المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 30 تشرين الأول/2009

إنجيل القدّيس متّى 13/24-30

وضرَبَ لَهم مَثَلاً آخَرَ قال: «مَثَل ُ مَلَكوتِ السَّمَواتِ كَمَثلِ رَجُلٍ زَرَعَ زَرْعًا طَيِّبًا في حَقلِه. وبَينما النَّاسُ نائمون، جاءَ عَدوُّهُ فزَرعَ بَعدَه بينَ القَمحِ زُؤانًا وانْصَرَف. فلَمَّا نَمى النَّبْتُ و أَخرَجَ سُنبُلَه، ظَهَرَ معَه الزُّؤان. فجاءَ رَبَّ البيتِ خَدَمُه وقالواله: «يا ربّ، ألَم تَزرَعْ زَرْعًا طَيِّبًا في حَقلِكَ؟ فمِن أَينَ جاءَهُ الزُّؤان؟» فقالَ لَهم: «أَحَدُ الأَعداءِ فَعَلَ ذلك» فقالَ له الخَدَم: «أَفَتُريدُ أَن نَذهَبَ فنَجمَعَه؟» فقال: «لا، مَخافةَ أَن تَقلَعوا القَمْحَ وأَنتُم تَجمَعونَ الزُّؤان، فَدَعوهما يَنبُتانِ معًا إِلى يَومِ الحَصاد، حتَّى إِذا أَتى وَقْتُ الحَصاد، أَقولُ لِلحَصَّادين: اِجمَعوا الزُّؤانَ أَوَّلاً واربِطوه حُزَمًا لِيُحرَق. وأَمَّا القَمْح فَاجمَعوه وَأتوا بِه إِلى أَهرائي».

البطريرك صفير في حديث الى "المسيرة":المداخلات الأجنبية

تحول دون تشكيل الحكومة والسلاح يجب أن يكون في يد الجيش وحده

على فريق 14آذار ان يحكم ولن أطلب من النائب جنبلاط البقاء في مكانه

وطنية - أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في حديث الى "المسيرة" ينشر صباح السبت، "أن مداخلات أجنبية من هنا وهناك تحول دون تشكيل الحكومة العتيدة، وسوريا ليست وحدها في مجال هذه المداخلات".

وقال : "في لبنان هناك من يطلب الخير لبلدان غيرهم أكثر مما يطلبونه لبلدهم. وإن السلاح والديموقراطية لا يتفقان. كما أن الاكثرية والاقلية لا يمكن ان تلتقيان في حكومة واحدة. وثمة من في الداخل يستقوي بالخارج للحصول على مكاسب نيابية او وزارية، وإن "حزب الله" يعمل لمصلحة ايران اكثر مما يعمل لمصلحة لبنان".

أضاف: "السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني وحده، ونحذر من مغبة الوصول الى مرحلة تدفع الجميع الى التسلح".

وردا على السؤال عما إذا كان هناك شرخ بينه وبين قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، قال: "ذهبت الى روما وعدت ولم يحدث شيء".

وتابع: "يجب أن يستلم فريق 14 آذار الحكم بعد فوزه في الانتخابات النيابية الاخيرة. ولن أطلب من النائب وليد جنبلاط البقاء في مكانه أو تغييره.

وكانت مجلة "النجوى - المسيرة" اطلقت يوبيلها الفضي الذي تحتفل به هذه السنة، من الصرح البطريركي في بكركي. فزارت اسرتها تتقدمها رئيسة التحرير فيفيان صليبا داغر، البطريرك صفير لتجديد الولاء للكنيسة ومسارها الروحي والسياسي.

وأكدت داغر "التزام المبادىء الوطنية، التي لم تحد عنها ترغيبا ولا ترهيبا".

وقدمت "المسيرة" إلى البطريرك صفير هدية رمزية، وهي لوحة تجمع 65 غلافا من أعداد المجلة الصادرة على مر 25 عاما. وكتب البطريرك صفير على الصفحة الاولى من السجل الفضي للمجلة العبارة التالية: "انا نبارك مجلة المسيرة التي تعبر عن مشاعر اللبنانيين، ونتمنى للقائمين بها كل نجاح في مسيرتهم الصاعدة، مع البركة واطيب الدعاء. بكركي في24 تشرين الاول 2009".

وتحدث الزميل انطوني جعجع باسم "المسيرة" فقال: "لا نعرف يا سيدي لماذا نأتي اليك كلما تلعثمت أجراس وارتعشت رعية، وكلما تقرحت جروح وتكاثرت مآتم وشحت مواسم، كأنك يا سيدي من طينة ليست من طينة النساك ولكنك زاهد، ومن نسل ليس من نسل الحكماء لكنك حكيم... لا نعرف يا سيدي لماذا نأتي اليك بعد ربع قرن عبرناه كما يوم أمس الذي عبر وسلكناه كما الرهبان وحملناه كما الصلبان، فكنت أنت القنديل وكنا نحن النواطير. ربما لأننا، وقد وصلنا الى الفضة، نفتقرا لى قلب من عسل وجبة من غمام ويدين من ذهب".

تراجع كبير في دور الاستخبارات السورية في لبنان و"حزب الله" و"أمل" يرثان عملاءها في طرابلس والبقاع

بعد استبداله بدور "سياسي إيجابي" منذ زيارة خادم الحرمين دمشق

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

أكدت تقارير ديبلوماسية وأمنية أوروبية واردة من العاصمة اللبنانية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية ان هناك "تراجعا واضحا في التدخل الاستخباراتي السوري في لبنان وانحسارا ملفتا أمام التدخل السياسي المتزايد عبر بعض حلفاء دمشق أمثال وئام وهاب وسليمان فرنجية وطلال ارسلان وعدد آخر يعمل بطرق غير مكشوفة, في محاولة للايحاء بأن نظام الاسد استبدل للفترة الراهنة منذ لقاء القمة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اوائل هذا الشهر في دمشق ضغوطه الامنية السلبية على الساحة اللبنانية برسائل سياسية ايجابية, ايفاء بوعده للسعوديين باستعداده لانهاء الازمة الحكومية كما ساهم في انهاء الازمة الرئاسية داخل مؤتمر الدوحة العام الماضي, ومنع حدوث تطورات امنية دراماتيكية".

وأفادت التقارير التي اطلعت "السياسة" على اجزاء منها في لندن امس ان "ممثلي" النظام والاستخبارات السورية في لبنان الذين "عادوا الى نشاطهم القديم في عهد احتلال البلد قبل اوائل العام ,2005 وبصورة علنية, يحاولون بالتنسيق مع الجهاز السياسي السوري تجميل صورة نظامه مرة أخرى عبر ما يوحون بأنه "تدخل ايجابي" يلتقي مع الدورين السعودي والمصري في لبنان, ما من شأنه ايضا تخفيف كره الشارع اللبناني لهؤلاء "الممثلين" بعد الارتكابات الهائلة التي قاموا بها في عهد الاحتلال عندما كانوا مسؤولين في الحكومات والبرلمانات المتعاقبة التي ادارها نظاما حافظ وبشار الاسد طوال نيف وعقدين من الزمن".

الا ان التقارير كشفت النقاب عن "ان النشاط الاستخباري السوري الذي تقلص على المستوى السياسي الرفيع في بيروت, مازال ناشطا في مناطق اخرى قريبة من الحدود مع سورية وخصوصا في شمال لبنان وبقاعيه الاوسط والغربي, حيث توجد مواطئ اقدام ثابتة وقوية للاستخبارات السورية في المنطقة العلوية في بعل محسن بطرابلس وداخل عاصمة الشمال عبر عملاء لبنانيين, منهم من هو بارز ومنهم من هو مستتر, وفي البلدات السنية في البقاعين التي تحولت خلال السنوات الاربع الماضية من اشد المؤيدين لدمشق الى ألد اعدائها, خصوصا بعد توجيه اصابع الاتهام الى نظامها بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري الذي انشأ على امتداد لبنان حزاما سنيا متراصا في وجه السوريين وحلفائهم المحلليين".

وقدرت التقارير عدد "عناصر موظفي الاستخبارات السورية الحكوميين الرسميين التابعين لجهاز اللواء آصف شوكت صهر الرئيس الاسد في لبنان بمئات عدة ينشرون في مناطق حلفائهم في مختلف المحافظات اللبنانية وينسقون مع "حزب الله" و"حركة امل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"حزب البعث" و"التيار العوني" واحزاب ومجموعات صغيرة شكلتها تلك الاستخبارات خلال حكمها البلد وسيطرتها على كامل مقدراته امثال تلك العائدة الى وهاب وسليمان فرنجية وعمر كرامي ونجاح واكيم وعبدالرحيم مراد وسواهم, فيما قدرت عدد عملاء سورية التابعين للاستخبارات من عناصر لبنانية بآلاف عدة انقلب اكثر من نصفهم باتجاه "تيار المستقبل" بزعامة سعد الدين الحريري, فيما الوجود الاستخباري السوري في المناطق المسيحية يقتصر على عناصر سياسية وامنية لبنانية تناصب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والاحزاب والتيارات المسيحية داخل قوى "14 اذار" العداء المزمن.

اما الاختراق الاستخباري السوري للمناطق الدرزية فقد اصبح نادرا منذ الانسحاب من لبنان في ابريل 2005 واستقر فقط لدى جماعات طلال ارسلان ووئام وهاب بصورة محصورة".

ورجحت التقارير ان "تعود اجهزة الاستخبارات السورية الى الانتعاش في مناطق وليد جنبلاط الطاغية على الساحة الدرزية بعد "الردة" الاخيرة التي قام بها هذا الاخير باتجاه نظام بشار الاسد و"حزب الله" و"حركة امل", الا ان الشارع الدرزي الذي مازال معبأ ضد هذا النظام قد يؤخر كثيرا عملية الانفلاش الاستخباري هذا على نطاق واسع كما كان في الماضي في مناطقه".

واكدت التقارير ان "التراجع الاستخباري السوري القومي على الساحة اللبنانية لم يتم الا بعدما تسلمت استخبارات حسن نصر الله ونبيه بري الدور الامني الذي كانت تمارسه استخبارات آصف شوكت خصوصا في طرابلس والبقاع, كما تسلمت مجموعات عملاء هذه الاستخبارات من اللبنانيين في بيروت والشمال والبقاع ووضعتها تحت امرتها, إلا ان عملياتها التنفيذية على الارض يجب ان تمر عبر قيادة الاستخبارات السورية في ريف دمشق التي يرأسها العقيد رستم غزالي".

واماطت التقارير اللثام عن "تدخلات مباشرة غاضبة لرئيسي وزراء لبنان السابقين عمر كرامي ونجيب ميقاتي الحليفين القوميين لدمشق لدى الرئيس السوري مباشرة خلال الاسابيع القليلة الماضية لوقف تغلغل "حزب الله" في طرابلس عبر عملاء الاستخبارات السورية فيها, لاعادة تفجير الاوضاع بين السنة والعلويين وبين السنة والسنة, ما حدا ببشار الاسد الى لجم الامور بالفعل في عاصمة الشمال من دون ان يمس باتفاقات التنسيق الجديدة مع "حزب الله" ونبيه بري".

الاشغال الشاقة 15 سنة بحق أنطوان لحد لاكتسابه الجنسية الاسرائيلية

التاريخ: ٢٨ تشرين الاول ٢٠٠٩

المستقبل/أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل حكماً غيابياً بحق قائد ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" اللواء انطوان لحد قضى بانزال عقوبة الاشغال الشاقة مدة 15 سنة بحقه في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي واكتساب الجنسية الاسرائيلية. وقررت المحكمة أيضاً تجريد لحد من حقوقه المدنية. يذكر ان احكاماً سابقة صدرت بحق لحد قضت بانزال عقوبة الاعدام بحقه لتعامله مع اسرائيل وقتل مواطنين لبنانيين إبان قيادته لللميليشيا المذكورة.

البطريرك صفير: "حزب الله" يعمل لمصلحة ايران أكثر مما يعمل لمصلحة لبنان

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

كشف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ان ثمة من في الداخل يستقوي بالخارج للحصول على مكاسب نيابية او وزارية، معتبرا في هذا الاطار ان حزب الله يعمل لمصلحة ايران اكثر مما يعمل لمصلحة لبنان. ورأى في حديث لـ"المسيرة" ان فريق 14 آذار كان يجب ان يستلم الحكم بعد فوزه في الانتخابات النيابية الاخيرة، معلنا ان السلاح والديمقراطية لا يتفقان كما ان الاكثرية والاقلية لا يمكن ان تلتقيا في حكومة واحدة. واذ اكد ان مداخلات اجنبية تحول دون تشكيل الحكومة العتيدة، اشار صفير الى ان سوريا ليست وحدها في مجال هذه المداخلات. وشدد البطريرك صفير على ان السلاح يجب ان يكون في يد الجيش اللبناني وحده، محذرا من مغبة الوصول الى مرحلة تدفع الجميع الى التسلح. واكد ان هناك في لبنان مَن يطلب الخير لبلدان سواهم اكثر مما يطلبونه لبلدهم، موضحا انه لن يطلب من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط البقاء في مكانه او تغيير مكانه.

الى ذلك، سخر صفير من الاجواء التي تحدثت عن وجود شرخ بينه وبين قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر قائلا: ها قد ذهبت الى روما وعدت ولم يحدث شيء.

البطريرك صفير التقى سفير السودان للتعارف وأثار مع قالوش موضوع التعيينات في بلدية بيروت

وطنية - إستقبل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير سفير السودان ادريس سليمان ترافقه عقيلته في زيارة بروتوكولية تعارفية، تم خلالها عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل البطريرك صفير محافظ مدينة بيروت بالوكالة ناصيف قالوش الذي عرض مع البطريرك "موضوع التعيينات لموظفي بلدية بيروت، والاشكالات التي أثارتها بسبب انعدام التوازن الطائفي في الاعداد المقترحة للتوظيف. ووضع قالوش البطريرك في صورة الاتصالات الجارية مع رئيس الحكومة لمعالجة هذا الموضوع. من جهته، جدد البطريرك صفير موقفه الداعي الى مراعاة الضرورات الوطنية من خلال تحقيق التوازن في التعيينات المقترحة لبلدية بيروت، وفي سائر الادارات الرسمية، وقد استبقاه البطريرك الى مائدة الغداء.

الكتلة الوطنية:اتفاق الهدنة وحل مسألة مزارع شبعا بوسائل ديبلوماسية

هما الضامن الأكبر لوحدة الأراضي اللبنانية ولحماية شعب لبنان من حروب تدميرية

وطنية - عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده، في حضور الأمين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، وأصدرت بيانا جاء فيه:

"ان الصاروخ - الرسالة والذي أطلق من داخل الأراضي اللبنانية أتى ليؤكد ان إتفاق الهدنة الموقع عام 1949 هو الحامي الوحيد للبنان، فسباق التسلح عبر التاريخ هو المسبب الأول للحروب والتي في معظم الأحيان يدفع فيها المدنيون العزل الثمن الأكبر. إن اتفاق الهدنة وحل مسألة مزارع شبعا بوسائل ديبلوماسية هما الضامن الأكبر لوحدة الأراضي اللبنانية ولحماية شعب لبنان من براث حروب تدميرية".

واضاف البيان: "لقد فرض سلاح "حزب الله" واقعا وخطابا جديدين في الحياة السياسية اللبنانية، فحليفه العماد ميشال عون والذي يعرقل تأليف الحكومة خوفا منه أو متواطئا معه أو الإثنين معا، أصبح والحليف الآخر رئيس السلطة التشريعية يستعملان قاموسا جديدا في التخاطب السياسي. فالرئيس نبيه بري صرح ان من يريد أن يعطي العماد عون مقاعد وزارية فليعطها "من كيسه لا من كيس غيره"، والعماد عون ونوابه أصبحوا يتكلمون على حقوق ووزارات تخصهم وكأنه، كما يقال بالعامية، أصبحت الوزارات "ملك أبيهم". ان حزب الكتلة الوطنية يؤكد ان التمادي في إستعمال هذا الخطاب أتى من وراء الإحتماء خلف سلاح "حزب الله" والذي شرع الممنوع وقضى على كل آداب السياسة. وفي هذا السياق، يتساءل حزب الكتلة الوطنية ومعه غالبية الشعب اللبناني: ماذا سيفعل "حزب الله" اذا لم يدخل "التيار الوطني الحر" الى الحكومة؟ ان الإنتظار لم يعد يجدي، فالخوف من التهديد بالسلاح هو الهزيمة بعينها".

وتابع: "لقد كفر اللبنانيون بسياسييهم بعد أربعة أشهر من مخاض تأليف الحكومة والتي لم تبصر النور بعد، فهل يعقل اليوم وأمام كل التحديات أن يبقى الحوار على هذا المستوى من الأنانيات؟ فكل ما فعلوه أنهم شرعوا البلد للتدخلات الخارجية ولتصفية الحسابات الإقليمية. فمنهم من وصف الوضع بأزمة نظام، وآخرون وصفوه بأزمة كيان، وأخيرا قالوا لنا انها أزمة إدارية. إن الحقيقة الساطعة هي أنها أزمة سلاح، فلولا السلاح لكانت الحكومة شكلت مباشرة بعد الإنتخابات وكانت لتكون إئتلافية أساسها الأكثرية النيابية. فالإبتزاز والتهديد والقوة هي التي تتحكم بوجود الحكومة وتعقيداتها، فحتى لو سهل حاملو السلاح تشكيلها فإن بقاءها وقراراتها ستبقى رهينة هذا السلاح".

الأسد يؤيد استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل

زغرب - وكالات : 29/10/2009

أعلن الرئيس السوري بشار الأسد تأييده استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي توقفت في كانون الأول/ديسمبر، داعيا الدول الأوروبية إلى الانخراط اكثر في عملية السلام.

وقال الأسد أثر لقائه الرئيس الكرواتي ستيب ميسيتش في زغرب، (في ما يخصنا، نحن نتمتع بدعم شعبنا لمواصلة هذه المفاوضات مع إسرائيل، ولكن أيضا شرط أن يكون في الجانب الإسرائيلي اناس يريدون استئناف المفاوضات). وأشاد الأسد بالجهود التركية في هذا المجال مؤكدا أن وجود (طرف ثالث) أمر لا بد منه في حال استؤنفت المفاوضات. وأضاف (ندعو الدول الأوروبية إلى أن تقدم هي أيضا المساهمة عبر مساعدة تركيا ومساعدتنا نحن ايضا، لكي نتمكن من استئناف المفاوضات من حيث توقفت). وكانت سورية وإسرائيل بدأتا في ايار/مايو 2008 مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركيا، إلا أن هذه المفاوضات توقفت في كانون الاول/ديسمبر اثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وتتمحور المفاوضات السورية الإسرائيلية بشكل أساسي على هضبة الجولان، التي احتلتها الدولة العبرية في 1967 وضمتها في 1981 رغم معارضة المجتمع الدولي وأبناء الجولان الدروز لهذا الامر. وتطالب دمشق باستعادة الهضبة كاملة. أما الرئيس الكرواتي الملم في شكل واسع بقضية الشرق الأوسط فقال (يجب استئناف المفاوضات من حيث توقفت وإعادة الجولان إلى السيادة السورية). وتدارك (ولكن يجب أيضا ضمان أمن إسرائيل). ويشارك نحو 95 جنديا كرواتيا في قوات الأمم المتحدة العاملة في الجولان (اندوف) والتي تراقب الخط الفاصل بين القوات الإسرائيلية وتلك السورية.

فيلتمان: لدينا امال كبيرة في الاعلان عن الحكومة اللبنانية في الايام المقبلة

نهارنت/اعرب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمانعن أمل بلاده في "تشكيل حكومة في لبنان في الايام المقبلة بعد قرابة خمسة اشهر على الانتخابات التشريعية". وقال في خطاب معد مسبقا ليلقى في اجتماع اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وجنوب اسيا في مجلس النواب الاميركي : "لدينا الان امال كبيرة في الاعلان عن حكومة في الايام المقبلة". وأضاف :" لقد انتظر اللبنانيون طويلا لكي تستانف حكومتهم العمل بهدف ضمان الامن والتنمية الاقتصادية والحوار السياسي لجميع المواطنين اللبنانيين". وتابع: "اننا ننتظر بفارغ الصبر للعمل مع الحكومة اللبنانية المقبلة، ونكرر القول ان دعمنا لسيادة لبنان لن يتاثر بالتزاماتنا مع اطراف اخرى".

شالوم: دمشق تسمح بتهريب الاسلحة من ايران للبنان عبر اراضيها وتخرق 1701

نهارنت/اتهم النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي الوزير سيلفان شالوم الحكومة السورية بأنها تسمح بتهريب الأسلحة من ايران الى لبنان عبر أراضيها معتبراً أن حكومة دمشق تقوم بذلك بخرق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. شالوم، وفي حديث إذاعي، رأى أنّ سوريا تعلن عن رغبتها في تحقيق السلام مع اسرائيل من اجل نيل الاعتراف من جانب الاسرة الدولية لافتاً إلى أنها تواصل في الوقت نفسه دعم حركة حماس و"حزب الله" وغيرهما ممّا أسماها ب "التنظيمات الارهابية". وحول الملف الايراني أعرب شالوم عن اعتقاده بان ايران ستكون قادرة على تطوير اسلحة نووية اذا تخلت الاسرة الدولية عن سياسة فرض العقوبات عليها محذراً من ان الدول العربية المعتدلة ستتكبد في مثل هذه الحالة ضربة قاسية.

بان كي مون يدافع عن لارسن: انه يتمتع بثقتي كاملة

نهارنت/دافع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن مبعوثه الخاص لقرار مجلس الأمن 1559 تيري رود لارسن، بعد الانتقادات التي وجهتها كتلة "الوفاء للمقاومة" للتقرير الذي رفعه لارسن الى مجلس الامن. وأكد بان، في مؤتمر صحافي عقده الاربعاء، أن "مبعوثه الخاص لقرار مجلس الأمن 1559 تيري رود لارسن يتمتع بثقته الكاملة وأنه يثق به وهو سيستمر في مهماته" كمبعوث خاص مكلف مراقبة تنفيذ القرار 1559. وأضاف أن "جميع المبعوثين والممثلين الخاص، يقومون بمهماتهم بالتنسيق مع دوائر الأمم المتحدة ذات الصلة ومع الحكومات المعنية، تحت رعايتي وبتعليمات مني". وأكد بان أن هناك خروقات للقرارين 1701 و1559 وأن تنفيذ هذين القرارين "بشكل كامل يشكل المبدأ الأساس لضمان الاستقرار والسلام والازدهار ليس فقط للبنان وإنما للمنطقة". وكانت كتلة "الوفاء للمقاومة " تيري رود لارسن واصفة إياه ب "الموظف غير المرحب به". واعتبرت الكتلة التقرير حول هذا القرار الذي أشار الى أن سلاح "حزب الله" ينتهك القرار الدولي، "فضيحة وانحيازاً وقحاً".

استئناف محاكمة خلية حزب الله بعد انسحاب دفاع المتهمين

نهارنت/تستأنف محكمة أمن الدولة العليا بمصر الخميس محاكمة المتهمين في قضية خلية "حزب الله" في مصر، بعد جلسة عقدتها الاربعاء، شهدت انسحاب هيئة الدفاع بالكامل من القضية لعدم اختصاص المحكمة وعدم قبولها الفصل الوقتي في الدفع المقدم منهم بعد اختصاص محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بنظر القضية استناداً إلى المادتين 217 و219 من قانون الإجراءات الجنائية. وطالب المستشار عادل عبد السلام جمعة رئيس المحكمة نقابة المحامين بانتداب 19 محامياً آخرين للدفاع عن المتهمين. وكانت هيئة الدفاع قد اتهمت المحكمة بأنها ليست ذي صفة حيث أن المتهمين اعتقلوا بدائرة الإسماعيلية (120 كيلومترا شمال شرقي القاهرة) ويحاكمون في دائرة جنوب الجيزة (غرب القاهرة). وسيمثل أمام المحكمة 19 متهما من أصل 23 والبقية في عداد الفارين. وتضم قائمة المتهمين سودانيين ومصريين وفلسطينيين ولبنانيين. ويأتي على رأس المتهمين محمد قبلان (هارب) اللبناني الجنسية رئيس قسم مصر بوحدة دول الطوق ب"حزب الله"، ومحمد يوسف أحمد منصور اللبناني الجنسية وشهرته سامي شهاب وهو مسؤول فرع في قسم مصر ب"حزب الله".

وزارة الخارجية ابلغت الامم المتحدة بخروقات اسرائيل للقرار 1701

نهارنت/بعثت وزارة الخارجية والمغتربين عبر مندوب لبنان الدائم في نيويورك السفير نواف سلام برسالة الى كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن الدولي لهذا الشهر، حول قيام اسرائيل بإطلاق تسع قذائف بإتجاه الاراضي اللبنانية في خرق فاضح للقرار 1701 يضاف الى الخروقات العديدة وآخرها قيامها بتفجير اجهزة التجسس التي زرعتها داخل الاراضي اللبنانية، وتصريحات المسؤولين الاسرائيليين عن عزمهم مواصلة الانشطة التجسسية. وتشرح الرسالة ادانة لبنان للخرق الامني المتمثل بإطلاق صاروخ من الاراضي اللبنانية ومسارعة الجيش اللبناني بالتعاون الوثيق مع قوات "اليونيفيل" الى التحقيق في الحادثة لتحديد هوية الفاعلين ومحاسبتهم إلّا ان مسارعة اسرائيل كالعادة الى الاجراء الاحادي المتمثل بقصف المنطقة المحيطة بحجة الدفاع عن النفس يشكل خرقا للقرار 1701 وخروجا عن المعالجة الواجب اتباعها، من خلال "اليونيفيل" بدل اعاقة مباشرتها بالتحقيقات الميدانية. كما تعبر الرسالة عن قلق لبنان من تمادي اسرائيل من خروقاتها وتهديداتها مما يوحي بأنها تسعى للاطاحة بالوضع القائم والتحضير لاعتداء واسع ضد لبنان، علاوة على استمرارها في احتلال الاراضي اللبنانية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. وختاما يؤكد لبنان التزامه الكامل بالقرار 1701 وبمواصلة التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" وضمان حرية تحركها وفقا لقواعد فض الاشتباك المتفق عليه، بخلاف ما تدعي رسالة الشكوى التي تقدمت بها مندوبة اسرائيل الدائمة لدى الامم المتحدة.

الخلاف على اشده بين "الوطني الحر" و"المردة" في انتخابات نقابة محامي طرابلس

التاريخ: ٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩/المستقبل/تبنت قوى 8 آذار ترشيح المحامي توفيق بصبوص عن المقعد المسلم في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس، فيما الخلاف على اشدّه بين "تيار المردة" و "التيار الوطني الحر".وأشارت مصادر مواكبة للانتخابات لموقع "المستقبل"، الى ان "بصبوص سيواجه مرشح 14 آذار المحامي سمير الحسن (تيار المستقبل)، وسجل لهذه الغاية سحب ترشيح المحامي عبد العزيز عرب". وأوضحت المصادر ان "الخلاف لا يزال على أشدّه بين "تيار المردة" و"التيار الوطني الحر" لتبني ترشيح أحد المحاميين عن المقعد المسيحي فادي اسطفان( التيار الوطني الحر) أو طوني خوري( تيار المردة)". وكانت قوى 14 آذار أعلنت دعمها ترشيح المحامي جوزيف عبدو (القوات اللبنانية). ورجحت تلك المصادر "عدم اتفاق قوى 8 آذار على المرشح المسيحي على الرغم من الاجتماعات المتواصلة، مع امكانية سحب "تيار المردة" الغطاء السياسي عن مرشحه خوري في حال استمراره في المعركة ليصبح بذلك اسطفان مرشح 8 آذار الفعلي".

صفير أثار مع قالوش موضوع التعيينات في بلدية بيروت

وكالات/أثار البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير سفير مع محافظ مدينة بيروت بالوكالة ناصيف قالوش موضوع التعيينات لموظفي بلدية بيروت, والاشكالات التي أثارتها بسبب انعدام التوازن الطائفي في الاعداد المقترحة للتوظيف ووضع قالوش البطريرك في صورة الاتصالات الجارية مع رئيس الحكومة لمعالجة هذا الموضوع

من جهته, جدد البطريرك صفير موقفه الداعي الى مراعاة الضرورات الوطنية من خلال تحقيق التوازن في التعيينات المقترحة لبلدية بيروت, وفي سائر الادارات الرسمية

ريبة تحيط بصاروخ حولا وتشكيل لجنة عسكرية لكشف ملابساته

نهارنت/كشف التحقيق في عملية اطلاق الصاروخ على اسرائيل الثلاثاء، وحسب ما افادت مصادر أمنية لصحيفة "الحياة" أن الصاروخ انطلق من شرفة منزل رئيس بلدية حولا فيصل حجازي الذي كان غادره عند الرابعة والنصف عصراً متجهاً الى مكان إقامته في منطقة بئر السلاسل في بنت جبيل. وأضافت المصادر أن عناصر الجيش وقوات اليونيفيل عثروا في شرفة المنزل على منصة الصاروخ. ورأت أوساط عسكرية رسمية ل"السفير" ان ما جرى في حولا يثير الريبة ويطرح العديد من التساؤلات، مشيرة الى ان هذا الحادث يختلف في بعض جزئياته عما سبقه، وأشارت الى ان الجيش شكل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات ما حصل. وكشفت الاوساط في هذا المجال عن ان التحقيق يتخذ بعدين، الأول استقصائي، والثاني ميداني.

وكانت قوة من اللواء الحادي عشر في الجيش اللبناني، قد عثرت صباح الاربعاء، بالتعاون مع قوات اليونيفيل على أربعة صواريخ "كاتيوشا" عيار 107 ملم. فيما انطلق صاروخ خامس قبل اكتمال تجهيز البقية، الامر الذي باغت ـ كما يبدو ـ منفذي العملية، فلاذوا بالفرار قبل إنجاز مهمتهم. واضافت "السفير" انه وجدت إلى جانب الصواريخ، حقيبة تحوي آلة تصوير "فيديو" لتصوير عملية الإطلاق. كما وجد داخل الحقيبة جهاز لقياس الإحداثيات، وقداحة صغيرة، وبعض الحاجيات الخاصة. وبدت الصواريخ الأربعة، التي فكك الجيش واليونيفيل صواعق تفجيرها، وعطل ساعة توقيت الإطلاق، حديثة الصنع وعليها كتابة باللغة الإنكليزية تؤرخ سنة تصنيعها العام 2001. وكانت منصوبة على منصات خشبية بدائية، وأعدت للإطلاق من حديقة منزل قيد الانشاء لرئيس بلدية حولا المهندس فيصل حجازي، ثلاثة منها رُكزت في الحديقة، فيما الرابع كان منصوباً على شرفة المنزل، وقربها غرفة استراح فيها المتسللون، حيث خلفوا بعضاً من زادٍ وماء. ولوحظ حسب الصحيفة، أن الصواريخ كانت موجهة نحو تلة العبّاد في الجهة المقابلة شرقي البلدة، حيث تقوم أكبر قاعدة إسرائيلية على تخوم القطاع الأوسط من المنطقة الحدودية اللبنانية.

"الوطن" السعودية: الرئيس اللبناني كان محقا في قولـــه "لست أدري ما إذا كان الإسرائيليون وراء الصاروخ المشبوه

المركزية - دعت صحيفة "الوطن" السعودية الى التفتيش عن اسرائيل دوما. وقالت:" قبل يومين قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إسرائيل تقف على أهبة الاستعداد للرد على أي اعتداء على حدودها الشمالية، أي من لبنان. وبالأمس، انطلق من جنوب لبنان صاروخ أصاب مستعمرة كريات شمونة في الجليل الإسرائيلي، فصبت إسرائيل نيرانها على قرى جنوبية. وصباح أمس، اكتشف الجيش اللبناني أربعة صواريخ أخرى، كانت معدة للإطلاق على إسرائيل، في نفس المنطقة التي انطلق منها الصاروخ الأول. وقبل أيام قصفت إسرائيل، وفي المكان نفسه (بلدة حولا) كاميرات تجسس وضعتها لاختراق الأمن اللبناني، بحجة مراقبة حزب الله وتحركاته في المنطقة الخاضعة للقرار الدولي 1701".

اضافت: "كل ذلك، حدث خلال أيام معدودة. وإذا كنا ندعو إلى الاحترام والالتزام بالقرار الدولي 1701 من كل الأطراف، فالحري بإسرائيل أن توقف كل اعتداءاتها على أجواء لبنان وبحره وبره، كما التزم لبنان وألزم حزب الله بالانكفاء إلى شمال الليطاني ونشر 15 ألفاً من قوات "اليونيفيل" ومثلهم من الجيش اللبناني جنوبي نهر الليطاني." واعتبرت "الوطن" ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان كان محقا أمس عندما قال "لست أدري ما إذا كان الإسرائيليون وراء الصاروخ المشبوه، خصوصا أنهم أعلنوا بوقاحة أنهم لن يوقفوا أعمال التجسس في لبنان". لسنا من أصحاب نظرية المؤامرة، ولا تحميل شماعة إسرائيل كل ما يجري في بلداننا العربية. لكن الشواهد تقول "فتش عن إسرائيل دائماً".

"الراي" الكويتية: لبنان وسوريا خارج أولويات واشنطن باستثناء ما يتعلق بـ "حزب الله"

المركزية - لفتت صحيفة "الراي" الكويتية الى ان الموضوع اللبناني، وكذلك ملف سوريا، لا يزالان خارج دائرة اهتمامات الادارة الاميركية الملحة، باستثناء ما يتعلق بـ "حزب الله"، وقالت ان الزيارات التي قام بها بعض المسؤولين من تحالفي "14 آذار" و"8 آذار"، جاءت لاسباب شخصية بحتة، ولم تتضمن لقاءات تذكر بين هؤلاء ومسؤولين اميركيين.

واشارت الصحيفة الى ان النائبين السابقين مصطفى علوش وغطاس خوري، زارا الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر للاطباء في شيكاغو، ثم عرجا على واشنطن، حيث يتلقى نجل الاول وكريمة الثاني دراساتهما العليا. ولم يعقد ايا من المسؤولين السابقين، لقاءات خارج دائرة حزبيي 14 آذار من المقيمين في واشنطن وضواحيها.

اما وليد خوري، النائب في كتلة ميشال عون فانتقل من مؤتمر شيكاغو الطبي الى واشنطن، حيث طلب عقد اجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية، فلم تتم تلبية طلبه بل تم منحه لقاء مع مسؤول ادنى رتبة من الذي كان ينوي لقائه. ومن الكتلة العونية ايضا، زارت المستشارة الاعلامية مي عقل، العاصمة الاميركية وعقدت لقاء مغلقا في احد مراكز الابحاث. وقال حاضرون رفضوا الافصاح عن هويتهم، ان عقل فاجأت الحضور حينما قالت ان تحالف التيار العوني مع حزب الله قائم بغض النظر عن الموقف الاميركي من الحزب المذكور، اذ ذاك اجاب احد الاميركيين: وما هدف الزيارة الى واشنطن اذا؟ اضافت "الراي": بعيدا عن لقاءات مسؤولي الصف الثاني اللبنانيين مع نظرائهم الاميركيين، لا يحوز لبنان ولا سوريا على اهمية تذكر في اروقة القرار الاميركية، باستثناء موضوع حزب الله، الذي صارت تعتبره واشنطن اليوم، مجموعة ارهابية تأتمر باوامر ايران فقط، من دون اي نفوذ سوري يذكر. لا يعني ذلك ان واشنطن تبحث عن مقايضات على حساب لبنان او سوريا، بل ان الولايات المتحدة ادركت ان هاتين الدولتين هامشيتان بالنسبة الى سلم اولويات الادارة الاميركية في منطقة الشرق الادنى وجنوب آسيا، حيث الاولويات على الشكل التالي: منع ايران من حيازة سلاح نووي، تثبيت الوضع في العراق والمحافظة عليه كحليف استراتيجي مهم ينتمي الى محور الدول العربية التي تصنفها واشنطن معتدلة، واقفال ملف حرب افغانستان للتفرغ لمواجهة الارهاب في باكستان النووية.

من الاولويات الثلاثة، تتفرع بقية السياسات الاميركية في المنطقة. مثلا حزب الله وحركة حماس، يحوزان على اهتمام اميركي لارتباطهما بطهران، ولقدرتيهما التخريبية كردة فعل في حال اندلاع مواجهة مع ايران.

في العراق، تكون شبه اجماع اميركي، على ان ايران هي التي تعمل على تحويله الى دول تابعة باستغلال العصب الشيعي فيه، على غرار استغلال طهران لهذا العصب في الحاقها حزب الله بها. وسيلعب العراق وحكومته دورا اساسيا في حال قرر المجتمع الدولي فرض عقوبات على ايران، فللعراق حدود كبيرة مع ايران، وفيه نفط مكرر ممكن تهريبه الى داخل السوق الايرانية في حال تم فرض عقوبات. اما سوريا، فيذهب الاجماع الاميركي ناحية اعتبار، ليس فقط ان دمشق صارت ملحقة تماما بطهران، بل ان قدرة دمشق التخريبية المحتملة وقراراتها صارت بايدي ايرانية، فيما يحاول السوريون الايحاء زورا انهم قادرون على اجراء مقايضة في العراق او في لبنان.

ونقلت "الراي" عن مسؤول رفيع المستوى: منذ اغتيال (القيادي العسكري في حزب الله عماد) مغنية، اصبحت قرارات حزب الله بايدي الحرس الثوري الايراني تماما... (الامين العام السيد حسن) نصرالله و(القيادي) طلال حمية والآخرين، علينا ان ننسى هؤلاء، القرار صار في طهران.ويضيف: لبنان، كما سوريا ، هما على خريطة الشرق الاوسط بمقدار تورطهما في حرب محتملة على ايران بمشاركتهما في ردة فعل ضد اسرائيل. اما محاولة تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحساب مع اميركا، فهي لا تنفع الايرانيين، فلبنان واقعا بايدي حلفائهم اللبنانيين. مصادر اخرى في العاصمة الاميركية، تحدثت عن كيفية اتخاذ القرار داخل تحالف "ايران وسوريا وحزب الله"، واعتبرت ان الامر الاول والاخير صار في طهران حصرا، بعد رحيل الاسد الاب، الذي كان شريك ايران لا تابع لها.وتقول: ارسلت ايران لحزب الله انظمة دفاع جوية تهدد تفوق اسرائيل الجوي في حال حصول مواجهة مع حزب الله... وسمحت سوريا، بأوامر ايرانية، لمقاتلي حزب الله باجراء التدريبات اللازمة على هذه المنظومة، الا ان اسرائيل وجهت انذارا الى دمشق منعها من نقل الاجهزة الى داخل لبنان، حيث اعتبرت اسرائيل ان خطوة سورية كهذه تعني تورطا مباشرا سوريا وتستدعي وضع سورية في دائرة رد الفعل الاسرائيلية في حال اندلاع حرب.

تورط لبنان وسوريا في حرب مقبلة، سيقرره مسؤولو البلدين، مع ان الترجيحات الاميركية تشير الى بقاء سورية خارج اي حرب اقليمية محتملة، ودخول حزب الله وتاليا لبنان فيها، رغم الدمار الهائل الذي ستتسبب به هكذا حرب على لبنان واللبنانيين. اما كل ما عدا ذلك، فلا تغيرات اميركية في موقفها من البلدين، اذ لا عودة عن سيادة لبنان وحقه في العدالة الدولية، كما لا عداء مع سوريا بل معاملة بالمثل، ولن يتم رفع العقوبات عنها حتى قيامها بخطوات تسمح للادارة الحالية بفعل ذلك حسب القوانين الاميركية المعمول بها، والراعية لاستمرار هذه العقوبات، وكلا الموضوعين - اللبناني والسوري - لا يتصدران اي واحدة من لائحة الاولويات الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط.

الوطن" السورية: هل من رابط عضوي بين الانفراج الحكومي والتصعيد جنوباً؟

المركزية - تساءلت صحيفة "الوطن" السورية : هل من رابط عضوي بين الانفراج الحكومي والتصعيد جنوباً؟ وقالت:" في غمرة الاستغراق في نشوة اقتراب الحل الحكومي، أطلّت الجهات المتضررة من بوابة الجنوب من خلال العودة إلى الصواريخ المجهولة الهوية المعروفة الهدف التي تُرمى على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع استمرار بعض قوى الموالاة في رمي الأفخاخ أمام مسيرة تشكيل الحكومة من باب المزايدة الرخيصة بغرض تأخير الحكومة حداً أقصى، ومحاصرة زعيم تكتل الإصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون حدا أدنى. ونقلت عن مراقبين أن إطلاق صاروخ الكاتيوشا جاء بعد تطورات أبرزها: المناورات الإسرائيلية - الأميركية، إنذارات إسرائيلية في شأن الجنوب وتحذير لـحزب الله والاستعداد لجبه أي حرب من الجنوب، تفجير جهاز التجسس الإسرائيلي في الوادي بين حولا وميس الجبل وهو ما اعتبره حزب اللـه بمنزلة ضربة يوجهها إلى الإسرائيلي في إطار الحرب الأمنية بين الجانبين، إعلان إسرائيل رسمياً أنها لن تكفّ عن القيام بأعمال التجسس في الجنوب من أجل حماية أمنها وتطورات القدس في حرم المسجد الأقصى.وأشار هؤلاء إلى أن الصاروخ أطلق من منطقة لم يسبق لها أن شهدت مثل هذا النوع من العمليات التي كانت تقع عادة في منطقة بساتين بلدة القليلة القريبة من صور حيث مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.وهذا هو الهجوم الخامس من هذا النوع، هذا العام. كذلك نقلت "الوطن" عن أوساط سياسية خشيتها أن يكون ثمة ربط عضوي بين التصعيد الأمني الخطر جنوباً والحلحلة على مستوى الحكومة، ولاسيما أن جهات خارجية عدة لم تخف استياءها من هذا المناخ السياسي الإيجابي إثر الحوارات والمشاورات المقترحة على هذا المستوى والتي توحي أن ولادة الحكومة باتت وشيكة، وربما في نهاية هذا الأسبوع.

مصدر عربي: هناك ما يشبه الصراع الخفي بين سوريا - وايران يحرص الطرفان على عدم تظهيره الى العلن

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

يؤكد مصدر عربيّ معنيّ "إلتزام سوريا بما اتفقت عليه مع المملكة العربية السعودية حول لبنان، لجهة تشجيع الافرقاء اللبنانيين على تدوير الزوايا وتسريع جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، مشددًا في هذا السياق على أن "سوريا لا تزال تبذل جهودا حثيثة من أجل إيجاد قواسم مشتركة تُشعر كل طرف في لبنان بأنه حقق ما يرضيه في عملية تأليف الحكومة". وردًا على سؤال حول ما الذي يحول دون ولادة الحكومة حتى الساعة، أجاب هذا المصدر بأن ذلك يعود إلى "تأثر لبنان بعوامل خارجية متصلة بوجود تجاذبات معينة على خلفية الوضع في المنطقة، فضلا عن وجود خطوط حمراء اميركية على صلة بالموضوع الحكومي اللبناني".

وإذ لا يخفي المصدر العربي المعني أن "هناك ما يشبه الصراع الخفي بين سوريا وايران يحرص الطرفان على عدم تظهيره الى العلن، يدور في فلك ملفات ثلاث هي لبنان، فلسطين والعراق"، أوضح أنّ "الجانب الايراني قد يكون في نيته إظهار دوره متقدمًا في هذه الملفات على الجانب السوري أو أقله العمل على إظهار أن الحديث مع القيادة السورية وحدها لا يؤمن الوصول الى الغاية المنشودة في ملفات المنطقة"، لافتًا في المقابل إلى أن "سوريا تحاول القيام بعملية تدوير الزوايا في هذه الملفات من دون إحداث أي صدام مع إيران".

المصدر نفسه يتوقف عند الوضع في العراق الذي يحتل صدارة المتابعات بالنسبة للقيادتين السورية والسعودية، متحدثا عن "وجود نقزة سورية من السلوك الايراني في العراق ومن وجود تقاطع مصالح ايراني - اميركي يدفع باتجاه اعادة تلميع صورة رئيس الوزراء نوري المالكي، وإلا كيف يمكن تفسير السكوت الايراني عن اتهامات المالكي بحق سوريا؟".

إلا أن المصدر العربي المعني الذي يحاول في حديثه عن الموضوع السوري – الإيراني قدر الامكان التقليل من اهميته، لا ينكر وجود "اختلاف في الأجندة السورية - الإيرانية حول مقاربة بعض الملفات في المنطقة"، إلا أنه يرفض "حصر أسباب تأخير ولادة الحكومة في لبنان بالأجندة ايرانية، بقدر ما الأمور مرتبطة أيضا بطموح أميركي هدفه تقويض المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله". وفيما يلفت إلى أن "دمشق تعتبر حلفاء إيران في لبنان هم أيضًا حلفاؤها"، يشدد المصدر العربي المعني أن "النفوذ الإيراني على أي طرف في لبنان، لن يكون بمقدار التأثير السوري على أي من الأطراف اللبنانية الحليفة نظرًا لمعطى تمتاز فيه دمشق والذي يجسده التداخل الجغرافي والاجتماعي واواصل التقارب المختلفة بين سوريا ولبنان، وهو واقع سلمت بوجوده المملكة العربية السعودية". وفي السياق نفسه يختم المصدر العربي المعني قائلاً: "إذا كانت سوريا لم تسلم بتقدم واشنطن القوة الدولية العظمى ولا بدور دولة عربية كبرى كالمملكة العربية السعودية على دورها في لبنان، فبطبيعة الحال لن يكون من السهل على القيادة السورية أن تقبل بأي دور لأي دولة أخرى يتقدم على دورها في لبنان حيث سجل الأحداث حافل بالبراهين على محورية الدور السوري في المنطقة ولا سيما في لبنان". المصدر : موقع لبنان الآن

إشكال في "حي ماضي" يتطور لإطلاق نار

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

وقع عند الخامسة من عصر اليوم إشكال عند جسر الصفير في "حي ماضي" تطور إلى إطلاق نار، تدخّلت على أثره القوى المعنية في المنطقة وقوة من الجيش اللبناني، الذين عملوا على فضّ الإشكال وإعادة الهدوء إلى المنطقة. وفي التفاصيل، وفق ما أشارت معلومات صحفية، أنه وأثناء مرور "فان" للركاب تحت جسر الصفير، تلاسن سائقه وبعض من ركابه مع عناصر الانضباط التابعين لـ"حزب الله" والمتواجدين عند التقاطع الكائن تحت الجسر، فتطور الأمر بينهم إلى إطلاق نار من قبل بعض ركاب الـ"فان" في الهواء. وعلى الفور تدخلت مجموعة من أمن "حزب الله" وطوّقت مكان الإشكال حيث ساد توتر شديد أفضى إلى تجدد إطلاق النار بين الجانبين، الأمر الذي استدعى تدخلاً من اللجنة الأمنية المشتركة بين "أمل" و"حزب الله" ترافق مع تدخل قوة من الجيش اللبناني، فتم فضّ الإشكال دون تسليم أيّ من المشاركين في إطلاق النار إلى الجيش اللبناني.

المصدر : موقع لبنان الآن

عشاء يجمع الحريري وفرنجية في بيت الوسط وزيارة مرتقبة لفرنجية الى دمشق

نهارنت/بلغت الاتصالات المبذولة في عملية تشكيل الحكومة الذروة، متلاقية مع اجواء عامة حافظت على نسبة من الايجابية من دون ان تظهر عمليا معطيات ملموسة الى جدية هذه الاجواء. وبرز في هذه الاتصالات، التحرك الذي يقوم به النائب سليمان فرنجية الذي لبى مساء الاربعاء دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري الى مأدبة عشاء في "بيت الوسط"، في وقت تردد ان فرنجية ينوي القيام بزيارة إلى دمشق قبل نهاية الأسبوع في إطار مساعيه لتدوير الزوايا بين الرابية و"بيت الوسط" على حدّ ما ذكرت صحيفة "اللواء".

ولم تنقطع حركة الاتصالات المباشرة والموفدين بين الحريري وعون. ولم يستبعد مطلعون لصحيفة "النهار" ان يعقد لقاء بينهما "في اي لحظة"، مع الاشارة الى انه جرى اتصال هاتفي بين الرجلين مساء الاربعاء، هو الثاني بينهما خلال أقل من 24 ساعة، ودام أكثر من عشر دقائق ذكرت صحيفة "السفير" ان "عون سأل خلاله الرئيس المكلف عما إذا كان لديه أي جديد لمناقشته، فأجابه بالنفي، فرد عليه "الجنرال" بأن لا مبرر إذاً لإيفاد نادر الحريري إليه، كما كان مقترحا، على أن يتجدد التواصل بينهما كلما استدعت الحاجة ذلك".

واشارت صحيفة "السفير" الى أن المخرج من الأزمة الحكومية يتوقف على إيجاد الإخراج المناسب، بما يحفظ ماء الوجه للجميع، وخصوصا للرئيس المكلف الذي حاول بعد قبوله بتوزير جبران باسيل وإبقاء حقيبة الاتصالات بحوزة "التيار الوطني الحر"، أن ينتزع إخراجا من عون بعدم عودة باسيل إلى الاتصالات نفسها، لكن عون، واستنادا إلى من التقوه في الساعات الأخيرة، رفض ذلك من حيث المبدأ، معتبرا أن تسمية الوزراء مسألة سيادية وأن مسألة عودة باسيل أو عدمها متروكة ل"التيار" الذي لم يحدد موقفه، وأشارت إلى أنها لا تريد الخوض في مسألة الأسـماء، حتى لا تتكرر تجربة يوم السبت الماضي. وعلى الخط نفسه، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يواصل تحركه بعيدا عن الأضواء، حيث عقد خلوة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري، قبيل العشاء الذي أقيم على شرف أمير منظمة مالطا ماثيو فستينغ. وذكرت "السفير"أن الجانبين "اتفقا على أنه لا وجود لعقبات خارجية وأن الحكومة وضعت على سكة التأليف الصحيح وأن ولادتها باتت مسألة أيام لا أكثر ولا أقل". واشارت التقارير الى ان المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" الحاج حسين خليل، الذي يتحرك بين حارة حريك وقريطم والرابية، التقى الحريري، وعرض معه التطورات الحكومية. وتحدثت صحيفة "اللواء" عن وصول موفد قطري خاص ليل الاربعاء، على ان يبدأ الخميس جولة من الاتصالات مع المسؤولين. وذكرت مصادر سياسية مطلعة، للصحيفة أن زيارة الموفد القطري، قد تكون من نتائج محادثات القمة التي انعقدت الاربعاء بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتناولا فيها الملف اللبناني.

اسرائيل تحبذ بقاء غراتزيانو على رأس قوات اليونيفيل في الجنوب

نهارنت/اعلن مسؤول اسرائيلي ان اسرائيل طلبت من ايطاليا محاولة ابقاء جنرالها قائدا لقوات الامم المتحدة في لبنان بدلا من تسليمه مهامه الى عسكري اسباني. وصرح المسؤول لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصل الاسبوع الماضي برئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني وطلب منه محاولة ابقاء قائد اليونفيل الحالي الجنرال الايطالي كلاوديو غرازيانو في منصبه". وافادت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان خطوة نتانياهو تسببت في حادث دبلوماسي مع اسبانيا التي سيزورها وزير الدفاع ايهود باراك خلال الايام المقبلة. واضافت الصحيفة ان نتانياهو اعرب، بناء على طلب عسكريين اسرائيليين، عن رغبته ان يبقى الجنرال الايطالي في منصبه خلال الاشهر الستة المقبلة. واعتبرت وزارة الخارجية الاسرائيلية في المقابل ان على اسرائيل عدم التدخل في تعيينات اليونفيل لعدم اهانة دولة اوروبية كبيرة مثل فرنسا وايطاليا واسبانيا التي تنشر قوات في لبنان. واعلن ناطق باسم الوزارة "لا نفضل اي خيار بشان قيادة اليونفيل، اننا نتعاون مع قائد تلك القوة مهما كان". ويشار الى ان مهمة الجنرال غرازيانو تنتهي خلال الاسابيع المقبلة ويفترض ان يخلفه عسكري اسباني.

عذراً سيدي الرئيس: الأزمة سياسية ... وأكثر

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

كتب أيمن شروف

كثيرة هي التحليلات التي تحاكي الأزمة التي نعيشها اليوم، وكثيرة هي الاستنتاجات التي تحاول أن تعطي تفسيراً محدداً لما يجري من عملية تأخير "قسري" لولادة الحكومة العتيدة على الرغم من مضي ما يقارب الستة أشهر من الانتخابات النيابية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة بعد أن أفرز استحقاق السابع من حزيران تجديداً لعهد 14 آذاري بدأ العام 2005، ويستمر.

في سياق التحليلات المتضاربة عن واقع الأزمة المعاشة والمفروضة بالقوّة على اللبنانيين، يظهر من يعزو العرقلة والتقصير إلى أزمة حكم أو أزمة نظام، ومنهم من يكتفي بربط ما يحصل بما يدور حولنا من عمليات استنزاف للأوراق الإقليمية على طاولة المفاوضات الدولية وتحديداً بين إيران والمجتمع الدولي، فيما ينحو آخرون إلى اتهام "الأمريكي" بالعرقلة، وطبعاً ضمن المشروع الشرق أوسطي الذي يُرسم للمنطقة على حد قولهم.

إلا أن اللافت في هذا الشأن، ما قاله رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي اعتبر أننا "نعيش أزمة إدارية وليس أزمة سياسية"، في معرض تناوله لما يحصل في عملية تأليف الحكومة من اخذ ورد، وهو عاد وأكد على قوله هذا، مستنداً إلى أن "النقاش الذي يحصل هو على الحقائب والأسماء".

الحديث هنا ليس من باب تسجيل النقاط، بالطريقة التي دأبت عليها قوى الأقلية، عند كل محطة تستشعر فيها أن رئيس البلاد يسبح بعكس التيار التي توّلده هي، بل إن مناقشة ما قاله سليمان يأتي لاستيضاح فكرة، وإبداء الرأي فيها، الذي قد يعبر عن تطلعات فئة واسعة من اللبنانيين، أو لا، ولكن في أسوأ الأحوال، لن يتحول النقاش إلى تظاهرة على باب السفارة الأميركية تهتف منددة لعدم مشاركة رئيس الجمهورية باجتماع الدوحة.

الأزمة قد تكون في ظاهرها إدارية، نعم. لكن من المستحيل في ظل ما يحصل وما هو مستمر منذ العام 2005 ألا تكون المشاكل التي تواجه اليوم الرئيس المكلف بالتحديد، سياسية بامتياز. فالبلد مقسوم إلى معسكرين منذ أكثر من أربع سنوات تخللها الكثير من المحطات التي طُبعت في ذاكرة اللبنانيين، لأنها في مكان ما عبّرت عن عمق الأزمة، والشرخ العامودي الذي يعاني منه مواطنو هذا البلد.

لا يمكن التسليم بمقولة ان الخلاف هو على حقيبة او على وزارة، وحتى لو كان كذلك، فهو لا يأتي من عدم، بل من خلفية خبيثة تستحكم في تفكير البعض، تقوم على محاولة تحقيق المكاسب وتعويض ما فاتها في 7 حزيران، وتظهير نفسها امام جمهورها "المنتكس" بمظهر المنتصر الذي لا أحد يستطيع أن يتخطاه.

وليست الأزمة في إدارة سعد الحريري لملف التأليف، بل الأزمة في تعاطي البعض مع عملية التشكيل، ومع شخص الحريري وما يمثل، فـ8 آذار إلى اليوم أثبتت انها لا تبغي حكومة بقدر ما هي تحاول تحقيق مكاسب وهمية على حساب الشعب الذي أعطى ثقته للأكثرية الحالية، وأي عاقل يرى ما قدم الحريري من تنازلات يستطيع ان يستشف "اللامسؤولية" التي يبديها الطرف الآخر في موضوع حساس ويعني الصالح العام.

تالياً، إذا كانت الأزمة إدارية، ما معنى أن ينتظر فريق الأقلية إشارة من سوريا لتتحرك الهمم في اتجاه تخفيف العرقلة؟ وما الغاية من المماطلة المتعمدة عندما تقف إيران مفاوضة المجتمع الدولي؟ وكيف يُفسر رد النائب ميشال عون السلبي عما قيل عن تنازل الرئيس الحريري عن وزارة الاتصالات لصالح "تكتله" بعد أن قبل بتوزير الراسبين؟ ولماذا الهجوم على اميركا واتهامها بالتعطيل، ومحاولة "تحريض" الحلفاء على بعضهم البعض، إذا لم يمكن هناك خلفية سياسية تحاول قطف ثمار كل خطوة وكل لحظة؟ لماذا تخلى سليمان فرنجية عن مطالبته بحقيبة؟ لأي سبب يصوم الرئيس نبيه بري؟ ما الغاية من تحرك "حزب الله" حيناً واستكانته أحياناً؟

سعد الحريري يفاوض باسم مشروع سياسي يريده غالبية اللبنانيين، والأقلية تناور لحفظ موقع سياسي أخرجها منه اللبنانيون ورفضوه.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

هل لا يزال للبنان موقع في واشنطن؟

خيرالله خيرالله

الخميس 29 تشرين الأول 2009

لبنان الآن/من يبحث في واشنطن هذه الأيام عن موقع لبنان، يكتشف ان الهم الأميركي في مكان آخر من دون ان يعني ذلك تغييرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الوطن الصغير. قبل كل شيء، هناك اهتمام شديد للإدارة بالوضع الداخلي. هناك الأزمة الإقتصادية التي لا يزال المواطن الأميركي العادي يعاني منها، وهناك مشروع الضمان الصحي الذي يسعى الرئيس اوباما الى جعل الكونغرس يوافق عليه. تقول شخصيات اميركية التقت اوباما حديثا ان الهم الأول للرئيس الأميركي تمرير المشروع. وهو يعتبر ذلك شرطا اساسيا كي يشعر مستقبلا انه طليق اليدين في شأن كل ما له علاقة بالسياسة الخارجية وتنفيذ بعض ما وعد به مواطنيه خلال حملته الإنتخابية.

إلى جانب التركيز على الداخل، هناك مجموعة من الملفات الدولية، تعمل الإدارة على التعاطي معها بحذر شديد. الحذر يبدو سيد الموقف في واشنطن هذه الأيام. يأتي في مقدم هذه الملفات، الملف الأفغاني. يكشف هذا الملف كم هي ثقيلة تركة الرئيس بوش الإبن. هاجس اوباما السقوط اكثر في الفخ الأفغاني بعدما تبين له ان من السهل ان تتحول افغانستان الى فيتنام آخر بالنسبة الى الولايات المتحدة. ولذلك، يتمهل أوباما في تلبية طلب العسكريين زيادة عديد القوات في أفغانستان، على الرغم من انه سيكتشف ان لا خيار آخر امامه في نهاية المطاف. يشعر الرئيس الأميركي ان حرب أفغانستان فرضت عليه وانها تحولت الى مأزق حقيقي، خصوصا ان الوضع فيها مرتبط بشكل مباشر بباكستان التي يتبين كل يوم انها منبع الإرهاب والعمود الفقري لحركة "طالبان".

مضت ثماني سنوات على الوجود العسكري الأميركي في افغانستان واسقاط نظام "طالبان". ومع مرور الوقت، يتبين أن "طالبان" تتقدم على كل الجبهات وان ليس في الإمكان تجاوزها. وهذا يعني في طبيعة الحال فشل الحرب الأميركية على الإرهاب فشلا ذريعا، خصوصا ان "القاعدة" تمددت ولا تزال تجد لنفسها مأوى في افغانستان وباكستان وهي قادرة على التحرك في اتجاهات عدة. على سبيل المثال وليس الحصر، تسعى "القاعدة" الى الإنتشار في اليمن الذي يعاني من التدخل الإيراني. وكانت تفجيرات بغداد الأخيرة خير دليل على ذلك وعلى قدرة "القاعدة" على ممارسة الإرهاب بأبشع اشكاله.

ولكن اكثر ما يلفت زائر واشنطن، اضافة الى التعاطي الحذر مع الملف الإيراني بجوانبه المختلفة، خصوصا الجانب النووي وتشجيع انتشار الميليشيات المذهبية في كل انحاء العراق، الخلاف الأميركي- الإسرائيلي. هناك بالفعل خلاف في العمق بين الجانبين. محور الخلاف فلسطين. تعمل ادارة اوباما من اجل قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة" استنادا الى مفاوضات تكون مرجعيتها خطوط العام 1967، فيما تطالب حكومة بنيامين نتانياهو بأن ينصب الإهتمام الأميركي على ايران من جهة وعلى ان تكون للدولة الفلسطينية، اي دولة فلسطينية، حدود "موقتة" تحددها حدود المستوطنات الإسرائيلية التي تطوق القدس وتمزق اراضي الضفة الغربية من جهة اخرى. لا تخفي الأوساط الداعمة لإسرائيل في واشنطن تضايقها الشديد من ادارة اوباما التي لم تتردد في تأكيد تمسكها بسياسة تجميد الإستيطان واعتماد خطوط 1967 مرجعية للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وذلك بشكل علني.

هل ضاع لبنان في واشنطن حيث لا كلام سوى عن الداخل وعن افغانستان والعراق وايران والخلاف الأميركي- الإسرائيلي والصومال واليمن؟ الجواب ان المسؤولين الأميركيين باتوا يأخذون في الإعتبار ان موقف المجتمع الدولي، الذي كان في العام 2005 موحدا تجاه التدخل الإيراني والسوري في لبنان، فقد الكثير من تماسكه. ويعزو احد المسؤولين ذلك الى الدور الذي لعبه الرئيس نيكولا ساركوزي الذي انفتح باكرا على النظام السوري لأسباب بات معظمها معروفا. واشنطن تلعب اليوم دور الساعي إلى اقناع النظام السوري بأن الحوار بين واشنطن ودمشق لا يعني في اي وقت ان في الإمكان عقد صفقة يكون ضحيتها لبنان. ويؤكد غير مصدر ان الزيارة الأخيرة التي قام بها بها نائب وزير الخارجية السوري لواشنطن كانت مكرسة للبحث في العقوبات الأميركية. فجأة استفاق النظام السوري من غيبوبة طويلة واكتشف ان العقوبات الأميركية مهمة جدا وان عليه العمل من اجل التخلص منها. دفتر الشروط الأميركي لا يزال اياه ولبنان لا يزال جزءا منه.

ليس مطلوبا المبالغة في التفاؤل بالموقف الأميركي. لكن الأكيد ان لبنان لا يزال يمتلك موقعا في واشنطن التي لا تزال تدرك خطورة التدخل السوري- الإيراني في هذا البلد وخطورة وجود الذراع الإيرانية المسلحة المسماة "حزب الله" فيه. ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني ان على اللبنانيين أن لا يفقدوا الأمل بالمستقبل من جهة وان يتذكروا دائما، على الرغم من السلاح غير الشرعي الموجه الى صدورهم، انهم صنعوا ثورة الأرز بأيديهم ودماء شهدائهم. من يقرر مستقبل لبنان هم اللبنانيون. الدعم الأميركي وغير الأميركي يأتي في مرتبة ادنى. الموقع اللبناني في واشنطن موجود على الرغم من غرق الإدارة في ملفاتها الداخلية والخارجية. من يحافظ على هذا الموقع، هو اللبناني العادي الذي فاجأ الأميركيين أوّلا عندما انتفض في وجه نظام الوصاية ويقاوم اليوم بصدره العاري سلاح "حزب الله".

هذا اللقيط من ذاك الملجأ

علي الرز ، الاربعاء 28 تشرين الأول 2009

لم يعد العنصر "اللقيط" مبعث خجل على مختلف المستويات. صار يتباهى بحضوره وانطلاقه وتأثيره وتدميره وردود الفعل التي يخلفها اقليميا ودوليا. كان دائما يتوارى في المناسبات فاصبح يفرضها ويوسع اطارها ليقحم فيها الجميع وتحديدا اولئك المتحدرين من ابوين شرعيين او اولئك الذين اعطاهم اللبنانيون شرعية تمثيلهم، فاذا به يمثل عليهم، وامامهم، دور البطولة في مسرحهم المفتوح على الهواء الطلق... متهاديا، مختالا، منتصب القامة يظهر وينطلق.

"لقيط" لكن فعله لا يقدر عليه ابناء الهويات المعروفة. مجهول المصدر والنسب. نبت شيطاني ينمو مثل الفطريات في مناطق جنوب لبنان وتعجز كل تقنيات ورادارات واجهزة الكشف عن رصده سواء تلك التي في حوزة القوات الدولية او التي يملكها الجيش اللبناني او طائرات "أم كامل" الاسرائيلية. لا تراه عين ولا يلفت نظر اهل المنطقة... لكنه يعمي انظارهم بردود الفعل التي يجلبها عليهم.

لا يريد احد ان يتبنى أبوته اقله في الوقت الراهن، لذلك تتبناه اسماء وهمية لتنظيمات وهمية ملحقة ب"القاعدة"، فجسمها "لبيس". واحيانا كثيرة يخشى "اللقيط" ان يصدر بيان تبني اطلاقه قبل ان ينطلق، فهذا الامر حصل خلال تفجيرات العراق في العامين الماضيين، وفي بعض المواجهات الامنية والاغتيالات خارج العراق، وهناك ائمة ورجال دين قتلوا علنا وفي وضح النهار بعدما انتهت المهمة التي كلفوا بها في التجنيد والتعبئة للالتحاق بـ"الجهاد" هنا وهناك ودعم "القاعدة"... واتهمت "القاعدة" بقتلهم!

هذا "اللقيط" من ذاك الملجأ. يتزود الوقود من الخزان نفسه ويتزود البارود من المخزن نفسه وينقل تحت جنح الظلام بالشاحنات نفسها.

ولم يكن "اللقيط" ليتمختر ويتغندر رغم الاثمان المخيفة التي يتحضر لبنان الى دفعها، لو لم تكن السلطة الحالية في لبنان مخلوقا غريبا عجيبا مهجنا مطعما بصيغة لا مثيل لها في الكرة الارضية. فمن جهة هناك مؤسسات سياسية ورموز منتخبة ديموقراطيا، ومن جهة اخرى هناك قوة أمر واقع حقيقية على الارض تريد لهذه المؤسسات ان تكون مجرد واجهة وغطاء لتحركها المحكوم تماما بساعة الضبط الاقليمية. الصفقة كلها تكمن في مدى قدرة الغالبية التي لا تحكم على التفاهم مع السلطة الحقيقية المرتكزة على السلاح والصواريخ والبرنامج السياسي والتهديد الامني والتخويف من انهيار الاستقرار والوحدة الوطنية وانفلات الغرائز المذهبية.

ما هي حدود التنازلات بين الغالبية والسلطة الفعلية؟ كيف يمكن للمؤسسات ان تغطي عمل المسيطرين على الارض وتجمله احيانا وتخفف من تبعاته عربيا ودوليا؟ ما هي الصيغة المثلى للتعايش بين دولة لها دورها العام والتزاماتها المحلية والاقليمية والدولية وبين مقاومة لها خصوصياتها والتزاماتها المحلية والاقليمية؟ كيف يمكن التوفيق بين برنامج الدولة وموقعها ونهجها وسيادتها وبين برنامج السلطة الفعلية الحاكمة على الارض ونهجها وارتباطاتها الخارجية؟ هذه الاسئلة وغيرها هي التي ترسم اجاباتها خريطة طريق لما يسمى، جوازا، الوفاق الداخلي اللبناني وتؤدي الى تكوين سلطة لا تشبهها سلطة اخرى في العالم... تمر من تحت عباءتها مختلف انواع الصواريخ اللقيطة والمجهولة المصدر والنسب.

في السابق كانت اسماء التنظيمات الفلسطينية ومقرها دمشق تتسابق لاعلان مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، بل وصل الامر احيانا الى اعلان تنظيمين المسؤولية في وقت واحد. لم تكن الصواريخ "لقيطة" بل لها اكثر من أب وأم، اما الآن ونتيجة الاحتراف المطلوب لدى الاحتكاك بالفرق الاجنبية في ملاعب التسوية، فالافضل ان تبقى الصواريخ لقيطة لان الأب يمكن ان يظهر سلطته لا أبوته اذا نضجت التسوية.

قبل سبع سنوات "توقع" المسؤولون السوريون ظاهرة الصواريخ اللقيطة من جنوب لبنان. كتب اللواء الدكتور بهجت سليمان رئيس الفرع الداخلي في ادارة امن الدولة واحد اللاعبين الكبار في فترة ما داخل سورية وخارجها مقالا في صحيفة "السفير" اللبنانية (15\5\2003) ربط فيه بين دعوة اميركا لانسحاب الجيش السوري من لبنان وبين تحول جنوب لبنان الى ساحة صراع مفتوحة وخلط الاوراق السياسية في لبنان و"تزايد نفوذ الاصوليين" واختلال التوازن الديموغرافي و"ارتفاع الاصوات التي تطالب باعادة صياغة السلطة" وخروج منظمات فلسطينية من سورية الى لبنان من دون ان يكون لها عليها اي نفوذ... ليخلص الى ان "الحاجة الى سورية كعنصر توازن ستظل قائمة بل ستصبح اشد".

حتى لو انسحبت سورية من لبنان فالقاعدة المستخلصة من "توقعات" بهجت سليمان تفيد بان "القاعدة" (اي "قاعدة") قاعدة على قلوب اللبنانيين، الى ان يدرك الغرب اهمية الحاجة الى سورية كعنصر توازن، فيختفي "اللقيط" او ينتقل الى دولة اخرى او... ينتحر!

شكوى إسرائيلية الى مجلس الأمن: الحكومة اللبنانية تتحمّل المسؤولية

المستقبل - الخميس 29 تشرين الأول 2009 - القدس المحتلة ـ "المستقبل"

حمّلت الحكومة الاسرائيلية الدولة اللبنانية المسؤولية عن اطلاق صاروخ كاتيوشا، أول من أمس الثلاثاء، حيث تقدمت سفيرة اسرائيل في الأمم المتحدة غبريئيلا شاليف بشكوى الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي، ضد لبنان. وذكرت الاذاعة العامة ان المندوبة الاسرائيلية قدمت شكوى أكدت فيها "ان اسرائيل تعتبر الحكومة اللبنانية المسؤولة عن أي نشاط عدائي ينطلق من الأراضي اللبنانية ضد اسرائيل". ولفتت الانتباه الى ان الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً ملموساً في عدد "العمليات المعادية" لإسرائيل يقوم بها عناصر لبنانية في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، بما في ذلك اطلاق صواريخ كاتيوشا على اسرائيل ووقوع انفجارات في مستودعات أسلحة تابعة لـ"حزب الله"، وان اسرائيل قد حذرت فيما مضى من عودة "حزب الله" الى بناء قوته العسكرية.

قال إنه يؤمن بعلاقات "إيجابية" مع سوريا

فيلتمان يتوقّع حكومة لبنانية في أيام

النهار/افاد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان، انه بعدما تم وضع اسس الحوار بين واشنطن ودمشق خلال الاشهر الأخيرة، لتحقيق بعض الاهداف المشتركة مثل السلام الشامل في المنطقة، ترغب حكومته في الانتقال الى ما بعد الحوار، واتخاذ "الاجراءات في مجالات التعاون والاهتمامات التي حددناها..."، ولكنه اضاف ان تحقيق ذلك يتطلب ان تعالج سوريا القضايا التي تقلق الولايات المتحدة من حيث بعض سياسات سوريا الاقليمية "مثل دعم التنظيمات الارهابية كحزب الله وحماس".

وجدد مطالبة "حزب الله" بنزع سلاحه، وأبدى قلق بلاده من دعم ايران الحزب و"حماس". واشار الى سياسة الرئيس الاميركية باراك اوباما بالسعي الى حوار ثابت ومبدئي مع سوريا لتحقيق الاهداف المشتركة وكذلك استشراف "امكان اضطلاع سوريا بدور بناء في تحقيق هذه الاهداف المشتركة، شرط ان تعالج سوريا بعض القضايا الرئيسية المقلقة" لواشنطن.

وقال ان زياراته وغيره من المسؤولين الاميركيين بمن فيهم المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل لسوريا كانت ضرورية لتأكيد التزام اميركا تحريك السلام الاقليمي الى الامام وايجاد مناخ بناء للحوار. وتحدث عن "احراز تقدم متواضع مع السوريين في هذا المجال، ونحن نؤمن بامكانية اقامة علاقات اميركية - سورية ايجابية وبناءة"، لكن اقامة مثل هذه العلاقات يتطلب معالجة سوريا القضايا التي تقلق واشنطن.

واضاف فيلتمان في شهادة امام اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وجنوب آسيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: "في لبنان، نأمل أن نرى حلا سريعا للتحديات التي اعاقت عملية تأليف الحكومة. وهذه عملية على اللبنانيين مواصلتها وفقا لدستورهم ومن دون تدخل خارجي". ولاحظ ان انتخابات حزيران الماضي "بعثت برسالة واضحة بتأييدها لاستقلال لبنان... والتوقعات الان عالية لاعلان الحكومة خلال الايام المقبلة. ونحن بالتأكيد نأمل ان يكون الامر كذلك. وقد انتظر اللبنانيون طويلا عودة حكومتهم الى العمل على ضمان الامن، والتنمية الاقتصادية، والحوار السياسي من اجل جميع اللبنانيين... ونحن نثني على اداء رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس ميشال سليمان خلال عملية تأليف الحكومة". وفي اشارة ضمنية الى ان الحوار مع سوريا لن يكون على حساب لبنان، قال: "نحن نجدد القول ان دعمنا للسيادة اللبنانية لن يتعرض لاي مساومة بسبب تحاورنا مع أي طرف آخر".

وقال أيضاً: "نحن لا نزال قلقين جدا بسبب دور حزب الله في لبنان، وخصوصاً حيازته ترسانة واسعة من الاسلحة التي تزداد تطورا. كما اننا قلقون قلقاً عميقاً لعمليات حزب الله خارج لبنان بما في ذلك نشاطاته في مصر وفي اذربيجان حيث صدر أخيراً حكم بسجن عنصرين من حزب الله 15 سنة". وذكر ان نشاطات الحزب في لبنان وفي الخارج "تشكل انتهاكا لقراري مجلس الامن 1559 و 1701 وتتناقض مع العمليات الدستورية اللبنانية، وتؤجج التوترات الطائفية، وتهدد باندلاع شرارة النزاع في المنطقة... ونحن نجدد دعواتنا لحزب الله التي عكسها الامين العام للامم المتحدة في تقريره الاخير عن لبنان، للتخلي عن سلاحه واحترام الدستور اللبناني واتفاق الطائف وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. وجميع الاطراف في المنطقة، وخصوصاً سوريا ولبنان، يجب ان يساهموا في ضمان تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة".

وعندما سأل رئيس اللجنة غاري ايكرمان، ما اذا كان تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا او السعي الى تحقيق سلام بين اسرائيل وسوريا سيكون على حساب لبنان، اجاب فيلتمان: "الجواب لا لبس فيه. كلا. مناقشاتنا وحوارنا مع السوريين لن يكون على حساب السيادة اللبنانية، نحن لن نبادل السيادة اللبنانية كي نحصل على شيء من سوريا. كلا على الاطلاق".

وألا تزال واشنطن ملتزمة تطبيق القرار 1701؟ اجاب: "القرار 1701 في الواقع هو حجر الاساس لسياستنا حيال لبنان. ولقد شهدنا انتهاكاً آخر للقرار 1701 يوم (اول من) امس اكد قلقنا واكد ضرورة تطبيق القرار كاملاً. لقد اطلق صاروخ من لبنان في اتجاه اسرائيل. الاسرائيليون ردوا. وهذا تذكير بضرورة انعاش هذا القرار. يجب على جميع الاطراف تطبيق هذا القرار كاملاً".

وكان سؤال ايكرمان الثالث عن لبنان يتعلق بالدعم الاميركي للمحكمة الخاصة بلبنان التي ستحاكم المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما اذا كانت واشنطن مستعدة لدعم عمل المحكمة من دون اي صفقات مع اي طرف يمكن ان تؤدي الى عرقلة عمل المحكمة. ورد فيلتمان: "نعم. نحن ملتزمون كلياً دعم المحكمة الى ان تنهي اعمالها. ونحن لا نتدخل في المحكمة وهذا ما يجب ان يكون الحال". واضاف: "هذه ليست محكمة سياسية. هذه محكمة لجلب العدالة لاغتيال لم يكشف فاعلوه، ونأمل في ان تنهي المحكمة حقبة الحصانة (من العقاب)... سندعم المحكمة دعماً كاملاً".

واشنطن - من هشام ملحم

ما هي أبعاد الاندفاعة السورية المفاجئة لتسهيل استيلاد الحكومة العتيدة ؟

ابراهيم بيرم/النهار

معظم الذين يقاربون مسألة تأليف الحكومة العتيدة رصدوا خلال الايام القليلة الماضية "حماسة" سورية غير مألوفة، غايتها القصوى التعجيل في استيلاد هذه الحكومة التي تأخر موعد ولادتها اكثر من ثلاثة أشهر. يرى البعض ان هذه الرؤية تجد ترجمتها العملية اكثر ما تجد في "الحراك" المكثف المفاجىء الذي شرع فيه رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية بعد انكفاء نسبي عن الساحة وقعود عن المبادرة والفعل، لمصلحة حليفه العماد ميشال عون. واكثر من ذلك، يرى اصحاب هذا التحليل ان ثمة ترجمة اكثر عملانية وجدة له من خلال المضامين التي انطوى عليها تصريح فرنجية اول من امس امام القصر الجمهوري في بعبدا والذي تضمن ثلاثة مواقف جديدة توحي بتحول ما، وهي:

- ان قواعد اللعبة السياسية من الآن فصاعدا تغيرت، والمسرح السياسي نفسه شهد تحولات وتبدلات.

- لن نقبل بأي "كسر" للرئيس المكلف.

- ان اي تسوية تفضي الى تأليف حكومة وحدة وطنية تستوجب تنازلات وأثماناً سياسية من جميع الراغبين في المشاركة فيها.

وعلى بلاغة دلالات هذا العنصر المستجد ثمة شواهد وادلة اخرى على الاهتمام السوري الأكثر من المألوف بعملية ولادة سريعة للحكومة، وهو اهتمام رقّي في بعض المراحل - المحطات اخيرا الى درجة "التوتر".

فالذين ينتظرون عادة سماع كلمة السر السورية في هذا المجال فوجئوا في نهاية الاسبوع المنصرم باتصالات هاتفية تنهال عليهم من احد الزوار الدائمين لدمشق، وابان وجوده في العاصمة السورية، فحواها ان الحكومة المنتظرة وشيكة الولادة وان الأمر لن يتجاوز الـ72 ساعة المقبلة.

وأشفع هذا النبأ بكلام فحواه بعض الاضواء على شكل الحكومة المنتظر ولادتها وهي انها ستكون ضمن الاطار العام المتفق عليه سابقا. والأهم ان وزارة الاتصالات موضع الخلاف ومكمن العقدة ستكون من نصيب "التيار الوطني الحر".

وفي تفصيل اشمل ان هذه الحقيبة الوزارية لن تؤول الى من كان يمسك بزمامها منذ ما بعد ايار من العام الماضي اي الوزير جبران باسيل، واستطرادا فان معظم القديم في الحكومة سيبقى على قدمه.

وعليه، فان السؤال المطروح هو لماذا خرجت دمشق عن نهج "التحفظ" الذي ابدته سابقا حيال موضوع تأليف الحكومة، او بمعنى آخر ما الذي استجد فجأة حتى تتخلى العاصمة السورية عن كلامها "المدوزن" والدقيق حيال الموضوع اللبناني برمته وتصير بين عشية وضحاها، مندفعة نحو تسهيل ولادة الحكومة على نحو باغت حتى اقرب المقربين اليها والذين يعتبرون انفسهم انهم يفهمون ما تريده من خلال اشاراتها؟

للواقع الجديد، بطبيعة الحال، قراءات مختلفة تبدأ اصلا من قراءة عجلى فحواها ان دمشق "المرتاحة" الآن والباحثة عن مكان اكثر رسوخا في معادلة المنطقة بعد انفكاك قضبان العزلة من حولها، تجد الفرصة مؤاتية الآن للوفاء بطلبات فرنسية وتركية وجّهت اليها، بهدف تسهيل ابصار الحكومة اللبنانية النور.

وتالياً فان هذا الدور الذي من شأنه ان يعيد تحسين صورة سوريا، هو في رأي العديد من الدوائر القريبة من المعارضة استكمال منهجي، لما صار يعرف "بنأي" سوريا عن التدخل مباشرة في الانتخابات النيابية التي شهدها لبنان في 7 حزيران الماضي، وهو نأي شهد له اعداء سوريا انفسهم وشهدت له أيضاً، برأي البعض، نتائج الانتخابات نفسها التي جاءت خلاف حسابات المعارضة وتوقعاتها المعلنة والمضمرة على حد سواء. وثمة من يذهب الى القول بأن دمشق سرعان ما تلقت ثمن هذا "الدور المحايد" الذي اتخذته ابان موسم الانتخابات النيابية، من خلال انفتاح سعودي عليها تمثل بالزيارات "المكوكية" الشهيرة لوزير الثقافة السعودي المتضلع من الملف اللبناني وتشعباته وخفاياه، عبد العزيز خوجه الى دمشق، والتي انتهت بنصف اتفاق وثمرته التفاهم على الاطار العام الذي سيحكم عملية تأليف الحكومة وهو صيغة الـ15 – 10 – 5 التي لم يستطع كثير من الجهود التي بذلتها جهات وعواصم التحلل منها واستبدالها.

عند هذا الحد ابلغت دمشق من يعنيهم الامر في لبنان وفي خارجه أنها قامت بما تستطيع القيام به او انها وصلت الى الحدود المسموح لها بها مقاربة الشأن اللبناني. وبالتالي فهي من انصار ان يحل اللبنانيون ما تبقى من مشاكل وليتفاهموا على السبل الآيلة الى تنفيذ الصيغة المتفق عليها، خصوصا بعد التكليف الثاني للحريري.

و"الخطاب" السياسي نفسه بقيت دمشق تطلقه حتى بعد قمة دمشق التاريخية بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد، اذ حرصت العاصمة السورية بعدها على ابلاغ من يتعين ابلاغهم في بيروت ان الشأن اللبناني لم تكن له الاولوية في هذه القمة، وهذا معناه ان لا مستجد حملته قمة دمشق بما يتصل بموضوع تأليف حكومة الوحدة الوطنية في لبنان.

وبقي الوضع على المنوال نفسه، حتى الامس القريب حيث كان التحول اللافت المعلن من جانب العاصمة السورية حيال موضوع تعسر ولادة الحكومة، والداعي الى استعجال إزالة العقد والعقبات من أمام ولادتها.

وعليه يبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: لماذا قررت دمشق الدخول المباشر على خط هذا الموضوع وعلى هذا النحو؟

الذين يعتبرون أنفسهم على بيّنة من التوجهات السورية يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن تطورين جديدين أباحا لدمشق هذه "الجرأة" في مقاربة موضوع داخلي لبناني حرصت منذ أعوام على عدم مقاربته بهذه العلنية وعلى هذا النحو. وهما بكل المواصفات فتح سياسي جديد. وهذان التطوران هما:

- تطور داخلي لبناني فرض على فريق الاكثرية وبالتحديد الرئيس المكلف الاقتناع العميق بأن مصلحته وفرصته باتت في أن يؤلف الحكومة المنتظرة، وأن خيار التأليف يستوجب بطبيعة الحال أثماناً كبيرة يتعين دفعها بالسياسة، اضافة الى تغيير في المنهجية السياسية العامة التي كان يقارب عبرها الامور مع حلفائه وخصومه على السواء، وهو أمر كان بالنسبة الى دمشق وسواها موضع رصد وتتبع خلال المرحلة الماضية.

- تطور وتحول في النظرة السورية نفسها حيال الموضوع اللبناني وفحواه ان العاصمة السورية باتت على يقين من أن الآخرين سواء في الداخل أو في الخارج، قد أدركوا بعد طول مكابرة وممانعة ان الوضع في لبنان لا تسيره نتائج انتخابات أو لعبة أكثرية أو أقلية نيابية، بل هو عبارة عن نتيجة موازين قوى ووقائع عنيدة موجودة على الارض، ليس من السهولة بمكان العمل على تغييرها أو التأثير فيها أو تجاهلها.

وانطلاقاً من هذين العنصرين المستجدين، فإنه لم يكن مفاجئاً هذه "الاندفاعة" السورية نحو تسهيل استيلاد حكومة الوحدة الوطنية، إذ ان دمشق تجد ان مصلحتها الآن هي في التعجيل بولادتها، وان ذروة المصلحة أن يكون الرئيس المكلف النائب سعد الحريري رئيساً للحكومة لأن ذلك بالنسبة الى دمشق لم يعد محظوراً أو مبعث تخوف، بل بات جزءاً من مصلحتها، ورغبتها في علاقة استراتيجية مع لبنان.

ولا يخفى عند البعض ان هناك حديثاً هامساً بات يتردد في الكواليس السياسية جوهره ان ثمة في هذه العجلة السورية شيء له علاقة بالتباين الحاصل بين دمشق الراغبة الآن في طي الملف اللبناني للانصراف الى الملف العراقي الذي سيدخل مرحلة حساسة ومصيرية مع اقتراب موعد الانتخابات العامة بعد أقل من ثلاثة أشهر، وبين طهران، ولا ريب أن ثمة من لا يوافق على هذه الرؤية، وإن كان لا ينفي أن ثمة اختبار نيات وجس نبض!

وعليه أيضاً فإن السؤال التالي هو: هل باتت الأمور في لبنان تسير وفق ما ترسمه التوجهات السورية، فتولد الحكومة بعد طول مخاض؟

متى يطبّق مشروعه السياسي انطلاقاً من الطائف وكيف؟

الحسيني لـ"المستقبل": لننفٍ واقع كما تكونون يولّى عليكم

المستقبل - الخميس 29 تشرين الأول 2009 - ريتا شرارة

يلفت الرئيس حسين الحسيني الذي استهل بيان استقالته في 12 آب 2008 بالقول المأثور: "الناس من خوف الذل في ذل" انه لم يبق في مجلس النواب، من زمن الطائف ورجالاته، الا النائب بطرس حرب. الا انه مناضل، يؤمن بلبنان وارادته في الحياة، وبارادة اللبنانيين الذين يريدون بلادهم نابضة ابدا: "ليس لي الا لبنان وطنا"، يسر الى "المستقبل"، دائما. وعلى هذا الاساس، يرسم، بواقعية من يفاخر بانه انهى "الحرب المدفعية" اواخر الثمانينيات من القرن الماضي، الصورة الراهنة لوطنه، وبألم كبير: "نصنف في العالم في خانة الدول الفاشلة". فمزايا الدول الناجحة، وفاقا للمقاييس الدولية المبنية على اساس العلم والمؤسسات، تقوم على مبادئ:

- سلطة اشتراعية شرعية منبثقة من قانون انتخاب شرعي يؤمن صحة التمثيل لشتى فئات الشعب واجياله، فضلا عن فاعلية ذاك التمثيل على اعتبار ان قانون الانتخاب هو الاداة العملية لتنظيم العيش المشترك للبنانيين. فمن دون هذه الركائز، لا قانون انتخاب شرعيا، وتاليا لا سلطة شرعية اشتراعية منتخبة شرعيا. ويركن هذا القانون، في مثل هذه الدول، الى النسبية.

- سلطة قضائية مستقلة تؤمن الامان القضائي وفاقا لضمان القاضي والمتقاضين وهي تعيين القاضي، وتحديد تعويضاته اي مخصصاته على اعتبار انه ليس موظفا انما يتقاضى راتبا في مقابل ادائه رسالته بغية الحؤول دون وقوعه في آفة الحاجة والعوز وفاقا لقول الإمام حسين بن علي ان "الحاجة تمزق ثوب العفة"، ونقل القاضي وعزله.

والسلطة القضائية المستقلة التي كان الحسيني احد اركان اقتراح قانون اودعه مجلس النواب في شأنها، "تؤدي الى الاستقرار السياسي، والى الامان القضائي فالمساءلة والمحاسبة السياسيتين". ويأسف، في دردشته الى "المستقبل"، ان تكون الدولة اللبنانية، راهنا، في مصاف الدول الفاشلة على اساس ان:

- لا سلطة اشتراعية شرعية فيه، مما يؤدي الى اللااستقرار في الحياة السياسية فيه.

- لا سلطة قضائية مستقلة مما يؤدي الى عدم الامان القضائي، ويقضي تاليا على فرص الاستثمارات.

- لا سيادة للقانون على الحاكم والمحكوم على السواء، فيغدو الحاكم فوق القانون، فيغيب مبدأ المساءلة والمحاسبة.

- القاسم المشترك في الانظمة الانتخابية لهذه الدول الفاشلة هو القانون الاكثري الذي يمكّن "المستولين" على السلطة من تعيين النواب بإرادتهم الخاصة لا بارادة الشعب.

النفي والبناء

بماذا يفكر "ابو علي"؟

لا يؤمن الحسيني بـ"التفاؤل" او "التشاؤم" مفردات للعمل السياسي عموما، وفي لبنان خصوصا. اذ ليس للسياسة مكان فيهما. ويتبع الخط الوطني الفعلي الذي رسمه من قبل الطائف الى قراره الاستقالة من مجلس النواب والعزوف عن خوض الانتخابات النيابية في 22 نيسان 2009، والقائم على تكوين قوة سياسية وطنية غايتها "وقف الانهيار وتحقيق الاصلاح عبر اعادة تكوين سلطات الدولة، كما نص عليها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، بما يناسب حاجات اللبنانيين وآمالهم، وبما يرتفع الى مستوى التحدي الذي يواجه لبنان وسائر العرب، وهو الامر الذي باتت تفرضه الاوضاع والمخاطر التي قادت اليها ممارسات لا اساس ولا سند لها في الدستور او في وثيقة الوفاق الوطني، بل كانت في الواقع إمعانا في الفساد وعلى اساس من الاستهتار، وقد كان التمادي فيها، الى هذا الحد، لأسباب منها العصبية الطائفية التي تحول دون محاسبة الشعب لمن يتولى الاحكام باسمه، كائنا من يكون"، وفاقا لما اعلن في بيان ولادة "الجبهة الوطنية" في 1 ايلول 2003.

وفي اعتقاده الراسخ ان ثمة وسيلة لنفي واقع "كما تكونون يولى عليكم". ففي قلبه شفقة كبيرة على الشعب اللبناني الذي لا يعتبر انه ممثل شرعيا في البرلمان او في الطبقة السياسية كلاً. فـ"لدى لبنان، من فجر التاريخ، ثروة من الحريات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والاعلامية مما مكنه من الوقوف في وجه اعتى دول العالم، مماليك وعثمانيين وفرنسيين وغيرهم". فيعول كثيرا على الثروة الثانية التي انتجتها تلك الحريات في لبنان واسمها "الانسان". ويقول: "بات لدى لبنان نخبة في الداخل والخارج تتفوق على الدول المجاورة في المنطقة، ولها مواقع مهمة في الدول المعنية ودول القرار". فطاقة الانتشار اللبناني طائلة والثروة موجودة، وهي تفوق بكثير تلك التي تحتويها المصارف. انها "ثروة التسامح الديني وهذا ليس عملا مصطنعا بحيث ان العائلات اللبنانية موزعة انتماء على الطوائف والمذاهب كلها". فهذه، بحسبه، "ثروة في التكوين، ولا يمكن ايجاد مثلها في اماكن اخرى في العالم".

ويشير الى ثروة اخرى يمكن الركون اليها في مسيرة "نفي الواقع"، وهي التمرس في الحياة الانتخابية من عام 1864 في العصر الحديث، بمعنى ان ثمة مسؤولا سابقا وآخر حاليا من دون المرور بأي "تصفية"، بالضرورة.

ويسأل: "هل يمثل من نراهم على المسرح السياسي، فعلا، هذه الطاقة الراقية بشريا؟".

فهو يراهن كثيرا، وبايمان شديد، على قدرة اللبناني في العمل للنهوض، مجددا، بمؤسسات بلاده، وقد تأكّلها التقاسم المستمر للحصص السياسية الملونة على اختلافها. "فاخطر ما يواجهه وطن من الاوطان، هو ان يصبح، في نظر اهله، منطقة من المناطق. ان اخطر ما يواجهه شعب من الشعوب، هو ان يصبح، في علاقات ابنائه، تجمعا من التجمعات. ان اخطر ما يواجهه دين من الاديان، هو ان يصبح، في ايمان اتباعه، طائفة من الطوائف. ان اخطر ما تبلغه حرب من الحروب، هو ان تصبح ممارسة اطرافها حربا مستديمة بلا وعد". ويذكر بان البرنامج للنهوض بلبنان، بعد اقرار الاصلاحات الدستورية في 21 آب 1990، كان ورشة عمل "حقيقية" لاصدار القوانين التطبيقية للدستور والميثاق، والدستور هو الاطار لقوانين تطبيقية لم تصدر الى الآن وهي:

- قانون تنظيم دوائر رئاسة الجمهورية وتنظيم عملها.

- قانون الانتخاب لتأمين برلمانية النظام والمراقبة والمحاسبة.

- قانون تنظيم اعمال مجلس الوزراء كونه السلطة التنفيذية.

- قانون تنظيم دوائر رئاسة مجلس الوزراء وعملها.

- قانون تحقيق السلطة القضائية المستقلة تأمينا لمبدأ الفصل بين السلطات وخضوع القوانين والمواطنين لسيادة القانون.

- قانون الجيش وفاقا لاحكام الدستور والميثاق الوطني.

- قانون تنظيم الاجهزة الامنية (مخابرات الجيش، والامن العام وامن الدولة) وعلاقاتها بالسلطات كافة.

- قانون التنظيم الاداري-الوزارات والادارات وهيكلة الوزارات.

- قانون اللامركزية الادارية وتحديد التقسيمات الادارية.

اطلاق خطة التنمية الشاملة للبلاد (موجودة وغير معمول بها)، والمهم هو اشعار المواطنين على اختلاف انتماءاتهم، وخصوصا المناطقية، بانهم في وطن واحد والولاء الوطني له.

اعادة تنظيم وسائل الاعلام في ظل القانون وفي اطار الحرية المسؤولة بما يتفق مع التوجهات الوفاقية وانهاء حال الحرب.

صحيح ان ذلك كله لم يحصل، وما حصل تجاوزه، تسلطا، الى البعيد البعيد. الا ان الحسيني الذي وعد لدى اذاعته بيان عزوفه عن خوض الانتخابات النيابية الاخيرة، يبدو انه يعد ويعدّ لـ"ثورة" دستورية تعيد الى الشعب السلطة المصادرة بقوانين انتخاب "يخجل آباؤها من الاقرار بأبوتها الشنيعة، تسترا، لا صدقا او شعورا بالذنب". فبايمانه ان التغيير يكون فعلا بقانون انتخاب يعيد انتاج الطبقة السياسية على قاعدة ان المجموعة للوطن، لا العكس.

اما الاهم، فكيف؟

السياسة": تفاهم بين "حزب الله" وإسرائيل بإطلاق الصاروخ عير طرف ثالث

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

علمت صحيفة "السياسة" الكويتية من مصدر جنوبي مطلع على حركة "حزب الله" في المنطقة الحدودية ان الاخير تعمد اطلاق الصاروخ عبر طرف ثالث على احدى المستوطنات الاسرائيلية, من المكان نفسه الذي تم فيه تفجير جهازي التجسس الاسرائيليين. واعتبر ان رسالة "حزب الله" وصلت الى اسرائيل التي تعاملت معها كالمعتاد على انها خطوة في حرب امنية مفتوحة بين الجانبين, وفي الوقت نفسه تفاهم ضمني بينهما بأن وقت الحرب المفتوحة لم يحن بعد

إذا عُرف السبب بَطل العجب

٢٩ تشرين الاول ٢٠٠٩

صالح القلاب

دخل استعصاء تشكيل الحكومة اللبنانية، التي يسعى سعد الحريري إلى تشكيلها، شهره الخامس، ومع ذلك فإنه لا يوجد أمل مؤكد في إمكان أن ترى هذه الحكومة النور، لا في أسبوع ولا في أسبوعين ولا ربما حتى بداية السنة الجديدة، والسبب هو أن العوائق السابقة لم يطرأ عليها أي جديد، رغم التفاؤل الذي يحرص الرئيس المكلف على توزيعه في نهاية كل لقاءٍ مع أي من أمراء الطوائف في لبنان. لقد سادت قناعة بعد انطلاق شراع المصالحات العربية بأن فرج الله اقترب من لبنان، وأن أول ثماره هذه المصالحات العربية التي ستتجسد انفراجاً لتشكيل الحكومة اللبنانية، بل ان البعض في لحظة من اللحظات، ومن بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قد ذهب به الحماس إلى حد زف البشرى إلى اللبنانيين بأن هذه الحكومة العتيدة سترى النور خلال يوم أو يومين.

لكن أي شيء من هذا لم يحصل، وهو غير متوقع أن يحصل إلّا إذا وقعت معجزة، مما يثبت أن الذين تفاءلوا أكثر من اللزوم لا يعرفون الألاعيب السياسية الغريبة العجيبة في لبنان، ولا يعرفون طبيعة رماله المتحركة، ولا يعرفون مدى التأثيرات الخارجية الدولية والإقليمية التي تتحكم في معادلته الداخلية.

وهذا يستدعي التساؤل عن السبب الذي أحبط تفاؤل الذين أبدوا تفاؤلاً أكثر من اللزوم، وجعل محاولات تشكيل هذه الحكومة 'مكانك راوح'، وجعل كل الآمال تتبدد مرة واحدة كلما سادت قناعة بأن الظروف غدت ملائمة، وأن المستجدات قد جعلت كل الطرق سالكة وآمنة.

فهل يا ترى أن المصالحة العربية التي تفاءل العرب، وفي مقدمتهم اللبنانيون، بها خيراً جاءت أقل تواضعاً وبكثير من هذا التفاؤل؟

وهل الورقة الرئيسية الحقيقية في لبنان هي الورقة الإيرانية قياساً بالورقة السورية، وبالتالي هل مرجعية حزب الله هي طهران لا دمشق، أم إن هناك توزيع أدوار بين حليفين أحدهما يلوّح بالورود والآخر يلوّح بالسيوف والمتفجرات؟! لا يمكن تصديق أن ميشيل عون هو العقدة الحقيقية التي تعترض طريق سعد الحريري، والحقيقة أن هذا الجنرال المصاب بعقدة 'الرئاسة' لا يشكِّل إلا مجرد برغٍ صغير في آلة كبيرة، وبالتالي فإن حزب الله الموزع الولاء بين دمشق وطهران هو العائق أمام تشكيل هذه الحكومة، والسبب هو أن اللعبة الإقليمية لم تنضج بعد... وإذا عُرف السبب بَطُل العجب! ولذلك، حتى إن استطاع سعد الحريري تشكيل حكومته التي يسعى إلى تشكيلها، فإن هذه الحكومة بسبب تكبيلها باشتراطات ما يسمى

'التوافق 'ستولد مشلولة وخاضعة خضوعاً تاماً للرقم الإيراني في المعادلة اللبنانية، وهو رقم سيبقى يفعل فعله مادامت خريطة الشرق الأوسط السياسية التي تريدها إيران لم تُنجز بصورة نهائية. المصدر : الجريدة الكويتية

أنا الوحيد الذي من حقي أن أحتفظ بوزاراتي أقله سنتين أو ثلاثة كي أكمل البرنامج الذي بدأته وعلى الباقين جميعهم أن يطبقوا المداورة.

العماد عون: هناك كراسٍ مفقودة على طاولة الحكم يجب أن تعود

29/10/09 FM Site

عقد تكتل التغيير والإصلاح لقاءه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع استعرض العماد عون القضايا التي درسها التكتل. فأعلن التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد ما يحصل في القدس والمسجد الأقصى. واستغرب أن يستنكر البعض في لبنان صواريخ الكاتيوشا متناسين ما أعلنته اسرائيل عن استمرارها في التجسس. وأشار إلى أن التكتل درس ما يحصل في إدارات الدولة كلها من فساد وصولاً الى الوزارات والمجلس النيابي .

وقال: "تحدثنا عن مسألة القدس والمسجد الأقصى ونستنكر ما تفعله اسرائيل ونتضامن مع الشعب الفلسطيني في صراعه ضد تهويد هذا الرمز الإسلامي الكبير.

واستعرضنا حادثين متزامنين وهما إعلان اسرائيل متابعة التجسس وصواريخ الكاتيوشا. واستغربنا أن يحصل الإعتراض في لبنان على مسألة الكاتيوشا وأن يُنسى التجسس. أعتقد أن قصة الكاتيوشا ليست بريئة وتتزامن مع الإعلان الإسرائيلي. كل المسؤولين سكتوا عن مسألة التجسس وتحدث قسم عن الكاتيوشا وسلاح المقاومة التي برّأتها اسرائيل نفسها، وقالت إن هذا ليس من أسلحة المقاومة لأنها دائمًا تعطي رأيها تقنيًا. فالمقاومة قصفت آلاف الصواريخ على اسرائيل والأنواع كلها محددة وكذلك عياراتها ويعرفون من أين تصدر. هذه عملية تضليل كي لا يحصل اعتراض على الموقف الإسرائيلي".

وأضاف: "بحثنا ما يحصل في ادارات الدولة وفي هذا نصل إلى مواقع الوزراء والمجلس النيابي إذا كان يراقب الوزراء وما يحصل على الأرض من تنفيذ وفساد. وتبيّن لنا أن الدولة التي تتحدث بالديمقراطية يجب أن تفهم كيف تشتغل هذه الأخيرة. واستعرضنا أمورًا في القضاء. فالدولة الديمقراطية كناية عن أوركسترا يجب أن تلعب كل آلة فيها بشكل صحيح أو لا يخرج النغم. هناك مسؤول عليه تطبيق القوانين وإدارة تنفّذ وقضاء يطبق القوانين وفقًا للأصول ونواب يراقبون ورجال أمن عليهم حفظ الأمن. متى تصبح الديمقراطية صالحة؟ عندما يحصل خلل جزئي في جهاز معيّن تقوم الأجهزة الباقية بضبط المخالفات وإجراء التصحيحات اللازمة. أما أن يكون الجنون أصاب كل أجهزة الدولة التي لا يحترم أحد القانون فيها لا في القضاء ولا في الأمن ولا الإدارة ولا الوزارة ولا المجالس التي تفصل في القضايا الأساسية، فتجد الفتاوى للطعن الذي نقدمه بدلاً من أن تكون متشددة في تطبيق القانون. كل يغني على ليلاه. نحن نتحدث في هذه المواضيع كي نوعي الشعب، فحين نقوم بعملية اقتراع وليس اختيار في صندوق الإقتراع ستكون هذه النتيجة أو أن على الشعب أن يطالب بنظام ديكتاتوري وتعيين مسؤول عن الأكل والشرب والأمن وكل شيء. أو أننا نريد هذا النظام الذي يحافظ على الحريات المسؤولة. لذلك دولتنا كلها تحتاج إلى نكش كي نوقف الشوك الذي ينبت في البساتين وتعود الأرض صالحة للزراعة". وتابع: "ستسغربون مسألة تأليف الحكومة التي لا جديد فيها. وثمة ترجيحات في الصحف مثل ترجيحات سبق الخيل حيث ما من حصان يصل الى النهاية. نسمع أناسًا يصرخون ويصيحون وهذه كلّها مزايدات بعيدة عن الواقع. ثمة أزمة وستحلّ ولها شروط ومعايير. فليس مقبولاً أن نظل نعمل بدون معايير ومنطق. هناك كراسٍ مفقودة على طاولة الحكم يجب أن تعود ولا أحد يمكنه أن يأخذ موقع الآخر وموقعنا سنسترجعه. وكل ما يرد في الصحف هو للتسلية.

ثم أجاب على أسئلة الصحافيين:

س: باعتقادك هل ارتكب الرئيس المكلف سعد الحريري أخطاء سياسية إلى حد الآن؟

ج: عندما أكون في طور التفاوض مع شخص أترك له حرية التقدير وليس من شأني أن أتكلم سلبًا أو إيجابًا طالما أن المحادثات والأجوبة لم تنتهِ بعد. لو توافقنا على الحلول لأعلنّاها لذلك أترك التقدير لغيري.

س: بالأمس قال الوزير فرنجية من قصر بعبدا أرضوا العماد عون "وبيمشي الحال". فما الذي يرضيك اليوم كي تشكَّل الحكومة؟

ج: أبلغت أصحاب العلاقة ومن عندهم سلطة تشكيل الحكومة. لا أريد جوائز ترضية وهو قالها بمعنى فليوافق العماد عون. حقوقنا نريدها وأنا عندي مفهوم لممارسة الديمقراطية والأنظمة أكثر من غيري لأنني إبن مؤسسة تلتزم بقوانين وانضباط معيّن. من قال إن الديمقراطية ليس فيها انضباط. الديمقراطية ليست فوضى بل فيها توزيع أدوار وحفظ حقوق. عندي حقوق أريدها وما يرضيني هو أن أنالها.

س: كيف تعلّق على ما قاله جعجع بالنسبة لحقائب المالية والعدل والإتصالات؟

ج: أنا لا علاقة لي معه وأتحدث مع الرئيس المكلف، فإذا سمع منه فليبلغني رأيه.

س: هل أنتم مع صيغة إبقاء القديم على قدمه وماذا تقولون للبنانيين الذين انتظروا خمسة أشهر لتأتي حكومة شبيهة بالسابقة مع تعديلات طفيفة؟

ج: أنا مع تأليف الحكومة البارحة وليس اليوم لكن وفقًا لمعايير تحفظ الحقوق. حين أُتَّهَم بأنني أنا عرقلت أعرض وجهة نظري على الرأي العام. كل احتفظ بحقوقه أو بالوزارات التي كانت معه إلا أنا الوحيد الذي تطالني المداورة وأنا الأقل أقدمية في كل الوزارات. غيرنا بقي عشر سنوات ونحن لم نكمل العشرة أشهر ويجب أن نطبق المداورة. أنا الوحيد الذي من حقي أن أحتفظ بوزاراتي أقله سنتين أو ثلاثة كي أكمل البرنامج الذي بدأته وعلى الباقين جميعهم أن يطبقوا المداورة.

س: هل بتّم قريبين من تأليف الحكومة؟

ج: قد تتألف الحكومة هذا المساء أو لا. هذا يرجع إلى إرادة الذي يؤلفها لأن المواقف واضحة ولا تقبل الإجتهادات. وكلما اقتربنا من الجدية وبات القرار ضروريًا التزمت بالصمت كي لا أحرج نفسي ومن قبالتي.

س: ألا تريد أن تفشل الرئيس المكلف كما قال الوزير الفرنجية "ممنوع أن نفشل الرئيس المكلف؟"

ج: قبل الإنتخابات كنا نقول إذا فزنا بالأكثرية سنؤلف حكومة وحدة وطنية. من هو الأكثر تمثيلاً للسنّة في لبنان؟ سيكون سعد الدين الحريري. فلو كانت الأكثرية معنا كنا سنؤيّده لأنه الوجه السني الأكثر تمثيلاً ويمثّل 70% من السنّة. وعندما نتحدث عن المشاركة والتمثيل العادل لا يجوز أن نختار غيره. وعند تأليف الحكومة معه يجب أن نتعاون ليكون عملها منتجًا وبنّاءً. هذه كلها تهم تضليلية يطلقها من لا يتحلّون بروح المسؤولية أو يظنّون أننا سنتصرّف مثلهم. لكننا لن نتصرّف مثلهم ونحن نفتّش عن الإستقرار في لبنان. مواقفي السياسية لماذا أخذتها وعاكست كثيرين؟ كي لا ينعزل أحد ويجبر على أن يدافع عن نفسه بقوة سلاحه. بات هناك توازن في البلد كي نحافظ على الإستقرار فهل نخسره بلعبة سياسية؟ نريد تمثيلاً عادلاً وسليمًا لكل الشعب اللبناني.

س: اللقاءات في بعبدا هل يمكن أن تحسم موضوع الحكومة؟

ج: نأمل أن تكون كل الإجتماعات إيجابية.

س: هل الخيارات اليوم للخروج من الأزمة هي بين جيد وسيء أو سيء وأسوأ؟

ج: ما من عمل بحد ذاته فيه مطلق السوء أوالخير. التعامل مع الحدث يجعله سيئًا أو جيدًا، المهم ماذا يريد من الحدث يتعاملون معه؟

س: ما مدى نسبة رجوعكم الى الوراء وانسحابكم من هذه الحكومة خصوصًا أن هناك قواعد تطرحونها شائكة عند المعارضة والموالاة؟ وأقطاب من المعارضة تعودوا أن تكون الحكومة هكذا؟

ج: هذا لم ألاحظه من أقطاب المعارضة ونحن متضامنون. المهم أننا عندما نشكو من وضع يجب أن يتحسن أقله أن تحصل بداية تحسّن وليس أن يكون ثبات في الماضي بل تحوّل نحو المستقبل.

س: هل سنشهد فتح ملفات الفساد بموافقة كل الأقطاب؟

ج: فتحنا ملفات ونريد أن يلبي القضاء وسنفتح ملفات أخرى.

س: كيف ترى مواقف سيسون اليوم والحديث عن نزع سلاح حزب الله وإشعال حرب في لبنان؟ هل من تخوّف من تصعيد أمني في لبنان؟

ج: ألم يشبعوا في أفغانستان وباكستان واليمن ومقديشو وأثيوبيا والسودان وتشاد؟ أهذه الفوضى الخلاقة وولادة الشرق الأوسط الجديد؟

س: من المسؤول عن التوتر الأمني في الجنوب؟ المقاومة اليونيفيل أو الجيش اللبناني؟

ج: كل المسؤولين عن الأمن مسؤولون لأنهم تركوا الحدث يقع ولا يضبطون الفاعل. القوى الشرعية المتمثلة بالجيش واليونيفيل المنوط بها هذا العمل. إذا ضبط التحقيق أو التقصي الفاعل نعرف من يحمل مسؤولية الذنب. فهناك المسؤولية المعنوية أي الأجهزة الأمنية والمسؤولية الجزائية أو الفاعل الذي لم يُحدَّد بعد.

س: ما الإقتراحات حول بدائل حقيبة الإتصالات؟

ج: لن أتحدث عن ذلك على الهواء وهناك جدول وضعناه.

س: هل اللقاء مع الرئيس المكلف سيكون حاسمًا؟

ج: عندما يجدّ جديد سنلتقي.

النائب الجميل انضم الى الوفد الكتائبي في واشنطن

29/10/2009

وطنية- تابع الوفد الكتائبي زيارته الى العاصمة الاميركية واشنطن وعقد مؤتمرا مع عدد من الباحثين في مراكز الدراسات المتخصصة بقضايا الشرق الأوسط ومسؤولي الادارة الأميركية وتمحور البحث عن عملية السلام في الشرق الاوسط ودور لبنان في المنطقة وكيفية حمايته من اي تداعيات قد يتعرض لها في ظل الوضع المتقلب في منطقة الشرق الاوسط.

وقام رئيس الجمعية اللبنانية - الاميركية الدكتور شربل موسى بإدارة النقاش وترأس الحوار النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سليم الصايغ بمشاركة النائبين فادي الهبر وسامر سعاده، وناقش المؤتمرون ورقة عمل تقدم بها حزب الكتائب عن المواضيع الاساسية التي تهم لبنان، واهمها كيفية تأمين الاستقرار الداخلي وتطور عملية السلام والعلاقات مع سوريا ووضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وكيفية حماية حقهم في العودة الى ديارهم وتحويل لبنان الى مركز للحوار بين الحضارات، إضافة الى تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما ال 1559 و 1701. وقد عرض الوفد الكتائبي وجهة نظر الحزب من مجمل القضايا التي طرحت على بساط البحث وكذلك الدور التاريخي للكتائب في تركيز أسس الدولة اللبنانية وتدعيم مفهوم الديموقراطية في المؤسسات الشرعية وعملها على تمتين ركائز المؤسسات الشرعية ومساعدة الدولة على بسط سلطتها على كامل اراضيها من أجل ضمان استعادة لبنان لموقعه الريادي ودوره كمساحة حوار. كما جرى بحث في القضايا المطروحة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وأهمية التوصل إلى حل للصراع بشكل عادل ودائم يحفظ للجميع حقهم ويمنع قيام اي تسويات على حساب لبنان. وقد انضم الى الاجتماع مساء منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي من المتوقع ان يتابع مع الوفد الكتائبي جولاته التي من المقرر ان تشمل عددا من المسؤولين في الكونغرس الأميريكي. وقد أقام المؤتمرون حفل عشاء لتكريم الوفد الكتائبي تحدث في خلاله الدكتور صايغ عن اهمية الصداقة اللبنانية - الاميركية والقيم المشتركة التي تجمع الشعبين اللبناني والاميركي وتعلق اللبنانيين كافة بمبادىء الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان وضرورة إبقاء لبنان كأولوية في الملفات الدولية ولا سيما الاميركية منها.

خطة إسرائيلية من شقين تستهدف مراكز قيادية لحزب الله ومواقع للحرس الثوري

29/10/2009/الانباء

يقود كل من غابي اشكنازي وبنيامين نتنياهو حلفا لتنفيذ مخطط عسكري امني بهدف توجيه ضربات متتالية لكل من ايران ومراكز اساسية لحزب الله في لبنان، ويقوم كل من نتنياهو واشكنازي وطواقم امنية سياسية بتحرك سري بهدف ادخال الولايات المتحدة وحلف الاطلسي كعامل حماية في هذا المخطط.

وسربت في اوساط اسرائيلية العديد من الاشارات عن ان هناك تحركات سرية مكثفة تقوم بها قيادات عسكرية اسرائيلية في عواصم دول اعضاء في حلف الاطلسي، وبعض دول آسيا الوسطى، ويشرف على هذه التحركات مباشرة رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي ويشارك في هذه التحركات طواقم لجان تنسيق امنية خاصة شكلت في العامين الاخيرين بين اسرائيل ودول عربية ايضا، خاصة في منطقة الخليج، يحملون معهم الخطة العسكرية التي يحاولون تمريرها لدى دول مؤثرة في حلف الاطلسي والادارة الاميركية، وفيما يلي الخطة من بندين:

الاول: شن هجمات متتالية ومكثفة على مراكز اساسية في ايران قد تكون للحرس الثوري وليس بالضرورة المفاعل النووي.

الثاني: الاعتداء على جنوب لبنان وضرب مراكز لحزب الله ترصدها اسرائيل منذ فترة وهي عبارة عن مراكز قيادية وغرف عمليات محصنة تحت الارض ومستودعات ذخيرة. وتفيد المعلومات المسربة بأن الخطة وضعت من قبل الطاقم الاستراتيجي الامني والعسكري الاميركي ـ الاسرائيلي بموافقة نتنياهو واشراف اشكنازي، وقد تمت دراسة الخطة وتمت مناقشتها وتم الاتفاق عليها، وانه تم رفعها الى الادارة الاميركية، وتقوم قيادات عسكرية اسرائيلية على اعلى المستويات بتسويقها في بعض الدول لتشكيل اصطفاف داعم لهذه الخطة ومشارك فيها.

وبحسب المعلومات المسربة، فإن اللقاءات التي عقدها رئيس الاركان الاسرائيلي اشكنازي مع القيادات العسكرية في كندا واميركا وبريطانيا وفرنسا والمانيا جاءت لهذا الغرض، في حين التقى وفد عسكري ايطاليا رفيع المستوى في تل ابيب قيادات عسكرية اسرائيلية منتصف الشهر الجاري، وهناك تنسيق عال بين روما وتل ابيب الى درجة دعم ايطاليا الكامل للمخططات الاسرائيلية وبشكل خاص ضد حزب الله، في حين رفضت تركيا مجرد مناقشة هذه المسألة مع اسرائيل، وابلغت تل ابيب انها ترفض ان تستخدم قواعدها واجواؤها في العدوان على ايران، وقالت المصادر ان اسرائيل طلبت من الدول التي التقت بمسؤوليها القيادات العسكرية الاسرائيلية الموافقة على الخطة دون الاعلان عن ذلك، ونقلت المصادر عن دوائر استخبارية اوروبية ان طواقم امنية اسرائيلية تنقلت في الاسبوعين الاخيرين في عدد من القواعد العسكرية الفرنسية والبريطانية في المنطقة وبعض هذه القواعد اقيمت حديثا، واكدت ان لقاءات امنية عقدت مؤخرا في مدن بشمال اسرائيل بين ضباط اسرائيليين وضباط من دول مشاركة في قوات اليونيفيل دون ان تتسرب تفاصيل عن هذه اللقاءات.

في السياق نفسه، قالت المصادر ان القيادة الاسرائيلية اعدت تقريرا سيحمله معه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارته المرتقبة الى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر لجمعيات يهودية بشمال اميركا، وسيطرحه على الادارة الاميركية في اطار السعي لمشاركة واشنطن في الخطة العسكرية العدوانية على حزب الله وايران.

الرئيس سليمان: قريباً جداً أوقّع والحريري حكومة ميثاقية

يتحدّث الرئيس سليمان عن علاقة وطيدة بسوريا، مستمدة أيضاً في بعض جوانبها من علاقة شخصية تربطه برئيسها

لا تدخّل خارجياً في الأزمة الحكوميّة

ديموقراطيتنا ميثاقيّة، لا توافقيّة

على نقيض ردود الفعل المتبادلة بين الموالاة والمعارضة، يبدو رئيس الجمهورية ميشال سليمان أكثر ارتياحاً إلى قرب تأليف حكومة الوحدة الوطنية. مطمئن إلى الحوار والتفاوض الدائر بين الطرفين، وإلى الطريقة التي يدير بها الرئيس المكلف سعد الحريري جهود التأليف، وخصوصاً مقدار انفتاحه على خصومه

نقولا ناصيف

بكثير من الارتياح ينظر رئيس الجمهورية إلى تعاونه المرتقب مع الحريري على رأس السلطة الإجرائية. يقول لـ«الأخبار» إن التنسيق بينهما دائم. ورغم أن المشاورات رهن نتائجها، فإنها «كانت ممتازة مع توسيع الرئيس المكلف دائرة الحوار كي يشمل الجميع تقريباً».

يقول أيضاً: «انفتاح الحريري على المعارضة شكّل أول أساس لأدائه المقبل كرئيس للحكومة. وهذا الأمر يتخطى كل الجدل الحاصل حول الحقائب وعددها وتوزيعها والتنازلات التي ترافقها».

ومع استمرار الشكوك في عجلة حكومة الوحدة الوطنية يضيف سليمان أنّ «تأليفها قريب جداً. في وسعي القول إن الخلاف لم يعد سياسيّاً، بل أصبح إداريّاً. لا أوافق القول إن الأزمة الحكومية فتحت الباب على أزمة نظام. لكن ذلك لا يعني أن نظامنا لا تعتريه شوائب وثغر من الضروري تصحيحها في الوقت المناسب، بعدما لمسنا من خلال تجربة الأعوام المنصرمة من تطبيق اتفاق الطائف أن ثمّة ما يعوق آلية الحكم والعلاقات بين المؤسسات. هذا يعني أنها تحتاج إلى تصحيح، لا نحتاج بالتأكيد إلى نظام آخر لأننا لسنا في أزمة نظام. ولا أحصر الأمر بثغر في صلاحيات رئيس الجمهورية، بل أيضاً في جوانب أخرى من عمل مجلس الوزراء. نظامنا كما نصّ عليه اتفاق الطائف ميثاقي، واتفقنا على أن يكون كذلك. المناصفة بين المسيحيين والمسلمين أحد وجوه الديموقراطية الميثاقية التي نعيش في ظلّها وتمثّل دعماً رئيسياً لوحدتنا الوطنية. أنا لا أتحدّث عن ديموقراطية توافقية، ولا عن ديموقراطية عددية، بل عن ديموقراطية ميثاقية ألححت عليها في عدد من خطبي عندما تكلمت مراراً عن الشرعية الميثاقية. نصّت عليها الفقرة «ي» من مقدمة الدستور عندما نزعت الشرعية عن أي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. وهي القاعدة الأهم في دستورنا، بل في انبثاق مؤسساتنا الدستورية كلها، ومؤسساتنا الوطنية حتى. الميثاقية هي روح الدستور. لذا لا أتكلم إلا عن حكومة وحدة وطنية».

يقود هذا الموقف الرئيس إلى التأكيد «أنني والرئيس المكلف لن نوقّع إلا حكومة وحدة وطنية ميثاقية. نحن متفقان تماماً على هذا الخيار الذي أعدّه اقتناعاً عميقاً، وأتوقع حصول ذلك قريباً جداً».

مسحة التفاؤل بقرب حلّ الأزمة الحكومية يقرنها بإبراز دور السلطة الإجرائية الجديدة، وهو «بناء المؤسسات والإصلاح. لا بناء للمؤسسات من دون الإصلاح، والمشاورات والحوارات المسهبة التي يجريها الرئيس الحريري مع المعارضة لا تقتصر على توزيع الحقائب، بل تتناول كذلك سبل السير في الإصلاح في المرحلة المقبلة. لا أحد يقول إنه ضد الإصلاح، إلا أن كلاً منهم يريده على طريقته. مفاد ذلك أن الإصلاح قاسم مشترك يلتقي حوله الموالون والمعارضون».

❞انفتاح الحريري على المعارضة شكّل أول أساس لأدائه المقبل كرئيس للحكومة❝يقول الرئيس: «البلد ممتاز. والأزمة الحكومية التي نشهدها اختبار لنا، لأن أحداً لا يمكن أن يصدّق أن تأخير تأليف الحكومة يؤدي إلى تخريب الديموقراطية. ليس صحيحاً ذلك. الأزمة الحكومية اليوم أبسط بكثير ممّا كانت. كانوا يقولون إنها أزمة سياسية أو أزمة نظام. أنا أراها أزمة إدارية، وليس أكثر من ذلك، لأن الجميع يتحدّث بالطريقة نفسها، وهي سبل توزيع الحقائب. أنا أقول إن لبنان في خير وإنه متعاف. الحالة جيدة. كذلك الأمن. لا سبب إذاً للقلق ممّا يحدث، لأن ما نعيشه اليوم سبقتنا إليه دول كثيرة كانت تواجه أزمات حكومية، وأحياناً حل مجلس النواب أكثر من مرة. طبعاً كنت أفضّل أن لا يطول تأليف الحكومة إلى هذا الوقت. لكن ما يحصل ليس نهاية العالم. كل فريق يتحدّث في خطابه السياسي عن مبرّرات مواقفه ومطالبه، ويقول إنها لمصلحة لبنان ومصلحة الدولة، ولا أحد من هؤلاء يقول إنه يولي مصلحته الخاصة على المصلحة العامة، بل يقول أيضاً إن لديه برامج وقدرات وخططاً من أجل تنفيذها كي يحصل على ما يطالب به. لذلك لا أستطيع اتهام أي طرف لبناني بأنه يعمل ضد مصلحة الدولة. في أحسن الأحوال يراعي مصلحته السياسية والمصلحة العامة، ولا يعلن أن مصلحته تتناقض مع مصلحة الدولة. في المقابل، الطرف الآخر، من هذه الجهة أو تلك، يتهم منافسه بالعمل ضد مصلحة الدولة. في هذه الحال لا أصغي إلى ردود فعل كهذه، ولا يمكنني التعويل على مثل هذا الوصف وهذه الشعارات. الكل في الغالب يقول إنه يريد حكومة وحدة وطنية وبناء الدولة والمؤسسات. حسناً، ما دام الأمر كذلك، فلنترجمه».

دور رئيس الجمهورية

لكن رئيس الجمهورية لا يوافق الرأي القائل إن الأزمة الحكومية عطّلت دوره وصلاحياته، ولا ما يشاع في بعض الأوساط عن أن الأزمة حيّدت الرئيس عن أي جهد من أجل المساهمة في إيجاد الحلّ. يلاحظ أن إشاعة هذا المناخ في الشارع تنطوي على مزيد من التضليل لأن «دور رئيس الجمهورية موجود وفاعل وإن لم يُتح لكثيرين تلمّسه، ولأن على رئيس الجمهورية الاضطلاع بدور الظلّ من أجل إنجاح الجهود». يقول سليمان: «في كل مراحل تأليف الحكومة، منذ التكليف الأول حتى اليوم، لم يغب لحظة دور رئيس الجمهورية. صحيح أن موقعه التوافقي يحول دون إبرازه، بيد أن ذلك لا يحجب حقيقة أنه اضطلع بالفعل بدور حاسم منذ أول خطوة سلكتها مراحل التأليف، وتحديداً مذ وُضعت معادلة 15+10+5 لتحديد توزيع المقاعد بين الموالاة والمعارضة، مروراً بالتشبّث بحكومة وحدة وطنية ثم الموقف من توزير الخاسرين في الانتخابات. نحن الآن في المرحلة الأخيرة ممّا بقي من تفاصيل التأليف حول حقيبة أو اثنتين عالقتين. لرئيس الجمهورية دور في هذه المرحلة رغم أن الدستور ينيط الاستشارات والمشاورات بالرئيس المكلف. هل عليّ أن أذكّر بأن رئيس الجمهورية واكب مرحلة التأليف في أدقّ تفاصيلها مع الكتل الأساسية في المجلس؟ طبعاً ليست مسؤوليتي توزيع الحقائب في مرحلة التأليف والمشاورات. في وقت لاحق أجلس مع الرئيس المكلف ونعمل معاً على تأليف الحكومة وفق ما ينصّ الدستور. الصمت الذي أحاط بدور رئيس الجمهورية هو سرّه. لست استعراضياً ولا طرفاً مع فريق سياسي ضد آخر، كي أجهر بكل ما أفعل. جمعت الرئيس المكلف والعماد عون، واجتمعت في ما بعد بالعماد عون، والتقيت النائب وليد جنبلاط، وأجتمع باستمرار مع الرئيس نبيه برّي. كذلك ألتقي النائب سليمان فرنجية وحزب الله. اجتماعات متلاحقة لكي نصل إلى الساعات الأخيرة التي نحن على أبوابها الآن. هل أذكّر باتصالي بالرئيس بشار الأسد قبل القمة السعودية ـــــ السورية في دمشق، ثم بعدها؟ وعندما تقرّرت القمّة ثم انتهت بما انتهت به عن لبنان كان مفتاحها معي. لرئيس الجمهورية دور دائم، وهو ليس ممّن يبحثون عن دور في الأزمات».

جردة عهد بناء الثقة

وعندما يُقال له إن الناس ربما لا يعرفون تفاصيل كهذه، يجيب: «عندما يطلب الناس من رئيس الجمهورية دوراً ما، فهذا يعني أنهم يثقون به وبما يمكن أن يقوم به. عامل الثقة بيني وبين الناس هو أول ما استعنت به عند انتخابي، وهو أول شعار طرحته للعهد، وهو الشعار الذي أوتي ثماره في سنة وخمسة أشهر من عمر العهد. البعض يقول إن العهد لم يبدأ، والبعض الآخر يقول إنه لا أحد يريده أن يبدأ. أنا أقول إن العهد بدأ فعلاً وأثمر. في وسعي الآن أن أجرد مغزى شعار العهد، وهو إعادة الثقة بلبنان ودولته، وهذا ما يقتضي المحافظة عليه لا إرساءه فقط:

❞لسنا في أزمة نظام رغم شوائب تعتريه وينبغي تصحيحها❝أولاً، العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا، وهي خطوة تاريخية أدّت إلى تثبيت علاقات جديدة بين البلدين قائمة على الثقة والتعاون واحترام كل من البلدين استقلال الآخر وسيادته. الجميع يعرف أن علاقتي بالرئيس الأسد قديمة، لكن قلة تعرف أنه قال لي أكثر من مرة إن بلاده ترغب في إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وبناء قواعد جديدة بين البلدين. طبعاً هناك فضل كبير لمن أسهم في تحقيق التبادل الدبلوماسي بين البلدين، كذلك فإن الظروف المحلية والإقليمية ساعدت بدورها. إلا أن ما حصل لا يمكن مقاربته إلا على أساس أنه خطوة بالغة الأهمية بمقاييسها السياسية والتاريخية والجغرافية، وأيضاً الكيانية بالنسبة إلى لبنان. أسمع أحياناً مَن يقول: وماذا يسع السفير أن يفعل؟ في كل دول العالم ماذا يسع السفراء أن يفعلوا؟ ماذا يفعل أي سفير للبنان في أي بلد في العالم؟ نعرف اليوم أن علاقات الدول بعضها ببعض أصبحت مباشرة، ولا تمر بالسفراء الذين اقتصرت أو تكاد أدوارهم على المسائل الإدارية والبروتوكولية. في الواقع فَقَدَ السفير دوره السياسي كالسابق. الأمر نفسه بالنسبة إلى الدول الكبرى. ماذا تستطيع السفيرة الأميركية في لبنان ميشال سيسون أن تفعل عندما تريد الإدارة الأميركية مناقشة مسألة مع لبنان؟ لا تعتمد عليها، بل على اتصالات مباشرة معي ومع الحكومة اللبنانية، أو توفد مسؤولين أميركيين إلى هنا لهذه الغاية. العلاقات الدبلوماسية أعادت الثقة بين لبنان وسوريا، وأعادت الثقة بالدولة اللبنانية خصوصاً.

ثانياً، عضوية لبنان غير الدائمة في مجلس الأمن عامي 2010 و2011، وهي خطوة بالغة الأهمية أيضاً لكوننا سنجلس إلى أهم طاولة قرارات في العالم. ستجعل عضويتنا هذه كل الدول ملزمة التحدّث معنا سواء صوّتنا معها أو ضدها أو امتنعنا عن التصويت. لكننا أصبحنا جزءاً من قرارات مجلس الأمن في السنتين المقبلتين. نحن نمثّل مجموعة كبيرة في مجلس الأمن، ما يحمّلنا مسؤولية مزدوجة هي قضايا لبنان وقضايا العرب، وسننطق باسمها إلى الطاولة وندافع عن مصالحها. لكن عضويتنا تعني أيضاً ثقة المجتمع الدولي بنا كدولة سيُصغى إلى رأيها، ومسؤولة عن الأمن والسلام في العالم. إنه دور آخر وحتمي للبنان.

ثالثاً، بعدما كنا نقول لبنان باريس العرب في الثقافة والسياحة، وكنا نقول إنه سويسرا الشرق، استرجعنا موقعه هذا كمركز مالي. مراراً كرّرت ذلك في جولاتي على الدول سعياً إلى إعادة لبنان إلى الخريطة المالية، بعد إعادته إلى الخريطة السياسية والدبلوماسية. هل ينبغي أن أذكّر هنا بموجودات المصارف الخاصة ومصرف لبنان واحتياطي الذهب، وقد بلغت حتى الآن أرقاماً قياسية؟ وهل ينبغي أن أذكّر بأن لبنان أصبح أولى الدول المتقدّمة في اجتذاب السياحة؟ ألا يعني ذلك كله استعادة الثقة بهذا البلد؟

رابعاً، عودة الانفتاح على لبنان ونظرة الاحترام إلى دولته. وهل يقتضي أن أذكّر بأنه، في كل قضية إقليمية أو لبنانية، تأتي الوفود الدولية لتتحدّث إلينا مباشرة وتصغي إلى وجهة نظرنا؟ فلنقس ذلك بالوفود الغربية وجهود السلام والتسوية التي تجعل من بلدنا إحدى محطات تلك الجولات كي يقال للبنان إنه بات في الإمكان الثقة بدوره. كانوا سابقاً يتحدّثون مع أفرقاء لبنانيين أو مع دولة معنية بالوضع اللبناني. اليوم يحاورون رئيس لبنان وحكومته. ألا يُعدّ ذلك مؤشر استعادة الثقة بالدولة؟

خامساً، تدفّق السياح على لبنان وخصوصاً المغتربين اللبنانيين، وأخصّهم الذين هاجروا منه قبل عقود طويلة وعادوا إليه هذا الصيف. قابلت وفوداً منهم ولمست عن قرب دوافع عودتهم إلى وطنهم الأم. لا أودّ مناقشة ما يمكن أن يكونوا قد أنفقوه في لبنان، لكن ما سمعته دلّ على ثقتهم به. يجعلني ذلك كله أضفي على العهد شعار استعادة الثقة. أو فلنقل عهد بناء الثقة بلبنان. قطعنا شوطاً كبيراً، ولا يزال أمامنا الكثير. لكن المهم المحافظة على هذه الإنجازات بالتزامن مع بناء المؤسسات. في اعتقادي أن بناء الدولة يرتكز على بناء الثقة. الآن ينتظرنا بناء المؤسسات».

منصّة الجنوب

ولا يخفي الرئيس قلقه ممّا حدث ليل الثلاثاء بإطلاق صاروخ من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل، لكنّه يعتبر هذا العمل «ذريعة لإسرائيل كي تستمر في انتهاك السيادة اللبنانية، وترجمة فورية لما قالته من أنها ستتمادى في نشاطها الاستخباري في لبنان بسبب وجود حزب الله. بالتأكيد إطلاق الصاروخ من لبنان يصبّ في مصلحة هذا الهدف الإسرائيلي، ومنفّذه عميل إسرائيلي. لذا لا أستبعد أن تكون إسرائيل وراء إطلاقه. مسؤولية إسرائيل هي أحد الأسباب وأهمها. عوض اللجوء إلى ردّ الفعل لتبرير انتهاكها السيادة اللبنانية، أعتقد أن على إسرائيل معالجة المشكلة الرئيسية المتمثلة باعتداءاتها على القدس وغزة ورفضها حق العودة، وإمعانها في بناء المستوطنات، وإعطاء الحقوق لأصحابها».

بيد أنه يؤكد التزام لبنان قرارات الشرعية الدولية، وخصوصاً القرار 1701 الذي يعتبره «في خير، في ظلّ التنسيق بين الجيش والقوة الدولية». يقول الرئيس أيضاً: «لسنا منصّة لخرق القرارات الدولية. قلت ذلك في أثناء زيارتي الأخيرة للجنوب، وشدّدت على أننا لن نسمح لأيّ طرف، أياً يكن، بخرق قرارات الشرعية الدولية».

سوريا

❞رئيس الجمهورية كان حاضراً وفاعلاًً في كل مراحل التأليف❝يتحدّث سليمان عن علاقة وطيدة بسوريا، مستمدة أيضاً في بعض جوانبها من علاقة شخصية تربطه برئيسها: «لم تنقطع علاقتي بها، حتى في أحلك الظروف التي مرّت بها علاقات البلدين، إضافة إلى أنني والرئيس الأسد نلتقي على مقاربة مشتركة للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي والأزمات الإقليمية والتضامن العربي الذي عملت له بلا تردّد. هل أذكّر بجهود لبنان لمصالحة سوريا والسعودية؟ مراراً تحدّثت مع الملك عبد الله، وكذلك مع الرئيس الأسد، وجعلت لبنان جسر تواصل بينهما إلى مصالحتهما في الكويت في كانون الثاني الماضي. كان موقفي في قمّة الدوحة حينذاك في صلب المحافظة على التضامن العربي، من خلال رفضي التخلي عن المبادرة العربية للسلام. لم يكن كل الزعماء والقادة العرب في قمّة الدوحة، واعتبرت التخلي عن المبادرة التي أطلقتها قمّة بيروت بمثابة التخلي عن نصف القادة والزعماء العرب وقطع جسر التواصل بينهم. كان هذا الموقف سبيلاً كي نعود جميعاً إلى الاجتماع في قمّة الكويت التي كرّست المصالحة السعودية ـــــ السورية».

ولا يؤيد رئيس الجمهورية القول باتساع وطأة التدخّلات الخارجية في لبنان.

يبسّط المشكلة كي يبدو الحلّ أكثر بساطة: «يدخل الهواء البارد على لبنان مقدار ما نفتح الأبواب أمامه ونشرّعها. طبعاً هناك أنماط أخرى من التدخّلات أعدّها إيجابية شأن الاستثمارات ودعم الاقتصاد اللبناني والمساعدة في بناء المؤسسات والتعاون مع الخارج. أما ما أنكره وينكره معي اللبنانيون، فهو إتاحة المجال أمام تدخّل في شؤوننا ومشكلاتنا التي نقدر أن نجد لها، في ما بيننا، الحلول المناسبة».

لكن الرئيس يجزم بأن لا تدخّل خارجياً في الأزمة الحكومية، ويعزو تأخير التأليف إلى عقبات داخلية أكثر منها خارجية: «طبعاً لا يمكننا نفي تأثير أزمات المنطقة على بلدنا. الأمر الذي يقتضي إبعاد هذا التأثير بحدّ أدنى من التضامن لتخفيف وطأة التداعيات. غالباً ما ردّدت أن علينا الاستفادة من إيجابيات التحوّلات في المنطقة لا من سلبياتها ونزاعاتها. قلت ذلك للمرة الأولى في بداية العهد، ولا أزال أصرّ على تجنيب لبنان وزر نزاعات المنطقة».

أزمـة إداريّـة أكثر منها سيـاسيّـة

الأخبار/29/10/09 أجرى رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، مساء أمس في قصر بعبدا، محادثات رسمية مع رئيس منظمة فرسان مالطا الأمير ماثيو فستينغ تناولت العلاقات التي تربط بين لبنان والمنظمة في ميادين عدة أبرزها المجالات الإنسانية والاجتماعية. وبعد لقاء سريع، وتبادل الأوسمة، عقد لقاء لبناني ـــــ مالطي موسع، رحب خلاله سليمان بضيفه، مشيراً إلى أن لهذه «الزيارة معنى أساسياً، وخصوصاً لجهة الدور الإنساني والعالمي الذي تقوم به المنظمة ذات السيادة والمساعدات الإنسانية والاجتماعية التي قدمتها ولا تزال إلى الشعب اللبناني في مختلف الظروف التي مر بها لبنان».

من جهته، شكر رئيس المنظمة للرئيس سليمان حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن «لبنان مصدر إلهام لأنه يمثّل رسالة عيش مشترك للعالم». وفي ختام المحادثات الموسعة، وقّع وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ عن الجانب اللبناني، ورئيس وزراء المنظمة وزير خارجيتها جان بيار مازيري اتفاق تعاون بين حكومة الجمهورية اللبنانية ومنظمة فرسان مالطا يهدف إلى «دعم التعاون الإنساني والصحي بين لبنان والمنظمة، وإلى تسهيل هذا التعاون وتنويعه وتنميته في مختلف المجالات».

وكان الرئيس سليمان قد استقبل أمس المشاركين في الملتقى السعودي ـــــ اللبناني الخامس في حضور وزير التجارة والصناعة السعودي عبد الله بن أحمد زينل علي رضا. ورأى رئيس الجمهورية خلال اللقاء أن «الأزمات السياسية تحصل في معظم دول العالم، لكنها لا تعطل النظام الديموقراطي»، لافتاً إلى أن «المسألة الحكومية الراهنة في لبنان باتت تصح تسميتها أزمة إدارية أكثر منها سياسية، وخصوصاً أن الجميع توافقوا على شكلها وعدد الحقائب الأساسية فيها، وبات النقاش حول حقيبة أو اثنتين والبدائل الموازية لها، في وقت لم تتوقف الدينامية السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد، وهذا أمر جيد». وإذ كشف أن «انتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن لعامي 2010ـــــ2011 يؤكد الثقة الدولية به، فإنه أكد أن ذلك يحمل الجميع على التعاطي معنا بصرف النظر عن موقفنا الذي سيكون لمصلحة بلدنا أولاً والمصلحة العربية ثانياً». وشدد الرئيس على «أننا سنؤدي دورنا كاملاً في مجلس الأمن ونبدي رأينا بالتفاهم مع أشقائنا العرب الذين نمثلهم». وأبدى ارتياحه إلى «نجاح لبنان في تجاوز الأزمة المالية العالمية واستعادة مركزه المالي، ومردّ ذلك أيضاً إلى الثقة العربية».عدد الخميس ٢٩ تشرين الأول ٢٠٠٩

وليامز زار جعجع وأبدى قلقه لتأخير تأليف الحكومة: آمل ان يقدم كل الأفرقاء اللبنانيين التسويات لدفع التأليف قدما

تكرار الحوادث في الجنوب سيؤدي الى أخطار اضافية لا نستطيع تحملها

وطنية - التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم في معراب، ممثل الامين العام الامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في حضور مستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري. ووصف وليامز اللقاء الذي استغرق نحو ساعتين ونصف ساعة، ب"الجيد". وقال: "كانت مناسبة ناقشنا خلالها المستجدات في لبنان والمنطقة. كما ركزنا على مسألة تشكيل الحكومة الجديدة والتأخير الذي أخذته منذ الانتخابات النيابية في 7 حزيران المنصرم". واذ أعرب عن قلق الأمم المتحدة حيال هذا التأخير، أمل أن يقدم كل الأفرقاء اللبنانيين التسويات الضرورية لدفع عملية التشكيل قدما". ورحب "بسياسة الحوار المفتوح" خلال الأسبوع الفائت، متمنيا أن "يساهم ذلك في ايجاد حل في وقت قريب". وقال أنه أطلع جعجع على "التقرير المقبل حول القرار 1701 والمشاورات التي سيجريها مجلس الأمن في العاشر من تشرين الثاني المقبل"، لافتا الى انه "سيتوجه الى نيويورك في غضون عشرة أيام لهذه الغاية".

وردا على سؤال، أبدى وليامز ارتياحه حيال المحادثات التي "تشمل كل الأحزاب المصرة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأترك لها الخوض في التفاصيل". وعن التوترات الامنية في جنوب لبنان، قال: "نحن قلقون حيالها باعتبار انه في الثلاثة اشهر الماضية حصلت حوادث امنية عديدة مثل حادثة اطلاق الصاروخ منذ يومين وحادثة اطلاق الصواريخ في 11 أيلول الماضي، فضلا عن أحداث خربة سلم في تموز ثم حادثة طيرفلسيه"، محذرا من "وقوع اصابات أو سقوط قتلى جراء هذه الحوادث مما سيفاقم التوتر بشكل دراماتيكي". اضاف: "لقد مر ثلاثة أعوام على حرب تموز، والى الآن نجحنا في تهدئة النفوس ومرت الأمور على ما يرام، ولكن تكرار مثل هذه الحوادث سيؤدي الى أخطار اضافية لا نستطيع تحملها".

إرجاء دعوى النائب العماد عون على ورثة الرئيس الهراوي الى 21 ك1

وطنية - أرجأت هيئة محكمة المطبوعات المؤلفة من القضاة الرئيس روكز رزق والمستشارتين نوال صليبا ورؤى حمدان النظر في دعوى النائب العماد ميشال عون على ورثة الرئيس الياس الهراوي، بجرم القدح والذم عبر كتاب الرئيس الهراوي "عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة"، الى 21/12/2009 للنطق بالحكم بعدما ترافع وكلاء الفريقين.

وقد حضر عن العماد عون المحامي وليد داغر وعن ورثة الرئيس الهراوي المحاميان سليم عثمان والنقيب ميشال اليان، وعن روي الهراوي حضر المحامي جوزيف البستاني وكانت جلسة اليوم مخصصة للمرافعة.

لقاء الاحزاب": لارسن يلعب دورا مشبوها وعلى مندوب لبنان في مجلس الامن المطالبة بإقصائه

وطنية - عقد لقاء الأحزاب والقوى اللبنانية والشخصيات الوطنية اجتماعه الدوري في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، ناقش خلاله آخر المستجدات وأصدر بيانا دان فيه "التدخل الفظ والوقح لناظر القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن في الشؤون الداخلية اللبنانية" ورأى ان "مطالبة لارسن بحل "حزب الله"، تكشف دوره الإسرائيلي المشبوه، وسعيه الدائم إلى تشويه الحقائق، والنيل من شرعية المقاومة وحقها في امتلاك السلاح لمقاتلة الاحتلال، والتعمية على الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واستمرار العدو الصهيوني باحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية. من هنا فان اللقاء يدعو مندوب لبنان في مجلس الأمن الدولي الذي يمثل المجموعة العربية، إلى مطالبة المجلس بإقصاء لارسن عن مهامه".

وتوقف اللقاء "أمام حدث إطلاق صاروخ كاتيوشيا من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة، وعثور الجيش اللبناني و"اليونيفيل" على 4 منصات صواريخ في حولا. ورأى ان الجهة التي تقف وراء هذا الأمر هي جهة مشبوهة، وتستهدف من وراء إطلاق الصاروخ محاولة التشويش على المقاومة والجيش اللبناني من جهة، ومن جهة أخرى إعطاء المبرر لاستمرار إسرائيل في خروقاتها وانتهاكاتها للأراضي اللبنانية، بعد انكشاف مواصلة خرقها للقرار 1701 عبر أجهزة التنصت التي زرعتها بين بلدتي حولا وميس الجبل".

وتمنى اللقاء ان "يتم الإعلان عن ولادة حكومة وحدة وطنية في الأيام القليلة المقبلة، على القاعدة التي تؤمن المصلحة الوطنية وبما يؤدي إلى تحقيق اتفاق واقعي ومتوازن مع تكتل "الإصلاح والتغيير" ثاني اكبر كتلة برلمانية". واذ اكد اللقاء "دعمه لمطالب المعارضة المحقة والتي تستند إلى تمثيلها البرلماني، دعا الرئيس المكلف سعد الحريري إلى إيجاد الحلول المتوازنة والاستفادة من الدعم الإقليمي والدولي لتشكيل حكومة إنقاذ وطني" وعدم إضاعة الفرصة، لمصلحة بعض المتضررين الذين يسعون إلى وضع العراقيل لحسابات فئوية ضيقة".

اجتماع للجنة اللبنانية -السورية للنظر في قضية المفقودين في 7ت2

وطنية - حددت اللجنة اللبنانية - السورية المشتركة يوم السبت في 7/11/2009 موعدا جديدا لاجتماعاتها في جديدة يابوس على الحدود اللبنانية - السورية، للنظر في قضية المفقودين والمسجونين في السجون السورية. وكانت اخر الجلسات بين اللجنتين اللبنانية والسورية عقدت قبل عيد الفطر الماضي وتوقفت بسبب الاعياد. اشارة الى ان اعضاء اللجنة اللبنانية هم: المدعي العام الاستثنائي في بيروت القاضي جوزيف معماري، قاضي التحقيق في بيروت القاضي جورج رزق، العميد الركن في قوى الامن الداخلي سامي نبهان والعقيد الركن في الجيش اللبناني غابي القاعي.

الوزير صلوخ استقبل مدير المكتب الاقليمي ل"الاونروا"

عمار الموسوي: تقرير رود-لارسن منحاز ويحتوي على مغالطات كثيرة

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ مدير المكتب الاقليمي ل"الاونروا" في بيروت سلفاتوري لومباردو، ترافقه المستشارة القانونية آنا سيغال، والمحامية ريتا شبلي، وجرى البحث في الجوانب التنظيمية والقانونية التي ترعى عمل "الاونروا" في لبنان.

الموسوي

ثم التقى الوزير صلوخ المسؤول عن العلاقات الخارجية في "حزب الله" عمار الموسوي الذي قال بعد اللقاء ردا على سؤال عن رد "حزب الله" على الاتهامات الاسرائيلية بأن الحزب هو من يطلق الصواريخ في اتجاه اسرائيل وهو من يخرق القرار الدولي 1701: "هذه اتهامات فيها افتراء، وهي كاذبة، حتى ان بعض المسؤولين الاسرائيليين أكدوا أن هذه الصواريخ ليست من طرف "حزب الله"، ونحن نملك الشجاعة للقول إننا فعلنا كذا اذا ما فعلناه. هذه محاولة من العدو للتغطية على الكثير من الاتهامات اليومية التي تمارس بحق لبنان في الارض وفي السماء، وفي الوقت نفسه لا بد من الاشارة الى ما كان أدلى به المندوب الاسرائيلي في اجتماعات الناقورة حول إصرار اسرائيل رسميا وعلنا على التجسس على الاراضي اللبنانية بحرا وبرا وجوا، وبحجج ومزاعم مختلفة، وبالقول ان هذا الامر لا يمثل انتهاكا للقرار 1701، بل إن هذا من وجهة نظرنا، ويجب أن يكون من وجهة نظر العالم كله، انتهاكا صارخا للقرار 1701، وهذا برسم المجتمع الدولي ليواجه ولو مرة واحدة بحزم هذه الانتهاكات وهذا الاصرار على ممارستها، وقد ناقشنا هذا الامر مع معالي الوزير صلوخ الى جانب قضية التقرير المتعلق بالقرار 1559 والذي يناقش في مجلس الامن. وقرأنا انحيازا سافرا في هذا التقرير، ومن أعده، أي تيري رود-لارسن، معروف بخلفياته، وهو شخص يفترض أنه أصبح خارج الخدمة الفعلية، وبالتالي فالمطلوب ان تتوقف مثل هذه الافتراءات والترهات التي تجري باسم المجتمع الدولي. إن هذا القرار يحتوي على الكثير من المغالطات، وينظر الى الاحداث بعين واحدة، لا يلمح ولا يلحظ اي خروق إسرائيلية ولا يركز على هذه الخروق والانتهاكات التي هي بالمئات، بل بالالاف منذ وقف العمليات العسكرية في 14 آب عام 2006، لذلك، إذا كان لا بد للامم المتحدة ولمجلس الامن ان تكون لهما الفاعلية والتأثير في الاحداث، فالمطلوب التوازن في التعليق على الاحداث والتوازن في القرارات، لا ان تتحول هذه المنابر الدولية الى منابر تنبض باسم السياستين الاميركية والاسرائيلية".

سئل : هل تعتقدون ان اسرائيل تجد ذريعة لشن حرب جديدة على لبنان، أم أنها تقوم بتوتير الوضع في الجنوب للالهاء عن تشكيل الحكومة في الداخل؟

اجاب: "في ما يتعلق بشن الحرب، هذه قضية أكبر من ان توفر ذريعة. إن اسرائيل لديها الكثير من الاسباب لتشن حربا، ولكن أن تشن اسرائيل حربا فهذا يحتاج الى قناة لدى القيادة العسكرية والسياسية فيها. وإن أي حرب تشنها سوف تكون ذات نتائج تعود لمصلحة العدو، وحتى هذه اللحظة الاسرائيليون يدركون ان اي حرب في المستقبل لن تكون نزهة ولن تأتي بنتائج ايجابية، بل ستكون نتائج هذه الحرب شبيهة بنتائج حرب تموز ان لم تكن أسوأ بالنسبة الى الكيان الاسرائيلي، وبالتالي هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنع الاسرائيليين من القيام بأي مغامرة".

الرئيس سليمان عرض مع الوزير ارسلان الوضع الحكومي واستقبل السفير الايطالي والنائبين حرب والحوت وقائد الجيش

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره اليوم مروحة ملفات شملت مواضيع سياسية واقتصادية وأمنية وديبلوماسية.

الوزير ارسلان

فقد عرض الرئيس سليمان مع وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان تطورات الوضع الحكومي والاتصالات الجارية على هذا الصعيد، إضافة الى عمل وزارته.

نواب

واستقبل كلا من النائبين بطرس حرب وعماد الحوت، وتناول معهما الاوضاع العامة على الساحة.

قائد الجيش

واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاوضاع الامنية في البلاد وخصوصا المراحل التي بلغتها التحقيقات في موضوع الصاروخ المشبوه الذي أطلق من الاراضي اللبنانية منذ يومين وكذلك الصواريخ التي وجدها الجيش وكانت معدة للاطلاق وعمل على تعطيلها.

حاكم مصرف لبنان

وعرض رئيس الجمهورية مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة للأوضاع النقدية في البلاد والتدابير التي يتخذها المصرف لإستمرار حماية النقد الوطني والحفاظ عليه.

سفير ايطاليا

وزار بعبدا، سفير إيطاليا لدى لبنان غبريال كيكيا الذي تناول معه الرئيس سليمان العلاقات الثنائية بين البلدين والتحضيرات لزيارة الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو لبيروت مطلع الشهر المقبل.

الرئيس الفخري للطيران الدولي

واستقبل الرئيس سليمان الرئيس الفخري للمنظمة الدولية للطيران المدني اسعد قطيط ومعه ممثل لبنان في المنظمة الدولية القاضي سليمان عيد، حيث تم اطلاع رئيس الجمهورية على عمل المنظمة في تجاوز قطاع الطيران الازمة المالية العالمية، اضافة الى النجاح الذي حققه طيران الشرق الاوسط في هذه السنة.

اليونيفيل" أقامت نقطة مراقبة في بلدة العديسة لمراقبة ما يجري على الجانب الاسرائيلي

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية علي داود، ان الكتيبة الاسبانية العاملة في إطار القوة الدولية المعززة في الجنوب أقامت نقطة مراقبة ثابتة في أول بلدة العديسة لمراقبة ما يجري على الجانب الاسرائيلي، وهي النقطة الثانية للكتيبة المذكورة على الحدود. واشار الى ان الكتيبة الاسبانية اقامت منذ حوالي الشهر نقطة مراقبة على عبارة كفركلا - بوابة فاطمة الى جانب نقطة ثابتة ايضا للجيش على البوابة. من جهة ثانية قام وفد من القوة الدولية المعززة مزود بخرائط بزيارة الى بوابة فاطمة على الحدود حيث عاين السياج الشائك.

لقاء الانتماء": للمواجهة الحضارية مع العدو الاسرائيلي

وطنية - اعتبر "لقاء الانتماء اللبناني" أن اسرائيل تريد باقتحامها الحرم القدسي، "تقوية الحركات المتأسلمة في الأراضي الفلسطينية من اجل نسف عملية السلام". وذكر "الانتماء" في بيان اثر اجتماعه الأسبوعي بأن "للقدس أهمية أكبر بكثير من أهميتها المحلية، كونها ترمز الى كل الديانات السماوية"، مشددا على أن "اقتحام الحرم القدسي جريمة مستهجنة لا تجيزها مبادىء اي ديانة سماوية، لأن الديانات السماوية لا تتعاطى بهذه الروحية، بل على أساس أن الانسان يحترم أخاه الانسان ومقدساته". ولاحظ "الانتماء" أن "هذا الاقتحام يأتي في ظل مناخ عالمي ضاغط على اسرائيل لكي تقدم التنازلات المطلوبة لصالح الفلسطينيين، وهو تاليا يهدف الى عرقلة السلام، والى تعميق الفجوة من خلال تشنيج النفوس وتأزيم الواقع على الأرض".

ورأى "الانتماء" أن "اقتحام الحرم القدسي يثبت ان ثمة تقاطع مصالح بين كل الحركات المتطرفة التي تدعي انها تعمل تحت عباءة دينية انما هي في الواقع بعيدة كل البعد عن جوهر الدين، ويظهر بوضوح أن هذه الحركات يغذي بعضها بعضا". وشدد "الانتماء" على أن "ليس أمام اللبنانيين والعرب خيار سوى المواجهة الحضارية مع العدو الاسرائيلي، ولا يمكن أن يتوصلوا الى استعادة حقوقهم الا من خلال هكذا مواجهة".

أضاف "صحيح أن المواجهة الحضارية قد لا تعطي نتيجة سريعة، لكنها الطريقة الوحيدة لنا، نحن اللبنانيين والعرب، لكي نستعيد حقوقنا، ولنا في ذلك مثال حي هو نموذج جنوب افريقيا البيضاء التي كانت مدعومة من المجتمع الدولي كله، لكن السود تمكنوا، من خلال المقاومة الحضارية التي قاموا بها بحكمة وقيادة نلسون مانديلا، من ان يقلبوا المعادلة، وينهوا نظام التمييز العنصري، ويستعيدوا حقهم في الحكم". وخلص "الانتماء" الى أن "على جميع الحركات التي تدعي انها مقاومة، وهي في الحقيقة تقاوم العلم والحداثة والتطور، أن تعرف ان وجودها لم يعد مفيدا، بل بالعكس اصبح سلبيا لشعوبها، ويشكل هدية مثالية لصالح العدو الاسرائيلي".

الوزير ماروني: مقتنع أن العماد عون ينفذ سياسة خارجية

وطنية - أكد وزير السياحة ايلي ماروني في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" اليوم أنه "يجب ان يكون هناك حكومة للبنان. لقد بات الجميع، وعلى رأسهم الرئيس المكلف، يخشى من تحديد موعد لإعلان هذا التشكيل نظرا للعراقيل المفاجئة التي تصادف أي إيجابية. وأعطى رئيس الجمهورية الأزمة بعدا داخليا بمنأى عن البعد الخارجي فسماها أزمة إدارية لكنها بحاجة الى علاج. لا نستطيع أن نقول هناك حكومة قبل ان يصدر مرسوم، صرنا نخاف ان نتفاءل لأننا في كل يوم نتفاجأ بشيء جديد".

وقال الوزير ماروني:"أنا مقتنع أن العماد عون ينفذ سياسة خارجية، أما الرئيس المكلف فأعطى كل إمكاناته وقدم كل الإقتراحات ليقلع بالسفينة، ولكن العماد عون يعطي لنفسه الحق ويتجاوز حقوق الآخرين. لقد كان في السنوات الماضية يطالب بمبدأ عدم توزير الخاسرين، ثم أعطى لنفسه الحق بتغيير هذا الكلام. ثم تحدث عن مبدأ المداورة وهو ينطلق اليوم من مبدأالتمسك بالحقائق وهو ينسى أو يتناسى اننا خضنا الإنتخابات على اساس فريقين ولم نخض الإنتخابات على اساس النسبية ليتم توزيع الحقائب حسبما يريد، والرئيس المكلف كان كريما جدا بعطاءاته للعماد عون وكاد هذا الأمر يتسبب بإشكالات مع حلفائه. لكننا تجاوزنا هذا الأمر من أجل انجاح مهمة الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة لكن العماد عون كان في كل مرة يفاجئنا بشيء جديد، اول يوم يريد الإتصالات ويريد العدل ويريد كل الأمور التي من شأنها عرقلة تشكيل الحكومة. وأنا مقتنع أن الأزمة غلاف داخلي لأزمة خارجية".

وعما يقوم به رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية من اتصالات بين العماد عون والرئيس المكلف قال:"إنه يحاول القيام بعمل ما وتسهيل مهمة الرئيس المكلف، لكن أخشى أن يثير الأمر حفيظة العماد عون ويعرقل من جديد لأنه لا يريد أن يفاوض أحد غيره ولا أقتنع أنه يريد ان يبيع هذا الموقف للوزير فرنجيه".

ورأى الوزير ماروني أن "المشكلة عند الفريق الآخر وفي دمشق وفي طهران"، مبديا رفضه "إبقاء القديم على قدمه بعد أزمة استمرت خمسة أشهر".

وقال:"من حق الشعب اللبناني معاقبة المسؤولين الذين عرقلوا تشكيل الحكومة والذين تجاوبوا مع المعرقلين وطالب الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في حال عدم التجاوب الى تشكيل حكومة تكنوقراط او من الأقطاب وان يوقع عليها رئيس الجمهورية لأن البلد بحاجة الى حكومة والى قرار وعليهما اتخاذ هذا القرار".

ولدى سؤاله عما حصل في الجنوب قال:" ما من شيء يحصل في لبنان صدفة، فهو محاولة لجر لبنان الى معارك هو بغنى عنها وهذا ما كنا نرفضه دائما لأننا نريد ان نكون شركاء في قرارات السلم والحرب وليس عليهم قيادتنا الى المجهول دون ان يكون لنا رأي بذلك لذلك ما حصل هو رسالة بأن الجميع قادر على التخريب".

روجيه عزام وقع كتابه "الحقيقة" في جبيل

وطنية - وقع الكاتب روجيه عزام كتابه "الحقيقة" في المنتجع السياحي اده ساندس- جبيل، في حضور مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو ابو كسم ممثلا المطران بشاره الراعي، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، رئيس حزب السلام اللبناني روجيه اده، وحشد من المدعوين. استهل حفل التوقيع بمؤتمر صحفي تحدث فيه المؤلف عن مضمون كتابه، فاشار ال ان "لبنان تعرض على مدى 170 عاما من الحروب الى استغلال القوى الخارجية لشرائح طوائفه المتعددة من اجل تحقيق مآرب لا تتصل بالمصلحة اللبنانية ولا سيما حروب 1840- 1860 وحرب 1985 وحروب 1975"، واوضح ان "الحروب على لبنان لم تكن حروبا اهلية بل كانت مظاهر حروب اهلية مفتعلة" ، واعتبر ان كتابه "يعطي صورة واضحة وتفسيرية على الاحداث التي جرت على ارض لبنان وفي حق شعبه".

مكتب لبنان للجامعة الثقافية في العالم طالب بالعودة اليه في إصدار بيانات تخص الجامعة

وطنية - صدر عن مكتب لبنان للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم البيان التالي: "أصدر إيلي حاكمه الرئيس العالمي السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورئيس اللجنة المكلفة متابعة الحوار مع اللجنة الرسمية التي كلفها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان درس أوضاع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بيانا أوضح فيه ما أصدرته اللجنة المشكلة بقرار من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ والمكلفة درس أوضاع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مساء الثلثاء 27 تشرين الأول 2009 عن المؤتمر العالمي السادس عشر للجامعة الذي عقد أخيرا في مكسيكو وما صدر عنه، وجاء فيه التوضيح التالي:

1- إن اللجنة الرسمية المكلفة درس أوضاع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تم تشكيلها بقرار من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الذي نجل ونحترم، ولكن بمبادرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لذا أرسلنا صبيحة يوم 26 تشرين الأول 2009 إلى فخامته كونه رأس هرم الدولة رسالة بالفاكس نعلم فخامته فيها إن المؤتمر العالمي السادس عشر إلتأم وانتخب بالإجماع السيد عيد الشدراوي رئيسا عالميا خلفا للسيد إيلي حاكمه منعا للدخول في أي فراغ قانوني حسب النظام الداخلي للجامعة ولكن الهيئة العامة قررت بالإجماع متابعة الحوار الذي كان قد بدأ في إشراف اللجنة الموقرة.

2- في ما يخص تحديد تاريخ 30 آذار2010 كحد أقصى لإنعقاد المؤتمر التأسيسي الثاني، كان ثمة قلق وتخوف لدى المؤتمرين في مكسيكو من عدم انعقاد المؤتمر في هذا التاريخ لسبب أو لآخر فنقع في فراغ.

3 - نؤكد إتفاقنا على جميع بنود المخطط التوحيدي الذي توصل إليه الحوار والمذكورة في البيان ما عدا بند واحد ألا وهو "إعتبار الهيئتين التنفيذيتين الحاليتين للجامعة بما فيها الأمانة العامة هيئة تنفيذية موحدة تدعو إلى المؤتمر التأسيسي الثاني الموحد" لأننا إتفقنا على أن تنسق الهيئتين في ما بينهما للتوصل إلى عقد مؤتمر تأسيسي ثانٍ ينتج عنه هيئة تنفيذية موحدة بما فيها الأمانة العامة.

4- عندما إقتربت نهاية ولاية السيد إيلي حاكمه قمنا بإعلام اللجنة الرسمية الموقرة أن الهيئة العامة للجامعة ومنعا للدخول في فراغٍ قانوني ستلتئم في مؤتمر عام وستنتخب رئيسا جديدا خلفا له كما قمنا بدعوة جميع أعضاء اللجنة الموقرة لحضور هذا المؤتمر. لذا نحن نستغرب أسف اللجنة الموقرة تجاه ما قمنا به نتيجة الإرادة الإغترابية علماً أن دورها توحيدي وتنسيقي بين الجهتين المعنيتين، ويقضي بإحترام هذه الإرادة الإغترابية. مع تأكيد إحترامنا لكل أعضاء اللجنة وتقديرنا لهم، وتصميمنا لمساعدتهم - وهو ما أعلناه في جلسة قبل انتخاب الرئيس الشدراوي عبر تكليف لجنة لمتابعة الحوار تضم مَن بدأه - للتوصل إلى تقريب وجهات النظر والإتفاق في أقرب وقت ممكن.

وختاما نأسف لأن اللجنة الموقرة قد لجأت إلى الإستنكار عبر نشر هذا البيان في الإعلام بدل الرجوع إلينا من خلال إعلامنا به شخصيا رغم أننا أبلغناها مسبقا بكل خطواتنا مبررين ذلك بأسمى الأسباب وهي إحترام النظام الداخلي للجامعة. ونتمنى على اللجنة الموقرة عدم نشر أي بيان في الإعلام يخص موضوع الحوار مع جامعتنا".

الرئيس الجميل: البلد لا يحتمل المماطلة ويهمنا تشكيل حكومة فاعلة

ثمة محاولة لوضع اليد على الدولة وابقاء المؤسسات معطلة ومشلولة

وطنية - اوضح رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" "أن الوفد الكتائبي يقوم بزيارة تشاور في واشنطن للاطلاع على اخر التطورات لاسيما في الظرف الذي يعيشه الشرق الاوسط". لافتا الى أن هذه "الزيارة كانت مقررة قبل الازمة الحكومية الراهنة وهي تدخل من ضمن الحركة الانفتاحية التي يقوم بها الحزب على الصعيد الديبلوماسي والدولي وهو يجري اتصالات على مستوى عال لدعم الدولة اللبنانية ولتشجيع اميركا لاتخاذ مواقف بناءة لمصلحة لبنان". وقال: "ان الشعب اللبناني يتمنى، لا بل يطالب بتشكيل الحكومة قريبا لأن البلد لم يعد يحتمل المماطلة"، ولفت الى انه "على رغم ورود معلومات تبشر بولادة الحكومة الا ان لا شيء حسيا ولا شيء مؤكدا بعد في هذا الاطار". ودعا الى "عدم الاستهتار بالشروط والشروط المضادة"، مبديا " خشيته من الامعان في تعطيل المؤسسات لهدف ابعد من موضوع الازمة الوزارية".

ورأى "أن ثمة محاولة لوضع اليد على الدولة وابقاء المؤسسات معطلة ومشلولة، او محاولة لوضع اليد على مفاصل اساسية سياسية كانت أو امنية، "كأن انقلابا زاحفا بدأ منذ سنوات ويستمر لوضع اليد على المؤسسات ذات الطابع الامني والسياسي وتوجيه البلد في اتجاه يتضارب مع المصلحة الوطنية العليا".

اضاف:"لا احد يقتنع في لبنان انه يمكن تعطيل مسيرة الدولة بسبب حقيبة واحدة او وزير واحد". واعتبر انه "من الواضح وجود ابعاد اوسع من ذلك وتضارب مصالح خارجية على حساب مصلحة لبنان". وقال:" يستكمل المخطط تدريجا عبر شل المؤسسات وتعطيلها ووضع الشروط التي تؤدي الى تنازلات مستمرة على حساب الوطن وليس على حساب مصلحة فريق معين". وشدد على "ان ما يهم حزب الكتائب هو تشكيل حكومة فاعلة"، مشيرا الى للكتائب دورها في هذا الوطن ووجودها في الحكم لا يرتبط بأعداد وانما بفعاليتها على العمل وتأدية دورها على صعيد الحكم تحقيقا لاهدافها الوطنية".

اضاف" خضنا معارك ضارية من اجل الحرية والاستقلال وقيام الدولة.لذلك من المفترض ان يكون لنا دور وازن في الحكومة لنقوم بدورنا الوطني."

وبالنسبة الى البيان الوزاري، جدد التأكيد على " رفض المساومة على المواضيع السيادية، "إذ يستحق البلد ان يكون سيد امره وان ينجز سيادته كاملة وان تكون القرارات السيادية مثل قرار السلم والحرب والتفاوض الديبلوماسي مناطة بالمؤسسات الدستورية والشرعية اللبنانية، اضافة الى تمكن الدولة اللبنانية من بسط سلطتها على اراضيها كافة." معتبرا "أن هذا حقا بديهيا لكل دولة إذ لا سيادة من دون تحقيق هذا الشرط". ولافتا الى "أن التساهل حول هذه المواضيع يعني خيانة الوطن والاستهتار بالسيادة ومستلزماتها".

وعما اذا كانت الكتائب تقبل بوزارة السياحة فقط، اشار الى "ان حزب الكتائب لم يدخل منذ البداية في تفاصيل التمثيل الكتائبي مع الرئيس المكلف".

اضاف:" موقعنا الكتائبي معروف وقد بحثنا الامر مع الرئيس المكلف ويبقى ان يأخذ القرار المناسب لمصلحة البلد، وعلى ضوء ذلك نتخذ المواقف التي ترضي الضمير ومصلحة الحزب التي نعتبرها لمصلحة لبنان."

وعن تمسك الاكثرية بوزارتي العدل والاتصالات قال:" لا نتمسك بهما بسبب مصلحة ذاتية ولكن نعتبر ان ثمة استحقاقات في البلد ومنها المحكمة الدولية التي كان من الصعب تحقيقها اضافة الى أن بعض الاطراف اراد نسفها وتعطيل مسيرتها، وهي تحتاج الى اتخاذ قرارات وطلب استدعاء والقيام بتحقيقات... فإذا كانت وزارة العدل بيد فريق من نيته تعطيل عمل المحكمة عندها يمكنه من خلال هذه الوزارة عرقلة عملها".

اضاف:" أما بالنسبة الى الاتصالات، هناك بعد اقتصادي لها إذ انها اهم وزارة تؤمن مدخولا للدولة اضافة الى مشاريع متعلقة ب"باريس- 3" . لذلك من المفترض ان تتكيف هذه الادارة مع المجموعة الداعمة. وهناك بعد امني متعلق بالرقابة. من هنا نخشى ان تصبح بعض الادارات تحت سيطرة جهات مما لا يخدم مصلحة لبنان".

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 29 تشرين الاول 2009

النهار

يشيِّع أحد حلفاء سوريا أن القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه لن يصدر في المدى المنظور لأن القاضي دانيال بلمار مريض ويجري البحث في تعيين خلف له.

تساءل مرجع سياسي في مجلس خاص عن مدى قدرة المراجع الرسمية والحزبية في الجنوب على تحمّل "فكرة" الصواريخ المجهولة المصدر وعدم معرفتهم بها وعن مدى اقتناع الناس بذلك.

قال الرئيس حسين الحسيني إن من حسن حظ لبنان أن عدوى التكتل المذهبي لم تنتقل الى الطائفة المسيحية وتحديداً الى الموارنة.

السفير

تردد أن أحد مراجع الأكثرية أبلغ أكثر من جهة تنصله من المواقف التي أعلنها أحد حلفائه مؤخراً.

وصف أحد أقطاب المعارضة أسلوب رئيس الحكومة المكلف بأنه "شبيه إلى حد كبير بأسلوب والده، خاصة عندما يتوسع في الأرقام والتفاصيل".

تنكّر لصوص بزي أمني رسمي و"صادروا" حوالى 10 دراجات نارية من أحدث الموديلات من أصحابها!

المستقبل

ذُكر أن موعد جلسة انتخاب أعضاء اللجان النيابية الذي حُدد في الخامس من تشرين الثاني المقبل هو موعد نهائي وغير قابل للتعديل بمعزل عما قد تتوصل إليه الاتصالات الجارية بشأن تشكيل الحكومة.

نائب سابق لم يفقد الأمل في إنشاء إطار مذهبي يعوّضه فشله في الانتخابات النيابية زار أمس شخصية سياسية سبق أن رفضت مشروعه، طالباً مباركة الخطوة في حال إصرار الأخير على عدم المشاركة المباشرة في تأسيس الإطار المذكور.

تنظر أوساط "معارضة" ب "قلق" إلى الدور الذي يلعبه نائب شمالي على الصعيد الحكومي.

صدى البلد

توقع نائب سابق ان تكون خلافات داخل 8 آذار من اسباب عدم تشكيل الحكومة.

يعيب مقربون من العماد عون عليه غياب الحسم عن خطابه السياسي بمعنى انه "دخل نادي المتحدثين من اجل الحديث فقط".

شبّه احد الوزراء المصالحة بين التقدمي والقومي بالمصالحات بين الفصائل الفلسطينية خصوصا بين فتح وحماس.

اللواء

أبلغت عاصمة ذات تأثير من يعنيه الأمر إقليمياً، انها ليست بوارد ممارسة <مَونة> على معارض لبناني، استناداً إلى تجربة سابقة، لم تكن موفقة!·

اعتذر نائب من تيّار كبير من ثلاث محطات تلفزة في يوم واحد، التزاماً بقرار رئيس التيار عدم التعليق على التطورات·

تهدف دعوى أقيمت مؤخراً لوضع آلية قانونية لطلب استعادة مسؤول سابق رفيع إلى بلاده من الخارج·

المطلوب تنسيق بين المطران والمرجع العسكري

لم تكد تمضي عدة ساعات على بشارة راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، بأن رئيس ((تعاونية ماء الزهر)) في بلدة مغدوشة المهندس في شركة طيران الشرق الأوسط جوزيف صادر على قيد الحياة، بعد اختطافه وهو على طريق مطار رفيق الحريري الدولي متوجهاً إلى مقر عمله في الشركة يوم 12/2/2009، حتى قرأنا في صحيفة ((النهار)) يوم 21/10/2009 حديثاً منسوباً لمرجع عسكري يقول فيه رداً على سؤال حول مصير صادر نفسه: ((ليس لدينا أي معلومات عن اختفاء المواطن جوزيف صادر)) مضيفاً: ((فتشنا عميقاً في هذا الملف، ولم نجد وللأسف شيئاً، ونتصل بكل القوى والفاعليات التي يمكن أن يكون لها علاقة بالملف، ولم نتوصل بعد إلى شيء نطمئن به العائلة)).

بطبيعة الحال، لأن المرجع العسكري يملك معلومات أكثر مما يملك المطران الحداد، فإن من حق عائلة صادر ألا تطمئن لأن العسكري لم يتوصل بعد إلى شيء يطمئنها، لكن من حق راعي الأبرشية التي تنتمي إليها كنيسة مغدوشة وجوزيف صادر أحد رعاياها ورعاياه، أن يطمئن العائلة أي أن يواسيها أي أن يصبّرها على ما تقول العامة لتستطيع تحمل بلواها في غياب رجلها منذ أكثر من ثمانية أشهر.

((الشراع)) نشرت بعد خطف صادر بعدة أيام ان حزب الله اعتقله بتهمة الانتماء إلى شبكة تجسس صهيونية اعترف عنها معتقل آخر لدى الحزب من آل الفقيه تورط مع العدو منذ كان عاملاً في فرنسا إلى ان عاد لمباشرة مهمته في منطقة النبطية وانه ضم صادر إلى شبكته فتم اعتقاله!

ميشال عون نفى بعد فترة تورط صادر في أي أمر واعداً بالعمل على إطلاق سراحه ((قريباً)).. وها قد مضت ثمانية أشهر وما زال مصير صادر موزعاً بين ما لا يطمئن وبين انه على قيد الحياة.

حزب الله لم يعلق على اي من الاخبار التي نشرت عن صادر وعن اعتقاله له بتهمة التجسس لا نفياً ولا تأكيداً، ولم يرد على ميشال عون، أو لم يتجاوب معه، والدليل ان عون سكت عن مصير المواطن المسيحي المخطوف عند حليفه.

وتفسير قول المرجع العسكري ((انه بحث عميقاً في الملف وأجرى اتصالات مع مختلف القوى والفعاليات ولم يتوصل إلى شيء يطمئن به العائلة)) يعني نفياً لوجود صادر عند حزب الله.. كما عند غيره.

تحرك عائلة المخطوف وزملائه في الشركة لاعتصام وإضراب رمزي أمام مكاتبهم وفي بلدته مغدوشة وفي درب السيم يظهر أكثر من الضيق.. انه الخوف على المصير.. كما انه اليأس من وصول البحث عن مصير الرجل إلى طريق مسدود.. وآخر الدواء الكي أي النـزول إلى الشارع على الأقل في بلدة المخطوف.

فلماذا لا يكشف مصير جوزيف صادر؟ وهل يخشى الخاطفون الحديث عن مصيره وعن سبب اعتقاله؟ وممَ الحرج؟ إذا كان أحد في لبنان لا يجرؤ على المطالبة المباشرة للخاطفين بكشف مصير هذا المواطن اللبناني؟ هل هو الحرج من عدم تصغير عون أمام جمهوره المسيحي؟

فإذا كان صادر جاسوساً لماذا لا يسلم إلى السلطة القضائية اللبنانية للتحقيق معه وإصدار ما يلزم بحقه؟ وإذا كان بريئاً فلماذا لا يطلق سراحه بعد ان تولى الخاطفون التحقيق من قبلهم؟

هذا إذا سلم أي عاقل أو منطق بأن هناك من يملك غير السلطة اللبنانية حق اعتقال أي كان بأي تهمة كانت وإخفائه وتجهيل مصيره بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على خطفه في وطنه.

ترى،

ألا يعتبر مصير معتقل أو مخطوف مدني لبناني عند جهاز أمني غير رسمي وغير شرعي مادة تنسيق بين الجيش اللبناني الرسمي وهذا الجهاز غير الرسمي وغير الشرعي، كما يعلن ليلاً نهاراً عن تنسيق بين الجيش و((المقاومة))؟

ألا يستحق تصريح المطران الحداد البحث معه عن مصدر معلوماته، والتنسيق معه لطمأنة العائلة سوية بدل تشتيت آمالها بين الحقيقة والأوهام؟

ألا يحق للجيش مطالبة ((المقاومة)) بمعرفة مصير جوزيف صادر إذا كان جاسوساً، أو بريئاً ثم تسلمه منه بعد ثمانية أشهر من الخطف؟

غير اننا نخشى أن يكون مصير جوزيف صادر مشمولاً بالرعاية التي أظهرها المرجع العسكري حين قال:

((حزب الله لم يعترض الجيش مرة خلال أدائه مهماته في الجنوب، ولا مرة اصطدمنا به))!!! فلمن لم يملك ما يقوله ليطمئن عائلة صادر عن مصيره نطلب منه أن يذكر ان الطيار المظلوم سامر حنا لم يصطدم به العدو الصهيوني ويطلق عليه النار ويلزم مروحيته بالسقوط بالهبوط الاضطراري فوق أرض لبنانية، ويأسر زميله ويسلم أحد عناصره للتحقيق ثم يطلق سراحه

في إيران ارهاب متبادل بين الذين يحمون ويؤسسون ويقاتلون باسم الله، وبين الذين يزعمون انهم جندالله.

والارهاب باسم الله يكبر كلما اراد منتحلو صفة الانتماء الى الله توكيده (أي الانتماء) كما يكبر الاعداء الذين يحاربون جندالله او حزب الله.. او يحاربهما.

كانت حركات التحرير وجبهاته وجيوشه تنتمي الى الوطن سواء بالاسم الجيش الجمهوري الايرلندي، او حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح، او جبهة التحرير الوطنية الجزائرية مثلاً او جبهة تحرير فييتنام.

كما نشأت احزاب تنتمي الى اشخاص ادوا ادواراً عظيمة في بلادهم كما التنظيم الناصري (نسبة الى جمال عبدالناصر) في اليمن او لبنان او سوريا او مصر (الحزب العربي الديموقراطي الناصري).

ونشأت حركات باسم الاسلام او المسيحية في بلاد الشرق والغرب، اظهاراً لانتمائها وتمسكها بالقيم الدينية.

وايا ما ارتكبت هذه الاحزاب او الحركات باسم الاوطان أو حتى باسم الدين او باسم الاشخاص من اخطاء فإن مردودها السلبي في حده الاقصى لن يصل الى الخالق الجبار جل جلاله.. بينما مردود هذه الاحزاب التي تحمل اسم الله (والله وحده قادر على تمييز الغث من السمين والصالح من الطالح، والخير من الشر والعدل من الظلم) يظل في ذاكرة الناس مستحضراً لاسم الله جل وعلا.. فهي دعوة مجانية من هؤلاء الذين يحتمون باسم الله لجعل العداء قائماً بين المتضررين من جرائم هؤلاء وارهابهم.. حزب الله.. جندالله، وبين الخالق الرحمان الرحيم!!

وهذه ليست دعوة لتغيير الاسماء فقط.. بل انها مقدمة لتوصيف الحالة الايرانية التي زرعت حزب الله في لبنان.. مثلما استدرجت جندالله في ايران نفسها.. الاولى تابعة لها والثانية عدوة لها.

فعملية قتل النفس التي قام بها عنصر في ما يسمى جندالله في محافظة سيستان في مقاطعة بلوشستان (احدى قوميات ايران الى جانب الفارسية والعربية والكردية والاذرية والتركية..) هي الثانية التي تلقى هذا الصدى العالي بعد عملية قتل النفس الاخرى التي وقعت في مسجد همدان في المحافظة نفسها، لكنها تفوقت على عملية المسجد رغم انها قتلت مصلين في بيت من بيوت الله، لأنها قتلت هذه المرة، عدداً من كبار قادة الحرس الثوري الايراني الذي يحمي النظام الايراني، بل وكان له وما زال اليد الطولى في انشاء احزاب الله انما تلك التي تنتمي الى مذاهب اخرى غير المذهب الذي يدين به جند الله..

وكنا كتبنا بعد عملية همدان ان ايران تحصد في بلدها ما زرعته في العراق، حين ارسلت جماعة القاعدة.. وهم المؤسسة الام لمثل مجموعات جندالله وغيرها، الى العراق لقتل الشيعة فيه تحديداً.. تحت اسم التطرف المذهبي. لإلزام العراقيين الشيعة باللجوء الى ايران بزعم حمايتهم رغم انها هي التي كانت تهدد وحدة المجتمع العراقي، ووحدة المسلمين فيه بالمشاركة مع النظام السوري الذي ما زال يفتح حدوده لارسال متطرفين سنة لقتل الشيعة في العراق.. وها هم جند الله المتطرفون السنة يقتلون قادة التطرف الشيعي في ايران بل عصبه وآمريه.

وأصول المسألة المذهبية في ايران قومية بحتة، أي هي حركات قومية عربية وكردية وأذرية وبلوشية، تتحرك بين الحين والآخر للتعبير او للمطالبة بحقوقها في الحكم الذاتي او توكيد انتمائها القومي خارج القومية الفارسية التي تشكل عصب الدولة الايرانية ولغتها وجيشها ومشروعها السياسي الشامل.

فمنطقة الاهواز في جنوبي غرب ايران شهدت حركات تحرير عربية ضد السلطة الايرانية في عهد الشاه ثم بعد سقوطه وقد تراوح تأثيرها بين مد وجزر حسب الدعم الذي كانت تلقاه من العراق او سوريا، وآخر اخبار هذه الحركات اقفال الاستخبارات السورية لمكاتبها في دمشق وتسليم قادتها الى السلطات الايرانية التي اعدمت بعضهم وأدخلت الباقي السجون، وكذلك الحال في كردستان حيث حركة جند الحق الكردية التي تقاتل في شمال غرب ايران ضد النظام القائم، واليوم حركة جندالله التي تقاتل في جنوبي شرق ايران..

لكن هذه الاصول القومية تحركت من جديد باسم المذهبية السنية كما حالة جندالله في بلوشستان، لأن النظام الفارسي في طهران اعتمد فلسفة ولاية الفقيه على حساب الدعوات الاسلامية السنية سواء بالخلافة الاسلامية او بالنظام الذي يطبق الشريعة الاسلامية، لاعلاء شأن الشيعة على حساب السنة، وفي مسار تمييز ديني يتخذ الطابع العنصري احياناً حين يمنع في طهران حيث الاقلية السنية الكبيرة انشاء أي مسجد للسنة، بينما يسمح للشيعة بانشاء مساجد كبيرة ومتعددة في كل مناطق القوميات الاخرى رغم طغيان الحضور السني فيها.. ويمنع على السنة الترشح لانتخابات مجلس الشورى الايراني بينما يسمح لليهود والارمن بالترشح الى جانب الشيعة.

اما مسارعة طهران الى اتهام الغرب بدعم عملية جندالله، فهي استمرار لرميها نتائج سياستها على الآخرين، كما حصل بعد انتفاضة الشعب الايراني ضد تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية يوم 12/6/2009 فعملية جندالله بعد انتفاضة شعب ايران وضعتها السلطات الحاكمة وهي كلها تابعة للحرس الثوري نفسه، في خانة المعركة التي يخوضها الغرب لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي، الذي يلقى مشروعها شبه اجماع وطني ايراني خاصة في المناطق الفارسية وهي الاكبر والاهم في الدولة الايرانية.

وسواء كان الدعم الغربي لجندالله صحيحاً او مجرد اتهامات اعلامية ايرانية، فإن الغرب ان صح الاتهام يسقي ايران من الكأس التي الزمته بشربه، في دعمها للقاعدة في العراق، مثلما سمحت لفتح الاسلام ان يسقي الشعب اللبناني من هذا الكأس، وها هي تجرع الكأس المر لليمن كله شعباً وجيشاً ليس بدعمها الحوثيين المتجهين الى التشيع فقط، بل بدعمها لما يسمى الحراك الجنوبي الانفصالي النـزعة السني المذهب (شافعي).

انها الحروب العبثية التي تتصاعد كلما امتلك احدهم قوة غرّارة.. في استهانة بالآخرين، وهي لا تتعلم ان صدى دوي المدافع او الصواريخ قد يكون بداية الرد عليها ليصبح حقيقة بعد الصدى.

حسن صبرا