيه في لبنان أقرب الى التحقيق.

قد تكون الحكمة وسعة الأفق، أو ربما الحظ ما دفع سعد الحريري ووليد جنبلاط الى التهدئة وتطويق منطق الحرب، ولكن بالمحصلة فقد أحبطت خطط حزب الله وحمت لبنان من تجدد مأساته. ولكن الخطر لا يزال داهماً فالسلاح موجود والنيات مشحوذة. 

 

كتلة «وسطية» ام كتلة رئاسية؟

الياس حرفوش -الحياة 

مع ان الرئيس ميشال سليمان ليس طرفاً في الانتخابات، ومع أنه يعلن ان لا مرشحين له فيها، فمن المنتظر أن تكون لنتائجها انعكاسات مهمة على دور الرئيس ووظيفة الرئاسة في المرحلة المقبلة. فالرئيس «التوافقي» الذي جاء الى المنصب قبل حوالي العام كمخرج من ازمة سياسية قسمت البلد، وجد نفسه مكبلاً بصيغة للحكم فرضها اتفاق الدوحة. وبدلاً من أن يكون حاكماً للبلاد، يستطيع بسلطاته الدستورية ان يدير المؤسسات ويوجهها نحو الخيارات التي يراها مناسبة، تحول من الناحية العملية الى مجرد حَكَم وشاهد على الخلافات. فالثلث الضامن او المعطل، الذي اصبح هو قاعدة الحكم الآن، يحول دون اتخاذ اي قرار، ولو حظي بالأكثرية العددية داخل مجلس الوزراء، اذا لم يوافق هذا الثلث عليه.

وطالما أن الرئيس لم يعد يصوت في مجلس الوزراء، بعد التعديلات التي أدخلت على اتفاق الطائف، فإن الحل الوحيد لاستعادته دوره داخل الحكومة هو أن تكون له حصة فيها تتمثل بعدد من الوزراء تستطيع اصواتهم ان تذهب في اتجاه القرار الذي يراه، كما كانت الحال في كل العهود السابقة. ولا بد أن تأتي هذه الحصة الحكومية من كتلة نيابية تكون موالية لخيارات رئيس الجمهورية.

من هنا بات الحديث يدور في الوسط السياسي وبصورة علنية عما يعرف بالكتلة الوسطية. ولا يخفي الرئيس ميشال سليمان رغبته في لعب دوره الدستوري الذي يفترض أن يكون رئيس الجمهورية هو «الثلث المعطل» داخل الحكومة، بمعنى أن يكون هو القادر على تعطيل اي قرار اذا رأى ان المصلحة العامة، التي يعتبر مؤتمناً عليها، تفرض ذلك.

لكن دون قيام هذه الكتلة ولعب دورها عوائق، أهمها نظرة الفريق المعارض حالياً الى دور الرئيس. وما تشبث هذا الفريق بصيغة الحل في اتفاق الدوحة الا لأنه يعتبر خروج الرئيس عن دوره «التوافقي»، خروجاً على ذلك الاتفاق. من هنا انتقاد بعض صحف المعارضة لتصريحات أخيرة للرئيس سليمان تتعلق بنظرته الى ما يمكن ان تسفر عنه نتائج الانتخابات، اذ اعتبر أن الرابح سيكون عليه تحمل مسؤولية إظهار موقع لبنان والحفاظ على استقراره، ودور الخاسر سيكون المراقبة والمحاسبة. وفي رأي الفريق المعارض ان هذا الموقف يتعارض مع الديموقراطية التوافقية التي يدعون إليها، والتي تقوم على مشاركة الجميع في حكومة الوحدة الوطنية التي ستتشكل بعد الانتخابات، على ان تتمتع الأقلية بالقدرة على «الفيتو» داخل الحكومة، وهو ما لا يتفق في ما يبدو مع تصور الرئيس.

ولا يخفى ان هذا التصور لوظيفة الموالاة والمعارضة يتفق ايضاً مع تصور فريق داخل تكتل 14 آذار يلتقي مع رئيس الجمهورية على خياراته السياسية المتعلقة باستعادة سيادة الدولة ووحدة قراراتها. كما أن الخطاب السياسي لمرشحين محسوبين على سليمان لا يبتعد كثيراً عن خطاب اركان الموالاة الحالية. وهو ما يزيد من اسباب قلق المعارضين من هذا التكتل الموصوف بالوسطي.

يضاف الى ذلك ان الكتلة الوسطية لا بد أن تأخذ من الحصة المسيحية التي يعتبر العماد ميشال عون انها «حصته». فالجنرال لا يزال يعتبر انه قدم تضحية في الدوحة بموافقته على الرئيس التوافقي، وان ثمن هذا التنازل لا بد ان يكون بالاعتراف به كالزعيم الاقوى، والاوحد اذا استطاع، للمسيحيين. ولا شك ان مثل هذا الدور، اذا استطاع عون كسبه بنتيجة الانتخابات، سيضعه في موقع المواجهة المباشرة مع رئاسة الجمهورية، المنصب الاساسي للتمثيل المسيحي في الدولة.

بين اندفاع عون الى كسب اكبر عدد من المقاعد المسيحية، واندفاع المعارضين الآخرين الى التمسك بالدور التوافقي للرئيس، سوف يجد الرئيس سليمان نفسه امام سؤال يتعلق بوظيفة الرئاسة في السنوات الخمس المقبلة: هل هي لادارة الخلافات ومراقبتها او لإعادة انتاج دور يأخذ من حصص الآخرين لمصلحة تعزيز دور الرئاسة وضمان سير المؤسسات؟ لعل حجم الكتلة الوسطية، اذا اتيح لها ان ترى النور، يجيب على ذلك

 

هل مسيحيو لبنان مصيرهم بـولاية الفقيه؟

الشرق الاوسط اللندنية

 إياد أبو شقرا

«الإيرانيون لا يلعبون النرد، بل الشطرنج»

إيهود باراك

أن ينخدع الناخب المسيحي ـ ولاسيما الماروني ـ بالمزايدة الطائفية و«الوطنجية» لأمر يدعو إلى الأسف. ولكن أن ينخدع للمرة الثالثة منذ 1989، ومن المصدر نفسه، وفي هذا المفصل الزمني بالذات، فلا أقل من كارثة عليه وعلى لبنان.. الذي طالما زعم الضمير السياسي المسيحي أن المسيحيين مؤتمنون عليه أكثر من أي من مكون آخر من المكونات البشرية في هذه البقعة المضطربة من الشرق الأدنى.

على أي حال، من حسنات «الديمقراطية»، وهنا أستخدم هذه الكلمة بالكثير من التحفظ على أساس ممارستها في لبنان، أن المرء في نهاية المطاف يحصد ما يزرع، ويأخذ ما يستحق..

والمؤشرات التي ترتسم يوما بعد يوم مع العد التنازلي نحو «اللا انتخابات» المضروب موعدها يوم 7 حزيران (يونيو) المقبل، تدل على أن مختلف القوى السياسية والكتل الطائفية في لبنان ستخرج من تلك التجربة المشوهة بما تستحقه وتستأهله. والثابت الوحيد المرجح لتلك التجربة وتداعياتها هو نهاية «الوطن» بكل ما يحمله من معاني «المواطنية» و«السيادة» و«القرار المستقل» و«احترام حقوق الإنسان».. فهذا تماما ما عملت له «القبائل» اللبنانية وبطونها وأفخاذها المتناحرة، سواء بإرادتها الغريزية الذاتية.. أو انصياعها للأوامر الإقليمية.

أساسا، فكرة «الوطن» كانت منذ بعض الوقت بعيدة عن ذهنية اللبناني الذي يشعر بدفء أكبر وطمأنينة أكثر ضمن صفوف «القطيع». لكن مَن كان يتوهم أن بعض الفئات التي أسس الكيان الحالي وفق تطلعاتها ولتبديد هواجسها التاريخية تعي أهمية المحافظة عليه.. ها هو يصدم بأنها الأكثر تحمسا لتدميره.. ومع تدميره، تصفية وجودها بالمطلق.

ثمة من يفلسف مضي نسبة لا بأس بها من المسيحيين قدما في دعم خطاب المزايدة الطائفية التي «تستعيد» جزين المسيحية، و«تحمي» زحلة المسيحية، وترفض «بيع» المتن (الجنوبي والشمال) المسيحي.. بأهمية توحيد المسيحيين تحت قيادة واحدة مقاتلة ورؤيوية ومعصومة عن الخطأ.

غير أن هؤلاء إما يجهلون أو يتجاهلون أن المسيحيين يكسبون اليوم بالنقاط ما سيخسرونه بعد حين.. بالضربة القاضية.

هذا الكلام ليس تحريضا بقدر ما هو محاولة لوضع الخطاب الديماغوجي المنفر الذي استمع إليه اللبنانيون خلال الأسبوع الماضي على المحك. فـ«استعادة» جزين الموعودة من هيمنة الصوت الشيعي الجنوبي، يأتي في ظل استمرار مفعول وثيقة التفاهم بين «حزب الله» (الشيعي، حسب علمي) و«التيار العوني». وإصرار النائب ميشال عون على «استعادتها» كما لوكان أبو سمرا غانم القرن الـ21.. يفهم «حزب الله» أسبابه.. تماما كما يفهم طبيعة عون ومشاربه وطموحاته. لكن «الحزب» الذي يلعب السياسة وفق غايات استراتيجية كبرى على مستوى المنطقة ككل، مستعد للتضحية بدائرة مسيحية صغيرة من أجل ضرب خصومه في لبنان، الذين هم أيضا خصوم حلفائه وداعميه الإقليميين. وهنا التفسير الحي لكلام زعيم حزب العمل الإسرائيلي إيهود باراك عن أن «الإيرانيين لا يلعبون النرد، بل الشطرنج». والمعنى أن ممارستهم السياسة تقوم على التخطيط والصبر والمناورة.. وليس على «قلبات» زهر الطاولة.. وضربات الحظ العابرة.

ثم إذا أن عون، في حمأة تأجيجه الطائفي المتصاعد في المواسم الانتخابية، يدرك أنه لن يخسر في شارعه الممسوك غريزيا إذا ما فتح معركة إضافية مع أي فريق مسلم. ولهذا اختار عمدا فتح معركة مع الرئيس نبيه برّي وحركة «أمل»، معتبرا أن هذا التحدي سيرفع رصيده حتما في مناطق العمق الماروني على حساب مسيحيي «14 آذار»، ومدركا أن «حزب الله» سيقف معه لأنه ما زال بحاجة إليه في معركته المفتوحة مع «السنية السياسية» وفق حساباته.

وفي هذه الأثناء يبقى «حزب الله» رافعة لعون وحلفائه في «حماية» زحلة بكتلة أصواته، ومنع «بيع» المتنين الجنوبي بكتلة أصوات الضاحية الجنوبية ومربّعها الأمني.. والشمالي بالتعاون مع الصوت الطاشناقي الأرمني.

«حزب الله» يعرف جيدا ما يريد، كيف يسير، ولمصلحة مَن يتحرك. والرئيس نبيه بري برغم وعيه خطورة هذه المرحلة وخطورة هذه الرهانات، ما زال غير مستعد للمجازفة بتحمل تبعات شق الصف الشيعي، وخسارة الحصة التي استطاع حتى الآن الحفاظ عليها منه في وجه «حليف» أقوى وأغنى وأشد تنظيما وأعمق ارتباطا بالمخططات الإقليمية الكبرى.

أما عون وأتباعه فما زال يسحب من رصيد بداية مزايداته عام 1989، وهو مؤمن بأنه ـ مثل شارل ديغول في نظرته للشعب الفرنسي ـ يعرف ما يريده شعبه أكثر من الشعب نفسه.

هذا جانب من الواقع المسيحي المؤلم. أما الجانب الآخر، وهو مؤلم أيضا، فينعكس في تعذر إيجاد الصيغة الإنقاذية للمسيحيين من المصير القاتم الذي سيقودهم إليه عون في الآتي من الأيام، إما كوقود رخيص في أتون الصراع الإقليمي الشيعي ـ السني، أو كرعايا في دولة «الولي الفقيه».

فبجانب سوء اختيار بعض المرشحين في الدوائر المفتوحة للفوز، أخفق مسيحيو «14 آذار» المستهدَفين من أكثر من جهة محلية وخارجية، في بناء صيغة جبهوية حقيقية تحترم اختلافاتهم الشخصية والتنظيمية وتستوعبها وتنظمها.

وحتى عندما طرح مشروع «الكتلة الوسطية» كوسيلة لكبح الانزلاق نحو الهاوية التي يقود عون المسيحيين ومعهم كل اللبنانيين باتجاهها، فقد هذا المشروع زخمه والكثير من صدقيّته وتفرّق العاملون من أجله. ومن ثَم، تحول من حيث يدري أصحابه أو لا يدرون إلى وسيلة لتشتيت الصوت «السيادي» أو «الاستقلالي» بعدما كان القصد منه (أي المشروع) الالتفاف حول رئاسة الجمهورية وتحصينها بعدما انتخب لها رئيس توافقي يحظى ـ ظاهريا على الأقل ـ بتأييد مختلف الأفرقاء على الساحة اللبنانية.

بل ثمة من يشك اليوم، بأن مشروع الكتلة الوسطية غدا في المناطق التي أبصر فيها النور وسيلة لضرب قيادات مسيحيي «14 آذار» وإزاحتها من الصورة.

العد التنازلي نحو مفصل 7 حزيران بدأ مع اكتمال اللوائح في كل الدوائر تقريبا، وكلام مَن في يدهم إلغاء «الوطن» واضح ولا يحتاج إلى تفسير. والكرة اليوم ربما لآخر مرة في الملعب المسيحي.