المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
15 تشرين الثاني/2009

إنجيل القدّيس مرقس .22-18:2

وكانَ تَلاميذُ يُوحَنَّا والفَرِّيسِيُّونَ صَائِمِين. فجَاؤُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لِمَاذَا تَلامِيذُ يُوحَنَّا وتَلامِيذُ الفَرِّيسيِّينَ يَصُومُون، وتَلامِيذُكَ لا يَصُومُون؟». فقالَ لَهُم يَسُوع: «هَلْ يَسْتَطيعُ بَنُو العُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالعَريسُ مَعَهُم؟ ما دَامَ العَرِيسُ مَعَهُم لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. ولكِنْ ستَأْتِي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَريسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، فحِينَئِذٍ في ذلِكَ اليَوْمِ يَصُومُون. لا أَحَدَ يَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً في ثَوْبٍ بَالٍ، وإِلاَّ فَٱلجَدِيدُ يَأْخُذُ مِلأَهُ مِنَ البَالي، فيَصِيرُ الخِرْقُ أَسْوَأ. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَٱلْخَمْرَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُتْلَفُ الخَمْرَةُ والزِّقَاقُ مَعًا. بَلْ تُوضَعُ الخَمْرَةُ الجَدِيدَةُ في زِقَاقٍ جَدِيدَة».

 

"حزب الله" تحت المجهر في كندا بعد أذربيجان ومصر

 كشفت مصادر خاصة أن جهاز الامن القومي الكندي ينشط بشكل فعال أخيراً حول الجالية اللبنانية التي تعد من أكبر الجاليات, مشيرة إلى أن الجهاز الامني في كندا يتخوف من نشاط ما مرتبط بشكل مباشر ب¯"حزب الله", يتوقع أن ينتج عنه حدث أمني داخل حدود البلاد. وأكدت المصادر المقيمة في كندا لموقع "بيروت اوبزرفر" الإلكتروني أن الجالية اللبنانية بدأت تستشعر هذا الحرص الكندي من خلال التضييق عليها, موضحة أن هذا الأمر يظهر في المعاملات التي يحتاجها المقيم في كندا و من خلال بعض التحقيقات التي تجريها السلطات الكندية تحت ذريعة العشوائية. وفي السياق نفسه نشرت إحدى الوسائل الاعلامية تقريراً حول الجالية اللبنانية في كندا يلقي الضوء فيه حول قيام بعض الحاصلين على الاقامات بعمليات تزوير أو خداع, حيث يقيم حامل بطاقة الاقامة خارج  كندا من دون اخطار دائرة الهجرة بغية الانتهاء من المدة المشروطة التي تلزمه بالبقاء داخل الحدود الكندية حتى يمكنه استصدار الجواز الكندي.وعلقت المصادر على هذا الموضوع مشيرة إلى اعتقادها بأن جهاز المخابرات وراء هذه التقارير خاصة أنه لا يعالج إلا مسألة المهاجرين ذو حملة الجنسية اللبنانية بينما يتواجد في كندا مئات الجاليات ومن مختلف الجنسيات والذين يتعاملون مع دوائر الهجرة بنفس الطريقة.

 

حالة اعتراضية داخل التيار الوطني.. وأبو جمرا أمهل عون حتى الاثنين وإلا فالدعوة إلى "مؤتمر عام بمن حضر"

موسى عاصي/لبنان الآن

السبت 14 تشرين الثاني 2009

يعيش "التيار الوطني الحر" في هذه الايام حالة تململ وصلت الى حدود التهديد باعلان حالة اعتراضية غلى قيادة التيار المتمثلة بشخص العماد ميشال عون، ومرد هذه الحالة الاعتراض العارم من قبل كوادر رفيعة في "التيار" على الخيارات التي تبناها عون في تسيمة وزارئه في الحكومة، والذين لم ينتموا يوماً الى "التيار الوطني الحر" ولم يناضلو في صفوفه ولم يحملوا لواءه. وأفادت المعلومات أن حامل لواء الاعترض هو اللواء عصام أبو جمرا الذي حرص على اخراج بعض الاختلاف في وحهات النظر الى الاعلام قبل أيام، وفي التفاصيل أن نقاشاً حاداً جرى خلال الايام الماضية بين عون وأبو جمرا انتهى بتحذير اطلقه ابو جمرا هدد فيه باخراج الخلاف بكل تفاصيله الى العلن ما لم يعمل عون فوراً على معالجة اصل الخلاف.

 ووفقاً لمعلومات مصدرها "المعارضة" العونية فان اصل اعتراض ابو جمرا ومجموعته هو "الفردية المطلقة التي يتعاطى بها "الجنرال" في تسيير امور التيار ونوابه، واصراره على عدم سماع صوت العقل الداعي الى تحويل "التيار الوطني الحر" الى مؤسسة حزبية حقيقية، تقرر بشكل ديمقراطي سياسة التيار وتنفذ برامجه ان على المستوى الداخلي، أو على المستوى الوطني"، وتأخذ هذه "المعارضة" على الجنرال عون "ممارساته الفوقية و"الديكتاتورية" في فرض رأيه على الجميع وفي كافة المجالات"، واستندت في هذا المجال الى "قطع الطريق المستمر منذ العام 2005، تاريخ عودة عون من فرنسا، على أي محاولة لتحويل التيار الوطني الى حزب".  هذا وأفادت المعلومات أن أبو جمرا أمهل عون حتى يوم الاثنين المقبل من أجل اطلاق ورشة الاصلاح داخل "التيار الوطني الحر" والدعوة الى مؤتمر عام وانتخابات داخلية، وإلا فإن "اللواء" هدد "العماد" باعلانه المؤتمر العام بنفسه "بمن حضر، حتى ولو وصلت الامور الى حدود القطيعة".

 

Kataeb.org: حقوقيو الرابع عشر من آذار : دعم ترشيح كل من المحامي جورج جريج على مركز عضو ونقيب للمحامين والمحامي توفيق نويري على مركز عضو في انتخابات النقابة التي ستجري غداً

عقد تجمع "حقوقيو الرابع عشر من آذار" اجتماعاً استثنائياً ظهر اليوم ، بحضور كافة رؤساء ندوات وقطاعات ومكاتب المحامين في تجمع قوى 14 آذار اكدوا فيه الاجماع على قرارهم السابق بدعم ترشيح كل من المحامي جورج جريج على مركز عضو ونقيب للمحامين والمحامي توفيق نويري على مركز عضو في انتخابات النقابة التي ستجري غداً الاحد، واضعين كافة امكانياتهم وطاقاتهم و ماكيناتهم بما يضمن ويؤمن فوز مرشحيهما.

  

OTV: اكتشاف جثة جوني ناصيف في مقبرة وزارة الدفاع ، وعاد يؤكد عبرها ان أمه رأته عام 1991 في السجون السورية

 أوردت قناة OTV انه "تم اكتشاف جثة جوني ناصيف في مقبرة وزارة الدفاع بعد أن كان يُعتقد أنه كان في السجون السورية". وأكدّ رئيس جمعية سوليد غازي عاد صحة الخبر ، لافتاً الى ان والدة ناصيف كانت ترفض اجراء فحص DNA منذ العام 2005 ، اذ كانت دوماُ تؤكد أنها رأته في العام 1991 في أحد السجون السورية، الى حين قبولها اجراء الفحص فتبيّن ان الجثة تعود لابنها. واكد عاد أن "المسعفين في الصليب الاحمر الذين وضعوا الجثث في وزارة الدفاع عام 1990 قالوا ان عدد الجثث هو 13، وقد تبين لاحقاً عام 2005 أن هناك اكثر من 13 جثة، متسائلاً "كيف زاد العدد؟، مشيراً الى أن "هناك احتمال كبير أن يكون البعض توفوا لاحقاً ودفنوا في المقبرة الجماعية في وزارة الدفاع". واذ شددّ عاد على ان كشف مصير العسكريين المفقودين في 13 تشرين ومصير الابوين شرفان وأبو خليل هو من مسؤولية الجيش السوري، أشار الى تقصير من قبل الدولة اللبنانية مسؤولية ، وناشد الحكومة الجديدة عدم اهمال الملف.

  

قزي عبر Kataeb.org: الخبر الذي بثّه تلفزيون المنار حول زيارتي الى سوريا عار من الصحة جملة وتفصيلا ويسيء الى مطلقه ، وحين يوفد حزب الكتائب أحداً اليها فلن يكون الأمر سرياً 

نفى المستشار السياسي لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الأستاذ سجعان قزي الخبر الذي بثّه تلفزيون المنار في نشرته الإخبارية المسائية بتاريخ 14 تشرين الثاني 2009 حول زيارة قام بها الى سوريا موفداً من الرئيس أمين الجميّل، مؤكداً ان الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلاً. وشددّ قزي عبر موقع Kataeb.org ان حزب الكتائب اللبنانية لن يبقي الأمر سريا في حال قررّ يوماً ما ايفاد أحد الى سوريا. وتمنّى قزي على مختلف الوسائل الاعلامية توخي الدقة في اذاعة الأخبار ، خصوصاً في المرحلة الراهنة التي تحتاج الى تهدئة الأجواء سيّما الإعلامية منها، لافتاً الى ان" التشويش الاعلامي يسيء الى مطلقه فقط."

 

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك يجدد ثقته بسليمان ويتمنى النجاح للحريري: لبناء الدولة القادرة والعادلة

السبت 14 تشرين الثاني 2009

لفت مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان الى أن "الكنيسة تدرك أنها ليست وحدها في توخّي الخير والسلام والاستقرار لأبناء الوطن كلّهم، فالعائلات الروحية الأخرى التي تكوّن معها النسيج اللبناني تهتمّ بالغاية نفسها وتعمل على تحقيقها"، مشدداً على "ضرورة أن يكون عيش القيم همّاً مشتركاً بين الجميع، يعملون معاً في سبيل التنشئة عليه وتقوية الالتزام به".

المجلس، وفي البيان الختامي للدورة الثالثة والأربعين له التي انعقدت في بكركي، أكّد "ضرورة أن تتنبه الدولة في كل ظرف لعملها العام، في مختلف هيكلياتها التنظيمية والمسؤوليات التي تتناول حياة المواطنين، فلا تقع في منطق المحسوبيات ولا تغرق في الفساد والرشوة والاختلاس، وتسعى بقوة لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وتعمل على تنشئة مواطنيها تنشئة وطنية سليمة تجمعهم في روح اجتماعية واحدة قائمة على حب الوطن والتضحية في سبيله لا التضحية به في سبيل منفعتهم الخاصة"، مطالباً الدولة أن "تضاعف جهودها لمحاربة ظاهرة التفلّت الأخلاقي وتجارة الجنس من خلال التشدّد في تطبيق القوانين النافذة وتحديث القوانين المتعلقة بحقوق المرأة وكرامتها وما تتعرض له من عنف وتعدّ مادياً وجسدياً ومعنوياً".

ورأى المجلس أنه "لا بد من التذكير أن واجب المسيحيين، وبخاصة المسؤولين منهم في أي موقع كانوا، هو أن يقوموا بدور فاعل ومسوؤول بالحفاظ على خصوصيات الكيان والرسالة والدور المسيحي في تاريخ لبنان، كما كان في الماضي ولأجل مستقبل أفضل لجميع اللبنانيين الذين لكل منهم خصوصياته، وهذا ما يؤسس لعيش مشترك حقيقي ولتفاعل وتضامن، هي الضمانة لفرادة لبنان الرسالة".

المجلس لفت إلى أنه "في الفترة الأخيرة شهدنا انخفاضاً مريعاً لسلّم التخاطب الحضاري، وكل هذا كان يحصل تحت شعار المطالبة بحقوق هذه الطائفة أو تلك، أو بتحسين موقعها في التركيبة اللبنانية، أو بالمحاصصة والغنائم بين الزعماء"، مؤكداً أن "هذا النمط من التخاطب لا ينمّ مطلقاً عن التمسك بالقيم عند أهل السياسة، فالمطلوب قبل كل شيء آخر، التفاهم على لغة تخاطب سياسية أخلاقية". واعتبر المجلس أن "الأولوية اليوم في لبنان لبناء الدولة القادرة والعادلة، هي التمسك بالقيم والأخلاق والمناقبية العالية والترفّع عن الأنانيات والمحسوبيات والتخلّي عن الفاسدين والمفسدين ومستغلي المراكز لجني الأرباح غير المشروعة والمحافظة على المال العام واداء الضريبة العادلة"، محذراً من "الخطر الكبير والأذى السديد اللذين يلحقان بحياة بعدد غير يسير من طلاب المدارس والجامعات، بسبب تفشي ظاهرة المخدرات، حيث لا يجوز للدولة ان تسكت عن الذين يحركون هذه الظاهرة  في أي موقع كانوا وأن تتراخى في انزال العقوبات بهم". هذا وهنّأ المجلس اللبنانيين بولادة الحكومة الجديدة، مجدداً "الثقة بالمسيرة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية الذي يجهد مع المسؤولين وأجهزة الدولة الأمنية في ترسيخ الأمن والاستقرار، واعلاء شأن الوطن في كافة المحافل الدولية"، وتمنى لـ"دولة رئيس مجلس الوزراء ولمعالي الوزراء التوفيق في المهام الجسام التي تنتظرهم".

 

سليمان من اليمونة: نأمل بإنجاز البيان الوزاري عشية عيد الاستقلال.. ونسعى للحصول على تعويض عن خسارة مياهنا 

السبت 14 تشرين الثاني 2009

أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال وضع حجر الاساس لمشروع سدّ "اليمونة"، بـ"انجاز البيان الوزاري للحكومة عشية عيد الاستقلال"، لافتًا الى ان "هذا البيان يرسم سياسة الدولة في المرحلة المقبلة ويرفع من شأنها في المحافل الدولية، كما يسدل الستارة على سنوات عجاف ليعود الوطن مزدهرًا ومعافى ومتصديًا للإرهاب، فيشكل بالتالي قلعة صمود لا تُقهر ويهنأ عندها من له مرقد عنزة فيه". وشدد سليمان على حرص لبنان للاستفادة من مياهه، إن كان في الجنوب أو البقاع، مؤكدًا "سعي لبنان بكل امكاناته للحصول على تعويض عن الخسائر في أعوام الاحتلال الإسرائيلي له والذي سرق خلالها مياهه". هذا، وأشاد سليمان بتأليف الحكومة، واعداً بإطلاق سلسلة من المشاريع الإدارية والتنموية والأمنية والإجتماعية، متوجهاً إلى الحضور بالقول: "لقد شهدنا منذ أيام ولادة حكومة الوحدة الوطنية، التي وإن أتت ولادتها متأخرة أو متأنية، إلا أنها شكّلت نموذجاً لتلاقي الأطراف اللبنانية فيما بينها". وتابع سليمان: "نحن عاقدون العزم على أن تسير الحكومة بخطى واثقة، فتعمل على تطبيق القوانين وعلى تحديث الإدارة ورفدها بالطاقات الشابة، وعلى تحصين أمن المواطن والوطن وتوفير الأمن الإجتماعي والغذائي والرعاية الصحية ومجانية التعليم". سليمان شدد على أن من أولويات الحكومة أيضَا "إنجاز التعيينات في وظائف الفئة الأولى في الإدارات والمؤسسات، ليكتمل العقد ولتدور عجلة الحكم مع التشديد على إقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسّعة لتكون عنوانا للإنماء في كافة أرجاء الوطن". وفي الختام أزاح سليمان الستار عن لوحة تذكارية تؤرّخ لاطلاق المشروع.

 

كوشنير أكد استعداده المساعدة في ملف إخفاء الصدر

نهارنت/أعلن مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات في بيان أن السيدة رباب الصدر التقت في باريس، لمناسبة مشاركتها في "مؤتمر موسى الصدر، إمام الحوار والإنفتاح"، وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الذي اكد "الاستعداد الكامل للتعاون في متابعة الملف القضائي لقضية تغييب الإمام موسى الصدر وأخويه". وتناول الحديث المستجدات على الساحة اللبنانية "ودور الإمام الصدر ومساعيه الهائلة في إخماد الحرب الأهلية اللبنانية، بالإضافة إلى الضرر الحاصل عن جريمة إخفاء الإمام الصدر". وفي بداية اللقاء عرضت السيدة الصدر لمستجدات الملف القضائي للقضية والقرار الإتهامي ومذكرات التوقيف الصادرة في حق القذافي و17 مسؤولا ليبيا آخر لمسؤوليتهم المباشرة في جريمة خطف الإمام الصدر وأخويه، وعرضت للاجراءات القضائية الممكنة في المستقبل في هذا الملف. بدوره أعرب الوزير كوشنير عن أسفه لجريمة اختطاف الإمام موسى الصدر وتأثره العميق لغياب الإمام عن الساحة السياسية في المنطقة، واستعرض العلاقات المميزة التي تربطه بالإمام الصدر و"تأثير هذه الشخصية الفذة على الوحدة والتفاهم والسلام في لبنان". كذلك أعرب عن استعداده لكل مساعدة في متابعة هذا الملف وكلف أحد مستشاريه التعاون والتواصل مع عائلة الإمام الصدر في هذا الموضوع.

 

طاولة الحوار تلتئم بمعايير جديدة بعد نيل الحكومة الثقة

نهارنت/ذكرت جهات متابعة ان ثمة معلومات تتحدث عن استعدادات لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتوجيه الدعوة الى طاولة الحوار بعد نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب على اساس معايير جديدة مختلفة عن التجربتين السابقتين اللتين حصلتا في مجلس النواب وقصر بعبدا. وأضافت ل "النهار" : "يبدو ان البحث بدأ جديا في اسماء الاقطاب والممثلين للقوى والطوائف والاحزاب. ومع ان الرئيس سليمان لم يخف الاتجاه الى تغيير المعايير، فان هذه الجهات تلفت الى محاذير تتراءى من خلال اتجاه الى توسيع استثنائي لصلاحيات طاولة الحوار بما قد يمس واقعيا او يصطدم دستوريا بصلاحيات مجلس الوزراء". وفي السياق أوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن طاولة الحوار الوطني، تحتاج الى بعض الوقت، لتذليل العقبات التي تعترض تشكيلها في ضوء نتائج الانتخابات، فضلا عن أن جدول عمل الحوار يحتاج الى توافق مسبق، لأنه لن يقتصر في هذه المرحلة، على الاستراتيجية الدفاعية، بل على كل الملفات ذات الطابع الوطني، بدءاً بموضوع سلاح المقاومة، وصولاً الى ما طرحه رئيس الجمهورية حول صلاحيات رئاسة الجمهورية، والاصلاحات الاقتصادية.

وذكرت الصحيفة، أن القمة اللبنانية - السورية تناولت موضوع الاصلاحات التي طرحها الرئيس ميشال سليمان، لاسيما بالنسبة الى صلاحيات رئيس الجمهورية، ورئيسي المجلس والحكومة ضمناً، ولكن كانت هناك نصيحة سورية بسحب هذا الموضوع من التداول، على اعتبار أن الوقت غير مناسب للخوض في هذا الموضوع في هذه المرحلة حتى لا يُشكّل موضوعاً خلافياً.

 

جنبلاط: الحكومة باقية حتى الانتخابات المقبلة وعلينا رفع الخنادق منها

نهارنت/شدد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في إطلالة هي الأولى له عبر شاشة «المنار» منذ العام 2000 على المصالحة السياسية مع سوريا . وقال إنه عندما تأتي "اشارات" من دمشق ستكون له كلمة في الجانب الشخصي، ملمحاً الى ما اتخذه من مواقف سابقاً من الرئيس الاسد. وربط ذلك بزيارة يقوم بها الرئيس الحريري لدمشق قبل قيامه هو بزيارة مماثلة. ولفت الى ان الرئيس الاسد نفسه اعترف باخطاء حصلت من القيادة السورية في الملف اللبناني و"ان ذروة سوء الفهم سببها قرار التمديد للرئيس اميل لحود".

واكد «ان الضرورة تملي علينا علاقات مميزة مع سوريا»، وأضاف :"سأقول لابني تيمور كما فعل أسلافك ان مصلحة وعروبة لبنان والدروز تحكم العلاقة مع سوريا ومحكومون بالتواصل والتفاعل مع سوريا". وقال: "من اجل عروبة لبنان تجاوزت وأتجاوز كل شيء. وفي النهاية الجغرافيا السياسية والتاريخ لا يمكن تجاهلهما، وعندما شننت حملتي على سوريا كان الموضوع شخصيا من اجل رفيق الحريري وغير الحريري، ولكن لا يمكن اعتماد العلاقة الشخصية في السياسة".

وأضاف: "لقد كنت قاسيا جدا على الصعيد الشخصي، ومن حق الشعب السوري ان يعترض على زيارتي لدمشق ولكن موضوع الزيارة ثانوي لاننا عدنا للثوابت التي وضعناها سوياً مع رفيق الحريري والراحل حافظ الأسد. ونحن لا ننسى التضحيات الكبرى للجيش العربي السوري ضد إسرائيل وأهمها معركة بيروت وكانت بيروت خندقا واحدا بمواجهة إسرائيل مع الجيش السوري". وفي الموضوع الحكومي قال إنه باق في الاكثرية وله في مجلس الوزراء موقف "حسب الموضوع".

وقال : "ان الحكومة الجديدة باقية حتى الانتخابات النيابية المقبلة سنة 2013". ودعا في الوقت عينه الى "رفع الخنادق" منها، طالباً مساهمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في هذه المهمة. وطالب بـ"تحييد" الكهرباء والمياه والاوضاع المعيشية واعتماد سياسة ضريبية جديدة. ونوه بـ"الدم الجديد" وبتوزير كل من شربل نحاس (الاتصالات)، وفادي عبود الذي تمنى لو كان في الصناعة بدلاً من السياحة. وتناول جنبلاط فترة ما قبل وما بعد 7 أيار 2008 فقال: "كان همّي والشيخ سعد وقف الانزلاق نحو الفتنة المذهبية".

واعتبر ان الاهداف السياسية لـ "14 آذار" تحققت، داعياً الى العودة الى الطائف لجهة التمسك باتفاق الهدنة مع اسرائيل والعلاقة المميزة مع سوريا.

وحذر من "ان اسرائيل في اي لحظة ووفق الظروف الدولية يمكن ان تشن اعتداء على لبنان حتى لو كان لا وجود

لشيء اسمه حزب الله".  واقترح ان يعتمد في مواجهة "حتمية عدوان جديد" نهج "الدولة القوية والقادرة"و"الاستيعاب التدريجي للمقاومة".

وفي الموضوع الحكومي قال إنه باق في الاكثرية وله في مجلس الوزراء موقف "حسب الموضوع". وقال : "ان الحكومة الجديدة باقية حتى الانتخابات النيابية المقبلة سنة 2013".

ودعا في الوقت عينه الى "رفع الخنادق" منها، طالباً مساهمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في هذه المهمة. وطالب بـ"تحييد" الكهرباء والمياه والاوضاع المعيشية واعتماد سياسة ضريبية جديدة. ونوه بـ"الدم الجديد" وبتوزير كل من شربل نحاس (الاتصالات)، وفادي عبود الذي تمنى لو كان في الصناعة بدلاً من السياحة. كما نوه بوزيرة المال ريا الحفار، داعياً الحكومة الى ايلاء اوضاع اللاجئين الفلسطينيين عناية وترك القضايا الكبرى للحوار. 

 

سليمان: نأمل بانجاز البيان الوزاري عشية الاستقلال

نهارنت/أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال وضع حجر الاساس لمشروع سدّ "اليمونة"، بـ"انجاز البيان الوزاري للحكومة عشية عيد الاستقلال"، لافتًا الى ان "هذا البيان يرسم سياسة الدولة في المرحلة المقبلة ويرفع من شأنها في المحافل الدولية، كما يسدل الستارة على سنوات عجاف ليعود الوطن مزدهرًا ومعافى ومتصديًا للإرهاب، فيشكل بالتالي قلعة صمود لا تُقهر ويهنأ عندها من له مرقد عنزة فيه". وشدد سليمان على حرص لبنان للاستفادة من مياهه، إن كان في الجنوب أو البقاع، مؤكدًا "سعي لبنان بكل امكاناته للحصول على تعويض عن الخسائر في أعوام الاحتلال الإسرائيلي له والذي سرق خلالها مياهه". وكانت صحيفة "النهار" نقلت من أحد اعضاء لجنة البيان الوزاري أن صيغته التي يجري العمل عليها ستكون مختلفة عن سابقاتها من حيث الشكل, ولن تكون فضفاضة وكما في السابق من 30 صفحة, لا بل انها تتركز على عناوين ثلاثة اساسية: السياسي, والاجتماعي والاقتصادي, على ان تكون عناوين مختصرة ومحددة, وقائمة على برنامج عمل قابل للتنفيذ, وفقاً لما اتفق عليه في المناقشات الاولية داخل اللجنة.

وتؤكد مصادر مختلفة في اللجنة ان الشق السياسي سيحافظ على مضمونه التوافقي, وسيبقي روحية الفقرة السابقة التي تعتبر خلاصة مناقشات توافقية بين مختلف الاطراف.

وتفيد المعلومات ان البيان لن يتخطى 12 الى 15 صفحة ولن يحتل الشق السياسي منه اكثر من خمس الى سبع صفحات. وثمة من يتحدث عن اتجاه الى ايراد بند سلاح "حزب الله" كما ورد في البيان الوزاري للحكومة السابقة, فيما يرغب آخرون في عدم الاشارة مطلقاً اليه باعتباره موضوعاً مطروحاً على طاولة الحوار.

وذكرت "النهار" ان ثمة حرصاً عبّر عنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امام لجنة صياغة البيان, على انجاز هذا البيان وربما نيل الحكومة الثقة على اساسه قبل عيد الاستقلال, اذا امكن ذلك, والا فإقرار الحكومة البيان في جلستها الثانية المتوقعة قبل الاستقلال, لتحيله على مجلس النواب من اجل مناقشته والاقتراع على الثقة بالحكومة على اساسه في اسرع وقت.

وفي السياق كشفت مصادر لصحيفة "اللواء" عن جدل يدور حول النظرة الاقتصادية بين وزير الاتصالات شربل نحاس وعدد من الوزراء في ضوء عرض نحاس جملة طروحات جديدة في هذا الشأن. واستغربت أوساط سياسية, في هذا الإطار, الطرح المتسرّع للوزير نحاس حول ما أسماه "تغيير النظام الاقتصادي" في لبنان, والذي اعتبر أن أسس النظام الحالي لم تعد تتوافق مع متطلبات الوضع اللبناني اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا. واعتبرت هذه الأوساط أن "مثل هذا الكلام ينطوي على كثير من السطحية في التعاطي مع ملف ذي أبعاد وطنية ويتطلب بحثاً معمقاً وتوافقاً ميثاقياً قبل طرحه بمثل هذه العجالة". ويذكر أن اللجنة الوزارية المكلفة صياغية البيان الوزاري ستجتمع الاثنين المقبل.

 

 اكثرية السيارات التي سلمّها بارود استردت من "الضاحية"

نهارنت/أبلغ مرجع امني "النهار" ان السيارات ال 16 المسروقة التي سلّمها الجمعة وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى اصحابها كانت استردتها القوى الامنية بأكثريتها الساحقة من الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك "بعدما عادت الضاحية الى الشرعية"، مشيراً الى ان هذه دفعة من أصل 65 سيارة "وفقاً لقيود قوى الامن الداخلي". وكشف ان بداية الخيوط تجمعت عندما سلبت سيارة ابنة النائب نهاد المشنوق السيدة ثريا في 15 تشرين الاول الماضي لتتمكن قوى الامن في 19 من الشهر عينه من استعادتها وتوقيف متهمين اعترفا بآخرين، مما قاد الاجهزة الامنية الى توقيف متورطين آخرين اعترفوا بسرقة 65 سيارة. ولفت المرجع نفسه الى ارتباط سرقة السيارات بملف المخدرات في المنطقة، حيث يعمد السارقون الى تسليم السيارات المسروقة الى تجار المخدرات في مقابل حصولهم على مبتغاهم من المواد المخدرة. وافاد ان تمدد الشرعية في الضاحية ابتداء من العاشر من الشهر الماضي اسفر عن توقيف اكثر من الف دراجة نارية مخالفة للقوانين. وسجل تعاوناً من اهالي المنطقة وقراراً سياسياً من "حزب الله" برفع الغطاء عن المخالفين. 

 

 شعبان: العلاقة بين سوريا وباريس غير مرتبطة بالعلاقة بين دمشق وبيروت

نهارنت/أوضحت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ردا على سؤال لصحيفة " الحياة" أن سورية وفرنسا مرتاحتان لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، آملة في ان يشكل هذا الامر الخطوة الاولى لعودة الحياة السياسية الى طبيعتها في لبنان، لان في ذلك مصلحة للبنان ولسورية والمنطقة. وجددت شعبان التأكيد على ان العلاقات بين سورية وفرنسا غير مرتبطة بالعلاقة بين دمشق وبيروت. 

 

 نصرالله عرض وارسلان لآخر التطورات

نهارنت/استقبل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان حيث استعرضا آخر التطورات السياسية في البلاد، وجرى تقييم للمرحلة التي أعقبت الإنتخابات ومجريات تشكيل الحكومة الجديدة وآفاق المرحلة المقبلة. وجرى التأكيد خلال اللقاء حسب بيان صادر عن "حزب الله" على أهمية العلاقة المتينة القائمة بين الطرفين واستمرار التعاون الوثيق في شتّى المجالات الوطنية".

 

الأسد: تشكيل الحكومة خطوة هامة بالنسبة الى استقرار لبنان

نهارنت/عقدت فى قصر الإليزيه بباريس ظهر اليوم قمة سورية فرنسية بين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ووصف الرئيس الأسد في تصريح له عقب القمة المحادثات بأنها كانت ناجحة جدا وبناءة وشفافة وصريحة وعززت الثقة التي بنيت بين سورية وفرنسا. وأعرب الأسد عن سعادته بهذه الزيارة الى فرنسا ولقاء الرئيس ساركوزي، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تحسنت بشكل كبير وتطورت خلال العام الماضي بناء على قاعدة أساسية هي الحديث الصريح والبناء بينه وبين الرئيس ساركوزي. وقال: إن محادثات اليوم كانت مبنية على نفس المقدار من الصراحة والشفافية التي اعتدنا عليها منذ بدأنا ببناء هذه العلاقات في زيارتي الأولى إلى فرنسا في تموز عام 2008. وتابع الأسد: كان لدينا اليوم عدد كبير من القضايا المطروحة أمامنا على طاولة المباحثات دولية واقليمية إضافة الى العلاقات الثنائية بين سورية وفرنسا. وأضاف أنه: "من البديهي أن يكون الموضوع الأهم على قمة سلم الأولويات هو السلام بين العرب والاسرائيليين وتحديدا على المسار السوري، لافتا الى انه تم بحث عملية السلام المتوقفة منذ عدة اشهر وخاصة بعد العدوان على غزة وما هو الدور الفرنسي الممكن لدفع هذه العملية مرة اخرى باتجاه الامام لأن هذه العملية لايمكن ان تتم من طرف واحد".

وأوضح : "ان هناك طرفاً سورياً يرغب بالسلام، وهناك وسيط تركي مستعد للقيام بدوره كوسيط بين الطرفين، وهناك دعم فرنسي واوروبي ودولي لهذه العملية ولكن ما ينقصنا اليوم هو شريك اسرائيلي يكون مستعدا للقيام بعملية السلام او انجاز السلام". وأشار الى أنه تم التطرق أيضا للموضوع النووي الإيراني وتم التوسع بشكل كبير به، اضافة الى التطورات الايجابية الاخيرة في لبنان وخاصة بعد تشكيل الحكومة اللبنانية التي نتوقع بأنها ستكون خطوة هامة بالنسبة للاستقرار في لبنان.

وردا على سؤال حول التسريبات الاسرائيلية عن الرغبة باستئناف المفاوضات بشروط غير مسبقة ورؤيته للدور الفرنسي والاوروبي لاطلاق مباحثات السلام وخصوصا على المسار السوري، قال الأسد: "هناك اسس لعملية السلام ومرجعيات تستند بالدرجة الاولى لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام عام1991 وهناك مفاوضات تمت في التسعينيات ومفاوضات تمت في تركيا مؤخرا، واذا كان الاسرائيليون جادين في عملية السلام فهناك وسيط تركي الآن يعلن في كل مناسبة استعداده للقيام بدوره من اجل جلب الاطراف الى طاولة المفاوضات، فاذا كانوا يريدون ان يثبتوا صدق كلامهم فعليهم ان يذهبوا للوسيط التركي فهو موجود ومستعد".

وردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو واستعداده للقاء في اي مكان دون شروط مسبقة تساءل الأسد :"عن ماذا نتحدث، هل نتحدث عن قائمة طعام ام استرجاع الارض، بكل تأكيد نتحدث عن استرجاع الارض، وهذا الموضوع له مرجعيات وله آليات ومن يقوم بادارة هذه الآليات هم الاشخاص المختصون من المفاوضين لذلك اذا كان نتنياهو صادقا يستطيع ان يرسل هؤلاء المختصين ونحن كذلك الى تركيا عندها يستطيعون ان يتباحثوا في موضوع السلام اذا كان الهدف هو السلام، اما بالنسبة للشروط فسورية ليس لديها شروط، بل لديها حقوق ولن تتنازل عن حقوقها ". أما عملية السلام فلها متطلبات ودون هذه المتطلبات تفشل مشيرا الى ان تلاعب الاسرائيليين بالالفاظ والمصطلحات الهدف منه هو الا يكون هناك متطلبات لنجاح عملية السلام ولاحقوق لكي تعاد وكل هذا الشيء لن يؤدي الا للمزيد من عدم الاستقرار في منطقتنا .

وكان الأسد لبّى صباحا دعوة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي السيد جيرار لارشيه لإفطار عمل مع عدد من أعضاء المجلس.

وجرى حديث معمق حول التطور الحاصل في العلاقات السورية الفرنسية نتيجة الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين وانعكاسات التنسيق الفرنسي السوري على مختلف القضايا في الشرق الأوسط. وكان الرئيس السوري أشار في حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، الى انه "قبل تشكيل الحكومة اللبنانية، أكد علناً وفي مناسبات عديدة دعمه لأي حكومة وحدة وطنية في لبنان". واضاف أنّ تشكيل الحكومة أمر جيد بالنسبة للبنان، وذلك لضمان استقراره"، مضيفا انه عندما لا تكون هناك انقسامات في لبنان يكون من الأسهل بالنسبة لبلد كسوريا إقامة علاقات طبيعية معه". وشدد على أنّ "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يعني بشكل تلقائي تحسناً في العلاقات اللبنانية السورية باتجاه تطبيعها".

 

 الوزيرة ريا الحسن تشدد على التقيد بالمهل الزمنية لانجاز المعاملات

نهارنت/شددت وزيرة المالية ريا الحسن، في اجتماعات داخلية عقدتها مع مسؤولي المديريتين العامتين للجمارك والشؤون العقارية في الوزارة، على ضرورة استكمال عملية الاصلاح، وتحسين الخدمات للمواطن، والتقيد بمهل زمنية محددة لانجاز المعاملات. واطلعت الحسن في اجتماعات داخلية عقدتها مع مسؤولي المديريتين العامتين للجمارك والشؤون العقارية في الوزارة، على التقدم الذي تحقق في عملية تطوير العمل الجمركي ولا سيما من خلال اعتماد نظام "اسيكودا وورلد" في كل المراكز الجمركية، وقريبا في مطار رفيق الحريري الدولي وبعده في مرفأ بيروت. وأشارت الى أن من المواضيع الأخرى التي يفترض التركيز عليها مسألة أملاك الدولة، لافنة الى أن مسحا لهذه الأملاك قد يتم اجراؤه. وأكدت التوجه الى استكمال عملية مسح الأراضي

 

مدير في البنك المركزي يهرب الى البرازيل بعد اختلاس ملياري ليرة

نهارنت/يضج البنك المركزي بالحديث عن فضيحة اختلاس ما يقارب الملياري ليرة لبنانية، قام بها أحد المدراء الرئيسيين الذي ذكر انه فر الى البرازيل. وذكرت صحيفة "الاخبار" ان المدير . م. د. كان يستغل مركزه كمدير رئيسي في مديرية العمليات الجارية في مصرف لبنان، ليقول للناس، على طريقة صلاح عز الدين، إن لديه القدرة على توظيف أموالهم بعائد كبير يفوق ما يحصلون عليه لدى المصارف، مشيرة الى ان أحدهم أعطاه 240 مليون ليرة، مقابل مليوني ليرة شهرياً. واضافت ان حصيلة عملية الاختلاس بلغت ملياري ليرة، لكنها لم تطل خزنة مصرف لبنان. واشارت الى ان المدير المعني اختفى منذ اسبوعين مع ابنته، وبدأ أصحاب الأموال يشتكون من عدم تمكنهم من صرف الشيكات التي أعطاهم إياها.

 

المرعبي لموقع "14 آذار": الرئيس الحريري حقّق المستحيل ووضع الجميع امام مسؤولياتهم

 المصدر : خاص 14 آذار/ ١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

سلمان العنداري

اعتبر عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب معين المرعبي ان "البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد تأليف الحكومة، اذ يمكن القول ان الرئيس سعد الحريري تمكّن من تحقيق المستحيل بانجازه لحكومة الوحدة الوطنية، فانتفى منطق المعارضة والموالاة بعد ان جمعت مؤسسة مجلس الوزراء كل الافرقاء على طاولة واحدة ليصبح الجميع مسؤولاً عن تقدم وازدهار البلد".

المرعبي وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني رأى أنه: "لم يعد بالامكان القول ان هناك فريقاً في الموالاة وفريقاً في المعارضة داخل حكومة الوحدة الوطنية، فالكل اصبح مسؤولاً في هذه المرحلة، وبالتالي لا يمكن ممارسة عدة ادوارفي المكان نفسه، فالشيخ سعد الحريري وضع الجميع امام مسؤولياتهم بعد ان اظهر النوايا الحسنة والطيبة وقبوله بالذي لا يقبل رغم نقمة القواعدالشعبية على التضحيات التي قدمت".

وعن تصوير بعض وسائل الاعلام (المعارضة) ما تم وكأنه انتصار لفريق على آخر، اشار المرعبي ان "الرئيس الحريري قدّم الكثير من التنازلات والتضحيات لمصلحة البلاد وليس لمصلحة فريق الاقلية التي ادعوها لعدم تصوير ما تم تقديمه على انه انتصارات وبطولات وهمية، لأن الاهم اليوم هو التركيز على العمل الجدّي، والبدء بمعالجة الكثير من الملفات العالقة وتطوير عمل الكثير من المؤسسات والمرافق، ومنها ضرورة تطوير واقع الكهرباء والاتصالات، وهي حقائب من حصة المعارضة".

وعن مسألة مستقبل سلاح حزب الله، اوضح المرعبيقائلاً: " اظن ان معظم الشعب اللبناني يؤيد بقاء سلاح المقاومة من اجل المقاومة على جبهة الجنوب بوجه العدو الاسرائيلي، الا انه وفي الوقت نفسه يحق لكل فريق الحصول على ضمانة واضحة وحاسمة بان لا يتحول هذا السلاح مرة اخرى الى الداخل، تماماً كما تحول في السابق ولم يزل بجزء منه موجود كأمر واقع على الارض، ومن هنا لا بد من تشكيل لواء خاص بالمقاومة ضمن الجيش اللبناني، ويكون تحت امرته، وليس العكس كما يحدث اليوم، اي ان يكون الجيش مجرد لواء او فرقة ضمن منظومة حزب الله."

وعن العلاقات اللبنانيةالسورية وامكانية زيارة الرئيس الحريري لدمشق بعد نيل الحكومة الثقة، شدد المرعبي ان " لبنان وسوريا بلدين متجاورين، ولبنان لا يملك اي متنفس برّي سوى عبر سوريا، ومن المفترض ان تكون العلاقات طيبة وندية وجيدة ضمن الشروط المتعارف عليها والتي تحكم العلاقات بين الدول، ولهذا، لا بد من علاقة مميزة ومتينة وصلبة مع دمشق شرط ان تكون قائمة على اسس واضحة وصريحة".

ولم يخف المرعبي تخوّفه من امكانية انفجار الاضداد والتباينات السياسية الموجودة في الحكومة من جديد، " الا انه في حال كانت النوايا صادقة بالفعل، فهذا يعني انها فرصة حقيقية لانطلاق هذا البلد، وعلى كل فريق في هذه الحكومة ان يمارس مجهوداً اضافياً في هذا الاطار".

ولفت المرعبي ان "الحكومة يمكن ان يكتب لها عمر طويل اذا ما عملت بسلاسة واذا ما كان هناك نوع من التجانس والتفاهم بين اعضائها على امل ان تكون الظروف مؤاتية لكي تعمل الحكومة بشكل هادىء، لأن نجاح الرئيس الحريري هو نجاح لكل القوى السياسية".

 

 خريس لموقع "14 آذار": زيارة سليمان الى سوريا تمهّد لزيارة الحريري المرتقبة

مسألة البيان الوزاري لن تطول 

  ١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩/  المصدر : خاص 14 آذار 

سلمان العنداري/لفت عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس اننا " دخلنا مرحلة جديدة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وانها فرصة تاريخية لنا كلبنانيين للنهوض بالبلاد على كل المستويات". خريس وفي حديث خاص لموقع "14 آذار" الالكتروني اعتبر ان الحكومة الجديدة ستكون بمثابة حكومة اصلاحية بامتياز، "لأنها ستعالج الكثير من القضايا المهمة، والملفات بالجملة التي يجب ان نعمل على تغييرها وتعديلها واستحداث قوانين ومشاريع جديدة كي يشعر هذا المواطن ان هناك تغيير حقيقي في هذا البلد على اكثر من صعيد، من الملف الاقتصادي الى المف المالي والمعيشي. ومن هذه الملفات: قانون انتخابي جديد وعصري يعتمد على النسبية ويلغي الطائفية بكل اشكالها، وضرورة تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية، اضافةً الى البحث في قانون اللامركزية الادراية، وقانون انتخابي جديد للبلديات، لان القانون الحالي يشوبه الكثير من الاخطاء".

واضاف خريس: "الناس تسأل هل سيبقى موضوع الكهرباء على ما هو عليه؟، ومن هنا فان مهمة الحكومة الجديدة اصلاح مؤسسة كهرباء لبنان باسرع وقت ممكن لأنه من المهم ان يتحسن عمل المرافق العامة الاساسية وان يشعر المواطن بالراحة والطمأنينة". واكد خريس ان " مجلس النواب ومنذ العام 1992 يقوم باعمال جمّة وكثيرة، وهو اليوم يتحضّر لورشة عمل كبيرة، ويتوقّع ان يكون هناك اكثر من اجتماعين او ثلاثة لكل لجنة نيابية في المجلس النيابي اسبوعياً نظراً لكثرة الملفات ومشاريع القوانين التي تنتظر طرحها ومناقشتها تمهيداً لاقرارها وتحويلها على الهيئة العامة للمجلس". وعن الملفات الكبرى التي طلب السيد حسن نصرالله التريث في معالجتها، قال خريس: "الامور لن تطول في مسألة البيان الوزاري. وموضوع سلاح المقاومة هو امر متروك لطاولة الحوار التي سيعد لها فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان فور نيل الحكومة الثقة، ليستمر الحوار في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية."

وعلى خط العلاقات اللبنانية السورية اعتبر خريس ان العلاقة بين لبنان وسوريا يجب ان تكون جيدة ومتينة وتاريخية، وعلاقة تؤمن مصلحة البلدين"، واستطرد: " وبهذا الاطار فإن زيارة الرئيس سليمان في الايام الماضية ستكون مقدمة لزيارات مرتقبة اخرى، وخاصةً لرئيس الحكومة سعد الحريري". وعن مواقف وليد جنبلاط الاخيرة قال خريس ان "جنبلاط اليوم في مرحلة جديدة في موضوع العلاقات بين لبنان وسوريا". واعرب خريس عن تفاؤله في المرحلة الجديدة، "وهذا التفاؤل ينعكس على الارض وعلى القواعد الشعبية التي تتأمل ان تقوم هذه الحكومة بدورها كاملاً".

 

الصايغ: موقف "الكتائب" سيعزز موقفها في الحكومة

الاكثرية لم تعط الحجم الحقيقي للكتائب

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

  لفت وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ الى ان عدم ظهور ممثل حزب الكتائب في الحكومة الجديدة في الصورة التذكارية للوزراء "أعطانا الدفع والقوة لنسمّع صوتنا وصوت الناس الذين انتخبونا"، مشيرا الى ان هذه الحكومة هي حكومة وحدة وحكومة وفاق "ولكن على الغير ان يستنتج اذا كانت الكتائب مثلت بشكل صحيح".

الصايغ وفي حديث عبر "لبنان الحر"، اشار الى ان على الحكومة ان تعبّر عن ضمير اللبنانيين ومعاناتهم، لافتا الى انه كان على رئيس الحكومة سعد الحريري ان يكون الرئيس العادل على مسافة واحدة من كل اللبنانيين ويكون مدعوماً من احزاب قادرة على دعمه، مشيرا الى ان فريق الأكثرية لم يعط الحجم الحقيقي لحزب الكتائب، معتبرا ان الحريري لا يستطيع ان يكون بالقوة المطلوبة، مضيفا :"الموقف الذي اتخذناه سيعزز موقفنا في الحكومة وقد اعطينا اشارة للجميع الى انه لا يمكن الغاءنا". واضاف :"لنا ثقة كبيرة بالرئيس الحريري ولكن نحن ليس لدينا اي سلاح او صواريخ نفاوض بها بل لنا الذكرى والقوة المعنوية". وأعلن ان هناك نقاشاً طويلاً ومفصلاً حصل داخل الحزب، اي حزب الكتائب، لبحث الخطوات التي ستتخذ في المراحل المقبلة، لافتا الى ان هناك استحقاقات قريباً منها "انتخابات طلابية في الجامعات وانتخاب نقابة المحامين غدا وغيرها". وعن موضوع علاقة الكتائب بالامانة العامة لقوى 14 اذار، قال: "ليس لدينا مشكلة مع الدكتور فارس سعيد بشخصه ولكن كأمانة عامة وما يمثله الدكتور سعيد فهناك بالطبع مشكلة وهذا ما أظهرناه في الايام الاخيرة، علما ان الامانة العامة لا تختصر مسيرة الارز". وأكد الصايغ "اننا لا نزال نكوّن الاكثرية مع كافة القوى وموقفنا أتى مستقلاً عن اية تركيبات اخرى، اذ هناك قضايا لا يمكن ان تحكى باسمنا"، لافتا الى ان التضامن بين فرقاء الاكثرية هو على اساس البرنامج الانتخابي الذي "على اساسه خضنا وربحنا الانتخابات".

وردا على سؤال حول تأثير التسويات العربية ومنها السورية السعودية على الوضع في لبنان، قال الصايغ انه منذ اكثر من 35عاما ونحن نسمع مثل هذا الكلام "اي يجب الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية"، معتبرا ان هذه التفاهمات التي تحصل "لا نعرف اساسها ولا سبب حصولها"، مضيفا: "الكتائب اعترضت على وضع انه اذا كان هناك من تسوية كبيرة حصلت للبنان فعلى من قدّم الغالي والرخيص وربح الانتخابات ان يكون شريكأً فيها، ولا ان يحصل التفاوض مع حلفاء سوريا في لبنان".

واعتبر ان اليوم هناك تعديل للنظام اللبناني من خارج النظام ولن يكون هناك معارضة طالما وضعت داخل الحكومة، مؤكدا ان موقف الكتائب سيبقى ضمن الحكومة بحسب القضايا المطروحة. كما أردف ان هناك مشاكل في لبنان اسمها سلاح حزب الله ووجود الدويلة داخل الدولة ومسألة السيادة، لافتا الى ان هذا الحزب المنظم الذي يعتبر أقوى من الدولة يجب ان يتوازن بوجود حزب آخر منظم وله امتداده الشعبي. وعن موضوع البيان الوزاري، قال: "فلننتظر كيفية طرح النص ومن ثم نعبّر عن موقفنا وكل مشكلة خلافية ستطرح على طاولة الحوار"، واصفا البيان الوزاري بالتوجهات الكبرى والعامة لسياسة الحكومة والتي على اساسها ستأخذ الحكومة الثقة.

واعتبر ان العماد ميشال عون يظهر وكأن العملية هي انتصار للمسيحيين في لبنان و"لكن لا نفهم كيف يكون هذا الانتصار عندما نعطّل العمل البرلماني في لبنان وكأن تأليف الحكومة خرج من الرابية وليس من جهة رئيس الجمورية"، معتبرا انه لا يمكن فصل العماد عون وحلحلة مشكلة مطالبه عن التطورات الاقليمية.

واشار الى ان المشكلة الاساسية هي الايحاء بان التحالف الذي يقوم به عون يرجّع الدعم للمسيحيين مؤكدا انه "ليس لدينا هذا الانطباع وهذا ما تبين هذا الاسبوع"، داعيا الى العمل من اجل ايجاد قواسم مشتركة بين الفرقاء المسيحيين في لبنان، علما ان لكل طائفة قضايا داخلية خاصة بها قائلا: "المسيحيون في لبنان يجب الا يخافوا لان لبنان ليس العراق ولن يحصل التسويات على حسابنا وفي حال حصلت فنحن لها في المرصاد، كما ان الرأي العام يريد ان يرتاح وتحل المشاكل ولكنه يريد ايضا ان نكون ممثلين بشكل صحيح وهذا ما اظهره".

كما شدد على ضرورة الاسراع في وضع استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار كي نستطيع مواجهة اي خطر يهدد لبنان، مؤكدا على اهمية بناء دولة يكون لها السلطة الحقيقية بأخذ القرار اذا سيكون هناك مواجهة لاي تهديد وكيفية القيام بذلك. واوضح اننا "نتمنى افضل العلاقات مع سوريا وعبرنا عن هذا الموقف اكثر من مرة ولكن من حقنا ان نسأل ماذا حصل في زيارة الرئيس سليمان الى سوريا واين الملفات التي طرحت واين اصبحنا في العلاقات بين البلدين ومن حقنا ان نعلم جدول الاعمال". وفي موضوع وزارة الشؤون الاجتماعية، قال :"سنأخذ كل الانجازات الايجابية من الحكومات السابقة ومنها في عهد الوزيرين نايلة معوض وماريو عون وسنطورها وكل ما بحاجة الى تحسين سنحسنه، كما ان هناك قضايا كثير ة سنعمل على معالجتها كشؤون المرأة وقضية المعوقين وكل قضايا التنمية كالهجرة الداخلية من خلال فتح المجالات للشباب في قراهم وغيرها". 

 

عدوان: لبنان يمر بمرحلة تفتيت الدولة وسنسجّل اعتراضنا على كل نقطة غامضة في البيان الوزاري 

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

اسف نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان ان تكون الحكومة الجديدة لا تعكس نتيحة 7 حزيران، واعتبر ان مفاعيل 7 ايار كانت اقوى من 7 حزيران، لافتاً الى أن لبنان امام تسوية تفتح الأبواب امام مستقبل قد يكون واعداً او قد يؤدي الى استمرار للحالة التي شهدناها منذ 7 ايار. عدوان، وفي حديث لإذاعة "صوت لبنان"، اكد ان "القوات اللبنانية" ترى مستقبل اللبنانيين بقيام الدولة ولكن مع الأسف لبنان يمر بمرحلة تفتيت الدولة. واذ شدد على ضرورة ان يكون البيان الوزاري محور الإئتلاف الوطني وان يتم تحديد البرنامج الإصلاحي والإتفاق عليه، اكد عدوان ان "القوات اللبنانية" ستسجّل اعتراضها على كل نقطة غامضة في البيان الوزاري. واعتبر عدوان أن وجود حكومة قد يكون بالنسبة الى اللبنانيين افضل من عدم وجود اي حكومة لمعالجة المشاكل الحياتية للمواطنين، آملاً ان تتحوّل التسوية الحكومية الى عمل ايجابي و أن يعمل كل الأفرقاء ايجابياً وكفريق واحد، لا لتسجيل نقاط سياسية. ورأى عدوان ان التوزازن المسيحي في الحقائب في الحكومة الجديدة جيد واصرار "القوات" على وزارة العدل لأن قيام الدولة يبدأ من وزارة العدل ومن تنظيم القوانين، مؤكداً أن "القوات" اعادت اختيار وزير ابراهيم نجار في الحكومة الجديدة لأنها مقتنعة انه قادر على اجراء اصلاحات جذرية في وزارة العدل وهو سيكون حريصاً على تطبيق الإتفاقات المتفق عليها مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ورداً على سؤال حول طاولة الحوار، قال عدوان: الخلاف بين 8 و14 آذار هو موضوع سلاح "حزب الله ويجب معالجة هذا الموضوع على طاولة الحوار ونحن منفتحون لأي تمثيل في طاولة الحوار بالتنسيق مع كافة الأفرقاء. " وجدد عدوان تأييده لكل لقاء على الصعيد الرسمي بين لبنان وسوريا، رافضاً ان يكون التمثيل الديبلوماسي بين الدولتين شكلياً كما هو الآن. وعن العلاقة مع النائب سليمان فرنجيه، قال عدوان: "صفحة الماضي مع النائب سليمان فرنجيه طُويت الى غير رجعة ويبقى اللقاء الشكلي بين الدكتور سمير جعجع وفرنجيه لتتويج هذا الأمر." وعلّق عدوان على مشكلة حزب "الكتائب" مع 14 آذار قائلاً: "الكتائب" و"القوات اللبنانية" حزبان حليفان، وما حصل مع "الكتائب" هو خطأ ونحن لا نحبّذه. واكد عدوان ان العلاقة بين "القوات اللبنانية" والنائب وليد جنبلاط جيدة لحرصهما على الحفاظ على جو الثقة والسلم الأهلي في الجبل بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر في السياسة. واشار عدوان الى ان "القوات اللبنانية" سعيدة بتمثيلها في الحكومة عبر الوزير سليم ورده الذي يمثّل زحله والقوات اللبنانية معاً، ودعا الى اجراء الإنتخابات البلدية وتنظيمها أفضل تنظيم لأن دورها اساسي في العملية الإنمائية.

 

رئيس الأركان السابق في "اليونيفيل": لم ننجح بمنع تهريب السلاح ووقف الخروق الاسرائيلية 

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

كشف رئيس أركان قوات "اليونيفيل" السابق الجنرال أوليفيه دو بافينكوف، الذي ترك مقرّ القيادة في الناقورة في شهر آب الماضي، عن أن مسؤولية إطلاق صورايخ "الكاتيوشا" باتجاه إسرائيل، ومحاولات الإطلاق التي جرت من منطقة جنوب الليطاني، تعود إلى "مجموعات إرهابية فلسطينية على الأرجح، وهي تتمتع بقدرات ذاتية على التحرك".

وردّ في حديث الى "الشرق الأوسط"، على كلام إسرائيل حول أن "اليونيفيل" غير فعالة، وتساءل: "هل يمكن السيطرة على أرض الميدان الموضوعة تحت رعاية "اليونيفيل" والجيش اللبناني، أي منطقة جنوب الليطاني، مئة في المئة؟ لا أعتقد ذلك". الى ذلك، دافع الجنرال الفرنسي الذي بقي رئيسا لأركان "اليونيفيل" عاماً كاملاً، عن مهمة القوة الدولية بالقول: "منطقة الإنتشار التي لا يزيد طولها عن 40 كلم، ويتراوح عرضها ما بين 5 و20 كلم من أكثر المناطق في العالم التي تحضر فيها قوات مسلحة". وأضاف: "القوة الدولية والجيش نجحا في توفير الأمن والاستقرار في المنطقة، وضمنا الاستقرار وأتاحا تحقيق عمليات إعادة البناء بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006". وعزا الأمر إلى "القرار الدولي رقم 1701 وإلى قواعد الاشتباك المشددة التي تطبقها القوة، على الرغم من أنها تعمل تحت الفصل السادس لا الفصل السابع، الى جانب قوة تسلحها التي توفر لها طاقة ردعيّة لا يستهان بها".

إلا أنه قال: "هذه القوة لم تنجح، لا في منع عمليات تهريب السلاح إلى المنطقة منعا كاملا، ولا في حمل إسرائيل على الامتناع عن خرق القرار 1701، والتوقف عن انتهاك السيادة اللبنانية عبر تحليق طيرانها شبه اليومي في السماء اللبنانية". الجنرال بافينكوف الذي أشار الى أن "اليونيفيل" تبدو عاجزة عن ردع إسرائيل، قال: "وقف تحليق الطيران الاسرائيلي مربوط بتوافر الشعور بالأمن من الجانب الإسرائيلي". وأضاف: "طالما لم يتوفر هذا الشعور، فإن الطلعات الجوية مستمرة، ما يعني أن "اليونيفيل" سلمت عملياً باستمرار تحليق الطيران الإسرائيلي فوق لبنان". وإذ نفى أن تكون "اليونيفيل" تتعاطى مع "حزب الله" كحزب، أشاد الجنرال الفرنسي بأداء الجيش اللبناني وتجهيزه ومستواه التدريبي والتعاون القائم بين "اليونيفيل" وبينه. غير أنه لاحظ أن "هذا المستوى لا يتناول كل الوحدات، حيث أن هناك قطاعات تفتقر إلى المعدات والسلاح الحديث كما تفتقر إلى التدريب الصحيح".

 

فتح الجبهة السورية 

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

عبد الرحمن الراشد/المصدر : الشرق الأوسط

 فجأة دب الحماس في أوصال وسطاء السلام بين دمشق وتل أبيب. الأميركيون اتجهوا إلى طريق دمشق بعد أن ملوا من الخط الفلسطيني، بسبب إصرار أبو مازن على وقف كامل لبناء المستوطنات قبل أن يجلس على الطاولة. دمشق لديها شرط أولي واحد اسمه خط حدود ما قبل السادس من يونيه 67، على إسرائيل أن تقبل به. رئيس وزراء إسرائيل الذي طلب إبعاد الوسيط التركي في غرفة التفاوض، قال إنه يريد مفاوضات مباشرة. هنا لم يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي رأى كيف راحت عليه سنة ثمينة من رئاسته بلا نتيجة على الخط الفلسطيني قبل بنصيحة الفرنسيين أن ينظر في الطلب السوري، فهو أكثر واقعية وأكثر عملية من الطلب الفلسطيني. وكان أوباما قد أعطى أبو مازن طلبه بأن يكون التفاوض على حل نهائي أي إقامة الدولة الفلسطينية وإلغاء خارطة الطريق وما سبقها من شروط، وقد رضخ نتنياهو لهذا الطلب مع أن وعده الانتخابي ضد التفاوض على قيام دولة فلسطينية.

هنا صار البحث عن سلام بين دمشق وتل أبيب مطلوبا، خاصة أنه سيكون أهون كثيرا من سلام إسرائيلي مع الفلسطينيين، حيث لا توجد في الجولان المحتل أماكن عبادة، ولا مزاعم تاريخية توراتية في الجولان، بل مجرد مزارع عنب وبضع مستوطنات وكيبوتزات، ولا يوجد لاجئون سوريون مشردون في أنحاء العالم. قضية هينة التفاصيل، لكنها مثقلة بالشكوك والإرث التاريخي في النزاع العربي الإسرائيلي. الإسرائيليون يعتقدون أن السوريين ينشدون استئناف المفاوضات بهدف فك الحصار الأميركي السياسي والاقتصادي عنهم، المعادلة التي وجدوا أنفسهم فيها منذ اغتيال الحريري وبعد تزايد تحالفهم مع طهران. أي أنهم لا ينوون توقيع سلام حتى لو أعيدت كل الجولان إلى حدود ما قبل حرب سبعة وستين بل كسر الطوق عنهم فقط. هل يستطيع السوريون توقيع سلام مع الإسرائيليين؟ احتمال ضعيف جدا في ظل الخطاب السوري والمواقف السياسية. لا يوجد دليل واحد على أن دمشق تنوي بالفعل الإقدام على خطوة جريئة كهذه مهما قدم الأميركيون والإسرائيليون من هدايا وأعادوا من حقوق. ولو فعلتها سورية ستكون قد غيرت تاريخ المنطقة العربية أكثر مما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما وقع اتفاق السلام التاريخي بين بلاده وإسرائيل. ولو قررت دمشق فعلا التفاوض ستحصل على اتفاق سلام يعيد الجولان ويغلق الجبهة السورية، وبالتالي الجبهة اللبنانية مع إسرائيل. مهمة صعبة سياسيا في عالمنا العربي، خاصة بالنسبة لعاصمة الرفض العربي التي بنت خطابها ومشروعها وعلاقاتها على حالة العداء. وبالنسبة للإسرائيليين ليسوا في حال مختلف. فالعداء مع سورية محسوب بميزان دقيق لا تتعداه الدولتان، ومفيد للنظام الإسرائيلي الذي يعتبر حالة الحرب ضرورة لبقاء الدولة العبرية، وبالتالي وبمثل هذا الشعور المشترك، لن تفرز المفاوضات المقبلة شيئا مثيرا أو جديدا. ستخدم المفاوضات الأطراف المختلفة في تنشيط العلاقات الخارجية وسترضي الوسطاء الباحثين عن أدوار تضعهم على الخريطة وستنتهي كسابقتها اتفاقا لا يوقع.

 

سلاح "حزب الله" إلى الحوار مقابل تسهيل عمل الحكومة 

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

اميل خوري/النهار

هل يمكن القول ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله حسم موضوع السلاح بدعوته الحكومة الى "التريّث في طرح الملفات الكبرى كي يرتاح البلد". وقال "اذا بدأنا بها فذاهبون الى المشكل، فلنناقش على طاولة الحوار بهدوء اي ملف ولندع الحكومة تعمل". ودعا ايضاً القيادات الموجودة في الحكومة "الى التحسس بالمسؤولية الوطنية" مشيراً الى "ان من اهم الاولويات الوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الفساد المالي والاداري في اجهزة الدولة". ولفت الى "عدم الانجرار في البيان الوزاري وراء اهداف كبيرة لا قدرة لنا على انجازها كي لا نرمي المسؤولية على بعضنا".

الواقع ان كل ما يهم "حزب الله" هو الابقاء على سلاحه خصوصاً في الظروف الدقيقة التي تزيدها التهديدات الاسرائيلية دقة وخطورة، وهو مستعد في المقابل لان يعطي كل ما من شأنه ان يسهّل اقرار الخطوات المتعلقة بالوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي ومكافحة الفساد. "فوزارة" السلاح التي يمتلكها "كأمر واقع تبقى اقوى واهم من كل الوزارات، وهو ما جعله لا يهتم بحصته من الوزراء ولا بالحقائب ونوعيتها كما فعلت احزاب اخرى. فالبلد يرتاح اذا ارتاح "حزب الله" الى وضع سلاحه ومصيره وتوقفت المطالبة بتقييد هذا السلاح باقتراح صيغ عدة، لئلا يكون هذا الموضوع سببا لخلافات داخل الحكومة وخارجها تنعكس على مواضيع اخرى تهم الناس. واذا لم يكن في الامكان اخراجه من التداول، فلتكن طاولة الحوار هي المكان الصالح للبحث فيه، وهو بحث قد يطول، ولا ينتهي الا بعد ان تظهر صورة الوضع في المنطقة، وهل هي سائرة نحو تحقيق سلام شامل ام نحو حروب او تفكك.

لقد اعلن الرئيس ميشال سليمان في خطاب القسم: "ان نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة، واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها، وفي احتضان الدولة كياناً وجيشاً لها، ونجاحها في اخراج المحتل، يعود الى بسالة رجالها وعظمة شهدائها، الا ان بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو الاسرائيلي لتهديداته وخروقاته للسيادة يحتم علينا استراتيجية دفاعية تحمي الوطن متلازمة مع حوار هادئ للاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الاستراتيجية، فلا تستهلك انجازاتها في صراعات داخلية وتحفظ تالياً قيمها وموقعها الوطني".

وكان الرئيس سعد الحريري قبل تكليفه تشكيل الحكومة من دعاة اخراج موضوع سلاح المقاومة من التداول المثير للخلاف ولتكن طاولة الحوار هي المكان الصالح لذلك، بحيث ينصرف مجلس الوزراء للاهتمام بشؤون الناس المعيشية والاجتماعية. وخلال ترؤسه جلسة لجنة اعداد البيان الوزاري، اكد ضرورة الخروج ببيان يتضمن اهم ما تستطيع الحكومة تحقيقه في مختلف المجالات.

وفي المعلومات ان الحكومة ستكون حكومة كل الناس حكومة اقتصاد ومال واعمال بحيث تصب اهتماماتها على الشؤون المعيشية والخدماتية والاجتماعية والصحية، لان هذا ما يهم الناس اكثر بكثير من الاهتمامات السياسية، وقرفهم من المشاحنات والمناكفات التي لا جدوى منها، واذا كان موضوع السلاح خارج الشرعية يهمهم لانه يعوّق قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، فإنه يهمهم في الوقت نفسه الحفاظ على السلم الاهلي، وتحاشي كل ما من شأنه ان يشكل تهديداً له.

لقد تعرض لبنان لحروب داخلية بدأت بحرب لبنانية – فلسطينية عام 1975 بسبب وجود سلاح في ايدي التنظيمات الفلسطينية وما لبث ان انتشر بين ايدي اللبنانيين وقام في لبنان حكم الدويلات مكان حكم الدولة، ولم تنته تلك الحروب الا بعد الاتفاق على وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي عرفت بـ"اتفاق الطائف"، وبعدما دفع لبنان ثمن التخلّص من سلاح التنظيمات الفلسطينية وسلاح الميليشيات اللبنانية ووصاية سورية عليه دامت ثلاثين عاماً... وان التخلص من سلاح "حزب الله" قد يكون اكثر كلفة اذا لم يتم بالحوار الهادئ للتوصل الى حل يحفظ هيبة الدولة ويحترم سلطتها، اذ لا سبيل الى حل آخر ما دام السلام لم يتحقق مع اسرائيل كي تنتفي بتحقيقه اسباب حمله. وان اي حل يهدد السلم الاهلي هو حل مرفوض، وكل حل لا يصير التوافق عليه بين جميع القيادات اللبنانية، يكون حلاً غير قابل للتنفيذ، واذا صار تنفيذه، تعرضت البلاد لفتنة داخلية، وما دام نزع سلاح "حزب الله" بالقوة غير وارد واتخاذ قرار بنزعه حتى ان لم ينفّذ، قد يهدد السلم الاهلي ايضاً.

لذلك فإن موضوع سلاح "حزب الله" ينبغي ان يبحث في اطار حوار هادئ للتوصل الى توافق حول الصيغة الفضلى التي تجمع بين احترام سلطة الدولة، والاستفادة من وجود هذا السلاح في مواجهة اي عدوان اسرائيلي على ان تعطى الضمانات الكافية بأن لا يستخدم أبداً في الداخل ولأي سبب من الاسباب لانه لا يعود عندئذ سلاح مقاوم بل سلاح سياسي يخل بالتوازنات الداخلية. وحسم هذا الموضوع لا يكون بتصويت اكثرية الثلثين او اكثر بل بالتوافق وبالاجماع، والا فان اي قرار في شأنه يتخذ بالاكثرية المطلوبة، قد يكون له تداعيات اخطر من تلك التي سببها قرار نقل رئيس امن المطار ووقف العمل بشبكة الاتصالات العائدة لـ"حزب الله" وقد اعتبرها الحزب جزءاً من سلاحه، فكيف اذا تناول القرار مصير السلاح نفسه.

ويتساءل بعض الوزراء ما النفع من اثارة خلاف عند وضع البيان الوزاري حول العبارة التي تتناول موضوع سلاح "حزب الله" ولم يكن في استطاعة الحكومة تنفيذ ما جاء فيها. وما النفع حتى من محاولة تنفيذ ذلك اذا كان سبباً لفتنة داخلية، ولتهديد السلم الاهلي، لذلك فإن هذا الموضوع هو الموضوع الوحيد الذي لا يمكن اقراره الا بالتوافق. كما ان تنفيذ القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، ليس مسؤولية لبنان وحده بل مسؤولية كل الاطراف المعنيين الذين عليهم ان يتعاونوا بصدق على تنفيذه.

 

لماذا شجعت إيران الحوثيين على افتعال معركة الحدود اليمنية – السعودية؟ 

١٤ تشرين الثاني ٢٠٠٩

 سليم نصار/المصدر : الحياة

في شتاء سنة 1999 لاحظ حراس الحدود اليمنية – السعودية أن قطعاناً من البغال كانت تدخل الى المملكة عبر الحدود مدينة «الملاحيظ» من دون دليل أو مرافق. وبعد أن تطاردها سيارات الحرس داخل الصحراء، كانت تعثر على أسلحة ومتفجرات محمولة فوق ظهورها ومغلفة ببضاعة تمويهية كالأقمشة وحشائش القات.

واستغرب الحرس أثناء عمليات الملاحقة، إصرار البغال على الجري بسرعة باتجاه مزرعة مهجورة عثر في داخلها على كميات من الشعير ودلاء الماء. ثم تبين للسلطات السعودية أن البغال كانت تحرم من العلف والماء لمدة أسبوع تقريباً قبل أن يقودها أصحابها من اليمن الى داخل السعودية. وعلى الحدود يتركونها تجري وحيدة باتجاه تلك المزرعة المهجورة. وعندما تعتاد البغال على سلوك طريق وعرة تقودها الى المزرعة، تصبح مثل «كلب بافلوف» مسيّرة بدافع الترابط في الذاكرة. وهكذا يصل البغل الى الهدف من دون صاحبه. فإذا حدث ونجحت عملية التهريب، تكون الأسلحة قد نُقلت الى عناصر «القاعدة» داخل المملكة. وإذا حدث العكس، تتم المصادرة بمعزل عن الفاعلين.

ولم تكن تلك الحيلة سوى واحدة من سلسلة حيل مفتعلة مارسها عناصر «القاعدة» بهدف تهريب الأسلحة والمتفجرات من اليمن الى السعودية.

وذكرت الصحف المحلية أن عمليات تهريب الأسلحة لم تقتصر على استخدام الشريط الحدودي الممتد على مسافة 1500 كلم، وإنما تعدتها الى المرافق البحرية أيضاً. ففي شهر كانون الثاني (يناير) 1998 احتجز خفر السواحل السعودية مركباً متوجهاً نحو مرفأ جدة في مهمة سرية تقضي بإطلاق صاروخ على مبنى القنصلية الأميركية. واعترف قائد العملية عبدالرحمن النشيري بالتخطيط لضرب القنصلية من مسافة قريبة بصواريخ مضادة للدروع كان ينقلها في قعر المركب. كما اعترف بأسماء المتعاونين معه داخل المملكة، فإذا بمداهمات وزارة الداخلية تعتقل تسعمئة نفر.

لمواجهة تلك العمليات المتنامية، اضطر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، الى توسيع حجم الدوائر المسؤولة عن مقاومة الإرهاب وإحداث اختراقات في صفوف «القاعدة». ولم يكتف بتسليط حملة الملاحقة على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة ومكة المكرمة والخُبر، وإنما نشر عناصره في الأرياف النائية حيث لجأ المتمردون وأخفوا أسلحتهم وذخائرهم. وساعدته هذه الخطة الأمنية على إجهاض عشرات العمليات، واصطياد مئات الخارجين على القانون. وفي مطلع هذا الشهر أعلن اللواء منصور التركي، عن اكتشاف صناديق أسلحة أخفتها شبكة تنظيم «القاعدة» داخل استراحة ريفية تبعد عن الرياض قرابة مئة كلم.

وفي تطور لافت ظهرت محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، كخطوة مفاجئة لم يحسب لها حساب، خصوصاً بعدما كشف «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» عن دوره في إعداد الانتحاري عبدالله عسيري وإرساله من اليمن الى جدة في مهمة بالغة الخطورة. وقد دلت هذه الحادثة على أن «القاعدة» تملك في اليمن مختبرات وتقنيات متطورة. والدليل أن الانتحاري تمكن من تخطي كل حواجز التفتيش في مطار نجران وجدة قبل أن يفجر نفسه في مكتب الأمير. والثابت أنه كان يخبئ قنبلة في أمعائه بحجم مئة غرام، جرى تفجيرها من الخارج بواسطة هاتف جوال. وتبين من ملف التحقيق أن عبارة الإعلان عن «استعداده لإقناع رفاقه المتشددين بالعدول عن مسارهم» كانت بمثابة الرمز المشفر وإشارة التفجير. وقبل شهرين أعلنت السعودية عن اكتشاف خلية تابعة لـ «القاعدة» تضم بين عناصرها مهندسين وحملة شهادات دكتوراه وماجستير.

حتى مطلع هذا الأسبوع كانت معركة الدولة اليمنية مع الحوثيين محصورة داخل مناطق معينة بعيدة من حدود السعودية. وفجأة تسللت عناصر مسلحة من داخل اليمن الى موقع «جبل دخان» داخل الأراضي السعودية في منطقة جازان، وبادرت بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود، قبل أن يعلن المكتب الإعلامي للحوثيين في اليمن مسؤوليته عن الحادث. وفسر المراقبون الإعلان بأنه إقرار بالتنسيق مع قيادة الحوثيين بزعامة عبدالملك الحوثي، وشهادة بتبني العملية. ثم صدر بيان آخر عن مكتب الإعلام يزعم أن المقاتلين تمكنوا من الاستيلاء على «جبل دخان» الحدودي. واعتبرت الرياض أن هذا الحادث المفتعل هو بداية عمليات تسلل لا يجوز السكوت عنها. لذلك ردت على الفور بشن هجوم مضاد أيدته كل الدول العربية تقريباً. وعلى رغم التحفظ الذي أظهرته إيران على لسان وزير خارجيتها، فقد أيدت سورية حق المملكة المشروع في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها. ولكنها تمنت أن يصار الى احتواء هذه الأزمة بالسرعة الممكنة حرصاً على الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومع أن إيران دافعت عن حقها الجغرافي في التدخل بشؤون العراق ومستقبله السياسي، إلا أن الوزير منوشهر متقي، حذر من التدخل في شؤون اليمن الداخلية. وحجته أن اليمن يواجه ثلاث مشاكل هي: إرهاب «القاعدة» التي تريد جعل اليمن محور نشاطها... والحركات الاستقلالية في عدن... والعلاقات بين الحكومة والشيعة.

وعلقت بعض صحف الخليج على موقف الوزير متقي بالقول إن بلاده لم تسمح حتى للإصلاحيين بالتظاهر، وأن تأييده لشيعة اليمن ضد دولتهم ليس أكثر من تحريض سافر يشجعهم على الاستقواء بالخارج وامتشاق سيف المذهبية.

ويستدل من تصاريح الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع، والمشرف على منطقة العمليات العسكرية، أن مشكلة التسلل عبر الحدود قد حسمت، ولكن نتائجها الإنسانية والأمنية لم تنته بعد. والسبب أن محافظة «الحرث» تعرضت لنزوح شامل بسبب تصنيفها منطقة محظورة. كذلك أقفلت المدارس في 240 قرية تقريباً، واستعيض عن منازل النازحين بالخيم المنصوبة داخل المناطق الآمنة.

يميل المحللون السياسيون الى الاعتقاد بأن طهران هي التي شجعت عبدالملك الحوثي على القيام بالخطوة الاستفزازية بهدف إحراج السعودية ودفعها الى مطاردة أنصاره. ويبدو أن هذا العمل كان مخططاً له منذ وقت طويل، بدليل أن قوات المملكة عثرت على كميات ضخمة من الأسلحة المخبأة داخل مواقع يمنية خلف تخوم البلدين. وفي تقدير هؤلاء المحللين أن إيران توقعت إطالة فترة المواجهة بحيث تنشغل السعودية بحرب استنزاف طويلة، تماماً مثلما انشغل جمال عبدالناصر بحرب اليمن عقب انقلاب 1962. وفي حساب طهران أن مشاغل الحرب على الحدود الجنوبية الغربية للمملكة ستقيد تحركاتها في البلدان الأخرى مثل فلسطين ولبنان والعراق، الأمر الذي يعطي طهران دوراً أكبر في المنطقة.

المستفيد الأول، بحسب الصحف الأوروبية، من صدامات الحدود، هو الرئيس علي عبدالله صالح. والسبب أن وسائل الإعلام العربية والأجنبية أغفلت نزاعه مع الحوثيين وركزت في نشراتها على تتبع سير المعارك مع القوات السعودية. إضافة الى هذا، فإن حكومة علي صالح ستستفيد من مواقف التأييد التي جيرتها الدول العربية والأجنبية لمصلحة المملكة. ومعنى هذا أن الرئيس اليمني سيترجم هذا التأييد الواسع لإظهار نفسه بأنه على حق.

في ضوء هذه المعطيات يطرح المعنيون في هذا النزاع أسئلة تتعلق بمستقبل العلاقات السعودية – اليمنية، وما إذا كان في الإمكان تخطي العقبات القائمة واستبدال لغة العنف والسلاح بلغة الحوار والتفاهم؟!

بعد حرب أهلية ضارية استمرت ثماني سنوات، قررت السعودية الاعتراف بنظام الحكم الجمهوري الجديد في اليمن. وبادرت الى إعلان هذا الموقف في الثامن من نيسان (ابريل) 1970. وجاء هذا الإعلان عقب المصالحة الوطنية التي رعاها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز. وقد اغتنم مناسبة عقد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة (24 آذار/ مارس 1970) ليشرف على المحادثات بين الجانبين الملكي والجمهوري، ويضمن تثبيت المصالحة ووصف في حينه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي كلفه الملك فيصل بمهمة التباحث مع الرئيس جمال عبدالناصر حول مستقبل اليمن، وصف موقف بلاده بأنه موقف الاعتراف بالجمهورية كدولة ذات سيادة كاملة على أراضيها ومستقلة استقلالاً تاماً. وأضاف الأمير سلطان، بأن بلاده تعتبر أمن اليمن واستقراره جزءاً لا يتجزأ من أمنها واستقرارها. وهذا ما كرره أثناء زيارته لحضرموت في ربيع سنة 2006 يوم استقبله الرئيس علي صالح لمناسبة اجتماع اللجنة السعودية – اليمنية المشتركة التي وقعت على خرائط الترسيم النهائي للحدود. وقد جاء هذا التوقيع بعد سنوات من المساومات والمفاوضات المضنية التي تمثلت بـ «اللجنة الخاصة» وبلقاءات ثنائية تمت بين ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمني.

عقب ترسيم الحدود بين البلدين من قبل شركة خاصة، أقيم سياج شائك للحؤول دون تسلل الإرهابيين واللصوص والباحثين عن عمل ومهربي المخدرات. وكان من الصعب جداً ضبط الحدود البحرية والبرية التي تمتد على مسافة 1500 كلم. ويعترف حرس المناطق الحدودية بأن «جازان» تشترك بحدود بحرية – برية مع مدينة «الملاحيظ» اليمنية، الأمر الذي يجعلها نقطة عبور مثالية بالنسبة الى مهربي البضائع الممنوعة. ولكن العمليات العسكرية الأخيرة مع الحوثيين فرضت على الرياض إعادة النظر في موضوع الحماية والوقاية والمحافظة على أمن المواطنين. وهذا يقتضي مراجعة كاملة من قبل الدولتين، والحصول على تعهد من قبل الرئيس علي صالح بإيلاء هذه المسألة أهمية قصوى. وبين المقترحات التي عرضت أخيراً، إقامة مخافر ودوريات مشتركة لمراقبة الحدود، وفي حال استمرت الخروقات، فإن المملكة تتهيأ لبناء جدار مكان السياج الأمني، لعل هذا العازل يمنع تسلل الحوثيين وجماعة «القاعدة»، ومهربي المخدرات والبضائع الممنوعة!

 

حملة جديدة تسعى الى تحسين مظهر الضاحية الجنوبية العام

الدولة اللبنانية تدخل "معقل حزب الله" لفرض الأمن والنظام

2009 السبت 14 نوفمبر

علي حلاوي/ ايلاف

يستمر حزب الله تأكيده على انتهاجه سياسة الانفتاح تجاه الدولة اللبنانية والاندماج الفعال فيها، ففي حملة جديدة تحت شعار "النظام من الايمان" اطلقت جمعية "قيم" التابعة لحزب الله حملة توعية للمساهمة في تطبيق النظام العام، وتهدف الحملة الى تغيير النظرة الشائعة حول عدم تمكن الدولة اللبنانية وأجهزتها من دخول الضاحية الجنوبية، في حين تمكنت عناصر الامن اللبناني من دخول المنطقة "لفرض النظام" وذلك بعد "موافقة حزب الله".

"حزب الله": يسعون إلى تصويرنا مثل "القاعدة"

بيروت: لم تجد "جمعية قيم" افضل من حديث نبوي لتتبناه شعاراً لحملتها مع بعض التعديلات، فأخذ "النظام من الايمان" مكان "النظافة من الإيمان". هكذا لن تعود مخالفة النظام العام في الضاحية الجنوبية لبيروت مشهداً عابراً لا يمر دون حسيب او رقيب، فبعدما وضع "حزب الله" ، الذي يعتبر " القيّم" على الضاحية جمعيته " قيم" في خدمة الدولة واجهزتها ستعيش الضاحية ، المنطقة الاكثر اكتظاظاً سكنيا في لبنان حيث ينتشر نحو 750 الف شخص على رقعة جغرافية لا تتعدى الـ 27 كيلومتراً، اجواء لم تعهدها من قبل. ويؤكد القيمون على الحملة الاهلية للمساهمة في تطبيق النظام العام " ان الزمن الاول تحول، وان استمرار الفوضى في الضاحية لم يعد مبرراً، وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها". ستة اشهر اذا ستعيشها الضاحية مع القانون والنظام ومحاولات تطبيقهما، والايام ستحدد من سينتصر"الفوضى او النظام".

وفي خطوة أخرى، سحب "حزب الله" اكثر من 150 عنصراً من عديده كانوا مكلفين تنظيم السير في مختلف شوارع الضاحية، وجرى استبدالهم بعناصر من مفرزة سير الضاحية في قوى الأمن الداخلي، كما اعلن وزير الداخلية والبلديات زياد بارود  أن" جهاز وزارة الداخلية الامني تسلم الضاحية في شكل كامل بعد موافقة حزب الله ".

وعلى هامش مؤتمر صحافي عقدته جمعية "قيم" في الضاحية الجنوبية بحضور بعض من نواب بعبدا ورؤساء بلديات الضاحية الجنوبية ومسؤولي لجان الاحياء، اشار حسين فضل الله، المنسق العام للحملة الاهلية للمساهمة في تطبيق النظام العام، لـ " ايلاف "  الى ان " جمعية قيم ارادت من الحملة تحقيق قيمة مضافة من خلال ربط النظام بالايمان، وهذه العملية موجهة أصلاً إلى  وعي المواطن الذي هو المحجة والهدف والغاية، والذي تتوجب عليه واجبات مثلما له حقوق".

واضاف فضل الله: " الا اننا اليوم متسلحون بالجرأة في الطرح، والذخيرة الحية هي لجان الاحياء التي  تقع على عاتق أعضائها  المسؤولية الكبيرة". وعدّد المنسق العام اهداف حملته التي تركز على "النظام العام وتسعى الى تحسين المظهر الداخلي والخارجي لمختلف مناطق الضاحية الجنوبية، والدعوة الى ترشيد الاستهلاك ومنع الإعتداءات على  شبكات المياه والكهرباء وتحرير الارصفة والاماكن العامة".

وتتضمن الحملة عدة أهداف، فهي تضم العديد من البرامج  منها " تنظيم الورش، الندوات، المحاضرات واللقاءات الحوارية، اضافة الى إطلاق حملة اعلانية تطل من خلالها على مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية وتحض على ضرورة احترام النظام". ومن بين اهدافها أيضاً " حملات للتشجير والنظافة، حملة لتنسيق الاعلانات الشعبية في الطرق العامة وبرامج توعية في المدارس والجامعات، اضافة الى العمل على ازالة الركام والردميات والسيارات المهملة من الطرق، وتأمين مواقف عامة للسيارات بالاستفادة من المسافات غير المبنية".

وأكد فضل الله "ان هذا العمل ليس ترفاً او ترفيهاً او حدثاً اعلامياً، بل انه عمل جاد وجهد مشترك "، مشدداً " على ان الحملة ليست بديلاً عن أي جهة ولن تصادر دور احد كما انها لا تزايد على احد، وهي حريصة على دور البلديات والوزارات وتضع نفسها في خدمة هذه المسؤولية، فالنظام العام في النهاية  خير لا بد منه".

والجمعية هي ابنة شرعية لـ"حزب الله"، وهو يهدف من خلالها الى  "لتوجيه اهل الضاحية وتوعيتهم على اهمية الاحترام والالتزام للمحافظة على النظام العام كمدخل يخلصهم من الحرمان والتهميش، اضافة الى التخلص من تلك النظرة التي ما زالت قائمة عن الضاحية الجنوبية من ان جميع قرارات وخطط الدولة اللبنانية واجهزتها تتكسر على حدودها ولا تخترقها بدواعي امنية من جهة واعذار معيشية من جهة ثانية".  اما على الارض فسرعان ما يتضح لك الاسلوب الذي اعتمدته الحملة لتصل الى عقول وقلوب الناس، فهي استعانت بأحاديث نبوية تحرم الأذية وتدعو الى تطبيقى النظام من دون نسيان فاعلية التكليف الشرعي للحد من عمليات الهدر والسرقة للتيار الكهربائي وشبكة المياه والتلفون وذلك من خلال يافطات اعلانية تم تعليقها في مختلف شوارع الضاحية الجنوبية.

واضافة الى ذلك لم يكن الامام الخميني بعيداً عن حملة " النظام من الايمان"، فجرى استدعاء اقواله المؤثورة في هذا المجال من ايران بغرض المساعدة في تطبيق النظام، خصوصا ان ما يربط هذا المرجع الديني بأنصار "حزب الله" ذات أثر كبير. ربما هي الطريقة المثلى التي اراد بها حزب الله ان يقطع دائرة الشكوك والاتهامات التي تلاحقه دوماً عن مربعه الامني، فبعد الدعوات الاعلامية المتكررة له بأنه ليس بديلاً من الدولة ارتأى اخيراً ان " يجرها بيدها" ويدخلها الى معقله.

 

تباين سوري ايراني حقيقي ام صوري؟

الجمعة 13 نوفمبر

 النهار/ علي حماده

مشهد الرئيس السوري بشار الاسد و هو يزور نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس للمرة الثانية في اقل من عامين . و مشهد "الحميمية" التي اراد ساركوزي ان يضفيها على اللقاء الثاني ينبئ بأن التحول في المسار الديبلوماسي الفرنسي حيال الحكم السوري الذي اطلقه ساركوزي بشكل يقطع مع المسار الذي انتهجه سلفه الرئيس حاك شيراك بدءا من العام 2004، و بلغ الذروة اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في مطلع 2005 .و معلوم ان شيراك كان في نهاية التسعينات من القرن الماضي و بتشجيع من الرئيس الحريري "تبنى" الاسد الابن في اول ايامه الرئاسية و حتى قبلها بفترة ، و عقد عليه آمالا كبيرة في ان يكون مختلفا عن والده فيعمل على نقل سوريا البعثية من مرحلة التحجر التي كانت تعانيها في ايام الاسد الاب الاخيرة الى مرحلة تبدأ فيه سوريا في العودة الى حضن المجتمع الدولي كعنصر بناء بخلاف ما كانت عليه قبلا عنصر آوى و شجع كل صنوف التنظيمات المسلحة الموسومة في القاموس الدولي ارهابا.و كانت الدبلوماسية الفرنسية ايام شيراك تأمل في ان يقتنع الاسد الابن ان السيطرة على لبنان بالشروط و الظروف اليت قامت منذ 1990 ما عاد ممكنا ، و ان المجتمع الدولي ، و معه الاسرة العربية لن يمكنهما القبول بتغطية حالة استثنائية كهذه. وكان المأمول من الاسد الابن ان يقدم هموم بلاده الداخلية على عقدة الدور الاقليمي التي باعدت في نمط الحياة المعاصرة بين المواطن السوري العادي و بقية العالم ...

بالامس دخل الاسد الابن للمرة الثانية قصر الإليزيه ،و الجديد انه في هذه المرة بات متحررا من العديد من الاثقال التي كانت تعوق تطور علاقاته مع الفرنسيين على الرغم من براغماتية فريق الرئيس ساركوزي الباردة . فبين الزيارة الاولى قبل نحو سنة و زيارة البارحة تقدم الحكم السوري في العديد من المجالات لا سيما في المجال اللبناني الذي انتهى بتفاهمات مع السعوديين ادت الى حصر التدخل السوري المباشر في الانتخابات النيابية في حزيران 2009 ضمن حدود منطقية قياسا بالتدخلات السابقة ، و ضبط الاخلالات الامنية التي يهواها السوريون في لبنان في حدود المعقول قياسا بمرحلة الاغتيالات و التفجيرات و الصدامات الاهلية التي لم يكن الحكم السوري بغريب عنها . ثم اتت مرحلة تشكيل الحكومة اللبنانية وما كانت دمشق بعيدة عن العرقلة في التكليف الاول، الى ان كانت القمة السعودية – السورية التي تهم الاسد ايما اهتمام ، ففتحت الابواب امام ولادة الحكومة في الوقت الذي مانعت فيه ايران الى ان قبلت كما اشارت اكثر من جهة دبلوماسية عربية في بيروت ،نزولا عند الاصرار السوري الذي وضع حدا لعرقلة "حزب الله" من خلال الجنرال ميشال عون . واليوم يعتبر الفرنسيون ان الرئيس بشار الاسد وفى بوعده لفرنسا و للسعودية . ولا ننسى ان ثمة نقاشا في اوساط الحكم السوري حول مكانة سوريا في لبنان بعد ان ورث "حزب الله" عنها دور الناظم للحياة السياسية، و بعد ان اثبت الحزب انه كممثل للمصالح الايرانية صار بعد 2005 الطرف الاقوى في معادلة التحالف السوري – الايراني في لبنان .

حتى في قضية الباخرة المحملة بالسلاح "فرنكورب" ، ثمة معلومات استخباراتية جرى تداولها في الايام القليلة الماضية في بيروت ان الاجهزة السورية ابلغت نظيرتها الفرنسية بموضوع الباخرة انتهى الامر باعتراضها من قبل الاسرائيليين!

في مكان آخر و في الوقت الذي ترتفع حدة التوتر بين الايرانيين و السعوديين على خلفية قيام طهران بتغذية النزاع اليمين الذي بدأ داخليا بين السلطة المركزية و جماعات الحوثيين في الشمال ، و انتهى اليوم نزاعا اقليميا بإمتياز يتداخل فيه المعطى اليمين بالمعطيين الايراني والسعودي على حد سواء، وفي وقت تعتبر فيه السعودية انها في حرب غير مباشرة مع ايران الاسلامية ، وتتهيأ لصدامات خلال موسم الحج القادم ، تخرج سوريا مع بدء المواجهات داخل الاراضي السعودية بموقف مؤيد للرياض يتجاهل تماما الموقف الذي عكسه وزير خارجية ايران منوشهر متكي بشأن ازمة اليمن محذرا بأن "نيران الازمة ستطول من ينفخ فيها" واعتبر بمثابة تحذير للسعوديين الذين بردة فعلهم العنيفة على التسلل الحوثي الى "جبل دخان"، و قيامهم بحصار بحري للشواطئ الشمالية لليمن تسببوا بخلخلة فعلية للموقف العسكري للحوثيين.

في مكان آخر ثمة امر محير : ايران التي توحي مواقفها من اتفاق جنيف- فيينا الذي جرى حول نقل اكثر من 70 في المئة من مخزونها من اليورانيوم الى روسيا و من ثم الى فرنسا لتخصيبه للاغراض المدنية ، انها تتنصل و تحاول كسب مزيد من الوقت بإطالة امد التفاوض و ادخال تعديلات تفرغ الاتفاق من مضمونه مثل نقل اليورانيوم على دفعات تمتد على مدة سنتين . ايران هذه تتجه صوب صدام مع الادارة الاميركية الجديدة التي سيتعين عليها في مدى قصير ان تضع على الطاولة الخيارات الصعبة مع ايران ( عقوبات + اجراءات عسكرية) ، و في الوقت الذي تزداد علاقات فرنسا توترا مع طهران بسبب مواقف الرئيس ساركوزي المتشددة بشأن الملف النووي ،و في الوقت الذي تبدو المسارات السلمية مستحيلة بوجود الحكومة الاسرائيلية اليمينية يتقدم الرئيس السوري في تجاه التفاوض ، يذهب الى حد اسداء "نصيحة" الى تركيا في مقابلة لجريدة "حرييات" بأن تحسن علاقاتها مع اسرائيل اذا كانت تنوي لعب دور فعال في مفاوضات سلام بين سوريا و اسرائيل . هذه عينة من اشارات يقرأها مراقبون على انها ترجمة لإفتراق بين الخيارات السورية و تلك الايرانية في العديد من الملفات و القضايا، و لكن للافتراق المشار اليه غير معروف الملامح وماتزال آفاقه مجهولة مع اعتقاد عواصم فاعلة في المنطقة ان الافتراق بين دمشق و طهران وهم و توزيع للادوار...

 

ماذا بقي من 14 آذار؟

الياس حرفوش

السبت, 14 نوفمبر 2009

الياس حرفوشلم تكن هناك حاجة للانتقادات التي وجهتها قيادة حزب الكتائب لأداء فريق 14 آذار، ولا خروج النائب وليد جنبلاط قبل ذلك، لتبرر طرح السؤال عمَّ بقي من هذا الفريق؟ حتى قبل تشكيل حكومة ما يعرف بـ «الوحدة الوطنية».

كما يدل الاسم، كانت ولادة 14 آذار ردة فعل مباشرة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. المسيرة الحاشدة التي شهدها ذلك اليوم من عام 2005 في وسط بيروت، بعد شهر على الاغتيال، جمعت اطرافاً من كل اتجاه تحت راية ما سمي آنذاك «ثورة الارز»، ورفعت شعار استعادة السيادة التي تمثلت ترجمتها الأبرز بخروج الجيش السوري من لبنان.

وقْع اغتيال الحريري كان كبيراً في الداخل وفي المنطقة، وكان الظرف الاقليمي والدولي مؤاتياً للحركة الاستقلالية. لكن السنوات الأربع التي انقضت منذ ذلك التاريخ كانت كفيلة بتغيير ظروف كثيرة. اثبت الذين وقفوا في وجه تلك الحركة في الداخل قدرتهم على تعطيل الحياة السياسية اذا لم تستقم الأمور في البلد كما يشتهون. ولم يكن الاعتصام الطويل في الوسط التجاري ولا اقفال ابواب المجلس النيابي ولا شل عمل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة (قبل اتفاق الدوحة) سوى رسائل الى من يعنيهم الأمر الى ما يمكن أن يصيب البلد اذا لم تؤخذ مواقف المعارضين ومطالبهم في الاعتبار. لم تكن الحسابات الديموقراطية هي المقياس في تحرك المعارضة على مختلف الجبهات. كانت القوة، التي يحميها سلاح «حزب الله»، «الذي لا يُستخدم في الداخل»، هي وحدها التي فرضت طبيعة موازين القوى، كما اثبتت التجربة التي واجهتها حكومة السنيورة في 7 ايار.

اما في الخارج فقد كانت التغييرات غير قليلة ايضاً، وكان لا بد أن يصيب 14 آذار من ذيولها الكثير. جاك شيراك لم يعد في الرئاسة الفرنسية. جورج بوش غادر البيت الابيض. مأزق التفاوض مع الفلسطينيين في ظل حكومة نتانياهو اسقط مبررات الدفاع عن التسويات وأعاد الاعتبار لشعارات «الممانعين». والالتفاف حول المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في الاغتيالات، والتي كان تشكيلها واحداً من «الانجازات» التي حققتها 14 آذار، اصطدم بعقبات الشهود «المزوَّرين» وبالإفراج عن الضباط الأربعة الذين حملت «ثورة الارز» يافطات تحميلهم المسؤولية عن الاغتيال. وكان من الطبيعي ان يترك كل ذلك ايضاً اثره على المنطق الذي يطرح به الفريق الاستقلالي قضاياه.

وحتى عندما راهنت جماعة 14 آذار على الانتخابات النيابية الاخيرة، وحاولت أن تجعل انتصارها فيها مدخلاً «ديموقراطياً» الى تحقيق شعاراتها السيادية، سواء في ما يتعلق بالسلاح في الداخل او بمستقبل العلاقات مع سورية او بتطبيق القرارات الدولية، فقد اصطدمت بالعرقلة من جديد، تحت ستار ضرورة قيام «حكومة وحدة وطنية». وليس خافياً ولا سراً أن هذا التدبير الذي انتهت حكومة سعد الحريري الى الاضطرار بقبوله، بعد خمسة اشهر ونيف من شد الحبال، لم يكن التدبير الذي كان يريده رئيس كتلة تيار «المستقبل» وأحد اعمدة 14 آذار، ولا حلفاؤه في هذا التكتل، السنّة منهم والمسيحيون، ولا حتى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي كانت له مواقف في اكثر من مناسبة تدعو الى «حكم الاكثرية ومعارضة الاقلية»، وهو الموقف ذاته الذي تبناه ولا يزال البطريرك الماروني نصرالله صفير.

وعندما يكرر رئيس الحكومة الجديد سعد الحريري في اول مناسبة بعد تسلمه مسؤولياته ان دخول المعارضة والموالاة في حكومة واحدة «هو استثناء وليس قاعدة»، فهو يفعل ذلك ليذكّر من جهة بموقفه السابق، الذي يتفق مع الأعراف الديموقراطية في اي بلد يحترم ارادة ناخبيه، وليدلل ايضاً الى الظرف «الاستثنائي» الذي فرض تشكيل هذه الحكومة، وجمع كل ما يتوافر من تناقضات داخلية واقليمية في داخلها حول طاولة واحدة ... لعل وعسى!!

باختصار كانت ازمة 14 آذار هي ازمة الصراع بين من يراهنون على «السلاح الديموقراطي» في وجه سلاح من يعتبرون أن الدور المنوط بهم، في الداخل وعلى الحدود، يتجاوز الاعتبارات الديموقراطية، ولا يرى ما يمنع تعطيلها اذا اقتضى الأمر. وفي هذه المواجهة انتصر سلاح الأمر الواقع ... وكان لا بد ان يتراجع زخم 14 آذار... سواء بقي فيها وليد جنبلاط وحزب الكتائب او غادرا.

 

الرئيس سليمان رعى وضع حجر الاساس لسد بحيرة اليمونة- بعلبك: الانماء المتوازن ركن اساسي من اركان وحدة الدولة واستقرار النظام

رد كيد وعدوان الغاصب لارضنا والطامع بمياهنا يكون بالتشبث بالارض

لبنان سيسعى بكل إمكاناته للافادة من حصته القانونية من موارده المائية

نسعى أيضا للحصول على تعويض عن الخسائر التي لحقت بنا في أعوام الإحتلال

من أولى مهمات الحكومة إجراء التعيينات في وظائف الفئة الأولى وملء الشواغر

تضافر الارادات الطيبة وتوحيد الرؤيا الوطنية كفيلان بتجاوز كل التباينات

الوزير باسيل: سنولي اهتماما بالمشاريع المائية وليس فقط بمشاريع الطاقة

النائب حسين الموسوي: للاهتمام العاجل والفاعل بقطاعات التربية والزراعة

وطنية - بعلبك - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على ضرورة "ان نتعاون جميعا لترسيخ وتطوير الانماء المتوازن للمناطق ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً لأنه ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام.. وقد تم ذكره في مقدمة الدستور"، معتبرا إن رد كيد وعدوان الغاصب لارضنا والطامع ابدا بمياهنا يكون بالتشبث بالأرض، الامر الذي لا يتم إلا بتأمين مستلزمات البقاء لأهلنا وأولى هذه المستلزمات الاستفادة من الثروة المائية عبر اعتماد تنمية مستدامة لها.

واذ لفت الى ان العدو الإسرائيلي دأب على تكرار محاولته لسرقة مياهنا، اكد أن لبنان سيسعى بكل إمكاناته للاستفادة من حصته القانونية من موارده المائية وذلك بناء على معاهدة الأمم المتحدة 1997. وقال "إن لبنان لا يسعى للحصول على أكثر من حصته المحقة، ولكنه يسعى أيضاً للحصول على تعويض عن الخسائر التي لحقت به خلال أعوام الإحتلال من جراء عدم استفادته من هذه المياه".

واكد الرئيس سليمان عقد العزم على أن تسير الحكومة، التي شكلت نموذجا لتلاقي الأطياف اللبنانية في ما بينها ، بخطى واثقة، معتبرا ان من أولى مهماتها إجراء التعيينات في وظائف الفئة الأولى وملء الشواغر في الادارات والمؤسسات، مشددا على أولوية إقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة لتكون عنواناً للإنماء في أرجاء الوطن، واعدا ان إستكمال الإجراءات التنظيمية لمحافظة بعلبك ـ الهرمل لن يتأخر.

واذ امل عشية عيد الاستقلال في انجاز البيان الوزاري الذي يعلي شأن لبنان في المحافل الدولية ويزيح الستارعن سنواته العجاف، فانه اعتبر ان تضافر الارادات الطيبة وتوحيد الرؤيا الوطنية كفيلان بتجاوز كل التباينات حول المفاهيم السياسية والاجتماعية ويحققان في الوقت نفسه ارضية صلبة لتطوير النظام ومعالجة اي خلل.

مواقف الرئيس سليمان جاءت خلال رعايته وحضوره حفل وضع حجر الاساس لمشروع سد بحيرة اليمونة-قضاء بعبلبك الذي اقيم في مكان اقامة المشروع في اليمونة قبل ظهر اليوم، بحضور وزراء الزراعة حسين الحاج حسن، والشباب والرياضة علي حسين العبدالله، والطاقة والمياه جبران باسيل والخارجية والمغتربين علي الشامي والسياحة فادي عبود، والنواب: عاصم قانصوه، اميل رحمة، علي المقداد، وليد سكرية، كامل الرفاعي، نوار الساحلي، حسين الموسوي وغازي زعيتر وعاصم عراجي.

وحضر ايضا وزراء ونواب سابقون وممثلو الفاعليات الدينية ومحافظ البقاع القاضي انطوان سليمان ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وفاعليات سياسية واجتماعية واهلية، وكبار موظفي وزارة الطاقة والمياه وحشد من المدعوين.

وقائع الاحتفال

بدأ الاحتفال مع وصول رئيس الجمهورية حيث كان في استقباله في موقع السد- بركة اليمونة الوزراء باسيل والحاج حسن والعبد الله والشامي وعبود ، لينتقل مع الوفد المشارك الى منصة الاحتفال حيث كان في انتظاره نواب المنطقة والفاعليات والمشاركين ليفتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني.

كلمة شريف

والقى رئيس بلدية اليمونة طلال شريف كلمة ترحيبية جاء فيها:

"فخامة رئيس الجمهورية،

السادة الحضور الاكارم،

كما الارض العطشى تستبشر خيرا بقدوم السحاب،

وكما حقول القمح وبساتين التفاح تترقب بفارغ الصبر ضربة معول وعرق عامل ايذانا ببدء موسم الزرع،

وكما النحل ينتشي برحيق الزهر وعطر الياسمين ليردع بين شفاهنا اعذب الطيبات،

ها هو البقاع اليوم تغمره مشاعر الغبطة والسرور لطالما افتقدناها لسنوات طوال،

سنوات لم تحمل له الا الحرمان الذي استوطن سهله وجبله فأجج الفقر والجوع في احشاء شيبه وشبابه واطفاله.

ها هو قدومكم اليوم كالبلسم الشافي يتهادى عبر اشعة التجدد والعطاء الى مقابعنا المظلمة بعتمة الفقر والحرمان، فأطربتم السهل والجبل بوقع اقدامكم وبلمسات يديكم السمحاء المعطاءة وافرحتم قلوبنا بعرسنا الذي يعد اولى قبلات عهدكم المفعم بالامل والتقدم.

ها هي البراعم الصغيرة قد اصبحت ازهارا شذاها فائح في كل الارجاء وها نحن نشتم العطر ونقول الحمد لله لقد اصبح برعمنا مشروعا تحقق واصبح الحلم حقيقة تحت اسم ورعاية وحضور فخامتكم لمشروع سد بحيرة اليمونة.

فخامة الرئيس،

تعففتم فكافأكم الله والدهر بأرفع المواقع واولى المراكز، فكنتم نسمة هبت في احسن تجلياتها على واقع من المفارقات لتعيدوا بهذا الوطن الى شاطىء الدولة حيث فقط بيارق الدستور والنظام والقانون.

فخامة الرئيس،

لسنا نغالي ان قلنا لكم انكم انتم الامل وانتم المستقبل وانتم بناة الدولة العصرية. لسنا نغالي ان قلنا لكم انكم انتم رمز العدالة والقانون والمساواة وسياسة التخطيط في الانماء المتوازن.

فخامة الرئيس،

انتم من ينشل هذا الوطن من عقلانية الصدفة الى عشوائية الحكمة وينقله من مفهوم النمو الى مفهوم الانماء الشامل المتكامل اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ومؤسساتيا ليدفع المجتمع من طور تقليدي الى طور حضاري عصري.

فخامة الرئيس،

بعد حذف البقاع عن خريطة الانماء لسنوات طوال، لم ولن يتعب البقاع من تضحياته، لم ولن تفرغ جعبة بنيه من العزة والعنفوان فكانوا ولا يزالون عصب المقاومة الابية التي حررت الوطن وسطرت اعظم الانتصارات على العدو الاسرائيلي، المقاومة الخالدة في ضمائرنا، الدرع الحامي في مواجهة عدو لبنان والامة جمعاء، عدو الانسانية، رمز الحقد والبغضاء، فلطالما قدم البقاع ابناءه قرابين على مذبح الشهادة ليبقى شموخ شجرة الارز في عليائه وليبقى الثلج الذي يتوج جباله ابيضا ناصعا في مناجاته للخالق سبحانه وتعالى.

فخامة الرئيس، الحضور الكريم،

في ظل زحمة الملفات وتكاثر الازمات التي تستنزف مقومات هذا الوطن وتنال من طاقات ومعنويات ابنائه، ان ابناء البقاع يؤكدون العزم على عيش التجدد المطلوب ونأمل ان تحمل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري وفي ظل قيادتكم الحكيمة روح التضامن في ما بين اللبنانيين وان تترسخ وحدتهم وينهض وطن وتتعزز وحدة العائلة اللبنانية.

فأهالي البقاع واهالي بلدة اليمونة يشكرون قدومكم، فخامة الرئيس، ويقدرون عاليا ما بذلتموه وتبذلون حرصا على استمرارية هذا البلد وطنا معافى واحدا لجميع ابنائه.

ونشكر الحضور الكريم من وزراء ونواب وسفراء ورجال دين ومن فعاليات وكل من ساهم في انجاح هذا المشروع راجين من العلي القدير تسديد خطاكم والتوفيق لكم لما فيه خير الوطن وخيركم.

عشتم وعاش لبنان".

كلمة الدكتور قمير

ثم القى مدير عام الموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير كلمة هنا نصها:

"فخامة الرئيس

ايها الحفل الكريم،

يسعدني ويشرفني صبيحة هذا اليوم وفي منطقة اليمونة ان امثل في حضرة فخامتكم لشج اول معول بهامة هذه الصخور وايذانا بتنفيذ ثالث سد مائي في لبنان يحمل اسم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، وذلك ضمن سلسة الخطة العشرية التي تتضمن سبعة وعشرين سدا لحفظ بواسطتها الثروة التي منحها الله للبنان.

ان منطقة اليمونة، تشكل نموذجا لوحدة اللبنانيين امتدادها الى جرد العاقورة في قضاء جبيل والى جرد تنورين في قضاء البترون.

ان وجود رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، لاول مرة في هذه المنطقة منذ عقود ، دلالة على ان وطن الاحلام هو حقيقة، ويمثل الارادة الخيرة المقترنة بفكر مبدع تحصنت بالعزيمة الصادقة والثبات في تحقيق الاهداف الكبرى التي رسمتموها في خطاب القسم.

فخامة الرئيس،

منذ عشر سنوات والخطة العشرية التي نسهر على تنفيذها برغم المعوقات والحواجز التي اعترضتها سلكت باذن الله طريق التنفيذ لتحقيق اهدافها وذلك بانشاء السدود والبحيرات الجبلية وهي خطة استباقية لمواجهة الاحتباس الحراري الذي يواجه العالم بغية ضمان الامن الغذائي والاجتماعي للبنانيين.

ان الثروة المائية التي منحها الله للبنان وتختزنها ارضه باتت عرضة للضياع بفعل عدم استثمارها في مجالات الري وتأمين مياه الشرب وتوليد الطاقة الكهربائية لسد حاجات المواطنين. وصمود الادراة جعل هذه الخطة العشرية مثالا للانتصار على آفات الخوف والانهزام والتردد باعتماد تنمية حرة ذاتية هدفها الاساسي بناء مجتمع يفخر بثروته وبتنوعه وتفوقه وتوقه الى مشروع للمستقبل يستنهض ركائز الحاضر.

هذه هي شراكة التحدي، ابعادها ثلاثية الاخلاقيات: المهنية والمالية والادارية، محركها الفاعل ادراة وارادة لا تترددان امام صعوبة، وقد غدت الخطة العشرية بما فيها من استثمار عملي يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية متوزانة.

من هنا، فخامة الرئيس، كان التحدي الذي مثله برنامج عملنا الذي لا يندرج في اطار الصراع مع الاوهام، ولا حتى مع الاكتفاء، بل اكثر انه تحد للاقدار، بخيار الارادة الصلبة، وهو في ذات الوقت تحد يضاعف المسؤولية بنسبة حجمه على النطاقين الوطني والاقليمي.

ان مفهوم تنمية المناطق الريفية هو مقاومة، بشمولها العناصر الاقتصادية والاجتماعية وصولا الى تحقيق القيم الثقافية والروحية، هدفها الاول والاخير الانسان اللبناني الذي على اسمه لا يغلو دفاع ولا تتسربل وسيلة ولا تتخلف عزيمة.

ان برنامج عملنا لن نتمكن من تحقيقه واستكماله في كل لبنان، ما لم ترفد ادارة المياه بهيكلية عصرية متطورة او مؤسسة تعنى ببناء السدود والبحيرات على غرار ما نفذته الدول المتقدمة في هذا المجال، تتناسب مع متطلبات التطور العصري لضمان الخدمات للمواطنين بشكل سليم بالتعاون مع القطاع الخاص. ان ما قمنا به لتثبيت مفهوم الادارة المتكاملة للمياه تم تبنيه من المراجع الدولية كالاتحاد الاوروبي والاتحاد من اجل المتوسط ولبنان حاليا يرأس الشبكة العالمية الاورو متوسطية للاحواض المائية، وهذا بالطبع هو موضع اعتزاز.

ان قطاع المياه في لبنان هو قطاع استراتيجي بامتياز وثروة الوطن وطريقه الى سد العجز في الموازنة، ووفاء الديون المترتبة على الخزينة، وبفضل استثمارنا الصحيح لهذه الثروة وهذا القطاع نقطع طريق الاستغلال امام العدو الذي يحاول النفاذ من هذا الباب للاستمرار في سرقة مياهنا ونهب ثرواتنا الوطنية.

فخامة الرئيس،

نحن في حاجة الى ادارة شابة عصرية شفافة كفوءة متحصنة بالعلم والاخلاق لتستطيع تعميم الانماء وضمان توازنه ليصيب هذا التوازن كل لبناني.

فالادارة الصحيحة الفاعلة هي الاساس في التنمية البشرية المستدامة والمرآة التي تعكس صورة الدولة ومستوى ادائها وقابليتها لولوج مدار الحداثة وصناعة المستقبل.

عند هذه المرتبة من التفاعل والتواصل تتأصل اكثر فأكثر صلابة اللبناني، هو بالعمل الحر رأسمال للبنان المتفوق دوما.

وما المشاريع والنشاطات المتواصلة للخطة العشرية التي بعضها اليوم قيد التنفيذ او التلزيم او الدراسة الا الصورة الواضحة لهذا التفوق، بها يستمد اللبناني ارادته لتوسيع حلقة احد اهم المشاريع الحضارية الانمائية في تاريخ لبنان المعاصر لا بل يؤكد لذاته وللمشاركين وللطامعين انه لا يزال رائد الخلق والعطاء.

اننا نتمنى لمعالي الوزير جبران باسيل التوفيق والنجاح في مهماته في وزارة الطاقة والمياه وقد عرف عنه الرغبة في تعميم المشاريع الانمائية التي تعود بالخير على جميع المواطنين.

واننا نتوجه بالشكر لمعالي الوزير الان طابوريان على ما قام به من جهد في سبيل انجاح مشاريع السدود.

ونشكر في هذه المناسبة معالي الوزير الدكتور حسين الحاج حسن ورفاقه النواب على دعمهم المتواصل للمشاريع الانمائية التي تخص هذه المنطقة، الى جانب فاعليات هذه المنطقة اللبنانية العزيزة الابية.

فخامة الرئيس،

انتم الضمانة لتحقيق مشاريع الانماء ونشر العمران في كل لبنان ولجميع اللبنانيين لضمان ازدهار الوطن.

عشتم وعاش لبنان".

كلمة النائب الموسوي

والقى النائب حسين الموسوي كلمة باسم كتلة نواب بعلبك الهرمل جاء فيها:

"فخامة رئيس الجمهورية،

الحضور الكريم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني اليوم ان اتحدث باسم تكتل نواب بعلبك- الهرمل واهالي محافظة بعلبك- الهرمل، مرحّباً بفخامة العماد ميشال سليمان رئيس جمهوريتنا العزيز، الذي يحضر بيننا واضعاً حجر الاساس لمشرع سد وبحيرة اليمّونة اللذين يمثلان مشروعاً مائياً استراتيجياً في منطقتنا، ما يؤمّن موارد مائية اضافية لقطاعي مياه الشفة والريّ.

فخامة الرئيس،

ايها الحفل المميز،

لن اقرأ طويلاً في دفاتر الحرمان والاهمال المزمن لمنطقتنا العزيزة، بل سوف احاول تحديد بعض المواضيع الرئيسية، التي ارى انها تشكل جزءاً اساسياً من القضايا الكفيلة بالنهوض بهذه المنطقة، المدافعة عن سيادة لبنان ووحدة ابنائه، والتي قدمت من خيرة ابنائها، شهداء فداء للوطن والامّة في مقاومة العدو الصهيوني المجرم وحلفائه:

1- تعيين محافظ بعلبك -الهرمل.

2- استكمال شبكة السدود المائية، ولا سيما سدّي العاصي ويونين.

3- استكمال شبكات مياه الشفة والصرف الصحي واقنية الري.

4- استكمال شبكة المدارس في محافظة بعلبك - الهرمل.

5- استكمال شبكة الطرقات، ولا سيما الطريق الدولية ما بين البزالية ورأس بعلبك.

6- الاهتمام العاجل والفعال بقطاعات التربية والصحة والزراعة والسياحة والصناعة في محافظتنا بشكل خاص، وفي كل لبنان بشكل عام.

فخامة الرئيس،

يأمل اهلنا في البقاع وبعلبك - الهرمل خاصة، الغيارى والمخلصون دوماً لجيشهم ومقاومتهم لوطنهم، ان تحفر زيارتكم الكريمة على صخورنا تاريخاً جديداً للانماء، فيصبح زمن بعد زيارة فخامة الرئيس تاريخاً للعدل والانصاف يذكره الناس بالخير.

فخامة الرئيس،

ايها الحفل الكريم،

دمتم لشعبكم ووطنكم مقاومين محررين، رافعين راية السيادة والحرية.

عشتم وعاش لبنان."

كلمة الوزير باسيل

ثم القى وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل كلة هنا نصها:

"فخامة رئيس الجمهورية ،

وجودكم اليوم في هذه المنطقة العزيزة على قلبكم هو دليل ساطع على ايمانكم بسياسة الانماء المتوازن، وهي احد بنود خطاب القسم، وتشكل بنداً بنيوياً في الدستور اللبناني نأمل ان نقوم في خلال وجودنا في الوزارة باعتماده اساساً في توزيع الخدمات والحقوق للمواطنين القاطنين في الاماكن المحرومة والريفية.

ان عملنا في وزارة الطاقة والمياه، لن يقتصر فقط على الاهتمام بمشاريع الطاقة وتحسين اوضاع كهرباء لبنان، على رغم ما للامر من اولوية وحيوية اقتصادية، وانما سنولي اهتماماً مماثلاً للمشاريع المائية، خصوصاً لجهة الحفاظ على الثروة المائية التي انعم الله بها على لبنان، وتسمى الذهب الاخضر في الشرق الاوسط، وهي مخزون وطني مستقبلي وعنصر اساسي استراتيجي على مستوى المنطقة، وتحديداً في ما يخص الصراع العربي- الاسرائيلي، بحيث يجب ان تكون احد عناصر القوة للبنان وفي سياسة المقاومة التي ينتهجها.

وعليه يتوجب علينا ان نتعاطى مع هذا المورد النادر بنظرة شاملة تعمل على حسن ادارته وتخزينه وتنظيم توزيعه واستهلاكه، ان من ناحية المياه السطحية او الجوفية بغية حسن استخدامه كمخزون استراتيجي وطني.

من هنا ستعمل الوزارة على تفعيل مشاريعها القائمة واستحداث مشاريع جديدة ترتكز على السدود والبحيرات وعلى تحسين وانشاء الشبكات وتفعيل مشاريع الري واستثمار محطات تكرير المياه، اذ ان المواطنين يتكبدون اعباء مالية ضخمة يقدرها البنك الدولي بحوالى 300 مليون دولار سنوياً كفواتير اضافية تأميناً لمياه الشفة ومياه المنازل، عبر الصهاريج.

ونود ان نشكر في هذا الصدد معالي الوزر آلان طابوريان على جهوده على ما قام به من انجازات، وخصوصاً التزامه متابعة مشاريع السدود والبحيرات بغية تلزيمها، ومن بينها مشروع سد وبحيرة اليمونة في بعلبك.

ايها الحضور،

ان مشروع سد وبحيرة اليمونة الذي يخزن مليون ونصف مليون متر مكعب من المياه هو مشروع حيوي بالنسبة الى منطقة بعلبك، نظراً الى انه يسهم في تأمين مياه الشفة العذبة الى اهالي المنطقة، كما يسهم في تنظيم ودعم مشاريع الري في سهل السعيدة، بوداي، شليفا، دير الاحمر، وذلك من خلال تأمين كمية اضافية من مياه الري.

ان هذا المشروع سيضفي جمالاً اضافياً على بلدة اليمونة المعروفة منذ القدم بمياهها وآثارها، فضلاً عن انماء المنطقة وازدهارها سياحياً واقتصادياً مع ما يستتبع ذلك من اقامة منشآت سياحية وغيرها.

فخامة الرئيٍس،

ان رعايتكم هذا الاحتفال، وتدشينه ان شاء الله بعد سنتين، هو دليل على دعمكم الزراعة في لبنان التي تسهم في تنمية المناطق الريفية وتحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمزارعين. ونأمل من المؤسسات الزراعية والصناعية الاخرى ان تتابع جهودها للاستفادة من هذا المشروع، بغية تأمين مردود اضافي للمزارعين من خلال تصنيع المنتوجات الزراعية. ان هذا المشروع هو اول مشروع مائي يوضع له حجر الاساس في عهد فخامتكم وفي عهد هذه الحكومة، وسنعمل على ان يوضع حجر الاساس لمشاريع اخرى عديدة، من ضمن الاستراتيجيا العامة للوزارة التي تهدف، اذا ما نفذت، الى تأمين مياه الشفة والري، اضافة الى تأمين الطاقة الكهربائية.

اخيراً، وحيث ان الهدف الاول والاخير لاي عمل عام هو رفاه الانسان وتأمين حاجاته وحقوقه، ولما كان نطاق عمل وزارة الطاقة والمياه يقضي بتأمين حاجات الانسان الاساسية البديهية من الماء والكهرباء، وحيث بات تأمين هذه الحاجات يعتبر انجازاً وطنياً، فيما هو حق طبيعي من حقوق الانسان، بتنا نسأل هل ان صبرنا على الاهمال المزمن لتأمين هذه الحاجات هو فضيلة ام صار خنوعاً وتنازلاً عن الحقوق البديهية.

الجواب الطبيعي هو اننا واياكم لسنا بمتخاذلين ولا بمستسلمين، بل نحن اصحاب طاقات سوف نستخدمها، وإرادات صلبة سوف نعتمد عليها لكي نسير، وتحت قيادتكم، فخامة الرئيس، بهذا البلد في نهج اصلاحي لكل الوزارات والادارات التي نتسلمها، من اجل تحقيق مصلحة اللبنانيين جميعاً. فالفساد لا طائفة له، والكهرباء لا سياسة فيها، والماء لا لون له الا الشفافية، وهي كلها يجب ان تكون محط وفاق وطني جامع، يقضي بإبعادها عن السياسات الضيقة لنرتقي بها الى سياسة وطنية واضحة غير متنازع عليها، لانها لا تبغي سوى سد العجز والنقص، وتأمين الفائض الذي يوفر البحبوحة التي افتقدها لبنان، لغوياًُ وفعلياً.

كلمة الرئيس سليمان

والقى الرئيس سليمان كلمة جاء فيها:

" ومن الماء جعلنا كل شيء حي.

ايها الحفل الكريم

اقف اليوم بينكم ايذانا باطلاق برنامج رفع الحرمان عن منطقة حملته عنوانا لها على مدى عقود وجعلتها عطشى.

هنا حيث تجسد العيش المشترك الواحد فما استطاعت أن تجد الفتنة إليكم سبيلاً

هنا حيث السواعد تقارع الصعاب، وتقهر المستحيل لتبقى الجباه عالية ناصعة

هنا حيث عتبكم مزمن، وتعبكم لا يستريح

هنا حيث ترسخ إيمانكم بالوطن

فكان أقوى من أن يهزه ضيم أو حرمان

أنتم من افتديتم الوطن بالمهج

أنتم من رويتم أرضه بدماء الشهداء

حقكم علينا أن نروي بالماء أرضكم المعطاء

من قال أن مقاومة العدو تكون فقط على الجبهات

فهذا الغاصب لأرضنا

والطامع أبداً بمياهنا

نردُ كيده وعدوانه بالتشبث بالأرض ، ولا يتم هذا إلا بتأمين مستلزمات

البقاء لأهلنا ومن أولى المستلزمات الاستفادة من الثروة المائية وذلك عبر اعتماد تنمية مستدامة لها.

نعلم جميعاً أن المياه تشكل اليوم التحدي الأول لكل الدول، وخاصة في الشرق الاوسط إذ أن تأمين الإكتفاء المائي يبقى محور واساس لأي اتفاقات وذريعة لأي حرب قد تنشأ. إن تأمين حاجات أهلنا لا يمكن أن يتم إلا من خلال سياسة مائية ترتكز أولاً على تنفيذ الخطة العشرية لوزارة الطاقة والمياه، واعتماد التوزيع العادل والمنصف وترشيد استعمالها والعمل على كل ما من شأنه زيادة الوعي لدى المسؤولين و المواطنين لإدارة هذه الموارد والمحافظة عليها.

كما أنه وبالاستناد الى الخطط الموضوعة سابقاً للمياه في لبنان واستكمالاً لها، يجب الإعداد لخطة وطنية شاملة تأخذ في عين الإعتبار النواحي التقنية والإقتصادية والإجتماعية والمالية، ويمكن للخطة هذه أن تشمل إمكانية قيام شراكة ما بين القطاعين العام والخاص إذا كان ذلك يؤمن خدمة أفضل للمواطنين وبغية التوصل إلى إدارة منتجة وفعالة لقطاع المياه.

كما أنني أدعو الجامعات ومراكز الأبحاث العامة والخاصة للعمل على إعداد برامج لتحضير وتدريب للشباب المهتم بهذا القطاع.

لقد دأب العدو الإسرائيلي على تكرار محاولته لسرقة مياهنا. وما الأضرار التي لحقت في الأراضي الزراعية التي تروى من حوض الحاصباني والجفاف التي تعانيه سوى نتيجة 24 عاماً من الإحتلال الإسرائيل، واستعمال العدو المسرف والكامل من موارد هذا الحوض.

من هنا نؤكد أن لبنان سيسعى بكل إمكاناته للاستفادة من حصته القانونية من هذه الموارد وذلك بناء على معاهدة الأمم المتحدة (1997) بغية تدعيم سبل العيش في المنطقة وتثبيت سكان قراهم. وإن لبنان لا يسعى للحصول على أكثر من حصته المحقة ، ولكنه يسعى أيضاً للحصول على تعويض عن الخسائر التي لحقت به خلال أعوام الإحتلال من جراء عدم استفادته من هذه المياه.

كما عمدت إسرائيل في عدوان تموز 2006 الى قصف موقع الأشغال التي كانت تقوم بتنفيذ سدي العاصي ومشروع الري الذي يغطي مساحة حوالي 7000 هكتار ومحطة لتوليد الطاقة الكهرمائية.

إلا أننا قررنا تجاوز المعوقات التي نتجت عن العدوان الإسرائيلي ومتابعة الأشغال بالسرعة الممكنة للبدء باستثمار المياه لري الأراضي، ونأمل قريباً بتدشين نهاية تنفيذ هذا المشروع بالاضافة الى وضع حجر الأساس لمشروع السد الكبير الذي سيبعد الحرمان عن هذه المنطقة ويساهم في تنميتها زراعياً سياحياً وإقتصاديا.

لقد سعت الدولة وفق إمكاناتها الى تحقيق ما يمكن من الإنماء المناطقي المتوازن من خلال تنفيذها لائحة واسعة من مشاريع الطرق و الأوتوسترادات والبنى التحتية ومشاريع مياه الشفة وإنشاء محطات تكرير وشبكات المياه المبتذلة والصرف الصحي بالاضافة الى إنشاء محطات تحويل التوتر العالي في البقاعين الشمالي والأوسط والبقاع الغربي.

لا بد من أن نتعاون جميعاً لترسيخ ولتطوير الانماء المتوازن للمناطق ثقافياً و إجتماعياً وإقتصادياً لأنه ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام خاصة وأن هذا الموضوع قد تم ذكره في مقدمة الدستور.

ايها الاحباء،

لقد شهدنا منذ ايام ولادة حكومة الوحدة الوطنية التي وإن أتت ولادتها متأخرة أو متأنية إلا أنها شكلت نموذجا لتلاقي الأطياف اللبنانية في ما بينها، ونحن عاقدون العزم على أن تسير هذه الحكومة بخطى واثقة فتعمل على تطبيق القوانين وعلى تحديث الادارة ورفدها بالطاقات الشابة الكفوءة وعلى تحصين أمن المواطن والوطن ، وتوفير الامن الاجتماعي والامن الغذائي والرعاية الصحية ومجانية التعليم، ولعل من أولى مهماتها إجراء التعيينات في وظائف الفئة الأولى وملء الشواغر في الادارات والمؤسسات ليكتمل العقد ولتدور عجلة الحكم مع التشديد على أولوية إقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة لتكون عنواناً للإنماء في أرجاء الوطن وأعلم أنكم تنتظرون إستكمال الإجراءات التنظيمية لمحافظة بعلبك ـ الهرمل و أعدكم أن هذا لن يتأخر.

إن وطنكم و قد عانى الكثير عاد ليحتل مكانة بين الدول، واستعاد دوره مقصداً لإخوانه العرب، وقبلة أبنائه المغتربين، وعنواناً سياحياً بامتياز وملاذاً آمناً لإيداع الأموال ومكاناً واعداً للإستثمارات.

إن تضافر الارادات الطيبة وتوحيد الرؤيا الوطنية الشاملة كفيلان بتجاوز كل التباينات حول المفاهيم السياسية والاجتماعية ويحققان في الوقت نفسه ارضية صلبة لتطوير النظام ومعالجة أي خلل.

اتوجه بالتهنئة والتقدير الى الذين ساهموا في تخطيط وتحقيق هذا المشروع وخصوصاً الوزراء المتعاقبون وبنوع خاص الوزير السابق آلان طابوريان والوزير جبران باسيل الذي يقع على عاتقه متابعة تنفيذ المشروع بجدية ودقة وشفافية كما عهدناه دائماً، ومدير عام وزارة الموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير والمرجعيات التي ساهمت في اقرار المشروع.

والشكر الخاص لاهالي منطقة اليمّونة الذين سيحمون هذا المشروع ويحضنونه والذي سيروي 50 قرية ونيف.

دقائق ويتم إزاحة الستار ووضع حجر الأساس للبدء بتنفيذ مشروع سد وبحيرة اليمونة. وآمل عشية عيد الاستقلال في انجاز البيان الوزاري الذي يرسم سياسة الدولة للمرحلة المقبلة ويعلي شأنه في المحافل الدولية ويسدل الستارعلى السنوات العجاف ليعود وطننا مزدهراً معافى، مقاوماً من اجل الحق، متصدياً للارهاب وقلعة صمود لا تقهر، فيهنأ من له مرقد عنزة فيه."

ازاحة الستار

ثم قدم رئيس واعضاء مجلس بلدية اليمونة درع ومفتاح البلدة الى رئيس الجمهورية كما قدم مزارعو مشروع اليمونة الى الرئيس لوحة تذكارية. بعدها انتقل الرئيس سليمان والوفد المشارك والوزراء والنواب والفعاليات الى مكان المشروع حيث ازيح الستار عن اللوحة التذكارية ايذانا ببدء تنفيذ المشروع. بعدها غادر رئيس الجمهورية في حين لبى المدعوون الدعوة الى حفل كوكتيل اقيم في حديقة بلدية اليمونة.

وارتفعت اللافتات المرحبة بزيارة الرئيس سليمان الى منطقة البقاع على امتداد الطريق التني سلكها الموكب الرئاسي كما رفعت الاعلام اللبنانية وصور رئيس الجمهورية، واحتشد الاهالي عند مداخل القرى والبلدات التي قطعها الموكب حيث اقيمت حلقات السيف والترس في ظل الاهازيج المرحبة.

زيارة سيدة بشوات

وفي طريق العودة، زار الرئيس سليمان سيدة بشوات حيث كان في استقباله النائبين اميل رحمة وغازي زعيتر، ورئيس الدير النائب الاسقفي العام على ابرشية بعلبك- دير الاحمر المارونية المونسنيور حنا رحمة والمطران الياس رحال وعدد من الكهنة ورئيس البلدية وحشد من المواطنين الذين استقبلوه بالاهازيج وحلقات الدبكة والسيف والترس مطلقين عبارات الترحيب والاشادة حيث توجه اليهم مصافحاً قبل ان ينتقل الى كنيسة الدير حيث ادى الصلاة.

كلمة المونسنيور رحمة

ثم القى المونسنيور رحمة كلمة باسم المطران سمعان عطا الله راعي الابرشية الموجود في فرنسا جاء فيها:

" فخامة الرئيس،

ايها الحضور الكريم،

نطلب من الرب ان تكون زيارتكم مقبولة عنكم، وعن عائلتكم الكريمة، لسيدة بشوات العجائبية، ام الجميع.

ونحن نصلي مع فخامتكم من اجل ان يوفقكم الرب الاله في رسالتكم الصعبة في لبنان، المليء بالصعوبات والتجاذبات حول هويته ورسالته.

كنا نتمنى في هذه المنطقة ومع شعبنا الذي يكن لكم كل محبة واحترام، ان يفسح لنا المجال ان نستقبلكم كما نحب، خاصة وانها الزيارة الاولى منذ عقود لرئيس جمهورية، الى هذه المنطقة من لبنان، وطننا الحبيب، الذي لم نبخل يوما بالذود عن كرامته، وخاصة من خلال جيشه الابي وانتم خير من يعلم بذلك.

وان سيادة المطران سمعان عطا الله، راعي الابرشية، الغائب قسرا لارتباطات رسمية مع كنيسة فرنسا، كان بوده ان يكون حاضرا ويفرح في استقبالكم في ابرشيتنا.

مع ذلك، نحن نشكر سهركم على امن هذه المنطقة الذي تحسن في عهدكم تحسنا ملموسا، مما يزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين للبقاء في هذه الارض، ويسمح للحجاج الزائرين ان يصلوا بارتياح الى هذا المزار المريمي الوطني، والذي طالت شهرته انحاء العالم اجمع.

فسيدة بشوات، هي في كل بيت مسيحي، كما في كل بيت اسلامي، وهي القاسم المشترك بيننا وبين المسلمين. من هنا، نحن نحب ان تشرفونا دوما بزياراتكم، فخامة الرئيس، الى هذه المنطقة دعما لانمائها وتشجيعا للمسيحيين والمسلمين، كي يتمسكوا بعيشهم المشترك بشكل واع ومسؤول وبخاصة للذين تهجروا من قراهم، ولا سيما من القرى والبلدات المسيحية على اتساع جغرافيا هذه الابرشية الممتدة من بدنايل غربا وسرعين شرقا حتى حدودنا الشمالية.

فليبارككم الله، بشفاعة امنا مريم العذراء سيدة بشوات، التي باركت هذه المنطقة وحافظت عليها منذ القدم، هذا اعتقادنا، طالبين من فخامتكم ان تشملوا هذه المنطقة بعطفكم ناظرين الى احتياجاتها من مياه وكهرباء وطرقات ومشاريع مائية، مشكورين كامل الشكر على وضع حجر الاساس واطلاق المشروع الرائد اليوم في اليمونة.

عشتم فخامة الرئيس وعاش لبنان".

المطران رحال

والقى المطران الياس رحال كلمة قال فيها:

" فخامة الرئيس، نحن كلنا في خدمة هذه المنطقة وفي خدمة جميع ابنائها من دون تمييز، نعتز ونفتخر بحضوركم بيننا وان شاء الله تكون زياراتكم دائماً تنموية تعطي دفعاً لهذه المنطقة التي نريد البقاء فيها، انما نطلب بركة العذراء سيدة بشوات، ونطلب همّة فخامتكم وبركتكم للبقاء هنا.

واهلاً وسهلاً بكم".

كلمة الرئيس سليمان

والقى الرئيس سليمان كلمة جاء فيها:

" انا سعيد جداً لوضع حجر الاساس لاكبر مشروع في البقاع وخاصة اليمّونة، واتمنى ان يكون انطلاقة لمشاريع كثيرة في البقاع والهرمل وبعلبك ودير الاحمر وكل مناقط البقاع الذي اعرف ابناءه وهم عزيزون عليّ جداً. لقد اخذت مني هذه المنطقة الكثير من التعب اثناء خدمتي في المؤسسة العسكرية، وانا اعرفها منذ السبعينات، ولدي رفاق فيها منهم في الجيش ومنهم من استشهد من اجل هذا الوطن، وعندما نمر في هذه المناطق اعود واذكر فترة السبعينات والحروب التي شهدتها، وصولاً الى حرب البارد وحرب تموز 2006. وكان لبعلبك والهرمل ودير الاحمر وجوارها الحصة الاكبر من التضحيات. هذه المنطقة عنوانها الحرمان، ولكن هناك عنوان اهم هو عنوان الايمان، الايمان بالوطن وبالله وبالسيدة العذراء سيدة بشوات، وهذا ما جعل سكان هذه المنطقة يتمسكون بإيمانهم لمواجهة الحرمان ويقاومونه، ومنذ ان عرفتها منذ نحو 39 سنة، وليس هناك من مشاريع في هذه المنطقة ما خلا بعض المشاريع الفردية، الا ان الدولة عليها واجب تحصين هذه المنطقة وعليها ان تبذل جهدها لاقامة مشاريع انمائية، وآمل مع الحكومة الجديدة ان نستطيع القيام بما يلزم في هذا المجال.

ان لبنان عشية الاستقلال، استعاد قوته بالتصدي لاسرائيل وللارهاب، كما استعاد الثقة خلال السنة والنصف الاخيرة واصبح دولة تثق بها دول العالم، واقامت علاقات جيدة ودبلوماسية مع سوريا، واصبحت الدول العربية الشقيقة تحترمها تماماً كما الدول الغربية التي تحترم رئيس الدولة والحكومة اللبنانية. لقد بنينا عناصر القوة ان للدفاع عن الوطن بفضل الجيش والمقاومة، وان لحضورنا على الساحة الدولية وايصال رأينا بصراحة وشجاعة، يبقى بناء المؤسسات التي نحن في طور القيام بها، وعلينا من خلال الحكومة الجديدة ان نتساعد جميعاً لكي نبني المؤسسات ونطورها لانه لا استقلال دون مؤسسات، فهي تعطي حرية للفرد وحقوقه دون اي وساطة، والفرصة للدخول الى المؤسسات والمساهمة فيها. ان المؤسسات تشكل الاستقلال عن طريق اعطائها الحرية للافراد، ونحن في لبنان تربطنا قيم كبيرة حافظنا عليها بالدم والعرق والجهد، لقد حافظنا على الديموقراطية ونبذنا التعصب وحاربنا الارهاب، وحافظنا على الحريات العامة. كل القيم التي تتغنى بها دول العالم لم تفقد يوماً في لبنان، فالعيش المشترك لا يزال موجوداً بين كل الطوائف واصبح تحدياً لنا امام العالم اجمع للقول انه في دولة مثل لبنان، هناك ديموقراطية وتطور غير الديموقراطيات الغربية، فدستورنا هو الوحيد في العالم الذي يكرس حقاً للطوائف في الحياة السياسية وعلينا ان نثبت نجاح هذا الامر وتقديمه الخير للبنان، واتمنى لكم استقلالاً مجيداً."

 

البيان الختامي للدورة السنوية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك: واجب المسيحيين والمسؤولين القيام بدور فاعل بالحفاظ على الكيان والرسالة

التخاطب الطائفي لا ينم عن التمسك بالقيم والمطلوب التفاهم على لغة اخلاقية

دعوة المسؤولين الى الاهتمام بحالة الناس بالسعي الى تخفيف الضرائب عنهم

تجديد الثقة بمسيرة رئيس الجمهورية الذي يجهد في ترسيخ الامن والاستقرار

وطنية- بكركي- عقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية العادية الثالثة والأربعين في الصرح البطريركي الماروني في بكركي من التاسع الى الرابع عشر من تشرين الثاني 2009، برئاسة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ومشاركة أصحاب الغبطة: غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الأنطاكي للسريان الكاثوليك، ونرسيس بدروس التاسع عشر، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك، ومطارنة الكنائس الكاثوليكية في لبنان والرؤساء العامين، ومندوبين عن الرؤساء الأعلين وأعضاء مكتب الرئيسات العامات.

وحضر جلسة الافتتاح السفير البابوي المطران غبريال كاتشا يرافقه أمين سرّ السفارة المونسنيور توماس حبيب.

تدارست الدورة موضوع "القيم الأخلاقية، دورنا ككنيسة في اكتسابها وعيشها ونقلها" فقدّم له رئيس المجلس بكلمة افتتاحية أكّد فيها على الارتباط الوثيق بين قيامة الأوطان وازدهارها وسلامة الأخلاق وعيشها، داعيًا الى شراكة فاعلة بين العائلة والكنيسة والمجتمع، لتنشئة الأجيال الطالعة على القيم التي تؤدّي لاستقامة المسلك وحسن التصرف وسلامة التعاطي بين المواطنين. كما رحّب غبطته بالسفير البابوي الجديد، الذي شكر بدوره على الاستقبال الحار الذي لقيه في لبنان مذكّرًا بأنّه يأتي الى أرض الشهود والشهداء، والى بلد يحمل إرثًا عظيمًا وتاريخًا عريقًا. وأشار سيادته الى دعوة قداسة البابا الى الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في السنة القادمة. ثم وجّه رئيس المجلس، باسم أعضائه، برقية الى قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، يشار له اهتمامه الخاص بكنائس الشرق الأوسط الكاثوليكية من خلال دعوته الى الجمعية الخاصة بهم، ويعلمه فيها بموضوع الدورة، ملتمسًا بركته الرسولية على المجلس والمؤمنين. واستمطر غبطته رحمة الله على المثلث الرحمة المطران خليل أبي نادر الذي غادرنا خلال السنة الى بيت الآب.

بعد الاستماع الى التقرير المفصّل للهيئة التنفيذية والأمانة العامة والى البيان المالي، أثنى الحاضرون على عمل اللجنة التنفيذية ونوّهوا بجهود الأمين العام المنتهية خدمته، الخوري ريشارد أبي صالح، مثمّنين عمله الدقيق وحسن تنظيمه وديناميته، خلال السنوات الخمس التي أمضاها في المجلس، ثم بدأ الأعضاء مباحثاتهم وفقًا لجدول أعمال الدورة، وأصدروا البيان الختامي التالي:

أولاً: موضوع الدورة

مقدمة

تناولت دورة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان هذه السنة القيم الأخلاقية بشكل عام وطريقة اكتسابها وعيشها ونقلها وتوقفت خصوصًا عند الوصايا الإلهية الثلاث: لا تقتل، لا تسرق، لا تزنِ، لأهمية الموضوع على الأصعدة الشخصية والعائلية والاجتماعية والروحية والوطنية فأبرزت تعليم الكنيسة في أمور أخلاقية عديدة منها مثلاً ما يتعلق بالمال العام والخاص في الدولة والكنيسة ومنها ما يتعلق بالممارسات الطبية التي تلجأ الى الإجهاض وقتل الأجنّة الفائضة والموت الرحيم والمعالجات الطبية العنيدة.

تحدّث في الدورة نخبة من المحاضرين الأخصائيين الذين تناولوا الموضوع من محاور عدّة فأبانوا واقع حال بعض القيم وطريقة عيشها وانعكاسات ذلك على حياة المؤمن والمواطن، في المحور الأول، ثم انتقلوا في المحور الثاني الى الأسس الإيمانية التي تقوم عليها هذه القيم وحاولوا في المرحلة الثالثة تبيان الآليات والوسائل الرعوية لعيش هذه القيم ونقلها، وأعدّوا لرسالة راعويّة تبسّط الموضوع وتعلنه على جميع ذوي الإرادات الطيبة، كما أنهم تدارسوا أمورًا إدارية وتنظيمية ووطنية.

المحور الأول: المعطيات الإيمانية والعقلانية للقيم

أ) في معنى القيم وأسسها

تداول المجلس في معنى القيم معتبرًا أنها جوهر المبادئ الأخلاقية ومرجعية السلوك والقواعد التربوية من أجل تحقيق دعوة الإنسان وأنسنة المجتمع. وهي لا تنفصل عن النظام بمعناه الواسع والشامل أي حالة التوازن والتناغم بين المخلوقات، وبالعودة الى الوصايا الثلاث موضوع الدورة، أكد أن القتل اعتداء صارخ على الحياة المعطاة للإنسان كقيمة عظمى، والسرقة تطاول على الخيريَن الخاص والعام والزنى يحطّ من قيمة الجسد والحياة العاطفية والعائلية ويشوّه الحب الذي هو أسمى علاقة بين الإنسان والله وأخيه الإنسان.

أما الأسس اللاهوتية للقيم فهي كلمة الله كأساس أول، وكرامة الشخص البشري كأساس ثان. وكلمة الله عند المسيحيين هي كلمة حياة وهبها، وهي أيضًا فيض حب وخلاص جسّدها المسيح في حياته على الأرض، من خلال حياته وتقدمة ذاته على الصليب. أما كرامة الإنسان فتكتمل بميزة البنوّة الإلهية وتظهر في دعوته الى الإرتقاء الى مستوى كرامته من خلال الإيمان بالله وانتظار مصيره الأخير في الشركة التامة معه.

ب) في المرجعيات الصالحة لتحديد القيم

إنّ شعب الله، بقبول دعوته كنور للعالم وكملح للأرض وخمير في العجين، وبعيشه إيمانه بأمانة وشهادة حقة، وبتسليم حياته للمسيح والسير على خطاه منقادًا بالروح القدس ومستنيرًا بكلمة الله وتعاليم الكنيسة، يكون بمثله هذا وبصحة عقيدته وبمسلكه القويم منارة تهدي الى الأخلاق والمناقبية والمثل العليا.

ومن شعب الله اختار السيد المسيح السلطة الكنسية وخوّلها مهمة التعليم وائتمنها على وديعة الإيمان وأعطاها أن تعلّم باسمه العقيدة والأخلاق، بدليل قوله لرسله: "من سمع منكم فقد سمع مني ومن نبذكم فقد نبذني" (لوقا 10/16).

فمن واجب الكنيسة ومن حقها أن تقدّم العقيدة الموحاة وتعلّم القيم التي تنبع منها حتى يتمكن الجميع من معرفتها. والقيم الإيمانية التي أوحى بها الربّ لم تعرض كاكتشاف فكري ولكن كوديعة إلهية أوكلها الله الى الكنيسة عروس المسيح لتحفظها بأمانة وتقدّمها بدون انتقاص. والكنيسة عندما تعلّم الأخلاق، بشكل رسمي ملزم، تفعل ذلك بتكليف وسلطان إلهيين، لا لغاية بشرية.

ج) في سلّم القيم وتنظيمها

تؤسس الكنسية تعاليمها الأخلاقية على كلام الله وعلى كرامة الشخص البشري. فاحترام الإنسان للقيم واعتناقه اياها يساهمان في سموّه وارتقائه، فرديًا وجماعيًا، وفي إدراكه لقيمته الفريدة النابعة من كونه غاية في حدّ ذاته ترتبط بالله.

ومن شروط احترام القيم التخلي عن العنف، في الوجدان وفي العمل. وهذا التخلي يدفع الفرد الى عدم استغلال الآخر. بالإضافة الى ذلك، يرفض الإنسان سجن نفسه في عزلة خانقة ويحاول دائمًا لقاء الآخر والدخول بشراكة معه. هذا يعني بالنهاية التخلص من العنف القاتل بجميع أشكاله، لأن النهي عن القتل لا يكتمل معناه دون الاعتراف بالحياة كعطية إلهية، والوقوف بخشية أمام قدسيتها. والنهي عن الزنى لا يأخذ معناه دون احترام الجسد البشري والإقرار بالحب كقيمة سامية تتصل بعمق الإنسان وتظهر طاقته على الاتحاد بالآخر اتّحادًا لا يزول. والنهي عن السرقة يحتلّ موقعه ضمن موقف صحيح من الخيور الزمنية والمادية يقوم على إخضاعها لكرامة الإنسان التي تسمو فوق كلّ مادة.

المحور الثاني: في واقع الحال

في دراستنا للقيم لا بدّ من استكشاف الواقع الذي نعيش فيه والاضاءة على الأشخاص والأمكنة التي قد تضيع عندها القيم أو تختلط معانيها فيصير الانزلاق الى أوضاع مشينة ومضرّة بالإنسان والعائلة والمجتمع. من هنا يجب العودة إلى المجتمع والمؤسسات الكنسية وإلى التوقف على الحالات التي تغيب عنها قيم الحب والحياة والأمانة. وفي هذا المضمار لم تتردّد الكنيسة في مواجهة ذاتها فقامت بعملية فحص ضمير لتبقى أمينة على رسالتها ودعوتها.

أ. عيش القيم عند الإكليريكيين

ذكّر المجلس الإكليريكيين، أساقفة وكهنة وشمامسة، والمدعوين الى الحياة المكرسة من راهبات ورهبان، بضرورة الشهادة المثلى للأخلاق المسيحية وعيشها بأمانة وشفافية وبروحانية متجدّدة. وتوقّف عند وصية الربّ أن يحبّ تلاميذه بعضهم بعضًا، ويحبّوا الناس دون تميّز أو محاباة. وأن يشهدوا ببساطة سيرتهم عن الخيرات السماوية أمام العالم، وأن يكرّسوا ذواتهم للآب "ذبيحة حيّة" فيعيشوا فضيلة العفة متسامين عن الأهواء البشرية في نشدان ملكوت السماوات.

ب. تراجع القيم واختلاط المعاني على مستوى المواطن

نوّه المجلس بإرادة المؤمنين والمواطنين الصالحة التي تدفعهم الى عيش القيم الأخلاقية وبذل ما يجب من تضحيات في سبيل الالتزام بها والأمانة لها، أكان ذلك على مستوى الأفراد، أم على مستوى العائلات، أم على مستوى الحركات الرسولية، ومؤسسات المجتمع المدني. كما أشاد المجلس بجهود كهنة الرعايا الذين يكرّسون معرفتهم ونشاطهم في سبيل مساعدة المؤمنين على اعتناق القيم وعيشها في ضوء نور المسيح وكلامه الحيّ، وقدّر عمل المؤسسات الكنسية التي تسعى الى تجسيد القيم الإنجيلية والأخلاقية في حياة العاملين فيها ورسالتهم. غير أنّ ذلك لم يمنعه من ملاحظة الانتهاكات التي تطال هذه القيم في مجتمعنا، ومن بينها الإجهاض، وقتل الأجنّة الفائضة، والقتل الرحيم، والعلاجات الطبية العنيدة، وقتل الصيت والتشهير بالآخر، وتفشّي ظاهرة المخدرات، والعنف المنـزلي، والدعارة وتجارة الجنس واستغلال المرأة، والفساد والرشوة والاختلاس وسوء الأمانة والسرقة، وتحقيق الخير الخاص على حساب الخير العام.

المحور الثالث: مبادئ رعوية في اكتساب القيم وعيشها ونقلها

نظر المجلس في رعوية اكتساب القيم وعيشها ومن ثم نقلها الى الأجيال الصاعدة، وبحث في الانتهكات التي تتعرض لها القيم الأخلاقيّة ودرس مسبباتها ونتائجها الخطيرة على حياة الناس والمجتمع. كما تطرق إل الوسائل والطرق التي تفعّل رسالة الكنيسة الرعوية في حياة المؤمنين. ونظرًا لدقّة الموضوع، توافق المؤتمرون على إصدار رسالة راعوية تعالج مسألة القيم وأهميتها في حياة الإنسان والمجتمع يؤكدّون فيها على تعليم الكنيسة الواضح ويطرحون توجيهاتهم العملية بشأنها.

أ) عيش القيم على المستوى الوطني

إن بناء المجتمع يحتاج إلى ان تكون القيم الأخلاقية حاضرة في مختلف الأوساط الاجتماعية، تعزيزاً لسلوك مواطني وديني يضمن السلام والعدالة الاجتماعيين.

ب. التربية على اكتساب القيم

في ضوء ما تقدّم يرى المجلس من الضروري إعادة اعتبار التربية طريقاً للعبور نحو القيم. من هنا فنحن مدعوون إلى إعطاء التنشئة على القيم مكاناً متقدّماً في عيالنا ومدارسنا وجامعاتنا.

وبما أننا نعتبر بالنهاية أن الضامن الأخير للقيم إنما هو الله لذلك ندعو أبناءنا وكل المؤمنين إلى علاقة حقيقية مع الخالق تعزز إلتزامهم بالقيم وعيشها في محيطهم.

يشدّد المجلس على أنّ رسالة الكنيسة التعليمية هي دون أدنى شك، أساسية في تنشئة المؤمنين على القيم الدينية والأخلاقية، وهو، علاوةً على ذلك، يدرك أنّ شهادتها للقيم يجب أن ترافق واجبها التعليمي. وإذا ما تعرّضت للحظات ضعف وتراجع، فإنها تعرف كيف تعود بنعمة مؤسسها الإلهي لتكون مثلاً حياً في مجتمعها يضيء للناس المحتاجين إلى حكمتها وخبرتها الإنسانية.

وإنّ الكنيسة، الفاعلة في مجتمعنا، تدرك أنها ليست وحدها في توخي الخير والسلام والأستقرار لأبناء الوطن كلِّهم. فالعائلات الروحية الاُخرى التي تُكوِّن معها النسيج اللبنابي تهتم بالغاية نفسها وتعمل على تحقيقها. لذلك يرى أعضاء المجلس أن عيش القيم يجب أن يكون هماً مشتركاً بين الجميع، يعملون معاً في سبيل التنشئة عليه وتقوية الألتزام به.

ج. القيم والدولة

بما أنّ الدولة مسؤولة عن بناء المجتمع وتقدّمه وازدهاره، فلا بدَّ من أن تحرص على أن يكون هذا البناء مؤسس على قِيَم العدالة والمساواة والحق. فالسلطة المُعطاة لها يجب ألاّ تتحوّل إلى وسيلة قهر وظلم وحرمان. لذلك، يحسن في كلِّ ظرف أن تتنبه لعملها العام، في مختلف هيكلياتها التنظيمية والمسؤوليات التي تتناول حياة المواطنين، فلا تقع في منطق المحسوبيات ولا تغرق في الفساد والرشوة والأختلاس، وتسعى بقوة لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وتعمل على تنشئة مواطنيها تنشئة وطنية سليمة تجمعهم في روح إجتماعية واحدة قائمة على محبة الوطن والتضحية في سبيله، لا التضحية به في سبيل منفعتهم الخاصة. إنها مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز مسار العدالة الأجتماعية الذي يحركه مبدأ المساواة الفعلية بين الناس من خلال توفير الفرص للمهمشين والممقهورين حيث تتضاعف جرائم القتل وتتكاثر السرقات وتنتشر الدعارة.

كما يطلب المجلس من الدولة أن تضاعف جهودها لمحاربة ظاهرة التفلت الأخلاقي وتجارة الجنس من خلال التشدد في تطبيق القوانين النافذة وتحديث القوانين المتعلقة بحقوق المرأة وكرامتها وما تتعرض له من عنف وتعدٍ مادياً وجسدياً ومعنوياً.

ويتمنى المجلس أن تُفَعّل الدولة عمل اللجنة الوطنية لأخلاقيات علم الأحياء بحيث تتمكن من وضع شرعة كاملة للآداب الطبية وما يرافقها من قوانين تحمي الحياة البشرية منذ لحظة تكوينها، حتى نهايتها، وتطبق المساءلة تجاه من ينتهك قدسيتها.

ثانيًا : شؤون إدارية

1. الأمانة العامة للمجلس

انتخب المجلس الخوراسقف وهيب الخواجه أمينًا عامًا جديدًا لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان خلفًا للخوري ريشارد أبي صالح، لمدة خمس سنوات.

2. رابطة كاريتاس لبنان

بعدما استمع المجلس الى تقريرٍ قدّمه مكتب رابطة كاريتاس عن أعمالها طيلة السنوات الست الماضية وبعد أن عدّل المادة المتعلقة بانتخاب مندوبي الأبرشيات لدى كاريتاس، انتقل الى انتخاب أعضاء جدد في مكتب الرابطة ومجلسها، فأتت نتائج الانتخابات على مستوى المكتب كالتالي: الخوري سيمون فضّول رئيسًا خلفًا للأب لويس سماحة المنتهية ولايته، السيد فادي جورج ابراهيم أمينًا للسرّ بتجديد ولايته، السيد فريد جبران أمينًا للمال بتجديد ولايته أيضًا، وفي مجلس الرابطة تمّ انتخاب ممثلين للأبرشيات هم:

" السيدة جيهان تابت طبّال، عن النيابة البطريركية المارونية صربا.

" السيد مطانيوس الحلبي، عن أبرشية طرابلس المارونية.

" السيد الياس فرنسيس، عن أبرشية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك.

" السيد مارون مطر، عن أبرشية أنطلياس المارونية.

" السيدة هيام ابراهيم نعمة، عن أبرشية صيدا المارونية.

" السيد بشير عون، عن أبرشية بيروت المارونية.

" السيد بول زين، عن النيابة البطريركية المارونية في جونيه.

" السيد مارون الخوري، عن أبرشية البترون المارونية.

" الأب عبدالله عاصي، عن أبرشية الفرزل وزحلة للروم الملكيين الكاثوليك.

" السيد مطانس جرجس رزق الله، عن أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك.

" السيد معين مراد، عن أبرشية بعلبك ودير الأحمر للروم الملكيين الكاثوليك.

" الدكتوره جوزفين الخولي، عن أبرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك.

" الأستاذ هادي راشد، عن أبرشية مرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك.

" السيد توفيق عريس، عن كنيسة الأرمن الكاثوليك.

ثمّ شكر صاحب الغبطة رئيس المجلس، الأب لويس سماحه على عطاءاته وتضحياته ونجاحاته في كاريتاس، وتمنى له التوفيق والخير فيما سيقوم به من خدماتٍ كنسية في المستقبل.

3. تلفزيون تيلي لوميار

استمع المجلس الى مداخلة قدّمها الأمين العام لمجلس تيلي لوميار ونورسات المحامي أنطوان سعد الذي عرض الخطوط العريضة لمشروع بروتوكول جديد بين الكنيسة والتلفزيون، بغاية توضيح العلاقة القانونية بكلّ وجوهها.

وإذ تمّ التركيز على رسولية المحطة وأهدافها الروحية والاجتماعية، شدّد الآباء على أهمية الإشراف على البرامج العقائدية والليتورجية. وإذ أثنى الآباء على العرض المتقدّم الذي جاء نتيجة اجتماعات اللجنة القانونية المكلفة بذلك، جددوا الثقة بمجلس إدارة التلفزيون والعاملين فيه وتفانيهم في خدمة الرسالة المسيحية، كما عهدوا الى اللجنة القانونية متابعة عملها من أجل بلورة الصورة النهائية للبروتوكول المنتظر.

4. مواضيع مختلفة

أما فيما يتعلق بسائر الأمور الإدارية فقد وزّعت الأمانة العامة على الحاضرين القوانين والأنظمة التي أقرّتها الهيئة التنفيذيّة وهي قانون رابطة الأخويات والقانون الأساسي والنظام الداخلي للمرشدية العامة للسجون في لبنان، ولراعوية الوافدين من أفريقيا وآسيا، وللجنة الأسقفية اللاهوتية والكتابية، وللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحيّة. كما أنها اطّلعت على تقرير مسهب عن عمل جمعية لابورا (Labora) الناشطة في الحقل الاجتماعي وشكروا المسؤولين عنها على الجهود التي يبذلونها في الاهتمام بالشبيبة وتأمين فرص العمل لهم. ثم استمع المجلس إلى عرضٍ موجز عن تأسيس "مركزية مسيحيي المشرق" وأهدافها ونشاطاتها الاجتماعية، وإلى مداخلةٍ قصيرةٍ عن جمعية الكتاب المقدّس وما تقوم به من رسالة في نشر كلام الله.

وَزّعت جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات رسالة كان المثلث الرحمة البطريرك الياس الحويك قد أرسلها الى الإكليروس الماروني سنة 1909 وأُعيد طبعها بمناسبة السنة الكهنوتية.

وأقرّ المجلس القرارات والتوصيات التي تقدّمت بها اللجان الأسقفية والهيئات التابعة له.

ثالثًا : الشأن الوطني

إنّ العمل الوطني والسياسي هو خدمة شريفة ترتبط بالقيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية والوطنية. فإحترام هذه القيم والعمل بهديها بما يؤمِّن الصالح العام ويخدم واقع المجتمع وحمايته، إنما يحفظ كرامة الشخص البشري ويؤدي إلى قيام الدولة القادرة والعادلة التي تقي اللبنانيين من مخاطر الفتن والحروب والإنقسامات، وإنعكاساتها السلبية.

في سبيل ذلك، لا بدّ من التذكير بأنّ واجب المسيحيين، وبخاصةٍ المسؤولين في أي موقعٍ كانوا، هو أن يقوموا بدورٍ فاعلٍ ومسؤول بالحفاظ على خصوصيات الكيان والرسالة والدور المسيحي في تاريخ لبنان، كما كان في الماضي ولأجل مستقبلٍ أفضل لجميع اللبنانيين الذين لكلّ منهم خصوصياته، وهذا ما يؤسس لعيش مشترك حقيقي ولتفاعلٍ وتضامن، هي الضمانة لفرادة لبنان الرسالة.

شهدنا في الفترة الأخيرة إنخفاضًا مريعًا لسلّم التخاطب الحضاري، وكل هذا كان يحصل تحت شعار المطالبة بحقوق هذه الطائفة أو تلك، وأو بتحسين موقعها في التركيبة اللبنانية، أو بالمحاصصة والغنائم بين الزعماء. هذا النمط من التخاطب لا ينمّ مطلقًا عن التمسك بالقيم عند أهل السياسة فالمطلوب قبل كل شيء آخر، التفاهم على لغة تخاطب سياسية أخلاقية، إذ من المعقول جدًا ان يُساء استعمال التعابير والمفردات في مجتمع تعددي لتعني أشياء مختلفة، وبالتالي تؤدي إلى مزيد من سؤ التفاهم وتعميق الخلاف.

ان اللبنانيين مدعوون بالحوار المبني على القيم على الرغم من كل العثارات التي وقعوا فيها فلبنان هو بلد معدّ للحوار المسيحي الإسلامي. من هنا نطلب من الجميع وخاصة من رجال السياسة الموكول إليهم اليوم معالجة المواضيع الوطنية الحساسة التحلي بروح أخلاقية رفيعة ومترفعة وإضاءة الديمقراطية بالأفكار النيّرة لمعالجة المسائل الشائكة عاملين على وضع الأسس الصحيحة لقيّم حضارية مشتركة من أجل مشاركة سياسية تحترم الأصول الديمقراطية في دولة الأخلاق والشفافية حيث يسود القانون ويخضع جميع المتعاطين بالشأن العام إلى المراقبة والمحاسبة.

ان الأولوية اليوم في لبنان، كما نراها لبناء الدولة القادرة والعادلة، هي التمسك بالقيم والأخلاق والمناقبية العالية والترفّع عن الأنانيات والمحسوبيات والتخلي عن الفاسدين والمفسدين ومستغلي المراكز لجني الأرباح غير المشروعة والمحافظة على المال العام وإداء الضريبة العادلة كما هي أيضًا بإصدار القوانين التي تمنع الإجهاض والموت الرحيم والتخلص من الأجنة الفائضة، كل هذه الأمور التي تخالف وصية: لا تقتل. ويهّم أعضاء المجلس ان يذكروا أركان الدولة بالحق في الحياة لكل فرد بشري، منذ الحبل به، وهو حق لا يمكن التنازل عنه.وعندما لا تضع الدولة قوتها في خدمة حقوق الجميع، ولا سيما الأضعف بينهم، ومنهم الأجنّة الذين حبل بهم ولم يولدوا بعد، تصبح أسس دولة الحق والعدالة ذاتها مهدّدة.

كما أن الدولة مطالبة اليوم بالتشدد تجاه كل من يشوّه صيت الآخر أو يساهم في تهميشه الإجتماعي والإنساني والسياسي والعرقي والإنتمائي.

كما أنها ملزمة بالمحافظة على الأخلاق العامة والآداب والسهر على الحشمة في الإعلام والإعلان. وهي أخيرًا مطالبة بمعاقبة كل من يسوِّق أو يعمل للسياحة الجنسية والإباحية في هذا الوطن.

ويدعو المجلس المسؤولين إلى الاهتمام الشديد بحالة الناس الاجتماعية التي تزداد ضيقًا يومًا بعد يوم وتضعهم في جوٍّ من القلق على مستقبلهم ومصير أبنائهم، وذلك بالسعي إلى تخفيف الضرائب عنهم، ومساعدتهم على تسديد أكلاف التعليم والطبابة، وتعميم الضمان الصحّي والاجتماعي، ورفع مستوى التعليم الرسمي ودعم كلفة التعليم الخاص، وتأهيل المستشفيات الحكوميّة فيطمئن من يلجأ إليها من ذوي الدخل المحدود إلى أنّه سيلقى فيها العناية والعلاج الشافي لمرضه.

ولا يسع المجلس إلاّ أن يرفع صوته أمام الخطر الكبير والأذى الشديد اللذينِ يلحقان بحياة عددٍ غير يسيرٍ من طلاّب المدارس والجامعات، بسبب تفشّي ظاهرة المخدرات فلا يجوز للدولة أن تسكت عن الذين يحركون هذه الظاهرة في أيّ موقعٍ كانوا وأن تتراخى في إنزال العقوبات بهم. فمسؤوليتها كبيرة تجاه حياة مواطنيها، وبخاصةٍ الذين هم أكثر عرضةً من غيرهم للإستغلال.

كما أنّ من واجبها توفير الأمن وحماية المواطنين، فلا يضطرّ البعض منهم لضمان أمنهم بوسائل خاصة تعمّق الهوّة بينهم وبين دولتهم وتفقدهم الثقة بقدرتها على رعاية شؤونهم.

ان الكنيسة التي تدافع دائمًا عن كرامة الشخص البشري والتي ساندت دائمًا القضية الفلسطينية واعتبرتها أولاً قضية حق وعدالة وكرامة إنسانية، ومع إصرارها على حق العودة للأخوة الفلسطينين وعدم التوطين، تطالب الدولة اللبنانية والدول العربية وكل السلطات الدولية المختصة بإخراج اللاجئين في أرضنا، من الوضع ما دون الإنساني الذي يحيون فيه تأمينًا لكرامة لهم في العيش الإنساني اللائق.

ونحن إذ نهنّئ اللبنانيين بولادة الحكومة الجديدة نجدّد الثقة بالمسيرة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية الذي يجهد مع المسؤولين وأجهزة الدولة الأمنية في ترسيخ الأمن والاستقرار، وإعلاء شأن الوطن في كافة المحافل الدولية، كما نتمنّى لدولة رئيس مجلس الوزراء ولمعالي الوزراء التوفيق في المهام الجسام التي تنتظرهم.

خاتمة

ونحن في السنة الكهنوتية، وفي ختام دورتنا هذه، تذهب أفكارنا وعواطفنا أولاً الى إخوتنا الكهنة لنعبّر لهم عن امتناننا الكبير لعملهم في كرم الربّ، ونشكرهم على تضحياتهم وجهودهم في خدمة شعب الله وعيش قيم الإنجيل ونقلها.

ولا ننسى أبدًا أن نحمد الله على ما ألهمنا إيّاه في موضوع الأخلاقيات والقيم، فهو ما زال بروحه القدوس، يقود كنيسته لتحمل بشارة الملكوت وتبقى أمينة لكلمة الحقّ.

أجل إنّ كلمة الله هي التي تثبّت القيم وتعطيها بعدها الروحي، كما أنها تضيء لنا في ظلمة هذا العالم لنرى الأشياء والمخلوقات على حقيقتها ونقدّر قيمتها.

هذه الكلمة الأزلية التي سبقت كلّ شيء والذي بها كان كلّ شيء (يو 1/3) هي الله الذي صار بشرًا وعاش بيننا (يو 2/14). مع الرعاة والمجوس والأرض والسماء، بدأنا نتهيّأ لذكرى ميلاده بيننا، هو "أمير السلام" (أشعيا 9/5)، الذي به كانت الحياة (يو 1/4) وتبقى وافرة.

وإنّا، إذ نهنّئ جميع اللبنانيين بعيد الاستقلال وبعيدَي الأضحى والميلاد المباركين، نصلي إلى الله كي يترسخ الوفاق فيما بيننا يومًا بعد يوم، وتطل علينا مواسم الخير والبركة، فيتوطّد أمل الناس بغدٍ أفضل ينعمون فيه معًا بسلامٍ طال توقهم إليه، وبعيشٍ كريمٍ إشتدت رغبتهم فيه.

وإذ نصلي من أجل إحلال العدالة والسلام خاصة في العراق والأراضي المقدسة وحيث الشعوب معرضة للعنف والتشريد والموت وإضاعة كل مدّخرات الحياة، نسأل الله أن يغدق على أبنائنا وعلى سائر اللبنانيين نعمه وخيوره وبركاته.

 

النائب عدوان تخوف من الذهاب باتجاه تفتيت الدولة: هذه الحكومة ليست حكومة وحدة بل ائتلاف بين قوى غير موحدة

القوات اللبنانية سترفض كل نقطة غامضة في البيان الوزاري

وطنية - رأى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، ان مفاعيل 7 أيار كانت أقوى من 7 حزيران، معتبرا ان الحكومة الجديدة لم تعكس نتيجة الانتخابات النيابية. وقال: "انها ليست حكومة وحدة وطنية لانه لا اتفاق بين مكوناتها"، مشيرا الى انها حكومة ائتلاف بين قوى غير موحدة في نظرتها للامور.

واعتبر ان كل وزير في هذه الحكومة يعتبر انه دخل الحكومة لتطبيق برنامجه الخاص في وزارته، مشددا على ضرورة ان تكون الحكومة فريق عمل واحدا.

وقال: "نحن امام تشكيلة هجينة وكل وزير سيُغني على ليلاه وليس ضمن اوركسترا بناء الدولة" . وتخوف النائب عدوان من الذهاب باتجاه تفتيت الدولة بدلا من بنائها لان الذي نراه لا يطمئن. وقال: "كان علينا ان نتحاور حول البرنامج السياسي الاصلاحي ونجعل منه بيانا وزاريا" . واشار الى ان أغنية "كلمات كلمات" تنطبق على المرحلة التي نعيشها لان المواطن لا يسمع سوى الكلمات، لافتا الى ان ذلك لا يخلق المؤسسات ولا الدولة، ونحن بأمسّ الحاجة الى دولة وما نقوم به ليس سوى تفتيت الدولة وتهديم مؤسساتها.

وقال: "ان الجميع شارك في الوزارة على اساس قيام الدولة، ونحن كقوات لبنانية سنرفض كل نقطة غامضة في البيان الوزاري" . وسأل لماذا اجراء الانتخابات اذا اردنا بناء كل شيء بالتوافق. وشدد على انه "في ظل وجود السلاح خارج الدولة لا يمكن ان تقوم دولة ولا ان نلتزم بنتائج الانتخابات" . واعتبر النائب عدوان "ان وجود حكومة أفضل من عدمه ولكن السؤال: "هل سنضع الثقل لنسير باتجاه اعادة بناء المؤسسات؟" . ودعا الى "التقاط الفرص الموجودة لان التسوية مطلوبة على الرغم من انها لم تراعِ نتائج الانتخابات اذ جاءت في ظل عدم احترام الدستور" . وأشار الى انه "من الممكن ان يكون البيان الوزاري من صفحة واحدة ولكن المهم ان يكون النص واقعيا وواضحا، وكل كلمة تعني ما يقال" ، مؤكدا ان "القوات اللبنانية سترفض كل نقطة غامضة فيه، فمثلا علينا ان نقول للناس اننا لم نتفق على قضية السلاح وسنبتها على طاولة الحوار ولكن لغاية الوصول الى ذلك، اتفقنا على ان قرار الحرب والسلم سيتم في الحكومة، وباننا مع تطبيق القرارات الدولية وان الجيش اللبناني يسيطر فعليا على جنوب الليطاني" . وشدد على "ان 14 آذار هي مشروع قيام الدولة التي لها قرارها الحر والتي تبسط جيشها على اراضيها وهي مجموعة عريضة فيها احزاب ومستقلون" ، مشيرا الى ان تمثيل النائب بطرس حرب في الحكومة هو تمثيل فئة اساسية في 14 آذار وهم المستقلون. وشدد على ان الذي "سيخرج من روحية 14 آذار هو الذي سيغادرها لان ما من أحد يستطيع تحويل مسار ثورة الأرز لان الحرية والسيادة والاستقلال هي مفاهيم شعب" .

واعتبر النائب عدوان "ان التوازن المسيحي داخل الحكومة جيد الا ان المسيحيين اذا خسروا قيام الدولة سقطوا وسقط مستقبلهم المرهون بقيام الدولة وبحرية قرارها" .

وشدد على "ان قيام الدولة مرتبط بقيام القضاء واصلاحه وتطبيق القوانين ومن هنا اصرار القوات على وزارة العدل" .

واشار الى "ان القوات ستقدم برنامجا اصلاحيا يحارب الفساد، لافتا الى ان اختيار الوزير ابراهيم نجار مرتبط بقدرته على ذلك لما يتمتع من خلقية ومناقبية وعلم قانون" .

ورأى ان طاولة الحوار وجدت حصرا لتضع الاستراتيجية الدفاعية لسلاح المقاومة.

وقال :"ان اضافة اي موضوع آخر سيكون بمثابة ضرب للدستور" ، وحبّذ وجود النائب سليمان فرنجية على طاولة الحوار، مؤكداً ان الصفحة الماضية طويت معه.

وقال: "نحن نؤيد كل لقاء على مستوى الدولة اللبنانية والسورية لان ما يهمنا هو وجود علاقة قائمة بين الدولتين على اساس الندية والاحترام المتبادل لا على علاقة بين الدولة السورية والافرقاء اللبنانيين" . ورأى "ان رئيس الحكومة سعد الحريري سيزور سوريا بصفته رئيسا للحكومة وسيتكلم عن جدول اعمال وضعته الحكومة اللبنانية ولن تكون زيارته كونه زعيما او مسؤولا في الاكثرية وسيكون مفوضا عن الحكومة لطرح ملف ترسيم الحدود وملف المفقودين والسلاح خارج المخيمات" .

واكد النائب عدوان ان القوات مع اجراء الانتخابات البلدية وتنظيمها لان دورها اساسي في العملية الانمائية، لافتا الى انها سعيدة بتمثيلها في الحكومة عبر الوزير سليم ورده الذي يمثل زحلة والقوات اللبنانية معا. ووصف العلاقة بين القوات اللبنانية والنائب وليد جنبلاط بالجيدة "لاننا حريصون على الحفاظ على جو الثقة والسلم الأهلي في الجبل، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر مع جنبلاط" . وشدد على "ان الكتائب والقوات اللبنانية حزبان حليفان وما حصل مع الكتائب هو خطأ نحن لا نحبّذه".

 

العشاء السنوي لمؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الثقافية

البطريرك صفير: هدفها مساعدة الطلاب ليكونوا عناصر منتجة في المجتمع

وطنية - أقامت مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الثقافية عشاءها السنوي في فندق حبتور- سن الفيل بمشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وحضور وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، النائب ميشال موسى ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير الاعلام الدكتور طارق متري ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد وليم مجلي ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزير السابق ادمون رزق، قنصل بريطانيا الفخري وليم زرد ابو جودة، رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير، رئيس "دار الهندسة -شاعر ومشاركون" الدكتور طلال الشاعر، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس سعيد صفير، وزراء ونواب حاليين وسابقين وحشد من الفعاليات السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية والنقابية.

الياس صفير

بعد النشيد الوطني افتتاحا، وكلمة ترحيب لعريف الاحتفال الزميل انطوان سعد، تحدث رئيس المؤسسة الدكتور الياس صفير فقال:" حضوركم ايها الراعي الصالح بركة للمؤسسة التي تحمل اسم غبطتكم وتعمل بتوجيهاتكم في حقل الخدمة الصحية والتنمية الثقافية والتربوية والتكافل الاجتماعي، ووجودكم يا اصحاب الدولة والمعالي والسعادة وانتم ايها الاصدقاء جميعا تشريف نعتز به وتأكيد للوحدة الوطنية والتضامن الاهلي.

هذا هو لبنان الواحد، في الايمان والمحبة، وفي قرار الحياة الحرة الكريمة، ضمن دولة مستقلة سيدة، نريدها واحة للسلام، ونموذجا للوئام، ومجالا رحبا لابداع الانسان، في حمى جيش أبي، يقوده عماد شجاع حكيم" .

اضاف: "لقد اخذت مؤسستنا على نفسها، إنارة شمعة صغيرة، الى جانب شموع الخير، المضاءة في لبنان. فالحاجة ماسة الى التعاون والتعاضد، لمواجهة الصعوبات الكثيرة، التي تعانيها العائلة اللبنانية، في ظروف معيشية دقيقة، ولا بد من المشاركة العملية في تخفيف الاعباء، قدر المستطاع، عن اخوان لنا، في المواطنية والانسانية.

ان العمل المتواضع، الذي تقوم به مؤسسة البطريرك نصر الله صفير، على الصعيد الصحي، في مركز ريفون، وعلى الصعيد التربوي، عبر مساعدة مئة وستين طالبا وتلميذا، نخطط لرفع عددهم الى المايتين، في العام المقبل ان شاء الله، مع الاستمرار في الانشطة الثقافية، بعقد الندوات، وجمع مؤلفات سيدنا البطريرك، ونشرها، وتعميم فكره النير، هذا العمل، هو التزام بأهداف المؤسسة، الامينة على رسالة الشيخ الجليل، الذي يحمل هم الوطن كله، وتتشرف هي بحمل اسمه" .

وتابع: "اننا مدينون لاصدقاء المؤسسة، واهل الخير، بما نوفره من مساعدة، ويسعدني الاعلان، ان غبطته قدم للمؤسسة، الارض اللازمة في ريفون، لاقامة دار للراحة، بأحدث المواصفات، وفقا لدراسة تضعها المؤسسة الاعمارية الرائدة "دار الهندسة - شاعر ومشاركوه".

سليم صفير

بعدها، كانت كلمة لرئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير قال فيها:" يكتب لقاؤنا أهمية بالغة، لكونه مخصصا للانسان، ولانه متوج تحت رعاية من اعطي مجد لبنان.

ليس من قبيل الصدفة ان نجتمع هذه الليلة وبفرح كبير لتشكيل الحكومة التي نتمنى لها وللاعضاء الحاضرين بيننا كل النجاح في مهمتها الصعبة، برعاية اثنين من كبار رموزنا الوطنية: رئيس الجمهورية وسيد بكركي وكلاهما، بعمق وطنيته واحساسه بالمسؤولية، يعي المخاطر التي تهدد مستقبل شبابنا. ولا يمكنني في هذه المناسبة الا ان أغتنم الفرصة لاشكر غبطة البطريرك ومؤسسته الخيرية على مبادرتهما هذه في سنتها الثانية لدعمهما الدائم لشبابنا. واننا على يقين من ان لبنان سيظل بفضل وعيكم ومحبتكم واحتضانكم لجميع ابنائه وطن الرسالة الحضارية والانسانية" .

اضاف: "ان الهبة الاكبر التي وهبها الله للبنان انسانه، فهو ثروته الكبرى ومورده الاثمن في الداخل كما في بلاد الانتشار. ويكفي ان ننظر الى ما حققه في مختلف المجالات لنتأكد ان الاستثمار في شبابنا هو استثمار مضمون لبناء غد واعد وطموح" .

ورأى "ان المشكلة تظل في مستقبل شبابنا. هذا الشباب الذي يتخرج مشروعا جاهزا للتصدير، وكلما زادت قدرته الفكرية والثقافية كلما تضاعفت فرص اجتذابه الى الخارج، ذلك ان العجلة الاقتصادية في البلاد في وضعها الحالي غير قادرة على استيعاب المزيد من الطاقة العاملة والادمغة المفكرة، وهذا ما أدركه القطاع المصرفي الذي يشكل الى جانب القطاع الصناعي طبعا الصناعة الاكبر في البلاد، فراح يستطقب خيرة الكفاءات بحيث تخطى عدد العاملين فيه 19 الفا وهذا مرشح للتزايد مع التوسع الذي يشهده القطاع وقد فاقت ودائعه المئة مليار دولار" .

واشار الى ان "اقتصادنا الوطني يحتاج الى هيكلة جديدة في بنيته وفي التنمية المتوازنة التي تسمح بتمتين الجذور في الارض فتبقي الشباب في ارضه وببناء العائلة التي هي اساس المجتمع" .

وقال: "ان ما يقوم به فخامة الرئيس وصاحب الغبطة مهم جدا في درء الاخطار عن المجتمع وعن الوطن بالرغم من كل المعاناة والمصاعب التي يتعرضان لها، لكن كل القوى الفاعلة مطالبة بالالتفاف حولهما لوضع توجيه جديد للاقتصاد المجتمعي، بعيدا من السياسة، هدفه الارض والمواطن ومستقبل الوطن، بحيث يكون قادرا على استيعاب العدد الوافر من الادمغة التي تخرجها مدارسنا وجامعاتنا، وهذا لن يكون متاحا ما لم تتضافر الجهود لوضع خطة شاملة تصلح للمديين المتوسط والبعيد، توفر فرص العمل المطلوبة للشباب، وتطلق تنمية مناطقية طموحة وقادرة تخفف عبء التمركز في العاصمة".

وطالب الدولة "برسم سياسة مالية هادفة، لتشجيع الاستثمارات على التوجه نحو الريف والإفادة من مميزات كثيرة في مقابل ذلك، وبوضع سياسة حمائية للصناعة الوطنية لضمان استمرارها وجودتها" .

كما طالب بان تعمد الدولة عبر مختلف مؤساتها الى ضخ استثمارات منتجة في المناطق تساهم الى جانب القطاع الخاص في تحريك النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل.

وتابع: "نحن في بنك بيروت آلينا على أنفسنا استقطاب طاقاتنا الشابة التي تنعكس دينامية وحيوية في عملنا المصرفي والعمل على تطوير مواردنا البشرية وتأهيلها نؤكد التزامنا سياسة اجتماعية تهدف الى دعم الشباب في التعلم والتوجيه والتدريب وتقديم كل التسهيلات التي تساعد هؤلاء على التملك في لبنان والتجذر فيه واضعين كل امكاناتنا في سبيل تحقيق هذا التوجه، آملين ان يعمم على مختلف قوى القطاع الخاص والرسمي" .

البطريرك صفير

والقى البطريرك صفير كلمة قال فيها: "كلمتنا هذه تعبير عن شكرنا إياكم لتلبيتكم الدعوة التي وجهت اليكم لنكون معا في هذه العشية. وان وجودنا معا هو دعم صريح للمؤسسة التي تحمل اسمنا، والتي تهدف الى مساعدة الطلاب النابهين الذين تحول ظروفهم دون تمكينهم من متابعة دروسهم النهائية التي تمكنهم من ان يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع اللبناني" .

اضاف: "لن أطيل الحديث عن هذه المؤسسة، ورئيسها نسيبنا الدكتور الياس صفير تولى الكلام عنها، وعن الطلاب الذين اخذت هذه المؤسسة على عاتقها مساعدتهم على تحقيق ذواتهم بإنجاز دراستهم الجامعية التي تمكنهم من ان يكونوا يوما عناصر منتجة في مجتمعهم اللبناني. وقد توزعوا تقريبا على مختلف الجامعات اللبنانية في العاصمة وفي المحافظات، وهم واعدون، باذنه تعالى، لما يحققون من نجاحات في دروسهم العليا التي ستخولهم في يوم قريب، ان شاء الله، من ان يكونوا مواطنين، منتجين، صالحين.

واذا استطاعت مؤسستنا حتى اليوم مساعدة ما فوق المائة والخمسين طالبا على إنجاز دراستهم، فذلك يعود الى ما تسخون به عليها من عطاء نشكركم عليه كل الشكر، ونسأل الله ان يعيضكم مما بذلتم أضعافه، مشفوعا بأسباب العافية والتوفيق.

وتسمحون لنا ان نستمطر شآبيب الرحمة على المرحوم الدكتور كمال الشاعر الذي رافق هذه المؤسسة منذ ان أبصرت النور، وهوذا ولده السيد طلال الذي أتى من لندن خصيصا ليكون معنا هذه الليلة، لكي يتابع مد يد مبرورة لهذه المؤسسة، على غرار المرحوم والده، الذي نسأل الله ان يسكنه فسيح جنانه، ونسأل الله لولده وسائر ذويه طول البقاء على خير وعافية" .

وشكر البطريرك صفير "كل فرد منكم، سائلا الله ان يحفظكم على خير وعافيه، ويبقيكم نصراء لكل عمل مبرور، وبخاصة في مجال نشر الثقافة والعلم والمعرفة، وهذه ميزة لبنان وثروته الحقيقية، وستبقى بفضلكم انتم وأمثالكم من أهل السخاء في العطاء ويصح فيكم وفينا ما قال الشاعر يوما:

يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمال الخيرين نجود

أعاضكم الله مما بذلتم أضعافه، وأبقاكم طويلا على أحسن حال. عشتم وعاش لبنان".

بعدها، قطع البطريرك صفير ورئيس واعضاء المؤسسة قالبا من الحلوى.

 

علوش: زيارة الرئيس الحريري إلى سوريا جزء من جولة عربية وعالمية

وطنية - أشار النائب السابق مصطفى علوش إلى أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سوريا ستكون جزءاً من الجولة العربية والعالمية التي سيقوم بها، موضحاً أنها ستكون شبيهة بتلك التي قام بها الرئيس فؤاد السنيورة سابقاً. وأكد علوش، في مداخلة تلفزيونية، أن هذه الزيارة مبنية على أساس الثوابت الوطنية وهدفها كسر الجليد بين "تيار المستقبل" وسوريا. وقال:" من المنطقي أن يزور الرئيس الحريري، بصفته رئيساً لمجلس الوزراء الدولة الأقرب وهي سوريا". ولفت إلى أن "موعدها يحدد في مجلس الوزراء، كونها زيارة رسمية وذلك بعد نيل الحكومة الثقة". من جهة أخرى، وصف علوش زيارة الرئيس الحريري إلى السعودية بأنها "زيارة شخصية ولا تتعلق بالضرورة بالمسائل العامة بل بالمسائل العائلية".

وأعرب عن اعتقاده "أن التسويات التي حكمت البيان الوزاري السابق ستحكم البيان المنتظر، وسيأتي وفق التسويات نفسها التي خضناها على مدى السنوات والاشهر الماضية"، مبدياً إصراره على "ضرورة أن يتضمن كل القضايا المتعلقة بالدولة اللبنانية وموضوع السلاح في يد السلطة اللبنانية". وذكّر بخطاب قسم رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي طالب بالاستفادة من إمكانات المقاومة وقدراتها، ووضعها في يد الدولة اللبنانية.

 

الوزير الصايغ وضع اكليلا على ضريح الشهيد بيار الجميل في بكفيا: عدم ظهور ممثل للكتائب في الصورة التذكارية للوزراء أعطى الدفع لنسمع صوتنا

سنعمل لتطوير عمل وزارة الشؤون الاجتماعية لتحقيق التنمية وتثبيت الشباب بأرضهم

وطنية - اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" ان "عدم ظهور ممثل حزب الكتائب في الحكومة الجديدة في الصورة التذكارية للوزراء أعطى الدفع والقوة لنسمع صوتنا وصوت الناس الذين انتخبونا". ولفت الى ان "فريق الأكثرية لم يعط الحجم الحقيقي لحزب الكتائب في الحكومة" معتبرا ان "ذلك ينعكس على قوة الحريري في الحكم لأن القدرة على الحكم تكون أقوى عندما يكون مدعوما من احزاب قوية" مضيفا أن "الموقف الذي اتخذناه كحزب كتائب سيعزز موقفنا في الحكومة وقد اعطينا اشارة للجميع الى انه لا يمكن تخطينا". وعن موضوع علاقة الكتائب بالامانة العامة لقوى 14 اذار، قال:"ليس لدينا مشكلة مع شخص الدكتور فارس سعيد ولكن هنالك مشكلة في الأمانة العامة والهيكلية التنظيمية، سلطت الضوء عليها الكتائب مرارا وكنا وعدنا منذ أشهر بتقديم طرح متكامل لتصحيح الأمور لكن ذلك لم يتحقق، علما ان الامانة العامة لا تختصر مسيرة الارز".

وأكد الوزير الصايغ "اننا لا نزال نكون الاكثرية مع كافة القوى وموقفنا أتى مستقلا عن اي تركيبات اخرى" لافتا الى ان "التضامن بين أفرقاء الاكثرية هو على اساس البرنامج الانتخابي الذي "على اساسه خضنا وربحنا الانتخابات".

وردا على سؤال حول تأثير التسويات العربية ومنها السورية السعودية على الوضع في لبنان، قال الوزير الصايغ "انه منذ اكثر من 35 عاما ونحن نسمع مثل هذا الكلام بشأن ضرورة الاستفادة من هكذا فرص ذهبية" معتبرا ان "هذه التفاهمات التي تحصل "لا نعرف اساسها ولا سبب حصولها"، مضيفا:"الكتائب اعترضت على وضع هو التالي:"اذا كان هناك من تسوية كبيرة حصلت للبنان فعلى من قدم الغالي والرخيص وربح الانتخابات على أساس مبادئ واضحة ان يكون شريكا فيها، لا ان ينحصر التفاوض فيها مع حلفاء سوريا في لبنان".

واعتبر الوزير الصايغ ان "اليوم هناك تعديل للنظام اللبناني من خارج النظام اذ لم يعد لمجلس النواب امكانية لعب دور الرقيب والمحاسب للحكومة كما لن يكون هناك معارضة طالما شارك الجميع في الحكومة، وبالتالي لم يعد من امكانية طرح الثقة بالحكومة انما فقط الاعتراض من الداخل" مؤكدا ان "الكتائب تبقى متضامنة مع الأكثرية في المبادئ والقضايا الأساسية الكبرى ويكون موقف الكتائب في الحكومة وفق المواضيع المطروحة".

وسلط الضوء على المشكلة الأساسية المتمثلة بسلاح حزب الله مؤكدا أن "تشريعه في البيان الوزاري يتناقض مع مفهوم السيادة" لافتا الى ان "وجود هذا الحزب المنظم الذي يعتبر أقوى من الدولة يجب ان يتوازن بوجود أحزاب آخرى منظمة ولها امتداداتها الشعبية. لذا اعتبر من الضروري انتظار كيفية طرح نص البيان الوزاري، قبل اتخاذ الموقف منه"

وشدد الوزير الصايغ على "ضرورة احالة كل مشكلة خلافية الى طاولة الحوار، اذ ان البيان الوزاري ليس دستورا انما هو يقدم التوجهات الكبرى والعامة لسياسة الحكومة والتي على اساسها ستأخذ الحكومة الثقة". واعتبر ان "العماد ميشال عون يظهر وكأن العملية هي انتصار للمسيحيين في لبنان و"لكن لا نفهم كيف يكون هذا الانتصار عندما يتم تعطيل العمل البرلماني في لبنان تأخير الحكومة 5 اشهر، التصوير وكأن تأليف الحكومة خرج من الرابية وليس من بعبدا" معتبرا انه "لا يمكن فصل الحلحلة التي قدمها العماد عون لتشكيل الحكومة عن التطورات الاقليمية والحركة التي قام بها الوزير فرنجية والرئيس بري والضغط السوري الذي واكبها".

ودعا الى "العمل من اجل ايجاد قواسم مشتركة بين الأفرقاء المسيحيين في لبنان، على أساس ان لكل طائفة في لبنان قضايا القواسم المشتركة التي تجمعها لتناضل من أجلها" مطمئنا أن "لا تسويات يمكن أن تحصل على حسابنا وفي حال حصلت فنحن لها في المرصاد، كما ان الرأي العام يريد ان يرتاح وتحل المشاكل ولكنه يريد ايضا ان نكون ممثلين بشكل صحيح وهذا ما اظهرناه". كما شدد الوزير الصايغ "على ضرورة الاسراع في وضع استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار كي نستطيع مواجهة اي خطر يهدد لبنان"، مؤكدا "اهمية بناء دولة يكون لها السلطة الحقيقية بأخذ القرار ومواجهة الاستحقاقات".

ودعا "لأفضل العلاقات مع سوريا على أساس الندية ومعالجة الملفات الأساسية العالقة لا سيما منها ملف المعتقلين في سوريا" معربا عن الثقة ب"أن الرئيس سليمان لا يمكن الا أن يتعامل على أساس هذه الندية في زيارته الى سوريا، لكنه في الوقت عينه شدد على حق اللبنانيين بمعرفة مغزى هذه الزيارة وجدول أعمالها". وختم في موضوع وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتأكيد على "البناء على كل الانجازات الايجابية التي حققها الوزراء السابقون، لا سيما الوزيرة نايلة معوض والوزير ماريو عون والعمل على تطوير مختلف المشاريع الضرورية وفق برنامج يتناول مختلف ملفات الوزارة من شؤون المرأة والمعوقين، لا بل تطوير وتعزيز عمل الوزارة لتطال قضايا التنمية وتثبيت الشباب بأرضهم وقراهم".

من جهة ثانية، وضع الوزير الصايغ قبل ظهراليوم اكليلا من الزهر على ضريح الشهيد الوزير بيار امين الجميل في بكفيا، وفاء منه لمسيرة بيار الجميل وجميع الشهداء، وذلك قبل تسلمه مهامه في الوزارة، في حضور رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس والسيدة باتريسيا بيار الجميل واعضاء من المكتب السياسي الكتائبي وعدد من الكتائبيين وابناء المنطقة. كما وضعت السيدتان جويس وباتريسيا اكليلين مماثلين.

 

النائب رحمة: البلاد ستشهد خلط اوراق وفرز جديد في مواقف 14 آذار

هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الرئيس الحريري والقيادة السورية

وطنية - توقع عضو "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب اميل رحمة، في تصريح له، أن تشهد البلاد خلط اوراق وفرز جديد في مواقف القوى السياسية، وتحديدا في صفوف قوى الرابع عشر من آذار، وليس قوى المعارضة، على اعتبار أنها متماسكة ومتراصفة الصفوف. اضاف: " من المتوقع أن تغلب الصبغة الرسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري على طبيعته الحزبية خلال حركته السياسية المرتقبة، وهو سيلعب دورا كرئيس حكومة لكل لبنان وليس لفريق من لون واحد، ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي يعتبر زعيما متميزا، يضيف نكهة متمايزة من خلال وسطيته ولو "الشكلية"، لأنه في مضمون مواقفه فهو استعاد موقعه الذي كان فيه قبل العام 2005" .

ولفت النائب رحمة إلى "أن المناخ الإقليمي المستجد هو الذي ساهم في تقريب المسافات بين القوى اللبنانية، حيث كان للقمة السورية - السعودية تأثيرها المباشر على الداخل اللبناني وتحديدا في إرساء حالة الاستقرار"، معتبرا أن الأمور ستذهب باتجاه المزيد من الاستقرار رغم الصخب الإعلامي الذي نشهده ومن تحذيرات من حروب عسكرية وأزمات أمنية" .

وعن المحكمة الدولية وإمكان تأثيرها على الوضع الداخلي، قال النائب رحمة: "للمرة الأولى ستستوي المحكمة على قاعدة القانون بعيدا عن التأثير السياسي، على طاولة القضاة فقط. وهذا الكلام ليس من باب الاستخفاف بالقضية التي نطالب جميعا بمعرفة حقيقتها، وإنما تأكيدا على مسار المحكمة القانوني فقط" .

وأشار إلى أنه من المرتقب أن يزور رئيس الحكومة سعد الحريري العاصمة السورية بعد نيل الثقة في مجلس النواب، ومن الطبيعي أن تفتح هذه الزيارة صفحة جديدة من العلاقات بين الحريري والقيادة السورية، لأن مجرد القيام بهذه الزيارة سيحمل مفاعيل إيجابية من شأنها أن تجعل من المشهد مغايرا كليا لما قبله.

وسأل: من قال أن الرئيس الحريري والعماد ميشال عون قد يلتقيان في أكثر من نقطة؟ من كان يتوقع مثل هذا الود والكيمياء بين رئيس الحكومة والنائب سليمان فرنجية؟ إذا إن لقاء هذه القوى مفيد للوطن وإن كان بعض المتضررين لمصالح فئوية. ولفت إلى أن ثمة الكثير من النقاط المشتركة بين الرئيس الحريري والقيادة السورية، سيكتشفها رئيس الحكومة فور لقائه المسؤولين السوريين. وكشف أن البيان الوزاري سيرى النور قريباً، وهو لن يكون فضفاضاً وسيكون مشابهاً للبيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأخير.

وعن انتخابات اللجان النيابية، أكد أنها جرت ضمن أجواء التوافق السائدة في البلاد وبعيدا عن التجاذب، حيث حصل نوع من احترام منطق الأكثرية النيابية والأقلية النيابية، وعلى سبيل المثال كنت مرشحا لعضوية لجنتي الاتصالات والخارجية، وعلمت أن النائب نهاد المشنوق يبدي رغبة في أن يكون في لجنة الخارجية فتمنى الرئيس نبيه بري عليّ الانسحاب لصالح المشنوق انسكاباً مع المسار التوافقي، وهذا ما حصل.

 

النائب حوري: البيان الوزاري سيركز على حماية السلم الاهلي

زيارة الرئيس الحريري الى سوريا بروتوكولية وستعالج العديد من الملفات

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، "ان البيان الوزاري سيعكس واقع الحال السياسي في البلاد، ويرضي طموح اللبنانيين على المستوى الاقتصادي، لا سيما طموحهم في تطبيق مقررات مؤتمر "باريس 3" وما لم يطبق بعد من "باريس 2"، وكذلك سيركز البيان على الاصلاحات الادارية وعلى حماية السلم الاهلي" ، لافتا الى ان موضوع السلاح والمقاومة لن يكون محط تجاذبات وخلافات بين اعضاء لجنة صياغة البيان نظرا الى وجود اتفاق سابق على احالته الى طاولة الحوار الوطني. واعتبر النائب حوري في حديث الى صحيفة "الانباء" الكويتية، "ان كلا من الفرقاء والقادة السياسيين له الحق بأن يُدلي بدلوه من آراء وطموحات، لكن البيان لن يتضمن في نهاية المطاف سوى ما تم وسيتم الاتفاق عليه في ما بينهم، لانه لا يعبر عن وجهة نظر فريق واحد من اللبنانيين انما عن كل مكونات الحكومة".

وعن الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لفت النائب حوري الى "ان الحريري أصبح رئيسا لحكومة كل لبنان وليس لفريق واحد من اللبنانيين، الامر الذي يتطلب منه انطلاقا من موقعه الجديد التواصل مع كل الدول العربية الشقيقة منها والصديقة، وسوريا جزء من تلك الدول".

واوضح ان زيارة الرئيس الحريري لسوريا "تندرج في اطار الزيارات البروتوكولية الروتينية لكل رئيس حكومة جديد تماما كما زارها الرئيس (فؤاد) السنيورة اثر نيل حكومته الاولى الثقة في المجلس النيابي"، نافيا علمه عما اذا كانت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان المفاجئة الى سوريا لتمهيد الطريق وتعبيدها امام زيارة الرئيس الحريري لها. واعرب عن اعتقاده انه ليس هناك من رابط بين الزيارتين. واشار الى ان زيارة الحريري لسوريا هي لتأكيد المسلمات بين الدولتين اللبنانية والسورية، والقائمة على العلاقات الاخوية والندّية بينهما، وعلى قاعدة التعاطي من دولة الى دولة اخرى ضمن اطار الاحترام المتبادل والقواعد الثابتة، لافتا من جهة اخرى الى ان هناك الكثير من الملفات التي سيحملها الرئيس الحريري معه الى سوريا وهي ملفات تحتاج الى معالجة على مستوى البلدين، وأهمها ملف ترسيم الحدود ولبنانية مزارع شبعا، وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا، وكذلك اعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة بين البلدين. واكد انه من الطبيعي والبديهي ان يبحث الرئيس الحريري مع الرئيس بشار الاسد ومع نظيره السوري ناجي العطري كل تلك الملفات كونها من ضمن جدول اعماله واهتماماته الوطنية، مشدداً على "ان أي زيارة سيقوم بها الرئيس الحريري الى أي دولة عربية شقيقة كانت أو صديقة، لن تكون سوى على قاعدة تحقيق المصلحة اللبنانية العامة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 14 تشرين الثاني 2009

السفير

أجرى سفراء اتصالات مع جهات رسمية وخاصة للحد من الحملات الإعلامية التي تستهدف أدوية زراعية ومشتقاتها كونها بدأت تمس بالشركات العالمية المصنعة.

طلب عدد من الدول معلومات حول ما توصل إليه التحقيق الرسمي بحادث القرصنة الإسرائيلية، تحت عنوان استكمال الملف الخاص بالحادث الذي تعرضت له الباخرة "فرانكوب".

توقف العديد من الدبلوماسيين حول ما صدر عن مرجعيتين من مواقف أمام وفد زائر تشير الى حساسية الوضع الداخلي في بلد ينتمي إليه أعضاء الوفد.

النهار

تساءل النائب السابق حسن الرفاعي عما اذا كان الرئيس سعد الحريري سيزور سوريا بدون دعوة رسمية توجه اليوم أم بقرار يتخذه مجلس الوزراء كي يكون للزيارة طابعها الرسمي المفيد وليس الشخصي.

تم خلال الشهر الفائت إتلاف كمية من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية في مطاعم بيروتية واحالة أصحابها الى القضاء.

يعكف المجلس الدستوري على دراسة ملفات الطعون، وهو على اقتناع تام بأن أسباب إبطال النيابة غير متوافرة في 90 في المئة من الطلبات.

المستقبل

تهتم جهات دولية عديدة بمعرفة الاتجاهات الفكرية وفلسفة مقاربة مسائل السياسة الخارجية لوزير الخارجية الجديد وتوجهاته وروابطه.

تردد ان سرقة سيارة تعود إلى مسؤول حزبي كبير في الضاحية "سرّعت" القيام بحملة "النظام من الإيمان".

لوحظ انّ رئيس دولة إقليمية شدد في عاصمة أوروبية زارها في الساعات الماضية على الدور التركي ولم يُشر إلى دور العاصمة الأوروبية في السلام الاقليمي.

اللواء

وُضعت ترتيبات في عاصمة معنية للانتقال بملف العلاقات مع لبنان إلى مرحلة إبعاد شخصيات غير سياسية بالكامل عنه·

لم يكترث مرجع كبير لوعود قطعها لمقربين منه، حيث لعبت أيد خفية دوراً في ترشيح الوزراء وتثبيتهم!·

لا تزال قضية الدعم الأميركي للحكومة موضع متابعة ورصد في دوائر لبنانية وعربية ذات تأثير·

صدى البلد

الحكومة الحريرية الجديدة مرشحة لان تبقى في الحكم 4 سنوات، اي الى ما بعد انتخاب مجلس نواب جديد، لان تأليف الحكومات في لبنان لم يعد سهلاً على الاطلاق، ولذلك فان عمر هذه الحكومة سيكون طويلاً.

اصغر اعضاء الحكومة سناً الوزير محمد رحال قيل انه كان فلتة الشوط وقد جاء تعيينه على حساب توزير المستشار رضوان السيد ونكاية بالوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي كان الوزير الجديد احد ابرز مناصريه... سابقاً.

قال وزير سابق ان اول بند على جدول اعمال وزارة الداخلية في "عهدها الجديد" هو إعداد قانون جديد للانتخابات البلدية وهو ما يصرّ عليه الوزير بارود ويتحفظ عليه بقوة النائب المر.

 

 

بعد ان اصبحت على حدودها كما كتبنا في الشراع) ايران تلزم السعودية القتال داخل قلعتها

حسن صبرا/الشراع

كتبنا منذ عدة اسابيع في العدد (1412) تاريخ 19/10/2009 ان ايران اصبحت على حدود المملكة العربية السعودية جنوباً، وان احد استهدافات حرب الحوثيين في اليمن هو حصار المملكة من الجنوب، بعد حصارها في العراق من الشمال.

وكنا قلنا لأشقائنا السعوديين في اكثر من موقع ومناسبة، ان المملكة لا تستطيع ان تحارب داخل قلاعها، لأن كل قذيفة تطلقها من هذه القلاع ستقابل بقذيفة تصيبها في الداخل من الآخرين، وان افضل دفاع عن المملكة هو الهجوم، فالحرب في غزة ضد ((فتح)) ضدها، والحرب في بيروت ضد سعد الحريري ضدها، والحرب في بغداد ضد العروبة ووحدة العراق ضدها والحرب في مصر ضد امنها واستقرارها ضدها، واستمرار الارتهان السوري لايران ضدها، وانحراف مشيخة قطر نحو التقاطع الايراني – الصهيوني في الخليج العربي ضدها.

الآن

يتحقق كل هذا فالسعودية ليست محاصرة في الرياض صحيح.. لكنها محاصرة في الدائرة الاوسع واذا ما اكتمل حصار غزة من ((حماس)) ولبنان من ((حزب الله))، والعراق من اسلامية ((حزب الدعوة)) و((المجلس الاعلى))، ومصر من ((الاخوان المسلمين))، والسودان من عمر البشير واليمن من الحوثيين وقطر من تقاطع المصالح الصهيونية – الايرانية، تضيق الحلقة حول الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وحول المملكة نفسها عاصمة المسلمين المعتدلين، والعرب السياديين.

لقد ادركت ايران اهمية وبديهية الدفاع عن اراضيها من خارجها، وليس من داخل الاراضي الايرانية، فطهران تدافع عن نظامها في العراق وقطر واليمن ولبنان وسوريا وفلسطين والسودان ومصر.. حتى الآن.. فضلاً عن افعانستان والباكستان وأذربيجان..

لذا فإن ايران المستنفرة ليلاً نهاراً للدفاع عن نظامها في الداخل مرتاحة جداً لهجومها المستمر على هذه البلدان العربية والاسلامية في الخارج.

ولنتذكر ان الاتحاد السوفياتي لم يأمن على نفسه طيلة الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، حتى العام 1990.. (45 سنة) الا بعد ان نقل الحرب الباردة ضد الغرب خارج اراضيه بدءاً من المنظومة الاشتراكية في اوروبا الشرقية، الى دعم حركات التحرر العالمية في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.. فكان هو المبادر الى الهجوم دائماً لأن هذه الحركات دوّخت الغرب ومصالحه وهي تسعى للحصول على حقها في الاستقلال والحرية والسيادة وحق تقرير المصير.

وليس مطلوباً،

من المملكة العربية السعودية ان ترسل جيوشها للقتال خارج اراضيها في هذه البلدان، فهذا امر فضلاً عن انه فوق قدراتها في كل المجالات، فهو مسؤوليات هذه البلدان وهذه الانظمة.

لكن المملكة العربية السعودية وهي تخوض معركة الشرعية في كل مكان، من خلال شعارها رفض تدخلها في شؤون الآخرين، فإنها قادرة على رفد ذلك الشعار المبدئي بشعارين آخرين مكملين لمبدئها:

*الشعار الاول هو دعم الشرعيات العربية بكل امكاناتها المتنوعة والفاعلة.

*الشعار الثاني هو منع تدخل الآخرين في شؤون هذه الشرعيات العربية.. وهذه مسؤوليات هذه الشرعيات، وهي ايضاً مسؤولية المملكة العربية السعودية.

لكل شرعية عربية الحق في الدفاع عن نفسها خاصة اذا كان العدوان عليها يأتيها من قوى خارجية اياً تكن تسمياتها، سواء كانت اسرائيل او ايران او الولايات المتحدة، او عملاء هؤلاء جميعاً.

وحق المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الشرعيات العربية يساوي واجبها في الدفاع عن نفسها، فأي سقوط لأي شرعية عربية هو تهديد لبقيتها وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لاحظوا

بعد سقوط الشرعية الفلسطينية في غزة تجرأت ايران على الشرعية المصرية وأرسلت خلايا ((حزب الله)) للتحرك ضد السيادة المصرية وأمن مصر وشعبها واستقرارها.

وبعد سقوط الشرعية اليمنية في صعدة تجرأت ايران على الشرعية السعودية، وتحرك الحوثيون وهم الوجه الآخر لـ((حزب الله)) ضد السيادة السعودية وأمن المملكة وشعبها واستقرارهما.

وبعد سقوط الشرعية اللبنانية في الجنوب وبيروت ومعظم الجبل والبقاع وبعض الشمال امام دولة ((حزب الله))، انكفأ الدور العربي المصري – السعودي في لبنان، وان كانت نظرية اخرى لا تقل اهمية تصح في هذا المجال، وهو ان الانكفاء المصري تعبيراً عن الانكفاء العربي عن الاهتمام العملي بقضايا الامة من لبنان الى فلسطين، سمح للهجوم الايراني بالنجاح في كل المشرق العربي ومصر والسودان واليمن..

ويخطىء من يظن ان الهجوم الايراني عبر الحوثيين على المملكة العربية السعودية، يمكن ان يتوقف عند الحدود اليمنية، بل قل هي حرب استنـزاف بدأت ضد المملكة في الجنوب، وهي تجربة نموذجية لحرب اخرى قد تفتعلها ايران في الشرق، لاختراق النسيج الوطني السعودي عبر بعض الفئات السعودية على المذهب الشيعي.

قبل اكثر من عقد من الزمان نجحت المملكة في رأب الصدع مع بعض الجماعات السعودية التي كانت تأثرت بإيران في مطلع ثورتها، وأطلقت حركة معارضة خارجية واعتمدت دمشق وبيروت ولندن اماكن انطلاق اعلامية ضد المملكة وسياستها، وكان للجهد الاستيعابي الذي بذله عدد من ابرز قادة المملكة نحو هذه المجموعات، فضلاً عن تمتين الوحدة الداخلية والالتفات الجذري لتطوير المنطقة الشرقية في كل المجالات السياسية والخدماتية والاقتصادية والاجتماعية والانفتاح الديني الأثر الحاسم في انهاء خروج هذه الجماعات وعاد قادتها الى الداخل وهم الآن في مواقع عمل جدية في بلادهم ويمارسون حياتهم العادية.. لكن بعضهم ما زال في لندن معارضاً وهو يشكل خميرة جديدة يمكن ان تستند اليها ايران لفتح جبهة جديدة ضد المملكة.. من خلال صلات هؤلاء مع البعض ممن ما زالوا في الداخل السعودي.

ويحمل البعض من اصدقاء المملكة الرياض مسؤولية انحراف سياسة مشيخة قطر عن مسارها العربي نحو تقاطع المصالح الاسرائيلية – الايرانية، والاثنتان مهددتان للمملكة.. بسبب صمت المملكة عن انحراف هذه المشيخة.

بدأت المسألة اعلامية من خلال قناة ((الجزيرة)) التي كانت اول ساحة عربية خليجية يخترقها الصهاينة، وقبل المكتب الصهيوني في الدوحة وما تلاه من مكاتب في دول عربية خليجية اخرى.

وكان هذا الاعلام القطري وما زال مؤذياً، لأنه تعمد افتعال الصراعات داخل المجتمعات العربية، وتحريض فئاتها على بعضها.

وعندما اخرجت المملكة العربية السعودية القواعد الاميركية من اراضيها استقبلتها مشيخة قطر لتقيم اميركا اضخم قواعد عسكرية في مشيخة الدوحة، ومنها انطلقت الطائرات محملة بأقذر القنابل التي اعطتها الى اسرائيل لتدك فيها اجساد ومنازل ومصالح اللبنانيين والفلسطينيين.

صمت الرياض على تحرشات واستفزازات مشيخة قطر وانحرافاتها وفتح اراضيها مراتع للصهاينة وايران والاخوان المسلمين، وكل قوة معادية لوحدة الأمة شجع هذه المشيخة التي لا يساوي سكانها عديد مدينة صغيرة من مدن المملكة، على ان تتحداها وان تحاول سرقة دور ومسؤولية الرياض.. وراقبوا كيف اصبح للبنان اتفاق يحمل اسم ((الدوحة))، مقابل الاتفاق الذي حمل اسم ((الطائف)).. وانظروا الى مقارنة سريعة بين هدف اتفاق الدوحة الذي يمهد لحرب اهلية بين اللبنانيين، وبين اتفاق الطائف الذي انهى حرباً اهلية اخرى استمرت 15 سنة.

هل هذا يكفي حتى الآن؟

وقبل الرياض سكتت القاهرة عن جريمة حركة ((حماس)) لذبح الشرعية الفلسطينية وعقد هدنة مفتوحة مع العدو الصهيوني، فوصلت ايران الى الداخل المصري، وفجرت جماعة ((الاخوان المسلمين)) في الداخل المصري حتى بات تبني اختراق ((حزب الله)) للسيادة المصرية موازياً لما اعلنه مرشد الاخوان محمد مهدي عاكف بالثلاثة ((طز)) في مصر.

لكن،

ماذا يعني حصار ايران للسعودية من الجنوب في اليمن، بعد حصارها في الشمال من العراق؟

عدا المشروع الايراني التوسعي لوراثة العرب وهم احياء، او انهم يعيشون من قلة الموت كما يقول المثل اللبناني، فإن الملف النووي لإيران جاهز ايضاً في هذه الحالة.. وتعالوا نقرأ بتمعن تصريح رئيس ((وكالة الطاقة النووية)) د. محمد البرادعي المغادر بعد عدة اسابيع الى التقاعد.

قال البرادعي امام الإعلام: ((ان ايران يمكن ان تقايض ملفها النووي بدورها الاقليمي الممتد من بلاد اسلامية الى البلاد العربية)).

يعني بوضوح وصراحة ((اعطوا ايران دوراً اقليمياً واسعاً، وخذوا منها الملف النووي)).

يعني بوضوح اكثر: ايران دخلت في سباق مع الزمن لوضع علمها فوق اقصى قطعة ارض يمكن ان تطالها جيادها، او أقدام المغامرين فيها ليصبح هذا العلم تكريساً لشرعية تمددها وحدودها، فإذا ما اتسعت رقعة حدودها لتصبح عند كل بلد عربي واسلامي، حق لها الزعم بأنها الأقوى، ويجب التعامل معها وفق مقياس هذه القوة.

مسؤول عربي كبير قال لـ((الشراع)) تعليقاً على كلام البرادعي مسكين هذا الموظف العربي الدولي الكبير، فلعله يعلم - او لا يعلم – ان ايران اذا ثبتت شرعيتها تحت علمها في كل أقطار العرب والمسلمين، فإنها ستعتبر ذلك حقاً اضافياً لتمسكها بالملف النووي لتحصل على التوسع والنووي سوية.

أياً يكن الحال،

فهل ترضى دول العرب؟ هل ترضى المملكة العربية السعودية بهذه المعادلة او المقايضة التي وضعها البرادعي، ام ان ما قاله هذا المسؤول العربي الكبير هو الصواب بعينه؟

الهجوم الايراني نحو السعودية، يعني ان طهران لن تتنازل في ملفها النووي، ويعني اكثر انها لن ترضى ابداً بمشروع البرادعي نفسه بتخصيب اليورانيوم خارج ايران.

قد تكتفي الرياض بسياستها الحالية في لبنان، التي تفي علناً انها على مسافة واحدة من جميع اطراف الصراع الداخلي رغم انه صراع اقليمي بإمتياز.

وقد تكتفي المملكة بأن تظل تطلب من الجميع احترام امن وسيادة واستقلال العراق رغم انه ما زال خاضعاً لاحتلال اميركي زائل واحتلال ايراني صاعد.

وقد تكتفي السعودية بالاستمرار بدعوة طرفي الصراع الاساسيين في فلسطين: ((فتح)) و((حماس)) اي السلطة الشرعية والامارة الظلامية، الى حقن الدماء والاحتكام الى العقل والمنطق ومصالح ابناء الوطن السليب.

لكنها،

لا تستطيع ان تقف الموقف نفسه في مسألة العدوان الايراني عليها من جنوبي الوطن السعودي، بواسطة الحوثيين، فهو قتال داخل القلعة، دهمها بعد ان امتنعت عن التحرك خارج قلعتها فدهمتها الهجمة الايرانية وألزمتها من جديد الدفاع عن السعودية نفسها بعد ان سقطت قلاع فلسطين ولبنان والعراق والسودان.. وغيرها في اليد الايرانية.

حسن صبرا

 

رجاءً لا تضحكوا علينا

بعدما تشكّلت الوزارة اصبح يحق لنا الكلام المباح. اكثر ما اخجلني في الآونة الاخيرة تصريحات بعض السياسيين وهم "يتناتشون" الوزارات فيقولون هذه وزارة خدمات وسياسات واقتصاديات من الدرجة الاولى واخرى لا خدمات فيها ولا سياسة ولا اقتصاد.

اكتب بعد ان تشكلت الحكومة لئلا اتهم بأنني اساند فريقاً ضد فريق آخر، لكن كي لا يصير الغلط حقاً، لذلك اكتب. ولئلا تنقلب قيم التاريخ، اكتب.

طبعاً هذه هي ثقافتهم السياسية ولهم الحق، في هذا التصنيف المخجل والمهين لنا. وما اذهلني هو القول ان وزارة الثقافة هي غير مهمة ولا منتجة ولا هي وزارة خدمات وسياسة واقتصاد.

هذا الكلام معيب في بلد يردد "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" بيروت الحضارة والفن والثقافة والابداع والجمال (وبين هلالين) تحية كبيرة الى وزير الثقافة الاستاذ تمام سلام الذي اهتم لتكون بيروت حقاً عاصمة عالمية للكتاب والفكر والفن والثقافة وللذين اقاموا احتفالات بهية للفرنكوفونية ويقيمون المعارض والاحتفالات الفنية والمسرحية.

يوم حكم بريكليس اثينا كان همه الاول ان يجعل من اثينا عاصمة العقل والفكر والفن والمسرح والشعر والنحت ولم يسأل عن تجار السياسة والمقاولين وتبادل السلع الخدماتية والسياسية. ابعدهم عنه وطلب فقط ان تكون اثينا عاصمة الثقافة وهذا ما كان.

كل الذين كانوا يبيعون ويشترون في هيكل السياسة زالوا في اثينا واضمحلّوا ولم يبق الا العباقرة والفلاسفة والمبدعون والفنانون والشعراء والنحّاتون والمسرحيون وسواهم... افلاطون، ارسطو، كزنوفون، اريستوفان، اوربيد سولون وسوفوكل... اما غيرهم فقد ذهب الى عالم النسيان. لا احد يذكر اسم زعيم سياسي واحد في اثينا ولا اسم رئيس حزب او قبيلة سياسية واحدة. بقي وحده اسم بريكليس ملتصقاً باسم اثينا العظيمة وفلاسفتها ونحاتيها وفنانيها ومسرحييها. هؤلاء هم الذين بنوا عمارة المجد لأثينا ومثلهم الذين بنوا عمارة المجد للبنان ولبيروت، من بداية التاريخ الى الآن، اما الباقون فسيغرقون  في رمال النسيان ولن يذكرهم الزمان ولا التاريخ.

فرجاء لا تضحكوا علينا بحماية مصالحنا. ما نفع وطننا اذا ربح تزعمكم لشعبه والضحك عليه و"استهباله" اذا خسر الثقافة والحضارة.

ويل لكم، لقد اتيتم تلغون هذا الوطن الصغير الصغير بالثرثرة السياسية، كما يقول هيجل وتبعدوه عن مسيرة التاريخ التي تكلل رأسه ورأس اهله بغار المجد والعنفوان. هل ينبعث رجاؤنا اليوم مع الوزارة الجديدة التي نصلّي لها لتكون قدر آمالنا وندعو لها بالتوفيق ونزع اليأس من قلوبنا؟

(•) امين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام، رئيس دائرة الاعلام في مجلس كنائس الشرق الاوسط.

النهار/بقلم البروفسور الأب يوسف مونّس (•)      

 

 

النائب نديم الجميل: لن نضحي بمنجزات ثورة مقابلة من مجلة الشراع مع النائب نديم الجميل

*لن نضحي بمنجزات ثورة الارز

*حلم بشير تحقق في الـ 2005

*في موضوع تشكيل الحكومة هناك عرقلة ايرانية وتسهيلاً سورياً

*كأنه المطلوب من 14 آذار/مارس التنازل بالكامل لقوى 8 آذار/مارس

*يجب تقوية الجيش لنـزع الحجة الظاهرية من ايدي الذين يحملون السلاح

*دوري في المجلس النيابي والمجتمع اهم بكثير من دور وزير لأنني نائب غير مقيد

*نجحت في الانتخابات لأنني قررت السير على طريق بشير

*رئاسة الجمهورية ليست حلمي

يعتبر النائب نديم الجميل ان الاولوية لديه في عمله السياسي هي تحصين السيادة اولاً ومن ثم تحصين وجود كتلته في القرار السياسي لا سيما و((ان حزب الله)) يحتكر القرار السياسي في سلاحه اضافة الى التدخلات السورية والايرانية.. ويرى ان مسألة تحديث الدولة هي من اهم اهدافه الاساسية الى جانب المشاريع الانمائية والاجتماعية، فحلم بشير بالنسبة اليه لا ينحصر بمقعد نيابي او وزاري، ومع ذلك فهو يعتبر ان دوره في مجلس النواب والمجتمع اهم بكثير من دوره كوزير لأنه ((نائب غير مقيد)).

في هذا الحوار تحدث النائب الجميل عن ثورة الارز والوضع المسيحي ومسألة تأليف الحكومة، فسألناه:

# قال جوزيف ابو خليل: ان ثورة الارز كانت من اهم اهداف بشير، هل تشاركه الرأي ام لا؟

- من المفارقات ان اللبنانيين انتظروا سنوات طويلة حتى يجسدوا نضالات بشير، وكثيرون في السابق لم يتجاوبوا مع دعوته، ولكن ما لم نره في العام 1982، لأن يد الغدر اغتالت بشير وأوقفت الحلم عدنا رأيناه في العام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد شاهد العالم بأسره كيف جمعت ساحة الشهداء مليوناً ونصف مليون لبناني، وليس مستغرباً على الاستاذ جوزيف ابو خليل الذي رافق بشيراً ونضالاته ويعرف تماماً افكاره وصلابته ووطنيته ان تتراءى له المقارنة بين بشير وثورة الارز.

# أين ثورة الارز اليوم؟

- انا كشاب موجود اليوم في خضم العمل السياسي وشاركت ايضاً في 14 آذار/مارس افهم شعور الشباب وأشاركهم قلقهم وخوفهم على ثورة الارز، فهذه الثورة الوطنية لا تتمتع للأسف بالصحة الكاملة، والجمهور الذي لبى النداء في تلك التظاهرة الضخمة برهن انه متماسك اكثر من بعض القياديين في 14 آذار/مارس وكلنا يعرف ان ثورة الارز قامت لتحمي الدولة وتسترد السيادة والقرار المستقل والحر، ولكن ما نراه اليوم في موضوع تشكيل الحكومة ان السوري والايراني يتدخلان في هذا الاستحقاق اللبناني، وما يقلقنا على ثورة الارز و14 آذار/مارس انه مطلوب منا سلسلة تنازلات يبدو انها بلا حدود، ولكنني تجاه القلق الذي يساور شباب 14 آذار/مارس ارفع الصوت في هذه المناسبة لأقول لن نسمح بتضييع منجزات ثورة الارز.

تدخلات ايرانية – سورية

#كيف تنظر الى الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة وما يحكى عن تسهيل سوري للتأليف؟

- نرى في الظاهر عرقلة ايرانية وتسهيلاً سوريا، ولكن هذا التسهيل ما زال لفظياً ولم يصل بعد ليكون فعلياً، ولا افهم كيف يكون التسهيل وهناك حملات اعلامية على افرقاء اساسيين بالتزامن مع عملية التأليف، ومن المعروف انه ليس في سوريا حرية اعلامية وان الصحف تعبر عن الموقف الرسمي السوري، وبالنسبة الى الاتصالات حول الحكومة، ألاحظ وكأن المطلوب من 14 آذار/مارس التنازل الكامل لقوى 8 آذار/مارس وهنا احذر باكراً من انه اذا كانت هناك تنازلات من الاكثرية، فالامر لن يكون في مصلحة البلد بل سينقلب ضد مصلحة البلد خصوصاً في ظل استقواء البعض بالسلاح، وقد رأينا كيف انه في الماضي عندما قدم اللبنانيون تنازلات ادت الى ضياع وخراب البلد، وهذا امر مرفوض فنحن ربحنا الانتخابات كي نبني مؤسسات ودولة وليس كي نضع الدولة تحت تأثير وتهديد السلاح وفرض ارادات خارجية ايرانية وسورية.

# هل اسمك مطروح للوزارة؟

- لا انا طرحت اسمي ولا هو مطروح، ودوري اليوم في المجلس النيابي والمجتمع اهم بكثير من دور وزير لأنني كنائب غير مقيد.

# بالنسبة للوضع المسيحي، ما هو الدور الذي يمكن ان يضطلع به نديم الجميل من أجل اعادة ترميم الوضع المسيحي؟

- ان الوضع المسيحي ليس صحياً لأن الوضع اللبناني اصلاً ليس صحياً، واذا كان بعض المسيحيين لن يعوا دورهم في الحفاظ على هذا البلد، واذا كانوا لن يعوا بعد خطر قيام دولة ضمن الدولة وجيش الى جانب الجيش، واذا كان هناك فريق من القادة المسيحيين مستعد ان يبرر أي عمل يقوم به حزب الله تحت شعار المقاومة، فإن استخدام ترميم الوضع المسيحي لن يفي بالغرض ولن يلبي الحاجة، من هنا فإن الدعوة موجهة الى الجميع للجلوس معاً لاعادة تركيز القناعات والثوابت كي يكون لبنان مستقلاً وحراً وليس رهينة للخارج.

# يستنتج من كلامك ان هناك خشية على الوضع المسيحي في ظل الصراع القائم، كونك حفيد بيار الجميل ونجل بشير هل لديكم خارطة طريق لرصف الطرق المؤدية الى حفظ الوحدة المسيحية؟

- الخشية ليست اليوم فقط على المسيحيين بل على كل اللبنانيين في ظل وجود دويلات اقوى من الدولة التي وحدها تحمي الجميع، بالنسبة اليّ، خارطة الطريق الاساسية تبدأ وتنتهي عند قيام الدولة بكافة مؤسساتها الدستورية والامنية والقضائية والالتزام بتطبيق القرارات الدولية، فالاساسيات هي قضاء مستقل وجيش وقوى امنية شرعية تتولى وحدها حماية الحدود والدفاع عن الارض، وكل ما تبقى لا يساعد بل يهدم الدولة.

# ما هو دور الكتائب في هذا الواقع؟

- ان حزب الكتائب متمسك بقيام الدولة وببسط سلطتها بقواها الشرعية على كامل الاراضي، والحزب لا يتوانى عن القيام بأي خطوة من شأنها تلاقي اللبنانيين على خيار الدولة وبالاخص المسيحيين منهم.

# هل يمكن لبكركي ان تؤدي دوراً جامعاً في هذا اللقاء؟

- استغرب هذا السؤال، فبكركي لم تتأخر ولا تنتظر احداً كي تقوم بهذا الدور، واذا كان هم بكركي لبنان واللبنانيين بامتياز فكيف بالاحرى ان تهتم بالمسيحيين، وبكركي دورها ليس من اليوم بل هي تجسد تاريخ ومسيرة البطاركة، وبالرغم من كل الانتقادات والتهجم والسهام الجارحة والتطاول على بكركي من مسيحيين وغير مسيحيين، لم تتأثر ورأينا البطريرك صفير حتى هذه اللحظة كيف انه عند كل مفصل يتخذ الموقف الحكيم والشجاع والواعي الذي يخلص البلد، وهناك العديد من الامثلة التاريخية على وقفاته ويكفي ان نذكر بنداء مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000 الذي اسس لخروج الجيش السوري.

# مر المسيحيون في لبنان بثلاث حقبات: حقبة الاستقلال والحصول على امتيازات، الحرب، الطائف، هناك بعض الاصوات المسيحية التي تدعو الى اعادة النظر بالطائف، هل يمكن القول ان الطائف الحق الغبن بالمسيحيين؟

- الطائف اخذ من صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة مجلس الوزراء مجتمعاً، لكنه ابقى الكثير من السلطة المعنوية والفعلية لرئيس الجمهورية، فما على أي رئيس جمهورية الا حسن استخدام سلطته فيستقيم الكثير من الامور ولا يشعر المسيحيون بأن صلاحيات الرئيس انتزعت منه، المهم في الطائف اليوم هو انه يحفظ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وقبل التفكير بإعادة النظر في الطائف يجب ان نطبقه تطبيقاً كاملاً، وبعد ذلك يمكننا معرفة ما يجب تعديله علماً ان الكثير من مطالب المواطنين يمكن تلبيتها عند تطبيق ما نص عليه الطائف من لا مركزية ادارية والانماء المتوازن، اضف الى ذلك، اننا لا نعرف الى اين يمكن ان يؤدي فتح باب تعديل الطائف في ظل استقواء البعض بالسلاح وتحينهم الفرصة للانقضاض على المناصفة وإحلال المثالثة مكانها.

# تردد ان اصوات السنة هي التي ساعدتك في الوصول الى مجلس النواب ما هو ردك؟

- انا فخور بكل صوت انتخبني ولا اميز بين صوت مسيحي وصوت سني او ارمني او درزي او شيعي، وانا ترشحت كي اكون نائباً عن كل المنطقة وكل ناخبيها وكل لبنان، ولكن بمراجعة نسبة الاصوات تبين انه ليس انا فقط بل كل اللائحة فازت بأكثرية الاصوات المسيحية.

4 ملفات

# كيف يمكن معالجة: 1- سلاح حزب الله، 2- الوضع الاقتصادي، 3- العلاقات اللبنانية – السورية، 4- ايجاد فرص عمل ووقف هجرة الشباب؟

- في المبدأ موقفي واضح وصريح لا سلاح خارج السلطة الشرعية سواء سلاح ((حزب الله)) او السلاح الفلسطيني، وانطلاقاً من هذا المبدأ يجب تقوية الجيش لنـزع الحجة الظاهرية من ايدي الذين يحملون هذا السلاح مع امكانية فتح المجال امام جميع الذين يريدون الدفاع عن البلد بالدخول الى الجيش والقوى الامنية، طبعاً الطريق للوصول الى ذلك ليس قصيراً ولكن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة، والى جانب ذلك نأمل ان تؤتي طاولة الحوار نتائج سريعة وان يجري احترام تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

اما الوضع الاقتصادي فيعالج بمجرد ايجاد حل للتأزم السياسي وتوفير الاستقرار والامن وتسهيل عمل الادارة والقضاء على الزبائنية والفساد والمحسوبية وهذا ما يفتح الابواب امام حركة الاستثمارات والسياحة وهو ما ينعكس ايجاباً على الاقتصاد ويخفف من عجز خزينة الدولة.

وبالنسبة الى العلاقات اللبنانية – السورية فهي تعالج عندما يقتنع الجميع وخصوصاً المسؤولين السوريين بأن العلاقة يجب ان تكون ندية ومن دولة الى دولة وعندما ينتهي ملف الاسرى في السجون السورية ويتم الافراج عنهم، وعندما يتم تفعيل عمل السفارتين والغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري.

اما ايجاد فرص العمل ووقف الهجرة فستجد طريقها للمعالجة عندما نحقق ما تحدثنا عنه من ملفات لأن ثقة المواطنين ستزداد ببلدهم عند انفراج الوضع السياسي والاقتصادي وانهاء السلاح غير الشرعي.

# كيف يمكن ان ينعكس دورك كشاب على موقع الشباب وأدوارهم وتفهم مشاكلهم؟

- انا من الشباب وأتفهم تطلعاتهم ومشاكلهم ربما اكثر من غيري وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة وجهد كي احفظ لهم موقعهم ودورهم في الحياة لسياسية وخصوصاً ان هؤلاء الشباب هم من كانوا عصب ثورة الارز وتشاركت وإياهم الخيم في ساحة الشهداء.

# ماذا تغير عليك بعد ان اصبحت نائباً في مجلس النواب؟

- لم تتغير امور كثيرة عليّ ما عدا المسؤولية تجاه المواطن.. الموقع الذي اصبحت فيه يخولني التواصل اكثر مع الادارات الرسمية كي نستطيع ايصال صوت المواطن المنـزعج وندعمه ونقف الى جانبه، هذا الامر كان موجوداً في الماضي ولكن اليوم اصبح مجسداً بشكل اقوى.

# هل تشعر ان مسؤوليتك اصبحت اكبر؟

- اكيد المسؤولية كبرت وكل يوم يتقدم الشخص في السياسة تكبر مسؤوليته تجاه شريحة كبيرة من المواطنين.

# هل تعتبر وجودك في مجلس النواب جزءاً من حلم بشير الجميل؟

- ابداً، بالنسبة لي النيابة هي وسيلة.. وحلم بشير هو بناء دولة حرة مستقلة دون تدخلات خارجية.. وهذا الحلم لا ينحصر بمعقد نيابي او مقعد وزاري. النيابة او الوزارة هي لخدمة هذا الشعب وتحقيق حلم كل لبناني لبناء دولة قوية واستقرار واقتصاد قوي فيشعر انه ينتمي اليها.

# برأيك هل يمكن ان نحقق هذا الحلم؟

- نحن هنا لنحقق هذا الحلم، ولنعمل الى جعل هذه الدولة دولة نموذجية وحديثة مثل كل الدول ودولة تنظر الى امور الشعب.

# عندما نجحت في الانتخابات زرت ضريح الشيخ بشير الجميل لماذا؟

- نعم رزت ضريحه لأقول له ان هذا الفوز هو فوزه، ونجحت في الانتخابات لانني قررت السير على طريق بشير وكان يهمني ان اهديه هذا الفوز.. وهذا الكلام قلته له.

# كيف كان شعور الوالدة السيدة صولانج الجميل حينها؟

- كانت فرحة جداً في نجاحي لانه كان نجاحاً بكل معنى الكلمة فالمعركة كانت قاسية.. وفي الوقت نفسه شعرنا ان قيمة الاشرفية رجعت وثبتنا هذا الموقع، ليس بنجاحي فقط انما بنجاح كل اللائحة، هنا كانت الفرحة كبيرة.. وقد اثبتت الاشرفية انها وفية لمبادىء بشير ومبادىء جبران التويني ومبادىء ثورة الارز.

# هل ازداد خوف والدتك عليك اكثر من قبل؟

- مثل كل أم تخاف على ابنها.. ولكن افضل ان تسأليها.

# ما هي الاولويات عندك كنائب؟

- الاولوية السياسية من خلال تحصين السيادة في البلد وتحصين وجودنا في القرار السياسي لان ما نراه ان حزب الله يحتكر القرار السياسي في سلاحه. سوريا تتدخل في لبنان وايران تتدخل عبر حزب الله وحلفائها المسيحيين، نريد ان نتحرر من هذا الواقع لنفرض الامن والاستقرار اللذين ينعكسان على الاقتصاد والانماء. فهجرة الشباب هي نتيجة وجود السلاح والتهديدات من 7 ايار/مايو الى حرب تموز/يوليو الى احداث نهر البارد..

احد الاهداف الاساسية عندي هو السيادة والحرية والاستقرار في لبنان ومن ثم تحديث الدولة والحكومة في البلد.. وعلى صعيد آخر هناك مشاريع انمائية واجتماعية في منطقة الاشرفية. فأهم شيء ان نركز على دور لبنان وبعدها نتكلم عن الوضع الاجتماعي والانمائي.

لا أطمح الى الرئاسة

# هل ترى نفسك رئيساً للجمهورية؟

- الموضوع ليس مطروحاً، ورئاسة الجمهورية ليست حلماً بالنسبة لي ولا حتى طموحاً.. بل هي وسيلة يمكن ان تحقق احد الاهداف.

# راجت في الاوساط الشعبية نكات حول صغر سن بعض النواب ما هو تعليقكم على هذا الامر؟

- هذا السؤال يطرح قبل الانتخابات وليس الآن، لان المواطن انتخب نائبه.. فأنا الآن نائب بغض النظر عن صغر سني.

فأنا احترم رأي المواطن الذي انتخبني وآمن بمبادئي فهناك جزء من الناس انتخبني لانني ابن بشير الجميل وهناك جزء وهو الاكبر انتخبني بسبب الشعار الذي حملته والثوابت المستمر عليها.

# الى اي مدى حرمتك النيابة من ممارسة هواياتك كنائب؟

- ابداً.. ما زلت حتى الآن امارس هواياتي مثل اي مواطن وأي شاب يعيش حياته الطبيعية.

# ما هي هواياتك؟

- احب التزلج، السباحة، القراءة، المخيمات والمشي في الغابات والطبيعة.

حوار: فاطمة فصاعي   

  

من الشرا/انكفاء في الداخل واستعداد لحرب قريبة

*ثورة نصر الله على الفاسدين في حزب الله

*تغير في حزب الله عنوانه الانكفاء عن الداخل والزهد بالمناصب

*نصر الله اصيب بوعكة صحية بعد افلاس صلاح عز الدين

*تغييرات في حزب الله بعد استكمال التحقيقات على قاعدة من أين لك هذا؟

*تدابير واجراءات للحد من الهدر تطال سرايا المقاومة

*تفرغ كامل شامل في حزب الله استعداداً لحرب قريبة

*المقاومة او ((الجوهرة)) التي يريد نصر الله الحفاظ على لمعانها

*وقف النـزاعات واستكمال المصالحات عنوان حراك حزب الله في المرحلة الجديدة

ليس سراً ان شيئاً ما يتغير في حزب الله وداخله.

التغير يحدث بصمت وبالتدريج وعلى دفعات، ولا يحيط به اي صخب، إلا انه محسوس وملموس وملاحظ في كل حراك الحزب ومواقفه وفي سلوكه العام والداخلي وكذلك في تعاطيه مع الكثير من الملفات والقضايا.

ولا شك ان طبيعة الحزب المركبة باعتباره حزباً سياسياً – عسكرياً – امنياً – جماهيرياً هي التي تفرض الكتمان والابقاء على ما يدور فيه في ثنايا العتمة، اضافة الى طبيعة المواجهات التي يخوضها منذ تأسيسه مطلع الثمانينات وحتى اليوم، وابرزها واخطرها الحرب المفتوحة بينه وبين العدو الصهيوني.

التغير عنوانه الانكفاء عن الداخل اللبناني وقضاياه وله اسبابه الداخلية والعامة، وانعكاساته سرعان ما ستظهر على الساحتين السياسية والاعلامية في لبنان كونه سيشكل احدى سمات المرحلة المقبلة في لبنان مثلما شكل انخراط الحزب في سياسات الداخل بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان احدى سمات المرحلة الممتدة من العام 2005 وحتى العام 2009.

وحتى الآن هناك سببان مرئيان لانكفاء حزب الله او قرار امينه العام السيد حسن نصر الله بالانكفاء عن الداخل اللبناني وعدم الانهماك او الغرق في شؤونه وشجونه على غرار ما كان يحصل خلال السنوات القليلة الماضية وأدى الى تحويل الحزب الى قوة داخلية رئيسية ذهب البعض الى حد وصفها بـ((القوة الداخلية العظمى)) مقارنة مع باقي القوى في الموالاة او المعارضة.

السبب الاول، ناجم عن فضيحة افلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين والثاني يتصل بتفرغ الحزب بشكل شبه كامل وشامل لانجاز ما يلزم من تحضيرات وجهوزية لصد حرب سيشنها العدو الصهيوني يسود الاعتقاد في الدوائر العسكرية والامنية للحزب انها ستحصل في فترة لا تتعدى مطلع صيف العام 2010 المقبل.

هزة عز الدين

في السبب الاول، المتعلق بفضيحة صلاح عز الدين، عاش الحزب وجمهوره، وخاصة في اوساطه القيادية ونخبه ما يشبه الهزة القوية وارتداداتها، ليس فقط من جراء الخسائر المالية التي اصابت عشرات ان لم نقل مئات قياداته (بعضها بارز وبعضها وسطي) بل من جراء التصاق اسم صلاح عز الدين باسم حزب الله، خاصة عندما يقول احد القياديين في الحزب ان ((صلاح عز الدين كان واحداً منا.. وكان يتم النظر له والتعاطي معه على هذا الاساس))..

والأدهى من ذلك هو ما عكسته فضيحة عز الدين من محاولات لتغير المفاهيم على مستوى الحزب وضرب منظومة القيم التي نشأ عليها حزب الله ونما وتطور وكبر في ظلها لتعميم منظومة قيم اساسها الكسب السريع والسهل.

فلم يكن احد يتصور ان ينشأ عن حزب الله، وفي رحمه او في كنفه حاشية او بطانة من اصحاب الملايين والشقق الفارهة والسلوك الباذخ، والاقطاعات المالية المتسلطة والمتحكمة والنافذة والمستبدة، فيما العنصر الاساس في هذا الحزب هو البذل والعطاء والتفاني وابتغاء مرضاة الله عز وجل، وتزامن كل خطوة او حركة في سلوك او اداء او موقف او عمل الحزبي الملتـزم اي ملتـزم في الدنيا بثواب الآخرة وحساب يوم القيامة.

وعلى هدى المبادىء الاصيلة للحزب باعتباره حزب ((دنيا وآخرة)) والشهادة في سبيل الحق واعلاء كلمة الله، انجز هذا الحزب في بنائه الداخلي في فترات زمنية قياسية ما لم يستطع غيره انجازه، وحقق انتشاراً واسعاً وهائلاً، متمترساً بصورة الجهادي الذي لا يغلب مصلحة خاصة وضيقة على المصلحة العامة التي تجسدت في اولوية مقارعة الاحتلال ودحره، وقدم في سبيل انجاز التحرير وصد الكيان الاسرائيلي عن القيام بما يحلو له مئات وآلاف الجهاديين.

وعلى مر السنوات السابقة او العقود الثلاثة الماضية رسم الحزب لنفسه صورة براقة وناصعة في هذا المجال وكثيراً ما كانت تجري المقارنات بين ابن حزب الله وابناء الاحزاب الاخرى، خاصة تلك التي تحولت الى ميليشيات خلال حروب لبنان بين العام 1975 و1990.

لا بل ان كثيراً من اعداء الحزب سياسياً وعقائدياً كانوا يتوقفون امام الصورة التي قدمها الحزب لنفسه باحترام واعجاب، وبعضهم رأى فيها مثالاً يحتذى يتمنى لو قيض له تحقيقه داخل حزبه او تنظيمه او تجمعه سواء بالنسبة للالتـزام او الانضباط او التفاني وتقديم الغالي والرخيص ولو كان دماً من اجل ما يراه اهداف ومبادىء حزبه.

وخلال هذه الفترة قدم الحزب نموذجين في القيادة شكلا قدوة لكل قواعد الحزب وانصاره ومؤيديه، الاول من خلال امينه العام السابق السيد عباس الموسوي الذي اغتالته وعائلته طائرة اسرائيلية لاحقته حتى تحقيق هدفها، والثاني امينه العام الحالي السيد حسن نصر الله الذي لم يقدم فقط نجله هادي في ميدان المقاومة، بل تحول الى قدوة في الزهد بالحياة ومباهجها وفي التعفف، واختار العيش بأبسط ما يكون مع عائلته وابنائه بعيداً عن اي رفاهية او جاه او بذخ، تاركاً لنفسه ان يكون لها ما لآخر عنصر في آخر موقع قتالي من مزايا دون زيادة او نقصان، وهكذا كانت عائلته وابناؤه كأنهم يدفعون ثمن انتمائهم له بدلاً من ان يتقاضوا الاثمان والسلطة على غرار ما يفعل ابناء النافذين والسياسيين في لبنان الذين تحولوا الى ما يشبه الاقطاع اين منه الاقطاع التقليدي في تحكمه وتسلطه وجبروته وثرواته.

واقتداء بهذه السيرة لم يكن صدفة في حرب تموز 2006 ان انجال كبار المسؤولين والنواب في حزب الله كانوا على جبهات القتال يقاتلون الاسرائيلي ويدافعون عن مواقع المقاومة، من الشيخ نعيم قاسم الى النائب محمد رعد الى غيرهما من المسؤولين، وبعض هؤلاء اصيب بجروح بليغة وبعضهم كاد يهلك في غير موقعة.

هذه الصورة الناصعة اصابتها فضيحة افلاس صلاح عز الدين بخدوش عميقة، ليس فقط خارج الحزب بل في داخله ايضاً، فثارت ثائرة كثيرين على ما شاع من معلومات وقسم كبير منها صحيح وان كان بعضها اشاعات اطلقها خصوم الحزب رغم انها في جزء منها نتيجة صراعات داخلية ومحاولات لتصفية الحسابات من خلال تشويه السمعة.

احدثت الفضيحة هزة لا بل زلزالاً، وعلى رأس من هالهم ما جرى هو السيد حسن نصر الله نفسه، الذي عاش لدى معرفته بأرقام الخسائر وثروات بعض القيادات الضائعة بأزمة حادة، لا بل انه اصيب في تلك الفترة بوعكة صحية قاسية، لشدة ما أصابه من انفعال وتوتر و((تعصيب)).

مجهر نصر الله

وبدءاً من ذلك التاريخ صار جميع هؤلاء تحت مجهر مراقبته بعد تحقيق واسع اجري دخل الحزب لمعرفة مصادر الاموال المودعة وتبيان كل ما هو مسيء من ارتكابات وهدر في عمل هؤلاء، لتبدأ في اثر ذلك عملية مراجعة دقيقة لمعاقبة ومحاسبة المسيء والمرتكب والفاسد واجراء المقتضى لاعادة الامور الى نصابها، خصوصاً ان ((لوثة)) الفساد وفقاً لما تردد لم يصب ((الجسم الجهادي)) الاساسي في الحزب بل طالت المستويات الداعمة لعمل هذا الجسم في السياسة والاعلام والادارة.. الخ.

وحسب بعض التقديرات فان عمليات تغيير واسعة ستشهد مواقع الحزب بعد استكمال التحقيقات على قاعدة ((من اين لك هذا؟)) حتى قيل (كأننا على عتبة مرحلة قطع رؤوس كثيرة حيث سيصار الى ابعاد المرتكبين والفاسدين ولكن بأسلوب وطريقة حزب الله الكتومة والبعيدة عن الاضواء.

وتمت المباشرة بسلسلة من الاجراءات منها على سبيل المثال لا الحصر اعادة بناء ((سرايا المقاومة)) لتقليص ((التنفيعات)) التي كانت قائمة على هامشها والحد مما كانت تستنـزفه من هدر في سائر المناطق، فلم تعد مفتوحة كما كانت في السابق وقلص عديدها الى ما دون ربع ما كانت عليه.

اما العنوان الابرز في هذا السياق فهو الزهد بالمواقع والمراكز والمناصب الرسمية، والاكتفاء فقط بما يؤمن حضور الحزب في مواقع القرار السياسي في لبنان في مجلس الوزراء او في جلسات الحوار ومن ضمن ما عرف بالمعارضة او قوى 8 آذار/مارس لابقاء السياسات العامة في لبنان في الاطار الذي يتلاءم مع عمل الحزب وتوجهاته المركزية لا سيما بما يتعلق بموضوع السلاح.

وبهذا المعنى فإنه اذا كان لا بد من مشاركة الحزب في الحكومة فان المشاركة ستقتصر على وزارات الدولة وليس هناك من سعي للحصول على حقيبة خدماتية او ما شابهها، حتى لا يكون الحزب مستقبلاً عبر وزير من هنا او من هناك جزءاً من مشاريع او صفقات يمكن ان تصبغ بلون الفساد السائد في البلاد، وفي ظل توقعات قيادة حزب الله بأن البلاد مقبلة على مرحلة فساد اين منها مراحل الفساد السابقة فإنه يفضل لا بل يتخذ موقفاً جازماً وحاسماً وقاطعاً بأن لا تكون له صلة لا من قريب او من بعيد ولو بليرة واحدة تنفق في اطار الانفاق العام على المشاريع وما شابهها.

وعلى المنوال نفسه، فان الحزب سينحو المنحى نفسه بالنسبة للادارات والمؤسسات، ولن يكون له اي حزبي في الادارات او المؤسسات العامة او مجالس الادارة التابعة لعمل الدولة، ويتجه الحزب الى الاكتفاء بإعطاء الرأي فقط، في هذا المرشح او ذاك اذا سئل، بما يشير الى انه سيعمد الى نفض يديه من كل الترشيحات الخاصة القائمة فقط على مجرد المحسوبيات والتنفيعات و((التمريقات)) وصولاً الى دعم عمل المؤسسات المعنية والمختصة في اختيار كبار الموظفين ومساءلتهم ومحاسبتهم.

واذا كان هذا الامر سيفتح شهية قوى اخرى من طائفته او من غيرها للتفرد بجبنة السلطة، فان ((الحساسية)) المفرطة لدى نصر الله حالياً ازاء كل ما من شأنه الاساءة الى حزبه يترك بالفعل فراغاً لا بد وان قوى المحاصصة، وأرباب الفساد سيستفيدون منه عاجلاً او آجلاً. وكل هذا ليس مهماً في ظل التوجهات الجديدة للحزب، لانه اصيب بما يكفي بالوحول الداخلية، والمطلوب حسب التوجهات الجديدة ابعاده عن الوحول مهما كانت الاعتبارات والظروف.

ولا يقتصر الامر عند هذه الحدود، فثمة حملة واسعة بدأها الحزب لادخال النظام العام في لبنان الى الضاحية الجنوبية حيث معقله، حرصاً منه على ازالة كل ما قيل ويمكن ان يقال عن ان الضاحية اضحت بؤرة للإخلال بالنظام والخروج على القوانين.

حملة النظام من الايمان

وفي معلومات بعض المطلعين ان ((حملة النظام من الايمان)) التي بدأها حزب الله لحث ابناء الضاحية والمقيمين فيها على التـزام القوانين على اختلافها، وزيارة قادة المؤسسات والاجهزة الامنية من اجل تشجيعها على اداء واجباتها في حفظ النظام في معقل حزب الله، رافقه جهد امني ادى من ضمن ما ادى اليه الى مساعدة القوى الامنية على ضبط عصابات وزمر خارجة على القانون وأبرزها في مجال سرقة السيارات.

وبدأ العمل بورش توعية للتعاون مع القوة الامنية من شرطي السير، الى حواجز ومخافر قوى الامن ووقف المخالفات في البناء وسرقة الكهرباء.. وصولاً الى الاحتكام لما تنص عليه القوانين وليس العمل باتجاه حل المشاكل من خلال القوة الفردية او الجماعية، والكشف عن كل متواطىء في القوى الامنية كما يحصل في غالبية المناطق مع المرتكبين و((الفالتين)).

ومن خلال هذا السياق المتصل من الاعمال والتوجهات، تبدو مناطق تواجد حزب الله وكأنها دخلت في عصر جديد عنوانه عودة الى استعادة النظام العام، في خطوات من المؤمل تطورها كما يرغب نصر الله نفسه وقيادات حزبه التي تعطي حيزاً مهماً من اهتماماتها لهذا الموضوع لرفع الغطاء عن أي مخل او مرتكب او ((مستفيد)).

ويروي بعض المطلعين ان نصر الله نفسه يقوم بين وقت وآخر بمعاينة بعض الاوضاع والمخالفات عن كثب رغم ان خروجه محدود بالزمان والمكان نتيجة اجراءاته الامنية الاحترازية المفروضة عليه بسبب محاولات استهداف اسرائيل الدائمة له، وثمة قصص تروى عن انه طلب معالجة مشكلات ومخالفات وعاد في اليوم الثاني او الثالث ليسأل عن سبب تأخير هذه المعالجة في هذا الحي او ذاك او في هذا الشارع او ذاك ((الاوتوستراد)).

ويبدو بوضوح ان نصر الله لم يعد يكتفي بما يرده من تقارير لمتابعة الاوضاع وصار يدقق في الكثير منها ويعمد الى القيام بنفسه بمعاينة ما قد تحوم شكوكه حوله.

ويستدل من ذلك ان الواقع القائم في الضاحية وصل الى حد غير مقبول من الاهمال والفوضى.. وهما اسوأ ما يمكن ان يعرض المقاومة للأذى كونهما يحصلان بأكثر من ستار يتستر بالسلاح ووضع الضاحية وما المشكلة الاخيرة الناجمة عن هجوم مجموعة من راكبي الدراجات النارية الى منطقة عين الرمانة الاخيرة إلا دليل على عدم جواز ترك الامور على غاربها فتهدد بفتنة لا تبقي ولا تذر بسبب خلاف بين مقامرين من المنطقتين واستغلال بعض القوى للحوادث الفردية التي قد تحدث في أي بلد.

ومع الاعلان عن الحكومة الجديدة، يبدو ان التوجهات الجديدة لحزب الله سيكون لها فرصة كبيرة للتحقق والاستمرار خصوصاً وان واقع ما بعد تشكيل الحكومة يفترض ان يحمل معه اجواء تهدئة في البلد – اقله الى حين – على حساب اجواء التصعيد والانقسام وانفلات الحملات السياسية والاعلامية من أي ضابط او قاعدة، كما من شأنه كسر حدة الاصطفافات والتشنجات التي جعلت المناطق في لبنان مغلقة ازاء بعضها البعض الامر الذي حولها الى ارض خصبة لعملية الخروج على النظام العام وعدم التقيد به.

استعداد لحرب قريبة

اما بالنسبة للسبب المرئي الثاني لانكفاء حزب الله عن الداخل فمرده الى التطورات المستجدة في المواجهة المستمرة بين حزب الله واسرائيل.

فإلى شبكات التجسس التي تم كشفها قبل اشهر، والسعي الاسرائيلي الدائم والمستمر لتغيير قواعد الاشتباك لقوات الطوارىء الدولية ((اليونيفيل)) في الجنوب، فإن الاستعدادات الاسرائيلية لهذه الحرب لم تنقطع ووصلت الى جهوزية تنذر بأن احتمال قيام اسرائيل بشن حرب جديدة لتعويض هزيمتها في لبنان في حرب تموز/يوليو هو احتمال قائم في أي يوم قريب او بعيد.

ولدى حزب الله تقارير شبه وافية عن الاستعدادات العسكرية والامنية الاسرائيلية، بدءاً من الحشود (كماً ونوعاً) غير المسبوقة على الحدود، مروراً بالمناورات التي جرت وجربت تنفيذ خطط عسكرية جديدة وعديدة لم يسبق لاسرائيل ان استخدمتها في حروبها السابقة منذ تأسيسها وحتى اليوم، آخذة بعين الاعتبار دروس وعبر مواجهاتها مع حزب الله قبل التحرير العام 2000 وخلال حرب تموز/يوليو.

وهناك اضافات جديدة تقوم اسرائيل باستخدامها بحربها المحتملة في لبنان وأهمها الاستكشاف والاستطلاع لتغطية كل فراغ او أي ثغرة في الحرب المقبلة.. ومن هذه الاضافات النوعية تخصيص قمر صناعي لاستطلاع كل الاراضي اللبنانية والحدود المشتركة بين لبنان وسوريا وهو امر يبدو انه تدبير اسرائيلي للتعويض عن طائرات الاستطلاع الاسرائيلية (mk) التي بات الاسرائيليون يدركون ان حزب الله اصبح يمتلك صواريخ لضربها ومنعها من ممارسة مهامها فوق الاراضي اللبنانية.

اضافة الى ذلك فإن اسرائيل طورت اجساماً صغيرة تستطيع من خلال رميها او زرعها في مناطق عديدة من تحسس حركة مقاتلي حزب الله وعتادهم وهي متطورة لدرجة يمكنها التفريق بين ما هو حي وانساني وبين الاجسام الجامدة كالصواريخ والعتاد التي يمكن نقلها، كما يمكنها تحديد احجام ما تتحسسه وأوزانها واشكالها.. الخ.

وعندما نجح حزب الله في الكشف عن اجهزة التجسس التي زرعها الاسرائيليون في منطقة (يرجح عبر قوة كوماندوس) كان قد مضى على وضع هذه الاجهزة نحو ستة اشهر، والمفاجىء ان الاسرائيليين نجحوا من خلالها بالدخول على شبكة الاتصالات التابعة لحزب الله، مما وضع الحزب امام تحدي تغيير الشبكة في المنطقة وتغيير كل مراكزه وتحصيناته، واماكن انتشاره وتواجده وتسلحه في المنطقة، تأكيداً لنجاح الحزب في الغاء نجاح الاسرائيليين ووضعهم امام واقع جديد لا يعرفون مآله او تطوره او طبيعته.

وثمة ملاحظة لا بد من توكيدها في هذا المجال وهو العمل الدؤوب الذي يقوم به الحزب في كل اماكن تواجده وخاصة في الجنوب، كأنهم ينتظرون اندلاع الحرب في اية لحظة، اليوم او غداً او في فترة لا تتعدى نهاية العام الجاري او في ابعد الاحتمالات لا تتجاوز صيف العام 2010 المقبل.

ومن خلال العمل الدؤوب والبالغ السرية والبعيد عن الاضواء طبعاً يبدو ان الحزب يحضر لتكون الحرب المقبلة فرصة كما اعلن نصر الله للنيل من اسرائيل وجيشها، وهو امر يحسه المراقب أي مراقب في حركة ونشاط وجهد أي عنصر في حزب الله يعمل بالمقاومة او بما يتعلق بها مباشرة او غير مباشرة.

ورغم ان الاسرائيليين يعلنون انهم يعرفون ان آلية حزب الله العسكرية تطورت كماً ونوعاً، فإن ما يعرفونه يبدو اقل مما لدى حزب الله الآن، واذا كانت المفاجآت تلاحقت في حرب تموز/يوليو ضد الاسرائيليين فإن ما ينتظرهم يبدو اكبر في اية حرب محتملة الى درجة قال معها احد المراقبين ان حزب الله يتسلح بطريقة من شأنها جعل الحرب الاسرائيلية ضده مستحيلة او اقلة مغامرة كبيرة الكلفة وبشكل لن يستطيع الكيان الصهيوني تحمله سواء على مستوى ((الجبهة الداخلية)) في اسرائيل او على مستوى فرق الجيش التي قد يزج بها قادة العدو في المعركة لدخول لبنان، مع العلم ان معادلات الحرب السابقة سقطت وبدأت تلوح في الافق معادلات جديدة، الامل كبير بأن تجعل الاسرائيليين يترددون كثيراً قبل الانزلاق الى حرب جديدة او يندمون ندماً ما بعده ندم اذا فكروا او جربوا خوض غمار حرب جديدة.

هذا الانشغال الكامل لنصر الله وقيادته (الفعلية) والحزب بالتحضير للرد على اية حرب جديدة سبب ايضاً توجهاته الجديدة بالانكفاء عن الداخل.

واذا كان العنوان الدائم للمقاومة كما يريده نصر الله هو انها ((جوهرة لامعة)) ينبغي الحفاظ دوماً على لمعانها، فإن التعاطي مع المقاومة باعتبارها ((درة العالمين العربي والاسلامي)) عاد اولوية مطلقة وهو ما لا بد ان يكون له انعكاساته وتأثيراته المباشرة على الداخل اللبناني.

من خلال ما تقدم، تبدو هذه الخطوات متلازمة مع القراءة الجديدة لحزب الله لمرحلة ما بعد خروج الرئيس الاميركي السابق جورج بوش من البيت الابيض وتولي باراك اوباما رئاسة الولايات المتحدة.

في القراءة الجديدة للمتغيرات الاميركية والدولية قناعة راسخة بأن مشروع السيطرة الاميركية على المنطقة اتخذ اشكالاً جديدة أكثر ذكاء وأكثر خبثاً بعد فشل استخدام القوة العسكرية وأساليب الغزو والاحتلال.

من هذه الاشكال إثارة النـزاعات والفتن والقلاقل الداخلية وزرع الانقسامات والعمل على زيادة عوامل التفتيت في كل دول المنطقة، ولهذا السبب فإن الرد الأمضى على هذه الاساليب هو ببرنامج عمل يتوخى وقف النـزاعات واستكمال المصالحات سواء في الداخل اللبناني او في المنطقة.

ويتم النظر الى قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد بعيون تتلقف الحدث لتكريس البدء بعملية طي صفحة الخلافات العربية – العربية والانطلاق بمرحلة المصالحات.

وفي لبنان يعوّل الحزب على ولادة الحكومة الجديدة باعتبارها محطة مهمة في عملية وقف النـزاعات واستكمال المصالحات خاصة بعد احداث 7 ايار/مايو 2008 التي خلفت ما خلفت من ندوب وجروح في الجسد اللبناني.

واذا كانت احداث 7 ايار/مايو 2008 جاءت تحت عنوان السلاح للدفاع عن السلاح، فإن عنواناً جديداً مختلفاً للمرحلة الجديدة لا بد وان نصر الله ثبته واساسه الانكفاء عن الداخل ولا يستبعد اعلانه في وقت قد لا يكون بعيداً.

واذا تم الاعلان عن ذلك هل تكون حسابات البيدر مطابقة لحسابات الحقل؟ ام ان شياطين الفساد ستكون اقوى في حزب هو في نهاية المطاف جزء من النسيج اللبناني الممتلىء بالفساد والمفسدين؟

زين حمود