المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
8 تشرين الثاني/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا15/15 حتى 21

لَسْتُ أَدْعُوكُم بَعْدُ عَبِيدًا، لأَنَّ العَبْدَ لا يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، بَلْ دَعَوْتُكُم أَحِبَّاءَ، لأَنِّي أَعْلَمْتُكُم بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبي. لَمْ تَخْتَارُونِي أَنْتُم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم، وأَقَمْتُكُم لِتَذْهَبُوا وتَحْمِلُوا ثَمَرًا، ويَدُومَ ثَمَرُكُم، فَيُعطيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ بِٱسْمِي. بِهذَا أُوصِيكُم، أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُم بَعْضًا. إِنْ يُبْغِضْكُمُ العَالَم، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُم. لَوْ كُنْتُم مِنَ العَالَمِ لَكَانَ العَالَمُ يُحِبُّ مَا هُوَ لَهُ. ولكِنْ، لأَنَّكُم لَسْتُم مِنَ العَالَم، بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُم مِنَ العَالَم، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ العَالَم. تَذَكَّرُوا الكَلِمَةَ الَّتِي قُلْتُهَا لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَوْفَ يَضْطَهِدُونَكُم أَيْضًا. وإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلِمَتِي فَسَوْفَ يَحْفَظُونَ كَلِمَتَكُم أَيْضًا. غَيرَ أَنَّهُم سَيَفْعَلُونَ بِكُم هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، لأَنَّهُم لا يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.

 

شبكات التجسس الإسرائيلية تضاعفت في لبنان وتخترق الدولة "وحزب الله"

 مصادر أمنية أوروبية تؤكد أن الخلايا التي كشفها حزب الله واجهة صورية "ميتة ومستنفدة"

لندن ¯ كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر امنية اوروبية في بروكسل النقاب اول من امس عن ان "شبكات التجسس الاسرائيلية التي تم اكتشافها في لبنان خلال الاشهر القليلة الماضية, ما هي الا واجهة صورية غير فاعلة لشبكات اخرى تخترق الاجهزة الرسمية اللبنانية ومفاصل »حزب الله« طولا وعرضا, والمسرح السياسي اللبناني المضطرب, وذلك باعتراف اسرائيلي علني من نائب رئيس الوزراء موشى يعالون الذي اكد ان تل ابيب »تشغل شبكات تجسس على الاراضي اللبنانية وان اسرائيل لن توقف عملياتها التجسسية هذه الا بعد تجريد »حزب الله« من سلاحه وبعدما تتحول الحدود مع لبنان الى حدود سلام, وسنستمر بجمع المعلومات طالما بقينا في حالة حرب مع العدو«.

وقالت المصادر نقلا عن جهات امنية اسرائيلية في سفارتها بالعاصمة البلجيكية ان »الشبكات التي اكتشفت كان معظمها بحكم »الميت«, او »المستنفد«, ولم تكن لمعظمها اتصالات مباشرة مع الاستخبارات الاسرائيلية في تل ابيب, وانما كانت تتعاطى مع »اشباح استخبارية اسرائيلية« على الساحة اللبنانية, بمعنى انها كانت تتلقى تعليمات من طرف ثالث لم تره ولم تسمع صوته, بوسائل اتصالات سرية, ما يؤكد انها شبكات صغيرة هامشية لجمع معلومات عامة لا اهمية قصوى لها, الا ان اثنين او ثلاثة فقط ممن تم اعتقالهم كانوا من الدرجة الثانية اذ تمكنوا احيانا من الحصول على معلومات من داخل بعض قيادات »حزب الله« بواسطة الروابط الاجتماعية, وكذلك من داخل بعض القيادات العسكرية والامنية اللبنانية, لكنها لم تكن معلومات ذات قيمة عالية او خطيرة«.

واكدت المصادر الامنية الاوروبية استنادا الى تقارير استخبارية متواترة واردة من لبنان خلال السنوات القليلة الماضية, ان»الشبكات التجسسية الاسرائيلية المهمة في لبنان التي عناها الجنرال موشى يعالون رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق, لم تمس, بل على العكس من ذلك تضاعفت عملياتها وعدد عناصرها وخلاياها مرات عدة بعد حرب ,2006 خصوصا داخل ساحتي »حزب الله« والاجهزة الحكومية, ما جرى توسيع »شبكة التجسس الاقتصادية« بشكل دقيق, لمتابعة عمليات تدفق الاموال الخارجية على الاحزاب والمنظمات الارهابية ومصادرها وكمياتها وطرق انفاقها, وهو امر حسب خبراء الاستخبارات حيوي جدا لمعرفة الخطوات التالية لتلك الاحزاب الارهابية«.

ونقلت المصادر عن الجهات الامنية الاسرائيلية في بروكسل قولها »ان اسرائيل, الدولة الثانية او الثالثة الاقوى في العالم استخباريا, والتي تخترق انظمة معادية كبرى مثل ايران وسورية والعراق وتركيا ومصر وسواها, ليست بهذه السذاجة كي تقع فريسة استخبارات هشة وبدائية كاستخبارات »حزب الله« والدولة اللبنانية, وقد تكون الاستخبارات العبرية التي تشرف على خلاياها في لبنان ساهمت في كشف شبكات التجسس الست عشرة الاخيرة لتغطية شبكاتها الاخرى الفاعلة التي جرى سحب بعض كبار عملائها من الاراضي اللبنانية موقتا خلال الضجة التي اعقبت اكتشاف تلك الشبكات او حتى قبلها, ثم اعيدوا مجددا الى اماكنهم قبل اسابيع قليلة«.

وقالت المصادر ان »هناك حربا سرية حقيقية على الساحة اللبنانية بين الاستخبارات الاسرائيلية من جهة والاستخبارات الايرانية والسورية واللبنانية من جهة اخرى, يدور معظمها حول »حزب الله« وسلاحه وطرقات تهريبه من الاراضي السورية من ايران وعبر الحدود التركية ¯ السورية, واماكن تخزينه وقواعد نصب الصواريخ في الجنوب والبقاع اللبنانيين وعلى اطراف المرتفعات الجبلية (المسيحية ¯ الدرزية) المشرفة على الاراضي الاسرائيلية, فيما جزء كبير من عمليات التجسس يتعلق بالوجودين الاستخباريين السوري والايراني المباشرين في لبنان او عبر عملاء داخليين بات معظمهم معروف للموساد (الاستخبارات الخارجية) وامان (الاستخبارات العسكرية) وهم عملاء روتينيون لم يجر تطعيمهم منذ نحو عشر سنوات (خلال الاحتلال السوري للبنان) بعناصر جيدة وفاعلة الا في حالات نادرة جدا«.

ونقلت عن التقارير الاستخبارية الاوروبية قولها ان الاستخبارات الايرانية »ضاعفت نشاطها في لبنان ثلاث مرات منذ حرب يوليو 2006 واحدثت اختراقا غير مسبوق داخل المؤسسات اللبنانية والوحدات العسكرية المنتشرة خصوصا في اماكن سيطرة »حزب الله« في الجنوب والبقاع وبيروت, وفي اجهزة الامن اللبنانية بواسطة جماعات حسن نصرالله وحركة »أمل« المنتشرة داخل مفاصل الدولة من قمتها الى اسفلها«.

واكدت التقارير »ان بعض هؤلاء العملاء الايرانيين داخل تلك المؤسسات يتقاضون رواتب مرتفعة جدا تصل في بعض الحالات الى خمسة الاف دولار شهريا, تبعا للمعلومات التي يقدمونها الى عملاء السفارة الايرانية في بيروت او الى قيادة »حزب الله« وحركة »أمل« الشيعيين«.

وقالت الجهات الاستخبارية الاسرائيلية في العاصمة البلجيكية ان »قادة احزاب لبنانية هامشية ومجموعات سياسية مغمورة كانت الاستخبارات السورية انشأتها خلال وصايتها على لبنان حتى مطلع العام  ,2005 انتقل معظمهم الى الجانب الايراني بعدما اوقفت الاستخبارات السورية دعمها المادي لهم لانها لم تعد بحاجة الى خدماتهم بوجود تنسيق مباشر وواسع لها مع »حزب الله« وخصوصا مع استخبارات نبيه بري«.

 

 

 

 

ما قلناه قد قلناه

٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

عـمـاد مـوسـى

إمتعض "حزب الله" من حديث البطريرك صفير لمجلة "المسيرة" الذي قال فيه إن "الديمقراطية والسلاح لا يجتمعان" ولم يصدر عن "الحزب الخميني" ولا عن نواب الحزب، ولا عن مسؤوليه أي رد. فتطوع الجنرال عون مشكوراً للدفاع عن منطق السلاح مهاجماً رأس الكنيسة المارونية بكلام ينمّ عن تهذيب جم يستحق بأن يُدرج في كتب التربية المدنية. وفي "كوكتيل" الأربعاء المنصرم سأل سمو الجنرال العظيم الفهيم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير: "ليقل لي أين آذاه السلاح لأقف إلى جانبه؟"، مقزماً الطرح المبدئي لصاحب الصرح ليضعه في إطار "الأذية الشخصية" أو ما يشبه "الرذالة" والتعدي على أرض الوقف!

قل له يا صاحب النيافة أين آذاك السلاح كي يقف إلى جانبك. إرفع إلى الجنرال شكواك وهو يعالج المسألة. قل شيئاً غير "ما قلناه قد قلناه". عذراً لاستعمالي صيغة المفرد في الكلام عن البطريرك. بمجرّد أن تكون ملائكة عون حاضرة أمامي تحضرني "الخوشبوشية" وتنعدم في لغتي أصول المخاطبة.

الحقيقة أن سلاح "حزب الله" لم يؤذِ البطريرك الماروني بشيء.

وتنحصر أضراره بأشياء جد بسيطة وأبرزها:

إدخال لبنان في رهانات إقليمية ومحاور لا تنسجم مع تركيبته ولا مع تاريخه ولا مع مستقبله.

إقامة دولة داخل الدولة، بسلاحها ومخابراتها واتصالاتها وماليتها وقراراتها وانضباطها ومناهجها التعليمية.

تجاوزالحزب إتفاق الطائف الذي نص بصراحة على حل كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.

تعريض سلامة لبنان إلى المخاطر الإسرائيلية.

قيام الحزب بعملية شجاعة لإطلاق 3 أحياء من سجون الأعداء فردت إسرائيل بحرب لم توفر جسراً لا في كسروان ولا في عكار. عاد الأحياء بالسلامة وصلينا على أرواح 1500 شهيد جديد. وكان على البطريرك أن يحتفل مع المحتفلين بالإنتصار المبين. لكنه لم يفعل.

التعاطي باستعلاء تجاه أي طرح حول الإستراتيجية الدفاعية واعتبار حرب تموز المدمرة نموذجاً للمستقبل الواعد.

المساهمة بتعطيل الحياة السياسية في لبنان، وابتداع مفاهيم دستورية جديدة.

إقامة مخيم أمني في وسط بيروت التجاري كوسيلة ضغط على حكومة اعترف بها كل العالم (باستثناء إيران وسورية وربما كوريا الشمالية).

الإستهزاء بالشرعية الدولية والإلتفاف على قراراتها.

التشكيك بالمحكمة الدولية.

إقامة مناطق عسكرية ممنوعة على الدولة. في سجد وإقليم التفاح و غيرها من "الأقاليم"..

7 أيار وملحقاته.

المطالبة بالأمن وإرهاب الأمنيين.

أين آذاك السلاح يا صاحب الغبطة؟

لا تفكر كثيراً بالجواب. في الصفحة 28 من البرنامج السياسي للتيار الوطني الحر (برنامج الـ2005) تعثر عليه واضحاً وبليغاً وهذا النص الحرفي: "... بعد الإنسحاب الإسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لـ"حزب الله". فخلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي. فهو يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي من جهة ويهدد الوحدة الوطنية من جهة أخرى (...) وليس من شأن علاقة "حزب الله" المعلنة مع إيران المتشددة (قبل أن تدهش طهران جنرال الرابية بشوارعها النظيفة) وتحالفه مع حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، أن يبدد الشكوك المحيطة بأهداف "حزب الله" الحقيقية وبالمخاطر المتصلة باستراتيجيته".

الحزب لم يحد عن استراتيجيته وإيديولوجيته وجهاده المسلّح وسلاحه الموجه ضد الكيان الغاصب. البطريرك لم يحد عن قناعاته. لكن الجنرال حاد ودخل في شخصية "القومجي العربي".. ووحياة سيدنا "فايت بالدور على الآخر".

 

 سيارات مسروقة تُباع في الضاحية

نهارنت/بعد توقيف المشتبه في سلبه سيارة ابنة النائب نهاد المشنوق في منطقة الطيونة، أقرّ الموقوف بتنفيذ 51 عملية تزوير لمستندات سيارات مسروقة في لبنان، ثم إعادة بيعها في السوق اللبنانية باعتبارها سيارات شرعية. وذكرت صحيقة "الأخبار" أن المتهم حدد اسم شخص في الضاحية الجنوبية، قائلاً إنه اشترى منه 12 سيارة رباعية الدفع، قبل إعادة بيعها في المنطقة. وبعد توقيف الشاب الثاني، حدد أسماء الأشخاص الذين باعهم السيارات. وبالتعاون بين وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي وحزب الله، استُردّت 7 سيارات حتى اليوم، فيما يجري التواصل مع الأصحاب الجدد للسيارات المشتراة لاستعادتها، علماً بأن معظمهم لم يكونوا على علم بأن سياراتهم مسروقة. وأشار مسؤول رفيع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى أن التعاون بين المديرية و"حزب الله" في هذا الملف يجري على أعلى المستويات، وأن قيادة الحزب أعطت أوامرها للجهات المعنية فيه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الرسمية في الضاحية الجنوبية إلى أقصى الحدود. ولفت المسؤول ذاته إلى أن قيادة حركة "أمل" بعثت برسائل مماثلة إلى الأجهزة الأمنية، وأن اجتماعات ستجرى الأسبوع المقبل بين الجيش والأمن الداخلي لوضع خطة للعمل في الضاحية بعد تعزيز سرية الدرك فيها.

 

صفير:لن أتراجع عن موقفي الأخير رغم التدخلات المسيحية

نهارنت ووكالات/أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير أنه "لم ولن يتراجع" عن موقفه الأخير بشأن أن تحظى الأكثرية بحق تشكيل الحكومة وبرفض السلاح غير الشرعي بما فيه سلاح حزب الله وتأكيده أنه لا يمكن أن يجتمع السلاح والديمقراطية. وقال صفير لمجلة "المسيرة" لهذا الأسبوع: "لقد قلنا ما قلناه ولن نتراجع عنه على رغم التدخلات التي كانت في معظمها مسيحية لسحب بعض ما جاء في مقابلتي مع مجلة المسيرة او اصدار بيان توضيحي يلطف أو يصوب بعض المواقف التي اعتبرها من المسلمات والثوابت،في موازاة ذلك، صدر اول موقف مباشر من «حزب الله» رداً على البطريرك، اذ اعلن مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عز الدين ان كلام صفير «غير دقيق وقد يكون فيه افتراء لان الحزب قدم اغلى ما عنده وحرر الأرض من رجس الاحتلال

 

بورصة الحقائب والأسماء

نهارنت/شكلت الترشيحات المتعلقة بأسماء الوزراء في الحكومة العتيدة مادة دسمة لمختلف الصحف الصادرة السبت. واوردت "النهار" الترجيحات التالية: مرشحو الموارنة: النائب بطرس حرب للعدل، زياد بارود للداخلية، جبران باسيل للطاقة اذا قرر "التيار الوطني الحر" عدم الاصرار على ترشيحه للاتصالات مجدداً كما أشيع أمس، سليم الصايغ للتربية، يوسف سعادة وزير دولة، ووزير سادس لم يحسم أمره بعد في انتظار موقف العماد عون.

-مرشحو الكاثوليك: ميشال فرعون، روجيه نسناس أو جو تقلا أو نقولا صحناوي.

-مرشحو الارثوذكس: الياس المر للدفاع، عماد واكيم للعمل، طارق متري وزير دولة، جوزف معلوف من كتلة زحلة في القلب.

-مرشحا الأرمن: جان اوغاسبيان وفريج صابونجيان.

وتردد ايضاً اسم فادي عبود رئيس جمعية الصناعيين وفادي سعد وثلاثة وزراء دولة من حصة الرئيس سليمان هم:

عدنان السيد حسين وعدنان القصار وجو تقلا. كذلك اسم الدكتور رضوان السيد وزير دولة وعودة الوزير محمد شطح الى المال أو السيدة ريّا الحسن.

وتردد ايضاً ان حقيبة الصناعة التي ستذهب الى "التيار الوطني الحر" ستسند الى مرشح الطاشناق وهو إما أرتور نظاريان واما ألان طابوريان. اما حقيبة الاتصالات والعائدة الى "التيار الوطني الحر" فستسند الى جورج بارود او الى سيزار ابو خليل الذي يحظى بتأييد الوزير باسيل. فيما طرح نقولا صحناوي من "التيار" لحقيبة السياحة.

من جهتها ذكرت صحيفة "السفير" ان النقاش شهد تجاذباً في شأن حقيبة العدل، التي أصرت عليها "القوات"، لمصلحة إسنادها للنائب بطرس حرب، على أن تسند إلى "القوات" حقيبة خدماتية هي الشؤون الاجتماعية وتكون من نصيب منسق منطقة بيروت ومسؤول قطاع المهن الحرة في "القوات" عماد واكيم ارثوذكسي.

وطالبت "القوات" بحقيبة ثانية بعد تعذر حصولها على المهجرين، وذلك لمصلحة رجل الأعمال الكاثوليكي سليم وردة المقرّب من جعجع، وهو من مدينة زحلة ومن الخصوم التاريخيين لآل سكاف. وأصبحت حصة رئيس الجمهورية حسب "السفير" أيضا، تضم الوزير الأرثوذكسي الياس المر نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، الوزير الماروني زياد بارود للداخلية والبلديات، الشيعي عدنان السيد حسين وزير دولة، رجل الأعمال السني والوزير السابق عدنان القصار على الأرجح وزير دولة، بالإضافة إلى شخصية أرثوذكسية ربما تكون امرأة إذا وافق رئيس الجمهورية على حذف الحصة الكاثوليكية تردد اسم الوزير الأرثوذكسي الأسبق سمير مقبل.

وذكرت "السفير" أيضاً أن "اللقاء الديمقراطي" تمنى ألا تسند اليه حقيبة المهجرين وأن ينال إلى جانب حقيبة الأشغال التي سيتولاها الوزير الحالي غازي العريضي وحقيبة الدولة لشؤون مجلس النواب التي سيتولاها الوزير الحالي وائل أبو فاعور، وزارة البيئة، على أن تكون من نصيب النائب أكرم شهيب.

وعلى صعيد المقاعد السنية، من المرجح حسب "السفير" أن يسند رئيس الحكومة المكلف حقيبة المال إلى ريا الحفار الحسن، الاقتصاد للوزير محمد الصفدي، التربية على الأرجح للدكتور رضوان السيد لم تتمكن الكتائب حتى ليل أمس من انتزاعها لمصلحة سليم الصايغ، ولم يعرف الاسم السادس، لكن الحريري أبلغ النواب السنة في "المستقبل" أنه ليس في وارد توزير أي منهم. وسينال "تيار المستقبل" عدداً من الحقائب المسيحية أبرزها الوزير الأرمني الحالي جان اوغاسابيان، ندى مفرج أرثوذكسية بالإضافة إلى فرعون الإعلام.

وفي المقابل، لم يحسم العماد عون، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس حسب "السفير"، أسماء معظم وزراء "التكتل"، باستثناء الوزير الماروني الحالي جبران باسيل للطاقة، فيما حسم رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية اسم عضو قيادة "المردة" يوسف سعادة وزير دولة.

وأضافت "السفير" أن "حزب الله" حسم اسمي وزيريه محمد فنيش للتنمية الإدارية، وحسين الحاج حسن للزراعة، فيما لم يكشف الرئيس نبيه بري عن أسماء وزرائه، لكن مصادر مطلعة حسمت بقاء الوزير الحالي محمد جواد خليفة وزيراً للصحة، والدكتور علي حسين عبد الله وزيراً للشباب والرياضة والدكتور محمود بري وزيراً للخارجية والمغتربين... إلا إذا قرر استبداله بشخصية خارج التنظيم الحركي.

 

المحكمة الدوليّة تعدّل قواعد الاجراءات والإثبات أمامها

نهارنت/إتفق قضاة المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان، الذين اجتمعوا في تشرين الأول 2009، على "تعديل قواعد الإجراءات والإثبات التي اعتمدها القضاة، على ضوء الخبرات التي اكتسبتها المحكمة حتى اليوم". وأوضح موقع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن "هذه التعديلات، تهدف إلى المضي في تعزيز فاعلية وسلامة الإجراءات، وقد تم إدخالها وفقاً للنظام الأساسي التي تمنح القضاة صلاحية اعتماد قواعد الإجراءات والإثبات وتعديلها عند الاقتضاء". ومن أهم التعديلات المعتمدة، بحسب الموقع، تعيين حكمين جديدين بشأن "تحقير" المحكمة دون أن يكون لهذا التعيين مفعول رجعي. ويتطرق أحدهما إلى الحالة التي يهدد فيها شخص قاضيا أو أي موظف في المحكمة، أو يخيفه أو يشهّر به علنيا - عبر تصريحات كاذبة يتنافى نشرها وحرية التعبير المنصوص عليها في المعايير الدولية لحقوق الإنسان - أو يعرض عليه رشوة أو يحاول بأي شكل من الأشكال الضغط عليه

 

فرنسيس غاي: السلاح جنوب الليطاني مشكلة والجانبان يخرقان الـ1701

نهارنت/رأت السفيرة البريطانية لدى لبنان فرنسيس غاي "أن وجود السلاح جنوب الليطاني هو مشكلة في الجنوب"، مشيرة إلى "أن كلا الجانبين الاسرائيلي وحزب الله يخرقان القرار الدولي الرقم 1701". و استغربت غاي خلال احتفال لمنظمة "ماغ" في استراحة صور لانجازها تنظيف أكثر من 13 مليون متر مربع من "الاراضي الموبوءة" بالالغام والقنابل العنقودية في منطقة الجنوب، "النظر فقط الى السلبيات". ولفتت الى"وجود ايجابيات، فمنذ ثلاث سنوات لدينا السلام في جنوب لبنان وفي شمال اسرائيل وهذا شيء ايجابي"، معتبرة "ان مشكلة اكتشاف باخرة الاسلحة في البحر يعطي سببا للاستمرار في الخروق". وأكدت السفيرة البريطانية ان تشكيل الحكومة اللبنانية شأن داخلي لبناني والمسؤولية في هذا المجال مسؤولية اللبنانيين أولا واخيرا. واستغربت غاي مرة اخرى الحديث عن انسحاب للقوات الفرنسية العاملة في اليونيفيل من جنوب لبنان وقالت "ليس لي علم بذلك".

 

حمادة: لم أخرج من "14 آذار" وباق في اللقاء الديموقراطي

نهارنت/اكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة انه باق في "14 آذار" ولم يخرج من "اللقاء الديموقراطي"، موضحا ان النائب وليد جنبلاط لم يخرج عن الأكثرية الوزارية وان وزارءه سيكونون من وزارء الأكثرية. وأشار حماده في حديث إلى اذاعة "صوت لبنان" الى أن الأكثرية لن توزّر راسبين في الانتخابات النيابية. وتوقع أن ترى الحكومة النور خلال ساعات، مشيرا الى أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون لم يستطع ان ينتزع وزارة سيادية ولا وزارة العدل ولا خمسة حقائب، مشيرا الى ان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه ساعد في التوصل الى هذا الأمر. ودعا حمادة رئيس الجمهورية الى اعادت تفعيل طاولة الحوار لتبحث الاستراتيجية الدفاعية والتوصل الى اتفاق حولها.

  

باسيل يبلغ الحريري موافقة المعارضة على التشكيلة الحكومية

نهارنت/أطلع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ظهر السبت في زيارة قام بها الى بيت الوسط على نتائج اجتماع قيادات المعارضة ليل الجمعة، واعلمه بموافقة المعارضة على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وبعد تضارب المعلومات منذ ليل الجمعة بشأن موعد اعلان التشكيلة الحكومية، أكدت معلومات للـ "أل.بي.سي" أن لا مراسيم لتأليف الحكومة قبل 24 أو 48 ساعة، فيما لفتت "اخبار المستقبل" أن لا مراسيم ستصدر اليوم مع إمكانية زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا اليوم. وكان بدا السبت أن ترجيح ولادة الحكومة خلال ساعات قليلة سيتحول الى يقين بعد صدور في ساعة متقدمة من ليل الجمعة-السبت عن قادة الاقلية بيان تضمن قرارهم "السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، وتفويض رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الاتصال السبت برئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري لابلاغه هذا الموقف. وجاء في البيان الذي أصدره "حزب الله": "عقد يوم الجمعة مساء لقاء ضم كلاً من دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبحضور وزير الاتصالات الاستاذ جبران باسيل والنائب الحاج علي حسن خليل والاخوين حسين الخليل والحاج وفيق صفا. وقد عرض المجتمعون آخر التطورات على الساحة السياسية وخصوصاً ما يتعلق بتشكيل الحكومة وآخر الافكار والاقتراحات المطروحة.

واتفق المجتمعون على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقاً للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت، آملين ان تحقق هذه الخطوة كل الخير للبنان وشعبه العزيز". وذكرت النهار أن الحريري عرض على الاقلية الصيغة الآتية:

-حصة "التيار الوطني الحر" وحلفائه: الاتصالات، الطاقة، الصناعة، السياحة ووزير دولة.

- حصة رئيس مجلس النواب نبيه بري: الخارجية، الصحة والشباب والرياضة على الارجح.

- حصة "حزب الله": الزراعة والتنمية الادارية.

وهكذا تكون حصة الاقلية عشرة وزراء وفقاً للصيغة الاصلية التي قامت على أساس: 15 للاكثرية، 10 للاقلية و5 لرئيس الجمهورية.

وذكرت صحيفة "اللواء" ان الضوء الاخضر الايراني السوري عجّل التأليف، وتجلى في الضغط الذي مارسه "حزب الله" على العماد عون، معطوفا على الاستياء الذي ابداه كل من بري وفرنجية بسبب استشعارهما بأهمية قطع الطريق على تناسل عقد جديدة، بعدما كان العماد عون قد حدد اولويات وزارته الرابعة، تباعا، بالاقتصاد والشؤون الاجتماعية والعمل.

غير ان قياديا بارزا في "التيار الوطني الحر" نفى، اي رابط خارجي بالتطورات الحكومية الايجابية، ساخرا من ربط هذا الامر بزيارة الوزير باسيل لدمشق لتقديم العزاء للمستشارة الرئاسية بثينة شعبان، ولافتا الى ان الزيارة ارجئت نحو 5 ايام لكي لا يتم ربطها بالشأن الحكومي، وتمت بعدما تأكدت قيادة التيار من وقوع التسهيل الحكومي.

 

"حزب الله" قابل المطالبة بتجاهل السلاح في البيان الوزاري بعدم ذكر القرارات الدولية

نهارنت/لم تكد التطورات الأخيرة تؤشر الى قرب موعد ولادة الحكومة حتى بدأ السجال بشأن البيان الوزاري للحكومة الجديدة. وفي السياق أفيد أن بعض قوى الاكثرية طالب منذ الآن بعدم ذكر سلاح المقاومة في البيان الوزاري للحكومة الجديدة، فجاء الرد من بعض اوساط المعارضة بالمطالبة بعدم ورود التزام لبنان القرارات الدولية. من جهتها، علمت اللواء أن حرباً ضروساً تدور رحاها حول تفاصيل البيان الوزاري خصوصاً في مسألة سلاح "حزب الله". ووفق المعلومات فإن مسيحيي الأكثرية يصرون على عدم تضمين البيان الوزاري أي إشارة إلى دعم سلاح المقاومة كون هذا الموضوع يتم بحثه في طاولة الحوار التي يترأسها الرئيس ميشال سليمان، فيما "حزب الله" أبلغ الرئيس المكلف أنه إذا لم يتضمن البيان الوزاري أية إشارة إلى دعم المقاومة فإن الحزب يقترح في المقابل عدم الإتيان على ذكر القرارات الدولية المتعلقة بهذا الشأن خصوصاً القرارين 1559 و 1701. إلا أن إتصالات جرت الجمعة، وشملت الرئيس الجميل، أفضت إلى إحتمال تضمين البيان نص الفقرة التي وردت في بيان الحكومة الحالية كحل وسط يرضي جميع الفرقاء.

 

طاقم "فرانكوب": السفينة لم تكن تحمل سلاحا

نهارنت/رست الباخرة "فرانكوب" في مرفأ بيروت بعد الجدل الذي اثارته اسرائيل في شأن حمولة الاسلحة التي قالت انها كانت على متنها. وعلمت "النهار" من مصادر امنية ان التحقيق الذي اجرته مديرية المخابرات في الجيش اللبناني اظهرت ان الباخرة كانت متوجهة من ايران مع حمولة اغذية الى سوريا، وقد توقفت في مرفأ دمياط المصري، ثم اكملت رحلتها الى سوريا قبل ان توقفها اسرائيل.  وتساءلت المصادر انه اذا كانت ثمة اسلحة على متن الباخرة، فلماذا لم تصادر في دمياط؟ وهنا يجب ان يصدر عن الخارجية المصرية توضيح. كما ان طاقم السفينة نفى ان تكون حمولتها تتضمن اسلحة وتالياً لم يصادر الاسرائيليون اي سلاح. ورأت ان اسرائيل لو وجدت اسلحة على متن الباخرة لكانت اوقفت افراد طاقمها، في حين انها اطلقتهم. كما كان الواجب يقضي بطلب تحقيق دولي للتدقيق في هذه الواقعة. وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة ان الجهات الملاحية في قبرص حيث مركز انطلاق الباخرة قالت ان رحلتها تشمل اساساً لبنان من اجل افراغ بضائع في مرفأ بيروت. وكان بيان الجيش اللبناني مساء الجمعة انه يحقق مع طاقم باخرة "فرانكوب"، وذلك بعدما دخلت المياه الاقليمية وقامت البحرية اللبنانية والدولية بتفتيشها. وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش "اثر دخول الباخرة فرانكوب الجمعة الى المياه الاقليمية اللبنانية قبالة مرفأ بيروت، والتي كانت محتجزة لدى العدو الإسرائيلي منذ ايام، قامت البحرية اللبنانية بالتعاون مع البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، بتفتيش السفينة المذكورة".

وأضاف البيان: "كما باشرت مديرية المخابرات اجراء التحقيق اللازم مع طاقمها للوقوف على ملابسات قضية احتجازها، فيما ستقوم الأجهزة المختصة في المرفأ المذكور بكافة الإجراءات اللازمة للتأكد من عدم احتوائها على اية مواد ممنوعة". وكانت الإدارة الأميركية عبّرت عن "قلقها البالغ" من "جهود إيران وخرقها قرارات مجلس الأمن الدولي"، في ضوء اعتراض إسرائيل "سفينة ذخائر" قالت انها من ايران وموجهة الى "حزب الله". وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لصحيفة "الحياة" أن واشنطن "اطلعت على التقارير" حول السفينة، وعبرت "عن قلقها البالغ من جهود إيران وخرقها قرارات مجلس الأمن الدولي". وأشار المسؤول الى "أنه في حين أن من غير الواضح حتى الآن نوع الأسلحة المصادرة نحض جميع الدول على التزام بنود القرارين الدوليين 1747 و1701" لجهة عدم السماح بوصول السلاح من إيران الى "حزب الله".

 

النائب حماده: الحكومة انتصار للأكثرية خلافا لما يقال

قرأنا في اللقاء السوري - السعودي معبرا الى حل لبناني وفاقي وعون قرأ فيه معبرا الى مزيد من المصالح واعادة تمرير راسبين

وطنية - رأى النائب مروان حماده في حديث لإذاعة "صوت لبنان" أن "الحلحلة الحكومية تختصر بثلاث نقاط هي كلمة السر التي أتت من دمشق وطهران، البيان الذي صدر عن "حزب الله" والتبليغ للنائب ميشال عون"، وأعلن ان "الحكومة ستبصر النور خلال ساعات قد تكون 24، فاللبنانيون الذين سئموا المناورات الابتزازية يريدون حكومة وسينتقون من بين اعضائها من يبعثون الامل وسيرون بعض من يعيدون الكرة بالتعطيل".

ووصف الرئيس المكلف سعد الحريري ب"غير الاعتيادي"، متوقعا ان "تكون ادارة الحكومة جلجلة اخرى ولكنها قد تقود البلد الى جبل الزيتون وليس الى الصليب الكبير".

وردا على الحديث عن انتصار المعارضة عبر الحكومة الحالية، شدد على ان "من يوقع المرسوم هما اثنان: رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، وهما من يستولدان الحكومة وليس اي لقاء آخر، والمناورات التعطيلية التي شهدناها قبل تشكيل الحكومة ستعود الى حجمها الصغير الصغير".

وقال: "لو ان الحكومة لم تشكل لكنا قطعنا الخط الفاصل بين أزمة الحكومة وأزمة الحكم. ان أزمة الحكومة درجة تسبق أزمة النظام وهي تطال رئيس الجمهورية ولا سيما قبل اتفاق الطائف. في ظل تشكيلة لا يغلب عليها طابع التجانس وهو أقل ما يقال فيها، لا بد لرئيس الجمهورية من ان يمارس الحياد الايجابي وان يعمل على تفادي انحرافات من يريد ان يعيد الازمة الوزارية التي عشناها في كل جلسة من جلسات الحكومة ويحاول التخفيف من تعطيل الثلث المعطل".

واعتبر ان "نتائج الانتخابات لم تلغ لسببين، أولا ان هناك أوزان كبيرة وثقيلة في حصة الموالاة داخل الحكومة كوزن النائب بطرس حرب في وزارة العدل لما يملك من خبرة طويلة، ثانيا هناك اكثرية باقية في كل اطرافها حتى من تمايز معها يصر على انه جزء من الاكثرية وننتظر من الزملاء في اللقاء الديموقراطي التصويت الى جانب رئيس الحكومة".

وشدد على ان "الكلام انجع من السلاح في لبنان اليوم مهما قيل، والسلاح استعمل لفرض صيغة 15-10-5 وكخلفية لفرض الراسبين. ان الحديث عن ان معظم وزراء عون سيكونون من الراسبين قد يكون كلاما صحافيا للتعزية، ولكن يفضل انتظار مرسوم التشكيل".

ورأى ان "كل نتيجة معركة عون كانت للابقاء على وزارة الاتصالات وعلى الصهر، وان معركة الصهر انتهت بال match nul وباسيل لن يتولى الاتصالات. ان عون لم يستطع ان ينتزع وزارة سيادية ووزارة العدل كما انه حافظ على وزارتين كانتا معه، وقد ساعدنا في ذلك سليمان فرنجية. ان من انتصر على الصهر وعلى كل التيار العوني في البترون هو النائب بطرس حرب في وزارة العدل الاساسية في هذه المرحلة".

ولم ير النائب حماده ان "النائب جنبلاط خرج من الاكثرية النيابية ووزراؤه سيكونون جزءا من الوزراء ال15، آملين ان يكون السادس عشر من حصة رئيس الجمهورية"، متوقفا عند "الهجمة على بعض وزراء الرئيس".

واشار الى ان "لا انقلاب في موقف جنبلاط وانما قام بحركة داخل 14 آذار وحزبه للعودة الى بعض مبادىء هذا الحزب ووضعها في خدمة آفاق جديدة لقوى 14 آذار، ولدى جنبلاط خوف من ان يصبح لبنان عراقا جديدا او اليمن او الصومال".

ولاحظ ان "المعارضة تحاول تجيير التبدل في مواقف جنبلاط لحسابها الا ان هذا الامر ليس صحيحا، فلا نواب المعارضة زادوا نائبا ولا عدد الاكثرية خف"، وأكد انه "ليس في حاجة الى من يدافع عنه عند وليد جنبلاط لانه يعرف التمييز بين الصداقة والتحالف والتمايز"، وأكد انه بقي في اللقاء الديموقراطي ولم يخرج من 14 آذار.

واعتبر ان "الامور نضجت لتشكيل حكومة لبنانية بغض النظر عما ستحمله الامور في فلسطين والمنطقة"، وقال: "تماشينا في تطبيع العلاقة بين الس -س وقرأنا في اللقاء السوري- السعودي معبرا الى حل لبناني وفاقي فيما قرأ عون فيه معبرا الى مزيد من المكاسب والمصالح واعادة تمرير بعض الراسبين".

ولفت الى ان "لقاء المعارضة ليلا أتى للتخفيف من وطأة الزيارات الخارجية التي حددت ساعة انطلاق الحكومة في ظل انتقاد المعارضة الدائم لاي تحرك ديبلوماسي اجنبي في لبنان".

ولفت الى ان "وزراء اللقاء الديموقراطي هم غازي العريضي العائد الى الاشغال واكرم شهيب ووائل ابو فاعور اللذان قد يتقاسمان البيئة ووزارة دولة الا ان الامر متروك للروتوش الأخير. واذ وصف وزارة السياحة "بأهم وزارة حصل عليها عون"، نوه "بأداء الوزير ايلي ماروني في هذه الوزارة وبكل ما قدمه اليها في حين ساعدته الظروف".

وأشار النائب حماده الى ان "تصحيح بعض الخلل في النظام لا يعتبر انقلابا عليه بل يحصنه من دون النظر في ركائز النظام الاساسية التي يجب عدم المس بها".

واعتبر ان "بعض التنازلات التي وافق عليها الحريري وحلفاؤه مردها الحرص على تشكيل الحكومة لكي لا يفتح ملف النظام ككل وبالتالي يوضع لبنان في خطر محدق"، وأعرب عن قناعته بان "الحوار سيستمر حول السياسة الدفاعية التي تؤمن عودة السلاح تدريجا الى حظيرة الدولة، والمطلوب من الرئيس سليمان ان يسحب موضوع السلاح من الحكومة لكي لا تنسف الحكومة قبل ان تنشأ ولكي لا تفخخ ويعيده ضمن الاستراتيجية الى طاولة الحوار".

وبالنسبة إلى البيان الوزاري لفت الى ان "القرارات الدولية يجب ان تبقى وان يكون السلاح موضوع حوار ضمن الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار"، محذرا من ان "أي خروج عن هذه المسلمات يعني قفزا في المجهول قد يفجر الحكومة قبل التصويت على الثقة".

وردا على النائب عون الذي سأل البطريرك صفير "اين اذاه السلاح"، قال النائب حماده: "هذا السؤال هو سؤال للفتنة للقول ان السلاح الشيعي هو يحمي المسيحيين وهذا غير صحيح، فالسلاح كما هو اذا لم يندرج ضمن خطة دفاعية وطنية يهدد كل اللبنانيين واولهم الشيعة".

واعرب عن اعتقاده بان "الصيغة الحالية المعتمدة في البيان الوزاري ستتبع عند الحديث عن المقاومة في البيان الوزاري للحكومة العتيدة وهي الصيغة التي تم التوصل اليها عام 2005".

وعن السفينة التي ضبطتها اسرائيل، قال: "ان ما اثير هو لغاية في نفس يعقوب او نتنياهو ولم تظهر حتى الآن لأن القطبة المخفية تكمن في سبب ارسال السفينة الى لبنان في اليوم الثاني". وسأل: "هل أطلق سراح القبطان ليقول كلاما آخر؟ نترك الأمر في عهدة الاجهزة الامنية اللبنانية التي تقوم بعملية التحقيق".

ورأى في حديث المعارضة انها "فرضت تشكيل الحكومة تحت سقف شروطها، تغطية لقرار الضوء الاخضر الذي جاء من الخارج لهؤلاء مجتمعين وفضحت في الساعات الماضية، وهذا ما يؤكد ان كلام البطريرك صفير كان دائما بمحله حول ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة"، وشدد على ان "تشكيل الحكومة كان انتصارا للأكثرية خلافا لكل ما يقال"، داعيا الى "تلقف التشكيل بمعنويات أكبر".

وقال: "حتى لو كانت الحكومة حكومة انعكاسات اقليمية الا ان الانتظار بحكومة تسير الامور وتصرف الاعمال بفعالية أفضل من الانتظار من دونها في حال وقعت كوارث في المنطقة".

وحث رئيس الجمهورية على "اعادة تحريك طاولة الحوار لبحث الشأن الدفاعي لتزيد من مناعة لبنان وتعطي الحكومة الدفع الذي تحتاجه عند بحث اي موضوع خلافي كالسلاح".

وكشف ان "الاكثرية لن توزر راسبين في الانتخابات".

وأوضح ان "أي قرار لاعدام 14 آذار لم يصدر من اللقاء الديموقراطي الذي لم يبحث بعد عودة ممثليه الى الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار، وهذا الامر مطروح على أول اجتماع لنواب اللقاء". وفي ملف المهجرين اشار الى ان "اقفال هذا الملف قد يحصل في سنة اذا تأمن مبلغ 400 مليون دولار، والاعتمادات لم تصرف بسبب وضع لبنان المالي وعدم وصول اي قرض خارجي لهذا الموضوع". واعتبر ان "وزارة التربية هي اساس وجه لبنان الغد وانتاج شباب متحضر ومنفتح"، مشيرا الى ان "الانفتاح دائما كان يأتي من جناحنا المسيحي"، داعيا الى "عدم التقليل من اهمية عودة المسيحيين الى وزراء التربية، ومسيحييو 14 آذار هم من حصلوا على حقائب اهم من تلك التي حصل عليها عون بمجرد حصولهم على العدل والتربية".

وعن مطالبة النائب عون بوزارة الاقتصاد قال: "الهدف من ورائها هو تعطيل عمل وزارة المال لكونها عضوا في المجلس الاعلى للدفاع والخصخصة وفي كل اللجان التي لها علاقة بالخيارات الاقتصادية ولأن وزير الاقتصاد يوقع على كل المراسيم الاقتصادية".

وردا على هجوم العماد عون على البطريرك صفير واتهامه بحماية الفاسدين، قال: "من بيته من زجاج لا يرشق الناس بالحجارة ووزارات الطاقة والاتصالات والزراعة خير دليل على ذلك". وعن المحكمة الدولية رأى أنه "من الممكن ان يكون من ارتكب الجريمة هو من دب بمحمد زهير الصديق للوصول الى مرحلة يربك المحكمة"، رافضا الحديث عن تواريخ محددة للقرار الظني وللمحاكمات، مرحبا "بإدخال تعديلات على نظام المحكمة ولا سيما لناحية حماية الشهود.

واعتبر النائب حماده في الختام انه "اذا بقي الجو وفاقيا في لبنان وهادئا سنبقى محط اهتمام ورعاية من اصدقائنا"، داعيا "الأقلية الى ان تحتاط الى عدم نسف النسيج الذي صنعته الحكومات السابقة ولا سيما القرار 1701".

 

المدينة" السعودية: حزب الله يتأهب لهجوم إسرائيلي محتمل

المركزية - نقلت صحيفة "المدينة" السعودية عن مصدر امني لبناني ان حزب الله اتخذ سلسلة تدابير احترازية تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل. واعتبر المصدر ما ذكرته اسرائيل من استيلائها على سفينة محملة بالسلاح لحزب الله، إنما هو مبرر لشن هجوم على حزب الله.. وقال إن "المؤشرات توحي بأن إسرائيل تستعد لعمل عسكري ضد حزب الله".

 

"الوطن" الكويتية: المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تعد مسحاً بكل الجرائم منذ 2004

المركزية - ذكرت صحيفة "الوطن" الكويتية ان المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وفريقها في لبنان تعدّ مسحا لكل ما حدث جنائيا منذ العام 2004 بشكل شامل ودقيق. ونقلت عن مصادر لبنانية مطلعة "ان المسح يشمل ليس فقط الاغتيالات التي حصلت منذ محاولة اغتيال النائب مروان حمادة و اغتيال الحريري، بل ايضا كل الجرائم الجنائية منذ ذلك التأريخ، بما في ذلك الحوادث التي كشف فيها النقاب عن متفجرات او اسلحة". وكان المسح بدأ بعد انتقال فريق التحقيق الدولي الى خارج لبنان، ويتابعه الفريق المصغر الذي لايزال مقيما في بيروت لمتابعة عمله. ووفقا للمصادر نفسها فإن "التحقيق الدولي يحقق مع المتورطين ومنفذي الجرائم الموقوفين فيها وحتى مع الذين اخلي سبيلهم وجميع الشهود في الجرائم التي لم يكشف بعد عن مرتكبيها"، وقالت "ان التحقيق يحصل حسب الاصول القانونية اي بواسطة المدعي العام التمييزي عبر المباحث المركزية" واصفة ذلك بأنه "تحقيق شامل بكل ما تعنيه هذه الكلمة". وتكشف المصادر ان المحكمة الدولية طلبت من السلطات اللبنانية تزويدها لائحة بأسماء الطلاب في الجامعة اللبنانية المنتسبين اليها بين اعوام 2003-2006.

 

مصادر سورية لـ"الوطن" القطرية: الإمارات ملزمة بتسليم زهيرالصديق

المركزية - أكدت مصادر قانونية وحقوقية سورية لصحيفة "الوطن" القطرية ان السلطات المعنية في دولة الامارات العربية المتحدة اصبحت ملزمة بتسليم شاهد الزور الاول في قضية اغتيال رفيق الحريري محمد زهير الصديق الى السلطات السورية وذلك في اعقاب توجيه مذكرة قبض وجلب الى الانتربول (الشرطة الدولية) من قبل الحكومة السورية بحق الصديق، مشيرة الى أنه بموجب المذكرة السورية فإن اقامة زهير الصديق في دولة الإمارات غير شرعية وبات يتوجب عليها تسليمه الى السلطات السورية كونه مواطنا سوريا مطلوبا للعدالة ومتورطا في عدة جرائم. ولفتت المصادر الى وجود اتفاقية قضائية موقعة بين البلدين منذ سنوات وهي تسمح بتبادل تسليم المطلوبين والمجرمين وتعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الجريمة والجريمة المنظمة. وجاءت هذه الخطوة السورية في أعقاب قيام اللواء جميل السيد برفع دعوى قضائية في دمشق ضد محمد زهير الصديق وتعيين خمسة محامين سوريين لمتابعة هذه القضية ورفع هؤلاء مذكرة جلب بحق الصديق يوم 16 الشهر الماضي. ولا يزال الصديق يشغل الرأي العام في سوريا ولبنان على حد سواء كون الشهادة المزورة التي أدلى بها امام رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتلف ميليس هي التي أدت الى إدخال الضباط الأربعة قادة الاجهزة الامنية في لبنان الى السجن لمدة اربع سنوات وتوجيه الاتهام الى سوريا فيما يتعلق بقضية اغتيال رفيق الحريري. ويؤكد افراد اسرة الصديق في دمشق أنهم يتابعون تطورات قضية ابنهم زهير الصديق بدقة متناهية وهم يرغبون ان يتم تسليمه الى السلطات السورية ومحاكمته على كل التهم والقضايا التي تورط فيها ولديهم الثقة بأنه سيلقى محاكمة عادلة، ونفى شقيقه الأكبر عماد الصديق وجود أي اتصالات معه.

 

سحب كتاب من التداول في مدارس لبنانية بعد حملة "المنار" التي اعتبرته "صهيونياً"

٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

عمدت مدارس في لبنان إلى سحب كتاب مدرسي من التداول او اقتطاع صفحات منه بعد ان اثار تلفزيون «المنار» التابع لـ«حزب الله» مسألة تضمنه مقاطع من مذكرات آن فرانك، الفتاة اليهودية التي عايشت النازية خلال الحرب العالمية الثانية، واعتبره مروجا للصهيونية.

واثار تقرير بثه تلفزيون «المنار» قبل ايام جدلا حول كتاب ادب تعتمده بعض المدارس الخاصة في غرب بيروت يتضمن مقتطفات من كتاب «مذكرات آن فرانك» المعروف الذي يروي معاناة فتاة يهودية لجأت مع اهلها إلى هولندا خلال الحرب العالمية الثانية في ظل الاضطهاد النازي لليهود.

وجاء في تقرير «المنار» ان «كتاب اللغة الانكليزية يروي وبشكل عاطفي ومطول قصة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ويدرس في اكثر من مدرسة في لبنان». وأضاف ان الكتاب «يحمل مؤشرات تطبيع».

وذكر تقرير التلفزيون ان مذكرات آن فرانك ترد في الكتاب ضمن فصل بعنوان «الدراما» وتتصدر زواياه نجمة داود، معتبرا ان الهدف من هذا الفصل «تركيز فكرة اضطهاد اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية» وان «الأخطر (...) يبقى الأسلوب المسرحي الدرامي الذي يروي المذكرات بشكل عاطفي».

وسأل معد التقرير في ختامه «الى متى ستظل الساحة التربوية في لبنان مشرعة للغزو الثقافي الصهيوني، وهل يدري المتورطون بذلك أم لا يدرون؟».

وأفاد جيمي شوفاني، عضو مجلس إدارة إحدى المدارس التي تدرس الانكليزية كلغة أساسية، وكالة فرانس برس ان المدرسة سحبت كتاب الادب من برنامجها بعد الجدل الذي اثاره.

وقال النائب حسين الحاج حسن من «حزب الله» لقناة «المنار»، «تدرس هذه المدارس العريقة والمحترمة ما أسمته «مأساة» هذه الفتاة، وتخجل من تدريس مأساة الشعب الفلسطيني او مأساة الشعب اللبناني وتاريخ المقاومة ومعاناة اهل الجنوب مع الاحتلال الاسرائيلي...». ووضع الأمر «برسم وزارة التربية وبرسم المديرية العامة للأمن العام».

وردا على سؤال لـ «وكالة فرانس برس»، قال المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني ان «مراقبة الكتب الدراسية المستوردة التي تدخل ضمن اختصاص المديرية تستند إلى معايير» بينها «وجوب عدم تضمن هذه الكتب اي دعاية لاسرائيل او ترويج للصهيونية وافكارها».

ولم يعط اي ايضاحات عما اذا كان كتاب الادب المتضمن لمقتطفات من «مذكرات آن فرانك» يندرج في هذا الاطار.

وكان مسؤول في الامن العام افاد ان المديرية في صدد دراسة الموضوع «لاتخاذ التدابير اللازمة» بعد اثارته في وسائل الاعلام.

وأصدر موقع «مشروع علاء الدين» الالكتروني الذي يبث من باريس ويرفض مسألة انكار المحرقة اليهودية بيانا ندد فيه «بحملة الترهيب التي يقوم بها تلفزيون حزب الله». وقام الموقع بترجمة «مذكرات آن فرانك» إلى العربية والفارسية.

وكان تلفزيون «المنار» بث الشهر الماضي تقريرا لكتاب تاريخ مطبوعا في الولايات المتحدة ويشير إلى حركة «حماس» و«حزب الله» على انهما «من المنظمات الارهابية».

وأوضح جون جونسون، رئيس مدرسة «انترناشونال كولدج» في بيروت التي تعتمد كتاب التاريخ هذا، في حينه لوسائل الاعلام بعد اجتماع في وزارة التربية حول الموضوع، ان المدرسة عمدت إلى تغطية الفقرة المثيرة للجدل حول حماس وحزب الله قبل بيع الكتاب لتلاميذها. واشار إلى ان «بعض الطلاب ابتاعوا على الأرجح الكتاب من خارج لبنان»، وبالتالي الفقرة المذكورة ظاهرة في هذه الكتب.

وافاد مسؤول في احدى اكبر مكتبات لبنان رافضا كشف اسمه ان المكتبة تلقت تعليمات بوجوب تغطية الصفحات التي تتطرق إلى حزب الله وحماس في الكتاب المدرسي.

الا ان المسؤول عن الصفحة القضائية في جريدة «الأخبار» عمر نشابه لفت إلى ان «آن فرانك ليست اسرائيلية، انها جزء من عالم الأدب».

وقال: «القانون يتحدث عن دولة اسرائيل والعلم الاسرائيلي والمؤسسات الاسرائيلية والكيان الإسرائيلي». واشار إلى ان كتاب آن فرانك «متوافر على شبكة الإنترنت».

وكتبت آن فرانك مذكراتها من ملجأ كانت تختبئ فيه مع عائلتها في امستردام بين 1942 و1944.

وتوفيت في الخامسة عشرة من عمرها في معتقل بيرغن بيلسن. وتم نشر مذكراتها بعد موتها.

 المصدر : أ ف ب

 

النائب قاسم هاشم: البيان الوزاري سيبقى كما هو في موضوع المقاومة

وطنية-النبطية- اعلن عضو كتلة"التحرير والتنمية" النيابية النائب د. قاسم هاشم خلال لقاء مع فاعليات بلدة مجدل سلم في منزل مختار البلدة حيدر زهوة، "ان الحكومة العتيدة باتت جاهزة ولا نعتقد انه سيكون هناك اي إشكالية حول البيان الوزاري الا من اصحاب النوايا المبيتة المعروفين بولائهم للخارج وارتباطهم به، ان البيان الوزاري للحكومة وخصوصا في موضوع المقاومة سيحمل نفس العبارات التي وردت في البيان الوزاري لحكومة ما بعد الدوحة". وقال النائب هاشم:" ان اللبنانيين يتطلعون الى انتاجية هذه الحكومة بعد الازمات التي عاناها الوطن طوال الفترات خلال السنوات الماضية وعلى رأس ذلك التفتيش عن آليات وطنية لإخراج الوطن من حالة الانقسام السياسي التي عانى منها طوال السنوات الماضية ومن الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الى حد لم يعد يستطيع المواطن تحملها، والمطلوب ايضا العمل على تعزيز الوضع الداخلي اللبناني وتحصينه ضد التطورات والتحديات التي تمر بها المنطقة مع استمرار الاطماع الاسرائيلية في وطننا، اضافة الى الانتهاكات الاسرائيلية الاخيرة ضد لبنان وقرصنة وتضليل الرأي العام العالمي بأساليب الكذب حول الباخرة التجارية ما يؤشر على الافتراء الاسرائيلي ويدل على النوايا العدوانية الاسرائيلية المبيتة الامر الذي يستدعي من الحكومة العتيدة التفتيش عن مساحة التلاقي بين اللبنانيين وهذه مسؤولية حكومة الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية التي تحمل بشائر الخير والحلول لكل المعضلات لتكون حكومة قوية قادرة على مواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية، وسلاح المقاومة يجب ان يبقى لانه حاجة وطنية لبنانية تحصن الوضع الداخلي اذ لا يمكن الركون للقرارات الدولية او حتى الرهان عليها".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 7 تشرين الثاني 2009

النهار

استغربت اوساط بكركي ان يضع العماد ميشال عون السلاح خارج الشرعية في اطار الاذى الشخصي لسيدها ولا يضعه في اطار الاذى للوطن وللدولة.

يردد مقدمو طعون الى المجلس الدستوري ان المجلس سيلغي نيابة عدد من النواب.

ينوي وزير حالي في حال اعادة توزيره في الحكومة العتيدة اجراء حركة تشكيلات ومناقلات واسعة في وزارته.

السفير

تلقى نواب كتلة بارزة في الأكثرية رسائل قصيرة عبر هواتفهم النقالة، تتمنى عليهم عدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، وتعلمهم أنه، اذا كان لا بدّ من استيضاح أي نقطة، فمن الأفضل سؤال رئيس الكتلة شخصياً.

يأخذ قطب مسيحي في الأكثرية على مرجع رئاسي أنه لم يقم على شرفه وزوجته عشاء اجتماعيا حتى الآن كما فعل مع الآخرين.

لوحظ أن ماكينة محددة تولت عبر "المستشارين" تسريب رواية مفبركة عن اشتباك بين قطبين مسيحيين في المعارضة، وأخرى حول ما يردده قطب مسيحي عن تأثير الأزمة اذا استمرت على وضعية مرجع رئاسي في المستقبل!

المستقبل

علم أن مشاورات غير رسمية تجري بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن بشأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول مجريات القرار 1701 قبيل جلسة المناقشة المغلقة الثلاثاء.

تقول أوساط مطلعة إن العديد من الموظفين رفيعي المستوى في الإدارات والوزارات بدأوا يستفسرون عن الوزراء الجدد الذين سربت أسماء وصولهم إلى مناصب وزارية لاسيما أولئك الذين يعتبرون جدداً في العمل الحكومي.

لاحظت أوساط ديبلوماسيّة أن فرنسا، التي لديها علاقة محرجة مع إسرائيل في هذه المرحلة، تقوم بإطلاق مواقف متشددة حيال إيران وبرنامجها النووي في مسعى لإرسال إشارات إيجابية الى إسرائيل وإعادة التقارب بينهما.

اللواء

تردّدت في الصالونات السياسية معلومات تُشير إلى أن رئيس كتلة نيابية يزمع الخروج مع كتلته من تكتل كبير·

تدور حمّى اتصالات داخل فريق أكثري على خلفية توزير أحد النواب، ضمن حصة الطائفة·

يستعد وزير في حكومة تصريف الأعمال، أطلق تياراً سياسياً، قبل أيام للرد في انتخابات البلدية على الخسارة النيابية؟·

الشرق

سياسي شمالي استغرب نقل معلومات عنه تصف مرجع روحي من طائفته بانه اضاع البوصلة السياسية؟!

موقع الكتروني لتيار سياسي تبنى اخبارا مستوحاة من موقع اعلامي مماثل تبين لاحقا انها تفتقر الى الحقيقة؟!

نائب سابق توقع حكومة من غير النوع الذي يجري تسويقه من جانب المعارضة!

صدى البلد

لن يستغرق البيان الوزاري للحكومة العتيدة وقتاً طويلاً على اعتبار أن المسلمات تمّ الاتفاق عليها بين كل الأطراف.

يسعى أحد المصلحين إلى جمع البطريرك صفير بالعماد عون بعد ولادة الحكومة خصوصاً أن الطرفين أبديا استعدادهما للقاء.

تسمية أحد الوزراء المحسوبين على جهة حزبية ستشكّل مفاجأة للقيادة الحزبية.

 

بري: إن شاء الله سأفطر رسميا

نهارنت/أفادت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الاخير تابع اتصالاته الجمعة بواسطة النائب علي حسن خليل على خطى "بيت الوسط" (الذي نفت مصادره ذلك) والرابية مع العماد عون استعجالاً لولادة الحكومة بعد الاقتراحات الثلاثة التي قدمها، على ان تتم ولادة الحكومة في "الويك أند" على ابعد تقدير. وسألت "النهار" رئيس المجلس: "اذا لم يحصل هذا الأمر في عطلة نهاية الاسبوع، فماذا ستفعل؟ فأجاب: "انتظروني يوم الاثنين المقبل اذا لم تؤلف الحكومة". وعمّا اذا كان كلامه يعني أنه سيفطر رسمياً؟ أجاب: "ان شاء الله". وعلم ان الرئيس بري أطلع الرئيس سليمان على الخطوة التي أعلنها الخميس الماضي. كما أبلغ الرئيس المكلف ان لا مشكلة لديه في ما يتعلق بالحقيبة الثالثة التي من حصته التي تشمل الخارجية والصحة وكان بري أكد الجمعة ان "من حق المقاومة أن تحصل على سلاح من أي مكان في العالم". وأعرب بري عن "استغرابه من مطالبة اسرائيل بفتح تحقيق دولي في قضية الباخرة فرانكوب والتي زعمت أنها تحمل سلاحاً إلى حزب الله، منبها ً من "محاولة لتوريط لبنان". وتساءل عما "إذا قامت اليونيفيل بتفتيش الباخرة أثناء عبورها المياه الدولية إلى قبرص"، معتبرا ً ان "القرصنة الإسرائيلية اعتداء جديد على لبنان، واسرائيل تحاول أن تجد الدليل لتطهير تقرير غولدستون". ولفت الى انه "في حال كانت الرواية الإسرائيلية صحيحة فكيف تم إطلاق سراح القبطان والطاقم العامل ولم تستغرق عملية إحتجازها أكثر من 36 ساعة"، مؤكدا ً انه لا "يطرح هذه الأسئلة للدفاع عن المقاومة لأنها ليست بحاجة إلى دفاع وليست موضع اتهام".

 

عون: الشيعة لا يريدون مشروع ولاية الفقيه والقاعدة قتلت الحريري

نهارنت/اعترف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بوجود "نمط سياسي مع حزب الله يختلف عن نمط التيار الوطني الحر"، مؤكداً أن "التفاهم مع الحزب لا يزال كاملاً، والوضع الأمني الذي استوجبه بالدرجة الأولى لا يزال قائماً، فهو تفاهم أمني ـ دفاعي وفيه إصلاح". وإذ دافع في حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط" عن "سلاح حزب الله الموجود منذ 27 سنة، والذي لم يؤذِ أحداً في الداخل"، أكد عون أنه لا يتخوف مطلقاً من مشروع "حزب الله" و"ولاية الفقيه" الذي يتم التحذير منه، موضحاً أن "هناك استحالات عدّة للوصول إلى مشروع ولاية الفقيه، أولاها أنه بصرف النظر عن معتقد البعض في "حزب الله"، فإن الشيعة في لبنان لا يريدون مشروع ولاية الفقيه، كما أن التكوين السكاني للبنان لا يسمح بذلك.

وأشار إلى "سلاحٍ آخر على الأرض اللبنانية ارتكب مجازر ضد الجيش (في اشارة الى فتح الاسلام) ولا يزال هذا السلاح يتسبب بتفجيرات وضحايا مثل تفجيرات طرابلس والمتن، إضافةً إلى التفجير الأول الكبير، أي اغتيال الرئيس رفيق الحريري". وأعرب عن اعتقاده أن هذا الاغتيال نفذته "القاعدة"، منتقداً مسار التحقيق في جريمة اغتيال الحريري لأنه "لو كان مسار التحقيق القائم سليماً لتم التوصل إلى نتيجة"، ومبدياً خشيته من أن "تكون هناك مؤشرات تم إهمالها". ولفت إلى أن هدفه الاستراتيجي عندما كان يقاوم سوريا هو "إنهاء الحالة الصدامية"، معتبراً أنه "لا يوجد شعور شخصي على مستوى الدولة، بل أحياناً تكون العلاقات بعد انتهاء الحرب أقوى بين المتخاصمين لأنهم عاشوا الحرب وتوصلوا إلى استنتاجات معينة". وعن المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، اعتبر عون أن "تعامل المسؤولين في الكنيسة مع القضايا السياسية اليومية ويوميات الحكم أمر غير مسموح به دينياً في الأساس، والكنيسة بذلك تكون قد انحرفت عن موقعها الأساس". وأضاف: "أنا أشعر بأنهم يتعاملون معنا بحالة عدائية عندما قالوا إن لبنان سيكون في خطر إذا فزنا، حينها اعتبرتها حرباً تشن علينا، تخطيناها، لكن رضي القتيل ولم يرضَ القاتل، فدخلنا في قضية توزير الخاسرين وحكومة الأكثرية وإلى ما هنالك، ويبدو أن هناك استشراساً في محاولة التصادم معنا". وتابع :"صحيح أنني لا أتأثر، لكن لي الحق من حين إلى آخر أن آخذ موقفاً، فأنا لا أستطيع أن أمشي وراء أناس يشاهدون كابوساً في نومهم، ونكون مجبرين على أن نخاف معهم، أنا لا أرى كوابيس، بل أحلم، وأحلامي جميلة، وأسعى دائماً إلى تحقيقها". ووصف عون ما حصل في حادثة طوافة النقيب سامر حنا بالـ "كارثة، وهو حادث كبير ومؤلم جداً بالنسبة إلى الأم والأب اللذين فقدا ابنهما، لكن لا يمكن اعتباره اغتيالاً"، قائلاً: "لم يكن هناك تعمد، فلا جريمة تنسب إلى جماعة، وقد دفعنا ثمن هذا الحادث في الانتخابات حيث استغل هذا الموضوع ضدنا".

 

توقيفات جديدة لإخوة "السيغمو"

نهارنت/أوقفت مديرية استخبارات الجيش 3 أشخاص في صيدا خلال اليومين الماضيين، على خلفية التحقيق مع الموقوف المتهم بالانتماء إلى "فتح الإسلام"، فادي إبراهيم الملقب بـ "السيغمو". وذكرت مصادر أمنية لصحيفة "الأخبار" أن الموقوفين الثلاثة كانوا على علاقة بـ "السيغمو"، متوقعة حصول توقيفات جديدة في الملف ذاته وفيما تكتمت المصادر على مضمون التحقيق مع الموقوفين، لفتت أخرى إلى أن ما أدلى به السيغمو هو "فائق الأهمية".

 

اكسروا شوكة الحوثيين  

  طارق الحميد

7تشرين الثاني ٢٠٠٩ /المصدر : الشرق الأوسط

لا مجال للتعامل مع الاعتداء الحوثي على الأراضي السعودية، والذي راح ضحيته عدد من رجال حرس الحدود غدراً، ناهيك عن بعض المدنيين، إلا بالرد الرادع وكسر شوكتهم، وبشكل حاسم وسريع. فما تجرأ عليه الحوثيون ليس بعمل عابر، بل هي عملية مدروسة ومعروفة الأبعاد. فما يريد الحوثيون فعله هو التصعيد مع السعودية للهروب إلى الأمام من ورطتهم في اليمن، وقبل هذا وذاك، خدمة أهداف الإيرانيين التي أبرزها إشغال المملكة العربية السعودية بجبهة مشتعلة، وعلى الحدود السعودية.

فمنطقة جبل دخان، أو الحدود البرية السعودية مع اليمن، هي منطقة ملتهبة أساساً بعمليات تهريب السلاح، وكذلك عمليات تسلل مقاتلي «القاعدة» إلى الأراضي السعودية، ولذا فإن الهدف الواضح لما أقدم عليه الحوثيون من اعتداء على الأراضي السعودية، وعلى رجال سلاح الحدود، هو إرباك الحدود السعودية، وإشغالها، بحيث يستفيد الحوثيون من شحن مشاعر البعض في الداخل اليمني، وإشغال حرس الحدود السعودي لكي يستفيد أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي من هذه الظروف، وبالتالي يتسنى لهم التسلل إلى داخل السعودية، والأمر الآخر هو أن طهران تريد إرسال رسالة إلى الرياض مفادها أن إيران على مشارف الحدود السعودية.

وبالطبع فإن احترام سيادة وأراضي اليمن أمر محسوم بالنسبة للسعوديين، وهو ليس مجال تساؤل، أو مساومة، وهذا ما سمعته من مسؤول سعودي، وبشكل واضح، إلا أن التصدي للحوثيين، وكسر شوكتهم، ما هو إلا دعم كامل لليمن، وقبل هذا وذاك، هو حفاظ على أمن السعودية، وحق من حقوقها بعد أن تجرأ الحوثيون على أراضيها، وسيادتها.

وعندما نقول كسر شوكتهم فالمعنى واضح وهو تلقينهم درسا قاسيا، ليكون عبرة لهم، ولعملاء إيران في المنطقة، فالأمن السعودي، والأراضي السعودية ليسا موقع مساومة، كما أن ما يحدث ليس نتاج مشاكل داخلية في اليمن، بل هو نتاج تدخل خارجي في الأراضي اليمنية تطور إلى أن وصل إلى ما وصل إليه على الحدود السعودية.

فالدعم الإعلامي، وتزويد الحوثيين بالأسلحة من قبل إيران، وهو أمر أعلنته الحكومة اليمنية مرارا، وآخر تلك الأحداث السفينة التي أوقفتها السلطات اليمنية، وتقوم بالتحقيق مع طاقمها الإيراني، حيث اتهمتها بتمويل الحوثيين بالأسلحة، ما هو إلا دليل واضح على حجم تورط طهران في هذا الصراع المراد منه تحويل اليمن إلى أرض صراع ومصدر قلاقل.

وكما قلنا، مرارا وتكرارا، فإن أمن اليمن ووحدته خط أحمر، وإن ما يحدث في اليمن خطر على أمن السعودية القومي، وعلى دول الخليج أيضا، ولا يجب التهاون في هذا الأمر على الإطلاق، أو تركه مسرحاً للوساطات الزائفة لكل من يريد البحث عن دور بمنطقتنا، وعليه فطالما أن الحوثيين تجرأوا على الأراضي السعودية فإن الرد المناسب يجب أن يكون في كسر شوكتهم، كما تفعل الرياض اليوم، لأن في ذلك رسالة مهمة لمن يستسهلون اللعب بأمن السعودية واستقرارها، رسالة مفادها أن الثمن مكلف جدا.

 

 بين الميثاق الوطني والتخريف الحزبي   

  مصطفى علوش

٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩ /المستقبل

"سأكتم عن ذوي الجهل طاقتي ولا أنشر الدر النفيس على الغنم" (الشافعي)

التخريف والخرافة:

هناك عبارة شائعة يستعملها العموم في وصف من تخونه الذاكرة بـ"أرذل العمر" وهي التخريف، والواقع أن هذه العبارة هي أوسع من هذا التعريف فهي تعني تأليف الخرافة، أو (Fabrication)، وهي عملياً عرض أحداث متخيلة، تحاكي الواقع أو أجزاء منه في معظم الأحيان، وتؤلف الباقي على أساس انه جزء من الوقائع.

وهناك نوعان من التخريف أولهما غير مرضي وهو شائع لدى الأطفال المتأثرين بالحكايا والقصص السحرية أو الأفلام التي تدهش الخيال. أما النوع الثاني فهو التخريف المرضيّ حيث يبتكر المخرف تلقائياً روايات حقيقية ولكنه ينسبها الى نفسه (دون كيشوت مثلاً) ليسترعي الاهتمام أو ليستدر الاحاسيس من قبل السامعين. وقد أكدت دراسة العالم النفسي جان بياجيه أن التخريف جزء لا يتجزأ من عملية بناء الواقع لدى الأطفال تحت عمر سبع سنوات عندما يخترعون قصصاً لا يصدقونها حتى يتجنبوا التفكير، أو لانهم لا يعرفون الجواب أصلاً، أو لانهم متعلقون باعتقادات سابقة. أما التخريف لدى الراشدين فهو من العلامات الفارقة لعوارض "الهستيريا" والمصابين بهوس "الكذب المرضي" أو لدى الأشخاص المزهوين بأنفسهم الضعيفي الذكاء، ويكون التخريف عادة للتعويض عن دونية متاصلة ولإخفاق وجداني يمكنه أن يولد حالاً من الهذيان الانفعالي أو المتخيل.

ويعتبر المخرف الراشد نتاج خيالاته بأنها ذكريات صحيحة حسب جان دولي فيخدع نفسه ومن حوله، وهذه حالة شائعة في مرض "كورساكوف" الذهاني حيث تظهر فجوات في الذاكرة يتم ملؤها بتأليف قصص للمسامرة تظهر معها وقائع جديدة وأحداث خالية من المنطق وبعيدة عن الذكاء. وقد يكون أصل بعضها الشهادات الكاذبة أو وشايات وتصريحات مبنية على التخريف.

التخريفة الحزبية

ما لنا ولأحاديث علم النفس فموضوعنا اليوم هو تخريفة أتت على لسان أحد أعلام حزب كبير في المعارضة في معرض حديثه عن البيان الوزاري للحكومة القادمة. يقول صاحبنا: "إن اتفاق الطائف وفق البند المتعلق بإزالة الاحتلال الإسرائيلي تحدث عن المقاومة! وبالتالي فالمقاومة "أمر ميثاقي وليست أمراً يمكن تجاوزه لأن في ذلك انقلاباً على اتفاق الطائف!".

 

لست أدري كيف توصل صاحبنا الى هكذا استنتاج ولا حتى على أي نص من وثيقة الوفاق الوطني قد بنى ما قاله، فقد جاء في اتفاق الطائف في المقطع المعنون "تحرير لبنان":

-1 العمل على تنفيذ القرار 425.

-2 العودة الى اتفاقية الهدنة.

-3 اتخاذ كافة الإجراءات لتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها ونشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والعمل على تدعيم قوات الطوارئ الدولية في الجنوب لتأمين الانسحاب الإسرائيلي وإتاحة الفرصة لعودة الامن والاستقرار في منطقة الحدود. وحسب ما فهمت فإن صاحبنا كان قد بنى هذه الفرضية على جملة "اتخاذ كافة الإجراءات لتحرير الأراضي اللبنانية" وهذا يعني انه بإمكان أصحاب المخيلة الخصبة فقط القدرة على استنتاج ما تم استنتاجه، مع العلم أن صاحبنا هو نفسه صاحب المخيلة التي استنتجت تعاون قوى 14 آذار مع العدو الإسرائيلي.

ولكن الواقع هو أن المقاومة بشكل عام، وفي حال الوقوع تحت الاحتلال أو تحت الظلم، لا تحتاج عادة الى دستور أو وثائق لأنها جزء من الحق الإنساني العام ضد الظلم والإكراه لأن مبدأ حرية الخيار هو أصل الحقوق الإنسانية، وتكون هذه المقاومة موجهة عادة ضد السلطة القائمة وعلى أرضها، أو أحياناً ضمن الأراضي المحيطة، وفي حالات أخرى في مناطق بعيدة حيث تمارس نوعاً من المقاومة السياسية. والأمثلة كثيرة في التاريخ من المقاومة الفرنسية ضد النازية والمقاومة الهندية بقيادة غاندي ضد البريطانيين والمقاومة الفيتنامية ضد الأميركيين ومن قبلهم الفرنسيون ومجموعات أميركا اللاتينية على مختلف اسمائها وأشكالها وغيرها من المجموعات.

ولكن وإن كانت المقاومة حقاً للشعوب فإن هذا الحق لا يعطيها القدرة على تخطي القوانين الدولية ولا استباحة سيادة أي دولة إلا في حال كانت تقاتل ضدها. يعني، بما أن حزب صاحبنا ليس في مواجهة مع الدولة اللبنانية فلا يحق له خرق سيادة هذه الدولة وتخطي قوانينها.

واقع الدستور:

فإذا كان صاحبنا ينسب تشريع المقاومة لفقرة غامضة في اتفاق الطائف، فان حزب صاحبنا بواقعه الحالي يشكل خرقاً فاضحاً للدستور في عدة بنود:

أولاً: المادة 49 التي تنص على أن "رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة".

ثانياً: في بند بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية حيث يعلن عن "حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها الى الدولة اللبنانية خلال ستة اشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني".

ثالثاً: في الفقرة التي تنص على ان "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك" وهي الفقرة الأهم لان استخدام السلاح للإخلال بالتوازن الوطني واستدراج باقي أطياف اللبنانيين الى التسلح لمواجهة خطر يضرب العيش المشترك. كما أن السلاح يعطل الدولة ويضرب المنطق الديموقراطي البرلماني الذي نص عليه الدستور.

واقع الحال: بالمحصلة، فإنه بناء على ما سبق فلا داعي لصاحبنا أن يخترع تخريفة جديدة لينسب وجود حزبه بواقعه الحالي وشرعيته الى الدستور، فحزبه في واقعه الحالي قائم على الأمر الواقع وقد كرس وجوده من خلال قوة السلاح وليس من خلال شرعة القانون.

 

  لبنان في مجلس الأمن... تحديات تفترض بنية داخلية

السبت, 07 نوفمبر 2009/الحياة

زياد الصائغ *

: 110725B.jpgبعد غياب أكثر من خمسين عاماً يعودُ لبنان عضواً غير دائم في مجلس الأمن. تستيقظ ديبلوماسيته بعد أعوامٍ من الاستقالة القسرية والاستباحة المفروضة. ولبنان العائد الى صميم نبض الشرعية الأولية غارقٌ في انقساماته الداخلية العامودية والأفقية، على أن مقولة التوافقية الهشة قد تصبح في الداخل، أما في ما يتعلق بسياسة لبنان الخارجية، فثمة ما يدعو الى التفكر فيها في منظومة القيم، ناهيك بصياغة الموقف وصولاً الى آليات التحرك مع عواصم القرار في أروقة الأمم المتحدة. وهذا التفكر متأتٍّ من الحاجة المُلحة الى انتاج منهجة الخطاب الديبلوماسي اللبناني في الكثير الشائك من القضايا الدولية المطروحة على طاولة البحث، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، أي معركة قيام دولة فلسطين وحماية القُدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. ثمة أيضاً مسائل أخرى يقتضي متابعتها من مثل المحكمة ذات الطابع الدولي، والقرار 1701. ولكل من هذه المسائل مواكبون ومنظرون. ما يعنينا تحديداً في هذه العجالة كيفية خوض الديبلوماسية اللبنانية مواجهتها مع اسرائيل. ولا يفيد في هذا السياق الإلماح أن لا قيمة لمنطق الشرعية الدولية، والاحتكام الى القوة وحده ضنينٌ باستعادة حقوق مسلوبة. ومن المهم انسجامٌ في موقف احترام قرارات الشرعية الدولية والمطالبة بإنفاذها عبر توثيق الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وتحويلها الى شكاوى دائمة، وما الضير في الدعوة الى جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي في هذا الإطار. لكن تحصين التحرك الديبلوماسي يجب أن ينتجُ من استقرارٍ داخلي وتثبيت لأُسس النظام الديموقراطي، وبالتالي ارساء مفهومٍ موحد لمخاطبة المجتمع الدولي، الذي يبدو أنه مصممٌ على التطلع الى لبنان مساحة حوارٍ عالمية فريدة، رغم ان مؤشراتٍ غير مُريحة الى إمكان تعطل نظامه، تتبدى متلاحقةً وليست أسبابها بخفيةٍ على أحد.

الأهم في كل ما سبق امكانية اطلالة اللبنانيين مؤسساتٍ دستورية، ونخب سياسيةٍ وقانونية وأكاديمية على السبيل الأجدى لتمكين لبنان من الإفادة من مقعده غير الدائم في مجلس الأمن، والذي سيشغله لمدة عامين ابتداءً من الأول من كانون الثاني (يناير) 2010. وإمكانية الإطلالة على هذا السبيل لا تستقيم سوى بتحديد أولويات المبادرة في حقبة شُغل لبنان هذا المقعد، بما يُنقذه من صوريةٍ عاجزة. وقد يكون خطاب رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان مدخلاً في ترتيب سلم أولويات المسؤوليات الواجب أن يضطلع بها لبنان في مجلس الأمن، وهذا لا ينفي ضعف تطلع الاضطلاع بهذه المسؤوليات في غياب ورشة اصلاح داخلية، والحديث عن خطاب الرئيس سليمان الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيه عناصر ثلاثة مؤسسة تطرحُ تحدياتٍ كيانيةً على لبنان دولةً وشعباً وشهادة وجودية.

أولها الانخراط في ورشةِ اصلاح النظام الداخلي للأمم المتحدة وبالتالي مجلس الأمن. وثانيها بلورة رؤيةٍ فاعلة لدعم عودة اللاجئين الفلسطينيين الى دولتهم فلسطين المؤجّلة والواجب أن تقوم، انطلاقاً من روحية العدالة الدولية. وثالثها تفعيلُ القاعدة التوافقية في لبنان بالاستناد الى روحية الحوار المتوازن بمنأى عن مرمى تحقيق مآرب سياسية عبر توسل العنف.

مجلس الأمن ومهزلة «الفيتو»

لبنان عضوٌ مؤسسٌ في الأمم المتحدة. ولبنان أحدُ فلاسفة الشرعةِ العالمية لحقوق الإنسان. والأمم المتحدة كضامنةٍ للعدالة الدولية تتبدى في موقع العجز، وتحديداً عند انعقاد مجلس الأمن، من الوقوف في وجه «فيتو» يأتي تحديداً من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

ومثالان على ذلك التنازع الأميركي - الروسي في معظم الأوقات حين تطرح مشاريع بيانات أو تقارير تتعلق بفلســـطين والعـــراق وإيــران وكوريا الشمالية وحتى جمهورية الصين الشعبية. لبنان معني أولاً بفلسطين وحتماً بالــعراق عمقاً عربياً. ويجب أن يكون له موقفٌ من القضايا الأخرى. لكن قد يكون ملحاً أن يطلب لبنان عقد جلسةٍ خاصة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن حتى، لمناقشة مبدأ «الفيتو» وبالتالي انهـــاؤه من حـــــيث هو آلية تعطيلية للعدالة الدولية. انها معركة ديبلوماسية أولى يجب أن يخوضها لبنان رأس حربة مع العالم العربي وأوروبا.

2 - فلسطين «الدولة» و «العودة»

حفاظاً على حق العودة يرفض لبنان التوطين، بمعنى النقلِ الاستراتيجي لرفض التوطين من سياقات الاستغلال المذهبيّ لمصلحة اختبارات العدالة الدولية. وحفاظاً على حقِّ العودة يؤيدٌ لبنان قيام دولة فلسطين التي نص عليها بشكلٍ غير مباشر القرار 181، وإحدى تجليات هذا التأييد الواجب استكمالها اجراءات تأكيد وضعية سفارة دولة فلسطين في لبنان.

فلسطين «الدولة» و «العودة» يقتضيان بناء ملفِّ تفاوضي متكامل، لا يكتفي بشعارات ممانعة الاستسلام الهزيلة. القـــواعدُ القـــانونية الديبلوماسية تقتضي الارتكاز الى بحثٍ في حقوق لبنان واللاجئين الفلســـطينيين على حدِّ سواء على كل المستويات. انها معركةٌ ثانية يجب أن يخوضها لبنان رأس حربة.

3 - لبنان التوافقي بسيادة الديموقراطية

من غير الجائز تسويق لبنان ديموقراطيةً توافقيةً نموذجية، فيما تقوم فيه تغيرات على أساس توسل القوة. وقد يكون من مسؤولية المجتمع الدولي أن ينتزع للبنان أراضيه المحتلة من اسرائيل، ما يجعله متفرِّغاً لإعادة ترتيب بيته الداخلي، بحيث تكون المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية وحدها مسؤولة عن بسط سيادتها على أراضيها، ولا يعود لبنان بحاجةٍ حتى الى صمام أمان القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة. تمكين لبنان - الدولة من أن تكون وحدها صاحبة السيادة على أرضها، تبدو المعركة الديبلوماسية الثالثة التي يجب أن يخوضها لبنان رأس حربة. لبنان المنُهك سياسياً في الداخل، هل يكون على مستوى تحديات الديبلوماسية العالمية ليثبت انه وطنٌ يتوق الى دولة؟ لنعمل كلنا على ذلك، وقد يكون لأشقاء لبنان العرب وأصدقائه في المجتمع الدولي دورٌ أساس في هذا الإطار.

* كاتب لبناني

 

عون اضطر أن يودع موافقته لدى سورية واستئثاره بكل الحقائب يهز علاقته بحلفائه

السبت, 07 نوفمبر 2009

بيروت - «الحياة»تبدّل فجأة المشهد السياسي في لبنان لمصلحة الاسراع في تشكيل الحكومة العتيدة التي يفترض أن تبصر النور بين ساعة وأخرى باعتبار أنه لم يعد هناك من عائق سياسي يؤخر ولادتها، خصوصاً بعد الزيارة الخاطفة لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الى دمشق مصطحباً الوزير السابق ميشال سماحة.

ومع أن زيارة باسيل أخذت شكل واجب اجتماعي لتعزية المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان بوفاة والدتها، فإن المتابعين للاتصالات المكثفة التي أجريت في اليومين الأخيرين بين بيروت ودمشق والتي بلغت ذروتها بعد عودة وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران يؤكدون لـ «الحياة» أن باسيل أجرى على هامش التعزية محادثات سياسية بامتياز مع كبار المسؤولين السوريين الذين أبلغوه رسالة من الرئيس بشار الأسد مفادها أن تأليف الحكومة يجب أن يتم قبل نهاية هذا الأسبوع وأن من غير الجائز التباطؤ في اتخاذ الموقف النهائي طالما أن الحقائب التي يعرضها الرئيس المكلف سعد الحريري على رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون باتت تشجعه على المشاركة وأن لا مصلحة لأحد في الاستمرار في المراوحة.

ويؤكد المواكبون للاتصالات أن عون أوفد باسيل الى دمشق بعد أن اقتنع بأنه لم يعد أمامه سوى القبول بعرض الحريري وأن لا جدوى من الاستمرار في لعبة شد الحبال في محاولة لتحسين شروطه في الربع الساعة الأخير من موعد اعلان التشكيلة الوزارية، وألا فإنه سيصطدم بحائط مسدود.

ويضيف هؤلاء أن عون اختار العاصمة السورية «ليبيعها» موافقته على عرض الحريري خصوصاً بعدما شعر بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بات على قناعة بأن هذا العرض غير قابل للتعديل وأنه أكثر من عادل ووازن، إضافة الى أن حليفه «حزب الله» أخذ في اليومين الأخيرين على عاتقه مهمة اقناعه بالموافقة عليه مع أن حليفه الآخر زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية كان أول من نصحه بقبول العرض لكنه لم يأخذ بنصيحته وأدار له ظهره، ما اضطر فرنجية الى التنحي عن المهمة التي بدأها بين الحريري وعون بمباركة سورية مباشرة من الأسد.

إلا أن تنحي فرنجية عن مهمته التوفيقية لا يعني أنه خرج منها فارغ اليدين بمقدار ما أنه نجح في التأسيس للاختراق السياسي الذي مهد الطريق أمام التوافق اضافة الى أنه قطع شوطاً لا بأس به على طريق تطبيع علاقته بالحريري بعد قطيعة سياسية وشخصية استمرت أكثر من أربع سنوات ولقي لدى الأخير تقديراً خاصاً لدوره، لا سيما أن زعيم «المردة» لم يبحث عن دور له من وراء مبادرته الى هذه الوساطة الصعبة والمتعبة في آن معاً، ولا عن مكاسب شخصية طالما أنه كان السباق في التنازل عن تمثيله بحقيبة وزارية. حتى أنه لم يمانع عدم تمثيله بوزير دولة إذا كان موقفه يدفع باتجاه «تنعيم» موقف عون.

كما أن قرار عون الاستغناء عن الدور التوفيقي لفرنجية، تسبب له - كما يقول المواكبون للاتصالات - في احراج حليفه «حزب الله» مع أنه لم يتخل عنه ولو للحظة لأنه كان يفضل أن يستجيب عون لرغبة فرنجية المتعاون مع المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل في تسهيل مسألة تأليف الحكومة لما للتأخير من ضرر سياسي، خصوصاً بعدما تبين أن سببه استبدال حقيبة عادية بأخرى مماثلة.

لكن، لماذا قرر عون ايداع موقفه المؤيد للاسراع في تأليف الحكومة لدى دمشق بدلاً من أن يسلفه لحليفه فرنجية؟

في الاجابة عن السؤال يؤكد المواكبون أن هناك مجموعة من التراكمات السياسية، على الأقل من جانب عون، دفعته الى عدم التناغم مع دور فرنجية في شأن التقريب في وجهات النظر بينه ورئيس الحكومة المكلف.

ويلفت المواكبون الى أن أولى التراكمات بدأت عندما نصح فرنجية عون بعدم توزير صهره جبران باسيل الذي سارع الى الاعتراض على النصيحة بذريعة أن عدم توزيره سيصيب «التيار الوطني الحر» بالاحباط وذلك خلافاً للأسباب الموجبة التي عرضها فرنجية في معرض تبريره لصرف النظر عن توزير باسيل. ويؤكد هؤلاء أن فرنجية لم يقتنع بدفاع عون عن صهره لا سيما أن الأول كان نصحه بأن هناك في «التيار الوطني» وفي «تكتل التغيير» من الكفاءات ما يتيح لعون اختيار البديل.

كما أن عون لم يقتنع لاحقاً بنصيحة فرنجية بعدم اسناد الاتصالات الى باسيل، إضافة الى أنه تعامل مع حليفه على أنه منافس له في الشارع المسيحي وبالتالي من غير الجائز أن يعطيه دوراً في انضاج الظروف السياسية لتأليف الحكومة.

وفي هذا السياق يردد المواكبون أن الاستعداد الذي أبداه الحريري لجهة تقديم كل التسهيلات لتأليف الحكومة والذي أتاح لعون الحفاظ على مواقعه فيها لا يمكن أن يعوض لـ «الجنرال» اهتزاز علاقته بفرنجية و «برودتها» مع النائب طلال أرسلان وعدم استقرارها بالحزب السوري القومي الاجتماعي بسبب جنوح عون الى الحصول على الحصة الكبرى في الحكومة بدلاً من أن «يتنازل» بعض الشيء لحلفائه ويقرر توسيع رقعة المشاركة بحيث تشمل حليفيه أرسلان و «القومي».

كما يردد المواكبون أن التضحيات التي قدمها الحريري أتاحت له أن يكسب ثقة المجتمع الدولي الذي كان من خلال معظم سفرائه في بيروت يتصرف على أن الحريري لا يأخذ بالنصائح وأنه يريد الهيمنة على الحكومة بغية اضعاف عون.

وتبين لعدد من السفراء أن أحكامهم المسبقة على الحريري لم تكن في محلها وأن الرئيس المكلف يخوض مفاوضات صعبة ومتقلبة مع عون الذي يرفض أن يتعلم من واقع الحال السياسي في لبنان بأن أي زعيم عليه أن يتحسب لأنه سيضطر في مكان ما الى تقديم تسهيلات أو تنازلات لمصلحة الوصول الى تفاهم سياسي فكيف إذا كان الأمر يتعلق بتأليف الحكومة. كما تبين لهؤلاء السفراء الأجانب أن الحريري، من خلال صمته وعدم الدخول في سجال مباشر مع عون، نجح في أن يستعيد تدريجاً حليفه رئيس «اللقاء النيابي» وليد جنبلاط الى موقعه الى جانبه بعد سوء التفاهم الذي حصل في أعقاب المواقف التي أعلنها جنبلاط في خطابه أمام الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب التقدمي الاشتراكي في 2 آب (أغسطس) الماضي.

فجنبلاط الذي كان يتمنى في مجالسه الخاصة على الحريري تقديم المزيد من التسهيلات، سرعان ما شعر بأن ما قدمه يكفي لحل مشكلة تمثيل عون في الحكومة وأن على الأخير أن يلاقيه في منتصف الطريق باعتبار أن التنازلات لا تقدم من جانب واحد.

هذا بالنسبة الى الارتدادات المترتبة على عون في علاقته مع حلفائه، أما في شأن سياسة المراوحة التي اتبعها في مفاوضاته مع الحريري ولاحقاً مع فرنجية فإنها دلت على أنه لم يقرأ جيداً أبعاد التفاهم السوري - السعودي في شأن لبنان، وإلا لما كان أطال أمد المفاوضات من دون أن يحصل على تعديلات أساسية على الحصة الوزارية المعروضة عليه والتي كان لفرنجية دور في تظهيرها.

فـ «الجنرال» لم يدرك إلا أخيراً أن العلاقات السعودية - السورية أخذت تستعيد عافيتها بسرعة بعد القمة التي عقدت في دمشق بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأسد. وكان يعتقد كما قال له بعض حلفائه بأن الوضع اللبناني لم يحتل حيزاً رئيساً في القمة وبالتالي فإن الرهان على نتائجها لجهة خلق المناخ لتأليف الحكومة ليس في محله.

كما أن عون - وبحسب المصادر المواكبة - كان يعتقد بأن تمديد الأزمة سيفتح الباب أمام تعديل النظام اللبناني بذريعة أن النظام الحالي لم يعد قابلاً للحياة، إضافة الى أنه لم يحط نفسه بعدد من الذين يجيدون القراءة في ملف العلاقات السورية - الايرانية وإلا لماذا وضع نفسه في موقع المراقب بدلاً من أن يستبق المحادثات بين المعلم ومتقي ويبادر من تلقاء ذاته الى التكيف بما يعفيه من كل هذا الاحراج.

 

استنساخ حزب الله في اليمن

عبد الرحمن الراشد (الشرق الأوسط) ، السبت 7 تشرين الثاني 2009

مطالعة الحدث الجديد، هجوم الحوثيين اليمنيين المتمردين على حدود جارتهم السعودية شمالا، يفترض منا أن نفهمه من خلال قراءة العمل الإيراني، وليس كحدث أمني يمني داخلي منفصل. فهي من وجهة نظري مسألة إقليمية أكثر من كونها مشكلة محلية.

لدى إيران حاليا على الأقل جبهتان وحزبان، حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين. ومع أن الظروف التي أنجبت الحركتين مستقلة تماما ولا ترتبط بإيران إلا أن حزب الله تحول في الأخير إلى وسيلة لخدمة الخط السياسي الإيراني. وكذلك فعلت حماس لاحقا.

وقد نشأ حزب الله وترعرع، وكذلك حماس، في ظروف تميزت بضعف السلطة المركزية المحلية، اللبنانية والفلسطينية.

والحوثيون ظهروا وثاروا وقاتلوا في ظروف مماثلة. وبالتالي نحن أمام تجربة إيرانية مكررة في استخدام جماعة ثائرة في ظل حكم مركزي ضعيف. ومنذ أن أطلق الحوثيون رصاصتهم الأولى كانت الشكوك تحوم حول طهران لأسباب ترتبط بتواصل الجماعة دراسيا بالإيرانيين، وتطور خطاب قيادتها الفكري، عدا عن سلسلة أدلة مادية على الأرض.

ومن خلال فهم التفكير الاستراتيجي الإيراني في دعم الجماعات الانفصالية والمعادية لخصومها سنجد أننا نواجه حالة مماثلة، وإن لم تكن مطابقة. فالحوثيون على عداء مع حكومة صنعاء الضعيفة خارج عاصمتها، ويسعون علانية للاستيلاء على السلطة بوسيلتين، عسكرية ودعائية. هدف بعيد، لكنه ليس من المحال. والهدف الثاني إقلاق السلطات السعودية وإشغالها، دون تهديدها على اعتبار أن المناطق الحيوية السعودية بعيدة جدا عن مناطق الحوثيين.

الجماعة الحوثية المتمردة رعتها إيران من خلال زعيمها حسين بدر الدين الحوثي، الذي بدأ حركته ضد النظام قبل خمس سنوات مدعيا أن حكم اليمن يجب أن يتم من خلال الإمامة الدينية، ليمنح لنفسه بذلك «شرعية الحكم». والحركة المتطرفة تحاول نشر فكرها في وسط الغالبية الزيدية المعروفة باعتدالها الفكري. الحوثي تبنى فكر «الشيعة المتطرفة» التي تكفر السنة وتوجب قتالهم، كما هو الحال عليه عند خصومها من «السلفية السياسية المتطرفة»، التي أسس عليها فكر «القاعدة» الإرهابي ويحل قتال الشيعة.

فالطرح الحوثي المتطرف يقول بأن السنة مثل اليهود يحملون وزر قتل أنبيائهم، والسنة مسؤولون عن قتل علي وفاطمة والحسن والحسين. طرح يسهل على قيادة الحركة من خلاله افتعال فتنة شعبية تبنى عليها حركة عسكرية انتحارية رخيصة التكاليف قادرة على الاستمرار لسنوات مقبلة، وبالتالي نقل الفتنة من العراق إلى اليمن إلى مائة عام.

وتحويل جماعة صغيرة هامشية في شمال اليمن إلى حزب عسكري وسياسي، بالنسبة لإيران تجربة مكررة تستنسخها عن جماعاتها الأخرى في لبنان والعراق وفلسطين.

وهي تأتي في ظروف ملائمة لإيران التي تعاني من ضغط داخلي لم تعرف مثله منذ ثلاثين عاما. إيران امتهنت استغلال الجماعات المتململة داخليا، في باكستان والعراق ولبنان وفلسطين وأذربيجان ونيجيريا والآن في اليمن.

 

هل هي الحرب السعودية - الإيرانية الأولى؟ 

علي حماده (النهار) ، السبت 7 تشرين الثاني 2009

الانباء الواردة من منطقة جازان السعودية المحاذية للحدود مع اليمن مقلقة على اكثر من مستوى.

اولا، للمرة الاولى ثمة خرق ميداني للاراضي السعودية من فصيل مسلح خارجي. ومع ان المصادر السعودية تتحدث عن اختراق او تسلل محدود فإن مجرد دخول عشرات المسلحين الحوثيين الاراضي السعودية واحتلالهم بعض القمم المحاذية للحدود واستيلائهم لبعض الوقت على احدى القرى يعد حدثا كبيرا بمدلولاته السياسية والاستراتيجية في ما يخص دولة عربية كبرى ومحورية ذات دور اقليمي وعالمي في اكثر من مجال. من هنا فإن حجم العمليات العسكرية قد لا يكون بحجم الابعاد السياسية والاستراتيجية التي تتكون او التي ستتمخض عنها عملية مفصلية كهذه يتداخل فيها عامل يمني محلي (محاولة افلات الحوثيين من حصار القوات العسكرية اليمنية النظامية) واقليمي (المواجهة غير المباشرة بين الرياض وطهران الممتدة من العراق الى لبنان وغزة وصولا الى اليمن).

ثانيا، تبين خلال الاشهر الماضية ومن خلال حجم المواجهات العسكرية بين القوات النظامية اليمنية والحوثيين ان الامر يتعدى مواجهة اهلية نظرا الى الامكانات الواسعة التي يتمتع بها الحوثيون. فالامداد العسكري كبير ويقاس بإمكانات الدول، وليس بإمكانات الميليشيات او القبائل. والامر يفترض تمويلا هائلا بقياس الدول القادرة. وليس سرا ان العلاقة بين الحوثيين و ايران والتي يمكن ان تكون امتدت الى "حزب الله" اللبناني، قد ترسخت في الآونة الاخيرة الى حد باتت معه الحكومة اليمنية ومن خلفها السلطات السعودية تعتبر ان المواجهة، وإن تكن في احد جذورها التاريخية تعود الى معطيات قبلية جهوية اقتصادية يمنية داخلية، فإن وجهها الاهم صار متعلقا بمواجهة تخوضها ايران مع السعودية بالواسطة في حديقتها الخلفية (شمال اليمن) في اطار مواجهة ممتدة في اكثر من موقع عربي في المشرق.

ثالثا، مع وصول النار الى داخل الاراضي السعودية، وحتى بعد إطفائها بفعل القوة السعودية الضاربة و الحاسمة في ارض المعركة، فإن الرسالة الايرانية وصلت ليس الى المملكة وحدها بل الى عدد من الدول العربية التي تشهد اختراقا استراتيجيا ايرانيا لكونه يتسلل الى عمق النسيج الاجتماعي لهذه الكيانات، من البحرين الى الكويت، الى العراق ولبنان، مرورا بالحالة الفلسطينية الغريبة (حماس) وشبيهتها المصرية  (الاخوان المسلمون). فايران ترمي بأوراق متفجرة في كل مكان من المشرق العربي مستغلة فراغا عربيا موصوفا بالكاد قدرت السعودية ومصر على تعبئته وما استطاعت بعدما بلغ الاختراق الايراني حدودا خطرة على الكيانات الوطنية نفسها جراء تغذية انشقاقات مذهبية الهوية سياسية الابعاد تحاول قضم الشرعيات العربية فتستنزفها في اماكن وتكاد تجهز عليها في اماكن اخرى مثل لبنان.

رابعا، ليست المواجهة بين الشرعيات العربية وايران مواجهة سنية – شيعية بقدر ما هي مواجهة بين شرعيات تشعر بأن مشروعا امبراطوريا ايرانيا يقرع ابوابها الخلفية، وفي اكثر من مقام بات يقرع ابواب القلاع الداخلية لتلك الشرعيات. من هنا فإن الخروج من التشتت العربي يمكن ان يكون مدخلا لوقف الاختراق وعكسه. وفي غياب جهد عربي مشترك استراتيجي يضع في صدارة اولوياته منع ايران من العبور الى قلب المشرق العربي بشقيه الشمالي والجنوبي والاستقرار فيه بغية السيطرة عليه  فإنها مسألة وقت قبل ان تتساقط الشرعيات الواحدة بعد الاخرى. ففي الشرق تهديدان عظيما العواقب، الاول اسرائيلي بإعتباره يعمل على ازالة شعب عربي وشطبه فضلا عن انه كيان غريب عن المنطقة و لن يكون له مستقر حقيقي وراسخ ولو بعد مئة عام. والثاني ايراني تكمن خطورته في انه يتسلل الى اعماق الكيانات والمجتمعات العربية ويعمل على تفجيرها من الداخل، تارة يستخدم اوراقا مذهبية، وطورا يستغل اطرا سياسية وفي كلتا الحالتين يمثل تهديدا دائما بحروب وفتن اهلية متنقلة من العراق الى لبنان ففلسطين واليمن والبحرين... وربما غدا السعودية!

في مطلق الاحوال، امام العرب ثلاثة خيارات، الاول وهو الاصعب، محاولة استيعاب التهديد الايراني بكل وجوهه التقليدية الثورية والنووية بفتح باب الحوار الجماعي الجدي مع طهران في محاولة لصوغ اجندة عربية – ايرانية للعقد الآتي يقوم على فهم لطموحات ايران ومصالحها في مقابل تراجعها عن مشروعها في اختراق المشرق العربي، والثاني اكثر يسرا واعظم كلفة يكمن في الاستقالة الجماعية امام الخطر الداهم بالتشتت في الموقف وغياب استراتيجة عربية واضحة تأخذ في الاعتبار المعطى الايراني العظيم الخطورة. اما الخيار الثالث فغامض المعالم يقتضي جهداً من الشرعيات العربية لتكوين جبهة عربية - دولية واسعة والانضمام اليها لوقف المشروع الايراني الذي يجد فيه كل طرف: العرب (التوسعي) والمجتمع الدولي (النووي) على حد سواء، تهديدا لامنه القومي ولمصالحه.

في الانتظار، السؤال المطروح اليوم هو، هل نحن بإزاء الحرب السعودية – الايرانية الاولى؟

 

في الباخرة أسلحة.. وإن يكن؟

موسى عاصي ، الجمعة 6 تشرين الثاني 2009

أسوأ ما في ردّ الفعل السوري على القرصنة الاسرائيلية للباخرة "فرانكوب" ذلك "الخطأ" أو "الجهل" الجغرافي الذي ظهر به وزير الخارجية وليد المعلم، عندما قال ان الباخرة تحمل منتجات من سوريا الى ايران، وفي الحقيقة ان خط سير الباخرة كان في الاتجاه المعاكس تماماً، لكن المعلم أصر، ونتيجة ذلك أن المجتمع الدولي، العالِم بأمور الملاحة البحرية والذي يستند الى ما ستقدمه اسرائيل من دلائل على وجهة الباخرة وحمولتها، لم ولن يقتنع بالرواية السورية.

لكن سوء ادارة سوريا لهذا الملف لا تتوقف عند "جهلٍ" ما في الجغرافيا البحرية، بل تتعداه الى ما يشبه الصدمة، أو الفاجعة لسرعة الوزير السوري في نفي احتواء الباخرة على اسلحةً، وكأنها وباء يجب الابتعاد عنه، أو جريمة بحق البشرية، يخجل صانعها الارتباط بها.

نعم، في الباخرة أسلحة!

أسلحة اشترتها سوريا من ايران، أو منحتها ايران لسوريا، لا فرق، وهي ليست الباخرة الاولى، ولن تكون الأخيرة، لأننا نعيش في الشرق الاوسط، أكبر خزان للأسلحة في العالم، ولأننا نعيش صراعاً مستمراً منذ العام 1948 مع عدو يمتلك من الاسلحة أضعاف ما تمتلكه الدول العربية مجتمعة، والبواخر التي تنقلها الى موانئه لا تتوقف ليل نهار، واتفاقات الشراء، أو الهبات الاميركية تبلغ المليارات من الدولارات كل عام، فلماذا "الحياء" السوري؟

نعم، في الباخرة أسلحة!

كنا نتمنى ان تقف الديبلوماسية السورية الموقف الجريئ والصحيح، وتعلن للعالم أجمع ان الباخرة بحمولتها لها، وعلى اسرائيل اعادتها سالمة غير منقوصة، لأن الاتجار بالسلاح أمرُ شرعته القوانين الدولية، ولأن هذه الشحنة تبقى الى حين وصولها الى الموانئ السورية ضمن المواثيق الدولية التي تحافظ عليها الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان في حق الدول امتلاك وسائل الدفاع عن النفس، عندها فقط كان يمكن اقناع العالم ان ما تفعله اسرائيل في بحرنا قرصنة دولة، يجب وقفه ومعاقبتها عليه.

لكن الوزير السوري اختار "التملص"، فاصابنا الاحباط والخيبة، وحوّل حقنا في التسلح الى تهمة يستخدمها قادة اسرائيل لمعاقبتنا امام المجتمع الدولي، ومنح عدونا حقاً تاريخياً بفرض حصار بحري لا مثيل له على شواطئنا وموانئنا، لأن الأعراف تبدأ بواقعة ثم تتكرر، وواقعة توقيف الباخرة، لا بد ستتكرر!

نعم في الباخرة، أسلحة! وإن يكن؟ كنا نتمنى سماعها من الوزير المعلم.

 

إذا نجح الحريري في تأليف الحكومة بمساعدة سوريا فقد يتحوّل الى حليف لها وبديل من "حزب الله"

رندى حيدر/النهار

استأثرت الازمة الحكومية في لبنان باهتمام تسيفي برئيل متابع الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، فرأى ان هذه الازمة والتطورات الاخيرة في المواقف السورية تفرض على اسرائيل تعديل مقاربتها من لبنان، وكتب: "بعد مرور خمسة أشهر من دون حكومة، بات اللبنانيون مقتنعين ان بلدهم يستطيع العيش من دونها. ومن دون وجود حكومة ليس للمعارضة طرف تخوض ضده معاركها السياسية، وليس لـ"حزب الله" من يهدده، كما ليس لدى اسرائيل طرف تحمله المسؤولية عن اطلاق الكاتيوشا على أراضيها. ولكن كل هذا لا يجعل لبنان بلدا مشلولا...إن التأخير في تأليف الحكومة ليس مسألة شخصية او داخلية لبنانية. فلبنان هذا البلد الصغير وغير المهم استراتيجيا ما زال ألعوبة في يد لاعبين كبار. فبالاضافة الى الحروب التي خيضت ضد اسرائيل على أرضه، فقد جذبت أزمته الداخلية أخصاما من كل أنحاء الشرق الاوسط والعالم. ومن بين الجهات التي تعالج الخلاف السياسي في لبنان الجامعة العربية ومصر وقطر واليمن والاردن وايران وسوريا والسعودية وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا. ولكل دولة مصلحة تتعارض مع الاخرى وتريد أن تظهر نفسها على أنها صاحبة الحل. إن المقاربة الاسرائيلية التي تعتبر ايران وسوريا شخصا واحدا لم تعد دقيقة. فالتقارب بين سوريا وتركيا، واصرار الاسد ظاهرا على معاودة المفاوضات مع اسرائيل، وقصة الغرام المتجدد بين دمشق والولايات المتحدة وأوروبا، كل ذلك يؤكد لايران ان عليها ان تعيد درس وضعها في لبنان.

الى ذلك في حال نجح (رئيس الوزراء المكلف سعد) الحريري في تأليف الحكومة بمساعدة سوريا فهو سيتحول الى حليف لها و"الى دافع لنفوذها في هذا البلد، وقد يتحول الى بديل عن "حزب الله" المدعوم من طهران وخصوصا في حال تعمقت العلاقات بين دمشق والولايات المتحدة. انطلاقا من هذا الافتراض هناك مصلحة لايران في عرقلة تأليف الحكومة الجديدة كي تبرهن انها قادرة على قيادة القوى السياسية في لبنان وأن تظهر لسوريا أنها قادرة على ادارة شؤون هذا البلد.

في هذه الاثناء يحاول "حزب الله" ان يظهر بمظهر الحياد، وأن يبين ان الخلاف الحاد للحريري هو مع حليفه ميشال عون وتياره وليس مع الحزب. ولقد حاول أركان الحزب استخدام نفوذهم لدى عون لكن هذا الاخير رفض التنازل عن موقفه مفترضا ان الحريري لن يرغب في الاستمرار في تأليف الحكومة الى ما لا نهاية.

ولكن المشكلة الاساسية أن الفراغ السياسي سيؤدي الى زيادة دور الدول الخارجية مثل ايران التي ستزيد السيطرة على لبنان. وهذا ما يقلق اسرائيل التي لا تجد جهة مسؤولة في لبنان يمكن أن تتوجه اليها احتجاجا على خرق التفاهمات او قرارات مجلس الامن مثل القرار 1701".