المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 11 تشرين الأول/2009

إنجيل القدّيس يوحنّا .30-24:5

الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: مَن سَمِعَ كَلامي وآمَنَ بِمَن أَرسَلَني فلَه الحَياةَ الأَبَدِيَّة ولا يَمثُلُ لَدى القَضاء بلِ انتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَياة الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: تَأتي ساعةٌ - وقد حَضَرَتِ الآن فيها يَسمَعُ الأَمواتُ صَوتَ ابنِ الله والَّذينَ يَسمعَونَه يَحيَوْن فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه وأَولاهُ سُلطَةَ إِجْراءِ القَضاء لأَنَّه ابنُ الإِنسان لا تَعجَبوا مِن هذا فتَأتي ساعةٌ فيها يَسمَعُ صوتَه جَميعُ الَّذينَ في القُبور فيَخُرجونَ مِنها أَمَّا الَّذينَ عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأَمَّا الَّذينَ عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء أَنا لا أَستَطيعُ أَن أَفعَلَ شَيئًا مِن عِندي بل أَحكُمُ على ما أَسمَع وحُكمي عادِل لأَنِّي لا أَتَوَخَّى مَشيئَتي بل مَشيئَةَ الَّذي أَرسَلَني

 

"حزب الله" ينشط على امتداد الجبهة مع إسرائيل براً وبحراً ... وجواً 

/السياسة  ١١ تشرين الاول ٢٠٠٩

  المناورات العسكرية الأميركية- الإسرائيلية المشتركة في البحر المتوسط والتي بدأت الأسبوع الماضي دفعت "حزب الله" الى رفع مستوى جهوزيته تحسبا لأي طارئ قد يأتى من تلك المناورات التي قرأ فيها تصعيداً في مستوى التأهب الإسرائيلي - الأميركي والذي أعقب رفع مستوى التهديدات لإيران غداة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع الأخير من الشهر المنصرم.

ونقل موقع "لبنان الآن" الالكتروني, أمس, عن مصادر "متخصصة" في "حزب الله" قولها إن ما كشف عنه مصدر أمني اسرائيلي حول المناورات في عرض البحر الابيض المتوسط وما سيعقبها من مناورات أكبر ستجري الأسبوع الجاري تحت إسم "جنيفير كوبرا" حيث سيتم خلالها نشر بطاريات أميركية - اسرائيلية مضادة للطائرات في مختلف أنحاء اسرائيل, "يعتبره حزب الله تهديدا مباشرا لأمن المنطقة برمتها", مشيرة إلى أن زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي التي وصفت ب¯"السرية" الى فرنسا ولقائه مع نظرائه الفرنسي والأميركي "إنما يكشف عن حجم التنسيق القائم بين الغرب وتل أبيب وصولا الى جعل إسرائيل جزءا أساسيا من قوات حلف شمالي الأطلسي الذي طالما حلمت الدولة العبرية أن تكون في عداده, وهي كانت ألزمت الولايات المتحدة اعتبارها كذلك خصوصا بعد الحرب على لبنان في يوليو 2006 والحرب على غزة في ديسمبر ويناير الماضيين".

وبالتالي فإن "حزب الله" يعتبر أن تلك المناورات تستهدفه بشكل أو بآخر خصوصاً وأنه يعرف نوايا إسرائيل ومن تمثل في المنطقة تجاهه, وتشير مصادره في هذا السياق الى ما أعلن من أن تلك "المناورات ستحاكي مواجهة "سيناريوهات" متطرفة تطلَق خلالها صواريخ بكثافة ليس فقط من ايران, وإنما أيضًا من دول أخرى مثل سورية ولبنان".

وعليه فإن المصادر المتخصصة في "حزب الله" تقول ان "جهازه العسكري والأمني ينشط على مستوى متقدم هذه الأيام و"بهدوء" كامل كعادته, على امتداد الجبهة مع إسرائيل برا وبحرا و"جوا", لاستيعاب أية ضربة قد تقوم بها إسرائيل بالرغم مما ترسله عبر وسائل الإعلام عن استبعادها الدخول في حرب ما لم يبادر "حزب الله" إليها كما تدعي, في حين أنها لا تحتاج الى ذرائع هي قادرة على ابتداعها مثلما تفعل دائما, مستغلة انشغال لبنان بوضعه الداخلي الخاضع لتأثيرات الخلافات السياسية حول الحكومة من جهة, والتوترات الأمنية المتنقلة من جهة ثانية", مشيرة (والحديث دائما لمصادر حزب الله), الى أن تنفيذ المناورات الإسرائيلية بالإشتراك مع الأميركيين "يعقد الأمور أكثر في المنطقة ويجعل الحزب حذرا بشكل دائم ودون كلل لمواجهة مثل هذه الأخطار".

المصدر : السياسة

 

 جيش حزب الله" يحكم الدولة اللبنانية ويحول مؤسستها العسكرية إلى حزب "خائف" و"متردد"

 رئيس "الاتحاد الماروني العالمي سامي الخوري" لـ "السياسة": عودة التسلح والأمن الذاتي تذكر ببداية الحرب اللبنانية لا بالوحدة والعيش المشترك

أين الوحدة والعيش في ظل وجود قيادات تابعة لإيران وسورية أقوى من الرؤساء الثلاثة

لندن - كتب حميد غريافي/السياسة:

حذر رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" الشيخ سامي الخوري من واشنطن من "خطورة تسييس المؤسسة العسكرية في لبنان وتحويلها الى طرف مستقل محايد في الصراع الداخلي على غرار اولئك المرشحين المستقلين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة الذين اعلنوا انتماءهم الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان", حاضا "قيادتي" الجيش "العليا برئاسة الرئيس اللبناني" الذي هو القائد الاعلى للقوات المسلحة اللبنانية, و"التنفيذية بقيادة العماد جان قهوجي" على ان  "تأخذا من شعار العدالة في دول العالم وبينها لبنان التي تمثلها سيدة معصوبة العينين وبيدها سيف لأن العدالة عمياء, شعارا طبيعيا لدور الجيش في تنفيذ العدالة في البلاد ومعاملة جميع مواطنيها بالتساوي من دون انحياز او تلكؤ او ضعف او مسايرة كما هو الحال الآن في التعامل مع الاحداث الامنية التي تصدر كلها عن جهة واحدة هي عصابات ايران وسورية غير المنضبطة التي تعيث في ارجاء الوطن فسادا وتخريبا واغتيالات وتفجيرات واجتياحات واعتداءات على الجيش والقوى الامنية الاخرى من دون ان تلقى العقاب المناسب, بل من دون ان يدخل احد من عناصرها السجن للمحاسبة والمحاكمة, واذا دخل مسايرة لمنع غضب الناس من الانفجار, فهو يخرج حرا طليقا بعد فترة قصيرة كما حدث لقاتل الطيار العسكري اللبناني سامر حنا المنتمي الى "حزب الله" من دون الاخذ حتى بالحق العام المفروض من القانون".

وقال الخوري في حديث اجرته معه "السياسة" بالهاتف من لندن امس ان "النشرة التوجيهية التي عممتها مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني الجمعة الماضية على العسكريين تحت عنوان "الامن للجميع وعلى مساحة الوطن" ردا على ما وصفته ب¯"الخطاب السياسي والاعلامي التحريضي" ضد قيادة الجيش و"التشكيك في دور الجيش عبر التلميح الى عدم استدراك قادته وقوع الحوادث الاخيرة (في عين الرمانة وفي طرابلس), والتهاون في فرض الامن في مناطق معينة "سنية ومسيحية من دون التدخل في المناطق الشيعية الواقعة ضمن المربعات الامنية لحزب الله" - ان بيان قيادة الجيش هذا "هو اصغر بكثير من ان يغطي التقصير "الحيادي" في منع وقوع اعتداءات الاطراف الايرانية - السورية على المناطق السنية والدرزية والمسيحية, كما انه لا يتعدى الكلام الانشائي الذي لا معنى له حول ما اورده البيان من "ان مهمة الجيش في الحفاظ على امن البلاد واستقرارها ثابتة وراسخة بصرف النظر عن اماكن الحوادث وتغير الظروف, وتقضي بالسهر الدائم على امن المواطنين جميعا دون استثناء, وملاحقة المخلين بالامن الى اي جهة انتموا", اذ ان هذه "المهمة" يجب ان تنفذ على الارض لا على الورق اذ اين كانت قيادة الجيش قبل وقوع غزوة عين الرمانة على دراجات عصابات "حركة امل" و"حزب الله" من الشياح? واين كانت من استمرار اطلاق قذائف "الانيرغا" على جبل محسن والرد عليها بالقذائف المضادة على باب التبانة في طرابلس يوميا? واين كانت قيادة الجيش في عملية اجتياح بيروت والجبل في السابع من مايو 2008 على ايدي نفس تلك العصابات مستخدمة الدراجات التي نشاهدها على شاشات التلفزة في شوارع طهران لقمع المتظاهرين? واين كانت قيادة الجيش من الاغتيالات التي تعرض لها خيرة ضباطها في بيروت والجنوب والبقاع والشمال? واين كانت عندما اغتال قادة تلك العصابات اللواء فرنسوا الحاج المرشح الاوحد لقيادة الجيش في عملية سافرة لحذفه من امام قيادة اخرى "محايدة" او ربما اكثر من محايدة لصالح اعداء الدولة واصحاب انشاء الدويلة?".

وقال الشيخ سامي الخوري ان مقولة "الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك" التي وردت في النشرة التوجيهية لقيادة الجيش هذه و"التي باتت مجوفة من معانيها لكثرة استخدامها في تبرير الضعف والتخاذل وعدم استخدام القوة في وجه القتلة والرعاع", تؤكد "المحاولات الحثيثة لتسييس المؤسسة العسكرية وتحويلها الى حزب مثل حزبي وئام وهاب (تيار التوحيد) واميل رحمة (حزب التضامن) بل الى جعلها مؤسسة لادارة الفوضى الامنية لضبطها بيد من حديد, مراعاة لحزب الله, وحركة امل وعملاء سورية في لبنان, اذ ان الوحدة الوطنية والعيش المشترك لا يتحققان بالهرب من الواقع والاختباء تحت »الحياد المفرط« و»تغيير الظروف« و»أماكن الحوادث« كما ورد في البيان العسكري«.

ثم- حسب رئيس الاتحاد الماروني العالمي الذي يمثل 13 مليونا و700 الف لبناني ماروني في دول الاغتراب »ان قول هذا البيان الغريب والمريب, »ان حوادث الفردية قد تحصل في اي وقت او اي مكان ومن غير الممكن تلافي وقوعها كلها, هو كلام الضعيف العاجز الذي لا يبادر ولا يسمح لغيره بالمبادرة, خصوصا اذا كانت تلك الحوادث هي من الخطورة بحيث تعرض بلداً بكامله للانفجار والحرب الطائفية,- المذهبية, كما انه اذا وقعت حوادث فردية, في اي مكان لا تكون بهذه الخطورة وبهذا العدد المتكرر يومياً والذي يدفع باللبنانيين الى الكفر ببلدهم ومؤسساتهم ودولتهم واصحاب الحل والربط فيه كما يدفع بهم الى الهجرة المتزايدة يومياً كي يبقى لبنان هيكلاً عظمياً فارغاً الا من هؤلاء المترددين الضعفاء الذين لا يستخدمون وظائفهم لتطبيق القانون ولتنفيذ ما انتدبوا من أجل تنفيذه, وانما يتحدثون عن الوحدة الوطنية والعيش المشترك".

وحذر الخوري من »عودة تفشي التسلح وانتشار الامن الذاتي في المناطق اللبنانية المسيحية والسنية والدرزية المستهدفة تباعاً من ترسانة سلاح "حزب الله" وأمنه الذاتي ودويلته القائمة فعلاً تحت أنف قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية", مؤكدا ل¯ "السياسة" ان »الأحزاب الكبرى في لبنان اوشكت على اعادة تسلحها بالكامل بعد عشرين عاماً من تسليمها سلاحها مطلع التسعينات, كما استعادت في بعض المناطق امنها الذاتي من السلطات العسكرية والامنية غير القادرة على حمايتها من الاجتياحات والغزوات لأن عقيدتها قائمة على ما يبدو على ما ورد في النشرة التوجيهية لقيادة الجيش اول من امس "الحوادث قد تحصل في اي مكان وزمان ومن غير الممكن تلافي وقوعها".

وقال الخوري: "انهم لم يتعلموا من دروس الحرب اللبنانية الطويلة التي دمرت البلاد وأتت على خيرة ابنائه قتلاً وتهجيراً وهجرة, فقد بدأت تلك الحرب بقيام الأمن الذاتي", لكل فئة من الفئات المتناحرة بحيث باتت اقوى من الدولة, فسقط الجيش وتفرق وتشتت, ويبدو ان التاريخ الان يعيد نفسه, في الدفع بالمؤسسة العسكرية الى واحد من امرين, اما الوقوف على الحياد ممسوكة بقراري رئيس الجمهورية وقائد الجيش "الحياديين" بشكل غير مقبول من الاغلبية اللبنانية التي ظهرت في الانتخابات النيابية الاخيرة او ابقاؤها خائفة مترددة لا تستخدم حقها في مواجهة هادمي صروح الدولة من اسسها بذريعة "الوحدة الوطنية" و"العيش المشترك" اللذين لم يبق منهما سوى الاسم, فأين هذه الوحدة وأين ذلك العيش بوجود دولة اقوى من الدولة وعصابات اقوى من الجيش والاجهزة الأمنية وقيادات تابعة لايران وسورية اقوى من قادة البلاد ورؤسائها الثلاثة? وأين الوحدة والتعايش في ظل الخوف المستمر للناس من الاجتياحات والغزوات المسلحة وعمليات التفجير والقتل والتهجير الجماعية التي يصفها بيان القيادة العسكرية ب¯ "أنها تحدث في كل زمان ومكان" فليقل لنا البيان أين تحدث مثل هذه الحروب الا في الصومال وافغانستان ولدى قبائل التوتسي والهوتو  الافريقية حيث لا دولة ولا جيش ولا رئاسة جمهورية ولا من يحزنون".

وكشف الشيخ سامي الخوري ل¯ "السياسة" النقاب عن "ان عدد المغتربين والمهاجرين اللبنانيين الذين انتقلوا هذا الصيف الى لبنان لتشجيعه على الاستمرار في الحياة والكفاح ضد المحتلين الايراني والسوري له بقوة السلاح والاجرام وعقيدة الموت لا الحياة, كان ليكون »العدد« مضاعفا خمس مرات لولا احجام المغتربين عن النزول في مطار رفيق الحريري الدولي واضطرارهم للانتقال منه الى مناطقهم عبر "طريق المطار" الواقع داخل المربعات الامنية لحزب الله وحركة امل, من دون ان تحرك قيادة الجيش ساكنا لنشر قواتها على طول تلك الطريق لا ارسال دوريات متفرقة لاحصاء عدد القتلى بعد وقوع الحوادث, ومن  دون ان تنتشر داخل حرم المطار حول حدوده من كل صوب طمأنة للقادمين والمغادرين على حياتهم واطفالهم. وختم الخوري حديثه الى "السياسة" بالقول ان نظرة العالم المتحضر الى لبنان اليوم تقتصر على ان حزب الله وعملاء سورية يشكلون الجيش الحقيقي غير الشرعي للبلاد, فيما الجيش اللبناني بقيادته الحالية يلعب دور الحزب الضعيف الواقع تحت رحمة هذا الجيش الهجين... ويتحدثون عن سويسرا الشرق ووطن النجوم.

 

بغداد: التلويح بالمحكمة الدولية قلص الإرهاب السوري 75 في المئة

تهديدات عراقية لنظام دمشق بتصفية البعثيين الضالعين في مسلسل التفجيرات

لندن - كتب حميد غريافي//السياسة:

أكد ديبلوماسي في وزارة الخارجية العراقية في بغداد امس ان العمليات الارهابية في العراق انحسرت بمعدل 75 في المئة خلال الاسابيع الخمسة الاخيرة منذ طرحت حكومة المالكي موضوع طلب تشكيل محكمة دولية لمحاكمة مرتكبي مجازر »الاربعاء الدامي« في اغسطس الماضي الموجودين في سورية ما يؤكد ضلوع نظام بشار الاسد الذي ارتعب من فكرة المحكمة الدولية في عمليات تخريب البلاد منذ نيف وخمس سنوات وقتل وجرح الالاف من المواطنين العراقيين الابرياء.

وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به في بغداد ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم »قطع خلال لقائه مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الشهر الماضي في اسطنبول بحضور وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو وعدا بأن حكومته ستسعى الى وقف كل العمليات الارهابية التي تنطلق من الحدود السورية الى العراق والتي يمكن ان تكون عناصر ارهابية غير معروفة تتسرب عبرها, وذلك بارسال وحدات عسكرية اخرى للانتشار هناك, كما وعد في مرحلة لاحقة باعتقال وتسليم مطلوبين عراقيين بعثيين سابقين يقيمون في  سورية الى السلطات العراقية اذا كانوا فعلا موجودين عندنا.

ونقل الديبلوماسي عن اعضاء الوفد المرافق لزيباري الى اسطنبول قولهم» ان الوزير السوري المعلم طلب بطريقة ديبلوماسية غير مباشرة »فسحة من الوقت« لاثبات تنفيذ وعوده هذه قبل ان تسير حكومة المالكي بطلب تشكيل المحكمة الدولية من الامم المتحدة حتى النهاية ملمحا الى ان المطلوبين البعثيين لم يعودوا يقيمون في سورية منذ وقت طويل وقد يكونون يقودون عمليات الارهاب في العراق من الاماكن الموجودين فيها«.

وكشف الديبلوماسي العراقي النقاب عن وجود اكثر من 400 معتقل في سجون العراق ضبطوا بالجرم المشهود في تفجيرات في شتى المحافظات العراقية, اعترفوا صراحة من خلال اشرطة فيديو مسجلة منذ العام 2006 بانهم قدموا من سورية بعدما تدربوا فيها على عمليات التفجير وبعدما نقلتهم وسائط نقل تابعة للاستخبارات العسكرية السورية وبرفقة عناصر منها وان هذه الاعترافات نقلت تباعا الى الجانب السوري خلال عدد من اللقاءات في دمشق, الا ان السوريين لم يحركوا ساكنا ما اكد صحة تلك الاعترافات التي ستسلم الى المحكمة الدولية.

وقال: ان جهات عربية »نصحتنا منذ ثلاثة اعوام بتقديم طلب الى الامم المتحدة لانشاء محكمة دولية تحقق في هذه الاعترافات وتصدر احكامها بضلوع النظام السوري في معظم عمليات الارهاب التي طالت الاف العراقيين ومؤسساتهم الحكومية والاقتصادية مؤكدة ان انشاء المحكمة الدولية اللبنانية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري, اوقفت عمليات اغتيال القيادات السياسية المعارضة لنظام الاسد في بيروت, ولا بد لمحكمة »عراقية« دولية مماثلة ان تخيف هذا النظام وتحمله على وقف ارهابه في العراق وهذا فعلا ما يحدث الان.

واماط الديبلوماسي العراقي اللثام ل¯ »السياسة« عن ان بغداد ابلغت دمشق عبر الاتراك والايرانيين والروس وبعض الدول العربية بشكل قاطع انها قد تجد نفسها قريبا جدا في وضع تضطر معه الى التعامل مع نظام الاسد بالمثل اي ان بامكان العراقيين ايضا القيام بعمليات تفجيرية واغتيال مسؤولين سوريين لهم علاقة بالعمليات السورية الارهابية في العراق وتصفية قادة بعثيين عراقيين سابقين يقيمون في سورية كنا سلمنا حكومة الأسد لائحة بعناوين منازلهم ومكاتبهم في دمشق ومدن سورية اخرى, وطلبنا من المسؤولين السوريين وقف تدخلهم في الشارع العراقي والا أجبرنا على فعل ذلك«.

 

كوادر من تيار الإنتماء اللبناني: خضنا الإنتخابات بوجه حزب الله" كإنتحاريين

  المصدر : خاص موقع 14 آذار

١١ تشرين الاول ٢٠٠٩

 حوار طارق نجم

خاض تيار الإنتماء اللبناني طوال أشهر حملة إنتخابية كانت أقرب إلى الحرب الضروس منها إلى منافسة ديمقراطية. فالتيار الذي أسسه أحمد كامل الأسعد وقع عليه التصدي لعبء ثقيل ألقاه عليه واقع الخصوم اللدودين المتمثلين بحزب الله وحركة أمل فوق ارض يعتبرونها حصناً منيعاً لهم ومسرحاً خاصاً يريدون التحرك فوقه بكل حرية دون أن يتحملوا اي منافسة مهما كان شكلها او لونها.

تشير ورقة هذا التيار الأساسية إلى أحكام عشرة ملزمة ابرزها تقديس حرية الفكر وأخوّة اللبنانيين وعدم جواز تخوين المواطنين وأخيراً التأكيد على أن لا مصلحة لاي لبناني بالتبعية لمشاريع أقليمية.

ولكن لا يبدو أن قوى الأمر الواقع في الجنوب قد أستساغت هذه الأفكار والمبادىء التي لا تتفق باي طريقة من الطرق مع الحالة الشمولية التي بها يأسرون الطائفة الشيعية إلى سجنها.

مناصري وكوادر الإنتماء أرادوا القيام بإطلالة على أخوانهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من خلال موقع 14 آذار وسرد ما حصل في الإنتخابات الماضية فكان حديث مزدوج مع السيد أبو عيسى، حسن حمودي من بلدة صريفا، وهو أحد أبرز الوجوه المعروفة بتأييدها لتيار الإنتماء في الجنوب وكذلك مع السيد جمال عباس أمين سر بيروت في تيار الإنتماء.

كنا إنتحاريين في مواجهة حزب الله

" نحن بالفعل كنا إنتحاريين", بهذه العبارة أراد أبو عيسى، حسن حمودي، أن يلخص تجربة الإنتماء اللبناني في الإنتخابات النيابية الأخيرة مختزنا الغضب والحزن والألم والتحدي، مفتتحا كلامه عندما سألناه عما حصل حيث لم يبد اي خوف أو وجل بل طلب أن نورد إسمه كاملاً وقال "لم نكن نعمل في السياسة بل كانت عمليات تهديد بقطع الأرزاق والأعناق. وكانت العملية متكاملة، حيث قام رجال الدين والمشايخ في الحسينيات بوصفنا بالخونة وبأننا عملاء للسعودية أو لأمريكا. نحن كنا نتعرض للإضطهاد ولتهديدات وتخوين وإعتدآت جسدية وحرق سيارات لمجرد أننا أردنا التعبير عن رأينا بحرية ودون خوف منهم" ووصف أبو عيسى الوضع بلهجته الجنوبية "طلعونا عن ديننا".

شبهوا أحمد الأسعد بيزيد في حملة تزعمها خضر نورالدين

وبعيداً عن لغة السياسيين المنتقاة وعن العبارات المنمقة خاطبنا أبوعيسى باسلوبه البسيط والواضح وقال بتحد: "مع هذا فقد واجهناهم وكان لي أنا شخصياً شرف الوقوف أمام سراي صور وعلى مرأى ومسمع من جميع التلفزيونات، حين إتهمت قيادة حزب الله بأنها كانت وبشكل مباشر على علم بكل ما يجري لأن حملة التحريض التي أوعزوا بها في الجوامع والحسينيات كانت تؤدي إلى الأعمال الإرهابية ضدنا من حرق سيارات وتعديات وغيرها. فعلى سبيل المثال كنا نوصف أننا أسوأ من جيش لحد على لسان مسؤولي حزب الله وأننا تابعون للمملكة العربية السعودية وأنّ أموالنا حرام واننا نتآمر على الطائفة الشيعية بهدف شقها وتمزيقها. في الحقيقة، كانت حفلة تخوين وتضليل كبيرة للغاية. فقد تفرغوا لنا كما خصصوا لنا عدد كبير من الكوادر والعناصر همهم وشغلهم الشاغل هو التركيز على الإنتماء اللبناني. وعلى أثر نيل قوى 14 آذار الأكثرية النيابية، وصل الأمر ببعض مسؤولي حزب الله أن إتهمونا بأننا سبب خسارتهم للإنتخابات على مستوى لبنان لأننا قمنا بإلهائهم في الجنوب".

وفي التفاصيل أنه في صور قام مسؤول حركة أمل عباس السمرا بتهديد عدد من أنصار تيار الإنتماء بقوة السلاح وإجبارهم على عقد مؤتمر صحافي والإدعاء أنهم إنشقوا عن أحمد بك الأسعد. "وكنا نتعرض لحملة التخوين والتحريض حتى بلغ بهم الأمر في الحسينيات أن خاطبوا الجمهور قائلين: إما أن تكون مع يزيد العصر أحمد الأسعد وإما أن تكون أنصار الحسين وحزب الله. وعلى رأس هذه الحملة كان عضو شورى حزب الله الشيخ خضر نورالدين الذي نسق الحملة ضدنا وضد أحمد الأسعد في المساجد والحسينيات".

الأصوات التي نالها تيار الإنتماء قيمتها أضعاف مضاعفة

وبرأي السيد أبو عيسى أن حجم تيار الإنتماء اللبناني الشعبي يفوق بأشواط كثيرة ما ناله في الإنتخابات لأن تاريخ آل الأسعد هو 700 عام "فقد قاد آل الأسعد الطائفة الشيعية خلال هذه الأعوام بأسلوب يتماشى مع إنتمائها العربي والوطني. ونحن نرى الطائفة الشيعية جزء من العالم العربي ولسنا فرساً إيرانيين بل إعتزازنا هو بعروبتنا, فالنبي (ص) هو عربي والقرآن الكريم عربي اللسان. وما تتعرض له الطائفة هو في غاية الخطورة لأن مفاهيمنا تتغير وتقاليدنا تتغير ونحن نحاول التصدي لهذه التوجهات التي تشنها علينا بعض وسائل الإعلام المخرضة والمدسوسة".

وقد أكدّ أبو عيسى على الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها أحمد الأسعد في الجنوب اللبناني مصراً على المضي قدماً في خط الإنتماء رغم الفرملة التي قمنا بها عقب الإنتخابات "لكي نعيد ترتيب صفوفنا والإنطلاق من جديد بعد تقييم التجربة المهمة التي خضناها في الإنتخابات الأخيرة وإستخلاص الدروس والعبر".

ووصف أبوعيسى الأسلوب الذي إنتهجه حزب الله تجاه أنصار تيار الإنتماء اللبناني بأنه "كان أشبه بنظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا ضد السود من دون مبالغة. وعندما يقول حسن نصرالله أنّ أحمد الأسعد قد نال 700 صوت فأنا أقول له أن هذه الأصوات هي في قيمتها أكثر من 70000 صوت نظراً للجهود التي بذلت، والظروف التي أحاطت العملية الإنتخابية، والضغوط التي مورست علينا. إنها كانت أشبه بعمليات إنتحارية. خصوصاً بعد التعديات التي تعرض لها أنصار التيار وزعيمه في الطيبة تحديداً على منزل آل الأسعد. فهل يجوز التعدي على منزل ذي مجد يعود تاريخه لمئات السنين بالسكاكين والحجارة وحتى بالسلاح؟"

وكما قال عباس "فالتعدي على احمد الأسعد جاء من خلال كمين نصب عند مدخل بلدة الطيبة لمنع مؤسس تيار الإنتماء من الوصول إلى منزل أجداده الذي لا يزال مدمر جزئياً نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية رغم أنه قصر رئيس مجلس نواب سابق. وهذا الإعتداء أحبط العديد من اللذين كانوا يريدون التصويت لصالح الإنتماء اللبناني سراً. ومع هذا فالأصوات التي نالها مرشحو الإنتماء لا تعكس على الإطلاق الحجم الحقيقي لشعبية آل الأسعد لأن الناس لا زالت تقارن بين أسلوب الحكم الحالي وفترة آل الأسعد التي تعتبر نعيماً مقارنة بالوضع الحالي".

فضيحة عزالدين أكبر ضربة للشيعة

وأصر كوادر الإنتماء اللبناني على عبارة "نحن واجهنا باللحم الحي أكبر قوة تقوم بغسل عقول الناس عبر لجوئها إلى أقنعة الدين وأهل البيت عليهم السلام، ولكن بفضل الله بدأت تفضح حقيقة هؤلاء الناس خصوصاً مع فضيحة صلاح عزالدين التي عرّت كل من يقوموا بغسل عقول الشباب في مقتبل العمر وزرع أفكار الشهادة في عقولهم وإستعمال بعض العبارات الفقهية تزييفاً كقضايا التكليف الشرعي، في حين أن كبار المسؤولين يقومون بإجراء صفقات وتحصيل الملايين وشراء الشقق وأحدث أنواع السيارات وما إلى ذلك".

وعن موضوع عزالدين، رأى ابو عيسى "أنها بالفعل مجزرة مالية طالت جميع القرى الشيعية وهي من أكبر الضربات التي تلقتها الطائفة الشيعية في تاريخها، لأن الرقم الحقيقي للكارثة هو مليارين ومئتي مليون دولار في حين أن خسائر حرب تموز كانت 800 مليون دولار. فقرية مثل يارون لوحدها بلغت خسائر إبنائها 80 مليون دولار، وفي قرية أخرى هي طورا بلغت الخسارة 27 مليون دولار".

المعتدون معروفون وممثلي الطائفة يمثلون عليها

الإنتخابات بالفعل لم تكن نزهة لمناصري تيار الإنتماء بل كما ذكر أبو عيسى "كنا نتعرض عملياً لمحاولات إغتيال في جميع الأماكن التي كنا ندخلها هذا عدا إحتراق وتكسير عشرات السيارات التابعة لتيار الإنتماء اللبناني وأنصاره لأنه بحسب مفهومهم ممنوع على أي أحد أن ينتخب أحمد الأسعد ولو أضطروا إلى اللجوء لجميع الوسائل ومنها التهديدات الجسدية والحرمان من مساعدات مجلس الجنوب. فالمساعدات توزع على المحسوبيات وأنا من المتضررين من حرب تموز في منزلي ومنازل أخوتي وفي عملي ومع هذا لم نحصل على أي تعويض لأننا بكل بساطة لسنا من محسوبياتهم. وهنا اريد أن أنبه إلى أنّ معظم من أعتدى علينا معروفون بالأسماء وقد تبلغت الجهات الرسمية أسماءهم ومع هذا لم تتجرأ الأجهزة الأمنية (من قوى أمن ومخابرات الجيش وفرع المعلومات) على القبض على أي متهم بالرغم من أننا قد رفعنا دعاوي بالأسماء في جميع القرى".

أما جمال عباس فاعتبر أن الإعتداءات كانت ممنهجة ولم تكن عشوائية بل تمّ إختيار الأهداف بدقة خصوصاً في منطقة الخيام وفي الضاحية الجنوبية في برج البراجنة كما في الطيونة "كما أن عدد من مندوبي الإنتماء قد تعرضوا للضرب في مراكز الإقتراع على مرأى من عناصر الجيش والدرك من دون أن تحرك القوى الأمنية ساكناً مما أدى إلى عدم تواجدهم في ساعات الفرز المسائية الأمر الذي أتاح الفرصة أمام مندوبي حزب الله وحركة أمل لألغاء عدد كبير من الأصوات التي نالها الأسعد".

وعن ممثلي الطائفة الشيعية الحاليين، صنفهم ابو عيسى "بأنهم يمثلوا على الطائفة الشيعية والطائفة منهم براء. لأن الطائفة الشيعية ليس هذا تاريخها بل هي واقعة في اسرهم تحت قوة السلاح. نحن في الطائفة الشيعية نعيش الحالة التي عاشها الشعب الروسي تحت حكم الإتحاد السوفياتي، ولكن حين يرفع هذا الظلم والقمع عنا سوف يرى العالم ما هي حقيقة الطائفة الشيعية التي يعمل حزب الله ومن معه على تشويه صورتها. ونحن قوم نؤمن بالنضال بالوسائل الحضارية والسلمية كي نرجع الطائفة الشيعية لمشروع الدولة".

 

الحريري يتوجه اليوم الى السعودية للقاء الملك السعودي

البيرق/اشارت صحيفة "البيرق" الى ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يتوجه اليوم الى السعودية للقاء الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز على ان يبدأ بعد عودته مطلع الاسبوع المقبل،جولة جديدة من المشاورات لتسريع تشكيل الحكومة

 

الخليلان" في دمشق لاستيضاح نتائج القمة

نهارنت/لم يقتصر تحرك ما بعد القمة الثنائية على اتصال الرئيس بشار الأسد برئيس الجمهورية اللبنانية سليمان، اذ علمت صحيفة "الحياة» " أن اتصالاً جرى بين دمشق وبعض حلفائها في بيروت توجه على إثره كل من المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل الى دمشق ليل أول من أمس للاطلاع من قيادتها على نتائج القمة لا سيما في ما يتعلق بلبنان. كذلك أوردت "النهار"أن الخليلين انتقلا في الساعات الاخيرة الى دمشق لاستيضاح المسؤولين السوريين ما انتهت اليه قمة الرئيس الاسد والملك عبدالله

 

التفّ على نتائج الانتخابات ثم على صيغة 15-10-5 فكيف يتعامل الآن مع "التقارب الإقليمي"؟

العقل المعطّل: تعليق المؤسّسات هو القاعدة وعملها الاستثناء

المستقبل - الاحد 11 تشرين الأول 2009 –

وسام سعادة

هل ثمّة طرف يعطّل تشكيل الحكومة لأنّه متضرّر من تشكيلة بعينها أو من شكل إدارة معيّن لهذه التشكيلة أم أنّ هناك طرف يعطّل هذا التشكيل لأنّه متضرّر من أي تشكيلة تأخذ ولو بشكل جزئيّ بنتائج الإنتخابات النيابيّة، وبشكل أساسيّ بروحيّة هذه النتائج بما تمثّله من دخول آخر مشروع هيمنيّ مذهبيّ على البلد لحظة فشله التاريخيّ؟

إلى الحين، ثمّة إدراك لهويّة الطرف المعطّل تشكيل الحكومة، أي لهويّة الطرف الأصيل وراء هذا التعطيل، ويجري الإستدلال على ذلك من خلال التهافت المنطقيّ لكل الحجج التي تساق تبريراً لهذا التعطيل، كما من خلال التهافت المنطقيّ للموقع الذي يظهر نفسه على أنّه الداعية الأوّل للتعطيل في حين أنّه حقيقة يعطّل بالوكالة عن حليف له.

لكن ما لا يجد من جواب شاف إلى الحين فهو عن سبب التعطيل بالفعل. ثمّة شيء لا يزال مبهماً على هذا الصعيد. هل من يعطّل، بالأصالة لا بالوكالة، يعطّل لتحسين شروطه في التشكيل الحكوميّ؟ أم أنّه يعطّل لقناعته بأنّ أي حكومة بعد الإنتخابات داخلياً، وفي مرحلة تتمحور حول الملفين النووي الإيرانيّ والتفاوضيّ الإيراني الغربيّ، سوف لن تخدم مراده؟

هل يعطّل من يعطّل قناعة منه بأنّ التعطيل هو أفضل شكل لتفجير الأزمة الداخلية على نطاق واسع إن كان ذلك عين المطلوب؟ أمّ أنّه يعطّل لقناعة معاكسة وهي أنّ التعطيل يجعل كلّ شيء معطّلاً بما في ذلك حدّة الإصطدام السياسيّ و"الاحتكاك" الأمنيّ؟

إلى الحين انصرفنا إلى جمع الشواهد على التعطيل، واستقاء الأسانيد وتدعيمها حول هوية الطرف المعطّل، والتمييز بين المعطّل بالأصالة والمعطّل بالوكالة، وإلى الحين أسرفنا في توجيه الأسئلة إلى المعطّل، عن "إلى أين؟" و"ماذا بعد؟" و"ألم يحن وقت العدول عن التعطيل؟" وما شاكل. إلا أنّ ما لم يجر طرحه حتى الآن، هو بكل بساطة، لماذا التعطيل، وما الذي يكشفه التعطيل من إشكالية مركزية لدى الطرف الذي يمارسه، أو بمعنى آخر بأي ذهنية يمارس هذا التعطيل، ونكاد نسأل: ما هو العقل المعطّل؟!

ونكاد نقول إنّه بالنسبة إلى هذا "العقل المعطّل" فإنّ التعطيل هو الحالة التي يرتاح إليها سلباً أو إيجاباً، بمعنى أنّ أمرين يستقيمان لديه: تعطيل المؤسسات الدستوريّة قد يعطيه أحياناً الفرصة للتحكّم بالحدّة السياسيّة وبالتداعيات الأمنيّة بالشكل الذي يضمن له أقصى درجة ممكنة من الراحتين السياسيّة والأمنية، كما أن تعطيل المؤسسات الدستوريّة يمكن أن يدفع في أحيان أخرى إلى إستهداف عمق النظام السياسيّ القائم، والتلويح بشكل أو بآخر بأنّ نظاماً بديلاً آت على الطريق..

بمعنى آخر، يرى "العقل المعطّل" أن تعطيل المؤسسات الدستوريّة ينبغي أن يكون هو القاعدة وما دام "التوافق المطلق" على كل شيء هو القاعدة وما كان تفسير كل شيء بضرورات "الصراعات الإقليميّة" هو وراء كل قاعدة. أمّا قيام هذه المؤسسات أو إشتغالها فينبغي أن يحصر في دائرة "الإستثناء". وفي هذا الإطار تصير الإنتخابات النيابية "استثناء" لا يلزم بعده أن تقوم "حكومة"، لأنّه بعد استثناء الإنتخابات النيابية نعود إلى القاعدة، والقاعدة هي عدم قيام المؤسسات الدستورية ما لم يحصل "التوافق المطلق".

وحتى إذا تأمّن توافق داخليّ من شأنه تيسير عملية التأليف، مثل الإتفاق على صيغة 15-10-5 التي وصفها خطباء "حزب الله" بالتحديد بأنّها "إبداعية"، فإن ذلك يعدّ "إستثناء" بدوره، وبعده نعود إلى القاعدة التي هي عدم إعتباره كافياً للأخذ به، والنتيجة عدم قيام الحكومة في لحظة اعتقدناها قاب قوسين أو أدنى.

.. ثم عندما يتأمّن نوع من التقارب الإقليميّ كـ"استثناء" خارجيّ من شأنّه التعجيل بقيام الحكومة فإنّ "العقل المعطّل" نفسه يعود ليجنح باتجاه أصالة التعطيل ومركزيّته و"اعتباريّة" استئناف العمل المؤسّسي أو ثانويّته.

الأزمة متجذّرة إذاً وتتناول ذهنيّة التعطيل، أي "العقل المعطّل"، من حيث هو عقل يعتبر تعطيل المؤسسات وتعطيل عملها هو القاعدة في حين أنّ قيامها وحسن سير عملها هو الاستثناء.

 

بري إلى قطر ثم إلى الامارات لمعالجة ملف المبعدين

نهارنت/لا تزال قضية ابعاد السلطات الاماراتية للبنانيين،ينتمون الى الطائفة الشيعية، مقيمين في الامارات تتفاعل في بيروت. وعلمت "النهار" ان رئيس المجلس نبيه بري الذي يتوجه الاربعاء الى قطر وبعدها الى الامارات لمعالجة اوضاع اللبنانيين المبعدين من هناك، حرص على اعتماد اسلوب السياسة والتواصل والحوار بمنأى عن اثارة الغبار الاعلامي والتسييس الذي طبع تحركات المبعدين.  وبحسب "النهار"، فقد تلقى بري قبل نحو خمسة ايام دعوة رسمية لزيارة الامارات وهو على يقين ان "باب الفرج" بات قريباً وان نهج تعامله المتروي مع القضية برمتها بدأ يؤتى ثماره.  وذكر ابراهيم بيرم من "النهار" أن مرارة بري كانت كبيرة عندما تناهى الى علمه أن ثمة أشخاصا لبنانيين يملكون مؤسسات اقتصادية مهمة ومتجذرة في دول الخليج وتقدر موجوداتها بملايين الدولارات بادروا الى عرضها للبيع بربع قيمتها او أقل، خشية ان يأتي دورهم فجأة في الترحيل والابعاد فيفقدوا جنى العمر.

وأضاف :"في هذا السياق كان حرص بري على اطلاق الكلام الايجابي بحق مسؤولي دولة الامارات خصوصا وشيوخها حيث يصفهم في مجالسه الخاصة وفي اتصالاته بفاعليات الجالية اللبنانية في دول الخليج بأنه "لا يشك لحظة في أنهم عقلاء وكبار ولا يرتاب بعروبتهم وحرصهم على لبنان، كل لبنان".

ونقلت صحيفة "السفير" عن بري أمله في أن تأخذ مسألة المبعدين عن الامارات طريقها الى الحل الطبيعي، بما يؤدي الى حل جذري ونهائي ينبثق من علاقة الأخوية القائمة بين لبنان ودولة الامارات . وبحسب "السفير"، فقد أبدى بري تفاؤلاً في إمكان تحقيق نتائج، ولاسيما أنه تبلغ في الساعات الماضية أن الإجراءات قد توقفت بحق اللبنانيين. وأكد بري أنه سيسعى في خلال زيارته، ليس الى طي هذا الملف نهائياً ووقف الإجراءات فحسب، بل الى معالجة الملف وخصوصاً بالنسبة الى اللبنانيين الذين تم إبعادهم، بما يؤمن عودتهم الى الامارات ووقف الاجراءات بحقهم.

 

مخابرات الجيش: توقيف جميع المشاركين في حادثة عين الرمانة

نهارنت/أفادت مصادر امنية ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني اوقفت جميع المشاركين في حادثة عين الرمانة بعد تحريات أسفرت عن توقيف شخصين اضافيين السبت.

وقد اعترف الموقوفان بمشاركتهما في الحادثة وسيتم تسليمهما الى القضاء أسوة بالموقوفين الثمانية الذين تمّ تسليمهم الجمعة ليرتفع بذلك عدد الموقوفين بالحادثة الى عشرة. وكانت علم صباح السبت أن مخابرات الجيش تبحث في الجنوب عن شخصين يعتقد أنهما ضالعان في الحادث الذي وقع في عين الرمانة ليل الثلثاء الماضي واسفر عن مقتل الشاب جورج أبو ماضي وعدد من الجرحى. وأن لدى هذا الجهاز معلومات تفيد ان الشخصين يقيمان في محلة برج البراجنة وقد نجحا في الفرار الى قريتين في الجنوب. وتعتقد الاجهزة الامنية ان القبض عليهما مسألة ساعات وخصوصا أن هذين الشابين لا يتمتعان بأي غطاء سياسي.

 

فيلتمان يرحب باهتمام قمة دمشق بتشكيل الحكومة ويؤكد أن القرار للبنانيين وحدهم

التاريخ: ١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩ /المصدر: UPI 

رحب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان باهتمام القمة السورية ـ السعودية التي عقدت في دمشق بتشكيل الحكومة اللبنانية.

وقال فيلتمان في مقابلة مع قناة "الحرة" الناطقة بثتها اليوم: "إذا كان الاهتمام الذي توليه القمة السعودية ـ السورية إلى اللبنانيين هو من أجل تشكيل حكومتهم ، فإن واشنطن ترحب بذلك. فلقد أجريت الانتخابات اخيراً في حزيران الماضي، ونأمل من القادة اللبنانيين أن ينظروا في مسألة تشكيل الحكومة بأقصى سرعة ممكنة وبما يتماشى مع الدستور اللبناني والانتخابات الديموقراطية". وأعلن التزام بلاده التام دعم سيادة لبنان واستقلاله "وندعم تشكيل الحكومة وفقاً للدستور اللبناني".

واوضح فيلتمان أن "لبنان كان على طاولة المحادثات مع مساعد وزير الخارجية السورية فيصل المقداد التي جرت الأسبوع الماضي في واشنطن وليس على طاولة المفاوضات بين الولايات المتحدة وسوريا لصنع أي نوع من القرارات للبنان". واكد أن "اللبنانيين وحدهم بحاجة الى اتخاذ القرارات لبلادهم. وقد أكد مساعد وزير الخارجية السورية الشيء نفسه بأن مسؤولية تشكيل الحكومة اللبنانية هي مسؤولية لبنانية بحتة. طرحنا القضية اللبنانية خلال محادثاتنا مع الجانب السوري للتأكيد على أن لبنان للبنانيين فقط". واشار الى وجوب ان ينظر الى المحادثات "في سياق أوسع". أضاف: "لقد قمنا بزيارات إلى دمشق وأجرينا محادثات مع وزير الخارجية السورية (وليد المعلم) على هامش الجمعية العمومية (للأمم المتحدة) في نيويورك. هذا هو جزء من السياسة القائمة على الانخراط الديبلوماسي مع السوريين، بحيث أنه ومن خلال هذا المنهج سنرى ما إذا كنا نستطيع تحقيق بعض من أهداف سياستنا الخارجية". ولفت الى أن المحادثات مع مساعد وزير الخارجية السورية "كانت بناءة وايجابية وتمكن الجانبان من مناقشة الأمور التي وضعت على أجندة البحث". وقال: "نحن ملتزمون بإتباع سياسة الرئيس (باراك) اوباما وعزمه على استخدام السبل الديبلوماسية مع سوريا. وأعتقد أننا أحرزنا بعض التقدم خصوصاً في مجال العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن الحقيقة هي، أن هذه هي المرة الأولى منذ العام 2003 التي تم فيها دعوة وفد رسمي سوري إلى واشنطن، وهذا بحد ذاته دلالة على عزمنا استخدام الديبلوماسية مع السوريين".

وأشار إلى ان "الخلافات بيننا ينبغي ألا تعالج على الفور وسنستغرق بعض الوقت لنرى إذا ما كان باستطاعتنا تضييق الخلافات في ما بيننا. ولكنني أعتقد ان هناك بعض المجالات التي يمكن أن نبدأ العمل عليها الآن بطريقة بناءة".

 

جوني عبدو: اللقاء السوري- السعودي صفحة جديدة لم تكتمل معالمها والتأئيـر الايراني لن يكون سهلاً على تأليف الحكومة

المركزية- لاحظ السفير جوني عبدو ان هناك نوعاً من الغموض لا يزال يكتنف النتائج الفعلية للقاء السوري-السعودي التاريخي، واصفاً هذا اللقاء بالمحوري الذي طوى صفحة مظلمة وحضّر لولوج صفحة جديدة لم تكتمل معالمها بعد. شدّد على ان المشكلة مع ايران وليست مع سوريا والتأثير الايراني لن يكون سهلاً على تأليف الحكومة.

وقال في حديث الى "صوت لبنان"، ان هناك عنصراً غامضاً في هذا الموضوع وهو الموقف الايراني من هذا اللقاء، ولاسيما ان التهجمات في الاعلام الايراني على السعودية في اوجها مشدداً على ان قدرة ايران على خربطة هذا اللقاء لا يستهان بها على الاطلاق. وأمل في ان يترجم التفاؤل على ارض الواقع والا تبقى النتائج انشائية عبر عرقلة ما اتفق عليه ومنها قضية لبنان فتعود حليمة لعادتها القديمة. واعتبر ان زيارة الاسد للسعودية حركّت زيارة العاهل السعودي لدمشق والاسد أبدى ذكاء عبر اقتحامه المملكة.

ورأى ان الاساس في البيان المشترك هو الاتفاق السوري السعودي على الاستقرار في لبنان لكنه طرح علامات استفهام حول هذا الاستقرار، لان هناك دولاً كبرى اقليمياً تريد ان تعطل مفاعيله بشتى الوسائل سواء باهتزازات امنية او اهتزازات سياسية.

ورداً على سؤال عن عدم دعوة الرئيس سليمان الى القمة، اعتبر عبدو ان الموضوع اللبناني لم يكن الموضوع الاول والأهم في دمشق ولكان هذا الموضوع قد طغى على سائر الامور والملفات لو دعي رئيس الجمهورية اللبناني الى سوريا. وأشار الى ان ذهاب موفدي امل وحزب الله الى دمشق قد يكون استدعاءً سورياً بهدف ابلاغهما بتمنيات لتسهيل تأليف الحكومة. لكنه شدّد على ان المشكلة مع ايران وليست مع سوريا والتأثير الايراني لن يكون سهلاً على تأليف الحكومة.

ورأى ان هناك مؤشرات تدل على ان هناك منحى سورياً ايجابياً في علاقاتها مع لبنان ولكن هذا لا يعني انها ستضع ضغطها الكافي ولاسيما ان التأثير الايراني اكبر في لبنان. ولفت الى ان سوريا تشعر بان ضغط المحكمة خفّ عليها وذلك من شأنه تسهيل منحى الرئيس المكلف ولاسيما على صعيد العلاقة مع لبنان. واعتبر ان كل الايجابيات قد تكون مناورات ولاحظ ان هناك تياراً ما مرّ بين عون والحريري.

واذ شكّك بان تبصر الحكومة النور، اعتبر انها في حال شكّلت فالمستفيد الاول هو لبنان ولا سيما ان الحريري يحضّر لمناخات ما بعد تشكيل الحكومة ومن هذا المنطلق فان التأخير قد يكون ايجابياً ويفيد للنتائج التي ستصدر بعد ان تشكل الحكومة. وقال ان العماد عون سيكون الوسيلة لتعطيل الحكومة وليس الهدف لان التعطيل سيأتي من ايران عبر حزب الله وليس من أحد آخر. اضاف: "عدنا الى معادلة اساسية وهي ان من يريد ان يقترب من سوريا ويكون في عداد النظام السوري فعليه ان يقدم ورقة امتحان انه ضد الرئيس المكلف.

واذ اعتبر ان الحريري اصبح في موقع تفاوضي اكثر، اشار الى ان رئيس الجمهورية لم يسهّل موقع الحريري عبر تصاريحه الصحافية بمعنى انه أضعف مهمة الرئيس المكلف.وشدد على ان الاستقلال مع سوريا أفضل بكثير من الاستقلال عنها.

ورداً على سؤال عما اذا كانت زيارة العاهل السعودي لسوريا تعطيها البراءة من جريمة اغتيال الرئيس الحريري، قال عبدو: "ان السعودية ليست القاضي الاول والاخير ولا يحق لها اعطاء البراءة للنظام السوري لان البراءة تعطى من المحكمة الدولية وليس من اية دولة او طرف آخر".

أضاف: "ان من يخاف المحكمة هو من يعمل على تطويقها، والاكثرية لا تهتم بأخذ معلومات عما يجري فيها لانها متأكدة من ان المحكمة في طريقها القضائي وليس السياسي".

واعتبر ان الموقف السعودي في قمة دمشق كان قوياً جداً لان انتصار قوى 14 آذار في الانتخابات النيابية كان ورقة تفاوضية قوية في يد الملك السعودي، ولكن لو ربحت المعارضة لكانت الاكثرية في لبنان لسوريا.ورأى ان نتيجة الانتخابات بالنسبة للقيادات طارت ولكن يبقى الدستور الذي يجب العودة له في كل المفاصل وان كان الانتصار لا يزال الهاجس الاساسي عند النظام السوري.

ولفت الى ان الثلث المعطل يكمن في الوزراء الشيعة في الحكومة لان اية استقالة لهؤلاء يعني استقالة الحكومة، من هنا لا قيمة لهذا الثلث ولا أرى مشكلة من هذا المنطلق في اعطائه للمعارضة. واعتبر ان الدور المسحي هو الاكثر تقدماً على الادوار الاخرى في لبنان وعلى بقية الطوائف التمثّل به لان البلد لا يسير الا بالتنوع وليس بحصر طائفة كاملة بشخص واحد، مشدداً على ضرورة ان يبقى الانقسام هادئاً اي من دون ترجمة عسكرية.وشدد على ان التلاحم ما بين الجيش والمقاومة في الجنوب يجب الا ينسحب على التلاحم بين حزب الله والجيش في الداخل. وفي موضوع ابعاد لبنانيين من الامارات، اعتبر عبدو انه علينا ان نؤمن بسيادة الامارات وبانها تعلم بأمنها أكثر مما نعلمه نحن.

وشدد على ان لرئيس الجمهورية قلماً مهماً ينبغي استخدامه، وقال ان صفته التوافقية لا تعني عدم اتخاذه مواقف وهو لا يستطيع ان يكمل بهذه الطريقة.

وجدّد عبدو التأكيد انه لا يعلّق أهمية كبرى على اللقاء السوري- السعودي في موضوع لبنان لان التأثير الكبير هو لايران وبالتالي فان التفاؤل في موضوع تشكيل الحكومة يبقى انشائياً واصفاً المنحى الذي يسلكه الحريري بالصحيح لانه يريد ان يكون رئيساً لكل لبنان ويشكل مظلة للمؤسسات وعلى رأسها الجيش الذي لا يلاقي اي تجاوب معه وحادثة عين الرمانة ماثلة امامنا. ودعا عبدو النائب عون الى تغليب سلطة الحب على حب السلطة مشيراً الى انه ينتظر من عون انتفاضة معينة لتسهيل تأليف الحكومة وان كانت نسبة هذا الامر غير كبيرة. وشدد على ان ليس للسعودية اي طمع بلبنان وانما تريد مواجهة النفوذ الايراني. ولاحظ انه كل ما طالت الانقسامات وعدم تشكيل الحكومة فهناك خشية من ان تسيطر هذه الاهتزازات على الاجواء اللبنانية وان كان احتواؤها سريعاً. وعن حادثة عين الرمانة، قال ان الامور فردية ناتجة عن مناخات معينة ولان هؤلاء المعتدين مضبوطين من الفريق التابعين له، معتبراً ان ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله لا تحل المشكلة الامنية وهي تكمن في غياب التفاهم السياسي متوقعاً ان يبقى الامن بالتراضي لفترة طويلة.

 

الصيغة الحكومية تنتظر عودة موفدي أمل وحزب الله من دمشــق ونتائج لقاء جنبلاط ـ نصر الله وحصيلة مشاورات عون مع حلفائه 14 آذار: العاهل السعودي لم يزر سوريا ليتنازل سـياسيا لصالحها

المركزية- لا تزال الساحة المحلية في حال ترقب حذر لنتائج قمة دمشق رغم الأجواء الإيجابية التي تخيم على البلاد في انتظارترجمة مفاعيل نتائج هذه القمة، لما يمكن أن يتركه هذا الحدث من انعكاسات مباشرة على الوضع الداخلي، ولا سيما لجهة الدفع في اتجاه التسريع في تشكيل الحكومة. وفيما ذكرت مصادر متابعة لحركة المشاورات ذات الصلة بتشكيل الحكومة بان الرئيس المكلف سعد الحريري يعتزم إجراء جولة ثالثة وسريعة من المحادثات مع أقطاب المعارضة والأكثرية ينحصرالبحث فيها هذه المرة بتوزيع الحقائب الوزارية والاتفاق على الأسماء قبل أن يرفع التشكيلة الحكومية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ذكرت مصادر مواكبة لـ"المركزية" ان الحريري واصل سلسلة اتصالاته بعيدا من الاضواء مع عدد من الاقطاب في الاكثرية والاقلية في محاولة لانتاج أول صيغة حكومية يتوقع ان تتبلور في الساعات المقبلة. وكشفت مصادر الاكثرية ان الطبخة لم تستو بعد على صيغة نهائية بانتظار بعض المعطيات ومنها:

- ما آلت اليه القمة السورية – السعودية والتي لم تتبلغ مختلف الاطراف حصيلتها بعد، ولذلك فهو ينتظر عودة موفدي حركة "أمل" وحزب الله من العاصمة السورية لمعرفة التوجهات النهائية.

- انتظار نتائج اللقاء الموسّع الذي عقده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والوفد المرافق مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، وهو سيلتقي خلال الساعات المقبلة موفدين من النائب جنبلاط الذي سبق له ان أطلع الرئيس الحريري على نيته باللقاء بالسيد نصرالله، وهو حمل في لقائه نصرالله رسالة من الحريري تصبّ في اتجاه الحاجة الى الاسراع بالتشكيلة الحكومية، وقد يؤجل اللقاء بين الحريري وموفدي جنبلاط الى مساء غد حيث سيعقد اللقاء الأسبوعي بين الرجلين كل مساء أحد.

- حصيلة المشاورات التي يجريها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون مع حلفائه، وهو- أي عون - كان قد وعد بنقل نتائج اتصالاته مع الأقلية لاستئناف البحث في بعض التفاصيل المرتبطة بالحقائب والاسماء.

مسيحيو الاكثرية: الى ذلك، قللت مصادر من مسيحيي الاكثرية من حظوظ الاسراع في التشكيلة الحكومية وقالت انها لم تتلمّس الى اليوم اية أجواء ايجابية توحي بامكان قبول الأقلية بشروط الرئيس المكلف وخصوصا على مستوى بعض الحقائب الاساسية التي يتمحور الخلاف حولها كما بالنسبة الى توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية.واعتبرت المصادر ان أية هفوة يمكن ان تؤدي الى تأجيل البحث بصيغة أولية للتركيبة الحكومية الى ما بعد منتصف الاسبوع المقبل.

نصر الله - جنبلاط: وكان سجّل خرق سياسي تمثل بالاعلان عن لقاء انعقد مساء أمس بين السيد نصر الله والنائب جنبلاط، حضره نجله تيمور والنائب أكرم شهيّب ورئيس لجنة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا. وذكر بيان الحزب "ان الطرفين تلاقيا عند إيجابية هذا اللقاء الكبير وأهمية الانفتاح العربي - العربي، وضرورة تكريسه حالة عامة لتجاوز الأزمات التي تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية واي بلد من بلدانها من هنا كان الترحيب بأي مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية ـ السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقد اتفق الجانبان على ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن"، وشدد المجتمعون على ضرورة المضي قدماً في كل ما من شأنه تكريس أجواء المصالحة.

14آذار: في هذا الوقت، استبعدت مصادر بارزة في 14 آذار ان تبصر الحكومة العتيدة النور الاسبوع المقبل وقالت لـ"المركزية" ان القمة السعودية - السورية شكّلت صدمة لدى اللبنانيين بدل ان تشكل بداية حل، وكأن مصيرهم وحكومتهم يتقرران في الخارج. ولفتت المصادر الى ان لبنان يعيش منذ 48 ساعة على قاعدة "البصّارة البرّاجة"من أجل التقاط مؤشرات نتائج هذه القمة.

اضافت المصادر: "من المؤكد ان العاهل السعودي الملك عبد الله لم يذهب الى دمشق كي يتنازل سياسيا لصالح سوريا، بل العكس هو الارجح، بأن سوريا تسعى لفك عزلتها العربية والعالمية من خلال نسج علاقة جديدة مع المملكة، وهذا سينعكس على الجو الداخلي اللبناني بانفراج ينتج عنه تشكيل حكومة. ويبقى الموضوع الاساس: ما هو الموقف الايراني المتمثل بحزب الله من نتائج القمة؟ لكن المتابع للاعلان الايراني يلاحظ بوضوح بأن هناك تركيزا على ان المملكة العربية السعودية تحاول فك ارتباط سوريا عن ايران، ما يشكّل ازعاجا للجانب الايراني. واذ سألت المصادر هل هذا الامر سيشكّل ايضا تعطيلا اضافيا امام تشكيل الحكومة في لبنان، قالت ان الجواب متروك للايام القليلة المقبلة. واعتبرت المصادر ان المعادلة التي تفرض نفسها على اللبنانيين اليوم انه بمقدار ما يتعرقل التشكيل الحكومي بمقدار ما يزيد الانكشاف الامني، من هنا ان الهمّ الاول لقوى 14 آذارهو عدم انزلاق لبنان واللبنانيين في أتون الامن.

حزب الله: وفي المواقف، رحب حزب الله بانعقاد القمة وما صدر عنها من نتائج وصفها بالايجابية لجهة تعزيز مسار تنقية الأجواء العربية – العربية والدفع بنهج التقارب العربي – العربي قدماً نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بما يخدم قضايا العرب والمسلمين ويؤثر إيجاباً على لبنان واللبنانيين.

ورأى الحزب في انعقاد القمة في هذا الوقت أهمية استثنائية كونها تعيد الاعتبار للقضايا العربية في هذه المرحلة الحساسة ولا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها عالمنا العربي والإسلامي وفي طليعتها استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان وتصاعد انتهاكات العدو الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى. ودعا الحزب إلى بذل المزيد من الجهود في إطار العمل العربي المشترك خدمة لقضايا الأمة، واكد أن الخيار الوحيد المتاح لمواجهة الأخطار والتهديدات الصهيونية هو بتعزيز عوامل الوحدة والتضامن العربي ودعم خيارات الشعوب وحقوقها في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والمقدسات.

 

قراءة فرنسية لنتائج قمة دمشق قبل تسلم "الخارجية" المعلومــات الرسمية: ارتياح لتجاوب سوريا مقابل رغبة أوروبية بالتروي في انتظار خطوات عملية ودعوة الى الحذر وتأليف الحكومة سريعا خوفا من تداعيات الخروقات الأمنية

باريس – من مراسل الوكالة: المركزية – نقل ديبلوماسي فرنسي سابق لـ"المركزية" معلومات غير رسمية عن نتائج القمة السعودية – السورية التي عقدت في دمشق في 7 و8 الجاري قبل أن تتسلم الخارجية الفرنسية تقريرا رسميا مفصلا عن مضمون المباحثات بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار الى أن "المعلومات الواردة الى باريس عكست ارتياحا لدى المسؤولين الفرنسيين في ما يتعلق بالموضوع اللبناني كونه كان حاضرا على جدول الأعمال وأخذ حيزا واسعا من المناقشات بين الرئيسين السعودي والسوري". وكان سبق لفرنسا أن أوفدت أمين عام الإيليزيه كلود غيان الأسبوع الفائت الى سوريا حاملا رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الرئيس الأسد انطوت على موقف فرنسي ثابت من موضوع لبنان وضرورة تسهيل تأليف الحكومة على أن تقدم سوريا التسهيلات اللازمة في هذا المجال وتعمل على المساعدة في تحصين الساحة اللبنانية أمنيا، كما تناولت الرسالة مواضيع اقليمية أخرى. وعكست المعلومات الواردة الى فرنسا بعد أقل من 24 ساعة على انتهاء قمة دمشق تجاوبا سوريا مع الرغبة الفرنسية بدليل "استدعاء ممثلين من المعارضة اللبنانية الى دمشق لوضعهم في نتائج القمة". ويلفت الديبلوماسي الى ما سبق لفرنسا واشارت إليه من تحذير لما قد تتعرض له الساحة اللبنانية نتيجة التأخير في تشكيل الحكومة وقلقها من هذا التأخير وخوقها من حدوث اضطرابات على الساحة اللبنانية نتيجة الفراغ الحكومي والخلاف السياسي على التأليف".

ويوضح أن "ما يحصل في لبنان راهنا من خروقات أمنية يترجم تخوفنا والمحاذير التي سبق وأشرنا إليها"، معربا عن خشيته من "أن تؤدي هذه الخروقات الى أحداث أمنية كبيرة يكون لها تداعياتها على الساحة اللبنانية"، من هنا "تنصح السلطات الفرنسية - كما يقول الديبلوماسي - الجميع بتوخي الحذر في مرحلة الفراغ والمشاورات الجارية لتأليف الحكومة والاستعداد لتطويق أي خروقات ومضاعفاتها".

كما أبدى تخوفه من "عودة أصابع التفجير الى لبنان بهدف تأجيج نار الفتنة من خلال ضرب الاستقرار وحصول حوادث متنقلة كما يحصل راهنا"، مؤكدا أن "الموقف الفرنسي ينطلق من القلق على مصير الساحة اللبنانية والخوف من التداعيات الأمنية ودخول طابور خامس على الخط ليدعو الى وجوب التنبه وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والعمل على تشكيل الحكومة سريعا لإقفال الملف السياسي ومن خلاله الملف الأمني".

الى ذلك توضح أوساط الخارجية الفرنسية "أنها تنتظر المعلومات الدقيقة التي ستصلها من خلال سفيرها في سوريا لتبني على الشيء مقتضاه"، لكنها تلحظ أن "ما ورد إليها يعكس أجواء جيدة وخطوات قد تطرأ في وقت لاحق".

الشراكة الأوروبية: وفي هذا الإطار تلفت الأوساط الى أن "فرنسا تشجع توقيع سوريا على اتفاق الشراكة الأوروبية بالأحرف الأولى في 26 الجاري من ضمن شراكة استراتيجية بهدف تعزيز التعاون مع سوريا نظرا للدور الذي تلعبه في المنطقة، وإن كان بعض الدول الأوروبية لا يزال يعترض على هذا التوقيع مطالبا بالمزيد من المواقف الإيجابية التي تعكس حسن نية دمشق وتجاوبها". وتشير في هذا السياق الى "أن التوقيع يحتاج الى ستة أشهر لتدرسه الجهات الرسمية المعنية قبل التصديق عليه نهائيا".

وتوضح أن "التوقيع الذي رفضته فرنسا في الماضي كموقف اعتراضي على السياسة السورية في المنطقة وتدخلها في الشأن اللبناني، قد سقط بعد وصول الرئيس ساركوزي الى سدة الرئاسة وبعد تجاوب سوري مع المطالب الفرنسية في الشأن اللبناني".

كما يلفت الى "رغبة ساركوزي بفتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين وحرصه على التواصل مع الرئيس الأسد وسعيه الى قيام دور سوري إيجابي في المنطقة للمساعدة في إيجاد الحلول نظرا للدور الذي يمكن لسوريا ان تلعبه في أزمات المنطقة.

 

اعتصامان أرمنيان احتجاجا على البروتوكول مع تركيا

المركزية – مع صدور "المركزية" عند الرابعة بعد الظهر أفادنا مندوبنا في الرابية ان الطلاب والشباب في الأحزاب الأرمنية الثلاثية الطاشناق والهانشاك والرامغفار بدأوا اعتصاماً في محيط السفارة التركية هناك احتجاجا على توقيع البروتوكول بين أرمينيا وتركيا اليوم في زوريخ. وبناء لدعوة الاحزاب الثلاثة سيعتصم عند الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم وزراء الطائفة الأرمنية ونوابها وقياداتها ووجهاؤها في كاثوليكية الارمن الارثوذكس في انطلياس احتجاجاً على توقيع البروتوكول.

 

أبو عاصي: اللبنانيين أمام خيارين إما التصادم مع السلاح أو القبول بالتنازلات

لبنان الآن/السبت 10 تشرين الأول 2009

إعتبر أمين عام حزب "الوطنيون الأحرار" الياس ابو عاصي أن "إتهام البلديات من قبل البعض حول حادثة عين الرمانة هو لفتح المعركة الإنتخابية للبلديات باكراً"، مضيفاً في السياق نفسه أن "هناك من يحاول وضع اللبنانيين امام خيارين، اما التصادم مع السلاح واما القبول ببعض التنازلات، وهذا ما لا نرضاه ولن نقبل به".  أبو عاصي، وفي حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، لفت الى أن "هذه الأحداث ستتكرر كما حصل سابقاً ويجب استباقها اليوم والحد منها"، ورأى في الإجرءات التي اتخذت من قبل وزير الداخلية زياد بارود "جزء صغير يكمّل جزء أكبر من الأجراءات التي من المفترض أن  تكون سياسية بإمتياز".   وحول الأزمة السياسية الراهنة، قال ابو عاصي: "لسنا أمام أزمة نظام بل امام عراقيل وضعت من قبل السوري وحلفائه لعدم تطبيق الطائف والوصول الى"انو مش ماشي الحال" ويجب تعديل الطائف

 

السيد نصر الله والنائب جنبلاط التقيا مساء أمس ونوها بالقمة السورية-السعودية وبأي مبادرة لتشكيل الحكومة

وطنية - صدر عن العلاقات الاعلامية في "حزب الله" البيان الآتي:

عقد مساء أمس لقاء بين الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، حضره نجله تيمور والنائب أكرم شهيب بالإضافة إلى رئيس لجنة الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا. وصدر عن المجتمعين الآتي:

كان عرض للمستجدات على الساحتين الإقليمية والمحلية ولا سيما التهديدات الإسرائيلية للبنان والمنطقة، وكذلك المناورات الإسرائيلية -الأميركية المشتركة. وتوقف المجتمعون عند الأخطار الإسرائيلية التي تهدد المسجد الأقصى وسط لا مبالاة دولية.

وبالنسبة إلى القمة السورية - السعودية، تلاقى الطرفان عند إيجابية هذا اللقاء الكبير وأهمية الانفتاح العربي -العربي، وضرورة تكريسه حالة عامة لتجاوز الأزمات التي تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية وأي بلد من بلدانها، من هنا كان الترحيب بأي مبادرة لتشكيل الحكومة اللبنانية وآخرها الدعوات السورية السعودية المشتركة لتجاوز الأزمة اللبنانية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واتفق الجانبان على ضرورة تذليل العقبات التي تحول دون قيام هذه الحكومة العتيدة في أسرع وقت.

وعن العلاقة بين الحزبين، كان تقويم للمرحلة التي تلت اللقاء الأول بين سماحة السيد نصر الله والسيد جنبلاط، وتم استعراض نتائج زيارات الوفود العلمائية وما تركته من نتائج طيبة على العلاقة بين مناصري الحزبين بشكل خاص والعلاقة بين أبناء الطائفتين الكريمتين بشكل عام.

وشدد المجتمعون على ضرورة المضي قدما في كل ما من شأنه تكريس أجواء المصالحة.

واطلع المجتمعون على أعمال اللجنة المشتركة بين الفريقين، واتفق على ضرورة استكمال وإنجاز ما تبقى في أسرع وقت.

واتفق الجانبان على إبقاء التواصل قائما ودائما والتشاور مستمرا في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة.

 

بري مستمر في صومه وشعر بـ"نقزة" من التمايز بين بياني دمشق والرياض

 التاريخ: ١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩/المصدر: الشرق الاوسط ـ النهار /اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه "مستمر في صومه عن الكلام في انتظار اتضاح الصورة"، لكن صحيفة "الشرق الاوسط" نقلت عن مقربين منه أنه تلقى انطباعات إيجابية من اتصال أجراه معه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وأعطى بدوره إشارات أولاها تعيينه جلسة لمجلس النواب في 20 تشرين الأول الحالي للدلالة على ضرورة تأليف الحكومة قبل ذلك التاريخ من أجل حضورها الجلسة. واوضح المقربون من بري أنه لا يزال مقتنعاً بأن التفاهم السعودي ـ السوري من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع اللبناني. من جهة اخرى، ذكرت صحيفة "النهار" أن الرئيس بري شعر بـ"نقزة" من "التمايز" الذي تضمنه البيانان الصادران عن دمشق والرياض في شأن لبنان ودلالات هذا التمايز. ففيما تحدث البيان السوري عن "تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها حجر أساس لاستقرار لبنان وتعزيز وحدته وقوته ومنعته"، اكتفى البيان السعودي بالدعوة إلى "الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وأوضحت "النهار" أنه في قراءة المراقبين لهذا التمايز، فإن "دمشق تريد أن تفرض واقعاً يتجاوز اتفاق الطائف الذي لا ينص على تشكيل حكومات وحدة وطنية، وهو أمرٌ لم يجارِ فيه السعوديون السوريين". ولفت هؤلاء إلى أن "المبادرة التي أخذها السوريون في الاتصال بلبنان بعد القمة يبدو كأنها ترجمة لتعهدات انتهت إليها القمة ستظهر مفاعيلها لاحقاً". من جهة اخرى، يغادر بري اليوم الى قطر في زيارة رسمية، تليها الاثنين زيارة رسمية مماثلة لدولة الامارات العربية المتحدة. وذكرت "النهار" ان رئيس المجلس الذي يتوجه الى الامارات لمعالجة اوضاع مجموعة لبنانيين شيعة أبعدوا من هناك، حرص على اعتماد اسلوب "السياسة والتواصل والحوار" بمنأى عن "اثارة الغبار الاعلامي والتسييس" الذي طبع تحركات المبعدين. وقد تلقى بري قبل نحو خمسة ايام دعوة رسمية لزيارة دولة الامارات وهو على يقين ان "باب الفرج" بات قريباً وان نهج تعامله المتروي مع القضية برمتها بدأ يؤتى ثماره

 

 مرحلة انتظار لمعطيات القمة تسبق عودة الحراك الحكومي

نهارنت/بدا أن عطلة نهاية الاسبوع ستكون محطة فاصلة بين مرحلتين، ما قبل قمة دمشق وما بعدها، كون االبيانان السعودي والسوري اللذان صدرا عن القمة، والاجواء الايجابية التي رشحت عن محادثاتها كما اتصال الرئيس السوري بشار الأسد بالرئيس اللبناني ميشال سليمان وابلاغه بأجواء ايجابية، لم يحسما بعد بشكل واضح موقف القمة من تشكيل الحكومة اللبنانية. وعلمت "النهار" من أوساط بارزة في الاكثرية والاقلية ان هناك فترة انتظار فرضت نفسها على المشهد السياسي الداخلي ستتبلور خلالها المعطيات التي انتهت اليها قمة دمشق، قبل الشروع في جولة جديدة من المرحلة الممهدة لتأليف الحكومة.  ورأت مصادر مطلعة ل "النهار" أن الحكومة الجديدة "قد تبصر النور خلال الاسبوع المقبل انطلاقا من المناخ الايجابي السائد عربيا".  وقالت ان الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لقصر بعبدا يفترض ان تحمل تصورا للتشكيلة الحكومية.

كذلك توقع سياسي لبناني في حديث الى "السفير" "تظهيراً سريعاً للنتائج الحقيقية»، مشيراً الى ان منحاها الإيجابي سيتبدى في الحراك المقبل للرئيس المكلف أياً كانت ماهيته او الوتيرة التي سينطلق فيها او الوجهة التي سيسلكها".  وفي السياق ذكرت "السفير" أن الحريري والنائب ميشال عون لم يخوضا حتى الآن لا في موضوع الأسماء ولا في الحقائب، ولم تخرج محاوراتهما عن حدود محاولة بناء جسر من الثقة لطي صفحة الماضي وما تخللها من شكوك واتهامات وتباينات. وقالت مصادر واسعة الاطلاع ل «الحياة» ان ما رشح عن القمة هو أن الجانبين السعودي والسوري توافقا على حث الفرقاء اللبنانيين على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة ومعالجة العراقيل التي حالت حتى الآن دون إنجازها وتشجيعهم على التفاهم في شأنها.

 

قنديل اتهم الرئيس السنيورة بالتسبب بالازمة بين لبنان والامارات

وطنية - اتهم النائب السابق ناصر قنديل في تصريح اليوم الرئيس فؤاد السنيورة ب"التسبب بالازمة بين لبنان ودولة الامارات العربية المتحدة، عبر إرسال لوائح باسماء اللبنانيين الذين تعرضوا للابعاد".  اضاف قنديل في بيان: "يبدو ان التفهم الذي لقيته المساعي اللبنانية لحل هادىء وأخوي لهذه القضية من قبل المسؤولين في دولة الامارات الشقيقة والتي ستتوج بزيارة دولة الرئيس نبيه بري للامارات، قد أخافت السنيورة من افتضاح أمره كسبب لمأساة هؤلاء اللبنانيين من جهة، وكسبب لتأزيم العلاقات بين بلدين شقيقين من جهة اخرى، وتسخير منصبه كرئيس للحكومة لأحقاد على مواطنيه الذين يفترض انه مؤتمن عليهم وعلى رعاية مصالحهم".

 

المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة: كلام قنديل مختلق من أساسه 

١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩ /  صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة ما يلي:  "تعليقاً على الكلام الصادر عن النائب السابق ناصر قنديل بحق الرئيس فؤاد السنيورة فيما يتعلق بقضية المبعدين من دولة الإمارات العربية المتحدة، يهم المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة ان يوضح أن كلام السيد قنديل مختلق من أساسه ويعبر عن صاحبه.  ويهم المكتب الإعلامي أن يوضح أيضاً أن الرئيس السنيورة وعد المبعدين من دولة الإمارات بالعمل على متابعة قضيتهم بشكل جدي وهو ينفذ ما وعد به بعيداً عن الضجيج الإعلامي والمزايدات الرخيصة". 

 

حزب الله" رحب بالقمة السعودية- السورية ونتائجها "لجهة الدفع بنهج التقارب العربي بما يؤثر ايجابا على لبنان"

وطنية - رحب "حزب الله" في بيان "بانعقاد القمة السعودية - السورية وما صدر عنها من نتائج إيجابية لجهة تعزيز مسار تنقية الأجواء العربية - العربية والدفع بنهج التقارب العربي - العربي قدماً نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بما يخدم قضايا العرب والمسلمين ويؤثر إيجاباً على لبنان واللبنانيين".  ورأى الحزب "في انعقاد القمة في هذا الوقت أهمية استثنائية كونها تعيد الاعتبار للقضايا العربية في هذه المرحلة الحساسة سيما في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها عالمنا العربي والإسلامي وفي طليعتها استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان وتصاعد انتهاكات العدو الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى".  ودعا "حزب الله" إلى "بذل المزيد من الجهود في إطار العمل العربي المشترك خدمة لقضايا الأمة"، مؤكدا "أن الخيار الوحيد المتاح لمواجهة الأخطار والتهديدات الصهيونية هو بتعزيز عوامل الوحدة والتضامن العربي ودعم خيارات الشعوب وحقوقها في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والمقدسات".

 

محفوض يستغرب رغبة سوريا في استعجال التشكيل 

 التاريخ: ١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩/المصدر: اخبار المستقبل 

اعرب رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض عن استغرابه لـ"التفاؤل والرغبة السورية الهائلة في استعجال إطلاق التشكيلة الحكومية"، معتبراً ان "استقبالها في الخفاء والعلن أقطاباً لبنانيين يؤكد انها لم تغير او تبدل تعاطيها على اعتبار ان لبنان كيان أو دولة قائمة بذاتها". واعتبر في حديث الى "اخبار المستقبل" اليوم، ان "تشكيل الحكومة انطلاقاً من قرار الرئيس السوري بشار الأسد او خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، يعيدنا إلى ترميم مزرعة 1943، أو على طريقة تبويس اللحى وهذا أمر معيب على اللبنانيين". ورأى "ان لا شيء يبشّر باقتراب التشكيل في ضوء القمة السعودية ـ السورية، مستبعداً ان "تبصر الحكومة النور خلال ايام وحتى أسابيع".

 

 فرنجية يسأل عن موقع ايران من التقارب السعودي ـ السوري 

 التاريخ: ١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩/المصدر: اذاعة الشرق 

رأى عضو قوى "14 آذر" النائب السابق سمير فرنجية ان "القمة السعودية ـ السورية قدمت شيئاً مهماً على مستوى التفاهم العربي ـ العربي، سيسهل حتماً تشكيل الحكومة"، سائلاً: "اين ايران والفريق المؤيد لها داخلياً من هذا التقارب؟". واستغرب في حديث الى إذاعة "الشرق"، حصول احداث امنية في لبنان عقب القمة، متسائلاً "هل هي احداث إعتراضية من الفريق المؤيد الى إيران في لبنان؟". واعتبر ان "حزب الله" قادر على خوض معركة تعطيل الحكومة وفريقه (النائب ميشال عون) جاهز للبننة الاعتراض"، وقال: "إذا كان هناك تحول في المنطقة بسبب تراجع الدور الايراني فعلى الحزب أن يستخلص الدروس ويدخل في التسوية". وشدد على ضرورة "عدم المساس بإتفاق الطائف، لأن تعديله يمكن ان يدخلنا في المجهول"، لافتاً الى ان المطلوب "هو تطبيق هذا الاتفاق، والبحث عن تطويره بحيث يكون من داخل آلياته وليس من خارجها".

 

رئيس مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر عبر MTV: تشكيل الحكومة شأن لبناني وسنطرح موضوع سلاح حزب الله عند كل مناسبة،

والسلاح يعطل الديمقراطية المناقضة لكلمة اجماع

 موقع الكتائب

10 Oct. 2009   

رحب رئيس مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر بأي تقارب عربي وتحديدًا التقارب السوري السعودي نظرًا لانعكاسه على بعض الافرقاء اللبنانيين. متمنيًا ان يبادر كل فريق من اجل تحقيق حكومة وحدة وطنية بغض النظر عن نتائج القمة لان تشكيل الحكومة هو شأن لبناني داخلي وقد سئم اللبنانيون الانتظار والتعطيل والتأجيل.

واعتبر في حديث عبر MTV في برنامج "قبل الاخبار" ان الصيغة الحكومية 15-10-5 عادت لتكون حديث الساعة منذ بدء الاستشارات الثانية لافتًا الى أن لا مشكلة لدى حزب الكتائب في حال كانت هذه الصيغة مريحة للبنانيين".

ورأى أنه طالما اننا متفقون على الصيغة وعلى معظم الامور، فلماذا الاشكالية حول الاسماء والحقائب وانتظار الاجواء الاقليمية. معتبرًا أن لا مشكلة في استطلاع بعض الاطراف لاجواء القمة من اجل رؤية المسار الاقليمي شرط الا يكون ذلك لمعالجة موضوع الاسماء والحقائب. وتمنى ان يكون المسار الاقليمي ايجابيًا لانه ينعكس على المنطقة وعلى لبنان من ضمنها.

ورجح داغر تشكيل الحكومية في غضون اسبوعين لافتًا الى أنه من الواضح ان التعقيدات في اغلبيتها بدأت تذلل. وبالنسبة الى اسماء الكتائبيين المرجحين لتولي حقائب الكتائب، قال"عندما تحدد حقيبتنا الوزارية عندها نحدد الشخص المناسب للوزارة."

وبالنسبة الى سلاح حزب الله، اشار الى أن الكتائب لن تقبل ان يكون خارج النقاش، مؤكدًا انه لا يعترض على البيان الوزاري اذا ورد فيه ان هذا السلاح يتضمن اشكالية واختلاف في الرأي وبالتالي من الافضل تسليمه الى طاولة الحوار، "لكننا لن نتوقف عن الحديث عنه. فنحن نعتبر انه يجب يكون في دائرة النقاش" مشددًا على أننا نريد بناء لبنان مع حزب الله لاننا شركاء في هذا الوطن.

واضاف:"سلاح المقاومة اما سيكون على طاولة مجلس الوزراء او طاولة الحوار وسيبقى هذا الموضوع قيد المناقشة وسنطرحه عند كل مناسبة."

ودعا داغر الى طاولة حوار وطني تطرح فيها كل الهواجس لئلا نبقى في حفل التكاذب المستمر وشدد على أن لا وجود لسلاحين في دولة واحدة، بل يجب ان يكون هناك سلاح واحد بيد الجيش اللبناني لحماية لبنان، لافتًا الى ضرورة ان يستعين الجيش والدولة بخبرات حزب الله لحماية لبنان.

وتابع:" المقاومة تقوم عند غياب الدولة، وعندما تقوم الدولة تنخرط المقاومة فيها ولا تسير بالتوازي معها."

ورأى أن الخلاف بين 8 و 14 اذار هو في الاساس حول الرؤية من سلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا لافتًا الى أن لا نظرة اختلافية استراتيجية بينهما في المواضيع الاخرى.

وفي ما يتعلق بتوزير الخاسرين، قال:"نعتبر انه يجب ان تحترم الارادة الشعبية في تشكيل الحكومة من حيث توزير الراسبين ولكن يجب الا يكون هذا الامر سببًا لتوقف البلد. " واكد ان الاقلية تستأثر بكل شيء في لبنان بقوة السلاح القادر على رهن كل شيء، مشيرًا الى أن حزب الكتائب اعلن ان ثوابته تقوم على ان لا سلاحًا الا بيد الدولة اللبنانية وعلى الدعوة الى قيام علاقة ندية وصحيحة مع سوريا وقد صوّت اللبنانيون له على هذا الاساس فلا يمكن التخلي عن هذه الثوابت بعد انتهاء الانتخابات.

واسف داغر للتحوير في مفهوم الديمقراطية ، وقال:"كلمة ديمقراطية مناقضة لكلمة اجماع، واذا كان كل شيء في لبنان يحتاج الى اجماع، فلنغير النظام ونزيل الديمقراطية!"

واضاف:"الديمقراطية لا تتم بالاجماع ولكن بالاكثرية وثمة موضوع يعطل المسار الديمقراطي وهو السلاح الذي يتحكم بالقرارات في لبنان."

واكد الاستمرار في المقاومة السياسية وعدم السكوت ولكن في الوقت نفسه لا يمكن اتخاذ اي قرار قد يؤدي الى دمار البلد، وذلك الى حين ايجاد حل مناسب للسلاح، والاستمرار في النضال الى حين بناء دولة جديدة يعيش فيها اللبنانيون سواسية.

ورأى "أن هذه الحكومة التي ستشكل ستكون حكومة فدرالية الطوائف وحكومة تصريف اعمال لأنها ليست قادرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية في البلد، بل ستسيّر الاوضاع الى حين الوصول الى ازمة جديدة. إذ إن هذا البلد يعيش في الازمات والتسويات المتكررة ... والتنقل من بلد الى اخر لعقد مؤتمرات تؤجل من جديد الازمات، والحل لا يكون الا بالجلوس معًا لطرح الهواجس والمشكلات وتطوير النظام ."

وعدد داغر طريقة تطوير النظام، وقال:" عبر اللامركزية الادارية الموسعة التي اصبحت مطلبًا جامعًا، الحياد الايجابي، لبنان مساحة حوار وتفاعل، الدولة المدنية. هذه المبادئ الاساسية الاربعة اضافة الى امور بديهية ومنها صلاحيات رئيس الجمهورية الذي يجب ان يكون حكمًا في لبنان، لكنه لا يملك الادوات اللازمة للعب دوره."

وسأل:"هل نريد استمرار الازمات والتسويات؟ هل هذا الوطن الذي نريد؟ فاذا اردنا الخروج من وضعنا الحالي يجب طرح هذه المبادئ ."

وتحدث عن اللامركزية الادارية، فقال أنها تساعد المواطنين على بسط سلطتهم على المجالس وليس العكس، واعتماد المساءلة والمحاسبة المفقودتين اليوم مما يحول دون قيام المسؤولين بواجباتهم تجاه المواطنين."

بالنسبة الى الحياد، قال:" لا يعني اعتماد الحياد بين العرب واسرائيل، ولكن بين الصراعات العربية العربية وعدم الدخول في الاصطفافات العربية التي تفجر البلد. نحن دولة مساندة ولسنا دولة مواجهة ضد اسرائيل. ولسنا منصة صواريخ."

 

اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 10 تشرين الاول 2009

النهار

في معلومات لمصادر ديبلوماسية ان ايران متفقة مع سوريا على القيام بالتحرك الذي تقوم به بدءاً باللقاء الذي عقد بين الرئيس السوري والعاهل السعودي.

لم تعلن حتى الآن نتائج التحقيق في اطلاق صاروخي كاتيوشا من سهل القليلة في قضاء صور على شمال اسرائيل لمعرفة الجهة المسؤولة وملاحقة المسؤولين فيها.

تردّد أن سياسة التوافق التي طبقت في انتخاب الرئاسة الاولى وفي تشكيل الحكومة قد تطبق في انتخابات اللجان النيابية.

السفير

تعهد وزير محام في الحكومة في مجلس خاص بعدم ارتداء "الروب الأسود" مجدداً بعد الوزارة الحالية لأنه أدرك أشياء "لم تكن لتخطر على باله"!

تردد أن مرافقين لأحد السفراء تذمروا من عدم إبلاغهم بجدول حركته خلافاً لأوامر رؤسائهم، فما كان إلا أن تم التخلي عنهم واستبدالهم بآخرين لا يأتمرون بأمر الرؤساء أنفسهم!

تسعى شركة اتصالات أثيرت حولها ضجة مؤخراً للبحث عن قاعدة جديدة تشكل حلاً بديلاً للقاعدة التي تم تفكيكها.

المستقبل

في اجتماع عقده رئيس قام بزيارة خاطفة الى لبنان مع فاعليات من شعبه في "الشتات" لشرح مشروع إتفاق بين بلده ودولة تحاصره، دافع وزير حالي في الحكومة اللبنانية من هذا "الشتات" بقوة عن دولة إقليمية غير عربية.

ذُكر أن حزباً معنياً بخلاف مع دولة خليجية طلب من لجنة تتحرك على خلفية مشكلة حصلت وقف تحركها الإعلامي.

استغربت جهات معنية موافقة حركة على التصالح مع حركة أخرى يوم الخلاف بينهما على تقرير دولي معين ثم مطالبتها بتأجيل التصالح يوم ظهر ان الخلاف على التقرير سينتهي.

اللواء

كشف دبلوماسي عربي أن دمشق والرياض قرّرتا دراسة خطواتهما بعناية فائقة إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.

يراهن تيّار معارض على إكمال حدوث تفاهم مع تيّار موالٍ على غرار ما حصل مع طرف فاعل قبل سنوات!.

تدور شبهات حول العلاقة بين حزب شمالي، معني بأحداث معروفة، والمرجعية التي ينتمي إليها في هذه المرحلة.

البلد

تردد ان رئيس مجلس النواب عبر عن استيائه من بعض مواقف لجنة المبعدين من الامارات العربية وطلب عدم تكرار هذه المواقف اذا كان المطلوب معالجة المشكلة.

عمدت جهات سياسية الى اغلاق ملف الاعتداء على احد عناصر قوى الامن الداخلي عمليا في مدينة جنوبية لان المعتدي ينتمي الى جهاز امني رسمي "برتبة خاص".

توقف مراقبون عند ظاهرة ملفتة في طريقة الاعتراض الميليشيوي على تعيين احد الموظفين وتساءلوا ان كان منطق المزرعة سيبقى سائدا على صعيد قرارات الدولة.

 

متى تتخلى دمشق عن حلم ضمّ لبنان واستعادته؟ 

  المصدر : خاص موقع 14 آذار

١٠ تشرين الاول ٢٠٠٩

 كتب سلمان العنداري

في الرابع عشر من تشرين الاول من العام الفائت، وقّع وزيرا خارجية سوريا وليد المعلم ولبنان فوزي صلّوخ في دمشق على بيان مشترك لإعلان بدء العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما وذلك بعد يوم من اصدار الرئيس السوري مرسوماً بإقامة هذه العلاقات.

وبعد سنة على تأكيد البيان المشترك اللبناني-السوري على حرص الجانبين على توطيد وتعزيز العلاقات على اساس الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما والمحافظة على العلاقات الاخوية المميزة بما يلبي آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين، وبعد اشهر على تعيين السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، ماذا تحقق يا ترى في هذه العلاقة، وهل تغيرت الممارسة السورية تجاه لبنان؟.

لا شك ان تعيين سفير في "شبه دولة" (من وجهة نظر سورية) كلبنان يعتبر خطوة جبّارة وتاريخية، أمل منها اللبنانيون (حينها) ان تشكّل مؤشراً اولياً لإستقامة سوريا واعترافها بلبنان وطناً مستقلاً وليس تابعاً بأي شكل من الاشكال، الا ان هذه الخطوة تبقى وهمية وبدون اي تأثير في حال ظلّ السفير السوري قابعاً في الظلّ، وفي حال استمر حلفاء سوريا بالنطق باسمها وتطبيق سياساتها، وبتكليف انفسهم بنقل رسائل النظام من هنا وهناك عبر موفديها ومندوبيها في كافة المناطق اللبنانية، فأين السفير والسفارة يا ترى؟، ام ان دمشق تعمد الى اتباع هذه السياسة للتأكيد ان وجود سفارة لا يعني تطبيقها للمبادىء والاصول الدبلوماسية المعترف بها دولياً، وان دورها في لبنان يتعدى وجود سفير يمثلها، ولهذا فهي تعمد الى الاستمرار في سياستها القديمة عبر حلفائها (وإن بنسخة منقّحة ومجمّلة) لتقول في العمق انها لم ولن تغيّر نظرتها الى بلد الارز لا البرازق؟.

ليس خافياً على احد، ان سوريا لم تحافظ على الصيغة اللبنانية يوماً، وعلى بنود اتفاق الطائف الذي وقعه اللبنانيون بعد انتهاء الحرب الاهلية الدامية على وقع الصفقات الاقليمية والدولية التي اعطتها حقوقاً واسعة في لبنان، حيث وبناءاً على ضوء اخضر اميركي سعودي وعربي، تم امساك القرار في بيروت بيد سورية من حديد طوال 15 عاماً متواصلة، عاش خلالها الشعب اللبناني، لا بل تعايش مع وصاية بشعة انقلبت على الطائف ومبدأ ضرورة الانسحاب واعادة الانتشار، وانقلبت على الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المفترض تنفيذها، فتصرفت على كيفها بطريقة عسكرية مخابراتية، اسكتت فيه هذا الشعب وقمعت حرية الرأي والتعبير، ليصبح البلد رهينة مكبّلة ومحافظة تابعة لعائلة الاسد الشامية".

لم يساهم النظام السوري في الحفاظ على الكيان اللبناني طوال 15 سنة متواصلة من خلال هذا الدور السلبي الذي اضطلعت به المخابرات والاجهزة الامنية السورية اللبنانية المشتركة، بالتعاون مع البعض من رجالات الطبقة السياسية، ففرّقت بين التيارات والقوى السياسية، ومنعت المصالحات بين خصوم الامس، وقتلت وقجّرت من قال لا بوجه الجبروت الذي كانت تمثله، ولعبت على التناقضات الداخلية كي لا يتوحّد الشعب وينتفض ضدها، فكانت دمشق ترتكب الحماقة تلو الحماقة حتى انتفض لبنان بأكمله بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط 2005، ليتجاوز كل هؤلاء عقدة الخوف ويقولوا كلمتهم: حرية سيادة استقلال.

خرج السوري في نيسان 2005 بجيشه وعسكره ومخابراته وعتاده وعتيده، الا انه لم يخرج سياسياً بشكل كلي، فبقت ظلاله ورسائله تحذر الاستقلاليين عبر متفجرة من هنا واعتداء من هناك، وبقي لبنان ارض خصبة للانفجار، لتمر على البلاد مجموعة كبيرة من الاحداث الدامية والخطيرة التي هددت مراراً وتكراراً الاستقرار الاهلي والوحدة الوطنية الهشّة.

توالت الاغتيالات والتفجيرات والاعتداءات الامنية في عديد من المناطق اللبنانية بعد الانسحاب السوري، استهدف خلالها رموز الإعلام المعارض، والمرافق الاقتصادية والاهلية، اضافة الى رجالات السياسة المعارضين للاحتلال السوري هذا.

في تموز من العام 2006، دخل لبنان في حرب مدمرة لأكثر من 33 يوماً ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى نتيجة الاجرام الاسرائيلي الوقح الذي اراد اعادة البلاد الى ما قبل العصر الحجري، فكانت الارادة الوطنية رغم الانقسامات الحادة بين الافرقاء، الا ان "الانتصار الالهي" الذي كرّسه حزب الله، يضاف اليه كلمة الرئيس بشار الاسد عن المنتج الاسرائيلي وانصاف الرجال قلبت الامور الداخلية، فغدت قوى التحالف الذي يرأسه "حزب الله" واعوانه تصرّ على ضرورة تشكيل وحدة وطنية (مع القتلة والعملاء والخونى وانصاف الرجال)، لتبدأ مؤشرات الخطاب العنفي والتهديدي لجماعة الممانعة، على اعتبار ان الفرصة باتت سانحة للانقضاض على ثورة الارز وعودة الامور الى الوراء.

ومع مرور الايام والساعات، كان ملف المحكمة الدولية يلوح في الأفق، وكانت التصدعات المذهبية في المنطقة العربية والاسلامية تتسّع بين الشيعة والسنّة، الامر الذي ادى الى هلع سوري من امكانية قيام محكمة تحاسب من قتل الرئيس الحريري ورفاقه، فاعترض الوزراء الشيعة في "حزب الله" و"حركة امل" واعتكفوا لأسابيع، لينسحبوا بعدها من حكومة "فيلتمان" التي يرأسها السنيورة، لتبدأ عندها الحملة على الحكومة "اللاميثاقية واللاشرعية"، ويبدأ معها الانقلاب الكبير لقوى "شكرا سوريا"، فأقفلت الطرقات بالدواليب، وامتلأ الوسط التجاري في بيروت بالخيم "السورية" التي تريد ابتزاز 14 آذار، واسقاط حكومة الاسنقلال الاولى، وتصدّر بعدها الخلاف الى اروقة الجامعات، واجتاح المناطق والازقة والاحياء، وباتت البلاد تعيش على كفّ عفريت. انه عفريت تحرّكه دولة شقيقة من بعيد.

وبالتزامن مع كل تلك الانقلابات والاعتصامات، استعمل الارهاب لينال من الجيش اللبناني ورمزيته الشرعية، فكانت احداث مخيم نهر البارد في الشمال عام 2007، حيث استعملت منظمة "فتح الاسلام" الاصولية المتشددة لكسر ارادة الشرعية اللبنانية ولإضعاف قدرة الجيش على الصمود على اكثر من جبهة، ومنها حراسة امن الجنوب "بعدما انتشر على كامل الاراضي اللبنانية بناءاً على القرار الدولي 1701"، واضعاف قدرته الامنية في بيروت والمناطق تمهيداً لفلتان امني على كل الاصعدة، فكانت المفاجأة الكبرى غير المتوقعة، سقط الخط الاحمر في البارد ومعه "فتح الاسلام"، لينتصر الجيش ويؤكد حضوره القوي واصراره على الدفاع على البلاد بوجه كل اشكال الارهاب والاعتداءات.

لم تستسلم دمشق عبر حلفائها، فكانت الحرب على المؤسسات الدستورية ما تزال مستمرة، لكنها استعرت مع استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اذ استمر التعطيل باستعمال اكثر من ورقة واكثر من وسيلة من اجل منع انتخاب رئيس استقلالي، إن عبر الاغتيالات والتفجيرات، او عبر استعمال الشارع كورقة ضغط هائلة على قوى 14 آذار، فكانت الاضرابات والاعتصامات والمراوغات السياسية، اضافةً الى اقفال المجلس النيابي وعدم الاعتراف بشرعية الحكومة.

ذورة هذا الانقلاب، كان في احداث 7 ايار 2008 المذهبية، حيث احتلت بيروت، ونجا الجبل من غزوة ساحقة لحزب الله، وانتشر السلاح "المقاوم" في الشوارع متوجها ًالى رؤوس اللبنانيين، حيث شكّل هذا التحرّك رسالة واضحة الى المعنيين ان سوريا ما تزال في لبنان بظلال مختلفة، وانه من غير المسموح قيام دولة حرة وفاعلة لأنها بالتأكيد ستشكّل تهديداً مباشرة للمصالح السورية وللنظام الديكتاتوري في قصر الشعب، فقتل من قتل وسط استفحال الصراع السني الشيعي المقنّع.

وعلى وقع العنف المتراكم في بيروت والمناطق، وقّع اتفاق الدوحة "الاضطراري" الذي انهى مرحلة مخيفة من الحرب الداخلية الميليشياوية، والذي ادى الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، وعاد معه الرئيس السنيورة رئيساً لحكومة "مفخخة" عبر الثلث المعطّل" بفعل قوة السلاح والبارودة التي ارادها حزب الله درعاً اساسياً لحكمه المسلّح في دويلة لبنان.

وبعد ان نجحت مفاعيل السلاح والقوة بتنفيذ رغبات 8 آذار وسوريا، بدأ الوضع الاقليمي يتغير ويتحول، فهبت الرياح مجدداً الى حلب وحمص والشام معلنةً اقتراب فك العزلة الدولية على دمشق، لتستقبل الدبلوماسية السورية مسؤول اجنبي وتودّع آخر، على الرغم من التعاطي الحذر معها، الا انها تنفست الصعداء، وها هي تترقب اللحظة التي تعود فيها الى النظام الاقليمي شريكة اساسية في ملفات المنطقة.

ظنّ حلفاء سوريا انهم سيكسحون الانتخابات النيابية التي جرت في 7 حزيران، فسهّلوا حصولها، وكانت المفاجأة باستعادة قوى الرابع عشر من آذار الاكثرية النيابية بعد معارك ضارية تركزت عناوينها على ضرورة استكمال بناء الدولة وضرورة مواجهة محاولات تغيير النظام وتقويضه عبر مقولات الثلث المعطل، وتكريس دور السلاح. امتعض النظام الدمشقي، ومعه المحور الممانع في لبنان، اذ وعلى الرغم من اعترافهم بنتائج الانتخابات، بدأت الحرب على مساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية، فطوّقت بالشروط التعجيزية التي قادها ميشال عون، ليعتذر الرئيس المكلف بعد 73 يوماً ، ويعود مرة اخرى في محاولة تشكيل الحكومة المرتقبة.

تقدّمت العلاقات السورية السعودية الى الامام شيئاً فشيئاً بعد مرحلة طويلة من التوتر والقطيعة، لتتنصّل دمشق في المرة الاولى من التزاماتها تجاه الرياض والولايات المتحدة حيال الملف اللبناني وبعض القضايا الاخرى في المنطقة، ولكنها، وعلى وقع تطورات دولية تختص بإيران وبعملية السلام في المنطقة، وبإمكانية كسب موقع اقليمي محترم، عادت دمشق في المرة الثانية لتبادر بارسال اشارات ايجابية لمغازلة الملك عبدالله واللاعبين الاقليميين، فكانت مشاركة الاسد في افتتاح جامعة الملك في جدة، وتكلل ذلك في القمة الثنائية التي وصفت بالتاريخية في دمشق، حيث اشار البيان الختامي الى دعم تشكيل حكومة وطنية بما يؤمن استقرار لبنان وتعزيز وحدته وقوّته ومنعته.

بعد هذا السرد التحليلي السريع لما آلت اليه العلاقات السورية اللبنانية، وبعد 4 سنوات من العواصف الضارية التي اشتعلت بين بيروت ودمشق، واستطراداً بين هذه الاخيرة والنظام العربي والمجتمع الدولي، تعود الآمال من جديد الى امكانية عودة سوريا الى الاحضان العربية، والى امكانية اتباعها سياسة مغايرة لتلك التي انتهجتها في السنوات الماضية، الا ان الاسئلة تتسارع فوراً على اذهن اللبنانيين، اضافة ً الى تساؤلات وهواجس ستبقى عالقة الى حين ترجمة السلوك السوري بقرائن وممارسات تعاكس سياستها السابقة وتناقضاتها.

كل شيء بات معقولاً اليوم، على الرغم من عدم توقف الصحف التابعة للنظام السوري عن وصف النظام في لبنان بأنه يعيش حالة من الموت السريري، وعلى الرغم من تحذيرها وايحائها بان استمرار الوضع على حاله وعدم الإذعان لمطالب الاقلية سيؤدي الى مشاكل امنية وتوترات وعدم استقرار، وعلى رغم المؤشرات التي تقول ان الاقلية لم تسهّل الى الآن قيام حكومة وحدة وطنية، تبقى الآمال معلّقة على امكانية حصول تغيير ما في المقاربة السورية تجاه لبنان. فهل تتغيّر؟.

واليوم ومع عودة الدور السوري الى المنطقة مجدداُ بشكل و بآخر، وبعد ان اصبحت المحكمة الدولية بعهدة العدالة الدولية، وفي انتظار زيارة (مرتقبة) للرئيس سعد الحريري الى دمشق عندما تشكّل حكومة وطنية، سيبقى لبنان شئناً ام ابينا يشكّل امتداداً جغرافياً وتاريخياً واقتصادياً بالنسبة لسوريا، وسيبقى يشكل نقطة استراتيجية للمصالح السورية في المنطقة، وستبقى الشام جارة لبيروت رغم كل الذي حصل، الا ان هذا لا يعني امتلاك لبنان وخنقه والسيطرة عليه، وتعطيل عمل المؤسسات فيه لأشهر، وتصدير الارهاب، وابقاء الحدود سائبة، والتكتم على مصير المئات من المفقودين والمسجونين، والاستمرار في العمل على الغاء نتائج الانتخابات النيابية، وهذا لا يعني ايضاً اعتبار النظام بحاجة الى تغيير.

واذا كانت سوريا صديقة للبنان وشقيقية حقيقية له ، فهذا لا يعني استخدام المسألة اللبنانية كورقة ضغط على الافرقاء الاقليميين، واذا اراد البعض الانفراج في هذه العلاقة، والخروج من النفق المظلم بين البلدين، على سوريا ان تدرك ان لبنان بلداً مستقلاً لا يقبل اي تدخّل سلبي بشؤونه، وهو بلد سيد حر بقراراه الذاتي، ومن هنا لا بد من العلاقات الندية القائمة على الاعتراف والاحترام المتبادل بين الطرفين. على امل ان تنتهي حالات المد والجذر في العلاقة بين البلدين، والى ذلك الحين ينتظر الجميع عودة الثقة بين كل من دمشق وبيروت، لبناء علاقة سوية ذات اسس متينة وصحية مبنية على حسن الجوار واحترام الاخر والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والامني الحقيقي، فهل تتخلى دمشق عن حلم ضمّ لبنان واستعادته؟

 

 بعد القمة السعودية - السورية ... لبنان من سبب للخلاف الى امتحان للمصالحة

السبت, 10 أكتوبر 2009

طوني فرنسيس *

صدور بيانين صحافيين عن الجانبين السعودي والسوري في اختتام محادثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس بشار الأسد وليس بياناً واحداً، أمر لا يقلل من أهمية الزيارة الملكية السعودية الى سورية ولا من نتائجها المحققة.إلا أن ذلك لا يمنع إدراج بعض الملاحظات حول التباين الشكلي في البيانين الذي يمكنه أن يسمح لأطراف أخرى معترضة أو معادية للتقارب السعودي – السوري، بالتالي لقيام موقف عربي موحد حول القضايا العربية الأساسية، باجتراح مساحة خلاف تعيق هذا التقارب لتنفذ منها الى عرقلة التوجهات التي رسمتها القمة السعودية – السورية، تحديداً في النقاط التي تناولها البيانان عن نتائجها.

نشير أولاً، الى أن البيان السعودي كما البيان السوري وُزّعا من دمشق، وفي النقطة الأولى المتعلقة بالعلاقات الثنائية تشير الصيغتان السعودية والسورية الى أهمية الارتقاء بالعلاقات بين البلدين، إلا أن الصيغة السعودية جاءت أكثر شمولاً وتفصيلاً إذ تحدثت عن «تعزيز العلاقات السياسية والثقافية والإعلامية بين البلدين» وعن اتفاق «على عقد منتدى لرجال الأعمال في البلدين وزيادة رأس مال الشركة السعودية – السورية للاستثمار الصناعي والزراعي»، بينما اكتفت الصياغة السورية لهذه النقطة بالحديث عن «فتح آفاق جديدة وتشجيع رجال الأعمال في كلا البلدين على الاستثمار المتبادل».

في البند الثاني، الفلسطيني، تكاد صيغة البيانين السوري والسعودي تتطابق، فالتركيز هو على ضرورة وقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن المسجد الأقصى والتصدي لإجراءات تهويد القدس...

وفي ما يتعلق بلبنان اتفقت صيغتا البيانين السوري والسعودي على دعم تشكيل «حكومة وحدة وطنية» و «تعزيز التوافق» بين اللبنانيين إلا انه فيما شدد البيان السعودي على «الإسراع» في «تشكيل حكومة الوحدة الوطنية» استعمل البيان السوري تعبيراً آخر عندما أشار الى «البحث عن نقاط التلاقي التي تخدم مصلحة لبنان من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية».

وفي موضوع العراق حرص مشترك على «أمن واستقرار» هذا البلد. لكن الصيغة السعودية تركز على عناوين محددة غابت عن الصيغة السورية، فإضافة الى الأمن والاستقرار تشدد الصيغة السعودية على «وحدة وعروبة العراق وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، فيما يكتفي البيان السوري بالتشديد على دعم «كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً»، ويتناول «تحقيق المصالحة الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق مستقل حر ومزدهر».

النقطة الأخيرة، انفردت بها الصيغة السعودية، في الحديث عن أوضاع اليمن إذ أورد الجانب السعودي أن البحث تطرق الى الأوضاع «في الجمهورية اليمنية الشقيقة» حيث تم التأكيد على «ضرورة دعم حكومة اليمن وتأييد جهودها لبسط الأمن والاستقرار (...) والقضاء على الفتن والقلاقل التي تهدد وحدة اليمن وسلامته».

هذا البند غاب تماماً عن الصيغة السورية واستعيض عنه بخاتمة تؤكد التزام الجانبين «مواصلة الجهود من اجل تعزيز العمل العربي المشترك وبناء تضامن عربي متين لخدمة المصالح والقضايا العربية والإسلامية وعزمهما على التنسيق والتشاور في ما بينهما لتحقيق ذلك».

ليس الهدف من هذه الملاحظات التخفيف من قيمة ما جرى في دمشق، فزيارة الملك عبدالله للعاصمة السورية محطة بارزة في طريق شقّهُ خادم الحرمين الشريفين بنفسه، وبقوة، في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت مطلع العام، منطلقاً من انه لا يجوز إبقاء الأوضاع العربية في تأزمها وانشقاقاتها، فيما يتحول العالم العربي الى فريسة سهلة أمام قوى إقليمية صاعدة من جهة وأمام تحد إسرائيلي قائم ووسط مشاريع دولية بلغت ذروتها في الغزو الأميركي للعراق.

ومهد الملك عبدالله لعرض رؤيته في مواجهة هذا الواقع في القمة العربية في الرياض التي أطلق عليها في حينه (2008) قمة «القرار العربي»، بمعنى استعادة ذلك القرار وإعادة صوغه، ومن يومها تتالت المبادرات السعودية: تمتين لموقف خليجي موحد، وتنسيق راسخ مع مصر والأردن، ومحاولة لإرساء توافق فلسطيني (اتفاق مكة) وسعي إلى إحلال الوفاق في لبنان عبر دعم الدولة ومؤسساتها.

غير أن إنجاز تقدم في كل هذه العناوين، ما كان ليتحقق من دون «ترتيب البيت العربي» واستعادة التوافق بين أركانه الرئيسيين: مصر وسورية والسعودية. فإذا كان جزء مستجد من أزمة العالم العربي، المشرقي خصوصاً، يتأتى من الطموحات الإيرانية، فلا بد من لقاء هذه الدول الثلاث على موقف موحد يضع الأساس لعلاقة عربية – إيرانية واضحة. والأمر ذاته يسري في الموقف من القضايا الحساسة الأخرى، خصوصاً فلسطين ولبنان واليمن، وصولاً الى تحديد الموقع العربي في سياق المتغيرات الدولية مع تولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة، ونشوء عهد جديد من التقارب الدولي قوامه تخلي أميركا عن سياسة التفرد والقطب الواحد.

لقد طويت مرحلة التباعد بين السعودية وسورية، والتي بدأت خصوصاً منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري. ويمكن القول إن لبنان كان الصاعق الذي هزّ علاقة مستقرة بين دمشق والرياض استمرت دافئة على مدى أكثر من ثلاثين سنة، إلا انه في لحظة السعي الى استعادة ذلك الدفء، وبعد نحو خمس سنوات من «التباعد»، كانت متغيرات كثيرة دخلت على «بنية» المنطقة، ابتداء من لبنان مروراً بموقع سورية ودورها، وصولاً الى انكشاف المنطقة بكاملها أمام احتمالات صدام مع إيران تقابله رغبة إيرانية في التفاوض «عليها»، وأمام هجوم إسرائيلي جديد قوامه «حل نهائي» للقضية الفلسطينية في ما يشبه «محرقة»، تقابله رغبة أميركية – غربية معلنة في تسوية تكاد لا تجد شريكاً عربياً ولا فلسطينياً.

هذه اللوحة القاتمة دفعت الملك عبدالله الى الحديث عن استعادة «القرار العربي» في قمة الرياض، وهي ما دفعه لاحقاً الى المبادرة لمصالحات عربية شاملة. وإذا كان لبنان شكل سابقاً سبباً للتباعد مع سورية، فإنه الآن سيشكل امتحاناً للمصالحة، وقد رسمت قمة دمشق إطاراً لهذه المصالحة، وأرست خيمة لها، يمكن الأطراف اللبنانيين ان يستظلوها بعيداً عن البحث في صيغتي بيان، لا يعني اختلافهما الكثير في مقابل صورة اللقاء السعودي – السوري بحد ذاتها. وهذا يعني – من دون ادعاء – ان يبادر المسؤولون في لبنان ابتداء من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الى إنجاز الصيغة الحكومية في أسرع وقت. فلبنان الآن يعود رسمياً في الزمن العربي خمس سنوات الى وراء، من دون أن ينسى أحد أن جنوبه تحرر وأن القوات السورية غادرته وأن المحكمة الدولية المستقلة... قائمة.

* صحافي من أسرة «الحياة»

 

البوسطة لا تمرّ في عين الرمانة/لسنا في العام 1975. و«البوسطة» لا تمر في عين الرمانة.

زينا الخوري/ الديار

معالم الطريق تبدّلت هناك. اصبحت عكس السير. لكن هناك فريق في لبنان يجب ان يسير عكس السير. يعتبر نفسه فوق القانون، ويتمنى ان تعود السنون الى الوراء ليعيش في المتاريس. لانه يستمتع بمنظر خط التماس. ويعشق رائحة البارود. ولا يغفو الا على اصوات المدافع. فريق احترف الحرب. ويشعر انه يتيم من دون بندقية. هويته بندقيته حتى ولو كانت بلا قضية... ولا هوية ولا مستقبل. الانتماء للبندقية حالة مجد في نفسية «هؤلاء». يفاخرون بالماضي، ويرفضون اي تبدل نحو المستقبل. يرفضون الخروج من جلدهم لان الاخر بنظرهم لن يتبدل. وهو يتربض بهم للانقضاض على احيائهم وذبحهم على الهوية باسم الدين. لذلك يعيشون حالة ارتدادية في محيطهم، تريد ان تبقي روح 1975 متأججة في النفوس.

وان كانت لا تملك المنطق الكافي، ولا الدافع المقنع لتفعل ذلك. لكنها ما تزال تملك الاناشيد الحماسية، والاعلام المتمددة كشرشف «كوين سايز» والشعائر الدينية على زجاج السيارات.

والزمامير... ولكننا لسنا في عام 1975 . ولا نريد ان نكون.

هناك حالة تبدلت في نفوس الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني. مزقنا فعليا البدلة العسكرية لنرتدي بدلة رياضة في اوقات الفراغ. نسير في الجبال الشامخة. نتنشق النسيم العليل، او نستمتع بمنظر البحر الابيض المتوسط. نريد ان نرتاح. ان نلغي كلمة قتل من قاموسنا. الحالة السياسية تبدلت ايضا. خرج ابو عمار من بيروت ومعه بندقيته وكوفيته المرقطة، وبقايا القضية. ترك لنا المخطط العتيق في ادراج اكلها الغبار. وبقي «المخطط» ساكنا بعض العقول التي لفّها الغبار... مزعجة اصوات الدراجات النارية. وقد لا تكون مجرد حركات صبيانية.

وهي تشكل استفزازا، وتحديا، ولكنها ليست ابداً سببا كافياً لاشعال فتنة. وهناك من «يعبئ» هذه الدراجات ويدفعها عكس السير. وهناك من ينتظرها في الجانب الآخر «ليعبئ» ايضا الحالة الاستفزازية... ولكننا لسنا في 1975، وعبور البوسطة في عين الرمانة صعب، لان الطريق محكم الاقفال. وفي وسط الطريق دبابة جاهزة لتطبيق القانون. لسنا في 1975، والجيش اللبناني الباسل موحّد، قوي. وجاهز ليقطع رأس الافعى. والقائد الشريف جان قهوجي هو الذي يحتل المتاريس. وهو قادر على ان يقول كلمته.

وكلمته وحدها تحمي الوطن من شرور الافاعي!!

 

 العلامة فضل الله استقبل وفد لجنة الصّداقة الإماراتيّة اللّبنانيّة:  نرفض الإساءة إلى أمن الإمارات ونؤكّد حلّ قضيّة المبعدين بالطّرق العقلانيّة

وطنية - أكّد العلّامة السيّد محمَّد حسين فضل الله، أنّنا لا نشعر بوجود أيّة مشكلة سياسية مع الإمارات، مشدّداً على رفض الإساءة إلى أمن الإمارات، مشيداً بما قدّمته للبنان لبلسمة جراحه بعد عدوان2006، مؤكّداً ضرورة حلّ قضية المبعدين من الإمارات بالطّرق العقلانيّة التي تحفظ حقوق الجميع، مقدّراً دور لجنة الصداقة الإماراتيّة اللّبنانية في هذا المجال.

استقبل العلامة فضل الله وفد لجنة الصداقة الإماراتيّة ـ اللّبنانية برئاسة الياس أبي صعب، وحضور: علي دكروب، غسان العريضي، فادي الصفدي، وبرفقة النّائب السّابق ناصر قنديل، الّذين وضعوا سماحته في أجواء تحرّكهم واتّصالاتهم لتهدئة الأمور في مسألة المبعدين من الإمارات، والعمل لحلّها بالتّنسيق مع السلطات الإماراتيّة.

وتحدّث السيد فضل الله في الوفد قائلاً:  لقد حفظ الجميع للإمارات، وخصوصاً من خلال الشّيخ زايد، حركتها في الحفاظ على الوحدة داخل السّاحة الإسلاميّة، وسعيها للوقوف إلى جانب المستضعفين في الأمّة، وخصوصاً الشّعب الفلسطيني، إضافةً إلى دعمها للبنان، وسعيها لبلسمة جراح الجنوبيّين في أعقاب الحرب الإسرائيليّة على لبنان في تموز من العام2006م.

أضاف: إنّنا في الوقت الذي نقدّر ما قدّمته الإمارات في هذا المجال، ونقدّر مساعدتها على تفكيك الألغام والقنابل العنقوديّة التي وزّعها العدوّ في مختلف المناطق الجنوبيّة، نؤكّد، ومن موقع الأخوّة والصّداقة، ضرورة أن تعمل على معالجة قضيّة المبعدين بالطّريقة الإسلاميّة والإنسانيّة الحضاريّة التي تحفظ لكلّ ذي حقّ حقّه، وتمنع كلّ أشكال الإثارة التي قد تنطلق هنا وهناك، لأنّنا لا نشعر بأنّ هناك قضيّةً سياسيّةً تمثّل مشكلةً بيننا في لبنان وبين الإمارات، أو بين المسلمين الشّيعة وإخوتهم في دولة الإمارات.

وتابع: لقد كنت أحرص في لقاءاتي مع اللّبنانيين المهاجرين، ومع المسلمين الشّيعة الّذين يعملون في الخارج على وجه الخصوص، على أن يحترموا قوانين البلاد التي يعملون فيها، وأن يكون ذلك جزءاً من الإحسان الذي يردّونه إلى تلك البلاد التي أحسنت إليهم، فكيف إذا كانت المسألة تتّصل بالبلدان العربيّة والإسلاميّة التي تمثّل للجاليات اللّبنانية وغيرها الامتداد الطبيعيّ للبلد الأمّ. ولذلك فإنّني قلت، ولا أزال أؤكّد أنّ الإساءة إلى أمن هذه البلدان، لا تجوز بأيّ شكلٍ من الأشكال، بل لا بدّ من العمل لحفظ أمنها واستقرارها، احتراماً للوثيقة التي قيّد بها المهاجر نفسه عندما حصل على إجازةٍ عمل في هذه البلدان، ونزولاً عند الالتزامات الإسلاميّة التي تمنع المسلم من أن يعتدي على المسلمين، وعلى كلّ النّاس المسالمين له، سواء في أمنهم الاجتماعيّ أو الاقتصاديّ أو السياسيّ أو ما إلى ذلك.

وإنّني أحبّ أن أؤكّد في هذا المجال، وبحسب معرفتي واطّلاعي ومتابعتي لحركة المسلمين الشّيعة في مختلف توجّهاتهم، أنّه ليس لدى الشّيعة أيّ مشروع لاتّخاذ كيان منفصل عن إخوانهم السنّة في أيّ موقع من المواقع، وأيّ بلد من البلدان، وأنّهم لا يسعون للانفصال أو للابتعاد عن إخوانهم المسلمين الآخرين. ونحن نحرّم القيام بأيّة أعمال عدوانيّة أو تفجيريّة أو تآمريّة على هذا البلد أو ذاك، ونحرّم الاعتداء على أمن البلدان الإسلاميّة جميعاً، كما نحرّم الاعتداء على أمن غير المسلمين، خارج دائرة الاحتلال والدّفاع عن النّفس.

إنّنا أمام ذلك كلّه، نؤكّد أهميّة الدور الذي يمكن أن تؤدّيه لجنة الصّداقة اللّبنانيّة ـ الإماراتيّة للخروج من هذه المشكلة، ومعالجتها معالجةً صحيحةً تعيد الحقوق إلى أهلها بعيداً عن حالات الإثارة التي قد تنطلق من خلال خطّة أو انفعال، ونريد لأيّ حلّ أن يأخذ بالاعتبار حقوق كلّ طرف، في نطاق القواعد والأسس الشرعيّة والقانونيّة، وأن يؤكّد الحرص على سيادة الإمارات من جهة، ويحفظ للعائلات التي أخرجت حقوقها، لينطلق العمل بعد ذلك في مجال من الصراحة والوضوح، لأنّ الجميع يعرف أنّه ليست هناك من مشكلة حقيقيّة مع الإمارات على المستوى السياسيّ أو الأمنيّ أو ما إلى ذلك، وأنّ المسلمين الشّيعة كغيرهم من اللّبنانيين ممن استضافتهم الإمارات لعشرات السنين، حريصون على أمن هذا البلد وسلامته وتطوّره وازدهاره، كحرص غيرهم، ولأنّ في ذلك مصلحتهم ومصلحة غيرهم، كما فيه التّأكيد على الوحدة في الواقع العربي والإسلامي، والتي تمثّل هدفاً سامياً ينبغي للجميع أن يعمل له، حتى وإن اختلفت الآراء السياسيّة والاجتهادات المتنوّعة من هنا وهناك.

أبو صعب

بعد اللّقاء، قال الياس أبو صعب: لقد أتيت أنا وإخواني من جمعيّة الصداقة الإماراتية ـ اللبنانيّة، لكي نشكر سماحته على موقفه الذي كان الانطلاقة لحلّ المشكلة، حيث أتاح لنا هذا الموقف الفرصة لكي نتحرّك، وقد شكرنا من خلاله لجنة المبعدين من الإمارات، لأنّها عملت على تهدئة الأمور وأتاحت الفرصة لنا من أجل إيجاد حلّ عقلانيّ ودبلوماسيّ.

وأضاف: ونحن أكّدنا أنّ أيّ شيء يحصل لأيّ فرد من أفراد الجالية في الإمارات، يعني كل الجالية اللبنانيّة، وأي شيء يصيب أي شخص يعني كل الجالية، ونحن متواجدون هنا لأمور أساسيّة:

النّقطة الأولى: تأكيد الايجابيّة التي بدأت تظهر بحلّ هذا الموضوع، والّتي تمثّلت بإنجاز تجميد حركة الإبعاد للأشخاص المتواجدين في الإمارات، ما يتيح الفرصة أمام الزيارة التي سوف يقوم بها دولة الرّئيس بري لصاحب السموّ الشيخ خليفة، رئيس دولة الإمارات، على أمل أن تعطي هذه الزيارة نتائج إيجابيّة.

وثانياً: أكّد لنا الأخوة في دولة الإمارات، أنّه لن يضيع حقّ أيّ شخص من أفراد الجالية الذين أصابهم الإبعاد أو القرارات التي اتخذت بحقّهم، وسيتمّ التعويض على كلّ صاحب حقّ.

وثالثاً: دراسة ملفّ كلّ شخص، وإعادة النظر في مسألة إبعاده.

بدوره، أشاد سماحة السيد بدولة الإمارات العربية المتحدة، مستذكراً صاحب السموّ المغفور له الشيخ زايد، ومواقفه العقلانيّة، ووصفه بأنّه كان يملك خزّاناً من الخبرة، وأشاد بمواقف خليفته، رئيس الدولة، وقال إنّه من وقت استلامه الحكم، لم نر منه إلا كلّ خير، وكل محبّة ودعمٍ للبنان. وأشاد بالجهود التي نقوم بها، وأمل أن يصار إلى حلّ هذا الموضوع بالطّرق العقلانيّة والدبلوماسيّة.

وأكّد سماحته أنّه لا يرضى، ولا أحد يقبل في لبنان، أن يُمسَّ أمن الإمارات من قبل أيّ شخص، سواء أكان لبنانياً أم غير لبناني، واعتبر أنّ ذلك هو خطّ أحمر، وأنّنا حريصون على أمن الإمارات كحرص الإماراتيّين على أمنهم.

 

  النائب كنعان: اللقاء الأخير مع الحريري لم يكن حاسما

هناك ضوء برتقالي إقليمي ينتظر اقترانه بإرادة داخلية متحررة

وطنية - اعتبر أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان في حديث إذاعي أن "اللقاءين بين العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ساهما في تحقيق فهم أكبر لدور التكتل وموقعه وأهدافه، وهذا الفهم إذا اقترن بإرادة متحررة قد ينجح في تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة"، وأشار الى أن "اللقاء الأخير لم يكن نهائيا وحاسما لأنه كان لدى الرئيس المكلف لقاءات ومشاورات أخرى مع باقي الكتل النيابية، وهذا اللقاء سيستكمل بلقاء آخر لم يحدد موعده بعد".

وعلق على تسمية رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع "التيار الوطني الحر" بفريق 8 آذار، بالقول: "إذا كان التفاهم مع فريق معين من اللبنانيين يجعلنا ضمن صفوف 8 آذار، فأين كان الجميع خلال ال 15 سنة الماضية، وأين كانوا خلال التحالف الرباعي؟ الشجاعة تكون بمد اليد والوصول الى رؤية وطنية مشتركة لبنانية وحدها قادرة على الحفاظ على السيادة والاستقلال من تجاذبات المحاور الإقليمية والخارجية وليس التمترس وراءها".

ورأى أن "مسار التكليف الأول تمت عرقلته بضوء أحمر أميركي - مصري - سعودي، أما اليوم فهناك ضوء برتقالي يشير الى إمكانية إنطلاق الرئيس المكلف الى السرايا بحكومة وحدة وطنية"، وأكد أن "التيار الوطني الحر يرفض أي تدخل خارجي بالشؤون الداخلية اللبنانية، والمطلوب تأمين طمأنينة في الداخل تؤمن الاستقرار للبنان وتؤثر على العلاقات الإقليمية ايجابا وليس العكس".

وعن خلوة التكتل التي عقدت أمس في دير مار انطونيوس في بيت شباب قال: "كانت رائدة في الدراسة العملية والعلمية على الأصعدة المالية والدستورية والإدارية، من ضمن مأسسة عمل التكتل وبث روح العمل المنظم ووضع خطة تشريعية تطال مختلف القطاعات، على أبواب انعقاد الدورة العادية لمجلس النواب".

وحذر النائب كنعان من "السياسة المالية المعتمدة في حق اللبنانيين"، مشيرا الى أن "هناك 35% من الايرادات الناتجة من ضرائب جديدة هذا العام لم تستثمر من الدولة، وأن السياسة الحالية تخدم الدين ولا تتضمن أي خطة لإيفائه".

وتناول مسألة صلاحيات رئيس الجمهورية، معتبرا أن "تعديل هذه الصلاحيات في حاجة الى وفاق وطني"، وسأل: "كيف يمكن للرئيس أن يكون حكما كما نص الطائف من دون أن تكون لديه أي آلية تطبيقية لهذا الدور؟"

وختم النائب كنعان: "لا شيء يحمي لبنان سوى تكوين رافعة سياسية داخلية للنظام والمؤسسات تحميه من الصراعات الكبيرة، ولا يجوز أن تنتقل الأزمات السياسية من حكومة الى أخرى من دون بحثها في العمق وايجاد الحلول. من يريد فعلا تأليف حكومة وحدة وطنية عليه تسهيل مهمة الرئيس المكلف من خلال دعم تقاربه وحواره مع الفريق الآخر، وكل محاولة لضرب حضور كتلة مثل "التغيير والاصلاح" تدفع بالاتجاه الاصلاحي وتسعى الى إرساء قانون متطور وإنماء متوازن وسياسة مالية ناجحة، هي محاولة لضرب إصلاح الدولة وبنائها".

 

سوريا و"حزب الله" من "الحلف" إلى "الشراكة" !

سركيس نعوم/النهار    

قدمت سوريا حافظ الاسد ثم سوريا بشار الاسد الكثير الى"حزب الله" اللبناني الهوية و"الايراني الاسلامي" الايديولوجيا منذ انتهت عام 1990 الحرب غير المباشرة بينها وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم تأييدها لها في حربها مع عراق صدام حسين التي خاضها بالوكالة عن الاثنتين الشيعة اللبنانيون بجناحيهم حركة "امل" و"حزب الله". ومعلوم ان تفاهم الدولتين المذكورتين على معظم القضايا الاقليمية ومتفرعاتها المحلية وتعقيداتها الدولية وحصول ايران على ضمان باستمرار الحزب الذي أسسته مقاوماً ضد اسرائيل ومؤمناً بعقيدة نظامها الاسلامي وجزءا من بنيته العسكرية والامنية والاستراتيجية وكذلك حصول سوريا على اقرار رسمي بدورها الاحادي في لبنان وعدم الاعتراض عليه او التعاون مع معترضين عليه - معلوم ان كل ذلك ساهم على نحو مباشر في انهاء الحرب المشار اليها اعلاه. فسوريا من جهة ضمنت له الحماية من اعداء الداخل وافسحت امامه في مجال الانفراد بمقاومة اسرائيل. وقدمت اليه السلاح والتدريب او بالأحرى سهّلت حصوله عليهما. اولاً، بجعل اراضيها ممراً لعبور الاسلحة والمدربين وربما غيرهم الى لبنان لمعاونته. وثانياً، بالسماح له في اقامة معسكرات على اراضٍ لبنانية خاضعة لسيطرتها او بالأحرى مربعات تدريبية وغير تدريبية مغلقة في وجه الجميع مانحة اياه بذلك ثقة مطلقة. هذه المساعدات وأخرى كثيرة غيرها كان لها الدور البارز في تمكين الحزب من تحقيق انجازه الاهم منذ تأسيسه، وقد يكون الوحيد طالما بقيت الحياة تضخ في شرايينه والمفاصل وهو تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي بالقوة العسكرية. مع الاشارة الى ان هذا الانجاز ما كان ليتحقق لولا اشتراك ايران مع سوريا في "رعاية" الحزب وحمايته.

لكن "حزب الله" قدم في مقابل ذلك كله في لبنان على نحو اكيد وربما خارجه خدمات كثيرة الى سوريا حافظ الاسد وسوريا بشار الاسد يندرج بعضها في الاطار السياسي وبعضها الآخر في الاطار الاستخباري والاستعلامي وربما في اطر اخرى. فضلاً عن انه عرف من زمان، ولا يزال يعرف، ان الموقف الايجابي لسوريا هذه منه كانت له انعكاسات ايرانية مباشرة عليها امناً وعتاداً ونفطاً مدعوماً ومساعدات اقتصادية وتدريبات عسكرية. وهذا امر جعل منه نوعاً من الشريك المضارب لسوريا في لبنان اذا جاز التعبير على هذا النحو. كما دفعه الى "مسك دفتر حسابات" سجّل فيه الخدمات التي قدمها اليها مباشرة والخدمات التي قدمتها اليه. اما الخدمات التي قدمتها ايران الى سوريا فإنها مدوّنة من دون ادنى شك في دفاتر حسابات كل منهما.

هذا النوع من العلاقة الذي استمر مدة طويلة اراح سوريا الاسد (الاب والابن) عموماً. لكنه في الوقت نفسه ابقى في زوايا "نفسها" او "نفوس" قادتها نوعا من عدم اطمئنان قد يكون كبر حجمه مع الوقت وخصوصاً بعدما صار "حزب الله" دولة داخل الدولة او دولة داخل اللادولة (وهذا هو الوصف الاصح) تتمتع بقوة عسكرية وشعبية مقلقة بل مخيفة ليس للداخل فحسب بل للخارج ايضاً عدواً كان او صديقاً. ذلك ان التفكير في ضربها او في تطويعها او في تقليم اظافرها لم يعد ممكنا وقد يكون صار مكلفاً جداً. والنوع نفسه من العلاقة بين سوريا والحزب اراح ايران على نحو شبه كامل ذلك انه جعلها واثقة من ان استراتيجيتها الاقليمية لم تعد سهلة الضرب او الاختراق وخصوصاً بسبب لبنان "حزب الله" الذي صار "الورقة الاهم" في يدها او بالأحرى الحليف الاهم لديها في المنطقة، وجعلها واثقة ايضاً بقدرتها على "الرد" على سوريا الاسد في حال دفعتها التطورات الاقليمية والدولية الى تغيير ما او على الاقل الى تعديل في موقفها الاستراتيجي بل في تحالفها الاستراتيجي مع ايران.

ومعلوم أن القادة الايرانيين لم ينظروا بارتياح الى تفاوض سوريا واسرائيل على نحو غير مباشر ولا الى "التحالف" المستجد بينها وبين تركيا الاسلامية والعلمانية في آن واحد ولا الى الانفتاح الاوروبي والاميركي عليها. ذلك انهم خشوا ان يؤدي ذلك في سرعة الى تسويات على حسابها او قبل ان تنجح هي واعداؤها في بدء حوار يمكن ان يكون مستمرا في قابل الايام. طبعا لم يغير ذلك موقفهم الايجابي الرسمي من سوريا الاسد لكنه دفعهم الى التشدد لبنانيا بل الى التشدد في احتضان "حزب الله" والساحة اللبنانية والى عدم التساهل مع احد حيال اي تسوية يمكن ان تمسه وإن رعاها حليف او صديق. وهذا أمر مشروع في رأيهم لأنهم يدافعون عن مصالحهم ولأن الحزب في النهاية جزء عضوي من نظامهم لأسباب عدة معروفة.

طبعاً ليست السذاجة من صفات حكام سوريا. اذ هم ادركوا مغزى كل ما جرى ويجري في لبنان وخارجه واجروا تقويماً دقيقاً أكدوا في نهايته ثبات تحالفهم مع ايران واستمرار تحركاتهم الخارجية التي شددوا انها لن تكون على حساب حليفهم الاسلامي الايراني وانما على العكس من ذلك قد تساعده قبل سواه في المواجهة حوارية كانت او صدامية. وانعكس ذلك ارتقاء بالعلاقة بين سوريا و"حزب الله" الى مستوى "الشراكة" الحقيقية وربما المتكافئة بسبب لبنانية الحزب الواسعة وايرانيته الايديولوجية ولكن بعد "الغاء" دفاتر الحسابات القديمة او بعد شطب الـ"من" والـ"الى" منها.

لماذا هذا الكلام الآن؟

لأن "السوق اللبنانية" او الساحة اللبنانية مليئة بالشائعات والمعلومات إما الخاطئة او الصحيحة جزئياً أو الناقصة حول العلاقة بين سوريا بشار الاسد والجمهورية الاسلامية الايرانية وحول انعكاس ذلك على علاقة سوريا هذه بـ"حزب الله". ومعظمها يتوقع اختلاف الدولتين الحليفتين وترجمتهما هذا الخلاف في لبنان كونه المكان الوحيد لوجودهما معا وبقوة، او اختلاف الحزب وسوريا وانعكاس ذلك سلبا على الاول في نظر البعض وعلى الثانية في نظر البعض الآخر، أو توقع تأكل داخل "حزب الله" بعد سلسلة ضربات اثرت عليه كثيراً. اولها، اغتيال القائد الميداني عماد مغنية. وثانيها، الكلام على تفكك خلايا استخبارية كانت للحزب في اكثر من مكان. وثالثها، كارثة صلاح عز الدين الذي لا يقتنع احد بأنه لم يبنِ "مصرفه الاسلامي الشيعي" وإن من دون رخصة رسمية و"زوادة" علمية وقانونية ومؤسساتية كافية لو لم يكن "حزب الله" موافقاً على عمله او ربما مشاركاً فيه.

طبعاً لا يستطيع احد الفصل في كل الشائعات والمعلومات الخاطئة او الناقصة او المجتزأة وهي كثيرة جداً. لكن ما يستطيعه المتابعون لأوضاع لبنان بكل فئاته ولسوريا وعلاقتهما من زمان هو ابداء نوع من الشعور بالقلق وليس بالخوف على الاقل حتى الآن. والدافع الى ذلك اسباب عدة منها معرفة كل العالم ان سوريا لا تقبل لها شريكاً في لبنان من بين الدول وان شقيقة فكيف تقبل شراكة "حزب" وإن يمثل "شعبا" لبنانياً شاركت هي في رعايته وحمايته. ومنها ان ايران لا تقبل خسارة لبنان بـ"حزب الله" فيه وخصوصاً في مرحلة التحولات الكبرى في المنطقة. ومنها ان لدى كل من الفريقين من القوة ما يدفعه اذا قرر ان "يجن" الى محاولة الحسم ضد الآخر علماً ان نتيجة الحسم قد لا تكون مضمونة لأي منهما. وحده المضمون سيكون دمار البلاد.

 

تكريم جزيني لإده في الذكرى الأولى لإطلاق المؤسسة المارونية للانتشار

بارود: التوافق لتمرير المرحلة الصعبة بأقل الخسائر

المستقبل - الاحد 11 تشرين الأول 2009 - جزين ـ رأفت نعيم

قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود ان ما جرى في جبل محسن وباب التبانة مؤخراً هو قيد المعالجة ولكن لا شك أن هذا الاهتزاز الذي نراه ليس نتيجة خلاف بسيط بين ابناء المدينة الواحدة، ورأى أن التحييد المتبادل بين جبل محسن وباب التبانة يريح الجو. مشددا على ان التوافق والتشارك هو عنوان أساسي لنستطيع أن نمرر هذه المرحلة الصعبة بأقل خسائر ممكنة.

كلام الوزير بارود جاء على هامش تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القداس الاحتفالي الذي اقامته المؤسسة المارونية للإنتشار في كنيسة سيدة مشموشة في جزين لمناسبة مرور سنة على انطلاق اعمالها بمرسوم بطريركي، وتكريماً لرئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده.

شارك في القداس الذي ترأسه النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال نصر لله بطرس صفير، وزير البيئة انطوان كرم والنواب نعمة الله ابي نصر، زياد اسود وميشال حلو، والنواب السابقون سمير عازار وأنطوان الخوري وجورج نجم، ممثل رئيس الجمهورية للشؤون الفرنكوفونية خليل كرم، ممثل رئيس الجمهورية للشؤون الديبلوماسية السفير بهجت لحود، السفير ناجي أبي عاصي، مستشار الرئيس المكلف سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية الأب الياس خليفة، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، ممثل نقيب المحررين الزميل جوزف القصيفي وعدد من الفاعليات واعضاء المؤسسة والرابطة المارونية.

بعد الانجيل القى المطران الراعي كلمة نوه فيها بالدور الوطني والروحي والاجتماعي الذي يقوم به إده في خدمة الوطن وابنائه. ثم تحدث المطران ابو جودة فقال: "ان الوزير اده رجل وطني كبير بثقافته الوطنية واللبنانية والمارونية وبالمواقف التي تقلب عليها من وزارية وسواها، في هذا الوطن، وهو وطني كبير بمشاعره نحو لبنان الذي يعتبره ولا شك وطنه، ووطناً لجميع ابنائه على مختلف عائلاتهم الروحية ومشاربهم وانتماءاتهم السياسية".

وبعد القداس ألقت امينة سر المؤسسة المارونية للانتشار هيام بستاني كلمة اعتبرت فيها ان ظاهرة الانتشار تمثل واحداً من اهم التطورات النوعية في حياة الكنيسة المارونية وفي حياة لبنان.

ثم القى رئيس دير سيدة مشموشة الأباتي باسيل الهاشم كلمة رحب فيها بالحضور مثنيا على الدور الذي يقوم به الانتشار الماروني، داعيا الى تفعيله لما فيه خدمة لبنان وابنائه. وقدم الاب عادل العلم نبذة عن الدير.

وفي الختام، القى المحتفى به الوزير السابق ميشال اده كلمة شكر فيها المشاركين في التكريم وكل من كان له دور في قيام ودعم "المؤسسة المارونية للانتشار" وتفعيل هذه المؤسسة وتعزيز حضورها الحيوي، حفاظاً بالتحديد على لبنان شعباً، وكياناً وصيغة مجتمعية، فريدة بتنوعها الديني وعيشها المشترك والحرية والديموقراطية. معتبراً من أن جميع المساهمين بالعمل في اطار "المؤسسة المارونية للانتشار" يؤدون واجباً لبنانياً وطنياً وليس فئوياً ضيقاً. واجب خدمة لبنان في النهاية، من خلال المحافظة على أواصر التواصل بين الموارنة المنتشرين والوطن الام، تعزيزاً لاواصر العيش المشترك بين اللبنانيين كافة.

وأعلن خلال اللقاء عن افتتاح مكاتب للمؤسسة المارونية للانتشار في الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا والبرازيل والارجنتين وكولومبيا واستراليا وجنوب افريقيا وقريبا في المكسيك وكندا. وبموازاة ذلك يجري العمل على استعادة الجنسية اللبنانية للمغتربين الذين يستحقونها بناء على القانون الذي اقرته سابقاً لجنة الادارة والعدل واحيل الى المجلس النيابي لاقراره.

بارود

وتحدث بارود للصحافيين على هامش الاحتفال متوقفا عند ما جرى مؤخرا في عين الرمانة فقال: "المهم أن الموضوع لا يعطى اكثر من حجمه، بل يعطى الحجم اللازم ليعالج كي لا تتكرر هذه الأمور وكي لا يسقط دم بريء بهذه الطريقة. الجيش قام بتدابير استثنائية وممتازة وقوى الأمن كذلك، وبالأمس اخذنا قرارا ايضاً بموضوع الدراجات النارية أتمنى الجميع يلتزم به، وليس أن يلتزموا ونقف هنا.. لأنه اذا لم يلتزموا سنطبقه بالقوة. وهناك حزم بقرار نهائي بأن هذه الفوضى في الدراجات التي هي ليست ضد الدراجين وليست ضد أن تستعمل الناس دراجات اذا لم يكن لديها سيارة أو لأنها تحب الدراجات ولكن لأنه لم يعد مسموحاً أن الدراجات تستعمل للنشل وللفوضى وللإخلال بالأمن، هذا ما نسعى اليه وان شاء الله اعتبارا من 15 الجاري ترون تدابير واضحة وتجاوبا من الناس لأن الهدف هو ايضاً حماية الناس...ومواكب الدراجات أمر لن يكون مقبولا وهو موضوع سنتعاطى معه بكثير من الحزم.

وحول أحداث جبل محسن قال بارود: "هذا الموضوع قيد المعالجة واعتقد أن الجيش يقوم بما يلزم ولا اريد أن أدخل بتفاصيل بل اتركها للجيش لأنه يتولى الموضوع كما يجب ولدينا ثقة كاملة به، والقوى الأمنية تؤازر حيثما تستطيع. لكن لا شك أن هذا الاهتزاز الذي نراه ليس نتيجة خلاف بسيط بين ابناء المدينة الواحدة، وواضح جدا أنه جرى تحييد متبادل بين جبل محسن وباب التبانة وهذا يريح الجو".

وعن انعكاس القمة السورية السعودية على تشكيل الحكومة قال بارود: "ان شاء الله الأمور تكون ذاهبة باتجاه حلحلة، لكن ايضا الأمور يجب أن نأخذها بهدوء وبالطابع اللبناني الذي فيها، ولا نعتبر أنه اذا انتهت أمور على المستوى الاقليمي تنتهي كل المشاكل. أعتقد اتصال الرئيس الاسد بالرئيس سليمان امس هو مؤشر ايجابي وبطبيعة الحال ليس الاتصال الأول وفخامة الرئيس يتابع الموضوع بما يلزم محلياً واقليمياً ودولياً، ونستطيع ان نعتبر أننا نخطو خطوات ايجابية باتجاه حلحلة للموضوع. هل هذه الخطوات كافية لإنهاء هذا الموضوع كلياً؟. ربما لا، ولكن لا شك أن وضعنا اليوم أفضل مما كان عليه منذ اسابيع الى الوراء.. يبقى الموضوع الأمني الذي دائما التخوف من أن يستثمر الفراغ السياسي أمنياً ويحاول بعض الذين يحبون تعكير الأمور أن يجعلوا حياة اللبنانيين اصعب. واعتقد ان هكذا يمكن أن يكون هناك تأثير على السياسة، ولكن أعتقد أنه لم يعد سهلاً التأثير على مسار الأمور اذا كانت ذاهبة الى حلحلة أو تهدئة او الى تشكيل حكومة هي اليوم عنوان أساسي للإستقرار في البلد. الحكومة مطلوب منها مواجهة تحديات كبيرة آتية الى البلد وليس حكومة عادية، لذلك يجب أن تكون حكومة شراكة تشاركية بالمعنى الكامل تضع الجميع أمام مسؤولياتهم.. في الموقع الذي نحن فيه اليوم والحالة التي نحن فيها المشاركة في الحكومة ليست أكلة طيبة كما نقول بالدارج بل هي تحمل مسؤولية اضافية. لأن الذي ينتظر البلد شغلة كبيرة ربما، البلد على تماس مع عدد من المشاكل والتحديات، ونحن في منطقة تغلي، لدينا جنوباً عدو اسرائيلي لا نعرف باي لحظة يشن حرباً ويتسبب بمشكل لأنه يعيش على هذا النمط، المطلوب تحصين داخلي أكبر على كل المستويات بما فيه موضوع المحكمة الدولية والعلاقات العربية ـ العربية، كلها تساعد أكثر أن نواجهها بصورة أفضل اذا كنا لبنانياً متضامنين واذا كنا في حكومة تشاركية وكل واحد يحافظ على خصوصيته وتميزه ولكن كل واحد يكون واعياً لخطورة المرحلة ويتعاطى مع الآخرين على أنهم شركاء في البلد وأنه عندما يضع يده بيدهم نأخذ نتائج أفضل وعندما نبعد عن بعضنا نأخذ نتائج كارثية. واحدة منها ما نراه اليوم أن الانقسام في البلد يؤدي الى أمور كالتي نراها في طرابلس، في جبل محسن وفي باب التبانة ويؤدي الى أمور لا تفيد حتى على المستوى الاقتصادي، وبالأمس قال حاكم مصرف لبنان كلاماً دقيقاً يجب أن نتوقف عنده، يأخذها بالايجابية اننا نفوت فرصاً ولكن ايضاً ربما نحن بدلاً من أن نتوقف عند تفويت الفرص فقط قد نخسر أكثر نتيجة هذا الانقسام الحاد القائم. هذا الانقسام يوجد بموازاته اليوم ايجابيات ووعي أعتقد واسع النطاق عند عدد كبير من القيادات في لبنان، على أن التوافق والتشارك هو عنوان أساسي لنستطيع أن نمرر هذه المرحلة الصعبة بأقل خسائر ممكنة.