المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 07 أيلول/2009

إنجيل القدّيس لوقا .50-36:7

ودَعاهُ أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الطَّعامِ عِندَه، فدَخَلَ بَيتَ الفِرِّيسيّ وجَلَس إِلى المائدَة. وإِذا بِامرأَةٍ خاطِئَةٍ كانت في المَدينة، عَلِمَت أَنَّه على المائِدَةِ في بيتِ الفِرِّيسيّ، فجاءَت ومعَها قاروةُ طِيبٍ،

ووَقَفَت مِنْ خَلْفُ عِندَ رِجْلَيه وهيَ تَبْكي، وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيه بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعْرِ رَأسِها، وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب. فلَمَّا رأَى الفِرِّيسيُّ الَّذي دَعاهُ هذا الأَمر، قالَ في نَفْسِه: «لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَن هِيَ المَرأَةُ الَّتي تَلمِسُه وما حالُها: إِنَّها خاطِئَة». فأَجابَه يسوع: «يا سِمعان، عندي ما أَقولُه لَكَ» فقالَ: «قُلْ يا مُعلِّم». قال: «كانَ لِمُدايِنٍ مَدينان، على أَحدِهما خَمسُمِائةِ دينارٍ وعلى الآخَرِ خَمسون. ولَم يَكُنْ بِإِمكانِهِما أَن يُوفِيا دَينَهُما فأَعفاهُما جَميعًا. فأَيُّهما يَكونُ أَكثَرَ حُبًّا لَه؟» فأَجابَه سِمعان: «أَظُنُّه ذاك الَّذي أَعفاهُ مِنَ الأَكثرَ». فقالَ له: «بِالصَّوابِ حَكَمتَ». ثُمَّ التَفَتَ إِلى المَرأَةِ وقالَ لِسِمعان: «أَتَرى هذهِ المَرأَة؟ إِنِّي دَخَلتُ بَيتَكَ فما سكَبتَ على قَدَمَيَّ ماءً. وأَمَّا هِيَ فَبِالدُّموعِ بَلَّت قَدَمَيَّ وبِشَعرِها مَسَحَتهُما. أَنتَ ما قَبَّلتَني قُبلَةً، وأَمَّا هي فلَم تَكُفَّ مُذ دَخَلَت عَن تَقبيلِ قَدَمَيَّ. أَنتَ ما دَهَنتَ رأسي بِزَيتٍ مُعَطَّر، أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ. فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبًّا كثيرًا. وأَمَّا الَّذي يُغفَرُ له القَليل، فإِنَّه يُظهِرُ حُبًّا قَليلاً»، ثُمَّ قالَ لَها: «غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ». فأَخَذَ جُلَساؤُه على الطَّعامِ يَقولونَ في أَنفُسِهم: «مَن هذا حَتَّى يَغفِرَ الخَطايا؟» فقالَ لِلمَرأَة: «إِيمانُكِ خَلَّصَكِ فاذهَبي بِسَلام».

 

نصرالله وبري يتابعان قضية إفلاس عز الدين.. وتساؤلات حول أصابع أميركية وإسرائيلية

٧ ايلول ٢٠٠٩

أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى كثرة الكتابات والتحليلات السياسية والاقتصادية على خلفية اعلان افلاس صلاح عزالدين، لكن مهما قيل للتخفيف من وقع ما جرى وهو يتجاوز ما اعلن من خسائر قدرت بملياري دولار، فإن من تسنى لهم الاطلاع على حقيقة الاموال الضائعة والارقام الفعلية للخسائر يجزمون بان الضرر اللاحق يكاد يوازي بنتائجه واضراره وتداعياته حرب يوليو الاسرائيلية في العام 2006 على لبنان، مع فارق كما يضيف هؤلاء هو ان حرب يوليو الجديدة هي حرب مالية واصابت مباشرة جسما اساسيا في قيادات حزب الله والبيئة الحاضنة له، حتى وقد ذهب البعض لوصف الحدث بالضربة الاقوى للمقاومة بعد اغتيال عماد مغنية.

اسبوع مر على انتشار خبر افلاس عزالدين من دون ان ترتفع الاصوات متهمة اياه بالاحتيال او السرقة بخلاف ما كان يحصل مع رجال اعمال سبقوه الى اعلان افلاسهم، لكن مشاعر التضامن مع «رجل الخير والاخلاق» كما يصفه كثيرون تضاربت مع مشاعر غضب بعض المستثمرين لاموالهم لديه، خصوصا الاجانب والخليجيين المودعين اموالهم لديه، ولم يعد سرا ان قطريا متزوجا من كفر تبنيت اصيب بذبحة قلبية وهو اليوم في حالة حرجة جدا كما اوردت تقارير صحافية بعد بلوغه نبأ افلاس عزالدين وضياع ما يوازي الـ 153 مليون دولار كان يودعها ضمن استثماراته. وفيما اشار النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا الى ان قضية عزالدين لن تتجلى فصولها بين ليلة وضحاها بل تحتاج الى وقت من اجل التدقيق في المعلومات، اكدت مصادر صحافية لبنانية ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه بري يتابعان بنفسيهما تفاصيل القضية بالاضافة الى شخصيات دينية وسياسية شيعية كبيرة، نظرا الى كمية الاموال التي اودعها عدد كبير من اللبنانيين الشيعة من جميع المناطق في الجنوب والضاحية والبقاع بالاضافة الى مجموعة من الخليجيين.

 

الحريري يستقبل زلماي خليل زاده وبقرادونيان وباسيل 

لبنان الآن/الاحد 6 أيلول 2009

إستقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في بيت الوسط، السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده. كما استقبل ممثل "حزب الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، في حضور السيد نادر الحريري، وجرى عرض للتطورات السياسية. وبعد اللقاء، أشار بقرادونيان الى أن "دولة الرئيس بدأ سلسلة مشاورات للتعجيل بتأليف الحكومة، خاصة بعد نداء فخامة الرئيس بضرورة تشكيل الحكومة قبل ذهاب الوفد اللبناني الى الأمم المتحدة، وكانت أجواء اللقاء إيجابية وبحثنا في الصيغ المختلفة ضمن صيغة 15 - 10 – 5"، مضيفاً "عندما يستكمل المشاورات مع أطراف المعارضة والأكثرية، أعتقد أن دولته سيقدم نسخة أولية لصيغة حكومية لفخامة الرئيس، وأنا أكيد أن دولته صبور وهو يعمل بكل جدية وكل مسؤولية، وأعتقد أن المعارضة تلاقي دولته في نصف الطريق، ونستطيع الخروج من هذه الأزمة بأفضل طريقة ممكنة". وتابع بقرادونيان: "ليس هناك من شروط مستحيلة، هناك مفاوضات جارية، وأعتقد أنه مع قليل من الصبر ومسؤولية أكبر نستطيع الوصول الى حل، خاصة وأن الوقت يداهمنا". واستقبل الرئيس المكلف موفد النائب ميشال عون الوزير جبران باسيل، في حضور السيد نادر الحريري، وعرض معه موضوع تشكيل الحكومة، وغادر الوزير باسيل من دون الإدلاء بأي تصريح. وكان الرئيس الحريري قد إستقبل مساء أمس في بيت الوسط، المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، في حضور السيدين مصطفى ناصر ونادر الحريري، وتم في الإجتماع عرض آخر التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة.

 

إلهاءٌ فإفلاس وتوطين أم خيار آخر؟ 

بقلم/ العماد ميشال عون

http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/128967241516913340.htm

 لقد صبرنا طويلاً على الإفتراءات التي طاولتنا قبل أن نرد، وألزمنا أنفسنا بالصمت، عملاً برغبة المحافظة على الهدوء، وإفساح المجال للتحاور حول تأليف الحكومة، وحول برنامج مشترك نتفق من خلاله على تدابير إصلاحية. ونكون بذلك قد انتقلنا من مرحلة الصراع الانتخابي إلى الهدوء، ومن ثمّ إلى مرحلة تفاهم وبناء؛ كان هناك أملٌ، ولو ضئيلاً جداً، بأن نحقّق شيئاً إيجابياً. ومع الأسف، لم يكن هذا التصور أكثر من وهم عابر، إذ فاجأتنا حملات إعلامية مفتعلة لا تستند إلى واقع، وليس لها أي أساس، سوى المشاعر العدائية الدفينة ضدنا. وتعاظمت هذه الحملات، حتى أصبحت الشغل الشاغل لجميع وسائل الإعلام، التي شارك قسم كبير منها في توزيع الأخبار المختلقة، وتعميم الشائعات.

ولمّا حاولنا الردّ على الإفتراءات المتعدّدة المصادر والمستويات، فوجئنا بدعوة مدّعي الأخلاق السياسية، وأساتذة الإرشاد، يطالبون بوقف السجال، وليتهم فعلوا وطالبوا بوقف الإعتداءات التي امتدت خمسين يوماً، قبل أن نضطر إلى الردّ عليها وتبيان الحقائق. وكأن هؤلاء الداعين يريدون المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه.

وأحياناً، تأتينا ردود على ما نقوله، ولكن لا علاقة لها بما نقول، بل تحوير مطلق لمعاني الكلمات والقصد؛ فإذا قلنا بفصل سلطة المراقبة عن سلطة التنفيذ نُتّهم بأننا نهاجم الطائفة السنية، وننتقص من صلاحيات رموزها. وإذا قلنا، ووفق النصوص الدستورية، إن هناك رئيساً واحداً للدولة هو رئيس الجمهورية، بينما الرئيسان الآخران هما رئيسا مؤسسات، اتُهمنا أيضاً بأننا نتعرّض لموقع رئيس الحكومة وهيبته، وبالتالي للطائفة التي ينتمي إليها. وإذا طالبنا بمعايير ومعالم موحّدة لتأليف الحكومة، أُجبنا بأن "الرئيس" المكلّف، مع رئيس الجمهورية، لهما الحق في تأليف الوزارة، كما لو كنا ننكر عليهما هذا الحق، بينما ما نقوله، وبتعبير مهذب، أن لا أحد يستطيع تأليف الحكومة بشكل مزاجي، وعليه أن يحترم المعايير والمقاييس الضرورية ليأتي تشكيلها منسجماً مع هذه الشروط، وإلا أصبحت قرارات السطة تجاوزاً لحدودها وتعسفاً.

إن الأجواء الهجائية في سوق عكاظ السياسة اللبنانية، بتعابيرها ومواضيعها المبتذلة، والبعيدة عن النقاش البنّاء لحل المشاكل التي تعترض مسيرة الوطن، أسقطت مستوى السياسة والاعلام الى درجة الإسفاف. فلا أحد يناقش برنامجاً إصلاحياً، ولا أحد يريد أن يرفع التحدي باقتراح بدائل مما يُطرح من اقتراحات نعتبر تطبيقها يرفع من شأن المجتمع ويدفع به نحو الازدهار والترقي.

من الطبيعي أن تكون هذه الأفكار مكلفة على من ضربه الله بالكسل الفكري الطبيعي، فهو لا يستطيع الجدل لأنه يفتقد الى المعطيات الأساسية المرتبطة بمصالح من يمثلهم. وجل ما يستطيع أن يفكر به ويجيده هو التكرار الببغائي لبعض إملاءات هجائية.

كنا نتمنى أن يثار الجدل والنقاش حول مخطط مواجهة الدين العام المتزايد الى ما لا نهاية، لنتمكن من مواجهة عملية التوطين الفلسطيني في لبنان بدل أن نرضخ لها. فما قاله بالأمس رئيس الحكومة المستقيل حول التوطين، أن "مواجهة مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صعبة وقاسية وهناك من يتصرف على أنه واقع لا محالة"، يذكّرنا بما قاله رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في معرض تقييمه لبعض الأوضاع العامة في دارته، وبتاريخ 17/12/2000 ، أن "ليس هناك إمكانية للهروب من التوطين، ومصلحة البلاد هي في مزيد من الاستدانة لأن كافة الديون ستمحى عندما يفرض واقع التوطين الفلسطيني على لبنان".

هذان القولان، وعلى مسافة زمنية تمتد لتسع سنوات، مع الإمعان في الاستدانة ورفع مستوى الدين، ثم الإكتفاء بإدارة خدمته دون معالجته، أكثر من صدفة تلاق مع الخطة الدولية لوضع لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: الإفلاس أو القبول بالتوطين.

ولكن، هل نحن فعلاً أمام خيارين لا ثالث لهما، أم أننا نستطيع تغيير المخطط بخيار ثالث يتجنّد فيه اللبنانيون كافة لإيقاف هذا المخطط الرهيب، وإعادة المركبة الى مسارها الصحيح، فيُنقَذ الوطن شعباً وأرضاً واستقلالاً واستقراراً؟

إننا لا نرى في ما يحدث من هجومات مبرمجة سوى محاولات للقضاء على هذا الخيار الثالث، وتأمين استمرار مخطط التوطين، بتشريد الحوار عن المواضيع الاساسية منعاً لمعالجتها.

العماد ميشال عون

 

 "وقمح سيأكل اللبنانيون".الحريري يلتقي باسيل ولكن لا تقدّم ولا تذليل للعقبات 

موقع التيار العوني/يأخذ كلّ وقته لأنْ لا قيمة للوقت لديه... يدّعي أنّه يريد حكومة شراكة وائتلاف فيما لا يأخذ في الاعتبار ليس فقط مطالب شريك أساسي في الوطن والسّياسة، هو التّيار الوطنيّ الحرّ بما يمثّل وطنيّا ومسيحيّا بل وحتّى حقوقه الأساسيّة...وستراه في مآدبه يكسر يده ويشحذ عليها "وقمح سيأكل اللبنانيّون"...

النّائب المكلّف تشكيل الحكومة سعد الدّين الحريري التقى وزير الاتّصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل مُكلّفاً من العماد ميشال عون متابعة ملفّ التّشكيلة الحكوميّة، ولكن لا تقدّم ولا تذليل بعد للعقبات... وإذا كانت تؤشّر إلى أرجحيّة عدم وجود حلحلة في الأفق المنظور، إلاّ أنّ الكلمة الأخيرة لم تُقَل بعد، والطّابة في ملعب الحريري، الّذي تردّد أنّه يتّجه إلى عرض صيغة بالحقائب على الأفرقاء جميعاً، ومن ضمنهم التيّار الوطنيّ الحرّ قبل ان يُطلع عليها رئيسَ الجمهوريّة ميشال سليمان للتشاور في شأنها. وهذه الصّيغة سُرّب أمرُها الى الإعلام لتهيئة الرّأي العام لها، في محاولةٍ من النّائب المكلف لرفع المسؤوليّة في التأخير عنه، وإلقائها على غيره، وهو مهّد لخطوته هذه بكلام تصعيديّ ليلاً، ادّعى فيه أنّ الأكثريّة قدّمت التضحيات فيما المعارضة لم تفعل، وأنّ طلبات الاخيرة غيرُ منطقية وتحدياتِها غيرُ منطقية وعنادَها غيرُ منطقي، وهي سحبت يدها عندما مدت لها الاكثرية يدها.

وفي المقابل تصرّ المعارضة على عدم الدّخول في حكومة لا تلبّي مطالب العماد عون، ويتعاطى الرّئيس سليمان بحذر مع تشكيلاتٍ لا تعبّر عن إئتلافٍ وطنيّ حقيقيّ... ويأتي لقاء اليوم بين النّائب المكلّف والوزير باسيل، بعد لقاء الحريري مساء أمس المعاون السّياسيّ للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل. وكان لقاء الحريري – باسيل كان بدأ حوالى الرّابعة بعد ظهر اليوم وإستمر حوالي الساعة.

 

قزي: "حزب الله" نجح في وضع "التيار الحر" في واجهة الصراعات المتشعبة

المستقبل - الاحد 6 أيلول 2009 - اعتبر المستشار السياسي لرئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان قزي ان ""حزب الله" نجح في ان يضع "التيار الوطني الحر" في واجهة الصراعات المتشعبة، ان كانت داخلية أو خارجية في الوقت الذي يعرف فيه الجميع، ان طروحاتنا ليست بعيدة عن طروحاتكم". ورأى في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس، أن العقدة الأساسية "هي تشكيل حكومة وحدة وطنية في غياب الوحدة الوطنية الحقيقية"، لافتاً إلى أن "حزب الله" يسيطر على جزء من لبنان عبر المال والسلاح، ويريد أن يسيطر على الجزء الآخر عن طريق السلطة والحكم". وأكد أن "خطأ الأكثرية بعدم تأليف حكومة من الرابحين في الانتخابات، فتحت المجال امام رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون أن يشرع المطالبة بالذي يريد، وذلك لبدعة تأليف حكومة وحدة وطنية، لأنه لا يمكن تأليفها بغياب الوحدة". وأشار الى ان "فريق المعارضة استخدم كلام الرئيس ميشال سليمان انه لن يوقع على مرسوم حكومة إلا حكومة الوحدة، لعرقلة تأليف الحكومة". وانتقد "موقف افرقاء المعارضة انهم لا يدخلون حكومة من دون العماد عون، مع انهم فعلوها قبلاً، وهذا يعود لأوامر خارجية"، مشدداً على ان "العقدة للتشكيل داخلية ومتمثلة بالعماد عون ولكن المعرقلين خارجيون". ورأى ان "المعنيين تأليف الحكومة اخطأوا بعملية توسيع مطالب المعارضة، وجعلوا كل الامور تدور حول وزير الاتصالات جبران باسيل"، مشدداً على ان "رفض توزير الراسبين يجب ان ينطبق على الراسبين في الامتحان الوطني لا في الانتخابات فقط".

"تغني وتباهي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بأن لا حل لتأليف الحكومة من دون التفاهم السوري ـ السعودي"، معتبراً ان "هذا إذلال له كلبناني، لأنه يجب ان نتفاهم فيما بيننا، لا ان ننتظر المعادلات الخارجية". وأوضح أن حجم قيمة الزعامة في لبنان كزعامة عون، "لا يتمّ تحديدها من خلال المشاركة في السلطة أو في الحقائب الوزارية"، مشيراً إلى أن عون قد لا يكون هو العقدة في تشكيل الحكومة، إلا أن "حزب الله" يضعه في الواجهة".

 

"اللوتو العوني" يؤخر التأليف

 التاريخ: ٦ ايلول ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل/لا يمكن التنبؤ بجديد على الصعيد الحكومي مع استمرار الوضع يراوح مكانه، وبقاء الأطراف المعرقلة على تصلبها، إلا أنه يبقى لأفرقاء 8 آذار الاختيار بين البقاء في حال الفراغ الذي يخافه "حزب الله" على ما ورد على لسان قيادييه في وقت سابق، أو بين الموافقة على الدخول إلى حكومة شراكة وطنية يحرص على قيامها الرئيس المكلف سعد الحريري ويؤيده فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان. في ظل هذا الواقع، برز تطور سلبي في مواقف "التيار العوني"، إذ أكد وزير الاتصالات جبران باسيل أنّ التيار لا يريد أن يكون الرئيس المكلف نسخة عن الرئيس فؤاد السنيورة، ورغم كلامه عن "عدم وضع شروط "على الحريري، أشار إلى أنّ عليه "ان يفهم أنّ لا أحد يفرض على "التيار الوطني الحر" الخضوع، فلم تستطع أي دولة كبيرة كانت أو صغيرة أن تُخضعه".

 

عز الدين الضربة الإسرائيلية الثالثة لـ"حزب الله" ؟

ايلي الحاج/النهار 

سيُكتب الكثير عن رجل الأعمال صلاح عز الدين والأرصدة الهائلة التي تبخّرت على يدي "الحاج الآدمي". نصف مليار دولار بل مليار ونصف، بل ملياران، والمجال مفتوح لمن يرغب في تناول "حزب الله" وماله "الطاهر" وأطروحاته عن فساد من لا يوافقونه في توجهاته. فهذا جزء من "عدة الشغل" في السجالات الكيدية. ولكن ماذا إذا كانت هذه الضربة القوية التي تلقاها الحزب جزءاً من حرب صامتة لا تزال مستمرة عليه منذ صيف 2006 ولم ينهها القرار 1701، خلافاً للإعتقاد السائد والذي لا يتوقف عند "الخروق" اليومية العلنية و"الطبيعية" لهذا القرار؟ ضربة عز الدين الذي يتبدى يوماً بعد يوم أنه الحافظ لأموال "حزب الله" والمكلف تشغيلها، هي بحسب عقل استخباراتي متابع بامتياز للتطورات "الثالثة الكبيرة" توجهها إسرائيل إلى التنظيم الذي يقلقها تسلحه وارتباطه العقائدي والتنظيمي بإيران ورؤيتها إلى نفسها ودورها في المنطقة.

الضربة الأولى كانت بالطبع اغتيال القائد السياسي والأمني للحزب عماد مغنية بتفخيخ سيارته في دمشق. والثانية تفجير مخزن الذخائر والصواريخ في خربة سلم.

وأساليب الحرب ليست واحدة. فهناك ذات الدوي القوي والمتوسط. وهناك المكتومة الصوت عبر الإنترنت وسجلات حركة الأموال.

يجب أن يكون المرء طيب القلب حقاً ليعتقد أو يطمئن في زمن التكنولوجيا التجسسية المتطورة والمستخدمة في عوالم الصناعة والتجارة والمضاربات المالية والصفقات الى أن أمواله لا يمكن كشفها ومتابعتها بدقة.

وإلا، ما معنى تزامن الضربة لعز الدين مع إبعاد عشرات رجال الأعمال اللبنانيين الشيعة من دولة خليجية تحت ستار إتهامات أمنية؟

وما معنى تزامنها بالأكثر مع إبعاد مؤيدين لحركة "حماس" حليفة الحزب من الدولة نفسها؟

وأبعد من الخليج، لماذا تزامنت الضربة مع قرارات تضييق وإبعاد في حق رجال أعمال ورجل دين مؤيدين للحزب نفسه في ساحل العاج وسييراليون (قضية قاسم تاج الدين المتهم بتمويل "حزب الله" وإنشاء شركات وهمية في أفريقيا لحسابه) وكذلك في الولايات المتحدة نفسها؟

ثم إن صلاح عز الدين، على ما أفادت الأنباء، كان يمارس تجارة الحديد والنفط والالماس. ومعروف في أوساط مالية لبنانية إن "اللوبي" اليهودي العالمي يتحكم بهذه الأسواق، وليس مستبعدا أن يكون ورّطه في صفقات مغرية، قيل إن قيمة إحداها تجاوزت 300 مليون دولار، وإنه عندما تبين "غرقه" فيها احتاج في صورة ملحة إلى مبالغ نقدية "سحبها" من جيوب نحو 11 ألف عائلة في الجنوب والمهجر، مستنداً إلى صيته الحسن بشفاعة "حزب الله" له وقربه منه، ومعطياً فوائد عالية دفعت بعض من أعطوه أموالهم إلى بيع عقاراتهم لتشغيل أثمانها عنده بصفة شركاء في "الربح"، وهو المرادف العملي للفائدة الخيالية التي كان يقدمها وبلغت أحياناً نحو 40 في المئة سنوياً.

قد لا يكون هذا ما جرى بالضبط لصلاح عز الدين، والتحقيق قد لا يكشف كل خفايا قضيته لأنها مرتبطة في شكل أو آخر بـ"سلاح المقاومة" مثل وزارة الإتصالات. لكن الأكيد هو أن الرجل لم يبتكر، بل كان يقلّد ظواهر سبقته في بيروت وضواحيها على هذا الطريق، أحداها من آل الداعوق، وآخرها من آل الصايغ. لكن ما يميزه عنهم إنهم لعبوها أفراداً مغامرين بسمعتهم الشخصية، أما هو فكان يتصرف بأموال ضخمة جدا لحزب أو تحت ستار حزب وحمايته وتشجيعه للناس على التعامل معه. فماذا سيقول لهم الآن عن "المال النظيف"؟ هل يتقبل فكرة تعويضهم خساراتهم ببيع الحزب بعض صواريخه للجيش اللبناني كي يساهم بها في الدفاع عن الوطن، وبفوائد معقولة طبعاً؟ 

 

نواب حزب الله: لن نشارك في حكومة من دون العماد عون 

تقرير خاص قناة المنار – عباس فنيش  

  05/09/2009 كشف عضو كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان النائب نواف الموسوي ان المعارضة لن تشارك في الحكومة اذا لم يمثل التيار الوطني الحر بالشكل الذي يليق بحجم تمثيله الشعبي. كلام الموسوي جاء خلال رعايته حفل افطار اقامته هيئة دعم المقاومة الاسلامية. فبرعاية وحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي اقامت هيئة دعم المقاومة الاسلامية افطارها السنوي بحضور فعاليات وشخصيات رسمية وشعبية وحزبية. النائب الموسوي لفت في الكلمة التي القاها الى ان الازمة السياسية لا يجب ان تشغل اللبنانيين عن العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان. واعتبر ان ما يعيق تشكيل الحكومة هي حرب الالغاء المستمرة على النائب العماد ميشال عون. وقال النائب الموسوي: "اننا ما يعيق اليوم تشكيل الحكومة وبوضوح هو عدم الرغبة في اعطاء فريق اساسي خاض الانتخابات النيابية وتمكن من التغلب على محاولات الغائه او اقصائه او تهميشه او اضعافه او تحجيمه. ان ما يعوق تشكيل الحكومة هو محاولة استكمال حرب الالغاء على هذا التيار من خلال تشكيل الحكومة". وانتقد الموسوي رهن توزيع الحقائب الوزارية بالامن كاشفاً عن رفض المعارضة المشاركة في الحكومة اذا لم يمثل التيار الوطني الحر بالطريقة المناسبة لحجمه الشعبي. وقال النائب الموسوي: "هل ان الامن في لبنان مطوب لاحد فاذا تبين ان حقيبة الاتصالات هي حقيبة امنية تصبح سلفاً حقاً لهذا الطرف الذي طوب الامن باسمه، هذا الامر غير صحيح مع العلم ان حقيبة الاتصالات هي حقيبة اقتصادية بالدرجة الاولى. اننا في المعارضة متضامنون تماماً مع التيار الوطني وحلفائه بحيث اذا لم يأتِ تمثيل هذا التيار عادلاً ومشرفاً كما اراده الناخب المسيحي لن يكون لاحد من المعارضة تمثيل في الحكومة القادمة".

من جهته اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان كل محاولة لتكريس منطق الغلبة في الحكم سترتد سلباً على اصحابها لان لبنان لا يحكم الا بالتوافق. وفي كلمة له القاها خلال حفل افطار في بيروت، شدد فياض على التمسك باتفاق الطائف كمرجعية ميثاقية تنظم العلاقة بين اللبنانيين.

وقال النائب فياض: "نحن نتمسك باتفاق الطائف كمرجعية ميثاقية تنظم علاقة اللبنانيين فيما بينهم مؤكدين على المضمون التوافقي لاتفاق الطائف، ومؤكدين على الحاجة لتطبيق ما لم يطبق من بنوده بعد. ونرى بان تطورات السنوات الماضية على المستوى السياسي وعلى المستوى الاجتماعي كرست الحاجة لثلاث موضوعات كبرى كمكون اصيل من مكونات الحياة السياسية اللبنانية وهي المقاومة والتوافق والحاجة الى الاصلاح".

 

الموسوي: المقاومة لا تتحمل مسؤولية ايا من مشكلات لبنان وازماته

وطنية - أقامت الهيئة الصحية لأطباء مدينة النبطية وجوارها حفل افطار في إستراحة نادي الشقيف في النبطية، تحدث فيه مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد عمار الموسوي، مشيرا الى "أنه لولا المقاومة لما كان بالإمكان ان نتصور ان اسرائيل يمكن ان تسمح لهذا البلد ان ينعم بالهدوء وبالاستقرار، وان يقبل على انجاز استحقاقاته المختلفة في شكل طبيعي.ان أياَّ من مشكلات لبنان ومن الأزمات التي يعيشها الواقع اللبناني لا تتحمل المقاومة مسؤوليته". وأضاف: "ان المقاومة لم تسهم ولم يكن لها أي دور في صناعة المشكلة اللبنانية، بل إن هذه المشكلة على تنوع أسبابها كانت وليدة إعتبارات أخرى لا دور ولا علاقة للمقاومة بها، وأن المقاومة لا تعيق بناء الدولة ومؤسساتها ولا تمنع تطبيق القانون وسيادته".

وتابع: "إن إعتقاد بعض اللبنانيين أنه بالإمكان أن نتخذ من هذه الدولة مزرعة ننمِّي فيها ثرواتنا وننجز فيها مصالحنا الخاصة ونعلِّي فيها المكاسب الفئوية القائمة على المحاصصة الموجودة في لبنان منذ كان الإستقلال ليس عملا صائبا، لأن لبنان يحتاج إلى تضافر جهود أبنائه يعطونه بدلا من إمتصاص خيراته لمصالح خاصة وضيقة".

 

البطريرك صفير: التباطؤ في تشكيل الحكومة ليس بدليل عافية والبلد في حاجة الى من يتولى ادارة شؤونه وتلبية حاجات الشعب

مثول لبنان امام الامم المتحدة وهو دون حكومة ليس مدعاة افتخار

نتقبل ما يقال فينا سواء كان خيرا ام شرا فان الله هو الذي ينصفنا

النائب حبيب استنكر التطاول على مقام البطريركية وعلى سيدها

وطنية - الديمان - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه المطران فرنسيس البيسري، المونسنيور فؤاد بربور وخدمته جوقة رعية عين عكرين، في حضور جمع من المؤمنين من المناطق كافة، لاسيما ابناء رعية عين عكرين والقرى والبلدات المجاورة. وشارك في القداس النائب فريد حبيب.

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "من يعترف بي امام الناس، اعترف به امام ملائكة الله" (لو 12:8-9).

اجل ان كل هذه العبارات المتعلقة بمستقبل ابن الانسان لا يعتبرها النقاد عبارات صحيحة ليسوع. هناك نصان من هذه المجموعة فقط في النص الذي يعطيه عنه لوقا، يضعها على الاقل قسم من التفسير الدقيق، في عداد كلمات يسوع الصحيحة، تلك التي تعتبر انه "قادر عليها". اليكم اول نص: "اقول لكم:من اعترف بي امام الناس، يعترف به ابن الانسان امام ملائكة الله، ولكن من انكرني امام الناس، انكره امام ابي الذي في السماوات". ونجد النص الثاني من الفصل السابع عشر من الفقرة 24 الى الفقرة 25 وهو يقول: "كما ان البرق يومض في افق ويتألق في آخر، فكذلك يكون مجيء ابن الانسان في يومه، ولكن يجب عليه قبل كل ذلك ان يعاني الاما شديدة وان يرذله هذا الجيل". واذا كانت هذه النصوص تجد رحمة لدى النقد، ذلك انها تبدو انها تميز بين ابن الانسان ويسوع. وخاصة في الاول، ان ابن الانسان لا يكون ظاهرا متماهيا مع يسوع الذي يعبر عن ذاته.

ويجب القول، عند هذه النقطة، في كل حال، ليس هكذا فهم ذلك اقدم التقليد. وفي نص مرقس الموازي للفصل الثامن الفقرة الثامنة والثلاثين يقول: "من يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطىء يستحي به ابن الانسان، متى جاء في مجد ابيه تواكبه الملائكة الاطهار". ان التماهي لم يعلن عنه بوضوح، ولكن تركيب الجملة لا يجيز رفضه، لكن اذا كانت العبارة "ابن الانسان" غائبة في نص متى، فان الهوية بين يسوع الارضي والديان المقبل ليست اكثر وضوحا: "ولكن من ينكرني امام الناس، انكره امام ابي الذي في السماوات". ولكن حتى في نص لوقا، فالهوية واضحة تمام الوضوح، اذا ذهبنا من اتجاه المحتوى العام. من وجه التأكيد، ان يسوع يتكلم بلجوئه الى صيغة اللغز الخاصة به، والتي تترك للسامع عناية القيام بآخر خطوة ليفهم. ولكن التماهي الوظيفي الناتج عن الموازاة بين الاعتراف بالايمان والجحود، الان وفي الدينونة امام يسوع وامام ابن الانسان، لا معنى له الا على اساس الهوية الكيانية.

ان قضاة المجمع فهموا يسوع جيدا، ويسوع لم يصلح خطأهم في حين كان بامكانه ان يقول: "انكم تسيؤون فهمي، ان ابن الانسان الذي سيأتي هو شخص اخر. والوحدة الداخلية بين اخلاء ذاته الذي عاشها يسوع ومجيئه في المجد هو موضوع عمل يسوع الثابت وكلمته، وجدته الحقيقية، وهذا "ما هو من يسوع حقا"، وهذا لم يخترع ويشكل اذن الخصوصية الخاصة بصورته وكلماته. وان مختلف النصوص تشكل جزءا من هذا الاطار، ولا نفهمها فهما جيدا اذا جردت منه. وأكثر من الفقرات 8 و 9 من الفصل 12 من لوقا التي تشكل ولا شك خير نقطة انطلاق لمثل هذه العملية، فان في النص الثاني (لو17 و 24 وما يليه) يتوثق الرابط بوضوح كبير. ان ابن الانسان لا يأتي هنا أو هناك، ولكنه كالبرق يلمع ويضيء الافق للجميع من الطرف الى الطرف الآخر بحيث ان عيون الجميع تحدق به هو الذي طعن بالحرية. ولكن قبل ذلك، انه هو بما أنه ابن الانسان، عليه أن يتحمل الاما كثيرة ورفضا كثيرا. ولا سبيل الى الفصل بين نبؤة الآلام واعلان المجد. واوضح ان الاثنين هما ثمرة شخص واحد، هو الشخص الذي يسلك الآن الطريق الى آلامه عندما يلفظ هذه الكلمات.

عندما يتكلم يسوع عن نشاطه الحاضر، فان لكلماته ايضا هذين المظهرين. لقد علقنا يايجاز على الصيغة التي بموجبها يعتبر ان ابن الانسان هو رب السبت. ويظهر هذا المقطع جيدا ما يذكره مرقس هكذا في موضع آخر: "فدهشوا لتعليمه، لكنه كان يعلمهم مثل من له سلطان، لا مثل الكتبة. ووقف هو عينه في جانب المشترع، الله فهو ليس بشارح ومفسر، انه معلم ورب.

يعزو يسوع هذا السلطان وهذه القدرة الى "ابن الانسان"، فهو يدعي لنفسه كرامة مساوية لكرامة الله والقدرة على العمل بمقتضاها. وبعد مغفرة الخطايا فقط جاءت الكلمة المرتجاة: "لكي تعرفوا ان لابن الانسان القدرة على مغفرة الخطايا على الارض، أقول لك، قال للمخلع: " قم فاحمل فراشك واذهب الى بيتك" . وهذا الادعاء هو ما قاد الى الآلام وبهذا المعنى، ان كلمات يسوع السلطوية موجهة الى الآلام.

ولنأت الآن الى مجموعة الكلمات الثالثة عن آلامة التي ترافق نص يسوع وطريقه، تعلن بدقة متزايدة قدره المستقبلي والضرورة الملازمة لهذا القدر. وهي تجد مركز ثقلها الداخلي وذروتها في الجملة التي تتبع ثالث اعلان عن الآلام والخطاب عن الرؤساء والخدام الذين هم جزء منهم:" لان ابن الانسان لم يأت ليخدم وليبذل حياته فدى عن الكثيرين".

ومع استعادة كلمة مأخوذة من اناشيد الخادم المتألم. انه وجه آخر لتقليد العهد القديم الذي اندمج هنا في صورة ابن الانسان، يسوع، الذي يتماهى، من جهة، مع قاضي الدينونة الاخيرة، يتماهى هنا مع الخادم المتألم والمائت الذي تبينه النبي في اناشيده. وهكذا تبدو وحدة الآلام "والارتفاع"، الانحدار والمجد. الخدمة هي الطريقة الصحيحة للملك وتجعلنا نشعر بشيء عن الطريقة التي يكون الله معها سيدا "بسيادة الله". في الآلام والموت، تصبح حياة ابن الانسان تماما "وجودا من اجل"، ويصبح المحرر والمخلص " للكثيرين" وليس فقط لاولاد اسرائيل المشتتين، ولكن بوجه عام لابناء الله المشتتين للبشرية وهو بموته "لاجل كثيرين"، اجتاز حدود الفضاء والزمن، وتمت كونية رسالته.

كان اقدم شرح للكتاب المقدس على حق عندما اعتبر الاندماج بين الرؤيا التي رآها دانيال عن ابن الانسان الآتي والصور التي نقلها آشعيا عن الخادم المتألم كجدة بحد ذاتها وكخاصة عن مفهوم ابن الانسان المتعلقة بيسوع، وحتى قلب المفهوم الذي اكتنهه عن نفسه.

وعلينا مع ذلك ان نضيف ان مختصر تقاليد العهد القديم التي أتمها يسوع في صورة ابن الانسان هي اوسع وتجمع اطيافا اخرى من هذه التقاليد.

ان جواب يسوع عندما سألوه اذا كان هو المسيح، ابن الله المبارك، يظهر الفصل السابع من كتاب دانيال والمزمور 110 (1009): يسوع يعتبر نفسه انه هو الجالس عن "يمين الله" كما يعلن عن ذلك مزمور الملك الكاهن المقبل. وبعدئذ ان الاعلان الثالث عن الآلام بالعبارات التي تشير الى رذل الكتبة والقدماء وكبار الكهنة ابن الانسان يلتحق بالمزمور 117 (118): ان كلمة الحجر الذي رذله البناؤون، اصبح حجر الزاوية (22:117): وهكذا تقوم علاقة بين مثل الكرامين القتلة الذي يستعمل فيه الرب هذه الكلمات لينبىء نبذه وقيامته، ومستقبل الجماعة الجديدة. والرابطة بالمثل تظهر ايضا التماهي بين "ابن الانسان" و"الابن المحبوب". وفي النهاية، ان مجرى الادب الحكمي حاضر ايضا: الفصل الثاني من سفر الحكمة يسرد عداوة الكفرة للابرار:" ويتباهى بان الله ابوه. فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره.. ولنقض عليه باقبح ميتة". فولكر هامبل يعتقد ان كلمة يسوع عن الفدية لا تأتى من الفصل 53 فقرة 1- - 12 من كتاب آشعيا، بل من الفصل 21 فقرة 18 من الامثال ومن الفصل 43 فقرة 3 من آشعيا، وهذا ما يبدو لي غير محتمل المرجع الحقيقي، وهو يبقى الفصل 53 من آشعيا، فيما تظهر غير نصوص ببساطة ان هناك حقل مراجع واسع لهذه الرؤيا الاساسية.

لقد عاش يسوع بالاعتماد على الشريعة والانبياء في مجملهم، كما كان لا يفتأ يردد ذلك على تلاميذه. وقد اعتبر طبيعته ونشاطه كاتحاد هذا المجموع وشرحه. وسيعرب يوحنا عن هذه الفكرة في مقدمة انجيله: يسوع عينه هو "الكلمة". وكل مواعيد الله قد وجدت "نعمها" في شخصه، يعلق بولس وان ما اعطينا في عبارة الابن الانسان، وما فيها من لغز، انما هو اصالة صورة يسوع الاولى، ورسالته، وكيانه. ان آت من الله، وهو الله، ولكنه هكذا، باتخاذه الطبيعة البشرية، جاء بالبشرية الحقيقية.

ان محاولة فهم الله كما هو هي محاولة في غير محلها، ذلك ان الله هو عصي على الافهام غير اننا ندرك ما ليس هو الله. ولنسأله ان يقوي ايماننا به واتكالنا عليه.

ان التباطؤ في تشكيل الحكومة ليس بدليل عافية، والبلد في حاجة الى من يتولى ادارة شؤونه، وتلبية حاجات الشعب. ومثول لبنان امام الامم المتحدة للاشتراك في اعمالها، وهو دون حكومة، وليس مدعاة افتخار.

النائب حبيب

بعد القداس التقى البطريرك المصلين ومنهم النائب فريد حبيب ومنسق حزب "القوات اللبنانية" في منطقة الكورة المحامي سيمون حرقص ومسؤولو مكاتب القرى والبلدات الكورانية.

وألقى النائب فريد حبيب كلمة استنكر فيها "التطاول على مقام البطريركية وعلى سيدها من اي جهة، مؤكدا دعمه مواقف صاحب الغبطة، معتبرا انها ليست المرة الاولى التي تتم فيها مهاجمة بكركي وسيدها، متحدثا بإسهاب عن دور الكنيسة المارونية والوادي المقدس وإسهامها في ترسيخ دعائم لبنان".

البطريرك صفير

ورد البطريرك صفير بكلمة وفيها:" نرحب بكم ونشكر عاطفتكم تجاهنا، وان ما يقال في هذه الايام عنا قيل ايضا سابقا عن الذين سبقونا وهذه عادة، وان مواقفنا وان تكن في نظركم سليمة في الدفاع عن الوطن فان بعض الناس يظنونها غير سليمة فهذا شأنهم، واننا نتقبل ما يقال فينا سواء كان خيرا ام شرا، فان الله هو الذي ينصفنا والتاريخ كذلك.وشكرا لكم".

وفد قواتي

وأمام وفد قواتي من منطقة زغرتا-الزاوية برئاسة منسق القوات في المنطقة فهد جرجس دعا البطريرك صفير الى ضرورة عيش المحبة والوفاق بين الجميع. وقال:" عليكم ان تظلوا مع بعضكم البعض تحبون بعضكم وتتعاونون مع بعضكم لان المحبة هي التي تبقى وحدها، اما الحقد والبغض تعرفون ماذا يجر وراءه. ونطلب من الله ان يبعد عنكم البغض والحقد وتبقون دائما مع بعضكم متفقين".

وألقى منسق القوات في منطقة زغرتا-الزاوية فهد جرجس كلمة أكد فيها "التعلق بمواقف بكركي وسيدها، هذه المواقف الوطنية الصادقة والحكيمة، مستنكرا حملةالتطاول على من أعطي مجد لبنان له، مشيرا الى تاريخ البطاركة الموارنة في النضال من اجل لبنان واستقلاله".

وقدم جرجس للبطريرك منحوتة حجرية للفنان نايف علوان تمثل بكركي عبارة عن سفينة تقود لبنان الى شاطىء الامان.

زوار

ثم استقبل البطريرك صفير الوزيرالسابق ابراهيم الضاهر واستبقاه الى مائدة الغداء وكان بحث في موضوع تشكيل الحكومة.

كذلك التقى غبطته وفدا شعبيا من بلدة قرنايل يتقدمه الخوري مارون ابو جودة بمناسبة قيام الوفد بزيارة حج الى الوادي المقدس.

ومن زوار الديمان وفدا من رعية زحلة المارونية برئاسة الاب فيكتور سليلاتي.

 

الرئيس سليمان عرض الأوضاع مع النائب عدوان والمطران نصار واستقبل رئيس اللقاء الديموقراطي على رأس وفد رحب به في بيت الدين

رئيس الجمهورية: أي عمل يصب في خانة الوحدة هو ربح للوطن والمؤسسات

وليس لاي سلطة او فريق او زعيم واذا كان هناك من خسارة فهي على الجميع

النائب جنبلاط: نتمنى النجاح في تأليف الحكومة من أجل إطلاق عجلة الإنماء

وطنية - رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "أي عمل يتم القيام به ويصب في خانة الوحدة الوطنية يكون ربحا للوطن وللمؤسسات الدستورية وليس ربحا لاي سلطة او فريق او زعيم، واذا كان هناك من خسارة فهي على الجميع"، ونوه "بالمبادرات التي حصلت بالنسبة الى المصالحة في الجبل والمصالحات التي حصلت اخيرا"، داعيا الى "تشجيع التعاون من اجل عودة من ابتعدوا الى داخل الوطن وخارجه". وشدد على "وجوب التمسك بالمؤسسات قدر المستطاع لانها هي التي تعطي المواطن حقه وتحول دون انعكاس الازمات السياسية او الحكومية على مصالحه"، وشجع على "ضرورة الحفاظ على البيئة لكي نحافظ على وطننا".

النائب جنبلاط ووفد

كلام الرئيس سليمان جاء خلال استقباله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على رأس وفد للترحيب برئيس الجمهورية في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين.

القى النائب جنبلاط كلمة قال فيها: "جئنا اليوم مع وفد يضم ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز وممثل مفتي جبل لبنان وممثل المطران حداد والوزراء والنواب وبعض المسؤولين الحزبيين ورؤساء اتحادات البلديات في المنطقة لنرحب بك ونتمنى لك كل التوفيق. ليس لدينا اي مطلب خاص، نتمنى فقط ان تنجح وان ننجح سويا في تأليف الحكومة من اجل اطلاق عجلة الانماء والوفاق الوطني. اهلا وسهلا بك في منطقتك. نتمنى ان تطيل الفترة عندنا".

رد الرئيس سليمان

ورد رئيس الجمهورية مرحبا بالوفد، شاكرا المبادرة، لافتا الى ان "الجبل عنوان اساسي للعيش المشترك وهذا الامر يغني لبنان وهذه مسألة ثمينة جدا اصبح العالم في حاجة اليها"، وقال: "هذا الامر ليس سهلا، وهو يحتاج الى عناية ومتابعة وعندئذ يصبح مهما جدا".

واشار الى "وجوب الابقاء على المبادرات الشجاعة وعدم اليأس، والمبادرات التي حصلت على مستوى الجبل هي مبادرات مهمة والمصالحة بين ابناء الجبل مهمة ايضا وتتطلب رعاية ومتابعة"، ودعا الى "وجوب التعاون والتعاضد من اجل تشجيع الذين ابتعدوا الى داخل الوطن وخارجه على العودة وان نعمل على تحسين العلاقات ليطمئن الجميع لأن العودة ضرورية".

ونوه رئيس الجمهورية كذلك "بالمبادرات الاخرى التي حصلت اخيرا على صعيد المصالحة اللبنانية والتي قام بها النائب جنبلاط"، ووصفها "بالمهمة لان التاريخ يذكر ان الجبل هو الاساس ويتمتع بروح المقاومة منذ ايام العثمانيين مرورا بالاستعمار وصولا الى الاحتلال الاسرائيلي"، وقال: "أي مبادرة تصب في خانة الوحدة الوطنية هي ربح ليس للاشخاص بل للوطن والمؤسسات الدستورية، والذي يخسر في حال عدم المبادرة ليس الاشخاص وانما الوطن ومؤسساته الدستورية. فلنتمسك بالمؤسسات لانه اذا استطعنا بناءها فهي تكمل عملها وتؤمن للمواطن حقوقه وتحول دون انعكاس الخلافات السياسية والحكومية على مصالحه. فليكن معيارنا الوحدة الوطنية، ومهما كان الامر، فإنه يبقى مقبولا في سبيل الوحدة الوطنية".

وختم الرئيس سليمان مشددا على موضوع البيئة "لانه شأن يتعلق بالجميع وخصوصا البلديات، وهذا الموضوع مهم جدا عندنا في لبنان فالبيئة الانسانية فيها تنوع والبيئة الطبيعية هي التنوع ويجب المحافظة عليها، والمحافظة على لبنان. شكرا لزيارتكم وكل عام وانتم بخير".

المطران نصار ووفد

ثم استقبل الرئيس سليمان راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار يرافقه رئيس بلدية بيت الدين ورئيس نادي بيت الدين، ورحب الوفد بالرئيس سليمان وأطلعه على الوضع في المنطقة واحتياجاتها من تقديمات وخدمات.

النائب عدوان

وعرض رئيس الجمهورية بعد ذلك مع النائب جورج عدوان للاوضاع العامة.

 

الرئيس المكلف التقى ممثلي "حزب الله" والنائب عون وزاده

النائب بقرادونيان: بدأ سلسلة مشاورات للتعجيل بتأليف الحكومة وبعد استكمالها سيقدم نسخة أولية لرئيس الجمهورية وهو يعمل بجدية

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة زلماي خليل زاده.

كما استقبل ممثل "حزب الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، في حضور السيد نادر الحريري، وجرى عرض للتطورات السياسية.

وبعد اللقاء، قال النائب بقرادونيان: "ان دولة الرئيس بدأ سلسلة مشاورات للتعجيل بتأليف الحكومة، خاصة بعد نداء فخامة الرئيس بضرورة تشكيل الحكومة قبل ذهاب الوفد اللبناني الى الامم المتحدة، وكانت اجواء اللقاء ايجابية وبحثنا في الصيغ المختلفة ضمن صيغة 15 - 10 - 5، وعندما يستكمل المشاورات مع أطراف المعارضة والأكثرية، اعتقد ان دولته سيقدم نسخة أولية لصيغة حكومية لفخامة الرئيس. وأنا أكيد ان دولته صبور وهو يعمل بكل جدية وكل مسؤولية، واعتقد ان المعارضة تلاقي دولته في نصف الطريق، ونستطيع الخروج من هذه الأزمة بأفضل طريقة ممكنة".

سئل: هل لديكم تصور لملاقاة دولة الرئيس في منتصف الطريق خصوصا مع وجود شروط التيار الوطني؟

أجاب: "ليس هناك من شروط مستحيلة، هناك مفاوضات جارية، واعتقد انه مع قليل من الصبر ومسؤولية اكبر نستطيع الوصول الى حل، خاصة وان الوقت يداهمنا".

واستقبل الرئيس المكلف موفد النائب ميشال عون الوزير جبران باسيل، في حضور السيد نادر الحريري. وعرض معه موضوع تشكيل الحكومة، وغادر الوزير باسيل دون الإدلاء بأي تصريح.

وكان الرئيس الحريري قد استقبل مساء أمس في بيت الوسط، المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" الحاج حسين خليل، في حضور السيدين مصطفى ناصر ونادر الحريري، وتم في الاجتماع عرض آخر التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة.

 

المفتي الجوزو: عون يمارس الابتزاز ويحاول فرض شروطه على الرئيس المكلف متحديا الشعب اللبناني بأكمله ومعطلا للدستور

وطنية -6/09/09 أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم انه " ثبت بالدليل الشرعي والبرهان الساطع انه لا يوجد في لبنان ما يسمى بالديموقراطية التوافقية، وان المعارضة التي تتغنى بهذا الشعار هي التي تضع العراقيل امام تأليف الحكومة لتعطل كعادتها مسيرة الحياة السياسية والاقتصادية وتتسبب في إفشال الاكثرية او إضعافها لصالح قوى خارجية اقليمية وغير اقليمية". اضاف:" بدل ان تملي الاكثرية شروطها على الاقلية يحدث العكس تماما اذ تحاول الاقلية فرض شروطها على الاكثرية".

وتابع:" ها هو عون الذي يعادي نفسه ان لم يجد من يعاديه. ها هو عون عدو الكنيسة المارونية وعدو رئيس الجمهورية وعدو الصحافة والاعلام والعدو الابرز لاهل السنة في لبنان، ها هو عون يمارس الابتزاز، ويحاول فرض شروطه على الرئيس المكلف متحديا الشعب اللبناني بأكمله ومعطلا للدستور، ها هو عون يحاول إفشال تأليف الحكومة بكل وسائل التعطيل والافشال، انه يريد فرض صهره وأقاربه على الحكومة لتكون حكومة العائلة الكريمة ومن اجل العائلة نضحي بمصالح الشعب اللبناني كله، فالعائلة المقدسة تمثل المسيحيين جميعا في كسروان والجنوب والشمال وهي ستعيد حقوق المسيحيين وتزيل "التهميش" الذي يعانون منه".

وقال:" ما رأيت انسانا أنانيا يضع مصالحه وعائلته فوق مصالح الوطن مثل عون ، وما رأيت انسانا عدوا لنفسه مثل عون دأب على تقسيم الطائفة المارونية وأثار النزاعات في ما بينها، وأعلن حربا شعواء على غبطة البطريرك . وهو يكره رئيس الجمهورية ويعاديه لانه كان يسعى ليكون هو رئيسا للجمهورية، من هنا فهو يحاول ان ينتزع من الرئيس وزارة الداخلية لانه يعيش على النكايات وعلى العداوات وعلى الكراهية". وتابع:" ظاهرة نجاح عون في كسروان تؤكد اننا لم نتحرر بعد من العقلية المتحجرة التي كانت تحكم لبنان طائفيا ومذهبيا وهذا أخطر ما يهدد مستقبل لبنان. أخشى ما أخشاه ان أصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك لتثير العصبيات "المارونية" من جديد، فيبدأ الحديث عن تعديل الطائف لاعادة صلاحيات رئيس الجمهورية التي تجعله حاكما مطلق اليد غير مسؤول الى جانب التركيز على قضية "التوطين" من وجهة نظر طائفية محضة، أخشى ما أخشاه ان نعود الى الوراء الى ما قبل الحرب الاهلية التي دفعنا فيها ثمنا غاليا حتى وصلنا الى الطائف، ويعود الحديث عن "الامتيازات" لنثير حربا جديدة تأكل الاخضر واليابس كما حدث في الماضي".

 

بيان ل"التيار الوطني الحر" ردا على المفتي الجوزو: إما أن يوقف حملته ويعتذر وإما أن يلاقينا إلى قوس العدالة

وطنية - صدر عن "التيار الوطني الحر"، البيان التالي: "تحت عمامة وبعباءة ومن موقع ديني، يطلق مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، دوريا، مواقف يحمل فيها ببذاءة وحقد على التيار الوطني الحر ورئيسه العماد ميشال عون، ولا تخلو من نزعة متأصلة لديه، على ما عودنا طوال تاريخه، إلى إثارة النعرات المذهبية والطائفية، منطلقا من نزعة طائفية وموجها ضد طائفة بكاملها، زاعما هو وأمثاله أنهم يريدون المحافظة على المناصفة، ولكن واقعا يهددون بالحرب كلما ارادت ان تستعيد هذه الطائفة بعضا من دورها. إننا، وإن كنا نحترم ونجل المقامات والرموز الدينية، لن نسمح له ولأمثاله بعد اليوم باستغلال موقعه الديني للتمادي في التعدي على كرامات الناس وتشويه الحقائق وبث الإشاعات وتعميم الإفتراءات، بتعابير يدينه عليها القانون. فإما أن يوقف حملته من تلقاء نفسه، ويعتذر، وإما أن تضع مرجعيته الدينية حدا له، او مرجعيته السياسية المتمثلة بالشيخ سعد الحريري الذي نحمله مسؤولية ما قيل خصوصا من ناحية التهديد بالحرب الاهلية، وإما أن يلاقينا إلى قوس العدالة. وله، لا فض فوه، الخيار".

 

العماد عون: الهجومات المبرمجة هي لتشريد الحوار عن الاساسيات

لخيار يتجند فيه اللبنانيون لايقاف مخطط التوطين وانقاذ الوطن شعبا وارضا

وطنية - رأى النائب ميشال عون ان "الأجواء الهجائية في سوق عكاظ السياسة اللبنانية، بتعابيرها ومواضيعها المبتذلة، والبعيدة عن النقاش البناء لحل المشاكل التي تعترض مسيرة الوطن، أسقطت مستوى السياسة والاعلام الى درجة الإسفاف. فلا أحد يناقش برنامجا إصلاحيا، ولا أحد يريد أن يرفع التحدي باقتراح بدائل مما يطرح من اقتراحات نعتبر تطبيقها يرفع من شأن المجتمع ويدفع به نحو الازدهار والترقي".

وقال العماد عون في مقاله الاسبوعي: "لقد صبرنا طويلا على الإفتراءات التي طاولتنا قبل أن نرد، وألزمنا أنفسنا بالصمت، عملا برغبة المحافظة على الهدوء، وإفساح المجال للتحاور حول تأليف الحكومة، وحول برنامج مشترك نتفق من خلاله على تدابير إصلاحية. ونكون بذلك قد انتقلنا من مرحلة الصراع الانتخابي إلى الهدوء، ومن ثم إلى مرحلة تفاهم وبناء؛ كان هناك أمل، ولو ضئيلا جدا، بأن نحقق شيئا إيجابيا. ومع الأسف، لم يكن هذا التصور أكثر من وهم عابر، إذ فاجأتنا حملات إعلامية مفتعلة لا تستند إلى واقع، وليس لها أي أساس، سوى المشاعر العدائية الدفينة ضدنا. وتعاظمت هذه الحملات، حتى أصبحت الشغل الشاغل لجميع وسائل الإعلام، التي شارك قسم كبير منها في توزيع الأخبار المختلقة، وتعميم الشائعات".

تابع: "ولما حاولنا الرد على الإفتراءات المتعددة المصادر والمستويات، فوجئنا بدعوة مدعي الأخلاق السياسية، وأساتذة الإرشاد، يطالبون بوقف السجال، وليتهم فعلوا وطالبوا بوقف الإعتداءات التي امتدت خمسين يوما، قبل أن نضطر إلى الرد عليها وتبيان الحقائق. وكأن هؤلاء الداعين يريدون المساواة بين المعتدي والمعتدى عليه".

اضاف: "وأحيانا، تأتينا ردود على ما نقوله، ولكن لا علاقة لها بما نقول، بل تحوير مطلق لمعاني الكلمات والقصد؛ فإذا قلنا بفصل سلطة المراقبة عن سلطة التنفيذ نتهم بأننا نهاجم الطائفة السنية، وننتقص من صلاحيات رموزها. وإذا قلنا، ووفق النصوص الدستورية، إن هناك رئيسا واحدا للدولة هو رئيس الجمهورية، بينما الرئيسان الآخران هما رئيسا مؤسسات، اتهمنا أيضا بأننا نتعرض لموقع رئيس الحكومة وهيبته، وبالتالي للطائفة التي ينتمي إليها. وإذا طالبنا بمعايير ومعالم موحدة لتأليف الحكومة، أجبنا بأن "الرئيس" المكلف، مع رئيس الجمهورية، لهما الحق في تأليف الوزارة، كما لو كنا ننكر عليهما هذا الحق، بينما ما نقوله، وبتعبير مهذب، أن لا أحد يستطيع تأليف الحكومة بشكل مزاجي، وعليه أن يحترم المعايير والمقاييس الضرورية ليأتي تشكيلها منسجما مع هذه الشروط، وإلا أصبحت قرارات السطة تجاوزا لحدودها وتعسفا".

وقال: "إن الأجواء الهجائية في سوق عكاظ السياسة اللبنانية، بتعابيرها ومواضيعها المبتذلة، والبعيدة عن النقاش البناء لحل المشاكل التي تعترض مسيرة الوطن، أسقطت مستوى السياسة والاعلام الى درجة الإسفاف. فلا أحد يناقش برنامجا إصلاحيا، ولا أحد يريد أن يرفع التحدي باقتراح بدائل مما يطرح من اقتراحات نعتبر تطبيقها يرفع من شأن المجتمع ويدفع به نحو الازدهار والترقي".

وخلص البيان الى القول: "من الطبيعي أن تكون هذه الأفكار مكلفة على من ضربه الله بالكسل الفكري الطبيعي، فهو لا يستطيع الجدل لأنه يفتقد الى المعطيات الأساسية المرتبطة بمصالح من يمثلهم. وجل ما يستطيع أن يفكر به ويجيده هو التكرار الببغائي لبعض إملاءات هجائية.

كنا نتمنى أن يثار الجدل والنقاش حول مخطط مواجهة الدين العام المتزايد الى ما لا نهاية، لنتمكن من مواجهة عملية التوطين الفلسطيني في لبنان بدل أن نرضخ لها. فما قاله بالأمس رئيس الحكومة المستقيل حول التوطين، أن "مواجهة مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان صعبة وقاسية وهناك من يتصرف على أنه واقع لا محالة"، يذكرنا بما قاله رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في معرض تقييمه لبعض الأوضاع العامة في دارته، وبتاريخ 17/12/2000، أن "ليس هناك إمكانية للهروب من التوطين، ومصلحة البلاد هي في مزيد من الاستدانة لأن كافة الديون ستمحى عندما يفرض واقع التوطين الفلسطيني على لبنان".

وختم : "هذان القولان، وعلى مسافة زمنية تمتد لتسع سنوات، مع الإمعان في الاستدانة ورفع مستوى الدين، ثم الإكتفاء بإدارة خدمته دون معالجته، أكثر من صدفة تلاق مع الخطة الدولية لوضع لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: الإفلاس أو القبول بالتوطين.

ولكن، هل نحن فعلا أمام خيارين لا ثالث لهما، أم أننا نستطيع تغيير المخطط بخيار ثالث يتجند فيه اللبنانيون كافة لإيقاف هذا المخطط الرهيب، وإعادة المركبة الى مسارها الصحيح، فينقذ الوطن شعبا وأرضا واستقلالا واستقرارا؟ إننا لا نرى في ما يحدث من هجومات مبرمجة سوى محاولات للقضاء على هذا الخيار الثالث، وتأمين استمرار مخطط التوطين، بتشريد الحوار عن المواضيع الاساسية منعا لمعالجتها".

 

النائب خليل: العماد عون يبدي كل ايجابية وحرص لانتاج حكومة بحجم طموحات اللبنانيين وشروطه ليست تعجيزية

وطنية - أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب الدكتور يوسف خليل في حديث الى اذاعة "لبنان الحر"، "إن رئيس التكتل العماد ميشال عون يبدي كل إيجابية وحرص لإنتاج حكومة تستأهل إنتظار اللبنانيين، وبحجم طموحاتهم، وشروطه كشروط باقي الفرقاء ليست تعجيزية كما يحاول أن يصورها البعض". ورأى "إن الحوار البناء والتفاوض المباشر بين الفرقاء يشكل الطريقة الأفضل لإزالة الخلافات وحل العقد التي تعترض تشكيل الحكومة العتيدة"، مشددا على ضرورة "التفرغ لمعالجة الملفات الحياتية والتعامل بجدية مع تداعيات الأزمة الاقتصادية وهذا ما نادينا به مرارا". وردا على سؤال، لفت النائب خليل الى "ان الدستور اللبناني تحدث عن التوافقية العددية". وعن موضوع 7 ايار، دعا النائب خليل جميع القوى السياسية الى "ضرورة نسيان هذا اليوم لأن الفريقين حملا السلاح وشاركا بأحداث هذا اليوم، وبعدها تم الإتفاق وتألفت حكومة وحدة وطنية جامعة". نافيا أن "يكون هناك علاقة لسلاح "حزب الله" بما يسميه "البعض" إبتزازا من قبل المعارضة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري"، مؤكدا "رغبتنا بحكومة شراكة حقيقية"، وداعيا الجميع الى "التعاطي بروحية جديدة وإيجابية من أجل خير ومصلحة لبنان واللبنانيين".

 

الوزير بارود مثل الرئيس سليمان في حفل ازاحة الستارة عن نصب الاديبة مي زيادة في شحتول

وطنية -جونيه- برعاية رئيس الجمهوريةالعماد ميشال سليمان ممثلا بوزير الداخلية زياد بارود، أقيم احتفال إزاحةالستارة عن نصب الأديبة مي زيادة في بلدة شحتول - كسروان، في حضور الوزيرالسابق يوسف سلامة، النائب السابق كميل زيادة، قائد سرية جونيه العقيد انطوان البستاني وحشد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية إضافة الى آل زيادة.

بعد النشيد الوطني عزفته الاوركسترا التابعة لقوى الامن الداخلي، ألقى رئيس البلدية المهندس فرنسيس الكلاسي كلمة أثنى فيها على "إرث مي زيادة الأدبي والفكري، معلنا إطلاق حملة من أجل إنشاء لجنة مي زيادة الوطنية وتأسيس متحف ومكتبة لها في شحتول وإصدار جائزة مي زيادة السنوية". اما رئيس بلدية غزير القنصل ابراهيم الحداد فتطرق الى "الجنون الذي الصق بالمبدعة مي زيادة ظلما وبهتانا، وهي التي أدهشت أدباء عصرها وعصرنا بجنونها الفكري المبدع الخلاق، ونحن كنا دائما من العقلاء الذين فتنوا بها أدبا وشعرا، أخلاقا وقيما روحية وانسانية". كلمة العائلة للمهندس اسكندر زيادة شكر فيها "رئيس الجمهورية وممثله على رعاية الاحتفال وكل من سعى في تكريم مي". بدوره العميد ايليا فرنسيس أشاد ب "أدب المكرمة وكتاباتها الوجدانية والانسانية المتميزة بأسلوب السهل الممتنع". وفي الختام أزاح الوزير بارود الستارة عن النصب التذكاري للأديبة مي زيادة .

 

النائب المشنوق: لبنان يعيش مشكلة عميقة لن تتغير في وقت قريب

الرئيس سليمان دخل متأخرا على خط الحوار بين الرئيس المكلف والنائب عون

وطنية - رأى النائب نهاد المشنوق في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" ان "لبنان يعيش مشكلة سياسية جدية وعميقة لن تتغير في وقت قريب في الداخل ولا في الخارج نظرا إلى حجم الازمة في المنطقة، وأبرز عناوين هذه المشكلة تتمثل بالمحكمة الدولية التي ليست للشهداء فقط بل لمن يريد ان يبقى حيا ويعطي رأيه".

وقال: "العنوان الثاني هو سلاح المقاومة الذي لم نجد له الجواب لغاية اليوم والذي يحقق تفاهما بين لبنانيين على دوره وامرته ومفهوم مواجهة اسرائيل منفردين بالإضافة الى المشكلة في آلية النظام الذي يجرى مناقشتها في غرف مغلقة او خجولة. وجزء كبير من هذه العناوين يقف في وجه تشكيل الحكومة، بالإضافة الى ان هذه العناوين تحتاج الى ضمانات خارجية لان لبنان يقع على خط زلازل يضطرنا الى الاستعانة بتفاهم خارجي على وضعه".

ورأى ان "رئيس الجمهورية ميشال سليمان دخل متأخرا على خط الحوار بين النائب ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وهذا التدخل لن يؤدي الى تغيير كبير"، ودعاه إلى "تشجيع الرئيس المكلف على طرح صيغة عاقلة ومنطقية تعطي القوى السياسية حقها من دون طمع ويتحمل الرئيس هذه التشكيلة".

وشدد على ان "الرئيس المكلف بدأ برغبة جدية بتشكيل حكومة تحقق مزيدا من الاستقرار في ظل التحديات وهو لم يقم مجبرا بالتفاوض مع المعارضة للدخول بالحكومة"، معتبرا ان "لا أحد لديه رغبة برمي ما تم التوصل اليه حول الصيغة الحكومية والمقاومة وأن مفهوم توزير الراسبين مهين للناخبين".

واعتبر ان "التوطين مسألة سياسية والبعض يرغب بطرح الموضوع لالهاء عقول المواطنين الذين رفضوا دائما هذا الموضوع"، ولفت الى ان "الجو العام، على الرغم من العناوين الكبيرة، يتسم بالحوار وان لم تكن غايته الوصول الى نتيجة لان ما من احد له مصلحة بجر البلاد الى اشتباك".

وختم النائب المشنوق: "فوجئت ببيان مجلس القضاء الاعلى الذي لم يحم القضاء في مضمونه، وهو يدخل في اطار الرغبة بتسوية سياسية، كذلك استغربت تصرف وزير العدل.

أما الاجتماع الأخير للاكثرية فهو تأكيد لرمزيتها في دعم الرئيس المكلف".

 

النائب حميد: ما يجري من تأخير لولادة الحكومة أمر غريب ومريب

لن نصبر طويلا على هذا الواقع فاما التشكيل او استشارات جديدة

وطنية-الزهراني- رأى عضو كتلة" التنمية والتحرير" النيابية عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" النائب ايوب حميد "ان ما يجري على مستوى التأخير في ولادة حكومة الوحدة الوطنية أمر غريب ومريب لا يمكن ان يحتمله الواقع اللبناني الذي عاش واقع الانقسام العامودي والافقي والمذهبي والمناطقي في الفترة السابقة". سائلا:" كيف يمكن ان يستمر الصبر على هذا الواقع الذي لا يجد العلاج الشافي له من خلال إطلاق حكومة الشراكة او الائتلاف الوطني او اي اسم من المسميات التي يمكن ان يطلق على الحكومة". كلام النائب حميد جاء خلال القائه كلمة حركة "أمل" في الاحتفال التكريمي للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية والذي أقيم في بلدة كفرحتى بدعوة من المكتب التربوي للحركة وذلك في باحة متوسطة كفرحتى الرسمية وبحضور حشد من الفعاليات التربوية والاجتماعية وذوي الطلاب الناجحين. واعتبر النائب حميد "ان الوقت الذي يضيع على لبنان من دون حكومة لا يعوض باي ثمن من الاثمان ويشكل خسارة جسيمة على المستوى الوطني والاجتماعي وعلى كل المستويات لا سيما مستوى مواجهة المديونية وسائر المشاكل التي بدأت تطفو على السطح". مستغربا اصرار البعض على المضي بهذا الاسلوب في التعاطي مع شأن يعتبر من الاهمية بمكان ولا يمكن القفز فوقه، ولافتا الى انه "بعد وقت لا يمكن الصبر على مثل هذا الواقع على الاطلاق".قائلا:" اما ان يكون هناك إطلاق سراح لولادة الحكومة العتيدة او ان يكون هناك فرصة لاستشارات جديدة". اضاف حميد:" لقد حاذرنا في السابق إطلاق مثل هذا الكلام وأعلنا صياما حيال الوضع الحكومي لكن اليوم نجهر بهذا الموقف لان الوطن والمواطن يعيش تململا وينتظر المصالحة الحقيقية، مستغربا ان يكون هناك في هذا الوطن الذي تحدق به تحديات عديدة من يكون راضيا عن هذا الواقع المتأزم. كما نبه حميد في كلمته من أي إغفال او تغاضي عن الخطر الاسرائيلي الذي يهدد لبنان كل لبنان . وتخلل الاحتفال توزيع للشهادات على الطلاب المكرمين.

 

المرعبي دعا الى سحب المحكمة الدولية من التداول السياسي: فليستعمل الرئيس المكلف حقه الدستوري وليتحمل الجميع المسؤولية

وطنية - اكد الوزير والنائب السابق طلال المرعبي في تصريح أمام زواره في دارته في بلدة عيون الغزلان -عكار، "ان كثرة الكلام عن المحكمة الدولية يدعونا الى التساؤل لماذا هذه الضجة حول هذه المحكمة وقضاتها وما الهدف الحقيقي من وراء ذلك؟ أيا تكن الأسباب فإن عمل المحكمة الدولة مستمر، ولا يجوز ربط أي استحقاق لبناني بمسارها والتي تقوم بعملها لكشف الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن معه. وطالما ان هناك اجماعا لبنانيا وعربيا ودوليا بانتظار تحقيقات ونتائج هذه المحكمة، فلتتجه أنظار الجميع الى المشاكل الحقيقية التي تواجه لبنان وشعبه وليسحبوا من التداول هذا الموضوع لأنه لن يؤخر أو يقدم في الحقيقة. وإذا اراد البعض اظهار حسن النيات، فلتكن عبر تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة التي ينتظر الشعب ولادتها بقلق وحذر بعد كل هذه العراقيل". وتابع: "وأيا كانت تسمية هذه الحكومة وطبعا نحن نتمنى ان تكون حكومة وحدة وطنية، فالمطلوب حكومة قادرة على معالجة الشؤون اللبنانية وتسييرها بما يتوافق مع مصلحة الوطن، لأن الإستحقاقات كثيرة منها ما هو داخلي ومنها ما هو إقليمي وخارجي ولا يمكن الإستمرار بانتظار المجهول والمراوحة لأن الرئيس المكلف سعد الحريري اتبع سياسة اليد الممدودة والإنفتاح على الجميع، بغية الوصول الى صيغة حكومية تنقذ البلد من جموده وتعطيه القوة لمتابعة مسيرة وتكريس الأمن والإستقرار". وقال: "صحيح ان الوضع المالي والإقتصادي في لبنان سليم بفضل التدابير التي اتخذتها الحكومة وحاكم مصرف لبنان بالذات منذ حوالي السنتين، ولكن هذا الوضع يحتاج الى تدعيم بقرارات سياسية تعكس الإيجابيات وتعيد لبنان الى موقعه المتقدم الطبيعي.ان المطلوب إظهار مبادرات حسن نيات بتسهيل ولادة الحكومة المنتظرة، وإلا فليستعمل الرئيس المكلف حقه الدستوري وليتحمل الجميع مسؤولية ما يحصل. وإذا كان البعض يعزو هذا التأخير الى خلافات عربية وإقليمية، فلماذا لا تستطيع القيادات اللبنانية ان تثبت ان اللبنانيين قادرون على تسيير أمورهم واتخاذ قراراتهم كما يحصل في باقي الدول العربية وغيرها". وختم: "نحن نعلم ان العلاقات السعودية -السورية في تحسن مستمر، ونأمل في أن يكون لها تأثيرها الإيجابي على كل المنطقة وعلى المسار السلمي للنزاع العربي-الإسرائيلي".

 

النائب أبي نصر: رئيس الجمهورية سيمنع أي مغامرة بحكومة تحد

اعتدنا على تقلبات جنبلاط لكن المشكلة في انطلاقه دائما من حسابات خاصة

وطنية - رأى عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب نعمةالله ابي نصر في حديث الى صحيفة "القدس العربي" ينشر غدا ان "رئيس الجمهورية يملك من الحكمة ما يجعله يمنع اي مغامرة في تشكيل حكومة غير متوازنة او حكومة تحد، فالمسألة لا تقتصر فقط على تغييب العماد عون وحلفائه المسيحيين بل ستنسحب حكما على عزل الطائفة الشيعية", وقال: "لا اظن ان فخامة الرئيس ولا حتى رئيس الحكومة بالتكليف هما في وارد العودة الى الأوضاع التي كانت سائدة قبل اتفاق الدوحة". ونفى أن "تكون عقدة تأليف الحكومة في لبنان لدى العماد ميشال عون بل عند سواه, آسفا أن "يكون تأليف الحكومات مرتبطا بالخارج"، وقال: "بغض النظر اذا كان جبران باسيل صهر ميشال عون أم لا أو اذا كان نجح في الانتخابات النيابية أم لا , فالسؤال المطروح هو هل هو كفؤ لتولي وزارة وهل نجح في الوزارة التي سبق وتولاها؟ نحن من الداعين الى احترام رأي غبطة البطريرك في الشؤون السياسية حتى وإن اختلفنا معه في بعضها انطلاقا من مبدأ دالة الإبن على أبيه، وعلى البطريرك أن يقوم بدور الأب الجامع لأبنائه على تنوع اتجاهاتهم السياسية ومختلف أطباعهم". ورأى أن "اللبنانيين قد يكونوا اعتادوا على وليد جنبلاط يتقلب في مواقفه مثل تقلبات طقس شهر شباط, لكن المشكلة تكمن في ان الرجل ينطلق دائما من حسابات خاصة واحيانا شخصية تتصل بأمنه، فإذا به يأخذ من معه من النقيض الى النقيض".

وعن التوطين قال: "مضى على الوجود الفلسطيني في لبنان أكثر من ستين عاما ولم يخط العالم العربي والمجتمع الدولي خطوة إيجابية واحدة نحو العودة، وقد تمضي مدة مماثلة ولن تتم العودة. هل هذا الوجود هو زيارة أم سياحة، أم توطين فعلي؟ هذا السؤال برسم المسؤولين لأن التوطين حصل بالفعل انطلاقا من واقع الحال وبغض النظر عن توطين 70 ألف فلسطيني من خلال منحهم الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم التجنيس رقم 5247 تاريخ 20/6/1994". أضاف: "إذا كان تطور العلاقات بين لبنان وسوريا يتم على أساس احترام الأنظمة والمؤسسات الدستورية في كلا البلدين، انطلاقا من احترام متبادل لسيادة واستقلال كل منهما، فالأمر مستحب ونحن نشجعه، أما إذا كان تطور العلاقة بينهما سيؤدي الى عودة الهيمنة والوصاية السورية كما كانت الحال في السابق فنحن نعارض ذلك. ولكن المضحك في المؤشرات أن بعضا من السياديين الجدد الذين رفعوا شعارات لبنان أولا منذ عام 2005 نراهم اليوم يتهافتون سرا أو علنا لترتيب علاقاتهم الخاصة بسوريا". ولفت النائب أبي نصر الى أن "سلاح حزب الله مرتبط بشرعية البيانات الوزارية منذ أن تشكلت أول حكومة بعد الطائف وكان رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري أكثر رؤساء الحكومات وضوحا في إدراج معادلة المقاومة داخل البيانات الوزارية، وفي اتفاق الدوحة الأخير توافق اللبنانيون على حقهم شعبا ومقاومة في الدفاع عن أرضه وانعقدت طاولة الحوار أساسا لبحث الإستراتيجية الدفاعية ومن ضمنها سلاح حزب الله. ونحن نترك هذه المسألة في عهدة فخامة رئيس البلاد المؤتمن على إدارة الحوار الوطني. أما في المبدأ فنحن مع قيام دولة قوية يتمتع جيشها حصرا في حق الدفاع عنها".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 6 ايلول 2009

المستقبل

تقول أوساط ديبلوماسية ان هناك احتمالا بأن يقدم الرئيس الاميركي باراك أوباما خطته للسلام إما في أيلول أمام الجمعية العامة أو في تشرين الأول المقبل.

حدّد تيّار سياسي معارض عنواناً لاستحقاق الانتخابات البلدية العتيدة، هو التعويض عما خسره في الانتخابات النيابية.

لاحظت مصادر مطلعة أن اللجنة الادارية في وزارة الخارجية متوقفة عملياً لأسباب إدارية ما يؤدي إلى بعض التأخير في مسائل واجراءات محددة يفترض أن تتخذها الوزارة.

البلد

عزا نائب سابق قريب من السلطة تراجع الحريري عن حكومة الاقطاب الى خلاف بين قطبين من 14 آذار على احقية التمثيل.

فسّر مصدر دبلوماسي غياب العماد عون في هذه المرحلة بمقولة يحق لي ما لا يحق لغيري خصوصا انه كان اشد منتقدي غياب الحريري.

تساءل سفير عربي عن سبب انتشار الاسلحة الفردية في لبنان واضعا تساؤله برسم وزارة الدفاع الوحيدة المخولة منح تراخيص.

النهار

قال ركن بارز في قوى 14 اذار في معرض تحليل خلفيات المواقف التي صدرت اخيرا عن شخصيات في 8 اذار حيال المحكمة الدولية على ما يبدو معلومات لا نمتلكها نحن

قيل لمرجع بارز في مجلس خاص ان احدالرؤساءالكتل النيابية عنم يغلط فردعلى الفور ابدا انه يقوم بما هو مطلوب منه على اكمل وجه

نقل عن شخصية ورد اسمها اخيرا للتوزير على حصة رئيس الجمهورية ان عملية تاليف الحكومة ليست في المدى المنظور  

 

الديموقراطية "العددية" في حالتنا، سليلة الانقلابية المملوكية

دلال البزري/المستقبل  

صيغة قديمة جديدة، هي تلك التي أعاد إحياءها الشيخ محمد حسين فضل الله منذ ايام. ردّ على البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الداعي الأكثرية النيابية بأن تحكم، فسأل: "لماذا تحصرون المسألة بالاكثرية النيابية؟". وأجاب على نفسه بنفسه، فحضّ على إهمال "الاكثرية النيابية"، وحثّ على إعتماد "الأكثرية الشعبية، الاستفتاء الشعبي، والديمقراطية العددية". ثم ختم: "وعندها يعطى الشعب كلمته وليس هؤلاء الذين ينطلقون على اساس مئات ملايين الدولارات التي تعطى من خلال محور عربي".

الانتخابات التي أتتْ بهذه "الاكثرية النيابية" الجديرة بالإهمال، كانت انتخابات نزيهة وشريفة بمعايير كل المتنافسين. تَساوى فيها جميعهم في إنفاق الدولارات، المباشرة منها، او اللابسة منها ثوب "الخير" أو "المقاومة". قبل هذه الانتخابات، كانت النغمة التي اطلقها بشار الاسد على الاكثرية، انها "أكثرية وهمية". وتبعه في ذلك كل الكورس "المعارض ـ المقاوم"، فذاعت في خطاباتهم... لكن بعدها، بعد الانتخابات، التي شهد لها الجميع تقريباً على إنضباطها... بعد ان عادت الاكثرية أكثرية، وبالقانون الضيّق التي فرضته "المعارضة" (قانون انتخابات عام 1960)... ماذا بقي في جعبة هذه الاخيرة؟ وفي جعبة الذين يساندون "حزب الله"، عمودها الفقري؟ ماذا بقي من النغمات؟ ماذا تفعل بهذه "الاكثرية النيابية" الجاثمة على صدرها؟ تبادر الى تسويق "الديمقراطية العددية" الموصوفة بالـ"شعبية"، والمدعوة بـ"الاستفتاء" (ورائحة الاستفتاءات العربية...).

"المقاومة" التي يريد فضل الله ان يحميها بـ"الديمقراطية العددية"، مقاومة "حزب الله"، ما هي في الاصل وفي الواقع؟ انها مقاومة حصرية مذهبياً وسياسياً. لا طوائف اخرى في صميمها، بل حلفاء وسَنَدة. ولا احزاب اخرى، دينية كانت ام شيوعية. مقاومة تنوب عن "الباقين"، وبالغصب عنهم. وكل شيء عندها، كل تعبير يصدر عنها، هو في خدمة بقاء سلاحها، زينتها وهويتها، غنيمتها وعنوان عزْوتها. هذه "المقاومة" أحرزت "إنتصاراً تاريخياً واستراتيجياً" ضد اسرائيل منذ ثلاث سنوات. وهي من يومها لا تنْفك تفعل المستحيل من اجل التحكّم بمصير البلاد والعباد. مرة بالاعتصامات المليونية وتهديد رئاسة مجلس الوزراء، وأخرى بإفلات "كشافة المقاومة" ضد مدينة بيروت، وفرض الفيتو على الحكومة (الثلث المعطل) ورئيس جمهورية "توافقي"، وبالأهم من كل ذلك: فرض قانون انتخابي اعتقدت انه سيأتي بغالبية حلفائها الى البرلمان. فكانت النتيجة المخيّبة: تثبيت الاكثرية النيابية السابقة وتكليفها تشكيل الحكومة. ثم تعثّر هذا التشكيل بسبب (ظاهري) تعنّت حليف منْفلت من عقاله. فالأزمة، هي أزمة اكثرية نيابية عاجزة عن الحكم، وتحت ضغط سياسي اعلامي، وعسكري نائم الآن، بعدما أثبت جدارته الردعية. في هذا السياق تحديداً أتتْ الصيغة ـ الحل التي يقترحها الشيخ محمد حسين فضل الله في احد الإفطارات: لماذا تتعبون أنفسكم بحكّ عقولكم؟ اكثرية نيابية؟ حسنا! وماذا عن الاكثرية العددية؟ الشعبية؟ وعن الاستفتاء؟

هذه المرة لم تستطع المقاومة ان تفرض مطلباً قد تخجل منه اعلامياً... لا تستطيع ان تكرّر أيام 7 حزيران 2008 الحزينة، مع انها تبقيها سيفاً مسلّطاً فوق رؤوسنا وفوق رأس الاكثرية... ولا تستطيع ان تقتحم مجلس الوزراء، ولا ان تشعل حرباً جديدة مع اسرائيل. فبماذا تردّ؟ بـ"الديمقراطية العددية". وببراءة من يجهلون السياقات ويجهلون ما تختزنه من وقائع ومعطيات...

في الاساس، "الديمقراطية العددية" صيغة غير منطقية، غير مطابقة للمعنى الذي اكتسبته طوال عقود تطورها في موطنها الاصلي المعاصر، أي اوروبا (بعد اليونان الهيلينية). فالديمقراطية الآن هناك لا يمكن ان تكون إلا عددية. وفي مسعاها لبسط قيمتها، تحسّن الديمقراطية من أدائها كلما غطّت العدد الأكبر من الناس والفئات. لدى ولادتها، هذه الديمقراطية، كانت "نوعية": أي مقتصرة على اصحاب الاراضي والنفوذ والسلاح. لكنها خرجت من عباءتها الاولى شيئاً فشيئاً، لتصير ما صارته الآن، في موطنها: أي ديمقراطية، عددية بداهةً. لا ديمقراطية اخرى.

في لبنان، الوضع معكوس. فمثلُ من يريد الديمقراطية "العددية" فيه، مثل من يريد الديمقراطية النوعية، كما كانت في بداية ولادتها في اوروبا. أي الديمقراطية الارستقراطية التي تخلصت منها اوروبا في عملية تاريخية طويلة. لماذا؟ لماذا تكون "نوعية"، تلك الديمقراطية التي تتباهى بالعدد الآن؟ لأنها سوف تكون حكم الفئة ـ الطائفة الأكثر نفوذاً، عسكرياً ومالياً (مالياً خصوصاً، اذ لا سلاح، ولا كل مؤسساته الداعمة، من غير مال). الفئة صاحبة القرار بالحرب والسلم، الممسكة بأقدارنا وارادتنا. وإن كان خطابها خطاب "إستضعاف" و"مظلومية"، خطاب الدموع المسفوكة الهادرة...

وبما ان هذا النوع من الديمقراطية نابتٌ من ارضنا، التي عرفت الحكم المملوكي، فلا يمكن الا إعادة أصلها الى هذا السلف الايديولوجي: "الديمقراطية المملوكية". نسبة الى المماليك الذين حكمونا لقرون وبطشوا ما بطشوا باسم دفاعهم عن ارض الاسلام والجهاد...

وهذه الديمقراطية العددية ذات مفاعيل تفجيرية للكيان اللبناني بأسره. ولمعنى الديمقراطية التوافقية التي انقذته حتى الآن من موات الحروب والاضرابات والازمات المستديمة. أن تقبض فئة ـ طائفة صاحبة إمتيازات عسكرية ومالية على الحكم فيه، يعني انها قبضت على لبنان وعلى فرادته، وألحقته الى اصول الاستبداد والقهر، وبإديولوجية شعبوية تمجّد الاستشهاد.

هذا كله على افتراض ان اصحاب صيغة الديمقراطية العددية هم من ذوي النوايا البريئة والطيبة. هل انتم مستعدون فعلاً للبحث في الديمقراطية العددية، في الاستفتاء؟ وأن تغطّوا فعلاً، لا زوراً، أصوات الغالبية العظمى من اللبنانيين؟ وبمعنى آخر، أن تتجاوزوا قانون الانتخابات البالي الذي فرضتموه، وبحسابات غير دقيقة، على خصومكم في لحظة استقواء؟ وكانت النتيجة مخيّبة لظنكم؟ هل انتم مستعدون مثلا للإجابة: لو ربحتم أنتم الانتخابات هل كنتم ستحتاجون الى نبذ أكثريتكم النيابية ورفع لواء أكثريتكم "العددية" و"الشعبية"؟

اذا كنتم على هذا القدر من الاستعداد للمغامرة بأنفسكم، واذ كنتم فعلاً تريدون غالبية اصوات اللبنانيين، بنظافة ونزاهة، فإليكم شرطين، عسيرين، لأنهما يفترضان إعادة النظر بهويتكم السياسية. لكنهما شرطان ضروريان: الأول أن تلغوا عن أنفسكم صفة التمثيل المذهبي او الطائفي. ان تكونوا أنفسكم وغير انفسكم في آن. رجال دين كنتم ام سياسيين، عليكم ان تغطوا كل اللبنانيين، اكرّر كل اللبنانيين في همّكم الواحد ومقاربتكم وبرنامجكم الخ. أي ان تتحلّلوا من عصبيتكم المذهبية الطاغية. الشرط الثاني: ان تلقوا السلاح. ليس فقط من وجه طوائف او حمايةً ذميةً لأخرى، بل ايضاً بوجه ابناء الطائفة التي تمثلون. ان ترفعوا عن "المقاومة" صفة القدسية الحامية لسلاحها. أن تطلقوا العنان لهذه الطائفة ولأبناء جميع الطوائف بأن يعبروا عما يختزنوه من ضيق وتبرّم بسلاحكم. يوتوبيا طبعاً، هي تلك الشروط. التي من دونها لا أكثرية عددية من دون القضاء على الديمقراطية وعلى المعنى النبيل للبنان. معنى تعايش البشر فيه، بكل خلافاتهم واختلافاتهم. يوتوبيا غير قابلة للتحقّق الآن. ولكن التنْبيه واجب: فإن تقبض عصبية عسكرية ـ دينية على الحكم، ان تتحكّم به أو تديره من بعيد.... بإسم "عددها" و"شعبيتها"، ما هو إلا انقلاب مملوكي، إعادة احياء الحكم المملوكي، وبقصائد عن الشعب والعدد وسلاح المقاومة.

 

إنقاذ لـ بـ نـ ا ن

الجمعة, 04 سبتمبر 2009

غسان شربل/افتتاحية الحياة

كان الليل طويلا ومنهكا في الفندق المطل على مياه البوسفور. بقيت اجنحة الاقطاب مضاءة حتى الفجر. قام احمد داود اوغلو برحلات مكوكية بين الاجنحة. وكانت الفتنة مستشرية في لبنان وتنذر بالاسوأ. اجرى وزير الخارجية التركي سلسلة اتصالات اقليمية ودولية ساعدته في التصحيح والتنقيح. وبعد جهود هائلة تم التوصل الى «صيغة خلاقة» وتصاعد الدخان الابيض. في الجلسة الختامية لمعت فلاشات المصورين. غطت ابتسامة وجوه اقطاب الحوار الوطني اللبناني. نجحوا في انقاذ وطنهم المفدى. ينقذونه بصورة دورية. يتلذذون بالتذكير بقدرتهم على فرطه وانقاذه. في قاعة جانبية انتظر عبدالله غل ورجب طيب اردوغان موعد التقاط الصورة التذكارية.

وسط حشد اعلامي لبناني وعربي ودولي قرأ اوغلو نص اتفاق اسطنبول وجاء فيه:

- يدعو المجتمعون كل المتقاتلين على الارض اللبنانية بمن فيهم العناصر غير المنضبطة الى وقف فوري شامل لاطلاق النار ويطالبون الجيش اللبناني بالرد بحزم على اي انتهاك. ويؤكدون ان سوء التفاهم الدموي بين معسكري 14 آذار و8 منه انتهى الى غير رجعة. ويجددون تمسكهم بسيادة لبنان ووحدة اراضيه وعروبته وحرصهم على تجربة التعايش الفذة التي ابقته منذ استقلاله في غرفة العناية الفائقة.

- يعتبر توقيع الاطراف على اتفاق اسطنبول بمثابة توقيع على معاهدات عدم اعتداء بين الطوائف والمذاهب والاحزاب وداخل كل منها. يمتنع اللبنانيون عن تبادل الاتهامات بالتخوين والرهان على الخارج بعدما تبين ان كل هذا الكعك من العجينة نفسها.

- يؤكد المجتمعون قناعتهم بأن جهاز الموساد الاسرائيلي كان وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر الاغتيالات اللاحقة والسابقة منذ تأسيس الكيان اللبناني. ويناشدون القاضي بلمار ان يعكس القرار الظني للمحكمة الدولية ما توافق عليه اللبنانيون. ويطالبون المحكمة باصدار حكم صارم بحق ارييل شارون المقيم في غيبوبة طويلة. ويدعون الى طي صفحة الماضي ويحضون على مصالحات عاجلة وينصحون اللبنانيين بخفض معدل تبادل القبل لمنع تفشي انفلونزا الخنازير.

- تعلن المقاومة اللبنانية التزامها الصارم بالقرار 1701 وتضع قدراتها الرادعة في تصرف الدولة اللبنانية المطالبة بخوض معركة ديبلوماسية لاستعادة ما تبقى من اراض محتلة كونها صاحبة قرار الحرب والسلم.

- ناقش المجتمعون مسألة الاستعصاء الرئاسي وعقدة القصر لدى قادة الطائفة المارونية الكريمة خصوصا الجنرالات منهم. وحقنا للدماء وحرصا على السلم الاهلي توصل المجتمعون الى صيغة خلاقة يعمل بها لمرة واحدة غير قابلة للتمديد او الاستنساخ. وبموجب الصيغة يتولى العماد ميشال سليمان رئاسة الجمهورية خمسة ايام في الاسبوع على ان يغادر القصر خلال الويك اند ليدخله العماد ميشال عون وفق آلية تضمن عدم التقاء الجنرالين في القصر في وقت واحد. ويتعهد العماد عون بالتخلي عن مشاعر الاحباط والامتناع عن دعوة مجلس الوزراء او استئناف «حرب الالغاء» او «حرب التحرير».

- يشكل الاستاذ سعد الحريري حكومة وفاقية نهائية عابرة لأي انتخابات مقبلة مع اقرار آلية بانتقال حقيبة الوزير الى نجله او صهره في حال تعرض شاغل الحقيبة لاي مكروه لا سمح الله.

- يحظر التمديد لرئيس الجمهورية تحت اي ظرف حتى ولوكان حربا اهلية. ولابقاء الجيش اللبناني بعيدا عن الشبق الرئاسي يحظر انتخاب جنرال رئيسا تحت اي ظرف كان وحتى ولو كان متقاعدا.

- ينوه المجتمعون بعدم طرح العماد سليمان اسم صهره لأي منصب ويعتبرون ذلك قاعدة لا يجوز الاخلال بها.

- ناقش المجتمعون عقدة مستقبل الوزير جبران باسيل والتي لا تقل حساسية وتعقيدا عن عقدة مستقبل مدينة كركوك العراقية المتنازع عليها. وتعويضا للمسيحيين العرب عما لحق بهم في العراق وبعد ضمور وجودهم في فلسطين وتراجع دورهم في لبنان يعين باسيل، وبغض النظر عن كونه صهر العماد عون، وزيرا في الحكومة الدائمة وتسند اليه حقيبة الاتصالات لتحسين الاتصال بالمغتربات وخصوصا بالوافدين الجدد من ابناء طائفته.

- تعهد المشاركون اعطاء الاولوية المطلقة لمعالجة ملف الكهرباء تفاديا لغرق لبنان في ظلام دامس وكي لا يضطروا لاحقا الى التقاتل على ضوء الشموع.

تعانق المشاركون ولمعت الدموع في عيونهم. تم انقاذ اللحمة الوطنية بعدما تطاير لحم الوطن والمواطنين. شكروا للسلطنة حنوها على رعاياها. اللبنانيون ايتام يحتاجون راعيا باستمرار. التقط النائب وليد جنبلاط صورا لعرس الوئام الوطني. قرر التقاعد في اسطنبول فيما عاد الآخرون الى بلد فاشل اسمه ل ب ن ا ن.

 

من حقّ الأكثرية أن تمنّن..  لم يعرف الفائز كيف يبني على الانتخابات ولن يعرف الخاسر كيف يلغي نتيجتها

وسام سعادة/المستقبل 

ما وجدت الدساتير إلا لتفادي التعطيل أو تجاوزه، فكيف الحال إن تعلّق التعطيل بالحؤول دون انبثاق السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية في إثر إنتخابات نيابية ينبغي الإعتراف بأنّ الفريق الفائز فيها لم يعرف حتى الآن كيف يبني عليها، وأنّ الفريق الخاسر فيها ليس بمستطاعه تحويل هزيمته إلى إنتصار لمجرّد إستفادته من عثرات خصمه.

لأجل ذلك فمن واجب الفريق الفائز في الإنتخابات النيابية أن يؤكّد على حقوق يكفلها له الدستور، حتى لو افترضنا بأنّ التأكيد سيبقى "نظرياً" ولن يترجم بشكل مباشر. من واجب الفريق الفائز أن يكرّر في الليل وفي النهار أنّه كان من حقّه إنتخاب رئيس مجلس نوّاب من الأكثرية، وأّنه اختار غير ذلك إنطلاقاً من الحرص على السلم الأهلي والوحدة الوطنية، وأيضاً وفي مكان ما الحرص على الموقع المميز للرئيس نبيه برّي داخل قوى 8 آذار، وهو تمايز "جوفيّ" أحياناً و"ظاهر" أحياناً.

ومن واجب الفريق الفائز أن يكرّر في الليل وفي النهار أنّه كان من حقّه أن يحكم لوحده، ولا يشرك أحداً من "المعارضة" لا في وزارة سياديّة ولا في وزارة خدماتية ولا في وزارة دولة، وأنّه إذ يقدم على عكس ذلك من خيارات تأليفية، ويؤثر الإئتلاف الوطنيّ العريض، على أساس فهمه للسلم الأهليّ والوحدة الوطنيّة وللواقع الطائفيّ اللبنانيّ المعقّد، وأيضاً لفهمه عمق الأزمة الداخلية ودور الحكومة الإئتلافية في مداواتها، وكل ذلك بشرط أن تكون حكومة متوازنة، منسجمة، منضبطة مؤسساتياً، وملتزمة مواد الدستور بشأنها، يكون فيها وقت كاف للمداولة والأخذ والرّد، كما يكون فيها مساحة وافية لأخذ القرارات والعمل على تنفيذها.

ومن واجب الفريق الفائز أن يكرّر في الليل وفي النهار أنّه لمّا التزم تسوية 15-10-5 مع الفريق الآخر أصبحت المسألة منتهية ومفروغاً منها من جانب الأكثرية، وأنّه من المفترض حالياً أن يتنازع فرقاء الأقلية على المقاعد المتروكة لهم لا أن نصير إلى أخذ وردّ بين الأقلية والأكثرية على ما بات محسوماً في ما بينهم.

ومن واجب الفريق الفائز أن يكرّر في الليل وفي النهار أنّ لكلّ أمده، وأنّ تشكيل الحكومة قبل سفر رئيس الجمهورية إلى نيويورك ضرورة وطنية، وأن الحائل دون إتمام هذه الضرورة إنّما يعطّل مصالح لبنان القوميّة ويعمل على تصوير لبنان، بعد أربع سنوات على نيله الإستقلال بأنّه تجربة هشّة، غير قادرة على حكم نفسها بنفسها، وعلى إبداع مؤسساتها الدستوريّة السليمة. قد يقول الفريق الخاسر انّ كل ذلك ليس منّة من أحد، وانّ الواقع اللبنانيّ يفرض كل ذلك. مثل هذا الكلام يستبطن نفياً لفكرة "الحق" بالمعنيين الدستوري والقانوني. وفي مقابل مثل هذا الكلام ينبغي التأكيد بأنّ الأكثرية ولما كانت تشرك الأقلية في حقوق معقودة دستورياً لها وحدها، فإنّه من حقّها كذلك أن تمنّن هذه الأقلية. سيقول الفريق الآخر حينها: أتمنّني وأنت مجبر، تحت ضغط ما، أو مخافة أمر ما؟ الجواب المفترض بالأكثرية أن تقوله حينها: هذا سبب إضافيّ لـ"التمنين".

 

هل هو عماد مغنية المال؟

طارق الحميد

(الشرق الأوسط) ، الاحد 6 أيلول 2009

الحمد الله أن رؤية هلال شهر رمضان المبارك لا تأتي عادة من لبنان، فهناك لا رؤية واضحة، كما لا يمكن لأحد إثبات حقيقة، أيا كانت. وآخر قصص لبنان التي يلفها الكثير من الغموض قصة إفلاس رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين، والقضايا المرفوعة ضده، خصوصا من بعض قياديي حزب الله، وكذلك حجم الأموال التي تبخرت، حيث يتم الحديث عن مئات الملايين من الدولارات!

في لبنان هناك من يصف رجل الأعمال المفلس صلاح عز الدين بلقب عماد مغنية المال، بالنسبة لحزب الله، ولذاك مدلولات كبيرة بالطبع، فعماد مغنية، أو الحاج رضوان، والذي اغتيل في سورية، كان يقوم بدور المخطط العسكري الحقيقي والمؤثر، في حزب الله، سواء في الداخل أو الخارج.

ومجرد إطلاق لقب عماد مغنية المال على الموقوف صلاح عز الدين فإن ذلك يعني أن للرجل أهميته أيضا بالنسبة لحزب الله، سواء بما قدمه من أعمال، أو من خلال الاستثمار للحزب في لبنان، أو خارجه، فإذا صحت المعلومات، فهذا قد يؤدي للقول إن الرجل لم يكن سوى مجرد واجهة لحزب الله، أو عقل مالي، كما كان مغنية عقلا عسكريا.

أهمية عز الدين تظهر من حجم المعلومات التي تتردد بعيدا عن أعين الإعلام في لبنان، حيث يبدو أن هناك كثيرا من الخبايا التي ستُكشف، خصوصا أن المعلومات تشير إلى أن هناك استثمارات خليجية في مشاريع صلاح عز الدين المتنوعة من عقار وخلافه، حيث ذكرت إحدى الصحف الكويتية أن هناك مستثمرين كويتيين معه.

والسؤال المحير هو: كيف استطاع الحاج عز الدين جمع مستثمرين خليجيين وحزب الله، أو بعض قياداته، فما علاقة بعض المستثمرين الخليجيين بحزب الله المدعوم، والممول، من قبل إيران، خصوصا أن علاقة الحاج المفلس بحزب الله يبدو أنها ليست بالسر؟ فقد نشرت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية لإيران وحزب الله مقالا يصف صلاح عز الدين بالقول «هو الوسيط اللصيق بحزب الله، وليس القريب منه فقط، باعتبار أن غالبية المودعين عند الرجل، هم من عائلات الحزب وأنصاره ومؤيديه، حتى إن كثيرين تعاملوا معه بثقة كبيرة مع نتيجة أشياء عدة، أبرزها ما أشيع عن أنه شريك الحزب».

ويبدو أننا أمام القصة المعتادة، المال والسياسة، وكما في النصيحة الشهيرة في فيلم «كل رجال الرئيس» الخاص بفضيحة ووترغيت حين قال الشاهد في القصة لصحافيي «واشنطن بوست»: «اتبعوا الأموال». ولذا فنحن اليوم أمام تفاصيل قصة يبدو أنها أكبر مما تبدو إلى الآن، بالنسبة للبنان، والخارج، خصوصا أن جل معارك لبنان المالية الأخيرة كانت على خلفية إعادة بناء الضاحية الجنوبية، التي تدمرت بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، يوم وعد حسن نصر الله أبناء الضاحية بالمال الطاهر، واليوم يبدو أننا أمام المال الطائر، وذاك كناية عن تبخر الأموال. ومن هنا علينا أن نتابع قصة المال والسياسة هذه في لبنان بكثير من الاهتمام واليقظة، فقد تكشف لنا كثيرا من القضايا الخفية!

 

كشف حساب

النهار/احمد عياش 

ما كتب وسيكتب عن الزلزال المالي الذي ادى اليه افلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين والاتجاهات التي ذهبت اليها هذه الكتابات وستذهب، تدل على ان القضية هي اكبر من الاحتواء، مهما حاول "حزب الله" الطرف الاكبر في هذا الزلزال ان يفعل. علما ان مصلحة الحزب ان تختفي قصة هذا الزلزال من التداول سريعا بعدما حل بجمهوره من ضرر يقدر بمئات الملايين من الدولارات، وربما تجاوز المليار دولار بكثير. لكن التمنيات لم تنفع واصبحت القضية على لائحة الاهتمام العام لفترة لا احد يعلم كم ستطول.

حسنا فعل، كما قيل، ان الحزب اوصل بنفسه افلاس عز الدين الى القضاء. اذ لا بد في نهاية المطاف من الرجوع الى الشرعية التي تنظم حياة البشر تحت مسمى الدولة. لكن هذه الخطوة لا تعني حتى الآن تغييرا في استراتيجية الحزب وسلوكياته حيال الدولة التي تواجه اكبر تحد في تاريخ لبنان الحديث يتمثل في طريقة تسلمها في زمن السلم زمام الامور التي تتقاسمها الآن مع "حزب الله". قد يقال ان الواقع ليس بجديد والامثال موجودة في الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية والسلاح الفلسطيني. بالطبع انها امثلة صحيحة باستثناء انها جميعها تعبر عن قوى خارج الكيان. لكنها المرة الاولى تؤسس جماعة اهلية في زمن خارج الحروب الاهلية كيانا داخل الكيان وهما يتنافران اكثر مما يلتقيان. وكان ينقص ان يكون هناك مصرف مركزي ولجنة رقابة على المصارف داخل كيان الحزب ليديرا افلاس عز الدين الذي يمثل رأس جبل الجليد في عمليات الحزب المالية.

كشف حساب، العبارة التي تستخدم في عالم المال، مطلوب اليوم تطبيقه وبالحاح على "حزب الله" ويا للاسف لا يمكن بلوغ هذا الهدف بواسطة الدولة التي تمثل الآن غطاء لا مرجعية. لكن هذا لا يُعفي المسؤولين من اشهار سلاح الموقف في قضية تأذى فيها الوف المواطنين وتطايرت شظاياها في الخليج وبلاد الاغتراب. واياً تكن التبريرات حتى وإن جاءت من الضحايا، فالمطلوب عدم تهاون المسؤولين في المحاسبة. والتفكير في سبل تخفيف الاضرار اذا تعذرت ازالتها.

لنتخيل لو ان هذه الكارثة المالية كانت من صنع تيار "المستقبل" او قوى 14 آذار فكيف كان سيكون سلوك "حزب الله" وتوابعه؟ اما وان "حزب الله" هو الصانع فهل يمكن التخيل انه سيقدم على تصحيح مسار يمر في ساحات عدة آخرها اليوم الساحة المالية؟

انها معجزة لن يبصرها اللبنانيون الآن وتتمثل في قيام هذا التنظيم الكبير باشهار افلاس سياسته التي قادته وقادت لبنان منذ عام 2000 الى مسلسل كوارث بدأت ولم تنته. فهو حرم اللبنانيين عموما وجمهوره خصوصا التمتع بعائدات الانتصار وتحرير الارض قبل 9 اعوام كرمى لعيون النظامين الايراني والسوري. وذهب الى حد حرمان لبنان توطيد اركان الاستقلال الثاني بعد زلزال 14 شباط 2005 من اجل ابقاء حبل الوريد موصولا بزمن الوصاية. ودفع الوطن الى كارثة حرب تموز 2006 التي لم يداو جروحها بعد 3 اعوام. وتلطى وراء ورقة تفاهم لا تستر عورة كورقة التوت من اجل تضخيم دور حليفة العماد ميشال عون كي يعطل قيام حكومة ينتظرها الكثير من الاعمال التي يتطلع اليها جميع اللبنانيين. من دون ان ننسى اندفاع الحزب في 7 ايار 2008 الى بروفة الحرب الاهلية التي كادت ان تحرق اخضر السلام الداخلي ويابسه.

ربما يؤخر ولادة مثل هذه المعجزة ان مددا ايرانيا في طريقه الى لبنان على غرار الحقائب التي حملها منوشهر متكي وزير خارجية الجمهورية الاسلامية ابان حرب تموز وهي ملأى برزم العملة الاميركية من فئة المئة دولار. او ان مدداً قطرياً سيتدخل في الوقت المناسب ليطفىء جمرة الخسائر التي تحرق الوف المستثمرين ومن بينهم قطريين.

انها تخمينات لا اكثر ولا اقل لكن الثابت هو ان "حزب الله" امام درس جديد وإن يكن مالي المظهر. ومن تجارب ما سبق فان الدروس لن تتوقف ومحنة اللبنانيين مستمرة.

 

الاستقالة أمام الخارج

علي حماده/النهار

بصرف النظر عما إذا كانت الإتهامات الرسمية العراقية الموجهة إلى الحكم في سوريا بالضلوع في تفجيرات "الأربعاء الاسود" صحيحة، و"جسمها لبّيس" كما يقال. وبصرف النظر عما اذا كانت تلك الإتهامات وجهاً من أوجه "توتر" بالواسطة بين دمشق وطهران وفقا لمعلومات يجري توزيعها بهدف الاضاءة على تحول ما أصاب ويصيب السياسة السورية في المنطقة بتباعد مزعوم عن المشروع الايراني. وبصرف النظر عما اذا كانت الأزمة الحكومية اللبنانية انعكاساً لتعطيل إيراني يمارس عبر "حزب الله" دافعا وداعما حليفه المسيحي في تصلّب تعطيلي غير منطقي لبنانيا، يمكن القول ان المنطقة الداخلة في خريف 2009 تعيش حالا من الغليان يحتم على اللبنانيين ان يتنبهوا الى مخاطره بإحكام العقل، وخصوصاً ان لبنان مرشح لأن يكون ساحة انفجار مقبل تستشعره كل عواصم المنطقة من دون ان تجزم به في المرحلة الراهنة.

إحكام العقل يفترض الخروج من اللغة الخشبية التي ميزت خطاب القيادات اللبنانية في المرحلة الاخيرة بحيث انهم اقروا بوجود أخطار كبيرة تحدق بالبلاد وتستدعي وجود حكومة وحدة وطنية على قاعدة ان وحدة الداخل اللبناني هي الحماية الاكبر للبنان في الزمن الحالي. ولكن خطاب هؤلاء المسؤولين لم يقترن بأفعال ملموسة تدفع في اتجاه فصل الواقع الحكومي اللبناني عن غليان المنطقة. وهو أمر ممكن بقرار لبناني يحد من هذا الاستتباع المرضي للخارجين العربي والاجنبي. فالتحذير من قدوم الأخطار لن يكون كافيا متى صار لبنان مسرحا لحرب اسرائيلية – ايرانية بالواسطة على غرار حرب تموز 2006. ولن يكون الخطاب الخشبي حامياً لأمن اللبنانيين متى اجتاحت اسرائيل الجنوب اللبناني وهجّرت نصف مليون لبناني من بيوتهم. ولا حين تبدأ الضحايا بالسقوط بالمئات تحت انقاض منازلها، ولا حين يصل الأمر الى تدمير البنى التحتية الوطنية. لذا من المهم ترجمة الكلام على الوحدة الوطنية بافعال عبر التعجيل في تشكيل حكومة جديدة بعيدا عن اعراف "اتفاق الدوحة" التي ان ادت الى شيء فإنها ستعجّل في تفسيخ الدولة اللبنانية، وستؤجج العلاقات المذهبية اللبنانية الحساسة اكثر مما هي اليوم.

وعندما يصل الامر بقامة  كالسيد محمد حسين فضل الله الى التلويح بالأكثرية العددية، وإن من باب الرد على البطريرك الماروني الذي لا يزال يمثل بمواقفه ما تبقى من الفكرة اللبنانية الكيانية، فمعنى هذا ان فكرة نسف النظام والصيغة من الداخل ليست مستبعدة اقله في العقول. وهذا في ذاته خبر سيىء أصعب من خبر فضيحة رجل الاعمال الجنوبي و"الوسيط اللصيق" بـ"حزب الله" الذي أحرق مدخرات آلاف الجنوبيين ومنها تعويضات حرب الآخرين على ارض لبنان في  تموز 2006...

غداً يدخل لبنان الأسبوع التاسع من دون حكومة، واللبنانيون اعتادوا الفراغ الحكومي مثلما اعتادوا غياب الدولة، مثلما اعتادوا الافتئات على المؤسسات. والحال ان القوى المعنية تتعامل مع الفراغ الحكومي بقدرية لا تخلو من التسليم بغلبة الخارج على الواقع الداخلي... وفي الإنتظار ثمة من يتوقع اختلالات أمنية بدءا من الاسبوع الحادي عشر على الفراغ الحكومي، وثمة من يتحدث عن تطورات متسارعة على صعيد المحكمة الدولية بدءا من نهاية أيلول الجاري ... والله يستر!

 

عون يتقمّص دور سليمان ويتصرّف كرئيس للجمهورية

سيمون ابو فاضل/الديار

بدأ خطاب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يشهد نبضا جديداً في المضمون، دون التعديل في الاسلوب الهادئ والرصين الذي دأب على اعتماده «رئيس تكتل لبنان اولاً»، في شتى المحطات الساخنة والانتخابية، بحيث حافظ دائماً على لغة الحوار والتعايش وحماية السيادة والاستقلال اللذين تحققا منذ استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري .

وقد بدا واضحاً ان الرئيس المكلف راقب خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في افطار قصر بعبدا، وكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه، وكذلك بعد اللقاء الاول بين الرئيس المكلف سعد الحريري وبين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون برعاية رئيس البلاد، ومن بعده استقباله الوزير جبران باسيل موفداً من قبل النائب عون في دارته في قريطم، بعد كل الكلام المسيء وغير اللائق الذي كان يطلقه هذا الفريق تجاه دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما حمل من تجن على الشهيد في رقاده، وكان كل الهدف من زيارة الوزير باسيل طرح اعادة توزيره وهو الساقط في الانتخابات بما من شأنه ان يجهض نتيجة الانتخابات النيابية، التي حازت فيها قوى 14 آذار الغالبية النيابية رغم كل التهديدات المتنوعة ...

بعد كل هذه المحطات، بدأ الرئيس المكلف يرفع من وتيرة رفضه للواقع المعطل الذي يرخي بظلاله على التركيبة الحكومية، فرفض في خطاب الافطار يوم الاربعاء الماضي، شروط 8 آذار غير المنطقية، وكذلك اعلن تمسكه بنتائج الانتخابات النيابية، رافضاً الشروط غير الواقعية كأن يتم اعادة توزير جبران باسيل، منتقلا الى الكلام بان للغالبية وله ايضاً شروطاً يجب احترامها، تحيط بالواقع الحكومي الذي من حقه ان يخرجه وفق صيغة تتوافق مع نتائج الانتخابات وتطلعه نحو حكومة قادرة على الانتاج ومواجهة التحديات الاسرائيلية. وتلا خطابه هذا في افطار الخميس الماضي كلام يرفض فيه، عدم احترام موقع رئاسة الحكومة المؤتمن عليه كزعيم للطائفة السنية، وايضا في المعادلة السياسية في تركيبة الغالبية وحجمه النيابي داخلها .

وبذلك رسم الرئيس المكلف سعد الحريري خطاً احمر عريضا امام شروط النائب عون وتمسكه باعادة توزير جبران باسيل، ورغم انه المح بانه يأمل في التوصل الى صيغة حكومية قبل سفر رئيس الجمهورية الى الامم المتحدة، مذكراً بصلاحياته، ونوعية علاقته برئيس البلاد، فان المعطيات على وقع المضمون العالي في الخطاب الهادئ، تشير الى ان الرئيس المكلف سيقدم على خطوة من ضمن صلاحياته، تضع كافة الافرقاء على محك المحاسبة امام الشعب والتاريخ، نظراً للظروف الخطرة المحيطة بلبنان والتي لن تشكل اعادة توزير باسيل من قبل النائب عون، قدرة على مواجهتها، فمحاربة التوطين على سبيل المثال لن تقوى في حال تم توزير باسيل ومواجهة التوطين والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، لا يأتيان نتيجة صحوة في العقد السابع من العمر من جانب النائب عون، بل من خلال حكومة قادرة لا تتضمن ثغرا او عقبات داخلية ينفذها فريق محلي تلبية لحسابات اقليمية .

ولا يقف النائب عون امام العقدة الحكومية وكأنها «رمال متحركة» مغايرة كلياً عن «وحول براغ الصحية»، ومن شأن تمسكه باعادة توزير صهره، ان يبقي البت في الملف الحكومي مؤجلاً، على غرار ما اعلن الوزير باسيل في الامس، دون مراعاته تداعيات التأخير في تشكيل الحكومة على الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تطال كافة المواطنين او شرائح الشعب اللبناني، بل باتت معادلة اسقاط التوطين مرتبطة بقدرات القيادي باسيل .

ولا يرفض كل من رئيس الجمهورية العماد سليمان والرئيس المكلف الحريري، توزير باسيل لاعتبارات خاصة او شخصية وهما اللذان ينطلقان في تعاطيهما مع النائب عون من موقع المسؤولية رغم تعرضه لهما شخصيا، بل لان اعادة توزير باسيل ستفتح الباب على مطالبة رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع بتبني توزير منسق عام قوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد او ادي ابي اللمع، او ميشال معوض، وكذلك سيطالب رئيس حزب الكتائب امين الجميل بتوزير رئيس اقليم كسروان السيد سجعان قزي، ولن تقف التوزيرات عند هذا الحد، بل سيوسع النائب عون مطالبه الى حد اعادة الوزراء الساقطين في تكتله الى الحكومة، وعندئذ سيكون على الرئيس المكلف ان يواجه التحديات الخارجية، وتداعيات توزيره الراسبين داخلياً، الى جانب الملفات الساخنة، بحيث ستكون هذه الخطوة نقطة ضعف تعطي المجال لاطلاق النار على حكومة يريدها نوعية ليتمكن خلالها من النجاح، وبذلك حتى حينه، فإن الرئيس المكلف تجاوز معادلة توزير الراسبين، وستكون له خطوة تتماشى مع وتيرة مضمون خطاباته الهادئة، وهو رغم الصعوبات لن يتراجع امام عراقيل 8 آذار، ولن يلجأ الى اي خطوة تراجعية وان كان لا بديل عنه لاي حكومة لاحقا، وكذلك لن يقدم على خطوات لا يستطيع الرئيس سليمان تقبلها او الموافقة عليها .

وقد اعطى اسلوب الرئيس سليمان في التعاطي مع الملف الحكومي، فرصة قوية للنائب عون او قوى 8 آذار للانقضاض عليه، وبات النائب عون يتصرف وكأنه هو رئيس الجمهورية، معطلاً بذلك موقع الرئاسة التي يعرب عن دفاعه عنها، وبات قادرا على المساومة على حصة الرئيس سليمان، من خلال عرض الوزير باسيل على الرئيس المكلف تراجع التيار عن مطالبته بوزارة الداخلية في حال اعادته الى الاتصالات، وهو رد به الرئيس المكلف، بأن الحقائب التي هي من حصة الرئيس سليمان غير خاضعة للمساومة مسقطا بذلك محاولات النائب عون الالتفاف على رئيس الجمهورية، في ظل تنامي الحملة عليه من زاوية التعرض للوزراء الذين يشكلون فريقه، ولا سيما رئيس تيار التوحيد وئام وهاب الذي اطلق جملة مواقف تجاه الفريق الوزاري لرئيس الجمهورية، بهدف اضعافه للتراجع امام مطالب 8 آذار باعادة بتوزير جبران باسيل في حقيبة الاتصالات بابعاد مهامها الامنية والاستراتيجية

 

ماذا ينتظر رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لينهيا مأساة تعطيل الدستور والبلد؟؟؟

الشرق/ميرفت سيوفي

ما يحدث منذ شهرين وحتى الآن ليس أكثر من مناورة تتوزّع المعارضة أدوارها وبشكل بات مكشوفاً، والساذج وحده من يصدّق ادّعاءات ميشال عون ورغباته الشخصية، والأبله وحده من يصدّق أن حزب الله وحليفه الرئيس نبيه بري ضنينان إلى هذا الحدّ بحليفهما عون ولو اقتضى الأمر وقف حال العباد والبلاد، فالجماعة ارتكبوا هذه "الفضيلة" وعطلوا البلد لمدة عام ونصف، وعطلوا انتخابات رئاسة الجمهورية لمدة ستة أشهر، ومازالت البلاد تدور في حلقة مفرغة لا لشيء إلا لأن رئيس الأكثرية النيابية الرئيس المكلف سعد الحريري سارع وفور إعلان نتائج الانتخابات النيابية وعلى رغم موقع فريق الرابع عشر من آذار المنتصر فيها إلى مد اليد للتعاون لما فيه مصلحة البلد مع "هواة" تعطيله وتدميره و"مصّ دمه" ورهنه بعدها للمصالح الإقليمية!!

 ربما يحقّ للمعارضة أن تمارس سياسة التعطيل والتسويف والمماطلة، ولكن ليس من حقّ الأكثرية النيابية التي أتى بها الشعب إلى المجلس النيابي وأعادها أكثرية، وكرّس شعارات رفعها اللبنانيون على مدى 4 سنوات، وبعدما أخرج الشعب اللبناني هذه الأكثرية من مأزق اتهامها دائماً بأنها أكثرية مسروقة بالتحالف الرباعي، فأكد لهم اللبنانيون أنهم أكثرية حقيقية صافية ولا "جميلة" لأحد عليهم في كونهم أكثرية!! لا يحق للأكثرية أن تقبل المشاركة في لعبة المماطلة هذه؟؟ ولا مبرر لهذا الإذعان المتمهل لشروط طرف تتلطّى خلفه كلّ المعارضة!!

 في الفصل الرابع من الدستور اللبناني وتحت عنوان السلطة الإجرائية المتمثلة في رئاستين أولاً: رئيس الجمهورية، وتنص المواد 49 ـ 50 ـ 51 ـ 52 ـ 53 ـ 54 ـ 55 ـ 56 ـ 57 ـ 58 ـ 59 ـ 60 ـ 61 ـ 62 ـ 63، على دور وصلاحيات رئيس الجمهورية، وتحت عنوان السلطة الإجرائية من الفصل الرابع، ينص الدستور ثانياً، على صلاحيات ودور رئيس مجلس الوزراء..

 وتنصّ الفقرة 2 من المادة 64 (معدّلة بموجب القانون الدستوري رقم 18 تاريخ 21/9/1990)، أن رئيس مجلس الوزراء يجري الاستشارات النيابية، ولا ينص الدستور على إلزامية نتائج هذه الاستشارات، لتشكيل الحكومة ويوقع مع رئيس الجمهورية مرسوم تشكيلها. وعلى الحكومة أن تتقدّم من مجلس في بيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها...

 هذا "التعنت" الذي تمارسه المعارضة فيه الكثير من "جقامة" العين، وقد عودنا جماعتها أنهم "لا يستحون" لا من وطنهم ولا من شعبه ولا من دول العالم، وأنهم يعتمدون سياسة الفجور ليرهبوا ويكهربوا أجواء البلد، فهل هناك سخرية أكثر من أن يتعنّت الخاسر في الانتخابات ويعرقل تشكيل حكومة من مسؤولية الفائز تشكيلها!!

 المفترض أن يجتمع رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف وينهيا عملية تشكيل الحكومة بالصيغة المتفق عليها 15-10-5، وبنسق توزيع الحقائب المتفق عليه واحدة سيادية للأكثرية وواحدة سيادية للمعارضة، واثنتان سياديتان لرئيس الجمهورية، ولـ "تقبّر" المعارضة بعضها على الحقيبة السيادية والحقائب الخدماتية وحقائب وزراء الدولة أيضاً، وليتفرّج اللبنانيون بعدها على هؤلاء "الكاذبين" الذين يلبّسون علينا بأنهم "جميعاً" في ما قلوبهم "شتّى"، هل سيقبل حينها المعني بوزارة الخارجية أن يتنازل عنها للجنرال عون، دعونا نشاهد كم سيتنازلون لبعضهم البعض!!

 ما يحدث "مسخرة"، فـ "طولة" البال وادّعاء "الأناة" تجاوز "منخار" اللبنانيين ووصل إلى رؤوسهم، والمطلوب من الأكثرية أن تتصرّف كأكثرية، ومن رئيسها أن يتصرف كرئيس أكثرية في وجه هذا التعطيل، والمطلوب أيضاً من فخامة رئيس البلاد أن يأخذ بزمام الأمور، فقد كان مقيداً عاجزاً عن التحرك قبل الانتخابات، ولكن ماذا عن بعدها؟؟

 حان الوقت لأن يهمّ رئيس البلاد والرئيس المكلّف بإخراج اللبنانيين من هذه "مهزلة" المراوحة هذه، فقد شبعوا من الإصغاء لدعوات التعجيل بالتشكيل، وشبعوا أحاديث مقتضبة عن عدم الرضوخ للشروط، حان وقت العمل لا الكلام، وليتركوا المعارضة تسقط عنها ورقة توت ميشال عون، "حاجي آكلين راس البلد" بأنهم لن يدخلوا الحكومة إلا يدهم بيد ميشال عون، دخلوا أم لم يدخلوا "الله يهنّي سعيد بسعيدة"، مصير البلاد والعباد لا يجوز أن يظلّ معلّقاً على "بحتات ونوبات" الجنرال، الأقليّة المعارضة ليست بمخلّدة، والأكثرية أيضاً، الباقي الوحيد والأهم هو لبنان، ومصلحته فوق وقبل الجميع، لأن الناس "لعيت" نفسها من الطرفين، الأكثرية العاجزة "المخصيّة"، والأقليّة الفاجرة التي أسقطت عن وجهها كل براقع الحياء... المطلوب من المسؤولين أن يقوموا بمسؤولياتهم، ومن لا يعجبه الحال من الأقلية فليضرب "رأس ميشال عون بالحيط"، فلم "يركب" المعارضة ظهور اللبنانيين إلا حرص الأكثرية على شراكة من لا يحرص حتى على وطنه!!

 

قدرة لبنان على الصمود 

الرأي العام الكويتية/خيرالله خيرالله

لا شك أن الصيغة اللبنانية أقوى بكثير مما يعتقد. هذا ما أظهرته التجارب التي مر بها الوطن الصغير. وهذا ما كشفته قدرة لبنان على الصمود في مواجهة أشرس حرب استنزاف يتعرض لها بلد صغير منذ ما يزيد على أربعين عاماً، أي منذ توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم في العام 1969 من القرن الماضي. هذا الاتفاق الذي لم يجد من يقف في وجهه سوى لبناني واحد بعيد النظر اسمه العميد ريمون اده، رحمه الله.

ما يشهده لبنان اليوم، عبر العراقيل الهادفة إلى منع تشكيل الحكومة، استمرار لحرب الاستنزاف التي تستهدف إلغاء الوطن الصغير وتأكيد أنه غير قابل للحياة، وأن اللبنانيين لا يستطيعون حتى تشكيل حكومة من دون ضوء أخضر من دمشق وطهران حيث نظامان أمنيان فشلا في كل شيء باستثناء القدرة على ممارسة سياسة الابتزاز في كل الاتجاهات وعلى كل الصعد والمجالات. هناك، بين رجالات النظامين من يعتبر، في مجالسه الخاصة وفي اللقاءات مع كبار المسؤولين في المنطقة، أن الوضع اللبناني «هش» وهو قابل للانفجار في كل لحظة. هل هذا صحيح... أم مجرد تمنيات؟ من يقول هذا الكلام لا يعرف ما هو لبنان، ولا يعرف خصوصاً شيئاً عن المنطقة. كل ما يفعله هو التمسك بشعارات تبيَن أن لا علاقة لها بالواقع أو بالتاريخ. إذا كان لبنان كياناً مصطنعاً، ماذا عن سورية، إذا كان لبنان يعاني من مشاكل اقتصادية خلفتها أعوام طويلة من الحروب بين أهله وحروب الآخرين على أرضه، ما الذي يمنع سورية من معالجة مشاكلها الداخلية المستعصية التي هي أسوأ بكثير من مشاكل لبنان، وما الذي يمنع الاقتصاد الإيراني من التراجع على نحو مستمر، ما الذي يحول دون أن تكون إيران بلداً ديموقراطياً بالفعل بدل أن تكون في حال مخاض تعكس أزمة سياسية واجتماعية عميقة على كل المستويات وحتى داخل المؤسسة الحاكمة نفسها، لماذا يجد «الحرس الثوري» والجهاز الأمني أنهما مضطران إلى القيام بانقلاب من أجل إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً للجمهورية في بلد ذي حضارة قديمة وأصيلة، بلد مليء بالشخصيات السياسية من ذوي الكفاءات؟

يقاوم لبنان حالياً، بفضل أبنائه الشرفاء حقاً، إحدى أشرس الحملات في سياق حرب الاستنزاف المستمرة التي يمكن أن نعتبر أفضل تعبير عنها لعبة الهروب المستمر إلى الأمام التي يمارسها النظامان الإيراني والسوري. لماذا يمكن القول ان الحملة الراهنة على لبنان واللبنانيين من أشرس ما يتعرض له الوطن الصغير؟ الجواب بكل بساطة أن الهدف من الحملة تكريس لبنان «ساحة» تمارس فيها كل أنواع الجرائم من دون حسيب أو رقيب. على اللبنانيين أن يقبلوا بأنه لم يتغيّر شيء في بلدهم، وأن ليس أمامهم سوى الرضوخ للأمر الواقع، بما في ذلك تغطية حكومتهم للجرائم التي ارتكبت في حق العرب الشرفاء الذين رفضوا بكل بساطة أن يكونوا عملاء للخارج. ولذلك، توضع حالياً العراقيل في وجه تشكيل حكومة برئاسة زعيم الأكثرية النائب سعد الحريري نظراً إلى الحاجة إلى تغطية الجرائم. من الذي قتل رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، من الذي قتل سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وبيار أمين الجميل وأنطوان غانم واللواء فرنسوا الحاج والرائد وسام عيد والنقيب سامر حنا، ما سبب محاولة اغتيال مروان حماده والياس المرّ والزميلة مي شدياق والرائد سمير شحادة؟ كل ما في الأمر أن ما يجمع بين كل الشهداء، شهداء ثورة الأرز، بمن فيهم الشهداء الأحياء، أنهم أحرار. اغتيل كمال جنبلاط في العام 1977 لأنه حر. صار وليد جنبلاط «مهضوماً»، حسب تعبير اللواء جميل السيّد المدير السابق للأمن العام، عندما بدر عنه ما يشير إلى أنه لم يعد حراً وأنه على استعداد لأن يأخذ في الاعتبار، في كل تصرفاته، أن سلاح «حزب الله» الإيراني موجه إلى صدور اللبنانيين وإلى صدور أبناء عشيرته على وجه الخصوص. كل الشخصيات اللبنانية التي اغتيلت، من بشير الجميل إلى رينيه معوض مروراً بالمفتي حسن خالد، إنما اغتيلت لأنها شخصيات حرة أكدت في يوم ما وفي مرحلة ما أنها تمتلك حرية قرارها وأنها ترفض أن تكون رهينة لأحد.

الحرية في صلب الصيغة اللبنانية. المطلوب اليوم أن يفهم اللبنانيون أنهم ليسوا أحراراً. لذلك يستخدم النظامان السوري والإيراني سلاح «حزب الله» في خلق توازنات سياسية جديدة تقوم على فكرة ضرب الحرية، أي ضرب الصيغة اللبنانية عن طريق السلاح. من يقبل بضرب الصيغة اللبنانية مثل النائب ميشال عون الذي لم يحصل على مقعد في مجلس النواب إلا بفضل الأصوات الأرمنية والشيعية وأصوات المجنسين في كسروان، مجرد أداة في لعبة أكبر منه لا يعرف شيئاً عنها، هذا إذا كان يعرف شيئاً غير الاستقواء بالسلاح الميليشيوي. أنه قاصر عن ذلك، نظراً إلى أنه لا يعرف معنى أن يكون الإنسان حراً. لا يمتلك النائب المحترم الذي لا همّ له سوى تهجير مسيحيي لبنان من وطنهم سوى القدرة على ممارسة لعبة تصب في خدمة الساعين إلى ضرب الصيغة اللبنانية. لذلك وقف في الماضي في وجه اتفاق «الطائف» ولذلك أمّن دخول السوريين إلى قصر بعبدا، أي إلى مقر رئاسة الجمهورية، ووزارة الدفاع اللبنانية للمرة الأولى منذ الاستقلال في العام 1943.

سينتصر لبنان. لن تكون هناك حكومة تقبل بتغطية الجرائم التي استهدفت الشرفاء حقاً. المعركة صعبة من دون شك. لكن الطريقة التي يتحدث بها أولئك الذين يهاجمون المحكمة الدولية تكشف كم أن المحور الإيراني- السوري ضعيف. هذا المحور يحلم بانتصار برلين الشرقية على برلين الغربية. حائط برلين انهار قبل عشرين عاماً في نوفمبر 1989. النظام السوري نسخة طبق الأصل عن النظام الألماني الشرقي. يستطيع أن ينتصر في سورية إذا أحسن التصرف مع السوريين وفهم حاجات سورية وحدود دورها، لكن انتصاره على لبنان من رابع المستحيلات... لا لشيء سوى لأن برلين الشرقية لا يمكن أن تنتصر على برلين الغربية كون ذلك يخالف منطق التاريخ والتطور الحضاري!

 

النائب فتفت مثل الرئيس المكلف خلال إفطار في الضنية وحمل وزير الطاقة مسؤولية استمرار انقطاع التيار عن المنطقة:

واهم من يراهن على اعتكاف الرئيس المكلف أو انسحابه من المعركة

بدأوا يتوجسون شرا من الخير الذي ينتظرنا من امكانية تأليف حكومة

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت خلال تمثيله الرئيس المكلف سعد الحريري في افطار أقامه التيار في الضنية في حضور النائب قاسم عبدالعزيز ومنسق التيار نظيم الحايك وحشد من ابناء المنطقة، ان "من يراهن على اعتكاف الرئيس المكلف سعد الحريري او اعتزاله او انسحابه من المعركة هو واهم جدا، وسنرى في نهاية هذه المعركة حكومة وحدة وطنية على الرغم من اننا سنسمع في الايام المقبلة الكثير من التصعيد لانهم بدأوا يتوجسون شرا من الخير الذي ينتظرنا جميعا من امكانية تأليف حكومة من الرئيس سعد الحريري".

واستغرب "الكلام الخطير الذي تحدث عن ان لبنان غير قادر على حكم نفسه وهو مشروع تعطيل تأليف الحكومة الذي يراد منه عودة الوصاية"، وسأل: "لماذا كل هذا الكلام التحريضي على المحكمة الدولية من دون سبب ولماذا كل هذا الارتعاب والهلع؟ هذا لا يفسر الا ان لدى البعض ما يريد اخفاءه او انها معركة استباقية لما يمكن ان تكشفه المحكمة".

ودان "استمرار انقطاع التيار عن منطقة الضنية"، محملا وزير الطاقة "مسؤولية سياسة التمييز السلبي التي يمارسها ومن شأنها تدمير الوطن".

وقال: "انتم الذين انتصرتم في الانتخابات المصيرية من اجل تحديد هوية لبنان الدولة القادرة وليس الدولة العاجزة كما قال بالامس احد السياسيين المتجددين على الساحة الذي سمعنا منه كلاما خطيرا وهو ان لبنان غير قادر على حكم نفسه بنفسه وكأننا نقول ان لبنان بحاجة الى وصاية جديدة. ما كدنا نشفى من امراض الوصاية حتى عادوا يحدثوننا عنها. هذا الكلام الذي سمعتموه يكشف كل مستور وبالتحديد اسباب العرقلة التي تواجه الرئيس سعد الحريري وفخامة الرئيس في تأليف الحكومة. يريدون ان يثبتوا ان الشعب اللبناني قاصر. هذه هي المقولة الحقيقية والهدف الحقيقي لما يجري على الساحة السياسية. يريدون عودة الوصاية. انه مشروع واضح المرام وكل ما عدى ذلك هو اقاويل. عندما يتحدثون عن مطالب معينة تصبح تعجيزية فهم يسعون الى وضع حواجز غير قابلة للاجتياز كما يظنون امام دولة الرئيس سعد الحريري هذه الحواجز سقطت في السابق. اسقطتموها انتم في زمن الوصاية، في 14 اذار 2005 زحفت جماهير لبنان لتنادي بالحرية والسيادة والاستقلال لنثبت ان شعب لبنان ينتمي الى الوعي والقدرة اكثر بكثير مما يظنون".

أضاف: "من يعتقد اليوم انه سيدفع الرئيس الحريري الى الاعتكاف او الاعتزال او الانسحاب من المعركة فهو واهم جدا، في نهاية هذه المعركة سنرى حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري. نعم الايام المقبلة حساسة جدا وسوف تسمعون الكثير من التصعيد بعد ما سمي بالهدنة الاعلامية لانهم بدأوا يتوجسون شرا من الخير الذي ينتظرنا جميعا من امكانية تأليف حكومة من الرئيس سعد الحريري. يريدون استمرار العرقلة ويأملون ربما هكذا تطول الازمة حتى يهتري الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. هذا لن يحصل ولو امتدت الازمة اسابيع وأشهر فالشعب اللبناني يمتلك الكثير من الوعي وهو يدرك اننا بحاجة لحكومة بالامس قبل اليوم. أننا بحاجة لحكومة وحدة وطنية. هو قرار 14 آذار وقرار ثورة الارز وقرار الرئيس سعد الحريري من أجل مصلحة لبنان لدرء كل الفتن التي تحاك في الداخل والخارج في وجه لبنان والمواطنين اللبنانيين".

وتابع: "حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري ليست حلما وليست أمنية انها حاجة وطنية حقيقية، وهذه الحكومة ستقوم بدعمكم جميعا لانها ضرورة وطنية خلال الاشهر المقبلة، ونحن مقبلون على استحقاقات خطيرة وكثيرة في المنطقة. نرى العدو الاسرائيلي وهو يحضر لاعتداءاته. نرى الملف الايراني المتفجر. نرى ما يحدث على الجبهة العراقية وتطور الملف العراقي-السوري ونرى بالتأكيد المحكمة الدولية. دائما اسأل عن المحكمة. لماذا كل هذا الكلام التحريضي عن المحكمة بدون سبب؟ منذ أشهر قليلة اطلق سراح الضباط الاربعة الذين لم يبرأوا وسيبقون قيد التحقيق، ويومئذ سمعنا كلاما تمجيديا بالمحكمة بانها غير مسيسة وانها عادلة ومنصفة. فجأة تناسوا ما قالوه يومها لماذا؟ لماذا هذا الهلع من المحكمة الدولية؟ لماذا هذ الارتعاب؟ بصراحة لانها تسير مسارها الطبيعي وهي خارج اطار السياسة الداخلية. هذا الهلع لا يفسر الا ان لدى البعض ما يريد اخفاءه او ان البعض يخوض معركة استباقية في وجه ما يمكن ان تكشفه هذه المحكمة".

وأكد النائب فتفت أن "المحكمة الدولية خارج اي نقاش سياسي ونحن ملتزمون كما قلنا سابقا كل ما سينتجه التحقيق الدولي وكل ما ستقرره المحكمة. هذا ما قلناه منذ أشهر وسنوات وما زلنا ملتزمين دون اي تدخل، وكل من يدعي تسييس المحكمة انما هو من يسعى الى تسييسها وأقول ربما للهروب من عدالة المحكمة".

وقال: "بالنسبة للوضع المحلي، فان هذه المؤامرة التي تحاك ضد الضنية في موضوع الكهرباء هل يعقل ان تقطع الكهرباء لحظة موعد الافطار؟ من يأخذ مثل هذا القرار هناك مسؤولية كبيرة على الوزير وهناك مسؤولية على المسؤولين في كهرباء لبنان والقابعين في محطة دير- نبوح الذين يفضلون توزيع الكهرباء تحت شعارات مناطقية وسياسية ولا اقول أكثر من ذلك. هناك مسؤوليات كبيرة ونحن سنتابع هذا الموضوع مع الزميل النائب قاسم عبدالعزيز الذي يواكب الملف. ربما يجب ان ننتبه إلى ان في هذه المؤامرة تحريض لدى البعض لمحاولة ضرب المنطقة اقتصاديا أكثر مما هي عليه، ليس فقط بموضوع الكهرباء انما بتحريض الناس احيانا على قطع الطرقات وما شابه، ربما يجب ان نتظاهر ونقطع الطرقات ونقفل باب المؤسسات ولكن ليس هنا في المنطقة. قد يكون ذلك مطلوبا في محطة دير نبوح او ربما افضل في مؤسسة كهرباء لبنان او في وزارة الطاقة. ليفهم وزير الطاقة ان هذه السياسة التمييزية غير مقبولة واذا احتجنا سنطلب تصعيدا على الصعيد الشعبي باتجاهه وباتجاه وزارة الطاقة لعله يفهم ان السياسة التي يمارسها هي وطنية في تمييزها السلبي وهي مدمرة للوطن اقتصاديا، ولكن هنا في الضنية هي تمييزية بشكل سلبي وكأنه يحاول الانتقام سياسيا من هذه المنطقة، ومشاريعه الوهميه ومطالبه بمئات ملايين الدولارات لانتاج الكهرباء الغالية جدا يطالعنا بها لانه فشل بمعالجة بالموضوع بل انه عرقل الحلول التي كانت موضوعة لمعالجة هذا الملف".

وطالب "رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بأن لا تعود وزارة الطاقة الى هذا الخط السياسي الذي يهيمن عليها منذ على الاقل 19 سنة، واذا عدنا الى كل الوزراء الذين تابعوا هذا الملف ندرك لماذا وصلنا الى هنا. ولو استعرضنا الاسماء منذ ما بعد الطائف وحتى اليوم ستعرفون من اشرف على وزارة الطاقة ومن اوصل الكهرباء من خلال السرقات وغير ذلك من الافعال الى هنا". وختم النائب فتفت: "أنقل مع تحيات الرئيس سعد الحريري التزاماته التي نستمر بتنفيذها في هذه المنطقة اليوم وربما غدا ننتهي من تنفيذ طريق جردية ثانية هي طريق جرد مربين بعد ان انتهينا من طريق جيرون، وبعد عشرة ايام تقريبا سيتم تلزيم طريق جرد الاجاص. كما سيتم وضع حجر الاساس للمجمع الزراعي ومصنع الحليب في منطقة طاران بعد عطلة عيد الفطر مباشرة".

الحايك

وألقى الحايك كلمة رفض فيها "اسلوب تعطيل البلد وعرقلة الرئيس المكلف سعد الحريري في مسيرته الوطنية لتأليف حكومة ائتلاف وطني تجمع ولا تفرق، وتعيد بناء البلد الذي تحاربه بعض قيادات طواحين الهواء وتدخل الامور الشخصية في الحياة السياسية وتعطل لمجرد هوايتها في التعطيل"، ودعا القيادات السياسية الى "التصرف بمسؤولية وعدم وضع العراقيل امام الرئيس المكلف فالناس غير قادرة على الصمود أكثر وخصوصا في ظل ارتفاع الاسعار دون حسيب او رقيب وانقطاع الكهرباء بشكل متعمد لمعاقبة هذه المنطقة".

 

أحمد الأسعد يحضّ على حكومة من الغالبية

 

دعا رئيس تيار "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد الى "التركيز على موضوع تاليف الحكومة في أسرع وقت من اجل معالجة عدد كبير من المشاكل والصعوبات والتحديات التي تواجه لبنان والشعب اللبناني"، مضيفاً "ان الطبقة السياسية في لبنان تحتاج دائماً الى رعاية خارجية تجبرها على ان تحسم الامور، وهذا الراعي في المرحلة الحالية لم يتدخل بسبب الفتور الذي استجد في العلاقة بين المملكة العربية السعودية وسوريا".

وقال: "ان التواصل بين البلدين لم يستكمل بسبب خلافات حادة وجوهرية وبسبب الموقف السوري الذي عاد الى ادراج لبنان ورقة في حساباته ومساوماته من أجل التفاوض، ولفرض تسويات جديدة لمصلحة النظام السوري، كما ان هذا النظام ليس مستعداً الآن ان يقوم بأي تنازل من اجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري تأليف الحكومة".

اضاف: "اما اليوم، فليس ممكناً ان نتصالح مع طرف ليست لديه الرؤية والقواسم المشتركة، والتي تقوم على ان لبنان سيد وحر ومستقل، وبالتالي ان النظام السوري في المرحلة الحالية ليس مستعداً لأن يتخلى عن اي ورقة تفاوضية، كما ان المصالحة معه الآن ليست جدية، لأن لديه هاجساً كبيراً اسمه المحكمة الدولية، وطالما المحكمة الدولية مستمرة فان سوريا ليست مستعدة اطلاقاً لأن تقوم باي تنازلات"، معتبراً انه "عندما تصل المحكمة الدولية الى قرار ما، فيكون النظام السوري جاهزاً ليدخل في بازار كبير مع المجتمع الدولي ويقدم التنازلات المطلوبة ليحمي رأسه".

وشدد على "دور المحكمة الدولية في كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، والاغتيالات الاخرى لمسؤولين سياسيين هم في الخط نفسه للرئيس الشهيد الحريري"، وقال: "في النهاية ليس في مقدور احد ان يؤثر في عمل المحكمة المستمر، وستتوصل الى كشف كل الحقيقة".

ودعا "الى تأليف الحكومة من الاكثرية، وهذا هو الرأي السليم والمنطقي"، لافتاً الى انه "في كل دول العالم تكون هناك غالبية تحكم واقلية تعارض وتنتقد سياسات الحكومة، وبالتالي بعد اربع سنوات، يحاسب الرأي العام الاكثرية او يستمر في تمديد ثقته بالاكثرية من خلال الانتخابات النيابية او تصبح اقلية. هذا هو الواقع الطبيعي وهذه هي اللعبة الديموقراطية، ومن المستغرب ان تحكم الاقلية والاكثرية في آن واحد، لأن لا رؤية واستراتيجية موحدة بل يكون هناك ترقيع وهذا موجود في لبنان دائماً".

 

 لأن بعض النقاش يرميه جوراً بتهمة الإنعزال عربياً.. ويتجاهل بعده "المدني" وأولوية الوطن على الطوائف داخلياً

"لبنان أولاً" هو الدينامية اللازمة لإتفاق الطائف

المستقبل - الاثنين 7 أيلول 2009 - نصير الأسعد

لم يأخذ شعار "لبنان أولاً" حقه من النقاش الجدي و"الفعلي" منذ أن تبنّاه زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري وحتى اليوم.

ومع أن لهذا الشعار بُعدين، أحدهما حيال "الخارج" والثاني حيال "الداخل"، فقد بقي "بعض" النقاش أسير بُعد واحد منه، ورُمي بتهمة "الإنعزال".

"لبنان أولاً" ودوافع ولادته

صحيحٌ أن "لبنان أولاً" أُطلق في رحاب الحركة الاستقلالية التي أخرجت لبنان من دائرة الوصاية السورية عليه بكل "أثقالها". لكنه لم يكن مجرد رد فعل على الوصاية، وعلى "العروبة السورية" بأدائها الايديولوجي البعثي. وصحيحٌ أن "لبنان أولاً" يُحاكي في ظاهره على الأقل شعارات مشابهة أُطلقت في أقطار عربية عدة تعبيراً عن "وطنيات" ضد نفوذ لبلد عربي على بلد عربي آخر وتعبيراً عن مرارة من "الرابطة القومية". لكنه أي "لبنان أولاً" وبالرغم من المعاناة اللبنانية مع النظام السوري، محاولةٌ لصياغة موقع لبنان العربي. وصحيحٌ كذلك أن "لبنان أولاً" يشبه "النتعة" اللبنانية ضد "منوعات عروبية قومجية"، لكنه يأخذ في الإعتبار حصيلة ستين عاماً من تجربة الكيان اللبناني بالعلاقة مع "خارجه" أو "محيطه".

"نتعةٌ" استقلالية

إذاً، إن "لبنان أولاً" يمثل "نتعة" إستقلالية لبنانية..لكن.

لكنه لا يعني أبداً حياد لبنان في القضايا العربية، ولا حياده في الصراع العربي الإسرائيلي وقضيته المركزية فلسطين، ولا الانسحاب من التضامن العربي وموجباته.

هو بالتأكيد ضد المحاور غير العربية على حساب القضايا والمصالح العربية. لكنه بالتأكيد مع محصلة الموقف العربي في المقابل. والأهم أنه مع "نظام المصلحة العربية".

الانتماء العربي و"نظام المصلحة العربية"

إن "لبنان أولاً" يقع تماماً ضمن إتفاق الطائف الذي حسم إنتماء لبنان العربي، وحسم بأن لبنان ليس محايداً أو حيادياً. لكن على أساس أول هو الانضمام الى المصلحة والمحصّلة العربيتين، وعلى أساس ثانٍ هو عدم تحميل لبنان فوق طاقته. ألم ينص اتفاق الطائف على التزام لبنان بـ"اتفاقية الهدنة" للعام 1949 بعد إسترجاع أرضه المحتلة؟ أليس في هذا النص ما يؤكد ان لبنان لا يحتمل أكثر مما تمكنه قدرته؟ أليس في هذا النص إشارة واضحة الى أن لبنان العربي الانتماء، وغير المحايد سياسياً، يستطيع أن يكون وربما يجب أن يكون محايداً عسكرياً؟ ثم أليس ثمة مفارقة في أن البعض ينتقد "لبنان أولاً" ويرميه بتهمة الإنعزال لكنه يدعو في الوقت نفسه الى التقيد بـ"إتفاقية الهدنة"؟

إن "لبنان أولاً" هو ترجمةٌ أمينة لاتفاق الطائف، وترجمة أمينة لكون لبنان "عربياً من موقع الاستقلال".. أي من موقع كونه كياناً متساوياً مع سائر الكيانات العربية المعترف لها بحقها في تحديد سياستها غير المحايدة عربياً.. أي من موقع أن لبنان ليس ملحقاً بأي بلد عربي آخر ولا "ورقة" في يده ولا مسرحاً على حساب "نظام المصلحة العربية".

أولوية الوطن على الطوائف والمذاهب

أما البُعد الثاني الذي يتم القفز فوقه في بعض النقاش، فهو المتعلق بـ"لبنان أولاً" حيال "الداخل".

ليس سراً أن "لبنان أولاً" ولد في مرحلة لبنانية إتسمت باحتدام الانقسام الطائفي والمذهبي من جهة وإتسمت بتوجه الى المماثلة بين الطوائف وأحزابها والى أولوية الطائفة والمذهب من جهة أخرى. صار الانقسام السياسي إنقساماً طائفياً مذهبياً وكيف لا يصير كذلك. صار الخلاف مع حزب خلافاً مع الطائفة أو المذهب اللذين ينتمي اليهما هذا الحزب. وصار الحزبي يختصر حزبه وطائفته ومذهبه في أي شيء بما أن الحزب هو الطائفة أو المذهب. وصارت الأولوية للطائفة والمذهب على الوطن. وإزدهر الحديث عن خصوصيات طائفية وصارت الحمايات "لـ" الطائفة أولاً و"من" طائفة أخرى ثانياً.. وعلى حساب الآخرين ثالثاً.

الدولة المدنية والمواطنة

"لبنان أولاً" حيال "الداخل" يعني إذاً أولوية لبنان على الطوائف والمذاهب "ضدّ" أولوية الطوائف والمذاهب على الوطن.

"لبنان أولاً" حيال "الداخل" يعني عدم التنصّل من مهمة بناء الدولة لصالح كل الوطن.

"لبنان أولاً" هو الترجمة الدقيقة لإتفاق الطائف. لأن إتفاق الطائف يتضمّن آليات الانتقال بلبنان الى "الدولة المدنية" التي تعطي الطوائف والمذاهب مصالحها من ناحية لكنها تؤسّس لقيامة "المجتمع المدني" ولـ"المواطن الحرّ" من ناحية ثانية. ولأن "الدولة المدنية" بحسب إتفاق الطائف تطوي صفحة "تاريخية" من الحرب الأهلية في لبنان.

"لبنان أولاً" حيال "الداخل" هو إذاً دينامية إختلاط لبناني يحتاج إليها إتفاق الطائف لتطبيقه.

رفيق الحريري الطائف ـ سعد الحريري الدينامية

من هنا، فإن بعض النقاش حول "لبنان أولاً" أخطأ مرّتَين. مردة في قراءته إنعزالاً في بُعده حيال "الخارج"، في حين أنه تجسيد لانتماء حرّ مستقلّ الى المصلحة والمحصّلة العربيّتَين مع أخذ التجربة اللبنانية المريرة في الاعتبار. ومرة ثانية إذ تجاهل بُعد هذا الشعار حيال "الداخل".

ووفقاً لكل المعاني السابقة، فإن الإنصاف التاريخي يستوجب القول إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري بنى إتفاق الطائف وإن وريثه الرئيس سعد الحريري قدّم ويقدّم بالشعار الذي يتبنّاه "العنوان المفتاح" لتطبيق إتفاق الطائف. لا بل إن الإنصاف يقتضي القول إن "لبنان أولاً" أكثر من شعار.. إنه "فلسفة" و"ثقافة" حول الكيان وفيه.

 

سبحان الذي...

فيصل سلمان

المستقبل - الاثنين 7 أيلول 2009 - منذ تكليفه تشكيل ورئاسة الحكومة العتيدة، جال النائب سعد الحريري فالتقى جميع القادة السياسيين ومعظم القادة الروحيين.

لم تكن العقدة خافية على أحد. كان الجميع يعرفون ان الصدام واقع لا محالة بين معسكري الأكثرية النيابية والاقلية النيابية.

اليوم، وبعد مضي نحو شهرين ونصف الشهر على التكليف، يصح التساؤل حول أسباب تلك العقدة "الظاهرة" التي يمثلها تكتل النائب ميشال عون.

لنتذكر نتائج الانتخابات النيابية ونسأل: كيف حصل "تكتل التغيير والاصلاح" على عدد النواب الذين يتشكل منهم حاليا ليصبح ثاني اكثر كتلة نيابية؟

1 ـ في جزين، دعم "حزب الله" مرشحي عون الثلاثة ففازوا (اعطي الرئيس نبيه بري مقعدا في بيروت.. ترضية).

2 ـ في بعبدا، صبّت أصوات ناخبي "حزب الله" (نحو عشرين ألف صوت) لمصلحة لائحة عون ففاز أعضاؤها الستة.

3 ـ في المتن الشمالي: يعرف الجميع أن اصوات الأرمن حسمت المعركة ففاز ستة نواب لعون.

4 ـ في كسروان ربح عون ولكن بفارق اصوات لم يتجاوز الألف وخمسمئة صوت (خمسة نواب).

5 ـ في جبيل: صبّت اصوات الشيعة ففاز ثلاثة نواب لعون.

بعد الانتخابات سارع النائب سليمان فرنجية وكتلته (اربعة نواب مع إميل رحمه) فانضموا الى التكتل، وسارع طلال ارسلان (وكتلته؟) ومن بينهم احد مرشحي "حزب الله" فانضموا ايضاً. هكذا تكوّن "تكتل التغيير والاصلاح".. سبحان الذي كوّنه. فهل، بعد هذا يكون ميشال عون هو العقدة.. ام الذي كوّنه؟

 

عون يريد "الثأر" من اتفاق الطائف والبيان الوزاري سيولّد ازمة اكثر تعقيدا من التأليف

الشرق/أسامة الزين

لا يشغل بال اللبنانيين حاليا، سوى الازمة الحكومية التي لاتزال مستمرة حتى الآن دون ان يلوح في الافق اية بادرة حل لا محليا ولا اقليميا، باستثناء ما يعلنه نواب تيار المستقبل والاكثرية من ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيلجأ الى استخدام حقه الدستوري في التأليف عبر عرض تشكيلة وزارية على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفق صيغة 5-10-15 يحصل فيها التيار الوطني الحر على 4 حقائب وحقيبة وزارة دولة من دون توزير وزير الاتصالات الحالي جبران باسيل.

 > عون لن يتنازل

 حتى اللحظة، يستمر الرئيس المكلف بإجراء اتصالاته، وسط اصرار العماد ميشال عون على مطالبه، وتقول مصادره بأنه غير مستعد لتقديم اي تنازل بعد الآن، ولا يرى اي مشكلة في عدم مشاركته في الحكومة، وبقائه في صفوف المعارضة، ملوحا بأوراق عديدة يستطيع تحريكها عند الحاجة، كالتحركات المطلبية في الثانويات والجامعات والنقابات.

 الحقيقة ان عون وخلال الاتصالات التي جرت معه، لم يقف عند حدود المطالبة بالحقائب الخمس، بل طالب بالاتفاق مسبقا على بعض الخطوط العامة للبيان الوزاري، وطلب التزاما من الاكثرية بالموافقة على تعديل الدستور، لجهة تعديل اتفاق الطائف لاعادة بعض صلاحيات رئيس الجمهورية التي انتزعها هذا الاتفاق منه، وتقليص صلاحيات رئاسة الحكومة والوزراء، كما سأل عن الخطة الاصلاحية التي تنوي الحكومة اعتمادها لتطهير الادارة، والتزام الاكثرية بعدم تخصيص بعض القطاعات مع الموافقة على خصخصة بعض القطاعات.

 بمعنى آخر، ان العماد عون يريد تعديل اتفاق الطائف، في عهد الحكومة الحالية، ولن يشارك في اية تشكيلة ما لم يحصل على تعهد وضمانات حول هذا الموضوع.

 > الازمة الكبيرة

 وادى هذا الطرح الى ازمة كبيرة، فاللقاء الديموقراطي، يعتبر ان الوقت غير مناسب الآن للبحث في اي تعديل للطائف، خصوصاً صلاحيات رئيس الجمهورية (تصريح للنائب ايلي عون في مقابلة مع جريدة «الشرق») وتيار المستقبل اكد وبوضوح انه ليس في وارد الموافقة على تعديل الطائف باستثناء بعض البنود، ولكن عندما يحين الوقت. اما القوات اللبنانية واحزاب الكتائب والاحرار والكتلة الوطنية وحتى بكركي، وان كانوا جميعا مع اعادة بعض الصلاحيات الى الموقع الماروني الاول، لكنهم يرون ان هذا الموضوع، وعلى اهميته للموارنة، لا يمكن طرحه الا بالاتفاق والتوافق مع جميع الكتل خصوصاً وان الحرب الاهلية خاضها الطرف الآخر تحت شعار الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية المطلقة والتي كان ينص عليها دستور ما قبل الطائف.

 حتى، ان رئيس المجلس نبيه بري الذي شاركت حركته في المعارك، لا يستطيع مجاراة العماد عون في مطلبه تعديل الطائف. كما ان «حزب الله» الذي سبق وطالب بالتعديل عاد وعلى لسان نواب ليعلنوا انهم جميعا تحت سقف الطائف.

 المشكلة الاساسية هنا. لقد اراد عون بالحقيقة، احراج الرئيس المكلف، كما اراد في مكان ما احراج حلفائه، اذ ان هؤلاء لا يستطيعون ولا يريدون الاشتراك في الحكومة بدونه لاسباب كثيرة، فهو بالنسبة اليهم الغطاء المسيحي الضروري لهم.

 < العماد معارض بطبعه

 العماد عون معارض بطبعه، يهوى المعارضة، كما ان الطائف ذو الجوانب الاقليمية والدولية حرمه من رئاسة الجمهورية بل واخرجه من بعبدا الى السفارة الفرنسية ومن ثم الى المنفى وهو بحاجة الى شعار، يكسبه الرأي العام المسيحي والماروني تحديدا.

 على ضوء ذلك، فإن الازمة الحكومية التي توقعها الجميع قبل اجراء الانتخابات، تزداد تعقيدا مع مرور الوقت، وحتى لو وافق التيار الوطني على المشاركة في الحكومة، فإن البيان الوزاري، هو مشكلة اخرى قد تكون اكثر تعقيدا من الحكومة نفسها.

 

العجائب والغرائب في التركيبة الحكومية

 الشرق/عوني الكعكي

المثل الشعبي يقول "الصحيح ما تقسم، والمقسوم ما تاكل، وكلْ حتى تشبع"، وهذه المعادلة الشعبية تحمل فلسفة خاصة مهمة للغاية، وفي كثير من الأحايين يمكن تطبيقها في السياسة والاقتصاد، وحتى في الأمور العادية.

 .. واستدراكاً، فإن التركيبة الحكومية في لبنان، في هذه المرحلة، تحمل في طياتها عجائب وغرائب، خصوصاً لجهة إصرار البعض في المعارضة على توزير الراسبين في الانتخابات، وعندما تطرح الاكثرية حكومة ائتلاف وطني تقول الاقلية مرحّبة.. نعم سنشارك، ولكن بشروطنا التعجيزية.

 .. النعم المشروطة التي تقولها الاقلية يتم استتباعها بخطب وتصريحات وتصرفات مختلفة، وكلٌ حسب اسلوبه، ويفهم منها في النتيجة إصدار إشارات الى الاكثرية مفادها "اذا لم توافقوا على شروطنا فعليكم مواجهة 7 ايار جديد"، هذا هو المضمون الحقيقي لما قيل ويقال، والشروط التعجيزية تأتي في هذا الإطار تماماً.

 ميشال عون، هو واجهة كل العراقيل، يريد في الحكومة خمسة وزراء مسيحيين، منهم أربعة من الطائفة المارونية الكريمة، وهذا الطرح يعني أن الاكثرية لا يبقى لها شيء، ورئيس الجمهورية كذلك، وهذه مكابرة تنم عن رغبة دفينة في إلغاء نتائج الانتخابات، والانكى انها إهانة مباشرة الى كل لبناني ذهب واقترع في إطار قناعاته.

 .. ونأتي الى توزير الراسبين، وعلى رأسهم جبران باسيل، والذي اختصر ميشال عون من خلاله كل لبنان، وحوّله الى قضية، ولو افترضنا جدلاً، لا سمح الله، ان الاكثرية وافقت على مثل هذا التوزير، فماذا يمكن القول على سبيل المثال لا الحصر للنائب بطرس حرب، الذي حقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات، وبالتالي، ماذا يمكن القول للذين لم يحالفهم الحظ في دوائر كسروان وزغرتا وبعبدا، وهم خسروا بفارق بسيط جداً.

 .. وبعدها، تصوّر لنا المعارضة أن التشكيلة الحكومية لا بد لها من أن تنتظر اتفاقاً وتوافقاً دوليين، والحقيقة انه إذا صح هذا الكلام فإن المعارضة هي التي نفذت سياسات إقليمية، ورهنت إرادتها للخارج، وعلى رأسه ايران، والتي يتأكد يوماً بعد يوم انها تقف وراء التعطيل لتحسين شروط التفاوض في ملفها النووي.

 في مطلق الاحوال، فعلى قاعدة المثل القائل "اشتدي ازمة تنفرجي" فإننا نميل الى التفاؤل، خصوصاً أن حكمة وشجاعة وصبر الرئيس المكلف سعد الحريري سيكون لها مفاعيل ونتائج ايجابية للغاية، وأنه بالتعاون مع رئيس الجمهورية سيجد المخارج اللازمة كي ترى الحكومة النور في وقت نتمنى ألا يكون بعيداً، وسيكون على اللبنانيين ألا يقسموا الصحيح ولا يأكلوا المقسوم، وسيلتفون حول الحكومة المقبلة، والتي ستكون واعدة على الصعد كافة.