المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 08 أيلول/2009

 

إنجيل القدّيس لوقا .10-5:17

وقالَ الرُّسُلُ لِلرَّبّ: «زِدْنا إِيمانًا» فقالَ الرَّبّ: «إِذا كانَ لَكم إِيمانٌ بِمقْدارِ حَبَّةِ خَردَل، قُلتُم لِهذِه التُّوتَة: اِنقَلِعي وَانغَرِسي في البَحر، فَأَطاعَتْكم. مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! أَلا يَقولُ له: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذلِكَ وتَشرَب. أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِمِ أَنَّه فعَلَ ما أُمِرَ به؟ وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه».

 

الحريري يقدم لسليمان تشكيلة حكومة وحدة تراعي التوازن وتحترم نتائج الانتخابات

 التاريخ: ٧ ايلول ٢٠٠٩/المصدر:موقع تيار المستقبل

قدم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تشكيلة حكومة وحدة وطنية تضم 30 وزيرا على أساس صيغة 15-10-5 "تراعي التوازن وتحترم نتائج الانتخابات وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب" وتكون منسجمة. واعلن الحريري ان سليمان أبلغه أنه سيدرس التشكيلة من أجل اتخاذ قرار التوقيع على مرسوم التشكيل او عدمه.

وقال الحريري بعد زيارته سليمان في المقر الصيفي للقصر الجمهوري في بيت الدين: "بعد الاستشارات النيابية الملزمة حسب الدستور، وبعد 70 يوماً من المشاورات والنقاش المستفيضة مع الجميع، وبناء على دستور الجمهورية، تقدمّت من فخامة رئيس الجمهورية بتشكيلة لحكومة وحدة وطنية من 30 وزيراً، على أساس صيغة 15-10-5، تضم جميع الكتل النيابية الرئيسية وتراعي التوازن في ما بينها". وشدد على ان "هذه التشكيلة تحترم نتائج الانتخابات النيابية التي تمثل أساس نظامنا الديمقراطي وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب، كما تراعي ضرورة الانسجام ضمن الفريق الحكومي لتكون الحكومة انجاز وطني، وحكومة مشاركة بكل ما للكلمة من معنى، في خدمة المواطنين وقضاياهم، وفي خدمة الوطن وحمايته، وفي حفظ الاستقرار والأمن واطلاق عجلة الاقتصاد". وأكد ان الرئيس سليمان "أبلغني انه سيقوم بدرس التشكيلة التي قدمتها ليتخذ قراره إذا كان سيوقع مرسوم التشكيل حسب الأصول الدستورية، وبناءً عليه فأنا بانتظار جوابه". وكان سليمان عرض مع وزير الدولة نسيب لحود الأوضاع الراهنة والاتصالات الجارية في شأن تأليف الحكومة الجديدة. والتقى عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب روبير غانم الذي لفت بعد اللقاء، الى أنه "لمس من سليمان حرص على الصلاحيات التي يتمتع بها هو والرئيس المكلف، وعلى مسؤوليته في المحافظة على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية في البلاد". كما عرض مع النائب أغوب بقرادونيان الشأن الحكومي والتطورات السياسية.

 

الحريري يقدم تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية وفق صيغة 15-10-5 

موقع قناة المنار - محمد عبد الله 

07/09/2009 هل دخلت الاوضاع السياسية في لبنان منعطفاً جديداً مع اعلان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الدين الحريري عن تشكيلته الحكومية التي قدمها لرئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان وذلك قبل التوافق عليها مع اركان المعارضة؟ فقد اعلن الرئيس المكلف سعد الحريري انه قدم اليوم تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة بصيغة 15-10-5 ومؤلفة من 30 وزيراً مشيراً الى ان التشكيلة تعتمد مبدأ المداورة في الحقائب وتراعي التوازن وتحترم نتائج الانتخابات النيابية. وقال الحريري في مؤتمر صحافي بعيد تقديم التشكيلة للرئيس من بيت الدين: "تقدمت من الرئيس بتشكيلة حكومة وحدة من 30 وزيراً على أساس صيغة 15+10+5 تضم جميع الكتل النيابية الرئيسية وتراعي التوازن وتحترم نتائج الانتخابات وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب وتراعي ضرورة الانسجام ضمن الفريق الحكومي". واشار الحريري ان الرئيس سليمان ابلغه انه سيقوم بدرس التشكيلة التي قدمها ليدرس على أساس هذه التشكيلة قراره إذا كان سيوقع مرسوم التشكيل، حسب قوله.

 الحريري كان اجتمع عصر امس بوزير الاتصالات جبران باسيل في بيت الوسط انتهى دون اي جديد بعدما استمر حوالي ساعة غادر بعدها باسيل دون الادلاء بأي تصريح. ونقل عنه قوله ان المباحثات مع الحريري كطواحين الهواء بدون اي نتيجة ، ومساء التقى الحريري في قريطم كلا من رئيس حزب الكتائب امين الجميل ثم رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معهم التطورات المتعلقة بتشكيل الحكومة.

هذا واوفد النائب جنبلاط اليوم النائب اكرم شهيب الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور النائب علي حسن خليل. وتناول البحث المستجدات الطارئة في ملف تشكيل الحكومة الجديدة ثم التقى الرئيس بري وزير الاتصالات جبران باسيل في حضور النائب الخليل.

وكانت صحيفة السفير قد نقلت عن اوساط مقربة من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عزمه تقديم تشكيلته الحكومية للرئيس ميشال سليمان "وفق أكبر قدر ممكن من التوافق" رغم عدم التوصل بعد الى اتفاق مع المعارضة. و اشارت هذه الاوساط الى أن ما دفع الحريري الى هذا القرار هو قرب سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، خصوصا ان الاخير كان قد طالب بتاليف الحكومة قبل سفره. و ربطت ايضا بين الخطوة المرتقبة للحريري و الانباء عن امكان تحرك الهيئات الاقتصادية احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية "رغبة منه في وضع الجميع امام مسؤولياتهم". و اكدت ان التشكيلة ستعتمد الصيغة التي تم الاتفاق عليها مع المعارضة و التي تعطي الموالاة 15 وزيرا على ان يكون للمعارضة عشر وزراء و خمسة وزراء لرئيس الجمهورية. ونفت ان تكون الصيغة قد وضعت لاحراج احد خصوصا "انها تلبي مطالب حركة امل و حزب الله و 85 بالمئة من مطالب رئيس تكتل التغيير و الاصلاح العماد ميشال عون". و قالت الاوساط انه "اذا رفضت المعارضة خطوة الحريري فهذا يعني سقوط ورقة التوت عنها و انكشاف نيتها في عدم تشكيل الحكومة". في المقابل نقلت السفير عن "مصدر قيادي بارز في المعارضة تحذيره الى ان هكذا خطوة قد تقود الحريري الى اللاحكومة". و اعتبر المصدر ان " التوافق المسبق هو المعبر الإلزامي لتشكيل الحكومة سواء على مستوى التركيبة والتي تم التفاهم عليها او على مستوى التأليف".

 لقاءات الحريري.. "طواحين هواء"

وكانت سلسلة لقاءات جمعت الحريري مع ممثلين للمعارضة لم تسفر عن تقدم نحو تاليف الحكومة. فقد اعلن وزير الاتصالات جبران باسيل ان لقاءه مع الحريري امس كان "طواحين هواء"، لافتا الى ان الرئيس المكلف "يمارس الضغوط لكي يفرض علينا شروط الاستسلام و هو ما لن ينفع مع ميشال عون و لا مع التيار الوطني الحر".  واعتبر ان خطوة الحريري شبيهة بمحاولات الموالاة قبل عام لانتخاب رئيس الجمهورية بمشاركة نصف اعضاء المجلس زائد واحد و هي الخطوة التي لم تنجح بسبب رفض المعارضة لها. لقاء الحريري-باسيل تلا لقاء اخر جمع الاول مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل اعقبه لقاء بين الحريري و المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل. وكان الحريري التقى ايضا عددا من قيادات الموالاة بينهم الرئيس امين الجميل و الوزير وليد جنبلاط و قائد القوات اللبنانية سمير جعجع و بحث معهم الاوضاع العامة.  

وسبق اللقاءات افطار اقامه الحريري في قصر قريطم على شرف فاعليات و عائلات البقاع الغربي و راشيا اعلن فيه "ان من حق الفريق الآخر أن يطرح مطالبه على ان تكون منطقية" رافضا مقولة ان من حق احدهم" المطالبة بحقوقه لانها ليست حقوقا سياسية بل حقوق المواطنين الذين نمثلهم. وشدد الحريري على انه يتطلع لتشكيل " حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها القرار عند شخص واحد".

 

الرئيس سليمان عرض تطورات تشكيل الحكومة مع الرئيس المكلف

الحريري: قدمت تشكيلة حكومة وحدة وطنية على أساس 15+10+5 تضم الجميع وتراعي التوازن ونتائج الانتخابات وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب

الرئيس سليمان استقبل الوزيرين لحود وبارود والنائبين غانم وبقرادونيان وبحث مع النائب حسن خليل في ما آلت اليه الاتصالات المتعلقة بالشأن الحكومي

وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بيت الدين بعد ظهر اليوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وتم التشاور في موضوع مشروع التشكيلة الحكومية في ضوء الاستشارات النيابية التي أجريت وفقا لأحكام الدستور. وبعد الاجتماع الذي دام قرابة الساعة أدلى رئيس الحكومة المكلف بالتصريح الآتي:

" شرفني فخامة رئيس الجمهورية بتكليفي تشكيل الحكومة الأولى بعد الانتخابات النيابية بناء على الاستشارات النيابية الملزمة حسب الدستور، وبعد سبعين يوما من المشاورات والنقاش المستفيض مع الجميع وبناء على دستور الجمهورية، تقدمت من فخامة رئيس الجمهورية بتشكيلة لحكومة وحدة وطنية من ثلاثين وزيرا على أساس صيغة 15-10-5 تضم جميع الكتل النيابية الرئيسية وتراعي التوازن في ما بينها". اضاف: "وهذه التشكيلة تحترم نتائج الانتخابات النيبابية التي تمثل أساس نظامنا الديموقراطي وتعتمد مبدأ المداورة في الحقائب، كما تراعي ضرورة الانسجام ضمن الفريق الحكومي لتكون الحكومة حكومة إنجاز وطني وحكومة مشاركة بكل معنى الكلمة في خدمة المواطنين وقضاياهم، في خدمة الوطن وحمايته، في حفظ الاستقرار والأمن وفي إطلاق عجلة الاقتصاد". وختم: " وقد ابلغني فخامة رئيس الجمهورية أنه سيقوم بدرس التشكيلة ليأخذ قراره بشأن توقيع مرسوم تشكيل الحكومة حسب الأصول الدستورية، وبناء عليه فأنا بانتظار جوابه".

الوزير بارود

واستقبل الرئيس سليمان بعد ذلك وزير الداخلية والبلديات زياد بارود وعرض معه للأوضاع الأمنية وعمل وزارته.

النائب حسن خليل

وعصرا استقبل الرئيس سليمان النائب علي حسن خليل وعرض معه آخر التطورات والاتصالات السياسية المتعلقة بالشأن الحكومي.

الوزير لحود

وكان الرئيس سليمان عرض مع وزير الدولة نسيب لحود الأوضاع الراهنة والاتصالات الجارية في شأن تأليف الحكومة الجديدة.

النائبان غانم وبقرادونيان

كذلك، تناول رئيس الجمهورية مع كل من النائبين روبير غانم وأغوب بقرادونيان الشأن الحكومي والتطورات السياسية.

الوزير السابق الضاهر

وزار المقر الرئاسي الصيفي الوزير السابق ابراهيم الضاهر الذي بحث مع الرئيس سليمان في الشؤون السياسية المطروحة.

الوزير السابق قطار

ومن زوار بيت الدين ايضا الوزير السابق دميانوس قطار.

 

بيان مشترك ل "التغيير والإصلاح" و"المردة" والطاشناق و"الديموقراطي" علق على تقديم الرئيس المكلف التشكيلة الحكومية الى رئيس الجمهورية:

فرض الحقائب والأسماء علينا ضرب للديموقراطية والاصول الدستورية ومبادىء الوحدة

نرفض الأمر شكلا ومضمونا ونؤكد ثقتنا بالرئيس سليمان وحرصه على عدم تعميق الانقسام

وطنية - أصدر تكتل "التغيير والإصلاح" بمشاركة "التيار الوطني الحر" وتيار "المردة" وحزب الطاشناق والحزب "الديموقراطي اللبناني" بيانا جاء فيه:

"يرى التكتل أن ما قام به النائب المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من رفع مرسوم تأليف الحكومة الى رئيس الجمهورية، وفرض الحقائب والأسماء على الحصة العائدة الى التكتل فيها، من دون أخذ موافقته عليها، أمر خارج عن المبادىء الديموقراطية والأصول الدستورية المعتمدة والأعراف المتبعة في تأليف الحكومات ما قبل إتفاق الطائف وما بعده، وهو ضرب للديموقراطية اللبنانية ومبادىء الوحدة الوطنية والتوافق والشراكة. إن التكتل إذ يرفض هذا الأمر، شكلا ومضمونا، لا يمكنه أن يقبل التعاطي مع هذه الصيغة كأمر واقع، ويرفض من ناحية المبدأ أي نقاش في شأنها. ويدعو الشخصيات الواردة أسماؤها فيها والمحسوبة عليه الى المبادرة، كل بشخصه، برفض المشاركة فيها. ويتوجه التكتل، حيال هذا التجاوز الفاضح للأعراف والتقاليد اللبنانية، الى رئيس الجمهورية حامي الدستور ووحدة البلاد، معربا عن ثقته بدوره وضمانته لهذا الدستور واحترام مبادىء تطبيقه، وكذلك بحرصه على وحدة اللبنانيين وعدم تعميق الإنقسامات في ما بينهم".

 

أوساط "حزب الله" و"أمل": رئيس الجمهورية طمأن "الخليلين" إلى أنه يعتبر التشكيلة الحكومية مسودة اقتراح لا تزال في طور النقاش

لبنان الآن/موسى عاصي ، الاثنين 7 أيلول 2009

على خلاف التصعيد الذي واجه به "التيار الوطني الحر" التشكيلة الحكومية التي اقترحها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس الجمهورية، بدا طرفا المعارضة الشيعييان "حركة امل" و"حزب الله" أكثر هدوءًاً من دون ان يعني ذلك اختلافًاً في وجهات النظر مع التيار العوني في التعاطي مع مستجدات تشكيل الحكومة، بل على العكس، "لأن ما حصل ليس له اي تداعيات ولن يكتب له النجاح"، حسبما ترى مصادر رفيعة في الفريقين الشيعيين في المعارضة.

وفي هذا السياق، تقول أوساط مقربة من "حزب الله" وحركة "امل" إن اللقائين الذين عقدا في بيت الدين بين رئيس الجمهورية وكل من المعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل "عمدا إلى إطفاء الكرة الملتهبة التي انتجتها التشكيلة الحكومية المقترحة من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري"، مؤكدة أن "رئيس الجمهورية طمأن "الخليلين" إلى أنه يعتبر التشكيلة التي قدمها الحريري مسودة اقتراح وانها لا تزال في طور الاعداد والنقاش ولم تصل الى شكلها النهائي بعد".

وإذ تنقل تأكيد "رئيس الجمهورية أنه لن يوقع أي تشكيلة طالما هناك طرف واحد من القوى السياسية المتمثلة في المجلس النيابي اليوم غير موافقة عليها، لأن ذلك هو اساس مبدأ حكومة الوحدة الوطنية"، اعتبرت أوساط "حزب الله" "وأمل" أن خطوة الرئيس المكلف "لم تقدم ولم تؤخر عملياً في مجريات الامور على صعيد مرحلة التأليف التي لا تزال في نقطة الصفر"، ناصحةً الرئيس المكلف سعد الحريري بـ"العودة الى منطق التشاور مع الاطرف المختلفة والى فحوى المشاورات التي جرت خلال الاسابيع الماضية مع ممثلي المعارضة بعيدًا عن نصائح الفريق المقرب منه".

 

ثلاثة نواب حاليين من "حزب الله" من بين عملاء صلاح عز الدين 

موقع 14 آذار / ٧ ايلول ٢٠٠٩

  ذكر مسؤولون في حزب الله لـ"المؤسسة اللبنانية للارسال" ان صلاح عز الدين أساء معنوياً إلى مسؤولين في الحزب بعدما أوهم الناس أنه يعمل معهم، لافتين الى أن قيادات في الحزب لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة كانوا من بين الذين فقدوا أموالاً معه ومن بينهم ثلاثة من نواب الحاليين وان الشيخ نعيم قاسم والحاج وفيق صفا ليسا من بينهم.

واكد المسؤولون ان إلاساءة الاكبر وهي الإساءة المادية التي لحقت بالناس الذين أودعوا أموالهم لديه، وقدروا حجم الكتلة المالية التي كان يتداول بها عز الدين ووسيطه مع الأهالي في الجنوب يوسف فاعور ب 450 مليون دولار تبخر منها 350 مليون دولار علما ان تحقيقات القضاء اللبناني لم تتمكن بعد من تحديد كيفية تبخرها وأن جل ما أمكن مصادرته من أموال نقدية وممتلكات لعز الدين لم يتجاوز ال7 ملايين دولار. 

 

السفير السعودي عاد إلى بيروت

وطنية - عاد السفير السعودي علي عوض العسيري إلى بيروت مساء اليوم، آتيا من الرياض، بعد زيارة استمرت أياما.

 

الرئيس الجميل ثمن خطوة الرئيس المكلف وتمنى ولادة الحكومة قريبا: إطالة أمد الأزمة يشكل استنزافا لموقع رئاسة الجمهورية ولدور الرئيس المكلف

مطالبة المعارضة بحكومة شراكة تغطية للاستيلاء على السلطة والغاء نتائج الانتخابات

وطنية - ثمن رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل الخطوة التي اقدم عليها الرئيس المكلف سعد الحريري في تقديم التشكيلة الحكومية الى رئيس الجمهورية، معتبرا ان "اطالة امد الأزمة يعني استنزافا لموقع رئاسة الجمهورية ولدور الرئيس المكلف ويترك البلد من دون سلطة تنفيذية فاعلة تواجه الاستحقاقات الداهمة التي تتهدده وعلى رأسها التوطين".

واعتبر الرئيس الجميل في خلال مؤتمر صحافي عقده قبل اجتماع المكتب السياسي والمجلس المركزي الكتائبيين في البيت المركزي في الصيفي، ان "هنالك محاولات جارية من قبل فريق 8 آذار لإلغاء نتائج الانتخابات ومعها الانجازات التي تحققت منذ انتفاضة الاستقلال"، متسائلا عن "مغزى المطالبة بالحقائب الأساسية التي تعتبر من حصة رئيس الجمهورية وبتلك التي تعتبر مفصلية في موضوع الأمن اكانت وزراة الداخلية او التنصت غير انها تهدف الى الاستيلاء على الوزارات المفصلية في الحكومة بغية تمرير مشروع حزب الله".

زيارة البرازيل

استهل الرئيس الجميل الاجتماع بالترحيب بالنائب الثالث للرئيس في بلاد الاغتراب توفيق سويد، مستغلا الفرصة للتنوية بالزيارة التي قام بها الى ساو باولو لتدشين ساحة الوزير الشهيد بيار الجميل التي جاءت بسعي من بلدية ساو باولو وقسم الكتائب ومقاطعة اميركا اللاتينية.

وقال الرئيس الجميل: "ان مغزى هذه الخطوة يكمن في التأكيد على رمزية شهادة بيار وجميع شهدائنا وهي تقدير لمعنى تضحياتهم التي قدموها للانسان الحر والقيم والمقدسات التي تتجاوز ارض لبنان ومساحة ال 10452 وكل الحدود".

واهدى الرئيس الجميل هذه المبادرة الى "كل لبنان والمقاومة اللبنانية".

تشكيل الحكومة

وفي ما يتعلق بتشكيل الحكومة، تمنى الرئيس الجميل "ان تبصر الحكومة النور في أقرب وقت ممكن لأن في المماطلة استنزاف لرئاسة الجمهورية ولدور رئيس الحكومة المكلف ويشكل الغاء لانتخابات 2009 ولكل المسار الديمقراطي وهو انقلاب على ثورة الارز، وكأن بالبعض يريد ان يمحو كل الانجازات التي تحققت منذ العام 2005".

وقال: "ان الفراغ يشكل خطرا على البلاد ويتركه غير محصن في وجه الاستحقاقات المصيرية التي قد تهب عليه من الخارج".

وتساءل عن "سبب وضع شروط غير مقبولة أمام تأليف الحكومة"، مشيرا الى ان "المعارضة طالبت بحكومة شراكة كتغطية للاستيلاء على السلطة". واستغرب الرئيس الجميل المطالبة بوزارة الداخلية، مشيرا الى انها "انتقاص من دور رئيس الجمهورية اذ ان انتزاعها من يده يعيق تحركه ويمنعه من الامساك بأمن البلد".

كما توقف أمام المطالبة بوزارة الاتصالات "التي تعتبر ذات اهمية كبيرة من حيث توفير المعلومات والتنصت"، وقال: "لا ننسى ان هذا الموضوع كان وراء قيام انقلاب السابع من أيار المأسوي وله تأثير كبير في التحقيقات الخاصة بالمحكمة الدولية".

واستغرب الرئيس الجميل "مبدأ تكريس الوزارات لشخصيات واطراف وجعلها حكرا على طوائف واحزاب"، معتبرا ان "الشرط الأساس لتفعيل دور الوزارات هو المداورة والتجديد".

الدور المسيحي

وأسف "أن يدعي بعضهم تعزيز الدور المسيحي في الدولة من خلال وضعه شروطا تعجيزية لمشاركته في الحكومة في حين ان هذه الشروط ليست سوى غطاء لتمرير مشروع 8 اذار بقيادة حزب الله"، متسائلا عن "مغزى التمسك بتوزير الراسبين من قبل من كان يعتبر هذا الأمر مرفوضا عام 2005، مبديا اسفه "لأن يكون موقف مسيحيي 8 آذار يتجاوز مصلحة الوطن والمسيحيين".

الاستحقاقات والتوطين

وإذ قال الرئيس الجميل: "اننا بأمس الحاجة الى رص الصفوف ومواجهة كل الاستحقاقات"، تخوف من "تغييب الدولة وتعطيل قدرتها على الدفاع عن لبنان في مواجهة المخاطر لا سيما التوطين، كما ان هنالك عواصف قادمة من ايران نتيجة ازمتها النووية والمحكمة وما يمكن ان يصدر عنها اضافة الى الحركات الاصولية".

وختم متمنيا "ان تسهل كل الاطراف اللبنانية مهمة الرئيس المكلف"، معتبرا ان "من مصلحة لبنان واللبنانيين وكل المسيحيين أن تشكل حكومة بأسرع وقت وأن تضع جانبا الخلافات لتحصين لبنان وهذا ما لا يمكن ان يحصل في غياب المؤسسات والدولة".

 

العماد عون في حديث اذاعي: هناك محاولة سطو مستمر على حقوقنا

نريد أن تتألف الحكومة الآن وليس غدا ولكن يجب احترام الأوزان السياسية

المطلوب من وزراء تكتل "التغيير" ممن ستتم تسميتهم الاستقالة الفورية

وطنية - علق رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في حديث الى اذاعة "صوت المدى" على تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيلته الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم. فقال: "إن ما تلقيناه اليوم من أخبار يدل الى أن السيد سعد الدين الحريري لا يريد تأليف حكومة بل يريد التسلية واللعب بالتركيبة الوزارية وفق مزاجه".

وأكد العماد عون أنه "لن يقبل بتغيير المبادئ الديموقراطية التي ترتكز عليها العلاقات بين الأحزاب ورئاسة الوزراء"، معتبرا ان "الاعتداء على هذه المبادئ يجعلنا أمام محاولة مستحيلة إذ لا يجوز لأحد أن يسمي وزراء حزب يشارك في الحكومة، فتسمية الوزراء تعني أن هناك خروجا عن المبادئ الديموقراطية، وإرادة فرض وزرائه عليه".

وتابع: "أما لجهة الناحية الثانية وهي توزيع الوزارات، فلا يمكن القبول بوزارات مرفوضة، وإذا أراد (الرئيس المكلف) الحريري أن يخلق تقليدا جديدا فليفتش عن غيرنا ليؤلف الحكومة معه، وفي مطلق الأحوال المطلوب من جميع الوزراء الذين ستتم تسميتهم من حصة تكتل "التغيير والاصلاح"، المبادرة بالاستقالة الفورية من أي حكومة تصدر بأسمائهم".

وردا على سؤال عن قول الرئيس المكلف الحريري إنه قدم تشكيلة تراعي التوازن وضرورة الإنسجام ضمن الفريق الحكومي؟

أجاب: "الانسجام ضمن الفريق الحكومي يكون عندما نحترم جميعا الدستور والقوانين، فالانسجام ليس انسجاما شخصيا، بل يتم من خلال احترام مبادئ ممارسة السلطة واحترام الدستور والقوانين وليس من خلال مافيات سلطوية موجودة في كل مكان تؤمن على مصالح المشاركين في الحكومة، هذا ما يؤسس للتفاهم. أما خلاف ذلك فهو إدعاءات".

وأضاف: "ان الحكومة ليست مصاهرة ولا بناء عائلة واحدة إنما مجموعة ائتلافية ومجموعة ناس لا يشاركون في السياسة عينها لكنهم يلتقون حول الدستور والقوانين ومشاريع لمصلحة البلد". واعرب العماد عون عن اعتقاده أن "رئيس الجمهورية ميشال سليمان لن يوقع مرسوم التشكيلة الحكومية التي تسلمها من الرئيس المكلف". وقال: "ولكن نحن أيضا علينا ان نوضح موقفنا لباقي أعضاء تكتل "التغيير والاصلاح" والسياسيين الذي ينتسبون إلينا، لأننا لا نريد أن نزيد الأخطار والمواجهات بل العكس، وعندما يعرف الشخص الموقف المسبق للفريق الآخر، لا يعود يفكر في هذا المشروع". وإذ لفت الى "ادعاء فريق (الرئيس المكلف) الحريري ان مطالب التكتل تعجيزية"، أكد أن "هذه المطالب هي أقل من حقوقه، ولكن هناك محاولة سطو مستمر على هذه الحقوق منذ عشرين عاما وستتوقف، ولا يتهمنا أحد لا بالعناد ولا بالتهرب من تأليف الحكومة، نحن نريد أن تتألف الحكومة الآن وليس غدا، لكن الارادة يجب أن تكون مشتركة وتحترم التوازن والحقوق لناحية العدد والأوزان السياسية ضمن المجموعة الحكومية". وختم العماد عون مؤكدا أن "المعارضة متضامنة ولا يمكن أن تكرس الخروج عن المبادئ الأساسية التي تحكم تأليف الحكومة".

 

موقع القوات اللبنانية: "جنون العظمة" بلغ بكوادر التيار العوني حد الكفر

٧ ايلول ٢٠٠٩/  تساءل موقع القوات اللبنانية عن الاسباب التي تمنع التيار العوني من إعتماد أسماء تقديسية لتسمية التيار بدلا من ان الإسم الحالي معتبرا انه "أصبح من الملح إعادة النظر بتسمية "التيار الوطني الحر"، وربما الاجدى تسميته بـ"تيار القديسين والابرار"، اذا بلغ "جنون العظمة" بكوادره حد الكفر. فبعد إعلان الوزير جبران باسيل عبر برنامج "بكل موضوعية" من الـMTV أن "مار مارون لو عاد مجدداً على الارض لمَ استطاع تحقيق الانجازات وتقديم التضحيات التي قام بها ميشال عون"، ها هو عضو الهيئة التأسيسية في "التيار" انطوان الخوري حرب يعلن عبر برنامج "صباح العالم" من الـNBN، انه "كلبناني ماروني، أنا ماروني ليس أكثر من مار يوحنا مارون فحسب، بل أكثر من مار مارون نفسه". حقاً إنه كفر ما بعده كفر. واجدى بالافواه التي لا تنطق إلا بالقذارة أن تصمت كي لا تزيد حقارتها إنحطاطاً.  المصدر : موقع القوات اللبنانية

 

مصادر "LBC": بري يعتبر نفسه المستهدف الأول من قرار الحريري

٧ ايلول ٢٠٠٩/موقع 14 آذار/  نقل تلفزيون الـ"LBC" عن مصادر في المعارضة أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يعتبر نفسه المستهدف الاول من خطوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتقديم تشكيلة حكومية من دون اقتراح بري لاسماء وزرائه. من جهة ثانية، نقلت "LBC" عن مصادر أن النائب أكرم شهيب نقل الى بري رسالة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط.

 

العريضي غادر الى جدة 

٧ ايلول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار

غادر وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي ظهر اليوم الى جدة على متن طائرة خاصة.

 

 مكاوي ردّ على "التيار الوطني": التهويل بالحرب الأهلية مصطلح من نسج خيال مستعمليه

٧ ايلول ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار

رد المكتب الإعلامي لرئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي على بيان لجنة الدراسات في "التيار الوطني الحر" قائلاً "حماية الآثار أولوية، كذلك إعادة إعمار مخيّم نهر البارد في مواجهة "التوطين المقنع" و"التهجير المنظّمّ" أما القول بـ"التهويل بالحرب الأهلية" فمصطلح من نسج خيال مستعمليه، نحترم قرار مجلس شورى الدولة وهو موضوع مراجعة قانونية من الدولة اللبنانية". واستغرب مكاوي ردّ "لجنة الدراسات في التيار الوطني الحرّ" على التصريح الذي أدلى به عقِب لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة السبت في 2982009 فيما يتعلّق بقضية المراجعة القضائية والتي أوقف بموجبها مجلس شورى الدولة عملية طمر الآثار المكتشفة في مخيم نهر البارد مؤقتاً، ومردّ الاستغراب أنّ ردّ "لجنة الدراسات" تضمن تأويلات لم ترِد إطلاقاً في تصريح مكاوي عقِب اللّقاء، مؤكدا أن ترميم العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، والذي استُهلّ منذ العام 2005، عبر تشكيل مجلس الوزراء لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، أتى على قاعدة تأمين مصلحة الدولة العليا، أي احترام سيادة واستقلال واستقرار لبنان، وتأمين حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين عبر تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاههم، والعمل بديبلوماسية متكاملة لدعم حقّ العودة. أمّا كل تفسير آخر لمصلحة الدولة العليا فلا يعني في هذا السياق تحديداً إلاّ صاحبه.

 

المالكي يحض الأمم المتحدة على إنشاء محكمة دولية

النهار/ألحَّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس لدى المبعوث الخاص للامم المتحدة أد ملكرت على التحرك في شأن طلبه انشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في تورطهم في التفجيرات الانتحارية بشاحنات مفخخة التي شهدتها بغداد في 19 آب، كما قدم له ايجازاً عن تطور النزاع المتفاقم مع سوريا على خلفية تلك التفجيرات. وتزامن ذلك مع اطلاق العراق عملية عسكرية سميت "أسوار العراق" لضبط الحدود مع كل من ايران والسعودية وسوريا. ويريد العراق من سوريا ان تسلمه اثنين من القادة الكبار لحزب البعث العراقي المنحل يتهمهما بانهما وراء  العمليات. وطلب المالكي رسمياً من الامم المتحدة  تأليف لجنة تحقيق دولية في الاعتداءات التي أوقعت 101 قتيل ومئات الجرحى. وكان مسؤول دولي أفاد الخميس أن طلب المالكي سيوزع قريباً على الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن. وبث التلفزيون العراقي أن الخلاف مع سوريا استأثر باجتماع المالكي وملكرت. الى ذلك، أبرز نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أهمية حل المشاكل مع سوريا من طريق الحوار والديبلوماسية وتنسيق الموقف الرسمي في التعامل مع القضايا والأزمات التي تنشأ بين بلاده والدول الأخرى.

وقال في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه " من الضروري ملاحقة الملفات السياسية بموقف مشترك بين المسؤولين العراقيين". وأكد أهمية حل المشاكل مع سوريا من طريق الحوار والديبلوماسية ، معتبراً  في الوقت عينه أن وجود بعثيين  في سوريا يؤثر على الوضع العراقي. ونقل بيان عن زيباري تشديده على سعي بغداد الى "التهدئة  مع الجارة سوريا وحل المشاكل معها بالحوار"، وإن يكن أبرز أيضاً  أهمية معالجة جذور هذه المشاكل. "أسوار العراق" وكان المالكي أمر بعد التفجيرات الدموية في 19 آب، بارسال تعزيزات الى الحدود مع سوريا لدعم الاجراءات الرامية الى منع المقاتلين من التسلل الى العراق. وأفاد شرطي عراقي أن أكثر القوات الاضافية نشر في المنطقة القريبة من بلدة الحصيبة، على مسافة 320 كيلومتراً غرب بغداد، وانضمت الى مواقع المراقبة الحدودية ونقاط التفتيش، وأنه تمت زيادة عدد الدوريات. وأطلق العراق عملية عسكرية تحمل اسم "أسوار العراق" لضبط حدوده  مع سوريا والدول المجاورة تشمل نشر قوات طوارئ ورسم حدود داخلية على شكل أحزمة لاستباق العمليات المسلحة من جهة، ومحاولة الايقاع بالمتسللين قبل وصولهم الى مناطق الاختباء في المدن العراقية من جهة أخرى.

  

الآلوسي: سورية متهمة دوليا ومتورطة بالإرهاب في لبنان والعراق وأوروبا 

 العراق: تفكيك 18 شبكة إرهابية في أغسطس 

تاريخ في: 2009-09-07

 الرأي الكويتية / بغداد - من حيدر الحاج

أعلن ضابط عراقي رفيع المستوى، امس، تفكيك 18 شبكة ارهابية خلال اغسطس الماضي، تضم تنظيمات حزب البعث المنحل وفصائل اسلامية متشددة ابرزها «القاعدة» في العراق.

وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، في مؤتمر صحافي (ا ف ب) ان «جهاز مكافحة الارهاب تمكن خلال أغسطس من تدمير 18 شبكة ارهابية في عموم العراق». واوضح ان «التنظيمات تابعة لحزب البعث المنحل، ودولة العراق الاسلامية (ائتلاف بقيادة القاعدة) والمجاميع الخاصة الخارجة عن القانون (في اشارة الى الميليشيات الشيعية) والنقشبندية».

واشار الى ان القوة التي تنتشر عناصر استخباراتها في عموم البلاد «تمكنت من القبض على 66 ارهابيا خلال الشهر ذاته، بينهم عرب من جنسيات مختلفة في بغداد والموصل وديالى».

وأكد الضابط ان «العمليات طاولت تفكيك خلايا ارهابية نائمة اثر تسلم معلومات استخبارية عنهم».

وشكلت اول نواة «لجهاز مكافحة الارهاب» بعد اجتياح العراق وكانت تحمل اسم «قوة العمليات الخاصة» التي تتولى القوات الاميركية تسليحها وقيادتها. لكنها تحولت الى قوة عراقية خالصة رغم مواصلة الدعم الاميركي لها نهاية عام 2006.

وتابع ان «الجهد في اختراق هذه التنظيمات التي تم الحصول عليها من مصادرنا العراقية»، مؤكدا في الوقت ذاته «عدم تلقي اي دعم لوجستي اميركي». واضاف ان «الدول التي تتبنى الارهاب معروفة، وقد اعتقلنا عربا متورطين بجرائم كثيرة وتم التمكن من تفكيك شبكات تمويلهم التي يتلقونها من دول مجاورة للعراق، ودول اخرى». وأكد ان هذه العمليات جرت قبل تفجيرات الاربعاء الدامية التي اتهم بتنفيذها قياديون بحزب البعث مقيمون في سورية. ويدير هذا الجهاز الفريق طالب الكناني، وهو المستشار العسكري لرئيس الوزراء نوري المالكي. من ناحية ثانية، جدد العراق مطالبته اعضاء مجلس الامن، بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في التفجيرات الدموية التي استهدفت رموز السيادة (وزارتي الخارجية والمالية) الشهر الماضي، وخلفت ورائها مئات الضحايا بين قتيل وجريح وخسائر مادية كبيرة.

ودعا وزير الخارجية هوشيار زيباري، خلال تسلمه اوراق اعتماد سفير فرنسا الجديد بوريس بوالان، فرنسا وبقية أعضاء مجلس الأمن الى فهم ودعم طلب العراق، تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية حول تفجيرات الأربعاء الدامي في بغداد، مثنيا على مواقف فرنسا في أدانة التفجيرات واستقبالها عدد من ضحايا جرحى الانفجارات في مستشفياتها.

وفي السياق ذاته، دعا النائب مثال الآلوسي، الأحزاب والقوى السياسية، ومجلس النواب ومؤسسات الدولة كافة، «الى رص الصف الوطني أزاء الأخطار التي يتعرض لها العراق»، مطالبا بـ«موقف شعبي ورسمي موحد داعم للحكومة في مواجهة التحديات الارهابية». وقال الأمين العام لحزب «الامة العراقية» امام حشد جماهير في مقر حزبه في بغداد: «عندما يذبح العراق لا يمكن الا أن نقف موقفا وطنيا موحدا، والمحكمة الدولية هي السلاح الرادع للارهاب، ولها قوة تجريم المجرمين»، مؤكدا ان «سورية متهمة دوليا ومتورطة بالارهاب في لبنان والعراق واوروبا». وكان العراق طلب رسميا من مجلس الامن فتح تحقيق في التفجيرات التي استهدفت الخارجية والمالية، في رسالة وجهها رئيس الوزراء نوري المالكي الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومجلس الامن.

 

غموض عمليات عز الدين يضيّع التحقيق

 التاريخ: ٧ ايلول ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

استبعدت مصادر مصرفية واسعة الإطلاع، أن تؤدي قضية رجل الأعمال صلاح عزالدين وشركائه الى الكشف عن كل تفاصيلها،ما لم يتيسر للقضاء الذي باتت القضية في عهدته، الإلمام الدقيق بكل تفاصيل العمليات التي كان يقوم بها هؤلاء. الأمر الذي يفرض إسقاط التحفظات السياسية اللصيقة بهذه القضية تبعا للعلاقة القوية التي تربط أركانها بـ " حزب الله ". وهو ما لم يحصل حتى الآن. وبينما جددت المصادر نفسها نفيها أن تكون لعزالدين حسابات مدينة في المصارف اللبنانية، وهو ما كان مصدر مسؤول في مصرف لبنان أكده في وقت سابق لـ " موقع المستقبل الإلكتروني "،علم أن شركة المستثمر، ورأسمالها نحو 5 ملايين دولار أميركي، وهي شركة مالية حديثة العهد، يملكها عز الدين مع شركاء من بينهم علي ج، كانت إحدى القنوات لإتمام العمليات المالية. وبحسب المصادر أن الشركة قامت بإصدار صكوك إسلامية قيمتها 50 مليون دولار أميركي وغطيت بالكامل. وفي المعلومات، أن الشركة سددت بطلب من مصرف لبنان ديونها،وأخطرتها هيئة مكافحة تبييض الأموال بوجوب موافاتها بمعلومات عن أنشطتها ووضعها المالي. وكشفت المصادر المصرفية بعض الأساليب التي استخدمها عزالدين. إذ كان يحرر شيكات مؤجلة الدفع يراوح استحقاقها بين شهر وثلاثة أشهر لقاء الأموال النقدية التي كان يحصل عليها من زبائنه في مقابل الفوائد العالية، أو عوائد مرابحة في استثمارات على الطريقة الإسلامية.

وفي الغالب الأعم لم تكن تلك الشيكات تحصّل حين استحقاقها. وكانت تجدد مع عوائدها وفوائدها الى آجال لاحقة بشيكات جديدة. أما حين طلب الزبون عدم تجديد استثماره فيحصل عليه من توظيفات جديدة لديه. مع ذلك - بحسب المصادر نفسها - تزدحم شكوك، وتتفرع أسئلة. أقلها أن أسلوب الدفع المؤجل الممنوع قانونا في لبنان ( بعض المصارف يتساهل تبعا للثقة بالعميل وملاءته) من خلال سحب الشيك القديم، والحصول على آخر جديد، يفرض أن يكون في حوزة مدير الإستثمار كمية كبيرة من دفاتر الشيكات قبل أن تعود الشيكات الى المصارف. والمصرف المعني في مثل هذه الحالة يتوقف عن إعطاء الشيكات الجديدة طالما أن القديمة لم تستهلك. ومآلها النهائي مباشرة أو من طريق المقاصة الى المصرف المصدر. هناك مسؤولية ما في هذا المجال. ثم،كيف يمكن إسقاط احتمال أن يلجأ بعض من الزبائن الى تحصيل شيكاتهم حين استحقاقها من دون العودة الى الساحب ليعود الأخير الى تجديدها باستحقاق مؤجل؟ بحسب المعلومات لم ترد المصارف شيكات لعزالدين. ولو حصل لانكشفت القضية في وقت مبكر، مهما بلغت آلية الضبط في هذا المجال. فالزبائن بالمئات أو بالآلاف كما يتردد. ثمة سؤال آخر بالغ الأهمية: هل يعقل ألا تكون لعزالدين حسابات دائنة تذكر في المصارف، وهو يعمل بمئات الملايين؟ فإذا كان "مولعا بالنقد"، هل كان يحصل على الأموال نقداً أيضا ؟

 

تفليسة "الحاج صلاح": كن مع المقاومة وافعل ما شئت 

العصب المذهبي والمقاومة والفوائد العالية وسائل لجذب الاموال

الفوضى والفلتان المالي لا يشكلان مكسبا للمقاومة ولا لمجتمعها

٧ ايلول ٢٠٠٩ /علي الامين/البلد 

لم يصدر حتى الآن اي بيان رسمي عن حزب الله ينفي فيه وجود اي علاقة له بنشاطات رجل الاعمال صلاح عز الدين التجارية والمالية، فبعد اعلان الاخير افلاسه بدأت تداعيات هذا الاعلان داخل الطائفة الشيعية، ولم تقتصر على الذين خسروا كل ما اودعوه في محفظة عزالدين، بل تعدتها الى دوائر اوسع نظرت الى ما جرى باعتباره ازمة تتجاوز البعد المالي او التجاري الى البعد السياسي والاخلاقي، اي مسؤولية النخبة الشيعية الحاكمة دينيا وسياسيا عن هذه التفليسة، علما انها شجعت على الاستثمار مع عزالدين، وروج بعضها ان هذا استثمار في دعم المقاومة، او ان الفوائد العالية، هي "شكل من اشكال تسريب الاموال بشكل غير مباشر لدعم هذه الفئة الشيعية"، ويترافق ذلك مع كلام يستخدم مفردات العصب المذهبي والمقاومة والانتصار لاضفاء الثقة والشرعية المذهبية، لاستقطاب المزيد من المودعين، علما ان الفائدة العالية التي قدمت الى المودعين هي الاهم بين كل المحفزات الاخرى.

في بلدة يارون الحدودية التي يعتقد ان ابناءها من اكثر المتضررين بين القرى الجنوبية من تفليسة عزالدين، يحاذر جزء كبير من الذين نكبوا من تقديم دعاوى قضائية، او التصريح عن اسمائهم للاعلام، لاسباب ترتبط بعملهم في دول غربية وهم يحوزون جنسيات اخرى، ولهم نشاطات تجارية لدى هذه الدول، وهم قلقون من ان يكونوا محل اتهام من قبل بعض اجهزة هذه الدول حول اصل هذه الاموال فضلا عن استثمارها لدى عزالدين. وفي موازاة هذا الواقع الصادم لابنائها تجري محاولات لجم كل ما يمكن ان يبرز من محاولة تحميل المسؤولية الى حزب الله في هذه الكارثة. فالماكينة الحزبية تعمل بشكل ناشط من اجل تفادي حصول اي ردود فعل تتجاوز اتهام شخص عزالدين الى الحزب او مسؤولين فيه.

ومن الوسائل المعتمدة هي تسريب معلومات عن تعويض بعض المتضررين لا سيما صغار المودعين. علما ان مصادر في حركة امل واخرى قريبة من السيد محمد حسين فضل الله اكدت انها ليست معنية بما جرى ونفت حصول اي اجتماع مع قيادة حزب الله للبحث في هذه القضية، فيما تقدم بعض المتضررين من العاملين في مؤسسات تابعة للسيد فضل الله بدعاوى قضائية على عزالدين بايعاز من السيد فضل الله، فيما تردد ان حزب الله طلب من المتضررين الحزبيين تقديم ملفاتهم في هذه القضية الى الحزب للبت بها قبل اتخاذ اي اجراء على الصعيد القضائي.

مدير احد فروع البنوك التجارية في بنت جبيل اشار الى ان البنوك في تلك المنطقة كانت تلاحظ ان جزءا من المودعين كانوا يسحبون ودائعهم وينقلونها الى حسابات عز الدين، والسبب هو الفوائد العالية غير الطبيعية التي كانت تقدم لهم، ويشير هذا المصدر الى ان البنوك التجارية كانت تحذر عملاءها من ان هذه الفوائد غير طبيعية وستودي بودائعهم في وقت لاحق. واشار المصدر ان ما ظهر من هذه الازمة المالية هو ما ظهر من جبل الجليد وان الايام والاسابيع المقبلة ستكشف ان زلزالا ماليا طال فئة واسعة من الناس ستنعكس بالضرورة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لدى دائرة واسعة من الاشخاص والمؤسسات، ودعا المصدر نفسه الى اتخاذ اجراءات رسمية للحد من التعسف في استغلال القوانين او تجاوزها على صعيد المعاملات المالية والاستثمارية لحماية حقوق الناس من اصحاب الاموال.

على ان هذه الظاهرة التي تعكس حجم الفلتان المالي الذي ادى الى خسائر بما يقارب الملياري دولار، تلقي ضوءا في المقابل على غياب ادبيات الانتماء الى الدولة ومؤسساتها فضلا عن ضرورة وجودها كناظم لحياة المجتمع والناس. الى جانب ان احترام القوانين والالتزام بها هما حاجة وضرورة اجتماعية وحياتية وليسا خيارا، وان تجاوز القانون العام والقوانين عموما والتعدي على الاملاك العامة هو ليس رسالة قوة موجهة الى الرئيس فؤاد السنيورة. وبالتالي ان الفوضى لا يمكن ان تشكل مكسبا للمقاومة او لمجتمعها. وان يدرك حزب الله ان مقولة "كن مع المقاومة وافعل ما شئت" ابرز اسباب تفليسة عز الدين و استمرارها كفيل بان يستكمل تدمير المجتمع والدولة، فضلا عن روحية النقد والمحاسبة.

 

المعارضة خلف عون في مواجهة "الحق الدستوري" للحريري

البلد/اصطفت قوى المعارضة خلف الجنرال عون في معركة فرض شروطه في التشكيلة الحكومية، خصوصا بعدما برزت في الايام الاخيرة مواقف للرئيس المكلف سعد الحريري ونواب في الاكثرية تشير الى ان الحريري سيعمد الى استخدام حقه الدستوري بتقديم التشكيلة الوزارية الى رئيس الجمهورية من دون تلبية كامل شروط العماد عون، وهذا ما دفع الوزير الاسبق وئام وهاب الى اعلان توقعه بان الرئيس سليمان لن يقبل بحكومة امر واقع، فيما اعتبر الوزير محمد فنيش ان حكومة الامر الواقع ستفجر الخلاف بين اللبنانيين مجددا.

 

مخرج للأزمة يساوي بين الطوائف بإعطاء سليمان الحقائب السيادية الـ 4 والاتصالات ؟

تاريخ في: 2009-09-07

خليل فليحان/النهار  

تتصاعد استفسارات عربية ودولية عن تعثر تشكيل الحكومة واسبابه، باعتبار ان هذا التأخير يحمل دلالة العجز في القرار السياسي بين القيادات اللبنانية الوازنة، وان الحاجة الى الخارج، سواء أكان عربيا أم دوليا، يبقى ضرورة لاغنى عنها. ومما يزعج زعماء غربيين وعرب حيال ما يستخلصونه من البطء المتحكم بتسهيل مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري، ان الانانية والمصلحة الشخصية تتحكمان في كل من يعرقل عملية التأليف، لأن اعضاء قوى الثامن من آذار يريدون الشراكة في الحكومة وفق كل ما يريدون، من دون ان يقدموا اي تنازلات سبق للحريري ان أقدم عليها، على رغم تململ اركان من قوى 14 آذار.

وأفادت معلومات وردت من القاهرة أن معظم وزراء الخارجية العرب - باستثناء وزراء خارجية السعودية وسوريا ومصر وقطر  المطلعين من الاصدقاء في شكل شبه يومي على تفاصيل المواقف والخلافات - سيطرحون على وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال فوزي صلوخ الكثير من الاسئلة عن دوافع التعثر في تشكيل الحكومة وأخطاره على الاستقرار السياسي والتخوف من احتمال مساسه بالاستقرار الامني وذلك بافتعال صدامات ذات طابع طائفي او مذهبي سني - شيعي ينسف الهدنة التي كان متفقا عليها لإنجاح الموسم السياحي، فيما التباعد السياسي الناجم عن عملية التأليف استمر "ليس بنمط عادي بل متقداً وملتهباً، فأشعل حملات إعلامية بين نواب ومسؤولين حزبيين في كل من "الوطني الحر" و"المستقبل"، تبادلوا خلالها اتهامات تدرجت من صلاحيات الرئيس المكلف الى أحقية اقتراح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تسمية الوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة الجديدة واختيار الحقائب، مما دفع الحريري الى تصويب ذلك الاقتراح بالطلب من اصحابه العودة الى الدستور الذي يجيز له رفض المرشح والحقيبة اذا أراد أو التجاوب معها". وقبل هذا النوع من الجدل السياسي، كان مؤيدو الحريري ركّزوا على حقه في تشكيل حكومة من "الأكثرية النيابية" عملا بالنظام الديموقراطي، فتصدى لهم معارضون وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري، مشددين على أن الحكم في لبنان لا يستوي إلا على "الديموقراطية التوافقية" ووافق الحريري وولدت صيغة الحكومة المتوقعة على قاعدة 15 - 10 - 5، وأيدها "حزب الله" بعد الاتفاق على الاطار السياسي وسبل تحقيق الشراكة في القرارت الاساسية التي يتخذها مجلس الوزراء. لكن عون وضع شروطا ومطالب لا تزال حتى الساعة غير قابلة للموافقة عليها من الرئيس المكلف، ولا أحد سواه من الزعماء السنة يمكن ان يقبل بها في حال طلب منه تشكيل الحكومة.

واستبعدت دوائر ديبلوماسية عربية في بيروت أن يتمكن صلوخ من تقديم أجوبة مقنعة في اللقاءت التي ستعقد معه في القاهرة، على هامش اجتماعات الدورة العادية الثانية لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي يلتئم الاربعاء المقبل لمدة يومين. والتشكيك يعود الى ان صلوخ سيجيب في شكل عام وغامض، وليس في وسعه كممثل لقوى 8 آذار في حكومة تصريف الاعمال، أن يحدّد أن ركنا من اركانها هو الجنرال عون يقف وراء العرقلة، والأصعب ان بري والحزب أبلغا أنهما لن يشاركا في أي حكومة ما لم يتمثل فيها عون. وهذا ما جعل الحريري يتريث في طرح مشروع تشكيلة، لأنها ستسرب الى وسائل الاعلام وستسقط قبل إدخال أي تعديل عليها وستكون لها تداعيات سلبية للغاية.

ورأى أكثر من سفير عربي معتمد لدى لبنان- وبلاده مهتمة بالتعجيل في إنجاز تشكيل الحكومة قبل ان تتحول أزمة سياسية مفتوحة ذات تداعيات سلبية على الارض محتمل حصولها - أن المشكلة الحقيقية وراء التأزيم العوني تكمن في الصراع على الزعامة المارونية التي ستتمثل في الحكومة ومن يمثلها: هل هو من يملك تكتلاً نيابياً بارزاً ام رئيس الجمهورية؟ ولماذا يتمسك عون بوزارة الداخلية المتفق عليها بين الحريري وحليفيه الحزب وحركة "أمل" باعتبارها حقيبة سيادية أخرى من حصة رئيس الجمهورية، الذي لم ينجح عندما جمع الحريري وعون في القصر إلا في الحد من الحملات الاعلامية بينهما والتي كان يتضايق منها الجنرال.

اما بالنسبة الى الاستفسارات الغربية، فستنهال الأسئلة على الرئيس  سليمان خلال لقائه قادة العالم في اروقة الامم المتحدة، وفي مقدمهم الامين العام بان كي – مون، الذي يشجّع على انجاز الحكومة قبل وصول سليمان الى مقر المنظمة الدولية، ويؤيده كثيرون في هذا التوجه الذي لم يفعل فعله عند المعرقلين، على الاقل المحليين منهم، وخصوصاً إذا لم تنجح محاولة الرئيس المكلف طرح مشروع تشكيلته الأسبوع الجاري او مطلع الاسبوع المقبل، أي قبل توجه الرئيس الى نيويورك لتمثيل لبنان في اجتماعات الدورة العادية الـ  64 للجمعية العمومية، والتي أبلغ الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انها ستكون من اهم الدورات، نظرا الى المواضيع الدقيقة والحساسة التي ستطرح عليها، بالنسبة الى اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وما سيقوم به الرئيس الاميركي باراك اوباما في هذا المجال، سواء داخلها او في الاجتماعات الجانبية الي سيعقدها على هامشها، واهمها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اذا ليّن موقفه من وقف الاستيطان لمدة سنتين وقبل بمعاودة التفاوض من حيث توقف مع حكومة إيهود اولمرت السابقة وحق إنشاء الدولتين. واستبعد سفراء عرب معتمدون لدى لبنان أن يسهّل عون مهمة الحريري أو أن يتجاوب في ذلك مع رغبة رئيس الجمهورية كي يكون موقفه في نيويورك أقوى، لأنه ينطلق من موقف لبناني حكومي جامع. واقترح أحد السفراء مخرجا لعقدة عون يقضي بإعطاء حقيبتي الخارجية والمال السياديتين الى سليمان، إضافة الى الداخلية والدفاع وحقيبة الاتصالات الخدماتية، وهكذا تتساوى الطوائف الرئيسية في توزيع باقي الحقائب عليها. وبرّر هذا الاقتراح بالقول انه لم يعد مسموحا بعد طول هذه المدة عدم تشكيل الحكومة في اقرب وقت وقبل أن يتوجه الرئيس الى نيويورك وللمباشرة بورشة التشريع المجمّدة ولا سيما منها تلك المتعلقة بالحياة اليومية للمواطن والمتصله بعيشه اليومي خصوصا ازمة الكهرباء وضبط الغلاء.

 

تباين داخل المستقبل حول تقديم الحريري تشكيلة حكومية مقترحة

المعارضة تكشف المستور: الإتصالات أو لا حكومة

الإثنين 7 سبتمبر/ايلاف

 إبراهيم عوض من بيروت: أظهرت المواقف والتصريحات الصادرة في الأيام القليلة الماضية عن نواب بارزين في الأكثرية والمعارضة، أنّ مسألة رفض الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري توزير الراسبين في الإنتخابات النيابية في الحكومة المقبلة، وإن كانت تشكل أحد الأسباب الرئيسة التي تحول دون ولادتها إلا انها لا تعبّر عن المشكلة الحقيقيّة الكامنة وراءها والممثلة بوزارة الإتصالات نفسها التي يشغل حقيبتها في حكومة تصريف الأعمال الحالية الوزير "الراسب" جبران باسيل صهر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الذي يصر على ابقائها بيد الأول، محذّرًا بألا تكون هناك حكومة من دون عودة باسيل الى الوزارة المذكورة.

ففي ندوة سياسية اقيمت قبل ايام شارك فيها عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نهاد المشنوق وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي وعضو كتلة التغيير والإصلاح النائب الان عون استأثر موضوع وزارة الإتصالات على جانب منها حيث ذكر المشنوق بأن هناك من يعتبر هذه الوزارة وزارة أمنية ، الأمر الذي رحب به الموسوي مقترحًا ابقاءها بيد "التغيير والاصلاح" تعويضًا له عن وزارة الداخلية الأمنية بإمتياز ، باعتبارها احدى الوزارات السيادية التي يطالب بالحصول عليها فيما هي مودعة ضمن حصة رئيس الجمهورية. واتبع الموسموي كلامه عن وزارة الاتصالات في مناسبة أخرى، حيث قال في حفل افطار هيئة دعم المقاومة الاسلامية في النبي شيث "ان حقيبة الاتصالات هي أمنية واقتصادية بامتياز وهي تخص كل اللبنانيين وهي ليست لفريق دون آخر ، وليس هناك من فريق أكثر حرصاً على أمن اللبنانيين من الفريق الآخر ، وهذا تواضع منا فالجميع يريد مصلحة البلد فهل اذا كانت حقيبة الاتصالات مع التيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد عون يصبح لبنان أقل أمناً؟ ابداً ". وتحدث الموسوي عن "جهات خارجية ، حكومات وشركات ، تتوق الى اللحظة التي تضع فيها يدها على قطاع الاتصالات من خلال الخصخصة ونحن نقول ان حجة هذا الفريق اللبناني والخارجي بالخصخصة مرفوضة".

وما لم يقله النائب نواف الموسوي مباشرةً عن اسباب تمسك المعارضة ، وتحديداً حزب الله ، بابقاء وزارة الاتصالات في عهدتها عبر باسيل ، كشف ركن بارز فيها لـ "ايلاف" واصفًا هذه الوزارة بأنها الأذن التي بامكانها ان تسمع "كل همسة" والعين التي بمقدرتها ان ترصد كل اشارة ، منوّهًا بمساعدتها في الكشف عن شبكات التجسس وتعطيلها لمشاريع مشبوهة والتي كان آخرها ما تم العثور عليه في محطة الباروك من معدات اسرائيلية يجري التحقيق بشأنها ومن يقف وراءها. كما لفت الى ما حققته الوزارة في عهد باسيل من أرباح لصالح الخزينة اللبنانية ومن توفير على جيب المستهلك في قطاعي الهاتف الثابت والخليوي. وإذ توقف الركن البارز في المعارضة عند ما حصل في الخامس من أيار من العام الماضي حيث أقدمت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة على اصدار قرارها الشهير بالتعرض لشبكة الاتصالات التابعة للمقاومة ، وما نجم عنه من احداث أمنية كانت بيروت ساحتها الرئيسة ، اعلن أن قبول المعارضة بالتنازل عن وزارة الاتصالات يعني بشكل او بآخر الموافقة على القرار السابق بعد اكثر من عام على صدوره ، وكذلك الرضوخ للمطلب الأميركي والاسرائيلي باعادة هذه الوزارة الى الأكثرية الأمر الذي يمكن اصحاب هذا المطلب بالحصول على المعلومات التي يبتغونها.

الا ان النائب المشنوق وفي تصريح لـ "ايلاف" يرفض هذا الطرح ومحاولات اقحام بعضهم أميركا وغيرها في مسألة الخلاف على حقيبة وزارة الاتصالات ، موضحًا أن لدى الاكثرية مآخذ على اداء هذه الوزارة لجهة تلكُّئِها في تزويد أجهزة أمنية بمعلومات متعلقة بالتخابر (DATA) الأمر الذي عطل اقتفاء آثار مرتكبي عدد من جرائم الاغتيال والتفجير وغيرها.

من جهة أخرى، إستبعد المشنوق أن يقدم الحريري مشروع تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الأيام القليلة المقبلة ، خصوصًا قبل سفر الأخير الى نيويورك، مشيرًا إلى ان ما يحمله الحريري افكارًا تخص التشكيلة الوزارية ، إلا ان زميله في الكتلة النائب سمير الجسر يخالفه الرأي حيث اعلن في حديث اذاعي ان الرئيس المكلف سيعرض على رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية مقترحة لا تستثني تكتل التغيير والاصلاح ، منطلقًا في ذلك على ما يبدو مما اعلنه الحريري قبل يومين من انه سيضع الجميع امام مسؤولياتهم.

لكن كيف سيحصل ذلك مع استمرار الخلاف بين الرئيس المكلف والعماد عون لا بل إحتدامه كما ظهر بعد اللقاء الذي جمع امس الحريري وباسيل وتأكيد المعارضة على لسان اكثر من وزير ونائب في "حزب الله" و "كتلة التحرير والتنمية" التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري ، بأنها لن تشارك في الحكومة اذا لم يستجب لمطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح؟

لدى رئيس الحكومة السابق عمر كرامي جوابٌ عن هذه التساؤلات يخالف الأجواء السائدة إذ قال إنه يتوقع اعلان ولادة الحكومة خلال الاسبوعين المقبلين ، معوّلاً في ذلك على ما لمسه من الحريري خلال زيارته له الاسبوع قبل الماضي "واستعداد هذا الشاب الواعد لتقديم التضحيات ضمن ما ينص عليه الدستور والقوانين والأعراف" على حد قوله.

 

علوش: لتعرض التشكيلة وترفضها المعارضة فتتحمل مسؤولية التعطيل

 التاريخ: ٧ ايلول ٢٠٠٩/صوت لبنان 

سأل النائب السابق مصطفى علوش: "في حال استمر التعنت الذي يقوم به فريق الاستاذ جبران باسيل فهل يبقى البلد من دون حكومة؟". وقال: "لذا فلتعرض التشكيلة الحكومية وترفضها المعارضة عندها هي تتحمّل مسؤولية تعطيل البلاد. أضاف: "إذا تمكن الرئيس المكلّف من الاتفاق مع رئيس الجمهورية على تشكيل حكومة ائتلاف وطني، فهذه بداية لحل الأزمة وليس أزمة مفتوحة". واكد ان "الرئيس المكلّف سيكون حذراً جداً ولن يعرض تشكيلة لا يقبل بها فخامة الرئيس، لأن المسؤولية مشتركة، وهي مسؤولية وطنية على كل الأحوال.

واوضح أنه "عندما يقرر الرئيسان عرض التشكيلة ويوافق عليها رئيس الجمهورية، فهذا يعني انها ستكون جاهزة وسيكون التصور واضحاً، والمسألة ليست مبنية على عبث والرئيس المكلّف يمارس صلاحياته ويقوم بواجبه لتكون هناك حكومة".

 

ثلاثة جرحى في اشكال في البيرة والقادري ينفي اي خلفية سياسية

نهارنت/وقع اشكال أمني في بلدة البيرة قضاء راشيا، بين عدد من المواطنين، ما أدى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح. واذ اشارت بعض التقارير الى ان الاشكال وقع بين مناصري النائب زياد القادري والنائب السابق عبد الرحيم مراد على خلفيات مالية وسياسية، نفى القادري ان يكون وراء الاشكال اي خلفية سياسية. واكد القادري ان الخلاف وقع بين الجيران حول المياه، واضاف ان ما ذكر عن خلفيات هي لاعطاء اهمية لبعض الذين اكد الناخب اللبناني موقفه منهم في الانتخابات السابقة

 

الجميل يسأل حلفاء عون لماذا لم يهتموا بحقوق المسيحيين في السابق

نهارنت/رأى الرئيس امين الجميل ان "لا جديد على صعيد الحكومة الا المأزق التي تتخبط فيه الامور". وحذر انه "كلما تأخر تشكيل الحكومة زادت الصعوبات ولجأ مختلف الاطراف الى مواقف تصعيدية". واضاف مذكرا بموقفه الاخير قبل سفره الى البرازيل: "ان هناك حاجة الى تطوير النظام لان الامور تحتاج الى حل جذري".وشدد الجميل في حديث الى صحيفة "النهار" على دعم حزب الكتائب لرئيس الوزراء المكلف في مهمته ورأى ان الاخير "يملك المعطيات الداخلية والخارجية ويدرك حدود التحرك واطاره". ووصف الجميل كلام البعض عن تحقيق المشاركة المسيحية من خلال مشاركة اشخاص معينين في الحكومة بانه "مجرد تصور لدى هذا البعض ان في امكانه اختزال التمثيل المسيحي، في حين ان الامور واضحة تاريخيا وعمليا. ونتائج الانتخابات وارقامها واضحة في تظهير موقف المسيحيين". وسأل حلفاء العماد عون في 8 آذار عن مطالبتهم بحقوق المسيحيين اليوم "ولماذا لم يهتموا بهذه الحقوق وبتمثيل المسيحيين في التسعينات عندما كانوا شركاء اساسيين في السلطة؟". 

 

الحريري قد يسلم سليمان اليوم تصورا للتشكيلة الحكومية لا تضم باسيل والمعارضة تلوح بالرفض

نهارنت/يستعد الرئيس المكلف سعد الحريري لتقديم تصور عن تشكيلة حكومية، في خطوة لكسر الجمود الحكومي، استبقتها قوى المعارضة بالتلويح بالرفض والتصعيد، ولا سيما بعدما لم يؤد الاجتماع الاخير بين الحريري والوزير جبران باسيل الى نتيجة، وذهبت أوساط "التيار الوطني الحر" الى وصفه ب "أسوأ اللقاءات التصعيدية".

وعلم موقع "نهارنت" الاكتروني" ان الرئيس المكلف سعد الحريري قد يتوجه في خلال الساعات القليلة المقبلة من يوم الاثنين الى بيت الدين، حيث يلتقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان ويقدم اليه تصورا عن التشكيلة الحكومية.

وعلم ان التشكيلة التي اعدها الحريري لا تضم في صفوفها الوزير جبران باسيل، وهي تعطي تكتل "التغيير والاصلاح" حقيبتي الاشغال والتربية، في حين تعطى وزارة الاتصالات الى الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلة بالوزير غازي العريضي، على ان تعطى وزارة الطاقة الى القوات اللبنانية.

واضافت المعلومات ان اقتراح الحريري بعرض التشكيلة على رئيس الجمهورية حاز على دعم حلفاء الحريري في الاكثرية النيابية ولا سيما رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب امين الجميل، الذين كانوا التقوا الحريري مساء الاحد.

وكانت التقارير الصحافية أشارت الى ان الحكومة العتيدة التي سيعرضها على سليمان قبل سفره الى نيويورك للمشاركة في افتتاح دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة، تستند الى صيغة 15 – 10 – 5 وتنسجم مع الاستشارات التي اجراها مع مختلف الاطراف، وتأخذ في الاعتبار مطالب المعارضة، لكنها لا ترضي "التيار الوطني الحر".

وذكرت صحيفة "النهار" ان الحريري عرض مجدداً على باسيل اعطاء "التيار الوطني الحر" حقيبة التربية بدل الاتصالات.

وتبلغ الحريري في المقابل اجواء واضحة ومواقف من المعارضة تشير الى امكان رفضها اي صيغة يعرضها من دون اتفاق مع عون.

ولفتت مصادر بارزة في المعارضة لصحيفة "النهار" ان الانطباع الذي تولّد لديها ان الرئيس المكلّف يمهد لعرض تشكيلة تتضمن اسماء وزراء ل"التيار الوطني الحر" كالنائب ألان عون والسيد روي الهاشم من غير ان يعطي "تكتل التغيير والاصلاح" وزارة الاتصالات ولا وزارة الداخلية ولا وزارة الطاقة، كما انه يعتزم اعطاء التكتل اربع حقائب بدلا من خمس ولن يكون بين الوزراء اربعة موارنة.

واذ تمنى مرجع قيادي كبير في المعارضة ل" السفير" ان يكون ما يلوح به الحريري "مجرد تهويل على المعارضة وعون من أجل دفعهما الى تقديم تنازلات في ما يخص مطالبهما الوزارية"، اضاف "أما إذا اتضح انه جدي في وضع تشكيلة حكومية غير منسقة مع الآخرين، فهذا يعني انه سيدفع البلد الى ذروة جديدة في ألازمة المفتوحة منذ أكثر من شهرين".

واضافت مصادر المعارضة ان خطوة الحريري إن تمت ستقوده الى "اللاحكومة"، وهذه خطوة الى الوراء تنطوي على تصعيد وتعقيد، من شأنها أن تؤدي الى ازمة كبيرة مع المعارضة، مشددة على أن التوافق المسبق هو المعبر الإلزامي لتشكيل الحكومة سواء على مستوى التركيبة والتي تم التفاهم عليها او على مستوى التأليف.

في غضون ذلك، استبعد مصدر وزاري معارض لصحيفة "اللواء" تأليف الحكومة خلال شهر أيلول الحالي مؤكداً بأن العقدة الخارجية التي تحول دون ولادة الحكومة ما تزال موجودة، كاشفاً عن أن الحرارة تراجعت كثيراً وتكاد تكون مفقودة على الخط السوري - السعودي، وهذا الأمر يساهم في تأخير التأليف الى جانب عوامل إقليمية ودولية أخرى.

وأوضح المصدر الوزاري أن رئيس الجمهورية ليس في وارد التوقيع على حكومة <كيفما كان>، وأنه حريص على أن تحظى أي حكومة بموافقة كل الأطراف، كما أن حركة "أمل" و"حزب الله" لن يدخلا أية حكومة يكون "التيار الوطني الحر" خارجها.

وقد حملت محطة "أو تي في" على الحريري وذكرت أن جوّ لقاء الحريري وباسيل كان تصعيدياً، مشيرة إلى أن "الحريري اختار حلّ كلّ عقده مع حلفائه على حساب حصة التكتل".

وكانت سجلت على خط قريطم لقاءات كثيفة، اعقبت لقاء الحريري مساء السبت المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" حسين خليل، فالتقى الاحد ممثل حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان، ثم باسيل. وتوافد اقطاب الاكثرية ليل الاحد تباعاً على قريطم، فاجتمع الحريري بالرئيس امين الجميّل، ثم برئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، فرئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. واستقبل الحريري المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وعرض معه آخر التطورات المتعلقة بتأليف الحكومة.

على صعيد آخر، يلقي الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة غروب الاثنين في إفطار الهيئات النسائية، ويتناول فيها آخر التطــورات، ومنها الموضوع الحكومي.

وفي سياق متابعة الاتصالات، عقد اجتماع قبل ظهر الاثنين بين الرئيس امين الجميل ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في البيت المركزي في الصيفي، جرى في خلاله بحث في التطورات الحكومية.

 

باسيل: يهددوننا بالحرب الاهلية ... وهذه طريقة غير مجدية

نهارنت/اتهم وزير الاتصالات جبران باسيل الرئيس المكلف سعد الحريري بممارسة "الضغوط في محاولة لفرض شروط الاستسلام والخضوع بالسياسة والطائفية والشارع"، مضيفا ان "هذا يعني أنه يريد تأليف حكومة بالنار والضغط والابتزاز، حتى وصل الأمر الى التهديد بالحرب الأهلية". واعتبر باسيل في حديث الى صحيفة "السفير" ان الحريري "يتحرك ضمن معادلة محددة "اما القبول بشروطه أو الويل والثبور وعظائم الأمور، وهذه طريقة غير مجدية لا مع ميشال عون ولا مع "التيار الحر" وجمهوره، وقد حاولت "الدول" قبله أن تفعل معنا ذلك ولم تنجح". وحدد باسيل ثلاثة منطلقات "أساسها الاعتراف بالآخر ووقف التعدي على حقوقنا ووقف طرح المطالب التعجيزية"، مشيرا الى انه "ينتظر من الرئيس المكلف الاجابة عليها لكي ينطلق الحوار الجدي بيننا وإلا نكون ما زلنا في دائرة التعدي علينا معنويا وعلى حقوقنا". ورداً على ما يقصده بأن الحريري يهدد بالحرب الأهلية أجاب باسيل "ألم تقرأوا ما صدر عن المفتي الجوزو؟ اذا لم يتنصل منه الحريري، فمعنى ذلك أن رئيس الحكومة المكلف يريد تأزيم الأمور الى حد التهديد بالحرب الأهلية". وحول إمكان تقديم تشكيلة الى رئيس الجمهورية من طرف واحد ومن دون التفاهم المسبق لا مع المعارضة ولا مع "التيار" أجاب باسيل "يعني ذلك كما لو كانوا ينتخبون رئيس الجمهورية بالنصف زائداً واحداً وعندها عليهم أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم سياسياً". 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 7 ايلول 2009

النهار

وزير سابق معروف بعلاقته القديمة والجيدة بمسؤولين سوريين حاليين وسابقين عاد الى توجيه رسائل سورية الى بعض اركان 14 آذار من خلال مواقف له يختار ظروف اعلانها وتوقيتها.

نقل عن نواب في قوى 8 آذار قولهم ان الانتخابات النيابية انتهت لكن نتائجها لم تنته.

توقع رئيس سابق للحكومة حصول تطورات خلال الشهرين المقبلين منها احتمال اعتداء اسرائيلي على لبنان او تصعيد بين مجلس الامن وايران حول الملف النووي.

السفير

تردد أن مسؤولاً عربياً قرر إلغاء سفره إلى الأمم المتحدة هذه السنة.

لوحظ أن ملف أحد المخيمات بدأ يحظى باهتمام داخلي وخارجي نتيجة تضخمه ديموغرافياً، والخشية من أن يشمل ذلك "التضخم" عنصر السلاح!

أعطت شخصية دبلوماسية مثلاً على عدم استعداد إسرائيل للحرب بالقول "كل ما يطلبه لبنان عبر "اليونيفيل" يتجاوب معه الإسرائيليون بطريقة لافتة للانتباه".

المستقبل

لوحظ ان لهجة تيار معيّن حيال مرجع رسمي كبير احتدّت على خلفية الكلام عن الصلاحيات الدستورية في تأليف الحكومة.

على الرغم من استياء حزب معيّن من اتهامه بالوقوف خلف شروط "تكتل" نيابي، فإن الحزب المذكور يكرّر تأييده لتلك الشروط ب "حرفيتها".

يتوقع ان يشهد اجتماع وزاري عربي يعقد في الساعات المقبلة خلافاً حامياً على خلفية "العلاقات المتفجرة" بين دولتين عربيتين جارتين.

اللواء

يعتبر قيادي أكثري أن مبادرة الرئيس المُكلّف بعرض وزارة مهمّة على التيار العوني بدل الاتصالات أحبط الحملة التي استهدفت شخصية وزارية بارزة!·

تتحدث أوساط دبلوماسية عن ظهور تباين بوجهات النظر بين طرفين إقليميين من المتوقع أن ينعكس على تحالفهما الحالي في المرحلة المقبلة!·

تجري محاولات لإبقاء التحقيق بقضية إفلاس حسّاسة يدور في أطر محدودة، للحؤول دون التوصل إلى معرفة مصدر الأموال المستثمرة في المؤسسة المُفلسة!·

الشرق

مسؤول تولى شخصياً اتصالات ومراجعات لتسوية تباين بين نائبين جديدين كرر احدهما مقاطعة اجتماعات الكتلة التي ينتمي اليها؟!

لقاءات ديبلوماسية اجنبية نشطت في المدة الأخيرة من دون الاعلان عن طبيعة المواضيع التي ركزت عليها اكثر من غيرها!

سياسي بارز تعهد بتبني مشروع قانون يقضي بوقف مخصصات الرؤساء والنواب السابقين وتقدم بملايين الدولارات شهرياً؟!

البلد

تردد ان اسباب الغاء حفل افطار سنوي يقيمه حزب معارض جاء على خلفية فضيحة مالية متصلة بهذا الحزب خصوصا ان هذا الحفل هو لجمع التبرعات ايضا.

تشهد بعض احياء في ضواحي بيروت عملية مطاردات بالدراجات النارية يتخللها احيانا اطلاق نار وسقوط جرحى دون ان تشهد اي تدخل فعلي من القوى الامنية.

تخوفت اوساط سياسية من توتر قد تشهده مناطق في اقليم الخروب بين مجموعات تابعة للقوات اللبنانية ومجموعات تحظى بدعم المعارضة.

 

النائب قاسم هاشم :حكومة الفريق الواحد ستكون حكومة ازمة

وطنية -اعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب الدكتور قاسم هاشم، في تصريح،بعد جولة في قرى قضاء حاصبيا:"ان المسار الحكومي السائد لا يبشر بالخير مع ارتفاع وتيرة الخطاب السياسي ونبرة بعض الاصوات الاكثرية المطالبة بحكومة امر واقع لاحراج المعارضة عبر سياسة التهويل وتحت حجج وذرائع الحق الدستوري.

اضاف:"ان الظروف السياسية والاقتصادية الضاغطة والتحديات التي تنتظرنا تستدعي تضافر كل الجهود والامكانات الوطنية والتي لا توفرها في مثل هذه الظروف الا حكومة الوحدة والشراكة الوطنية الحقيقية لا الاشراك الشكلي كشهود زور، ولا نرى ان هناك اية مصلحة للبنان بالعودة الى حكومة الفريق الواحد لانها ستكون حكومة ازمة في الوقت الذي نحتاج فيه الى حكومة حل لازماتنا السياسية والاجتماعية وما اكثرها، اللهم الا اذا كان الفريق الاكثري قد حسم امره وعزم على العودة الى نهج الاستئثار والتحكم والتفرد بمصير البلاد والعباد بعد ان وصلت الاشارات مع الزائر السريع زلماي) لاتخاذ القرار بالمغامرة بمصير الوطن ، فبعد هذا الانتظار من الاسابيع والايام يستحق الوطن اضافة بضعة ايام للتفاهم بين كل الفرقاء لنكون امام حكومة معبرة عن ارادة وطنية جامعة تعطي الامل للبنانيين بامكانية اخراجهم من دائرة القلق والخوف على المصير نتيجة سياسة التعنت والمكابرة والمغامرة والمقامرة ".

 

العجوز: الاقلية النيابية تحاول جاهدة عرقلة تشكيل الحكومة

وطنية - جال رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الاحرار زياد العجوز، في منطقة اقليم الخروب، والتقى العديد من العائلات، ثم عقد اجتماعا مع قيادة الحركة في برجا.

واكد العجوز "ان قرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بممارسة صلاحياته الدستورية لتشكيل الحكومة، ليست تحديا لاحد، بل هو واجب عليه تمليه المسؤولية الملقاة على عاتقه"، مؤكدا "ان الاقلية النيابية تحاول جاهدة عرقلة تشكيل الحكومة العتيدة، باستخدام وسائل كثيرة، تنفيذا لمشروع يهدف الى وضع البلاد في حال من الجمود، والتشكيك بقدرة ومقدرة الاكثرية النيابية الشعبية، من ادارة الدولة، تمهيدا للانقضاض على نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، وبالتالي تحقق انقلابا نوعيا في الحياة السياسية وغيرها".

 

أكرم حلبي انتقد تصريحات المفتي الجوزو

وطنية - انتقد عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك أكرم حلبي تصريحات مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، محذرا من "خطورة تصريحاته ومواقفه الطائفية على السلم الأهلي". ودعا الحلبي "حلفاء الجوزو، المسيحيين والمسلمين منهم للرد عليه ضنا بالحفاظ على الشراكة وكي لا يحكم التاريخ عليهم باكرا بالتواطؤ على وحدة الوطن وإستقراره". ورأى حلبي "أن سياسة الترهيب المتعمدة والمدعومة داخليا وخارجيا للجوزو لم تعد خافية على أحد ولن تخيف المسيحيين بعد الآن لأن خيارهم هو التعلق بوحدة الأرض والشعب وإن من يراهن على أحداث شبيهة لما حصلت في شدرا سيتحمل المسؤولية. وسترتد عليه". وطالب "القوى الأمنية بالكشف ومعاقبة الفاعلين المعروفين لمن ينتمون كي لا تتكرر هذه الجرائم".

 

 دمشق لن تقبل "رئاسة" الحريري إلا إذا "روّضته" 

تاريخ في: 2009-09-07

الكاتب: سركيس نعوم/ النهار   

  لن تقبل سوريا بشار الاسد زعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الدين الحريري رئيساً لحكومة لبنان. هذا ما يعتقده لبنانيون قريبون جداً من دمشق. اما اسباب هذا الموقف فكثيرة في رأيهم. منها اقتناعه واقتناعها بأن هناك ملفاً خاصاً وشخصياً بينهما كبيراً بفحواه وهو لا يزال من دون حل. وما لم يطو هذا الملف برضا الطرفين أو بحكم قضائي دولي أو بتسوية – صفقة اقليمية – دولية فإن الأمل في قيام تعاون بينهما يبقى ضئيلاً بل معدوماً. ومنها ايضاً اقتناعها (أي سوريا) بأن الرئيس المكلف يتبنى مبدأ لبنان أولاً. ويناقض ذلك استراتيجيتها القائمة منذ المؤسس حافظ الاسد على ان لبنان جزء من سوريا لا بد من استعادته واذا تعذر ذلك فلا بد من احتوائه والسيطرة عليه وادارته سواء مباشرة أو بواسطة "الحلفاء" فيه. ومن الاسباب أيضاً الظروف الاقليمية والدولية الصعبة التي واجهتها سوريا وخصوصاً منذ أواخر عام 2004 بسبب لبنان والتي لا تزال صعوبتها قائمة، رغم النجاحات التي حققتها على صعيد تخفيف عزلتها الدولية والعربية. طبعاً كان لبنان قبل سنوات العنوان الأول للصعوبات السورية. أما الآن فقد تحوّل العنوان الاول للصعوبات الى التحالف السوري – الايراني والدور السوري المعطل في العراق والرعاية والدعم اللتين توفرهما سوريا لـ"حزب الله" اللبناني و"حماس" الفلسطينية. ومن الاسباب كذلك حرصها (اي سوريا) على تكريس واقع داخلي جديد في لبنان وان مخالفاً للأعراف والدستور والقوانين تكون السيطرة فيه لحلفائها الثابتين وسيبقى ذلك متعذراً بوجود الحريري على رأس السلطة التنفيذية لأنه سيبقى متمتعاً بدعم "شعبه" وحلفاء هذا  "الشعب" وبدعم مصر والسعودية واميركا واوروبا. اذا كان هذا الاعتقاد للقريبين جداً من دمشق في محله فلماذا قبلت القيادة السورية تكليف الحريري تأليف الحكومة الجديدة؟

لأن الغالبية النيابية المنتمية الى فريق 14 آذار في مجلس النواب السابق استمرت غالبية في المجلس الجديد بعد انتخابات حزيران الماضي مخالفة بذلك توقعات سوريا وايران وتوقعات حلفائهما اللبنانيين المبنية على العواطف كما برهنت النتائج. وفي جو كهذا لا يمكن رفض الحريري رسمياً في رئاسة الحكومة. لكن ما يمكن هو تطويعه بالعواطف واغراقه بالشروط التي تجعل من رئاسته للحكومة رئاسة شرفية وتعطي سوريا وحلفاءها فيها حق الفيتو او التعطيل عند الحاجة.

وما يمكن ايضاً هو استغلال المصالحة العربية – العربية وتحديداً السورية – السعودية المرتجلة للحصول على مباركة من الرياض لطروحات معينة ظاهرها مفيد لأنه يؤدي الى تأليف الحكومة وباطنها مؤذ لأن الحكومة التي يُدفع في اتجاه تأليفها ستكون حكومة عاجزة عن الحكم ومعطلة الا اذا قبل رئيسها ووزراؤه فيها السير في الخط السوري مباشرة أو في خط حلفاء سوريا اللبنانيين.

طبعاً لا يبدو حتى الآن ان الطريقة المشار اليها اعلاه نجحت في تحقيق سوريا اهدافها مع انها حققت معظمها مثل صيغة 15- 10- 5 والثلث المعطل وان مقنعاً بـ"ارادة" الجميع. ذلك ان الرئيس المكلف لا يزال يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه والمحافظة على ماء الوجه من خلال رفض الشروط التعجيزية للعماد ميشال عون التي تبنتها 8 آذار بقيادة "حزب الله" والتي من شأن قبولها جعل الحكومة تحت رحمة سوريا مئة في المئة ومن شأن رفضها تعطيل التأليف وتمهيد الطريق لدفع الرئيس المكلف الى الاعتذار سواء بخضات داخلية  أو بعودة دمشق والرياض الى تفاهم جديد يكون هذه المرة على حساب الحريري. ويبدو ان هناك من يتوقع ذلك من بين الطامحين الى رئاسة الحكومة وخصوصاً الذين يعتقدون ان تفاهم "سين - سين" كما يسميه الرئيس نبيه بري يضاعف من حظوظهم الرئاسية الحكومية.

هل يعرف الرئيس المكلف سعد الحريري هذه "الحقائق"؟

لا شك في انه يعرفها، يجيب قريبون من اوساطه، لكنه يحاول مواجهتها و"القوطبة" عليها برمي "الطابة" الحكومية عند اخصامه وحتى عند "حليفه" أو على الاقل عند "المحايد" رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ذلك انه لا يستطيع ان يتحمل "تهمة" العجز عن المبادرة الى تأليف الحكومة. وقد بدأ معارضوه يتداولونها، وقد يعممونها سياسياً واعلامياً. كما انهم قد ينجحون في اقناع غالبية الناس بها. وقد تكون المواجهة بوضع الحريري تشكيلة حكومية يراها الانسب في ضوء مشاوراته المستمرة منذ اكثر من شهرين وبرفعها الى رئيس الجمهورية  للتشاور والاصدار وفقاً لنص الدستور. واعتماد اسلوب من هذا النوع يعني ان التشكيلة هي حكومة أمر واقع اذ لو كانت حكومة ائتلاف وطني أو وحدة وطنية أو توافق وطني لكان تم اخراجها بطريقة أخرى وبطبل وزمر. وحكومة الأمر الواقع تعني ان واضعها لم يأخذ في الاعتبار موافقة الاطراف الاساسيين كلهم عليها او قبولهم بها. ومن شأن ذلك ان يعرضها للانفراط اذا وقّع رئيس الجمهورية مراسيمها او للإهمال إذا لم يوقع مراسيمها. وهي ستؤذي في الحال الاولى الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. وفي الحال الثانية الرئيس المكلف، كما انها ستؤذي البلاد في كل الاحوال. لهذا السبب فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل يقدم الحريري على هذه المغامرة؟ علماً ان بعضاً من فريق 14 آذار لا يعتبرها كذلك، وإن كان الهدف منها هو تبرئة نفسه من تهمة العجز وعدم المبادرة والخربطة. والجواب عن ذلك غير موجود عند أحد الا ان القريبين من اوساطه يقولون ان البعض استنتج ان امراً كهذا قد يحصل من خلال تجاهل كلامه العام في الايام القليلة الماضية. ولكنهم يقولون ايضاً ان نجاح خطوة حكومة الامر الواقع تحتاج الى موافقة ضمنية من الذين يقولون من داخل 8 آذار ان عقدهم انحلت كلها باستثناء عقدة عون. فهل هذه الموافقة ممكنة؟ والجواب هو  جزماً كلا. على الأقل حتى الآن.

 

انسحاب تورنتو 

تاريخ في: 2009-09-07

الكاتب: عباس بيضون المصدر: السفير  

قد يكون السؤال الفعلي هو ماذا نريد من العالم، نسمع من يقول ان العالم موت ولا رجاء لنا فيه، قد يصح هذا القول ولن يعجز اصحابه عن ايجاد البراهين على صحته، مع ذلك فإن القائل بطي القضية برمتها فلا يبقى لها وجود ولا يعود مهماً ان نسأل، في الأساس، ماذا نريد من العالم، يمكننا عندئذ ان نتغيب عنه، لكننا لا نستطيع الغياب ولا بد ان نجد جواباً آخر.

البقاء في مهرجان او منتدى، كما يقول بيان يسري نصر الله وأحمد عبد الله على اختيار مهرجان تورنتو السينمائي لتل أبيب لتظاهرة «من مدينة الى مدينة» وعدم تركه بسبب التواجد الاسرائيلي، صحيح من حيث المبدأ. إذا كنا نأبه لرأي العالم فإن العالم لا يفهم ان نغادر لهذا السبب، المغادرة لن تخدم قضيتنا بالتأكيد وهذا أمر بيننا وبين أنفسنا وإذا كنا نأبه للعالم، ونهتم بأن يولينا انتباها، إذا كنا نذهب الى مؤتمر او منتدى او مهرجان عالمي لتكون لنا كلمة فيه فإن سلوكاً، أي سلوك، لا يحمل إلى العالم رسالة واضحة، ليس مناسباً ولا يكفي أن نفهمه نحن او يصل الينا. من حيث المبدأ ما جاء في بيان يسري وعبد الله صحيح، ينبغي ان لا نعطي لإسرائيل فرصة ان تنفرد بصوتها وان تستفيد من سلوك غير مفهوم لطرف عربي. هذا صحيح، لكن في مهرجان تورنتو مفارقة لا نجدها في سواه. لم يكن العرب أول الناس احتجوا وانسحبوا، مخرج كندي هو جون غاريسون انسحب في بيان واضح أيّده ممثلون أميركيون كبار وكتاب. لم يجد المخرج والممثلون والكتاب مناسباً تكريم العاصمة الاسرائيلية بعد حوادث غزة التي لا تزال ذيولها تشغل العالم وآخر ما ثار بشأنه الجدل، وهذه المرة كان المصدر سويسرياً، هو بيع أعضاء القتلى والشهداء الفلسطينيين، بعد قتل المدنيين العشوائي والسلاح غير الشرعي تضاف هذه الواقعة. ذلك يعني ان المسألة عالمية والكلام بشأنها مفهوم للعالم، والذي انسحب أولاً هو مخرج كندي وانسحابه لن يحمل على التعصب والشوفينية والعداء للسامية، لن يحمل على البداوة والتخلف، الانسحاب ما دام قام به كندي وأميركيون مفهوم، ولأنه هذه المرة موقف لا مجرد عداء او حزازة. بعد حرب غزة يحضر مخرج كندي وممثلون وينسحبون لأن إسرائيل لا تستحق أن تكافأ على جريمة كهذه، ولأن العدوان ينبغي ان يحاسب. بعد انسحاب غاريسون وسواه يبدو الانسحاب هذه المرة موقفاً عالمياً ويفهم الجميع هذه المرة لماذا ينسحب العرب ما داموا لا ينسحبون وحدهم! بعد موقف غاريسون وســـواه يمكن للانسحاب هذه المرة ان يكون موقفاً يستحق القيام به واقتراحه وتحريض الآخرين على سلوكه.

أنا مع يسري وعبد الله في ان الانسحاب، مبدئياً، ليس السلوك الأنسب، لكن الأمر يختلف هذه المرة. ليست المسألة الآن مسألة مبدأ فحسب. هناك أمر آخر ينبغي الانتباه إليه، إذا بدأ الآخرون علينا أن نلحق بهم. 

 

ماذا تريد إيران؟

الإثنين, 07 سبتمبر 2009

غسان شربل/الحياة

يخيل للمرء أحياناً أن النظام الإيراني يكاد يكرر الأخطاء نفسها التي ارتكبها نظام صدام حسين على رغم الفوارق العميقة بين النظامين. كان صدام يعتبر أن لا مكان للضعفاء في هذا العالم. وأن الدول الكبرى لا تحترم إلا الأقوياء القادرين على هز الاستقرار حولهم وممارسة سياسات عدوانية. كان يسخر من الديموقراطيات الغربية وانتخاباتها. ويعتبر أن زعيماً يفوز بما يزيد قليلاً عن نصف أصوات الناخبين لا يمكن ان يتخذ قرارات كبرى. كان يعتبر أن لقاء النفط والعنصر البشري والتاريخ يرشح بلاده لدور كبير في الإقليم. وكان يعتقد أن القدرة النووية توفر لنظامه بوليصة تأمين من مخططات الأعداء التاريخيين والدول الكبرى. وكان يرى أن من حق القوي أن يتدخل خارج حدوده الى حد شطب الحدود الدولية. كان يحلم بأن يكون العراق دولة كبرى في الإقليم والشريك الأول للقوة الخارجية الكبرى الفاعلة فيه. وكان يعتقد أن التلويح بمواجهة إسرائيل يمنحه شعبية ويضفي شيئاً من الشرعية على ممارساته.

لم ينكر المسؤول العربي وجود بعض التشابه في الأحلام أو الممارسات لكنه شدد على النظام الإيراني أكثر ذكاء ودهاء من نظام صدام. قال ان النظام الإيراني ليس انتحارياً. تعامل بواقعية مع عالم ما بعد 11 أيلول (سبتمبر). رحب باقتلاع نظام طالبان المعادي له وسهل اقتلاع نظام صدام الذي كان يشكل حاجزاً أمام رغبته في التدفق في الإقليم.

حذر المتحدث من خطورة القراءات المتسرعة وبناء سياسات استناداً الى تكهنات. قال إن ما نشهده في الإقليم ليس مقدمات حرب أميركية - إيرانية. هذه الحرب لن تقع إلا إذا طرأت مفاجأة غير عادية. إيران تعرف أن هذه الحرب ستعيدها عقوداً الى الوراء وستدمر منشآتها وطموحاتها. وأميركا تعرف أن هذه الحرب ستضرم في الإقليم جملة من الحرائق يتعذر ضبطها. وللسبب نفسه يصعب الاعتقاد أن أميركا قد تسمح لإسرائيل بمهاجمة إيران.

يعتقد المتحدث أن الجانبين الإيراني والأميركي سيجلسان في النهاية الى طاولة المفاوضات. وأن ما نشهده حالياً من ضغوطات متبادلة يندرج في باب تجميع الأوراق استعداداً للتفاوض.

ماذا تريد إيران في النهاية؟ قال: أن تكون الدولة الأولى في الإقليم. لا تريد شطب إسرائيل لكنها تريد تحجيمها. ولا تريد مواجهة أميركا بل الشراكة معها في شؤون المنطقة. تريد امتلاك القدرة على صنع القنبلة النووية وقد لا تصنعها إذا حصلت على صفقة كبرى مع أميركا. وعلى طريق السعي الى هذه الصفقة تذكر إيران بين وقت وآخر بقدرتها على عرقلة تدفق النفط أو تهديد أمن إسرائيل أو زعزعة الاستقرار هنا وهناك.

اعترف المسؤول أن لعبة تجميع الأوراق تتم للأسف على الأرض العربية من العراق الى لبنان وفلسطين وصولاً الى اليمن وأنحاء أخرى. ولاحظ ان المنافس الجدي لإيران على المدى البعيد سيكون الدور التركي. وأشار الى أن أمن إسرائيل سيكون حاضراً بالضرورة في أي اتفاق أميركي - إيراني. وهذا يعني أن اللاعب العربي سيكون الأضعف في الإقليم وأن تصاعد الأدوار غير العربية سيتم على حسابه.

التفاوض حتمي. الموعد غير معروف. قد لا تكون إيران جاهزة الآن خصوصاً بعد الاضطرابات الأخيرة. ربما تفضل رؤية إدارة أوباما تتخبط في المستنقع الأفغاني. وبانتظار التفاوض الذي لن يكون سهلاً سنشهد المزيد من الهزات على الملعب العربي. والخوف هو أن تؤدي هذه الهزات الى اطلاق اشتباك مذهبي كبير في الإقليم فالتلاعب باستقرار اليمن ليس بسيطاً.

اشترط المتحدث عدم ذكر اسمه فوافقت. نقلت بعض كلامه عله يساهم في توفير الإجابة على سؤال كبير يطرح في الإقليم وهو ماذا تريد إيران؟

 

 

سياسة التحريض مستمرة لكن الاسلوب تغيّر

الديار/فؤاد ابو زيد

يتألف تكتل الرابع عشر من آذار من ثلاث شعبيات اساسية هي اكثرية كبيرة من اهل السنة ونصف المسيحيين واكثرية طاغية للموحدين الدروز بالإضافة طبعا الى عدد قليل من الشيعة والعلويين ولأن السنة هم الاكثر عددا في هذا التكتل، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط هو الاكثر تأثيراً كان المسيحيون يتهمون دائما بأنهم تابعون للقيادتين السنية والدرزية ويتلقون الاوامر والتعليمات منهما وعلى الرغم من معرفة حزب الله والتيار الوطني الحر وباقي فصائل الثامن من اذار انهم يجافون الواقع في ما يقولون الا انهم استمروا في سياسة تحريض مسيحيي 14 آذار على قياداتهم السياسية مستهدفين بذلك تحديداً حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب والشخصيات المستقلة مثل نسيب لحود وبطرس حرب وميشال معوّض ودوري شمعون وكارلوس اده حتى انهم اتهموا البطريرك صفير بأنه يخضع لتأثير سعد الحريري.

المسيحيون عموما والموارنة خصوصا لم يصدقوا هذه الاكاذيب والاتهامات، واكدوا موقفهم هذا في الانتخابات الاخيرة حيث انزلوا شعبية العماد ميشال عون من «رفّ» السبعين بالمائة الذي ناله في انتخابات العام 2005 لاسباب معروفة من الجميع الى «رفّ» الخمسين بالمائة واقلّ من ذلك في عدد من الاقضية. اما كتلة الـ 26 نائباً التي يستخدمونها اليوم لتعطيل تشكيل الحكومة فالجميع يعرف انها نتيجة اعارة وتأجير ودعم من حلفاء دمشق في لبنان ليبقى التيار الوطني الحر في واجهة المواجهة مع 14 آذار وفي مقدمهم مسيحيو الاكثرية النيابية.

هذا الانتصار المحقق زاد من تصميم تكتل 8 آذار وخصوصا التيار الوطني وحزب الله على ضرب مسيحيي 14 آذار واضعافهم ولكن بأسلوب جديد، هو اسلوب التحريض عليهم، ومحاولة فكّ العلاقة والتحالف اللذين يربطانهم بالنائب وليد جنبلاط والرئىس المكلّف سعد الحريري فاستغلّوا حتى الاختناق موقف جنبلاط الاخير الذي اصبحت اهدافه وهواجسه معلومة من الجميع وبدأوا يبشرون في ابواقهم الاعلامية بموت 14 آذار وبعزل المسيحيين. ولما اكّد جنبلاط عمليا انه باق في الاكثرية وهو يدعم الرئىس المكلف وان وزراءه الثلاثة هم مع الاكثرية ومن حصتهما الوزارية وندّد بموقف تكتل التغيير والاصلاح المعطّل والمعرقل لتشكيل الحكومة قلبوا الاسطوانة وصوّبوا مباشرة على البطريرك صفير في حملة لا علاقة لها بالعادات اللبنانية ولا بالاخلاق السياسية وركّزوا حملتهم على حزبي القوات اللبنانية والكتائب واتهموا الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل بممارسة الضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري لعدم تلبية مطالب العماد ميشال عون، بما يؤدي الى الغائه او احباطه، او اضعاف شعبيته، كما انهم اجتهدوا، وسوّقوا اتهاماتهم في الشارع المسيحي بان دعوة البطريرك صفير لتشكيل حكومة من الاكثرية هي موّجهة تحديداً ضد العماد عون.

بين مسيحيين يعتبرون من جماعة الحريري، وبين مسيحيين يمارسون الضغط والاملاء على الحريري، هناك فارق كبير يبيّن الخبط العشواء الذي يميّز حركة 8 آذار المهزوزة القائمة على اختلاق الروايات، والرهان على ضعف ذاكرة اللبنانيين الذين ما زالوا يتذكرون جيداً بان المسيحيين همّشوا في بداية عهد الطائف، وابعدوا عن الحكم والدولة وقتلوا وسجنوا، ومع ذلك لم يرتفع صوت، ممن يرفعون اليوم اصواتهم برفض تهميش والغاء اي فريق، واغلب الظن انهم سيكونون سعداء ومرحّبين ومتعاونين، لو انه بالامكان الغاء حزب القوات اللبنانية، وتهميش حزب الكتائب، وتدجين كل الشخصيات والاحزاب المسيحية المنضوية في تكتل 14 آذار.

ان من يتابع في هذه الايام خطاب قيادات واعضاء تكتل التغيير والاصلاح، يلمس توجهاً عنصرياً لدى هذا التكتل ضد الفريق المسيحي في 14 آذار، ونفساً طائفياً ضد السنّة، فلا شيء يعجبهم في الوزارات والمؤسسات التي تسلّمها هؤلاء، وهم وحدهم القادرون على الانقاذ، ووحدهم القادرون على «سحب الزير من البير» ووحدهم المناضلون الذين «حرروا» لبنان من الاحتلالات،  ووحدهم الشرفاء الاتقياء الانقياء، ونسوا ان للناس عيوناً ترى وآذاناً تسمع وذاكرة تحفظ، وليس كل ما رآه الناس وسمعوه وحفظوه، يعطيم شهادة حسن سلوك لهم ولحلفائهم. ويكفي تذكير الاخوة والاصدقاء في التيار الوطني الحر بآلاف الشهداء من الكتائب اولاً والقوات لاحقاً، الذين رووا بدمائهم كل حبة تراب من لبنان، ليعرفوا مدى الاساءة الى انفسهم في الدرجة الاولى، عند التنكر لبطولاتهم، والذهاب في طريق لا يمكن ان يوصل الا الى خراب لبنان، وقتل الشهداء مرتين.

رحم الله امرأ، عرف حدّه فوقف عنده.

 

بين الإصرار على الاستيطان وبين عدم تأليف الحكومة

شارل أيوب/الديار

نتنياهو مصرّ على بناء 2500 وحدة سكنية لاستيطان الاسرائيليين في الضفة الغربية دون التراجع قيد أنملة عن تهويد القدس واستباحتها ومصادرة منازل الفلسطينيين فيها وتسليمها للاسرائيليين. مقابل ذلك، لا ترى الا بياناً خجولاً من واشنطن يرفض خطة نتنياهو ورفضا اكثر وضوحا ًمن الاتحاد الاوروبي.

واهمٌ من يعتقد انه من الممكن عقد تسوية مع اسرائيل، فالتسوية غير ممكنة وترفضها اسرائيل، فكيف يمكن الحديث عن سلام مع اسرائيل والتسوية غير ممكنة، والتي هي ادنى بدرجات ودرجات من صنع سلام مع اسرائيل. فإذا كانت اسرائيل تزيد من الاستيطان وتضرب التسويات كلها، أليس اجدر بنا في لبنان تشكيل الحكومة في أسرع وقت كي نواجه المخاطر؟

في المقابل، في بيروت، يجري الخلاف على حقيبة وعلى توزير، ولا حكومة ولا من يحزنون، والغريب انه بعد عشرة اسابيع من استشارات الرئيس المكلف يجري رفض استعمال الحق الدستوري للرئيس المكلف بتقديم صيغة هي خلاصة الاستشارات التي أجراها مع كل الكتل، كأنما المطلوب إبقاء الفراغ الحكومي وإبقاء لبنان من دون حكومة.

يصعق الانسان اللبناني عندما يتذكر كلمة العماد عون وعبارته الشهيرة: «لعيون جبران ما تتألف الحكومة»، فعلى الشعب اللبناني ان يكون عبداً لهذه العبارة وإلا لا حكومة بل ابقاء لبنان في ظل حكومة تصريف اعمال.

سنة 89 - 90 ابقى العماد عون البلاد دون رئيس جمهورية في بعبدا حتى اقتحم الجيش السوري بموافقة دولية قصر بعبدا، واوصل الرئيس الراحل المنتخب الياس الهراوي الى قصر بعبدا.

سنة 2008، رفض العماد عون انتخاب رئيس جمهورية، واعتبر نفسه الأحق بها، وجرى التعطيل الى ان حصلت حوادث 7 ايار ومن ثم اتفاق الدوحة فانتخاب العماد سليمان.

سنة 2009، يجري التعطيل الثالث «لعيون جبران ما تتألف حكومة»، فالعماد عون يعتبر نفسه رئيس جمهورية وعملياً لا يعترف بالرئيس سليمان الا من حيث الشكل.

يطالبون الرئيس المكلف بالحوار والعماد عون يريد اربعة وزراء موارنة ووزارة الداخلية، وبالتحديد خمس حقائب ضمنها حقيبة سيادية، وتوزير صهره الوزير جبران باسيل في الحكومة، فأي حوار يجري في ظل هذه الشروط؟

انها شروط لمنع تشكيل الحكومة.

نطالب الرئيس المكلف بتقديم صيغة الى رئيس الجمهورية، ونطالب رئيس الجمهورية بإبلاغ الشعب اللبناني حقيقة الامور، لأن الرئيس سليمان ترأس اجتماعا حضره الرئيس المكلف والعماد عون في قصر بعبدا.

لو ترأس العماد سليمان الاجتماع لمدة عشر دقائق وانسحب لما طالبناه بأن يعلن الحقائق، لكن طالما انه ترأس الاجتماع لمدة ساعة ونصف وسمع وجهة نظر الطرفين، فهو ملزم تجاه الشعب اللبناني أدبياً وإنسانياً أن يقول رأيه في الموضوع من خلال تحديد الصيغة مع الرئيس المكلف.

في «الديار»، دائما رفضنا مبدأ الغالب والمغلوب. في «الديار» دائما رفضنا الخروج على الديموقراطية التوافقية، لكننا في ظل شروط العماد عون، نرى ان التوافق مستحيل، وابقاء البلاد رهينة للشروط التعجيزية هو جريمة بحد ذاتها.

ليس من حق الرئيس المكلف فقط تقديم الصيغة بتشكيل الحكومة، بل واجبه في الشهر الثالث ويقترب من نهايته ان يقدم صيغة الى رئيس الجمهورية، ويكون الرئيس المكلف قد تحمل مسؤولياته، ويبقى ان يتحمل الرئيس سليمان مسؤولياته فيحاول محاورة عون لتليين الشروط وتعديلها، او يكون على رئيس الجمهورية توقيع صيغة منطقية لتشكيل الحكومة، إلا اذا كان رئيس الجمهورية يريد استمرار حكومة تصريف الاعمال، او انه يعترف بأن العماد عون هو رئيس الجمهورية، والرئيس العماد ميشال سليمان هو فريق سياسي مثل الآخرين.

 

أزمة كتاب التاريخ المدرسي في لبنان: رؤية مؤرخ

http://www.annahar.com/content.php?priority=1&table=kadaya&type=kadaya&day=Mon

بقلم/مسعود ضاهر

تاريخ في: 2009-09-07: النهار  

إبان مرحلة الانتداب الفرنسي على لبنان لم يكن تعليم مادة التاريخ جديا في المدارس الرسمية والخاصة.وتم التركيز فقط على السنة الأخيرة من مرحلة التعليم الابتدائي التي يحصل فيها الطالب على شهادة السرتيفيكا (Certificat) بعد امتحان رسمي بإشراف وزارة التربية الوطنية في لبنان ويتضمن مادة التاريخ في الامتحان الخطي لذا كانت غالبية المدارس لا تعلم مادة التاريخ إلا لغاية تقديم الامتحان الرسمي في نهاية المرحلة الابتدائية، فينال المتعلم شهادة رسمية تؤهله لدخول المرحلة المتوسطة أو التكميلية.

ولم يصدر كتاب خاص أو مستقل عن تاريخ لبنان لأن إدارة الانتداب الفرنسي كانت تنظر إلى مناطق انتدابها بصورة شمولية. وكان منهاج تدريس مادة التاريخ المعتمد طوال مرحلة الانتداب يتضمن مزيجا من تاريخ فرنسا وأوروبا، وموضوعات من تاريخ العالم، بالإضافة إلى بلدان الانتداب، ولمحات من تاريخ لبنان والعالم العربي والإسلامي.

بعد الاستقلال بات من واجب الحكومة اللبنانية توحيد نظر اللبنانيين إلى ماضي وطنهم وحاضره ومستقبله. فأصدرت عام 1946 مناهج جديدة للتعليم بجميع مراحله، وذلك مباشرة بعد رحيل القوات الفرنسية عن لبنان. وباشرت المدارس بتطبيق المنهاج الجديد في جميع مراحل التعليم، وأصبح امتحان مادة التاريخ خطيا في المرحلة الابتدائية وشفويا في المرحلتين المتوسطة والثانوية. وتم تدريس مادة التاريخ باللغة العربية بصورة إلزامية مع امتحانات خطية في نهاية المرحلة الابتدائية (السرتيفيكا)، وفي نهاية المرحلة التكميلية، البروفيه (Brevet).

أما في الواقع العملي، وبسبب النقص الحاد للمعلمين المتخصصين في تدريس مادة التاريخ بقيت معظم المدارس الخاصة لا تدرس مادتي التاريخ والجغرافيا باللغة العربية وفي حال قررت تعليمها كانت توكل المهمة إلى أساتذة من حملة شهادة الأدب العربي. واستمرت المدارس الفرنكوفونية تعلم مادة التاريخ والجغرافيا بالفرنسية، وفي كتب مستوردة من دور النشر الفرنسية. وجعلت المناهج الجديدة مادتي التاريخ والجغرافيا متلازمتين، على أن يتم تدريسهما باللغة العربية دون سواها. وكانت الامتحانات خطية في نهاية المرحلة الابتدائية، وخطية وشفوية في نهاية المرحلة التكميلية، وشفوية فقط في نهاية المرحلة الثانوية.

وقد وضعت المناهج الجديدة على خلفية التعددية الطائفية. فلبنان بلد متعدد طائفيا وثقافيا. وقد أكد وزير التربية آنذاك،فيليب تقلا، في رسالته للتعريف بالمناهج الجديدة على إعادة النظر في النظام التعليمي السابق بكامله ووضع مناهج جديدة للتعليم العام وليس فقط للامتحانات. وبنيت فلسفة المناهج الجديدة على النقاط التالية:

"توحيد هيكلية التعليم وتوجيهه توجيها وطنيا مع احترام حرية الأساليب وتنوع الثقافات، وإعطاء المتعلم ثقافة إنسانية وعلمية ليصبح مواطنا صالحا يمتلك ثقافة شاملة وحسا اجتماعيا واعتزازا بانتمائه إلى امة تفتخر بماضيها وحاضرها. وهي تهدف إلى إطلاع اللبناني على أمجاده التاريخية دون تبجح، ليعتز بماضيه ويفهم حاضره، ويتحضر لمستقبله، ويتعرف إلى علاقاته بإخوانه في الدول العربية فيقدر مركزه بينهم ويقوم بواجبه نحوهم على حب وإخلاص. وهو يتطلع إلى دور لبنان بين دول العالم، فيفخر بما كان له من أياد بيضاء على التاريخ العالمي. فيندفع إلى استعادة ذلك الإشعاع، مستندا إلى ما في منهاجه التعليمي من عناصر الثقافة العالمية".

أصرت الدولة اللبنانية على تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا في المدارس الرسمية باللغة العربية فقط. وأخضعت جميع مدارس التعليم الخاصة، المحلية منها والأجنبية، لرقابة وزارة التربية الوطنية في لبنان. وحدد المنهاج الجديد توزيع تعليم مادة التاريخ في المرحلة الابتدائية على أربع سنوات تبدأ بحكايات شفوية عن الحياة القروية في لبنان وبعض المظاهر الكونية. ثم تتدرج للتعريف بجوانب من تاريخ لبنان والعرب والعالم عبر مختلف العصور. وكانت مادتا التاريخ والجغرافيا مجموعتين في كتاب مدرسي واحد، وهناك من نشر كتابين منفصلين لتدريس المنهاج الواحد.

طوال مرحلة الاستقلال احترمت وزارة التربية الوطنية في لبنان مبدأ التعليم الحر الذي نصّت عليه المادة التاسعة من الدستور اللبناني. فأعطت الحرية للمؤلفين ولدور النشر في إصدار سلاسل من الكتب التاريخية شرط أن تتجنب الحساسيات الطائفية والسياسية، وتساعد على التنشئة الوطنية السليمة. وكانت المدارس اللبنانية، الرسمية والخاصة، حرة في اختيار أي من السلاسل المتوافرة لدى دور النشر اللبنانية أو الأوروبية.

لكن الحرب الأهلية وامتداداتها المستمرة منذ العام 1975 تركت آثارا سلبية جدا على العلاقات المتبادلة بين الطوائف اللبنانية. لذا نص "اتفاق الطائف" لعام 1989 في مجال التربية والتعليم، على :"توفير العلم للجميع وجعله إلزاميا في المرحلة الابتدائية على الأقل. والتأكيد على حرية التعليم وفقا للقانون والأنظمة العامة. وحماية التعليم الخاص وتعزيز رقابة الدولة على المدارس الخاصة وعلى الكتاب المدرسي. وإصلاح التعليم الرسمي والمهني والتقني وتعزيزه وتطويره بما يلبي ويلائم حاجات البلاد الإنمائية والاعمارية. وإصلاح أوضاع الجامعة اللبنانية وتقديم الدعم لها وبخاصة في كلياتها التطبيقية. وإعادة النظر في المناهج وتطويرها بما يعزز الانتماء والانصهار الوطنيين، والانفتاح الروحي والثقافي وتوحيد الكتاب في مادتي التاريخ والتربية الوطنية".

لقد تميزت المرحلة الممتدة من الاستقلال حتى بداية الحرب الأهلية عام 1975 بحرية التأليف والنشر للكتب المدرسية، ومنها كتاب التاريخ المدرسي. لكن انفجار الحرب الأهلية حمل معه سيلا من الكتب المدرسية بالإضافة إلى دراسات تاريخية تعبر عن آراء مؤرخي الطوائف ولا تحترم الحد الأدنى من شروط البحث الأكاديمي في لبنان. ففي عام 2008 كان هناك أكثر من عشرين سلسلة من كتب التاريخ المدرسي المعتمدة لتدريس مادة التاريخ في لبنان. إلا أن المادة نفسها لم تحظ بأكثر من حصة واحدة من أصل 33 حصة في الصفوف المتوسطة والثانوية، وبنسبة 3 % من المنهاج العام، مقابل 18 % لتدريس مادة الرياضيات و15 % لتدريس اللغة العربية أو الفرنسية. وحددت علامة الامتحان بعشر علامات من أصل 220 علامة، وبنسبة 4.5 %، مقابل 28 % لمادة الرياضيات و18.18 % لكل من اللغات العربية والفرنسية أو الانكليزية. أما في الصفوف الأدبية، الثاني والثالث الثانويين، فنال تدريس مادة التاريخ أيضاً حصة واحدة، بنسبة 3.33 %، مقابل 23.33 % لكل من اللغة العربية والأجنبية، و10 % للرياضيات. وكانت حصة العلامة في الامتحان عشرين علامة من أصل 220، أي ما نسبته 9 %، مقابل 28 % لكل من اللغة العربية والأجنبية، و18.18 % للرياضيات. وقد تراجعت في العام 2008 لتصبح 30 علامة من أصل 560 علامة، أي بنسبة 5.35%.

دلالة ذلك أن مادة التاريخ لم تنل على الدوام الاهتمام الكافي في المنهاج الرسمي، في حين بقيت حركة تأليف كتب التاريخ المدرسي ناشطة جدا وعلى حساب البحث الشخصي للطالب، ومشاركته داخل الصف والمدرسة. وما زالت أهداف مناهج التعليم المقررة في مادة التاريخ غير واضحة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، سواء على مستوى الأهداف التعليمية العامة أم على صعيد تدريس مادة التاريخ بشكل علمي، وبشكل خاص مادة التاريخ اللبناني. وما زال تدريس التاريخ يعتمد الأساليب التقليدية، أي أسلوب المحاضرة حيث المعلم هو صاحب الرأي السديد وجميع التلاميذ مستمعون، ولا يحق لهم المناقشة، أو معارضة الأستاذ وإيديولوجيته. ورغم ما يتضمنه الكتاب من ثغر ونواقص فهو ملزم للتلاميذ، وعليهم حفظ المادة عن ظهر قلب طمعا بالحصول على علامة عالية في الامتحان. وعلى التلاميذ أن يتقبلوا آراء معلم مادة التاريخ، وأخطاء الكتب المدرسية، ومغالطات وحتى أكاذيب المرويات التاريخية وبعض المؤلفات الطائفية والمذهبية المؤدلجة التي تفتقر إلى الدقة العلمية، وتغييب المصادر والوثائق التاريخية المعروفة، ومعها تغييب الحس الوطني السليم بأهمية كتاب التاريخ المدرسي في بناء الوحدة الوطنية الجامعة. لكن هناك مجموعات من الكتب المدرسية العلمية إلى جانب مجموعات غير علمية تروي الأحداث التاريخية على شكل قصة تعتمد الكثير من الخيال.

تعتمد الإجابة على أسئلة الامتحانات الرسمية على الحفظ، والمعلومات العامة، ومزاج أعضاء اللجان الفاحصة وبعضهم مشاركون في تأليف مجموعات من الكتب المدرسية المعتمدة في المدارس. هذا بالإضافة إلى كراريس تقدم إجابات كاملة على الأسئلة التي طرحت في مادة التاريخ في دورات سابقة بحيث ينال الطلبة في هذه المادة علامات عالية تساعدهم على النجاح.

كما أن وزارة التربية لم تضع قواعد محددة لتأليف ونشر سلسلة كتب التاريخ المدرسي، بل تركت الحرية للمؤلف في اعتماد الطريقة التي يراها ملائمة. إلا أنها اشترطت ألا يسيء الكتاب إلى الشعور الوطني، وألا يحرك نعرات طائفية. فالتعليم في لبنان حر، والتأليف حر. ولم تفرض وزارة التربية كتابا موحدا للتاريخ بل تركت للمدارس حرية اختيار ما تشاء من السلاسل المتداولة.

مناهج جديدة أفضت إلى فوضى التأليف

في العام 2000 نشرت الحكومة اللبنانية مناهج جديدة وهي تنقسم قسمين:

أولا: مرحلة التعليم الأساسي، وتتضمن ثلاث حلقات:

الأولى: للسنتين الثانية والثالثة،

الثانية: للسنوات الرابعة والخامسة والسادسة،

الثالثة: للسنوات السابعة والثامنة والتاسعة،

ثانيا: مرحلة التعليم الثانوي: تضم السنوات العاشرة، والحادية عشرة، والثانية عشرة وقد تحددت بموجبها بعض الأهداف التربوية حيث دعت إلى أن يستند تدريس مادة التاريخ إلى منهجية البحث العلمي عن الحقائق التاريخية. وأن من أولى واجبات المؤرخ الموضوعي البحث عن الحقائق التاريخية من مصادرها الأساسية، واعتماد المصطلحات والمفاهيم العلمية السائدة في كل مرحلة تاريخية، وتجنب إسقاط الماضي على الحاضر أو الحاضر على الماضي.

بالإضافة إلى الأهداف العامة، فإن لتعليم كتاب التاريخ المدرسي في لبنان أهدافاً خاصة أبرزها تنمية الروح الوطنية لدى الأجيال المتعاقبة من اللبنانيين، وترسيخ الاعتزاز بالهوية الوطنية، وتقوية حس الولاء للبنان، والتأكيد على وحدة اللبنانيين والعيش المشترك بين طوائفهم، وتعزيز الشعور بهوية لبنان الوطنية وانتمائه العربي، وإبراز التراث الثقافي والحضاري المشترك بين لبنان وأشقائه العرب في مختلف الحقب التاريخية، والمساعدة على تنمية روح التضامن الوطني والعربي في نفوس الناشئة اللبنانية، وترسيخ التنشئة المدنية والأخلاقية لديهم، ومساعدة المتعلم على الاهتمام بالشأن العام، والممارسة السياسية، وفهم العلاقة السليمة بين المواطن والسلطة على أساس مبادئ الديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان وحريته وكرامته، وتنمية روح المقاومة لديه ضد الظلم والعدوان، ومواجهة كل أشكال الاضطهاد، وابراز صور البطولة والتضحية والشجاعة والوفاء للأرض والشعب والوطن التي مارسها اللبنانيون في مختلف حقب التاريخ. ومن خلال بناء الذاكرة الوطنية تبرز أهمية التراث اللبناني المشترك والمنجزات المشتركة التي قام بها اللبنانيون من خلال تضامنهم وشعورهم بوحدة المصير، وهي تعزز ارتباط اللبناني بجغرافية بلده الموحدة. وينطلق تعليم التاريخ الموحد من الجغرافيا الموحدة والحدود المعترف بها دوليا والمنصوص عليها في الدستور.

وتتميز الثقافة الوطنية الجامعة بوحدتها وغناها وتنوّع مصادرها وانتمائها إلى الثقافة العربية من جهة، وانفتاحها على الثقافات العالمية من جهة أخرى. يشدد كتاب التاريخ المدرسي في لبنان على نشر الوعي بأهمية القيم الدينية في لبنان، خاصة المسيحية والإسلامية منها، كمصدر أساسي لنشر مبادئ الأخلاق والإنسانية التي تتنافى وجميع أشكال ومظاهر الطائفية والتعصب الديني الطائفي. ومن الأهداف الخاصة بتعليم تاريخ لبنان المدرسي أيضا نشر الوعي بالآثار السلبية للنزاعات بين اللبنانيين وانعكاساتها على وحدة الوطن واستقراره. كما يبرز دور القوى الأجنبية في معظم الأحداث الدموية التي عرفها لبنان منذ القرن التاسع عشر بسبب التدخل المباشر للدول الخارجية على الساحة اللبنانية وفي جوارها. هذا بالإضافة إلى إظهار دور الحركات الإصلاحية والثورية والنضالية في لبنان وفي الدول العربية والعالم، لتحرير شعوبها من التسلط والطغيان والاستعمار. ويساعد كتاب التاريخ المدرسي على توعية الطلبة اللبنانيين على مخاطر المشروع الصهيوني على لبنان والمنطقة العربية من خلال التعريف بتاريخ الحركة الصهيونية وأطماعها التوسعيّة المناقضة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

فور طباعة أول كتابين في التاريخ ضمن سلسلة "نافذتي على الماضي" للسنة الثانية والثالثة من مرحلة التعليم الأساسي، أي الجزء الأول والجزء الثاني من الحلقة الأولى، تعرض الكتاب لانتقادات حادة دفعت وزير التربية إلى وقفه. ثم اصدر التعميم 92 لعام 2001، طلب فيه من إدارات المدارس والثانويات الرسمية، استبدال ساعات مادة تدريس التاريخ بمادة التربية المدنية في برنامج توزيع الدروس الأسبوعي. ثم أصدر قراراً بوقف تدريس سلسلة كتاب التاريخ الموحد الذي صدر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء في العام الدراسي 2001 - 2002، والتي كان مقررا صدورها كاملة في مطلع العام الدراسي 2002- 2003. وصدر قرار آخر بتشكيل لجنة عليا من عشرة مؤرخين لبنانيين لوضع منهاج جديد لمادة التاريخ في مراحل التعليم ما قبل الجامعي. فأنجزت اللجنة عملها في مطلع العام 2005 دون أن يصدر الكتاب الموحد حتى الآن.

بعد التوقيف القسري للتدريس في كتب التاريخ الموحدة التي أعدها المركز التربوي للبحوث والإنماء، وسلسلة كتاب التاريخ المدرسي الوطني القديم الصادر سابقا عن المركز نفسه، سارعت دور النشر إلى المنافسة لتأليف كتب التاريخ المدرسية، بحلّة جديدة. وفي ظل غياب كتاب التاريخ المدرسي الموحد، نشرت سلاسل عدة لتدريس مادة التاريخ في لبنان ناهزت العشرين سلسلة شكلت لوحة توثيقية لهذا البحث عن كتب التاريخ التي كانت تدرس في العام 2007 – 2008.

يعاني كتاب التاريخ المدرسي اليوم من خلل فاضح في دقة النص التاريخي الذي بات يفتقر إلى الأمانة التاريخية من جهة، وضوابط الكتابة التاريخية للمؤلفين من جهة أخرى. ولا يمكن النص التاريخي في الكتاب المدرسي أن يقتصر على سرد العناوين الكبرى فقط لإظهار مدى احترامه للمنهاج الموحد مع ترك العنان لسرد الأحداث التاريخية المؤلمة والتي تستثير الغرائز الطائفية التي تسببت بكثير من المآسي للبنان واللبنانيين. فالخلاف الايديولوجي يكمن في سرد التفاصيل داخل العناوين الفرعية، وعلاقة لبنان بمحيطه العربي وبباقي دول العالم، القريبة منها والبعيدة.

لذلك يحضر الماضي بكثافة في كتاب التاريخ المدرسي الحالي الذي يدرس عشوائيا في المدارس اللبنانية. ويتم تغييب الحاضر والمستقبل، أي الهدف الأبعد والأسمى للأهداف التربوية والوطنية التي نص عليها تدريس منهاج موحد لمادة التاريخ.

ويستخدم كتاب التاريخ المدرسي وسيلة ايديولوجية أساسية في المدارس الطائفية لنشر معرفة طائفية مشوهة تضمن ولاء التلميذ لزعيم الطائفة على حساب الولاء للوطن الواحد والموحد من خلال نظام تعليمي غير مراقب ومتفلت من كل الضوابط التربوية والوطنية. وتستخدم معظم المدارس الطائفية الكتاب المدرسي وسيلة لتمرير إيديولوجية الجماعة الموحدة والمتماسكة في مواجهة جماعة أخرى. ولا يجد مؤلف كتاب التاريخ المدرسي حرجا في تشويه الوقائع التاريخية المنشورة في المصادر التاريخية وانتقاء ما يخدم زعماء الطائفة وتضخيم دورها في تاريخ لبنان.

الأزمة المستمرة والحلول العلمية

دلت أزمة كتاب التاريخ المدرسي الموحد في لبنان والمستمرة منذ العام 2001 حتى الآن على أن تعليم مادة التاريخ في المدارس اللبنانية مسألة سياسية في غاية الخطورة والأهمية. فرغم منهاج التاريخ الموحد وصلاحية المادة التعليمية، فان أي خلاف نظري أو إيديولوجي حول كلمة، أو صورة، أو حدث تاريخي،أو تأويل، أو تفسير يعرّض المقرر برمته إلى الإلغاء وإلى تعليق العمل به، أو تجميد طباعة الكتاب أو سحبه من المدارس وحذف ساعات التاريخ من الجدول الأسبوعي باعتبارها مادة خلافية.وهذا ما حصل فعلا خلال العام الدراسي 2001 – 2002 حين صدر قرار وزاري بالتوقف عن تعليم مادة التاريخ في مدارس الجمهورية اللبنانية حتى إشعار آخر. وذلك يتطلب بعض الحلول العلمية لمشكلة كتاب التاريخ المدرسي الموحد انطلاقا من هواجس وطنية وتربوية في آن واحد.

أ- كتاب التاريخ المدرسي عمل معرفي وتربوي وليس شعارات سياسية

 ليس من شك في أن المعرفة التاريخية التي يتعلمها الطالب في المدارس اللبنانية ذات صلة وثيقة بما نشره المؤرخون اللبنانيون الذين تتفاوت أبحاثهم بصور واضحة من الأكاديمية العلمية الرصينة إلى المرويات الطائفية غير الموثّقة. وكانت، في معظمها،مرجعية غير صالحة،في غالب الأحيان، لبناء الذاكرة الجماعية اللبنانية على أسس علمية نقدية. فقد ابتعدت معظم البحوث التاريخية في لبنان عن أهدافها العلمية الأساسية في تقديم الوقائع التاريخية الموثّقة. فمؤلف كتاب التاريخ المدرسي لا ينشر نصا تاريخيا جديدا، بل يختار نصوصا منشورة ليستخرج منها نصا مطابقا للمنهج المقرر في مادة التاريخ. ولا يقوم بعمل المؤرخ الباحث عن الحقائق التاريخية من مصادرها الأصلية. وليس هاجسه تحليل نصوص تاريخية جديدة وموثقة بل البحث عن نصوص جاهزة ومنشورة تتلاءم مع حجم المادة التاريخية التي يحددها له النظام التعليمي. وبسبب طبيعة نظام الامتحانات التي تفترض الحفظ وعدم الخروج عن النص المكتوب يتحول الكتاب المدرسي عمليا إلى مصدر وحيد، ونص شبه مقدس للمعرفة التاريخية التي تمكن التلميذ من الحصول على علامات مرتفعة، عند الاكتفاء بحرفية النص.

وهناك قلة من المؤلفين في هذا المجال تتجاوز كتابات المؤرخين لتصل إلى المصادر التاريخية الأصلية. وكثيرا ما يكتفي مؤلف الكتاب المدرسي بتقديم المادة التاريخية المنشورة بأسلوب سهل يفهمه المتعلم،ويتلاءم مع عمره ومستواه الفكري.

والسبب في ذلك أن النص التاريخي المعتمد في كتاب التاريخ المدرسي يعتبر المادة المعرفية الوحيدة التي تتصرف حيالها السلطة التعليمية الرسمية في لبنان بصفتها المرجعية الوحيدة الصالحة للتقرير. ولها الحق الحصري في نشر الكتاب المدرسي إذا كان مطابقا للمنهاج المقرر أو منعه إذا لم يكن مستوفيا للشروط العلمية والتربوية المعتمدة. كما أنه يحدد مجموعة متكاملة من الأهداف والغايات التي رافقت إعداده ونشره. وهي تتضمن نوعية المؤلفين، وكيفية اختيار النصوص التاريخية، والقيم السياسية التي يروج لها. هذا بالإضافة إلى طرائق التدريس المعتمدة، ونظريات التعلم الملائمة، وقدرة المتعلم على استيعاب مضمون النص التاريخي، ونظام التقويم والامتحانات، وهامش الحركة المتاح للمعلم للخروج على حرفية النص المدون في الكتاب المدرسي وحقه في ممارسة قراءة نقدية لمضمونه، وحرية المؤسسة التعليمية في استخدام مصادر تاريخية معرفية إضافية إلى جانب كتاب التاريخ المدرسي الموحد،ومشاركة المتعلم في البحث التاريخي لتنمية شخصيته وحاسة النقد لديه.

ب - التفسير العقلاني لتوصية اتفاق الطائف: توحيد المنهاج أم الكتاب؟

بعد إصدار منهاج جديد لمادة التاريخ بدأ البحث عن كتاب مدرسي جديد يعبر فعلا عن مضمونه. فالكتاب المدرسي هو دليل المتعلم، ورفيقه من المدرسة إلى البيت. وتقع مسؤولية إعداده والتحقق من مستواه العلمي والتربوي والفني على كاهل المتخصصين الأكاديميين، والخبراء التربويين، والإدارة الرسمية المشرفة على شؤون التعليم في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة. وهي مسؤولية كبيرة يتوقف عليها إعداد تلميذ جيد يكون مواطنا لبنانياً صالحا.

تجدر الإشارة إلى أن مواقف الدول، المتطورة منها والنامية، كانت متباينة من حيث النظرة إلى مفهوم توحيد كتاب التاريخ المدرسي. فمنها من أكدت على أن التوحيد يعني فرض كتاب واحد. وهو تدبير معتمد لدى كثير من الدول العربية، والدول ذات الأنظمة التوتاليتارية. فكتاب التاريخ منوط بالدولة بصورة كاملة من حيث التأليف، والرقابة، والنشر، والتوزيع. والهدف من ذلك توجيه مادة التاريخ حسب الرغبات الإيديولوجية للدولة. وهي طريقة تؤمن للمتعلم كتابا بأسعار زهيدة، أو مجانا أحيانا. وهذا تدبير يتعارض مع مواد الدستور التي نصت على حرية التعليم ونشر الثقافة النقدية الحرة في لبنان. وقد يؤدي إلى نتائج إيجابية لدى الطالب المتلقي في سنيه الأولى. لكن تلك النتائج تتحول سلبية بالكامل عندما يكبر المتعلم ويكتشف بنفسه زيف الوقائع التاريخية التي تضمنها كتاب التاريخ المدرسي الموحد عند مقارنتها بالوثائق التاريخية من مصادرها الأصلية.

وهناك دول اعتمدت صيغة الحرية الموجهة أو المراقبة في مجال توحيد كتاب التاريخ المدرسي. وقد تبنى لبنان هذه الصيغة المعتمدة أصلا في فرنسا ودول أوروبية أخرى حيث تركت وزارة التربية الحرية للمؤلفين في إصدار سلاسل من كتب التاريخ المدرسي لجميع مراحل التعليم، وللمدارس حرية اختيار أي من تلك السلاسل التي تخضع جميعها لرقابة شديدة في كل مراحل التأليف، والنشر، ولجان المراقبة لضمان احترام المنهاج المقرر ولجان التفتيش والإرشاد لضمان سلامة التعليم وجودته. وهذه صيغة جيدة لتوحيد كتاب التاريخ المدرسي لأنها تضع مسؤولية التأليف والنشر على كاهل دور النشر التي تجتذب طاقات علمية متخصصة، ولديها إمكانات اقتصادية كبيرة. وقد تنافس مؤلفو سلاسل كتب التاريخ المدرسي بكفاءة عالية، وتحت إشراف وزارة التربية،على تقديم كتاب مدرسي متميز، يتضمن مادة تاريخية علمية موثقة،  بأسلوب تربوي جيد، يساهم في إعداد مواطن حر وفق أرقى المناهج التربوية المتطورة.

تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التمييز بين المنهاج الموحد والكتاب الموحد. فتوحيد منهاج مادة التاريخ لا يعني توحيد كتاب التاريخ المدرسي. فلم يسبق لوزارة التربية في لبنان أن فرضت كتابا واحدا وموحدا على جميع المدارس العاملة على الأراضي اللبنانية، الرسمي منعها والخاصة. وتوحيد الكتاب المدرسي بصورة قسرية أمر جديد في غاية الخطورة على الثقافة اللبنانية، وعلى حرية التعليم في لبنان.

ولم يسبق للوثائق القانونية اللبنانية التي تحكم القطاع التربوي أن استخدمت عبارة "توحيد كتاب التاريخ" أو "كتاب التاريخ الموحد قبل صدور "وثيقة الطائف". وهي الوثيقة الأساسية لكل أنواع السلوك السياسي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي للحكومات التي توالت منذ صدور الوثيقة عام 1989 حتى الآن.

 لكن ما ورد فيها حول توحيد كتاب التاريخ المدرسي بقي ضبابيا. فمنهاج مادة التاريخ واحد وموحد منذ زمن بعيد لأنه يطول مسألة تربوية، وعلمية، ووطنية قابلة للتحقيق، ولا خلاف على مضمونها. أما فرض كتاب تاريخ مدرس واحد على جميع المدارس اللبنانية فمسالة سياسية من الطراز الأولى، وصعبة التحقيق في الظروف الراهنة. وهي لا تؤدي غايتها المرجوة في الانصهار الوطني بل يمكن أن تقود إلى نتائج عكسية تماما بسبب عجز وزارة التربية عن مراقبة عملية التأليف، والنشر، والتعليم، وإعداد الأساتذة، وفرض الكتاب على المدارس الخاصة الأجنبية وغيرها.

ليس من شك في أن التوصية بتوحيد الكتاب المدرسي لم تكن تهدف إلى تجاوز حرية الفكر وتعددية الرأي في لبنان. فالتوحيد لا يطاول حرفية المضمون ولا حتى حرفية الموضوعات المعالجة بل المسلمات الأساسية التي تراها وزارة التربية ضرورية لبناء المواطنة السليمة. على أن تترك الحرية للمؤسسات التعليمية في اختيار الكتاب الذي تريد من اجل تطبيق المنهج المقرر. فيتحقق بذلك جوهر المنهج الموحد من خلال الموافقة المسبقة لوزارة التربية على الكتاب المدرسي والتأكد من مدى صلاحيته للاستخدام وفق المنهاج الموحد، ومستوى الصف المحدد في برنامج التدريس. ولوزارة التربية الحق في تشكيل لجان أكاديمية لمراقبة عملية إعداد وتأليف ونشر الكتب المدرسية، إلى جانب لجان التفتيش والإرشاد التربوي. ورغم غياب شرط الإجماع لتحقيق توحيد كتاب التاريخ في النصوص الرسمية، إلا أن المناخ التوفيقي الذي لف معظم بنود وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، يشير إلى ضرورة الإجماع في هذا المجال.

لكن السؤال الأساسي هنا حول إمكان توافر الإجماع لتحقيق توحيد الكتاب المدرسي. وشرط الإجماع في الحالة اللبنانية ضروري لأنه يشكل درعا منيعا يحمي عملية التوحيد الوطني ويضمن استمرار العمل في الكتاب الموحد دون إشكالات.

وإذا كان بعض الباحثين يشير إلى المخاطر الناجمة عن غياب كتاب التاريخ الموحد فإن فرض الكتاب بصورة قسرية يمكن أن يقود إلى نتائج أكثر سوءا. فغيابه قد يؤدي إلى عدم المساواة بين المتعلمين في الوصول إلى المعرفة التاريخية بسبب تعدد أنماط التنشئة التي تقود إلى ضعف المواطنة وتفككها إلى ولاءات طائفية ومذهبية متناقضة ومتناحرة أحيانا. إلا أن توحيد كتاب التاريخ المدرسي يتطلب وجود دولة مركزية قوية. وهو يحتاج إلى قرار مركزي لا يخلو من القمع لفرض نظام تربوي يتناقض مع طبيعة التربية السائدة في لبنان وفي العالم المتطور. وهي التربية التي تشدد على التغيير بالوسائل الديموقراطية، ومنع استخدام أي كتاب آخر قبل تمريره على أجهزة رقابة المطبوعات، وقطع الطريق على وصول الأفكار الجديدة للمتعلمين. فتتحكم السلطة المركزية بقواعد المعرفة التي تنقل إلى المتعلمين لضمان اتساقها مع إيديولوجيا الدولة.

لكن فرض كتاب تاريخ مدرسي موحد في لبنان اليوم يتناقض مع طبيعة النظام التربوي اللبناني وخطة النهوض التربوي لعام 1994 من جهة، ويتجاوز قدرة الإدارة التربوية على التنفيذ من جهة ثانية. إذ يفترض قرار الفرض وجود إدارة تربوية مركزية تتحكم بحركة كل عناصر النظام التربوي في لبنان. لكن الغاية المتوخاة من توحيد الكتاب المدرسي على خلفية الإجماع أو الانصهار الوطني لا تهدف بأي شكل من الأشكال إلى دمج الطلبة اللبنانيين في بوتقة إيديولوجية واحدة تشكل العمود الفقري للمواطنة السليمة التي يجمع عليها اللبنانيون. علما أن التوحيد القسري هو إحدى الآليات الشرعية لحماية الخلافات السياسية التي تضمن تسلط القوى السياسية الحاكمة منذ قرون طويلة، والمحافظة على التناقضات القائمة لمصلحة زعماء الطوائف.

ج – موجبات الرقابة العلمية والتربوية على نصوص كتاب التاريخ المدرسي الموحد

تتطلب كتابة التاريخ المدرسي الموحد وجود إرادة سياسية قوية لاستخدام مادة التاريخ

في نشر معرفة تاريخية عن لبنان وتطور مكوناته البشرية والمادية وتحولاته الحضارية عبر العصور،وتدريس بعض المعارف التاريخية في المؤسسات التعليمية اللبنانية بهدف التنشئة الوطنية السليمة. ولا يكفي إدراج مادة التاريخ في المنهج الدراسي وتعيين أهداف تنشئة مواطنية سليمة لها لكي نقرر بثقة بأن الدولة اللبنانية تريد فعلا تدريس تاريخ يؤسس للتكوين الوطني، ولروح المواطنة، ولحس الانتماء ونفخ شعور الفخر والكرامة في نفوس المتعلمين. كما أن تدريس مادة التاريخ وحدها لا يقدم الدليل الكافي على رغبة الدولة في بناء تربية وطنية سليمة.

لكن الدولة التي تريد فعلا تعميم ثقافة تاريخية موحدة بين أبنائها توفر لهم أولا الوسائل اللازمة لذلك كالمتحف الوطني، والمتاحف المتخصصة، والمتاحف الحرفية والنصب التذكارية، وتماثيل القادة في الساحات العامة، ومراكز الأرشيف العام، والمكتبات العامة، والمختبرات الجيولوجية والبيولوجية والأنتروبولوجية، وغيرها. ويؤكد كتاب التاريخ المدرسي الموحد على منحى إيديولوجي يعتبر المدرسة المصدر الوحيد للمعرفة والمكان الوحيد للتعلم، وان عمليات التنشئة الأولية تتم في المدرسة وعبرها، ولا يمكن أن تتم إلا بواسطتها. وذلك يتوقف على أن تحضر المدرسة نفسها لتطبيق كتاب التاريخ المدرسي الموحد دون أن تجهل أو تتجاهل ما يجري خارج أسوارها. وعليها أن تأخذ في الاعتبار هواجس المسؤولين التربويين من خطر انحراف الكتاب المدرسي عن القيم التي تروج لها السلطة المركزية والتي تروج لفرض كتاب موحد ورفض أي كتاب آخر لا يتضمن وجهة النظر التوافقية للدولة اللبنانية.

الرهان على توحيد المنهاج وليس فرض كتاب تاريخ مدرسي موحد

راهن أنصار فرض كتاب موحد لتدريس مادة التاريخ في جميع المدارس اللبنانية، الرسمية منها والخاصة، على صيغة غير علمية تناقض مواد الدستور اللبناني، وتتعارض مع تاريخ التعليم الذي تميز به لبنان في مختلف الحقب التاريخية. فالكتاب المفروض بإرادة فوقية يسيء إلى المتعلم، والأساتذة، والعملية التربوية بكامل إبعادها. ولا يحقق أيا من الأهداف التي تتوخاها من وزارة التربية الوطنية. فالطالب اللبناني ليس معزولا عن وسائل الإعلام، ولا يمكن فصله عن مصادر المعرفة التاريخية الأخرى. كما انه محاط بالمواقف السياسة والطائفية اليومية التي يطلقها زعماء الكتل السياسية والتي تضج بكل أشكال العصبية، والتحريض الطائفي والمذهبي، والتمايز الاقتصادي والاجتماعي والمناطقي. فالمدرسة ليست معزولة عن البيئة المحيطة بها،كما أن التلميذ ليس معزولا عن بيئته. وليس بمقدور الكتاب المدرسي الموحد أن يقدم له وقائع تاريخية نهائية لا تقبل الشك، بل عليه أن يعلمه كيف يتعاطى مع الأحداث التاريخية بروح نقدية تنمي لديه حس المواطنة وكيفية حماية الوطن من مخاطر النزاعات المحلية والتدخلات الخارجية.

وقد فشلت تجربة فرض كتاب تاريخ مدرسي موحد من جانب وزارة التربية الوطنية في لبنان بسبب غلبة الحساسيات الطائفية والمذهبية التي ما زالت قوية جدا على الساحة اللبنانية. فكلمة واحدة أو جملة أو صورة أو خريطة سجالية كافية لإيقاف السلسلة بكاملها كما حصل في العام 2002. وليس بمقدور وزارة التربية فرض كتاب موحد للتاريخ لأن مبدأ الفرض يتناقض مع ما كفله الدستور اللبناني من حرية التعليم والتأليف والنشر. لكن من واجب وزارة التربية الوطنية تأليف لجنة أو أكثر لمراقبة مضمون أي كتاب مدرسي، وبشكل خاص كتاب التاريخ. وهي المسؤولة مباشرة عن فرض رقابة صارمة على جميع الكتب، المحلية والأجنبية، للتأكد من احترام المنهاج الموحد لمادة التاريخ في جميع الكتب التي تدرس بالمدارس اللبنانية. وبإمكان سلاسل الكتب المدرسية التي تصدرها دور النشر اللبنانية أن تتنافس على الجودة لتقديم أفضل الكتب العلمية. وبإمكان وزارة التربية وضع كتاب نموذجي لتدريس التاريخ يكون مثالا يحتذى، من حيث جمال الشكل، وعمق المضمون، ودقة وسائل الإيضاح، والخرائط التاريخية، والوثائق المصورة. وذلك يتطلب الاستعانة بلجان علمية متنوعة الاختصاصات التاريخية، وبأصحاب الكفاءة من المؤلفين الذين مارسوا تدريس المادة لسنوات طويلة، وبدور النشر من ذوي القدرات التقنية العالية لإخراج كتاب التاريخ المدرسي في لبنان على أفضل صورة، تضاهي ما تقوم به دور النشر الأوروبية وغيرها من الدور التي تعتمد كتبها لتدريس مادة التاريخ بالفرنسية أو الانكليزية في كثير من المدارس اللبنانية الخاصة، المحلية منها والأجنبية.

لكن الحلول ممكنة في حال قررت الدولة اللبنانية تنفيذ جميع بنود الطائف وبناء دولة عصرية عادلة تعمل على تجاوز الحساسيات الطائفية، وتغلب مصلحة لبنان على مصالح زعماء الطوائف. وإذا كان من الصعب اعتماد سلسلة واحدة من كتب التاريخ المدرسي لتفرض على جميع المدارس الرسمية والخاصة فإن من الضروري التمسك بالمنهاج الموحد مع السماح بعدد محدود من السلاسل التي تستوفي الشروط التربوية والعلمية والوطنية. على أن توضع مجموعات من تلك السلاسل في جميع المدارس، وبتصرف الأساتذة والطلبة وذلك بهدف الاستفادة من مضمون المادة التاريخية فيها. وبالتالي، فنجاح كتاب التاريخ المدرسي يتوقف على عوامل متعددة ومتداخل أبرزها صلابة القرار الرسمي من جانب وزارة التربية الوطنية صاحبة الحق الطبيعي في المراقبة والتأليف وإجازة النشر أو منعه. كما تتطلب مراعاة الأوضاع اللبنانية البالغة الحساسية بعد حرب طويلة ما زالت آثارها السلبية فاعلة بقوة في لبنان.

لذا لا بد من تجنب الحساسيات الطائفية والمذهبية والسياسية، والتركيز على التاريخ الجامع للشعب اللبناني في جميع مناطقه وطوائفه. وذلك يتطلب اعتماد الوثائق التاريخية الرصينة، وتجنب التفاصيل في معالجة الأحداث الدموية التي شهدتها بعض المناطق والطوائف اللبنانية، وإبراز دور لبنان في محيطه العربي وعلى المستوى العالمي. كما يتطلب الإعداد التربوي المعمق عبر دورات مكثفة لأفواج متلاحقة من المعلمين المتخصصين قبل أن توكل إليهم مهمة تدريس مادة التاريخ في المدارس. ودعوة وزارة التربية الوطنية إلى مراقبة جدية حول كيفية تدريس هذه المادة الخلافية على أسس علمية وتربوية ووطنية، وفي جميع مراحل التدريس. على أن تعمل الوزارة أيضا على تطوير مناهج تعليم مادة التاريخ بصورة مستمرة، ومعها طرق التعليم، والبرامج، وساعات التدريس، وإعداد المعلمين، والإرشاد التربوي، ونظام الامتحانات، وغيرها. وللتاريخ المحلي أبعاد إقليمية ودولية. ويعرف مؤلف كتاب التاريخ المدرسي جيدا أن ما يتعمد تجنبه أو تجاهله أو التعتيم عليه سوف تكشفه الوسائل الحديثة لنشر المعرفة.الأمر الذي سيقود حتما إلى فقدان الثقة بالكتاب المدرسي الموحد. 

 

 النائب رعد التقى وفدا من اتحاد النقل والسائقين العموميين وتبلغ منهم " تصعيد التحرك ما لم تفتح ابواب الحل لاسعار البنزين"

وطنية - استقبل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ظهراليوم، في مكتبه في المجلس النيابي، وفد اتحاد النقل ونقابة السائقين العموميين يتقدمه النقابيون بسام طليس وعبدالامير نجدة وعلي محي الدين، الى عدد من النقابين وممثلي قطاع النقل في الاتحاد العمالي العام. وعرض الوفد، بحسب بيان، "الاوضاع المتردية لقطاع النقل والسيارات العمومية واشاروا الى ان تريثهم ازاء تصعيد التحرك المطلبي، كان بسبب ازمة التشكيل الحكومي، وان الوضع بات لا يطاق، ولذلك فهم بصدد التحضير لتحرك تصعيدي خلال الفترة المقبلة، ما لم تفتح ابواب الحل لاسعار البنزين وتتم الاستجابة لمطالب السائقين العموميين".