المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 30 /2009

إنجيل القدّيس مرقس .34-28:12

ودَنا إِلَيه أَحدُ الكَتَبَة، وكانَ قد سَمِعَهم يُجادِلونَه، ورأَى أَنَّه أَحسَنَ الرَّدَّ علَيهم، فسأله: «ما الوَصِيَّةُ الأُولى في الوَصايا كُلِّها؟» فأَجابَ يسوع«الوَصِيَّةُ الأُولى هيَ: «اِسمَعْ يا إِسرائيل: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَنا هو الرَّبُّ الأَحَد. فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ». والثَّانِيَةُ هي: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ». ولا وَصِيَّةَ أُخرى أَكبرُ مِن هاتَيْن». فقالَ له الكاتب: «أَحسَنتَ يا مُعَلِّم، لقد أَصَبْتَ إِذ قُلتَ: إِنَّه الأَحَد ولَيسَ مِن دونِه آخَر، وأَن يُحِبَّه الإِنسانُ يِكُلِّ قلبِهِ وكُلِّ عَقلِه وكُلِّ قُوَّتِه، وأَن يُحِبَّ قَريبَه حُبَّه لِنَفْسِه، أَفضَلُ مِن كُلِّ مُحرَقَةٍ وذبيحَة». فلمَّا رأَى يسوعُ أَنَّه أَجابَ بِفَطَنة قالَ له: «لَستَ بَعيدًا مِن مَلَكوتِ الله». ولَم يَجرُؤْ أَحَدٌ بعدَئذٍ أَن يَسأَلَه عن شَيء.

 

شددت على ضرورة معالجة ملف المخفيين قسراً 

"سوليد": سورية أطلقت 20 لبنانياً من 107 تعترف بوجودهم في سجونها 

السياسة/أمل رئيس جمعية "سوليد" المعنية بملف المعتقلين والمفقودين في سورية غازي عاد, أمس, ألا يثير خبر الإفراج عن عشرين شخصاً من لائحة ال¯107 اشخاص المعترف بها سورياً والتي تضم لبنانيين محكومين جنائيا في السجون السورية, أي ضجة سياسية تمنع استكمال الافراج عن العدد المتبقي منهم, اي 87 شخصا.

واوضح عاد ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الجمعية كانت على علم بالافراج عن هؤلاء الاشخاص المحكومين جنائيا, الا انه وبناء على طلب المفرج عنهم بعدم اثارة هذا الموضوع في الاعلام كي لا يعرقل خروج من تبقى, "لم نتحدث عن الامر اعلاميا كي لا يستغل سياسيا, ولكن بما ان وكالة الانباء الايطالية (آكي) اثارت هذا الموضوع اضطررنا الى التوضيح والمطالبة بخروج البقية". ولفت الى ان هؤلاء يشكلون جزءا من اللائحة التي تضم 107 اشخاص, والتي سلمت الى اللجنة القضائية اللبنانية وتحدث عنها وزير العدل ابراهيم نجار, مضيفا "ان المفرج عنهم خرجوا بموجب عفو خاص وعلى دفعات, واول دفعة افرج عنها في 22 ابريل الفائت", واوضح ان "لائحة ال¯107 اشخاص لا تحظى فقط باعتراف السلطات السورية وانما يسمح لاهل هؤلاء بزيارتهم في السجون السورية". واشار الى انه من اصل 107 اشخاص, هناك 47 محكومون جنائيا و60 شخصا غير محكومين, الا انه معترف بوجودهم واهلهم يزورونهم. وقال "نحن طالبنا مرات عدة باسترجاعهم الى لبنان من دون ان يمنع ذلك تمكسنا بالملف الاصعب والاقسى وهو ملف المخفيين قسرا ومطالبتنا بضرورة معالجته بشكل جدي وشفاف", موضحاً أن عملية الافراج كانت تتم عبر دفعات صغيرة وكان من المتوقع ان تستمر هذه العملية حتى الافراج عن ال¯107 اشخاص.

واذ رحب عاد بخروج هؤلاء المحكومين جنائيا, اكد ان الملف الاصعب يبقى ملف المخفيين قسرا الذي لم يحظ الى الآن باعتراف اي من الاطراف المعنية وخصوصا السلطات السورية, وقال "نحن دأبنا دائما على الفصل بين ملفي المحكومين من جهة والمخفيين قسرا, الذين اعتقلتهم السلطات السورية في لبنان ونقلتهم الى السجون السورية واختفوا من دون اعتراف سورية باعتقالهم ولا تفصح عن مصيرهم او مكان وجودهم, من جهة اخرى". وكانت "سوليد" اصدرت بيانا اشارت فيه الى ان وكالة "آكي" الايطالية نقلت عن موقع الكتروني سوري خبرا عن الافراج عن مسجونين لبنانيين لديها, وأوضحت أنه تم الافراج بشكل سري وغير معلن عن عدد من السجناء الذي لا يتجاوز عددهم العشرين حتى الآن.

 

أعدتا برنامجاً مفصلاً للحكم الجديد في حال فوز حلفائهما بالانتخابات النيابية

سورية وإيران تعلنان "جمهوريتهما الثانية" في لبنان وتخططان لتغييرات ديمغرافية في المناطق السنية والمسيحية

باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

قال مرجع روحي مسيحي لبناني امس ان نجاح قوى الثامن من اذار في الانتخابات النيابية اللبنانية بعد تسعة ايام من اليوم سيؤدي حتما الى قيام "الجمهورية الثانية" السورية "التي ستتقاسم هذه المرة لبنان مع الايرانيين علنا ومن دون توريات, بحيث سيكون لها رأسان هما سفيرا دمشق وطهران علي عبدالكريم علي ومحمد رضا شيباني, وجيش هو "حزب الله" وطابور خامس يقوده ميشال عون, وميليشيا حكومية على غرار تلك التي انشأها موسوليني في ايطاليا خلال فترة الحرب العالمية الثانية واطلق عليها اسم الفاشية, او تلك التي تتحكم في مفاصل الدولة الفارسية تحت مسمى الحرس الثوري وشبيهتها في سورية دولة الاستخبارات".

وأعرب المرجع ل¯ "السياسة" في باريس عن قناعته بأنه "اذا كان السوريون حكموا لبنان طوال 20 عاما بواسطة مندوبيهم الساميين غازي كنعان وخلفه رستم غزالي من خلف ستار بلدة عنجر البقاعية, والايرانيون حكموه خلال السنوات الاربع الماضية بطريقة غير مباشرة ومباشرة احيانا كثيرة بواسطة "حزب الله" فإنهم سيحكمونه هذه المرة بصورة علنية بواسطة سفيريهم من قلب بيروت ويحولون مؤسساته الحكومية الى مربعات سياسية واقتصادية ومالية يتحكمون بمداخيلها وتوجهاتها, ومؤسساته الامنية الى غستابو هتلرية وستازي المانية شرقية و"كي جي بي" سوفياتية مستنسخة عن الحرس الثوري الايراني واستخبارات آصف شوكت السوري, وجيشه الى قوة محاربة لاسرائيل تنهل من الترسانتين العسكريتين الايرانية والسورية, لكنها ستكون تحت امرة "حزب الله وقيادته, وعندها يسلمونها قراري الحرب او السلم اللذين يتحكمان بهما الان".

وكشف المرجع الروحي المسيحي النقاب عن "وجود برنامج عمل مفصل في مختلف شؤون الحكم في لبنان ما بعد انتخابات تأتي بهذه القوى الظلامية, وضعته جماعات "حزب الله" وأضاف اليه "التيار العوني" بعض مطالبه وتخيلاته, يقسم مؤسسات الدولة الى مربعات سياسية وعسكرية وأمنية تماما على غرار التقسيمات المعمول بها الان في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وجزء من المناطق المسيحية الواقعة تحت رحى العونيين, استنادا الى الايجابيات والسلبيات التي ظهرت كنتائج للاحتلال السوري للبنان طوال تسعة وعشرين عاما مع تحديد ادق لما يتناسب ومصالح سورية وايران الجديدة في لبنان ومع اعتماد اكبر على العنصر الماروني الذي من دونه لن تكسب هذه "الجمهورية الثانية" السورية شرعيتها, وعلى العنصر السني الذي يمنع الدول العربية من اعتبار هذه الجمهورية شيعية - علوية تماما كما فعل نظاما حافظ وبشار الاسد خلال حكمهما الطويل للبلاد ونجحا في امور كثيرة الا انهما فشلا في الحفاظ على تجذر اقدامهما فيه بسبب ان من اختاراهم من الحلفاء الموارنة والمسيحيين والسنة والدروز في المرة السابقة لم يكونوا الا من الضعفاء ومن كان منهم "ذا قدر وقيمة" لم يعتنق فعلا مفاهيمهما وعقيدتهما كما فعل الاخرون امثال سليمان فرنجية وعمر كرامي وطلال ارسلان ومجموعة الطفيليات الهامشية من امثال ناصر قنديل ووئام وهاب وعدنان عضوم وجميل السيد وعبدالرحيم مراد وايلي فرزلي وميشال سماحة وعاصم قانصو ومستنسخاتهم".

واكد المرجع "ان اخطر ما يتضمنه البرنامج السوري - الايراني الجديد هو إحداث تغيير ديمغرافي في البلاد على غرار التغييرين الديمغرافيين اللذين احدثهما نظاما ايات الله في طهران والبعث في دمشق اللذان ضربا حول المناطق السنية في بلديهما احزمة مذهبية من الطائفتين الشيعية والعلوية بعدما نقلا مئات الالاف من سكان تلك المناطق الى شبه كانتونات محاصرة ومطوقة لا حول لها ولا قوة وذلك بعد نجاح عمليات الترانسفير التي قام بها عملاؤهما في لبنان بقيادتي "حزب الله" وميشال عون عن طريق توسيع دراماتيكي للوجود الشيعي والعلوي في الحزام الذي يطوق احدى اكبر مدن السنة في لبنان وهي طرابلس وللوجود الشيعي في بعض المناطق المسيحية مثل جبيل والبترون وبعبدا وحتى نجاحهم في اقامة شبه دويلة مسيحية داخل المناطق المسيحية يرئسها عون نفسه. ويشقها الى شبه فدراليات صغيرة تابعة لايران وسورية".

و"سيطغى على تلك التغييرات الديمغرافية الجديدة - حسب المرجع الروحي - عامل القوة والسلاح والعناصر الميليشياوية العسكرية والاستخبارية استنادا الى تجربة "حزب الله" الناجحة جدا في سلخه الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية عن الدولة الام, ووضعها تحت قيادته وهيمنته الكاملة, وكذلك استنادا الى السياسة الناجحة ايضا التي اتبعها صدام حسين ضد شيعة جنوب العراق بتجفيفه منطقة الاهوار المائية ونقل عشرات الالاف من سكانها الى المناطق الداخلية الكردية, ونقل سكان مدن كردية بكاملها من الشمال الى مناطق اخرى".

وأعرب المرجع عن اعتقاده ان لبنان "سيتعرض لحرب اسرائيلية قد تكون الأسوأ في تاريخه قبل نهاية هذا العام في حال فوز "حزب الله" في الانتخابات وسيطرته على قرارات الدولة ومصالحها ومؤسساتها واحداثه تغييرات جذرية فيها, خصوصا العسكرية والامنية منها, ووضع يده على البنك المركزي ومصارف البلاد وتحويل السرية المصرفية الى علنية وجعلها سيفا مصلتا على رقاب اللبنانيين".

وتنبأ المرجع الروحي ب¯ "انهيار الدولة اللبنانية التي نعرفها الان خلال العام المقبل اذا فاز "حزب الله" بالانتخابات, لان العالم ليس مستعدا للتعامل معه وخصوصا في النواحي الاقتصادية والمساعدات, كما ان الدول العربية الغنية ستحجم عن دعم "الجمهورية الثانية" السورية - الايرانية بواقع الحال, وسيعمد اصحاب المشاريع العمرانية الخليجيون والعرب الآخرون وكذلك الشركات الغربية الى وقف مشاريعهم وسحب اموالهم من لبنان".

 

 هل تسرّع جنبلاط في حكمه على تقرير المجلة الألمانية? ديبلوماسي بريطاني وضع أربعة احتمالات لتقرير "دير شبيغل"

 هل معلومات التقرير صحيحة وإسرائيل تستغلها لمصلحتها?دمشق وطهران حذفتا عقبة الحريري من أمام مشروعهما

النظام السوري اخترق المجلة لتحوير مسار المحكمة

لندن -  حميد غريافي:السياسة

رغم ان الزعيمين اللبنانيين اللذين يتقاسمان »عرش« الرابع عشر من آذار, سعد الدين الحريري ووليد جنبلاط, اخذا بصدريهما تداعيات رواية المجلة الالمانية »دير شبيغل« عن دور »حزب الله« الاوحد في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري, واسقاطها الاتهامات ضد النظام السوري في دمشق محاكاة لاسقاط المحكمة الدولية موقتاً اتهام الضباط اللبنانيين الاربعة قادة الاجهزة الامنية الرئيسية, في عهد الوصاية السورية على لبنان, واطلاقهم من السجن, الا ان معلومات المجلة الالمانية »ذات الصدقية العالية« مادة لايمكن تجاهلها - وفقا لما قاله ديبلوماسي في لندن, اذ تطرح السؤال المخيف: ماذا لو كانت معلومات حقيقية وصادقة مستقاة من قلب المحكمة الدولية التي تضم عشرات القضاة والموظفين الدوليين? خصوصا وان الوقائع التي ذكرتها والاسماء التي اوردتها ليس من المستحيل الوصول اليها لمعرفة الحقيقة, وان على »حزب الله«, في حال استدعى مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بيلمار عددا من قيادييه وعناصره قدرتهم صحيفة »لوفيفارو« الفرنسية بدورها في مارس الماضي بالثمانية المطلوبين الى التحقيق - التجاوب مع طلب المدعي العام والسماح له ولمعاونيه بمقابلتهم اذا كان فعلا لا يخفي شيئاً ويعتبر ما ورد في المجلة »اتهاما اسرائيلياً« له ولأمينه العام حسن نصرالله كما اعلن في خطابه مساء الاثنين الماضي وبلغ حد مطالبة وزير الخارجية العبري افيغدور ليبرمان بإصدار مذكرة دولية باعتقاله وإلا يجب اعتقاله بالقوة اذا استدعى القاء القبض عليه على السلطات اللبنانية.

الاحتمالات الاربعة

وذكر الديبلوماسي البريطاني القريب من وزارة الخارجية في لندن ل¯¯»السياسة« وجود اربعة احتمالات بشأن صدور هذه المعلومات »شبه الحاسمة الموثقة بالاسماء والتواريخ« هي في رأيه:

1- ان يكون نظام بشار الاسد تمكن بالفعل من اختراق جدران المجلة الالمانية بطريقة من الطرق ليست صعبة عادة لاستخدامها في دفع تهم اغتيال الحريري, وقادة لبنانيين آخرين من اعدائه في قوى »ثورة الارز« التي اطاحته من لبنان بالقوة عنه وعن استخباراته واقارب رئيسه وكبار اعضاء فريقه الحاكم, ولصقها بطرف آخر حتى ولو كان اقرب المقربين اليه واقرب »حلفائه الستراتيجيين« في المنطقة مثل: الايرانيون وتابعهم »حزب الله« لان رأسه اغلى عليه من رأس اي حليف او »صديق«, وبالتالي يكون نجح موقتا في بلبلة الآراء عن مستقبل القرار الظني الاتهامي الذي سيصدره مدعي عام المحكمة الدولية بيلمار قبل نهاية هذا العام, وادخل المخاوف الى قلوب خصومه الاقوياء المتطرفين في عدائه على الساحة اللبنانية لتأكدهم شبه الحاسم بأنه وراء هذه الاغتيالات الدراماتيكية التي حذفت من امامه عدداً من اشرس اعدائه وكادت تحذف عدداً آخر لولا الضغوط الدولية عليه, ولولا تأرجح احكام المحكمة.

هل هي اسرائيل?

2- الاحتمال الثاني ركز عليه محامي الدفاع عن نفسه وعن حزبه حسن نصرالله الاثنين الماضي وهو الدور الاسرائيلي في »فبركة« معلومات »دير شبيغل« لتفجير فتنة سنية شيعية تعمل تل ابيب على حبك خيوطها منذ اخراجها ايضا بالقوة من لبنان في العام 2000 ورفعت وتيرة تنفيذها بعد »هزيمتها الالهية« في حرب تموز »يوليو« عام ,2006 مدعومة في اختراق المجلة الالمانية من الادارة الاميركية »الشيطان الاكبر« التي تلاحق النظام الايراني وحلفاءه في كل مكان ونحن لا تستبعد, وفق الديبلوماسي البريطاني, وجود مثل هذا الاحتمال لانه امر مشروع في الحروب بين الاعداء خصوصا اذا كانوا من »صنفين« اسرائيلي وايراني »حزب الله« لايمكن حملهما على التقارب, لأن احدهما يطمح الى السيطرة على منطقة الشرق الاوسط بجناحيها السني واليهودي »إيران«, وإلى الحلول محل عدوه في امتلاك خيوط اللعبة في المنطقة برمتها, بينما الآخر »اسرائيل« يدافع عن وجوده واستمراريته في قلب منطقة ليست له اصلا مستخدما في سبيل ذلك كل ما يمتلك من امكانات حتى ولو بلغت حدود التفكير »بانتحار جماعي«.

»أم سورية وإيران«

3- أما الاحتمال الثالث فهو ان يكون اغتيال رفيق الحريري »المصيبة« التي جمعت رأسي النظامين السوري والايراني المتحالفين ضد العالم بأسره على مخدة واحدة فنظام دمشق العلوي في جوهره وخروجه فجأة بعد ستة عشر عاماً من تفرده في احتلال لبنان عام ,1976 بظهور نجم طامح سني واسع النفوذ لم يسبق للبنان التعرف على مثيل له من قبل سواء على الصعيد الشعبي الداخلي او على الصعيدين العربي والدولي, لتحرير بلده من هذا الاحتلال واستعادة حريته واستقلاله, وهو امر لم يكن آل الاسد في سورية يفكرون بإمكانية حدوثه لانهم كانوا يعتقدون انهم دخلوا لبنان ليبقوا فيه الى مالا نهاية وبأنه »تعويض إلهي« لهم عن اسكندرونهم التركي وجولاتهم »الاسرائيلي« المفقودين فارتاعوا من بروز هذه الظاهرة التي راقبوها منذ ولادتها عام 1992 مع أول حكومة شكلها الحريري تنمو وتترعرع وتتسع من دون ان يتمكنوا من وقف اندفاعها او احالتها او حصرها وعزلها الى ان باتت اكبر من حجم وصايتهم, فشعروا بالخوف من التخلي عن احتلالهم, فأقدموا اخيراً على اجتراع كأس اغتياله الذي نزل في صدورهم مثل السم.

اما نظام طهران - حسب التحليل البريطاني - الذي كان دفع الغالي والنفيس لانشاء ما اسماها »المنطقة المتقدمة« الشيعية في قلب العالم العربي »السني« لبنان على يد »حزب الله« والحرس الثوري وكبار ملالي النظام الذين يحاكون في تطرفهم قادة اسرائيل خصوصا اليمين منهم امثال نتانياهو وليبرمان وباراك وغيرهم, خاتمي هو الآخر على هذه القلعة الدويلة الحقيقية من هذه الظاهرة غير المتوقعة التي اسمها رفيق الحريري الضاربة بسيف عدويه الاخطر المملكة العربية السعودية ومصر واعتبرهما خط الدفاع الامامي المقابل له عن لبنان كدولة عربية لايمكن فصلها عن محيطها القريب لنقلها الى محيط شيعي يبعد منها اكثر من الف ميل. لذلك وفق اعتقادنا اتخذت القيادة الايرانية قرارا على رفع مستوياتها بازالة عقبة الحريري التي ستمنع حتما في النهاية قيام دويلة الولي الفقيه في لبنان إلا انها القيادة الايرانية »لابد لها من التنسيق مع حليفها السوري الذي يحكم البلد بقبضة حديدية والذي كان هو الآخر اتخذ قراره على ارفع المستويات, فخططا ونفذا عملية »اغتيال العصر« في الشرق الاوسط, ثم اتبعاها بسلسلة من العمليات المماثلة ل¯»تنظيف« لبنان من »اصحاب الاصوات المرتفعة« الذين وجهوا اتهاماتهم منذ اللحظة الاولى الى هاتين الدولتين الساعيتين الى ابقاء هذه الدولة الحضارية الصغيرة على كتف التوسط وفي قلب العالم العربي, تحت رحى هيمنتهما الثقيلة التي لا يمكن احتمالها لتحويلها الى ميني - ايران - سورية تتحكم بقوة غير تقليدية »عسكرية عادية« ميليشياوية مؤلفة من عصابات حروب الشوارع, بالطرقات المؤدية كلها الى اسرائيل وتفصل الدول السنية الضخمة مثل مصر عن السعودية, والسعودية ومصر عن تركيا, عبر الحزام الشيعي الذي كان تحدث عنه الملك الاردني عبدالله بن الحسين قبل سنوات الممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق والذي تحقق معظمه فعلاً حتى الآن.

ماذا عن صدقية التقرير?

4- اما الاحتمال الرابع: في نظر الديبلوماسي البريطاني - فهو السؤال الاخطر, ماذا لو كانت معلومات »دير شبيغل« حقيقية وليست اسرائيلية او سعودية او اميركية ومستقاة فعلاً من اطراف في المحكمة الدولية? وهنا يعتبر الديبلوماسي »حدوث تسرع غير مفترض ان يحدث من وليد جنبلاط الزعيم المتوج لثورة الارز والعدو الاشرس للنظامين السوري والايراني بوصفه تقرير المجلة الالمانية ب¯»بوسطة حافلة ركاب عين رمانة جديدة« في اشارة الى حافلة الركاب الفلسطينيين التي تعرضت الى مجزرة في منطقة عين الرمانة المسيحية عام 1975 وادت تداعياتها الى نشوب الحرب اللبنانية الكبيرة لان جنبلاط بجزمه »كذبة« دير شبيغل يكون حسم الموضوع لمصلحة سورية وايران من دون إعطاء اي هامش لامكانية ان يفاجئ بيلمار عما قريب العالم بتأكيد خبر المجلة, وذلك على عكس ما فعل سعد الحريري بعدم السقوط في محي الحقيقة او المؤامرة مكتفيا ولا قانعا بما سيصدر عن المحكمة الدولية في ما بعد من دون الاخذ بتقرير »دير شبيغل« او تكذيبه, وهو القائل »الحريري« من اليوم نفسه لنشر التقرير »انهم هللوا لاطلاق الضباط الاربعة بقرار من المحكمة الدولية »المدعي العام بيلمار« فلينتظروا اذاً قرارها الثاني والثالث والرابع والخامس الذي سيصدر قريباً.

تسرع جنبلاط

واخذ الديبلوماسي علي جنبلاط انه منح »حسين نصرالله« خشبة خلاص من ورطة تقرير »دير شبيغل« حين اشاد في خطابه مساء الاثنين الماضي »بشجاعة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي« الذي اعتبر هذا التقرير بدوره بمثابة جواب اسرائيلي سريع وآن على تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية الاخيرة في لبنان, مزايدا نصرالله عليه بالقول انه اخطر من بوسطة عين الرمانة لتفجير حرب مذهبية او طائفية في لبنان وهو تقرير يحمل في طياته اخطر بكثير مما نتصور منتزعاً من اقوال زعيم »14 آذار« الدرزي »مادة دسمة« لدعم حملته على اسرائيل واميركا, واخفاء دوره في اغتيال الحريري بين كلمات تصريحه »جنبلاط« شديد التسرع اذا اكتشف عما قريب ان بيلمار وضع بالفعل النقاط الناقصة على حروف الجريمة حسب ما اوردته المجلة الالمانية.

 

توقيف عميل في الجنوب والادعاء على ثلاثة 

لبنان: عضو في "الشيعي الأعلى" متورط في التجسس لإسرائيل

بيروت - "السياسة" - وكالات:

كشفت جهات أمنية لبنانية لـ"السياسة", أمس, أن أحد "أعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" من رجال الدين "متورط في شبكات التجسس الاسرائيلية الذي بلغ عددها نحو 12 شبكة تضم حوالي 26 عميلاً", وأن "تحقيقات سرية تجري معه بتكتم شديد", نظراً إلى دقة الوضع كون المجلس الذي يرأسه نائب الرئيس الشيخ عبد الأمير قبلان يعتبر أعلى مرجعية للشيعة في لبنان, علماً أنه لم ينتخب رئيساً له منذ وفاة رئيسه السابق الشيخ محمد مهدي شمس الدين. (راجع ص 14-15)

وبالتزامن مع الكشف للمرة الأولى عن توقيف رجل الدين المذكور, توالى سقوط العيون الاسرائيلية, حيث اعتقلت استخبارات الجيش, امس, فادي ع. منذر (35 سنة) في بلدة إبل السقي جنوب لبنان للاشتباه بتعامله مع الدولة العبرية أثناء احتلالها الجنوب قبل عام 2000, وبأنه كان يزودهم بالمعلومات الأمنية عن بلدته, حيث تم تفتيش منزله, واقتيد الى أحد المراكز العسكرية للتوسع في التحقيقات معه.

في غضون ذلك, تواصلت التحقيقات مع أفراد الشبكات التجسسية الذين وقعوا في القبضة الأمنية, حيث ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر, امس, على الموقوفين حسن أحمد الحسين, وجودت الحكيم, وسامي فرحات مجهول باقي الهوية, في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي.

وأحال القاضي صقر الموقوفين إلى المحقق العسكري الأول رشيد مزهر طالبا إصدار مذكرات توقيف وجاهية في حق الموجودين واللازمة في حق الآخرين, فيما أصدر القاضي مزهر مذكرات توقيف وجاهية في حق كل من ناصر نادر, ونوال معلوف ومصطفى سعيد, في جرم التعامل مع العدو.

وأكدت مصادر أمنية ل¯"وكالة الأنباء المركزية" أن توقيف الضابط في الجيش اللبناني العقيد منصور دياب, أكبر إشارة إلى أن هذا الملف لن يتوقف عند حد معين, بل هو يتجه بطريقة تصاعدية, في ظل إجماع وطني, على عدم توفير أي تغطية لكل من اختار الخروج على وطنه والارتماء في أحضان العدو بعناوين مختلفة.

 

القضية هي استبقاء جزين

بقلم سمير عطاالله/النهار   

انتقلت طوعاً الى "المنبر"، وقصداً خارج موعد الاربعاء، لأن الموضوع ليس لبنان بل قضاء من اقضيته الجميلة. وجزين، بالنسبة اليّ، مسألة شخصية جداً وحميمة كثيراً، هي وقراها وانهرها وغاباتها. واخترت "المنبر"، او لجأت اليه، لأنني في موضوع جزين، وابنائها وطرقاتها وارضها ووجهها العريق، لست محايداً ولا موضوعياً ولا مستقلاً. انا هنا ناخب لي مشاعري ولي مواقفي ولي مخاوفي ولي عمر ولي أهل ولي بيت ولي اصدقاء.

وفي هذه اللحظة بالذات، لن اتخلى عن احد ولا عن شيء وتعني الكتابة في "المنبر" انني مسؤول فقط عن نفسي واريد ان أفاخر بهذا الاعتزاز. وان أقول لابناء جزين ان يمارسوا حريتهم كما تعودوها، وان يمارسوا نموذجيتهم في الشركة الوطنية كما مارسوها منذ اليوم الأول للاستقلال، يوم كانوا جزءاً، او جوهراً، من لائحة نيابية واحدة عمادها رياض الصلح وأحمد الأسعد، ولم يكن احد يحصي عليهم من هو السني ومن هو الشيعي ومن هو المسيحي. وقد امضيت عمراً لا أعرف ان الياس ابو مرعي شيعي ولا اثيرت مسألة الانتساب هذه مرة، حتى بطريق الخطأ.

وقد شعرنا بشيء من الاهانة، ابناء جزين، ان يقرر التيار العوني خوض المعركة على مدى لبنان وان يمنع الرئيس نبيه بري من خوض معركة جزين من خلال مرشحه ورفيقه النائب سمير عازار. فالحق الشيعي في تمثيل القضاء هو حق الذكر في الميراث. والهم الشيعي في المنطقة ليس أقل من الهم المسيحي. وشركة الارض والمصير تثير المفاخرة بأن جزين أوضح وألمع وأعرق صورة مصغرة للأسر اللبنانية. ولا يلتقي أذان الفجر بناقوس القداس في مكان، كما يلتقي ما بين تلّة مشموشة وتلّة روم.

وقد حصل هذا منذ الذاكرة لا منذ المذكرات. وقبل قيام الاحزاب وظهورها وظهور مطالبها  باسترداد جزين، كان بولس سلامة هو خطيب عاشوراء، في العشر الأواخر من محرم. كل عاشوراء. وكنا جميعاً كمسيحيين، ولا نزال، نرى في بنواتي السنية وعائلاتها الكريمة، عائلات العدل والقانون، نرى فيها ملاذاً لا نراه في المسيحيين.

ثمة حقائق تاريخية واجتماعية لا يمكن، ويا للأسف، تغييرها او اصلاحها او الغاؤها. لا يمكن الهبوط بالمظلة – مهما تفشت عقلية المظليين – على اعمارنا وعلاقاتنا وانتساباتنا ووفائنا. واسارع الى القول ان لا مأخذ لي، من اي نوع، على اي من مرشحي التيار ولائحته. فأنا لا اعرف احداً منهم. ويسعدني جداً أن أتعرف اليهم الآن. فقد تكون هذه مقدمة ممتازة للانتخابات المقبلة. لكنني لا أرى، بأي عقل او ضمير او وفاء، يمكن ان اتخلى عما فعله إدمون رزق لجزين منذ اربعين عاماً، او عما بذله سمير عازار من أجلها.

أنا لست حائراً على الاطلاق. ولا أنا أؤمن بديكتاتورية اللائحة واعتبر ذلك أمراً اخلاقياً. العكس. أنا اعطيت حرية الخيار وسوف أمارس هذه الحرية تحت الأضواء لا في الغرفة السرية. فالقضية هذه المرة ليست استرداد جزين. فهي ليست سلعة تبدل وترد وتسترد. وهي ليست فالقاً ضائعاً من جرود البترون. هذه أرض الفكر والشعر ورجال الاستقلال.

ليختر كل منا من يشاء. وبموجب المثل التي نشأنا عليها في القضاء الصغير، سوف أحمل ضميري – أو يحملني – لأقترع من أجل سياسي في حجم ادمون رزق وحارس أمين في سيرة سمير عازار. بكل اعتزاز. ومع الدعاء بالتوفيق للذين يأملون ببناء حجم وسيرة.

 

معوض: لقد ثبتنا بالوقائع والتفاصيل حملتهم المزورة فـ"المرتاح" لا يزور ولا يشتم

لائحة ارادة زغرتا الزاوية هي لائحة حزب الله في ولائحة سوريا في زغرتا الزاوية

 ٢٩ ايار ٢٠٠٩ المصدر : خاص موقع 14 آذار

عقد عند الواحدة من بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا لـ"لائحة زغرتا الزاوية" في زغرتا تناول الشائعات المتعلقة بقضية الشيكات المزورة وشائعات أخرى تواكب حملتهم الانتخابية.

واستهل المؤتمر بكلمة ترحيب من رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض بالاعلام الذي يرهق نتيجة الحركة السياسية المرتفعة الوتيرة في هذه الايام التي تسبق الانتخابات. وهذا ما جاء في المؤتمر: "أحببت أن أدعوكم اليوم الى هذا المؤتمر الصحفي بعد حملة التزوير والتشهير التي تطال لائحة زغرتا الزاوية. من حوالى الاسبوع تقريبا كان الوزير سليمان فرنجية على برنامج الاسبوع في ساعة مع الاستاذ جورج صليبي وردا على سؤال حول المستوى العلمي في لائحتهم يجيب يومها الوزير سليمان فرنجية أنه مش مهم العلم المهم الاخلاق وسترون في الايام المقبلة على الانترنت ما سيظهر في خصوص لائحة زغرتا الزاوية ونكتشف في الايام أو بالساعات التي تلت مقابلة الوزير فرنجية توزيعا منهجيا على الانترنت عبر الرسائل الالكترونية لشيكات وحسابات مزورة تحت شعار فضيحة تمويلية للائحة زغرتا الزاوية. وهدف هذه الحملة تبيان أن لائحة زغرتا الزاوية تقبض كمية كبيرة من المال من قبل أحمد الحريري ومن قبل تيار المستقبل".

أضاف معوض: "اعتبرنا أننا سنكتفي في المرحلة الأولى كي لا نخلق منها "قصة" لأننا نعتبر أننا نخوض معركة في السياسة ولا حاجة للدخول في هذه المهاترات. لقد أصدرنا بياناً يوم الأربعاء الفائت أكدنا فيه أن الشيكات والحسابات كلها مزورة وملفقة ولا علاقة لها بالواقع وأننا سنرفع دعوى جزائية بحق كل من يساهم في حملة التشهير والتزوير وإستعمال المزور".

وقال: "لم يكتفوا بالبيان، فقد أتحفنا بالأمس تلفزيون المنار تلفزيون "حزب الله" وفي نشرته الإخبارية تقريراً حول هذه الشيكات مجدداً تحت عنوان "فضيحة تمويل لائحة زغرتا الزاوية" وأن آل الحريري يمولون لائحة زغرتا الزاوية وشيكات وحسابات جارية وإلى آخره".

تابع: "بعد أن إصدرنا البيان وأكدنا أن هناك تزويراً تابع تلفزيون حزب الله تلفزيون المنار في نشرته الإخبارية بهذا التقرير وأخذ هذا التقرير الموقع الإلكتروني التابع لتيار المرده ووضعه في صفحته الأولى".

أضاف معوض: "هذا في الوقائع، أمام هذه الحملة المنهجية التي لا تخجل من إستعمال التزوير كان لا بد من الدعوة إلى هذا المؤتمر الصحفي للتأكيد أولا بالوقائع أن هذه الشيكات وهذه التحويلات وكشوفات الحسابات جميعها مزورة ولا علاقة لها بالواقع. وتأكيداً على كلامنا وزعنا عليكم الأجوبة من المصارف المعنية والتي تؤكد على ما نقول وهي من المصارف التالية: لبنان والمهجر، البحر المتوسط، اللبناني الكندي، وعودة، وبيبلوس".

وقال: "هذه الردود هي من المصارف المعنية وغير قابلة للشك والمتوافرة بين ايديكم كإعلاميين وكوسائل إعلامية وعبركم ستصبع في عهدة الرأي العام. والتي تؤكد أن كل الشيكات وكشف الحسابات إن على الإنترنت أو في وسائلهم الإعلامية ومواقعهم الإلكترونية هي مزورة ولا علاقة لها بالواقع.كما أننا إستحصلنا على هذه الردود من المصارف من باب التأكيد على الرغم من عدم الحاجة إليها لأنه كان يمكن الإكتفاء بإلقاء نظرة على تقنية التزوير المستخدمة والأخطاء الشكلية والإملائية البسيطة في المستندات التي إستعملوها للتأكيد على أنها مستندات مزورة. وعلى كل حال سوف أعرض امثلة لبعض الأخطاء فمثلاً في إحدى الشيكات التي كان من المفترض نظرياً أن يكون الإستاذ جواد بولس أعطاها للإستاذ يوسف الدويهي وهو بقيمة 125 ألف دولار تظهر خطأً إملائيا في كتابة الإسم، وامثلة أخرى....".

أضاف: "إذا كنا متأكدين ممن يروج لهذا التزوير أي تلفزيون "حزب الله" المنار والموقع الإلكتروني لتيار المردة فإن الأخطاء الإملائية التي وردت تجعلنا نظن من زور بيده لأن هذه الأخطاء الاملائية تؤكد أن من زوّر ليس لديه باكالوريا وهذه الصفة تنطبق أقله على لائحة ما يسمى بإرادة زغرتا الزاوية".

وأكد معوض: "أحببت أن أوضح هذه الوقائع لأقول أن هكذا نوع من الحملات والتزوير والتي يرافقها حملات تحريض وشتائم وتمزيق صور وقمع حريات هذه الحملات غير مقبولة. ومن هذا المنطلق كأعضاء لائحة زغرتا الزاوية التي تضم النائب جواد بولس والمحامي يوسف الدويهي وأنا شخصيا قررنا رفع دعوة جزائية بالقدح والذم وبالتزوير وبالإستعمال المزور ضد كل من شارك في هذه الحملة أي الوزير سليمان فرنجية وتلفزيون المنار والموقع الإلكتروني لتيار المرده وكل من يظهره التحقيق مساهماً أو متورطاً في حملة التزوير هذه".

وأضاف معوض: "هذا في الوقائع، اما في السياسة ان هذه الانواع من الحملات تؤكد أن لائحة التي تسمي نفسها "لائحة إرادة زغرتا الزاوية" ليست لائحة إرادة زغرتا الزاوية بقدر ما هي لائحة إرادة حزب الله في زغرتا الزاوية ولائحة إرادة سوريا في زغرتا الزاوية ولائحة إرادة البعث في زغرتا الزاوية. لأن هذه الأساليب التي نراها في الحملات ليست من قيمنا وليست من شيمنا وليست من تاريخنا هذه أساليب مستوردة من البعث السوري ومن شمولية حزب الله. هذه الأساليب التي سنركز اليوم على موضوع الشيكات إلا انها تترافق مع حملات تحريض وشتائم غير مسبوق لها ولم نعتد عليها في زغرتا الزاوية. ونحن كقيادات إعتدنا أن نحترم بعضنا كمرشحين ولم نعتد على توزيع أغان نقول أن رينه معوض لم يستشهد وإنما إنتحر حين شاهد نايلة معوض".

وتابع: "لم نعتد ان نسمع كلاماً من نوع نريد أن نقرفهم السياسة بعد الإنتخابات وإذا كان هناك من حاجة للتأكيد فإن هذه الحملات قرفتنا السياسة ما قبل الإنتخابات على المستوى الذي يحاولنا جرنا إليه. لم نعتد ان نسمع كلاماً من نوع شحادين أو هو صف أول وغيرهم صف ثاني أو صف ثالث. لم نعتد ان نبني حملاتنا على حرب الإشاعات من نوع أن ميشال معوض قال في حال خسر الإنتخابات أنه سيحول زغرتا الزاوية إلى حمام من دم في حين أنني قلت أمام أكثر من ألف شخص وفي إجابة على تعرض لوحاتنا الإعلانية للتعدي قلت أنهم يتعدون على لوحاتنا الاعلانية ولكنني أطلب منكم عدم الرد وعدم التعدي على أية لائحة خاصة بهم أو أية صورة لاننا أهل في زغرتا الزاوية ولأننا نريد ان نعيش مع بعضنا البعض في زغرتا الزاوية".

وأكد معوض: "نرفض إلا أن يكون التغيير سلمياً وديمقراطياً ومن دون ضربة كف، لأننا تعلمنا من الماضي ولا نريد من نسائنا أن تلبس الأسود، نريد ان نعيش مع بعضنا بفرح ونريد أن ندير خلافنا السياسي ولا نريد العودة إلى الدم فكان أن تم تحوير كلامي بان ميشال معوض يريد أن يحول زغرتا إلى "بركة دم" مع العلم أننا أكدنا أكثر من مرة بادبياتنا وسلوكنا أننا نحترم الناخب وننحني أمام ارادته صدر هذا الكلام في جريدة الأخبار وأرسلنا بياناً توضيحياً إلا أنها تمنعت عن نشره".

وأضاف معوض: "على كل لن ننزلق إلى هذا المستوى. نحن لم نمزق صوراً ولم نشتف ولم نتعدى على الآخرين. لن ننزل إلى مستوى حقيقة نتعتبره مقرفاً لنا ولأهالي زغرتا الزاوية ولن ننزلق إلى مستوى فرقة الشتامين وليس مستوى تنافس سياسي لن ننزلق إلى هذا المستوى لأننا نخوض معركة في قضاء زغرتا ونحن في زغرتا الزاوية نعرف بعضنا ولا أحد يمكنه ان يغش الآخر بما هو، كلنا نعرف من كان يفتخر بالتمويل السوري والايراني ومن يخوض معركة لا علاقة لها بتمويل سياسي. كلنا يعلم من يبذخ الاموال ومن عمر فيلل ومن وزع أموال على بعض المحاسيب".

وقال: "كلنا نعلم هذه الأموال من أين أتت على مدى ال 15 سنة الماضية، وأنا طرحت سؤالاً وإلى اليوم لم على الإجابة عليه وهو من اين لك هذا؟ كلنا نعلم من شارك في لعبة الفساد من بينغو ونفط وغيرها من الأمور ومن لم يدخل في لعبة الفساد. كلنا نعلم من يحترم الأخلاقية في السلوكية الشخصية والخلقية العائلية ومن لا يحترم هذه الأخلاقية في السلوكية الشخصية وقيم العائلة من بين المرشحين. كلنا نعلم كل ذلك وما من حاجة لخوض معركتنا على هذا المستوى. هذه ليست من قيم زغرتا الزاوية وهذه ليست من شيمها. أنا أوجه كلمة واحدة الى الوزير سليمان فرنجية من المعيب النزول إلى هذا المستوى، لا يجوز، فقد تعودنا أن نحترم بعضنا وعلينا أن نبقى نحترم بعضنا كما أقول له، ال "مرتاح" لا يزور و ال "مرتاح "لا يحول نفسه إلى شتام".

وختم معوض: "نحن سنتابع معركتنا الإنتخابية، وهي ليست ضد أشخاص وليست ضد سليمان فرنجية أو ضد إسطفان الدويهي او ضد سليم كرم فنحن نحترمهم جميعاً. معركتنا هي من أجل سيادة لبنان واستقلاله والدولة والشرعية في وجه محاولة تحويل لبنان واستقلاله إلى ساحة أو إلى قاعدة صاروخية لمصالح إيران النووية ولمصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد. معركتنا هي معركة لتثبيت الحرية والحداثة والاستقرارفي زغرتا الزاوية في وجه التخلف والعصبيات العائلية ومحاولات العودة الى الوراء إلى أيام القمع والتهديد".

أضاف: "هذه هي معركتنا وسنستمر في خوضها، وسنحترم إرادة الناخب وأريد أن أكرر ان "الشتام" لا يزور أو ال "مرتاح" لا يزور وال "مرتاح "لا يحول نفسه الى شتام".

 

وفد من ضباط التحقيق الدوليين استمع الى شارل ايوب في ثلاث جلسات

وطنية - 29/5/2009 أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى زبيب أن وفدا من ضباط التحقيق التابعين للمحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري حقق مع رئيس التحرير العام لجريدة "الديار" شارل ايوب على مدى ثلاث جلسات خلال الايام المنصرمة. ولدى سؤال ايوب عن الموضوع رفض التعليق، واكتفى بالقول : "ليس لدي سوى افادتي السابقة التي اعطيتها عام 2005 للجنة التحقيق في حينها برئاسة القاضي ديتليف ميليس". ورفض التحدث عن تفاصيل التحقيق ومكانه، مع العلم أن التحقيق جرى في لبنان وأن وفد الضباط والمحققين حضروا من لاهاي الى بيروت قبل نحو أسبوع.

 

من يقلد من؟ الأصل والنسخة: خطابين من مدرسة واحدة 

 ٢٩ ايار ٢٠٠٩ المصدر : خاص موقع 14 آذار

إنهما حفلان إنتخابيان بعيدان جغرافياً نسبياً (أي ما يقارب 1263.08 ميلاً أو 2032.68 كيلومتراً وهي المسافة التي تبعد طهران عن بيروت) وزمنياً (15 ايار 2009 و23 أيار 2009 ). لكن عوامل التقاطع تشير إلى ترابط كبير بين الحفلين شكلاً ومضموناً. فعلى الرغم من أن نجاد في طهران يوم 23 أيار ونصرالله في الضاحية الجنوبية يوم 15 ايار في بيروت (على الأقل كما يبدو!) لم يعد يخفى على أحد الترابط الجوهري والشكلي والمساري بين الولي الفقيه في إيران و حزبه في لبنان. لقد أمست خطابات الطرفين دليل آخر على الوحدة السياسية العضوية التي تجمعهما من خلال عوامل لا تخفى على الناظرين.

أولى تلك العوامل هي طبيعة الحضور في كلا الحفلين الذي كان أكاديمياً جامعياً ذا بعد ديني: فنجاد كان يتوجه إلى جمهور أغلبه من طلاب الجامعات الذين تجمهروا في إستاد طهران في لباسهم الديني الأسود تحيط بهم صور أئمة الثورة. في حين كان السيّد يخاطب في قاعة سيد الشهداء جمعاً من الخريجين الجامعيين اللذين لم يكونوا يختلفون بلباسهم الشرعي كثيراً ولا بولائهم للولي الفقيه عن "أخواتهم وأخوانهم" في طهران سوى بعدم إلمامهم بمفردات الفارسية.

ثانيها، كان التوقيت وهو إنطلاق الحملة الإنتخابية المصيرية في كلا البلدين. فنجاد يقاتل من أجل ولاية رئاسية أخرى تمكنه من متابعة سياسته في مواجهة الهيمنة العالمية، وطمأنة عدد من الدول وتهديد دول أخرى. من جهته، أطلق نصرالله عملياً معركة 8 آذار في خطابه يوم 15 أيارالإنتخابية وهو الذي يسابق كي يضمن أكثرية نيابية تتيح له المزيد من حرية التحرك والغطاء الشرعي في إستكمال إعداد العدة لمعارك أكبر وأشمل.

ثالثها حضور السلاح بشكل صاخب في الخطابين تواكبه نبرة عالية من التحدي. هنا تجدر الإشارة إلى أنّ سلاح حزب الله غير قابل للمقارنة بالبرنامج النووي لحكومة الملالي لكنه أكبر من قدرة لبنان على إحتمال وجوده بأسلوبه المتفلت كما أن العالم لا يستطيع أن يتحمل القنابل النووية في يد أمثال نجاد. هذا السلاح كان محور الحديث لنجاد ونصرالله على السواء. من جهته، لم يختلف نصرالله كثيراً في حديثه عن السلاح، فشدد على أهمية سلاحه بأعتباره ضمان قوة الدولة والدفاع عن سيادتها.

رابعها، إذتذكار التواريخ الثورية لدى الطرفين والمفترضة أن تكون تواريخ مجيدة يباهي الإثنان بها. نجاد عاد بالذاكرة إلى إنتخابات ولايته السابقة قبل اربع سنوات شكّل نقطة إستعادة "للمسار الثوري الإسلامي الذي شعر الشعب الإيراني بعد 26 عاما من انتصار الثورة الاسلامية على أعدائها من "الكلاب" حسب وصفه، وإنّ البلاد قد ابتعدت عنه فقرر اعادة هذا المسار الى مكانته الطبيعية" عبر إنتخابه شخصياً، على حد قول نجاد. أما نصرالله فعاد بالحضور وأحداث 7 ايار وما سبق في 5 ايار بأعتبار أنه تصحيح لمسار المقاومة وتجربة مشرقة حيث وصفه بالتاريخ المجيد موجهاً إهانة ليست بعيجة عن الصفات التي أستعملها نجاد.

خامسها، هو مهاجمة إتفاقيات جرت بين جهات محلية وأخرى خارجية. فنجاد هاجم من أسماهم في إيران بالسلطويين، الذين "تحت ذريعة الانفتاح، قد رفعوا من سقف توقعاتهم يوما بعد يوم بحيث انه تم في سعد اباد بطهران التوقيع على اتفاق مشين وقالوا انه يجب وقف النشاطات النووية الايرانية" مع التذكير أن هذا الإتفاق هو بروتوكول للتعاون مع الوكالة الذرية أضطرت القيادة الإيرانية لتوقيعه تحت الضغوط الدولية. أما نصرالله فقد هاجم إتفاق 17 أيار ومن قام به مع العلم أنه إتفاق أسقط فيما بعد وتمّ كذلك الأمر في ظروف الإحتلال الإسرائيلي.

سادسها، وأخطرها، على الإطلاق هو التعبير الصريح عن رغبة كل منهما بالسيطرة على مساحة تلبي أطماعهما. فالرئيس الإيراني لم يسعه أن ينتظر أكثر من سبعة ايام ليحذو حذو حسن نصرالله ويعبر عن رغبته في حكم مساحة تتجاوز حدود بلده إيران. فنجاد صرح علانية أنه "يجب بناء ايران لاننا يجب ان نكون جاهزين لادارة العالم فشعبنا يستحق ذلك". أما نصرالله، وإن بدا على الأقل أكثر خجلاً، فقال قبله ، وهو يصف قدرات الحزب الإلهي، أنها "أقدر على أن تدير بلد مئة مرة أكبر من لبنان. هناك أناس يتهموننا أننا نريد أن نقيم أمبراطورية في المنطقة فهل سيعصى علينا 10452 كلم مربع!؟".

على العموم، وتوخياً للمصداقية يجب الإقرار أنّ نجاد ونصرالله قد أختلفا في أمر واحد على الأقل هو توصيف العدو. فالعدوّ بالنسبة للأول هو الإستكبار العالمي والإمبريالية الأمريكية أي أن عدوّ إيران هو خارج حدودها. أم سيد المقاومة، وإن تشارك مع نجاد بعداوة الشيطان الأكبر، إلا أنه يعادي أبناء جلدته وشعبه في الوقت عينه لأنهم يشكلون تهديداً على "إيرانه الصغيرة" في لبنان الذي يطمح لضمهم إليها.

الخطوط المشتركة أوضح والمقارنة لاتحتاج لمزيد من الشرح بين الرجلين وخطابهما السياسي ولكن يبقى سيّد المقاومة يغالي أكثر من أسياده. فنصرالله الذي أبدى توتراً كبيراً خلال خطابه لا زال يخشى من أن تسقط منه أحد الحسابات الإنتخابية. هذه السقطات ربما بدأت تهب رياحها من مناطق حلفائه البرتقاليين مما قد يهدد الخطط الطموحة لوكيل الولي الفقيه في لبنان وتعيق تحويل الجمهورية الثانية إلى ثالثة.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

الوقاحة الإيرانيّة

 موقع تيار المستقبل

كنّا إعتقدنا أنّ شعار "الثورة الإسلاميّة في لبنان" سقط إلى غير رجعة مع إقرار اتفاق الطائف، وانضواء مَن يرفع هذه المقولة داخل النظام السياسي، لكن ما قاله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن أنّ فوز المعارضة اللبنانية في الانتخابات "يغيّر" وجه المنطقة يُجبر اللبنانيين على التفكّر ملياً بما ستؤول إليه الحال لو فازت قوى "شكراً سوريا" و"ولاية الفقيه" في الانتخابات المقبلة. ما قاله نجاد يأتي تتمّة لما قاله قائده السيد علي خامنئي عن عزمه على هزيمة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان، وهو أساساً يندرج في سياق وقاحة إيرانية لا تزال تترسّخ في لبنان منذ العام 1982 وضمن منطوق "تصدير الثورة". اللافت أنّ جهابذة الأقلية ومفوّهيها لم ينبسوا ببنت شفة تعليقاً على الأمر. ولم تعد تعنيهم شعارات السيادة التجارية المرفوعة على يافطات برتقالية وصفراء اللون على طريق المطار. والأكثر مدعاة للاستغراب انّ إيران لا تخوض حربها إلا من لبنان. فالقوات الأميركية التي تحيط بها من افغانستان إلى العراق لا تتعرّض إلى شيء، بل وتكاد الحدود مع إيران الأكثر أمناً لهذه القوّات. والجمهورية الفارسية تطلع علينا كل يوم بتجربة لصاروخ ما وتتحدث عن مداه بـ"فخر واعتزاز"، من دون أن يطال الدولة العبرية شيئاً من الاختراعات العسكرية الإيرانية. كان يمكن القفز فوق تصريحات نجاد لو أن أحداً من الأقلية قال شيئاً في هذا الصدد، غير "حزب الله"، ذلك أنّ هذا التنظيم حسم في أمره وقال من زمن انه إيران في لبنان. فهل سيسكت اللبنانيون على أحلام الرئيس الفارسي؟. الجواب في 7 حزيران.

 

أبو الغيط: قضية "حزب الله" ستطرح علناً عند اكتمال التحقيقات وخطاب نصرالله لا يعنيني

الحياة/أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن التحقيقات لا تزال جارية مع خلية "حزب الله"، وهناك مسائل يتم اكتشافها في شأن هذه الخلية، لافتا الى أنه عندما تستكمل التحقيقات، سيقدم النائب العام القضية إلى المحكمة، وسيطرح كل شيء علناً.

وقال لـ"الحياة" حول تصعيد "حزب الله" ضد مصر في خطابات أمينه العام السيد حسن نصرالله: "لا يعنيني كثيراً مثل هذه الخطابات، مصر أكبر من أي شخص وأي حزب، مصر أكبر بكثير، ومن لا يعلم هذه الحقيقة، ستعلمه الأيام". ولم يستبعد أن تطرح الولايات المتحدة خطة للسلام قبل نهاية العام الجاري، لافتا الى أنه نبه الأميركيين خلال زيارته الى واشنطن على أن الوضع في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية لا يحتمل التأخير، وحذرهم من مغبة التحرك بخطوات تدرجية في عملية السلام أو ما يسمى نهج "الخطوة خطوة".

واشار الى أنه شدد أمام الأميركيين على المبادرة العربية للسلام ومفهوم الأرض مقابل السلام، وبالتالي إذا قبلت إسرائيل بفكرة الدولة الفلسطينية وبزغت هذه الدولة وولدت، فإن العالم العربي سيكون على استعداد للتعامل إيجابياً مع دولة إسرائيل، وأن أعضاء الإدارة يتفهمون هذا الطرح، ويحاولون إيجاد المناخ المناسب لإطلاق جهد السلام مرة أخرى.

وشدد على ضرورة أن يتطرق الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة الخميس المقبل، إلى القضية الفلسطينية، والى المشاكل التي أعاقت التفاعل الهادئ بين الحضارتين الإسلامية والغربية، معتبرا أننا "نشهد صداماً بين الحضارتين منذ عقدين أو أكثر، وربما منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وحان الوقت ليتحدث رئيس أكبر دولة غربية إلى المسلمين ويقول لهم "نحن لسنا أعداءكم"". ورأى أنه عليه أيضاً أن يضع المعايير التي يمكن أن تحقق علاقة متكافئة تحقق التوازن بين الطرفين، والتفاهم من دون استخدام القوة والعناصر السلبية التي شهدناها على مدى السنوات الماضية. وأوضح أنه أكد للجانب الأميركي أن "الأداء الإيراني يجب أن يوضع في حجمه، وأن لا نرى محاولات إيرانية للانغماس في الشؤون العربية"، معتبرا أن مسألة التسوية الفلسطينية يجب أن تكون بمعزل عن ملفات أخرى. أضاف: "لا تزعجنا محاولات إيران للوجود هنا وهناك، ما يزعجنا هو أن ايران تسعى في كثير من الأحيان إلى الإمساك بأوراق عربية تستخدمها في نزاعها مع الغرب". واعتبر أنه يجب أن تنأى إيران عن استخدام الأوضاع العربية كأوراق لتحقيق أهدافها، مطالباً بالفصل بالكامل بين المسارين، أي المفاوضات الغربية مع إيران للوصول إلى تسوية في شأن ملفها النووي، والتسوية الشرق الأوسطية التي لا تقتصر على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، بل أن تصحبها تسوية سورية - إسرائيلية أو لبنانية -إسرائيلية.

 

مصادر كتائبية: لماذا لم يذكر عون محاولة اغتياله في قبرص؟  

الديار/ردت مصادر كتائبية قريبة من الرئيس امين الجميل حول عدم محاكمة القوميين في عهده الذي تحدث عنه العماد عون بشأن قتلة الرئيس بشير الجميل فاشارت المصادر الكتائبية الى ان القوميين الذين ذهبوا الى قبرص وحملوا معهم صواريخ سام 7 لاغتيال العماد عون بقوا دون محاكمة ولم يتم تعيين قاض عدلي للتحقيق في الموضوع لمدة عشر سنوات، حيث حصل مرور الزمن، وبالتالي سألت المصادر الكتائبية العماد عون لماذا لم يشر الى هذا الموضوع ايضاً المتعلق بمحاولة اغتياله كما اشار الى ما حصل في عهد الرئيس الجميل؟ وخلصت المصادر الكتائبية الى القول بان العماد عون حرّ في تحالفاته السياسية مع القوميين، لكنه لا يمكنه الاشارة الى عدم محاكمة القوميين في عهد الرئيس الجميل بينما يسكت على عدم محاكمة القوميين الذين حاولوا اغتياله بصواريخ سام 7 في قبرص. وكانت مصادر كتائبية قد اتصلت بالديار واطلعتها على هذا الموضوع مستغربة تصرف العماد عون الاستنسابي.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 ايار 2009

النهار

قال مصدر وزاري ليس الرئيس نبيه بري وحده قد ندم على اعتماد قانون الـ60 في الانتخابات، بل ان قادة مسيحيين ايضا سيندمون عليه.

تحدث مرجع ديني امام زائريه عن الانتخابات النيابية فطلب التصويت للمرشحين الذين يكونون صوتهم لا صوت غيرهم.

تساءل مرشح جبيلي هل كان العماد ميشال عون يحل حزبه ويمنع ترشح اعضائه للانتخابات لو انه كان رئيسا للجمهورية؟

السفير

تزايدت الرهانات على نتائج الانتخابات النيابية، وبرزت ظاهرة الأوراق النقدية من فئة ألف دولار، وهي مثقلة بتواقيع المراهنين.

يدور وزير سابق على عدد من "الوسطاء" لإبلاغ رسالة عاجلة إلى بعض خصومه، مفادها أن ليست له علاقة بما نشرته "دير شبيغل"، وأنه مستعدّ لأن يفضح أمامهم مَن "طبخ" الرواية المكرّرة والمكذوبة.

نفى مرشح للانتخابات أخرج نفسه من المعركة بصورة دراماتيكية أن يكون قد هدّد بسحب أرصدة الشركات العائدة إلى عائلته من مصرف يملكه بعض حلفائه القدامى الذين تخلوا عنه.

المستقبل

عُلم أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتلبية الدعوة التي حملها اليه من الرئيس الروسي لزيارة موسكو في وقت قريب.

لاحظت مصادر عربيّة أن مصر ستشكل في المرحلة الحاليّة محور مشاورات دوليّة حول أوضاع المنطقة وعملية السلام، وخصوصاً من جانب الرئيسين الأميركي والروسي اللذين سيزورانها الشهر المقبل.

أوضحت أوساط في الامم المتحدة أن الشكوى اللبنانية ضد اسرائيل لنشرها شبكات للتجسس في لبنان سيسجلها التقرير المرتقب للامين العام للامم المتحدة حول مجريات القرار 1701 الذي سيحال نهاية حزيران على مجلس الامن.

اللواء

تردّدت معلومات عن مفاجآت في التوقيفات، في فترة وجيزة، في ضوء ما تكشف عنه التحقيقات الجارية·

نائب مرشح عن مقعد في دائرة صعبة انتخابياً، كان له دور حاسم في سحب مرشح من طائفة أخرى، وكلاهما ينتمي للفريق عينه·

قال خبراء في العمليات الانتخابية، ان الفرق بين اللائحة التي يمكن ان تفوز في قضاء بقاعي والأخرى المنافسة لها، بأنه لا يقل عن بضعة آلاف؟!·

 

شمعون استقبل مرشحي لائحة 14 اذار في بيروت الاولى: اخفاق لوائح 14 اذار وفوز الفريق الاخر سيغير وجه لبنان

وطنية - 29/5/2009 استقبل رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في البيت المركزي للحزب في السوديكو مرشحي لائحة 14 اذار في دائرة بيروت الاولى النواب ميشال فرعون وسيرج طورسركيسيان وجان اوغاسبيان والانسة نايلة جبران تويني والشيخ نديم بشير الجميل في حضور اعضاء المجلس الاعلى للحزب.

وقد اكد شمعون وحسب بيان صادر عن الحزب على "مصيرية المعركة واهمية الاقتراع للائحة كاملة ليس في بيروت الاولى فحسب انما في كل المناطق اللبنانية"، وقال:" ان المحازبين والشمعونيين والاصدقاء هم في استنفار لانجاح لوائح 14 اذار لاسيما ان اخفاق هذه اللوائح وفوز الفريق الاخر سيغير وجه لبنان".

وقد تحدث ايضا اعضاء اللائحة، فاكدوا "اهمية المعركة وحتمية الفوز وتوحيد الصفوف في سبيل وصول لوائح 14 اذار في بيروت الاولى كما في كل الدوائر".

 

3 جرحى في البترون وجريحان في جلالا في اشكالين أمنيين

وطنية 29/5/2009 - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين، ان اشكالا وقع في بلدة عبدللي في وسط قضاء البترون بين ثلاثة من البلدة واخرين من خارجها بموكب سيارات قدموا ليلا بعد ان اطلقوا عنان ابواق سياراتهم مادفع ب (س.منصور) و(م. منصور) و(ح.منصور) الى التضارب بالايدي مع كل من (م. ك.عون), (ج.ج. متى) و(ج.ي.عيسى) ما ادى الى اصابة الثلاثة الاخيرين بجروح طفيفة. وقد وضعت فصيلة البترون يدها على الحادثة وبدأت التحقيقات. وقد تضرر عدد من السيارات في مكان الاشكال . على الاثر سيرت القوى الامنية ليلا دوريات في البلدة لفرض الامن والهدوء ومنعا لحصول اية تداعيات للحادث.

- وفي حادث اخر وفي بلدة جلالا في البقاع الغربي، أقدم مجهولون ليلا على التعدي بالضرب بالات حادة على المواطنين (حسين .ش.ز) و(حسن ع.ز) كلاهما من مواليد 1993، ما ادى الى اصابتهما بجروح ورضوض، نقلا على اثرها الى مستشفى البقاع للمعالجة وفر المعتدون الى جهة مجهولة. وقد حضرت القوى الامنية وباشرت باجراءات ودوريات لتعقب الفاعلين ومنع حصول اية تداعيات .

 

الاحرار: نثمن الدور التوفيقي لرئيس الجمهورية

استكمال تعينات الدستوري من شروط الشفافية الانتخابية

وطنية- 29/5/2009 - عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الاحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء، وبعد الاجتماع صدر البيان الاتي:

"1- ندعو اللبنانيين بالحاح الى التقاط الرسالة التي اطلقها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بكلامه عن انتصار قوى 8 اذار في الانتخابات النيابية وانعكاسه ايجابا على على خطط بلاده الاقليمية وسياستها وطموحاتها وقد جاء حلقة في سلسلة من المواقف التي تذهب المنحى عينه، والعجب من تخاذل بعض الاصوات والاقلام التي تدعى رفض التدخل في الشؤون اللبنانية في التصدي لمثل هذه المواقف، وشتان ما بين تصريحات يتم التهجم على اصحابها وهي تدعو الى الانخراط في مشروع الدولة وبين تلك التي لا تقيم اعتبارا الا لحسابات المحور السوري - الايراني على حساب لبنان ومصالحه.

وندعو اللبنانيين ايضا الى التبصر في ما ادلى به السيد حسن نصرالله لجهة اماطته اللثام عن العلاقة القديمة مع العماد عون وتياره واقتراع ناخبي حزب الله لصالح الاخير في الانتخابات عام 2005، باستثناء دائرة بعبدا- عاليه .

والسؤال : الم يحن الوقت لوقف المتاجرة بالتحالف الرباعي والتلطي وراءه لتبرير الانقلاب على الثوابت والمواقف؟

ونحذرهم من التعامي عن حقيقة ما يخطط له عتاة هذا التحالف الذين يستخفون بالمسلمات وبالمقامات ويغامرون في سبيل اشباع شهوتهم الى السلطة والتسلط والتحكم والانقياد وراء حلفائهم الاقليميين.

2- اجرينا جردة حساب ايجابية للسنة الاولى من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتوقفنا خصوصا امام اعادة الحياة الى مقام الرئاسة بما هو الضامن لانتظام عمل المؤسسات والمؤتمن على الاستقلال والساهر على شؤون الوطن والمواطنين، ونثمن خصوصا الدور التوفيقي الذي يلعبه والذي لا نفهمه الا ديناميا فاعلا متحركا تحت سقف الثوابت وفي خدمتها وهذا ما تجلى في شكل واضح بعودة الحضور اللبناني في المحافل الدولية وعلى صعيد العلاقات مع الاشقاء والاصدقاء والمطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى بعيدا من جدلية التعديلات الدستورية التي تبقى خاضعة لاعتبارات شتى، تمكين الرئيس من اداء مهامه على اكمل وجه كحكم عادل وكرأس الدولة منعا لاي انزلاق يغرق الوطن في اللااستقرار والتجاذبات ويقحمه في المغامرات او يلهيه بخلافات لا طائلة منها من هنا مطالبتنا بأن يتمتع بالقدرة على الحسم داخل مجلس الوزراء وذلك لما فيه خير الجميع بدل السعي الى تثبيت بدعة الثلث المعطل للاطباق على القرار في ما يشبه تغييرا غير معلن للنظام الذي ارتضناه اللبنانيون في الطائف.

3- سررنا لاستكمال تعيين اعضاء المجلس الدستوري الذي نعتبره من مستلزمات العملية الانتخابية وشرطا من شروط شفافيتها ناهيك عن وظيفته على صعيد مراقبة دستورية القوانين واهميته كمؤسسة قضائية مستقلة، اننا اذ نهنىء كلا من مجلس الوزراء واعضاء المجلس الدستوري نأمل في ان يساهم قيام الاخير في اقناع كل القوى السياسية بضرورة التزام المعايير الديموقراطية والقانونية والحضارية في المجالات ذات الصلة وفي مقدمها قبول نتائج الانتخابات او التسليم باحكام المجلس الدستوري عند وجود سبب لمراجعته، ونلفت مجددا في المناسبة الى مطالبتنا المتكررة بالنسبة الى الضاحية الجنوبية خصوصا لما يتعلق بنقل صناديق الاقتراع للناخبين في البلدات المسيحية والذي تزيد من صدقيته الممارسات ومنها اطلاق الرصاص الكثيف لمناسبة اطلالات امين عام حزب الله المكثفة، وقد ادى ذلك الى سقوط جرحى ومن بينهم احد محازبينا على اوتوستراد التحويطة، من دون ان نذكر الاضرار الناجمة من الرصاص العشوائي والاستفزاز الذي يشكله والهواجس التي يتسبب بها".

 

الرئيس سليمان تسلم اوراق اعتماد السفير السوري الجديد لدى لبنان: العلاقات بين البلدين والشعبين تاريخية ومتجذرة وتزداد ترسخا يوما بعد يوم

رئيس الجمهورية بحث مع الوزيرين السابقين القصار وازعور شؤونااقتصادية ونقدية واطلع من وزراء الطاقة في سوريا ومصر والاردن ولبنان على خطوات الربط الكهربائي

وطنية - 29/5/2009 شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ان تقديم سفير سوريا لدى لبنان اوراق اعتماده يأتي ترجمة عملية لما تم التفاهم عليه في قمة دمشق العام الفائت"، مؤكدا "ان تبادل العلاقات الديبلوماسية تفرضه الاصول والمواثيق الدولية، ولكن العلاقات بين البلدين والشعبين تاريخية وعميقة ومتجذرة وهي تزداد ترسخا يوما بعد يوم".

واشار الرئيس سليمان في مجال آخر امام زواره الى الاهتمام بالشأن الاقتصادي في هذه المرحلة من خلال وضع الورقتين اللتين تم اقرارهما في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء على هذا الصعيد موضع التنفيذ، حيث تتعلق الاولى بالخطوات التي ستقوم بها الحكومة لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية، والخطة الجديدة لانماء المناطق اللبنانية من ضمن مبدأ الانماء المتوازن، وذلك من خلال العمل على توفير سيولة اضافية بهدف الحد من الانكماش المتوقع واحتواء اي ارتفاع في معدلات التضخم عبر برنامج متكامل لاطلاق الاستثمارات العامة للاعوام 2009-2012".

ولفت رئيس الجمهورية الى "اهمية اشراك القطاع الخاص في الانماء الاقتصادي وتطوير عمل مؤسسة كفالات ودورها في مساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويلها، بالاضافة الى تطوير خطة انمائية لكل المناطق وتحقيق النمو المستدام والانماء المتوازن، وتحسين نوعية العيش في القرى والبلدات لتمكينها من التمتع بجدوى ومشروعية اقتصادية مستدامة".

واكد الرئيس سليمان كذلك على اهمية عقد اتفاقات للتكامل الاقتصادي بين الدول العربية وباكورة هذا التعاون هو الربط الكهربائي.

السفير السوري

وفي خطوة تاريخية هي الاولى بين البلدين، وصل السفير السوري الجديد لدى لبنان علي عبد الكريم علي الى قصر بعبدا وقدم اوراق اعتماده كسفير فوق العادة الى الرئيس سليمان الذي رحب به وتمنى له النجاح في مهمته، مشيرا الى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تزداد ترسخا يوما بعد يوم.

وفد وزاري عربي

واستقبل الرئيس سليمان وزير الطاقة والمياه الان طابوريان ووزراء الكهرباء المصري حسن احمد يونس، الطاقة والثروة المعدنية الاردني خلدون قطيشات، والطاقة السوري احمد قصي كيالي في حضور مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان الدكتور كمال حايك.

واطلع الوفد رئيس الجمهورية على خطوات الربط الكهربائي التي حصلت، فنوه ب"الخطوة واعتبرها تأسيسية لخطوات تتكامل في الشارع العربي والدول العربية". واذ اشار الرئيس سليمان الى "ان هناك نقاط قوة عند بعض الدول ونقاط ضعق عند الاخرى، اعتبر ان التكامل يكون بان يساعد البعض من خلال نقاط قوته في تقوية نقاط ضعف الاخر"، متمنيا "ان يؤسس هذا المشروع لمشاريع اخرى تجسد مشروع التكامل العربي الحقيقي على ارض الواقع".

القصار

وعرض رئيس الجمهورية مع رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار للتطورات الراهنة والاوضاع الاقتصادية وما يجب اتخاذه من خطوات لمواكبة المرحلة المقبلة.

وقد ابدى القصار كل الاستعداد من جانب الهيئات الاقتصادية للمساعدة كقطاع خاص الى جانب القطاع العام في وضع بنود ورقتي مجلس الوزراء المالية موضع التنفيذ لمواكبة الفترة المقبلة.

ازعور

واستقبل الرئيس سليمان وزير المال السابق جهاد ازعور وبحث معه في الاوضاع المالية والنقدية.

اتحاد كرة السلة

وظهرا، زار بعبدا وفد مشترك من الاتحاد اللبناني لكرة السلة مع رئيس ولاعبي النادي الرياضي بطل الاندية العربية ووفد نادي الحكمة وصيف البطل حيث تم تقديم كأس البطولة الى رئيس الجمهورية الذي هنأ الفريقين على جهودهما وابدى سعادته باستعادة المناخ الرياضي، خصوصا وان لدينا الالعاب الفرانكوفونية هذا العام، مشددا على "وجوب ان تسود الروح الرياضية والتنافس الرياضي المشروع وقبول الخسارة كما الربح في اطار التنافس الديموقراطي في السياسة كما في الرياضة".

وتمنى الرئيس سليمان للفريقين "المزيد من التألق والنجاح".

 

البطريرك صفير استقبل النقيب كرم والمجلس الجديد لنقابة المحررين: الانتخابات النيابية مصيرية وعلى الناخب التصويت لمستقبل وطنه وابنائه

نأمل ان تجرى بطمأنينة وهدوء وديموقراطية وان يختار اللبنانيون من يشاؤون

المرشح غطاس خوري:علينا دعم رئيس الجمهورية للنهوض بالبلاد واعادة وحدتها

المرشح سامي الجميل:سندخل الندوة البرلمانية لطرح حلول لمشاكل من 30 عاما

الخلوة السنوية للمطارنة الموارنة للبنان وبلاد الانتشار من الاثنين حتى السبت

وطنية - بكركي - 29/5/2009 وصف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الانتخابات النيابية المقبلة ب "المصيرية". وقال امام زواره: "على كل ناخب ان يعرف لمن يصوت، لان عليه ان يصوت لمستقبل وطنه ومستقبل أبنائه".

"ملتزمون"

استقبل البطريرك صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، وفدا من تجمع "ملتزمون" برئاسة نجيب زوين الذي قال بعد اللقاء: "نحن تجمع "ملتزمون" الذي يمثل الاكثرية الصامتة، ولكن الاكثرية المتحركة في مواجهة الاستحقاق النيابي المقبل".

واضاف: "8 حزيران بالنسبة الينا هو استحقاق مفصلي يمثل خيارا بين دولة او اللادولة. نحن ملتزمون قضية لبنان وسيادة الوطن والدولة الواحدة. نحن لسنا حياديين لان الحياد لا يمكن ان يكون بين الدولة او اللادولة، نحن مستقلون فعلا، لكننا في استقلالنا لا ننتمي الى حزب ولكننا ننتمي الى القضية التي يمثلها لبنان".

ودعا كل اللبنانيين الى "المشاركة في الانتخابات بكثافة، والاقتراع في 7 حزيران مهم جدا، لانكم امام خيارين اما ان تختاروا الدولة او اللادولة. اما ان تختاروا الجيش الواحد او اللاجيش، واما ان تختاروا سلاح الشرعية او السلاح اللاشرعي. وهكذا يكون انتخابكم بين امرين: اما ثقافة الحياة او ثقافة الموت، ثقافة الحداثة او ثقافة المستقبل المنير او ثقافة الدواليب المحروقة على الطرقات والدخان الذي يغطي لبنان، او ثقافة لبنان الوطن الرسالة او ثقافة لبنان الساحة والحروب الدائمة".

واضاف: "الخيار خيارنا، فلنختر بناء الدولة وبناء الحكم الواحد بناء الدولة السيدة الحرة المستقلة والتي ترعى كل ابنائها بالتساوي".

سئل: هل تلتقون مع فخامة الرئيس؟

اجاب: "من دون ادنى شك".

سئل: ومع 14 آذار؟

اجاب: "نحن ضد السلاحين، وكل شخص في هذا الاطار نحن معه ومع قيام دولة واحدة، سموها ما شئتم 14 او 8 آذار، اذا كنتم مع الدولة الواحدة الحرة فنحن معها".

رلى حوري

ومن الزوار ايضا المرشحة السابقة للانتخابات النيابية في بيروت المحامية رلى توفيق حوري التي وضعت البطريرك "في اجواء الانتخابات والخطابات السياسية المؤججة للفتن والطائفية والمذهبية والتي خرجت عن اللغة الوطنية والتعاطي السياسي لتحقيق مآرب شخصية".

وأبدت حوري "قلقها من ان تضرب جرثومة التعصب والتجييش الطائفي المذاهب الواحدة". وتوقفت عند "موضوع التحالفات السياسية في بيروت، وحالة الانفصام في الخطاب السياسي والاجتماعي بين القوى كافة"، متسائلة: "كيف يصح التحالف والتعاون والتنسيق الكامل بين الموالاة والمعارضة في دائرة بيروت الثانية، في الوقت الذي يصبح هؤلاء الحلفاء انفسهم اعداء على المستوى الانتخابي والسياسي في بيروت الثالثة، ولا تقبل هذه القاعدة بالنسبة الى المرشحين؟".

واشارت الى "ان عجلة الاصلاح يجب ان تبدأ من خلال تعزيز القضاء ، واسترداد اموال الدولة المسروقة، واصلاح القطاع التربوي والتعليمي خصوصا في الجامعة اللبنانية".

وطالبت ب"الاعدام الفوري لكل من يثبت تورطه في التعامل مع العدو الاسرائيلي".

المرشح غطاس خوري

واستقبل البطريرك صفير النائب السابق المرشح عن المقعد الماروني في الشوف غطاس خوري الذي قال بعد اللقاء: "زرت غبطته اليوم للتشاور معه في الاوضاع المستجدة على الساحة اللبنانية. واكدت لغبطته اننا جميعا يجب ان نتوجه بعد هذه الانتخابات النيابية الى موقع اللقاء الوطني الجامع والى دعم فخامة رئيس الجمهورية كي يستطيع النهوض بالبلاد واعادة الوحدة اليها، وشكرت له رعايته الدائمة لكل المرشحين مهما كان انتماؤهم والى اي لائحة انتموا حتى ولو كانوا مستقلين".

وعن كلام النائب وليد جنبلاط الذي تمنى عليه الانسحاب من المعركة الانتخابية، قال: "العلاقة بيني وبين النائب وليد جنبلاط أبعد من زيارة وأبعد حتى من مقعد نيابي. لكن انا الان اتوجه الى الانتخابات لتأكيد فعل ديموقراطي وحق ديموقراطي ايضا لكل اللبنانيين، وبعد 8 حزيران نلتقي جميعا ونزيل الاشكالات او العقد الموجودة، لكن الان نحن في مرحلة انتخابية والانتخابات امامنا فلنذهب جميعا الى الانتخابات ونتبار بكل ديموقراطية".

سئل: بعضهم وصف صورة "البريستول" بالناقصة لعدم وجود غطاسي خوري فيها؟

اجاب:" لقاء "البريستول" اجرى لقاء للوائح الانتخابية وللمرشحين الجدد الذين اطلوا علينا بوجوه جديدة، وهذا امر جيد ان يكون هناك لقاء جامع، وقد فضلت انا ان اكون خارج هذا الاجتماع، وسوف اتكلم عن الظروف التي ادت الى هذا القرار بعد 8 حزيران، إن شاء الله".

النقيب كرم ومجلس نقابة المحررين

واستقبل البطريرك صفير نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرم على رأس وفد من أعضاء مجلس النقابة الجديد والمستشارين.

وقدم النقيب كرم الى البطريرك التعازي بوفاة صهره المرحوم بيار بريدي، وتمنى له "رياضة روحية ملؤها الايمان والمحبة". وهي ستبدأ بمشاركة مطارنة لبنان والانتشار صباح الاثنين المقبل لمدة اسبوع.

واستهل النقيب كرم اللقاء بكلمة قال فيها: "نيافة الكاردينال، كنت وستبقى نموذجا في الوطنية وقدوة لكل اللبنانيين في الالفة والاخوة والمسلك الهادي والمواقف المشرفة".

ورد البطريرك بكلمة جاء فيها: "أنتم قادة الرأي في البلد، وتوجهونه التوجيه الصحيح، ونحن اولا نشكركم لأنكم أتيتم الى هذا الكرسي، كما تعودتم سابقا، وتأتون في هذه الايام التي يستعد فيها الناس للانتخابات النيابية. واننا نأمل ان تجرى في جو من الهدوء والسكينة والطمأنينة وان يقوم اللبنانيون كل منهم بواجبه، وان يلقوا ورقتهم في الصندوق بهدوء، والا تكون بينهم لا خلافات ولا منافسات غير ديموقراطية، وهذا ما يمكننا ان نرجوه في هذا البلد. والانتخابات نحمد الله على انها هي النمط الذي يتبعه لبنان منذ زمن بعيد، وان اللبنانيين تعودوا ان يسلموا بما تفرزه الصناديق، تلك هي الديموقراطية، وان يكون لكل منهم رأيه. ونأمل هذه المرة ان تجرى هذه الانتخابات، كما سلف ان جرت سابقا، بطمأنينة وهدوء وان يدلي كل اللبنانيين بأصواتهم وان يختاروا من يشاؤون. وان شاء الله يكون هناك مجلس يتولى تدبير أمور البلد كما تعود من سبق ان تولاه، وان تكون هناك موالاة ومعارضة وهذا ما تعودناه سابقا، والموالاة هي التي تحكم والمعارضة تعارض. ولم نألف قبلا ان تكون الموالاة والمعارضة في الحكومة معا، مما يجمد عمل الدولة".

وأضاف: "نحن نأمل ان تكون الصحافة هي الموجه الصحيح. طبعا، في الصحافة آراء مختلفة، ولكن، في النهاية، نحن واثقون بان الصحافة هي التي تدافع عن البلد وتبحث عن الخط المستقيم الذي فيه خير البلد، وهذا رأيكم منذ زمن بعيد".

وختم: "أتمنى لكم الخير والتوفيق ونأمل ان يقبل القراء على ما تكتبون وان يتوجهوا بتوجيهاتكم السديدة - الصحيحية، هذا ما اتمناه وارجو ان يتحقق".

المرشح سامي الجميل

ثم التقى البطريرك صفير المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي سامي الجميل الذي اشار بعد اللقاء الى "ان الزيارة لأخذ ارشادات غبطته وتوجيهاته في الاسبوع الاخير قبل الانتخابات ولنؤكد له اننا سنساهم، من جهتنا، في عدم حصول ما يخل بالوضع الامني ونطلب من مناصري المعارضة والموالاة التزام الهدوء لنقدم الصورة الراقية عن لبنان. مهما كانت الخلافات كبيرة ونأمل ان يسود المنطق والحوار في مجتمعنا اليوم، لا سيما بعد الاشكالات التي حصلت في بعض المناطق، ويجب على جميع القيادات ان تتحمل مسؤولياتها وان تقوم بضبط مناصريها لكي تحصل الانتخابات في شكل راق وديموقراطي".

سئل: هل انتم مرتاحون لسير المعركة الانتخابية؟

اجاب: "مرتاحون جدا لسير المعركة، ونأمل ان تكون المعركة على مستوى راق جدا ولا يزال لدينا اسبوع ونصف سنسعى خلاله الى اقناع المترددين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد بوجهة نظرنا".

سئل:ماذا لمستم من صاحب الغبطة؟

اجاب:" لقد لمست من غبطته قلقه على ما يجري على الارض ومن المشاكل التي تحصل وخوفه على الشباب، وهذا امر طبيعي. كما ان قلبه على لبنان لان نتائج هذه الانتخابات ستكون لها ترددات كبيرة جدا على الصعيد الوطني وعلى صعيد مستقبل لبنان".

سئل: هل انت متأكد من فوزكم في الانتخابات بنتيجة 7 على 7؟

اجاب: "أنا لا اؤكد ذلك، بل الناس هم يؤكدون هذا الامر".

سئل: ما هي توقعاتكم؟

اجاب: "ليس لدينا توقعات، ولكن جو المواطنين جيد في الاتجاه الذي نتحدث عنه. ولكن، في النهاية، القرار للناخبين الذي سيضعون الورقة في صناديق الاقتراع بحرية".

سئل: هل نقلت رسالة من الرئيس الجميل الى البطريرك؟

اجاب: "لا، لم انقل اي رسالة، نحن نعمل من اجل طرح مشاريع جديدة للوطن، نطرح تغييرا على صعيد المؤسسات والخروج من الازمات التي نتخبط فيها منذ عشرات السنوات. نحن سندخل الندوة البرلمانية لطرح حلول للمشاكل التي نحن فيها منذ ثلاثين عاما منها التدخلات الخارجية وموضوع حياد لبنان، الذي هو امر اساسي للخروج من سياسة المحاور ومن اشكالية ان تدعم كل دولة عربية جهة معينة في لبنان ضد الجهة الاخرى. واذا كنا نريد الخروج من هذه السياسة فعلينا دعم حياد لبنان، وهذا ما سنطرحه في البرلمان. وسنطرح ايضا اللامركزية الادارية لانها تسهل حياة الناس وتحسنها وتوفر لهم الخدمات في شكل افضل".

وتابع: "ان الانجرار الى الحرب وخيار المقاومة والمواجهة لن يسمحا للبنان بالتقدم".

سئل: هل تتخوفون من مشاكل امنية في ضوء ما يجري بين الرويسات والجديدة؟

اجاب:" لا شك ان هناك من له مصلحة في خربطة الواقع، ونحن طالبنا وزير الدفاع والجيش بتحمل المسؤولية في منطقة الرويسات والجديدة، لان هناك تحديات تحصل على المواطنين وتحديدا الكتائبيين منهم وعلى مراكز الكتائب، كما تحصل استفزازات، وشتم ورمي حجارة على بيت الكتائب، ونحن طالبنا الجيش بتحمل المسؤولية قبل حصول تعديات اكبر".

سئل: هل تتوقعون احداثا امنية بين اسرائيل و"حزب الله" خلال المناورة الاسرائيلية؟

اجاب: "ما دام خطاب "حزب الله" وجوه غير ملتزم القرار اللبناني والدولة اللبنانية وممثلي الشعب اللبناني في مجلس النواب، يبقى قرار "حزب الله" رهن مصلحته ومصلحة حلفائه. من هنا كل شيء ممكن. اذا كانت مصلحة "حزب الله" وحلفائه شن الحرب فهو سيقوم بذلك".

سئل: الرئيس الايراني اعتبر انه في حال فازت المعارضة في الانتخابات فسيكون ذلك امرا مهما لهم؟

أجاب: "نحن نسأل لماذا؟ عندما يقول اذا فازت المعارضة يكون لبنان قد خرج من التحالف مع اميركا واوروبا والغرب، ويتم حينها تثبيت خيار المقاومة والمواجهة والممانعة في الشرق. يعني ببساطة اذا فازت المعارضة فسيصبح لبنان في محور الممانعة والمواجهة مع المجتمع الدولي ومع اسرائيل والغرب. فاذا كان هذا ما نريده "صحتين على قلبنا".

المجلس الوطني ل"ثورة الارز"

وكان البطريرك صفير استقبل وفد المجلس الوطني ل"ثورة الارز" برئاسة الامين العام طوني نيسي، وجرى بحث في الاستحقاق الانتخابي وفي نتائجه والحالة السياسية والامنية في البلاد. وأطلع الوفد البطريرك الماروني على المعطيات التي لديه، وأمل البطريرك ان "يتوحد الجميع تحت راية الوطن وخصوصا المسيحيين ومن يتعاطون الشأن السياسي منهم تحت راية شرعة العمل في ضوء تعاليم الكنيسة".

المطران الجميل

والتقى البطريرك صفير الراعي السابق لأبرشية قبرص المارونية المطران بطرس الجميل الذي اطلع على الاحتفالات التي اقامها راعي الابرشية الجديد المطران يوسف سويف بين 22 أيار الحالي و24 منه، تكريما للمطران الجميل "لخدمته ابناء الابرشية مدى عشرين عاما".

وقد أقيمت الاحتفالات برعاية البطريرك صفير وشارك فيها رئيس جمهورية قبرص والعديد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والدينية وأبناء الجالية في قبرص.

المرشح ابو عاصي وشخصيات

ومن زوار بكركي: المرشح عن المقعد الماروني على "لائحة القرار الوطني المستقل" في بعبدا الدكتور الياس أبو عاصي، المحامي ميلاد جبرايل، رئيس مجلس ادارة "بنك بيروت" سليم صفير يرافقه المدير العام للعلاقات العامة للبنك انطوان حبيب لتهنئة البطريرك الماروني بعيد ميلاده، واستبقاهما البطريرك على الغداء الى مائدة بكركي.

الخلوة السنوية للمطارنة الموارنة

على صعيد آخر، تقفل أبواب بكركي صباح الاثنين المقبل امام الزوار مع انعقاد الخلوة السنوية للأساقفة الموارنة في لبنان وبلدان الانتشار برئاسة البطريرك صفير والتي تستمر لغاية ظهر السبت 6 حزيران 2009 حين سيصدر البيان الختامي.

 

ميشال معوض رد في مؤتمر صحافي على "حملة الشيكات": أثبتنا بالوقائع أن وثائقهم مزورة وقررنا رفع دعوى جزائية

وطنية - 29/5/2009 عقد رئيس "حركة الاستقلال" المرشح في "لائحة زغرتا الزاوية" ميشال معوض بعد ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا تناول فيه "الشائعات المتعلقة بقضية الشيكات المزورة وشائعات أخرى تواكب حملتنا الانتخابية". وقال: "إن حملة تزوير وتشهير تطول لائحة زغرتا الزاوية. وقبل أسبوع تقريبا كان الوزير السابق سليمان فرنجيه يتحدث عبر التلفزيون، وفي الساعات التي تلت المقابلة لاحظنا توزيعا منهجيا على الانترنت عبر الرسائل الالكترونية لشيكات وحسابات مزورة تحت شعار فضيحة تمويلية للائحة زغرتا الزاوية، هدفها التبيان أن لائحة زغرتا الزاوية تقبض كمية كبيرة من المال من أحمد الحريري ومن تيار المستقبل.

وأمام هذه الحملة المنهجية التي لا تخجل من استعمال التزوير كان لا بد من الدعوة إلى هذا المؤتمر الصحافي للتأكيد أن الشيكات والتحويلات وكشوف الحسابات جميعها مزورة ولا علاقة لها بالواقع. وتأكيدا لكلامنا، وزعنا عليكم الأجوبة من المصارف المعنية والتي تؤكد ما نقول، وهي من مصارف لبنان والمهجر، والبحر المتوسط، واللبناني الكندي، وعودة، وبيبلوس. وهذه الردود هي من المصارف المعنية وغير قابلة للشك، وتؤكد أن كل الشيكات وكشف الحسابات على الإنترنت أو في وسائلهم الإعلامية ومواقعهم الإلكترونية مزورة ولا علاقة لها بالواقع". اضاف :"أحببت أن أوضح هذه الوقائع لأقول إن هذا النوع من الحملات والتزوير والتي يرافقها تحريض وشتائم وتمزيق صور وقمع حريات، غير مقبول.

ومن هذا المنطلق، قررنا في لائحة زغرتا الزاوية التي تضم النائب جواد بولس والمحامي يوسف الدويهي وأنا، رفع دعوى جزائية بالقدح والذم والتزوير واستعمال المزور ضد كل من شارك في هذه الحملة، أي الوزير السابق سليمان فرنجيه وتلفزيون المنار والموقع الإلكتروني لتيار المرده وكل من يظهره التحقيق".

وتابع معوض: "هذا في الوقائع، اما في السياسة فإن هذه الانواع من الحملات تؤكد أن اللائحة التي تسمي نفسها "لائحة إرادة زغرتا الزاوية" ليست لائحة إرادة زغرتا الزاوية بقدر ما هي لائحة إرادة حزب الله وسوريا والبعث في زغرتا الزاوية، لأن هذه الأساليب التي نراها في الحملات ليست من قيمنا ولا من شيمنا ولا من تاريخنا. إنها أساليب مستوردة من البعث السوري ومن شمولية حزب الله". وأكد "أننا لم نمزق صورا ولم نشتف ولم نتعد على الآخرين. لن ننزل إلى مستوى نعتبره مقرفا لنا ولأهالي زغرتا الزاوية، ولن ننزلق إلى مستوى فرقة الشتامين لأننا نخوض معركة في قضاء زغرتا، ونحن في زغرتا الزاوية نعرف بعضنا ولا أحد يمكنه ان يغش الآخر بما هو، كلنا نعرف من كان يفتخر بالتمويل السوري والايراني ومن يخوض معركة لا علاقة لها بتمويل سياسي. كلنا يعلم من يبذخ الاموال. وأنا طرحت سؤالاً وإلى اليوم لم أحصل على الإجابة: من اين لك هذا؟"

وختم: "نحن سنتابع معركتنا الإنتخابية، وهي ليست ضد أشخاص ولا ضد سليمان فرنجيه أو إسطفان الدويهي او سليم كرم، فنحن نحترمهم جميعا. معركتنا هي من أجل سيادة لبنان واستقلاله والدولة والشرعية في وجه محاولة تحويل لبنان واستقلاله إلى ساحة أو إلى قاعدة صاروخية لمصالح إيران النووية ولمصالح الرئيس محمود أحمدي نجاد. معركتنا هي معركة لتثبيت الحرية والحداثة والاستقرار في زغرتا الزاوية، في وجه التخلف والعصبيات العائلية ومحاولات العودة الى الوراء، إلى أيام القمع والتهديد.

هذه هي معركتنا وسنستمر في خوضها، وسنحترم إرادة الناخب، وأريد أن أكرر أن المرتاح لا يزور ولا يحول نفسه الى شتام".

 

رئيس "الحركة اللبنانية الحرة": لبنان في خطر وهناك مجموعة قررت تحويل هذا الوطن إلى ارض محروقة

وطنية - 29/5/2009 رأى رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر اغا، في مؤتمر صحافي عقده في مقر "الحركة" في طرابلس، ان النائب العماد ميشال عون "بات يشكل خطرا حقيقيا على المجتمع المسيحي، لأنه بات المسؤول عن تهميش المسيحيين وتغييب دورهم". واعتبر "أن الدولة في لبنان هي رهينة دولة "حزب الله" ورهينة لمن يحمل السلاح"، محذرا من "شيء اسمه استراتيجية دفاعية في بلد له مقومات الدولة"، مؤكدا "ان مفاعيل 7 أيار ما تزال على الأرض وفي النفوس". وقال: "نعلن أمامكم وأمام التاريخ بأن لبنان في خطر وبأن مجموعة قررت تحويل هذا الوطن إلى ارض محروقة، لذلك نناشدكم الوقوف إلى جانب المؤسسات الشرعية المتمثلة أولا بالرئاسة وعلى رأسها العماد ميشال سليمان حامي الدستور والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة. نناشدكم بدعم القرارات الدولية من أجل لبنان هذه القرارات التي ناضلتم من أجلها 20 عاما. ونناشدكم الوقوف إلى جانب غبطة البطريرك صفير هذا الرجل الذي يسير على خطى الرسل من أجل لبنان". ودعا الى "التصويت لمن هم استقلاليون حقيقيون من أجل بقاء لبنان الوطن والكيان لأننا نعلم بأنكم تؤمنون بقوة الحياة والسلام ونحن نعرف أنكم تنتصرون بالمحبة والحكمة وإرادة الحياة وبالايمان".

وأعلن آغا عن "تفاصيل تؤكد ان العماد عون يعمل من أجل مصالحة وتغيير ذاته"، ومنها ورقة العمل التي قدمها إلى عواصم القرار الدولي عن مشروع المقاومة المستقبلي واستمرارها، وفقدان لبنان الكثير من معنوياته كدولة على الصعيد الدولي بوجود ميليشيات تشاركه الامن والحكم".

وتطرق الى مجزرة أهدن ومعلومات العماد عون حولها، كاشفا عن "لقاءات مشبوهة للعماد عون والنائب ابراهيم كنعان مع الاسرائيليين". وتناول اتهامات عون للنظام السوري في العام 2004"، كما كشف عن زيارة سرية له الى طهران برفقة الوزير سليمان فرنجية قبيل زيارته المعلنة وتسلمه مبلغ مليون دولار اميركي نقدا.

كما تطرق "الى علاقة العماد عون بالقرار 1559 الذي عمل عليه مدة 15 عاما"، لافتا "الى مؤامرات العماد عون على "حزب الله" في العام 1998 واتصالاته مع اتيان صقر (ابو أرز)، اضافة الى "خيانته لحلفائه في اللائحة في العام 2005". وقال: "نحن نعلم أن كثيرا من السياسيين يتبادلون التهم بينهم وبينه باتهامات أكثرها سياسية، بينما نحن نتكلم في الأرقام والوقائع والحقائق لأننا عايشناه عن قرب ولمدة 20 عاما وكنا في موقع القرار".

 

مهرجان للائحة 14 آذار في بيروت الاولى في حي السريان-الاشرفية

الوزير اوغاسبيان: مسيرتنا هي مسيرة الدولة الواحدة والقوية بجيشها

النائب فرعون: نريد للبنان ابعادا عربية ولن نقبل بالأبعاد الفارسية

وطنية - 29/5/2009 اقيم مهرجان للائحة 14 آذار في دائرة بيروت الاولى في حي السريان في الاشرفية، شارك فيه اعضاء اللائحة الوزير جان اوغاسبيان والنائب ميشال فرعون والنائب سرج طورسركيسيان ونديم الجميل ونايلة تويني. والقى الجميل كلمة توجه فيها الى العماد ميشال عون بالقول: "يا جنرال، سوريا لن تعود الى لبنان، طالما هناك اشخاص مثلك ينفذون لها قراراتها في لبنان، وطالما هناك اشخاص مثلك ومثل "حزب الله" وحلفائكم، فالسوريون ليسوا بحاجة للعودة".

النائب فرعون

ثم ألقى النائب فرعون كلمة قال فيها: "ان عددا من ابناء الاشرفية قد عرفوا بوجود الجنرال في الاشرفية من خلال حادث حصل في ساحة ساسين مع رتل من السيارات والدراجات النارية التابعة ل"حزب الله". هذا ربما ورد في مذكرة التفاهم عن كيفية تحرير الاشرفية. والعماد عون يريدنا أن نغفر للمجرمين، نقول له أن المحكمة الدولية وحدها بامكانها أن تغفر لهم".

اضاف: "يريدون التحرير، يفتشون عن عصب، يستهترون بالشهداء، ويريد الجنرال اعطاء لبنان ابعادا دولية. أما نحن فنريد للبنان ابعادا عربية ولن نقبل أن يخترع لنا أبعادا فارسية".

وتابع النائب فرعون:" يحاولون اتهام نواب الاكثرية بالفساد. نحن نرى ان الفساد موجود عند حلفاء العماد عون، فمن أجلهم سحب اللواء ابو جمرا من مرجعيون وكأن الاشرفية جائزة ترضية".

الوزير أوغاسبيان

وقال الوزير أوغاسبيان: "نؤكد مرة اخرى على ثوابت ثورة الارز، ثورة الحق والعدالة، ثورة الحريات، ثورة من أجلها استشهد كبار في الصحافة والسياسة والنضال. وهذه المسيرة مستمرة بفضلكم، ومسيرتنا هي مسيرة الدولة القوية والواحدة القوية بجيشها وليس كما يفعلون ويغطون المسلحين والدويلات القائمة".

النائب طورسركيسيان

وقال النائب طورسركيسيان: " ناضلنا معا ارمن وسريان منذ ايام السلطنة. وهناك اليوم غريب عن المنطقة شبيه بالسلطنة العثمانية جاء الى الاشرفية وسنقول له، ارحل عن الاشرفية". اضاف: "يريدون بشتى الطرق إسقاط رئيس الجمهورية وتقصير المهل، يريدون ضرب المؤسسات والجيش والقضاء، ولكن بتضامننا سنفشل مخططاتهم لأننا مع الرئيس ومع قيام الدولة والجيش، وسننتصر".

تويني

وقالت تويني: "جاء الجنرال وحاول اتهامنا اننا نجهل مشروعه. نقول له أن مشروعك واضح أما نحن سنعمل من أجل منع "حزب الله" من وضع يده على الاشرفية. ونقول له أن مرجعيتنا هي رئاسة الجمهورية، ومن يحمي المواطنين هو الجيش اللبناني وليس السلاح غير الشرعي".

 

المرشح نقولا سالم أعلن سحب ترشحه من دائرة جزين: المعركةاخذت طابع الإصطفاف الحزبي والمالي والطائفي وتعرضت للضغوط

وطنية - 29/5/2009 أصدر المرشح عن المقعد الكاثوليكي في دائرة جزين نقولا نديم سالم بيانا أعلن فيه انسحابه من المعركة الانتخابية جاء فيه:

"عندما قررت الترشح للانتخابات النيابية لعام 2009 عن دائرة جزين، جاء ذلك بناء لرغبة أبناء منطقتي الذين طالبوني مواصلة العمل من ضمن الخط السياسي الذي رسمه وسار عليه والدي نديم سالم طوال حياته، وانطلقت من الإعتبارات التالية:

أولا: إن إنتخابات 2009 تجري على أساس قانون القضاء، وهي المرة الأولى منذ 1972 التي يتمكن المواطن الجزيني من الإدلاء بصوته واختيار ممثليه بكل حرية، وهذا ما لم نتوقف يوما عن المطالبة به وفي كلِ مناسبة .

ثانيا: إيماني الراسخ بالعيش المشترك وهذا ما يميز منطقة جزين عن سائر المناطق وهي تحتضن بين ربوعها كافة الطوائف والمذاهب.

ثالثا: دفاعنا المتواصل عن السيادة والإستقلال والنظام الديموقرطي وموقفنا لدائم الى جانب الشرعية الدستورية والدولة ومؤسساتها، منذ عهد الإستقلال حتى اليوم .

لذلك، كان قراري التقدم الى هذه الإنتخابات مرشحا مستقلا تماما وِـق الإرادة المستقلة لأهل جزين.

لكنني، وبعد أن تبين لي بأن هذه المعركة خرجت عن المبادئ التي ترشحت على أساسها ولم تعد تتماشى مع تطلعاتي ومع الخط الذي أنتهجه، خصوصا بعد أن أخذت طابع الإصطفاف الحزبي والمالي والطائفي، وبعد تعرضي للضغوط والإبتزازات والإغراءات كافة، مثل مطالبتي بالخضوع للالتزام الحزبي الضيق الى الإلتزام السياسي غير المشروط وغيرها من المطالب التي رفضتها كلها، فإنني اراني مضطرا لعدم الإستمرار في هذه الإنتخابات، مع العلم بأن إنسحابي هذا ليس إطلاقا لمصلحة لائحة معينة كما يروج البعض، تاركا للمناصرين والمؤيدين والأصدقاء حرية إختيار الموقف الذي يتناسب مع إقتناعاتهم، معاهدا اياهم الإستمرار بالعمل السياسي ومواصلة النضال من أجل تعزيز السيادة والإستقلال والديموقراطية الحقيقية".

 

 

مصدر أمني: سنكشف أشخاصاً فوق الشبهات

توقيف 7 مشتبهين بتعاملهم مع اسرائيل

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - يتوالى تباعا مسلسل اكتشاف الأجهزة الأمنية المزيد من المشتبه بتعاملهم مع اسرائيل. وفي هذا السياق، أوقفت قوة من المخابرات في الجيش اللبناني فجر امس كلاً من (علي غ.) و(يوسف ح) في مدينة صور للإشتباهِ بتعامَلِهِما مع الموساد الاسرائيلي وهما من أولاد شقيقات العميل الموقوف ناصر نادر. وقد عُثرَ بحوزةِ أحدهما على جوازِ سفر اسرائيلي. واوقفت عناصر من فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب مواطنا من بلدة كفرشوبا للإشتباه بتعامله مع العدو الإسرائيلي ويدعى ص. ع. وأقتيد الى احد المراكز للتحقيق معه. وأوقفت قوةٌ من فرع المعلومات والأمن العام، أربعة أشخاص يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل وهم: م.ح. جمعة وشقيقه علي من بلدة كفركلا الحدودية ويعملان في مجال البلاط والرخام، وأسعد كامل ر. وزوجته نسرين من بلدة الخيام، وتم اقتيادهم الى المديرية العامة للامن العام في بيروت. كذلك اوقف الامن العام اللبناني الفلسطيني (أنور.م. س.) بتهمة التعامل مع العدو الصهيوني.

ونقلت الوكالة "المركزية" عن مصدر أمني قوله أن التحقيقات مع موقوفي الشبكات الموسادية تظهر كل يوم معطيات إضافية تمكن الأجهزة الأمنية من رصد المزيد من الحركات وتوقيف متورطين جدد، قد تؤدي الى كشف اشخاص فوق الشبهات ما قد يحدث زلزالاً على الساحة المحلية يؤثر على مجريات كثيرة، مشيرا الى ان ثمة مراجعة لدى الاجهزة الامنية تتعلق بوضعية اشخاص مشبوهين كانت تصرفاتهم غامضة ومريبة ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان العام 2006. واعتبر أن الأمور "تقترب من طرف الخيط".

في غضون ذلك، تتواصل التحقيقات مع أفراد الشبكات. وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امس، على الموقوفين ناصر نادر ونوال معلوف ومصطفى سعيد والفار سامر أبو عراج، في جرم التعامل مع العدو الإسرائيلي ودس الدسائس لديه ولمساعدتهم علي فواز فواز وإعطائه معلومات عن مواقع مدنية وعسكرية وحزبية وعن شخصيات سياسية وحزبية بهدف قتلها، منها المسؤول في "حزب الله" غالب عوالي عام 2004 بوضع عبوة ناسفة له ودخول بلاد العدو الإسرائيلي من دون إذن مسبق، وإقدام أبو عراج على تجنيد الموقوفين".

وأحال الملف مع الموقوفين الى المحقق العسكري الأول القاضي رشيد مزهر طالبا التحقيق وإصدار مذكرات توقيف وجاهية في حق الموجودين وغيابية في حق الفار، وذلك سندا الى المواد 274، 275، 2711 و549 عقوبات و5 و6 من قانون 11/1/1958 وهي مواد تنص عقوبتها القصوى على الإعدام".

وتسلم القاضي مزهر الادعاء ويعكف على درس الملف تمهيدا لاستجواب الموقوفين اليوم الجمعة.

كما ستجوب المحقق العسكري القاضي فادي صوان الموقوف في جرم التعامل جريس الياس فرح، واصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه. وسطر استنابة قضائية الى الاجهزة الامنية لمعرفة كامل هوية المدعى عليهم الآخرين في الملف، تمهيدا لاتخاذ الاجراء القانوني في حقهم. وفي ما يتعلق بملف العقيد الركن في الجيش منصور حبيب د.، فإن التحقيقات معه تشمل أمكنة خدمته وحركةَ اتصالاته وتنقلاته بالتزامن مع أحداث أمنية واغتيالات وتفجيرات شهدها لبنان في السنوات الأخيرة، ولا سيما جريمة اغتيال اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج.

وفي جديد ملف الموقوف زياد ح.، اّنه وبعد مصادرة أجهزة اتصال كان يستخدمها، تم العثور على بنك المعلومات الهامة التي أقر بأنه جمعها خلال فترة زمنية طويلة، وأرسلها الى مشغليه في اسرائيل وهي تتعلق بأمكنة وأشخاص على صلة بالمقاومة. وبالنسبة الى الموقوف أديب العلم، فقد سلم جهات التحقيق مفكرة خاصة سجل عليها نحو 200 رقم خلوي. وأشار الى ان مهمته كانت محصورة بشرائها وتسليمها الى مشغليه الذين كانوا يوزعونها على عملائهم.

 

جعجع: الانتخابات مصيرية ومحورية والتصويت إما لمصلحة نجاد أو للبطريرك

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - ذكر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، انه "منذ ثلاثة أشهر ونحن نقول ان هذه الانتخابات مصيرية ومحورية وليست انتخابات لاستبدال شخص بآخر، وكانوا يردون على تصاريحنا بأننا نضخم الأمور، الى ان شاع الكلام من داخل بيتهم"، لافتاً الى انه "حين يُعلن مثل هذا الكلام، فهذا مؤشر واضح بأن الاقتراع لن يكون باستبدال سليمان فرنجية بميشال معوض او جواد بولس باسطفان الدويهي او العكس، فالمسألة اكبر من ذلك، على اعتبار ان التصويت هذه المرة سيكون اما لصالح (الرئيس الإيراني محمود) احمدي نجاد واما لما يردده البطريرك (الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير) يومياً".

وجدد امام وفود شعبية من منطقة زغرتا ـ الزاوية أمس، في حضور منسقي المنطقة فهد جرجس وسركيس بهاء الدويهي، التأكيد على "انهم "لن يمروا" ولو ان البعض يوصي ابناءه وأجياله بأنهم غلبوا الاميركيين"، مشيراً الى ان "البعض يحبذ افتعال انتصارات وهمية، وهم معتادون على ذلك على خلفية ان لدى حلفائهم أصواتاً من هنا وهناك بسبب تواجدهم الطويل في لبنان الذي كان كناية عن كابوس، انطلاقاً من هنا يعتقدون ان كل العلاقات الدولية تُقام بالطريقة ذاتها، لذلك اعتقدوا أن بايدن آت ليضع لنا أصواتاً في صندوق الاقتراع، فافتعلوا هذه المعارك الوهمية". وتابع التعليق على شعارات الفريق الآخر، مستخدماً شعار "شو ما كان لونك صوّت صح"، مضيفاً: "ولكن لا تُغيّر خطك من أجل أن تصوت صح".

وقال: "ان زغرتا ـ الزاوية هي زغرتا يوسف بك كرم وليس سليم كرم، لذا صوّت ضد التبعية والاستزلام، صوّت مع الحرية والسيادة والاستقلال، زغرتا ـ الزاوية هي منطقة البطريرك اسطفان الدويهي لذا صوّت مع البطريرك وليس ضده، لذا صوّت لـ"القوات اللبنانية" ولقوى 14 آذار".

وحول شعار "صوتك مارد"، دعا الناخبين الى "التفكير على البارد والتصويت لـ"القوات اللبنانية" ولفريق 14 آذار"، مشدداً على انه "صحيح يجب أن تكون مارداً في زغرتا ـ الزاوية لكي تصوت لـ"القوات" و14 آذار". أضاف: "صوتك مارد، لذا تمرّد على الواقع في منطقة زغرتا ـ الزاوية وصوت لـ"القوات اللبنانية" وميشال معوّض و14 آذار".

وتطرق الى ما قاله أحمدي نجاد "حين اعطى توصيفه للمعركة الإنتخابية اللبنانية"، مشيراً الى ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "حاول قدر المستطاع دعم حليفه وإعطائه كل الأوصاف المطلوبة، من أجل تسويقه لدى المسيحيين ولكن من سوّق المُسوّق...". وتابع: "إن الرئيس الايراني أكد فوز المعارضة في لبنان، ولكن هذا التوقُع غير صحيح، وبأن أموراً كثيرة ستتغيّر في المنطقة لذا يُسمون انفسهم تكتل "الاصلاح والتغيير" لأنه ستتغير أمور كثيرة في المنطقة"، كاشفاً ان "هذا التصريح الايراني، بلور الفحوى الحقيقية لطبيعة المواجهة القائمة". وآثر التذكير بأن زغرتا ـ الزاوية "هي التاريخ، من هنا لا يمكنكم التصويت عكس هذا التاريخ واتجاهاتنا التاريخية وكل ما آمنا به، لا يمكنكم التصويت ضد كل ما قاله كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده وسمعان الدويهي وسليمان فرنجية الجَّد، فنحن لا نستطيع ان نصوّت الا مع مبادئنا". وختم مؤكداً أن "صوتك مارد" لأنه سيدحرج الجبل عن صدر منطقة زغرتا ـ الزاوية، وبالتالي سيدخلها الى عصر جديد".

 

ضو يرفض المساهمة في تجيير القرار الكسرواني الى "حزب الله"

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - أكد المرشح عن دائرة كسروان ـ الفتوح نوفل ضو، أنه "من غير الممكن أن يقبل بأن يكون شريكا في المساهمة المباشرة أو غير المباشرة، في تسهيل معركة استهداف البطريركية المارونية أو رئاسة الجمهورية أو استمرار مصادرة القرار الكسرواني وتجييره الى "حزب الله". وشكر في تصريح أمس، كل رؤساء الأحزاب والنواب والوزراء والفاعليات وخصوصاً "الكتلة الوطنية" و"التجدد الديموقراطي" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" و"تيار المستقبل" والشخصيات المستقلة في قوى 14 آذار، "الذين بادروا الى الإتصال به متضامنين، بعد إعلان عزوفه عن إكمال المعركة الإنتخابية منفردا، قطعا للطريق على ما يمكن أن يفسر بأنه مساهمة في التقليل من حظوظ اللائحة المواجهة للائحة (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب) العماد ميشال عون". كما خص بالشكر، "كل من ساهم وعمل وساعد في حملته الإنتخابية من أبناء كسروان ـ الفتوح"، مؤكدا "المضي قدما في الشق السياسي والإعلامي من المعركة الإنتخابية، لتعزيز فرص نجاح الأسماء المدينة لـ "ثورة الأرز" وأبنائها بالوفاء والعرفان".

 

كبّارة : كلام نجاد تدخُّل علني سافر ووقح في شؤوننا

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - أكد المرشح عن المقعد السني في لائحة "التضامن الطرابلسي" النائب محمد كباره أن "قوى 8 آذار تريد تقوية ايران على حساب لبنان"، مشدداً على أن كلام الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد " تدخُّل علني سافر ووقح في الشؤون الداخلية اللبنانية". ولفت إلى أن "7 حزيران يوم مصيري لمنع تحويل لبنان متراساً متقدماً لإيران"، مشيراً الى أن "لائحة التضامن الطرابلسي" تضع أولى أولوياتها مصلحة طرابلس". وقال في مهرجان انتخابي في منطقة "الدفتار" في طرابلس أمس: "ما طلع علينا به أحمدي نجاد وهذا هو مشروعه الذي كشف عنه بصراحة ومن دون خجل و يقول أن فوز فريق 8 آذار في الانتخابات سيغير الأوضاع في المنطقة وسيشكل جبهات جديدة لتقوية المقاومة والحقيقة أنه يريد تقوية إيران على حساب مصلحة لبنان يريد أن يربح حلفاءه هذه الانتخابات من أجل تغيير الأوضاع في المنطقة بما يخدم مصلحة إيران ومن أجل إقحام لبنان في محاور الصراعات التي يقود الرئيس الإيراني أحدها". وشدد على ان "هذا تدخل علني سافر ووقح في الشؤون الداخلية اللبنانية"، سائلاً "أولئك الذين يخوضون معاركهم الانتخابية في كل لبنان بالنيابة عن أحمدي نجاد ونسأل خصوصا مرشحي 8 آذار في طرابلس إذا كان هذا هو مشروعهم الانتخابي، وهل هذا هو ما يبشرون به أهلنا في طرابلس؟".

واشار الى "انهم اليوم أمام خيار حاسم إما أن يكون لبنان أولا في حساباتهم وإما أن يكونوا جسر عبور لمشاريع خارجية يريدون أن يربح فريق 8 آذار في انتخابات لبنان حتى تسقط 14 آذار وحتى يسقط لبنان وحتى يسهل عليه ابتلاعنا"، مؤكداً أن "7 حزيران هو يوم مصيري من أجل وحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله".

وتابع: "نحن مع دولة القانون والعدالة مع القضاء العادل الذي ينصف الناس لكننا لن نقبل أن يكون شبابنا مكسر عصا لأحد، اننا سنواجه هذا الاستهتار الذي يدفع ثمنه أبرياء يقبعون في السجون من دون تهمة سننتظر حتى ما بعد الانتخابات بأيام معدودة كما وعدونا لإخراج أبنائنا من ظلام القهر وبعدها سيكون لنا موقف صارم من أجل تحقيق العدل والعدالة وسنقف سوياً لنصرخ عالياً في وجه الظلم والظالمين. هذا وعدنا نحن لن نتخلى عن أبنائنا لسنا ضعفاء نحن أقوياء بكم ونحن وأنتم أقوياء بالحق وطرابلس لا تتهاون في حقها". وختم: "نحن واثقون أنكم ستنتصرون مجددا لانتفاضتكم المجيدة في 14 آذار كي يكون 7 حزيران يوم المجد للبنان وكي يعرف كل العالم القريب والبعيد أنكم يا أبناء طرابلس تصنعون مجد لبنان لأنكم أصحاب مجد وعزة وكرامة بل لأنكم أنتم مجد لبنان".

 

بويز: عون مستعد لنسف البلاد من أجل تحقيق غريزته الرئاسية

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - اوضح المرشح عن دائرة كسروان ـ الفتوح وزير الخارجية السابق فارس بويز، ان اسباب فك التحالف السياسي والانتخابي بينه وبين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، "تكمن خطورتها في رغبة هذا الاخير أخذ البلاد الى مغامرة رئاسية جديدة، وسوقها باتجاه ازمات وربما حروب جديدة، قد تطيح هذه المرة بما تبقى من تلاحم وانصهار بين اللبنانيين"، معتبرا انه "انطلاقا مما سبق، يرفض عون وجود المعترضين والممانعين في صفوفه، كون غيابهم عن صفوفه يسهل عليه القيام بمحاولة ثالثة بعد العامين 1989 و2008 لاخذ البلاد الى حرب رئاسية جديدة، بهدف السيطرة على السلطة وتسلم الحكم". وأكد في حديث الى "الأبناء الكويتية" أمس، ان "هناك تخطيطا من قبل عون للعودة بعد الإنتخابات النيابية الى طرح الموضوع أعلاه إنما هذه المرة من خلال ما يسمى بالجمهورية الثالثة"، مشدداً على أنه "لن يبصم غيباً على مشاريع سياسية غير مقتنع بها، ولن يتعهد بمشاركة أحد في مغامرات مماثلة".

ورأى أن توضيحات عون لكلامه الذي هاجم به رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير، "والذي عاد وتراجع عنه لأسباب مؤقتة تتعلق بمزاج الناخب المسيحي، لم تطمئن الآخرين الى حسن نوايا الرجل والى تبديل قناعاته المحصورة بشهوته للسلطة وللوصول الى سدة الرئاسة، لاسيما ان تاريخه يشهد على استعداده الدائم لنسف البلاد برمتها من أجل تحقيق غريزته الرئاسية"، معتبرا ان فوز عون بالانتخابات النيابية "سيعيده الى الدوران داخل حلقة الغريزة الرئاسية لديه، التي تعتبر أخطر ما في تطلعاته المستقبلية والتي تحمل مشروعا انقلابيا حقيقيا لتحقيقها، وهو ما يفسّر بـ"الجمهورية الثالثة ثابتة" بحسب ما نشره "التيار الوطني الحر" على لوحاته الإعلانية الإنتخابية

 

الجوزو: انتصار "حزب الله" يفيد إيران وإسرائيل

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد )قدس الله سره( يبشرنا بأن نجاح "حزب الله" في الانتخابات سيغير وجه المنطقة"، مشيرا الى "أنه لا غرابة أن تمتد يد إيران الى العراق واليمن والسعودية والبحرين ومصر من أجل إثارة الفتنة المذهبية، من أجل تحقيق اهدافها، خصوصا وأن نجاد يعتبر أن الحزب هو اليد الطويلة التي تستطيع أن تنفذ المخطط الإيراني في العالمين العربي والاسلامي". مؤكدا "ان عوامل الفتنة المذهبية تصب في مصلحة أميركا كما تخدم إيران وانتصار "حزب الله" في الانتخابات يفيد ايران كما يفيد إسرائيل تماما". وسأل في تصريح أمس: "ما الفرق بين أميركا وإيران؟ وكلاهما تعاون مع الآخر على ذبح الشعب العراقي، من أجل تغيير هوية العراق العربية، وهما يعملان الآن على بث الفتنة المذهبية في باكستان وأفغانستان، وتلاقي المصالح الاميركية والايرانية اصبح مكشوفا ومعروفا". واعتبر "أن سلاح "حزب الله" لن يكون ضد اسرائيل بعد اليوم بقدر ما هو ضد الأمة العربية"، مشيرا الى "أن دوافع الأمين العام للحزب حسن نصر الله لمهاجمة بيروت لم تكن بسبب القرارين، إنما هي من أجل منع أهل بيروت من حمل السلاح والتدرب عليه، وهذا ما سبق وقاله لي طيب الذكر غازي كنعان"، لافتا الى "أن سوريا حرصت في عهد الوصاية على تسليح "حزب الله" وحركة "أمل"، وحرّمت ذلك على أهل العاصمة بيروت". وقال: "إن صمود بيروت واهل بيروت في وجه الفتنة اصبح واجبا وطنيا وعربيا ودينيا، وكل الذين يعملون لمصلحة المخطط الايراني في بيروت او في البقاع او في طرابلس والضنية وعكار يخونون أمتهم ويبيعون عقيدتهم". ودعا "أهل السنة والجماعة في كل انحاء لبنان الى العمل على اسقاط المخطط الايراني في السابع من حزيران"، متمنيا على "كل اللبنانيين، المسيحيين والدروز والشيعة الشرفاء الوقوف في وجه المخطط الايراني، لانه يسعى الى دمار المنطقة، ومساعدة اسرائيل على تحقيق اهدافها من تحت الطاولة"، محذرا "الدول العربية والاسلامية مما تضمره إيران من شر للأمتين العربية والاسلامية".

 

إذا كانت نتائج الانتخابات تطلق اليد لمنطق 8 آذار في حال فوزه فهل تلجمه في حال خسارته؟

"تثبيت خيار المقاومة" شعار يكشف افتقاد هذه المقاومة الشرعيّة الثابتة

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - وسام سعادة

إذا كانت قوى 8 آذار تخوض الإنتخابات من أجل "تثبيت خيار المقاومة" فيفترض بحسب هذا المنطق أن تكون هذه القوى جاهزة لمراجعة مفهومها عن المقاومة في حال جاءت نتائج العمليّة الديموقراطيّة مخيّبة لشعارتها. بيد أنّ "المعارضة المسلّحة" و"الحكوميّة التعطيليّة" لا تنظر إلى الإنتخابات إلا من زاوية كونها "استفتاء في اتجاه واحد": يحتكم إلى نتائجها إذا ما فاز فريق 8 آذار على فريق 14 آذار، ويصار إلى الإلتفاف على نتائجها، أو حتى إلى إعاقة صدور هذه النتائج، إذا ما جاءت في الإتجاه المعاكس.

وإذا كانت 14 آذار تعرّف الإنتخابات كإستحقاق "مصيريّ" سواء في حال فوزها أو في حال خسارتها، فإن 8 آذار تعرّف الإنتخابات كإستحقاق "أكثر من مصيريّ" في حال فوزها، وكإستحقاق يعطّل نفسه بنفسه، أو حتى يلغي نفسه بنفسه، في حال خسارتها.

ومنطق "الإستفتاء في اتجاه واحد" يبنى عليه "تثبيت خيار المقاومة" إلا أنّه في الوقت نفسه يثبت عجز خيار المقاومة على الثبات. فبمعنى أوضح، لا يستطيع هذا الخيار حتى اليوم أن يحدّد مصادر شرعيّته بشكل منهجيّ وعلى درجة من "الثبات".

فإذا جاءت النتائج الإنتخابية في صالح هذا "الخيار"، هرع مباشرة إلى "الشرعيّة الشعبيّة" وتسلّح بها، وأعطى لهذه "الشرعيّة الشعبيّة" مضموناً يتجاوز كلّ دستور وكلّ ميثاق. إن تحالف 8 آذار لا يفهم "الشرعيّة الشعبيّة" كمصدر لتجديد الشرعيّتين الدستوريّة والميثاقيّة، وإنّما كمصدر يمكنه أن يشطب أو أن يلغي، ومن طرف واحد، كلاً من الشرعيّتين الدستوريّة والميثاقيّة، ومن دون إيجاد بديل لهما.

سيتكئ "الحق في المقاومة" إذاً على "الشرعيّة الشعبيّة" المحمّلة مضامين لا دستوريّة ولا ميثاقيّة في حال جاءت النتائج الإنتخابية لصالح 8 آذار. أمّا إذا عاكست النتائج توقّعات، أو أمنيات هذا الفريق، إلتجأ "الحق في المقاومة" حينئذ إلى مصدر آخر للشرعيّة، بل صار ينادي بـ"الشرعيّة المكتسبة للمقاومة"، وهذه شرعية غير مستمدّة لا من إجماع وطنيّ ولا من سلم أهليّ ولا حتى من إدّعاء تمثيل المجتمع ككل. فعندما لا تكون "المقاومات" قادرة على انتزاع شرعيّة شعبيّة واضحة، تلجأ إلى تنصيب نفسها شرعيّة مكتسبة، لكن ذلك يبقى مشروطاً بنطقها بإسم الشعب، وتحريرها البيانات على قاعدة "أنا الشعب". لكن ما الحال في مقاومة لا تستطيع انتزاع شرعيّة شعبيّة واضحة، وتكتفي بلغة الشرعيّة المكتسبة، لكنها تعجز في الوقت نفسه عن القول "أنا الشعب"، وتكتفي بتخريجات من قبيل "أنا الطائفة الأكبر في هذا الشعب"؟ معظم حركات "المقاومة" في التاريخ الحديث كانت تتستّر جزئياً أو كلّياً على واقع حرب أهليّة هي طرف فيها، لكنّ الحركات الأكثر أهميّة في التاريخ "المقاوم" كانت تعمل على تحديد مصدر شرعيّتها على نحو منهجيّ وواضح. وحدها "المقاومة" في نموذج "حزب الله" لا تستطيع أن تحدّد لنفسها مصدراً ثابتاً للشرعيّة. وتفضّل بدل ذلك اللجوء إلى ما يمكن الإصطلاح على تسميته "المصدر المتحرّك للشرعيّة". وهي على أساس هذا "المصدر المتحرّك" بل "المحيّر" للشرعية تريد في الوقت نفسه "تثبيت خيارها"، وتخوض الإنتخابات على أساس هذا الشعار. وإذا كان تاريخ "المقاومات" أكثر من متناقض مع الشرعيّات الدستوريّة والميثاقيّة، فإنّه في نموذج "حزب الله" غير قادر حتى على أي نمط من أنماط الشرعيّة سواء الدستوريّ منها أو غير الدستوريّ للبناء عليه. يستفاد من هذا الكلام أن "تثبيت خيار المقاومة" الذي يطرحه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم شعاراً انتخابياً، أي شعاراً للمنازلة بين 8 و14 آذار، هو في الحقيقة عنوان لازم لأي نقاش داخليّ افتراضي له أن يدور "داخل" حزب الله، وليس بين "حزب الله" واللبنانيين الآخرين: فعلى "حزب الله" تثبيت مصادر شرعيّة مقاومته، قبل أن يطلب من الآخرين المصادقة على هذا التثبيت من طريق الإنتخابات

 

المستقلون يراقبون ويحسمون خياراتهم

موجة شعبية في المتن تتنامى تدريجاً

بيار عطاالله /النهار

الوضع الانتخابي في المتن الشمالي هو غيره اليوم عن الوضع لأسبوع خلى، وطبعاً هو غيره يوم الانتخابات في السابع من حزيران. والاحوال المتنية في تقلب مستمر لن تجدي معها الاحصاءات واستطلاعات الرأي نفعاً ايا تكن دقة الحسابات والتحليل الكمي والنوعي، ومرد ذلك الى ان كتلة الناخبين المستقلين او الشريحة التي لا تلتزم هذا الفريق او ذاك من المرشحين وتالياً من القوى السياسية، انما تتحرك تدريجاً وبحذر في اتجاه حسم خياراتها واسماء مرشحيها الذين ينسجمون مع رؤية هذه المجموعة ومقاربتها للامور، وهي في مزاجها العام من المؤيدين للثوابت المسيحية في الدفاع عن رئاسة الجمهورية والسيادة والاستقلال والهوية الوطنية اللبنانية الى التزام الدفاع عن الكنيسة وثوابتها.

واستناداً الى احد المحنكين في تاريخ انتخابات المتن، الذين خبروا اقسى المعارك، ثمة عوامل عدة تجتمع على تشكل الرأي العام المحايد في هذه المنطقة، وتضغط بقوة على مقاربته ونظرته الى الامور وتالياً على توجهاته الانتخابية امام صندوقة الاقتراع، وهو يحددها على التراتبية الآتية:

اولا: خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد عن نتائج فوز المعارضة في الانتخابات وتحول لبنان بنتيجتها جبهة جديدة تنضم الى الجبهات الاخرى، والمقصود بذلك الجبهات العسكرية المشتعلة. الامر الذي لا يلقى هوى في نفوس فئة واسعة جداً من المتنيين يميلون تلقائياً الى نقيض ذلك تماماً برفضهم المغامرات العسكرية وابقاء لبنان جبهة مشتعلة والتمسك بمشروع الدولة، اضافة الى ان انضمام لبنان الى الجبهات الاخرى في المنطقة طرح يحتمل الكثير من التأويل لأنه يصب في نهاية المطاف في خانة عدم الاستقرار والفوضى في الوضع اللبناني.

ثانياً: خطابات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المتتالية بدءاً من تمجيد حوادث السابع من ايار وانتهاء بتكرار مقولات الحرب وحملة الانتقادات الواسعة التي قادها مسيحيو 14 اذار واحزابهم التي تتمتع برصيد لا بأس به في المتن، خصوصاً حزب الكتائب الذي توجه نصرالله بالانتقادات الى مرشحه سامي الجميل مباشرة ومن دون ان يسميه بما يساهم في شد عصبية محازبي الكتائب ويثير الحمية في مناصريهم من غير الحزبيين ويدفعهم الى تأييد المرشح الشاب ابن بكفيا. اما الاشادة بالنائب ميشال عون ومواقفه في خطاب ذكرى التحرير، وان نزلت برداً وعسلاً على قلوب مناصري "التيار العوني" وحلفائهم في 8 اذار، تركت اثراً غير مريح لدى شرائح واسعة من المسيحيين التي اعتبرت الامر تأكيداً على الاتهامات التي تساق ضد هذا التيار بالسير في تحالفاته وتفاهماته الثنائية على حساب الثوابت المسيحية.

ثالثا: الخطاب المبهم للنائب عون عن الجمهورية الثالثة والذي لم تنجح الحملات الاعلانية الكثيفة في تفسير او تبرير محتوياته واقناع المترددين بفحواه، وخصوصاً الحديث عن الجمهورية الثالثة الذي تزامن مع تصريحات مبهمة لقادة في قوى 8 اذار عن التغيير ومرحلة جديدة تلي السابع من حزيران على قاعدة الامساك بالسلطة وبناء سلطة اخرى. وفي رأي الخبير المحنك ان الكلام الكبير الذي يقدمه "التيار العوني" عن التغيير والاصلاح ومحاربة الفساد، لا يقنع جمهور المستقلين من الناخبين الذين كانت لهم تجربة مرة مع قسم من نواب "كتلة التغيير والاصلاح" في السنين الاربع الماضية، في حين ان النواب الذين تركوا اثراً طيباً انما لا يزالون يحتلون مقدم الصفوف ويتمتعون بحظوظ كبيرة في الفوز.

خامساً: لم يعالج "التيار العوني" حتى اليوم مشكلة العلاقة مع الكنيسة المارونية، ولا يزال منظرو التيار مصرين على كيل الانتقادات للبطريركية المارونية عبر وسائل الاعلام وفي مجالسهم الخاصة والمناخ العام الذي يشيعه انصارهم وكوادرهم، على رغم ان رأس البطريركية المارونية حريص جداً على عدم اقحام الكنيسة في مواقف التأييد لهذا الفريق او ذاك وعلى ما تجلى في مناسبات عدة.

استناداً الى ما تقدم يعتبر العارفون في المتن ان الموجة الشعبية في المتن اخذت تتشكل تدريجاً ويقولون ان ثمة عائلات بكاملها تنتقل بخياراتها السياسية - الانتخابية الى ضفة "لائحة الانقاذ المتني" التي وان تكن تراكم رصيداً جيداً الا انها لا تزال تحتاج الى مزيد من "الشدشدة والتحمية" خصوصاً في منطقة ساحل المتن، وهو الخزان البشري الاكبر للمسيحيين الناخبين في لبنان حيث يبدو ان النائب ابرهيم كنعان يملك حضوراً مؤثراً يعمل على تعزيزه بوسائل عدة وقد يحقق اختراقاً مهماً على سواه من المرشحين بمعزل عن مرشحي لائحة التيار الآخرين. كما ان المرشح اميل كنعان يخوض المنافسة انطلاقاً من دعم قوي. اما في بيت مري وعين سعاده فيبدو استناداً الى المتابعين ان المرشح الياس مخيبر سيخوض معركة سهلة مع ابن عمه النائب المرشح غسان مخيبر، على نقيض المرشح غسان الاشقر الذي سيتعين عليه خوض مواجهة قاسية في وسط المتن الشمالي مع المتمول المرشح سركيس سركيس الذي يحظى بتعاطف فئات واسعة من العونيين الذين سيشكلون لوائحهم الخاصة على رغم النداءات الحزبية المتكررة الصادرة عن الرابية والتي تدعوهم الى التزام اللائحة كاملة.

يبقى ان نشير ودائماً استناداً الى الخبير المحنك ان ثمة "بلوك" لا يستهان به من الناخبين في المتن، ينتظر "الاوراق الخضراء" كي يتوجه الى صناديق الاقتراع لينتخب هذه اللائحة او تلك، وتجمع الاوساط على ان حجم هذه الكتلة يقدر بثلاثة الاف لا يتحركون الا بناء على ايعاز "المفاتيح الكبرى" التي تتحسب لكل الامور والمفاجآت.

 

 بين الجمهورية الثالثة والرايخ الثالث ووزير البروباغاندا

مصطفى علوش - نائب في كتلة المستقبل

"كرر الكذبة مهما كانت كبيرة فتصدقها الجماهير"

جوزيف غوبلز وزير الدعاية في الحكومة النازية

الرايخ الأول: "الامبراطورية الرومانية المقدسة" وهي الامبراطورية التي ورثت "الامبراطورية الكارولنجية" التي أسسها طشارلمان". وقد دامت هذه الامبراطورية 844 سنة ابتداء من سنة 962 وحتى قام بحلها "نابوليون" الأول سنة 1806.

الرايخ الثاني: وهي الامبراطورية التي وحدها "أوتوفون بسمارك" عام 1871 وحكمها ملوك بروسيا وهم اسرة "هوهنزولن" وكان آخر اباطرتهم "فيلمهم الثاني" الذي اجبر على التنازل عن العرش بعد هزيمته في الحرب العالمية الأولى سنة 1918 حين تأسست جمهورية "فايمار" الديموقراطية.

الرايخ الثالث: هي الامبراطورية النازية التي تأسست مع حلول "ادولف هتلر" كمستشار في 30 كانون الثاني 1933 وتحوله الى ديكتاتور مطلق الصلاحية بعد وفاء الرئيس "باول فون هندبرغ" في آب 1934. ومع ان وصول هتلر الى السلطة كان من خلال انتخابات ديموقراطية، فقد كان أول عمل قام به هو الغاء جمهورية فايمر ومن ثم حصر كل السلطات في يد "الفوهرر" زعيم الحزب النازي.

وقد كانت أهم وسائله في الحكم هي استخدام الدعاية الشاملة للترويج للحزب النازي، وكان قد تولى هذه المهمة "غوبلز" الذي اشتهر بمقولة "أكذب، أكذب فلا بد ان يعلق في الأذهان شيء منه!". كان هتلر مؤمناً بتفوق العنصر الجرماني وكان مقتنعاً بأن أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي حينها يجب ان يشكلا "الحديقة الخلفية" لأوروبا التي يجب ان تتوحد تحت الراية النازية. استخدم هتلر شرطة خاصة دعيت "جستابو" لتطويع الرأي بالترهيب العنيف وكانت قرارات الاعدام تصدر على كل من كان يشكل خطراً ولو نظرياً على نقاوة الفكر العنصري النازي. هزمت المانيا في النهاية بعد كارثة الحرب العالمية الثانية واستسلمت بعد انتحار هتلر في الثامن من ايار 1945. الجمهورية الثالثة: غريب كيف يعود الانسان لتكرار التجارب ذاتها في التاريخ، وفي كل مرة يعتقد انه اما استفاد من أخطاء من سبقه وقام بتفاديها، أو انه افطن ممن سبقه، او ان مشروعه يحمل صدقية او قدسية أو إلهاماً.. بالمحصلة فان نفس الوهم يخدر الآلاف والملايين من البشر لتساق مثل القطعان وراء إلهام قائد يقنعهم بأنه يحمل الحق وحده والحقيقة المطلقة وحده والقدرات المتفوقة وحده والمشروع المميز وحده وتأييد الله لوحده دون غيره من البشر. وبالنتيجة، وبمعظم الأحوال فانه يقودهم الى نهايات أقلها ضياع سنوات العمر في مطاردة وهم، وقد تتدرج في اقصاها الى محرقة تأكل الأخضر واليابس يكون جمهور القائد الضحية الأول فيه.

في لبنان وعلى، مدى العقود الماضية، ظهر العديد من القادة الملهمين من محليين واقليميين قادوا الجماهير تحت شعارات متضاربة ومتناحرة، وكانت الجموع تؤمن على ضفتي "الخط الأخضر" الذي قسم البلد الصغير وقاد الآلاف الى حتفهم دفاعاً عن حدوده، ولم يلبث الجميع الا ان اذركوا انه خط وهمي وأن الشعارات فارغة وان القيادات إلهامها فاسد.

واليوم يعود "جوزف غوبلز" جديد يدعو الجموع تحت شعار "الجمهورية الثالثة" ومن تبعه يظن ان فيها الخلاص لجزء من شعب لبنان الصغير ولجزء من ارض 10452كلم2. يسوقها القائد تحت عبارات مبهمة ومتضاربة، يشدد على بعضها أحيانا ويتراجع عنها أحياناً، ولكنه في كل مرة يخونه التعبير من القاموس العادي، يلجأ الى قاموس الشتائم أو الى قاموس الأضاليل. في الواقع، لم اعد افهم شخصياً ان كان هو نفسه يدرك ما يقوم به، فوهم الجمهورية الثالثة ما هو الا مشروع لتدمير الجمهورية القائمة حالياً، ولادخال البلد في فوضى كاملة قد تشابه سنوات الحرب الأهلية التي اسست لنشوء الجمهورية الثانية، هو يظن انه يخوض هذه المغامرة لمشروعه الخاص ولكنه في الواقع ليس الا "وزير الدعاية" (البروباغندا) في مشروع "أكبر بمنة مرة من لبنان" حسب تعبير الحليف "السيد"؛ يقوده هتلر جديد مقيم في طهران ويحلم بأن يمد سلطته الى اكبر مساحة من الأرض وهو كما يقول احد رجاله محمود احمدي نجاد يعتبر: "فوز المعارضة اللبنانية سيغير الأوضاع في المنطقة" وهذا يعني ان هذا الفوز هو خطوة على طريق المشروع الايراني ذو الجذور الصفوية.

فهل يقبل غوبلز الجديد ان يكون مجرد "وزير دعاية" في هذا المشروع، وهل يقبل جمهوره ان يعطي صوته في الانتخابات لدعم مشروع سيقضي في حال نجاحه على كل ما حلم به هذا الجمهور. مصطفى علوش - نائب في كتلة المستقبل

 

إلى عمـاد موسـى

يحيى جابر /لبنان الآن

قال الجنرال اننا مجموعة من الأميين! أي أننا غير متعلمين، أي أننا جاهلين، أي أننا دون المستوى، أي أننا لا نفقه شيئاً من علومه وآدابه، لا نعرف شيئاً من دروس الحساب.. وطبعاً لا نصل الى مستواه في دروس التربية الوطنية، و"بدنا فت خبز كتيـــر" لنعرف الجغرافيا اللبنانية التي زمّت من 10452 كلم الى... كلم مربع في الرابية.

نحن الأميون في منظار الجنرال العسكري لا نعرف تاريخ لبنان المجيد و7 "أيار..اته" من يوم وصوله من قوس النصر باريس، الى أقواس النصر اللبنانية، حيث كانت الدواليب المطاطية أقواس نصر مظفرة  في 7 أيار آخر! نحن الأميون... علينا أن نلتحق بمدرسة الجنرال في التغيير و الاصلاح، وإعادة تأهيلنا على أيدي ابن اخته، ونتتلمذ على يد صهره، وأول الدروس ستكون بإنتظارنا: كيف تنقلب على شعاراتك بدون معلّم! كيف تنبش القبور بلا رفة جفن! كيف تحارب الفساد بأسلحة فاسدة! كيف تتعلم حرق الدواليب بلا نار!

كيف تحرق الأخضر من لبنان! كيف تخيّم على صدر العاصمة! كيف تقطع الطرق! كيف تشتم من تحت الزنار! صديقي عماد... بنظرهم، إن ترشح مخترع الأبجدية "قدموس" إبن بيبلوس عن دائرة جبيل، فسيسقط وستسقط معه أليسار مكتشفة اللون الأحمر.. على يد "بني أورانجوس"!

 

كثافة عدد عملاء إسرائيل تؤشر لعملية أمنية في لبنان 

بيروت -  : 29/5/2009 

ادعى مفوض الحكومة اللبنانية لدى المحكمة العسكرية الخميس على اربعة اشخاص بينهم ثلاثة موقوفين، بجرم التعامل مع إسرائيل واعطاء معلومات عن قيادي في حزب الله قتل في 2004، كما افاد مصدر قضائي. وبذلك، يرتفع عدد المدعى عليهم منذ نيسان/ابريل الماضي الى 25 شخصا هم 16 موقوفا (15 لبنانيا وفلسطيني واحد) وتسعة فارين.

وادعى القاضي صقر صقر على الموقوفين ناصر محمود نادر ونوال معلوف ومصطفى حسن سعيد (بجرم التعامل مع العدو (اسرائيل) ودخولهم اراضيه ودس الدسائس لديه واعطائه احداثيات عن مواقع عسكرية ومدنية ومعلومات عن شخصيات سياسية وحزبية بهدف قتلها وتصفيتها). وأشار إلى أن بين هذه الشخصيات (الشهيد غالب عوالي الذي رصدت تحركاته وانفجرت سيارته في الضاحية الجنوبية لبيروت في تموز/يوليو 2004). وشمل الادعاء (المتواري سامر ابو عراج) بتهمة (التعامل وتجنيد متعاملين للعدو).

وقتل القيادي في حزب الله غالب عوالي المعروف بـ(ابو مصطفى) في تفجير سيارته في الضاحية الجنوبية في تموز/يوليو 2004، واتهم حزب الله في حينه إسرائيل بتنفيذ العملية.

وأوقف ناصر نادر وهو من بلدة الغندورية قضاء النبطية (75 كلم جنوب بيروت) في جنوب لبنان مع صديقته نوال معلوف في منطقة جل الديب شرق بيروت قبل حوالى اسبوعين، ووصفته الاجهزة الامنية في حينه بأنه (صيد ثمين).

ونفذت القوى الامنية عشرات التوقيفات منذ بداية العام طالت شبكات تجسس عدة لحساب اسرائيل، وكان ابرز الموقوفين خلال الايام الاخيرة ضابط كبير في الجيش اللبناني.

وفر ثلاثة لبنانيين على الاقل من جنوب لبنان الى اسرائيل عبر الحدود بين البلدين يشتبه بانهما على ارتباط بشبكات تجسس لحساب الدولة العبرية.

ويعتبر التعامل مع إسرائيل التي هي رسميا في حال عداء مع لبنان (خيانة كبرى) قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.

فرع المعلومات .. إنجازات في غابة الجواسيس

عندما قام حزب الله بعد حرب تموز الإسرائيلية باتهام قوى الأمن الداخلى بأنها كانت عبر فرع المعلومات تترصد قادة الحزب لمساعدة إسرائيل على اغتيالهم، كان فرع المعلومات نفسه يترصد الكثير من الخيوط التى أدت فيما بعد إلى اعتقال وتفكيك أخطر الشبكات الإسرائيلية وبدا حزب الله بعد استطاعة فرع المعلومات القيام بهذه الإنجازات صامتاً وابتلع اتهاماته السابقة ليشيد بفرع المعلومات وما حققه .

ويمكن القول إن ما قام به فرع المعلومات فى اتجاه المساعدة على كشف الخلية التى راقبت الرئيس رفيق الحريرى وكشف خيوطها هو نفسه ما قام به فى كشف الخلايا الاسرائيلية ولهذين الموضوعين ملابسات متشابهة تتعلق بعدة أمور أبرزها :

1- منذ إنشائه تولى فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى أمر تطوير نفسه ليصبح قادراً على أن يمسك بالأرض أمنياً ذلك بعد أن حصل الفراغ الكبير بانسحاب الجيش السورى الذى بنى أمنه الخاص فى لبنان .

وقد تولى المدير العالم لقوى الأمن الداخلى اللواء أشرف ريفى إدارة عملية تطوير فرع المعلومات وتم تكليف المقدم وسام الحسن وهو ضابط مقرب من الرئيس رفيق الحريرى إمساك فرع المعلومات الذى زود بمساعدة دولية أميركية وأوروبية بأحدث المعلومات التى يمكن القول إنها غير موجودة إلا فى بلدان قليلة فى العالم .

كما تم القيام بعملية تدريب متقنة للكادر العسكرى لاستعمال المعدات الفائقة التطور، وأرسل هؤلاء الكوادر إلى الخارج للتدرب وبدأوا عملهم فى ظل وجود تحدٍ وإصرار من قوى الأمن الداخلى على إثبات ذاتها كقوة قادرة على التقاط زمام المبادرة أمنياً وهو تحد صعب جداً نظراً لأن كل القوى الإقليمية وحتى الدولية المؤثرة تمتلك أدواتها الأمنية فى لبنان وقام فرع المعلومات بالبدء بأولى خطواته وتمت مواجهته سياسياً من قبل فريق 8 آذار الذى طالب بإلغائه كلياً ولكن الفرع استمر بالعمل بطريقة فعالة جداً وكانت أول إنجازاتها إحداث اختراق كبير فى جريمة اغتيال الحريرى وفى ثلاث جرائم أخرى وأتبع ذلك بكشف مرتكبى جريمة يمنى علق بعد تتبع اتصالاتهم.. وهذا ما أدى إلى تكريس دور فرع المعلومات وبشكل لم يعد ممكناً القيام باغتيالات من دون التوصل إلى ربط الخيوط بعضها البعض واكتشاف المسؤولين عن الاغتيالات 2- عند بدء فرع المعلومات بتحقيق إنجازات أمنية كبيرة بدأ استهداف أبرز ضباطه وكان التفجير الذى نجا منه العقيد سمير شحادة الاستهداف الأول الذى دل على أن مرتكبى جريمة الحريرى توصلوا إلى قناعة بأن استمرار عمل هذا الفرع سيؤدى إلى المزيد من كشف الحقيقة.. وبعد استهدافه سافر العقيد شحادة إلى كندا لكى يبتعد عن مسرح الاستهداف الذى عاد وطال الضابط الأبرز المسؤول عن مراقبة الاتصالات وتحليلها وهو الضابط وسام عيد وتم وضع عبوة فى سيارة مفخخة لاغتياله، ولم يستعمل المنفذون هذه المرة الهاتف الخليوى نظراً لأنهم عرفوا بأن استخدامه كفيل بأن يعطى القوى الأمنية الخيط الرفيع لتفكيك لغز الاغتيال .

3- إن قيام فرع المعلومات بتقصى الشبكات الإسرائيلية يعود إلى أن مشغلى هذه الشبكات لم يكونوا بعد قد عرفوا قوة فرع المعلومات وقدرته على محاربة التجسس وتفكيك الخلايا، ولهذا كانت عملية تقصى المجموعات الإسرائيلية أشبه بصدمة غير محسوبة لإسرائيل من جهة ولحزب الله من جهة ثانية الذى كان وضع فرع المعلومات فى خانة الفريق المعادى .

كشف الخيوط

تقول معلومات خاصة لـ  إنه ومنذ مرحلة ما بعد العام 2006 توفرت لفرع المعلومات بناء على استقصاءات دقيقة وتتبع للوضع على الأرض دلائل بتسريع إسرائيل لوتيرة تجنيد العملاء وقد بدأ تجميع هذه الخيوط بسرية مطلقة لمحاولة كشف أكبر قدر ممكن من هذه الشبكات العنقودية التى لا ترتبط ببعضها البعض .

أول الخيوط كان تحليل الاتصالات الهاتفية حيث استطاع رجال قوى الأمن عبر ما يمتلكون من معدات حصر بعض الأرقام الخليوية التى لم تكن تفتح للاستعمال إلا عند التعبئة فقط عند أول كل شهر .

وقد تم إجراء عملية استقصاء حول هوية مالكى هذه الخطوط فتبين انها مشتراة بطريقة مزورة عبر تقديم إخراجات قيد غير صحيحة، وبالاستقصاء الدقيق وجد فرع المعلومات أن العميد المتقاعد فى الأمن العام أديب العلم هو الذى اشترى هذه البطاقات (Prepaid) وهنا بدأ التحقيق يسلك منحى آخر، حيث وضع العلم تحت المراقبة الدقيقة التى أثبتت تعامله مع إسرائيل .

وشعر العلم أنه مراقب فأعلم الإسرائيليين بذلك، لكنهم طمأنوه بعد فترة إلى أنه غير مراقب، وهذا الأمر دل أيضاً على تقنية عالية لدى قوى الأمن الداخلى فى كيفية متابعة هذه القضية من دون إثارة أية شكوك لدى المتورطين تمهيداً لكشفهم فى التوقيت المناسب .

وتضيف المعلومات: أن كل هذا التتبع كان يجرى فى ظل صراع انفجر بين القوى الأمنية ووزير الاتصالات جبران باسيل الذى امتنع عن إعطاء الـ Database الخاصة بالاتصالات ما أعاق تقدم التحقيق ومنع المحققين فى تسريعه وإنجاحه، لكنه سجل نجاحه فى الوصول إلى النهاية فى كشف الشبكات الإسرائيلية .

وتقول المعلومات: إن فرع المعلومات حين شعر بأن شبكة أديب العلم وغيرها فى الشبكات تهدف إلى اختراق أمن (حزب الله) عبر كوادر منه لتنفيذ عمليات خطيرة: اغتيالات وغيرها استدعى المسؤول الأمنى الأول فى الحزب وفيق صفا لاجتماع عاجل ضمه واللواء أشرف ريفى والمقدم وسام الحسن اللذين أعلماه بما عند قوى الأمن من معلومات ومخاوف وطالب ريفى والحسن صفا بأن يعود إلى الجهاز الأمنى للحزب وأن يتأكد من حصول أو عدم حصول اختراق نفذته إحدى الشبكات، وهكذا حصل، حيث قام صفا بهذه المهمة وأبلغ قوى الأمن بأن معلوماتها دقيقة، وبأن الحزب تولى سد الثغرة، وتم اتفاق على أن تقوم القوى الأمنية فوراً بالقبض على شبكة العلم لاستباق أى عمل إسرائيلى قد ينفذ ضد (حزب الله) .

بعد الإنجاز

تقول أوساط أمنية متابعة إن فرع المعلومات أصبح بعد استطاعته كشف الشبكات الإسرائيلية تحت المجهر الإسرائيلى، وتضيف أن إسرائيل أبلغت بالواسطة وعبر أكثر من طرف دولى جهات لبنانية أنها لن تسكت على الضربة التى تلقتها بكشف هذه الشبكات، وهذا فسرته الأوساط بأنه رسالة تهديد مباشرة إلى كل من ريفى والحسن تفيد بأنهما ربما يكونان مستهدفين .

وتضيف الأوساط بأن إسرائيل فوجئت بقوة فرع المعلومات وما يمتلكه من كوادر بشرية وطاقات ومعدات بالغة التطور، وهذه المفاجأة تمثلت فى عدم تطبيق إجراءات احترازية على عملائها، وفى استمرار تطمينهم بأنهم غير مراقبين فى نفس الوقت الذى كانوا فيه تحت المراقبة الدقيقة .

وتقول الأوساط: إن فرع المعلومات استطاع بهذا الإنجاز أن يثبت نفسه بوجه الحملات التى تعرض لها، والتى وصلت إلى حد اتهامه بالعمالة لإسرائيل، ولن يستطيع أى طرف، بالتالى أن يستهدف هذا الفرع نظراً لما حققه من إنجازات أمنية كافية لتحصينه . وتنقل الأوساط عن مراجع دولية وصفها لفرع المعلومات بأنه أصبح يشبه الـ FBI اللبنانية إذا جاز التعبير فقوته باتت قادرة على القيام بكل الأعمال الأمنية الوقائية التى يمكن لها أن تجهض ما يخطط من ارتكابات وتفجيرات أو اغتيالات .

وتعطى الأوساط مثلاً على ذلك بتسليط الضوء على ما كان يمكن الخلايا المتعاملة مع إسرائيل أن ترتكبه، فهذه الخلايا هدفت إلى اختراق (حزب الله) لتنفيذ اغتيالات لكوادره واكتشافها أدى إلى تعطيل ما كانت تخطط له إسرائيل، وهذا التخطيط لو نجح لكان أشعل من جديد فتيل التوتر فى كل المنطقة لأن (حزب الله) لن يسكت عن أى استهداف يطال قياداته .

وأبدت الأوساط تخوفها من كثافة زرع الخلايا المتعاملة مع إسرائيل، فهذه الكثافة تدل على أن إسرائيل تقوم بتجهيز نفسها للقيام بعمل كبير فى لبنان عسكرياً كان أم أمنياً، وهذا التكثيف الذى يأتى بناء على توصية فينوغراد يؤشر إلى جولات مقبلة من الصراع بين (حزب الله) وإسرائيل لا سيما وأن الأخيرة تعتبر أنها هزمت عسكريا فى حرب يوليو (تموز) جراء ترهل آلتها العسكرية وضعف إمكاناتها الأمنية، فهى لم تستطع استهداف أى كادر أساسى فى (حزب الله)، وهذا ما تنظر إليه على أنه ضعف مخابراتى كبير تعمل منذ العام 2006 على تعويضه عبر تكثيف زرع الخلايا المتعاملة معها .

 

 قتيلاً في انفجار بمسجد في جنوب شرق إيران  30

طهران - وكالات : 29/5/2009 

 أفادت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية أن انفجارا وقع في مسجد بمدينة زاهدان بجنوب شرق إيران يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 30 شخصا وإصابة 60. وأضافت الوكالة أن الانفجار كان هجوما انتحاريا ولكن لم يعلن أحد أو جماعة المسؤولية عنه. وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أنه بعد فترة قصيرة من الانفجار اكتشفت قوات الأمن قنبلة ثانية قرب المسجد وأبطلت مفعولها. ونفذ الهجوم في يوم عطلة عامة للاحتفال بذكرى الامام علي ابن أبي طالب الإمام الاول للشيعة والذي أطلق اسمه على المسجد. وزاهدان مدينة غالبية سكانها من السنة. وقال حاكم الاقليم لتلفزيون الدولة ان الانفجار وقع في حوالي الساعة 7.45 مساء (1515 بتوقيت جرينتش) حيث كان في المسجد كثير من المصلين.

وزاهدان هي عاصمة اقليم سستان وبلوخستان الذي يقع على الحدود مع باكستان. ويواجه الاقليم مشكلات أمنية خطيرة ويشهد صدامات متكررة بين الشرطة الايرانية ومهربي المخدرات وقطاع الطرق. وأعلنت جماعة مسلحة تقول إنها تقاتل من أجل حقوق السنة الذين يشكلون أقلية في ايران مسؤوليتها عن هحوم بقنبلة في زاهدان في فبراير شباط 2007 أسفر عن سقوط 18 قتيلا من أفراد الحرس الثوري الايراني. واجتمع رؤساء ايران وباكستان وأفغانستان في العاصمة طهران في أول قمة تجمعهم يوم الاحد الماضي في محاولة لتحسين التعاون بين الدول الثلاث لمحاربة الارهاب وتهريب المخدرات ولمعالجة مشكلات أمنية أخرى في الاقليم.

 

يوم الاستهداف ويوم القوة العارية

رضوان السيد

(الشرق الأوسط) ، الجمعة 29 أيار 2009

لا يختلف خطاب الأمين العام لحزب الله في الذكرى التاسعة للتحرير، عن خطاب «اليوم المجيد»، عندما اعتبر أن الدخول إلى بيروت بالسلاح في 7 أيار عام 2008 كان يوما مجيدا. وفي نبرته العالية آنذاك كان يضع نفسه في موقع الدفاع، ويقول إنه إنما اضطر لفعل ذلك لمنع حدوث ما هو أعظم! كأنما هناك ما هو أخطر من احتلال عاصمة البلاد. وقد كرر الأمور نفسها في خطاب 25 أيار، لكنه انتقل هذه المرة من الدفاع إلى الهجوم.

وضع الأمين العام للحزب نفسه منذ البداية في موضع وموقع الحاكم والحكم. فوزع ألقاب وفضائل الوطنية والثقة على طوائف وشخصيات لبنانية، ووزع ألقاب ورذائل الخيانة والعمالة لإسرائيل على طوائف وشخصيات أخرى. فمن جهة شهد للجنرال عون وللنائب وليد جنبلاط بالوطنية والوعي والحكمة، ومن جهة أخرى قال لأهل بيروت إنهم أناس طيبون، لكن قادتهم وزعماءهم ورطوهم وقادوهم إلى ما لا تحمد عقباه. وهؤلاء ـ مع غيرهم من أهل السنة ـ (وعلى خلفية مقالة المجلة الألمانية)، هم بين أحد خيارين: إما أن يصروا على معرفة قتلة الرئيس رفيق الحريري، فينضموا إلى الركب الإسرائيلي، أو يكونوا حكماء فيتجاهلوا الأمر كلـه ـ شأن ما فعله النائب وليد جنبلاط ـ فيظلوا محتملي الوجود والاستمرار، في ظل السلطة والسلطان، اللذين تعودوا عليهما منه بعد حرب تموز عام 2006.

إن هذا الموقف الواضح من المشهد في لبنان عشية الانتخابات، لا يوحي بالثقة في النتائج، كما تؤكده وسائل إعلام الحزب والجنرال عون، ويؤكده نواب الحزب ومرشحوه في خطاباتهم النارية صباح مساء.

لكن بغض النظر عن الانتخابات ونتائجها؛ فإن الواضح أن الأمين العام لحزب الله، والذي دعا جمهوره للانتخاب بكثافة؛ ما كانت نتائج الانتخابات هاجسه الأساسي؛ بل الاتهام الذي وجهته للحزب الأخبار التي أوردها كاتب مقال مجلة «درشبيغل». ولهذه المسألة تاريخ طويل ومديد، بطول السنوات الأربع الهائلة التي انقضت على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولكي يكون الأمر دقيقا؛ فإن معارضة الحزب لفكرة المحكمة الخاصة بلبنان، ما بدأت إلا بعد عام على استشهاد الرئيس الحريري. إذ في جلسة الحوار الأولى وافق الحزب على التحقيق الدولي. ثم حصل الانقسام بعد حرب تموز، وتوالت الاغتيالات والتفجيرات، وحصل الاعتصام، واستقال وزراء الحزب والحركة من الحكومة، وأقفل مجلس النواب؛ وكان كل ذلك في نظر المراقبين من أجل منع إقرار المحكمة في مجلس الوزراء، وفي مجلس النواب. لكن في الواقع ما كان هناك وضوح لدى الكثيرين منا، أي الأمرين هو الأرجح في تعليل تصرفات الحزب القاطعة: الخوف على سلاحه، أم إرادة منع المحكمة. بيد أن هناك من ذهب وقتها إلى أن المحكمة وهواجسها هما الأساس، لأن المقاومة وسلاحها ـ ورغم غياب الإجماع الوطني من حولهما ـ ما كان يمكن تصور القدرة على التعرض لهما، دونما توافق وطني كبير. وهذا الأمر يظل صحيحا حتى اليوم.

وكان المحير في معارضة الحزب للمحكمة أن تقارير لجان التحقيق المتوالية، إنما كانت وقتها تضع سورية وحدها في عين العاصفة. وعندما كنا نسأل الذين ظلوا يقبلون الحديث معنا من الحزب على سر المعارضة الشديدة للمحكمة بعد الموافقة الأولية؛ كانوا يجيبون أحيانا إجابات شرعية، وأحيانا أخرى سيادية وسياسية. في المجال الشرعي كانت الحجة أن عقيدة الحزب لا تسمح بالموافقة على أحكام ستتأسس على قوانين طاغوتية أجنبية. وكنا نقول لهم: لكن القوانين اللبنانية مدنية أيضا ولا تتأسس على الشريعة، وما رأينا لأحد منكم «فتوى» تحرم الخضوع لها! أما في الجدال العلني فقد غلبت الحجتان الأخريان: حجة النيل من «السيادة»، وحجة التسيس أو الخضوع لإرادات الدول الكبرى. وقد جادلهم ـ وجادل أنصار سورية ـ كثيرون، بأن البقاء على هذه الحال من المحال، وسط الاغتيالات، وإرهاق الأمن، ونشر الاضطراب، وبخاصة أن أحدا من معارضي المحكمة لا يستطيع القول إن القضاء اللبناني يستطيع التصدي لتلك الأحداث الكبيرة.

وبدون طول سيرة؛ فإن المحكمة قامت أخيرا في مطلع الشهر الثالث من هذا العام. وكان بين أول إجراءاتها أو تصرفات رئيسها إطلاق سراح الضباط الأربعة الموقوفين على ذمة التحقيق في اغتيال الحريري لثلاث سنوات وثمانية أشهر. وقد ظن كثيرون ـ حتى من بين خصوم المحكمة أو غير المتحمسين لها ـ أن هذه الواقعة؛ وإن خيبت أوساطا واسعة من الجمهور وبعض السياسيين؛ فإن فوائدها أكبر وأرجح؛ إذ ستنتفي عنها اتهامات التسيس أو التحيز أو الخضوع لإرادات الكبار. لكن نواب حزب الله على الخصوص شكلوا جمهورا غاضبا من حول الضباط الطليقي السراح وبخاصة اللواء جميل السيد، وحملوا حملات شعواء على القضاء اللبناني. ثم إن الأمين العام للحزب فاجأ الجميع في أول تعليق له على إطلاق الضباط بأن تلك الواقعة لا تزيد الثقة بالمحكمة بل تضعفها بسبب التقلبات: فلا ينتظرن منا أحد أن نقبل مسبقا أو نسلم بما يصدر عنها! أما بعد مقالة «درشبيغل» السالفة الذكر؛ فإن الأمين العام للحزب استنتج من توظيف السياسيين الإسرائيليين لتلك المقالة: أن كل قرار من المحكمة باتجاه الحزب إنما هو قرار إسرائيلي، أما الذين يدعمون قرارا كهذا من أهل السنة؛ فإنهم إنما يريدون أن تأخذ لهم إسرائيل بثأر الحريري! ولا شك أن إسرائيل تعتبر حزب الله عدوا كبيرا لها. كما لا شك أن الصهاينة يسرهم أن يتورط الحزب في نزاعات داخلية بلبنان أو غيره تؤثر في مواجهته لكيانهم، كما استفادت وتستفيد مثلا حركة العدل والمساواة بدارفور من اتهام المحكمة الجنائية الدولية لعدوها الجنرال عمر البشير رئيس السودان. لكنني لست أدري كيف يتحدد الموقف من المحكمة نتيجة قدرة هذا الطرف أو ذاك على الاستغلال، وقبل ذلك: كيف يتأثر قرار المحكمة بهذا التوجه أو ذاك لإسرائيل؟!

ما وجد الاستقلاليون اللبنانيون، ودعاة قيام الدولة، وتيار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيلة لإحقاق العدالة، وإيقاف سيل الدم المستمر على كبار رجالات لبنان منذ ثلاثة عقود، غير اللجوء إلى القضاء الدولي. وقد استجاب لهذه الرغبة في الإنصاف والانتصاف المجتمع الدولي، من خلال قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وكلام «درشبيغل» ليس كلاما منزلا، ولا مرجعية لغير المحكمة في كل ما يتعلق بالجرائم السياسية المرتكبة في لبنان، منذ العام 2004. لكن هذه التسريبات تدعو للتهيب. على أن التهيب والحساب والاحتساب؛ كل ذلك لا يدعو للنكوص على الأعقـاب، والعـودة لوضـع رقابنا على المقصلة بانتظار رأفة الجلاد. وهناك فرق ـ يصعب على أي حال ضبطه ـ بين إحقاق العدالة، والتصرف في النظام السياسي. ومن جهة أخرى فإن الحزب وقبل المقالات والاتهامات وبعدها، كان وما يزال يحكِم قبضته على أجزاء من الأرض والناس، وعلى القرارات الكبرى في البلاد. تارة بحجة التمكن من البقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو، وطورا بدون أية حجة. والجديد في خطاب الأمين العام للحزب، أنه ما عاد يكتفي بأن يصمت الناس ويصبروا، ويسألوا الله الفرج، بل يريدهم أن يعلنوا على الدوام عن سرورهم وإعجابهم وابتهاجهم بإنعام الله عليهم بالحزب ومآثره، أو يقعوا في مواقع الاتهام، ومخامرة العدو ولو بالنيات! والجديد في سياقات خطاب الأمين العام للحزب أنه قبل خطابه الأخير بيوم أو يومين، كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد صرح بأن النووي والأمور الأخرى المشابهة ما عادت موضوع تفاوض مع الخماسية أو السداسية؛ بل ما يستحق التفاوض هو المشاركة في إدارة العالم! وكان شأنه في ذلك شأن الأمين العام للحزب نفسه الذي قال في أحد خطاباته الأخيرة إنه يستطيع حكم أوطان تفوق في مساحتها لبنان مائة مرة!

هذا الخطاب بطرفيه مفاده: أنا أو لا أحد. وهو خطاب السنوات العشر الماضية حين كانت الذئاب وعلى رأسها الولايات المتحدة تتنافس على الفرائس. وهناك عودة الآن للحوار والتفاوض والوفاق. وذلك يتضمن التلاؤم، وقد يتضمن من أجل الضغط المحاسبة على الماضي أو التهديد بها. وخطابات نجاد والأمين العام للحزب تحتمل المزايدة قبل الانتخابات، لكنها تعني الضيق أيضا وعدم القدرة على التلاؤم والعودة للحيوات الوطنية العادية. وبين هذا وذاك تعاني الأوطان، ويعاني البشر. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

تقرير فرنسي: إيران تعمل لتوازن طائفي جديد يعزز النفوذ السياسي للشيعة في لبنان

عبد الكريم أبو النصر

(النهار) ، الجمعة 29 أيار 2009

"كشف تقرير جديد مهم اعدته بعثة برلمانية فرنسية عن خطط ايران في الشرق الاوسط ان النظام الايراني يريد نسف التوازن السياسي الحالي القائم بين الطوائف في لبنان والمستند الى اتفاق الطائف من اجل ايجاد توازن جديد لمصلحة الطائفة الشيعية، واكد ان ايران تسلح "حماس" وتمولها وتدرب عناصرها وانها هي التي شجعتها على تنفيذ انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية وفرض سيطرتها على قطاع غزة لانها تريد منع حل النزاع سلميا ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وفتح جبهة قتال ثانية مع اسرائيل اضافة الى الجبهة اللبنانية التي يتحكم بها حزب الله. وحذر التقرير الفرنسي من ان النظام الايراني يمتلك فعلا برنامجا نوويا عسكريا وان حصوله على السلاح النووي يجعل منطقة الشرق الاوسط تواجه تهديدات واخطارا كبرى. وحذر المشرف على اعداد التقرير من احتمال قيام اسرائيل بضرب المنشآت النووية الايرانية".

هذا التقرير الجديد يحمل عنوان "ايران والتوازن الجغرافي – السياسي في الشرق الاوسط" ويقع في اكثر من مئتي صفحة واعدته بعثة برلمانية ضمت 15 نائبا فرنسيا من مختلف الاتجاهات السياسية برئاسة جان – لوي بيانكو. وقد تشكلت هذه البعثة بقرار صادر عن لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية واستغرق عملها 10 اشهر زارت خلالها ايران وسوريا والامارات العربية المتحدة والبحرين والاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل، والتقت عددا كبيرا من المسؤولين في هذه الدول، كما التقت مسؤولين وديبلوماسيين وخبراء فرنسيين واجانب معنيين بالملف الايراني. وهذه العناصر كلها تضفي اهمية خاصة على مضمون تقرير البعثة.

بالنسبة الى الدور الايراني في الساحة اللبنانية قال التقرير ان علاقات ايران مع لبنان تمر عبر "حزب الله" وليس عبر الحكومة، وان الحزب يشكل الركيزة الاساسية للتحالف الاستراتيجي السوري – الايراني، وان سلاح الحزب يمنحه القدرة على ضرب اسرائيل في حال تعرضت المصالح الحيوية السورية او الايرانية لاي تهديد او خطر. وذكر التقرير ان "حزب الله" يقوم حاليا بشراء اراض في جنوب شرق لبنان بدعم مالي ايراني من اجل ايجاد تواصل بين شيعة الجنوب وشيعة البقاع. واوضح ان ايران تملك حاليا نفوذا في صفوف الشيعة اللبنانيين، لكن التحالف بين "حزب الله" والعماد ميشال عون قد يساعد الايرانيين على توسيع نطاق نفوذهم الى المناطق المسيحية.

وكشف التقرير "ان هدف ايران في لبنان هو ايجاد توازن جديد بين الطوائف لمصلحة الطائفة الشيعية وبحيث يرافق ذلك تعزيز النفوذ السياسي الشيعي في البلد".

ونقل التقرير عن مسؤول ايراني بارز هو علي اهاني السفير السابق في باريس والقريب من مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي قوله: "ليس ممكنا ان يحدث اي تقدم في لبنان اذا ما ظل البعض في هذا البلد يرفض الاقرار بحدوث تغيير في موازين القوى بين مختلف المجموعات" التي يتكون منها لبنان.

وقال لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع تعليقا على هذا الموقف الايراني: "ان المقصود من هذا الكلام محاولة التأكيد ان تغييرا في موازين القوى حدث في لبنان لمصلحة حزب الله والشيعة نتيجة امتلاك الحزب السلاح، وان على الجميع تقبل هذا الامر الواقع الجديد.

والمعلومات التي تملكها جهات اوروبية ودولية معنية بالامر تفيد ان النظام الايراني يريد نسف اتفاق الطائف الذي يحقق المشاركة المتوازنة والمتساوية في السلطة بين المسيحيين والمسلمين على اساس المناصفة، من اجل دفع الافرقاء اللبنانيين الى اقرار اتفاق جديد لتقاسم السلطة بين سائر الطوائف على اسس مختلفة وبحيث يؤدي الاتفاق الجديد الى تعزيز دور الشيعة ونفوذهم في ادارة شؤون البلد. وضمن هذا الاطار فان الهدف الحقيقي من التحالف الذي اقامه حزب الله مع ميشال عون، بتشجيع من ايران، هو العمل معا لنسف اتفاق الطائف لتقوية صلاحيات الشيعة ونفوذهم في البلد وليس لتعزيز دور المسيحيين كما يتوهم الجنرال".

ونقل التقرير الفرنسي ايضا عن علي أهاني قوله "ان ايران تدعم العناصر الاكثر مرونة واعتدالا في حزب الله". وكشف "ان ثمة تيارات عدة داخل الحزب وان امينه العام السيد حسن نصرالله يمثل تيارا واقعيا ومنفتحا ومعقولا بالمقارنة مع تيارات اخرى".

وشدد اهاني على ضرورة عدم السماح "للعناصر الاكثر تطرفا بالسيطرة على الحزب".

ونقل التقرير عن وزير خارجية دولة عربية قوله ان ايران لعبت "دورا اساسيا" في تأمين التوصل الى اتفاق الدوحة في ايار 2008 وهو الاتفاق الذي "وضع حدا لهجوم حزب الله المسلح على مناطق في بيروت والجبل الذي كاد ان يفجر حربا اهلية في لبنان". وكشف التقرير امرا مهما هو ان "ايران ادركت ان حزب الله ارتكب خطأ فادحا حين استخدم سلاحه ضد اللبنانيين في الصراع السياسي الداخلي في 7 ايار 2008، اذ ان ذلك اثار شكوكا قوية حول شرعية هذا السلاح المفترض فيه ان يستخدم للدفاع عن لبنان ضد اي اعتداء اسرائيلي محتمل. وهذا الاقتناع هو ما دفع الايرانيين الى القيام بدور اساسي لتسهيل التوصل الى اتفاق الدوحة".

ايران وفلسطين

وتضمن التقرير الفرنسي معلومات مهمة عن الدور الايراني في الساحة الفلسطينية مركزا خصوصا على المسائل الاساسية الآتية:

اولا، ان النظام الايراني يقدم "دعما كبيرا" لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" من اجل تأمين فتح جبهة قتال ثانية ضد اسرائيل، اضافة الى الجبهة اللبنانية التي يتحكم بها "حزب الله". وانطلاقا من ذلك، فان ايران ليست لديها اي مصلحة في تسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي سلميا وفي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

ثانيا، يتبنى النظام الايراني موقفا مرفوضا من المجتمع الدولي يدعو الى اجراء استفتاء شعبي في فلسطين كلها اي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي اسرائيل، لاقرار اي حل سلمي للمشكلة الفلسطينية. ومثل هذا المطلب الايراني يتعارض مع موقف المجتمع الدولي المؤيد لاقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة تتعايش سلميا مع اسرائيل. ولذلك، فان النفوذ الايراني في الاراضي الفلسطينية المحتلة يعرقل الحل السلمي للنزاع ويشكل عقبة امام قيام الدولة الفلسطينية.

ثالثا، نقل التقرير عن مسؤول كبير في السلطة الوطنية الفلسطينية قوله: "ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يقول انه يحب فلسطين، لكن حبه لفلسطين يقتل السلطة الوطنية".

رابعا، اكد التقرير ان النظام الايراني يقدم دعما ماليا كبيرا لحماس وانه يشارك في تطوير قدراتها العسكرية وتنميتها ويرسل اليها مع السوريين الاسلحة عبر البحر، كما انه يؤمن قاعدة خلفية لمقاتلي حماس اذ انه يقوم بتدريب عدد كبير منهم في الاراضي الايرانية. وذكر التقرير ان هذا الدعم الايراني لحماس اتاح لها تنفيذ انقلابها على السلطة الفلسطينية وفرض سيطرتها على غزة بتشجيع من طهران. وهذا ما دفع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الى القول "ان الدعم الايراني لحماس يجعل بلدة سديروت الاسرائيلية على مسافة خمسة كيلومترات من طهران"، وفقا لما جاء في التقرير.

خامسا، اكد التقرير ان ايران لن تستطيع، على الرغم من ذلك كله، ان تمنع السلطة الفلسطينية وسوريا من توقيع اتفاقي سلام مع اسرائيل اذا ما توافرت الشروط والظروف الملائمة لذلك، واوضح انه يجب عدم الاعتماد على النظام الايراني لتسوية المشكلة الفلسطينية سلميا لان هذا النظام اراد، عبر تشجيعه حماس على تنفيذ انقلابها في قطاع غزة، واضعاف السلطة الفلسطينية الشرعية لمنعها من التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وشدد على ان حل النزاع العربي – الاسرائيلي سلميا يضعف نفوذ النظام الايراني في الشرق الاوسط كما يضعف ثقة هذا النظام بنفسه.

وذكر التقرير ان التحالف بين ايران وسوريا "استثنائي" وذو طابع دفاعي لا هجومي، وتريد من خلاله الجمهورية الاسلامية تعزيز موقعها في منطقة الخليج العربي بينما تريد القيادة السورية استخدامه لمحاولة تعزيز موقعها على الجبهة العربية – الاسرائيلية. ولاحظ التقرير ان الشعب السوري ليس متعاطفا مع ايران ويرى في البرنامج النووي العسكري الايراني "مصدر تهديد له"، اذ ان سوريا يمكن ان تصبح "ضحية" اي مواجهة مسلحة بين الاميركيين او الاسرائيليين من جهة والايرانيين من جهة اخرى. ونقل التقرير عن مسؤولين سوريين قولهم: "ان الحذر الذي يبديه الشعب السوري حيال ايران يحد من اي نفوذ ايراني محتمل في سوريا". وقد شدد المسؤولون السوريون على انهم مستعدون للتحالف مع دول اخرى غير ايران كتركيا مثلا اذا كان مثل هذا التحالف يحقق لهم مصالحهم واهدافهم.

القنبلة الايرانية

واكد التقرير الفرنسي ان ايران لديها من دون ادنى شك برنامج نووي عسكري، وفقا لمعلومات الكثير من المسؤولين والخبراء في العالم، وانها تريد امتلاك القدرات التكنولوجية اللازمة لانتاج السلاح النووي، كما انها حصلت من باكستان على مخططات لانتاج السلاح النووي. وحذر التقرير من ان قدرات ايران على الحاق اذى بمنطقة الشرق الاوسط ستتضاعف وتزداد كثيرا اذا ما تمكنت من انتاج القنبلة النووية.

وطرح التقرير الخيارات الاساسية الآتية للتعاطي مع ايران النووية:

1 – ان منطقة الشرق الاوسط ستواجه فعلا اخطارا وتهديدات عدة اذا ما وافق المجتمع الدولي على امتلاك ايران القنبلة النووية وقرر التعايش مع هذا الواقع النووي الجديد. لذلك يجب استبعاد هذا الخيار كليا.

2 – ان شن عملية حربية كبرى وواسعة النطاق ضد المنشآت النووية العسكرية والحيوية الايرانية ستكون له نتائج وعواقب بالغة الخطورة على المنطقة، اذ ان الرد الايراني على مثل هذه العملية سيشمل قصف بعض الدول الخليجية واسرائيل بالصواريخ ومهاجمة القوات الاميركية في المنطقة واغلاق مضيق هرمز اي طريق النفط الى العالم، اضافة الى ذلك فان مثل هذه الحرب ستؤدي الى تعطيل البرنامج النووي الايراني وتأخيره لبضع سنوات لكنها ستزيد في المقابل من تصميم الايرانيين على العمل من اجل امتلاك السلاح النووي.

3 – تشديد العقوبات الدولية مع توسيع نطاقها ستكون له آثار وانعكاسات سلبية حقيقية على الوضع الايراني الداخلي. لكن مثل هذا الخيار لن يضع حدا لخطط الجمهورية الاسلامية النووية ولمساعيها لامتلاك السلاح النووي.

4 – الخيار الافضل، وفقا للتقرير الفرنسي، هو التفاوض مع النظام الايراني من اجل التوصل الى اتفاق شامل معه يتضمن تسوية المشكلة النووية على نحو مقبول دوليا وعربيا، ومعالجة المشكلات الاقليمية القائمة ومصير العلاقات الايرانية – الغربية.

ويطرح التقرير صيغة "حل وسط" للمشكلة النووية الايرانية بحيث يسمح المجتمع الدولي لايران بتخصيب الاورانيوم في منشآتها كما تريد لكن شرط اخضاع عمليات التخصيب هذه لرقابة شديدة وحازمة ومستمرة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشرط السماح لمفتشي الوكالة بالقيام بزيارات مفاجئة للمنشآت النووية الايرانية وموافقة الايرانيين على تقديم ضمانات رسمية الى وكالة الطاقة بعدم السعي الى انتاج السلاح النووي، وشرط السماح للايرانيين بانتاج كميات محدودة من الاورانيوم المخصب بنسبة ضعيفة لمنعهم من امتلاك القدرات التكنولوجية اللازمة لانتاج السلاح النووي. ويؤيد محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة هذا "الحل الوسط". واقترح التقرير اجراء مفاوضات اميركية – اوروبية مع ايران حول قضايا الشرق الاوسط الاساسية مع التركيز على ضرورة قيام الايرانيين بدور ايجابي وبناء للمساعدة على تحقيق الامن والاستقرار والسلام في المنطقة، كما اقترح تقديم "تطمينات امنية غربية" لايران بعدم شن اي هجمات عليها في مقابل قبولها الاقتراحات الدولية وتعهدها الامتناع عن القيام باي اعمال عدائية ضد اي دولة في المنطقة.

ماذا سيحدث اذا فشل خيار التفاوض مع ايران؟ رئيس البعثة الفرنسية جان لوي بيانكو حذر من احتمال قيام اسرائيل بهجوم عسكري ضد المنشآت الايرانية قائلا: "لسنا في مأمن من ضربة وقائية اسرائيلية ضد ايران" لمنعها من انتاج السلاح النووي "اذ ان الاسرائيليين يعتمدون موقفا غامضا في تعاطيهم مع هذه القضية المهمة".

 

المزاج المسيحي في عكار في مقارنة بين انتخابات 2005 و2009

المستقبل - الجمعة 29 أيار 2009 - زياد منصور

تشير الأرقام في انتخابات 2005 الى أن التصويت المسيحي كان لا يزال في أوجه في منطقة عكار، ومرد ذلك الى جملة أسباب، من بينها التأييد الكبير الذي كان يتمتع به الجنرال عون شخصياً وليس تياره في المنطقة، نظراً الى أعداد العسكريين الذين واكبوا عون في مراحله المختلفة ونظراً الى أن غالبيتهم قاتلوا الجيش السوري في معركة التحرير.

يؤكد المتابعون أن الغالبية صوتت انتقاماً من السوري، وهي قليلاً ما تتعاطى الشأن السياسي، لأنها تعودت على هذا السلوك في الجيش وهي تعودت على مبدأ "نفذ ثم اعترض"، وبالتالي لا يمكن حسبان ما جرى بأنه تفوق للعونيين على الشارع العكاري، الذي من طبيعته الانسياق العاطفي والوجداني.

لا شك ان الأرقام في تلك الانتخابات بين مرشحي "لائحة الوحدة الوطنية ـ الرابع عشر من آذار"، و"لائحة الإرادة الشعبية" التي تمثل فيها حلفاء سوريا تشير الى تفاوت كبير.. في حينه نال مرشح التيار جوزيف شهدا ما مجموعه 19697 توزعوا على 8,919 صوتاً مارونياً، و8,869 صوتاً ارثوذكسياً، بينما نال زميله النائب السابق مخايل الضاهر 18,511 توزعوا على 7,901 صوت ماروني، و8,691 صوتاً ارثوذكسياً من أصل 25,697 من الذين اقترعوا مسيحياً.

هذه الأرقام لدى لائحة الرابع عشر من آذار هي أدنى بكثير بحيث نال هادي حبيش في حينه 5,397، بينما نال زميله رياض رحال 5,681.. ويستدل من فارق الأرقام على أن القسم الأكبر من المقترعين المسيحيين صوتوا انطلاقاً من اعتبارات متعددة، ولاءً ووفاءً للجنرال العائد بشعارات أوحت للجمهور المسيحي انه حافظ على العهد ومستمر في النهج.

هذا الواقع بدأ يتبدل بعد سنة تقريباً عبر سلسلة انسحابات وانقسامات داخلية شهدها التيار بين عامي 2006 و2007 أشارت الى أن الأمر ليس مجرد انكفاء وانزعاج، بل هو ناتج عن أزمة شعارات كبرى وإحباط شامل، مع الإشارة الى أن الشارع الارثوذكسي في عكار هو في الغالب من يؤيد الجنرال وليس الشارع الماروني في تعبير حقيقي عن أزمة ثقة، وأزمة خذلان بالشعارات، ولذلك أسبابه حيث لم يجد هذا الشارع مرجعيته التي يثق بها بالمعنى السياسي وليس بالمعنى الخدماتي، إذ بقي ممثلو الطائفة وفي كل التيارات والقوى عاجزين عن التقاط رغبات هذا الشارع، كما ان انكفاء أحزاب عريقة والتي كانت تتمتع بنفوذ لدى الطائفة الارثوذكسية والذي أدى في حينه الى حالة تدافع باتجاه صفوف التيار وشعارات التغيير والإصلاح ما لبث ان خمد وتراجع بدوره.

ويؤكد مراقبون لمسار تطور وعمل التيار الحر أو "العونيين" في عكار، أن الصورة العونية اليوم تبدو مترهلة، والحماس ليس على أشده، والتيار أو بعض المناصرين فقدوا بريقهم السياسي، لتتحول المناسبات العونية الى استحضار لشعار واحد، هو شعار الفساد.

في هذا الوقت كانت سلسلة من الشكاوى من المواطنين على وزارتي الطاقة، والاتصالات، وآخر البدع تركيب الهواتف والانترنت السريع والفوضى العارمة في هذا المجال، وهي شكوى تتفاعل، لتتولد قناعة بأن ما يجري هو مجرد انتقام من خيارات أهالي عكار، وبأن مناصري التيار يستخدمون نفوذهم وسطوتهم لدى المدراء والأقسام لتركيع قرى ومعاقبة أخرى، انتقاماً لمرحلة سياسية. في كل الأحوال ما هي وجهة نظر الأطراف المسيحية العاملة في عكار؟ من موضوع تبدل المزاج العكاري، وهل تصح توقعات المراقبين أن أرقام 2005 لن تكون كذلك عام 2009.

"القوات" يؤكد المسؤول الإعلامي للقوات اللبنانية في عكار ايلي الورد: أن المزاج المسيحي والعقلية المسيحية تغيرا بشكل واسع، هناك فرق شاسع بين الانتخابات السابقة والحالية، فالانتخابات ستثبت للناس وللشعب المسيحي والمجتمع المسيحي بشكل خاص أن هناك تحولاً نوعيا،ً فالمزاج المسيحي مدرك لكل الأمور وواعٍ لما يجري من حوله.

ويضيف: في عام 2005 استطاعوا سحر الشارع المسيحي وخطفه، بل وأجروا عليه عمليات غسل دماغ في قضايا حساسة.. لكن المسيحيين لمسوا وعلى مدار السنوات الأربع أن مسيرة الأربع سنوات لم تؤد الى أي نتيجة لا بل كانت سنوات الشتائم للبنانيين، ونحن نسأل هؤلاء: أين الطرق، أين المعامل، أعتقد أنها كانت معامل للشتائم ومعامل ومصانع من السباب ضد الدولة والجمهور الاستقلالي. ويقول الورد: لا شك ان التحالفات التي أقامها عون مع حلفاء سوريا أثرت كثيراً على المزاج المسيحي، الذي لا يستطيع تحملها أو استيعابها، لأن هذا الشعب دفع الدماء والشهداء، وخصوصاً مع المحتل السوري.

في عام 2005 كان يتمتع ببعض الحضور عند المسيحيين، لكن الانتخابات الحالية كما يقال: "ستكذب الغطاس" ونحن كقوات لبنانية لم نكن مكودرين بسبب ظروفنا، حالياً نحن مكودرون، كان الحكيم في السجن، كانت كل كوادرنا خارج لبنان، وكان من غير المسموح لطلاب الجامعات ممارسة أي نشاط سياسي، لكن الأمور تغيرت الآن.

وقال: لا شك ان ذهاب الجنرال الى سوريا غيّر كل المقاييس، لا بل انه تخلى عن الشهداء وشهدائه بالتحديد، والأكثر رعونة وانتقاصاً من مشاعر اللبنانيين انه طلب منهم تقديم الاعتذار من السوريين.. فهل يمكن للضحية ان تقدم اعتذاراً من جلادها.

يؤكد الورد انه وفي كل القرى العكارية المسيحية من جديدة الجومة الى منيارة والشيخطابا الى تلعباس والشيخ محمد وحلبا وبقرزلا، كل هذه القرى المختلطة بين المذاهب المسيحية تغير وجهها، ويعتبر أن من يتجه صوب المثالثة والجمهورية الثالثة وولاية الفقيه، أكيد ان الشعب المسيحي لا يستطيع قبول شعاراته ولا يستطيع استيعابها لأنها خارج نطاق تفكيره.

ويختم الورد بالقول ان القوات اللبنانية في عكار تعتقد انه ليس هناك من أمل أمام مرشح التيار الحر جوزيف شهدا، وبتعبير قاس "أمل بليس بالجنة ليس معروف مقداره" ومن سابع المستحيلات ان يخترق لائحة المستقبل في عكار لأنها المنطقة الوحيدة التي ستتصدى لأي هيمنة أو وصاية ستحدث والشارع مدرك ان ما حصل لن يتكرر، ونصح الورد شهدا بأن يصرف الأموال التي يصرفها على الحملة الانتخابية على المحتاجين والفقراء وطلاب المدارس، أو أن يستثمرها في مشروع مفيد.

"التيار"

كيف يتصور منسق التيار الحر في عكار جيمي جبور الواقع المسيحي وما هي تصورات التيار الحر للواقع العكاري.

يقول جبور ان هناك تغيراً في المزاج العكاري بشكل عام بغض النظر عن تفسير هذا المزاج، لقد تغير لمصلحة قوى التغيير والإصلاح، والتيار الوطني الحر سيستفيد جداً من هذا التغيير، لا بل ان هذا التغيير واضح لدى كل الفئات والطوائف والمذاهب، هذا التغير حصل وهو حاصل بسبب أن قوى الإصلاح تخوض معركتها عن كافة العكاريين وكافة الناس المؤمنين بإنماء عكار.

ويضيف: لقد شهدنا طوال هذه السنوات الأربع ان عكار كانت غائبة كلياً عن خارطة الإنماء، وهذا الأمر نجده في وادي خالد وتكريت وفنيدق. وبالتالي أستطيع القول ان العكاريين أصبحوا واعين لمصالحهم العامة، والوعود التي لم تتحقق ما أضطر الفريق المقابل لتغيير كل نوابه لأنه لم يحقق أي تواجد وحضور على الساحة العكارية. ونحن نراهن على المبدأ الذي يقول "من جرّب المجرب كان عقله مخرباً"، وعكار جربت ولن تعيدها مرة أخرى، وعت عكار لمصالحها، فهي لن تتحول بعد اليوم الى خزان للمظاهرات والمعارك الوهمية، بل ان في عكار شعباً حياً لديه حضور وهو معني جداً بالعودة الى الخريطة الإنمائية في لبنان.

وينفي جبور أن قواعد التيار قد تراجعت في عندقت وشدرا، ويقول ان الانتخابات ستكون خير برهان على ذلك.

ويؤكد أن خصومنا في عكار هم المرشحون على لائحة المستقبل، ونحن غير معنيين بالرد على سؤال حول حظوظ المرشح شهدا، لأننا نواجه مشروعاً على رأسه تيار المستقبل في عكار. المشروع الذي يعمل من أجل وضع لبنان ضمن الرهانات الكبرى في المنطقة والذي يعمل لجعل الساحة العكارية ساحة صراعات، ومشروعنا هو مشروع الشراكة والتفاهم والتفاعل والإنماء وغير معنيين بالجواب على ادعاءات كهذه.

ويختم، نحن متحالفون في لائحة إنماء عكار، ومرشح التيار الوطني الحر هو ضمن اللائحة ونحن ملتزمون باللائحة كاملة، ولا شك انه وأثناء تشكيل اللوائح تشهد البداية تجاذبات لتأليفها ولكن بعد التأليف نحن يد واحدة ونعمل لما فيه مصلحة نجاح كل أعضاء اللائحة.

لا توافق مسؤولة الشباب في القوات اللبنانية في عكار ميريلا مخول على كل الكلام. هي تعتبر أن المزاج تغير لدى الشباب تحديداً وهذا يفهمه العونيون تحديداً، وإذا عدنا لعام 2005 فإن الجيل الذي تتراوح أعماره بين الخامسة عشرة والثالثة والعشرين كان يؤيد ميشال عون، لأن عون عاد بصفته قائداً وزعيماً مسيحياً بشعارات الدفاع عن حقوق المسيحيين، هذا عدا عن ان هؤلاء تربوا في بيوت، رب الأسرة فيها عسكري وفي الجيش، ومن الذين خدموا مع ميشال عون.

اليوم نلاحظ انه ومع تبدل المواقف التي اتخذها ميشال عون ولا سيما رحلته الشهيرة الى سوريا ومطالبته الشعب اللبناني بالاعتذار من سوريا، مع ان سوريا قتلت الكثير من شباب عكار وهناك عشرات الشهداء سقطوا من أجل قضية ميشال عون في حرب التحرير، هذه الأمور ساعدت الشباب المسيحي كي يغير وجهة نظره ويقف ضد ميشال عون.

 

حول مدى ثبات وجدّية جنبلاط في درء أثار «مقال دير شبيغل» 

الديار/حول مدى ثبات وجدّية جنبلاط في درء أثار «مقال دير شبيغل» من خلال ما نسب لكاتب المقال اريك فولات في «دير شبيغل» من انه كان قد كتب في اعقاب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مباشرة، من ان لديه من المعلومات ما لا يترك مجالا للشك بأن جهةً معينة هي التي قامت بالاغتيال وهي على وجه التحديد سوريا ، هو نفسه الذي كتب في المقال او التحقيق الجديد الذي اثار الضجه الكبرى الجديدة ، أن سوريا لم تخطِط ولم تنفِذ عملية الاغتيال بل أن الذي قام بها هو حزب الله .

واذا اضفنا الى ذلك انه كان يكتب في جريدة «جويش جورنال» وهي صحيفة اسبوعية تعمل في خدمة الجاليه اليهودية في لوس انجلوس كما يدل عليه اسمها ،فان هذا الكلام يكفي ليكون مبرراً لامين عام حزب الله وغيره من الذين سبق ان حمّلوا اسرائيل مسؤولية «فبركة «ما كتب في «دير شبيغل» ، مما جعل السيد نصر الله يقول بانه سيتعامل في هذا الموضوع على اساس ان ما نشر في المجلة الالمانية هو «صناعة» اسرائيلية بامتياز.

واذا كان وزير الخارجيه السوري قد اعتبر - من قبيل محاولة ابطال المفاعيل السلبية لهذا المقال - بانه مقال او تحقيق تافه ،فان السيد حسن نصر الله قد طابق رأيه رأي الذين اعتبروا ما نشر ،أخطر من حادثة احراق «مركبة» عين الرمّانه التي انطلقت منها شرارة الحرب الاهلية اللبنانيه أو ما اصطلحنا على تسميته بـ « حرب الـ 16 سنه» أو « الفتنه الكبرى» .

وقد استحق الاستاذ وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي وزعيم الحزب التقدمي الاستراكي الذي تحدث عن الطابع «الفتنوي « لمقال دير شبيغل» اشادة من الامين العام نصر الله وان كان البعض قد بلغ به الموقف من تصريحات جنبلاط درجة القول انه بذلك قد طرح رؤيةً للموضوع تختلف عن رؤية 14 اذار ، مما استلزم ذهاب «الزعيم الاشتراكي» مصحوباً باحد اقرب «رفاقه» الوزير غازي العريضي الى منزل الشيخ سعد الحريري في قريطم «لجَسِِْ» المواقف بينه وبين أركان واطياف قوى 14 اذار التي لو تُرك الامر اليها ، فانها في احسن الحالات تلوذ بالصمت المطبق أو لعلقت على الموضوع باسلوب «كيدي» في حين ان رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري قال : أنه لن ياخذ - كما سبق ان قال - باية اقوال تتعلق بالاتهامات او التحقيقات او الاحكام ، اذا لم تكن صادرةٍ بصورة رسمية عن المحكمه بالذات.

ولقد تحفّظ بعض النااطقين باسم اوساط المعارضه ? دون معرفة مدى دقة التنسيق بين هؤلاء الناطقين وقادة المعارضه ?حول مدى «ثبات» او «جدية « موقف «سيد المختارة» بقولهم ؟ وهم يخلطون بين مواقفهم المبدئيه المناهضه لارهاصات الفتنهوبين مواقفه الانتخابيه- فقالوا : ان الاستاذ وليد لو كان جاداً في تمييز موقفه عن مواقف الذين «أدمنوا جَلْد المعارضه» وسلقهم اياها بالسنتهم الحداد» ، لما ترك مرشحيه المؤتلفين انتخابياً مع اطراف اخرى في الموالاة، يتابعون هجومهم الحادّ والجارح على كل قادة المعارضه و يصعّدون ضد «سويّة» العلاقات مع دمشق، ويستطردون قائلين:» وهل يُعقَل ان يتصرف هؤلاء « الموثوقون» من جانب جنبلاط «كرفاق له في الحزب « دون علمه ام انهم يفعلون ذلك خروجاً على ارادته ؟ فما يقوله النائب والمرشح ابو فاعور ، وما قاله الوزير العريضي الذي يفترض الكثيرون من «حسني الظن « بمواقفه الايجابيه، على أثر وصف السيد حسن يوم 7 ايار باليوم المجيد ، وهو كلامٌ لم يكن ليقِلّ حِدةً وحتى « تهجماً» عن كلام غلاة قوى 14 اذار.

ويضيف احدهم قائلاً: «اذا كانت ضرورات ترشيح الوزير العريضي في بيروت ضمن لائحة مزكّاة من تيار المستقبل ، تقتضي اظهار التضامن مع اعضاء اللائحه، فلماذا المغالاة في «تخطئة» كلام امين عام حزب الله والعريضي يعرف ان ما قاله الامين العام لم يكن رداً على نكء الجراح المتعمد من قبل مرشح صيدا السيد فؤاد السنيوره وجعل 7 أيار ذريعة لشن الهجمات على امين عام حزب الله دون تسميته بالاسم، ولكن الجميع فوجئ بتعمده فتح صفحه اعتبر الجميع انها قد طويت في «لقاء الدوحه»، حيث «نسي» الرئيس السنيورة او تناسى بأنه رئيس وزراء لبنان؟ وان كان مرشحاً منافساً للسيد اسامه سعد ? فان هذا لا يلغي واجبه حتى كمواطن، في ضرورة الحفاظ على روح التهدئه والوفاق وليس اثارة الاحقاد .مما يجعل الباب مشرعاً لان يتناوب اقطاب المعارضة على « سرد» ما يعتبرونه من جانبهم « خطايا» ارتكبها السنيورة.

مما يجعل المباراة الانتخابية «الرياضية» مباراة تكاد تضع مدينة صيدا على تخوم المواجهة الساخنه: وهو الذي ينسب لنفسه وينسب اليه الحريصون على نجاحه في نيل مقعد نيابي في عاصمة الجنوب ، بانه داعية وفاق ووئام .

وفيما يتعلق « بالمناورات المرتقبه « للعدو الاسرائيلي والتي وصفهاالعدو نفسه بالعملاقه، والتي تشمل جميع ارجاء الكيان الصهيوني وقد شغلت «مساحة» من خطابَي الامين العام في النبطيه والضاحيه ،فان العدو نفسه لم يترك مجالا ً للاستخفاف اللبناني الرسمي و الشعبي بدلالات هذه المناورات، خاصة عندما نرى كيف سارع عُتاة الاستيطان والتطرف الاسرائيلي المُمَّثلون في حكومة نتانياهو ، الى تلقُّف ما نشرهُ « فولات» في دير شبيغل ، ولدرجة التطاول الوقح على السياده اللبنانيه ، عندما قال و كأنه اصدر حكما ً مبرماً لا يقره عليه حتى « اولياء الدم» وآل الرئيس الشهيد الحريري، «يدين « الامين العام لحزب الله بالمسؤوليه عن اغتيال الرئيس الحريري !! ولو ان وزير خارجية لبنان (رغم انه ليس لديه شراسة نظيره ابيغور ليبرمن!) قال بان العالم كله ادان اولمرت و باراك وليفني وكل عصابة القَتَله التي قادت وواكبت مجازر و» محرقة» غزة، فانه يطالب باستحضار هؤلاء القتله بموجب «مذكرة جلب» للمثول امام محاكم دوليه وان لبنان اذا لم يتم استحضارهم سيعمل على احضارهم بوسيلة او باخرى: واذا لم يكن لديه جيش مستوى تسلحهبمستوى تسلُّح الجيش الصهيوني، وما يملكه من ترسانة اسلحة دمار ثقيله «قريبة او بعيدة المدى»، فان لديه من ينصره اذا اقتضى الامر، من دول صديقة و قوى ضاربة جاهزة لنصرته بحيث تستطيع ان تطال رؤوس ا فراد العصابة الارهابية التي تتصدر الساحة السياسيه في اسرائيل، سواءً كانت في حكومة نتنياهو او من معارضيها الذين لا يقلون عنها سوءاً في الارهاب والعنصرية .

واخيراً لا آخراً ، فان ما صرح به احد الناطقين باسم حزب الله، من ان المناورات الاسرائيليه التي توصف بـ «العملاقه»، لها استهداف مباشر ضد»سيد المقاومة» .

وحتى الحملة الشعواء غير المسبوقة التي صح تسميتها عند البعض بانها « حملة اغتيال معنوي « ضد «سيد المقاومة» على موازاة سعي اسرائيل المستميت للنيل منه جسدياً ، انما يبرر الهواجس التي لا تفصل بين اهداف المناورة واهداف الحملة الاعلامية التي تكاد تُغطّي حتى على» مفاجئات شبكات التجسس الاسرائيلية» التي يجري تفكيكها.

وعن احتمال ان تكون المناورات التي سبق اتخاذ القرار بشأنها قبل توجه نتانياهو الى واشنطن، هي عملية تهئية لمسرح حرب تحسب لها اسرائيل حساباً ، ربما كردة فعل على عمل تسعى اسرائيل الى تحقيقه في الداخل اللبناني وهي تحتاط لردود فعله من جانب المقاومة التي قد تصل صواريخها وما تيسر لديها من اسلحة اكثر فاعلية، الى اي مكان من الكيان الصهيوني .

وهو امر لن تتحمل مسؤوليته المقاومة لان اية ردود فعل من جانبها سوف تكون دفاعاً عن النفس ولن توضع في خانة « الحرب الاستباقية» ، وان هذا التحذير الذي كان واضحاً في خطاب سيد المقاومة قبل الاخير ، وفي ختام المعركة الانتخابية ، هو «للجم» اندفاع اصحاب الرؤوس الحامية في الكيان الصهيوني، الذين يلعبون بالنار التي ستفتح عليهم ابواب جحيم حقيقي! والتي ستكون «ابواب الجحيم الانتخابي» التي يهّول بها البعض، نوعاً من «لعب العيال» كما يقول الاخوة المصريون او الالعاب والاسهم النارية التي تبيعها محلات طبارة في بيروت! بقلم محمد باقر شري 

 

جميل السيّد واللعب بـ"قرون" الفتنة!

ميرفت سيوفي/الشرق

بشكٍ وغرابة شديدة تابع اللبنانيون الاتهامات التي وجّهها "جميل السيد" - اللواء السابق المخلى سبيله - والذي يحظى بحماية حزب الله الأمنية، ليتحدث عن تقرير ديرشبيغل الألمانية متهماً مستشارين ومقربين من سعد الحريري بأنهم وراء التقرير!! وهذا الكلام أخطر من الذي ورد في تقرير ديرشبيغل، وأخطر من كلام المسؤولين الصهاينة الذين استثمروه على الفور!!  وكان السيد قد ساق اتهاماته مستخدماً شاشة حليف حزب الله "البرتقالي" ربما لأن الحزب محرج بعدما دعا على لسان قيادته إلى اجتناب الفتنة محذراً منها، وسيكون إعلام حزب الله  في وضع لا يحسد عليه إن حاول توظيف هذا التقرير والاستفادة منه على لسان نوابه، فسارع إلى استخدام اللواء السابق الذي يحتضنه ومن على شاشة حليفه للتأثيرعلى الرأي العام المسيحي تحديداً، محفزاً إياه ضد سعد الحريري، إنقاذاً لميشال عون انتخابياً!! ومن دون أن يتنبّه الحزب إلى انعكاس هذا الكلام والاتهام الخطير الذي يسعى للترويج له على الشارع السُّني وإسهامه في زيادة احتقانه، الأمر الذي يكشف حراجة وضع ميشال عون أولاً، وإصرار حزب الله على العبث بقرون الفتنة السُّنية - الشيعيّة، برغم كل ادّعاءاته في تجنبها ونفيه التورّط فيها!!

 وبعيد التقرير الذي نشرته مطبوعة ديرشبيغل الألمانيّة، كانت الكثير من القيادات اللبنانية قد سارعت في محاولة لدرء الفتنة التي كادت تطل بقرنيها على الساحة اللبنانية، محذرين من التقرير المنشور وأن هكذا اتهام سيؤدي إلى حرب أهلية لبنانية، لخطورة الاتهام الذي وجهته المجلة "المعتبرة" - بحسب وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم - ومع أن الاتهامات وأصابع الاتهام أشارت إلى إسرائيل، إلا أنها تجاهلت صك البراءة الذي منح لسورية من التهمة التي وجهت لها بفعل الدوافع السياسية، والتي أثبت التحقيق لاحقاً أن دوافع الاغتيال سياسية، ولم يطرحوا علينا هذه المرة سؤالهم الشهير "من المستفيد من التقرير"؟! أطل جميل السيّد مع "ماغي فرح" عبر برنامج الحقّ يُقال، مدّعياً أن تقرير ديرشبيغل سرّبته دوائر المقربين من سعد الحريري!! فهل هناك فتنة أكبر وأخطر من هذا الكلام، ولماذا يقول حزب الله الشيء ويفعل نقيضه؟!

 وفيما انشغلت مواقع الكترونية معروفة في الترويج لكاتب التقرير وصهيونيته بنفس أسلوب الهجوم الذي شهدناه على ديتليف ميليس وأمّه اليهودية المدفونة في الجولان، متجاهلة (المواقع) بغباء شديد أن الصحافي نفسه ناشر التقرير كان قد التقى الرئيس السوري وأجرى له لقاء نشرته ديرشبيغل، الأمر الذي جعلنا نسخر من هذه المحاولات الغبية التي لا ترى أبعد من أنفها، فلماذا يستقبل الرئيس السوري صحافياً ألمانياً على هذه الدرجة العالية من الشبهات الصهيونية!!

 تشبه محاولة استثمار تقرير ديرشبيغل من قبل حزب الله لأغراض لا يبدو واضحاً منها حتى الآن سوى "التصويب" على سعد رفيق الحريري، وهذا كان أول ما قام به جميل السيد بُعيد إخلاء سبيله عندما اتهم الحريري ببيع دماء والده الشهيد!! وانطلاقاً من حَذَر الفتنة التي كنا نظن فعلاً أن حزب الله يريد دفع كأسها المذهبية المُرّة عن المسلمين خصوصاً، واللبنانيين عموماً، وبعدما ضمن اصطفاف القيادات اللبنانية ضد الفتنة وكان آخرهم مساء الأربعاء على لسان النائب ستريدا جعجع في موقف للقوات اللبنانية حذرت فيه من خطورة الفتنة التي يسعى إليها التقرير، فيما في نفس الوقت كان حزب الله يستخدم السيد لينطق بالنيابة عنه متهماً سعد الحريري بأن مقربين منه وراء التقرير!!

 شبعنا تهماً وتخويناً وافتراءً على سعد الحريري وعلى رفيق الحريري، و"قرفنا" من توزيع الأدوار هذا، وفي وقت "رمى" اللبنانيون فيه التقرير وراء ظهرهم لأنهم صادقون في نبذ الفتنة، يصرّ حزب الله عبر "أداته" على تحريكها والعبث بقرونها، لغايات قد تكون انتخابية وقد تكون أبعد من ذلك!! "شبعنا" افتراءات منذ معركة نهر البارد وفتح الإسلام وشاكر العبسي الذي رسموه "خط أحمر" في وجه الجيش اللبناني، ثم أطلقوا "ألسنتهم" ليوهموا اللبنانيين في تواطؤ غير مسبوق على الطائفة السُنيّة والجيش اللبناني بأن سعد الحريري وراءه، وما على اللبنانيين إلا متابعة صحيفة "حزب الله" - من الباطن - وكيف تحركت أقلامها على مدى الأسبوع الماضي لتوظيف التقرير، ثم ظهور جميل السيّد وعبر الأو.تي في، لتكتمل صورة تجميع حطب الفتنة تمهيداً لإشعالها!!

 سؤال واحد يطرحه اللبنانيون بعد حلقة الاتهامات هذه على قيادة حزب الله: كيف ترفعون صوتكم محذرين من فتنة إسرائيلية وظفها على الفور بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، وفي الوقت نفسه توظفون وتستثمرون "التقرير الإسرائيلي" في الداخل اللبناني، وكيف يطلّ "مندوبكم" الذي دافعتم عنه واحتضنتموه والذي يطالبكم بوزارة "العدل" - وقد هزلت جداً أن يصبح رجال المخابرات والأنظمة التعسفية وزراء للعدل - والذي توفرون له التغطية الأمنية، ليوجه الاتهام إلى محيط سعد الحريري ومستشاريه ليشعل "شرر الفتنة"، والتي إن شبّت نيرانها لن تبقي ولا تذر؟! أم أن السيد تبرّع من تلقاء نفسه في كشف هذه المعلومات "المفبركة والبوليسية" لأنه اعتاد أن يكون اللاعب الأكبر في المواسم الانتخابية!! ثمّة من يسعى في الداخل اللبناني إلى اللعب بقرون الفتنة ظنّاً منه ووهماً بأنه قادر على ضبط حدود اللعبة وعدم تجاوز قرون الفتنة إلى رأسها، وأول النار "شَرَار"!!

 

فضيحة تمويل انتخابي .. شيكات بمئات الاف الدولارات لحساب مرشحي 14 آذار 

تقرير خاص قناة المنار – ضياء ابو طعام /   28/05/2009 ما هي حقيقة الإنفاق الإنتخابي في دائرة زغرتا شمال لبنان؟ قناة المنار تكشف معلومات ووثائق تؤكد حصول مرشحي لائحة زغرتا الزاوية التي يترأسها ميشال معوض على مبالغ مالية طائلة من قبل جهات داخلية وخارجية لاستخدامها في الحملة الإنتخابية الموجهة ليس ضد لائحة الوزير سليمان فرنجية، وإنما ضد حزب الله. فقد إشتعلت ساحة مدينة زغرتا بحمى الإنتخابات قبل عشرة أيام من كشف مدى صحة استطلاعات الرأي التي تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن فوز كاسح للائحة إرادة زغرتا التي يترأسها رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية. الحملة الإنتخابية هنا مختلفة باختلاف اللوائح. لائحة إرادة زغرتا تركز على استعادة زغرتا لتمثيلها ودورها عبر التحالف العائلي بين الوزير فرنجية حفيد الرئيس سليمان فرنجية ،وسليم كرم سليل بطل زغرتا ولبنان يوسف بك كرم، وأسطفان دويهي إبن البيت الذي ينتمي إليه الراهب المناضل الأب سمعان دويهي. أما لائحة زغرتا الزاوية التي تتألف من ميشال معوض وجواد بولس ويوسف دويهي فعنوان حملتها يتخطى حجمها الى ما يمثل حملة تتناول العناوين الكبيرة على مستوى منطقة الشرق الاوسط والهدف دائماً سلاح المقاومة.

وفي هذا الاطار يقول يوسف دويهي، مرشح لائحة زغرتا الزاوية لقناة المنار: "نحن واضحون وعملنا نقوم به عن نظرة وقناعة انه في حال انتصار سليمان فرنجية في زغرتا هو ولائحته، او هو مع احد من لائحته، او هو لوحده نعتبره ان ذلك يعطي قوة لمشروع حزب الله في لبنان وفي المنطقة. لان السيد حسن نصرالله نفسه يخرج ليقول انا جندي في ولاية الفقيه، وبالتالي انا جزء من هذا الخيار المواجه للخيار الاخر، والذي نعتبر انفسنا اننا جزء منه والذي الخيار العربي والخيار الدولي بالسلام من خلال المفاوضات".

اما سليم كرم، مرشح لائحة إرادة زغرتا الزاوية : "نحن بالنسبة لنا الذي تحالفنا معهم نعرف من هم ونعرف ان حزب الله حزب مهم جداً للبنان، وحزب الله لا يجب ان نتخلى عنه ابداً والذي يريد ان يثير الرعب فينا فان يقوم بذلك لمصالح خاصة ومآرب خاصة ان لم نقل لمصالح دولية ايضاً تحاصر لبنان كذلك من اجل ان توقعه في الشراك من جديد او بحرب اهلية او امر مشابه لذلك". علامة التعجب هنا تتعلق بأسباب صرف مرشحي لائحة زغرتا الزاوية معظم إمكانياتهم المالية على هذه الشعارات التي لا ترتبط مباشرة بالقضايا التي تهم دائرة زغرتا المصنفة سادس أفقر منطقة لبنانية. ولكن، من قال إن تمويل الحملة هو من جيوب مرشحي اللائحة. فالشيك الذي حصلت المنار على نسخته يظهر تلقي المرشح يوسف الدويهي في شهر تشرين الأول الماضي مئة وخمسة وعشرين ألف دولار من مؤسسة جذور الخيرية التي يترأسها زميله على اللائحة جواد بولس، ومن ثم في شهر تشرين الثاني شيك آخر بقيمة مئة وخمسين ألف دولار وهذه المرة من حساب جواد بولس مباشرة. القضية إلى هنا ليس فيها ما يقال، لكن القال والقيل سيبدأ عندما يُكتشف بأن بولس تلقى في الفترة نفسها، حوالات مالية كبيرة من أحمد الحريري أحد مسؤولي الماكينة الإنتخابية في تيار المستقبل. واحدة من هذه الحوالات تبلغ قيمتها مئتين وخمسين ألف دولار، وقد تم تحويلها عبر بنك البحر الأبيض المتوسط. في الجزء الثاني من هذا التقرير سيكشف ما هو أعظم عن مصادر داخلية وخارجية لتمويل الحملة الإنتخابية للائحة زغرتا الزاوية. 

 

يا سيد حسن وماذا انت فاعل لدرء الفتنة؟  

 الشراع/إذا كان تقرير ((دير شبيغل)) عن تورط حزبك في اغتيال الرئيس رفيق الحريري مشروع فتنة، فماذا انت فاعل لدرء هذه الفتنة؟ إذا كانت المجلة الالمانية نشرت مشروعاً اسرائيلياً لإتهامك، فكيف ترد هذا المشروع الصهيوني كما تعتقد؟ وإذا كنت تحذّر من هذا المخطط، فماذا ستفعل لتضبط نفسك وأعصابك حين تخرج الى اللبنانيين مهدداً متوعداً؟

ألا يدعوك هذا المخطط الاسرائيلي، الفتنة الى مراجعة نفسك عن هذا الاندفاع الذي بات سمة من سمات خطاباتك واعلامك وتهديداتك؟

لم تمر عدة ايام على اعتبارك يوم العدوان الذي شنه حزبك على اللبنانيين يوماً مجيداً من ايام المقاومة داعياً الى اعتباره عيداً رسمياً للبنانيين، حتى خرجت أنت نفسك للحديث عن فتنة اسرائيلية بسبب تقرير في جريدة ألمانية.. فبربك من الذي نشر الفتنة منذ اكثر من عام.. ثم حاول المجني عليهم نسيانها، فإذا بك تدعوهم بل وترجوهم بل وتتحداهم ألا ينسوها.. لتظل الفتنة ماثلة.. وإذا تجاهلوا العدوان الأول يوم 7 ايار/مايو 2008، فأنت هددتهم بأن يكون كل يوم 7 ايار/مايو أليست هذه هي الفتنة؟

دعك من هذا.. ولا ترمِ بذور الفتنة على غيرك وأنت فاعلها.. واسع الى أمر آخر إذا كنت أنت مصدّقاً ان هذه الاخبار فتنة، اسعَ الى عمل مصالحة أنت تبادر اليها لأن الطرف الآخر الذي تهدده وهو معظم اللبنانيين لا يريد الفتنة.. بل هو ليس بقادر عليها وهو لا يملك من ادواتها ما يؤثر.. وأنت نفسك أشدت بوليد جنبلاط الذي كنت ارسلت الفتنة اليه كي تنفجر في الجبل.. وهو يحذّر الآن من فتنة اخرى بينما يرفض سعد الحريري الذي تقاتله ليل نهار القبول بالفتنة ودعا كما فؤاد السنيورة للاحتكام الى القضاء الذي ترفضه أنت صباحاً وتهلل له بعد الظهر. بل انت الذي تملك كل قدرات التأثير بعمل فتن في كل لبنان، وإذا كنت تتجاهل هذا الامر المحسوم، فإنك لا تتجاهل ان اعلامك وان نوابك وان قادتك وانك أنت شخصياً تملأون فضاء لبنان تهديدات تتجاوز قدرة الـ 40 الف صاروخ الى الاستناد الى قنبلة ايران النووية الى بوارجها الحربية وإلى حرسها الثوري وإلى خلاياها المستيقظة ولم يعد أحد منها نائماً.

يا سيد حسن، اقطع الطريق على الفتنة.. وان كنت متجبراً متكبراً عن الاعتذار من ابناء الوطن الذين ترهبهم وترعبهم فما عليك.. هون عليك وتوقف عن حالات التوتر التي تعيشها ثم تحاول فرضها على اللبنانيين كلما خرجت اليهم بخطاب عنتري تهديدي.. نعم، أنت قادر على مقاتلة كل اللبنانيين مئة مرة اكثر من أي فئة اخرى، وأنت قادر على إلحاق الأذى بلبنان وابنائه مئة مرة اكثر من أذى اسرائيل وأميركا، وأنت اصبحت من قوى الاستكبار مئة مرة اكثر من قوى الاستكبار الأخرى. عد الى رشدك يا سيد حسن وادرأ الفتنة التي تتحدث عنها وصالح اللبنانيين.. صالح وطنك واحفظ مصالحه وأرواح الناس فيه.. فهذا هو المدخل الحقيقي لدرء الفتنة التي تتحدث عنها. فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. ولم تكن ((دير شبيغل)) هي البادئة.   

 

مقابلة من مجلة الشراع

المرشح عن المقعد السني في بيروت الثانية نهاد المشنوق: انا من الثلث المعطّل اذا كان لحماية سلاح المقاومة  

المرشح عن المقعد السني في بيروت الثانية نهاد المشنوق: انا من الثلث المعطّل اذا كان لحماية سلاح المقاومة

*الإنتخابات استراتيجية ومصيرية

*سعد الحريري صمد في ظروف صعبة جداً جداً جداً

*حزب الله لم يعلن التزامه إتفاق الدوحة

*إخترت الترشح في الدائرة الأصعب

*في الدائرة الثانية يمكن تحويل العناوين الخلافية الى حوار

*طبيعة لبنان لا تؤهله لأفكار إنقلابية

*السنة اجتازوا مرحلة المراهقة السياسية

*دير شبيغل مشروع فتنة لا يجوز الاستناد اليه

إختار نهاد المشنوق الدائرة الأصعب لترشحه الى الإنتخابات النيابية لأنها الأقرب الى عقله ولأنه يرى انها المكان الذي يمكن من خلاله تحويل العناوين الخلافية الى حوار نظراً لما تتمتع به هذه الدائرة من ميزة الإختلاط بين مختلف الطوائف والمذاهب.

وبالرغم من إتفاق الدوحة الذي أقر الإتفاق بين جميع الأطراف التي شاركت على تحييد هذه الدائرة عن المعركة الا ان بعض الأطراف لم تنفذ ما وعدت به حتى الآن.

مواضيع كثيرة انتخابية وغيرها تطرق اليها الكاتب الصحافي الزميل نهاد المشنوق خلال هذا الحديث المطوّل مع ((الشراع)).

# هل صحيح ان لا معركة إنتخابية حيث ترشّحك عن المقعد السني في الدائرة الثانية ؟

- الدائرة الثانية في بيروت ستشهد معركة إنتخابية طبيعية ككل الدوائر الأخرى حول المرشح السني الذي هو أنا، صحيح ان تفاهم الدوحة أقر على التوافق في الدائرة الثانية، لكن هذا التوافق أمّن فوز النائبين الأرمنيين بالتزكية عن فريقي 8 و14 آذار/مارس، والمرشح الشيعي اصبح عملياً مرشحاً منفرداً بعد إنسحاب المرشح المنافس له، ولو جاء هذا خارج الوقت المحدد، وهناك إلتزام واضح علني أمام ماكينة الدائرة الثانية وأمام قيادات من حركة ((امل)) من النائب سعد الحريري بالإلتزام بتفاهم الدوحة وعدم التراجع عنه.

# ربما البعض الآخر غير مُلتزم بهذا التفاهم؟

- ((حزب الله)) حتى الآن لم يعلن إلتزامه، كنت قد سمعت كلاماً وبشكل حاسم قبل أن يلقي السيد حسن الخطبة ((العصماء)) المتعلقة بـ7 أيار/مايو انه سيُعلن إلتزامه بتفاهم الدوحة، ولكن ما حصل هو العكس، وأعلن الإلتزام باشتباك مع كل جمهور رفيق الحريري. ولكن على كل حال ما زال الوقت أمامنا، ولكن أنا لا أستند الى هذا الأمر، وأفضل ان اعتبر ان هناك إنتخابات طبيعية فيها مرشحان متنافسان ويجب على الناس ان تختار بينهما.

# ماذا يعني لك ترشّحك في الدائرة الثانية؟

- الدائرة الثانية هي من نتاج قانون الستين، الذي أعتبره ظالماً وجائراً ويعيد لبنان الى تاريخ قديم ومفاهيم لا يجوز العودة اليها، لأنه وضع الناس في الحجر السياسي وليس في الحجر الصحي، مثل الكرنتينا. ويعزل الطوائف عن بعضها البعض، وهذا مخالف تماماً لروح الطائف ولنصه ولفكرته ولأسباب وضعه، ولكن الدائرة الثانية هي من الدوائر القليلة التي تحوي ناساً من كل الطوائف ومن كل الأجناس وبأعداد متقاربة، بمعنى انه هناك حوالى 40 ألف أرمني ومسيحي و30 ألف سني و25 ألف شيعي، وبالتالي فيها أكبر نسبة تمثيل لفكرة لبنان الواحد ولفكرة العيش الواحد.

# هذا يعني انك في المعركة الأصعب على المقعد السني في الدائرة الثانية؟

- إختيار الدائرة هو الأصعب، وليست المعركة الأصعب، وصحيح أنا إخترت الدائرة الأصعب.

# هل أنت من اختارها أم فُرضت عليك؟

- أنا لم أخترها مسبقاً، إنما كانت في بالي، وكنت أناقش بعض الزملاء في جريدة ((السفير)) حولها قبل يومين من الترشّح، وعندما أصرّ ممثل ((الجماعة الإسلامية)) على الترشّح في الدائرة الثالثة، إتصل بي النائب سعد الحريري وسألني ان كنت لا أمانع في الترشّح في الدائرة الثانية، فرحّبت بذلك، لأني أولاً أريد تسهيل الأمور في موضوع تفاهمه مع الجماعة الإسلامية، وثانياً ان الترشّح في الدائرة الثانية هو الأقرب لفهمي للبنان.

# لماذا تجد نفسك أكثر في الدائرة الثانية؟

- هناك عناوين خلافية بين اللبنانيين وخاصة بين السنة والشيعة، باعتبارهما الطائفتين الأكبر، فالدائرة الثانية بالنسبة لي هي مكان محاولة لتحويل هذه العناوين الخلافية من إشتباك الى حوار، وبالتالي لماذا الإصرار على ان كل عنوان خلافي هو إشتباك؟ ولماذا هذه اللغة المهينة للعمل السياسي؟

# الإجابة على هذا التساؤل هل هي عندك أم عند الطرف الآخر؟

- أنا أقوم بما يخصني وأدافع عن وجهة نظري، أما الطرف الآخر فيتحمّل مسؤولية التجاوب أو عدم التجاوب، ولكن لا يمكنني الإفتراض مسبقاً بأن كل الأطراف موافقة لأنه لو كان الأمر كذلك لكنا جالسين على الطاولة نتحاور. أنا اُصّر على انه يجب أن تكون هناك لغة جديدة لمخاطبة الناس لا تتعلق بالغرائزية وليست جزءاً من اشتباك وليست دعوة الى إشتباك.

# هل هذا هو رأيك، أم لأنك في الدائرة الأصعب تريد إمساك العصا من الوسط؟

- أبداً وحتى لو ترشحت في الدائرة الثالثة لقلت الكلام نفسه، هذا رأيي ولن يتغير، وأنا قلت لكل من التقيت به ((يجب أن تتعودوا عليّ، وأن تتعودوا على لغة جديدة لم تتعودوا على سماعها من قبل، وأنا أعرف ان هذا الكلام ليس إنتخابياً وفي جزء منه لا يعجبكم، ولكن أنا مُصّر أن تسمعوا مني هذا الكلام الآن والذي ستسمعونه بعد الإنتخابات ايضاً))، هذا السياق كنت قد بدأته منذ العام 2006 ولم أتوقف عنه منذ حرب تموز/يونيو.

# هل تعتمد إذاً على قبول الآخر لشخصية نهاد المشنوق التي إلتزمت خلال وبعد حرب تموز/يونيو بتأييدك للمقاومة؟

- أنا أعتمد على ان الحوار باعتباره العنوان الأكبر الذي يشبه لبنان، هل يوافق الآخرون أو لا يوافقوا، أنا أترك الحكم للناس الذين يجب أن يكون لهم دور في دعم هذا الإتجاه أو برفضه. فإذا كان لهم دور بدعم هذا الإتجاه فهذا سيغيّر في موقف الطرف الآخر، أكان موقف ((حزب الله)) أو موقف ((التيار الوطني الحر)) وتحديداً موقف الحزب، كونه الأوسع قاعدة وتمثيلاً، وبالتالي لا توجد طريق إلا الحوار وأي كلام آخر هو تضييع للوقت وإهدار لكرامات الناس ومستقبلهم، وبالتالي من يملك خياراً أفضل فليرشدني إليه.

لو كانت الإنقلابات تنجح في لبنان لكان حصل العشرات منها، لماذا لم تحصل في تاريخ لبنان منذ الإستقلال حتى اليوم، سوى محاولة واحدة علمانية وفاشلة التي هي محاولة الحزب السوري القومي؟ الجواب لأن طبيعة لبنان لا تؤهله لأفكار انقلابية.

كل الناس تبدأ بأفكار انقلابية، فكل طائفة في لبنان مرت بمرحلة مراهقة سياسية، وكل واحد يختار عنواناً ويذهب به الى أبعد الحدود، بصرف النظر عن عنوان الجمهور الآخر، أو الطائفة الأخرى ولكن عندما يجد نفسه انه ابتعد، نراه يتراجع لأنه يريد البحث عن مكان ما يلتقي به مع الآخرين، لأنه عندما يذهب بعيداً سيذهب وحيداً ويبقى وحيداً.

# هل تعتقد اننا نمر الآن في مرحلة المراهقة السنية - السياسية ، وان ((حزب الله)) يحاول إتخاذ موقعها ليكون هناك شيعية -سياسية؟

- كلا ، أنا أعتقد ان السنة إجتازوا هذه المرحلة الآن، هناك مراهقة سياسية لدى بعض القيادات المسيحية والشيعية.

التجربة المسيحية التي تقول ان عنوانها الإنتخابي الوحيد هو دعم صلاحية رئيس الجمهورية، في الوقت الذي يتم فيه التعرض لرئيس الجمهورية ويمنع الناس من أن يكون لهم رأيهم بالوقوف الى جانبه وإنتخاب شخص قريب منه، أو شخص قرر أن يكون عند رئيس الجمهورية بعد الإنتخابات، فأنا أرى ان هذا جزء من سياسة معتمدة حادة وخطيرة.

امثل جمهور رفيق الحريري

# لكن، أنتم حاربتم رئيس الجمهورية السابق اميل لحود؟

- من تقصدين بـ ((أنتم))؟.

- قوى 14 آذار/مارس؟

- دعينا نتفق لنقول، أنا أمثل في كلامي ((تيار المستقبل)) وجمهور رفيق الحريري قبل ((تيار المستقبل)).

# لماذا تحاول دائماً التمايز والقول انك مرشّح جمهور رفيق الحريري؟

- أنا لا أميّز نفسي، ولكن ما أقوله ان جمهور رفيق الحريري بحر من الناس من كل الطوائف.

# لكن يبدو انك تزايد على سعد الحريري في جمهور والده؟

- لا أبداً، أنا منذ اللحظة الأولى التي كتبت فيها وتحدثت فيها بعد اغتيال الرئيس الحريري، قلت انني واحد من جمهور رفيق الحريري ولم أدّع صفة أخرى، ولذلك أنا لا أزايد على أحد ورحم الله امرءاً عرف حده ووقف عنده.

# لكن أن تكون واحداً من الجمهور شيء، وأن تترشح عن ((تيار المستقبل)) شيء آخر؟

- هذا صحيح، ولكن هذا لا يلغي طبيعتي، بمعنى ان الترشّح لا يلغي طبيعة الإنسان، أنا قلت ان ((تيار المستقبل)) هو الرافد الاساسي لهذا البحر، ولكن ليس كل البحر.

*ألا تعتبر مرشّح ((تيار المستقبل)) هو مرشّح جمهور رفيق الحريري؟

- بطبيعة الحال هذا صحيح، ولكن عندما كنت منذ أربع سنوات أُراكم صفة اسمها ((واحد من جمهور رفيق الحريري))، فلا يمكن أن أتخلى عنها يوم الإنتخابات. أنا لا أرى ان هناك مواجهة بين الجمهور وبين التيار.

# أنت وضعت هذه المواجهة وفرّقت ما بين التيار والجمهور؟

- صحيح، هما ليس واحداً، ولكن لا يتواجهان، وهذا ما أحاول أن أقوله لكِ. التيار حالة تنظيمية سياسية وإدارية وإنتخابية، أما الجمهور فشيء آخر، وقد يحوي عرباً ولبنانيين وكل الطوائف وكل المناطق. أذكر انني قلت في مقابلة مع إذاعة النور التابعة لـ ((حزب الله)) انه ممكن وجود شخص من جمهور رفيق الحريري في مبنى هذه الإذاعة، ولكن بالتأكيد هو ليس من ((تيار المستقبل)) ولكن اما بسبب إعجابه بتجربة الرئيس الحريري وبنجاحه، أو ان له طموحات مماثلة.

# لماذا هل لتنال أصواتاً أكثر في الإنتخابات؟

- أبداً، بل لكي أكون صادقاً مع نفسي، ويمكن أن يكون المرء صادقاً مع نفسه وينال أصواتاً أقل، وليس من الضروري أن ينال أصواتاً أكثر، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن يكون المرء صادقاً مع نفسه. أنا لي إخوان في التيار، ان كان من بيت الرئيس الحريري أو من زملاء ومعارف أو من صداقات إجتماعية، ولذلك أنا لا أعتبر ان في الأمر خلافاً سياسياً أو مواجهة مع أحد، لكن هذا احتفاظ بأكبر قدرة ممكنة من التوجه لكل جمهور رفيق الحريري، لأن ((تيار المستقبل)) إطار مهما توسّع يبقى الرافد، أما جمهور رفيق الحريري فهو بحر وهناك فرق بين النهر والبحر.

# كيف تنظر الى مسار الإنتخابات النيابية، هل هي مفصلية ومصيرية كما يقول النائب سعد الحريري، أم كما قال الرئيس نبيه بري عادية ولكنها مذهبية وعنصرية الخ..؟

- أعتقد لو سألتِ الرئيس بري الآن ستجدين انه غيّر رأيه. أنا قلت في البداية لم أكن موافقاً على تعبير مصيرية وانها انتخابات وممارسة طبيعية لحقنا الديموقراطي، وحق اللبنانيين غير الموجود الحمد لله سوى عندهم في المنطقة.

ولكن بعد خطاب السيد حسن نصرالله وهنا لا أتناول ما قاله عن 7 أيار/مايو فقط، لأن هذا الجزء من الخطاب يعبّر عن مصيرية الإنتخابات، ولكن باعتقادي ان الجزء الآخر من الخطاب الذي تحدث عن القراءة السياسية للوضع في لبنان وطريقة الحكم فيه دفعتني لأن أقول اننا أمام خيار استراتيجي كي لا أقول مصيرياً، وبالتالي نحن أمام خيار استراتيجي في السياسة والإقتصاد وفي كل المجالات، وبالتالي هذه انتخابات إستراتيجية.

# هل تقصد ان الخطاب دفعك الى هذا التشبيه؟

- نعم صحيح، لأني قرأت هذا الخطاب ووجدت انه اكبر بكثير من الإنتخابات وأكبر بكثير من لبنان وأكبر بكثير من ردّ فعل على شعار إنتخابي، وبالتأكيد لا يمكن أن يكون سبب كل هذا السياق شعاراً إنتخابياً.

# لكن فعلاً ان الحزب يعتبر نفسه أكبر من لبنان ويستطيع مقاومة أكبر من لبنان؟

- الحزب يستطيع أن يعتبر نفسه ما يريد، ولكن هذا على طريقة من يقول ((هون نصف الدنيا وإذا لم تصدّق قيّس)). تاريخ لبنان معروف وطبيعته معروفة، وتناقضاته معروفة، وخصائصه معروفة، وبالتالي تجاهل كل هذه الأمور والحديث بهذا الكلام لا علاقة له بالطبيعة اللبنانية ولا بالسياسة اللبنانية ولا بطبيعة الناس اللبنانيين.

# ماذا كان يهدف نصرالله من هذا الخطاب والبعض يقول انه خدمكم في خطابه؟

- بالمعنى الإنتخابي بالتأكيد هو أوجد استنفاراً عند جمهور رفيق الحريري. دعيني أرجع قليلاً الى جمهور رفيق الحريري، لكي أقول من أوجد 14 آذار/مارس، هو جمهور رفيق الحريري وليس ((تيار المستقبل)) لأننا لا نستطيع ان ننسى وليد جنبلاط وجهوده والمسيحيين وجهودهم..

# والتيار العوني؟

- وليد جنبلاط هو الذي قاد المرحلة، وبالتالي هذا ليس ((تيار المستقبل)) وهذا ما يدفعني الى القول دائماً جمهور رفيق الحريري، الذي نزل في ذلك الحين والذي نزل دائماً وبالتأكيد ان الموجودين في ذلك اليوم تجاوزوا التيار.

# ألا ترى ان التيار عنوان كبير ليضم كل جمهور رفيق الحريري؟

- لا، إنما هو محاولة من المبكر الحكم على نتائجها؟

# هل حان الوقت للتقييم؟

- التيار موجود منذ زمن ولم يبدأ من جديد.

# تأطير التيار الآن كحزب كيف تراه؟

- تأطيره كحزب مسألة من المبكّر الآن الحكم عليها، أنا اتحدث عن التيار، انا لست من دعاة الأحزاب، وهذا الأمر معروف عني لأنني دائما أقول، انه في القضايا الكبرى الحزب هو كل الناس، ولا يمكن أن يحمل واحد بطاقة عضوية والآخر لا يحملها.

# ما هي الإضافة التي يمكن ان يقدمها تأطيره كحزب الى الطائفة السنية، خاصة وان السنة لم يعرفوا أحزاباً باستثناء ((حزب النجادة))؟

- دعينا نقول من المبكّر الحكم على النتائج، ولكن هذا لا يمنع انني دائماً أتحفظ على مسألة الأحزاب عند السنة، لأني بطبيعتي أفضّل التنوّع والحوار والإختلاف.

خطاب نصرالله مخالف للتوافق

# بالعودة الى خطاب نصر الله، هل قرأته على انه عابر للمحيطات ورسائل موجهة للخارج أكثر من الداخل؟

- أنا أولاً قرأته بأنه مخالف لكل العناوين التوافقية، ومخالف لتفاهم الدوحة، ومخالف لكل من يسعى الى التهدئة، وهنا لا أقول ان الآخرين يسعون للتهدئة وهو يسعى للفوضى، الجميع شاركوا في طبيعة الإنتخابات بكلام إنتخابي كبير. ولكن ما أستغربه ان السيد حسن نصرالله شخصياً دخل في خضم الإنتخابات من هذا الباب، وأنا لا أستطيع أن أصدّق ان ما قاله هو ردّ فعل على شعار انتخابي، أو على كلام قاله النائب سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو أي سياسي آخر، انا لاحظت ان الكلام أكبر بكثير من الإنتخابات ويكاد يكون أكبر من لبنان، وبالتالي لا أملك تفسيراً دقيقاً لسبب هذا الكلام.

#لم تصدّق ان ما قاله هو رد على شعار انتخابي ولكن هل تصدّق ان 7 أيار/مايو كان رداً على قرارين حكوميين؟

- هكذا انتقلنا الى مكان آخر ونقاش آخر، مسألة 5 أيار/مايو و7 أيار/مايو إذا أردنا مناقشة مضمونها وحتى أكون صادقاً ايضاً مع نفسي في ذلك الوقت، انا قلت ان القرارات خاطئة، ولكن الرد على هذه القرارات كان جريمة، وهناك فرق بين الخطأ وبين الجريمة.

أنا دافعت في ذلك الوقت عن العميد وفيق شقير علناً وعلى التلفزيون لأن قراءتي للبرقيات المتعلقة بموضوع المطار توضح ان ما حدث في المطار هو مسؤولية مديرية الاستخبارات، وليس مسؤولية العميد شقير، وأنا أكرر هذا الكلام ولن أتراجع عنه الآن لأنني مرشح للانتخايات.

أما بالنسبة لمسألة الإتصالات أو شبكة الاتصالات:

أولاً: هذه الشبكة لا تنشأ في بلد مثل لبنان، دون التفاهم مع جهة ما رسمية على هذا الأمر، وليس بالضرورة جهة تقنية، ولكن لا يمكن إنشاؤها بالسر. وبالتالي ردّ الفعل عليها من وجهة نظري كان عنيفاً جداً، لأن من قام بردّ الفعل يعرف تماماً ان مجلس الوزراء حتى رغم قراره لا يملك الجهة التي تنفّذ هذا القرار، فلماذا ردّ الفعل هذا؟ وهل نعتقد ان الجيش اللبناني أو أي جهة أمنية أخرى، قادرة على فكفكة شبكة الإتصالات؟ هم منعوا أمراً لن يحصل.

# من تابعك منذ تموز/يوليو حتى أيار/مايو يجد أنك كنت تسير في سياق مدافع عن المقاومة، ولكن فجأة وفي أيار/مايو قيل انك كشفت عن وجهك السُني؟

- لا في حرب تموز/يوليو ولا في 7 أيار/مايو كنت أتكلم كسني . أنا لا أستعمل هذا التعبير لا الشيعي ولا السُني ولا المذهبي.

# أنت لا تستعمله، ولكن أنقل إليك كيف تم النظر اليك ؟

- ما حصل في تموز/يوليو 2006 وما صدر عني هو قناعتي التي ما زلت عليها حتى الآن، أنا من دعاة أو من الذين يعتقدون انه لا يمكن التفاهم على السلام مع المجتمع الإسرائيلي، منذ سنوات طويلة حتى الآن والى سنوات مقبلة، والدليل على ذلك الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

اتفاق اوسلو مضى عليه 12 سنة، فإذا كانت هذه النتيجة بعد 12 سنة التي رأيناها بالمزيد من المستوطنات، والمزيد من التعقيدات، والمزيد من الحصار والمزيد من المشاكل، بالتأكيد أنا أعتبر ان كل محاولات السلام مع إسرائيل فاشلة، وان مواجهة الإحتلال بالسلاح حق لا يمكننا التخلي عنه، وما زلت عند هذا الرأي حتى اليوم.

# حتى وصلنا الى 7 أيار/مايو واعتبرت ان سلاح المقاومة أصبح في بيروت؟

- قتال إسرائيل شيء والصراع حول السياسة اللبنانية شيء آخر، أنا لا أقبل مسألة التعميم باتهام التآمر والتخوين ولا بتعميم ان فلاناً وطني أم لا. لا يمكن لأحد أن يمنح الآخرين شهادات بالوطنية أو شهادات بالخيانة، فقد حاول البعض ذلك قبلهم وصاغ الصياغة نفسها. أيضاً المقاومة كفكر أهم منها كممارسة، فهي كفكر ليست حقاً حصرياً.

انا قلت مؤخراً وعلناً وحتى هذه اللحظة أقول، إذا كان الثلث المعطّل من أجل حماية سلاح المقاومة في إطار دولة تُعنى بأمر جميع اللبنانيين فأنا من الثلث المعطّل .

صحيح ان الثلث المعطّل معني بمسألة استراتيجية مثل سلاح المقاومة، ولكن الثلث المعطّل ليس معنياً بتعيين موظف في الإدارة، وبالتالي لا يمكن إستعمال الثلث المعطّل يومياً لأنه بذلك يصبح معطّلاً لحياة الناس وللدولة وللإدارة. فهل يجوز إستعمال الثلث المعطّل إذا وقع خلاف حول تعيين محافظ في مدينة بيروت، وبالتالي ما علاقة هذا الأمر بسلاح المقاومة وبحماية المقاومة؟ أنا أرى ان هذا الأمر تغيير لطبيعة النظام.

هناك الكثير من العناوين التي يتم طرحها في غير مكانها، مثل الديموقراطية التوافقية، ماذا تعني هذه الديموقراطية التوافقية؟ وأي إختراع هي هذه الديموقراطية؟ الديموقراطية التوافقية هي نظام مُعتمد في الدول التي تضم أعراقاً وأجناساً مختلفة ولغات مختلفة مثل سويسرا، إنما نحن شعب واحد صغير نتحدث لغة واحدة، ولا يوجد عندنا أصناف ولا أجناس ولا أعراق. هناك ديموقراطية طبيعية تأتي نتيجة الإنتخابات وعلى كل إنسان أن يتصرّف وفق هذه النتيجة، وبالتالي لماذا نعتبر استعمال الوسائل الديموقراطية للتعبير هي أمر مخالف لجهة سياسية دون أخرى؟

لقد سمعنا في آخر جلسة لمجلس الوزراء عندما تمّ التصويت على القرارات، سمعت أوصافاً ما أنزل الله بها من سلطان، إذ قيل أن في الأمر خديعة، هذه الخديعة ضد من؟ كل ما حصل هو انه تمّ التصويت في الجلسة وصوّت فقط 14 وزيراً، و 16 وزيراً لم يوافقوا، وبالتالي لم يكن الثلث هو المعارض ولا الثلثان.

هل يعقل انه لم يعد يحق للوزراء المطالبة بالتصويت وبالتعبير عن هذا الأمر بالتصويت؟

تفاهم الدوحة نصّ على ان هذا الثلث معني بالتهدئة وبسلاح المقاومة وبالطمأنينة الى حين إجراء الإنتخابات وليس معنياً بتعيين موظفين أو بعنوان إداري.

أيضاً لا يجوز أن نسمع كل يوم صباحاً ان هناك مؤامرة، نحن نقرأ سياسة ونتابع، فمن هي هذه الجهة في لبنان التي لديها قدرة على ذلك؟ لنفترض ان عندها رغبة فالسؤال هل باستطاعتها طلب قوات أجنبية. وهل بات طلب القوات الأجنبية ((دليفيري)) تحتاج فقط الى رفع الرئيس فؤاد السنيورة سماعة الهاتف وطلب قوات دولية؟ القوات الدولية لها وضعها وهي مسألة كبرى في حياة الشعوب، ويلزمها مجلس أمن دولي وقرارات دولية.

# هناك كلام ان كل هذا المشهد الذي تتكلم عنه لا يمكن أن يصلح إلا إذا تمت صفقة أو ثنائية سُنية - شيعية؟

- لماذا صفقة؟ ولماذا ثنائية؟ ولماذا لا نعتبرها انها دخول الى حوار طبيعي حول العناوين الخلافية؟ وبالتأكيد نستطيع إبتكار صياغات اتفاق.

# لكن نحن نسير في الحوار منذ سنوات؟

- ولكن لم ندخل في حوار، بل دخلنا في اشتباك، ولا مرة دخلنا في حوار جدي.

# منذ سنوات تُعقد طاولات الحوار ولم نتوصل الى نتيجة؟

- طاولة الحوار وصلت الى عنوانين رئيسيين، الوقت الآن ليس وقتاً لتنفيذهما، ولكن طاولة الحوار حققت إجماعاً حولهما وهما:

*ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية التي تمت بين لبنان وسوريا.

*نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.

صحيح انه لم يتم بعد تنفيذ هذين القرارين، ولكن تم التوصل إليهما بالإجماع، وهذا دليل على انه بالإمكان بواسطة الحوار الوصول الى الإجماع حول نقاط معينة.

# وماذا عن سلاح المقاومة؟

- بالنسبة لسلاح المقاومة ورغم كل ما حصل في 7 أيار/مايو، وأنا لي في شأنه قراءة مختلفة، ولكن أنا أعتبر ان سلاح المقاومة في موضع آمن، عنوانه الحوار حول كيفية الإستفادة منه وليس حول كيفية نزعه أو منعه.

# لكن من الذي يحاور ((حزب الله)) بهذا المنطق؟ في وقت نجد كل واحد على طاولة الحوار يطرح استراتيجية خاصة به؟

- أنا هنا أتحدث عن القوى الرئيسية في هذا الموضوع، دعينا لا نتجاهل الجيد ونعمم السيىء، هناك قوى رئيسية أعلنت إلتزامها باستراتيجية دفاعية، لمناقشة هذه الاستراتيجية عند جميع الأطراف الرئيسية، تأخذ في الإعتبار وجود السلاح وكيفية إستعماله وفي أي إطار.

أنا أرى ان الحديث عن سلاح المقاومة، باعتباره سلاحاً موجهاً الى إسرائيل، هو حديث يحتاج الى مزيد من الإجماع وليس المزيد من الإشتباك، والى المزيد من منح الناس فرصة النقاش والحوار.

أنا لاحظت ان كل الناس قرأت في خطاب سابق للسيد حسن نصرالله (7 أيار/مايو) قراءة سياسية متأنية ومناقشة تفصيلية . لقد حان الوقت الذي يجب فيه على كل الأطراف أن تعترف ببعضها بعضاً وبقدرتها على التحاور، وليس فقط بقدرتها على الإشتباك. إذا كان هذا السلاح معنياً بالمواجهة مع إسرائيل فهذا السلاح بحاجة كل يوم الى عناية ورعاية سياسية لجلب المزيد من التأييد له، ولكن ما يحدث هو عكس ذلك تماماً.

لنفترض اني سأتجاهل الإحتفال الثأري بعد إطلاق الضباط الأربعة باعتبار أني أقر بنتائج المحكمة الدولية أياً تكن، ولكن في هذا الموضوع قال السيد نصرالله كلاماً بأن له رأياً بالمحكمة، ولكن قال أيضاً ان ما حدث يثير ضغائن ويثير مشاعر جمهور آخر واعتبار ان ما حدث هو حدث عابر وليس تأسيساً لسياسة، وفجأة نقلنا السيد نصرالله في خطابه الثاني الى مكان آخر، ولا أعتقد ان سبب ذلك عنوان إنتخابي ولا يمكن أن يُقال خديعة عن تصويت مجلس الوزراء.

التصويب على الرئيس

# لماذا برأيك التصويب على رئيس الجمهورية وما الهدف من ذلك؟

- هذا جزء من الإختراعات الحديثة بكل بساطة. أريد أن أقول ان ((التيار الحر)) يطالب بتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وفي الوقت نفسه يمنع بعض الناس من إعلان تأييدهم للرئيس. باعتقادي ان هذا الكلام عن صلاحيات رئيس الجمهورية كلام إنتخابي. فصلاحيات رئيس الجمهورية شيء واستعمال رئاسة الجمهورية كمنصة وهمية لبيع الناس، وخاصة جمهور ((التيار الوطني الحر)) أوهاماً تم تجربتها من قبل وكلها أدت الى مزيد من الإنتحار السياسي.

# أيضاً أنتم متهمون بأنكم تبيعون الناس أوهاماً عندما تتكلمون عن شيء غير موجود يتعلق بالجمهورية الثالثة والمثالثة؟

- نحن لا نبيعهم أوهاماً بالمثالثة، نحن نحذر من المثالثة ولا نطالب بها.

# أنا أقصد تحذرون من عناوين لم يتحدث عنها أحد؟

- الحديث عن المثالثة حدث مرة واحدة ومن باب التحذير والرفض، أما مسألة المسيحيين والرئيس وصلاحيات الرئيس فنسمعه يومياً. أنا أعتقد ان الوجود المسيحي في لبنان هو وجود عنوانه الإطمئنان والإستقرار والإعتدال، وما نراه حالياً مخالف لذلك كلياً. المسيحيون في لبنان ليسوا عنصر تحدٍ، ولا عنصر مواجهة، ولا عنصر انقسام، ولا عنصر إصطفاف إقليمي، وكانوا دائماً في لبنان يلعبون دور الحداثة والعصرية، وتأكيد الديموقراطية وحفظ اللغة والإنفتاح على الثقافات. هل يجوز أن يتحول الى اصطفاف إقليمي أو تحالف داخلي لا يأخذ في الإعتبار جهات أخرى؟ هذا ليس دور المسيحيين.

أيضاً لقد تمت تجربة العقل الأقلّوي، وكان في وقت من الأوقات بشير الجميل صليب المسيحيين، وكان رفعت الأسد أهم وأقوى شخصية في سوريا، وكانوا متحالفين على عنوان الأقليات، ولكن ماذا كانت النتيجة؟ غير المزيد من التدهور بالوضع السياسي المسيحي واغتيال الرئيس بشير الجميل بعد إقراره بضرورة التوافق مع كل اللبنانيين ، ونُفي رفعت الأسد حتى اليوم خارج سوريا، وبالتالي الواضح ان أمامنا تجربة فاشلة لا تسبب إلا المزيد من الخسائر ولا تسبب إلا المشاكل، فلماذا علينا تكرارها تحت شعار البحث عن صلاحيات لرئاسة الجمهورية. فصلاحيات رئيس الجمهورية مسألة للبحث، وقد قرأت كلاماً لوليد بك عن تعزيز هذه الصلاحيات ولكن ضمن الطائف ، وهذا أمر طبيعي، السؤال الرئيسي الآن هو هل يمكن تحويل عناوين الإشتباك الى عناوين حوار هي: أولاً: المحكمة والتي أصبحت خارج نطاق التأثير اللبناني، وبالتالي أي كلام معها أو ضدها لا قيمة له.

نحن كجهة سياسية نسلّم بقرارات المحكمة أياً تكن هذه القرارات، لأنه لا يمكن ان نجهد أربع سنوات من أجل المحكمة ثم نرفض قراراتها، وبرأيي ان المحكمة إنتصار كبير أصابه غبار اطلاق الضباط ، ولكن برأيي ان جلوس المحكمة ووجودها حسياً بصورتها هو إنتصار كبير، حيث لأول مرة العدالة الدولية تنتصر لجرائم سياسية فردية حصلت في لبنان، وهذا ما حققه جمهور رفيق الحريري المسمّى جمهور 14 آذار/مارس. إذاً المحكمة أصبحت خارج إطار لبنان، وسوف يصدر قريباً القرار الظني، فلماذا استعجال الإدانة أو التبرئة، وعندما يصدر القرار نتصرّف على أساسه، ما صدر في مجلة ((دير شبيغل)) الألمانية حول مسؤولية حزب الله في اغتيال الرئيس الحريري. هذا الكلام مشروع فتنة لا يجوز استعماله ولا الاستناد إليه ولا ضرورة حتى للمبالغة كي ننفيه. السؤال هو من قرر نشر هذا المقال في هذا التوقيت.

ثانياً: سلاح المقاومة، بتقديري، ان الجزء الرئيسي من القوى السياسية اللبنانية مُقر ومُعترف بأن هذا السلاح يجب أن يكون موجوداً في مواجهة إسرائيل، بصياغة لدولة تأخذ في الإعتبار رعاية كل اللبنانيين، وليس أن يكون السلاح هو النظام، وهو الدولة، بل السلاح هو جزء من دولة إطار معنية بشؤون كل اللبنانيين، لا يوجد أي طرف من القوى الرئيسية ناقش لمرة وبصورة جدية مسألة نزعه. كذلك الكلام على ان هناك مؤامرة كانت تحاك لنـزع هذا السلاح، فيه مبالغات لأن هناك وقائع مخالفة لهذه الأقوال، والقيادات الرئيسية في الحزب والرئيس بري والرئيس السنيورة يعرفون هذه الوقائع. فعندما صدر القرار 1701 كان في جزء منه نزع السلاح في المنطقة التي تخضع لقوات الطوارىء، صدرت أقوال عن ثلاثة وزراء بالغوا فيه أنهم غداً صباحاً سينـزعون السلاح ويضعونه عندهم، وبالتالي قالوا رأيهم ولكن هذا لا يقدّم ولا يؤخر في شيء.

لقد جاء سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن ودخلوا على الرئيس السنيورة، وأبلغوه رسمياً رسالة من دولهم تقول، بأن بند نزع السلاح يوضع جانباً لأنه مسؤولية اللبنانيين. إذا كان هناك ثلاثة وزراء قالوا هذا الكلام وخمسة سفراء دول كبرى قالوا هذا الكلام، فأنا لا بد أن أصدّق أكثر كلام الدول الخمس وأصدّق قرارهم وكلامهم وقدرتهم أكثر، وبالتالي لا يمكن معاملة كل 14 آذار/مارس أو كل اللبنانيين بهذه الطريقة، لأن هناك ثلاثة وزراء كان لهم رأي في هذا الموضوع، وهل يمكن محاسبة الناس على آرائهم أم على قدرتهم، لأن الخطر من قدرتهم وليس من رأيهم، ولكن لا يمكن إلغاء رأي الآخرين حتى لو كان خطأ.

أنا لم أصدّق ولا مرة وهذا يعرفه الإخوان في الحزب الذين أعرفهم، ان أي لبناني قادر على التأثير بهذا الموضوع، أو التآمر لا بموقع رسمي ولا بموقع خاص. ولكن دائماً أقول لا يعيش السلاح مهما كان قوياً دون التفاهم عليه، لأن السلاح غير المتفاهم عليه دائماً ستكون نهايته حرب أهلية، مهما كانت قوته. لذلك إذا كان هناك من مسعى هو لمزيد من التفاهم، وليس ما يُقال عن استئصاله ونزعه أو عدم نزعه، كل هذا الكلام الكبير لا علاقة له بسلاح المقاومة، وكل هذه الإتهامات لا علاقة لها بسلاح المقاومة فعلياً، لأن الحرص على سلاح المقاومة الموجه ضد إسرائيل أولويته المطلقة هي السلم الأهلي، والبحث عن عناوين مشتركة، وليس البحث عن المزيد من الإشتباك تحت عناوين مؤامرات أوهام أو مؤامرات كوابيس.

# من جهة أخرى كيف يعقل ما نسمعه ان المناورات الإسرائيلية هي بروفة للتحضيرات لاغتيال السيد نصرالله؟

- أولاً: السيد نصرالله مهدّد بالاغتيال يومياً وحياته قائمة على انه مهدّد بالاغتيال، وإسرائيل لا تنفي هذا الأمر، ولكن هل أصبح التوقيت من اختصاص الحزب؟ هذا الكلام لا يجوز.

أنا هنا لا أتحدث عن المناورة، ولكن ما أريد قوله انه ليس جديداً ان السيد نصرالله مهدّد بالاغتيال، وبالتالي لماذا إدخال هذا الموضوع بالدائرة الداخلية وإدخالها بالمسألة الإنتخابية، ولا سمح الله أن يصيب السيد أي مكروه، أعوذ بالله، ولكن ليس هذا هو المطلوب.

أيضاً نقرأ عن ارتهان للخارج في لبنان وإبداله بآخر، التعددية الثقافية والدينية والشراكة السياسية في صنع القرار الوطني ما هي ترجمة هذا الكلام؟ وهل لا توجد تعددية دينية أو تعددية ثقافية إلا عند نائب أو وزير أو مسؤول من الحزب ؟

أما الشراكة السياسية في القرار الوطني فهي بطبيعة النظام تتم في مجلس النواب، التمثيل السياسي يٌعبّر عنه في مجلس النواب، والحكومة هي أداة تنفيذية لسياسة تُقر في مجلس النواب، لكن نحن نقلب الآية، حيث كل القوى السياسية ممثلة في الحكومة باعتبار ان هذا ضمانة، وطالما الامر كذلك، لماذا إجراء الإنتخابات؟ وليجلس ميشال عون ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسعد الحريري وبعض المستقلين، وطبعاً السيد نصرالله والرئيس بري، ليجلسوا الى الطاولة إذاً ويشكّلوا حكومة، فلماذا إجراء الإنتخابات؟

يجب الخروج من فكرة انه يمكن لأي كان تحقيق العجائب في لبنان، وليكتفِ كل واحد بتحقيق ما بين يديه، وأن يمسك به جيداً ويدافع عنه جيداً، وأن يحترم أصول التعامل السياسي بين اللبنانيين، وأن يحترم حقوق اللبنانيين، أنا لا أقول ان 14 آذار/مارس لم تخطئ، وانا عندما كانوا في عز خطابهم السياسي كتبت عنهم الثأريون، ولم أقبل كلامهم ، وبالتالي لا أستطيع قبوله من غيرهم. أنا أعرف ان كل هذا الكلام غير إنتخابي، ولكن خياري هو أن أكون صادقاً مع نفسي ومع الناس.

# بعد الإنتخابات النيابية ماذا يعني ان يفوز ((حزب الله)) بالإنتخابات وماذا يعني ان تفوز 14 آذار/مارس؟

- إنتصار ((حزب الله)) وحلفاؤه بالإنتخابات هو تغيير لطبيعة النظام السياسية، ليكن ذلك واضحاً.

# هل عندها نكون قد دخلنا في الجمهورية الثالثة التي يتحدث عنها عون؟

- أنا لا أحب الأعداد، أنا أقول ان الجمهورية الأولى والثانية والثالثة والرابعة، هي الجمهورية التي تعنى بالسلم الأهلي وأي كلام آخر لا فائدة منه.

زيارة بايدن

# كيف تصف زيارة نائب الرئيس الأميركي بايدن الى لبنان ولقاءه بقوى 14 آذار/مارس؟

* جاء نائب الرئيس الأميركي الى لبنان ليقول للبنانيين ان الولايات المتحدة تؤيد الديموقراطية اللبنانية، وتؤيد مسار الإنتخابات، ونطمئنكم انه لن يتم أي شيء على حسابكم ولا شيء يتم إلا بالتشاور معكم، وباعتقادي ان اجتماعه مع 14 آذار/مارس فقط مُضر وليس مفيداً، لأنه ماذا يعني هذا الإجتماع وبماذا سيقدّم أو يؤخّر.

# هو دعم لكم؟

- أنا أعدكِ ان معظم الناخبين أو 99.9 من الناخبين لا يقررون إستناداً للموقف الأميركي، بل يقررون حسب مصالحهم وبما يرونه مناسباً.

# تابعت النائب سعد الحريري من 2005 حتى الآن، هل تراه جاهزاً لتولي رئاسة الحكومة، وأنت تقول انه يتطوّر تطوراً هائلاً؟

- أنا أقول ان سعد الحريري صمد في ظروف صعبة جداً جداً جداً، في السنوات الأربع الماضية، وأنا أعتقد انه يصعب جداً على غيره أن يصمد لو واجهته الظروف نفسها. ليس سهلاً أبداً ما حققه سعد الحريري بصموده وصبره.

# هل صمد ونجح أم فقط صمد؟

- برأيي ان العنوان الرئيسي الذي حققه كزعامة سياسية وكإبن رفيق الحريري بمسألة المحكمة هو إنتصار كبير، أما المسائل الأخرى ما زالت خاضعة للنقاش، ما مررنا به سابقاً ليس تجربة حكم حقيقية، بل هي تجربة مشاكسة حقيقية، وبالتالي خطاب سعد الحريري السياسي متزن ونظرته إلى الموضوع العربي والفلسطيني والداخلي عاقلة وهادئة، ربما في الإنتخابات يُقال كلام من هنا وهناك، ولكن هناك إعتراف بأصول التعامل السياسي اللبناني، وهناك قدرة على تنفيذ الإلتزامات التي يقولها ، ولكن أهم ما في شخصية سعد الحريري هو انه صمد في وقت كان يصعب جداً ومكلف جداً فيه الصمود.

# إذاً برأيك هو جاهز لتولي رئاسة الحكومة؟

- أنا سُئلت سابقاً هذا السؤال، وقلت ان القرار له، ولست أنا من يقرر إذا كان جاهزاً أم لا، وبالتالي هو يقرر إذا كان مستعداً لتحمّل تبعات رئاسة الحكومة في الظروف السياسية المقبلة.

هو لم يأتٍ رئيساً للحكومة في المرة الأولى لأنه لم يكن مهيأ، وفي المرة الثانية لم يأت رئيساً للحكومة لأنه يريد أن يكون رئيس حملة الإنتخاب. وفي المرة الثالثة هو مستحق ولكن هو من يقرر.

# أنا أقصد من خلال تطوره السياسي وأنت كمراقب سياسي هل ترى انه مهيأ؟

- أستطيع القول ان ما عاناه في السنوات الأربع وما صمد بوجه ما واجهه في السنوات الأربع أكثر صعوبة بكثير من رئاسة الحكومة، حتى استحق لقب الصامد، الصابر.

# هل أخطأ ((تيار المستقبل)) بترشيح السنيورة في صيدا؟

- أنا أقول انه يحق لكل لبناني أن يترشّح والرئيس السنيورة، بطبيعة الحال له رأي بهذا الأمر، أي يحق له الترشيح وهذه مسألة مختلف عليها أيضاً باعتبارها إحدى العناوين الخطأ.

يُحكى عن صيدا باعتبارها طريقاً للمقاومة وما شابه فهل التجربة مع السيدة بهية الحريري خلال كل هذه السنوات توحي انها تخلّت عن حق المقاومة بالمرور من هذه الطريق، أم أنها حافظة لهذه الطريق ولمرور ما يحتاجونه بوجه العدو الإسرائيلي عليها، الواضح تماماً ان السيدة بهية وجمهورها حريصون على المقاومة في وجه إسرائيل.

# لنتحدث عن الموضوع الإيراني وموضوع المساواة بين الإيراني والإسرائيلي، وما يقال عن تفاهم أميركي - عربي بأولوية الصراع مع إيران، بإعتبار ان إيران عدواً والصراع معها يأتي أولاً وقبل إسرائيل التي باتت في المرتبة الثانية من العداء؟

- أنا أريد أن أقول ان هناك سياسات مختلفاً عليها مع إيران في المنطقة، وأولها من وجهة نظري، ان هناك أجزاء من المجتمعات العربية تعتبر ان إيران دولة رعاية وتعتبر ان مرجعيتها هي السياسة الإيرانية وليست سياسة النظام الذي تعيش فيه، والذي كان من دعاة الإندماج والتماهي مع المجتمعات التي يعيشون فيها هو الإمام موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين، الآن هناك سياسة مختلفة، وخطورة هذه السياسة أكبر من الصراع مع الأنظمة، لأنها تتعلق بمدى وحدة المجتمعات ومدى قدرتها على الإلتزامات الوطنية نفسها تجاه الدولة، لأن الدولة شيء والنظام شيء آخر، ولكن إيران ليست عدواً، بل إسرائيل هي العدو، وبالتالي لا يجب إضاعة البوصلة، وأن نخلط بين الموضوعين، إسرائيل هي العدو المحتلة لأرض لبنانية أو لأرض عربية وهي التي تحرم الشعب الفلسطيني من حقه في دولته، بينما هناك خلاف مع إيران على سياستها، ولكنها ليست عدواً. وبالتالي هناك فرق بين أن تختلف مع شخص بالسياسة وبين أن تعتبره عدواً، وأولوية العداوة هذه باعتقادي ليست لصالح العرب ولا المسلمين ولا لبنان بطبيعة الحال، ولا يجوز أبداً النظر لهذا الموضوع من موقع العدو أو الصديق، لأن إسرائيل هي العدو والآخرين إما أصدقاء نتفاهم معهم وإما أصدقاء ونختلف معهم سياسياً.

# من ينظر الى العداء لايران ويضعها بموازاة اسرائيل هم من يتخوفون من انه كما ان لا حدود لدولة إسرائيل، ايضا لا حدود لايران والسياسة التوسعية لامبراطوريتها؟

- لا حدود لسياستها وليس لدولتها ، هناك فرق بين التمدد السياسي والإحتلال العدواني، نحن مختلفون حول السياسة الإيرانية خارج الحدود الإيرانية، ولكن هذا الخلاف لا يبرر على الإطلاق تسمية إيران بالعدو ولا التحالف مع الإدارة الأميركية في سياسة على هذا النوع.

وإذا كان هناك من أجندة عربية معنية بمناقشة هذا الخلاف بصراحة ووضوح ، فهي الأجندة المثلى للعلاقات العربية - الإيرانية، والأجندة الأميركية بكل الأحوال وبكل الظروف من سنة 2003 حتى الآن لم تثبت انها في صالح العرب، الآن يُقال ان هناك حواراً اميركياً مع سوريا وآخر مع إيران، هذا صحيح، ولكن بالتأكيد هذا الحوار لم يصل بعد الى نتيجة ، وهناك أوهام كبيرة عند الكثيرين حول هذا الموضوع، لأن الحوار السوري -الأميركي يقف عند حدود معينة، وقد أزيل بندان من جدول الخلاف الأميركي- السوري:

1- لبنان لم يعد منصة سياسية لخصومة سوريا.

2- الإدارة الأميركية لم تعد تطالب بتغيير باتجاه الديموقراطية داخل النظام السوري.

لكن البنود المتبقية من جدول الأعمال لا تزال على حالها ، وهي موضع تفاوض ولايزال هناك حتى الآن إستكشاف بين الطرفين ، ولذلك دعينا لا نستعجل الأمور ونعطيها أحجام أكبر مما هي ، كذلك بالنسبة للموضوع الإيراني باعتقادي ان الأمور ما تزال في بداياتها.

# لماذا ينتظر العرب وحتى اللبنانيين نتائج الحوار الأميركي- الإيراني والأميركي - السوري لكي تقرر اتجاهاتها؟

- لأننا لسنا جزيرة معزولة ، وبالتالي نتأثر بالسياسات المحيطة بنا في كل الأوقات. أنا أقول يجب أن تكون علاقتنا مع إيران علاقة مع دولة عادية وممكن أن تتحول الى دولة صديقة، ولكن بالتأكيد ليست دولة عدوة ولا يجوز رغم كل الخلاف السياسي اعتماد هذه الصفة التي لا تُعتمد إلا لإسرائيل.

# ألا يهدّد الدور الإيراني الدول العربية بالنسبة لسلاحه النووي؟

- الدور الإيراني كدولة رعاية يهدّد المجتمعات العربية، هذا أخطر من تهديد الأنظمة، ويهدّد بالإنقسام داخل المجتمعات العربية ، ولكن رغم كل هذا أنا أعتبره خلافاً وليس عداوة، لأن لا إسلامي ولا عروبتي ولا مصالحي ولا فلطسينيتي ولا لبنانيتي تسمح لي استعمال صفة العداوة مع إيران.

أنا مختلف معها على سياستها خارج إيران مئة بالمئة ، ولكن هذه السياسة هي موضع نقاش ومصارحة حتى اللحظة الأخيرة، ولا يمكن تحويلها الى عدو ، وهذا يشبه الخلاف مع ((حزب الله)) فهل يجوز أن نبقيه اشتباكاً وتحويله الى عداوة، أم علينا نقلــه من الإشتباك للحوار؟.

# أنت الآن تبدو كالطائر الذي يغرّد خارج سربه لأنك تنتمي الى فريق يصوّب ليلا نهارا على إيران وعلى ((حزب الله))؟

- أنا أنتمي الى مجموعة سياسية الطرف الرئيسي فيها هو ((تيار المستقبل)) واعتقد ان ((تيار المستقبل)) لم يعد ومنذ زمن يستيقظ على انه يريد أن يتغدى سوريا وإيران وأن يتعشى إيران وسوريا.

هناك خطاب سياسي للنائب سعد الحريري كان واضحاً في ((البيال)) وفي نادي النجمة. وفي كل مكان حول عروبة لبنان وحول مسؤولية لبنان وتمسكه بحق الفلسطينييين بدولتهم وحول الحوار داخل لبنان ما عدا بعض العناوين الإنتخابية الضرورية، ولكن هناك أمور استراتيجية تختلف عن العناوين الإنتخابية، وحتى في الموضوع السوري هو قال ان اتهام سوريا سياسي وليس جنائياً، وبالتالي هناك تطوّر يجب أن ننتبه له وأن ننظر اليه باعتباره انه ثوابت ، وهذه هي مرحلة ما بعد الإنتخابات . أما الشعارات الأخرى فهي شعارات إنتخابية ، ولذلك لا يجب أن ننظر الى الجانب الإنتخابي فقط ، وعدم النظر الى الجانب التأسيسي.

# هذا يعني انك تعد الناس بالخير؟

- أنا لا أرى الأمور متجهة سوى باتجاه الاستقرار. أيضاً ولو فُهم من كلامي انه طوباوي لا بد للإنسان أن يبدأ من مكان ، وأعتقد ان كل الناس تدريجياً تتجه نحو الإعتراف بالحوار كضرورة .

# هل ستشكل جسرا للعبور الى الحوار بين فريقي 8 و14 اذار/مارس؟

- هذا الدور كثير عليّ أنا، بالتأكيد سأكون محاوراً أو محاولة حوار دائم ، ولكن جسر عبور، فاعتقد انني لست مُعتمداً بهذه الطريقة من جهة، وجسمي لا يتحمل أن أكون جسراً للعبور من جهة ثانية.

حوار:هدى الحسيني   

 

مقابلة من مجلة الشراع

 مرشح حزب الكتائب في كسروان سجعان قزي لـ((الشراع)): 7 أيار جديد ضد بعبدا اذا انتصرت المعارضة

*حزب الله جعل الوجه الشيعي اللبناني.. ايرانياً

*المعركة مع 8 آذار هي الخيار بين لبنان الخارج من الوصاية السورية والعائد اليها

*لسنا مستقلين والدليل ما يحصل في مجلسي الوزراء والنواب

*المعارضة لا تركز حملتها في الانتخابات على الاكثرية بل على رئيس الجمهورية

*الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية الفقيه.. وميشال عون سيكون ملحقاً باستراتيجية حزب الله

*البطريرك عبّر امامنا عن قلقه من فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات

*لا نخشى التشطيب ونؤمن بكلام الشرف عند الرجال

*شكل عون جسر عبور للثورة الايرانية الى المناطق المسيحية

*استمرار الانقسام سيضع لبنان على حافة الانفجار

*التحرك الاميركي هو جزء من السياسة الاميركية تجاه الشرق الاوسط والانفتاح على ايران والحوار مع سوريا

*الانتخابات قابلة للطعون.. وما حصل مع احمد الاسعد كافٍ لاعادتها في الجنوب

كسروان - الفتوح قضاء يتميز بأنه يجمع في داخله موزاييكاً اجتماعياً ثقافياً مميزاً، هذا من الناحية الاجتماعية، اما من الناحية الانتخابية فكانت هذه الدائرة في انتخابات العام 2005 من الدوائر المحصنة للتيار الوطني الحر والنائب ميشال عون، اذ ان لائحة عون اخرجت معظم نواب الدائرة ليدخل مع مرشحي لائحته الندوة البرلمانية اذ حصدت اكثرية الاصوات في الدائرة التي كانت تضم معها دائرة جبيل.

المشهد الانتخابي الآن في القضاء مرشح للتغيير، فأي خطوة غير محسوبة قد تكرر المشهد السابق، ربما، هذا ما جعل اللائحة التي تضم وجوهاً حزبية من قوى 14 آذار/مارس ومستقلين تتأخر لترى النور برعاية ومباركة من الصرح البطريركي.

مرشح حزب الكتائب عن دائرة كسروان والمستشار السياسي لرئيس الحزب سجعان قزي عدد لنا اسباب تأخر ولادة اللائحة وأسباب انقسام الرأي المسيحي والتنافس الحاد في تلك الدوائر وشؤوناً انتخابية اخرى في حديثه مع ((الشراع)).

سألناه:

# لماذا جاءت ولادة اللائحة متعثرة؟

- ولادة اللائحة جاءت متعثرة لعدة اسباب، اولاً اللائحة مؤلفة من طرفين اساسيين، طرف يمثل الاحزاب المنتمية الى 14 آذار/مارس وطرف آخر يمثل الفعاليات الكسروانية المحلية، فلا احزاب 14 آذار/مارس حزب واحد ودخلت حالة تنافس شرعي، ولا الفعاليات الكسروانية المستقلة موحدة ودخلت هي ايضاً في التنافس على شغل المقاعد، السبب الثاني اننا طرحنا الاستحقاق الانتخابي على انه استحقاق مصيري وبالتالي لا بد من ان تكون اللوائح سياسية اكثر مما هي انتخابية ففوجئنا باستحالة تأليف لائحة سياسية مئة بالمئة أي من الاحزاب فقط، لأن النظام في لبنان يحول دون ذلك ولأن الحياة السياسية في لبنان ليست مرتكزة على الاحزاب فقط، انما على الاحزاب والطوائف والعائلات والمذاهب والاقطاعيات والمناطقية.. فاضطررنا الى ايجاد صيغة مقبولة سياسياً اذ تضم اللائحة العميد كارلوس إده وأنا عن الاحزاب التي قادت ثورة الارز وتواصل النضال من اجل تثبيت مكتسبات هذه الثورة وعدم التراجع عنها، وتضم من جهة اخرى فعاليات كسروانية وان لم تكن جزءاً من 14 آذار/مارس فهي تشاطرنا عدداً اساسياً من هذه الافكار ولا سيما الثوابت التي نؤمن بها، ومن ابرزها رفض التوطين ورفض استمرار وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني على الاراضي اللبنانية، دعم رئاسة الجمهورية، تحقيق اللامركزية المناطقية، تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية والمطالبة بترجمة الدستور اللبناني الذي هو الدستور المدني الوحيد في الشرق الاوسط الى مجتمع مدني يحد من الاصطفاف الطائفي والاصولي والمذهبي اضافة الى اتفاقنا معاً على مشاريع انمائية تتعلق بمنطقة كسروان - الفتوح.

معركة مفصلية

# يقال ان معركة مستعرة ستكون في كسروان بعد ان كانت الدائرة معقودة اللواء في الانتخابات الماضية (2005) للتيار الوطني الحر والجنرال ميشال عون؟

- كل المعارك مستعرة، فالمعركة الانتخابية في كسروان كما في بقية المناطق هي معركة مفصلية وهناك شعور لدى الرأي العام اللبناني بغالبية معينة بأن هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة للفريقين، الفريق المؤمن بمشروع الدولة والفريق المؤمن بمشروع دولة مقاومة مفتوحة ولا اعني بالدولة المقاومة التي تدافع عن نفسها وعن بنيها وتحفظ سيادتها وكرامتها، انما الدولة التي يدعو اليها حزب الله دولة مقاومة، فيها ثورة دائمة تتعدى الحدود اللبنانية وتحرير الارض بدليل ما كُشف من خلايا لحزب الله في مصر وفي فلسطين ان في غزة او في الضفة الغربية وواضح ان حزب الله هو متعهد المشروع الايراني في المشرق المتوسطي وفي بلاد النيل، في حين ان هذه المهمة اوكلت الى تنظيمات اخرى في منطقة شبه الجزيرة العربية، إذن حين تكون هذه هي الرهانات التي تحيط بالمعركة الانتخابية فمن الطبيعي ان تكون المعارك في كل مكان مستعرة وسيكون التنافس قوياً ولا بد لقوى الاكثرية الحالية من ان تقوم بكل ما يستلزم من شرح للخلفيات الوطنية التي تكمن وراء هذه الانتخابات لكي يستيقظ اللبنانيون او بعضهم على الاقل من سبات عميق يعيشون فيه منذ سنة 2005 الى اليوم اذ اعتبر اللبنانيون ان انسحاب الجيش السوري هو نهاية النضال، في حين ان انسحاب الجيش السوري هو بداية النضال لأن نهاية الوجود والاحتلال السوري في لبنان لم يكن مقتصراً في السنوات العشرين الاخيرة على وجود جيشه بل على نخره مختلف مؤسسات الدولة اللبنانية. فسوريا تستطيع ان تسحب جيشها من لبنان وتبقى فيه كما انها تستطيع ان تبقي جيشها في لبنان من دون ان تتدخل في شؤونه، يعني اذا كان هناك قرار سوري بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية فوجود الجيش السوري في لبنان قد يكون رمزياً، وإذا كان هذا القرار غير موجود فمن دون جيش سوري تستطيع سوريا ان تتدخل في كل شاردة وواردة في لبنان من خلال الحدود المفتوحة، والقوى المحلية المتعاطفة معها ومن خلال احزاب انشأتها وربتها ودجنتها وروضتها وسلّحتها ومونتها.. فيجب ان نعرف اليوم ان المعركة هي خيار بين لبنان الخارج من الوصاية السورية وبين لبنان العائد الى الوصاية السورية - الايرانية.

ويخطىء اللبنانيون اذا اعتبروا ان ما حصل كافٍ لان نقول ان بلادنا اصبحت مستقلة وسيدة وحرة، فلسنا مستقلين ولسنا احراراً ولسنا أسياداً بعد حتى في قلب مؤسسات الدولة، والدليل ما يحدث حالياً في مجلس الوزراء ومجلس النواب على صعيد اتخاذ القرارات، فأنا لا اعلم حسب معلوماتي التاريخية بأنه منذ نشوء الجمهورية اللبنانية ان رئيساً للجمهورية بدأ عهده بهذا الضعف، عادة رؤساء الجمهوريات دون استثناء بمن فيهم الرؤساء الذين انتخبوا في عز الحرب بين العامين 1975 و1990 بدأوا عهودهم بقوة على الاقل في السنة الاولى، اما الرئيس ميشال سليمان الذي هو رئيس المرحلة المقبلة ويحمل مشروعاً اصلاحياً ووطنياً نؤيده فيه لا يسمح له باطلاق عهده بقوة، فعطلوا التعيينات وإقرار الميزانية والمجلس الدستوري وصدور قرار التعيينات في مجلس القضاء، واليوم نشعر ان قوى 8 آذار/مارس لم تعد تركز حملتها في الانتخابات على 14 آذار/مارس بل على رئيس الجمهورية والدولة وهذا امر جديد وخطير جداً، اذ انه يكشف عن النيات الحقيقية لهذا الفريق وخاصة لحزب الله والعماد ميشال عون بعد الانتخابات، اذ انهم يريدون ان يسخِّفوا رئاسة الجمهورية ويوجهوا سهامهم عليها وان يضعفوها منذ الآن حتى ينقضوا عليها بعد الانتخابات.

# إذن رفع شعار ((الجمهورية الثالثة)) هو انقلاب على الرئاسة واتفاق الطائف؟

- قبل أن أهاجم شعار ((الجمهورية الثالثة)) والتي هي ((ثابتة)) حسب ما يقولون، هل يريدون أن يقولوا ان الاعتراف بالطائف وبأن لبنان أصبح وطناً نهائياً لم يكن اعترافاً في مكانه وان لبنان سيصبح ثابتاً مع الجمهورية الثالثة حين تتغير معالمه؟ أطرح هذا السؤال كمقدمة لجوابي، فأنا لا أريد أن أهاجم هذا الشعار قبل أن يحدد أصحابه ماذا يفهمون من ((الجمهورية الثالثة)).. أنا أعرف ما هي الجمهورية الأولى وأعرف ما هي الجمهورية الثانية، فالجمهورية الأولى هي جمهورية بشارة الخوري ورياض الصلح، هي جمهورية الاستقلال والميثاق الوطني والازدهار والبحبوحة ولبنان منارة الشرق وسويسرا الشرق ولبنان التعايش الأخوي، ولبنان السرية المصرفية والحياد الإيجابي ولبنان الذي لم تُحتل أرضه طوال الحروب الإسرائيلية - العربية، هذه هي الجمهورية الأولى. والجمهورية الثانية هي جمهورية الطائف ونعرف مردود دستور الطائف على جمهورية الطائف وعرفنا جمهورية الطائف بجمهورية نزع صلاحيات رئيس الجمهورية، جمهورية الدخول السوري إلى لبنان وسيطرته على كل مقدرات الدولة على صعيد المؤسسات الاقتصادية والدستورية والسياسية والأمنية والعسكرية، الجمهورية الثانية كانت جمهورية القمع وحل الأحزاب المسيحية جمهورية مضايقة الرئيس الحريري، جمهورية منع الحكومات من أن تحكم ونفي ميشال عون وأمين الجميل إلى باريس، الجمهورية الثانية هي سجن سمير جعجع وحلّ حزب القوات اللبنانية وتقسيم الاحزاب اللبنانية الأخرى، جمهورية الاغتيالات والتي تكللت باغتيال رفيق الحريري. أما الجمهورية الثالثة فما هي؟ اعتقد ان الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية الفقيه ويريدون أن يقنعونا بأن الجمهورية الثالثة هي جمهورية ولاية العماد، فلا أعتقد بذلك، إذ ان العماد عون في الجمهورية الثالثة سيكون دوره ملحقاً باستراتيجية حزب الله وبسياسة حزب الله، والملاطفة التي يبديها اليوم حزب الله تجاه العماد ميشال عون لا سيما في موضوع انتخابات قضاء جزين ليست سوى ذر الرماد في العيون لكي يظهروا العماد عون في المجتمع المسيحي على انه يملك حرية القرار مع حلفائه الشيعة حتى في عمق الجنوب. ولكن بعد الانتخابات أعتقد ان العماد عون سيتقلص دوره وسيكون حزب الله هو الحزب الحاكم. وإذا مشوا في عملية تغيير رئيس الجمهورية فسيكون العماد عون - إذا قبل بذلك - هو بوبراك كرمل لبنان كما كان بوبراك كرمل رجل السوفيات في أفغانستان.

شيعة لبنان

# هذا يعني ان صورة لبنان سوف تتغير في حال وصول قوى 8 آذار/مارس إلى الحكم؟

- طبعاً. وهنا أريد أن أكون موضوعياً. قوى 8 آذار/مارس كلمة فضفاضة، إذ يوجد فيها قوى محلية ارتبطت باسم قوى 8 آذار/مارس لأسباب مصلحية، انتخابية، انتفاعية، مناطقية.. وليست جزءاً مشاركاً في الاستراتيجية الكبرى لحزب الله، إذن أميّز بين أعضاء 8 آذار/مارس الملتحقين بهذا التجمع للأسباب التي ذكرتها وبين 8 آذار/مارس المشروع الإيراني - السوري، وهذا ما يخيفنا. لأن هذا المشروع ليس ضد المسيحيين فحسب ولا ضد السنّة فحسب، هو اساساً ضد الشيعة لأن الشيعية الإيرانية مختلفة عن الشيعية اللبنانية. أنا أعرف شيعة لبنان، ليس هؤلاء الشيعة اليوم شيعة لبنان، لا بنمط حياتهم ولا بثقافتهم، لا بطريقة تربيتهم، لا بأزيائهم ولباسهم، لا بطريقة نظرتهم إلى لبنان، حزب الله نزع الوجه اللبناني عن الحالة الشيعية في لبنان وألبسه عقلاً إيرانياً وجعله إنساناً آلياً أي (روبوت) إيرانياً. وأعطيك مثلاً، هذه الاحتفالات التي يدعو إليها حزب الله ويحضرها حشود بالألوف هذه ليست ظاهرة قوة شعبية وليست ظاهرة ديموقراطية، هذه ظاهرة انقيادية، فمثلاً في الدول المتحضرة حيث يكون عدد السكان مئة أو مئتي مليون فإن أضخم مهرجان يحضره خمسة آلاف أو عشرة آلاف مواطن لأن المشاركة في الحياة السياسية ليست مشار كة في المهرجانات الشعبوية التي يأتي إليها الناس كالغنم إنما يشاركون بشكل رمزي لتأييد تيار ما، أما في لبنان فهذا السباق على عد الرؤوس في المهرجانات، يُسيء إلى الإنسان ولا بد من أن تتحرك المؤسسات الدولية التي تُعنى بحرية وحقوق الإنسان لأن هذه الظاهرة لا أقول وطنية ولا ديموقراطية، بل هي تمس بحرية الإنسان.

مباركة بكركي

# نعود إلى أخبار اللائحة ويقال انها تكونت بمباركة من بكركي؟

- صحيح ان بكركي باركت هذه اللائحة كما باركت كل الذين يعملون تحت سقف بكركي وينادون بلبنان الذي ينادي به البطريرك، كما قال لنا لدى زيارة اللائحة إياه في الأسبوع الماضي، قال اننا نبارككم وندعو لكم بالتوفيق والنجاح وأضاف ليس لأننا نتدخل في الشؤون الانتخابية وبكركي فوق الجميع، ولكن لأن مصير لبنان اليوم مطروح على بساط البحث ولأن الكيان اللبناني مهدد ولأن الجمهورية مهددة فهم يريدون رئيس جمهورية يتغير لا كل سنتين بل كل سنة. وأبدى البطريرك اثناء لقائنا معه والمجالس في الأمانات ولكن لا بد من القول انه كان قلقاً جداً من فكرة أن يفوز حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات، ليس لأنه فريق في هذه الانتخابات، بل لأنه يخشى ما يخفيه الفريق الآخر من مشاريع تمس الكيان اللبناني وبصيغة التعايش، وحين يمس شيء بهاتين الثابتتين الكيان اللبناني والتعايش الإسلامي - المسيحي في لبنان فإن بكركي لا تستطيع أن تكون على الحياد، كما لا يستطيع أي مرجع روحي أن يغسل يديه من دم لبنان، حتى هذه الساعة وبعد مرور ألفي سنة على تجسد المسيح ما نزال نقول ((غسل يديه كبيلاطوس)) فبكركي وكل مرجعية دينية أخرى إسلامية ومسيحية نريد منها أن لا تكون بيلاطوس وهي ترى مصير لبنان في الوقت الحاضر.

# لاحظنا ((طحشة)) قوية لمرشحي حزب الكتائب في كل لبنان لهذه الانتخابات.. لماذا؟

- لا يوجد ((طحشة)) كتائبية بل نهضة كتائبية، فحزب الكتائب بعدما توحّد برئاسة الرئيس الشيخ أمين الجميل أطلق نهضة تنظيمية وفكرية وإدارية وشعبية فاستعادت الكتائب وهجها وإشعاعها في غالبية المناطق التي لها وجود فاعل قبل الحرب وأثناء الحرب، وقبل أن تُشرذم ويتم السيطرة على قيادتها من قبل السوريين أثناء وجودهم هنا. لقد استعدنا قوانا وعادت بيوت الكتائب تضيء مجدداً وعادت الانتسابات إلى الحزب وعادت الشعبية الكتائبية إلى زخمها المعهود وكان التجسيد لهذا الأمر تقديم قيادة جديدة بعد مؤتمر الحزب والتجسيد الشعبـي كان المهرجان الجماهيري الذي انعقد في ((الفوروم دو بيروت)) في ذكرى تأسيس الحزب الثانية والسبعين وكانت الانتخابات الأخيرة. المظهر الآخر لهذه النهضة إذ رشّح الحزب عدداً من المرشحين في مناطق يعتبر ان له فيها وجوداً أساسياً لا بل أكثر من ذلك أقول ان عدد مرشحي الكتائب اليوم أقل مما يمكن أن يكون. فمثلاً كانت الكتائب تستطيع أن ترشح أحداً في البترون وفي الكورة ولكن في إطار التفاهم العام مع حزب القوات اللبنانية حصلت تنازلات متبادلة فلولا ذلك لكانت الكتائب رشحت آخرين في مناطق أخرى كبعبدا أيضاً والشوف.

تشطيب مرشحين

# هناك من يخشى أن لا يكون للحزب مقاعد نيابية داخل المجلس النيابي المقبل، لأن بعض المرشحين الكتائبيين سقطوا على الناخبين في مناطق من غير مناطقهم مثل طرابلس وعاليه، فيمكن أن يحصل تشطيب لهذه الأسماء، هل هذا الاحتمال وارد؟

- المقعد الوحيد الذي يمكن أن نقول انه يوجد مرشح كتائبي دون ان يكون هناك أي وجود لقاعدة كتائبية هو في طرابلس، ولكن هذا الامر حصل نتيجة تسوية بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب، فسحبت الكتائب مرشحها المهندس سامر سعادة من البترون مقابل ان يكون على لائحة التضامن في طرابلس.

# ألا تخشون من التشطيب؟

- لكل حادث حديث، نحن نؤمن بكلام الشرف عند الرجال، اما في عاليه فالكتائب حاضرة ما قبل الحرب وسبق للكتائب ان ألّفت وحدها لائحة انتخابية سنة 1972 وكان مرشحها آنذاك طانيوس سابا وكان قد خسر بفارق اصوات قليلة، عالية دائرة حاضنة للكتائب اللبنانية منذ عقود وعقود.

# هل صحيح ان الكتائب ستنضم الى الكتلة الوسطية؟

- الكتائب لا تنضم الى احد انها كنقطة الزيت مهما كان حجم المياه حولها تظل تحافظ على كيانها المستقل الصافي ولكن هذا لا يعني ان الكتائب لا تتحالف مع اطراف سياسية موجودة في البلد، هذا لا يعني ان الكتائب لن تكون داعمة لرئيس الجمهورية وبالذات للعماد ميشال سليمان، وهذا لا يعني ان الكتائب لن تسعى الى تشكيل جبهة وطنية عريضة تضمها الى قوى اخرى لطرح مشروع وطني يتخطى الانقسامات الحالية التي باتت عن حقٍ او عن باطل مصدر انتقادات من قبل المواطنين، واعتقد انه بعد انتخابات 7 حزيران/يونيو ستشهد الحياة السياسية اللبنانية إعادة تموضع سياسي على صعيد التكتلات النيابية والسياسية ولكن اذا تغيرت المواقع فلن تتغير المواقف والثوابت.

# يعني ((غيّر نوابك ولا تغير مبادئك))؟

- هذه الجملة ذكرتها في خطاب القيته منذ حوالى شهرين في 22 آذار/مارس عند حضور الرئيس الجميل في فندق ((ريجنسي)) خلوة اقليم كسروان الفتوح واعلان ترشيحي، وقلت في خطابي، اذا كنتم تريدون ان تحافظوا على مبادئكم فغيروا نوابكم.

فاكهة رجعية

# ما الذي سيضيف الى لائحتكم وجود اسماء مثل فارس بويز الذي كان الى الامس القريب مع النائب ميشال عون؟

- هناك شيء اسمه الفاكهة الرجعية التي تأتي متأخرة عن موسمها فالوزير بويز وان اتى متأخراً كان لا بد ان يحصل هذا التعاون لأن مستلزمات الانتخابات شئنا ام ابينا تبدأ بتأليف لائحة، وفارس بويز وان كنا قد اختلفنا معه في التسعينيات سياسياً لأننا كنا ضد النظام القائم آنذاك، فله مواقفه اللبنانية وله حيثيته الانتخابية في هذه المنطقة ووجوده معنا هو وجود كان لا بد منه لاستكمال تأليف اللائحة.

# لماذا نرى المعارك المستعرة والمفصلية في المناطق المسيحية فقط، وما الذي اوصل القرار المسيحي الى هذا المستوى من الانقسام.

- لأن المسيحيين يشكون تاريخياً من انقساماتهم، وهذا ليس بالامر الجديد، فالانقسامات السابقة كانت سياسية لا تخرج عن إطار الجمهورية والدستور والميثاق والهوية اللبنانية، كانت انقسامات سياسية تنافسية من أجل المشاركة في السلطة والحكم، اما الانقسام اليوم فهو مختلف في الوسط المسيحي عن الانقسام السابق، فهو انقسام مسيحي بين طرف مؤمن بالمشروع الذي تأسس عليه لبنان سنة 1920 وبين مسيحيين التحقوا بمشروع تأسس سنة 1979 مع الثورة الخمينية، وهذا الامر الخطير، فعلى العماد عون ان يختار هل يريد لبنان البطريرك الحويك وبشارة الخوري وأميل ادة ورياض الصلح وصائب سلام وعادل عسيران وكامل الاسعد ام انه يريد لبنان الخميني وخامنئي وأحمدي نجاد وحسن نصر الله.

# اذن، هل صحيح ان الانقسام المسيحي سهل المد الايراني في لبنان؟

- طبعاً، لقد شكل العماد عون جسر العبور للثورة الايرانية داخل المجتمع المسيحي، ونحن، لا اخفيك، نخشى وجود خلايا لحزب الله في عدد من القرى المسيحية بسبب خرق حزب الله لفروع التيار الوطني الحر في مناطقنا.

# هل هناك مؤشرات؟

- هناك مؤشرات ودلائل حسية وقد تبلغت السلطات الامنية والقضائية بذلك.

# لماذا حذر النائب ميشال عون من بعض الاسماء وخشيته من انها ستخرق لوائحه في كل لبنان؟

- حذر من اسماء يعتبرها قريبة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان مما يؤكد كلامي في البداية، من ان تركيز 8 آذار/مارس هو على رئاسة الجمهورية اكثر مما هو على 14 آذار/مارس، وأعتقد ان المعارضة اذا انتصرت فهي ستهيىء 7 ايار/مايو جديداً على بعبدا، ليس بالمفهوم العسكري وانما بمفهوم السيطرة.

# كيف ترى شكل المجلس النيابي الجديد؟

- المجلس النيابي الجديد سيكون على ما اعتقد ((صندوق الفرجة)) لأن طريقة تأليف اللوائح في لبنان لا تعتمد مع الاسف القواعد الحزبية وقواعد اختيار النخبة والكفاءة والطاقات، انما تعتمد إما المحازبين مهما يكن مستواهم وإما المتمولين على حساب النخب والطاقات التي يمكن اذا وصلت الى المجلس النيابي ان تحدث التغيير الحقيقي والاصلاح الحقيقي.

التأثيرات على لبنان

# كيف تنظر الى التبدلات التي تحصل على الساحة الاقليمية وهل سيكون لها تأثير على الوضع في لبنان؟

- طبيعي ان يكون لهذه التطورات الاقليمية تأثير على الوضع في لبنان ايجابياً او سلبياً ولكن انا لا تخيفني تبدلات السياسة الاميركية او الاوروبية، انما ما يخيفني هو عدم وجود وحدة وطنية داخلية، فمع وجود وحدة وطنية لا تستطيع أي سياسة اقليمية ان تؤثر على الوضع الداخلي في لبنان، وفي حال عدم وجود تبدلات دولية واقليمية واذا استمر الانقسام في لبنان فإن الوضع سيبقى على حافة الانفجار من دون أي تأثير خارجي، ونحن رأينا ان احداثاً تحصل في مناطق لبنانية عدة وكل حادث من هذه الحوادث يمكن ان يكون 13 نيسان/ابريل 1975 جديداً، ولكن عدم تحول هذه الحوادث الى حروب شاملة يعود الى عدم وجود قرار سياسي لدى الاطراف الاساسية في لبنان والاقليمية والدولية لتفجير الوضع حالياً، ولكن حين يكون هناك قرار بالتفجير مثلما كان هذا القرار سنة 2006 فقد حصل انفجار في الجنوب وحرب حقيقية.

# ما مدى جدية الحديث الذي دار حول زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ولقائه قادة 14 آذار/مارس وحول استمرار الدعم الاميركي لرفع معنويات هذه القوى؟

- معنويات 14 آذار/مارس مرتفعة مع بايدن وبدون بايدن، وبجدية مضت ايام وأنا افكر كيف يمكن ان يكون بايدن افاد 14 آذار/مارس وكيف يمكن ان تكون زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبلها من باب الدعم لقوى 14 آذار/مارس، هل قامت بجولات انتخابية ام دعت اهالي القرى والمناطق لانتخاب هذا المرشح دون ذاك، التحرك الاميركي تجاه لبنان ليس جزءاً من الانتخابات النيابية، هو جزء من السياسة الاميركية الجديدة تجاه الشرق الاوسط، يجب ان نضعه في اطار الانفتاح الاميركي على ايران والحوار الاميركي - السوري وزيارة اوباما المرتقبة في 4 حزيران/يونيو الى المنطقة وفي اطار التغيير الذي حصل في اسرائيل وزيارة نتنياهو الى اميركا، من السخيف بمكان ان نضع الزيارات الاميركية الى لبنان من أجل دعم سجعان قزي في كسروان او احمد فتفت في الضنية او بهية الحريري في صيدا.. هذه سخافات، هل يعقل ان يتحرك نائب الرئيس الاميركي ويأتي بزيارة الى لبنان من أجل هذه المسألة؟ ثم اذا كانت زيارته من أجل 14 آذار/مارس لماذا استقبله الرئيس نبيه بري؟ وهل كان اقطاب 8 آذار/مارس يعارضون الاجتماع ببايدن لو انه عرض عليهم الاجتماع؟ ان عدد زيارات المسؤولين الاميركيين الى لبنان في هذه المرحلة اقل بكثير من زيارات المسؤولين الاميركيين الى سوريا، فكل يوم يستقبل الرئيس السوري مسؤولين اميركيين، هل يأتي المسؤولون الاميركيون الى سوريا لدعم النظام السوري (!) هذه سياسة اقليمية دولية لا علاقة لها بالانتخابات، هذا لا يعني ان اميركا لا تحبذ انتصار 14 آذار/مارس ولا يعني ان اميركا تفضل ان ينتصر حزب الله، وقد اعلن ذلك بايدن بشكل صريح بأن موقف اميركا من لبنان يتعلق بنوعية الحكومة التي ستشكل، فلا نطلب من اميركا ان تدعم في لبنان دولة يحكمها حزب الله.

# هل تخشون من تدخلات خارجية للتأثير على رأي الناخبين؟

- اعتقد بكل بساطة ان الانتخابات اللبنانية يجب ان تلغى، وهي قابلة للطعون بأشملها، اولاً يجب ان تلغى انتخابات الجنوب فما حصل مع المرشح احمد الاسعد كافٍ لأن تعيد الدولة والمؤسسات الدستورية النظر بمجريات الانتخابات النيابية في الجنوب، ثانياً القانون الانتخابي غير واضح فهو مليء بالثغرات وأنا سأقول لك منذ الآن، بأن عدد الدعاوى والطعون بعد الانتخابات سيكون اكثر من عدد المرشحين على الانتخابات، وأنا كمرشح لا اعرف ان كنت اطبق القانون الجديد او اخرقه، لأن القانون الجديد ليس واضحاً، والمفارقة الكبرى ان اللجنة القانونية التي شكلت لرعاية الانتخابات لا تملك اجوبة على الاسئلة التي يطرحها عليها المرشحون للاستفسار حول بعض بنود قانون الانتخابات خاصة فيما يتعلق بالمصاريف والاعلانات بالاعلام وبأمكنة الصاق الصور والشعارات، وهذه مسؤولية تتحملها الدولة اللبنانية.

حوار ماجدة صبرا   

 

 

جعجع: نحن اصحاب الاصلاح الحقيقي والجمهورية بخطر لأنهم يريدون وضعها على طريق الفيلة

٢٩ ايار ٢٠٠٩ المصدر : خاص موقع 14 آذار

كلمة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في المهرجان الشعبي الذي أقامته القوات اللبنانية في ساحة كفرعقا - الكورة:

ليست هي المرة الاولى التي تطأ فيها قدماي ارض الكورة

ليست هي المرة الاولى التي يستعيد فيها الكورانيون حريتهم وقرارهم

استعادوهما مرة أولى العام 1976 ومرة ثانية العام 2005

وها هم اليوم بصدد استعادتهما مرة ثالثة وثابتة واخيرة في 7 حزيران 2009

"الكورة خضرا، والأصفر والأسود ما بيلبقولا

صوّت أخضر تتضل الكورة خضرا

الكورة غصن زيتون، صوت 14 آذار

الكورة زيتونة مش ليمونة

الكورة شارل مالك، جبهة الحرية والإنسان

صوّت للحرية ، صوّت للانسان، صوّت 14 آذار

الكورة حمطورة ومار جرجس ومار سمعان

صوّتلون

صوّت للقيم اللي عاشوا وماتوا من اجلا

صوّت للحرية ، صوّت للانسان،

صوّت لاله بس أوعا تصوّت ليللي مع حزب الله

الكورة كورة البلمند، كورة العلم والثقافة والحضارة

صوّت للعلم والثقافة والحضارة والتقدم والعمران.

ما تصوّت للخراب والموت والدمار.

الكورة كورة السلام، ما تصوّت للحرب صوّت للسلام.

الكورة كورة الجمهورية صوّت للجمهورية بس مش الإسلامية

لائحة القرار الكوراني أحلى اسم لأصعب ظرف لأجمل منطقة.

فريد وفريد وغصن الزيتون.

القرار الكوراني هوي قرار لبناني بامتياز بعكس ما حاولوا تسويقه لعشرات السنين

الكورة لبنانية

لا سورية ولا قومية ولا اجنبية

الكورة لبنانية

صوت لبناني

صوت الأرز ، صوت ثورة الأرز

راحت ايام الضغط والعنف والإكراه

إجت ايام الدولة والحرية والكرامة.

ما حدا يخاف

القوى الأمنية موجودة وما بيموت حق وراءه مطالب،

نحنا ورا حق كل واحد منكن بالعيش بحرية وكرامة وأمان.

الكورة كورة العصب الأرثوذكسي يللي جربوا يلعبوا عليه آخر مدة.

بس ما رح يقدروا يعملوا شي ، لان العصب الارثودكسي بالأساس ، متلو متل العضم الأرثودكسي لونه أزرق. والسما زرقا، ما رح يتغير

العصب الارثوذكسي هوي جورج حاوي وجبران تويني وسمير قصير ،

مش اسعد حردان ووئام وهاب وناصر قنديل

صوّت مع جورج وجبران وسمير

صوّت مع ثورة الارز

صوّت فريد وفريد وغصن الزيتون"

أيها الكورانيون، ايها اللبنانيون

لماذا نحن اليوم هنا؟

لأن لبنان ينادينا

يتوسل الينا أن أنقذوني

يناجينا ويرجونا،

لا تدعوهم يأخذونني الى غير مكاني الطبيعي

لا تدعوهم يغيرون اتجاهي،

يلعبون بمصيري ، يحولونني حجر شطرنج في لعبة الأمم.

لا تدعوهم يجردونني من حريتي من جديد

يكمّون فمي ويتحدثون باسمي

لا تدعوهم يقطعون اوصالي بدواليب مشتعلة واوساخ وحجارة واتربة.

لا تدعوهم يحتلون وسط عاصمتي ويغلقون مجلس نوابي ويعطلون مؤسساتي.

لا تدعوهم يستهدفون ابنائي مجدداً بالتفجيرات والاغتيالات والعنف على اشكاله

لا تدعوهم يجرونني الى مصير مجهول الى مستقبل معدوم ، الى نهاية محتومة.

ان لبنان ينادينا لأنه يؤخذ الى اصلاح وهمي خادع والى تغيير لدوره الطبيعي وموقعه التاريخي.

إسمعوا جيداً،

" في حال فوز المعارضة في الانتخابات المقبلة في لبنان، كما قال الرئيس احمدي نجاد منذ ايام، فإن الأوضاع ستتغير في المنطقة وستتشكل جبهات جديدة تقوم على تقوية المقاومة في المنطقة".

هذا هو الاصلاح والتغيير المنتظر في حال فوز 8 آذار في الانتخابات المقبلة.

نحن اصحاب الاصلاح الحقيقي، لأن لا اصلاح مع "قيام جبهات جديدة تقوم على تقوية المقاومة في المنطقة".

ايها الكورانيون، ايها اللبنانيون

لا اصلاح من دون دولة ولا دولة من دون سلطة كاملة.

لا انماء، لا ازدهار، لا استقرار،لا أمن لا عدالة، لا بحبوحة، لا اقتصاد، لا تربية، لا مستقبل من دون دولة.

والدولة اما ان تكون، واما ان لا تكون. لا مكان في التاريخ والواقع لنصف دولة.

لماذ نحن هنا؟

لنلبي استغاثة لبنان

ولنكون بالفعل لا بالقول "كلنا للوطن"

الجمهورية في خطر.

نعم الجمهورية في خطر من المجهول والمعلوم.

الجمهورية في خطر لأن البعض يريد وضعها تماماً على طريق الفيلة، في خضم صراع الكبار.

نحن كبار في صراعنا على وجودنا، لكننا صغار في صراع الغير على موقعه وحجمه.

نحن كبار في دفاعنا عن بلادنا لكننا صغار في دفاعنا عن بلاد الآخرين.

نحن كبار في لعبتنا، صغار في ألعاب الآخرين.

لماذا نحن هنا؟

لننقذ الجمهورية من ألعاب الآخرين .

احدى الصحف الكويتية أوردت امس ان "هناك جناحاً في المؤسسة الاسرائيلية يقوده وزير الخارجية ليبرمان ووزير الدفاع باراك يعمل لانتصار حزب الله في الانتخابات على اعتبار انه اذا سيطر حزب الله على السلطة فسيصبح التعامل الاسرائيلي العسكري معه اسهل"

نعم، الجمهورية في خطر لأننا أمام احتمال "غزة" جديدة في لبنان.

لا تتركوا الجمهورية تسقط.

لا تتركوا لبنان يسقط.

ايها الكورانيون، ايها اللبنانيون

انتم مدعوون امام الله والتاريخ، للقيام بواجبكم المقدس، بالاقتراع، ليس لصالح فلان او علتان في 7 حزيران المقبل، انما لصالح لبنان والجمهورية.

ان مصيركم ومصير بلادكم واولادكم في ايديكم بالذات، فلا تحجموا.

الكورة تناديكم، الجمهورية بحاجة اليكم، لبنان بين ايديكم، فلا تتأخروا

اذهبوا بكثافة الى صناديق الاقتراع في 7 حزيران واقترعوا للبنان، للائحة القرار الكوراني.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

عاشت القوات اللبنانية

عاشت ثورة الأرز

ليحيا لبنان