المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 05 أيلول/2009

إنجيل القدّيس لوقا .17-13:16

ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال». وكانَ الفِرِّيسِيُّونَ، وهُم مُحِبُّونَ لِلمال، يَسمَعونَ هذا كُلَّه وَيَهزَأُونَ بِه. فقالَ لَهم: «أَنتُم تُزَكُّونَ أَنفُسَكم في نَظَرِ النَّاس، لكِنَّ اللهَ عالِمٌ بِما في قُلوبِكم، لِأَنَّ الرَّفيعَ عِندَ النَّاسِ رِجْسٌ في نَظَرِ الله. دامَ عَهْدُ الشَّريعَةِ والأَنبِياءِ حتَّى يوحَنَّا، ومِن ذلكَ الحِينِ يُبَشَّرُ بِمَلكوتِ الله، وكُلُّ امْرِئٍ مُلزَمٌ بِدُخوِله. لِأَن تَزولَ السَّماءُ والأَرضُ أَيسرُ مِن أَن تَسقُطَ نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ الشَّريعَة.

 

عز الدين نهب مليوني دولار من نصر الله و700 مليون من "أموال حزب الله الطاهرة"

 قادة الحزب تقاسموا ممتلكاته بعدما أجبروه على التنازل عنها

"الحرس الثوري" يعزز المراقبة المالية على "حزب الله" بعد انكشاف ثروات قادته الهائلة

"السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية لـ"السياسة", أمس, أن خسائر "حزب الله" بسبب إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين تصل إلى 700 مليون دولار, مؤكدة أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أودع مع أفراد عائلته نحو مليوني دولار لدى عز الدين, الذي اعتقله الحزب قبل 10 أيام وأجبره عنوة على التنازل عن جميع ممتلكاته قبل أن يسلمه إلى القضاء. وأوضحت المصادر أن عز الدين كان يشغل أموال أكثر من أحد عشر ألف مواطن لقاء فوائد شهرية مرتفعة, واستطاع ان يدبر امر تواريه عن البلاد الى خارج الحدود مع عائلته, لكنه عاد كما خرج متخفياً ولكن بمفرده وبقيت عائلته في الخارج, في انتظار ما يمكن أن تؤول إليه التطورات, وبقي على اتصال بزوجته من خلال رقم هاتف خليوي غير مسجل باسمه.

وأضافت ان جهاز الأمن في "حزب الله" بالتعاون مع وزارة الاتصالات من خلال "داتا" المعلومات, استطاع ان يحدد نقطة تواجد عز الدين في الضاحية الجنوبية, فعمد الى خطة دهم سريعة أدت الى إلقاء القبض عليه والتحقيق معه, ومن ثم تسليمه الى السلطات القضائية اللبنانية.

وخلال التحقيق, نجح "حزب الله", عبر ممارسة كل الضغوط الممكنة بما في ذلك تهديده بالتعرض لعائلته, من الحصول على تنازل كامل من عز الدين عن جميع الأملاك التي كانت مسجلة باسمه, وذلك لتغطية ولو جزء بسيط من المبالغ الهائلة المقدرة بما يوازي 700 مليون دولار التي كان يستثمرها الحزب لديه وتبخرت بين ليلة وضحاها ناهيك عن الخسائر الشخصية لقادة الحزب.

واكدت المصادر الخاصة, ان الأملاك والمبالغ التي تم تحصيلها وزعها الحزب بين مسؤوليه وعائلاتهم تعويضاً عن خسائرهم, حيث تلقى كل منهم مبلغاً من المال بشكل نسبي للمبلغ الذي كان يستثمره لدى عز الدين, جازمة بأن مدى وعمق الازمة التي يعانيها "حزب الله" نتيجة إفلاس الأخير أكبر واعمق مما عرف حتى الآن, وان آثار هذه الصدمة سوف تكون بعيدة المدى وتؤثر على مجريات عمل الحزب وعلاقته مع قاعدته الشعبية الشيعية من جهة, ومع ايران الممول الرئيسي لنشاطاته من جهة أخرى.

وأوضحت المصادر ان آثار هذه الصدمة ظهرت أو ستظهر على أصعدة عدة:

الأول: وهو الأصعب ويتمثل بفقدان عدد من كبار قادة الحزب أموالهم الشخصية التي كانت مودعة لدى عز الدين, وفي مقدمة هؤلاء الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي اودع وأفراد عائلته ما يقارب المليوني دولار, ورئيس المجلس السياسي في الحزب هاشم صفي الدين الذي اودع 525 الف دولار, والمسؤول العسكري مصطفى بدر الدين الذي اودع 650 الف دولار, وممثل الحزب في ايران عبد الله صفي الدين الذي اودع 300 الف دولار, ومدير مؤسسة "الشهيد" التابعة للحزب جواد نور الدين الذي اودع 410 آلاف دولار, ومسؤول التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا الذي اودع 150 ألف دولار, اضافة إلى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والنائب السابق أمين شري, وعدد كبير من كوادر الحزب الذين أودع كل منهم ما لا يقل عن 100 ألف دولار, وهو أصغر مبلغ كان عز الدين مستعد أن يتلقاه لاستثماره في مشاريعه.

الصعيد الثاني: فقدان 700 مليون دولار من ميزانية الحزب التي تلقاها من ايران, وكانت مخصصة لتمويل نشاطاته, بما في ذلك رواتب كوادره وأفراده, وتوفير بدل ايجار وثمن البيوت والمخازن التي يستخدمها لنشاطه العسكري, فضلا عن تمويل المؤسسات الاجتماعية التابعة له والمخصصة لتوفير احتياجات عناصره وأفراد عائلاتهم.

الصعيد الثالث: توقع الحزب بتشديد ايران من تعاملها المالي معه, وطلبها مراقبة لصيقة للأموال التي ترسلها إليه, الأمر الذي من شأنه ان يعرقل عمل الحزب ويحول دون قيام كبار قادته بما فعلوه حتى الآن من اقتطاع مبالغ محترمة لحساباتهم الشخصية.

وفي هذا الإطار بدأت تطفو على السطح أقوال منسوبة الى قائد فرقة لبنان في "فيلق القدس" التابع ل¯"الحرس الثوري الايراني" حسن مهدوي بضرورة تشكيل جهاز مراقبة مشترك من الحرس والحزب لمراقبة الاموال, وان تتم ادارة الامور بشفافية تامة بين الطرفين.

ومما نسب لمهدوي ايضاً, الذي فقه الآن سبب معارضة "حزب الله" تدخله في شؤونه, انه لا يعقل ان تقوم ايران بتحويل مئات الملايين من الدولارات سنوياً للحزب, من دون ان يكون لها الحق في معرفة كيف وعلى ماذا يتم صرف هذه المبالغ, مستنكرا حصول قادة الحزب على مئات آلاف الدولارات التي كانوا يستثمرونها لدى عز الدين.

الصعيد الرابع: سوف يضطر "حزب الله" بعد هذه الازمة إلى مواجهة قاعدته الشعبية الشيعية التي ترى للمرة الاولى بوضوح وبشكل لا سابق له كيف استطاع قادة الحزب وفي مقدمهم نصر الله, تكوين ثروات هائلة, وهم الذين وعظوا على مر السنين بنقاء ذات اليد ورفعوا شعارات فارغة حول الأموال الطاهرة, بينما لم يترددوا خفية في سرقة الاموال المخصصة للعامة ولأولئك الذين دمرت بيوتهم وذهبت ارزاقهم في حرب يوليو ,2006 وما سبقها من مغامرات "حزب الله" الفاشلة.

 

مجهلون يطلقون النار على عنصر في قوى الأمن في الهرمل ويردوه

نهارنت/أطلق مجهولون في الهرمل النار على عنصر في قوى الامن الداخلي فأردوه. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام انه عندما كان العنصر في قوى الامن الداخلي محمد نصر الدين يقود سيارته الـ "رينو 12" في ساحة الهرمل مرت بقربه سيارة رانج روفر وأطلق من في داخلها النار عليه فأصابوه، وفارق الحياة على الفور. وقد تم نقل الجثة الى مستشفى البتول. وعلى الأثر، حضرت الى المكان القوى الامنية وتعمل على التحقيق في الحادث. 

 

شمعون لموقع "14 آذار": سوريا تسعى للربط بين الأمن اللبناني والسوري عبر تشجيع حلفائها المطالبة بـ "الداخلية" 

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 ٤ ايلول ٢٠٠٩ :: ناتالي اقليموس ::

رأى النائب دوري شمعون في حديث خاص الى موقع "14 آذار" الالكتروني "انه من الضروري جداً ان تشكل الحكومة قبل مشاركة فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في الجمعية العمومية التي ستعقد في 23 ايلول في نيويورك. كما من المعيب ان يتقدم لبنان بطلب كي يكون عضواً في مجلس الامن وهو عاجز عن تأليف حكومته ". واضاف: "لكن اذا اردنا ان نقرأ بين السطور، فان لهجة الرئيس الحريري الحازمة تشير وكأن الامور ستحسم قريباً".

وتعليقاً على ما ذكره النائب آلان عون "اننا وصلنا الى حائط مسدود"، قال شمعون ممازحاً: "في البداية على آلان ان يتفق مع خاله الجنرال الذي كسر الحائط كما اعلمنا منذ فترة بعد اجتماعه مع الرئيس المكلف!". واعرب شمعون عن دهشته من تمسك التيار الوطني الحرّ بوزارة الاتصالات، "من قال ان تسلموا ادارة هذه الوزارة يوماً انها باتت حقاً حصرياً لهم؟

وفي هذا السياق، رفض شمعون مبدأ المقايضة في ما خص وزارتي الاتصالات والطاقة بالتربية والعمل، فقال: "لست مع هذا الاسلوب قطعاً، من المفترض تسليم الوزارات لمن لديه المعرفة الكاملة والدراية الشاملة بالحقيبة التي سيتسلمها، فالمقايضة اعتبرها تجارة بالمقاعد الوزارية، وهذا ما اعتبره معيباً".

واعتبر شمعون "ان النظام السوري يسعى الى ربط الامن الداخلي اللبناني بالامن السوري من خلال تشجيع حلفائه على المطالبة بحقيبة وزارة الداخلية". واضاف موضحاً: "للاسف ان لسوريا امتداد في لبنان من خلال بعض الاطراف المعارضة، والتي تستخدمها من اجل اعادة الوصاية على لبنان وان بطريقة مختلفة".

وراى شمعون "ان سوريا لا ترغب في ان تتم اي مصالحة بين الغالبية والمعارضة خارج ادارتها، فسوريا تتمنى وتحلم دوماً ان تكون المسيطرة على الاجواء اللبنانية وتسعى الى ان تمسك من جديد زمام الامور سيما في ما خص التعينات في مختلف الادارات ومناصب الدولة". واضاف: "لسوء اللحظ هناك من يسعى في لبنان الى تحقيق حلم سوريا واعادة وصايتها".

اما بالنسبة الى الهجمة على المحكمة الدولية والقضاء، انتقد شمعون "البيان الذي صدر عن المجلس الاعلى للقضاء والرد الذي جاء على اللواء جميل السيد، من المعيب ان القضاء في هذه المعمعة مازال عاجزاً عن اتخاذ بعض القرارات التي كان لابد من اتخاذها".

ورداً على ماجاء على لسان جميل السيد في ما خص "نواب الصدفة" ومن بينهم شمعون، اكتفى رئيس حزب الاحرار بالقول: "لن اجيب على ثرثار مثل جميل السيد، فهو لا يستحق اي تعليق". 

 

كأنه غنيمة حرب

النهار/"زيّان"  

إن لم يبنٍ ربُّ البيت عبثاً يبني البناؤون. إنَّما للبيت اللبناني أرباب لا ربُّ واحد. ومعظمهم شارك وساهم وتسبَّب بتداعي هذا البيت الذي شارفت مقوّماته ومبرّرات تميُّزه في هذه المنطقة القاحلة الإنهيار والتبدُّد. يحزن كثيراً، ويتألم كثيراً، ويأسف كثيراً مَنْ ينظر اليوم الى لبنان الذي كان قبلة الشرق والغرب، ليجده يتخبَّط في سلسلة من المحن والأزمات التدميريَّة، وبقيادة فيالق من أبنائه وممَّن يدّعون القيادة والزعامة زوراً وبهتاناً. أين يا أطلال أولئك الزعماء، أولئك القادة، أولئك الذين كان الوطن الصغير يتكئ على وفائهم وولائهم له اذا ما دهته دهياء؟

لا تندهي ما في حدا. ليس في الميدان سوى هؤلاء الأرباب الذين ينظرون الى لبنان العظيم على انه مجرَّد غنيمة. غنيمة حرب. أو مجرَّد سبيّ وقع بين أيدي غزاة. أو مجرَّد بقرة حلوب جفَّ ضرعها. أو مجرَّد مزرعة، مجرَّد صفقة تدرُّ مكاسب، ومسالب، ومناصب للأقرباء والمتزلِّفين... وصولاً الى غايات ومآرب لا علاقة لها بمصلحة الوطن المعذّب، ولا رابط بينها وبين البناء والبيت وربّه، من قريب أو بعيد. وها هو مرَّة أخرى يهيئونه ليرفعوه الى الصلب مرة جديدة، ولم يكد يلتقط أنفاسه في طريق عودته من جلجلة أوصلته الى الدوحة، حيث تشفَّع له أشقّاءُ وأصدقاء. فأفرج عنه، ولكن الى حين. والى كوع آخر. والى مطب آخر. وما أن انتهت الانتخابات النيابيَّة وأفضت الى أكثريَّة اختارت سعد الحريري رئيساً للحكومة العتيدة، حتى هرع المعطلون والمتضرٍّرون من الأرباب المحليين والأرباب المحيطين الى عدَّة الشغل وأدوات العرقلة. يعطون رئيس الوزراء المكلَّف من طرف اللسان حلاوة، ويروغون منه كما يروغ الثعلب. وتحت عنوان الأحجام، والحصص، والحقائب الدسمة، وعلى أساس ان الأقربين أولى بالوزارات. وبناءً على خطط وسيناريوات، تصبُّ كلُّها في خانة التأخير والتأجيل والتعطيل، الى أن يطرأ ما يلخبط الأَوضاع في المنطقة، ويمكٍّن الأرباب من وضع اليد على الدولة في شكل أو في آخر.

ليس عن عبث قيل إنما الأفعال بالنيّات. والنيَّات طافحة بالزغل. يعرقلون التشكيل بمختلف الوسائل، ليطلبوا من الرئيس الحريري أن يعجل في إنجاز حكومته، وقبل سفر الرئيس ميشال سليمان الى نيويورك. وعلى أبواب استحقاقات مصيريَّة، تحدَّث عن أهميتها وخطورتها القريب والغريب. يطلبون ويلحّون، ثم يتوارون عن الأنظار.

يرمون المطالب والشروط والعوائق في وسط الطريق، لترتفع أصواتهم سائلة أين الحكومة؟ نعم، لا يجوز السكوت الى دهر الداهرين عن الذين يلعبون بمصير البلد ويعرٍّضونه لمخاطر شتّى. صحيح ان رئيس الوزراء المكلَّف لا يزال يأمل في الاستجابة لمبادرته، والشروع حالاً في تأليف الحكومة، وتحقيق الحلم قبل وصول رئيس الجمهورية الى المبنى الزجاجي.

إلاّ أنه اعلن صراحة عدم قبوله بأيَّة شروط تفرضها الأقليَّة على الأكثريَّة. كان العميد ريمون اه يقول إن النظام في لبنان ديموقراطي، لكن السياسيين زعماء قبائل.

 

من مجلة الشراع

الاداة

*يبدي رئيس الجمهورية استياءه من مواقف وتصريحات النائب ميشال عون، التي تشكل عرقلة جديدة امام انطلاقة الحكومة. وأشارت اوساط نيابية الى ان مواقف عون السلبية تجاه الرئيس سليمان تساهم من وقت لآخر في استمرار هبوط شعبية عون الذي لم يوفر لسانه من التعرض للمقامات الدينية والزعامات المسيحية وفتحه معارك وهمية مع الجميع.

وتعتبر اوساط في التيار العوني ان عون بات اداة بأيدي حزب الله الذي يستخدمه لتوزيع الشتائم والانتقادات.

فساد

*تعقد لقاءات واجتماعات لعدد كبير من فعاليات البقاع الشمالي، لترتيب لقاء موسع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان احتجاجاً على الاوضاع المأساوية الانمائية والامنية والاقتصادية التي تعيشها هذه المنطقة، بسبب تخلي نواب المنطقة عن دورهم منذ سنوات، واستفحال ظاهرة سرقة السيارات والفوضى، اضافة الى الصفقات والسمسرات والسرقات التي تشهدها المشاريع الانمائية التي يتم تنفيذ بعضها في البقاع الشمالي، اضافة الى فشل بلديات المنطقة المحسوبة على حزب الله في أداء دورها، وتفشي روائح الفساد في مجالسها البلدية.   

مشروعاً منطقياً   

*اعتبر دبلوماسي عربي ان على حزب الله وحده دون غيره ان يقدم مشروعاً منطقياً عن الاستراتيجية الدفاعية ومواءمة دور المقاومة مع سلطة الدولة وفي مقدمتها الجيش والاجهزة الامنية وان يستفيد من 

ضغوطاً معنوية   

*تواجه عاصمة عربية كان لها دور بارز في السنوات الماضية، ضغوطاً معنوية بسبب السياسة الناعمة للرئيس باراك اوباما والصراحة الكبيرة للرئيس ساركوزي مع المسؤول الاول في هذه العاصمة لفك ارتباطه ببؤر التوتر والتوتير الاقليمي.   

لا تكتم السر

*تقوم شخصيات اقليمية ودولية باتصالات مكثفة مع المدعي العام الدولي دانيال بيلمار، بهدف الاطلاع على مضمون القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي سيصدر في شهر ايلول/سبتمبر الجاري في اطار المساعي لاحتواء مفاعيل هذا القرار في حال صدوره وانعكاساته على الوضع السياسي والامني في لبنان.

وأبدت قيادة القوات الدولية في الجنوب مخاوفها في تقرير رفعته للجهات المختصة من ان يكون للقرار الظني ترددات سلبية على تواجد قوات الطوارىء العاملة في الجنوب اللبناني

صحيح؟

*حسب مصادر مقربة من النائب وليد جنبلاط فإن جهات دولية ابلغته عن تحضيرات اسرائيلية جدية لشن عدوان مفاجىء على لبنان في اوائل الخريف المقبل، وان هذه الحرب ستكون من اعنف الحروب التي تشنها اسرائيل، ولن تتوقف حتى تحقيق اهدافها. وكان جنبلاط قد اشار في جلسة خاصة الى ان احد السفراء الاجانب ابلغه ان اسرائيل لن تنتظر كعادتها ذريعة معينة للقيام باعتداءاتها على لبنان، بل ستكون السباقة في هذا المجال لأن الحرب هي فرصة بنيامين نتنياهو الوحيدة للخروج من مأزقه المحلي والدولي

 ليس سراً

*أكدت تقارير امنية رفعتها سفارات اجنبية في سوريا ولبنان، ان تقاطع المعلومات يظهر ان ضباطاً من رتب عالية من الاستخبارات السورية، يتولون تأمين تسلل عناصر اصولية من سوريا الى العراق وفق توجيهات من قياداتهم، وان مخيمات تدريب في مناطق تدمر، عين الصاحب، الشنشار في سوريا، تشهد تدريب مجموعات اصولية وعناصر بعثية عراقية، وان بعض هذه التدريبات تجري على ايدي ضباط من الجبهة الشعبية – القيادة العامة.   

  زيارة مفاجئة

فاجأ الرئيس المكلف سعد الحريري الوزير السابق محسن دلول بزيارته في منـزله مساء السبت في 29/8/2009، حيث تم في اللقاء معالجة الالتباسات التي نشأت من استبعاد دلول من الترشيح على لائحة تيار المستقبل في زحلة في الانتخابات النيابية الاخيرة، مصدر مقرب من الاثنين افاد بأن هذه الزيارة ستمهد لاعادة دلول الى مجال حركة الحريري في البقاع خاصة على ابواب الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة.

صحيح

تساءل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير امام جهة غير مدنية التقته في الديمان عن اسباب ابراز الشبكة الاصولية المتهمة بمحاولة اغتيال النائب سامي الجميل، في عز الاهتمام بتقرير الامم المتحدة عن قوات اليونيفيل، المهتم بالانفجار الذي حصل في مخازن اسلحة تابعة لحزب الله في خربة سلم، وهل هناك محاولة لطمس هذا الحدث لحساب الحزب وإبراز الاهتمام بالشبكة الاصولية.

لا تكتم السر

كشفت التحقيقات المستمرة في قضية محطة الباروك بأن هذه المحطة حصلت على الترخيص من الوزير المحسوب على اميل لحود في عهده جان لوي قراداحي، وانها باشرت العمل في 8/10/2006 وان مالكيها هما ندين ووليد حويس اللذان يملكان شركة Wirdsl التي كانت تزود القصر الجمهوري والمؤسسة العسكرية بخدمات النت، كما زودت امن حزب الله بخدمات مماثلة وقامت ايضاً بتزويد موزعين للانترنت بسعات من محطة خارج لبنان، مع التأكد من وجود المركز الرئيسي لهذه المحطة في الكيان الصهيوني حيث تتولى شركة Tiscali البريطانية، ووكيلها الحصري في اسرائيل رونين نيهاوس التوزيع على محطات الشرق الاوسط، حيث يقع المركز الرئيسي لها في تل ابيب.   

ليس سراً

قبل عقد اللواء السابق جميل السيد لمؤتمره الصحافي الذي تطاول فيه على قادة البلاد ومؤسساتها، استقبل السيد في منـزله عضو المكتب السياسي لحزب الله محمود قماطي وعقد معه خلوة استمرت اكثر من نصف ساعة. هذا المؤتمر الذي اقتصر حضوره على القماطي نفسه والنائب السابق عدنان عرقجي وممثل المجلس الشيعي المحامي معن الاسعد كاد يشهد انسحاب عرقجي والاسعد عندما تطاول السيد على رئيس الجمهورية والمفتي الشيخ محمد رشيد قباني لولا ضغوطات مباشرة لاقناعهما بالبقاء لحين انتهاء كلمة السيد.

لماذا؟

قال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبدالامير قبلان ان حزب الله يحاول احتكار الشيعة في لبنان، والغاء جميع المستقلين.. كلام الامام قبلان جاء بعد ان قاطع الحزب احتفال المجلس بالذكرى 31 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في ليـبيا عام 1978، ولم يرسل امين عام الحزب حسن نصر الله ممثلاً عنه الى الاحتفال رغم وجود اسمه على كرسي في مقدمة الصفوف، كذلك قاطع معممو الحزب الاحتفال رغم توجيه الدعوة للعشرات منهم، وغاب نواب ووزراء الحزب رغم انهم اعضاء في الهيئة المدنية للمجلس، وغاب أي قيادي سياسي او امني او حزبي عن الاحتفال نفسه.

تهدئة

طلب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من بعض صقور تيار المستقبل من النواب الحاليين والسابقين التخفيف من ظهورهم الاعلامي او تصريحاتهم النارية حتى لا يتهم التيار بأنه هو الذي يعرقل الحوار المطلوب للخروج من ازمة التشكيل الحالية حتى يتبين الدور المحلي من الدور الاقليمي في هذه الازمة

متابعة

قالت اوساط قريبة من الجنرال ميشال عون ان الاخير يرتب لزيارة ثانية الى ايران خلال الشتاء المقبل، وبحسب هذه الاوساط فإن هذه الزيارة تحتمها عملية متابعة لجملة تفاهمات بين الجنرال والقيادة الايرانية على مسائل سياسية وانمائية تم الاتفاق على السير بها خلال زيارة الجنرال الاولى لإيران قبل عدة اشهر.

مقاومات

توقع مرجع سياسي ولادة تنظيمات لبنانية ((سنية)) خلال الفترة المقبلة، تعلن عن نفسها على انها حركات مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا. وبحسب هذا المرجع فإن هذه التنظيمات غير تابعة لحزب الله وهي ستبلور حركتها انطلاقاً من حيثيات واعتبارات خاصة بها.

رهان خاطىء

قال مرجع في المعارضة ان الرهان لدى البعض على ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيصل الى مرحلة الاعتذار، هو رهان خاطىء، وشبيه بالرهان الذي كان يعتقد بأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ستسقط من خلال الاعتصام في ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط البلد.

لائحة بممنوعين من دخول الضفة

تفيد مصادر فلسطينية ان السلطات الاسرائيلية رفعت الى السلطة الوطنية الفلسطينية لائحة تتضمن 78 اسماً لقياديين فلسطينيين من فتح وتنظيمات وطنية فلسطينية اخرى، ممنوع دخولهم الى الضفة الغربية تحت عنوان ان لهؤلاء القياديين علاقات امنية وعسكرية وسياسية بإيران

مخاوف

*ابدى وزير السياحة ايلي ماروني مخاوفه من أن يكون تعطيل انطلاقة الحكومة حلقة ثانية من مسلسل الاغتيالات، معتبراً ان التأخير في تشكيل الحكومة تتحمله المعارضة التي تطرح في كل مرة شروطاً تعجيزية من خلال النائب ميشال عون، اضافة الى التدخلات الايرانية – السورية، المفضوحة التي باتت تعتبر عون احد اهم ادواتها.

شكوى

*شكا عدد من ابناء مناطق انطلياس، الدورة، النبعة وبرج حمود من قيام حزب الله باستئجار شقق في هذه المناطق بشكل سري لاستخدامها لغايات امنية وبأسماء مواطنين من الطائفة المسيحية.

ويقوم حزب الله في البقاع باتخاذ مراكز ومستودعات له وسط احياء كثيفة السكان ذات لون مذهبي غير شيعي للتمويه، الامر الذي اثار مخاوف السكان من احتمال تعرض هذه الاحياء لقصف اسرائيلي على غرار حرب تموز/يوليو 2006 في حال حصلت حرب مفاجئة مع اسرائيل.

تحضير

تساءلت اوساط عما اذا كانت المعلومات التي اوردتها تقارير امنية عن تغلغل خلايا ومجموعات تابعة لحزب الله في عمق الاحياء البيروتية ذات الطابع السني تشير الى 7 ايار/مايو جديدة يخطط لها حزب الله وحلفاؤه

ليس الا

*قال نائب من التيار الوطني الحر ان النائب ميشال عون كاد ان يوافق على توزير النائب ابراهيم كنعان بدلاً من الوزير جبران باسيل، الا ان الثورة الغاضبة العائلية التي قادتها زوجه، وابنته (زوج باسيل) هي التي جعلت عون يتمسك بمطلب توزير صهره هذا الامر اثار استياء واسعاً لدى نواب التيار ومسؤوليه وأطره الذين باتوا يدركون ان الجنرال بدأ يحول تياره ارثاً عائلياً ليس الا..   

احتفال امل: توقيت متعب في رمضان في انتظار لقاء الحريري – عون  

تحكّم لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري بالنائب ميشال عون في قصر بعبدا، في الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لاحتفال حركة أمل بتغييب الإمام موسى الصدر، بعد ان اعتقد الرئيس نبيه بري ان هذا اللقاء سيفتح طاقة فرج في الأزمة بما سيجعل لخطابه في المناسبة رونقاً خاصة، للإطلالة به على الرأي العام. لكن ضآلة ما حققه لقاء الحريري- عون ألقى بظلاله على الخطاب، وعاد المحتفلون بالذكرى من حركة امل وجماهيرها الى التساؤل عن مغزى هذا التوقيت المتعب للصائمين اذ جاء بعد ظهر الاثنين 31/8/2009، وقبل اكثر من ساعتين على موعد الافطار والقادمون صائمون من مختلف مناطق لبنان ودرجة الحرارة قياسية، وعاد معظمهم الى منازلهم، ولم يتناولوا حتى كوب ماء او حبة تمر.

الاحتفال نفسه شهد توتراً بين عناصر حركة امل وحزب الله الذي يسيطر امنياً على المدرسة التي اقيم فيها احتفال الحركة في المريجة، بعد ان انسحب عناصر الحزب لمصلحة أمن الحركة والمجلس النيابي، بينما شهدت بعض شُعب امل اشتباكات سقط فيها عدد من الجرحى خلال اقتحام منازل، واصيب عنصران من الحركة في منطقة الحدث اثناء عودتهما من الاحتفال بعد إشكال امني مع عناصر من حزب الله.   

**تستعد الهيئات الاغترابية في اميركا وأوروبا وعدد من الدول العربية لتشكيل وفود وهيئات لتنظيم استقبال حاشد وضخم للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي سيزور الفاتيكان في منتصف شهر ايلول/سبتمبر الجاري.وكانت هذه الهيئات اجرت سلسلة من الاتصالات مع البطريرك صفير داعمة ومشجعة لمواقفه ومؤيدة له في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها صفير جراء مواقفه الوطنية.

((القاعدة)) من جديد

**اجرى فريق امني اميركي عملية مسح شاملة لمنطقة ضبية وعوكر، في ظل معلومات عن مخططات اصولية لاستهداف السفارة الاميركية وشخصيات ودبلوماسيين اميركيين في لبنان وعدد من الدول العربية. ويعقد مسؤولون امنيون اميركيون اجتماعات دورية مع ضباط امنيين لبنانيين للتداول والبحث ومقاطعة معلومات حول انشطة اصولية مفترضة تقوم بالتحضير لها خلايا تابعة لـ((القاعدة)) موزعة على مخيمات عين الحلوة والبداوي وبرج البراجنة، بالتنسيق مع قيادي في القاعدة مقيم في اليونان معروف باسم ((سراج الدين الهلالي)).   

لماذا السعي للداخلية؟

اكد احد نواب قوى الرابع عشر من آذار/مارس ان سعي النائب ميشال عون للحصول على حقيبة وزارة الداخلية هدفه استخدام هذه الوزارة لصالح التيار الوطني الحر في الانتخابات البلدية المقبلة التي يتخوف عون من نتائجها مسبقاً، اضافة الى ان هناك من يدعم عون في توجهه هذا، بقصد الامساك بقرار شعبة المعلومات التي تعتبر الجهاز الامني الوحيد العصي على حزب الله والذي لم يتمكن الحزب من اختراقه.

حزب الاتحاد (الحركة التصحيحة): قوى التعطيل معروفة

دان المكتب السياسي لحزب الاتحاد (الحركة التصحيحية) برئاسة رئيس الحزب حسن شلحة ما تقوم به قوى سياسية باتت معروفة من وضع العراقيل والشروط التعجيزية امام تظهير حكومة الوحدة الوطنية متجاهلة امام مصالحها الشخصية والفئوية الاستحقاقات الداخلية الملحة. ودعا كافة القوى السياسية على اختلاف انتماءاتها لتقديم المساعدات الصادقة للرئيس المكلف من اجل الاسراع بتشكيل الحكومة وعدم التضامن مع اي فريق يعتمد تعطيل تشكيل الحكومة وتعطيل البلد ومصالح الناس، فقد بات الوضع الاقتصادي للمواطنين في وضع حرج جداً مع اقتراب الموسم الدراسي. وعلى هذه القيادات ان تتصرف وفقاً لقاعدة ((أم الصبي)) فيما يخص مصلحة البلد والمواطنين الذين لبوا دعوة قياداتهم في انجاح الانتخابات النيابية الاخيرة.

كما دعا المكتب هذه القيادات لحوار هادىء وعدم رفع سقوف شروط المشاركة في الحكومة حيث باتت هذه المطالب تشكل حالة ابتـزاز مدانة ومرفوضة سياسياً وشعبياً. معتبراً ان المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان تتطلب حواراً هادئاً وتحمل المسؤولية التاريخية للمساعدة بتشكيل الحكومة لمعالجة قضايا المواطنين.   

 

باسيل في قريطم خلال يومين وفرنسا تؤكد أن عوامل داخلية وخارجية تعرقل تأليف الحكومة

نهارنت/لا يزال الملف الحكومي والمساعي الجارية لتذليل العقبات التي تعترض تأليف الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية الأخيرة يتقدم الى واجهة الاهتمامات المحلية والإقليمية والدولية، خصوصا أن شهرين مرا على تكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة ولم تظهر بعد بوادر تفاؤل بامكان ابصار الحكومة النور قريبا.

وفي الإطار،توقعت مصادر مطلعة على مشاورات التأليف أن يقدم الحريري على الخطوة التي مهد لها لجهة أن تسلك الامور المسار الدستوري المفروض ان يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تلغي احدا. واوضحت ان "هذا المسار يعني تقديم تشكيلة تضم جميع القوى السياسية من دون استثناء، فاما ان يتم قبولها ومن يرفضها يتحمل تبعات ومسؤوليات هذا الرفض". واشارت المصادر الى ان موعد الخطوة تحدده نتائج الاتصالات السياسية الجارية في هذا الصدد. وكشفت ان الوزير جبران باسيل سيزور قريطم مجددا للاجتماع الى الحريري في خلال اليومين المقبلين لاستكمال البحث في الملف الحكومي، مؤكدة ان باب التفاهم لم يوصد بعد. وشددت على ان اللقاء الذي جمع الحريري بالنائب علي حسن خليل وممثل الامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل عقب افطار الخميس مع وفد من نواب الحزب تطرق في شكل عام الى الملف الحكومي من دون الدخول في التفاصيل، وهو كان لقاء تعارف بين الحريري ونواب حزب الله الجدد اكثر مما كان لقاء بحث وتشاور. وفي سياق متصل نفت فرنسا الجمعة أن تكون لديها النية للتدخل أو تولي وساطة من اجل تسريع تشكيل الحكومة في لبنان. واكدت أهمية تأليفها في أسرع وقت ممكن، مشيرة الى تأثير العوامل الخارجية والداخلية في العرقلة الحاصلة.

واكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفاليه الذي عقد اللقاء الدوري الاخير له مع الاعلاميين بسبب انتقاله في 13 الجاري الى دمشق حيث يتولى منصب سفير فرنسا في سوريا ان الموقف الفرنسي معروف بالنسبة لملف اللاجئين الفلسطينيين. واشار في "هذا الاطار الى حق الفلسطينيين في العودة الى دولتهم بعد ارساء مشروع السلام القائم على اساس دولتين اسرائيلية وفلسطينية جنبا الى جنب وتاليا فان للفلسطينيين في الشتات حق العودة الى هذا الوطن". وردا على سؤال عما اذا كانت فرنسا ستلعب دورا او تتولى وساطة ما من اجل تشكيل الحكومة في لبنان اكد شوفاليه ان لا نية فرنسية للتدخل او التوسط في هذا المجال باعتبار ان الموضوع لبناني صرف.

واوضح: "جرت في لبنان انتخابات نيابية في ظل ظروف ممتازة غير ان التداخلات والعوامل الداخلية والخارجية يبدو انها تسببت بعرقلة تشكيل الحكومة، وبصرف النظر عن راينا فيها فاننا نؤكد على ضرورة تشكيل الحكومة اللبنانية في اسرع وقت ممكن". وكان عقد اجتماع عقب افطار الخميس في قريطم ضم الرئيس الحريري وممثلي رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، والامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل وبعض نواب "حزب الله" ممن شاركوا في الافطار. وتناول البحث المأزق الحكومي.

وأكد الحريري للمجتمعين حسب ما ذكرت صحيفة "السفير" أنه اختار بملء إرادته المضي في خيار حكومة الوحدة الوطنية وهو لن يتراجع عن هذا الخيار أبدا.

ويأتي هذا الاجتماع في اعقاب الاجتماع الذي عقده الحريري مع الوزير جبران باسيل موفدا من النائب ميشال عون في بداية الاسبوع.

واشارت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة "النهار" الى أن بعض الجهات في الغالبية والمعارضة دخل على خط المساعي لمنع انهيار الهدنة الاعلامية بين "تيار المستقبل" و"تكتل التغيير والاصلاح" والتي اهتزت بقوة عقب اللقاء الاخير للحريري وباسيل. واوضحت المصادر ان هذا اللقاء لم يفض الى اي نتائج ايجابية اذ عكس تصلّب عون في مطالبه وعدم تزحزحه عنها، في حين رفض الحريري اعطاء اي انطباع عن مرونة محتملة ما لم يأخذ عون بمعايير يعتبرها الحريري مبدئية ومنها عدم توزير راسبين في الانتخابات واخذ نتائج الانتخابات في الاعتبار. واشارت مصادر "التيار الوطني الحر" ل "السفير" إلى أنه إذا استمر واقع المفاوضات على صورة لقاء بعبدا ولقاء قريطم الأخير بين الحريري و باسيل، "فإن موجبات عقد لقاء جديد لا تبدو متوافرة، ولا شيء يستدعي حتى الآن، عودة عون من السفر.

وكشف مصدر مقرّب من الرئيس المكلف لصحيفة "اللواء" أن التشكيلة الحكومية باتت جاهزة، متوقعا ان يقوم الرئيس المكلف بعرض هذه التشكيلة على رئيس الجمهورية للحصول منه على توقيع مراسيمها، في غضون الأسبوع المقبل. واشارت الصحيفة الى أن الحريري سيلتقي باسيل مرة ثانية في غضون اليومين المقبلين، وذلك قبل أن يرفع التشكيلة الحكومية إلى رئيس الجمهورية في الأسبوع المقبل.

وأكدت أوساط في 14 آذار"ل "الشرق الأوسط"أن الحريري ليس في وارد التراجع عن ثوابته وليس في وارد تقديم التنازلات الآن، ناقلة عنه تمسكه ببقائه عند مواقفه المعلنة ـ والواضحة ـ في ما خص عملية التأليف التي منحه الدستور حق القيام بها بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يؤكد الحريري "وضوح الرؤية معه"، مشددا على أن المشكلة في مكان واحد، وان كان هذا المكان يوصل إلى ما هو أبعد. 

 

 خريس: لم نستفد من تقارب ال س - س والجو العربي الحالي اختلف وبات غير مشجع

نهارنت/أمل عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب علي خريس ان "يتم تأليف حكومة الوحدة الوطنية لاننا نمر في ظروف صعبة وقاسية والاوضاع لم تعد تحتمل خصوصا امام التهديدات الاسرائيلية المتواصلة وامام تفاقم الوضع الاقتصادي الذي بات يهدد كل عائلة وكل فرد". وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة الكنيسة - قضاء صور: "نحن كلبنانيين لم نستفد من التقارب السعودي - السوري الذي ساد في الفترة الماضية". واشار الى "ان الجو العربي في هذه الفترة اختلف وبات غير مشجع"، داعيا اللبنانيين الى "الحفاظ على شيء من لبنانيتهم، حيث لا تمنع العلاقات بالخارج من التأكيد على ان لبنان اولا واخيرا ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار". وتطرق النائب خريس الى تجزئة الوزارات، نافيا "ان تكون من اسباب التأخير في ولادة الحكومة العتيدة". واعتبر ان "هذه التجربة لم تكن ناجحة ابدا في السابق"، داعيا الى "تضافر جهود كافة القيادات السياسية اللبنانية". 

 

وهاب متخوف من تطبيق سيناريو المسيحيين في العراق داخل لبنان

نهارنت/اعتبر رئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب انه "في حال عادت الخيارات إلى ما كانت عليه في 5 أيار فقد يكون هناك 7 أيار جديد"، مؤكداً أن "الاتفاق السوري-السعودي يحمي لبنان ويمنعه من أن يكون ساحة لصراعات الخارج". وأعرب وهاب في حديث الى قناة "NBN" عن تخوفه من "أن يطبق سيناريو المسيحيين في العراق داخل لبنان، وأن يتغير وجه لبنان دون مسيحييه"، معتبرا ً ان "لبنان بلد قاصر وبحاجة لرعاية إقليمية ودولية". وأشار إلى أن "هناك عقبات داخلية في موضوع تشكيل الحكومة عند الرئيس المكلف سعد الحريري وليس عند رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون"، متمنيا ً على الحريري "الاستمرار في الروحية نفسها في تشكيل الحكومة والحفاظ على ثوابته السياسية بسبب حساسية الوضع".

وتمنى وهاب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان طرح حياديين للوزارات، مشيراً إلى أن "الوزير الياس المر لم يعد حيادياً".

كما أكد أن "المحكمة الدولية لم تعد هاجساً سورياً، بل أصبحت من الماضي بالنسبة لسوريا"، مشددا ً على "عدم التجاوب معها أو مع إجراءاتها لأنها مسيسة"، مشترطاً "إثبات حياديتها للتعامل معها".

 

معادلة الحكم التي يريدها حزب الله ثلث له + ثلث لميشال عون وثلث لسعد الحريري  

الشراع/حسن صبرا  

معادلة الحكم التي يريدها حزب الله ثلث له + ثلث لميشال عون وثلث لسعد الحريري

بعد ان اطمأن حزب الله وحركة أمل الى حصولهما على الثلث المعطل عبر الوزير الشيعي المعتبر من حصة رئيس الجمهورية، وفق معادلة 15 + 5 +10 حيث ان اي شيعي في السلطة خارج 14 آذار/مارس هو ضمن حالة الرعب من الحزب الالهي، فإن الحزب انطلق للحصول على ما هو ابعد من الثلث المعطل الوزاري، الى المثالثة التي فاتحت فيها طهران باريس اثناء المداولة في اختيار رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء مدة الراحل عن قصر بعبدا يوم 24/11/2007.

وحقيقة الأمر ان حزب الله كان نجح في اظهار نفسه مسهلاً للتشكيل الحكومي عندما خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقول متفاخراً بنجاح وعده بتشكيل الحكومة قبل نهاية شهر تموز/يوليو 2009، رامياً كرة النار التي اسمها ميشال عون في حضن سعد الحريري، فلما لجأ الحريري الى حزب الله ليعينه على هذه البلوى بعد شروطه المسكوبية، لحس الحزب المذكور عبر نائب امينه العام نعيم قاسم كل وعوده، تماماً مثلما يلحس الآن ميشال عون المبرد وهو يتباهى بأنه سيحصل هو شخصياً على ما يريد بتوزير صهره والحصول على وزارة الداخلية.. او العودة الى وزارة الاتصالات ولجبران باسيل ايضاً.. حتى لو خسر المسيحيون معادلة النصف في السلطة والادارة التي يتمسك بها سعد الحريري.

والغاية من وراء ذلك كله، ان يطبق حزب الله نظرية المثالثة على الارض وداخل الحكومة اعتماداً على لاحس المبرد ميشال عون حيث تتم المعادلة التالية:

ثلث للشيعة + ثلث للسنة + ثلث للموارنة .. وحصة الشيعة يحصل عليها حزب الله وحركة امل الى ان يجد بديلاً عنها او يمكن له الاستغناء عن خدماتها، بينما يحصل السنة على الثلث الثاني ويضم معه الدروز وبعض المسيحيين، بينما يحصل الموارنة عبر ميشال عون على الثلث الثالث.

وهكذا يصبح لحزب الله ثلثان هما ثلثه وثلث ميشال عون، وبهذا يتجاوز بهذه المعادلة ليس فقط نتائج الانتخابات النيابية في 7/6/2009، بل التركيبة اللبنانية المعتمدة على اتفاق الطائف او دستور لبنان منذ العام 1989، وتسقط المناصفة احدى ابرز نتائج هذا الاتفاق الوطني، ويكتشف اللبنانيون بعد فترة ان الائتلاف الشيعي الذي حكم العراق نيابة عن ايران منذ العام 2005 باسم حزبي الدعوة والمجلس الاعلى وتوابعهما، استنسخ نفسه في لبنان عبر حزب الله وحركة امل، ليطل البعد الاقليمي المباشر ويلقي بظلاله الثقيلة على حركة سعد الحريري التصالحية. فحزب الله يتنصل من وعوده ويطلق ميشال عون لاهثاً وراء مطالب تعجيزية، كما تطلق دمشق بعض كتبتها ليتطاولوا على رئيس الحكومة المكلف وليعطوه دروساً في الديموقراطية التي ترزح تحتها سوريا منذ العام 1963..

لذا، بادر سعد الحريري الى تجاوز الاعراف، وسامح أدبياً كل تجاوز لآداب التعامل معه، واطلق دعوته لميشال عون لحضور لقاء يجمعهما في مجلس النواب او القصر الجمهوري حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، فإذا تمسك عون بمطالبه امام رئيس الجمهورية فهذا يعني ان اوامر دمشق وطهران له اهم بكثير من اي خسارة للمسيحيين حتى لو تجاوزت 17% من مراكزهم في السلطة والادارة والجيش والقضاء والامن والتربية.. لمصلحة حزب الله وتوابعه.

ورهان عون على ايران في نظره ناجح بنسبة 100%، لأنه يرى انها حكمت العراق وتحكم سوريا وتحكم غزة ولم يبق الا نزر يسير لحكم لبنان، وها هي حملته ضد البطريرك الماروني العاقل مار نصرالله بطرس صفير تتقاطع مع دعوة اعتماد الاكثرية العددية التي كان اطلقها الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين، ثم تبرأ منها وأعلن عدم واقعيتها وفاعليتها في بلد كلبنان، وهذه الدعوة هي الوجه الآخر لحكم لبنان اعتماداً على المثالثة وفق المعادلة الواردة ثلث للشيعة يمثلها حزب الله، وثلث للسنة يمثلها (حتى الآن) سعد الحريري، وثلث للموارنة يمثلها وفق المطالب التعجيزية المعروفة ميشال عون.

لكن، هل تقف المسألة عند حدود المطالب والحوار المستحيل؟.. يا ريت! فما يجري في بعض مناطق بيروت، وخاصة من تحضيرات ضد ((تيار المستقبل)) في منطقة الطريق الجديدة، وفي طرابلس وفي البقاع الغربي، ومحاولة وليد جنبلاط تحييد نفسه والدروز عما يخطط له وفق معلوماته، وحصار سمير جعجع، كما التحييد السلبي للجيش، وعودة التشكيك بفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.. وغيرها كلها مؤشرات تقول ان عدوان 7 ايار/مايو الذي رآه حسن نصرالله يوماً مجيداً من ايام المقاومة قابلاً للتكرار، اعتماداً على ترسانة حزب الله وقناعته الكاملة انها لم يعد لها دور في مواجهة اسرائيل وانها موجودة لإخافة قوى الاستقلال.. وقد حققت هذه الترسانة اول نجاحاتها في 7 ايار/مايو واتفاق الدوحة والثلث المعطل في الحكومة، وحققت ثاني نجاحاتها في تحييد وليد جنبلاط، وحققت ثالث نجاحاتها في الحياد السلبي للجيش اللبناني.. وهي تتطلع الى المزيد من النجاحات في السياسة وعلى الارض.

 

إفلاس صلاح عزالدين مؤامرة على الشيعة؟ أم دود الخل منه وفيه

المصدر :  الشراع /٤ ايلول ٢٠٠٩

كان ينقص شيعة لبنان في جنوبه وضاحية عاصمته الجنوبية وجنوب أميركا وكل افريقيا كارثة صلاح عزالدين حتى تكتمل مأساتهم المتشعبة، من عدوان إسرائيلي مستمر ومهدد في كل لحظة بمزيد من التهجير والدمار وخروج قوة الأمر الواقع التي خطفتهم وهي حزب الله عن مؤسسات الدولة لوصم الشيعة بأنهم فوق القانون، ومحاولة فرض نظام شمولي ديكتاتوري على مناطق حياتهم لعزلهم عن انتمائهم الإسلامي والوطني. والمأساة تتكرر إنما هذه المرة بأحجام أضخم، فبعد مأساة شركة الجواد لصاحبها خليل حسّون الذي هبر ملايين الدولارات من فقراء الشيعة باسم الارتماء في أحضان حزب الله وحراسه ومشايخه وفتاويهم.. ثم اعتقله الحزب وجرمه كالخاروف المذبوح ليحصل الحزب على ماله وليترك العظام للمودعين الفقراء المخدوعين.. ها هو حزب الله يعتقل صلاح عزالدين ويجرمه كالخاروف المذبوح من كل ما يملك من مال نقدي وأسهم وأراض ومبانٍ ومؤسسات في لبنان وخارجه.. ثم يسلمه للدولة وهو لا يملك شروى نقير كما يقال.

من هو صلاح عزالدين؟

انه رجل يجمع الذين تحدثنا إليهم من المودعين والأقارب والمعارف بأنه من خيرة الأوادم، وأنه عامل خير من الدرجة الأولى، وانه إنسان مؤمن طيب انطلق كالسهم في المحيط المليء مادياً من صاحب دار الهادي للنشر ومنظم حملة باب السلام للحج إلى واحد من أصحاب المليارات الذي تتقاطر إليه الشخصيات الشيعية من حزبيين في حزب الله وحركة أمل ومغتربين في عموم بلاد الاغتراب الشيعي، وفقراء باعوا ما يملكون من عقارات في قراهم، ومودعين سحبوا ودائعهم من مصارف يغلب على أصحابها الطابع المذهبـي الشيعي وغيرها من المصارف، وقابضي تعويضات على بيوتهم المهدمة خلال عدوان تموز 2006، ومقترضين من المصارف رهنوا كل ما يملكون من أجل الحصول على قروض أودعوها شركة صلاح عزالدين أملاً في أرباح خيالية بدأت بـ40% حتى استقرت على ما بين 17 إلى 20% كل ستة أشهر و20 يوماً (لماذا 20 يوماً؟) الإجابة: انها المدة الفاصلة بين الاستحقاق كل ستة أشهر ويوم الدفع!!) اقبل عليه مؤمنو الشيعة الملتزمون تحت ثلاثة اعتبارات أساسية:

الاعتبار الأول هو حجم العائد المادي الضخم الذي كان يعطيه. الاعتبار الثاني هو حجم التغطية السياسية والحزبية من الثنائية الشيعية حزب الله وحركة أمل بما يعنيه من ضمانة أكيدة للمال وصاحبه. الاعتبار الثالث هو حجم التغطية ((الشرعية)) من فتاوى كبار كبار رجال الدين الشيعة الذين وصفوا أعمال عزالدين بأنها خارج نظام الفائدة وان مردودها شرعي.

تحرك عزالدين في البيئة الشيعية التي تكاد تنغلق على نفسها منذ عدوان تموز/يوليو 2006، وسط هيمنة كاملة للثنائية الشيعية، وهو أتقن اللعبة فأحاط نفسه بهالة أمنية وفرتها له الثنائية من خلال الحراسات والاستعراضات والتبرعات التي كان يقدمها لكل المؤسسات الحزبية والأمنية والاجتماعية والخيرية.. للجميع دون استثناء.. فزوج ابنته من ابن نائب سابق في حزب الله حتى ان مسؤولاً أمنياً في الحزب هو و. ص. كان من خلاّنه وصاحب ملايين الدولارات في دورة عزالدين المالية، ومسؤولاً أمنياً في حركة أمل هو أ. ب كان أيضاً صاحب ملايين في هذه الدورة، ومسؤولاً آخر هو ع. ح كان صاحب ملايين.. لكنه تنازل أمام المحقق عن حصته حتى لا يتهم بأنه بات من اصحاب الملايين وهو ذو راتب متواضع بسيط.

الاهم الاهم ان شيخاً قطرياً معروفاً وظّف لديه 180 مليون دولار، فكان احد المستثمرين العرب الذين طمعوا في المردود السريع الذي يعطيه عز الدين.

كبر حجم صلاح عز الدين، وبات مقصداً لكل جمعية خيرية في منطقة قضاء صور طلباً لمساعدة، وهو كان يمني النفس بالنيابة والوزارة.. بعد ان اقنعه قياديو الحزب والحركة بأنه بات قاب قوسين او ادنى من أي منهما، حتى ان بعض اقاربه كانوا تحدثوا علناً قبل انتخابات حزيران/يونيو الماضي بأنه قريباً سيكون في مجلس النواب وربما الحكومة!

وعلى هذه الطريق تبرع بسخاء للجمعيات التي يشرف عليها حزب الله وحركة امل ومراجع دينية اخرى كانت توفر له الفتوى عند اللزوم.. كلها على طريق النيابة.. والوزارة بعد ان توافرت له الوجاهة التي جعلت نواباً من حزب الله هم ح. ح. ح. وع. ف وح. ح. وع. ع. وم. ف. وشقيقه ح. اشبه بمرافقين له يزورونه ليضعوه في الاجواء السياسية كنوع من الوجاهة، وأهل بلدته معروب يرون سيارات النواب بلوحاتها الزرقاء على باب قصره الذي يصفه البعض بأنه من قصور الاحلام والحكام.. فيزدادون فخراً واعتزازاً بابن بلدتهم المقصود من النواب بالزيارة وخطب الود.

وسقطت الامبراطورية

دار الزمان دورته.. وسقطت امبراطورية صلاح عز الدين.. المالية التي يقدر البعض حجم استثماراتها الوهمية بـ 2 مليار دولار.. كيف؟

اشاعات عديدة انطلقت.. وكما يقول المثل بعد ان تسقط البقرة يكثر السلاخون.

فمن قائل بأن الامبراطورية المالية لصلاح عز الدين سقطت بعد ان اضطر حزب الله الى سحب امواله المقدرة بـ 500 مليون دولار كان سلمها لعز الدين لتشغيلها له، لحاجته الى السيولة.. اثر تعثر الدفع الايراني بسبب ازمة ايران الاقتصادية.

ومن قائل بأن انكشاف عمل عز الدين في تبييض العملة ادى الى الانهيار.. خاصة في ضوء الحرب الاميركية على هذه الجريمة التي يعاقب عليها القانون.

ومن قائل بأن الصهيونية العالمية كشفت علاقة عز الدين بحزب الله فحاربته في مشاريعه التي توسع بها في افريقيا وأوروبا والاميركتين حتى أفلسته وأسقطت امبراطوريته.

ومن قائل انها الانهيارات التي شهدتها البورصة في العالم اثرت على استثمارات صلاح عز الدين فيها.

ومن قائل انها التجارات الخاسرة في مواد هبطت اسهمها وأسعارها في ميادين العمل ولم يستطع صلاح تداركها.

ومن قائل انها ساعة كشف الحقيقة بأن عز الدين كان يلبس طربوش هذا على رأس ذاك حتى سقط الطربوش وبانت القرعة، فمال هذا كان يعطيه لذاك، والتبرعات كلها من اموال المودعين، وعندما تكاثر عدد المودعين الذين يريدون اموالهم كشف المستور وسقطت ورقة التين. بين هذه وتلك حلت الكارثة الاقتصادية على شيعة لبنان، وكان أفضل معبر عنها قول الإمام عبد الأمير قبلان: بأنها كارثة اقتصادية على الشيعة بحجم كارثة حرب تموز/يوليو 2006.. مع الفارق ان كارثة 2006 كانت من صنع اسرائيل اما كارثة 2009 فهي صنع شيعي 100%.

ماذا فعل حزب الله،

بعد ان بلغت اسماع أمن حزب الله بأن صلاح عز الدين بات عاجزاً عن تسديد الفوائد.. وانه يكثر من الاختفاء عن الانظار حتى لا يلبي طلبات المودعين.. خطف الحزب الحاج صلاح، واستدعى خبراء المحاسبة في الحزب وفي شركة عز الدين، وسهروا ليالي وأمضوا اياماً وهم يجردون كل ما يملك الرجل في لبنان والخارج من سيولة نقدية وايداعات مصرفية وعقارات ومبان وشركات وأسهم ورهونات وألزموه ان يوقع على تنازلات عنها بلغت قيمتها مئات ملايين الدولارات، وبعد ان حصلوا على اموالهم.. سلموه الى الدولة اللبنانية، بعد ان عقدوا معه صفقة بأن يسلم لهم كل شيء مقابل ان يكتفى بتوجيه تهمة الافلاس التقصيري بدل الافلاس الاحتيالي، والفارق بين النوعين هو ان الافلاس الاول عقوبته تبدأ بثلاثة اشهر سجن وحدها الاقصى هو ثلاث سنوات.. بينما الافلاس الاحتيالي يمكن ان يصل السجن عقوبة لها الى سبع سنوات.

 

 قبلان: لا عداوة بين الشيعة والبطريركية المارونية  

الشيخ قبلان والنقيب كرم يتوسطان أعضاء مجلس نقابة المحررين

اللواء/أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن لا عداوة بين المسلمين الشيعة والبطريركية المارونية، ودعا السياسيين إلى أن يتسامحوا· وأشار إلى ضرورة تكثيف التواصل لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية·استقبل الشيخ قبلان أمس نقيب المحررين ملحم كرم على رأس وفد من أعضاء مجلس النقابة والمستشارين·

وبعدما هنأ النقيب كرم الشيخ قبلان بحلول شهر رمضان المبارك، ألقى كلمة جاء فيها: "صاحب السماحة، لسماحتك دائما يد الصدارة في التوجيه والتأليف بين القلوب وهو ما عبرت عنه دائما أدلة ساطعة، ويسعدنا أنا وإخواني ان نلتقي ونسمع منك ما يبلسم الجراح وما يقرب الشق، وكلما عصفت بالوطن أزمة كنت بين مبلسمي جراحها، العامل على التقريب والأبوة لذلك نزورك اليوم لنسمع منك ما يرضي ويصيغ أخوة ثابتة الأركان، نحن نسعد حين نسمع كلامك الهادي الباني الذي يتوخى توطيد عودة الرحلة إلى الذات وهو الشعار الذي رفعته دائما وكنت فيه من المباركين· فرد الشيخ قبلان بكلمة شكر فيها النقيب كرم على عاطفته، ورحب بالوفد "في بيتهم مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، وأعرب عن اعتزازه بالصحافة اللبنانية التي "تبذل الجهود لحفظ الوحدة الوطنية، فهي رسل خير ومحبة صلاح وعليها ان تكون مرشدا وهاديا وموجها للسياسيين في لبنان"· وقال: "علينا المحافظة على لبنان والمحاربة في سبيله بالكلمة الطيبة التي هي أقوى من الكلم والجرح، فلبنان يحتاج الى ثورة بيضاء ترخص من اجلها التضحيات ليظل في الجادة الوسطى ويظل جوهرة في محيطه وقبلة أنظار العالم العربي والإسلامي والأجنبي وعلى اللبنانيين نبذ الأحقاد ودفنها في أعماق الأرض ومحاربة الأنانية حتى نؤسس لأولادنا وطن الخير والمعروف"·

وبعد اللقاء نقل النقيب كرم عن الشيخ قبلان قوله "أن لا عداوة بين المسلمين الشيعة والبطريركية المارونية ولا مقاطعة مع البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس) صفير، فنحن نقدره ونحترم رأيه كما لآية الله السيد محمد حسين فضل الله رأيه الذي نقدره ونحترمه أيضا، وكلاهما متفقان في العمق على حفظ لبنان واستقلاله وهما يسبحان في بحر واحد· ان التواصل بين رجال الدين مستمر ودائم والجميع يتبادلون الاحترام والتقدير"·

ونقل النقيب كرم عن الشيخ قبلان قوله "نرفض التوطين بشكل مطلق لا خوفا من الفلسطينيين بل حبا بهم، وعلينا الا نجعل من هذا التوطين هزة عصا، نحن نريد للفلسطيني ان يعود الى أرضه وعلى الدول العربية ان تستمر في دعم حق العودة ومن مصلحته ومصلحة لبنان ان يعود الفلسطينيون الى ديارهم، وختم لا يجوز ان يحرم الفلسطينيون في مخيم نهر البارد من ابسط حقوقهم المدنية في السكن والإقامة"· من جهة ثانية، طالب الشيخ قبلان في درسه الرمضاني أمس السياسيين بالعمل لما فيه مصلحة الوطن فيتسامحوا ويتقاربوا في ما بينهم لأن البلاد من دون حكومة، ويجب تكثيف التواصل والتشاور لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لذلك عليهم أن يكونوا من أهل الصلاح والاصلاح فيعملوا المعروف ويتفقدوا احوال الفقراء والمحتاجين والمعوزين·

 

صحيفة: إرسلان يزور دمشق سراً بعد قطيعة طويلة 

الجمعة 4 سبتمبر / وكالات /بيروت: أفادت صحيفة "النهار" الكويتية أن "وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال طلال أرسلان باشر زيارة إلى دمشق يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السوريين". وأشارت الصحيفة إلى أنّ "هذه الزيارة تتّسم حتى الآن بالسرية بعد قطيعة طويلة من قبل المسؤولين السوريين الذين عبروا عن استيائهم من بعض المواقف التي اتخذها إرسلان"، مضيفةً أنّ "نائب سابق مقرب جداً من القيادة السورية وتربطه صداقة بإرسلان لعب دوراً في إعادة وصل ما انقطع بين الأخير ودمشق".

 

علوش لموقع "القوات": الحكومة ستتألف وفق ما تقرره الأكثرية وكل من يخرج يكون هو المسؤول

أكد القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش أن الحكومة المقبلة ستتألف وفق ما تقرره الأكثرية مع الأخذ بعين الاعتبار مطالب المعارضة، لافتاً إلى ان الرئيس المكلف سيقدم رؤيته حول تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية وكل من يخرج يكون هو المسؤول، مؤكداً في المقابل أنه لو كان اعتذار الرئيس المكلف سيحل العقدة القائمة لما تأخر يوماً، إلا ان الموضوع مرتبط بمطالب المعارضة التي لها ارتباطات خارجية.  علوش، وفي حديث إلى موقع "القوات اللبنانية" الالكتروني، علّق على ما ورد في إحدى الصحف حول ان 90% من التشكيلة الحكومية باتت جاهزة، فأوضح أن المشكلة ليست في الـ90% بل بالـ10% المتبقية، وعلى عدد قليل من المقاعد، معتبراً في المقابل ان الكارثة على لبنان بدأت يوم خروج الجيش السوري من لبنان عندما سمعنا العديد من المسؤولين السوريين يهددون ويتودعون، وليس مع المحكمة الدولية. ولم يستبعد علوش أن تشهد الساحة اللبنانية عودة للاغتيالات نتيجة الخوف من القرار الظني المرتقب خصوصاً أننا شهدنا مثل هذه الأفعال سابقاً.

 

النائب محمد رعد: عون كان قانعًا بتقديمه لو لم يُستفزّ

نداءا إستغاثة من برّي وجنبلاط للسعودية وسوريا

GMT 4:00:00 2009 الجمعة 4 سبتمبر

 ايلاف/إبراهيم عوض من بيروت: أطلق قطبان سياسيّان بارزان في أقلّ من ست وثلاثين ساعة "نداء استغاثة" موجهًا إلى المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة العربيّة السوريّة للمساعدة في إخراج عمليّة تشكيل الحكومة الجديدة من عنق الزجاجة. ففي الاحتفال بذكرى الإمام المغيّب موسى الصدر قبل غروب يوم الإثنين الماضي، كرّر رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في كلمته التي ألقاها بالمناسبة تعويله على المعادلة التي طلع بها منذ زمن والمتعارف عليها بعبارة "س - س" أيّ السعودية وسوريا، مؤكّدًا على أنّه ما زال مؤمنًا بها كونها تشكّل المدخل للعبور إلى استقرار لبنان عبر الطابق العربي، كما أبقى على صيامه عن الكلام بشأن الحكومة "حتى يؤذّن مؤذّن الحكومة بالإفطار".

لم يمض يوم على هذا الكلام حتّى قام رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط بزيارة مفاجئة إلى المرجع الشيعي السيّد محمد حسين فضل الله أبلغه خلالها موافقته على ما أعلنه برّي من أنّ ولادة الحكومة تحتاج إلى التّفاهم السوري – السعودي، ثم عاد وكرّر هذا الموقف إثر لقائه برّي في مقرّه في عين التينة مساء أمس الأول مصرّحًا بأنّه لا بدّ من شراكة عربيّة - سوريّة - سعوديّة من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة على ألاّ تكون هذه الشراكة معادية أو موجّهة ضدّ الإيراني.

وكان عضو كتلة المستقبل النيابيّة النائب نهاد المشنوق قد أبلغ "إيلاف" قبل أكثر من شهر أنّ موضوع تشكيل الحكومة لن ينطلق في وجهته الصحيحة ما لم يسبقه تحرّك سعودي – سوري، وقال إنّه ما زال عند وجهة نظره هذه حتى الساعة، ليطرح معه السؤال عمّا يحول دون قيام مثل هذا التحرّك. 

وفي هذا الإطار، لفت ما نقل عن جنبلاط خلال اجتماعه مع فضل الله بأنّ أحدًا دخل على خطّ التّفاهم السعودي – السوري لخربطته، فيما علمت "إيلاف" أنّ الزعيم الدرزي، ولدى استقباله رئيس الحزب العربي الديمقراطي النائب العلوي السابق علي عيد ونجله رفعت قبل يوم، تحدّث عن دور "س - س" في التوصّل إلى صيغة الحكومة المنوي تشكيلها والمبنيّة على قاعدة 15- 10- 5، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ إحدى "السينين"، وبعد الحماسة التي أبدتها في دفع عربة تفاهم بين الرياض ودمشق إلى الأمام، آثرت التريّث نتيجةً لاعتراض قوّة إقليميّة ودوليّة مؤثّرة على هذه الاندفاعة، من دون أن ينعكس ذلك على التطوّر الجيّد الذي بلغته العلاقات السورية - السعودية، وهذا ما عبّر عنه صراحةً وزير الخارجية السوري وليد المعلم بوصفه هذه العلاقات بالطبيعيّة والبنّائة وإشارته إلى وصول السفير السعودي الجديد إلى العاصمة السورية.

هذا ويرفض "حزب الله" أن تحصر مسألة عدم التوصّل إلى تشكيل حكومة بالعامل الإقليمي والدولي وحده، موضحًا أنّ العقد الداخليّة لا تقلّ شأنًا عن التأثيرات الخارجيّة، متّهمًا الأكثريّة بمحاولتها إظهار أنّ العقدة الأساسية التي تحول دون ولادة الحكومة تكمن في "المطالب التعجيزية" لرئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، فيما الواقع يظهر أنّ المشاكل موجودة لديها وبين صفوفها.

ويشرح رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ فريق الأكثرية الذي أعلن موافقته على صيغة 15 (الأكثريّة) 10 (المعارضة) 5 (رئيس الجمهورية) تبيّن له لاحقًا أنّ عليه توزيع سبع حقائب وزاريّة على الطوائف المسيحيّة بعدما ينال كلّ من السنّة (5) والدروز (3) حصّتهم وفق الصيغة المذكورة، لكنّه وُوجِه بصعوبة منح الوزراء المسيحيين حقائب وازنة على غرار ما سيحصل عليه الوزراء السنّة والدروز.

وذكّر رعد بالخلاف الناشب بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية حول وزارة الأشغال التي يطالب كلّ منهما بأن تكون في عهدته، فيما المعلومات تفيد بقاءها في يد "الإشتراكي" ومع وزير الأشغال الحالي في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي، ويتساءل النائب رعد كيف سيعوّض الرئيس المكلف لـ "القوات اللبنانية" خسارتها لوزارة الأشغال، وأي حقيبة سيتمّ إسنادها لحزب الكتائب الذي يطالب بأن يكون تمثيله قويًّا في الحكومة العتيدة.

وعن "عقدة عون" يقول النائب محمد رعد لـ"إيلاف" إنّ الأخير لم يكن في وارد المطالبة بحقيبة سيادية والتمسك بإعادة توزير صهره جبران باسيل لو لم يتمّ استفزازه من قبل فريق الأكثرية التي قوّلته ما لم يقله بشأن تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب. وكشف رعد أنّ رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" كان قانعًا بالاحتفاظ بما لديه في الحكومة الحالية لكنّه عمد إلى تصعيد موقفه إثر إعلان الرئيس المكلّف بأنّه ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يعارضان توزير الراسبين فردّ على الأول بأن لا حكومة من دون بقاء باسيل في وزارة الإتصالات، وغمز من قناة الثاني عن مطالبته بحقيبة سيادية مسميًا الداخليّة أو الماليّة.

وإذا كانت الأوساط المتابعة لتأليف الحكومة تبدي تشاؤمها في إمكان التوصّل إلى حلّ قريب يفكّ أسرها، خصوصًا بعد اللّقاء الأخير الذي تمّ بين الرئيس المكلّف والوزير جبران باسيل وخروج الأول بعده ليؤكّد رفضه الإذعان لشروط الأقليّة، برزت مساء أمس الخميس مواقف سياسيّة لافتة أطلقها الوزير طلال إرسلان إذ قال بأن لا أزمة وزارية هناك بل أزمة نظام يهترئ وقد وصل إلى نهاياته، معلنًا رفض الدروز معاملتهم على أنّهم مواطنون "فئة خامسة". كما طالب بالتوقّف عن التعرّض للمقاومة أو البحث في سلاحها مشدّدًا على أنّ بقاءها مرهون بزوال الخطر الإسرائيلي، محذّرًا من الرهان على الخلاف السوري - العراقي. هذه المواقف وغيرها قد تدفع أقطابًا وقيادات إلى إطلاق نداءات إستغاثة جديدة على غرار ما فعله برّي وجنبلاط.

 

الرئيس المكلف يعمل انطلاقاً مما يحقق المصلحة الوطنية إنما بعيداً من شروط الاقلية.. ولن يكون واردًا على الاطلاق حصول العماد عون على 4 وزراء موارنة ولا حتى توزير باسيل لكونه راسبًا في الإنتخابات"

سركيس: إذا استمرت المراوحة فإن الرئيس سليمان سيتجه أكثر باتجاه توقيع مرسوم الحكومة حتى ولو لم يوافق عون على المشاركة فيها

لبنان الألان/الجمعة 4 أيلول 2009/أعرب عضو الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق جو سركيس في حديث لموقع “nowlebanon.com” عن عدم استبعاده أن "تكون قناعة تكونت لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري تنطلق من ضرورة تشكيل الحكومة قبل مشاركة سليمان في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة على أن لا تستثني هذه الحكومة أي كتلة نيابية"، موضحًا أن "الأجواء التي توافرت لدى سليمان والحريري مفادها انه قد اعطي الوقت الكافي للتشكيل ولكي تقول كل الاطراف ما لديها في هذا الاطار، بحيث يسهم ذلك في تكوين الرأي الجامع في عملية التشكيل المنوطة بالرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية على أساس الوحدة الوطنية". سركيس لفت إلى أن "الامور وصلت الى مرحلة لم يعد جائزاً بعدها ان تبقى مهلة التشكيل مفتوحة ومن دون اي حدود زمنية، اذ ليس ممكناً ان يكمل لبنان بغياب حكومة جديدة تدير شؤونه وشؤون مواطنيه"، ورأى في هذا الصدد أنه "إذا استمرت المراوحة فإنّ الرئيس سليمان سيتجه أكثر باتجاه توقيع مرسوم حكومة حتى ولو لم يوافق عون على المشاركة فيها، إذ لن يقبل رئيس الجمهورية باستمرار العجز عن تشكيل الحكومة لفترة طويلة". وإذ أكد أن "مواقف الحريري تأخذ بآراء الجميع وهو سيعمل انطلاقاً من ذلك وبما يحقق المصلحة الوطنية انما بعيداً من شروط الاقلية"، جزم سركيس انه "لن يكون وارداً على الاطلاق حصول العماد عون على 4 وزراء موارنة، كما أن إسم الوزير جبران باسيل لن يرد في الحكومة لكونه راسبًا في الإنتخابات".  في المقابل نبه سركيس من أن "عون سيتحمل المسؤولية عما اذا كان سيرفض المشاركة فيها"، لافتًا في الوقت عينه إلى "ترقب موقف "حزب الله" إذا ما رفض عون المشاركة، سيما وأن الحزب يركز على الحقائب أكثر مما يسعى وراء الاسماء التي سيتم توزيرها".

 

الأسعد: النظام السوري ليس مستعدّاً أن يتخلى عن أي ورقة تفاوضية والمصالحة معه الآن ليست جديّة

لبنان الآن/جمال العيط ، الجمعة 4 أيلول 2009

رأى رئيس تيار "الانتماء اللبناني" أحمد الأسعد أن "بعض القيادات السياسية في لبنان ليس لديه النضوج الكافي والإحساس بالمسؤولية ليعرف أن موضوع تشكيل الحكومة ملحّ ومهم"، مشيراً إلى أن "مشاكل مزمنة ومتراكمة عند الطبقة السياسية تتفجر بين الحين والآخر من دون أي حكمة أو استيعاب لمصلحة بلد ومصلحة شعب ومصيره".

الأسعد، وفي حديثٍ خاص لـ"nowlebanon.com"، دعا إلى "التركيز الآن على موضوع تشكيل الحكومة لتأليفها بأسرع وقت ممكن من أجل العمل على معالجة عدد كبير من المشاكل والصعوبات والتحديات التي تواجه لبنان والشعب اللبناني"، مضيفاً "إن هذه الطبقة السياسية في لبنان هي بحاجة دائماً إلى رعاية خارجية تجبرها على أن تحسم الأمور، وهذا الراعي في المرحلة الحالية لم يتدخل بسبب الفتور الذي استجدّ في العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا".

وأشار الى أن "التواصل بين البلدين لم يستكمل بسبب خلافات حادّة وجوهرية وبسبب الموقف السوري الذي عاد إلى إدراج لبنان ورقة في حساباته ومساوماته من أجل التفاوض، ولفرض تسويات جديدة لمصلحة النظام السوري، كما أن هذا النظام ليس مستعدّاً الآن أن يقوم بأي تنازل من أجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة"، لافتاً الى أن "سوريا تمارس ضغطاً على المملكة العربية السعودية، في حين أن المملكة عوّدتنا دائماً على أنها لا ترضخ إطلاقاً إلى ألاعيب وضغوطات النظام السوري وغيره من الأنظمة الإقليمية".

وتابع: "أما اليوم، فليس ممكناً أن نتصالح مع طرف ليس لديه الرؤية والقواسم المشتركة، والتي تقوم على أن لبنان سيد وحر ومستقل، وبالتالي النظام السوري في المرحلة الحالية ليس مستعدّاً أن يتخلى عن أي ورقة تفاوضية، كما أنّ المصالحة معه الآن هي ليست جديّة، لأن لديه هاجساً كبيراً اسمه المحكمة الدولية، وطالما المحكمة الدولية مستمرة فإن سوريا ليست مستعدة إطلاقاً لأن تقوم بأي تنازلات"، معتبراً أنه "عندما تصل المحكمة الدولية إلى قرارٍ ما، عندئذٍ يكون النظام السوري جاهزاً ليدخل في بازار كبير مع المجتمع الدولي بحيث يقوم بالتنازلات المطلوبة ليحمي رأسه".

وشدّد الأسعد على دور "المحكمة الدولية في كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، إضافةً إلى الاغتيالات الأخرى لمسؤولين سياسيين هم في الخط نفسه للرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وقال: "في النهاية ليس بمقدور أيٍّ كان أن يؤثر على عمل المحكمة وهي متواصلة، وسوف تتوصّل الى كشف كل الحقيقة، وبالتالي سوف يحتفظ النظام السوري بأوراقه من المحكمة الدولية وسلاح "حزب الله" والعلاقات مع ايران والقضية الفلسطينية والعراق، الى حين طرح التسويات والبازار الدولي".

ودعا رئيس تيار "الانتماء اللبناني" الى "تشكيل الحكومة من الأكثرية، وهذا هو الرأي السليم والمنطقي"، لافتاً الى أنه "في كل دول العالم تكون هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض وتنتقد سياسات الحكومة، وبالتالي بعد أربع سنوات، يحاسب الرأي العام الأكثرية أو يستمر في تمديد ثقته بها من خلال الانتخابات النيابية أو تصبح أقلية، هذا هو الواقع الطبيعي وهذه هي اللعبة الديمقراطية، ومن المستغرب أن تحكم الأقلية والأكثرية في آن معاً، لأنه لا يوجد رؤية واستراتيجية موحدة بل يكون هناك ترقيع وهذا موجود في لبنان دائماً".

وأضاف: " المعارضة لديها توجّه ومسار معيّنان وسياسة معينة والأكثرية لديها توجّه ومسار وسياسة معينة، فعندما يتمّ جمعهما لا يبقى هناك لا مسار ولا برنامج ولا رؤية ولا سياسة للحكومة"، والمستغرب هنا والمستهجن "أن المعارضة، خلال الانتخابات النيابية قدمت رؤية وتوجهاً ومساراً مختلفاً عن الموالاة وعن مشروعها، وهذه الأمور جميعها دفعت الناخبين الى الادلاء بصوتهم لمشروع وتوجهات ورؤية وسياسة قوى 14 آذار وأعطتها ثقتها من جديد، فاذا بالمعارضة تحاول بعد الانتخابات افراغ مفاعيل الانتخابات النيابية من مضمونها"، متسائلاً أنّه "في حال كان الهدف حكومة توافقية كما تدعي المعارضة فلماذا نجري اذاً الانتخابات، اذا كانت بالنهاية سوف تشكّل حكومة بجوهرها هي الحكومة نفسها التي كانت موجودة قبل الانتخابات؟". وفي هذا الإطار، دعا الأسعد قوى 14 آذار الى "عدم التهاون في هذه المسألة وأن تتمتع بالصلابة لكي تحسم أمورها وتشكل حكومة من الأكثرية، لأنّ الترقيع لا يفيد لبنان بل يسيء إليه بكل الميادين سواء أكانت سياسية أم اقتصادية  أم اجتماعية أم غيرها"، مشيراً الى أن "هذا الترقيع يصبّ في مصلحة التحالف السوري-الايراني، وهذا ما يجعل لبنان ورقة في أيديهما". ورأى الأسعد أن "حزب الله" وشركاءه ليسوا قادرين اطلاقاً على حكم لبنان من دون الأكثرية، وليس لديهم أي حلول لمعاناة الشعب اللبناني، ولو أن "حزب الله" وحلفاءه قدّر لهم أن يحكموا لبنان، فستتفاقم المشاكل وتحديداً في المسائل الاقتصادية ولا سيما لجهة المستثمرين في العالم، ولا يعودون للاستثمار في لبنان اطلاقاً"، مضيفاً ومن هنا يحبّذ "حزب الله" أن تبقى الأكثرية أكثرية، حتى ينتقدوا ويجيشوا الشارع عند كل مطبّ داخلي، والكل يعرف أن "حزب الله" يأتي بالمشاكل الى لبنان، ويترك الحلول الى الأكثرية لتقوم بمسؤولياتها، فهذه هي سياسة الحزب وهو الآن يقوم بتوزيع الأدوار على حلفائه لعرقلة تأليف الحكومة".

 

ماريو عون: ليتواضع الشيخ سعد قليلاً ويبتعد عن الخطاب الاستفزازي

الجمعة 4 أيلول 2009/لبنان الآن

ردّ وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ماريو عون على سؤال عن مراسيم التجنيس التي صدرت العام 1990 في فترة تولي العماد العون رئاسة الحكومة، معتبراً أنه "لا يمكن أن نبني على هذه المراسيم اليوم قياساً لمئات آلاف عمليات التجنيس التي صدرت أثناء فترة الرئيس الهراوي، وهنا تكمن خطورة الوضع". عون، وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، قال: "شبعنا من المواعيد ولا أحد يمتلك القدرة منفرداً على تشكيل الحكومة لأنّه توجد عقبات كثيرة أمام تأليفها"، متمنياً على "الشيخ سعد أن يتواضع قليلاً ويبتعد عن الخطاب الإستفزازي".

 

صقر يربط الهجوم المركّز على المحكمة الدولية بمعادلة "إما المحكمة أو لبنان"

لبنان الآن/الجمعة 4 أيلول 2009

إعتبر عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر إن "الأصوات التي تهاجم المحكمة الدولية تزداد توتراً معتقدة أن صوتها سيعلو فوق صوت المحكمة وصورة العدالة الدولية، وهذه الأصوات تعبر عن مأزق". وأضاف "المشكلة أنهم يرسلون رسائل عبر العنوان الخطأ. لبنان لا يستطيع أن يغير مسار المحكمة. والحريري لا يستطيع ولا يريد أن يغير مسار المحكمة. وهو أعلن التزامه بكل ما يصدر عنها".

صقر، وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، ردّ على مطالبة اللواء جميل السيد بسجن قضاة ومسؤولين أمنيين ومستشارين بالقول: "يجب أن يعرف البعض أن زمن الوصاية الأمنية على لبنان إنتهى. وسعد الحريري ليس من خامة الزعماء والمسؤولين الذين يعزلون القضاة ويعتقلون الصحافيين ويحاكمونهم. فهذا الزمن كان له رموزه وأشخاصه. وعلى الذين يعيشون في أوهامه أن يخرجوا منه، لا أن يطلبوا من رجال الدولة العودة إليه. إضافة إلى أني لا أفهم كيف لا يتمنى الشخص المظلوم وصول المحكمة إلى حقائق تثبت براءته؟ وأستغرب كيف أن من يدعي المظلومية يهاجم المحكمة ضمناً وعلناً؟ المنطق يفرض أن يتشبث بها لتظهر براءته. ما نسمعه يعيدنا إلى زمن الإفتراءات، لكنه لن يكون بالتأكيد زمن الأجهزة الأمنية الذي ولّت رموزه إلى غير رجعة".

وربط صقر الهجوم المركز على المحكمة بمعادلة تزداد وضوحاً وهي: "إما المحكمة أو الحكومة والأمن والإستقرار. بمعنى آخر: إما المحكمة أو الكيان اللبناني. وهذا الأمر يدفع إلى الاعتقاد أن العقد الخارجية الكبرى تدار بقبضة داخلية. لذا نفهم كيف عدنا إلى ما دون الصفر في مسألة تأليف الحكومة". مشيراُ الى أن "النائب ميشال عون جدد عبر موفده وصهره الوزير جبران باسيل مطالبه كاملة، ما يعني وضع عملية التأليف في معادلة تتأرجح بين المعجزة والمستحيل، وتقوض إيجابيات اللقاء الذي عقد بين الحريري وعون في بعبدا وتنسف مفاعيل الخطاب الذي وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فيه رؤيته لحلحلة التعقيدات وإنجاز تشكيل الحكومة".

وأبدى صقر تخوفه من موجة إغتيالات وإضطرابات أمنية جديدة، فقال: "أكثر ما يبعث على القلق معايشتنا التجارب السابقة التي علمتنا أنه كلما فتح ملف المحكمة الدولية والتحقيق لإصدار القرار الظني، بدأت التفجيرات والإغتيالات. آملاً أن "لا نعود إلى هذه المرحلة".

وفي سياق متصل، سألت "صدى البلد" النائب عقاب صقر عن تعليقه على ما أورده اللواﺀ السيد بشأنه، فأجاب: "لا انزلق الى درك الردود والسباب والتقاذف الشخصي، فأنا أنشغل في القضايا السياسية الــتــي تهم شـــؤون الــنــاس وبشكل خاص من امثلهم". وأضاف "أقدر الحالة النفسية التي عاشها هذا الموظف السابق في الأمن العام خلف القضبان والحالة الإرتــداديــة التي يعيشها اليوم وهي حالة ليست وليدة صدفة".

 صقر لفت الى أن " الحالة مع أمثال هذا الموظف السابق انه يخلط بين وظيفته السابقة في الأمن العام وقدرته على التعبير راهناً عن الرأي العام، فيصدر احكاماً بإسم الناس وعلى الناس". معتبراً أنه "زمن رديﺀ لكنه لن يعود الى رداﺀة زمن الوصاية الامنية التي ذهبت مع أشخاصها الى مطاوي التاريخ. زمــن رديﺀ لأن البعض في هــذا البلد يعتقد ان النائب الــذي ينتخبه الشعب ولــيــد صــدفــة، لأن النائب الطبيعي بعرفهم هو الذي تعينه اجهزة مخابرات الدول الإقليمية الكبرى بأدواتها المخابراتية الصغيرة".

 

وهاب: في حال عادت الخيارات إلى ما كانت عليه في 5 أيار فقد يكون هناك 7 أيار جديد

لبنان الآن/الجمعة 4 أيلول 2009

أكد رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب أن "المحكمة الدولية لم تعد هاجساً سورياً، بل أصبحت من الماضي بالنسبة لسوريا"، وشدّد على "عدم التجاوب معها أو مع إجراءاتها لأنها مسيّسة"، مشترطاً "إثبات حياديتها للتعامل معها". وهاب، وفي حديثٍ لقناة "NBN"، أشار إلى أن "هناك عقبات داخلية في موضوع تشكيل الحكومة عند الرئيس المكلف سعد الحريري وليس عند رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون"، لافتاً إلى أن "الحريري هو من بدأ المشكلة الحاصلة حول وزارة الاتصالات". وتمنى على هذا الأخير "الاستمرار في الروحية نفسها في تشكيل الحكومة والحفاظ على ثوابته السياسية بسبب حساسية الوضع"، قائلاً: "نعرف من بين نواب الحريري من هو النائب الحقيقي ومن هو مجرّد موظف".

وإذ أشاد بوزير الداخلية زياد بارود الذي "أثبت حيادتيه ونجح وكان ممتازاً"، أكد وهاب أن "الأهم هو الإمساك بالأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أن "عمل بارود تأثر بالفساد والفاسدين والمافيات التي تتخذ من الداخلية مرتعاً لها". وتمنى على رئيس الجمهورية ميشال سليمان طرح حياديين للوزارات، مشيراً إلى أن "الوزير الياس المر لم يعد حياديّاً".

ورأى أن "مسألة تجزئة الوزارات تسلية وتضييع وقت والتهاء بالقشور".

ولفت وهاب إلى أن "رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط هو في الموقع السياسي الصح، فموقفه من علاقة الدروز بسوريا كلام أكثر من ممتاز"، موضحاً أن "جنبلاط لن يلتقِ بعون لأن هذا اللقاء سيُعتبر ضربة جديدة للحريري، وهو لن يتبع سياسة الضربات المتتالية للرئيس المكلف لأنه يريد إنجاح مهمته". وأشار إلى أن "جنبلاط سيزور سوريا بطريقته وفي الوقت المناسب"، معتبراً أنه "إذا لم تغير الأمانة العامة لقوى 14 آذار مواقفها، فلن يكون هناك إمكانية للنقاش معها، خصوصاً بموضوع سلاح "حزب الله" لأنه مرتبط بموضوع التوطين".

هذا ورأى وهاب أن "تشكيل الحكومة سيحصل من خلال حلحلة خارجية"، مؤكداً أن "الاتفاق السوري – السعودي يحمي لبنان ويمنعه من أن يكون ساحة لصراعات الخارج". واعتبر أن "لبنان بلد قاصر وبحاجة لرعاية إقليمية ودولية"، معبّراً عن خوفه من "أن يطبق سيناريو المسيحيين في العراق داخل لبنان، وأن يتغير وجه لبنان دون مسيحييه".

وأشار وهاب إلى أنه "قد يفرض علينا التوطين بما أنّ إسرائيل هي الأقوى في المعادلة الدولية، ونحن نستطيع مواجهته من خلال تقوية المقاومة والسلاح"، مضيفاً: "في حال عادت الخيارات إلى ما كانت عليه في 5 أيار فقد يكون هناك 7 أيار جديد، فـ 7 أيار مرتبط بـ 5 أيار".

 

المحكمة الدولية: لم نعد "أم الصبي"

حازم الأمين/الجمعة 4 أيلول 2009/لبنان الآن

المطلوب اليوم من السياسيين في لبنان، وتحديداً من سياسيي "14 آذار" الصمت الكامل حيال كل ما يمت بصلة الى المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. الردود على الحملات الغبية المنظمة على المحكمة لن تكون إلا استجابة لاستدراج لا يمكن صرفه إلا في الداخل اللبناني. فالمحكمة، في عملها، لم تعد شأناً لبنانياً، وأي استجابة لمساعي لبننتها ستكون سذاجة. الصمت أبلغ، وللردود على الحملات عليها نتائج سلبية على الوضع الداخلي.

وفي هذا المجال لا بد من استحضار تجربة المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة. أُنشئت هذه المحكمة بقرار من الأمم المتحدة، وبحماسة أقل من المجتمع الدولي، وبمخاوف أوروبية من ان تكون قنبلة موقوتة تفجر البلقان بأكمله. ونجم عن الحذر الدولي تقصير في التمويل، وفي الاستجابة لقرارات المحكمة في جلب المتهمين، إضافة الى بطء في العمل. كان ثمة جنود دوليون في سراييفو، من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وخافت دولهم عليهم جراء الغضبة الصربية بعدما اتهم ضباط صرب بالتورط بالمجازر في بوسنيا. ورأت بريطانيا ان اتهام الرئيس الصربي في حينه سلوبودان ميلوشيفيتش يحرم المجتمع الدولي من مفاوض صربي قوي في قضايا البلقان الكثيرة. ثم ان صربيا، المجاورة لبوسنيا، كان لها نفوذ كبير في الأخيرة، لأن نحو ثلث المواطنين البوسنيين هم صربيو القومية والأصل.

لنقارن كل هذه المعطيات بالظروف المحيطة بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري، ولنقارن عناصر التشابه، بدءاً بالخوف على الجنود الدوليين، مروراً بعوامل الاضطراب الداخلي ووصولاً الى حاجة المجتمع الدولي الى نظام سياسي في صربيا يتفاوض معه. وعلى رغم ذلك قامت المحكمة الدولية في يوغوسلافيا بعملها على نحو شبه كامل. استدعت المطلوبين من دون ان تهدد الأنظمة، وأصدرت أحكامها متفادية حرباً أهلية في بوسنيا الهشة التي تتنازع ثلاث قوميات رعى العلاقة بينها اتفاق دايتون الأقل تماسكاً وإقناعاً من اتفاق الطائف. معظم المتهمين والمُدانين كانوا من السياسيين والضباط الصرب، وبالدرجة الثانية من الكروات. لم تتفجر حرب أهلية في بوسنيا، وبقي النظام السياسي نفسه في صربيا على رغم إدانة ممثليه وعلى رأسهم ميلوشيفيتش. هناك سببان وراء عدم إقدام صربيا على الانتقام من المحكمة في بوسنيا، الأول إدراكها أن ذلك بمثابة حرب مفتوحة مع المجتمع الدولي الموجود في بوسنيا، والثاني قناعتها بأن الانتقام في سراييفو لا يجدي نفعاً، وان المحكمة تعمل هناك في لاهاي، وليس في سراييفو.

تجنيب لبنان تبعات الميل الانتقامي في حال أصدرت المحكمة قرارها الظني يتمثل في إقناع من يعتبر نفسه معنياً بهذا القرار بأن الحملات الإعلامية والتلويح بالاضطراب لن يجديا نفعاً. والمتهمون سيكونون أفراداً منزوعين مما وممن يمثلون.

الرد على الحملات على المحكمة الدولية لن يخدم هذه الفكرة، إذ إن من يتولى الرد لم يعد "أم الصبي". المجتمع الدولي هو "أم الصبي"، وفشل المحكمة فشل لهذا المجتمع، مثلما هو نجاحها نجاح لها. في لبنان أوكلنا المهمة الى هذا المجتمع، وعلينا أن ننسحب الآن مفسحين في المجال لمن أعطيناهم ثقتنا، فهم اليوم أمام امتحان لسنا معنيين بنتائجه وحدنا، إذ ان الفشل سيكون سابقة تنقلب عليهم وليس علينا. عندما تتهم المحكمة يجب ان يفهم الجميع اننا لسنا من اتهم، وعندما تبرئ لن يكون ذلك برغبة منا. علينا أن نقنع المتهم أو الخائف اننا لسنا مصدر التهديد، وانتقامه منا لن يجديه نفعاً. هذا ما حصل حرفياً عندما نجت بوسنيا من حرب أهلية داخلية بين قومياتها، ومن تهديد من جارتها الكبيرة صربيا.

أنتج النظام السياسي في الصرب قيادة بديلة، من دون انقلاب أو ثورات، لا بل بتواصل وتواطؤ بين السلف والخلف، ومنع المجتمع الصربي عواطفه الدافئة حيال المُدانين من ان تُهدد مصالحه. أما القول بأن هذه المعادلة هي حصيلة عقلانية أوروبية غير متوافرة في بلادنا، فحروب البلقان ومجازره لا تعزز هذا الاعتقاد.

 

 الشيخ قبلان والنقيب كرم يتوسطان أعضاء مجلس نقابة المحررين

أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن لا عداوة بين المسلمين الشيعة والبطريركية المارونية، ودعا السياسيين إلى أن يتسامحوا· وأشار إلى ضرورة تكثيف التواصل لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية·

استقبل الشيخ قبلان أمس نقيب المحررين ملحم كرم على رأس وفد من أعضاء مجلس النقابة والمستشارين·

وبعدما هنأ النقيب كرم الشيخ قبلان بحلول شهر رمضان المبارك، ألقى كلمة جاء فيها: "صاحب السماحة، لسماحتك دائما يد الصدارة في التوجيه والتأليف بين القلوب وهو ما عبرت عنه دائما أدلة ساطعة، ويسعدنا أنا وإخواني ان نلتقي ونسمع منك ما يبلسم الجراح وما يقرب الشق، وكلما عصفت بالوطن أزمة كنت بين مبلسمي جراحها، العامل على التقريب والأبوة لذلك نزورك اليوم لنسمع منك ما يرضي ويصيغ أخوة ثابتة الأركان، نحن نسعد حين نسمع كلامك الهادي الباني الذي يتوخى توطيد عودة الرحلة إلى الذات وهو الشعار الذي رفعته دائما وكنت فيه من المباركين·

فرد الشيخ قبلان بكلمة شكر فيها النقيب كرم على عاطفته، ورحب بالوفد "في بيتهم مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، وأعرب عن اعتزازه بالصحافة اللبنانية التي "تبذل الجهود لحفظ الوحدة الوطنية، فهي رسل خير ومحبة صلاح وعليها ان تكون مرشدا وهاديا وموجها للسياسيين في لبنان"· وقال: "علينا المحافظة على لبنان والمحاربة في سبيله بالكلمة الطيبة التي هي أقوى من الكلم والجرح، فلبنان يحتاج الى ثورة بيضاء ترخص من اجلها التضحيات ليظل في الجادة الوسطى ويظل جوهرة في محيطه وقبلة أنظار العالم العربي والإسلامي والأجنبي وعلى اللبنانيين نبذ الأحقاد ودفنها في أعماق الأرض ومحاربة الأنانية حتى نؤسس لأولادنا وطن الخير والمعروف"·

وبعد اللقاء نقل النقيب كرم عن الشيخ قبلان قوله "أن لا عداوة بين المسلمين الشيعة والبطريركية المارونية ولا مقاطعة مع البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس) صفير، فنحن نقدره ونحترم رأيه كما لآية الله السيد محمد حسين فضل الله رأيه الذي نقدره ونحترمه أيضا، وكلاهما متفقان في العمق على حفظ لبنان واستقلاله وهما يسبحان في بحر واحد· ان التواصل بين رجال الدين مستمر ودائم والجميع يتبادلون الاحترام والتقدير"·

ونقل النقيب كرم عن الشيخ قبلان قوله "نرفض التوطين بشكل مطلق لا خوفا من الفلسطينيين بل حبا بهم، وعلينا الا نجعل من هذا التوطين هزة عصا، نحن نريد للفلسطيني ان يعود الى أرضه وعلى الدول العربية ان تستمر في دعم حق العودة ومن مصلحته ومصلحة لبنان ان يعود الفلسطينيون الى ديارهم، وختم لا يجوز ان يحرم الفلسطينيون في مخيم نهر البارد من ابسط حقوقهم المدنية في السكن والإقامة"·

من جهة ثانية، طالب الشيخ قبلان في درسه الرمضاني أمس السياسيين بالعمل لما فيه مصلحة الوطن فيتسامحوا ويتقاربوا في ما بينهم لأن البلاد من دون حكومة، ويجب تكثيف التواصل والتشاور لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لذلك عليهم أن يكونوا من أهل الصلاح والاصلاح فيعملوا المعروف ويتفقدوا احوال الفقراء والمحتاجين والمعوزين·

 

باسيل يسعى الى تسويق نفسه مقاوماً وهو براء

أوساط في 14 آذار: توافق س- س يليه توافق محليثم تراجع عون كالعادة فتشكيل حكومة الوحدة

فادي عيد/الديار

يبدو ان المعارضة وفق اوساط في 14 آذار تستمر في استعمال النائب ميشال عون غطاء لمشروع العرقلة الحكومية، وذلك وفقا لمنطلقات عديدة هذه ابرزها:

1- يشكل الوزير جبران باسيل حلقة الربط الخاصة بين العماد ميشال عون وبين «حزب الله».

2- اثبت الوزير باسيل انه مرجع ذات ثقة في اطار حماية مصالح فريقه السياسي الواسع من خلال وزارة الاتصالات.

3- يستمر هذا الوزير في المكابرة، وبالرغم من فشله الذريع في الوزارة عبر اغراق السوق بالارقام الجديدة على شبكة متهالكة، الامر الذي يفسر تراجع الخدمة التخابرية الى ما دون الحد الادنى.

4- محاولة استغلاله قضية شبكة الباروك لاظهار نفسه بطلا في معركة غير موجودة، وتغطية فشله في وزارة الاتصالات وفي الانتخابات النيابية، ونجاحه في انه صهر «دولة العماد» لحماية مصالح العائلة.

5- ملاحظة بعض الاوساط السياسية في 14 آذار، ان الوزير باسيل يحظى بدعم «حزب الله» اكثر منه دعم كادرات «التيار الوطني الحر» هؤلاء الذين يمتعضون بمعظمهم من هذا الاصرار غير المبرر على توزير الصهر وعلى الاصرار للجمع بينه وبين «الاصلاح والتغيير» حيث يتقدم الصهر ويتراجع «الاصلاح والتغيير».

ولفتت الاوساط كذلك الى ان اطلالة الوزير الاخيرة عبر «المؤسسة اللبنانية للارسال» والذي افترض نفسه مقاوما من دون اعمال مقاومة تذكر، واقترض لنفسه مهمة جدلية تحلل الشخصيات من خلال وجوهها لترى «اللاطيبة» في عيون سمير جعجع، و«البراءة» في عيون سواه، من دون ان ترى «الحقد» والرغبة الدائمة في الاساءة الشخصية، او الانتقام لدى صاحب القول.

من جهة اخرى، اشارت الاوساط نفسها، الى ان معادلة الـ «سين - سين» لن تظهر معالمها الايجابية او السلبية الا بعد اقرار اجراءات دولية تجاه ايران بعد العشرين من ايلول الحالي، وبالتالي سوف تستمر لعبة التعطيل الى ما بعد هذا التاريخ يقودها من يجب ان يقودها، ويضع عون وتياره في الواجهة. وحين يأتي الحل سوف يأتي معه قبول عون وتراجعه عن شروطه تماما كما حصل في الدوحة اثر تنازله عن رغبته في رئاسة الجمهورية لصالح الرئيس الحالي بعد زيارة خاصة من احد اركان الثامن من آذار له بعد منتصف ذلك الليل.

وختمت الاوساط ذاتها ان حكومة الوحدة الوطنية سوف تشكل كما يأتي:

- توافق سعودي - سوري غير مشروط بمعارضة ايرانية ومغطى اميركيا ومصريا.

- يليه توافق بين 8 و14 آذار.

- يليه تراجع كامل لعون عن مطالبه وانعدام الحاجة الى دوره.

 

معادلة الحكم التي يريدها حزب الله ثلث له + ثلث لميشال عون وثلث لسعد الحريري

حسن صبرا/الشراع

بعد ان اطمأن حزب الله وحركة أمل الى حصولهما على الثلث المعطل عبر الوزير الشيعي المعتبر من حصة رئيس الجمهورية، وفق معادلة 15 + 5 +10 حيث ان اي شيعي في السلطة خارج 14 آذار/مارس هو ضمن حالة الرعب من الحزب الالهي، فإن الحزب انطلق للحصول على ما هو ابعد من الثلث المعطل الوزاري، الى المثالثة التي فاتحت فيها طهران باريس اثناء المداولة في اختيار رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء مدة الراحل عن قصر بعبدا يوم 24/11/2007.

وحقيقة الأمر ان حزب الله كان نجح في اظهار نفسه مسهلاً للتشكيل الحكومي عندما خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري ليقول متفاخراً بنجاح وعده بتشكيل الحكومة قبل نهاية شهر تموز/يوليو 2009، رامياً كرة النار التي اسمها ميشال عون في حضن سعد الحريري، فلما لجأ الحريري الى حزب الله ليعينه على هذه البلوى بعد شروطه المسكوبية، لحس الحزب المذكور عبر نائب امينه العام نعيم قاسم كل وعوده، تماماً مثلما يلحس الآن ميشال عون المبرد وهو يتباهى بأنه سيحصل هو شخصياً على ما يريد بتوزير صهره والحصول على وزارة الداخلية.. او العودة الى وزارة الاتصالات ولجبران باسيل ايضاً.. حتى لو خسر المسيحيون معادلة النصف في السلطة والادارة التي يتمسك بها سعد الحريري.

والغاية من وراء ذلك كله، ان يطبق حزب الله نظرية المثالثة على الارض وداخل الحكومة اعتماداً على لاحس المبرد ميشال عون حيث تتم المعادلة التالية:

ثلث للشيعة + ثلث للسنة + ثلث للموارنة .. وحصة الشيعة يحصل عليها حزب الله وحركة امل الى ان يجد بديلاً عنها او يمكن له الاستغناء عن خدماتها، بينما يحصل السنة على الثلث الثاني ويضم معه الدروز وبعض المسيحيين، بينما يحصل الموارنة عبر ميشال عون على الثلث الثالث.

وهكذا يصبح لحزب الله ثلثان هما ثلثه وثلث ميشال عون، وبهذا يتجاوز بهذه المعادلة ليس فقط نتائج الانتخابات النيابية في 7/6/2009، بل التركيبة اللبنانية المعتمدة على اتفاق الطائف او دستور لبنان منذ العام 1989، وتسقط المناصفة احدى ابرز نتائج هذا الاتفاق الوطني، ويكتشف اللبنانيون بعد فترة ان الائتلاف الشيعي الذي حكم العراق نيابة عن ايران منذ العام 2005 باسم حزبي الدعوة والمجلس الاعلى وتوابعهما، استنسخ نفسه في لبنان عبر حزب الله وحركة امل، ليطل البعد الاقليمي المباشر ويلقي بظلاله الثقيلة على حركة سعد الحريري التصالحية. فحزب الله يتنصل من وعوده ويطلق ميشال عون لاهثاً وراء مطالب تعجيزية، كما تطلق دمشق بعض كتبتها ليتطاولوا على رئيس الحكومة المكلف وليعطوه دروساً في الديموقراطية التي ترزح تحتها سوريا منذ العام 1963..

لذا، بادر سعد الحريري الى تجاوز الاعراف، وسامح أدبياً كل تجاوز لآداب التعامل معه، واطلق دعوته لميشال عون لحضور لقاء يجمعهما في مجلس النواب او القصر الجمهوري حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، فإذا تمسك عون بمطالبه امام رئيس الجمهورية فهذا يعني ان اوامر دمشق وطهران له اهم بكثير من اي خسارة للمسيحيين حتى لو تجاوزت 17% من مراكزهم في السلطة والادارة والجيش والقضاء والامن والتربية.. لمصلحة حزب الله وتوابعه.

ورهان عون على ايران في نظره ناجح بنسبة 100%، لأنه يرى انها حكمت العراق وتحكم سوريا وتحكم غزة ولم يبق الا نزر يسير لحكم لبنان، وها هي حملته ضد البطريرك الماروني العاقل مار نصرالله بطرس صفير تتقاطع مع دعوة اعتماد الاكثرية العددية التي كان اطلقها الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين، ثم تبرأ منها وأعلن عدم واقعيتها وفاعليتها في بلد كلبنان، وهذه الدعوة هي الوجه الآخر لحكم لبنان اعتماداً على المثالثة وفق المعادلة الواردة ثلث للشيعة يمثلها حزب الله، وثلث للسنة يمثلها (حتى الآن) سعد الحريري، وثلث للموارنة يمثلها وفق المطالب التعجيزية المعروفة ميشال عون.

لكن، هل تقف المسألة عند حدود المطالب والحوار المستحيل؟.. يا ريت!

فما يجري في بعض مناطق بيروت، وخاصة من تحضيرات ضد ((تيار المستقبل)) في منطقة الطريق الجديدة، وفي طرابلس وفي البقاع الغربي، ومحاولة وليد جنبلاط تحييد نفسه والدروز عما يخطط له وفق معلوماته، وحصار سمير جعجع، كما التحييد السلبي للجيش، وعودة التشكيك بفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.. وغيرها كلها مؤشرات تقول ان عدوان 7 ايار/مايو الذي رآه حسن نصرالله يوماً مجيداً من ايام المقاومة قابلاً للتكرار، اعتماداً على ترسانة حزب الله وقناعته الكاملة انها لم يعد لها دور في مواجهة اسرائيل وانها موجودة لإخافة قوى الاستقلال.. وقد حققت هذه الترسانة اول نجاحاتها في 7 ايار/مايو واتفاق الدوحة والثلث المعطل في الحكومة، وحققت ثاني نجاحاتها في تحييد وليد جنبلاط، وحققت ثالث نجاحاتها في الحياد السلبي للجيش اللبناني.. وهي تتطلع الى المزيد من النجاحات في السياسة وعلى الارض.

 

حركة جنبلاط العربية ابعد من تعقيدات الحكومة؟ 

٤ ايلول ٢٠٠٩ /  الشرق

::الفرد نوار::

في جديد الحركة الجنبلاطية في الداخل، انها لن تقتصر على من اعتبرهم خصومه لبعض الوقت، لاسيما ان بعض هؤلاء ينسق معه في اكثر من ملف اقليمي، خصوصا بالنسبة الى الربط بين ما يحكى عن زيارة جنبلاطية الى مصر بالتزامن مع زيارة موعودة الى سورية وبين ما يمكن ترميمه من علاقات بين القاهرة ودمشق!

الذين كشفوا النقاب عن هذه الحركة الجنبلاطية، هم من عدة الشغل السياسي - الحزبي لديه. وهؤلاء لا يجدون حرجا في ترداد ما يقوله (...) وقد قاله اول امس خلال لقاء مع العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله على مسافة خطوات قليلة من مقر شورى حزب الله في حارة حريك وبعده اثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حيث قال انه "لا بد من شراكة عربية - سورية وسعودية لحلحلة تعقيدات تأليف الحكومة في لبنان"، من غير ان ينسى ضرورة ان تكون الشراكة المشار اليها غير معادية لايران!

كذلك فان جنبلاط لم ينسَ "القواسم المشتركة كي نصل الى شاطئ الامان"، خصوصا بالنسبة الى "اننا لا نريد من دول عربية او اجنبية عرقلة تأليف الحكومة"!.

من حيث المبدأ، يصعب على جنبلاط وغير جنبلاط تفسير هكذا كلام بما في ذلك جعل احد يقبضه عن جد، عند حديثه عن شراكة عربية - سورية وسعودية، من غير ان يفهم ان المقصود بكلمة عربية هي مصر. اما لماذا مصر في هذا المفصل الداخلي - الحيوي اللبناني؟ فهذا له قصة اخرى او مدعاة موازية للكلام الداخلي على تعقيدات الحكومة او لزوميات معالجة ذلك!

تقول اوساط سياسية مطلعة ان "انفتاح رئيس اللقاء الديموقراطي الاخير على قوى المعارضة عموما وعلى حزب الله خصوصا لم يثبت جدواه الى الان" وفي معلومات الاوساط المشار اليها ان جنبلاط الذي كسر الكثير من حسن علاقاته السابقة مع سورية ومع حزب الله في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط من العام 2005، قد وجد ضرورات ملحة لاعادة لملمة كل ذلك مع دمشق ومع الحزب في اعقاب احداث 7 ايار من العام 2008، من غير ان يلقى في المقابل اي تشجيع يعول عليه من الجانبين، الى ان وجد الظرف مناسبا من خلال الموجة السعودية - المصرية وعبر التفاهم بين دمشق وحزب الله، شرط العبور بالعلاقة من خلال ما بوسع جنبلاط تقديمه لخلق حل ما بالنسبة الى خلاف مصر مع حزب الله خلال حرب غزة!

وعلى اساس ما تقدم لم يتضح من استعداد جنبلاط لزيارة القاهرة سوى "طي التباين الذي احدثته الملاحقة القضائية المصرية لخلية حزب الله"، كذلك فان استعداد جنبلاط لزيارة دمشق ليس بعيدا عن تقبل حزب الله فكرة مبادلته خدمة بخدمة. وهذا التصور في محله بحسب ما يتردد من معلومات، فيما هناك من يجزم بانه من الصعب على جنبلاط وغيره تهيئة مناخ تفاهمي بين مصر وحزب الله قبل تأمين مناخ مماثل بين مصر وسورية!

اما العرب الاخرون الذين اشار اليهم جنبلاط في مجال حديثه عن عرقلة تشكيل الحكومة في لبنان، فان الكلام على هؤلاء يهدف الى ابعاد الضوء عن طبيعة ما يتطلع اليه، لاسيما ان "الشراكة العربية - السورية لن تتحقق بمعزل عن دور مميز وبارز لكل من السعودية ومصر". وهذا الدور غير واضح حتى اشعار اخر بانتظار معرفة ما اذا كانت القاهرة في وارد هضم فكرة تدخل جنبلاط في موضوع "تورط حزب الله في شأن سياسي امني مصري" زاده سوء التعاطي الاعلامي معه تباينا سلبيا!

مصادر ديبلوماسية عربية ابدت اهتماما بكل ما يقال عن الحركة الجنبلاطية على الموجة السعودية - المصرية والسورية، غير انها استغربت تطور الحركة في اتجاه ملف شبكة حزب الله في مصر قبل ان يصدر عن الحزب ما يعزز عوامل التفاهم على معالجة الموضوع، حيث قيل الكثير عن مرحلة من التحدي الايراني في مواجهة مصر لهذا الملف امنيا وقضائيا، فضلا عن الاتهام الذي ساقته القاهرة ضد طهران يوم قال الاعلام المصري ان ما حدث ما كان ليحصل من دون مساعدة لوجستية ايرانية لخلية حزب الله؟!

وبانتظار معرفة بعض التفاصيل الدقيقة عن الزيارة المرتقبة لجنبلاط الى مصر، على رغم انها غير مقفلة بوجهه، فان الزيارة الى دمشق هي ما يعول عليها الزعيم الاشتراكي كونها المفتاح المتجدد لعلاقته مع العمق الدرزي في سورية ومع العمق العربي والايراني في وقت واحد. وهو في حال نجح في تحقيق مسعاه في مصر، فلن يصعب عليه العبور وبنجاح الى دمشق (...) وعندها سيكون لكل حادث حديث؟!

 

مقابلة من الشراع مع النائب السابق مصطفى علوش

النائب السابق الدكتور مصطفى علوش:عون يريد إضعاف رئيس الجمهورية لينقضّ عليه في المستقبل  

الشراع

*عون يريد إضعاف رئيس الجمهورية لينقضّ عليه في المستقبل

*معادلة س-س لم تفض الى ما يريده السوريون

*لقاء الأكثرية يؤكد وجود أكثرية وأقلية في البلد وصلاحية معادلة 15-10-5

*جنبلاط تراجع نسبياً عن مواقفه وهو يحترم نتيجة الإنتخابات

*هناك أزمة داخل 14 اذار/مارس متعددة الأسباب

*موضوع غياب الكتائب عن الأمانة العامة سيجد طريقه الى الحل

* إقتراب صدور البيان الإتهامي للمحكمة الدولية وراء صراخ جميل السيد والمعلم وغيرهما

ثلاثة عناوين اساسية حركت الحالة السياسية الراكدة وهي اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة النائب سعد الحريري والنائب ميشال عون في قصر بعبدا برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والعنوان الثاني اجتماع الأكثرية النيابية، اما العنوان الأخير خروج الرئيس نبيه بري عن صمته في مناسبة تغييب الإمام موسى الصدر وان لم يدخل في تفاصيل المشهد الحكومي.

هذه العناوين الثلاثة بالإضافة الى المؤتمر الصحافي الذي عقده مدير الأمن العام السابق اللواء جميل السيد والذي لم يوفر أحداً من اتهاماته كانت محور الحديث الذي أجرته ((الشراع)) مع النائب السابق الدكتور مصطفى علوش.

# نبدأ من الحدث الأبرز وهو لقاء الحريري - عون كيف قرأته لجهة انعقاده في القصر الجمهوري وأيضاً من جهة قبول النائب ميشال عون بعقد هذا اللقاء؟

- أولاً، لم يكن لهذا اللقاء أن يُعقد لولا المبادرة التي قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري وأساسها أن يسحب البساط من تحت كل الإعتراضات حتى يتمكن من تأليف الحكومة، والعرض أن يكون في بعبدا في القصر الجمهوري، أو في مجلس النواب، جاء من النائب سعد الحريري، وذلك لتأكيد مرجعية رئيس الجمهورية أولاً، وأيضاً المرجعية الثانية وهي مجلس النواب وهو مجلس الأمة، أي مرجعية الشعب اللبناني.

أما عن النتائج فأنا أعتقد ان هذا اللقاء قد أدى على الأقل الى كسر الجليد، ولكن هل سوف يُنتج أم لا؟ أنا أعتقد ان المسألة تتعلق بـالإجابة عن السؤال ((هل العماد عون قادر على تقديم المطلوب في هذا الأمر، وهو التخلي عن مطالبه أو التسوية على مطالبه؟ أو هل ان المسألة متعلقة فقط بالوضع اللبناني أم مرتبطة بالمسائل الإقليمية؟.

# لكي يقوم الرئيس المكلّف سعد الحريري بهذه المبادرة فهذا يعني ان لديه أيضاً ما يقوله، ولا ينتظر فقط ما سيسمعه من العماد عون من تنازلات هل هو في مكان ما سيتنازل بمعنى هل يوجد قرار بالتنازل من قبل الأكثرية؟

- هناك قرار من النائب الحريري أن يضع بين يدي المعنيين، وعلى الأخص العماد ميشال عون مجموعة من الإقتراحات، وهي تسوية في كل الأحوال، وهذا هو المبدأ الأساسي في القضية، ولكن المسألة متعلقة ايضاً بإمكان قبول العماد عون بهذه التسوية.

# هل التسوية على أساس ((ما لي هو لي وما لك هو لي ولك)) أو على أي أساس؟

- ليس لدي أي فكرة حقيقية عما سيعرضه النائب الحريري، ولكن بالتأكيد لن يكون للعماد عون كل ما يطلبه.

# ماذا لو تنازل رئيس الجمهورية عن الداخلية لمصلحة عون، هل تقبل الأكثرية؟

- سوف يكون في ذلك إخلال بالتوازنات المطروحة، وتخلي الأكثرية أو طرح الأكثرية بأن يكون هناك وزارات سيادية موزّعة، كانت على أساس ان يكون هناك وزارة للأكثرية ووزارة للأقلية، ووزارتان لرئيس الجمهورية، فإذا ذهبت وزارتان للأقلية، فهذا يعني ان هناك خللاً في مكان ما، ولكن قد تكون نسبة التضحية عالية جداً عند الأكثرية وتقبل بهذا الوضع مع انني أستبعد ذلك.

# سؤال يطرحه البعض هل النائب عون يريد حقائب سيادية أم يريد إضعاف رئيس الجمهورية؟

- هو دون شك واقع تحت عدّة تأثيرات، أولاً يريد أن يؤكد ان المرجعية المسيحية من جديد هي عنده، وذلك من خلال تضخيم عدد الحقائب التي يأخذها ويريد إضعاف هذا الرئيس بالذات لأنه يعتبر انه سلبه حقه الطبيعي، كما يردد دائماً برئاسة الجمهورية، لذلك فهو يريد أن يفتح المجال لأي إمكانية لإضعاف دور هذا الرئيس، ليتمكن من الإنقضاض عليه في المستقبل، ولكن حسب ما يبدو انه ايضاً عون ((متروك)) لكي يعطّل إنشاء الحكومة في كل الأحوال، وذلك لأسباب إقليمية أكثر مما هي محلية.

معادلة س - س

# هل هي معادلة الـ ((س – س)) مازالت المعرقلة، وهل بالتالي سوريا تمون على عون للتعطيل؟

- معادلة س- س لم تكن في أي وقت هي المطلوب من سوريا، ما تريده سوريا من السعودية هي أن تكون بابها للعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، و ما أرادته سوريا من العلاقة مع فرنسا هو أن تكون باباً لها للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وحتى الآن لا يبدو ان هذه العلاقة وصلت الى مرحلة الربيع ولا حتى الدفء النسبي. واللقاءات التي حصلت حتى الآن محصورة بمسألة عملية السلام ومسألة العراق.

أما محاولة السوريين إقحام المسألة اللبنانية ومسألة المحكمة الدولية ومسألة المفاوضات مع إسرائيل ضمن هذه العلاقة، فقد فشلت حتى الآن، وهذا ما يعني بأن معادلة س- س هي في النهاية لم تفضِ عند السوريين الى ما يريدون، لذلك فإن التعطيل ما يزال قائماً على هذا المستوى. أما هل باستطاعة العماد عون أن يعطّل بنفسه دون دعم؟ بالتأكيد لا، لأنه بحاجة الى دعم حلفائه وتشجيعهم وبالتأكيد إذا لم يكن هناك مونة مباشرة من السوريين على العماد عون، ولكن هناك بالتأكيد مونة وسلطة مباشرة للسوريين على حركة ((أمل)) و((حزب الله)).

# عشية إنعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة هل تتوقع ان يخطو الرئيس بشار الأسد خطوة الى الأمام بالنسبة الى الوضع اللبناني وذلك لتحسين العلاقة مع الإدارة الأميركية؟

- لا أعتقد بأن النظام السوري مضطر الى تقديم أي شيء في الملف اللبناني الآن، لأنه يعتبر انه خارج هذا الملف، وهو يقول بأنه لا يتدخل في هذا الملف، ويمكنه أن يقول بأنه لم يتدخل في الإنتخابات النيابية بشكل مباشر ويمكنه أن يقول بأنه أقام علاقات دبلوماسية، وهذا حصل ويمكنه أن يقول بأنه مستعد لترسيم الحدود، وقد أعلن انه مستعد في وقت مستقبلي، وهذا ايضاً واقع، ولكن الأمور الأخرى لا يمكن للمجتمع الدولي أن يضغط عليه.

# لكن هناك إتهاماً دولياً لسوريا بعرقلة تشكيل الحكومة؟

- هناك شبهة دولية، ولكن لا يوجد اتهام دولي، هناك شبهة باستمرار حلفاء سوريا بالتعطيل، مما يعني ان سوريا هي المعطّل، ولكن لا يوجد حديث مباشر أو اتهام مباشر بأن هذا هو السبب.

لقاء الاكثرية

# ماذا يعني لقاء الأكثرية النيابية ؟ ولماذا أخذ هذا الحجم من الإهتمام؟ وكيف قرأت حضور وليد جنبلاط الاجتماع؟

- أهمية هذا اللقاء تكمن أولاً في انه كانت هناك مراهنة كبرى من قبل 8 آذار/مارس محلياً، والقوى الإقليمية إيران وسوريا بشكل مباشر، على انفراط عقد الأكثرية النيابية، وذلك لتسخيف نتائج الإنتخابات النيابية وجعلها في خبر كان، وهذه الأهمية الأولى. أما الأهمية الثانية على المستوى المحلي هي انها تعيد الطرح بأن في لبنان أكثرية وأقلية، وبأن الحكم يجب أن يكون بناء على ذلك، وان الصيغة المطروحة 15+10+5 مبنية على وقائع على الأرض، تفيد بأنه يوجد أقلية وأكثرية في البلد.

والأهمية الثالثة هي حضور الاستاذ وليد جنبلاط للقاء وهذا يعني بأن هناك نوعاً من التراجع ولو النسبي عما تقدّم من مواقف، وعلى ان الوضع الإقليمي ما يزال هو نفسه، مما يعني بأن الاستاذ وليد جنبلاط مُلتزم بهذا التكتل الذي إنطلق منه، بالإضافة الى انه يحترم نتائج الإنتخابات التي هي أنتجت النواب الموجودين في الأكثرية.

# النائب جنبلاط يقول انه حضر لدعم الرئيس المكلّف، وكأنه يقول انه حضر كُرمى لسعد الحريري وانه غير معني بـباقي مكونات14 آذار/مارس؟

- بالنتيجة هناك مندوب للنائب جنبلاط وللحزب التقدمي الإشتراكي سوف يبدأ بحضور اجتماعات الأمانة العامة لـ14 آذار/مارس، والمهم انه حضر وحضر نوابه. أما التخفيف أو عدم التخفيف، فبالنتيجة هو إذا كان دعماً لرئيس الحكومة المكلّف، فهذا يعني انه دعم لقضية 14 آذار/مارس.

# هل يعني هذا ان 14 آذار/مارس هي على خير ما يرام، بعد غياب الكتائب واللقاء الديموقراطي عن اجتماعات الأمانة العامة، أم انها من الداخل مفكّكة بعض الشيء، وهذا اللقاء لحفظ ماء الوجه؟

- أنا لست من الأشخاص الذين يدفنون رأسهم في الرمال، أنا أكيد بأن هناك أزمة داخل 14 آذار/مارس والأزمة هي متعددة الأسباب، ولكن أهمها وأكثرها حدّة هو مواقف الاستاذ وليد جنبلاط في الآونة الأخيرة ، وقد تم تجاوزها بتسوية معينة.

أما مسألة حضور الكتائب فأيضاً قام منسّق الأمانة العامة بالعمل على تسوية هذا الموضوع وهو في طريق الحل، ولكن هل يعني ذلك بأن 14 آذار/مارس هي في القوة نفسها التي كانت عليها في السابق؟ انا أعتقد بأن هذه الحركة من ناحية قوتها ليست ثابتة القوى، لكنها تبقى معتمدة على مسائل أساسية وهي جمهور 14 آذار/مارس وشعب 14 آذار/مارس أكثر مما هي معتمدة على خروج بعض القيادات بمواقف متأرجحة في وقت من الأوقات، وأنا أرى بأن جمهور 14 آذار/مارس هو من فرض عودة 14 آذار/مارس، وهو من فرض أن يجتمع النواب الـ71.

# خرج الرئيس نبيه بري عن صمته، هل مناسبة تغييب الامام الصدر هي التي فرضت الخروج عن الصمت؟

- هناك بعض المعلومات التي تقول بأن هناك نوعاً من الحاجة للخروج عن الصمت بغض النظر عن المناسبة، وهناك بعض المعلومات التي تتحدث على انه يريد ايضاً تصليب المقولات التي بدأت بها مجموعة 8 آذار/مارس خلال الأيام الماضية ودعم هذه المواقف.

# هل لكي لا يُقال عنه انه اصبح في الوسط؟

- تماماً، هو ليس في الوسط، ويريد أن يؤكد انه ليس في الوسط، وانه موجود في صلب 8 آذار/مارس، وهو في صلب مجموعة الممانعة السورية - الإيرانية، فلو كان هناك توجه لديه للذهاب الى الوسط، لكان لاقى الاستاذ وليد جنبلاط في الكتلة الوسطية.

الحل بانتظار المحكمة

*يقال ان كل الذي يحصل سببه المحكمة الدولية، وبالأمس خرج اللواء جميل السيد ليقول ما لم يقله الآخرون، هل صحيح ان سوريا لن تساعد في حل المأزق اللبناني إلا بانتظار تسوية ما على حساب المحكمة الدولية؟ ولماذا خرج بالأمس جميل السيد بهذا الكم من الإتهامات التي لم توفر أحداً؟

- خروج جميل السيد بالأمس لم يكن مصادفة، بل كان بتوافق وتفاهم وتناغم مع من خرجوا خلال الأيام الماضية، ولم يكن ايضاً مصادفة أن يستشهد وليد المعلم بكلام جميل السيد عن مسألة المحكمة الدولية، وأنا أعتبر انه بالإضافة الى المعلومات التي تقول بأن هناك مجموعة دبلوماسية تقوم بالضغط في أروقة الأمم المتحدة بالنسبة لمسألة المحكمة الدولية، وقد ذكرت ذلك صحيفة ((الأخبار)) الأسبوع الماضي، وهذا يعني بأن اقتراب صدور البيان الإتهامي للمحكمة الدولية هو ما يدفع كل هذه المجموعة لكي تبدأ بالصراخ وتوجيه أصابع الإتهام الى المحكمة الدولية، لكي يتمكنوا بسهولة من تسخيف القرارات، وتسخيف البيان الإتهامي في حال صدوره. وأنا أقول بكل وضوح وببساطة ، المواطن العادي غير المطّلع بأنه لا يمكن لأحد أن يهاجم هذه المحكمة إلا إذا كان يشعر في مكان ما بأنه سوف يُطال من هذه المحكمة.

# ولكن الضباط الاربعة خرجوا ليس بإخلاء سبيل بل بعدم توجيه الإتهامات؟

- خروج الضباط الأربعة كان مبنياً على قرار من المحكمة الدولية التي لا يسمح قانونها بأن يحتفظ بأي من المحتجزين بدون أن يصدر بيان اتهامي، وهذا لا يعني أبدا في أي وقت من الأوقات بأنه لن يتم استدعاؤهم في المستقبل القريب المتوسط، بأي صفة من الصفات.

حوار هدى الحسيني   

 

صيغتان لا ثالث لهما:البقاء في حكومة تصريف الاعمال أو الانتقال الى حكومة تصريف الازمات  

ناصر شرارة/   الشراع

خلال الاسبوعين الماضيين، وصلت الى بيروت شخصية لبنانية لها تاريخ طويل في العمل الدبلوماسي، وجالت هذه الشخصية على عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين وأبلغتهم ما اعتبرته معلومات هامة وذات صدقية، وعليهم التعاطي معها بجدية، تقول هذه المعلومات نقلاً عن مصادر بريطانية عليا، ان اسرائيل تحضر بشكل جدي لعمل عسكري كبير ضد حزب الله ولبنان، خلال شهر ايلول/سبتمبر الجاري. والواقع ان بيروت كانت في بدايات هذا الصيف، تلقت معلومات مماثلة من الاستخبارات الفرنسية، وبحسب هذه المعلومات، فان وزير الدفاع الاسرائيلي يهودا باراك سيحشد 62 الف جندي ليشاركوا في اوسع عملية عسكرية برية ضد لبنان، يتم خلالها تنفيذ عمليات انـزال للكوماندوس الاسرائيلي على طول سفوح سلسلة الجبال الغربية، وسيتم قطع بيروت – دمشق وستصل اسرائيل براً الى منطقة الهرمل، ولن تنسحب الا بعد ان يحل مكانها قوات من ((اليونيفيل)).

مصادر دبلوماسية عربية مطلعة كانت قبل اشهر قليلة تستبعد قيام اسرائيل بحرب ضد لبنان استناداً الى ثلاث حقائق منها ((اولوية ضرب ايران)) وعدم جهوزية ((الرد الاسرائيلي ضد صواريخ الحزب))، باتت اليوم، تتحدث عن عودة احتمالات حدوث هذه الحرب، نظراً لحاجة اسرائيل اليها داخلياً واقليمياً، ونظراً ايضاً لكون نظرية ((أولوية الحرب ضد ايران)) تراجعت لتحل مكانها نظرية انتظار ان يتآكل النظام الايراني من الداخل من خلال اعطاء كل الوقت لتداعيات الازمة الداخلية وعدم قطع سياقها.

والواقع ان كل ما تقدم، يخدم فكرة اساسية بنظر مصادر دبلوماسية في بيروت، وهي ان لبنان يقع سياسياً واقليمياً ودولياً، حالياً في المنطقة الساخنة من الشرق الاوسط التي تعيش هواجس ان تطالها حروبه، وليس صحيحاً انه يعيش فوق مساحة الهدنة الموجودة حالياً في المنطقة حسبما يتردد الآن في الكثير من المحافل السياسية اللبنانية.

وبحسب هذه المصادر فان عملية تشكيل الحكومة اللبنانية تتم على ايقاعات تأثرها المباشر او غير المباشر بما يحدث في المنطقة من تطورات مختلفة ولكن متداخلة، وصار واضحاً الآن ان معادلة (السين – سين) لم تعد كافية لانتاج معادلة للاستقرار السياسي في لبنان خلال المرحلة المقبلة، وان كل مقدورها (اي هذه المعادلة) هو انتاج استقرار امني نسبي، أو بكلام آخر ((تهدئة توتر طائفي)).

ويؤشر هذا الامر الآنف الى ان سقف التدخل العربي في لبنان لانتاج حلول، لم يعد حراً او مستقلاً عن التدخلات الاقليمية غير العربية او العربية التي لديها خصوصيات في مقاربتها لارتباط الساحة اللبنانية بأزمات اخرى.

وخلاصة القول في هذه النقطة ان ((السين – سين)) باتت معادلة غير قادرة بمفردها على احتكار الحل الاقليمي، والدولي في لبنان، وباتت من جهة ثانية معادلة معنية في هذه المرحلة بما هو امني وفي احسن الاحوال تقديم الغطاء السياسي الداعم لعدم تحول النـزاع السياسي الى توتر امني.

إذن، اين يكمن الحل اللبناني، ومن هي الجهة التي تملك في هذه المرحلة القدرة على اخراج الحكومة اللبنانية العتيدة الى النور؟

تؤكد مصادر مطلعة على صلة باللعبة الاقليمية والداخلية اللبنانية، ان ما يستطيعه لبنان في هذه المرحلة، هو اما البقاء في حكومة تصريف الاعمال او تشكيل حكومة تصريف ازمات، والوصول الى ابعد من هاتين الصيغتين يكاد يكون مستحيلاً.

وترى هذه المصادر ان لبنان يتأثر حالياً بثلاثة مناخات سياسية استراتيجية ضاغطة على وضعه وعلى طريقة النظر إليه من قبل القيمين على لعبة الأمم في المنطقة.

المناخ الأول: هو شعور الدول الكبرى الغربية وأيضاً العربية الإقليمية في المنطقة، بأن إيران تتمدد في الشرق الأوسط، وفق خطة طموحة عنوانها رغبة طهران في أن ترث النفوذ السوفياتي في المنطقة.

.. فالإيرانيون، اقتربوا عبر الورقة الحوثية في اليمن من باب المندب، وأعادوا النبض إلى الرؤية الروسية التي كانت تنظر للسيطرة على ميناء عدن كرد على محاولات إخراجهم من قناة السويس.

والإيرانيون موجودون في غزة على تماس مع الأمن القومي المصري، وأيضاً مع الجبهة الغربية العربية – الإسرائيلية. كما ان حضورهم في المتوسط بات واضحاً من خلال ثقلهم في المقاومة الإسلامية في لبنان. ويستخدم الإيرانيون، أجزاء من بلدهم كممر آمن للقاعدة بين ساحتي العراق وأفغانستان وباكستان. ويعتبر هذا الممر شرياناً حيوياً تتحكم طهران عبر مقادير ضخ الدم فيه، بتحديد منسوب التوتر في كل من العراق وأفغانستان وباكستان.

وضمن هذه الصورة، لم يعد ممكناً فصل الحضور الإيراني في لبنان عن مجمل حراكه الأمني والسياسي الاستراتيجي في المنطقة. وعليه، فإن أي تقدم في رسم ملامح الاستقرار السياسي في لبنان، سيكون مدروساً إقليمياً ودولياً على نحو يجيب على دور هذا البلد، إما في رد التحدي الإيراني، أو التماهي مع الدور الإيراني؟!

المناخ الثاني: هو تولد شعور في الغرب، وخاصة بين المحتفين بمجيء باراك أوباما، بأن الرهان الذي برز العام الماضي على ان الشرق الأوسط سيشهد بين العامين 2009 و2010 تغييرات سياسية جوهرية، ستفرزها مجموعة الانتخابات التي ستجري في العديد من دوله، بدأ يخفت اليوم. فمعظم هذه الانتخابات أسفرت عن نتائج تؤكد استمرار الوضع السابق لمرحلة أوباما: في إيران تم التجديد للتشدد النجادي، في إسرائيل وصل اليمين الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو وفشلت تجربة اليمين – الوسط بقيادة تسيبـي ليفني. وفي لبنان فازت الأغلبية النيابية بالمقاعد ولكنها لم تفز بالمعادلة السياسية، خاصة بعد تحول وليد جنبلاط. وفي أفغانستان، فاز حميد قرضاي وظلت اللوحة السياسية هناك على حالها. وفي فلسطين، لا يبدو ان الانتخابات ستجري في وقتها، نظراً لاستمرار الشقاق البنيوي والجغرافي الفلسطيني. أما في العراق، فهناك سباق بين أعداد قتلى الانفجارات وأعداد المقترعين المحتملين في الانتخابات المقبلة.

وكل ما تقدم يؤشر إلى واقع ان سلسلة الانتخابات التي جرت في المنطقة، أدت إلى ((مركزة الأزمات في دولها)). فالتشدد من إيران إلى إسرائيل بقي على حاله. ومفعول الفوز العددي وليس السياسي من لبنان إلى أفغانستان بقي على حاله. ومبدأ استحالة تسييل الانتخابات في خدمة إنتاج الحكم، من المتوقع أن يظل يحكم فلسطين والعراق بعد انتخاباتهما المقبلة وضمن هذه الصورة، يبدو لبنان جزءاً من صورة استمرار ((تمركز الأزمة)) فيه وهو واقع يسود المنطقة كلها خلال ((الشوط الأول)) من مرحلة أوباما كما تقول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

المناخ الثالث يتمثل بأنه لا يمكن لأي أزمة في المنطقة، مهما كبر أو صغر حجمها، أن تجد لنفسها سبيلاً للحل من دون أن يكون لذلك علاقة بسياق معالجات الوضع في العراق.

وصار واضحاً الآن ان أحدث جولة تعقيد على مستوى مسيرة إنتاج الحكومة في لبنان، كانت مرتبطة بوصول العلاقة السورية – الأميركية المستجدة بخصوص العراق، إلى نقطة خلافية تتصل بأن دمشق تقترح بأن يتم ملء الفراغ الأمني والسياسي في العاصمة والمدن العراقية الأخرى بعد خروج الأميركيين منها، عبر إعادة إحياء هيئات البعث ووحدات الجيش العراقي السابق. ويبدو ان سوريا تحتفظ بنسبة عالية من القيادات الوسطية من هذه الشرائح البعثية والعسكرية العراقية لديها في سوريا تحت عنوان انهم لاجئون عراقيون.

ولا يصطدم هذا الاقتراح السوري فقط مع نظرة واشنطن لشكل الحكم في العراق، بل أيضاً مع نظرة إيران والكثير من حلفائها الشيعة العراقيين.

وواقع الحال الآن يرسم صورة معقدة، وهو تقارب أميركي – إيراني بخصوص الاستمرار في اجتثاث ((البعث)) ومنع عودته في مقابل تقارب سوري – روسي بخصوص تجاوز الحالة الطائفية في العراق وعدم منحها فرصة لأن تكون هي معادلات الحكم المقبل. والسؤال اليوم، هو كيف ستتبلور هذه التعارضات، هل تصبح مواجهات فوق أرض العراق أم انها ليست إلا عوارض سياسية، يمكن احتواؤها، خاصة فيما يتصل بالتعارض الحالي فوق أرض الرافدين بين سوريا وإيران، وبالمقابل التقاء النظرة بين إيران وأميركا.

ومع ذلك، يبقى من المهم الإشارة إلى عبارة وردت في تقدير الموقف الذي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية للعام الحالي، وجاء فيه ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال خلال اللقاءات المغلقة في أنابوليس ان دمشق تتطلع لاحتمالات المستقبل، حيث قد يكون عليها في لحظة معينة المفاضلة بين العلاقة الاستراتيجية بين سوريا وإيران وعلاقة استراتيجية تعرض عليها بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية.

ناصر شرارة   

     

أمين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب السابق الياس عطاالله:الوضع نحو التصعيد ومزيد من التعقيد  

 حوار احمد الموسوي   

الشراع

*جنبلاط و14 آذار على ضفة واحدة.. والأكثرية ما زالت موجودة

*حزب الله وسوريا وراء انتفاخ عون وعنجهيته ومطالبه التعطيلية

*المحكمة الدولية أقلقت جميل السيد فأطلق هذا الفجور ضدها

*سنة 1977 لن تعود ومن يسعى لأثمان من لبنان يعيش في زمن آخر

*مطالب عون شخصية وتعجيزية بوجه الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية

*البلاد تحتاج لمرحلة إطفاء التنامي الخطير في التباعد المذهبـي

*هناك من يسعى لتصوير الأزمة أزمة حكم لا حكومة.. وهناك من يتحدث عن ((طائف2)) و((دوحة2))!

رأى أمين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب السابق الياس عطاالله ان البلاد تحتاج إلى مرحلة ((اطفاء التنامي الخطير في التباعد المذهبي))، مؤيداً سياسة اليد الممدودة التي يتبعها الرئيس المكلف سعد الحريري.

ووصف عطاالله مطالب العماد عون بأنها تعجيزية وتعطيلية، يهدف تصوير الأزمة في لبنان على انها أزمة حكم وليس حكومة بهدف تغيير اتفاق الطائف.

((الشراع)) التقت عطاالله وأجرت معه الحوار التالي:

# لماذا لا تشكل الأكثرية النيابية حكومتها؟

- من حيث المبدأ والمنطق وقواعد اللعبة الديموقراطية يجب أن تُشكل الأكثرية حكومتها لأن ذلك منطقي وعقلاني ودستوري، إذ في كل ديموقراطية حتى في الديموقراطية التوافقية فإن الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، ولكن الوضع في لبنان في ظل التعقيدات المعروفة وفي ظل التحديات المتنوعة وفي ظل هذا التباعد في المواقف الحادة بين المكونات المذهبية يُفضل أن يعتمد شعار حكومة الوحدة الوطنية لأن البلاد تحتاج إلى مرحلة إطفاء لهذا التنامي الخطير في مشاعر التباعد المذهبـي ولتشكيل مناخات أكثر هدوءاً لمعالجة الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية، ولا يستطيع أحد أن ينكر ان هناك عوامل إقليمية تواجه لبنان ومخاطر متعددة تبدأ من مخاطر العدو الإسرائيلي ولا تتوقف دون الإشارة إلى سلبية النظام السوري وتنسيقه مع النظام الإيراني ومن هنا فإن الإقدام على تشكيل حكومة للأكثرية هو بالتأكيد في صلب النظام البرلماني وفي صلب الدستور ولكن أعتقد ان الحكمة تقتضي اليوم اعتماد سياسة ما سُمي اليد الممدودة، ومحاولة إيجاد أكبر تجمع من العاملين لتجاوز الأزمات الكبرى في لبنان ومحاولة تعزيز الشرعية اللبنانية واستكمال بناء الدولة.

# لكن بعض الأكثرية يشكو من ان سياسة اليد الممدودة لا تُقابل بسياسة مماثلة من قبل بعض القوى في المعارضة؟

- من الواضح ان حزب الله لا يجد نفسه مضطراً للإفصاح كثيراً عن مواقفه لكنه يكفي أن يقول انه يؤيد أفضل واجهة اختارها من أجل إعاقة تشكيل الحكومة وهو العماد ميشال عون، فيكفي أن يؤيده في مطالبه التعجيزية والشخصية، لنعرف مدى الرغبة بالتعطيل، فما يطرحه العماد عون ليس فيه إلا منطق التعطيل سواء في وجه الرئيس المكلف أو في وجه رئيس الجمهورية.

# هل تتوقع حصول اختراق ما في اللقاء المزمع عقده بين الرئيس المكلف والعماد عون في بعبدا؟

- آمل أن يستطيع هذا اللقاء تجاوز شيء ولكنني أشك في هذا، وأشك في إمكان إيجاد مناخ إيجابي، لأنني لا أرى مؤشرات على ذلك في مواقف العماد عون غير المستقلة والمرتبطة بالخارج.

# وماذا تتوقع إذا استمرت محاولة تشكيل الحكومة في حالة المراوحة القائمة؟

- إذا استمرت العوامل المعطلة فلا بد من التأني ولا بد من الصبر ولا بد من الحكمة في التعاطي مع المسألة ونحن بالتأكيد ندعم في هذا السياق سلوك الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ينم عن الصبر والحكمة، ونرى انه بقدر ما هو مطلوب تشكيل حكومة والإسراع في ذلك نظراً للمخاطر والاستحقاقات القادمة، بقدر ما يجب أن يكون هناك حذر جدي من المطبات التي أعتقد انها تُحضّر لمنع تأليف الحكومة لإبقاء البلاد في حالة من الفراغ، والجهة التي لا تريد للبنان الاستقرار والأمن ووجود شرعية قوية إنما تريد أن تصور ان الأزمة في لبنان تسير باتجاه أزمة حكم ونظام، وليست أزمة حكومة وهناك من بدأ يتحدث عن ((طائف 2)) أو ((دوحة 2)) أي هناك نية تصعيد لأن ثمة من يسعى إلى جعل البلد في حالة ميوعة وفراغ في وجه الاستحقاقات القادمة، وخاصة المحكمة الدولية.

# ما رأيك بما قاله اللواء جميل السيد مؤخراً في خصوص المحكمة؟

- نحن قلنا كلمتنا النهائية في المحكمة الدولية ولا داع لهذا الفجور ضد المحكمة من قبل جميل السيد الذي اقلقته المحكمة والتي ما زال لها الحق في متابعة محاكمته، ومن الواضح ان هناك استهدافاً متعمداً للمحكمة كما ان هناك استهدافاً لاتفاق الطائف، والكلام عن المحكمة يزداد في اكثر من موقع، في الموقع السوري كما في بعض الاصوات اللبنانية المعبرة عن الموقف السوري كناصر قنديل وجميل السيد، ولذلك اتوقع ان نكون مقبلين على مزيد من التعطيل وايجاد العوائق والعراقيل، وهذا خيار خطير جداً وهدفه هو عدم طرح المسائل الحقيقية على طاولة البحث وايجاد حلول لها وفي المقدمة السلاح غير الشرعي، والالتزام بالقرار 1701 الذي وافقت عليه كل المكونات اللبنانية بدءاً من حزب الله فهذا القرار يجب المحافظة عليه والالتزام به والدفاع عنه، لأننا نشهد بعض الحالات عند حزب الله لا تساعد في تكوين صورة لدعم القرار 1701 خاصة، ولا ننس حادثة خربة سلم، ونحن ندرك جميعاً ان اسرائيل تخرق القرار 1701 وهي دائماً تعمل لمنع وجود دولي في الجنوب ولكن للبنان مصلحة في هذا الوجود الذي يؤمن له غطاء دولياً.

# بتقديرك لماذا يرضى العماد عون بأن يكون غطاء للآخرين وما مصلحته في ذلك؟

- نحن منذ البداية كنا نشخص حالة العماد عون بالقول ان العماد عون ينطلق من مصالح ذاتية، وهذا الامر أدركه جيداً من يقف وراءه اليوم ومن لديه مشاريع سياسية كحزب الله والنظام السوري وقد لعبا على هذا الوتر ووضعا العماد عون في مواجهات عدة، في مواجهة رئيس الجمهورية والآن في مواجهة الرئيس المكلف ما جعله يأخذ ادواراً اكبر من حجمه ويحاول ان يأخذ حصصاً اكبر من حصصه انطلاقاً من الانتفاخ الذاتي والعنجهية اللامنطقية وتغليب مصالحه الشخصية على مصلحة البلد، وطبعاً العماد عون ليس قادراً على ان يشكل عامل تعطيل وحيداً ولكن يستطيع ان يستخدم في عملية التعطيل ولذا نرى ان هناك احتضاناً استثنائياً له من حزب الله والمعارضة والنظام السوري.

# بعد الانتخابات النيابية حصل حراك عربي باتجاه الحلحلة في لبنان، ما الذي حصل بتقديرك حتى توقف هذا الحراك، خاصة بين السعودية وسوريا؟

- ما حصل من حراك او تلاقٍ لم يكن يستهدف فقط العمل في الوضع اللبناني، انما يستهدف مواضيع اوسع وأكبر، ولكن يمكن للبنان ان يستفيد منها، واعتقد ان هذا الامر يواجه صعوبات وتعقيدات الآن فسياسة العرب المعتدلين من الواضح انها تريد من سوريا ان تكون في معسكر الاعتدال العربي لاهداف تتعلق بالمسألة الفلسطينية وبمفاوضات السلام التي تحفظ الحقوق العربية وتستفيد من المناخ الدولي وخاصة الموقف الاميركي الذي اعلنه اوباما من مصر والذي بات يعبر عن مصلحة اميركية، اذ ان الاميركيين باتوا يريدون نزع مسببات الارهاب والتطرف ويريدون الاستقرار في المنطقة ويبدو ان هناك تلكوءاً في الموقف السوري حيال الانضمام الى معسكر السلام وقد اثر ذلك على عملية التقارب العربي التي كان يمكن ان يستفيد منها لبنان.

# الم تساوركم خشية في قوى 14 آذار/مارس من اي تقارب بين من كانوا متخاصمين حول قضايا المنطقة؟

- طبعاً من يحلم بعد الآن بأنه سوف يقبض أثماناً لقاء تسهيلات ما في لبنان على حساب سيادة وحرية السلطة اللبنانية فهو يعيش في زمن آخر، فسنة 1977 لن تعود وإذا كان هناك من يسعى الى اثمان نتيجة تسهيل تشكيل حكومة او غير حكومة فهو يتوهم، نعم هو يستطيع ان يستفيد من سياسة المصالح العامة العربية سواء مع لبنان او العالم العربي، وأنا هنا اقصد النظام السوري الذي له علاقات ممتازة مع النظام الايراني الذي يرفض اليوم سياسة عرب الاعتدال، وأمام هذا التجاذب تعطلت عملية التقارب الاقليمي وتركت انعكاساتها على الواقع اللبناني، وعلى الواقع العراقي ايضاً والواقع الفلسطيني وحتى الواقع اليمني.

# الاكثرية النيابية عقدت اجتماعاً لها من جديد، هل تعتقد ان ذلك سيساعد على حل الازمة بما يعنيه من ان الاكثرية النيابية الداعمة للرئيس المكلف ما زالت موجودة؟

- ظهرت في الآونة الاخيرة داخل فريق الاكثرية مواقف معينة عبرت عن وجود تباينات داخلية، وهذا امر لا اعتبره كارثياً، فوجود التباينات داخل 14 آذار/مارس كان قائماً منذ البدء، وقد نشأت 14 آذار/مارس في ظل وجود اختلافات وتباينات في بعض الآراء والنظرة الى القضايا، ففي البيان الاول لقوى 14 آذار/مارس ورد فيه موقف يقول او يطالبنا باعادة انتشار الجيش السوري وانسحابه الى البقاع، وموقف آخر يقول ويطالب بالانسحاب الكامل، وقد ذكرنا هذا الاختلاف في وجهات النظر في البيان الاول في البريستول ومنذ ذلك التاريخ لم تكن ولم تحاول ((14 آذار/مارس)) ان تكون جسماً واحداً، وكانت التباينات والتقاطعات جزءاً منها، وحين برزت مواقف وليد جنبلاط الاخيرة صدرت نغمة تحاول استغلال هذا الموقف الجديد لتقول ليس هناك اكثرية في لبنان، بل هناك اقليتان وتم وضع جنبلاط خارج الاكثرية الحالية، مع انه لم يعلن في اي مرة انه خارج الاكثرية سواء على مستوى مجلس النواب او المستوى الوزاري، والاجتماع الاخير للأكثرية جاء تجسيداً لهذا الموقف ولمنع استغلاله خلافاً لما انتجته انتخابات 7 حزيران/يونيو، وجاء ايضاً ليعطي موقف قوة ودعم جديدين للرئيس المكلف الذي سمته الاكثرية بشكل واضح، وليبعث برسالة تقول ان الاكثرية هي اكثرية، وهي على المبادىء التي تتمسك بها في بناء دولة الحرية والسيادة والاستقلال ونحن التقينا كوفد من 14 آذار/مارس بالنائب جنبلاط وبحثنا معه في المواقف الاخيرة، ولم نجد ان هناك كثيراً من التباعد كما ظن بعضهم، بل وجدنا ان هناك قدرة على النقاش الهادىء والعقلاني لاعادة تحديد المفاهيم، ولم نجد انفسنا على ضفتين، بل ما زلنا على ضفة واحدة، ولكن هناك بعض المسائل التي يجب ان تناقش وعلينا دائماً ان نحترم خيارات الآخرين وحساباتهم، لان الخلاف ليس بالضرورة ان يكون دائماً خلافاً في المفاهيم، فأحياناً قد يكون في الحسابات، وربما في الهواجس ونحن قلنا له ان هواجسه هي هواجس الجميع، ولكن ما هي الطريق الأسلم لمواجهة هذه الهواجس؟ فكل اللبنانيين لا يريدون الصراع المذهبي ولا يريدون هذا التفكك المذهبي، ولا الفراغ في السلطة ولا العنف ولا العودة الى تهديد السلم الاهلي، وكل اللبنانيين خائفون من الاستحقاقات في المنطقة ومن عدوانية اسرائيل، ولكن ما هي الوسائل لمواجهة ذلك؟ وهذا ما سنحاول الاجابة عنه نحن وجنبلاط في جلسات حوار ونقاش لاحقة، وقد اتفقنا على ذلك.

    

من امين القومية العربية الى ملك ملوك افريقيا وبؤسها وتخلفها وارهابها

حسن صبرا/الشراع

بين معمر القذافي الامين على القومية العربية، كما جامله بهذا الوصف جمال عبدالناصر عام 1970، وبين معمر القذافي ملك ملوك وشيخ مشايخ قبائل افريقيا نحو اربعين سنة، دار فيها الزمان دورة كاملة عاد بليبيا في عهده الى نقطة الصفر، اذا اعتبرنا ان ثورة معمر القذافي ورفاقه التي انطلقت في 1/9/1969 هي بداية جديدة على حساب انتهاء الحكم الملكي بقيادة ادريس السنوسي في المملكة الليبية المتحدة.

فمعمر القذافي ثار على الملكية في ليبيا وحمل اسم العقيد ثم القائد.. وبعد اربعين سنة اصبح ملك الملوك وشيخ مشايخ القبائل، وبين هذه وتلك جرت في صحارى ليبيا شرقاً وغرباً وجنوباً وفوق مياه البحر الابيض المتوسط احداث جاءت مدلولاتها اوسع من الصحارى وأعمق من البحار.

اولى الكثبان الرملية التي اقامها القذافي جاءت مع مصر التي اعتبرت في عصر جمال لحظة قيام ثورة القذافي تأمين العمق المصري الاستراتيجي ناحية الغرب بعد ان الغى هذا اهم قواعد اميركا وبريطانيا العسكرية على ارضه (هوبليس أي الملاحة) في طرابلس والقاعدة البريطانية في برقة.. فقد استدرج القذافي في عهد السادات مصر الى شن حرب بين البلدين، اثر اكتشاف اجهزة الامن المصرية مؤامرة لاغتيال السادات اعترف المتورطون فيها بأن الاستخبارات الليبية هي التي ارسلتهم لتنفيذ هذه المهمة مقابل مليون دولار.

والجدير ذكره ان الموساد الصهيوني هو الذي ابلغ السادات بهذه المؤامرة في عهد مناحيم بيغن، فظهر عمق الاختراق الصهيوني للاجهزة الليبية، كما كان الحرص الصهيوني على امن السادات هو المدخل الاساسي لزيارته القدس في 19/11/1977 أي بعد ثلاثة اشهر فقط على الحرب المصرية – الليبية.

واقام القذافي سدوداً من الجدران السميكة والعالية مع مصر، حين كان كل عدة سنوات يرحّل قسراً مئات آلاف المصريين الغلابة العاملين في ليبيا دون أي ذنب منهم سوى انه يريد توجيه رسالة عداء لأنور السادات.

ورغم ان معمر القذافي ارسل كتيبة عسكرية للمشاركة في حرب اكتوبر/ت1 1973، الا انه سبق ارسال هذه الكتيبة خطاب للقذافي في اليوم التالي للحرب اعلن فيه ان الحرب مجرد مسرحية وان مصر لن تكسبها وهي مؤامرة اميركية – صهيونية، فأثار غضب ملايين المصريين الذين كانوا وما زالوا يعتبرون هذه الحرب اهم حدث في حياتهم خاصة وان مئات آلاف العائلات المصرية ارسلت ابناً او أخاً او اباً الى تلك الحرب المجيدة.

اشترط القذافي على مصر ألا تقبل مساعدات من أي دولة عربية خليجية، مقابل تقديم المساعدات لها، فلما رفضت هذه المقايضة وجدها فرصة لمنع تقديم أي مساعدة لمصر، بل وطرد مئات آلاف المصريين في واحدة من ((مكرمات)) القذافي ضد مصر.

وحين جاء الى مصر ومعه عبدالسلام جلود لتوقيع عقد مشاركة في الصناعة المصرية تتجاوز قيمته 2 مليار دولار، ووجد اعلاناً في جريدة الاهرام بمناسبة ذكرى تسلم الشيخ زيد بن سلطان رئاسة دولة الإمارات، ألغى العقد وفشل الاجتماع الذي عقده جلود مع أبي الصناعة المصرية عزيز صدقي.

وعد القذافي مصر عدة مرات بشراء القمح لها توفيراً للعملة المصرية الصعبة، وكان يتحين الفرصة لافتعال أي مشكلة إعلامية معها، كي يقيم الدنيا ويلغي وعوده وتتهدد مصر بفقدان مادة الغذاء الأساسية لولا عقود سريعة تتمها مع الاتحاد السوفياتي.

كانت مصر عقدة معمر القذافي الشخصية، وكان يتحدث في مجالسه المغلقة عن ان مصر بلا حاكم وليبيا يحكمها رجل أكبر من حجمها، وانه خلق ليكون قائداً لمصر.

كان يحب مصر من قلبه.. لكنه يحقد عليها إذا عصيت عليه، كشاب يحب فتاة من كل قلبه.. حتى إذا تمنعت عنه واقترنت بغيره عمل جهده كي يدمر حياتها، كما حاول عبد الحليم حافظ مع لبنى عبد العزيز في الوسادة الخالية..

كان القذافي وما زال يعتبر نفسه كبيراً وضياعاً بليبيا وكان هذا يظهر في تعاليه على الشعب الليبـي وتهديده علناً حتى انه هدد الشعب الليـبي بترحيله بأكمله إلى الصحراء الكبرى ويستقدم ملايين المصريين والتوانسة للسكن في ليبيا مكان الشعب الليبـي.

غير ان هذه ليست المعاناة الوحيدة للشعب الليبـي مع هذا الحاكم، فقد مر زمن على هذا الشعب لم يكن يجد فيه في المخازن الكبرى ورقة تنظيف (كلينكس) أو حتى عود الكبريت وطبعاً لا سمن ولا زيت ولا خضار ولا فاكهة.. وذلك عقاباً للشعب الليبـي لأنه في نظره لم يستوعب نظريته العالمية الثالثة المجسدة في الكتاب الأخضر.

أطلق الليبيون على الكتاب الأخضر لقب الدلاّعة أي البطيخة فهي من خارجها خضراء لكنها حمراء من داخلها، إشارة إلى انها نظرية ماركسية.

العقاب الجماعي كان دائماً من نصيب الشعب الليبـي مع هذا الحاكم، حتى ان أحفاد مئات آلاف الليبيين الذين عانوا من حصار الاستعمار الإيطالي ووحشيته ومعسكرات الموت التي أسكن فيها شعباً بأكمله داخل سياج محروس مكهرب وسط الصحراء ومع العقارب اللاذعة والحشرات السامة في الحر القائظ صيفاً وأمراضه ووفياته وفي الشتاء القاري البارد والموت من انعدام التدفئة.. هؤلاء الاحفاد لم يعودوا يقرأون الكتب التي شرحت هذه المعاناة كي يظلوا يقظين للذكرى ومتحفزين للمطالبة باستقلالهم، لأنهم يعيشونها في اسوأ حالاتها مع نظام القذافي، فليس هناك شعب على وجه الارض عانى كراهية من حاكمه كما يعاني الشعب الليـبي.. ولا ظلماً ولا بطشاً ولا عشرات آلاف القتلى منه ووصفهم بالكلاب الضالة، ولا نفاقاً ولا دجلاً ولا نهباً لثرواته كما يعاني الشعب الليـبي.

لقد وزع معمر القذافي ثروات الشعب الليـبي الحالية والمستقبلية على ابنائه صبياناً وفتاة واحدة، فامتلكوا ليـبيا كلها، في نفطها وصناعتها.. في اجهزة اتصالاتها، في مرافئها ومطاراتها، في مخازنها التجارية الكبرى (مولات) في استيراد وتصدير كل شيء.. في اجهزتها الامنية وتسلطها وقهرها وسجونها واغتيالاتها ونهبها ثروات الشعب الليـبي.

كل ولد من اولاد القذافي اقتطع له نصيباً من ثروة ليـبيا ومصالحها ومرافقها.. والفتات للمرافقين وابناء القبيلة والمنطقة.. اما من يجرؤ على الكلام فمصيره كالمرحوم الكيخيا او الذين قتلتهم اجهزة الامن الليـبية في لندن وروما وباريس واحتفلت بقتلهم ووصفتهم بالكلاب الضالة وصفقت أكف الآلاف من اللجان الثورية في مؤتمراتها مهنئة الاجهزة الارهابية على تنفيذ جرائمها ضد ابناء الشعب الليـبي.

اما فلسطين التي قامت ثورة الفاتح باسمها وحملت اسم القدس كلمة سر في ليلة الثورة، فإن معاناة شعبها مع القذافي هي جزء من معاناة هذا الشعب العظيم مع البشرية منذ قررت عصابات بني صهيون اقامة اسرائيل فوق ارضه.

شارك القذافي عملياً بالمال والسلاح والاعلام والاوامر في تفتيت المنظمات الفلسطينية حتى اذا كانت المعارك دائرة في جنوبي لبنان ضد العدو الصهيوني، سارع القذافي الى احتضان كل من يبث الفتنة والشقاق في صفوف هذه المنظمات بدءاً من صبري البنا اسوأ من طعن شعب فلسطين وقضيته، وافضل من قدم خدمات للعدو الصهيوني، وصولاً الى احمد جبريل الذي زرعته استخبارات نظام الاسد في الجسد الفلسطيني ثم جعلته بوقها في ليـبيا، ليستخدمه القذافي في مهمات عديدة داخل لبنان وأوروبا.

ارسل القذافي استخباراته ليحجوا في اسرائيل الغاصبة احتجاجاً على علاقاته التي ارادها سيئة مع المملكة العربية السعودية.

وكان اول المطبعين مع العدو الصهيوني بعد انور السادات.. وعندما عقد الرئيس الراحل ياسر عرفات اتفاقية ((اوسلو)) في 13/9/1993، حملت اجهزة القذافي عشرات آلاف الفلسطينيين العاملين في ليـبيا لترميهم على الحدود المصرية في الصحراء ليـبيتوا اشهراً في العراء نساءً ورجالاً وعجزاً وشباباً وأطفالاً صغاراً او كباراً، وسط العقارب والافاعي والذئاب.

وعندما كان ياسر عرفات ومنظمات شعب فلسطين كلهم محاصرون في بيروت من العدو الصهيوني لم يجد القذافي ما يفعله ليساعدهم غير دعوتهم الى الانتحار وألا يغادروا بيروت حتى لو ساوتهم اسرائيل بالارض!!.

دار الزمان دورته.. والثائر على الملكية اصبح ملك الملوك، والشاب المحتج على الاقطاعية اقتطع ليبيا كلها لابنائه، والثوري التقدمي لم يحمل لقب شيخ مشايخ قبائل افريقيا فحسب، بل انعش الحياة القبلية في كل ليـبيا وحولها الى بحور من الكراهية زرعها بين اطرافها ومناطقها.

سعيد معمر القذافي بأنه اطول الحكام عهوداً في السلطة ويتباهى بذلك في كل قمة عربية وأفريقية وقبائلية.. لكن شعب ليـبيا لم يعرف طعم السعادة.. الا اذا عمل او اطمأن او اقتنع او حتى أمل ان لا يمر يوم 1/9/2010 الا وهو في عهد جديد، وانه لن يرى الاحتفال بالذكرى 41.. فإما الشعب وإما معمر القذافي

 

"يديعوت أحرونوت": "فرقة عسكرية تجمع معلومات عن "حزب الله"

وانقسام حول عملية برية سريعة في لبنان

النهار/في سياق المتابعة الإسرائيلية لتدريبات الجيش الإسرائيلي استعداداً لاحتمالات نشوب مواجه عسكرية جديدة مع "حزب الله"، نشرت صحيفة" يديعوت أحرونوت" أمس تحقيقاً عن نشاط فرقة عسكرية خاصة تحمل إسم" شاحاف"، وهي شعبة لجمع المعلومات القتالية عن العدو، تتدرب حالياً على جمع المعلومات عن"حزب الله" في إطار القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي. وجاء في التقرير" أن ليس "حزب الله" وحده يتعقب رئيس الأركان، فالجيش الإسرائيلي هو أيضاً يمتلك طرقه الخاصة من أجل جمع المعلومات عن الحزب اللبناني". كما جاء ان الوحدة الخاصة التي تحمل اسم "شاحاف"، أنهت تدريبات استمرت أربعة أيام هي الأولى من نوعها على سبل جمع المعلومات عن "حزب الله" تحديداً. ونقلت الصحيفة عن قائد الفرقة، أن من المحتمل أن تؤخذ إسرائيل على حين غرة، لكنها حتى لو لم تستطع احباط كل محاولة، فإنها قادرة على تدفيع الخصم الثمن، فقد جرى في صورة جيدة إعداد بنك الأهداف، بحيث يمكن عند الضرورة الرد على الخصم.

وأضاف الضابط المسؤول أنه على رغم الهدوء الذي تعيشه الحدود الشمالية، فإن "حزب الله" لا يجلس من دون حراك. وما قد يبدو نشاطاً مدنياً بريئاً قرب السياج الحدودي، قد يتضح في ما بعد أن له صلة بالحزب الذي ما زال يواصل التحضير للهجوم المقبل. وأوضح الضابط انه لم يفاجأ بمحاولة تجنيد العربي الإسرائيلي لجمع معلومات عن رئيس الأركان.

وأضاف: إن فرقة جمع المعلومات تعمل بطرق عدة، فهي تستخدم العملاء، وتجمع المعلومات قرب الحدود، وتحضر البنية التحتية. وإلى جانب المقاتلين الذين يعملون في صورة متنقلة، تستخدم مجموعة تراقب على مدار الساعة كل حركة غير عادية على الحدود. وأشار الضابط الى أن مقاتلي الفرقة قاموا في العام الماضي بتدريبات مهمة لقدراتهم، وباتوا بالإضافة الى مراقبة الهدف قادرين في اللحظة الحاسمة على تدميره. وأضاف:" يجب ألا نتردد في الرد، لئلا يكون قتالنا متردداً أيضاً. وعندما يحين الوقت أنا مقتنع بأننا قادرون على القيام بالمهمة في صورة جيدة. ستقع إصابات، كما ستتعرض الجبهة الداخلية للهجوم، مع ذلك يمكننا تحقيق إنجاز، من خلال الوصول الى شخصيات في الحزب ومهاجمتها..."

لم يستطع قائد الفرقة التنبؤ بموعد الحرب المقبلة مع "حزب الله"، لكنه يعتقد أنها ستنتهي بنتيجة مختلفة، وأن الجيش الإسرائيلي سينتصر في هذه الحرب.

وكانت الصحيفة نقلت مناقشة تدور بين ضباط الجيش الإسرائيلي حول دور القوات البرية في الحرب المقبلة على لبنان، وذلك في ظل بروز انقسام في الآراء بين ضباط سلاح البر، بين من يرون ضرورة إشراك الدبابات والآليات الثقيلة في العمليات البرية في إطار عملية برية سريعة داخل الأراضي اللبنانية، وبين من يعارضون ذلك ويعتبرونه خطأ.

*رندى حيدر     

 

دمشق أحبطت اتفاق المصالحة اللبنانية

الأسد يريد ربط الأمن اللبناني بالأمن السوري

بقلم عبد الكريم أبو النصر/النهار  

"كشف مسؤول عربي بارز معني مباشرة بالملف اللبناني لجهات أوروبية رسمية خفايا أزمة تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري، فأكد انه تم التوصل مباشرة بعد انتخاب السابع من حزيران الماضي الى اتفاق سياسي كبير بين الغالبية والمعارضة يقضي بالعمل معا من اجل الانتقال من مرحلة المواجهة الى مرحلة التفاهم والمصالحة والتعاون بين المنتصرين والمهزومين في الانتخابات، ويتضمن خطوات محددة لتحقيق هذا الهدف، وتم انجاز هذا الاتفاق بقرار داخلي وبتشجيع ودعم من جهات عربية ودولية على اساس ان ما يحتاج اليه لبنان ليس المزيد من النزاعات والحروب الداخلية والخارجية بل الامن والاستقرار والسلم الاهلي والتعاون بين جميع الافرقاء لمعالجة مشاكل اللبنانيين الحادة والملحة. وقد اكد المسؤولون السوريون لدولة عربية كبرى تأييدهم هذا الاتفاق، واحترمت قوى الغالبية مضمون هذا الاتفاق واخذت تعمل على تطبيقه، لكن نظام الرئيس بشار الاسد اراد استغلال الاتفاق لمصلحته فوضع مع حلفائه شروطا غير متوقعة وطرح مطالب تعجيزية مما ادى الى تعطيل تنفيذه بشكل كامل والى ازمة حكومية. واكد المسؤول العربي ان المصالحة الوطنية في لبنان لن تتحقق على اساس شروط النظام السوري وحلفائه لان هذه الشروط تقود الى التعطيل والمواجهة وتتجاهل ارادة اللبنانيين، بل ان هذه المصالحة تتحقق من خلال تطبيق الاتفاق السياسي الكبير الذي يحترم ارادة الشعب ونتائج الانتخابات ونصوص الدستور وصيغة العيش المشترك ويؤمن شراكة وطنية متوازنة في الحكومة بين الغالبية والمعارضة ويعزز دور الرئيس ميشال سليمان المهم والمرجح لدى اتخاذ القرارات الاساسية في مجلس الوزراء".

هذا ما ابلغتنا اياه مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس، واوضحت ان الاتفاق السياسي الكبير يستند الى التفاهم بين الغالبية والمعارضة على ضرورة التعامل مع نتائج الانتخابات الاخيرة التي فاز فيها فريق 14 آذار وحلفاؤه على اساس انها تشكل نهاية مرحلة التأزم والمواجهة وبداية مرحلة المصالحة بحيث يتم تعزيز التلاقي بين الافرقاء اللبنانيين وتحقيق الشراكة الوطنية في الحكم على اساس اتخاذ الخطوات البارزة الآتية:

اولا، التوافق بين الغالبية والمعارضة على اعادة انتخاب نبيه بري رئيسا لمجلس النواب من دون شروط ومن دون ربط هذه الخطوة بتشكيل الحكومة الجديدة.

ثانيا، التوافق بين الغالبية والمعارضة على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري على اساس صيغة سياسية محددة تقضي بحصول الغالبية على خمس عشرة حقيبة وزارية، والمعارضة على عشر حقائب، ورئيس الجمهورية على خمس حقائب، وبذلك تتخلى الغالبية عن المطالبة بالنصف زائد واحدا في مقابل تخلي المعارضة عن الثلث المعطل. وفي اطار هذه الصيغة تحصل كل من الغالبية والمعارضة على حقيبة سيادية واحدة.

ثالثا، التوافق على تعزيز دور الرئيس ميشال سليمان من خلال تأمين حصوله على حقيبتي الدفاع والداخلية من اجل ضمان الاستقرار الامني في البلد، اضافة الى الحقائب الثلاث الاخرى، مما يمنحه القدرة على تأمين غالبية الثلثين لدى اتخاذ القرارات المهمة في مجلس الوزراء او على منع اتخاذها.

رابعا، التوافق على ان يعالج البيان الوزاري للحكومة الجديدة مختلف القضايا التي تهم اللبنانيين، بما فيها قضية سلاح المقاومة، في اطار الحرص على دور الدولة ومؤسساتها الشرعية وعلى السلم الاهلي وعلى استمرار الدعم الدولي والعربي للبنان المستقل. وهو ما يتطلب التزام تطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة، وتأمين الدعم للمحكمة الدولية، ومعالجة قضية سلاح "حزب الله" في اطار مؤتمر الحوار الوطني والاستراتيجية الدفاعية الجديدة.

خامسا، التوافق على معالجة الخلافات المحتملة عبر الحوار وليس عبر القوة المسلحة من خلال احترام روح اتفاق الدوحة وخصوصا التزام جميع الافرقاء في هذا الاتفاق "حظر اللجوء الى استخدام السلاح والعنف او الاحتكام اليه في ما قد يطرأ من خلافات، وايا تكن هذه الخلافات وفي اي ظرف كان".

شروط الاسد

واكدت المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان الغالبية بقيادة سعد الحريري، وبموافقة مختلف اقطابها واطرافها، احترمت هذا الاتفاق وباشرت تنفيذه، سواء من خلال اعادة انتخاب بري رئيسا لمجلس النواب بتأييد عدد كبير من نوابها، او من خلال مباشرة العمل على تشكيل الحكومة وفقا للصيغة المتفق عليها، وجاءت مواقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط المؤكدة انفتاحه على المعارضة مع تمسكه بالبقاء ضمن الغالبية وبتحالفه مع الحريري، منسجمة تماما مع هذا الاتفاق السياسي.

ولكن تبين بسرعة لجهات لبنانية وعربية ان نظام الاسد يريد استغلال هذا الاتفاق لمصلحته، لمحاولة تعزيز نفوذه ودور حلفائه في لبنان، ولذلك وضع مجموعة شروط لتنفيذ الاتفاق بشكل كامل تتناقض مع روح التوافق والتلاقي بين الافرقاء اللبنانيين ومع التصميم العربي والدولي على دعم لبنان المستقل والمستقر. وأوضحت المصادر الاوروبية المطلعة ان الموقف الحقيقي لنظام الاسد من هذا الاتفاق السياسي يتضمن الامور والنقاط الاساسية الآتية:

1. يرفض نظام الاسد ان تتم المصالحة الوطنية بين الغالبية والمعارضة خارج ارادته ومن دون ان يكون له دور مباشر ومؤثر وواضح في تحقيقها. ولذلك اصر، بعد التوصل الى هذا الاتفاق، على ان يرعى هو هذه المصالحة اللبنانية، وما ينتج منها، فطالب فعلا بأن يقوم سعد الحريري بزيارة العاصمة السورية قبل تشكيل الحكومة الجديدة وليس بعد تشكيلها، واقترح كذلك عقد مؤتمر مصالحة وطنية بين الافرقاء اللبنانيين في دمشق وبرعاية سورية – عربية.

ووفقا لما قاله ديبلوماسي اوروبي مطلع: "ان نظام الاسد ليس راغبا اطلاقا في تكريس انتصار القوى الاستقلالية في الانتخابات من خلال تسهيل ولادة حكومة جديدة برئاسة الحريري من دون ان تدفع الغالبية ثمنا سياسيا لدمشق، ومن دون ان يكون للسوريين ولحلفائهم دور مهم واساسي في تشكيل هذه الحكومة وفي ادارة شؤونها. ولذلك ابدى السوريون انزعاجا حقيقيا من رفض الغالبية والحريري، وكذلك جهات عربية معنية بالامر، مطالبه هذه".

2. يريد نظام الاسد استغلال هذا الاتفاق السياسي واجواء التلاقي بين الغالبية والمعارضة من اجل اعادة ربط الامن الداخلي اللبناني بالامن السوري ومتطلباته وذلك من خلال تشجيع حلفائه على المطالبة بحقيبة وزارة الداخلية بحيث تكون من حصة العماد ميشال عون وليس من حصة الشيعة.

وهذا المسعى السوري يتناقض كليا مع مضمون الاتفاق السياسي ويشكل مطلبا تعجيزيا، اذ يستحيل حصول الغالبية على حقيبة سيادية واحدة هي وزارة المال في مقابل حصول المعارضة، وهي اقلية، على حقيبتين سياديتين هما وزارة الخارجية وهي من حصة الشيعة ووزارة الداخلية. واصطدم هذا المطلب برفض قاطع من الحريري ومن الغالبية.

3. يحاول نظام الاسد، بصورة غير معلنة، استغلال هذا الاتفاق من اجل تقليص دور الرئيس سليمان من خلال انتزاع حقيبة الداخلية منه. وهذا الموقف السوري ناتج من انزعاج نظام الاسد من مواقف الرئيس سليمان وتوجهاته الاستقلالية ومن رفضه تنفيذ تعليمات سوريا وحلفائها، ومن حرصه على تحقيق التوافق بين الافرقاء اللبنانيين في اطار احترام الدستور وارادة الشعب ومن حرصه كذلك على السلم الاهلي ونبذ استخدام القوة المسلحة والعنف وعلى تعزيز علاقات لبنان الدولية والعربية وعدم الارتباط بالمحور السوري – الايراني.

ووفقا لما قاله لنا ديبلوماسي اوروبي مطلع: "ان رفض الغالبية منح المعارضة حقيبة الداخلية ليس ناتجا فقط من ان ذلك يتناقض مع دورها وحجمها وصيغة توزيع الحصص، بل ايضا من ان المعارضة فقدت ثقة الغالبية الكبرى من اللبنانيين لانها استخدمت السلاح والعنف في الداخل مما يعني ان حصولها على وزارة الداخلية يهدد الاستقرار جديا ويمكنه ان يفجر نزاعات داخلية دامية خطرة، في الوقت الذي اثبت وزير الداخلية زياد بارود ووزير الدفاع الياس المر، المحسوبان على رئيس الجمهورية، حرصهما الشديد على صون السلم الاهلي وضمان الامن في البلد وعدم الانحياز الى فريق ضد آخر".

4. يريد نظام الاسد استغلال هذا الاتفاق السياسي للعمل على انهاء دور الغالبية كتكتل موحد قوي متماسك يضم ممثلين عن مختلف الطوائف ويرفض الهيمنة السورية على لبنان، وذلك من خلال محاولة تفكيك هذا التحالف بالتعاون مع حلفائه وتحويله مجموعة "اقليات صغيرة". وقد حاول النظام السوري بشكل خاص استغلال مواقف جنبلاط الاخيرة لتحقيق هذا الهدف لكن المسعى السوري باء بالفشل وبقيت الغالبية غالبية.

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان هذا "الموقف السوري يلقى دعما كاملا من القيادة الايرانية، وانه ليس صحيحا ان ثمة خلافات بين دمشق وطهران حول لبنان، وان الايرانيين هم الذين يعرقلون تشكيل حكومة الحريري لانهم منزعجون من الحوار السوري – السعودي. والواقع، وفقا لمعلومات اكيدة واردة من دمشق وطهران، ان القيادتين السورية والايرانية متفقتان تماما حول لبنان، وانهما تتعاونان معا لتقديم الدعم الكامل لحلفائهما، ولإضعاف القوى الاستقلالية وتقليص حجم الدعم الدولي والعربي للبنان المستقل الى ادنى حد. وهذا التفاهم السوري – الايراني هو الذي يجعل المعارضة تتمسك بمطالب متشددة بل تعجيزية ومتناقضة، مع الرغبة في الشراكة الوطنية الحقيقية مع الغالبية ومع نتائج الانتخابات. وهذا التفاهم السوري – الايراني هو الذي جعل "حزب الله" يتراجع عن التزاماته في اطار الاتفاق السياسي الكبير. ذلك ان التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفقا للصيغة المحددة، ليس معناه التوافق على المبدأ وحده بل ان ذلك يتطلب المساعدة والتعاون من اجل تأمين ولادة هذه الحكومة، بحيث يتولى قادة الغالبية تذليل العقبات داخل فريقهم، ويتولى قادة المعارضة تذليل العقبات داخل فريقهم. وقد نفذ قادة الغالبية التزاماتهم في هذا المجال، لكن قادة المعارضة بدوا متضامنين في موقفهم المعرقل تشكيل الحكومة المتفق عليها".

معركة المعارضة الكبرى

واكدت المصادر الاوروبية المطلعة ان موقف المعارضة المعرقل لتشكيل حكومة وحدة وطنية هو جزء من معركة كبرى يخوضها حلفاء سوريا وايران مع واقع لبناني واقليمي ودولي غير ملائم لهم ولاهدافهم، وهو واقع تعكسه وتجسده الحقائق الاساسية الآتية:

اولا، انتصار الاستقلاليين في الانتخابات الاخيرة وحصولهم على غالبية واضحة في كل الطوائف باستثناء الطائفة الشيعية الخاضعة لنفوذ "حزب الله" وحركة "امل"، مما يشكل هزيمة سياسية وشعبية للمعارضة يصعب تجاوزها ما لم تحقق المعارضة مكاسب في عملية تشكيل الحكومة، وما لم تعرقل تشكيلها لإثبات قدرتها على التعطيل.

ثانيا، تكريس وجود تيار استقلالي سياسي وشعبي في مختلف المناطق يضم فريق 14 آذار وحلفائه وكذلك الرئيس سليمان الاستقلالي التوجهات.

ثالثا، ادت نتائج الانتخابات الى تأمين شرعية لبنانية سياسية وشعبية جديدة للدعم الدولي والعربي الواسع للبنان المستقل المتحرر من الهيمنة السورية. وهذا ما يزعج حلفاء المحور السوري – الايراني.

رابعا، اقدام الدول البارزة والمؤثرة على التأكيد لنظام الاسد انه ليست له حقوق خاصة او مصالح مشروعة في لبنان تتناقض مع مصالح اللبنانيين الحيوية والمشروعة ومع قرارهم السيادي الحر.

خامسا، وجود قرار دولي مدعوم عربيا ولبنانيا يقضي بعدم السماح للمتشددين المسلحين بالسيطرة على الحكم في لبنان بالقوة لان استقرار لبنان "مصلحة لبنانية واقليمية ودولية"، ولأن سيطرة هؤلاء عليه تحوله بلدا خطرا في تعاطيه واسرائيل والدول العربية المعتدلة، وهو ما سيعطي الاسرائيليين ذريعة لشن حرب مدمرة جديدة اوسع نطاقا من حرب 2006 ضد هذا البلد. وقد اكد اللبنانيون في غالبيتهم الكبرى رفضهم خيار المتشددين ومعارضتهم الواضحة لاستخدام السلاح والعنف في الداخل من خلال تأمينهم فوز الاستقلاليين في الانتخابات. ذلك ان الاستقلاليين اثبتوا مرارا حرصهم على السلم الاهلي ورفضهم استخدام السلاح والعنف وقد دفعوا ثمنا باهظا لتمسكهم بخيارهم السلمي هذا.

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

 

شريف فياض لـ "السياسة": شعار "لبنان أولاً" استكمال لنهج الانغلاق ونصرّ على أننا جزء من العروبة

 أمين السر العام للحزب التقدمي الاشتراكي يجزم بأن جنبلاط لن يزور سورية قبل الحريري

بيروت- محمد عبد الله:السياسة

 بين "بيت الوسط" و"الوسطية" خيط رفيع بات يفصل وليد جنبلاط عن تأرجح مواقفه, التي شكلت زلزالاً أحدث هزات سياسية متتالية, أول ما أطاحت حكومة التوافق التي كانت ستبصر النور عشية خطاب ال¯"بوريفاج", الذي أعلن فيه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مواقفه الانقلابية المفاجئة في التوقيت, والمتوقعة في تلميحاته التي بدأها قبل الانتخابات النيابية اللبنانية بانتقادات ضد حلفاء أمضى معهم نحو السنوات الخمس, في ظل تغييرات دولية وإقليمية قرأها جنبلاط على أنها ستكون رياحاً جارفة, وعليه مواكبتها والركب في سيرها, فكان ما أعلنه بداية الإبحار المعاكس لمسيرة الاستقلال والسيادة, التي بدأها غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

إلا أن أمراً مؤكداً هو أن قوة هذه الرياح الدولية نحو سورية, لم تكن مطابقة لتوقعات جنبلاط, بحيث شخصياً بات يشعر بأنه ذهب بعيداً في انقلابه على حلفائه, وكان ذلك أكثر من النقطة السوداء التي طبعتها زيارة الولايات المتحدة عليه وفق وصفه. كل ذلك دفع ب¯"زعيم المختارة" أن يركن إلى مراجعة ذاتية بإعلانه الصوم الكلامي خلال شهر رمضان, ريثما تتضح ملامح التغييرات الدولية والإقليمية التي قد تتأخر, بحيث أن الرياح الجنبلاطية قد لا تمشي بما تشتهي السفن الدولية.

"السياسة" التقت أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض, الذي كشف عن اجتماعات تحصل حالياً مع الأمانة العامة ل¯"14 اذار", تتناول إعادة صياغة البرنامج السياسي لهذا التحالف, ووضع أهداف جديدة تتلاءم وتطورات المرحلة, لكنه اعتبر أنه في مكان ما يُشتم رائحة تسييس للمحكمة, عبر توريط "حزب الله" بالقضية وجر لبنان إلى حرب أهلية. على أن فياض أكد أن "الحزب الاشتراكي" سيبقى خلف الرئيس المكلف, في أي قرار يتخذه, وأن »وليد جنبلاط لن يزور سورية في الفترة الحالية«. وهنا وقائع الحوار:

ما الأسباب التي دفعت بوليد جنبلاط للانقلاب على حلفائه?

مواقف وليد جنبلاط ليست جديدة, وبدأت قبل الانتخابات النيابية, حين أشار إلى ضرورة تغيير صيغة الخطاب داخل "14 اذار", وكذلك ضرورة اعتماد عناوين سياسية جديدة, تلائم المتغيرات السياسية, إن في الداخل أو على الساحة الإقليمية والدولية. وهنا لا بد من وضع أهداف سياسية جديدة, ولا سيما أن تحالف "14 اذار", تمكن من تحقيق نسبة كبيرة من الأهداف والشعارات التي رفعها.

  يعني انتهى دور "14 اذار" برأيكم?

  ما قبل الانتخابات النيابية كان هناك نقاش سياسي, وكان لوليد جنبلاط تمايز في مواقفه, وخصوصاً عندما صاغت قوى "14 اذار" الموقف السياسي, الذي أعلن في "البيال" (وسط بيروت) وكان لوليد جنبلاط تمايز واضح فيه.

فموقف "البيال" كان يشير إلى تمايز وليد جنبلاط, وحينها لم يكن هناك توافق كامل مع الأمانة العامة لقوى "14 اذار" لناحية البرنامج السياسي, الذي ستخاض على أساسه الانتخابات, ولا سيما بخصوص فقرة تضمنها البيان, وهي تتحدث عن حياد لبنان, لأننا نرفض مقولة حياد لبنان ونحن نصر على أن يكون لبنان جزءاً من المنظومة العربية.

  وأنتم رفضتم فيما بعد شعار "لبنان أولاً"?

  صحيح لأنه كان استكمالاً لنهج الانغلاق الذي بدأ بالحديث عن حياد لبنان.

  هل طرح وليد جنبلاط التغييرات في تطوير خطاب "14 اذار" مع حلفائه, أو أنه أعلن انقلابه وفاجأ الجميع?

  هذا ليس انقلاباً, لم يكن الوقت كافياً ولم يكن المناخ السياسي يسمح بإجراء حوار سياسي داخل "14 اذار" في ظل الانتخابات. ولكن إذا عدنا لخطاب سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع وكل أقطاب "14 اذار", هم قالوا إن يوم 8 هو غير يوم 7 يونيو وسعد الحريري أعلن أنه سيدخل إلى مرحلة سياسية جديدة بنهج جديد ونفس جديد. وهنا كان لا بد من ترجمة لهذه المواقف. ونقول بصراحة إما أن نبقى في قالب يتمحور حول انقسام مذهبي وطائفي, أو نعيد للحركة السياسية في لبنان تفاعلها وحيويتها, لأن الحوار ليس فقط على الطاولة الرسمية التي يديرها رئيس الجمهورية, بل هو أيضا بين فئات الشعب والقوى المجتمعية, خارج قيد الانقسام المذهبي.

  هناك من يقول إن عوامل عدة أجبرت وليد جنبلاط على التمايز السياسي منها: 7 مايو ومحاصرته في بيروت, والمحكمة الدولية وما يثار عن قرار بتورط "حزب الله" وتحييد الجبل?

  الموضوع لا ينظر إليه من ناحية الجبل, أو من ناحية مذهبية, أو مصلحة الدروز, ليس هذا الموضوع -طبعاً- 7 مايو 2008 هو حدث كبير في لبنان, ولا يمكن أن نتجاوز أحداث 7 مايو بتداعياته وكيفية التعامل معه. وأيضاً لا يمكن أن نتجاوز نتائج الانتخابات النيابية.

  ولكن مواقف وليد جنبلاط غيرت في هذه النتائج?

  نعم لكنها جاءت قبل الانتخابات النيابية, فالجمود في السياسة يعني موتاً والخلط بين الجمود والثبات على المواقف, يؤدي إلى نتائج خاطئة ونحن ثابتون على أهدافنا, ولكن طريقتنا السياسية تتغير فقط.

  لماذا تذكرتم العروبة الآن وكثيرون باتوا يعتبرونها لغة خشبية?

  نحن لا نوافق على هذا التوصيف, وإذا ما وضعنا العروبة جانباً, وتناسينا أن هناك رابطاً بين الدول العربية, سنصل -بطبيعة الحال- إلى لبنان أولاً وسورية أولاً ومصر أولاً والسعودية أولاً, وسوف تتصارع هذه الدول لتؤمن مصالحها الخاصة, بينما نتانياهو يعلن في خطابه أن إسرائيل دولة يهودية, ويطلب من العالم والعرب الاعتراف بها كدولة يهودية, وذلك سيعني أن يتم ترحيل »عرب 48«. أيمكن -وهذه الأخطار تواجهنا- أن نعتبر العروبة لغة خشبية, وأنها غير موجودة?

  عن أي عروبة تتحدثون في ظل صراع فارسي, يعتمد على سورية في ضرب القومية العربية?

  يعني أن هذا موضوع شائك, ولا بد من إعادة طرح العروبة, وأي عروبة نريد, وهل نستطيع إعادة عروبة عبد الناصر? أعتقد أنه علينا دراسة العروبة بشكل جدي من كل النواحي الاقتصادية والسياسية والقومية.

  مع من بالتحديد لديكم مشكلة في طرح العروبة داخل "14 اذار", لأن البعض يقول إن "القوات اللبنانية" باتت خصمكم الأول?

  ليست مطروحة من هذه الزاوية, ومشكلة العروبة ليست إلا التزاماً بقضايا الأمة العربية ومحورها القضية الفلسطينية, ونحن نتحسس من الانغلاق اللبناني, ولا أريد أن أقول الانعزال, حتى لا أثير حفيظة أحد, إنما هذا انغلاق لبناني, ونظرة ضيقة الى الأمور. ولنتكلم بوضوح حولنا البحر وإسرائيل وسورية, ولا نعتقد أن أحداً يريد أن يركب البحر وكذلك بالنسبة الى اسرائيل, ولا نعتقد أن أحداً يثق بإسرائيل على أنها دولة مجاورة يمكن التعامل معها ولا يبقى لنا إلا سورية.

  ولكن بعد كل التصعيد الكلامي ضد سورية, هل يمكن إصلاح ما أفسدته خطابات السنوات الماضية وتحديداً مع وليد جنبلاط?

  إذا دققنا في التعبير الذي قاله وليد جنبلاط: "إنه ذهبنا بعيداً في الخصومة مع السوريين, وهذا يقتضي إعادة النظر في الموقع والمكان.

  ماذا يعني أنكم ذهبتم بعيداً... البعض يفسر ذلك بأنكم راهنتم على الغرب وخسرتم, والآن أجبرتم على العودة إلى الرهان على السوري?

  لا يجوز أن نظلم أنفسنا ونحن نرسم سياسات جديدة لمرحلة جديدة. صحيح أن وليد جنبلاط ذهب إلى الولايات المتحدة والتقى الإدارة الأميركية وهو من قال إنها نقطة سوداء في تاريخ الحزب, وقد يكون هنا وفي هذه النقطة بالذات, ذهب بعيداً أيضاً في توصيف الحالة, ولكنه عندما ذهب إلى أميركا, كان يذهب بنقطة واحدة ومحددة وهي المحكمة الدولية, التي كانت تتطلب قراراً دولياً كبيراً, وأميركا هي المؤثر الأساسي في صناعة هذا القرار.

  هل تعتقد أن أميركا "باعت" "14 اذار" في منتصف الطريق?

  لم يكن مطلوباً ولم يكن في ذهن أحد في "14 اذار" وتحديدا نحن كحزب »اشتراكي«, أن أميركا هي المخلص, أو التي ستأخذ في يدنا في السياسة الداخلية أو العربية. لم نكن نذهب لكي نطلب منهم, لا دعماً ولا أن يرسموا خريطة سياسية نسير عليها. كنا نطلب مساندتنا في موضوع المحكمة الدولية.

  يتساءل البعض ما موقف وليد جنبلاط من المحكمة الآن?

  المحكمة أبصرت النور وبدأت تحت الفصل السابع, وهي خارج القرار الداخلي اللبناني, وننتظر كشف الحقيقة. أما التسريبة التي نقلتها "دير شبيغل" عن تورط "حزب الله" في اغتيال الحريري, فنحن نرى فيها موقفاً سياسياً وليس قضائياً.

  يعني إذا صدر القرار واتهم "حزب الله", لن تسيروا فيه وستعتبرون أن المحكمة سُيِّست?

  لا يمكن أن نعلق على قرار قضائي لم يصدر بعد, ولكن في مكان ما هناك قرار يطبخ ضد "حزب الله", سيؤدي إلى حرب أهلية في لبنان, وحتما ستمتد إلى الجوار الأوسع. وهنا نقول ما هي الحكمة في أن نحرق لبنان, من أجل قرار قد يكون عادلاً وقد لا يكون?

  يعني أنكم تدعون سعد الحريري إلى رفض قرار كهذا?

  نعتقد أن سعد الحريري لديه من الحكمة وبعد النظر أن يأخذ القرار المناسب, لصيانة وحفظ لبنان وليس لإحراقه.

  هناك من يقول إن جنبلاط ألمح للحريري بأن يكتفي بالحقيقة ويترك العدالة, كما فعل هو مع قضية والده كمال جنبلاط?

  في هذه المسائل الشخصية, لا يمكن أن تسدي لأحد نصحاً, ولكن يمكن أن تبدي وجهة نظر, ويبقى للشخص المعني أن يأخذ القرار المناسب لأهدافه السياسية. وليد جنبلاط عندما قرر حفظ ملف اغتيال كمال جنبلاط, كان يعرف الحقيقة كاملة.

  يعني تتراجعون عن اتهام سورية بالاغتيالات?

  في الماضي وجهنا اتهامات سياسية الى سورية, ولكن بعد أن نشأت المحكمة, أصبح عندها الموضوع. نحن لا نتراجع عن أي موقف سياسي اتخذناه, وعندما أخذنا مواقف سياسية تجاه قضية الرئيس الحريري, كان هناك أهداف لابد أن تتحقق, ومنها على سبيل المثال خروج الجيش السوري وإنشاء المحكمة الدولية.

  هل ستقفون إلى جانب الحريري في أي قرار يتخذه بشأن المحكمة?

  نحن مع سعد الحريري في تشكيل الحكومة وإعادة لم الشمل وإعمار لبنان, ونحن خلف سعد الحريري في ما يقرره بشأن المحكمة الدولية.

  ألم تؤثر مواقف وليد جنبلاط في إضعاف المحكمة الدولية? والبعض يقول إن قنبلة ال¯"بوريفاج" كانت منسقة لضرب المحكمة, وتعبيد الطريق نحو الشام?

  هذا غير صحيح ولا شأن لنا في قرار المحكمة. وواهمٌ من يقول إننا في لبنان نستطيع أن نؤثر في قرار المحكمة.

  من أفسد تشكيل الحكومة?

  ليست مواقف وليد جنبلاط بالطبع, بل هذه المواقف شكلت مخرجاً, لكي نسمح للجميع أن يتكلموا بكل صراحة عن تشكيل الحكومة.

  هناك رأي يقول إن من يحكم في لبنان هو من يمتلك السلاح. ماذا تقول?

  السلاح في لبنان قد يكون له تأثير مرحلي في مرحلة ما, ولكن لا يستطيع أحد أن يحكم لبنان بمفرده لا بالسلاح ولا بغيره, ولابد أن نضع قواعد لإلغاء المذهبية والطائفية, ولكن الآن علينا الاعتراف بحقوق الطوائف والمذاهب.

  أين موقع "الحزب الاشتراكي" اليوم?

  سيكون لنا حوار مع قوى "14 اذار" على العناوين السياسية في المرحلة المقبلة, وتم الاتفاق عند البحث في تشكيل الحكومة وعلى قاعدة (5+10+15), تؤخذ القرارات بالتوافق وليس بالتصويت. ماذا يريدون منا بعد? لن نختلف على سياسات تنموية لأنها ليست مواضيع خلاف, ولا ينقسم عليها اللبنانيون, وسنكون إلى جانب رئيس الجمهورية وطالما أنه تم الاتفاق على قاعدة لتسيير هذه القضايا, لم يعد هنا مشكلة برأيي.

  حصتكم الوزارية من أين?

  حصتنا من الأكثرية بطبيعة الحال.

  هل هناك نية للعودة إلى "14 اذار"?

  نحن جزء من الأكثرية, ولابد من صياغة برنامج سياسي جديد وبدء الحوار مع الأمانة العامة ل¯"14 اذار".

  هل سيزور وليد جنبلاط سورية قبل تشكيل الحكومة?

  حتماً لا, بعد أن تشكل الحكومة, وبعد أن يزورها رئيس وزراء لبنان سعد الحريري لكل حادث حديث.

  برأيك هل هناك حكومة بالأفق?

  تفاءلوا بالخير تجدوه.