المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
أخبار يوم
21 تشرين الثاني/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا8/51-55

أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يُشَاهِدَ المَوتَ إِلى الأَبَد . فَقَالَ لَهُ اليَهُود: «أَلآنَ عَرَفْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. إِبْرَاهِيمُ مَات، والأَنْبِيَاءُ مَاتُوا، وأَنْتَ تَقُول: إِنْ حَفِظَ أَحَدٌ كَلِمَتِي فَلَنْ يَذُوقَ المَوتَ إِلى الأَبَد. أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذي مَات؟ والأَنْبِيَاءُ أَيْضًا مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟». أَجَابَ يَسُوع: «إِنْ أُمَجِّدْ أَنَا نَفْسِي فَمَجْدِي لَيْسَ بِشَيء. أَبِي هُوَ الَّذي يُمَجِّدُنِي، وهُوَ مَنْ تَقُولُونَ أَنْتُم إِنَّهُ إِلهُكُم. وأَنْتُم مَا عَرَفْتُمُوه، أَمَّا أَنَا فَأَعرِفُهُ. وإِنْ قُلْتُ إِنِّي لا أَعْرِفُهُ كُنْتُ مِثلَكُم كَاذِبًا. لكِنِّي أَعْرِفُهُ، وأَحْفَظُ كَلِمَتَهُ.

 

الامم المتحدة تندد بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في ايران وكندا صوتت مع الإدانة

٢٠ تشرين الثاني ٢٠٠٩

المنسقية/نددت لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان في إيران، بما فيها تلك التي حصلت أثناء قمع التظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة في حزيران. واصدرت الامم المتحدة هذا القرار غير الملزم حيث حصل على تأييد 74 صوتاً مقابل معارضة 48 وامتناع 59

وزير الخارجية الكندية اصدر بياناً أكد تأييد كندا للقرار الدولي ورأى فيه انجازاً في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الإيراني المنتهكة من قبل حكامه.

 

صفير لن يدعو إلى مصالحة مسيحية يحضرها عون ممثلاً لـ "حزب الله"

 حلفاء سورية وإيران يسعون إلى صفقة مقايضة بين السلاح وهيئة إلغاء الطائفية السياسية

باريس - كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت اوساط نيابية من قوى "14 آذار" قريبة من الصرح البطريركي في بكركي النقاب عن ان البطريرك نصرالله صفير "مازال غير متحمس لعقد لقاء للزعامات المارونية برئاسته, وخصوصا فتح صفحة جديدة مع ميشال عون, لأن الامور غير ناضجة بعد, ولأن هذا الاخير مازال متمسكا ب¯"عقيدة" تهميش دور البطريركية المارونية التاريخي كي يظهر بمظهر "حامي الموارنة والمسيحيين الاوحد في لبنان والمشرق" كما صورت له زيارته دمشق بالبروباغندا البعثية التي جعلته في مصاف "القديسين".

ولفتت الاوساط الانتباه الى ما اعلنه النائب العوني ابراهيم كنعان بعد زيارته بكركي لحضور قداس اجتماعي الثلاثاء الماضي من ان البطريرك صفير وعون "سيلتقيان عند الضرورة ولا عوائق امام هذا الامر", فأكدت ان "هذه العبارات تكرار ممل وغير واقعي لتوجهات سيد بكركي بالنسبة لعلاقاته بعون, والا لكان هو نفسه ألمح اليها, اذ ان للبطريرك شروطا معلنة لإعادة فتح ابواب صرحه امام رئيس الحكومة العسكري الاسبق الذي شق الطائفة في حرب إلغائه ضد القوات اللبنانية في فبراير 1990 ومزق الجسم الماروني وشتت قواه وفاعليته وحضوره بحيث تمكن الاحتلال السوري طوال خمسة عشر عاما من عزل الموارنة وتهميشهم وقمعهم والتنكيل بهم, ثم جاء عون بعد ذلك, وبعدما تمكنت بكركي من الحفاظ على الكرامة المسيحية وعلى ما تبقى من ومضات السيادة والاستقلال حتى اطاحت ذلك الاحتلال, ليزور بشار الاسد و"يشكره" على "ما فعله بلبنان واللبنانيين خصوصا مسيحييه وموارنته".

وقالت الاوساط ان البطريرك صفير "تعرض من عون لإهانات ومضايقات وحملات تجريح مغرضة طوال السنوات التي اعقبت تعيينه رئيسا للحكومة العسكرية في نهاية الثمانينات حتى الآن, لم يتحملها اي بطريرك ماروني الا انه اخذها كلها بصدره وصبره وحكمته كيلا يوسع الشرخ العوني في الصف المسيحي ويعيده مجددا الى التهميش امام الهجمة الايرانية - السورية الجديدة التي تبناها جنرال الرابية, بل قادها ضد مبادئ بكركي وغالبية اللبنانيين من اجل اقامة دويلة "حزب الله" التي وُعد بأن يكون رئيسا لها في حال تحققت, الا ان استمرار البطريرك في الالتزام بمبادئه وخطه الوطني لا يحيد عنها قيد انملة, احبط محاولات عون الجديدة المبنية كلها على "الشخصي" وعلى الطموحات الموهومة والفوقية الفارغة".

وكشفت الاوساط النيابية اللبنانية ل¯"السياسة" النقاب امس في باريس عن ان "ارسال عون موفديه الى بكركي لإقناع البطريرك باستقباله ونسيان الماضي في خضم استمرار حملته الشخصية وحملات المطبلين له داخل تياره وفي فضائيته (او تي في) كاريكاتورية المظهر والجوهر, ما هو الا محاولة لضرب اسفين بين بكركي وقصر بعبدا الرئاسي, اذ ان البطريرك يفضل ان تتم المصالحات على ايدي الرئيس ميشال سليمان الذي بات يدير الملف السياسي في البلاد, وينأى بنفسه وببكركي عن الموضوع بكامله, لأنه لا يثق اطلاقا, ولن يثق بعون المتقلب المتلون بسبب ارتباطاته الخارجية المشبوهة التي تصب في غير صالح قيام الدولة ومؤسساتها واستعادتها سيادتها على كامل اراضيها, والدليل دفاعه المستمر عن النقطة الخلافية الاهم بين اللبنانيين وهي سلاح "حزب الله" واعتناقه "العقيدة" الايرانية - السورية في وجوب محاربة اسرائيل من لبنان, وهذا امر يدمر البلد ويحوله الى قطاع غزة آخر".

وقالت الاوساط ان البطريرك صفير "ليس في وارد عقد مؤتمر مصالحة ماروني في بكركي يضم زعماء الطائفة, لا لأنه يريدها ان تبقى منقسمة مشرذمة, بل لأنه يدرك ان مشاركة عون في اي مؤتمر على خلفية طموحاته للرئاسة الاولى والتزامه مبادئ "حزب الله" ضد الدولة, ستزيد هذا الانقسام حدة, خصوصا وان الكثير من زعماء الموارنة يرفضون الاجتماع معه لانهم يعرفون سلف ماذا يريد".

واكدت الاوساط "ان بكركي الداعمة الاقوى لرئيس الوزراء الجديد سعد الدين الحريري ولقوى 14 آذار" وثورة الارز السيادية الاستقلالية باتت تعتقد منذ عودة النفوذ السياسي السوري للساحة اللبنانية خلال الاشهر القليلة الماضية مدعوما بأنياب ايران العسكرية بواسطة "حزب الله" ان هذه العودة تهدف الى الرجوع لعهد الوصاية عندما فرضت على الزعيم السني الراحل رفيق الحريري التخلي عن الملفين السياسي والامني في لبنان والاكتفاء بادارة الشؤون المالية والاقتصادية وبشروط ايضا واعادة تقسيم الادوار بحيث يكون التعاطي السياسي المقبل محصورا بالرئيس ميشال سليمان كما كانت دمشق حصرية بالرئيس السابق اميل لحود, والشأن الامني - العسكري تحت رحمة "حزب الله" وتوابعه فيما لا يتعدى دور سعد الحريري الشؤون الاقتصادية والمالية والاجتماعية وهذا امر بات شبه واضح على كل الصعد".

وقالت الاوساط ان مخاوف البطريرك هذه "تتضح يوما بعد يوم اذ ماذا يعني اقدام زعيم "حركة امل" رئيس مجلس النواب نبيه بري الحليف الاقوى لحزب الله وسورية على ان يطرح الان مفاجأة تشكيل "الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية", عندما تعقدت الامور داخل لجنة صياغة البيان الوزاري لدى بلوغ البحث سلاح حزب الله? فبكركي تعتقد ان الاتجاه الايراني - السوري يسير نحو عقد صفقة تدور حول تخلي الدولة عن طرح موضوع السلاح لاعلى طاولة الحوار ولا على اي طاولة اخرى مقابل التخلي عن تشكيل هذه الهيئة لالغاء الطائفية السياسية او على الاقل طرحها على طاولة الحوار كرديف ضروري ملح لملف السلاح بحيث ان الاتفاق الوطني عليها قد يستلزم سنوات عدة لان الامور الطائفية والمذهبية في البلاد في اوج احتقانها ولا يمكن التوصل اليها في وقت قريب وهذا ما يبعد شبح المطالبات الملحة بالستراتيجية الدفاعية التي تضع ذلك السلاح في امرة الدولة كما ان تلك الصفقة تشمل ايضا منح رئيس الجمهورية الصلاحيات التي يطالب بها عبر تعديل الدستور اذا دعم هذا التوجه".

 

موسكو: مقاتلات "ميغ" العشر ستوضع بمطار القليعات ولن تشارك في أي حرب ضد إسرائيل  تصل لبنان على 5 دفعات خلال 5 أشهر

"السياسة" -خاص: كشفت مصادر امنية لبنانية, رافقت زيارات وفد الخبراء العسكريين الروس الى القواعد الجوية اللبنانية الثلاث في مطار بيروت ومطار رياق في البقاع الاوسط ومطار القليعات في عكار تحضيراً لوصول عشر طائرات "ميغ" حربية روسية الى لبنان, النقاب امس عن ان رأي هؤلاء الخبراء »قد يكون استقر على اختيار مطار القليعات المجهز لاستقبال مقاتلات حربية, والبعيد عن اي مسرح عمليات حربية في جنوب وبقاع لبنان قد يشهد خلال فترة قريبة هجوماً اسرائيلياً على قواعد »حزب الله« في مختلف انحاء لبنان ما عدا منطقة عكار الشمالية التي ليس له اي تواجد فيها. ونقلت المصادر عن مسؤول روسي يرافق تحركات وفد الخبراء هذا بين المناطق اللبنانية عن كثب تأكيده ان »موسكو حصلت من اسرائيل على ضمانات بعدم استهداف مقاتلاتها »الميغ« العشر في حال وقوع حرب على لبنان شرط الا تشارك اي من هذه الطائرات في الاعمال الحربية ضد اسرائيل.

وقالت المصادر ان المقاتلات الروسية »ستصل الى لبنان على دفعات خمس كل منها مؤلف من طائرتين على مدى خمسة اشهر تكون خلالها ادخلت تجهيزات جديدة على مطار القليعات تتناسب ووجود هذه المقاتلات فيه«. وأكدت المصادر الامنية اللبنانية »ان وصول طائرات »ميغ« المقاتلة الروسية الى سلاح الجو اللبناني قد يفتح الطريق امام منافسة اوروبية عن طريق ارسال فرنسا وبريطانيا والمانيا وبلجيكا عشر مقاتلات من اسلحتها الجوية الى لبنان, فيما قد يسقط وصول الميغ التردد العربي في ارسال مقاتلات خليجية الى الجيش اللبناني ومعه الحظر الاميركي المتردد على ذلك.

 

بارود يعتكف وسط أنباء عن عزمه الاستقالة إثر أزمة في قوى الأمن كادت تطيح المناخ التوافقي

 الأقلية تؤخر البيان الوزاري بإصرارها على تضمينه عبارة "مقاومة "

بيروت - "السياسة" والوكالات:

الأجواء التوافقية التي ينعم بها لبنان منذ 9 نوفمبر الجاري, تاريخ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, كادت تطيح بها أزمة قوى الامن الداخلي التي طفت على سطح الأحداث في الساعات الماضية رغم أن المعنيين عملوا على تطويق ذيولها لكن تداعياتها لم تنته بعد, وقد تمثلت بما تردد عن نية وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الاستقالة احتجاجاً على تجاوز دوره, وبعد نكول المعنيين بالتعهد الذي تلقاه بتجميد الوضع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعدم الإقدام على أي تدبير أو خطوة من شأنهما تفجير هذا الوضع الدقيق والحساس في انتظار التفرغ الى معالجته بعد نيل الحكومة الثقة.

فقد كاد قرار المدير العام لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي المفاجئ بوقف قائد الدرك العميد انطوان شكور عن ممارسة مهامه لمدة خمسة عشر يوماً, يفجّر أزمة هددت بالاطاحة بمناخ الوفاق السياسي السائد وبالبيان الوزاري, الأمر الذي استدعى تدخلا سياسياً أفضى إلى تسوية شارك في صياغتها رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمعنيون في المعارضة والموالاة, لكن الوزير بارود اعتكف, امس, في منزله معتصماً بالصمت, ولم يزاول أعماله في وزارته, كما لم يشارك في جلسة صياغة البيان الوزاري.

وكانت الاتصالات التي تزامنت مع سلسلة اجتماعات ماراثونية أفضت فجر امس, إلى اتفاق على أن توقيع العميد شكور على مذكرتي فصل ما زالتا ساريتي المفعول, مقابل سحب اللواء ريفي قراره بفرض عقوبة على قائد الدرك.

وفيما دعا وزير الدولة وائل أبو فاعور إلى حل موضوع قوى الأمن الداخلي داخل المؤسسة وليس في الصحف, أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا إلى أن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع اتصل بالوزير بارود على خلفية الإشكال بين ريفي وشكور طالباً منه التدخل الفوري لمعالجة الأمر.

وأضاف "إن الوزير بارود أخذ على عاتقه هذا الأمر, وتصرف فعلاً بالطلب إلى المدير العام تجميد كل هذه العملية, لمعالجتها بهدوء وروية, ولكن المفاجأة الكبرى, كانت بعدم التزام المدير العام وعده, ومحاولته التصرف متجاوزاً وزير الداخلية".

ورفض زهرا بشكل تام "تجاهل موقع وزير الداخلية وموقفه, خاصة شخص الوزير بارود, المشهود له بوطنيته ونزاهته, والتزامه الدستور والقانون حرفياً", مشدداً على "أن بناء الدولة والمؤسسات, مرهون حكماً بالتزام الدستور وتعليمات السلطة السياسية, وعدم اللجوء إلى تصرفات كيدية".

ودعا بارود إلى "الاستمرار في نهجه الوطني الدستوري والقانوني", كما تمنى على "كل الوزراء في الحكومة اللبنانية التصرف على نحوٍ مشابه" .

من جهة أخرى, وكما كان متوقعاً, لم ينجز البيان الوزاري بعد والمناقشات جارية بوتيرة سريعة بهدف انجازه في اقرب فرصة ممكنة على أن تتم مناقشته في الحكومة بعد عيد الاستقلال غداً الأحد, ليصار إلى رفعه بعد ذلك إلى مجلس النواب لنيل الثقة.

وعاودت اللجنة اجتماعاتها عصر امس, في غياب بارود, لمناقشة المسودة الثانية للقسم الاقتصادي من البيان الذي تقترب اللجنة من الانتهاء من صياغة بنوده السياسية.

وأوضحت أوساط مطلعة أن تأخر البت في موضوع المقاومة والسلاح مرده الى وجود تباين في وجهات النظر بين الاكثرية والاقلية حول الصياغة التي كانت واردة في المسودة الاولى وتؤكد على "احترام الشرعية الدولية والقرارات الدولية". فالعبارة تقول: "تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته بتحريرالارض والالتزام بالقرار 1701", في حين طالبت الاكثرية بإدراج كلمة "التزام" وعبارة "مسؤولية الحكومة عن قراري السلم والحرب والتأكيد على حق لبنان (من دون ذكر مقاومته) بتحرير واسترجاع مزارع شبعا", بينما اعترضت المعارضة على كلمة "التزام" وطالبت باستبدالها ب¯"احترام" وبحذف عبارة "مسؤولية الدولة في الحرب والسلم", كذلك رفضت تعداد القرارات الدولية, سيما القرار 1559 و1680, وأمكن التوصل الى صيغة وسطية تؤكد الالتزام بالقرارات الدولية من دون تعدادها والاكتفاء بالاشارة فقط الى القرار 1701.

ثم جرى التوصل الى صيغة اخرى تنزع بموجبها عبارة "مسؤولية الحكومة عن قرار السلم والحرب "والاكتفاء بعبارة "تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومكوناته" بتحرير واسترجاع... ما أثار اعتراض المعارضة التي أصرت على استخدام كلمة "مقاومة".

 

قاتل النقيب حنا لم يمثل للمرة الثانية أمام القضاء

المستقبل/للمرة الثانية على التوالي لم يمثل مصطفى المقدم أحد عناصر "حزب الله" أمام المحكمة العسكرية الدائمة لمحاكمته بتهمة إطلاق النار على الطوافة العسكرية التابعة للجيش اللبناني في تلال بلدة سجد وقتل قائدها النقيب الطيار سامر حنا وإصابة رفاقه. ومثل أمام المحكمة وكيل المقدم المحامي محمد منتش الذي قدم معذرة طبية لعدم حضوره أمامها، غير ان رئيس المحكمة العميد نزال خليل رفض هذه المعذرة وقرر محاكمته غيابياً وأرجأ الجلسة الى 19 كانون الثاني المقبل للإستماع الى افادات عدد من الشهود بينهم ثلاثة ضباط في الجيش.

وفي 17 حزيران الماضي اطلقت المحكمة العسكرية سراح المقدم لقاء كفالة مالية قدرها عشرة ملايين ليرة لبنانية على أن يتعهد بحضور جلسات المحاكمة.

 

العميل بري بدأ التعامل عام 90 وزار إسرائيل عدة مرات

نقلت صحيفة "الحياة" عن مصادر مطلعة اشارتها الى ان "الشكوك تحوم حول الموقوف اسامة بري بتهمة التعامل مع اسرائيل منذ أشهر حين بدأت الأجهزة الأمنية تفكيك الشبكات الإسرائيلية، لكن لم تكن هناك ادلة ملموسة تسمح بتوقيفه خصوصاً أنه مدرّس في مدرسة البلدة وله علاقات جيدة مع أهلها باستثناء موقفه السياسي الذي لم يكن منسجماً مع القوى السياسية هناك، لكن قبل 24 ساعة من توقيفه تمكن فرع المعلومات من جمع أدلة استدعت توقيفه في بلدته واشارت المصادر الى ان الموقوف اعترف في التحقيقات الأولية أنه بدأ التعامل مع اسرائيل منذ عام 1990 من طريق شخص لبناني يدعى ط. ع. وأنه زار اسرائيل مرات عدة وكان على اتصال مباشر بمسؤولين اسرائيليين كما زار قبرص أيضاً. وكذلك أقر الموقوف بأنه تخلص من كل الوثائق والأجهزة التي كانت في حوزته عندما بدأت حملة تفكيك الشبكات الاسرائيلية

 

مأتم في بحرصاف لغريس الجلخ وبناتها الثلاث والعثور على شريط فيديو صورته الأم وهي تسمم لبناتها

وطنية - شيعت بعد ظهر اليوم في كنيسة مار يوحنا في بحرصاف- المتن، غريس الجلخ وبناتها الثلاث ميليسا وماديسون والفريدا اللواتي قضين أمس تسمما، في جو من الأسى والذهول. وشارك في المأتم، الى والد الضحايا بول الجلخ، رئيس إقليم المتن الكتائبي بيار الجلخ ممثلا الرئيس أمين الجميل، النائب آغوب بقرادونيان والسيدة جويس أمين الجميل وأعضاء الهيئتين التعليمية والادارية في مدرسة يسوع ومريم حيث كانت تتعلم البنات، وحشد من الاقرباء والاصدقاء وأبناء المنطقة. وترأس الصلاة الجنائزية رئيس مدرسة يسوع ومريم الاب جوزف طنوس الذي قال: "كم نحن في حاجة اليوم في هذا الموقف بالذات الى أن نضع ذواتنا في أيدي الرب يسوع القائم من الموت، نرفع له ذاتنا بهذا الصليب الثقيل الذي نحمله على أكتافنا، ونقول له يا رب إننا لا نفهم ماذا يحصل ولا نستطيع استيعاب هذه الحقيقة، لكننا نؤمن بأننا إذا كنا بين يديك فأنت قادر على حمايتنا ورعايتنا". وقلد رؤساء الاقسام في مدرسة يسوع ومريم البنات الثلاث الزر الذهبي الذي تمنحه المدرسة عادة لخريجاتها. يذكر أنه عثر في منزل الجلخ على شريط فيديو صورته الام وهي تسمم لبناتها، وهو الآن في حوزة الاجهزة الامنية المختصة التي تعمل على تحليله لمعرفة ملابسات الجريمة. وتتحدث الام في الشريط عن الاسباب التي جعلتها ترتكب الجريمة، في حين أن أقرباءها وجيرانها ذكروا انها لا تشكو أي حالة عصبية، وان حالة العائلة المادية جيدة".

 

نجاح البحرية السعودية في قطع الإمدادات الإيرانية للحوثيين والنصر السريع لسلاح الجو أوقفا استعدادات دولية للتدخل

 مصدر بريطاني: على قوات المملكة إقامة حزام أمني داخل الأراضي اليمنية بطول عشرات الكيلومترات وبعمق ما بين 15 و20 كيلومترا

لندن ¯ كتب حميد غريافي:السياسة

دخل سلاح البحرية السعودي للمرة الاولى منذ تأسيسه ميدان الحرب على الحدود اليمنية, حيث ظهرت قطع بحرية قرب ميناء »ميدي« على البحر الاحمر جنوب منطقة جازان في محاولة »نجحت في قطع طرق الامدادات العسكرية التسليحية الايرانية الى المتمردين الحوثيين ووقف عناصر من سلفيي بعض الدول العربية الذين يشرف على تنظيمهم »الحرس الثوري« و»حزب الله« اللبناني, بمن فيهم مئات العناصر ممن علقوا في سورية وايران وهم في طريقهم الى العراق, بينهم متطوعون عرب او من اصل عربي من بعض دول اوروبا والدول المغاربية العربية, حسب تقرير امني اوروبي حول »الحرب اليمنية ضد الارهاب« بلغ العواصم الاوروبية في مطلع هذا الاسبوع.

وقال مصدر دفاعي بريطاني في لندن ل¯ »السياسة« امس ان »سلاح البحرية السعودي الاكثر حداثة في منطقة الخليج بعد سلاح البحرية الايراني, يتضمن سفنا متوسطة الحجم وزوارق سريعة متطورة وقاذفات صواريح بحر ¯ بحر وبحر ¯ ارض, والافا عدة من الضباط والجنود الذين تدربوا في المملكة او خارجها بشكل جيد, وفي طليعتهم وحدات من فرق الانزال والتدخل السريع, وهي عبارة عن وحدات كوماندوس بحرية حسنة التدريب«.

ونقل المصدر الدفاعي عن التقرير الامني الاوروبي تاكيده ان ظهور القطع البحرية السعودية للمرة الاولى في جنوب منطقة جازان السعودية المحاذية للمياه الاقليمية اليمنية بهذه الكثافة »قد يكون اربك خطوط امدادات السلاح الايراني والمقاتلين الاسلاميين وخبراء الحرس الثوري, فمنعهم من الاستمرار في التسلل الى السواحل اليمنية, فاستداروا الى مواقع بحرية اخرى مكشوفة بحيث عجز الكثيرون منهم عن النزول على الشواطئ فعادوا من حيث اتوا«.

وقال المصدر »انه على الرغم من عدم حدوث اي مواجهة بحرية سعودية مع السفن التجارية والزوارق السياحية السريعة التي تنقل عادة الامدادات العسكرية والمتسللين الى اليمن, الا ان جوا من الحذر والترقب والتأهب كان مسيطرا على القوة البحرية السعودية, فيما اوقفت ايران محاولاتها هذه بعدما اكتشفت رداراتها البحرية وجود هذه القوة في المناطق التي كانت منها تخرق سيادة الاراضي اليمنية ومياهها, وذلك كيلا يكتشف تدخلها علنا في دعم الحوثيين ضد حكومة علي عبدالله صالح, واصدار الاوامر اليهم بعبور الحدود السعودية من اجل خلق واقع جديد في خاصرة المملكة كما كانت خلقت اوضاعا جديدة مشابهة في خاصرات القوات الاميركية في العراق واسرائيل في لبنان وغزة«.

ونقل المصدر الدفاعي البريطاني عن اوساط عسكرية اميركية في قاعدة »السيلية« القطرية حيث تقوم قيادة القوات الاميركية في المنطقة قولها »ان الانجازات العسكرية السعودية السريعة في القضاء على التسلل الحوثي ¯ الايراني الى اراضي المملكة عبر حدود اليمن الشمالية, ستنعكس سلبا على الوجود الايراني الامني والارهابي في الدول العربية التي لها فيها تدخل مباشر, كما انها اعفت القوات الدولية (الاميركية وحلف شمال الاطلسي) المتواجدة في المنطقة من التدخل في وقت من الاوقات كانت تستعد له في حرب اليمن للقضاء على التمدد الايراني الجديد ومنعه من الالتفاف حول قواعد تلك القوات من الخلف في قطر ودولة الامارات وسلطنة عمان لممارسة ضغوط ترهيبية«.

وقالت الاوساط العسكرية الاميركية »ان سلاح الجو السعودي اثبت خلال معارك الحدود المستمرة ولكن بوتيرة اضعف, جدارة لم نكن نتوقعها, اذ تمكن من انهاء التسلل في ايام معدودة حيث سقطت المناطق التي احتلها الحوثيون في المرتفعات الجبلية السعودية بالمفهوم العسكري بصورة حاسمة ولم يبق هناك الا فلول عصابات يجري تطهيرها بصورة مدروسة وكفاءة قتالية عالية«.

واشارت الاوساط الى ان »سقوط ضحايا وجرحى من القوات السعودية خلال حرب العصابات العنيفة هذه يكاد عددهم لا يذكر, يؤكد حرفية القادة العسكريين السعوديين في ادارة المعارك والتحديد الدقيق للمواقع المعادية ولتجمعات المتسللين, كما ان عدم تمكن الحوثيين وخبراء الحرس الثوري من اصابة اي طائرة سعودية, حتى من المروحيات, رغم وجود صواريخ ارض ¯ جو ايرانية (روسية الصنع) بحوزتهم, يؤكد ايضا التطور الهائل الذي حدث داخل سلاح الجو السعودي خلال السنوات القليلة الماضية«.

وقال المصدر الدفاعي البريطاني ل¯ »السياسة« انه على الرغم من ان السعوديين حسموا موضوع التسلل الى اراضيهم بسرعة فائقة في اماكن صعبة للغاية, الا انه مازال امامهم بعض الوقت »لتفريغ« حزام امني داخل الاراضي اليمنية بطول عشرات الكيلومترات وبعمق ما بين 15 و 20 كيلومترا من اي وجود معاد مسلح, لحماية سكان القرى السعودية المنتشرة على الحدود (نحو 500 قرية) وبلدان اخرى لا تبعد كثيرا عنها (نحو 350 قرية) ما يعني الابقاء على قواعد سعودية حصينة ومتوسطة الحجم داخل ذلك الحزام في اراضي اليمن بالاتفاق مع حكومتها, مدة طويلة«.

 

أزمة قـوى الامن كادت تطيح بالمناخ التوافقي وبارود معتكف مناقشات البيان الوزاري متواصلة ومسلسل المصالحات مستمر

المركزية - الاجواء التوافقية التي ينعم بها لبنان منذ 9/11/2009 تاريخ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كادت تطيح بها أزمة قوى الامن الداخلي التي طفت على سطح الاحداث في الساعات الماضية رغم ان المعنيين عملوا على تطويق ذيولها لكن تداعياتها لم تنته بعد وقد تمثلت بما تردد عن نية وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الاستقالة احتجاجا على تجاوز دوره وبعد نكول المعنيين بالتعهد الذي تلقاه بتجميد الوضع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وعدم الإقدام على أي تدبير أو خطوة من شأنهما تفجير هذا الوضع الدقيق والحساس في انتظار التفرّغ الى معالجته يعد نيل الحكومة الثقة،

فقد كاد قرار المدير العام لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي المفاجئ بوقف قائد الدرك العميد انطوان شكور عن ممارسة مهماته لمدة خمسة عشر يوماً يفجّر أزمة هددت بالاطاحة بمناخ الوفاق السياسي السائد وبالبيان الوزاري، الامر الذي استدعى تدخلا سياسيا افضى الى تسوية شارك في صياغتها رئيس الجمهورية والمعنيون في المعارضة والموالاة. لكن الوزير بارود اعتكف اليوم في منزله ولم يزاول أعماله في وزارته، معتصما بالصمت.

مناقشات البيان: الى ذلك، وكما كان متوقعا، لم ينجز البيان الوزاري بعد والمناقشات جارية بوتيرة سريعة بهدف انجازه في اقرب فرصة ممكنة على أن تتم مناقشته في الحكومة بعد عيد الاستقلال، ليصار إلى رفعه بعد ذلك إلى مجلس النواب لنيل الثقة. وتعاود اللجنة اجتماعاتها عصر اليوم لمناقشة المسودة الثانية للقسم الإقتصادي من البيان الذي تقترب اللجنة من الانتهاء من صياغة بنوده السياسية حيث ستحدد في خلال جلستها اليوم موعدا جديدا لجلسة يفترض ان تنهي خلالها الشق السياسي من البيان.

وعلمت "المركزية" ان تأخر البت بموضوع المقاومة والسلاح مرده الى وجود تباين في وجهات النظر بين الاكثرية والاقلية حول الصياغة التي كانت واردة في المسودة الاولى وتؤكد على "احترام الشرعية الدولية والقرارات الدولية". فالعبارة تقول: "تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته بتحريرالارض والالتزام بالقرار 1701، في حين طالبت الاكثرية بادراج كلمة "التزام" وعبارة "مسؤولية الحكومة عن قراري السلم والحرب والتأكيد على حق لبنان (من دون ذكر مقاومته) بتحرير واسترجاع مزارع شبعا"، بينما اعترضت المعارضة على كلمة "التزام" وطالبت باستبدالها بـ"احترام" وبحذف عبارة "مسؤولية الدولة في الحرب والسلم" كذلك رفضت تعداد القرارات الدولية ولا سيما القرار 1559 و1680. وأمكن التوصل الى صيغة وسطية التي تؤكد على الالتزام بالقرارات الدولية من دون تعدادها والاكتفاء بالاشارة فقط الى القرار 1701.

ثم جرى التوصل الى صيغة اخرى تنزع بموجبها عبارة "مسؤولية الحكومة عن قرار السلم والحرب "والاكتفاء بعبارة "تؤكد الحكومة على حق لبنان بشعبه وجيشه ومكوناته" بتحرير واسترجاع... ما اثار اعتراض المعارضة التي اصرت على استخدام كلمة"مقاومة". وتوقف النقاش عند هذا الحد على ان يستكمل في جلسة لاحقة.

وقالت مصادر مطلعة على مناقشات اللجنة لـ"المركزية" ان ما وصل البحث اليه في الملف السياسي بموضوع المقاومة وسلاحها والعلاقة مع سوريا بات يستلزم معالجة من خارج اطار اللجنة والتي يتولاها فريق يعاون الرئيس سعد الحريري بتجميع الملاحظات وتدوير الزوايا بمشاركة رئيس حكومة سابق. وذكرت ان الوزيرين بطرس حرب وسليم الصايغ اعادا التأكيد أمس على موقفهما السابق والذي يعتبر ان موضوع سلاح المقاومة هو موضوع خلافي منذ اربع سنوات وقد قسّم اللبنانيين وان اي مقاربة بالصيغ السابقة لا تتناسب مع هذا الوضع. وعلم ان هذا الموضوع اخذ جدلا واسعا ورد عليه الوزير محمد فنيش وكانت مطالعات موسعة للصايغ وحرب.

كما حصل نقاش موسع في موضوع العلاقات اللبنانية - السورية بحيث طالب مسيحيو الاكثرية ببت مصير المجلس الاعلى اللبناني - السوري بعد انتفاء الحاجة اليه في ظل وجود سفارتين في كلا البلدين.

مسلسل المصالحات مستمر: في غضون ذلك، يستمر مسلسل المصالحات برعاية رئيس الجمهورية، ففي اطار مساعيه لتعميم مناخ الوفاق على القيادات المتخاصمة بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية"، يجمع الرئيس سليمان المتخاصمين النائبين العماد ميشال عون ووليد جنبلاط منتصف الاسبوع المقبل وهو لقاء رحبت به المصادر المقربة من زعيم التقدمي الاشتراكي وقالت لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية تحدث مع الطرفين وتم الاتفاق على اللقاء الاسبوع المقبل، واذ اشارت الى ان لا جدول اعمال للقاء ولا شروط اوضحت انه يجب على حميع اللبنانيين التلاقي والتحاور حول المشكلات القائمة ودعت جميع الحلفاء في قوى 14 آذار الى ان يوسعوا مروحة اتصالاتهم ولقاءاتهم السياسية كما جرى مع الرئيس سعد الحريري عبر لقاءاته مع العماد عون وحزب الله وكما جرى معنا كحزب التقدمي الاشتراكي. اذ ضروري ان يكون هناك حوار بين الجميع وان لا يكون هناك "نقزات" عند احد من الافرقاء اللبنانيين.

اضافت المصادر: نحن في الحزب التقدمي الاشتراكي وبعد حوادث 7 أيار قلنا ان لا عدو لنا في الداخل ومستعدون للحوار مع الجميع لحماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية ومنع الانجرار الى الحرب الاهلية. وعلى هذه القاعدة انفتحنا على كل القوى السياسية من حزب الله الى حركة امل الى الدكتور سليم الحص الى النائب سليمان فرنجية الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الى العماد عون، فلا مواقف مسبقة ولا شروط مسبقة لتلاقي اللبنانيين في ما بينهم.

واوضحت المصادر نفسها ان ليس كل لقاء سيؤدي في النتيجة الى تحالف او تفاهم سياسي، ففي النهاية نحن والجميع متلاقون على اتفاق الطائف وحمايته وحماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية، فالثوابت الوطنية جميعنا متفقون حولها اما الحوار فهو لكيفية ايجاد طريق لترجمة هذه البنود التوافقية الميثاقية من اتفاق الطائف. وكشفت هذه المصادر من جهة اخرى ان التواصل مع رئيس تيار المردة سيستمر بحيث ان اشخاصا من الفريقين سيتابعان البحث في كثير من المواضيع التي جرى الحديث حولها خلال لقاء بعبدا.

وشددت على وجوب ان يكون الجميع داعمين للرئيس التوافقي وحقا الرئيس سليمان يلعب دورا وفاقيا ومسهّلا في رعاية الوفاق وحماية السلم الوطني في البلد من خلال اتصالاته او من خلال بعض اللقاءات التي يرعاها في القصر الجمهوري او من خلال المشاورات التي اجراها مع الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

من جهتها رحبت مصادر التيار الوطني الحر بأي لقاء مصالحة مع العماد ميشال عون واي تقارب في ما بين كل اللبنانيين مشيرة الى ان لقاء الرجلين أصبح على نار أقوى.

 

قائد الجيش للعسكريين في أمـر اليوم: الاستقلال لا يتحقق إلا بحماية الأرض والشعب

المركزية- أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في أمر اليوم الذي وجهه الى العسكريين اليوم لمناسبة الذكرى السادسة والستين للاستقلال ان الاستقلال لا يتحقق الا بحماية الأرض والشعب وإعلاء راية سيادة الدولة على أرضها وهنا نصه: ستة عقود ونيِّف، وأنتم ترفعون شعلة الحرية والاستقلال، تعيشون قضايا الوطن وهموم أبنائه، وتهبون للدفاع عنه وانتشاله من كبواته كلّما عصفت به رياح الخطر.

إن في ذلك أسطع برهان على التزامكم الرسالة والقسم، وتجذُّر إيمانكم بهذا الوطن، الذي تعمّد استقلاله بدماء قوافل الشهداء الأبرار. فاجعلوا من هذه الذكرى المجيدة، مناسبة لتجديد الانطلاقة بخطىً واثقة، مستنيرين بمآثر الأسلاف، ومتطلعين إلى غدٍ نابض بالعزّة والكرامة والعنفوان.

أيها العسكريون

اعلموا أن الاستقلال الناجز، لا يتحقق إلاّ بحماية الأرض والشعب، وإعلاء راية سيادة الدولة فوق كل شبر من ترابنا الوطني. وفي التزامكم دوركم الدفاعي والأمني والإنمائي، وحرصكم على أدائه بكل تفانٍ وإخلاص، إنما تحصنون هذا الاستقلال وترسخون معانيه النبيلة في النفوس. لذا أدعوكم اليوم إلى مزيد من اليقظة والجهوزية حيث تنتشرون على الحدود، لمواجهة ما يخطط له العدو الإسرائيلي ضد الوطن، والاستمرار في التصدي لخروقاته البرية والجوية والبحرية بكل الإمكانات المتوافرة، كما العمل الدؤوب على تمتين أواصر التعاون مع القوات الدولية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والوقوف إلى جانب شعبكم المقاوم، لتعزيز صموده في أرضه والحد من معاناته الطويلة، وعدم السماح لأيادي الشبهة والعمالة أن تعبث باستقراره من حينٍ إلى آخر، متطلعين دائماً إلى حق لبنان النهائي في تحرير أرضه التي لا تزال قيد الاحتلال في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.

كما أدعوكم إلى رص الصفوف في ظل الأوضاع الدقيقة التي تمر بها البلاد، وبذل أقصى المستطاع لطمأنة المواطنين إلى أرواحهم وأرزاقهم، والاستمرار على ما دأبتم عليه في تعقب الإرهابيين والمجرمين والعابثين بالأمن إلى أي جهة انتموا، بعد أن كان لكم خلال الأشهر الفائتة، إنجازات باهرة في هذا المجال، شهد لها القريب والبعيد.

أيها العسكريون

إن واجبكم الوطني الذي نذرتم له أنفسكم وأقسمتم عليه يمين الولاء، لا يقف عند بلوغ هدف مهما سما شأنه، أو حدود تضحية مهما بلغ حجمها، وهذا الواجب يقتضي منكم اليوم الارتقاء بجهودكم ومسؤولياتكم، والتحلي بمزيدٍ من الصبر والعزم والثبات، لمواجهة تحديات المرحلة القادمة، ولمواكبة مسيرة الإنقاذ والخلاص التي يقودها العهد للوصول بسفينة الوطن إلى شاطئ الأمان. إليكم تشخص العيون ولكم تهتف الحناجر، فلا تترددوا في تلبية نداء الوطن وبذل المستحيل من أجله، إذ ذاك تحفظوا إرث شهدائكم الغالي، وتسطروا صفحات مشرقة في كتاب الاستقلال.

 

 

علّق على دخول قوى الأمن إلى الضاحية/"الانتماء": "حزب الله" يبقي القرار بيده

اعتبر "الانتماء اللبناني" "أن تعاون "حزب الله" مع الأجهزة الأمنية في الضاحية الجنوبية يمثل توافقا آنيا مزيفا لأنه يبقي القرارات المصيرية والرئيسية في يد الحزب".

وقال في بيان امس بعد اجتماع برئاسة أحمد الأسعد ان "حزب الله" "لم يعد قادرا على ضبط تفشي المخدرات في الضاحية ويريد أن تتولى الدولة مهمة مكافحتها، لئلا يكون في الواجهة ويخسر جزءا من جمهوره وتشكل الدولة تاليا كبش المحرقة". وذكّر بخطاب الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في "يوم الشهيد" والذي رفع فيه الغطاء عن المخالفين، لافتاً الى انه "اظهر عجزه عن مواجهة تلك الآفة (...)". وقال: "يعمل حزب الله على تحقيق مجموعة اهداف عبر هذا الخطاب ومنها ان يعطي انطباعا للناس انه يهتم بشؤونهم وانه يتقرب من الدولة ويظهر مظهر المتعاون معها والا يتدخل في مكافحة المخدرات كي يظل مقبولا لدى جمهوره". ورحب بالخطوة على رغم تواضعها "لأننا نريد أن تعود الضاحية الى بيروت كجزء لا يتجزأ من الأراضي اللبنانية، وأن تخضع للقانون اللبناني بعدما اختطفت اعواماً وعقوداً ووضعت قسرا خارج حكم القانون". وشبه الخطوة باتفاق القاهرة، "ووفقا لذلك توضع الضاحية الجنوبية وأهلها في خانة ان من ليس تابعاً للدولة إنما هو ملحق بطرف غير لبناني". وشدد على ضرورة أن "تسيطر الدولة في شكل فاعل وحقيقي على كل شبر من الأراضي اللبنانية"، مكررا ان "لا مصلحة للشيعة إلا في إقامة  الدولة اللبنانية والخطوة الأمنية التي تمّت مع حزب الله لمكافحة المخدرات إنما هي في حقيقتها تمثل توافقا آنيا مزيفا لأنها تبقي القرارات المصيرية والرئيسية في يد الحزب". 

 

حبشي: مواجهة "حزب الله" للبنانيين يدفع ثمنها بنفسه وطموحنا ان يحمل الجيل الشاب كل ارث "القوات" النضالي

شدد رئيس الجامعة السياسية في "القوات اللبنانية" الدكتور انطوان حبشي على انه لا يمكن القبول بسلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، مشيرا الى انه لا يجب ان يتخذ اي شخص قرار الحرب والسلم بالنيابة عن كل اللبنانيين بل ان لبنان هو من يقرر عن لبنان وليس "حزب الله". واشار حبشي في حديث لـMTV الى انه من واجب الدولة أن تدخل الى كل المناطق، لا ان تنتظر من "حزب الله" السماح لها بالدخول الى الضاحية مثلاً، لافتا في هذا الاطار الى ان مواجهة "حزب الله" للبنانيين يدفع ثمنها هو بنفسه. واوضح ان لا مشروعية لسلاح "الحزب" في هذه الأيام بعد ان اكد الجميع حقه بالنضال لإخراج المحتل من الجنوب، لكن عندما مرت هذه المرحلة واتفق على الطائف، لم يعد هناك مشروعية لهذا السلاح. حبشي راى ان ثقافة الموت لا تؤدي الا الى الموت و"القوات اللبنانية" تبشر بثقافة الحياة، معتبرا انه بمجرد وجود سلاح في مناطق معينة يعني وجود ضغط على القاطنين في تلك المناطق كالبقاع الشمالي والضاحية والجنوب، مشككا ان يكون خيار هؤلاء في الانتخابات النيابية الاخيرة هو نفسه لولا ضغط السلاح. وفي ما يختص بالشأن القواتي، اكد حبشي ان "الحزب" في ورشة عمل منذ 2005 لبناء حزب بالمعنى الديمقراطي الحقيقي، مذكرا ان هم السوريين كان تدمير القوات اللبنانية ومؤسساتها. ولفت الى ان المرحلة الثانية من نضال "القوات" بعد التخلي عن السلاح وهي مرحلة النضال في السياسة انطلاقاً من الطائف الذي يقول بتسليم سلاح الميليشيات. وعن دور الجامعة السياسية في "القوات"، قال حبشي: "طموحنا هو أن يحمل الجيل الشاب كل الإرث النضالي للقوات وهو يملك كل تقنيات الحداثة والتطور وهذه كانت الفكرة من الجامعة السياسية في "القوات"، وهدفها تشجيع مشاركة الناس في العمل السياسي، فالانتماء السياسي لا يمكن ان يبقى في إطار عاطفي بل يجب ان يتطور ليصل إلى العقل

 

سياسة - البطريرك صفير استقبل وفدا من 14 آذار والهيئة الجديدة لتجار جونيه

الوزير متري: هناك نية حقيقية وعزم على إنجاز عملنا في أقرب وقت ولا نتباطأ

إن كان البيان من 5 صفحات فاتفقنا على 4 وأكثر ولا أتوقع صدوره قبل الاستقلال

النائب حوري: من يحاول الغاء فكرة 14 آذار يعبر عن حلم وهي لا يمكن ان تسقط التضامن الوزاري الاساس ولم يعد مقبولا القول ان فريقا ما مسؤول عن ملف بذاته

كارلوس اده: اعادة تمرير موضوع سلاح المقاومة في البيان الوزاري غلطة مميتة

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار تحدث باسمه النائب عمار حوري فقال على الاثر: "ان الزيارة لهذا الصرح الكريم هي للتزود من غبطته بالغذاء الروحي والوطني الذي تعودنا عليه، وذكرنا كلام غبطته بما كان يقوله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان كلام البطريرك هو بطريرك الكلام. ولقد اكدنا مع غبطته على الثوابت الوطنية الجامعة المتعلقة بلبنان وبالعيش المشترك وعلى موضوع التعايش المسيحي - الاسلامي الذي هو اكثر من ضرورة واكثر من صيغة دستورية واكثر من نص في اتفاق الطائف الذي اصبح صنو هذا البلد ولبنان".

اضاف: "تحدثنا ايضا مع غبطته واكد على سلطة الدولة وحصريتها ومرجعيتها على كامل الاراضي اللبنانية، كما شددنا على ضرورة تطبيق اتفاق الطائف كاملا قبل البحث في اية تعديلات اخرى. وما توافقنا عليه هو هذا التوجه الوطني العريض في كل مواقفه الوطنية الثابتة والتي لم يتردد من خلالها لحظة واحدة في دعم الشرعية والمؤسسات الدستورية والجيش والقوى الامنية".

وعن الزيارات التي تقوم بها قوى الرابع عشر للمرجعيات قال: "نحن نعتبر انفسنا جزءا من هذه الرسالة الوطنية الجامعة لذلك نحن نقوم بالتواصل الدائم، وليس بالتواصل الموسمي مع كل القيادات والمرجعيات الوطنية المعبرة عن توجهات قوى 14 آذار، اما زيارتنا اليوم لغبطته فللتأكيد على مواقفه التي هي اكبر من اي فريق سياسي لانها بحجم الوطن كل الوطن".

سئل: الا تأتي زيارتكم هذه لتذكروا بوجودكم بعد ان نعاكم كثيرون؟

اجاب: "فكرة 14 آذار هي فكرة الحرية والسيادة والاستقلال ومن يحاول الغاء هذه الفكرة يعبر عن حلم ما او امل ما، هذه الفكرة لا يمكن ان تسقط، واذا سقطت لا سمح الله يعني سقوط لبنان، ولبنان لم ولن يسقط".

وعن البيان الوزاري، قال النائب حوري: "البيان الوزاري في الاتجاه الصحيح، قطعت بعض الاشواط، ما زال هناك جهد مطلوب مركز ستقوم به لجنة الصياغة ابتداء من بعد ظهر اليوم، ونحن مطمئنون في النهاية الى ان البيان الوزاري سيصل الى خواتمه السعيدة في القريب المعقول".

وعما يحكى عن ان المعارضة تحاول الاخذ في السياسة كي تعطي في الاقتصاد ام العكس صحيح، قال: "التضامن الوزاري هو الاساس، لم يعد مقبولا ان نقول ان فريقا ما هو مسؤول عن ملف بذاته. التضامن الحكومي يعني مسؤولية جماعية عن كل الملفات. فإذا عالجنا ملفا اقتصاديا معينا، هذه المعالجة لن يستفيد منها فريق دون فريق او طائفة دون طائفة، او مذهب دون مذهب، او منطقة دون منطقة، اليوم نحن في مركب واحد والعقبات التي نواجهها كلبنانيين هي متشابهة، لذلك لا مجال للحديث عن تخصيص ملف ما لجهة ما".

سئل: هل انتم متفقون كقوى 14 آذار مع "القوات" والكتائب والقوى المستقلة على البيان الوزاري؟

اجاب: "هناك مسودة بيان وزاري تجرى مناقشتها وهو نقاش موضوعي وغني ورؤية عريضة لفريق الاكثرية للكثير من هذه الملفات لكن هذا لا يمنع النقاش التفصيلي والذي اعتقد انه سيوصلنا الى نهاية سعيدة".

"الكتلة الوطنية"

واستقبل البطريرك صفير عميد "الكتلة الوطنية" كارلوس اده مترئسا وفدا من اللجنة التنفيذية للحزب. وقال اده بعد اللقاء: "الزيارة للتمني لغبطته بالتوفيق في سفره الى روما، وكانت مناسبة تحدثنا فيها بجملة من المواضيع التي تحدث في البلد من تأليف الحكومة الى البيان الوزاري". اضاف: "اريد التحدث في موضوع الاغتيالات التي جرت حيث اغتيل العديد من السياسيين والقياديين في قوى 14 آذار، في حين ان سياسيي المعارضة لم يكونوا يشكون من هذه المشكلة، ولكن بعد الدوحة سقط الخوف وصار الجميع يخرج من منزله. وانا احلل الامر وحسب رؤيتي، حيث العديد من سياسيي المعارضة الذين قالوا ان الاغتيالات كانت تتم عبر "القاعدة"، وانا وحسب علمي لم تكن "القاعدة" موجودة في الدوحة، ولا اعتقد انه تم الاتفاق معها على وقف الاغتيالات". وتابع: "التحليل يقود الى ان عدم خوف سياسيي الاكثرية من الاغتيالات معنى هذا ان اتفاقا قد حصل بين الذين كانوا يغتالون والذين يغتالون. وآمل ان اكون مخطئا في هذا التحليل. ولكنها نقطة مهمة لمعرفة لماذا كان الخوف موجودا قبل السابع من ايار واختفى من بعده".

سئل: هل تعتبرون ان البيان الوزاري سوف يأتي بحسب طموحاتكم؟

قال: "نحن لا نعرف فحوى البيان الوزاري، ولكن التجارب السابقة تشير الى ان الضغوط من قبل المعارضة هي التي تفرض حلا كما حصل في الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية واقفال مجلس النواب. ولكن سوف تحصل غلطة مميتة اذا اعيد تمرير موضوع سلاح المقاومة وقرار الحرب والسلم".

سئل: من تحليلك هل تتهم "حزب الله" بالاغتيالات؟

اجاب: "انا لا اتهم احدا، انما اجري تحليلا لما جرى كمراقب خارج الموضوع. وانا لا احب ان اتهم احدا دون ان يكون لدي اثباتات. وبالنسبة لي كنت اتجول بحرية سابقا وما زلت".

وعما اذا كانت الكتلة الوطنية ضمن قوى "14 آذار" قال إده: "نحن في خط "14 آذار"، ولكنني كما قلت في السابق عند انسحابي لا اتفق في التكتيك معهم. وعندما شعرت بأن لا تأثير لي على الخط السياسي فضلت الخروج من اجتماعات القيادة، ولكن التنسيق قائم بيننا على الارض عبر القواعد".

وعن الزيارة التي قام بها دعما للنائب بطرس حرب لتوزيره برفقة قوى "14 آذار"، قال إده: "كنا كفريق "14 آذار وأصدقاء بطرس حرب".

سئل: بالعودة الى موضوع الاغتيالات، هل تعتقد ان الطرف الذي كان ينفذ عمليات الاغتيالات هو احد الاطراف التي كانت موجودة على طاولة الدوحة؟

اجاب: "تحليلي، حتى يأتي من "يصححه" في محله، وعلى اللبناني ان يشغل رأسه لمعرفة ذلك".

تجار جونية

كما التقى البطريرك صفير الهيئة الادارية الجديدة لجمعية تجار جونية وكسروان الفتوح برئاسة رئيسها طوني بولس مارون وتمنى لهم البطريرك التوفيق في مهامهم وانعاش الحركة الاقتصادية والمعيشية.

وبعد اللقاء، قال مارون: "جئنا كهيئة ادارية منتخبة حديثا اليوم لجمعية تجار جونية وكسروان - الفتوح في مشوارنا الاول هذا لأخذ بركة سيدنا البطريرك، وابلاغه عن رغبتنا في التواصل والانفتاح على جميع التجار، لأن التجارة دينها الصدق وسياستها الانفتاح".

وكشف مارون عن ان "بداية التواصل سيبدأ مع فخامة رئيس الجمهورية رمز الوفاق في هذا البلد، ومع الوزارات التي تتصل بعملنا كوزارات الداخلية وعلى رأسها الوزير بارود، والعمل والاقتصاد والتجارة".

وقال: "اطلعنا غبطته على تأسيس اتحاد تجار جبل لبنان الذي يرأسه الشيخ نسيب الجميل أحد أعمدة جمعيتنا، الذي سندعمه بكل ما نملك لأننا نؤمن بأنه في الاتحاد قوة".

وختم مارون بالقول: "أمنياتنا أن ننجح في عملنا لنقدم ما نؤمن به لهذه المنطقة ولتجارها".

الوزير متري

وظهرا، استقبل البطريرك صفير وزير الاعلام الدكتور طارق متري وعرض معه الاوضاع العامة والمستجدات على الساحة الداخلية لا سيما ما يتعلق بالبيان الوزاري.

الوزير متري الذي استبقاه البطريرك الى مائدة الصرح، قال بعد اللقاء: "الزيارة هي للتشاور وكانت مناسبة أطلعت فيها صاحب الغبطة على ما يجري داخل لجنة صياغة البيان الوزاري من دون الدخول في التفاصيل، لأن غبطته غير معني بتفاصيل عملنا، ولكن وضعته في جو ما نحاول عمله، اللجنة مؤلفة من أشخاص يضعون نصا، والجو هو جو سعي لاتفاق. طبعا هناك خلاف في وجهات النظر، وهذا ليس سرا، وليس الجميع متفق على كل شيء، لكن هناك نية حقيقية وعزم على إنجاز عملنا في أقرب وقت ممكن ولا نتباطأ. وهناك الرغبة في الوصول الى اتفاق. القوى السياسية تجري مشاوراتها والجميع يعطي رأيه في البيان الوزاري وهذا من حقهم. ولكن كأعضاء في اللجنة ملتزمون تجاه بعضنا بعدم الحديث في الامر وعن مضمون المناقشات علنا، بل نحاول المحافظة على هذه الروح. ونحن محافظون على روح السعي للاتفاق ومصر على القول إننا تقدمنا بعملنا. هناك جزء، وقلت بالأمس انه لم يعد هناك إلا جزء بسيط، فاذا كان البيان من 5 صفحات فنحن اتفقنا على 4 صفحات وأكثر".

وردا على سؤال، توقع الوزير متري "عدم صدور البيان قبل عيد الاستقلال"، وقال: "أنا التقيت بالأمس عددا من الزملاء واستمعت الى وجهات نظرهم وهي معبر عنها في اجتماعات اللجنة. هناك عدة طرق للتعبير عن وجهات النظر: الطريقة المباشرة والطريقة الاكثر ليونة ولكن داخل اللجنة هناك ليونة لأننا نحاول الاتفاق لأن أمامنا مهمة هي الوصول الى اتفاق على نص".

وعما اذا كان صحيحا ان هناك مشاكل بالنسبة للشق الاقتصادي، قال متري: "كلا، ولكن هناك وجهات نظر عدة والمسودة التي سنبحثها اليوم اخذت في الاعتبار وجهات النظر هذه وفي بعض الاوقات بحاجة الى افاضة وتلطيف، ومرات هناك نعوت يجب حذفها. المشكلة ليست دائما لغوية لحلها باللغة، المشكلة ربما تكون بالمواقف المتباينة، ولكن عندما نتفق على اللغة نكون خطونا نحو الاتفاق على المواقف".

وعما اذا كان يتوقع رضى الجميع على البيان، قال: "آمل ذلك وأرجو وأسعى من أجل ذلك".

سئل: هل تخطيتم عقدة المحكمة الدولية؟

أجاب: "انا لا اتحدث عن المضمون ولكن عندما اقول اننا اتفقنا على اكثر مما جاء في الشق السياسي من البيان الوزاري اقصد تماما ما اعنيه، وهذا يعني ان اكثرية البيان اصبح مقبولا".

وعن موضوع السلاح قال: "وجهات النظر غير مخفية على احد ولكن اعضاء اللجنة ملتزمون عدم الكلام وانا احترم هذا الكلام".

وردا على سؤال، أمل الوزير متري "إنجاز البيان أوائل الشهر المقبل وسنسرع قدر المستطاع".

وعن صحة ما يقال عن مقايضة الاقتصاد بالسياسة بين المعارضة والموالاة، قال: "ليست مقايضة ولكن هناك نقاشا في كل شيء".

وردا على سؤال عما اذا كان هناك تضامن وزاري، قال: "نحن مصرون على هذا الأمر. الحكومة واسعة التمثيل وغير متفقة على كل شيء، وهذا مفهوم. لا يوجد حكومة في العالم مهما كانت طبيعة تكوينها تستطيع معالجة اي مشكلة صغيرة ان لم يكن هناك تضامن وزاري. لذلك، نحن حريصون في اللجنة على التصرف بالطريقة التي نتصرف بها. كل وزير يعارض ويعطي رأيه لكن اذا الحكومة تبنت اي اقتراح من واجب كل وزير الدفاع عن قرار الحكومة وهذه ابسط قواعد الديمقراطية وعمل الحكومة وعلينا الالتزام بها، واذا لم يحصل ذلك يكون هناك مشكلة".

ومن الزوار ايضا، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب السابق ناظم الخوري، ثم كاهن كاتدرائية مار مارون في ديترويت - الولايات المتحدة الاميركية المونسنيور لويس باز.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير الصايغ ووفودا وشخصيات وتلقى برقيتي تهنئة بعيد الاستقلال من الرئيسين الاميركي والسوري:

لبنان عاد واحة جيدة للاستثمار العربي لأنه ينعم بالاستقرار الامني وتجاوز انعكاسات الأزمة العالمية وحيد ساحته عن المواجهات الاقليمية

الرئيس أوباما: نتطلع الى بناء شراكة مع لبنان والى تعزيز سيادته

الرئيس الاسد: نساند لبنان وندعمه لكل ما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن لبنان عاد واحة جيدة للاستثمار العربي بنوع خاص، خصوصا أنه ينعم بالاستقرار الامني أساسا، وهو استطاع بعد استعادة موقعه على الخريطة الدولية وثقة العالم أن يتجاوز انعكاسات الازمة المالية العالمية، كما استطاع إبقاء ساحته الداخلية بمنأى عن نتائج المواجهات الاقليمية، ولا سيما منها الحرب على غزة".

الوزير الصايغ

استقبل الرئيس سليمان في بعبدا اليوم وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ وعرض معه أجواء مناقشات البيان الوزاري اضافة الى العناوين العريضة لخطة عمله في وزارته.

المجلس المذهبي الدرزي

وزار بعبدا وفد من المجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن الذي هنأ رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة مبديا ارتياحه الكامل الى الطريقة التي يدير بها الرئيس سليمان الامور في أكثر من مجال.

قائد الجيش

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاوضاع الامنية والترتيبات للعرض العسكري في ذكرى الاستقلال، إضافة الى شؤون المؤسسة العسكرية وحاجاتها.

اتحاد المصرفيين العرب

واستقبل الرئيس سليمان رئيس اتحاد المصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه مع وفد من مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، وأشار طربيه الى أن الزيارة هي لمناسبة انعقاد مؤتمر مصرفي موسع في لبنان، منوها باسم الاتحاد بما وصفه بـ"هندسة الرئيس سليمان للاستقرار السياسي والامني في البلاد، الامر الذي شجع المصرفيين والمستثمرين العرب، بعد الازمة المالية العالمية، على ان تكون استثمارات العرب في البلاد العربية اساسا".

رد الرئيس سليمان

ورد الرئيس سليمان بكلمة عبر فيها عن سروره لانعقاد المؤتمر في لبنان، لافتا الى "أن الثقة التي استعيدت انعكست ارتياحا دوليا وعربيا جعل منه واحة جيدة للاستثمار في ظل الاستقرار السائد سياسيا وامنيا والذي انعكس على الوضع الاقتصادي وتدفق رؤوس الاموال على المصارف اللبنانية بعدما اثبت النظام المصرفي صلابته في ظل التدابير المتخذة"، داعيا المصرفيين الى "هندسة" الافادة من هذا الوفر وهذا المناخ الجيد لتوسيع رقعة الاستثمار.

قائد قوات الطوارىء الدولية

واطلع الرئيس سليمان من قائد قوات الطوارىء الدولية في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو يرافقه المستشار السياسي ميلوس شتروغر والمستشار العسكري انجيلو ريستوكيا على الوضع في الجنوب والتعاون القائم بين "اليونيفيل" والجيش اللبناني لحفظ الامن والاستقرار هناك.

المنتدى العربي للبيئة

وتسلم رئيس الجمهورية من وفد المنتدى العربي للبيئة الذي عقد في بيروت في حضور وزير البيئة محمد رحال وضم وزراء بيئة ومسؤولين بيئيين عربا، تقريرا عن أثر التغيير المناخي على الدول العربية.

وأطلع الوفد رئيس الجمهورية على أجواء المؤتمر السنوي للمنتدى، وهو الهيئة البيئية الوحيدة غير الحكومية، والتوصيات التي سترفع الى مؤتمر كوبنهاغن.

ورحب الرئيس سليمان بالوفد منوها بالنشاطات التي يقوم بها لافتا الى الاستعداد للسير بالتوصيات التي سترفع عبر وزير البيئة الى الحكومة لمعالجتها، مشيرا الى "أن المنظمات غير الحكومية هي أفضل من يساعد الدول والحكومات اليوم، خصوصا أن المجتمع المدني غني بالخبرات والتجارب الميدانية"، مشددا على "وجوب الحرص على التنوع البيئي ودعوة الحكومات والشعوب الى وعي ذلك".

تهانئ بالاستقلال

وتلقى رئيس الجمهورية برقية تهنئة من الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد لمناسبة الاستقلال هنا نصها:

"اغتنم مناسبة العيد الوطني للجمهورية اللبنانية الشقيقة لأتوجه باسم الشعب العربي السوري وباسمي، بأخلص التهانئ لفخامتكم وللشعب اللبناني الشقيق.

كما أود أن أشيد بجهودكم الصادقة والدؤوبة من أجل توطيد مكانة لبنان واستقراره وحرصكم على تعزيز الروابط الاخوية بين بلدينا الشقيقين.

كما أود أن أعرب عن تأكيدي على مساندة سوريا الدائمة للبنان وحرصنا على الوقوف الى جانبه بكل ما يساهم في تقدمه وازدهاره ولكل ما فيه مصلحة بلدينا وشعبينا الشقيقين".

برقية أوباما

وأبرق للمناسبة عينها، الرئيس الاميركي باراك اوباما، الذي جاء في برقيته:

"في الوقت الذي يحتفل فيه لبنان بذكرى الاستقلال اتقدم من الشعب اللبناني بأحر التهانئ.

إننا نتطلع من أجل بناء شراكة مع لبنان كما نتطلع معا الى تعزيز سيادة لبنان واستقلاله في مسيرته لتحقيق اهدافه.

إن دعم الولايات المتحدة لبلدكم سيبقى قويا، في الوقت الذي تعملون فيه لتطبيق السياسة والاصلاحات التي وعدتم بها والهادفة الى تأمين رفاهية لبنان وتضمن مستقبله ومستقبل شعبه.

مرة جديدة، يطيب للشعب الاميركي ان يوجه اطيب تمنياته للبنان في هذه المناسبة التاريخية".

وتلقى الرئيس سليمان برقيات تهنئة بالاستقلال من كل من ملكة هولندا بياتريكس، الحاكمة العامة لأوستراليا كنتين برايس، رئيسة ايرلندا ماري ماك اليز، والرئيس القبرصي كارولوس بابولياس.

 

الرئيس الحريري ترأس الاجتماع السادس للجنة البيان الوزاري في حضور جميع الاعضاء باستثناء وزير الداخلية والبلديات

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير الاجتماع السادس للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري في حضور جميع أعضاء اللجنة باستثناء الوزير زياد بارود، لاستكمال مناقشة مسودة مشروع البيان الوزاري

 

الوطنيون الأحرار": للتلاقي حول مشروع الدولة والتنكر للدويلات والسعي لوحدة وطنية قاعدتها احترام التعددية في المجتمع والقبول بالآخر

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، واصدر المجتمعون بيانا اكدوا فيه "ان التحدي الراهن كما رهان المرحلة القادمة يبقى بقيام الدولة والمحافظة على الجمهورية والديموقراطية، لذا نرحب بكل إيجابية تصدر عن الأقلية، ذات التجربة غير المشجعة على هذين الصعيدين، شرط أن تقترن بالأفعال البناءة خلافا للروحية التي سادت الحكومتين السابقتين"، داعين إلى "اليقظة والحذر، إذ لم نلمس حتى اللحظة، خصوصا في الموضوعات الخلافية وفي مقدمها السلاح غير الشرعي، إلا استمرار المنطق نفسه والمناورات ذاتها، وهي تدور بين حدين: الإشادة إلى حدود المبالغة الكاريكاتورية بتصوير هذا السلاح ضمانة لا غنى عنها، والتهديد المبطن بالدعوة الصريحة إلى عدم طرق موضوعه تحت طائلة الخلاف والصدام".

واشار البيان الى "ان الأدهى، عدم اهتمام المدافعين عن السلاح غير الشرعي بالوقوع في التناقض، تارة بمحاولة التفريق بين سلاح "حزب الله" و"سلاح المقاومة"، والإثنان يتماهيان في شخصية واحدة ومرجعية واحدة وعقيدة واحدة وقيادة واحدة، وهذا أمر معروف ومسلم به محليا وخارجيا، وطورا بالإصرار على صيغة يعتبرونها فذة لتأمين مخارج تسمح لهم بتشريع السلاح واستعماله حجة من طريق الجمع بين الجيش والشعب والمقاومة. فمن جهة معلوم ان الدولة هي الشعب الذي يكون إلى جانب الأرض والسيادة قاعدتها ومقوماتها، ناهيك عن الأهداف الخارجية التي تم التفرد في الإعلان عنها في أكثر من مناسبة، بصرف النظر عن مشروعيتها وحتى قدسيتها".

اضاف البيان: "من جهة أخرى، هنالك تناقض فاضح بين تبرير وجود المقاومة بالرغبة في تحييد الدولة، أي المؤسسات الرسمية، والنأي بها عن أي مسؤولية تجاه عدوانية إسرائيل، وبين الإصرار على التضامن الثلاثي الذي يرفع كل غطاء، فيكشف الثلاثة معا وهم في الحقيقة واحد. من هنا الدعوة إلى التزام القرارات الدولية احتراما للشرعية التي أصدرتها، والى حسم الاستراتيجية الدفاعية في أقصى سرعة، بعيدا عن المماطلة والتمييع للوصول حقيقة إلى الدولة التي تضمن الوجود والحقوق والتي تملك حصرية السلاح وحصرية قرار الحرب والسلم".

ورأى "ان آخر ما يحتاج إليه الوطن وما يريد المواطن رؤيته هو التضامن داخل المؤسسات عموما والمؤسسات الأمنية خصوصا، نظرا إلى الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدده. ولا نخفي الصدمة والإحباط اللذين يتسبب بهما تسريب الخلاف بين المسؤولين المفترض بهم أن يكونوا القدوة لمرؤوسيهم ومصدراطمئنان للمواطنين. كما لا نخفي الخيبة من طريقة بعض الأوساط والقيادات السياسية وبعض وسائل الإعلام في تداول هذه الأخبار والمبالغة في تضخيمها، وكأنها مجرد سلعة إعلامية، ضاربين عرض الحائط بالمصلحة العامة وبكل التداعيات".

ولفت الى ان هذا "لا يعني التعتيم على الشوائب أو ردع الإعلام عن القيام بواجباته ومن بينها تصويب الاداء بلفت النظر إلى التقصير وتقويم الإعوجاج إينما وجد. كل ذلك يدفعنا إلى التوجه إلى المسؤولين على كل المستويات والطلب إليهم الإمساك بالأمور استنادا إلى القانون الذي يجب أن يكون الحكم والفصل، بعيدا عن التفسيرات التي مل اللبنانيون سماعها وعن التفسيرات التي تستغل لتبرير التقصير أو الأخطاء. آن الأوان لانتصار منطق القانون والمؤسسات على ما عداها من اعتبارات".

وتمنى في مناسبة الاستقلال "أن يكون الاستقلال الثاني راسخا قويا، وفي ظله يعيش شعب واحد في دولة واحدة ومؤسسات واحدة. ونستذكر دائما القول المشهود ان المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله، ما يعني نضالا دائما لصونه، وتعزيزا مستمرا للوحدة الوطنية على قاعدة احترام تعددية المجتمع والقبول بالآخر والتفاعل معه داخل هذه التعددية والوحدة".

واكد "أهمية تلاقي كل اللبنانيين حول مشروع الدولة والتنكر لعبثية الدويلات التي تجر الخلاف وعدم الاستقرار. كما نؤكد ضرورة تقوية الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتأمين العديد والعتاد الحديث لها، للتمكن من المساهمة في الدفاع عن الاستقلال وتقوية دعائمه".

وختم بتوجيه "تحية وفاء وإكبار للشهداء الأموات والأحياء، الذين افتدوا استقلال الوطن بدمائهم، ونخص الوزير والنائب الصديق الشهيد بيار أمين الجميل الذي نذكره في هذه المناسبة عنوانا للتضحية بالذات على مذبح الولاء للوطن والوفاء للثوابت والمبادئ. على أمل أن تكون شهادتهم مثالا يحتذى لصون لبنان واستقلاله وسيادته وديموقراطيته ورسالته".

 

معتقلين ومنفيين ومجلس اعلى في البيان

خاص Alkalimaonline

موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية اضافة الى قضية اللبنانيين المبعدين الى اسرائيل من القضايا التي يوليها وزراء حزبي القوات اللبنانية والكتائب اهمية في البيان الوزاري، اضافة الى الموقف من المجلس الأعلى اللبناني – السوري المنبثق من معاهدة الأخوة والتعاون بين البلدين والذي يعد احد المسأئل المطروحة للنقاش داخلياً ومع المسؤولين السوريين.

 

الحق الانساني والمؤسسة اللبنانية للديمقراطية": لاعتبار ما ورد بشأن قضية الشهيد ناصيف اخبارا يقتضي التحقيق فيه

طلبت "مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" و "المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الانسان" من النيابة العامة التمييزية اعتبار ما ورد في حلقة برنامج "كلام الناس" على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال في حلقته الاخيرة في شأن قضية الشهيد الجندي جوني ناصيف بمثابة اخبار يقتضي التحقيق فيه.

واعلنت المؤسستان في بيان مشترك "ان ما شاهده اللبنانيون على التلفاز من شهادات لوالدة الجندي فيوليت ناصيف والمعروفة بأنها كانت من الناشطات من اجل تحرير ابنها من السجون السورية والتي كانت تملك تصريحاً من وزارة الداخلية السورية لزيارته، اضافة الى اعلانها مرات انها شاهدته في سوريا وبيانات وزارة الدفاع اللبنانية المتكررة التي لم تعتبر جوني ناصيف شهيداً في معارك 13 تشرين الاول 1990 مضافاً اليها شهادة رجال الصليب الاحمر اللبناني الذين اكدوا اول من امس انهم وضعوا 13 جثة لشهداء الجيش في حفرة ملعب وزارة الدفاع وتساؤلهم عن مصدر الجثث الباقية يطرح اكثر من علاامات استفهام امام الرأي العام واهالي الشهداء واسر المعتقلين في السجون السورية ويستدعي فتح تحقيق جدي في هذه الادعاءات برمتها لتبيان حقيقة ما جرى ".

كما طلبت المؤسستان من النيابة العامة التمييزية تعيين فريق من الخبراء الجنائيين والاطباء الشرعيين وتكليف المختبرات الجنائية التحقيق في ملابسات وظروف هذه الوفاة وتاريخها والتدقيق في افادة والدته وتصريح الزيارة الذي كانت تحمله وازالة كل التباس في شأنها، وخصوصاً قضية الملفاة والفيلم الذي تحدث عنه الصليب الاحمر للتدقيق، ما اذا كان عسكريو الجيش سقطوا اثناء المعارك ام تمت تصفيتهم لاحقاً بما يتناقض مع اعلان جنيف والذي ينص على آلية التعامل مع الاسرى في حالة الحرب اضافة الى ملابسات وظروف مقتل المعتقل اللبناني عامر عاد ساطي الذي نقلت جثته من سوريا الى لبنان قبل اسبوعين ودفنت في ظروف غامضة ولم يتم التحقيق في اسباب الوفاةً.

وخلصت المؤسستان الى ان طمس الموضوع ومحاولة تجاوزه من دون اجراء تحقيق جدي في هذه المسألة لا يمثل عاملاً ايجابياً في مسار الحياة العدلية في لبنان.

 

ازمة التيار الوطني في بعض عناوينها

الياس العارف

Alkalimaonline

الازمة التي يشهدها "التيار الوطني الحر" منذ تسمية وزارء تكتل التغيير والاصلاح في حكومة سعد الحريري الاولى، ليست بازمة جديدة ولن تكون الاخيرة. فالتيار الوطني الحر وكما يعرف المتابعون لاوضاعه يعيش في خضات مستمرة والازمة تلو الاخرى منذ ما قبل عودة العماد ميشال عون من منفاه الفخم في باريس في ايار 2005.

والامور عل ما تبدو عليه اليوم تتجه الى فرز حقيقي ومواجهة غير مسبوقة لا بسبب من مواقف تصحيحية معينة او احتدام الخلاف على آلية عمل مؤسسات التيار الوطني الداخلية، بل لان زعيم التيار الوطني وقائده النائب العماد ميشال عون يسير على ما يبدو في قرار لا رجعة عنه بتسليم راية زعامة التيار الى الوزير جبران باسيل، الذي لا يخفي طموحه الى ممارسة دور قيادي يتجاوز حدود منطقته الانتخابية في قضاء البترون الى كل لبنان، والامثلة على ما يروي العونيون كثيرة في هذا الاطار.وكلها تستند الى وقائع ومحاولات ترتيب اوضاع تنظيمية معينة اتاحت تدريجاً اقصاء الكثير من الرموز العونية في النضال عن الواجهة السياسية وكان اخرها نائب رئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرة الذي وجد نفسه لا حول له ولا قوة في زحمة تشكيل الحكومة اضافة الى الضربة القاسية التي تلقاها اثناء الانتخابات النيابية الاخيرة في دائرة بيروت الاولى.

الى اين يتجه التيار الوطني الحر، سؤال تسهل الاجابة عليه في منطق مناصري وجهة نظر النائب ميشال عون الذين يعتبرون انه الآمر الناهي في التيار وصاحب الكلمة الفيصل. في حين يرى المتململون او المعترضون ان ما جرى ليس الا بداية الطريق وان الامور ستتجه نحو مزيد من التصعيد وان حركة الاعتراض على سياسة الاقصاء داخل التيار الوطني الحر تتسع تدريجاً لتضم المزيد من القوى والكوادر والهيئات المحلية بما يجعل من المستحيل على عون تجاوز هذه الارادة الشعبية. ويصر المنتفضون في التيار ان لا ضغينة شخصية او موقفاً معيناً من الاستراتيجية التي يتبعها العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل على المستوى الوطني، بل ان الامور تتصل فقط بالموقف من تنظيم التيار وآلية صناعة القرار وبناء حركة سياسية حقيقية ليس الا.

 

كاشفاً ان جعجع إتصل ببارود لحل الاشكال بين ريفي وشكور ... زهرا : نرفض كليا محاولة تجاهل موقع وموقف وزير الداخلية

علّق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا على الإشكال الذي حصل بين المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي وقائد الدرك، واشار الى أن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوّات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بادر للإتصال بوزير الداخلية زياد بارود طالباً منه التدخّل الفوري لمعالجة الأمر بما يحفظ كرامات الجميع وهيبة المؤسسة العسكرية، وقد اخذ الوزير بارود على عاتقه هذا الأمر وتصرّف فعلاً بالطلب الى المدير العام تجميد كلّ هذه العملية لمعالجتها بهدوء ورويّة . اضاف زهرا في بيان له: "ولكن المفاجأة الكبرى كانت في عدم إلتزام المدير العام وعده، ومحاولته التصرّف متجاوزاً وزير الداخلية. إننا وبالرغم من إستلحاق هذا الموضوع وتجميد الإجراءات المذكورة، نعلن رفضنا التام محاولة تجاهل موقع وموقف وزير الداخلية، بخاصةً بشخص الوزير الحالي المشهود له بوطنيّته ونزاهته وإلتزامه الأصول الدستورية والقانونية بشكل حرفي". واكد زهرا ان بناء الدولة والمؤسسات مرهون حكماً بإلتزام الدستور وتعليمات السلطة السياسية وعدم اللجوء الى ايّ تصرّف يستند الى منطلقات كيديّة او شخصية. ودعا الوزير بارود للإستمرار في نهجه الوطني الدستوري والقانوني، وتمنّى على كلّ الوزراء في الحكومة اللبنانية التصرّف على نحوٍ مشابه .

 

أبو جمرا وكادرات معترضة في بكركي اواخر الاسبوع..أوساط تسأل عن استبعاد "القوات" وجعجع عن المصالحات

كتب فادي عيد في "الديار":

هل هناك قرار سياسي اقليمي بعزل "القوات اللبنانية" ورئيسها سمير جعجع ؟ اوساط مراقبة ومتابعة عن كثب لحركة المصالحات التي انطلقت قبل الانتخابات تحضيرا، وبدأت اجراءاتها العملية تظهر بعد عودة رئيس الجمهورية من زيارته الخاطفة والمفاجئة الى سوريا، وكان لقاء اول من امس بين الحليف الاقرب الى سوريا النائب سليمان فرنجية والحليف "المتقارب" مع سوريا، كما وصفته الاوساط، النائب وليد جنبلاط، وبرعاية رئيس الجمهورية.

وقرأت الاوساط من ناحية اخرى ما يحصل ويهيأ من مشروع مصالحة في القصر الجمهوري بين الحليف "المستجد" لسوريا النائب ميشال عون والنائب وليد جنبلاط. وفي هذا السياق لاحظت الاوساط المراقبة نفسها، ان حركة المصالحات تبتعد عمدا عن قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، في محاولة واضحة لعزله عن حركات ونشاطات التقارب بين قوى الاكثرية والاقلية واستمرار الخلاف بينه وبين سليمان فرنجية قائما ومستعرا عند الحاجة.

وعليه برزت مجموعة نقاط تؤشر الى هذا الاتجاه، ومنها:

1 ـ ترطيب الاجواء في الوقت الضائع بين المقربين من سوريا الجدد منهم والقدامى بغية خلق وظائف جديدة لهؤلاء، عسى ان تتكرر مرحلة التسعينات ولكن بصورة مختلفة .

2 ـ استبعاد الدكتور سمير جعجع من اي حركة مصالحات حتى الساعة، بما يطرح السؤال حول ابعاد هذا الاستبعاد، بالاخص ان المعني المباشر بالمصالحات هو رئيس الجمهورية التوافقي. ويطرح كذلك خشية بعض هذه القوى من النمو المتزايد لـ"القوات اللبنانية" على مستوى الشباب تنظيما وعددا، والذي ترجم في الانتخابات الطلابية في الجامعات مرة اضافية.

3 ـ محاذير التعاطي مع هذا الملف على اعتبار ان الشق الشخصي غير موجود بين اي طرف وطرف اخر باستثناء سمير جعجع وسليمان فرنجية، وقد يكون هذا السبب هو الاكثر استغلالا بالرغم من كل التوضيحات والاشارات المحيطة بالملف والاستعدادات للقاء، والتي تأجلت لاكثر من مرة.

وفي حين تستمر الحركة باتجاه المصالحات المذكورة وفقا لنمطية غير منتجة في المضمون، فان الانظار تتجه الى بكركي بحيث يسعى المعنيون بمحاولة تطويقها من جديد، والفصل بين خيارها الوطني وخيار "القوات اللبنانية" السياسي الملتصق بها. وهذا ما اكده مؤخرا بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي تبنى بالكامل مواقف البطريرك، والتي تشبه وتلتقي الى حدود متقدمة جدا مع مواقف "القوات اللبنانية".

وكذلك تتجه الانظار الى الحركة غير المستقرة داخل "التيار الوطني الحر"، بحيث ينتظر ان يستبق العماد عون الفريق الكبير المعارض له وعلى رأسه اللواء عصام ابو جمرا، والذي ينوي زيارة بكركي مع وفد من كادرات التيار أواخر الاسبوع الحالي، في حركة اعتراضية على ديكتاتورية الجنرال وتفرده في اتخاذ القرارات.

وختمت الاوساط ان خلط اوراق يحدث في لبنان لملء الوقت الضائع والمستمر ضائعا حتى القرار الكبير!

 

زهرا لـ "السياسة": لا مانع من مصالحة جعجع وفرنجية

 بيروت - "السياسة":نفى ممثل "تيار المردة" في الحكومة وزير الدولة يوسف سعادة في اتصال مع "السياسة", تحديد أي موعد قريب لإجراء مصالحة بين زعيم "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" سمير جعجع, ورأى أن الكلام في هذا الموضوع سابق لأوانه, ولايستند إلى معلومات دقيقة "لأن لا شيء على النار في الوقت الحاضر". من جهته, قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية أنطوان زهرا ل¯"السياسة", إن لا شيء يمنع من حصول مصالحة بين جعجع وفرنجية, لأن الأجواء على الأرض جيدة, ولا يوجد مشكلات بين "المردة" و"القوات", مضيفاً "لم ينقص إلا عقد هذا اللقاء ولا مشكلة عندنا إذا حصلت هذه المصالحة في قصر بعبدا, وبرعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان أو في بكركي بمباركة البطريرك نصر الله صفير".

 

برقيتان لسليمان من اوباما والأسد بمناسبة عيد الإستقلال

نهارنت/ أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه "يتطلع من أجل بناء شراكة مع لبنان، كما إلى تعزيز سيادة لبنان واستقلاله في مسيرته لتحقيق أهدافه". وقال أوباما في برقية تهنئة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بمناسبة عيد الإستقلال، "ان دعم الولايات المتحدة لبلدكم سيبقى قويا ً في الوقت الذي تعملون فيه لتطبيق السياسة والإصلاحات التي وعدتم بها والهادفة إلى تأمين رفاهية لبنان وتضمن مستقبله ومستقبل شعبه". كما أبرق الرئيس السوري بشار الأسد إلى سليمان مهنئا ً بعيد الإستقلال، مشيدا ً بجهود سليمان "الصادقة والدؤوبة من أجل توطيد مكانة لبنان واستقراره، وبحرصه على تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين". وأكد الأسد "مساندة سوريا الدائمة للبنان وحرصها على الوقوف إلى جانبه بكل ما يساهم في تقدمه وازدهاره ولكل ما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين

 

رئيس المجلس الدستوري ينفي تلقي تمنيات بعدم البت بالطعون

نهارنت/نفى رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان "ما جاء في صحيفة "الديار" عن أن مصادر رفيعة في المجلس الدستوري كشفت أنها تلقت تمنيات من مراجع سياسية بعدم البت بأي طعن لعدم إبطال نيابات، وذلك للحفاظ على الهدوء والستاتيكو القائم حالياً"، مؤكداً أن "هذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة ولم يصدر عن أي مصدر في المجلس الدستوري".

وأوضح سليمان في بيان أن "لا علاقة للمجلس الدستوري، في بته بالطعون النيابية، بما يجري على الساحة السياسية، وهو لم يتلقَّ تمنيات من أي جهة"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك أسباب تستوجب إبطال نيابات فلن يتردد المجلس في إبطالها". وأكد سليمان أن "المجلس الدستوري عازم على القيام بالمهام الموكلة اليه على أكمل وجه، وتكريس وجوده كمؤسسة دستورية ذات صفة قضائية ضمن الصلاحيات المعطاة له، وذلك من أجل الحفاظ على مصلحة الدولة العليا".

 

قهوجي: الاستقلال لا يتحقق الا باعلاء راية سيادة الدولة فوق كل شبر

نهارنت/وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي الى العسكريين، لمناسبة الذكرى السادسة والستين للاستقلال، "أمر اليوم" للعسكريين، قال فيه :"اعلموا أن الاستقلال الناجز، لا يتحقق إلا بحماية الأرض والشعب، وإعلاء راية سيادة الدولة فوق كل شبر من ترابنا الوطني، وفي التزامكم دوركم الدفاعي والأمني والانمائي، وحرصكم على أدائه بكل تفان وإخلاص، إنما تحصنون هذا الاستقلال وترسخون معانيه النبيلة في النفوس". ودعا قهوجي العسكررين الى مزيد من اليقظة والجهوز حيث ينتشرون على الحدود لمواجهة ما يخطط له العدو الاسرائيلي ضد الوطن، والاستمرار في التصدي لخروقاته البرية والجوية والبحرية بكل الامكانات المتوافرة، كما العمل الدؤوب على تمتين أواصر التعاون مع القوات الدولية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، والوقوف الى جانب الشعب المقاوم لتعزيز صموده في أرضه والحد من معاناته الطويلة ". وتوجّه قهوجي الى العسكريين داعياً إياهم الى رصّ الصفوف في ظلّ الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها البلاد وبذل أقصى المستطاع لطمأنة المواطنين الى أرواحهم وأرزاقهم والاستمرارعلى ما دأبوا عليه في تعقب الأرهابيين والمجرمين والعابثين بالأمن الى أي جهة انتموا". وتابع: "أيها العسكريون، إن واجبكم الوطني الذي نذرتم له أنفسكم وأقسمتم عليه يمين الولاء لا يقف عند بلوغ هدف مهما سما شأنه، أو حدود تضحية مهما بلغ حجمها، وهذا الواجب يقتضي منكم اليوم الارتقاء بجهودكم ومسؤولياتكم والتحلّي بمزيد من الصبر والعزم والثبات لمواجهة تحديدات المرحلة المقبلة ".

 

طيارون من الجيشين الأميركي واللبناني يتشاركون الخبرات خلال ندوة دامت اسبوعا

نهارنت/التقى عدد من طيّاري المروحيات من الجيش الاميركي مع نظرائهم من الجيش اللبناني من 8 الى 13 من شهر تشرين الثاني الجاري كجزء من ندوة تركز على عمليات الطيران مع طيارين من الوحدات المروحية. وتبادل كل من طياري الجيش الثالث-القيادة المركزية للجيش الأميركي وزملائهم من وحدة المروحيات في الجيش اللبناني خلال هذه الندوة حسبما جاء في بيان للسفارة الأميركية معلومات تضمنت عروضا رسمية من قبل الطيارين من البلدين. وركزّت العروض والمناقشات العملية على دعم الطيران التابع للجيش اللبناني للوحدات البرية والمدنيين اللبنانيين خلال أوقات الأزمات الإنسانية. وتعتبر هذه الندوة جزء من برنامج الجيش الثالث حول التعاون الأمني الميداني الذي يهدف الى زيادة القدرات العسكرية للامة الشريكة والعمل كفريق وتعزيز الاستقرار الاقليمي.

 

تسوية بين ريفي وشكور تجمد الخلاف وبارود المستاء لن يحضر الى مكتبه

نهارنت/كادت تطورات الخلاف بين المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد الدرك العميد أنطوان شكور ان تدخل قوى الامن الداخلي في أزمة لو لم تنجح الاتصالات السياسية الليلية المتسارعة في نزع الفتيل، أو على الاقل تأجيل الازمة الى ما بعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب، مع العلم ان الموضوع لم يمّر من دون تداعيات، تمثلت في موقف وزير الداخلية زياد بارود الذي لن يحضر الى مكتبه الجمعة في تعبير عن استيائه مما يحدث داخل المؤسسة الامنية. وقد حضرت الازمة خلال اجتماع اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري، عندما تبلغ بارود باتخاذ ريفي اجراء مسلكيا اوقف بموجبه شكور عن العمل مدة خمسة عشر يوما، وذلك بعدما تفاقم الخلاف بين الرجلين، وبلغ حسب صحيفة "اللواء" حدّه قبل ثلاثة أيام، "حين رفض شكور الالتزام بمذكرة اصدرها ريفي وقضت بإلحاق ضابطين أحدهما من الجنوب والآخر من بيروت بالقصر الجمهوري، كما رفض تعميم المذكرة على القطاعات لكن الضابطين التحقا بمركز عملهما الجديد". وفيما زار بارود قصر بعبدا مطلعا رئيس الجمهورية على التطورات، عقد اجتماع ضم رئيس الوزراء سعد الحريري والوزراء وائل ابو فاعور وجبران باسيل ويوسف سعادة وتخلله بحث في حل لمشكلة قوى الامن مما يحفظ مكانة جميع الضباط ويرضي الجميع ويوفر الاطار اللازم للمحافظة على المؤسسة.

ووذكرت صحيفة "السفير" الى ان قيادات المعارضة تداعت ليل الخميس إلى اجتماع عاجل شارك فيه قياديون بارزون، وتم خلاله اعتبار القرار المتخذ بحق شكور "سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عنها وخطوة ضد المعارضة اللبنانية كلها".

واشار مصدر مسؤول في المعارضة الى أن الاتصالات التي شملت التيار الوطني الحر وتيار المردة و"حزب الله" وحركة أمل، انتهت إلى "ابلاغ المعارضة جميع المعنيين بالوضع بأنها تقف إلى جانب قائد الدرك وإن أعضاءً في مجلس القيادة سيمارسون تضامنهم معهم بمرافقته الجمعة إلى مكتبه في مقر المديرية".

وامتدت معالجة الازمة لاكثر من ثماني ساعات، انتهت فجر الجمعة مع الوصول الى تسوية قضت بتوقيع شكور ما كان قد تعهد بتوقيعه من مذكرتي فصل ما زالتا ساريتي المفعول، مقابل سحب ريفي قراره بفرض عقوبة تأديبية على شكور.

وفي هذا السياق، اعرب بارود عن استيائه من واقع التشنج الذي تشهده مؤسسة قوى الأمن الداخلي في الآونة الأخيرة، مذكرا بان هذا الأمر متراكم منذ سنوات ثلاث، وقد بلغ ذروته في شكل بات يهدد المؤسسة، ويضرب تضحيات وانجازات ضباطها وأفرادها، الذين استطاعوا بإمكانات متواضعة أن يعيدوا تدريجيا إلى الناس حقهم بالأمان، خاصة من خلال العمليات النوعية التي قاموا بها، إن على مستوى كشف شبكات التجسس أو على مستوى مداهمة أوكار المخلين بالأمن واسترجاع سيارات مسروقة وتلف مخدرات وملاحقة تجارها وتعزيز انتشار القوى الأمنية في مناطق عدة. واكد بارود انه "لن اقبل بعد الثقة أن تدار أية مؤسسة أو إدارة تابعة لوزارة الداخلية إلا بمنطق القانون والمؤسسات والمسؤولية والمحاسبة، وقد انتهت فترة السماح". واشارت "النهار" الى ان بارود لن يحضر الى مكتبه الجمعة ولن يشارك في الاجتماع السادس للجنة الوزارية في ضوء تفاعل هذه القضية.

ونقلت عن مصادر وزارية ان بارود يشعر بان تجاذبا سياسيا دخل بقوة على خط هذه القضية وهو لن يقبل ان يصير دوره او الوزارة ودورها محور استهداف سياسي من اي جهة.

 

وليامز يأمل التزام الحكومة الجديدة القرار 1701

نهارنت/ أعرب الممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الجمعة عن أمله في أن "تجدد الحكومة الجديدة التزام لبنان بالقرار 1701 لكي يتمكن من تحقيق تقدم باتجاه التوصل إلى موقف دائم لإطلاق النار". ونقل وليامز لرئيس الحكومة سعد الحريري بعد لقائه في بيت الوسط "دعم الأمم المتحدة القوي لمساعدة الحكومة الجديدة على مختلف الصعد".

ولفت إلى أن رئيس الحكومة أطلعه على "الفرص والتحديات التي تواجه الحكومة الجديدة"، مشيرا ً إلى أن "البحث تناول آفاق التعاون المستقبلي بين الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية".

كما أطلع وليامز الرئيس الحريري على اجتماع مجلس الأمن المتعلق بلبنان والذي عقد الأسبوع الماضي.

 

 كوليت يعود الى مسقط رأسه بعد 27 عاما من لغز فقدانه

نهارنت/أثبتت فحوصات الحمض النووي "دي إن آي" التي أجريت لإحدى الجثتين اللتين عثر عليهما قبل يومين في خلة الزيتي في تلال عيثا الفخار، قضاء راشيا، أن الرفات عائدة للصحافي البريطاني أليك كوليت، بعدما كانت بعض الأدلة الحسية تشير إلى ذلك ومنها الأصبع المبتور وجزء من قميص عائد له.

وقد غادر الوفد البريطاني الخميس منطقة عيتا الفخار رسمياً بعد أن انهى مهمته في البحث عن رفات كوليت، الذي نقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت تمهيداً لإعادتها إلى مسقط رأسه، وبعد ان تمت كل الإجراءات القانونية والتوقيع البريطاني واللبناني على محضر العثور على جثة كوليت في موقع حركة فتح ـ المجلس الثوري

وكشفت صحيفة "الاخبار" أن كوليت الذي أعدمه شنقاً عناصر فتح ـ المجلس الثوري في عام 1986، بعد اختطافه سنة 1985 قرب مطار بيروت، "أطلقت على رأسه رصاصة من مسدس حربي عيار 9 ملم من الأيسر إلى الأيمن بعد شنقه، إضافة إلى تعرّضه للضرب المبرح، ما سبّب له كسوراً في الأضلع، فيما كانت إصبعه الوسطى في اليد اليسرى مبتورة، وهذا الأمر حاصل معه قبل اختطافه في بيروت

 

امرأة وبناتها الثلاث قضين تسمماً في بحرصاف والأم تعترف في شريط

نهارنت/عثر داخل منزل المواطن بول جورج الجلخ في محلة بحرصاف مساء الخميس على أربع جثث في غرفة النوم تعود إلى الزوجة المدعوة غريس 40 عاما، وبناتها الثلاث: ميليسا 13 عاما، ميدسون 10 أعوام، وألفردا سبعة أعوام. وتبين من التحقيقات الأولية ان غريس وبناتها الثلاث قضين بفعل التسمم بعد أن تناولن 4 أطباق من الفاكهة المصنعة ممزوجة بمادة سامة تمّ تحضيرها في المنزل. وكان رب العائلة الذي يعمل مدرّب خيل عاد من زيارة للخليج استغرقت ستة أيام، لكن أحدا لم يفتح له، فكسر باب المدخل الرئيسي حيث فوجىء بزوجته وبناتهما الثلاث جثثا. وذكرت قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أنه تمّ إكتشاف شريط فيديو في منزل العائلة قامت الأم بتصويره قبل وفاتها ويظهر أنها هي من أقدمت على قتل بناتها الثلاث بدس السم لهن، ومن ثم قتلت نفسها. وأضافت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" أن الأم تبرر في الشريط فعلتها وتربط الأمر "بغياب زوجها خارج البلاد لمدة عشرة أعوام للعمل من أجل إعالة عائلته وأنها لم تعد تتحمل هذا الوضع".

 

 انتصار 14 آذار باستمرار الدولة 

٢٠ تشرين الثاني ٢٠٠٩

مصطفى علوش

وإن حياة العز لا يهتدي لها أخو وجل يخشى الهلاك ويحذر (الكاظمي)

تعريف الدولة:

هي تجمع سياسي يؤسس كياناً ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد يمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة. لذلك فإن العناصر المؤسسة للدولة هي الحكومة والشعب والإقليم، بالإضافة الى السيادة والاعتراف الدولي بها، مما يكسبها البعد القانوني الدولي، ويمكنها من ممارسة اختصاصات السيادة لا سيما الخارجية منها. وتتم الدولة بخمس خصائص أساسية:

1 ممارسة السيادة: فالدولة هي صاحبة القوة العليا غير المقيدة في المجتمع، وهي تعلو فوق أي تنظيمات داخلها.

2 الطابع العام لمؤسسات الدولة: أجهزة الدولة مسؤولة عن صياغة القرارات العامة وعن تنفيذها في المجتمع من خلال تمويل عام يأتي من المواطنين.

3 الشرعية: ينظر عادة الى قرارات الدولة بوصفها ملزمة للمواطنين على أساس أنها تعبر عن المصلحة العامة.

4 الدولة أداة للهيمنة: إذ أنها تملك القوة لفرض الالتزام بقوانينها ومعاقبة المخالفين واحتكار وسائل العنف الشرعي.

5 الطابع الإقليمي: الدولة مرتبطة بإقليم جغرافي ذي حدود معينة تمارس عليه اختصاصها على أساس أنه وحدة مستقلة بالنسبة للسياسة الدولية.

إستهداف 14 آذار:

"لا ترمى الحجارة إلا على الأشجار المثمرة". هذا هو واقع الحال في الاستهداف الإعلامي الدائم لقوى الرابع عشر من آذار. فبين من تحدث عن نعيها أو دفنها أو تشييعها، تبرز علامات الحقد على هذه الحركة التي تمكنت، بجدارة التضحية وقوة الموقف وصلابة الكلمة، من الصمود أمام أشرس هجمة إرهابية منظمة على مدى أربع سنوات ونصف، بدأت بالاغتيالات والتفجيرات وانتقلت لاحقاً الى خلق بؤر إرهابية تسعى الى تقويض وحدة الدولة، كما حدث مع "فتح الإسلام"، ثم كانت إحدى أهم مراحلها بمحاولات الانقلاب التي بدأت باستقالة الوزراء ومن ثم احتلال ساحة رياض الصلح الى الغزوة البلطجية التي حدثت في السابع من أيار 2008.

إستهداف الدولة

كما بدا واضحاً، فإن كل محطة من المحطات الإرهابية، المتلاحقة حيناً والمتداخلة أحياناً، كانت فيها القدرة الكامنة لتقويض أركان دولة من الحجم المتوسط، فكيف لدولة صغيرة ومحاصرة جغرافياً كلبنان؟

ولو استطلعنا أهداف القوى المنضوية تحت لواء 8 آذار وحلفائه الإقليميين تبيّن لنا أن ما يجمعها هو وحدة الوسائل، أما الأهداف الاستراتيجية فمختلفة، إن لم تكن متضاربة.

فمن ناحية النظام في سوريا، فقد كان الهدف هو إثبات أن الدولة في لبنان مشروع فاشل وأنه لا يمكن إعادة التوازن الى هذا البلد إلا من قبل قوة عارفة ومجربة في إدارة خلافات أبنائه الطائفية والعشائرية، وهي بالطبع المخابرات السورية. كما أن الهدف الآخر، وهو شبه معلن فهو كان موجهاً بشكل مباشر الى الدول الغربية، وهو يفترض أن لبنان من دون السلطة السورية المباشرة سيصبح مسرحاً للإرهاب الدولي وبالأخص "تنظيم القاعدة". من هنا كان الإصرار الدائم على ربط ملف "فتح الإسلام" بتنظيم بن لادن، مرفقاً بنداء متكرر للديبلوماسية السورية لمشاركة الغرب مع سوريا بقضية مكافحة الإرهاب كعدو مشترك. هذا ما كان يدفع الى الاستنتاج بأن الوجود السوري في لبنان هو "ضروري" ويجب أن "يشرع" ولكنه لا يجب أن يكون "موقتاً"! ولا شك بأن ما سبق قد وجد آذاناً صاغية، وإن نسبية، خاصة مع فرنسا ساركوزي الذي أصبح يعتبر الحكم في سوريا، رغم تاريخه، "شريكاً" استراتيجياً في المنطقة.

أما من ناحية إيران و"حزب الله"، فإن استمرار حال غياب النظام وضعف الدولة، هو وسيلة متعددة الأهداف. من ناحية إيران فإن استمرار عدم الاستقرار يعطيها الفرصة لاستخدام الورقة اللبنانية في خططها السياسية والعسكرية المختلفة، كما أنه يؤمن استمرار إطلالة إمبراطوريتها الناشئة على البحر المتوسط. أما بالنسبة لحزب الله، فبالإضافة الى واجباته بتنفيذ سياسة إيران، فهو ملزم عقائدياً كأي حزب ثوري بالسعي الى مد سلطة "الولي الفقيه" والوصول الى حكم لبنان كهدف استراتيجي.

كل هذا يتقاطع مع السياسة الإسرائيلية التي تهدف الى زرع الفوضى في كل محيطها وإلغاء نموذج الدولة الديموقراطية التعددية والمزدهرة الذي قد يمثله لبنان كنقيض للديموقراطية العنصرية التي تمثلها الدولة اليهودية. وما حرب تموز 2006 إلا أحد فصول هذا التوجه الإسرائيلي الدائم، وقد أثبت تداعيات هذه الحرب على الداخل اللبناني أن أهداف إسرائيل المعلنة وهي القضاء على "حزب الله" قد تكون غير أهدافها التي تحققت بزرع الفوضى في لبنان.

الصمود مرحلة على طريق الانتصار:

على هذا الأساس فإن كل ما شهده لبنان على مدى السنوات الماضية منذ التمديد، ابتدأ بمحاولة إرهاب اللبنانيين الساعين الى الاستقلال من خلال محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة أولاً ومن بعدها اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

ولكن ما حدث في 14 آذار 2005 وإجبار القوات السورية على الانسحاب في 26 نيسان 2005 الى ما تبعه من محطات متعددة ومتداخلة، كانت محاولات لإسقاط الجمهورية من خلال إسقاط مؤسساتها الأمنية والتشريعية والتنفيذية بهدف العودة الى الوراء أو تيئيس المواطنين من نظامهم ومن دولتهم لدفعهم إما للهجرة أو للتسليم بالأمر الواقع.

بالمحصلة، هذا ما واجهته قوى 14 آذار على مدى السنوات الماضية، وصمدت مستندة أولاً الى دعم شعبي متجدد مع كل محطة سياسية، من تجمعات 14 شباط، الى الانتخابات النقابية والجامعية، الى الانتخابات النيابية. وقد نجحت 14 آذار فحافظت على استمرار الدولة تمهيداً لتثبيت أركانها، ويكفي القول إن أحد زعماء 14 آذار هو الآن في رئاسة الحكومة. كما أن هذا الصمود هو ما ساهم بعودة العلاقات السورية السعودية وربما عودة سوريا الى المجتمع الدولي وإن بشكل مموه.

قد يكون من المنطقي أن الكثيرين من مناضلي ثورة الأرز مصابون بنوع من خيبة الأمل لعودة سياسات التسويات التي قد تغيّب معالم الانتصار، أو توحي بأن التضحيات قد ذهبت سدى، ولكن الواقع هو أن التاريخ لا يتوقف اليوم، وأن هذا الصمود الذي تحقق باستمرار الدولة ومؤسساتها هو محطة مبنية على أساس موازين القوى المحلية والإقليمية، سوف يتوج غداً باستمرار الصمود بالعبور الوطني الشامل الى الدولة. 

المصدر : المستقبل 

 

أين بالغ البطريرك؟ 

حسام عيتاني/الحياة

رفض البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير زيارة سورية وتحفظه على مستوى مشاركة المعارضة في الحكومة الجديدة، إضافة الى اعتراضه على سياسة «حزب الله» وسلاحه، مواقف تبدو خارج سياق التوافق الذي أدَّى إلى إعلان ولادة الحكومة. وإذا كان البعض يرى في ما يدلي به صفير بين الحين والآخر تعبيراً منسجماً مع فريق مسيحي محدد هو «القوات اللبنانية»، أي الحزب الأكثر وضوحاً في تمسكه بمطالب مسيحيي قوى 14 آذار (مارس)، فإن المؤتلفين في تجمع الثامن من آذار (مارس) يكرهون هذا الحزب لأسباب لا تتعلق كلها بتاريخ وسجل «القوات» أثناء الحرب الأهلية، بل تتصل أكثر بتصوراتهم لما يفترض أن تكون عليه الزعامة المسيحية في الحاضر والمستقبل، وهي زعامة يُنتظر منها توفير الغطاء لأدوار خارجية تُؤدى على الأراضي اللبنانية، أو على الأقل أن تكون أكثر ليونة حيالها. وليس من الفطنة في شيء محاسبة «القوات» على سجلها، بعد عشرين عاماً من انتهاء الحرب الأهلية ومحو سجلات حلفاء لا تقل قتامة. بيد أن ذلك اقل ما يستدعي العجب في بلد يحكمه، من بابه إلى محرابه، الاعتباط والاستنساب.

مهما يكن من أمر، ثمة ملاحظتان يتعين أن تقالا في شأن مواقف البطريرك. الأولى هي أن صفير لم يأتِ بجديد على ما كانت تقوله قيادات الصف الأول في 14 آذار قبل اكتشافها وبثمن باهظ، حدود الرغبات الاستقلالية واستحالة إنجازها ضمن الشروط الداخلية التي نشأت فيها (قبل الإعاقة الخارجية وبعدها)، لتنضوي بعد التجارب المريرة المعروفة إلى المحذرين من خطورة المؤامرة الإسرائيلية –الأميركية على الكيان ولتسلم للمقاومة بحقها بالاحتفاظ بسلاحها إلى ما شاءت.

الملاحظة الثانية، تقول إن المسائل والمخاوف التي يثيرها البطريرك لم تعالج. فحجم الأخطار التي تتهدد الجمهورية اللبنانية جراء تفاقم ارتباط سياساتها الداخلية بالصراع الإقليمي والدولي، لم يتقلص. أضف إلى ذلك أن مَن يطمئن البطريرك إلى جدية طرح قضية سلاح «حزب الله» على مائدة الحوار الوطني، هو أول من يعرف أن الحوار المذكور لن يرتقي إلى مستوى علاج قضية السلاح الذي لا يترك تعاظمه مجالا للشك في جسامة الأدوار الخارجية المناطة به، بما يتخطى بمراحل مهمة الدفاع عن الحدود الجنوبية للبنان.

لكن البطريرك ينطلق على ما يبدو من تصور «محايد» لوظائف الدولة وسلطاتها وأدوار المؤسسات فيها. وهو حياد يكاد يكون أكاديميًا في تعريفه لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدولة ومواطنيها وأحزابها السياسية، ولما لا يجدر أن تتولاه الجماعات الأهلية من أعمال، من نوع إنشاء الجيوش والأجهزة الأمنية وإدارة علاقات سياسية وغيرها مع الدول الأجنبية. ومع بعض المبالغة، يمكن القول إن آراء البطريرك صفير تصدر عن مدرسة الحداثة الأوروبية التي وضعت الحدود بين الدولة والهيئات الأهلية والمدنية، فيما تصدر آراء معارضيه ومنتقديه عن فكر «ما بعد الحداثة» الذي لا يعترف بأي نوع من الحدود والفوارق ويقبل بتداخل يمتزج فيه شذر الدولة بمذر الطوائف المسلحة، في سبيل إنتاج السلم الأهلي.

بيد أن سلماً أهلياً يقوم على توقع حسن النيات المحلية فيما يقف لبنان وسط مرجل يغلي بالعنف وباحتماله، هو أشبه بما فعل عمرو في قصيدة أبي فراس الحمداني الشهيرة. 

 

حزب الله من الرسالة المفتوحة إلى بيان رقم 2 

الشرق/ميرفت سيوفي

في بيان صادر عنه بالأمس أعلن حزب الله عن إقراره لوثيقة سياسية جديدة هي الثانية من نوعها بعد الرسالة المفتوحة في العام 1985، كلّ من قرأ البيان الصادر عن الحزب استوقفه وصف الوثيقة بأنها الثانية من نوعها منذ البيان التأسيسي والذي غالباً ما تنصّل الحزب كثيراً من كلّ تنظيراته التي استمر يبنيها أعواماً طويلة على هذا البيان الذي اعتبر طويلاً بمثابة "بلاغ رقم 1" ، فما الذي يمكن للحزب أن يقوله في هذه المرحلة الملتبسة إقليمياً ، خصوصاً وأن المقارنة بنوعية الأهمية مع البيان التأسيسي تُرخي بظلال كثيرة حول البيان رقم 2 !!

منذ العام 1982 ولبنان يدفع ثمن التغلغل الإيراني في شرايينه ، وتلفت النظر الأهداف التي طرحها الشيخ نعيم قاسم في كتابه على شكل "ثالوث" فيما هي "ثنائية" غطاؤها عنوان لم يكن في ذاك الوقت موضع خلاف ولكنّه أصبح اليوم موضع انقسام لبناني حاد ، فبحسب قاسم في العام 1982 قوي الاهتمام بضرورة تشكيل إسلامي موحّد "حزب الله" يتمحور حول ثلاثة أهداف مركزية:

1ـ القيادة الشرعيّة للولي الفقيه كخليفة للنبي (ص) والأئمّة وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمّة وأمره ونهيه نافذان "وهو صاحب قرار الحرب والسلم".

2ـ الإسلام هو المنهج الكامل الشّامل الصالح لحياة أفضل وهو القاعدة الفكريّة والعقائديّة والإيمانيّة العمليّة التي يبنى عليها هذا التشكيل.

3ـ مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

يدور الخلاف اليوم بين اللبنانيين على حصريّة قرار الحرب والسلم بيد الدولة ، لكأنها حالة عماء سياسي لا تقرأ ولا تفقه أن الحديث لا يعدو كونه "نفخاً في قربة مثقوبة".. فالوليّ الفقيه؛ المرشد العام للجمهورية الإيرانية ـ بحسب حزب الله ونائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ـ هو صاحب قرار الحرب والسّلم ، وهذا الكلام برسم الذين ما زالوا يتجاذبون الضحك على عقول اللبنانيين بثلاثية مريضة تحت عنوان "حكومة وشعباً ومقاومة"!!

هذه الأهداف رُفعت إلى الخميني وعرفت باسم وثيقة التسعة ووافق عليها فاكتسبت شرعيّة تبنّي الولي الفقيه لها" ، وبرواية قاسم :"ترافق ذلك بالتضامن الإيراني مع لبنان وسوريّا حيث أمر الإمام الخميني الحرس الثّوري بدعم لبنان "حزب الله" من خلال التدريب العسكري وتوفير المقومات اللازمة)...( وافقت سوريا على مرور قوات الحرس الثوري إلى لبنان التي أنشئت معسكرات التدريب في منطقة البقاع اللبناني... وهي الخزان الرئيس لهذه "المقاومة الإسلامية" والاستفادة من القيمة الثقافية والروحية والأخلاقية و الجهادية التي كان يتميز بها شباب الحرس..." وملفت تأكيد قاسم مراراً وفي أكثر من موقع على أن "قرار الجهاد مرتبط بالولي الفقيه الذي يشخّص الحالة التي ينطبق عليها عنوان الجهاد الدفاعي والذي يحدد قواعد المواجهة وضوابطها،رأيه ملزم لهم فهو المتصدي والمبايع من قبل الناس. فالقرار يعود إليه وهو ملزم للمسلمين، وقد حقق وجود وتوجيه الولي الفقيه المتمثل بالإمام الخميني ومن بعده الإمام خامنئي النموذج التطبيقي لإرادة الجهاد بطريقة واقعيّة وعمليّة وفاعلة" فيا تُرى يا هل ترى ما هو تشخيص الخامنئي الجديد لحالتنا في لبنان؟! ..

محيّر بشدّة هذا البيان الموصوف بـ "الثاني من نوعه" بعد البيان التأسيسي الذي شارف على اكتمال كل عناوينه إلا واحداً،وهو إعلان الجمهورية الإسلامية في لبنان،فما الذي قد يحمله البيان الثاني؟ خصوصاً أنه سيصدر في توقيت متزامن مع بيان الحكومة الجديدة ، كأنه بمعنى آخر البيان المضادّ الذي سيقول للبنانيين:"بلّوا البيان الحكومي واشربوا ميّتو"...

ما الذي سيقوله حزب الله للبنانيين بعد البيان التأسيسي والذي سُميّ بالرسالة المفتوحة وحمل عنوان من نحن وما هي هويتنا؟ والصادر بتاريخ 16 شباط 1985 في (حسينية الشياح( ، وعلى اللبنانيين أن يعيدوا النظر دائماً في هذه الرسالة التي ستصبح مضمومة إلى البيان الثاني المترقب صدوره قريباً ، لأنّ حزب الله كما عرّف عن نفسه:" إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط . كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران... نحن نعتبر أنفسنا ـ وندعو الله أن نصبح جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف" .

وللذين لم يفلحوا بعد في قراءة واكتشاف أن قرار السّلم والحرب في لبنان هو بيد مرشد الجمهورية علي خامنئي،نودّ أن نلفتهم إلى العناوين الإيرانية الدستورية الموجودة في هذا النصّ:"دولة الإسلام المركزية في العالم" وهي إيران،والعنوان الدستوري الإيراني الثاني:"نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه" ، ولأن مهمات المعركة الإيرانية اختلفت اليوم لاحظوا إشارة البيان التأسيسي إلى الأرضية المتحركة لحركته:" كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي".. والأهم أن حزب الله حدّد هوية لا تتبدّل بل ويُباهى بها اليوم:" نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران... نحن نعتبر أنفسنا ـ وندعو الله أن نصبح جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف" .

إيران اليوم، على حافة لحظتها التاريخية التي "دسترتها" بنص واضح وصريح فهي :"دولة المهدي المنتظر" هدفها رئاسة العالم الإسلامي تمهيداً لظهور المهدي ، وثمّة كلام كثير يُشير إلى حضور حزب الله في العراق وفي الكويت وفي مصر ومؤخراً في اليمن ، كلّ هذا التمدّد هل ستتم ترجمته رسمياً في البيان الثاني ، بعدما بدأ كثيرون في العالم العربي يطالبون بالضغط مالياً واقتصادياً على لبنان دولة وحكومته ـ وبالتالي شعباً ـ نتيجة تغلغل حزب الله في بلاد عربية ولأهداف لا تحتاج إلى كثير تفكير وتفسير .. إذا كان البيان الثاني من نوعية الرسالة المفتوحة عام 1985 فتوجسوا خيفة ، وترقبوا.. "إعلان الانضمام إلى جيش الإمام" ربما!!

 

 «مقايضة» بين إلغاء الطائفية السياسية وصلاحيات رئاسة الجمهورية 

خضر طالب/السفير

ليس ثمة ما يوحي، أقله حتى اليوم، أن «ورقة» تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية التي رماها رئيس مجلس النواب نبيه بري على طاولة النقاش السياسي، تتمتع بقوة الدفع الكافية لتكون بنداً جدياً في الحوار الوطني، وبالتالي لتأخذ طريقها نحو الولادة «الاضطرارية» بتأخير نحو سبعة عشر عاماً فقط عن موعدها المفترض بعد الطائف.

وإذا كان «حجر» الرئيس بري يُنتظر أن يفعل فعله في «بركة» النقاش الراكدة حول مسألة إلغاء الطائفية السياسية، فإن توقيتها اختاره الرئيس بري بعناية مدروسة ليفرض من خلاله مساراً من اثنين:

ـ تضييق الخناق على طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أطلقه في عمشيت بشأن إعادة النظر بصلاحيات الرئاسات الثلاث والتي كان الرئيس سليمان، وضعها في سلة واحدة في سياق طرقه المتكرر لمسألة إعادة صلاحيات رئيس الجمهورية. وبذلك يريد رئيس المجلس دفع الرئيس سليمان والمؤيدين لمطلبه، خصوصاً من القوى المسيحية، إلى التخلّي عن السعي الدؤوب لتعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية أو تعديل صلاحيات رئاستي المجلس والحكومة.

ـ طرح «مقايضة» بين مسألة تعزيز صلاحيات الرئاسة الأولى وتعديل صلاحيات الرئاستين الثانية والثالثة، وبين مسألة إلغاء الطائفية السياسية المنصوص عنها في اتفاق الطائف، بما يؤدي إلى توازي المطلبين المزمنين لدى المسيحيين والمسلمين في لبنان منذ إقرار اتفاق الطائف.

عملياً، لم ينطلق النقاش إلى الآن حول العنوانين، وهو ينتظر الانتهاء من إنجاز البيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة، لتنعقد بعد ذلك طاولة الحوار التي يريد الرئيس سليمان طرح مسألة التعديلات الدستورية عليها للتوافق على حدّ أدنى بشأنها.

لكن دينامية النقاش باتت أمام أمر واقع فرضه الرئيس نبيه بري بين خيارين لم يعد ممكناً القفز فوق واحد منهما بمعزل عن الآخر، فإما أن يحصل «تزاوج» زمني بينهما، وإما أن يقفز الجميع فوقهما، مع إقرار بتعديلات على الصلاحيات الإجرائية تطال صلاحيات الوزير لجهة المهل الزمنية المفتوحة له لتوقيع المراسيم، فيجري «ضبطها» بسقف محدد يوازي السقف الممنوح لرئيس الجمهورية، وليس بفتح السقف الزمني المحدد لرئاسة الجمهورية لتوقيع المراسيم.

إلا أن المطلب الذي يبدو أنه «يستوطن» طرح الرئيس سليمان يتمثّل باستعادة الرئاسة الأولى صلاحية حلّ مجلس النواب، ليكون الرئيس ممسكاً بـ«عصمة» المجلس النيابي وبالتأثير على الكتل النيابية التي تصبح محكومة بالاقتراب من رئاسة الجمهورية والالتفاف حولها بما يقوّي موقعها في التركيبة السياسية وتوازناتها الطائفية.

ومن البديهي أن يكون الرئيس بري أول المتصدّين لهذا المشروع الذي يدغدغ الرئيس سليمان، باعتباره حجر الزاوية في مسألة الصلاحيات الدستورية التي يريد تحقيقها ليقدمها بمثابة «إنجاز» لموقع الرئاسة الأولى، يؤمن له أرضية مسيحية تحتضنه خلال سنوات عهده، وتمنحه موقع الشريك الأساسي والوصي، في الشارع المسيحي، إلى جانب القوى المسيحية الأخرى التي تدرك أنها ستكون محكومة آنذاك بالسير تحت مظلّة الرئيس سليمان، طوعاً أو كرهاً...

لكن الأهم في إثارة هذه العناوين السياسية هو ما سينتج عنها لاحقاً من تداعيات، لا تقف عند حدود سحب النقاش السياسي من على طاولة مجلس الوزراء إلى طاولة الحوار الوطني، بعد أن يعيد الرئيس سليمان النظر في آلية التمثيل ومعاييره بما يساهم في تقوية موقعه فيها، بل تتعدّى تلك التداعيات هذه النقطة لتشكّل عملياً نقطة تحوّل في الفرز السياسي القائم في لبنان منذ العام 2005 بين جبهتي 14 آذار والمعارضة السابقة.

فيضاف هذا التمركز الجديد الى اقتراب وليد جنبلاط من فريق المعارضة، والمسافة التي يرسمها الحريري بينه وبين فريقه، في الرابع عشر من آذار والخطوات الحثيثة باتجاه «خصومه السابقين» فضلاً عن الخطوة المرتقبة باتجاه دمشق.

الحتمي في هذا الفرز هو أن الرئيس الحريري لا يستطيع أن يكون إلى جانب الرئيس سليمان في طرح مسألة صلاحيات رئاسة الجمهورية على اعتبار أن رئاسة الحكومة ستكون «أول المتضررين» من تعزيز صلاحيات الرئاسة الأولى الذي سيأخذ، مباشرة ومواربة، من صلاحيات الرئاسة الثالثة وموقعها ودورها الذي حظيت به في اتفاق الطائف. وهنا يبدو رئيس الحكومة محكوماً بالبحث عن حلفاء يقفون في موقع الرفض لطرح الرئيس سليمان، وهذا لا يتوفّر في حلفائه الحاليين المسيحيين تحديداً، الذين سيقفون إلى جانب الرئيس سليمان، اقتناعاً أو انصياعاً، في حين أن الحليف وليد جنبلاط سبقه إلى الموقع الآخر وهو يبحث عن ضمانات لتشكيل مجلس الشيوخ الذي يفترض أن تعهد رئاسته للدروز، وهذا لا يتحقق إلا بإقرار إلغاء الطائفية السياسية التي ما تزال تشكّل قلقاً للمسيحيين على حجمهم في الدولة التي ينالون نصف الحصص فيها، مهما تعرّض التوازن الديموغرافي للاختلال، بعد أن وضع اتفاق الطائف «العدّاد البشري ـ الطائفي» في متحف التراث اللبناني...

 

سؤال الضاحية الجنوبية 

موقع لبنان الآن

حازم الأمين

من المفارقات الغريبة العجيبة في هذا البلد الصغير، ثمة واحدة يعيشها اللبنانيون اليوم، وتتمثل في توارد أخبار بعضها صحفي وبعضها شفهي، وبعضها صحيح وبعضها مبالغ فيه، عن أوضاع اجتماعية تعيشها الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت أفضت الى دعوة "حزب الله" بعض أجهزة الدولة اللبنانية الى ضاحيته.

فالحزب بحسب هذه الأخبار فقد القدرة على ضبط "مجتمعه"، وأدرك ان الهامش الضيق، لا بل المنعدم لوجود أجهزة الدولة في مربعه هذا، أفضى نتائج كارثية. فوسمت المنطقة بصفتها ملجأ سارقي السيارات الذين يُقال انهم سرقوا سيارة زوجة أحد كبار المسؤولين في الحزب. وأدى تعاظم عدد تجار المخدرات في المنطقة الى تعاظم عدد متعاطيها ومدمنيها. وامتد الأمر ليهدد موقع الحزب في السياسة، اذ قتل مناصر لـ"التيار الوطني الحر" على يد مجموعة من أبناء "مجتمع الحزب" بفعل تعاظم ظاهرة الخروج على الدولة والقانون.

إنقسم اللبنانيون مجدداً في تفسير هذه الظواهر، فالبعض اعتبرها واحدة من نتائج قرار الحزب عسكرة الطائفة الشيعية في المحنة التي عاشها اللبنانيون في السنوات الأربع الأخيرة، وآخرون اعتبروها واحدة من أزمات الضواحي التي تعاني منها معظم دول العالم.

أصحاب وجهة النظر الأولى محقون، لولا ان ثمة ما يُضعف وجهة نظرهم، فالأكيد ان "حزب الله" قام بعسكرة "مجتمعه" وضرب طوقاً اجتماعياً وسياسياً حوله. لكن الصحيح أيضاً ان ثمة استجابة حصلت لرغبة "حزب الله". فالشيعة كانوا خارج خطاب "14 آذار" وخارج طموحاتها، وهم سلموا للحزب بصفته أمهم، ولم تجر أي مقاومة لهذه الحقيقة.

أما أصحاب وجهة النظر الثانية، فهم أيضاً محقون لولا حقيقة ثانية تتمثل في أن ضواحي المدن التي عادة ما تشهد ظواهر مشابهة لما تعيشه الضاحية، هي أشد فقراً من الضاحية، وهي مهملة بفعل ميل الدول الى عزل ضواحيها عن مدنها وعواصمها. أما الضاحية الجنوبية لبيروت فهي ليست مهملة، انما منزوعة عنوة من عناية الدولة، وهذه الأخيرة ربما لا ترغب في العناية بها، لكن، والحق يُقال، أننا لم نختبر ذلك فعلاً حتى نُطلق اتهامنا هذا.

لكن المفارقة التي أشرنا اليها في البداية لا تكمن في هذه الوقائع والافتراضات كلها، بل في ميل لتفسير الأوضاع في الضاحية الجنوبية لا يخلو من رغبة في إدراجها في الانقسام السياسي. فالغمز من قناة مسؤولية "حزب الله" عن الاوضاع السائدة في الضاحية الجنوبية لا يعفي اللبنانيين من المسؤولية تجاهها. وهنا نتحدث عن النتائج لا عن الأسباب. فظاهرة عنف الشوارع لا يمكن بقاؤها في منطقة واحدة، والمخدرات لا تقف عند حدود منطقة دون غيرها، والاكتفاء بتحميل المسؤولية السياسية عن هذه الأوضاع لـ"حزب الله" لا يعفينا من المسؤولية الوطنية حيالها.

 

الرئيس الجميل للمسيرة: لا يفترض بحزب الله أن يعتبر سلاحه عنصرا من عناصر قوته، لأن هذا السلاح يمكن أن ينقلب عليه، والتاريخ مليء بالأمثلة من هذا النوع      

20 Nov. 2009   

وَصَفُوه بالعتب والغضب. لكنه أكثر.

في كل تعبير من الوجه، كل وتر من الصوت، كل اشارة من اليد، في عمق البؤبؤ العابس، اسى. الكثير من ذلك الاسى الذي يقسّي الملامح، يثلّم الجبين ويلوّن الصوت.

هكذا بدا فخامة الرئيس حين فتحنا الباب، ودخلنا الصالون الفسيح في بكفيا، لنراه جالسا قرب المدفأة، يتصفح الجرائد في الصباح الباكر، يتناول كوب زهورات ساخنا، ليفتح بعده علبة فضية بحجم علبة المحارم الورقية او اصغر بقليل، ويتناول حبة تلو حبة، تلو حبة دواء.

في الخارج، بعد ليل ماطر طويل، بكفيا حائرة بين سكون ما بعد العاصفة وحزن على إبن شاب غادرها مثل هذه الايام الخريفية ولن يعود... ندخل العقد العتيق، حجارته المرصوفة، سطّرتها حشود المحبين المهنئة الدار حينا، والمعزية احيانا، والمتضامنة دائما مع آل الجميل.

فخامته، بدا متعبا، أهو تعب يعقب ليلا طويلا من مقابلة تلفزيونية رطبت عينيه اكثر من مرة، ام تعب يسبق يوم تذكار ووفاء لبكر عزيز، عزيز، عزيز... فَقَدَ وزناً بعد العارض الصحي، او بعد الفاجعة الذابحة بفقدان بيار، لكنه على عناده. يثابر، يطوي الجرح، يتحدث بلباقة رؤساء الدول ولكن بصوت المجروحين في العمق، يبتسم قالبا شفتيه، حين يعرف حق المعرفة ان في الصمت كل الاجابة وكل التهكم الذي يفترضه السؤال ردا...

في فمه ماء، يرد على الجرح بالصبر وعلى الطعنة بالصمت...

في جعبته كلام كثير وخطير لم يحن وقت البوح به بعد، وقد لا يحين... يعرف أن "أم الصبي" لا تقدر على تدمير البيت أو قتل الأولاد، ويعرف أن الانفعال من دون ضوابط ليس من شيم رجالات الدولة، فالهيكل الذي يسقط بمن فيه وعلى من فيه هو انتحار لا انتصار.

عاتب هو على حلفائه، لكنه لا يكسر الجرة، ومجروح هو، لكنه لا يتاجر بجراحه، وسياسي هو، لكنه لا يساوم على مبادئه.

أمين الجميل يختار من الصالون الفسيح ان يجلس تحت صورة بيار. ويتحدث.

ما قراءتك للوضع السياسي بعد تأليف الحكومة؟

يمر البلد بمرحلة تحولات كبرى، وهي مرتبطة إلى حد بعيد بالبعد الإقليمي، فالمنطقة في حال غليان، وثمة إعادة تركيب للتحالفات والعلاقات الخارجية، من وضع أولا ًتركيا التي دخلت بقوة على خط الشرق الأوسط وطامحة إلى لعب دور استراتيجي في هذه المنطقة، وهذا ما ظهر في علاقتها مع سوريا وإسرائيل والعراق، ثانيا ً إيران التي بدأت بعلاقة مميزة مع سوريا ومن ثم دخلت لبنان في الثمانينات عبر حزب الله، وقد بدأت اخيرا التمدد في كل البلدان العربية ذات الحضور الشيعي، ثالثا ً المصالحة السورية-السعودية التي لها انعكاس على مستويات عدة.

فالظروف الإقليمية تنعكس في شكل مباشر على الساحة اللبنانية التي بدورها شهدت تطورات مهمة اخيرا، من نتائج الانتخابات النيابية ورفض التسليم بهذه النتائج، إلى خروج الوزير وليد جنبلاط من 14 آذار والزيارة المرتقبة للرئيس سعد الحريري إلى دمشق. ثمة مرحلة ضبابية إلى حد ما، ولكن في نهاية هذه المرحلة سيكون الوضع أكثر وضوحا على الأرض.

هل هذا يعني أنه لم يتم عزل المسألة اللبنانية ولو مرحليا عن التطورات الإقليمية؟

لا يمكن أن تعزل القضية اللبنانية! فالانفراج الحاصل اليوم نظري، وليس انفراجا حقيقيا، لأن المواضيع الخلافية ما زالت على ما هي عليه: من سلاح حزب الله إلى دور لبنان في الصراع العربي- الإسرائيلي. ذلك ان التناقضات على الساحة اللبنانية كبيرة، ثم هناك العامل الاقتصادي في ظل بروز صراع على السياسة الإنمائية في البلد، ولا يجب الاستهانة بهذا الأمر.

فالخلافات على الخطة الانمائية لها بعد عقائدي في ما بين اتجاه الخصخصة وبين الدولة المركزية، وكأن هناك توجها الى استخدام الورقة الاقتصادية على خلفية تصفية حسابات أو الضغط على رئيس الحكومة. يجب قراءة الوضع الداخلي من ضمن الصورة الكبيرة في أبعادها الدولية والإقليمية والداخلية. كما يجب عدم التقليل من الحسابات الداخلية ومنها ما هو مشروع كالمنافسة السياسية، ومنها ما هو خارج عن أصول اللعبة وهو سياسة الفرض واستعمال السلاح. في خضم هذه الصورة لنا مصلحة كلبنانيين، حريصين على مستقبل هذا البلد وعلى إعادة بناء المؤسسات التي من دونها لا قيامة لوطن ودولة، من مصلحتنا أن نوظف هذه الهدنة النظرية بغية إطلاق الحوار في الحد الأدنى، على أمل استخلاص العبر من هذه التطورات، والتأسيس لاحقا على خطة سياسية أو مقاربة جامعة نتوصل من خلالها إلى بلورة قواسم وأهداف مشتركة تساهم في حفظ المستقبل اللبناني، لأن من أبرز أهدافنا أن نحفظ المستقبل.

فيما لا يبدو في المقابل أن ثمة وعيا أن الكيان مهدد والبلد مستهدف والسلم الأهلي معرض، وحرب تموز وأحداث السابع من أيار خير شاهد على ذلك، فحرب تموز لم يصر بعد إلى معالجة أسبابها وسبل تلافي تكرارها، ، ولا أحداث 7 أيار تم إجراء تقويم شاف لها لتجنب تكرارها، وبالتالي لا علاج يعطي المواطنين الاطمئنان إلى استحالة تكرارها.

ما الذي يحول اليوم دون تكرار أحداث السابع من أيار؟

غياب المصلحة راهنا في افتعال أحداث جديدة، ولكن لا شيء يمنع، في حال دعت الحاجة، إلى ان تتكرر مثل هذه الأحداث. المرحلة التي نحن في صددها هي مرحلة هدوء، ولذلك علينا الاستفادة منها لنعيد ربط الحوار، إنما الحوار الجدي.

ألا يفترض أن يكون رائد هذا الدور الرئيس ميشال سليمان من خلال طاولة الحوار؟

إن هذه الطاولة لم تؤد حتى الآن إلى النتائج المرجوة. الحوار الذي يتم اليوم (الاربعاء) في بعبدا بين وليد جنبلاط وسليمان فرنجيه على سبيل المثال ربما يكون مجديا أكثر، بمعنى أن الحوار الثنائي أفضل من الحوار العام الذي يكتفي بعض الأطراف فيه بتسجيل المواقف، وبالتالي ما أتمناه هو تعزيز هذا النمط من الحوارات الثنائية وأن تمهد بدورها لحوار أوسع وأشمل.

يجري الكلام عن معايير جديدة لطاولة الحوار فبالتالي، هل مشاركة الكتائب ستتحدد انطلاقا من حجم التكتل النيابي للحزب أم لكونكم رئيس سابق للجمهورية؟ وهل سيلحق بكم غبن آخر؟

يبدو أن هناك تصور جديد لطاولة الحوار بإشراك المجتمع المدني، وغيرها من الأفكار، إنما لا معطى لدينا في هذا الموضوع، ولا أعلم حقيقة مؤديات هذه الصيغة، ولكن لا شك في أن انتخابات العام 2009 فرضت نوعا من إعادة نظر في طاولة الحوار، وهذا لا يمنع بأنني أراهن أكثر على الحوار المحصور والهادف. الحوار الذي أجراه وليد جنبلاط مع حزب الله بعد 7 أيار كان حوارا هادفا.

هادف إلى إخراج جنبلاط من 14 آذار؟!

أعتقد بأن مشروع الوزير وليد جنبلاط للانسحاب من 14 آذار كان سابقا لأحداث 7 أيار. ولكن حواره مع حزب الله أرسى الامن والاستقرار والمصالحة في المنطقة بين الدروز والشيعة، لا سيما أن الشيعة اخترقوا جغرافيا منطقة الشوف، وكان جنبلاط في حاجة إلى هذه المبادرة. وهناك حديث اليوم عن حوار بين تيار المستقبل والعماد ميشال عون.

بل هناك حديث عن نوع من ورقة تفاهم جديدة بينهما؟

أعتقد بأن هذه الحوارات تعزز مسار التفاهم في لبنان، والمطلوب من الحوار تكريس هذه التفاهمات.

ألا تعتقدون بأن هذه الحوارات ذات الوجه الواحد واللون الواحد هي نتيجة إيعاز سوري لتقريب البعض واستبعاد البعض الآخر؟

لا أنفي احتمال وجود إيعاز ما، إنما الأطراف الذين يتحاورون هم لبنانيون، وفي حال لم يكن لديهم الحد الأدنى من الوطنية والاستقلالية، فهذا الأمر مزعج جدا.

ألا تظنون إن عدم مبادرة رئيس الجمهورية في هذا الاتجاه، وغياب المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة والكتائب والتيار العوني دليل على أن هوى هذه المصالحات سوري؟

لم ألتق فخامة الرئيس منذ فترة للاطلاع منه على رؤيته لهذه المسائل. ولكن هناك قنوات حوارية قائمة ومنها حوار بين القوات والمردة على مستوى معين، وكل طرف يتحين الفرصة ويقيم التوقيت، والتوقيت هو جزء لا يتجزأ من الأساس، وكذلك الأمر بيننا وبين العماد ميشال عون، إذ هناك حوار خجول بين نواب من الكتائب ونواب من التيار الوطني، لم تنضج لتصل إلى صياغة موقف مشترك.

هل قرار حزب الله نابع من إرادته أم مرتبط بإيران؟

إن حزب الله لا يخفي ارتباطه بولاية الفقيه إلى اعترافه بقيادة السيد علي خامنئي وتزويد إيران اياه بالسلاح والعتاد والمال. فحركة حزب الله هي جزء لا يتجزأ من فلسفة النظام الإيراني، وهو ليس حلفا آنيا ظرفيا موسميا، إنما حزب الله والنظام الإيراني هما جزء من فلسفة الثورة الخمينية.

هل هذا يعني استحالة التوصل مع حزب الله إلى تفاهمات مستقبلية على لبنان ودوره؟

لا بد من الوصول إلى هذا مع حزب الله عندما تتبدل المعطيات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وهذا ممكن .

هل يعني ذلك أن السيادة ستبقى منتقصة والاستقلال غير ناجز؟

نعم! يا للاسف! وهذا ما نشكو منه في قولنا باستحالة التعايش بين دولتين وجيشين على أرض واحدة، فضلا عن أن منطق حزب الله يتناقض مع كل الأصول الدولية والنصوص والمعاهدات، إذ كيف يمكن التوفيق بين المقاومة والموافقة على اتفاق الهدنة والقرار 1701 وترسيم الحدود والخط الأزرق؟

وكيف يمكن تمرير البيان الحكومي؟

باللجوء إلى حلول "سيبويهية" واللعب على الألفاظ والسير بين السطور وتحتها وفوقها.

هل عادت سوريا إلى لبنان؟

عندما انسحب الجيش السوري في العام 2005 من لبنان كان كلامي واضحا بأن جيشها انسحب ولكن نفوذها ما زال في لبنان من خلال الرئيس لحود في قصر بعبدا والأجهزة الأمنية وحزب الله وسلاحه، كما أن سوريا ما زالت ممسكة بأوراق كثيرة على الساحة اللبنانية، وأكبر دليل عجزنا عن ترجمة أكثريتنا النيابية في تشكيل حكومة الأكثرية، فنحن أسرى لواقع معين، وهذا الواقع ترسخ منذ دخول قوات الردع العربية على الأقل، لقد تمكنت سوريا هذه الفترة من أن تخترق كل مفاصل الحياة السياسية في لبنان، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن الصعب إخراج هذا الاختراق بسنوات قليلة!

نعم الوجود السوري ما زال قائما وبقوة، ولمعالجته نحتاج الى شيئين: وقفة وطنية، ومن هنا أهمية استمرار تحالف أركان 14 آذار، والدخول من جهة أخرى في حوار جدي وفي العمق مع سوريا لإيجاد إطار من العلاقات الطبيعية بين البلدين، وأن تكون علاقات ندية من أجل إعطاء تطمينات للفريقين، أي أن تطمئن سوريا الى ان لبنان لم يعد مركز مؤامرات عليها، ونطمئن في المقابل الى أن هذا البلد سيد حر مستقل والكل يحترم خصوصية نظامه.

لا يمكن أن نتجاهل موقع سوريا على حدودنا. لقد حققنا انجازات مهمة بصمودنا ومقاومتنا وانسحاب الجيش السوري وإعادة لبننة جزء كبير من المؤسسات اللبنانية التي كانت مخترقة، وفرض سلوك جديد على سوريا في لبنان بإقرار العلاقات الدبلوماسية المطلوب تفعيلها والعمل على ترسيم الحدود. لا شك في أن هناك إيجابيات ولكن علينا تحقيق مزيد من هذه الايجابيات بالاستفادة من المناخ الموجود في المنطقة والذي يؤكد على استقلالية كل دولة.

وهناك عنصر آخر إيجابي أيضا وهو انفتاح سوريا على العولمة والاقتصاد الحر وتشجيعها الاستثمارات الخارجية، وهذا سيفرض على سوريا في نهاية المطاف الانفتاح السياسي، اذ يصعب الانفتاح اقتصاديا من دون الانفتاح سياسيا، وهذا ما يتطلب من سوريا الاعتناء في شكل أكبر بوضعها الانمائي والاقتصادي.

عايشتم مرحلة مشابهة لهذه التي نعيشها اليوم، فهل هذا ما يميز مرحلة 1982 والانسحاب السوري والفلسطيني فيها والعودة السورية في ما بعد، وانسحاب 2005 والشبه العودة السورية اليوم؟

الوضع تغير الآن، والنظام السوري تطور. لم نكن نتصور منذ عشر سنوات أن يفتح مصرف لبناني في سوريا، بينما أصبح اليوم أكثر من عشرة مصارف لبنانية فيها، إلى مجموعة من الكوادر اللبنانية الموجودة اليوم في سوريا، حتى ان هناك رفاقا كتائبيين يعملون في هذه المصارف بدون عقد ا و تحفظات . ثمة كثير من الحواجز التي سقطت! لا شك في أننا ما زلنا في هذا الجو الضبابي، ولكن لا بد من التسطير بان هناك الكثير من المتغيرات في سوريا.

المشاهد الماضية المتكررة تحول دون رؤية المشاهد الإيجابية، وعلى سبيل المثال توجه الرئيس سليمان إلى سوريا فور تشكيل الحكومة؟

لا ننسى أيضا أن أول زيارة قام بها الرئيس فؤاد السنيورة بعد تشكيل حكومته كانت إلى دمشق. هذا ليس أمرا جديدا.

ألم يكن يفترض بالرئيس التوجه أيضا إلى الرياض باعتبار أنها ودمشق كانتا وراء قيام هذه الحكومة؟

لا أعلم، لا أعلم. ولكن الرئيس هو من يقدر ما هي الظروف الملائمة لزياراته.

لماذا أخذ الرئيس سليمان في الاعتبار تحفظات حزب الله على تشكيلة الحريري الأولى رافضا التوقيع عليها، ولم يأخذ تحفظات الكتائب في التشكيلة الأخيرة؟

يبدو أن للرئيس ظروفه. أما في العودة إلى موضوع سوريا، فأعتقد بأنه يفترض رؤية الأمور من كل جوانبها السلبية كما الإيجابية.

ولكن ما زالت الجوانب السلبية هي الطاغية؟

لا شك في أن الجانب السلبي ما زال طاغيا، خصوصا في حال قاربنا العلاقات التاريخية بين لبنان وسوريا، إذ يجب ألا نغفل أن السواد الأعظم من السوريين لم يهضم لغاية اليوم قيام الكيان اللبناني، وهو ما زال يعتبر لبنان جزءا من سوريا، وأن لبنان وليدة الاستعمار وسايكس-بيكو. ولذلك أكبر انجاز كان فتح السفارة في لبنان، وهذا انجاز كبير .

هل خرجت الكتائب اللبناية من 14 آذار أو لم تخرج؟

لا يمكن أن نخرج من ثيابنا، لأننا في 14 آذار قبل ولادة 14 آذار، ولكن لدينا جملة تحفظات على الإطار التنسيقي لقوى14 آذار.

هل تلبون دعوة الى حضور اجتماع أقطاب 14 آذار، في ما لو تمت الدعوة اليه غدا؟

نعم في حال كان الاجتماع في إطار ضيق ومحصور، والا تعلمون مثلا انني انا على تواصل مع كل قيادات 14 آذار.

كان للكتائب أكثر من عتب بل اسميتموه في بيانكم "غضبا"، فهل ثمة نية لخلق توجه مستقل أو جديد بين 14 و 8 آذار؟

لم ندخل بعد في هذه التفاصيل، ولا يفترض استباق الأمور. لدينا مجموعة ملاحظات على الأداء منذ فترة إلى اليوم، وقد نبهنا في مرحلة معينة واعتكفنا عن حضور اجتماعات الأمانة العامة، ومن ثم تم الاتصال بنا والالتزام بتصحيح المسيرة وتقديم تصور من هذا القبيل، ولكن لم يكن هناك أي نتيجة عملية، وأعقبها تشكيل الحكومة في الشكل المعروف، إذ كان هناك اجحاف وظلم، فحزب الكتائب حزب تاريخي وموجود على امتداد الأراضي اللبنانية من القبيات في الشمال إلى عين إبل في الجنوب ، والتعامل معه لا يكون بهذا الشكل، خصوصا أنه كان حاضرا في كل المحطات الوطنية، ولا أحد في إمكانه المزايدة علينا من هذه الناحية.

فما تفسيركم اذا لما حصل؟

لم أحصل على أي تفسير بعد.

ولكنكم التقيتم مع دولة الرئيس الحريري، فما التفسير الذي حصلتم عليه؟

نعم، لقد زارنا في اليوم التالي لتشكيل الحكومة، ولكن لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع، ولم نحصل في الاتصالات اللاحقة أيضا على أي تفسير.

ما صحة الحديث عن صقور وحمائم في الكتائب وعن وجود فريق يدعو الى الخروج من 14 آذار والتمسك بالبقاء في الحكومة وآخر يتمسك بالعكس؟

هذا أمر طبيعي في كل اجتماع لبناني حيث الآراء متنوعة. فالمكتب السياسي في حزب الكتائب مؤلف من ثلاثين عضوا، وهم ليسوا دمى أو مستنسخين، بل لكل فرد شخصيته ورؤيته، ومن الطبيعي أن يعطي كل شخص رأيه، إنما عندما يتخذ القرار يصبح ملزما بالنسبة إلى الجميع.

هل العتب كان طاغيا على الحليف المسلم أم المسيحي؟

لم نلمس تضامنا معنا من كل أفرقاء 14 آذار. كل افرقاء آذار.

كيف تصفون علاقتكم بالقوات اللبنانية؟

جيدة.

هل تضامنت معكم القوات؟

عتبنا على الجميع لا على فريق واحد، ولكن هذا لا يعني عدم وجود علاقة طيبة أو تنسيق.

ألم تحصلوا على أي تفسير أيضا من القوات؟

كلا.

لغاية الآن؟

نعم.

وهل تعتبرون ان القوات قد أُنصفت في حصتها الحكومية في الوقت الذي تعتبر الأخيرة أن توزير ابراهيم نجار وسليم وردة حصل من خارج صفوفها؟

كان في استطاعة القوات اختيار من تريد، واستبدال الوزير نجار بالمهندس عماد واكيم والوزير وردة بأي كاثوليكي آخر من القوات. القوت هي التي اختارت ممثليها في الحكومة.

ألا ينسحب هذا الوضع على الكتائب؟

كلا.

أليست الكتائب وراء تسمية الوزير سليم الصايغ؟

أقمنا منذ البداية نوعا من الربط بين الاسم والحقيبة التي سنحصل عليها، واختيارنا الدكتور سليم الصايغ جاء على أساس أن يكون وزيرا للتربية باعتبارها من ضمن اختصاصه. ولكن الحكومة تشكلت من دون الوقوف على رأينا، وبالتالي وضعنا أمام أمر واقع أكان في الحقيبة أو مع الوزير، مع العلم أن سليم الصايغ يحظى بكل ثقتنا وتقديرنا ودعمنا الكامل.

هل تصرف الرئيس الحريري جاء انطلاقا من مونة على فخامتكم أم نتيجة ضغوط وظروف أخرى؟

لا أعلم. يجب أن يسأل الرئيس الحريري.

هل تعتبرون انه كان في استطاعة الرئيس الحريري إعطاء مزيد من الوقت للتشاور بين قوى 14 آذار؟

بالتأكيد.

وما مرد هذا الاستعجال؟

لا أعلم. لا جواب على هذا السؤال.

هل العلاقة التي كانت تربط الرئيس الحريري بالشهيد الشيخ بيار الجميل انسحبت على العلاقة بينه والنائب سامي الجميل؟

بيار كان نائبا في المجلس النيابي ومرتبطا في شكل أكبر بالسياسة العملية، وهو تقريبا من عمر الشيخ سعد، مما ولد صداقة خاصة بين الاثنين، والكيمياء عبرت بسهولة وسرعة بينهما. كانت هناك مودة خاصة بين بيار وسعد. أما العلاقة مع سامي، فهي ودية وجيدة ولكنها لم ترتق إلى ما كانت عليه العلاقة مع بيار.

إلى أي مدى إثارة موضوع كتاب التاريخ كان وراء "تطيير" الوزارة من يد النائب سامي الجميل؟

هذا الكلام غير صحيح، اذ تم "تطييرنا" من وزارة التربية قبل أن يثير سامي هذه المسألة. يجب ألا "نعمل من الحبة قبة"، كل ما نطالب به ويفترض بالجميع المطالبة به هو حوار جدي حول كتاب التاريخ والتنشئة الوطنية. الجيل الحاضر لا يعرف بعضه بعضا. لا قاسم مشترك بينه. فنظرة ابن النبطية مختلفة عن نظرة ابن كسروان. وهذا شيء غير طبيعي، إذ كيف يمكن أن يكون الولاء للوطن عندما يكون لكل فئة من هؤلاء الشباب تفكير مناقض للفئة الاخرى أكان على صعيد الكيان الوطني أم الولاء والتاريخ. يفترض أن يكون أحد هموم وزارة التربية العمل على تنشئة وطنية جامعة. كيف يمكن تربية جيل وأن يكون هذا الجيل ضمانة للوطن ووحدته عندما لا نكون متفاهمين على بديهيات الحياة الوطنية؟ ولذلك يفترض إنشاء هيئة تنكب على دراسة هذا الموضوع، وأن يكون من الأولويات قبل البحث في المياه والكهرباء والمقاومة وسلاح حزب الله، يجب أن نتفق على الركائز الأساسية للوطن اي التربية والتنشئة الوطنية. أتفهم جيدا أن يكرِّم كل طرف شهداءه. هادي نصرالله شهيد وعلينا أن نجله ونقدره، وبيار الجميل شهيد يجب أن نجله ونقدره، ولا يعقل أن نهشم بشهداء بعضنا بعضا، ولا أن نتنكر لتضحيات بعضنا بعضا. يجب أن نجلس ونتحاور بهدوء. الحرب السويسرية دامت عشرات السنين بين فئات المجتمع السويسري، وهذا لم يحل دون كتابة التاريخ الذي يعترف بهذه الفوارق من أجل أن يتعظ الشعب، ولكن سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال تفاديا لرؤية ما يحيط بها، هي أفضل الطرق وأسرعها للتأسيس لحرب أهلية جديدة.

هل تخشون تكرار الحرب الأهلية؟

بالتأكيد! و7 أيار أكبر دليل على ذلك! وقبلها 9 شباط في الأشرفية! هناك مشكلة قائمة، وعلينا الاستفادة من فترة الهدوء للانكباب على دراسة الملفات الأساسية.

ولكن المشكلة الدائمة هي في وجود هذا السلاح؟

السلاح يكون جزءا من هذا الحوار. للدبلوماسي تاليران تعبير جميل جدا يقول فيه "يمكن استعمال حربة البندقية في كل شيء باستثناء الاستقرار عليها". وقد رأينا ماذا حل بسلاح المقاومة الفلسطينية ومن ثم بالجيش السوري. لا يفترض بحزب الله أن يعتبر سلاحه عنصرا من عناصر قوته، لأن هذا السلاح يمكن أن ينقلب عليه، والتاريخ مليء بالأمثلة من هذا النوع، من هتلر إلى نابوليون. وأدعو حزب الله في المناسبة إلى المبادرة اليوم قبل الغد، ومن موقع القوة، إلى التوافق مع اللبنانيين على مستقبل هذا البلد قبل فوات الأوان.

هل تخشون أن ينعكس التوتر السعودي-الإيراني على خلفية أحداث اليمن والحوثيين على أداء الحكومة والوضع الداخلي وبالتالي أن تكون تداعياته أقوى من المصالحة السورية-السعودية؟

كل الأمور متداخلة. لا شيء يمنع أن ينعكس ما يحصل في اليمن على لبنان، لأن قضية اليمن خطيرة، وقد انذرت إيران بالأمس السعودية بالكف عن اضطهاد الأقليات. ولكن السؤال الكبير هو كيف يمكن لسوريا المرتبطة بحلف عقائدي مع إيران من جهة، وحلف سياسي مع السعودية من أخرى التوفيق بين الحلفين؟ إنما لغاية اليوم ما زالت سوريا تحافظ على علاقتها مع إيران وتتعاون في الوقت نفسه مع العرب والغرب لمعالجة بعض القضايا المتعلق بالإرهاب وغيره.

هل سيكون لكم موقف من زيارة رئيس الحكومة إلى سوريا في حال دعيتم الى المشاركة؟

نشجع أي زيارة شريطة أن تكون الاجتماعات شفافة وبموافقة من مجلس الوزراء، وأن تعمل على معالجة بعض الملفات التي نعتبرها ملفات رئيسية يجب معالجتها بين البلدين.

هل يمكن أن تزوروا سوريا في إطار تحركاتكم المستقبلية؟

لا شيء مطروح من هذا القبيل في الوقت الراهن.

ماذا عن المسعى الكتائبي الذي يتولاه النائب إيلي ماروني لجمع الوزراء الموارنة في بكركي؟

هذه الفكرة هي نتيجة تمن من البطريرك للقيام بمبادرة في الأعياد تنعكس إيجابا على الوضع المسيحي، ولكن هذه الأفكار ما زالت مجرد أفكار عامة.

هل يمكن اطلاع الرأي العام على بعض البنود الإصلاحية التي تقدمتم بها لإصلاح الوضع داخل 14 آذار من أجل انطلاقة متجددة لها؟

من الضروري الوصول إلى مصارحة أكبر في مقاربة الأمور الوطنية.

 

متفرقات - جامعة الروح القدس في الكسليك احيت ذكرى الاستقلال

الاب حبيقة: لبنان العصي على الفشل سيبقى أبدا صديق الحياة

وطنية - أقامت جامعة الروح القدس في الكسليك احتفالا بمناسبة عيد الاستقلال، نظمه مكتب شؤون الطلاب فيها، في حضور نائب رئيس الجامعة الأباتي بولس نعمان، نائب الرئيس لشؤون الأبحاث الأب جورج حبيقة، الأمين العام الأب مروان عازار، مدير مكتب شؤون الطلاب الأب ميشال أبوطقة، المسؤول عن العمل الرعوي في الجامعة الأب بطرس عيد والفنان سيمون حدشيتي، إضافة إلى أسرة الجامعة التعليمية والإدارية والطلاب، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني في الجامعة.

بعد النشيد الوطني، تحدث نائب مدير مكتب شؤون الطلاب خليل عبود فأشاد ب "هذه المناسبة الخالدة التي يستذكرها اللبنانيون وكرست وطنهم واحة للأمن والاستقرار والحرية، حافظا لكرامة إنسانه، سندا وظهيرا لأشقائه، مدافعا عن قضاياهم حتى غدا الوطن الأنموذج للحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان".

أما كلمة الطلاب فألقتها طالبة الصحافة ناتالي مارون، فوجهت فيها تحية إكبار لأبطال الاستقلال ولشهداء الوطن، وناشدت السلطات بإسم الجيل الصاعد "أن تعمل على انتشال لبنان من الموقع المتأخر في العالم في موضوع الشفافية، وترفعه إلى موقع متقدم في محاربة الفساد، وتعمل على برمجة سداد الدين العام، وتنصرف إلى توظيف أصحاب الكفاءات لا أصحاب الوساطات، وتعمل على إلغاء الطائفية، لعل ذلك يخفف من صفوف الشباب الواقفين أمام السفارات، فبذلك نكرم أبطال الاستقلال ونكون قد أنجزنا الاستقلال الفعلي".

الاب حبيقة

وألقى نائب رئيس الجامعة لشؤون الأبحاث الأب جورج حبيقة كلمة أكد فيها "أن الاستقلال الفعلي إنما هو الذي يبدأ في النفس وفي القلب وفي الفكر، وفي داخلنا تولد شعلة الحرية. فإذا لم نكن مفطورين على الاستقلالية المنفتحة والمتضامنة والمتفاعلة، فعبثا نحاول بناء وطن لكرامة الإنسان وحقوقه".

وتوجه إلى الطلاب بالقول: "أنتم أيها الطلاب الأحباء، الموجة الخضراء التي ستضخ الحياة في شرايين لبنان المتصلبة واليابس،. أنتم طاقة التجديد التي ستزيل التجاعيد التي تراكمت على وجه لبنان وتعيد إليه نضارة الفتوة الزاخرة بالطاقات الواعدة. أنتم الاستقلال الآتي، أنتم، بعشقكم للبنان الرسالة، للبنان مساحة التلاقي والتكامل في الاختلاف، ستمنعون هذا الوطن العظيم والهش في آن، من أن يسقط من منصته إلى مستوى البلدان العادية والباهتة".

وختم:"إن لبنان المستقل، أقله في داخلنا، والعصي دوما على استحقاقات الفشل، سيبقى أبدا صديق الحياة".

واحيا الحفل الفنان سيمون حدشيتي، مقدما باقة من الأغاني الوطنية من وحي المناسبة.

 

مأتم رسمي وشعبي حاشد في شننعير لعقيلة النائب أبي نصر

الرقيم: دعاها الله ليمتعها بالسعادة لما أتته من أعمال مبرورة

وطنية - شيعت بلدة شننعير بعد ظهر اليوم السيدة سامية فارس العظم، عقيلة عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب نعمةالله أبي نصر، في مأتم حاشد ترأسه النائب البطريركي العام لابرشية جونيه المارونية المطران انطوان نبيل العنداري ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وعاونه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، والمطران سمير نهرا ممثلا بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام.

وشارك في المأتم وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والنائب ابراهيم كنعان ممثلا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ووزير الاقتصاد محمد الصفدي ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ورئيس اقليم كسروان الفتوح الكتائبي سجعان القزي ممثلا رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، والنائب فريد الياس الخازن ممثلا رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، والنواب فريد حبيب وميشال الحلو وفؤاد السعد وسليم سلهب وجيلبرت زوين ويوسف خليل وسيمون ابي رميا وعباس هاشم ووليد خوري وغسان مخيبر وعلي عمار واميل رحمه، والنائب السابق لرئيس الحكومة عصام ابو جمرا، والعميد المتقاعد وليم مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس، والعميد حنا كيوان ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش، والوزراء السابقون ميشال اده والياس سكاف وجان عبيد وجو سركيس والياس حنا، والنواب السابقون حسن يعقوب وسمير عازار وفريد هيكل الخازن، والنقيب عصام صوايا ممثلا المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني، ورئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي وفاعليات سياسية وحزبية واجتماعية ونقابية وقضائية وعسكرية ورؤساء رابطات وجمعيات.

الرقيم

بعد الانجيل، تلا أمين سر البطريركية المارونية المونسنيور يوسف طوق الرقيم البطريركي، وجاء فيه:

"دعا الله الى جواره فقيدتكم المرحومة ساميا عن عمر لم يتجاوز الرابعة والستين سنة، وهذه خسارة كبيرة عليكم وعلى العائلة التي كانت ترعاها، ولكنها إرادة الله التي لا مرد لها، وقد دعا فقيدتكم ليمتعها بالسعادة الابدية التي تاقت اليها بما أتته في حياتها من أعمال مبرورة.

نشأت رحمها الله، في بيت كريم سهر عليه والدها رحمه الله، بما عرف عنه من جد ونشاط، الى جانب شقيقاتها الثلاث اللواتي شدتها اليهن أوثق روابط الاخوة، واقترنت برجل احتل في بني قومه منزلة رفيعة، وقد انتخبه أبناء منطقته نائبا عنهم لغير مرة، وهو محام معروف وله انجازات كثيرة في مجال النشاط النيابي، وقد رأس الاتحاد المسيحي الديموقراطي وكان عضوا مشاركا في اتحاد الاحزاب الديموقراطية المسيحية، وناشطا في مجلس النواب، وشارك في لجان نيابية وفي مؤتمرات مارونية عالمية، والاحزاب الديموقراطية المسيحية، ووضع دراسات قانونية حول مختلف المواضيع، وقدم اقتراحات قوانين في مختلف المواضيع واستجوب الحكومة غير مرة، وكانت له مواقف طالب فيها بحقوق ناخبيه وغيرهم من اللبنانيين.

وكانت الفقيدة الى جانبه، تشجعه على اتخاذ مواقفه، وتعاونه على النهوض بشؤون العائلة، فربت معه ولديها وابنتها، ومن بينهم محام ورجل أعمال وربة عائلة، وطابت خاطرا بهم جميعا يحتلون في محيطهم منزلة محترمة، وكانت وفية لشقيقها وشقيقاتها وأولاد حميها وهم يودعونها اليوم بالاسف العميق والصلاة ليسكنها الله دار السعادة، وقد صح فيها قول سفر الحكمة: "إذا كانت نفسها مرضية للرب فقد أخرجها سريعا من بين الشرور (14/4)". وعلى هذا الأمل، وإكراما لدفنتها، وإعرابا لكم عن عواطفنا الابوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران انطوان-نبيل العنداري، النائب البطريركي على منطقة جونيه من الابرشية البطريركية السامي الاحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسها، وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.

تغمد الله الفقيدة الجليلة بوافر الرحمة وسكب على قلوبكم الكسيرة باسم العزاء". وكانت عائلة الفقيدة تلقت سلسلة اتصالات هاتفية وبرقيات تعزية، أبرزها من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، النائب نعمة طعمة، والنائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 20 تشرين الثاني 2009

النهار

يكرر الرئيس سعد الحريري القول أمام بعض قوى 14 آذار أنه لن يتخلى عن هذه القوى في أي ظرف.

أسف مسؤول سابق لما تردد عن تحول المعارضة طرفا في مشكلة داخلية لاحدى المؤسسات البارزة لافتا الى أن على المعارضة كما الموالاة معالجة المشكلة لا تشجيع أحد طرفيها.

تخشى أوساط سياسية ان يكون مصير المجلس الاعلى اللبناني - السوري موضوع خلاف داخل الحكومة وخارجها.

السفير

قال نائب سابق من مدينة كبرى، إن أهالي مدينته رفضوا رفع لافتات التهنئة بالحكومة، احتجاجاً على ضعف تمثيل مدينتهم فيها.

علّقت جهات سياسية متابعة على حلقة تلفزيونية عاصفة مع نائب "قواتي" على محطة موالية، بالقول: كأنها رد على رسائل الإزعاج المرسلة من "القـوات" إلى رئيس الحكومة في مرحلة انطلاقة الحكومة.

تردد أن دولة إقليمية بارزة طرحت على لبنان إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين لكن المذكرة التي حظيت بموافقة الجهة الأمنية المعنية علقت فجأة في أدراج أحد الوزراء السياديين.

المستقبل

في معرض التشديد على التضامن الوزاري في حكومة الوفاق، أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري امام لجنة الصياغة ان المطلوب من كل وزير "الدفاع" عن مشاريع زملائه بغض النظر عن الانتماءات السياسية خارج الحكومة.

ذكرت مصادر مقربة من حزب "كبير" ان التغييرات التنظيمية شملت المسؤولين والعاملين في القطاعات والاجهزة التنفيذية وليس القيادة العليا.

تفيد تقارير ديبلوماسية أن الإدارة الأميركية أبلغت أكثر من طرف في المنطقة أنها لا تريد انفجارا أمنيا في أي مكان في مرحلة استمرار المباحثات الدولية مع اسرائيل لوقف الاستيطان.

اللواء

طلب مرجعان كبيران من موظفين بارزين في مؤسسة تشهد إرباكاً داخلياً تجميد أية خطوة بانتظار القرار السياسي!·

بدأت حسابات الانتخابات النيابية تستحق لدى شخصيات بارزة، كانت تعهدت بترجمتها على مستوى التعيينات الإدارية·

لم يضع رئيس كتلة نيابية حليفه القوي في أجواء مصالحة جرت مع قطب أكثري برعاية رسمية·

صدى البلد

لوحظ خلو اي تعديلات على اسماء مجلس الشورى في حزب الله باستثناء ملء الفراغ فيما يتوقع ان تشهد التعيينات في الصف الثاني بعض التبدلات الجزئية.

تردد ان مرجعا كبيرا يتمسك بمشاركة احد مهندسي اتفاق الطائف في طاولة الحوار الى جانب بعض العسكريين السابقين.

نفى دبلوماسي في سفارة فاعلة في لبنان ان يكون شغور موقع السفير وبعض المواقع الرئيسة فيه لاسباب ترتبط بسياستها تجاه لبنان.

 

الأسد يرفض طلب ساركوزي "الانفتاح" على نتنياهو

حقائق انهيار مشروع السلام السوري - الإسرائيلي 

عبد الكريم أبو النصر

(النهار)، الجمعة 20 تشرين الثاني 2009

"فشل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تحقيق تفاهم سلمي بين الرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يمهد لاطلاق المفاوضات السورية – الاسرائيلية المباشرة او غير المباشرة وذلك لثلاثة اسباب اساسية هي الآتية:

اولا – لم تتمكن اي جهة دولية او اقليمية، منذ ما بعد حرب 1973 حتى اليوم، من ايجاد الصيغة الديبلوماسية الملائمة لانجاز السلام السوري – الاسرائيلي، على رغم الجهود الاميركية المكثفة التي بذلت منذ مؤتمر مدريد المنعقد عام 1991 وخصوصا في عهد الرئيس سابقا بيل كلينتون، وعلى رغم الوساطة التركية الاخيرة وانعقاد جولات عدة من المفاوضات السورية – الاسرائيلية المباشرة وغير المباشرة خلال السنوات الاخيرة، ذلك ان الملف السوري – الاسرائيلي اكثر تعقيدا مما يبدو للوهلة الاولى.

ثانيا – يريد بشار الاسد سلاما مع اسرائيل من دون مجازفة ومضمونا سلفا يؤمن له انتصارا سياسيا وديبلوماسيا حقيقيا من خلال استعادة الارض المحتلة كاملة، ولذلك يبدو اكثر تشددا من والده الراحل حافظ الاسد في تعامله مع الاسرائيليين وفي تمسكه بالحصول على ضمانات خطية مسبقة للتفاوض مباشرة معهم.

ثالثا – ليس نتنياهو راغبا في انجاز السلام الحقيقي مع سوريا وفي دفع ثمنه الباهظ، بل انه يريد عملية تفاوضية مع السوريين ليس من اجل اعادة الجولان اليهم، بل من اجل اضعاف المحور السوري – الايراني وحلفائه وتعزيز قدرات اسرائيل في تعاملها مع البرنامج النووي الايراني العسكري.

هذا ما ادلت به الينا مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس مطلعة على ملف المفاوضات السورية – الاسرائيلية، واوضحت ان المفاوضات غير المباشرة التي اجريت عام 2008 بين سوريا واسرائيل عبر الوسيط التركي لم تتوقف بسبب حرب غزة كما يقال، كما انه ليس صحيحا القول إن الهوة تقلصت كثيرا بين هذين البلدين نتيجة الجهود التركية وان الخلاف بات يدور حول "كلمات عدة" فقط، كما اكد وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو خلال زيارته لباريس مطلع تشرين الثاني الجاري. والحقيقة، وفقا للمصادر الاوروبية المطلعة مباشرة على تفاصيل هذا الملف، ان المفاوضات توقفت عند قضية اساسية تتعلق بجوهر النزاع بين سوريا واسرائيل.

واوضحت المصادر ان ما حصل فعلا، وبعد اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين السوريين والاسرائيليين عبر الوسطاء الاتراك، ان الاسد طلب الحصول على تعهد خطي رسمي من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للانسحاب من الجولان الى خط الرابع من حزيران 1967 في مقابل تحقيق السلام بين البلدين، وذلك شرطا للانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين. وقدم الاسد الى اولمرت في ايلول 2009 عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وثيقة رسمية تتضمن ست نقاط تحدد مطالب سوريا، وشدد على ضرورة حصول رد اسرائيلي خطي عليها. واطلق المسؤولون الاتراك على هذه الوثيقة اسم "وديعة الاسد" وقالوا لاولمرت إن الرئيس السوري مستعد للانتقال الى مرحلة التفاوض المباشر مع اسرائيل بعد تلقيه الرد الاسرائيلي المقبول لديه على هذه الوثيقة وبعد مجيء ادارة اميركية جديدة "مقتنعة" بضرورة تحقيق السلام بين البلدين والمساعدة على ذلك. والمسألة الاهم ان هذه الوثيقة السورية تتضمن مطالبة الحكومة الاسرائيلية بأن تلتزم خطيا ورسميا ليس فقط تطبيق مبدأ "الارض في مقابل السلام"، بل ايضا بشكل محدد ان تلتزم الانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران 1967. وتتضمن الوثيقة المطالبة بتحديد عدد من النقاط على خط الحدود بين سوريا واسرائيل لتأكيد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران 1967 وليس الى خط آخر.

وفي تشرين الثاني 2008 بعث اولمرت برسالة الى الاسد عبر الاتراك تضمنت رده على الوثيقة السورية وطالب فيها الرئيس السوري بأن يحدد خطيا ورسميا تصوره لطبيعة ونوع العلاقات التي ستقوم بين سوريا وايران و"حزب الله" و"حماس" والقوى المتشددة في المنطقة في حال التوصل الى اتفاق سلام سوري – اسرائيلي. وتفيد المصادر الاوروبية المطلعة ان اولمرت اكد للاسد انه يرفض تقديم اي تعهد خطي له للانسحاب الكامل من الجولان قبل ان يحصل من القيادة السورية على تعهدين اساسيين هما:

الاول – يجب ان تتعهد القيادة السورية ضمان حاجات اسرائيل ومتطلباتها الامنية والمائية، مما يعني خصوصا ان اولمرت يصر على احتفاظ اسرائيل بالسيادة الكاملة على بحيرة طبرية واحتفاظها كذلك بشريط حدودي يبلغ عمقه 400 متر على الاقل حول البحيرة للسماح للاسرائيليين بالتحرك بحرية في هذه المنطقة بعد تحقيق السلام.

وكما قال لنا ديبلوماسي اميركي مطلع: "إن جميع رؤساء الحكومات الاسرائيلية الذين تفاوضوا مع سوريا طالبوا بالاحتفاظ بالسيادة الكاملة على بحيرة طبرية لان هذه البحيرة تشكل خطا احمر بالنسبة الى اسرائيل، اذ انها تؤمن لها اكثر من ثلث مواردها المائية، وقد رفضت سوريا باستمرار هذا الطلب الاسرائيلي وتمسكت بضرورة انسحاب الاسرائيليين الى خط الرابع من حزيران 1967 لان ذلك يسمح للسوريين بالوصول الى الضفة الشرقية – الشمالية لبحيرة طبرية ويمنحهم حق المشاطأة بموجب القانون الدولي ويسمح لهم تاليا بتقاسم مياه البحيرة مع الاسرائيليين. وشكلت قضية البحيرة باستمرار عقبة جوهرية تمنع التوصل الى تفاهم سلمي بين سوريا واسرائيل.

التعهد الثاني الذي طلبه اولمرت من الاسد عبر الاتراك هو ان تلتزم القيادة السورية خطيا ومسبقا التخلي عن اي تعاون مع ايران يشكل تهديدا لاسرائيل او عملا معاديا لها، ووقف كل انواع الدعم لـ"حزب الله" و"حماس" وغيرهما من التنظيمات المسلحة المعادية للسلام، وذلك في اطار توقيع معاهدة سلام سورية – اسرائيلية.

وذكرت المصادر الاوروبية المطلعة ان اولمرت كان مستعدا لان يتعهد خطيا حينذاك للسوريين الانسحاب من الجولان، ولكن من دون تحديد خط الرابع من حزيران 1967 ، بحيث ترافق الانسحاب الاسرائيلي تعديلات في الحدود مقبولة لدى الطرفين لتأمين حاجات اسرائيل الامنية والمائية، وبحيث يتحقق ذلك بعد التفاهم على الترتيبات الامنية والاجراءات "التطبيعية" بين البلدين في اطار السلام. لكن الاسد رفض طلبات اولمرت، فتوقفت المفاوضات السورية – الاسرائيلية غير المباشرة عند هذه القضية المهمة وقبل نشوب حرب غزة في نهاية 2008.

لماذا يتشدد بشار الاسد؟

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان بشار الاسد اكثر تشددا من والده الراحل في التعامل مع اسرائيل، ذلك ان حافظ الاسد وافق في عهد كلينتون على اجراء مفاوضات سورية – اسرائيلية مباشرة وغير مباشرة في رعاية الوسيط الاميركي، من غير ان يحصل على تعهد خطي رسمي اسرائيلي للانسحاب من الجولان الى خط الرابع من حزيران 1967 في اطار تحقيق السلام، بل انه اكتفى بالحصول من اسحق رابين، رئيس الوزراء الاسرائيلي عام 1993 ، على تعهد شفهي قدمه الاخير الى الادارة الاميركية للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل السلام الكامل بين البلدين من دون تحديد خط 4 حزيران 1967. وجرى التفاوض بين السوريين ورؤساء الحكومات الاسرائيلية الذين تولوا السلطة بعد رابين، باستثناء ارييل شارون، على اساس هذا الالتزام الشفهي، ولم يقدم اي منهم تعهدا خطيا للانسحاب من الجولان الى خط 4 حزيران 1967.

وعزا ديبلوماسي غربي بارز معني بهذا الملف تشدد بشار الاسد الى "ان الرئيس السوري درس بعناية مع مستشاريه ملف المفاوضات السورية – الاسرائيلية التي جرت في عهد والده، فاكتشف ان الالتزام الشهير الذي قدمه رابين شفهيا في آب 1993 الى وزير الخارجية الاميركي آنذاك وارن كريستوفر والمتضمن الاستعداد للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل السلام الكامل بين سوريا واسرائيل، هذا الالتزام الذي اطلق عليه اسم "وديعة رابين"، لم يحدد خط الانسحاب الى حدود 4 حزيران 1967.

 وهذا ليس مصادفة. ذلك ان رابين كان يعني بالانسحاب الكامل من الجولان الانسحاب الاسرائيلي الى الحدود الدولية التي رسمتها بريطانيا وفرنسا بين فلسطين وسوريا عام 1923، مما يتيح لاسرائيل حينذاك فرض سيطرتها الكاملة على بحيرة طبرية وعلى بعض منابع المياه ومصادرها في الجولان. ولم يكن واردا لدى رابين التخلي عن السيادة الكاملة على بحيرة طبرية والسماح للسوريين بالوصول اليها لتقاسم مياهها مع الاسرائيليين. وموقف رابين هذا التزمه جميع رؤساء الحكومات الاسرائيلية الذين تفاوضوا مع السوريين، وهذا ما يدفع بشار الاسد الى التمسك بمطالبة الاسرائيليين بتقديم تعهد خطي رسمي اليه ينطوي على استعداد اسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران 1967 تحديدا لبدء المفاوضات المباشرة بين البلدين والتي ستكون معقدة في اي حال لانها ستتناول قضايا امنية و"تطبيعية" وعسكرية واقليمية وسياسية وديبلوماسية مهمة. فالاسد يريد ان يضمن سلفا نتيجة المفاوضات مع اسرائيل".

ولاحظت المصادر الاوروبية المطلعة ان نتنياهو اكثر تشددا من اي رئيس وزراء اسرائيلي آخر تفاوض مع السوريين، بل انه اليوم اكثر تشددا في التعامل مع سوريا من السابق حين كان رئيسا للوزراء في النصف الثاني من التسعينات. ذلك انه ليس مستعدا اطلاقا لاعادة الجولان المحتل الى سوريا في مقابل السلام معها، بل انه مستعد في اطار مفاوضات مباشرة تجري مع السوريين من دون شروط ومطالب مسبقة لاعادة جزء محدود من الجولان الى سوريا في مقابل انهاء حال الحرب والعداء بين البلدين وبحيث يشمل ذلك وقف امدادات الاسلحة الى "حزب الله" ووقف تقديم اي نوع من الدعم لحركة "حماس" ولبقية التنظيمات الللبنانية والفلسطينية الرافضة حل النزاع سلميا مع الدولة العبرية. اما مصير الجولان ككل، فيجب تركه، وفقا لنتنياهو، لجولات اخرى من التفاوض يمكن ان تجري بعد سنوات وفي حال نجاح تجربة التعايش السلمي بين سوريا واسرائيل.

الخلاف بين الأسد وساركوزي

وفي هذا المجال كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس ان خلافا في وجهات النظر برز بين الرئيسين الاسد وساركوزي خلال اجتماعهما يوم 13 تشرين الثاني الجاري في العاصمة الفرنسية في موضوع السلام بين سوريا واسرائيل. وقالت إن الحوار كان صريحا بين الرئيسين ان ساركوزي طالب الاسد بالتعامل مع نتنياهو "بمرونة وانفتاح"، خصوصا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ابدى استعداده لاجراء مفاوضات مباشرة وفورية ومن دون شروط مسبقة مع السوريين. وبدا واضحا خلال اللقاء ان ساركوزي يريد من الاسد ان يتخلى عن المطالبة بالحصول على تعهد خطي اسرائيلي للانسحاب الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران 1967 شرطا مسبقا لبدء المفاوضات المباشرة، ويريد من الرئيس السوري ايضا ان يكتفي بالتمسك بأن تجري المفاوضات على اساس قرارات مجلس الامن ذات الصلة وخصوصا القرارين 242 و338 وعلى اساس مبدأ الارض في مقابل السلام. وشدد على ان فرنسا تدعم مطالب سوريا وحقوقها المشروعة وفقا للقرارات الدولية، لكنه طالب الاسد بأن تأخذ سوريا في الاعتبار "تطلعات اسرائيل المشروعة للاعتراف بها وبمتطلباتها الامنية والحيوية وبحاجتها الى الاندماج في محيطها الاقليمي في اطار السلام الشامل مع الفلسطينيين والعرب عموما". وابدى استعداد فرنسا للقيام بكل ما هو ضروري للمساعدة على اطلاق عملية تفاوض جديدة بين السوريين والاسرائيليين وللمشاركة في تقديم كل الضمانات الامنية للطرفين في اطار توقيع معاهدة سلام بينهما.

واضافت المصادر ان الاسد رفض طلبات ساركوزي هذه واكد معارضته لاجراء اي مفاوضات مباشرة سورية – اسرائيلية قبل ان توافق الحكومة الاسرائيلية على اعادة الارض والحقوق كاملة الى سوريا وقبل ان تلتزم ذلك خطيا ورسميا وعلنا، وحينذاك قال له الرئيس الفرنسي: "ان ما تطالب به يمكن ان يتحقق في نهاية المفاوضات ونتيجة لها وليس في البداية". فأجابه الاسد: "ان مطالبنا هذه مشروعة ومحقة والمفاوضات المباشرة يجب ان تبدأ بعد حصولنا من الاسرائيليين على الالتزام الذي نريده، اما نتيجة المفاوضات فهي تحقيق السلام بين البلدين". واكدت مصادر ان الاسد مستعد لعقد جولة جديدة من المفاوضات شرط ان تكون تركيا هي الوسيط الوحيد بين الطرفين وان يقتصر دور فرنسا على دعم الجهود التركية وعلى اقناع نتنياهو بالموافقة على هذه المفاوضات. وفض الاسد كذلك اقتراح ساركوزي عقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه سوريا ولبنان وفلسطين والرباعية الدولية وبعض الدول الاخرى ويكون على مستوى القادة او على مستوى رفيع، لان الظروف غير ملائمة اطلاقا لعقد مثل هذا المؤتمر ولان السوريين يرفضون الاجتماع بأي مسؤول اسرائيلي مباشرة قبل تحقيق السلام.