المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
18 تشرين الثاني/2009

انجيل لوقا 19/1-10

ثم دخل واجتاز في اريحا  واذا رجل اسمه زكّا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا  وطلب ان يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لانه كان قصير القامة فركض متقدما وصعد الى جميزة لكي يراه لانه كان مزمعا ان يمرّ من هناك فلما جاء يسوع الى المكان نظر الى فوق فرآه وقال له يا زكّا اسرع وانزل لانه ينبغي ان امكث اليوم في بيتك  فاسرع ونزل وقبله فرحا فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك

 

أبو جمرة يحمل على "غلطة الجنرال": كل الخيارات مفتوحة

المستقبل - الاربعاء 18 تشرين الثاني 2009 - عبد السلام موسى

ما إن شُكلت حكومة الوفاق الوطني بعد "تلبية مطالب" رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، حتى "بق" اللواء عصام أبو جمرة "بحصة اعتراضه" على ما سمّاها غلطة "الجنرال" الحكومية، وتولى "تأليب" الرأي العام العوني في استئثار "زعيمهم" بقرار تسمية وزرائهم من غير المحازبين والمناضلين في صفوف التيار.

باللبناني الدارج، "طفح الكيل" لدى "اللواء" من "الجنرال"، إذ يبدو أن علاقتهما ليست على ما يرام هذه الايام، بدليل انتقاد أبو جمرة الشديد لخيارات عون التي يصفها لـ"المستقبل" بـ"الغلطة"، في معرض تأكيده "أن رسالة الاعتراض وصلت، وإذا لم يتم الاستجابة لاعتراضنا ، فلكل حادث حديث، وكل الخيارات مفتوحة".

وفي حين تجنب عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون التعليق على "الاعتراضات الحاصلة"، فإن زميله النائب زياد أسود قال لـ"المستقبل" إن "ما يجري الحديث عنه ليس دقيقاً، وإن هناك مبالغة ، فإبداء الرأي لا يعني بلبلة أو انقساماً"، متمنياً على الإعلام "أن لا يعوّل على شائعات".

"هناك حركة إعتراضية حقيقة تهدد مستقبل التيار، وليس شائعات"، هذا ما تؤكده مصادر موثوقة من داخل "التيار العوني" لـ"المستقبل"، إذ تكشف أن "اللواء أبو جمرة كان قد تقدم باعتراض خطي، إثر تشكيل الحكومة، يطلب فيه اجتماع اللجنة التأسيسية لطرح الثقة بالوزراء، لكنه لم يحصل على جواب، لذا أعاد تقديم رسالة الاعتراض من جديد، وهو ينتظر اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" اليوم الاربعاء، كي يحصل على الجواب، ويبني على الشيء مقتضاه".

إذاً، يبدو أبو جمرة اليوم كمن يقبض على "جمرة مشتعلة" في التيار، قد تكون مدخله الى إعادة "تعويم" مكانته السياسية داخل التيار وخارجه، بعد أن اعتبر المراقبون خيار "الجنرال" بترشيحه في الاشرفية، حيث كانت المعركة خاسرة، قراراً بالقضاء على مستقبله السياسي، وتأكد ذلك لأبو جمرة، حين رأى عون غير مكترث لـ"ردّ اعتباره" عبر إعادته الى الحكومة.

ثمة من العونيين القدامى من يبدي "تشفياً" بالواقع الذي وصله "الجنرال" بعد "معركة الحكومة"، انطلاقاً من قولهم إنه "صام خمسة أشهر، وفطر على وزير ملتزم واحد من أصل الوزراء الخمسة، وزيراً للطاقة والمياه"، ذلك أن الوزراء الباقين لا علاقة لهم بالتيار، وهم وزير السياحة فادي عبود "الذي ينتمي الى هوى سياسي مختلف"، ووزير الاتصالات شربل نحاس "المعروف بخلفيته الشيوعية، وبقربه من القيادة السورية"، ووزير الصناعة، الوزير الأرمني ابراهام دديان "حزب الطاشناق"، ووزير الدولة يوسف سعادة "تيار المردة" بحسب ما يقولون.

ما يزيد الامور تعقيداً بالنسبة لعون ويجعله "محرجاً" أمام قاعدته الشعبية، أن المراقبين القريبين من "التيار العوني" يرون، بحكم تاريخ نحاس وعبود،"أنهما لا يمثلان العماد عون في الحكومة، بقدر ما يمثلان الطرف الاقليمي السوري". وفي المقابل، لا يرون "أن عون يقول الحقيقة في محاولة إقناعه المحازبين والمعترضين بأنه اختار الشخص المناسب في المكان المناسب، وأنه اختار كفاءات تخصصية لتولي مناصب وزارية، ولو من خارج التيار، ذلك أن نحاس ليس متخصصاً بالإتصالات، وعبود ليس متخصصاً بالسياحة، كما أن باسيل ليس متخصصاً بالطاقة"!.

ما يقوله القريبون من التيار "حقيقة" يؤمن بها من هم داخل التيار، طالما أن المنطق يقول إن المناصب الوزارية ليست إلا مناصب سياسية، بمعنى أن لا حاجة لأن يكون الوزير تقنياً، لأنه على حد تعبير مصادر "التيار الوطني الحر" لن يفتح الوزير مختبراً لـ"اختراع البارود"، بل ستكون مهمته محصورة بالاشراف على سياسات الوزارة".

في هذا السياق، يعترض أبو جمرة بشدة على خيارات عون. يقول لـ"المستقبل" :"نحن تيار سياسي كبير، ومن أكبر التيارات على الساحة الداخلية، ولدينا من الطاقات والكفاءات التخصصية ما يكفي لتشكيل حكومات، وليس حكومة واحدة، وبالتالي لا يمكن أن نستوعب لماذا تم اختيار اشخاص من خارج التيار لتولي مناصب وزارية"،

ويبدو أبو جمرة كمن يخاطب عون بقوله "طالما نملك من الكفاءات الكثير الكثير، لماذا تشتري من عند جيرانك؟ ربما يجوز أن تختارهم كمستشارين، ولو افترضنا أن ذلك تم، لا يمكنك أن تكون مرتاحاً لهم، فكيف ترتاح وأنت تسلمهم مناصب وزارية؟ خصوصاً وأننا أمام مسار حكومي طويل، يرجح أن يستمر حتى الانتخابات النيابية المقبلة". ويضيف: "هذه القصة تؤثر على معنويات التيار، لأنه لا يمكن أن تمتلك في الحكومة شخصاً من غير حزبك، كائناً من كان. ماذا لو غاب وزيرنا الوحيد عن إحدى الجلسات؟ هل نضمن أي تصرف يصدر عن هؤلاء، لأنه سيكون محسوباً على التيار الوطني الحر".

إذاً، يستشف من الحديث الى أوساط في "التيار العوني" أن هناك "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في أي لحظة، وأن "الجنرال" يعاني كي يتمكن من امتصاص "فورة" أو "ثورة" الغضب التي خلّفها قراره، والتي ما زالت تتفاعل حتى اليوم، إن في نقاشات داخلية، أو على صفحات الجرائد وفي وسائل الاعلام، بدليل "الاعتراض العلني" لأبو جمرة، وموقفه الرافض لتوزير شخصيات من خارج "نادي" الملتزمين حزبياً، وحتى من خارج تكتل "التغيير والاصلاح"، من دون أن "يمون" عليه رفيق المنفى، الجنرال عون، في الدعوة حتى، الى التزام "فضيلة الصمت"، تجنباً "لنشر الغسيل الداخلي" أمام الرأي العام.

يوضح أبو جمرة لـ"المستقبل" أن "الموضوع ما يزال داخل الحزب"، وينفي أن تكون نيته "الإثارة"، من بيانه الذي نشر في الصحف، وأكد اعتراضه على توزير أشخاص من غير الحزبيين، بل على العكس "كنت أقوم بتصحيح بعض المعلومات الصحافية التي تناولت اعتراضي بالقول إني مستاء من عدم عودتي الى الحكومة الجديدة"، لكنه يستدرك قائلاً "قد أكون مستاءً من ذلك، لأننا خسرنا منصب نائب رئيس الحكومة كموقع متقدم للطائفة الارثوذكسية، إذ تم تطيير كل ما قمت به من أجل أن يكون لهذا الموقع حيثية ودور على صعيد مجلس الوزراء".

ثمة من يقول من المطّلعين على واقع "البيت العوني"، إن "حامل لواء الاعتراض"، اللواء أبو جمرة، خاض "نقاشاً حاداً" مع "الجنرال" إثر إعلان التشكيلة الحكومية، انتهى بـ"مهلة قصيرة" منحها ابو جمرة لعون كي يطلق "ورشة إصلاح" داخل "التيار الوطني الحر"، ويدعو الى مؤتمر عام وانتخابات داخلية، وإلا فإن "اللواء" هدد "العماد" بإعلانه المؤتمر العام بنفسه "بمن حضر، حتى ولو وصلت الامور الى حدود القطيعة".

يؤكد أبو جمرة لـ"المستقبل" حصول نقاش مستفيض مع عون حول خياراته الحكومية، "قبل دقيقة من لقائه الرئيس سعد الحريري في الرابية، أي قبل إعلانه عن أسماء وزرائه"، ويكشف "أنه في وقت لاحق تقدم باعتراض خطي، لأن ما حصل غلطة يجب تداركها، لأنها تنعكس على معنويات التيار، وقد وصلت الرسالة الى المعني، وإذا لم يتم الاستجابة لاعتراضنا فلكل حادث حديث، وكل الخيارات مفتوحة".

لم يكن اعتراض أبو جمرة "يتيماً"، ذلك أن الخيارات التي تبناها عون في تسمية وزارئه من غير المنتمين الى "التيار الوطني الحر"، ومن غير المناضلين في صفوفه، وحتى في إعادة تسمية باسيل، جعلت شريحة كبيرة من محازبي التيار "المغلوب على أمرهم"، يرفعون الصوت، ولو بدرجات متفاوتة، ويهددون بإعلان "حركة اعتراضية" على قيادة التيار المتمثلة بشخص العماد عون، لأنهم كما يقول بعض المعترضين العونيين "ضاقوا ذرعاً بالفردية المطلقة، وبالممارسات الديكتاتورية، التي تحكم سياسة "الجنرال" في تسيير أمور التيار ونوابه، وإصراره على عدم سماع صوت العقل الداعي الى تحويل "التيار الوطني الحر" الى مؤسسة حزبية حقيقية".

حقيقة الامر، تؤكده مصادر موثوقة في "التيار العوني" بقولها لـ"المستقبل" إن "ما حصل في الموضوع الحكومي، يأتي في إطار سلسلة من الاهانات التي تراكمت في السنوات الماضية بحق محازبي ومناضلي التيار، بسبب غياب المؤسسة الحزبية".

ويرى أبو جمرة "أن ردة فعل المحازبين طبيعية، بأن لا يرضوا بهذه الخيارات، لأننا أمام واقع كهذا، ماذا نفعل بالذين ناضلوا وضحوا في سبيل التيار الوطني الحر".

إذاً، في "التيار الوطني الحر" اليوم ما يشبه "النضال" من أجل قضية باتت "جوهرية" بنظر الكثير من المحازبين، عنوانها باختصار "النضال" من أجل تغيير سياسة "الجنرال" القائمة على نفذ ثم اعترض، "لأننا لسنا في مؤسسة عسكرية"، على حد ما قال أحد المعترضين العونيين.

بعد كل ما قاله، يتمنى أبو جمرة "أن تحل الامور بالمنطق الحزبي السليم، وضمن الاصول، من دون أن نلجأ الى الضغط الاعلامي"، الذي لا يحبذه.

وبما أن "الاستياء" داخل "التيار الوطني الحر" بلغ ذروته، فإن مصادر عونية مطلعة ترى أن نتائج الاعتراض ستفرز ثلاثة خيارات للمعترضين في المستقبل القريب:

الاول، فئة تنسحب بهدوء من دون إثارة أي ضجة، ومن دون القيام بأي حركة إنقلابية، لأنها لا ترى حاجة للانقلاب على "تيار مخرّب أصلاُ".

الثاني، فئة تحاول القيام بمسعى أخير للاصلاح، على أمل الوصول الى نتيجة، ولو أن الامل مفقود.

الثالث، فئة تتذمر، وتبقى داخل التيار، على طريقة "كاتم الغيظ".

في مكان ما، لا يمكن النظر الى اعتراض المحازبين العونيين، وعلى رأسهم أبو جمرة، بأنه "تمرد على نضالهم السابق"، بل يمكن مقاربته من زاوية "أنهم يؤمنون بقوة تيارهم لو أحسن إدارة واستثمار الطاقات والكفاءات التي يزخر بها".

لكنّ عديدين من المحازبين والمناضلين وصلوا الى"مرحلة اليأس" بعد كل محاولتهم للاصلاح في السنوات الماضية، فلم يجدوا في "تهميشهم الجديد" إلا "رسالة واضحة لدفعهم الى الاعتكاف".

 

قداس في الذكرى الثالثة لاستشهاد الوزير بيارالجميل السبت في الجديدة

وطنية - لمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الوزير والنائب بيار الجميل يقام قداس عند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم السبت المقبل في 21 تشرين الثاني الجاري في كنيسة مار أنطونيوس في جديدة المتن، بدعوة من حزب الكتائب والعائلة.

 

قوى 14 أذار فازت بإنتخابات الجامعة الأميركية في بيروت

Kataeb.org:فازت قوى 14 أذار في انتخابات الجامعة الأميركية (AUB) في بيروت بـ 61 مقعدا من اصل 109 مقاعد، في حين حصلت قوى 8 اذار على 32 مقعدا و حصل المستقلون على 11 مقعدا وطلاب "بلا حدود" على 5 مقاعد.

وتجدر الإشارة إلى أن 4 كليات من أصل 7 كانت من نصيب قوى 14 آذار وهي كلية الهندسة والعمارة، كلية العلوم والفنون، كلية إدارة الأعمال وكلية الزراعة وعلم التغذية، أما كليتي العلوم الصحية والتمريض فقد فازت بهما قوى 8 أذار، وفوز كاسح للمستقلين في كلية الطب.

والنتائج النهائية هي على الشكل الأتي:

- فوز قوى 14 آذار في كلية الهندسة والعمارة بـ 11 مقعداً، 10 لـ 8 آذار، ومستقل واحد.

- فوز قوى 14 آذار في كلية العلوم والفنون بنتيجة 21 مقعدا مقابل 7 مقاعد لـ8 آذار و 5 مقاعد لـ"بلا حدود".

- فوز قوى 14 آذار في كلية ادارة الاعمال بـ14 مقعداً مقابل مقعدا واحد لـ8أذار.

- فوز قوى 14 آذار في كلية الزراعة وعلم التغذية بنتيجة 12 مقعداً مقابل 5 مقاعد لـ8اذار.

- فوز المستقلين في كافة مقاعد كلية الطب وهي 9 مقاعد.

- فوز 8 آذار في كلية العلوم الصحية بـ6 مقاعد مقابل لـقوى 14 آذار، ومقعدا واحدا للمستقلين

- فوز 8 آذار في كلية التمريض بنتيجة 3 مقاعد مقابل مقعد واحد لـ14أذار.

وقد وزع مكتب الاعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأميركية في بيروت نتائج الإنتخابات الرسمية في بيان رسمي صدر عن عميد الجامعة الدكتور مارون كسرواني، وهي كما يلي:

كلية العلوم الصحية

السنة الاولى: سامر صياح، نور زهيري.

السنة الثانية:ابراهيم بيطار، كارول بو حرد ورامي دياب مرزوق (تعادل بالأصوات).

السنة الثالثة: طارق يونس، داليا العدو مكداشي. دراسات عليا (3): هالا علوي، سلوى بياضو، علي حلاوي.

كلية الزراعة والتغذية

السنة الاولى : ريان وزني.

السنة الثانية : نبيه بعلبكي.

السنة الثالثة والرابعة : مايكل دريان. السنة الاولى تغذية : جسيكا عبيد.

السنة الثانية تغذية : ميرنا سمور.

السنة الثالثة تغذية : نور شمش وديما حجيج (تعادل بالأصوات).

هندسة الاراضي والإدارة الإيكولوجية : كريم أبو جوده.

السنة الاولى علوم الطعام وإدارة التغذية : مجد خضر.

السنة الثانية علوم الطعام وإدارة التغذية : كريم عوكل.

السنة الثالثة علوم الطعام وإدارة التغذية : ساندرا اميلي أبي نادر. دراسات عليا: فؤاد مسطوري وستيفاني راهي (بالتزكية).

كلية الطب

السنة الاولى : جوزيف معكرون، حسين أبو ديا.

السنة الثانية : جميل ديبو، كريم المصري.

السنة الثالثة : ايلي مهنا، لماح برجي.

السنة الرابعة : اسكندر بركات، ماريا كرم. دراسات عليا : ريان سعاده.

مدرسة التمريض

السنة الثانية: أميره فقيه (بالتزكية).

السنة الثالثة : بشير عيتاني (بالتزكية).

السنة الرابعة : لمى الجردي وسارين بوكيان (تعادل بالأصوات). دراسات عليا : امتثال كسروان.

كلية الهندسة والعمارة

السنة الاولى : برنار بتروني، عماد مبارك، أكرم عياش، عادل سرحال.

السنة الثانية : شربل مبارك، فيكتور مراد، جوني باسيل، ربيع يافاوي.

السنة الثالثة : محمد حراجلي، جورج بونمر، جوزيه فغالي، حكمت نجيم.

السنة الرابعة : شريف قساطلي، محمد ابراهيم، وسامر فاعور ونبيل قاطيشا (تعادل

بالأصوات).

هندسة العمارة سنة اولى وثانية :سدريك قزي. هندسة العمارة,.

سنة ثالثة ورابعة وخامسة : فرح بديري.

هندسة فن الغرافيك سنة اولى وثانية : نضال بو حمدان.

هندسة فن الغرافيك سنة ثالثة ورابعة : سلافه سوبرا. دراسات عليا :كريم فرح، محمد الحج حسن (بالتزكية).

ّكلية الآداب والعلوم

فرشمن : نور جرار، محمد الطاهر، رامي اليشرطي، رشا حماده. صوفومور : أوليفر مولر، ريتا أبو سمرا، نور الجلبوط، لارا سلمان، باسل نعمان، نيكولاس عرمان، ريان عرب، رشيد عقيقي. جونيور : جبران خنيزر، ميشال الخوري، بسام عون، فيكتور نوفل، ديالا بدران. سينيور : شارلي معلوف، ايلي هرموش، عباس شمس الدين، رامي قنطار، جاد منيمنه. دراسات عليا : هشام طعمه، دانا سلبك، أمين قلاوون، وليام ضاهر.

كلية سليمان عليان لادارة الاعمال

صوفومور : جاد نعماني، ميرا حماده، ريما جمال، الياس غانم. جونيور :ناجي عيتاني، عبد الله غزيري، تاله حاطوم، كارلا يونس.

سينيور : طارق قواص، تاتيانا بو شاهين، غرايس رين زكا، غابريال ورده.

دراسات عليا : وديع نديم رنو، ريما شربجي (بالتزكية

 

الرئيس الجميّل في برنامج بموضوعية عبر MTV: بيار لايزال حيًا فينا وموجودًا معي ومع رفاقه كل يوم

والكتائب تدفع الاثمان إن على الصعيد السياسي أو عبر الإستشهاد واتخذنا قرارنا وسنتحمل مسؤوليته      

 18 Nov. 2009   

Kataeb.org: في الذكرى الثالثة لاستشهاد الوزير بيار الجميل، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل "أن الشهيد بيار لايزال حيًا فينا وموجودًا معي ومع رفاقه كل يوم، وكل رفيق يعتبر ان بيار اعطاه دفعًا وروحًا ليستمر وحركتنا اليوم هي تحد كبير للتأكيد على ان بيار لايزال موجودًا فينا ويعطينا حافزًا للإستمرار."

واعرب الرئيس الجميل في حديث عبر MTV في برنامج بموضوعية عن شعور شخصي بالوصول الى نتيجة في التحقيق في عملية الاغتيال. لافتًا الى ان الشهيد بيار الجميل لن يعود وعائلته لن تسترجعه في كشف الحقيقة الا ان ذلك سيكون عبرة ان هناك في لبنان عدالة وقانون.

واضاف:"لا مؤشر او دليلا حسيًا في موضوع التحقيق لكن حدسي يقول باننا سنصل الى نتيجة." مشيرًا الى أنه لا يدرك الى اي حد ثمة جدية في التحقيق اذ ان الجريمة حصلت في وضح النهار ولم تكشف ملابساتها حتى اليوم.

ورفض الرئيس الجميل تحميل جهة معينة مسؤولية التقصير في ملف التحقيق في اغتيال الوزير الجميل، إذ إن الامن كان مسيرًا ومفككًا في ظل الوصاية السورية. متمنيًا التوصل الى نتيجة عبر امكانات التحقيق الدولي الذي يتولى القضية راهنًا.

واعتبر الرئيس الجميل أنه كان من المفترض ان يكون هناك اهتمام اكثر في موضوع اغتيال الشهيد الجميل نظرًا الى كونه وزيرًا ومسؤولاً في الدولة. كاشفًا انه تبلغ من جهات رسمية تهديدات تستهدفه والنائب سامي الجميل.

وتحدث الرئيس الجميل عن الرؤية الصائبة التي تميز بها الوزير الشهيد وعن ايمانه في وطنه وبصماته في الحياة اللبنانية، على رغم المخاطر والصعوبات.

ورأى الرئيس الجميل أنه ينبغي على القادة اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم بكل جرأة وقول الحقيقة وعدم الخلط بين المؤسسات والثورة وبين سلاح المؤسسات الشرعية والسلاح غير الشرعي.

واوضح ان "موقف حزب الكتائب واضح بالنسبة الى البيان الوزاري وهو ليس موقفًا انفعاليًا أو فئويًا بل منطقيًا. إذ كيف يمكن التوفيق بين المقاومة والعودة الى نص الهدنة واحترام القرار 1701 والخط الازرق؟ وكيف الجمع بين المقاومة والالتزامات الدولية في لبنان؟" لافتًا الى أن هناك تناقضًا وكأن قدر لبنان السير ضد المنطق والمصلحة الوطنية واحترام لبنان للمواثيق الدولية.

واكد ان حزب الكتائب لا يضع شروطًا تعجيزية في البيان الوزاري ولكن يدعو الى اعتماد المنطق في بحث الامور. معتبرًا أن الشراكة ليست في توزيع الوزارات والحقائب وانما الشعور بالشراكة في الوطن وسأل:" هل منطق الشراكة يكون بوضع فريق لسلاحه على الطاولة في اثناء التفاوض؟"

واعلن ان ثمة مواضيع اخرى للطرح في البيان الوزاري غير سلاح حزب الله الا ان موضوع المقاومة سيكون الاساس وسيتطلب جهدًا كبيرًا في الوقت الراهن. لافتًا الى أن فرقاء 14 آذار لا يزالون يشددون على ضرورة معالجة موضوع المقاومة او ترحيله الى طاولة الحوار.

ورفض الرئيس الجميل تحديد مواعيد للبيان الوزاري واستباق الامور، بل البحث بهدوء في المواضيع كافة.

وذكّر الرئيس الجميل بموضوع مزارع شبعا التي هي اراضي سورية بموجب القانون الدولي، وبالتالي "فإننا نقاوم لاسترجاع ارض غير لبنان وفق هذا القانون." ودعا الى البحث في هذا الموضوع في خلال الزيارات المرتقبة الى سوريا من اجل تسليم الخرائط التي تؤكد لبنانية هذه الارض."

وبالنسبة الى تشكيل الحكومة، قال:"لدينا عتب على حلفائنا لكننا طوينا الصفحة وسنقوم بعملنا ونكون على مقدار المسؤولية في وزارة الشؤون الاجتماعية إذ ان القضايا الاجتماعية اساسية لدينا ونحن سنعمل على تطوير هذه الوزارة والعمل في موضوع ضمان الشيخوخة والطبابة. اضافة الى مجموعة من الملفات التي سنعمل على معالجتها. ومثلما نجحنا في الصناعة والسياحة نأمل النجاح في الشؤون الاجتماعية ايضًا."

وكشف الرئيس الجميل انه لم يكن مطلعًا على نوع الحقيبة التي ستسند الى حزب الكتائب ولا على اسم الوزير المعني. واضاف:"اتخذنا قرارنا وسنتحمل مسؤوليته وسنركز نضالنا على اعادة ثقة المواطن بالوطن وبالمؤسسات."

وتابع:" إن الكتائب تدفع الاثمان ان على الصعيد السياسي او على صعيد الاستشهاد. نحن مستمرون في نضالنا ومؤتمنون على طموحات الشعب اللبناني ومثلما عودنا الشعب اللبناني على نضالنا سنستمر ايا كانت غدرات الزمن فنحن حزب عريق ويستطيع تجاوز الصعوبات."

وبالنسبة الى تأثير ما اعلنه النائب سامي الجميل عن كتاب التاريخ في عدم اسناد التربية الى حزب الكتائب، قال:" وضعنا في صورة ان وزارة التربية لحزب الكتائب واتخذوا من حديث النائب سامي الجميل حجة علمًا ان ما اعلنه هو مطلب كتائبي قديم. ما يهمنا هو تعاون الجميع من اجل البحث في البرامج التربوية وسياسة التربية في البلد."

ورفض الرئيس الجميل احتكار بعض الوزارات من قبل بعض الاطراف التي تدخل الى الوزارة مع حزبها مما يخلق فكرًا فئويًا في الوزارة. واعتبر انه يجب ان يكون هناك تعاون بين الاطراف كافة وتواصل بينها خصوصًا في الوزارت المتعلقة بعضها ببعض.

وقال الرئيس الجميل:" ثمة تحد كبير ونحن نخوض معركة ضد اليأس والاستقالة من الدولة والاعتكاف ايا كانت الصعوبات."

وبالنسبة الى التأثير الخارجي في لبنان، قال:"لا يمكن فصل انفسنا عن المحيط العربي وثمة تقاطع مصالح مع الدول العربية وهناك تعاون ولكن بنسبة معينة، فإذا رمى اللبناني نفسه في حضن الغير يجب الا يلوم الاخرين على تدخلهم وانما نفسه. فثمة تأثير خارجي على لبنان من قبل الجيران او غيرهم وثمة مصالح متداخلة."

وشدد الرئيس الجميل على انه يجب على اللبنانيين تحصين الساحة الداخلية والخروج من الهرطقات مشيرًا الى ان بعض البلدان الدولية تدعم استقلال لبنان ويجب عدم التفريط بصداقتها لأن لها تاثيرها الايجابي فيه.

واذ جدد التأكيد على ان اللبنانيين لم يعتدوا على سوريا، اعلن "نريد افضل العلاقات مع سوريا تقوم على اعترافها بسيادة لبنان واستقلاله، لكن يجب ان تقتنع اولا ان لبنان المعافى والسيد والحر هو دعم لها."

وبالنسبة الى زيارة الوزير السابق وئام وهاب الى بكفيا ناقلاً رسالة سورية مفادها ان ابوابها مفتوحة لحزب الكتائب، قال الرئيس الجميل:" ابلغنا وهاب ان ثمة ملفات عالقة بيننا وبين سوريا واذا اردنا فتح صفحة جديدة يجب معالجة هذه الامور التي تحتاج الى عمل مستمر من حيث ترسيم الحدود وعودة المعتقلين اللبنانيين في سجونها والاعتراف بأخطائها في لبنان وحل مسألة التنظيمات الفلسطينية المرتبطة بها..."

واضاف:" قلت له ان موقفي واضح من سوريا والوقت غير مناسب للزيارة فثمة امور يجب ان تتم اولا وعندما نرى ان الوقت بات مناسبًا عندها نبحث في الموضوع."

واكد الرئيس الجميل أن سوريا تريد الضغط على لبنان ولديها اجندة خاصة تريد تحقيقها وبمقدار ما تستطيع الضغط على رئيس الجمهورية لن تقصّر. انما المؤسف ان وسائل ضغطها ليست دائما مشروعة او مستحبة. الى ذلك هي لا تحبذ ان يكون حلفاؤها اقوياء لتتمكن من التحكم بهم. ومصلحتها تكمن في وصول حكم الى لبنان تستطيع السيطرة عليه لذلك يجب ان نحصن انفسنا لنبقي العلاقة ندية.

ورأى الرئيس الجميل ان السيادة الحقيقية لم تنجز كاملاً في لبنان داعيًا الى العمل على تحقيق ذلك والنضال المستمر من اجل ذلك.

وامل في طي صفحة الاغتيالات والتفاؤل نسبيًا في المستقبل، لافتًا الى ان مجرد تشكيل الحكومة على رغم علتها اعاد الحياة للمؤسسات.

وكشف ان اتصال الرئيس الحريري به امس كان وديًا معلنًا انه على تواصل دائم مع حلفائه وبالتالي لم يكن هذا الاتصال لاستيضاح الامور.

وعن العلاقة مع 14 آذار قال:" شعارات ثورة الارز كانت شعارات الكتائب منذ السبعينيات. نحن اساس ثورة الارز ودور الكتائب واضح لدى الرأي العام. ونحن نؤكد على انها من صلب هذه المسيرة، لكن في المقابل لدينا تحفظات وملاحظات حول طريقة التعاطي الميداني للحلفاء. "

واضاف"نحن جزء لا يتجزأ من 14 آذار التي ليست اطارًا ضيقًا وانما روحًا وثورة وانتفاضة على واقع معين ونحن نعتبر ان جانبًا مهمًا من نضال 14 آذار لم يتحقق. الى ذلك تبقى ثوابت 14 آذار واهدافها في ضمير حزب الكتائب ومسيرته ونضاله ونشاطه."

واعلن ان لديه تحفظات على الاطار التنفيذي او التنظيمي لهذا الفريق وقد اعتكف حزب الكتائب لبضعة اشهر بسبب طريقة التعاطي. وذكر بزيارة منسق الامانة العامة د. فارس سعيد الى البيت المركزي حيث وعد بمعالجة الأمور التي تحتاج الى تصحيح. الا ان محاولة سعيد لم تؤد الى نتيجة.

واضاف:" عدنا الى الامانة العامة لقوى 14 آذار على اساس انه سيقدم برنامجًا لكنه لم يستطع الوصول الى نتيجة.عندها اعتبرنا ان احدا لا يزايدن علينا بانتسابنا الى 14 آذار لكننا نطالب باعادة النظر بالتنفيذ وقضية التعاطي مع بعضنا البعض وتقع هذه المسؤولية على القيادات التي لم تقدم الاطار الفعال من اجل اعطاء الفعالية لهذه المسيرة."

وتابع:"سنبقى على تواصل مع الحلفاء وعلى تعاون معهم ولكن طالما لم نتفاهم على التفاصيل كلها من حيث التنسيق، نحن منسحبون من الامانة العامة لقوى 14 آذار ونعتبر انه يجب ان نقوم بصدمة ايجابية من اجل الشعور بالمسؤولية وتصحيح الخلل الذي نقع فيه يوميًا."

وابدى الرئيس الجميل عدم اقتناعه بأن الالية المتبعة في هذا الفريق، هي الالية الصالحة للتنسيق بين اطرافها كافة.

وبالنسبة الى العلاقة مع القوات، قال الرئيس الجميل:"التنافس طبيعي ومشروع بيننا. وهناك تواصل على صعيد القمة وعلى صعيد القواعد في القطاعات كافة."

وتحدث الرئيس الجميل عن برنامج حزب الكتائب منذ العام 1978 حيث قدم مشروعه في موضوع اللامركزية الادارية الموسعة وبالتالي فإن طرح هذا الموضوع ليس جديدًا. لافتًا الى أن الرئيس سليمان والوزير بارود قد تحدثا عنه ايضًا وبالتالي دخل في القاموس الوطني. وادرج في برنامج حزب الكتائب الانتخابي.

وعن العلاقة مع الرئيس سليمان، قال:"يحظى بكل احترامنا وتقديرنا ودعمنا في مسيرته. وبمقدار ما يعطى الانسان وسائل للعمل يمكن محاسبته، وبالتالي يجب اعطاء الرئيس سليمان وسائل العمل ليستطيع التحرك. فاتفاق الطائف والضغوطات الخارجية حالا دون تمكنه من لعب دوره وتحمل مسؤوليته."

واضاف:"ما يطالب به الرئيس سليمان من صلاحيات طالبنا به منذ زمن ومعظم الاطراف اللبنانية وخصوصًا المسيحية تطالب بتعزيز هذه الصلاحيات."

وتابع:"نحن مصرون على تطوير النظام اللبناني المعطل والذي هو في مأزق ومأزوم كما اقرار مجلس الشيوخ واللامركزية الادارية اضافة الى الحياد الايجابي الذي سيمارسه لبنان اكثر فأكثر في المرحلة المقبلة. اضافة الى لعب لبنان مساحة حوار وان تقوم الدولة المدنية.

وبالنسبة الى العلاقة مع التيار الوطني الحر، قال الرئيس الجميل:"نسعى الى الوحدة المسيحية تمهيدًا للوحدة الوطنية، بدأنا التواصل مع الوزير فرنجية وتشكلت لجنة تواصل بين الفريقين، وحققنا مصالحة مع الطاشناق وثمة لجنة تواصل بيننا ونلتقي مع الاخرين ايضًا وعندما تنضج الامور ونصل الى نظرة مشتركة مع العماد عون عندها يكون اللقاء." واضاف:" ليس هناك لجنة مشتركة مع التيار الوطني الحر وثمة اتصال يتيم في الاطار الاجتماعي وليس سياسيًا بين بعض نواب الكتائب ونواب من التيار." مؤكدًا ان هذا الانفتاح لن يكون على حساب العلاقة مع القوات اللبنانية او المستقلين في 14 آذار.

وبالنسبة الى موقف البطريرك صفير، قال:"ما يعبر عنه البطريرك صفير هو شعور كل اللبنانيين فالتحدث عن السيادة يعني حصر السلاح بيد الشرعية وفرض سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية كافة وحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية. وبالتالي يتحدث في المنطق ويحدد البوصلة وهو على رغم رمزيته الوطنية لكنه ليس حزبًا ولا يملك جيشًا وراءه الا انه يعبر عن قناعات انطلاقًا من كونه ضمير لبنان. "  Kataeb.org Team

 

هل القانون ضد الإيمان؟

محمد سلام،

 الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009

يباشر "حزب السلاح"، بالتعاون مع التيار "الوطني الحر" تنفيذ عمليته الموضعية النظيفة الثانية، ولكن من دون استخدام السلاح هذه المرة، بل عبر التبشير السلبي بأن عدم التعرض لمسألة السلاح هو الذي يتيح فسحة الاستقرار والتهدئة.

العملية الموضعية النظيفة -2 تستهدف هذه المرة نهش الدولة مباشرة، عبر مفصلين: مفصل النظام من الإيمان، ومفصل ترحيل المواضيع الخلافية إلى طاولة الحوار.

مفصل حملة النظام من الإيمان التي أطلقها الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، أو في نطاقه المباشر من ضاحية بيروت الجنوبية، يهدف إلى قوننة كل المخالفات التي ارتكبت عندما لم يكن النظام من الإيمان، أي عندما كان الإيمان عدو النظام.

بمعنى أكثر تبسيطا، يريد الحزب أن يعيد شرطيا بالزي الرسمي إلى ضاحيته ذات السيادة، ومعه جابي بدل الكهرباء والماء ومكلف الضرائب فقط ليقول أن الـ 4,000 وحدة سكنية التي بنيت في حقبة الإيمان عدو النظام يجب أن تصبح قانونية.

بمعنى آخر، يريد الحزب عدادات كهرباء لهؤلاء الذين كانوا يعتدون على عناصر قوى الأمن إذا حاولت قمع مخلفاتهم. ويريد الحزب لهم أيضا إشتراكات في شبكة المياه، ويريد أن يكلفهم ضرائب كي يتحولوا إلى قانونيين... ومن ثم سيسعى إلى قوننة إعفائهم من تبعات كل ما سلف تعويضا عن صمودهم بوجه النظام واكتفائهم بالإيمان.

بكلام أكثر تبسيطا، يريد الحزب تعويض مواطنيه عن خسائرهم في فضائح التسيب المالي من خارج النظام. أي يريد تعويضهم عن الخسائر التي أنزلت بهم عندما كان الربى من الإيمان.

بدأت ورشة الحزب تعد مشاريع القوانين لقوننة المخالفين للقانون على خلفية الإيمان. وعندما أعلن أن النظام من الإيمان، تقصد الحزب عدم ذكر أن النظام من القانون، فالقانون، بالنسبة إليه، عدو لأنه مرتبط بمفهوم الدولة اللبنانية التي لا يريدها، بل يريد دولة إيمانه بديلا منها.

وعندما قال الحزب إن الاتجار بالمخدرات حرام، تعمد تغافل حقيقة أن الاتجار بالمخدرات هو نشاط غير قانوني. فالقانون بذاته، بالنسبة للحزب، غير مؤمن.

وعلى المستوى نفسه، مستوى النظام من الإيمان، أعدت ورشة الحزب لائحة بالوظائف الرسمية التي تريد أن تسيطر عليها على قاعدة أن الحزب يريد من الدولة ولا يريد للدولة. وقد تقدم أحد كبار مسؤولي الحزب من وزير حليف مؤخرا بطلب لتعيين أستاذ جامعي-حزبي في منصب رفيع في الدولة مع العلم أن جناب الاستاذ الجامعي ما زال يمارس مهامه "الأكاديمية" ولم يستقل بعد. ولم يعلم ما إذا كان الوزير قد وقع كتاب التعيين أم لا.

هجوم الحزب على الوظائف العامة سيضعه، حتما، في مواجهة على المحاصصة مع حليفه المعلن، "حركة أمل" بزعامة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والتي كانت غالبية الوظائف المخصصة للطائفة الشيعية من حصتها.

لذلك لم تشارك "أمل" في حملة النظام من الإيمان التي لم تصل إلى معقلها المفترض في الشياح. وتتأهب الحركة لدراسة كيفية مواجهة هذا الهجوم من دون استثارة ردود فعل مدوية عليه.

أما على صعيد ترحيل المواضيع الخلافية إلى طاولة الحوار، فتعمل ورشة الحزب على إعداد لائحة بمواضيع سياسية، ثقافية، تعليمية، اجتماعية، اقتصادية، وحتى بيئية وسياحية لترحيلها إلى طاولة الحوار تحت عنوان أنها خلافية، ويجب بت أمرها من قبل المتحاورين.

حملة الترحيل هذه تهدف، من بين أمور أخرى، إلى محاولة تجريد مجلس الوزراء من صلاحياته، ويشارك فيها بامتياز التيار "الوطني الحر"، وقد بدأت تباشيرها مع طرح موضوع تعديل النظام الاقتصادي من قبل الوزير شربل نحاس، مع أنه ليس وزير اقتصاد، واقتراحه بدعة نظام "حديد-بقضامى" التي أسماها نظام المقايضات.

وتتزامن عملية ترحيل المواضيع الخلافية إلى طاولة الحوار مع سعي للتلاعب بالتركيبة السياسية التي قامت عليها هذه الطاولة، ما قد يستدعي ردا حاسما من قوى 14 آذار بمقاطعة طاولة الحوار جملة وتفصيلا إذا تم ترحيل أي موضوع إلى أجندتها التي يجب أن تبقى محصورة بسلاح الحزب، أو ما يتفق على تسميته بالاستراتيجية الدفاعية، أو إذا ما تم التلاعب بمكوناتها الأساسية.

مخطط الاستبداد المؤدلج مستمر، والعملية الموضعية النظيفة-2 بدأت، والمواجهة مستمرة على غير صعيد، ومن ضمنها تحفظ بعض قوى الأكثرية على ذكر "المقاومة" في البيان الوزاري، باعتبار سلاحها المستخدم في الداخل موضوعا خلافيا مُرحّلاً إلى طاولة الحوار، وما يُرحّل إلى طاولة الحوار يجب عدم إدراجه في البيان الوزاري لحكومة وفاق وطني كونه ما زال خارج إطار الوفاق الوطني.

من المستبعد أن يقبل الشعب اللبناني بإعفاء المخالفين من الضرائب والمستحقات والرسوم والغرامات على قاعدة أن مكافأة المرتكب تعتبر إساءة مباشرة لكل من احترم الدولة والنظام الذي هو من القانون.

ما زالت قوى الأكثرية تمتلك أكثرية المقاعد في المجلس النيابي ويمكنها التصدي بسهولة لأي محاولة لتشريع قوانين تكافئ المرتكبين وتعاقب من يحترم القانون. حتى من يقول إنه خرج من الأكثرية لا يستطيع أن يتبنى مثل هذا التشريع.

 

اشكال امني بين عائلتي وهبي وجعفر في بعلبك

الجيش تدخل لاعادة الامن ومسلحون اطلق النيران في اتجاهه

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك،ان اشكالا امنيا وقع في الاولى من بعد ظهر اليوم بين عائلتي وهبي وجعفر في حي الشراونة في المدينة، وقد تدخلت دورية من الجيش لفض الاشكال، الا ان عناصر الجيش تعرضوا لاطلاق نار اثناء تسسير دورياتهم من قبل مسلحين. وقد رد الجيش على مصدر النيران التي استهدفته، وهو يعمل على تعقب المخلين بالامن ويسود الهدوء المنطقة الآن.

 

النائب حماده رئيسا للجنة البيئة النيابية والنائب قانصوه مقررا

وطنية - إستكملت اللجان النيابية اليوم بانتخاب رئيس لجنة البيئة النائب مروان حماده ومقررها النائب عاصم قانصوه.

 

صفير الى الفاتيكان للمشاركة في اجتماعات كنسية وشكر البابا على دعمه

المركزية – علمت "المركزية" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير سيغادر بيروت الثلثاء المقبل متوجها الى روما للمشاركة في اجتماعات كنسية دورية تعقد في حاضرة الفاتيكان برئاسة قداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر. ويمضي البطريرك اسبوعا في حاضرة الفاتيكان سيجري في خلاله سلسلة اتصالات مع المسؤولين كما سيعقد اجتماعا مع قداسة الحبر الاعظم لشكره على رسالة الدعم التي ارسلها اليه واطلاعه على الاوضاع على الساحة المحلية بعد تأليف الحكومة وفي ضوء المستجدات الاخيرة محليا واقليميا.

واكدت مصادر كنسية لـ"المركزية" ان المسؤولين في الفاتيكان اثنوا على دور البطريرك صفير في لبنان من اجل تعزيز التعاون والوحدة وارساء الاسس لقيام المؤسسات وتفعيل دورها. يذكر ان البطريرك كان تلقى في اثناء ترؤسه مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك الذي عقد في بكركي رسالة شخصية من البابا بنديكتوس السادس عشر لم يكشف النقاب عنها انما جاءت كخطوة لدعم مواقف البطريرك الاخيرة بعد الحملة التي طاولته.

 

صفير التقى سفيرة أوستراليا وسلام وكنعان وغانم ماروني: الكتائب تعمل للقاء ماروني – ماروني في بكركي

المركزية- كشف الوزير السابق ايلي ماروني عن مشروع قيد التحضير تعمل عليه الكنائب للقاء ماروني – ماروني في بكركي يضم الوزراء والنواب الموارنة لخلق تعارف حقيقي بين القيادات المارونية، تمهيداً للوحدة المسيحية وصولاً الى الوحدة الوطنية.

زار ماروني البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع وفد كتائبي ضم منسق شؤون النواب في الحزب انطوان ريشا ورئيس اقليم المتن الشمالي بيار الجلخ، وقال ماروني بعد اللقاء: "جئت كالعادة الى الصرح البطريركي لأخذ البركة من صاحب الغبطة، ولنؤكد له موقفنا الدائم ان قوة المسيحيين تكمن في هذا الصرح الوطني الكبير من خلال المحافظة على سيد الصرح وتالياً الوقوف الى رأيه واحترام ما يقول، واضاف: وجددت بصورة خاصة دعوتي المستمرة له لزيارة زحلة حيث هنالك الآلاف من اللبنانيين ينتظرون هذا اللقاء بشوق ومحبة، وأجرينا جولة من الآراء حول البيان الوزاري وحول الحكومة المشكّلة ورؤيتنا التي كنا نتمنى لو أخذ بها، لكن الحكومة أصبحت اليوم أمر واقع، ولم يبق أمامنا إلا ان نتمنى لها التوفيق بمهامها وعملها من أجل لبنان ووحدة اللبنانيين.

أضاف: وتحدثنا في مواضيع عديدة ومنها موضوع المبعدين الى فلسطين المحتلة وضرورة عودتهم الى لبنان لأنه ليس من مصلحتنا كلبنانيين ان يظل اولادنا وأهلنا يعانون، وأن يبقوا مبعدين الى ما وراء الحدود ويولد لبنانيون في فلسطين المحتلة اي اسرائيل وبالتالي هم أزمة انسانية كبيرة يجب العمل على انهاءها في أسرع وقت، وتطرقنا الى كيفية العمل لمواجهة التوطين، ونكون جميعاً كمسيحيين ولبنانيين يداً واحدة لمواجهة التوطين.

وتحدث ماروني عن مشروع قيد التحضير تعمل عليه الكتائب للقاء ماروني – ماروني في بكركي يضم الورزاء والنواب الموارنة لخلق تعارف حقيقي بين القيادات المارونية، تمهيداً للوحدة المسيحية وصولاً الى الوحدة الوطنية.

* هناك محاولات سابقة لذلك، ولكنها لم تنجح هل انتم متفائلون بنجاحها هذه المرة؟!

- نأمل في ذلك، ويأخذ هذا الاقتراح مجراه لأن الأمور كما تشاهدونها ذاهبة الى التهدئة، فإذا نظرنا الى الحكومة نرى ان ممثل تيار المردة يجلس الى جانب ممثل القوات الى جانب ممثل الكتائب، الى ممثل التيار، فبالتالي ان شاء الله" كما يجلسون مع بعضهم البعض في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء يجلسون هنا في هذا الصرح "بيتهم" لأن هذا "البيت – الصرح" الذي حافظ عبر التاريخ على كرامة المسيحيين.

* هل يمكن ان يتحول اللقاء الى مستوى الصف الأول!؟

- طبعاً لأنني لا اعتقد ان اي ممثل لأي فريق قادر على الحضور من دون موافقة الصف الأول. وإنشاء الله تنعكس هذه الأمور من الصف الثاني على الصف الأول.

* هل تتحدثون كحزب كتائب؟!

- طبعاً، هل نحن مفصولون عن الكتائب فأنا برفقتي مسؤولين في الحزب، وبالتالي عندما نتحدث بهذا الأمر، فنحن نتحدث باسم الكتائب التي تعمل دائماً من أجل الوفاق المسيحي – المسيحي وبالتالي عندما نتحدث عن الوحدة "نحكي" من ومع. وها نحن اليوم على أبواب الذكرى الثالثة استشهاد حبيبنا الشيخ بيار امين الجميل ولنأخذ العبّرة والعظة من هذا الدم الذي يهدر على الطرقات من رفاقنا وقياداتنا وأخوتنا لموقف هذه المجازر بحق لبنان ويكون هناك وطن حقيقي ونهائي.

* قبل هذا الاجتماع وقبل ان تصفى القلوب هل لديكم اي عتب على القوات اللبنانية من موقفها في الحكومة؟!

- لماذا؟، هل الكتائب هي التي شكلت الحكومة؟ نحن نعتبر ممثل القوات في الحكومة ممثل لبنان وممثلنا يمثل القوات أيضاً، وبالتالي لم يكن الدكتور سمير جعجع الذي هو رفيقنا وجبيبنا هو من يشكل الحكومة وموضوع الحكومة أصبح منتهياً. الدكتور صايغ دخل في الحكومة وبلجنة صياغة البيان الوزاري، وأصبح هذا الموضوع وراءنا.

* وممثل التيار الوطني أيضاً؟!

- ان شاء الله يأتي اليوم الذي يصبح فيه ذلك. فحين ندعو الى مثل هذا اللقاء، ندعو الى الوصول الى الوحدة المسيحية، ونصل الى اليوم الذي يمثل فيه "الكل"، "الكل"، لأنني حتى الساعة لا أفهم ماذا يحدث، عندما مارست عملي في وزارة السياحة كنت وزيراً لكل لبنان وكل اللبنانيين. لا أفهم التناتش والتنافس والتحاصص على حقيبة، في حين ان هذه الحقائب لكل لبنان ولكل اللبنانيين".

سلام: واستقبل البطريرك صفير الوزير السابق النائب تمّام سلام الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة اليوم بعد فترة من المشاغل التي منعتني من لقاء غبطته والذي أحرص عليه بشكل دائم لما يرمز اليه البطريرك من مكانة وقيمة لنا جميعاً في لبنان، وكانت مناسبة تداولنا في أمور الساعة، واستمعنا الى توجيهاته ومن رأي نحرص عليه ومواكبته في المرحلة المقبلة.

وعن توقعه لمضمون البيان الوزاري قال سلام:

انه على نار قوية والاجتماعات المتتالية للمجلس الوزاري تؤكد الرغبة في صدور بيان وزاري متكامل يعبر عن هواجس سياسية واقتصادية وانمائية وثقافية بما يخدم لبنان واللبنانيين.

أضاف: المميز في هذا الأمر ان الاجتماعات التي تعقد تضم ممثلين عن كافة القوى السياسية وبالتالي هي فرصة لتبادل الأفكار ووجهات النظر ولتأسيس مرحلة ما بعد البيان الوزاري على مستوى اداء مجلس الوزراء، فالكل يعلم ان هذا المجلس ائتلافي ويضم أفكاراً مختلفة. ونطمح الى ورشة عمل مستقبلية منطقلة من هذا التماسك بين الأعضاء.

* كيف ينظر تمام سلام الى الرئيس سعد الحريري اليوم؟

- انه شخصية شابة واعدة تحملت وتعاطت في الكثير من الشأن العام وأبرز ما كان هي الانتخابات العامة التي قاد قسم كبير منها بكثير من الكفاءة والوطنية، وتم تحقيق ما تحقق وفوز كبير للأكثرية ثم معاناة تأليف الحكومة وما تخللها على مدى أشهر من صبر وآناة وإدراك ووعي منها لاستيعاب كل الأهواء والنزوات من هذا الفريق وذاك للوصول الى هذه الحكومة الائتلافية التي لا تشكل بنظرنا الحكومة المثلى في نظامنا الديموقراطي حيث يجب ان تكون هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض.

ورأى سلام ان ما جرى في تشكيل الحكومة هو أمر استثنائي وليس قاعدة للخروج من الكثير من المشاكل والتعقيدات التي تراكمت في السنوات الماضية. وانا لي ثقة بقيادته الواعية والشابة ستؤسس لمرحلة جديدة بالتعاون مع كافة الفرقاء الذين ادعوهم الى تسهيل الأمر لعمل الحكومة، لأننا امام استحقاقات أبرزها الانتخابات البلدية وهو استحقاق وطني كبير فإذا لم تكن الحكومة منسجمة وحازمة لأمرها ومهيأة لمواجهة هذا الاستحقاق سوف نقع في محظور جديد. ولكني متفائل وآمل في ان تنهض الامور بقيادة الرئيس الحريري فتحققت الكثير مما يتطلبه البلد على المستوى الاقتصادي والإنمائي والاجتماعي.

كنعان: وكان البطريرك صفير التقى صباحاً عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان وعرض معه التطورات والمستجدات على الساحة الداخلية.

المجلس الوطني لثورة الأرز: الى ذلك زار وفد من المجلس الوطني لثورة الأرز، برئاسة الأمين العام المهندس طوني نيسي، ومسؤول العلاقات الدولية المحامي الياس خليل، ومسؤول الإعلام الكاتب والباحث السياسي بسام ضو، ومسؤول العلاقات العامة جوزف السخن، الصرح البطريركي، والتقوا البطريرك صفير واشار بيان وزعه المجلس الى انه تمت خلال اللقاء مناقشة الأمور الآتية:

1- تقديم مذكرة الى صاحب الغبطة، تدعو البطريرك الى احتضان قيام تجمع مرجعي انقاذي موسع لانتشال الحضور المسيحي مما اصابه من تقهقر وتبعثر وتخلف على الصعيد الوطني والمعنوي والسياسي، علماً ان خطة التغيب المقصود للنوعية المسيحية الواعية المقدامة، بواسطة بعض القادة الذين استأثروا بالتمثيل المسيحي، وعملية التدمير الذاتي اللاواعية لحجم المسيحيين، أدتا الى تقاسم وتنازع ومصادرة الساحة المسيحية، وإبقاء المسيحيين محاصرين بين دفتين يتصارعان على حقوق المسيحيين وأضحت صراعات زعمائنا تنعكس سلباً على الشارع الداخلي، وهذه المذكرة سترفع الى قادة الرأي المسيحي لدراستها كي يتم لقاء عام في بكركي وبحضور سائر الاساقفة لمناقشة الوضع المسيحي العام والخروج بحل يتضمن ثوابت العمل السياسي المرتكز على شرعة العمل في ضوء تعاليم الكنيسة.

2- تم في اللقاء مع صاحب البغطة لفته الى ان مؤسسة الجيش عماد الوطن والمؤسسة التي يعتمد عليها كل مواطن مخلص شريف تفتقر الى الوجود المسيحي في العديد، علماً ان عدد المسيحيين الى تراجع، وهذا الأمر لا يحظى بأي تفسير منطقي وعقلاني، ومرد هذا الابتعاد هو عدم التزام الأهل والمراجع الروحية والعلمانية عن توجيه الشباب الى الانخراط في المؤسسة العسكرية الأم، وطالب الوفد، رأس الكنيسة المارونية وسائر الأساقفة العمل الدؤوب وبكل جدية لحل هذه المعضلة، وهذا الأمر لا يحل بالانكفاء والبكاء على الأطلال، بل عليه مع جميع الاساقفة والمرجعيات السياسية حث الشباب المسيحي على الانخراط في المؤسسة العسكرية، بدل الانخراط في أحزاب لم تجلب الا الويلات للمسيحيين. المطلوب طرح مشروع تطويع الشباب المسيحي في الجيش ومتابعتنه وتنفيذه.

3- طالب الوفد عبر البطريركية المارونية جميع المسؤولين: انه من حق الشعب اللبناني معرفة حقيقة كل ما يجري في لبنان، لأن الشعب اللبناني قد اختار بحرية تامة وديموقراطية ممثليهم في المجلس النيابي وفقاً للشعارات التي أطلقتها القوى السياسية هنا وهناك (طبعاً الا أولئك الذين انتخبوا في أماكن انتشار السلاح غير الشرعي وفي المربعات الأمنية)، ولم يقترع الشعب لرئيس أميركا او لرئيس سورية او لرئيس إيران او لغيرهم، ان الشعب اللبناني اقترع لنواب الأمة لذا هم مطالبون بالعمل الجدي والواعي انطلاقاً من مقدمة الدستور والقوانين اللبنانية عملاً لمصلحة لبنان وشعبه، والا كانوا غير اهل للقيام بمهماتهم.

وزار بكركي ايضا الدكتور الكسي الجلخ يرافقه الطبيب الاميركي من اصل لبناني آلان بولاك من مؤسسة لاهاي كلينيك في بوسطن، ثم الخوراسقف برنارد خشان، والمونسنيور سامي الحايك.

خوري: واستقبل البطريرك صفير النائب السابق الدكتور غطاس خوري الذي قال بعد اللقاء "تباحت في الشؤون الوطنية التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة، وهناك ارتياح عام الى تأليف هذه الحكومة ولأجواء التفاؤل والوفاق السياسي الموجود في البلد التي نأمل في ان تترجم الى اعمال محددة تفيد المواطن وتخرج البلد من أزمته الاقتصادية والاجتماعية وان يستمر هذا التوافق السياسي لحماية البلد.

* هل برأيك هناك عرقلة في البيان الوزاري؟

- يبدو ان في الشق السياسي هناك صيغة يتوافق عليها الجميع والتي تحفظ المواقف السياسية لجميع الأطراف وطبيعي ان هذه التسوية جزء مما حدث في الدوحة، اما في الشق الاقتصادي والاجتماعي فأظن ان الامور تسير الى توافق وان هناك التزامات دولية قام بها لبنان في مؤتمرات اقتصادية سابقة من خلال باريس 2 و3 يجب الالتزام بها والسير قدماً لتنفيذ خطة اقتصادية اجتماعية تؤدي الى انفراج اقتصادي اجتماعي حقيقي والى المزيد من فرص العمل والانتعاش الاقتصادي.

* هناك كلام صادر في وسائل الاعلام عن ان المعارضة تعرقل الامور الاقتصادية المتعلقة بباريس 3؟

- أتمنى ان لا يكون ذلك صحيحاً لأن الالتزامات الدولية التي قام بها لبنان تم تأجيلها لسنوات عدة ونحن في السنوات الماضية لم نقم باي اصلاح اقتصادي او اجتماعي، والان علينا المبادرة الى حلحلة امورنا التي سوف تنعكس ايجاباً اولاً على المواطن اللبناني وثانياً على سمعة لبنان وعلى إمكانية النهوض والأزدهار الاقتصادي.

بعدها التقى البطريرك صفير المرشح لمركز رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير بحضور الدكتور انطوان زخيا صفير وقدم شقير للبطريرك برنامج العمل الذي أعده لتفعيل عمل الغرفة في حال فوزه في الانتخابات التي ستجري في 6/12/2009.

ثم واستقبل بعد ذلك السفيرة الاوسترالية في لبنان جين دان في زيارة بروتوكولية للتعاون وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين.

غانم: وظهراً استقبل البطريرك صفيررئيس لجنة الادارة والعدل النيابية النائب روبير غانم الذي قال بعد اللقاء: "كالعادة استمعت الى آراء غبطة البطريرك والى رؤيته في هذه المرحلة التي نأمل في ان تكون مرحلة هدوء وانتاج، اي ان تكون هذه الحكومة فريق عمل منتج تجاه ما يتخبط به الشعب اللبناني من مشاكل معيشية واجتماعية واقتصادية وهي أولوية اليوم. طبعاً يبقى الموضوع السياسي الذي نأمل في ان لا تكون هذه الحكومة حكومة متاريس في داخلها، بل حكومة توافق واتفاق من أجل مصلحة لبنان وحماية اللبنانيين.

أضاف: "بحثنا في أمور أخرى أيضاً كعمل مجلس النواب، والبلديات، والى ما هنالك، وطبعاً تمنيات صاحب الغبطة البطريرك ان تتمكن هذه الحكومة من تحسين الأوضاع الاقتصادية حتى نبقي الشباب اللبناني والشابات في بلدهم، اي الافساح في المجال ان يتحقق النمو وخلق فرص عمل ليتمكن الشباب اللبناني من البقاء والعمل والانتاج في وطنهم، وهذه امنيتنا جميعاً.

على صعيد آخر، يمنح البطريرك صفير غداً رئيس مؤسسة جوزف ودعد غصوب الاجتماعية، رجل الأعمال، عضو المجلس التنفيذي والمؤسس لجمعية الصداقة الاماراتية – اللبنانية جوزف غصوب، وسام القديس غريغوريوس الأكبر البابوي ويترأس في الحادية عشرة قبل ظهر غد الاربعاء قداساً في كنيسة بكركي دعت اليه المؤسسة.. ويتبع القداس تسليم غصوب البراءة البابوية وشارات الوسام.

 

ولادة البيان الوزاري رهن التوافق على الشق الاقتصادي جلسة ثقة مقتضبة تمهد لها هيئة مكتب المجلس غدا خطاب سليمان في الاستقلال خريطة طريق للمرحلة المقبلة

المركزية- على مسافة خمسة ايام من ذكرى الاستقلال التي باتت مثابة موعد غير رسمي ضربه البعض وقد تكون مجرد "أمنية"، لانجاز لجنة صياغة البيان الوزاري مهمتها تمهيدا لمناقشته في مجلس الوزراء والموافقة عليه لنيل حكومة الوحدة الوطنية ثقة المجلس النيابي على اساسه، يبدو المشهد السياسي اللبناني في حال ترقب وانتظار لما ستحمله المرحلة المقبلة من تطورات يعول اللبنانيون عليها الكثير نسبة للمأمول منها في ضوء ورش العمل على المستويات كافة التي تنتظر اشارة الضوء الاخضر لدخولها حيز التنفيذ الفعلي.

وفي وقت يتوقع ان تشهد الايام القليلة المتبقية على هذا الموعد تكثيفا لجلسات لجنة البيان الوزاري في محاولة لانجازه في الذكرى الكبيرة، اكد رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم على تجانس الحكومة بكامل أعضائها والعمل بأسرع ما يمكن لاقرار البيان قائلا: "تفاءلوا بالخير تجدوه". واشارت اوساط سياسية متابعة الى ان مجرد التوافق على الشق الاقتصادي في مسودة البيان التي ينكب وزير الاعلام طارق متري على اعدادها بعدما انجز الشق السياسي، يجعل امكانية اقراره قبل نهاية الاسبوع واردة وتاليا تحويل "الامنية" الى واقع خصوصا في ظل دعوة رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة سعد الحريري للاسراع في اقراره من دون تسرع. واوضحت الاوساط ان التأخير في الشق الاقتصادي مرده طرح نظريات جديدة من قبل وزراء جدد تستوجب البحث المعمق في ضوء حرص الحكومة ورئيسها على انجازات مؤتمر باريس 3 ووجوب استكمال الخطوات الضرورية للافادة من مقرراته.

الورشة التشريعية: وفي المقلب النيابي ،تجتمع هيئة مكتب المجلس يوم غد برئاسة الرئيس نبيه بري بعدما اكتمل عقد لجانه النيابية بانتخاب النائب مروان حمادة رئيسا للجنة البيئة والنائب عاصم قانصو مقررا على ما كان متوافقا عليه، وتعرض لاطلاق ورشة العمل التشريعية للمجلس الجديد لدرس واقراراكبر عدد من مشاريع واقتراحات القوانين الموجودة في ادراج المجلس عاجلا كما ستركز الهيئة على مسار جلسة مناقشة البيان الوزاري التي يتوقع ان تشكل مناسبة تعزز اجواء الوحدة الداخلية التي تكرست مع ولادة الحكومة رغم انها لن تخلو حكما من بعض الملاحظات والانتقادات من قبل بعض النواب غير انها ستتسم بطابع ايجابي يرسخ المناخات الانفراجية السائدة.

جلسة الثقة: في غضون ذلك، استبعدت اوساط نيابية مطلعة انعقاد جلسة الثقة النيابية الاسبوع المقبل نسبة الى الوقت الذي يتطلبه مسار البيان اذ انه بعد انتهاء البيان الوزاري يتوجب على الحكومة عقد جلسة لمناقشته والموافقة عليه قبل احالته الى مجلس النواب حيث يصار الى توزيعه على الاعضاء قبل 48 ساعة من موعد الجلسة للاطلاع عليه، وتاليا رأت الاوساط ان جلسة الثقة قد تذهب الى الاسبوع الذي يليه على ان تمتد على مدى يومين او ثلاثة. واشارت الاوساط الى اتجاه لحصر كلمات النواب بحيث سيتمنى الرئيس بري على الكتل اختيار من يتحدث باسمها لتلافي المطولات والاستفاضة في المداخلات.

الاستقلال: وتوازيا، تتواصل الاستعدادات لاحتفالات عيد الاستقلال الذي يتخذ هذا العام طابعا مميزا في ظل اجواء الوفاق والتقارب التي تشكل سقفا يعمل الجميع في ظله، واشارت بعض المعلومات لـ"المركزية" الى ان افكارا عدة طرحت حول شكل ومكان الاحتفال ليحمل جديدا هذا العام كأن يقام الاحتفال المركزي في احدى المناطق خارج العاصمة على ان يصبح الامر مداورة بين المناطق غير ان الرأي استقر في النهاية على ابقائه في العاصمة. وفي المعلومات ان كلمة الرئيس سليمان التي يعكف على اعدادها ستأتي مثابة خريطة طريق للحكومة الجديدة وهو سيركز على ضرورة رص الصفوف في الداخل لمواجهة التحديات الخارجية ودعوة الجميع الى العمل من ضمن المؤسسات ووضع القانون فوق الجميع والاستعجال في تفعيل ادارات الدولة تعويضا عن الوقت الضائع. اضافة الى التأكيد على الثوابت الوطنية المعروفة.

مأدبة المصالحة: وفي سياق متصل، يترقب اللبنانيون لقاء مأدبة المصالحة التي ستجمع غدا في بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في اطار الفكرة التي كان اطلقها سليمان منذ بداية عهده الهادفة الى تعزيز المصالحات بين الاطراف كافة لما لها من اهمية في تأمين التواصل بين اللبنانيين كعامل اساسي لدعم مسيرة العهد وتفعيل الدولة ، وللغاية فان سليمان يجري حركة اتصالات بعيدة من الاضواء مع الاطراف كافة لتأمين مناخات التقارب خصوصا بعدما توافرت الظروف المناسبة اثر تشكيل الحكومة وتأمين مظلة التوافق العربي- العربي.

 

سـاركوزي لـ"الرياض"السعودية: ينبغي أن يواصل اللبنانيون مسيرة الحوار والمصالحة

المركزية- أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز رجل سلام واعتدال ويلعب دوراً لا يعوض في مواجهة أزمات المنطقة، موضحاً بأن المملكة شريك متميز وحليف استراتيجي لنشر السلام في المنطقة وصديق يعتمد عليه. وقال ساركوزي الذي بدأ اليوم زيارة إلى المملكة في حوار مع صحيفة "الرياض"السعودية" إن زيارته للمملكة زيارة صداقة وان استضافة الملك له في مزرعته بالجنادرية بادرة تؤثر فيه . مشيراً إلى انه سيبحث مع خادم الحرمين موضوعات عدة على رأسها التعاون الاقتصادي بين البلدين الذي يعد ركناً من اركان الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وفرنسا، مشيداً في الوقت ذاته بالاصلاحات التي اطلقها الملك عبدالله والتي مكنت الاقتصادي السعودي بأن يتطور ويتحول بعمق. وحول إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط أوضح الرئيس الفرنسي بأن إطلاق المفاوضات لن يكون ممكناً إلا من خلال مبادرات قوية لا سيما بشأن الاستيطان، مشيراً إلى انه تحدث في هذا الخصوص مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتينياهو. وتطرق الرئيس ساركوزي في حواره إلى المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية وقال "ان فرنسا مستعدة من اجل تسهيل إعادة المحادثات ، إن اعتبر الطرفان بأننا يمكن ان نفيدهم في هذا المسعى"، موضحاً بأن الإسرائيليين والسوريين عبروا عن استعدادهم لاستئناف المفاوضات وان ما تبقى طريقة تحقيق ذلك. واعتبر ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان خبر جيد جداً، بالنسبة للبنان واللبنانيين بطبيعة الحال، ولكن أيضاً للمنطقة برمتها. لم يكن ذلك بالأمر الهين، غير ان الجهات السياسية اللبنانية الفاعلة عرفت كيف تجد معاً، عبر الحوار وحس كبير بالمسؤولية، الحل لهذا المأزق. من جديد، نجح المسؤولون اللبنانيون في التفاهم من أجل تغليب المصلحة العليا لبلدهم. هذا إنما يدل على نضج سياسي كبير وديموقراطي. وينبغي أن يواصل اللبنانيون هذه المسيرة، مسيرة الحوار والمصالحة التي وحدها من شأنها أن تسمح للمعجزة اللبنانية بأن تحيا بشكل كامل وأن تضمن استقلال لبنان وسيادته.

 

"أكــي" الايطالية: أسباب سياسية واقتصادية خلف تأجيل سوريا توقيع شراكتها مع أوروبا

المركزية - ذكرت مصادر ديبلوماسية أوروبية ان هناك أسبابا سياسية - إلى جانب الأسباب الاقتصادية - تقف خلف طلب سوريا تأجيل توقيع اتفاقية الشراكة السورية ـ الأوروبية، وقالت إن سوريا ترى في بعض تفاصيل الاتفاقية مشروع إذعان. وأضافت المصادر في تصريح لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أن "سوريا طلبت من فرنسا إقناع شركائها الأوروبيين توقيع اتفاقية الشراكة من دون ملاحقها الخاصة بسوريا وبحقوق الإنسان فيها، وأكدت أن سوريا "تصر على معاملتها كغيرها في هذه الاتفاقية، وأنها أجلت توقيعها - مع رغبتها الشديدة في ذلك - لأنها شعرت بوجود استفزاز واضح بإضافة بعض البنود الخاصة، بما يجعلها شبه اتفاقية إذعان". وأوضحت المصادر "إن ملف الشراكة السورية - الأوروبية أخذ حيزاً غير قليل في محادثات الرئيسين، وأشارت إلى أن الأسد كان واضحاً في تبرير طلب بلاده تأجيل التوقيع على الاتفاقية. ومن البديهي أن الطرفين اتفقا على تطوير العلاقات الثنائية متعددة الجوانب بين البلدين، وربما اتفقا على ما هو أبعد من ذلك." وختمت المصادر بالقول "على أي حال، رسمت زيارة الأسد لفرنسا بداية لتعاون استراتيجي سوري - فرنسي، وقد تكون له آثار كبيرة في منطقة الشرق الأوسط". وتشير بعض الأوساط الأوروبية إلى وجود نص إعلان سياسي سيُلحق بوثيقة الشراكة، تتعلق بالإصلاح السياسي والحريات، الأمر الذي ترفضه تعترض عليه سورية خاصة وأنه غير موجود في اتفاقيات شراكة مشابهة مع دول عربية أخرى.

 

"الوطن السورية": زيارة الحريري لدمشق مسألة وقت

المركزية- اكدت صحيفة "الوطن" السورية الى أن زيارة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري إلى دمشق باتت "مسألة وقت"، تنتظر إتمام الشكليات والإجراءات الحكومية وما يتصل بوضع البيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة في مجلس النواب. وقالت: "يُنظر إلى هذه الزيارة من الآن على أنها الحدث التحول الذي يستهل به الحريري ولايته، وستكون لها انعكاسات مباشرة وملموسة على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه وخصوصاً في مجالين:

الأول: وضع الحريري في الحكم الذي سيكتسب ثباتاً واستقراراً بفعل ما سيناله بعد هذه الزيارة من احتضان وحماية من قبل دمشق. مما لا شك فيه أن "حكومة أفضل الممكن" هي انعكاس لميزان قوى دقيق بين الموالاة والمعارضة، كما أنها حكومة المساكنة القسرية المستندة إلى وضع لبناني هش وانقسام ما زال قائما وصراع سياسي ما زال مفتوحا على جولات ومحطات، بحيث يخشى في ظل هذا الوضع أن تكون حكومة الحريري مقيدة بمعادلة يصعب فيها التصدي للملفات السياسية الكبرى، وان تصبح رهينة الانقسام السياسي فتفقد القدرة على وضع سياسة طموحة وفاعلة وطويلة الأمد، وإنما تضطر إلى خفض سقف طموحاتها وفي إطار "إدارة الأزمة والتناقضات".

واعتبرت الصحيفة أن زيارة الحريري إلى دمشق من شأنها أن تدخل تعديلا على قواعد اللعبة وان تحسن في وضع الحكومة ورئيسها، فالمسار السياسي بعد هذه الزيارة لن يبقى على حاله وما كان عليه في السنوات الأربع الماضية من انقسام وفرز حاد وسياسة محاور داخل الحكومة مقارنة ما كان عليه الوضع مع حكومتي فؤاد السنيورة اللتين استحال فيهما التعايش والحد الأدنى من "تنظيم الخلاف"...

وبالتالي فإن الحكومة ستكون أكثر استقراراً وإنتاجية وأقل عرضة للتجاذبات الحادة في ظل إعادة خلط للأوراق والعلاقات السياسية، وفي ظل التفاهم السوري السعودي الذي خلق أجواء ايجابية ساهمت في ولادة الحكومة وقد ترافقها في مسيرتها...

الثاني: انفتاح العلاقات اللبنانية – السورية على آفاق ومرحلة جديدة، وحيث تكون بداية لمرحلة أكثر عمقاً في العلاقات اللبنانية - السورية التي وضعها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على الطريق الصحيح بعد انتخابه بعد أن مرت في تأزم شديد عقب اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. ويعوّل على زيارة الحريري إلى دمشق لكونها الزيارة الأولى لرئيس حكومة لبنانية بعد حكومة رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي، ولكونها ستطرح عناوين سياسية عريضة يرتبط معظمها بمستقبل العلاقات وتحديد مسارها، وستكون زيارة محددة التفاهمات ومضمونة النجاح مسبقاً. وختمت الصحيفة بالقول: "زيارة الحريري إلى دمشق مهمة جداً ليس فقط على صعيد ترتيب العلاقات اللبنانية -السورية، بل على صعيد وضع لبنان في المنطقة لكون سوريا أثبتت وجودها على الساحة الإقليمية وهذا ما يعد أمراً شديد الأهمية للبنان لكون سوريا الداعم الأبرز لقضاياه".

 

مصادر روسية لـ "الخليج": عقد مؤتر موسكو يحتاج إلى إعداد جيد

المركزية_ أكدت مصادر ديبلوماسية روسية لصحيفة"الخليج"الاماراتية أن عقد مؤتمر موسكو يحتاج إلى إعداد جيد حتى لا يقع في المطبات التي وقعت فيها المؤتمرات السابقة وآخرها "أنابوليس" عام 2007 . وأوضحت المصادر أن المواقف الأخيرة التي صدرت عن عدد من العواصم الأوروبية الغربية وبخاصة باريس، تعطي دفعاً لفكرة المؤتمر وعقده، لكن الإعلان عن الموعد يحتاج إلى توافق اللجنة الرباعية والأطراف المعنية، وكذلك تذليل العقبات التي تحول دون نجاحه وفي مقدمتها الاستيطان. وأكدت أن وظيفة مؤتمر موسكو هي دفع التسوية على كل المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية. ورفضت المصادر إعطاء إجابة محددة عن سؤال إذا ما كانت موسكو ستدعم إعلان قيام دولة.

 

ملف ترسيم الحدود على نار حامية بعد قمة دمشق اللجنة اللبنانية – السورية المشتركة تجتمع قريبا تنفيذا لمقرراتها

مصدر ديبلوماسي لـ "المركزية": الموعد يتحدد في ضوء زيارة الحريري لسوريا

المركزية - بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى دمشق وفي ظل الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا بعيد نيل الحكومة الثقة، وضع ملف ترسيم الحدود بين البلدين على نارحامية حيث من المتوقع ان تبدأ اجتماعات اللجنة المشتركة اللبنانية السورية في وقت ليس ببعيدولم يستبعد مصدر ديبلوماسي لـ المركزية" ان تنعقد الشهر المقبل ، للمرة الاولى منذ ثلاثة عقود ونيف بعدما كان الاجتماع الاخير للجنة المشتركة في 6-4-1975، وذلك تنفيذا لمقررات القمة الاولى التي جمعت الرئيسين سليمان والاسد في اب 2008.

وتوقع المصدر ان يتقرر موعد الاجتماع الاول للجنة في ضوء زيارة الرئيس الحريري مؤكدا ان لبنان جاهز للاجتماع بالجانب السوري في اي وقت مضيفا ان اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء في العام الماضي برئاسة الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين تجتمع بشكل دوري وتعمل على قدم وساق وكأن اجتماع اللجنة المشتركة سيعقد غداً وهي هيأت المستندات اللازمة لانطلاق اجتماعات اللجنة المشتركة علما انها، بجانبها اللبناني تجتمع بشكل دوري ومكثف وكان اخر هذه الاجتماعات منذ يومين في وزارة الخارجية برئاسة الامين العام للوزارة بالوكالة السفير وليم حبيب.

وتابع المصدر ان اللجنة بجانبها االلبناني وان كانت مستعدة لمباشرة العمل المشترك مع نظيرتها السورية، الا انها ستستمر بالعمل من جهتها لاستكمال جميع الوثائق والمستندات وتاليا فإن عمل اللجنة المشتركة لن ينجز بلمح البصر وقد يستغرق سنوات، لكن المهم القيام بخطوة اولى في رحلة الالف ميل.

اما عن النقطة التي ستبدأ اللجنة المشتركة منها عملها، فهو سؤال لا يمكن الاجابة عليه الآن بحسب المصدر، اذ ان جدول اعمال الاجتماعات يتقرر في ضوء الاجتماع الاول المنتظر للجنة والاتفاق بين الجانبين السوري واللبناني عليه.

اما موضوع مزارع شبعا فلن تتطرق اللجنة المشتركة اليها، في الوقت الراهن على الاقل، لاعتبارات سياسية خارجة عن نطاق عملها .

وذكر المصدر عينه بكلام عدد من المسؤولين السوريين ومنهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن لجان ترسيم الحدود لا يمكنها ترسيم مزارع شبعا في ظل الاحتلال الاسرائيلي لها .

ولفت المصدر الى ان ثمة خلافا على عدد من المواقع على طول الخدود المشتركة مع سوريا في البقاع والشمال والجنوب والتي يجب على الطرفين مقارنة المستندات التي بحوزة كل منهما لتحديد هوية الاراضي تلك، وعلى كل طرف ان يقدم من جانبه المستندات من خرائط قديمة وصكوك وخلافها والتي تعود الى زمن الحكم العثماني او الانتداب الفرنسي علما ان بعض المستندات موجود في الخارج وقد يتطلب جلبها بعض الوقت.

 

سليمان اطلع على المشاريع الممولة من اوبيك للتنمية

المركزية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم على المشاريع التي تموّلها منظمة اوبيك للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في مختلف المناطق اللبنانية، في خلال اجتماع ضم الرئيس التنفيذي للمنظمة سليمان الحربش في حضور ممثل المنظمة في لبنان الدكتور فرنسوا باسيل ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر. وتم في خلال اللقاء التشديد على وجوب تحريك عجلة العقود التي وقعتها المنظمة مع عدد من الادارات والمؤسسات كي يبدأ تنفيذ هذه المشاريع التنموية والتي تعود بالفائدة الاقتصادية على لبنان.

وكان الرئيس سليمان تناول مع وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون الاوضاع العامة وآلية العلاقة بين مجلسي الوزراء والنواب وتفعيلها في المرحلة المقبلة.

وعرض مع كل من الوزيرين السابقين خالد قباني وعلي قانصو للأوضاع الراهنة على الساحة.

 

كتلة المستقبل رحبت بجو الحوار حول البيان الوزاري وتمنت على الجميع الاســتمرار في اعتماد الايجابية

المركزية- رحبت كتلة المستقبل بجو الحوار الجاري حول البيان الوزاري وتمنت على القوى السياسية المعنية الاستمرار في اعتماد الايجابية عنوانا للحوار حول كل النقاط ومهما كان حجم الخلاف حولها، واملت في انجاز البيان الوزاري تمهيدا لمناقشته في المجلس النيابي، ومباشرة الحكومة عملها التنفيذي بعد نيل الثقة.

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الاسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وناقشت مختلف العناوين الوطنية المطروحة التي تهم اللبنانيين، وفي ختام الاجتماع تلا النائب بدر ونوس البيان الآتي:

اولا: قيّمت الكتلة ايجابا انجاز انتخاب اللجان النيابية والذي يشكل البوابة الحقيقية لاستئناف المجلس النيابي عمله التشريعي والرقابي، وبحثت في مشاريع القوانين المحالة على المجلس النيابي خصوصا المشاريع المتعلقة بتنفيذ باريس-3 والاصلاحات الاقتصادية المطلوبة، وقررت المتابعة الحثيثة لكل هذه المشاريع.

ثانيا: رحبت الكتلة بجو الحوار الجاري حول البيان الوزاري للحكومة الجديدة وتمنت على كل القوى السياسية المعنية الاستمرار في اعتماد الايجابية عنوانا للحوار حول كل النقاط ومهما كان حجم الخلاف حولها. وعلى ذلك فقد املت الكتلة في انجاز البيان الوزاري تمهيدا لمناقشته في المجلس النيابي، ومباشرة الحكومة عملها التنفيذي بعد نيل الثقة.

كما املت الكتلة على ان يعبر هذا البيان عن طموحات الناس وفق برنامج علمي وعملي، يكون مقدمة حقيقية لانجازات ينتظرها اللبنانيون، في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرعائية.

ثالثا: شددت الكتلة على اهمية انتشار القوى الامنية في كل المناطق اللبنانية لان هذا الانتشار يكرس دون جدال اهمية فكرة الدولة كاطار وحيد لانتظام حياة اللبنانيين، ايا كان انتمائهم السياسي،واكدت على اهمية تشديد العقوبات على المخالفين. كما اكدت الكتلة على اهمية الانضباط داخل الاجهزة الامنية مناشدة السلطات السياسية على تحمل مسؤوليتها في هذا المجال.

 

بيضون: تحالف حزب الله - عون قائم على توزيع الأدوار 

 التاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

المصدر: الأنباء 

رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن التحالف بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون و"حزب الله" ليس قائماً سوى على عملية توزيع أدوار بين الطرفين، قوامها المصلحة الخاصة لكل منهما، أي أن يتولى عون تحقيق المكاسب السياسية الداخلية والحصص الوزارية، مقابل تخليه عن السياسة الخارجية والقرار الأمني لـ"حزب الله".

وقال في حديث الى صحيفة "الأنباء" الكويتية: "ان لبنان عاد إلى إدارة الخارج لشؤونه الداخلية، والمتمثلة حالياً بالمملكة العربية السعودية وسوريا، وهذه الادارة جعلت نفسها ضمانة للوصول إلى تفاهم بين القادة اللبنانيين، وكانت هي الحجر الأساس في مسار التأليف وصاحبة الكلمة الفصل في تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الائتلافية الحالية، ولم يكن اللبنانيون قادة وشعباً ومؤسسات دستورية أصحاب الكلمة والقرار الأخير حيالها، الأمر الذي ترك انطباعاً لدى الأوساط الشعبية أن الاتفاق المشار إليه أعلاه أتى لمصلحة قوى 8 آذار أكثر مما هو لمصلحة قوى 14 آذار، وذلك على حساب نتائج الانتخابات وإرادة الشعب". واعتبر أن "على الحريري إعداد وفد وزاري يترأسه خلال زيارته إلى دمشق على أن يضم جميع الفرقاء اللبنانيين من دون استثناء، بمن فيهم وزير من "القوات اللبنانية"، لأن القرار بتصحيح العلاقات مع سوريا يجب أن يكون لبنانياً شاملاً"، ناصحاً "القوات" بالموافقة على المشاركة في الوفد.

ولفت بيضون إلى أن من أهم مهمات قوى 14 آذار "إعادة بناء جسور جديدة مع سوريا، تكون قائمة على أسس سياسية صحيحة، الأمر الذي سيحقق في حال نجاحه انجازاً كبيرا للقوى المذكورة يمتن مشروعها السياسي".

 

دانيال بلمار الواقع في «حب التحدي» يبحث عن براهين

الثلاثاء, 17 نوفمبر 2009

باريس - رندة تقي الدين

عندما زار القاضي الكندي دانيال بلمار (المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان، المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري)، حينما كان يتولى رئاسة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، ساحة جريمة اغتيال النقيب في قوى الأمن الداخلي اللبناني وسام عيد، الذي سقط شهيداً لعمله منسقاً مع اللجنة، التقى عدداً من سكان المنطقة، ولاحظ التأثر البالغ على وجوههم، فيما قال له بعضهم: «هذا إجرام محترف، وهذه جريمة أخرى لن يكشف عن مرتكبيها».

شعر بلمار بتشاؤمهم لجهة إمكان الكشف عن القتلة، متوقفاً عند اعتبارهم أن كل شيء في هذه الجريمة سيطمس كما في كثير من الجرائم السابقة. وكان ردُّه أن «هذه الجرائم هي ربما عمل محترفين، لكن فريق عمل اللجنة الدولية مكون أيضاً من محترفين». والواقع أنه أراد إعطاء الأمل بأنه سيصل الى الحقيقة ويكشف عنها.

ودانيال بلمار قاض محترف، قطع تقاعده في كندا ليتولى رئاسة لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري، خلفاً للبلجيكي سيرج براميرتز، ثم اصبح المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان، ومقرها بلدة ليشندام الهولندية قرب لاهاي. من هناك يواصل تحقيقه الدقيق في اغتيال الحريري الذي لم يكن يعرف عنه إلا القليل وكذلك عن لبنان الذي لم يكن يعرفه سوى عبر الجالية اللبنانية الأصل في كندا. عمل بلمار 32 سنة في وزارة العدل الكندية وترأس المدعين العامين في بلاده 14 سنة قبل ذهابه الى التقاعد. وكان في بلاده مختصاً بملاحقة قضايا الإجرام والمخدرات، ولم يكن يوماً محاطاً بالحراسة المشدَّدة التي تحيط به الآن في ليشندام، مقر المحكمة الخاصة. فهو باستمرار تحت الحماية الأمنية من منزله الى مكتبه والى أي مكان يزوره حتى في بلاده كندا. هذا القاضي الصريح والعازم على التوصل الى الحقيقة، تلقى يوماً في بداية تقاعده اتصالاً هاتفياً من الأمم المتحدة، عرض عليه خلاله تولي هذه المهمة الصعبة. طلب مهلة للتفكير، لكن المهلة لم تطل، اذ تلقى اتصالاً هاتفياً من سلفه براميرتز الذي يعرفه، والذي شجعه على تولي القضية. وعندما وافق، قالت له زوجته: «لقد أوقعوك في حبِّك التحدي والبحث عن الحقيقة».

وعلى رغم كل ما يقال عن السياسة والصفقات السياسية في المنطقة وعن إمكان طمسها للحقائق ونتائج عمل المحكمة، وأن ليس لدى بلمار أية أدلة أو براهين، فإنه مستمر من مكتبه بالعمل مع فريقه الموجود في لبنان ويضم حوالى 50 شخصاً من جنسيات مختلفة بريطانية وفرنسية وكندية وتونسية وأميركية. وهؤلاء محققون سابقون اختيروا بعد امتحان كفاءاتهم، وكانوا تقدموا للعمل في إطار اللجنة الدولية بدافع ميلهم للبحث عن حقيقة الجرائم.

وعلى الأرض في لبنان، تعمل القاضية اللبنانية جويس ثابت، مدعية عامة مساعدة لبلمار، وتدير الشق اللبناني من المحكمة.

ويبدأ بلمار يومياً عمله باجتماعات مع أعضاء فريقه في ليشندام للاطلاع على الأوضاع السياسية العامة في لبنان ليكون على معرفة بما يجري وتحديد الظرف الأفضل لزيارة البلد مجدداً.

لكنه حريص على عدم إدخال السياسة في إطار مهمته الوحيدة وهي البحث على معلومات يمكن أن تصبح براهين مقبولة طبقاً لمبادئ القضاء الدولي وقوانينه، فهو رافض لأية ضغوط من أي جهة أتت، والكل بات يعرف ذلك. وقد جرت بعض المحاولات لدفعه باتجاه أو آخر، لكنه قاض صارم في عمله، ومستعد للذهاب الى أي مكان يقوده الى برهان حقيقي، فلا ممنوعات لديه في هذا المجال. وبلمار حريص على أن تعرف عائلات الضحايا وبلادها رسالته، ومفادها أنه مستمر في العمل في الظل للوصول الى الحقيقة. وهذه رسالة أمل الى أسر الضحايا، لئلا يشككوا برسالته، بالتزامه أو بقناعته. ذلك أنه يريد الوصول ولا شك أنه سيصل لأنه يريد اختراق الستار الدخاني الكثيف الذي خلفه القتلة وراءهم. وهو بدأ باختراقه فعلا كما يبدو، ويمضي في هذا المسار بتفاؤل وبنوع من الثقة من أنه سيصل الى الحقيقة.

وما يهم بلمار هو إظهار البرهان حول حقيقة هوية القتلة، مع إدراكه أنها مهمة تأخذ وقتاً أطول من الجريمة نفسها، فالتفجير والجريمة يتمان بسرعة فيما يتطلب البحث عن الأدلة الصبر والمثابرة، وهما من مزاياه ومن أسباب نجاحه في حياته المهنية.

ويبحث القاضي الكندي عن خيوط الجرائم الأخرى التي تبعت اغتيال الحريري ليدرسها ويقارنها باغتيال رئيس الحكومة السابق. وهو مليء بالأمل على رغم كل ما يقال عن الوقت الطويل والضغوط السياسية وعن احتمال وقف تمويل المحكمة. وبلمار مرتاح الآن لأن لديه ما يكفي من تمويل للسنة المقبلة وقد امتلأت تقريباً كل الوظائف التي كانت شاغرة لدى المحكمة. وهو قاض يذكر دائماً بعزمه وبقناعته بأن للقضاء ذاكرة طويلة، ويمكنه أن يأخذ وقتاً ولكنه يذهب حتى النهاية الى الحقيقة وهذه أولويته.

والعاملون في كل فروع المحكمة الخاصة بلبنان، يحرصون على صدقية المحكمة، والإجراءات التي تتبعها تجعل المدعي العام متيقظاً دائماً للتنبه الى الثغرات لسدها، مع حرصه على التأكد من الالتزام بالمبادئ الأساسية. وأصبح معروفاً أنه في حال ممارسة ضغوط قضائية شديدة عليه، فإنه سيستقيل ويعلن السبب.

وقد تم إعداد قوانين المحكمة بسرعة والقرار الأول الذي اتخذه هو الإفراج عن الضباط اللبنانيين الاربعة الذين كانوا موقوفين رهن التحقيق في القضية، لأن في تقييمه لم تكن هناك براهين كافية لإبقائهم في السجن، ولأن دور المدعي العام هو الاستناد الى البرهان.

ويستاء بلمار عندما يقول بعضهم إن عمل المحكمة متأثر بالسياسة. وهو قال لفريق عمله: «لن نترك أية حجارة في مكانها وسنقلب كلاً منها، لأنه ينبغي الذهاب الى عمق القضية»، ولكن هذا لن يحصل بين ليلة وضحاها في مثل هذا التحقيق البالغ التعقيد. وهو يريد أخذ الوقت للقيام بمهمته باحتراف للحصول على المعلومات التي تتحول الى براهين، لأن توجيه التهم استناداً الى أدلة غير صلبة يؤدي خدمة سيئة للضحايا ويحمل على التشكيك بالمحكمة ويتسبب بأضرار لا يمكن إصلاحها.

والوقت طويل الذي مر منذ الجريمة والذي قد يعيق إيجاد البراهين، لا يثير تخوف بلمار لأن هناك جرائم كثيرة كشف عن مرتكبيها بعد30 سنة من وقوعها.

ولكنه مدرك لعدم صبر العالم، بل انه من الأوائل الذين يريدون معرفة الحقيقة وهو لم يقطع تقاعده ليفشل. فلديه خيوط ستوصله الى الحقيقة علماً أنه ليس لديه بعد قرار ظني، إلا أنه على ثقة بالتوصل الى الحقيقة، وأنه في حال وجد نفسه في يوم من الأيام في طريق مسدود فإنه سيتوقف ويقول ذلك، اذ إن الأساس في هذا العمل هو الثقة والأمل، علماً أنه لا يمكنه الكشف عن تحقيقاته لأحد ولا عما توصل إليه حتى الآن. ويدرك بلمار أن أول المهتمين بذلك هم مرتكبو الجريمة، الذين يريدون معرفة ما توصل إليه، وكل ما يقال في هذا الإطار يمكن أن ينقلب ضد المحكمة. والأمل الذي يدعو إليه بلمار ليس أملاً وهمياً بل يرتكز الى عناصر وخيوط ملموسة، والموارد الجديدة لدى المحكمة ستمكنه من الإسراع في مهمته.

ويرى بلمار أن المحكمة الخاصة بلبنان تتولى مهمة تتجاوز التحقيق في جريمة اغتيال الحريري، إذ أن المطلوب منها إعطاء الأمل والكشف عن المجرمين وجعلهم يدركون أنهم إذا أرادوا الاستمرار في الجرائم فإنهم سيلاحقون. وكان النقيب عيد الذي اغتيل، من أعضاء فريق عمله، مما أثر بعمق على المحققين. وهدف بلمار هو التوصل الى نتيجة، ولكن لا يمكنه اليوم أن يضع مهلة محددة للوصول الى النتيجة المنشودة. ومهمة المحكمة مدتها ثلاث سنوات، وليس في إمكانه أن يتكهن بما سيقرره أعضاء مجلس الأمن بعد مرور السنوات الثلاث، وهو في بداية مهمته، وبالتأكيد يتقدم ويسير على الخط الذي رسمه لها. وقد بدأت نتائج عمله تظهر له، وهو لن يكشف عنها لأحد طالما لم يصل الى نهاية ما يريد. وهو متأكد من أن المجرمين يسعون لمعرفة ما لديه لأنهم يعرفون ما قاموا به، ولذا لن يكشف عن كل الحقيقة إلا عندما تكتمل البراهين القضائية، وهو على الطريق.

 

الشق السياسي يؤخر البيان ونحاس يتحفظ على السياسة الاقتصادية

نهارنت/تستأنف لجنة صياغة البيان الوزاري عند الخامسة من عصر الثلاثاء البحث في مسودة البيان في اجتماع ثالث يترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، ويتم في خلاله استكمال بعض البنود في الشق السياسي قبل الانتقال الى الشق الاقتصادي. وشهد الاجتماع الثاني للجنة بحثا معمقا في الشق السياسي من مسودة البيان، وظهرت تباينات في الاراء، خصوصا بما يختص بندي المقاومة والتزامات لبنان بالقرارات الدولية. وكشفت مصادر وزارية لصحيفة "اللواء" ان "المعارضة تصر على ان تجري مقاربة بند المقاومة ضمن الفقرة التي تضمنها بيان الحكومة السابقة، في حين ان فريق مسيحيي 14 آذار داخل اللجنة لا يمانع شرط ان تضاف عبارة "ان يبقى قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية"، لكن المعارضة بشخص ممثليها في اللجنة الوزير محمد فنيش ترفض اضافة هذه الفقرة".

وبالنسبة الى بند يتعلق بالتزامات لبنان بالقرارات الدولية، وهو البند 6، فالمعارضة تدعو لان تكون الصياغة "احترام" القرارات بدل عبارة "التزام".

ولفتت صحيفة "السفير" الى ان أحد أعضاء اللجنة، من فريق مسيحيي 14 آذار حاول "التحايل على النص بالاكتفاء بحق لبنان (حذف "بشعبه وجيشه ومقاومته")، لكن الحريري ومعظم الأعضاء رفضوا كما رفض رئيس الحكومة أن يسجل أحد من الوزراء تحفظه وهي القاعدة نفسها التي يريدها أن تسحب نفسها على مجلس الوزراء بحيث يقر بإجماع الحكومة مجتمعة.

ولاحظت الصحيفة حرصا من جانب فريق الأكثرية على المزيد من تلطيف الشق المتعلق بالعلاقة اللبنانية السورية وجعله أكثر ايجابية وانفتاحا.

واشارت صحيفة "النهار" من جهتها الى انه سيعاد "سبك" كل النقاط محور النقاش في نص جديد سيصار الى اعادة عرضه على اللجنة في اجتماع الخميس المقبل ويعاد تخصيصه للشق السياسي. وينطلق النقاش في الجلسة الثالثة للجنة في الشق الاقتصادي الذي يتضمن المشروع الاقتصادي الاجمالي للحكومة، وينتظر ان يتقدم وزير الاتصالات شربل نحاس بمداخلة في هذا السياق، خصوصا بعدما دار نقاش حاد في جلسة الاثنين بين فريق رئيس الحكومة الذي يشدد على الالتزام بمقررات باريس 1 و2 و3 ونحاس الذي ساق سلسلة من الملاحظات تؤدي بالمحصلة الى نسف مؤتمر باريس 1 و2 و3 وكل مفاعيلها، على حد ما أوردت صحيفة "اللواء" متوقعة ان يبرز خلاف آخر حاد حول موضوع الخصخصة.

ولفتت "النهار" الى ان الحريري سيعقد الثلاثاءاجتماعات مع الوزراء المعنيين بالحقائب الاقتصادية قبل اجتماع اللجنة في الخامسة والنصف عصراً.

وذكرت "السفير" من جهتها الى "أن وزير الطاقة جبران باسيل حاول اضافة نص الى المقدمة السياسية يتعلق باللبنانيين الذين فروا الى الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2000 بعد التحرير، لكن بعض أعضاء اللجنة ومنهم الوزير وائل أبو فاعور أصروا على التمييز بين العائلات التي من حقها أن تعود وبأسرع وقت ممكن ومن دون تعقيدات وبين العملاء اللحديين الذين يجب أن يسلموا أنفسهم الى القضاء ويخضعوا لمحاكمات من دون أية أحكام مخففة كما حصل في مرات سابقة".

واضافت ان "خلوة عقدت على هامش اجتماع اللجنة الوزارية، ضمت رئيس الحكومة والوزيرين محمد فنيش وأبو فاعور وتقرر خلالها التشدد في هذه النقطة بموضوع محاكمة العملاء خاصة أن معظم عناصر الشبكات الاسرائيلية الذين ألقي القبض عليهم أو تواروا، تبين أنهم كانوا مجندين سابقاً في ميليشيا العميل انطوان لحد".

وكان الحريري اكد بعد الجلسة الثانية ان العمل على انجاز البيان الوزاري يتم بشكل يومي، لافتا الى أن كل شيء يناقش بايجابية خلال الجلسات.

وشدد الحريري على أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح، مضيفا "ستلمسون من خلال البيان أن طريقة التعاطي مع كل القضايا ستكون جديدة".

وكان وزير الإعلام طارق متري أعلن بعد الاجتماع أن اللجنة ستعود إلى الاجتماع الثلثاء عند الخامسة عصرًا، مؤكدًا أن "الأجواء جيدة جداً"، وأن "البحث تناول الشق السياسي في اجتماع الاثنين، حيث تمّ البحث في موضوع سلاح المقاومة بشكل عام، على أن يبحث اجتماع الغد في الشق الاقتصادي". ولفت متري إلى أن "الحريري شدد في بداية جلسة اللجنة على عمل الحكومة كفريق واحد". كما أشار إلى أن "المناقشات كانت إيجابية، وقد طغى عليها الاهتمام بالوصول إلى اتفاق على كل القضايا التي أثارتها مسودة البيان، ضمن حرص على جو الاستقرار السياسي الذي أشاعه تأليف الحكومة، والذي كان له تأثيرات إيجابية على غير صعيد، بما في ذلك الصعيد الاقتصادي".

الموسوي: مسيحيو "14 آذار" يرون في التقارب السني الشيعي تقليصاً لدورهم

الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009/لبنان الآن

اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أن "الطائف شرّع المقاومة وذلك معروف عربياً وداخلياً، ولكن الغموض في فقراته ناتج عن الرعاية الأميركية للاتفاق"، متسائلاً "لماذا تضييع الوقت في صياغة البيان الوزاري في حين أن تشكيل الحكومة أظهر أن لا بدّ من الوصول الى تسوية؟".

الموسوي، وفي حديث الى تلفزيون "المنار"، رأى أن "القوى المسيحية فيما يسمى بـ "14 آذار" تميل إلى النقاط الخلافية، أما "المستقبل" فيعكس أجواء التفاهم والتوافق بين الجميع"، مشيراً الى أن "هناك مجموعة تعتقد أن لا دور لها إلا من خلال اثارة التوتر والنزاع السني - الشيعي بخلاف وجهة نظر العماد عون وما يقوم به". وتابع: "هذه القوى ترى أن أي توافق في هذا الاتجاه (السني – الشيعي) يؤدي إلى تقليص دورها وتهميشها"، مؤكداً أن "الدور المسيحي هو دور فاعل وأساسي في لبنان"، معتبراً أن "هناك تصاريح هدفها استفزاز جمهور المقاومة واستفزاز "حزب الله" لكي يعيش في صورة متوترة خاصةً مع تيار المستقبل". ورأى الموسوي أنه "لو كُشف اليوم على ما في صدور بعض حلفاء الحريري في موضوع تشكيل الحكومة وما يُقال في مجالسهم الخاصة، لوجِدت أفظع الشتائم تطلق على الحريري"، معتبراً أنه "عندما يريدون أن يسجلوا اعتراضاً على السلوك السياسي للحريري يتم اطلاق النار على المقاومة".

وأكّد الموسوي أن "الذي يظنّ أنه بإمكانه أن يكون له دور في اثارة نزاع بين فريقين أساسيين لهما طابع مذهبي واهمٌ ويأخذ البلاد إلى التوتر"، لافتاً الى أن "الجنرال عون قام بدور أساسي للمسيحيين ووقف إلى جانب المقاومة وسعى إلى تفاهمات مع القوى السياسية بما فيها تيار "المستقبل". وقال: "أجندتنا هي ارساء الوحدة الوطنية"، رافضاً الردّ على كلام البطريرك صفير"، مضيفاً "هناك تصور للدور المسيحي الفعّال الذي يقوم به الجنرال عون وهناك أفضل تمثيل للمسيحيين في الحكومة من خلال وزارات هامة، وهي في يد الجنرال عون"، مشدداً على "ضرورة ازالة المتاريس السياسية من الشارع وهذه مصلحة لبنان، ولا دور لمن يفتش على مصالحه الخاصة"، معتبراً أن "الغرض من اطلاق النار على المقاومة هو تعطيل التفاهم الداخلي وتعطيل العلاقات اللبنانية – السورية". من ناحية أخرى، رأى الموسوي أن "وليد جنبلاط هو أفضل من يعرف بعض مسيحيي 14 آذار، الذين لا دور لهم سوى الاستفزاز والتوتر"، لافتاً الى أن "لغتنا ولغة وليد جنبلاط والحريري والجنرال عون هي الحوار والتفاهم، أما الآخرون فعكس ذلك". وتابع: "الحوار بين اللبنانيين دائماً هو الأفضل في بلد فيه تنوع طائفي وسياسي وهو بديل عن السجال والنزاع، كما أن هناك مناخات تفاهم عربية – عربية، فلماذا لا يستفيد لبنان منها؟". ورداً عن سؤال عن علاقة "حزب الله" بوليد جنبلاط، أجاب الموسوي: "هناك تقدم مهم جرى على مستوى تحسين العلاقات، وأعتقد أن هناك مفصلاً حاسماً في تحسين علاقة جنبلاط بسوريا"، معتبراً أن "لدى اللبنانيين جميعاً مصلحة في أن تتحسن العلاقة بين لبنان وسوريا".

 

ما لم يقله نصر الله مباشرة

طارق الحميد (الشرق الأوسط)، الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009

دائماً ما أنصح بقراءة خطابات حسن نصر الله بدلا من الاستماع إليها، لأن قراءة الخطاب بعيداً عن المؤثرات تظهر الكثير مما بين السطور. وخطاب زعيم حزب الله الأخير بدا فيه وكأنه ينافس السيد عمرو موسى على منصب الأمين العام للجامعة العربية، حيث تحدث عن لبنان والعرب، والعالم، وطرح رؤى وبارك اتخاذ مبادرات، كان أبرز ما جاء فيه هو حديثه عن المفاوضات، وعملية السلام، وتركيا، حيث برزت أمور مهمة من خلال ما طرحه نصر الله.

يقول نصر الله إنه بعد انتخاب أوباما «انتظر كثيرون وراهن كثيرون واشرأبّت أعناق كثيرة، وقيل انتظروا فإنّ هناك تحولات كبرى».. إلى أن قال «سرعان ما بان حقيقة هذا السراب». ثم استشهد نصر الله بمقولة لأحد المفاوضين الفلسطينيين الذي قال فاوضنا 18 سنة ولم نحقق شيئاً، حيث قال «من اللطيف رقم 18.. 18 سنة من المفاوضات نتيجتها الفشل، الإحباط، الضياع، الهوان، بقاء الاحتلال، وفي المقابل 18 سنة من المقاومة في لبنان نتيجتها تحرير بيروت والضاحية والجبل والبقاع والجنوب من الاحتلال الصهيوني... ودون منّة من أحد في هذا العالم»، إلى أن يأتي إلى لب الحديث كله، حيث يقول «نحن مع تركيا السنية إذا كانت تريد أن تدافع عن فلسطين وعن غزة وعن المسجد الأقصى».

وهذا يعني أن نصر الله يشترط على تركيا الالتزام بمواقف حزب الله أو كانت القطيعة، وهذا ما يقودنا إلى النقطة التالية؛ فرغم امتداح نصر الله لحديث الرئيس السوري في تركيا عن المقاومة، ففي اسطنبول أيضاً، وعلى صدر صحيفة تركية، نصح الرئيس السوري بشار الأسد الأتراك بضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل وأوروبا لمساعدة سورية في عملية السلام واستعادة الجولان، فكيف يستقيم ذلك، ناهيك عن تهكم نصر الله من عملية السلام، وهاهي فرنسا تدخل على خط السلام السوري الإسرائيلي، بل إن الرئيس السوري صرح قبل أسابيع ليست بالبعيدة داعياً إسرائيل إلى مفاوضات سلام، وقبل يومين تحدث مسؤول إسرائيلي عن رغبة بلاده في مفاوضات سلام مع دمشق دون شروط مسبقة! فهل ينطبق حديث نصر الله عن تركيا على سوريا؟ وهل يعقل أن يتهكم نصر الله على عملية السلام، ومن يريدون تحرير أراضيهم بدون استخدام السلاح، ثم يأتي بعد ذلك ويثني على دمشق ورئيسها؟ولذا فقد كان من الواضح أن نصر الله عندما امتدح سوريا ورئيسها في خطابه كان يحاول التمويه، أو قل التشاطر، لكن هذا خطاب يدل على أنه كاد المريب أن يقول خذوني. ولذا فحديث نصر الله عن فرحته بالتقارب السعودي السوري موضع شك، وتحديداً عندما دعا إلى تقارب سعودي إيراني، فإذا كان يقصد ما يقول عن العالم العربي، والعلاقات الطيبة، فلماذا لم يتحدث عن ضرورة التقارب السوري المصري مثلا؟ خطاب نصر الله، ورغم التشاطر إلا أنه كشف الكثير من الأمور المهمة، وأولها التباين في موقف حزب الله ودمشق اليوم!

 

سلاح حزب الله في البيان الوزاري يمدّد مفاعيل اتفاق الدوحة

نقولا ناصيف

 (الأخبار)، الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2009

ينطوي التفاهم على تضمين البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري ما أورده البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، على تسليم آخر باستمرار مفاعيل اتفاق الدوحة، ويمنح أدلة إضافية على أنه لا يزال الوثيقة الرئيسية، وتكاد تكون الوحيدة، النافذة والضامنة توازن القوى الداخلي الذي أفضت إليه أحداث 7 أيار 2008، ثم جاء الاتفاق كي ينظّمه ويلزم الأفرقاء جميعاً الانضباط فيه واحترام أحكامه، واعتباره  - كما قيل سابقاً عن اتفاق الطائف  - بديلاً من الاحتكام إلى الشارع والحرب الأهلية.

على نحو كهذا، رسم اتفاق الدوحة، شاء الأفرقاء هؤلاء أو لم يشاؤوا، إطار المرحلة المقبلة من الحكم حتى انتخابات 2013، بعدما كان قد حدّد عام 2008 آلة الحكم وتوازن القوى الذي يشرف عليها حتى موعد انتخابات 2009. بعد الانتخابات الأخيرة، بدا أن لا شيء تغيّر عمّا خَلّفته أحداث 7 أيار وتوقيع اتفاق الدوحة: الرئيس ميشال سليمان يلتزم دوره التوافقي، حكومة وحدة وطنية تراعي توازن الأحجام بين قوى 8 و14 آذار بعيداً من نتائج الانتخابات ومعاييرها، استمرار طاولة الحوار الوطني، إبقاء سلاح حزب الله في منأى عن الجدل داخل مجلس الوزراء. وهكذا عاد اتفاق الدوحة مظلة الاستقرارين السياسي والأمني، متمتّعاً بهيبة واحترام فقدهما على مرّ العقدين المنصرمين اتفاق الطائف عندما أكثَرَ السياسيون من تفسيره وتأويل أحكامه وانتقاده، وبعضهم لم يرَ حرجاً في تعديله رغم أنه أضحى نصاً دستورياً. ليست هذه حال اتفاق الدوحة الذي لا يعدو كونه اتفاقاً سياسياً على بنود، عدّها موقّعوه عابرة وانتقالية واستثنائية. مع ذلك لم يتنصّل منه فريق، أو يدّعي أنّ بإمكانه الانقلاب عليه وانتهاك أحكامه، وسلّم الجميع، بشهادة حكومة الحريري، بأن بنوده تكاد تصبح أعرافاً.

يصحّ ذلك على سلاح حزب الله، إذ يتعيّن على حكومة الحريري التعامل معه على أساس أنه عامل استقرار أكثر منه مبرّراً للفوضى، ما دام أصبح على طاولة الحوار، وراح الأفرقاء الجالسون إليها يقاربون موضوعه على اعتبار أنه جزء من حلّ وليس مبرّراً لمشكلة. فانتقل البحث من سبل تخلّي حزب الله عن سلاحه، إلى الخوض في استراتيجيا دفاعية لحماية لبنان، والنظر إلى سلاح الحزب عندئذ كإحدى وسائل الحماية والدفاع عن لبنان، بعدما قيل بين 2006 و2008 إنه أداة استدراج إسرائيل إلى الاعتداء عليه وتدميره. وبعدما عدّته الموالاة سبباً لانفجار فتنة سنّية  - شيعية، صار تجاهل الخوض فيه أحد عناصر الاستقرار.

كذلك يدخل الموقف المشترك للحكومة اللبنانية من سلاح حزب الله، بمعزل عمّا يدلي به بعض أفرقائها خارج مجلس الوزراء، في صلب تطبيع العلاقات اللبنانية  - السورية، التي اقتصرت حتى تأليف حكومة الحريري، على طرفين عملا لهذا التطبيع وتنشيط علاقات البلدين وإخراجها من مأزق الأعوام الأخيرة، هما رئيس الجمهورية وقوى 8 آذار، كلّ لأسباب مختلفة؛ الأول بحكم موقعه الدستوري الذي يحتّم عليه فتح حوار مع سوريا يضمن الاستقرار في لبنان، ناهيك بصداقة وطيدة تجمعه بالرئيس بشار الأسد، والأخيرين بحكم تحالفهم مع دمشق لحفظ نفوذها في لبنان. كان موقف الرئيس والمعارضة من دعم المقاومة واحتفاظ حزب الله بسلاحه والتعامل معه على أساس أنه مقاومة، إحدى الضمانات الرئيسية التي مكّنت من إعادة بناء علاقات البلدين، وقت كانت قوى 14 آذار على النقيض منهما. منذ اتفاق الدوحة، قبل عام ونصف، انقلبت التوازنات رأساً على عقب. خرج رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من قوى 14 آذار وبات خطابه السياسي في سلاح حزب الله والمقاومة وإسرائيل وسوريا حتى، متطابقاً مع موقف الحزب وحلفائه في المعارضة. ويستعد الحريري لزيارة دمشق والاجتماع برئيسها لطيّ صفحة قاسية بين الطرفين منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري. يضاعف أهمية زيارة دمشق أن الحريري، وهو يحرص على القيام بها كرئيس للحكومة اللبنانية، لا يستطيع التخلّي عن الصفتين الأكثر التصاقاً به من المنصب وهو يجتمع بالأسد، وهما أنه ابن الرئيس الراحل وزعيم الغالبية النيابية التي قادته إلى رئاسة الحكومة. بذلك يختلط الشخصي والعائلي بالسياسي.

واقع الأمر أن الحريري يمهّد للزيارة بأكثر من سبب لإنجاح تجربة حكومته: إعطاء المعارضة الحصة التي ألحّت عليها، لملمة وحدة حلفائه في قوى 14 آذار، تأكيد تفاهمه مع رئيس الجمهورية، اتخاذ موقف إيجابي من سلاح حزب الله لم يظهر تماماً إلى العلن بعد. ولأنه مَن سيقرأ البيان الوزاري في جلسة البرلمان لنيل الثقة، يقترب الحريري ببطء من موقف جنبلاط حيال سلاح حزب الله. ذلك أن الفقرتين الأكثر إثارة للجدل في البيان الوزاري الجديد، شأنه شأن السابق، هما الفقرتان 7 و24. وسيكون الحريري مدعواً إلى تفادي ما أخفق السنيورة في معالجته بمجلس الوزراء في جلسة إقرار البيان الوزاري مساء 4 آب 2008، لإضفاء صفة الإجماع عليه، عندما تحفّظ أربعة وزراء هم نسيب لحود ووزير حزب الكتائب إيلي ماروني ووزيرا القوات اللبنانية إبرهيم نجار وأنطوان كرم عن الفقرة 24 المتعلقة بـ:

 - حق لبنان شعباً وجيشاً ومقاومة في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا (...) بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.

 - التزام القرار 1701.

 - وضع استراتيجيا وطنية شاملة لحماية لبنان والدفاع عنه يتفق عليها في الحوار.

الفقرة 24، لا الفقرة 7 التي تتحدّث عن وحدة مرجعية الدولة في سياستها العامة، هي بيت القصيد.

 

سليمان يرعى لقاء مصالحة بين جنبلاط وفرنجية

نهارنت/ اشارت تقارير صحافية الى استعدادات جارية لعقد لقاء مصالحة بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والنائب سليمان فرنجية. واضافت التقارير أن رئيس الجمهورية، سيستقبل، يوم غد الاربعاء، لقاء مصالحة سياسية بين جنبلاط وفرنجية، وذلك على مأدبة غداء، يتخللها أيضاً فتح ملف العلاقة المستقبلية بين جنبلاط والعماد ميشال عون. وقال وزير الدولة يوسف سعاده حول ما تناولته وسائل الإعلام عن لقاء المصالحة، ان "هناك أجواء مقبولة وايجابية"، رافضا الدخول في تحديد موعد للقاء، مؤكدا حرص سليمان على التقاء جميع اللبنانيين. وكان فرنجية اكد السبت انه "لم يعد هناك ما يشكل خلافا" مع جنبلاط، لافتا ً الى انه "لم يحصل خلاف أساسا لا على ساحة مشتركة انتخابية ولا على شيء مماثل، بل اختلاف حول نظرة سياسية معينة،لقد عدنا والتقينا من خلال هذه النظرة، والأمور لم تعد مشكلة أبدا". وأضاف فرنجية بعد لقائه وزير الأشغال غازي العريضي في بنشعي، "كان كل واحد بموقع، ولكن الاحترام بقي وكنا نحترم خصوصيات بعضنا البعض رغم الظرف الذي كان والانقطاع الذي حصل. واني أتصور أن المرحلة المقبلة ستجمع كل الحقيقيين مع بعضهم البعض وبإستطاعتنا بناء شيء جديد للمستقبل، إذ أن الخاسرين في هذه المرحلة هم الطارئون من هنا وهناك".

 

ساركوزي يشيد بنضج اللبنانيين ويدعو الى مواصلة الحوار

نهارنت/اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان "تأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان خبر جيد جداً، بالنسبة الى لبنان واللبنانيين بطبيعة الحال، ولكن ايضاً الى المنطقة برمتها.

واضاف ساركوزي في مقابلة مع صحيفة "الرياض" السعودية ان تأيف الحكومة لم يكن بالامر الهين، غير ان الجهات السياسية اللبنانية الفاعلة عرفت كيف تجد معاً، عبر الحوار وحس كبير بالمسؤولية، الحل لهذا المأزق. ونوه ساركوزي بنجاح المسؤولين اللبنانيين في التفاهم من اجل تغليب المصلحة العليا لبلدهم. هذا انما يدل على نضج سياسي كبير وديموقراطي، داعيا الى ان "يواصل اللبنانيون هذه المسيرة، مسيرة الحوار والمصالحة التي وحدها من شأنها ان تسمح للمعجزة اللبنانية بأن تحيا بشكل كامل وان تضمن استقلال لبنان وسيادته".

ويجري ساركوزي الثلاثاء محادثات في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، هدفها تمتين العلاقات بين فرنسا والمملكة. 

 

مؤشرات فتور" في علاقة حزب الله بطهران بسبب سياسات نجاد

نعيم قاسم صاحب القرار 

١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

تفيد مصادر إيرانية بأن العلاقات الاستراتيجية بين حزب الله اللبناني وطهران تشهد منذ فترة فتوراً ملحوظاً، وتعزو ذلك الى بعض السياسات الإقليمية المتبعة من قبل حكومة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، ما سبب إحراجاً لحزب الله في الوسط العربي. الا أن خبيراً في الشؤون الايرانية يعتقد بأن الحزب في بيعة مع آية الله خامنئي، وبما أن الاخير يدعم نجاد، لذا ينبغي على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن يقبل به ايضاً.

وكانت مصادر صحافية إيرانية قد استشهدت بتصريحات قادة حزب الله الاخيرة التي يستشف منها نبرة عدم الرضا تجاه بعض المواقف الايرانية، في حين ثمة اعتقاد سائد بأن السمة البارزة لحزب الله هي الموالاة المطلقة للجمهورية الاسلامية الايرانية، ويشار دائماً الى هذا التنظيم بصفته رأس الحربة الايرانية في منطقة الشرق الاوسط.

وهذا ما أشار اليه الكاتب السياسي الايراني هاشم طباطبائي على موقع "مردمك" المتخصص في الشؤون الايرانية، حيث يعتقد بأن العلاقات السعودية الايرانية والعربية الايرانية تجتاز أكثر مراحلها تأزماً، نتيجة للتطرف الذي يلقي بضلاله على التحرك الايراني الخارجي، مضيفاً: "أن هذا الأمر يثير قلق قادة حزب الله اللبناني، ما دفع بالسيد حسن نصرالله لأن يدعو قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى الابتعاد عن النزاعات الطائفية".

ويقول الكاتب إن العلاقات بين ايران وحزب الله تشهد منذ فترة توتراً ملحوظاً ينعكس بين الحين والآخر في تصريحات قادة الحزب، ثم يشير الى خطاب لأمين عام الحزب الذي دعا كلاً من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية على قدم المواساة إلى الابتعاد عن النزاعات المذهبية، مشيراً الى أن حزبه يريد إطفاء نار الفتنة في العالم الاسلامي واستتباب الأمن والاستقرار في شمال اليمن.

وعلى صعيد متصل اعتبر الكاتب الموقف السوري منسجماً تماماً مع الموقف العربي تجاه أحداث اليمن، حيث يؤكد على سلامة اراضي هذا البلد وعلى حق السعودية في الدفاع عن النفس أمام الحوثيين، الامر الذي يعد تحدياً للسياسة الايرانية تجاه اليمن. وأردف: "أن مجمل الامور تدل على ان حكومة ايران الحالية تدفع نحو نوع من المواجهة الطائفية التي تثير قلق "حزب الله غير المستعد لدفع ثمن أوهام حكومة احمدي نجاد الاقليمية"، حسب تعبيره.

نعيم قاسم صاحب القرار

في المقابل أكد رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية، الدكتور علي رضا نوري زادة، لـ"العربية.نت"، أن الصلات بين حزب الله وطهران اقوى من ذي قبل، نافياً وجود اي توتر، ومؤكداً أن وفداً عسكرياً من حزب الله موجود حالياً في طهران للمشاركة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري والكتائب الارتيرية لتدريب الحوثيين.

ويستطرد نوري زادة بالقول "منذ إعادة انتخاب أحمدي نجاد، لم يتصل نصرالله بالرئيس الإيراني. ولكن من يضع سياسات الحزب ليس نصرالله، بل الشيخ نعيم قاسم وهو ممثل المرشد الايراني الأعلى، المطلق الصلاحيات في حزب الله اللبناني".

وحول موقف حزب الله من أحمدي نجاد يقول "عندما يدعم المرشد الاعلى بكل ثقله محمود أحمدي نجاد لا مفر أمام حزب الله إلا القبول بذلك، شاء أم أبى".

وقال رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية بعد ان انسحب محمد خاتمي من المنافسة الانتخابية الاخيرة، توجّه حسن نصرالله الى طهران وطلب من آية الله خامنئي أن يحث خاتمي على خوض السباق الرئاسي في ايران، نظراً لمكانته في العالم وبين البلدان العربية، ولكن يظل الحزب تابعاً لرغبة خامنئي، لأنه بايعه بصفته ولياً للأمر.

 المصدر : العربية

 

تعديلات على الشق السياسي من مسوّدة البيان تؤخر إنجازه

الحريري اتصل بالجميّل مشيداً بانضمام الصايغ وأمانة 14 آذار زارت السرايا مؤيّدة

النهار/عكس الاجتماع الثاني للجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري أمس برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري خلاصات يصعب معها الجزم بامكان انجاز مشروع البيان واقراره في مجلس الوزراء قبل الاحتفال بذكرى الاستقلال الاحد المقبل.

فعلى رغم الحرص الواضح لدى مختلف أطراف الحكومية الجديدة على عدم تعكير المناخ التوافقي الذي وفّر الولادة الحكومية والذي يتمدد الى مناخ جلسات لجنة الصياغة، تبرز تباعا صعوبات لا يستهان بها للتوفيق بين الحفاظ على هذا المناخ وتجنب الصدام بين وجهات النظر المتناقضة حيال البنود المثيرة للجدل في مسودة البيان، إن على صعيد الشق السياسي المتصل بموضوع المقاومة، أم على صعيد الشق الاقتصادي المتعلق بالسياسات المالية ومسألة الخصخصة.

وطبقا لما أوردته "النهار" أمس، دار الاجتماع الثاني للجنة ضمن فلك الضوابط التي حرص الرئيس الحريري على ادارة ايقاعها وترك الافرقاء يطرحون ملاحظاتهم وتحفظاتهم وتعديلاتهم على مسودة المشروع.

وعلمت "النهار" ان بروز مواقف علنية لعدد من الوزراء وممثلي القوى السياسية في اليومين الاخيرين أثار تخوفا من تأثيرها على مناقشات اللجنة، الامر الذي دفع الرئيس الحريري الى أن يتمنى على الوزراء الاعضاء التزام سرية المناقشات وتجنب الادلاء بمواقف علنية باعتبار أن الحوار في شأن البيان مستمر وجار والباب لا يزال مفتوحا للأخذ والرد وسط أجواء سياسية ايجابية يحرص الجميع على صونها والحفاظ عليها. وقد انعكس ذلك فعلا في التزام جميع الافرقاء امس تكتما شديدا على مناقشات اللجنة والاكتفاء بما أعلنه وزير الاعلام طارق متري بعد الاجتماع.

وقد وصف الحريري نفسه أجواء الاجتماع بأنها كانت "جيدة" وقال ان "هناك توافقا على الشق السياسي ونحن تطرقنا الى كل الامور ونتطلع الى طريقة ترجمة الاستقرار السياسي اقتصاديا وسياسيا واعماريا". وشدد على أن "الثقة بدأت تتجلى وهذه الثقة بنيناها معا خلال الاربعة الاشهر ونصف الشهر الماضية وهي متجسدة في حكومة الوفاق الوطني". ولفت الى ان "النقاش يجري بايجابية والامور تسير بايجابية ووعدنا بألا نتوقف عند بند واحد في البيان".

وعلمت "النهار" ان الاجتماع الثاني للجنة شهد بحثا معمقا في الشق السياسي من مسودة البيان وطرح عدد من الوزراء اقتراحات جديدة على البنود الواردة في هذا الشق بما يتوقع معه اعادة صياغتها من جانب وزير الاعلام بعد مراجعتها مع رئيس الوزراء. ووصفت مصادر وزارية النقاش بأنه كان هادئا وايجابيا بحيث تسنى لكل وزير تقديم افكاره في مضمون المقدمة السياسية للبيان. على أن يعاد "سبك" كل النقاط محور النقاش في نص جديد سيصار الى اعادة عرضه على اللجنة في اجتماع الخميس المقبل ويعاد تخصيصه للشق السياسي، مع أن اللجنة ستعقد اجتماعات يومية، لكنها ستنصرف اليوم الى الشروع في مناقشة الشق الاقتصادي.

وفهم من المصادر الوزارية نفسها ان مسودة البيان الوزاري ما هي إلا مسودة أولى وقد تكون مسودات ثانية وثالثة ورابعة في ضوء المناقشات المفتوحة وبارادة الجميع. وقد تركز النقاش أمس على ورود عبارة المقاومة في الشق السياسي، فدعا البعض الى ابقائها كما كانت في البيان السابق وترك مسألة السلاح لطاولة الحوار الوطني، فيما اعتبر بعض آخر ان مجرد ذكر المقاومة وحقها في الدفاع واستعادة الارض هو شرعنة لعملها ولمفهوم السلاح الى جانب الدولة والجيش ومؤسسات الدولة، ودعا هؤلاء الى الاكتفاء بالتعامل مع المقاومة كأمر واقع من دون اعطائها الشرعية الرسمية وترك الامر لطاولة الحوار.

واختصر أحد الوزراء مراحل النقاش بأنه بدأ في الشق السياسي الذي قدمت فيه ملاحظات وآراء عدة ستدخل في نص جديد ومعدل يعده وزير الاعلام لطرحه في جلسة ثالثة مخصصة للشق السياسي سيحدد موعدها اليوم ويرجح ان يكون الخميس.

اما المرحلة الثانية من النقاش فتنطلق اليوم في الشق الاقتصادي الذي يتضمن المشروع الاقتصادي الاجمالي للحكومة، وليس معروفاً كم سيحتاج اليه من الوقت، على ان تخصص مرحلة ثالثة لبرنامج كل وزارة على حدة. وتردد ان الحريري سيعقد اليوم اجتماعات مع الوزراء المعنيين بالحقائب الاقتصادية قبل اجتماع اللجنة في الخامسة والنصف عصراً. ولم يجزم اي من الوزراء والمعنيين بموعد محدد لانتهاء عمل اللجنة التي تقرر ان تعقد اجتماعات متعاقبة يومياً سعياً الى انهاء الصياغة بسرعة، علماً ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء يرغبان في اقرار البيان قبل الاحد المقبل.

كذلك علم ان النقاش يتناول نقطة متعلقة بالقرارات الدولية ذات الصلة بالوضع في لبنان، وتحديداً استخدام عبارة "احترام القرارات الدولية وتحديداً القرار 1701" او "التزامها".

وقد اكد الوزير متري ان اللجنة "تقدمت كثيراً والجو كان جيداً جداً (...) وكان همنا ان نحافظ على ما يجمعنا ويعزز اتفاقنا". واوضح "اننا انجزنا الكثير من الجزء السياسي وما زال امامنا بعض العمل لجهة صياغته".

الحريري و14 آذار

في سياق سياسي آخر، علمت "النهار" ان الرئيس الحريري اجرى مساء اتصالاً هاتفياً بالرئيس امين الجميل، اثر اللقاء الذي كان عقده الحريري نهاراً مع وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ وانضمام الاخير الى اللجنة الوزارية. وقد شكر الحريري للجميل هذه الخطوة، ووصفت المكالمة الهاتفية بينهما بأنها كانت ودية، اذ حرص الحريري على الاشادة بايجابية الجميل ومساهمته في انطلاقة الحكومة.

وكان الحريري استقبل بعد ظهر امس وفداً من الامانة العامة لقوى 14 آذار هنأه بتسلمه مهماته وعلم ان اللقاء تناول التطورات الاخيرة ومغزى وصول الحريري الى السرايا في السياق الذي تدرجت فيه البلاد منذ عام 2005، واكد الوفد وقوف الامانة العامة لقوى 14 آذار بجانب رئيس الحكومة. ونقل اعضاء في الوفد عن الحريري قوله "ان 14 آذار هي قضية شعب ولا تنتهي".

 

الانتخابات البلدية مرشحة للتأجيل حتى نهاية الصيف! 

بارود لـ«السفير»: جاهزون للاستحقاق البلدي ... إلا إذا قرّر مجلس النواب غير ذلك 

السفير/من المتوقع أن تنجز، بعد غد، المسودة النهائية للبيان الوزاري للحكومة العتيدة، على أن تحال فوراً إلى مجلس الوزراء من أجل إقرارها، في جلسة بات مرجحاً عقدها يوم الجمعة أو السبت، ما يعني أن الثقة النيابية المحسومة سياسياً، باتت متعذرة قبل الثاني والعشرين من الجاري، كما يشتهي رئيس الجمهورية، وبالتالي ستكون متوافرة بين عيدي الاستقلال والأضحى. وفيما تحاول الحكومة ومعها المجلس النيابي تعويض ما فات من وقت ضائع، على مدى شهور ما بعد الانتخابات النيابية، كشفت مصادر رسمية واسعة الإطلاع لـ«السفير» أن هناك توجهاً لتأجيل الانتخابات البلدية من الربيع المقبل حتى نهاية الصيف على الأقل، «بسبب تعذر إجرائها في موعدها المقرر في أيار المقبل».

وقالت المصادر إن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يقل بعد كلمته الأخيرة في هذا الموضوع الذي جرت مشاورات حوله بين عدد من المرجعيات السياسية، آخذاً في الاعتبار وجود رغبة بوضع قانون انتخابي خاص بالبلديات والمخاتير، واذا تعذر ذلك، ادخال تعديلات على القانون الانتخابي الحالي، فضلاً عن موضوع خفض سن الاقتراع الذي سيجعل وزارة الداخلية أمام تحد ليس من السهل تقطيعه في ظل ما أهدر من وقت منذ الانتخابات النيابية حتى الآن».

وأوضحت المصادر أنه لو تشكلت الحكومة بعد الانتخابات مباشرة، لكانت عملية اجراء الانتخابات البلدية في موعدها محسومة مئة بالمئة، أما وقد ضيّعنا هذه الفرصة، فلا بدّ من رسم توجه محدد لإجراء الانتخابات البلدية بعد أن تنال الحكومة الثقة، بحيث تؤجل لفترة محددة جداً (حتى أيلول 2010) لأن القانون الحالي يحتاج الى تعديلات ضرورية وأساسية، علماً أن التأجيل سيتيح جهوزية لوجستية وإدارية أفضل مما هي الآن.

بارود: جاهزون لإجراء الانتخابات الا إذا

وقال وزير الداخلية والبلديات المحامي زياد بارود لـ«السفير» إن وزارة الداخلية جاهزة لإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ضمن الفترة القانونية بين 2 ايار المقبل و30 منه، «الا اذا طرأ ما قد يحول دون ذلك».

واشار بارود إلى ان الانتخابات البلدية والاختيارية هي بند اول واساسي في جدول اعمال الوزارة الجديدة بعد نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي، وقال رداً على سؤال لـ «السفير» «سأسعى لأن أطبّق القانون الحالي الذي ينص على إجراء الانتخابات في أيار، ودوائر وزارة الداخلية تحضر لهذا الاستحقاق ضمن المهل المنصوص عنها في القانون، اما اذا اختار المجلس النيابي التأجيل، بموجب قانون يصدر عنه، فعندها لا يسع السلطة التنفيذية الا ان تطبق ما تقرره السلطة التشريعية بهذا المعنى».

ولفت بارود الانتباه الى «اننا دخلنا عملياً في دائرة الخطر على المستوى الزمني، وخصوصا اذا ما اخذنا في الاعتبار ضرورة ارسال القوائم الانتخابية في 5/12/2009 في الوقت الذي لم يبت فيه بعد بالتعديل الدستوري بخفض سن الاقتراع الى 18 سنة، والذي سينتج عنه ادراج حوالى 283 الف ناخب احتمالي على القوائم، ومنهم من يحتاج الى بطاقات هوية».

واشار بارود الى انجاز مشروع قانون لتعديل قانون الانتخابات البلدية، يتضمن اربعة تعديلات اساسية، وهي: انتخاب رئيس البلدية بالاقتراع المباشر من الناخبين(مع ضوابط). ادخال النسبية في الانتخابات البلدية، ان لم يكن في جميع البلدات، فعلى الاقل في المدن والبلدات الكبرى. ادخال «الكوتا» النسائية على الانتخابات البلدية. اعتماد اوراق الاقتراع المطبوعة سلفاً في عملية الاقتراع.

يذكر أنه أمام الحكومة الجديدة، بعد نيلها الثقة، مهمة أساسية تتمثل في انجاز التعديلات المطلوبة من وزارة الداخلية على قانون الانتخابات البلدية. وفي الوقت نفسه، يفترض بمجلس النواب أن يقرر موقفه من موضوع خفض سن الاقتراع، بعد أن تفادى تجرّع هذه الكأس في الانتخابات النيابية الأخيرة، خاصة أن الحكومة الأخيرة، وفي آخر جلساتها، أحالت الى مجلس النواب مشروع قانون خفض سن الاقتراع.

ومن غير المستبعد أن تناقش هيئة مكتب مجلس النواب، غدا، بحضور رؤساء ومقرري اللجان النيابية المشتركة، آليات عمل المجلس في المرحلة المقبلة، وإطلاق عمل اللجان وأن يكون على أولوية جدول أعمالها موضوع الانتخابات البلدية وخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة، فضلا عن تنظيم خطة سير المداخلات النيابية في جلسة الثقة اعتباراً من الاثنين المقبل، حتى لا تتكرر المداخلات في الكتلة الواحدة وكذلك المطالب.

وتردد أن بعض أعضاء الهيئة يودّون طرح إمكان أن يتحدث نائب واحد باسم كل كتلة نيابية اختصاراً للوقت ومن أجل الانطلاق بورشة العمل الحكومية والتشريعية في آن معاً.

لجنة البيان الوزاري تواصل مهمتها

وفي انتظار هذه الثقة، عقدت لجنة البيان الوزاري ثاني اجتماع لها برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، تميز بالايجابية كما قال الحريري، حيث تم تكليف وزير الإعلام طارق متري بوضع مسودة جديدة للشق السياسي الذي أنجز بشكل شبه كامل، على أن يصدق غدا، فيما تكون اللجنة قد بدأت اعتبارا من اليوم، بمناقشة الشق الاقتصادي، حيث يتوقع أن تشهد الجلسة نقاشات جدية، خاصة في ظل وجود ميل لدى وزراء في اللجنة من الموالاة والمعارضة، إلى وضع ضوابط لموضوع تأييد «باريس 3»، «بحيث لا يستبطن الإصرار على هذه المحطة الاقتصادية، نوعا من التشريع المفتوح لموضوع الخصخصة، ربطا بما جرى من أزمة اقتصادية ومالية عالمية جعل المنظومة الاقتصادية العالمية تعيد النظر في أمور كثيرة بينها بعض «المحرمات» على حد تعبير أحد الوزراء الأعضاء.

وقد أطلع رئيس الحكومة، أمس، رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، على مسار المناقشات في اللجنة الوزارية، خاصة بعدما أعتمدت قاعدة «إبقاء القديم على قدمه» في معظم العناوين السياسية ولا سيما موضوع المقاومة، عبر إعادة التأكيد على «حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بكل الوسائل المتاحة».

وقد حاول أحد أعضاء اللجنة، من فريق مسيحيي 14 آذار التحايل على النص بالاكتفاء بحق لبنان (حذف «بشعبه وجيشه ومقاومته»)، لكن الحريري ومعظم الأعضاء رفضوا كما رفض رئيس الحكومة أن يسجل أحد من الوزراء تحفظه وهي القاعدة نفسها التي يريدها أن تسحب نفسها على مجلس الوزراء بحيث يقر بإجماع الحكومة مجتمعة.

ولوحظ خلال اجتماع اللجنة حرص من جانب فريق الأكثرية على المزيد من تلطيف الشق المتعلق بالعلاقة اللبنانية السورية وجعله أكثر ايجابية وانفتاحا.

وعلمت «السفير» أن وزير الطاقة جبران باسيل حاول اضافة نص الى المقدمة السياسية يتعلق باللبنانيين الذين فروا الى الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 2000 بعد التحرير، لكن بعض أعضاء اللجنة ومنهم الوزير وائل أبو فاعور أصروا على التمييز بين العائلات التي من حقها أن تعود وبأسرع وقت ممكن ومن دون تعقيدات وبين العملاء اللحديين الذين يجب أن يسلموا أنفسهم الى القضاء ويخضعوا لمحاكمات من دون أية أحكام مخففة كما حصل في مرات سابقة.

وعقدت خلوة على هامش اجتماع اللجنة الوزارية، ضمت رئيس الحكومة والوزيرين محمد فنيش وأبو فاعور وتقرر خلالها التشدد في هذه النقطة بموضوع محاكمة العملاء خاصة أن معظم عناصر الشبكات الاسرائيلية الذين ألقي القبض عليهم أو تواروا، تبين أنهم كانوا مجندين سابقاً في ميليشيا العميل انطوان لحد.

من جهة ثانية، علمت «السفير» أن رئيس الجمهورية، سيستقبل، يوم غد، لقاء مصالحة سياسية بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وذلك على مأدبة غداء، يتخللها أيضاً فتح ملف العلاقة المستقبلية بين جنبلاط والعماد ميشال عون.

 

سوريا تنفي لقاء المعلم ومراسل "معاريف"!

المستقبل/نفت سوريا "نفيا قاطعا" ان يكون وزير الخارجية السوري وليد المعلم التقى مراسل صحيفة "معاريف" الاسرائيلية في باريس، مؤكدة ان النبأ الذي نشرته الصحيفة يندرج في اطار "الاكاذيب التي اعتادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ترويجها لتضليل الرأي العام". وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية في بيان نقلته وكالة الانباء السورية (سانا) انه "ينفي نفيا قاطعا مزاعم صحيفة معاريف عن حدوث لقاء قيل انه جرى في باريس بين المعلم وزير الخارجية ومراسل تلك الصحيفة". واضاف المصدر السوري ان "ما تردد في هذا الصدد يندرج ضمن سلسلة الاكاذيب المختلفة التي اعتادت وسائل الاعلام الاسرائيلية بين الحين والاخر على ترويجها بهدف الاثارة وتضليل الرأي العام". وكانت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ذكرت ان مراسلها في باريس التقى في فندق بريستول في العاصمة الفرنسية المعلم الذي قال له انه "يأمل في مقابلته مجدداً في تركيا".

 

14 آذار: "نحن هنا"

أيمن شروف

المستقبل/تخوض قوى 14 آذار، وجمهورها، جملة من المواجهات التي تكرّس صراعاً "مؤسساتياً" على فكر ومبادئ يختلفان من فريق لآخر، وتسعى من خلال هذه "المواجهات" إلى تثبيت خيارها لا سيما أن هذه المرحلة بـ"توافقها" هي فرصة ثمينة تقطف ثمارها قوى الأكثرية. إحدى محطات المواجهة كانت في انتخابات نقابتي المحامين وأطباء الأسنان في بيروت التي جرت أول من أمس، وأدت إلى انتصار تحالف الأكثرية بكل مكوناته. بالأمس القريب، خرج البعض ليقول إن "14 آذار لم يعد لها وجود. انتهت"، لكنه مما لا شك فيه أنه بدأ "مراجعة حساباته" بكل موضوعية بعد الفوزين الأخيرين لهذه القوى على مستوى النقابات، والتي تبقى خير دال على توجه القاعدة الشعبية لقوى الأكثرية، معاكسة بطريقة أو بأخرى مجرى العملية السياسية راهناً، ومتغيراتها. وستكون هذه "المعارك" التي بدأت بالأمس، فرصة للتعبير الواعي عن رؤية مجتمعية لواقع الحال ولمستقبل البلد على المستويات كافة، ونقطة تحوّل يجسدها رأي عام "واعٍ" لا تتحكم فيه الغرائز ولا العصبيات الطائفية على اختلافها، والتي لطالما اتكأت عليها قوى الأقلية في خوض معاركها في السنوات القليلة الماضية.

فـ"وجودية" 14 آذار ظهرت في نقابتي أطباء الأسنان والمحامين في بيروت، حيث خاض النقابيون معركتهم كما لو أن "النضال" لا يزال في بداياته، عندما كانت رحلة بناء الدولة تواجه أشرس محاولات "العرقلة" للانقضاض على الاستقلال والحرية، وتفتيت العناوين السيادية التي قاتل من أجلها اللبنانيون جميعاً.

ويؤكد رئيس تجمع حقوقيي 14 آذار المحامي جميل قمبريس أن "الفوز الذي حققته 14 آذار لا يأتي من فراغ أو من خلفية هشة، إنما يؤكد على أن الروحية التي انطلقت منها 14 آذار بثوابتها المركزية وشعاراتها الوطنية، لا تزال تعشش في قناعات جمهور هذا الخط الوطني السليم".

ويأتي هذا الانتصار، بحسب قمبريس "ليضع حداً لكل من يرى أن عقد 14 آذار بدأ بالاهتزاز مع خروج الحزب التقدمي الاشتراكي والمواقف الأخيرة التي صدرت عن حزب الكتائب، الأمر الذي أفضى إلى الإبقاء على هذه المبادئ لنجاح مشروع قوى الاستقلال في المستقبل".

أما الفوز الذي حصل في انتخابات الأحد النقابية، فيعتبر قمبريس بأنه "يأتي ليكشف مدى تشبث قاعدة 14 آذار بفكرها، الأمر الذي يؤسس لحوارات مستقبلية بين قوى 14 آذار في إطار النهج الديموقراطي لا الراديكالي لهذا الفكر وهذه القوى، وردم الهوة ما بين القمة والقاعدة، والذي انعكس إيجاباً في الانتخابات، بعدما راهن الكثيرون على تراجع هذه القوى نتيجة التغيرات التي حصلت في المواقف السياسية في المرحلة القريبة الماضية". من جهته، يقول رئيس قطاع أطباء الأسنان في "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى البطل أن "التكامل في الانتصارات التي حصلت في بيروت والشمال، والتي جاءت تكملة لسلسلة الانتصارات التي بدأت منذ عام 2005 وحتى اليوم، دليل على صوابية منطلقات 14 آذار لجهة طروحاتها المركزية وثوابتها الوطنية". ويشير البطل إلى أن الانتصارين الأخيرين لهما دلالات عدة في القراءة السياسية للموضوع، "عبر دحض كل الشائعات والمقولات التي راهنت على انفراط عقد التصويت لمرشحي 14 آذار في النقابات المهنية العشرة في لبنان".

ويضيف البطل: "كما يرسخ هذا الانتصار مبادئ 14 آذار من قبل القاعدة وتحديداً الكوادر المهنية التي أعطت رأيها في الانتخابين الأخيرين للمحامين وأطباء الأسنان بالفوارق عينها عن النجاحات السابقة لهذه القوى في المرحلة الماضية". ويختم البطل بالتشديد على "ضرورة استيعاب القمة لقرارات القاعدة في إطار اللعبة الديموقراطية التي تمارسها 14 آذار في كل المحافل الداخلية والخارجية من خلال الانتخابات الحرة". مما تقدم، يتبيّن أن عنوان المرحلة المقبلة سيتمحور حول قدرة 14 آذار برأيها العام أن تثبت سلمياً خيار الدولة وطريقها إلى ذلك "النقابات" و"الجامعات" وغيرها من مراكز تصنع القرار بطريقتها ولناسها التواقين للتغيير، وهذه هي المعركة الفعلية لقوى 14 آذار.

 

تناقضات محيّرة بين المعطيين الإقليمي والداخلي ؟ 

علي حمادة/النهار

ثمة مؤشرات مثيرة للارتياح (النسبي) وللقلق على حد سواء يتعيّن التوقف عندها قليلا:

1 - فيما يحتدم الواقع الاقليمي في كل مكان، تبدو الساحة اللبنانية، بعكس المسار الاعتيادي، متجهة نحو شيء من التطبيع الداخلي من دون ان يعني ذلك بالضرورة تطبيعا راسخا. والتطبيع الذي نعنيه هنا هو تطبيع داخلي يأخذ اشكالا عدة، منها التهدئة السياسية الداخلية التي ميزت في شكل او آخر مرحلة تشكيل الحكومة، ولم تَحُلْ العثرات والاخفاقات السابقة دون استمرار حالة التهدئة العامة، وقد مر الأمر بخير وخصوصا على الصعيد الاقتصادي. ومن جهة اخرى اتسم التطبيع في المنحى الأهدأ الذي تتجه نحوه العلاقات اللبنانية - السورية بعدما انعكس عليها المعطى السعودي - السوري المستجد في اعقاب قمة دمشق التي توّجت تفاهمات في لبنان وامكنة اخرى كما بدأ يلوح في الافق.

2 - يعطي "حزب الله" انطباعا انه يُؤْثِر الانكفاء في الداخل (الى حد معين) بدءا بتصديه من خلال دعوته الدولة اللبنانية الى تحمّل مسؤولياتها في مكافحة الجريمة المنظمة والرذيلة والمخدرات في مناطق نفوذه، حيث تبين ان حالة الانفلات والتفلت الامني، وغياب القانون وتفشّي السلاح المليشيوي بدأت تنخر في جسم ما يسمى "مجتمع المقاومة" الذي اثبت انه لا يختلف عن غيره من المجتمعات متى استشرت في داخله مغريات الحياة العادية. وكانت فضيحة الفضائح قضية افلاس رجل الاعمال صلاح عزالدين الذي قيل انه مرتبط بالحزب او ملتصق به، وقد عجز عن الاستمرار في اللعب في ملعب الكبار ماليا ومن خارج النظام المالي الرسمي. ولعل خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي ركز فيه على المسائل المشار اليها آنفا يعكس الكثير من القلق لدى القيادة التي ارتأت اليوم ان تلقي بالحجر الثقيل في حضن الدولة تلافيا لغرقها في اداء دور الشرطي الصغير في احياء الضاحية وبعلبك وغيرها من مناطق النفوذ. ومهما قيل، فإن موقف نصرالله ينمّ عن فشل في الحلول مكان الدولة. ولكن نصرالله المنكفئ دعا في ما دعا اليه الحكومة الى تجنب القضايا الخلافية والعمل على القضايا الحياتية، فكانت الدعوة الى ان تكون حكومة لبنان مجلس بلدية ممتاز، وهذه مشكلة، وخصوصا ان قضية السلاح مطروحة ولا يمكن سحبها من التداول، ولا يمكن التعامل معها على انها غير موجودة او أنها لا تمثل تهديدا للبنانيين قبل غيرهم. وفي هذا الاطار، نتوقف عند التقارير الواردة من الجنوب اللبناني والتي تتحدث عن قلق كبير من المرحلة المقبلة، وعن احتمالات حرب يتصرف "حزب الله" على انها قريبة، لا بل قريبة جدا. ولم يخفف كلام نصرالله الاخير هواجس الناس، وهو يغرق في الحديث عن الحرب البرية وكيف ان حزبه سيبيد الفرق الاسرائيلية في الحرب المقبلة!

3 - الصورة في ايران غير واضحة. ثمة حرب بالواسطة مع السعودية وهي محتدمة. كما ان هناك توجها دوليا لمزيد من الضغوط على طهران التي تتهرب من التزاماتها الدولية بالنسبة الى اتفاق فيينا في شأن نقل الاورانيوم الايراني الى الخارج ليتم تخصيبه. وقد كان لافتا التوافق الاميركي - الروسي بالنسبة الى نفاد الوقت امام ايران. كل هذا والاسرائيليون يتابعون التحضير لحرب مع ايران لا احد يعرف ما اذا كانت ستكون مباشرة ام انها ستبدأ بالذراع الايرانية في لبنان.

هذه بعض المؤشرات المحيطة بالواقع اللبناني الذي يبدو للمرة الاولى انه على نقيض الواقع الاقليمي المتفجر يعبر مرحلة تطبيع. فهل ينجح اللبنانيون في استغلال الفرصة لتثبيت التهدئة والعبور منها الى توافقات حول مشروع الدولة؟

 

الضاحية تستعير الدولة.. ولا تستعيدها!

١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

كتبت هدى الحسيني

لم يكن أمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله ليعطي حيّزاً كبيراً من خطابه الأخير للكلام على آفّة المخدرات لو لم تصل خطورتها داخل أحياء الضاحية إلى مكان بات من الصعب على "حزب الله" محاصرتها أو على الأقل الحدّ من خطورتها.

يقول المثل "أن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي" ولكن السؤال: لماذا تأخّر السيد نصرالله "وهو الذي عُرف عنه بدقّته ومعرفته بالأمور وبواطنها" عن دقّ ناقوس الخطر، علماً بأنّ آفّة المخدرات في لبنان باتت مستشرية في جميع المناطق، وكلنا يذكر الحملة التي قام بها الوزير الياس المرّ عندما كان وزيراً للداخلية، لكن لم يستسغها بعض المقرّبين من الحزب نظراً إلى أنّ معظم المداهمات طالت مناطق وشخصيات بقاعية، وهي المنطقة الأنشط في هذا النوع من التجارة، مهما حاول البعض أن يتلطّى خلف إصبعه.

ماذا كان ينتظر المقرّبون من السيّد نصرالله لضخّه بالمعلومات والمعطيات التي تفيد أنّ شبّاناً يجولون في الليل بين أحياء الضاحية حاملين معهم قناني "السيمو" لتوزيعها حتى "بالدين" على مَن "يحتاجها"، وما أدرانا ما "السيمو"؟ هي قنينة تحوي دواء للسعال تكثر ضمن مكوّناتها مادة "الكوديين" المخدّرة، وذلك تحت ذريعة أنّها ليست محرّمة شرعياً، وهي صناعة سورية يتم تهريبها إلى لبنان بطرق غير شرعية، وقبل اشهر قليلة قرأنا في الصحف عن توقيف شاحنة آتية من سوريا تحمل هذه المادة، وللعلم فقط انّ الصيدليات التي تبيع هذه المادة تكثر في الضاحية الجنوبية والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى بعض الحبوب المتعدّدة الأسماء، ويعمد موزّعوها إلى "الكزدرة" بين الأحياء الداخلية حتى إذا ما شاهدوا مجموعة من الشبّان يسهرون على شرفات منازلهم هرعوا إلى قرع "الانترفون" – الهاتف الداخلي في المبنى – لتسويق ما بحوزتهم، ولا يهم الأسعار أو الدفع في وقت لاحق لأن ما يهم هي المرّات التي تلي ذلك. ألم يوصل المقرّبون للسيّد نصرالله أنّ قطعة أرض قريبة من اوتوستراد هادي نصرالله وبمحاذاة أحد المحال التجارية الكبرى في المنطقة تتحوّل ليلاً إلى وكر لتجّار المخدرات والمعاطين حيث يتم البيع والشراء، وأنّ أحداً من رجال الأمن لم يستطع إلقاء القبض عليهم نظراً لتدرّبهم على السرعة في الفرار ولوجود حماية تفوق قدرة رجال الأمن؟

ألم يصل إلى مسامع هؤلاء أنّ عدداً من الشبّان قرّروا التوقف عن التعاطي بعد فترة علاج لأشهر طويلة إلا أنهم هُدِّدوا بعائلاتهم وأخوتهم الذين هم أصغر منهم سنّاً إن هم توقفوا عن شراء المواد المخدّرة من التاجر "الصغير" الذي اعتادوا الاتصال به يومياً لتأمين حاجاتهم؟

ألم يصل إلى مسامع المقرّبين من السيّد نصرالله أنّ شاباً معاطياً بتر بالسكين قطعة من لحم بطنه ورماها في وجه رجال الأمن متحدياً إياهم أن يقتربوا منه؟ ما جعلهم يفرّون الواحد تلو الآخر من أمامه؟

ألم يصل إلى مسامع هؤلاء أنّ البلد يعاني منذ زمن هذه الآفّة وانّ هناك مؤسسات أُنشئت بهدف علاج المدمنين؟

لماذا الآن؟ هل تقع المسؤولية على المقرّبين من السيّد نصرالله الذين لم يقدّموا له هذه المعلومات أم أن تفاقم المشكلة دفعت بالسيّد إلى الكلام عنها في هذا الشكل أم انّ "حزب الله" لم يعد بإمكانه حماية المنطقة من الموبقات؟ أسئلة كثيرة وكثيرة قد تُطرح لكن أهم إجابة قد نحصل عليها هي أنّ الضاحية عادت إلى حضن الشرعية وعادت إلى الوطن. لكن بأي ثمن؟

السؤال يستدعي تساؤلاً: هل أنّ عودة الدولة في مظهرَي تنظيم حركة السيارات، ووقف تفشي المخدرات هو الحد الأقصى لعلاقتها المستجدّة بالضاحية؟ وهل انّ الحزب سيحوّل دور الشرعية إلى غطاء لتشريع مخالفات البناء والتعدّيات على الأملاك الخاصة والعامة، وعلى الكهرباء، وغير ذلك الكثير؟ إذا كانت الضاحية مشتاقة إلى الدولة، وراعيها "حزب الله" يريد ذلك، ماذا يمنع قمعها كل مخالفات القانون بكل وجوهها؟ الجواب انّ الاعتراف بالدولة والإقرار بسلطتها يعنيان الخضوع لقانونها، لكن الأمين العام لم يخاطب جمهورها في شأن المخدرات على أنها مخالفة للقانون، بل على أساس انها أمر حرام. ما يريده الأمين العام ليس عودة الضاحية إلى كنف الدولة، بل الاستعانة بالدولة من موقع المتكافئ، لا المسلم بسلطتها.

 

 ماذا يفعل الأسطول الرابع الإيراني في خليج عدن؟ "يمن خوش هال" نحو حرب إقليمية 

١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

غسان عبدالقادر

يتاتبع نزيف الدم العربي على جانبي الحدود السعوية-اليمنية، هذه الحدود الآمنة والتي ظلت هادئة لعشرات السنين، إشتعلت بين ليلة وضحاها، بفضل المتمردين اليمنيين المدعومين من طهران التي أصبحت تجاهر شيئاً فشيئاً بهذا الدعم. وبما أنّ أي صراع بين نقيضين أو متضادين يبدأ في مرحلته الأولى "خفياً " تحت الطاولة، ليصبح بعد فترة تراشقاً كلامياً، وتبادلاً للاتهامات، فيمهد بالتالي لتهيئة الرأي العام لما بعدها من مراحل صراع مفتوحة وعلنية، يجد خلالها كل طرف مبرراته للتحول نحو المواجهة العسكرية، فقد تخطت إيران عدة مراحل وأصبحت تتهجم علناً على السعودية. فقد وجدت إيران ضالتها أخيراً في اليمن. فالأرضية اليمنية تعتبر خصبة بإمتياز لتفجير الصراع بوجود 22 مليون يمني، ولديهم ما يقرب من 60 مليون قطعة سلاح، وطبيعة جبلية قاسية ملائمة لحركات التمرد وحرب العصابات، وميول إنفصالية قديمة جديدة ومستحدثة، وإمكانية إيصال الإمدادات اللوجستية لفئات تتبنى ايديولجية الولي الفقيه.

إيران تحرض ضد السعودية وتشعل الفتن المذهبية

خلال جلسة يوم الأحد المخصصة لتقييم الأعضاء الثلاثة المتبقين في حكومة أحمدي نجاد من أصل 21 عضواً، طالب 250 عضواً في البرلمان الإيراني الدول الإسلامية إتخاذ الإجرءآت اللازمة ضد ما سموه "قتل المسلمين الأبرياء في اليمن".

وخلال الجلسة، شنّ رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني هجوماً غير مسبوق على الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإستغرب العمليات العسكرية التي تقوم بها السعودية ضد جماعة الحوثيين الذين يتسللون الى أرض المملكة.

ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن لاريجاني قوله "كيف يسمح خادم الحرمين الشريفين في هذه الأيام الخاصة، بإراقة دماء المسلمين في اليمن، باستخدام القدرات العسكرية السعودية".

ومن المؤكد أن تصريحات لاريجاني ليست سعياً لحقن الدماء، بل محاولة للتدخل في المواجهات التي تجري على الحدود السعودية اليمنية، وقد فضحت أكثر فأكثر الدور الإيراني في اليمن والتي تحاول طهران التعتيم عليه. وأكثر ما فاجأ المحللين في هذه الدعوة هي توجيهها من قبل لاريجاني إلى السعودية وليس لليمن بأعتبار أن السعودية هي السبب في إشعال القتال في صعدة.

وقد سبق هذا الهجوم على السعودية ، ما جاء على لسان آية الله أحمد جنتي، أمين مجلس صيانة الدستور في إيران، الذي توجه إلى المصلين في صلاة الجمعة في طهران، ، وبحسب ما أوردته صحيفة الطهران تايمز، قائلاً "أنّ عدداً من البلدان، تقودهم المملكة العربية السعودية، يرتكبون أعمالاً تدلّ على أنهم مصممون على إبادة كل الشيعة. لماذا إذاَ ترسل السعودية طائراتها لقمع الشيعة؟"

وقبل ذلك بثلاثة أيام، دخل على خط الأزمة لتأجيجها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي حين صرح بأنّ "اليمن يواجه حاليا ثلاث مشاكل حقيقية تتمثل الأولى في التطرف الإرهابي والسعي لتحويله إلى مقر لانطلاق الأعمال الإرهابية" (في إشارة منه لتنظيم القاعدة)، والثانية هي الحركات الانفصالية (وهنا إشارة إلى علي سالم البيض)، والثالثة التي وصفها "بالمعضلة اليمنية" والتي برأيه هي الخلاف القائم بين الحكومة من جهة وبين الشيعة (الحوثيين) من جهة أخرى وأن طهران على استعداد لبحث هذه المشاكل مع اليمن.

هذا التصريح يحمل خطورة كبيرة حيث تبدو إيران من خلاله قد نصبت نفسها حامية للشيعة في اصقاع الأرض عارضة خدماتها لحلّ المشاكل المتعلقة بهم، معتبرة هؤلاء الشيعة جاليات إيرانية في بلاد أجنبية.

بالطبع، رحب الحوثيون من خلال بيان أصدره يحيى الحوثي يوم الأحد بما سموه "الموقف المشرف لمجلس الشورى الإسلامي للجمهورية الإسلامية في إيران، الذي أدان فيه عدوان السعودية على شعبنا اليمني ووطننا، ونشكر لهم تلك الوقفة المشرفة التي غابت عن كثير من ذوي القربى العرب".

تشير النذر حالياً إلى تأجيج للصراع المذهبي، بالرغم من أنّ أكثر من نصف سكان اليمن يدينون بالمذهب الشيعي الزيدي الذي يعدّ معتدلاً، وأنّ الرئيس علي عبدالله صالح هو نفسه زيدياً. فقد جاء الردّ على الكلام الإيراني اليوم من قبل مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الذي قال "إن تعاون الإيرانيين مع الحوثيين هو تعاون على الإثم والعدوان" و داعياً الإيرانيين إلى "المحافظة على أهل السنة في إيران وحمايتهم من الظلم والعدوان" مضيفاً أنّ مسألة دخول "المتسللين" الحوثيين إلى الأراضي السعودية، "نحن على الحق وهم على باطلٍ. ومن الواضحٍ أنه يجب قتالهم، فالمملكة هنا تدافع عن نفسها وتصدّ عدواناً ظالماً"، داعيا الخطباء والأئمة في المساجد لدعم ومساندة الجيش السعودي.

السعودية تخلي مئات القرى والحوثيون يتكبدون الخسائر

تاريخياً، تعاملت السعودية بحذر فيما يتعلق بالتورط في الشؤون اليمنية منذ الحرب الأعلية في الستينات وحتى الحرب على الإرهاب. وفي الأزمة الحالية، فإن مجلس الوزراء السعودي تعهد بـ"عدم التسامح مع المتسللين"، في إشارة واضحة إلى المتمردين الحوثيين وهناك تحد خاص هو أن المملكة تشعر أنها مضطرة، على الرغم من التوتر على الحدود، أن تمكن الحجاج اليمنيين زيارة مدينة مكة المكرمة خلال موسم الحج الحالي.

الجيش السعودي واصل اعتقال المتسللين، في الوقت الذي تشهد فيه الحدود مواجهات عسكرية ضد الحوثيين وقامت الاجهزة الامنية والعسكرية بعملية تمشيط واسعة في تلك المناطق بعد معلومات أكدت بوجود محاولات للتسلل الى الاراضي السعودية وجاء اعتقال مجموعة حوثيين وبحوزتهم وثائق وخرائط وأسلحة مختلفة. في ظل ذلك أفادت مصادر أمنية سعودية عن إخلاء 420 قرية حدودية من سكانها ونشرت قوات عسكرية في جازان. وبحسب رويترز ، فإن السعودية تستخدم سلاح الجو (طائرات تورنيدو وف 15) والمدفعية لفرض منطقة عازلة بعمق عشرة كيلومترات داخل أراضي اليمن لابعاد المتمردين اليمنيين عن الحدود الجنوبية الغربية للمملكة.

من جهته، نفى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام وقوع عدد من افراد جماعته أسرى بيد القوات السعودية، متهما الاعلام السعودي بالتظليل على الهزائم التي منيت بها قواتها. وقال عبد السلام في تصريح لقناة العالم الاخبارية: "لا صحة على الاطلاق لما يردده الاعلام السعودي، إذ لم يقع اي فرد منا اسيرا بيد القوات السعودية".

لكن مصادر اعلامية يمنية تحدثت لاحقاً عن مقتل محمد عبد السلام مع 20 متمرداً آخر، في غارة جوية نفذها سلاح الطيران السعودي. فقد أورد موقع "نبأ نيوز" اليمني أنّ "فريقاً من الاستخبارات العسكرية السعودية تمكن- من خلال دراسة وتحليل عدداً من مقاطع الفيديو التي بثها الحوثي مؤخراً حول العمليات العسكرية- من تحديد زوايا التصوير، ومسافاته، وإسقاط ذلك على خرائط مسح جوي معدة للاستخدام العسكري، الأمر الذي قاد إلى كشف المركز الإعلامي الرئيسي لمكتب الحوثي، الذي يديره محمد عبد السلام." ويرجح أن صحة الخبر نتيجة لانقطاع البيانات اليومية التي اعتاد المكتب الإعلامي للحوثي توزيعها، حيث لم يصدر منذ يوم الأربعاء أي بيان، في الوقت الذي كان عدد البيانات طوال أيام الحرب السادسة يتراوح بين 3 و 5 بيانات يومياً. ويبقى الإنجاز الأكبر للجيش السعودي تمكنه مساء السبت من اعتقال عبدالله احمد عبدالملك الحوثي، أحد قياديي جماعة الحوثي، في وادي السرمان في الداير بني مالك شرق منطقة جازان. وحول إعتقال عبدالله الحوثي قال عباس المساوة الدبلوماسي اليمني لقناة العربية: بأن إلقاء القبض على عبدالله الحوثي له أهمية كبيرة، ويعتبر نجاحاً تضيفه القوات السعودية لنجاحاتها العسكرية في الدفاع عن حدودها، حيث أن المعتقل من المقربين لعبدالملك لحوثي ولديه معلومات هامة عن هذا التنظيم المتمرد، خصوصاً أن الحوثي قد أصدر قراراً بعزل كل القيادات القبلية وإسناد القيادة لمن ينتمون بحسب مفهومه للأسرة الهاشمية.

جيوبوليتيك "يمن خوش هال"

للبحر الأحمر مكانة خاصة في الإستراتيجيات العالمية والإقليمية، خاصة أن نزاعات تنشب فيه وحوله، وأنه يستقطب تنافس القوى الكبرى، ويتصف بسمات خاصة كمسٍرح حرب، وكموقع إستراتيجي واقتصادي ذي أهمية على مستوى الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية. وكان البحر الأحمر لوقت طويل مثار نزاع خلال الحرب الباردة، بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وحلفائهما، أي بين قوة البر الرئيسية المتمثلة بالأوراسيا التي كانت تهيمن عليها الشيوعية، وبين قوة البحر الرئيسية التي تمثّلها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وقد ذكر جمال حمدان أنّ "كل تاريخ الصراع بين البر والبحر هو محاولة التحكم بهذه المنطقة، فمن يمسك زمام الموقف فيها من القوى العالمية يمكن أن يرجّح كفة على الأخرى".

بناء عليه كان لليمن الجنوبي أهمية استراتيجية لدى الاتحاد السوفياتي الهادف للاقتراب من منابع النفط وتطويق دول الخليج، والتحكم بأحد أهم المضائق في العالم (باب المندب) بالتزامن مع تنامي الاختراق الشيوعي في دول القرن الإفريقي.

مع نهاية الحرب الباردة وإنكفاء الدب الروسي إلى خلف أوروبا الشرقية والذي ترافق مع إقفاله لمعظم القواعد البحرية السوفياتية، إندلع صراع آخر. وكان هذا الصراع الحادّ في الشرق الأوسط مثلث الأضلاع، تحولت بموجبه عدة دول مسرحاً للقتال، ليكون للعراق خصوصية أن يصبح شاهداً على جهاد القاعدة من جهة، المشروع الأمريكي من جهة أخرى، والهلال الإيراني من جهة ثالثة. اليمن من جهته لم يكن وضعه مختلفاً، بالتحديد مع إعلان تنظيم القاعدة عن فتح جبهة جديدة هناك وتصاعد النفوذ الإيراني من خلال الحوثيين، مما أعاد رسم المشهد الاستراتيجي بطريقة مغايرة.

فالقتال المندلع في اليمن هو جزء من خطة حاذقة، أعدّها النظام الإيراني من خلال فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني تحت شعار "يمن خوش هال" (أي اليمن سعيداً باللغة الفارسية). ويمكن تلخيص الهدف النهائي "لليمن خوش هال" 'باقامة دولتين: واحدة في الشمال تحت حكم الإمامية موالية دينياً للنظام الايراني، ويقودها عملياً الحوثي. الدولة الأخرى ستكون تحت حكم منفصل في الجنوب، برئاسة مجموعة من الفصائل السياسية التي من شأنها أن تحصل على دعم مباشر وتمويل وإدارة ايرانية. وبالطبع ، فإن الدولتين هما مقدمة لدخول ايران في قلب منطقة القرن الافريقي من دون أن ننسى السعودية".

وقال تقرير عربي نشرته مجلة "الوطن العربي" إن "يمن خوش هال" أعدّ لها منذ أكثر من عام بمباركة محمد جعفري، قائد الحرس الثورى الإيرانى، وتمّ رصد قرابة 4 ملايين دولار لتنفيذها، حيث تتعهد قوات فيلق القدس بتدريب الحوثيين على فنون حرب العصابات والقتال داخل المدن وزرع العبوات الناسفة والتحريض الجماهيرى على الفوضى، كآليات متساندة لتفكيك الدولة اليمنية، بالإضافة إلى تفعيل عملية إكتساب الولاءات القبلية والتعاون مع باقي الفئات الإنفصالية. هذا وقد أشار التقرير أن خطة "يمن خوش هال" قد تكلفت حتى الآن مبلغ 3 مليارات دولار، وهو ما كشفته المعارضة الإيرانية عندما اختفى هذا المبلغ من صندوق احتياط النقد الأجنبي، وعلمت المعارضة من مصادر خارجية بأنه تم سحبه بواسطة الحرس الثوري الإيراني من أجل دعم "يمن خوش هال" مما أثار فضيحة كبرى تتفاعل الآن في إيران. ويكون الهدف الأبعد هو تفعيل النشاط السري الإيراني في الصومال، وكينيا، هذا النشاط الذي يجري تدريجياً كشفه، في سبيل إحكام السيطرة على مسار الملاحة في البحر الاحمر.

أسطول رابع إيراني إلى خليج عدن ...وحنيش؟

يوم الأربعاء الماضي، أعلن القائد البارز في البحرية الإيرانية، فريبرز قادبناه، قائد المنطقة الأولى في سلاح البحر الإيراني، "أنّ سلاح البحرية قرر ارسال المزيد من السفن إلى خليج عدن لحماية خطوط التجارة وناقلات النفط الايرانية من القراصنة. وسيتم ارسال الأسطول الإيراني الرابع للحفاظ على أمن الملاحة في الخليج بعد تصاعد عمليات القراصنة الصوماليين. وأضاف قائلا "إن 3 اساطيل من مجموع 4 أساطيل تابعة لسلاح البحر في جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية توجهت إلى خليج عدن من مينائي بندر عباس وبوشهر".

هذه الخطوة الإيرانية الملفتة، في وقت يحتدم فيه الصراع اليمني، فسّرها العديد من الخبراء بأن لها أهدافا أبعد بكثير من مجرد حماية ناقلات النفط والتجار الإيرانية.

ففي حديث إلى صحيفة أخبار اليوم، أوضح خبراء رفضوا الكشف عن أسمائهم، أنّ الأسطول الإيراني الرابع يضم عدداً كبيراً من القطع الحربية المسلحة تسليحاً جيداً. وقد ربط المراقبون بين وصول الأسطول الرابع الذي سينضم إلى عدد من القطع الإيرانية الموجودة أصلاً في الخليج، وبين سعي إيران إلى رفع وتيرة نشاطها وعمليات تهريب الأسلحة إلى هذه المحافظات الثلاث التي عادة ما تتم من خلال سفن إريترية وقراصنة صوماليين وعدد من العاملين في مجال الصيد مستغلين القرب الجغرافي بين عمان ومحافظتي المهرة وحضرموت اليمنية. إيران التي إستغلت ضعف البحرية اليمنية ( 18 زورق دورية وبضع مركبات برمائية ومركبات دعم)، تطمح إلى هدف أبعد من ذلك هو السيطرة على جزيرة حنيش التي تقع في المياه الإقليمية ما بين اليمن وإريتريا، والتي تم التنازع عليها بين البلدين قبل أن ترجع لليمن بعد تحكيم دولي. فحنيش الكبرى ترتفع ما يقارب 400 متر فوق مدخل البحر الأحمر، لتتحول إلى صمام يمسك بخناق هذا البحر، وربما مصر مهدداً المرور بقناة السويس بثقله الإستراتيجي.

وقد أكدت التقارير الدولية وعلى رأسها مركز خدمة الأبحاث التابع للكونجرس الأميركي ولجنة العقوبات على الصومال بمجلس الأمن الدولي, رصد تدفق كميات من الأسلحة والذخائر تقدر بمئات الأطنان إلى محافظة صعدة ومحافظتي حضرموت والمهرة جنوبي اليمن وإلى الصومال، حيث ان الهدف من تهريب الأسلحة بكميات كبيرة هو إشعال الوضع في المحافظات الجنوبية. هذه الواقعة أكدتها أحزاب المعارضة في اريتريا وقالت "أن ايران تستخدم اريتريا قاعدة لنقل أسلحة إلى المتمردين في اليمن". إضافة الى ذلك، ايران تسهل نقل السلاح إلى المدن الساحلية الاريترية، وذلك أساساً من مرفأ عصب الذي يبعد كيلومترات قليلة عن السواحل اليمنية حيث يتم تهريب الأسلحة ليلا إلى الحوثيين. كما أن هذه المعلومات يؤيدها توقيع إريتريا العام الماضي لاتفاقية تمنح إيران الحق الحصري بالإشراف علي تطوير وصيانة وعمل شركة تكرير النفط الإريترية، والمعروفة باسم مصفاة عصب، وتركزت الاتفاقية مبدئياً علي قيام الإيرانيين بتكرير النفط في المصفاة وإعادة تصديره. وكانت اليمن قد أعلنت في تشرين الأول عن اعتقالها لخمسة إيرانيين على متن سفينة إيرانية محملة بالأسلحة قبالة سواحل شمال اليمن.

بالنسبة للموقف الأمريكي من الصراع اليمني، أعتبر تقرير لسيمون هاندرسون، الصادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن واشنطن ترى في الصراع اليمني والتوتر على الحدود اليمنية السعودية تعقيدات خاصة. فمنذ التفجير الذي إستهدف المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن من قبل القاعدة في عام 2000 ، رجحت الولايات المتحدة أن اليمن لم تتصرف بقوة كافية ضد مقاتلي القاعدة. وحالياً، فإن الولايات المتحدة تريد تقديم المساعدة للحكومة اليمنية لأنها لا تريد أن ترى اليمن يتحول إلى أفغانستان أخرى، حيث بوسع القاعدة أن تدرب وتخطط وتنفذ العمليات الإرهابية، أو ربما ما هو أسوأ أي وقوع اليمن في قبضة طهران.

وأخيراً، فإن إجراء قراءة لتاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية يشير أن المملكة سعت على الدوام إلى منع تأزيم العلاقة مع إيران. ولكن الرياض حالياً تدعم اليمن عسكرياً وبوضوح بعد ان تمّ إنتهاك حرمة أراضيها. ويؤكد الخبراء أن تزامن تصريحات القائد البحري الإيراني قاددبناه مع تحذيرات آية الله جنتي مما سماه "مغبة التمادي قي قتل الشيعة بمحافظة صعدة شمال اليمن" إضافة إلى إصرار مسؤولين إيرانيين على مظاهرات البراءة من المشركين خلال موسم الحج، إنما يعزز من القناعة حول حجم التخطيط والتنسيق الذي يقوم به الإيرانيون وحول ما تبيته طهران لكل من الرياض وصنعاء وما بات واضحاً من وجود مخطط إيراني يسعي لنقل أي حرب قادمة من مضيق هرمز والخليج العربي إلى خليج عدن وباب المندب. فإيران لا زالت تحاول جاهدة تكريس نفوذها في منطقة باب المندب وخليج عدن من خلال تقوية نفوذ الحوثيين في اليمن إستعدادا لمواجهة قد تحدث بين الغرب وإيران في المرحلة المقبلة. وبالتالي باتت دوافع طهران في حرب صعدة هي نفسها دوافعها للتدخل من قبل في حرب البصرة، واصبح الحوثيون يلعبون دور الصدريين في العراق، وزادت رغبة الملالي بتكرار تجربة " حزب الله " اللبناني على الأرض اليمنية .

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

فارس سعيد لموقع "14 آذار": التحوّل السوري يقلق حزب الله ودمشق هي التي تغيرت وليس 14 آذار 

ادعو الى خلوة سياسية لمكونات 14 آذار تعيد النظر في التجربة السابقة وتأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاقليمية 

١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

حاوره سلمان العنداري

لاحظ منسق الامانة العامة في قوى "14 آذار" النائب السابق د. فارس سعيد ان "سوريا تغيّرت وبدّلت من سياساتها في المنطقة، وليس 14 آذار هي التي تغيّرت، وقد حاول وليد جنبلاط الايحاء عن سوء تقدير اوعن قناعة بأن المجتمع الدولي انهار امام حكمة الشام وبأن سوريا انتصرت على المجتمع الدولي فيما العكس هو الصحيح".

سعيد وفي مقابلة خاصة وشاملة لموقع "14 آذار" الالكتروني، انتقد الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد "عندما حدد وظيفة الدولة اللبنانية وكبّلها". وعن النقاش الدائر حول مسألة السلاح في البيان الوزاري، اشار الى انها " معركة غير واقعية، لأن الجميع سيخرج بمخارج لفظية حول البيان الوزاري، الا ان الواقع ليس في البيان الوزاري بل في وجود السلاح وبالتالي فإن وضع المسدس على الطاولة هو الذي يعرقل".

ووصف سعيد الحكومة بأنها " حكومة محكومة بأن تأخذ بعين الاعتبار واقع الحال في الداخل نظراً لتواجد السلاح في يد فريق من اللبنانيين، وان تفي بإلتزاماتها تجاه المجتمع الدولي".

واشار الى ان " ما يقلق "حزب الله" هو التحوّل السوري، اي عودة سوريا الى الحظيرة العربية، بمعنى ان تلتحق دمشق بـ 14 آذار والعرب، وتبتعد عن تحالف الممانعة مع ايران. كما ان انفتاح سوريا على فكرة التفاوض المباشر او غير المباشر مع اسرائيل، يضع الحزب في حالة قلق، لأن هذه المفاوضات يمكن أن تأتي بنتائج ايجابية، وبالتالي تضع سوريا في مواجهة حزب الله في لبنان".

وتعليقاً على فوز 14 آذار النقابي والطلابي في اكثر من مكان، قال سعيد ان "انتصارات 14 آذار هي تأكيد بأن شعب هذه الحركة افضل من قياداته السياسية. فالقيادات السياسية لها حساباتها، وهي في صلب اللعبة السياسية، والمواقف والمواقع التي تتبوأها اليوم تفرض عليها تسويات وتدوير الزوايا، انما شعب 14 آذار لا يتفهّم هذا السلوك وهو مستمر في الحفاظ على مبادىء ثورة الارز بأمانة استثنائية".

وكشف عن تحضيرات في الامانة العامة للانطلاق برؤية جديدة على المستويين الاداري والسياسي، مقترحاً خلوة سياسية بعيدة عن الانظار وبعيد عن الاعلام تجمع كل قيادات ومكونات 14 آذار، لتعيد النظر بكل التجربة السابقة، من لحظة استشهاد الرئيس الحريري في العام 2005 حتى هذه اللحظة، وتأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاقليمية التي طرأت.

وعن الوضع المسيحي، اعتبر سعيد ان "حقوق المسيحيين هي حقوق بسيطة ومبسطة ترتكز على فكرة واحدة قالها البطريرك الماروني بأن "لبنان ليس للموارنة انما الموارنة للبنان"، اي على المسيحيين ان يعملوا على قيام دولة الاستقلال التي ترتكز على جيش واحد وسلاح واحد وقرار واحد وعلى ادارة واحدة، وهذه الدولة تؤمن جميع حقوق المواطنين".

وفي ما يلي نص الحوار الكامل:

بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ماذا تتوقع منها وماذا تتمنى لها؟

ما يلفت هو الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد عندما حدد من موقعه وظيفة الدولة اللبنانية، من رئيس الجمهورية الى الحكومة، الى مجلس النواب، وقال بأنه يجب على هذه الحكومة ان لا تتعاطى مع القضايا الكبرى، وان تتعاطى فقط بالقضايا المعيشية، وكأنه يحدد مسبقاً ما هي الوظيفة المناطة وفقاً لوجهة نظره الى هذه الحكومة. اي انها يجب ان تتعاطى في قضايا الكهرباء والهاتف. اما القضايا الكبرى فهي على عاتق الحزب وعلى عاتق التفاهم الايراني السوري القائم، والذي بدأ يهتز من خلال حركة الرئيس السوري بشار الاسد باتجاه المفاوضة مع اسرائيل.

هل تعتبر اذن ان الحكومة مكبّلة؟

نعم، لقد قام السيد حسن نصرالله بتكبيلها. ومن جهة اخرى، اطلت الولايات المتحدة بعد تشكيلها وقالت بأن لبنان الذي استكمل بناء مؤسساته من انتخاب رئيس للجمهورية، الى حكومة مشكّلة ومجلس نواب منتخب، عليه ان يفي بالتزاماته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1701.

هذا هو حال هذه الحكومة على المستوى الاقليمي والدولي، فهي حكومة محكومة بأن تأخذ بعين الاعتبار واقع الحال في الداخل نظراً لتواجد السلاح في يد فريق من اللبنانيين، وان تفي بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي نظراً بأن لبنان الرسمي هو الذي يتحمل مسؤولية تنفيذ القرارات الدولية.

بماذا تصف هذه الحكومة؟

هي حكومة ناتجة عن توازن هشّ بين نتائج الديمقراطية وبين وجود السلاح، انما هنالك انتصار تحقق، وان من اخذ القرار في 14 شباط 2005 بالغاء شخصية اسلامية كرفيق الحريري قادر على التفاعل من موقعه مع كافة الفئات اللبنانية من اجل انتاج وحدة وطنية، وأخذ قراراّ بعدم عودة هذا النموذج من السياسيين المسلمين الى المسرح السياسي اللبناني، وبالتالي فان دخول سعد الحريري بعد اربع سنوات الى السرايا الحكومي قاد الى انتصار معنوي كبير لفريق 14 آذار، والى انتصار سياسي رغم كل الذي حصل، فقد استطاع هذا النموذج من الشخصيات السياسية الاسلامية ان يعود مرفوع الرأس كما كان عليه والده.

بعد تشكيل الحكومة تحدثتم عن خمسة انتصارات للاكثرية وستة للمعارضة، اليوم وبكل صراحة من انتصر في هذا الكباش الذي دام اكثر من 4 اشهر؟

انتصر لبنان، وانتزع فريق 8 آذار من خلال المفاوضة الصعبة ومن خلال ضغط السلاح بعض الانتصارات، انما انتصر فريق 14 آذار في عودة نموذج رفيق الحريري الى سدة الحكومة، وانتصر بتماسك الاكثرية النيابية رغم انقلاب وليد جنبلاط في 2 آب، وانتصر في طرح موضوع السلاح بشكل كامل، وانتصر على قاعدة ان هناك فريق مسيحي داخل 14 آذار بدا وكأنه يدور في فلك بكركي، وانتصر بانه اصبح للمجتمع الدولي فريق قادرعلى ايفاء الالتزامات الداخلية.

بعد كل هذه الانتصارات هل تعتبر ان وظيفة 14 آذار السياسية انتهت كما قال النائب وليد جنبلاط؟

كلنا نسمع هذا الكلام، وليس فقط من وليد جنبلاط، المؤسف بأن هذا الكلام اذا لم يرد عليه بالكلام الهادىء ستصدق الناس بأن وظيفة 14 آذار انتهت. فحركة 14 آذار هي قضية شعب وليست قضية احزاب وشخصيات، وبالتالي فمن يخرج من 14 آذار يخرج من هذا الشعب ومن المليون ونصف المليون لبناني الذين ناضلوا من اجل انجازات معينة لم تستكمل حتى هذه اللحظة، ومنها عملية بناء دولة الاستقلال قيد الانشاء، والدليل ان بعد الفور بتشكيل الحكومة اتى من في الداخل ليضع حدوداً لوظائف هذه الحكومة ويعتبرها حكومة انمائية وليست حكومة سياسية.

بالنسبة لمسألة السلاح في البيان الوزاري هل انت مع صيغة ابقاء القديم على قدمه؟

اعتقد بأن موضوع السلاح في البيان الوزاري هي معركة غير واقعية، لأن الجميع سيخرج بمخارج لفظية حول البيان الوزاري، الا ان الواقع ليس في البيان الوزاري بل في وجود السلاح. أكان هذا البيان خرج بمخارج لفظية او لم يخرج يبقى الواقع السياسي محكوماً بتوازن السلاح. ففي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد خروج وزراء امل وحزب الله، كانت حكومة مئة في المئة من 14 آذار، ولم تستطع ان تنفّذ قراراً ادارياً واحداً اعتبره حزب الله في 5 ايار 2008 بانه معاد لمصالحه، وبالتالي فإن وضع المسدس على الطاولة هو الذي يعرقل عملية الحكومة وليس بيانها الوزاري أكان في هذا الاتجاه او ذاك.

هناك من يقول ان حزب الله اليوم بدأ يتجه مجدداً نحو الجبهة الجنوبية ويدير ظهره للجبهة الداخلية. ما رأيك؟

ما يقلق "حزب الله" هو التحوّل السوري، اي عودة سوريا الى الحظيرة العربية، بمعنى ان تلتحق دمشق ب14 آذار والعرب، وتبتعد عن تحالف الممانعة مع ايران، الا ان هذا لا يعني انها فكت ارتباطها مع ايران، انما مصالحة المملكة العربية السعودية مع سوريا وربما مصالحة مصر مع سوريا، وانفتاح سوريا على تركيا وعلى فكرة التفاوض المباشر او غير المباشر مع اسرائيل، يضع الحزب (حزب الله) في حالة قلق بأنه حتى ولو لمس بأن هذه المفاوضات هي فقط اعلامية وهي من اجل شراء الوقت، انما لا يغفل عن باله بأن هذه المفاوضات ربما تأتي بنتائج ايجابية، وبالتالي تضع سوريا في مواجهة حزب الله في لبنان.

هل تعتبر ان سوريا عادت الى لبنان؟

من الامور التي تحققت لصالح فريق سوريا في لبنان، النجاح في عودة سوريا الى المعادلة اللبنانية الداخلية من خلال المماطلة في تشكيل الحكومة. وبهذا الخصوص، اعتقد ان سوريا تغيّرت وليس 14 آذار هي التي تغيّرت، وقد حاول وليد جنبلاط الايحاء عن سوء تقدير او عن قناعة بأن المجتمع الدولي انهار امام حكمة الشام وبأن سوريا انتصرت على المجتمع الدولي، وبالتالي فلنلحق انفسنا بهذا المناخ، فيما العكس هو الصحيح، فسوريا هي التي تلتحق بالجو العربي المتصالح مع المجتمع الدولي، وسوريا هي التي تريد تقديم اوراق اعتمادها لدى المجتمع العربي والدولي، وسوريا من خلال رغبتها بالمفاوضة مع اسرائيل هي التي تتحول وليس 14 اذار.

ما المطلوب اذاً من 14 آذار؟

المطلوب ان تستوعب 14 اذار التحول الاقليمي الذي جرى من خلال انتقال سوريا.

هناك من يصوّر ان 14 آذار هُزمت وكُسرت بعد رهانها لاربع سنوات على سياسات خاطئة، ما تعليقك؟

عندما تطلب سوريا مفاوضة اسرائيل مباشرة، لم نسمع احد قال بانها خرجت عن وطنيتها، وعندما تنتقد 14 اذار عمل حزب الله تكون متعاملة مع العدو الاسرائيلي. اعتقد ان هذه المعادلة انقلبت. 14 اذار على حق. لانه من خلال نضالها السياسي اجبرت العالم العربي الى التحوّل، ومن جملته التحول السوري وليس العكس، ولا ارى انهياراً للنظرة ال14 آذارية في العالم العربي، وانتصار للنظرة السورية، والكل يزحف الى الشام من اجل تعلم السياسة وفنّها. انما العكس صحيح لأن سوريا اضطرت تحت الضغط الذي حصل منذ لحظة اغتيال الرئيس الحريري حتى اليوم ان تعود وترتب اوراقها مع العالم العربي ومع العالم.

كيف ترى الموقع الايراني اليوم، وهل يستمر الحلف السوري مع طهران؟

الحلف قوي بين ايران وسوريا بعد هذا التحول الدمشقي، ولم يصل هذا التحول الى فك الارتباط مع طهران حتى هذه اللحظة. فالكل ينتظر مستقبل المفاوضات الايرانية الاميركية، فاذا ذهبت باتجاه التسوية، تكون سوريا قد امسكت بايران ومدت يدها الى تركيا، واذا ذهبت المفاوضات باتجاه الصدام بين المجتمع الدولي وايران، ستنتقل سوريا بشكل اوضح من معسكر الممانعة الى العودة الى الحظيرة العربية.

بالعودة الى الداخل، كيف ترى اتنصار 14 آذار النقابي والطلابي؟

انتصارات 14 آذار تأكيد بأن شعب هذه الحركة افضل من قياداته السياسية.

لماذا اذن هذا الاداء التي تنتهجه القيادات السياسية المكونة لهذه الحركة؟

القيادات السياسية لها حساباتها، وهي في صلب اللعبة السياسية، والمواقف والمواقع التي تتبوأها اليوم تفرض عليها تسويات وتدوير الزوايا، انما شعب 14 آذار لا يتفهّم هذا السلوك من قبل القيادة السياسية وهو يستمر في الحفاظ على مبادىء ثورة الارز بأمانة استثنائية.

بالنسبة للعماد ميشال عون. هل تعتبر بأنه استعاد حقوق المسيحيين، الشيء الذي لم يستطع مسيحيي 14 آذار تحقيقه؟

لم نعد نعرف من هو الذي يحقق للمسيحيين انتصارات تحت عنوان "استعادة حقوق المسيحيين". فالكل يتهافت في الوسط المسيحي بالقول للمسيحيين انهم يعيدون حقوقهم. الا انه يجب القول ان حقوق المسيحيين بسيطة، وتتمثّل في قيام دولة قادرة على اعطاء الحقوق للمسيحيين والمسلمين معاً، وليست حقوقهم في "وزارة التلفون" او "وزارة الكهرباء".

ان ما يقوم به ميشال عون من تصوير يرتكز على معادلة بسيطة: يقول للمسيحيين انه اذا غضينا النظر عن سلاح حزب الله نحصل على "وزارة التلفون" بالمقابل، وهذا الموضوع لا علاقة له بحقوق المسيحيين بل له علاقة "بشطارة لبنانية" بين فريق من اللبنانيين وفريق آخر.

حقوق المسيحيين هي حقوق بسيطة ومبسطة ترتكز على فكرة واحدة قالها البطريرك الماروني بأن "لبنان ليس للموارنة انما الموارنة للبنان"، اي على المسيحيين ان يعملوا على قيام دولة الاستقلال التي ترتكز على جيش واحد وسلاح واحد وقرار واحد وعلى ادارة واحدة، وهذه الدولة تؤمن جميع حقوق المواطنين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين.

ماذا عن اعتراض حزب الكتائب على اداء الامانة العامة؟

لا اريد الدخول في اي سجال اعلامي مع حزب الكتائب الذي نحترمه، فهو الحزب الذي قدم الكثير من التضحيات في داخل 14 آذار، وادعو كل الافرقاء (الكتائب وغير الكتائب) اذا كان لهم من ملاحظات على ادارة 14 آذار، ان يبحثوا ذلك داخل جدران 14 آذار بعيداً من الاعلام وسجالاته.

هل قدّم حزب الكتائب ورقته الاصلاحية للامانة العامة؟

كلا، لم يقدمها بعد.

وماذا عن ممثل الحزب في الامانة العامة؟

الاسبوع الماضي لم يحضر ممثل الكتائب، لأنه كان هناك اجتماعات مفتوحة في الصيفي. سنرى هذا الاسبوع ان كان سيحضر، ونحن لسنا بوارد ان يكون هناك من مسافة بيننا وبين الكتائب لا بل بالعكس وسندعو كالعادة ممثليهم للاجتماع هذا الاربعاء.

وبالنسبة لمستقبل 14 آذار، كأمانة عامة، هل من ورش عمل ومشاريع جديدة للتأقلم مع المتغيرات والتطورات؟

العمل سيتركّز على مستويين، الاول اداري والآخر سياسي.

على المستوى الاداري انا ادعو الى انشاء امانات عامة على مستوى المحافظات الخمس، اي ان يكون هناك امانة عامة في كل محافظة وان يكون هناك تنسيق في ما بينها. فالامانة العامة هي مساحة مشتركة بين الاحزاب وبين رأي عام 14 آذار، ومهمتها التواصل مع هذا الرأي العام بشكل دائم، وهذا الامر (اي استحداث امانات عامة في المحافظات) يحتاج الى قرار من قبل كل افرقاء هذه الحركة.

المستوى الثاني من العمل سياسي، اي ان تعود الامانة العامة الى تنظيم ورش عمل، ونحن بصدد ورشة عمل قريبة، ستكون اولى هذه الورشات عن تفسير اتفاق الطائف بعد الدوحة. وورش العمل هي مناسبة لاستمزاج اراء الجميع.

والامر الثالث والاهم، فنحن سندعو انطلاقاً من موقعنا في الامانة العامة الى خلوة سياسية بعيدة من الانظار وبعيدة من الاعلام تعيد النظر بكل تجربتنا، من لحظة استشهاد الرئيس الحريري في العام 2005 حتى هذه اللحظة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاقليمية التي طرأت وخاصة هذا التمايز السوري الايراني الذي يظهر اكثر واكثر بشكل اوضح منذ ان اعلن بشار الاسد اعادة المصالحة مع العالم العربي وترتيب اوراقه مع المجتمع الدولي، واعلان رغبته بالمفاوضة مع اسرائيل. وانطلاقاً من هذه القراءات لا بد من توحيد القراءات السياسية لقوى 14 آذار من اجل انطلاقة جديدة بعد تشكيل هذه الحكومة.

هل ستتمكن هذه الخلوة من جمع كل مكونات وقيادات 14 آذار؟

طبعاً سنتمكن لاني لا اعتقد انه اذا كان البقاء في داخل 14 اذار من منظار الحسابات الضيقة يكلف بعض الاطراف والقوى، فإن الخروج من 14 آذار سيكون مكلفاً اكثر.

البعض يعتبر ان مصير 14 آذار سيكون مشابهاً لتجمّع قرنة شهوان. كيف تعلّق؟

قرنة شهوان كانت عبارة عن مجموعة شخصيات سياسية التزمت بمبادىء، ولم تكن حينها قضية شعب بأكمله. 14 آذار بعكس قرنة شهوان هي قضية شعب بأكمله، فهناك شعب الاستقلال. والفرق شائع بين القرنة و14 آذار، فالاولى عبارة عن مجموعة مسيحية رفعت عنوان خروج الجيش السوري في لبنان. ولم يتحقق هذا العنوان الا عندما انضم اليه كل الاطياف اللبنانية وهذا ما حققته 14 آذار.

اي رسالة لشباب 14 آذار، ومن يساوم على حساب هذه الحركة ماذا تقول؟

لشباب 14 آذار اقول لهم ان يتمسكوا بمبادىء ثورة الارز، وهي شعلة لن نتطفىء ويجب ان لا تنطفىء، وان قضية 14 آذار امانة باعناق الجميع. وكل فرد نزل الى ساحة الحرية يحمل هذه الامانة.

والى الافرقاء السياسيين المحكومين بالمعادلات السياسية، نتفهم موقعهم وموقفهم انما نحن كشعب 14 آذار سنستمر في الدفاع عن مبادىء ثورة الارز.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 فريق برتقالي يحاول "الإصلاح والتغيير" وآخر يفضل الانسحاب

في "التيار الحر" من يسأل: توزير كفاءة غير حزبية خطأ أم إضافة؟

١٧ تشرين الثاني ٢٠٠٩

ملاك عقيل/السفير

«إذا كان بدّك تتوزّر باسم «التيار» بـ2013 ما إلك إلا تبعت الـC.V عند فرنجية أو هاغوب أو حدادة أو حردان ويمكن قانصوه... وما تنسى تحسّن خبرتك».

رسالة قصيرة وصلت إلى الهواتف الخلوية لعدد من اللبنانيين بعد يوم واحد من تثبيت العماد ميشال عون مرشحين اثنين غير ملتزمين بـ«التيار الوطني الحر» لتولي حقيبتي الاتصالات والسياحة اللتين أسندتا إليه في التركيبة الحكومية الجديدة.

هي «مزحة» عونية أو رسالة «مفخخة» من طابور ثالث دخل على الخط بين «الجنرال» وقاعدته «البرتقالية»؟ لا يهم. الأهم ان المضمون «الكاريكاتوري» للرسالة وضع الأصبع على «الجرح» العوني المفتوح منذ رجوع «الجنرال» من المنفى... موقع «القوات اللبنانية» يحسن استغلال غلطة الشاطر معنوناً «الجنرال ينعى الكفاءات داخل «التيار الحر»... قبل ذلك، كانت ماكينة اعلامية سياسية تتولى تسريب أسماء مرشحي «التيار» للوزارة في محاولة لاحداث بلبلة داخلية لمناسبة تأليف الوزارة.

هي من المرات النادرة، وقد تكون الاستثنائية، التي تجد فيها شريحة كبيرة من «البرتقاليين» متنفساً لها على موقع «الأعداء». نعم هذا صحيح. برأيهم، «الجنرال» ينعى ذخيرة الكفاءات الشبابية في «تيار» الأكثرية الساحقة من الملتزمين فيه من أصحاب الاختصاص والخبرات في مجالات متعدّدة... تصل إلى حد التنقيب عن النفط! كل ما كان ينقصهم هو القرب الجغرافي من الرابية، ليس ليقدموا سيرهم الذاتية إلى «القائد»، إنما ليتسنى لهم فتح نقاشات بناءة مع «مركز القرار» حول الإمكانيات «التقنية» التي يمكن أن يضعوها بتصرف ... «المشروع الإصلاحي التغييري» وزعيمه.

لا ينكر عون، كما الدائرة المؤثرة المحيطة به، وجود خلل في العلاقة بين القاعدة، المتلهفة لإطار تنظيمي «يكودر» قدراتها، وبين رأس الهرم. هذا بالتحديد ما دفع «سيناريو التواصل»، بعيد الانتخابات النيابية، بين الوزير جبران باسيل ومجموعة من العونيين «الإصلاحيين» يتقدم على «سيناريو التجاهل» وسياسة «الأذن الطرشاء». بقيت جلسات الحوار المفتوح على قلتها أسيرة الظروف السياسية، وهكذا تكفّلت مجريات تأليف الحكومة باحداث أزمة ثقة على صعيد مشروع التقارب بين «برتقاليي» الصف الواحد، وصبّت الزيت على نار بعض التساؤلات المحتدمة داخل «التيار» نفسه... وأهمها لماذا لا يبدأ مشروع «الإصلاح والتغيير» من الداخل وماذا ينقص «التيار» حتى يبادر الى وضع معايير تكون هي الأساس، كما هي الحال مع جميع القوى التي تمثلت في الحكومة وفق معايير محددة (يمكن أن يستثنى أيضا «تيار المستقبل»)؟

التشكيلة العونية المعلنة من الرابية بدت بعيدة، بنظر البعض، عما أسمته «المفهوم التغييري لعمل «التيار»... حصلت «مفاوضات على مدى خمسة أشهر كان الهدف منها حماية الحقوق... لكن أين «حقوق شباب «التيار؟». تدافع الرابية بقوة عن خيارها الحكومي معتمدة على السير الذاتية للوزيرين شربل نحاس وفادي عبود. الأول شكّل في الفترة الماضية «البوصلة» الاقتصادية لرؤية الرابية للملف المالي الشائك. خبير اقتصادي «مسيّس» من الطراز الأول، يحمل عقيدة يؤكد كثيرون أن «منبعها» اليساري سيشكل ما يشبه «الرقيب» على العقيدة «الحريرية ـ السنيورية» المتأصلة في سياسات الحكومات المتعاقبة منذ العام 1992.

يجزم المقرّبون من الرابية أن دور شربل نحاس في الحكومة سيمتد عملياً الى خارج «دائرة الاتصالات»، ليشكّل ما يشبه «وزير الظل» لريا الحسن وزيرة المالية. هذا الأمر كان العماد عون أكده بنفسه عندما أشار الى معادلة «الموافقة بالنقاش (التوافق) وليس بالإجماع»، وكان من الواضح أن تحفّظ سعد الحريري على وجود نحاس في الحكومة حوّله الى «باسيل2»، لناحية تمسك عون به، والعارفون يقولون «أن عصراً جديداً من الخصخصة قد بدأ، قوامه استنفاد طاقات القطاع العام أولاً...».

الثاني، وجد بحكم «الظروف القاهرة» لضغط الحليف الأرمني، في السياحة بدلاً من الصناعة. في الحسابات العونية رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود طاقة يمكن استثمارها في أكثر من مجال. باختصار عون مؤمن بإمكانية العمل على «صناعة سياحية»، تحوّل القطاع الى تجارة مربحة للدولة، وليس مجرد «استعراض عضلات» على موائد الغداء والعشاء، بعدما تحولت الوزارة بحد ذاتها الى «سياحة» للوزير. يفترض أهل الرابية أن ما أثير حول توزير نحاس وعبود لا يعدو كونه «زوبعة في فنجان»، والمرحلة المقبلة من «مفاوضات» التعيينات الادارية ستعكس الجانب الآخر من معادلة «الرجل المناسب في المكان المناسب». وعون الناقم على استحالة تعيين «حاجب» منذ أربع سنوات في إدارات ومؤسسات الدولة، سيختار الأفضل من كفاءات «تياره» لتعيينهم في مناصب الفئة الأولى وما دون، وعلى قاعدة لن تكون أقل من معايير «الشراكة الوطنية» التي اعتمدت في تأليف الحكومة.

صدور أصوات الاعتراض في الرابية وخارجها على عدم توزير الملتزمين في «التيار» باستثناء باسيل، كانت له مبرّراته المنفصلة عن الموقف من وزير الاتصالات السابق.

ثمة إقرار عوني جامع، بالدور الاستثنائي لباسيل في أولى تجاربه الوزارية، وبالموقع الثابت والمتقدم له في «هيكلية» التيار، بشكلها الحالي، فضلا عن أن توزير باسيل تحول الى عنصر للتحدي السياسي، بمعزل عن قربه أو بعده من «الجنرال».

بعض الأصوات تنطلق من الاعتراض العلني للواء عصام أبو جمرة على استبعاد الملتزمين بـ«التيار» عن الحكومة لتفلش أوراقها على الطاولة. هي ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الغسيل العوني على السطوح، سبق لـ«الجنرال» ان وصف بنفسه «التيار العوني» بالشجرة التي تحتاج من وقت الى آخر الى «تشحيل» أغصانها لكي تنمو وتثمر.

استتبع ذلك جولات من الحرد المتبادل، ومن الاجتماعات النارية غير «المنتجة، ومن مشاريع لقاءات لتصحيح المسار... بقيت مجرد مشاريع ضائعة في الصخب الكلامي عن هيكلية تنظيمية لم تولد بعد... ومؤتمر يتأجل مرة تلو الأخرى وهيئة تأسيسية تتوسع ومؤسسة تبتعد كلما ازداد الحديث عن قرب ولادتها.

ثمة قناعة راسخة يتداولها كوادر «التيار» من «جماعة الحقبة النضالية»: «الحالة العونية» نبع للكفاءات على كل المستويات الادارية والوزارية والنيابية، لكنها لم تجد طريقها حتى الآن الى... المكان المناسب. وفي رد عفوي على امتناع «الجنرال» عن الاستعانة بذخيرته التقنية «البرتقالية» في معركته الوزارية يتساءل هؤلاء «أيعقل أن 18 دفعة تخريج من الجامعات منذ العام 1990 في كافة المجالات، أنتجت مئات الكادرات المتخصصة والتي برعت في أكثر من مضمار في لبنان والخارج، لا يوجد شخصية من بينها قادرة على تحمل أعباء حقيبة وزارية...؟ وهل كان جبران باسيل متخصصاً في وزارة الاتصالات عندما تسلّم الحقيبة في الحكومة الأولى، مع العلم ان هناك الكثير من الكفاءات مثل جورج بارود وآلان عون وغيرهما من أصحاب الاختصاص في هذا المجال؟ الجواب المبكي، لدى هؤلاء، بأن وزراء «التيار» الثلاثة عيّنوا في مناصب ليست من اختصاصهم».

دخل اسم جورج بارود الناشط العوني في باريس منذ التسعينيات، والذي يتبوأ منذ عشر سنوات منصب مدير لبنان والشرق الأوسط وشمال افريقيا في شركة «غلوب كاست» التابعة لشركة الاتصالات الفرنسية «فرانس تلكوم»، في مفاوضات اللحظة الأخيرة في بازار المفاضلة بينه وبين نحاس لتسلّم وزراة الاتصالات بعد التأكد من عدم إمكان بقاء باسيل فيها. «المناقصة» رست على اليساري «العوني الهوى»، من دون أن تقدم أي تبريرات لتفضيل «الجنرال» الاستعانة بـ«سلاح الغير».

المشهد المحبط أثار نوعاً من السيناريوهات السوداء في عقول بعض كوادر «التيار» «هل يعني ذلك أن على طلاب «التيار الوطني الحر» أن يبدأوا مسيرتهم في أحزاب أخرى ليتسنى لهم تمثيل «التيار» في المستقبل؟. الأكيد أن الأمر سيخلق إحباطاً لدى الطلاب العونيين في الجامعات الذين يستبسلون للفوز بالانتخابات في كافة الكليات، وسيجدون أنفسهم أمام المعادلة الصعبة: من الجامعة الى صفوف «التيار» والعمل الحزبي... ونقطة على السطر، إلا إذا تقاطعت المصالح السياسية والانتخابية فوق رؤوسهم ليظفروا بمقعد في البرلمان».

وخلافاً لرأي «جنرالهم» يقول عونيون ملتزمون في «التيار» «الوزير قبل الطائف وبعده لم يكن يوماً يُختار على أساس اختصاصه والجردة تضم أسماء لا تعد ولا تحصى. ومن المعروف أن الوزير يعكس «البروفيل» السياسي للجهة التي وزّرته، ويحيط به عادة فريق من أهل الاختصاص في نطاق وزارته، يساعده في مهامه ويقدّم له الارشادات والنصائح». منذ توقيع اتفاق الدوحة، أرسلت الى الرابية العديد من السير الذاتية لناشطين وملتزمين في «التيار»، يجزم البعض، أنه لم يكن هناك لجنة لاستلامها والتدقيق في مضمونها، وهي بطبيعة الحال لم تصل الى يد «الجنرال». وفي الحكومة الثانية التي شارك فيها «التيار» ثمة من اقترح وجود «حكومة ظل» من الكوادر العونية المتخصصة تكون بمثابة الرقيب على أعمال الوزارات، إذا كان المطلوب فعلاً إدخال مفهوم «الأخ الأكبر» في مجال العمل الحكومي لناحية الرصد الدقيق للشاردة والواردة في ملفات الحكومة خصوصاً تلك التي تتعلق بمالية الدولة ومشاريع الخصخصة المقترحة أو القطاعات الانتاجية المربحة لخزينة الدولة... عندها يكون شربل نحاس عضواً أساسياً في حكومة الظل، بدلاً من أن يكون ممثلاً سياسياً لـ«التيار» في حكومة سعد الحريري»... الأمر نفسه ينطبق على فادي عبود.

موقف اللواء عصام أبو جمرا الرافض لتوزير شخصيات من خارج «نادي» الملتزمين حزبياً، وحتى من خارج «تكتل التغيير والاصلاح»، لم يؤثر على العلاقة الشخصية بين «الجنرالين». لكن نقاشاً داخلياً يدور اليوم داخل «التيار» أوحى بأن المسألة لم تنته عند عتبة «تطييب الخواطر». يؤكد أبو جمرا «أن علاقة الصداقة مع العماد عون لم تتأثر بما حصل، لكن على المستوى الحزبي النقاش مفتوح... لقد أبديت استيائي من توزير أسماء من خارج «التيار» نظراً للكفاءات الكبيرة التي يمكن الاستفادة منها لشباب ناضلوا وضحوا من أجل مسيرة «التيار» واستمراريته».

وإذ يرفض أبو جمرا الرد عما إذا كان الوزراء الثلاثة باسيل ونحاس وعبود، يمثلون مجتمعين «التيار الوطني الحر» في الحكومة يقول «هناك مسائل مطروحة للنقاش على المستوى الداخلي وليس العلني، بعدما تم تعيين وزير واحد ملتزم تنظيمياً من أصل ثلاثة، وهذا ما يسيء الى الكفاءات الموجودة داخل «التيار».

وهل سيتمّ التسلّم والتسليم قي موقع نيابة رئاسة مجلس الوزراء يجيب أبو جمرا «أنا بانتظار أن يشرّف الوزير الياس المر لكي تتم عملية التسلّم والتسليم...».

وتردد في هذا السياق أن أبو جمرا وجه كتاباً إلى قيادة «التيار» يطالب فيه بعقد اجتماع للجمعية التأسيسية لمناقشة مسألة توزير منتسبين إلى «التيار» وغيرها من القضايا الحزبية.

«الرادار» العوني يكشف اليوم عن اتجاهين حاسمين داخل «التيار الوطني الحر»: اتجاه حمل «الراية البيضاء» يأساً من إمكان إدخال النفحة الإصلاحية إلى «بيت البرتقاليين»، ويضع خيار الخروج من «التيار» كحل مشرّف، من دون ضجة ولا إيحاءات بالانشقاق أو ما يوحي بحركة انقلابية.

الاتجاه الثاني يراهن على «المحاولة الإصلاحية» الأخيرة، وهذا الفريق يحمل في جعبته مشروعاً إصلاحياً يشمل إنشاء قيادة لـ«التيار» وإدارة متكاملة لها، معتبراً أن أربع سنوات من «المماطلة» هي كافية لوضع البيت العوني في النهاية على سكة التنظيم الحزبي. حتى الساعة لم يتسن لهذا الفريق لقاء «الجنرال» في جلسة نقاش موسعة، وإن كان أهل الرابية يجزمون بأن «الرسالة وصلت»، والاستياء الشبابي من «الاستبعاد» الوزاري لا يعدو كونه «قنبلة صوتية» لا تؤثر على المسار المستمر لولادة التنظيم الحزبي الجديد.

وفي انتظار جولة جديدة من الحوارات الداخلية خاصة بين جبران باسيل والكوادر التي تلح على الانتقال نحو الصيغة ـ المؤسسة، خاصة في ظل انضواء الجميع تحت سقف سياسي واحد، ووجود ما يشبه الاجماع على القراءة السياسية الداخلية والخارجية.

المصدر : السفير

 

هل يزور عون بكركي خلال ساعات؟!

علم موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني ان أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان زار الصرح البطريركي في بكركي صباح الثلثاء 17/11/2009 برفقة المسؤول في التيار كابي جبرايل موفداً من النائب ميشال عون، حيث إلتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لمدة ربع ساعة. وقد سعى كنعان ان يكون اللقاء سرياً وبعيداً كلياً عن الاعلام. وقد انتقل كنعان من بكركي الى الرابية حيث أطلع عون على نتائج لقائه بالبطريرك صفير. وأشارت بعض المصادر الى أن عون قد يتوجه الأربعاء الى بكركي للمشاركة في القداس الذي سيقام عن نية رجل الأعمال جوزف غصوب بعد نيله وساماً بابوياً.

 

أكد أن كلام الطفيلي مؤسف ولا يعبر عن منطقة بعلبك – الهرمل فارس: زيارة سليمان حدث مهم وتدشين سد اليمونة علامة فارقة

المركزية - بعد التصريحات المفاجئة التي أطلقها الشيخ صبحي الطفيلي انتقادا لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للبقاع واعتباره أن "سد اليمونة لا اساس له"، أسف النائب مروان فارس في حديث الى "المركزية" لهذا الكلام مؤكدا أنه "لا يعبر عن منطقة بعلبك – الهرمل"، لافتا الى أنه "عوض أن يرحب الطفيلي برئيس الجمهورية في البقاع ويشكره على الجهد الذي بذله من أجل المنطقة يوجه له الانتقادات في حين أنه لا يملك أي معلومات عن الموضوع".وأعلن أن "الرئيس سليمان وعد بتنفيذ المشروع في خلال سنتين بإشراف مدير عام وزارة الطاقة فادي قمير وقال: هذا المشروع مهم وتستفيد منه 50 قرية في محيط اليمونة، وتدشين هذا السد من العلامات الفارقة وسيقدم خدمة كبيرة الى أهالي بعلبك كما يشكل بداية للخروج من الحرمان الطويل الذي عرفته المنطقة. وأكد فارس أن زيارة الرئيس سليمان "كانت حدثا مهما للبقاع متوقعا تدشين وبناء المزيد من السدود للاستفادة من مياه لبنان". ولفت الى أن "نواب بعلبك – الهرمل سيوجهون تحية خاصة الى رئيس الجمهورية في اجتماعهم بعد ظهر اليوم"، مشددا على "أن جميع النواب حضروا حفل وضع حجر الأساس كما ألقى النائب حسين الموسوي كلمة باسمهم".