المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم 16 تشرين الثاني/2009

 

إشعيا 1/15-20

رؤوس شهوركم واعيادكم بغضتها نفسي. صارت علي ثقلا .مللت حملها. فحين تبسطون ايديكم استر عينيّ عنكم وان كثرتم الصلاة لا اسمع. ايديكم ملآنة دما. اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر افعالكم من امام عينيّ كفوا عن فعل الشر  تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة. هلم نتحاجج يقول الرب. ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف. ان شئتم وسمعتم تأكلون خير الارض.  وان أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لان فم الرب تكلم

 

هآرتز": الجنرال الإيراني المختفي خطفه "الموساد" إسرائيل

 ١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩ / المصدر : وكالات

أفاد موقع إيراني على شبكة الانترنت ان الجنرال الايراني علي رضا أصغري الذي فر الى الغرب مسجون في اسرائيل. وبحسب التقرير الذي نشرته "هآرتز" اليوم، فإن التحقيق الذي أجرته قوات الأمن الايرانية أظهر أنّ "أصغري قد اختطف من قبل الموساد في التعاون مع البريطانيين وجهاز المخابرات الألمانية، وكان في نهاية المطاف نقل الى اسرائيل". أصغري، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع وأعتبر مسؤولاًعن نشاطات عديدة للحرس الثوري، وكان أصغري قد غادر ايران في عام 2007 وأختفي في إيران، مما أثار تكهنات بأن الولايات المتحدة واسرائيل شاركوا في انشقاقه، وانه يحمل معلومات قيمة عن البرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى مصير الجندي الاسرائيلي المفقود رون اراد. وأضاف التقرير أنه بعد استجواب أصغري، جرى نقله سراً الى سجن في اسرائيل، حيث هو محتجز حالياً. وحتى الآن فإن اسرائيل ودول اخرى لم تعلق على هذه القضية.

 

بلدة دبل ودعت الجندي جوني ناصيف

الاب نداف: حمل صليبه بايمان دفاعا عن الوطن

وطنية - تبنين - ودعت ظهر اليوم بلدة دبل الجندي في الجيش اللبناني جوني ناصيف الذي تبين من خلال التحاليل للحمض النووي للجثث التي وجدت في المقبرة الجماعية في ملعب وزارة الدفاع في اليرزة عام 2005 ان احداها تعود له، وسلمت الرفات اليوم الاحد الى ذويه. واخترق موكب النعش شوارع البلدة وصولا الى كنيسة مار جرجس محمولا على الاكف تتقدمه فرق الكشافة وحملة الاكاليل وثلة من جنود الشرطة العسكرية ولفيف من الكهنة مع والديه واقاربه الى الكنيسة حيث ترأس الاب يوسف نداف يعاونه لفيف من الكهنة القداس والجناز لراحة نفسه، في حضور ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن الياس شاميه وحشد من فاعليات البلدة والجوار وعائلة الشهيد. وبعد الانجيل المقدس ألقى الاب نداف عظة تساءل فيها:"هل يعقل ان يقال لاهل ان ابنكما مات هكذا ببسمة، نعلم انه يقال لشخص ابنك خطب اوابنك سيتزوج ولكن هل ينقل خبر الموت الى الاحباء هكذا بكل بساطة، الشهيد جوني كان في عداد الجيش اللبناني الباسل الذي قام بواجبه سنة 1989 ولم يعد يراه احد منذ ذلك التاريخ، فصارت الام تقيس الشوارع من لبنان الى الشام بحثا عن فلذة كبدها ومع ذلك لم تفقد الامل، وكأني بها اراها كانت تسير طريق الجلجلة الذي مشاه السيد المسيح حاملة صليب الامال متمنية ان تلتقي بجوني يوما وان يعود معها الى البيت الوالدي، انما مرت الايام والسنون حتى علم ان جوني قد توفي، جوني اليوم هو اخر شهداء دبل والعالم باجمعه يعرف كم من الشهداء قدمت دبل من اجل الدفاع عن لبنان منذ 1975 خاصة اثناء الحرب ، فيا ايها الوالدين اردد لكما قول الشاعر لا تبكياه فان اليوم يوم حياته والشهيد يحيا يوم مماته وجوني اليوم يعيش في مماته مع الابرار والصديقين والشهداء الذين حملوا صليبهم بكل ايمان دفاعا عن الوطن". وبعد صلاة رفع البخور القى العميد الركن شاميه نبذة عن حياة الشهيد، ثم نقلت ثلة من الجنود النعش الى مدفن العائلة، وتقبلت عائلته التعازي.


محامو بيروت ينتخبون نقيبا جديدا وتنافس حاد بين الاكثرية والمعارضة

نهارنت/ينتخب محامو بيروت الاحد نقيبا جديدا و4 اعضاء جدد بمن حضر وسط اجواء انتخابية حادة بين فريقي الاكثرية والمعارضة.

واستهل النقيب رمزي جريج الجمعية العمومية بتلاوة بيان عدد فيه الانجازات التي تحققت في خلال ولايته التي استمرت سنتين على الصعيد الوطني والنقابي في مختلف المجالات.

وشدد على "المسلمات الوطنية التي طالما كانت نقابة المحامين رأس حربة في الدفاع عنها، وفي طليعتها الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية مع ما تفرضه هذه الاخيرة من التزام بميثاق الشرف الذي يقضي بان تتمثل جميع العائلات الروحية في مجلس النقابة".

وانتهت الدورة الاولى من انتخابات نقابة المحامين المتعلقة بالعضوية، ظهر الاحد على ان يبدأ فرز الاصوات، وينتظر ان تجري بعد الظهر الدورة الثانية في انتخاب النقيب من الفائزين الى العضوية. واعلن "تجمع حقوقيي الرابع عشر من آذار" دعم ترشيح كل من المحامي جورج جريج لمركز عضو ونقيب للمحامين والمحامي توفيق نويري لمركز عضو.

من جهتها أصدرت "تجمعات المحامين في قوى المعارضة اللبنانية" بيانا أعلنت فيه أسماء مرشحيها للانتخابات وهم: أمل حداد لمنصب نقيب، وجورج بارود وحسين زبيب وطارق الخطيب لمنصب عضو في مجلس النقابة.وفي سياق آخر، اعلن المحامي محمد عفرة المرشح لعضوية مجلس النقابة، إنسحابه من الانتخابات، تحسساً للظروف التي تحيط بالانتخابات التي تشهد تنافساً وتزاحماً حاداً على مركز النقيب مما يولد إرباكات تمس التمثيل الوطني، داعياً لتوفير فرصة تحقيق ميثاق الشرق النقابي.

من جهته دعا قطاع المحامين في حركة الشعب الى دعم المرشحين لانتخابات نقابة المحامين في بيروت بعيداً عن الارتهان للقوى الطائفية،

ويشار الى ان المرشحين لمركز نقيب المحامين هم: انطونيو الهاشم، امل حداد، جورج جريج، مطانيوس عيد والياس بو عيد، اما المرشحون للعضوية فهم المحامون توفيق نويري، طارق الخطيب، جورج بارود وحسين زبيب.اما المحامون المرشحون لصندوق التقاعد هم: سعيد محمد علامه، موريس يوسف دياب، نبيل نصري غلميه، سعد خليل رنو، انطوان الياس طعمه، علي عبدالله فواز، بيار اسد حداد، جوزف بطرس صفير وزهير محمد درويش وفارس الحاج شحاده. 

 

أمل حداد أول نقيبة للمحامين: أنا مستقلة وأي حزب لم يكتسح الإنتخابات

وطنية - تمنت نقيبة المحامين الجديدة المستقلة أمل حداد على وسائل الإعلام أن لا تتسارع وتعلن أن هذا الحزب او ذاك اكتسح الإنتخابات النقابية، مؤكدة أن نقابة المحامين مستقلة ولا أحد يسيطر عليها. وجزمت حداد بأنها مرشحة مستقلة تنتمي لعائلتها النقابية التي هي رمز لوحدة لبنان وتضم جميع الاطياف والفئات. وفازت المحامية حداد بمنصب نقيب المحامين في بيروت بعدما انسحب مرشح حزب "الكتائب اللبنانية" المحامي جورج جريج من المعركة لصالحها، لتكون أول سيدة تتبوأ المنصب في تاريخ النقابة. وكانت عمليات فرز الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في مقر نقابة المحامين اليوم قد انتهت الى فوز أربعة أعضاء هم: حداد بـ 2393 صوتا، وتوفيق نويري المرشح من "تيار المستقبل" بـ1828 صوتا، وجريج بـ1825 صوتا، وجورج بارود المرشح من "التيار الوطني الحر" بـ1717 صوتا وكان اول الخاسرين حسين زبيب لكنه حلّ بمركز عضو رديف بعدما أعلن نقيب المحامين رمزي جريج استقالته من عضوية مجلس النقابة حفاظاً على ميثاق التمثيل فيها، ليصبح حسين زبيب ممثلاً الطائفة الشيعية في مجلس النقابة، وتوفيق النويري ممثلاً الطائفة السنية. وألقت النقيبة حداد بعد إعلان النتائج الكلمة الآتية: "يوما متعبا كان هذا اليوم، ولكنه يوم للحق، والوطنية والديمقراطية. شكرا لكم، لكم جميعا، ولا استثني، وأؤكد على ثلاثة:

أولا: لا فرق في من انتخبتم، فكلنا اخوة، المهم، انكم أظهرتم الوجه الحر، الديمقراطي لنقابة، لا قيمة لها، ان لم تكن حصنا للحرية والقانون.

ثانيا: لقد تجاوزتم كل العقد والاقاويل، وانتخبتم وجها نسائيا، وتغلبتم على التمايزات الطائفية. وانني أفخر بان المرأة التي تقف امامكم الآن، هي نقيب للمحامين، لاول مرة في لبنان، ولكنها، هي اخت لكم، وزميلة، منذ اكثر من ربع قرن. لقد تربيت وترعرعت، على حب النقابة، ولن أغير، حتى النفس الاخير.

ثالثا: لقد أكدتم ان النقابة هي رمز لوحدة لبنان، تضم جميع الاطياف والفئات، الا انها ليست نقابة سياسية او طائفية، بل هي نقابة مهنية، رسولية في خدمة المحامي، في الدفاع عن حقوقه، في تحصينه ضد الترغيب والترهيب، وفي المحافظة على كرامته.

واوضحت أن "رسالة المحاماة، ومحبة لبنان، والدفاع عن حرية أرضه واستقلال شعبه، تجعلنا نحيا في معركة مستمرة، ليست انتخابات النقابة الا احدى وجوهها، وما نكتبه خلالها ليس الا صفحة واحدة من كتاب كتبه الآباء والأجداد، بالحبر والدم، ونتابع كتابته مع اولادنا والاحفاد، طالما هنالك حق مهدور او ظلم يوجع كرامة الانسان وحقوقه".

ورداً على سؤال حول ما تردد عن انتمائها لقوى 8 آذار، نفت حد دلاخبار المستقبل" قائلة: "أنا مرشحة مستقلة أنتمي لعائلتي النقابية وانتمي للوطن.

 

فيلتمان: الخلافات مع سوريا عميقة وتصدير ايران السلاح الى "حزب الله" يضع لبنان في وضع مجازف جدا

نهارنت/اعرب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان، عن تطلع بلاده الى التعاون مع الحكومة الللبنانية الجديدة بعد حصولها على الثقة "بروح الشراكة في مختلف المجالات". واشار الى انه هنأ رئيس الوزراء سعد الحريري على تأليف الحكومة، نافيا الاتهامات التي وجهت من البعض في لبنان لحكومته بالتدخل في عملية تأليف الحكومة. واتهم فيلتمان في حديث الى صحيفة "النهار" ايران "بمواصلة تصدير الاسلحة الى "حزب الله"، كما تبين من اعتراض اسرائيل السفينة فرانكوب الامر الذي يجعل لبنان "في وضع مجازف جدا". واعرب عن أمله ان تدرك الحكومة اللبنانية الجديدة "خطورة" هذه الحادثة واطلاق الصواريخ من لبنان ضد اسرائيل.وكشف ان تأخر واشنطن في تعيين سفير جديد لها في دمشق يعود لاسباب سياسية وبيروقراطية بينها "ما كان يفعله اصدقاء سوريا في لبنان بالنسبة الى تأليف الحكومة". وعلى رغم اشارته الى ان زيارة نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد لواشنطن كانت "ايجابية وبناءة"، وصف الخلافات بين اميركا وسوريا بأنها "خلافات عميقة".  واضاف ان مساعي السلام لم تؤد حتى الان الى العثور على "المفتاح لفتح هذا الباب للتوصل الى مفاوضات سورية-اسرائيلية بناءة، لكننا ملتزمون تحقيق ذلك".  وأكد وجود "درجة متقدمة من التنسيق والتعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا حول السلام في الشرق الاوسط" بينها اتفاق البلدين على ان "سوريا يمكن ان تضطلع بدور ايجابي في المنطقة".

 

الوزراء تسلموا مسودة البيان الوزاري تمهيدا لمناقشتها في اجتماع لجنة الصياغة الاثنين

نهارنت/ تعقد لجنة صياغة البيان الوزاري الاثنين اجتماعها الثاني لبلورة التوجهات الأولية لمشروع البيان للحكومة الجديدة الذي سيرسم سياسة الدولة في المرحلة المقبلة.

وذكرت صحيفة "النهار" ان اعضاء اللجنة التي تضم 12 وزيراً تسلموا السبت مسودة البيان الوزاري التي اعدها وزير الاعلام طارق متري تمهيداً لمناقشتها الاثنين، وهي تتألف من 12 صفحة "فولسكاب" تتضمن 27 فقرة تشمل كل التوجهات العامة، بحيث خصص ما يراوح بين 4 و8 أسطر لكل من المواضيع السيادية والعلاقات مع سوريا والاقتصاد والبيئة والشؤون الحياتية والامنية والتربوية والثقافية وسواها. واضافت الصحيفة ان المسودة لا تشير الى "امور غير معروفة، وان كانت الصياغة للموضوعات جاءت في سياق جديد".

وانكب الوزراء على دراسة المسودة – البروفة في عطلة نهاية الاسبوع قبل الدخول في عمق الامور في اجتماع اللجنة الاثنين. واذ أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان انجاز البيان قبل عيد الاستقلال، أوضحت مصادر وزارية في الاكثرية لصحيفة "النهار" ان "لا معنى لما يقال ان كل الامور منجزة في ما يتعلق بالبيان الوزاري. وهذا ما يحاول تكرار مقولة ان لا قيمة لنتائج الانتخابات النيابية بالقول ان لا حوار سيجري في لجنة صياغة البيان الوزاري". ولفتت المصادر الى "اهمية مقاربة التهديدات الاسرائيلية على كل الصعد ولاسيما على الصعيد الديبلوماسي في الأمم المتحدة والعالم، وابقاء استخدام سلاح المقاومة في اطار سياسة دفاعية يقررها اللبنانيون مجتمعين على طاولة الحوار".

 

الجميل في نقابة المحامين: ما يجمعنا مع قوى 14 اذار ثوابت ومبادىء ومقدسات

نهارنت/اعتبر رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل، "ان انتخابات نقابة المحامين تثبت ان الديموقراطية متجذرة في هذا البلد، خصوصا ، وان لبنان لا يزال يواجه مخاطر كبيرة وتحديات في وجه الديموقراطية والحرية وحتى العمل النقابي ايضا. واضاف الجميل في خلال ادلائه بصوته في انتخابات نقابة المحامين "ان للمرشح المدعوم من قوى الرابع عشر من اذار برنامجا كاملا متكاملا من اجل تحقيق بعض الاصلاحات على الصعيدي النقابي والقانوني ونقابة المحامين هي في طليعة الماضين في سبيل هذا الهدف، وما يهمنا هو ان الجميع سيستفيد من هذه التجربة وسينتصر المحامون وتتحقق طموحاتهم باصلاحات وبمسيرة خيرة لهذه النقابة، ونهنىء سلفا من سيفوزون ايا كانوا بكل محبة، لان لديهم جميعا الجدارة والكفاءة".

وشدد على ان ما يجمع الكتائب مع قوى الرابع عشر من اذار هو اهداف وثوابت ومبادىء ومقدسات، ولا شك ان هذه الانتخابات هي مدماك في هذا البنيان الكبير، لذلك كلنا نكمل المسيرة سويا، مشددا على انه "اذا كان هناك بعض الامور المستجدة فهي لا تؤثر اطلاقا على التضامن الموجود بيننا على صعيد الانتخابات النقابية او على صعيد السعي الى تحقيق كل اهداف تجمع الرابع عشر من اذار الذي هو روح ومبادىء اكثر مما هو اطار ضيق". 

 

نجار يكشف عن معلومات عن عفو رئاسي سوري عن بعض الموقوفين اللبنانيين

نهارنت/أعرب وزير العدل ابراهيم نجار عن اعتقاده "بأننا نتجه نحو إصلاح قضائي لأن ما قبلنا فيه قبل عام بوجود الثلث المعطل لن يتكرر اليوم ولن نتغاضى عن أمور تغاضينا عنها سابقا لاعتبارات سياسية"، مذكرا بقبوله بالتشكيلات القضائية "على مضض" بسبب وضعه أمام خيارين إما "نصف إصلاح" أو عدم تمرير التشكيلات بالكامل وغياب الحياة القضائية.

وألمح نجار في حديث الى "ال بي سي" إلى "أن رؤوسا كبيرة قد تتهاوى نتيجة للتفتيش القضائي"، مشددا على ان "الكفاءة فقط هي التي يجب أن تعتمد في القضاء والمطلوب تأمين الإكتفاء المادي للقضاة منعا لتسكعهم عند السلطة السياسية".ورأى نجار أن اللبنانيين تخطوا خلافاتهم بشأن المحكمة الدولية التي باتت موضع اجماع لديهم. وقال "لا إحراج لدينا في أي موضوع يخص المحكمة". ورفض إعطاء أي معلومات عن مسار التحقيق التزاما بحيادية المحكمة وعدم التدخل في أي شأن يخص عملها. وأكد أن "كل الخيارات التي اتخذتها في وزارة العدل متفقة تماما مع خيارات "القوات" بإبعاد السياسة عن القضاء وإصلاح السلطة القضائية واعتماد بعض المشاريع والأفكار الأساسية لإعطاء مضمون عملي للعدالة". واعلن نجار انه سيزور سوريا اذا كان هناك ضرورة لذلك، مشيرا الى انه حرص خلال اجتماع وزراء العدل الذي انعقد في لبنان على حضور وزير العدل السوري وانه قدم مشروع تعاون مع الحكومة السورية عبر المجلس الاعلى اللبناني السوري لتبادل السجناء. واشار نجار الى ان هناك معلومات عن اصدار الرئيس السوري بشار الاسد عفوا عن بعض الموقفين اللبنانيين في السجون السورية وقد يكونوا دخلوا لبنان من دون ان تعرف الدولة بهم لانهم غير مطلوبين من القضاء اللبناني. 

 

الوطن" السورية: زيارة قريبة لعون إلى دمشق

١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩

كشفت صحيفة "الوطن" السورية معلومات عن زيارة قريبة للنائب ميشال عون إلى دمشق، وربما قبل زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري. من جهة ثانية، ذكرت "الوطن السورية أن الرعاية العربية لحكومة التوافق الوطني، بيّنت أن لبنان دخل مرحلة سياسية جديدة، ستبدأ معالمها بالظهور تدريجيا، مع انطلاقة عجلة العمل الحكومي، على حين أظهرت معطيات الأيام الأخيرة أن هذه الرعاية تحضّ على إنجاز البيان الوزاري في أسرع وقت ممكن، لكي تنال الحكومة ثقة المجلس النيابي إيذاناً ببدء ورشة العمل المنتظرة. ومن المنتظر ألا تتخطى اللجنة الوزارية المكلفة وضع هذا البيان الأيام السبعة الآتية حتى تنجز مهمتها، لتمثل الحكومة أمام المجلس النيابي الأسبوع المقبل فتنال الثقة تمهيدا لانطلاق هذه الورشة. وأشارت إلى أن المحطة المهمة بعد الثقة، تتعلق بالزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، باعتبارها محطة تاريخية، تفتح صفحة جديدة من العلاقات أساسها التحرر من أثقال المرحلة الفائتة ومن الخطاب المتشنّج والموتور الذي صبغ تلك المرحلة. ولفتت إلى أن القمة التي جمعت الخميس الفائت في دمشق، الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان، مهّدت لهذا النوع من الصفحات الجديدة التي سترسم بالأبيض الناصع، بعدما أثبتت التطورات الإقليمية واللبنانية صحة الخيار الذي راهنت عليه قوى الممانعة، وعقم أي خيار أميركي أو غربي لا يستند إلى الحقائق التاريخية والجيوسياسية التي تجمع لبنان وسوريا على كثير من المشتركات والمصالح.

 

سياسات جديدة لتطويع الإعلام في إيران: وكالة أنباء تابعة للحرس الثوري وشرطة لقمع الأنترنت

١٦ تشرين الثاني ٢٠٠٩

طارق نجم

يمثل الحرس الثوري الإيراني نخبة القوات العسكرية الإيرانية ويضطلع إلى جانب ذلك بمهام اقتصادية وسياسية وتصنيعية، وهو الآن في طور الدخول إلى مجال جديد: وسائل الإعلام.

الحرس الثوري ، الذي أنشىء بعد فترة قصيرة من الثورة الاسلامية عام 1979 ، زاد نفوذه بشكل ملحوظ منذ عام 2005 خلال عهد الرئيس أحمدي نجاد، الذي كان هو نفسه عضوا في الحرس. كما أنّ الحكومة الحالية مؤلفة من وزراء الحكومة، وحكام المقاطعات، وسفراء ونواب هم في الأصل اعضاء سابقون أو قادة في الحرس.

ويسيطر الحرس الثوري الايراني على صناعة الصواريخ بعيدة المدى وله حيازات في مجال الأعمال التجارية وفي قطاعات النفط والغاز وفي البناء والشحن البحري والاتصالات السلكية واللاسلكية.

وعندما اندلعت الاضطرابات في انحاء ايران بعد اعادة انتخاب أحمدي نجاد في شهر حزيران، كان الحرس هم المسؤولون عن حملة قمع المعارضة في الشارع.

صوت المعارضة ورغم تعرضه للقمع بشتى الوسائل, إلا انه لم يصمت, ويدين بذلك لوسائل الإعلام المتعددة ووكالات الأنباء وخصوصاً مواقع وصفحات الأنترنت على أنواعها والتي أعطت للمعارضين مساحات مهمة للتعبير الأمر الذي أثار حنق الحرس الثوري الإيراني الذي يزمع إنشاء وكالة أنباء تدين له بالولاء التام بالإضافة إلى ضرب المتنفس الإعلامي الوحيد للمعارضة المتمثل بشبكة الأنترنت من خلال إنشاء وحدة أمنية لمراقبة الشبكة العنكبوتية.

وكالة جديدة للإنباء بخدمة الحرس

فقد وضع الحرس الثوري بحلول شهر آذار المنصرم، خطة لإطلاق أطلس، وهي وكالة انباء خاصة به تقدم خدمات على غرار وكالة اسوشيتد برس وهيئة الاذاعة البريطانية، وفقاً لمواقع الانباء الايرانية شبه الرسمية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيها سيطرة الحرس على وكالة أنباء فارس المحافظة ، التي أصبحت لسان حال النظام الايراني.

ولكن خطة إنشاء الوكالة لم تسلك طرق التنفيذ نتيجة الإحتجاجات التي عمت إيران إثر الإنتخابات الرئاسية والتي لا زالت تتفاعل حتى الآن. غير أن هذه الأحداث أظهرت للحرس الثوري ضرورة أن يحظى الحرس بوكالة أنباء تابعة له بعد أن أثبت الإعلام أنه عنصر حاسم في المعركة ضد الإصلاحيين المعارضين، حيث إستخدمه هؤلاء ببراعة وأستطاعوا إيصال حقيقة ما يجري إلى الخارج والإستعانة به لتنظيم صفوفهم، فعاد مشروع أطلس للظهور من جديد.

في الاسبوع الماضي، أعلن جنرال محمد رضا نقدي، قائد الباسيج (متطوعو الحرس الثوري)، عمّا سماه "حقبة جديدة لإطلاق قوة إعلامية عظمى"، وفقا لوكالات الانباء الرسمية الايرانية.

ويقول محللون ان الحرس يهدف من خلال وكالة الأنباء الجديدة إلى التحكم في الرواية الرسمية للأحداث القادمة على ايران ويقدم روايات مختلفة وتقارير مغايرة لتلك التي تنشرها وسائل الإعلام المستقلة والاصلاحية.

كما أن الحرس الثوري "يريد السيطرة على تدفق المعلومات ، ليكون هو من يقوم بإبلاغ العالم عما يجري في ايران"، كما قال أميد معماريان، صحافي معارض يعيش الآن في الولايات المتحدة وقد سبق له أن خدم في صفوف الحرس.

وتمهيداً لإطلاق السياسة الإعلامية الجديدة، قامت وحدة التجارة والأعمال التابعة للحرس الثوري في تشرين الأول بالإستحواذ على 51٪ من أسهم شركة الاتصالات الايرانية من الحكومة مقابل 8 مليارات دولار، مما يؤمن على نحو فعال سيطرة الحرس على الخطوط الهاتفية الأرضية، مقدمي خدمات الإنترنت واثنين من شركات الهاتف النقال.

كما عمدت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي، إلى منح وكالة فارس المركز الأول لأفضل وكالة أنباء بين وسائل الاعلام الايرانية خلال معرض الإعلام السنوي.

وفي نفس الوقت، قام النظام بإغلاق بعض الصحف والمواقع الاصلاحية على شبكة الإنترنت، ومن بينها صحيفة سارامايا المتخصصة بالإعمال والتجارة، وذلك لإنتقادها سياسات محمود أحمدي نجاد الاقتصادية. وقد علقت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (إيرنا) أن الصحيفة اليومية أغلقت بسبب محتواها الذي إبتعد عن الموضوعات الإقتصادية والتجارية.

وحدة أمنية للقمع الإلكتروني

وعلى مستوى الأنترنت ووسائل التعبير الحرّ المرتبطة به، قال مسؤول كبير في الشرطة الايرانية ان وحدة جديدة للشرطة قد تم تشكيلها لمكافحة ما يسميه "جرائم الإنترنت". وقد رأى محللون أن تفسير هذه الخطوة تعني من جانب الح

كومة تضييق الخناق على المعارضة التي تستخدم شبكة الإنترنت بشكل كبير للتواصل بين أفرادها ونشر بياناتها.

فقد أعلن قائد كبير في الشرطة الإيرانية، العميد اسماعيل احمدي مقدم، أنّ الشرطة قد أنشأت "قسم الشرطة الألكترونية" لمكافحة ما أسماه "جرائم الإنترنت".

وقد أشارت وكالة فارس للأنباء أن أحمدي مقدم رأى "أن جرائم الإنترنت في إزدياد لذا على الشرطة الإيرانية أن تزيد من قدراتها على مواجهة هذه التهديدات"، على حد قوله. أما العقيد في الشرطة مهرداد أوميدي، الذي يدير قسم مكافحة جرائم الإنترنت, وفي تصريح له نقلته البي بي سي يوم السبت، فقد أعلن انه سيحارب ما يسميه "الشتم ونشر الأكاذيب". كما أشار إلى أن القسم قد خصص 12 عنصراً للتعاطي مع "المسائل السياسية على شبكة الانترنت". وأصر العقيد أوميدي على أنّ السلطات الحكومية الايرانية لن تتدخل في الشؤون السياسية على شبكة الإنترنت إذا لم يتم إرتكاب أي عمل غير قانوني.

ولكن الواقع يثبت عكس ذلك لأنه من الجدير الإشارة إليه أنّ القانون الإيراني يخلط بين جرائم السرقة، والخداع، والتزوير وبين النشاطات السياسية المعارضة حيث يضعها جميعاً ضمن "التشهير والأذى". فجميع المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة الايرانية أصبحت محظورة وغير قانونية، بما في ذلك تلك الناطقة بلسان كبار القادة أمثال مير حسين موسوي، وآية الله مهدي كروبي.

من جهته أعلن رضا معيني، وهو ناشط حقوقي في جمعية مراسلون بلا حدود غير الحكومية والتي تتخذ من باريس مقرا لها، أن الحرس الثوري الايراني يعمد بشكل متزايد إلى زيادة الرقابة على شبكة الانترنت مقارنة بوكالات حكومية أخرى.

وقد ذكر معيني في حديث لإذاعة صوت أميركا، أنه بعد إقرار البرلمان الإيراني لقانون الإنترنت، أصبح هناك العديد من المؤسسات المسؤولة عن الرقابة وبينها قوات الأمن خصوصاً أن حركة المعارضة مستمرة بلا هوادة، في حين أنّ النظام غدا أكثر قلقاً من أن يستمر الانترنت بلعب دوره الرئيسي في توعية الناس ونشر المعلومات. وعندما يشير القانون إلى قوات الأمن فإنه يعني الحرس الثوري الذي يعمل على نحو متزايد لمحاولة الامساك بزمام المبادرة بعد أن بدا أنّ الشرطة وباقي الأجهزة غير قادرين على ذلك.

من جهتها، عمدت وزارة المخابرات الايرانية منذ الإنتخابات الرئاسية الماضية إلى خنق وقطع الإنترنت والاتصالات على الهاتف المحمول أثناء المظاهرات المعارضة لتعطيل الاتصالات. وكان نشطاء المعارضة قد بدأوا بالشكوى من أن شبكة الانترنت قد حولت عن قصد الى أدنى مستويات قوتها وقدرتها على تحميل وتنزيل المعلومات(DOWNLOAD–UPLOAD)، وأنهم أجبروا على استخدام PROXY للحؤول دون إكتشاف عناوينهم الإلكترونية.

وعلى الرغم من كل هذه الجهود، لا يزال العديد من مواقع المعارضة، مثل صفحة مير حسين موسوي على الفيسبوك، تتلقى مئات الآلاف من الزوار يومياً، وتضع نشرات دقيقة حول أنشطة المعارضة. كما ذكر رضا معيني ان هناك مجموعة من نشطاء الانترنت قد تمّ القبض عليهم من قبل الحكومة، و يقبعون حالياً في السجون.العديد من المثقفين والنشطاء من المعارضين الايرانيين ظلوا على اتصال مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي من خلال نشر تعليقات ومعلومات عن أنشطتهم في مواقع الانترنت داخل وخارج ايران. ويشتكي أكثرهم من أنهم يعيشون حالة من الخوف من أن يتم اكتشافهم من قبل الحكومة، وإلقاء القبض عليهم.

وكانت مصادر إيرانية مطلعة قريبة من منظمة مجاهدي خلق المعارضة، أشارت أن هذه الإجرآت الإعلامية تأتي ضمن سياق إعادة تشكيل لأجهزة الاستخبارات الإيرانية وقد أمر بذلك المرشد الأعلى لإيران على خامنئي. وقد قضت أوامر المرشد أنشاء استخبارات جديدة تتبع له وللحرس الثوري مباشرة ، تسمى ”منظمة مخابرات فيلق الحرس الثوري الإسلامي"، وتضم 7 أجهزة مخابرات وقوات أمنية معا، ومن بينها قوة المخابرات التابعة لخامنئي نفسه والمعروفة باسم القسم 101 ووحدة ضبط أمني للإنترنت، وعملاء مدنيين وقوة متطوعي الباسيج وقوات أمن. ويبدو أن هذه الإجرآت تهدف إلى توفير السيطرة النهائية للحرس الثوري على وجه التحديد بعد أن فقد المرشد ثقته إلى حدّ كبير بباقي الأجهزة والمؤسسات الحكومية الأخرى.  المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 الوزير فنيش: لا يمكن لاي عاقل ان يفرط بدور المقاومة

وطنية - رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش، خلال حفل افتتاح قاعة الاستشهادي هيثم دبوق في صور - جل البحر- الذي أقامته التعبئة التربوية في حزب الله بحضور والد الاستشهادي دبوق وحشد من المعلمين والمعلمات، انه لا يمكن لأي عاقل أن يفرط بدور المقاومة إذا كنا نريد أن نصون ما تحقق من انجازات وإلى استكمال تحرير ما تبقى من أرض محتلة. ورأى الوزير فنيش ان مهمة الحكومة هي أن تقارب الملفات بمسؤولية وطنية مشتركة بقدر ما تستطيع. ودعا إلى تحمل المسؤولية في إدارة شؤون الوطن بمختلف عناوينه ومضامينه ومواجهة المخاطر والتهديدات الإسرائيلية والى تجاوز مرحلة الانقسام والعودة إلى الثوابت الوطنية والبدء بتعاون بين مختلف مكونات هذه الحكومة، لأنه لم يعد هناك من مبرر أن نبقي البلد في إطار السجال، مبديا كل تعاون واستعداد ومشاركة جدية وفاعلة، ومتمنيا ان تكون الحكومة فريق عمل واحد.

 

سياسة - النائب سامي الجميل رعى احتفال ازاحة الستار عن لوحة شهداء الكتائب في كفرذبيان:

عنوان المرحلة المقبلة المساواة في كل الامور الوطنية لا نطلب سوى الاعتراف بمقاومتنا وتضحياتنا وحقوقنا

وطنية - اكد النائب سامي الجميل ان العنوان العريض للمرحلة المقبلة هو المساواة على قاعدة 50% في كل الأمور التي تتحكم بالحياة السياسية والوطنية، معتبرا ان المسيحيين لن يرضوا بعد اليوم الا يكونوا شركاء بالمناصفة في المفاوضات والتشكيلات والحكومات وكتابة التاريخ. وتوجه النائب للجميل الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون للمرة الأولى عبر الاعلام طالبا منه "عدم تجاهل تضحيات المقاومة اللبنانية والذي هو ليس ببعيد عنها أو السماح لاحد بالدخول فيما بيننا او تفضيل الغير على رفاق الدرب الطويل". كلام النائب الجميل جاء خلال رعايته حفل ازاحة الستار عن "لوحة شهداء حزب الكتائب اللبنانية - " قسم بلدة "كفرذبيان"- قضاء كسروان، وذلك في حضور رئيس الاقليم سامي خويري واعضاء اللجنة النتفيذية فيه، اضافة الى المحازبين وفاعليات المنطقة من رؤساء بلديات ومخاتير. بداية النشيد الوطني ومن ثمّ استلام شعلة الوفاء والحرية والشهادة ووضع اكاليل الغار على النصب التذكاري وتوزيع الدروع على ذوي الشهداء ورئيس الاقليم سامي خويري.

كلمة الجميّل

وحيّ انائب الجميل "تلك الذاكرة الشريفة لابناء قضاء كسروان سيما قسم بلدة كفرذيبان، لاحيائهم ذكرى شهداء حزب الكتائب الذين ضحوا بانفسهم ذوداً عن لبنان الحرية والسيادة والكيان"، مؤكداً على "وطنية حزب الكتائب الشاملة والهادفة بالدرجة الاولى الى الابقاء والمحافظة على اواصر وطن ومجتمع ننتمي اليه وبالتالي الدفع قدماً باتجاه تطوير وتحسين مؤسساته الرسمية والدستورية والخاصة على حد سواء". وقال النائب الجميل : نطالب من هنا ومن اجل تلك التضحيات التي قمنا بها خلال الحرب وبعدها، بعدم السماح لأي كان بمحوها في "غمضة عين"، اذ لا يمكننا الاستمرار في سياسة تجاهل قضية نضال اوحقيقة الطرف الاخر المكوّن للوطن.

وتابع: وما دعوتنا اليوم الى صياغة جديدة لكتاب التاريخ سوى لقراءة مشتركة لتضحياتنا جميعاً ، بدءاً من حزب الكتائب الى الوطنيين الاحرار الى حراس الارز الى التنظيم وصولاً الى حزب الله في الجنوب، سواء في مواجهة الجيش السوري او الفلسطيني او الاسرائيلي فنكون جميعا على قدم المساواة بحيث لا يتمّ تصنيف المقاومات فئة اولى او ثانية وبالتالي التنكر لتاريخ نضالي طويل او الاعتراف بجزء منه دون سواه. وشددّ الجميل على اعطاء كل صاحب حق حقه في كتاب التاريخ المدرسي، بحيث لا نحرم نحن من تسطير بطولات شهدائنا في دولة او مجتمع لا يريد الاعتراف بنا او الاضاءة على حقبات مجيدة من تاريخنا . واضاف :" واجب علينا بناء دعائم المجتمع اللبناني على صخر، ولا يمكن ذلك سوى من خلال الاعتراف بالاخر والجزم باننا مكون اساس من هذا النسيج، فنحن لا نريد القول بان لا وجود للبنان من دوننا او لنا الافضلية على غيرنا في هذا الاطار، اذ المقاومة هي عمل مجتمعي وليست حصراً لمجموعة او طرف، واذا ما رفض الاعتراف تضحية فريق مقاوم فهذا الأمر يعتبر بمثابة رفض الاعتراف بمجتمع بكامله".

ودعا الدولة والاطراف كافة، بعيد انجاز التشكيلة الحكومية الى تحمل مسؤولية بناء وطن وليس مؤسسة محاصصة والوقوف على هموم وشجون المواطن والتطلع نحو مستقبل افضل للبلاد نعيش فيه بسلام ، دون تعطيل او اساءة للاخر.

وقال :" نحن لا نطالب سوى الاعتراف بحقوقنا وتاريخنا والذي لا نريده مجتزأً، كما نريد ان نكون شركاء فاعلين وحقيقين في كتاب التاريخ والمناهج المدرسية على حد سواء ،وسنكون فاعلين ، وكذلك في الادارات العامة والمؤسسات الرسمية والدستورية فمن دون المسيحي لا يمكن لهذا البلد الاستمرار".

وتوجه الى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مباشرة مطالبا اياه بعدم التنكر لتضحيات "المقاومة اللبنانية" والذي هو ليس ببعيد عنها وعن البطولات التي خيضت في مرحلة سابقة لا سيما في النضال ضد الوجود الفلسطيني المسلح في تل الزعتر ، حفاظا على التاريخ وصونا له ،مناشدا اياه عدم السماح لاحد بالدخول فيما بيننا او تفضيل الغير على رفاق الدرب الطويل والاعتراف بدور الاحزاب السياسية كافة في الدفاع عن سيادة واستقلال البلاد، اذ اننا في حزب "الكتائب اللبنانية" لا نتغاضى عن تضحيات احد لا سيما الجيش اللبناني في مرحلة "حرب التحرير" . واضاف :" من هنا لا بد من بناء اسس ومعايير جديدة، تبدأ ضمناً بالمصالحة والمصارحة الحقيقية باحترام ومحبة دون اضمار الشرّ المطبق للاخر .

واعتبر النائب الجميل انه في حال قرر اي فريق عدم الاعتراف بوجودنا وتضحياتنا فعليه قول ذلك علانية، مؤكدا اننا لسنا على استعداد لدعم او الوقوف بجانب دولة او طرف لا يعترف بنا، كما لن نقبل ان نكون خارج اطار التاريخ او تحت معدل المساواة المطلوب اي المناصفة في كل شيء وليس على قاعدة 40- 60 أو 30-70 بل على قاعد ة50% في السطات الثلاث او الحوارات المفترض القيام بها او اي مفاوضات ستجري، مشددا على ابقاء اليد ممدودة للاطراف كافة وذلك لبناء دولة المساواة والتطور والحداثة والقانون.

كلمة خويري

وشدد رئيس الاقليم سامي خويريّ على انه ولولا شهداء حزب الكتائب، لما تّمت المحافظة على الخط المسيحي منذ سبعينات القرن المنصرم الى اليوم، في حين تقاعست المؤسسات الرسمية التي سمحت بامتداد اواصر الفتنة، انذاك، كما حصل راهناً في مخيم "نهر البارد". واضاف:" نحن اليوم امام مرحلة جديدة للنهوض بالحزب الذي ومن دونه لما بقيَ "صليب" على قمم جبال لبنان، وحيث تأتي "الثورة البيضاء" التي يقودها الشيخ سامي الجميّل والتي هي موجهة ضمناً ضد الفساد الاخلاقس والسياسي وفنون التكاذب والنفاق القاتل.

وتابع:" من هنا نأكد للمشككين ونحن على مشارف اليوبيل الذهبي للحزب والذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ بيار الجميّل، البقاء على الثوابت التي رسمها الشيخ المؤسس والقائمة اولاً على: عدم اطفاء شعلة حزب الكتائبووصون حرية وسيادة واستقلال بلدنا والعيش المشترك فيه ومواجهة التحديات كافة وتصحيح الخلل الكامن في النظام السياسي وايجاد الحلول الجذرية للسلاح غير الشرعي.

 

المفتي الجوزو:الوطن مرهون للخارج والسياسي ينتقل من اليمين الى اليسار لمجرد فشله في تحقيق نزواته

وطنية - هنأ مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم "الشعب اللبناني بولادة حكومته الجديدة التي كان ينتظرها منذ أمد بعيد، والتي جاءت بعد مخاض عسير استخدمت فيه الاسلحة المشروعة والاسلحة غير المشروعة، وتعرض فيه الرئيس سعد الدين الحريري لشتى الاساليب الملتوية التي أعطته خبرة ودراية اضافة الى خبرته ودرايته، وكشفت له الكثير من الخفايا والخبايا التي يحتاج الى معرفتها شاب مثله في بداية حياته الساسية". وقال:" ليس شرا كله ما شاهدناه من مناورات وضغوطات وابتزازات طوال الشهور الماضية، فلبنان مدرسة كبرى يتعلم فيها السياسيون "نظريات" عجيبة وغريبة لا يمكن ان يتعلموها في دول اخرى". اضاف:"الرئيس الشاب قد استفاد من هذه التجربة المريرة التي سبقت تأليف الحكومة والتي منحته خبرة سنين عديدة في أشهر قليلة . هذا هو لبنان صراع على الكراسي والحقائب والنفوذ الشخصي والطائفي والمذهبي، وليس صراع المبادىء والقيم للاسف الشديد، ولبنان آخر بلد يحق له التحدث عن الحرية والديموقراطية والاستقلال". وتابع:" لا بأس ان تأتي الحكومة على شاكلة الوطن،الوطن الذي يعرض للبيع دائما، كل شيء في لبنان جاهز للبيع الانسان والحيوان والارض والعرض والسياسة جزء لا يتجزأ من هذا السوق الرخيص، والذي يعبر عنه ذلك الانحلال الاخلاقي على شاشات التلفزة فهناك فحش وتفحش وتعصب أعمى لا يقل فحشا عن الانهيار الوطني والديني في مواجهة الاحداث المصيرية. وطن مرهون للخارج منذ استقلاله ينتقل فيه السياسي من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمن لمجرد فشله في تحقيق نزوة من نزواته او غرض من اغراضه الشخصية والكرسي سيد الاخلاق .الدماء رخيصة في لبنان والشرف رخيص، لذلك فان الانتهازيين يربحون دائما والشرفاء يخسرون ولو كانوا اكثرية". اضاف:" لقد أعلن أحدهم ان حصوله على المقاعد الوزارية التي حصل عليها هو كسب وانتصار للمسيحيين لاول مرة في التاريخ، طبعا انتصار المسيحيين على المسيحيين قبل ان يكون انتصارا على المسلمين".

وقال:" عجيب امر العسكريين يدخلون معترك السياسة وكأنهم يدخلون معركة عسكرية لانهم يفكرون بعقلية عسكرية ليس فها مرونة ولا أخذ ولا رد، وكم ابتلي العالم بمثل هذه العقليات التي تتجمد مكانها ولا تتحرك". وتابع:" نجاح الرئيس الحريري في مهمته الصعبة يعتبر شبه معجزة في لبنان، ونحن واثقون انه سينجح لا بعبقريته وذكائه ولكن بأخلاقه وصدقه واستقامته ونظافة تاريخه. ونرجو الله ان يحميه من أحقاد الحاقدين ومؤامرات الانتهازيين والوصوليين. لماذا اقول ذلك؟ لان الاعلام التلفزيوني والصحفي عند المعارضة ما زال يحلل ويتحدث عن الانتصار الكبير الذي حققه فلان على فلان وما زالت عبارات التشفي والعصبية الطائفية تنطلق هنا وهناك دون حياء ولا خجل. وتمنى ان "يصدق السياسيون في وعودهم وعهودهم هذه المرة، وان يخلصوا لوطنهم ولا يجعلوا همهم النكايات والعصبيات والانتصارات الوهمية. مسكين لبنان أجمل وطن وأسوأ سياسيين يديرون هذا الوطن. لذلك فان نجاح الوطن يحتاج الى معجزة في زمن لم يعد فيه معجزات".

 

الشيخ قاووق: التدخل الاميركي في البيان الوزاري اعتداء على اللبنانيين

إستراتيجية المقاومة لا تحتاج الى شرعنة بل الى تعميمها على مستوى المنطقة

وطنية - أكد مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال حفل افتتاح مجمع الشهداء في بلدة شقرا أن لبنان بات أقوى أمام التحديات الإسرائيلية في ظل حكومة الوحدة الوطنية "وهذا ما يجعلنا نحرص على إنجاح هذه التجربة وحمايتها من كل المحاولات الأميركية المعرقلة"، معتبرا "أن التدخل الأميركي في صيغة ومضمون البيان الوزاري هو اعتداء على جميع اللبنانيين". وأشار قاووق الى أن ذلك "لن يؤدي إلا إلى خيبة أمل أميركية من جديد لان المعادلة في لبنان حسمت بأن لا مكان للوصاية والاملاءات الأميركية وبأن البلد ليس ساحة مناسبة لتحقيق أية مكاسب أميركية، مشددا على أن البيان الوزاري سيؤكد على حق لبنان في المقاومة "وعندها ستكون الخيبة الأميركية أكبر".

واذ لم يقلل الشيخ قاووق من شأن التدخلات الأميركية و"إن كان دورها يتراجع وينهزم في لبنان"، فإنه لفت الى ان هذا "يجعلنا متيقظين دوما ولا نغفل عن خطورة هذا الدور لأنه دور مسموم". ودعا قاووق الى "تحصين ما أنجز من اتفاقات ومصالحات بين الأطراف اللبنانية واستكمالها لأنه كلما عززنا الوحدة الوطنية كلما قوي لبنان بوجه التحديات الإسرائيلية والتدخلات الأميركية". وقال الشيخ قاووق "إن نجاح إستراتيجية المقاومة في الدفاع والتحرير لا يحتاج الى شرعنة بل الى تعميم هذه الاستراتيجية على مستوى المنطقة حيث باتت تشكل مصدر الأمل الوحيد للأمة ومصدر القوة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية". ولفت الى أن إسرائيل تعترف بأن أكثر ما تخشاه في المنطقة هو قوة المقاومة في لبنان وقيادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مشيرا الى أن أي حرب قادمة "ستكون هزيمة مضاعفة أكبر من هزيمة تموز 2006، وهذا يجعل لبنان بمأمن عن احتمالات الحرب الإسرائيلية".

ورأى "أن كل ما يشاع عن مسارات سلم وتسوية في المنطقة إنما هو مجرد مناورات لتضييع الوقت وتبرير للعجز العربي الذي لم يحصد الا الخيبة" مشيرا الى "أن هناك اعترافاً رسمياً عربياً بذلك أمام انكشاف زيف الوعود الأميركية وغطرسة نتنياهو حيال استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية". وفي ختام الحفل قدم الشيخ قاووق درعا تذكارياً للحاج جواد خلف المتبرع بقطعة الأرض من أجل بناء المجمع الذي تم برعاية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وهو يضم مسجدا وقاعة محاضرات ومكتبة عامة.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 15 تشرين الثاني 2009

البلد

بدء تزفيت طريق بتغرين- وادي الجماجم أتى بعد جهود النائب ابراهيم كنعان لدى وزارة الأشغال العامة.

بعد انسحاب وليد جنبلاط واستقلال حزب الكتائب قال مراقبون ان فريق 14 آذار لم يعد موجودا، وان الحريري لا يرغب في اعادته الى الحياة!

قالت مصادر نيابية ان رئاسة النائب ابراهيم كنعان للجنة المال والموازنة جرى تلغيمها باختيار اكثرية اعضاء اللجنة من فريق الاكثرية!

المستقبل

تقول مصادر ديبلوماسية انه يمكن للبنان أن يقوم بحملات مضادة للحملات الإسرائيلية في أميركا الجنوبية التي تستهدف اللبنانيين وتتهمهم بتهريب المخدرات.

علم ان استفسارات من عواصم عالمية عدة ظهرت أخيراً حول ما إذا كان لبنان سيقوم بإنشاء خلية عمل تابعة مباشرة لرئيس مجلس الوزراء، مرتبطة بخلية عمل مماثلة في وزارة الخارجية، من أجل مواكبة دقيقة ومدروسة لمهمة لبنان الجديدة في العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.

تحدثت أوساط ديبلوماسية عن ان دولاً افريقية تتجه لوقف إعطاء تأشيرات الدخول للبنانيين بناءً على بعض التوجهات الأجنبية التي تصب في مصلحة اسرائيل.

النهار :

خرجت الى العلن خلافات واحتجاجات داخل بعض الاحزاب والتيارات وراءها موعودون بالوزارة.

يتزايد عدد ضحايا حوادث السير بشكل مقلق وسط دعوات الى مزيد من الحزم وضبط السرعة في كل المناطق اللبنانية وعدم حصرها في المدن وعلى الاوتوسترادات.

نوه مسؤول سابق بـ"التعاطي الحضاري" لانصار الرئيس سعد الحريري مع تأليف الحكومة وبعدم إطلاقهم النار والمفرقعات ابتهاجاً.

 

حبيش: زيارة الحريري الى سوريا لا علاقة لها بما ستؤول اليه احكام المحكمة الدولية

نهارنت/رأى عضو "كتلة لبنان اولا" النائب هادي حبيش، " ان الزيارة المرتقبة للرئيس سعد الحريري الى سوريا هي زيارة رئيس حكومة لبنان الى سوريا وليست زيارة شخصية لسعد الحريري الى بشار الاسد، ومن هذا المنطلق لا يجب تحميل هذه الزيارة واستثمارها باكثر مما تتحمل". واضاف في جولة قام بها على قرى وبلدات عكار متفقدا اوضاعها الخدماتية والانمائية "ان هذه الزيارة لا علاقة لها اطلاقا بما ستؤول اليه احكام المحكمة الدولية او القرار الظني المرتقب بقضية رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري". واعرب حبيش عن "تفاؤله بالمرحلة المقبلة على الصعيد الداخلي اللبناني وان الاجواء السائدة حاليا من كل الافرقاء توحي بالايجابية التي يجب ان يستعيد فيها اللبنانيين لاطلاق عجلة الاهتمام بشؤون البلد المالية والاقتصادية والحياتية، وان تبقى الامور السياسية مطروحة على طاولة البحث في القصر الجمهوري للوصول الى حلها".

 

لا زيارة كتائبية الى دمشق والصايغ يشدد على حصرية السلاح

نهارنت/اكد وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن "الموقف الثابت لحزب الكتائب ينطلق من اولوية تأمين الاستقرار في جنوب لبنان انطلاقا من القرار 1701 على رغم كل الثغرات في تطبيقه. واضاف في حديث الى صحيفة "النهار" ان "موقف الكتائب ينطلق وبوضوح من مبدأ حصرية ليس السلاح فحسب وانما القرار في استعماله بيد الدولة تفاديا لجعل لبنان مكشوفا اقليميا ودوليا في ظل التهديدات الاسرائيلية والتمسك بالاطر التي تتحكم اليوم بوقف الاعمال الحربية في الجنوب وصولا الى تحقيق وقف دائم لاطلاق النار وتطبيق اتفاق الهدنة".

وشدد الصايغ الذي يشارك الاثنين للمرة الاولى في اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري، على "اعتماد اسلوب التوافق والتفاهم لايجاد قواسم مشتركة، واذا كانت هناك من مسائل خلافية فمكان بحثها هو طاولة الحوار، وهذا ليس بالموقف الجديد". الى ذلك، اعتبر مصدر في القيادة الكتائبية ان ما بثته قناة "المنار" في نشرتها الاخبارية مساء السبت عن ايفاد رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل مستشاره سجعان قزي في مهمة الى دمشق، محاولة للتشويش على قوى 14 آذار، نافيا صحة هذا الخبر "اذ لم تحصل زيارة كتائبية لدمشق، لا في الامس القريب ولا البعيد، كما ان لا تحضيرات لزيارة كهذه".

 

العثور على مسدسين سرقا من مكتب النائب خضر حبيب في طرايلس

نهارنت/ تمكنت دورية من فرع المعلومات من العثور على مسدسين من جملة أشياء سُرقت من مكتب عضو تكتل "لبنان أولا" النائب خضر حبيب، في طرابلس. وذكرت اذاعة "صوت لبنان" انه تم العثور على احد المسدسين معروضا للبيع، واشارت الى انه تم القبض على السارق الذي يدعى س.ف. موضحة انه كان محكوما بعقوبة السجن لمدة 18 عاما وخرج من السجن منذ أشهر.

 

الوزيرعدنان السيد حسين: الاستراتيجية الدفاعية لا تنحصر بسلاح "حزب الله"

نهارنت/اكد وزير الدولة الدكتور عدنان السيد حسين، أن طاولة الحوار الوطني "تهيئ الأجواء للإصلاح وبناء الدولة"، مشددا على انها "عامل مساعد وفعال للسلطتين التشريعية والتنفيذية، وأن فعالية دورها تتلخص في قدرتها على نزع فتائل الأزمات السياسية التي تؤثر على مؤسسات الدولة". واضاف السيد حسين في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط" أن "هيئة الحوار الوطني لا تملك صلاحيات دستورية، هي مجرد قوة سياسية تساعد مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية على الانطلاق والعمل". ونفى ما تردد عن سعي رئيس الجمهورية ليشكل قوة خاصة به من خلال طاولة الحوار، أسوة ببقية الأقطاب في الساحة السياسية. واضاف انه "غير صحيح أن رئيس الجمهورية من خلال أدائه سيؤثر سلبا على عمل مجلسي الوزراء والنواب، لأن ترؤسه الهيئة ينطلق من صفته الدستورية كرئيس للدولة وحام للدستور. الحلقة المفقودة في البلد هي المرجعية السياسية والدستورية التي يجب أن تبت في النزاعات الداخلية والدستورية مهما كان نوعها. هذه المرجعية يجب ألا تكون في الخارج، ما يعني حكما أن رئيس الجمهورية بوصفه رئيسا للدولة هو المعني بهذه المسائل وإيجاد الحلول لها".

وشدد السيد حسين على أن "هيئة الحوار الوطني غير كافية بحد ذاتها، إذ لا بد من إعادة النظر في بعض الصلاحيات الدستورية حتى يتمكن الرئيس من القيام بدوره كرئيس للدولة ومدافع عن سلامة لبنان ووحدته. وهذا ما تعهده تحت القسم الذي لا يقسمه في لبنان إلا رئيس الجمهورية". واذ اشار السيد حسين الى ان طاولة الحوار الوطني قد تلحظ وضع سلاح "حزب الله" تدريجيا في كنف الدولة، لفت الى أن "هناك مفهوما خاطئا للاستراتيجية الدفاعية التي لا تنحصر بسلاح "حزب الله" والمقاومة". واضاف ان "الاستراتيجية الدفاعية تشمل القدرات العسكرية لمواجهة الأخطار التي تهدد كيان لبنان عسكريا وأمنيا، بالتالي هي تشمل قدرات الجيش اللبناني وحاجاته والعلاقة بين الأجهزة الأمنية وكيفية انتظامها، كما تشمل دور الشعب اللبناني في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي من حيث آليات العمل والمؤسسات المعنية بالأمر". 

 

اجتماع في زحلة يستنكر الحوادث الامنية والمدينة تضرب الاثنين

نهارنت/تنفذ مدينة زحلة غدا الاثنين، اضرابا عاما بين التاسعة والحادية عشرة قبل الظهر وتجمعا بدءاً من العاشرة امام سرايا المدينة "استنكاراً للتمادي في الاعتداءات التي يتعرض لها ابناء زحلة من عصابات سرقة السيارات والخطف المسلح، ودعما للسلطات الامنية المسؤولة للتشدد في قمع هذه الجرائم وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة"، كما جاء في بيان وزع في المدينة. وكان عقد اجتماع في مطرانية زحلة للروم الكاثوليك السبت، بحضور اساقفة زحلة المطارنة اندره حداد ومنصور حبيقة وبولس سفر وجورج اسكندر، والوزير سليم ورده، والنواب: طوني ابو خاطر، جوزف المعلوف، ايلي ماروني، شانت جنجنيان وعاصم عراجي، وشارك فيه ايضاً آمر مفرزة زحلة القضائية العقيد ماهر حلبي والرائد جوزف ابو ناضر عن قوى الامن الداخلي، وتخلله اتصال بوزير الداخلية زياد بارود. وصدر عقب الإجتماع بيان استنكر فيه المجتمعون الاعمال الإجرامية المتكررة ونددوا بفاعليها مطالبين "الدولة اللبنانية بسلطاتها واجهزتها المختصة، كشف الفاعلين وملاحقتهم وردعهم ورفع الغطاء السياسي عنهم ومحاكمتهم وتشديد الاحكام والعقوبات في حقهم". واعلن المطران حداد ورئيس بلدية زحلة – معلقة اسعد زغيب، في اتصال مع "النهار"، دعمهما للتحرك الشعبي، علما انه جاء على خلفية محاولة خطف بشارة السروجي وسلبه سيارته بقوة السلاح الاحد الماضي، وهو حادث كان "النقطة الزائدة حتى طفح الكأس بعد تكرار الحوادث الامنية"، كما قال زغيب.

 

حَفر في عيتا الفخار بحثاً عن رفات صحافي بريطاني خطف في 1982

نهارنت/تباشر بعثة بريطانية، اليوم الاحد، عمليات حفر في اعالي بلدة عيتا الفخار- قضاء راشيا، بحثا عن رفات الصحافي البريطاني اليك كوليت الذي خطف في 25 آذار 1985 قرب بيروت بينما كان في مهمة لمصلحة وكالة "الاونروا". والحفريات التي ستمتد اسبوعاً ستتم بالتنسيق مع قيادة الجيش وفي اشرافها على ان يتولى الجيش حراسة الموقع ليلا. وكانت بعثة بريطانية قامت قبل مدة باستكشاف الموقع من دون التنسيق مع الجيش الذي تدخل واوقفها ليعاد تنظيم البحث في اشرافه كما تفترض السيادة اللبنانية. واشارت "النهار" ان البعثة تقيم لهذه الغاية في احد المنتجعات في البقاع الغربي. 

 

سليمان: نأمل بانجاز البيان الوزاري عشية الاستقلال

أمل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال وضع حجر الاساس لمشروع سدّ "اليمونة"، بـ"انجاز البيان الوزاري للحكومة عشية عيد الاستقلال"، لافتًا الى ان "هذا البيان يرسم سياسة الدولة في المرحلة المقبلة ويرفع من شأنها في المحافل الدولية، كما يسدل الستارة على سنوات عجاف ليعود الوطن مزدهرًا ومعافى ومتصديًا للإرهاب، فيشكل بالتالي قلعة صمود لا تُقهر ويهنأ عندها من له مرقد عنزة فيه". وشدد سليمان على حرص لبنان للاستفادة من مياهه، إن كان في الجنوب أو البقاع، مؤكدًا "سعي لبنان بكل امكاناته للحصول على تعويض عن الخسائر في أعوام الاحتلال الإسرائيلي له والذي سرق خلالها مياهه". وكانت صحيفة "النهار" نقلت من أحد اعضاء لجنة البيان الوزاري أن صيغته التي يجري العمل عليها ستكون مختلفة عن سابقاتها من حيث الشكل, ولن تكون فضفاضة وكما في السابق من 30 صفحة, لا بل انها تتركز على عناوين ثلاثة اساسية: السياسي, والاجتماعي والاقتصادي, على ان تكون عناوين مختصرة ومحددة, وقائمة على برنامج عمل قابل للتنفيذ, وفقاً لما اتفق عليه في المناقشات الاولية داخل اللجنة.

وتؤكد مصادر مختلفة في اللجنة ان الشق السياسي سيحافظ على مضمونه التوافقي, وسيبقي روحية الفقرة السابقة التي تعتبر خلاصة مناقشات توافقية بين مختلف الاطراف.

وتفيد المعلومات ان البيان لن يتخطى 12 الى 15 صفحة ولن يحتل الشق السياسي منه اكثر من خمس الى سبع صفحات. وثمة من يتحدث عن اتجاه الى ايراد بند سلاح "حزب الله" كما ورد في البيان الوزاري للحكومة السابقة, فيما يرغب آخرون في عدم الاشارة مطلقاً اليه باعتباره موضوعاً مطروحاً على طاولة الحوار.

وذكرت "النهار" ان ثمة حرصاً عبّر عنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امام لجنة صياغة البيان, على انجاز هذا البيان وربما نيل الحكومة الثقة على اساسه قبل عيد الاستقلال, اذا امكن ذلك, والا فإقرار الحكومة البيان في جلستها الثانية المتوقعة قبل الاستقلال, لتحيله على مجلس النواب من اجل مناقشته والاقتراع على الثقة بالحكومة على اساسه في اسرع وقت.

وفي السياق كشفت مصادر لصحيفة "اللواء" عن جدل يدور حول النظرة الاقتصادية بين وزير الاتصالات شربل نحاس وعدد من الوزراء في ضوء عرض نحاس جملة طروحات جديدة في هذا الشأن. واستغربت أوساط سياسية, في هذا الإطار, الطرح المتسرّع للوزير نحاس حول ما أسماه "تغيير النظام الاقتصادي" في لبنان, والذي اعتبر أن أسس النظام الحالي لم تعد تتوافق مع متطلبات الوضع اللبناني اقتصادياً واجتماعياً وسياسيا. واعتبرت هذه الأوساط أن "مثل هذا الكلام ينطوي على كثير من السطحية في التعاطي مع ملف ذي أبعاد وطنية ويتطلب بحثاً معمقاً وتوافقاً ميثاقياً قبل طرحه بمثل هذه العجالة". ويذكر أن اللجنة الوزارية المكلفة صياغية البيان الوزاري ستجتمع الاثنين المقبل.

 

حرب: هذه الحكومة مختلفة عن سابقاتها وقادرة على العطاء والإنجاز

لبنان الآن/الاحد 15 تشرين الثاني 2009

اعتبر وزير العمل بطرس حرب أن "منطقة البترون قدمت في الانتخابات الأخيرة أكبر دليل على الوعي السياسي الذي تجاوز كل الحملات والأكاذيب ومحاولات التشويه وعبرت عن رأيها برأس مرفوع"، قائلاً: "سواء أكنت وزيراً أم نائباً، سأعمل كل ما أتيت من جهد حتى تنال منطقة البترون حقها من الإنماء، فما لم أستطع فعله وأنا نائب سأحاول تنفيذه وأنا وزير، ولعلني في الوزارة أستطيع الخدمة أكثر مما في النيابة". حرب، وفي احتفالٍ أقامته له بلدة تنورين، أضاف: "إذا كان اللبنانيون قد اقتنعوا بأن سياسة التنافر والعداء لبعضهم البعض والشتائم والتخوين تهدم الوطن واتجهوا صوب بعضهم من أجل التعاون وتكاتف الأيدي لتعزيز لبنان ورفع شأن أهله، وهذا ما شعرتُ به في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء وفي الجلسة الأولى للجنة صياغة البيان الوزاري، فباستطاعتي أن أبشركم أن هذه الحكومة إذا كانت ستختلف عن الحكومات السابقة لناحية العراقيل والتعطيل، فهي حكومة قادرة على العطاء والإنجاز وإن كان تشكيلها استدعى تضحيات كبيرة". وإذ أكد أن "هذه الحكومة لم تكرس انتصاراً لأحد على آخر، ولا يمكن للبنان أن يستمر ما دام المسيحيون والمسلمون متخاصمين، والشيعة والسنة متخاصمين وبهكذا أجواء لا تبنى أوطان"، أشار حرب إلى أنه "عند صدور مرسوم تشكيل الجكومة، لم يتوقف عند اعتبار مركز وزارة العمل في الضاحية حيث نفوذ الدولة ضعيف". قائلاً: "لأنني مؤمن بلبنان وبأخي اللبناني، وإن كانت هناك بعض المخاطر، قررتُ الذهاب إلى وزارتي وتسلمتها لأقول لكل اللبنانيين أنني وزير لكل لبنان ولكل اللبنانيين، وأمثل الدولة وسلطتها ووجودها، وعلى هذا الأساس سأعمل".

 

إنقاذ ما يمكن إنقاذه... لبنانياً 

GMT 3:54:00 2009 الأحد 15 نوفمبر

 الرأي العام الكويتية /خيرالله خيرالله

تابع الرئيس سعد الدين رفيق الحريري المهمة الوطنية الملقاة على عاتقه. انقذ ما يمكن انقاذه من مؤسسات الدولة اللبنانية التي تتعرض لهجمة شرسة تستهدف القضاء عليها. استطاع زعيم الأكثرية النيابية والشعبية في لبنان تشكيل حكومته بعد مماحكات استمرت مئة وخمسة وثلاثين يومياً تولت خلالها أدوات الأدوات تنفيذ مهمة العرقلة على نحو مباشر بعد صدور تعليمات واضحة لها في هذا الشأن. لما جاء الضوء الأخضر من طهران، تشكلت الحكومة من دون أن يعني ذلك أنها ليست حكومة مقبولة إلى حد ما، علماً أن ثمة من يعتبرها حكومة سيئة ما فيه الكفاية نظراً إلى تجاوزات كثيرة رافقت عملية التشكيل. لاشك أن الحكومة ضمت شخصيات تبعث على التفاؤل مثل الشيخ بطرس حرب وغيره من الوطنيين، لكنها ضمت في المقابل شخصيات أقل ما يمكن أن توصف به أنها تمثل الفشل في حد ذاته وتجسده من كل ناحية من النواحي، بما في ذلك الناحية الأخلاقية!

لعلّ أفضل من لخص السلبيات التي تخللت مرحلة ما قبل ولادة الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أبدى خوفه على مستقبل النظام الديموقراطي في لبنان، وعلى الصيغة اللبنانية التي سعى «اتفاق الطائف»، إلى المحافظة عليها قدر الامكان عن طريق حفظ التوازن بين المسلمين والمسيحيين بعيداً عن لغة السلاح، والميليشيات، والكلام عن الأكثرية العددية، وما شابه ذلك.لمح رئيس الوزراء السابق ونائب طرابلس حالياً إلى أن المطلوب، في ما يبدو، تكريس بدء العمل بنظام جديد في لبنان يحل مكان المعمول به حالياً، أو أقله فرض طريقة جديدة تتشكل بموجبها الحكومات بعيداً عن الأصول الديموقراطية. قال بالحرف الواحد: «كثير من التجاوزات رافق تشكيل الحكومة، لا سيما في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في اختيار الوزراء والحقائب وإعلان الحكومة، وذهاب الأفرقاء السياسيين المعنيين بعيداً في التمسك بمطالبهم ما حوّل عملية تشكيل الحكومة، إلى بازار مفتوح على المزايدات وعمليات العرض والطلب». أمل ميقاتي، يبدو أنه يدرك مغزى فرض وزراء بقوة السلاح والأبعاد المترتبة على تركيب اطراف اصطناعية لسياسيين لبنانيين بهدف تضخيم أحجامهم ليس إلاّ، أن تكون هذه التجاوزات «مرحلية وأن لا تكرس أعرافاً عند تشكيل الحكومات مستقبلاً». ما الذي يضمن ذلك في ظل وجود السلاح لدى فئة محددة من اللبنانيين؟

المؤسف أن هناك بين اللبنانيين، من المسيحيين خصوصاً من قبل لعب دور الأداة لدى الأدوات. كانت النتيجة المناورات والتهديدات التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية بما يعكس رغبة واضحة في احلال السلاح مكان نتائج الانتخابات والديموقراطية. الهدف بكل وضوح فرض أمر واقع على اللبنانيين يقبلون بموجبه الرضوخ لما يطالب به «حزب الله» الذي ليس في نهاية المطاف سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني بعناصر لبنانية. هناك، بين المسيحيين، من قبل أن يكون لديه وزراء في الحكومة بفضل سلاح «حزب الله»، والتهديد اليومي بضرب السلم الاجتماعي، وأخذ البلد إلى مغامرة جديدة تصب في خدمة المحور الإيراني- السوري وإسرائيل في الوقت ذاته، على غرار مغامرة حرب صيف العام 2006، واستكمال الحرب الإسرائيلية بالاعتصام في وسط بيروت... ثم غزو العاصمة والجبل الدرزي.

المخيف، وسط كل الكلام عن دور إيجابي لدمشق، انه خلاف لكل ما يقال عن استعداد لدى النظام السوري للعمل من أجل ايجاد مكان له في إطار الأسرة الدولية، ليس ما يشير إلى وجود أي نية لديه للتخلي عن ممارسات شب عليها. على رأس هذه الممارسات تهريب السلاح والمسلحين إلى لبنان والتظاهر في النهاية بأنه قادر على لعب دور الاطفائي... والدعوة إلى الوفاق بين اللبنانيين. يرفض هذا النظام الاعتراف بأزمته العميقة التي تبدأ بضمور اقتصاده، والنمو السكاني الهائل، والهجرة المستمرة إلى المدن، وتنتهي بنمو ظاهرة التطرف الديني. ليس أمام هذا النظام، العاجز عن مواجهة أزمته التي تجعله غير قادر لا على الحرب ولا على السلام، سوى العبث بلبنان والارتماء في أحضان إيران، ومسايرة تركيا إلى أبعد حدود المسايرة. انها عملية هروب مستمرة إلى أمام، كانت العراقيل في وجه تشكيل حكومة سعد الدين الحريري جزءا لا يتجزأ منها.

ما ينطبق على النظام السوري، ينطبق بشكل أكبر على النظام الإيراني الذي أثبت أنه صار اللاعب الأول في لبنان، وأن لديه الأداة التي تمكنه من السيطرة على المعارضة اللبنانية باستثناء التنظيمات التابعة مباشرة للأجهزة السورية. لم تبصر الحكومة النور إلاّ بعد تدخلات قام بها غير طرف لدى طهران. كان المسؤولون الإيرانيون الكبار يرددون أمام الوسطاء أنهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وأن ولادة الحكومة اللبنانية تستطيع أن تنتظر، وأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين إيران وأطراف عربية معينة! بالنسبة إلى النظام في إيران، لبنان ليس سوى «ساحة» وبيروت ليست سوى مدينة على المتوسط تسيطر عليها ميليشيا تأخذ تعليماتها من طهران.

غداً أو بعد غد، سيتبين أن الرئيس الحريري كان على حق عندما تسلح بالصبر والحكمة التي فرضت عليه التحول إلى طبيب نفساني أحياناً. كشفت مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة نوع التحديات الذي يواجه الاستقلاليين في لبنان. انها تحديات من العيار الثقيل مرتبطة إلى حد كبير بمستقبل البلد. هل لبنان بلد مستقل أم انه رأس حربة للمحور الإيراني- السوري، هل هو بلد يحترم قرارات الشرعية الدولية، على رأسها القرار 1701 أم يسعى إلى التحايل عليها ارضاء للرغبات السورية- الإيرانية، هل يمكن أن يكون لبنان ضد القرارات الدولية ومعها في الوقت ذاته، هل يمكن العودة إلى المؤسسات الديموقراطية... أم أن الكلمة النهائية للسلاح الموجه إلى صدور المواطنين؟

في حال كان مطلوباً اختصار الوضع اللبناني بكلمات قليلة، يمكن القول ان لبنان يقاوم. تشكيل الحكومة تعبير عن هذه المقاومة لا أكثر ولا أقل. ثقافة الحياة في لبنان لا تزال تقاوم. ثقافة الحياة هي التي مكنت اللبنانيين من الانتصار على نظام الوصاية واخراجه عسكرياً، وهي التي جاءت بالمحكمة الدولية... ثمة في الحكومة الجديدة من لا يريد السماع بالمحكمة. أو ليس ذلك كافياً للخوف عليها وعلى مؤسسات الدولة اللبنانية التي يعمل سعد الحريري على المحافظة عليها وحمايتها وتطويرها؟

 

الاقلية تعمل على إبعاد مسألة سلاح حزب الله عن الجدل في البيان الوزاري وحزب الكتائب لن يساوم على سلاح غير شرعي

15 Nov. 2009   

Kataeb.org : بعد إعلان التشكيلة الحكومية برزت دعوات من فريق الاقلية الى عدم إضاعة الوقت والعمل بسرعة على صياغة البيان الوزاري والهروب قدر الامكان من الجدل حول الموضوع الخلافي الأساسي بين طرفي الأكثرية (خصوصاً المسيحيين منهم) والأقلية وهو سلاح حزب الله ، وأشارت الدعوات الى ان العناوين الاساسية قد اُنجزت ولن يكون هناك خلاف ، في حين ان مسيحيي الاكثرية ُيصرّون على عدم إعطاء أي شرعية لهذا السلاح والتأكيد في البيان على حصره بيد الدولة وبسط سيادتها والالتزام بالقرارات الدولية .

اذاً تجري " لفلفة" مسألة سلاح حزب الله التي تشكّل العقدة الاساسية في البيان الوزاري وهذا السلاح الذي كان محمياً في الحكومات السابقة عبر البيانات الوزارية خصوصاً في العام 2000 والذي إعُتبر اداة لمحاربة اسرائيل وضرورة استمرار شرعيته لتحرير باقي الاراضي ومنها مزارع شبعا، يراه العديد من الفرقاء السياسيين، وبخاصةً الفريق المسيحي في الاكثرية انه فقد شرعيته لأنه اضحى يشكّل خطراً حقيقياً على اللبنانيين وأمنهم، خاصةً بعد احداث السابع من ايار في العام 2008 عندما استعمل هذا السلاح في الداخل فتحوّل من سلاح يقلب التوازنات السياسية ويفرض المعادلات بالقوة.

مصادر في لجنة صياغة البيان الوزاري أكدت ان الشق السياسي المتعلق ببند السلاح سيحافظ على مضمونه السابق كما ان كلمات البيان لن تتجاوز ال 15 صفحة ، ولفتت الى ان فريق الاقلية يرغب بعدم الاشارة مطلقاً الى السلاح باعتباره موضوعاً مطروحاً على طاولة الحوار، وأكدت المصادر ان ثمة حرصاً عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الحريري امام لجنة صياغة البيان على ضرورة انجازه ونيل الحكومة الثقة على اساسه قبل عيد الاستقلال .

لكن في الواقع السياسي ستبرز حرب جديدة تدور رحاها حول تفاصيل البيان الوزاري خصوصاً في مسألة سلاح حزب الله ، ووفق المعلومات فإن مسيحيي الاكثرية يصّرون على عدم تضمين البيان أي إشارة إلى دعم هذا السلاح لان هذا الموضوع سيتم بحثه على طاولة الحوار التي يترأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بعد إعطاء الثقة للحكومة .

أوساط متابعة للاتصالات الهادفة الى تذليل العقبات من امام البيان الوزاري رأت انه سيكون في انتظار رئيس الحكومة الكثير من الصعوبات لتحويل حكومة الائتلاف الى حكومة وفاق من خلال بيان وزاري يتفق عليه الأفرقاء، والعمل على تحقيق الممارسة الديمقراطية والدستورية الصحيحة ، واملت الاوساط بالوصول الى إقرار بيان وزاري ُيرضي جميع الأطراف ويحفظ حق الدولة ، مشيرةً الى ان الاقلية تصّر على أن يتضمن البيان نصاً صريحاً يشرّع مقاومة حزب الله المسلحة لإسرائيل، بينما تتمسك بعض قوى الأكثرية بوضع هذا الحق بيد الدولة وحدها أو بعدم ذكر المقاومة ونقل مناقشة هذا البند إلى طاولة الحوار المزمع عقدها في وقت لاحق .

وسط هذه الاجواء سيفتح الباب واسعاً امام مرحلة جديدة لا تخلو من الحساسية السياسية ومحاور التجاذب لان البيان الوزاري سُيشكل اختباراً جديداً لمدى التوافق الداخلي ، والى جانب البيان الوزاري ستكون طاولة الحوار التى انطلقت بعد اتفاق الدوحة للبحث في استراتيجية الدفاع عن لبنان ومن ضمنها سلاح حزب الله احد بنود التجاذب المتوقعة ولاسيما ان الانتخابات النيابية افرزت تغيرات في الكتل النيابية ستغير الممثلين في طاولة الحوار.

حزب الكتائب شدد عبر نوابه ومسؤوليه على ضرورة أن يكون البيان الوزاري جامعاً لكل اللبنانيين وأن يتضمن تشديداً على سيادة لبنان ، وأكد الحزب انه لن يتبنى أي نص يقبل بشرعنة سلاح حزب الله لان الجيش اللبناني قادر على تنظيم العمل العسكري المقاوم ، وأشار الى انه لن يساوم على البيان الوزاري ولن يشرّع سلاحاً غير شرعي ولن يرضخ لشروط أي كان ، وشدد على ضرورة أن يحترم البيان الوزاري وجود دولة قادرة بجيشها عن الدفاع عن لبنان واراضيه . صونيا رزق

 

تململ عوني من «توزيرات» لم تلحظ «حزبيين وملتزمين عقيدة التيار»

الرابية تُعوّل على «معايير الكفاءة والأهلية واختصاص» الوزراء الجدد

ابتسام شديد/الديار

قد يكون التيار الوطني الحر أكثر الرابحين لدى « المسيحيين» في المعركة الأخيرة التي دارت رُحاها على الحكومة الحريرية ، فرئيسه استطاع ان يفرض قواعد لعبته الخاصة وبقي «يدوِر» الزوايا حتى آخر اللحظات الى ان تمكن «الجنرال» من انتزاع «حقه» بيده في الحكومة، فأعاد تثبيت موقعه في المعادلة الحكومية الجديدة، وثبت حصته السابقة مع تعديلاتٍ طفيفة بنقل باسيل الذي استلزم توزيره جولات خلافية واسعة، من الاتصالات الى حقيبة الطاقة والحصول على السياحة بدل الزراعة ، واعطاء الصناعة الى الحلفاء في الطاشناق وتوزير الحليف «المردي» في حقيبة الدولة التي ارتضاها فرنجية تسهيلاً لولادة حكومة الحريري بعد ان سلكت تفاهمات «زغرتا- بيت الوسط» طرقاً مختلفة عن الحقبة الماضية.

وبالمقارنة مع ما آلت اليه توزيرات مسيحيو الأكثرية ، انطلاقاً من «نكسة» الكتائب التي لا تزال تتعالى على جراحها النازفة بعدم توزيرها في التربية ،خصوصاً ان «الضربة» أتت من داخل البيت الأكثري ومن «قريطم» بالذات، وصولاً الى «كباش» معراب والمشكلة التي كاد ان يتسسب بها فقدان القوات لحقيبة العدل، وقد ظهرت واضحةً معالم «حرب «القوات على «بطرس حرب» التي انتهت بكرنفال أكثري لتظهير صورةٍ أكثرية متماسكة، فإن ما حققه ميشال عون في ظروف الحرب «الكونية» التي شنتها الأكثرية عليه، وقياساً بما حصده مسيحييو 14 آذار من حصص في الوزارة الحالية يعتبر انتصاراً لتكتله، وللجنرال بالذات الذي قاد أصعب مفاوضات بتفويضٍ مطلق من أركان المعارضة مجتمعين، إلا ان الإنتصار العوني جاء ناقصاً ولم تكتمل « فرحته» لدى كوادر وقيادات أساسية في التيار، ليس احتجاحاً على حصة التيار اوحجم الوزارات التي أُسندت الى تكتلهم وهي بمطلق الأحوال «أفضل الممكن»، إلا ان الإعتراض جاء على تسمية وزراء من خارج الإطار الحزبي.

فالوزراء الجدد الذين « هبطوا» فجأةً في فلك التيار في اللحظات الأخيرة لما قبل ولادة الحكومة أصابت معظم القياديين بالصدمة ،فسرت أسماء الوزراء الذين نجحوا في «قرعة» الجنرال، كالسم في الجسم العوني «الطري» ،بالطبع ليس انتقاصاً من أهمية وكفاءة ونزاهة وزراء التغيير والإصلاح الجدد ، والإثنان «فادي عبود، وشربل نحاس» من الأسماء اللامعة والناجحة في مجالات عملها، إنما لأن الرابية أهملت او تجاهلت عن قصدٍ او غير قصد كفاءات حزبيين ناضلوا في التيار كان يُفترض على الأقل ان يحل أحدهم في الوزارات الجديدة ، وكأن التيار لا يضم في صفوفه إلا القيادي جبران باسيل مثلاً الذي خاض من يهمهم الأمر في التيار «حرب داحس والغبراء» لإعادة توزيره في الحكومة الجديدة.

تسمية وزراء الاتصالات والسياحة سببت حالات تململ في التيار وصلت أصداؤها الى الرابية، لأن التوزيرات كان يفترض ان تلحظ تسمية ملتزمين في التيار من جهة، وايضاً لأن الوزراء الجدد ليس لديهم خلفيات «عونية» وينتمون الى تيارات سياسية لا تمت الى مبادىء التيار بصلة، والسؤال الذي تطرحه أوساط المعترضين على آلية التوزير، أين هي مصلحة التيار في توزير من لا يمتلكون او تشربوا العقيدة العونية وناضلوا في صفوف التيار، والتجربة النيابية الماضية أثبتت عدم صوابية التحالف مع شخصياتٍ من خارج الكادر العوني ، فالتحالف مع النائب ميشال المر وصل الى الإفتراق السياسي وما آلت اليه الأمور في العلاقة.

ووفق تقاطع المعلومات من قياديين في التيار، فان مجموعة أسماء جاهزة للتوزير كانت على «وايتنغ-ليست» أعدتها لجنة شكلها العماد عون لمتابعة الملف الحكومي ، وضمت اللائحة مشاريع توزير، الوزير السابق شكيب قرطباوي، واللواءين عصام أبو جمرا ونديم لطيف، والنائب السابق كميل خوري ، وناشطين في التيار وبعض من دفعوا «أثماناً» في الانتخابات الماضية في مواجهاتٍ انتخابية قاسية او جرى التخلي عن ترشيحهم وإقصائهم للمصلحة العامة في التيار ، بانتظار ان تتوافر ظروف واستحقاقات مختلفة أكثر ملائمةً ....

وكانت اللجنة شُكلت من اجل متابعة الخطة الإصلاحية في التيار ومن اجل «مؤسسة» الحزب وتنظيمه لمواجهة المرحلة المقبلة، ومن مهمتها في المرحلة الأخيرة إعداد تصور بالأسماء « العونية» التي تصلح في الوزارات المطروحة على التيار وضمت الوزير جبران باسيل وكمال اليازجي وبيار رفول، ونعيم عون وزياد عبس توصلت الى لائحة بأسماء كوادر مناسبة لتولي الوزارات، إلا ان عمل هذه اللجنة ذهب سدى بعدما فوجئت اللجنة بالأخذ بتسميات أخرى .

«همسات» المعترضين وصلت الى الرابية، لكن « من دون اي تعليق وكأن الجنرال قرر أن لا يسمع» كما يقول أحد القياديين في التيار، القناعة السائدة والراسخة في محيط الرابية الضيق « ان الوزراء الجدد» لا غبار على كفاءتهم وجدارتهم وأهليتهم وتفوقهم في عالمي الاقتصاد والمال ،وثمة من يرى في ما يقال مجرد إشاعاتٍ وأصداء متضررين من عدم شمولهم نعمة دخول الجنة الوزارية، لكن الحقيقة الأكيدة بغض النظر عن الموضوع الحكومي وأهلية الوزراء وانتماءاتهم السياسية، ان التيار الذي عصفت به رياح المصالح والمكاسب، بات بحاجة الى إطلاق ورشةٍ إصلاحية وتنظيمية لترتيب بيته الداخلي قبل الانطلاق الى التغيير والاصلاح في مؤسسات الدولة.

 

إستياء وتململ داخل التيار الوطني الحرّ

ابراهيم جبيلي /الديار

«الاستياء والتململ» ميزتان وجدتا لدى بعض المحازبين في التيار الوطني الحر، قبولاً وآذاناً صاغية، خصوصاً لدى الطاقات المؤمنة فعلاً بالاصلاح والتغيير، وأصبح لها داخل التيار «مركز قوى» ينتقد التقليد الذي ينمو ويغلّف معظم القرارات، وفيما الدهشة تعلو وجوه المناضلين من الأحادية و«الشخصنة» ومن ذوي القربى، يستمر الجنرال مفاوضاً وحيداً لا شريك له ولا اجتماعات عمل تنسيقية تسبق اجتماعاته ولا فريق المستشارين يرافق جولاته المضنية والمصيرية.

فتعتبر هذه القوى انها في حزب لا يشبه حزبهم، وإن ما يجري لا يمت بصلة إلى الشعارات التي أطلقت وعملت على تحقيقها.

لكن اللافت والمستغرب في المعترضين هو تراجعهم وإحجامهم بدل المجاهرة المباشرة مع أصحاب الشأن والقرار، فيتوسلون «الوشوشة» والتسريب، فتضيع حقوقهم المشروعة، لأن الجرأة ممنوعة في حضرة الجنرال الذي يرفض الاعتراض قبل التنفيذ.

فيقضي هؤلاء حوائجهم بالنكتة ويستعينون بالفكاهة وجلسات «التنكيت»، فيقول أحدهم: يكفي ان كامل يتعلم.

ويسرد بعض التفاصيل عن المزحة التي عمت الجنوب في الستينيات من القرن الماضي، حين توسطت احدى السيدات مع أحمد بك الاسعد ليعينها في تعليم إبنها المجتهد، واليوم يكفي أن «جبران وزير» حتى يطمئن اي طامح جريء يطلب توزيره.

ويغوص المعترضون عميقاً في تشريح اوضاعهم داخل التيار، فيشرح أحدهم باسلوب كوميدي الحالة التي وصلت اليها الأحوال داخل التيار فيقول: ان صديقاً لي في تيار المردة صارحني في العام 2005، في بداية علاقاتنا السياسية بين تياره وتيارنا، بأننا في المردة مرتاحون، لا وجع رأس ولا حوار بل البيك يقرر والبيك يريد ونحن ننفذ.

واليوم، يضيف المعترض العوني ان تيار المردة تحوّل الى مؤسسة والى مكتب سياسي وحلقات تناقش وتدرس وتساعد رئيس المردة في قراراته فيما نحن اليوم في التيار الوطني: الجنرال يقرر والجنرال يريد.

وسريعا يتحول الكلام الى الجدية والرصانة، ترافقه موجات من العتب والغضب، فيتهم احدهم الجنرال عون بانه ملك الاستثناءات، يستعمل فعل الاستثناء حين تدعو حاجته، فتغيب عن باله العناوين الكبرى البراقة التي قرر من خلالها ان يعملق العمل الحزبي ويطهّر العمل السياسي من الادران، هذه كانت شعاراتنا واحلامنا.

لكن الكلام والشعارات التي انعشت قلوب الناشطين حين قال لهم القائد: اذهبوا واكرزوا واشتغلوا في الاقضية في مواسم الانتخابات النيابية، ويوم القطاف ستقوم مراكز الاحصاءات والدراسات بعملها لمعرفة الاحجام ومدى التأييد الشعبي لكم.

هذا الكلام محته الاستثناءات ففي البترون مثلاً، طار جورج مراد الاول في الاحصائيات كرمى عيون الصهر جبران باسيل، وفي الاشرفية غطّ على حين غرة اللواء عصام ابو جمرا وغيّبت الزمالة ورفقة السلاح الناشط زياد عبس.

واليوم ايضاً، يضيف احد المعترضين، تحوم الاستثناءات على قرارات الجنرال في اختياره للوزراء، خصوصاً وانه لطالما اراد ان يضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، والا كيف ينتقل جبران باسيل من الاتصالات ليستقر في وزارة الكهرباء والمياه والطاقة، الا اذا كان الجنرال وحده يدرك ان لباسيل باعاً طويلاً في شؤون الوزارات كافة.

ويضيف المعترض انه في ميزان الربح والخسارة، هل يستطيع التيار الوطني ان يتباهى بانه انتصر في توزير جبران ام انه خسر، لان القوى الاخرى استطاعت ان تنقله من الاتصالات وتفرض على الجنرال القبول بذلك، خصوصاً ان هذه القوى استطاعت ان تكشف امام الرأي العام، ان اقصى ما يطمح اليه الجنرال هو توزير صهره والا لا حكومة.

ويعتبر المعترضون ان وزراء كتلة الاصلاح والتغيير يختارهم الجنرال من اليساريين سابقاً او من احزاب الحركة الوطنية، وان اهل اليمين في التيار هم «مضمونون في الجيبة» لا تعوزهم حقيبة للاستمرار او للبقاء، لاجل ذلك، حصل الاستثناء في اختيار الرجل الصناعي المناسب في السياحة، حيث تنتظره «خبراته» الاقتصادية اثناء لقاءاته السياحية مع جمعيات المهرجانات اواثناء معالجته شؤون «ماراتون» بيروت السياحي.

ولان مقولة الجنرال الرجل المناسب في المكان المناسب، جاء «الاستثناء» ليلغي هذا الشعار ويضع الخبير المالي والاقتصادي شربل نحاس في الاتصالات، ولم تشمل خيرات هذا الاستثناء النائب آلان عون المهندس والخبير في شؤؤن الاتصالات، لان الجنرال قرر فصل النيابة عن الوزارة، لكن يسأل المعترضون: لو فاز جبران بالمقعد النيابي لكان الاستثناء جمع النيابة بالوزارة. ينتهي الحوار والوقت المخصص ولا ينتهي الكلام الاعتراضي، تسأل عن ماهية المتكلمين وصفة الاوساط المعترضة، فيأتي الجواب واحداً: معترضون آمنوا ولا يزالون ان في التيار قوة، لو احسن القيّمون على ادارتها، لتعملق تيارنا وطهّرنا فعلاً العمل السياسي في لبنان من الادران...

 

الحوثيون إيرانيون أم مجرد دعاية؟

١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩

عبدالرحمن الراشد/الشرق الأوسط

بعيد قمة قادة مجموعة الدول الثماني استضيف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في واشنطن، من قبل الرئيس الأميركي. خلالها اطلع الرئيس صالح على ما جمعته المخابرات الأميركية، وتحديدا حول ما سمي بحركة الشباب المؤمن التي يديرها حسين بدر الحوثي، الذي قيل إنه كان يحرض اليمنيين على القيام ضد القوات الأميركية مدعيا أنها تستعد لغزو اليمن. وذكر التقرير علاقة زعيم الحوثيين بالإيرانيين وأنها قديمة، حيث أقام في إيران ثلاث سنوات ما جعل الجماعة محل شبهة، عززتها أدبياتها السياسية ونشاطاتها العسكرية على الأرض. هذه الرواية كأنها حديث الليلة، لكن معظمها في الواقع تقرير إعلامي نشر في يوليو عام 2004. فهل يعقل أننا، وبعد خمس سنوات، عاجزون عن فهم كنه الحوثيين وأن هويتهم لغز غامض. فالروايات حولهم متضاربة، واحدة بأن الجماعة حركة تابعة للإيرانيين غرست في صدر اليمن وفي خاصرة السعودية. ورواية أخرى تقول إنها حركة محلية وطنية على خلاف مع النظام اليمني، ولا صلة لها بإيران، وأن الحكومة اليمنية هي التي تروج لقصة علاقة الحوثيين بإيران حتى تحصل على دعم دول، مثل الولايات المتحدة والسعودية، للتخلص من الحركة المتمردة بعد أن عجزت عن هزيمتها خمس سنوات من القتال المستمر.

وقد لا يكون ما تضمنه التقرير صحيحا إلا أن تاريخ النشر يدلل على أن الحوثيين كانوا مشكلة مطروقة قبل أن تكبر المعارك في محافظة صعدة اليمنية، ولاحقا انسكبت على الجانب السعودي، وصارت اليوم قصة دولية. فهل الحوثيون مثل حزب الله وحماس ومقتدى الصدر، جماعات تابعة لإيران، أو متحالفون معها؟ أم أنها بالفعل حركة تمرد محلية، مثل حركات التمرد الأخرى في غرب السودان وجنوبه، وما إلصاق إيران بها إلا جزء من الحرب الدعائية؟

من جانب تبدو الحجة الرسمية اليمنية ضعيفة. أحد المسؤولين أجاب مرة عندما قيل له إن الأميركيين غير متأكدين من أن الحوثيين إيرانيو التبعية، قال، إنهم يعلمون بدليل أن الحوثيين يجاهرون بعدائهم ويقولون علانية بالموت لأميركا وإسرائيل. طبعا كل من يعيش في منطقتنا العربية يعرف أن هذا شعار شعبوي يقوله الجميع، وفي أحايين كثيرة يردده حتى حلفاء أميركا. أي أنه ليس برهانا ضد الحوثيين أو غيرهم. مع هذا فإن بصمات إيران موجودة في الفكر الحوثي الديني، والأيديولوجي السياسي، وفي نشاطات الجماعة وقد لا تثبت أنهم تابعون لإيران إنما يكفي التشكيك في موقفهم السياسي. وفي رأيي أنه حتى لو لم يكن للحوثيين صلة بإيران وأن السلطة اليمنية تتعمد «تشويه» سمعتهم، فإن مبدأ رفع السلاح للتعبير السياسي أمر مرفوض، وما لم يقمع سينشر الفوضى في اليمن. واليمن، رغم أمراضه السياسية والإدارية العديدة، فيه هامش لا بأس به من حرية التعبير والاعتراض والاحتجاج والانتخاب. وأعتقد أنه كان بإمكان الحوثيين محاصرة خصومهم في النظام بدون إراقة كل هذه الدماء البريئة.

والحقيقة لا ندري ما الذي فاعِله الرئيس صالح حيث تضيق على سلطته الدوائر. فهو يحتاج اليوم إلى مشروع وطني، أكثر من الخطب السياسية، ويحتاج إلى كسب خصومه الذين لم يرفعوا السلاح، في صنعاء والجنوب والشمال، أهم من كسب سلاح المعركة ضد الحوثيين. هؤلاء اليمنيين أجدر باهتمامه ولو خسر المزيد منهم لن يربح معركته ضد الحوثيين.

المصدر : الشرق الأوسط

 

أهمية الورقة السورية

١٥ تشرين الثاني ٢٠٠٩

طارق الحميد/الشرق الأوسط

لا يهم إذا كان دخول فرنسا على العملية السلمية، وتحديدا السلام السوري الإسرائيلي، عقابا لتركيا أو لا، المهم هو المضي في عملية السلام، وإنجاز السلام بين دمشق وتل أبيب، وهذا أمر سبق أن كتبنا عنه مراراً، وليس الهدف تجاهل المسار الفلسطيني، بل إن سلاماً بين سوريا وإسرائيل سيعزز من فرص السلام الفلسطيني الإسرائيلي.

أهمية السلام بين سوريا وإسرائيل تكمن في عدة نقاط، تصب في مصلحة المنطقة، وعملية السلام برمتها؛ أولاها استعادة الجولان مما سيعزز مصداقية العملية السلمية، ويجعل لدمشق دوراً إيجابياً في المنطقة، لأنها ستكون حريصة على دعم الاستقرار بكل مكان، وبطرق عملية، وليس بالشعارات.

وهذا يعني كسب سوريا ووضعها مع مصر والأردن في مسار واحد تربطه المصالح، فهي دول المواجهة، وستكون أيضا دول السلام، مدعومة بدول التضامن، أو قل العقلانية السياسية، أي دول الخليج، وعلى رأسها السعودية بما تمثله من ثقل ومكانة صاحبة مبادرة السلام العربية.

كما أن إنجاز السلام السوري الإسرائيلي سيسهل ترسيم الحدود السورية اللبنانية، مما ينهي إشكالية مرجعية المناطق التي تحتلها إسرائيل بلبنان، وبالتالي فعند انسحاب الإسرائيليين من تلك المواقع تكون حجة سلاح حزب الله قد نزعت، وهذا أمر في غاية الأهمية.

هذا يعني انتزاع فتيل أزمة، بل قل قنبلة، على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كما أنه يعني إزالة معوق رئيسي من معوقات السلم الاجتماعي، والاستقرار، في لبنان، فحينها سيكون من مصلحة دمشق استقرار لبنان وإبعاده عن المناورات الإقليمية، خصوصا أن لدى سوريا سلاماً منجزاً تريد أن تحافظ عليه، ويكفي أن دمشق نجحت في الحفاظ على الهدنة مع إسرائيل طوال ثلاثين عاما، فمن باب أولى أنها ستحافظ على السلام أيضاً، وهذا يصب بمصلحة المنطقة، واستقرارها.

يبقى أمر آخر وهو القضية الفلسطينية؛ ففي حال إنجاز السلام بين دمشق وتل أبيب، ستكون المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية من مصلحة دمشق، بل ومن أجل أمنها القومي، وحينها سنرى إن كان لدمشق دور مؤثر على حماس، أم أن خالد مشعل سيغادر للإقامة في طهران، ووقتها تحسم الأمور، فإن ذهب مشعل لإيران سيكون قد أحرق كروته العربية، أو أنه سيعود للبيت الفلسطيني، وحينها تنطلق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأخيرا يبقى الملف الإيراني، والتدخلات بالمنطقة، وفوائد السلام السوري الإسرائيلي أنه سيخرج دمشق من المنطقة الضبابية، لأن مصلحتها ستكون في دعم الاستقرار بالمنطقة، من لبنان إلى العراق، وحينها سيكون لزاماً على السوريين أخذ مواقف واضحة، وهو أمر صعب فعله اليوم، ولا تلام دمشق على ذلك.

النقطة الأخيرة هنا هي أنه من أجل إنجاز السلام السوري الإسرائيلي، فمع الاحترام للدور الفرنسي، فإن الأقدر على ذلك هو واشنطن وليس باريس، وإذا أراد أوباما إنجاز سلام حقيقي في المنطقة فعليه أن يبدأ من سوريا، وعلى واشنطن أن تباشر هذا الأمر بنفسها، فمن هناك ستكر السبحة كما يقال.

المصدر : الشرق الأوسط

 

 الوزير عبود: البطريرك صفير فوق كل الاعتبارات والمسيحيون لا يستطيعون الحديث الا عن الديموقراطية التوافقية

وطنية - دعا وزير السياحة فادي عبود في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، الى فصل الشأن الاقتصادي عن السياسة، لافتا الى ان الحكومة تحتاج اشخاصا من جميع الفئات.

ونفى الوزير عبود ان يكون العماد ميشال عون قد سماه ارضاء للقوميين، موضحا ان علاقته بالقوميين علاقة واضحة للعيان وهي علاقة عائلية. واشار الى ان المعارك على الحقائب الوزارية مشهد من فيلم كامل لا يعبر عن تعامل ديمقراطي، داعيا اللبنانيين الى اعطاء الحكومة الجديدة فرصة لاثبات قدرتها على العمل. وشدد على ان الفكرة الاساسية هي النجاح في الحكومة، مؤكدا محاولة اقناع الجميع بصوابية الحوار وحتى المقاتلة في السياسة وتجنيب الاقتصاد لمصلحة الجميع. ونوه بكلام رئيس الحكومة سعد الحريري منذ بدء عملية التأليف، ورأى فيه روحا جديدة وتفكيرا جديدا، مشيرا الى ان الموضوع الاقتصادي موضوع حيوي لدى فريق الرئيس الحريري. وعزا نظرته التفاؤلية الى اشارات كل من الرئيس الحريري والعماد ميشال عون الذي أكد على سياسة القلب المفتوح والعقل المفتوح والعمل وليس المناكفة. وشدد الوزير عبود على ان الرئيس سعد الحريري اصبح مؤمنا بان مستقبل لبنان اصبح مرتبطا بكبح جماح الفساد. وقال: "ان موضوع الفساد متشابك ببعضه البعض"، متحدثا عن مبلغ ثلاثة ملايين دولار في اليوم ومليار دولار سنويا في كل القطاعات، لافتا الى ان الجواب في باريس 3. واشار الى انه من مؤيدي باريس 3 وسياسته الاقتصادية، متحدثا عما اسماه مجلس التنافسية الذي يمنع حق قيام الوزارة بالآلية، مشددا على ان لهذا المجلس صلاحية واحدة وهي كتابة آلية العمل وهنا يسكن الشيطان. ووصف وزير السياحة الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالساحر، مؤكدا انه كان يتمتع بامكانات لم يكن يتمتع بها احد في العالم ان كان بسرعة التنفيذ او بنظرته للوضع في بيروت. واعلن انه لم يُعتمد حرف واحد من مشروع الوزير الشهيد بيار الجميل وقد تم اطلاقه برعاية رئيس الحكومة معتبرا ان القطاع الصناعي مضطهد.

وشدد الوزير عبود على ان المسيحيين في لبنان لا يستطيعون الحديث الا عن الديمقراطية التوافقية واذا لم تكن كذلك ستكون عددية. وقال: "في بلدنا التوافق اساس" .

وشدد على ان البطريرك صفير فوق كل الاعتبارات، رافضا تأييد الكلام حول حماية البطريرك صفير للفاسدين، متمنيا عليه الا يسمح لاحد ان يوجه له اي كلام لانه فوق المواقف السياسية. وحول البيان الوزاري انطلق من تبشير رئيس الجمهورية ومن ردود فعل الوزراء، مؤكداً ان الجميع آتٍ للبناء، مبدياً اعتقاده بعدم وجود تغيير عن البيان الوزاري السابق.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الأحد في كنيسة الصرح في بكركي: عماد يسوع ودعوة رسله الأولين وأعجوبة قانا تدعونا الى أن نكون أوفياء لنعمة العماد وإلى الاقتداء بمثل الرسل والفرح مع الفرحين

النائب عدوان: بقدر ما تسير الحكومة باتجاه خطة متكاملة بقدر ما نحن سنؤيدها نحن والكتائب حلفاء ويربطنا الكثير من المواقف والقضايا الوطنية وسنبقى كذلك

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الأحد في كنيسة الصرح في بكركي، عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري في حضور قنصل لاووس جاك حكيم والعديد من الفاعليات السياسية والحزبية والاجتماعية والإنسانية والنقابية.

بعد الإنجيل ألقى البطريرك صفير عظة تابع فيها الحديث عن يسوع كما جاء في كتاب الكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك وهو يتحدث عن عماد يسوع وعن الدعوة الأولى للرسل وعرس قانا الجليل، وجاء في نص العظة:

"أسرع في اتجاه اليهودية، وتقدّم نحو منطقة الأردن، بالقرب من بيت عنيا ، حيث كان ينتظره أصدقاؤه الأول. وبيت عنيا هذه هي غير بيت عنيا حيث سيعبده آخر أصدقائه ، قبل مجيء ساعة الظلام. وهل كان يسافر وحده، أم صحبة ناصريين آخرين جذبهم عماد يوحنا؟ وكان يعرف عن ظاهر القلب تلامذة المعمدان ، الذين أتوا من بيت صيدا الى بيت عنيا، وكان سيجتذبهم اليه من يوحنا سابقه، ما ان رأوه ، وكان من بينهم أحبهم الى الجميع : ابن زبدى...

ولكن يوحنا المعمدان كان وحده ، عندما اقترب منه يسوع ، ولم يكن يعرفه بعد. ولم يهتف الا لاحقا: "هوذا حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم". كان يسوع قد أتى ليخضع لطقس العماد كغيره من الأسرائيلينن الأتقياء، وكما لو أنه كان ملطّخا بالخطايا التي كان عليه أن يغسلها. وكان على ابن الأنسان أن يقوم بحركة أولى ، وأن يتعالى فوق هذه البشرية التي كان فيها، منذ ثلاثين سنة، مكفّنا اكثر من الحبة في التراب ، ومختبئا أكثر مما هو مختبئ اليوم في الأفخارستيا. ولم يكن له أن يصعد الى تلّة ويهتف:" أنا هو المسيح، ابن الله، " وخلع ثيابه، ليدخل في الماء، ، على الرغم من ممانعة يوحنا الذي كان عليه أن يرغمه على ذلك. وحينئذ ظلّّله الروح بجناحيه بصورة ظاهرة، وقد ارتعش ظلّه، قبل ثلاثين سنة، فوق العذراء لتلد. وسمع يوحنا المعمدان صوتا ( وربما سمعه سواه أيضا) يقول: " أنت ابني الحبيب.. . " وانسحب ابن الانسان حينئذ الى البرية حيث كان الشيطان يطوف ويقلق هذا المجهول المخيف".

أضاف: "الدعوة الأولى. بعد صيام دام أربعين يوما وتأمّل، اذا به يعود الى مكان عماده. وكان يعرف مسبقا لأي لقاء: " حمل الله ! " قال النبي عندما رآه يقترب، ( ودونما شكّ بصوت منخفض...) . كان هذه المرّة اثنان من تلاميذه بالقرب منه. فنظرا الى يسوع. وكانت هذه النظرة كافية : فتبعاه الى حيث كان يقيم. وكان أحدهما اندراوس ، أخو سمعان،: وكان الآخر يوحنا، ابن زبدى. ونظر اليه يسوع فأحبّه..."وان ما كتب عن الشاب الغني الذي كان عليه أن يبتعد وهو حزين ، انما هو هنا مضمر. وماذا فعل يسوع ليمسك بهم؟ " ورأى أنهم يتبعونه، فقال لهم:" عمّ تبحثون.؟ فأجابوا: " ربي، أين تقيم"؟ فقال لهم: تعالوا وانظروا وذهبوا ورأوا حيث كان يقيم ومكثوا عنده ذلك اليوم. وكانت الساعة نحو العاشرة. وهذا النص هو مؤثّر اكثر من أية عبارة مباشرة من يسوع. المكان الذي يقيم فيه؟ الصحراء الملأى بالحجارة التي حضّه الشيطان على تحويلها خبزا. وان ما صار تبادله في هذا اللقاء الأول ، في فجر بيت عنيا، انما هو سرّ محبة غير بشرية، لا يعبّر عنها. وقد بدأت النار المشتعلة تنتشر ، وتقفز من شجرة الى شجرة، ومن نفس الى نفس: ونبّه أندراوس أخاه الى أنه وجد المسيح واصحطب الى الصحراء سمعان الذي، دعاه يسوع منذ ذلك اليوما الصفا".

وتابع: "وفي الغد، امتدّ الحريق ووصل الى فيلبوس ، وهو رجل من بيت صيدا، وصيّاد بحيرة طبريا، كما كان أندراوس وبطرس. وان الكلمة والأشارة التي تشدّه الى المسيح تبقى بالنسبة الينا مجهولة. ولكن اللهيب قفز من فيليبس الى نتنائيل . وهذه الشجرة الجديدة لا تشتعل بسرعة، لأن نتنائيل ضالع من الكتاب ويحتج بقوله أن ما من شيء صالح يمكنه أن يخرج من الناصرة. فاجابه صديقه ببساطة :" تعال وانظر".

هل كان ذلك كافيا لنفس معدّة لكي ترى يسوع لكي تتعرّف اليه؟ لا ان يسوع عينه أعطى علامة ؛ والعلامة التي أعطاها عمانوئيل هي العلامة عينها التي أقنعت المرأة السامرية: " من أين تعرفني؟" سأل نتنائيل بلهجة حذر. قبل أن يدعوك فيليبس، عندما كنت تحت التينة، رأيتك". وردّ نتنائيل بقوله:" أنك أنت ابن الله". وكان من الأهمية بمكان الاّ ينكشف العمل السرّي الذي تمّ تحت التينة . وان ما اكتشفه نتنائيل هو أن دخيلة نفسه تجلّت لهذا الرجل. فشعر بأنه منفتح عليه. كما لو كان كآخرواحد منا اليوم أيضا، وقد صعقه الأقرار بخطاياه واتجه وجهه الى القربانة. وهذه العلامة التي تحمل الكائنات البسيطة البعيدة عن التصنّع،الى أية خليقة لم يجد بها المسيح في حال حياته القابلة للموت على الأرض؟ ذلك أنه يجيب الى أفكارالكتبة والفريسيين الخفية ، غير أنهم ، دون أن يقرعوا صدورهم، لم يروا في ذلك سوى حيلة من بعل زبوب. وان ايمان نتنائيل الوضيع، أكثر من عدم ايمانهم، أثار عجب المسيح الذي نتخيل ابتسامته عندما قال له:" لأني قلت لك اني رأيتك تحت التينة ، آمنت! ولكنك سترى أمورا أكبر من ذلك..."

وقال البطريرك صفير: "ربماعندما تمّ هذا اللقاء مع نتنائيل ، كان يسوع قد ترك الصحراء حيث صام طوال أربعين يوما، وتلقى ضربات الشيطان الخبيث. وصعد نهر الأردن من جهة اركيلايس وسكيتوبوليس ، فبلغ بحيرة طبريا وبيت صيدا، وطن تلاميذه الذين اجتذبهم اليه من يوحنا. وليس ذلك لأن ساعة التخلّي التام قد دقّت، بالنسبة اليهم، فان شباكهم وقواربهم ستمسك بهم بعض الوقت أيضا. وليس هذا سوى دعوة أولى.

وما من شيء ينيرنا بالنسبة الى مشاعر يوحنا السابق الذي تركه تلامذته، سوى ربما بعض العداء الذي سيظهر قريبا في محيط يوحنا بالنسبة الى تلاميذ يسوع. غير أن ابن الأنسان الذي يأتي كالسارق لا يدير رأسه نحو الذين يتركهم في وحدتهم، بعد أن يكون قد خطف منهم كائنا عزيزا. ان نعمته تفعل في خفية القلوب، التي يكون قد حرمها ابنا ، او ابنة . وان تعزياته تفيض بطرق أخرى غير تلك التي هي بالنسبة الينا عادية. وما من شيء غريب عنه اكثر من الاحتجاجات، والأعذار، والدموع : وخلال تسعة عشر قرنا لا طعم لها، يجب بلوغ هذا الرجل اليهودي الذي لا شفقة عنده عذبة، والذي أتى ليفصل ، على ما يقول هو عينه، وهذا ما يصرّ عليه للوهلة الأولى ، فيما الله ( ظاهرا) لا يهمه هذا التائب ، هذا المعمدان الذي يحرمه أعزّ أصدقائه. وقد جاء لينادي على السطوح : أنه لم يأت ليحمل السلام بل السيف، وهو يطلب أن يفضّل على أقرب الأنسباء،. وهو سينادي على السطوح: أنه لا يأتي بالسلام، بل بالسيف، ويطلب بأن يفضل على أقرب الأهل، وحتى على معلم كيوحنا السابق، وأنه يجب تركهم لاتباعه".

وعن قانا قال البطريرك صفير: "وهذا اليسوع الذي أصفرّ لونه من جرّا الصيام ، والصراع مع رئيس الملائكة، والذي كان يتبع نهر الأردن، قد وصل الى بحيرة طبريا مع أصدقائه الجدد. وكان أحدهم يوحنا، ابن زبدى الذي كان أعز من سواه، وبعدئذ أندراوس ، وسمعان، وبطرس، ونتنائيل ( المدعو أيضا برتلماوس). ان كلا منهم عاش لأول مرة هذه المأساة التي أدخلها يسوع الى العالم، والتي تمثّل اليوم حيثما يتمجّد اسم يسوع: الدعوة، النداء، وكفاح الفقراء المنخرطين في الحياة، والذين تربكهم آلاف الحبائل، وتقيّدهم خاصة روابط الدم التي تقيّد القلب، والمحكوم عليهم بطهارة تثير الاعجاب. ولكن على شاطئ البحيرة، كان هؤلاء الرجال سعداء بأن يكونوا وحدهم مع المسيح. وما من أحد بينهم وبين المعلّم الذي يجذبهم اليه ، بامكانه أن يقوم مقام النعمة.

ان يسوع لا يستعجلهم . فهو قد تركهم لفترة من الوقت مع عيالهم، ومهنتهم. وهو قد انضمّ الى أمّه في بيت الناصرة. وسيكونون معا في قانا، في الجليل، حيث كان الرسل مدعوين الى، قبل بقليل، أن يتركوا كل شيء ليتبعوه".

أضاف: "ان أول اعجوبة أتاها يسوع تمّت في الاحتفال باتحاد جسدي، في وسط عرس ساده الفرح بحيث ان الخمر اعوزتهم واضطرّ الى تحويل الماء في ستة أجاجين من حجر معدّة للتطهير. "وأظهر مجده، كتب يوحنا ، وآمن به نلآميذه وقد أتمّ هذا العمل من أجلهم لكي يعدّهم للأجابة كل الأجابة باعطائهم ذواتهم كليا لدعوة ثانية، وقد اتخذ قصده باجتياز كل العقبات ، والجلوس الى كل الموائد : لأنه قد أتى من أجل الخطأة ومن أجل الذين يهلكون. لقد ابتدأ ت الفضيحة في قانا، وستستمرّ حتى بيت عنيا، الى المسحة الأخيرة. ان هذا الرجل الذي يقول انه ابن الله يختلط كل يوم بالعشّارين، والعاهرات، والخلعاء، وحثالة القوم. وفي قانا، كان هناك أناس ماجنون لا يحرمون نفوسهم من المزاح والضحك. ودعا رئيس المحفل العريس وقال له:" كل من الناس يشرب أولا الخمرة الجيّدة، وبعد أن يكونوا قد أكثروا من الشراب، يقدّم الخمرة الدون، ولكنك أنت احتفظت بالخمرة الجيدة الى هذه الساعة". ويستحيل الشك في أن الست أجاجين من حجرقد فرغت في عرس قد استهلك الكثير من الخمر. وربما سأل غير واحد يسوع من الذين لم يشربو ا، وهوسؤال فيه مكر غالبا ما ردده الفريسيون في أقوالهم: " ان تلاميذ يوحنا يصومون، ولماذا تلاميذك لا يصومون؟" غير أنه ابتسم وصمت لأن ساعته لم تأت بعد".

وتابع: "وبعد, كما أخبر عن ذلك، كان نتنائيل شاهدا لأعجوبة ادعى الى العجب مما رأى في بيت عنيا: ما ذا بامكان ابن الانسان أن يفعل بعد ذلك؟ وعندما يؤكّد أن الخمرة هي دمه، وان الخبز هو جسده، فالذين كانوا في قانا لا يتردّدون كثيرا لتصديقه. وهذه الأعجوبة الأولى التي هي ظاهرا أقل ما تكون "روحية"، ستذهب بهم دون علم منهم، وتدخلهم في سر لا يمكنهم أن يتمثلوه". وختم البطريرك الماروني: "عماد يسوع في نهر الأردن، ودعوة رسله الأولين، وأعجوبة قانا الجليل بتحويله الماء خمرا: هذه الأمور الثلاثة حدثت في أوائل حياة يسوع العامة. وهي تدعونا الى أن نكون أوفياء لنعمة العماد الذي تلقيناه، وإلى الاقتداء بمثل الرسل الأولين الذين لبّوا طائعين دعوة السيد المسيح اياهم الى اتباعه والتخلّي عن كل ما لهم من شؤون الدنيا، والى الفرح مع الفرحين ،ذلك أن أهل العرس لا يليق بهم أن ينوحوا ما دام العريس معهم".

استقبالات البطريرك صفير

وبعد القداس، استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير للصرح البطريركي المؤمنين المشاركين في القداس، أبرزهم: رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان -الفتوح قنصل لاووس جاك حكيم الذي أشار بعد اللقاء الى انه نقل الى غبطته الاجواء التفاؤلية التي تسود انتخابات جمعية التجار في جونيه اليوم، وقد أثنى غبطته على هذه الاجواء متمنيا ان تعم الناس جميعا، رئيس جمعية الام هيلانه الاجتماعيةالدكتور جهاد طربيه الذي وضع غبطته في برنامج عمل الجمعية والخدمات التي تقوم بها على الصعد الانسانية والحياتية، المهندس جو صوما، ثم عضو الكتلة الوطنية نخله اده، المحامي انطون زخيا صفير.

النائب عدوان

وظهرا،استقبل البطريرك صفير نائب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية النائب جورج عدوان الذي قال بعد اللقاء:" نحن اليوم ندرك اننا امام تسوية كنا نتمنى ان تعكس نتائج الانتخابات بصورة حقيقية، وبأفضل مما جرى على تشكيل الحكومة، انما في هذه التسوية أعطينا الاولوية كي لا تبقى البلاد دون حكومة، وكي نحاول مرة اخرى العودة الى المؤسسات الدستورية، وكي لا يبقى فيها فراغ.

ورأى النائب عدوان ان "التسوية يمكن ان تذهب الى "محلين" بداية للاتعاظ من تجارب الماضي، وندرك ان لا حل لنا الا في قيام الدولة وقيام المؤسسات، كما يمكن لهذه التسوية ايضا ان تستمر في تفتيت المؤسسات. لاننا كنا، نعيش تفتيتا للمؤسسات الدستورية وكنا نعيش يوميا انتهاكا للدستور، والغاء بشكل مبطن للديمقراطية ولنتائج الانتخابات، نحن اليوم على هذا المفترق، وما استطيع قوله اننا كقوات لبنانية، بقدر ما تكون هذه التسوية معبرة عن طموحات شعبها وفي اتجاه بناء المؤسسات وقيامها سندعمها، وسنمد يدنا لكل الناس دون استثناء للحلفاء ولغيرهم من هم في الاقلية، انما في الوقت نفسه وبأي شيء من البيان الوزاري لاي عمل حكومي، ولاي عمل آخر في مجلس النواب، يتعارض مع الدستور وبناء المؤسسات او مع قيام الدولة سنعارضه وبكل صلابة، لاننا مؤتمنون على قيام الدولة وعلى الحفاظ على الدستور. لانه حان الوقت لكي تقدم الدولة للمواطن أمنه واستقراره وبحبوحته الاقتصادية، فنحن هنا، ولا يمكننا ان نحكم على هذه التسوية الا بالتجربة".

أضاف:" نحن ذاهبون الى كل التجربة بانفتاح، وفي نفس الوقت بكل حذر ومراقبة لكي لا نتركها تنزلق وتستمر في عملية تفتيت الدولة".

سئل:بالامس نعيت الحكومة قبل ان تبدأ بعملها؟

أجاب:" انا لم أنع الحكومة، لكنني قلت بان هذه الحكومة لم تأت مجسدة لطموحات اللبنانيين، فنحن اليوم علينا مسؤولية الحديث بالامور كما هي، نحن اليوم امام حكومة بدل ان تكون في اول الطريق لانها حكومة ائتلاف - وضعت بنود هذا الائتلاف واتفقت عليها لكي تأتي كوحدة متكاملة، شاهدنا خلال الخمسة اشهر الماضية شيئا معيبا من التنازع على الحقائب والحصص وكأن كل وزير آت ببرنامجه وكأننا امام 24 وزارة وكل وزير يحاول تطبيق سياسة حزبه في وزارته، فالحكومة هي كل وهي وحدة متكاملة ومشروع لبناء وتنفيذ خطة متكاملة، فبقدر ما تسير الحكومة باتجاه خطة متكاملة بقدر ما نحن سنؤيدها، وبقدر ما تستمر في الشرذمة وكل وزير سيتمترس وراء وزارته بقدر ما نحن لا نستطيع تأييدها".

سئل: ما هو مصير 14 آذار التي تتفكك تباعا؟

أجاب:" نحن نصور للناس 14 آذار وكأنها مجموعة سياسيين او احزاب او قيادات، فهي مشروع الناس بالحرية والوطن والدولة وان يروا بلدهم ينعم بالاستقرار ويستطيعون العيش فيه بأمان، فهذا المشروع مستمر ببعض الاحزاب والقيادات ومن دونها، فهذا المشروع سيستمر بارادة الناس الذين خلقوا 14 آذار وهم مسؤولون عنها، ونحن كقوات لبنانية سنستمر بهذا المشروع حتى ولو بقينا لوحدنا وسننتصر لانه مشروع شعب يتوق نحو الحرية وليس مشروع حزب او قيادة او شخص معين".

سئل: هل يمكن ان تزور القوات سوريا خصوصا بعد زيارة الرئيس الحريري والوزير جنبلاط؟

أجاب:" نحن نريد افضل العلاقات بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وعندما يزور الرئيس الحريري سوريا يزورها بصفته رئيسا للحكومة، واي تأييد منا لاي زيارة يجب ان تكون زيارة بين مسؤول لبناني ومسؤول سوري للبحث في أجندة تتعلق بعلاقات الدولة اللبنانية بالدولة السورية، القوات اللبنانية تدعم الحكومة وتؤيد زيارة اي مسؤول يذهب باسم لبنان، ففي الماضي عانينا كثيرا من علاقة سوريا بأطراف لبنانيين فلن نشجع ولن نكون من الاطراف الذين يريدون بناء علاقة كطرف مع سوريا، فنحن مع بناء علاقة بين الدولتين ونحن وراء الدولة اللبنانية بأفضل علاقة مع الدولة السورية".

سئل: هل ستقبلون بنفس البيان الوزاري السابق؟

أجاب:" البيان الوزاري السابق كان يتضمن جملا كل واحد يشرحها كما يرتاح، فنحن لا نستطيع الاستمرار بهذا الايهام، وبالنسبة لسلاح حزب الله موقفنا واضح، فنحن نعرف بان هناك انقساما بين اللبنانيين وخضنا الانتخابات على اساس مشروعين نقيضين بالنسبة لما يتعلق بالسلاح، اللبنانيون غير متفقين على هذا الموضوع بل على ان هذا السلاح يتم بحثه في هيئة الحوار ولسنا متفقين عليه، ولكن من الآن حتى نتفق عليه، يجب ان نكون متفقين بان قرار الحرب والسلم هو في الحكومة اللبنانية والقرارات الدولية وعلى رأسهاالقرار 1701 يجب ان تنفذ، وهذا هو الاطار الذي نتعاطى فيه مع قصة سلاح حزب الله".

سئل: في حال لم يتضمن البيان الوزاري ما تطالبون هل تنسحبون من الحكومة؟

أجاب:" كلا لن ننسحب لاننا جميعا يعرف انها حكومة ائتلاف وهناك الكثير من النقاط غير متفق عليها في هذه الحكومة لانه كان يجب بحث الائتلاف قبل تشكيل الحكومة فاليوم نبحثه بعد التشكيل وهذا خطأ، فنحن مثل غيرنا نبقى في الحكومة انما نعلن عدم موافقتنا بكل وضوح على اي موضوع لا يتلاءم مع طرحنا ومشروعنا والاهم مع الاسس التي على اساسها ترشحنا امام الناس ونلنا ثقتهم وسنحافظ على هذا المشروع".

سئل: لم نلاحظ دفاعا شرسا من قبلكم عن حلفائكم حزب الكتائب بالنسبة للحكومة؟

أجاب:"الكتائب على حق بالاستياء الذي أظهروه من طريقة التعاطي معهم، ونحن لا نحبذ هذه الطريقة ونستنكرها في التعاطي مع حزب من اكبر الاحزاب المسيحية، نحن والكتائب حلفاء ويربطنا الكثير من المواقف والنظر لكل القضايا الوطنية وسنبقى كذلك".

سئل: هل لاحظتم كقيادات في 14 آذار انزعاجا من شعبكم للتسوية التي حصلت؟

أجاب:" بكل تأكيد، الناس غير راضون عما يحصل، وطموحات الناس الذين ذهبوا للانتخابات ولكن في العمل السياسي هناك تفاعل وفي بعض الاحيان تحصل تسويات، وانا قلت اننا امام تسوية وعلينا محاولة ان تذهب هذه التسوية مجددا نحو طموحات شعب 14آذار".

سئل: الى متى سيبقى هذا البلد في مهب التسويات؟

أجاب:" سيبقى في مهب التسويات حتى يدرك جميع اللبنانيين، نحن كان لدينا فرصة في العام 2005 بعد الانتهاء من الوصاية السورية لصياغة قرار لبناني مستقل وحر وهذا لا يعني الخروج عن قضايانا العربية ولا عن الوضع الدولي، ولكن هذه الفرصة لم تحقق اهدافنا، آمل ان تكون التجارب التي تحصل اليوم تؤدي الى عودة اللبنانيين الى المعرفة ان التسوية الكبرى هي التي تحصل بينهم كلبنانيين وكل مرة يدخل اي خارج على هذه التسويات سواء كانت سوريا او السعودية او اميركا او فرنسا، لا تأخذ في عين الاعتبار مصلحة لبنان بقدر ما يأخذوها اللبنانيون بين بعضهم البعض، فكل هذه التجارب موضوعة بين ايدي اللبنانيين ليجلسوا بكل مسؤولية وينظروا الى تسويات تخدم مصلحتهم ومصلحة بلدهم والاهم تخدم مصلحة المواطن، لاننا دائما نشعر ان المواطن غائب عن كل التسويات والحصص و"التانتشات"، فهناك عجقة السير والسرقات والقتل، فكيف ستستمر هذه الدولة وستعود الى فرض هيبتها، واليوم يجب ان ندرك من دون ان نختبىء وراء اصبعنا، اننا امام دولة فاقدة هيبتها والمطلوب اليوم ان تستعيد الدولة هيبتها وان نكون جميعا بتصرفها".

سئل: هل تتوقع انجاز البيان الوزاري قبل عيد الاستقلال كما تمنى رئيس الجمهورية؟

أجاب:" انا أفضل ان يكون هناك بيان وزاري مقتضبا جدا يقول الاشياء باسمائها واذا كان هناك امور غير متفق عليها يجب ان تكون واضحة اننا غير متفقين عليها، واعتقد انه حان الوقت لكي نطرح مشاكلنا بكل تجرد، فما المشكلة اذا كنا مختلفين على نقطة وأجرينا بحثا فيها، فلا يجوز ان تكون البيانات الوزارية فضفاضة او ملتبسة وليس معروف اولها وآخرها، واذا استطعنا هذه المرة التقدم الى اللبنانيين بعدد من الصفحات عما يمكن أنجازه وعن كيفية حل المواضيع المختلف عليها بكل وضوح وشفافية نكسب عند المواطن مصداقية كنا فقدناها جميعا في الاشهر الماضية من خلال التجاذبات التي ظهرت وكأن هم السياسيين التجاذب على حصص وعلى حقائب".

 

وهاب خلال جولة على مراجع روحية:امام الحكومة بندان اساسيان تعزيز العلاقة مع سوريا وحماية المقاومة

الدروز يطالبون بتطبيق الطائف لجهة إنشاء مجلس للشيوخ

الشيخ الغريب: لبنان ليس جزيرة فاما سوريا او البحر

وطنية - أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب انه "رغم عدد من الشوائب التي شابت تشكيل الحكومة وبأكثر من ناحية، لكن الجيد انها قد تشكلت وعليها ان تتطلع بالدور المطلوب منها بعد نيلها الثقة وأهمها أن تتفرغ للاهتمام بالقضايا المعيشية وبقضايا الناس المطلبية، بالاضافة الى البندين الاساسيين وهما العلاقة مع سوريا، والتي يجب ان تكون على افضل حالتها، وبند سلاح المقاومة الذي يتوجب على الحكومة ان تعمل على دعم وتعزيز قدراتها في وجه الجنون والعنجهية الاسرائيلية، وما يمثله الفريق الذي يحكم في الكيان الغاصب".

كلام وهاب جاء خلال جولة قام بها يرافقه وفد من مشايخ هيئة العمل التوحيدي وقيادة تيار التوحيد على عدد من المرجعيات الروحية الدرزية، بدأت من منزل المرجع الشيخ ابو سعيد امين ابو غنام في بلدة عرمون، ثم الشيخ ابو صالح محمد العنداري في العبادية، ثم الى منزل الشيخ ابو حمزة اسعد شهيب بحضور المشايخ ابو مسعود هاني شهيب وابو طاهر ريدان شهيب وابو نعيم الفقيه. واختتم الجولة بزيارة الشيخ نصر الدين الغريب في منزله في كفرمتى.

وقال وهاب: "ان زيارتنا الى الشيخ الغريب هي زيارة واجب ونحن نستنير بآرائه ونؤكد على مواقفه الكبيرة والصائبة والتي كانت سنداً اساسياً في عروبة هذه الطائفة ودعم المقاومة ولخط الممانعة".

تابع "خلال هذه الفترة فإن الوضع داخل طائفة الموحدين جيد جداً نتيجة الموقف السياسي لكل قيادات الطائفة من النائب وليد جنبلاط الى النائب طلال ارسلان الى النائب السابق فيصل الداوود الى كل الاخوان الآخرين، وان الموقف السياسي موحد وايجابي للغاية، ويبقى هناك بعض ترتيبات الوضع الداخلي في الطائفة وعلينا ان نعالجها كما عولجت القضايا السياسية في الفترة السابقة بما يضمن ويحفظ كرامات وحقوق الجميع، وصاحب السماحة يمثل خط سياسي ومرجع روحي داخل الطائفة، وهو خط عريض وكبير وعلينا ان نكون الى جانبه كي تصل الامور الى خواتيمها السعيدة". وختم بأننا "سنكون على تشاور دائم مع صاحب السماحة في الايام المقبلة في كل القضايا خاصةً لجهة القضايا الداخلية للطائفة".

الشيخ الغريب

من جهته اكد الشيخ الغريب على "استكمال خطوات المصالحة والتوافق التي بدأت منذ فترة، في داخل الطائفة وعلى مستوى الوطن، وهذه الزيارات التي يقوم بها الى الهيئات الدينية ضرورية في هذه المرحلة، لما نسمع من كافة المسؤولين عن الخصوصية التي تتمتع بها طائفتنا التوحيدية والتي يجب المحافظة عليها. وان هذه الطائفة التي لها تاريخ مشرف في لبنان وخارجه، ومنها من جنح يوماً ولكنه سرعان ما يعود الى الخط والاصول العربية لانها الثوابت الراسخة، وهنا نؤيد هذا التموضع الجديد في الموقف تجاه المقاومة الوطنية وتجاه الموقف العربي الكبير لسوريا الاسد". واضاف "عروبتنا واضحة وتاريخنا ينادينا للاستمرار على النهج الذي نهجه اسلافنا وابطالنا، ولا نعلق على بعض التصاريح من هنا وهناك عن الحرص على مصلحة لبنان والتمسك به دون الالتفات الى المحيط الاقليمي، ولكننا نقول اننا لسنا في جزيرة، ويجب ان نتعاطف مع محيطنا العربي ومع البوابة الوحيدة للبنان والا الى البحر".

واضاف "يجب على المسؤولين وخاصة من رجال الدين ان يعووا هذه الخطورة التي يتكلمون عنها احيانا من ان لبنان يعيش بجناحيه وبكل طوائفه الدينية والسياسية، ويتوجب ان نتفق على مبدأ ان لبنان وطن ناجز ونهائي لكل ابنائه، وليس من خوف على فئةٍ دون اخرى الا بعد اتخاذ المواقف الصعبة والمثير للجدل". وختم "اننا نبارك هذه الحكومة الجديدة ولو كانت تحمل بعض الشوائب، نباركها كي تعمل على مساعدة هذه الشعب المسكين مما يتحمله كل يوم من آلام وان يعيدو الى هذا الوطن استقراره وامانيه".

الشيخ أبو غنام

وخلال زيارته المرجع الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام في بلدة عرمون، وبعد ترحيب من المرجع أبو غنام بوهاب والوفد المرافق، تحدث نجله الشيخ سعيد مرحباً أيضاً، وأكد وهاب أن "وضع طائفة الموحدين الدروز اليوم يتميز بوحدته في الخط السياسي العريض، ولكن لا يمكن لنا أن نكمل بالحجم والدور الذي رسم لنا بعد الطائف، ولن نقبل به كوننا طائفة مؤسسة للكيان اللبناني ولنا حقوقنا التي نطالب بها كاملةً، ولن نقبل بأن تبقى النظرة لنا بأن طائفة الموحدين الدروز يمكن إرضائهم بسهولة فقط، ونحن وعدنا في الطائف بمجلس شيوخ وهذا الأمر نطالب بتطبيقه والى أن يحين ذلك نطالب بوزارات أساسية. واعتقد أن تمثيلنا في الحكومة القادمة يجب أن يكون أفضل رغم أن وزرائنا في هذه الحكومة ممتازون ولديهم القدرات الكافية للقيام بمهامهم، وعسى أن نعوض في المرحلة القادمة عما فاتنا في المرحلة الماضية، والدروز لم يكونوا يوماً عدد بل دور عربي وطني وقومي مقاوم يكبّر حجمنا، وفي تاريخنا دورنا يعظم في هذه البوتقة ومن ضمنها".

 

النائب أبي رميا: لبنان في حاجة إلى ورشة إصلاحية والى ثورة

العماد عون هو مخلص المسيحيين والمحافظ على وجودهم في لبنان والشرق

وطنية - اشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سيمون أبي رميا، خلال تمثيله العماد ميشال عون في العشاء السنوي لهيئة مار مخايل - زحلة في التيار الوطني الحر، الى ان العماد عون هو مخلص المسيحيين السياسي والمحافظ على وجودهم في لبنان والشرق. وأكد النائب ابي رميا أنَّ مشاركةَ التيار الوطنيّ الحر في الحكومة ليست للدخول في جنة السلطة والنفوذ بل هي واجبٌ كياني ووطني وميثاقي، وأن التيار الوطني لن ينغمسَ في الطبقة السياسية المافياوية وسيكون نور الحرية والنزاهة والإخلاص في المجتمع السياسي اللبناني، لافتاً إلى أنَّ لبنان في حاجةٍ إلى ورشةٍ إصلاحية لا بل إلى ثورة. وبعدما ذكَّر بالإنتقادات التي وجهِّت إلى العماد عون بعد زيارته إلى سوريا رأى أن طريق الشام ستستعيد زُحمتها بسبب تهافت الشخصيات السياسية الموالية لزيارتها، مشدداً على أن الفارق كبير بين ذهاب العماد عون برأسٍ مرفوع بعدما قاوم السوريين بشرف وبين ذهاب القوى الموالية إلى أسيادها السابقين. وقال إن بفضل قائد التيار الوطني وحكمته تؤكد نجاح كل الخطوات التي اعتمدها الجنرال بعد عودته، موضحاً ان بعد معركة استرداد السيادة والإستقلال التي توِّجت بانسحاب الجيش السوري في نيسان 2005 بدأ التيار معركة بناء الوطن مع الشركاء فيه من خلال توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله في محطة اولى، أما المحطة الثانية فهي محاربة الفساد واستئصاله من المجتمع السياسي. وقال :" إن لا شيء يجعل التيار الوطني ينكفئ أو يُحبَط وإنه مؤمن أن في 8 حزيران بدأ التحضير في زحلة للإستحقاقات المقبلة لكي تعودَ زحلة عروس البقاع ولبنان والتيار الوطنيّ الحر وتلتزم شعار "الصح" على الرغم من نتيجة الإنتخابات النيابية، موجهاً تحية تقدير لرئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف.

أضاف:" أن التيار الوطني الحر يبقى ملتزماً شعار الجنرال عون الذي رفعه في قصر بعبدا "يستطيع العالم أن يسحقني لكنه لن يأخذ توقيعي" وأن التيار الوطني الحر لم يوقِّع على الرضوخ وصكّ العمالة ، مذكراً بأن الذين كانوا ينتقدون العماد عون والتيار الوطني الحر في فترة الوصاية كانوا ينصحون بإيقاف الحلم بخروج الجيش السوري من لبنان.

سليم عون

ثم تكلَّم النائب السابق سليم عون فشدَّد على أنَّ كلَّ المعارضة وتكتل التغيير والإصلاح يمثلان زحلة على الرغم من أنَّ الشخصيات المعارِضة فيها لم تتمثل في الحكومة الحالية. وأكد أن التيار الوطني الحر سيبقى مع الناس ويعمل في كل الوزارات لكي لا تشعر منطقة زحلة بالحرمان، وقال إننا سنبقى نعملُ من أجل الشعب وكأننا نواب للحفاظ على حقوق زحلة وتحقيق المشاريع التنموية. ورأى عون أن الخطوة الاولى نحو الإصلاح الحقيقي بدأت مع تأليف الحكومة قائلاً إن هذا يؤكد أن ما نطمحُ إليه لا بدَّ من أن نحققه. وحذَّر من المزايدات الإعلامية التي ستتم حول البيان الوزاري لخداع الناس واللعب بمصيرهم ومستقبلهم، معتبراً أن البيان انتهى قبل التأليف، ومشيراً إلى أن من يريد أن يتحفظ على البيان الوزاري لا يمكنه استطراداً أن يمنح الثقة للحكومة ويشارك فيها. ولفت إلى أنَّ بعض القوى استعملت أسلوب المزايدة نفسه في الإنتخابات وهي التي ادعت البطولات الوهمية في الدوحة من خلال إعلانها أنها كانت تبحثُ ملف سلاح حزب الله في حين أن هذا لم يكن صحيحاً. واشار الى ان التيار وحلفاءه في زحلة ينتظرون محطتين، الطعون والإنتخابات البلدية في زحلة إضافةً إلى كل المحطات وورشة الإصلاح التي بدأها وزراء تكتلّ التغيير والإصلاح. وأحيت حفل العشاء فرقة "الغدير" للزجل والأب سيمون عساف اللذين ألهبا الحضور بأشعار وطنية مؤيدة للعماد عون ونهجه وأبياتٍ غزلية.

 

محمد الحجار لـ"السياسة": اللاعب بالنار لايزال مستمراً بمخططه ... وخطاب نصرالله الأخير حمل تحذيراً للبنانيين

 عضو "اللقاء الديمقراطي" اعتبر أن الحكومة اللبنانية تشكلت على تناقض وهذا ما يقلق

لا أعرف ما يقصد نصرالله بتأجيل البحث في الملفات الكبيرة

 طالما النقطة الجوهرية المختلف عليها هي سلاح المقاومة

الجانب الإيراني اضطر إلى مسايرة الجانب السوري بتسهيل التشكيل حتى لا يفتضح أمره ويظهر بأنه الجهة المعرقلة

ما يجري في اليمن مخطط رهيب تقوم به إيران ويهدف إلى تفتيت المنطقة العربية بحجة حماية الأقليات الشيعية

أخشى أن تتمدد الحرب المذهبية لتطال دول الخليج

السعودية تعمل تحت عنوان منع الفتنة ولا نعرف إذا تم تجاوز هذا القطوع أم لا?

أرفض أن تكون زيارة الحريري إلى سورية ثمناً لتسهيل سورية تشكيل الحكومة

بيروت - صبحي الدبيسي:

  رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب اللبناني محمد الحجار, "أن المكسب الأساسي أن يصبح للبنان حكومة, لأن فريق المعارضة في فترة التكليف الأولى, لم يكن يريد حكومة بالنظر الى ارتباطاته الإقليمية والشروط التعجيزية التي وضعها أمام الرئيس المكلف آنذاك.

أما في التكليف الثاني, فقد تغير  الجو الإقليمي من خلال التقارب السعودي السوري, الذي عكس ظلاله على الداخل اللبناني, وأدى في النهاية إلى تشكيل الحكومة, بعد أن اتضح أن الجانب الإيراني اضطر إلى مسايرة الجانب السوري, كي لا يظهر بأنه الجهة المعرقلة فيفتضح دوره, لأن من الواضح ان الحكومة تشكلت على هذه التناقضات, مبدياً خشيته من أن ينقلب هذا التوازن باتجاه آخر فيتعطل عمل الحكومة لاحقاً.

وفي حوار أجرته "السياسة" معه, وصف ما يجري في اليمن »بأنه مخطط رهيب تنفذه إيران, ويهدف إلى تفتيت المنطقة العربية والمسلمين«, مبدياً خشيته من تمدد الحرب المذهبية, لتطال دول الخليج العربي كما حصل في العراق ويحصل في اليمن. وكما كان متوقعاً حصوله في لبنان. ولافتاً إلى أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية, يندرج تحت عنوان واحد منع الفتنة السنية-الشيعية, من دون معرفة ما إذا كان تم تجاوز هذا القطوع أم لا, لأن من يلعب بالنار ما زال مستمراً بمخططه.

الحجار أثنى على الدينامية التي تعاطى فيها رئيس الحكومة سعد الحريري في اتصالاته مع المعارضة, وتحليه بالصبر وطول الأناة التي أوصلت في النهاية إلى تشكيل الحكومة, واصفاً خطاب الأمين العام ل¯"حزب الله" حسن نصر الله »بالتهدوي«, ومتسائلاً عما يقصد بتأجيل بحث الملفات الكبيرة في حين وصفها البعض بأنها إنذار. وذكر الحجار بنقطة الخلاف الجوهرية وهي موضوع سلاح "حزب الله", رافضاً أن تكون زيارة الحريري إلى سورية ثمناً لتسهيل تشكيل الحكومة, ومطالباً أن تكون زيارة دولة تبحث في الملفات والنقاط الخلافية بين البلدين. وهذا نص الحوار:

  هل أنت راضٍ عن تشكيل الحكومة بهذه الصورة?

 المكسب الأساس أنه أصبح للبنان حكومة.

  هل كنت متخوفاً من عدم تشكيل الحكومة?

  في فترة من الفترات. هذا الأمر كان هاجساً أساسياً, وخصوصاً في فترة التكليف الأولى للرئيس سعد الحريري, كان واضحاً ان هناك فريقاً لم يكن يريد تشكيل حكومة, من خلال الشروط التعجيزية التي وضعها في طريق الرئيس المكلف, بالنظر الى ارتباطه بقضايا إقليمية مؤثرة, والتي أدت في نهاية الأمر إلى اعتذار الشيخ سعد الحريري, بعد أن قدم تشكيلته الأولى لرئيس الجمهورية ولم يصدر الرئيس مراسيم التشكيل.

في التكليف الثاني كان الجو الإقليمي وبالتحديد التقارب السعودي-السوري الذي انعكس بظلاله على الداخل اللبناني, وبالتحديد على حلفاء سورية في لبنان بتراجعهم عن الشروط التي كانت مطلوبة في المرحلة الأولى. هذا التحول في السياسة السورية, جعل حلفائها في لبنان يسهلون تشكيل الحكومة.

  ماذا تغير بين التكليف الأول والثاني بالنسبة الى توزيع الحقائب?

  بالنسبة للحقائب لم يتغير اي شيء, لقد كان معروضاً على العماد عون أربع حقائب, وهذا ما استقر عليه الوضع بعد التكليف الثاني, إضافة إلى وزارة "دولة". فريق »8 آذار« كانت مهمته تعقيد التكليف الأول. أما في التكليف الثاني فتقلصت الشروط بنسبة كبيرة مما سمح بتشكيل الحكومة. اما على صعيد الحقائب بقيت هي ذاتها, ربما حقيبة "الاتصالات" لم تكن مطروحة في الفترة الماضية فعاد وحصل عليها العماد عون ضمن اتفاق قضى بتسليمها إلى غير وزير جبران باسيل. مع التزام الوزير المعني بترجمة التزامات لبنان في مؤتمر "باريس-3" إلى واقع عملي. ومن غير المسموح العودة إلى تعقيد الأمور كما حصل في المرحلة الماضية بالممارسة التي حصلت في وزارة الاتصالات. والشيء نفسه بالنسبة الى وزارة "الطاقة", بحيث تعهد العماد عون بالقوانين المرعية الإجراء في ما يخص تخصيص قطاع الكهرباء تحديداً على مستوى الإنتاج وعلى مستوى التوزيع لحل مشكلة الطاقة في البلد, وعلى الوزير أن يكون مرناً ومقدراً للظروف التي تمر بها الكهرباء في لبنان عموماً, وأن يعمد إلى إصدار المراسيم التنظيمية العائدة للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء, كي يصار إلى تخصيص هذا القطاع بموجب القانون المعني الذي صدر في العام ,2000 وبالتالي العمل على معالجة مشكلة الكهرباء بشكل جذري.

  ماذا كان يريد العماد عون من تعطيل الدولة وإبقاء البلاد من دون حكومة?

  كانت لدى العماد ميشال عون مطالبه وشروطه, وكان يسعى الى تكبير حصته ليقول للناس, بأنه المرجعية المسيحية الأولى في البلد. هذه الرغبة لدى العماد عون, كان يتماهى معها "حزب الله" بضغط إقليمي بعدم تأليف الحكومة. فتلاقت الرغبتان على هدف واحد وهو التعطيل.

  هل تعتقد بأن المخطط الإيراني كان يسعى الى تعطيل تشكيل الحكومة وإبقاء لبنان ساحة حتى معرفة نتائج المفاوضات مع الغرب بالنسبة الى سلاحه النووي?

 بتقديري هذا ما كان يجري التخطيط له, بأن تبقى الساحة اللبنانية ورقة تستخدم في الملفات الإقليمية التي يجري التداول بشأنها, وبالتالي كان المطلوب عدم تشكيل حكومة في لبنان, ليبقى ساحة وورقة ضغط على من يعنيهم الأمر. فيما بعد تداخلت الظروف مع بعضها, بدأت بعملية التقارب السوري-السعودي الذي أنتج هذا الطلب من السوريين والسعوديين لتسهيل الأمور في لبنان, عبر الضغط على حلفائهم كي يسهلوا الامر.

الجانب الإيراني, برأيي, اضطر إلى مسايرة الجانب السوري في لبنان, كي لا يظهر بأنه الجهة المعرقلة ويفتضح دوره. وهذا ما حصل. فالواضح أن الحكومة تشكلت على هذه التقاطعات التي حصلت, سواء العربية-العربية أو المصالح السورية-الإيرانية. فالتوازن الموجود في الحكومة يخضع بشكلٍ أو بآخر لهذه التفاهمات وهي, برأيي, ليست ثابتة. ومن الممكن أن تنقلب باتجاه آخر فيتعطل عمل الحكومة لاحقاً. نحن يجب أن نبني على الأمر أساساً, وهذا ما تحدث عنه الرئيس سعد الحريري في الكلمة التي ألقاها في أعقاب تلاوة مراسيم تشكيل الحكومة في قصر بعبدا, ترجمة لسياسة اليد الممدودة التي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري بعد تكليفه بتشكيل الحكومة. ممكن أن تذهب الحكومة بهذا الاتجاه, وممكن إذا أرادوا المناكفة والتعقيد أن تذهب باتجاه ما يكرهه اللبنانيون وشل عمل الدولة من جديد.

  هل تعتقد أن فتح جبهة جديدة في اليمن بطلب من إيران وعلى حدود المملكة العربية السعودية, حيد الساحة اللبنانية وسمح بتشكيل الحكومة?

  لا شك وفق المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام, وأنا لا أملك معطيات أكيدة. الواضح بأن الجانب الإيراني يدعم حركة التمرد الحوثية في اليمن التي ذهبت باتجاه خطير, عندما عمد الحوثيون إلى مهاجمة الأراضي السعودية, وهذه مسألة خطيرة جداً وخصوصاً بعد الاعتداءات التي حصلت ضد قوات حرس الحدود السعوديين, وأدت إلى سقوط بعض الشهداء وعدد من الجرحى.

المقصود من هذه الحركة, بتقديري, استعمال الساحة اليمنية ورقة في هذا النزاع الإقليمي, والبحث عن النفوذ الإقليمي الذي تسعى اليه إيران. فكان الرد الحاسم والحازم للمملكة العربية السعودية والقوات المسلحة السعودية بإخراج المتمردين الحوثيين من الأراضي السعودية بالقوة, ومنعهم من التمادي باستفزاز المواطنين السعوديين على حدود الدولتين, وهذا الموقف كان رسالة سعودية إلى من يعنيهم الأمر, بأن العبث بأمن المملكة العربية السعودية وبالأمن العربي لن يمر من دون حساب.

  هل تعتبر ما يجري في اليمن مقدمة لتحريك شيعة الشمال في الإمارات والسعودية والبحرين والكويت بطلب إيراني لإحراج هذه الدول وخربطة الأوضاع الأمنية فيها?

  هناك من يريد أن يفتعل هذه الفتنة الخطيرة والرهيبة ما بين السنة والشيعة. هذا الأمر شاهدناه في العراق, كما حاولوا أن يحصل مثله في لبنان. فالأحداث التي حصلت في 7 مايو عام ,2008 كان يمكن أن تؤدي إلى هذا المنزلق الخطير. وما يحصل في اليمن يصب في هذا الاتجاه.

إنه مخطط رهيب يهدف إلى تفتيت الدول العربية من الداخل, وبالتالي تفتيت المسلمين, وإلهائهم ببعضهم بعضاً بدل أن يلتفتوا إلى تحقيق مصالحهم الكبرى. لكن موقف النظام العربي السعودي-المصري تحديداً, هو موقف صلب في مواجهة هذا الأمر والحؤول دون استفحال الفتنة أو الوقوع فيها.

نحن في لبنان لن نسمح بأن تنزلق الأمور إلى هذا المنحدر والحمد لله استطعنا ألا نسمح للفتنة من تحقيق أهدافها في المرحلة الحاضرة, وفي المرحلة المقبلة, ما يتطلب جهداً مشتركاً من الجميع, لأننا ندرك مدى خطورة هذا الأمر على لبنان وعلى المنطقة كلها.

الموقف الذي اتخذته السعودية في اليمن أو في العراق, أو في لبنان, أو في منطقة الخليج, يندرج تحت عنوان واحد, منع الفتنة المذهبية السنية الشيعية, ولا أدري إذا كنا تجاوزنا هذا القطوع أم لا... لأن من يلعب بالنار ما زال مستمراً في مخططه. ومن يريد استخدام الساحة العربية ورقة بيده ما زال موجوداً. لذلك فالمطلوب, برأيي, العمل باتجاهين: تعزيز الوحدة الداخلية والوطنية على مستوى كل الأقطار العربية, ودعم كل الجهود التي تقوم بها دول النظام العربي وعلى رأسها السعودية ومصر, لمنع هذه الفتنة.

 العمل باتجاه أن يفهم الإيراني بالتحديد, بأن هناك مصالح مشتركة في الإطار الإسلامي ما بين المسلمين العرب والمسلمين الإيرانيين. فالنقاش والحوار مطلوبان في هذا الاتجاه وليس التدخل في الشؤون الداخلية لأي قطر عربي.

  كيف تصف دينامية الرئيس سعد الحريري في إدارته لعملية تشكيل الحكومة التي استغرقت أربعة أشهر ونصف الشهر?

 الطريقة التي أدار فيها الرئيس سعد الحريري الاتصالات التي أدت إلى تشكيل الحكومة, كانت طريقة مميزة بأمرين اثنين:

الأمر الأول: سياسة الصبر والنفس الطويل التي اتبعها والتي أدت الى تذليل الكثير من العقبات, أشعرت الطرف الآخر, بأن مصلحته الذهاب إلى الاتفاق بدل التعقيد, والعمل على إخراج لبنان من أزمته.

الأمر الثاني: العمل بصمت وعدم الكشف عما دار في الاتصالات التي أجراها الشيخ سعد الحريري مع سائر القوى السياسية. ولم تسرب مصادره ما كان يدور في هذه الاتصالات. ولو كان يريد الكلام, فهناك أمور كثيرة كان يمكن التحدث عنها. ولكن اتباع سياسة العمل بصمت بعيداً من المنابر الإعلامية بشكل مختلف تماماً عن طرق العمل السابقة التي كانت تتألف فيها الحكومات.

هذا يدل على أننا أمام رجل دولة من الطراز الأول, من المنتظر من هكذا رجل أن يحقق نتائج كبيرة جداً تكون لمصلحة كل اللبنانيين. طبعاً يبقى الحذر موجوداً بانتظار أن يكون الطرف  الآخر الذي أصبح جزءاً من هذه الحكومة لديه الأهداف نفسها, وأن نصل الى تحقيق ما يجب تحقيقه كي نخلص لبنان من مشاكله.

  كيف قرأت خطاب السيد حسن نصر الله?

  كان خطاباً تهدوياً وليس خطاباً تصعيدياً, بدأه بموضوع المشكلة الفلسطينية, وتحدث عن فشل السياسة الأميركية, موضحاً نظرته الى الأمور وهذا شأنه, لأن من الواضح ان وجود تراجع في السياسة الأميركية في ما يخص حل الصراع العربي-الإسرائيلي على أمل أن تعدل هذه السياسة, حتى نكيل بمكيال واحد في هذا الصراع وليس بالمكيال الإسرائيلي كما هو حاصل حالياً.

الجانب الآخر في الخطاب, رأيه بالطريقة المفروض اتباعها في المرحلة المقبلة في ما يخص الموضوع الداخلي اللبناني, عندما أبدى رغبة في تسهيل الأمور, داعياً إلى العمل المشترك لتقطيع هذه المرحلة وإنجاح عمل الحكومة. ولكن عندما تحدث عن موضوع الملفات الكبرى, مطالباً بعدم طرحها في الوقت الحاضر, وتحويلها إلى طاولة الحوار كي لا تحصل مشكلة بسببها.

لا أعرف ماذا يقصد بكلامه عدم الذهاب إلى مشكلة. هل هو تحذير? أم أن كلامه جاء بشكل عرضي وغير مقصود, لأن البعض فهم من كلامه بأنه تحذير. وهو يقصد موضوع السلاح. ونحن نعرف تماماً أن موضوع سلاح "حزب الله" موضوع غير متفق عليه بين اللبنانيين, وبالتالي يجب الحوار حوله, وهذا كان رأينا منذ البداية سلاح "حزب الله" يناقش ما بين اللبنانيين وأفضل أن يكون ضمن المؤسسات, فإذا كان لا مجال من طرح هذا الموضوع والوصول إلى حل له إلا عبر طاولة الحوار, فلا مانع لدينا.

  بعد تشكيل الحكومة يكثر الحديث عن زيارة قريبة للرئيس الحريري إلى سورية, برأيك كيف ستتم هذه الزيارة قريباً وكيف ستكون آلية تحقيقها?

  البعض يريد طرح موضوع الزيارة إلى سورية وكأنه الثمن لتشكيل الحكومة, فحلفاء سورية تحدثوا بهذا الشكل عن موضوع هذه الزيارة, ولكن أنا لا أعتبر ذلك من مصلحة سورية, الأمور لا يجب أن تُطرح بهذه الطريقة. نحن نرى بأن ذهاب الرئيس الحريري إلى دمشق مسألة مطلوبة واللقاء مع القيادة أمر طبيعي, وفي ذروة المشكلة مع النظام السوري, ذهب الرئيس فؤاد السنيورة إلى سورية. الزيارة يجب أن تتم ولكن هذه الزيارة لها شروطها.

الشرط الأول: أن تكون زيارة دولة تبحث في الأمور المشتركة التي تهم لبنان وسورية.

ثانياً: العمل باتجاه تصحيح العلاقات اللبنانية-السورية وإزالة جميع الشوائب التي لصقت بهذه العلاقات وفق ما نص عليه »اتفاق الطائف,« بأن لبنان وسورية لا يمكن أن يكونا, لا مقراً ولا ممراً للإضرار بأمن البلدين.

ثالثاً: هذه الزيارة يجب أن تكرس نمط تعامل المسؤولين اللبنانيين والمسؤولين السوريين كدولتين جارتين وشقيقين. هذا النمط يرتكز على أمر أساسي يتعلق باستقرار لبنان وسلامه الداخلي ووحدته الوطنية الداخلية وهنا يقع في صلب مصلحة سورية. والعكس صحيح بالنسبة الى سورية, فوحدتها واستقرارها يجب أن يصبا في مصلحة لبنان, وفي صلب المصلحة القومية العربية كلها.

الزيارة, بتقديري, ستتم بناء على دعوة توجه من الدولة السورية إلى رئيس مجلس الوزراء اللبناني الشيخ سعد الحريري. عندها يلبي رئيس مجلس الوزراء اللبناني هذه الدعوة, لأن المصلحة القومية تقتضي بأن تكون هناك أفضل العلاقات ما بين لبنان وسورية, وألا تكون علاقة ما بين دولة وما بين أطراف أو قوى أو جماعات.

  برأيك هل استوعب الفريق الآخر كلام الرئيس الحريري عندما أشار إلى عدم الثقة التي كانت قائمة بين فريقي "14 و8 آذار"?

  هذا ما نتمناه, ويجب أن نعمل من اجل تغليب المصلحة الوطنية وتشكيل الحكومة أبلغ دليل على ما نقول عندما مددنا يدنا إلى فريق الأقلية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. المطلوب من فريق الأقلية أن يعمل معنا بمقتضى السير بهذا الاتجاه, وبرأيي, الأشهر الثلاثة المقبلة, سوف توضح الكثير من الأمور, لأن المواطن يطلب حلاً وليس أكثر, لا سيما وأن الملفات التي تنتظر الحكومة كبيرة وكبيرة جداً.

مقابلة من جريدة السياسة مع النائب محمد الحجار/الاعب بالنار لايزال مستمراً بمخططه وخطاب نصرالله الأخير حمل تحذيراً للبنانيين/16 تشرين الثاني/09