المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 22 تشرين الأول/2009

إإنجيل القدّيس لوقا .28-11:19

وبَينما هم يُصْغُونَ إِلى هذا الكَلام، أَضافَ إِلَيهِ مَثَلاً لِأَنَّه قَرُبَ مِن، أُورَشَليم، وكانوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكوتَ اللهِ يوشِكُ أَن يَظهَرَ في ذلكَ الحين، قال: «ذَهَبَ رَجُلٌ شَريفُ النَّسَبِ إِلى بَلَدٍ بَعيد، لِيَحصُلَ على المُلْكِ ثُمَّ يَعود. فدَعا عَشرَةَ خُدَّامٍ له، وأَعْطاهم عَشرَةَ أَمْناء وقالَ لهم: تاجِروا بها إِلى أَن أَعود. وكانَ أَهلُ بَلَدِه يُبغِضونَه، فأَرسَلوا وَفْدًا في إِثرِه يَقولون: لا نُريدُ هذا مَلِكًا علَينا. فلمَّا رجَعَ بَعدَ ما حصَلَ على الـمُلْك أَمَرَ بِأن يُدعىْ هؤلاءِ الخَدَمُ الَّذينَ أَعْطاهُمُ المال، لِيَعلَمَ ما بَلَغَ مَكسِبُ كُلٍّ مِنهُم. فمَثَلَ الأَوَّلُ أَمامَه وقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ عَشَرَةَ أَمْناء.

فقالَ له: أَحسَنتَ أَيُّها الخادمُ الصَّالِح، كُنتَ أَمينًا على القَليل، فَلْيَكُنْ لكَ السُّلطانُ على عَشْرِ مُدُن. وجاءَ الثَّاني فقال: يا مَولاي، رَبِحَ مَناكَ خَمسَةَ أَمْناء. فقالَ لِهذا أَيضًا: وأَنتَ كُنْ على خَمسِ مُدُن. وجاءَ الآخَرُ فقال: يا مَولاي، هُوذا مَناكَ قد حَفِظتُه في مِنْديل لأَنِّي خِفتُكَ، فأَنتَ رَجُلٌ شَديد، تَأخُذُ ما لم تَستَودِعْ وتَحصُدُ ما لم تَزرَع. فقالَ له: بكَلامِ فَمِكَ أَدينُكَ أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّير! عَرَفَتني رَجُلاً شَديدًا، آخُذُ ما لم أَستَودِعْ وأَحصُدُ ما لم أزرَع، فلِماذا لم تَضَعْ مالي في بَعضِ المَصارِف؟ وكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّه مع الفائِدة. ثُمَّ قالَ لِلحاضِرين: خُذوا مِنه المَنا وأَعْطوه صاحِبَ الأَمْناءِ العَشَرَة. فقالوا له: يا مَولانا، عِندَه عَشَرَةُ أَمْناء. أَقولُ لكم: كُلُّ مَن كانَ له شَيءٌ، يُعْطى. ومَن لَيسَ لهُ شيء يُنتَزَعُ مِنه حتَّى الَّذي له. أَمَّا أَعدائي أُولِئكَ الَّذينَ لم يُريدوني مَلِكًا علَيهم، فأتوا بِهِم إِلى هُنا، وَاضرِبوا أَعناقَهم أَمامي». قالَ هذا ثُمَّ تَقَدَّمَ صاعِدًا إِلى أُورَشَليم.

 

بان كي مون في تقريره العاشر عن الـ1559: حزب الله بحافظ على ترسانة تشكل تحديا لسيادة لبنان

العديد من أحكام القرار لم تنفّذ بعد من قبل اسرائيل وحزب الله

٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه "كون بعض أحكام قرار مجلس الأمن 1559 للعام 2004 بشأن لبنان قد تم تنفيذها"، لكنّه عبّر عن أسفه لـ"أن العديد من أحكام القرار لم تنفّذ بعد من قبل اسرائيل وحزب الله". وقدّم بان في تقريره نصف السنوي العاشر الى مجلس الأمن بشأن تنفيذ هذا القرار تقويمًا للتقدم المحرز في تنفيذه خلال الأشهر الستة الماضية، وسلّط الضوء على "المخاوف المتبقية التي لا تزال تعرقل الجهود المبذولة لتعزيز سيادة لبنان وسلامته الاقليمية واستقلاله السياسي".

ولاحظ بان في تقريره بـ"إيجابيةٍ" أن "العديد من أحكام القرار قد تم تنفيذها أهمّها ان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية جرت بطريقة حرة ونزيهة، وأن سوريا سحبت قواتها وعتادها العسكري من لبنان، وأن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية كاملة ورفَعا من مستوى محادثاتهما بشأن ترسيم حدودهما المشتركة"، وأشار تقرير بان إلى أن "إسرائيل ما زالت لم تنسحب من الجزء الشمالي من قرية الغجر، في انتهاك لسيادة لبنان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، وبأن "الجهود الدبلوماسية في ما يتعلق بمسألة مزارع شبعا لم تثمر حتى الآن أي نتائج ايجابية".

وحيال استمرار الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية، قال بان إنه أثار هذه المسألة مرارًا مع كبار المسؤولين الاسرائيليين الذين "يبررون أن الطلعات الجوية تنفذ لأسباب أمنية"، مضيفاً بالقول: "أنا أشعر بالأسف لهذه الانتهاكات وأدعو اسرائيل الى وقف مثل هذه الطلعات الجوية". واعتبر بان في الوقت نفسه أن "أنشطة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية في انتهاك متطلبات القرار 1559، لا تزال تشكل تهديدًا لاستقرار البلد، كما تشكل تحديًا لضرورة قيام الحكومة اللبنانية والقوات اللبنانية المسلحة بممارسة احتكارها لاستخدام القوة في جميع أنحاء البلاد".

وذكر بان في تقريره أن "استمرار وجود السلاح خارج سيطرة الحكومة واستمرار أنشطة الميليشيات، لا سيما من جانب حزب الله والفصائل الفلسطينية يشكّل تحدياً لحكومة لبنان وسلطاتها العسكرية"، موضحًا أنّه يأخذ "على محمل الجد التقارير التي تحدثت عن انتشار الجماعات المتطرفة المسلحة، لكن الأمم المتحدة لا تملك وسيلة مستقلة للتحقق منها"، وأضاف: "أدعو جميع الدول الى الالتزام بالحظر المفروض على الأسلحة، وهذا يعتبر عاملاً أساسياً للاستقرار في لبنان والمنطقة، وأناشد جميع الأطراف من داخل لبنان وخارجه الى الوقف الفوري لجميع الجهود الرامية إلى نقل وحيازة أسلحة وبناء قدرات عسكرية خارج سلطة الدولة اللبنانية"، معربًا عن شعوره بـ"القلق أيضّا من الحوادث الأمنية المتكررة والتفجيرات في طرابلس وفي مناطق أخرى في البلاد"، لكنه تابع: "على الرغم من استمرار هذه الحوادث فإنّها تشكل تجربة مستمرة لاستقرار لبنان كما أنها تسلط الضوء على وجود اسلحة خارج سيطرة الحكومة".

ودعا بان لبنان وسوريا الى "التعامل بجدية مع قضية وجود أجزاء من الحدود السورية اللبنانية يسهل اختراقها"، واصفاً الحالة بأنها "شاذة وخطيرة". وعن الانفجارين اللذين وقعا الاسبوع الماضي في المنطقة الواقعة بين حولا وميس الجبل في جنوب لبنان، قال بان إن "المؤشرات الأولية تشير الى أن هذه الانفجارات ناجمة عن عبوات ناسفة تحملها أجهزة استشعار تركتها القوات الاسرائيلية على ما يبدو خلال حرب العام 2006". وأردف قائلاً: "إن حزب الله يحافظ على قدر كبير من القدرة العسكرية والبنى التحتية بمعزل عن الدولة في انتهاك للقرار 1559، لأن هذه الترسانة تشكل تحدّيًا مباشرًا لسيادة الدولة اللبنانية، ولذلك فإنني أجدد ندائي الى حزب الله بأن الامتثال على الفور بجميع قرارات مجلس الأمن وباتفاق الطائف فيه مصلحة لجميع اللبنانيين. وأدعو قادة من حزب الله لاستكمال التحول من جماعة إلى حزب سياسي لبناني فقط بما يتفق مع مقتضيات اتفاق الطائف وأشجع الأطراف الاقليمية التي تحافظ على علاقات وثيقة مع حزب الله على سلوك الاتجاه نفسه".

بان كي مون، أعرب أيضاّ عن "قلقه العميق من أن قادة حزب الله يتحدثون علناً عن الدعم الذي يقدّمونه للنشطاء الفلسطينيين بما في ذلك المساعدات العسكرية"، وذكر أن "اثنين من عناصر حزب الله هما علي كركي وعلي نجم الدين حكم عليهما بالسجن 15 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر من قبل السلطات الأذربيجانية بتهمة التخطيط لهجمات ضد السفارة الاسرائيلية في باكو"، ملاحظاً ان "هذه الأنشطة تشكل تهديدا لاستقرار المنطقة".

وفي ختام تقريره، لفت بان الى ان "زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى المملكة العربية السعودية في أيلول الماضي ومن ثم زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لسوريا في تشرين أول الجاري، ودعوتهما المشتركة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان عناصر اساسية ساهمت على نطاق واسع في تخفيف حدة الوضع السياسي في لبنان".

 

القاهرة: "حزب الله" لا يعرف مدى أضرار التجسس الإسرائيلي على بنيته العسكرية

 معلومات لبنانية عن إنشائه خلايا إرهابية في المناطق المسيحية والسنية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

سخرت أوساط سياسية لبنانية وعربية في بيروت والقاهرة أمس من "التبجح الفارغ" لحزب الله بأن هو الذي "اكتشف" جهازي الرصد والتنصت والتصوير الاسرائيليين في جنوب لبنان, بعدما "تناسى أو تجاهل ذكر الاضرار الحاصلة على بناه التحتية العسكرية والصاروخية والاستخبارية من جراء وجود هذه الأجهزة الاكثر تطورا في العالم, كما نأى بنفسه عن احتمال وجود اجهزة اخرى اسرائيلية من النوع نفسه جنوب نهر الليطاني وقرب قواعد وقيادات اخرى له على امتداد الساحة اللبنانية, والتي يبدو من قيام طائرة التجسس من دون طيار التي تواجدت الاسبوع الماضي بعد اقل من نصف ساعة من وقوع انفجار مرآب طيرفلسية التابع له شرقي صور, ان هناك اجهزة اسرائيلية في المنطقة كشفت الانفجار وبثت معلوماتها الى "من يهمه الامر" في اسرائيل الذي ارسل الطائرة فورا للتصوير والرصد".

وقالت الاوساط اللبنانية ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن: ان هذا "النصر الآلهي" الجديد باكتشاف "حزب الله" الجهازين الاسرائيليين المفجرين "لا يقل غرابة عن نصره الالهي في حرب يوليو 2006 بعدما فقد مسرح عملياته بالكامل في جنوب الليطاني, وخر صاغرا امام انزال قوات دولية من ثلاثين بلدا وارسال الجيش اللبناني الى الحدود بعد منعه طوال ثلاثين عاما, كما فقد 80 في المئة من بناه التحتية العسكرية والاجتماعية والاقتصادية التي بنتها له ايران بمليارات الدولارات واصيب في عناصره بخسائر تجاوزت مئات القتلى والجرحى وفي البلدات والمدن والقرى الشيعية بنحو 1500 قتيل و4500 جريح و800 ألف نازح واستمات في سبيل الوصول الى وقف اطلاق نار مبكر مع الاسرائيليين يحفظ له بعضا من ماء الوجه ويجعل منه - لمجرد وقف العمليات الحربية - "نصرا الهيا" مازال بعده امينه العام حسن نصر الله مختبئا متنقلا بين ملجأ وملجأ بعد مرور ثلاثة اعوام واربعة اشهر على ذلك "النصر الالهي". وأكدت الاوساط الديبلوماسية العربية في القاهرة ان "حزب الله صادق في ادعائه ان اجهزة التجسس الاسرائيلية المكتشفة بعد تفجيرها في جنوب لبنان انما وضعت هناك بعد حرب يوليو ,2006 ومن هنا جاءت ثورته على قوات "يونيفيل" التي اعلنت ان هذه الاجهزة من مخلفات الحرب الماضية, اذ ان شبكة اتصالات الحزب لم يجر توسيعها للوصول الى عمق الجنوب, والى قرب الحدود الاسرائيلية الا في العام التالي 2007 اي قبل نحو العام من كشف الحكومة اللبنانية النقاب عنها واتخاذها قرار تفكيكها, ما ادى الى اجتياح بيروت في مايو ,2008 كما ان ادعاء الحزب صحيح بتركيب هذه الاجهزة في الاراضي اللبنانية بعد تلك الحرب, والا لو كانت موجودة قبلها او خلالها, لكانت المعادلة القتالية تغيرت جذريا لصالح الاسرائيليين, كما تغيرت الان".

وقالت الاوساط "قد يكون حزب الله غير قادر على تحديد المعلومات القيمة التي حصلت عليها اسرائيل من جراء دخولها على شبكة اتصالاته السلكية في الجنوب المربوطة بجميع قادته العسكريين هناك, كما قد يكون لا يعرف العمق الذي اخترقته الاستخبارات الاسرائيلية في انظمته الصاروخية وعناصره البشرية والمتعاونين معه في القرى والبلدات الواقعة خصوصا جنوب الليطاني, بحيث قد تكون تلك الاجهزة التجسسية الاكثر تقدما حسب خبراء عسكريين اوروبيين, اهلت تلك الاستخبارات لتوسيع رقعة "بنك اهدافها" لتشمل عمق لبنان والضاحية الجنوبية من بيروت المزروعة حتما بأجهزة مماثلة, في اي حرب مقبلة عليه وعلى قياداته".

وأعربت الاوساط العربية في القاهرة عن عدم استغرابها اذا ما قدمت اسرائيل لمجلس الامن الدولي معلومات موثقة بالاصوات والصور وبأماكن تواجد قواعد "حزب الله" تحت انف القوات الدولية والجيش اللبناني في جنوب الليطاني ردا على أي شكوى قد يتقدم بها لبنان ضد خرق اسرائيل القرار الدولي ,1701 اذ قد تجعل عناصر الشكوى اللبنانية من وجود اجهزة التجسس او شبكات الجواسيس المكتشفة خلال الاشهر الستة الماضية, "مهزلة" امام الوثائق التي قد تقدمها من دون الاضرار بمصالح استخباراتها وجيشها حول خروقات "حزب الله" لهذا القرار". وحذرت الاوساط السياسية اللبنانية, من جهة اخرى, من "وقوع ازمة سياسية عنيفة في لبنان قبل او بعيد تشكيل الحكومة الجديدة, اذا ما سربت اجهزة امنية لبنانية وبعض استخبارات الاحزاب المؤيدة للدولة, معلومات متداولة الان على نطاق سري ضيق حول انشاء "حزب الله" وحركة امل عشرات الخلايا القتالية داخل المناطق السنية والمسيحية والدرزية مهمتها تفجير اوضاعها من الداخل متى دعت الحاجة الى ذلك".

ونقلت الاوساط عن تلك المعلومات قولها ان "مئات العناصر من حزب الله تعمل على تهريب السلاح والمتفجرات وتخزينها في مناطق ومراكز ومنازل تابعة للحزب القومي الاجتماعي السوري والتيار العوني وحزب المردة بقيادة سليمان فرنجية وبعض التيارات السنية المعارضة "لتيار المستقبل" والناشطة سرا في بيروت وطرابلس وصيدا وبعض مناطق البقاع الغربي, وان العناصر الشيعية تدخل وتخرج من تلك المناطق واليها تحت استار هذه الاحزاب والتيارات والمجموعات وتقيم قيادات خلاياها داخل قرى شيعية في جبل لبنان المسيحي وساحله وفي احياء وشوارع المدن السنية وبلدات شيعية قريبة من اماكن الكثافة السنية في البقاع خصوصا".

 

حسن يعقوب مفقود؟!

٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

موقع القوات اللبنانية/الثلاثاء 20 تشرين الاول كان موعد جلسة الاستماع الى النائب السابق حسن يعقوب في الدعوى الاولى المقامة ضده من "القوات اللبنانية"، فلم يحضر يعقوب بحجة عدم علمه بموعد الجلسة فيما افادت موكلته مي الخنسا بأنها "لم تعثر عليه ولا تعرف مكانه" لتبلغه بموعد الجلسة.

 

 

مقابلة من جريدة السياسة مع أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد بيضون

الحرب الإسرائيلية المدمرة للبنان... آتية

الديمقراطية ماتت والطوائف تبحث عن يقينها في الخارج

الولاء الشيعي لسورية هو الأقوى اليوم ولكنه ليس أصلياً

الحرب هي التي فرضت اختزال الطائفة بقيادتها السياسية

رئيس الجمهورية كان الحكم ولكن هذا الدور صودر منه

سورية صنعت منذ 1973 قفصاً للعدوانية الإسرائيلية

بيروت - "السياسة":

 يبتعد الحوار مع أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد بيضون عن يوميات السياسة اللبنانية والعربية والإقليمية, رغم أن الأسئلة تخص هذه اليوميات, وتبدو الأجوبة وكأنها عنها. ذلك أن البحث في ثنايا سياسات الدول والأطرف من باحث ومفكر كالدكتور بيضون, لا يرضى بالظاهر, أو يكتفي بالمُعلن. إنما يذهب إلى ما خلف الصورة ويفكر علميا بما هو كامن ومستتر, مُستخدما أدوات البحث اللازمة: التوصيف السوسيولوجي لمكونات اللعبة السياسية, تعريف الظواهر الاجتماعية والسياسية, استقراء التاريخ المسؤول عن أمور حاضرة, ورسم الخطوط العريضة لحركة الأحداث, التي تفسر هذا التفصيل أو ذاك من ماض قريب, أو بعيد. وفي نهاية المطاف, استشراف آفاق ومآل هذه الحركة في المستقبل.  يستمتع الدكتور بيضون, صاحب عشرات المؤلفات والدراسات والأبحاث والمقالات, بإجراء حوار سياسي مُستخدماً "عدة شغل" غير سياسية. هكذا يتفوق الفكر على المُناورة. ويفضح العلم المُؤامرة. ويغدو المستقبل اللبناني والعربي والإقليمي أمراً معلوماً ولو حزيناً قاتماً.

في لبنان, يؤكد الدكتور بيضون أن استمرار سلاح "حزب الله" خارج إطار الدولة, سيؤدي إلى مزيد من الحروب التدميرية الشاملة على لبنان. ويُذكر أن الرغبة الإيرانية أملت في العام 2000 عدم استغلال فرصة التحرير, لجعل السلاح في خدمة المصلحة الوطنية اللبنانية, فأدى ذلك إلى حرب 2006 ومن ثم إلى أحداث 7 مايو ,2008 التي كان يجب تجنبها بأي ثمن.

ويصف بيضون كيف أن الولاء الشيعي لسورية هو الأقوى اليوم, ولكنه ليس ولاءً أصلياً, إنما الولاء الأصلي لإيران نظراً إلى التجانس الرمزي المذهبي بين شيعة لبنان وإيران, والتي يرون في العلاقة معها نوعاً من التوسع نحو بحرها.

وإذ يستبعد أن توجه ضربة عسكرية إلى إيران بسبب برنامجها النووي, أكد أن فرض المزيد من العقوبات المؤثرة عليها, قد يجعلها ترد على إسرائيل في لبنان عبر "حزب الله". ويؤكد الدكتور بيضون أن إيران لن تنال من الغرب ما يُلبي مطامحها الإقليمية في المنطقة العربية, ما سيؤدي إلى استمرار النزاع, فتواصل طهران سياسة خلخلة الدول الوطنية في المنطقة, وآخر مثال عليها الموقف في اليمن.

وفي عمق التكوين اللبناني يغوص بيضون فيرى أن الديمقراطية اللبنانية كُفت عن العمل وماتت بفعل تحكم بعض القيادات بطوائفها وربط هذه الطوائف بشكل عميق بالنزاعات الإقليمية, بحيث يستحيل تشكيل حكومة في لبنان لتعالج المشكلات المتفاقمة, من دون حصول تفاهم إقليمي.

ويُحذر من أن لبنان يتجه إلى أحد احتمالين, فإما انفجار النزاع الأهلي, وهذا يتطلب قراراً خارجياً غير متوافر حاليا, وإما الانهيار تحت وطأة المُشكلات الكبرى, وهذا الاحتمال المرجح. ويصف بيضون حال المجموعات اللبنانية الأساسية والمسببة لهذا الواقع بأنه, إما ينطوي على يقين خارجي لا يتزحزح, وإما أنه تابع ليقين مُلتحق, أو خاضع لحسابات القوة. 

ويقرأ بيضون في الواقع الإقليمي والدولي تغييراً في السياسة الأميركية, يتخلى عن استخدام القوة العسكرية, ما يجعل دمشق متحررة من الضغط الذي يكبحها عن إيذاء القوى السياسية اللبنانية التي تُعاديها.

"السياسة" حاورت الدكتور بيضون على النحو الآتي:

 

 

  ما الأسباب الحقيقية والعميقة لتعثر تشكيل الحكومة في لبنان?

  أساس المُشكلة هو المُصادرة الخانقة لطوائف رئيسة من جانب قياداتها السياسية, أو من جانب التنظيمات السياسية التي تُهيمن على مُقدراتها وتحتكر تمثيلها. هذا الوضع جعل كل طائفة مرهونة التمثيل في السلطة بإرادة طرف واحد, وبما يطل عليه هذا الطرف من مصالح وصراعات في محيط البلاد, كما أن هذا الوضع جعل من كل الأطراف, لا يُستغنى عنها. وأخلى البلاد, بالتالي, من البدائل وما تتيحه البدائل من مرونة في التجاذب السياسي, وفي عمليات من نوع تشكيل حكومة وما إلى ذلك.

حين يكون الطرف مُدركاً أنه لا بديل له ولا يُستغنى عنه, تصبح قدرته على تعطيل المُؤسسات الدستورية, ولو بمفرده, من دون حدود تقريباً, ويميل, بطبيعة الحال, إلى التصلب ويصبح غير ميال إلى التنازلات المقبولة, المفترض تقديمها من جميع الأطراف, حتى تستقيم العملية السياسية. وما يجعل هذا الميل إلى التصلب غالباً, هو أولاً الضغوط التي يتعرض لها الطرف السياسي من قواعده ومن الوسط المعبأ الذي يتحرك ضمنه, والذي لا يرضى لمن يمثله إلا بموقع الغلبة وبالحصة الكبرى وما إلى ذلك. وما يُعزز هذا الميل أيضاً هو التوجيه السياسي المُستقى من النزاعات الإقليمية الدائرة, وهي معروفة.

هذا هو أساس المعضلة التي غرق فيها لبنان, لا اليوم فقط, بل مُنذ سنوات الحرب. والواقع أن الحرب هي التي فرضت اختزال الطائفة بقيادتها السياسية. وقد غطي هذا الأمر مُدة عقد ونصف العقد, بعد انتهاء الحرب, بالدور السوري. هذا الدور كان مُهيمناً وكانت له قوة التحكيم, التي تمكن مقارنتها, مع حفظ الفوارق, بالدور الذي كان لرئاسة الجمهورية قبل الحرب. مارس الوصي السوري هذا الدور في تلك المُدة, وحين اضطر إلى الخروج من لبنان انكشف الأمر, انكشف واقع كان الدور السوري يغطيه, وظهر ما أحدثته الحرب, بأطرافها الداخليين والخارجيين, من خراب في أساس النظام اللبناني, المختل أصلا, وفي منطق عمله.

  تُشيرون إلى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي كرست الزعامات الطائفية الأحادية. ولكن ألا يعني هذا أن لبنان يعيش الفيدرالية الطائفية والمذهبية المُقنعة?

  هناك في الواقع فدرلة نزاعية. هي ليست فيدرالية مُستقرة ومعروفة القواعد, بما هي نظام, ولها مُؤسساتها. هي فدرلة بلا قواعد مستقرة تضبط العلاقات مؤسسياً ما بين الطوائف. بالطبع كان يقال دائماً إن لبنان فيدرالية طوائف, وكان يقال إن النظام التعددي اللبناني هو نظام فيدرالي مموه, وإنه ليس فيدرالية جغرافية, بل فيدرالية شخصية. أي أنه يقوم على وضعية اتحادية بين شخصيات معنوية هي الطوائف لا تستقر كل واحدة منها بالضرورة في منطقة بعينها. بنتيجة الحرب, تقدمنا شوطاً نحو الفيدرالية الجغرافية, لأن الاختلاط الذي كان قائماً قبل الحرب, تقلص وضاق نطاقه إلى حد بعيد. لكن الفيدرالية السياسية تفترض, لتستقر, توافقاً بين الأطراف على السياستين الخارجية والدفاعية وعلى توزيع العبء الضريبي المركزي, وعلى سياسة الإنفاق المركزي. وهذه على وجه الدقة, هي محاور الخلاف الرئيسة بين الأطراف اللبنانيين. فلا يسوغ الحديث, مع هذا الخلاف, عن نظام فيدرالي, قائم أو مُمكن.

من جهة أخرى, فقدت ابتداء من عامي 2004 و2005 قوة التحكيم التي أشرنا إليها والتي كانت سورية قبل ذلك. وكان "دستور الطائف" قد أضعف قوة التحكيم الوطنية, التي كان يُمكن أن تخلف قوة التحكيم السورية, وهي رئاسة الجمهورية, على الصورة التي عرفناها قبل سنوات الحرب. بالطبع كانت لهذا الاضعاف أسبابه. فإن هيمنة رئيس الجمهورية المُنتمي إلى طائفة بعينها, كانت واحداً من مدارات الحرب, ولم يكن مُمكناً (ولا يزال غير مُمكن) تجاهل هذا الأمر وإبقاء الأوضاع على ما كانت عليه في المرحلة السابقة.

ولكن, من ناحية أخرى, كان "اتفاق الطائف" قد أرسى قواعد لما أطلق عليه اسم المرحلة الانتقالية. هذه المرحلة, كان يجب أن تسوقنا إلى "إلغاء الطائفية السياسية". ولو وصلت البلاد إلى هذا البر, لكان ممكناً إذاك أن يُعاد البحث في تكوين جديد لقوة التحكيم الوطنية يرد إليها تماسكها. ذلك أن مؤسسات السلطة لن تعود إذاك مرتبطة بهذه الطائفة أو تلك, وستبطل الحجة التي وضعت خلال سنوات الحرب, بل قبلها بزمن بعيد, في وجه القوة المفرطة لرئاسة الجمهورية.

  كيف تصف أوضاع الطوائف اللبنانية الرئيسة وعلاقاتها في ما بينها?

  إذا بدأنا بالموارنة أمكن أن نُلاحظ أنهم اليوم جماعة مُفتقرة إلى اليقين في السياسة. ولذا هم منقسمون. وانقسامهم يُلحقهم بيقينين متواجهين من طريقين غير مُباشرين. بمعنى أنه إذا سلمنا أن كلاً من الطوائف اللبنانية الرئيسة مُلتحقة اليوم بقطب من الأقطاب الإقليمية والدولية, فإن الموارنة, من جهتهم, ملتحقون بالواسطة, وليسوا مُلتحقين مُباشرة. وفي هذا دليل على التراجع الذي أصاب الموقع الماروني في البلاد.

الطرفان الآخران نجد كلاً منهما منطوياً على يقين لا يهتز.

اليقين السعودي في حالة السنة. واليقين الإيراني في حالة الشيعة. وما خلا ذلك فهو على الأرجح أقل أهمية, وإن بقي مهماً جداً. هو يقع في باب الاستكمال والتسهيل والخضوع لإلزامات وضع مُعين, ولحاجاته, ولشروط حيازة القوة وممارستها.

مثلاً: الدور السوري والالتحاق به, لا يعد أصلياً في حالة الشيعة. الأصلي هو الإيراني. هذا لا يمنع أن الدور السوري بالغ الأهمية والفاعلية, في حالة الشيعة, بسبب السطوة التي للجار السوري على لبنان كله, ولأن ممارسة الدور الإيراني نفسه مشروطة أصلاً بالرضى السوري, ومرتبطة بالتحالف السوري الإيراني. وعليه فإن شرط فاعلية الدور الإيراني في لبنان, هو أن يكون المعبر السوري مؤمنا له. ولذلك أسباب جيوسياسية لا جغرافية فقط.

بعبارات أخرى, نجد أن الولاء للنظام السوري أمكن أن يتقلب بين الطوائف في مدى الأربعين سنة الماضية. فتارة كان الموارنة هم حلفاء السوريين, وتارة كان السنة هم الحلفاء. واليوم يبدو أن الشيعة هم الأكثر ولاء للدور السوري. هذا التقلب يعني أنه لا يوجد شيء أصلي, لا فكاك منه في علاقة هذه الطائفة أو تلك بسورية. لا يوجد جاذب يقع في خانة التجانس العميق بين الطائفة وبين النظام السوري.

في الحالة الإيرانية, الأمر مختلف. والموضوع ليس موضوع المساعدات المالية والعسكرية والسياسية وحدها. هناك جانب آخر أسميه الجانب الرمزي, وهو ذو أهمية بالغة في تكوين العلاقة بين الشيعة وإيران. ذاك هو التجانس المذهبي, وهو الذي يجعل من الولاء نوعاً من التوسع للهوية الشيعية اللبنانية نفسها, يفيض عن الحدود الوطنية, بجاذب من بحر مجانس هو البحر الإيراني. أقول هذا بلا غفلة عن العامل "الاصطناعي" في هذا "الفيض" أو "الطوفان" وهو يتمثل, قبل كل شيء, في جهود "تربوية" جبارة, إيرانية المصدر والمشرب, بدلت في صفوف الشيعة اللبنانيين, كباراً وصغاراً, في غضون العقود الثلاثة الأخيرة, وغيرت كثيراً من ملامح التشيع اللبناني التي كنا نعرف.

الشيء نفسه يقال في العلاقة بين السنة والمملكة العربية السعودية. تقدمت السعودية إلى هذا الموقع بعد تراجع الدور المصري وعزوف المصريين عن التدخل الواثق والفاعل, لا في السياسات العربية على مستوى الدول ربما. ولكن على الأقل, في استقطاب الولاءات الشعبية داخل هذه الدولة العربية أو تلك, من داخل الدولة المذكورة أو من فوق كتفها. فالمصريون بعد عبد الناصر تركوا هذه اللعبة إلى حد بعيد.

على هذا تبدو السعودية اليوم في المقدمة لجهة قيادتها تياراً غالباً من الإسلام السني في العالم العربي. وهنا أيضاً تبدو المجانسة الرمزية قوية وراسخة, خصوصاً أنها ترسو في حالة السنة اللبنانيين على تكوين اجتماعي واقتصادي أيضا. فالطائفة السنية اللبنانية يوجه خياراتها السياسية نفوذ الطبقة الوسطى, ولفئة رجال الأعمال فيها فاعلية وأهمية كبيرة. وهذا الوسط يجمعه تجانس مصالح بالسعودية, لا لجهة ما هو قائم من علاقات مادية فعلية بين الطرفين فقط, وإنما أيضاً لجهة المثل, أي لجهة تصور ما يجب أن يكون عليه المجتمع اللبناني, وما يجب أن يغلب على سلم القيم والأولويات في هذا المجتمع. هذا التصور يندرج في ما يُمكن أن نسميه التوجه السياسي الاجتماعي للمملكة العربية السعودية, في المجال العربي, أي ما تفضل السعودية أن تكون عليه الأحوال في سائر البلاد العربية, وأن تكون عليه الأولويات والتوجهات السياسية.

  كيف ينعكس ارتباط الطوائف اللبنانية بمن يُجانسها مذهبياً في الخارج على الواقع الداخلي, وعلى علاقاتها ببعضها البعض, ولنأخذ الشيعة كمثال, لا سيما بوجود السلاح?

  هي تنعكس في الواقع انعكاساً نزاعياً وثمة مواجهة كما هو معروف بين ما يطلق عليه اصطلاحاً اسم "14 آذار" و"8 آذار". هذا النزاع انطلق من وقائع دموية وصحبته هذه الوقائع مدة من الزمن, وآخر تجلياته غير البعيدة أحداث 7 مايو 2008, وقد سبق ذلك مراحل وأحداثاً معروفة ولا ضرورة لاسترجاعها منذ خريف العام 2004.

هناك إذا حالة نزاعية تحيل البلاد في الواقع إلى علبة بريد كما يُقال, تتبادل فيها الرسائل, ويتبع فيها التأزيم أو الانفراج مواقف تتحدد في الخارج, أو على الأقل نوع من التركيب بين المواقف التي تتحدد في الخارج, وحسابات القوى الداخلية.

في ما يتصل بالسلاح: لا شك أن هذا الأمر يطرح, بسبب جسامة مفاعيله, مشكلة يُمكن اعتبارها الأضخم والأعصى على الحل من بين كل المشكلات الأخرى التي تواجهها الدولة, ويواجهها اللبنانيون في هذه المرحلة. لو كان للقيمين على السلاح قدر من الاستقلال بتصرفهم يبيح لهم الاستجابة إلى دواعي الاستقرار الوطني وتماسك الدولة والمجتمع, لأمكن أن يبدأ علاج مُشكلة السلاح منذ عام 2000. في ذلك العام تحرر الجنوب اللبناني المحتل. وخرج جيش الاحتلال وأعوانه على الصورة المعلومة بعد التضحيات الجسيمة التي بذلت منذ العام 1982, واشتركت فيها أطراف عدة, ثم انفرد بها "حزب الله" في ظروف نزاعات دموية داخلية, استغرقت السنوات الأخيرة من الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي. هذا الحدث الكبير, بما هو مكون لمنجز ضخم من منجزات الوطن اللبناني, لم يُبن عليه ما يرعى مصالح هذا الوطن الكبرى وسلامته الأساسية. كان ممكناً الانطلاق من هذا الحدث, لتأسيس مرحلة جديدة من سيرة الموقع اللبناني في النزاع العربي - الإسرائيلي. وكان ممكناً النظر في ما هي عليه الحال بعد العام 1973 بين سورية وإسرائيل, ولاحقاً بين مصر وإسرائيل, والأردن وإسرائيل. كان يُمكن التفكر في هذه التجارب, لا لنسخها أو الاقتداء بها, ولكن لابتداع صيغة لبنانية ترعى المصلحة الوطنية اللبنانية وتحلها محل الصدارة... صيغة كان لابد أن تأتي أفضل من الصيغ التي اعتمدتها الدول المذكورة, لأن لبنان لم يكن ثمة ما يسوقه إلى معاهدة صلح مع إسرائيل. كان ممكنا التأسيس على اتفاق الهدنة, كإطار لحفظ المصالح اللبنانية, وهو أي الاتفاق قد حفظ سلامة لبنان فعلياً, رغم الخروقات المحدودة, مدة 20 عاماً بين العامين 1948 و1968.

كان يُمكن التأسيس على ذلك, وكان يُمكن توظيف السلاح الذي بحوزة "حزب الله" إذا تم إلحاقه بسيادة الدولة وقرارها, حتى يكون عنصراً في هذا التشكيل الجديد للموقع اللبناني من النزاع العربي الإسرائيلي. ولم يكن متوجباً بالضرورة إذاك أن يطرح موضوع التخلي عن سلاح "حزب الله", وإنما كان المطلوب إدراج إمرته كليا في الإطار اللبناني, بما يحفظ البلاد ويصون بشرها وعمرانها. عوضاً عن ذلك أملت الرغبة الإيرانية والدور السوري توجها مخالفاً لهذه الغاية, فانتهينا إلى مزيد من انكشاف البلاد ومن تورطها في الصيغة الحربية للنزاع العربي الإسرائيلي. وقد تجلى ذلك في حرب العام 2006 خصوصاً, هذه الحرب أسفرت بدورها عن مزيد من التوريط المقبل للبلاد في منطق المواجهة العسكرية المنفردة مع إسرائيل.

بالطبع يسوغ هذا الأمر عادة بالحديث عن الطبيعة العدوانية لإسرائيل. لا أعتقد أن حديث الطبائع هو حديث مقنع, أو يُمكن البناء عليه في الحسابات السياسية والستراتيجية. وحتى إذا سلمنا أن إسرائيل "وحش" ذو "طبيعة" عدوانية, فالوحش قد يُدعى إلى المبارزة دورياً, وقد يُصنع له قفص. والخياران مُختلفان جداً الواحد عن الآخر. وما أراه أن دمشق, ورغم تفاوت القوة العسكرية بينها وبين إسرائيل, ورغم وجود أرض مُحتلة لها منذ العام 1967, قد صنعت قفصاً, منذ حرب 1973, للعدوانية الإسرائيلية, وأمكن أن تضبطها طيلة هذه المدة. وهذا ما فعلته القاهرة وعمان أيضا بصيغة مختلفة.

التضامن مع الحقوق الفلسطينية والانخراط في النضال العربي من أجل مُستقبل هذه المنطقة من العالم, وسيطرتها على مُقدراتها, لا يُمليان بالضرورة خيار المُواجهة المُسلحة, خصوصاً إذا كان المعني بلداً صغيراً وحساس التكوين من طراز لبنان. ذلك أن الخيار المُسلح في حالة لبنان, لا يقتصر خطره على ما يُمكن أن يحصل للبلاد من قتل للأنفس من جهة إسرائيل ومن دمار للعمران, وإنما لهذا الخيار وجه تدميري آخر هو الوجه السياسي الوطني. بمعنى أن فرض هذا الخيار على جملة البلاد, بينما يوجد في لبنان أطراف كبرى غير مُقتنعة به, يُفضي, من سبل مُختلفة, إلى تفكك البلاد سياسياً وإلى وقوفها على حافة النزاع الأهلي متى توافرت ظروف أخرى لاندلاع هذا النزاع. وهذا واقع نعايشه ونعيشه, وليس هو, بطبيعة الحال, أفضل الطرق لمُواجهة إسرائيل والتغلب عليها.

  بهذا المعنى فإن أحداث 7 مايو 2008 هي من نتائج حرب عام 2006, بما تركته من انقسام حاد على نتائج الحرب ووجود السلاح?

  7 مايو هو من نتائج استمرار السلاح خارج سلطة الدولة. وهو حدث ترك آثاراً مرة على العلاقات بين الطائفتين السنية والشيعية خصوصاً, وهو حدث كان يجب تجنبه بأي ثمن. ولكنه وقع, مع الأسف, وبانت آثاره المدمرة وما زالت.

  تتذرع الأطراف السياسية بأن لها جمهورها العريض وقد دللت على ذلك بالتظاهرات المليونية. ولكن نزول هذه الملايين لم يُغير في المعادلة السياسية, من هذا الجانب أو ذاك. فما مصير الديمقراطية في لبنان, وهل ما زالت الديمقراطية صالحة?

  الديمقراطية اللبنانية كفت عن العمل. وهذا الأمر يجب الاعتراف به. ولا يغيره أن صحيفة "تشرين" السورية أشارت إلى هذا الأمر قبل أيام من موقع الشماتة. ما يجب السؤال عنه, ليس إن كان مجاراة الشماتة التشرينية سائغة... السؤال هو من الذي أتاح لصحيفة "تشرين" فرصة لنعي الديمقراطية اللبنانية? والملامة بالتالي ليست على من يقول قول ف¯ "تشرين", بل على من صنع لها فرصة التفوه بما قالته.

الديمقراطية اللبنانية ماتت لأن القوى الطائفية باتت مُتصلة أعمق الاتصال بنزاعات إقليمية, لا يُمكن انتظار حلها حتى نواجه المُهمات الداخلية, من قبيل تشكيل الحكومة, عبر اتخاذ أي قرار تمليه ظروف البلاد وحاجاتها. لا يُمكن لأي بلد أن يستمر في العيش على هذه الوتيرة, على إيقاع نزاعات إقليمية يراقبها ليعلم إن كان عليه أن يتخذ في الداخل هذا القرار, أو ذاك, سواء كانت له صفة اقتصادية أو سياسية أو مؤسسية. وجود الدولة نفسه, يعني أن لها حرمة مصونة إلى حد كاف لاتخاذ القرارات اللازمة, وفقاً لمعطيات الداخل, ووفقاً لحسابات تجري في الداخل.

الاستقلال في الواقع ليس الخروج من العلاقات بالعالم أو بالإقليم, وليس نوعا من وضع الحبل على الغارب لدولة تفعل ما تشاء. الاستقلال هو بكل بساطة إمكان الحساب. أي أن يكون للدولة القدرة أن تُجري حسابا عند اتخاذ قرار ما, بما لهذا القرار وما عليه, وأن تتخذ ما يلزم. حين نكون موصولين بهذه الشدة بحبال الخارج, يُصبح الحساب الداخلي شبه مُتعذر, وتُصبح السياسة الداخلية تبلغا لإملاءات الخارج المُتنافرة. ويُصبح واقع الأزمة والاستعصاء مُتسلسلاً بلا حد. وهذا يجعل المُشكلات تتراكم وتتضخم عوضاً عن أن تُحل.

ننتهي في الواقع لا إلى احتمال واحد هو الذي يبعث أقصى الخوف في نفوس الناس, وهو احتمال النزاع الأهلي, وإنما ننتهي في الواقع إلى أحد احتمالين يلوحان في الأفق, وهما احتمال الانفجار الذي ذكرنا, واحتمال الانهيار. وذاك أن المشكلات لا تُعالج, بل تترك لنموها الطبيعي أو غير الطبيعي, بحيث أنها تمتحن طاقة البلاد على الاحتمال, وتُنذر بأوخم العواقب. مُشكلات كبرى من قبيل الدين العام, ومن قبيل أزمة الكهرباء المرتبطة بدورها بالدين العام, ومن قبيل التردي المُتزايد لمعاش الكثرة من الأسر وحالة الهجرة المُتفاقمة, كلها لا تُعالج. هي تنتظر الحكومة. ولكن ليس معلوما إن كان سيُمكن التصدي فعلاً لهذا النوع من المُشكلات, متى شكلت الحكومة. فيبدو, بسبب العلة الأساسية التي ذكرنها, ان الفارق بين غياب الحكومة وبين وجود حكومة في ظل الشروط التي أملت الغياب, فارق قد لا يكون كبيراً.

  هل تعتقد بأرجحية وقوع حرب أهلية أم أن الأمر مُرتبط أيضا بقرار خارجي?

  في الأساس هو قرار خارجي. لا شك أنه ستكون ثمة تهيئة داخلية, لأن الحرب لا تحتملها إلا البنية النزاعية الداخلية. وهذه البنية تبدو بالفعل قائمة في كثير من مقوماتها. ثمة مقومات أخرى تنشئها الحرب نفسها إذا نشبت. ولكن يجب أن يوجد أيضاً من يريد تحمل أعباء الحرب في المحيط. هذه الأعباء ليست مادية فقط كما قد يتهيأ لنا للوهلة الأولى, وإنما هي أيضاً أعباء سياسية ومعنوية. الحرب في لبنان لها أثرها المؤكد في محيطه وعلى دول عربية قريبة وبعيدة منه. ولهذه الدول حساباتها في ما يخص الأطراف الطائفية الموالية لها, والمصير الذي يمكن أن تنتهي إليه هذه الأطراف في سياق الحرب وبنتيجتها.

لذلك فإن حساب الحرب مُعقد ولا يُمكن أن تندلع حرب خارج هذا الحساب. فإذا كان تشكيل حكومة أو عدمه مضبوطاً إلى هذا الحد وممسوك المقاليد إلى حد كبير, فإن اندلاع الحرب ممسوك بشدة أكبر. وأعتقد أن احتمال اتخاذ هذا القرار في القريب, هو احتمال ضعيف. ولكن هذا لا يمنع من حصول اضطرابات كبيرة وصغيرة. وقد شهدنا نماذج منها في الأيام الماضية, وكنا قد شهدنا نماذج أكبر, في السنة الماضية أو السنوات التي سبقتها. هذا الاحتمال الضعيف أيضا لا يمنع نوعا من التكرار لحرب العام 2006, وقد يأتي بمبادرة إسرائيلية عدوانية بفعل التجاذب الدائر على الصعيد الإقليمي بشأن مُشكلة السلام, وموقف الحكومة الإسرائيلية الحالية من هذا التجاذب, وقد يأتي بمبادرة من الجهة المُقابلة, وفي الحالتين ستكون النتائج وبالاً على بلادنا, ولا يُعد عزاء أن يسقط عشرات أو مئات من القتلى الإسرائيليين, وأن يحصل قدر من الدمار المقابل في إسرائيل, هذا, في نظري, لم يعوض ما خسرته بلادنا في حرب العام 2006.

  هل البلد أقرب إلى احتمال الانهيار?

  هذا ما أرجحه, في مدى لا أزعم القُدرة على تخمينه, إذا استمرت المُشكلات التي سبق ذكرها من دون حل, لا شك أن هناك تطورات إيجابية ظرفية قد تؤجل الانهيار, مثلاً: كثر الحديث عن موسم الاصطياف الممتاز هذا العام, وقد وفر موارد وأحدث انتعاشاً. ولكن لا يُمكن التعويل في المدى الستراتيجي على هذا النوع من الظروف, وإنما يجب مُواجهة المُشكلات البنيوية... الخلل البنيوي الفادح الذي نتخبط فيه مُنذ سنوات كثيرة.

  كيف تقرأ المشهد الإقليمي بشقيه, الخاص بالصراع العربي الإسرائيلي والثاني التمدد الإيراني في المنطقة?

  الموقع الإيراني في المنطقة يُمارس أثره باتجاه مُحدد منذ ثلاثين عاماً, وهذا الاتجاه يُفضي إلى خلخلة دول عربية عدة في المنطقة. ونحن نلمس آخر تأثير له في اليمن, ونسمع عن ظواهر قلق وحالات تململ في دُول أخرى, ونحن نعرف الواقع الذي نحن عليه في لبنان.

في النطاق العربي كان من شأن دولة في حجم مصر أن تُوازن هذا الأثر مُوازنة فعلية, لو أن مصر بقي لها من الإمكانات ما يُناسب الحجم المُفترض لدورها, ولكن مصر اليوم مُتخبطة في مُشكلات كثيرة يبدو بعضها عصيا على الحل. وتبدو السعودية في موقع القيادة, ولكن يبرز أيضاً من خارج النطاق العربي الدور التركي, وليس ثمة شك بأن ما استفز هذه العودة النشيطة لتركيا إلى العالم العربي, إنما هو في الأساس استواء بلدان عربية كثيرة مجالاً للأثر الإيراني, وتمكن طهران من مصادرة قضايا وهموم عربية باسم الإسلام وفي مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية.

على هذا, أستبعد حالياً أن تكون المنطقة مُقبلة على حرب... على ضربة لإيران مثلاً, تحدث حرائق في كثير من دول المنطقة. ويبدو المرجح, طالما أن إيران غير مُزمعة الاقتراب من المطالب الدولية, والغربية بالتحديد, المُتعلقة ببرنامجها النووي, أن ينتهي الأمر إلى تشديد العقوبات, وهذا أمر ليس قليل الأثر لا في إيران نفسها, رغم وجود منافذ له, صينية أو روسية أو غيرها... ولا هو قليل الأثر في بلاد عربية عدة, وقد يكون أولها لبنان إذ قد تعمد إيران في هذه الحالة إلى الرد من خلال ما تُمسك به من مقاليد في الساحة اللبنانية, ومن خلال موقع لبنان في مُواجهة إسرائيل.

  أي أن يتكرر سيناريو 2006?

  مُمكن, ولو على نحو مُختلف وقد يكون النطاق أوسع والدمار أشد, قد تكون الخسائر في إسرائيل أوسع هذه المرة, وقد لا تتمكن إسرائيل من تحقيق الأهداف التي تضعها لهذه الحرب, ولكن الذي لا شك فيه أن لبنان سيحصد دماراً هائلاً.

  ماذا يُمثل الدخول الإيراني على الصراع العربي - الإسرائيلي? وهل يُمكن الحديث بعد عن نزاع عربي - إسرائيلي?

  الصراع العربي - الإسرائيلي صودر وأصبح مُدرجاً في مُواجهة إسلامية غربية في الواقع, هي ليست مُواجهة بين عالم إسلامي وعالم غربي كما تُصور الأمور أحياناً بالمعنى الشامل للكلمة, بل هي مُواجهة بين دول وبين خيارات سياسية بالدرجة الأولى, هذا الإدراج يعني أن المُشكلة الفلسطينية أصبحت عنصراً محدوداً من مُواجهة أشمل, هي في الواقع في غاية التعقيد, لأن في كل من طرفيها خروقات وتناقضات شديدة وكثيرة, فالموقف الأميركي في هذه المواجهة, ليس الموقف الأوروبي, والموقف الروسي يختلف عن الموقف الصيني, وفي الجهة الإسلامية هناك إسلام سني تمثله دول مثل مصر والسعودية, وهناك "إسلام سني" آخر تمثله "القاعدة" وله على ما يبدو قنوات تُغذيه.

وهناك إلى جانب هذا الإسلام السني إسلام شيعي موقعه الأهم والأوسع هو إيران, والعلاقات بين هذه الأجنحة كلها ليست بسيطة, ولا يمكن قراءتها باتجاه واحد, فإنما علاقات مُتقلبة, قد لا تستبعد تحالفاً بين طرفين في المعسكر الواحد, أو مُواجهة بين طرفين آخرين في هذا المعسكر.

  ألا تسعى إيران من خلال تدخلها في ملفات المنطقة, إلى تحقيق قدر من النفوذ يُؤهلها للتفاوض مع الولايات المُتحدة الأميركية, لاستعادة دور كان يؤديه الشاه الراحل?

  الأرجح أن إيران تعلم أن ما قد تُعطى من دور في المنطقة ليس مُتناسباً ومطامحها, هذه المنطقة هي منطقة النفط, وهي منطقة المصالح الستراتيجية الكبرى, وهي التي لا بد من استبقاء إمكانات للمواجهة فيها, تخوضها المصالح الغربية ضد التيارات الراديكالية القائمة, أو التي يُمكن أن تقوم, بالتالي ليس واردا تخلي المعسكر الغربي عن مصالحه وعن المفاتيح التي بيده في المنطقة. هذا ما تعرفه إيران, وثمة على الأرجح في هذه المعرفة ما يُقنع إيران بأنها لن تحصل على ما تريد تماماً.

  هل يُمكن قيام تحالف عربي حقيقي في مُواجهة هذا المد الإيراني?

  لا أعتقد أن ذلك مُمكن, لأن الخلافات العربية والصراعات في ما بين الأقطار العربية أعمق من أن تأذن بقيام حلف من هذا الطراز.

  بالعودة إلى لبنان ما الذي تغير في المُعطيات الإقليمية والدولية, وجعل النائب وليد جنبلاط مثلاً ينعطف? وهل صحيح أنه سيكون لسورية دور أكبر في لبنان?

  بالتأكيد اختلفت مُعطيات اللعبة عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات أو أربع, اختلفت بسبب الميل الأميركي إلى استئناف نوع من العمل السياسي بالوسائل المالية والاقتصادية أحياناً, عوضاً عن مُباشرة السياسة بالعمل العسكري. هاتان اللعبتان مُختلفتان جداً, واللعبة الجديدة تُطلق يد القوى الإقليمية إلى حد بعيد في صراعاتها المحدودة, وأظن أن جنبلاط أدرك هذا الأمر, وأدرك أن الضغط على سورية, لن يكون له في المرحلة المُقبلة من مُقومات الفاعلية ما يكبح النظام السوري عن إيذاء قوى سياسية لبنانية تُعاديه... خصوصاً وأن لهذا النظام أنصاراً داخليين أقوياء في لبنان, وهو يُمسك بهؤلاء الأنصار لا بتوسط قناعاتهم في المقام الأول, بل بتوسط مصالحهم أساساً.

 

 

اجتماع عسكري ثلاثي في الناقورة ناقش خروقا ال "1701"

وكالات/عقد قرابة التاسعة صباح الأربعاء اجتماع عسكري ثلاثي، في مقر الامم المتحدة في رأس الناقورة، ضمّ ضباطا كبارا من الجيشين اللبناني والاسرائيلي، في مكانين منفصلين وبرعاية دولية. وتم البحث في مجمل خروقات القرار 1701. وفي السياق أعلنت الناطقة الرسمية باسم "اليونيفيل" ياسمينا بوزيان "ان القائد العام لليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو التقى بكبار ممثلي الجيش اللبناني والاسرائيلي في موقع للامم المتحدة في منطقة رأس الناقورة". واشارت الى "انه تم البحث في تطبيق القرار 1701 وبالاخص بعد الاحداث الاخيرة والخروقات من اجل منعها وعدم تكرارها". وأضافت :"كما تم البحث في تحديد وضع علامات على الخط الازرق بالاضافة الى مواضيع اخرى متعلقة بالوضع على هذا الخط، كذلك تم البحث في موضوع قرية الغجر".

 

تصريح لعضو قوى 14 اذار المحامي الياس الزغبي: تعديل الميزان الايراني السوري فرض تليين شروط "حزب الله" وعون

                                                         21-10-2009

دعا عضو قوى 14 اذار الياس الزغبي الى "ترقّب ما ستفضي اليه الحركة السياسية الراهنة والمترجّحة بين اتجاهين ايجابي وسلبي، امّا الى حكومة مكسورة الزوايا الحادّة وامّا الى مسار ومصير مجهولين". ورأى "أن مؤشرات التليين في شروط" حزب الله " والعماد ميشال عون ناتجة من قراءتهما للتعديل الطارىء على تموضع دمشق في نسيج التحالفات وموازين القوى الاقليمية وتصحيح علاقتها مع قطبين متمايزين عن ايران هما تركيا والسعودية، وبروز علامات ضعف على النظام الايراني سواء في الاهتزازات الامنية والسياسية الداخلية أو في تراجعاتها على مستوى ملفها النووي أمام المجتمع الدولي".

 وأضاف الزغبي "أن انكفاء" حزب الله "عن واجهة العقدة الحكومية وانفتاح عون على الرئيس سعد الحريري وارساله موفدا الى واشنطن وتراجعه عن المطالب الصدامية وقبوله بمكسب اسمي، مؤشرات الى امكان تصحيح التوازن الداخلي واعادته الى ما قبل 7 أيار و"اتفاق الدوحة" وتسوية سلبيات ما بعد حرب تموز 2006 وتصفية ذهنية 23 كانون الثاني 2007 واعتماد مبدأ الديمقراطية المزدوجة: التوافقية والنظامية (العددية) معا الذي أرساها اتفاق الطائف، وفي حال نجاح هذا الاتجاه تكون مرحلة من الانزلاق السياسي والوطني استمرّت 4 سنوات قد طويت، وحلّت فرصة ثمينة لبناء دولة مستقرة " .

 

سوريا قد تزود حزب الله صواريخ بعيدة المدى ومناورات اميركية اسرائيلية تختبر الرد العسكري

نهارنت/تنظر اسرائيل بقلق من ان تقوم سوريا بتزويد "حزب الله" صواريخ بعيدة المدى. وذكر موقع "تيك دبكا" الإخباري الإسرائيلي على الإنترنت، أن سوريا اتخذت قراراً استراتيجياً بتزويد "حزب الله" ثلث مخزونها من الصواريخ البعيدة المدى، والعمل على نشرها في لبنان، في الوقت الذي تبذل فيه إيران جهوداً "كبيرة لتمكين حركة حماس من حيازة صواريخ فجر (5)، القادرة على الوصول إلى مدينة تل أبيب، من قطاع غزة". ونقل الموقع عن "مصادر استخبارية" قولها إن "صواريخ فجر تصل عبر البحر إلى معسكرات حماس الموجودة في السودان، وهناك تُفكَّك إلى قطع، ثم تُهرَّب إلى الشواطئ الشمالية لخليج السويس في مصر، ومن تلك المنطقة تُنقل إلى سيناء، ومن ثم إلى قطاع غزة". في غضون ذلك، تبدأ الاربعاء المناورة الأميركية ـ الإسرائيلية الأكبر للدفاع الجوي بين الجيشين، والتي يراد منها، إضافة للبعد التدريبي، توجيه رسالة واضحة لإيران ولأعداء إسرائيل الآخرين. وتشارك في المناورة بوارج حربية أميركية وإسرائيلية، فضلا عن محطات رادار وبطاريات صواريخ من أنواع مختلفة. وتهدف الى اختبار الرد العسكري على اي هجمات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، تتعرض لها اسرائيل. وتهدف المناورة الأميركية الإسرائيلية المشتركة، التي تجري للمرة الخامسة، للتدرب على التنسيق بين قوات كل طرف وقوات الطرفين في حال تعرض إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة.

 

"الاتباء" الكويتية: الحكومة غداً أو بعده والمراسيم السبت

المركزية - لفتت صحيفة "الانباء" الكويتية الى ان الاجواء السياسية في بيروت توحي بان تشكيل الحكومة بات قاب قوسين او ادنى، وقد اشارت الى هذا مصادر عدة في الموالاة والمعارضة، ابرزها اثنان: رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة الذي نقل زواره للصحيفة عنه قوله لوفد فرانكفوني :"انا هنا حتى الخميس او الجمعة، اذا كان ثمة ما يطلب مني". وتحت الالحاح قال موضحا :"لأن الحكومة العتيدة ستبصر النور الخميس او الجمعة، اي غدا او بعد غد". وهذا ما أكده ايضا مرجع متابع لـ "الأنباء" ان التشكيلة الحكومية اكتملت، وستعلن بين الخميس والجمعة وتصدر مراسيمها يوم السبت.

 

"الوطن" السورية: الأزمة الحكومية اللبنانية أبعد من الخفي والظـــــاهر من العقد

المركزية - تساءلت صحيفة "الوطن" السورية في معرض حديثها عن الازمة الحكومية في لبنان: هل هي مشكلة حكومة وصراع على الأحجام والحصص، أم أزمة حكـم ونظام وصراع على الأدوار والقـرار والدولة؟ وتابعت: لا يمكن تجاهل البعد الخارجي، والملف اللبناني شديد الترابط مع ملفات المنطقة... وقالت: لكن الأزمة الحكومية الراهنة ليست خارجية، أو بتعبير أدق ليست الأسباب والعوامل الخارجية هي الأهم فيها، وإنما هي أزمة داخلية أكثر منها خارجية وتندرج في إطار أزمات متلاحقة وصراع سياسي مفتوح منذ عام 2006 نجم عنه اصطفاف سياسي حاد بين فريقين ومشروعين، بحيث بدت معركة الحكومة جولة في هذا الصراع الداخلي أو جزءاً منه، وبدا التأخر والتعثر انعكاسا لوضع داخلي دقيق ومعقد أقرب إلى "التوازن السلبي" بحيث لا يتيح لأي من الفريقين قدرة التحكم والحسم ويؤدي إلى بقاء الوضع الحكومي معلقاً في الهواء والفراغ لمدة طويلة. واعتبرت ان انتخابات 2009 لم تكن حداً فاصلاً بين مرحلتين ولم تنتج وضعا جديداً، وإنما كان الوضع الناشئ بعد الانتخابات امتداداً لما قبلها من دون أي تغيير ملموس "على الأرض" وفي الواقع السياسي... حافظ فريق 14 آذار على أكثريته النيابية ولكنه لم يتمكن كما في السنوات الماضية من ترجمة هذه الأكثرية إلى "حكومة أكثرية وأقلية تعارض". واعترفت المعارضة بخسارتها للانتخابات ولكنها لم تعترف بالنتائج السياسية للخسارة التي تعني تسليم الحكم للفريق الرابح. اضافت "الوطن": صيغة الـ"15 - 10 – 5" تعطي 14 آذار أكثرية مموهة وتعطي المعارضة ثلثاً معطلاً مموهاً... ولكن ثمة خلل أو عطب خفي أصاب هذه الصيغة بعدما باتت ترتكز على "توازن سياسي هش" مع انسحاب جنبلاط سياسياً وفعلياً من 14 آذار وجنوحه نحو حزب الهس من دون أن يخفف من هذا الخروج بقاؤه شكلياً ضمن فريق الأكثرية... سعد الحريري لا يجد نفسه قادراً على ترجمة الانتصار الانتخابي بسبب اهتزاز معسكره. كما لا يحتمل أن يرى نفسه ضعيفاً على رأس الحكومة ومقيدا بأوضاع وشروط وغير قادر على أن يحكم. لذلك يجد نفسه أمام خيارات صعبة أن يشكل حكومة ليست حكومته، أو أن يعتذر مرة ثانية ليغادر وينكفئ وليس ليعود بتكليف جديد هذه المرة، فإن الخيار الأفضل والمتاح يظل استمرار حكومة تصريف الأعمال حتى إشعار آخر. هذا الواقع يقود إلى استنتاج أن الأزمة الحكومية مرشحة للاستمرار... ولكن الطرفين لا يمكنهما تحمل الفراغ الحكومي وتبعاته طويلا وسيكونان ملزمين بالوصول إلى تسوية عاجلاً أم آجلا، وعلى الأرجح على قاعدة ابقاء القديم على قدمه وبحيث لا تختلف الحكومة الجديدة عن السابقة إلا بأمرين: رئاستها... وتغييرات شكلية في إطار التوازن السياسي المرسوم.

 

مصادر أوروبية لوكالة "أكي" الايطالية : نتفهم حاجة سوريا إلى دراسة اتفاق الشراكة

المركزية - رجحت مصادر الرئاسة السويدية الحالية للإتحاد الأوروبي أن يقوم وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد، بمناقشة رد دمشق على موعد توقيع اتفاق الشراكة الأوروبي السوري، وذلك خلال اجتماعهم الإثنين المقبل في لوكسمبورغ. وقالت المصادر لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء "أن الإتحاد الأوروبي أخذ علماً برغبة دمشق تحليل مضمون الاتفاق قبل توقيعه"، رافضاً التحدث عن رفض سوري للموعد، قائلة "نتفهم حاجة المسؤولين في دمشق إلى التفكير". وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي سيعربون عن "استعدادهم" للعودة إلى مناقشة موعد جديد لتوقيع الاتفاق المذكور لدى انتهاء دمشق من تحليله

 

لا زيارة مفاجئة لجنبلاط الى دمشق قريباً واللقاء مع حردان يُستتبع بخطوات مصالحة بين الحزبين

المركزية- مع تزايد الحديث في الآونة الاخيرة عن امكان قيام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى سوريا، نفت مصادر مقربة منه علمها أنه سيقوم بزيارة مفاجئة الى دمشق، وأكدت أن اي زيارة له لن تحصل الا بعد زيارة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وقالت في هذا الاطار لـ "المركزية": "الحديث عن زيارة محتملة للنائب جنبلاط الى دمشق صحيح ولكن بعد زيارة الرئيس المكلف، وتالياً هذا الامر واقعي ومنطقي وبانتظار حدوثه. واشارت الى أن أي لقاء يحصل بين النائب جنبلاط والوزير السابق وئام وهاب هو أمر طبيعي بين مهتمين بالشأن العام. أضافت: "أمّا اللقاء مع النائب اسعد حردان فيمكن وضعه ضمن خانة اللقاء الأول من نوعه، وقد تم فيه استعراض الموضوع الاقليمي والاعتداءات الاسرائيلية اضافة الى التشديد على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن وتسهيل مهمة الرئيس المكلف لدرء المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها لبنان، ووصفت المصادر هذا اللقاء انه في اطار التأكيد على العلاقة المشتركة بين الحزبين وذلك بعد انقطاع طويل من اللقاءات، كاشفة عن خطوات متتالية ستتم بشكل لقاءات مصالحة على الارض في المدى القريب".

وقالت: "تضمن اللقاء الاخير الذي جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وعداً من الطرفين لان يقوم كل منهما بالضغط على حلفائه لناحية تسهيل تشكيل الحكومة، وجاء لقاء الامس بين النائب جنبلاط والرئيس المكلف ليحصُد حصيلة الاتصالات التي سادت في الفترة السابقة حيث قام الرجلان باستعراض التطورات الراهنة وما لدى كل منهما من معطيات وما تضمنها من لقاءات في أجواء طغى عليها التفاؤل التام".

وأشارت الى ان الاعلان عن التشكيلة الحكومية هو أمر من أسرار الالهة على ما يبدو، الا ان المعطيات تبشر بالتفاؤل وان الحلحلة تبدو واضحة عند البعض، وقد اصبح التقارب السوري- السعودي يلقى بثقله ويعجل في موضوع التشكيلة الحكومية الا ان ما يؤخر بعض الشيئ هذا الموضوع هو العقبات الداخلية، وهذا ما يتم العمل على ازالته، والنائب جنبلاط سيقوم بكل شيء ضمن المعقول لتسهيل موضوع تشكيل الحكومة، وهو ابلغ الى الاطراف هذا الامر، الا ان العقبة لا تكمن في هذا الموضوع وحلها لم يصل بعد الى مكان يتسلم فيه جنبلاط وزارة الاتصالات ويكون الحل الوسطي. واذا اعتبرت المصادر نفسها ان في المدى المنظور ليس هناك من لقاء قريب بين النائب جنبلاط والعماد عون قالت أن لا شيء استراتيجياً يمنع اللقاء انما الامر يكمن في تكوين طبيعة شخصية الرجلين.

 

الحكومة العتيدة تنتظر ترجمة الاجواء التفاؤلية الى واقع ملموس فرنجية يدخل بقوة على خط التسهيل

وزوار بري متفائلون مصدر رفيع في المعارضة يعكس اجواء تشاؤمية وسلبية

المركزية_ لم تتحوّل بعد الاجواء التفاؤلية المخيمة على الساحة اللبنانية بقرب انجاز التشكيلة الحكومية والاعلان عنها، الى واقع ملموس، اذ ظلت المواقف المعلنة والمضمرة في اطار التكهنات والتسريبات بانتظار ساعة الحسم مع تزايد الحديث عن ولادة الحكومة في غضون ايام بعد انضاج الاتصالات واللقاءات والاتفاق على توزيع الحقائب الوزارية، وسط ترقّب جولة جديدة من المشاورات الحكومية وصِفت بأنها حاسمة، فيما يكثف الرئيس المكلف سعد الحريري جهوده لتذليل ما تبقى من عقبات تعترض طريق التشكيل تعترض طريقها الى الولادة، وهو كثف اتصالاته في الساعات القليلة الماضية على جبهات مختلفة ولا سيما مع مسيحيي 14 آذار فيما يتحضّرلاجتماع آخر وحاسم مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في الساعات القليلة المقبلة قبل ان يضع اللمسات الاخيرة على تصوره لصيغة تشكيلته الحكومية المنتظرة لرفعها غدا الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المرتقبة عودته من مدريد عصراليوم حيث سيعقد لقاء معه يتوقع أن يطلق العد العكسي لتأليف الحكومة المتوقع قبل نهاية الأسبوع الحالي إذا لم يطرأ ما يمكن أن يعوقه، علما ان تكتل "التغيير والإصلاح" سيعقد اجتماعه العادي عصر اليوم وقد يُصدر في نهاية الاجتماع موقفا. ولفتت مصادر في تكتل التغيير الى ان الصيغ المطروحة في الاعلام هي مجرد تكهنات، مؤكدة انها بانتظار ما سيجيب به الرئيس المكلف وموضحة ان عون لم يتنازل عن حقيبة الاتصالات. فيما ذكرت معلومات اخرى ان الرئيس المكلف ما يزال ينتظر جواب عون على جملة عروض قُدمت في خلال اللقاء الأخير.

وفي هذا المجال اعتبرت اوساط مطلعة على الاجواء المواكبة لعملية التأليف ان لقاء عون – الحريري الحاسم من شأنه ان يكمل آخر اجزاء البازل الحكومي اذ انه في ضوء جوابه تركب الاجزاء المتبقية من الحكومة مع الاطراف الاخرى فيكتمل المشهد الحكومي.

مبادرة فرنجية: وعشية هذا الاجتماع دخل مؤشر جديد على خط تسهيل عملية التأليف تمثل باعلان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية استعداده لتولي حقيبة وزارة الدولة من حصة تكتل التغيير والاصلاح الامر الذي رأى فيه المراقبون اشارات خارجية تعكس رغبة بتشكيل الحكومة في وقت قريب وحل ما تبقى من عقد داخلية اذ ان موقف فرنجية من شأنه ان يسهل حصول العماد عون على حقيبتين دسمتين للتيار ما يفسح المجال امام الحل المنشود.

وقالت مصادر مقربة منه لـ "المركزية" ان فرنجية ادرك في حصيلة المشاورات واللقاءات والاتصالات ان ضمن حصة تكتل التغيير والاصلاح وزارة دولة، وتسهيلا لعملية التأليف وحلحلة العقد، وكونه يعتبر ان الواجب الوطني اهم من الدخول في التفاصيل والحقائب ارتضى بوزارة الدولة تسهيلا لتأليف الحكومة. ولفتت المصادرالى ان فرنجية زاهد بالمناصب لتسهيل الامورفاذا كانت القضية تتسهّل بهذه الطريقة فلا مشكلة عنده لأنه يعتبر ان لبنان محكوم بالتوافق وخارج هذه الصيغة لا حلول ممكنة. فاذا كان التنازل يوازي هذا الواجب الوطني هذا فهو سيؤدي هذا الواجب.ونفت المصادر علمها بأي لقاء انعقد امس بين الرئيس المكلف والنائب فرنجية.

وفي انتظار صدور بيان عن تيار المرده بعد الظهر لتوضيح هذا الأمرجاء كلام النائب سليم كرم ليضع الامور في نصابها اذ انه كشف أن فرنجيه إتفق خلال اليومين الفائتين مع العماد عون على الإكتفاء بوزارة دولة بعيداً من حصوله على حقيبة وزارية تسهيلاً لعملية تشكيل الحكومة .

زوار بري: في غضون ذلك، نقل زوار عين التينة مضي رئيس مجلس النواب نبيه بري في تفاؤله بقرب اعلان التشكيلة الحكومية. واشاروا الى ان المسألة باتت رهن ايام بعدما بدأت عملية جوجلة طعام الافطار الحكومي الذي وضع على المائدة وينتظر مؤذن الحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري.

واكدوا ان جوجلة للطروحات وصيغ التشكيل التي وضعها الرئيس الحريري ستتم على مرحلتين: الاولى مع العماد عون في خلال لقاء يعقد بين الجانبين ، والثانية مع الرئيس سليمان، اذ يتوقع ان يزور الحريري غدا قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية والبحث معه في افضل الصيغ الحكومية التي وضعها وأمكن له التوصل اليها.

الى ذلك، نقلت مصادر السراي عن رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة انه ابلغ الى زواره امس ان قضية بقائه في السراي لا تتعدى الايام العشرة وانه يتوقع تشكيل الحكومة اواخر الاسبوع المقبل على ابعد تقدير. تشاؤم المعارضة: في المقابل، عكس مرجع رفيع في المعارضة اجواء تشاؤمية وسلبية عازيا ذلك الى المحاولات الاميركية للتعطيل وتمسكها بان تنسجم الحكومة التي ستتشكل مع النتائج الحقيقية للانتخابات النيابية وتاليا رفضها صيغة 15/10/5 واعطاء المعارضة الثلث الضامن او دخول حزب الله الى الحكومة. واذ شدد على أن الإدارة الأميركية ليست مع تسهيل ولادة الحكومة، وهي تريد ان تكون المعارضة في الحكومة كـ"ديكور" فقط . واقرّ المرجع المذكور بأن الامور لا تزال معقدة حتى ظهر اليوم على صعيد الحقائب ولا سيما حقيبة الاتصالات ولم يظهر الحل بعد، وكشف المرجع انه تبلغ من احد ناقلي الرسائل الدولية موقفا واضحا مفاده ان الاميركيين لا ينوون ان تتشكل الحكومة اذ برأيهم لم يفعلوا ما فعلوه لكي يذهب سدى ومجانا . واكد المرجع ان الاميركيين هم وراء اطالة الموضوع وتعقيد الامور الى ان يتمكنوا من نسف الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين اللبنانيين . وسأل المرجع هل يعقل ان يصدق احد أن 116 يوما مروا بلا حكومة من اجل وزارة كانت مع التيار الوطني الحر؟ لو شاؤوا حقيقة ان تتشكل الحكومة لكانوا أرضوا العماد عون بوزارة اخرى فلا داعي لأن يضحكوا على الناس ويوهمونها بانه من اجل وزارة الوضع معلق. صحيح لقد تحلحلت الامور اقليميا ، سعوديا ـ سوريا لكن ذلك غير كاف.

 

شمعون لموقع "المستقبل": لمسنا نوعاً من التفاؤل بقرب ولادة الحكومة

 التاريخ: ٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

تيار المستقبل /عبد السلام موسى

أكد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون "ان الاكثرية تتعاطى مع الملف الحكومي بمسؤولية وطنية انطلاقاً من كونها أم الصبي، وتريد الوصول بالبلد الى شاطئ الامان، وتسعى قدر الامكان الى تجنب كل ما من شأنه جلب الاذية له". وأشار الى أن الاتصالات تجري في الغرف المغلقة، ولا معلومات لديه حول المستجدات الحاصلة "فلا أحد يطلعنا بشكل كاف وواف على حقيقة تطور الامور حكومياً"، إلا أنه أوضح أنه لمس "من خلال ما نسمع، وما نقرأ بين السطور، أن هناك نوعاً من التفاؤل بقرب ولادة الحكومة". وشدد في حديث الى موقع "المستقبل" الالكتروني، على "ضرورة تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، لأن البلد لم يعد يحتمل التأخير".

وشكك شمعون في "مدى صدقية الاقلية النيابية في إشاعة الاجواء التفاؤلية"، معتبراً أن تصرفاتها "لا تدل على اكتراثها بمصلحة البلد، بقدر ما تكترث لمصالحها الشخصية التي تقدمها على مصالح الشعب اللبناني، بدليل سياسة الشروط التعجيزية التي تؤخر تشكيل الحكومة منذ التكليف الاول، وصولا الى استمرارها في التكليف الثاني، رغم ما يشاع عن مرونة هنا أو ليونة هناك". ولاحظ ان الاقلية من خلال قولها إن مسيحيي 14 آذار هم من يؤخرون تشكيل الحكومة "تتهرب من مسؤولياتها، وتقذف الكرة الى ملعب الآخرين، لكن ما اتضح لنا هو ان الاقلية لا تريد احترام نتائج الانتخابات، ولا إرادة الشعب اللبناني، اضافة الى عدم احترامها للأسس الديموقراطية التي بني عليها لبنان". أضاف شمعون: "إذا أردنا محاكمة النوايا، فلا شك أن نوايا الاقلية لا تزال عاطلة، وتحت تأثير الهوى السوري الذي يصر على التدخل في لبنان". واستغرب "كيف تقول إيران وسوريا للبنانيين ماذا عليهم أن يعملوا أو كيف يمارسون الديموقراطية"، معتبراً انه "كان حرياً بسوريا وإيران ممارسة الديموقراطية في نظاميهما، وليس الاكتفاء بالتنظير والتدخل في شؤون دولة كلبنان هي السباقة في المنطقة الى اعتماد الاساليب الديموقراطية في الحكم". ورأى أن لبنان يعاني من ثلاثة تأثيرت إقليمية تترك تداعيات سلبية على الساحة الداخلية: "أولاً، المشروع الايراني الذي يريد إبقاء لبنان ورقة مفاوضات بيده من اجل المساومة عليها مع المجتمع الدولي لتخفيف الضغط عنه. ثانياً، النظام السوري الذي لم ينزع من تفكيره بعد فكرة السيطرة على لبنان. ثالثاً، العدو الاسرائيلي الذي لا يريد ان يرى لبنان بخير، ومصر على تهديد امنه واستقراره باستمرار".

 

بوزيان: غراتسيانو عرض مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي موضوع الخط الأزرق وقرية الغجر وتطبيق القرار 1701 ومنع خرقه

وطنية - أعلنت الناطقة الرسمية باسم "اليونيفيل" ياسمينا بوزيان "ان القائد العام ل"اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو قد التقى بكبار ممثلي الجيش اللبناني والاسرائيلي في موقع للامم المتحدة في منطقة رأس الناقورة". واشارت الى "انه تم البحث في تطبيق القرار 1701 وبالاخص بعد الاحداث الاخيرة والخروقات من اجل منعها وعدم تكرار مثل هذه الحوادث".

كما تم البحث في تحديد وضع علامات على الخط الازرق بالاضافة الى مواضيع اخرى متعلقة بالوضع على هذا الخط. كذلك، تم البحث في موضوع قرية الغجر.

 

الرئيس سليمان وصل الى برشلونة في محطته الثانية بعد مدريد واجتماع مع الرئيس الكاتالوني واستقبال رسمي في مقر رئاسة المقاطعة:

نعلق اهمية على دور "الاتحاد من اجل المتوسط" لانجاز السلام في المنطقة

الرئيس الكاتالوني:اهمية لبنان بانفتاحه على الدول الاخرى ودوره في محيطه

وطنية - اسبانيا - وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى مطار البارت في برشلونة، الثانية بعد ظهر اليوم بتوقيت برشلونة، ترافقه اللبنانية الاولى السيدة وفاء واعضاء الوفد الرسمي، في محطته الثانية بعد العاصمة مدريد ضمن اطار زيارة الدولة التي يقوم بها لإسبانيا تلبية لدعوة من العاهل الاسباني والحكومة الاسبانية.

وقائع مغادرة مدريد

وكان الرئيس سليمان اختتم جولته الاولى من زيارة الدولة في العاصمة الاسبانية بوداع ملكي رسمي في القصر الملكي ال باردو حيث حضر العاهل الاسباني خوان كارلوس والملكة صوفيا والتقيا الرئيس سليمان والسيدة وفاء في إحدى قاعات القصر في لقاء رباعي هو الخامس بينهم في غضون يومين، في دلالة واضحة على مدى الاهمية والتقدير الذي يحظى به لبنان بشخص رئيسه لدى الملك الاسباني.

وبعدها، خرج العاهل الاسباني والملكة ورئيس الجمهورية وعقيلته، وصافحوا أعضاء الوفدين الاسباني واللبناني، ثم عزف النشيدان الاسباني واللبناني قبل أن يعرض الملك والرئيس عناصر من الحرس الملكي على وقع عزف الموسيقى وإطلاق المدفعية 21 طلقة.

ثم ودع الملك والملكة الرئيس سليمان وعقيلته وغادرا القصر الملكي.

مقر رئاسة كاتالونيا

وبعد وصوله الى مطار البارت في برشلونة وتوقيعه في السجل الذهبي، انتقل الرئيس سليمان واللبنانية الاولى واعضاء الوفد الرسمي اللبناني الى مقر رئاسة مقاطعة كاتالونيا "الجنراليتات" حيث استقبله رئيس المقاطعة خوسيه مونتيلا اي اغوليرا، واعضاء في الحكومة، ورئيس برلمان كاتالونيا اضافة الى قادة الكتل السياسية في البرلمان.

وأقيم استقبال رسمي تخللته مراسم تشريفات عسكرية عزف بعدها النشيد الوطني اللبناني بطريقة مميزة على أنغام أصوات الاجراس. ووقع الرئيس سليمان في السجل الذهبي لرئاسة المقاطعة. وعقد اجتماع موسع ضم الى الرئيس سليمان واللبنانية الاولى والرئيس اغوليرا اعضاء الوفد اللبناني، تم خلاله البحث في عدد من المواضيع اهمها مسألة "الاتحاد من اجل المتوسط" الذي اتخذ برشلونة مقرا له والدورالمعلق عليه في تقريب وجهات النظر بين الدول الاعضاء وتعزيز التعاون في ما بينها على كل المستويات. وشدد الرئيس سليمان على الاهمية التي يعلقها على هذا الاتحاد وعلى الدور الذي يتوقع ان يلعبه للمساهمة في تعجيل عملية السلام في المنطقة.

بدوره، رحب الرئيس الكاتالوني بالرئيس سليمان وعقيلته واعضاء الوفد، مشيدا بانضمام لبنان الى دول الاتحاد، ومعلقا على الاهمية التي يضطلع بها لبنان في محيطه وبيئته، وانفتاحه على الدول الاخرى. وفي ختام اللقاء، تبادل الرئيس سليمان والسيد اغوليرا الهدايا التذكارية.

 

الرئيس الجميل استقبل في بكفيا وفدا من المعهد العالمي للصحافة: ما لم يستعد لبنان سيادته وقراره الحر فالصحافة ستظل تعاني من الضغوط

وطنية - استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا، وفدا من المعهد العالمي للصحافة الذي يعنى بحرية الرأي والكلمة والتعبير وحق نشر المعلومات وتطوير مهنة الصحافة. وشدد الرئيس الجميل خلال اللقاء على "اهمية ان تكون في لبنان صحافة حرة ومستقلة تعكس التقاليد الديموقراطية التي نشأ عليها هذا البلد"، لكنه في المقابل اعتبر انه "ما لم يستعد لبنان سيادته وقراره الحر ويعمم مفهوم الديموقراطية على كامل اراضيه فإن الصحافة اللبنانية ستظل تعاني من الضغوط على أنواعها والتأثيرات الخارجية التي تمارس عليها بأكثر من طريقة بدءا من الترغيب المادي وصولا الى الترهيب والتهديد فالاغتيال كما حصل للكثير من الصحافيين الأحرار على مر السنين، من رياض طه وسليم اللوزي وصولا الى سمير قصير وجبران تويني وغيرهم". كما شرح الرئيس الجميل للوفد "واقع الصحافة اللبنانية والتحديات التي تتعرض لها في ظل وضعين سياسي وامني متقلبين، وهو واقع غاية في الخطورة". وردا على سؤال عن امتلاك كل حزب او جهة سياسية وسيلة اعلامية ومدى انعكاس الأمر على مصداقيتها وحرية التعبير في لبنان، رأى الرئيس الجميل "ان الخطورة في هذه التعددية في الوسائل تكمن في انها يمكن ان يستعملها الخارج كمنبر يورد افكاره ومشاريعه الى الداخل اللبناني وذلك على حساب المصالح اللبنانية ومعاناة اهل البلد وتطلعاتهم واهتماماتهم، وهذا الأمر لا يتماشى مع ما تعود عليه اللبنانيون التواقون الى الرأي الحر والكلمة الحرة". واعتبر الرئيس الجميل انه "عندما تستقر المؤسسات اللبنانية ويعود ولاء كل الاطراف الى لبنان وتقوم الدولة اللبنانية ببسط سيادتها على كامل اراضيها، عندئذ تعود الصحافة اللبنانية الى سابق عهدها وتنطق بالحرية والديموقراطية". يذكر ان المعهد الدولي للصحافة هو من أعرق المعاهد في العالم وقد أسسته، عام 1950، مجموعة من رواد الصحافة من 15 بلدا في جامعة كولومبيا في نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية، وهي تؤمن بأن الصحافة الحرة تساهم في بناء عالم أفضل.

 

نقولا: الادارة الاميركية تريد ان يبقى لبنان بـلا حكومـة الحريري يقدم الايجابيات ويتجاوب معنا لكن "الحاشية" تعطل

المركزية- لفت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا الى أن "رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون أكد أنه يجب أن تتألف الحكومة"، مشددا على أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ليس هو من يعطل التشكيل بل الحاشية التي ترتبط به". وأشار في حديث اذاعي "الى أنه إذا اردنا أن نعرف متى وكيف ستتشكل الحكومة فيجب سؤال السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون"، آملاً "من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ أن يتعامل مع تدخل سيسون في شؤوننا بشكل جدي"، مشددا على أنه "لا يحق لسيسون لقاء سياسيين والانتقال من منطقة الى أخرى الا من خلال وزارة الخارجية"، معتبراً أنه "عندما تتكلم السفيرة الاميركية في غير علاقات بلادها ولبنان فهذا يعني تدخلاً في الشؤون الداخلية للبنان". وأعلن أننا "نحيد رئيس الحكومة المكلف لانه يقدم الايجابيات ويتجاوب معنا". ولفت الى ان لقاءات عون -الحريري لم تتطرق الى الحقائب"، مشيراً الى أن "الكلام كان عن أمور سياسية كان هناك خلاف حولها مثل الخصخصة". وأكد أنه "لم يتم التنازل عن وزارة الاتصالات ولا عن وزيرها جبران باسيل"، معتبرا "أنه على من خلق مشكلة الاتصالات وباسيل ان يحلها"، مشيراً الى أنهم " لا يرفضون اعطاء الاتصالات للعماد عون فقط، بل ايضاً يرفضون اعطاءها للمعارضة ككل وذلك لاسباب اقتصادية أولاً لأن هناك نية لبيع الخلوي الى شركة أجنبية"، لافتاً الى أن "المعارضة تريد أن تكون الخصخصة لمصلحة اللبنانيين". ولفت الى أنه "اخذنا على عاتقنا الصمت الايجابي من اجل تأليف حكومة الوحدة الوطنية".

ورأى نقولا أن "الادارة الاميركية تريدنا ان نبقى بلا حكومة، وتريد الوصول الى انهاء القضية الفلسطينية على حساب لبنان وايضاً الغاء حق العودة للفلسطنيين". ولفت الى أن "التيار الوطني الحر" متمسك بالاتصالات لانها متحررة من وزارة المالية، وايضاً لانهم وضعونا في موقع التحدي في ما يتعلق بهذه الوزارة.

وفي موضوع الاخذ والرد الاعلامي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة حول موضوع الصناعة ورد وزير الصناعة غازي زعتير على نقولا، أكد أنه لم يصدر اي بيان عن الوزير زعيتر حول الموضوع، بل عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء.

 

أكد أن الحوار مع واشنطن لم ينقطع رغم الخلافـات أبي رميا: لا تفاؤل مفرطا ولا تشاؤم في الموضوع الحكومي

المركزية - أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا أن "لا تفاؤل مفرطا عند "التيار الوطني الحر" ولا تشاؤم، بل نحن واقعيون وحتى الآن لم تتشكل الحكومة".

وأشار في حديث إذاعي إلى أن "الجو في اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون كان إيجابياً جداً وتناول الكثير من "السيناريوهات" حول توزيع الحقائب، لكن لا أجواء جدية ومباشرة من قبل الرئيس المكلف". واعتبر أبي رميا أنه "بعدما أجرى الرئيس المكلف جولة على الأطراف الأخرى، فيجب أن يتصل الآن بالعماد عون لنرى ما هي الحقائب التي ستعطى لنا"، لافتاً إلى أن "تكتل "التغيير والإصلاح" ليس ضد المداورة"، متمنياً في الوقت نفسه أن "يراعي الرئيس المكلف هذا الأمر بحيث لا تبقى كل الوزارات مع أصحابها إلا حقائب "التيار الوطني الحر". وعن زيارة النائب وليد خوري الى واشنطن أكد أن "الحوار مع الإدارة الأميركية ليس جديدا كما أن الاتصالات لم تقف في أي وقت رغم المسائل الخلافية".

 

"التقدمي": المناورات الاسرائيلية الاميركية حماية للعدوان المستمر وأين هي رعاية السلام للعم سام في كل ما يجري وأين هي وسائل مقاربة النزاعات

وطنية - أصدر مكتب العلاقات الخارجية في الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم البيان الآتي:"يأتي الاعلان عن المناورات العسكرية البحرية الاسرائيلية - الاميركية في البحر المتوسط في هذه الايام تحت مظلة حلف الناتو، في وقت تستمر فيه الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 في لبنان وتتسارع عمليات الاستيطان في اراضي الضفة والقدس والحصار على غزة، كل ذلك يؤكد الحماية للعدوان الاسرائيلي المستمر من جهة والتحضير لعدوان قد يطال ايران بعد التصعيد الامني الخطير في الايام القليلة الماضية. اما عن الارهاب وهو الذريعة المدعاة، فلقد ميز تقرير غولدستون اسرائيل "بفضائلها الارهابية" كما تميزت الحروب الاميركية في العراق وافغانستان وسواها بما يتجاوز الارهاب الذي تمارسه الاحلاف الاستعمارية العسكرية في طول العالم وعرضه. لقد احسنت تركيا فعلا بالانسحاب من هذه المناورات المشبوهة بعد ان بينت الاسباب من العدوان الاسرائيلي والممارسات المستمرة لها. ونحن والعالم نسأل: أين هي رعاية السلام للعم سام في كل ما يجري؟ وأين هي شعارات الحرية والديمقراطية والسلام واستطرادا أين هي الوسائل الدبلوماسية في مقاربة النزاعات؟ قد يكون ولعله كذلك، هذا هو الجواب على كل مؤتمرات السلام من مدريد الى انديانا بوليس مرورا بباريس وموسكو".

 

النائب زهرا: الحقائب السيادية متفق عليها والانفراج في العلاقات العربية-العربية يسهل أوضاعنا

وطنية - علق عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر" على اللقاء الأخير بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، فأكد "أن الثقة قائمة بين الرجلين، وبالتالي التزام مبادئ ثورة الأرز قائم، والحريري يريد تأليف حكومة تحت عنوان الوفاق الوطني ولن يغير اقتناعاته وثوابته، ان الصداقة والتحالف والتفاهم قائمة ومستمرة، ولقاء الأمس كان لعرض المراحل التي وصلت اليها الحكومة الجديدة، وكان هناك نوع من الاطمئنان الى ان الخطوات التي تحصل ايجابية". وقال: "أصبح في الامكان تسمية النائب الحريري الرئيس المكلف وليس النائب المكلف بعد اللقاء السعودي-السوري، وان الحقائب السيادية متفق عليها، وخصوصا الوزارات العسكرية التي تذهب إلى رئيس الجمهورية". ولفت إلى "أن وزارة المال لا تستطيع أن تتجاوز في موضوع إقرار المصاريف ما يقرره مجلس النواب لإقرار الموازنة وما يقترحه مجلس الوزراء"، موضحا "أن المالية تستطيع تعطيل مصاريف مقررة دستوريا في مجلس الوزراء ومجلس النواب، ولا تستطيع إضافة أي مصاريف، من هذا المنطلق يتمسك تيار المستقبل بوزارة المال. وردا على سؤال على كلام الوزير باسيل أمس، رأى "أن بوادر التصعيد كانت تأتي سابقا من الوزير ثم يتبعه التكتل، وقد تكون كلمة السر موجودة عند الوزير أكثر من غيره من زملائه في التكتل، وعلينا الانتظار كي نرى ما إذا كانت مؤشرا تصعيديا أو مجرد مناورة لتحسين شروط التفاوض".

وعن العلاقة بين "القوات" والنائب وليد جنبلاط، قال "إن المواقف التي يتخذها النائب جنبلاط مبتعدة راهنا عن أدبياتنا السياسية، واللقاءات التقليدية التي كانت تعقد لقوى 14 آذار لا تنعقد حاليا، وقد صار لقاء واحد للغالبية النيابية وما تبقى لقاءات ثنائية، وبالتالي ليس هناك تواصل مباشر كما كان يحدث سابقا، لكنني أعتقد انه في هذه المرحلة ولدت علاقة احترام جيدة جدا بين الرجلين (جعجع وجنبلاط)". وجدد القول "إن أي انفراج في العلاقات العربية - العربية يسهل الأوضاع في لبنان، ولكن يبقى تشكيل الحكومة هما لبنانيا داخليا، وعلينا أن ننجز هذه التشكيلة". ورأى النائب زهرا "ان الحكومة تتشكل إذا كانت سوريا واثقة من قدرتها على التحكم في اللعبة السياسية دون إدخال عسكرها الى لبنان، وإذا كان لديها شك في أنها لن تستطيع ان تؤثر على الحركة السياسية فإنها لن تسهل تشكيل الحكومة".

واعتبر "أن رئيس الجمهورية لديه دور رئيسي في عملية تشكيل الحكومة بالتعاون مع الرئيس المكلف، ولديه صلاحيات دستورية تتمثل في ألا تصدر أي تشكيلة لا تحوز موافقته، وهو يسعى الى دور إيجابي توافقي حرصا على موقعه كرئيس توافقي". وفي التفجيرات التي حصلت أخيرا في الجنوب، أكد "أنها خرق إسرائيلي للسيادة اللبنانية وللقرار 1701"، وانه متأكد من ان "لا مصلحة لإسرائيل في التطبيق الكامل للقرار المذكور وفي احترام السيادة اللبنانية التي تخرقها كل يوم، ويجب ان نستمر في محاولة منعها، ولكن الملاحظ في هذا الموضوع انه في جنوب الليطاني موجود اكثر من 25 الف جندي بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وقد اكتشف امس وجود جهازي تجسس فجرتهما إسرائيل، وهذا يعني انه قد يكون هناك في كل واد وتلة في الجنوب خرق ما من جهة ما".

وعن موضوع المقاومة قال انه "بموجب القرار 1701، وفي المنطق العام، فإن أي مقاومة، كي يكون هناك وطن ودولة ومؤسسات، يجب ألا تكون مستقلة في قراراتها وتصرفها خارج إطار الدولة والمؤسسات، وهذا موضوع حوار وطني، ولكن دعونا نؤكد ثوابتنا لأنه تجري محاولات من وقت لآخر، وكأن هذا الموضوع صار من المسلمات، ويجب أن ينساه اللبنانيون، ولكن لا يستقيم منطق قيام الدولة إلا في ان تكون هي صاحبة القرار، ومطلوب ان تكون الدولة أقوى الأفرقاء على الأرض اللبنانية". التفاهم السعودي- السوري له تأثير إيجابي على الأوضاع لكن مشكلة تأليف الحكومة داخلية وعلى اللبنانيين حلّها.العماد عون: لمست لدى الحريري إرادة بتخطي الصعوبات لتأليف الحكومة ولا أظن أن لديه النيّة في الاعتذار 

 

القضاء اللبناني: شاكر العبسي هرّب الى سوريا ب 500 دولار

نهارنت/كشف القرار الاتهامي الذي اصدره قاضي التحقيق العدلي في جريمة التفجير التي وقعت في شارع المصارف في طرابلس في 13 آب 2008، ان زعيم "فتح الاسلام" شاكر العبسي تم تهريبه من شمال لبنان الى سوريا لقاء 500 دولاراميركي. وأورد القرار تفاصيل قيام "المدعى عليه الفلسطيني خالد الجبر الملقب ابو وائل بايواء شابين من جماعة فتح الإسلام تمكنا من الفرار من داخل مخيم نهر البارد، وهما ابو هاشم وابو علي الذي مكث عنده فترة وجيزة وانتقل من ثم الى منزل المدعى عليه حمزة القاسم، حيث اقام شاكر العبسي، مشيرا الى انه علم في وقت لاحق ان العبسي وابو هاشم وابو احمد وابو علي وآخرين قد هربوا الى سورية، في حين بقي عبيد مبارك عبد القفيل لديه لمدة شهر ونصف شهر، قبل ان يغادر الى مخيم عين الحلوة. وكشف المدعى عليه الفلسطيني نادر العلي في افادته، وكما جاء في القرار الاتهامي، أنه علم من الشيخ حمزة القاسم، ان "شخصاً من آل سيف قام بتهريب الغبسي ورفاقه الى داخل مخيم البداوي بسيارة بيك آب بعد ان خبأهم بين أحجار الخفان. وقام حمزة القاسم بإيوائهم في منزل ذويه، واشترى لهم ملابس داخلية وسراويل نوم.

وروى القرار تفاصيل عملية تهريب العبسي استنادا الى افادة المدعى عليه الفلسطيني حمزة القاسم، الذي كشف "انه كان يرسل المواد الغذائية الى العبسي وجماعته المختبئين في قرية مركبتا، بعد فرارهم من مخيم نهر البارد، وذلك بواسطة خالد سيف. واضاف "ان سيف قام بتهريبهم الى داخل مخيم البداوي بواسطة سيارة بيك آب محملة حجارة من الاسمنت، مشيرا الى ان سيف قام بصنع غرفة من أحجار الخفان على ظهر البيك آب، وخبأهم داخلها".

وأوضح القاسم ان "العبسي كان يتواصل بواسطة هاتف خليوي مع عبد الرحمن عوض الملقب ابو محمد عوض الموجود في مخيم عين الحلوة، وأنه في احدى جلساته مع العبسي تلقى هذا الأخير اتصالاً هاتفياً من عوض، الذي أبلغه أن عناصره قاموا بتنفيذ عملية تفجير نتج عنها استشهاد العميد فرنسوا الحاج".

وأخبره العبسي بأن شبابه في مخيم عين الحلوة قاموا بتنفيذ العملية ضد يونيفيل. واتصل عوض بالعبسي ليخبره أيضاً بأن العملية نجحت باستهداف النقيب وسام عيد.

واضاف القاسم ان العبسي طلب منه تأمين خروجه الى سوريا بعد القبض على أحد الكادرات من فتح الإسلام في طرابلس من آل رحيم.

وعلى الاثر، اتصل القاسم بمصطفى دندل الذي قام بتهريب كل من العبسي وابو علي وابو هاشم وابو ثابت التونسي وابو الخباب واحمد العتر وابو احمد وابو الوليد الى سورية لقاء مبلغ 500 دولار عن كل شخص، بمساعدة كل من عدنان الملقب بهارون وعلي الاحمد الذي نقلهم بحافلته نوع ميتسوبيشي.

ويشار الى ان القرار الاتهامي أحال فيه على المحاكمة 26 موقوفاً فلسطينياً ولبنانياً و5 فارين أبرزهم منفذ العملية اللبناني عبدالغني جوهر والسعودي عبيد مبارك عبد القفيل الذي أشارت إفادات موقوفين الى أنه قتل في عملية في دمشق. وطلب الحكم بالإعدام لعدد من الموقوفين والمتهمين وظن بآخرين ومنع المحاكمة عن بعضهم.

 

الحريري التقى جنبلاط وجعجع والطاشناق وبري: متفائل بناء لتفاؤل الحريري

نهارنت/تتجه بورصة تأليف الحكومة في ايجابياتها نحو الارتفاع، يعززها انطباع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نقل عنه زواره انه "مرتاح بناء على ارتياح الرئيس المكلف وانه صار أكثر تفاؤلا بناء ايضا على تفاؤل الرئيس المكلف". واذ أشار الى انه لا يزال صائما عن الكلام والتصريح، أعرب عن اعتقاده أن الامور من الآن حتى نهاية الشهر الجاري ستكون في حكم المنتهية. في حين، اعلن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي التقى مساء الثلاثاء الرئيس المكلف بأنه "لمس خلال لقائه الحريري ارتياحه الى العلاقة المباشرة مع مختلف أركان المعارضة، لأنه اذا كانت هناك عقبات، فستساهم العلاقة المباشرة في تذليلها، ولأنه لا بد من كسر كل الحواجز السياسية والنفسية التي طبعت المرحلة السابقة".

وقد تضمن جدول مواعيد الحريري لقاءمع وفد من حزب الطاشناق، ثم زيارة قام بها الى معراب للقاء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. وابدى المجتمعون "ارتياحا الى ما وصلت اليه مراحل التشكيل وتمنوا ان تقطع مراحلها النهائية لكي تكون للبلاد حكومة في اسرع وقت ممكن". وذكرت صحيفة "السفير" أن التواصل صار مفتوحاً بين الحريري ورئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي أطلع الثلاثاء الرئيس المكلف على نتائج اجتماعه الاثنين بالنائب ميشال عون، حيث عرض عليه تنازل كتلة المردة عن أية حقيبة وأن يصار الى الاكتفاء بوزارة دولة اذا كان من شأن ذلك تسهيل عملية التفاوض بين الرابية والحريري.

واكد مصدر نيابي في الاكثرية في هذا السياق لصحيفة "اللواء" ان الرئيس المكلف توصل وعون الى صيغة شبه نهائية بشأن الحقائب التي سوف تسند الى "التيار الوطني الحر"، مؤكدا ان حقيبتي الاتصالات والطاقة لن تكونا من حصة عون. وذكرت صحيفة "الحياة" أن الصيغ المطروحة في ما يخص توزيع الحقائب على المعارضة تشمل إسناد الصحة والخارجية والتنمية الإدارية لكتلة الرئيس بري. والاسم المحسوم من وزراء الكتلة هو الدكتور محمد خليفة للصحة. أما بالنسبة الى «حزب الله» فيرجح إسناد الزراعة والشباب والرياضة الى وزيرين من كتلته لم يقدم الحزب إسميهما بعد. وذكرت مصادر ثقة أن التداول النهائي مع النائب ميشال عون يفترض أن يحسم الحقائب لكتلته بإسناد التربية والشؤون الاجتماعية والثقافة والمهجرين ، على أن يكون الوزير الخامس وزير دولة. ومن الأسماء يبدو أن المحسوم حتى الآن الوزير جبران باسيل، نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي، النائب إدغار معلوف وفيرا يمين (تمثل النائب سليمان فرنجية). وأشارت المعلومات الى أن توزير باسيل وخرق معيار عدم توزير الراسبين، سيقود الى توزير النائب عن البترون بطرس حرب، مع ترجيح إسناد حقيبة العدل إليه.

 

"14 آذار" : على الدولة أن تفرض الأمن بقوة القانون لا بالتراضي

نهارنت/رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن "كل يوم يمضي من دون حكومة إنما يعرض الدولة اللبنانية لمزيد من الخسائر في الأمن والاستقرار والاقتصاد والصدقية، ولمزيد من الانكشاف أمام تعقيدات خطيرة في المنطقة". وتوقفت الأمانة العامة ل "14 آذار" في اجتماعها الدوري الأربعاء أمام "الإيجابيات التي سجلتها الجلسات الحوارية التي أجراها ولا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة في الوقت القريب". ونوهت بالتعاون المطلق الذي تبديه الأكثرية النيابية.

كذلك، توقفت "الأمانة العامة بقلق شديد أمام الحوادث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى في الآونة الأخيرة، والتي اتخذت صورة انفلات وتسيب وأدت إلى قتل مواطنين أبرياء".

ورأت ان "اللافت والداعي للعجب هو موقف السلطات المعنية الذي تراوح بين التدخل الخجول بعد فوات الأوان وما يشبه التعليق على الحدث، الأمر الذي حمل كثيرا من المواطنين على إطلاق صرخات الاستغاثة والاستنكار واليأس التي نقلتها وسائل الإعلام بالصوت والصورة".

واعتبرت أن هذه الحوادث المتلاحقة، فضلا عن انعكاساتها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، رافقها تنامي ظاهرة جديدة وشديدة الخطورة، هي الظاهرة المافيوية، لذلك فالدولة اللبنانية مدعوة اليوم الى أن تكون دولة بالمقدار الواجب والطبيعي، وأن تفرض الأمن بقوة القانون لا بالتراضي ... قبل فوات الأوان".

ورحّبت " 14 آذار" ب "انضمام لبنان إلى عضوية مجلس الأمن غير الدائمة وبصفته ممثلا للمجموعة العربية في هذه الدورة، مشيرة الى أن هذا الموقع يتيح للبنان الدفاع عن قضاياه وقضايا العرب، لا سيما قضية فلسطين، بصورة أكثر فعالية، كما يتيح له المشاركة عن قرب في نقاش القضايا الدولية الحساسة."

واعتبرت أن هذه "العضوية، وفي الوقت نفسه، تضاعف من مسؤولية لبنان حيال قرارات الأسرة الدولية، لاسيما تلك المتعلقة بسيادته وأمنه، وعلى رأسها القرار 1701 الذي يشكل المظلة الرئيسية لحماية لبنان". وأكدت أن هذا القرار ما زال يتعرض لانتهاكات موصوفة من معظم الأطراف المعنيين، وفي مقدمها العدو الإسرائيلي، في البر والبحر والجو، داخل منطقة عمل اليونيفيل كما عند الحدود الدولية". 

 

مرجع عسكري: الوضع الامني مضبوط

نهارنت/طمأن مرجع عسكري بارز "اللبنانيين الى ان الوضع الامني مستقر ومضبوط وكل حادثة تحصل تتم معالجتها فورا واينما حدثت بدليل حادثة صيدا الاخيرة التي اوقفنا فيها اربعة اشخاص". وشدد في حديث الى صحيفة "النهار" على ان "عيون الاجهزة الامنية مفتوحة في كل الاتجاهات حتى يستطيع اللبناني ان يعيش ويبقى لديه امل في المستقبل وكي يبقى لبنان موجودا".واكد ان "ما رايناه في خربة سلم فعلا كان مخزناً لتجميع القذائف من المناطق، اما بالنسبة الى طيرفلسيه، فنحن وصلنا واليونيفيل بعد نحو ساعة ونصف ساعة وما رأيناه عبارة عن كاراج محروق واؤكد انه لم يكن مخزنا. ولم تعرف بعد نوعية ما انفجر فيه، ولكن لا اثر للبارود مطلقا". واعرب عن اعتقاده ان طائرات اسرائيلية فجرت جهازي التنصت في وادي حولا في المنطقة الحدودية بعدما تم كشفهما. واضاف ان "المعلومات التقنية افادت حتى الآن ان وضع البطاريات جيد اي من دون تآكل او اهتراء او صداء، مما يعني انها وضعت في فترة حديثة وبعد حرب تموز". واشار الى ان الجيش اللبناني اطلق النار من مضادات ارضية 23 ملم على الطائرات الاسرائيلية، مشيرا الى انه تم ابلاغ اليونيفيل لدى اعتراضها "انه اذا حلقت الطائرات مرة ثانية فسنقوم بالامر نفسه، وفعلا عادت الطائرات واطلقنا النار مجددا، مما حدا اسرائيل الى ابلاغ القوة الدولية توقفها عن الطيران".واكد ان "حزب الله لم يعترض الجيش ولا مرة خلال ادائه مهماته في الجنوب ولا مرة اصطدمنا معه. والمقاومة في الجنوب موجودة لان عناصرها هم ابناء المنطقة". ونفى وجود اي معلومات عن اختفاء المواطن جوزف صادر، قائلا: "فتشنا عميقا في هذا الملف ولم نجد وياللاسف شيئا. ونتصل بكل القوى والفاعليات التي يمكن ان تكون لها علاقة بالملف". 

 

 وفد من مخاتير المزرعة في  بيروت يزور النائب نديم الجميّل

زار وفد من مخاتير منطقة المزرعة في بيروت النائب نديم الجميّل في مكتبه في الاشرفية.  وتناول البحث مواضيع عامة تتعلق يالانتخابات البلدية والمختارية المقبلة.كماتطرق البحث الى ضرورة التواصل بين أبناء العاصمة لتعزيز الانفتاح والانصهار الوطني. وبحث المجتمعون مع النائب الجميّل عدد من القضايا الانمائية والاجتماعية التي تخص العاصمة، وكيفية التعاون بين جميع أبناء بيروت لتنفيذها لتعود بالخير والازدهار على الجميع. وتمنى النائب الجميّل على المخاتير تكرار هذه الاجتماعات لتأمين التواصل الدائم بين أبناء بيروت لأن مصالحهم الانمائية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية واحدة. وامل الوفد بتكرار اللقاات مستقبلاً

 

البطريرك صفير استقبل العميد ريمون عازار وشخصيات وتلقى دعوة للمشاركة في اليوبيل الذهبي ل"مستشفى سيدة لبنان"

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي، رئيس "حزب الاصلاح الجمهوري" شارل شدياق وعرض معه الاوضاع على الساحة الداخلية. ثم التقى النقيب السابق لأصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي عضيمي يرافقه نجله. ودعا عضيمي البطريرك صفير الى "المشاركة في الاحتفال التكريمي الذي سيقام برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الجمعة 30 تشرين الاول 2009 في سرايا جونيه، لمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس "مستشفى سيدة لبنان" - جونيه".

والتقى البطريركي الماروني رئيس "جمعية الاخوة اللبنانية - السعودية" الدكتور حسين الصمد الذي جاء "لاطلاع غبطته على نشاطات الجمعية وأخذ بركته". ومن زوار بكركي: رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض وتم عرض آخر التطورات، ثم المدير السابق لمخابرات الجيش العميد الركن المتقاعد ريمون عازار.

 

الفرزلي: المسيحيون اصبحوا ساحة لاستغلال التناقضات وهناك من يعمل لجعلهم قوة مستلحقة بالنظام السياسي

وطنية - رأى النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في حديث الى اذاعة الرسالة، "ان عقدة الحكومة هي في محاولة كسر العماد ميشال عون بما يمثل من الاكثرية المسيحية"، معتبرا "ان المشكلة محصورة في الساحة المسيحية ومنع عون من تمثيل المسيحيين تمثيلا حقيقيا في الحكومة". ودعا الفرزلي الى الاعتراف بخصوصية الطوائف بين بعضها البعض واحترام دور وخصوصية المسيحيين في هذا الشرق، مشددا على "ان التعايش كان دائما عبئا على اللبنانيين، آملا ان يصبح هذا الدور ضرورة لبنانية.

وحذر من مشروع القضاء على مسيحيي الشرق، لافتا الى "ان المشروع يخطط للتركيز على ان مكة قبلة المسلمين والفاتيكان قبلة المسيحيين لافساح المجال للقول ان القدس قبلة اليهود حصرا".  وذكر بجهود الرئيس نبيه بري بداية التسعينات في مخاطبة المجتمع المسيحي الذي كان مقاطعا للدولة والطائف، وكيف استطاع ان يخرجه من المقاطعة واعادته الى الشراكة في الحكم لكن البعض المتضرر اوقف هذا العمل. ورأى "ان الحرب على عون هو انه لا يقبل ان يكون رأس حربة المشاريع الاميركية، موضحا ان الامر غير محصور في مواقف عون وتحالفه مع حزب الله. واسف "لأن المسيحيين اصبحوا ساحة لاستغلال التناقضات وان هناك من يعمل ليجعلهم قوة مستلحقة في النظام السياسي". وذكر بمقولته "ان لبنان ممسوك وليس متماسكا، مشيرا الى ان ما نشهده اليوم يؤكد اننا دخلنا ازمات نظام وحكم ودستور من الطراز الرفيع، بعد غياب ضابط النظام. ووصف ما يجري "ان هناك خللا بين الواقع المجتمعي والواقع السياسي وان لبنان اصبح فدرالية طوائف"، ووصف القمة السعودية السورية ب"الايجابية وبحدها الادنى اوقفت الاستعمار المذهبي وهو امر كبير".

 

النائب نقولا: الرئيس الحريري ليس من يعطل بل الحاشية المقربة منه

وطنية - لفت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا، في حديث الى إذاعة "النور"، الى أن "رئيس التكتل العماد ميشال عون أكد أنه يجب أن تتألف الحكومة"، مشددا على أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ليس من يعطل التشكيل، بل من يعطل هي الحاشية التي ترتبط به". وأشار الى أنه "إذا اردنا أن نعرف متى وكيف ستتشكل الحكومة فيجب سؤال السفيرة الاميركية في لبنان ميشيل سيسون"،آملا "من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ أن يتعامل مع تدخل سيسون في شؤوننا بشكل جدي"، مشددا على أنه "لا يحق لسيسون لقاء سياسيين والانتقال من منطقة الى أخرى الا من خلال وزارة الخارجية"، معتبرا أنه "عندما تتكلم السفيرة الاميركية في غير علاقات بلادها ولبنان، فهذا يعني تدخلا في الشؤون الداخلية للبنان". وأعلن نقولا أننا "نحيد رئيس الحكومة المكلف لانه يقدم الايجابيات ويتجاوب معنا"، لافتا الى انه "لم يحصل في اللقاءات التي جمعت عون والحريري التطرق او الكلام على الحقائب"، مشيرا الى أن "الكلام كان عن أمور سياسية كان هناك خلاف عليها مثل الخصخصة". وشدد على "وجوب أن يكون للمعارضة دور فاعل في الحكومة"، واعتبر أن "وجود المعارضة في الحكم هو غنى للحكومة"، مؤكدا أنه "لم يتم التنازل عن وزارة الاتصالات ولا عن وزيرها جبران باسيل"، مؤكدا أن "من خلق مشكلة الاتصالات وباسيل فليحلها"، مشيرا الى أنهم "لا يرفضون اعطاء الاتصالات للعماد عون فقط، بل ايضا يرفضون اعطاءها للمعارضة ككل وذللك لاسباب اقتصادية أولا لان هناك نية لبيع الخلوي الى شركة أجنبية"، لافتا الى أن "المعارضة تريد أن تكون الخصخصة لمصلحة اللبنانيين". واشار الى أنه "اخذنا على عاتقنا الصمت الايجابي من اجل تأليف حكومة الوحدة الوطنية"، ورأى أن "الادارة الاميركية تريدنا ان نبقى بلا حكومة، وتريد الوصول الى انهاء القضية الفلسطينية على حساب لبنان وايضا الغاء حق العودة للفلسطنيين". ولفت الى أن "الوطني الحر متمسك بالاتصالات لانها متحررة من وزارة المالية، وايضا لانهم وضعونا في موقع التحدي فيما يتعلق بهذه الوزارة. وفي موضوع الاخذ والرد الاعلامي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة حول موضوع الصناعة ورد وزير الصناعة غازي زعتير على النائب نقولا، أكد "أن الوزير زعيتر لم يصدر اي بيان عنه حول الموضوع، بل صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء".

 

النائب ميشال عون استقبل ممثل منظمة التحرير مودعا

عباس زكي: الحذر مطلوب ولكن اسرائيل لم تعد كالبعبع تخيف

وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، اليوم في دارته في الرابية ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي في زيارة وداعية، في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دوشادارنيان. بعد اللقاء، قال زكي: "هذا اللقاء غير تقليدي مع الجنرال عون لانني على معرفة به خلال فترة عملي. هذا اللقاء يعتبر محصلة واستخراج نتائج، وأشعر بسعادة انني وفقت انني صديق للعماد عون الذي لمست عنده الدفء والطيبة والموقف الاصيل والحرص الاكيد على المصالح اللبنانية والفلسطينية. طرحنا كل القضايا التي تهمنا بشكل مشترك سواء الاوضاع في لبنان او ما يجري من تنكيل اسرائيلي من حكومة التطرف في فلسطين".

أضاف: "اتفقنا على مجمل القضايا بما فيها المصلحة العليا للشعبين الفلسطيني واللبناني. اغادر وفي ذاكرتي رجل يمثل حالة نادرة في الجرأة، في الموقف، وأيضا في التفهم الجدي وحسن الاستماع وتحليل اي مواقف بما فيها الانتصار للحقيقة". وقال: "أملي كبير بأن يخطو لبنان خطوة الى الامام في حكومة وحدة وطنية، في تعزيز مؤسسات البلد الدستورية، في صيانة وسيادة الاستقلال لان فيه رجالا، اذا ما كانت الاوضاع طبيعة، يمكن ان يشكلوا نقلة نوعية في حياة لبنان الى الافضل. في ذاكرتي سيكون الجنرال وسيكون ان شاء الله تعاون في ما بيننا لاهمية لبنان بالنسبة الى فلسطين. وكلما كان لبنان قويا مع فلسطين كلما نشعر بأننا في الاتجاه الصحيح". سئل: هل هناك اليوم خوف جدي من اعتداءات اسرائيلية على لبنان كما تهول اسرائيل؟ اجاب: "الاسرائيليون لديهم دائما مخارج لازماتهم بالتمدد. ولكن بعد ان اصبح هناك خطر على اسرائيل من اي اي ردة فعل، اعتقد ان هذه الامور ليست سهلة، لانها تعرف ما معنى ان تقوم بعمل في ظل التطور في امتلاك السلاح والارادة. الحذر مطلوب ولكن اسرائيل لم تعد "كالبعبع" تخيف".

 

النائب غانم نفى اعتذار الرئيس المكلف مرة ثانية عن تشكيل الحكومة وتوقع عدم خسارة الأكثرية لنتائج الانتخابات والرئيس الحريري لرصيده وقوته

وطنية - رأى النائب روبير غانم عضو تكتل "لبنان أولا" في حديث الى اذاعة "الشرق"، "أن مشكلة تشكيل الحكومة هي مشكلة أقليمية وليست محلية، مشيرا إلى أن بعض الأطراف المحليين يريدون أن يهيئوا الجو العام لترجيح المصالح الأقليمية على حساب مصلحة لبنان"، معتبرا "أن المشاكل الأساسية التي كانت في لبنان منذ نشأته لم تكن لبنانية 100% بل كانت لها ارتباطات وانعكاسات أقليمية ودولية مما جعل من لبنان ساحة صراع أقليمية ودولية تتصارع فيه مصالح الدول الكبرى". وردا على سؤال بضرورة انتظار نتائج المعادلة الأميركية الإيرانية للوصول إلى حكومة لبنانية، اعتبر غانم "أنه طالما لم يتفق السياسيون على حد أدنى من الثوابت الوطنية باعتبارها خط أحمر لا يمكن تخطيه، طالما أن لبنان سيبقى في دوامة المصالح الأقليمية والدولية على حساب المصالح اللبنانية". أما بالنسبة إلى القمة السورية السعودية، فرأى "أن كل تقارب عربي يخدم مصلحة لبنان ولكن رفض اعتباره يسرع في عملية تشكيل الحكومة بحيث يصبح خرقا للسيادة ويجعل كل تأليف عرضة للتدخلات الخارجية"، مؤكدا ضرورة الانطلاق من مصلحة لبنان أولا والاتفاق على حد أدنى من الثوابت الوطنية التي يجب ألا تمس، ومشيرا إلى ضرورة لبننة هذا الاستحقاق 100% لكي يظهر السياسيون أنهم بذات نضج الشعب اللبناني الذي عانى منذ سنوات مشاكل كثيرة". وردا على سؤال عن وجود مشكلة في توزيع الحقائب في المعارضة كما يشار إلى ذات المشكلة في صفوف الموالاة، أعلن النائب غانم "أن المشكلة تكمن في الاصطفاف الذي نشأ منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، باعتباره اصطفافا ثنائيا بين الأكثرية والأقلية، فكل شيء يمكن ان يعطى لهذا الفريق يجب أن يقابله شيء آخر لذاك الفريق، مما يعني الانطلاق من معادلات لا دستورية ولا قانونية، بل من معادلات توافقية تتعدى نطاق الدستور أحيانا من أجل إبقاء الجو الإيجابي أو هذا التوافق الذي سماه توافقا مرحليا، باعتباره توافق استثنائي ظاهري مرحلي لهذه المرحلة التي نمر بها".

واعلن "أن هناك عقبات داخلية وخارجية تؤثر سلبا على موضوع تشكيل الحكومة"، مشيدا بما يقوم به الرئيس المكلف سعد الحريري بحيث تطرق الرئيس المكلف لأول مرة خارج طاولة الحوار إلى حلحلة المشاكل الأساسية من دخوله إلى مشكلة النظام وما يعاني منه إلى عمق المشاكل التي يعاني منها لبنان وليس إلى عدد الوزراء التي يريده الفريقان.

ونفى النائب غانم إمكانية الوصول إلى حالة اعتذار ثانية، معتبرا "أن تشكيلة الحكومة قد تتأخر ولكن ستكون مؤلفة من قبل الرئيس الحريري وإلا تكون الأكثرية قد خسرت كل نتائج الانتخابات وإلا يكون الرئيس الحريري قد خسر من رصيده ومن قوته". معتبرا أن ذلك مرفوض.

وبالنسبة إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لبيروت غدا، رفض النائب غانم اعتبار الزيارة "تدخلا في تفاصيل تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى أن فرنسا التي كانت وما زالت صديقة للبنان تتمنى أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن إذ إنها تتمنى أن يكون لبنان سيدا حرا مستقلا".

وعن زيارة الرئيس ميشال سليمان لإسبانيا، اعتبر "أن الزيارة تعزز موقع لبنان بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث أن إسبانيا ستكون رئيسة الاتحاد، مما يساعد في حلحلة المشاكل الاقليمية التي يعاني منها لبنان". وعن ارتباط إرجاء انتخاب اللجان النيابية بموضوع تشكيل الحكومة، أعلن "أن انتخاب اللجان النيابية سيتم الثلاثاء"، رافضا وجود علاقة بين تشكيل الحكومة وانتخاب اللجان، باعتباره منصوصا عليه في الدستور وفي قانون نظام مجلس النواب.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 21 تشرين الاول 2009

النهار

يلجأ عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين الى تقديم طلبات العلم والخبر لجمعيات يعملون من خلالها في الشأن العام وتضم مناصرين حزبيين وطوائفيين فقط.

تعمد صيدليات الى رفع أسعار بعض الادوية بين يوم وآخر من دون مبرر، رغم اعلان النقابة استقرار الاسعار ومراقبتها دورياً.

لوحظ توقف اجتماعات تجمع سياسي معارض كان اجتمع مرة واحدة منذ تأسيسه.

السفير

تعود مرجعية شمالية الى لقاء الرئيس المكلف في المستقبل القريب، وفي مكان يتم التوافق بشأنه لاستئناف الحوار الذي بدأ تحت عنوان التأليف، والذي لا علاقة له بالتشكيلة الحكومية.

تلقت إحدى الوحدات في القوات الدولية لوماً من جهات سياسية ومحلية على خلفية اندفاعها لوضع اليد على الأجهزة الإسرائيلية قبل وصول القوى الأمنية اللبنانية.

يشكو سفراء يمثلون دولاً كبرى في مجالسهم، بأنهم يخضعون الى ما يشبه الاستجواب حول "الغرض من الزيارة" قبل تحديد مواعيد لهم مع مرجعية نافذة.

المستقبل

يشتكي البقاعيون من تحويل نائب سابق مؤسساته التربوية إلى مراكز لتصفية "حسابات سياسية" مع المواطنين.

استغربت أوساط بيروتية بقاء حركة الدراجات على ما هي عليه في إحدى المناطق التابعة لجهة حزبية معارضة، على الرغم من قرار منع قيادتها ليلاً.

ذكرت مصادر نيابية ان التسريبات المتناقضة حول توزيع الحقائب في التشكيلة الحكومية المرتقبة "ربما تكون مقصودة".

اللواء

ثبّت سفير دولة أوروبية مواعيد لوزير خارجية بلاده مع عدد من المسؤولين في إطار زيارته إلى لبنان·

تُحاط اجتماعات ولقاءات غير مألوفة بسرية تامة، ثم يُكشف عنها في الوقت المناسب؟!·

التجأت جهات غير مدنية إلى مرجعياتها السياسية في معرض الأزمة الصامتة بين بعض الأجهزة·

الأخبار

عمّم قائد الدرك العميد أنطوان شكّور على جميع القطعات التابعة لوحدة الدرك الإقليمي مذكّرة يمنع فيها تسلّم أي بريد صادر عن "شعبة" المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لأن هذه "الشعبة" غير موجودة من الناحية القانونية، بحسب ما يردّد شكور في مجالسه. ويشمل قرار المنع وثائق المعلومات التي تتضمن معلومات أمنية في قضايا جنائية أو إرهابية. ومن غير المعلوم ما إذا كان شكور سيحضر اجتماع مجلس قيادة المؤسسة الذي دعا إليه اللواء أشرف ريفي للتصديق على نتائج ترقية رتباء إلى ملازمين غداً.

يزور رئيس فرع المعلومات، العقيد وسام الحسن، العاصمة الروسية موسكو على رأس وفد من ضباط الفرع، بدعوة من جهاز الأمن الفدرالي الروسي، بعدما كان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قد زار العاصمة الروسية في إطار "الانفتاح على مختلف الأطراف الدولية". وقد التقى الحسن والوفد المرافق عدداً من الضباط الروس، إضافة إلى مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي الروسي. ومن أبرز أهداف الزيارة البحث في السبل التي يمكن فرع المعلومات الإفادة عبرها من خبرة الأجهزة الأمنية الروسية، وخاصة لناحية تدريب الجهاز الأمني الروسي ضباطاً ورتباء من فرع المعلومات. وهذه هي المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن تعاون جدي بين فرع المعلومات والأجهزة الأمنية الروسية، إذ اقتصرت مصادر المساعدات التي حصلت عليها "المعلومات" خلال السنوات الأربع الماضية على الدول الغربية وبعض الدول العربية، وخاصة ألمانيا وفرنسا ومصر، وبدرجة أقل الولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن الهبة المالية السعودية التي قدمت عام 2007 إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والتي استفاد منها فرع المعلومات لتمويل شراء أجهزة ومعدات أمنية وعسكرية وآليات وأسلحة وذخائر.

أبدى قطب معارض في مدينة صيدا استياءه من أداء القنوات التلفزيونية المحسوبة على المعارضة، لجهة تغطيتها أخبار المدينة، عازياً السبب في ذلك إلى الخدمات التقنية واللوجستية التي يوفرها مكتب قناة المستقبل في صيدا لمندوبي وسائل الإعلام، ولا سيما المرئية منها (نسخ وتصوير وبث وطباعة أخبار). ويقول هذا القطب: "إذا أردتم أن تعرفوا ماذا ستقول وسائل إعلام المعارضة عن صيدا، فما عليكم إلا مشاهدة قناة المستقبل".

صدى البلد

يستمر القلق من احتمال حصول تطور امني على الحدود الجنوبية بشكل غير مباشر فيما عبّر وزير أمني عن قلق اضافي من حصول احداث امنية داخلية.

يقال ان مجموعة من كبار حاملي الاسهم خصوصا في شركة سوليدير يقومون بعملية مضاربة مريبة مستندين الى تأثيرهم في الحركة السياسية التي تتحكم بأسعار الأسهم.

تقول أوساط في المعارضة ان التأخير في تشكيل الحكومة سيزيد من فرص عودة الوصاية المباشرة على لبنان لانه يعكس عجز اللبنانيين عن حكم انفسهم بأنفسهم ولو في الشكل.

 

الحوادث الأمنية المتنقلة قد تتحوّل الى تسونامي مدمّر 

٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

الديار/فؤاد ابو زيد

هل هي صدفة، ام هو مخطط ترويعي وضعت تفاصيله جهة فاعلة على الارض، يقوم على افتعال حادث فردي، او استغلال حادث فردي، وتحويله الى عملية تأديبية ترويعية تنفذها مجموعة كبيرة من حملة السكاكين والسواطير، يضربون ويهربون تاركين وراءهم قتلى وجرحى، وجواً من الحقد والكراهية واستثارة المشاعر الدينية، اضافة الى مشاعر الغضب والسخط حيال الدولة واجهزتها الامنية التي لا تستطيع ان تحمي ابناءها العزّل من السلاح، بحيث يدفع الألم والاذى والمهانة بالمعتدى عليهم وبأهلهم وجيرانهم واصدقائهم الى اتهام قوى الامن بأنها تكيل بمكيالين وتتصرّف بمعيارين، فتتساهل مع المعتدين وتقسو على المعتدى عليهم، وهذه اللغة سمعها اللبنانيون في اكثر من مناسبة، وكان آخرها الاصوات المنددة التي ارتفعت في عين الرمانة وجونيه، مع العلم بأن المسؤولين السياسيين على رأس وزارتي الدفاع والداخلية، وكبار القادة العسكريين يؤكدون، بل يأمرون الضباط والعناصر بأن يكونوا لجميع اللبنانيين من دون تفرقة او تمييز، انما اذا تعددت شكاوى المواطنين من اهمال او انحياز، فلا بد في هذه الحال من معالجة سريعة تعيد تصويب الامور باتجاه تنفيذ اوامر القيادات السياسية والعسكرية تنفيذاً صارماً ومتوازياً ومنحازاً الى المعتدى عليهم كائناً من كانوا.

يجب الاّ يستهين احد بما يحدث من مشاكل امنية، يلاحظ انها تتم على ايدي شبان ينتمون الى مذهب ديني معيّن، ضد شبّان من طائفة معينة اخرى، واول من يجب ان يتنبه الى هذه الظاهرة الخطيرة التي تحمل بذور فتنة طائفية، هم قيادات هذا المذهب وعقّاله، لأن النيّات الطيبة لا تكفي وحدها لحماية العيش المشترك، ولا اوراق التفاهم والتحالفات، بل الواجب يقضي بقمع ظاهرة الاعتداء الجماعي من منبعه حيث ينطلق، وذلك يكون برفع الغطاء والحماية والدعم لهؤلاء، وترك قوى الامن تضرب بسيف الدولة في كل مكان، وان تعطي هذه القيادات المثل الصالح لجمهورها، بوقف اضعاف الدولة ومؤسساتها والتطاول على رموزها والاستهتار بهم.

أما الفريق الثاني الذي يساهم في تمدد هذه الظاهرة، فهو الفريق المتحالف معهم، الذي يشجع بسكوته وبتسخيف ما يحصل، وبالتقليل من اهميته، وبتبريره احيانا، على اتساع رقعة هذه الاعتداءات، وانتقالها من المناطق المتقابلة الى عمق مناطق لم تشهد في تاريخها هذا النوع من الاعتداءات الذي شهدته طرق ومناطق واماكن في جبيل وكسروان والمتن وبعبدا، والكلام الذي يصدر من بعض القياديين والنواب في التيار الوطني الحر، ضمن اربعة حيطان وبعيداً عن الميكروفون عن انزعاجهم من الممارسات الشاذة التي تحصل من حلفائهم، يجب الجهر بها بصراحة على قاعدة ان حليفك هو من صدقك وليس من صدّقك.

يبقى الفريق الثالث المعني بالامر، وهو الاعلام المرئي الذي تحوّل بغالبيته الى شيطان اخرس بعدما تغلّبت المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية، فصمت صمت القبور على تجاوزات لا عدّ لها ولا حصر، ولم يعد يرى سوى القشّة في عين اهل البيت والدار والحق.

وحدها محطة الـM.T.V كسرت جدار الخوف والترهيب، والتزمت منذ ولادتها الثانية امام جمهورها العريض الذي آمن بقيامتها وانتظرها، انها لن تتنفس الا حرية ووطنية وانصهاراً بقضية السيادة والاستقلال والقرار النابع من ارادة اللبنانيين ومعاناتهم، فاستحقت ان تكون من دون منازع، صوت الناس، وعيونهم ومحاميهم ورسولهم الى كل زاوية في هذه الارض.

لقد أثبت المهاتما غاندي زعيم استقلال دولة الهند، ان سلاح الموقف والاعتراض والرفض، اقوى من المسدس والبندقية والدبابة، وهو الاعزل الا من ايمانه بقضية بلاده، انتصر على أعتى قوة عسكرية في ايامها الذهبية، عنيت بها الاستعمار البريطاني، وجاء من بعده اشهر سجين في التاريخ المعاصر المناضل نلسون مانديللا وحرّر بلاده جنوب افريقيا من قبضة الاستعمار والتمييز العنصري، وهو الاعزل والمغلول اليدين والرجلين وراء قضبان السجن، وهذا ان دلّ على شيء فعلى ان المؤمن بقضية وحقّه، هو الاقوى ولو كان اعزلاً من السلاح، وان المدّجج بالسلاح من رأسه لاخمص قدميه، ويعتدي على غيره ويتظلّمه، هو الاضعف والاسهل منالاً، طال الاعتداء ام قصر.

موجة الاشكالات الامنية، ذات الطابع الطائفي يجب ان تتوقف، كي لا تتحوّل الى تسونامي يجرف في طريقه كل شيء، ولا يراهنّ احد على قويّ هنا، وضعيف هناك، ويتصرف على هذا الاساس، لأن المقاييس من هذا النوع متحركة ومتغيّرة باستمرار في بلد مثل لبنان، ومع المعرفة التامة بصعوبة حكم بلد متعدد الطوائف والمذاهب ومشّرع على تدخلات الاقربين والابعدين مثل بلدنا، الا ان من اخذ على عاتقه واجب حفظ الامن وسلامة المواطنين، عليه ان يقوم بهذا الواجب المقدس بكل حزم وشجاعة وحيادية، مهما كانت التضحيات والتحدّيات لأن المسؤولين عن الامن، وهم من خيرة الناس، يعرفون ان مصير لبنان ومستقبله بين ايديهم هم في الدرجة الاولى، ولنا من عبر الايام الاولى للحرب في لبنان خير حافز لعدم الوقوع في التهلكة مجدداً.

المصدر : الديار

 

"الثقافة"... "عونية"!   

٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

بشارة شربل 

المصدر : موقع لبنان الآن

لدى لبنانيين كثر رجاء يضعونه بين يدي الرئيس المكلف هو التالي: لن نلومك إذا اضطررت يا دولة الرئيس الى التنازل ومنح جبران باسيل ثانيةً وزارة الإتصالات، لكن لا تجرِّعنا كأس حصول "التيار" على وزارة الثقافة في إطار المحاصصة والتوزيعات والتضحيات.

مقلق فعلاً تخيُّل أن وزير الثقافة المقبل حزبي موصوف أو خريج فكر طائفي أو وجيه في "التيار العوني"، ليس لأن وزارة الثقافة ستقرر مصير البلاد واستراتيجية الدفاع أو تقود مشاريع الخصخصة وخفض الدين العام، بل لأنها ربما آخر ما تبقّى من عناوين الحضارة والرقي في حكومة وحدة وطنية هي أشبه بمسلخ يحصل فيه فريق على الرأس وآخر على الأحشاء وآخرون على الأطراف.

ليس "التيار" أسوأ مَن يمكن أن يتولى حقيبة تعنى بالنشاط الفكري والذهني لدى الناس. فغيره فرقاء كثر في لبنان يبزّونه سطحية في المقاربات للسياسة والإجتماع، ويتجاوزونه بأشواط في الممارسات السياسية والميليشيوية وفي العقلية التي تجدد الأحقاد او التوجهات التي تحول دون احترام الدستور وقيام الدولة وتقدم البلاد، لكن هؤلاء لم يتولوا يوماً تلك الحقيبة لاحتقارهم لها واعتبارهم إياها فُضلة أو "فرق عملة" بين الأقوياء.

نفهم جيداً لماذا يهرب جميع أصحاب "التمثيل الشعبي" من وزارة الثقافة، فهم يريدون وزارات ذات موازنات كبيرة تتيح الصفقات والتنفيعات وإسداء الخدمات لاسترجاعها أصوات اقتراع او ولاءً شوارعياً للذين ما عادوا مؤمنين بنتائج الإنتخابات. لتلك الأسباب ربما أمكن إنقاذ وزارة الثقافة في كثير من الأحيان من براثن الأطراف المتطرفة أو أصحاب الفكر الطائفي أو الشمولي سواء كانوا في أي جهة من جهات الاصطفاف. فلماذا لا يضحّي الرئيس المكلف اليوم أيضاً بحقيبة خدماتية ويستعيض عنها بإعطاء "الثقافة" لمن تتوافر فيه المواصفات ويستحقه مثقفو لبنان وأجيال المستقبل بدل أن تقع في يد "دكتور" عوني مثلما هو مطروح على سبيل المثال؟

مناسبة الحديث عن "التيار" بالتحديد هي أنه مرشح فعلاً لوزارة الثقافة في إطار ما يدّعي تقديمه من "تضحيات" لاستيلاد حكومة الوحدة والوفاق. فلو حصل وتولاها، لشكَّل قطيعة منفِّرة مع تقليد سَرَت عليه الحكومات منذ أنشئت تلك الوزارة، إذ أولَت عمداً أو بمحاسن الصدف أمر هذه الحقيبة إلى أشخاص مشهود لهم بالثقافة والمعرفة وبالرغبة في خدمة كل لبنان. وليس على سبيل الحصر بل التذكير نورد أسماء ميشال إده وتمام سلام وغسان سلامة وطارق متري. وإذ ارتبط الإسمان الأولان ماضياً وحاضراً بتأسيس لبنان وبفكرة التعايش الإسلامي – المسيحي والإعتدال، فإن الإسمين التاليين يرتبطان بعمق الثقافة واتساعها وبالصورة التي يجب أن تظهر فيها البلاد في منتديات العالم الثقافية والأكاديمية وفي مجالات الدفاع عن الحقوق الوطنية وحقوق الإنسان.

نظلم بعض المنضوين في "التيار" لو عممنا حكمنا عليهم بعدم الأهلية الثقافية، لكننا نقول بأن مَنْ يشغل هذا الموقع ينبغي أن يمثل المشترَك بين اللبنانيين، فيكون مطَّلعاً على سيرة لبنان منذ 400 عام على الأقل، فلا يبدأ تاريخ الكون لديه من ولادة "المعلم" او "الجنرال"، ويفهم أن السياسة لا تعني ترداد أقوال الزعيم في التلفزيونات ولا المساجلة المملة... ثم ان وزير الثقافة يجب أن يكون مدنياً وحراً بامتياز، لا شبهة ميليشيوية عليه ولا يوالي عسكرياً أو حزباً دينياً أو عقيدة جامدة ولا يبرر السلاح وعمليات الإغتيال ولا يتبع جهاز مخابرات ولا يدعي محاربة الفساد فيما هو غارق فيه حتى النخاع، وهي مواصفات يصعب العثور عليها لدى كثيرين في مختلف الأحزاب والتيارات وخصوصا عند مرشحي التيار العوني لتولي وزارة الثقافة بالذات.

 

حرب السنة والشيعة بالنيابة

الشرق الأوسط

٢١ تشرين الاول ٢٠٠٩

عبد الرحمن الراشد

من يستخدم من؟ هل الأنظمة تستخدم المتطرفين لأغراضها السياسية أم أن المتطرفين يستغلون الخلافات السياسية للوصول إلى أهدافهم؟ لنفحص الهجوم الانتحاري الأخير في جنوب شرقي إيران الذي أعلنت منظمة سنية متطرفة مسؤوليتها عن تنفيذه، وقتل فيه عدد من القيادات المهمة في الحرس الثوري. يشبه هذا الهجوم في شكله وإعلانه العمليات الانتحارية العديدة التي نفذت في العراق واستهدفت قوى سياسية ومواقع عسكرية وتجمعات شعبية بريئة.

ما رأيناه في إيران أيضا مشابه لما حدث ويحدث في الجزائر والسعودية واليمن وغيرها من العمليات الإرهابية المعقدة التي تحمل بصمات جماعات ذات تنظيم عال. ولا يمكن بأي حال أن تكون جميعا من ذات المصدر، رغم تشابهها، لكن من الواضح أن الإرهاب صار وسيلة من وسائل العمل السياسي، ولم يعد كما كان في التسعينيات عملا فكريا انتحاريا خالصا. ولأن طرفا استخدم تنظيم القاعدة، أو استعان بإحدى الجماعات الجهادية التي انتشرت كالميكروبات في المنطقة، ربما اضطرت الأطراف الأخرى إلى التفكير في نفس الوسائل، أي استخدام الإرهاب لفرض سياسات معينة أو ردع أخرى.

وهي ليست جديدة في منطقتنا، حيث يستخدم العنف والإرهاب كذراع للمساومة بكل أسف منذ زمن السبعينيات إلا أن التطور الجديد استخدام الدين في اللعبة السياسية. ولا أدري من وراء جماعة جند الله التي نفذت العملية الانتحارية في إيران، إلا أنها تعرف كمنظمة سنية متطرفة ذات رسالة سياسية ضد النظام الإيراني، لكنها تبدو جزءا مكملا للمعارك الإقليمية الدائرة التي تتبادل القتال باسم السنة والشيعة ومحاربة الكفر وغيرها من البيانات التي لا يصدق براءتها فاهم في الشأن السياسي. ومع أن التنظيمات قد تكون حقيقية وتعتنق أفكارها بالفعل ومنتسبوها يؤمنون ويقتلون ويقاتلون باسم الشعارات المرفوعة إلا أنها في واقع الأمر تستغل في تصفية الحسابات على مستويات أعلى.

ولا بد أن الجميع يدرك اليوم أن الحروب الدينية لا يوجد أحد في مأمن منها، فالأميركيون استخدموا الأصوليين الإسلاميين لمحاربة السوفييت في أفغانستان، وبعد خروج الروس بخمس سنوات انقلب الأصوليون لمحاربة الأميركيين، وقامت إيران بالاستعانة بهم لمواجهة الأميركيين وهاهي اليوم تكوى بنارهم.

على الإيرانيين ألا يرتكبوا الخطأ الاميركي بالاعتقاد أن هذه الجماعة المتطرفة يمكن محاربتها فقط بالسلاح، لأنها لن تستطيع وستجد مئات من المتطرفين يلتحقون بهذه الجماعات المسلحة التي ستجد الدعم من خصوم إيران، وتصبح إيران في حلقة أكثر خطورة وضيقا. أصبحت المصلحة المشتركة، حتى بين الأعداء، هو التوافق على نوع الأسلحة التي يمكن أن يقاتلوا بها بعضهم البعض، بحيث يمكن الابتعاد عن سلاح الإرهاب الذي أدمى الجميع، وتحديدا الإرهاب الديني وإثارة النعرات الطائفية. ليس من صالح إيران دعم الحوثيين أو المتطرفين العرب، سنة وشيعة، وليس من صالح الدول الأخرى الدخول في لعبة شق الصف الإيراني طائفيا، ويكفي المنطقة عشر سنوات دامية من الحروب باسم الدين.

المصدر : الشرق الأوسط

 

اللقاء الخامس بين الشيخ والجنرال قد ينتج حكومة الوحدة

الحريري أثبت قدرته على تخطّي الصعاب بالحوار والانفتاح والاصغاء

وجدي العريضي/الديار

اذا أردت ان تعرف متى تولد الحكومة الحريرية العتيدة، فما عليك الا ترقب الايام القليلة المقبلة والتي ستحسم الامور وذلك على ضوء اللقاء الخامس بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، بحيث سيأتي عون بالجواب النهائي حول الحقائب والاسماء، وايضاً على خط «بيت الوسط» وحارة حريك، مع تنامي الحديث عن اجتماع قد يحصل بين الرئيس الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، باعتبار ان لقاء «الشيخ والسيد» له اهميته مع اقتراب ولادة الحكومة والتي تحتاج الآن وبعد تشكيلها الى دعم حزب الله كي تقوم بمهامها دون اي تعطيل وعرقلة. هذا ما تشير اليه اوساط سياسية متابعة، التي تلفت الى ان لقاء الرئيس الحريري امس بالرئيس نبيه بري كان ممتازاً في ظل ارتياح رئيس المجلس النيابي للدور والمساعي التي يقوم بها الرئيس المكلف من خلال انفتاحه على الجميع. من هنا تشير اكثر من جهة سياسية الى ان الامورتدور وتدور حول «ام الحقائب» اي وزارة الاتصالات التي باتت قبلة الجميع ونظرات الحب والاعجاب حولها من كل حدب وصوب، والاجواء تتحدث عن «ميني حسم» لهذه الحقيبة التي دوخت وانهكت الموالاة والمعارضة على حدّ سواء.

وفي المقابل فان الرئيس الحريري يتعاطى مع مسار الاوضاع برمتها من كونه رئيس حكومة كل لبنان وليس كزعيم للاكثرية او رئيس تيار المستقبل وتكتل لبنان اولا والممارسة على الارض ثبت ذلك من حيث انفتاحه واصغائه لكل الاطراف وصمته الذي يراد منه التهدئة والروية ومصلحة البلد والناس. من هنا ان الرئيس الحريري ينظر الى كل الوزارات ليس لحصريتها لهذا الحزب او ذاك او لهذه الطائفة وتلك بل على انها للبلد ولخدمة الناس وبالتالي انه اذا اراد وزارة الاتصالات والمال، فذلك من اجل باريس -3 والالتزام امام المجتمع الدولي تجاه ما اتفق عليه في باريس -1 وباريس -2 الى تسهيل العمل على مستوى الحكومة وخوفاً من عودة لغة التعطيل. من هنا لم يزل الجو الايجابي هو السائد مع تناغم هذه الاجواء مع المناخات الاقليمية ولا سيما التقارب السعودي - السوري بحيث يعزز ذلك مسار التهدئة ويحصّن الساحة الداخلية ويساهم في ولادة الحكومة وتسوية الامور العالقة. لكن يبقى ايضا الابتهال والصلاة حاجة للبنان، اذ اللهم نجنا من المفاجآت والمتربصين بلبنان شراً ومن المعرقلين والمعطلين وهم كثر.

 

الصبي.. وأمه

٢٠ تشرين الاول ٢٠٠٩

علي الرز/لبنان الآن

لم يكن مبررا ان يعتذر رئيس تحرير صحيفة "الرياض" تركي السديري عن افتتاحيته التي طالب فيها بعودة لبنان الى سورية، فهو لم يعتمد - كما رأت المعارضة اللبنانية من باب الشماتة- مبدأ "من بيت ابي ضربت" لكنه كان يقرأ في كتاب الغالبية المفتوح الذي رفع شعار "أم الصبي" منذ سنوات الى الدرجة التي اوصلت كاتبا سعوديا الى المناداة بعودة الصبي الى أمه. السديري قال انه اخطأ في التصور والتعبير مغلقا الباب امام اي نقاش لافتتاحيته التي لا تحتاج عمليا الى نقاش لا في التصور ولا في التعبير، ومع ذلك فهو حر في قول ما يشاء واللبنانيون معنيون اكثر برصد تجربتهم "السيادية" ونتائجها التي ادت الى ان يسمعوا من "معسكر الاعتدال" العربي صوتا يدعوهم الى نسف كيانهم لا الى التخلي فحسب عن شعاراتهم في الحرية والاستقلال. بعد اتفاق الطائف كان رأس السلطة السياسية في لبنان الرئيس الياس الهراوي يتباهى دائما بمقولة ان اللبنانيين لم يبلغوا سن الرشد بعد وان "الصبي" ما زال في حاجة الى رعاية امه. وكانت امه اجرت سلسلة تفاهمات وصفقات واتفاقات شرعية وغير شرعية مع والده وزوجته الجديدة واعمامه واخواله تفردت بموجبها في تدبير اموره كي لا ينفسد اخلاقيا لان كثرة المربين "تنزع الصبي"، وكان اشقاء "الصبي" من والديه اكثر من ساعد على تكريس مقولة "عدم البلوغ" من خلال خلق وضع داخلي تأزيمي سياسا وامنيا يكرس الحاجة الى تدخل الام بالنصيحة والموعظة الحسنة او بالقسوة المطلوبة احيانا رغم تعارضها مع اساليب التربية الحديثة.

وعندما تصبح الكلمة العليا مطلقة للأم، لا بد ان تكافىء اولادها الذين يسهلون مهمتها وتجعلهم اسياد البيت الحقيقيين ولو اضفت على هذا التسيد بعض الاضاءات الوهمية في نوافذ المشاركة. هكذا تم التجديد لرئيس الجمهورية (صاحب نظرية عدم البلوغ) في مقابلة صحافية اجراها الرئيس الراحل حافظ الاسد مع جريدة "الاهرام" المصرية، وهكذا تم التجديد لرئيس الجمهورية الذي تلاه بمقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية اجراها الرئيس الحالي بشار الاسد، وفي التجديدين كانت السلطة الفعلية في لبنان خارج نطاق الرئاسة او الرئاسات... كانت في يد الجهاز الامني السوري اللبناني الذي واكب عمل المقاومة ووظف تحركها اقليميا على جبهة المفاوضات مع اسرائيل وضبط تحركها على ايقاع الدور الاقليمي المطلوب للدولة الأم كي توسع رعايتها شرقا وغربا.

بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الرجل الذي كان يمشي بين الالغام لنقل لبنان من المزرعة الى الدولة، انتفضت غالبية اللبنانيين من اجل الحرية والسيادة والاستقلال. كانت قوة التعبير مذهلة لكن اشياء كثيرة اضعفت هذه الانتفاضة قد يكون اهمها على الاطلاق عدم تقدير حجم قوة شقيق الداخل على مساندة شقيق الخارج وعدم تصديق انه يمكن ان يعطل البلاد ويشلها ويعيد اللبنانيين الى مرحلة "عدم بلوغ سن الرشد" والحاجة الدائمة الى الرعاية الخارجية.

في كل مرحلة من المراحل التي تلت انتفاضة الاستقلال كان اركان الغالبية السياسية يقولون انهم لا يمكن ان يواجهوا تحرك المعارضة السياسي والامني بالحدة نفسها لانهم "ام الصبي". وهذا الكلام صحيح جدا اذا كان بهدف تراكم مشتركات وطنية على ثوابت كفيلة بنهوض لبنان وانطلاقه، وصحيح اكثر اذا كان الشعار جنب الغالبية ولبنان دفع ثمن كبير، لكن ما حصل فعليا هو ان الانقسام الوطني صار انقسامات وان الثمن الذي كانت الغالبية تخشى دفعه دفعت اكثر منه. تذكروا فقط تصريحات قياديي 14 آذار المتخوفة من انتخاب رئيس للجمهورية بنصف اعضاء البرلمان زائدا واحدا على رغم التأييد الداخلي والخارجي الواسع لهذه الخطوة. يومها قالوا ان ذلك يمكن ان ينهي مبدأ الشراكة الوطنية ويمكن ان يؤدي الى عمل مسلح ضد العاصمة. لم يحصل الانتخاب ومع ذلك اجتاح مسلحو المعارضة بيروت... ووضع المنتصرون شروطهم على الطاولة بالنسبة الى الشراكة: الاستلحاق.

واسوأ ما في سياسة "ام الصبي" انها ادت الى ضرب مقومات ومبادىء دستورية تمس بنية النظام نفسه وتعيد انتاجه. سواء تعلق الامر بموضوع الحكومات وتشكيلها وقدرة اي طرف على تعطيلها او تحويلها الى مجلس ادارة للفيديراليات الطائفية، او تعلق باقفال البرلمان ومنع انتخاب رئيس للجمهورية، او بتفريغ العملية الديموقراطية الانتخابية من مضامينها وتحويلها الى فولكلور... كون السلطة تأتي من حامل البندقية وحلفه الاقليمي وليس من حامل التفويض الشعبي وبرنامجه الوطني.

رئيس تحرير "الرياض" تركي السديري اخطأ مرتين: الاولى عندما دعا الى اعادة الصبي الى امه وتصحيح سايكس بيكو (بالنسبة الى لبنان وسورية فقط) كونه لا يستطيع ان يحكم نفسه، والثانية عندما اعتذر للبنان عن افتتاحيته بينما كان يجب ان يعتذر من سورية لان ما فعله لها حلفاؤها في لبنان وقواتها خارجه افضل الف مرة مما كان يمكن ان تفعله وقواتها في لبنان. حصدت المكاسب تلو الاخرى وهي تتفرغ لملفاتها الاخرى بينما لبنان في "أيد امينة". تخيل يا سيدي رئيس التحرير لو ان القوات السورية هي التي اجتاحت بيروت في 7 ايار، هل كان بعض العرب والعالم اعتبر الموضوع "خلافا داخليا"؟ لو ان سورية ولبنان دولة واحدة... هل كان سيخطف الاجنبي في لبنان ويتحرر في سورية؟ لو ان سورية ولبنان دولة واحدة... هل ستشتعل "الجبهة السورية" لعبور الخط الازرق او اطلاق صواريخ مجهولة المصدر؟ هل سيتم التهويل على المواطن السوري – اللبناني بالاصوليات السنية وتفجيرات "القاعدة" ويؤسس شاكر العبسي عصابته في مخيم اليرموك ويطلق القذائف على الجيش السوري؟ هل وهل وهل...

أخطأ تركي السديري في التصور والتعبير، واخطأ اللبنانيون في كل شيء إلا في... التعبير.

المصدر : موقع لبنان الآن

 

ماعز

يحيى جابر

الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009

كما فعل القاتل المستكبر، حين إستضعف الأعزل جورج أبو ماضي، نشعر بإستضعافنا أمام أكثر من مستقوي ينظر إلينا بدونية... ثمة من يتعامل معنا كأنه منتصر على مدار الساعة، وأننا بالنسبة اليه كائنات منهزمة، علينا دفع الجزية... وتسليم أنفسنا لمحاكمة عسكرية! ماذا أفعل بهذا القول المأثور عن حب الوطن... "نيال إللي عندو بلبنان مرقد عنزة...!" أي مرقد آمن في هذه البلاد... وأي عنزة وأي راعي والكل شلعات من ماعز تمشي إلى زرائب طائفية ومنها إلى المسالخ... وحيث الذبح حلال وشرعي... وإن ربحنا الإنتخابات يا شباب يا صبايا... نحن خاسرون بنظرهم، يعني كمان "عنزة" ولو طارت!.. وروحوا "بلّطوا" البحر الأبيض والبحر الأحمر... والمحيطين الهندي والأطلسي... وإن تشكلت حكومة الوحدة الوطنية وصار هناك بيان وزاري، سينقعون بيانكم ويقولون لنا "إشربوا زومه"... وعلى سيرة العنزة، نقول لهم هذا إتفاق طائف... يجيبوننا "إحلبوه" واقطعوا منه لبنة وجبنة...!

وإن نالت الحكومة الثقة، هل تثقون...؟ أنا لا أثق بشيء لأنني معقد من خيانات وطنية لا تصدق، لذلك طلع لي عشرات القرون في رأسي... وصرت تيساً شكاكاً أنطح الهواء بالكلمات في مراعي لبنان الخضراء... بالمستنقعات!

 

 

السبيل الوحيد لوقف حمام الدم في اليمن مبادرة من الجامعة العربية لقطع الطريق أمام التدخل الإيراني ومساعدة النظام اليمني في إحتواء التمرد وتسوية ملف الحراك الجنوبي"

أوساط إسلامية: التمرد الحوثي ينسق مع القاعدة ويتلقى الدعم العسكري والمالي من إيران

محمد الضيقة ، الثلاثاء 20 تشرين الأول 2009/لبنان الآن

دخل الصراع في اليمن بين الحكومة المركزية والمتمردين الحوثيين مرحلة خطيرة بعد إمتداد المعارك إلى ثلاث محافظات في الوقت الذي تواجه فيه صنعاء تهديداً من نوع آخر لا يقل خطورة عن الأول في الجنوب وقد يتطور إلى الأسوأ في أية لحظة. مصادر إسلامية تتابع الوضع اليمني عن كثب أوضحت أن "هذا التمرد ليس الأول وإنما السادس"، وأن إندلاع القتال الذي بدأ قبل أشهر "ما كان ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من قوى خارجية، ما زالت تدعي حتى الآن أنها حريصة على وحدة اليمن".

ولفتت هذه المصادر إلى أنه "لا علاقة للمذهب الزيدي بالتشيّع، إلا أنّ الخطاب الإعلامي الإيراني ووسائل الإعلام الأخرى التابعة له خصوصاً وسائل إعلام "حزب الله" يمارس نوعاً من تحوير الحقائق في تعاطيها مع ما يحدث في اليمن لجهة إعتباره حرباً بين السنة والشيعة وهو أمر لا يمت إلى الحقيقة بصلة باعتبار أن لا وجود للشيعة في اليمن على نطاق واسع بإستثناء بعض الحالات الفردية". وإذ أكدت أن "إيران دخلت على خط الأزمة اليمنية منذ عام 2004 عندما رعت لقاءات جرت بين بعض مجموعات القاعدة التي لجأت إليها بعد إحتلال أفغانستان والحوثيين"، أشارت المصادر الإسلامية نفسها إلى أن "طهران التي تدعم التمرد الحوثي بالمال والسلاح لها مشروعها الإقليمي الواضح، والذي تبدو تجلياته واضحة سواء في العراق أو في لبنان"، موضحة أن "قيام كيان زيدي على الحدود اليمنية - السعودية سيعزز من قوة إيران ويهدد أمن واستقرار السعودية، وعلى الرغم من أنّ التدخلات من البلدين وحلفائهما في الحرب الدائرة في اليمن تبقى مسألة واردة، إنما ذلك لا يعني أن ما يجري يجسد قتالاً مباشراً بين طهران والرياض على الأراضي اليمنية".

المصادر الإسلامية التي حذرت من "عواقب فشل النظام اليمني في قمع التمرد لأنه قد يؤدي إلى إنهياره"، لفتت إلى أن "المواجهات العسكرية ليست وحدها قادرة على حسم المعركة لصالح النظام، وإن كانت ضرورية، كما أن المقاربة السياسية وفتح حوار مع الحوثيين قد لا يؤدي إلى وقف النزف بسبب غلو المتمردين".

وإزاء ذلك أعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأنّ "السبيل الوحيد لوقف حمام الدم في اليمن مبادرة من الجامعة العربية لقطع الطريق أمام التدخل الإيراني، ومساعدة النظام اليمني في إحتواء هذا التمرد إضافة إلى تسوية ملف الحراك الجنوبي"، بحيث أكدت المصادر الإسلامية في ختام حديثها "وجود تنسيق في ألمانيا حيث يتواجد يحي الحوثي قائد التمرد وعلي سالم البيض زعيم المعارضة الجنوبية".

 

"الجيش في جهوز تام ببيروت ونشرناه من عين الرمانة إلى كفرشيما"

مرجع عسكري بارز لـ"النهار": عقيدة المؤسسة لم تتغيّر وفكرة حامات لبنانية

مَن يتورّط في الحرب فسيكون أول الخاسرين والعسكر لا ينحاز إلى أي فريق

هيام القصيفي/النهار  

تشكل الحوادث الامنية المتنقلة من منطقة الى اخرى، والحوادث الجنوبية التي ترصدها الدوائر الامنية والسياسية باهتمام بالغ، هواجس اساسية يتداولها اللبنانيون خشية ان تنزلق الامور في منحى خطر. وحساسية الوضع الحالي انه وسط الفراغ الحكومي المستمر منذ ثلاثة اشهر، والذي يفقد معه لبنان مرجعية سياسية تدير شؤون البلاد، تتحول أي حادثة امنية مهما صغر حجمها، حدثاً امنياً بارزاً يتصدر وسائل الاعلام، ولا سيما وسط انقسام حاد بين معسكرين اكثري ومعارض، وفي وقت تتفاقم الحساسيات المذهبية والطائفية، بتغذية سياسية محلية واقليمية. وسط هذا المشهد الامني المتعثر، تتحول الانظار نحو الجيش كمرجعية امنية اولى تتولى امن البلاد وفق قرار لمجلس الوزراء، ولكونه سلطة عليا تأتمر في الايام العادية بقرار مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية وقيادة الجيش. من عين الرمانة الى طرابلس ومجدل عنجر، الى حوادث الجنوب وتنفيذ القرار 1701 وقاعدة مطار حامات ودور الجيش والمخاوف من احتمالات تحول الامن ورقة للمساومة او لاستخدامها في أي مشروع فتنة في لبنان، وخطف المواطن جوزف صادر، اسئلة حملتها "النهار" الى المرجع العسكري الابرز في الجيش، في نقاش طويل، تلا جلسة المجلس العسكري الموسع الذي ناقش جملة من هذه العناوين.

يحرص المرجع العسكري اولا على طمأنة اللبنانيين الى ان الوضع الامني مستقر ومضبوط، وكل حادثة تحصل تعالج فوراً واينما حدثت، بدليل حادثة صيدا الاخيرة التي اوقفنا فيها 4 اشخاص. الوضع الامني لا يخيفني في الشكل الذي يتوهمه البعض، ونسبة الحوادث ليست كبيرة وان تكن مقلقة، وتحصل مثلها في اكثر الدول المضبوطة امنيا. واطمئن كذلك الى ان الحوادث المتنقلة تبقى مضبوطة، وان الحديث عن تحولها حروبا متنقلة مبالغ فيه. فمهما يكن القرار الخارجي كبيرا، لا احد يقدر على ان يفتعل حربا في لبنان ان لم يكن الاطراف الداخليون يريدون اشعال حرب، واذا كان الجيش قويا فلا احد قادراً على اشعال أي حرب، وكل طرف يتورط في اشعال حرب سيكون اول الخاسرين، مع التأكيد ان الميليشيات تأكل نفسها كما أي ثورة، لان الامور لا بد ان تخرج عن سيطرتها".

العسكر على الارض

كيف هو جهوز الجيش؟ وما هي خطة تحركه؟ وكيف تتعامل قيادته مع الوضع الميداني؟

يجيب المرجع العسكري البارز "كل العسكر على الارض ومعنويات الجنود مرتفعة جدا وعظيمة. ورسالتي التطمينية للناس الخائفين قبل السياسيين، ان عيوننا مفتوحة في كل الاتجاهات حتى يستطيع اللبناني ان يعيش ويبقى لديه امل في المستقبل، وكي يبقى لبنان موجودا. حاليا الجيش ليس في حال استنفار، لكن جهوز القوى العسكرية يتناسب مع الوضع، أي أن لدينا الجهوز المطلوب للتحرك السريع، ونكيّف حركتنا لتلائم الوضع ومتغيراته".

أي مناطق اليوم تشكل ثقلا امنيا وتحتاج اكثر الى وجود كثيف للجيش؟

يركز الجيش اهتمامه حاليا على منطقتين، فاضافة الى تمركزه في الجنوب، ثمة بقعتان امنيتان تحتاجان الى ثقل عسكري بسبب وضعهما الدقيق، هما بيروت وطرابلس.

في بيروت، يقول المرجع، "لدينا جهوز اكثر منه في المناطق، ونرفع دوما مستوى تحركنا. فالمشاكل التي تحدث في بيروت آنية وفورية، واحيانا تكون حوادث فردية، ولكنها في لحظة ما تتخذ طابعا مذهبيا او طائفيا تبعا لبعض المناطق التي تحدث فيها. وفجأة يتحول الحادث الفردي مشهدا متشنجا طائفيا، لذا يتحرك الجيش فوراً وينتشر في المناطق. اساساً لدينا قوى ثابتة في الزواريب والاحياء التي يمكن ان تكون نقاطا حساسة، ولدينا قوة احتياط مهمة في بيروت مهمتها التحرك بالسرعة اللازمة للتدخل وقمع أي حادث فردي او أي اشكال، لان وأد الخلاف في مهده يوفر كثيرا من المشاكل ولا يؤدي الى تورم الوضع الداخلي اكثر".

عين الرمانة

شكّلت عين الرمانة ومقتل الشاب جورج ابو ماضي، محطة اساسية اثارت توترا امنيا سرعان ما قمع، وخصوصا ان اشكالات وقعت بعد مقتل ابو ماضي، وطرح اهل المنطقة اسئلة عن تبدل نقاط الجيش في ظل كلام ورد على لسان بعض الاهالي ( النهار9/10/2009 ) ان رقيبا شتم اهل المحلة لدى تدخل الجيش. بالنسبة الى الجيش الذي زار قائده العماد جان قهوجي عائلة ابو ماضي للتعزية بعيدا من الاعلام، فان المؤسسة العسكرية اتخذت سلسلة تدابير يشرحها المرجع العسكري البارز بالقول: "اولاً، من يعرف اسم الرقيب الذي تحدث عنه الناس فليبلغه الى الجيش. ثانياً، ان ما حصل من انتقاد للجيش انتقاد سياسي لا اكثر. فحادثة القتل في ذاتها لم تستغرق سوى دقيقتين. الاكيد ان التحضير والتجمع استلزما وقتا، لكن العملية بدأت فردية. هذه المنطقة تضم 17 زاروبا تفصل بين عين الرمانة والشياح، ولا نستطيع اقفالها أو السيطرة عليها كلها، وخصوصا في ظل الازدحام السكاني الكثيف في المنطقة. حين وقع الحادث استنفرنا عناصرنا واستقدمنا عناصر من خارج المنطقة، وارسلنا سريتين الى عين الرمانة والشياح. نعرف ان الجرح كان كبيرا في عين الرمانة، لكنّ هناك اطرافاً محليين عملوا على تهييج الوضع طائفياً، وكان لا بد من احكام الطوق الامني في المنطقتين خشية ان يستغل أي طرف الوضع لاشعال المنطقة. اعترف بأننا خلال الانتشار قسونا على بعض الناس من اجل ضبط الوضع ومنع تفاقمه، بعدما حاول البعض الافادة لتضخيم ما حصل. ولولا ما فعلناه لكان الفلتان عم المنطقة وادخلناها في اتون من نار، وتحولت مجددا خطوط تماس. ما حدث كان عمل مجموعة من الزعران، وجرح عائلة ابو ماضي كبير، الا اننا فوتنا فرصة الارتداد الطائفي للحادث. لقد اوقفنا بعض الناس في عين الرمانة الذين هاجموا الاليات العسكرية بالحجارة وافرجنا عنهم بعد ساعات، لاننا اردنا استيعاب الوضع ومنع تفاقمه واستغلال البعض له. انا افهم لوعة الاهل، الا اننا عالجنا الوضع سريعا والقينا القبض فورا على مجموعة من المتورطين، وعملت مديرية المخابرات لاحقا على القبض على المطلوبين الاساسيين الاثنين المتهمين بالقتل".

ويؤكد ان الجيش "ثبت حاليا مجموعة من قواه العسكرية ونشرها على الخط الفاصل بين عين الرمانة والشياح، وكذلك مد الانتشار الى كفرشيما - الحدت، واجرى توزيعا للجنود واستحدث نقاطا ثابتة واخرى كقوى احتياط جاهزة للتدخل السريع، اضافة الى انه يسير دوريات في صورة مستمرة ودائمة في البقع التي يرى انها حساسة من اجل منع أي طرف من الاصطياد في الماء العكر".

طرابلس ومجدل عنجر

البقعة الامنية الثانية التي يركز الجيش عليها حاليا هي طرابلس. ويقول المرجع العسكري البارز "أنا مقتنع بأن الطرفين في باب التبانة وبعل محسن لا يريدان أي مشكلة. لكن هناك طرفاً ثالثاً، اما أن يكون متضرراً من القمة التي عقدت في دمشق، وإما انه لاسباب بحت داخلية هو الذي يفتعل المشاكل. وهذا الطرف الذي اقفلت عنه حنفيات المال يريد القول "نحن هنا ولا تقدرون على الاستغناء عنا". وهو الذي يفتعل الحوادث، ولا ينبغي الاستهانة به لان عناصره منظّمة. لكن الجيش تحرك سريعا واتخذ تدابير عملانية ووقائية عسكرية ومخابراتية. الامور في طرابلس تحت السيطرة ولو حدثت بعض التوترات من حين الى آخر. ولكن الجيش لم يترك ولن يترك الوضع. نحن في الوسط ولسنا مع أي طرف ولا مع أي فريق".

وعن اتهام رفعت علي عيد المخابرات المصرية بالاضطلاع بدور المحرض في حوادث طرابلس، يجيب: "لبنان ويا للاسف ساحة كبيرة للاستخبارات، وكل فريق لديه علاقات مع قوى خارجية. نحن لا ننفي ولا نؤكد ما قاله احد الاطراف، ولا نعرف اذا كان هؤلاء موجودين أو لا".

وعن خطورة اطلاق قذيفة هاون في وضح النهار، وهل يعد ذلك تطورا عسكرياً، يجيب: "قذيفة الهاون التي اطلقت مثلها مثل الاينرغا، وهي قذيفة هاون 56 ملم، ويستطيع أي شخص تركيبها وحملها لانها تنقل بسهولة، وقد بين الكشف انها قديمة".

والى أي مدى لا يزال العامل الاصولي في المنطقة يؤدي دورا مؤثرا في الناحية العسكرية، يجيب: "لا شك في ان العناصر السلفية موجودة في المنطقة. اما لجهة دورها العسكري، فحين تقع المشكلة المذهبية، ينتفي التمييز بين اصولي وسلفي، ويصبح الجميع في خندق واحد".

اما بالنسبة الى مجدل عنجر، فيؤكد المرجع ان "الوضع صار هناك احسن مما كان عليه، وحاليا يتم التعاون بين الجيش والاهالي، وقد تسلم الجيش اربعة مطلوبين حتى الان، وليس لديهم سجل حافل، والعناصر الاكثر اهمية لا تزال فارة، وتتم ملاحقتها. نحن لم ندهم مجدل عنجر لانها مجدل عنجر، بل بسبب وجود عناصر خارجة على القانون، وهذا ما اوضحه الجيش للاهالي وفاعليات البلدة، وقد زار مدير المخابرات المنطقة، ولقي تجاوبا من الفاعليات فيها".

الجنوب

منذ حادثة خربة سلم وصولاً الى طيرفلسيه ثم الجهازين الذين فجرتهما اسرائيل، تتابعت الحوادث جنوبا، فما هو موقف الجيش؟ وما هي المعلومات التقنية حولها؟ يجيب: "ما رأيناه في خربة سلم فعليا كان مخزنا. لكن ما نعتقده انه كان مخزنا لتجميع القذائف من المناطق. ووجدنا قذائف قديمة ومنها ما يحمل عبارات عبرية، وهي قذائف لا احد في لبنان يملك لها دبابات او أي آليات، لا الجيش ولا المقاومة. وتقرير الجيش و"اليونيفيل" كان مشتركاً، والنتيجة واحدة. ونحن لا نعرف ما كان الهدف من هذا المخزن. اما بالنسبة الى طيرفلسيه، فنحن وصلنا و"اليونيفيل" بعد نحو ساعة ونصف ساعة، وما رأيناه عبارة عن كاراج محروق، واؤكد انه لم يكن مخزنا، ولم نعرف بعد نوعية ما انفجر فيه، لكن لا اثر للبارود مطلقاً".

بالنسبة الى جهازي التنصت، ومتى وضعا قبل حرب تموز او بعدها، يقول: "هما جهازا تنصت وبث مع بطاريات، وحين اكُتشفا، فجرهما الاسرائيليون، ونعتقد انهما فجرا لاسلكياً بواسطة الطائرات التي تحلق في المنطقة. معلوماتنا التقنية حتى الان ان وضع البطاريات جيد، أي انها من دون تآكل او اهتراء او صدأ، مما يعني انها وضعت حديثاً، وبعد حرب تموز. وكذلك فان المنطقة التي وضع فيها الجهازان كانت منطقة اشتباكات خلال حرب تموز، ولم يتمكن احد من السيطرة عليها. واستنتاجنا حتى الساعة ان الجهازين وضعا بعد الحرب".

وهل تشكل مجموعة هذه الحوادث استهدافا للقرار 1701، وهل لا يزال قابلا للحياة، يؤكد المرجع العسكري البارز: "انا مقتنع بأن اسرائيل تريد ان تقول ان الـ 1701 غير قابل للحياة. ولكن نحن نقول ان القرار الدولي يطبق، ولو حدث بعض الخروق. اسرائيل تخرقه يومياً، فهي صورت حادثة خربة سلم وطير فلسيه، ونحن اطلقنا النار على الطائرات. القرار الدولي يطبق في الحد الادنى والوضع الامني جنوبا هادىء. ولكن اذا حصل أي خلل امني فنحن لا نستطيع ان نقف مكتوفين".

وهل يعتبر اطلاق النار تطورا نوعيا في عمل الجيش، يجيب: "ابداً، هذا جزء من مهمتنا، الطائرات الاسرائيلية كانت تحلق بكل وقاحة وفق الجيش وتصوّر، وكرامة الجيش لا تسمح بان تدعها تمر من دون أي رد فعل، واذا تمكنا من النيل منها بالاسلحة التي نملكها فلن نقصر. حقنا ان ندافع عن كرامتنا وبلدنا. لقد اطلقنا النار من مضادات ارضية 23 ملم. وعلى كلّ، اعترضت "اليونيفيل" فابلغناها انه اذا حلقت الطائرات مرة ثانية فسنقوم بالامر نفسه، وفعلا عادت الطائرات واطلقنا النار مجددا، مما حدا باسرائيل على ابلاغ القوة الدولية توقفها عن الطيران".

وعن اتهام بعض الافرقاء الجيش بأنه يقف الى جانب "حزب الله" يجيب: "المقاومة لبنانية، وانا لا استطيع ان اقف مكتوفاً لدى أي اعتداء اسرائيلي، بل سنقاتل الى جانب المقاومة واهلنا. ثمة واقع جنوبي، فهل اقف مع الاسرائيلي ضد ابن بلدي؟ حزب الله لم يعترض الجيش مرة خلال ادائه مهماته في الجنوب، ولا مرة اصطدمنا به. والمقاومة في الجنوب موجودة لان عناصرها من ابناء المنطقة، في خربة سلم او طير فلسيه او غيرهما، المقاومون ابناء المنطقة، وخلال حرب تموز لم يستقدم "حزب الله" عناصر من خارج المنطقة، بل كان المقاتلون من ابنائها".

وعما اذا كانت عقيدة الجيش لا تزال كما هي، وهل فعلا طلب من الجيش تغييرها، يقول: "لم يبحث أي شخص معنا في عقيدة الجيش، ولا احد ضغط علينا في هذا الموضوع. عقيدة الجيش لا تزال كما هي ولم تتغير. والدولة هي التي تحدد الاستراتيجية الدفاعية للقوات المسلحة التي على اساسها تبنى العقيدة الدفاعية، وهي التي تحدد اتجاه الجيش. وحتى الان الدولة لم تبدل هذه العقيدة، ونحن نتبع الدولة مجتمعة وليس أي فريق من الافرقاء".

وهل اطلاق النار على الطائرات الاسرائيلية يمكن ان يؤثر على السلاح الذي يعطى او يباع للجيش وتحديد وجهة استخدامه، يجيب: "لا احد يفرض على الجيش او يشترط عليه أي نوع يريد من السلاح ولا كيفية استخدامه. نحن نحدد ما الذي نريده واين نستخدمه".

وبالنسبة الى السفينة التي اثيرت حولها الضجة بسبب مرافقة" اليونيفيل" لها، يجيب: "ما من قصة. السفينة التي تخرج من المياه الاقليمية لا علاقة لنا بها. قد تكون وقعت بعض الاخطاء التقنية، لكن قوات "اليونيفيل" لم ترافقها ولم تغطّ عليها".

قاعدة حامات

ربطا بالسلاح وبالعقيدة ما هي قصة قاعدة حامات؟ يؤكد المرجع الأبرز أن "الفكرة انطلقت خلال اجتماع قيادي لاركان جيش العلميات، بعدما اضطر الجيش الى اخلاء مدرسة التعليم القائمة في برمانا التي تدرب المغاوير والقوات الخاصة والمجوقلة وتسليم الارض الى اصحابها، وهو ما أوجب البحث في ارض بديلة. وتبين ان ثمة قراراً سابقاً باستخدام ثكنة عرمان في طرابلس، لكن عرمان بعيدة، ونحن في حاجة الى مكان وسطي للتدريب الاولي ولتأهيل الوحدات في صورة دائمة، والاستعانة بها بطريقة فورية وسريعة اذا استدعت الحاجة، وهذا الامر لا يتوافر في عرمان. ففتشنا عن منطقة وسطية بديلة بين بيروت والشمال من اجل تأمين قدرة تحرك مباشرة وفورية، فتشنا بين الدامور والناعمة والبترون، وتبين لنا ان حامات هي الافضل، وتناسب ما نبتغيه للتدريب. وحين تم الكشف عليها تبين انها صالحة لاكثر من سبب، فهي تقع في منطقة وسطية وقادرة على استيعاب سريتين للتدريب، وتتمتع بارض وعرة مما يجعلها مثالية لتدريب الوحدات الخاصة، وتحديداً مع الدبابات، اضافة الى ان فيها مدرجا للطوافات، ونحن في طور استخدام عشر طائرات بوما، ومطار بيروت لم يعد يتسع، وكذلك مطارا رياق والقليعات. ومن يعرف المنطقة يعرف ان المدرج يقع على هضبة ولا نستطيع تطويله، وتاليا لا يستطيع استقبال طائرات حربية او طائرات صغيرة، كما جرى تداوله. فكرة القاعدة لبنانية، ولا علاقة لاي طرف آخر بها، وقد بدأنا استخدامه للتدريب. والامر نفسه ينسحب على مطار القليعات، فلا قواعد اميركية ولا غيرها. وكُشف على المطار لبنانيا مرة واحدة عند اقفال مطار بيروت وتبين عدم صلاحياته لاستقبال الطائرات ليلا، وارتفاع كلفة تطويره".

سؤالان اخيران: لماذا يتّهم الجيش بانه مع المعارضة اكثر مما هو مع الاكثرية؟ يجيب المرجع العسكري الابرز: "اتحدى أي طرف ان يقول لنا اين كنا مع هذا الطرف او ذاك. الجيش يقف على الحياد وهو ليس مع 8 او مع 14 آذار. الجيش مع الدولة وانا مع الدولة، ونحن نتابع المشاكل ومفتعليها من أي طرف كانوا، من مناصري "حزب الله" او "امل" او "المستقبل". واذا دقّقنا في السنة الاخيرة لوجدنا ان الموقوفين في بيروت من مناصري المعارضة اكثر بكثير من موقوفي الموالاة".

وختاماً، يقول عن جوزف صادر: "لا معلومات لدينا عن الموضوع، وجوزف صادر ليس عندنا. لقد فتشنا عميقا في هذا الملف، ويا للاسف لم نجد شيئاً، ونتصل بكل القوى والفاعليات التي يمكن ان تكون لها علاقة بالملف. لم نتوصل بعد الى شيء نطمئن به العائلة". 

 

رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك جال في أميركا الشمالية وحاضر في مكتبة الكونغرس الأميركي عن واقع التعليم العالي في لبنان

وطنية - قام رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الأب الدكتور هادي محفوظ بزيارة إلى اميركا الشمالية، وكانت محطته الأبرز في مكتبة الكونغرس الأميركي حيث حاضر عن واقع التعليم العالي في لبنان، وقدم شرحا مفصلا عن تاريخ جامعة الروح القدس ونشأتها، وتطلعاتها وأهدافها، والبرامج المتطورة التي توفرها، وشراكاتها الدولية مع المؤسسات العالمية.

المحطة الأولى من الزيارة كانت في كندا، حيث اجتمع الأب الدكتور محفوظ مع مجموعة من خريجي الجامعة، في حضور نائب رئيس جامعة الروح القدس الكسليك للعلاقات الدولية والمسؤول عن رابطة قدامى الجامعة الاب الدكتور يوسف طنوس. وتم خلال اللقاء عرض المراحل التي قطعتها الجامعة، إضافة إلى رؤيتها المستقبلية في مجالات التطور والتحديث والانفتاح والاهتمام برابطة القدامى.

ثم ترأس الأب محفوظ قداسا احتفاليا حضره جمع غفير من القيادات الانتشارية. وفي المساء أقيم عشاء على شرفه حضرته فاعليات كندية ولبنانية وممثل عن وزير الهجرة الكندي الذي قدم لرئيس الجامعة شهادة تقدير من السلطات الكندية بالنيابة عن رئيس الوزراء، تقديرا لعطاءات جامعة الكسليك في الميادين التعليمية.

في بوسطن

ثم انتقل الأب محفوظ الى جامعة نورث إيسترن في بوسطن الجامعة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية التي تؤمن فرص عمل لطلابها فور تخرجهم. وقد التقى رئيس الجامعة الأميركي من أصل لبناني جوزف عون، وتم الاتفاق على التعاون في مختلف المجالات وتفعيل هذا التعاون من خلال تبادل البرامج والأساتذة و الطلاب. كما اجتمع على مدى يومين متتاليين مع عمداء مختلف الكليات، وعرض معهم للبرامج الدراسية المتوفرة في كل من الجامعتين.

في واشنطن

وفي المحطة الثالثة من الزيارة، أولم السفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد على شرف الأب محفوظ في السفارة اللبنانية. وحضر حفل التكريم نخبة من المفكرين والكتاب والسفراء وأساتذة الجامعات، إضافة الى رئيسة قسم شؤون أفريقيا والشرق في مكتبة الكونغرس الأميركي الدكتورة ماري - جان ديب، رئيس إتحاد الجامعات اليسوعية في أميركا الأب شارلز كوري، الدكتور سهيل بشروقي المرجع العالمي الأول في الدراسات الجبرانية ورئيس قسم الدراسات التراثية اللبنانية في جامعة ميريلاند.

ورحب السفير أنطوان شديد بالأب محفوظ بكلمة تحدث فيها عن عراقة الرهبانية اللبنانية المارونية في تاريخ لبنان ودور جامعة الروح القدس الريادي في فتح آفاق المعرفة والحوار والتواصل بين الحضارات.

وقد رد محفوظ بكلمة شكر فيها لشديد حفاوته وللحاضرين مشاركتهم، مؤكدا رسالة الرهبانية عبر التعليم العالي في بناء أجيال تقدس الحرية وتتفاعل مع مجتمعها وتنصر المظلومين وتدافع عن الحقيقة.

ثم التقى الأب محفوظ وزير المواصلات في حكومة باراك أوباما راي لحود، حيث استقبله في الوزارة. وقد رحب الوزير بضيفه وسمع من الأب محفوظ نبذة عن تاريخ الجامعة ودورها ورؤيتها المستقبلية.

وفي واشنطن أيضا، استقبل المطران جون شاين وفد جامعة الروح القدس في مكتبه الخاص في الكاتدرائية الوطنية، وهي من أهم معالم واشنطن الأثرية والسياحية. ويعتبر المطران شاين حسب صحيفة "لندن تلغراف" واحدا من بين 50 شخصية الأكثر أهمية في المجتمع الأميركي. ويقود شاين سياسة حوار الحضارات في العالم. وقد شرح للأب الدكتور محفوظ المراحل التي قطعها هذا الحوار، وكانت جولة أفق في الأوضاع الروحية وتأثيرها على نمو الانسان في العالم كله.

وعرض الأب محفوظ لمضيفه أوضاع جامعة الروح القدس ودور الرهبانية في تفعيل التقارب بين الحضارات وتكاملها عبر فهم الآخر ومحبته. كما قدم الأب محفوظ للمطران شاين كتابا نفيسا طبع عام 1836 وهو كناية عن رتبة القداس الماروني باللغتين السريانية، لغة المسيح، والكرشونية، سيصار إلى عرضه في مكعب زجاجي داخل الكاتدرائية.

محاضرة

أما الحدث الأبرز فكان إلقاء الأب محفوظ محاضرة في مكتبة الكونغرس الأميركي، تناول فيها وضع التعليم العالي في لبنان، معتبرا أنه "أحد المحطات الرئيسية في الشرق الأوسط في هذا القطاع. وقدم شرحا مفصلا عن المناهج والبرامج الدراسية المتوفرة في جامعة الروح القدس، التابعة للرهبانية المارونية اللبنانية التي تهدف بشكل أساسي إلى نشر العلم كأداة جوهرية لتحسين نوعية المعيشة".

وأشار إلى "أن تاريخ الجامعة عريق الجذور. ومن المفيد ذكر هذا الاستشهاد من محاضرته عن عام 1736، إذ شهد هذا العام انعقاد المجمع الماروني الذي أعلن عن اعتماد سياسة للتعليم الإلزامي للنساء والرجال على قدم المساواة. وكانت المرة الأولى التي يتم التطرق فيها إلى حق المساواة في التربية، في وقت لم تكن فيه فكرة تعليم المرأة واردة قط".

وختم:"صحيح أن جامعة الروح القدس مقر لمكتبة كثيرة الاهمية في الشرق الأوسط، إلا أنها تبقى متواضعة بالمقارنة مع مكتبة الكونغرس العظيمة. تهدف مكتبة الجامعة إلى دعم البحوث، وتنظيم معرض المخطوطات والكتب القديمة، والمحافظة على الأعمال المميزة، والكتب النادرة، والصور الثمينة، وذلك بفضل أجهزة حديثة وخبراء ذوي كفاءة عالية. وتحمي المكتبة أيضا المحفوظات العائلية والتابعة للرهبانية المارونية اللبنانية للمحافظة على ماض مجيد ولضمان استمراريته، في محاولة لتنمية ذاكرة جماعية موحدة".

وفي الختام، قدم الأب محفوظ للمكتبة كتاب الأيقونات للأب عبدو بدوي.

واختتمت الزيارة باجتماع الأب محفوظ مع مسؤول عال عن البرامج الثقافية والجامعية في وزارة الخارجية الأميركية، تم خلاله التداول في البرامج التي تقدمها الحكومة الأميركية لمساعدة التعليم العالي في لبنان وللعلاقات الثقافية والتربوية بين لبنان والولايات المتحدة.

إشارة إلى أن الأب محفوظ، وفق مصادر مكتبة الكونغرس، هو أول لبناني يحاضر في كعبة الثقافة في العالم التي هي مكتبة الكونغرس الأميركي، بعد الدكتور شارل مالك الذي ألقى محاضرة في العام 1946، بصفته أحد واضعي شرعة حقوق الإنسان. والأب محفوظ هو اللبناني الأول في هذا الصرح بعد 63 عاما.

 

الاتحاد من اجل لبنان اعلن مشاركته في الذكرى 19 لاستشهاد داني شمعون وعائلته

وطنية - عقد "الاتحاد من اجل لبنان" المؤلف من حركة التنظيم، نمور الاحرار، حزب حراس الارز- حركة القومية اللبنانية، قدامى القوات اللبنانية وقدامى الكتائب، اجتماعه الاسبوعي في الاشرفية برئاسة الامين العام للاتحاد المهندس نبيل ناصيف، اعلن فيه مشاركته في الذكرى ال19 لاستشهاد داني شمعون وعائلته يوم السبت المقبل في كنيسة مار انطونيوس - الحدث بولفار كميل شمعون داعيا "اهل البطولة للمشاركة في هذه الذكرى". بداية وقف المجتمعون دقيقة صمت احتراما لذكرى 13 تشرين الاول 1990 واستشهاد داني شمعون، واصدروا بيانا أكد ان "يوم 13 تشرين الاول سيبقى خالدا في تاريخ المقاومة اللبنانية الحقيقية، وتبقى دماء شهدائه نهتدي بها في نضالنا المستمر، للحفاظ على لبنان منارة حرية في هذا الشرق. لقد كتب علينا ان ندفع ثمن لبنان وحريته دفعات من الشهداء، فأتت قافلة 13 تشرين الاول لتنضم الى مسيرة الشهداء المستمرة". واستذكر البيان اغتيال داني شمعون وزوجته واطفاله التي امتدت يد الغدر في 21 تشرين الاول في "أبشع مجزرة بربرية كدليل على نية ابادة شعب يرفض الخضوع ويأبى الذل".