المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 23 آيار/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .15-12:3

فإِذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ عِندَما أُكَلِّمُكم في أُمورِ الأَرْض فكَيفَ تُؤمِنونَ إِذا كلَّمتُكُم في أُمورِ السَّماء؟ فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان. وكما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان لِتَكونَ بهِ الحَياةُ الأَبديَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن.

 

ضحية جديدة تسقط برصاص "نصرالله" 

التاريخ: ٢٢ ايار ٢٠٠٩ المصدر: وطنية 

أصيب المواطن خضر حسين الدغلي بجرح في صدغه سببته رصاصة إرتدت عن الحائط خلال مهرجان إطلاق النار المجنون و العشوائي بمناسبة كلام زعيم حزب الله حسن نصر الله اليوم الجمعة وذلك كما أفاد مراسلنا في الضاحية الجنوبية. و قد نقل المواطن الدغلي الى مستشفى الرسول الأعظم التابعة لمؤسسة شهيد إيران (فرع لبنان) في محلة عين السكة-طريق المطار ليصار الى التعتيم على الخبر مثلما جرت العادة في كل مرة يسقط بها جرحى محليون خلال إطلاق النار إحتفاءً بنصر الله. والجدير بالذكر ان هذه العادة قد تراجعت أبان إتفاق الدوحة، لكنها عادت الى الساحة بقوة، مستقبلة و مودعة نصر الله في إطلالاته الإعلامية المكثفة في الأسبوعين المنصرمين.

 

 سامي الجميل: الاولوية لمنع "حزب الله" من استلام السلطة

 التاريخ: ٢٢ ايار ٢٠٠٩ المصدر: وطنية 

أكد مرشح حزب "الكتائب" في المتن الشمالي سامي الجميل أن الأولوية هي لمنع "حزب الله" من استلام السلطة. هذه الانتخابات "مهمة جدا لانها تضع الشعب اللبناني أمام خيارين: إما بناء الدولة او دمارها والمواجهة مع المجتمع الدولي الذي يسعى اليه "حزب الله". حديث الجميل جاء في لقاءين، الاول عشاء سنوي لجمعية مساعدة الامومة والطفولة ومركز بيار الجميل الصحي الاجتماعي في قصر السفراء في الضبية، والثاني، حواري مع فعاليات منطقة بيت مري عين سعادة والمنصورية في "الرويال بارك أوتيل".

واعتبر أن "مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي يحق لها اتخاذ قرار السلم والحرب باسم الشعب اللبناني"، داعيا المتنيين الى "الانفتاح على الاخر ومحاورته بمحبة واحترام وذلك لنبرهن أن المسيحيين مستعدون وقادرون على خوض انتخابات حضارية".

 

 حزب الله يتحرّك في الخليج؟ 

سلمان العنداري

علم موقع 14 آذار ان مسؤولين في التيار الوطني الحر يجولون في كل من البحرين وقطر والامارات العربية المتحدة من اجل استمالة الناخبين الذي من المفترض بهم ان يصوتوا في الانتخابات المقبلة في 7 حزيران، ويعمل هؤلاء على اقناع المترددين بالذهاب الى لبنان من اجل الاقتراع لشعارات عون "التغييرية والثورية الحماسية" وان هناك ضرورة للتصويت للوائح التغيير والاصلاح و لميشال عون خصوصاً في الدوائر الساخنة ذات الاغلبية المسيحية والمرجحة لحسم حصة الاكثرية والاقلية في المجلس النيابي المقبل، ويعرض التيار عليهم بطاقات سفر مدفوعة بالكامل الى بيروت حيث نجح حتى الآن بتأمين مجيء اكثر من 1200 ناخب على نفقته الخاصة بحسب مصادر خاصة.

وفي التفاصيل، يكشف مواطن لبناني من منطقة المتن رفض الكشف عن اسمه عن تلقيه عروض وزملائه من قبل التيار الوطني الحر من اجل الذهاب الى لبنان والتصويت لصالح مرشحي المعارضة لقاء مبلغ 1600 دولار اميركي اضافةً الى تكاليف السفر كاملة مع اقامة لمدة ليست بقصيرة هناك، "وعرضوا علي ايضاً ان احضر عائلتي بأكملها الى بيروت على نفقتهم الخاصة". واضاف "المواطن اللبناني المستقل" لموقعنا "ان التيار وحلفائه يسعون للتأثير على خيارات الناس بشكل خفي من خلال تقديم الاغراءات ودفع الاموال خصوصاً في دائرة المتن الحامية انتخابياً وسياسياً، ولهذا لم اقتنع بهذه الممارسة الرخيصة التي تمارس على الناس وكأنهم سلع للبيع".

من جهة اخرى، علم موقعنا ايضاً عن تواجد اعضاء من الماكينة الانتخابية لحزب الله في امارة دبي خلال هذا الاسبوع بشكل لافت جداً، حيث سعى الحزب لتأكيد حضور ناخبيه في 7 حزيران من اجل الادلاء بأصواتهم "المقاومة" خصوصاً في جبيل، بعبدا وصيدا "لأن المعركة حامية وبالتالي يجب تحقيق الانتصار". ووصف المصدر عمل ونشاط الحزب في دبي "بأنه اشبه بخلية نحل تتحرك وتنشط على اكثر من صعيد من اجل شدّ عصب الناخبين العاملين في منطقة الخليج، هذا ويقوم الحزب بإستمالة الناس من خلال طرحه للشعارات الدينيية والمذهبية اضافة الى دفع كل تكاليف "السفر" ذهاباً واياباً. وهنا يطرح السؤال عن الانفاق الانتخابي والمال المتدفق هنا وهناك بشكل خفي في محاولة للتذاكي على سقف الانفاق الانتخابي وعلى القوانين والحدود التي وضعتها هيئة الاشراف في ما يختص بذلك. ومن الواضح ان حزب الله والتيار العوني ومعهما 8 آذار تحاول حشد كل الطاقات والامكانات واستخدام الشعارات الدينية والطائفية والعقائدية والمذهبية من اجل كسب التأييد وجذب الاصوات، ولم يتوانوا عن استخدام المال الانتخابي "النظيف والطاهر" لخدمة مشاريعهم وطموحاتهم الانقلابية التي ستبصر النور صباح الثامن من حزيران، كما يستخدمون الخطاب التهديدي الخطير تجاه الطرف الآخر من اجل تخويفه ومنعه من الادلاء بصوته والتعبير عن خياراته السياسية للسنوات الاربع القادمة. يذكر ان المادة 59 في القانون الانتخابي الالتزامات والنفقات التي تتضمن تقديم خدمات او دفع مبالغ للناخبين خلال فترة الحملات.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

أسرار وخفايا من مجلة الشراع

صدق أو لا تصدق

*طائرتان قطريتان خاصتان هبطتا على التوالي في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، الأولى حملت زوج حاكم مشيخة قطر السيدة موزة المسند، والثانية حملت مبعوثاً سرياً لرئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

الشيخة موزة التقت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في زيارة بروتوكولية، ومبعوث حمد بن جاسم زار ميشال عون لتسليمه ((هدايا)) معلمه وفيها ما فيها من أجل حملته الانتخابية.   

لم يعد سراً

*تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في مصر، كشفت ربطاً بين ((قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين)) التي اعتقل فيها عدد من أطر الجماعة المحظورة في مصر، وبين خلية حزب الله التي تحركت في مصر انتهاكاً لسيادتها وأمنها، ليتطور مفهوم التعامل مع هذه الخلية، لتصبح جزءاً من مخطط دولي لجماعة الاخوان المسلمين ضد الأمن المصري، تنسيقاً مع دعوة أمين عام حزب الله للجيش المصري للتحرك ضد حكومته الشرعية.

المسؤول عن وحدة الاتصال الخارجي وهو عضو مكتب إرشاد الجماعة وابن اتحاد الأطباء العرب عبد المنعم أبو الفتوح، متهم بإرسال عناصر من وحدته إلى دول توجد فيها بؤر للتنظيم الدولي، متخذة من بعض المراكز الإسلامية في أوروبا وافريقيا.. أغطية لها.   

*((الحرز)) أو مالك محمد الذي كشفت ((الشراع)) تورطه في عمليات نصب عديدة، محلية وخارجية، والذي التقى عدداً من الضباط اللبنانيين والسوريين في شقته عشية التحضير لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، تقدم بدعوى ضد الشاهد محمد زهير الصديق متهماً إياه بالإساءة إليه وإصابته بأضرار مادية وجسدية ومعنوية جراء شهادته، ويصف البعض هذا التحرك للحرز بأنه محاولة للإجهاز على الشهادات التي أعطيت أمام لجنة التحقيق الدولية الخاصة بلبنان.   

  تعسف

*أبلغ المخبرون الأمنيون السوريون اللبنانيين الذين يعيشون داخل الأراضي السورية، بأنه إذا اقترع أحدهم لغير الأسماء التي توزعها عليهم الاستخبارات السورية، فإن عليهم مغادرة سوريا بعد إجراء انتخابات لبنان في 7/6/2009.   

  مسح أمني في الضاحية

بدأت عناصر أمنية من حزب الله بعملية مسح دقيق لمناطق وأبنية وأماكن حساسة في منطقة الضاحية الجنوبية من خلال الاستعانة بأجهزة الكترونية دقيقة، تخوفاً من وجود كاميرات أو أجهزة مراقبة وضعها عملاء في شبكات إسرائيلية، ومن أن يكون عناصر هذه الشبكات قد تمكنوا من إحداث اختراق داخل مجتمع الضاحية.   

عون يريد استملاك المسيحيين

*خطاب الجنرال عون في ميروبا وقوله عن المستقلين بأنهم لصوص مقاعد انتخابية، وتسميتهم بالإسم أعطى ردة فعل سلبية وبالأخص في جبيل حيث المرشح ناظم الخوري معروف بقوة تمثيله قبل الجنرال عون، وفي دائرة بيروت الأولى حيث هناك تقدير كبير لآل تويني ومؤازرة واضحة نايلة التويني، وعلق أحدهم بالقول: عون يريد استملاك المسيحيين.   

استياء شعبياً

*سجل المراقبون استياء شعبياً واضحاً ضد النائب في تكتل الجنرال عون /ابراهيم كنعان، حين أقدم مرافقوه على إطلاق النار على سيارة مدنية وربطوا ذلك بموقف آخر لكنعان لكم فيه أحد نزلاء فندق في فاريا، وبموقف آخر أطلق فيه مرافقو وئام وهاب على مواطنين على الطريق الدولية بين بيروت ودمشق وبموقف النائب ايلي سكاف الذي أمّن هروب قتلة عاصي وماروني في زحلة

زلة اللسان

*قال مرشح بارز في المعارضة تعليقاً على موقف وليد جنبلاط من خطاب السيد نصرالله عن السابع من أيار ووضعه في خانة (زلة اللسان): مجدداً يعرف وليد بك كيف يلتقط الحدث ويوظفه سياسياً ويسجل نقطة لصالحه على حساب المعارضة سياسياً وانتخابياً

 

إذا فازت "8 آذار"!

موقع تيار المستقبل

ما زال يصعب التكهّن بالواقع السياسي الذي سينتهي إليه لبنان في حال فازت جماعة "شكراً سورياً" بالإنتخابات النيابية المقبلة. فلنترك جانباً التدهور الاقتصادي الذي سننحدر إليه ليصبح وضعنا كما في غزّة. ولنقفز فوق واقع العزلة الدولية الحتمي، ذلك أن المجتمع الدولي لا يقيم علاقات دولية مع ميليشيات، إلا إذا قررت الأخيرة أن تتحوّل الى سلطة كرمى لعين الغرب وكسب ودّه، حينها يمكن القول ان إستدراج العروض الأمنية نجح في تحقيق أهدافه.

نجاح جماعة "8 آذار" في الإنتخابات يعني من بين أمور كثيرة:

ـ عودة "المواطن الصالح" الى عمله ليزجّ في السجون كل من يرفض الانصياع للأجهزة الأمنية ويتمسك باستقلاليّة عمل المؤسسات.

ـ ملاحقة الصحافيين وكل صاحب رأي مخالف لعقول الاستخباراتيين الآحادية والقمعية، كما كان يحصل مع الشهيد الصحافي والمفكّر سمير قصير.

ـ تلفيق الاتهامات وإطلاق حملات التخوين والتشكيك بفئة بعينها من دون الآخرين.

ـ اعتقال كل القادة السياسيين وتدبيج الاتّهامات المفبركة بحقهم.

ـ اضطهاد كل الناشطين السياسيين وإجبارهم على توقيع تعهدات بعدم ممارسة العمل السياسي.

ـ تقييد حركة القادة السياسيين ومنعهم من التواصل مع قواعدهم الشعبية وزيارة المناطق والأطراف، للحؤول دون بلورة وعي سياسي وطني جامع.

ـ تسيير تظاهرات السواطير والتهديد بتفجير حروب أهلية.

ـ إثارة النعرات الطائفية والمذهبية واللعب على تناقضاتها لإحكام السيطرة على البلد.

هذا غيض من فيض معنى فوز "8 آذار"، وكي لا نصل إلى هذا الأمر، يجب التذكّر ان الانتخابات ما زالت في أيدينا.

 

الرئيس سليمان أجرى محادثات مع نائب الرئيس الأميركي: لبنان يرفض أي شكل من أشكال توطين الفلسطينيين على أراضيه

ونتمنى على الادارة الاميركية توفير الدعم لتطبيق القرار 1701

يجب التوصل الى حل عادل وشامل لكل أوجه النزاع في الشرق الاوسط استنادا الى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام

نشكر الوقوف الاميركي الى جانب لبنان ومساعدته في كل المجالات ونسعى الى انتخابات شفافة تعكس تمثيلا صحيحا للشعب اللبناني

بايدن: الظروف في المنطقة صعبة وبلادي ستواصل دعمها للبنان

الرئيس أوباما يقدر الرئيس سليمان لشجاعته ودوره في حفظ الامن

زيارتي ليست لدعم أحزاب بل مبادىء اساسية تقوم على قوة الدولة ونجدد التزام الولايات المتحدة القوي تجاه سيادة لبنان واستقلاله

وطنية - 22/5/2009 أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أهمية التوصل الى حل عادل وشامل لكل أوجه النزاع في الشرق الاوسط، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد وضماناته والمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها ضمن مهل زمنية محددة، وفقا لما دعت اليه القمة العربية التي عقدت في الدوحة في تاريخ 30 آذار 2009".

وإذ شدد من هذا المنطلق على "رفض لبنان المطلق لأي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه"، تمنى على الادارة الاميركية العمل على توفير وسائل الدعم الكافية لتطبيق القرار الدولي 1701، ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات والاخطار التي ما زالت تتهدده".

ولفت الى "تعلق لبنان بالقيم المشتركة بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية، ولا سيما منها حقوق الانسان والحريات العامة، والتمسك بدوره ورسالته كبلد قائم على الحوار والتوافق والعيش المشترك".

وإذ شكر الرئيس سليمان للولايات المتحدة الاميركية "دعمها للبنان ووقوفها الى جانبه ومساعدته في كل المجالات"، أشار الى "سعي الدولة اللبنانية لإجراء إنتخابات شفافة حرة وديموقراطية تعكس تمثيلا صحيحا للشعب اللبناني".

من جهته، جدد نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن التزام بلاده القوي تجاه سيادة لبنان وحريته واستقلاله، لافتا الى أن طلب الرئيس أوباما منه زيارة لبنان "هو انعكاس لهذا الاهتمام"، ومشددا على "أن توجهات الادارة الاميركية هي في اتجاه حل الدولتين".

وأشار الى "أن المبعوث الاميركي الخاص السناتور جورج ميتشل سيعمل في هذا الاتجاه".

وكرر نائب الرئيس الاميركي بشكل قاطع أن أي اتصالات او تفاهمات او اتفاقات تجريها الولايات المتحدة في المنطقة لن تكون على الاطلاق على حساب لبنان، وهذا موقف محسوم من الادارة الاميركية". وقال ان زيارته ليست لدعم احزاب او افراد "انما لدعم مبادىء اساسية تقوم على قوة الدولة اللبنانية وسيادتها".

المحادثات

وكان المسؤول الاميركي وصل الى بعبدا بعيد الثانية عشرة ظهرا حيث استقبله الرئيس سليمان في بهو القصر، وعقد اجتماع ثنائي نقل خلاله السيد بايدن تحيات الرئيس اوباما الى رئيس الجمهورية وتأكيده الدعم الاميركي للبنان وسيادته وحريته واستقلاله، مشيرا الى "التطلع الاميركي الى أن تكون الانتخابات النيابية المقبلة حرة لأن في ذلك مصلحة للبنان في علاقاته وخصوصا مع الولايات المتحدة". وإذ لفت بايدن الى "صعوبة الظروف في المنطقة"، نوه بطريقة أداء الرئيس سليمان وتعامله مع الامور، ناقلا ايضا "تقدير الرئيس اوباما لشجاعته الشخصية في قيادة الجيش ودوره في حفظ الامن ومواجهة الارهاب وفي رئاسة الجمهورية"، ومجددا تأكيد مواصلة دعم بلاده للبنان.

إجتماع موسع

ثم انتقل الرئيس سليمان ونائب الرئيس الاميركي الى قاعة مجلس الوزراء حيث كان الجانبان اللبناني والاميركي ينتظران.

وبدأت محادثات موسعة بين الجانبين حضرها عن الجانب اللبناني، الى رئيس الجمهورية، وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي أبي عاصي، سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد، والمدير العام في رئاسة الجمهورية الدكتور إيلي عساف، المستشار العسكري للرئيس سليمان العميد الركن عبد المطلب الحناوي، المكلف مهمات الامانة العامة للرئاسة الدكتور أنطوان شقير، ورئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية أديب ابي عقل.

وحضر عن الجانب الاميركي، الى نائب الرئيس، سفيرة الولايات المتحدة ميشيل سيسون، ومساعد وزيرة الخارجية السفير جيفري فيلتمان، ومستشار الامن القومي لنائب الرئيس طوني بلينكين، ونائب مساعد وزير الدفاع جوزف ماك ميلان، ونائب كبار مستشاري الرئيس الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وجنوب آسيا مصطفى حرو، ومدير مجلس الامن القومي لسوريا ولبنان ميغين ماك درموت.

رئيس الجمهورية

وبدأ الرئيس سليمان الاجتماع بشكر الولايات المتحدة لدعمها لبنان والمؤسسات فيه وخصوصا الجيش، مشيرا الى "الامل بتوجهات الادارة الاميركية الجديدة التي تعتمد الانفتاح والحوار مع دول المنطقة"، ولافتا الى "أننا بلد محب للسلام ونتطلع الى السلام الشامل والعادل الذي يأخذ مصالحنا الحيوية في الاعتبار، من تحرير ما تبقى محتلا من الارض الى إعطاء الحقوق للفلسطينيين ومنع توطينهم في لبنان".

وأوضح الرئيس سليمان "أن المبادرة العربية للسلام التي عمل لبنان على إبقائها مطروحة وتبنتها القمة العربية الاخيرة في الدوحة لفترة محددة هي السبيل الوحيد أمام إسرائيل للتوصل الى حل للنزاع العربي-الاسرائيلي، خصوصا أن العرب متفقون على المبادرة ولكنهم لن يتمكنوا من البقاء كذلك لفترة طويلة".

وأكد "أن الدولة في صدد التحضير لإجراء انتخابات نيابية في السابع من حزيران المقبل، تكون شفافة وحرة وديموقراطية".

وطلب رئيس الجمهورية من السيد بايدن نقل تحياته الى الرئيس أوباما وتقديره لمواقفه من لبنان.

 

نائب الرئيس الاميركي

من جهته، شكر نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن للرئيس سليمان استقباله والوفد المرافق، منوها بالتقدم الحاصل على الساحة اللبنانية، ولافتا الى أن الزيارات الاخيرة لمسؤولين أميركيين للبنان "هي لتأكيد الموقف المركزي الثابت لدعم لبنان السيد الحر والمستقل بقراره ومؤسساته".

وأوضح بايدن أن الاهتمام بلبنان متواصل منذ سنوات، مشيرا الى أن الادارة الاميركية "تعمل على حل الدولتين في المنطقة"، ولافتا الى "أنها أبلغت ذلك الى اسرائيل والعرب بمن فيهم سوريا". وقال نائب الرئيس الاميركي "إن استقلال لبنان وسيادته وأمنه وقوة مؤسساته هي شروط أساسية للسلام في المنطقة، ولا يمكن تصور السلام في المنطقة بلا لبنان المستقر"، معربا عن اعتقاده بأن عناصر السلام متوفرة، خصوصا ان امورا كثيرة تغيرت في العالم في السنوات العشر الاخيرة".

ورأى "أن الخطوة الاولى بالنسبة الى لبنان هي الانتخابات النيابية، وهي إذا كانت حرة وديموقراطية ونزيهة، فإنها تساعد في استقرار البلاد".

بيانان صحافيان

وفور انتهاء المحادثات الموسعة، وبعد استراحة قصيرة توجه الرئيس سليمان ونائب الرئيس الاميركي الى قاعة 22 تشرين الثاني.

الرئيس سليمان

وتلا رئيس الجمهورية بيانا قال فيه: "سررت باستقبال نائب رئيس الولايات المتحدة الاميركية السيد جوزف بايدن في القصر الجمهوري، ورحبت به في لبنان في زيارة رسمية هي الارفع لمسؤول اميركي في تاريخ العلاقات اللبنانية-الاميركية منذ عام 1983.

أجرينا محادثات معمقة ومفيدة تناولنا فيها سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين بلدينا وتطور الاوضاع في لبنان، بالاضافة الى المواضيع الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

نقل نائب الرئيس بايدن تحيات الرئيس باراك أوباما وتمنياته وتأييده المستمر لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره وسلامة أراضيه ودعمه لمؤسساته الدستورية ولأعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتزامه متابعة برامج المساعدة الاقتصادية وبرنامج تسليح الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية للحفاظ على الامن ومواجهة خطر الارهاب.

أطلعت السيد بايدن على استعدادات الدولة اللبنانية لإجراء الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل بكل نزاهة وشفافية، والتي ستعكس إرادة الشعب اللبناني بالتزام المسار الديموقراطي واعطاء دفع جديد لعمل المؤسسات ولعجلة الحكم ولورشة الاصلاح الاداري والسياسي.

أعربنا في هذه المناسبة عن تعلقنا بالقيم المشتركة، ولا سيما منها حقوق الانسان والحريات العامة، وفقا لما هو مبين في دستور البلدين. وأكدت عزم لبنان على التمسك بدوره ورسالته كبلد قائم على الحوار والتوافق والعيش المشترك.

تناولت مع السيد بايدن الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وأطلعته على الخروقات الاسرائيلية المستمرة لسيادة لبنان ونشر شبكات التجسس على اراضيه، مما يشكل خرقا فاضحا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 ولركائز الاستقرار. وتمنيت عليه العمل على توفير وسائل الدعم الكافية لتطبيق هذا القرار بكل بنوده، ومساعدة لبنان في مواجهة التحديات والاخطار التي ما زالت تتهدده. كذلك، أعربت عن قلق لبنان من المناورات الواسعة التي تزمع اسرائيل اجراءها.

وعبرت لنائب الرئيس بايدن عن ترحيب لبنان بتعيين السناتور جورج ميتشل كمبعوث خاص للشرق الاوسط ولاعتماد الادارة الاميركية مقاربات مبنية على الحوار والانفتاح لمعالجة المشاكل التي تعانيها المنطقة منذ عقود طويلة وتأكيدها انه لن يكون هناك من حل لازمة الشرق الاوسط على حساب لبنان.

أكدت له في هذه المناسبة أهمية السعي للتوصل الى حل عادل وشامل لكل أوجه النزاع في الشرق الاوسط، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد وضماناته والمبادرة العربية للسلام بكل مندرجاتها ضمن مهل زمنية محددة وفقا لما دعت اليه القمة العربية التي عقدت في الدوحة في تاريخ 30 آذار 2009، وشددت من هذا المنطلق على رفض لبنان المطلق لأي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.

تمنيت على نائب الرئيس الاميركي نقل تحياتي وشكري الى الرئيس باراك اوباما وادارته على التزامهم المستمر تأييد الدولة اللبنانية ومؤسساتها لتمكينها من استرجاع سيادتها على كل أراضيها واستكمال ورشة اعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".

بايدن

ثم القى نائب الرئيس الاميركي كلمة هنا نصها: "السيد الرئيس سليمان، شكرا جزيلا على حفاوة الاستقبال. انا سعيد ان انقل اليكم تحيات الرئيس باراك اوباما. وهو كان اتصل بكم شخصيا، وابلغكم التزامه مساندة بلادكم بالفعل. أنا سعيد بالعودة الى لبنان. لقد جئت الى هنا مرارا منذ العام 1973. ارضكم ارض قديمة وحيوية، وهناك جالية اميركية من اصل لبناني اثرت الولايات المتحدة، ومن بين ابنائها جورج ميتشل، وهو مندوبنا الجديد الى الشرق الاوسط. هذه هي زيارتي الاولى للبنان والشرق الاوسط نائبا لرئيس الولايات المتحدة، وليس الامر مصدافة ان يطلب مني الرئيس ان آتي الى لبنان الذي يشكل محطتي الوحيدة في هذه المنطقة، لكي أعرب لكم شخصيا، ولشعبكم، عن التزامنا لبنان وفق هذه الطريقة ذات المغزى.

إنه التزام دائم، ونحن ندعم، حقيقة، سيادة بلادكم، السيد الرئيس، بكل قلوبنا، ونكن إعجابا بتقدمكم الديموقراطي، وسنبذل كل ما في طاقتنا لدعم مؤسساتكم الديموقراطية، مقدمين لكم ولجهودكم، حول العالم، السيد الرئيس سليمان، الدعم الواسع لكي يكون هناك حوار وطني، ولإعادة إحياء رؤيتكم للسلام في لبنان وللديموقراطية فيه. إن هذه الديموقراطية لن تكون قوية من دون وجود مؤسسات قوية، ولذلك، فإن أميركا تبقى ملتزمة التثبت من أن المؤسسات اللبنانية قوية قدر الامكان. ومن المهم للشعب اللبناني المشاركة في انتخاباتكم الديموقراطية في حزيران.

السيد الرئيس، في بلدنا، أثناء الانتخابات الاخيرة، كان هناك ملايين وملايين من المواطنين الذين صوتوا للمرة الاولى ولم يكونوا قد صوتوا في الماضي، وذلك بسبب ايمانهم بأن اصواتهم ستحدث تغييرا. وبالتأكيد، فإن إصواتهم قد احدثت التغيير في محصلة الانتخابات. وإني أتمنى أن يرى العالم، ونشهد نحن، انتخابات شفافة ونزيهة وعادلة تعكس إرادة كل الشعب اللبناني. لم آت الى هنا لكي أدعم أحزابا أو أناسا معينين بل جئت لاعرض لكم دعم أميركا القوي للمبادىء الاساسية الآتية:

- ان الشعب اللبناني وحده عليه ان يختار قادته.

- ان سيادة لبنان لا يمكن ولن تكون عرضة للمتاجرة بها.

- ان الدولة اللبنانية مسؤولة عن الشعب اللبناني، وهي حامية لحريته بناء على تمسك لبنان بقرارات مجلس الامن الدولي. وإن الولايات المتحدة تتطلع الى أن تكون على شراكة قوية معكم. وإن صيغة الحكومة المقبلة وشكلها أمران متروكان للشعب اللبناني. ولا يمكن أي شخص آخر أن يقرر ذلك عن هذا الشعب.

وإني أعرف، كما حدث في الماضي، أن انتخاب القادة الملتزمين الاصلاح الاقتصادي يفتح الابواب أمام الرخاء الدائم. وكما هو الحال في لبنان، فنحن نعرف، على الاقل بالنسبة الى أميركا، أننا سنقوم بإعادة تقويم برامج مساعداتنا بناء على تركيبة حكومتكم الجديدة والسياسات التي ستنتهجها، وقد حققتم الكثير من التقدم. ولدي كل الثقة، سيادة الرئيس، انكم ستستمرون في الاتجاه الصحيح.

كذلك، لدينا كل الثقة بأن المحكمة الدولية ستجلب العدالة بحق الذين مولوا وخططوا ونفذوا اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وأناس آخرين كثيرين. ولذلك، فقد انفقنا عشرين مليون دولار على هذه المحكمة.

وأود ايضا ان انقل اليكم، ان ادارة اوباما وبايدن ملتزمة بسلام شامل في المنطقة يعود بالفائدة على كل الشعوب بما فيها الشعب اللبناني. من هنا، فاننا، وفي اول خمسين يوما من ادارتنا، اعلنا بوضوح اننا ملتزمون تماما وبشكل كامل وسنبقى ملتزمين العمل من اجل السلام الشامل.

لقد عانى لبنان الامرين من الحرب. وفي رأيي لدينا فرصة حقيقية، السيد الرئيس للسلام. اني اود ان احض الذين يريدون ان يقفوا الى جانب مفسدي السلام الا يفوتوا هذه الفرصة وان يبتعدوا عن هؤلاء المفسدين.

السيد الرئيس، انتم تعرفون وانا اعرف ايضا ان لبنان لديه طاقات لا حدود لها. وكما قلت لكم، ولزملائكم من قبل، انه لا يمكن تخيل السلام في الشرق الاوسط من دون لبنان المستقر والقوي ومن دون ديموقراطيته الحيوية التي تشكل نموذجا لغيرها من الدول في المنطقة.

ان لبنان يمكن ان يكون نموذجا للسلام وللاصلاح في الشرق الاوسط. وهذا في متناول يدكم. وكما قال شاعر لبناني شهير "ان التقدم لا يكمن بما هو قائم ولكن يكمن بما سيكون".

واني متأكد من ان ما سيكون هو لبنان ديموقراطي ذا سيادة. وانه سيكون اقوى غدا مما هو عليه اليوم. واني عازم، كما الرئيس اوباما، على ان يتقدم لبنان واميركا معا نحو مستقبل افضل. ومرة اخرى، نيابة عن رئيس الولايات المتحدة، اشكركم على هذا الترحيب. واني اؤكد لكم باننا نقف معكم لنضمن لبنان ذي سيادة، لبنان آمن وقوي وذي مؤسسات قوية".

المغادرة

وبعد الانتهاء من تلاوة البيان الصحافي غادر نائب الرئيس الاميركي قصر بعبدا وودعه الرئيس سليمان على مدخل القصر.

النشاط

وكان الرئيس سليمان استقبل المستشار الفيديرالي في سويسرا الرئيس السويسري السابق باسكال كوشبان الذي يزور بيروت لمناسبة تسلّمه دكتوراه فخرية من جامعة الكسليك.

الوزير طابوريان

واطلع رئيس الجمهورية بعد ذلك من وزير الطاقة آلان طابوريان على شؤون وزارته وأوضاع الكهرباء بعد الربط الثماني الذي تم أخيرا.

 

الرئيس بري استقبل نائب الرئيس الاميركي والسفير السعودي: اسرائيل تشن حربا من نوع جديد ضد لبنان متمثلة في شبكات التجسس المضبوطة

على الادارة الاميركية أن تنتقل من أقوال صدرت عن الرئيس أوباما الى الافعال

وطنية - 22/5/2009 استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في عين التينة بعد ظهر اليوم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على مدى ساعة كاملة، في حضور الوفد المرافق ووزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ والسفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد والمستشار الاعلامي علي حمدان، وتناول الحديث التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.

كذلك تناول اللقاء المواضيع التي عرضها بايدن مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فأكد الرئيس بري المواقف نفسها التي شدد عليها الرئيس سليمان، مركزا على "الحرب من النوع الجديد التي تقوم بها اسرائيل ضد لبنان، والمتمثلة بشبكات التجسس التي ضبطتها وتضبطها القوى الامنية اللبنانية".

وشرح رئيس المجلس لبايدن الوضع في لبنان والجنوب موضحا "أن اسرائيل لم تنفذ حتى الآن القرار 425 كاملا الذي صنعته الولايات المتحدة الاميركية، فكيف بالقرار 1701"؟.

وتناول الوضع في المنطقة، فأشار الى "ان اسرائيل لا تقبل بالسلام مع الفلسطينيين بل لا تؤمن بكل أفكار السلام، حتى الافكار الاميركية"، مشددا على "السلام الشامل والعادل".

وركز الرئيس بري على شرط "أن تنتقل الادارة الاميركية من أقوالها في هذا المجال والتي وردت على لسان الرئيس أوباما الى الافعال".

وقدم الرئيس بري لبايدن هدية رمزية عبارة عن صناعة يدوية جزينية، وخاطبه: "إن هذه الصناعة هي أحد أسباب صمود أهلنا في جزين طوال فترة الاحتلال الاسرائيلي".

زكي

وكان الرئيس بري استقبل سفير دولة فلسطين عباس زكي وعرض معه التطورات.

وقال زكي بعد اللقاء: "طلب مني أن أنقل خلاصة الموقف الفلسطيني الى دولة رئيس نبيه بري، خصوصا أن الرئيس محمود عباس سيتوجه بعد قطر الى الولايات المتحدة الاميركية، ولمناسبة زيارة نائب الرئيس الاميركي الذي سيلتقي دولة الرئيس بري، لا بد ان يكون الرئيس بري في صورة التوجهات الفلسطينية في ضوء غلو المستوطنين والحكومة الاسرائيلية في تهويد القدس وفي توسيع الاستيطان وفي كل اشكال الجريمة التي تمارس الان في فلسطين، وتحدثنا ايضا حول التوجهات الخاصة بالحوارات الفلسطينية - الفلسطينية، وطرحنا بعض المشاكل والاحتياجات الفلسطينية على الساحة اللبنانية، واكرر تقديرنا العالي للدور الذي يقوم به دولة الرئيس نبيه بري سواء على صعيد لبنان او على صعيد القضية الفلسطينية".

كوشبان

ثم استقبل الرئيس بري الرئيس السابق للاتحاد الفيديرالي السويسري المستشار الفيديرالي باسكال كوشبان والوفد المرافق، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وعرض معه الاوضاع في لبنان والمنطقة.

بعثة أوروبية

والتقى أيضا في حضور حمدان، بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان برئاسة خوسيه ايغناسيو سالافرانكا، وجرى عرض للاستحقاق الانتخابي في لبنان.

السفير السعودي

وزار عين التينة السفير السعودي الجديد علي عواض عسيري في زيارة تعارف بروتوكولية.

 

الرئيس السنيورة أجرى محادثات مع نائب الرئيس الأميركي واستقبل المستشار السويسري ومدير مؤسسة التمويل الدولية وجعجع 

لبنان ملتزم السلام ومتمسك بأن يكون إلى الطاولة وليس عليها

نرفض القبول بالتوطين واتفاق الطائف هو مرجعيتنا الدستورية

بايدن: إدارة الرئيس أوباما منفتحة على كل الأطراف في المنطقة

وتعتمد على التواصل مع الجميع من منطلق الثقة بما تريده

النائب حرب: زيارة نائب الرئيس الاميركي جرعة أمل ودعم للبنان

ويمكن للبنان الاستفادة منها لأنها تشكل دعما كبيرا لسيادته

وطنية - 22/5/2009 أجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية محادثات مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تناولت التطورات في لبنان والمنطقة وسبل التعاون بين البلدين. وحضر عن الجانب الأميركي: سفيرة الولايات المتحدة ميشيل سيسون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، مستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي طوني بلينكس، وعدد من الخبراء المختصين، فيما حضر عن الجانب اللبناني: سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد والمستشارة رولا نور الدين.

وكان بايدن وصل والوفد المرافق إلى السرايا قرابة الثالثة وعشر دقائق بعد ظهر اليوم، وكان الرئيس السنيورة في استقبالهم عند الباحة الخارجية، وأدت التحية ثلة من الحرس الحكومي. وبعد الصورة التذكارية المشتركة، توجه الرئيس السنيورة وبايدن إلى مكتب رئيس الحكومة حيث عقدت المحادثات.

وعلم أن نائب الرئيس الأميركي جدد خلال الاجتماع التزام الولايات المتحدة الأميركية دعم سيادة لبنان واستقلاله، ودعم مؤسساته الدستورية، إضافة إلى التزام دعم المحكمة الدولية.

وأعرب بايدن عن اعتقاده "أن لبنان القوي يكون عبر مؤسسات قوية"، مؤكدا "أن لبنان يجب أن يكون إلى الطاولة في المنطقة وليس على الطاولة، وبالتالي يجب أن يكون لبنان بلدا قويا لكي يتمكن من أداء دوره".

وشدد نائب الرئيس الأميركي على "أن إدارة الرئيس باراك أوباما منفتحة على جميع الأطراف في المنطقة، وتعتمد على التواصل مع كل الأطراف، ليس من منطلق الضعف أو بهدف عقد صفقات، بل من منطلق الثقة بما تريده".

وأكد بايدن "محورية عملية السلام بالنسبة الى الإدارة الأميركية لحل مشكلات المنطقة التي لا يمكن أن تجد حلا لها إلا بالتوصل الى حل للمسألة الفلسطينية التي هي حجر الزاوية لكل الحلول، وهذه الحلول يجب ألا تقوم إلا على أساس التوازن".

وفي الإطار نفسه، شكر الرئيس السنيورة في الاجتماع الولايات المتحدة على "التزامها دعم سيادة لبنان واستقلاله ودعم مؤسساته، وعلى وجه الخصوص الدعم المقدم للجيش اللبناني". وأبلغ نائب الرئيس الأميركي تقديره "للموقف الذي يعبر عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص التزام إيجاد حل للقضية الفلسطينية وضرورة التقدم في عملية السلام على أساس حل الدولتين، وهذا ما يعتبره لبنان من النقاط الإيجابية".

وشدد الرئيس السنيورة على "أن لبنان ملتزم عملية السلام مع أخوانه العرب ومتمسك بضرورة أن يكون إلى الطاولة وليس على الطاولة، وضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 والقرار الدولي 425"، مؤكدا "رفض لبنان السماح أو القبول بالتوطين".

كذلك شدد على "التزام الحكومة اللبنانية إجراء عملية انتخابية شفافة"، معتبرا "أن الطائف هو المرجعية الدستورية التي يتم التزامها".

جعجع

وكان الرئيس السنيورة استقبل رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع وبحث معه الأوضاع العامة.

النائب حرب

كذلك استقبل صباحا النائب بطرس حرب في حضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.

وبعد اللقاء قال النائب حرب: "بحثنا في الظروف الأمنية والسياسية في المنطقة وموضوع الانتخابات النيابية وما يجري من ممارسات تستدعي معرفة اولا السلطات المختصة وتدخلها للحؤول دون تماديها لتعطيل العملية الانتخابية. أما بالنسبة لموضوع المنطقة، فكان من المهم جدا ان نبحث مع دولته في التدابير التي اتخذتها الحكومة لمواكبة الحدث الأمني في المنطقة بالنسبة للمناورات الإسرائيلية الحاصلة ودق ناقوس الخطر حول المخاطر التي يمكن ان تترتب على هذه المناورة. وكان من المفروض ان نعلم هل اتخذت الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني التدابير الملائمة لمواكبة هذه المناورات لعدم حصول أي عنصر مفاجئ في التعاطي معها؟ وقد طمأنني الرئيس السنيورة عن هذا الأمر وان الدولة اللبنانية بحكومتها وجيشها وقواها العسكرية اتخذت كل التدابير لمواكبة ما يجري ضمن الأراضي المحتلة على أساس تفادي انعكاسات هذه المناورات على الأراضي اللبنانية، أو تأثيرها على سيادة لبنان وأمنه، وخصوصا على العملية الانتخابية. وهذا كان مدعاة للاطمئنان لان الضجة التي أثيرت حول هذه المناورات جعلت اللبنانيين في حالة خوف، من ان هناك عملية عسكرية ستحصل على لبنان وجعلتهم يتساءلون حول مصير الانتخابات وكيفية إجرائها في جو استنفار عسكري تحت وطأة السلاح".

اضاف:"بحثنا أيضا في الاتصالات الجارية على الصعيد الدولي لا سيما الزيارات الهامة الحاصلة التي تشهدها المنطقة وتحصل في لبنان، ويشهدها لبنان، وبصورة خاصة زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى لبنان وهي زيارة هامة جدا، نظرا للمقام الرفيع الذي يتمتع به نائب الرئيس، وكيفية الاستفادة من هذه الزيارة لتعزيز سيادة لبنان والحؤول دون مسها، ان كان من العدو الإسرائيلي أو الحؤول دون العودة إلى الحالة السابقة، أي إعطاء إمكانية لأي دولة في المنطقة، واعني سوريا، لإعادة بسط سيطرتها السياسية على لبنان. وهناك تصور مشترك بأنه يجب العمل لخلق مناخ دولي للحؤول دون حصول هذين الخطرين".

وتابع:" كما عرضت مع دولة الرئيس بعض المشاريع التي كنا طالبنا بها سابقا لا سيما بعد ان تمكن مجلس الإنماء والإعمار من متابعة موضوع الاوتوستراد الذي يصل البترون بتنورين، وشكرت دولته على الجهود الخاصة التي بذلها وعلى ملاحقة مجلس الإنماء والإعمار، لكي يصار إلى إجراء الالتزام. وقد حصل هذا الالتزام بالفعل وستباشر شركة التعهدات الملتزمة عملها في وقت قريب جدا. كما شكرته أيضا باسمي وباسم زميلي النائب أنطوان زهرا وباسم كل من عمل على هذا الاوتوستراد للبدء بهذا الاوتوستراد، وطلبت منه إعطاء توجيهاته للتسريع في الحصول على موافقة الصندوق السعودي لكي يبدأ العمل مباشرة. كذلك تابعنا بعض المشاريع الهامة التي توقفت نتيجة إقفال المجلس النيابي بسبب العصيان الذي حصل في السنوات الماضية، وتعطيل هذا المجلس، لا سيما بالنسبة إلى الاتفاقيات الدولية مع (A D F) والمكلفة تأمين الاعتمادات لمتابعة تنفيذ شبكة الصرف الصحي للمنطقة الساحلية في البترون وشكا. ونحن ننتظر ان تحصل الموافقة على هذه الاتفاقيات وان يصار إلى اعادة اطلاق البقية الباقية من المشروع، بعد عودة المجلس النيابي إلى الحياة وإنهاء عملية الاعتصام والخروج عن الديمقراطية من قبل القوى المعارضة انذاك".

وتابع:" كما طلبت من دولته إطلاق عملية دراسة موضوع الصرف الصحي في المنطقة الجردية والوسطى في قضاء البترون وهو أعطى التوجيهات لرئيس مجلس الإنماء والإعمار في إطار خطة معالجة التلوث البيئي في المنطقة وعمليات الصرف الصحي البدء في دراسة هذا المشروع وتوفير الاعتمادات له. كذلك عرضنا موضوع المدرسة الثانوية والمدرسة المهنية في شكا بعد ان تجاوبت الوزيرة بهية الحريري مع مطلبنا في انجاز هاتين المدرستين، وطلبت من دولته ان يصار إلى وضع هذين البندين على جدول أعمال مجلس الوزراء المقبل لإقرارهما في مجلس الوزراء المقبل وتجاوب دولته وأعطى توجيهاته لوضع البندين على جدول أعمال مجلس الوزراء وآمل ان يتم إقرارهما".

سئل:المعارضة تعتبر ان زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى لبنان هي جرعة دعم للأكثرية في الانتخابات النيابية فما تعليقكم على الموضوع؟

أجاب: "نحن نعتبر ان هذه الزيارة هي جرعة أمل ودعم للبنان، وهي الزيارة الأولى من نوعها في تاريخ لبنان في جو الأخطار الذي يتعرض لها. وكنت أتمنى على قوى المعارضة ان ترحب بهذه الزيارة وان نستفيد منها لكي يفهم نائب الرئيس الأميركي الواقع الحقيقي للمشاكل اللبنانية ليتمكن من مساعدة لبنان. فزيارته هي مبادرة حسن نية تجاه لبنان لكي يتمكن من مساعدة هذا البلد على مواجهة التحديات والأخطار ولكي يؤمن له حقوقه الإقليمية في سيادته وحريته. وأتمنى ان لا تدخل هذه القضية في عملية الصراع السياسي الانتخابي".

سئل: ولكن توقيت الزيارة ماذا يعني؟

أجاب: "توقيتها ليس بيدنا، ولا اعتقد ان المسؤولين الأميركيين يأتون إلى لبنان فقط من اجل الانتخابات، بل مجيئهم هو ضمن جولة كاملة، وهذه الزيارة تعتبر ايجابية ويجب الترحيب بها، ويمكن للبنان الاستفادة منها لأنها تشكل دعما كبيرا لسيادته. ولكي لا تسول نفس أي طرف في المنطقة اعتبار لبنان ارضا سائبة لاستعمالها لمصالحه الشخصية وتحقيق مكاسب سياسية في المنطقة".

استقبالات

واستقبل الرئيس السنيورة المستشار الفيديرالي السويسري باسكال كوشبان في حضور السفير السويسري في لبنان فرنسوا باراس وعرض معهما التطورات العامة والعلاقات الثنائية.

والتقى الرئيس السنيورة المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي توماس جاكوبس وعرض معه شؤونا مالية.

 

لقاء لأركان قوى 14 آذار مع بايدن في دارة النائبة معوض:

الادارة الاميركية الجديدة مشكورة على استمرار وقوفها بجانب لبنان

نريد علاقات طبيعية مع سوريا مبنية على الاحترام والتوازن بين دولتين

ملتزمون اتفاقية الهدنة وال1701 ونؤكد رفضنا المطلق للتوطين

وعلى اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر

وطنية - 22/5/2009 استقبلت النائبة نايلة معوض، في الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، في دارتها في بعبدا، نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن يرافقه وفد رسمي، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأمركية ميشال سيسون، وأركان قوى 14 آذار، من بينهم رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، النائب بطرس حرب، ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وجرى البحث خلال اللقاء في سياسة الادارة الاميركية الجديدة، خصوصا ما يتعلق منها بلبنان. وأكد أركان 14 آذار تمسكهم ب "الثوابت الوطنية لثورة الارز ووحدة لبنان وسيادته والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ورفضهم أي تسوية في المنطقة تأتي على حساب لبنان وسيادته وحريته واستقلاله ونظامه الديموقراطي الحر".  كما اعربوا عن رغبتهم في "إقامة علاقات طبيعية مع سورية مبنية على الاحترام المتبادل والتوازن بين دولتين سيدتين حرتين مستقلتين، وفقا لاتفاق الطائف"، مجددين التزامهم "اتفاقية الهدنة والقرار 1701 والنقاط السبع التي تحتم على سوريا ترسيم الحدود مع لبنان، وعلى اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر". كما جددوا التزامهم "المبادرة العربية للسلام التي اطلقت في القمة العربية في بيروت، وتنص في عناوينها الاساسية على اقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس"، مؤكدين "رفضهم المطلق للتوطين والزام اسرائيل حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم". وشكر أركان 14 آذار "الادارة الاميركية الجديدة على استمرار وقوفها بجانب لبنان السيد الحر المستقل ودعمها للقوى الامنية، وفي مقدمها الجيش اللبناني تجهيزا وتدريبا".

 

السيد نصرالله في "مهرجان المقاومة والتحريرالنبطية:

باسم الشهداء اطالب بإنزال عقوبة الاعدام بكل العملاء ورفع الغطاء عنهم

لا تلعبوا لعبة 6 و 6 مكرر في الأمن والقضاء كأنكم تبحثون عن التوازن بالعملاء

جريمتكم انكم انتصرتم واستعدتم ارضكم واسراكم ما احرج الداعين للتنازل عن الحقوق

وطنية - 22/5/2009 اكيد الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة القاها في "مهرجان المقاومة والتحرير" الذي نظمه الحزب في النبطية، انه " يجب التحقيق بالمسار الإسرائيلي بدقة وقد نصل لمكان له صلة بالعديد من عمليات التفجير في لبنان وخصوصا في العام 2005"، مشيرا الى "ان بعض العملاء كان لهم دور في الفتنة في المناطق أو بين الأحزاب وبعضهم اعترف أن دوره كان إيجاد الفتنة بين حزب الله وأمل وبعض العملاء قاموا باستطلاعات تمهد لقتل أحد ما وبعضهم أدخل إسرائيليين وأخرجهم بعد عملية ما".

اضاف :"الجواسيس والعملاء لا تعمل فقط على جمع المعلومات فبعض هؤلاء تنفيذيون، وقد عثر في منزله بعضهم على 20 كيلو من ال تي.ان. تي"، وقال :"سنقوم بأقصى الجهد والتعاون مع الاجهزة الرسمية لتحقيق هدف تطهير لبنان من شبكات العملاء ويجب ان نتعاون على تلطيف البيئة السياسية، ويجب أن ألفت أهلنا في المناطق خصوصا في البلدات، ففي المدن المسائل تضيع أما في الضيعة "فالميت ما بيموت"، ويجب أن نتصرف بمسؤولية والقرآن يقول "لا تزروا وازرة بأخرى" فيجب ألا يسيء أحد منا إلى أهل العميل".

وتابع :"وأتوجه إلى الجواسيس والعملاء الذين ما زالوا على الأرض اللبنانية وأدعوهم إلى تسليم أنفسهم للقضاء اللبناني والأجهزة الرسمية، ويجب أن تعرفوا أن لاقيمة لكم بالنسبة لأسيادكم الصهاينة واستعجلوا العودة إلى دولكم وشعبكم قبل فوات الأوان، لا تلعبوا لعبة ستة وستة مكرر في الأمن والقضاء كأنكم تبحثون عن التوازن الطائفي بالعملاء وأنا أقول لكم ابدأوا بإعدام العملاء في الطائفة الشيعية وأطالب باسم الشهداء بإنزال عقوبة الاعدام بالعملاء الذين أعطوا معلومات أدت إلى كل ما حصل من دمار وقتل، يجب رفع الغطاء عن الجواسيس والعملاء إلى أينما انتموا وعدم حماية أحد أو إيجاد الذرائع لأحد".

واردف :" تحل المشكلة عندما تقنع الدولة شعبها انها قادرة على حفظ ارضه، بكم ومعكم وبارادتكم وانتخابكم في 7 حزيران سنبني الدولة القوية مع اخواننا في المعارضة وعلى هذه الدولة أن تكسب ثقة الناس وايمانهم بها بالجدية والحضور القوي والمتابعة الحثيثة لا بالشعارات.... جريمتكم الاكبر هي انكم انتصرتم واستعدتم ارضكم واسراكم فهذا الانجاز احرج كل الخائفين والداعين للتنازل عن الحقوق، وعندما واجهتم حرب تموز وصمدتم وانتصرتم وكان الذنب الاعظم الذي لا تنفع معه توبة أنكم عدتم إلى أرضكم فور انتهاء الحرب".

وقال :"في عهد الرئيس لحود حصل تحول لجهة دعم المقاومة ورؤساء الحكومات الحص والحريري وكرامي، واليوم لا بد من ان نؤكد ونشيد بمواقف الرئيس ميشال سليمان. وباستثناء المراحل هذه كانت الدولة في مكان آخر وجريمتكم أنكم رفضتم الاحتلال وكان عليكم أن تقبلوه... أنتم طردتم الاختلال وهزمتموه والدولة في مكان آخر".

اضاف :"لبعض القادة السياسيين الذين يريدون العبور بنا إلى الدولة وقالوا على طاولة الحوار إن إسرائيل لم تعتد على لبنان إلا بعد دخول الفصائل الفلسطينية، أقول إن إسرائيل تناور وتدمر وتقتل منذ 50 سنة، الجنوب كان في دائرة التهديد والأطماع والعدوان والخطر، ومنذ البداية كان خيار أهل الجنوب هو الدولة فلو عدنا إلى علمائنا في جبل عامل وغيرهم كان واضحا أن خيارهم هو الدولة".

وتابع :"نحن امام مناسبة عظيمة هي عيد المقاومة والانتصار وامام استحقاق كبير ومهم هو الانتخابات النيابية ولدي الكثير لاقوله،عندما وضعكم الصهاينة بين الحرب والاستلام صرختم "هيهات منا الذلة"، تحية لكم يا من جئتم من كل الجنوب ومدنه وقراه لتحتفلوا بعيد النصر كنتم طليعة صناعه وفي عيد للمقاومة وانتم اهلها وقادتها وشهداؤها واسراها ومجاهدوها ومحتضتوها، والتحرير كان منة من الله جزاء الوفاء والصدق منكم فكنتم لائقين بنصره ومستحقين لوعده، فاهديتم نصركم لكل لبنان إلى أرواح الشهداء الذين صنعوا لنا نصرنا ومجدنا وعيدنا إلى المقاومة والتحرير والامام الموسوي والشيخ حرب ومغنية إلى أرواحهم جميعا نهدي ثواب الفاتحة".

 

النائب السابق زيادة اعلن عدم استمراره في انتخابات دائرة كسروان: افرغت المعركة من مضمونها وعقدت تحالفات بين شخصيات لا يربطها رابط سياسي

وطنية - 22/5/2009 اعلن نائب رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة، في بيان اليوم، انه "عندما قرر الترشح للانتخابات النيابية لعام 2009 عن دائرة كسروان - الفتوح، انطلق من الاعتبارات التالية:

اولا - تجربتي في تمثيل هذه الدائرة في المجلس النيابي وعملي المتواصل في الشأن العام دفاعا عن السياسة الشريفة وعن قضايا السيادة والاصلاح والدولة وعن المرجعيات الوطنية والروحية، وذلك في كل المراحل وفي كل الهيئات التي انتسبت اليها من "لقاء قرنة شهوان" الى "حركة التجدد الديموقراطي" الى "قوى 14 آذار" وامانتها العامة وغيرها.

ثانيا - اعتقادي ان هذه الانتخابات هي انتخابات مفصلية يتحدد فيها موقع لبنان للحقبة المقبلة ومصير الدولة واستقرار الوطن، وبالتالي هي انتخابات سياسية وعلى من يخوضها ان يقدم للمواطنين خيارات لا تقل عن هذا المستوى".

ثالثا - ايماني الراسخ بالموقع المركزي في هذه المعركة المفصلية لدائرة كسروان - الفتوح كحاضنة لبكركي، وبالمسؤولية الوطنية العامة والمسيحية الخاصة الملقاة على اهل كسروان بحكم هذا الموقع. اما وقد تشكلت اللوائح على النحو الذي شهدناه واخذت المعركة المنحى الانحداري الذي أخذته ووصلت الى المستوى الذي لا يليق بالكسروانيين، ان من حيث افراغها من مضمونها السياسي او من حيث الالتباس في المواقع والمواقف وصولا الى انعدام الخيارات الحقيقية وعقد التحالفات خلافا للطبيعة بين شخصيات لا يربطها رابط سياسي، فإنني أراني آسفا ومضطرا لعدم الاستمرار في هذه الانتخابات، مؤكدا اقتناعي الراسخ بالمبادىء والقضايا التي ناضلت طويلا وبثبات من اجلها".

 

توقيف أحد كبار مسؤولي شبكات التعامل مع العدو بعد مطاردة دامت 36 ساعة على الطريق الساحلية للجنوب

وطنية - 22/5/2009 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية سامر وهبي،ان دورية تابعة لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي تمكنت ظهر اليوم من توقيف واحد من كبار رؤوس شبكات التعامل مع العدو الاسرائيلي بعد رصد ومطاردة استمرت لنحو 36 ساعة. وفي التفاصيل ان دوريات متعددة من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وبعد توفر معلومات دقيقة وثابتة عن تعامل المدعو م.ح.سعيد (37 عاما) مع العدو الاسرائيلي وانضوائه في شبكات لرصد وتقديم معلومات للعدو عن المقاومة والجيش، أعطيت الاوامر لتوقيفه ولكن المدعو سعيد وهو من بلدة القصير في قضاء مرجعيون، شعر بانكشاف امره فحاول التخفي والهروب بين بلدته ومنزل يملكه في صيدا ومنزل اخر في بيروت. وبعد رصد ومطاردة من مساء اول من امس وحتى ظهر اليوم الجمعة، تمكنت عناصر من المعلومات من توقيفه على الطريق الساحلية بين بيروت والجنوب. وعلى الفور تمت مداهمة منزليه في القصير وصيدا وعثر على اجهزة اتصال عبر الاقمار الاصطناعية واجهزة "يو اس بي" متطورة وذات سعة عالية. ووصف سعيد بأنه عميل قديم مع العدو الاسرائيلي وهو شقيق زوجة العميل الموقوف ناصر نادر، وتوقيفه صيد ثمين، وهو التوقيف الثالث لعملاء اسرائيليين في غضون 24 ساعة بعد توقيف زياد السعدي في منطقة شبعا والمدعوة خلود جمال نبعة اليوم في شبعا ايضا.

 

الوزير صلوخ غادرالى دمشق لترؤس وفد لبنان الى اجتماع وزراء خارجية دول "منظمة المؤتمرالاسلامي"

وطنية- 22/5/2009 توجه وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الى دمشق بعد ظهر اليوم عن طريق البر لترؤس وفد لبنان الى الدورة 36 لوزراء خارجية دول "منظمة المؤتمر الاسلامي"، الذي يبدأ اعماله في العاصمة السورية غدا وتستمر الى 25 الشهر الحالي. وسيلقي الوزير صلوخ كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تتضمن مواقف لبنان من مختلف القضايا المثارة امام الاجتماع. كما يعرض الوزير صلوخ في كلمته الاستهداف الامني الذي يتعرض له من قبل اسرائيل لا سيما موضوع الشبكات التجسسية والمناورات التي تعتزم اسرائيل القيام بها. وسيكون للوزير صلوخ بعض اللقاءات مع عدد من نظرائه وزراء الخارجية ,كما سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد ظهر غد السبت والذي يصل الى العاصمة السورية غدا.

 

قيادة الجيش نعت العماد المتقاعد حنا سعيد

وطنية - 22/5/2009 نعت قيادة الجيش العماد المتقاعد حنا سعيد، الذي توفي بتاريخ 21/5/2009، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 1923 - القليعة قضاء مرجعيون.

- تطوع في المدرسة الحربية في حمص كتلميذ ضابط اعتبارا من 1/12/1942.

- رقي لرتبة ملازم اعتبارا من 1/12/1944 وتدرج في الترقية حتى رتبة عماد وعين قائدا للجيش بتاريخ 10/9/1975.

- حائز على اوسمة وتناويه وتهاني العماد قائد الجيش عدة مرات.

- تابع عدة دورات دراسية في الداخل والخارج.

- متأهل وله ولد.

يقام المأتم بتاريخ 23/5/2009 الساعة 15,00 في صالون كنيسة مار جرجس - القليعة ويوارى الثرى في مدافن العائلة.

تقبل التعازي بتاريخ 22/5/2009 اعتبارا من الساعة 10,00 ولغاية الساعة 19,00 وبتاريخ 23/5/2009 قبل الدفن اعتبارا من الساعة 9,00 ولحين بدء الصلاة بتاريخ 25/5/2009 اعتبارا من الساعة 10,00 ولغاية الساعة 19,00 في صالون كنيسة القلب الاقدس - بدارو - سامي الصلح، وبتاريخ 24/5/2009 في صالون كنيسة مار جرجس - القليعة.

 

 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 ايار 2009

النهار

تتوقع أوساط سياسية أن يعود موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي الى دائرة الضوء عند تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات.

قال مرجع حكومي ان يوم 7 حزيران هو اليوم المجيد عندما تفوز فيه قوى 14 آذار والمتحالفون معها.

تعتقد مصادر ديبلوماسية ان التقارب السوري - التركي هو الذي يحمي دمشق من احتمال حصول تداعيات في حال حصل تباعد سوري - ايراني.

السفير

قام أحد المرشحين الموارنة المنفردين في جبل لبنان الشمالي بزيارة خاصة إلى عاصمة إقليمية دامت ساعات عدة.

حمل وزير في الحكومة نصائح من قيادة دولة معنية بالملف اللبناني مفادها الدعوة إلى استمرار التهدئة قبل الاستحقاق الانتخابي.

عبّر موفد غربي سابق إلى لبنان عن نقمته الواضحة على أحد الوزراء السابقين في فريق الموالاة، وقال "تبيّن لنا أنه يلفق باسمنا أشياء كثيرة باسم المناصفة والمثالثة والمرابعة".

المستقبل

تتواتر في الآونة الاخيرة أخبار عن "عمليات أمنية" تعدّ لها جماعات وأجهزة مرتبطة بدولة عربية مجاورة بهدف "التأثير" على الانتخابات.

تردد ان "تكتلاً" معيناً ناقش احتمال إزالة بعض اللوحات الإعلانية التي تحمل شعاراً انقلابياً بعدما أدى هذا الشعار الى إرباك كبير.

توقّعت أوساط معنية أن تؤدي الحملة على مرجع رسمي كبير الى "خلط أوراق" في عدد من الدوائر الانتخابية.

اللواء

لعب سفير دولة كبرى سابق دوراً في ترتيبات لقاءات مع قوى سياسية معنية لمسؤولين على مستويات مختلفة في بلاده·

تتحدث اوساط سياسية عن إشكالات قيد المعالجة في دائرة يفترض ان التسوية اعفتها من المعركة·

يخشى متابعون لملف ساخن، تحريكه في منطقة جنوبية، اثناء الانتخابات أو بعدها؟

 

البطريرك صفير استقبل مرشحي لائحة "التحالف في كسروان الفتوح"

بويز: احتفال ومؤتمر صحافي في اليومين المقبلين للاعلان رسميا عن اللائحة

كارلوس اده: معا سندافع عن الجمهورية اللبنانية وتنوع صيغتها ووحدتها

القزي: عنواننا السياسي رفض الجمهورية الثالثة وبرنامجنا مواجهة التحديات

وطنية - 22/5/2009 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بعد ظهر اليوم، مرشحي لائحة "التحالف في كسروان الفتوح": منصور البون، فريد هيكل الخازن، فارس بويز، كارلوس اده، وسجعان القزي، وعقدوا خلوة دامت قرابة الساعة. بعد اللقاء، قال الوزير السابق بويز: "ان الوفد قدم للبطريرك لائحة "التحالف في كسروان الفتوح" ونلنا بركته، ومن الضروري والطبيعي ان تكون اول زيارة لهذا الصرح". واشار الى انه "في اليومين المقبلين سيقام احتفال ومؤتمر صحافي للاعلان رسميا عن هذه اللائحة."

من جهته، اكد اده "دعم هذا التحالف لبكركي ومواقفها الوطنية"، وقال: "سندافع عن الجمهورية اللبنانية وتنوع صيغتها ووحدتها". بدوره قال القزي: "تمنى لنا البطريرك التوفيق والنجاح وابدى تخوفه من الجمهوريات المشبوهة ورفض الجمهورية الثالثة". اضاف: "ان العنوان السياسي لهذا التحالف هو رفض الجمهورية الثالثة وعظات البطريرك صفير كافية بالنسبة الينا". ولفت الى "ان البرنامج السياسي لهذه اللائحة هو مواجهة التحديات المصيرية التي يتعرض لها لبنان وفي طليعتها مشروع "حزب الله" الذي سيحكم لبنان اذا انتصرت المعارضة وليس اي طرف اخر وسيكون الطرف المسيحي ملحقا في هذه الجمهورية بدلا من ان يكون قائدا لهذه الجمهورية منذ العام 1920 وحتى اليوم"، مشيرا الى "ان هذه المواجهة ستحصل ديموقراطيا وسلميا". وقال: "ان الناخب الكسرواني ليس بحاجة اليوم الى نائب يمثله فقط بل الى نواب يدافعون عنه لاننا امام معارك مصيرية وليس امام اقرار مشاريع حول الطرق والانماء".

 

البطريرك صفيراستقبل اللجنة التنفيذية للرامغافار وشخصيات

الوزير اوغاسبيان :آمل التفاهم على اعضاء المجلس الدستوري الثلثاء

الدكتور جعجع تجاوز بقراره الجريء امس المصالح الخاصة لمصلحة 14آذار

الوزير نجار: كيف يمكن لاي حكم ان يحكم ويفصل ويثبت ويحسم نزاعا

اذا لم تكن لديه صلاحية وقدرة على اتخاذ القرار في الموقع المناسب؟

وطنية - بكركي - 22/5/2009 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، اللجنة التنفيذية في حزب الرامغافار برئاسة اواديس داكيسيان والوزير جان أوغاسبيان والنائب هاغوب قصارجيان، "في زيارة لاطلاع غبطته على قرار الحزب ترشيح الوزير اوغاسبيان لمقعد الارمن الارثوذكس في دائرة بيروت الاولى".

بعد اللقاء، تلا داكيسيان بيانا جاء فيه: "لا بد لكل من يتعاطى الشأن العام ويتحلى بوطنية صافية من زيارة صاحب الغبطة لاخذ توجيهاته والوقوف على رأيه والعمل بما يقول او بما يوحي به، انه البطريرك صفير الوطني الكبير، سيد الصرح التاريخي الذي ما انفك، منذ مطلع التاريخ، على العمل المتواصل للذود عن هذا الوطن وللحفاظ على سيادته واستقلاله، وعملا باقتناعات اللجنة التنفيذية بمقام البطريرك الرفيع، تشرفت اللجنة برئاسة الدكتور اواديس داكيسيان وبرفقة معالي الوزير جان اوغاسبيان وسعادة النائب هاغوب قصارجيان بزيارة صاحب الغبطة لأخذ بركته والعمل بتوجيهاته في هذه الانتخابات، لا سيما ان حزب الرامغافار له مرشحه في دائرة بيروت الاولى وهو الاستاذ جان اوغاسبيان المعروف بنزاهته ووطنيته العالية".

واضاف: "كانت الاراء متطابقة في صدد تحييد كل المقامات العليا من سياسية ودينية وعدم التطاول عليها او حتى ذكرها اعلاميا ومجاهرة، لان هذه المقامات لا تفرق بين مرشح وآخر، وجميع اللبنانيين، الى اي طائفة انتموا، هم سواسية بالنسبة الى هذه المقامات العليا التي لا هم لها ولا مطالب لها سوى العيش المشترك والحفاظ على ديمومة لبنان واستقلاله وحرية جميع ابنائه".

الوزير اوغاسبيان

من جهته، أشار الوزير اوغاسبيان الى "انه يوجه تحية الى الدكتور سمير جعجع نتيجة لقراره الجريء الذي اتخذه أمس والذي تجاوز فيه المصالح الخاصة لمصلحة 14 آذار ككل، وقد اظهر تمسكه بمبادىء "ثورة الارز"، واكد، في الوقت نفسه، ان الهدف ليس توسيع حجم كل فريق، انما هدفنا الاساسي ان تكون قوى 14 آذار هي الاكثرية وان يربح لبنان.

وكنت اكدت في مواقف سابقة اننا والدكتور جعجع في موقف نضالي واحد، وسنستمر من اجل الحق والعدالة والحقيقة وثورة الاستقلال والحريات في لبنان".

سئل: هل هناك تعيينات قريبة في مجلس الوزراء؟

اجاب: "لقد اكد فخامة الرئيس في الجلسة السابقة انه سيطرح هذا الامر في الجلسة المقبلة. وهناك تداول لبعض الاسماء بين مختلف القوى السياسية المعنية حول اعضاء المجلس الدستوري"، مشيرا عن "تفاهم على بعض من هذه الاسماء".

وقال: "أملي كبير انه من اليوم وحتى الثلثاء المقبل يتم التفاهم على اعضاء المجلس، لان هناك ضرورة لتعيين الاعضاء الخمسة واكتمال نصاب المجلس الدستوري قبل الانتخابات النيابية، وايضا عقد اكثر من اجتماع مع فخامة الرئيس، ومع المراجع المعنية ايضا بخصوص الموازنة، وهناك تفاهم على الارقام وهناك بوادر خير، ونأمل ان تستطيع الحكومة في نهاية ولايتها اقرار الموازنة وارسالها الى المجلس النيابي. ومن الطبيعي ان المجلس النيابي لم يعد لديه الوقت لدرس هذا الامر، ولكن قد يكون مؤشر جيد لاداء الحكومة اللبنانية وانجازاتها. على الرغم اننا كقوى 14 اذار كان لدينا تحفظ عن ثقافة الثلث المعطل ومبدئه، وكانت بالفعل تجربة غير ناجحة. وآمل بعد الانتخابات النيابية ان تتفق الاكثرية والاقلية ليعود العمل الى ثقافة الديموقراطية في عملية احياء المؤسسات الدستورية وتشكيكها".

الوزير نجار

وظهرا، استقبل البطريرك صفير وزير العدل البروفسور ابراهيم نجار، واستبقاه على الغداء الى مائدة بكركي.

وبعد اللقاء، قال الوزير نجار: "بعد اشهر عدة من السعي الحثيث في وزارة العدل من اجل تقويم ما اقتضى تقويمه من اعوجاج سابق ومن اجل المضي قدما في الاصلاح، ولو وكان على دفعات، كان لا بد من ان اضع صاحب الغبطة في صورة ما توصلنا اليه حتى الآن اكان في موضوع تحديث القوانين، وايضا في مواضيع اخرى قضائية ووطنية وادارية. ومن هذا الصرح استمد دوما ما يمكن ان يكون كل لبناني متمتعا به، اولا من حضارة في طريقة التصريح من دون عنهجية ومن نظرة الى الافاق التي يجب ان تكون هي افاقنا جميعا في لبنان. فلا يظنن احد انه اكبر من اخيه اللبناني، كلنا سواسية في هذا الوطن، وعلينا ان ننتهج سياسة عادلة تقوم على التواضع في التعاطي السياسي. بالطبع، هذه عموميات، ولكن لا بد منها في حديث مع صاحب الغبطة لانه في الحقيقة موضع ثقة كل اللبنانيين".

سئل: هل من تمنيات محددة من البطريرك صفير بالنسبة الى موضوع القضاء عموما، الاصلاح القضائي، وتحسين وضع القضاء استمعتم اليها؟

اجاب:" تحدثنا مليا في هذا الموضوع، واوضح غبطته أن ما تواتر الى مسامعه ان القضاء ماض اليوم في مسيرة التوصل الى ما يمكن تسميته القضاء الصالح. وبالتالي فقد شجعنا غبطته، وتبادلنا وجهات النظر في هذا الموضوع.

وضعت صاحب الغبطة في صورة تشريعات حضرنا لها وهي بارزة، ولا سيما موضوع اعادة النظر في الجنسية اللبنانية لمن هم من اصل لبناني. وشرحت لصاحب الغبطة ايضا كل النظام القانوني الذي استحدثناه في هذا القبيل. وضعت صاحب الغبطة في اجواء التطوير والتحديث الذي ادخلناه في مشروع قانون يعيد النظر جزئيا بقانون الارث لغير المسلمين. وكذلك وضعت غبطته في صورة المشاريع التي حضرنا لها والتي بعضها قد انجز حتى الآن، والتي يمكن ان تنتج ثمارا بعد بضعة اشهر، عندما لن اكون في وزارة العدل.

تبادلنا وجهات النظر تقريبا في كل شيء من المجلس الدستوري الى التعيينات الى صلاحيات الرئيس الى الانتخابات، هذه كانت جولة واسعة في الافق وقلبنا على يدنا".

سئل: هل وجدت لدى البطريرك قبولا في ما يحكى عن تعديل لصلاحيات رئيس الجمهورية؟

اجاب: "لم ندخل في هذا التفصيل، ولكن الواضح ان موضوعا كهذا يحتاج الى كثير من الدقة والعناية في لبنان، لان لبنان دولة فسيفساء طائفيا، لا يمكن التعديل في صلاحية احد اركان الدولة من دون ان يكون لبقية اركان الدولة ما يصب ايضا في تعديل صلاحياتهم. لذلك، اعتقد أن هذا الموضوع يجب ان يبقى وليد التفاهم، الاتفاق. ولكن اذا كان لا بد من تعديل في صلاحيات رئيس الجمهورية فهذا سيكون بالطبع لمصلحة الحكم الذي يجب ان يكون هو رئيس الجمهورية. كيف يمكن أي حكم ان يحكم وان يفصل وان يثبت وان يحسم نزاعا اذا لم يكن بيديه سلطة، صلاحية، قدرة على اتخاذ القرار في الموقع المناسب؟ هذا يجب ان يلازم صلاحية كل رئيس جمهورية في لبنان حتى لو اريد له ان يكون فقط حكما".

قرقفي ونعمة

ومن زوار بكركي: المدير العام للشؤون العقارية في لبنان بشارة قرقفي، رئيسة "جمعية اصدقاء القربان المقدس" السيدة منى نعمة التي جاءت "لتهنئة صاحب الغبطة بميلاده ال89، متمنية له العمر المديد. وكانت مناسبة لعرض التحضيرات لاقامة يوم الكاهن العالمي في لبنان".

 

"حزب الله" دان قرار أوباما تمويل إسرائيل: يكشف زيف شعارالتغيير الذي جاء به إلى سدة الرئاسة

وطنية - علق "حزب الله" على قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تمويل إسرائيل، واصدر البيان الاتي : "يدين "حزب الله" القرار الأميركي الجديد المتمثل بهدية المليارات الثلاث التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما للعدو الصهيوني لتعزيز قدراته العسكرية العدوانية في ظل إدارة أقسى الحكومات تطرفا ودموية وأكثرها إجهارا لعدوانيتها وعنصريتها ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأكثرها إمعانا في استيطان أرضهم وتهويدها بوتيرة غير مسبوقة.

إن القرار الأميركي يكشف زيف شعار التغيير الذي جاء بأوباما إلى سدة الرئاسة. إذ يظهر القرار - الهدية مدى الإلتزام الأميركي العميق بدعم العدو الصهيوني وضمان تفوقه، ومده بكل أسباب القوة المادية والسياسية لممارسة غطرسته وعدوانه ضد المنطقة وأهلها، ويبين مسؤولية وشراكة أميركا في كل جرائم إسرائيل وعدوانها.

إن "حزب الله" يدعو كل قوى المقاومة وحركات التحرر والشعوب الداعمة لها والحكومات العربية والإسلامية، وكل الشرفاء في العالم إلى التبصر بحقيقة الموقف الأميركي القائم على الدعم المطلق والثابت للعدوان الإسرائيلي كركيزة أولى في المشروع الأميركي وعدم الانخداع بشعارات واشنطن التي تمارس عكسها تماما في أرض الواقع، ويؤكد أن يقظة الشعوب وثباتها على نهج المقاومة وحده الكفيل بإسقاط مؤامرات العدوان وتعرية وفضح داعميه".

 

سامي الجميل في عشاء ل"جمعية مساعدة الامومة ولقاء حواري: السبيل الوحيد للتغيير مجلس النواب وهو من يتخذ قرار السلم والحرب

الوحدة المسيحية هي الاساس والاولوية لمنع "حزب الله" من استلام السلطة

وطنية - 22/5/2009 أكد مرشح حزب الكتائب في المتن الشمالي - منسق اللجنة المركزية في الحزب سامي الجميل أن هذه الانتخابات "مهمة جدا لانها تضع الشعب اللبناني أمام خيارين: إما بناء الدولة او دمارها والمواجهة مع المجتمع الدولي الذي يسعى اليه "حزب الله". واعتبر أن "مجلس النواب هو المؤسسة الوحيدة التي يحق لها اتخاذ قرار السلم والحرب باسم الشعب اللبناني". داعيا المتنيين الى "الانفتاح على الاخر ومحاورته بمحبة واحترام وذلك لنبرهن أن المسيحيين مستعدون وقادرون على خوض انتخابات حضارية". حديث الجميل جاء في لقاءين، الاول عشاء سنوي لجمعية مساعدة الامومة والطفولة ومركز بيار الجميل الصحي الاجتماعي في قصر السفراء في الضبية في حضور النائب الاول لرئيس حزب الكتائب شاكر عون ممثلا الرئيس أمين الجميل، وزير السياحة ايلي ماروني، أعضاء لائحة "الانقاذ المتني" الدكتور ايلي كرامة وسركيس سركيس والياس مخيبر واميل كنعان، اضافة الى عدد من رؤساء البلديات والمخاتير واعضاء من المكتب السياسي الكتائبي ورؤساء الاقاليم والاقسام الكتائبية وحشد من الاصدقاء والمناصرين. والثاني، حواري مع فعاليات منطقة بيت مري عين سعادة والمنصورية في "الرويال بارك أوتيل".

وشدد الجميل على "عدم الافساح في المجال أمام وقوع لبنان بين ايدي من يؤمن في لبنان بالعنف والحرب والتحدي والايديولوجية الواحدة الحاكمة من طهران والتي تقرر السلم والحرب عن الشعب اللبناني، في حين نعتبر نحن ان المؤسسة الوحيدة التي يحق لها ان تقرر استقرار لبنان او عدمه هي مجلس النواب الذي سندخل اليه لتمثيل اللبنانيين ولمنع فرض أي قرار على الشعب اللبناني بالقوة". وقال: "ان لبنان الذي نؤمن فيه هو الذي ضحى في سبيله آلاف الشهداء وعلى رأسهم الرئيس بشير الجميل والوزير بيار الجميل".

واكد أن "ما يهم حزب الكتائب هو عودة الشباب الى لبنان وتأمين فرص العمل لهم وأن يكون لبنان على صورة احلامنا"، ورأى "أن السبيل الوحيد من اجل التغيير هو مجلس النواب"، داعيا المتنيين الى "الانفتاح على الاخر والاستماع الى رأيه ومحاورته بمحبة واحترام ورقي من دون اللجوء الى التجريح والتخوين والتحدي، لاننا لا نؤمن بالعنف كما يفعل الاخرون وعلينا أن نعطي المثال الاعلى وأن نبرهن أن اهالي المتن والمسيحيين فيه مستعدون وقادرون على خوض انتخابات حضارية. كما علينا أن نكون عند المستوى المطلوب واقناع المترددين في الرأي بالمخاطر المحدقة بلبنان في حال فازت المعارضة إذ إن السيد نصرالله هو الذي سيحكم وليس النائب ميشال عون".

وإذ اعلن ان "المشكلة مع "التيار الوطني الحر" هي في تغطيتهم انتهاكات حرية الانسان في 7 ايار واغلاق مجلس النواب وتعطيله في خلال السنوات الثلاث الماضية، أكد أن حزب الكتائب "لن يقبل بعد اليوم ان يكون نواب المتن الشمالي شهود زور على ذلك".

وقال: "نشدد اليوم على الوحدة المسيحية التي هي الاساس، والاولوية في هذه المرحلة ان نمنع "حزب الله" من استلام السلطة وتحويل لبنان الى ساحة دمار وفقر".

وأمل اخيرا أن "تعود القاعدة العونية الى صوابها ومبادئها التي التزمت فيها اثناء الاحتلال السوري للبنان وفي انتخابات العام 2005 ليعود المسيحيون جميعهم يدا واحدة، لان وحدتهم تحقق لهم قوتهم وتؤدي الى توحيد لبنان".

وفي شأن الدين العام اشار الجميل الى ان "الفريق الذي حكم طيلة السنوات الماضية موجود اليوم في 8 اذار اكثر منه في 14 اذار، فهناك 49 وزيرا استلموا السلطة من 1990 الى 2005 وهم من 8 اذار و 29 وزيرا منهم في 14 اذار. واذا اردنا تبيان المسؤولية حول الدين العام والفساد فيجب ان نحملها للجميع، والفاسدون موجودون اينما كان ولكن المحاسبة تتم من خلال الدولة والقضاء". وشدد على ان "الاحزاب الاربعة غير الفاسدة في لبنان هي التي لم تشارك في الحكم وهي الكتائب و"القوات اللبنانية" و"الوطنيين الاحرار" و"التيار الوطني الحر" الذي تمنعه تحالفاته من الوفاء بما وعد به المواطنين". واضاف: "احد لا يقنعنا ان المعيار الذي يعتمد في انتخابات 7 حزيران هو الفساد بل المعيار الحقيقي هو بقاء الدولة من اجل المحاسبة وليس خيار الامن واللادولة والسلاح الذي هو خيار "حزب الله". وختم الجميل مشددا على "ضرورة سحب السلاح غير الشرعي، من يد الفلسطيني و"حزب الله" والميليشيات السلفية في الشمال".

 

جعجع عرض مع مرشحي دائرة بيروت الاولى الاجواء والتحضيرات الانتخابية: النائب فرعون: يمكن القول ان اللائحة اكتملت بعد انضمام النائب طورسركيسيان

حملات فريق 8 آذار هدفها عرقلة وشل المؤسسات واستبعاد تطبيق قرارات الحوار

وطنية - 22/5/2009 استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع المرشحين عن دائرة بيروت الاولى النائب ميشال فرعون ونديم بشير الجميل ونايلة تويني، في حضور الناطق باسم الحملة الانتخابية ل "القوات اللبنانية" ريشار قيومجيان ومنسق منطقة بيروت عماد واكيم، على مدار ساعة من الوقت.

اثر اللقاء، قال النائب فرعون: "جئنا لنتداول مع الدكتور جعجع بالحملات الاخيرة لفريق 8 اذار وحلفائه والتهديدات المبطنة المتجددة على المؤسسات، ان كان على القضاء او من خلال شل قرارات مجلس الوزراء وصولا الى استهداف رئيس الجمهورية"، لافتا الى "ان هذه الحملات تأتي في سياق عرقلة وشل المؤسسات على طريق 7 ايار واستبعاد تطبيق قرارات الحوار فضلا عن انها تضرب بالصميم المصالح المسيحية في قيام الدولة وتعزيز دور وصلاحيات رئيس الجمهورية".

أضاف: "كما تداولنا في العملية الانتخابية في العديد من المناطق ومنها زحلة وجزين والمتن وغيرها، بحيث كان تأكيد على أهمية موعد 7 حزيران الذي بات بأهمية تاريخ 14 اذار في تثبيت الخيارات. كما جرى البحث في تحضير الانتخابات في دائرة الاشرفية والرميل والصيفي".

وثمن النائب فرعون "خطوة جعجع الجريئة لجهة سحب مرشح القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، على الرغم من حجم القوات في هذه المنطقة، حفاظا على الخصوصية الارمنية في هذه المرحلة، وحرصا على حلفائنا الارمن وعلى وحدة 14 آذار ومبادئها الممثلة في هذه اللائحة بامتياز وهذه الوحدة أمانة عند الدكتور جعجع وعندنا جميعا من أجل استكمال المسيرة السيادية. وتكون اللائحة في الاشرفية والرميل والصيفي قد اكتملت بضم النائب سيرج طور سركيسيان اليها. وأسف "لموقف بعض القوى الارمنية التي اختارت ان تسير خلافا لتحالفاتها وتوجهاتها ولمواقفها التقليدية التاريخية من الرئاسة ومن تحصين الدولة من خلال مشاركتها قوى 8 اذار في مواقفها داخل وخارج مجلس الوزراء وفي تحدي الشرعية السياسية والمناطقية والرمزية لهذه اللائحة"، داعيا "الناخبين في هذه الدائرة وكل قوى 14 اذار الى رص الصفوف والعمل بتضامن لإنجاح اللائحة كاملةً ومنع أي BLOC من ان يضعف موقف اولاد المنطقة المؤيد لعناوين ثورة الارز السيادية وارادتهم بصحة التمثيل والعيش الكريم".

وعن موعد اعلان اللائحة رسميا، قال النائب فرعون: "يمكن ان نقول اليوم ان اللائحة اكتملت بعد انضمام النائب سيرج طورسركيسيان اليها".

وردا على ما قاله العماد ميشال عون بأنه سيكون له 35 نائبا في البرلمان، أجاب النائب فرعون: "نحن نعمل متضامنين، ونعتبر ان لائحتنا تتمتع بالشرعية السياسية في المنطقة ولها رمزية كبيرة وهناك ارادة لدى ابناء المنطقة في قول كلمتهم في هذه الانتخابات ونحن لدينا ملء الثقة بالناخبين"، معتبرا انه " في حال فزنا بأقل من 5 نواب نكون خاسرين".

وعن الحملة التي تشن على رئيس الجمهورية من قبل المعارضة وتحديدا العماد عون، اسف النائب فرعون من "رؤية بعض القوى المسيحية تهاجم موقع الرئاسة وفي الوقت ذاته تتحدث عن تعزيز دور هذا الموقع، ولكن في النتيجة انها تضرب المصالح المسيحية اكان من خلال استهداف رئاسة الجمهورية ام من خلال اضعاف الدولة التي وحدها دون سواها تحمي الدور المسيحي ماضيا وحاضرا ومستقبلا".

المرشح الجميل

بدوره، وجه المرشح الجميل تحية للدكتور جعجع على "موقفه الوطني" في سحب مرشح القوات قيومجيان، مشددا على ان هذا الموقف "يؤكد حرص الدكتور جعجع على وحدة قوى 14 اذار التي هي موحدة ومتحدة وبإذن الله ستحقق فوزا في الاستحقاق الانتخابي المقبل".

وأعلن الجميل انه جرى خلال اللقاء "التأكيد للدكتور جعجع ولكل الرفاق في القوات بأنه، كما نعتبر انفسنا ممثلين في بشري والكورة والبترون فهم ايضا ممثلون في دائرة بيروت الاولى".

 

النائب رعد: لا احد يستطيع اسقاط معادلة تكامل المقاومة والجيش

وطنية - 22/5/2009 اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في تصريح، ان "المقاومة صنعت الانتصار للبنان، وهي تحمي لبنان وتتكامل في حمايته مع الجيش اللبناني، وهذه معادلة لن يستطيع احد في الدنيا ان يسقطها فضلا عن هؤلاء الصغار من الذين يتلاعبون بعقول الناس ويدفعونهم للرهان الغبي على ما يسمونه مجتمع الاصدقاء الدوليين".

وتساءل: "أوليس كان هؤلاء الاصدقاء يدعمون العدو الصهيوني في عدوان تموز عام 2006، أولم يمدد هؤلاء الاصدقاء الدوليون الحرب العدوانية ضد لبنان لتتواصل على مدى 33 يوما ويعلمون علم اليقين ان العدو قد استنفذ اهدافه منذ اليوم السابع من العدوان".

وفي احتفال اقامه "حزب الله" في عيد المقاومة والتحرير في بلدة النبطية الفوقا في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وحزبية وحشد من الاهالي، قال النائب رعد: "اليوم زمن الانتصارات والاستقلال والسيادة الحقيقية التي يصنعها شعبنا المقاوم، زمن البرامج الوطنية التي تطالب بسلطة تتحقق فيها الشراكة بين كل مكونات ابناء هذا الوطن والتي لا تقبل ان يبقى لبنان مكشوفا على المستوى الامني كما على المستوى السياسي لكل اعداء الوطن".

الاحرار: مواقف نصرالله وشعار "الجمهورية الثالثة" العوني جزء صغير من كتلة الجليد نحو المشروع الانقلابــــي

المركزية – ناشد حزب الوطنيين الاحرار اللبنانيين التبصر جيدا بمواقف الامين العام لحزب الله المتكررة التي تؤكد على المشروع الانقلابي وشعار "الجمهورية الثالثة" الذي يرفعه حليفه العوني، معتبرا ان هذه المواقف هي الجزء الصغير الظاهر من كتلة الجليد غير الظاهرة. وشدد على ضرورة مواجهة هذا المشروع بصناديق الاقتراع بالتصويت لصالح مشروع قيام الدولة.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 – نلفت اللبنانيين إلى إصرار قوى 8 آذار، وفي مقدمها حزب الله، على تأكيد مشروعها الإنقلابي. وما الأصوات التي ارتفعت بالأمس، معلنة قرار الحزب تغيير النظام الذي وصفته بالمسخ وبالمرتهن، إلا توضيحاً للمواقف المتكررة لأمين عام حزب الله ولشعار الجمهورية الثالثة الذي يرفعه حليفه العوني.

إننا نناشد اللبنانيين التبصر جيداً في هذه المواقف التي هي الجزء الصغير الظاهر من كتلة الجليد غير الظاهرة، والوقوف في وجه الانقلابيين الذين يتذاكون لتلطيف مشروعهم بالشعارات وتجميله بالادبيات إخفاءً لقباحته وغدره وخطره. ونؤكد أن المواجهة تكون فقط عبر صناديق الاقتراع لصالح مشروع قيام الدولة لا من خلال الوسائل التي يلجأون إليها كالترهيب والتخويف واستعمال السلاح أو التهديد باستعماله. إنها مسؤولية كل لبناني مقيم أو منتشر وعليه تحملها أمام الله والوطن والتاريخ، وفاءً لتضحيات الشهداء ومحافظة على الأمانة التي أودعنا إياها الآباء والأجداد، وضماناً لمستقبل الأجيال الصاعدة. وليكن معلوماً أن فرصة التعبير الديمقراطي في الانتخابات هي استفتاء على كل الثوابت والمسلمات التي تشكل دعامة الوطن الحر المستقل السيد، الديمقراطي المتنوع صاحب الخصوصية والرسالة.

2 – نحذر من المنحى التصعيدي الذي تتخذه من تسمي نفسها معارضة، رغم مشاركتها في الحكومة، بدءاً بالتطاول على المقامات الروحية، مروراً باستهداف مؤسسات الدولة الإدارية والقضائية والأمنية والعسكرية، وصولاً إلى التحامل على رئيس الجمهورية. ومن دون أن ننسى ما سبقت الإشارة إليه من مواقف نافرة وتصريحات استفزازية وممارسات مخلة بالأمن. كل ذلك وسط معلومات بدأت تتقاطع لتؤكد التدخل السوري في الانتخابات بطرق يتقنها الذين درجوا على ذلك من مخابرات وكادرات عسكرية وأمنية طوال فترة هيمنتهم على لبنان، أملاً في العودة إلى لعب هذا الدور ولو بأقنعة لبنانية يعرفها الجميع، وقد انضم اليها المنقلبون على ثوابتهم اللاهثين وراء المناصب على حساب المبادئ ودماء الشهداء وتضحيات المناضلين.

وندعو الهيئات المولجة الإشراف على الانتخابات ومراقبة عملياتها إلى التنبه وإلى رصد الخروقات واتخاذ موقف واضح منها. كما ندعو المواطنين إلى عدم الوقوع في فخها وإلى فضحها والتصدي لها.

3 – نهنئ الأجهزة الأمنية المختصة على نجاحها في كشف شبكات التجسس الإسرائيلية وتفكيكها وتوقيف أعضائها ونعتبره مدعاة فخر واعتزاز لها ولكل اللبنانيين.

من هنا استغرابنا الهجمات التي لا تزال تتعرض لها لأسباب معروفة ومن جهات معروفة أيضاً وشجبنا كل تشكيك بولائها وصدقيتها وحِرَفيتها. على العكس نطالب بتعزيز قدراتها وتقوية إمكاناتها على كل الصعد لتمكينها من القيام بواجباتها على أفضل وجه. ونأمل في أن يزف نائب الرئيس الأميركي، الذي نرحب بزيارته كصديق لوطننا وبكل الزائرين الأصدقاء، خبر تقديم بلاده أحدث الأعتدة والسلاح إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

كما نأمل من الدول الشقيقة والصديقة مضاعفة تقديماتها في هذا المجال لمساعدة لبنان على الإمساك بحبل الأمن وبالدفاع عن حدوده وسيادته في وجه كل الأعداء. ونهيب بالقوى الأمنية أن تبقى عيناً ساهرة على أمن اللبنانيين وسلامتهم وكرامتهم في مواجهة المراهنين على السلاح وقوته لا على قوة الموقف والمنطق خصوصاً في المرحلة الانتخابية الراهنة.

 

عون مصر على تعطيل رئاسة الجمهورية ليحقق حلمه" اده: اجتماع اليوم لأعضاء اللائحة يحدد موعد إعلانها

المركزية – كشف عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده ان التأخير في إعلان لائحة كسروان يعود لبعض الرتوشات الإدارية وليس السياسية مشيرا الى اجتماع سيعقد اليوم لأعضاء هذه اللائحة وعلى اثره يحدد الموعد، لافتا الى ان "لجنة صياغة البيان لا تزال تعمل ولا سيما ان بعضهم قد يكون لديه تحفظ على الملاحظات التي نبديها"، متوقعا ان تعلن اللائحة في اليومين المقبلين. وأكد أن "القاسم المشترك بين أعضاء اللائحة، التي تضم أحزابا سيادية ومستقلين، هو الدفاع عن ثوابت لبنان وعدم تغيير وجهه والدفاع عن رئاسة الجمهورية ومؤسسات الدولة". وقال: "كل منا لديه اولوياته وخطابه السياسي الخصوصي لكن الهدف الاساس ان نجد القاسم المشترك لخوض المعركة الانتخابية

واوضح اده في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال انه "ما من شك اننا واجهنا صعوبات للتوصل الى هذا التحالف ولكن هناك اشياء كثيرة تجمعنا". وكشف انه "اجتمع للمرة الأولى بعد انتخابات 2005 بالوزير السابق فارس بويز وجرى الحديث عن الإنتخابات"، نافيا ان يكون بحث في امر اعلان اللائحة من بكركي. واشار الى "أننا نعمل بثوابت سياسية وليس ضد اشخاص"، مشددا على ان "لائحة كسروان لا يمكن ان تكون تألفت ضد شخص معين وهو العماد ميشال عون".

ورأى أن استعمال السلاح في 7 أيار لقمع الجزء الأكبر من الشعب اللبناني كان مخيفاً، لافتا الى تكرر تهديد اللبنانيين من قبل تصريحات المعارضة والمطالبة بعدم نسيان 7 أيار وتمجيده. واعتبر أن أقوى حزب في لبنان يتخذ من إيران مرجعية دينية ويتحدث بإسم الله وعنده مشروع توسعي ويستخدم لبنان آلة في هذا المشروع. وأكد أن موقف العماد عون كان واضحاً بخصوص سلاح "حزب الله" قبل الـ2005، أما الآن فهو مختلف تماماً. لافتا الى وجود مصالح مشتركة عدة للعماد عون و"حزب الله" بالإضافة الى التحالفات الإنتخابية.

ولفت اده الى أن "حزب الله يريد فرض دولته وسلاحه على اللبنانيين، وأن المهم بالنسبة له ليس الحفاظ على لبنان، بل تنفيذ سياسة وأوامر ولي الفقيه"، مشدداً على ان "حزب الله لن يتخلى عن سلاحه حتى لو تم تحرير القدس". ودعا "النائب ميشال عون إلى مناظرة سياسية لسؤاله عن الأموال الهائلة التي يستعملها في تغطية حملته الإنتخابية". وإعتبر أن "عون لا يزال يصر على تعطيل رئاسة الجمهورية من أجل تحقيق حلمه بالرئاسة".

 

اختفاء مدير مستشفى الزهراء منذ يومين

المركزية – اكدت مصادر امنية لـ"المركزية" ان مدير عام مستشفى الزهراء التابع للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الدكتور محمد شعيتو وهو في العقد الثامن من العمر مفقود منذ يومين. وإن البحث جارٍ لمعرفة مصيره رافضة تأكيد اي من الروايات المتداولة في شأنه.

 

ثلث الإسرائيليين سيهاجرون إذا إمتلكت إيران النووي

يو بي آي

 تل أبيب: قال ثلث الإسرائيليين إنهم سيهاجرون من البلاد في حال حازت إيران على قدرات نووية، وأيّد نصفهم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية فيما يسود الغضب جهاز الموساد من قرار اتخذته وزارة الدفاع الإسرائيلية بإغلاق "وحدة إيران" في الوزارة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أن استطلاعا للرأي أجراه مركز الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، أظهر أن ثلث الإسرائيليين سيدرسون إمكانية الهجرة من إسرائيل بمجرّد أن تستعرض إيران قدرات نووية بحوزتها.

وأعرب 81 % من الإسرائيليين عن تخوّفهم من أن إيران ستنجح في نهاية المطاف من الوصول إلى قدرات تمكنها من صنع قنبلة نووية. وتبيّن من الاستطلاع أن الإسرائيليين لا يعلقون آمالا كبيرة على الحوار الذي تعتزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إجراءه مع إيران لمنع الأخيرة من تطوير قدرات نووية عسكرية، وتوقع 53 % من الإسرائيليين فشل هذا الحوار. كذلك تبيّن من الاستطلاع أن أكثر من نصف الجمهور الإسرائيلي يرى أن على إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية وعدم انتظار خطوات دبلوماسية ينفذها المجتمع الدولي.

وأظهر أن خوف الإسرائيليين من قدرات نووية إيرانية أكبر لدى النساء، كما أن المسنين يتخوّفون أكثر من الشبان وأن ناخبي أحزاب اليسار والوسط يتخوّفون أكثر من ناخبي اليمين. وأجرى الاستطلاع معهد "مأغار موحوت" لاستطلاعات الرأي، وشمل 500 إسرائيلي، وذلك بمناسبة عقد مؤتمر في جامعة تل أبيب الأسبوع المقبل سيشارك فيه خبراء في الشؤون الإيرانية والنووية وسيتم خلاله طرح مسالة ما إذا كان المشروع النووي الإيراني يهدّد إسرائيل والغرب بشكل فعلي.

ووصف الدكتور عوزي رابي من مركز الدراسات الإيرانية نتائج الاستطلاع بأنها تشكل "انتصارا" للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال رابي إنه "بهذا المفهوم فإن أحمدي نجاد قد انتصر (...) والرئيس الإيراني سعى منذ البداية إلى ترهيب الجمهور الإسرائيلي وقد نجح في تحقيق الهدف". لكن رابي حذر في المقابل من ردود فعل إسرائيلية رسمية "لاستفزازات" إيران، ورأى أن ردود فعل كهذه من شأنها أن "تصب الزيت على النار".

ورأى أن تخوّفات الجمهور الإسرائيلي من المشروع النووي الإيراني مبالغ فيها، وأنه "ليس بالضرورة أن التخوفات واقعية بهذه النسب وينبغي أن نتذكر أنه على الرغم من أن القيادة الإيرانية متطرفة من الناحية الدينية إلا أنها عقلانية جدا من الناحية السياسية".

من ناحية ثانية قالت صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، إن رئيس الموساد مائير داغان غاضب من قرار اتخذته وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرا بإغلاق وحدة الشؤون الإيرانية في الوزارة، التي يرأسها المسؤول الأمني والسفير الإسرائيلي السابق في طهران أوري لوبراني، في الوقت الذي تعتقد فيه إسرائيل أن إيران تقترب من تطوير سلاح نووي ومن أن الوزارة ألمحت إلى أن قرار إغلاق الوحدة تم اتخاذه في أعقاب طلب قدمه الموساد.

وأقيمت وحدة الشؤون الإيرانية قبل حوالي 30 عاما واقتضى عملها التنسيق بين نشاطات الحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي في لبنان وراقبت التطورات السياسية في ايران. وتقلص نشاط الوحدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، كما تقلصت ميزانيتها إلى 1.25 مليون دولار سنويا، ويعمل فيها ثلاثة أشخاص بالإضافة إلى لوبراني، هم ضابط المخابرات في الموساد، الذي يلقب بالحرف "ي" والصحافي السابق عوديد زراي.

والهدف المركزي للوحدة في السنوات الأخيرة هو إقامة علاقات مع منظمات سياسية أسّسها إيرانيون، يبدو أنهم من المعارضين للنظام في طهران، ومتابعة وسائل الإعلام الإيرانية. كما عملت الوحدة على جمع تبرّعات مكنت من بث إذاعي باللغة الفارسية من خلال إذاعة "صوت إسرائيل".

كذلك أقامت الوحدة إذاعة صغيرة عملت خلال حرب لبنان الثانية في يوليو/تموز 2006 وكانت توجّه بثها إلى المواطنين في جنوب لبنان وتطالبهم بمغادرة منازلهم والنزوح عن بلداتهم بادعاء ألا يصابون في الغارات والقصف الإسرائيلي.

وتلقى لوبراني قبل شهرين رسالة رسمية من وزارة الدفاع الإسرائيلية تبلغه بوقف عمل الوحدة وإنهاء مهام العاملين الثلاثة في الوحدة وإنهاء عمله فيها بحلول نهاية العام وإغلاق الإذاعة الموجهة إلى لبنان وذلك على ضوء صعوبات مالية في ميزانية وزارة الدفاع.

 

 روح "الطائف" تطغى على ثلث "الدوحة" المعطل

موقع تيار المستقبل

 منذ سنة، كانت "تسوية الدوحة" على أمل أن تنتظم الحياة السياسية في لبنان، بعد أن حولتها ميليشيات الأمر الواقع الى "جحيم" في 7 أيار 2008، ذلك اليوم الاسود الذي أعلنه الامين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصر الله، "يوماً مجيداً" !.

اليوم، وعلى مسافة 17 يوماً من انتهاء مفاعيل "تسوية الدوحة" والعودة بالبلاد الى روح "اتفاق الطائف"، دستور البلاد، تتمسك جماعة "8 آذار" بـ"تسوية" ظرفية من أجل الحفاظ على"الثلث المعطل" فقط، ولا تتمسك بـ"التهدئة"، ولا تتخلى عن لعبة السلاح، وليس آخر "الغيث" الهجوم المتواصل على رئيس الجمهورية "التوافقي".

وتتجه الانظار الى قصر بعبدا، الذي يزوره نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الذي وصل الى لبنان، في زيارة مكوكية اعتبرها "حزب الله" "نذير شؤم"، يعقد خلالها مباحثات مع رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، ناقلاً له دعم واشنطن للمؤسسات الرسمية اللبنانية وفي طليعتها مؤسسة الرئاسة الأولى.

وفي رد غير مباشر على حملة "8 آذار"، أكد سليمان أن على رئيس الجمهورية تأمين الاجواء الميثاقية داخل مجلس الوزراء، مشيراً الى "أن روح الطائف هي التي ستحافظ على هذا التنوع".

سقطت المصالح أمام دماء الشهداء

في هذه الاثناء، سقطت المصالح أمام دماء الشهداء، وأعلن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية"، الدكتور سمير جعجع سحب مرشح القوات عن مقعد الأرمن الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى، ريشار قيومجيان من أجل المصلحة الوطنية وقوى "14 آذار"، و"لأن المصالح تسقط أمام دماء شهداء ثورة الأرز".

ومن جهته، طمأن رئيس "تيار المستقبل"، النائب سعد الحريري، بأن "الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي سيتخذان التدابير والاجراءات الأمنية المناسبة لضمان حسن سير العملية الانتخابية، وتوفير الامن للناخبين". ولفت الى ان "أهم شيء هو ان تصوت العاصمة بيروت بكثافة في السابع من حزيران المقبل، لإعلاء صوتها وللرد على كل ما تعرضت له منذ 14 شباط 2005 ولغاية 7 حزيران 2009".

وكان لافتاً ما قاله النائب بطرس حرب: إن جماعة "8 آذار" "لن تحوز الأكثرية، والرأي العام اللبناني مدرك للأخطار التي ستترتب على هذه الإنتخابات، ومدرك أن أي خطأ يمكن أن يرتكب فيها سيؤدي الى انهيار النظام السياسي في لبنان". وعن إعلان عون أنه سيحصل على 35 مقعدا نيابيا، قال "ما نراه على الأرض من المواقف المتشنجة الصادرة عن جماعة "8 آذار" يدل على ضعفها وليس على قوتها".

ورأى النائب السابق ناظم الخوري أن "كل من ينتقد المستقلين هو بحاجة إلى إثبات شفافيته في التعاطي السياسي والتوقف عن الترويج للتجارة السياسية". وقال "يكفي المتاجرة بمسألة إعلان مواقف الدعم لرئيس الجمهورية عبر إطلاق عبارات منمقة وفارغة من مضمونها الفعلي".

أما رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض فأشار الى أن "من يقول إن 7 أيار يوم مجيد من تاريخ المقاومة في لبنان، يقول غداً إن اغتيال رينيه معوض يوم مجيد للمقاومة في لبنان، ومن بعده اغتيال رفيق الحريري يوم مجيد من تاريخ لبنان، ومن ثم خطفكم يصبح يوماً مجيداً من تاريخ المقاومة في لبنان".

ضمانة الخط السوري

في المقابل، جدد رئيس تيار "المرده"، سليمان فرنجيه ولاءه الى دمشق، وقال: "نحن مع سوريا ومع هذا الخط الذي يشكل ضمانة للبنان وحماية للمسيحيين وضمانة للاقليات،خصوصاً أن المسيحيين غير قادرين على تحمل مغامرات جديدة".

شكوى لبنانية ضد اسرائيل

الى ذلك، تقدم لبنان أمس عبر بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة بـ"شكوى ضد إسرائيل لخرقها السيادة اللبنانية والقرار 1701 عبر نشرها شبكات تجسسية على أراضيه تم الكشف عنها من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، وفي الوقت عينه طلب لبنان من قيادة قوات الطوارئ الدولية العمل على استعادة المواطنين اللبنانيين الذين فرّوا إلى إسرائيل خلال اليومين الماضيين عبر الحدود الدولية الجنوبية".

وفي هذا السياق، اعلنت رئاسة مجلس الوزراء، في بيان، ان قيادة قوات الطوارئ الدولية أبلغت لبنان ان "المناورة التي تجريها إسرائيل نهاية الشهر الحالي هي كناية عن تمارين دفاعية لا تنطوي على أهداف عدوانية".

 

المفتي قباني: 7 أيار ليس يوماً مجيداً والجمهورية الثالثة مشروع فتنة

موقع تيار المستقبل

أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان يوم 7 أيار ليس يوماً مجيداً بل هو يوم أسود في تاريخ لبنان، وانّ بيروت لم ولن تسقط في فخ المؤامرة المجيدة بل ستبقى مرفوعة الرأس، مشيراً الى ان "لبنان لا يُحكم بالهيمنة ولا بمنطق القوة".

واذ ادان الحملة الشرسة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اعتبر ان "طرح مشروع الجمهورية الثالثة هو مشروع فتنة سياسية بامتياز، وانقلاب على الدستور واتفاق الطائف".

كلام المفتي جاء خلال إحياء الذكرى السنوية العشرين لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد في فندق "رويال بلازا" في حضور ممثلين عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، اضافة الى الوزير تمام سلام، والوزير السابق حسن السبع، وممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن الشيخ سامي عبدالخالق وممثل المطران الياس عودة المطران الكسي مفرج، والسفير الفلسطيني عباس زكي إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات الرسمية والدينية والاجتماعية.

وشدد المفتي قباني على ان "يوم 7 أيار ليس يوماً مجيداً بل هو يوم أسود في تاريخ لبنان، وانّ بيروت لم ولن تسقط في فخ المؤامرة المجيدة بل ستبقى مرفوعة الرأس وكذلك كل لبنان رغم العدوان وقتل الناس في الشوارع والاعتداء على المؤسسات وانتهاك الحرمات".

واوضح ان "سلاحنا فقط هو الموقف الثابت والداعم للدولة ومؤسساتها الدستورية والكلمة الطيبة التي تبني ولا تهدم وتجمع ولا تفرّق وتبعث على محبة الوطن وأبنائه فيما بينهم، والسلاح يجب أن يبقى في يد الدولة فقط لأنها هي التي تحمي اللبنانيين من أي خطر أو عدوان".

وقال: "لبنان لا يُحكم بالهيمنة، ولا بمنطق القوة، وإنما في اطار الدولة الحاضنة التي تحفز حقوق مواطينها بالحق والعدل، والمطلوب ان يكون الجميع تحت سقف الدولة، والالتفاف حول مؤسساتها، ومساعدتها للنهوض بالوطن".

واعتبر ان "اكتشاف شبكات التجسس لحساب العدو الإسرائيلي، يدعونا إلى مزيد من تعزيز الثقة بالدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، وتعزيز وعي اللبنانيين بالمخططات الاسرائيلية، الهادفة لضرب سلامة واستقرار لبنان، ويدعونا ايضاً إلى التحلي بالمسؤولية والأمانة الوطنية، كي لا يستغل العدو الصهيوني هشاشة الوضع السياسي الداخلي، لزرع الفتن بين اللبنانيين، والايقاع بينهم".

وادان الحملة الشرسة التي يتعرض لها سليمان، مشيراً الى ان "أي استهداف لدوره الوطني الجامع هو إساءة بحق اللبنانيين جميعاً، فهو على مسافة واحدة بين الجميع، وهو الحكم، وراعي الحوار الوطني، والمؤتمن على تطبيق الدستور".

وأضاف المفتي قباني: "أما طرح مشروع الجمهورية الثالثة فهو مشروع فتنة سياسية بامتياز، وانقلاب على الدستور واتفاق الطائف. ولبنان أحوج من أي وقت مضى للحوار، فالأخطار الخارجية تحيط بنا من كل جانب، والبلاد بحاجة إلى وئام واستقرار، وما يحدث اليوم على الساحة الداخلية يجب أن يبقى محصوراً في خلافات الرأي ضمن الاطر الموضوعية والمؤسسات الدستورية، ومسؤوليتنا جميعاً المساهمة في تخفيف حدة التوتر والاحتقان، فلبنان بحاجة إلى كل أبنائه مسلمين ومسيحيين، وإلى وحدتهم وتضامنهم وصدقهم وإخلاصهم فيما بينهم، وأي خلل في وحدة اللبنانيين يعود بالضرر والخسران والأذى على الجميع".

ولفت الى "اننا لعلى يقين أن اللبنانيين عموماً وأبناء بيروت خصوصاً سيثبتون في الانتخابات النيابية المقبلة انهم مع مشروع الدولة، ذلك المشروع الذي استشهد من أجله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحمل لواءه من بعده الشيخ سعد الحريري".

من جهته، اعتبر سعد الدين خالد ان ما "حدث منذ 14 شباط 2005 وقبله ولغاية الآن كشف عوراتنا وزيف ادعاءاتنا وكلامنا عن حب الوطن وعن الوحدة"، داعياً إلى "احترام ذاكرتنا المليئة بالأحداث والمشاهد التي يجب أن لا تُنسى أو يقفز من فوقها أحد".

 

 اوديت سالم والمخطوفون.. قصة بحجم وطن 

اوديت سالم والمخطوفون.

فؤاد أبو زيد؟الديار 

.قصة بحجم وطن ينابيع عينيها، التي لم تجفّ طول خمس وعشرين سنة.

وحجّها اليومي الى «كنيسة» الخيمة طول اكثر من اربع سنوات.

وصلواتها التي ازعجت بها سكان السماء طول الفترة التي غاب فيها كبداها ريشار وماري كريستين عن بصرها.

وتوسلاتها الى المجرمين الذين خطفوا علّة وجودها عندما خطفوا زينة الحياة الدنيا من حياتها.

وقرع ابواب الحكام والمسؤولين والقيادات مدة عمر من الزمن، متوسّلة اليهم البحث عمّن كانوا فرحة العمر والبيت.

جميع هذه الوزنات لم تشفع بأوديت سالم في حياتها الارضية، وحده سائق مستعجل اراحها من عذاباتها، فنقلها من محطة الانتظار المرّ الى استراحة الحياة الابدية، علّ وعسى تتوّج درب صليبها وآلامها بجمع شمل العائلة مجدداً.

مسيرة عذاب اوديت سالم، ليست لحظة عابرة من الحياة تنطوي بانطواء الايام وانهيال التراب على نعشها، انها وصمة عار في جبين الكثيرين في هذا البلد وهذا الشرق، حيث يداس بأقدام الحكام وازلامهم ومرؤوسيهم، الشعار الذي يقول ان «الانسان اثمن رأسمال في العالم» وموتها المأسوي على هذه الصورة البشعة، ادانة اضافية للخاطفين والدافعين والساكتين على الظلم والقتل، ويقيني انه كلما تناقص عدد سكان خيمة الصبر والقهر، بالموت الطبيعي او بالقتل، كلما زاد ارتياح المجرمين مرتكبي الجرم، وارتاحت هذه الحكومة والحكومات الاخرى المعوقة التي سبقتها والتي كانت اجبن واعجز عن النطق بحقيقة اختفاء المئات من مواطنيها، وكأن الارض انشقّت وابتلعتهم، وغياب اوديت سالم بالنسبة اليهم، يعني صوتاً ووجهاً بالناقص كانا يذكّران العالم بالجريمة البشعة ويذكّران ايضاً بالتقصير والاهمال، وحتى عند موت اوديت، غاب وجه السلطة ووجودها، وحدهم الفقراء والمعذّبون والبؤساء والحزانى كانوا اهل اوديت ورفاق المحنة الواحدة والمصير الواحد، فانتحبوا وبكوا وصرخوا، وكأني بهم يبكون على أوديت، وينتحبون على أحبائهم، ويصرخون في وجه من ادار وجهه عنهم وعن قضيتهم.

صور عديدة واسئلة متنوّعة خطرت ببالي عند سماعي خبر مقتل اوديت سالم، وهي في طريقها الى محجّها في خيمة الاعتصام، خيمة النُصُبِ الشاهد على وحشية البعض وحقارة البعض وضعف البعض، من هذه الصور استعادة شريط لمآسي الحرب في لبنان، وصور عشرات الالوف من اللبنانيين الذين قتلوا او خطفوا او اعيقوا، والسؤال هو، لماذا يدفع الفقراء دائماً ثمن صراعات الحكام والانبياء والاديان، ولماذا يستمر اللبنانيون الفقراء في انجاب الاطفال، ويتعبون في تربيتهم، ما دام هناك حكم بموتهم، قائم ابداً امّا من فريق يريد السيطرة والسلطة، او من فريق امتهن الحرب اسلوب حياة، والفقراء وحدهم وقود واضحية تقدّم لتبقى حياة وزعامة من بيده حياة الآخرين.

الصورة الثانية، تخيّلي لوجه ذلك الوحش البشري الذي خطف الربيعين الشقيقين ريشار وماري كريستين، وتساؤلي مع ذاتي، هل ان هذا الخاطف مازال على قيد الحياة، هل تزوّج وأنجب، هل يسكن على بعد خطوات من خيمة الاعتصام، هل مرّ بقربها يوماً لاوديت، هل كلّمها، هل تابع مسيرة دفنها، هل شعر بالندم، وانتقل سريعاً الى صورة الراهبين اللذين خطفا من كنيستهما في دير القلعة في بيت مري، وصورة بطرس الخوند وشقيقه المرحوم مسعود، اللذين كانا يسكنان مع اهلهما في البناية ذاتها التي كنت اسكنها، وكانوا خير جيران، علاقة وسلوكاً، فهل يمكن ان يختفوا (الراهبان وبطرس) عن سطح الارض، ولا يعترف احد بوجودهم، حتى ان الكنيسة نسيت راهبيها، ولا تتذكرهما ربما، الا في مناسبة خطفهما، مع ان الاهتداء الى هؤلاء الثلاثة المخطوفين قد يكشف النقاب عن مصير مئات غيرهم.

الصورة الثالثة التي تتحرّك دائماً في مخيّلتي هي وصول اوديت الى مملكة الله، ولقاؤها مع العزّة الالهية، واحاول معرفة او تخيّل ماذا دار بينهما من حديث، فهل عاتبته مثلاً على تركه ابناء الشرّ يعتدون على ولديها بالخطف وربما بالقتل، وهل اخذت عليه انه احياناً كثيرة نسي لبنان وشعب لبنان، وتركهما وحيدين يصارعان الشياطين الطامعين بهما، وهل اخذت منه وعداً بأنه سيهلك الشر والشرّيرين الذين اساءوا الى لبنان وينوون الاساءة اليه، بذات الطريقة التي عاقب فيها اهل سادوم وعامورة الذين عصوا كلمته واوامره وعاثوا في الارض فساداً، وهل تمنّت عليه ان يريح قلوب الامهات والاباء والابناء الذين فقدوا ابناءهم وآباءهم واخوتهم، قبل ان يفقدوا نعمة الايمان برحمته.

جلجلة اوديت سالم ليست حدثاً عابراً في حياة الوطن، انها الوطن ذاته، لأن اهمية الوطن هي بانسانه، ولولا الانسان لا قيمة ولا وزن ولا وجود للاوطان والحكام والمسؤولين والقيادات، والتقصير الذي حصل مع اوديت، ويحصل مع رفاقها واهلها في خيمة الصبر والانتظار، هو تقصير في حق الانسان، يعني تقصيراً في حق الوطن، واذا كان المسؤولون لا يدركون هذا الامر فخير لهم ان يخطفوا ذواتهم وينسحبوا ليعيشوا في مملكة النسيان.

  

14آذار: القرار الكسرواني بات مرهوناً في الضاحية

فادي عيد/الديار

استغربت مصادر قيادية في 14 آذار محاولات البعض استهداف القوات اللبنانية والأحزاب المسيحية في 14 آذار، تحت عنوان عرقلة ولادة لائحة المستقلين واحزاب قوى 14 آذار في كسروان ـ الفتوح.

وشددت المصادر على أن هذه الحملة تأتي في سياق الخوف من نتائج الانتخابات في ظل التراجع الحتمي للائحة العماد ميشال عون.

فما يجمع عليه كل اللبنانيين ان ما حصل عليه في انتخابات الـ2005 من نسبة تأييد عالية في صفوف الناخبين الكسروانيين لم يعد وارداً على الاطلاق عشية انتخابات الـ2009.

لهذه الأسباب، تعتبر المصادر أن تركيز الحملة الاعلامية في وسائل اعلام 8 آذار على اتهام القوات ومعها بقية الاحزاب بعرقلة ولادة اللائحة المواجهة للائحة عون انما يصب في اطار العمل على بث التفرقة ومحاولة اضعاف التحالف الذي نشأ بهدف استعادة القرار الكسرواني الذي بات مرهوناً في الضاحية الجنوبية.

وان التأكيد على مسؤولية رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، يأتي في محاولة واضحة لخدمة لائحة العماد عون.

فمنذ اللحظة الأولى اكد جعجع ان القوات لن يكون لها مرشح في كسروان ـ الفتوح، وذلك بهدف الافساح في المجال لقيام اوسع تحالف يضم شخصيات واحزاب 14 اذار الى جانب المستقلين في كسروان ـ الفتوح، ولكن مع الاصرار على طابع المعركة السياسية الذي من دونه تفقد المعركة الانتخابية في هذه الدائرة كل معنى.

فبالنسبة الى قوى 14 آذار، تابعت المصادر نفسها، تتسم المعركة الانتخابية في كسروان ـ الفتوح بعوامل عدة لا يمكن القفز فوقها.

واهم هذه العوامل: 1ـ ان كسروان ـ الفتوح تشكل القلب النابض للمسيحيين في لبنان، وهي تضم مقر البطريركية المارونية وكرسي البطريرك في بكركي، اضافة الى أهم نقاط القوة المسيحية اقتصادياً واجتماعياً وحتى سياسياً، نظراً لأن هذه الدائرة تتمثل بخمسة مقاعد مارونية.

2ـ لمعركة كسروان ـ الفتوح أهمية رمزية بالغة الدلالات في ما يتعلق بمرجعية الكنيسة المارونية ودورها في الحياة الوطنية والسياسية في لبنان.

ولذلك فإنه من غير الجائز القبول بتكرار فوز العماد عون الكامل في هذه الدائرة، وخصوصاً في ظل اصراره الدائم والمتكرر على مهاجمة الكنيسة المارونية والتعرض لموقع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

كما أن التحالفات التي نسجها عون، والتي تساهم في «القصف السياسي» شبه اليومي على مرجعية بكركي، انما يجعل قوى 14 آذار في موقع لطالما اصرت عليه، وهو أن تكون خط الدفاع الاول عن الكرسي البطريركي.

3ـ شكلت زيارة العماد ميشال عون الى سوريا محاولة مكشوفة لتجاوز البطريركية المارونية من جهة، ولضرب الثوابت التاريخية للمسيحيين من جهة أخرى.

فعون لم يقبل بالعمل على عزل بكركي ومحاصرتها سياسياً، بل وصل الى حد القنص حتى على دورها الديني من خلال اللعب على وتر تشييد كاتدرائية لمار مارون في الاراضي السورية.

4ـ ان شعارات معركة العماد عون الانتخابية تركز على كل ما هو بعيد عن السياسة، في محاولة لتصوير المعركة القائمة وكأنها على إدارة البلد، فيما الحقيقة ان جوهر المعركة هو على طبيعة النظام واي لبنان نريد.

ولذلك فإن اي برنامج انتخابي في مواجهة عون لا يتوجه مباشرة الى صلب الموضوع يشكل خدمة مجانية لعون، وانحرافاً عن الاهداف التي تناضل من اجلها قوى 14 آذار، والتي من أجلها استشهد من استشهد.

5ـ ان طبيعة المعركة في كسروان بعد سقوط كل الاقنعة خلال السنوات الاربع الماضية، تفترض وعياً تاماً وحسن إدراك لنوعية المواجهة التي تخاض في مواجهة مشاريع لم تعد مخفية واصبحت معلنة بدءا من شعار الجمهورية الثالثة، مروراً بالعمل المنهجي لضرب مراكز القرار المسيحي وخصوصاً في كل من بكركي وبعبدا وصولاً الى تأمين الغطاء والدعم المطلق لكل ما هو خارج عن الشرعية.

ولذلك فإن الصوت المسيحي في كسروان يكتسب اهمية مضاعفة، لأن عليه الاعتماد في تحديد مستقبل لبنان وحماية الدولة والمسيحيين فيها.

لكل ما تقدم، تعتبر المصادر نفسها أن أحداً لم يعرقل ولادة اللائحة المواجهة، وخصوصاً أن المشاورات بين المستقلين فيها لم تبدأ سوى قبل ايام قليلة عند اعلان عون لائحته.

وبطبيعة الحال فإن المشاورات الجدية والمكثفة قد تحتاج الى ساعات او أيام قليلة اضافية لبلورة كل النقاط العالقة ووضع اللمسات الأخيرة قبل اعلان اللائحة.

وكان بديهياً على القوات اللبنانية التي لم تسم مرشحاً في هذه الدائرة، رغم انها تمتلك اكبر قوة تجييرية في صفوف 14 آذار والمستقلين على حد سواء، ان تكون معنية بالمعركة الانتخابية في كسروان ـ الفتوح وبولادة اللائحة التي ستدعمها انطلاقاً من المعايير السياسية لطبيعة المعركة كما تراها.

ولذلك فإن العمل على اتهام القوات بالعرقلة يأتي كمحاولة لخدمة عون عن طريق العمل لطمس الطبيعة السياسية لمعركة كسروان ـ الفتوح.

وتختم المصادر ذاتها، بالتأكيد على ان هذه الحملة الساقطة حكماً ستتلاشى في الساعات المقبلة مع اكتمال معالم اللائحة والتأكيد على جوهر المعركة واهدافها السياسية المبدئية من دون اغفال العنصر الانمائي الذي تبدو كسروان ـ الفتوح بأمس الحاجة اليه بعد 4 سنوات كان فيها نوابها غائبين عن السمع.

 

عندما يعتبر نصرالله العدوان على ابناء الوطن يوماً مجيداً للمقاومة   

حسن صبرا

عندما يعتبر نصرالله العدوان على ابناء الوطن يوماً مجيداً للمقاومة

يرضى القتيل وليس يرضى القاتل

هذه المرة ليست اسرائيل هي التي وصفت حزب الله بأنه حزب إرهابي، وليست أية وسيلة اعلامية اميركية او حتى اوروبية، ولم يصدر الاتحاد الاوروبي بياناً يصف فيه حزب الله بأنه منظمة ارهابية حتى يتدخل رفيق الحريري مع جاك شيراك ويوقف البيان.

هذه المرة قالها حسن نصرالله بأن حزب الله هو منظمة ارهابية.. انما ليست ضد اسرائيل، ليست ضد أي مصلحة معادية للبنان، للعرب، للمسلمين والمسيحيين في الشرق..

هذه المرة اكدها أمين عام حزب الله ان حزب الله منظمة إرهابية ضد الشعب اللبناني.. كله، بمسلميه وبمسيحييه، بأحزابه السياسية وهيئاته المدنية ومؤسساته الرسمية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.

والمضحك – المبكي في كلام نصرالله عندما يصف يوم العدوان الذي قام به حزبه والرعاع الذين انشأ بهم سرايا دعم المقاومة على ابناء بيروت بأنه يوم مجيد للمقاومة!!

7 أيار/مايو هو يوم العار في أذهان اكثر من نصف اللبنانيين على الأقل.. ولا نظنن ان الجمهور الذي يؤيد المقاومة ضد اسرائيل يفرح عندما يقول له حسن نصرالله ان يوم العدوان على ابناء العاصمة وتهديد ابناء الجبل بالزحف عليهم، واشعال الفتنة في البقاع وحرب مذهبية في الشمال.. هو يوم مجيد من ايام المقاومة.

اذن، فإن كان هذا صحيحاً فإن السيد حسن نصرالله يضع ابناء وطنه كلهم في منـزلة الصهاينة.. فهو يصف نصره على اسرائيل في حرب 2006 بأنه ((نصر إلهي)).. وهو يصف عدوان حزبه على ابناء وطنه بأنه ((يوم مجيد)) من ايام المقاومة! يا عيب الشوم!.

.. حسن نصرالله - وليست اسرائيل ولا اميركا - هو الذي ساوى بين نصر إلهي ويوم مجيد..

بئس المقاومة التي تتوقف عن قتال اسرائيل كي تلتفت الى الداخل لتعتقل الناس وتعتدي على أملاكهم، وتحرق مؤسساتهم وتدوس العلم اللبناني بأقدام ميليشياتهم وتقصف الشرفات والنوافذ التي ترفعه عالياً خفاقاً.

لم تعتد المقاومة على احد يوم 7 ايار/مايو 2008.. هكذا يقول حسن نصرالله.

فماذا يسمي قتل هاشم طبارة المهندس القاصد انقاذ والدته من جحيم النار التي افلتها سلاح المقاومة ضد المدنيين في رأس النبع (وكل بيروت)؟

وماذا يسمي احراق محطة ((المستقبل)) ورفع العلم السوري القومي فوق انقاضها؟

وماذا يسمي اقتحام جريدة ((المستقبل)) وطرد العاملين فيها ثم سرقة كل محتوياتها حتى صور اطفال المحررين ولوحاتهم الخاصة وكتاباتهم الحميمة ورسائلهم وبعضها تغنى بالوطن والمقاومة؟

ماذا يسمي قتل اكثر من 150 مواطناً لبنانياً في كل احياء بيروت، وجرح المئات، وتدمير وإحراق السيارات وسرقة الدراجات البخارية والمطاطية؟

ماذا يسمي إلـزام اكثر من نصف مليون انسان بالنـزول الى الملاجىء او النوم في العراء وسط بكاء الاطفال وعويل النساء؟

ماذا يسمي حسن نصرالله الكراهية التي فجرها في نفوس الملايين من اللبنانيين بين بعضهم بعضاً.. أليست هذه أغلى هدية يقدمها حزب الله وأمينه العام وكل نوابه ووزرائه وأمنييه وجمهوره الى العدو الصهيوني؟

ماذا تريد اسرائيل يا نصرالله اكثر من ان يكره اللبنانيون بعضهم، وقد كنت انت سبب الكراهية عندما ارتكبت الخطيئة مرتين:

مرة يوم 7 ايار/مايو 2008.

ومرة يوم وصفت هذا اليوم المشؤوم بأنه يوم مجيد من ايام المقاومة يوم 15 ايار/مايو 2009!!

يا لحظك التعيس يا حسن نصرالله ان يوم 15 ايار/مايو هو يوم اغتصاب فلسطين.. وأنت تستعير من العدو الصهيوني كل هذه الغطرسة، وغرور القوة، وعندما تلبس لبس الاستكبار العالمي الذي تهاجمه ليل نهار.. ثم تقلده.. وتصبح أسيراً له، وكلما اطللت على الناس كان يوم شؤم وأنت تحمل التهديد والوعيد وكل صفات الإستكبار.

في 15 ايار/مايو 1948 اغتصبت العصابات الصهيونية فلسطين.. في 15 ايار/مايو 2009 نصّب حسن نصرالله نفسه حاكماً على الوطن بشهادة صحيفة ((الوطن)) السورية.. وبالقوة.

ماذا جرى لأمين عام حزب الله الذي شبهه البعض بأحد تلامذة جمال عبدالناصر، ورفع البعض صوره في كل مكان، حباً وفخراً؟

هل هي زلات اللسان كما يحب وليد جنبلاط ان يصف سقطات حسن نصرالله، تخفيفاً وتلطيفاً منذ اخذ على عاتقه ابتلاع الموسى بعد ان وصلت الى وريد الجبل وكادت تقطعه؟

هل هي جينات الغرور التي أيقظتها عمليات المقاومة ضد اسرائيل، وأينعت في شوارع بيروت، وفي لقاءته الجماهيرية، تحييها وترويها هتافات الناس، وهالات يجيد الإعلام صنعها، مثلما صنع الإعلام الاميركي ثم الصهيوني شخصية انور السادات التي جعلته في مواجهة الشعب المصري كله؟

لماذا يستعيذ اللبنانيون ساسة وجمهوراً وحتى اعلاماً بالله، من الشيطان الرجيم عندما يقال لهم ان امين عام حزب الله سيخطب اليوم فيكون رد الفعل عند الجميع.. ومرة واحدة الله يستر.

ألهذا الحد وصل الشؤم والخوف والإرعاب ربطاً بكل إطلالة لحسن نصرالله عبر شاشة مربوطة بالبث من أحد أقبية الضاحية الجنوبية يهدد فيها ويتوعد؟

هل هي حالة نفسية لحسن نصرالله الذي لا يرى الشمس ولا يعرف لون الخضرة إلا على طاولة الطعام، والذي يميل لون وجهه الى البياض سنة بعد الأخرى.. يسابق لون الشيب في لحيته؟

هل هي العزلة عن العالم إلا عبر شاشات مرئية وقراءة التقارير الامنية، وتلقي الاتصالات الايرانية عبر مختلف الوسائل؟

يقول احد المتعاونين مع جماعات الحرس الثوري الايراني، ان التعامل مع هؤلاء يحتاج الى صبر أيوب، والى حيل إبليس، والى برودة ثلج الاسكيمو، وان يخلع من اعصابه كل احساس، ومن مشاعره كل عاطفة، ومن أخلاقه كل ذرة ضمير، وان المصلحة الوحيدة التي يعرفها هؤلاء هي تنفيذ الأوامر..

المدافعون عن سلوك حسن نصرالله يقولون: انه عبد المأمور تأتيه الأوامر من ايران او من سوريا وما عليه سوى تنفيذها.. وبالحرف.

وأنه يتلقى السلاح والمال من ايران ومن يأكل خبز السلطان يضرب بسيفه.. وايران لا يعنيها كيف يعيش اللبنانيون، او كيف يموتون، فالمهم عند حكام طهران ان يمتد نفوذهم في كل الوطن العربي، عبر ادوات هم صنعوها وهم ربّوها وهم يأمرونها لتنفذ رغباتهم.. وما حزب الله إلا احدى هذه الأدوات، وما حسن نصرالله إلا ضابط من ضباط الحرس الثوري الايراني يؤدي التحية لمن هو اعلى منه رتبة.. وينفذ تعليماته..

في كل جيوش العالم شعار وقاعدة اساسية تقول: ((نفذ ثم اعترض))، اما في الحرس الثوري الايراني الذي هو ليس جيشاً انما اقوى من أي جيش – كما حزب الله ليس دولة انما اقوى من أي دولة – القاعدة تقول نفذ ولا تعترض.. هكذا كان يفعل عماد مغنية، وهكذا يفعل حسن نصرالله، وليس مهماً ان كان ضد وطنه وضد شعبه، هدايا تقدم لإسرائيل وكل الساعين لتفتيت الوطن، وخلق الكراهية بين ابنائه وانظروا ماذا يفعل حسن نصرالله بعد كل خطاب من خطاباته:

آخر إبداعاته.. يرضى القتيل وليس يرضى القاتل.. فقد اطلق حسن نصرالله العنان لميليشياته وزعران سرايا دعم المقاومة كي يرعبوا ابناء بيروت يوم 7 ايار/مايو 2008، تحت زعم وافتراء مكرر، يردده ببغاوات الحزب سواء كان مذيعاً في مرئية ((المنار)) او صحافياً بوزن محمد حسنين هيكل بأن ابناء البقاع والشمال جاؤوا مسلحين للهجوم على المقاومة.

اعتدت ميليشيات حزب الله وزعران سرايا المقاومة على ابناء بيروت، ودخلوا بيوتهم، ومحلاتهم ومدارسهم ومكاتبهم ولم يجدوا قطعة سلاح واحدة.. فظهر الكذب جلياً فإذا بإعلام الحزب ومن يضع العمائم من بعض رؤوسه وميليشياته يزعم انها عملية جراحية مبضعية.. سريعة ونظيفة.. يعني ان هناك مريضاً مستسلماً في المستشفى دخل اليه الطبيب.. لقمه حقنة مخدر ثم عمل المبضع في جسده دون اية قدرة على قول الآخ.

بلى،

قال ابناء بيروت آخ وطلبوا الإعتذار من الأخ.. وقالوا لقد استقبلناه عندما اعتدى عليه العدو الصهيوني وفتحنا له بيوتنا ومدارسنا واحضاننا.. ورغم انه بادلنا الحضن بالرصاص وقاذفات اللهب فإننا سنظل ننظر اليه أخاً حتى اذا طلبنا منه الإعتذار عما فعله بحضنه وحضننا، ومعنى الاخوة في علاقاتنا سارع اليها.

هكذا كان حسن ظن ابناء الوطن ابناء العاصمة.. فماذا فعل حسن نصرالله؟

هدد ابناء بيروت طالباً اليهم ألا ينسوا ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم، كأنه بلطجي يهدد ابناء الحي الأوادم.. لا تنسوا ماذا فعلت بكم في المرة السابقة.. وأنا ارجوكم ألا تنسوا حتى تفهموا انني اعتديت عليكم وسأعيد الإعتداء.. فأنا القوي، أنا صاحب الميليشيات، أنا املك السلاح.. أنا أنفذ الأوامر.

كان ابناء بيروت يأملون من حسن نصرالله الإعتذار لأشهر.. ثم سكتوا وتعالوا على الجراح.. ولم يعد في بيروت سياسي او رجل دين او اعلامي او مواطن عادي يأمل او يحلم ان يعتذر منه حزب الله.. وبدا ان الصفحة طويت، او ان سهم الرحمان نـزل على سلوك حزب الله قيادة وقاعدة.

لكن الذي حصل لم يكن يخطر على بال أحد.

فقد انتقل حسن نصرالله من التطنيش على الاعتذار إلى التهديد بمعاودة العدوان.. يرضى القتيل وليس يرضى القاتل.

فماذا يريد حسن نصرالله؟

هل يريد لأبناء الوطن أن يستسلموا له وأن ينفذوا أوامر أسياده في دمشق وطهران؟

هل هي مرة أخرى حسابات الانتخابات التي تؤكد كل الاستطلاعات الحيادية والجدية انه لن يفوز بها، مهما هدد ومهما توعد، ومهما جهز الزعران بدراجات بخارية، ومهما حشد النساء بالشوادير على أبواب أقلام الاقتراع لإقفالها بأجسادهن ومنع دخول غيرهن إليها، ومهما أفزع النساء الصالحات لمنعهن من النـزول إلى صناديق الاقتراع لقول رأيهن الحر في خيارهن الوطني المستقل، ومهما منعوا مرشحين بحجم باسم السبع من دخول منـزله.. فكيف شارعه وزيارة أهل منطقته في ساحل المتن الجنوبي، ومنعوا مرشحاً مثل أحمد كامل الأسعد من القيام بجولاته على ناخبيه الشيعة، وأحرقت ميليشياته وسرايا دعم المقاومة سيارات مناصريه وكلهم من الشيعة.

هل هذه هي أمجاد المقاومة؟

وهل نضيف إلى كل هذه الأمجاد تهديد حسن نصرالله رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأنه أتى بسبب 7 أيار/مايو وانه يمكن أن يسقط بـ7 أيار/مايو آخر.. فيلتقي حسن نصرالله مع معتوه الوطن ميشال عون المتكالب على قيام الجمهورية الثالثة وهي تعني أن يكون هذا المعتوه رئيساً على حساب الرئيس سليمان.. وطريق المرحلة هي انتخابات يفوز بها حزب الله وأتباعه من ميشال عون إلى يتامى الاستخبارات السورية بالأكثرية وبالقوة التي يبشر بها نصرالله دائماً.. وخطابه الناري الأخير هو إشارة الإنطلاق إليها.

هذا هو القاتل

أما القتيل فهم أبناء الوطن الذين سيثبتون في 7 حزيران/يونيو ان العين يمكن أن تقاوم المخرز، وان الذي نـزل يوم 14 آذار/مارس 2005 بالملايين رداً على تحدي حسن نصرالله الفظيع يوم 8 آذار/مارس من العام نفسه بتظاهرة الوفاء لبشار الأسد المتهم الأول بقتل رفيق الحريري قبل 22 يوماً من تلك التظاهرة المشؤومة كـ7 أيار/مايو ((المجيد)).

وليتذكر حسن نصرالله ان تظاهرته المشؤومة التي تحمل ذكرى وصول البعث إلى السلطة يوم 8 آذار/مارس عام 1963 في سوريا، هي التي فجرت ثورة الأرز يوم 14 آذار/مارس وحملت الاستقلال الثاني إلى لبنان، وطردت سلطة البعث المسروقة أصلاً داخل سوريا وان خطابه المشؤوم يوم 15 أيار/مايو وهو ذكرى اغتصاب فلسطين عام 1948، هو الذي سيحيي قدرة القتيل من جديد ويشعل شمعة الأرز الخالدة، ويعيد الحياة للاستقلال الثاني الذي عمل نصرالله وحزبه وميليشياته وأتباعه على وأده خدمة لأسياده في طهران ودمشق.

حسن صبرا

 

جبيل: ارتباك "المعارضة" وراء الهجوم على الرئيس

المستقبل - الجمعة 22 أيار 2009 - جبيل ـ جليل الهاشم

مع اقتراب موعد افتتاح الصناديق لا يستغرب اهالي جبيل الحملة المبرمجة التي تستهدف رئيس الجمهورية، والتي بدأها الوزير السابق سليمان فرنجية (صهر القضاء)، وترافقت مع حملة مشابهة للعماد عون وافراد كتلته.

ورأى اهالي جبيل ان استهداف ابن المنطقة، ليس من بنات افكار فرنجية، او عون، بل هو حلقة في سلسلة حملات مبرمجة تستهدف شخص الرئيس وموقع الرئاسة والدور الذي اضطلع به الرئيس سليمان منذ توليه مهامه لجهة إعادة لبنان الى الخارطة السياسية الدولية. ولا يستبعد اهالي جبيل ان تكون اصابع سورية وراء هذه الحملات المنظمة، في قراءة لمندرحات هذه السياسة تاريخيا، حيث كان فرنجية يتولى الهجوم على رئيس الوزراء الشهيد رفيق الحريري، او الرئيس الراحل الياس الهراوي، وعندها تتعهد سلطة الوصاية آنذاك باعادة الامور الى نصابها، ويتم الايعاز لفرنجية بالتزام الهدوء. ويضيف هؤلاء ان فرنجية لم يعد وحده اللاعب، او صندوق البريد السوري في لبنان، بل يشاركه حالياً، العماد عون، وسائر قياديي التيار العوني.

ويستحضر اهالي جبيل مواقف فرنجية عشية انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان، حيث اقام احتفالا في جبيل، نقل فيه شروط 8 آذار في وجه العماد، قبل ان يصبح رئيساًَ خصوصا لجهة الاصرار على "الثلث المعطل" للحياة السياسية والدستورية، وسوى ذلك من الشروط الاخرى، التي تمت ترجمتها في اتفاق الدوحة.

واعتبر اهالي جبيل ان لفرنجية طموحاً تاريخياً يتخطى "حاجز جسر المدفون" نفسيا بعد ان ازيل الحاجز عن الارض، وهو اسقط سابقا ولاحقا جميع المحرمات، فتعرض للنائب السابق فارس سعيد، واكثر من مرة للرئيس ميشال سليمان، ولم يوفر في مقابلته التلفزيونية صديقه الحميم، ناظم الخوري، الذي تربطه به الى الصداقة، علاقة تاريخية عائلية منذ ايام الرئيس الراحل سليمان فرنجية.

وعزا مراقبون متابعون للحملات الانتخابية، سبب الهجمة على الرئيس الى نتائج استطلاعات الرأي التي يكثر جماعات "المعارضة" من طلبها اكثر من مرة يوميا، خصوصا في جبيل والمتن حيث تشير الارقام الى تراجع فعلي ودراماتيكي لما عرف بـ"تسونامي" ميشال عون، وان صدمة الوعي عند المسيحيين فاقت توقعات العونيين.

ففي جبيل، وفي الجرد الشمالي، استطاع المرشح المستقل اميل نوفل ان يكرس وجوده، خصوصا في البلدات الكبرى، جاج، ترتج ولحفد، التي كانت تعتبر بالنسبة للتيار العوني، خزانا للاصوات، الى جانب الحضور الفاعل والثابت لقوى 14 آذار، مما لا يبقي للتيار العوني الكثير للتعويل عليه، خصوصاً ان المرشح نوفل، استطاع التصدي للخطاب العوني ببساطة، واحدث خروقاً في جبهتهم.

والى الاستطلاعات المخيبة لآمال العونيين، كان لافتا ايضا الحضور السياسي والشعبي اللافت في مهرجان قوى 14 آذار في بلدة بجه في جبيل الشمالية، خصوصا ان هذه المنطقة تقترع تاريخيا لحزب الكتلة الوطنية، ضد آل سعيد، والحزب الدستوري، وهي في الدورة السابقة اعطت اصواتها لتيار عون، الا ان الحضور الكثيف لابناء المنطقة في بجه اثار مخاوف العونيين وادركوا ان تحولات الارض تخالف توقعات "الرابية".

وفي سياق متصل، يستشعر التيار العوني ان الكتلة الشيعية، التي استخدمت "فزاعة" في وجه المستقلين وقوى 14 آذار اثبتت انها تواقة الى العيش المشترك والحفاظ على المكتسب الذي تحقق بانتخاب ابن المنطقة رئيساً للجمهورية، ويتخوف التيار العوني من الارقام التي تشير الى انه في افضل الاحوال، قد يحصل على 50% من أصوات الشيعة، التي تعمل ماكينة "حزب الله" على صيانتها من خلال أربعة عشر مكتباً انتخابياً وتواجد على مدار الساعة في قرى القضاء وبلداته الشيعية منها وغير الشيعية، علناً، وبطريقة مستترة.

فالكتلة الشيعية، تتوزع بين المستقلين، وحضور النائب السابق محمود عواد وقوى اليسار الديموقراطي، والتي يبدو ان النائب عواد استطاع ان يشكل رافعة لهذه القوى في مواجهة مشروع "حزب الله" وتيار عون لمصادرة قرار جبيل.

ويستغرب اهالي جبيل ردة فعل نواب وقيادات ومرشحي التيار العوني في القضاء لدى الحديث عن دور "حزب الله"، مشيرين الى ان هؤلاء يتحملون مسؤولية الحملات "العنصرية" على الوجود الشيعي في القضاء، وليس من عايش الشيعة ووقع معهم وثيقة "المتحف" ووثيقة "عنايا" لتكريس العيش المشترك في القضاء، والنأي به عن ارتدادات الحرب الاهلية، في حين ان قيادات التيار العوني كانت، من باريس، وخصوصاً المرشح سيمون ابي رميا، تتهم الشيعة بالارهاب، و"حزب الله" بأسوأ النعوت، وان ابي رميا هو من المساهمين الرئيسيين في صياغة برنامج تيار عون الانتخابي للدورة السابقة، وما تضمنه من مواقف في حق "حزب الله" والشيعة. ويقول مراقبون جبيليون ان "جرار الكذب" سوف تكشفها الصناديق الانتخابية في 7 حزيران.

 

عطا الله يرى أنّ العداء للدولة والمؤسسات الدستوريّة والنظام الديموقراطي هو الجامع

8 آذار.. "مشروع انقلابي" على الوطن

المستقبل - الجمعة 22 أيار 2009 - أيمن شروف

في 8 آذار من العام 2005، خرج "حزب الله" ومعه كل من كان يؤيد بقاء الوجود السوري في لبنان إلى الشارع، ليهتفوا باسم الرئيس السوري بشار الأسد، على ما قدمه الأخير للبنانيين من دعم للمقاومة على حساب الدولة، وعلى ما قامت به مخابراته من قمع للحريات وضرب بيد من حديد كل من يتجرأ على اعتراض سياسيتها، وعمليات الاغتيال التي أخذت منا رجالاً كباراً سننتظر كثيراً كي نعيش التجربة التي كانوا يتحضرون لتنفيذها، ولكن كان "السوري" في الانتظار دائماً..

حسناً فعلت قوى "شكراً سوريا" في 8 آذار 2005، التاريخ الذي أُطلق عليهم كمسمَى لفريق سياسي وضع نفسه في مواجهة من كان يطالب بالحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبالحرية والسيادة والاستقلال، أي بخروج الجيش السوري من لبنان بعد 30 عاماً من الوصاية واستعادة القرار اللبناني الحر، ومن ذلك التاريخ وإلى اليوم لا بد من استعادة محطات عدة لهذه القوى كي نفهم ماذا تريد؟ وما هي التطلّعات السياسية لهذا الفريق؟ ونظرته لما يسمى بالدولة؟

منذ ذلك التاريخ، محطات عدة طبعت مسيرة هذه القوى، فهي على الرغم من انكفائها لوقت من الزمن مع اشتداد "ثورة الأرز" وخروج الجيش السوري من لبنان، والذي في مكان ما ضعضع صفوفها لأنها اعتادت الدعم المباشر وليس ذلك الذي يأتي من خارج الحدود، ولكنها استطاعت أن تلملم صفوفها بعد التحالف الرباعي الشهير، الذي الغاية منه آنذاك الحفاظ على النسيج الوطني اللبناني قدر الإمكان والحد من خطر انقسام قد يؤدي فيما بعد إلى حرب أهلية نحن بغنى عنها.

جرت الرياح كما لا تشتهي سفن من أراد إدخال فريق 8 آذار في المعادلة السياسية والوطنية كحالة لا يمكن تجاوزها، وبالتالي من الواجب احتضانها، ولكن هذا الفريق بدل أن "يقتنع" بأهمية ودقة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، أراد أن يفرض على اللبنانيين نظرته السياسية التي وباختصار تتمثل في إعادة من أخرجهم الشعب اللبناني في 25 نيسان 2005 إلى المعادلة الداخلية، وإن لم يكن بعودة جنودهم فالحل بإعادة سطوتهم على القرار السياسي.

مشاهد حضارية!

أسوا مشهد في تلك الفترة كان "التحول" الموضعي الذي قام به العماد ميشال عون العائد من منفاه الباريسي، وبدل أن ينضم لمن حقق له ما كان يطالب به، أتى لينقلب على كل المبادئ التي دفع من أجلها مناضلو "التيار الوطني الحر" الكثير. استفاد "حزب الله" من هذا التحول ووجد لنفسه غطاء فعلياً للتحرك براحة أكبر، فأتت "ورقة التفاهم" لتشرع هذا التحرك في 5 شباط 2006.

بعد حرب تموز عام 2006، اعتقد اللبنانيون أننا على موعد مع مرحلة جديدة عنوانها "لبنان القوي الموحد"، وما عزز هذا الاعتقاد التفاف الشعب بكل أطيافه حول المقاومة، ولكن وبعد أيام على انتهاء هذه الحرب التي كان للحكومة اللبنانية آنذاك دور المقاومة السياسية فيها، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، أتى الضوء الأخضر لقوى 8 آذار كي تنقلب على الدولة وتستثمر الانتصار العسكري ضد أبناء الوطن الواحد.

بدءاً من ذلك التاريخ انتهى "زمن الكلام" ليبدأ زمن "الفعل". اعتكاف وزراء من الحكومة ثم عودتهم، قبل أن يعودوا للاستقالة اعتراضاً على "المحكمة الدولية"، كقطع طرقات وحرق دواليب وإقفال مدارس واعتداء على مواطنين بهدف إسقاط الحكومة في الشارع في 23 كانون الأول 2006، ثم أحداث الجامعة العربية بعدها بيومين وما كادت أن تسببه من اقتتال تصدى له الجيش اللبناني بحكمة، واعتصام مفتوح في ساحة رياض الصلح، ومهرجانات "حاقدة" في قلب العاصمة، أُريد من خلالها تركيع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لكنه لم يفعل، وواجههم في محطات عدة منفرداً ونجح.

كرت السبحة، وكان الموعد مع 7 أيار 2008، يوم استعمل السلاح تحت ذريعة "الدفاع عن السلاح"، لتنفيذ مطالبهم "بالقوة"، تمّ اتفاق الدوحة لوقف "معمودية الدم" التي أرادها هذا الفريق للوطن وأبنائه.

..وأخرى انقلابية

انتخب رئيس الجمهورية التوافقي وشكلت حكومة الوحدة الوطنية وأقر قانون الانتخاب، وتعهّد الجميع بالتهدئة لتمرير الاستحقاق الانتخابي، وعلى جري العادة التزمت 14 آذار بالتهدئة وبالدوحة، فيما أخذت قوى 8 آذار من هذا الاتفاق ما يناسبها فقط، حيث حاولت أن تخرج منه لتقول أن الدوحة هو الاتفاق الذي يجب أن يحكم بين اللبنانيين وبالتالي الانقضاض على "الطائف" كاتفاق أخرجنا من الحرب وحفظ "العيش المشترك" تحت عنوان المناصفة في الحكم.

هي الأحداث التي طبعت ذاكرة اللبنانيين، تبقى خير شاهد على أن قوى الأقلية لم تكن يوماً صاحبة أي مشروع سياسي، بل كل ما تقدمه للوطن لا يعدو كونه أفكاراً حول طريقة التفرّد بالحكم والانتقام من المؤسسات الشرعية في كل زمان ومكان، وإذا عدنا إلى كل هذه الفترة السابقة لم يكن يوماً لهذه القوى أي مبادرة يكاد يكون فيها "شبه نفحة" من مشروعها للوطن والدولة ومؤسساتها، فتارة نسمع بدولة المقاومة وتارة أخرى يتحفنا بعضهم بالجمهورية الثالثة ومحاربة الفساد، ويذهب بعضهم الآخر ليعترف صراحة وعلناً أنه يأتمر بأوامر القيادة السورية قبل اللبنانية.

يخرج بعضهم ليضع الخطوط الحمر أمام الجيش والقوى الأمنية في مكافحتها للإرهاب، فيما ينصرف الآخرون للنيل من هذه الأجهزة والتهجم عليها لأنها نجحت في كشف خيوط جرائم أقل ما يقال فيها أنها إرهابية، أما الأنكى أنهم جميعهم يحاولون وسيحاولون في المستقبل إن سنحت لهم الظروف أن يغطوا سياسياً أي عملية تفجير أو اغتيال على غرار ما حصل بعد استشهاد الصحافي سمير قصير، أما المشهد "المخيف" فهو في الهجمة الشرسة على القضاء اللبناني الذي أثبت جدارته في السنوات الأربع الأخيرة، وكل هذا تعبيراً عن غضبهم باعتقال الضباط الأربعة..

باختصار، لم ولن يكون يوم نرى فيه مشروعاً سياسياً "وطنياً" بكل ما لهذه الكلمة من معنى لفريق 8 آذار، الذي جمعه الولاء لسوريا والانتقام من السياديين فقط لا غير، ولكل منهم نظرته المتناقضة مع الآخر في مفهوم الدولة مستقبلاً، إما على قاعدة التبعيّة لوصاية ما أو على قاعدة "السلطة لي وحدي وإن لم تكن كذلك فهي ليست لأحد".

تأمين الحضور السوري

في هذا الإطار، يرى أمين سر حركة "اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله أن "المشروع السياسي لـ8 آذار هو تأمين الحضور السوري بشكل موطن، كبدل عن ضائع لدور هذا النظام المتقاطع مع إيران بعد خروجه من لبنان، فحلّوا محله حتى قبل أن يخرج حين تظاهروا تأييداً له في 8 آذار من العام 2005، يوم أعلنوا على الملأ الوفاء لسوريا وليس للبنان"، ويشير إلى أنه "منذ ذلك التاريخ وبشكل سابق عليه بالنسبة للنائب ميشال عون الذي عقدت معه الصفقات قبل حضوره في 7 أيار الـ2005، يتكشّف لدى هذا الفريق حقيقة واحدة وهي أنه لا يدين بالولاء للجمهورية والشعب والدولة وأخص بالذكر "حزب الله" وميشال عون".

ينطلق عطا الله مما سبق ليقول إن "هدف هذه القوى تأمين الحراسة للنظامين الإيراني والسوري بعد جلاء جيوش الأخير عن لبنان، وبالتالي يلعب دور منع قيام الدولة، ولهذا هم أصحاب مشروع سياسي سلبي ليس للبنان مصلحة فيه على الإطلاق"، بل أكثر من ذلك يذهب النائب عن "اليسار" ليؤكد أن "حزب الله فقد كل مقومات وصفات المقاومة، ورصاصة الرحمة أتت بعد إعلان (أمينه العام السيد حسن) نصر الله 7 أيار يوماً مجيداً، وأكثر من ذلك قوله أنه لن تعصى عليه الـ10452 كلم2 وكأنه يقول للشعب اللبناني أنني أستطيع أن أسيطر عليكم، وهدفي تحويل لبنان إلى منطقة نفوذ للمشروع الأم، المشروع الإيراني السوري".

في نظر عطا الله أن "8 آذار فريق يتولى قيادته حزب الله عبر شتات القوى التي كان يديرها الوالي المكلّف في عنجر، يضاف عليها بعض التشكيلات التي تؤمن عدم فضح المشروع الديني للحزب، وأهم هذه التشكيلات هو ميشال عون، الذي يستخدم كأداة للوصول وبعدها لن تكون له أي وظيفة"، ويلفت إلى أن "حزب الله استطاع استخدام عون لسبب أساسي لدى الأخير هو أنه مفطور على شهوة السلطة، فجنده لمواجهة الرئيس والحكومة والقضاء واتفاق الطائف، وأخيراً الكلام المبهم عن الجمهورية الثالثة الذي فيه انقلاب على الدستور تستطيع أن تلملمه من خطاباتهم".

إنحياز الدولة إلى الدولة

"نحن لا نتكلم انتخابات، نحن ننبه، فالانتخابات مجرد استحقاق، ولكن المستهدف هو المشروع الوطني ككل، والمصير الوطني الذي سندفع ثمنه جميعاً"، يقول عطا الله، ويلفت إلى أننا "أمام مشروع انقلابي بكل معنى الكلمة، فلم يتجرأ أحد في التاريخ الحديث أن يقول إن الاعتداء على منطقة لبنانية هو يوم مجيد، ولم يتجرأ أحد أيضاً على تحدي إرادة الدولة اللبنانية ويقول إن باستطاعته حكم بلد أكبر بمئة مرة من لبنان إلا إذا كان يقصد بكلامه هذا مصر، وهذا ليس تشويهاً أو دعاية، بل هو واقع يجب التنبه منه قبل فوات الأوان".

وإذ يشير إلى أن النائب ميشال عون "هو حصان طروادة الماروني الذي يمثل الجهة التي تستطيع أن تغويها لتتخلى عن أقدس ما تمتلكه وهو الوطن والدور المسيحي فيه"، يؤكد عطا الله أنه "لم يعد مقبولاً أن تكون هناك مراعاة من البعض، وطمر الرأس بالرمال لا يحيّد الخطأ، وإذا غضينا الطرف عن الخطيئة نكون نشرع الباب أمام سقوط الوطن"، أما الحل كما يقول عطا الله فلا يكون سوى بـ"المواجهة" وبـ"اندماج وشجاعة أعلى بين الدولة والمجتمع، على المجتمع أن لا يخاف ويرد في الاقتراع الحر، وعلى الدولة أن تكون أشجع، فهي إن انحازت إلى الدولة، فهذا ليس بخطأ وليس بانحياز، ورأس الدولة مطالب بأن يرفض منطق الترهيب وكلنا معه، والشعب متعطش لمسؤولين من خارج منطق الترهيب".

من غير المقبول بحسب عطا الله أن "تصبح الدولة مكسر عصا، لا السرابا الحكومية ولا الرئاسة ولا القضاء، لم يتركوا شيئاً إلا وحاولوا النيل منه، ولا نسمع منهم سوى الترهيب".

ويختم أمين سر "اليسار الديموقراطي" بالقول: "فليأتي الذئب..نحن لا نخافه".

 

المؤتمر الصحافي لرئيس "حركة التغـيير" المحامي ايلي محفوض لإطلاق حملة "غيـّر بـدون مـا تـتـغيّر"

نادي الصحافة اللبنانية ـ فرن الشباك في 22 أيّار 2009

الجميع يعلم أنّ لا مرّشحين لــِ "حركة التغـيير" في الإنتخابات المزمع إجراؤها في السابع من حزيران ، ولكننا معنيون بشكل مباشر في هذا الإستحقاق المصيري على المستوى اللبناني بشكل عام ، و أكثر تحديدا" على المستوى المسيحي ، وسوف أشرح لكم مصيرية هذه الإنتخابات بالنسبة للمسيحيين .

بداية دعوني أعلن عن إطلاق حملتنا تحت عنوان " غــيِّـر بـــدون مـــا تـتـغــيَّر " .. واللبنانيين إستوقفتهم هذه الحملة ، وطبيعي أن أسئلة عديدة طُرحت ، أهمها الهدف من وراء هذه الحملة ؟ والسؤال الأهم ، وأنا على يقين بأنه طُرح وبإلحاح ألآ وهو :

مَن يقف وراء "حركة التغـيير" ؟ ومَنْ يدعم "حركة التغـيير" ؟

أطلّ عليكم اليوم بهدف وقضية جوهرية ، صحيح أنها تعني كلّ اللبنانيين ، ولكن تعني بشكل مباشر المسيحيين ، الذين للأسف وبحزن عميقين أراهم ينتحرون من جديد ، أو دعوني أصحّح أرى البعض منهم يتجه نحو نحر ذاته ، عبر مشروع خطير جدا" ، عبر مشروع إذا ما قُدِّر له النجاح ، فأقول لكم أنّ وجودكم الحرّ معرّض هذه المرّة بشكل جدّي ومباشر للإلغاء..

أولا" : أسباب وهدف حملة "غيّر بدون ما تتغيّر"

ليس خافيا" على أحد أنّ "حركة التغـيير"  كانت داعمة للعماد ميشال عون طوال عشرين سنة ، منذ العام 1987 ولغاية إكتشافنا لخديعة العصر ، وهو عنوان لكتابي الذي ضمنتّه لتفاصيل الخديعة ، وهنا وردا" على أحد مرشحي عون مؤخرا" في حديث له لجريدة المستقبل حيث تناولني قائلا" أنّ إيلي محفوض لم يكن في عداد التيار الوطني الحرّ ، ولم أرغب بالردّ ، ولكن اليوم أجدني ملزما" بتصحيح حفلة الكذب المستمرة ، حفلة تشويه الحقائق ، وعليه أُعيد السيد المذكور الى تصريح للعماد ميشال عون لجريدة الحياة بتاريخ 8 تموز 1993 ، والذي حمل عنوان " عون : إعتقال محفوض خطف ..." وأهمّ ما ورد في التصريح المذكور والذي يتعلّق بي شخصيا" جاء على الشكل التالي : " ان اعتقال محفوض يأتي في سياق الإضطهاد المتمادي ضد التيار الوطني الحر المؤمن بلبنان السيد المستقل والذي يشكل محفوض أحد أركانه..."

( ربطا" صورة عن التصريح من جريدة الحياة )

مستند رقم (1)

إذا" قلت لكم أننا أمام حفلة تشويه الحقائق ، حملة بدأت منذ زمن ولم تتوقف ، ولن يكون آخرها الحملة الدعائية ـ الإعلانية المتنوعة وبأعداد وكميات بلغت كلفتها بحسب معلوماتنا حتى الساعة أكثر من خمسة ملايين دولار.

ومن هنا أبدأ بطرح أسئلة كبيرة ، أهمها على الإطلاق من أين لهم كلّ هذه الأموال ؟ إنطلاقا" من هنا أقول أنني شخصيا" أنني

 تحرّرت من عقدة أن الرجل هو  الأنزه والأطهر والأكثر وطنية... وهكذا أدعو اللبنانيين ، أدعو المسيحيين، أدعو كلّ من لا يزال حتى اليوم يصدّق هذا الوهم ، أن يبدأ بطرح الأسئلة على نفسه ، أدعوه أن يعيد قراءة التاريخ بمواقفه ، بأحداثه ، بتطوراته... سيكتشف حتما" ما إكتشفناه نحن !!

ـ 2 ـ

هل تذكرون عندما أطليت عليكم منذ سنتين وأبلغتكم بأن الجنرال عون وكان لا يزال قائدا" للجيش أي قبل توّليه لرئاسة الحكومة الإنتقالية في أيلول 1988 ،بعث برسالة خطية للرئيس السوري حافظ الأسد ، متمنيا" عليه أن يعتبره جندي صغير في جيشه ، وبأنه على كامل الإستعداد لتشريع وجود العسكر السوري على أرض لبنان..يومها لم يصدّق العونيون أنّ الجنرال عون رجل سوريا الأول في لبنان ، والبعض قال لي شخصيا" ، اذا اتضح أنه كذلك فلن أبقى معه دقيقة واحدة.

وأنا كنت مثلي مثل كلّ الذين صدّقوا ، ولكن ما الذي يُجبركم على الإستمرار في لعبة جرّكم كما النعاج ؟

وأنا لا أدعوكم لترك هذا الخط أو التيار أو الرجل كي تنتقلوا الى تيار أو خط آخرين ، على العكس تماما" ، نحن من هذا الجيل الذي دفع أثمانا" باهظة في سبيل القضية اللبنانية ، لا نمنّن لبنان ، ولكن نحن من الذين سهروا على القضية ، وزُجّ بنا في أقبية السجون زمن الإحتلال السوري ، وهذا أقلّ ما يمكن أن نقدّمه للبناننا ، رفاقنا استشهدوا ، ونحن لسنا بأحسن حال منهم.                                                         

واليوم لم تطلق "حركة التغـيير" حملتها هذه إلاّ بعدما تأكّدت أنّ في الساحة السياسية كذب متماد من دون أن يطلّ احد لتكذيبه ووضع حدّ له ، نحن قررنا مقارعة ما يجري ،  نحن قررنا إنقاذ ما ومَن يمكن إنقاذه من الإنزلاق المسيحي الخطير ، وصراحة ، وليسمح لي  البعض بقول الحقيقة كما هي ، نحن عندما وجدنا خللا" وضعفا" في مواجهة الحملات الإستفزازية ، قررنا كشف المستور .. قررنا أنه آن الأوان لقول ما لم نقله بعد ، خاصة على المستوى المالي ، إنه لأمر غير طبيعي أن تُصرف كلّ هذه الأموال على اللوحات الإعلانية من دون أي مساءلة ، وهنا أنا لا أتحدث عن مساءلة قانونية أو إدارية، أنا أتحدث عن مساءلة شعبية ، من قبل جمهور مسيحي في كسروان وفي عاليه وفي عكّار وفي بيروت وفي المتن .. وفي كلّ لبنان .

بربكم هل إنطلت عليكم خبرية تبرّعوا بفلس الأرملة التي يسوّق لها البعض على المواقع الإلكترونية ؟

وأعود لأحدد هدف حملتنا "غيّر بدون ما تتغيّر"..

 

لأنّ صوتكم سُرق بالغش والخداع في انتخابات 2005 ، ولأنّ من إستولى عليه إنما كان له ذلك من خلال الكتاب البرتقالي تحت عنوان "الطريق الآخر" البرنامج السياسي للتيار الوطني الحرّ أيار 2005 ، وأنتم صدّقتم ، ولأنكم صدّقتم صوّتم ، ولأنكم صوّتم إنتخبتم لوائح العماد عون ، فيا أيها اللبنانيون ، ويا أيها المسيحيون ، ويا أيها العونيون أذكّركم على ماذا وافقتم ولأيّ مشروع :

"بعد الانسحاب الاسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله"..

"حزب الله خلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي"..

"حزب الله يهدد الوحدة الوطنية"..

"ليست ذريعة مزارع شبعا بالبرهان المقنع في هذا الإطار ، فأراضي شبعا هي سورية"..

أنتم صوّتم أيضا" على العناوين التالية :

"تواجد الموالين والمعارضين معا" في حكومة واحدة هرطقة دستورية "..

"إنّ تضامن الفريق الوزاري هو مبدأ مؤسساتي ضروري لحسن الإدارة"..

"إن الوزير الذي لا يوافق  حكومته في سياسته يجب أن يقدّم استقالته أو أن يُعفى من مهامه"..

( ربطا" صورة عن الطريق الآخر )

مستند رقم (2)

ـ 3 ـ

ولأننا نخشى عليكم من جديد في الوقوع بلعبة جرّكم الى مواقع لا تتوافق مع تاريخكم وتضحياتكم وشهدائكم ، وهنا إستطرادا" ، هل سأل أحدكم مدّعي البطولة في سوق الغرب ، كم مرة زار فيها سوق الغرب ؟

أنا سوف أجيب عن هذا السؤال : مرّة واحدة فقط لا غير ، وقد إضطر للصعود كون رئيس الجمهورية أراد تفقّد الجبهة !! ما عدا ذلك العسكر يستبسلون ويستشهدون ويُصابون ، وهذا بالفعل ما حصل صباح 13 تشرين الأول 1990..

أتذكرون ما قال لنا قبل ثماني وأربعين ساعة من سقوط الشرقية: أنا القبطان ، وأنا آخر شخص يترك القصر ، ولن أتركه لأنني قررت أن أُدفَن هنا في مركز قيادتي..."

( مراجعة نشرة أخبار المؤسسة اللبنانية للإرسال مساء 13 /10/1990 )

والكذب يستمر ، قبل الدوحة وبعد الدوحة ، والكل يذكر حملة البانوهات على الطرقات والتي حملت عنوان "عون رجّع الحق لأصحابو".. في وقت أن حقيقة الأمر رفض تحرير المقاعد المسيحية حيث الأكثرية الشيعية ، وهنا للتذكير وعلى سبيل المثال رفض تحرير المقعد الماروني في بعلبك ـ الهرمل.. وامتلأت الطرقات بتلك الحملة التي لم تكن سوى تركيب وفبركة وتشويه للحقيقة.

في إطار قلب الحقائق ، وتركيب وفبركة الروايات ، هل تذكرون عندما أطلّ من على شاشة المنار وأبرز صورة مرّكبة هي بالأصل لمقاتل من عناصر ميليشيا حزب الله ، حيث لجأ الى ما يسمّى في الكومبيوتر ال فوتو شوب ، فوضع صليب على يد المقاتل وإشارة القوات اللبنانية ، وأظهره بموقع الذي يصوّب رشاشه باتجاه الجيش ، وعرض الصورة بمسعى تحريضي ، بمحاولة دنيئة لتأليب القوات على الجيش أو العكس ، وعندما إنكشف بأنه ركّب الصورة ، أتعلمون ما كان جوابه السريع : أنا ما خصّني هنّي جابولي إياها... كالعادة يتهرب ، يتبرأمما قام به ، ولكن خلال سردي لهذه الحقائق هل تراجعون حساباتكم ؟

وليس بعيدا" عن التناقضات ، هل تذكرون كيف دافع عن قاتل النقيب الطيار الشهيد سامر حنّا ؟

هل تذكرون عبارته الشهيرة : " أريد أن أعرف من أعطى الأوامر لتلك الطوافة بالذهاب الى منطقة سجد"...

إنها فعلا" فضيحة العصر ، قائد سابق للجيش يستغرب قيام طوافة عسكرية بالتحليق فوق منطقة لبنانية ، ولمن يسأل ماذا كانت نتيجة التحالف مع حزب الله ، تحوّل مُطلِق شعار لا سلاح خارج الجيش اللبناني ، الى مشرّع لسلاح حزب الله لا بل الى تقديسه بحسب ما ورد في وثيقة التفاهم .

ليطلّ على اللبنانيين اليوم بشعارات حملته الانتخابية ، ومنها التغيير والجمهورية الثالثة والشراكة...

ولكن بشيء من العقلانية والهدوء والموضوعية ، هل تجرأ أحد منكم وسأل الزعيم المسيحي عن التدقيق المالي والمحاسبة أين أصبحا ؟ لماذا تبخّرت المطالبة بهذا التدقيق ؟ وهل هو سيخضع لعملية التدقيق هذه ؟

المُصلِح ، ومَن يريد الإصلاح يجب أن يكون لديه الجرأة ويطلّ على اللبنانيين ويعلن أمامهم عن ماليته ، فهل سيفعل هو ذلك؟

هل اللبنانيين والمسيحيين منهم حقيقة" أوكلوه أمرهم ليتحالف مع القومي السوري والبعثي السوري ؟وليذهب ما بعد بعد الطلب من اللبنانيين الإعتذار من سوريا ، وليذهب ما بعد بعد التطاول على بكركي والرئاسة والقضاء والصحافة والصحافيين.. والأبشع تطاوله على الشهداء..

من هنا يجب البدء بعملية محاسبة الذات ، ومن هنا يجب وضع الإصبع على الوجع السياسي !!

لا نريدكم مجموعة مدجّنة ، تصدّق بشكل أعمى كل ما يقولونه لها ، هل تذكرون بدعة حفر أوتوستراد حالات ؟ هل تذكرون كيف إغتاظوا من عدم وجود ولوْ عظمة كلب واحدة !! هل تذكرون نبش القبور وملفات الماضي واستحضار الأحقاد ؟

ـ 4 ـ

حتّى سليمان فرنجية المعني بمجزرة إهدن لم يكن متحمسّا" بقدر الزعيم المسيحي ، لإثارة النعرات بين المسيحيين ، بربكم ما كان القصد مثلا" من وراء الحلقة التلفزيونية على الشاشة الليمونية ؟

لذلك ، ولأسباب كثيرة وخطيرة رأينا من واجبنا مواجهة اللا منطق  بالحجة ، والتحريف بالمنطق ..

أمّا عن حملتنا فهي خارج السباق الانتخابي ، وهي أتت من مجموعة تحركات قررت "حركة التغـيير" القيام بها من ضمن برنامج تمّ وضعه منذ تاريخ إطلاق الورشة التنظيمية الأخيرة والتي بدأت بتشكيل مجلس قيادة جديد للحركة ، مرورا" بالانتشار في كافة المناطق اللبنانية وقد إفتتحنا بالأمس مكتبا" في زحلة ، ويوم الاثنين نحتفل بالذكرى 24 لتأسيسنا...

ثانيا" : مصادر التمويل وقضية التحويلات المليونية منذ الثمانينات

عندما كتب الرئيس الياس الهراوي  مذكراته ، ضمنّها مستندات هي كناية عن تحويلات مالية بلغت  بملايين من الدولارات  وبقي هذا الأمر يكتنفه الغموض والتشكيك ، على الرغم من أنّ المستندات المبرزة صادرة عن أحد المصارف اللبنانية العاملة والمعترف بها وذات مصداقية عالية . ولم يصدر أي تكذيب حول المستندات ، وهي أظهرت ضخامة المبالغ التي حوّلها باسمه وزوجته الى أحد المصارف الفرنسية .

( ربطا" عن بعض نماذج التحويلات المالية )

مستند رقم (3)

ولكن ما زاد التأكيد حول هذه التحويلات ، الشهادة التي أدلى بها أحد المفتشين الماليين (متقاعد حاليا") حول كيفية نقل الأموال العامة بالأكياس من مبنى مالية جبل لبنان بعد تكديسها في غرفة تمّ إستحداثها مصفحة الى جهة مجهولة ، ونحن في إحدى لقاءاتنا مع الرئيس فؤاد السنيورة قدّمت له الشهادة المذكورة ، وكما وعدت اللبنانيين بالكشف عن مضمونها في الوقت المناسب .

شهادة المفتش المالي زمن تولي عون الحكم

" بعد أن احتفظت بالمعلومات المذكورة لاحقا" لسنوات طويلة ، أثارت حفيظتي تصرفات وخطابات الجنرال عون . فهو لا يتصرّف كنائب مسؤول ولا كرئيس تيار سياسي لديه صدقيته ...

وإليكم ما أعلمه علم اليقين وما شهدته من استيلاء عون على مال الدولة والمواطنين.

عند تشكيل حكومة ميشال عون ، رفض الوزراء المسلمون (سنة وشيعة ودروز) الدخول اليها ، فأسند وزاراتهم الى نفسه والى زميليه ، خلافا" لكل نص وقانون وعرف ، في حين كان يجب أن يستقيل مع زميليه لأن وزارته فقدت نصف أعضائها، فخسرت نصابها وتمثيل نصف اللبنانيين.

في تلك الفترة ما أن تسلّم السلطة حتى أمر مخابراته بالإيعاز الى المدارس ، تحت طائلة التهديد ، بأن ترسل تلاميذها مرتين في الاسبوع الى قصر بعبدا للتهليل والتطبيل لميشال عون ، ما حمل الرئيس الأميركي حينها على القول لسفيرنا في واشنطن :

متى ينتهي الكرنفال عند ميشال عون ؟

أما أهم مآثره فكان وضع يده على الادارات الرسمية التي أصبح يداوم في كل منها ضابط من قبله يأمر وينهي بحجة أنه مستشار الوزير أو معاونه ، ومن جملة ذلك أراد وضع يده على التفتيش المركزي فكلف مفتشا" ماليا" ليكون مسؤولا" في المنطقة الشرقية، إذ ان المفتشين الساكنين في الشرقية لم يكن بامكانهم الذهاب الى مكاتبهم في فردان ، فاستدعى هذا الأخير المفتشين الماليين الى اجتماع في مقر الهيئة العليا للتأديب في الأشرفية ، وما أن وصل المفتشون حتى فوجئوا بعميد من الجيش يجلس الى جانبه ، فعرّفهم اليه قائلا" : إنّ حضرة العميد حضر معنا مكلّفا" من قبل الجنرال عون وسيحضر اجتماعاتنا ليتعرّف الى عملنا

ـ 5 ـ

 وسنرسل ضابطا" مع كل فريق منكم أثناء تفتيش الإدارات ، فقال له أحد المفتشين : لماذا الضباط ؟ أنت تعرف أن تحقيقاتنا سرية ولا يجوز أن يطلع عليها سوى مسؤولين حددهم القانون حصرا" .

أجاب : بإمكاننا أن نتجاوز القانون قليلا" في هذه الظروف ، ثم التفت الى أحد المفتشين وقال له : أنت مسؤول عن تفتيش مالية المتن هذه السنة وهذه تحصّل أموالا" كثيرة فلماذا لا تذهب ؟ لا أريد أن أذهب !!... لماذا ؟... لأنني ذهبت من أسبوعين فلم أجد المسؤول ، سألت زملاؤه فقالوا حضر عنصران من مخابرات الجيش وسألوه كم تحصّل كل يوم ؟ أجاب عشرة الى اثني عشر مليونا" ، قالا له : هاتها وسجّل ستة .   قال : كيف ذلك ؟ فأنتما الآن تأخذان المال وبعد فترة تنتهي الأحداث وأذهب أنا الى السجن ، فلم يرّدا بل أخذا المال وانصرفا ،ثم عادا في اليوم التالي فلم يجداه ، فسألا الموظفين الذين قالوا لهما : إنه لم يحضر الى العمل اليوم فذهبا الى منزله وأحضراه بالقوة بعد أن أشبعاه ضربا" ، فلماذا اذا" تريدني أن أذهب ؟

ساد القاعة صمت رهيب لفترة ، ثم تكلم العميد فقال : ان الدكتور الحص يمنع عنا المال ونحن بحاجة الى رواتب وتعويضات للعسكريين والى نفقات أخرى ، ردّ أحد المفتشين : أوقف الرئيس سليم الحص الرواتب والتعويضات لفترة ثم عاد ودفع كل شيء وما زلنا نقبض بانتظام رواتبنا وتعويضاتنا ، سكت العميد برهة ثم قال : سنجبر المواطنين على الدفع بموجب شيكات ، وهكذا نحصل على الأموال فلا تذهب الى المنطقة الغربية ، ضحك أحد المفتشين ثم قال : على العكس فإنك بهذه الطريقة لا تحصل على شيء ، ...كيف ذلك ؟.. إن أمين الصندوق لا يتسلم شيكا" الا اذا كان محررا" لحساب أمين صندوق الخزينة المركزي ومسحوبا" على مصرف لبنان ، كما أن المقاصة تحصل في مصرف لبنان في الغربية ... ما الحل اذا" ؟ .. يدفع المواطنون نقدا" وعندها تأخذون المال كما أخذتموه من مالية المتن .. حسنا" ، سننشىء غرفة مصفحّة في بعبدا ونضع الأموال فيها .

وهكذا بدأ الضغط على المواطنين لتسديد الضرائب والرسوم المتوجبة عليهم تحت طائلة قطع الخدمات ، وصارت طوابير الناس تقف في صفوف طويلة أمام الصناديق يسددون أموالا" يظنونها للدولة اللبنانية ، لكن كم ليرة دخلت فعلا" الى خزينة الدولة ؟

هنا السؤال !! فلم لا يتم سؤال ومحاسبة كل مسؤول عن ادارته للأموال العمومية والعماد المتقاعد ميشال عون منهم ، كما كل الذين عاونوه في تلك الوزارة ؟

بالاضافة الى ذلك هناك صندوق المحروقات الذي يتغذى من الرسوم على المحروقات على انواعها ثم توزع امواله في نهاية كل سنة على البلديات وفقا" لأسس حددها مرسوم خاص ، وفي فترة تولي ميشال عون السلطة وضع يده على المحروقات بحجة تأمين المنطقة فصار يشتري بأموال من مصرف لبنان ولا يرد له لا رأس المال ولا الأرباح ، بالمقابل وضعت حركة امل يدها على مصفاة الزهراني مما قد يبرر تغاضي الدولة عن ملاحقة هذا الموضوع رغم تضمنه أرقاما" بعشرات ملايين الدولارات حرمت منها خزينة الدولة ، وذلك وفقا" لتقرير للتفتيش المركزي تمّ إخفاؤه ودفنه في الجوارير.

ما سلف مجرد أمثلة تدل على كمية الأموال الطائلة التي وصلت الى يد الجنرال أثناء تسلمه الحكم ، هذا عدا الأموال التي كان المواطنون البسطاء يرمونها بين يديه ظنا" منهم أنه بطل تحرير لبنان ، فتذهب أموالهم الى مصارف خارج لبنان ، الى حسابات باسم زوجته ونساء زميليه في الوزارة ."

مونتريال في 29 أيلول 2008

مفتش سابق

هذه الفضيحة الكبرى أضعها للمرة الأولى أمام الرأي العام اللبناني ، وهي تفسّر وتشرح بشكل واضح مسألة التحويلات المالية التي قام بها عون باسمه واسم زوجته والتي كانت موضوع الدعوى التي أقامها عون على الرئيس الهراوي الذي إتهمه باختلاس 75 مليون دولار ، ولا زالت الدعوى عالقة حتى اليوم .

ولكن لماذا نعلن اليوم عن هذه الفضيحة ؟

ـ 6 ـ

لأنّ الرجل تمادى ، تمادى كثيرا" في غشّ الناس ، وجرّهم الى مهالك سياسية ، ولأنه أشبعهم شعارات حول المحاسبة والتدقيق المالي ، فهل يجرؤ اليوم على فتح هذا الملف بحسب المعلومات التي بيّنتها ؟

أكثر من ذلك ، سؤال بسيط ، ما هي مصير الأموال التي آلت اليه من تبرعات وهبات يوم كان يقود حرب التحرير؟

والى مَن ستؤول يوما" ما ؟ منطقيا" وقانونيا" ، طالما أن هذه الأموال موضوعة باسمه وبإسم زوجته ، فإنها ستؤول الى ورثته!!

فهل هذا يعقل ويجوز ؟ يعيّر الآخرين بالمال السياسي والبترودولار ، وهو لا يشرح للبنانيين عن مصادر تمويله ؟

أمّـــا عــن حـملــتـنـا "غـيّر بـدون مـا تـتـغـيَّـر!! والحملة علينا والتهديد والوعيد

أمر طبيعي أن يسأل اللبنانيون عن مصدر تمويل حملتنا هذه ، وحق علينا أن نطلّ عليكم بكامل الحقيقة ، فأقول أنّ مجموعة من المواطنين ، شعروا معنا بخطورة الخداع المستمر ، فوقفوا الى جانبنا ودعمونا وسوف يدعموننا لوضع حدّ للدجل وتشويه الحقائق.

وإنني أعلن أمام الرأي العام اللبناني ، أنني على أتمّ الإستعداد للكشف عن لائحة أسماء الأشخاص والمؤسسات التي ساهمت معنا بهذه الحملة شرط أن يعلن النائب ميشال عون عن مصادر تمويله أمام الرأي العام اللبناني ، أنا أملك كامل الجرأة والشفافية لكي أُعلم اللبنانيين عن الأشخاص الذين وقفوا الى جانبنا وساهموا معنا في تمويل هذه الحملة ، وأطمئن الجميع أنهم مواطنين لبنانيين شرفاء نظيفي الكفّ والضمير ، مشكلتهم الوحيدة أنهم خُدعوا مثلي ولم يجدوا في الساحة مَن يحقق لهم آمالهم فوقفوا الى جانبنا.

وإذ بوسائل إعلام العونيين تطلّ علينا بحملة أقلّ ما يقال فيها أنها مغرضة وتحريضية ، حملة إتهمتنا بشتى أنواع التهم والتلفقيات ، وقد ترافق ذلك مع سلسلة من رسائل التهديد والكلام البذيء الذي بدأت معالمه بالظهور منذ بداية حملتنا الأخيرة ، وهذه الرسائل يتمّ تفكيكها وتجهيزها لعرضها مع كافة المستندات مع الشكاوى الجزائية التي سنتقدّم بها أمام المراجع القضائية المختصة .

لا أحد بإمكانه حرماننا من حقنا في التعبير عن رأينا الشخصي

بلَغنا بالأمس أنّ إحدى اللوحات صارَ الإعتراض عليها ، وبأنّ اللجنة المشرفة على الانتخابات تدّخلت في الموضوع ، أقول للجميع نحن غير معنيين بهذه اللجنة كمرجعية كون مهامها محصورة بالمرشحين والجهات التي لها مرشحين ، من هنا إعتبار اللجنة المذكورة الجهة غير الصالحة قانونا" لمراقبة نشاطاتنا ، وهنا دعوني أدلو لكم بمثال على ما أقول لمزيد من التأكيد ، الأسعار التي بموجبها تمّ حجز اللوحات هي الأسعار التي تُدفع في الأيام العادية وليس الأسعار التي يتقاضونها في فترة الإنتخابات ، نحن حصلنا على الموافقات ، والتراخيص اللازمة ولا يمكن لأحد أن يُعيدنا الى زمن قمع الرأي .

مسؤولية أمننا الشخصية

وبنتيجة الحملات المغرضة ، والتهويل علينا ، وبعد كلّ ما وصلنا من رسائل نعتبرها تهديدا" مباشرا" يمسّ أمننا الشخصي ، فإنني أعلن أنّ أيّ مسّ أو تعرّض لسلامتنا ، لأيّ من أعضاء "حركة التغـيير" فإنني منذ الساعة أعتبر أنّ التحريض والتلفيقات والتشويه الذي ساقوه ضدّنا ، إنما هو سيكون أحد أركان المساعدة في حال تعرّضنا لأيّ إعتداء.

ـ 7 ـ

وأخــــــــــــــيرا" ،

دعوة صادقة الى كلّ الرفاق الذين لا زالوا حتى الساعة يصدّقون ، أن يُعيدوا قراءاتهم السياسية ، ويقارنوا بين الأمس واليوم ، ويطرحوا على أنفسهم الأسئلة التي طرحتها اليوم ، وهذا لا يعني أنني أطلب منهم ترك هذا الخط السياسي  أو ذاك الحزب، على العكس ، همّي أن يخرجوا من القمقم ، وأن يتحرروا من التَبَعية المطلقة، وأن يجيدوا المحاسبة.

تعالوا معا" نفكّر قليلا" بكل ما حصل منذ أيار 2005 وحتى اليوم ، نجد أنه فعلا" يأخذ لبنان نحو لعبة المسار والمصير، نحو لعبة اتفاق القاهرة، نحو الاتفاق الثلاثي،  تعالوا معا" نفكّر قليلا" بكلّ التاريخ منذ الحرب التي أعلنها لتوحيد البندقية كون لا سلاح إلاّ سلاح الجيش اللبناني مرورا" بحرق الدواليب وصولا" الى " اليوم المجيد" في 7 أيار .. تعالوا معا" نفكّر بالثائر على العائلية والتقليد السياسي ، كيف حوّل كلّ نضالاتكم وتضحياتكم الى حزب يتولاّه أفراد العائلة .. ليس المطلوب أن تنتقلوا الى أحزاب أخرى ، بقدر ما هو مطلوب أن تفهموا اللعبة التي كنتم ضحيتها، تعالوا معا" ، هذه المرة لا نسمح لهم بأن يفكروا عنّا..

نحن قررنا أن نفكّر بأنفسنا، ولا نسمح لأحد أن يفكّر عنّا ، كما قررنا أن نتكلم ولن ندع أحد بعد اليوم أن يتكلم عنّا.

وإنني في هذا الإطار، معوّلا" على تحرركم ، وحريتكم، معوّلا" على مسؤوليتكم في منع إنهاء لبنان ووجوده المسيحي الحرّ، أذكّركم بما قاله النائب ميشال عون، علّه ينعش ذاكرتكم قبل فوات الأوان :

مع الصحافي بات روبرتسونCBN19 أيلول 2002 بالإنكليزية عبر تلفزيون

" إنّ حزب الله ليس كيانا" مستقلا" ، بل هو واقعٌ تحت السيطرة العملية لسوريا ، وان سوريا هي مقرّ لــ 11 منظمة إرهابية من بينها حزب الله."

20 نيسان 2002

"هناك قرار دولي بإلغاء حزب الله، وهو مصنّف إرهابي، هو الثاني على اللائحة بعد القاعدة، وعلى هذا فان حياته لم تعد طويلة بهذا الاتجاه ومعادلته اكبر من المعادلة اللبنانية، لديه التزامات متعددة."

18 ايلول 2003 شهادة عون أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الدولية في مجلس النواب الأميركي

"يجب أن لا ننسى أن وكلاء سوريا في لبنان هم المسؤولون عن الهجمات ضدّ السفارة الأميركية أولا" في موقع السفارة في رأس بيروت ومن ثم في عوكر سنة 1983 ، ومجمع القوات البحرية الأميركية في لبنان محيط مطار بيروت في 23/10/1983 حيث قتل 241 أميركيا" و58 فرنسيا" في هجوم متزامن على القوات الأميركية والفرنسية في بيروت الذي أودى بحياة المئات من اللبنانيين ."

(المصدر نفسه )

"انه لأمر معقول أن يترك النظام السوري وراءه في لبنان بعد انسحابه منه العديد من أدواته للإرهاب والتدمير ، وأيضا" العديد من أدواته العسكرية والمخابراتية ، بناء عليه ، انه أمر إلزامي ، اساسي وملّح أن يترافق الانسحاب السوري مع تجريد كامل من السلاح لكل العناصر المسلحة ، القوات المسلحة اللبنانية الشرعية بامكانها فقط أن تؤتمن على توفير الأمن للمواطنين اللبنانيين."

ـ 8 ـ

MTV  9 نيسان 2002 مقابلة على محطة

" ردا" على سؤال حول مطالبته الدائمة بنزع سلاح حزب الله قال عون حرفيا" :" ألم تسمع الخطابات التي هددتنا بالحرب الأهلية في حال مطالبتنا بالانسحاب السوري ، حزب الله هو الذي هدّد ومن غيره يملك السلاح ، قال اننا نريد أن نقوم بكوسوفو ثانية وانه سيتصدّى لهذا الأمر، وأنه في الخط الأمامي للدفاع عن سوريا، وهذا ورد في صحيفة السياسة الكويتية وعلى لسان السيد حسن نصرالله وكأنه يتهمنا او يهددنا بالحرب الأهلية اذا طالبنا بالانسحاب السوري من لبنان، ولماذا لا يعترف لي بحق الإختلاف؟ ولماذا حزب الله هو خط الدفاع عن سوريا في لبنان ؟"

 قال عن اميل لحود:MTV7 آب 2001 في اتصال للعماد عون مع تلفزيون

"... التاريخ يعيد نفسه ، عام 1943 قام المفوض السامي الفرنسي هيللو باعتقال المناضلين من أجل الاستقلال ، واليوم يقوم اميل لحود باعتقال المناضلين من أجل الاستقلال ، ونقلهم الى اليرزة التي تحوّلت من قلعة للدفاع عن لبنان الى سجن كبير.."

29 أيار 2001 في مقالة للعماد عون تحت عنوان متابعة الابتزاز كتب حرفيا" :

" الحقيقة التي نلمسها اليوم هي تحوّل المقاومة الى أداة سياسية تسخرّها دمشق في خلق المعادلات الداخلية ، لتركيز سياساتها في لبنان ، وتدعيم نظامها في سوريا "

وهذا جزء يسير من مئات المواقف التي أرفق صورا" عن بعضها ربطا" ، على أن يطلع عليها الرأي العام اللبناني ليحكم بنفسه .

لبـنان أولا" وأخـــيرا"

حركة التغـيير

فرن الشباك في 22 أيار 2009

 

وزير الثقافة تمام سلام لـ((الشراع)):سعد الحريري يتحمل مسؤولية القيادة للحفاظ على الدولة   

 حوار ماجدة صبرا   

وزير الثقافة تمام سلام لـ((الشراع)):سعد الحريري يتحمل مسؤولية القيادة للحفاظ على الدولة

*التوافق مطلوب والثلث المعطل مرفوض

*ليس هناك من تنافس بين آل سلام وآل الحريري بل الظروف هي التي فرضت ذلك

*التحديات التي تواجه لبنان تتطلب رص الصف ووحدة الكلمة

*من طرح شعار الجمهورية الثالثة اراد التستر خلفه وإخفاء عجزه

*بدل ان يحكم فريق المعارضة البلد يتحكم به

*شد عصب السنة و14 آذار في مواجهة الاستحقاقات امر مطلوب

*7 ايار يوم اسود وقد احدث جرحاً بليغاً في جسم ((البيارتة))

*في حال فوز 8 آذار بالاكثرية لن يعود لبنان اولاً

*الفرصة كبيرة امام المجتمع المسيحي لاستعادة زمام الامور

*الرئيس بري هو الاوفر حظاً لرئاسة مجلس النواب

*عون لا يفعل سوى الانتقاد والتطاول والشتم ونبش امور غير صحيحة

يستعد وزير الثقافة تمام سلام ابن العائلة السياسية العريقة ابتداء من الجد ابو علي سلام الى الوالد صائب سلام، لحمل لقب سعادة النائب عبر دخوله الندوة البرلمانية من جديد مترشحاً عن الدائرة الثالثة في بيروت بعد غياب تسع سنوات عن المجلس النيابي لظروف كانت غير طبيعية، فهو البيروتي ابن المصيطبة، الذي يرى ان تحديات كبيرة تواجه لبنان ولا نستطيع مواجهتها الا برص الصف ووحدة الكلمة.

ويبدو الوزير سلام متفائلاً بإجراء الانتخابات النيابية في 7 حزيران/يونيو، ومنها كانت بداية هذا الحوار معه:

# هل ستحصل الانتخابات في موعدها؟

- نأمل ذلك ونتمنى، فكل الدلائل والمؤشرات تتجه الى ان الانتخابات بمستلزماتها وبالتحضيرات لها جارية في موعدها ولا سبب يحول دون ذلك.

# رغم ان درجة الحرارة الانتخابية مرتفعة وحرارة الخطابات السياسية، هل معالي الوزير المرشح للنيابة، مطمئن للإجراءات المترافقة مع يوم الانتخابات؟

- الاجراءات كما يطلعنا عليها من وقت الى آخر وزير الداخلية زياد بارود قائمة على قدم وساق خصوصاً الجانب التنظيمي والاجرائي واللوجستي منها، لا نسمع بأن هناك نقصاً او تقصيراً في ذلك، وبالتالي كل ما سيواكب هذه التجربة لأول مرة بإجراء الانتخابات في كل لبنان في يوم واحد امر مهم وضروري واعتبر ذلك نقلة نوعية وعصرية تعوض عن قانون الانتخابات الرجعي الذي تم اعتماده في ظروف معينة، واعني قانون 1960.

# فريق سياسي قال ان هذه الانتخابات مصيرية، وفريق آخر قلل من اهميتها، فكيف تراها؟

- الى حد ما كل انتخابات نيابية لها بُعد يتعلق بالقوى السياسية ووصولها الى المجلس وبرامجها وتصورها للمستقبل. في هذا البعد، نعم، الامر مصيري بالنسبة للقوى السياسية، خصوصاً في ظل نظام ديموقراطي يجب ان يفسح في المجال امام الممارسة الديموقراطية التي لها ابعادها، ومن ابرز هذه الابعاد هو انه في الانظمة الديموقراطية، الاكثرية تحكم والاقلية تعارض، وبالتالي القوى السياسية المتحالفة في هذه الانتخابات التي تسعى الى المحافظة على اكثريتها أي قوى 14 آذار/مارس، فهذا امر مشروع ومطلوب، والقوى المعارضة المتمثلة بتحالف 8 آذار/مارس هي ايضاً تسعى الى ان تتجاوز وضعها كأقلية وتصبح اكثرية، لذلك الصراع محتدم وقوي جداً.

# يعني انت لست مع الرأي الذي يرى ضرورة ان تشترك الاكثرية والاقلية في حكومة واحدة؟

- بالنسبة للظروف التي مر ويمر بها البلد، الوفاق والتوافق والائتلاف في كثير من الحالات امر مطلوب، لم لا، فطبيعة لبنان وطبيعة التوازنات فيه تفرض في المرحلة التي يكون فيها الوضع في البلد غير مستقر وغير متماسك، قد يكون اللجوء الى التوافق امراً مطلوباً كما حصل منذ سنة في ظل اتفاق الدوحة، ولكن يجب القول ان هناك جانباً من هذا التوافق او الائتلاف لم يكن ايجابياً، ولم يكن ناجحاً، وأعني ما بات يعرف بالثلث المعطل، مهما حاولوا تجميله وتسميته بالثلث الضامن، لكن بهذا الثلث فإن فريقاً سياسياً مارس التعطيل في مواقف وقضايا عديدة، فإذا كنا نريد توافقاً او ائتلافاً ما بعد الانتخابات لما فيه مصلحة البلد وإشراك كل الجهات في اعادة بنائه وفتح صفحة جديدة فذلك يكون بعدم الاعتماد مجدداً على هكذا ثلث معطل، ان كان لهذه الجهة او تلك، فمبدأ التعطيل مزعج ومضر، ولا يساهم في انماء وتطوير البلد، بل يساهم ربما في عرقلة بعض الامور كما شهدنا اخيراً عرقلة على مستوى التعيينات في المجلس الدستوري وتعيينات الفئة الاولى والموازنة وغيرها.

 

بين المصيطبة وقريطم

# كيف تصف عودة آل سلام الى الندوة البرلمانية على لائحة ((تيار المستقبل)) بعد ان كانت هناك منافسة تقليدية بين دارة آل سلام في المصيطبة ودارة آل الحريري في قريطم؟

- التنافس ليس تقليدياً مع قريطم، بل مرت ظروف معينة، انما ومنذ البداية ودارة قريطم والرئيس الشهيد رفيق الحريري على علاقة وثيقة جداً ومتينة في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات معنا، لكن في ظل ظروف سياسية عامة فرضت اموراً معينة في حقبة معينة، ولكن هذه ليست تقليدية وليست قاعدة وليست بالضرورة ملزمة بالمطلق، واليوم العلاقة كما هي مع النائب سعد الحريري وتيار ((المستقبل)) على مستوى التحالف الذي نخوض فيه هذه الانتخابات علاقة جيدة وقوية ومتينة، وحتى ما قبل الانتخابات كانت لهذه العلاقة مجالها الواسع، وأنا قلت يوم تسميتي في الحكومة الحالية ان ذلك حصل بالتنسيق والتفاهم مع النائب الحريري، وهذا يدل على ان العلاقة القائمة متينة خصوصاً في اطار ما اشعر به من تحديات تجاه لبنان ومدينة بيروت تتطلب رص الصف ووحدة الكلمة، فالنائب سعد الحريري يتحمل مسؤولية قيادية كبيرة في مسيرة الحفاظ على الدولة وعلى الشرعية وعلى الوطن، وعلينا ان نتعاون معه وندعمه في ذلك على قاعدة رؤية مشتركة بالنسبة لاصلاح وانقاذ الوضع في لبنان.

# رغم كل ما قيل عن ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري حال دون وصولكم الى الندوة البرلمانية في انتخابات العام 2000؟

- كانت هناك ظروف فرضت نفسها على الرئيس الحريري وعلى كل الناس، وبالتالي نتج عنها تلك الحالة غير المريحة، ونحن نعتبر ان ذلك بات من الماضي ويجب ان لا نتوقف عنده اكثر مما يستحق، خصوصاً اننا اذا اردنا العودة الى ما قبل ذلك التاريخ لوجدنا ان العلاقة كانت متينة ومتكاملة، والعودة الى هذه العلاقة اليوم هي الامر الطبيعي وما هو غير طبيعي ما مررنا به في تلك الحقبة.

الجمهورية الثالثة

# المعارضة ترفع شعار ((الجمهورية الثالثة)) ما اثار المخاوف من انقلاب قد تشهده البلاد في حال فوز فريق 8 آذار/مارس بأكثرية نيابية..

- موضوع الجمهورية الثالثة الذي كثر الحديث عنه، فحتى هذه اللحظة لم يشرح لنا أحد ما هي هذه الجمهورية باستثناء بعض الايهام والضياع في متاهات غير مجدية وغير نافعة، فماذا يقصدون بالجمهورية الثالثة؟ يقصدون تغيير رئيس الجمهورية الحالي؟

# ربما البعض رأى فيها إطلاق نار على عهد الرئيس ميشال سليمان وتقصير مدة الرئاسة بإثارة بعض الثغرات التي رافقت عملية انتخابه..

- وهل يقصدون أيضاً تناول اتفاق الطائف ومحاولة الاجهاز عليه، إلى هذه اللحظة الطرح مبهم ومزعج وغير مريح، وكأنهم يتسترون وراءه لتمويه الكثير من ضعفهم وعجزهم، في التصدي الحقيقي عبر مشاريع إيجابية وبناءة تأخذ في الاعتبار كل القوى السياسية في هذا الوطن لتتفاعل معها لبناء وطن جديد، وهذا أيضاً ينسحب على موضوع التعطيل، فالتعطيل سيد الموقف، وإذا تابعنا موقف العماد ميشال عون في الحملة الانتخابية وما قبلها، نجد انه دائماً ما يوجه الانتقادات ولا شيء آخر، ونبش أمور غير دقيقة وغير صحيحة في كثير من الأحيان، والتطاول على الآخر واتهامه وشتمه، ولا أدري لماذا هذا الأسلوب في التعاطي، المطلوب أن نسعى جميعاً إلى إيجاد برامج ومواقف وقضايا بناءة وإيجابية تعيد الوطن إلى مكانته وتبعدنا عن المآسي والأخطاء والأمور المزعجة التي حصلت في الماضي. ومؤسف أن يتم طرح الأمور من زاوية التعطيل والانتقاد من أجل الانتقاد ونشر أجواء غير مريحة في البلد والتهويل بمواقف متطرفة وتصعيدية من وقت إلى آخر.

# وهل تعطيل التعيينات الإدارية وما حصل في جلسة مجلس الوزراء كان استمراراً لسياسة التعطيل؟

- بعد ان أعطى رئيس الجمهورية مدة كافية من الوقت لبحث موضوع التعيينات بين القوى السياسية وجد بأنه أصبح من الضروري وضع الأمور في نصابها ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم والواقع يقول اننا بحاجة لهذه التعيينات لمواكبة الانتخابات، وهذا لا يعني ان الانتخابات لا يمكن أن تحصل بدونها، ولكن إذا حصلت في ظلها يكون الوضع أفضل. ولكن عند طرح هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء ليقول كلمته سلباً أو إيجاباً تصدت قوى المعارضة تعطيلاً وربطت هذه التعيينات بالمجلس الدستوري والموازنة وبسلة كبرى من التعيينات وأجهضت محاولة رئيس الجمهورية.

# برأيكم ما يحصل هو تعطيل للحكم أو تحكّم بالبلد؟

- ما يحصل هو بشكل أساسي تعطيل ولا يمكن إلا أن نعترف بأن هذه السياسة أو هذه المواقف هي تعطيل بتعطيل. من جهة أخرى هي أيضاً محاولة للتحكم بالبلد، أي يستبدلون الحكم بالتحكم وهذا أمر غير مريح.

شد عصب السنّة

# تناول النائب الحريري يوم إعلان لوائح بيروت موضوع المناصفة والمثالثة وقيل انه لشد عصب 14 آذار/مارس وسُنّة بيروت؟

- شد عصب سُنّة بيروت وشد عصب 14 آذار/مارس في مواجهة استحقاق انتخابي أمر مطلوب من خلال طروحات واعدة وإيجابية وبناءة، وهذا في رأيي أمر يجب أن يسعى إليه كل مرشح لاستنفار الناخب ولدعوته للمشاركة في اتخاذ القرار المناسب يوم 7 حزيران/يونيو. صحيح ان الانطباع السائد بأن مدينة بيروت وخصوصاً دائرة بيروت الثالثة ليس فيها معركة انتخابية بمعنى الكلمة، لأن المعارضة لم تتمكن من تشكيل لائحة قوية في مواجهة لائحة الأكثرية..

# وربما لغلبة الصوت السني في الدائرة؟

- صحيح، لكن مع ذلك فإن كلام القائد المسؤول وقائد المسيرة يجب أن يسعى إلى توعية الناس ووضعها أمام حقائق لا تخفى على أحد، بأن هناك فريقاً يحاول أن يستأثر بالقرار السياسي للبلد ويتم ذلك عن طريق إضعاف الدولة وإضعاف الشرعية.

# اختيار يوم 7 أيار لإعلان لوائح بيروت وشعار حملة تيار المستقبل الانتخابية ((ما بننسى والسما زرقا)) أين الوزير تمام سلام من هذا؟

- هي معاناة مررنا بها في بيروت في يوم 7 أيار/مايو 2008 أحدثت جرحاً بليغاً في جسم ((البيارتة)) – أهل بيروت – وليس من السهل تجاوزه بالنسيان، لأن ذلك لا يفيد، علينا جميعاً أخذ العبر وإعطاء الموضوع حقه كاملاً. فإعلان اللائحة يوم 7 أيار/مايو هو لإبراز أهمية هذا الحدث وأهمية التحول الذي جرى في ذلك اليوم وعدم نسيانه لأن فيه الكثير من العبر والأبعاد التي إذا تم تجاهلها نكون قد قضينا على حقيقة ساطعة بما تم من استهداف لبيروت ولأهلها كأبناء مدينة وكعاصمة وبالتالي استهداف كل لبنان لأن من يمتلك السلاح والقدرة على استعمال هذا السلاح يقدر على التحكم – كما ذكرنا – بالحكم وبالبلد، مهما كلفه ذلك من ضحايا أو إساءة لمشاعر وأحاسيس وكرامة مدينة وأهلها.

# ما بين 7 أيار/مايو ((المجيد)) كما وصفه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله و7 أيار/مايو المشؤوم، كما ردت عليه قوى الأكثرية، كيف تراه؟

- لا يختلف اثنان على انه يوم مشؤوم ومزعج فهو يوم أسود بكل ما للكلمة من معنى أما توصيفه بأنه يوم مجيد فبرأيي انه كلام في غير محله.

# أي كما قال النائب وليد جنبلاط انه زلّة لسان؟

- نأمل أن يكون زلّة لسان من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لأن شخصية مثل شخصيته قائد مقاومة وطنية كبيرة لا يمكن أن يصف هذا اليوم بيوم مجيد فهو الذي يعرف الأمجاد والانتصارات، هل يمكن أن نشبه ما حصل في بيروت في 7 أيار/مايو بأنه يوم مجيد بالمقارنة مثلاً بالأيام التي سجلت وحققت فيه المقاومة الانتصارات الكبيرة على العدو التاريخي إسرائيل!!

# البعض رأى في كلام أمين عام حزب الله وردود الأفعال التي توالت عليه انها جاءت عكس رغبته إذ ان الجميع التف حول سعد الحريري..

- نعم ان كلامه شكّل ردود أفعال لم تكن بمجملها مرتاحة من كلامه، ونأمل أن يدرك السيد حسن أو تدرك القيادة بأن هذا الكلام مضر ومزعج ولا يقضي غرضاً باتجاه توحيد الصف الوطني أو باتجاه تمتين الساحة اللبنانية الداخلية. فأحياناً يكون الكلام أبلغ وأقوى من السلاح، وهذا مزعج إذا جاء ممن لديهم القدرة على الحسم العسكري.

# فوز قوى 8 آذار/مارس بالأكثرية في الانتخابات النيابية هل سيغير وجه لبنان؟

- نأمل الا يتحقق ذلك والا سنرى ذلك الفوز مثقلاً بالكثير من الطروحات التي نتابعها اليوم والتي تؤشر كلها مع الاسف الى ان لبنان ليس اولاً وليس أولوية، وان الارتباط ببعض المشاريع ذات الابعاد غير اللبنانية يتقدم على الشأن اللبناني ويحمل لبنان ما لا طاقة له به، وخصوصاً ما يتعلق بقوى سياسية مثل تيار الاصلاح والتغيير الذي يطرح اموراً عجيبة غريبة من وقت الى آخر لا تطمئن احداً. حتى حلفاؤه في الانتخابات غير مرتاحين لبعض هذه الطروحات.

الناخب المسيحي

# هل سيكون هناك دور للناخب المسيحي في الانتخابات المقبلة، ما بين السنية السياسية والشيعية السياسية؟

- يجب ان ننطلق من الواقع وهو ان قانون الانتخابات لعام 1960 الذي تم اعتماده هذه المرة هو – مع كل ما لنا عليه من مآخذ – من اجل طمأنة المسيحيين بأن نوابهم سيتم انتخابهم من قبل الناخب المسيحي وليس الناخب المسلم وهذا باعتقادي فرصة كبيرة للمجتمع المسيحي لان يأخذ زمام الامر بين يديه ويتخذ خياره بين اتجاهاته السياسية، فالمعارك الانتخابية التي نحن مقبلون عليها في اطار هذه الانتخابات هي في المناطق المسيحية وليس في المناطق الاسلامية، وبالتالي لا بد ان يكون لنتائج هذه المعارك في المناطق المسيحية تأثير كبير على مجرى الاحداث ان كان بالنسبة لتشكيل الاكثرية والاقلية ما بعد الانتخابات داخل مجلس النواب او على مستوى كل المشاركة المسيحية في عملية بناء الوطن وفي عملية اعادة بنائه وتطويره بفتح صفحة جديدة، فالقرار المسيحي مهم وضروري ان يدركه ويعيه كل الناخبين المسيحيين وان يعرفوا تماماً اين هي المصلحة في توطيد وتمتين وجودهم ووجود لبنان وليس – لا سمح الله – اخذهم في متاهات او مجالات غير واضحة ومرتبطة ببعض النـزوات لهذه القيادة او تلك في هذه المرحلة الصعبة.

# تحليل صحافي ربط ما بين توحد المسيحيين في لبنان الذي اوقف المد الناصري وانقسام المسيحيين الذي سهّل المد الايراني، ما رأيك بهذا الربط؟

- من هنا نحن نتطلع الى وحدة اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، ليس في اطار ما له علاقة بالخارج بقدر ما له علاقة نحن بحاجة اليها في الداخل، نحن في الداخل بحاجة الى وحدة صف ووحدة كلمة لبناء كلمتنا، فعندما يتأمن ذلك على قواعد عصرية ومستقبلية يمكن لنا ان نخفف من الابعاد المتعلقة بالخارج، اولاً وآخراً، للخارج مصالحه وقضاياه ومعاركه بينما نحن لدينا معركة واضحة وهي اما الدولة والشرعية واما الخروج عن الدولة والشرعية، واما ان يكون القرار النهائي في امورنا لمرجعية المؤسسات الرسمية والدولة واما ان يكون بين يدي القوى السياسية من هنا وهناك.

# كثر الحديث اخيراً عن مناورات اسرائيلية مع اكتشاف عدد كبير من شبكات التجسس تعمل لصالح اسرائيل في لبنان، هل هناك مؤشر الى ان عملاً عسكرياً يحضر ضد لبنان؟

- لا يؤتمن لاسرائيل في أي وقت فتاريخ هذه الدولة العنصرية والصهيونية خير شاهد على عدوانيتها وعنصريتها وبالتالي لا يمكن لنا نحن في لبنان او أي بلد عربي ان نستكين الى اسرائيل، وبالتالي ابرز وأهم عناصر مواجهتنا لهذه العدوانية هو وحدة صفنا الداخلي قبل أي شيء آخر. نحن مقاومتنا الوطنية عندما تتصدى لعدوان اسرائيلي ولاستباحة اسرائيل لوطننا سيكون مفعول هذه المقاومة اقوى بكثير اذا كان مستنداً الى وحدة الصف الوطني، ومدخل هذه الوحدة برأيي هو الالتفاف حول الدولة وهو تأكيد دور المؤسسات.

# هل يمكن ان نرى معالي الوزير مرشحاً لرئاسة الحكومة؟

- هذا امر لا اقرره انا وانما تقرره الكتل النيابية وهو مرهون بظروفه ومعطياته فنحن ما زلنا وسط معمعة الانتخابات.

# لكنه طموح مشروع؟

- صحيح، هو طموح مشروع، لأي انسان في أي بلد الحق في ان يسعى لان يتبوأ أي مركز او أي منصب يرى فيه مجالاً لخدمة وطنه وللعبور بما عنده من افكار ورؤى سياسية، ولكل لبناني الحق بأن يسعى وبأفضل السبل وأفضل المراكز للمساهمة في بناء وطنه.

انجازات الثقافة

# في حال اختيارك لتسلم حقيبة وزارية، هل تكرر تجربتك في وزارة الثقافة؟

- هذا الامر يعود الى ظروف وملابسات تأليف الحكومة، يمكنني القول ان تجربتي في وزارة الثقافة كانت جيدة، وعلى الغير ان يحكم عليّ اذا نجحت ام لا، حاولت جهدي ان احيي هذه الوزارة واعطيها بالرغم من ان الدعم الرسمي لها على مستوى الموازنة ليس بالمستوى المطلوب، تمكنت ان انجز بعض القوانين بمساعدة السلطة التشريعية برئاسة الرئيس نبيه بري، وهذه القوانين كان قد مضى عليها سنوات طويلة وهي مجمدة، وبالتالي انجزنا قوانين ابرزها قانون تنظيم الوزارة اذا كانت الوزارة بدون تنظيم وقانون الممتلكات الثقافة وقانون المؤسسات المرتبطة بالوزارة اضافة الى قانون مضى عليه اكثر من 40 سنة وهو يعاني من الدرس والبحث وهو قانون المهن الفنية الذي يعزز مكانة الفنان في لبنان، اضافة الى امور اخرى منها وضع حجر الاساس لدار الثقافة والفنون في وسط بيروت، وهو هبة كريمة من سلطنة عمان ووضعنا حجر اساس المكتبة الوطنية بهبة كريمة من قطر، وهناك هبة كريمة من الكويت لانشاء متحف تاريخي، كما اختيرت بيروت عاصمة عالمية للكتاب وتم اعلان القدس عاصمة الثقافة العربية والألعاب الفرنكوفونية.

# هناك سؤال بات تقليدياً هذه الايام، من تختار في حال وصولك الى الندوة البرلمانية كرئيس لمجلس النواب؟

- عندما نصل نقرر وبالتوافق مع كل القوى، علماً ان هناك مؤشرات بأن الرئيس نبيه بري هو الأوفر حظاً.

 

شعبة المعلومات السنية تحمي حزب الله من جماعته وجمهوره!  

الشراع 22 أيار/09

 شعبة المعلومات السنية تحمي حزب الله من جماعته وجمهوره!

اللبنانيون أنفسهم لا يصدقون السرعة التي تتساقط فيها شبكات التجسس الصهيونية على بلدهم، التي تستهدف بالدرجة الأولى حزب الله وقدراته التسليحية، ومع الانجاز الوطني الذي يجب أن يفتخر به أبناء الوطن ويسجلونه في خانة الجهة التي حققته وهي شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، فإن الانقسام المذهبـي والصراع السياسي الذي يأخذ كثيراً طابعاً عنفياً ودموياً على الأقل من جهة الذين يملكون المال والسلاح وأجندات إيرانية – سورية، تمنع الاعتراف بهذا الانجاز وتمنع التمتع به، أو على الأقل تهنئة فرع المعلومات هذا..

لماذا؟

لأن هذه الشعبة محسوبة على الأكثرية النيابية التي جاءت إلى الحكم عبر مجلس النواب والحكومة في أول انتخابات حرة تجري في لبنان عام 2005، خارج وصاية النظام السوري على لبنان.

فالأكثرية النيابية عبر الحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة التزمت استقلالية كل المؤسسات في لبنان بعيداً عن وصاية نظام الأسد الأب والابن.. ومع نجاحات وإخفاقات هنا وهناك، إلا انها نجحت على الأقل في توكيد ولاء قوى الأمن الداخلي، وتحديداً شعبة المعلومات للدولة اللبنانية فقط.. بعد ان كان ضباطها بمعظمهم مخبرين عند الاستخبارات السورية ينفذون أوامرها حتى ضد وطنهم لبنان، ويكتبون تقاريرهم حتى ضد السياسيين والمواطنين اللبنانيين خاصة إذا لم يكن نظام الوصاية السورية راضياً عنهم.

لكن،

وبسبب ولاء قوى الأمن الداخلي للدولة اللبنانية.. ونشاط شعبة المعلومات الذي يرأسه المقدم وسام الحسن (سني، من الكورة، ومن كبار مرافقي ومستشاري الرئيس الراحل رفيق الحريري) فإن سهام قوى 8 آذار/مارس خاصة قيادة حزب الله ركزت هجماتها الإعلامية.. والإرعابية ضد هذا الجهاز، حتى وصل الأمر إلى محاولة قتل أحد أهم ضباطها الرائد سمير شحادة عام 2006، وقتل أنبه ضباطها الرائد وسام عيد، بسبب دوره المميز في فك ((شيفرة)) الاتصالات الهاتفية المستخدمة قبل وخلال وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الاثنين في 14/2/2005.

اتهم حزب الله ومن معه هذا الجهاز الأمني وضباطه الوطنيين النشطاء، بكل تجريح وإسفاف، بل وصل بأحد أتباع هذا الحزب المعتوه ميشال عون للمطالبة بمحاكمة ضباطه.. لأنهم محسوبون على تيار المستقبل.. دون أن يكون هذا صحيحاً.. وحتى دون أن يملك عون أو حزب الله أي دليل على عدم نزاهة أو عدم كفاءة هؤلاء الضباط في خدمة الوطن.

وإذا ما قدر لحزب الله ومن وراءه السيطرة على مجلس النواب المقبل بعد انتخابات 7/6/2009، فإن الحكومة التي سيشكلها هذا الحزب ستعمل أول ما تعمل على قلب شعبة المعلومات الذي يؤكد كل وطني وحيادي وذي ضمير انه الأكفأ عملاً ونزاهة وتضحية في لبنان من أجل أمن الوطن ومواطنيه..

فقد وصل التعدي على هذا الجهاز من جماعة حزب الله ان صهر ميشال عون الوزير جبران باسيل، رفض إعطاء تقارير من وزارته (الاتصالات) لجهاز المعلومات حتى يتمكن من التصدي لأي محاولة ضد أمن الوطن ومواطنيه في تعمية لشعبة المعلومات عن المعرفة، لإفشالها والسماح لعمليات التفجير والارعاب ان تستمر في كل المناطق.. كما حصل في عملية قتل عدد من جنود الجيش اللبناني في طرابلس، بعد ان حجب باسيل المعلومات عن استخبارات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي.. فأعطى للمجرمين فرصة قتل الجنود الذين اقام اهاليهم دعوى قضائية ضد صهر عون الوزير، واتهامه بالتواطؤ مع القتلة.

لكن،

شعبة المعلومات فرضت نفسها على مناخ الامن والامان في كل لبنان.. حتى على حزب الله، وفرض على الحزب الانتقال من مرحلة كان فيها يخوّن كل ضباطها حتى الشيعة منهم، ويرفض دخول أي عنصر او مخبر منها الى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث المربع الامني الواسع لحزب الله وقياداته الامنية، ويعتقل حتى الجندي او العسكري الذي يدخل الى الضاحية لمحاولة وقف مخالفة قانونية ببناء غير شرعي او اعتقال تاجر مخدرات محكوم قضائياً، او هارب بسرقة سيارة او صك دون رصيد.. الى مرحلة اعترف فيها رئيس كتلته النيابية محمد رعد ان جهاز أمن حزب الله ليس قادراً وحده على حماية أمنه وأمن مناطقه مطالباً بمشاركة اجهزة الدولة الامنية بهذه الحماية!!

وسواء كان حزب الله صادقاً او ساخراً او ساعياً لتوريط اجهزة الامن اللبنانية الرسمية في مشاكل داخلية، فإن امراً اساسياً تحقق في المرحلة الاخيرة كشف ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي كان لها سبق كشف اخطر شبكات تجسس صهيونية شاملة مناطق عديدة من لبنان.. ومعظم نشاطاتها تركز بطبيعة الحال في مناطق عمل وانتشار حزب الله، ومعظم اعضائها كانوا وأيضاً بطبيعة الحال من مناصري حزب الله وبعضهم من مناصري حركة امل ايضاً.

في الوقائع

ان احد انصار حزب الله مروان فقيه شيعي من الجنوب، وكان يعمل في فرنسا قبل ان يعود الى لبنان.. ويفتتح محطة وقود في منطقة النبطية في الجنوب، ثم معرضاً للتجارة وبيع السيارات، اظهر حماساً كبيراً للحزب وشارك في كل ندواته ولقاءاته في الجنوب، وصادق عدداً كبيراً من قياداته، وتمكن بسبب هذه الصداقة من دس اجهزة ارشاد وتجسس داخل سياراتهم خاصة تلك التي كان يبيعها لهم.. الى ان سقط في ايدي أمن الحزب، واعترف بأنه كان يتجسس على الحزب لمصلحة اسرائيل، وانه نجح في تشكيل شبكة تعمل لمصلحة العدو كان من قوامها الموظف في شركة طيران الشرق الاوسط جوزيف صادر (كاثوليكي من بلدة مغدوشة في قضاء الزهراني في جنوبي لبنان). اعتقل الحزب صادر وأخفاه ولا يعرف احد مصيره حتى الآن.

وبعد فترة وجيزة القت قوى الامن الداخلي شعبة المعلومات القبض على شبكة تجسس تعمل لمصلحة اسرائيل بقيادة عميد سابق في جهاز الامن العام اللبناني اسمه أديب العلم وزوجه حياة وابن عمه، وكلهم من قرية رميش المارونية وتقع على الحدود مباشرة مع فلسطين المحتلة.

كشف هذه الشبكة وطريقة عملها ونشاطاتها وتوزعها، ادى الى اسقاط شبكة اخرى كانت تعمل في قضاء صور (اغلبية شيعية ايضاً) وتضم شقيق احد الأطر الامنية في حركة امل، واسمه علي منتش وهو احد عناصر الحركة ايضاً.

ثم كشفت شعبة المعلومات التي كانت تتعرض لسهام حزب الله وتهديداته وقنابله وسياراته المفخخة، شبكتين اخريين للعدو الصهيوني وكلها تستهدف معرفة امدادات ونشاطات ومواقع حزب الله، وفي التحقيقات الاولية ان هذه الشبكات ادت دوراً اساسياً في ارشاد العدو الصهيوني الى مواقع صواريخ واسناد وانتشار ابرز قوى حزب الله في الجنوب والضاحية خلال حرب تموز/يوليو 2006.

نعم،

معظم الشبكات الصهيونية تعمل في مناطق انتشار وجمهور حزب الله وحركة امل في الجنوب والضاحية والبقاع، ومعظم الساقطين فيها هم من جمهور الحزب والحركة، الا ان صاحبة الفضل الاول في اسقاطها بأيدي العدالة هي شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي المغضوب عليها من حزب الله نفسه.

احدث كشف هذه الشبكات انقلاباً معنوياً في حالة التقييم العام لشعبة المعلومات، وسط الجمهور القابل للحقيقة على الاقل، واحرج قيادات وإعلام حزب الله الذي كان ينظر الى هذه الشعبة وضباطها انهم خدم سلطة وحكومة متواطئة مع الولايات المتحدة وحتى اسرائيل.. فإذا هم الذين اسقطوا شبكات التجسس الصهيونية، وهم الذين يحمون حزب الله وأسلحته وأمنه وأمن اللبنانيين جميعاً دون تمييز بين سنة وشيعة او موارنة او دروز.

لقد فتح باب نجاح شعبة المعلومات المحسوبة حسب توصيف حزب الله الظالم على ((تيار المستقبل)) وعلى حكومة فؤاد السنيورة الباب واسعاً امام حزب الله ومن خلفه ومعه للاعتذار من هذه الشعبة ومن ضباطها ومن التيار السياسي الذي يحسبها الحزب عليه وهو تيار سعد الحريري وفؤاد السنيورة.. حتى لو حاولوا زوراً وتشفياً الصاق صفة تنظيمية على زياد الحمصي الذي اعتقل في سعدنايل بتهمة التجسس لمصلحة العدو الصهيوني.

اعتذار من هذه الشعبة رغم انها ادت واجبها لأن حزب الله اسقط عليها تهمة العمالة لأميركا واسرائيل واعتذار من تيار المستقبل لأن حزب الله اسقط عليه ايضاً تهمة توجيه هذه الشعبة في التهم نفسها.

غير ان اللبنانيين يعرفون ان حزب الله لن يعتذر، ولن يهنىء ولن يتوقف عن التطاول والاسقاطات.. ليس لأن طبيعة الفاشيست هي عدم التراجع او الاعتذار، بل لأن الحزب نفسه كان غسل ادمغة جمهوره المضلل بأن هؤلاء هم عملاء اسرائيل، ولن يذهبوا لتصديق الحزب اذا هو شكر او اعتذر او هنأ من كانوا بالامس عملاء لاسرائيل وهم الذين يحمون الحزب الآن وجمهوره من عملاء اسرائيل حتى لو كانوا في معظمهم من انصار ومن جمهور ومن مؤيدي حزب الله.

ح. ص   

 

 شيعة لبنان عرب قبل ان يخطفهم حزب الله نحو إيران

كتب حسن صبر/الشراع 22 أيار/09

عدا المختصين في الشؤون الاسلامية، وبعض العاملين في بلاد عربية كلبنان وسوريا والعراق، فإن المصريين عموماً، لم يخطر في بالهم أن يكون هناك مسلمون آخرون غير المسلمين السنّة، فلم يقرأوا أو يهتموا بمعرفة مذاهب إسلامية – غير السنة طبعاً – إلا المذاهب الأربعة المعروفة عندهم وهي المالكي، والحنفي، والشافعي والحنبلي.. علماً بأن واحداً من أهم الكتب التي شرحت وجود مذاهب إسلامية أخرى كالشيعة والدروز والعلويين والاسماعيليين وهو ((إسلام بلا مذاهب)) وضعه كاتب مصري معروف هو الدكتور مصطفى الشكعة.

ومن مفارقات الطرائف غير البريئة ان رجلاً وشيخاً معروفاً وهو رئيس المجلس العالمي للاخوان المسلمين د. يوسف القرضاوي أنكر منذ عدة أسابيع وعلناً أن يكون هناك فتوى أصدرها الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت عام 1959 بصفته شيخاً للجامع الأزهر بجواز التعبد على المذهب الشيعي الإمامي، رغم ان هذه الفتوى معروفة ومنشورة منذ نحو نصف قرن ومصورة وموزعة في العديد من وسائل الاعلام.

والأهم من ذلك انه ومنذ ذلك التاريخ 1959، بدأ الجامع الأزهر في تدريس الشيعة الإمامية في دروسه الفقهية، وفي حين تقول إحصاءات شبه رسمية ان تعداد الشيعة في مصر لا يتجاوز الـ900 ألف مواطن مصري، تصمم جمعية آل البيت الشيعية على أن أعدادهم تفوق الـ5 ملايين مواطن مصري مع ضم قسري لملايين من أتباع الطرق الصوفية التي يرى مؤرخون انها نشأت بعد إسقاط الدولة الفاطمية، وانهم تظللوا بها حماية لأنفسهم من اضطهاد صلاح الدين الأيوبي لهم، حيث يعتبر كتاب شيعة في لبنان والعراق ان هذه من الاخطاء الكبيرة التي لا تغتفر للأيوبي، وهناك مؤرخ شيعي كبير هو الدكتور حسن الأمين (رحمه الله) ابن المرجع الشيعي الأعلى في لبنان وسوريا السيد محسن الأمين، وضع مؤلفات تطعن بمعظم أعمال صلاح الدين محرر بيت المقدس وموحد الأمة بالقوة لمدة 14 سنة وهو الذي أسقط الدولة الحمدانية في حلب وبعدها انطلق لمعركة حطين الظافرة عام 1187م. فقد كانت الدولة الحمدانية الشيعية تناصب صلاح الدين العداء بسبب إسقاطه لشقيقتها الفاطمية في مصر.

ومع هذا

فإن المصريين عموماً حتى الذين كانوا يحتكون بمسلمين على مذاهب أخرى كالشيعة والدروز والعلويين والاسماعيليين خاصة خلال الوحدة بين مصر وسوريا (1958 – 1961) لم يكونوا مهتمين بمعرفة مذاهب الآخرين، كما لم يكن أي مصري مهتماً بأن يبرز مذهبه ان كان مالكياً أو حنفياً أو شافعياً.. فقد كان المد القومي العربي يتجاوز التسميات الوطنية هذا مصري أو هذا سوري أو هذا لبناني.. فالجميع يعتز بنسبه للعروبة، فهل يعقل أن يتعب نفسه بالبحث عن مذهب هذا أو ذاك؟

على ان الطريف في الأمر ان كثيراً من المصريين ما زالوا حتى الآن لا يفرقون بين شيعي وشيوعي في اللفظ، والبعض في المحتوى لحداثة تسمية الشيعي في ثقافتهم الدينية. ولارتباط الشيوعية بالعداء للدين.

وأغلب الظن ان هذه التسمية بدأت في الأصل في السياسة وعبر الاعلام.. حين نشبت الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988) بعد ان ظهر في الاعلام ان دولة إيران اشترطت في دستورها على من يتولى رئاسة الجمهورية أن يكون مسلماً شيعياً ومن أصل فارسي رغم وجود مذهب سني واسع الانتشار في إيران يمثل نحو ربع عدد السكان، ورغم ان في إيران قوميات أخرى إلى جانب الفارسية تمثل ثلث السكان ومنهم العرب والأكراد والأذاريون والبلوشيون.

ثم ان النظام الإيراني بعد الثورة على الشاه عام 1979 اعتمد فلسفة ولاية الفقيه التي تعني ان من يتولى موقع المرشد في إيران بموجبها هو نائب الإمام المهدي المنتظر وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة (وهو مغيب منذ نحو 1400 سنة.. علماً بأن بعض المفكرين الشيعة ينكرون أصلاً وجود هذا الإمام استناداً إلى ان الإمام الحسن العسكري لم يلد أو لم يكن له ابن يحمل اسم محمد وهو الذي يعتقد التراث الشيعي انه مختف وانه سيظهر عندما يسود الظلم في الأرض، ليملأ الأرض عدلاً (راجع كتاب أحمد الكاتب تطور الفكر السياسي الشيعي.. والمؤلف أمضى 20 سنة دارساً في النجف وقم وهو يعيش الآن لاجئاً في لندن خوفاً على نفسه وعائلته من الاغتيال بسبب آرائه الجريئة جداً).

إلا ان،

بداية ترسيخ كلمة شيعي سلبياً في العقل الجمعي المصري كانت مع حرب المخيمات في لبنان بين حركة أمل والمنظمات الفلسطينية أعوام 1985 – 1986 – 1987، فقد كانت الصحافة المصرية والمرئيات تنشر وتبث أخباراً منسوبة إلى وكالات الأنباء العالمية عن هذه الحرب ومعاركها معتمدة توصيف حركة أمل الشيعية أو الميليشيات الشيعية، لينشأ موقف سلبي من الشيعة منذ ذلك التاريخ.

ذلك ان المصريين كانوا وما زالوا من أكثر شعوب الأرض تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، وكراهية لإسرائيل وكل مس بفلسطيني مدنياً كان أو عسكرياً لا يترك للمصري خياراً بالدفاع ولو بالكلمة أو بالتعاطف عن ومع الفلسطيني.

إلى ذلك،

فإن المصريين الذين وصل تعدادهم إلى 2 مليون مواطن ذهبوا للاستقرار في العراق تنفيذاً لاتفاقية وقعت بين مصر والعراق في عهدي الرئيسين الراحلين أنور السادات وصدام حسين، كانت تنص على نقل 5 ملايين مصري للاستقرار وإعمار بلاد الرافدين.. عانوا الأمرين من القصف الإيراني الصاروخي على مدن العراق في بغداد والبصرة والعمارة والناصرية.. (خلال الحرب 1980 – 1988) حيث تركز المصريون للعمل في الزراعة والتجارة والخدمات.. ولو أمكن لهذا المشروع أن يكتمل لكان وجه العراق البشري والقومي والسياسي قد تغير ليظل فعلاً جدار الأمة العربية الشرقي في وجه الغزو الإيراني، الذي رافق الغزو الأميركي في 20/3/2003، والذي يهدد الآن عروبة ووحدة ومصير العراق، وطناً ودولة ومجتمعاً.. في مرحلة باتت فيها الأحزاب الشيعية التي نشأت والتي توالي إيران هي الحاكمة الآمرة الناهية في شؤون هذا البلد العربي العريق..

ان هذا يعني ان أجيالاً من المصريين.. وربما عرباً آخرين لم يهتموا بمعرفة نسيج كل بلد عربي.. ومم يتكون طائفياً ومذهبياً.. استفاقوا على نظرة سلبية للشيعة كانت أسبابها موضوعية في سلوكيات حركة أمل الشيعية في معاركها ضد المنظمات الفلسطينية، وعلى حرب ضروس شنتها إيران (الشيعية أيضاً) ضد بلد عربي آخر هو العراق، واستكملت بإسقاط النظام العربي في العراق لحساب النظام الإيراني الفارسي في طهران.

ولاستكمال هذه الصورة في وجهها الآخر فإن المصريين الذين اعتمدوا للوطنية وللقومية وللإسلامية مقياساً أساسياً هو المواجهة مع إسرائيل ذهبوا في تأييد من يقاتل هذا العدو مذهب التقديس ورفع الرايات مثلما حدث مع حزب الله خلال مواجهاته مع العدو نفسه (1985 – 2000) التي انتهت بدحر الاحتلال الصهيوني لجنوبي لبنان وبقاعه الغربي، ولأن إيران كانت موردة السلاح والمال وذات التجهيز والتدريب لعناصر هذا الحزب فإن الضمير الوطني والقومي والإسلامي عند جموع المصريين رفع حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله إلى مرتبة لم يبلغها مقاتل عربي خارج مصر قبل نصرالله.. الذي تربع على قلوب المصريين بعد صمود حزبه أمام العدو الصهيوني خلال عدوان تموز/يوليو 2006.

الخديعة الكبرى

بحب وصدق واستعادة لروح حروب مصر ضد العدو الصهيوني، منذ حصار الفالوجة عام 1948، إلى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، إلى عدوان 5 يونيو/حزيران 1967، ثم حرب الاستنـزاف العظيمة طيلة سنوات 1968 – 1969 – 1970، إلى حرب اكتوبر/ت1 المجيدة عام 1973 احتضنت المشاعر المصرية حزب الله وايران الى حد ما.. ورفعت صور حسن نصرالله في تظاهرات بعض قواها الحزبية، وتعاطف الشارع المصري مع هذا الحزب لأنه يقاتل اسرائيل.

أول الأمر، تعالت المشاعر المصرية عن كل مسعى ايراني للتميز باسم الشيعة عن السنة من المسلمين، وسامحت هذه المشاعر الاستعلاء الفارسي الذي كان حزب الله يترجمه في زعمه انه اول من قاتل اسرائيل.. وأول من انتصر عليها، وكان بعض المصريين يرددون على استحياء.. وماذا عن تضحيات المصريين بمئات آلاف الشهداء ومثلهم من الجرحى وملايين الأسر التي قدمت وضحت من اجل فلسطين وضد العدو الصهيوني؟ وماذا عن مجازر اسرائيل ضد اطفالنا في مدرسة بحر البقر، وضد عمالنا في مصنع ابو زعبل، وفلاحينا في نجع حمادي، وأسرانا الذين دفنهم العدو الصهيوني نفسه احياء في مقابر جماعية في سيناء تحت اشراف ارييل شارون؟.. لماذا تغييب كل هذا لمصلحة التركيز على من قتلتهم اسرائيل من شيعة لبنان؟ أليس الأجدى ان نظهر وحدة الدم العربي الذي استهدفته اسرائيل منذ قيامها قبل 61 عاماً؟

ثم

تمادت ايران، ويترجم حزب الله تماديها في احتكار التحدث باسم فلسطين، بعد محاولة سرقة التاريخ الى سرقة الحاضر.. والمستقبل، تعاونهم حفنة من ابناء فلسطين جاءت الى النضال لتلغي ما قبلها.. تماماً مثلما ألغى حزب الله كل ما قبله.. والاثنان حزب الله وحماس استعملا الاسلوب نفسه.. القوة المسلحة وتحت كنف الشرعية.. ودائماً باسم القتال ضد اسرائيل.. فقتلوا وقاتلوا من اللبنانيين والفلسطينيين اضعاف اضعاف ما قتلوا من الاسرائيليين.

سرق حزب الله وحماس المقاومة ليس لنسبتها اليهما فقط بل لجعلها اداة وورقة في يد ايران.. ولحسابات اخرى لا علاقة لها بالعروبة.. بل كلها على حساب العرب من العراق الى سوريا الى فلسطين الى لبنان.. ثم الى مصر.. وآخرها محاولة خلية حزب الله انتهاك سيادة وأمن مصر، وتخزين السلاح في سيناء ليكون بمتناول جماعات القاعدة التي ثبت احتضان ايران لمجموعات منها تستخدمها ساعة تشاء ضد ابناء العراق وضد ابناء مصر في شرم الشيخ وفي طابا وفي ذهب وفي أي مكان آخر في الارض المصرية..

والأمر المشترك هنا هو حزب الله وحركة حماس وكلاهما باتا أداة إيرانية في وجه مصر.

بيت القصيد

بسرعة فائقة نجحت مصر في أمرين استراتيجيين بعد كشف التحرك الايراني ضدها وداخل اراضيها:

الأمر الأول: انها في الأمن والقضاء أمسكت بكل خيوط المؤامرة التي ارادتها ايران اختراقاً لأمن مصر وسيادتها واستقرارها.

الأمر الثاني: ان مصر الدولة والمؤسسات والسياسة سارعت وبجهد كثيف لفك الاشتباك في العقل الجمعي المصري بين الشيعة وبين ايران وحزب الله.

نعم ايران على المذهب الشيعي، وحزب الله قتل وقاتل كل مقاومة ناصرية او شيوعية او اشتراكية او حتى شيعية من حركة امل.. حتى يبقى وحده الاداة الايرانية التي تقاتل اسرائيل.. لحسابات لم تعد خافية على احد.. وباسم الشيعة، وهو اليوم يخطف الشيعة باسم مقاتلة اسرائيل من جهة وباسم تحريض كل الآخرين ضد الشيعة ليرميهم في الحضن الايراني.

إلامَ استندت مصر في الفصل بين الشيعة وبين ايران وحزب الله؟

انه تاريخ طويل وعميق.. لا حدود لمداه في العلاقة بين مصر والشيعة، بدءاً من انشاء جمعية التقارب بين المذاهب اثر زواج شقيقة الملك فاروق فوزية من شاه ايران (عندما كان ولياً للعهد) ورغم الطلاق الذي وقع بينهما بعد عدة سنوات، الا ان الجمعية تطورت واستمرت وظل امينها العام ايراني شيعي هو الشيخ محمد تقي قمي ومركزها في احدى فلل حي الزمالك الراقي.

وفي عهد الثورة تطور وضع هذه الجمعية وحرص جمال عبدالناصر على رعايتها وعلى استقبال هيئتها الادارية التي حافظت على تماسكها حتى عندما قطعت مصر علاقتها بإيران اثر اعتراف الشاه باسرائيل عام 1963، وبعد اتهام ايران لعبد الناصر بتأييد ثورة الإمام الخميني الاولى في 15 خرداد/حزيران/يونيو 1963.

في ظل هذه الجمعية اصدر الشيخ محمود شلتوت فتواه بجواز التعبد على المذهب الشيعي، ثم حرص على تخصيص كرسي لدراسة الشيعة في الجامع الازهر، علماً بأنه كان من ابرز اركان هذه الجمعية الساكتة اليوم.

وحتى لا يذهب الفكر بنا ناحية التمييز بين السنة والشيعة في عصر عبدالناصر، وهو العصر الذهبي للقومية العربية، نسارع الى القول ان قناعة وانجاز عبدالناصر الأعظم انه لم يسمح في أي لحظة بالتمييز بين السنة والشيعة في أي بلد عربي.. لكنه كان حريصاً دائماً على التمييز بين ايران وتطلعاتها الشوفينية من جهة وبين تطلعاتها للإدعاء بالتحدث او لاحتضان الشيعة لأنهم ينتمون الى المذهب نفسه الذي ينتمي اليه معظم الايرانيين.

ولم تنشأ هذه النـزعة المذهبية الرافدة للشعوبية الفارسية الا في عهد الجمهورية الاسلامية التي اعتمدت ادوات مختلفة للسطو على الوطن العربي وبلدانه.. ومنها احزاب كالدعوة والمجلس الاعلى في العراق، وحزب الله في لبنان وكذلك الحوثيون منذ عدة سنوات في اليمن فضلاً عن خلايا نائمة في عدد من دول الخليج العربي.. ليصبحوا ادواتها لفرض مشروعها التوسعي الممتد الآن من العراق الى لبنان.

فشاه ايران رغم اعترافه باسرائيل لم يشأ في أي لحظة اعتماد هذه السياسة المدمرة لنسيج المسلمين العرب في البلاد العربية، بل انه لم يمانع ان يكون قائد جيشه المميز اردشير زاهدي بهائياً كما رئيس وزرائه قبل الاخير امير عباس هويدا بهائياً، وحتى حين كان يختلف مع المرجعية الشيعية في قم كان يلجأ الى المرجعية الشيعية العربية في النجف نكاية بمرجعية قم الفارسية.

وبالمقابل لم يكن للشيعة أي حضور انفرادي او مسعى للعزلة عن النسيج الاسلامي العروبي.

فأول امين قطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق كان شيعياً وهو الذي رفع رايات عبدالناصر في العراق في مواجهة التسلط البعثي.. انه فؤاد الركابي (اغتاله صدام حسين داخل سجنه عشية اطلاق سراح مزعوم).

و80% من مقاتلي الجيش العراقي ضد محاولة ايران للسيطرة على العراق خلال حرب 1980 –1988 كانوا من الشيعة (ومن مفارقات القدر ان ايران التي نجحت بأسر عشرات الآلاف منهم خلال هذه الحرب اخضعتهم خلال نحو 20 سنة وعلى مراحل لعمليات غسل أدمغة وترغيب وتهديد حتى شكلت منهم ما سمي بقوات المجلس الاعلى الذي يقوده الآن عبدالعزيز الحكيم وهو المطالب الآن بفدراليات شيعية لفصل الجنوب العراقي عن الوطن الأم).

وشكّل الشيعة في لبنان قاعدة وأساس الحركات القومية العربية واليسارية من محسن ابراهيم ابرز قيادات حركة القوميين العرب، الذي كان جمال عبدالناصر يستدعيه للقاء خاص في القاهرة لمتابعة التحرك القومي العربي في مختلف مراحله، الى كريم مروة أبرز قيادات الحزب الشيوعي اللبناني وأبرز مفكريه حسين مروة الذي قتله حزب الله، بسبب تأييد الاتحاد السوفياتي للعراق خلال حربه مع ايران، وأبرز عقائدييه مهدي عامل (حسين حمدان) الى عبدالله الامين الامين القطري لحزب البعث في لبنان، وموسى شعيب شاعر العروبة البعثي وأمين سر بعث العراق في لبنان ايضاً، الى وضاح شرارة ابرز المثقفين الاشتراكيين والمئات بل والآلاف غيرهم كتاباً وصحافيين وحزبيين وسياسيين.

قبل الحرب الاهلية في لبنان كان مدراء وأساتذة مدارس الجنوب اللبناني بأغلبيته الشيعية الكاسحة من أطر وقيادات حزب البعث بجناحيه والحزب الشيوعي والناصريين الذين يوجهون طلابهم نحو العروبة ويتنافسون داخلها لا نكراناً لها كما يفعل حزب الله اليوم في ولاء شعوبي للفرس على حساب العروبة ولبنان.

لا بل في حمأة الحرب الاهلية كان لدى الاتحاد الاشتراكي العربي وهو ابرز تنظيم ناصري في تاريخ لبنان ثلاثة آلاف عضو عامل في الجنوب الشيعي، وكان التنافس واسعاً وكبيراً بين الاتحاد الاشتراكي وبين حركة الناصريين المستقلين ((المرابطون)) في هذا الجنوب.

وحتى حين اسس الإمام موسى الصدر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1967، بعد محاولات جرت لابقاء الحضور الشيعي جزءاً من المؤسسة الاسلامية الواحدة فإن اول انتخابات لهذا المجلس جاءت بـ 11 عضواً قومياً عربياً ويسارياً من اصل 12 وترك الناخبون من نخبة الشيعة مقعداً واحداً للسيد موسى، اعطي لطبيب لبناني يتمتع بسمعة وطنية جيدة وولاء عروبي اكيد.

ويحمل سجل رجال الدين الشيعة العروبيين في لبنان اعلاماً ساطعة في سماء العطاء الديني والفكري والسياسي والاجتماعي، يأتي في مقدمهم الامام محمد مهدي شمس الدين الذي سجل اعظم انجازاته في دعوة الشيعة العرب في العراق والبحرين والكويت والسعودية ان يكونوا مواطنين عراقيين وبحرانيين وكويتيين وسعوديين.. كما الشيعة اللبنانيين الذين اوصاهم بالوطنية اللبنانية والعروبة دائماً.

حرص الامام شمس الدين على تسوية نزاعات بعض الشيعة مع حكوماتهم من موقع الحرص على الاوطان ناصحاً اياهم بالولاء لها اولاً، خاصة بعد ان نجحت ايران في استقطاب بعضهم، فنجح هو في كسر المشروع الإيراني وظل صامداً إلى أن انتقل إلى رحمة الله، فسقط أمام المشروع الفارسي ابرز عقباته.

ويتابع نائبه الشيخ عبدالامير قبلان المنحى الوطني والعروبي للشيعة في لبنان دون ان ينكر دور المقاومة في تحرير لبنان، مع حرص على الوحدة الاسلامية الحقيقية في لبنان دون تربيح جميل ودون تمييز شعوبي او عنصري اذا جاز استخدام أي من هذين التعبيرين.

ورغم سجل المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله الشيعي في حماية حزب الله والمقاومة، فإن السلطات الايرانية تكن عداء شرساً للرجل الذي يزداد ويتوسع مقلدوه في كل ارجاء العالم الاسلامي.. لأنه مرجع عربي تريد ايران التخلص منه، لافساح المجال لمرجع فارسي منتظر وهي تعادي السيد علي السيستاني في النجف وتنتظر موته لافراغ النجف العربي من مراجعه (السيستاني بلوشي من بلوشستان إحدى قوميات ايران) لنقل المرجعية الى فارسي في قم.

والاثنان فضل الله والسيستاني لا يتبنيان نظرية ولاية الفقيه في بعدها السياسي التي تتبناها ايران وتقيم عليها سلطتها، بل يحصران ولاية الفقيه في الشأن الديني، أي ان نائب الامام – المرجع ينحصر دوره في الدنيا في المسائل الفقهية الى ان يظهر المهدي فيتولى بنفسه الشؤون الدينية والشؤون السياسية.

كل مراجع الشيعة الكبار في لبنان كانوا وطنيين لبنانيين وعروبيين، ومحاربين من ايران سواء في عهد الشاه او في عهد الخميني وخليفته.. من المرجع الكبير السيد عبد الحسين شرف الدين الى المرجع الكبير الشيخ محمد تقي الفقيه واخوته وأبنائه وأحفاده الى السيد احمد شوقي الامين والشيخ ابراهيم السلمان والسيد علي مهدي ابراهيم والمفكر الكبير الشيخ محمد جواد مغنية والشيخ العروبي عبد الحميد الحر (كان عضواً في جمعية التقارب بين المذاهب في مصر) والشيخ سليمان اليحفوفي والشيخ خليل ياسين والشيخ محمود كوثراني الذي كان حزب الله يلاحقه لقتله بتهمة تأييده للعراق في حربه ضد ايران (ابنه الآن الشيخ محمد احد قيادات حزب الله، وربما لجأ اليه لحماية نفسه من جرائم الحزب ضد خصومه) والشيخ محمود فرحات (رحمه الله) وشقيقه الشيخ محمد رضا الذي هرب الى العراق لسنوات خوفاً من تهديدات حزب الله له بالقتل بسبب عروبته.

وفي المجال الفني فإن ابرز من غنى للعروبة وعلمها وجمال عبدالناصر الفنان المطرب الملحن المخرج الشاعر الممثل محمد سلمان، كان شيعياً، وكانوا شيعة ايضاً الاخوة صبّاح المنتجون والموزعون الذين استقروا في مصر وعرفتهم وتعرفهم كل القطاعات الفنية المصرية، وكان ابرز مسرحي عروبي رفيق علي احمد شيعياً ايضاً، وأبرز ملحن لبناني عفيف رضوان كان شيعياً ايضاً وعروبياً حتى العظم.

كان المفكر السياسي منح الصلح يقول: ان الشارع اللبناني في التظاهرات مكون من قاعدة شيعية كاسحة تتقدمها قيادات مسيحية يسارية وتسير على ارض سنية في بيروت وطرابلس وصيدا.

كان الشيعة هم وقود العمل الوطني والقومي واليساري في لبنان، حتى ان بعض الشيعة قادوا عمليات احتجاج يسارية بالقوة المسلحة في لبنان ضد المصالح الاجنبية وأبرزها عملية ((بنك اوف اميركا)) في بيروت يوم 16/10/1973، بعد عشرة ايام من بدء حرب اكتوبر من ذلك العام واحتجاجاً على الدعم الاميركي لاسرائيل في تلك الحرب.

كما ان شباباً شيعياً بلغ به الحماس ضد اميركا وأنظمتها في العالم واستعدادهم للذهاب الى كوبا والقتال مع كاسترو حين تعرضت كوبا لعملية خليج الخنازير عام 1960.

وكان مغترباً شيعياً ذلك الشاب الذي تعرف الاستخبارات المصرية اسمه ودوره في عملية نسف الحفار الصهيوني في غرب افريقيا.

وما زالت ابرز قيادات الاغتراب الشيعية تحرص عندما تأتي الى مصر ان تزور ضريح جمال عبدالناصر لقراءة الفاتحة عن روحه الطاهرة.

هؤلاء جميعاً كانوا يسبحون في بحر العروبة التي رفع راياتها جمال عبدالناصر، والسابحون كانوا عروبيين قبل ان يكونوا لبنانيين، فكيف يذكرون مذاهبهم وهم يقولون انها بيننا وبين الله، وليست علامات تفرقة او تمييز لنا عن الآخرين.

كل قناصل وسفراء مصر في لبنان والعراق يعرفون عروبة الشيعة.. ويدركون ان المشروع الايراني الآن لخطف الشيعة من عروبتهم هو حالة مؤقتة وان علاجها لا يكون الا باستعادة العروبة مكانتها داخل اقطارها اولاً حتى يكون الانتماء لها حضارياً وسياسياً وثقافياً هو الرابط الجمعي بدل السقوط في المذهبيات الحالية..

هذا الرابط الجمعي هو الذي جعل مشايخ العرب الشيعة الدارسين في النجف في العراق يواجهون رجال الدين الايرانيين الذين وزعوا الليموناضة (الشربتي) حين هزم عبدالناصر في نكسة يونيو/حزيران 67، فقد كانوا يقاتلون الشعوبية الفارسية وفي اعماق تفكيرهم وجود عبدالناصر ومشروعه الوحدوي وهم جزء اصيل منه.

وأخيراً،

ان رهان ايران الحقيقي هو على فرض الولاء المذهبي للشيعة بدل ولائهم الوطني والقومي تمهيداً لتحويل ولائهم من اوطانهم الى ايران نفسها.

وكان اول الرافضين هم شيعة العراق ليس بسبب ذكريات الحقد والاستعلاء الفارسي على العرب عبر التاريخ فحسب، وليس بسبب ذكريات الحرب السوداء التي شنتها ايران في ظل الحكم الاسلامي على العراق وطناً ومجتمعاً فقط، وليس بسبب مشاركة ايران للأميركان في احتلالهما للعراق.. ايضاً.. بل وأيضاً توكيداً للولاء الوطني لشيعة العراق لبلدهم، حتى ان عشائر العرب الشيعة الذين اتوا الى القاهرة يمثلون ملايين العراقيين تحضروا لبدء حرب مقاومة ضد الاحتلال الايراني بعد ان ادركوا ان ايران تريد إقامة مستعمرات إيرانية داخل وطنهم استناداً إلى استفزاز الروح المذهبية في مواجهة تطرف القاعدة، مع قناعة بأن إيران هي التي ترسل القاعدة إلى العراق لقتل الشيعة ودفعهم إلى الحضن الإيراني.

وإيران هي التي أرسلت حزب الله إلى مصر لاستفزاز مصر ضد الشيعة ليبقى لهم الحضن الإيراني.

غير ان مصر كما كتبنا تجاوزت هذه المسألة وعملت وتعمل على حماية الجسد العربي من التمزق سواء في مواجهة الفتنة الإيرانية بين فتح وحماس في فلسطين أو بين السنّة والشيعة.. في أي بلد عربي.. خاصة في لبنان.   

 

عن واحة مشيخة قطر الديموقراطية المزعومة

الشراع

تهدر مشيخة قطر سنوياً مليارات الريالات من أجل عقد مؤتمرات تحمل كلها عناوين الديموقراطية، منها بالمشاركة مع التنمية، ومنها بالمشاركة مع الاقتصاد ومنها بالمشاركة مع حقوق الانسان، ومنها بالمشاركة مع الديموقراطية نفسها.

وتدعو قطر في السنة الواحدة آلاف المثقفين والسياسيين والاعلاميين والمسؤولين ملوكاً ورؤساء حاليين وسابقين ووزراء ونواباً من كل دول العالم وتشغل مشيخة قطر صفحات ومساحات اعلامية مدفوعة الاجر في صحف ومجلات ومرئيات وفضائيات عربية ودولية ترويجاً لهذه المؤتمرات.

وتصرف مشيخة قطر مئات ملايين الدولارات على محطة ((الجزيرة)) القطرية – الصهيونية المشتركة للترويج لحقوق الانسان والدفاع عن الحريات، ونبش امراض العرب والمسلمين الخامدة لاشعالها فتناً ومذهبيات وتحريضاً بين القبائل ومع الاقليات ضد الاكثريات.

وتتباهى مشيخة قطر بديموقراطيتها رغم ان الشيخ حمد بن جاسم بن جبر هرب من سؤال عن حق المشاركة الشعبية القطرية بالقرار، وهل وافق الشعب القطري على العلاقات التي اقامتها مشيخته مع العدو الصهيوني.

مشيخة تبيع الدنيا وتشتري منها احاديث عن الحرية الاعلامية.. ولا تحتمل كلمة واحدة او واقعة واحدة تصدر هنا او هناك عن شأن داخلي قطري.

عندما كتبنا عن الشيخة موزة ودورها في شراكة الحكم مع بعلها حاكم المشيخة حمد بن جاسم آل ثاني صادرت السلطات القطرية ((الشراع)) ثم فرضت رقابة مستحيلة على المواقع الالكترونية التي نشرت موضوع ((الشراع)) الرئيسي في العدد الماضي، ثم شنت حملة على كل من يتداول هذا الموضوع الذي نسخ منه الآلاف وزعت في كل انحاء قطر.. وكان معظم قرائه ومتداوليه من القطريين، خاصة بين العائلات التي جرى طرح اسمائها في صراعات اهل الحكم.

واشتكى سفراء مشيخة قطر خاصة في لبنان ومصر وعواصم عربية اخرى من مقال رئيس التحرير عن الشيخة موزة، وهددوا بالويل والثبور وعظائم الامور.

كل هذا لأن مقالاً واحداً نشر في ((الشراع)) عن مشيخة قطر، ولم يعجب حكامها، فاستشاطوا غضباً، وشكلوا خلية نحل - عمل في وزارة الخارجية وتحركت وزارة الداخلية، لملاحقة تداول هذا المقال.

ونحن نعتقد انها هذه هي الصورة الحقيقية لمشيخة قطر، لا ديموقراطية، ولا حريات ولا حقوق إنسان ولا احترام للرأي الآخر، لا قدرة على تحمل كلمة نقد واحدة، فكيف إذا كانت معلومة حقيقية لا تملك كل أجهزتها رد حرف واحد منها.

نعم، هناك خوف من كل رأي آخر يكشف للمسؤولين القطريين أنفسهم ان صرف مليارات الدولارات لتنظيف صورتهم عن الحريات والديموقراطية واحترام الرأي الآخر يذهب هباء منثوراً طالما ان الجزع والفزع يسيطران على سلطات المشيخة التي تتلقى حمايات أميركية – إيرانية – إسرائيلية.. وتعجز أمام مقال واحد في مجلة لبنانية، وليس أمام مرئية واسعة الانتشار والبث كما ((الجزيرة)) الصهيونية مثلاً.

بعض الخبثاء خرج بنظرية بعيد قراءة ومتابعة سلوك سلطات مشيخة قطر، اثر مقال ((الشراع)) قالوا: ان أخطر ما كشفته ((الشراع)).. ليس فقط دور موزة وعائلتها وابنيها وصراع العائلات القطرية.. بل ان القطريين أنفسهم استفاقوا فجأة إلى ان هذه المليارات لم تستطع أن تغطي ملمتراً واحداً من مساحة العيوب القطرية، ليصلوا إلى ان هدر هذه المليارات مقصود لذاته، فهو نهب من ميزانية القطريين (والبعض يقول والمسلمين والعرب.. تحت عنوان انها أرض وقف إسلامي كما هي فلسطين مثلاً..) لمصلحة الجيوب المنتفخة أصلاً كالاوداج والكروش.

ففي رأي هذا البعض.. قد يكون مؤلماً ما نشرته ((الشراع)) عن أوضاع قطر الداخلية لكن المقابل ان ثروات أصحاب السلطات تتزايد سواء بعقد هذه المؤتمرات.. أو بالنهب المنظم الداخلي الذي يذهب ضحيته كل يوم ابناء عائلات صغيرة، أو مكلومة أو مقاولون أو عاملون وافدون من بلاد عربية عديدة.. كما يفعل علي المسند شقيق موزة مع العاملين الذين لا يدفع لهم حقوقهم. وكله تحت عناوين الديموقراطية المزعومة.   

     

الاتهامات الباطلة

ميرفت سيوفي/ الشرق

أغرب ما سمعه اللبنانيون في هذه "الهوجات" الانتخابية، الكلام "المستغرب"، والذي يحاول أن يتسلل ليجد لنفسه مكاناً على الساحة، بعدما أطلقه النائب عن حزب الله حسن فضل الله من دون أدنى مسؤولية ووعي في ظل جو مشحون انتخابياً، فمن حيث لا يدري يؤسس حضرة النائب لفتنة مذهبية "مروّعة"، لمجرد أنه محتاج لخطاب انتخابي!!

 والأغرب من هذا الكلام، أن معظم نواب حزب الله يريدون أن يفرضوا على كل المرشحين للانتخابات "شريطاً لاصقاً" ليكمّ الأفواه في معركة سياسية انتخابية تحت عنوان "عدم التصويب على المقاومة"، هذه الازدواجية التي يُعاني منها الحزب بين رغبة جامحة في السيطرة على مفاصل لبنان السياسية كلّها، ووضع اليد بشكل غير مباشر على كل السلطات في انتظار اللحظة المواتية، يواجه كلّ من يقوم بردّ سياسي على هذا المشروع بتهمة "التصويب على المقاومة"!!

 أوّل المروّجين لهذه النظرية كان المرشّح نوّاف الموسوي، وهذا الأسلوب "غير سياسي" البتة، وهو حجة عاجزة ضعيفة، خصوصاً أن مرشّحي الحزب يكثرون من كيل التهم لفرقاء سياسيين وتخوينهم واتهامهم بالتآمر على المقاومة أكثر بكثير مما يتحدثون عن برنامجهم الانتخابي!!

 أول أمس، ذهب النائب حسن فضل الله إلى إطلاق اتهام مخيف، غير مقدّر لعواقبه على الإطلاق، ومن المفترض أن تتم مساءلته عمّا يملك من معطيات، فإذا ما كان كلامه على عواهنه على اللبنانيين أن يتنبهوا إلى أي حدّ البعض في  حزب الله مستعد لإشعال حرائق مذهبية، من دون أن يكون مُدركاً لخطورة ما يُقدم عليه!! إذ بعد سلسلة ردود محقّة جاءت مستنكرة للخطاب الذي هز الشارع اللبناني عندما وصف أمين عام حزب الله 7 أيار باليوم المجيد، رابطاً فيه ما بين 17 أيار 1983 و7 أيار 2008 ومتجاهلاً أن أول إشارة اتهام بالتحضير لـ17 أيار جديد خرجت من دمشق ومن مجلس الشعب السوري على لسان الرئيس السوري في خطاب إعلانه انسحاب الجيش السوري من لبنان، بعد وجود "موقت" دام ثلاثين عاماً!! وتهمة التآمر جاءت أيضاً من دمشق سابقة حزب الله في خطاب استثمار النصر الإلهي الشهير في آب العام 2006، عندما وصفت القيادات اللبنانية بأنها "منتج إسرائيلي"!! ما زال خطاب حزب الله ونوابه يدور في هذا الفلك ولم يتجاوزه ويُردد كلام الوصاية التي تخوض معركة عودتها إلى لبنان في انتخابات العام 2009!!

أول أمس اتهم النائب حسن فضل الله قيادات وجمهور 14 آذار بأنهم يشنّون حملة على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله هي حملة تحضيرية تشبه اغتيالاً معنوياً تمهيداً لاغتياله جسدياً!! هذا كلام خطير ومعيب، وحزب الله أدرى الناس أن الراغب الوحيد في اغتيال السيد حسن نصر الله هو العدو الإسرائيلي وأنه حاول جاهداً الوصول إليه، هذا كلام خطير بحق فرقاء سياسيين لبنانيين، وخطير جداً لأنه يؤسس لجو نفسي قد يُحرق الشارع اللبناني في حال تعرّض السيد لأي مكروه من العدو - لا قدّر الله - وفي ظل انكشاف حالات خرق أمني جدي جداً لأمن حزب الله مع انكشاف شبكة مروان فقيه في النبطيّة!!

 ثمّة نائب لم يجد ما يدافع به عن خطأ سياسي ارتكبه السيد حسن نصر الله عندما تحدّى مشاعر اللبنانيين وأهل بيروت والطائفة السُنية معتبراً غزو بيروت يوماً مجيداً، فكانت الردود السياسية متناسبة مع هذه "المقولة"!! أما أن يصبح القمع بتهم التخوين والتآمر والعمالة هو السلاح السياسي الوحيد الذي يواجه به نواب حزب الله النقد السياسي لخطاب سياسي، وأن يبلغ "جهل" البعض بخطورة ما يبثونه في نفوس اللبنانيين، كلّ هذا يشير الى أن على الحزب "إعادة" تقييم أداء نوابه ومنطقهم السياسي العاجز في هذه الحملة الانتخابية، وأداء بعض مرشحيه الذين لم نسمعهم بعد يحاورون أو يحدثون جمهور الناخبين عن برنامج الحزب السياسي، بل يستثيرون غرائزه بزرع فكرة واحدة وحيدة "اللبناني الآخر يستهدف المقاومة"، والآن زاد النائب حسن فضل الله تهمة التحضير لاغتيال السيد معنوياً تمهيداً لاغتياله جسدياً!! يريدنا - بسذاجة شديدة - أن نصدق وبعد فشل إسرائيل بكل استخباراتها وشبكات جواسيسها أن تخلص لاستهداف السيد، يريدنا أن نصدق بأن فريقاً لبنانياً يُحضّر ويسعى إلى ذلك!!  عيب" يا حضرة النائب هذا الكلام يسيء لكم قبل أن يسيء إلى اللبنانيين الآخرين، فالاختلاف في السياسة ضرورة ديموقراطيّة، وقد حان الوقت للكف عن توزيع تهم العمالة والخيانة على اللبنانيين كأنها "هدايا العيد"!!

 

حسن نصر الله ودفاعه المستميت عن ولي نعمته الإيراني؟

النظام الإيراني هو نظام مغتصب للارض العربية ومستبيح لدماء أبناء الأمة ومغامر جشع

السياسة الكويتية/داوود البصري

في ما يسمى "المؤتمر الدائم للمقاومة" الذي عقد في بيروت يوم العشرين من مايو الحالي أطل علينا زعيم "حزب الله" اللبناني- الإيراني من خلف الدائرة التلفزيونية المغلقة ليلقي خطابا كنا نتوقع أن يتضمن مبادرة من نوع ما للتسوية مع الحكومة المصرية, وإنهاء المشكلة العالقة والاعتذار للشعب المصري عن التدخل الفج في شؤونه الداخلية ودعم الجماعات الفوضوية و الإرهابية التي تحاول تعكير الحالة الأمنية لا في مصر فقط بل في عموم المنطقة, فإذا بالسيد بعد طول كلام عن القيم و الثقافة يتطرق لتناول الدور الإيراني في دعم المقاومة و يسهب في كيل المديح العارم واستعارة روب المحاماة للدفاع عن سياسات النظام الإيراني التخريبية في المنطقة ويحذر في الوقت نفسه من نزاع عربي-إيراني أو سني- شيعي! متناسيا إن من أثار تلك الملفات و عمق الحروب الطائفية و أزاح الغبار عن مشاحنات التاريخ المندرسة وتعمق في إيذاء الأمن القومي العربي هو النظام الإيراني لا غيره بالدرجة الأولى والأساس!

و"السيد" حينما يدافع باستماتة وشراسة عن نظام ولي نعمته الولي الفقيه الذي يقبل أياديه علنا وجهارا ويبايعه في السراء والضراء وفي جميع الأحوال يتناسى أو يغمض عينيه عن حقيقة الممارسات العدوانية الإيرانية التي توفر غطاءا إعلاميا كبيرا لدعم المقاومة في لبنان وفلسطين, وتدفع المليارات من أجل إقامة مواقع دفاع ايرانية متقدمة في العالم العربي ولكنها في الوقت نفسه وفي ساعة الحقيقة لا تواجه أحدا من أعداء العرب و المسلمين إلا من خلال المذياع وبنادق الآخرين و دمائهم؟

فهل اشتبك الحرس الثوري الإيراني المقيم في سورية والبقاع سابقا مع أي قوة إسرائيلية؟ هل رأينا طلائع "الباسداران والباسيج" وهم يتسللون للجولان لمحاولة التحرش فقط بالإسرائيليين ولا أقول تحريرها؟ هل دفع الإيرانيون دما عبيطا من أجل الدفاع عن أهلنا في غزة أو جنوب لبنان أو جنين أو أي مكان آخر؟ لقد جعل نصر الله من الإيرانيين بمثابة ملائكة ورسل للرحمة و العطاء!!

ولكنه وهو يمتدحهم وينمي استثماراته الدولية و يختلق زعامة كبرى تناسى بالكامل ما يفعله حلفائه وأولياء نعمته أقطاب النظام الإيراني في العراق المدمر والمبتلى باحتلالين غاشمين هما الأميركي والإيراني, خصوصا وإن الاحتلال الإيراني أشد وأمضى من الاحتلال الأول الزائل لا محالة, بينما الإيرانيون قد حققوا انتقامهم التاريخي عبر برودهم المعروف وعبر تسللهم المنهجي وتربيتهم للأفاعي العراقية السامة التي تمكنت للأسف من نفث سمومها في شرايين العراق الممزقة بسبب الفاشية والديكتاتورية و سنوات الضياع والحصار وبقية الحماقات التي أقدم عليها نظام صدام البائد وكلفت العراق والأمة العربية الشيء الكثير والكثير جدا, هل يغمض "السيد" عيونه عن موبقات السياسة الإيرانية في العراق من دعم للمجاميع الإرهابية الخاصة ومن إحتضان وتربية لثعابين الإرهاب الطائفي سواءا من خلال المجاميع الشيعية المغالية و الضالة أو مجاميع القاعدة والقوى التكفيرية المجرمة التي جعلت من إيران وحرسها الثوري بمثابة الاحتياطي الستراتيجي في حرب تشظية المنطقة وإثارة الفوضى؟

ثم لماذا لا يلتفت "السيد" قليلا ويتابع حالة العطش والجفاف التي يعيشها أهله العرب في جنوب العراق وحتى شماله وهم يعانون من سياسة "التعطيش" ومنع المياه التي يمارسها الحكم الإيراني بعد أن منع مياه نهر الكارون العربي الأحوازي من الانسياب في نهر شط العرب!

الحالة نفسها تنطبق على مجاري الأنهار الإيرانية في شمال العراق؟ لماذا لا يناقش السيد أطنان المخدرات الإيرانية التي غزت العراق وجعلته أشبه بالحالة الصينية أيام حرب الأفيون الشهيرة؟ أم أن مخدرات "أتباع السيد" في البقاع ستتضرر فيما لو التفت لهذا الجانب؟ لماذا تناسى السيد الذي ينام وأتباعه على عوائد مالية خرافية هي من لحم أكتاف الشعب الإيراني المنهوب الذي يبدد حكامه ثروته الوطنية على أتباعه ومغامراتهم في العالم معاناة أهله من عرب الأحواز الذين يناضلون لنيل حقوقهم بعد أن تفنن نظام الولي الفقيه في نزع عروبتهم و محو لغتهم وإحلال لغة القمع والمشانق والإرهاب؟

أليس من حق الشعب العربي الأحوازي المقاومة لإنتزاع حقوقه الوطنية والقومية السليبة؟ ولماذا يحرم "السيد" على الأحوازيين ما يحلله لنفسه ولأتباعه من المغامرين؟ ثم ماذا عن العدوانية الإيرانية وغطرستها في التعامل العدواني مع عرب الخليج العربي و التصريحات المتكررة للعديد من أهل العمائم الإيرانية الكبرى حول فارسية البحرين و الخليج العربي و شراستها في التعامل مع مطالبات دولة الإمارات العربية القانونية بحقوقها التاريخية في جزرها المحتلة؟

ألا يرى "السيد" إن مناورات الحرس الثوري السخيفة بقواربهم المطاطية المضحكة ضد عرب المنطقة هي أكثر من رسالة استفزاز وإهانة للعالم العربي؟

من حق "السيد" أن يشكر جماعته في النظام الإيراني على عطاياهم المليارية لشخصة وحزبه وتنظيمه الذي هو في النهاية حصان طروادة إيراني في الجسد اللبناني والعربي, ولكن ليس من حقه أبدا خلط ألأوراق والمزايدة على حقوق الآخرين ووطنيتهم, فالوطنية ليست حكرا ولا وقفا خاصا بحسن نصر الله وأتباعه الذي قبل أن يرمي الآخرين بالزجاج عليه أن يهتم ببيته المليء بالثقوب.. النظام الإيراني الحالي الذي يستميت السيد في الدفاع عنه هو في النهاية نظام مغتصب للأرض العربية و مستبيح لدماء أبناء الأمة العربية و مغامر جشع ويلعب لعبة دولية واضحة هدفها تدمير العالم العربي من الداخل, وما حزب حسن نصر الله إلا احدى الأدوات الفاعلة في ذلك المخطط الخبيث, إنها غيض من فيض الحقائق التي يحاول السيد المتهور حجب حقائقها عن العالمين.

 

الوزير باسيل احال على القضاء ملفا موثقا عن جرائم مالية في الخليوي:

الخسائر تفوق المليار دولار وملفات سوداء منذ العام 1994 بكل الوقائع والارقام

واتمنى الا يرمي القضاء القضية في الادراج ويعتبر انه لن يسأل احد عنها يوما

يرتكبون المخالفات ثم يستحصلون على غطاء من مجلس الوزراء ونحن شهود على ذلك

حولنا في العام الماضي 10 شركات مخالفة الى النيابة ولم نتبلغ عنها شيء بعد

فليتهم المرتكب ويحاسب ولتبرأ ساحة من جرى الافتراء عليه واعرف انهم من الاوادم

وطنية - 22/5/2009 عقد وزير الاتصالات المهندس جبران باسيل، في مكتبه في الوزارة ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن فضائح الخليوي.

وقال: "نعقد هذا المؤتمر الصحافي من موقعنا كوزير مسؤول عن ادارة عامة تمت فيها ارتكابات وجرائم مالية في فترات سابقة. عند استلام مهامي في الوزارة وصلني طرف اخير من هذه الارتكابات اتاح لنا ان نلتقط اول الخيط ورصدناه في احدى جلسات مجلس الوزراء. وتمكنا من امساك الموضوع بالكامل من خلال طرف الخيط هذا. البعض قد يقول ان التوقيت انتخابي، وتذكرون انه عندما تم تناول موضوع الخليوي على خلفية المناقصة التي اجريت في شباط الفائت، قلت حينها اني لم اكن التفت الى الوراء انما طرح هذا الموضوع وتجمعت لدي من داخل الادارة ومن معلومات اخرى، كمية من المعلومات لم يعد جائزا السكوت عنها، بل من واجبي الافصاح عنها بالطرق القانونية المناسبة. هذه سابقة، فللمرة الاولى يتخذ وزير وهو في ولايته الوزارية، صفة الادعاء امام القضاء على امور حاصلة في وزارته، وتاليا يفتح ابواب الوزارة للقضاء لتصبح كل الملفات متاحة امامه. وهناك من اعتقد سابقا انه في استطاعته ارتكاب المخالفات من دون ان يأتي يوم المحاسبة، وانه خارج المساءلة والمحاسبة. واتمنى ايضا الا يرمي القضاء القضية التي ارفعها اليوم امامه في الادراج، ويعتبر انه لن يأتي يوم يسأل احد فيه القضاء لماذا لم يتحمل مسؤولياته في هذا الخصوص. وانا اليوم لا اقدم اخبارا بل ارسل الى القضاء رسميا بصفتي وزيرا، لاعلمه عن مخالفات مالية، وهي يا للاسف ملفات سوداء موثقة بالكامل من تاريخ بدء الخليوي وتتضمن كل المستندات والوثائق والوقائع والارقام. والقضية لا تحتمل "ضب" في الجارور، ونعلم اليوم المدعي العام التمييزي والنائب العام المالي وديوان المحاسبة والنيابة العامة لدى الديوان. وكلنا ثقة ان المدعي العام التمييزي عند استلامه هذه القضية سيعمل على تحريكها، علما اننا في الكتاب المرسل اليه اشرنا الى ان هذا الملف في حاجة الى مزيد من التدقيق والتحقيق، ونحن جاهزون لتوفير كل المعطيات المطلوبة، ونحتفظ بحق الوزارة بالادعاء المباشر في ضوء التحقيقات التي ستجري.

اليوم، لا نتخذ صفة الادعاء تجاه احد ولا نستهدف احدا، ومن الممكن ان تطال هذه المواضيع خصوما سياسيين او اصدقاء سياسيين، وهذا امر لا يعنيني، وكل من ارتكب مخالفات يجب ان يساءل بالحد الادنى لان هناك اموالا هدرت على الخزينة والمواطنين، ويجب ان يعمل على استعادتها، وفي حال لم يكن لاناس علاقة فسيبرأون ولن يكونوا موضع شبهة او مساءلة. واغلاق هذا الملف قضائيا فيه انصاف للجميع.

سأفصل محتويات هذا الملف، علما انني لا اتناول لا الشركات ولا شخصا معينا، وفي النهاية في حال حققت شركتا الخليوي السابقتان ربحا اضافيا، فالحق على الدولة وعلى مجلس الوزراء والوزراء ورؤساء الحكومات وكل من كان يشغل الصفة العامة، وهؤلاء من يتحملون المسؤولية نتيجة التقاعس:

-المخالفات عند التلزيم:

في 25 شباط 1994 اتخذ مجلس الوزراء القرار رقم 7 والذي قضى باعتماد شركتين لكي تتنافسا في سوق لبنانية حرة وتغطيا الخليوي في كل الاراضي اللبنانية. وحددت نسبة الربح المئوية للدولة بـ 20% عن السنوات بين الاولى والخامسة، و30% عن السنوات السادسة والسابعة والثامنة، و40 % بين التاسعة العاشرة و50% من الحادية عشرة الى الثانية عشرة. لاحقا وبعد التلزيم اخذ مجلس الوزراء في 26/5/1994، قرارا بأن يجعل حصة الادارة 20% عن السنوات بين الاولى والثامنة و40% بين السنتين التاسعة والعاشرة، بمعنى ان مجلس الوزراء بعد انتهاء التلزيم حرم الدولة اللبنانية 10% من حصتها من السنوات بين الخامسة والثامنة. ومترتبات هذا الاجراء كخسائر على الخزينة هي 138 مليون دولار".

أضاف: "التنازل عن ايرادات الدولة:

-كانت حصة الادارة من كل الايرادات غير الصافية هي 20% وتدرجا وصولا الى الـ 50%. عند تنظيم عقدي الـBOT في حزيران 1994، تنازلت الدولة عن قسم من ايراداتها واقتصرت حصتها من الخدمات الخاصة على مدة استخدام الهواء Air Time، أي تم استثناء كل الخدمات الاخرى، كالرسائل القصيرة والكليب والكلير وكل الخدمات التي توفر مداخيل غير قليلة.

-تحرير رأسمال:

كان واضحا ان تحرير رأس المال بكامله يجب ان يتم قبل بدء سريان العقد، أي قبل 31/8/1994. واي شركة تتقدم الى مشروع من هذا النوع عليها ان تقدم التزامات وضمانات منها رأسمال محرر بما يعادل 30 مليون دولار اميركي. لاحقا تم توقيع اعلان مشترك بين الوزير المعني واحدى الشركتين، وطبق هذا الشيئ لاحقا على الشركة الثانية، قضى بأن يصار الى تقسيط الرأسمال، وفي هذا الامر مخالفة كبيرة، والا يصبح في امكان أي شخص ان يتقدم الى المناقصة. وكان من المفترض ان تبني الشركة من اموالها الشبكات. وفي الملف تفصيل كامل عن تحرير الرأسمال بالنسبة الى شركتي "إف ت إم إل" وليبانسيل عن الاعوام 1994 و1995 و1997 و1998، علما ان احدى الشركتين لم تحرر كامل رأسمالها حتى تاريخ فسخ العقد، وبقي عليها 9 مليارات و280 مليون، وهذه فضيحة كبيرة تم السكوت عنها، وآثارها المالية المباشرة على الخزينة تقدر بـ 4.629 مليون دولار.

-المخالفات اثناء التشغيل:

وما اكثرها، وهي:

1-تحرير الرأسمال،

2-حصة الدولة من الايرادات الاجمالية،

3-حصة الدولة من النظام الجوال Roaming حيث وضعت الشركتان على المشتركين تكلفة اضافية ولم تعط الدولة حصتها، تماما كما حصل مع الاتصالات الدولية في زمن ادارة شركة "فال ديتي" لـ "الفا"، حيث كانت هناك زيادة على المواطنين تقارب المليون دولار.

4-الاشتراكات المدفوعة مسبقا التي لم تتمكن شركة KPMG من تقديرها، علما ان هذه الاشتراكات شكلت في مرحلة من المراحل 60% من المداخيل، ولم يحدد المبلغ الذي استوفته الدولة عن هذه الاشتراكات.

5-رسم الـ 10 ليرات من المخابرات بين الشبكة الثابتة والشبكة الخليوية،

6-الاضافات والتي شكلت في مرحلة من المراحل 5 سنت.

7-الرسم البلدي على رسوم التأسيس.

8-مسك الحسابات.

9-تقرير KPMG الذي بنتيجته خلص الى وجود 10 نقاط لم تتمكن الشركة من التدقيق الكامل في حسابات شركتي الخليوي، علما ان KPMG على رغم انها تحدثت في تقريرها عن مخالفات كثيرة، اشارت الى ان التقرير غير دقيق وغير كامل.

وفي النتيجة تبلغ الآثار المالية لهذه المخالفات، 40 مليون و780 الف دولار عند شركة ليبانسيل، و45 مليون و481 الف دولار عند شركة "إف ت إم ال" FTML، بجموع يقارب الـ 96 مليون دولار. وهي المخالفات التي تمكن تقرير KPMG من احصائها".

وتابع وزير الاتصالات: "-المخالفات بسبب استعمال رسوم التأسيس:

يذكر البنانيون انهم دفعوا 500 دولار لقاء اقتناء الخط الواحد. وكان من المفترض ان تنشأ كل من الشركتين شبكتها من اموالها الخاصة. لكن الذي حصل ان الشركتين بنتا شبكاتها بأموال اللبنانيين. كما ان دفع المواطن رسم التأسيس كان يجب ان يدخل ضمن رسوم وتكاليف التجهيز والانشاء، الا ان الشركتين احتسبتا مبلغ الـ 500 دولار عن كل خط من ضمن رسوم التشغيل، فأعطتا الدولة 20% لكنهما لم تدفعا عليها 10% المحتسبة كرسم بلدي. في المقابل، وعند فسخ العقود، عادت الدولة ودفعت الى الشركتين تعويضا عن الفسخ في ما يتعلق برسوم التأسيس والتجهيز والانشاء، علما ان المواطن هو من دفع هذه الرسوم وليست الشركتان. وفي هذا الامر مخالفتان.

-المخالفات عند فسخ العقد مع كل من الشركتين:

في 14/6/2001، صدر قرار بفسخه العقد مع الشركتين، وكان العقد في صدد الدخول في سنته الثامنة، حيث تنتقل ايرادات الدولة من 20 الى 40%. وفسخ العقد من دون أي مناقشة لسلامته او لارتداداته على الدولة. وهناك مهزلة حصلت في هذا الموضوع. فسخ العقد وصدر القرار بدفع 68 مليون دولار الى ليبانسيل و112 مليون الى "اف ت إم إل". وذهبت الشركتان الى التحكيم الدولي، وجميع من تابع الملف في حينه يدركون العورات التي اعترته، من عدم دفع تذكرة السفر لمحاميّ الدولة الى عدم توفير الامكانات لهم، في مقابل مكاتب محاماة دولية. ثم تبيّن لاحقا، وهذه فضيحة قائمة بذاتها، ان الدولة اعتمدت مكتب محاماة او احد المحامين الذي هو في الوقت نفسه عامل في مكتب آخر لشركة هي موكلة عن احدى شركتي الخليوي. وهذا تضارب فاضح. واشير الى ان التحكيم الدولي لا يعفي احدا، جزائيا، من ارتكابات وجرائم مالية قام بها.

اذن، دفعت الدولة عند فسخ العقود 68 مليون دولار الى ليبانسيل و112 مليون الى "اف ت إم إل"، ثم اعطى التحكيم 244 مليون دولار لـ ليبانسيل و266 مليون دولار لـ "إف ت إم ال". وعندها ذهب وزير الاتصالات في حينه الان طابوريان الى مفاوضة الشركة الفرنسية وخفض بالاتفاق معها المبلغ الى 96 مليون دولار. وبنتيجته حصلت "إف ت إم ال" على 96 مليون دولار زائد 112 مليونا، بما يساوي 208 ملايين. اما ليبانسيل فطلبت لاجراء المخالصة مع الدولة ان تحصل على المبلغ المساوي لما حصلت عليه "إف ت إم ال"، أي 66 مليونا زائد 140 مليونا. وفي حينه قرر مجلس الوزراء، عند عرض المخالصة، ان تتساوى الشركتان في المبالغ، ما جعل "إف ت إم ال" تطالب بالفارق بين الـ 140 مليون دولار التي حصلت عليها ليبانسيل والـ 96 مليونا التي حصلت هي عليها. فإستحصلت "إف ت إم ال" بعد مفاوضة الدولة على 30 مليون دولار اضافية. وبذلك بعد الكر والفر هذا، دفعت الدولة نحو 450 مليون دولار لانهاء المخالصة مع الشركتين".

وأردف: "-المخالفة الاخيرة:

تضمن الاتفاق في مجلس الوزراء في العام 2006 على عقد مخالصة ومصالحة مع "إف ت إم ال"، اضافة وهي مساواة الشركتين في قبض الاموال المذكورة سابقا. وعندما ذهبت وزارة الاتصالات بتكليف من مجلس الوزراء لتوقيع العقد مع "إف ت إم ال"، عدل مجلس الوزراء العقد لاعفاء الشركة من الضرائب والرسوم، والامر انطبق ايضا على "ليبانسيل" بموجب المساواة بظلم الدولة والمواطنين. وعند وصولي الى الوزارة طرح في مجلس الوزراء بند لاعفاء الشركتين من 73 مليار ليرة كضرائب ورسوم. اعترضت على الامر، لكن كان سبق للدولة ان دفعت للشركتين الاموال من دون حسم الضرائب والرسوم. قد يقولون ان هذه المخالفة غطاها مجلس الوزراء، لكن الحاصل ان كل المخالفات يغطيها مجلس الوزراء، فيرتكبون المخالفة ثم يستحصلون على غطاء من مجلس الوزراء. ونحن شهود على كيفية حصول هذه الامور في مجلس الوزراء. وهو اصبح المركز الذي يحصل فيه اكبر كم من المخالفات والارتكابات.

نموذج من المخالفات اضافية

عند المرحلة الاولى من فسخ العقد في حزيران 2001، صدر القرار رقم 1 في مجلس الوزراء في 2/8/2001 (رقم المحضر 34)، وفيه ان المجلس وافق على "مشروع القانون المرفق الرامي الى الاجازة لمجلس الوزراء منح رخصتين لتقديم خدمات الهاتف الخليوي لمدة 20 سنة وفقا للصيغة المقترحة من الوزيرين". ثم فوجئ المعنيون بمحضر ثان يحمل التاريخ والرقم ذاته، اضيفت اليه عبارة "على ان تستمر كل من الشركتين المتعاقدتين حاليا مع الوزارة بتنفيذ العقد الى حين اتخاذ مجلس الوزراء قرارا بمنح الرخصتين بنتيجة استدراج العروض العالمي". بنتيجة هذا الامر، استمرت الشركتان في تشغيل الشبكات من شباط 2002 الى ايلول 2002 بموجب الشروط نفسها، أي استمرتا في الحصول على كل ايرادات الدولة على ان تسددا لها 20% من الايرادات على الهواء Air Time. وبإحتساب بسيط يتبين ان الدولة خسرت ما يفوق الـ 120 مليون دولار. وفي ايلول 2002 اقر مجلس الوزراء اتفاقا لادارة الشبكة بكلفة شهرية 7.5 مليون دولار لكل شركة، واستمر هذا الاجراء الى حين اجراء المناقصة، وبدء نظام ادارة شبكتي الخليوي.

وفي الخلاصة، اقدمت الدولة على فسخ عقدي الـ BOT وحرمت نفسها من الـ 40% من مجمل العائدات، ثم دفعت تعويضات للشركتين مقابل فسخ العقد ومن ضمنها الانشاءات والتجهيزات، وكذلك منحت الدولة الشركتين 8 الى 9 اشهر اضافية للعمل بالشروط نفسها لتحصلا اموالا اضافية وتحرما الخزينة منها".

مليار دولار خسائر

وقال الوزير باسيل: "بنتيجة هذه المقاربة، تقدر الخسائر التي منيت بها الدولة بمليار دولار، فلنتبصر في قيمة المليار دولار في العام 1994، وفي الفوائد المترتبة التي دفعتها الدولة اللبنانية. واذكر ان مجمل الدين العام في العام 1994 كان 1.8 مليار دولار، فيما نحن راهنا بدين 50 مليار دولار. ونحن في قطاع يدر على الخزينة ما يفوق المليار دولار سنويا. فلننظر الى حجم هذه المخالفات ومفاعيلها على الخزينة.

لذلك ارفع هذا الملف الى القضاء، وهو بحاجة الى استكمال، وسأكتفي بما اوردت اليوم كي لا يعطى هذا الموضوع تفسير آخر، انما بعد الانتخابات النيابية سنتابع مع الاعلام هذا الامر، خصوصا ان ولاية الحكومة تنتهي في 20 حزيران وهناك ايضا فترة لتصريف الاعمال. ونحن مستعدون لتزويد القضاء ما يطلبه. ونحن نستكمل الملف، وتحتفظ الوزارة بحق الادعاء على كل من تثبت مسؤوليته، ولا اصلاح من دون محاسبة ومن دون قضاء فاعل ومتحرك ونزيه ويشكل الحماية للجميع".

حوار

وردا على سؤال قال الوزير باسيل: "في ايلول 2008 حولت عبر هيئة القضايا الى النيابة العامة التمييزية 10 شركات تم ايقاف خطوطها الهاتفية بتهمة التخابر الدولي غير الشرعي، واهدار اموال كبيرة على الخزينة. لكن لم يسجل أي تحرك، فذكرنا القضاء مرتين خطيا ولم نتبلغ بعد أي رد، علما ان اصحاب الشركات معروفون بالاسم. كما ان هذه الشركات ارتكبت مخالفة ثانية بعدما توقفت عن دفع متوجباتها للوزارة".

اضاف: "ان مرحلة تيئيس اللبنانيين ستنتهي في 7 حزيران. وسيبدأ الاصلاح الحقيقي، وآمل ان تكون البداية من القضاء، كي يتحرك القضاة النزيهون، وما اكثرهم".

سئل: هل سيخضع هذا الملف لتسوية سياسية؟

اجاب: "هذا اول ملف جدي وموثق يقدم الى القضاء من قبل وزير. وانا اخرجته من التداول السياسي والانتخابي لاضعه في يد القضاء بدليل اني لم اسم، في عرضي الملف، احدا. ويمكن لاي قاض ان يبدأ التحقيق في الوزارة منذ العام 1994 حتى اليوم، وهي مفتوحة امام القضاة للاطلاع على كل الملفات، وانا لا اغطي احدا. ولا شيئ يمنع ان هناك مخالفات تحصل في الوزارة من دون علمي. ونحن لا نتوانى عن اتخاذ كل الاجراءات لمنع أي مخالفات".

سئل: قلت ان مجلس الوزراء هو الذي يغطي المخالفات. فهل ستطال التحقيقات رؤساء ووزراء؟

اجاب: "بالحديث عن الرؤساء والوزراء ليس من المنطقي ترحيل هذا الملف الى مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء حيث لا محاكمة. المطلوب ان يتحرك القضاء. وعلى المرتكبين وما اكثرهم ان يلتزموا الصمت على الاقل، في هذه المرحلة".

وردا على سؤال، قال الوزير باسيل: "انا اضع الملف امام التحقيق، ولست من يحدد ما يحق للدولة وما لا يحق لها، بل القضاء يحدد ما الذي يمكن استرجاعه. وثمة سوابق كثيرة عالميا عن استرداد اموال ضاعت من جراء اختلاسات مالية. كما جرى التفريط بالسيادة والاستقلال ولم يكن احد يصدق انه في المستطاع استردادهما، وقد فعلنا، وكما جرى التفريط بمقاعد نيابية وعدنا واسترددناها، كذلك هذه الاموال لن تضيع. فهي من حق اللبنانيين، وعلى الاقل فليتصف من قام بإختلاس هذه الاموال، بشيئ من الحياء في هذه الفترة فنرتاح من وقاحتهم وفجورهم".

وتابع: "نحن مصرون على السير بهذا الاصلاح حيثما يتبين وجود مخالفات في أي من الوزارات. فليتهم المرتكب ويحاسب، ولتبرأ ساحة من جرى الافتراء عليه من خصوم ومن اصدقاء، واعرف انهم من الاوادم".

سئل: هل تعتبر زيارة جو بايدن هي في اطار دعم فريق معين في الانتخابات؟

اجاب: "هؤلاء هم الاستقلاليون والسياديون، وهم ذاتهم بمشهد واحد في كل مرة. مرة عند السوري ومرة عند الاميركي، ومرة عند الاسرائيلي. انه المشهد نفسه. لكن في حال صدر موقف اميركي واضح ضد التوطين، وهذا همنا وشغلنا الشاغل، فأمر جيد".

سئل: هناك كلام على ان السفيرة الاميركية ميشيل سيسون تتدخل في تشكيل اللوائح في عدد من الدوائر. ما المعطيات لديكم؟

اجاب: "ابحث عن هؤلاء اين اصبحوا في اللوائح وفي التشكيلات. من بقي منهم؟ لا احد".