المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 26 تشرين الأول/2009

 

إنجيل القدّيس متّى 25/14 حتى30

فمَثَلُ ذَلِكَ كمَثَلِ رَجلٍ أَرادَ السَّفَر، فدعا خَدَمَه وسَلَّمَ إِلَيهِم أَموالَه. فأَعْطى أَحَدَهم خَمسَ وَزَنات والثَّانيَ وَزْنَتَين والآخَرَ وَزْنَةً واحدة، كُلاًّ مِنهم على قَدْرِ طاقَتِه، وسافَر. فأَسرَعَ الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمسَ إِلى المُتاجَرَةِ بِها فَربِحَ خَمسَ وَزَناتٍ غَيرَها. و كذلِكَ الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَيْن فرَبِحَ وَزْنَتَينِ غَيرَهُما. وأَمَّا الَّذي أَخذَ الوَزْنَةَ الواحِدة، فإِنَّه ذهَبَ وحفَرَ حُفرَةً في الأَرض ودَفَنَ مالَ سيِّدِه. وبَعدَ مُدَّةٍ طويلة، رَجَعَ سَيِّدُ أُولئِكَ الخَدَمِ وحاسَبَهم. فَدَنا الَّذي أَخَذَ الوَزَناتِ الخَمس، وأَدَّى معَها خَمْسَ وَزَناتٍ وقال: «يا سيِّد، سَلَّمتَ إِليَّ خَمسَ وَزَنات، فإِليكَ معَها خَمسَ وَزَناتٍ رَبِحتُها». فقالَ له سَيِّدُه: «أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ». ثُمَّ دَنا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَتَينِ فقال: «يا سَيِّد، سَلَّمتَ إِليَّ وَزْنَتَين، فإِليكَ معَهُما وَزْنَتَينِ رَبِحتُهما». فقالَ له سيِّدُه: «أَحسَنتَ أَيُّها الخادِمُ الصَّالِحُ الأَمين! كُنتَ أَمينًا على القَليل، فسأُقيمُكَ على الكَثير: أُدخُلْ نَعيمَ سَيِّدِكَ». ثُمَّ دَنا الَّذي أَخَذَ الوَزْنَةَ الواحِدَةَ فقال: «يا سَيِّد، عَرفتُكَ رَجُلاً شَديدًا تَحصُدُ مِن حَيثُ لَم تَزرَعْ، وتَجمَعُ مِن حَيثُ لَم تُوزِّعْ، فخِفتُ وذَهَبتُ فدَفَنتُ وَزْنَتَكَ في الأرض، فإِليكَ مالَك». فأَجابَه سَيِّدُه: «أَيُّها الخادِمُ الشِّرِّيرُ الكَسْلانُ! عَرَفتَني أَحصُدُ مِن حَيثُ لم أَزرَعْ، وأَجمَعُ مِن حَيثُ لَم أُوزِّعْ، فكانَ عَليكَ أَن تَضَعَ مالي عندَ أَصْحابِ المَصارِف، وكُنتُ في عَودَتي أَستَرِدُّ مالي معَ الفائِدَة. فخُذوا مِنهُ الوَزْنَة وأَعطوها لِلَّذي معَهُ الوَزَناتُ العَشْر: لأَنَّ كُلَّ مَن كانَ له شَيء، يُعطى فيَفيض. ومَن لَيسَ له شيء، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي له. وذلكَ الخادِمُ الَّذي لا خَيرَ فيه، أَلقُوهُ في الظُّلمَةِ البَرَّانِيَّة. فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأَسنان.

 

مخابرات الجيش تداهم منزلاً في الأشرفية وتعتقل شخصين

الاحد 25 تشرين الأول 2009

علم موقع "nowlebanon" أن عناصر من مخابرات الجيش اللبناني داهمت منزلاً بالقرب من الجامعة اللبنانية في منطقة الأشرفية. وفي المعلومات، أن هذه العناصر قدمت لاعتقال أحد الأشخاص من المنزل المذكور، وبعد أن حاول المطلوب الفرار، تمكّن عناصر مخابرات الجيش من اعتقاله مع شخص آخر.

 

مرجع روحي: تسليم عون "الاتصالات" أو "العدل" تمهيد لفتنة داخلية

الأحدب يهدد بفضح المستور إذا لم يوقف وسام الحسن مجموعات "حزب الله" في طرابلس

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

لم تمض ساعات قليلة على انتشار المعلومات التي اوردتها "السياسة" يوم الخميس الفائت حول "انشاء حزب الله خلايا ارهابية في المناطق السنية والمسيحية" من لبنان, حتى خرج النائب السابق في "14 آذار" مصباح الأحدب من طرابلس ليؤكد هذه المعلومات بقوله "ان هناك مجموعات مسلحة جديدة في باب التبانة تشكل من قبل "حزب الله" وأطراف عدة اخرى متورطة", وان "الذي يأتي بالسلاح الى طرابلس (من مخازن حزب الله) معروف وهو مسؤول في الحزب".

وتبين ل¯ "السياسة" من خلال اتصالات اجرتها بعدد من جماعات "14 اذار" في طرابلس ان من قصده الاحدب بأنه "معروف كمسؤول في حزب الله" هو الحاج ساجد "الذي يتنقل باستمرار بين الضاحية الجنوبية من بيروت ومدينة طرابلس, وينظم عمليات ايصال السلاح الى فئات مخربة للابقاء على جذوة الفتنة متقدة لاشعالها عند الحاجة".

كما تبين ل¯ "السياسة" ايضا ان دعوة الاحدب رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلية "العقيد وسام الحسن وجهازه الامني الناشط في طرابلس" الى ضبط الامور "طالما المواطن العادي في طرابلس يعرف كل هذه المعلومات", تخفي وراءها "ذهولا وحيرة لدى جماعات "14 اذار" وعلى رأسها الاحدب, من عدم تحرك العقيد الحسن واجهزته لحسم الامر قبل انفجار الاوضاع بصورة شاملة في عاصمة الشمال, اذ ان هذا الاخير مطلع بدقة على ما يجري وعلى انتشار عملاء "حزب الله" في انحاء مختلفة من المدينة وعلى تكديس السلاح واطلاق قذائف الانيرغا بين حين وحين على بعل محسن العلوية وبالعكس".

وقال النائب السابق الاحدب ل¯ "السياسة" بالهاتف امس انه "يحمل العقيد الحسن شخصيا مسؤولية ما قد يحدث في طرابلس, وانه لا يعرف كل الاسباب التي تدعو هذا المسؤول الامني الكبير الى التقاعس عن وضع حد لما يحدث فيها", معتبرا ان "المسؤولين مباشرة عن الحسن وجهازه باتوا هم ايضا متهمين بالتواطؤ, والا لماذا صمتهم على ما يقوم به "حزب الله" واطراف اخرى هناك?".

تهديدات الأحدب!

وهدد الاحدب بكشف ما وصفها ب¯ "معلومات تشيب لها الرؤوس" عما يحدث في طرابلس, وخصوصا عن "الموقف المريب للاجهزة الامنية التابعة للدولة في الوقوف مكتوفة الايدي, فيما حشد السلاح والعناصر الارهابية بات شبه علني ومعروف في الشمال من القاصي والداني, مؤكدا ل¯ "السياسة" انه في حال لم يتجاوب العقيد الحسن وجماعته في المدينة مع مطالب المواطنين "بوجوب وضع حد لما يقوم به حزب الله هناك, فإنني سأعقد مؤتمرا صحافيا في غضون الاسبوع المقبل لاكشف كل شيء بالاسماء والوقائع".

ونفى الاحدب ان يكون لمصر أو المملكة العربية السعودية حسبما تشيع وسائل اعلام "حزب الله" وحلفائه وعملائه علاقة في ما يحدث في طرابلس, "مصرا على انهم اعداء مصر والسعودية هم الذين يحيكون المؤامرات ويهربون السلاح ويخزنون المتفجرات فيها, فكيف يمكن لهاتين الدولتين الشقيقتين للبنانيين ان تصبحا هدف اتهام العصابات الايرانية والسورية التي هي وراء محاولات تفجير الامن في المدينة?".

في سياق متصل, اتهم مصدر روحي مسيحي في بيروت أمس "حزب الله" بأن "اصراره الكيدي المتعصب على ابقاء وزارة الاتصالات في ايدي قوى "8 آذار" وفي طليعتها ميشال عون بحجة منع "تجسس" الدولة على شبكات اتصالاته الممتدة على طول الخريطة اللبنانية وعرضها اذا ما نقلت تلك الوزارة الى ايدي قوى "14 اذار" الحاكمة لدليل قاطع على تلقيه الاوامر من طهران ودمشق بعرقلة تشكيل الحكومة, وخصوصا برئاسة سعد الدين الحريري, في الوقت الذي يدرك فيه حسن نصر الله ومعاونوه مدى اختراق اسرائيل واستخباراتها وأجهزتها التجسسية المتطورة لشبكة اتصالاته هذه, لكن يبدو انه قانع بهذا الاختراق الاسرائيلي ومتستر عليه مقابل اصراره على انتزاع وزارة الاتصالات من أيدي الدولة واجهزتها لانه لا يريد ان تنكشف تحركاته الداخلية وعمليات انتشاره في المناطق المعادية له واستعداداته العسكرية ضد المؤسسات العسكرية والامنية اللبنانية, وهو تأكيد صارخ على انه نقل صواريخه من مواجهة اسرائيل الى الاعتداء على ابناء بلده".

ودعا المصدر الروحي في اتصال به من لندن امس الرئيس المكلف سعد الحريري الى ان يحتفظ شخصيا بوزارتي الاتصالات والعدل الى جانب رئاسة الحكومة وعدم التفريط بهما لا للقوى المعادية له ولا حتى لرئيس الجمهورية "المشلول بحياديته المفرطة غير المقبولة من غالبية اللبنانيين" اذ ان اعين الايرانيين والسوريين شاخصة الى هاتين الوزارتين لاقتراب المحكمة الدولية من تفعيل عملها الاجرائي على الارض خلال الاشهر القليلة المقبلة, وملامح القرار الظني للمدعي العام دانيال بلمار باتت واضحة المعالم اكثر من اي وقت مضى نحو اتهام مسؤولين سوريين ومن "حزب الله" بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري, وبالتالي فإن دمشق وطهران تريدان السيطرة على هاتين الوزارتين الضروريتين للمحكمة الدولية وتنفيذ مطالبها حسب الاتفاقات المعقودة بينها وبين الدولة اللبنانية في محاولة للتصدي لهذه المطالب ورفض التجاوب معها, ما من شأنه ان يؤدي الى اضطراب قوي بين لبنان والمجتمع الدولي لا أحد يستطيع الان التكهن بتداعياته على الصعيدين الخارجي والداخلي".

وقال المصدر ان منح "حزب الله"  وربيبه التيار العوني ايا من وزارتي العدل والاتصالات لا يعني سوى التمهيد لفتنة داخلية تحرق الاخضر واليابس".

وذكر المصدر الروحي ان "تبرع فرنسا - حسبما أوردت جريدة "الحياة امس - بابلاغ الرئيس السوري بشار الاسد ان اي توقيف لأي متهم سوري (في جريمة اغتيال الحريري) لن يمسه شخصيا, لهو أمر مستغرب وغير قابل للتصديق, وهو موقف فرنسي لا معنى له للايحاء بأن ادارة ساركوزي قادرة حتى على اختراق المحكمة الدولية وتحوير احكامها باتجاهات بعيدة عن الاسد وبطانته, وهذا لا يمت الى الحقيقة بصلة لأن لا ساركوزي ولا اوباما نفسيهما قادران على التدخل في شؤون هذه المحكمة".

 

إيران... ودرس " جندالله"

ناصر العتيبي/السياسة

مهما يكن الظالم قوياً فإن ظلمه سيقوده إلى الدمار وإلا فأين الامبراطورية الفارسية ؟!

بينما كان حرس الثورة الإيراني يجري التجارب الصاروخية واستعراض العضلات الوهمية ويجري المناورات العسكرية حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد فجر مهاجم انتحاري نفسه في سيستان فقتل قيادات عليا من حرس الثورة, لأن ما يسمى بحرس الثورة الإيراني مارس الظلم ضد الشعب البلوشي الإيراني كما مارس الظلم والقهر ضد الشعب الأحوازي العربي بصورة لا مثيل لها.  والظلم شيء لا يطاق, ولا يمكن لأي إنسان أو أي مجتمع ان يسكت على الظلم لانه يولد ثورة في داخل كل فرد وتظل تلك المشاعر المكبوتة في داخل المرء حتى تنفجر وعندما تنفجر فإنها تدمر المجتمع.  ان الشعور بالظلم والقهر والاهانة وسلب الحقوق الاساسية للإنسان يولد اليأس ويجعل المرء مهاجما إنتحاريا لينهي نفسه وينهي اكبر عدد من الذين ظلموه وأذلوه وسلبوا حقوقه واساؤوا إلى أفراد عائلته أو قتلوهم ظلماً وعدوانا, وكان الظلامّ من قادة حرس الثورة  الايراني يعتقدون ان ترسانة الأسلحة والصواريخ والسلطة ستحميهم من مصير أسود على ما اقترفته ايديهم من إرهاب المدنيين العزل وسلب حرياتهم حتى اصبحوا دولة داخل دولة يفعلون ما يشاؤون من دون وازع من رحمة أو إنسانية , ولكنهم في الواقع كانوا يعيشون في اضغاث أحلام وأمن مزيف . فالقوة سلاح ذو حدين. واذا سولت للمرء نفسه استخدام ما لديه من قوة لفرض سلطانه ظلما وعدوانا وإرهاباً, فينبغي عليه أن يدرك ان الطرف الآخر يمكن ان يستخدم السلاح نفسه, ونحن لا نؤيد مطلقا الهجمات الانتحارية لأنها تشمل المجرم والبريء , ولكننا نذكر الجميع بأن عليهم ان يخافوا الله ويتقوه والا يظلموا شعوبهم وشعوب المنطقة بممارسة أعمال الإرهاب والحكم بالحديد والنار. فتلك الحالة فترة سوداء من تاريخ البشرية تلاشت وانتهت.

up to you

  مهما يكن الحاكم قويا فإن ظلمه سيقوده إلى الدمار بصورة أو أخرى... وإلا فأين الامبراطورية الفارسية وامبراطورية الروم والامبراطوريات الأخرى?

  ماذا حصل للطاغية صدام وسلاحه الكيماوي المزدوج? لقد انتهى الظالمون واصبحوا في مزبلة التاريخ. وان غداً لناظره قريب.

 " واقتلوا قاتل الكلب"

* كاتب كويتي

 

إيران: دولة عربية "معادية" متورطة في تفجير بلوشستان

طهران - د ب أ: اتهم مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية للشؤون الثقافية العميد مسعود جزائري, أمس, أربع دول "معادية" إحداها عربية بالتورط في التفجير الذي استهدف "الحرس الثوري" وأودى بحياة 7 من كبار قادته في محافظة سيستان بلوشستان الأحد في 18 أكتوبر الجاري. وقال جزائري في تصريح إلى وكالة "مهر" شبه الرسمية ان هذا الاعتداء الإرهابي نفذ بتواطؤ من قبل أميركا وبريطانيا ودولة عربية ودولة مجاورة في الشرق (في إشارة إلى باكستان), مضيفاً "نعلم ذلك جيدا وسنتخذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الأعمال". وأوضح أن الجمهورية الاسلامية لديها أدلة كثيرة تثبت تورط هذه الدول في الاعتداءات "الارهابية", مضيفاً "ان هذه الأدلة دامغة بحيث لا تستطيع أي دولة من تلك الدول المعادية تفنيدها".

 

النظام السوري ومطاردة الأحرار... اللعب في الوقت الضائع!

داود البصري/السياسة

مأساة هيثم المالح صورة مصغرة لمأساة الشعب السوري ولكن رغم الظواهر السلبية الحرية ستنتصر

ثمة حقيقة خالدة تقول ان الطغاة لا يتعظون أبدا ؟ و لا يأخذون العبرة من أسلافهم الطالحين , و اوهام القوة و الاقتدار توحي إليهم بتصورات خاطئة توقعهم في غالبية الأحيان في مزالق مهلكة لا يعانون من آثارها المؤسفة وحدهم بل أنهم يورثون المصائب لشعوبهم كما حصل في الحالة العراقية التي كانت مثالا للفاشية و حكم الفرد فتحولت بعد الاحتلال إلى حالة كارثية من الصراعات القومية و الدينية و الطائفية النتنة التي خربت البلاد و شردت العباد , و النظام البعثي الوراثي السوري يبدو واضحا للعيان أنه يسير على خطى سلفه الراحل و الطالح نظام صدام حسين الذي انتهى شنقا وعلى منصة المشنقة نفسها التي كان فيها جلاوزة نظامه يشنقون بالجملة عشرات المعارضين من دون رحمة ! إنها سنة الله و التاريخ فمن استل سيف البغي قتل به , و الظلم مرتعه وخيما , و إقدام النظام السوري على تجاهل حقائق التاريخ و إرادة الحرية على شن حملة من الاعتقالات التعسفية الجديدة و إعادة اعتقال شيخ الأحرار و المحامين الأستاذ هيثم المالح إنما يؤشر على الأزمة البنيوية العميقة التي يعيشها ذلك النظام المتعيش أصلا على الأزمات و الممعن في التورط في ملفات إرهابية شائكة و في قمع إرادة الأحرار و في الاستمرار  في التسلط وفقا لمتطلبات الماضي السحيق , فالبلد قد توقف نموه السياسي عند حدود عام 1963 إذ ما زالت البلاد تحكم وفق قوانين الطوارئ التي سنها انقلاب البعث الأسود في آذار (مارس) من ذلك العام و حيث تحولت العقلية السلطوية للضباط الانقلابيين إلى هيمنة عشائرية و شخصية و حيث اختزل التاريخ النضالي العريض و المجيد للشعب السوري بزمرة من الضباط الفاشلين و الفاشيين الذين حطموا كل عوامل النهوض الوطني و تسببوا في خسارة و فقدان الأرض و الكرامة كما حصل في الجولان عام 1968 , و الذين مارسوا من النهب السلطوي المنظم ما جعلهم أباطرة و بارونات مالية متضخمة بينما يعيش السواد الأعظم من الشعب تحت خط الفقر , في صورة مرعبة لم تتغير أبدا منذ عقود.

لقد أثبت المحامي الشجاع بل شيخ المحامين هيثم المالح وهو في عقده الثمانيني من أنه أقدر و أسمى منزلة و مكانة من جلاديه القتلة الجبناء الذين يتشطرون و يستأسدون على شيخ جليل و كبير في السن و المقام و يخرسون خرس القبور أمام الإهانات اليومية التي يسددها لهم الصهاينة و آلتهم العسكرية , مأساة هيثم المالح هي أكبر اختبار للقوى الدولية الحرة إن كانت كذلك و ليست منافقة لإفهام نظام دمشق بان الزمن قد تغير , و بان قتل الشعوب و الانفراد بها ليست أبدا مسألة سيادة وطنية أو شؤون داخلية بل أنها مسؤولية أخلاقية دولية و إنسانية , هيثم المالح ليس إرهابيا و لم يدع إلى فتنة أو ثورة بل دعا و هذا من حقه التام إلى انهاء الأوضاع المتأزمة و للدفاع عن حقوق الإنسان و فرملة حالة النهب المنظم لخيرات الشعب السوري , وهو ضمير حي و مقاتل خبر السجون و المعتقلات وناصبته الديكتاتورية العداء منذ عام 1966 حينما أبعد من القضاء بقرارات استخبارية سخيفة ثم حاولت آلة القمع الإرهابية السلطوية طحنه تماما عام 1980 حينما اعتقل ظلما حتى عام 1986 ليظل تحت سيف المراقبة و المتابعة و حصر الأنفاس , الأحرار دائما أقوى من الجلادين مهما تفرعنوا و ملكوا من أدوات القمع و القهر و الموت , فالحر شجاع بطبعه والديكتاتور جبان بسليقته و طبيعته , وهيثم المالح ليس أول و لا آخر المضحين و المقاومين للديكتاتورية و الإرهاب و التسلط , و لكن ملف المالح و إقدام الأمن السياسي السوري على اعتقال شيخ طاعن في السن هو مؤشر على درجة الهلع و التوجس التي يعانيها نظام تعود على أن يكون سيدا مطاعا يعتبر الشعب بأسره مجرد قطعان من العبيد تسبح بحمده و حمد ورثته و كل مهماتها التاريخية حمل سيارة سيادة الرئيس "الكاديلاك" على الأكتاف! و عاشت الاشتراكية العربية! مأساة هيثم المالح هي صورة مصغرة لمأساة الشعب السوري , ولكن رغم كل الظواهر السلبية فالحرية ستنتصر في النهاية و الطغاة سيتحولون لنكتة بايخة في سجلات التاريخ!

 *كاتب عراقي

 

الاتهام الايراني "الرسمي" للسعودية

٢٥ تشرين الاول ٢٠٠٩

المصدر: موقع لبنان الآن

علي الرز

لم يفهم كثيرون "الاتهام" الرسمي الايراني للسعودية بالوقوف مع السلطات اليمنية في حربها ضد الحوثيين. كان بيان الموقع الرسمي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون في طهران شبيها بالبيانات التي تُصدرها المواقع الالكترونية التي فرختها اجهزة استخبارات عربية وايرانية حيث ترسم السيناريوهات بلا دليل وتوجه القذائف الشخصية والسياسية بشكل مركز على هذا المكان او ذاك المقام. تأكد، اذا، "رسميا" لدى ايران بحسب البيان، ان السعودية تدعم صنعاء بخمسة ملايين دولار اميركي (لاحظوا الرقم) لمواجهة تمرد الحوثيين اضافة الى ارسالها الف مقاتل للقتال الى جانب الجيش اليمني مع دعم واسناد من الطائرات الحربية... لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الحوثيون يقيمون على جزء من الاراضي الايرانية التي انتهكت المملكة سيادتها بالف مقاتل وخمسة ملايين دولار؟ غريب عجيب امر الاعلام الايراني. فهو من جهة ينفي ان تكون لطهران اي علاقة بالحوثيين ومن جهة اخرى يتعامل مع القضية وكأن "حوثستان" تتعرض لهجوم يمني مدعوم من السعودية. كل ما نعرفه عن القضية حتى الآن ان الحوثيين هم يمنيون يقولون عن انفسهم انهم يطالبون بحقوق ويتعرضون لظلم وتقول الحكومة اليمينة عنهم انهم متمردون لجأوا الى السلاح لتقويض النظام بدعم خارجي وتحديدا من ايران واحزابها الحليفة في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني. لكن البيان الرسمي الايراني الذي "يتهم" دولة جارة لليمن بدعم اليمن ضد تمرد داخلي يؤكد وجود الحضانة والرعاية والعناية الايرانية لهذا التمرد.

قبل البيان الايراني بيومين، سارت تظاهرات "عفوية" و"غير منظمة" نحو السفارة السعودية في طهران هاتفة منددة متوعدة. بلد "ديموقراطي" تُمنع فيه التظاهرات المحتجة على تزوير الانتخابات الرئاسية بالقمع والقتل ويسمح فيه بالتظاهر من اجل قضايا اقليمية. وتمحورت الشعارات الاحتجاجية التي رفعها المتظاهرون ضد المملكة حول ثلاثة امور مزعومة: دعم المملكة للارهاب، علاقاتها باسرائيل، ودعم السلطات اليمنية ضد الحوثيين.

لم يندد متظاهر باحتضان ايران لقيادات "القاعدة" التي فرت من افغانستان. لم يحتج على اللقاء الذي جرى بين الوفدين الاسرائيلي والايراني في القاهرة... وبالطبع لم يسأل نفسه عن سبب هذا الحشد الايراني الرسمي والشعبي لدعم الحوثيين.

لم يحاصر المتظاهرون سفارة اليمن بل سفارة المملكة وفي ذلك اكثر من اشارة للذين يحسنون التقاط الاشارات. وبالتأكيد لم تخرج تظاهرات مماثلة في طهران حين اجتاحت احزاب لبنانية مدعومة وممولة من ايران وسورية بيروت في 7 مايو 2008 واسقطت عمليا وبالقوة الحكومة اللبنانية. كانت نشوة الانتصار تنضح في طهران ودمشق. في المقابل، لم يُسمع اي صوت رسمي سعودي او يمني او مصري يتهم مثلا العراق بمساعدة السلطات الايرانية في قمعها لحالات "تمرد" في الاهواز.

وقبل التظاهرة والبيان، سلوك عام لم يعد يخفى على احد من المتابعين، فايران تتصرف على انها قوة كبرى في المنطقة وتطمح للوصول الى مرحلة شبيهة بمرحلة الاتحاد السوفياتي الذي حكم بقبضة مركزية الى جانب نفوذ محلي منتشر في دول دائرته الاقليمية الاوسع. ولان الاوضاع والظروف مختلفة وتتداخل فيها عوامل العرق والدين والمذهب يتعثر هذا الطموح لكنه لا يتوقف بل يبني زحفه على "المشتركات" المذهبية طورا، والدينية والسياسية تارة، وعلى النفوذ بالسلاح والمال والتدريب في مختلف الاحيان.

هكذا صار لايران موقع متقدم على البحر المتوسط من خلال حلفائها في لبنان. وهكذا صار لايران موقع في قلب فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي من خلال "حماس". وهكذا صار لايران موقع في العراق من خلال عشرات الاطراف المحلية والتنظيمات الموالية. وهكذا صار لايران موقع في "الحركة الجهادية" السنية التي يجمع العرب والعالم على اعتبارها "ارهابية" من خلال استضافتها لقيادات "القاعدة". وهكذا صار لايران موقع قوي في سورية من خلال التحالف الاستراتيجي الذي نشأ بعد احتلال العراق والاتفاق على ادخال "المجاهدين" لتفجير انفسهم وتفجير الاستقرار وبالتالي الامساك بورقة انهاك المشروع الاميركي او عقد الصفقات معه، وزاد هذا الموقع صلابة وقوة بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري والعزلة العربية والدولية لدمشق وسيف المحكمة. وهكذا صار لايران موقع في افغانستان من خلال النفوذ في مناطق تقطنها غالبية مذهبية معينة.

واليوم تتهم الحكومة اليمنية ايران بدعم الحوثيين بالعتاد والسلاح والمال والتدريب ويلتقي انفصاليو اليمن مع ايران من خلال تصريحات الاشادة بها التي اطلقها النائب السابق لرئيس دولة الوحدة علي سالم البيض لدى دعوته الجنوبيين في اليمن الى الانتفاض ... انه موقع متقدم جدا خليجيا ودوليا في مشروع الهيمنة الاقليمية.

مرة اخرى، الحوثيون يمنيون، واليمن والسعودية جارتان تتداخل بينهما عوامل الحدود والمصالح والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد والامن بطبيعة الحال. ولا مشروع لاي فئة عربية مهما كان انتماؤها الديني او المذهبي او المناطقي او القبائلي الا مشروع الدولة التي تعيش فيها، ومن حقها بل من واجبها ان تطالب بالعدل والقانون والانماء والمساواة، لكن خروج اي فئة على هذا المشروع ينصر الآخرين على الدولة... وعليها لاحقا.

انتظِروا التحرك الايراني المقبل.

 

جون بولتون لبيروت اوبزرفر : الهدف وراء عزل سورية نزع سلاح حزب الله و أجواء السعودية مفتوحه لأسرائيل ، ميتشل سيتقاعد

 جون بولتون كان السفير الأمريكي في الأمم المتحدة منذ آب 2005 إلى تشرين الثاني 2006 . كان يعتبر من المحافظين الجدد و أحد صقور إدارة بوش . تخرج بولتون في كلية الحقوق بجامعة ييل وعمل كمحامي لفترة من الزمن وتدرج في مناصب حكومية عدة قبل أن يتبوأ منصب نائب وزير الخارجية. كرمته قوى ١٤ اذار تقديراً لدوره، اعتبرته مجلة التايم بانه أكثر سفراء أميركا في الأمم المتحدة أثارة للجدل. عرف بمواقفه النارية ضد سوريا، إيران وكوريا الشمالية

خص السفير الاميركي بولتون موقعنا بحديث من واشنطن حول الملفات الشائكه في الشرق الاوسط من النووي الايراني إلى سلاح حزب الله و عزل سوريا كما تطرق جون بولتون إلى الموضوع اللبناني

كان هذا الحوار من واشنطن مع موقعنا بيروت اوبزرفر

- سعادة السفير، تتبع الادارة الأميركية الحالية نهجاً جديداً في التعامل مع سوريا، هل تظن أن لبنان سيدفع ثمن الانفتاح الأميركي على سوريا؟

أنا قلق جداً من سياسة الرئيس اوباما الخارجية بشكل عام. فهذه السياسة تتسم بالضعف والتردد وعدم الحسم، وبالتحديد أنا قلق من الاشارات التي ترسلها إدارة اوباما في الشرق الأوسط إلى إيران وسوريا وبالتالي حزب الله. أظن أن من حق اللبنانيين أن يقلقوا بان يصبح النظام والحكومة الديمقراطية ضاحية لهذه السياسة.

- هل تعتبر بان سياسة إدارة الرئيس بوش بعزل سوريا قد فشلت من تحقيق اهدافها وخصوصاً في ظل إنفتاح فرنسي على دمشق وزيارة الملك السعودي الاخيرة إليها؟

الرئيس اوباما يعتمد سياسة الانفتاح والحوار الدبلوماسي مع سوريا. ولكن دعني أقول لك أن لهذه الدول التي ذكرتها أهداف مختلفة. ففرنسا تريد أن تلعب دوراً في المنطقة والسعودية تظن أن باستطاعتها أن تبعد سوريا عن إيران، وأعتبر أن هذا خطأ كبير. لا يوجد أي فرصة لابعاد سوريا عن حلفها مع إيران. أما بالنسبة لسياسة الرئيس جورج بوش حيال سوريا فهي لم يتم تبنيها بالكامل بشكل صارم ودقيق لأن الهدف ليس عزل سوريا، بل وسيلة لنزع سلاح حزب الله ووقف تدفق السلاح والمال من سوريا وإيران. هذا مع اردنا فعله بعد إقرار القرار ١٧٠١، على الأقل هذا ما اعتقدته حينها. ولكن إدارة الرئيس بوش لم تتابع هذا الأمر وتكمل به. أقولها بصراحة أن سياسة إدارة الرئيس بوش إتجاه سوريا فشلت وذلك لاننا لم نطبقها بشكل كامل ودقيق. اخذنا الخطوة الاولى ولم نكمل.

- في تصريح لك لجريدة الشرق الأوسط أكدت أنك لا تملك أدنى شك بتورط سوريا في إغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات الاخرى، هل تعتقد بأن الادارة الأميركية الحالية مستعدة للتضحية بالمحكمة الدولية مقابل تعاون سوري في مجالات أخرى؟

لا زلت عند موقفي والكل يعلم أن سوريا ضالعة في إغتيال الحريري. لكن لا أظن أن إدارة اوباما ستضحي بالمحكمة بشكل مباشر وواضح، مع أخشاه هو الطريقة الغير مباشرة عبر إستمرار عدم التعاون السوري مع التحقيق الدولي والتساهل معها وعدم اجبارها على التعاون. وهذا يقضي على التحقيق من الداخل دون أي تدخل أميركي أو دولي. وهكذا تكون سوريا قد نجحت في تجاوز المحكمة بطريقة غير مباشرة من خلال تفريغ التحقيق من مضمونه بحيث لا يمكن للمحقق من جمع معلومات والأدلة التي ستدين ( الرئيس بشار) الأسد والقيادات السورية الاخرى المتورطة. وهذا سيؤدي إلى إبطال مفعول المحكمة بطريقة غير مباشرة.

- بعد هذه القراءة , هل تعتقد أنه سيتم التوصل إلى الحقيقة في إغتيال الرئيس الحريري والاغتيالات الاخرى؟

أعتقد أنه كان هناك إمكانية جدية للوصول بسرعة إلى الحقيقة في عهد المحقق الألماني ديتليف ميليس. لكن أقول لك بصراحة أن على المجتمع الدولي أن يدعم ويساند التحقيق بشكل فعال. عدم التعاون السوري هو مؤشر السلبي  ولكنني لم ايأس بعد.

- لقد شهد الاسبوع الفائت إتهامات متبادلة بين لبنان وإسرائيل حول خرق القرار ١٧٠١. هل تتوقع نشوب حرب في الجنوب اللبناني في المدى المنظور؟

أعتقد أن نسبة الخطر في الجنوب مرتفعة جدا. فحزب الله قام باعادة تسليح نفسه وهو لديه الآن قدرات عسكرية تفوق ما كان عليه قبل حرب ٢٠٠٦. فمن الناحية العسكرية يشكل حزب الله خطراً داخلياً ضد الحكم والنظام الديمقراطي كما يشكل في نفس الوقت خطراً على إسرائيل. يجب علينا أن نربط جميع الأحداث المترابطة ونذكر بان الملف النووي الإيراني سيزداد توتراً في الفترة المقبلة وبالتالي حظوظ نشوب أي إشتباك أو حتى حرب في الجنوب ستكون مرتفعة.

- من خلال خبرتك في الامم المتحدة، كيف ترى شغل لبنان مقعداً غير دائم في مجلس الأمن في هذا الوقت في ظل عدم تشكيل حكومة حتى الآن؟

اتمنى أن يكون لبنان صوتاً مستقلاً في مجلس الأمن. كما اتمنى النجاح للقوى اللبنانية التي ترغب في تشكيل حكومة قادرة على العمل في المجتمع الدولي وهذا سيجعل من لبنان مثالاً ممتازاً في الشرق الأوسط والعالم مفاده أن الشعب الشجاع باستطاعته الحصول على حكومة حرة ومستقلةو هذا سيجعل من لبنان مثالاً في الشرق الأوسط والعالم.

- ما هي فرص نجاح المفاوضات حول الملف النووي الايراني؟

صفر. إيران لن تتخلى عن برنامجها تحت أي ظرف من الظروف. وما تم التوصل إليه عبر محمد البرادعي بارسال اليورانيم إلى روسيا وتخصيبه هناك هو فقط للتمويه. انها عملية شبيهة بغسل الأموال فالايرانيون يأخذون اليورانيوم مخالفين القرارات الدولية و يرسلونها إلى روسيا لتخصيبها واعادتها لاستعماله في المفاعل النووي الايراني. هذا إتفاق مذهل ويتمناه الايرانيون ولكنه لا يعالج أساس المشكلة وهي إمتلاك إيران لامكانية تخصيب اليورانيوم. أنا أشك أن هذا الأتفاق سيمر  ولكنه من وجهة نظر إيران يعتبر إنتصاراً كبيراً.

- هل تتوقع أن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران خصوصاً بعد الحديث عن موافقة بعض الدول العربية على إستخدام مجالها الجوي ومن ثم نفي ذلك؟

دعني أقول لك أن السعوديون لا يمانعوا من إستخدام إسرائيل لمجالهم الجوي لتوجيه ضربة لإيران ولكنهم لم ولن يعلنوا ذلك بشكل علني ورسمي. أكاد أن أجزم أن إدارة اوباما لن تلجأ إلى القوة العسكرية مع إيران ولكن الأمر مختلف بالنسبة لاسرائيل. قرار توجيه ضربة لإيران هو قائم وفعلي في تل أبيب. ويجب التذكير أن إسرائيل قامت بضرب المفاعل العراقي سنة ١٩٨١ كما قامت بضرب المفاعل الكوري الشمالي في سوريا سنة ٢٠٠٧. لا أظن أن الأسرائيليون سيترددون بالقيام بهكذا خطوة في حال شعروا بانهم مهددون وهم لا يسقطوا من حساباتهم ردة فعل الادارة الأميركية الرافضة.

-كيف ستتأثر العلاقات الأميركية الاسرائيلية في حال قيام إسرائيل بهكذا خطوة؟

أظن أن أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يكون له وقعاً طيباً لدى إدارة اوباما. وهذا يشكل أهم عامل في حسابات إسرائيل. هم يدرسون بعمق مدى الخطورة الايرانية عليهم وما يترتب عليها من ردة فعل أميركية.

- سؤال أخير، كيف تقيم عمل جورج ميتشل في المنطقة وسعيه للوصول إلى إتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟

   أظن أن الحديث عن إتفاق هو صعب المنال جداً في الوقت الحالي. وأعتقد أن مهمة ميتشل لن تحقق أي شيء، حتى أنه يجري الحديث هنا في واشنطن أن ميتشل ينوي التقاعد نهاية هذا العام. فأنا كما قلت سابقاً لا اتوقع أي تقدم في ملف المفاوضات في النزاع العربي الاسرائيلي، فالأدارة الأميركية الحالية تعطي إنطباعاً بالضعف وعدم الحزم. 

 

استئناف محاكمة خلية حزب الله في مصر: المحكمة شاهدت صوراً لاجتماعات المتهمين وتسجيلاً لاعترافاتهم      

وكالات/استأنفت محكمة أمن الدولة العليا في مصر أمس محاكمة أعضاء خلية "حزب الله" بجلسة شهدت مفاجأة حقيقية قدمتها أجهزة الأمن، إذ عرضت على القضاة صوراً للمتهمين أثناء اجتماعاتهم قبل إلقاء القبض عليهم وتسجيلاً مصوراً لاعترافاتهم، وقررت المحكمة تأجيل القضية الى الأربعاء المقبل للبدء بالاستماع الى الشهود. وعقدت الجلسة الثانية للمحاكمة أمس وسط إجراءات أمنية مشددة، وكانت مخصصة لفض احراز القضية المتهم فيها 26 شخصاً، بينهم لبنانيان و5 فلسطينيين وسوداني و18 مصرياً، بالتخابر لصالح جهات أجنبية. وتضمنت الاحراز شريط فيديو وصوراً فوتوغرافية وعقود ايجار شقق. وحضرت زوجة المتهم الثاني سامي شهاب جلسة أمس وسمحت لها المحكمة بالتحدث معه داخل القفص، بينما منعت أكثر من 200 شخص من أقارب بقية المتهمين من الدخول. قبل دقائق من بدأ الجلسة ظهر المتهمون داخل قفص وأخذوا يصيحون: "نحن أبرياء لم نعرف شيئاً عن تلك القضية.. ولا يمكن أن نخون بلدنا.. والله نحب مصر". وأخذوا يلوحون بالأعلام المصرية التي أحضروها معهم. وقالت زوجة المتهم سامي شهاب إنها حضرت بصحبة المحامي اللبناني الذي لم يحصل حتى الآن على تصريح من وزارة العدل ليترافع عن المتهم. وأكدت أن شهاب " لم يشتك من شيء غير بُعد أطفاله عنه".

وكانت نيابة أمن الدولة انتهت في تحقيقاتها إلى أن المتهمين، وبينهم هاربين، قاموا خلال الفترة من عام ، وحتى تشرين الثاني (نوفمبر) داخل مصر وخارجها، بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد للقيام بأعمال إرهابية ضد السفن والبوارج العابرة لقناة السويس، والسائحين الأجانب والمنشآت السياحية، وأمدوهم لهذا الغرض بمعلومات وبيانات لتنفيذ تلك العمليات، تتعلق بإجراءات تأمين عبور السفن والبوارج في القناة، ومواعيد تردد سفن نقل الركاب والحاويات على ميناء بورسعيد، وأماكن الخدمات الأمنية الثابتة والمتحركة على طريق المرشدين الموازي لقناة السويس. وأن المتهمين المصريين أمدوا اللبنانيين بمعلومات عن الأوضاع الأمنية والسكانية لبعض المدن والمناطق في محافظتي جنوب وشمال سيناء، ورصد الطرق الرئيسية والفرعية بهما، وأماكن تواجد السياح الأجانب في مدينة نويبع.

كما تعاونوا مع مندوبي حزب الله في تدبير وتصنيع العبوات المفرقعة لاستخدامها في تنفيذ الأعمال الإرهابية، وفي تسهيل سفر البعض ممن يعملون لتحقيق أهداف هذا الحزب بطرق مشروعة أو غير مشروعة، وتلقي تدريبات عسكرية هناك.

وأشارت النيابة إلى أن عدداً من المتهمين عثر معهم على احراز لمواد تعتبر في حكم المفرقعات من دون ترخيص، بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام. كما ثبت للنيابة قيام عدد من المتهمين المصريين بحفر وتجهيز نفق تحت الأرض في منطقة الحدود الشرقية للبلاد للاتصال برعايا دولة أجنبية، وتبين اتهام المصريين أيضاً بالتسلل إلى خارج البلاد والإيواء والتستر على المتهمين الفلسطينيين.

وفضت المحكمة احراز القضية التي قدمتها النيابة وكانت عبارة عن شريط فيديو يتضمن المعاينة التصويرية للنيابة واعترافات المتهمين وصوراً لهم أثناء اجتماعهم. بالإضافة الى عقود تأجير الشقق التي عقدوا فيها اجتماعاتهم. وطلب فريق الدفاع، الذي ترأسه محمد سليم العوا ومنتصر الزيات وعصام سلطان وسعد خطاب وعبد المنعم عبد المقصود، الاطلاع على الاحراز. وحددت المحكمة لهم جلسة غداً الاثنين للاطلاع عليها. ولم تشمل الاحراز القنابل أو الأحزمة الناسفة التى ضبطت مع المتهمين.

ثم قررت المحكمة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد وأسامة جامع، وبحضور عمرو فاروق المحامي العام لنيابات أمن الدولة التأجيل لجلسة 28 من الشهر الجاري لسماع أقوال الشهود .

 

الحريري وعون: بحث في البدائل لوزارة الاتصالات وعين عون على حقيبة العدل

نهارنت/انعقد اللقاء الخامس بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون السبت، وعلى دفعتين في الرابية بفاصل ربع ساعة فقط، وتركز البحث حسب صحيفة "الحياة" على استعراض البدائل المرضية لعون تعويضاً عن عدم إسناد حقيبة الاتصالات الى وزير من تياره. وقد زار الرئيس المكلف عون عند الخامسة عصراً في الرابية، وعقدا اجتماعاً استغرق سبعين دقيقة ولم يحضره سواهما. واكتفى الحريري بعد اللقاء بالقول إن"الاجواء ايجابية وان شاء الله خير". وتوجه الحريري من منزل عون، الى منزل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ثم عاد بعد ربع ساعة الى الرابية ليلتقي مجدداً عون ويمضي معه بعض الوقت على انفراد ايضاً ويغادر من دون الادلاء بأي تصريح. واعلن عون لقناة "اورانج تي في" بأن "أي اتفاق مع الحريري لم يحسم بعد، لا بشأن وزارة الاتصالات ولا بشأن أي حقائب اخرى".

وأضاف "ان التسريبات التي يعتمدها البعض لا تفيد اصحابها ولا تفيد الساعين للوصول الى حلول، اذ ان لكل حل ثمناً". واشارت صحيفة "الحياة" الى دور لعبه النائب سليمان فرنجية في تمهيد الاتصالات بين الحريري وعون مقترحا بعض الافكار في شأن ما يمكن أن يرضي عون. وذكرت مصادر في المعارضة ل "الحياة" أن عون لن يتمسك بحقيبة الاتصالات، لكنه يريد بديلاً منها حقيبة لها وزنها. وأضافت المصادر ان المعروض على عون حقائب: التربية، الشؤون الاجتماعية، شؤون المهجرين ووزارة الثقافة، إضافة الى وزير دولة من كتلة فرنجية العضو في "تكتل التغيير والإصلاح"، لكن عون يعتبر أن هذه السلة غير كافية وتحتاج الى تعزيزها بحقيبة أخرى غير الثقافة تتسم بأهمية، نظراً الى أن وزارة الثقافة لا تقدم خدمات وليس لها طابع سياسي. وأوضحت المصادر ان اعطاء عون وزارة العدل يرضيه، لكنها استبعدت ان يتم اسناد هذه الحقيبة الى تكتل عون. واشارت صحيفة "الديار" من جهتها، الى ان الحريري عرض على عون وزارات التربية والشؤون الاجتماعية والمهجرين والعمل، الا أنه لم يتلقّ من عون أي ردّ بالايجاب. 

 

سليمان يحث على تبادل التضحيات والاسد ينصح حلفاءه بتسريع تأليف الحكومة

نهارنت/حث رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الافرقاء على "تكثيف المشاورات والاتصالات وتبادل التضحيات"، لافتا الى ضرورة "ان تكون هناك حكومة في اقرب وقت لملاقاة التطورات المقبلة على المنطقة وذلك للافادة من ايجابياتها من جهة، ولمنع اي انعكاسات سلبية لها على الداخل اللبناني من جهة اخرى". ونقلت صحيفة "النهار" عن زوار قصر بعبدا، ان سليمان وجه دعوته الى الاسراع في قيام حكومة جديدة على خلفية معطيات، آخرها ما عرضه وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، وفحوى الاتصال بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد، والذي استمر أكثر من ساعة. وأوضحت مصادر لصحيفة "الحياة" أن الأسد أبلغ سليمان أن دمشق جدية في الدعوة الى تسريع إزالة العراقيل، وسأله عن أسباب التأخر وأن سليمان عرض له مواقف الفرقاء، مشيراً الى الأدوار الإيجابية التي يلعبها بعضهم لتسهيل تأليف الحكومة، كما أطلعه على الاتصالات التي يجريها الحريري. وقال سليمان للأسد أنه بات واجباً إنجاز الحكومة ولم يعد ممكناً التأخير. وذكرت صحيفة "الحياة" أن الأسد أتبع موقفه بعدد من الاتصالات مع فرقاء لبنانيين، بدءاً من سليمان، وانتهاء بقيادات في القوى الحليفة لدمشق نصح فيها بتسريع تأليف الحكومة وحض على الانتهاء من أزمة التأليف. واضافت أن اتصالات الأسد هذه جاءت في ضوء استمرار الاتصالات السعودية – السورية في شكل شبه يومي لمتابعة المواضيع التي أثيرت خلال القمة السعودية – السورية في السابع من الجاري في دمشق، إن على الصعيد الإقليمي أو على الصعيد اللبناني.

 

صلوخ: لبنان يحترم القرار 1701 والمواضيع الداخلية يعالجها اللبنانيون بالتوافق

نهارنت/رّد وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على التقرير الذي رفعه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى مجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار الدولي 1559.

ولاحظ صلوخ "ان التقرير تطرق في شكل شامل الى الملفات والقضايا كافة المعنية بالشأن اللبناني داخليا وخارجيا، في حين ان الولاية التي اجازها نص القرار تتعلق بامور محددة، جرى تنفيذ الكبير منها واحيل الباقي الى طاولة الحوار اللبناني التي تعتبر المعنية الوحيدة ببلورة توافق اللبنانيين، حول الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان ازاء التهديدات والمخاطر الاسرائيلية". وقال: "ان القرار 1701 الذي يلتزم به لبنان هو القرار الذي يحدد الية تنفيذية لتعاون الجيش اللبناني مع اليونيفل، اما المواضيع الداخلية فيعالجها اللبنانيون من خلال توافقهم لاسيما انهم مقبلون على تاليف حكومة الوحدة الوطنية التي تحمي لبنان وتصون استقراره". واكد صلوخ "احترام لبنان للامم المتحدة ومواثيقها، ولاسيما انه على وشك ان يصبح عضوا في مجلس الامن التابع لها، وسوف تكون هذه فرصة له ليفرض قضاياه ويدافع عنها وليقدم تجربته كدولة مسالمة لم تقم يوما بالاعتداء على احد وانما قدمت الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن مصالحها وصون استقرارها".

 

خليفة: وفاة السيدة الحامل في رياق مدار تحقيق

نهارنت/اشار وزير الصحة محمد جواد خليفة ان تحقيقا تجريه وزارة الصحة في شأن وفاة سيدة حامل في بلدة رياق في البقاع، لمعرفة الاسباب، خصوصا بعدما ذكر انها توفيت بسبب اصابتها بانفلونزا الخنازير. ودعا خليفة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" النساء الحوامل الى عدم الاستهتار بموضوع انفلونزا الخنازير. ولفت خليفة الى ان حدة الانفلونزا لم تؤد حتى الان في لبنان الى حالات خطيرة في صفوف المدارس، موضحا في موضوع البيان الصادر عن مدرسة ال"اي.سي" باقفال الصفوف المتوسطة لبضعة ايام، بان هذا تدبير من باب الوقاية "ولسبب بسيط ان هناك عددا كبيرا من الغائبين في الصف".واشار الى ان هناك "اهمالا من جهة الاهالي الذين يرسلون اولادهم الى المدرسة رغم تعرضهم لعوارض الفيروس، ومن جهة اخرى المدارس التي تستقبل الاولاد بهذه الحالات".

 

ألمانيا تعتزم سحب قواتها البحرية ضمن اليونيفيل بشكل تدريجي

نهارنت/ يعتزم التحالف الحكومي المقبل في ألمانيا سحب قوات البحرية الألمانية المتمركزة قبالة السواحل اللبنانية بشكل تدريجي على ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية السبت.

وجاء في اتفاقية الائتلاف الحكومي المقبل بين التحالف المسحيي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والحزب الديمقراطي الحر أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا سيخفض قوات البحرية الألمانية المتمركزة قبالة السواحل اللبنانية في إطار قوات اليونيفيل بشكل تدريجي وبالتنسيق مع الأمم المتحدة. ولم تسم الإتفاقية الإئتلافية موعدا محددا لسحب هذه القوات.

 

المفتي الجوزو: لولا اخطاء ايران والتحريض العرقي ضد العرب لوقفنا جميعا خلفها في وجه التهديد الاميركي - الاسرائيلي

وطنية - اكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم، "ان اسرائيل هي اميركا واميركا هي اسرائيل وان اللوبي الصهيوني في اميركا هو الذي يحكم اميركا وليس رئيس الولايات المتحدة، وان رئيس الولايات المتحدة مجرد رقم في الادارة الاميركية" . وقال: "منذ كلينتون ومشروع الدولتين تلوح به اميركا ولا تنفذه، لان اللوبي الصهيوني لم يسمح له بذلك وهذا ما حدث لبوش ويحدث لباراك اوباما. كلهم يلبسون الطاقية الصهيونية على رؤوسهم وكل واحد منهم يضع رأسه بين يدي الصهاينة يقلبونه كيفما يشاؤون. لذلك رأينا نتانياهو يتحدى اوباما ولا يستجيب لرغبته في ايقاف بناء المستوطنات ورحلات ميتشل الى اسرائيل والضفة ورام الله ليست الا لذر الرماد في العيون" .

وتابع المفتي الجوزو: "الاسطول السادس الاميركي بقضه وقضيضه جاء بالامس ليعرض عضلاته على دول المنطقة وخصوصا ايران، جاء ومعه سلاحه المتقدم والمتطور في مواجهة الصواريخ الايرانية البلاستية على حدود لبنان وفي طهران. ورغم ان ايران قد أغرتها قوتها الحالية بتحدي الامة العربية والاسلامية، فأخذت تحرض الشيعة على السنة في جميع انحاء المنطقة، ورغم ان ايران تحاول ان تتدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم العربي، ورغم ان ايران ترتكب الكثير من الاخطاء وخصوصا في لبنان، رغم كل ذلك فاننا لا نوافق على ان تهددها اسرائيل بالدرع الصاروخي الاميركي، ولا نوافق على هذا الاستعراض العنصري السخيف الذي تقوم به اميركا، رغم كل الاخطاء الذي وقع فيها حزب الله في لبنان وفي المنطقة، فاننا لا نسمح لاسرائيل ولا لاميركا بالاعتداء على ايران او ان تهدد لبنان بحجة وجود الصواريخ الايرانية على حدوده" .

وتوجه الى اميركا قائلا: "لقد جربت الحرب على ارض العراق، ووقف الى جانبك العملاء والخونة يساعدونك على احتلال العراق، وتحويل هويته العربية، ورغم ذلك فقد هزم هذا الجيش العرمرم امام بسالة وشجاعة ابطال الانبار في العراق، وخرجت اميركا وستخرج وهي تجر أذيال الخيبة والافلاس الاخلاقي والمادي والمعنوي، واذا كان حقا ما تدعيه اميركا من ان "القاعدة" هي التي كانت تحارب اميركا على ارض العراق، فمعنى ذلك ان بن لادن قد انتصر على الجيش الاميركي وان الارهاب يزداد قوة وان اميركا تزداد ضعفا، ولذلك نقول لاميركا: كفي عن هذه التهديدات للعالم العربي والاسلامي، فقد تحول النمر في العراق الى "قطة" وان العالم العربي رغم ضعفه وتمزقه فان شعوبه قادرة على هزيمة اميركا وهزيمة اسرائيل في النهاية. نقول لاميركا: كفي عن ارتكاب الجرائم الوحشية في افغانستان وكفي عن ارتكاب المذابح في باكستان وكفي عن دعم اسرائيل بكل وسائل الارهاب الدولي، فان نهاية اميركا قادمة باذن الله تعالى" . اضاف: "لولا اخطاء ايران القاتلة، ولولا اعتمادها منهج التفرقة المذهبية والتحريض العرقي والقومي ضد العرب، لوقفنا جميعا خلفها في وجه التهديد الاميركي-الاسرائيلي. على ايران ان تتوب، وان تعود الى التزام العقل والحكمة مع جيرانها العرب ولا أقول اخوانها في الاسلام، لان فهم ايران للاسلام مختلف عن فهمنا له، لان فهمها يقوم على العداء التاريخي والخصومة المذهبية والحقد على العرب، وهذا ما يدفعها لان تلعب هذا الدور السلبي على ساحتنا العربية الذي يخدم اسرائيل ويخدم اميركا ويضعف ايران ويلغي ما تدعيه من قوة".

 

النائب جنبلاط زار الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ في معصريتي: وحدة الجبل تتعزز وهناك اليوم تنوع في الطائفة من أجل الإفادة منه

وطنية - أكد النائب وليد جنبلاط ان "وحدة الجبل تتعزز اكثر فأكثر والتنوع مع كل الفاعليات السياسية والحزبية، أما الاحادية في القرار فخطأ، ونحن لم ولن نصادر القرار يوما او نتفرد به"، وقال: "صحيح انه كان هناك في يوم ما رأي واحد ولكن اليوم هناك تنوع في طائفة الموحدين العرب الدروز من اجل الافادة من هذا التنوع، وهذا التنوع من دار خلدة الى المختارة الى هذه الخلوة الى رفيقنا السابق ورفيقنا الحالي وئام وهاب الى الشيخ سليمان الصايغ الذي لنا معه صولات وجولات الى الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين الى الشيخ امين الصايغ الى كل المشايخ الافاضل، وكل منا يكمل الآخر على طريقته". كلام النائب جنبلاط جاء خلال زيارته خلوة الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ في بلدة معصريتي في حضور رئيس تيار التوحيد وئام وهاب ونائبه الشيخ سليمان الصايغ وتيمور وليد جنبلاط ورئيس هيئة العمل التوحيدي الشيخ صالح ضو وحشد من مشايخ الطائفة. بدوره رد الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ مرحبا "بجنبلاط في بيته وبين اهله"، مؤكدا ان "طائفة الموحدين الدروز هي سيف العروبة والاسلام وتقف دائما وابدا بجانب الحق العربي وليس لديها عدو الا اسرائيل واعوانها، وتبقى سوريا هي الحليف الدائم بجانبنا ووحدة الطائفة هي في جمع شملها على الاسس الوطنية والقومية التي تهم العرب والمسلمين". كذلك رحب الشيخ سليمان الصايغ بالجميع وقال: "ما دام عدونا الاسرائيلي واحدا وحليفنا الدائم والطبيعي هي سوريا فإن مصيرنا واحد وعساه خيرا ان نكون في مركب النجاة سويا". ثم توجه الجميع الى خلوة الشيخ ابو حسن عارف حلاوة حيث قرأوا الفاتحة عن روحه.

 

الرئيس سليمان زار صالون الكتاب الفرنكوفوني في "البيال": تنوع لبنان يجعل منه فريدا وحاجة للعالم في مواجهة التطرف والتعصب

رئيس الجمهورية دان دخول قوات العدو الاسرائيلي إلى بيت المقدس: تصرف يمثل نموذج التعصب والانغلاق ويمس حرية المعتقد بشكل أساس

وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بتنوع لبنان الجغرافي والبشري والثقافي الحضاري، الذي يجعل منه نموذجا فريدا وحاجة للعالم اليوم في مواجهة التطرف والتعصب. وقد زار الرئيس سليمان بعد ظهر اليوم صالون الكتاب الفرنكوفوني في البيال، يرافقه وزيرا الثقافة تمام سلام والداخلية والبلديات زياد بارود، وجال في اقسام المعرض مثنيا على القائمين عليه والمشاركين فيه، مجددا التأكيد ان ذلك يمثل وجها مضيئا من وجوه لبنان الوطن - الرسالة والنموذج الحضاري. من ناحية ثانية، دان رئيس الجمهورية دخول قوات العدو الاسرائيلي بيت المقدس اليوم والاعتداء على المصلين وقمعهم، لافتا الى ان هذا التصرف يمثل نموذج التعصب والانغلاق في وقت بدأ العالم يلفظ هذا النوع ويدعو الى تفاعل الحضارات وحوار الثقافات والاديان. ودعا المجتمع الدولي الى النظر بجدية الى حقيقة هذه التصرفات التي تمس حرية المعتقد بشكل اساس.

 

الوزير ماروني طلب تعيين محقق عدلي جديد في ملف استشهاد شقيقه: اليوم للتذكير والتنبيه وغدا يوم آخر لأننا لن ننسى ولن نسامح ولن نهدأ

وطنية - عقد وزير السياحة المحامي ايلي ماروني مؤتمرا صحافيا في اقليم زحلة الكتائبي، لمناسبة مرور عام ونصف العام على استشهاد نصري ماروني وسليم عاصي في جريمة زحلة الشهيرة، في حضور النائبين شانت جنجنيان وجوزف معلوف، ممثل الرئيس امين الجميل المحامي انطوان ريشا، ممثلي قوى الرابع عشر من اذار في منطقة زحلة وحشد من الاهالي.

استهل الوزير ماروني كلمته، مطالبا وزير العدل بتعيين "محقق عدلي جديد بدلا من المحقق المتنحي"، متهما اياه ب "التقاعس مع الاجهزة الامنية في اجراء التحقيق الجدي بهذه الجريمة الكبرى منذ عام ونصف العام وحتى اليوم".

وقال: "عام ونصف العام ونحن ننتظر، عام ونصف العام ونحن نراهن على العدالة تنتصر للحق. وعام ونصف العام لم نسمع فيها أية كلمة من أي مرجع، أي مرجع أمني أو قضائي وكأن شيئا لم يحدث، وكأنه لم ترتكب أي جريمة يقتل فيها سليم ونصري ويجرح ثلاثة، جريمة كادت أن تتسبب بمجزرة اكبر لولا العناية الالهية، لأن المجرمين طعمه وجوزف الزوقي لم يكونا هناك في حوش الزراعنة إلا لإشعال فتيل الفتنة المسيحية المسيحية ووليد الزوقي لم يكن ينتظرهما لولا ايمانه أن المخططين درسوا وأمعنوا في التدقيق وأيقنوا ان القسم الذي كنا نفتتحه كان للكلمة الحرة وليس لسلاح البغض والكراهية".

وتابع: "إنتظرنا وتكلمنا احيانا وصمتنا أخرى وراجعنا دائما دون جدوى وقلت لهم أنا وزير وشقيقي القتيل، والقتلة معروفون فكيف يبقى للمواطن المسكين ايمان بالقضاء وبالاجهزة الامنية؟ اذا كان الوزير لم يفعلوا له شيئا؟ دولة فيها الآلاف من القوى الامنية، والعشرات من الاجهزة، وقضاة يتباهون بنزاهتهم. هذه الدولة لم تقدم حتى الساعة أي خيط يوصل الى مكان المجرمين مع أن عائلاتهم تراهم وتنقل لهم الثياب والامتعة، ومع ان اولادهم يتمتعون بحياة دافئة احيانا بحماية قضائية في بسكنتا، واحيانا بحماية سياسية في اليرزة، وليس من يراقب ويتحرى ويسأل ويفكر أن عائلتين تدمرتا وفجعتا وتحولت الحياة في منازلهم الى مأساة مستمرة، ولم نفهم حتى الساعة لماذا؟ وماذا تفعل الاجهزة اذا كانت هذه الجريمة الوحيدة منذ ثورة الأرز يعلم فيها الفعلة والمحرضون والمخبئون والمهربون ولم تفعل شيئا مع أن هذه الاجهزة جاهزة عندما تريد وتقرر".

اضاف: "قلنا لهم شاهدوهم في القامشلي، فنسألهم هل سألوا عنهم ؟ هل راجعوا ؟ وماذا فعلوا ؟ أما المأساة الثانية في قضيتنا فهي لدى القضاء. فبعد اخلاء سبيل المجرم وليد الزوقي على يد قضاة ليس لهم صفة، بعد احالة الدعوى امام المجلس العدلي، كان هذا هم القضاة وتسليمهم ثيابهم وفك سيارات الجريمة والهروب. وتنحى المحقق العدلي الأول بعد تعيينه لأن وكيل المجرم وليد الزوقي، وهو في الوقت نفسه في المكتب الانتخابي لزعيم عصابة الثلاثة الزوقي الفارين من وجه العدالة، لأنه طلب منه ذلك.

وكنا قد عانينا من هجوم حلفاء الزعيم حول احالة الجريمة الى المجلس العدلي معتبرين انها حادث عادي، ويا للعار وهنا اذا سلمت جدلا برؤيتهم فأين هم المجرمون؟ وهل هم أقوى من القوى الامنية والقضائية بل اقوى من الدولة؟ ونسأل المجرم فر فمن هربه؟ هل في الداخل محميات للمجرمين أم ان الحدود سائبة؟ نريد اجوبة لا فولكلور ولا مسايرة ولا هروب ولا تهرب". وتابع: "وعندما تم تعيين المحقق العدلي الثاني أقفل درجه على الملف، وبدل البحث عن المجرمين اصدر مذكرة توقيف بحق شقيقة الشهيد نصري غادة التي دافعت عن دمها فطالبناه بالتنحي لأن الرسالة تقرأ من عناوينها، واليوم نسأل ما هذه اللعنة أو ما هذا الغطاء العظيم الذي يلاحق هذا الملف فلا يتحرك؟ ويبقى مقفلا وضائعا بين الصمت واللامبالاة والاستهتار. والى متى ؟ وهل يظن احد أننا سننسى أو نصمت أو نهدأ أو نستكين أو هل يظن من وراء الجريمة أنه سيرتاح؟ وهل من مسؤول أمني يستقيل لأنه عجز عن حماية الأمن والى متى ؟ هذه الجريمة أسهمت في انتصار سبعة نواب في زحلة، المطلوب منهم جميعا التحرك لتحريك الملف او عدم السكوت. وهذه الجريمة اسقطت ستة نواب، المطلوب سؤالهم عنها وما هي معلوماتهم، ومنهم من تبناها علنا"!

وقال: "هذه الجريمة أريد منها مجزرة في زحلة بل فتنة مسيحية مسيحية ترفعنا وعالجنا الموقف، وكانت زحلة أمنا هي الاقوى، فأنتصرنا للسلم بإيمان، وأن العدالة فوق الجميع. هذه الجريمة كانت استكمالا لجرائم ثورة الأرز، فإذا بعدد من اركان هذه الثورة ينسون عندما يعددون اسماء شهدائهم أن نصري وسليم شهيدا زحلة والكتائب ولبنان، وكأنهم يطلبون منا ان ننكر الشهادة عن شهدائهم وهذا ما سنفعله إن استمروا، إن تجاهلوا، وهنا نسأل ايضا القيمين على المجتمع الارزي، أما من كلمة تقال في هذا المجال؟ أما من حق بمعرفة أين هم قتلة اخي ورفيقي وابناء زحلة". وختم الوزير ماروني: "إنه اليوم ذكرى العام ونصف العام، وعلى الاجهزة اعطائنا الجواب، وكشف مكان وجود القتلة وعلى القضاء التحرك لإنهاء هذا الملف واحقاق الحق. إنه اليوم للتذكير والتنبيه، وغدا يوم آخر لأننا لن ننسى ولن نسامح ولن نهدأ ولن نستكين حتى يوم العدالة".

 

عن الانقلاب الذي يتعرض له لبنان... 

السبت 24 أكتوبر /الرأي الكويتية

خيرالله خيرالله

ماذا يجري في لبنان؟ لماذا البلد بلا حكومة على الرغم من وجود أكثرية واضحة على الصعيدين الشعبي والنيابي نتيجة انتخابات السابع من يونيو الماضي. الجواب بكل بساطة أن ما يشهده لبنان في الوقت الراهن يمثل استمراراً للانقلاب الإيراني- السوري الذي يتعرض له الوطن الصغير بهدف الغائه. بدأ الانقلاب عملياً بالتمديد للرئيس السابق اميل لحود في خريف العام 2004 على بالرغم من صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لم يكن القرار 1559 سوى نسخة عن «اتفاق الطائف». كل ما نص في القرار تضمنه «اتفاق الطائف». تكفي مقارنة بين النصين للتأكد من ذلك. لا توجد نقطة ما في القرار 1559 لم ترد في «اتفاق الطائف» الذي صار دستوراً للبنان. لم يكن القرار 1559 سوى تأكيد لرفض المجتمع أي وجود مسلح على الأرض اللبنانية باستثناء قوات الشرعية اللبنانية من جيش قوى آمن.

استهدف الانقلاب تثبيت واقع جديد نشأ في مرحلة ما بعد التوصل إلى «اتفاق الطائف» قبل عشرين عاماً. يقوم هذا الواقع على أن لبنان بلد صغير يدور في الفلك السوري، وأن لدمشق وحدها الحق في تفسير «اتفاق الطائف» وتطبيقه بما يتناسب مع مصالحها الإقليمية واهوائها. كانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه التخلص من الرئيس الشهيد رينيه معوض في نوفمبر من العام 1989 على طريق تكريس الواقع الجديد الذي يبدأ باعتراف اللبنانيين أن رئيسهم لا يمكن أن ينتخب إلاّ بعد موافقة دمشق على اسمه، وأن الحكومات اللبنانية تصنع في سورية وليس في لبنان.

كان اغتيال رفيق الحريري بمثابة رسالة موجهة إلى اللبنانيين وإلى المجتمعين العربي والدولي فحواها أن لا مفر من «الطائف» بمفهومه السوري، كغطاء للوصاية السورية على لبنان. أما «الطائف» الآخر الذي يحلم به اللبنانيون، فهو مجرد وهْم. بكلام اوضح، لا وجود لطائف غير «الطائف» السوري. ولذلك كان ذلك الغضب السوري الذي رافق صدور القرار 1559. لم يكن القرار سوى رد فعل من المجتمع الدولي... والعربي إلى حد ما على استخدام «الطائف» في فرض وصاية على لبنان واستخدامه «ساحة»، ليس إلاّ، يشن من خلالها المحور الإيراني- السوري حرباً بالواسطة على إسرائيل وعلى عرب وغير عرب من أجل التوصل في النهاية إلى صفقة معها أو مع الولايات المتحدة على حساب لبنان واللبنانيين.

إلى الآن، لايزال هناك رفض أميركي لصفقة من هذا النوع، خصوصاً أن في واشنطن أشخاصاً يعرفون تماماً ما الذي يريده السوري والإيراني من لبنان - الساحة. ولكن هل يبقى هؤلاء الأشخاص في مواقعهم في الإدارة وهل يبقى لديهم ما يكفي من النفوذ للحؤول دون عقد مثل هذه الصفقة؟ كل ما يمكن قوله في هذا المجال أن هناك وعياً عاماً في واشنطن لخطورة أي صفقة على حساب لبنان، والانعكاسات السلبية لأي صفقة من هذا النوع على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط في المدى البعيد، وعلى النفوذ الأميركي في المنطقة عموماً في وقت تعرضت الهيبة الأميركية لضربات مؤلمة، من بينها المواقف المتشنجة لحكومة بنيامين نتانياهو من الاستيطان.

ما لا يدركه اللبنانيون في ضوء منع إيران والنظام السوري اللبنانيين من تشكيل حكومة برئاسة زعيم الأكثرية النيابية يمكن أن يمثل نجاحاً للانقلاب. أنه انقلاب على «الطائف» بمفهوميه العربي والدولي أولاً: هل نجاح الانقلاب من النوع الموقت أم الدائم؟ لعلّ ذلك هو السؤال الكبير.

لم يكن السوري يتوقع أن يؤدي اغتيال رفيق الحريري إلى خروج جيشه من لبنان واضطراره إلى أن يكون تحت رحمة الايراني في الوطن الصغير. استطاع الإيراني، عبر ميليشيا «حزب الله»، التابعة له كلّياً، ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب العسكري السوري. هناك الآن، من خلال عرقلة تشكيل الحكومة محاولة سورية لتأكيد أن «الطائف» في لبنان يكون سورياً أو لا يكون. في المقابل، هناك محاولة إيرانية للانطلاق من القدرة على عرقلة تشكيل الحكومة، اعتماداً على سلاح «حزب الله» وعلى اداته المسيحية المعروفة، للانتقال بالانقلاب إلى مرحلة جديدة. تتمثل هذه المرحلة بالبحث عن نظام جديد للبنان يقوم على المثالثة. في النهاية لن يرضى النظام الإيراني بأقل من أن تكون له حصة ثابتة في لبنان وذلك في ضوء استثماراته الضخمة في البلد المستمرة منذ ما يزيد على ربع القرن، والتي مكنته من تحويل الطائفة الشيعية الكريمة إلى مجرد رهينة لديه.

من هذا المنطلق، يبدو المطروح أبعد بكثير من تشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الدين رفيق الحريري يمكن وصفها بحكومة صنعت في لبنان. المطلوب سورياً العودة إلى «الطائف» السوري، فيما المطلوب إيرانياً تثبيت الثلث المعطل وتثبيت «المقاومة» في البيان الوزاري بهدف تثبيت الوجود الإيراني وتكريسه. نجح «الحرس الثوري» في انقلابه الإيراني، لماذا لا ينجح في انقلابه اللبناني، أليست بيروت مدينة ساقطة عسكرياً في يد «حزب الله؟».

يبقى المطلوب لبنانياً. هذا المطلوب يعكسه السؤال الآتي: هل لايزال اللبنانيون قادرين على الصمود وتأكيد تعلقهم بـ «الطائف» اللبناني الذي يرفض في الوقت ذاته الوصاية السورية والمثالثة الشيعية - السنية - المسيحية التي تسعى إيران إلى فرضها؟ ربما كان ذلك هو التحدي الأكبر أمام اللبنانيين في هذه المرحلة الحرجة. ما قد يساعدهم في صمودهم أن المنطقة كلها تبدو مقبلة على تحولات كبيرة. من كان يصدّق أن اتهامات من العيار الثقيل للنظام السوري ستصدر عن مسؤولين عراقيين بعد تفجيرات التاسع عشر من أغسطس الماضي في بغداد؟ من كان يصدّق أن تركيا تتجه إلى لعب دور القوة الإقليمية في الشرق الأوسط مبتعدة أكثر فأكثر عن إسرائيل، هل البروز التركي يساعد لبنان أم يجعل النظام السوري أكثر شراسة تجاهه؟ في كل الأحوال، لا بديل من الصمود. الأكيد أن الصيغة اللبنانية أقوى بكثير مما يعتقد كثيرون أن في دمشق أو في طهران... وحتى في واشنطن وفي إسرائيل نفسها.

 

إيران والدرس الأول لأوباما

٢٥ تشرين الاول ٢٠٠٩

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في لحظة ضغط عالية تنازلت كوريا الشمالية عن عنادها وقامت بفتح مواقعها النووية للتفتيش، وبادرت بتدمير أحدها، وذلك مقابل أن تحصل على مساعدة مالية صغيرة ورفع الحظر الاقتصادي المفروض عليها. كان ذلك في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الذي أصر على محاصرة كوريا. رضي بتعليق العقوبات وترك لليابان تقديم المعونة، ولفترة لا بأس بها التزمت كوريا، لكنها ما لبثت أن عادت إلى عادتها القديمة عندما رأت بوش في طريقه للخروج. الرئيس باراك أوباما أمام خطرين؛ الأول المتجدد الكوري والثاني الجديد الإيراني، وكلاهما ينظر إليه على أنه لن يخوض حربا أو أي مواجهة.

ها هي إيران أحرجت أوباما عالميا. بعد أن أفشلت الإجماع الدولي بضرورة فرض عقوبات قاسية عليها بوعدها تسليم معظم مخزونها من اليورانيوم. كان عرضا محترما من إيران يصعب تصديقه، وبالفعل تأكد أنه مجرد مراوغة لكسب الوقت وشق الصف الدولي. وفي رأيي أن إيران قد تفلح في شراء المزيد من الأسابيع وقد تنجح في استمالة بعض الدول الغربية، لكن الخطر يقع في دائرة صراع دولية لا يمكن أن يختفي بمجرد الملل أو تبديد الوقت، وهذا ما عجز عن فهمه صدام حسين وانتهى في الصدام المؤجل. المنطقة مكتظة بالأسلحة والبوارج والبترول والإرهاب ولن يمر مشروع السلاح النووي الإيراني بأسلوب كوريا الشمالية، بسبب فوارق كبيرة بين البلدين وبسبب أهمية المنطقة البترولية للعالم. وهو ما قاله وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير، بأن المنطقة تجلس على برميل بارود، وأن افتعال إيران معركة مع فرنسا تحديدا محاولة فاشلة لشق الصف الدولي، وإيران تتعمد افتعال خلاف مع فرنسا لأنها الوحيدة القادرة على تنفيذ اتفاق نقل التخصيب إلى الخارج بمعالجة اليورانيوم ليصبح صالحا للأغراض الطبية. لقد جعلت إيران الرئيس الأميركي باراك أوباما محل سخرية من قبل خصومه الذين كانوا يختلفون معه في الرأي بأن إيران لا تنوي أبدا التعاون في مشروعها النووي وأن تأخير العقوبات سياسة خاطئة، وقد أثبتت أحداث أمس الأول صحة هذا الموقف. فإيران باعت المجموعة الدولية فكرة نقل معظم مخزونها من اليورانيوم لاستكمال تخصيبه خارجيا، ثم تراجعت في الساعة الأخيرة لتقول إنها ستحتفظ به وتريد بدلا منه أن تشتري مخزونا جديدا من اليورانيوم المخصب! ولو مر الموعد الثاني بدون أن تثبت الحكومة الإيرانية أنها جادة في المصالحة النووية سيكون موقف أوباما حرجا للغاية الذي لن يستطيع أن يبرر سياسته التي يعارضها العديد من الخبراء في داخل وخارج حكومته. ولا أخفي حقيقة أن فشل جولة المفاوضات في فيينا أسعد خصوم إيران، وقال لي أحدهم: كنا نعتقد أن الحكومة الإيرانية تنوي «جرجرة» أقدامها في تنفيذ المشروع الأصلي بالتخصيب الخارجي، لكننا «فوجئنا بأن الوفد الإيراني يكذب نفسه بالعرض الجديد»، مما عجل بحالة الغضب وكشف الأوراق الإيرانية. كان هذا الدرس لأوباما الذي عسى أن يدله على حقائق الأمور في منطقتنا.

 

حقائب مسيحيي 14 آذار أزعجت الجنرال واتفاق بينه وبين "حزب الله" لابقاء "الاتصالات" بعهدة باسيل

٢٥ تشرين الاول ٢٠٠٩

صونيا رزق/المصدر : النهار

بعد انتقال الملف الحكومي من مرحلة الجمود الى العرقلة ثم الى التفاؤل فالتفاؤل الحذر عاد اليوم هذا الملف الى مرحلة مكانك راوح حتى انه نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الصائم الاكبر عن الكلام الحكومي انه غير متفائل لجهة تشكيل الحكومة قريبا، وان اجواء رمادية تخيّم على عين التنية بعد حديث النائب ميشال عون الذي استوحى منه السامعون بان الحكومة خرجت عن مسارالتأليف، مما اعاد المشاورات الى نقطة الجمود.

وتؤكد اوساط مقربة من الرئيس المكلف سعد الحريري ان التوجه العام لتيار المستقبل هو الرد بايجابية على كل التصاريح الهجومية واحتواء جميع المواقف مساهمة منه في حلحلة عقد الملف الحكومي، معتبرة ان مواقف عون أتت نتيجة عوامل منها زيارة الرئيس المكلف الى بكفيا ولقائه الرئيس امين الجميّل وزيارته ايضا لرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعد اجتماع مسيحيي الاكثرية في معراب، وتصريح جعجع الذي اشار فيه الى ان حقيبة الاتصالات ستكون من نصيب قوى الاكثرية ما ادى الى استنفار الجنرال واطلاقه تصريحا ناريا قلب الاوضاع رأسا على عقب، اضافة الى مواقف حلفاء عون المسيحيين كالطاشناق والنائب سليمان فرنجية الذي قبل بحقيبة دولة مساهمة منه في حلحلة الوضع المتأزم وتسهيلا للتوافق بين الاطراف السياسيين، فكل ذلك ساهم في ابتعاد عون عن الحلحة الحكومية التي كانت سائرة نحو التأليف.

وتؤكد الاوساط ان الرئيس الحريري ليس في وارد ان يقدّم الاعتذار الثاني كما يحلم العماد عون الذي يسعى الى رفع سقف مطالبه السيادية في اطار دفع الرئيس المكلف الى الاعتذار مرة جديدة، لكن وبحسب الاوساط المقربة من الرئيس المكلف فان هذه المسألة غير واردة على الاطلاق، خصوصا وان الحريري لا يزال يتعاطى بايجابية مع كل الفرقاء، ويعتبر ان الامور لم تصل بعد الى نقطة الصفر، وافيد ان لقاء مرتقبا سيتم خلال الساعات المقبلة بين العماد عون والرئيس المكلف للبحث في اخر مستجدات الملف الحكومي.

وتشير الاوساط الى ان مشاورات التكليف الثاني جاءت مختلفة واكثر جدية وساهمت في اعادة الثقة نوعا ما بين الفريقين المتنازعين، بعد التقارب السوري - السعودي الذي اعطى الدفع الايجابي باتجاه التشكيل، الا ان السؤال الذي يدور في الصالونات السياسية لماذا يعمل النائب ميشال عون عند كل اقتراب من حل المشكلة الحكومية على عرقلة التأليف والعودة الى نقطة الاستشارات الاولى؟ لا سيما ان البلاد تمر في مرحلة حرجة جدا في ظل غياب الحكومة وبروز الملفات الداخلية والاقليمية الضاغطة لذا من المستحسن عدم الدخول في السجالات السياسية والمزايدات في الاسماء والحقائب، وتقول الاوساط الحريرية ان مصير تشكيل الحكومة رهن المشاورات المقبلة خصوصا الدور الذي سيلعبه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تقريب وجهات النظر والا سنكون امام ازمة حكم قد تقودنا الى المجهول.

اما النقطة الاهم التي ازعجت العماد عون بحسب الاوساط المقربة من الرئيس الحريري عائدة الى الحقائب التي ستعطى الى الاكثرية بعد ان تم التوصل الى اتفاق حول توزيع الحقائب داخل قوى 14 آذار التي سوف تسند الى المسيحيين منهم وسوف تتساوى مع الحقائب التي سيحصل عليها تكتل التغيير والاصلاح من حيث الاهمية، وتشير المصادر الى ان اسماء جديدة دخلت الى التوزير ومنهم النائب بطرس حرب الذي من المتوقع ان ينال حقيبة اساسية لكن توزيره ازعج العماد عون كثيرا، ونفت الاوساط ان يكون توزيره قد جاء نتيجة ضغوطات تعرّض لها الرئيس المكلف من قبل حلفائه، ما اعاد رئيس تكتل التغيير والاصلاح الى المطالبة بقديمه الا وهي حقيبة الاتصالات او حقيبة الخلافات.

ويلفت المصدر الى ان المطلوب اليوم من بعض الجهات نسف المناخات الايجابية لكن الامور الظاهرة تؤكد هوية المعرقل، معتبرا ان الاكثرية المسيحية لم تعرقل التشكيلة الحكومية، وهي مستمرة بدعمها لحكومة الوحدة الوطنية في حين يشهد المقلب الاخر شروطا تعجيزية ادت الى التعطيل، مشيرا الى انه لم يتم الاتفاق حتى الآن الا على صيغة 15-10-5 على الرغم من كثرة اللقاءات التي حصلت لكن ما يجري اليوم هو توزيع ادوار بين قوى الاقلية.

ويكشف المصدر عن اتفاق بين قيادة حزب الله وقيادة التيار الوطني الحر يقضي بالاصرار على ابقاء حقيبة الاتصالات بعهدة الوزير جبران باسيل لاعتبارات امنية خاصة بحزب الله، موضحا ان وزارة الاتصالات باتت وزارة امنية بالنسبة لحزب الله لانها تؤمن الحماية لشبكة اتصالاته، وسط تعتيم اعلامي والتزام الصمت من قبل نواب ومسؤولي حزب الله في كل مايختص بالكلام الحكومي.

 

البطريرك صفير:أي تعيين لموظفين في بلدية بيروت لا يراعي التوازن الوطني سيكون له أثر سلبي على المواطنين

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه القيم البطريركي العام الخوري جوزف البواري وحضره لفيف من المؤمنين والفعاليات الاجتماعية. وتناول البطريرك في عظته سيرة حياة يسوع المسيح كما وردت في كتاب الأديب الفرنسي فرنسوا مورياك. ومما جاء في العظة: "ليل الناصرة، ان النجّار يسوع، ابن يوسف ومريم، كان يسكن، تحت حكم طيباريوس قيصر، قرية الناصرة التي لم يذكرها أي تاريخ والتي لا تأتي على ذكرها الكتب: وكانت تحتوي على بعض بيوت محفورة في صخرة التلّ، أمام سهل عسقلون. ولا تزال بقايا هذه المغاور قائمة. وقد خبّأت احداها هذا الطفل، هذا الولد اليافع، هذا الرجل، الذي نشأ بين رجل عامل، والعذراء. وعاش في ذاك المكان ثلاثين سنة، ليس في صمت العبادة والمحبة: ظلّ يسوع في وسط عشيرته بين الأقاويل، والحسد، والمآسي الصغيرة التي كان محورها سلسلة الأقارب العديدين، والجليليين الأتقياء ، أعداء الرومان وهيرودس، والذين، بانتظار انتصار اسرائيل، كانوا يصعدون في مناسبة الأعياد الى القدس. وكان هناك، منذ ابتداء حياته الخفية، اولئك الذين كانوا، يوم اجترح عجائبه الأولى، يقولون انّ به مسّا، ويريدون القاء القبض عليه. وان الانجيل يعطينا أسماءهم وهم: يعقوب، ويوسف، وسمعان، ويهوذا...والى أي حدّ كان يشابه جميع الأولاد الذين هم في سنّه، ان شكّ الناصريين يدلّ على ذلك ، عندما وعظ لأول مرّة في مجمعهم. ولم يصدّقوه وراحوا يقولون: "أفليس هو ابن النجّار ، ابن مريم؟ أوليس أخوته (أي أبناء عمه) هم فيما بيننا؟ " هكذا كان أبناء الجيران يتحدّثون عنه الذي رأوه يكبر ، أو الذين لعب معهم، والذين لا يزال ينفّذ أوامرهم: انه النجّار ، أو أحد النجّارين أو الثلاثة في القرية.

ومع ذلك، كسائر محلات النجارة في العالم ، ان هذا المحل في أحدى الساعات أصبح مظلما فأقفل بابه ونوافذه التي كانت تعطي على الشارع. وكان هؤلاء الثلاثة في الغرفة وحدهم يجلسون حول طاولة كان موضوعا عليها بعض الخبز.فالرجل اسمه يوسف، والمرأة اسمها مريم، والولد اسمه يسوع. ولاحقا، بعد أن غادر يوسف هذا العالم، ظلّ الآبن وامه أحدهما تجاه الآخر ينتظران. ماذا عساهما كانا يقولان؟ "وكانت مريم تحفظ كل هذه الأشياء وتستعيدها في قلبها. وهذا النص هو من لوقا ، والثاني من الأنجيلي عينه. وكانت أمّه تحفظ كل هذه الأشياء في قلبها...." لا يبرهنان فقط أنه تقبّل من مريم كل ما كان يعرف عن طفولة المسيح. فهما ينفذان بخط من نار ظلمة هذه الحياة القائمة بين ثلاثة ، ثم بين اثنين، في حانوت النجّار.لا شك في أن المرأة لا يمكنها أن تنسى شيئا من السرّ الذي تمّ في جسدها ، ولكن مع مرّ السنين، التي حجبته دون أن تتحقق المواعيد التي أعلن عنها الملاك ، كان هناك من حوّل عنه تفكيرها لأن النبؤات كانت مبهمة ومخيفة.

قال جبرائيل " هوذا أنت تحبلين وتلدين ابنا وتدعينه يسوع . ويكون كبيرا ، ويدعى ابن العليّ وسيعطيه الرب الأله عرش داود أبيه. وسيملك الى الأبد على بيت يعقوب، ولن يكون لملكه انقضاء. واذا بالولد قد أصبح يافعا ، شابا، رجلا، وذاك الجليلي المنكب على منضدة العمل. لم يكن كبيرا؛ لم يكن ليدعى ابن العليّ ، ولم يكن له عرش، ولكن مقعد خشبي صغير، قرب النار في مطبخ صغير، حقير. واليكم شهادة لوقا: وكانت مريم تحفظ هذه الأشياء وتستعيدها في قلبها .

كانت تحفظها في قلبها، دون أن تبوح بها حتى أمام ابنها ربما... ولم يكن هناك من حديث بينهما غير ممكن. وكانا يلفظان بالأرامية العادية كلمات الناس العاديين ، الكلمات التي تدلّ على الأشياء العادية ، مثل الأدوات، والطعام، ولم يكن هناك كلمات تدلّ على ما تمّ في هذه المرأة. وكانت العائلة تتأمّل في السرّ في سكوت. وان التأمّل في الأسرار قد ا بتدأ هناك، في ظل الناصرة حيث كان الثالوث يتنفّس. على العين، في المغسل، من كانت العذراء تحمله على الظنّ أنها عذراء ، وأنها ولدت المسيح؟ ولكنها، لدى قيامها بهذه الأشغال، ما من شيء كان يحوّلها عن أن تستعرض في قلبها كنزها: سلام الملاك ، والكلمات التي فاه بها لأول مرّة: " السلام عليك، ياممتلئة نعمة الرب معك، مباركة أنت في النساء، وهذه ستتكرّر مليارات المرات الى أبد الآبدبن... وهذا، ان مريم الوضيعة كانت تعرفه ، هي التي كانت فريسة الروح القدس، قد تنبأت يوما أمام نسيبتها اليصابات:" ستطوّبني جميع الأجيال! "

بعد مضي عشرين سنة، ثلاثين سنة، هل كانت امّ النجار تعتقد أن الأجيال المقبلة ستطوّبها؟ وكانت تتذكّر الوقت الذي كانت فيه حبلى، وذاك السفر في البلدان الجبلية، في مدينة تدعى يهوذا. ودخلت بيت الكاهن زكريّا، الذي كان أخرس، وزوجته اليصابات.والولد الذي كانت هذه المرأة العجوز تحمله في أحشائها قد ارتجف فرحا، وهتفت اليصابات:" مباركة أنت في النساء"..." بعد عشرين سنة، ثلاثين سنة، هل كانت مريم تعتقد أنها مباركة بين جميع النساء؟ ولم يحدُُُث شيئا، وماذا يمكنه أن يحدث لهذا العامل المتعب، لهذا اليهودي الذي لم يعد شابا ، والذي لا يعرف غير أن يصقل الألواح ويتأمّل في الكتاب المقدس، ويطيع ويصلّي؟

ان شاهدا واحدا بقي من بين الذين شهدوا ظهور الله منذ البدء، في ذاك الليل المبارك؟ أين كان الرعاة واؤلئك الرجا ل العلماء الخبراء بقضايا النجوم الآتون من وراء البحار ليعبدوا الصبي ؟ ان كل تاريخ هذا العالم بدا كأنه يخضع لأحكام الله الأبدي. واذا كان قيصر أمر بتعداد سكان الأمبراطورية والأراضي الخاضعة له كفلسطين في أيام هيرودس ، كان ذلك لكي يسير زوجان على الطريق التي تذهب من الناصرة الى القدس وبيت لحم ولأن ميخا كان قد تنبأ :" أنت يا بيت لحم افراتا، صغيرة في منزلتك بين أسباط يهوذا، منك سيولد ملك اسرائيل...". وأمّ هذا العامل النجّار، التي أثقلتها الشيخوخة ، كانت تبحث في الظلام الحالك عن الملائكة الذين بعد أيام البشارة لم يفتأوا يملأون حياتها. وكانوا هم الذين، طوال ليلة الميلاد المقدسة، قد دلّوا الرعاة على طريق المغارة، ومن أعماق هذه الظلمات عينها، حيث كانت المحبة ( أي الطفل يسوع) ترتجف من البرد في مزود ، وعدوا الناس ذوي الأرادة الصالحة بالسلام على الأرض . وكان ملاك أيضا أمر يوسف في الحلم أن يأخذ الصبيّ وأمّه ويهرب بهما الى مصر من غضب هيرودس. ... غير أنه بعد العودة الى الناصرة ، انغلقت السماء، وغاب الملائكة. وكان يجب أن يترك ابن الله يختفي في عمق في جسد انسان. ومن سنة الى سنة، كان على أمّ النجارأن تظنّ أنها قد حلمت، لو لم تكن دائما في حضرة الآب والآبن ، وهي تستعيد مرّة ومّرتين في قلبها ما تمّ من شؤون.

الشيخ سمعان.

وكانت ربما تبذل جهدها لتحيد بفكرها عن أمر واحد من هذه الأحداث .كانت هناك كلمة لفظت في الهيكل كانت ربما في بعض الأحيان تواجه تجربة نسيانها. وفي اليوم الأربعين بعد ولادة الصبي ، عادا الى القدس لتذهب مريم لتتطهّر وتقدّم للرب هذا الولد الذكر الذي كان يخصّها كسائر اول المولودين وكان يجب أن يفتدوا بزوجي يمام. واذا بشيخ يدعى سمعان يأخذ الولد بيديه . وطار فرحا فجأة بالروح القدس وقال: ليتركه الرب يذهب بسلام لأن عينيه رأتا الخلاص، النور الذي ينير الأمم، مجد اسرائيل... ولكن لماذا أستدار هذا الشيخ والتفت الى مريم فجأة ؟ لماذ تنبّأ :" أمّا أنت فسيجوز سيف في نفسك" ؟ وهذه العبارة لم تتركها أبدا.: هذه العبارة، هذا السيف. دخلت فيها في تلك الساعة، وظلّت منغرسة فيه. لأنها كانت تعرف أنها لا يمكن أن تطال الاّ من خلآل ابنها، وأن كل ألم وكل فرح لا يأتيانها الاّ منه. ولذلك أن كل ما يستمر في مريم من ضعف بشري ربما كان مدعاة فرح لأن السنوات تمرّ دون أن تتبدّد ظلمة بيتهم الحقيروحياتهم الفقيرة. ولعلّها كانت تحلم بأنه ليس مطلوبا أكثر من هذا لحضور الذي يجهله العالم لخلاصه ،أكثر من هذا التكفين المجهول لاله في الجسد ، ولم يكن لها ما تخشاه غير سيف الألم من البقاء وحدها، بين الخلائق، شاهدة لهذا الحب الكبير.

2- الصبي بين العلماْء

وكانت حياة يسوع عادية، وشبيهة بحياة سائر الناس، بحيث ان لوقا فاخر في مستهلّ انجيله "بأنه اضطلع على كل شيء منذ الأصل" ولم يجد شيئا ينقله عن صبوّة المسيح سوى هذه الحادثة ، وهي أنه لدى ذهابهم الى القدس مع والديه، وكان الصبي لا يجاوز الثنتي عشرة سنة في مناسبة عيد الفصح: وعندما عادت مريم ويوسف الى الناصرة ،كان الصبي قد تركهما. فظنّا لأول وهلة أنه بقي مع الأقارب والمعارف وسارا من دونه طوال النهار. ثم أستبد بهما القلق. وبعد أن بحثا عنه دون جدوى طوال النهار لدى هذه أو تلك المجموعة، فعادا، قلقين جدّا، على أدراجهما. وظنّا، على مدى ثلا ثة أيام، أنهما فقداه، ودخلا القدس.

وعندما اكتشفاه أخيرا في الهيكل ، جالسا بين العلماء الذين سرّوا بكلامه ، فلم يفكّرا بمقاسمتهم العجب ووجهت اليه أمّه ، ربما لأول مرّة، تأنيبا بقولها له:" يا ابني ، لمذا فعلت معنا هكـذا ؟ لقد كنا نبحث عنك أنا وابوك معذّبين؟

ولأول مرّة، ، ان يسوع لم يجب كما كان يجب أن يجيب أي ولد آخر. ولم يجب بلهجة تلميذ المدرسة العادي. دون وقاحة، ولكن كما لو لم يكن له عمر، كما لو كان فوق عمره سألهما بدوره:

لماذا تطلبانني ؟ ألا تعرفان أنه ينبغي لي أن أكون في ما خصّ أبي ؟

كانا يعرفان ذلك ، دون أن يعرفا. وشهادة لوقا قاطعة: لم يفهم الوالدان ما قاله لهما الصبي ومريم، أمّ كسائر الأمّهات، تأكلتها الهموم، والهواجس... وأي أمّ تتدخل بسهولة في سرّ دعوة ؟ وأي أمّ في بعض الساعات، لا تجزع أمام هذا الكائن الذي يكبر والذي يعرف إلى أين يريد أن يذهب ؟ ، لكن هذه الأم المختارة ، المستنيرة منذ البدء، كانت تحفظ في قلبها ما لم تكن تلك المرأة البسيطة تفهمه . ومع ذلك، ان كلمات هذا الولد بدت لها قاسية. ان ابنها يسوع وجّه اليها عبارات عذبة، قبل الكلمات الاخيرة التي فاه بها على الصليب.

أيها الأخوة والأبناء الأعزّاء،

منذ أيام ووسائل الأعلام تتناقل موضوع تعيين موظّفين في بلدية بيروت ، وقد تعاقب على التصريح أشخاص ومسؤولون من فئة واحدة، فاننا نلفت نظر المعنيين الى أن أي تعيين لا يراعي التوازن الوطني سيكون له أثر سلبي على المواطنين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير في الصالون الكبير للصرح المؤمنين المشاركين في القداس فاستمع الى مشاكلهم ومعاناتهم، والى الضغوط الحياتية والاقتصادية التي يتعرضون لها لا سيما وانهم على ابواب فصل الشتاء وبداية العام الدراسي وما يتطلبان من تحضيرات. ومن ابرز الذين التقاهم: عضو حزب الكتلة الوطنية نخله اده، رئيس قسم الكتائب السابق في زوق مصبح مسعود مراد، مدير فرع البنك اللبناني - السويسري في ادونيس بيار عبيد والمدير التجاري للفرع انطوان بعقليني اللذان قدما للبطريرك "التهنئة بذكرى تعيينه كاردينالا، وتمنيا له العمر المديد واخذا بركته". ثم المهندس جو صوما.

 

صدر عن قيادة الشباب في حزب حراس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

24/10/09: أمام حالة الإهتراء السياسي المتفاقمة يوماً بعد يوم وإنعكاساتها السلبية على كافة الأصعدة الإقتصادية والإجتماعية والأمنية وغيرها وأمام الشلل الحاصل على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية، وعجز المسؤولين عن تأليف حكومةٍ ترعى مصالح المواطنين بسبب إرتباطاتهم الخارجية المشبوهة وتهافتهم المسعور على الحقائب والحصص الوزارية.

وأمام حالة الفساد المستشرية في ربوع الدولة ومؤسساتها الرسمية، والفلتان الأمني المتنقل بين منطقة وأخرى حيث يُقتل المواطنون الأبرياء ذبحاً بسكاكين الغدر والحقد والتعصّب.

أمام هذا الواقع المرير يقف الشباب اللبناني حائراً في أمره، يائساً من حاضره، قلقاً على مستقبله وضائعاً في متاهاتٍ لا نهاية لها يفتش فيها عن مخرجٍ فلا يرى أمامه سوى الرحيل عن هذا البلد سعياً وراء مستقبلٍ آمن وحياةٍ مستقرّة، حتى أصبح أقصى طموح الشباب الفوز بتأشيرة خروج تبعده عن هذا الجحيم الذي كان يوماً وطن الله على الأرض قبل أن يتحكّم به أبالسة السياسة. وأقصى ما نخشاه إذا ما إستمرّ هذا النزيف القاتل، وإستمرار أهل السياسة في غيّهم وضلالهم، أن يصبح لبنان في نهاية المطاف بلداً للكهول والعجائز، وعندها لا يعود ينفع الندم...

 

مصالحة بين الحزب التقدمي والحزب القومي في القصر البلدي في صوفر

النائب جنبلاط: لكل منا مهمة في التحرير والقوميون كانوا سباقين في المقاومة

نتمسك باتفاق الهدنة اي الحرب المجمدة مع اسرائيل ولا تسوية لا صلح ولا سلم

النائب حردان: لقاؤنا يتكئ في بعديه التصالحي والوطني على الرؤية المشتركة

ندعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني تكون أولى مهامها انقاذ لبنان من ازماته

وطنية - تمت في باحة القصر البلدي في صوفر اليوم، مصالحة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي، بعد جهود كبيرة من لجنة قيادتي الحزبين اثر الأحداث التي حصلت في بلدة صوفر في شهر كانون الثاني العام 2007، وسقط بنتيجتها ثلاثة جرحى للحزب السوري القومي الإجتماعي.

 

وقد حضر المصالحة، رئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط يرافقه نجله تيمور والنائب أكرم شهيب، وعن الحزب القومي: رئيسه النائب أسعد حردان ونائبه توفيق مهنا ورئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، منفذ عام الغرب حسام غسان الأشقر وعدد من أعضاء القيادةالحزبية، النائب السابق فيصل الصايغ، مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريس وعدد من أعضاء مجلس القيادة في الحزب، وكلاء داخلية الحزب في منطقة الجبل، محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، رئيس الحركة اليسارية منير بركات على رأس وفد كبير من الحركة، رئيس بلدية صوفر رامز شيا، رؤساء بلديات ومخاتير منطقة الجرد الأعلى - بحمدون، مديرو المدارس في المنطقة وفاعليات.

بداية وصل النائب جنبلاط ثم النائب حردان ووفود العائلات المعنية بالأحداث، ليبدأ الإحتفال بالنشيد الوطني ، ثم ألقى رئيس بلدية شانيه مجيد أبو المنى كلمة يإسم إتحاد بلديات الجرد الأعلى، قال فيها: "إن إتحاد بلديات الجرد الأعلى ومنذ الإنتخابات البلدية عام 1998، عمل على رأب الصدع الذي أصاب المنطقة أبان الحرب المشؤومة، بالتواصل والتقارب والحوار مع جميع التيارات السياسية والروحية، إيمانا من جميع أعضائه، بأننا كلنا أبناء وطن واحد، ننتمي إليه، ويجب المحافظة عليه، وهذا الإجتماع سوف يعطي نتائج مباشرة، تنعكس إنماء ورخاء في منطقة الجرد".

النائب حردان

والقى رئيس الحزب القومي، كلمة استهلها بالقول: "في الجبل العامر بالعز، المكلل بالغار، نلتقي اليوم ارادة وقلوبا وسواعد نطل على كل لبنان لنمسح آخر المشحات السوداء عن جبين جبله الشامخ ابدا، فترتسم امامنا محطات مشرقة من مسيرتنا النضالية المشتركة دفاعا عن الكرامة الوطنية والهوية القومية ونهوضا بالمسؤولية العربية التي لا تتقدم على فلسطين في جدول اعمالها اولوية او مسؤولية او صدقية".

أضاف: "هذا اليوم هو يوم التلاقي والمصالحة بعد ظروف طارئة وعابرة .. انه يوم نتذكر فيه سويا موقفا تاريخيا لن ينساه القوميون الاجتماعيون لمؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي الشهيد كمال جنبلاط يوم استجوب - كنائب - المسؤولين في لبنان عن جريمتهم في حق الوطن والامة بأغتيالهم الزعيم انطون سعاده، فكانت شهادته ان الاعدام مؤامرة مدبرة ودنيئة.

هذه الوقفة المسؤولة ومثيلاتها كانت اساسا متينا شيدنا عليه معا صرحا نابضا بالتعاون والتحالف والتلاحم فقد خضنا معا والى جانبنا سائر القوى الوطنية معارك الدفاع عن وحدة لبنان وتقاسمنا كمقاومين الخندق الواحد والوجع الواحد والفرح الواحد في الرؤية الوطنية المتصدية للعدو الصهيوني في كل قرية وبلدة ومفرق دفاعا عن عنفوان الجبل وحفاظا على ثوابت لبنان في الحرية والكرامة والغد الافضل وما اسقاط اتفاقية 17 ايار الخطيرة والمذلة التي حاول العدو الاسرائيلي ومن وقف معه فرضها على لبنان ما اسقطها وفك حصار بيروت الا التجسيد العملي لمسار جاد معمد بالدم في سبيل اقامة دولة المواطنة الحقيقية ودولة الحرية".

وأردف: "نحن نحفظ كل هذا ايها الرفاق في الحزب التقدمي الاشتراكي وايها الاهل في الجبل نحفظه واياكم ويحفظه كل اللبنانيين ممارسة لا شعارا، لاننا مؤمنون ان وحدة الجبل هي حجر الزاوية في وحدة لبنان الذي يريد له اعداؤه ان يغرق في متاهات الشرذمة والتفتيت كما اننا مؤمنون باسقاط كل مشروع معاد يستهدف النيل من وحدة لبنان او التلاعب بهويته او سلخه عن محيطه الطبيعي او استخدامه منصة للتآمر على مكامن القوة في بلادنا وفي طليعتها معادلة المقاومة. ولنا من تاريخ شعبنا عبر مجيدة من التصدي المتواصل لمشاريع الإنتداب والإحتلال والإستعمار.

واللبنانيون لا يتنكرون للحقائق، وكما انهم لا ينسون مساهمة الثورة الفلسطينية في مواجهة العدو، لا ينسون أيضا أن سوريا وقفت الى جانب لبنان - كل لبنان الوطني، في مختلف المحطات الصعبة. ويتذكر أهل الجبل كيف استبسل الجنود السوريون خلال الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، على محور عين زحلتا وعين دارة، بهدف منع القوات الإحتلال من قطع طريق الشام الضاربة جذورها في عمق التاريخ السياسي والإقتصادي والإجتماعي، والتي هي طريق حياة اللبنانيين وشرايين تواصل وتفاعل. كما استمرت سوريا في احتضان المقاومة التي نمت بثبات وتمكنت عام 2000 من دحر الاحتلال، وساعدت على صعود لبنان وشرعت أبوابها وقلبها لإحتضان اللبنانيين في كل المراحل والمحن التي مرت على لبنان والتي كان آخرها حرب تموز عام 2006 حين تجلى تكامل الجيش والمقاومة والشعب في لبنان ليحولوا التضحيات الى عطاءات والصمد الى إنتصار".

وقال: "ايها الحضور الكريم.

لعل لقاءنا في بعديه التصالحي والوطني يتكىء على الرؤية المشتركة التي ناضلنا سويا مع القوى الوطنية ونستمر في النضال في سبيل دولة موحدة لا طائفية، تعزز مفهوم المؤسسات وتقيم العدل الإجتماعي الحقوقي.

إن قلقنا الدائم ونضالنا المشترك مع القوى الوطنية الصديقة والحليفة يشكلان حافزا التزاميا بتعزيز العمل الوطني لمواجهة الأخطار التي تواجه لبنان وتهدده بإستمرار. وهذا يؤكد على فعل الشراكة بين الشعب والجيش والمقاومة، وعلى ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية التي يؤكد عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وفي طليعتها حق لبنان المطلق في المقاومة ما دام هناك إحتلال لأي شبر من أرضه، وإنتهاك لأي نقطة من مياهه أو أية مساحة من فضائه.

وبالمناسبة إننا ندعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني حقيقي تكون أولى إهتمامها ترسيخ الوحدة الوطنية وإنقاذ لبنان من أزماته السياسية والإقتصادية والمعيشية. وهذا يستلزم إعطاء الأولوية للخطاب الوطني الجامع والتأكيد على دور الدولة الواجب في الإصلاح السياسي وفي الرعاية الإجتماعية والتنمية الشاملة بدءا بالمناطق الأكثر حاجة والحاحا وما أكثرها في الجبل".

أضاف: "أيها الحضور الكريم.

يا رفيق أبو تيمور، لا أخالني إلا معبرا بإسمك وبإسمي، وبإسم حزبينا مع القوى الوطنية كافة، حين أتوجه بتحية التثمين العالي والتقدير الكبير لسوريا شعبا وجيشا وقيادة، وعلى رأسها الرئيس الدكتور بشار الأسد لوقوفها الى جانب لبنان ومقاومته وشعبه وجيشه ومؤسساته ووحدته واستقراره.

وفي الختام، نوجه بإسمكم جميعا تحية الى شهداء الجبل وشهداء لبنان ومقاوميه الذين سقطوا دفاعا عن وحدة لبنان، وتصديا للعدو الإسرائيلي.

كما نوجه تحية لكم يا مشايخنا الأفاضل، ونشكر لكم حضوركم الكريم، تأكيدا للارادات الطيبة، وتعزيزا لمناخ المصالحات والتوافق والتصافي.

فليبق لبنان موئل عزة وكرامة، وليبق هذا الجبل رمزا لوحدة لبنان، ورافدا لقوته، وعنوانا طليعيا من عناوين منعته وعنفوانه.

النائب جنبلاط

وألقى رئيس الحزب التقدمي كلمة قال فيها:

"من هنا كان العبور، العبور الى التحرير عام 1983 ومن خلفنا الجيش العربي السوري الذي وقف، وهذا تاريخ لا يمحى الذي وقف تلك الوقفة البطولية في عين زحلتا والصفا وفي السلطان يعقوب وهذا تاريخ لا يمحى، عبرنا الى التحرير كل منا، كل فصيل وطني وقومي واسلامي كانت له مهمة، كنتم انتم ايها الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي السباقون في عمليات المقاومة، في شارع الحمرا، وفي غيرها من المناطق، ثم انتشرت المقاومة في الجبل في الاقليم في صيدا وفي بيروت والجيش الذي قيل عنه انه لا يقهر كان يردد في شوارع بيروت بمكبرات الصوت اننا سننسحب لا تطلقوا علينا النار وانسحب الجيش، كانت مهمتنا نحن المركزية كحزب تقدمي اشتراكي في صد الهجوم او الهجومات في تلك الجبهة التي سقط عليها الآلاف منا ومنكم ومن المجاهدين الوطنيين والفلسطينيين ولاحقا من الجيش العربي السوري في جبهة سوق الغرب، وعبر الى كل المناطق وكان التحرير تدريجيا مرحلة تلو المرحلة الى ان تحرر لبنان كل لبنان من العدو الاسرائيلي عام ألفين وأسقطنا كل الاتفاقات او كل المحاولات لربط لبنان بالمحور الاسرائيلي الغربي".

أضاف: "لن نتوقف كالغير من دول اكبر منا بكثير، لم نتوقف عند مضائق غيرنا عبر ووقف امام المضائق وكانت المضائق اكبر مصيدة ودخل في ما يسمى بالتسويات الانفرادية وضاع وذهب دوره التاريخي العربي الكبير على أمل ان يسترشد ويعود الى الحضن من خلال بوابة رفح، بوابة رفح فلتفتح ووحدها تستطيع ان تعيد مصر الى عمقها العربي التاريخي".

وتابع بالقول: "لم نتوقف، وقفنا عند شيء مقدس ولا نزال ولن نقبل الا به وهو اتفاق الطائف، لن أدخل في التفاصيل الداخلية الدستورية العقيمة لاتفاق الطائف لا، سأقول فقط ان اتفاق الطائف نقطة اساسية واحدة وهي اننا نتمسك باتفاق الهدنة اي الحرب المجمدة مع اسرائيل، اي حرب مجمدة، لا تسوية لا صلح لا سلام لا مفاوضات مع اسرائيل، وكل واهم في هذا العالم العربي اذا كان هناك بعد من واهم بانه من امكانية تسوية او صلح او سلم او قيام دولة فلسطينية مع اسرائيل اما مجنون او متآمر هذه هي ثوابتنا التمسك باتفاق الهدنة والجغرافيا السياسية أملت منذ سنوات منذ عقود ان نختار بين البحر ولا اعتقد اننا نسبح كافيا، والذي يريد ان يذهب اسرائيل رأينا مصيره كيف انتهى في مزبلة التاريخ وسيذهب وسيدحض وسنذهب الى العمق العربي الواسع سوريا ومن خلالها العالم العربي، لا اقول هذا الكلام لاتملق، نعم ذهبت سوريا خرجت هل هناك من عنجر او البوريفاج لا لكن اقول هذا من عمق قناعتي السياسية وتاريخي السياسي عندما ابتدأت بالسياسة حتى عندما كان الخلاف للحركة الوطنية مع سوريا في العام 1975 آنذاك تجاوزنا الالم الكبير والجرح الكبير من اجل المصلحة الوطنية والقومية ولن أزيد".

وقال: "اليوم نجتمع من اجل صلحة او بالاجدى نعود الى الذات الى تلك التضحيات المشتركة الهائلة البشرية التي دفعنا فيها نحن واياكم في الحزب السوري القومي الاجتماعي دفعنا عشرات ومئات من الشهداء على شتى الجبهات، اعذروني كرئيس حزب ان لم يكن صاحب العلاقة الذي قام بتلك العملية الفردية آنذاك معنا ولكني كرئيس حزب واعتقد ان آل الاحمدية الكرام براء من هذا التصرف الغبي لعدم حضوره معنا في هذه المصالحة. المصالحة التي نريدها مصالحة فردية عائلية حتى فردية، لا نريدها عائلية لانه ليس هناك من مشاكل بين العائلات مع الاسف لم يأت لكن نحن منه براء واي عمل غير مسؤول لا نتحمل لا نحن ولا آل الاحمدية تصرفه".

وختم النائب جنبلاط: "شكرا لحضوركم والى مزيد من اللقاءات المشتركة للعودة الى التراث الوطني المشترك الذي عمد بالدم في كل منطقة انطلاقا من صوفر، صوفر العبور".

وكان النائب جنبلاط يرافقه نجله تيمور ومسؤولو الحزب، قد زاروا منزل الشيخ امين الصايغ في بلدة شارون، ومنزل النائب فيصل الصايغ، قبل الاحتفال.

يذكر ان هذه المصالحة التي تمت اليوم هي نتيجة جهود لجنة مشتركة من الحزبيين ولفترة ثلاثة اشهر من الجهد والتعب.