المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 21 تشرين الأول/2009

إنجيل القدّيس لوقا .8-1:18

وضرَبَ لَهم مثَلاً في وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل، قال: «كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي، فأَبى علَيها ذلِكَ مُدَّةً طَويلة، ثُمَّ قالَ في نَفْسِه: أَنا لا أَخافُ اللهَ ولا أَهابُ النَّاس، ولكِنَّ هذِه الأَرمَلَةَ تُزعِجُني، فسَأُنصِفُها لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأتي وتَصدَعَ رَأسي ». ثّمَّ قالَ الرَّبّ: «اِسمَعوا ما قالَ القاضي الظَّالِم. أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهارًا ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إِلى إِنصافِهم. ولكِن، متى جاءَ ابنُ الإِنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟

 

اضراب في مغدوشة ودرب السيم احتجاجا على استمرار خطف جوزف صادر واعتصام للأهالي امام "الميدل ايست" وكلمات طالبت المسؤولين بكشف مصيره

وطنية - نفذت بلدتا مغدوشة ودرب السيم اضرابا، اليوم، تلبية لدعوة من لجنة المتابعة في قضية خطف جوزف صادر منذ 12 شباط 2009. فأقفلت المدارس الرسمية والخاصة والمحال التجارية والمؤسسات العامة تضامنا، وقرعت اجراس الكنائس، وسط اجراءات امنية للجيش الذي انتشرت عناصره في الشوارع والطرق. وقالت سلمى صادر زوجة جوزف: "ان الاعتصام اليوم هو من اجل تحريك الموضوع والطلب من الدولة تفعيل التحرك لاعادة جوزف الى منزله بسلامة وكرامة، ونحن لدينا الثقة الكاملة بسيدنا المطران حداد راعي الابرشية لانه مصدر ثقة عندنا". من جهته، قال كاهن مزار سيدة مغدوشة الارشمندريت سمير نهرا: "نحن متضامنون مع جوزف صادر ومع كل انسان يعاني الظلم. نشعر اليوم بان لدينا شيئا من النقمة على الدولة لانها بعيدة عن الاهتمام بالوطن والانسان، وهذا مؤسف جدا، ونناشد الخاطفين اعلان أي معلومات عن جوزف صادر، واذا كان فعلا يعمل على التشويش على أمن البلد أو على أمن أي حزب في الوطن".

اعتصام امام "الميدل ايست"

وعند الحادية عشرة قبل الظهر، نفذ اهالي البلدتين اعتصاما على طريق المطار امام مبنى ادارة شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" حيث كان يعمل جوزف احتجاجا على استمرار خطفه. وبدأت الحافلات التي تنقل الأهالي بالوصول الى طريق المطار منذ العاشرة، وقد رفع الأهالي لافتات تدعو الى لافراج عنه، وقد انضم الى المعتصمين عدد من موظفي الشركة وزملاء المهندس صادر. ومنذ وصول المعتصمين، تحدث افراد عائلة صادر الى الاعلاميين، مطالبين المسؤولين ب"كشف مصير صادر والمساعدة على عودته الى عائلته".

كذلك تحدث امام المعتصمين رئيس الخدمات في شركة طيران الشرق الاوسط رمزي يونس، آملا ان "يكون التجمع المقبل لاستقبال زميلهم صادر"، وناشد "المسؤولين في الدولة اللبنانية وسعاة الخير تكثيف الجهود لكشف مصيره". من جهته، أشار المهندس نديم شريف الى "ان كل العاملين في الشركة لا يزالون ينتظرون عودة صادر، وان مكتبه لا يزال مقفلا في انتظار عودته". وتمنت زوجة المهندس صادر "أن تكون الاخبار الجيدة عنه صحيحة، وعودة زوجها بكرامته، في الدرجة الاولى، لانه انسان محب ومجتهد ومسالم بطبعه"، مؤكدة "انه بريء ومظلوم من كل الشائعات التي أطلقت منذ خطفه"، مشيرة الى "ان الدولة على علم بكل التطورات التي تحدث عنها المطران الياس حداد والتي لا تملك العائلة غيرها".

وكانت كلمة لمنسق "التيار الوطني الحر" في منطقة صيدا المحامي مارون نمور شدد فيها على "العمل بجدية لكشف مصير المهندس صادر، لانها قضية انسانية، ولا يجوز ان يخطف اي شخص في لبنان وعدم معرفة مصيره"، داعيا القضاء الى "التحرك وان يكون هو المرجع الاساسي لكل القضايا".

وتحدث في الاعتصام حسين عباس باسم نقابة طيران الشرق الاوسط والشركات التابعة، فأشار الى "انه والنقابة كانوا قد بدأوا بسلسلة تحركات وتم التواصل مع عدد من المسؤولين في البلد، وكانت الوعود بتخفيف التحرك لمصلحة المهندس صادر، الا ان كل الوعود والتحركات باءت بالفشل"، مشيرا الى "النية لاستكمال التحركات اذا لم يكشف مصير المهندس صادر انطلاقا من مبدأ الزمالة والاخوة"، مستغربا "بقاء الغموض سيد الموقف في هذه القضية"، مشيرا الى "ان احدا من القيادات السياسية والدينية لم يقل حتى الساعة كلمة في هذا الموضوع".

وكانت كلمة لكاهن رعية مغدوشة توفيق الحوراني أشار فيها الى ان "المهندس جوزف صادر يمثل احدى دعائم المطار لانه يمثل العمل الصالح والامانة في الوظيفة"، واصفا قضيته بأنها "قضية عادلة لا بد من كشفها"، مشيرا الى "ان عودة صادر هي مؤشر للسلم الاهلي، واخ يستأهل عودة الى الحرية وعائلته"، آملا من "اهل الاعلام استنفار طاقاتهم لكشف مصير صادر"، داعيا المسؤولين الى "تحريك ضمائرهم في خصوص قضية عادلة". اما الأرشمندريت نهرا، فأكد "ايمانه بالدولة اللبنانية كوطن للجميع"، عاتبا على المسؤولين ل"عدم ايلاء هذه القضية الاهمية اللازمة"، مشيرا الى "ان المهندس صادر صاحب الاخلاق الحميدة لا بد ان يعود الى عائلته". واشار الى "انه يقف الى جانب اهالي مغدوشة ودرب السيم في محنتهم على اعتبار ان صادر هو ابن لكل عائلة هناك".

 

15 من كبار القادة بين 42 قتيلاً سقطوا في الهجوم

طهران تشيّع قادة الحرس الثوري.. ولاتستبعد ملاحقة جند الله بباكستان

دبي – العربية/في الوقت الذي شيعت فيه طهران قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع في جنوب شرق إيران، وسقط فيه قادة في الحرس الثوري في أكثر هجوم دموي تشهده البلاد منذ الحرب العراقية الإيرانية، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الثلاثاء 20-10-2009 أنه إذا فشلت المفاوضات مع باكستان لتسليم عناصر "جند الله" فإن كل الخيارات مفتوحة للرد.وألمح متكي الى أنّ إيران قد تطلب من إسلام آباد الدخول الى الاراضي الباكستانية لملاحقة "جند الله" التي تبنت عملية سيستان بلوشستان ضد الحرس الثوري. وأضاف أنه سيبلغ نظيره الباكستاني هاتفياً بسقف زمني لتسليم عناصر جند الله.  وقالت الإذاعة الايرانية إن 15 من أعضاء الحرس الثوري بين قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم الاحد في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية الإيرانية المضطرب. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية ذكرت من قبل أن ستة من كبار قادة الحرس الثوري بين 42 قتيلاً سقطوا في أكثر هجوم دموي تشهده إيران منذ الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 حتى 1988 دون أن تحدد العدد الاجمالي لأفراد الحرس الثوري الذين قتلوا في الهجوم. ومن بين القتلى كل من الجنرال نور علي شوشتري نائب قائد قوات الحرس الثوري، والجنرال رجب علي محمد زاده قائد الحرس الثوري في إقليم سستان وبلوخستان. ونظمت السلطات الإيرانية جنازة عسكرية لتشييع جثامين شوشتري ومحمد زادة وقائد آخر يُدعى علي علوي. وشارك محمد علي جعفري ونائبه في مراسم الجنازة. وألقى الهجوم الضوء على عدم الاستقرار المتزايد في الاقليم الواقع جنوب شرق البلاد ويتاخم أفغانستان وباكستان ويعيش العديد من أبناء الاقلية السنية في إيران في المنطقة الفقيرة التي شهدت تزايداً في التفجيرات والاشتباكات بين قوات الامن ومسلحين من السنة البلوش ومهربي المخدرات المدججين بالسلاح. والحرس الثوري قوات نخبوية ينظر لها على أنها شديدة الإخلاص للزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي وتتحمل هذه القوات مسؤولية الامن في مناطق حدودية رئيسية وزادت قوتها ومواردها في السنوات الأخيرة.

 

"يديعوت احرونوت": تركيا تحذر من قيام "حزب الله" باستهداف اسرائيليين داخل أراضيها

المركزية ـ ذكرت "يديعوت احرونوت" ان وكالة الاستخبارات التركية حذرت من استهداف "حزب الله" أهدافاً إسرائيلية وأميركية في تركيا، بحسب ما أورد موقع "هابيرتورك" التركي.

وافاد التقرير أن "حزب الله" ينوي استهداف سياح إسرائيليين، وسفن وطائرات إسرائيلية، فضلاً عن معابد يهودية في تركيا، وقد طُلب من المواطنين أخذ الحيطة والحذر. كما حذرت الشرطة التركية جميع وحداتها في اسطنبول وأنقرة وإزمير، مشيرة إلى أن "حزب الله" قام بجمع معلومات استخباراتية قبل شن أي هجوم محتمل على المؤسسات الإسرائيلية والأميركية في المدن التركية الرئيسية الثلاث. وبحسب الموقع، فإن الهدف من الهجمات المحتملة التي قد يقودها عباس حسين صقر بتكليف من "حزب الله"، هو الانتقام لعماد مغنية الذي اغتيل في شباط العام 2008.

 

لقاءات سرية بين إيران وإسرائيل في القاهرة! 

المصدر : وكالات / ٢٠ تشرين الاول ٢٠٠٩

  كشفت مصادر إعلامية اسرائيلية النقاب عن لقاءات سرية جمعت بين مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين في العاصمة المصرية، على هامش مؤتمر الهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح الذي عقد في القاهرة مطلع الشهر الجاري. وقال المحرر السياسي لموقع الشؤون الاستراتيجية الإخباري الاسرائيلي رامي يتسهار ان لقاءات سرية عُقدت بين وفدي إيران وإسرائيل المشاركين في المؤتمر، اللذين رأسهما وزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي ومندوب طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية علي أشكر سولطانيا.

وأشار يتسهار فى سياق تقريره إلى أن هذه اللقاءات السرية عقدت في الوقت الذي كان يتبارى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني أحمدي نجاد على منصة الأمم المتحدة خلال اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك. وأوضح أن تفاصيل عقد هذه اللقاءات التي تمت برعاية أسترالية، بدأ يتسرب إلى وسائل الإعلام رويداً رويداً، وبشكل غير مباشر. ولفت الى أن أولى مؤشرات الكشف عن هذه اللقاءات صدرت من أستراليا، من خلال المديح الذي حظي به رئيس الوزراء الأسترالي كيفين رود، الذي بادر شخصياً الى عقد اللقاءات السرية بين المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين. كما ترددت في اليابان أنباء بأن طوكيو ساهمت هي الأخرى في عقد هذه اللقاءات، ولكن لم يذكر شيء عن فحوى ما دار خلالها . ونقل الموقع الاسرائيلي عن شهود عيان مصريين تأكيدهم أنهم شاهدوا الوفدين الإيراني والإسرائيلي مجتمعين في غرفة واحدة، في حين أفادت مصادر مصرية مطلعة بأن الوفدين لم يشاركا في غرفة اجتماعات واحدة فحسب، بل أيضا في لقاءات غير رسمية عُقدت على هامش المؤتمر، في أماكن خارج القاعة التي عُقد فيها. واشار الموقع إلى أن اللقاءات الإيرانية ـ الإسرائيلية في القاهرة لم تسفر عن نتائج فورية، لكنه تم تبادل رسائل سياسية بين البلدين، والاتفاق على وضع آلية للمفاوضات السرية المستقبلية بين طهران وتل أبيب. وسبق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أعرب عن اعتقاده بضرورة السعي إلى أن تبدأ إسرائيل وإيران في عملية تطبيع العلاقات بينهما، معتبراً أن بلاده لا ترى في ذلك أي شيء مستحيل. وأشار في مقابلة نشرتها وسائل الإعلام الروسية الى أن التاريخ يعرف الكثير من الأمثلة عندما يجد الأعداء الألداء وسيلة للاتفاق .

 

علي صالح: مرجعيات إيرانية تموّل «الحوثيين» ومعلومات عن مدربين من «حزب الله» في صعدة

الثلاثاء, 20 أكتوبر 2009

صنعاء - فيصل مكرم/(رويترز) ..كرر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتهام «مرجعيات» إيرانية بتمويل حركة التمرد بزعامة عبدالملك الحوثي في شمال البلاد لإقامة «شريط تشيعي» على طول الحدود مع السعودية، وأشار الى ورود «معلومات عن وجود بعض المدربين من جنوب لبنان (في اشارة الى حزب الله) في صعدة».وفيما نظم «الحراك الجنوبي» تظاهرة جديدة في مدينة الضالع الجنوبية امس احتجاجاً على خطف احد قيادييه وإغلاق صحف مؤيدة له، دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الأمم المتحدة الى تنظيم استفتاء لليمنيين الجنوبيين من أجل تقرير مصير الجنوب، محذراً في الوقت نفسه من اندلاع نزاع مسلح في هذه المنطقة التي كانت تشكل دولة مستقلة قبل 1990.

وقال علي صالح في مقابلة مع محطة تلفزيون «ام بي سي» نشرتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) امس «انهم (الحوثيون) مجرد عناصر خارجة عن النظام والقانون، عناصر ارهابية (...) عندها اجندة خاصة بها وعميلة لقوى خارجية وتنفذ اجندة خارجية». وأضاف ان «التمويل يأتي من بعض المرجعيات في ايران»، مشيراً الى «الوثائق التي حصلنا عليها والخلايا التي هي الآن امام المحاكم». لكنه اكد «نحن لن نتهم السلطة (في ايران) كسلطة».وأشار الرئيس اليمني الى ان تدريب المقاتلين الحوثيين «ليس تدريباً عاديًا وإنما تدريب على طريقة ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان»، لافًتا الى ورود «معلومات عن وجود بعض المدربين (من حزب الله) من جنوب لبنان في صعدة» معقل التمرد. ورأى صالح ان حركة التمرد الزيدية تسعى الى اقامة «شريط شيعي» على الحدود اليمنية - السعودية من اجل «ايذاء اليمن وإيذاء المملكة العربية السعودية». وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس» من مقر اقامته في المانيا، دعا الرئيس السابق لجمهورية جنوب اليمن علي سالم البيض، الأمم المتحدة الى تنظيم استفتاء لليمنيين الجنوبيين من اجل تقرير مصير الجنوب، وقال «ندعو الأمم المتحدة الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الوضع في الجنوب والدعوة الى استفتاء الجنوبيين على تقرير مصيرهم». كما دعا البيض الدول العربية الى التدخل لحل المشاكل في جنوب اليمن «عبر الحوار» لكي لا يتحول الوضع «الى حرب أهلية تدميرية تفتح الباب لأطماع خارجية تستغلها وتعمل على تدويلها لإلحاق الضرر بنا جميعاً وهو الأمر الذي سينعكس سلباً في المحيطين الإقليمي والعربي».

ورأى ان الوضع في جنوب اليمن «متفجر» حالياً، واتهم من اسماه «جيش الاحتلال» الشمالي بالتصرف «مثل قوات الاحتلال الإسرائيلية» في الضفة الغربية. وعما اذا كان «الحراك الجنوبي» يمكن ان يختار السلاح وسيلة لتحقيق مطالبه السياسية، قال البيض ان «الحراك السلمي ليس سقفاً من دون نهاية». الا انه اكد «من جانبنا نحن متمسكون بالأسلوب السلمي لكن ممارسات السلطة قد تفرض سقفاً جديداً». وحذر من ان «سياسة القوة والحديد والنار قد تقود الى قلب الطاولة على الجميع فإذا كان النظام يواجه المتظاهرين العزل بالرصاص الحي فمن يضمن ان صبر الناس على هذه الهمجية يمكن ان يستمر من دون رد خصوصاً وأن السلاح موجود بوفرة». وأضاف البيض ان «القاسم المشترك بين الجنوبيين اليوم هو ان تجربة الشراكة الوحدوية مع صنعاء وصلت الى فشل ذريع، وأقول بكل صراحة انه ليس امام القيادات الجنوبية سواء كانت في الداخل او الخارج سوى خيار السير على الطريق الذي اختاره الشعب وهو طريق الاستقلال والحرية». وكانت مدينة الضالع الجنوبية شهدت امس مسيرة حاشدة جابت شوارعها احتجاجاً على خطف القيادي في «الحراك الجنوبي» وعضو مجلس المحافظة محمد مسعد العقلة وللتضامن مع صحيفة «الأيام» والصحف الموقوفة وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين. وانتهت المسيرة من دون أي حادث يذكر.

 

مصادر الاكثرية: الحريري لم يلتزم بأي حقائب مع اي طرف وما يشاع عن تبادل بين الاكثرية والاقلية غير دقيق

وكالات/اعلنت مصادر في الغالبية ان ما تم تداوله من معلومات حول تبادل للحقائب بين الأكثرية والأقلية ليس دقيقا البتة كما بالنسبة الى ما سمي توزيعا جديدا للحقائب بين فريق رئيس الجمهورية من جهة والاقلية من جهة اخرى وهو لا يعدو كونه رواية غير دقيقة خصوصا ان بعض التوزيعات تخل بالتوازنات على مستوى الحقائب السيادية كما المواقع والحصص المذهبية. واوضحت ان الرئيس المكلف لم يلتزم حتى اليوم باي حقائب محددة مع اي من الأطراف لا في الأكثرية ولا في الأقلية وانه ما زال يجري التشكيلات المبدئية ويدرسها باتقان على وقع المطالب المتضاربة على مستوى كل فريق. واشارت الى انه من السابق التكهن بموعد ولادة الحكومة العتيدة لكن عودة رئيس الجمهورية المتوقعة الأربعاء ستطرح الأمور بالكثير من الجدية بحيث تضيق رقعة المناورات على مستوى المطالب وسيضطر البعض الذي ما زال يناور الى تحديد مطالبه بالصيغة النهائية التي لا تقبل أي مراجعة.

وهاب: المقاومة غير ملزمة بالـ 1701 وتتعامل مع جاسوس الداخل "اليونيفيل" 

 التاريخ: ٢٠ تشرين الاول ٢٠٠٩/المصدر: الجديد 

اشار الوزير السابق وئام وهاب إلى عدم إلزامية القرار 1701 بالنسبة الى المقاومة، معتبراً ان "رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة هو من التزم بالقرار1701 الذي أقر تحت التهديد والقصف الجماعي لكن طالما أن هناك أرضاً محتلة فالسلاح غير مطروح". ورأى في حديث الى تلفزيون "الجديد" اليوم، ان المقاومة تتعامل مع عدو في الخارج هو اسرائيل ومع جاسوس في الداخل هو"اليونيفيل"، لافتاً الى ان "المقاومة ضمانة مستمرة واسرائيل عدوان مستمر". ووصف حادثة حولا بأنها تأتي "في اطار العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، الذي يأخذ كل يوم شكلاً جديداً، واليوم أخذ شكل الخرق الذي كشفته المقاومة". وأعرب عن اعتقاده ان "المشكلة ليست في عدم تشكيل الحكومة بل هي أزمة نظام، وأن لبنان أثبت أنه غير قادر على إدارة نفسه بنفسه، ويحتاج إلى "طائف" جديد أي رعاية سورية – أميركية - سعودية لوضعه الداخلي". وقال: "النائب ميشال عون لم يغير رأيه منذ البداية بمطالبته بوزارة الاتصالات، وفي حال تخلى عن مطلبه فهو يريد بدائل". وكشف عن انه "سيتم توزير راسبين في الحكومة المقبلة، وقد انتهى الموضوع، وجبران باسيل سيعود وزيراً وهذا الامر قد حسم". وأكد ان "السوري لديه توجهات واضحة وهي دعم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وتأليف حكومة الوحدة الوطنية، وليس مع الخوض في التفاصيل، أما السعودي فهو ليس في جو التدخل في موضوع التأليف ايضاً".

 

النائب جنبلاط بحث التطورات مع النائب حردان ووهاب

وطنية - اعلن بيان صادر عن الحزب التقدمي الاشتراكي "ان اجتماعا قد عقد مساء امس الاثنين ضم رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان في منزل صديق مشترك في حضور النائب اكرم شهيب ووائل الحسنية، تم خلاله استعراض المحطات السياسية والنضالية المشتركة للحزبين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واسقاط اتفاق السابع عشر من ايار، فضلا عن التطورات السياسية الراهنة على الساحة اللبنانية. وكان جنبلاط قد استقبل في دارته في كليمنصو الوزير السابق وئام وهاب وعرض معه آخر المستجدات".

 

طابخ السم ... آكله

محمد سلام

الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009/لبنان الآن

لم تقتنع إيران طوال 26 سنة بأن توازن الرعب العدائي الذي أقامته مع محيطها يمكن أن ينقلب عليها في لحظة، ويستهدف داخل النظام، وعموده الفقري في آن.

 هذه خلاصة سياسية للعملية الانتحارية التي نفذتها حركة "جند الله" البلوشية ضد الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد الماضي، ما أرجع عقارب الساعة إلى الوراء قرابة 26 عاما، وتحديدا إلى يوم 12 كانون الأول العام 1983 عندما حاولت مجموعات الحرس الثوري الإيراني بقيادة عماد مغنية اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الصباح ونفذت سلسلة من التفجيرات في شوارع الكويت أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. يومها، أي في 12 كانون الأول العام 1983، أعلن الرئيس العراقي صدام حسين في بيان رسمي أن الهجوم "الإرهابي الفارسي" على الكويت هو اعتداء على "الأمة العربية" وتعهد بالرد نيابة عن هذه الأمة ودفاعا عنها. ذلك الاعتداء على دولة الكويت بعد أربع سنوات من قيام نظام ولاية الفقية في طهران كان الخطوة الأولى في مسار خطة توازن الرعب التي اعتمدها الحرس الثوري وقضت، من ضمن أمور أخرى، بتوجيه "ضربات استباقية" من قبل فيالقه في دول الجوار لإبقائها في حالة رعب دائم من أذرعه. تحت هذا العنوان استهدفت أيضا السعودية، ومصر، والأردن، والمغرب، ولبنان والإمارات العربية المتحدة وفلسطين واليمن، من دون إغفال العراق الذي خاض حربا معلنة ضد إيران بهدف معلن هو "حماية البوابة الشرقية للوطن العربي".

 واستمرت إيران في مخططها، وكان رد الضحايا دائما يقتصر على مبدأ "وأد الفتنة" السنية-الشيعية كي لا تشتعل نارها وتصل ألسنة لهبها إلى كل العالم الإسلامي، لا إلى العالم العربي فقط. ما فعلته حركة "جند الله" البلوشية يوم الأحد عكس المسار المنطلق منذ 26 عاما، ورده إلى قلب النظام الإيراني، مستهدفا عموده الفقري، أي الحرس الثوري الذي كان مسؤولا عن سيل الهجمات الإرهابية التي طاولت الأنظمة العربية خلال ربع القرن الماضي، سواء بالاستهداف المباشر، أو بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة الذي آوته استخبارات الحرس وتعاونت معه... ضد العرب. حار نظام ولاية الفقية بأمر عملية "جند الله" الانتحارية. اتهم بها، وفي آن واحد، أميركا وبريطانيا وقوى الاستكبار العالمي. وهدد وتوعد ولكن، هل لاحظتم أن أي جهاز حاكم في إيران لم يتهم "القاعدة" بالهجوم على الرغم من أن حركة "جند الله" البلوشية هي حركة إسلامية سنية على تواصل مع باكستان وأفغانستان، أي مع أرض تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". هل يعني ذلك أن نظام طهران قد استوعب الرسالة وفهم بأن طابخ السم آكله، وأن عليه، هذه المرة أن يعتنق نظرية وأد الفتنة على نفقته وحسابه مرددا "لعن الله من أيقظها"؟

 من المبكر توقع الرد الإيراني على التساؤل. ولكن، مما لا شك فيه، أن نظام طهران سيبني رده في ضوء مروحة من الحقائق الميدانية:

 حركة "جند الله" البلوشية الإسلامية السنية تسعى لتمثيل رقعة جغرافية من الأرض الإيرانية مساحتها 285,000 كيلومتر مربع، أي خمس مساحة إيران العامة، وهي على تواصل مع البلوش في أفغانستان وباكستان عبر الحدود الجنوبية الشرقية. في المقلب الآخر، حيث الحدود الغربية مع العراق وتركيا، ينتشر قسم آخر من "الأمة الإيرانية" السنية، أي عرب الأهواز والأكراد. وتشير إحصاءات موقع "أهل السنة والجماعة في إيران" إلى أن عدد المواطنين المسلمين السنة في إيران يصل إلى 14 مليون نسمة من أصل مجموع تعداد السكان البالغ 70 مليون نسمة، أي خمس عدد السكان.

واللافت جغرافيا أن هذه الشريحة، التي لا تربطها علاقات ود بنظام ولاية الفقيه، تنتشر في مختلف مناطق الحدود الإيرانية، أي أنها تمسك بالغلاف الخارجي للدولة التي تعتبر الحوثيين في اليمن "مناضلين" والبلوش في إيران "إرهابيين"، مشددة على أنها ستلاحقهم حتى ولو اضطرت إلى خرق سيادة الأراضي الباكستانية. القراءة الواقعية للحظة السياسية توحي بأن إيران دخلت حقبة استيراد "الإرهاب" بعدما صدرته لأكثر من ربع قرن.  فعلا، طابخ السم آكله، وقد يضطر إلى وأد الفتنة خارج حدوده لينقذ رقبة نظامه في الداخل... خصوصًا أن شريحة من شعب النظام تحولت ضد السلطة، وإن تحت سقف النظام.  بدأ الصراع داخل إيران بين "الجند" و"الحرس" فماذا ستفعل "أحزاب الحرس" خارج إيران؟  الفتنة في أراضي العرب التي استهدفتها أحزاب الحرس "نومها ثقيل" على ما يقال باللغة المحكية. قرصوها، صفعوها، جرحوها، فجروها، استباحوا دمها... ولم تستفق.

 في إيران، الفتنة "نومها خفيف" استفاقت في لحظة، مهددة -وفي آن- الداخل وأحزاب الحرس في الخارج. فعلا لعن الله من أيقظ الفتنة قبل ربع قرن.

 

مصدر بارز في حزب الله لـ"الراي"الكويتيــة: الحكومة في غضون عشرة ايام على ابعد تقدير

المركزية ـ لفتت صحيفة "الراي" الكويتية الى ان العد التنازلي لتشكيل الحكومة في بيروت قد بدأ، وسط توقعات بولادتها في موعد يراوح بين نهاية الاسبوع وقبل اخر الشهر في ابعد تقدير. وتحدثت عن اكتمال قوس التفاؤل بانضمام "حزب الله" الى غالبية القوى التي تتحدث عن ولادة وشيكة للحكومة التي مضى على محاولة تشكيلها نحو اربعة اشهر. ونقلت الصحيفة عن مصدر بارز في حزب الله قوله ان من المتوقع ان تبصر الحكومة النور في غضون عشرة ايام على ابعد تقدير "لانه من غير الجائز استمرار المراوحة بلا افق". واشارالمصدر الى ان "الاعلان عن الحكومة ينتظر حوار تدوير الزوايا الجاري في ظل مناخ ايجابي بين الحريري وزعيم التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون".

ولفت الى ان حوار الحريري - عون سيفضي الى حل عقدة وزارة الاتصالات، وهو امر يتوقف على مخرج يقترحه رئيس الحكومة المكلف ويرضى به الجنرال عون.

وقال ان لا عقبات اقليمية امام تشكيل الحكومة بعد التفاهم السعودي ـ السوري، مقللاً من اهمية ما وصفه بـ"الادوار غير الاساسية للولايات المتحدة ومصر". وابدى المصدر ارتياحه لـ "الاسلوب الجديد" الذي يعتمده الحريري في ادارة المفاوضات لتشكيل الحكومة، متوقعاً ان يفضي هذا الاسلوب الى ولادة الحكومة في اسبوع او عشرة ايام.

وكانت مصادر نيابية بارزة في الاكثرية اكدت لـ "الراي"، ان الحكومة العتيدة ستولد قبل نهاية الاسبوع بعدما تم التفاهم على اكثر من 85 في المئة من المسائل المرتبطة بتشكيلها.

 

استطلاع إسرائيلي: حزب الله تفوق استخباراتياً واستراتيجياً في حرب 2006

المركزيةـ كشفت نتائج استطلاع سري اجراه الجيش الاسرائيلي شارك فيه مجموعة كبيرة من ضباطه «ان مقاتلي حزب الله تفوقوا على الجنود الاسرائيليين بالنقاط خلال حرب العام 2006». وكشفت مجلة "معراخوت "العسكرية الاسرائيلية امر هذا الاستطلاع الذي اقر بوجود انطباع داخل الجيش بأن اداءه في الحرب كان ادنى مستوى من حزب الله وهو ما يخالف الدعاية السابقة التي تشير الى ان الجيش ابلى جيدا في هذه الحرب. ووفقا لما ذكرته الجريدة الالكترونية "اكسبرس" نقلا عن المجلة فان الاستطلاع شمل 24 من كبار الضباط في الجيش الذين وضعوا علامات لاداء كل من الجيش ومقاتلي حزب الله في عدد من ميادين القتال، وأظهرت النتائج ان علامات "حزب الله" كانت اعلى من تلك الممنوحة للجيش في ميادين الاستخبارات والاستراتيجيات ونظرية القتال. الا ان الاستطلاع أظهر ايضا ان اسرائيل تتفوق بشكل حاسم في ميادين السلاح والتنظيم، ولكن الجيش يعاني من عيوب في الميادين الضرورية لتحقيق الحسم مثل الاستراتيجيات ونظرية القتال والسعي لحسم المعركة. وخلص الاستبيان الى ان نموذج الحسم الذي استند اليه الجيش الاسرائيلي لا يتناسب بالضرورة مع الواقع المتغير في ميدان المعركة ويتغير فقط بتعديلات موضعية وليست منظوماتية، وان هيكلية القوات قديمة ولاتناسب ميدان المعركة المستجد عدا وحدات النخبة، اذ ان الجيش الاسرائيلي يتكون من كتائب احتياط ثقيلة الحركة.

 

الانباء الكويتية": بارود يقصد مصرف "الاسكان" لشراء منزل قيمته 300 ألف دولار

المركزية - ذكرت صحيفة "الانباء" الكويتية ان وزير الداخلية زياد بارود دخل الى مصرف "الاسكان" فظن موظفوه انه في زيارة تفقدية فهرعوا لتحيته والتطوع لمرافقته في "جولته"، لكنهم صدموا حين سألهم عن كيفية حصوله شخصيا على قرض إسكاني لشراء منزل قيمته 300 ألف دولار في منطقة بعبدا.

 

المشهد السياسي يترنح بين التعقيدات الحكومية والمستجدات الامنية الحريري يطلع سليمان بعد عودته على حصيلة مشاوراته ويلتقي "الطاشناق" مساء اجتماع مسيحي في معراب قوم الاداء وسبل مواجهة المرحلة وتدعيم 14 آذار

المركزية- لا يزال المشهد السياسي الداخلي مترنحا بين تعقيدات الملف الحكومي العالق عند تقاطعات داخلية واقليمية وبين حوادث امنية متفاوتة الاهمية تطرأ بين الحين والآخر من دون ان تتضح مراميها واهدافها حتى الساعة . وفي انتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من زيارته الى اسبانيا والتي يعتبرها البعض محطة مهمة بالنسبة الى الوضع الحكومي انطلاقا من اعتبار ان الرئيس المكلف سيزوره فور عودته لوضعه في محصلة ما توصلت اليه مشاوراته التي يحرص على ابقائها بمنأى عن التسريبات، وهو ما ادى الى الكثير من الحديث غير الدقيق على السنة بعض النواب وخصوصا ان البعض منهم البس رغباته رداء المعلومات، فان مصادر حزبية في الغالبية تواكب التحضيرات الجارية قالت لـ"المركزية" ان ما تم تداوله من معلومات حول تبادل للحقائب بين الأكثرية والأقلية ليس دقيقا البتة. كما بالنسبة الى ما سمي توزيعا جديدا للحقائب بين فريق رئيس الجمهورية من جهة والمعارضة من جهة اخرى وهولا يعدو كونه رواية غير دقيقة ، خصوصا ان بعض التوزيعات تخل بالتوازنات على مستوى الحقائب السيادية كما المواقع والحصص المذهبية.

وقالت المصادر ان الرئيس المكلف لم يلتزم حتى اليوم باي حقائب محددة مع اي من الأطراف لا في الأكثرية ولا في الأقلية وانه ما زال يجري التشكيلات المبدئية ويدرسها باتقان على وقع المطالب المتضاربة على مستوى كل فريق.

ولذلك قالت المصادر انه ملتزم بما لديه من معطيات سرية جمعها من هذا القيادي او ذاك على مستوى الفريقين وان التضارب والتناقض سمة المطالب حتى ضمن الصف الواحد على مستوى الفريقين. وعليه قالت المصادر انه من السابق التكهن بموعد ولادة الحكومة العتيدة لكن عودة رئيس الجمهورية المتوقعة بعد ظهر غد الأربعاء ستطرح الأمور بالكثير من الجدية بحيث تضيق رقعة المناورات على مستوى المطالب وسيضطر البعض الذي ما زال يناور الى تحديد مطالبه بالصيغة النهائية التي لا تقبل أي مراجعة.

موفد الى دمشق: غير ان مصدرا في المعارضة كشف عن زيارة قام بها "موفد" الى دمشق في محاولة لتذليل العقبات الحكومية وقال انه تخلل الزيارة عرض لجملة مخارج من بينها اسناد حقيبة الاتصالات الى الوزير الشيعي من حصة رئيس الجمهورية وهو عدنان السيد حسين ، وقد لاقى الامر ترحيبا من قبل المعارضة.

واوضح ان البحث يجري راهنا حول 3 حقائب اساسية الى جانب الاتصالات هي الصحة والتربية والاشغال وانه فور توافر الحلول فان التشكيلة ستشق طريقها نحو الولادة.

لقاء الحريري-عون :وفي انتظار ما ستحمل الساعات المقبلة من تطورات، فان اوساط تكتل "التغيير والاصلاح" اوضحت لـ"المركزية" ان اللقاء المرتقب بين الحريري والعماد عون في خلال اليومين المقبلين من شأنه ان يلقي المزيد من الضوء على الصورة التي سيرسو عليها المشهد الحكومي ،اذ ان عون ينتظر جوابا معينا في ضوء جولة مشاورات الحريري مع حلفائه ،على اعتبار ان العروض التي قدمت لعون للاختيار من بينها تستوجب مشاورات مع باقي الاطراف للتوافق معهم على ما تبقى من سلال وتلمس مدى قبولهم بها والعودة اليه.

واشارت الى ان المرحلة الراهنة تشهد نوعا من رسائل "جس نبض" توجه عبر الاعلام لمعرفة رد فعلنا تجاهها ،علما انها قد لا تكون طرحت في لقاءات الحريري - عون"، كمثل الحديث عن اعطاء التكتل سلة تتضمن من ضمن ما تتضمن وزارتي العدل والتربية.

وكشفت ان الاتصالات بين الرئيس المكلف والعماد عون متواصلة بعيدا من الاعلام وعبر قنوات مختلفة، مشيرة الى لقاءات للحريري في الساعات المقبلة مع عدد من اطراف المعارضة قد تحمل جديدا في مضمونها حيث سيجتمع مساء اليوم الى وفد حزب الطاشناق كما سيعقد جملة لقاءات مع اقطاب في الغالبية.

واستبعدت الاوساط ما يحكى عن ان وزارات الاتصالات والمال والطاقة باتت شبه محسومة لتيار المستقبل معتبرة ان ذلك امر غير وارد لانه يطيح بالتوازنات جازمة بان احدى هذه الوزارات لن تكون حتما لـ"المستقبل".

وشددت على ان حصة تيار "المردة "ستكون حتما من ضمن وزارات التكتل بحيث تكون له احدى الحقائب كمثل الزراعة او الشؤون الاجتماعية.

في انتظار العرض: من جهتها، قالت مصادر في الغالبية لـ" المركزية" ان التداول لا يزال جاريا بين الرئيس المكلف واطراف الغالبية بشأن الحقائب مشيرة الى ان بعض الاطراف لا يزال ينتظر حتى الساعة العرض الذي سيحمله الحريري اليها او ما بات يعرف بالسلال للاختيار من بينها متوقعة ان تتسلم العرض في اليومين المقبلين.

من هنا اضافت المصادر فان الحديث عن ولادة الحكومة بعد عودة رئيس الجمهورية من زيارته الى اسبانيا غدا لا يعدو كونه افراطا في التفاؤل وامنيات لن تبصر النور. وتوقعت في حال سلكت الامور منحى جد ايجابيا ان يطرأ جديد على هذا الصعيد منتصف الاسبوع المقبل او في نهايته.

ولفتت الى ان بعض كلام المعارضة السلبي اليوم يعكس مناخات خارجية متجددة غير مؤاتية للتشكيل ، مشيرة الى ان الايجابيات التي عكستها قمة دمشق تقلصت مؤخرا بفعل احداث طهران وتأجيل توقيع الشراكة الاوروبية مع سوريا والمفاوضات الايرانية- الاميركية اضافة الى تأخير توقيع المصالحة الفلسطينية ،كلها عوامل مؤشرة الى ان لا تسهيلات على المستوى الحكومي خصوصا ان الساحة اللبنانية لطالما استعملت صندوق بريد للرسائل الاقليمية.

زوار بري: واليوم عكس زوار ساحة النجمة اجواء ايجابية عن رئيس المجلس نبيه بري وتوقعوا ولادة الحكومة خلال اسبوع على ابعد تقدير وربما قبل جلسة انتخاب اعضاء اللجان يوم الثلثاء المقبل.

ونقل هؤلاء ان "السفرة" وضعت على المائدة بمعنى ان التشكيلة الوزارية اصبحت على الطاولة في انتظار اللمسات الاخيرة للافراج عنها واعلانها الى الملأ .وعزا الزوار الاجواء السلبية التي يعكسها بعض افرقاء 14 آذار الى حرص زائد من قبل هؤلاء على ما تم التوافق عليه بين الحريري والمعارضة وتحديدا مع عون للحؤول دون التصويب على التفاهمات التي تمت بشأن الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب الوزارية.

اجتماع مسيحي: على خط اخر، علمت "المركزية" ان اجتماعا مسيحيا عقد مساء امس في معراب بقي بعيدا عن الاعلام ضم ممثلين عن القوات اللبنانية والكتائب والاحرار والمستقلين وحركة التجدد الديموقراطي والامانة العامة لـ14 اذار، خصص لبحث ومناقشة الجو السياسي العام والتطورات في المنطقة عموما ولبنان خصوصا وضرورة استمرار الخط السياسي لـ14 اذار وكيفية التعويض عن غياب مشهد 14 آذار الجامع بطريقة معينة وكان تأكيد في خلال اللقاء الذي امتد لساعات على اهمية التنسيق وسبل تفعيل الامانة العامة والدور المسيحي في هذه القوى في المرحلة الراهنة، واوضحت المعلومات ان الملف الحكومي بقي بعيدا عن المداولات لانه وفق اوساط شاركت في الاجتماع يبقى تفصيليا وجزئيا ازاء الاستحقاقات الكبرى على مستوى الوطن والتي يتلهى عنها البعض بالحقائب الوزارية فيما ما يواجهنا اكبر بكثير.

تزكية وتمن : على خط آخر، اعاد مجلس النواب اليوم انتخاب اميني سره بالتزكية وهما أنطوان زهرا ومروان حمادة وكذلك المفوضين الثلاثة أحمد فتفت وسيرج طورسركيسيان وميشال موسى، في جلسة "اكسبرس" لم تتعد الدقائق السبع حضرها الحريري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة بصفتهما النيابية.

وانسجاما مع المناخات التوافقية ،فقد اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري رفع الجلسة الى يوم الثلثاء المقبل من اجل انتخابات اللجان النيابية تسهيلا للتوافق وبناء على تمني البعض. وقال مصدر نيابي شارك في الجلسة لـ "المركزية" ان الرئيس بري ابدى اصرارا على انتخاب اللجان في جلسة الثلثاء المقبل وهو في حال لم تولد الحكومة قبل الثلثاء، اذ ان نواب الغالبية كانوا ربطوا انتخابات اللجان بولادة الحكومة، فسيعمد الى عقد جلسات اسبوعية للغاية.

الامن الموظف: على خط آخر ابدى مصدر وزاري تخوفه من محاولات تضخيم بعض الحوادث الامنية الفردية واسباغها بالطابع السياسي في محاولة لتوظيفها في بعض الملفات السياسية. واعرب عن خشيته من ان يكون هدف هذا التضخيم التحضير لحدث امني واسع او مقدمة لانفجار أمني كبير.

وتوازيا، فقد دعا وزير الداخلية المحامي زياد بارود الاجهزة الامنية والقضائية الى التحرك فورا عقب اي حادثة واجراء التحقيقات لانه من غير الجائز ان تمر بعض الامور من دون ان تضع النيابة العامة يدها عليها وتفتح تحقيقا.

 

الرئيس بري إجتمع مع الرئيسين السنيورة والحريري

وطنية - إجتمع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، في مكتبه في المجلس النيابي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس المكلف سعد الحريري، وذلك بعد إرجاء جلسة انتخاب اللجان النيابية.

 

الخارجية الفرنسية: كوشنير يزور لبنان ويرجىء المحطات الأخرى

المركزية- أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيتوجه الى لبنان بين 22 و24 تشرين الأول الحالي بعد إرجاء المحطات الأخرى من جولته المقررة الى سوريا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية لأسباب تنظيمية

 

اجتماع مسيحي موسع في معراب يبحث في دور مسيحيي 14 آذار في المرحلة المقبلة

نهارنت/عقد اجتماع مسيحي موسع ليل الاثنين في معراب، ضم ممثلين عن احزاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" و "الاحرار" وحركة التجدد الديمقراطي والامانة العامة لقوى 14 آذار. وحضر الاجتماع وزراء ونواب القوات اللبنانية، وتمثل حزب الكتائب بجوزيف ابي خليل، وسليم الصايغ، ووليد فارس. وشارك في الاجتماع النائب دوري شمعون عن حزب الاحرار، والنائب السابق كميل زيادة وانطوان حداد عن "التجدد الديمقراطي" اضافة الى النائبين السابقين فارس سعيد وسمير فرنجية عن الامانة العامة ل 14 آذار. وذكرت معلومات خاصة لموقع "نهارنت" الالكتروني، ان البحث تناول دور مسيحيي 14 آذار في المرحلة المقبلة. وقد استمرت النقاشات لاكثر من خمس ساعات متواصلة، تم التأكيد في خلالها على ضرورة استمرار التنسيق بين مسيحيي 14 آذار، مع التشديد على التحالف الاسلامي المسيحي في هذه القوى وتفعيل دور الامانة العامة لقوى 14آذار. 

 

جعجع: البيان الوزاري لا يمكن أن يتضمن ما يتعارض مع القرار 1701

الاتصالات لن تكون من نصيب "حزب الله" ولا الداخلية من حصة "التيار الوطني"

وطنية - كشف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية في حديث الى قناة "العربية" عن "تفاؤل ما في مسألة تشكيل الحكومة ولكن لا أعرف ان كان هذا التفاؤل بشكل نهائي أم أنه فقط مجرد خطوة الى الامام لذا علينا انتظار الايام المقبلة لبلورة الأمور". كما أكد انه "لا يمكن أن يتضمن البيان الوزاري أي بند يتعارض ويتناقض مع القرار 1701 اذ علينا اخذ القرارات الدولية بعين الاعتبار وانطلاقا منها نضع ما نريد ضمن هذا البيان لأن ذلك ليس لصالح لبنان". وأعرب عن قلقه لما يجري في الجنوب، ورأى "ان اهم وسيلة في الوقت الحاضر للدفاع عن لبنان وجنوبه وبكلفة اقل هي القرار 1701، وان مسؤولية الدولة اللبنانية السهر على تطبيق هذا القرار وعدم خرقه وخصوصا ان اسرائيل تقوم بتقويضه". واعتبر "ان لبنان هو في عين العاصفة في اطار المفاوضات مع ايران وتطورات العلاقات الدولية مع سوريا، لأن المواجهة الكبرى التي تدور حاليا في المنطقة هي بين ايران من جهة أولى واسرائيل من جهة ثانية والغرب من جهة ثالثة، عدا عن مواجهة صامتة بين ايران وبعض الدول العربية الأخرى". وأوضح "أن التشكيلة الحكومية تأخرت الى الآن لأن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أصرا على تشكيل حكومة وفاق وطني، الأمر الذي جعل حزب الله وحلفاءه يستفيدون من هذا الاصرار لتحقيق مكاسب أكبر ان كان لحلفائهم في الداخل ام في الخارج وتحديدا سوريا وايران، لهذا شهدنا بعض الحلحلة بعد زيارة الملك عبدالله لسوريا".

وردا على سؤال، أعلن "أن وزارة الاتصالات لن تكون من نصيب حزب الله وحلفائه، وان العقدة الفعلية ليست في توزير الراسبين ولا في وزارة الاتصالات بل تكمن في المواجهة القائمة بين فريق 14 آذار من جهة وحزب الله وحلفائه من جهة أخرى في حكم البلاد وادارتها"، معتبرا ان الحل الدائم في لبنان هو كالعادة "لا غالب ولا مغلوب" وسيتبين ان الاكثرية لم تتصرف كأكثرية بل كان لها نوعا من الأرجحية في تشكيل الحكومة.

ورأى ان "أي نظام حكم لا يطبق ولا يلتزم به من قبل اي فريق لا يعود صالحا، وفي حال بقي حزب الله على موقفه فلن تكون النتيجة أفضل لو غيرنا النظام".

وأعلن ان وزارة الداخلية لن تكون من حصة "التيار الوطني الحر" باعتبار "أن هذه الوزارات السيادية تم الاتفاق على توزيعها لتكون وزارتا الداخلية والدفاع من حصة رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية من حصة "حزب الله" ووزارة المالية من حصة فريق 14 آذار الذي يبحث في ما بينه لمن تكون هذه الأخيرة".

وعن المكاسب التي ستحققها المعارضة بعد الانتظار الطويل، أجاب: "لقد كسبت توزير جبران باسيل".

وحول مصير طاولة الحوار، قال جعجع "ان التركيز اليوم ينصب على تشكيل الحكومة والاتصالات التي تدور حولها وان استئناف جلسات الحوار لن تكون قبل التأليف"، لافتا الى ان نتائج الانتخابات الاخيرة اسفرت عن تغيير في موازين القوى وبعض الأشخاص، من هنا ضرورة اعادة النظر فيها ولكن هذا الأمر يشبه فتح صندوق المفاجآت"، مشددا على "ان طاولة الحوار لها دور حتى في اسوأ الأيام اذ انها توصلت الى اتخاذ قرارات اصبحت اليوم مرجعا كالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات أو الحدود اللبنانية-السورية أو العلاقات الديبلوماسية اللبنانية-السورية ولو انه لا يتم العمل فيها بصورة جدية وكأنها وجدت للشكل".

وعن الوضع الأمني في لبنان، قال:"لا انتظر شيئا على الساحة الداخلية ولكن في ما يتعلق بالجنوب انا صراحة قلق -ولو اننا لم نصل بعد الى الخط الأحمر- ولاسيما ان هناك بعض المعطيات المقلقة اذ ان اهم وسيلة في الوقت الحاضر للدفاع عن لبنان وجنوبه وبكلفة اقل هي القرار 1701 لأن اسرائيل هي التي ستعتدي على لبنان وليس العكس وفي هذه الحالة تقف القرارات الدولية في وجه الدولة المعتدية". وتابع: "ما يجري اليوم ان اسرائيل تحاول تقويض الـ1701 والمؤسف ان الاحداث التي تحصل في الجنوب لا تتناولها الدولة اللبنانية بجدية كافية لتثبيت هذا القرار"، مؤكدا على "مسؤولية الأخيرة في السهر على تطبيق تنفيذ القرار 1701 وعدم خرقه وخصوصا ان اسرائيل تقوم بتقويضه".

وعن البيان الوزاري للحكومة المقبلة، أكد جعجع انه "لا يمكن أن يتضمن هذا البيان اي بند يتعارض ويتناقض مع القرار 1701 اذ علينا اخذ القرارات الدولية بعين الاعتبار وانطلاقا منها نضع ما نريد ضمن البيان الوزراي لأن ذلك ليس لصالح لبنان، ولاسيما ان عمل الحكومة يكون لمصلحة الشعب اللبناني وليس لمصلحة حزب أو طرف أو نظرة أو ايديولوجية معينة وعلينا تحمُل المسؤولية وهذا ما سنقوم به داخل الحكومة"، مشيرا الى "ان من يجب ان يسهر على تطبيق القرار 1701 هو مجلس الأمن ومنظمة الامم المتحدة والا فليخرج لبنان منها وعلينا التمسك بهذين الأخيرين نظرا لوضعنا الحالي والسعي الى التغيير من خلال المؤسسات الدولية الموجودة". وقال "انه يوما لم نستسلم لا امام اسرائيل ولا غيرها ولكن ما دام هناك طرقا سلمية ووسائل أقل كلفة فلماذا لا نلجأ اليها؟".

وعن موقع لبنان في اطار المفاوضات مع ايران وتطورات العلاقات الدولية مع سوريا، أجاب " ان لبنان هو في "عين العاصفة" باعتبار ان المواجهة الكبرى التي تدور حاليا في المنطقة هي بين ايران من جهة أولى واسرائيل من جهة ثانية والغرب من جهة ثالثة هذا عدا عن مواجهة صامتة بين ايران وبعض الدول العربية الأخرى"، مضيفا ان "حزب الله لا يقوم فقط بعمل سياسي بل ان الأولية لديه هي العمل على صعيد البُعد العسكري والأمني الأمر الذي يُشكل جزءا من المنظومة الايرانية الأكبر كما ان هذا الحزب هو جزء اساسي من الثورة الاسلامية في ايران وبالتالي اي تطور يحصل على صعيد المواجهة بين الثورة الاسلامية الايرانية وبين فريق عربي او دولي أو اقليمي آخر سينعكس الأمر علينا في الجنوب من خلال وجود حزب الله بشقه العسكري والأمني "، معتبرا ان مصير الشعب اللبناني اصبح مرتبطا بالتطورات الاقليمية والدولية التي هي غير محددة المعالم".

وعن الملف النووي الايراني، أوضح جعجع "ان الغرب يتعاطى مع السلاح النووي الايراني باعتباره اهمية استراتيجية لإيران وهذا خطأ اذ ان اهميته ابعد بكثير الى أهمية وجودية، كيانية وتاريخية ولاسيما ان أهل البيت يحاولون استعادة الخلافة من خلال الانتصار لقضايا المسلمين الأساسية وفي طليعتها القضية الفلسطينية". ورأى ان ايران تُحاول ان تُظهر بعض الليونة في المفاوضات القائمة حاليا كسبا للوقت ولتخفيف الضغوطات عليها ولكن تقديري -وعسى أن أكون مخطئا- ان لا قوة على وجه الأرض قادرة على اقناع الايرانيين للتخلي عن السلاح النووي لأنها الوسيلة الوحيدة ليعود أهل البيت أهلا للبيت".

وقال "ان التطورات الامنية داخل ايران لم تصل بعد الى حد تشكيل الخطر الفعلي على نظام الحكم القائم وان هذا التململ الذي نشهده يعود الى الخلاف على السياسات الداخلية وليس الخارجية". وردا على سؤال، وصف العلاقة بين "حزب الله" وايران بـ"العميقة جدا اذ انها علاقة دينية، فلسفية، فكرية، تاريخية، ايديولوجية، عسكرية، امنية، استراتيجية وسياسية فيما يعتبر حزب الله لبنان تفصيلا صغيرا من ضمن المشروع الكبير وهذا خلافنا الرئيسي معه لأنه بالنسبة الينا لبنان هو البداية والنهاية ومن هنا العنوان العريض لقوى 14 آذار "لبنان أولا" بينما بالنسبة لحزب الله "ليس لبنان أولا بل المشروع أولا اي الثورة بمعناها الكبير أولا، الأمة أولا"، لافتا الى ان علاقة حزب الله بلبنان هي شبيهة بعلاقة اي مواطن مع البلدية التي يقطنُ ضمن نطاقها". وعن امكان بقاء فريقي 14 آذار و8 آذار بعد تشكيل الحكومة، رأى جعجع "أن بقاءها سيستمر لأنها ليست كناية عن تجمعات وقوى سياسية معينة بل هي تمثل مشروعين سياسيين ونظرتين مختلفتين للبنان وبالتالي مهما انتقلت قوى سياسية من هنا الى هناك او العكس سيبقى مشروع 14 آذار أو مشروع 8 آذار"، مذكرا بأن "العماد عون كان جد 14 آذار وجزءا منها وفجأة انتقل الى الفريق الآخر فهل انتهى فريق 14 آذار؟ ويمكن أن تغادر بعض القوى وسيستمر مشروع هذا الفريق"، مشيرا الى ان الفريقين هما استمرار للانقسام اللبناني حول النظرة للبنان والذي كان موجودا في العام 1958 تحت شعار اللبنانية من جهة والقومية العربية من جهة أخرى".

 

الرئيس المكلف استقبل علي عيد وتلقى اتصالا من أوغلو

وطنية - استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، رئيس "الحزب العربي الديموقراطي" علي عيد ونجله رفعت، في حضور السيد نادر الحريري والمستشار هاني حمود، وجرى عرض للتطورات السياسية وأوضاع منطقتي باب التبانة وجبل محسن. واستقبل أيضا رئيس المحكمة الجعفرية في لبنان الشيخ حسن عواد في حضور المستشار فادي فواز. وكان تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، جرى خلاله البحث في المستجدات الاقليمية.

 

الرئيس الجميل استقبل السفير الإيراني مودعا بسبب مغادرته لبنان

السفير شيباني: ايران تقف الى جانب لبنان بشعبه وحكومته وقيادته السياسية

وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا اليوم سفير الجمهورية الاسلامية محمد رضا شيباني الذي جاء مودعا بسبب مغادرته لبنان، وحضر اللقاء المستشار السياسي للرئيس الجميل سجعان قزي. بعد اللقاء قال السفير شيباني:" في إطار الجولات الوداعية التي نقوم بها للمرجعيات السياسية اللبنانية أتيحت لنا صبيحة اليوم هذه الفرصة الثمينة كي نزور الرئيس أمين الجميل وان نودعه بشكل رسمي، وكانت فرصة قيمة خلال هذا اللقاء الكريم كي نتداول الحديث معه حول مختلف التطورات والمستجدات السياسية اللبنانية من جهة والإقليمية والدولية من جهة أخرى". اضاف:" وقد اعرب الرئيس الجميل خلال هذا اللقاء عن تعازيه القلبية الخالصة من جهة وعن إستنكاره الشديد من جهة اخرى تجاه الحادث الإرهابي الدامي الذي إستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية أول من أمس، وكانت الرؤية مشتركة بيننا وبينه في فهم جذور الإرهاب الدامي. ومن ناحية اخرى كانت جولة أفق حول مختلف التطورات والمستجدات السياسية على الساحة اللبنانية حيث إستأنسنا بسماع رأيه السديد حول كل هذه القضايا والتطورات. وشرحنا له وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه التطورات الجارية في لبنان، وقد عبرنا عن الموقف المبدئي والراسخ والدائم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقوف الى جانب لبنان الشقيق بشعبه وحكومته وقيادته السياسية".

 

اسرائيل تثبت عمود رصد جديد واليونيفيل تدعو قريبا الى اجتماع ثلاثي

نهارنت/واصلت اللجنة المشتركة من الجيش و اليونيفيل تحقيقاتها في زرع أجهزة المنظومة الأمنية الإسرائيلية وتفجيرها في وادٍ بين بلدتي حولا وميس الجبل الحدوديتين، وتحديد طبيعة هذه الأجهزة في ظل النفي الإسرائيلي لوجود أجهزة تجسس، فيما ذكرت صحيفة "السفير" ان أن قيادة اليونيفيل ستدعو قريبا إلى اجتماع ثلاثي في الناقورة، من أجل مناقشة الحوادث والتطورات الأخيرة. وذكرت المصادر الأمنية لصحيفة "الحياة" ان الفنيين في الجيش و اليونيفيل يستطيعون تحديد طبيعة هذه الأجهزة من خلال التدقيق في الشظايا التي نجمت عن تفجيرها وتفحصها، تمهيداً لوضع تقرير عن النتائج. وأشارت المصادر الى ان هذه الأجهزة عالية التقنية لجهة طريقة تخزينها للمعلومات وبثها الى محطة إسرائيلية في مستعمرة المنارة، ثم في تفجيرها نظراً الى وجود وسائل تحسس فيها تنذر باقتراب جسم بشري منها. واضافت الصحيفة ان "الجيش والينونيفيل عثرا أثناء معاينتها للمكان الذي وضعت فيه اسرائيل "المنظومة الأمنية"، على علب تحتوي كل منها على 350 بطارية صغيرة (بحجم علبة كبريت) وذلك لتأمين التيار الكهربائي لتشغيل المنظومة التي تضم مجموعة من القطع يستخدمها الجيش الاسرائيلي للتنصت والتقاط الصور وتسجيل ترددات الصوت اضافة الى أجهزة خاصة بالتجسس والارسال وآلية للتحكم بالمعلومات مربوطة مباشرة بمركز المراقبة في المنارة".

وكشفت مصادر أمنية للصحيفة "بأن جهاز التجسس الذي كان موضوعاً داخل المنظومة يتولى إشعار مركز المراقبة بأي تحرك يحصل على الأرض في المكان الذي زرعت فيه المنظومة الأمنية ليتولى المركز تفجير المنظومة لمنع الجهات اللبنانية من وضع اليد عليها وتحديد طبيعة عملها وتحليل ما في داخل هذه الأجهزة من تسجيلات صوتية وصور".

في غضون ذلك، عملت فرق هندسية وفنية إسرائيلية، تؤازرها رافعة، على تثبيت عمود رصد حديدي إلى جانب القديم المجهز بكاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار ذات التقنية المتطورة، بعد 24 ساعة على اكتشاف أجهزة التجسس الإسرائيلية قرب حولا، وذلك على تلة مسكاف عام المشرفة تماماً على بلدتي العديسة وكفركلا، وعلى جزء كبير من الأراضي اللبنانية في المنطقة الحدودية حتى الساحل الجنوبي. وواصل الجيش الاسرائيلي عمله بشق طريق عسكري على الجانب الآخر من الحدود المتاخمة لبلدة العديسة، حيث تولت جرافة اسرائيلية حفر تلك الطريق، فيما يقوم عناصر من القوات الاسرائيلية بتمديد كابلات هاتفية تحت التراب، لربطها بعامود الإرسال الذي اقامه في موقع مسكاف عام، وذلك بحماية سيارة هامر عسكرية.

وفيما يتحرك لبنان على خط الامم المتحدة لاعلام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومجلس الامن بالخروقات الاسرائيلية، قبيل انعقاد مجلس الامن في السابع والعشرين من الشهر الجاري لمناقشة تقرير بان كي مون بشأن تنفيذ القرار 1559، أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس ان الاجهزة التي فجرتها اسرائيل في الجنوب "تشبه نوعاً من أجهزة التجسس"، واذا تأكد ذلك فتمثل هذه الأجهزة خرقاً للقرار 1701. واضاف وليامز "ان استخدام الطائرات من دون طيار مثل خرقاً واضحاً للقرار 1701".

 

مجلس النواب جدد لهيئة مكتبه واجتماع بين بري الحريري والسنيورة

نهارنت/شهدت ساحة النجمة اجتماعا ضم رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، للبحث في تطورات الملف الحكومي وما آلت اليه الاتصالات لتذليل العقد التي تعرقل ولادة الحكومة. واعلن السنيورة لدى مغادرته المجلس ان الاجواء ممتازة. وعقد المجلس النيابي الثلاثاء جلسةً برئاسة بري وحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة والرئيس المكلف سعد الحريري الذي جلس في مقاعد النواب, لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين لهيئة مكتب المجلس بعدما تقرر ارجاء انتخاب اللجان النيابية في ضوء ربط الأكثرية عملية انتخاب رؤساء اللجان والمقررين والاعضاء بتسهيل ولادة الحكومة. وتم التجديد للنواب مروان حمادة، احمد فتفت، سرج طور سركيسيان، ميشال موسى وانطوان زهرا. لكن جلسة انتخاب اللجان، ارجئت اسبوعا بانتظار المزيد من المشاورات والاتصالات على خطين متوازيين: الحكومة ورئاسة اللجان والمقررين بعد أن تم الاتفاق خلال اجتماعين لممثلي الكتل على الابقاء على التقسيمات والتوزيعات السياسية داخل اللجان لكل طرف من لون سياسي معين، بمعنى ان تحافظ الاكثرية على حصتها من تسع لجان والمعارضة على حصتها من سبع لجان على أن تتم اي محاصصة جديدة داخل كل طرف على حدة خصوصاً بالنسبة للجان المال والمهجرين, على ما ذكرت صحيفة "السفير". وذكرت صحيفة "النهار" ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري والقيادات السياسية الأخرى باتوا متوافقين على ابقاء القديم على قدمه في التوزيع الطائفي والسياسي بين الغالبية والمعارضة. واوضحت مصادر "تكتل التغيير والاصلاح" للصحيفة أن ثمة اجماعاً في أوساط المعارضة على تأييد مرشح التكتل لرئاسة لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان خلفاً للنائب السابق سمير عازار، مع الحفاظ على التوازنات الطائفية والمذهبية والسياسية لرئاسات اللجان.

 

عقدة الاتصالات حلت ببدائل... والتيار الوطني يعتبرها تسريبات غير مطابقة

نهارنت/في انتظار ان يتم الافراج عن الحكومة العتيدة ستبقى البورصة السياسية تتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم. فدرجة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة ارتفعت لدى فريق الاكثرية، قابلها تفاؤل حذر لدى فريق المعارضة. واكد مصدر مطلع في "تكتل لبنان اولاً" ونائب في "اللقاء الديموقراطي" ان ابرز ما تحقق هو تجاوز رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون مطلب وزارة الاتصالات وقبوله ببدائل يبحث فيها مع رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري وسط تكتم شديد. وتوقع المصدر في حديث الى صحيفة "النهار" ان يعقد لقاء قريباً جداً بين الحريري وعون، مرجحاً ان يكون حاسماً في بت حصة عون من حقائب وزارية اساسية تعوضه تخليه عن حقيبة الاتصالات التي ستكون من حصة رئيس الوزراء المكلّف اضافة الى وزارتي المال والطاقة اللتين ستكونان ايضاً من حصة الحريري. واشار المصدر الى ان البدائل في الحصة المقترحة لعون ستضم سلة منها العدل والشؤون الاجتماعية وغيرها، وهذا ما سيعلن في حينه بعد نضج التوافق بين الجانبين. وتوقع المصدر انجاز عملية التأليف في نهاية هذا الاسبوع او قبل نهاية الشهر الجاري على ابعد تقدير. وقال ان توزيع الوزارات السيادية الاربع محسوم ولا تغيير فيها، مكرراً ان النتائج الايجابية اقتربت من خواتيمها. غير ان مصادر "تكتل التغيير والاصلاح" ابدت تحفظها عما اعتبرته تسريبات غيرمطابقة للامور المطروحة واقعياً. واكدت ل"النهار" انه لا يمكن احداً ان يعتبر ان شيئاً قد حسم، فالصيغ المتداولة لا تزال قيد التفاوض ولم تحسم اي منها، مشيرة الى ان الكرة الحكومية اصبحت في ملعب الحريري على ان يعود الى عون بصيغة مقبولة لدى كل الاطراف بعد استكماله مشاوراته مع حلفائه والمعنيين الآخرين. واوضحت مصادر مطلعة لصحيفة "الحياة" أن الحريري وعون تداولا في آخر لقاء بينهما ليل الجمعة الماضي، في بعض هذه البدائل وأن ما طرحه الرئيس المكلف من حقائب لم يكن مرضياً لعون، لكن اجتماعهما انتهى الى توافق على مواصلة البحث والحوار لابتداع صيغ. واضافت المصادر ان البدائل المطروحة التي لم يعتبرها عون كافية هي حصوله على حقائب التربية، العمل، المهجرين والثقافة، إضافة الى وزارة دولة.

ووسط هذه الصورة الضبابية، اعربت اوساط مطلعة لصحيفة "اللواء" ان يكون الوضع الحكومي قد عاد الى سابق عهده من المراوحة بهدف تقطيع الوقت واستنزاف الحريري ودفعه من جديد الى الاعتذار، نظراً لاستمرار العقد والصعوبات والشروط التعجيزية التي يتمسك بها بعض اطراف المعارضة. واشارت هذه الاوساط الى ان تأخير التشكيل لاسبوعين اضافيين من شأنه ان يرجح كفة المتشائمين بتمديد الازمة الحكومية حتى نهاية العام الحالي. 

 

عون: دافعنا عن سوريا بعد ان كانوا يتهموها عند كل انفجار في لبنان

نهارنت/أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون انه اتفق والرئيس المكلف سعد الحريري على "مواضيع عدة أهمها انه يجب ألا ننتهي الى لا تفاهم بسبب شعورنا بأهمية المرحلة وضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية". واضاف عون في حديث الى الفضائية السورية "انه لمس لدى الرئيس المكلف رغبة في تخطي الصعوبات لتأليف الحكومة، لافتاً إلى انه "لا يحبذ اعتذاره مرّة ثانية حتى لا تتعقد الأمور اكثر"، معتبراً ان العرقلة لا تأتي من الحريري بل من المحيطين به، لأن تكتله يضم اناساً ذوي اتجاهات تختلف مع توجهاته، ومن هنا أقول إننا سنؤلف الحكومة ولو تأخرنا بعض الوقت والا تقع أزمة كبيرة ولا نعرف اين تنتهي وفي أي عاصمة أجنبية". ونفى أن تكون المشكلة في توزير جبران باسيل، قائلاً إنها أكبر من ذلك بكثير وتتعلق "بالخوف من نهج التيار الوطني الحر الإصلاحي والتغييري الذي قد يطال الكثيرين ممن يعارضونه". ورأى أن اتفاق الدوحة جيّد، "ولو اخترناه حالياً لما كانت هناك مشكلة، وكنا أنهينا الموضوع بسرعة"، متهماً فريق الموالاة بأنه يأخذ من هذا الاتفاق ما يناسبه، "كحجز بعض الوزارات لأطراف معينة" ويعطّل البنود الأخرى. ودافع عون عن وثيقة التفاهم مع "حزب الله"، معتبراً بأن الذين عارضوها لم يتحملوا عناء قراءة بنودها، لافتاً إلى عدم وجود استراتيجية دفاعية، لكن الاستراتيجية فرضت نفسها. واضاف أنه يبارك ازدياد قوة العلاقة بين النائب وليد جنبلاط والمقاومة "ونتمنى أن تستمر، لأننا لا نريدها أن تكون شيئاً عرضياً، إذ يجب أن يكون هناك استقرار سياسي في لبنان بشأن الخطوط السياسية الأساسية". وإذ أبدى ارتياحه للأمن السياسي السائد في البلد "حيث لا أحد يريد القيام بمشاكل"، أكّد انه يعتبر نفسه الرقم واحد على لائحة الاغتيال. وفي موضوع المحكمة الدولية، رأى عون انها كانت في الشق الأوّل مسيسة لكن في الشق الثاني "نتمنى ان نشهد تصرفات قضائية وليس سياسية".

واشار "إلى الآن كل الوقائع نفت الاتهامات التي وجهت إلى سوريا، ولا يبدو أن ثمة اتهاماً لسوريا من خلال ما نُشر حتى الآن". واضاف "مررنا في مرحلة بالغة الصعوبة بعد اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وكلّما قُتل شخص راحوا يتّهمون سوريا. فاضطررنا للوقوف في وجه هذا الاتهام السياسي الدائم وهذا كلفنا بعض الثمن سياسياً". ورأى انه "اضطر" للوقوف والدفاع عن سوريا بعد "ان كانوا يتهموها" عند كل انفجار في لبنان. 

 

وصول الغاز الطبيعي من مصر وبدء تشغيل أول مجموعة في دير عمار

نهارنت/أعلن وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان الإثنين "وصول الغاز الطبيعي من مصر وبدء تشغيل أول مجموعة في معمل دير عمار"، كاشفا عن ان "القيمة التوفيرية في هذه المجموعة فقط ستبلغ 240 مليون دولار".وقال طابوريان في مؤتمر صحافي: "بعدما تأكدنا من سلامة خط الغاز، أدخل الغاز الطبيعي الى معمل دير عمار، والتجارب على المجموعة الأولى شارفت على نهايتها"، مشيرا ً الى ان "بعد نحو 14 عاما من الانتظار، تحول معمل دير عمار الى الغاز وللأمر ايجابيات عدة ان على الصعيد البيئي او لناحية الكلفة".

وأعلن انه "سيكون هناك افتتاح رسمي بعد بدء العمل في كل المعمل أي بعد نحو الشهر ونصف الشهر، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومشاركة عدد من الوزراء العرب".

وأضاف: "اشعر بالفخر اننا كوزارة تمكنا من تحقيق احد اهدافنا الواردة في البيان الوزاري". وعن العجز في مؤسسة كهرباء لبنان، اعتبر طابوريان ان "السبب الرئيسي في ذلك يعود الى الإستراتيجية الخاطئة المتبعة لأكثر من 15 سنة في المعامل"، لافتا ً الى ان "مسألتي التقنين والتغذية لا دخل لهما بالغاز الذي يخفض كلفة انتاج الكهرباء ويخفض العجز في المؤسسة ما يؤدي الى خفض عجز الدولة". ودعا طابوريان الحكومة المقبلة الى "الإهتمام بإنشاء المعامل الكبرى من اجل تحقيق الربح وليس فقط خفض العجز". 

 

 أبعد من كونه هفوة

  تاريخ في: 2009-10-20

زياد ماجد المصدر

Now Lebanon

يثير مقال رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السعودية حول استحسان "عودة لبنان الى سوريا"، رغم اعتذاره اللاحق عمّا كتب، مسألتين هامتين تظهّرهما تصريحات أو كتابات عربية مشابهة تُنشر بين الحين والآخر.

المسألة الاولى سياسية، تستند الى مقولة يتشارك في نسجها بعض القوميين واليساريين والإسلاميين، فيعتبرون أن مشاكل المنطقة في معظمها نتاج ما خطّطت له اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 حين خلقت "كيانات مصطنعة" لإضعاف "الأمة"، ومن بين تلك الكيانات لبنان. وهم إذ يقولون ذلك، يبدون مقتنعين بأن "دول" المنطقة كانت قائمة على نحو "مكتمل" قبل هذا التاريخ، فجرى خلق بلدان على حسابها، أو بأن المنطقة بأكملها كانت في دولة راسخة واحدة، فاقتُطعت أجزاء منها لتشكيل بلدان "وهمية" تتسبّب بالمصائب لبعضها!

والتدقيق في هذه المقولة المجترّة منذ عقود، لا يبيّن تهافتها العلمي فحسب - فبلدان المشرق العربي تأسست بأكثرها عقب الاتفاقية، مع انهيار السلطنة العثمانية - بل يظهر أيضاً تحوّلها الى ذريعة لأنظمة تسعى الى ابتلاع جيرانها بحجة مشروعيات تاريخية وهميّة وبحجج نزع آثار الاستعمار الذي تآمر على "أمّتها".

أما التآمر، فتنسى أن تقول إنه جزء من عملية فرض حدود (لأهداف ومصالح عديدة) في حقبات مختلفة طالت معظم أنحاء المعمورة، من أفريقيا وبعض آسيا الى الأميركيّتين. كما تتناسى أنه امتدّ ليرسّم خرائط في أوروبا نفسها عقب أفول امبراطوريات وتطوّر نظم رأسمالية وصعود قوميات وانفجار حروب...

على أن الأهم من ذلك، أن صراعات الحدود ومزاعم السلخ ومساعي الضمّ أو "الاستعادة" بالقوة لم تتوقف في أي بقعة من العالم إلا حين جرى التركيز على بناء الدول الوطنية الديمقراطية، والبحث - بعد تحقّق السيادة القانونية والسياسية لهذه الدول على كامل أراضيها – عن أفضل سبل التعاون والتضامن والتكامل في ما بينها. أما الهوس بالبحث عن حدود تاريخية وعن أوهام تَوحُّد لم يقم إلا في أزمنة حروب وتوسّع عصبيات قبلية ودينية، فهروب من مشاكل الحاضر وتحدّياته وعثراته نحو تظلّم واستحضار لشعارات لم تجلب غير استبداد يستظلّ بها ويمارس البشاعات بإسمها...

- المسألة الثانية ثقافية (وقيميّة)، وهي تلك المفضّلة التسلّط على الديمقراطية، بحجّة تأمينه الاستقرار وضبطه الأمور. وكاتب المقال السعودي أشار الى الحكم القوي في دمشق، مقابل الحكم الضعيف في بيروت ليزيد من مبرّرات دعوته. وقوله هذا يتردّد كلَّ ما أُريد التنظير للاستبداد في المنطقة، أو التخويف من الديمقراطية والحريات بوصفها استدعاءً للفوضى والتسيّب! والمؤسف أن البعض يكرّره ويتبنّاه متناسياً أن "الاستقرار" تحت الاستبداد ما هو إلا نتيجة استتباب أمور القمع والرعب والقتل والسجن والنفي...

هل هذا يعني أن الديمقراطية مسار سهل أو أنه الحل السحري لمجتمعات ودول انبعثت من بنى بطركية وعشائرية وحكمها العسس عقوداً متناسلين انقلابات وحروباً أهلية؟

طبعاً لا. لكن الخيار الديمقراطي يبقى الوحيد الذي يمكن أن ينقل الأوضاع من طورها المأساوي الراهن، الى طور قد يسمح يوماً ما (لسوريا ولبنان وغيرهما) بالتطور والتقدم من دون أوهام ومخاوف ومطامع...

الموضوع هو إذن أبعد من موضوع مقال سطحي ظهر في جريدة، وأعمق من كونه هفوة اعتذر صاحبها على ارتكابها. هو موضوع تخبّط سياسي وثقافي يصيب الكثيرين في المنطقة. وهو تخبّط لم تؤدّ الأزمات والأهوال حتى الآن الى تهدئة روعه، كما لا يبدو أنه سائر نحو السكينة أو الاندثار...

 

ديموقراطية الحكيم» تحت مجهر... «المبعدين» عن معراب ( 1/2) 

  2009-10-20  السفير 

كارين سالم

الأرزة الخضراء والخط الدائري الأحمر. شعار يميّز الانتماء القواتي المرادف حكماً لاسم سمير جعجع. يحدّد «خريطة» التحرك بخطوطها الثابتة. «انتم الأرزة... ونحن خطّها الأحمر». لا يرفع الشعار في قداديس «القوات اللبنانية» وفي مهرجاناتها الحاشدة فحسب، فالرمز يرافق القواتيين في تفاصيل حياتهم اليومية. ملصقات على السيارات ومداخل المنازل وداخل المكاتب ووشم على الأجساد و«معطّر» داخل السيارات وعلى شاشات الخلوي... ظاهرة «التصريح» عن الانتماء القواتي ليست جديدة، لكنها تكاثرت في الآونة الأخيرة، وأبرزت الى الواجهة معادلة يصعب على الأحزاب المسيحية الأخرى تجاوزها: القواتيون الى تزايد ومزيد من التماسك، وليس في تطورات الأحداث على الساحة الداخلية ما يمنع «النَفس» القواتي من التمادي في نسيج المجتمع المسيحي اللاهث وراء صورة القائد الأقوى.

الأكثرية الساحقة من «القواتيين» المناصرة لـ«الحكيم»، قلباً وروحاً غير الملتزمة حزبياً، ليست معنية مباشرة بالورشة التنظيمية الداخلية لـ«القوات». ما يعنيها من الأمر، استمرار «زعيم معراب» في الدفاع عن حقوق المسيحيين عبر التصدي لـ«شهوات» الطوائف الأخرى، ولـ«جنوح» العماد ميشال عون في سياسته التحالفية مع «حزب الله». ضمن هذه المعادلة تدير هذه القاعدة القواتية الشعبية «أذنها الطرشاء» لما يتناهى الى مسامعها عن أحادية تحكم «القوات».

في أساس أولوياتها، «الحكيم» يأتي أولاً ثم الهرمية التنظيمية للحزب المسيحي. واقع يكاد يصل أصلاً الى حد الاستنساخ مع واقع القواعد الشعبية عند الأحزاب المسيحية الأخرى، تحديداً عند العماد عون و«تياره»، والرئيس أمين الجميل و«كتائبه». لكن الفارق أن معراب، بخلاف الرابية وبكفيا، قرّرت الدخول في «ورشة» تعتبرها «نموذجية» في خلق تجربة حزبية رائدة، مستوحاة من تجارب أعرق الأحزاب الأوروبية، والهدف إدخال «أوكسيجين» الديموقراطية الى «العروق» القواتية التي عرفت حقبات طويلة من الصراعات الداخلية والانتفاضات، وصولاً الى سجن قائدها.

القواتيون الملتزمون «يروّجون» اليوم لصيغة حزبية ستخلق دينامية على مستوى الحياة الحزبية الراكدة في لبنان. نظام داخلي، تضع أسسه مجموعة من أصحاب الخبرة والاختصاصيين والحزبيين المتمرسين، ولا يقرّ في الهيئة التنفيذية إلا بعد أخذ رأي رؤساء المناطق والقطاعات و«اللوبي» القواتي الاغترابي. بعدها يفتح باب الانتساب على أساس النظام الداخلي الجديد، وتجرى الانتخابات تمهيداً للمؤتمر التأسيسي العام. في منطق هؤلاء يستهدف العقل «المفكّر» في قلب هذه الورشة الاصلاحية، إشراك الشريحة الأكبر من القواتيين في تأمين ولادة سليمة وصحية للنظام الداخلي لا يشوبه عيب «المركزية المتشدّدة» اللاغية للمواقع المقرّرة الأخرى.

يشكّك قواتيون وضعوا على «اللائحة السوداء»، قبل وبعد خروج سمير جعجع من السجن، في إمكانية ولادة تنظيم قواتي بهذه المواصفات ما دام «المعنيون» بهذه الانتفاضة الحزبية هم أنفسهم الذين أسّسوا لتغلغل الذهنية «الإقطاعية» في «القوات». في تصورهم أن ما يروّج له المحيطون بجعجع هذه الأيام ليس جديداً، وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن نظام داخلي وهيكلية ومؤتمر عام طال انتظاره، «... والمسألة حتى ولو نفذّت، لن تعدو كونها عملية «تضليلية» جديدة هدفها تثبيت الأمر الواقع الحالي وإلباسه شرعية شعبية وديموقراطية».

«المغضوب عليهم» من قبل القيادة في معراب يمكن فرزهم ضمن مجموعتين: «العسكر القديم»، وبجزء منهم «قدامى القوات»، الذين خرجوا تنظيمياً وفكرياً من الكادر الحزبي، وتأطروا في حركات حزبية وسياسية لا تمت لـ«القوات» بصلة. هؤلاء يتصرفون على أساس «لا «قوات» من دوننا»، ويرون المدخل الفعلي للإصلاح باستقالة جعجع والإفساح في المجال بتطبيق مبدأ تداول السلطة. المجموعة الثانية منسجمة فكرياً مع «القوات» ولديها الرغبة الحقيقية بالانخراط ضمن إطارها التنظيمي، لكنها تعتبر أن «الموقف الشخصي والمسبق منها»، والفيتو الذي تفرضه النائبة ستريدا جعجع عليها، يحول دون وجودها في «دائرة القرار». في جعبة هذه المجموعة تحديداً، والتي ما يزال بعض من أفرادها يقيم خطوط التواصل مع معراب ضمن «الحد المسموح به»، من قبل ستريدا، الكثير من المآخذ على حزب تسلّم قيادته رجل بدأ حياته العامة كثائر على اللعبة الإقطاعية والعائلية في بشري، قبل أن يبدأ نجمه يلمع إثر عملية إهدن التي رأى في جانب منها رفضاً لفرض الإقطاع السياسي على منطقة الشمال، وصولاً الى رفضه الإقطاع العائلي داخل حزب الكتائب من خلال انتفاضة 12 آذار 1985 عند محاولة أمين الجميل وضع يده على «القوات»، لينتهي به الأمر رئيس حزب «تُمسِك به» زوجته وعدد من الذين ترضى عنهم، ممّا ساهم في الحدّ من القدرات الاستيعابية للطاقات الفاعلة في «القوات»، وساعد خصوم الحزب على التغلب عليه سياسياً وشعبياً.

لا تفسح معراب المجال أمام كثير من التأويلات في هذه المسألة. بعد خروج جعجع من السجن بادر الأخير الى الاتصال ببعض الكادرات القواتية القديمة المؤثرة، وأجرى جلسات «مصارحة» معها، والتقى بوجوه جديدة سمع عنها يمكن الاتكال عليها تنظيمياً، لكنه في الوقت عينه رفض فتح صفحة جديدة مع من اختار درباً لا يتماشى مع الفكر القواتي السياسي والاستراتيجي.

لكن بعض الوجوه القواتية «المبعدة» عن معراب، أو تلك التي أبعدت نفسها بقرار ذاتي، تطرح أسئلة كثيرة حول ما يقال اليوم في محيط جعجع عن هذه المسألة، أبرزها: أين هي هذه الكادرات التي يتحدثون عنها، ولماذا لا يتم تظهيرها عبر وسائل الإعلام؟ وما هي المسؤوليات التي تتولاها؟ وكم هو عدد الكادرات التي سمح لها بالبروز منذ عام 1994؟.

يروي هؤلاء أنه منذ حلّ «القوات» رأت بعض الكادرات أن لها الحق في المشاركة في القرار السياسي. لكن ستريدا جعجع استفادت من قرار حل الحزب لتتذرع بمنع الدولة لأي إطار تنظيمي لـ«لقوات اللبنانية» من أجل وضع يدها على الحزب ومفاصله، فكانت اللعبة العائلية التي ورثتها من عمها نائب بشري السابق جبران طوق على الرغم من خلافها العائلي والسياسي معه، البديل السريع الذي سمح لها بوضع يدها على القوات، مستفيدة من إرباك القواعد القواتية وتعاطفها مع وضعها الشخصي، ومع قضية زوجها الدكتور سمير جعجع في مواجهة ظلم الدولة وقساوتها في تلك المرحلة. استغلت ستريدا موقعها كزوجة سمير جعجع لتمارس على «القوات اللبنانية» السياسة التي مارسها عمّها على أبناء بشري مع غيره من زعماء العائلات لسنوات انتهت بانتفاضة زوجها في الأساس عليها، فانعكس الشرخ بين وجهتي النظر عبر إبعاد وجوه قواتية عن مركز القرار كإميل رحمة والفرد ماضي وجورج كساب وجورج عبد المسيح وأنطوان نجم وفيفيان صليبا وغيرهم... جميعهم صاروا خارج الحركة السياسية لستريدا. في المقابل برزت مجموعة أسماء شكّلت الذراع التنفيذية لزوجة «الحكيم»، من دون أية صلاحيات أو دور في القرار، مثل جو سركيس وفريد حبيب وجوزف فضول وميشال خوري وأنطوان مارديني وسلمان سماحة وجان عزيز ورمزي عيراني وإيلي كيروز ومجموعة من قواتيي الخارج كرشيد رحمة وطوني الشدياق وإيلي براغيد وجوزيف جبيلي وغيرهم... وقد مارست ستريدا سلطتها المطلقة على الحزب مستعينة بانقطاع التواصل بين كوادر «القوات اللبنانية» وزوجها تحت شعار «الحكيم بدو هيك».

طوال فترة سجن جعجع في وزارة الدفاع لم يتمكن أي من هؤلاء رؤية جعجع في زنزانته بسبب «احتكار» ستريدا لهذا الامتياز. يروي بعض «المبعدين» آنذاك بأن ستريدا طلبت من النيابة العامة التمييزية منع زيارات المسؤولين القواتيين الذين لا ترضى عنهم، لتحول دون إيصال أية وجهة نظر غير وجهة نظرها الى جعجع.

عام 2003 حصلت الخضة الكبيرة في القوات مع محاولة فؤاد مالك وضع يده على الحزب بمعاونة ريشار جريصاتي وروبير فرح وراجي عبدو وجوزيف رزق وحنا العتيق... عندها حدّد جعجع من سجنه بمؤزارة «معلوماتية» من ستريدا لائحة «الخونة وعملاء سوريا»، وانتظر «الحكيم» لحظة الخروج من زنزانته ليصدر رسمياً قرار «إزالتهم» عن الخارطة القواتية.

محاولات يائسة لرؤية «الحكيم» خارج القضبان في الأرز اصطدمت، كما يقول قواتي من رموز الحقبة النضالية، «باللائحة السوداء» التي أعدتّها ستريدا وضمت توفيق الهندي، ريشار جريصاتي، روبير فرح، سلمان سماحة، جان عزيز، رشيد رحمة، نوفل ضو، الفرد ماضي، شربل عازار، فيفيان صليبا، فادي الشاماتي وغيرهم من الذين منعوا جميعاً قبل ذلك... من دخول قاعة الشرف في مطار بيروت لاستقبال «الحكيم» في يوم العودة الى الحرية.

أدارت ستريدا من الأرز سياسة «تعريب» الأسماء بين صالح وخائن. كانت لوائح المتصلين هاتفياً تخضع لغربلتها فتضع بجانب كل اسم ما إذا كان ينبغي الرد على اتصاله ام لا. لكن ذلك لم يمنع بعض «المغضوب عليهم» من «اختراق» «قلعة» الحكيم في الأرز، بواسطة أصدقاء مشتركين. عندها بدأ جعجع يسمع وجهات نظر مغايرة عن تلك التي كانت تنقل اليه في أيام السجن. خفّت إجراءات المقاطعة بعض الشيء، فاستعيدت الاتصالات «الباردة» على مراحل وتدريجياً مع ألفرد ماضي وأنطوان نجم وتوفيق الهندي ونوفل ضو ورشيد رحمه الذي كانت ستريدا جعجع حاولت منعه من العودة الى لبنان عام 2005 للحؤول دون ترجمة رغبته في خوض الانتخابات النيابية. لكن الأمر بقي في إطار المجاملات الشخصية، ولم يصل يوماً الى حد عودة أي من هؤلاء الى «دائرة القرار السياسي» أو الهيكلية التنظيمية لـ«القوات» المفترض أن تضمّ كل قواتي سبق أن ناضل في القوات اللبنانية أو التزم بنهجها السياسي.

في المقابل، في معراب وكل «الساحات القواتية» تتردّد عبارات من نوع «ديموقراطية الحكيم» وتواضعه وميله لمحاورة «الصغير والكبير»، وتخصيصه ساعات طويلة في الأسبوع لاستقبال الوفود والتقرّب من مشاكلها وهواجسها، والتعاطي مع الحزبيين كرفقاء درب وليس وفق معادلة «القائد والعسكر»... الأهم أن جعجع وعد المعترضين على أدائه وأداء نواب ووزراء ومسؤولي الحزب، أكانوا من داخل «القوات» أو خارجها، بإعطائهم فسحة واسعة للنقاش في المؤتمر العام «... بعدما تكون الانتخابات الداخلية قد حدّدت حجم كل قواتي ودوره». تتعدّد «الاجتهادات» القواتية التي تبّرر الدور المتقدم لستريدا في الحزب «لا أحد ينكر فضلها على «القوات» وثباتها في أصعب الظروف وأشدّها خطورة... مع ذلك قرارات «الحكيم» لا تصدر تحت تأثير أحد سوى تأثير المصلحة القواتية. هو يستمع الى كل الآراء ويناقشها.. وبعدها يأخذ القرار».

 

تفجير ايران... و"شظاياه" اللبنانية!

تاريخ في: 2009-10-20

سعد كيوان المصدر

الأنباء

 "إن الجو بات أفضل وجيد وإيجابي" (ما نقلته أوساط القصر الجمهوري السبت الماضي عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان).

- "الجو إيجابي والامور تتقدم والجميع يريد رؤية الحكومة في أسرع وقت ممكن وان شاء الله نصل الى انفراج في وقت قريب" (الرئيس المكلف سعد الحريري بعد لقائه سليمان السبت الماضي في بعبدا).

-  "أخال صوت مؤذن الحكومة الاخ سعد الحريري سيفك صيامي قريباً كما لمست، وتصريحه بعد لقائه فخامة رئيس الجمهورية خير دليل على ذلك". (رئيس المجلس نبيه بري خلال احتفال "جمعية آل البيت الخيرية" السبت الماضي).

إنه سبت التفاؤل بامتياز!

تفاؤل من أعلى المواقع الدستورية في الدولة!

تفاؤل أم محاولة ضخ لجرعة من التفاؤل؟ وهل له ما يبرره؟

أولا، هذا المناخ يأتي بعد عشرة أيام على إنعقاد لقاء دمشق بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز...

ثانيا، تبع قمة دمشق لقائين بين الحريري وميشال عون، وبعد أول لقاء حصل في الرابية لم يدلي الحريري بعده بأي تعليق فيما أكد عون أنه كان ايجابيا تخلله بحث في العمق، ثم قال في تعليق لاحق انه لم يتم البحث في الحقائب والاسماء. وبعد اللقاء الثاني في منزل الحريري اعلن عون انه تم الاتفاق على مجمل الأمور ولكن لا بد من انتظار ما ستؤول اليه الأمور مع الاطراف الأخرى...

 وبين اللقاء الأول والثاني عاد عون كعادته الى المطالبة بحقيبة الاتصالات لصهره جبران باسيل الذي كان سبقه الى اعلان ذلك "لأنه يعرف كيف أفكر"(!). وبعد اللقاء الثاني ناقض عون نفسه بالقول انه أودع لدى الرئيس المكلف تشكيلة بالأسماء والحقائب، فيما كان حليفه "حزب الله" يلتزم الصمت مكتفيا بالقول انه يسهل الى أقصى درجة مهمة الحريري مرسلا اليه بوتيرة مرتين في الأسبوع المعاون السياسي حسين الخليل. في مقابل تصريحات بعض نواب "حزب الله" بتحميل الولايات المتحدة ومصر مسؤولية تعثر عملية التأليف، وحتى بعض حلفائه في قوى 14 آذار!

ثالثا، بين هذه وتلك يقع إنفجار لافت في بلدة طيرفلسيه الجنوبية يذكر بما حصل في بلدة خربة سلم، في منزل أحد قياديي "حزب الله"، جنوب خط الليطاني، أي ضمن نطاق عمل القوات الدولية والخاضع للقرار 1701. فيسارع الحزب الى تحجيم الحادث والتعتيم عليه متكلما عن "احتكاك كهربائي أدى الى حصول انفجار بسيط أدى الى وقوع جريح وبعض الأضرار المادية في مرآب البناية المؤلفة من ثلاثة طوابق...". وتجاريه مديرية التوجيه في قيادة الجيش ببيان يؤكد على المعطيات نفسها!

رابعا، ليل السبت "التفاؤلي" تقدم اسرائيل على تفجير جهازي تنصت زرعتهما في المنطقة الحدودية، في واد بين حولا وميس الجبل، ما يشكل خرقا للقرار 1701. وأدى ذلك الى حال استنفار وانتشار كثيف لوحدات الجيش و"اليونيفيل"، التي جردت حملة تفتيش واسعة تحسبا لاحتمال ان تكون اسرائيل قامت بزرع هذه الاجهزة خلال حرب تموز 2006 لرصد شبكة الاتصالات الهاتفية الارضية التي يقيمها "حزب الله".

فهل تصمد جرعة التفاؤل أمام هذه المعطيات؟ أو الأرجح هل كان التفاؤل في محله؟

في العودة الى الوقائع السياسية:

أولا، يطالب رئيس الجمهورية في الكلمة التي ألقاها في طرابلس مساء السبت نفسه أمام مؤتمر "اللامركزية في الشرق الأوسط" ب"الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة لا حصص فيها إلا للمصلحة العامة ولخير المواطنين". فأين هي الايجابية التي تكلم عنها، ومن يقصد عندما يتكلم عن الحصص؟ ثم يؤكد في مدريد مساء الأحد ان "القمة السورية-السعودية كانت ممتازة"!

 ثانيا، يقول الحريري في التصريح نفسه من بعبدا: "نحن نشجّع دائماً التقارب العربي وخاصة القمة السعودية-السورية (...)، ويضيف: "كلبنانيين يجب أن نعرف أنّ الحديث (في القمة) تطرّق الى لبنان ولكن إلى المنطقة ككل أيضاً، وهذه الأجواء تُريح البلد واللبنانيين وترجمتها أنه هناك توافق أكبر بين الأفرقاء السياسيين، لكن هذا لا يعني أنّه يفرض على الفرقاء التقارب من الخارج (...)". ويختم الحريري بالقول: "المهم أن يعرف الجميع شيئاً واحداً، وهو أنّ مصلحة لبنان تقتضي أن نُشكل حكومة وحدة وطنية بأسرع وقت ممكن لمصلحة اللبنانيين ولبنان أولاً".

ثالثا، يعترف بري ان "ثمة من يستطيع تأخير ولادة الحكومة ولو بعد القمة السورية - السعودية الناجحة، لكن في النهاية لن يستطيع أحد أن يمنع اقلاعها وانطلاقتها".

رابعا، نقلت جريدة "النهار" في عددها أمس الأثنين عن أوساط في المعارضة ان "هناك أجواء ايجابية، ومقاربة العقد تتم بروح ايجابية من الطرفين. لكن ذلك لم يصل بعد الى حل هذه العقد التي لا يزال البحث جارياً فيها من الطرفين لايجاد حل يرضي كليهما"!

فعن أي تفاؤل يتكلمون طالما انه لم يتم التوصل بعد الى حل هذه العقد؟!

وما هي هذه العقد التي يتم البحث فيها منذ أشهر؟ وهل هي فعلا محلية أو داخلية؟ ام انها أدوات "تظهير" ومحاولة "لبننة" للعقد والعراقيل الخارجية؟ ترافقها عملية تشويه واستنزاف مستمرة لمؤسسات الدولة وآلياتها عبر عملية "قضم" مبرمجة وحثيثة!

 اضافة الى كل ما تم ذكره من وقائع تتعلق بالاستفزاز المستمر على الحدود وضمن نطاق القرار 1701 فقد اعلنت مصر قبل عدة أيام، اي الجمعة الماضي، عن تأجيل عملية توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينيّةـالفلسطينيّة. وفي حيثيّات التأجيل انّ مصر قرّرته "نتيجة للإلتزام المصريّ بإنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني الذي يتطلّب إرادة سياسيّة ونوايا حسنة وصدقاً في التعامل ومناخاً مناسباً لتنفيذ الإتفاق". أي بمعنى آخر أنّ مصر تعترف أنّ "الإرادة والنوايا والصدق والمناخ" ليسوا متوافرين. علماً أنّه قد جرى الاتفاق على كافة بنود وثيقة المصالحة ووافقت عليها حركة "حماس"، كما ان قرار التأجيل المصري تضمّن إشارة إلى موافقة "فتح" على الإتفاق وعلى توقيعه.

فالى ماذا يؤشر القرار المصريّ؟ 

الى موقف سوريّ وإيرانيّ واضح ضدّ اتفاق المصالحة، سواء عبر البيان الصادر عن فصائل الفلسطينية التي تدين بالولاء لدمشق والمقيمة فيها، والتي رفضت التوقيع على الوثيقة، أو عبر محاولة التسويف وكسب الوقت (لايران) من قبل "حماس"!

ولا شكّ أنّ ثمّة إستهدافاً سورياً وإيرانياً لمصر موقعاً ودوراً، ومحاولة إستغلال سورية للقمّة السعوديّة ـ السورية ضد مصر. وهذا يلتقي مع إستهداف إيرانيّ "مزمن" لمصر. وغني عن القول ان ذلك يؤثر على الوضع في لبنان وعلى موازين القوى الداخلية فيه.

 كما ان ذلك يعني ان دمشق تحاول ان تقبض من واشنطن ثمن ما "اعطته" في لبنان خلال الانتخابات النيابية وما بعدها، قبل ان تسهل عملية تأليف الحكومة. أو أنها ستحاول"استرجاع" باليد اليسرى ما "أعطته" يدها اليمنى بانتظار ما ستؤول اليه جولة المفاوضات الجديدة بين ايران وممثلي الولايات المتحدة والدول الخمس حول الملف النووي...

 ولكن هل سيحصل هذا اللقاء؟ واذا حصل هل ممكن ان يؤدي الى نتيجة ما بعد العملية الانتحارية الخطيرة التي حصلت الأحد في ايران والتي هزت كيان النظام، وقضت على مجموعة من أبرز قياديي "الحرس الثوري" وحصدت نحو خمسين قتيلا من المدنيين؟ خصوصا وان السلطة في طهران سارعت الى اتهام الولايات المتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء العملية؟ وهل يمكن بالتالي الكلام عن قيام حكومة في لبنان في المدى القريب؟

 

البطريرك صفير استقبل سفير الارجنتين وممثل منظمة التحرير

زكي: لا توطين ولا تهجير والسيادة للبنان والعدالة للفلسطينيين

بويز: لا أستبعد ولادة حكومة لكنها لن تكون حكومة نهح أو خيارات

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي اليوم، سفير الارجنتين خوسيه غوتييريس ماكسويل، وعرض معه العلاقات الثنائية.

ثم التقى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي الذي قال بعد اللقاء:

"هذه الزيارة تأتي في إطار زياراتي الوداعية لرجال دولة أحببتهم وتعرفت اليهم لأربع سنوات من خدمتي في لبنان، وزيارتي لغبطته لها نكهة خاصة لأنها تتعلق بالجانب الاخلاقي والقيمي والروحي، وغبطته قد رعاني منذ اللقاء الاول بيننا، وله إنجازات كثيرة في إنجاح مهمتي المستحيلة قياسا بالماضي، وقد تحولت خبرته الى عبرة، وأصبحت أوتوسترادا مفتوحا في الادمغة بين الفلسطينيين واللبنانيين، واعتزازي كبير بأنه في مرحلة الوداع رأيت انجازات واضحة الملامح لمن هم مع المصالحة العليا للشعبين الفلسطيني واللبناني.

وقد طرحت على غبطته الأخطار المحدقة بالقدس وعزلها عن الضفة الغربية وعن الاوقاف المسيحية والاسلامية، واستحالة إيجاد حل سلمي أو تسوية في مرحلة التطرف التي يقودها بنيامين نتيناهو وأفيغدور ليبرمان وايهود باراك. وتعودنا أن نتحدث مع غبطته عن كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني لصلابته وموقفه من الاحتلال، وليساعد سيدنا على أن يكون الفلسطيني خارج خط البؤس وسط اخوانه، ريثما يقضي الله أمرا في حق العودة التي ليست ملكا لأي جهة سياسية أو رئاسية بل حق للافراد".

سئل: هناك من يقول انك تعمل لتبقى سفيرا في لبنان؟

اجاب: "هذه إشاعة تبثها اسرائيل، لان لا احد يريد أن يتحدث عن نجاحات طيبة، وقد فتحت صفحة جديدة في العلاقات مع لبنان".

سئل: هل ترى التوطين قائما في ظل الحديث المتكرر عن هذا الموضوع؟

اجاب: "اسرائيل لا تريد حق العودة، وتريد أن يوطن الفلسطينيون أينما هم، ونحن نسلم بأن لا توطين في لبنان نظرا الى النظام الديموغرافي اللبناني، وقد قلت للجنرال ميشال عون بعدم تكرار كلمة توطين لكي لا تعلق في الاذهان والآذان، وأن يستبدلها بكلمة حق العودة، لانه حق مشروع، وذلك بفعل فلسطيني لبنان-دولي.

لذلك، لا توطين ولا تهجير، والسيادة للدولة اللبنانية والعدالة للفلسطينيين".

وقال ردا على سؤال آخر: "لبنان بلد جميل ويحتاج اهله الى التصرف برشاقة ليكونوا على مستوى المسؤولية، ولا يدعوا أحدا يتدخل في شأنهم".

وأكد "أنني أسخر نفسي لكي لا تكون القوى الفلسطينية عبئا على لبنان، بل رافعة الاتفاق على حاجات المخيمات، وأعتقد أن إسرائيل هي العدو الاول والثاني والثالث".

وكشف الوزير السابق فارس بويز بعد لقائه البطريرك صفير أنه بحث "في الامور الداخلية وارتباطاتها الخارجية ولا سيما الاقليمية، والمؤسف أن نرى الى أي درجة أصبح الرابط بين الداخلي والخارج كاملا ومحتما، والساحة اللبنانية كانت دائما حساسة حيال الضغوط الخارجية، ولكننا لم نشهد مرحلة ضاق فيها هامش القرار اللبناني كما يحصل اليوم، ولا أحد يقنعنا بأنه راض أو متمسك بهذه الوزارة او تلك من عنده، بل اعتقد ان هناك ما هو مطلوب منه ليتمسك بالوزارات، لأسباب لا تتعلق بالنظام والاصلاح المؤسساتي، بل لخلفيات أخرى منها أمني أو غير أمني".

أضاف: "لست متفائلا ولو تألفت حكومة، لأنها ستكون حكومة لا شخصية ولا لون ولا نهكة لها، بل حكومة تصريف أعمال شبيهة بالحكومة الحالية، معطلة من الداخل والخارج من خلال المعادلات المتضاربة داخلها وخارجها".

سئل: من تقصد بالذين يتمسكون بالحقائب؟

اجاب: "الكل متسمك لخلفيات واضحة جدا".

سئل: هل تعني أن جولة المحادثات بين العماد عون والرئيس المكلف سعد الحريري غير جدية؟

اجاب: "لا أستبعد ولادة حكومة، لكنني متؤكد أنها لن تكون حكومة نهح أو خيارات، بل حكومة الوقت الضائع الاقليمي والدولي الذي يتخبط في مواضيع شتى تبنتها معظم القوى السياسية الداخلية، كما أن هناك اصطفافا داخليا وخارجيا ايضا، ولا يمكن تقرير أي شيء دون أن نرى ما يحصل في الخارج، وأكبر دليل على أن رئيس مجلس النواب يتكلم على "س س"، ولا أنتقده على ذلك لأنه كان صريحا، أي أن لبنان عاجز والقوى الداخلية عاجزة عن صياغة أي تركيبة بمعزل عما سيحصل في الخارج".

سئل: هل تستثني أحدا ممن يتلقون التعليمات؟

أجاب: "لا نخصص أحدا، بل نتكلم على حالة الارتهان المؤسفة للخارج والتي وصلت الى حد غير مقبول وغير معقول".

سئل: هل نعاني مشكلة في النظام؟

اجاب: "نحن أمام مشكلة قوى سياسية قبل أن نكون في مشكلة نظام، ولا يمكن تحميل النظام او الصيغة المسؤولية عندما تكون القوى السياسية مرتهنة بهذا الشكل".

سئل: صرح العماد عون للتلفزيون السوري انه اذا لم تتشكل الحكومة خلال عشرة ايام فالابواب ستكون مفتوحة على أزمة سياسية؟

اجاب: "لا اعتقد ان احدا في لبنان يستطيع ان يهدد إلا نيابة عن غيره في الخارج، ولا احد يستطيع ان يطمئن الا نيابة عن غيره في الخارج".

ومن زوار بكركي أيضا المدير العام السابق للامن العام ريمون روفايل.

 

الرئيس سليمان التقى رئيس الحكومة الاسبانية وعقدا مؤتمرا صحافيا: شكرت الرئيس ثاباتيرو لوقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان وتمسكها بسيادته وطالبته بمزيد من الدعم في مواجهة تحديات واخطار ما زالت تهدد لبنان

ضرورة اتخاذ مبادرات جدية خلال الاشهر المقبلة للاسراع في السلام العادل والشامل

المبادرة العربية تحول دون توطين اللاجئين الفلسطينيين وتضمن حقهم في العودة

ثاباتيرو:اسبانيا تقف دائما الى جانب لبنان ومستعدة لدعمه في كل المجالات وتبذل كل ما يمكن للتوصل الى سلام حقيقي ينهي صراعا تعيشه المنطقة منذ عقود

توقيع مذكرتي تفاهم تتعلقان بآلية للمشاورات السياسية والتفاهم السياحي

فطور رسمي في رئاسة الحكومة الاسبانية ورئيس الجمهورية وقع سجلها الذهبي ووضع اكليلا على نصب الجندي المجهول في حضور رئيس الاركان الاسباني وضباط كبار

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تقدير لبنان للجهود الاسبانية والدعم الذي توفره مدريد للبنان، وطالبها ب"المزيد منه في مواجهة التحديات والاخطار التي ما زالت تهدد لبنان". وشدد على "ضرورة اتخاذ مبادرات جدية خلال الاشهر المقبلة، وضمن مهل زمنية محددة، للاسراع في عملية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي تحول دون أي شكل من اشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وضمان حقهم الطبيعي في العودة الى ارضهم وديارهم". واعلن انه "تم التوافق على متابعة بحث السبل الكفيلة تفعيل مسار برشلونة- الاتحاد من اجل المتوسط، وبخاصة بعدما تم اختيار برشلونة لتكون مقرا لهذا الاتحاد، كما تناولنا موضوع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد وتوليد الطاقة الكهربائية واعادة درس فتح الخطوط الجوية بين لبنان واسبانيا".

اما رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو فشدد، من جهته، على "دعم بلاده المتواصل والدائم للبنان من اجل إحراز استقراره وأمنه ووحدته الترابية، وأيضا في إطار السلام الذي ننشده لكل منطقة الشرق الأوسط". ولفت الى "التزام اسبانيا عملية السلام في الشرق الأوسط التي لا يمكنها أن تغفل مشكلة اللاجئين وخصوصا مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. كلام الرئيس سليمان ورئيس الحكومة الاسباني أتى خلال مؤتمر صحافي مشترك عقداه في سكرتارية الاتصالات في مقر رئاسة الحكومة الاسبانية.

وقائع الزيارة

وكان رئيس الجمهورية استهل اليوم الثالث من "زيارة الدولة" التي يقوم بها لاسبانيا بلقاء رئيس الحكومة الاسباني.

ووصل الرئيس سليمان الى قصر "مونكلوا" عند التاسعة صباحا (بتوقيت مدريد)، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء ثاباتيرو، وعقد اجتماع موسع ضمهما واعضاء الوفدين اللبناني والاسباني. وشدد الرئيس سليمان على "أهمية الدور الذي تؤديه اسبانيا على صعيد السلام في الشرق الاوسط"، مستذكرا، في هذا السياق، "استضافة العاصمة الاسبانية لمؤتمر السلام المتعدد الاطراف عام 1991 وشارك فيه لبنان وبات يعرف ب"مؤتمر مدريد" بحيث ارسى اسسا دقيقة للسلام العادل والشامل والدائم في المنطقة"، مقدرا "الجهود التي بذلتها وتبذلها اسبانيا في هذا السياق". بدوره، نوه ثاباتيرو ب"الدور الذي يؤديه لبنان في المنطقة"، مجددا "التزامه تمسك اسبانيا ببذل كل ما يمكن في سبيل التوصل الى سلام حقيقي ينهي الصراع الذي تعيشه المنطقة منذ عقود وعقود من الزمن". وكرر "وقوف اسبانيا الدائم الى جانب لبنان واستعدادها لدعمه في كل المجالات".

وشدد ثاباتيرو على ان "وجود الجنود الاسبان في لبنان والعالم تحت قيادة القوات الدولية، هو خير تعبير عن اندفاع اسبانيا نحو كل ما من شأنه ان يؤمن الاستقرار والطمأنينة لشعوب العالم". واقام رئيس الحكومة الاسباني فطورا رسميا، وقع بعده رئيس الجمهورية على السجل الذهبي لرئاسة الحكومة.

توقيع مذكرتي تفاهم

بعدها، انتقل الرئيس سليمان ورئيس الحكومة ثاباتيرو الى صالون مجاور حيث تم في حضورهما، توقيع مذكرتي تفاهم الاولى تتعلق بانشاء آلية للمشاورات السياسية بين حكومتي لبنان واسبانيا، وقعها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، وعن الجانب الاسباني وزير الدولة للشؤون الخارجية انخيل لاسادا. اما المذكرة الثانية فتتعلق بالتفاهم في المجال السياحي بين وزارتي السياحة في البلدين. ووقع عن الجانب اللبناني وزير السياحة ايلي ماروني، وعن الجانب الاسباني وزير الدولة للسياحة خوان ميسكيدا.

مؤتمر صحافي

اثر ذلك، انتقل الجميع الى سكرتارية الاتصالات التي جهزت لاستضافة مؤتمر صحافي مشترك استهله ثاباتيرو بالقول: "إن زيارتكم، فخامة الرئيس، لإسبانيا تشكل فرصة لتوطيد وتعزيز العلاقات الجيدة والكثيفة التي تربط بلدينا. اسبانيا، كما تعرفون، هي على الصعيد الثقافي والاجتماعي والتاريخي من أصول متوسطية، وبالتالي فإننا نتشاطر الرؤية الإستراتيجية لحوض البحر الأبيض المتوسط. ونغتنم هذه الفرصة للاعراب لكم عن دعمنا المتواصل والدائم للبنان من اجل إحراز استقراره وأمنه ووحدته الترابية، وأيضا في إطار السلام الذي ننشده لكل منطقة الشرق الأوسط. سيدي الرئيس، ان اسبانيا ملتزمة بشكل عميق السلام والتعاون. وكما تعرفون فخامتكم فإن هناك ألف جندي اسباني في جنوب لبنان سعيا منا الى تعزيز السلام، اضافة الى التعاون بين اسبانيا ولبنان الذي ترتفع وتيرته من اجل إعادة البناء ولا سيما المؤسسات والمساهمة في إنماء لبنان، والتعاون بين بلدينا يشمل مجالات عدة وخصوصا مجال السياحة والطاقة. وكما تعرفون، فإننا نراهن دائما على الاستقرار والأمن والوحدة الترابية للبنان، وأيضا نود أن تتشكل قريبا حكومتكم وذلك سيساعد على تعزيز هذه المفاهيم أي الأمن والاستقرار في داخل لبنان. سيدي الرئيس، أود أن أعرب وأجدد لكم التزام اسبانيا عملية السلام في الشرق الأوسط، وطبعا عملية السلام لا يمكنها أن تغفل مشكلة اللاجئين وخصوصا مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".

الرئيس سليمان

اما الرئيس سليمان فألقى الكلمة التالية:

"اجريت مع الرئيس خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو جولة محادثات معمقة ومفيدة تناولت مختلف المواضيع التي تهم البلدين على الصعيد الثنائي وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي. وقد شكرت الرئيس ثاباتيرو على وقوف اسبانيا الدائم الى جانب لبنان وتمسكها بسيادته واستقلاله واستقراره ووحدة اراضيه، لا سيما من خلال دعمها تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701، وطالبته بمزيد من الدعم في مواجهة التحديات والاخطار التي ما زالت تهدد لبنان. وقد اعربت، في هذا السياق، عن تقديرنا لمشاركة اسبانيا في قوات "اليونيفيل" وللتضحيات البشرية والمادية التي قدمتها في اطار مساهمتها في عمليات حفظ السلام، ومساعدتها لبنان في مواجهة تداعيات عدوان تموز 2006، مؤكدا الحاجة المشتركة الى محاربة الارهاب".

وتابع: "في ختام المحادثات، تم توقيع مذكرة تفاهم لتشجيع السياحة بين لبنان واسبانيا، مع تأكيد ضرورة تفعيل مجمل الاتفاقات المعقودة سابقا بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما. كما تم التوقيع مذكرة تفاهم لانشاء آلية للتشاور السياسي بين لبنان واسبانيا. وقد اصبح مثل هذا التشاور اكثر الحاحا بعد انتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة لمجلس الامن الدولي للسنتين المقبلتين، وقرب ترؤس اسبانيا للاتحاد الاوروبي اعتبارا من الاول من كانون الثاني 2010.

وتم التوافق على متابعة بحث السبل الكفيلة تفعيل مسار برشلونة - الاتحاد من اجل المتوسط، وبخاصة بعدما تم اختيار برشلونة لتكون مقرا لهذا الاتحاد. وتناولنا موضوع التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد وتوليد الطاقة الكهربائية واعادة درس فتح الخطوط الجوية بين لبنان واسبانيا. وجرى بحث في تداعيات الازمة المالية العالمية على الاقتصاد العالمي وضرورة استمرار المساعي لتعزيز اطر التشاور والتضامن بين الدول لتخطي الازمة والعودة الى مسار التقدم والنمو".

واضاف: " تم تأكيد ضرورة اتخاذ مبادرات جدية خلال الاشهر المقبلة، وضمن مهل زمنية محددة، للاسراع في عملية السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط، استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي تحول دون اي شكل من اشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وضمان حقهم الطبيعي في العودة الى ارضهم وديارهم. وقد نوهنا بمشروع تحالف الحضارات الذي بادرت اسبانيا الى اطلاقه العام الماضي في مدريد، برعاية جلالة الملك خوان كارلوس، والذي يحاكي دعوتي في الامم المتحدة كي يصبح لبنان مركزا دوليا معترفا به لحوار الديانات والحضارات والثقافات.

وشددنا على اهمية العلاقات الثقافية والانسانية المتجذرة في التاريخ بين البلدين والشعبين اللبناني والاسباني، والتزامهما تقاليد وقيما مشتركة، لا سيما في مجال المحافظة على الديموقراطية وحماية حقوق الانسان، ومنها حرية الرأي والمعتقد".

وختم: "شكرت الرئيس ثاباتيرو على الحفاوة التي خصتنا بها اسبانيا، وخصوصا ملكها ورئيس حكومتها وكبار المسؤولين فيها، متمنيا لاسبانيا وشعبها الصديق، بعد ايام من الاحتفال بالعيد الوطني، دوام العزة والسؤدد والهناء. واغتنمت هذه المناسبة لاوجه الى الرئيس ثاباتيرو دعوة للقيام بزيارة رسمية للبنان في أقرب فرصة".

حوار مع الصحافيين

ثم فتح المجال امام الصحافيين لطرح الاسئلة، فسئل الرئيس سليمان:

كانت هناك مبادرة من قبل رئيس الحكومة الاسبانية لجهة عقد مؤتمر على مستوى الدول المتوسطية لدفع عملية السلام، فما هو موقفكم؟

اجاب الرئيس سليمان: "نحن دائما على استعداد للاشتراك بأي مؤتمر يتناول السلام العادل والشامل وكل القضايا المطروحة على اساس مرجعية مدريد للسلام وعلى اساس المبادرة العربية للسلام. وان هذا الطرح تتم مناقشته بيننا وبين الاطراف العربية والسلطات الاسبانية والاتحاد من اجل المتوسط لاتخاذ القرار المناسب عندما تنضج الظروف لذلك.

ثم سئل الرئيس ثاباتيرو: في ظل مراوحة الجهود الاميركية لاحياء السلام في الشرق الاوسط، هل ستطرحون خطة اوروبية خلال ترؤسكم للاتحاد الاوروبي اكثر فاعلية للوصول الى السلام المنشود في وقت قريب؟ وفي انتظار ذلك، كيف ستتعاملون في حال توليتم قيادة "اليونيفيل" مع الخروق الاسرائيلية المتكررة للقرار 1701؟

اجاب الرئيس ثاباتيرو: "كما سبق ان اشرت في زيارتي الاخيرة للشرق الاوسط، نحن نبذل قصارى جهدنا من اجل تفعيل عملية السلام في المنطقة، لانها تعني ايضا السلام في كل العالم. وبما ان اسبانيا ستتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي، سنعمل بشكل كثيف من اجل تحقيق ذلك على محورين: الاول تقديم كل الدعم للادارة الاميركية الجديدة وعلى رأسها الرئيس اوباما بحيث اننا لمسنا ارادة جدية فعلا لتفعيل عملية السلام. ثانيا في ما يتعلق بالمحور المتوسطي بحيث اننا سنقوم بجهود جدية من اجل عودة اللقاء بين مختلف الاطراف. ان اسبانيا والاتحاد الاوروبي يدعمان كل القرارات المنبثقة من الامم المتحدة وليس فقط قرارا واحدا ووجوب تطبيقها، وسنواصل جهودنا في هذا المنحى لنضع حدا لكل هذا النزاع الاقليمي الذي نجم عنه الكثير من الاحزان والآلام والضحايا.

نصب الجندي المجهول

ومن مقر رئاسة الحكومة الاسبانية، توجه الرئيس سليمان الى نصب الجندي المجهول في ساحة "ليالتاد" والتي تعني "الولاء للوطن" وسط العاصمة. وكان في استقباله رئيس الاركان في الجيش الاسباني الجنرال خوليو رودريغيز وعدد من كبار الضباط.

وبعد عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والاسباني، وضع الرئيس سليمان على النصب اكليلا من الزهر، فيما عزفت الموسيقى لحن الموتى، واطلق عدد من عناصر الجيش اعيرة نارية من بنادقهم في الهواء، في تقليد متبع لمثل هذه المناسبة. وفي نهاية المراسم، غادر رئيس الجمهورية ساحة "ليالتاد" الى مقر الاقامة.

 

رئيس بلدية رميش يوضح ما تناقلته وسائل الاعلام عن دهم شبان لمخفر درك 

٢٠ تشرين الاول ٢٠٠٩ /وكالات/أصدر رئيس بلدية رميش الياس عساف بيانا، جاء فيه: "توضيحا لما تناقلته بعض وسائل الاعلام المرئية، والمسموعة، مساء يوم الجمعة 16/10/2009، ما مفاده بأن أربعة شبان من بلدة رميش دهموا مخفر درك رميش، واعتقلتهم قوى الامن بمؤازرة من الجيش، يهمنا أن نوضح الآتي: "ان رميش تحترم وتجل القوى الامنية، فانه لم ولن يصدر عن احد منها مثل هذه الاعمال التي ذكرت، بل كل ما جرى انه حصل تلاسن بين بعض شبان كانوا يتجمهرون في ساحة البلدة، مع دورية لقوى الامن مؤلفة من عنصرين، جرى خلالها إعتقال لاربعة من الشبان وسوقهم الى المخفر، ما استدعى من رفاقهم الباقين اللحاق بهم الى المخفر الواقع ضمن حي سكني، وهنالك حصل سوء تقدير من احد عناصر المخفر من الذين كانوا في الدورية، وأخذ يطلق النار في الشقة عشوائيا، ومن بعدها حضر آمر الفصيلة، وأجرى تحقيقا وأخلى سبيل الشبان الاربعة العزل وهذا ما حصل".

انفجار" الحرس الثوري"

الإثنين 19 أكتوبر/الحياة اللندنية

 داود الشريان

اذا صحت تهم التحريض على الإرهاب الذي استهدف قيادات «الحرس الثوري» الإيراني، والتي وجهتها طهران الى بعض الدول، فربما اصبح حادث محافظة سيستان في بلوشستان منعطفاً مهماً في تاريخ الإرهاب، وبداية لتبديد غموضه، وصولاً الى وقفه. لكن المتأمل لتصريحات المسؤولين الإيرانيين يستشف أن الاتهامات الإيرانية لأميركا وبريطانيا وباكستان، كانت محاولة لمداراة البعد الداخلي للهجوم الانتحاري الذي استهدف قادة «الحرس». لا شك في ان كثرة التصريحات، وتعدد المتهمين والدوافع زادا غموض الحادث الإرهابي المتوحش. لكن استعراض دور «الحرس الثوري» في حياة الإيرانيين ربما يضيء شمعة وسط العتمة التي خلفها الانفجار المفزع، فالحرس اختصر الدولة ودور الأمن والجيش، وهيمن على مفاصل الحياة العامة، وتدخل في قضايا عقود الإنشاءات والمشاريع، وسيطر على الحدود، والسوق السوداء، وقضايا التهريب، وله دور في البرنامجين النووي والصاروخي، ويدعم المقاتلين في العراق ولبنان وأفغانستان، ويدير «قوة القدس» التي تصنف كمنظمة إرهابية، ناهيك عن ان بعض قياداته الذي قتل في الحادث له سمعة غير حسنة في التعامل مع سكان بلوشستان التي شهدت الحادث. البيان الصادر عن القوات المسلحة الإيرانية حاول ارضاء البلوش، وأوكل اليهم مهمة «تطهير المنطقة من الإرهابيين والمجرمين»، فضلاً عن ان تصريحات اخرى أشارت الى أن الانفجار «استهدف التعايش المذهبي في المحافظة، وبث الخلاف بين الشيعة والسنّة»، وبعض المسؤولين تحدث عن «أعداء الثورة، والعاملين على زعزعة أمنها». بالتالي، يمكن القول إن الحادث الإرهابي تعبير عن وضع إيراني محتقن، تداخلت فيه قضايا الفساد والنفوذ والمذهبية، وإن شئت فهو نتيجة لتجاوزات «الحرس الثوري» في بلوشستان وأفغانستان، وتعديه على مصالح وحقوق آخرين سهّلوا الحادث، وغضوا الطرف عن منفذيه. اتهام طهران المباشر لكل من واشنطن ولندن ليس جديداً، وهو جزء من الخطاب الإعلامي الإيراني، وفي هذا الحادث استثمر لتعطيل، أو تحقيق مكاسب في المحادثات بين طهران والدول الكبرى حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. اما اقتران الاتهام بالثأر فهو حديث غير جدي، رغم أن بعض العرب أبدى قلقه على جنوب لبنان، فهذا مستبعد، لأن إيران اليوم مشغولة بنفسها، وربما دفعها الحادث الى معاودة النظر في سياستها الإقليمية.

 

عندما ينقلب السحر على الساحر في إيران 

الثلائاء 20 أكتوبر

 السياسة الكويتية / أحمد الجارالله

أخيراً شرب نظام طهران من الكأس ذاتها التي كان لسنوات طويلة يسقيها لشعوب عدد من الدول, وبدأت أعماله الشريرة ترتد عليه, فالتفجير الأخير الذي حصد مجموعة من قادة الحرس الثوري في مدينة بيشين كان من النوع نفسه الذي مارسه هذا الحرس في غير مكان من العالم.

المراقب للوضع الإيراني لا يستغرب كثيراً ان تكون الحلول دموية وبهذه البشاعة, فالنظام الحالي قام على جماجم عدد كبير من أبنائه, ولاتزال أحداث السنوات الأولى للانقلاب على الشاه ماثلة في أذهان الجميع حين عمت موجة التفجيرات إيران من شمالها إلى جنوبها بينما كانت »السافام« تنشط في أكثر من مكان من العالم, بدءاً من لبنان الذي جعلت من بعض مناطقه أقبية للرهائن الغربيين الذين خطفوا في بيروت في الثمانينات من القرن الماضي, أو الأعمال التخريبية التي نفذتها الخلايا الإيرانية في عدد من العواصم العربية والأجنبية.

ألم يدر في خلد قادة التفخيخ والتخريب الإيرانيين, حين لجأوا إلى أسلوب إرهاب الدولة في التعاطي مع كثير من دول الجوار والعالم, ان السحر لابد أن يرتد يوماً على الساحر? ربما تكون العنجهية الإمبراطورية قد أعمت البصيرة السياسية للنظام الذي يعتقد قادته أنهم يستطيعون إخضاع الناس بالقوة, رغم أنهم لا يستطيعون حسم امر انتخاباتهم الاخيرة التي لا تزال نارها تعس تحت رماد الصراع على السلطة ولذلك كان الحديد والنار اسلوبهم في التعاطي مع هذه القضية, وفي محاولة لاخفاء عورتهم الدموية كعادة كل أنظمة القمع والارهاب يلجأون الى الاتهامات الجاهزة المعلبة فيلقون بالمسؤولية على هذه الدولة وتلك بناء على نظرية المؤامرة الممجوجة.

غالبا ما يعتقد قصير النظر ان ما يفكر فيه او يفعله لن يقدم عليه غيره ولهذا ربما يتناسى قادة الارهاب في ايران عن عمد ان محاولاتهم البائسة لما يسمونه »تصدير الثورة« باتت مكشوفة للجميع ولقد خبرها العالم اجمع عبر اثارتهم القلاقل في المغرب ومصر وصولا الى اعماق افريقيا, وطوال العقود الثلاثة الماضية كانوا يحاولون جعل العالم العربي حديقة خلفية لصراعاتها مع العالم فيفتعلون المشكلات والحروب, ففي الوقت الذي تجهد طهران الى فرض امر واقع التقسيم في لبنان عبر جعل »حزب الله« دولة خارجة عن الدولة اللبنانية ها هي في اليمن تشعل حربا اهلية عبثية لا طائل منها الا التخريب والتقتيل بين ابناء الوطن الواحد, وفي فلسطين جعلت من »حماس« حصان طروادة لتقويض القضية الفلسطينية فيما كانت وفود ايرانية تجتمع سراً الى وفود اسرائيلية في اماكن عدة من العالم, وآخرها الاجتماع الذي عقد في القاهرة بشأن الملف النووي الايراني, بينما تتاجر بكل صفاقة بشعار تحرير فلسطين, و في كل ذلك يبقى العراق حالة خاصة لما فيه من تدخل ارهابي وسياسي ايراني فج في كل صغيرة وكبيرة في هذا البلد الذي أثخنته جراح الحرب الى درجة اضمحلال الدولة.

لم تعد تجارة الدم التي تمارسها طهران تقنع أحداً لقد انكشفت كل أدواتها ممن جعلوا من أنفسهم أدوات طيعة ومأجورة لنظام شرير, ورغم ذلك بما تمارسه من تخريب في العالم فها هي توظف خلاياها من غير الإيرانيين في عدد من دول أميركا اللاتينية في عمليات تبييض الأموال الناتجة من الأعمال القذرة التي تمارسها استخباراتها في تهريب المخدرات التي تشرف على بعض مزارعها في أفغانستان حيث تتحالف مع تنظيم »القاعدة« و»طالبان« في محور من أخطر محاور الإرهاب.

إذا كان نظام الملالي في إيران يريد أن يحكم بالإسلام الصحيح لماذا لم يوظف الثروات التي أهدرها على الإرهاب وتخريب الدول وقتل الأبرياء في استثمارات مشتركة مع تلك الدول أليست التنمية من الإسلام الصحيح? لكن من الواضح ان كل الشعارات التي يستتر خلفها هذا النظام ليست إلا لذر الرماد في العيون, وها هو الآن يدفع ثمن إرهابه من الفعل نفسه, لأن العقاب من جنس العمل.

لوفيغارو: تجنيد عملاء في لبنان بعد الحرب خطأ إسرائيلي

الثلائاء 20 أكتوبر/وكالات

قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن شركات فرنسية، سلمت قوى الأمن الداخلي في لبنان معدات حساسة بعلم الحكومة الفرنسية، في نفس الوقت الذي كان الجهاز المذكور يتلقى دعما مماثلا من وكالة المخابرات الأميركية (CIA) وذلك بهدف الكشف عن الأشخاص الذين نفذوا اغتيال الرئيس الحريري. باريس: أضافت الصحيفة الفرنسية، أن "إسرائيل" أعربت لفرنسا عن استيائها من تسليم باريس لبيروت معدات لمكافحة التجسس عالية التقنية ساهمت في الكشف عن شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان. وحسب "لوفيغارو" فإن هذه المسألة يمكن أن تشكل حرجا لـ"إسرائيل" عند صدور قرار من المحكمة الدولية في اغتيال الحريري. "لوفيغارو" أضافت أن البحث تحول من الهدف الأساس الذي سلمت من أجله المعدات وهو مراقبة السوريين وغيرهم.. إلى مكان آخر حيث استخدمت هذه الأجهزة في الكشف عن شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان. في الموضوع أشارت "لوفيغارو" إلى أن "إسرائيل" بعد فشلها في حرب عام 2006 ارتكبت خطأ فادحا عبر استعجالها في تجنيد الكثير من العملاء في لبنان ما أثار انتباه حزب الله الذي سارع إلى مواجهة هذا العمل عبر فريق متخصص وبخبرات عالية قالت "لو فيغارو" أنها روسية

 

حرب إستخبارات صامتة مع إسرائيل في جنوب لبنان

شبكة إتصالات حزب الله.. هكذا نشأت وتوسعت 

الثلائاء 20 أكتوبر

 علي حلاوي

ايلاف/ تتقاطع مختلف المعطيات الامنية والاستخبارية سواء كانت بحوزة الجيش اللبناني أم القوة الدولية اليونيفيل وايضاً حزب الله عند نقطة مشتركة، هي ان إقدام اسرائيل بتفجير جهازي الرصد والتجسس عن بعد من داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد زرعهما في وادي العنق بين بلدتي حولا وميس الجبل ليس سوى استمرار لحرب استخبارتية تدور بين اسرائيل والحزب، عنوانها شبكة الاتصالات الخاصة اقامها الحزب وتمر في كل قرية ومدينة وواد في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعض قرى البقاع الغربي وبعلبك الهرمل.

لطالما اعتبرت قيادة "المقاومة الاسلامية" وعلى رأسها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان المس بهذه الشبكة خط احمر. واكثر من ذلك اضاف السيد نصرالله في خضم الازمة السياسية والتجاذب الذي نشأ في لبنان وطال بعد حرب تموز/ يوليو 2006 إن هذه الشبكة بدورها واماكن انتشارها هي من الاسلحة المشروعة للمقاومة، فهي التي تحمي كوادرها وتؤمن وسيلة اتصالات سلكية مضمونة ومكفولة ضد وسائل التنصت والتجسس، بعيداً عن الاتصالات اللاسلكية والخلوية المراقبة بدقة من الاسرائيليين والاميركيين. وذهب "حزب الله" بعيداً في ملف شبكته، فلم يتردد لحظة في القيام بـ " انتفاضة 7 ايار/ مايو 2008" بعد اتخاذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قرارين شهيرين كان من ضمنهما اعتبار شبكة اتصالات "حزب الله" غير شرعية واعطت الاوامر للبدء بتفكيكها وخاصة في المناطق البعيدة عن الجنوب، والتي لا يمكن للحزب تبرير تمرير كابلاته فيها.

كيف اتخذ "حزب الله" قراره بتمديد هذه الشبكة؟ من عاونه؟ وكيف توسعت من الجنوب لتشمل اكثر من نصف الاراضي اللبنانية؟

بعد تحرير الجنوب عام 2000 وضع "حزب الله" دراسة مستفيضة عن طريقة انشاء شبكة اتصالات خاصة به بمعزل عن الشبكة الرسمية وشبكة الخلوي المعرضة للتنصت، ولكنه لم يتحمس للتنفيذ بادئ الامر بسبب تحكم حليفه الاستراتيجي النظام السوري في هذا القطاع وحرصه على عدم المساس بأمن المقاومة وقادتها، على رغم بعض الخروق المعروفة. ولكن بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في نيسان/ أبريل 2005 والتغيرات السياسية المتلاحقة التي شهدها لبنان ومن ابرزها حدوث "ثورة الارز" وصدور القرار 1559 اعاد "حزب الله" فتح ملفه القديم عن الشبكة واستحصل في خريف 2005 على مرسوم جمهوري بشأنها من الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود من دون الرجوع الى الحكومة اللبنانية، وصدرت التعليمات بوجوب مباشرة انشاء شبكة اتصالات، تهدف بحسب مصادر "حزب الله" الى "حماية قادة المقاومة من الهجمات والاغتيالات، وكذلك تأمين خط اتصال بين كوادر المقاومة وعناصرها".

بهذه الاسباب مجتمعة انطلقت آليات الحزب المستأجرة من بعض المتعهدين اللبنانيين في العمل، وبوشرت اعمال الحفر والتوصيل في قرى محافظتي الجنوب والنبطية، بإشراف الحزب وموافقة اتحاد بلديات الشقيف والزهراني والقائمقين والمسؤولين الإداريين المعنيين، واتسم العمل بالسرية التامة والكثير من اعمال التمويه، وكان الستار أو الذريعة تارة تمديد شبكة للانترنت كما حصل في مدينة النبطية، وطوراً اعادة تأهيل شبكات الهاتف.

وفي مقابل عمليات الحفر والتوصيل في قرى قضاءي النبطية والزهراني، كانت هناك ورش مختلفة للعمل في قضاءي صور وبنت جبيل اضافة الى البقاع الغربي وبعلبك. وفي شباط/ فبراير 2006 اكتملت الشبكات الرئيسية في معظم المناطق الجنوبية والبقاع وبعلبك، وتم وصل شمال الليطاني بجنوبه، وبذلك تأمن للحزب خط اتصال ساخن يمتد من بعلبك- الهرمل مروراً بقرى البقاع الغربي، وصولاً الى اقضية النبطية وصور حتى الناقورة وعيتا الشعب. وأدت هذه الشبكة دوراً بارزاً خلال حرب تموز 2006 ، إذ أحسن الحزب الإفادة منها. واشارت بعض المعلومات الى ان السيد نصرالله كان يتابع سير العمليات العسكرية في بنت جبيل ومارون الراس عبر هذه الشبكة الارضية.

بعد الحرب مباشرة جاءت المرحلة الثانية من إنشاء الشبكة واعادة تأهيلها من جراء الاضرار الجسيمة التي اصابتها. ورأى "حزب الله" في مشروع "الهيئة الايرانية لإعادة اعمار لبنان" التي تعهدت بتأهيل الخط الدولي الممتد من مدينة النبطية حتى بنت جبيل اضافة الى تأهيل 572 طريقاً فرعياً في الجنوب- ومع الهيئة وبالتعاون معها شركات معمار، وحطاب، نعمة حيدر والصفاوي- عاملاً مساعداً لتوسيع الشبكة وتمديدها. فبموازاة عمل "الهيئة الإيرانية" في الحفر على طول الخط الرئيسي والطرق الفرعية، كان التنسيق تاما وكاملا مع "الهيئة" المذكورة، والورش تنشط تحت انظارها وباشراف "مؤسسة جهاد البناء" التابعة للحزب. وفي ربيع وصيف 2007 امتدت اعمال الحفريات الى داخل العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية. وشهد شهرا تموز وآب/ يوليو وأغسطس في العام نفسه اضخم اعمال الحفر بموازاة عمل مشروع "وعد" لاعادة اعمار الضاحية، وامتد العمل بالشبكة الى القرى الشيعية في قضاء جبيل في محاولة لربطها مع الضاحية في خلال كابل اتصالات سري. وجاء اتفاق الدوحة في ايار/ مايو 2008 ليعطي طابعاً شرعياً للبنانياً لهذه الشبكة، أقله من خلال الإعتراف بأمر واقع ممنوع المس به، الامر الذي اعاد بوصلة الصراع والمواجهة الامنية والاستخبارتية بين "حزب الله" واسرائيل على قاعدة إن " من يخترق الآخر يكسب المعركة".

 

 في حال تعذّر تشكيل حكومة وحدة وطنية بفعل استمرار العراقيل لبنان يواجه ثلاثة خيارات للخروج من الأزمة

النهار/اميل خوري     

توقفت أوساط سياسية عند قول الوزير السابق وئام وهاب انه اذ لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون عشرة ايام "فان البلاد تصبح امام ازمة سياسية مفتوحة"، علما ان هذه الاوساط ما كانت لتتوقف عند هذا الكلام لو لم يثبت الوزير السابق انه يملك "كلمة السر" السورية. فهو اول من قال ان لا حكومة وحدة وطنية قبل تشرين وذلك منذ اليوم الاول لتكليف النائب سعد الحريري فيما كان الرئيس نبيه بري يتوقع تشكيلها خلال ايام.

لذلك ينبغي اخذ ما يقوله وئام وهاب على محمل الجد والتحسب له. فاذا كانت سوريا صادقة وجدية حيال تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري، فان العراقيل التي تواجه تشكيلها تزول بسرعة، اما اذا كانت تقول شيئا وتفعل شيئا آخر وهي بارعة في ذلك، فان حكومة وحدة وطنية اذا تم التوصل الى تشكيلها وبرئاسة الحريري تبقى معرضة للمتاعب. فرغم انه كان مطلوبا من الحريري زيارة دمشق بعد التكليف وليس بعد التأليف ولم يوافق، تجاوزت سوريا ذلك كي تحافظ على مكاسب الانفتاح العربي والدولي عليها وهو الاهم في الوقت الحاضر، ولانها تبقى تاليا ممسكة بخيوط الازمة وقادرة على تعريض حكومة الحريري للاستقالة ساعة تشاء، وساعة ترى ان اداءها غير مقبول وان قرارات قد تتخذها ليست في مصلحة سوريا ومصلحة علاقاتها بلبنان، اذ انها تستطيع في هذه الحالة ان توعز للثلث المعطل بمنع اتخاذ هذه القرارات واذا لم يكن هذا الثلث متوافرا، لسبب من الاسباب، تستطيع سوريا ان توعز الى عدد من الوزراء بالاستقالة فتفقد الحكومة عندئذ مسوغ استمرارها لانها تصبح غير ميثاقية وغير شرعية فتضطر الى الاستقالة برمتها.

لذلك تحاول سوريا تأمين اكبر حصة لحلفائها في قوى 8 آذار في حكومة الوحدة الوطنية سواء بالنسبة الى عدد الوزراء أو بالنسبة الى نوعية الحقائب. فاذا نجحت في الحصول عليها تصبح قادرة على التحكم في القرارات داخل مجلس الوزراء، وتجعل الاكثرية الوزارية لقوى 14 آذار فاقدة الفاعلية والتأثير، واذا لم تنجح في ذلك فانها تأكيدا لرغبتها امام الرأي العام العربي والدولي تستمر في تسهيل تشكيل الحكومة والمساعدة على ازالة العراقيل من طريق تشكيلها، لانها تبقى ضامنة استقالة العدد الكافي من الوزراء الذين يجعلون الحكومة باستقالتهم غير شرعية وغير ميثاقية فتواجه عندئذ ما واجهته حكومة الرئيس السنيورة عندما استقال منها الوزراء الشيعة واقفلت في وجهها ابواب مجلس النواب ورفض قلم المجلس تسلم اي مشروع يصدر عنها مما جعل اكثر من 75 مشروعا في وضع استثنائي يجري البحث الآن عن حل قانوني لها.

اما اذا لم يتم التوصل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لتعذر ازالة ما تبقى من عراقيل في طريقها، فان قوى 8 آذار والمتحالفين معها تعلن استعدادها لتشكيل حكومة بدعم من سوريا، وتكون حكومة ممثلة لكل المذاهب والمناطق وتواجه البلاد ثلاثة خيارات للخروج من الازمة السياسية المفتوحة التي حذر منها الوزير السابق وئام وهاب وهي الآتية:

الخيار الاول: تشكيل حكومة برئاسة نجيب ميقاتي او محمد الصفدي، وتكون حكومة وحدة وطنية للاقلية فيها الحصة التي يكون الرئيس المكلف سعد الحريري رفضها، ويعتمد احد المرشحين لتشكيلها ولتأمين الاكثرية النيابية على نواب كتلة جنبلاط وعلى عدد من النواب المستقلين ضمن الاكثرية فتصبح الاكثرية الجديدة خليطا من الاقلية والاكثرية الحالية الممثلة لكل المذاهب والمناطق، ولا خوف كما في الاكثرية الحالية من رفض مشاركة التحالف الشيعي فيها اذا لم يحصل هذا التحالف مع حلفائه على ما يريد.

الخيار الثاني: تشكيل حكومة من خارج مجلس النواب برئاسة الرئيس سليم الحص او رئيس غرفة التجارة والصناعة عدنان القصار او اي شخصية سنية مستقلة مقبولة من كل الاطراف، يصير اتفاق على تحديد مهمتها مثل الاشراف على الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية يعتمد نظام النسبية، ووضع مشروع اللامركزية الادارية الواسعة لتطبيقه في اقرب وقت وتشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية وفق ما نص عليه اتفاق الطائف، واقرار المشاريع التي من شأنها ان تنهض اقتصاديا وماليا وانمائيا بالبلاد وتجذب الرساميل لخلق فرص عمل جديدة، والتوصل الى ما يؤدي لاطفاء الدين العام. وقد يكون هذا الخيار الاقرب الى الاخذ به اذا ظل تشكيل حكومة وحدة وطنية متعثرا بسبب الخلاف بين الاكثرية والاقلية على الحصص والحقائب.

الخيار الثالث وهو الاخطر، ان تؤدي الازمة السياسية المفتوحة الى نهاية الجمهورية الثانية ووضع اسس لقيام الجمهورية الثالثة التي نادى بها العماد ميشال عون وجعلها شعارا له في انتخابات 7 حزيران الماضي. وقيام هذه الجمهورية يتطلب وضع دستور جديد لها ونظام سياسي جديد واعادة توزيع للصلاحيات بين السلطات وتحديدا بين رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس ورئاسة الحكومة. ولا شك ان التوصل الى اتفاق على كل ذلك دونه عقبات لا بل جروح قد تفتح ودماء قد تهدر، وهو ما حذر منه الرئيس حسين الحسيني وهو "ابو الطائف" بقوله في حديث له: "لست من عباد الطائف ولكن الجرح اللبناني فتح عام 1958 واقفل على زغل، ثم تكونت ارادة لبنانية وعربية ودولية لاقفال الجرح على اصلاحات سياسية معينة في اتفاق الطائف الذي لم يأخذ من طائفة واعطى لاخرى بل اعطى لبنان". واضاف: "سهل التفكير بتعديل الطائف، ولكن من من المتحدثين عن ذلك سأل إذا فتحنا الجرح فأي ارادة ستعيد اقفاله، وعن اي تعديل يتحدثون وكل منهم يطلب تعديل ما يناسبه". وتمنى على من عارض الطائف لو انه طرح ولو جملة واحدة مفيدة بديلا منه، وختم: "لست قلقا على الطائف الذي هو مشروع دخول الى الدولة المدنية اذ لا بد ان يأتي يوم يطبق فيه وتقوم الدولة المدنية ومؤسساتها". فهل نحن فعلا امام ازمة سياسية مفتوحة على هذه الاحتمالات وغيرها اذا لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري؟!

 

ما نفع الحكومات والمؤسسات ؟

النهار/علي حماده     

كل الاشارات التي يرسلها الاطراف المعنيون بتشكيل الحكومة تفيد بأن الحكومة قد تكون صارت على الابواب. هذا في الشكل. لكن الاشارات وهي عبارة عن تسريبات وتصريحات  ومناخات لا تعكس بالضرورة حقيقة الامر، كما انها لا تلغي احتمالات ان يكون ما في الامر تجميع الاوراق يمارسه كل طرف في سبيل التحضير لمرحلة التصعيد المقبلة.

في مكان آخر تراجعت الآمال في نتائج ايجابية تولدها القمة السعودية – السورية على المستوى الحكومي اللبناني. فلا سوريا تحركت في سبيل اعادة حلفائها الى طريق تسهيل ولادة الحكومة، ولا يبدو ان القرار الايراني المعروف والقاضي بتعليق الوضع اللبناني ريثما تنتهي طهران من مرحلة تقييم مسارها التفاوضي مع المجتمع الدولي في شأن برنامجها النووي تبدل. وقد لا يتم الامر قبل عشرة ايام الى اسبوعين على الاقل بعد تفتيش منشأة قم النووية من مفتشي وكالة الطاقة الدولية، ثم بعد ان تقدم الوكالة اقتراحاً عملياً قابلاً للتطبيق لتخصيب اليورانيوم الايراني خارج ايران وفق ما عرضت طهران في نيويورك الشهر الماضي. وقد يكون موقف "حزب الله" من تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري عاكسا لحقيقة النقطة التي تقف عندها طهران اقليميا. فعرقلة تشكيل الحكومة كما يعرف الرئيس سعد الحريري تمام المعرفة تعود الى "حزب الله" وليس الى العماد ميشال عون الذي يؤدي دور الواجهة. فالعمود الفقري لفريق 8 آذار هو الحزب اما "التيار الوطني الحر" فيؤدي دور "البارافان" في هذه اللعبة. وللعبة المشار اليها ايجابية انها تخفف وطأة التوتر السني - الشيعي المباشر. فكون عون هو الواجهة التي يوكل إليها وضع العصي في دواليب القيادة السنية في لبنان، فإن القيادة الشيعية (حزب الله) تنأى بنفسها عن صدام مباشر يمكن ان يصل بسرعة الى الشارع الاسلامي المحتقن. وربما اسهم موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لعب دور "عادم الصدمات" بتموضعه عمليا في منزلة اقرب الى منزلة "حزب الله" منها الى منزلة 14 آذار والرئيس الحريري. لكن كل هذا لا يسمن ولا يغني الحريري الذي يجد نفسه محاصراً بين 8 آذار التي تتوزع الادوار في عرقلة تشكيل الحكومة، وجسم 14 آذار المنهك لأكثر من سبب ذاتي وموضوعي،  اللهم إلا إذا صحّت معلومات يتم تداولها من ان الحريري قد يقدم على تنازل تكتيكي (وهو عمليا استراتيجي) من اجل ان يقطع الطريق على قرار منع ولادة الحكومة وتالياً منعه هو من ان يكون رئيسا لحكومة لبنان، فيلبي مطالب 8 آذار، لتولد الحكومة على ان يقاوم من الداخل بدل ان يستمر في مسلسل الاستنزاف في التأليف. نقطة الضعف الاساسية التي يواجهها الرئيس الحريري اضافة الى انتهاء "الحلف المقدس" في السراء والضراء مع النائب وليد جنبلاط، تكمن في ضعف رئيس الجمهورية العضوي كناظم للعبة السياسية الداخلية، وفي قبوله بلعب دور يكاد يوازي دور الرئيس الراحل الياس سركيس في منتصف السبعينات من القرن الماضي او يقل عنه. وهذا بالضبط ما يؤثر في شكل او في آخر على موقف الجيش وإدائه في ضبط الامن في البلاد، بحيث يكاد يصير شيخ صلح : في احسن الاحوال يقصر هيبته على مناطق مدنية عزلاء من السلاح تحترم القانون، وفي أسوأ الأحوال لا يرى ولا يسمع ولا يحضر في مناطق سيطرة "الدويلة". في النهاية، رب سائل: ما نفع الحكومات والمؤسسات إذا كانت النتيجة ضمور الدولة وتورم الدويلة بكل متاعها ؟

باريس

 

معطيات ديبلوماسية تقلِّص احتمالات المواجهة في الجنوب

هامش تحرّك السلاح أضيق من مزاعم اسرائيل

روزانا بومنصف/النهار

تستأثر الحوادث الاخيرة خلال مدة لا تتعدى الاسبوع بين ما حصل في طيرفلسيه في 12 من الشهر الجاري وفي حولا في 17 و18 منه باهتمام البعثات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان من حيث استطلاعها تفاصيل ما حصل، ابعد مما تقول به البيانات الرسمية للجيش اللبناني أو تلك الصادرة عن "حزب الله" وعن اسرائيل ايضا، ثم مترتبات هذه الحوادث وابعادها. وتتجاوز هذه التطورات في رأي البعثات الاهتمام بتأليف الحكومة الذي تراجع الى حد بعيد في ضوء المراوحة التي يشهدها من دون تجاهل متابعته في الوقت نفسه. وعلى رغم انتظار غالبية هذه البعثات التحقيقات التي تجريها القوة الدولية في الجنوب، فقد لاحظت حرص كل من القوة الدولية والجيش اللبناني على تنسيق مواقفهما بحيث لا تتكرر تجربة الانفجار في خربة سلم في 14 تموز الماضي من حيث تناقض الوقائع بين الجانبين والتقارير التي رفعت عن الحادث، على رغم عدم اغفال ثغرة يراها هؤلاء في كون "اليونيفيل" تساعد الجيش وليس العكس. وقد تبين للمتابعين في هذه البعثات ان ما قيل عن انفجار حصل في طيرفلسيه لا يمكن اعتباره انفجاراً على غير ما كان عليه الوضع في خربة سلم، وهؤلاء ابدوا اهتماما بالشريط الذي حرصت على بثه اسرائيل في المحطات العالمية لتزعم ان "حزب الله" ينقل صواريخ من طيرفلسيه الى قرى اخرى في الجنوب، في اشارة لا تخفى على هذه البعثات حول نية اسرائيل ابراز وجود سلاح "حزب الله" في المنطقة المنزوعة السلاح في الجنوب، وان الحزب هو نفسه الذي سيكون جزءا من الحكومة اللبنانية التي هددتها اسرائيل مرارا باعتبارها مسؤولة عن أي أمر على حدودها متى كان الحزب مشاركا فيها، الى جانب تسليط الضوء على ما تصوره هي امام الغرب انها "ضحية" تحت تهديد مستمر على حدودها، وهو أمر تقر البعثات المعنية بان اسرائيل تبرع فيه جدا امام الخارج، علما ان التحقيقات لم تثبت في المقابل رواية الحزب، وفق ما توافر لهذه البعثات عن نقل باب من مكان الحادث، اذ ان كشف القوة الدولية على الشاحنات التي ابرزتها الصور التي بثت اظهر خلوها من اي محتوى. لكن ثمة اقتناعا بأن ما نقل لم يكن باباً، خصوصا ان احدا لم يسمع أصوات الانفجارات وفق ما حصل في خربة سلم. وتبعاً لذلك، فان هناك مجموعة من الاسئلة لا تجد جوابا عنها قبل أن ترفع القوة الدولية تحقيقاتا في هذه الحوادث، اضافة الى مجموعة من الاستخلاصات المبدئية، من بينها أن هامش تحرك السلاح في منطقة القوة الدولية ليس بالسهولة التي تدعيها اسرائيل، بل هو محدود، على رغم انه لا يمكن نفي وجوده بموجب المعادلة نفسها، وان سيطرة الجيش مع القوة الدولية ساهمت في الحد من التحركات المسلحة، اضافة الى الاعتقاد ان هذه التطورات ستساهم في تعزيز بقاء القوة الاوروبية من ضمن القوة الدولية من دون تغيير، في وقت كان يلوح في الافق عدم امكان متابعة بعض الدول المشاركة الاستمرار في رصد عدد كبير من العناصر العسكرية في الجنوب اللبناني، كما يجعل احتمالات المواجهة عبر الجنوب صعبة في حال توافر العناصر لمواجهة مع ايران حول ملفها النووي، علما ان ايران تدير حتى الان اللعبة بذكاء ولا تنوي خوض مغامرة مماثلة على رغم اقرار ديبلوماسي بوجود آراء مختلفة في هذا الصدد، باعتبار ان الوضع الداخلي الايراني وعدم استطاعة طهران كسب المزيد من الوقت، على ما يعتقد انها تفعل بالنسبة الى المفاوضات الحالية، قد يشجعان على استدراج مواجهة من جانبها لرص الصفوف في الداخل وازالة أي معارضة ممكنة.

وفي انتظار وضوح الصورة والابعاد، فان هذه التطورات تبدو مقلقة وجديرة بالمتابعة، خصوصا اذا كانت تتصل بالتأثير على تأليف الحكومة، علما ان عرقلة ولادتها باتت محددة اكثر من أي وقت مضى في رأي هذه البعثات بمحاولة التوفيق بين المطالب المختلفة لجميع الافرقاء على وقع حل الاشكالات حول المطالب التي رفعها العماد ميشال عون، وقد كان من غير المتوقع ان تتألف الحكومة حتى بعد أسبوع من القمة السعودية – السورية في دمشق تجنبا لاعتبار او اظهار المرونة التي يمكن أن يبديها رئيس التيار العوني تأثراً بأي مطالبة أو ضغط سوري مباشر أو غير مباشر، اذ ان مثل هذا الانطباع يمكن أن يستمر في تجميد الامور الى اجل غير مسمى وفق ما جاهر به حلفاء للعماد عون امام ديبلوماسيين كثر. وهذا الامر تتفهمه البعثات المعنية على انه من عدة الشغل الداخلية في لبنان، علما انه استنزف الكثير من الجهد والوقت الضائعين، على أمل الا ينعكس التأخير مزيداً من الحوادث في الجنوب او خارجه، وان يتمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من ادارة حكومة تتولى بعض أصعب ما يمكن ان يواجه لبنان على الصعيد الداخلي الخدماتي على وجه التحديد أكثر من أي ملف سياسي داخلي او خارجي على حد سواء، التزاما ما كان حدده الحريري نفسه امام بعض رؤساء البعثات واصراره على بعض الحقائب الخدماتية من هذه الزاوية بالذات.

روزانا بومنصف     

 

الربط الغامض بين سلاح المقاومة.. وحقّ العودة؟

ميرفت سيوفي /الشرق

أطلق الرئيس نبيه بري في نهاية الأسبوع كلاماً (السبت 16 تشرين الأول) انشغل المحللون بقراءة بعضه - الشقّ الحكومي الغامض - بعد الترويج بأنه سيكون "إفطاراً" بعد"إمساك" عن الكلام السياسي، فإذا به "سحور على شربة ماء" لم يتجاوز انتظار صياح ديك الفجر وتأذين مؤذن الحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري بولادة "بيضة" ديك الحكومة، حتى بات اللبنانيون يظنون أن ولادة حكومتهم من عجائب العرب التي يسمونها في وصف معجزات الأمور بـ"بيضة الديك"!!

وما لم يستوقف المحللين فكلام "سلاحي" يصدر بهذا الوضوح لأول مرة عن الرئيس نبيه بري نيابة عن حزب الله حتى يكون صداه أقل ضجيجاً في هذا التوقيت، وكأن موضوع "حقّ العودة" للاجئين الفلسطينيين يقتضي انفراد طائفة واحدة باحتكار "المقاومة وحيازة السلاح".. لم يستوقف هذا الكلام أحداً، خصوصاً أنه يصدر عن شخصيّة تشغل المنصب الثاني في الدولة، رئاسة مجلس النواب، وأن الحديث عن حق العودة يفترض أن يكون من ضمن "تشريع لبناني" بقانون يصدر بالإجماع عن مجلس النواب، لا عبر خطاب "التمسك بالسلاح" تحت أي مسمّى حتى لو اقتضى الأمر "اختراع" عناوين..

عملياً، لم يغادر الرئيس نبيه بري ما يقوله ميشال عون مثلاً لـ"يبلف" به اللبنانيين المسيحيين المتوجسين خيفة من سلاح حزب الله، فـ"يوهمهم" بأنه لمنع "التوطين"!! ولم يغادر أيضاً كلام الرئيس بري ما يردده وئام وهاب مثلاً الذي يقول أيضاً ما يقوله ميشال عون، ولكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن شخصية يفترض أنها تمثل الدولة، والدولة تصدر مواقفها عن مؤسساتها الرسمية، فهذا أمر يستدعي التساؤل، خصوصاً أن الرئيس بري يفرض على اللبنانيين "ازدواجية" في الصفة للتعاطي معه، فهو حيناً رئيس المجلس النيابي، وحيناً آخر "هو رئيس حركة أمل"، فتحت أية صفة أطلق دولته هذا الكلام؟

والرئيس نبيه بري الذي تحدث عن "حماية لبنان وفي الطليعة الجنوب"، وهذا كلام حقّ، لأن - وبحسب بري - "من لا يحمي حدوده لا يحمي عاصمته" وهذا كلام مشكل، ويغفل واقعاً مريراً يخشاه اللبنانيون بعدما تحوّل سلاح المقاومة من وجه العدو، إلى صدرهم و"صدر عاصمتهم" تحت شعار "السلاح لحماية السلاح"، وهذا واقع غير بعيد عن الذاكرة، ويستطيع أهل السياسة أن يدعوا كـ "نعامة" أنهم تجاوزوه، أو أنه انتهى وطويت صفحته، ولكن على وجه الحقيقة هو حاضر في ذاكرة الناس وماثل ليقضّ مضاجعهم، فكلما تأخر تشكيل الحكومة، يلحّ السؤال الذي يتضخم كورم في الرؤوس: لو لم يكن هناك من يمتلك السلاح ويُهدد به وباستخدامه متى احتاج الأمر تحت "ذريعة" الشراكة مكرّساً واقعاً منافياً لممارسة الديموقراطية وكل أعراف تداول السلطة بموجب الانتخابات، هل كان تشكيل الحكومة ليتأخر هذه المدة الطويلة لو لم يكن هناك من يخوّف بإشعال حرب أهلية بسلاحه؟! وبعد ما يحدث من تعطيل، لماذا أصلاً تكبّد البلد والناس عناء إجراء هذه الانتخابات؟!

 واللافت الثاني في كلام الرئيس نبيه بري، ربطه الشأن اللبناني بالقضية الفلسطينية - على ما لهذه القضية من أهمية كبرى عند العرب جميعاً - ولم نفهم سبب ربطه المقاومتين ببعضهما البعض، والسلاحين أيضاً، وربط المقاومة المحبوسة في لبنان بطائفة معينة وبوكالة حصرية شرعية إيرانية، وربطها "خبط لزق" بحق العودة الصادر فيه قرار عن الأمم المتحدة ويحمل الرقم 194، والأغرب أن حق العودة هذا يتم تناوله في هذه المرحلة من ضمن مساعي الحلّ الشامل للمنطقة، هذا عدا عن كونه ربط المقاومة في لبنان - وضمناً سلاحها - بحقّ العودة، أليس في هذا ما يستوقف أي متوجّس من الاستمرار بسحب موضوع سلاح حزب الله من الموضوع اللبناني لفرد سلطته على حق العودة الفلسطيني، وكأن "السلاح والمقاومة" باتا محتاجين لعنوان لبقائهما في يد من يمتلك السلاح إلى عناوين فضفاضة يسهل فيها التخوين والاتهام بالعمالة، وحديثاً الرغبة في التوطين!! وعلى الرغم من طرحه للأمر لم يقل لنا الرئيس نبيه كيف سيفرض سلاح المقاومة حق العودة؟ هل بإخراج الفلسطينيين بالقوة من لبنان، مثلاً؟

ثمّة نقطة ثانية استوقفتنا في خطاب الرئيس نبيه بري وهي قوله: "أمام محاولة خلق فتنة مذهبية سنيّة - شيعيّة ووضع إيران في وجه العروبة، واستبدال الصراع العربي الإسرائيلي بصراع عربي - إيراني".. بصراحة "خبرية" محاولة خلق فتنة، أو تلزيم تهمة الفتنة لأميركا وإسرائيل وسواهما عند الضرورة "بتفزر"، ولنا في هذه المقالة وجهة نظر تاريخية وسياسية نؤجلها الى الغد..

 

البيان الاخير لمجلس المطارنة: خطاب الكنيسة «معتدل»...لكن «الثوابت» لم تتغيّر

الديار/ملاك عقيل

في البيان الأخير لمجلس المطارنة الموارنة، استعانت الكنيسة بمفردات«الاعتدال»لتصف أجواء السياسة التي تلامس حد«التطرف»في سلبيتها.

لم تستفض الكنيسة في الذهاب بعيداً في موقفها الحقيقي من تطورات الأشهر الأخيرة، وتحديداً بعد الأسابيع الأولى لانتهاء الانتخابات النيابية.

منذ التكليف الأول لسعد الحريري في السابع والعشرين من حزيران الماضي، تنظر بكركي بعين القلق الى ما آلت اليه الأمور.

ورغم سوداوية الصورة فقد اكتفت بالإشارة الى أن الفراغ في سدة الحكومة يصيب بخاصة طبقة الفقراء، وأن مصالح الناس مؤجلة، وأن الولاء للوطن لا يحتمل أن يخالطه ولاء لسواه..»بدا البيان نسخة«مصغرة»عن النداء السنوي العاشر الذي صدر في أوائل أيلول الماضي، لناحية المهادنة في الخطاب، حيث تجنّبت الكنيسة تحميل مسؤولية التدهور السياسي الحاصل الى طرف محدّد، كما كانت دأبت على ذلك في العديد من النداءات والبيانات السابقة.

الأهم أن البطريرك نصرالله صفير، الذي عادة ما تكون له اللمسات«الحاسمة، على مضمون وفواصل البيانات، لم يضمّن البيان الأخير ما يشير الى تمسكه العلني بما هو مقتنع به شخصياً«الأكثرية تحكم والأقلية تعارض»، وذلك بعد مضي أقل من أربعة اشهر على التكليف الأول والثاني للحريري بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

«اللهجة»إذا معتدلة، والخطاب مرن لا يستفز المعارضة، ولا يستهوي«الأكثرية». لكن كل ذلك لا يغيّر من«الثوابت»التي يتمسك بها سيّد الصرح، ولا من قناعاته حول«الأطراف»المسؤولة عن تعطيل البلد وشلل الحياة السياسية والاقتصادية فيه. في النداء السنوي العاشر تحدث صفير لأول مرة عن خطر التوطين ومسؤولية اسرائيل في حصوله، ودعا الى«توثيق عرى الصداقة مع جيراننا»، ولم يتطرق الى مسألة سلاح«حزب الله»... انخفض منسوب«غضب المعارضة»من«انحياز»سيد الصرح الى فريق الرابع عشر من آذار.

المقرّبون من صفير يشدّدون على رغبته بعدم الحديث في السياسة، لكن القراءة بين سطور كلماته تقودهم الى استنتاجات لم تأخذ طريقها الى العلن في النداء العاشر وفي البيانات الشهرية التي تلته، وتختصر عناوينه بالآتي:

_ ما يزال صفير، برأيهم، يتوجّس من أفرقاء لبنانيين مدعومين من الخارج يعملون، من حيث يدرون أو لا يدرون، على تشويه خصوصيته الفريدة في المنطقة عبر فرض«ستاتيكو»جديد يكون فيه المسيحي تابعاً ومهمّشاً، وبعيداً عن دائرة صنع القرار المحلي.

_ يستصعب البطريرك فهم تفكير جهات مسيحية، لا ترى الموقع المسيحي قوياً إلا إذا كانت المواقع الوزارية والصلاحيات وسلطة القرار بيد طرف دون آخر.

وهذه الجهات نفسها التي تطالب بتقوية عود الرئاسة الأولى، تسعى الى سحب البساط من تحتها.

_ باتت بكركي مقتنعة أن هناك أطرافاً سياسية تبدّي مصلحتها الخاصة على المصلحة الوطنية، ولا تجد حرجاً في الإعلان عن ذلك صراحة.

_ لا ترى الكنيسة مبرراً في أي قاموس لعدم تشكيل الحكومة حتى الآن، وهي تفترض أن الشروط التعجيزية من قبل أي جهة لا يمكن أن تؤدي الى الخروج من عنق الزجاجة.

_ تتخوف الكنيسة جدياً من حدوث«خربطات»أمنية تترافق مع العجز السياسي الحاصل، ولا يروقها المشاهد النافرة من خربة سلم الى طيرفلسيه وحولا...

_ بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، تأكد للكنيسة أن ثمة من يسعى الى تعطيل آلية المحاسبة والمراقبة بوجود مجلس نيابي يقتصر دوره على استقبالات شخصية لنوابه في مكاتب ساحة النجمة، ومواقف إعلامية لبعض وجوهه لا تغني عن العمل النيابي والتشريعي..

إضافة الى حكومة مشلولة بحكم واقع«تصريف الأعمال».

_ تتساءل بكركي عن قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة على الوضع في ظل غياب أدنى مقومات«المناعة»السياسية بوجه مشاريع الخارج«المشبوهة»، التي لا يكفي لأطراف الداخل أن يعلنوا وقوفهم ضدها، بل أن الواجب الوطني يفرض العمل على تكاتف الجميع لمنع حصول خروقات قد تسبّب انهياراً لجبهة الداخل.

 

القرارالاتهامي في جريمة التفجير في شارع المصارف في طرابلس

طلب الإعدام لعدد من الموقوفين وظن بآخرين ومنع المحاكمة عن بعضهم

وطنية - أصدر قاضي التحقيق العدلي في جريمة التفجير في شارع المصارف في طرابلس في 13/8/2008 القاضي اميل صاري قراره الاتهامي وفقا لمطالعة النائب العام العدلي، وطلب فيهالإعدام لعدد من الموقوفين وظن بآخرين ومنع المحاكمة عن البعض. وضمن القاضي صاري قراره شرحا مفصلا عن وقائع الجريمة وكيفية تهريب شاكر العبسي الى سوريا بواسطة غرفة مبنية من حجارة الباطون المبنية على شاحنة. وورد في القرار ان المدعى عليه اسحق السبسبي قال ان عبد الغني جوهر قال له ان الرشاش من نوع زيك الذي بحوزته قد استعمل في عملية اغتيال الوزير بيار الجميل ولم تثبت صحة هذا الادعاء. وتضمن القرار ايضا ان المدعو عبد مبارك عبد القفيل الملقب بابي عائشة هو الذي فجر نفسه في انفجار دمشق، وانه كان يعد لمحاولة اغتيال المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي. ووفقا للمطالعة، تقرر الآتي:

"اولا: اتهام المدعى عليهم عبد الغني جوهر وعبيد مبارك عبد القفيل بالجنايات المنصوص عنها في الماة 549 "1" و"5" و"7" من قانون العقوبات والمادة 3 من قانون 11/1/1958 (إعدام) وكذلك بالمادة 549 فقرة "1" و"5" و"7" من قانون العقوبات والمادة 3 من قانون 11/1/1958 معطوفة جميعها على المادة 201 من قانون العقوبات.

ثانيا: اتهام المدعى عليهم محمد جوهر وعبد الكريم المصطفى واسحق عثمان السيد السبسبي وامامة عثمان السيد السبسبي ورشيد المصطفى ورزان الخالد وايمن الهنداوي وطارق مرعي، ونبيل عبد الرحمن وخالد الجبر ومحمد سليم خضر ونادر العلي وحمزة القاسم ومحمد عزام وعادل مغربي وعبد الغني جوهر وعبيد مبارك عبد القفيل واسامة الشهابي وغازي عبد الله واحمد خليل وعبد الرحمن عوض، بالجناية المنصوص عنها في المادة 335 عقوبات والمادة 4 من القانون 11/1/1958 معطوفة على القانون رقم 422 (حماية الاحداث المخالفين للقانون) لجهة المدعى عليهم القاصرين محمد جوهر واسحق عثمان السيد السبسبي ورزان الخالد وعادل مغربي واحمد خليل.

ثالثا: اتهام المدعى عليهم اسامة الشهابي وغازي عبد الله وعبد الرحمن عوض وعبد الغني جوهر وعبيد مبارك عبد القفيل، بالجناية المنصوص عنها في المادة 3 من القانون 11/1/1958 وبالجناية المنصوص عنها في المادتين 217 و218 عقوبات معطوفة على المواد 335 عقوبات والمادة 3 من القانون 11/1/1958.

رابعا: اتهام المدعى عليهم حمزة القاسم وخالد الجبر ومحمد سيف وعلاء محرز ونادر العلي ونبيل عبد الرحمن ومحمد خضر وخالد سيف وعبد الحميد سيف ومحمود سيف ومصطفى دندل وحسين دندل وعلي الاحمد وعلي دندل، بالجناية المنصوص عنها في المادة 549 فقرة "1 و5" و"7 معطوفة على المادة 219 فقرة "5"و"6" عقوبات.

خامسا: اتهام المدعى عليهم عبد الغني جوهر وطارق مرعي وجمال الرفاعي، بالجناية المنصوص عنها في المادة 3 من قانون 11/1/1958 معطوفة على المادة 200 عقوبات.

سادسا: اتهام المدعى عليهم عبد الغني جوهر ومحمد عزام وعبيد مبارك عبد القفيل وخالد الجبر، بالجناية المنصوص عنها في المادة 5 من القانون رقم 11/1/1958 والظن بهم بمقتضى الجنحة المنصوص عليها في المادة 76 اسلحة.

سابعا: الظن بالمدعى عليهم نادر العلي وحمزة القاسم وعبد الغني جوهر، بالجنحة المنصوص عليها في المادة 454 معطوفة على المادة 463 عقوبات.

ثامنا: الظن بالمدعى عليهم عبيد مبارك عبد القفيل وعبد الغني جوهر وغازي عبد الله، بالجنحة المنصوص عليها في المادة 463 عقوبات.

تاسعا: الظن بالمدعى عليهم عبد الغني جوهر ومحمد جوهر واسحق عثمان السيد السبسبي وعبد الكريم المصطفى وامامة عثمان السيد السبسبي ورزان الخالد ورشيد المصطفى واسامة الشهابي وغازي عبد الله وعبد الرحمن عوض وخالد الجبر وعادل مغربي ومحمد عزام وحمزة القاسم ومحمد سليم خضر وعمر سبسبي ونادر العلي وعبيد مبارك عبد القفيل، بالجنحة المنصوص عليها في المادة 72 أسلحة معطوفة على القانون رقم 422 (حماية الأحداث المخالفين للقانون) لجهة المدعى عليهم القاصرين محمد جوهر واسحق السيد السبسبي ورزان الخالد وعادل مغربي وعمر السيد السبسبي.

عاشرا: الظن بالمدعى عليه عبد الغني جوهر، بالجنحة المنصوص عليها في المادة 144 قضاء عسكري.

حادي عشر: منع المحاكمة عن المدعى عليهم محمد دندل واحمد عثمان السيد السبسبي ومروان جوهر ومحمد ابراهيم القصاص وايمن عبد الرحمن وسعيد الراشد ووسيم جوهر وهشام غنام ومحمد عويد واحمد الصالح وعبد الله البستاني واحمد عزب، لعدم كفاية الدليل، واسترداد مذكرة التوقيف الوجاهية الصادرة بحق كل من احمد عثمان السيد السبسبي ومروان جوهر واطلاق سراحهما ما لم يكونا موقوفين لداع آخر.

ثاني عشر: منع المحاكمة عن المدعى عليهم فهد المصري وفادي صابونة ومنى العاصي وبشير القصاص، لعدم الصلاحية والاختصاص واحالة صورة عن الاوراق والتحقيقات بخصوصهم الى جانب النيابة العامة التمييزية لإحالتها الى مرجعها القضائي المختص لتأخذ مجراها القانوني.

ثالث عشر: اصدار مذكرات القاء قبض بحق المتهمين المذكورين اعلاه وسوقهم مخفورين الى محل التوقيف التابع للمجلس العدلي في بيروت.

خامس عشر: اصدار مذكرة تحر دائم توصلا لمعرفة كامل هوية كل من: خالد ابو خالد، ابراهيم، ابو مصعب، عدنان سوري لقبه هارون، حمدان، خليل الاشقر، موسى قصاص، ابو علي ويدعى محمد حسين خالد فلسطيني سوري، ابو احمد ويدعى مازن نزال نزال فلسطيني سوري، ابو محمد، ابو ثابت ويدعى احمد عبد السلام عبد الكريم، ابو المعتز، بلال عرقوب، محمد احمد الدوخي ملقب "خردق"، عامر، ابو زيد، ابو عبيدة، ابو الوليد، احمد العتر، ابو الجناب ويدعى محمد عمر احمد الراجح سوري، فادي العلي، احمد عبيد، محمد حسن ابو مجاهد، ابو هاشم ويدعى خير الله محمد خلف سوري، وهو من مواليد 1960.

سادس عشر: تدريك المدعى عليهم بالاشتراك الرسوم والنفقات.

سابع عشر: احالة الاوراق الى المجلس العدلي بواسطة النيابة العامة العدلية وفقا للاصول".

واحال الموقوفين مع الملف الى المجلس العدلي.

 

تغريم "الديار" 50 مليون ليرة في دعوى الرئيس الحريري بالقدح والذم

وغادة عيد ومريم البسام 20 مليونا لكل منهما في دعوى رئيس مجلس الشورى

وطنية - أصدرت محكمة المطبوعات برئاسة القاضي روكز رزق حكمين في دعويي رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر على كل من غادة ماروني عيد وشركة تلفزيون "الجديد" ممثلا برئيس مجلس إدارتها المدير العام محمد تحسين خياط في جرم الذم به من خلال برنامج "الفساد"، وقضى كل من الحكمين بسجن عيد ثلاثة أشهر وتغريمها عشرين مليون ليرة، وسجن مريم البسام ثلاثة أشهر وتغريمها المبلغ نفسه، ووقف تنفيذ عقوبة السجن إذا ما توافرت الشروط، وإلزامهما بالتكامل والتضامن مع خياط دفع مبلغ 30 مليون ليرة تعويضا شخصيا للقاضي صادر. وأصدرت المحكمة أيضا حكما قضى بتغريم كل من صاحب جريدة "الديار" شارل أيوب والمدير المسؤول يوسف الحويك 50 مليون ليرة في دعوى المسقط سعدالدين الحريري في جرم القدح والذم ونشر أخبار كاذبة وتهديد السلامة العامة.

 

مكاري التقى سفير فرنسا الجديد في مجلس النواب: الامور حكوميا اقتربت من النضوج شرط ألا يأتي من يحرق الطبخة

وطنية - استقبل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ظهر اليوم، في مكتبه في المجلس النيابي سفير فرنسا الجديد دوني بييتون في زيارة بروتوكولية للتعارف.

بعد اللقاء، قال السفير بييتون: "استقبلني نائب رئيس مجلس النواب في اطار لقاءاتي البروتوكولية للتعارف وتحدثنا عن الحياة الديموقراطية في البرلمان اللبناني وكان مهما بالنسبة الي بعدما زرت رئيس المجلس النيابي نبيه بري امس وفقا للاصول، كونه احد الرؤساء الثلاثة، ان آتي الى مبنى المجلس النيابي الذي يجسد بطريقة معينة الديموقراطية اللبنانية"، مضيفا: "انها ديموقراطية مرت في ظروف صعبة، ولكن فرنسا كما كل اصدقاء لبنان راضية عن الآداء اللافت لادارة الانتخابات النيابية، وان قدومي الى هنا هي لتحية هذا المجلس".

بعد اللقاء قال مكاري: "لقائي مع السفير الفرنسي الجديد كان بهدف التعارف، وكانت فرصة لاؤكد امامه مجددا علاقة الصداقة التاريخية والعميقة بين لبنان وفرنسا، واهمية الدور الذي تلعبه فرنسا في لبنان والمنطقة، وخصوصا في المرحلة الراهنة، وهو دور لا يمكن الا ان يكون ايجابيا للبنان، اذ نحن مقتنعون ان فرنسا تأخذ دائما في الاعتبار، في كل سياساتها وتحركاتها، تحقيق مصلحة لبنان وصون سيادته وحريته واستقلاله وقراره الحر، وتحرص على ان لا يعود الزمن الى الوراء في ما يتعلق بهذه الامور".

وأضاف: "تناول الحديث الوضع السياسي الراهن ومسألة تأليف الحكومة، واعتقد في هذا الشأن ان اعصاب اللبنانيين ما عادت تتحمل ان تتقاذفها موجات تفاؤل وموجات تشاؤم حتى اصبحوا مثل توما، لا يصدقون الا اذا لمسوا، وهذا من حقهم. وفي رأيي ان استمرار التجاذب، والتمسك بحقيبة من هنا او الاصرار على حقيبة من هناك، سبب اضافي لتيئيس اللبنانيين وجعلهم يحزمون حقائبهم، يا للاسف، ليتركوا البلد لهواة الجدل العقيم، وهذا ما لا يرغب به احد، الا اعداء لبنان".

وتابع: "على كل حال، أتمنى ان تكون الاجواء الايجابية التي نلمسها هذه المرة حقيقية، وان تثمر حكومة في الايام المقبلة، لان الامور على ما يبدو اقتربت من النضوج، بشرط ان لا يأتي من يحرق الطبخة في اللحظة الاخيرة. واذا سار كل شيء كما هو مامول بالنسبة الى الحكومة، لا اعتقد ان اي مشكلة ستظهر في انتخابات اللجان النيابية، وسينسحب مناخ الاتفاق على هذه الانتخابات".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 20 تشرين الاول 2009

النهار

حرص ركن في قوى 14 آذار على معرفة ما اكتشفه الرئيس المكلف سعد الحريري في لقاءاته والعماد ميشال عون كي يصف هذه اللقاءات ب "الجيدة جداً.

تساءل مرجع ديني: لماذا كانت المعارضة تطالب باجراء انتخابات نيابية مبكرة، أليس من أجل أن تحسم نتائجها الخلاف حول من يمثل الأكثرية؟

تردد أن مسؤولين سوريين لا يزالون يفضلون قيام النائب سعد الحريري بزيارة دمشق وهو رئيس مكلف.

السفير

تردد أن ضابطاً كبيراً أصدر تعميماً طلب بموجبه من الوحدات التابعة له عدم التعامل مع جهاز بأمرة مسؤول أمني بارز.

تحولت اللقاءات التي تعقد دورياً بين وزير يشغل حقيبة سيادية وسفيرة دولة كبرى الى سرية بتمن من الوزير.

نقل عن سفير معني بأن استدرار الطاقة من بلده يخضع للمزاجية السياسية المحلية والتي تترجم الى تدخلات أكثر مما يخضع لمعايير الصعوبات التقنية.

المستقبل

لاحظت أوساط سياسية تبدّلاً دورياً في ضفّة التفاؤل بتشكيل الحكومة، فتارةً يكون التفاؤل في ضفّة الأقلية وتارة أخرى في ضفّة الأكثرية.

وصفت مصادر ديبلوماسية عربية الأسبوع الجاري بأنه "مفصلي" سواء لجهة مآل العلاقة الدولية ـ الإيرانية أو لجهة مستقبل الوضع الفلسطيني الداخلي.

يؤكد زوّار مرجع روحي بارز أنه شديد الانزعاج من الأوضاع العامة في هذه الفترة.

صدى البلد

تشهد بعض مناطق الجنوب هجمة غير مسبوقة على شراء الاراضي ادت الى ارتفاع الاسعار علما ان اسباب الشراء ليست واضحة ان كانت لاسباب تجارية او لأسباب اخرى.

لوحظ ان سفير دولة كبرى يقوم بجولة على المسؤولين في الدولة قبل تقديم اوراق اعتماده في وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية.

قال دبلوماسي غربي ان التقارير الاولية التي اعدت من قبل قوات اليونيفيل بشأن حادثة طيرفلسيه لا تشير الى حصول احتكاك كهربائي ادى الى حصول الانفجار والحريق. وتشير الى وجود خرق ل 1701

 

نبوءة رادار جنبلاط المتبرئ من رادار «الباروك»

الديار/محمد باقر شري

لو أخذنا بظاهر كل ما صدر عن الرئيس المكلف بالتأليف والعماد ميشال عون ورئيس تيار المردة ، لأعتبرنا أن « القطاف» هذه المرة لم يحِنْ فقط ، بل أصبح في متناول اليد ! ولو تأملنا في الوقت ذاته ببعض مصادر الأنباء ، لوجدنا ان المصدر الواحد الإخباري الذي يدّعي لنفسه انه على صلة وثيقة بجميع الأطراف و» صنّاع القرار» سواءً كانوا محليين او إقليميين او دوليين ، لوجدناه في اليوم الاول - يؤكد بما لا يقبل الشك والطعن بصحة معلوماته - ان موضوع لبنان لم يكن موضع بحث ، في القمة الثنائية بين العاهل السعودي والرئيس السوري ، وانه لولا الضجة الاعلامية الكبرى الى جانب المواقف الصادرة عن «نجوم « السياسة اللبنانية حول ما يسمّونه تهميشاً متعمداً من جانب زعيمي الدولتين الشقيقتين ، لما حظي لبنان في ختام اللقاءات المتواصلة التي استمرت طوال يومين . بعد ان الغي الجانب « السياحي فيها « تكثيفاً لهذه الاتصالات واللقاءات ، ولكي لا يقال بأنها رحلة سياحية او حتى « ترفيهية» حينما كان برنامج الزيارة يشمل مدن ومناطق سورية ، وقالت المصادر التي لا تتمنى لتلك اللقاءات النجاح ، بأن البيان لم يحظ الا بسطرين عن لبنان « من قبيل « رفع العتب ليس الا ! وهو كلام تعسفي وغير مقبول ، وهذه المصادر هي نفسها عادت في اليوم الثاني مباشرة - ربما بعد ان إستَجْلت الحقائق - لتورد ما يُشبه « محضراً» يقول بأن لبنان كان في طليعة اهتمامات هذه القمة الثنائية ، وان عاهل السعودية تحدث امام الرئيس بشار الاسد مطولاً عن اهمية قيام حكومة برئاسة الشيخ سعد الحريري ، وان كلامه لقي تفهماً واضحاً من جانب الرئيس بشار ، وخاصة ان الرئيس المكلف كان قد ابدى امام «خادم الحرمين» وسائر المسؤولين في السعودية إستعداده للتواصل الايجابي مع دمشق ، بوصفه «رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية العتيدة» .

وهذا الكلام بحد ذاته ينفي كلياً ما سبق ان قالته نفس « المصادر الاخبارية» التي يُفترض أنها موثوق بها!. ثم لو أخذنا بالكلام الايجابي الذي يؤكد ان مسألة اعلان حكومة الوفاق الوطني أصبحت قاب قوسين او ادنى من إعلانها او أخذ صورة لها بأسماء اعضائها والحقائب التي سوف يتولونها وخاصة انه قد تم تجاوز مسألة الاعتراض على تولي أحد الخاسرين لمقعده النيابي منصباً وزارياً فيها حتى لو تولى المنصب نفسه الذي كان يتولاه في الحكومة « المنتهية ولايتها» والتي لا تزال تحمل صفة « الحكومة المعلقة» بين البقاء الآجل والرحيل العاجل» والتي كان وزير تصريف أعمال العدالة ابراهيم نجار قد حجز للمستقبل - بعد محادثات أجراها مع رئيس مجلس النواب - مكاناً لتعديل دستوري او قانوني لأن يصُح لحكومة «تصريف الاعمال» اذا طال بها الامد في حال تكررت الحالة التي تعيشها « حكومة تصريف الاعمال الحالية « ، بحيث يكّرس شرعية وجود رئيس حكومتين للدولة الواحدة في الوقت الواحد : رئيساً مكلفاً لم يتمكن من تأليف حكومة وهو يتمتع بصلاحيات، لم يحن الاوان لوضع صلاحياته موضع التنفيذ ، ورئيس حكومة تصريف الاعمال له « جائزة» البقاء ، حتى لو انتهت « ولايته» . واصبحوا يفصلون على «مقاسه» ما يتيح له ليس ان يبقى لتصريف الاعمال فقط ، بل لأن تكون له صلاحيات يتمتع بها لكي يتخذ مع اعضاء الحكومة « التصريفية» قرارات جديدة وذات اهمية تتجاوز مجرد تصريف الاعمال الى «حق» اتخاذ قرارات في الحالات الاستثنائية الضرورية والطارئة ، وهذا يعني بصريح العبارة ان حكومة تصريف الاعمال لها حتى حق اتخاذ القرارات المفصلية والاستثنائية و»ربما المصيرية» .

وعندئذٍ يصبح الرئيس المكلف الذي طال امد جهوده لتأليفها يستطيع « ان يأخذ وقته» في عدم التأليف ، ما دامت حكومة تصريف الاعمال « تغني» عن اية « حكومة عتيدة « تعرضت « لعسر الولادة « دون ان يتأذى « الجنين» الذي لا يزال يتكون في « رحمها» حتى لو كانت اطول عملية مخاض في تأليف الحكومات وان كان الامل يقترب ويبتعد حول امكانية الولادة ، ان يكون المولود - بعد المخاض الطويل - مولوداً معافى وليس على طريقة « الجبل الذي تمخض»...

في المثل العربي المعروف! علماً ان هذه الوقائع لو تم الأخذ بها كلها او بعضها فإنها لا تقطع الجدل حتى « خلال الربع ساعة الاخير» وعلى مستويات لا يمكن تجاهل اهميتها وفي مقدمتها ما عاد ينقله البعض عن بكركي من انها لا تزال عند رأيها بوجوب قيام حكومة أكثرية تعارضها الأقلية .

وهو موقف حذت حذوه او واكبته في الوقت ذاته « القوات اللبنانية» وغيرها من « نثريات» 14 أذار وبعض العازفين خارج سرب تيار المستقبل ، الذي يُفترض ان ينفذ ما يقوله رئيسه المكلف بتشكيل الحكومة وهو المعروف « بانضباطه» في الوقوف وراءه في مواقفه، إلا ساعة تقتضي المصلحة او « الحكمة « السياسية ترك المجال لتعدد وجهات النظر في «السرب» السياسي الواحد والمتجانس، والذي يمحض رئيسه المكلف بتشكيل الحكومة ولاءه وتاييده المطلقين رغم الحرص على « تعددية « الآراء التي تنتهي باتخاذ الموقف الواحد الموحد !.

ولا حاجة للتذكير بأن غبطته كان قد اعلن قبوله بما يقبل به رئيس الجمهورية وخاصة بعد الاجماع في قمة السلطة السياسية إضافة الى قمة دمشق الثنائية التاريخية ، على دعم وتأييد التوجه الرسمي اللبناني نحو إنجاز تأليف « حكومة الوحدة الوطنية» .

ثم ان رئيس اللقاء الديموقراطي المعروف « براداره» .غير المرتبط « بالرادار» الذي رصده وزير الاتصالات ، قد اعلن بعد اقل من 24 ساعة على لقائه المطول والناجح مع امين عام حزب الله الذي لا يزال يبدي حرصاً شديداً وأملاً ممدوداً بولادة قريبة « لحكومة وفاق» وعلى موازاة الايجابيات الناتجة عن محادثات عون - الحريري، انه لا يزال يخشى ان يعلن الشيخ سعد الحريري « اعتذاره الثاني» عن عدم تأليف الحكومة ، ويشفع جنبلاط ذلك بالقول: انه شخصياً رغم بقائه ضمن الأكثرية فانه لن يوافق على الاشتراك في هذه الحكومة اذا لم تشارك فيها المعارضة التي يؤيدها ما يزيد عن نصف اللبنانيين باعتراف الموالاة على الصعيد العددي للمواطنين وما يزيد عن نصفهم حسب رؤية المعارضة استناداً لإحصائيات موثقة في زمنٍ لا يزال محظوراً فيه إجراء إحصاء رسمي دقيق للسكان ، وهو اغرب وضع على صعيد الاحوال الشخصية للسكان في العالم !.

دون ان ينسى « ابو تيمور» ان يشير الى خطورة الاقدام على حكومة اللون الواحد قائلاً للذين يحاولون إبطال مفاعيل الوفاق العربي الثنائي بين سوريا والسعودية ، بأن محاولاتهم ستبوء بالفشل ، وان ليس هنالك قوة داخلية او خارجية تستطيع وقف عجلة هذا التوافق الثنائي او تعطيل تداعياته الايجابية وانعكاساته الطيبة على لبنان.

والسؤال الذي من حق اي مراقب اوتيَ ولو الحد الادنى من الوعي والقدرة على التحليل والتقييم المنطقيين هو: كيف يمكن ان يستمر منطق التقارب الثنائي بين سوريا ولبنان ما دام يوجد في الحكومة وزير - يتحدث عن «المحتل السوري» في حين ان رئيسه الشيخ امين يبدي إستعداده بين الفينة والفينة ، لأن يفتح صفحة جديدة بيضاء مع دمشق - بعد ان يكون قد اشبعها شتماً وعداءً - أنه يؤيد إقامة لبنان افضل العلاقات معها ، ينبري وزير كتائبي ليلقي علناً وجهاراً نهاراً ما يصح اعتباره «قططاً ميتة» تفوح من « جثثها» رائحة العداء « المعتَّق والمزمن» في حديقة الوفاق الوطني المنشود»!

وفي الوقت الذي يسعى فيه حتى العدو ولو نفاقاً وخداعاً طلب ودّ دمشق اذا تخلت عن ثوابتها الوطنية والقومية ، نجد وزيراً في حكومة تصريف الاعمال والتي كان يطلق عليها اسم «حكومة الوحدة الوطنية» المنبثقة عن التوافق اللبناني في الدوحة ، الذي ارسى اساس الخطوات التي اعادت الى المؤسسات آليتها الدستورية - على ما يعتورها من ثغرات وعيوب - وان كان رئيسها « يهجوها» كل يوم ، ويكاد يشتمها بل يسبّها حتى بعد ساعة واحدة من اتفاق الوفاق الثاني في الدوحة بعد اتفاق الوفاق الاساسي الاول في الطائف ، حيث ينطبق على « رئيس حكومة وفاق الدوحة» بإلقاء مسؤولية كل عيوب ادائه الشخصي في الحكومة على الآخرين.

وهو في موقفه الذي يعيب فيه على الحكومة التي يرأسها كونها « وفاقية» يوحي وكأن الوفاق في نظره عمل عدائي للوطن وعدم الوفاق هو الاساس المطلوب الذي يجب ان يقوم عليه كيان لبنان! في حين انه اذا كان «لحكومة الوفاق» - التي يرأسها والتي تحولت الى « حكومة تصريف اعمال» - عيب تُعاب عليه ، فهو انها قد تألفت برئاسة من لا يؤمن باصل قيامها ، بل عمل على إنشائها لكي يثبت ان الشقاق والانفراد بالسلطة افضل من الوفاق والوئام ، وهذا اعجب منطق سياسي في العالم! ومعروف انه في اعرق الديموقراطيات ، اذا اقيمت حكومة وفاقية وائتلافية بين فئات حتى لو كانت متخاصمة بهدف مجابهة المخاطر والصعوبات التي تدهم اي وطن من الاوطان ، فان الائتلاف يكون عيداً من الاعياد الوطنية والشعبية ، وحتى في البلاد التي يقوم فيها نزاع مسلح بين فئتين او اكثر من فئاتها او مكوِّن او اكثر من مكوّناتها ، ثم يتم التوصل الى وفاق ، ويكون الاتفاق فيما بينها على نصيب كل فريق من الفرقاء المتحاربين ، من يتحمل مسؤولية السلطة وتثبيت الوفاق ، بإشراكهم فيها وليس باستبعادهم منها او السعي لتحجيمهم او إضعافهم لا سيما اذا كان لهم تأييد أوسند شعبيان.

الا اذا كان الهدف هو الرغبة في استئناف الصراع والعودة الى الحرب والاقتتال!

فهل هذا هو المطلوب ، في هذه الظروف التي اذا كانت حروباً داخلية او اقليمية او دولية ، متجهة الى التصعيد، فان الوفاق بين عناصر الوطن يصبح اكثر ضرورة والحاحاً .

واذا كانت هنالك امور تقتضي المعارضة ضمن الائتلاف ، وحتى ضمن الحزب الواحد والجهة الرابحة في الانتخابات وبين الجهة الاقل ربحاً - ولن نقول الخاسرة - وخاصة اذا كان هنالك تقارب في نتائج الانتخابات بين المعارضة والموالاة ، فان الامور يمكن مناقشتها ضمن الائتلاف وتكون هنالك موافقة او اعتراض بشأن الاقتراحات التي جرى بحثها لأن الائتلاف لا يمنع تحمُل مسؤولية المراقبة والاعتراض سواء كان المعترض من هذا الفريق او ذاك او حتى من جانب المنتمين الى « الحزب الحاكم» اذا كانت الأكثرية تريد ان تعتبر نفسها « حكومة أوحدية» ليس لها شريك ، فأن حزبها حتى لو كان « توتاليتارياً وإستئثارياً - «لا قدر الله - فانه سوف يوجد من بين اعضائه من يعترض على امور يكون قد تبناها الحزب الحاكم بالذات ، الا اذا كانت الأكثرية لا تتضمن معارضين من داخلها، فانها لا تعود ذات صلة بالديموقراطية بأي شكل من الاشكال ! .

 

رد من "التيار الوطني الحر" على الإعلامي في قناة "المنار" محمد شري

كتابة - من حيث لا تدري - ضد "وثيقة التفاهم"

بقلم مالك أبي نادر/النهار

يشخّص الاستاذ محمد شري في مشاركته في محور "النهار" في تاريخ 16 تشرين الاول 2009(•)، والذي يتضمن مقاربات لافتة عن الاصطفافات السياسية في لبنان، الانقسام اللبناني بانه صراع داخلي بامتياز تستَحضر فيه الاطراف اللبنانية التناقضات الخارجية اقليمياً ودولياً لتؤمن لنفسها دعماً سياسيا او مالياً او عسكرياً تستعمله في حروبها ضد كل من يناصبها العداء من الطوائف والمذاهب الاخرى، او حتى من اهل البيت الواحد. وهو في هذا التشخيص يصوّر هؤلاء الاطراف اذكياء محترفين استطاعوا ان يسخّروا مقدّرات الدول الاقليمية والدولية في صراعاتهم الداخلية وكأن الخارج كل الخارج، اما ساذج او في أفضل الاحوال "على نياته"، انقاد سهلاً مطيعاً للوحول اللبنانية فتمرغ بها واضعاً مقدّراته السياسية والمالية وحتى العسكرية والامنية في تصرف حفنة من المغامرين الذين صوّروا له هذا البلد الصغير نقطة ارتكاز الارض او المحور الذي تدور حوله.

ونحن اذا ما وافقنا على هذا التشخيص، ألا يأتي من يسألنا بعض الاسئلة التي لن نجد لها اجاباتٍ مقنعةٍ. وهذه الاسئلة هي:

- أليس العامل الفلسطيني هو من اجّج الصراع الداخلي في لبنان؟ فاستعان ببعض التباينات التي نجدها في الكثير من البلدان الفتية التي تكتشف من خلال الممارسة الفعلية للاستقلال والسيادة ان هناك مشكلات يجب تسويتها من خلال تعديلات يطرحها الاطراف على مندرجات العقد الاجتماعي والسياسي والتنظيمي الذي ارتضوه نظاماً سياسياً لهم؟

- ألم يجهد العامل الفلسطيني في تزكية الخلافات الداخلية من اجل الذهاب بالساحة اللبناني الى المواجهة المباشرة مع اسرائيل مع العلم ان الاطراف العربية كافة نأت بنفسها عن هذه المواجهة وعملت على ضبط حدودها على ساعة مصالحها القومية؟

- ألم يكن العامل الاسرائيلي هو السبب المباشر للتعبئة العامة الشيعية في لبنان؟ وهل ان الشيعة لجأوا لايران الشيعية لتدعمهم في معركتهم ضد المارونية السياسية في الثمانينات والتسعينات وضد الحريرية السنية بعد العام 2000؟ واستطراداً هل ان التدخل الايراني المباشر منذ الثمانينات حتى يومنا هذا، وبالحجم الذي لا يمكن تجاهله، يمكن اعتباره مساعدةً مذهبية تسمح للشيعة بالوقوف بوجه السنة وغيرهم؟

- أليس التدخل السوري في الداخل اللبناني عامةً وفي الشأن المسيحي خاصةً هو ما ادى الى الصراع مع الاطراف المسيحية وعلى رأسها العماد عون الذي كان قائداً للجيش الذي يضم الطوائف والمذاهب كافة؟ وفي المقابل هل ان التورط السوري في الداخل اللبناني كان فقط من اجل تقوية السنّة على حساب الموارنة؟ ألم يكن من اجل ان تخوض سوريا معاركها السياسية والعسكرية بالواسطة مع اسرائيل لانها لا تقوى ولا تتحمل خوضها بسلاحها ومن اراضيها؟

- الا يُعتبر الصراع المسيحي في السبعينات والثمانينات واوائل التسعينات مصلحةً اسرائيلية لتغليب طرفٍ يواليها ويؤمّن مصالحها على اطرافٍ أخرى لا توافقها النظرة الى الصراع العربي - الاسرائيلي؟ وبالتالي هل يصح القول إن الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة والخسائر التي تكبدتها اسرائيل خلال وجودها في لبنان قد استدرجت اليها لتحطيم طرفٍ لبناني انتصاراً لطرفٍ آخر فقط؟

ينتقل بعدها الكاتب الى تحليل بعض الاصطفافات الداخلية اللبنانية مؤكداً انها مصلحية آنية بامتياز مشككاً بكل التحالفات والتفاهمات السياسية والمجتمعية لأن اهدافها حسب تحليله هي فقط لتأمين غلبةٍ ما او لاستعادة مجدٍ غابرٍ قضت عليه قوى اقليمية استدرجها اطرافٌ لبنانيون آخرون لمصلحتهم فقط. مصوراً ان ما رمى اليه التيار الوطني الحر من تفاهمه مع "حزب الله" ومن ورائه الطائفة الشيعية هو حشدٌ شعبيٌ وعسكريٌ لاسترداد الامتيازات التي أمنها الطائف للسنة، من رصيد المسيحيين، بدون ان تكون له اية اهدافٍ اخرى. لان تبايناً حاداً في الايديولوجيات يمنعهما من إيجاد تصور مشترك يمكّنهما من التعايش والتلاقي الا في العداء للعدو المشترك. وفي هذا ما يظهر عدم جدوى النقاط العشر التي تضمنتها وثيقة التفاهم، وان ملحقاً سرياً يتم العمل بموجبه بين الطرفين على قاعدة تحالف الاقليات في وجه القوة الكبرى.

وهل إن الطائفة الشيعية بحجمها الحالي وعلاقاتها الاقليمية والقدرات المالية والعسكرية التي تأمنت لها منذ الثمانينات حتى الآن تخاف ان تُهزم امام الطائفة السنية في لبنان؟ ام ترى ان معركتها ستكون ضد اسرائيل ومن وراءها؟ وطبعاً بديهيٌ السؤال: لماذا لم تسعَ الطائفة الشيعية للسيطرة على لبنان وحكمه وفقاً لإيديولوجيتها الفقهية، طالما انها تستطيع ذلك بشهادة الاعداء و"اهل البيت" ؟

ولكن يبدو انه لا يعلم ان التحالفات المصلحية لا تلبث ان تسقط امام التهديدات الكبرى مثل حرب تموز 2006 او المغريات الانتخابية والتحالفية كالتي عُرضت على الشيعة عشية انتخابات 2009. او تسقط بسبب عدم التزام احد اطرافها ببنودها، علماً ان اربع سنوات على هذا التحالف لم يُظهر خلالها الطرف الشيعي اي اشارة مباشرة او غير مباشرة الى رغبته بموافقة العماد عون "مضافاً اليها تلميحات الرئيس سليمان" على تعديل الطائف حتى في النقاط التي اثبتت الممارسة الحاجة الميثاقية لتعديلها.

ويسأل الكاتب عن ظروف الخلاف بين العماد عون وباقي مكونات 14 آذار مؤكداً انها على المقاعد والاحجام في الوقت التي كانت مواقفه من سوريا و"حزب الله" تتسم بالعدائية. وقد فاته امران:

الاول - ان تاريخاً طويلاً من الخلاف، على غالبية الملفات اللبنانية والاقليمية، ميّز علاقة التيار الوطني الحر وباقي مكونات 14 آذار وان ذلك "اليوم الكبير" كان تقاطعاً حتمته المواقف المستجدة لهؤلاء من سوريا غداة اغتيال الحريري.

والثاني - ان الخلاف بين الطرفين لم يؤدِّ بالعماد عون الى الارتماء باحضان "حزب الله" ومن خلفه الطائفة الشيعية وسوريا. بل على العكس لان التحالف الرباعي، الذي تأمنت له رعاية اقليمية ودولية جامعة، قد شُكّل لمواجهته.

وجواباً نقول إن حقيقة الخلاف هي الاختلاف بين الطرفين على طبيعة النظرة الى الحلف فهو يريد ندّية وهم يريدون تبعية. هو يريد مشاركة وهم يريدون وصاية. هو يريد وحدة وطنية بين جميع مكونات الوطن وعدم تهميش لاحد وهم يريدون عزل طائفة وتحميلها مسؤولية جريمة لم تقترفها. هو يريد التأكد من المجرمين قبل توجيه الاتهامات وهم يريدون الاتهام السياسي الذي يساعدهم في تغليب الهيمنة. هو يريد علاقات طبيعية مع سوريا بعد خروجها من لبنان وهم يريدون تصفية حسابات مع النظام الذي ساعدهم واوصلهم الى ما وصلوا اليه.

ونحن بدورنا نسأل: هل ان انفراط التحالف الرباعي، الذي قام على تحالف سني - شيعي - درزي، كان بسبب المراكز والاحجام، والمعلوم ان تقاسماً متوازناً للسلطة في البرلمان والحكومة جاء نتيجةً لهذا التحالف؟ ام ان الحسابات والالتزامات المشبوهة لاطراف الاكثرية مع الخارج حتّمت على الطرف الشيعي السعي لتأمين تفاهمٍ داخلي واضح يجنبه الاستفراد ليصبح هدفاً سهل المنال لاسرائيل؟

لقد حاول الكاتب من حيث لا يدري  وهذا ما افترضه  من خلال هذا المقال:

- افراغ وثيقة التفاهم من مضمونها الوحدوي مشككاً بدعوة واضعيها جميع الاطراف اللبنانية الى تبنيها. والتلميح الى ان "تقيةً ما" يمارسها موقعوها للوصول الى اهداف اخرى.

- الإيحاء باستحالة التفاهم والتعايش بين التيار وما يمثل على الساحة المسيحية والشيعة بسبب التباين بين الايديولوجيات التي لا يمكنها ان تتقاطع.

- القطع بان لا مؤامرة اسرائيلية او دولية تستهدف الكيان اللبناني فالامر لا يعدو كونه صراع مصالح طائفية فقط.

- الايحاء بان تجربة "حزب الله" ستفشل في المدى البعيد لأنها لا تستطيع ان تحكم تبعاً لعدم تمكنها من الخروج من منطق المقاومة الى منطق الدولة. في المحصلة، اذا كان الكاتب مقتنعاً بأن "... الداخل اللبناني يستخدم الخارج للاستقواء على بعضه البعض..."، كحقيقة اساسية تطبع المسرح اللبناني منذ بداية تكون الكيان اللبناني، فإن التاريخ القديم والحديث يخبرنا بان "الجيوسياسة" التي تتحكم بلبنان والمنطقة تجعل من هذا الاقتناع غير دقيق. لان ما نشهده في ايامنا هذه هو حلقات من مسلسل تاريخي كبير عنوانه وضع اليد على "بوابة الشرق". فلبنان هو على الطريق القديم التي تربط بين اوروبا والقدس مهبط الديانات السموية. وهو احد المداخل الطبيعية للوصول الى النفط العربي دون المرور بالبحر الاحمر او الخليج - يجب ألا  ننسى منافذ النفط العربي في طرابلس وصيدا. ولبنان هو البلد التعددي الوحيد الذي سمح له تعدده الاتني والحضاري بتشكيل ديموقراطية، قد لا تكون مكتملة ولكنها واحة في صحراء الانظمة المجاورة.

وهذه الديموقراطية ساعدته على انتهاج سياسات اقتصادية واعلامية واجتماعية جعلت منه محط انظار جميع اللاعبين الاقليميين والدوليين على ساحة الشرق الاوسط، يأتون اليه محاولين استعماله منطلقاً لتنفيذ مخططاتهم وبرامجهم. وهم في سبيل ذلك يحاولون دائماً الظهور في مظهر من يهمه المصلحة الداخلية لابنائه ولكنهم سرعان ما يظهرون على حقيقتهم، ولكن واقع لبنان الذي لم يتوافر له ما توفر لجيرانه من ثروات طبيعية جعلته يعوض عن ذلك اما بخسارة دائمة لابنائه نتيجةً للهجرة، واما بطلب المساعدات من الدول التي لطالما ربطت بين مساعداتها ومصالحها القومية التي تترجم مطالب واملاءات تجعل من هذا الوطن صندوق بريد اقليمياً ودولياً توجه منه وبواسطته الرسائل والاشارات بجميع الوسائل وفي جميع الاتجاهات.

طبعاً لولا انقياد - اذا لم نقل تواطؤ - الاطراف الداخلية للارادات الخارجية لما كنا سنشهد هذه الانقسامات الافقية والعمودية في الجسم اللبناني المركب، وذلك لعدة اسباب ذكرناها اهمها الاستهداف الدائم للداخل من قبل الخارج. والحاجة لدى "الداخليين" لتأمين موارد تساعدهم على ممارسة وجودهم الندّي في وجه الاطراف الاخرى المدعومة طبعاً ولكننا نسأل هل إن كل البلدان التي تتركب من جماعات تتعرض لما يتعرض له لبنان؟ ام ان "الجيوسياسة" التي تتحكم بهذا البلد لها التأثير الاكبر في الخلافات الداخلية اللبنانية؟

• محمد شري - "مرحلة موقتة" - "قضايا النهار" – 16/10/2009.

(قيادي في "التيار الوطني الحر")      

 

«جند الله» في مواجهة «حزب الله»

مصطفى زين/ (الحياة)

، الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009

 راهن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، طوال سنوات الحرب مع إيران، على تفجر الوضع الداخلي بين القوميات والأعراق. كانت الأدبيات العراقية الرسمية تستخدم عبارة الشعوب الإيرانية، بدلاً من الشعب الإيراني. احتضن صدام حركة «مجاهدين خلق»، مؤمِناً لها الملجأ والسلاح والتدريب، في انتظار يوم ينصب فيه حكماً موالياً له في طهران. لكن هذا اليوم لم يأت. العراق كله أصبح موالياً لطهران. الحركة الأقوى بين فصائل المعارضة في الداخل والخارج أصبحت جماعة من اللاجئين المضطهدين.

هجمات «جند الله» على «ملتقى الوحدة» ليست تحقيقاً لحلم صدام، أو هي ليست كذلك حتى اللحظة. الهجوم استهدف الاجتماع الذي نظمه قادة «الحرس الثوري» لعقد مصالحة بين زعماء قبائل سنة وشيعة يؤكد سوء الوضع الذي ما زال تحت السيطرة القوية. لكنه جاء عشية اجتماع مسؤولين إيرانيين وأميركيين وأوروبيين لمتابعة البحث في الملف النووي، ويخشى أن يؤثر الهجوم في هذا الاجتماع، بعدما أبدت طهران ليونة في الاجتماع السابق. من البداهة القول أن متضررين من هذا التوجه الإيراني الجديد كانوا وراء الحادث لدفع الجمهورية الإسلامية إلى التشدد، وإبقاء سيف العقوبات مسلطاً عليها. بدا التشدد في رد الفعل الأولي للمسؤولين الإيرانيين فور وقوع الحادث. رئيس البرلمان علي لاريجاني اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بالوقوف وراء العملية، وقال إن الرئيس باراك أوباما «وعد بمد يده إلى إيران، لكنه بهذا العمل أحرق يده».

لكن من جهة أخرى، قد يؤدي هذا الحادث إلى توسيع دائرة المفاوضات بين الطرفين لتطاول الأمن الإقليمي، فتدخل فيها باكستان المعنية مباشرة بما يدور على حدودها. فهي تشن حملة واسعة على «طالبانها»، وتحتاج إلى التنسيق مع الجيران، مثلما تنسق مع واشنطن والحلف الأطلسي. استطاعت إيران أن تتعايش مع كل الحروب التي عصفت بجارتها أفغانستان، منذ عقدت الولايات المتحدة تحالفاً مع «المجاهدين» لمحاربة الإتحاد السوفياتي إلى ما بعد انتهاء هذا التحالف والحروب التي أكلت أمراءها وتسلم حركة «طالبان» السلطة بدعم من إسلام آباد... إلى الإحتلال الأميركي- الأطلسي لافغانستان والحملة العسكرية الباكستانية المتواصلة على الحركة ومؤيديها وسط القبائل، فضلاً عن معايشتها تهديدات بوش. لكن طوال هذا الوقت، أي منذ ثلاثين سنة، لم يتعرض النظام لتهديد مثل التهديد الذي يتعرض له اليوم. في الداخل حركة معارضة سلمية يقودها بعض رموز الثورة الإسلامية. ومعارضة مسلحة أعلنتها جماعة «جند الله» السنية البلوشية، مطالبة، على ما أعلن زعيمها عبد الملك ريغي، بحكم ذاتي. الحدود مع أفغانستان وباكستان التي كانت منطقة لتهريب المخدرات، المحصنة في مواجهة «طالبان» و«القاعدة» لم تعد محصنة. هناك من يخترقها، رافعاً راية قبلية مذهبية في مواجهة راية مذهبية أخرى.«جند الله» في مواجهة «حزب الله»، وبينهما وفي ظلهما شعوب منقسمة متناحرة. ويخشى أن تمتد حروبهما من المحيط إلى الخليج