المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 09 أيلول/2009

نجيل القدّيس لوقا .21-16:8

ما من أَحدٍ يُوقِدُ سِراجًا ويَحجُبُه بِوِعاءٍ أَو يَضَعُه تَحتَ سَرير، بل يَضَعُه على مَنارة َلِيَستَضيءَ به الدَّاخِلون. فما مِن خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَمُ ويُعلَن. فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون! لِأَنَّ مَن كانَ لَه شَيءٌ، يُعطى، ومَن لَيسَ لَه شَيءٌ، يُنتَزَعُ مِنهُ حتَّى الَّذي يَظُنُّه له». وجاءت إِلَيهِ أُمُّه وإِخوَتُه، فلَم يَستَطيعوا الوُصُولَ إِلَيه لِكَثَرَةِ الزِّحام. فقيلَ له: «إِنَّ أُمَّكَ وإخوتَكَ واقِفونَ في خارِجِ الدَّارِ يُريدونَ أَن يَروكَ». فأَجابَهم: «إِنَّ أُمِّي وإخوَتي هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَعملونَ بِها».

 

صحَّة الوزارة

صرّح رئيس الحركة المشرقية، السيد سامي فارس، ما يلي:

١. القاعدة القانونية للتشكيلة الوزاريَّة:

إن الحركة المشرقية تعلن تأييدها الكامل للموقف الحاسم الذي اتخذه رئيس الوزراء المكلف السيد سعد الحريري باقتراح تشكيلة وزاريَّة وفق ما يرتأيه لمصلحة البلاد والصالح العام. فرئيس الوزراء عليه أن يستمزج آراء الكتل بالموضوع الحكومي ثمّ يتوافق مع رئيس البلاد على الحكومة المرتقبة.

إنَّ تلاقي إرادة رئيس الجمهورية بإرادة رئيس الوزراء هي القاعدة القانونية للتشكيلة الوزاريَّة. وإنَّ الكتل النيابيَّة لا تتمتَّعُ بحقٍّ دستوريٍّ في انتقاءِ الوزراءِ والحقائبَ، إنَّمَا يحُقُّ لهم فقط الاقتراح على رئيس الوزراء الذي يتَّفِقُ بدوره مع رئيس الجمهوريَّة في هذا الأمر.

٢. انتقاءُ الوزراءِ:

كما يمكن لرئيس الوزراء أن ينتفي وزراء من المعارضة أو أن لا ينتقي. فإذا انتقى من كُتَلِ المعارضة، أصبحت هذه الكتل ضمن مجموعة الأكثريَّة الوزاريَّة، وإن رَفَضَتْ، فبإمكانها أن تطلب من وزرائها الاستقالة.

٣.الحكومة المُؤَلَّفَة من الأكثريَّةِ الحاليَّةِ:

أمَّا حكومةٌ مؤلَّفَةٌ من الأكثريَّة الحاليَّة، فهي شرعيَّة مئة بالمئة على أن تتمثَّل بوزراءٍ من الطوائفَ وِفْقَ المعهود. وإذا رَفَضَت بعض الكُتَل التي تُمَثِّل شبه إجماع في إحدى الطوائف، أو في بعض الطوائف، الدخول في الوزارة، فذلك لا يؤثِّر على شرعيَّة الوزارة طالما أنَّها تُرَاعِي التَّمثيل الطوائفي؛ وذلك بتعيين وزراء من كُلِّ الطوائف، حتى ولو مَثَّلَ بَعْضُهُم القليل القليل من الطَّائفة. فكلُّ وزارةٍ فيها من جميع الطوائف وِفْقَ العدد المُتَّفق عليه من كل طائفة، تصبح قانونيَّة إذا نالت موافقة أكثريَّة الحضور في جلسة نيابيَّة عاديَّة

 

الوطن" السورية تتهم الحريري بتنفيذ النصائح الاميركية‏

المركزية ـ قالت صحيفة"الوطن"السورية انه "بعد سبعين يوماً من تكليفه تشكيل الحكومة اللبنانية، أبى سعد الحريري أمس إلا أن ينفذ النصائح الأميركية ويقدم تشكيلة حكومته للرئيس اللبناني ميشال سليمان بعد لقاء جمع بينهما في قصر بيت الدين". وقالت ان الحريري استمع إلى نصيحة السفارة الأميركية بالتوجه سريعاً لتشكيل الحكومة من دون انتظار انتهاء مشاوراته مع المعارضة.

ونقلت عن المراقبين في بيروت أن المناورة الحكومية التي ختمها الحريري بتسليم رئيس الجمهورية مسودة تشكيلة حكومية، من شأنها أن تشرّع البلد أمام أزمة سياسية جديدة مشابهة للأزمة التي رافقت انتخابات رئاسة الجمهورية قبل عامين، حين هددت الموالاة مراراً وتكراراً بمخالفة الدستور وانتخاب الرئيس بنصف عدد نواب البرلمان زائداً واحداً، في حين أن الدستور واضح في أن النصاب هو ثلثا عدد النواب.

وقالت الصحيفة: "يوشك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة النائب سعد الدين الحريري أن يضع البلاد على شفير تدهور سياسي خطر جداً لا تحمد عقباه، بعدما أصر على أن يركب رأسه ورأس بعض المقربين والسفراء الغربيين، فوضع مسوّدة تشكيلة حكومية ضرب فيها عرض الحائط بمطالب «التيار الوطني الحر»، ورفعها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان".

وتابعت: غير أن الأخطر في هذه المناورة، هو رغبة الحريري في بذر الشقاق داخل "التيار الوطني الحر" واللعب على حساسيات معينة داخل التيار، وخصوصاً أن ما سرّبته أوساط الرئيس المكلف من أسماء يقترح تسميتها عن التيار فيه الكثير من الخبث السياسي، وُيظهر أنه انخرط عفواً أو قصداً في نقاش الوراثة داخل التيار، من خلال تسميته صهر العماد عون السيد روي الهاشم لإحدى الوزارات والنائب آلان عون لوزارة أخرى، وهو بمنزلة زرع الشقاق داخل عائلة زعيم التيار، إذ رمى الحريري أن يضع الهاشم وآلان عون في مواجهة الصهر الآخر الوزير جبران باسيل، مع العلم أن آلان عون أعلن مراراً أنه لا يرشح نفسه للوزارة لرغبته في التفرّغ لنيابته ولأمور دائرته الانتخابية في بعبدا". يذكر أن الموالاة تعتقد أن «التيار الوطني الحر» يخوض صراعاً داخلياً بين جناحين على وراثة العماد عون: جناح يقوده صهره جبران باسيل، وآخر يقوده ابن أخته النائب آلان عون. ونقلت عن المراقبين خشيتهم من أن استنساخ الموالاة الأزمة الرئاسية لإسقاطها على الأزمة الحكومية من شأنه دفع الصورة السياسية إلى مناخات تشبه إلى حد بعيد المناخات التي رافقت الأزمات التي زجّت الموالاة لبنان بها على امتداد الأعوام الأربعة الفائتة، وهو أمر لا يمكن معرفة نتائجه أو إدراك سلبياته، نظراً إلى أن المعارضة على موقف واحد وهو رفض المشاركة في أي حكومة يُسقط فيها الرئيس المكلف مطالب شريحة أساسية هي "التيار الوطني الحر". ومن ثم يبدو لبنان على قاب أزمة متفرعة الأصول والمخاطر، تبدأ بالحكومة المشوّهة والمبتورة ولا تنتهي عندها.

 

التشكيلة الحكومية نقلت الملف الى مرحلة جديدة ومهمة سليمان شاقة ومعقدة المعارضة على موقفها والكتائب تتحفظ والقوات تتشاور "وتقدم مصلحة البلاد على اي اعتبار" اوساط الحريري:لا اجحاف بحق التيار والاعتذار احد الخيارات امام أي رئيس مكلف

المركزية – بعدما اصبحت التشيكلة الحكومية في عهدة رئيس الجمهورية، وهو رئيس كل لبنان والمؤتمن على الدستور، وقد تجمعت لديه كل المعطيات بعد رفض المعارضة، من حيث المبدأ، الطريقة التي آل اليها مسار الامور، انطلقت اليوم من قصر بيت الدين مرحلة جديدة من المشاورات بدأت بالاستماع الى وجهة نظر المعارضة مجتمعة في اجتماع ضم النائب علي حسن خليل معاون الرئيس نبيه برّي عن حركة "امل" والحاج حسين الخليل معاون السيد حسن نصر الله عن "حزب الله" والوزير جبران باسيل عن "التيار الوطني الحر"تم في خلاله ،بحسب تصريح باسيل ابلاغ سليمان رفض المعارضة التشكيلة المقدمة، على ان تتوسع هذه المشاورات، وفق ما يتوقع ،لتشمل مختلف اطياف التركيبة السياسية اللبنانية، وذلك في محاولة لتدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، من خلال تجميع "بازل" القواسم المشتركة، على ان تترك نقاط التباين الى مرحلة لاحقة، بعد ان تكون قد تجمعت لدى الرئاسة الاولى عناصر كافية تسمح بتحويل مسودة مشروع التشكيلة الحكومية الى حقيقة واقعية تنطلق من الحرص الاكيد على المصلحة الوطنية العليا.

المهمة الصعبة: وتبدو مهمة الرئيس ميشال سليمان، في نظر المراقبين السياسيين، شاقة ومعقّدة تحتاج الى الكثير من الحكمة والوعي، خصوصا بعدما حدد رئيس الجمهورية لنفسه سقفا سياسيا، انطلاقا من تحسسه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، وهو كان اعلن انه يريد "حكومة متوازنة لان حكومة متطرفة تفجّر الاوضاع واذا تفجرت الاوضاع فان الخارج يتدخل.

ويرى المراقبون ان دور رئيس الجمهورية في هذه المرحلة تاريخي لنزع فتيل الانفجارالمحتمل، خصوصا ان المعطيات الداخلية والخارجية تنذر بعواقب يحاول الجميع، وكل من موقعه، تجنبها لما يمكن ان يكون لها من انعكاسات خطيرة على مستقبل البلاد. ولرئيس البلاد دور اساسي ورئيسي في الحؤول دون الوصول الى خواتيم لا تحمد عقباها، وذلك من خلال ما يتمتع به من صدقية لدى جميع الافرقاء، وهو الذي توافق عليه الجميع في الداخل والخارج.

وفي اعتقاد المراقبين انفسهم ان دور رئيس الجمهورية في هذه الظروف الدقيقة والحرجة لم يعد يقتصر على التوقيع ، مع الرئيس المكلف على التشكيلة الحكومية بصيغتها الحاضرة، وما يمكن ان يكون لها من تداعيات، بعد رفض المعارضة لها جملة وتفصيلا، او رفض التشكيلة بالمطلق، بعدما حسمت الغالبية امرها، بل يتعدى الامر هذين الخيارين اللذين يبدو احلاهما مّرا، من خلال المعطى الذي يتحصن به، وهو انه ليس طرفا في الخلاف الناشب بين الغالبية و لمعارضة.

ويتوقع هؤلاء المراقبون ان يضع رئيس الجمهورية الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية، وانه لا بد من ان يقدم كل فريق التنازلات "الممكنة" من اجل مصلحة البلاد، باعتبار ان اي مكسب على المستوى الشخصي لا يعود ينفع صاحبه اذا انهار الهيكل وهو سينهار حتما على رؤوس الجميع من دون استثناء، وبالتالي لا تعود المكاسب الضيقة تنفع احدا.

لا حلول سحرية: المهمة ليست سهلة، كما يقول العارفون، ولا يمكن التسليم بامكان التوصل الى حلول سحرية بين ليلة وضحاها، اذ ان الشرخ القائم عميق، وهو يتخطى ما يطفو على سطح الازمة، اذا ما اخذت في الاعتبار المصالح الخارجية ومدى تأثيرها سلبا على الوضع الداخلي.

الاعتذار احد الخيارات: من جهتها، قالت اوساط قريبة من الرئيس المكلف لـ"المركزية" ان الحريري غير معني بردود الفعل الصادرة من اطراف المعارضة وجل ما تنتظره هو جواب الرئيس سليمان على التشكيلة الحكومية. اضافت: نتعاطى مع ما هو عملي لا مع ما يصدر من مواقف في الاعلام ،قدمنا تشكيلة اجمعت عليها كل الاطراف ووصفتها بالممتازة حتى ان بعض اوساط التيار الوطني الحر قالت انها "اكثر مما كنا نتوقع" .واعتبرت ان مواقف المعارضة تشير الى انها ترفض اي تشكيلة لا يكون من ضمنها الوزير جبران باسيل، وقد ابلغ وفد المعارضة الذي زار سليمان اليوم قبوله باي تشكيلة يكون باسيل في عدادها. وعزت اسباب تضامن باقي مكونات المعارضة ،رغم موافقتها على حصصها في التشكيلة ،مع مطالب العماد عون الى عدم رغبتها بانفراط تحالف 8 اذار .

ووصفت العلاقة بين الرئيس المكلف والرئيس سليمان بالممتازة مؤكدة التعاون التام معه لتطبيق الدستور.

وعما اذا كان الحريري في وارد الاعتذار في حال رفض سليمان التشكيلة اشارت الاوساط الى ان الاعتذار هو احد الخيارات المفتوحة امام اي رئيس مكلف ،الا ان ذلك تقرره المعطيات وهي غير متوافرة راهنا .وقالت : منذ الانتخابات النيابية وحتى اليوم مرورا بـ73 يوما من المشاورات المضنية مع الكتل النيابية كافة من دون استثناء وبحسب ما ينص عليه الدستور، والصبر اللا محدود من قبل الحريري مقدما مصلحة البلاد على اي شيء اخر، لكن الامور وصلت الى مكان تبين انها تدور في دائرة المراوحة، وان العقدة تكمن في مكان وحيد وغير قابلة للتفاوض، اذ ان الطرف المعني كان يكرر الكلام نفسه في كل لقاء ويكرر شروطه والا... فكان لزاما عليه ان يقدم ويعرض تشكيلته على الرئيس الذي يدرسها وهو في انتظار الجواب.

لا اجحاف: واذ اكدت ان لا اجحاف في حق التيار الوطني الحر في التشكيلة المقدمة، لفتت الى ان التيار بات في موقع العاجز عن مناقشة المضمون فكان اتجاه الى التركيز على الشكل عبر الخطابات الرنانة والقول ان الحريري لم يناقش التيار في مطالبه، سائلة: ماذا كان يفعل الرئيس المكلف طوال 72 يوما؟ ولماذا كانوا يطالبون بتقديم صيغة ويأخذون عليه التأخر في تقديمها وحين عرضها صوبوا سهامهم ورفضوها حتى قبل الاطلاع على مضمونها؟ وقالت: ان منطق التيار هو منطق من يشكل الحكومة وليس من يشارك فيها وهذا ما لا ينص عليه الدستور، مستغربة عدم محاولة الفريق الذي تمكن من اقناع عون في الدوحة بالتخلي عن رئاسة الجمهورية باقناعه بالعدول عن بعض شروطه التعجيزية في الحكومة.

تحفظ كتائبي: في غضون ذلك، لفت اليوم موقف لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل اكد فيه أن التشكيلة الحكومية المسربة الى الصحف ليست تلك التي اتفق عليها مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان من ناحية اسماء او حقائب "الكتائب"، مشيرا الى أنه سيجري اتصالات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والحريري لاعلامهما برفضه لها، علما ان الكتائب نالت حقيبة وحيدة هي السياحة للنائب سامي الجميل.

... وتشاور قواتي: اما القوات اللبنانية والتي حظيت في التشكيلة المقدمة بحقيبتي الشؤون الاجتماعية للارثوذكسي عماد واكيم، والصناعة للماروني جو سركيس، فاشارت مصادرها الى ان العرض هو قيد البحث والتمحيص. واشارت الى ان الهيئة التنفيذية في القوات ستدرس الصيغة في اجتماع تعقده قريبا، غير انها اكدت انه لولا الازمة الكبيرة والخطيرة التي تمر بها البلاد والظروف الاقليمية الضاغطة في اكثر من اتجاه لكان ربما للقوات كلام أخر، لكنها ستقدم في المرحلة الراهنة مصلحة لبنان واللبنانيين على كل ما عداها من اعتبارات.

موقف جنبلاط : اما موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط فعبر عنه وزير الدولة وائل أبو فاعور الذي زار بيت الدين اليوم وابدى عقب اللقاء تفهمه لموقف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتقديم تشكيلته الحكومية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، مستغربا "كيف رفضت المعارضة التشكيلة قبل الاطلاع عليها".

سفير السعودية في عين التينة: على خط أخر، توقف المراقبون عند الزيارة التي قام بها السفير السعودي علي عوض العسيري الى عين التينة واجتماعه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الامر الذي اعتبره هؤلاء على اتصال مباشر بالازمة الحكومية وتشعباتها الاقليمية وما يمكن ان تؤديه بلاده من دور مساعد في اتجاه الحل المنشود.

 

الانباء" الكويتية: حزب الله ينزع عن عزالدين أي صفة رسمية ومتضررون يمتنعون عــــن الادعاء والتصريح بخسائرهم

المركزية - لفتت صحيفة "الانباء"الكويتية الى ان لبنان دخل اسبوعه الثاني من عمر فاجعة افلاس رجل الاعمال الجنوبي صلاح عزالدين "مادوف لبنان" كما اصطلح على تسميته نظرا الى حجم الخسائر واثرها، في وقت تطول يوما بعد يوم لائحة ضحاياه ومعظمهم من الجنوب والطائفة الشيعية تحديدا والذين يدورون في فلك حزب الله حسبما افادت تقارير صحافية.

واشارت الصحيفة الى انه من بلدة طورا الجنوبية وحدها اودع 250 شخصا نحو 25 مليون دولار مع عزالدين الذي كان يعطيهم شهريا فوائد تتجاوز الـ 25% احيانا، والاخطر هو انكشاف اسماء جديدة وارقام من الخسائر يوما بعد يوم.

واضافت انه على رغم مضي اكثر من اسبوع على تفجر الازمة، فقد لوحظ ان عدد الدعاوى المرفوعة ضد عزالدين محدود جدا حسبما اعلنه النائب العام التمييزي سعيد ميرزا عزت تقارير صحافية حذر جزء كبير من الذين نكبوا من تقديم دعاوى قضائية او التصريح بأسمائهم للاعلام لأسباب ترتبط بعملهم في دول غربية وهم يحوزون جنسيات اخرى ولهم نشاطات تجارية لدى هذه الدول، وهم قلقون من ان يكونوا محل اتهام من قبل بعض اجهزة هذه الدول حول اصل هذه الاموال، فضلا عن استثمارها لدى عزالدين. وفي موازاة هذا الواقع الصادم لأبنائها، تجري محاولات لجم كل ما يمكن ان يبرز من محاولة تحميل المسؤولية الى حزب الله في هذه الكارثة.

وقالت مصادر اعلامية ان الماكينة الحزبية تعمل بشكل ناشط من اجل تفادي حصول اي ردود فعل تتجاوز اتهام شخص عزالدين الى الحزب او مسؤولين فيه.

وتابعت الصحيفة: ومن الوسائل المعتمدة تسريب معلومات عن تعويض بعض المتضررين ولاسيما صغار المودعين، علما ان مصادر في حركة امل واخرى قريبة من السيد محمد حسين فضل الله اكدت انها ليست معنية بما جرى ونفت حصول اي اجتماع مع قيادة حزب الله للبحث في هذه القضية، فيما تقدم بعض المتضررين من العاملين في مؤسسات تابعة للسيد فضل الله بدعاوى قضائية على عزالدين بإيعاز من السيد فضل الله، فيما تردد ان حزب الله طلب من المتضررين الحزبيين تقديم ملفاتهم في هذه القضية الى الحزب للبت فيها قبل اتخاذ اي اجراء على الصعيد القضائي. ونقلت "الانباء" عن مصادر مصرفية في بنت جبيل اشارتها الى ان البنوك في تلك المنطقة كانت تلاحظ ان جزءا من المودعين كانوا يسحبون ودائعهم وينقلونها الى حسابات عزالدين، والسبب هو الفوائد العالية غير الطبيعية التي كانت تقدم لهم، مؤكدة ان هذه الفوائـد كانت غير طبيعيـة وستـودي بودائعهـم فـي وقت لاحق.

واجمعت مصادر مطلعة على ان ما ظهر من هذه الازمة المالية هو ما ظهر من جبل الجليد وان الايام والاسابيع المقبلة ستكشف ان زلزالا ماليا طاول فئة واسعة من الناس ستنعكس آثاره بالضرورة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لدى دائرة واسعة من الاشخاص والمؤسسات

 

فيسك: "مادوف اللبناني" أفلس بعد رجوع شيك لحزب الله بقيمة 200 ألف دولار

المركزية - تحت عنوان "مادوف اللبناني أفلس بعد رجوع شيك لحزب الله بقيمة 200 ألف دولار، قال روبرت فيسك في صحيفة "الاندبندنت"أن صلاح عز الدين، الملياردير الشيعي اللبناني كان يحظى بثقة الجميع، وتنوعت استثماراته فقد كان ينظم رحلات للحج الى مكة ويملك دار نشر وقناة تلفزيونية لبرامج الأطفال، وكذلك له استثمارات نفطية في أوروبا الشرقية.

ومن بين المستثمرين في مشاريع عز الدين عناصر من "حزب الله"، وكان الشيك الذي أصدره لصالح نائب في البرلمان اللبناني عن "حزب الله" وأعيد من البنك هو أول مؤشر على تأزم وضعه المالي. واشار فيسك في مقاله الى أن عز الدين وعد مستثمريه بفوائد تصل الى أربعين في المئة، ولكنه لم يستطع الوفاء بالتزاماته المالية، فأعلن إفلاسه.

واعتبر أن قصة إفلاس عز الدين تلقي بظلال غير مريحة على "حزب الله" الذي بقي حتى الآن محتفظا بسمعة لا تشوبها فضائح مالية وشبهات فساد، بخلاف بعض الأنظمة العربية وبعض قيادات السلطة الفلسطينية، ولاحظ صمت الحزب وعدم تعليقه على تطورات القضية. واعرب فيسك عن اعتقاده ان عز الدين جذب المستثمرين من الشيعة الذي يعتقدون أن وضع الأموال في البنوك حرام حسب الشريعة الإسلامية بينما استثمارها في مشاريع تجارية حلال، خصوصاً مع شخص معروف بالنقاء والعفة مثل صلاح عز الدين الذي عرف أيضاً برحلات الحج التي كانت تنظمها شركاته الى مكة.

 

"الوطن" السورية: تجارب ضخ الغاز من الشبكة السورية إلى لبنان تبدأ غداً

المركزية- نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر مختصة أن تجارب ضخ الغاز من الشبكة السورية إلى لبنان ستبدأ غداً الأربعاء "بعدما أصبحت الأعمال الفنية الأساسية لربط شبكة الغاز اللبنانية بالشبكة السورية شبه منتهية". ونسبت الى المصادر توقعها "إن أعمال حقن خط الغاز بين حمص وطرابلس ستبدأ صباح غد، لتتمكن الفرق الفنية من تنظيف الخط وإجراء التجارب لأجهزة القياس والتحكم". ولفتت إلى أن "مصر ستزيد من الكميات التي تضخها في شبكة خط الغاز العربي لتتمكن سوريا من تمرير الكميات المتفق عليها إلى لبنان".

وأكدت "أن سوريا ستستوفي الرسوم المتفق عليها كاملة"، ونفت أن "تكون هذه الرسوم رمزية"، مؤكدة "أنها عمل تجاري". وتوقعت المصادر أن "يستورد لبنان في المرحلة الأولى 30 مليون قدم مكعب من الغاز بعد انتهاء تجارب التشغيل التي ستقوم بها شركة تعاقد معها الطرف اللبناني، لتصل الكميات المصدرة إلى لبنان نهاية السنة الأولى إلى 60 مليون قدم مكعب، تحقق سوريا من عبورها عائدات شهرية تبلغ نحو مليون دولار".ورجحت أن "يتيح اتفاق بيع الغاز المصري للبنان، لشبكة الغاز السورية، فرصة الحصول على حصتها كاملة من الإتفاقات الموقعة"، وعلقت بالقول: "لا أحد تمرّ من أرضه الساقية ويعطش".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 ايلول 2009

النهار

تردد ان الولايات المتحدة الأميركية ستطلب من سوريا تسهيل تشكيل الحكومة في لبنان كي تواصل سياسة الانفتاح عليها

قال الرئيس سليم الحص تعليقا على العقبات التي تعترض تأليف الحكومة : " تخنت " .

لم يتم التوصل حتى الآن الى انفاق على انشاء امانة عامة لاحزاب المعارضة .

السفير

قال مرجع غير مدني ان تأليف غرفة التحكم بموضوع التنصت ووجود كل الأجهزة فيها "نزع البعد الأمني والسيادي عن وزارة الاتصالات، وبات عنوانها الاقتصادي هو الأبرز".

افادت تقارير أمنية ان حادثة حصلت في عكار تشكل "مؤشراً خطيراً" بمعزل عن الشعارات غير المسبوقة ضد الجيش في مكان ونثر الأرز عليه في مكان آخر!

قال وزير مسيحي من فريق الأكثرية إنه لا يستطيع ان يصدق ان تأليف الحكومة عالق بسبب انتظار قرار ظني أو فرض عقوبات على إيران.

المستقبل

تقول اوساط غربية أن هناك استبعاداً لزيارة أي موفد أميركي الى بيروت خلال هذه المرحلة في انتظار ما ستسفر عنه الدينامية السياسية الداخلية بالنسبة إلى تشكيل الحكومة.

رجحت مصادر مطلعة أن يلتحق الديبلوماسيون الخمسة الذين تقرر ايفادهم "مبدئياً" إلى بعثة لبنان في نيويورك بعد عشرة أيام استعداداً لانتخاب لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.

تطرح أوساط ديبلوماسية تساؤلات حول ما إذا كانت تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن وضع اليونيفيل بموجب القرار الاخير الذي قضى بتمديد مهمتها سنة جديدة، ذات لهجة متشددة أو مرنة وما سينتج عن ذلك.

اللواء

شاع في أوساط مالية، لبنانية واغترابية، أن شخصية جنوبية، مرشّحة لأن تكون نسخة منقحة عن عز الدين الذي كُشف النقاب عن إفلاسه!·

تمرّ العلاقة بين قيادي شاب ونسيبه المخضرم بما يشبه القطيعة منذ ما قبل الانتخابات النيابية·

استغربت جهات أمنية ما يُروّج عن ترحيل مطلوبين لدولة عربية من دولة مجاورة إلى منطقة لبنانية؟!·

البلد

فسّر مصدر مراقب تسليم الرئيس المكلف التشكيلة الى رئيس الجمهورية بمحاولة لرفع المسؤولية ورميها في بعبدا.

يحكى عن اتفاق "تحت الطاولة" بين القيادات المسيحية على مختلف انتماءاتها على ضرورة حصول المسيحيين على اكثر من حقيبة سيادية.

لم تُفاجئ خطوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتسليم تشكيلته الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لانه مهد لخطوة من هذا النوع خلال الافطارات الرمضانية التي يقيمها في قريطم.

 

الرئيس سليمان التقى الوزراء صلوخ وارسلان وأبو فاعور ووفدا من المعارضة

الوزير باسيل: خطوة الرئيس الحريري سابقة تأزيمية غير لائقة نرفضها شكلا ومضمونا

المعارضة لا تلعب ومستعدون لأن ندفع منا كي نصحح ونعيد الامور الى مسارها الطبيعي

وطنية - شهد قصر بيت الدين اليوم سلسلة لقاءات لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، تركزت على الوضع الحكومي القائم ووسائل معالجته.

وفد المعارضة

وهذا الموضوع كان موضع تشاور رئيس الجمهورية مع وفد المعارضة الذي ضم وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل والنائب علي حسن خليل، والمعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين خليل.

الوزير باسيل

وإثر اللقاء، وردا على سؤال عن الموقف الذي تم إبلاغه الى رئيس الجمهورية قال الوزير باسيل: "قمنا بزيارة فخامة الرئيس وابلغنا اليه موقف المعارضة الرافض لما حصل البارحة شكلا ومضمونا. فما حصل، عدا عن انه يشكل سابقة لم نشهدها، أي أن عملية التأليف تتم بالاتفاق بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، هو ان يطرح بهذا الشكل وكأنه يأخذ البلد الى مزيد من التأزيم، في وقت نحن كمعارضة ابدينا ولا نزال كل الايجابيات اللازمة لتسهيل الامور وتمتين الوحدة الوطنية".

أضاف: "على كل حال، نحن نعتبر أن ما حصل أمر غير لائق، لا بديموقراطيتنا ولا بأسلوب التعاطي معنا. نحن كنا نطلب من الرئيس المكلف تقديم صيغة مقابلة لمطالبنا كي يتم النقاش في شأنها. ولكن عليه ألا يرمي في وجه الجميع حالة يشعر فيها الانسان أن فيها نوعا من التأزيم للأمور".

وقال: "أبلغنا هذا الموقف الرافض ولكن، في المقابل، أبدينا كل الاستعداد للاستمرار في النقاش والحوار بما تقتضيه مصلحة البلد في ما يؤمن الوحدة الوطنية كي نستطيع إيجاد حل للأزمة القائمة".

سئل: هل تفهم رئيس الجمهورية موقفكم؟

أجاب: "هذا موقف المعارضة طبعا. وهذا موقف نأخذ فيه بصدرنا ما نأخذه كي نبعد الامور عن التأزم. نحن لسنا آتين لنحمل بعضنا المسؤوليات. إن المعارضة لا تلعب، وفي النهاية، نحن جميعنا مسؤولون عن الحفاظ على وحدة البلد. وإذا أخطأ أحد في هذا المجال فنحن مستعدون لأن ندفع منا كي نصحح ونعيد الامور الى مسارها الطبيعي".

وردا على سؤال قال النائب علي حسن خليل :" هناك دور أساسي لفخامة الرئيس سيلعبه".

الوزير ارسلان

وعرض الرئيس سليمان مع وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان للأوضاع الراهنة والتطورات السياسية المتصلة بالشأن الحكومي.

الوزير صلوخ

وكان رئيس الجمهورية اطلع من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على أوضاع الجالية في الغابون، بعد الاحداث الاخيرة التي حصلت هناك، وطمأنه الى أن "اللبنانيين بخير واقتصرت الاضرار بالنسبة اليهم على الماديات، وان الهدوء والاستقرار عادا الى المناطق التي شهدت توترا في الايام الاخيرة". كما وضع الوزير صلوخ رئيس الجمهورية في اجواء التقارير الديبلوماسية الواردة الى الخارجية والتي تتناول علاقات لبنان الثنائية مع بعض الدول.

كذلك، استأذن الوزير صلوخ الرئيس سليمان السفر الى القاهرة لحضور الدورة 132 لمجلس وزراء الخارجية العرب.

الوزير ابو فاعور

وظهرا، استقبل الرئيس سليمان وزير الدولة وائل ابو فاعور وعرض معه الأوضاع القائمة والاتصالات الجارية حيال الشأن الحكومي.

سفير الجزائر

واستقبل رئيس الجمهورية سفير الجزائر ابراهيم بن عودة حاصي وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين

 

رئيس الجمهورية استقبل النائب شمعون مع وفد من بلدية ديرالقمر: اتمنى ان يبقى السلام والاستقرار لتبقى المناطق اللبنانية مزدهرة

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بيت الدين عصر اليوم، النائب دوري شمعون مع مجلس بلدية دير القمر وفاعليات.

ورحب النائب شمعون برئيس الجمهورية في بيت الدين، متمنيا اقامة طيبة. من جهته، شكر الرئيس سليمان للنائب شمعون والوفد المرافق زيارتهم وترحيبهم، متمنيا ان "يبقى السلام والاستقرار لتبقى المناطق اللبنانية مزدهرة". وكان رئيس بلدية دير القمر فادي حنين ألقى كلمة رحب فيها بوجود الرئيس سليمان في قصر بيت الدين، لافتا الى ما حققه على المستوى الوطني منذ كان في قيادة الجيش ومنذ ان انتخب رئيسا للجمهورية.

 

الشيخ قاسم دعا إلى "التوافق لا إلى رمي الكرة كأسلوب من التحدي": لا نرى في منطق بعض السياسيين إلا التعصب تحت عنوان المسؤولية على طائفتهم

حكومة الوحدةالوطنية أنجح من حكومة الاستفزاز ويجب النقاش في الغرف المغلقة لنطبق كل الطائف ونفهم ما له وما عليه ولنعالج طائفية الوظيفة والتعيينات

وطنية - أسف نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "أن تكون هناك عقلية في لبنان تعيش العصبية من الرأس إلى أخمص القدمين، حتى أننا كنا نسمع أحيانا أن تأخير إعدام شخص مدان ويستحق الإعدام هو من أجل إيجاد التوازن بين المسلمين والمسيحيين، وإلا سيختل التوازن في البلد".

وقال في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" في فندق "غولدن بلازا" - طريق المطار: "انظروا إلى المنطق عند بعض السياسيين ورجال الدين وبعض الشخصيات في هذا البلد. لا ترى في منطقهم إلا العصبية والتعصب، تحت عنوان أن الواحد منهم مسؤول عن طائفته، مسؤول عن طائفتك لتنصفها وتعدل معها، لا لتمشي مع فاسديها وتكون ستارا لتغطية أعمالهم الشنيعة وانحرافاتهم ضد الوطن. أي دين هذا عندما يخرج من فم البعض الكلام البذيء والمسيء والفاسد وهو يدعي أنه يتحدث باسم الدين؟ نحن نعرف أن توجيهات الدين أن نقول الكلمة الحسنة فإذا خرج من أحدهم كلمة سيئة فهذا مناف لتوجيهات الدين، يعني أن هذا كلام شيطان بلبوس الدين، فلا يستطيع الانسان أن يكون مؤمنا وصادقا ومستقيما إلا إذا أحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحب لأبناء وطنه ما يحب لنفسه، يريد أن يعمِّر البلد ولو كان على حساب تضحياته، يريد أن يتعاون مع الآخرين من أجل التحرير والنمو والاقتصاد والواقع الاجتماعي".

وتابع: "مرضنا في لبنان من الطائفية والطائفيين، من الذي يتستَّرون بطوائفهم ليسودوا عليها ويملأوا جيوبهم ويحصلوا على مراكزهم ومناصبهم، البعض عدة العمل عنده هي الطائفية وأن يختبئ وراء طائفته ويلعنها ألف مرة عمليا وإن ادعى الدفاع عنها، يفضل مصلحته ومصلحة عائلته وحاشيته على حساب الوطن، وهذا نفسه عندما يرتقي المنبر يبدأ بتوزيع الحصص من الوطنية على الجميع". وتساءل الشيخ قاسم: "ما هو الأداء العملي لهؤلاء؟ هل حرروا الوطن؟ هل قدموا التضحيات؟ أم أنهم تحزبوا وتعصبوا وتعاملوا مع العدو، وخاضوا في تجارب تبعدهم تماما عن أي مصلحة وطنية، لذا نحن ندعو للابتعاد عن الطائفية". وقال: "إننا في لبنان موجودون في محيط عربي يعيش قضية مقدسة هي القضية الفلسطينية التي تركت انعكاساتها وآثارها بشكل مباشر على وضعنا في لبنان وعلى كل المنطقة، لا نستطيع أن نغفل أننا جزء من هذه المنطقة العربية، ولا نستطيع أن نغفل بأننا نتأثر بما يحصل في داخل فلسطين".

أضاف: "أولئك الذين يحاولون أن يتنصلوا من المسؤولية: بالله عليكم، هل تستطيعون العيش في لبنان بمعزل عما يحصل في فلسطين، مع وجود الكيان الاسرائيلي الذي غزا لبنان مرات ومرات، وهو يتهيأ دائما لغزو لبنان من أجل مطامعه؟ كيف يمكن أن نغفل هذه القضية الفلسطينية التي تنعكس علينا بشكل مباشر، هذا ليس كرم أخلاق!! البعض يقول بأن لبنان قدم الكثير من أجل القضية الفلسطينية، اسمحوا لي: لبنان قدم من أجل أنفسنا وبلدنا قبل أن نقدِّم من أجل القضية الفلسطينية، نحن عندما ننتصر، ننتصر نحن وتستفيد القضية الفلسطينية. عندما نطرد اسرائيل نطردها نحن، لا نيابة عن أحد ثم يستفيد الفلسطينيون. من مصلحتنا أن نكون في الخندق الذي يمنع اسرائيل من أن تحتل وتقتل وتسوِّق لمشاريعها. لا يظنَّن أحد أنه ملك أكثر من الملوك بأننا نريد لبنان حيادي، هل هم يدعوننا وشأننا في لبنان؟ من يستطيع أن يقول لهذا العالم الذي يضع يده في لبنان أن اتركنا؟".

واردف: "القضية الفلسطينية قضية مركزية وقضية تعنينا، وأكبر استغراب نعيشه اليوم أن اسرائيل تتحدث بكل صراحة بما تريد ثم نصر أننا لا نسمع ما تقوله، هي تقول: لا للدولة الفلسطينية ونعم للمخيم الكبير، وتقول نعم للاستيطان لأخذ الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية واحتلال القدس الشرقية، وتقول لا عودة لأي فلسطيني إلى فلسطين، وتقول أن القدس لها بالكامل، ثم نسمع بعض العرب يدعون إلى تسوية شاملة عادلة برعاية أمريكية، الاسرائيلي لا يريد أكثر من أن يقول العرب أنهم يرضون بالراعي الأمريكي، لأن حاميها حراميها، أيها العرب ألا تسمعون ما تقول إسرائيل، وإذا كنتم تسمعون ألا تفهمون ما تقوله؟ كيف نواجه هذا الأمر، فيخرج أحدهم ويقول أنه لن يقبل التوطين، مؤكدا أنه من قال نعم للتسوية برعاية أمريكية يعني أنه موافق مسبقا على التوطين وقابل بما تمليه عليه أمريكا، لأن التسوية تؤدي بشكل طبيعي إلى وجود إسرائيلي رسمي وإلى ضرب القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينين في المناطق التي يعيشون فيها ومنها لبنان". وشدد على أن "من أراد أن يرفض التوطين عليه أن يبدأ بالمقاومة، فالمقاومة يمكنها أن تسقط المشروع الاسرائيلي، وإذا سقط هذا المشروع ومنعت امتداداته يمكن أن لا يعود هناك توطين".

اما على صعيد تشكيل الحكومة فاشار الى "ان البلد مر سابقا بتجربتين: تجربة حكومة الاستفزاز الوطني وتجربة حكومة الوحدة الوطنية، في تجربة الاستفزاز الوطني لم يبق مرفق إلا وتعطل ولم يبق استقرار إلا واختل على المستوى السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي. وجاءت تجربة حكومة الوحدة الوطنية بعد اتفاق الدوحة وهي تجربة ناجحة لأنها أعادت الاستقرار إلى البلد، وجعلت البحث بالقضايا ذات الاهتمام الوطني، نقلتنا لانتخاب رئيس للبلاد واجراء الانتخابات النيابية وسير للمواقع الدستورية المختلفة، وبدأ النقاش ببعض القضايا التي تهم الناس، فهي على الأقل كانت ناجحة بقدر. ولأن هذه الحكومة كانت موقتة بتوقيت الانتخابات النيابية لم يكن لديها فرصة كافية لتعطي كل شيء. إذا، بين تجربة الاستفزاز الوطني وحكومة الوحدة الوطنية كانت الأخيرة هي الأنجح. من هنا دعونا بعد الانتخابات النيابية إلى حكومة وحدة وطنية".

أضاف: "في حكومة الوحدة الوطنية هناك كبح لجماح أولئك الذين يريدون أخذ البلد حيثما يريدون، عندها يكون الجميع على طاولة واحدة، ويتفقون على ما يريدون، وحكومة الوحدة الوطنية تعني التوافق وتذليل العقبات بالحوار وبالتنازلات المتبادلة، وبالتالي كلما كان النقاش بعيدا عن الاعلام وفي الغرف المغلقة، يمكن أن يصل الحوار إلى نتيجة، أما عندما يخرج الحوار إلى مباراة سياسية على المنابر وشروط وشروط مضادة، فهذا يعني أنه لا توجد نوايا جدية لحكومة الوحدة الوطنية، وإلا كل الأمور تستطيعون الحديث عنها داخل الغرف المغلقة للمعالجة، خاصة أن التحديات أمام الجمهور تجعل الانسان أمام كلمته، وبالتالي تتعقد الأمور أكثر وتزداد العقبات، فنصبح أمام تذليل العقبات تمهيدا للنقاش بمضمون الحكومة الوطنية، يعني بدل أن يكون النقاش بحكومة الوحدة الوطنية، يكون النقاش عن تذليل العقبات والتحديات التي حصلت عبر وسائل الاعلام".

وقال الشيخ قاسم: "إن حكومة الوحدة الوطنية تعني التفاهم، فكما حصل التفاهم على الصيغة، لا بد أن يحصل التفاهم على الأمور الاخرى بالطريقة نفسها، أي أن يوافق الأطراف لنسمي التفاهم تفاهما، وإلا إذا سار البعض كما يريد وقال بأن هذا هو التفاهم، هذا غير صحيح، وبالتالي هذه الحكومة ليست حكومة وحدة وطنية، فهذه الحكومة لها مسار وخطوات ونتائج، لا تتحقق بفرض الأمر الواقع، سواء كان هذا الأمر مناورة أم حقيقة، حكومة الوحدة الوطنية حكومة المشاركة والاتفاق على التفاصيل قبل أن تخرج إلى الناس، وبغير ذلك لن نصل إلى حكومة الوحدة الوطنية بل تزداد العقبات.

البلد يحتاج إلى خطوات تؤدي إلى حل وليس لاستعراضات سياسية، حرام أن يبقى البلد معلقا. اليوم تجتمع النقابات والعمال والجميع حائر: من يطالب؟ وكيف نحل الوضع الاجتماعي والاقتصادي؟ آخر هم عند المسؤولين هو وضع الناس، ليس هناك حساب للوطن والمواطن، ولو كان هناك حساب للانسان كان يمكن تقديم التنازلات المختلفة وننتهي، ونبدأ بورشة العمل الاقتصادية والاجتماعية، والتي ترتبط بالماء والكهرباء والتعليم والطبابة والشؤون المختلفة، فالناس تحتاج من ساستها معالجة هذه الأمور.

وجدد دعوة "حزب الله" الى "المشاركة الحقيقية لا إلى شكل المشاركة"، وقال: "ندعو إلى التوافق الوطني لا إلى رمي الكرة في ملعب الآخر كأسلوب من أساليب التحديات. ندعو إلى ضمانة الحد الأدنى لترميم الثقة بين الجهات المختلفة، ولوضع بقية بنود الطائف قيد التطبيق لنرى أين هي الاشكالات الباقية؟ على الأقل، لننته من تطبيق الطائف، ونفهم ما له وما عليه، لنعالج مشكلة طائفية الوظيفة لمصلحة الكفاءة، ونعالج مشكلة طائفية التعيينات لمصلحة الجدارة والأهلية، عندها تكون الخدمة للوطن لا لتجمع الطوائف ولا للحسابات الرخيصة الضيقة، وعندها لا يكون الوطن مستأثرا من فئات دون أخرى، ويتعاون الجميع لازدهار البلد ورفعة البلد".

 

البطريرك الماروني استقبل حواط ووفد "مؤسسة البطريرك صفير"

ادمون رزق: نشهد نوعا من الانحراف عن النظام الديموقراطي ومحاولة لتبديل جوهر الكيان القائم على استمزاج رأي الشعب

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، النائب السابق ادمون رزق ورئيس "مؤسسة البطريرك صفير" الدكتور الياس صفير وعضو مجلس أمناء المؤسسة المهندس طلال كمال الشاعر. وقال رزق على الأثر: "وجودنا في الديمان هو تأكيد للارتباط الوثيق بالمرجعية الروحية والوطنية التي تتجسد بغبطة البطريرك وبالموقع الذي يجسد توأمة بين المارونية واللبنانية، ولكن هناك شؤون وطنية لا يمكن التغاضي عنها. ونحن نرى ما يحصل من تلكؤ وتباطؤ ومساومات ومحاصصات وتغليب الاعتبارات الفئوية والشخصية والمذهبية والحزبية على الشأن الوطني العام. ونحن نقف الى جانب التوجهات التي يعبر عنها غبطة البطريرك من حيث وجوب التكاتف وتطبيق النظام الديموقراطي لاننا نشهد نوعا من الانحراف عن هذا النظام ومحاولة لتبديل جوهر الكيان اللبناني القائم على الديموقراطية الصحيحة وعلى استمزاج رأي الشعب والعودة اليه ليقرر اما ان تكون هناك اطاحة مثل هذه المبادىء والقيم فإنه نذير خطر يحدق بالبلاد".

اضاف: "لقد اطلعنا على ما حصل بين الرئيس المكلف وفخامة رئيس الجمهورية. ونعتقد ان من واجب الرئيس المكلف ان يقدم الى فخامة الرئيس تصوره، ويعود الى فخامته ان يحسم الموضوع ولكن التفاهم يجب ان يسود، وعلى الاخص لا يمكن تأليف أي حكومة توضع داخلها افخاخ عدة لان ثمة هرطقة شائعة منذ فترة وهي القول ان هذا الوزير معارض او هذا الرئيس معارض، فكيف يمكن رئيس مؤسسة ان يكون معارضا؟ انه في صلب المؤسسة والنظام والوزير لا يمكن ان يكون معارضا او مواليا. الولاء هو للوطن وليس للاحزاب او العائلات او المذاهب او الطوائف. فالوطن هو الاساس وكلنا ننضوي تحت لوائه". وختم:"المطلوب اليوم العودة الى القيم، الى هذه القمة التاريخية المشرفة على الوادي المقدس، لان القداسة في الوطنية هي ايضا في مستوى القداسة في الايمان".

ثم استقبل البطريرك صفير الامين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية جان حواط الذي اشار الى ان "الزيارة هي دورية لتزود توجيهات صاحب الغبطة، والبطريركية المارونية أعطي لها مجد لبنان. ولقد تناقشنا في كل الامور والوضع الحكومي، ونحن يهمنا الوفاق الوطني، كما يهمنا ان تبقى الديموقراطية في خدمة النظام السياسي في هذا البلد". واشار الى انه "في العرف والدستور رئيس الحكومة يقترح أسماء الوزراء ويقرها رئيس الجمهورية بعد التشاور مع باقي الأفرقاء، ولكن الحكومة لا تكون مجموعة قرارات يتبناها الرئيس المكلف، وهذا ما يجمع عليه كل الداعين الى انهاء مأساة هذا الوطن".

 

المفتي قباني عرض الاوضاع مع وفد من "لقاء الانتماء اللبناني"

الاسعد: الأكثرية يجب أن تشكل الحكومة وأن تحكم وإلا لماذا الانتخابات ؟

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وفدا من "لقاء الانتماء اللبناني" برئاسة احمد الأسعد الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا لسماحته هي لتقديم التهاني بشهر رمضان المبارك، وكانت مناسبة تداولنا فيها بعدة قضايا وأهمها موضوع الحكومة، ونحن نرى انه بعد ردات الفعل السلبية التي حصلت بالأمس من قبل 8 آذار في ما يتعلق بتشكيل الحكومة التي قدمها الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية، هذا يؤكد الكلام الذي تحدثنا به سابقا أن الأكثرية يجب أن تشكل الحكومة ويجب أن تحكم وإلا لماذا قمنا بإجراء انتخابات ولماذا عذبنا الناس، وقلنا لها أن تختار ما بين مشروع ومشروع مسار ومسار لبنان ولبنان الآخر لكي نعود نشكل نفس الحكومة التي هي موجودة قبل الانتخابات".

وتابع: "جميعنا يعلم انه من ناحية أخرى إذا أردنا تطبيق البرامج التي طرحناها أمام الناس أثناء الانتخابات لا نستطيع تطبيقها في ظل حكومة ائتلافية لان الإخوان في الفريق الآخر لا يقبلون بهذا الشيء. وهنا أنا أسال لماذا الحكومة الائتلافية، نسمع بعض الأصوات تقول ان الحكومة الائتلافية هي لان لبنان لا يحكم إلا بالشراكة، هنا لدي سؤال تحديدا للاخوان في "حزب الله" هل هم شاركوا اللبنانيين بقرارهم عندما خطفوا الجنود الإسرائيليين والذي أدى لحرب شنيعة من قبل إسرائيل على لبنان، هل هم الآن مستعدون لمشاركة الدولة اللبنانية بقرار الحرب والسلم".

وختم: "من هذا المنطلق نحن نقول كفى، هناك لعبة ديموقراطية فرزت شيئا اسمه أكثرية وأقلية الأكثرية هي تحكم والأقلية تعارض وبعد أربع سنوات مثل كل دول العالم الرأي العام يحاسب الأكثرية إما تبقى كما هي أم تصبح أقلية، هذا هو المنطق وهذا شيء طبيعي والجميع يجب أن يتقبله".

الرئيس بري عرض الاوضاع مع السفيرين الروسي والسعودي

 

وليامز: أدعو لتأليف حكومة الوحدة ويجب الا يعود لبنان الى ايام الاصطفاف

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ظهر اليوم، الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان وعرض معه للتطورات الراهنة. وقال وليامز بعد اللقاء: "التقيت الرئيس بري، وكانت مناسبة لتهنئته بشهر رمضان الكريم، آملا أن يحمل هذا الشهر الفضيل الخير لجميع اللبنانيين، وأن يبصر تشكيل الحكومة الجديدة". أضاف:"في محادثاتي مع الرئيس بري اليوم تناولنا التطورات الأخيرة وموضوع تشكيل الحكومة في لبنان، وقد عبرت عن قلقي لعدم التوصل الى اتفاق بعد اكثر من عشر أسابيع من تكليف الرئيس سعد الحريري رغم الجهود المكثفة لتحقيق ذلك، كما عبرت ايضا عن أملي من أن نرى تشكيل حكومة مدعومة من الجميع في وقت قريب. وفي هذا الإطار أدعو جميع اللبنانيين لمتابعة العمل باتجاه تأليف حكومة الوحدة، فالديموقراطية تحتاج الى تسوية، ويجب ألا يعود لبنان الى أيام الأزمة والإصطفاف". وختم: "كما تناولت مع الرئيس بري اليوم تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والوضع في الجنوب، ونحن مسرورون للهدوء الذي تحقق مؤخرا، ونتمنى على جميع الأطراف المعنية متابعة التحرك باتجاه التطبيق الكامل لهذا القرار قريبا".

السفير السعودي

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي العسيري، وعرض معه التطورات الراهنة.

السفير الروسي

وكان استقبل سفير روسيا في لبنان سيرغي بوكين، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية لحركة "أمل" الوزير السابق طلال الساحلي، وعرض معه الاوضاع الراهنة.

 

الرئيس الجميل استقبل السفير الفرنسي في زيارة وداعية: نؤيد مبادرة الرئيس المكلف بتقديم اقتراح التشكيلة الحكومية

ونتمنى على رئيس الجمهورية الاتصال بكل الأطراف حتى تتألف الحكومة

وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، سفير فرنسا أندريه بارن في زيارة وداعية. وحضر اللقاء المستشار السياسي للرئيس الجميل سجعان قزي. بعد اللقاء، قال السفير باران: "أتيت لأودع الرئيس الجميل ولأشكره على إلإستقبالات التي خصني بها في كل اللقاءات التي تمت خلال السنتين اللتين أمضيتهما في لبنان. وودت زيارته قبل مغادرتي وبحثنا في الأوضاع العامة والمسائل السياسية المتعلقة بلبنان والمنطقة".

الرئيس الجميل

وأكد الرئيس الجميل بعد اللقاء "تأييده للمبادرة التي إتخذها الرئيس المكلف سعد الحريري بتقديم إقتراح لتشكيل الحكومة المنتظرة الى فخامة رئيس الجمهورية".

وقال: "في رأيي أن الرئيس المكلف قام مدى أسابيع بالإتصالات اللازمة، وآن الآوان ليستخلص العبر ويقدم إقتراح الحكومة".

واضاف: "نحن الى جانب رئيس الجمهورية وندعمه في هذا الشأن ونتمنى عليه أن يجري الإتصالات مع كل الأطراف في أسرع وقت حتى تبصر الحكومة النور في الوقت المناسب. فنحن في حاجة الى حكومة قوية قادرة والى قيادة وطنية لمواجهة كل الأخطار والإستحقاقات الداهمة أكان على الصعيد الداخلي إقتصاديا او سياسيا أو على الصعيد الخارجي، وكلنا نعرف حجم الأخطار". وتابع: "يؤسفني أن أقول ان ما قرأته في الصحف عن مشروع هذه التشكيلة لا ينسجم مع ما كنت بحثته مع الرئيس المكلف لجهة الأسماء أو الحقائب أو لجهة حجم الكتائب. أردت تأكيد هذا الموضوع حتى لا يكون هناك أي إشكال، وسنقوم بالإتصالات اللازمة مع دولة الرئيس المكلف ومع فخامة الرئيس حتى يعاد النظر في موضوع الدور الكتائبي في هذه الحكومة، وهذا للمصلحة الوطنية العامة. فللكتائب دور في هذه المرحلة ويجب أن يكون لديها خلال الحكومة الإمكانات لأداء هذه الدور".

 

جعجع التقى سفيرة الولايات المتحدة والقائم بأعمال كزاخستان

سيسون: نأمل تشكيل الحكومة سريعا اما التفاصيل فشأن لبناني داخلي

وطنية - استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشال سيسون، في حضور مستشار العلاقات الخارجية ايلي خوري ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب جوزف نعمة، بحث خلالها المجتمعون في "الاوضاع العامة لا سيما مسألة تشكيل الحكومة". وتمنت السفيرة سيسون، بحسب بيان للمكتب الاعلامي لجعجع، "ان تتم عملية تشكيل الحكومة بشكل سريع".اما في ما يتعلق بتفاصيل تشكيلها فاعتبرت "ان هذا شأن لبناني داخلي". كما تطرق البحث الى عملية السلام في الشرق الاوسط، فجددت السفيرة سيسون التأكيد "على جدية الادارة الاميركية في انجاح هذه المسألة وعدم التراجع امام اي صعوبات". وشددت على "اصرار ميتشيل على تخطي الصعوبات المستجدة في مسألة توسيع بناء المستوطنات". وتناول البحث أيضا الازمة العراقية -السورية، فاعتبر المجتمعون "ان هذه الازمة تحل بالتفاهم بين البلدين". وكان جعجع قد التقى القائم بأعمال سفارة كازاخستان في لبنان ايرجان كاليكينوف.

 

الرئيس المكلف في مأدبة سحور لعائلات وفاعليات بيروتية: سأبقى انظر الى لبنان كما رآه والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري

وطنية - اقام رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، منتصف ليل امس مأدبة سحور في قريطم، على شرف عائلات وفاعليات من بيروت، حضرها الوزراء: تمام سلام، خالد قباني وجان اوغاسابيان، ونواب العاصمة وحشد من أبناء بيروت. بعد المأدبة، القى الرئيس الحريري كلمة رحب فيها بالحاضرين في قريطمن وقال: "من مميزات شهر رمضان المبارك ان تلتقي الناس والعائلات مع بعضها البعض وتتقارب القلوب. وكما عودنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري نحن مستمرون في التلاقي معكم هنا في هذه الدار الجامعة لكل اللبنانيين".

اضاف: "انا اذكر دائما عندما اتكلم، والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا الرجل الذي اعطى حياته وروحه ودمه فداء لوطنه، ونظر الى لبنان نظرة كل مواطن مخلص الى وطنه، لبنان العيش المشترك والوحدة الوطنية، ولبنان الذي لا تتحكم به هواجس الخوف من الاخر والتفرقة بين اللبنانيين، وسعى جاهدا لكي تكون بيروت العاصمة زهرة المدائن، حافلة بالحيوية ولؤلؤة الشرق". وختم "اريد ان اؤكد لكم انني تعلمت الكثير من رفيق الحريري، واعاهدكم انني سأبقى انظر الى لبنان كما رآه والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باذن الله".

 

النائب الموسوي: حزب الله يتعاون مع الساعين لحكومة الوحدة الوطنية

رئيس الجمهورية لن يوقع على مرسوم تشكيلة توصل إلى خلاف ونزاع بين اللبنانيين

وطنية- رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي خلال رعايته حفل إفطار جمعية الإمداد الخيرية في مدينة بعلبك، أن "هذا التشكيل الحكومي فيه من التسرع والخطأ بما لا يتناسب مع وضع بلد يحتاج إلى مزيد من الحكمة والتعاون والصبر في حوارنا مع بعضنا البعض". وأضاف: "اعتقد إن رئيس الجمهورية لن يوقع على مرسوم هكذا تشكيلة، لأنه يصرح بأنه لن يوقع على شيءٍ يوصل إلى خلاف ونزاع بين اللبنانيين". ودعا الموسوي إلى مزيد من الحكمة والانتباه، مؤكدا أن "حزب الله يتعاون مع الرئيس المكلف، والتيار الوطني الحر، وكل من يسعى إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، التي يجب أن تتهيأ لتقوم بدورها في خدمة الوطن والمواطنين، وفي الدفاع عن لبنان وسيادته وحريته وكرامته في وقت يستهدفنا أعداؤنا الإسرائيليون". وختم الموسوي: "من كان حريصا على لبنان واللبنانيين يجب أن يبعدهم عن أي خلاف ونزاع، وكل ما يوصل إلى الفوضى فيه مصلحة لأميركا ولا مصلحة لنا به".

 

النائب فتفت:الدستور واضح لجهة حق الرئيس المكلف

توزيع الحقائب وتحديد الأسماء بالتعاون مع رئيس الجمهورية

وطنية - أبدى النائب أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان"، "مفاجأة الجميع بردة فعل المعارضة الشرسة إزاء التشكيلة الحكومية لأن ما قدمه الرئيس المكلف في هذه التشكيلة وخصوصا لجهة الوزارات الخدماتية التي تعود جميعها تقريبا إلى فريق سياسي واحد"، متحدثا عن "رفض سياسي وتعطيلي مستمر".

وأوضح أن "الإحتمالات المطروحة تتم بالتشاور بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف"، مؤكدا أن "الدستور واضح لجهة حق الرئيس المكلف توزيع الحقائب وتحديد الأسماء بالتعاون مع رئيس الجمهورية بعد التشاور مع الأفرقاء جميعا وإلا أصبح لدينا عرف سنكرسه من خارج الدستور الا وهو ان الوزراء تتم تسميتهم من خارج التعاون بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف". وقال:"ان تغيير الأسماء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وارد لكن من غير الوارد ان يعرض عليهما هذا الموضوع".

وأشار إلى أنه "لغاية الساعة ليس هناك من يطرح نفسه رئيسا للحكومة وحتى في فريق المعارضة"، معلنا ان "الحريري هو الوحيد الذي يتمتع الآن بتأييد سياسي وشعبي لرئاسة الحكومة"، سائلا:"الى اين يريدوننا ان نذهب؟". ولفت إلى أنه "في حال كان هناك إستشارات جديدة سنعود الى الإنطلاق من نقطة الصفر لأن ما حصل في السابق لا يمكن الإعتماد عليه"، آملا ان يتكرس في النهاية الحس الوطني لدى كل الافرقاء ليقرروا التعاون فعليا مع الرئيس المكلف الذي أثبت امس انه يقوم ليس فقط بمسؤوليته الدستورية إنما ايضا الوطنية ، وقد أثبت انه مستعد لتقديم تنازلات".

 

تشكيلة الحريري: التربية والأشغال لعون والاتصالات لجنبلاط والعـدل والمال لـ"المستقبل" 

 المعارضة سارعت إلى الرفض وسليمان لـ"النهار": لن أوقّع إلاّ مرسوم حكومة متوازنة 

تاريخ في: 2009-09-08 الكاتب:  المصدر: النهار  

مع أن يوم المشاورات الماراتوني الذي أجراه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الاحد كان تمهيدا واضحا لتقديمه تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فان مسارعته امس الى زيارة بيت الدين مترجما هذه الخطوة بدت كأنها باغتت كثيرين وأكسبت الخطوة بعدا مزدوج الأهمية والانعكاسات في التوقيت والمضمون.

في التوقيت، استعجل الحريري تقديم تشكيلته قبل أسبوعين من سفر الرئيس سليمان الى نيويورك لترك فسحة كافية امامه للاضطلاع بدوره وصلاحياته الدستورية في الموافقة على التشكيلة او رفضها او اطلاق مشاورات جديدة واسعة مع الجميع، وخصوصا المعارضة لمحاولة انهاء الازمة، بحيث تكون فرصة الاسبوعين كافية لرسم الاتجاهات النهائية سلبا او ايجابا وما يمكن أن يستتبع كل حالة.

أما في المضمون فقالت الاوساط المطلعة على أجواء وضع التشكيلة الحكومية لـ"النهار" ان الحريري اعتمد مجموعة ثوابت ومعايير دأب على تكرارها في المشاورات وضمنها التشكيلة التي قدمها الى الرئيس سليمان ومن ابرزها انه اضطلع بصلاحياته الدستورية رئيس وزراء مكلفا بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وراعى احترام نتائج الانتخابات النيابية من حيث وجود اكثرية وأقلية وعدم توزير راسبين، كما احترم الصيغة التوافقية المتفق عليها 15 – 10 – 5. وبالاضافة الى ذلك، جاءت التشكيلة الحكومية ترجمة لتعهد الحريري اعتماد مداورة واسعة شملت كل الحقائب الاساسية باستثناء حقيبة الصحة، فيما ثبتت الحقائب السيادية.

على أن هذه المعايير، كما التشكيلة الحكومية نفسها، لم تخفف وطأة التشاؤم الذي ساد عقب تعاقب مواقف قوى المعارضة ولا سيما منها "تكتل التغيير والاصلاح" برئاسة العماد ميشال عون في اعلان الرفض للتشكيلة والطلب من الموزرين فيها الاستقالة فورا.

وإذ حرص الحريري وأوساطه على احاطة التشكيلة بستار متشدد من الكتمان حرصا على احترام دور رئاسة الجمهورية وانتظار موقفها منها، أمكن من مصادر مختلفة أخرى وزارية ونيابية وسياسية استجماع الملامح التفصيلية للتشكيلة.

ووفق المعلومات المتوافرة لـ"النهار" فان التشكيلة الثلاثينية لحظت خمسة وزراء وأربع حقائب لـ"تكتل التغيير والاصلاح" كالآتي:

- حقيبة الاشغال العامة للنائب آلان عون (ماروني).

- حقيبة التربية للنائب فريد الياس الخازن (ماروني).

- حقيبة الثقافة للنائب ادغار معلوف (كاثوليكي).

- حقيبة العمل للنائب أغوب بقرادونيان (أرمن أرثوذكس ممثلا حزب الطاشناق).

- وزارة دولة لفيرا يمين (مارونية ممثلة تيار "المردة").

- وفي الحصة الوزارية لحركة "أمل" وزعت الحقائب والاسماء كالآتي:

- حقيبة الخارجية للنائب ياسين جابر (شيعي) وهو موجود حاليا في لندن.

- حقيبة الصحة احتفظ بها الوزير محمد جواد خليفة (شيعي).

- حقيبة الشباب والرياضة لعلي عبدالله (شيعي ووزير سابق).

أما الحصة الوزارية لـ"حزب الله" فتلحظ حقيبتين، الطاقة للوزير محمد فنيش ووزارة دولة للنائب حسين الحاج حسن.

ولحظت التشكيلة بالنسبة الى حصة رئيس الجمهورية ابقاء حقيبة الداخلية للوزير زياد بارود وحقيبة الدفاع للوزير الياس المر، وتسمية ميشلين بريدي وزيرة دولة، الى وزير شيعي هو عدنان السيد حسين، وآخر سني عدنان القصار وزير دولة.

وأعطيت وزارة الاتصالات للوزير غازي العريضي من حصة "اللقاء الديموقراطي".

وأعطيت حقيبة العدل لسهيل بوجي من حصة كتلة "المستقبل"، وكذلك أعطيت حقيبة المال لريا الحسن التي تعمل حاليا مديرة لمشروع برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة وحقيبة الاقتصاد لندى مفرج وهي خبيرة في البنك الدولي، وقد سماها الحريري من حصة "المستقبل". وبذلك يبلغ عدد النساء في التشكيلة اربعاً.

واعطيت "القوات اللبنانية" حقيبة الشؤون الاجتماعية للارثوذكسي عماد واكيم، والصناعة للماروني جو سركيس. كما اعطيت الكتائب حقيبة السياحة للنائب سامي الجميل. وسمي الوزير محمد الصفدي وزير دولة، واعطيت حقيبة للوزير ميشال فرعون.

وأوجز الحريري مساء معنى خطوته، فقال انه مارس حقه الدستوري و"لدى رئيس الجمهورية حقه الدستوري وهم (المعارضة) لديهم الحق في القبول أو عدم القبول". وأشار الى انه ينتظر "كما طلب مني فخامة الرئيس حتى غد (اليوم) أو حتى الوقت الذي يريده لكي يبلغني ما اذا كان سيوقع المرسوم أم لا".

سليمان

واذ باتت الحلقة الحاسمة في الازمة في عهدة رئيس الجمهورية، علم من زوار بيت الدين أمس ان سليمان سيأخذ وقته في درس التشكيلة وتقرير مصيرها رفضاً أو قبولاً او تعديلاً. وسيجري اتصالات في اليومين المقبلين مع كل الأفرقاء المعنيين بدءاً بالمعارضة، علماً انه لن يوقع مرسومها ما لم تستوف الشروط الميثاقية وشروط الوحدة الوطنية. ولذا لن يتضح مصير التشكيلة قبل أيام.

وفي لقاء و"النهار" قبل تسلمه تشكيلة الحريري بوقت قليل، قال رئيس الجمهورية محدداً موقفه من الاحتمالين: "اما ان يسلمني (الحريري) تصوراً للحكومة لا يعجبني وعندئذ لن أوقع مرسوم التأليف، وإما ان يكون هذا التصور معقولاً في رأيي وفي هذه الحال لن اقرر فوراً بل سأقوم بمشاورات ولا سيما مع رئيس مجلس النواب". وأشار الى سوابق لحكومات انطلقت متعثرة وقال: "ليس اسهل من ان اجعل فريقاً من اللبنانيين يصفق لي من هنا او هناك لكنني اريد انقاذ الوطن". وشدد على انه يريد "حكومة متوازنة لان حكومة متطرفة تفجّر الاوضاع واذا تفجرت الاوضاع فان الخارج يتدخل".

المعارضة

أما رفض المعارضة لتشكيلة الحريري فتدرّج سريعاً اذ انطلق اولاً من العماد عون ثم بتكتله بكل احزابه وتياراته ومرّ مساء بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ثم اختتم باجتماع موسّع لممثلي المعارضة.

العماد عون رد على التشكيلة بقوله ان "السيد سعد الدين الحريري لا يريد تأليف حكومة بل يريد التسلية واللعب بالتركيبة الوزارية وفق مزاجه". وأضاف: "اننا أمام محاولة مستحيلة اذ لا يجوز لأحد أن يسمي وزراء حزب يشارك في الحكومة وفرض وزرائه عليه". ثم اصدر التكتل، بمشاركة "التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" وحزب الطاشناق و"الحزب الديموقراطي اللبناني" بياناً رفض فيه ما قام به الحريري شكلاً ومضموناً"، باعتباره "صيغة امر واقع"، داعياً الشخصيات الواردة أسماؤها في الصيغة والمحسوبة على التكتل الى رفض المشاركة فيها.

اما السيد نصرالله فأعلن ان "المعارضة ستتصرف مع التدبير الجديد غير المناسب للرئيس المكلف بتضامن كامل"، ورأى ان هذه الطريقة "تزيد تعقيد حل الأزمة".

وعقد ليلاً اجتماع في منزل الوزير جبران باسيل ضمه والنائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل تخلله تنسيق المواقف بين قوى المعارضة في شأن خطوة الحريري.

 

من هم الوزراء الجدد والنساء 4؟

نهارنت/لحظت التشكيلة الحكومية الثلاثينية وحسب ما أوردتها الصحف خمسة وزراء وأربع حقائب ل"تكتل التغيير والاصلاح"، مع مداورة واسعة و4 نساء.

عن السنة: ريا حفار الحسن للمالية، محمد الصفدي، تمام سلام، اسعد هرموش (الجماعة الإسلامية) وغالب محمصاني (حصة الرئيس سليمان) اضافة الى الحريري.

عن الموارنة: زياد بارود، جو سركيس (القوات)، سامي الجميل (الكتائب)، فريد الياس الخازن وآلان عون (التيار الوطني الحر) وفيرا يمين عن "تيار المردة".

عن الشيعة: محمد جواد خليفة، ياسين جابر أو جهاد مرتضى، وثالث لحركة "أمل"، محمد فنيش وحسين الحاج حسن (حزب الله) وعدنان السيد حسين (من حصة الرئيس سليمان).

عن الدروز: غازي العريضي لحقيبة الاتصالات أو الأشغال العامة (إذا لم تعط لأحد ممثلي عون) ووائل أبو فاعور للمهجرين وأكرم شهيب وزير دولة.

عن الكاثوليك: ميشال فرعون (الأكثرية) إدغار معلوف (التيار الوطني) القاضية ميشلين بريدي (من حصة رئيس الجمهورية).

عن الأرثوذكس: الياس المر، عماد واكيم، طارق متري، وعاطف مجدلاني.

عن الأرمن: جان أوغاسبيان وهاغوب بقرادونيان (الذي تردد انه سيحصل على حقيبة العمل).

واشارت صحيفة "النهار" الى ان تكتل "الاصلاح والتغيير" أعطي حقيبة الاشغال العامة للنائب آلان عون (ماروني). وحقيبة التربية للنائب فريد الياس الخازن (ماروني). وحقيبة الثقافة للنائب ادغار معلوف (كاثوليكي).

وحقيبة العمل للنائب أغوب بقرادونيان (أرمن أرثوذكس ممثلا حزب الطاشناق).

ووزارة دولة لفيرا يمين (مارونية ممثلة تيار "المردة").

 

سليمان سيأخذ وقته في درس التشكيلة والمعارضة ثابتة في موقفها الرافض

نهارنت/توجه وفد من المعارضة الثلاثاء الى بيت الدين لاطلاع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على موقف المعارضة الموحد على رفض مبدأ الاطلاع على التشكيلة الحكومية التي تقدم بها الرئيس المكلف سعد الحريري. وتحدث وزير الاتصالات جبران باسيل بعد اللقاء باسم وفد المعارضة الذي ضمه الى المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله" حسين خليل وعضو كتلة "التنمية والتحرير" علي حسن خليل، وأعلن ان الوفد ابلغ رئيس الجمهورية موقف المعارضة برفض المشاركة على اساس التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري والتي فُرضت من قِبل الحريري كما قال. ورأى باسيل ان تقديم الحريري للتشكيلة بهذه الشكل يشكّل سابقة لم تحصل سابقا "وهو أمر غير لائق بديمقراطيتنا ولا بأسلوب التعاطي معنا". ولفت الى ان "المعارضة كانت تطالب ان يقدم الحريري صيغة ليتم النقاش حولها ولكن لا يقدم حالة تدفع للتأزيم". وأبدى باسيل استعداد المعارضة للإستمرار في النقاش والحوار بما تقتضيه مصلحة البلد وما يؤمن الوحدة الوطنية لإيجاد حل للأزمة. واعرب النائب علي حسن خليل عن اعتقاده ان هناك دورا ايجابيا سيلعبه رئيس الجمهورية في مسار ولادة الحكومة. وفي سياق الاتصالات المتعلقة بالشان الحكومي، التقى سليمان في بيت الدين، الوزير وائل أبو فاعور بعد أن كان التقى الوزير طلال إرسلان. وقال أبو فاعور بعد اللقاء:"نتفهم ما قام به الرئيس الحريري وهذا واجبه، ونسأل لماذا هذا الرفض السريع للتشكيلة من قبل المعارضة؟". وتوقعت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن يقوم سليمان بدور توفيقي بين الأكثرية والمعارضة، وفي الإطار الذي تسمح به صلاحياته الدستورية، ومن خلال التعاون مع الرئيس المكلف. ولم تستبعد هذه المصادر احتمال ادخال بعض التعديلات وتدوير الزوايا في ما خص التشكيلة، وتمثيل ما لم يتم تمثيله وخاصة الوزير طلال ارسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي فضلا عن احتمال أن يقترح سليمان ضم الوزير جبران باسيل إلى التشكيلة المقترحة.

ونقل زوار بيت الدين، أن سليمان سيأخذ وقته لدرس التشكيلة التي تسلّمها، وتقرير مصيرها رفضاً أو قبولاً أو تعديلاً. وأنه سيجري إتصالات مكثّفة مع كل الفرقاء المعنيين، بدءاً من الفريق المعارض، من أجل إستمزاج آرائهم بها. وهو لن يوقّع عليها ما لم تكن حكومة ووحدة وطنية وحكومة ميثاقية. ومن هنا فإن مصير هذه التشكيلة لن يتوضّح قبل بضعة أيام.

وفي حديث الى صحيفة "النهار" قبل ان يتسلم التشكيلة الحكومية، حددّ رئيس الجمهورية موقفه من الاحتمالين: "اما ان يسلمني الرئيس المكلف سعد الحريري تصوراً للحكومة لا يعجبني وعندئذ لن أوقع مرسوم التأليف، وإما ان يكون هذا التصور معقولاً في رأيي وفي هذه الحال لن اقرر فوراً بل سأقوم بمشاورات ولا سيما مع رئيس مجلس النواب".

وأشار سليمان الى سوابق لحكومات انطلقت متعثرة وقال: "ليس اسهل من ان اجعل فريقاً من اللبنانيين يصفق لي من هنا او هناك لكنني اريد انقاذ الوطن". وشدد على انه يريد "حكومة متوازنة لان حكومة متطرفة تفجّر الاوضاع واذا تفجرت الاوضاع فان الخارج يتدخل".

وكانت لجنة المتابعة لقوى المعارضة عقدت اجتماعا ليل الاثنين في منزل الوزير جبران باسيل في الرابية شارك فيه كل من الحاج حسين خليل والنائب علي حسن خليل، وتقرر في ختامه أن يتوجه الثلاثة صباح الثلاثاء الى قصر بيت الدين من أجل اعادة تثبيت موقف المعارضة الرافض مبدأ التفاوض حول ما قدمه رئيس الحكومة المكلف، مع عرض الأسباب الموجبة لذلك، ومنها ما يتعلق بصلاحيات رئاسة الجمهورية، حيث سيصار الى تظهير ذلك للاعلام.

ولفتت صحيفة "الحياة" الى تمايز رئيس مجلس النواب نبيه بري عن "حزب الله" و"التيار الوطني" والذي فضّل التريث وعدم التعليق على مبادرة رئيس الحكومة المكلف موعزا الى النواب المنتمين اليه عدم الانخراط في الحملة القائمة. وذكرت مصادر في المعارضة لصحيفة "الشرق الاوسط" أن بري "مستاء للغاية". ونقلت عنه أنه يعتبر نفسه المستهدف الأول من خطوة رئيس الحكومة المكلف بتقديم تشكيلة حكومية من دون اقتراح بري لأسماء وزرائه.

وكان وبعد نحو شهرين على تكليفه تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية الأخيرة, قدم الرئيس المكلف سعد الحريري التشكيلة الحكومة الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بيت الدين الإثنين, لتبدأ مرحلة سياسية جديدة يتوقع أن تشهد تصعيدا اعلاميا وسياسيا, خصوصا بعد المواقف النارية التي اطلقتها قوى في 8 آذار, محذرة من تخطيها وعدم الوقوق عند مطالبها في التشكيلة الحكومية. وأوضح الحريري بعد لقائه الرئيس سليمان أن التشكيلة الحكومية التي قدمها قائمة على صيغة 15(للاكثرية)-10(للمعارضة)-5(لرئيس الجمهورية), وتضم جميع الأفرقاء. وأكد الحريري أن "التشكيلة تحترم نتائج الإنتخابات النيابية التي تمثل أساس نظامنا الديمقراطي", مشيرا إلى أنها تعتمد مبدأ المداورة في الحقائب كما تراعي ضرورة الإنسجام ضمن الفريق الحكومي لتكون الحكومة حكومة إنجاز وطني وحكومة مشاركة بكل معنى الكلمة في خدمة المواطنين وقضاياهم, في خدمة الوطن وحمايته, في حفظ الإستقرار والأمن وفي طلاق عجلة الإقتصاد". وختم الحريري:"أبلغني الرئيس أنه سيقوم بدرس التشكيلة ويعقد قراره بشأن توقيعها حسب الأصول الدستورية, وبناء عليه فأنا بانتظار جوابه". وأكد الحريري مساء خلال افطار في قريطم ان للرئيس سليمان الحق الدستوري بقبول او رفض التشكيلة مشددا على ان في لبنان أكثرية واحدة.

ودعا تكتل "التغيير والإصلاح" و"المردة" و"الديموقراطي اللبناني" في بيان مشترك المحسوبين عليهم والواردة أسماؤهم بتشكيلة الحريري للإنسحاب منها ورفض المشاركة. ورأوا أن رفع مرسوم تأليف الحكومة الى رئيس الجمهورية, وفرض الحقائب والأسماء من دون أخذ موافقتهم عليها, أمر خارج عن المبادىء الديموقراطية والأصول الدستورية المعتمدة والأعراف المتبعة في تأليف الحكومات ما قبل إتفاق الطائف وما بعده.

 

 العريضي الى السعودية وجنبلاط مرحبا: أتبنى نظرية "س ـ س"

نهارنت/رحبّ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بخطوة الرئيس المكلف سعد الحريري إذا كانت تحت سقف التوافق والوحدة الوطنية وعلى قاعدة 15+10+5، وهذا هو في الأساس توجه الرئيس المكلف. وأشار الى ان الحريري شعر بأنه يراوح في مكانه، فاقترح إعادة توزيع الحقائب بحثا عن مخرج، ويبدو أن جزءا من المشكلة هو في الحقائب السـيادية.

ونفى جنبلاط في سلسلة احاديث صحافية ان يكون نصح الحريري بعدم التورط في التقدم من رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتشكيلة وزارية خلال لقائه به ليل الاحد.

وقال "أنا لم أنصحه بشيء، وهو عرض علي صيغة تحترم ما اتفق عليه في شأن توزيع الوزراء والشراكة الوطنية في حكومة وحدة وطنية، وكان جوابي له لا مانع لدي ما دامت تحترم هذه الأمور". وأكد جنبلاط انه لم يدخل في تفاصيل الأسماء ولا في إعادة توزيع الحقائب. وأسف جنبلاط لكون البعض في لبنان لا يلتقط التطورات الاقليمية وخطورتها، متوقفا في هذا السياق عند تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في أفريقيا، الذي اعتبر فيه ان القضية الفلسطينية ماتت، ورأى جنبلاط ان هذا الكلام يدق آخر مسمار في نعش ما تبقى من مبادرة عربية، مشددا على أهمية التنسيق السوري ـ السعودي لتحصين الوضعين اللبناني والعربي، لكن يبدو ان هذا التقارب ممنوع من بعض الاوساط الأميركية والعربية.

ودعا جنبلاط الى الإسراع في تشكيل الحكومة وعدم الغرق في التفاصيل الصغيرة، لعلنا نخفف من التـأثير الخارجي علينا، معتبرا ان مبادرة الحريري ربما تعطي أفقا جديدا للخروج من حالة الركود، ما دامت تحترم مبدأ الشراكة والوحدة الوطنية. وحذر جنبلاط من ازدياد الضغط على لبنان وسوريا والمقاومة، ما يتطلب حماية الطائف والسلم الاهلي والعلاقات المميزة مع سوريا وما تبقى من تقارب عربي ـ عربي، وتحديدا سورياً ـ سعودياً، معربا عن قلقه من نجاح السياسة الاسرائيلية في تصوير إيران مصدر الخطر، ومنبها الى احتمال حصول مغامرة ضد ايران وصولا الى لبنان. وأوردت صحيفة "السفير" أن جنبلاط سرب الى قيادة المعارضة مجتمعة موقفا مفاده أنه مستعد للتنازل عن وزارة الاتصالات لمصلحة "التيار الوطني الحر" وتحديدا للوزير جبران باسيل، لكنه تمنى عدم تظهير موقفه لئلا يثير حفيظة الرئيس المكلف، على أن تبقى وزارة الأشغال من حصة الوزير العريضي بدلا من الاتصالات.

وأفادت معلومات رسمية ان جنبلاط أوفد الاثنين وزير الأشغال غازي العريضي الى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل سريعة تتصل بالمسألة الحكومية. 

 

 السنيورة: التهديدات عواصف يثيرها المتضررون من الاستقرار

نهارنت/اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة أن ما قام به الرئيس المكلف سعد الحريري أتى ضمن صلاحياته الكاملة. واضاف بعد لقائه سفير سلطنة عمان انه في تواصل مستمر مع رئيس الجمهورية مشيرا الى انه سيزوره في اليومين المقبلين. ورداً على سؤال حول مستقبل لبنان والتهديدات بنشوب حرب أهلية ردّ السنيورة :أن كل هذه الأمور هي عواصف يحاول إثارتها بعض المتضررين من الإستقرار في لبنان . واكد انه ينظر للأمور من زاوية الإرادة التي يجب ان يتمتع بها اللبنانيون والإصرار على التعاون والتشاور والهدوء والحوار المستمر والإبتعاد عن اللهجات المتشنجة .

 

شمعون: التهويل بالحرب الاهلية هو لإرضاء عون و7 أيار لن يتكرر 

٨ ايلول ٢٠٠٩/  اعتبر رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون أن "كلام الوزير جبران باسيل (عقب لقائه الرئيس المكلف) غير مسؤول، ومن يحترم نفسه لا يهول بكلام من هذا النوع ويهدد بحرب أهلية هو عاجز عن خوضها وقوته في اتكاله على الجهة التي تدعمه وليس على ما لديه، لأنه لا يملك شيئا".

وأضاف في حديث "للشرق الاوسط" قائلا" لماذا التهويل والرئيس المكلف سعد الحريري يقوم بمسؤولياته ويقدم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اقتراحاته بشأن تأليف الحكومة؟ العملية تقف عند سليمان، والمطلوب منه اتخاذ موقف حاسم ينقذ البلاد، لاسيما أنه كان واضحا عندما طالب الجميع بتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة والعائلية، وعندما شدد على وجوب تشكيل الحكومة قبل ذهابه إلى نيويورك أواخر الشهر الحالي". وزاد شمعون إن "التلويح بالأمن يرتبط بإرضاء ميشال عون، إلا أننا تعودنا هذه المواقف، ولا أحد يستطيع استخدام السلاح، فما فعلوه في السابع من مايو 2008 نجح نسبيا في بيروت وسقط في الجبل، إلا أنهم دفعوا ثمن هذا النجاح الميداني في الانتخابات النيابية، ولن يعيدوا الكرة ولكنهم يهولون بها". وعزا شمعون كلام باسيل إلى "عدم اقتناع عون بأن يتولى غيره رئاسة الجمهورية، فهو وحتى بعد انتخاب سليمان لا يزال يتشدد ليعطل الدولة على أمل وصوله إلى سدة الرئاسة".  المصدر : الشرق الأوسط

 

السيدّ اتصل بعائلته واكد اختطافه لاسباب مالية..... وانقطع الاتصال

نهارنت/في أول اشارة الى وجوده بعد اختطافه منذ الثلاثاء الفائت في وضح النهار، من أمام متجره الواقع في منطقة التحويطة في الضاحية الجنوبية. أجرى المواطن علي السيد اتصالا بعائلته. ونقلت صحيفة "السفير" عن شقيقة المخطوف ان علي أجرى اتصالاً هاتفياً بزوجته، يوم الاحد "تماماً في موعد الافطار. وبعد الاطمئنان عن الأولاد، أخبر زوجته بأنه مخطوف". وعندما سألته الزوجة عن جهة الخاطفين أجابها "هولي ناس إلهون عليي مصاري". ويجمع أفراد العائلة بأن السيد أخبرهم عن شخص يعتبر من وجهاء الحي الذي يسكن فيه المخطوف، ستوكل اليه مهمة التفاوض مع جهة الخاطفين. وما ان أكمل جملته الهاتفية حتى انقطع الاتصال. واشارت الصحيفة الى أن علي السيد، كان قد دخل السجن قبل افتتاحه متجر المياه، ويقول مقرّبون منه إنه تخلف عن دفع مستحقات عليه للناس، و"كان يصير بينه وبين بعض الناس مشاكل" كما يقول أحد الأشخاص الذين كانوا على صلة بالمخطوف.

 

هل بدأت مرحلة التصعيد ؟

علي حماده/النهار

قدم الرئيس سعد رفيق الحريري مشروع تشكيلته الى الرئيس ميشال سليمان، وأوضح انه بعدم اذعانه لشروط الفريق الآخر الناسفة للطائف سيواجه بحملة سياسية واعلامية يمكن ان تصل الى الشارع في الايام المقبلة، آملاً في ان تولد حكومة تحت النار بشروط موازية او اكثر تقدما من "اتفاق الدوحة" الذي يراد استحضاره، وقد جرى تثبيت احد اعرافه القاتلة بإمرار مبدأ الثلث المعطل، وانْ مقنّعاً تحت عباءة الرئيس ميشال سليمان. والحال ان الحريري يعرف ان مشكلته الحقيقية ليست مع الجهة التي تتصدر الاعلام بمطالبها غير المنطقية، بل مع الجهة الواقفة خلفها والساعية دائما وابدا وبمنهجية عالية الى نسف اسس النظام اللبناني بمعونة اطراف من بيئات اخرى قصيري النظر لا يدركون انهم عمليا يعملون على تسليم البلاد الى من سينتهي به المطاف بتدميرها فوق رؤوس الجميع.

المهم هنا اننا ندخل اعتبارا من اليوم مرحلة جديدة تحمل عنوان الازمة الحكومية، لكنها في العمق تتصل بأزمة اقليمية تنعكس على ارض الواقع من جهة، وازمة "حزب الله" مع النظام والكيان اللبناني من جهة اخرى. وفي يقيننا ان اضعف الايمان كان ان يقدم الرئيس الحريري بعد مرور اكثر من سبعين يوما على التكليف مشروع تشكيلة الى الرئيس ميشال سليمان لكونه بقي يصرف من رصيده المعنوي والسياسي اكثر مما كان مطلوبا منه في الاساس. وأضعف الايمان أيضاً ان يشارك الرئيس سليمان الرئيس الحريري في مسؤولية حماية الصلاحيات الدستورية، ومسؤولية حماية النظام في مرحلة صار لبنان يحكم فيها وفق شريعة الشارع لا وفق الدستور والاعراف السائدة. والرئيس ميشال سليمان الذي يتعرض لحصار سياسي، استنادا الى المطالب غير المنطقية التي قدمت كعنوان معلن للأزمة الحالية، مطالب بأن  يضطلع بدوره الناظم للعبة السياسية كرئيس للجمهورية، لا ان يصير مجرد علبة بريد بين الافرقاء، او ان يجمّد دوره وموقعه فيتسمّر عند محطة الانتظار الاقليمية. فهو الاكثر تعرضا للضرر، كما انه الاقل اتكالا على مد شعبي بالمعنى القبلي للكلمة، ومؤسسة الجيش التي يعتبرها بعضهم حصنه الحصين قد لا تكون كما يشتهي عندما تدق ساعة الحقيقة!

في مطلق الاحوال ندخل اليوم مرحلة جديدة تتسم بالتصعيد، واملنا نحن العارفين بأنها في حقيقتها انعكاس لسلسلة الازمات التي تعيشها المنطقة، ألا تنزل الى الشارع فتطيح القليل من الايجابيات التي تحققت خلال هذا الصيف. ومن هنا دعوتنا الى حصر الخلافات السياسية بالسياسة. والدعوة موجهة الى "الاحتلال الميليشيوي" في بيروت وكل مكان...

 

مــــن الإبـــــــــــط

راشد فايد/النهار

أبرز ما حمله إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري وضع التشكيلة الحكومية المقترحة في عهدة الرئيس ميشال سليمان، هو تأكيد موقع رئيس الجمهورية كحَكَم ضامن لتطبيق الدستور، وراع، لا يُناقش، لسلامة العملية السياسية. والأكثرية، مذ أكدت أكثريتها في السابع من حزيران الفائت، لم تقصر في إثبات حرصها على الاستقرار والسلم الأهلي. والشهادات لا تنقص: من انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، وصولاً إلى قبول صيغة 5 - 10 - 15، وما فيها من ائتمان الرئيس سليمان على الثلث المعطل المقنع، من دون تجاهل الحرص على سلاح المقاومة على رغم تورطه في 7 أيار 2008، والتمسك بطاولة الحوار موئلاً للبحث في مصيره، في إطار استراتيجية دفاعية.

في المقابل، لم تقصّر الأقلية في مجاراة الغالبية بالشعارات والعناوين المبهمة التي تضمر من المعاني المتضاربة أكثر مما تظهر من تحديد، بدءاً من المطالبة بـ" الشراكة الحقيقية"، مروراً بتعبير "حكومة الوحدة الوطنية"، وصولاً إلى الاشارات المتكررة إلى تدخل خارجي، والهدف الخفي منها جميعاً هو أن الإيجابي فيها يتحقق بالرضوخ لتصورات الأقلية، فيما غير الإيجابي هو ما سيكون عنوان التهم التي سترميها في وجه الأكثرية إن لم تخضع.

باتت التشكيلة الحكومية في عهدة الرئيس التوافقي ميشال سليمان، والمعارضة صارت مدعوة إلى كشف أوراقها. وبعدما تراجعت عن مواقفها السابقة من الانتخابات، ومنها ما كان بصوت كبيرها الأمين العام لـ"حزب الله" بُعيد حرب تموز، حين كان يستعجل هذه الانتخابات "لتفز الأكثرية فتحكم، بينما تذهب الأقلية إلى بيوتها"، فإنها اليوم مضطرة إلى كشف نية التعطيل المضمرة وراء شعاراتها، والمستندة إلى مبررات تدعو إلى السخرية، من نوع "أن العماد عون لم يكن ينوي المطالبة بتوزير صهره لكن كثرة كلام الأكثرية على رفضه دفعته إلى ذلك"، كما قال أحد حلفائه، لكأن السياسة تقوم على النكايات، وكأن الوطن يبنى بردود الفعل الغريزية.

وكل الكلام الإيجابي على الحرص على الاستقرار، وأهمية مواجهة الأزمات المتنوعة، والتصدي لمؤامرات العدو الاسرائيلي، والجهوزية الوطنية لمواجهة التحديات الاقليمية المقبلة وغيرها من العناوين واللافتات التي صمخت آذان اللبنانيين منذ التكليف في نهاية حزيران الفائت، صارت محل امتحان في الصدقية والجدية.

المؤشرات الأولى لم تعكس إرادة الأقلية التجاوب مع الرئيس المكلف، ولا حتى إتاحة المجال لمحاورة رئيس الجمهورية الذي اؤتمن على التشكيلة. وعلى رغم أن الرئيس سعد الحريري لم يذع مضمونها، باعتبارها في تصرف رئيس الجمهورية، مما يعني ترك إمكان الحوار فيها في عهدة الرئاسة الأولى، فإن استعجال التصويب عليها يؤشر إلى عزم الأقلية على العودة إلى لحظة ما قبل التكليف، مع إغراق البلاد في التوتر من دون السقوط في تفجير الاستقرار، ليلتحق لبنان بالمراوحة التي تعيشها المنطقة انتظاراً لحسم الاستحقاق الايراني النووي.

مع ذلك، تتعالى أصوات الأقلية بتهم التدخل الخارجي والارتباط بمخططات دولية، كأنما لا يكفي أن يمد الرئيس المكلف يده للتعاون مع الخصوم السياسيين بل المطلوب منه أن يسلمها اليهم، ومن الإبط. لأن الغاية لديهم ليست المحافظة على الاستقرار بل تحين الفرصة الاقليمية للانقلاب على ما يحفظه اتفاق الطائف، وما يسلم به من مشاركة ومناصفة، بدأ ذلك بابتداع معان جديدة للديموقراطية التوافقية والشراكة واستنباط الثلث المعطل، مرة بالعدد، ومرة بالصهر. ما فعله الرئيس المكلف هو أنه لبنن تشكيل الحكومة، ورافضو مبادرته قطعوا الطريق عليه وعلى التشاور مع رئيس الجمهورية المؤتمن على التشكيلة ليؤكدوا إرادتهم ربط لبنان بتوتر المنطقة.

 

 لماذا اعاد نصرالله البلاد مجددا الى سياسة الاتهامات؟ 

الشرق/ ٨ ايلول ٢٠٠٩

عوني الكعكي

كنا نتمنى لو أن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان أكثر هدوءاً في تعليقه على الصيغة التي اقترحها الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري، ولكن، بكل أسف جاء تعليقه في غير زمانه على الاطلاق، بل إن ما قاله هو عملية لافتعال أزمة في البلد، وربما من الواجب تذكير السيد حسن نصرالله بأنه قال قبل الانتخابات إنه إذا فازت المعارضة فانها ستدعو الفريق الآخر للمشاركة، وإذا رفض فإن فريق 8 آذار سيشكل لوحده الحكومة، كما انه قال اثناء اعتصامات الاسواق التجارية إنه يدعو الى انتخابات نيابية، ومن يفز فيها فسيحكم، ومن يخسر فإنه سيذهب الى بيته. هذا الكلام كنا نتمنى على السيد حسن نصرالله أن يتذكره تماماً خلال إعلان موقفه أمس، والذي دافع فيه عن توزير الراسبين، ثم ذهب الى أكثر من ذلك عندما سأل عن موقف السعودية ومصر وأميركا والغرب؟

لا يستطيع أي كان، في هذا المعنى، أن يوجه اتهاماً الى المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرات الحميدة، والتي وقفت على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، على عكس ايران مثلاً، التي انحازت الى فريق ضد آخر، وصدّرت السلاح الى لبنان، وأخيراً كان لها دورها في تعطيل المؤسسات كذلك، وبدلاً من شكر السعودية على مواقفها الكبيرة، وعلى ما قدمته للبنان، كان من الواجب عدم التشكيك فيها خدمة لايران، أو من أجل صرف أنظار اللبنانيين عن الذي يريد تحويل هذا الوطن الى ساحة للصراعات الخارجية.

على كل حال، فإن الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله بكلامه أمس أعاد الى البلاد عملية التراشق وسياسة الاتهامات، وهذا أمر غير جائز ومرفوض في المطلق، ما يضع البلاد مجدداً على حافة الهاوية.

واستدراكاً، فإن الجميع يريد حكومة، وكلهم يرغب في المشاركة فيها، وهذا أمر جيّد وطبيعي، ولا يحمل أي التباسات، ولكن، عندما يقول الجنرال ميشال عون إنه مغبون، وإن حرباً عالمية ثالثة تشن عليه، وإن الجميع يحاربه، ويرد الأسباب الى انه يريد استرجاع ما يصفه بحقوق المسيحيين، فلا بد من طرح سؤال مفاده، أين هي صدقية الجنرال في مثل هذه المزاعم؟ وإذا كان العالم كله - حسب قوله - يشن حرباً عالمية ضده، فهل يا ترى الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يأكل ولا يشرب، ولا همّ له إلا ميشال عون ورغبته الشديدة في توزير صهره جبران باسيل، الذي رسب في الانتخابات النيابية مرتين متتاليتين، وهو اليوم يريده مرة أخرى وزيراً للاتصالات، والتي فشل فيها فشلاً ذريعاً، والخلوي أكبر شاهد على هذا الفشل، حيث لا يستطيع المواطن إجراء مكالمة واحدة من دون أن ينقطع الاتصال مرات عدة. وبالنسبة الى استرجاع حقوق المسيحيين، فهل يا ترى ميشال عون هو المسيحي الوحيد، وأين يا ترى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والذي انتخب للرئاسة بإجماع لبناني وعربي ودولي، وأين الرئيس الأسبق أمين الجميّل، وأين السياسي القدير والوفي والوطني الوزير نسيب لحود، وأين الحقوقي اللامع النائب بطرس حرب، وأين السيدة نايلة معوض، وأخيراً أين غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ضمير لبنان، والذي أعطي مجد لبنان له؟؟! والشخصيات والقادة المسيحيون الوطنيون والمخلصون كثر ولا يعدون، ومن الصعب ذكرهم في هذه العجالة، وهناك رجالات لها تاريخها وماضيها الناصع، وهم على عكس ميشال عون الذي ارتكب الحروب ضد المسيحيين، من حرب الإلغاء الى حرب التحرير، وصولاً الى حال التمرّد في قصر بعبدا.

اما لجهة اعتراض ميشال عون على معادلة تبادل الوزارات وتداولها فهذا أمر لا سابقة له في تاريخ الديموقراطيات، فلا حقيبة وزارية معينة تصنع وزيراً ناجحاً، ولا أخرى تصنع وزيراً فاشلاً، إذ أن الانسان هو الذي يصنع الموقع، وليس العكس على الاطلاق. وفي نتيجة الامر فإن قيام الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري بتسليم رئيس الجمهورية تشكيلة حكومية هو خطوة الى الأمام، خصوصاً أن الرئيس المكلف لحظ في التشكيلة مشاركة الجميع، وعلى كل حال فان هذه الصيغة قابلة للنقاش والتعديل، وكان الاولى بالمعارضة أن تتمهل وتشارك في النقاش حول الصيغة بدلاً من هذه الضجة غير المبررة على الاطلاق.

 

عندما يصبح ميشال نعيم عون في مواجهة سعد رفيق الحريري 

٨ ايلول ٢٠٠٩

المصدر : السفير /عماد مرمل

ابتداء من يوم امس أصبحت الازمة الحكومية متواضعة قياسا الى الازمة المستجدة التي ترتبت على قرار الرئيس المكلف سعد الحريري تقديم تشكيلة وزارية غير متوافق عليها الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان. بهذا المعنى، لم تعد مشكلة المعارضة مع الحصص والاسماء في الحكومة، وإنما مع الذهنية التي انتجت من جديد خيارا أحادي الجانب، يضرب كل فلسفة الادارة التوافقية للوضع اللبناني وكل العبر المفترض استخلاصها من الماضيين القريب والبعيد.

بالتأكيد، فإن الحريري يكون بهذا القرار قد خاض مجازفة سياسية، ليس معلوما ما إذا كانت محسوبة بدقة، ولعل الجانب الاكبر من المخاطرة يتعلق بكونه قد عرّض تجربته الاولى من نوعها، كرئيس مكلف، لاختبار صعب، غير مضمون النتائج.

صحيح ان الحريري يستطيع ان يقول الآن انه قام بواجبه، وانه حرّك المياه الراكدة بحجر مسودة حكومية تراعي التوازنات، منطلقا من صلاحياته كرئيس مكلف، لكن الصحيح ايضا انه يعلم ان العماد عون لن يقبل بها وان رئيس الجمهورية لن يوافق عليها، بل لعله فرّط ببعض صلاحيات رئيس الحكومة في معرض سعيه الى حمايتها، لان نقل زمام المبادرة الى سليمان سيستدعي حكما التساؤل عما إذا كان هو من سيتولى التفاوض مع قوى المعارضة لتطوير او تعديل مسودة الحريري وجعلها موضع توافق عام.

ويبدو ان سليمان سيحوّل كرة النار التي رُميت بين يديه الى فرصة لاعادة تظهير دوره التوافقي ـ الميثاقي وتعزيزه، وبالتالي فهو لن يتصرف كأنه مجرد صندوق بريد لتشكيلة وضعها الرئيس المكلف، بل سيدرسها جيدا وإذا وجد انها لا تتناسب مع معايير الحفاظ على الوحدة وانها لا تحظى برضا المعارضة، فلن يضع توقيعه عليها.

وتثق المعارضة، من جهتها، بأن رئيس الجمهورية لن يوقع على مرسوم التشكيلة الحريرية، الامر الذي من شأنه في حال حصوله ان يضع الحريري امام خيارين، فإما ان يقدم تنازلات تتيح له وضع تشكيلة توافقية وهذا مستبعد لأن الصيغة التي اقترحها جاءت بعد 70 يوما من الاخذ والرد، وإما ان يعتذر عن التأليف وعندها يجري سليمان مشاورت نيابية الزامية مرة أخرى ستقود بدورها الى احتمالين: تسمية الحريري مجددا لرئاسة الحكومة او تسمية فؤاد السنيورة.

ولئن كان التيار الوطني الحر قد سارع الى شن هجوم عنيف على خطوة الحريري باعتباره اكبر المتضررين منها، إلا ان قوى أخرى اساسية في المعارضة فضلت ان تنتظر رد فعل رئيس الجمهورية ـ باعتباره خط الدفاع الاول عن مبدأ التوافق الوطني ـ قبل ان تحدد خطوتها التالية، من دون ان تتخلى بطبيعة الحال عن تضامنها مع العماد عون وعن اعتراضها على لجوء الحريري الى تحديد الاسماء والحقائب من غير الاتفاق معها، وهو أمر يذكّر بطريقة تصرف رئيس الجمهورية قبل اتفاق الطائف حين كان طليق اليدين، كما يقول مصدر بارز في المعارضة.

بالنسبة الى مؤيدي الحريري، فإن خطوته مشروعة وضرورية. والمنطق جاهز لتسويق موجبات التشكيلة المقترحة:

لقد تحمل الرئيس المكلف كثيرا وصبر كثيرا ولا يستطيع ان يظل مكتوف اليدين، علما بأنه أعطى كل الفرص للتفاهم برغم ضغوط حلفائه المسيحيين، وبقي حتى اللحظة الاخيرة يحاول التوافق مع عون والتوفيق بين مطالبه ومقتضيات الدستور وحقيقة فوز 14 آذار بالانتخابات النيابية. وعندما أخفق طلب مساعدة حزب الله لاقناع عون بتسهيل تشكيل الحكومة وتخفيض سقف مطالبه، لكن الحزب امتنع عن ممارسة الضغط عليه او تأدية دور الوسيط بينه وبين الرئيس المكلف، بل انه أمّن له التغطية الواسعة، بما شجعه على التمسك بمواقفه.

وأمام انسداد الافق، مارس الحريري صلاحياته الدستورية في اقتراح تشكيلة حكومية موضوعية مستوحاة من حصيلة مشاوراته ومن قاعدة 15ـ10ـ5 التوافقية، مع الاشارة الى انه يريد أيضا ان يحمي رصيده السياسي وتجربته الجديدة في رئاسة الحكومة، بحيث لا يتحلل او يتآكل سياسيا في مستنقع الوقت الضائع والشروط التعجيزية من دون ان يحرك ساكنا.

وفي نهاية المطاف، توصل الحريري الى استنتاج مفاده ان عرض تشكيلته على رئيس الجمهورية يظل أفضل من الاستمرار في الدوران في الحلقة المفرغة، لا سيما ان الصيغة المقترحة لا تتضمن استهدافا لعون. صحيح ان حقيبة «الاتصالات» سحبت منه، لكن على قاعدة مداورة الحقائب بين الجميع، فلا حصة الاكثرية بقيت كما هي في حكومة تصريف الاعمال ولا حصة المعارضة ايضا، كما ان تكتل التغيير والاصلاح حصل على خمسة وزراء وعلى حقيبتين دسمتين.

لكن هناك في المعارضة من يملك قراءة اخرى ومختلفة لما حصل قوامها الآتي:

لقد ارجعت خطوة الحريري البلد الى «ثقافة» ما قبل اتفاق الدوحة، حين كان نهج الأحادية هو السائد في التعاطي مع الامور، وبالتالي فإن ما بادر اليه الرئيس المكلف يعيد انتاج سلوك الرئيس فؤاد السنيورة الذي أصر في السابق على ممارسة الحكم من طرف واحد، وها هو الحريري يستنسخ منطق التجربة ذاتها، بدلا من ان يكون قد تعلم من دروسها.

والخطورة في خطوة الحريري، انها اظهرت ان هناك ميلا دائما لدى الطرف الآخر الى ضرب مبدأ التفاهم في إدارة الملفات المصيرية متى وجد الفرصة سانحة لذلك، بما يدل على ان التوافق بالنسبة اليه هو الاستثناء الذي قد تفرضه ظروف معينة وليس القاعدة المعتمدة عن قناعة وبملء الارادة، علما بأن من الحقائق الثابتة ان البلد لا يحكم إلا بالتوافق، وكما ان رئيس الجمهورية لم يُنتخب بالنصف زائدا واحدا، فان الحكومة لا يمكن ان تتشكل من طرف واحد او من نصف اللبنانيين زائدا واحدا.

والغريب ان الحريري يعلم في قرارة نفسه ان المعارضة لن تقبل بالتشكيلة المقترحة، ومع ذلك فإنه مضى فيها حتى بيت الدين، كأنه اراد الهروب الى الامام للخروج من مأزقه، لكنه في المقابل وضع لبنان في المـأزق، لان ما جرى هو عبث سياسي ويتضمن تغييرا في قواعد اللعبة.

واستكمالا لهذه القراءة، تعتبر مصادر قيادية في التيار الوطني الحر ان طرح أسماء برتقالية للتوزير ضمن تشكيلة الحريري إنما يهدف الى إثارة البلبلة داخل التيار الحر، مؤكدة ان العماد عون لا يمكن ان يقبل بتشكيلة مفروضة، تمثل تحديا كبيرا له، لانها لا تتجاوب مع أي من حقوقه المشروعة. وإذا كان الرئيس المكلف يكرر ان سعد رفيق الحريري لا يقبل بان تفرض عليه الشروط، فإن ميشال نعيم عون ليس في وارد ان يخضع لها.

 

دلَع

لبنان الآن

عماد موسى ، الاثنين 7 أيلول 2009

يدفع "حزب الله"، بتشاطره  السياسي، التيار "الوطني الحر" إلى مزيد من الدلع.

ويدفع رئيس "حركة أمل"، بصمته على هذا الدلع، التيار لمزيد من العناد الصبياني.

فبدلاً من إقناع الحزب حليفه المسيحي بأن انتزاع حقيبة سيادية من رئيس الجمهورية يحدث خللاً على مستوى الوزارات السيادية، يكتفي الحزب بحث الرئيس المكلّف على إرضاء الجنرال. وبدلاً من أن يذكّر رئيس "مجلس الأربعاء" الجنرال عون بأنه  كان أول الداعين إلى رفض توزير الراسبين في الإنتخابات النيابية العام 2005، يدير بري "الدينة الطرشا" وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد. يتضامن "الحزب" و"الحركة" مع "التيار" الذي اعتاد رئيسه كهربة الأجواء عند كل استحقاق، فهما يدفعان الرئيس المكلّف لإنجاز إتفاق ثنائي مع عون من جهة. ويشكلان من جهة أخرى  رافعة لعناد جنرال الرابية (وبراغ) ومطالبه التعجيزية التي يغلّفها دائماً بالكلام على الحقوق المكتسبة.

والدليل على تلطيهما وراء مطالب الجنرال غير المنطقية إحجام "الحزب" و"الحركة" عن تقديم الأسماء المرشحة من قبلهما لدخول الوزارة إلى الرئيس المكلّف، وفي الوقت عينه تراهما يحذرانه من مغبة تقديم أي تشكيلة مشترطين الإتفاق المُسبق مع شروط عون الذي يوحي بأنه يقدّم التنازلات وهو في الواقع  يحدد سقفاً لمطالبه يُدرك أنه مرفوض، ثم يحدد سقفاً ثانياً وثالثاً وكلها تتعارض مع الصيغة الحكومية المطروحة، والأكثرية الواضحة التي أفرزتها الإنتخابات. فتراجع "التيار" عن النسبية أشبه بتراجع شاب معدم وقبيح عن التقدم لخطوبة باريس هيلتون..! وتراجع التيار عن المقاعد الستة أو الستة عشر، وقبوله بخمسة مقاعد هو تراجع عن فكرة غير قابلة للتطبيق في الصيغة المتوافق عليها. وإصرار التيار على رفض منصب وزير من دون حقيبة، تعني بشكل ما، أن وزراء التيار المقترحين هم من طينة بشرية غير موجودة في صفوف الأكثرية ولا في مرشحي رئيس الجمهورية. يكفي هذا القدر من الدلع السياسي.

 

مشروع القوّة المحضة

حازم صاغيّة/لبنان الآن

الاثنين 7 أيلول 2009

حين يتقدّم رئيس إيران محمود أحمدي نجاد بمرشّح إلى وزارة الدفاع يكون مطلوباً من الانتربول، وحين ينال هذا المرشّح أعلى أصوات التزكية من البرلمان، فهذا يعني أن شيئاً خطيراً يحدث في ذاك البلد. فإلى جانب "الملفّ النوويّ" الذي تعتبره الولايات المتّحدة وأوروبا الغربيّة وبلدان كثيرة أخرى مجافياً للسلم والاستقرار الدوليّين، يأتي التوزير والمباركة البرلمانيّة له إعلاناً عن أن النظام الخمينيّ لا يعبأ إطلاقاً بالعالم الخارجيّ واعتباراته. تتكامل هذه الوجهة مع تلويح آية الله محمّد إمامي كاشاني بضرورة "تصدير الثورة"، وهي السياسة التي تهدّد أمن الجوار وتتدخّل فيه بفجاجة تبرّرها الإيديولوجيا. والحال إنه ما من سكت كاشاني، حتّى أعاد أحمدي نجاد وضيفه الفنزويليّ هوغو شافيز العزف على النغمة ذاتها، داعيين إلى "دعم الحركات الثوريّة" في الخارج. وللتذكير، كان "حزب الله" اللبنانيّ إحدى أبرز وأبكر، وطبعاً أنجح، ثمار سياسة "تصدير الثورة" و"دعم الحركات الثوريّة" في طورها الخمينيّ الأوّل.

قصارى القول إن الحكم الإيرانيّ يحوّل القوّة إلى سياسة قامعة للسياسة ومانعة لها. والشيء نفسه يمكن قوله في حالة سوريّة وحلفائها اللبنانيّين: فالأولى التي يحكمها نظام عسكريّ مغلق، صارت تتباهى بأنّها غير معنيّة جملةً وتفصيلاً بالمحكمة الدوليّة "المسيّسة" و"المنحازة"، بشهادة... اللواء جميل السيّد! وهذا حَرفيّاً ما كان استنتجه الوزير وليد المعلّم من آخر مؤتمر صحافيّ عقده السيّد. أمّا حلفاء دمشق اللبنانيّون فيلوّحون، بصراحة كما فعل وئام وهّاب، أو بطرق مداورة، بـ7 أيّار آخر. وهذا فيما "سلاح المقاومة"، الذي هو طبعاً فوق النقد والتشكيك، سيف ديموقليطس المسلّط على رأس الحياة السياسيّة، وكلّ نتيجة انتخابيّة تنجم عنها، وكلّ حكومة قد تنبثق منها. وغنيّ عن القول إن الإرهاب العراقيّ، المسمّى مقاومة، والمدعوم من جوار العراق، إنّما يسعى بإلحاح لا هوادة فيه إلى الحؤول دون استقرار حياة سياسيّة طبيعيّة في بلاد الرافدين.

يتحصّل من هذا، مأخوذاً في مجمله، أن ما يُعرف بقوى الممانعة صارت القوّة المحضة والعارية أساس برنامجها في تعطيل مجتمعاتها وسياسات تلك المجتمعات. فما من أحد فيها "يهدّد" باقتصاد بديل أو ثقافة بديلة أو نموذج بديل في السلطة والحاكميّة، ناهيك عن أن أحداً منها لا يفكّر بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع لوضع ما يريده موضع التنفيذ. وإذا كانت سوريّا غير معنيّة بهذا الهمّ الانتخابيّ أصلاً، فإن قصّة التعطيل الانتخابيّ وما تلاه في إيران غدت معروفة للقاصي والداني.

ويمكن الاستنتاج، بناءً عليه، أن المشروع الذي نحن في صدده، مشروع الممانعة والمقاومة، أضحى مشروع مكابرة بحتة، يتعارض مع استقرار مجتمعات المشرق ومع إرادة أكثريّاتها، فضلاً عن اصطدامه الرأسيّ بالعالم وتوجّهاته وتيّاراته الغالبة. ولمّا كانت الحال على هذا النحو، غدا الممانعون أشدّ إصراراً على أخذنا بالسيف وسوقنا به إلى حيث يريدون.

فلئن كانت عبادة القوّة هذه مبرّرة في عهد جورج دبليو بوش (أو هذا، على الأقلّ، ما أكّده أصحابها)، فما القول فيها الآن سوى أنّها مقصودة بذاتها ولذاتها، لا يهمّها من بوش ومن غيره سوى توفير الذريعة!

 

البرادعي: طريق مسدود مع إيران وسوريا لم تبدِ التعـاون اللازم 

النهار /تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن الوصول إلى "طريق مسدود" مع إيران في شأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالثقة، لكنه نفى بشدة التلميحات الاسرائيلية والفرنسية الى انه أخفى دليلا على نشاطات ايران لانتاج قنبلة نووية. كذلك اتهم سوريا بعدم التعاون في التحقيق في طبيعة موقع الكبر الذي تعرض لغارة اسرائيلية في 7 ايلول 2007. وقد يكون كلام البرادعي صدر في الوقت المناسب للقوى الغربية التي ستحاول في الاسابيع المقبلة إقناع روسيا والصين بالحاجة إلى تشديد العقوبات على طهران. وجاء في تقرير للوكالة نشر في 28 آب ان إيران التزمت طلب تشديد الرقابة على عمليات تخصيب الأورانيوم في منشأة ناتانز، وسمحت لمفتشي الوكالة بوصول جزئي الى مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل ويبعث على القلق. لكنها، في المقابل، ركبت ألف جهاز آخر من اجهزة الطرد المركزي لتصل الى 8300، الامر الذي يعزز قدرتها على تخصيب الأورانيوم.

وفي خطاب ألقاه في مستهل اجتماع فصلي لمجلس حكام الوكالة التي تضم 35 دولة، قال البرادعي إنه في ما عدا مبادرتي التعاون الجديدتين من ايران، "فقد وصلنا إلى طريق مسدود في ما يتعلق بالقضايا الأخرى المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني". واشار إلى تعطل التحقيق في شأن عملية التسلح، ورفض ايران تعليق التخصيب كما يطالب مجلس الامن، وتقاعسها عن تطبيق بروتوكول الوكالة الذي يسمح بمد نطاق عمليات التفتيش إلى ما يتجاوز المواقع النووية المعلنة.

ودعا طهران إلى دحض المعلومات التي حصلت عليها استخبارات غربية عن جمعها سراً بين عمليات تخصيب الأورانيوم واختبارات تفجيرية في الجو وجهود اعادة تصميم صاروخ بما يسمح له بحمل رأس نووي، من طريق تمكين الوكالة من الوصول الى الوثائق والمواقع والمسؤولين النوويين عوض الاكتفاء بوصف تلك التقارير بأنها ملفقة. وطالبها بـ"الاستجابة للمبادرة الأميركية الأخيرة" للحوار.

ثم قال البرادعي: "فزعت من مزاعم بعض الدول الأعضاء والتي تسربت الى وسائل الإعلام بأنه جرى حجب للمعلومات عن المجلس. هناك دافع سياسي وراء تلك المزاعم ولا أساس لها من الصحة. تلك المحاولات التي تهدف الى التأثير على عمل (طاقم التفتيش التابع للوكالة) والحد من استقلاليته وموضوعيته هي انتهاك لقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويجب أن تتوقف فوراً".

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية رأت ان تقرير الوكالة لا يعكس كل ما تعلمه عن "جهود إيران لمواصلة مسعاها في البرنامج (النووي) العسكري". وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاسبوع الماضي إن الوكالة لم تنشر بعد مرفقات النتائج الخاصة بإيران والتي وصفها بأنها مهمة لتقويم الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج الإيراني. واكدت وزارة الخارجية الفرنسية مجدداً امس ان تقرير الوكالة "لم يعكس" كل المعلومات.

وأقر ديبلوماسي كبير وثيق الصلة بالوكالة بأن هذه جمعت معلومات إضافية عن الجوانب العسكرية للبرنامج، غير أنها لم تنشر بعد لأنه لم يتم التحقق منها. وأفاد آخر ان "البرادعي قلق من الموقف المشابه الذي سبق حرب العراق والذي ينشأ عندما يضخم بعض الدول بواعث القلق من معلومات لم تمر باختبار الصدق ثم ينتهي الأمر بلوم الوكالة الدولية على العمل العسكري".

وفي موازاة ذلك، اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان الملف النووي الايراني "اقفل" في نظره، مؤكدا ان بلاده غير مستعدة لمناقشة حقوقها "الثابتة" في الطاقة النووية، لكنه لم يستبعد حوارا "عادلا" مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (العرب والعالم).

سوريا

وفي ما يتعلق بسوريا، قال البرادعي إن سوريا "لم تبد حتى الان التعاون اللازم لتتمكن الوكالة من تحديد مصدر جزيئات الأورانيوم الطبيعي البشري الصنع التي رصدت في موقع دير الزور". واوضح ان دمشق "لم تتعاون مع الوكالة لتسمح لها بالتدقيق في ما تؤكده من أن المبنى المدمر غير نووي الوظيفة، ولم تسمح للوكالة بالوصول الى المعلومات والمواقع والمعدات والمواد المطلوبة".

والى موقع دير الزور المعروف كذلك باسم الكبر، تطالب الوكالة بالسماح لها بتفتيش ثلاثة مواقع اخرى في سوريا تعتبرها مشبوهة.

وسمح للمفتشين بتفقد موقع الكبر مرة واحدة، في زيارة تمت في ظل قيود مشددة.

   

مَن للنظام السوري في لبنان؟

2009-09-08 /لبنان الآن

زياد ماجد  

تظهر التطوّرات الراهنة أن النظام السوري يستطيع استخدام أوراق إقليمية عدة لتخفيف الضغط الدولي عليه، لكنه يفتقر الى أي قاعدة شعبية في الدول التي يجد فيها هكذا أوراق، مما يجعله عاجزاً عن الحسم في ملفاتها. وهذا يدفعه، من خلال العودة الى ما أسميناه في مقال سابق "بسياسات الأب"، الى تقديم العروض المتناقضة لكسب الوقت ولكن من دون قدرة فعلية على إتمام الصفقات. ذلك أن "كفاءة" النظام في توتير الوضع العراقي والسماح بتسلل "الجهاديين" وبقايا البعثيين الذين يحتضنهم الى بغداد لا تترافق مع ولاء له داخل العراق ترفعه فئات ضيقة أو واسعة من العراقيين وتفاوض خصومها على أساسه، واستضافته قيادة "حماس" وبعض الفصائل الفلسطينية في دمشق وتأثيره فيها لا تجعل منه قبلة أهل غزة يبايعونه قبل بحثهم في أي شأن داخلي أو إسرائيلي؛ والأهم، أن اختراقه مخابراتياً للكثير من المؤسسات اللبنانية التي أدارها لعقود وقدرته على الضغط الأمني لا تترافق مع غرام شعبي فيه، ولا عن تسليم مفاتيح الحل والربط له حتى في الأوساط التي تؤمّن له اليوم الغطاء وتسمح له بالحضور السياسي المباشر على الساحة الوطنية.

وقد أظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة أن أياً من حلفاء النظام السوري لا يستطيع الفوز بأي مقعد في لبنان خارج المناطق ذات الأكثرية الشيعية. وحتى في تلك المناطق، فيجب أن يقبل "حزب الله" بضمّه، وهذا يتطلّب موافقة إيرانية مستندة الى مستوى التحالف مع سوريا وليس الى تفويضها الشأن اللبناني أو الإقرار بحضورها "الجماهيري" شيعياً.

وإن كانت زغرتا تناقض ما ذكرناه (وما أثبتته على الأرض نتائج راشيا والبقاعين الغربي والأوسط ثم الجبل الجنوبي فبيروت وطرابلس وعكار والمنية والضنية وسائر الشمال حيث لم يفز واحد أحد من مرشحي دمشق)، فإن نسب الأمور في تلك المنطقة الى العلاقة بسوريا تبسيط يلغي فهم الحيثيات المحلية وطبيعة الزعامات العائلية. وحتى في المناطق حيث فازت اللوائح العونية بمعظم المقاعد، فإن الخرق الذي حصل فيها كان على حساب المرشح الأقرب الى سوريا (أي القومي في المتن)!

وهذا الضعف الشعبي هو على الأرجح ما يفسّر بعض المشاهد اللبنانية هذه الأيام، ويبرّر عدم وقوع دمشق - عند الحديث عن عمل متجدّد للمحقّقين الدوليين في بيروت مؤخراً - على أي سياسي لبناني وازن يهاجم المحكمة الدولية بالنيابة عنها. فـ"حزب الله" يتعاطى مع الموضوع منذ تقرير "دير شبيغل" بحذر وبتنسيق مع طهران حصراً، والعماد عون يدير معركة حجمه في السلطة ولا يريد التعاطي في ما قد يؤذي معركته، والرئيس بري يؤاثر الترقب والصمت. بذلك، لا يبقى غير ضابط سابق (مشتبه به) وسياسيين ثانويين ليشتموا المحكمة ويرفعوا الهجاء والصراخ في وجهها. المفارقة أن الضابط السابق كان يتوعّد قبل الانتخابات وقبل هزيمة سوريا وحلفائها في 7 حزيران باستلام وزارة العدل وإدارة مختلف الملفات (بما فيها طبعاً ملف المحكمة)، فصار جلّ ما يطلبه اليوم أن يحاسب سعد الحريري بعض القضاة الذين يتظلّم من سجنهم له!

غير أنه من الضروري التنبّه الى أن الضعف الشعبي لا يعني بأي شكل ضعفاً لإمكانيات إثارة الشغب وإيقاع الضرر والتخريب لاستجلاب العروض أو تقديمها.

فالإرهاب والتعطيل من أسهل الأمور، أما الفرض والتسيير فهما من المؤشرات الى مواطن النفوذ الحقيقي. وهذا عادة ما لا يستطيعه إلا القادر على بتّ الصفقات وليس الداخل فيها مضارباً أو لاهثاً للعودة الى "تكتيكات الماضي" بأكثر رموز هذا الماضي بهتاناً...

 

 عون الاداة... واللعبة باتت مكشوفة! 

تاريخ في: 2009-09-

سعد كيوان/الأنباء

قبل أكثر من شهرين، أي في 30 حزيران الماضي، وبعد بضعة أيام على تكليف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة حذرنا من على هذه الصفحات من محاولات عرقلة وتعطيل مهمته، ما اعتبره البعض تسرعا واستباقا للأمور من شأنه ان يعكر "الأجواء الايجابية" التي  أشاعها تكليف زعيم الأكثرية النيابية التي حققت فوزا حاسما في إنتخابات 7 حزيران، وكونه "الوريث الأصيل" للشهيد رفيق الحريري، وأيضا لأن قوى 8 آذار اعترفت بنتائج الانتخابات...

 غير ان الرئيس المكلف قد حدد هو شخصيا مهمته في بيان قبوله التكليف بتشكيل "حكومة وحدة وطنية متجانسة وقادرة على العمل والانتاج والانجاز بعيدا عن العرقة والشلل"، وشدد في الوقت نفسه على أن "القضية الراهنة هي أكبر من موضوع تشكيل حكومة وتوزيع حصص (من "ثلث معطل" أو "تمثيل نسبي" أو ما شابه من بدع "الديموقراطية التوافقية")، بل تتعلق بمصير وطن في لحظة اقليمية تكاد تكون الأخطر والأكثر دقة في تاريخ المنطقة". وبالتالي يصبح الهم الأكبر "إبعاد الفتنة واعادة اللحمة الى البلد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية"، وليس توجيه "رسائل ملغومة" وتأجيج العصبيات الحزبية والمذهبية في طريق التأليف...

ولكن الحريري، وبطبيعة الحال، لم يكن يجهل ما ينتظره فسارع الى "كشف المستور" ووضع الساعين الى التعطيل أمام مسؤولياتهم محذرا: "هناك عراقيل ومطبات قد تكون أكثر من الظاهر علما ان الظاهر منها كثير"!

ان ما جاء في هذا التحذير إستبق واختصر ما حصل عمليا خلال هذه الفترة الطويلة والشاقة من الاستشارات والاتصالات والمفاوضات التي برهن خلالها الحريري عن طول أناة وتحل بالصبر والتفهم، ولكن... من "شب على شيء شاب عليه"، ومن قرر التعطيل مسبقا وامتهنه طيلة السنوات الأربع أثبت ان هذه هي مهمته الأساسية، وأن ليس لابتزازه حدود، وان قراره في نهاية المطاف ليس بيده!

فبعد مفاوضات الأسابيع الأولى، لا بل الشهر الأول، تم التوصل الى ما اصطلح على تسميته ب"الصيغة" أي تركيبة 15+10+5 هلل على اثرها نبيه بري ان الحكومة ستبصر النور في نهاية شهر تموز المنصرم... وهذا ما لم يحصل فقرر "الصوم" عن الكلام، ولا يزال!

وهكذا بدأ "الظاهر يظهر أكثر فأكثر" مع ايكال مهمة التعطيل ل"ما غيره" ميشال عون الذي راح يصعد واضعا شروطه التعجيزية وكأنه هو من يشكل الحكومة، وبلغ به الحد ان ربط مصير الحكومة بمصير توزير الصهر المدلل ("كرمى عيون جبران ما في حكومة"!).

 وقد "نسي" عون أولا أنه لم يسمي الحريري لتشكيل الحكومة، وبالتالي هو لا يريده ان يكون رئيسا للحكومة. ثم ذهب بعيدا في استفزازاته واللعب على أوتار التعبئة المذهبية واصفا إياه ب"النائب المكلف" وليس الرئيس المكلف كما يقضي الدستور والعرف...

ومع ذلك، راح يمارس الابتزاز ويصر على شروطه وحصته، من بدعة "التمثيل النسبي" الى أرجحية التمثيل المسيحي رغم ان لديه 23 نائبا مسيحيا من أصل 64 (أي أكثر بقليل من الثلث)، الى المطالبة بأربعة وزراء موارنة من أصل ستة رغم حصوله على 16 مقعدا مارونيا فقط من أصل 34 نائبا (أي أقل من النصف)، يضاف اليهم 3+1 لسليمان فرنجيه ضمن التكتل النيابي...

 ثم يعود و"يتراجع" عن مسرحية "التمثيل النسبي" مصرا على خمس حقائب هي اصلا من حصته كماهو متفق عليه ضمن حلفائه في 8 آذار! انه كالطفل المزهو بلعبته الذي يهدد بالصراخ اذا ما نزعت منه!

يكيل عون شتى النعوت والتهم للرئيس المكلف، ويصر في الوقت عينه على المشاركة في حكومة لا يعترف برئيسها ولم يكلفه تشكيل الحكومة، ويصر على توزير "جبرانه" الساقط في الانتخابات واعادته الى وزارة الاتصالات رغم الكثير من علامات الاستفهام حول ادارته لهذه الوزارة. وأخيرا، لا آخرا، يأتينا بآخر البدع مطالبا  بحقيبة وزارة الداخلية... يريد ان يختار هو الحقائب التي يريد وان يفرض على الرئيس المكلف الاسماء التي يريد، ضاربا بعرض الحائط الأصول الدستورية التي ينص عليها الدستور (المادة 65) في تشكيل الحكومات، اي أن يشكل الرئيس المكلف الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية بعد استمزاج آراء الكتل النيابية.

 وفي خلفية الصورة يقف "حزب الله" مساندا داعما لعون ولشروطه، رافضا في الظاهر لعب دور الوسيط، لا بل يهدد كما فعل بالأمس بعض قيادييه الرئيس المكلف من اي محاولة للخروج من المأزق عبر وضع تشكيلة حكومية على أساس الصيغة التي تم التوافق عليها، اي أن تضم كافة الأطراف، تعتبر "مفروضة كأمر واقع ووصفة لاعادة الخلاف بين اللبنانيين" (محمد فنيش)، وأن "المعارضة قوية وقرارها ألا تشارك في حكومة وحدة وطنية الا مجتمعة" (محمد رعد)!

الاداة هي عون واللعبة باتت مكشوفة!

ان حكومة "الوحدة الوطنية" تعني التعطيل والابتزاز، حتى انه لم يعد من حق الرئيس المكلف، الذي هو حق دستوري، اخراج تشكيلة وزارية وطرحها على رئيس الجمهورية. فطالما لم تتمكن هذه القوى من الفوز في الانتخابات، كما كانت تراهن، فهي تعطل تشكيل الحكومة وتشل البلد بانتظار رعاتهم الاقليميين، وما اذا كانت ايران ستتجاوب مع المهلة المعطاة لها بالنسبة لملفها النووي في اواخر هذا الشهر. فلماذا الاستعجال اذا؟

واذا كانت سوريا قد سهلت بعدم تدخلها اجراء الانتخابات، فهي لا تريد او غير قادرة على تسهيل تشكيل الحكومة مراعاة للحليف الايراني. الا ان الصورة الاقليمية (الخلاف العراقي-السوري وفشل الوساطة التركية والتصعيد الاسرائيلي) لا تبدو عاملا مسهلا في هذا الاتجاه.         

لن يقبل سعد الحريري أن تُفشل مهمته. لذلك، عاهد اللبنانيين ان يعود اليهم "بكل صراحة وشفافية ليتحمل كل واحد منا مسؤولياته"! 

 

عام 2006 قال نصر الله: "لتحصل الانتخابات وإذا فازوا بها نعدهم بالصمت حتى الدورة المقبلة"

ما هو الأساس "النظريّ" لاستمرار التعطيل اليوم؟

وسام سعادة

المستقبل - الثلاثاء 8 أيلول 2009 -

عشية إطلاق "الإعتصام" الشهير في تشرين الثاني 2006، خيّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله قوى الأكثريّة بين حكومة مبنية على "الثلث المعطّل" وبين "إنتخابات نيابية مبكرة" يحكم فيها من يربح، إذ قال، وبالحرف "لتحصل الإنتخابات وإذا فازوا بها نعدهم بالصمت حتى الدورة المقبلة بعد أربع سنوات".

أما الثلث المعطّل فجرى نيله، بموجب "إتفاق الدوحة..."

أمّا الإنتخابات النيابيّة فحصلت، وفازت بها الأكثرية الإستقلاليّة، وعلى أساس البرنامج الإنتخابي لقوى 14 آذار" في 14 آذار 2009 ذلك البرنامج وضع، شئنا أم أبينا، الأساس "النظريّ" للتمييز بين "الأكثريّة" من حيث هي إئتلاف نيابيّ وبين "قوى 14 آذار" من حيث هي جبهة سياسية.

رغم ذلك، لم يتذكّر أحد لا قبل الإنتخابات ولا بعدها، أن فريق 8 آذار، ممثلاً بشخص الأمين العام لـ"حزب الله"، كان أكّد عشية إعتصام الساحتين، أنّه "لتحصل الإنتخابات وإذا فازوا بها نعدهم بالصمت حتى الدورة المقبلة بعد أربع سنوات."

طبعاً، لا أحد في الأكثرية تخطر له اليوم مجرّد فكرة حثّ الأقلية على إلتزام صمت من أي نوع كان حتى الدورة النيابية المقبلة، فالكلّ مجمع على إشراك الكتل النيابية الأساسية في الحكومة، مع أنّ ليس هناك لا في الدستور اللبنانيّ ولا في تجربة التشكيل الحكوميّ في لبنان ما ينصّ على ذلك.

لكن في المقابل، لا بدّ من التذكير بهذا الخيار الذي وضع أمامه اللبنانيون في تشرين الثاني 2006 للقول بأنّه آن الأوان بالنسبة إلى قوى 8 آذار لإعمال مراجعة جذريّة لخيار "التعطيل".

فما دامت هذه القوى قد تعهّدت ذات يوم بالكفّ عن "التعطيل" إذا ما جرت الإنتخابات، لا بل بالتزام الزهد في السلطة والصمت عن كل مطلب حتى الدورة التالية، فإنّه من الأولى بهذه القوى اليوم أن تطرح على نفسها السؤال الجديّ حول كيفية التعامل مع نتائج الإنتخابات التي خسرتها، دون أن تكون هذه الإنتخابات آخر المطاف، لكن أيضاً دون أن تكون هذه الإنتخابات كأنها لم توجد ولا يركن إليها، خاصة عند تشكيل أول حكومة تليها. أمر آخر آن الأوان لطرحه، "داخل" قوى 8 آذار، وبشكل أساسي في ما عنى حزبها "الطليعي"، أي "حزب الله": ما العمل مع مجموعة المقولات، ومنها مقولة "لتحصل الإنتخابات وإذا فازوا بها نعدهم بالصمت حتى الدورة المقبلة بعد أربع سنوات"؟ هل بمستطاع الفريق الآخر أن يحتجّ بهكذا مقولة على سبيل "التظلّم"، على أقل تقدير، بعد أن حصلت انتخابات وفاز فيها هذا الطرف، ثم جرى اتفاق على صيغة تأليف كانت موضع إجماع واختص نوّاب "حزب الله" بوصفها بـ"الصيغة الإبداعية"؟أمر ثالث.. إذا كان الخيار قائماً عشية "الإعتصام" الشهير، بين ثلث معطّل وبين إنتخابات يحكم بنتيجتها من يربح، ففي أقل تقدير من الممكن القياس على ذلك لإثبات حقّ رئيس الحكومة المكلّف اليوم في أن ينجز تشكيلته، ويجري عرضها في إثر ذلك على المجلس النيابي لنيل الثقة ومناقشة بيانها الوزاري. في كل الحالات، ليس بممكن إطالة أمد المكابرة على نتائج 7 حزيران.

 

جنبلاط: بري صمام الأمان الوطني وتجربة القرارات الدولية لم تكن مشجعة للبنان

المستقبل - الثلاثاء 8 أيلول 2009 - اعتبر رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "رئيس مجلس النواب نبيه بري يبقى صمام الامان على المستوى الوطني من خلال حرصه على المصلحة الوطنية العليا بعيداً عن الحسابات الضيقة والتجاذبات السياسية المتحكمة بالحياة السياسية والوطنية". ولفت الى أن "التجربة مع القرارات الدولية برهنت انها لم تكن مشجعة بالنسبة الى لبنان". وقال جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" ينشر اليوم: "يبدو ان نظرية ومفهوم حقوق الانسان حول العالم بات بحاجة لاعادة تعريف لأن هذا التوجه القيمي اصبح عرضة للتشويه بحسب المصالح السياسية والاقتصادية للمحاور والدول الكبرى التي تتعاطى معه بطريقة استنسابية بعيدا عن رؤية المعايير الموحدة التي يفترض ان تطبق في كل زمان ومكان بمعزل عن الحسابات الخاصة والضيقة والتجاذبات التي تتولد بفعل المصالح".

وقال: "لقد تناولت موضوع حقوق الانسان في اللقاء الاخير مع الرئيس نبيه بري الذي يبقى صمام الامان على المستوى الوطني من خلال حرصه على المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن الحسابات الضيقة والتجاذبات السطحية التي للاسف تتحكم بجانب كبير من حياتنا السياسية والوطنية، فله التحية على هذا الموقف ومواقف اخرى في مسيرته النضالية الطويلة".

وأوضح "اما لبنانياً، فلقد برهنت التجربة مع القرارات الدولية ايضاً انها لم تكن مشجعة تماماً، فالقرار 425 لم ينفذ بإرادة ما يسمى المجتمع الدولي انما بصمود اللبنانيين ومقاومتهم وتضحياتهم الهائلة وتقديم الآلاف من الشهداء على مدى 22 عاماً، وفي عام 2006، عندما حاول بعض المجتمع الدولي فرض قرار دولي يعيد صياغة الواقع وفقاً لمصالحه، تصدت له المقاومة وألحقت به الهزيمة وانتصرت ومن خلفها كان الإجماع الشعبي والحكومي اللبناني الذي رفض تمرير اي قرار مشبوه كان يراد به وضع اليد على لبنان وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين".

أضاف: "أين المجتمع الدولي والقرارات الدولية في قضية "لوكربي" التي تقدم مثالاً حياً على امكانية ضرب عرض الحائط كل مفاهيم حقوق الانسان في حال تعارضت مع المصالح الاقتصادية والسياسية وهذا ما اعترف به على كل حال أحد الوزراء البريطانيين، وها هي قضية الإمام المغيّب موسى الصدر والتي لم تلقَ اهتماماً كافياً طوال العقود الماضية من المجتمع الدولي أقله من الناحية الإنسانية التي تفترض جلاء الحقيقة كاملة في هذا الملف الكبير".

وتابع: اين المجتمع الدولي والقرارات الدولية في قضية حقوق الانسان التي تضرب يومياً في غزة على يد الاحتلال الاسرائيلي الذي يرفض حتى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود وحقه في الحياة والوجود والعيش بسلام وطمأنينة وكرامة، وحقه في قيام دولة مستقلة قابلة للحياة تعبر عن طموحاته وتطلعاته، ناهيك عن توسيع الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإقفال كل منافذ التسوية السلمية في المنطقة، فاين حقوق الانسان من كل ذلك؟ واين كانت قضية حقوق الانسان عندما قامت اسرائيل بحربها التدميرية الشاملة ضد غزة وحوّلتها الى محرقة ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء والجرحى ودمّرت عشرات الآلاف من البيوت وأهلها لا يزالون يعيشون في الخراب والحصار؟ واين المجتمع الدولي في العراق الذي احتل وفقاً لقرارات دولية وأين حقوق الانسان في الوقت الذي يضربه الارهاب واعمال التفجير المشبوهة التي تطال المساجد والمواقع الدينية التي تطرح اكثر من علامة استفهام، ودخلت المشكلة في حلقة توتير اضافية مع تفاقم العلاقات العراقية السورية بعد التفجيرات الاخيرة المشبوهة في توقيتها والتي وقعت في بغداد؟".

أضاف: "أليس من دور عربي يمكن القيام به لرأب الصدع بين الدولتين بدل الذهاب نحو التدويل وتعميق الخلاف في اتجاهات اكثر خطورة؟ وأين هي القرارات الدولية التي يقال انها تحمي الشعوب وتطبق القانون الدولي والاعراف والمواثيق الانسانية؟ واين المجتمع الدولي والقرارات الدولية في صحة النظرة التي تطرح حول سعي "بعض" المجتمع الدولي لتفتيت العراق وتشجيع قيام كيانات طائفية بما يمهّد لجعل تطبيق شعار يهودية دولة اسرائيل اكثر قابلية واكثر منطقية؟ على كل قوة احتلال مسؤوليات يفرضها الواقع، فما هي مسؤولية الاحتلال الاميركي للعراق لا سيما في مسألة التفجيرات الاخيرة بعد ان علم ان المسؤولين عن التفجير كانوا في السجون الاميركية سابقا؟ واين كانت قضية حقوق الانسان في سجن ابو غريب الذي مورست فيه كل اشكال التعذيب والاغتصاب والتعدي على الكرامة الانسانية؟ واين المجتمع الدولي والقرارات الدولية وقضية حقوق الانسان في افغانستان التي تحصد الغارات الجوية فيها العشرات لا بل المئات من المدنيين الذين لا ذنب لهم؟".

وختم متسائلاً: "اين المجتمع الدولي والقرارات الدولية من التصريحات الاخيرة لـ(افيغدور) ليبرمان الذي قال ان القضية الفلسطينية قد ماتت وانتهت؟ فهل مَن يجيب؟".

 

الوطني لثورة الأرز" يدعو للاتفاق على حكومة منسجمة تشارك فيها الأكثرية الصامتة

المستقبل - الثلاثاء 8 أيلول 2009 - شدد "المجلس الوطني لثورة الأرز" على "ضرورة إلزام الأطراف السياسية الإسراع في الإتفاق على حكومة منسجمة، تشارك فيها الأكثرية الصامتة لتنفيذ برنامج حكومي مشترك على قاعدة الحوار الجريء والبناء".

وأبدى في بيان اصدره أمس، إثر الإجتماع الدوري للمجلس برئاسة أمينه العام طوني نيسي، وحضور الأعضاء الممثلين للأحزاب السياسية اللبنانية المنضوية في المجلس كافة، قلقه الشديد من "إشتداد السجال بين المعارضة والموالاة، والذي يأخذ مداه الإعلامي تصاعدياً وينعكس سلباً على الرأي العام الداخلي"، معتبراً ان هذا السجال "يعبّر عن إنسداد أفق الإصلاح السياسي وبالتالي تعثّر المسار الديموقراطي الحقيقي، لأن الديموقراطية ليست نظاماً للحكم فقط بل هي نظام للمجتمع القائم على التعددية". وسأل "هل يعقل ألاّ يتحمّل المجتمع الطائفي الرأي الآخر الحر؟".

ونوه بالنداء العاشر لمجلس المطارنة الموارنة، لافتاً الى ان البيان "أشار إلى العلل المتأتيّة من رجال السياسة في لبنان، إذ أدرك أنّ العلل الحاصلة حالياً هي نتيجة إنقسامات وتبعية لمرجعيات خارجية سياسية وطائفية ومذهبية إقليمية ودولية، وهذا ما أدّى إلى إفراغ البلاد من قواها الحيّة، وما يزعج الأساقفة الموارنة الذين يشهدون تقلّص الشعب الماروني منذ إقرار وثيقة الطائف، تراجع مشاركة الموارنة في القرار اللبناني".

وناشد السلطات الروحية والزمنية "عقد إجتماع طارئ لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، لحل قضية التوطين المستعصية، كي لا تكون الحلول على حساب البعض، خصوصاً الشعبين اللبناني والفلسطيني، ولعلّ من سمع البيان يتعظ منه".

ورفض "الإنجرار إلى التجاذبات والسجالات التي تتعرّض للقضاء، والتي ترتد سلباً على كيان الدولة اللبنانية"، لافتاً إلى أن "مقتضيات حكم القانون، تحتّم المرور عبر المؤسسات القانونية كي تجد طريقها إلى الحل". واستنكر "التهجّم الصادر عن بعض المراجع على السلطة القضائية، وإستباحة المؤسسات القضائية، علماً أنّ هذه المؤسسات هي المرجع الصالح لحماية الحقوق والحريات والكرامات".

 

الرئيس ميقاتي: للتعاطي مع خطوة الرئيس المكلف وفقا للقواعد الدستورية

من غير الجائز ولا المقبول أن يشمل الخلاف السياسي أحكام الدستور وروحه

وطنية - قال الرئيس نجيب ميقاتي في بيان اليوم: "تابعنا ردود الفعل التي صدرت بعد تقديم الرئيس المكلف سعد الحريري تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وإستوقفنا إعتبار البعض أن المبادرة التي قام بها الرئيس المكلف تشكل خروجا عن المبادىء الديموقراطية والاصول الدستورية والاعراف المتبعة في تأليف الحكومات."

واضاف:اننا، إذ نعتبر أن من حق كل طرف سياسي أن يبدي رأيه في القضايا المطروحة ومنها تشكيل الحكومة الجديدة، الا اننا نرى أنه من غير الجائز ولا المقبول أن يشمل الخلاف السياسي أحكام الدستور وروحه، وأن يتم الخلط بين الموقف السياسي والدستور، بحيث يتم التعرض لصلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وتفسيرها على نحو يخدم توجه هذا الفريق أو ذاك". وتابع:"إن النصوص الدستورية واضحة ولا مجال للاجتهاد فيها، وإستطرادا لا مصلحة لأي طرف بالقفز فوقها، لأنه بذلك يضع البلاد أمام واقع لا يخدم وحدة اللبنانيين وتمسكهم بصيغة العيش المشترك وتضامنهم في مواجهة التحديات الوطنية لا سيما التي هي على تماس مباشر مع معيشة المواطنين اليومية".

وقال:"كذلك فان هذا الواقع الذي يسعى البعض الى فرضه يضر بالمؤسسات الدستورية ويناقض مبدأ الفصل في ما بينها وتوازنها وتعاونها، فضلا عن مساسه بصلاحيات القيمين عليها، وكأن المطلوب إغراق البلد في التعقيدات التي تمنع تشكيل أي حكومة". وختم الرئيس ميقاتي:"اننا ندعو، من باب الحرص على المصلحة الوطنية العليا، الى التعاطي مع خطوة الرئيس المكلف سعد الحريري، وفقا للاصول والقواعد الدستورية ومناقشتها سياسيا، وعدم تجاوز المبادىء الميثاقية التي إرتضاها اللبنانيون وكرسوها في إتفاق الطائف، لا سيما وأنه، في المحصلة، فان التوافق بين القيادات السياسية محتوم، لأن ما يجمع بينها من قواسم مشتركة أكبر بكثير مما يباعد بينها".

 

ِبلادُ اجبتوس

صَرَّحَ رَئِيْسُ الحَرَكَةِ المَشْرِقِيَّةِ السَّيِّد سامي فارس، ما يلي:

إِنَّ التَّفْجِيْرَ الحَاصِلَ في بِلادِ اجبتوس(١) أَدَّى إِلى وسُقُوْطِ شَهِيْدَةٍ وتِسعَةِ جُرْحَى مِنْ أُمَّتِنَا المَسيحيَّة.

فَعَلَى القِوَى المَسْؤُوْلَة عَنِ الأَمْنِ أَنْ تُكَثِّفَ جهودَها للقَبْضِ على عِصَابَاتِ الغَوْغَائِيِّيْنَ الذين يَنْشُرُونَ الرُّعْبَ مُنْذُ التِّسعِيناتِ. إِنَّ بِلادَ اجبتوس التي دَخَلَتْ بِالإِقْنَاعِ إلى المسيحيَّة مُنْذُ الرَّسُوْلِ الكَبِيْرِ القديس مُرْقُس، لا تَسْتَحِقُّ أَنْ تَمُرَّ بهذه المِحَنِ. فهي دُرَّةُ مَسِيْحِيّي الشَّرْقِ، ومُحْتَضِنَةُ التَاريخِ الفرعونيِ العَظِيم، ولُغَتُهَا تَعُودُ إِلى الهِيروغليفية وتَقَاطُعِهَا اللاحِقِ مَع اللُّغَةِ اليُوْنَانِيَّة.

ولا يَجِب على أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا القَادِمِيْن من أوروبا أو أميركا أو استراليا أَنْ يُعَانُوا في بَلَدٍ انتَشَرَت فِيه المَسِيْحِيَّةُ مُنْذُ القَرْنِ الأَوَّلِ المِيْلادِيّ. فَهُمْ بَيْنَ أَهْلِهِمْ وَأَقَارِبِهِمْ وَمُحِبِّيْهِمْ. فَأَهْلُنَا الأَقْبَاطُ أَبْنَاءُ التَّارِيْخِ المِصْرِيِّ العَظِيم هُمْ وَدُوْدُوْنَ وَطَيِّبُوْنَ، وَيَشْعُرُوْنَ بِالعَطْفِ وَالتَّضَامُنِ مَعَ إِخْوَتِهِمْ مِنْأَبْنَاءِ بُلْدَانِنَا المَشْرِقِيَّةِ، وَمَعَ إِخْوَتِهِمْ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا المَسِيْحِيَّةِ. وعَلَى إِخْوَتِنَا الآتِيْنَ مِنْ بِلادِ أَوْرُوْبَا وأَمِيْرِكَا وَاُقْيَانيَا أَنْ يَشْعُرُوْا بِالطَّمَأْنِيْنَةِ وَالحُبُورِ عِنْدَمَا يَكُوْنُوْنَ بَيْنَ أَهْلِهِم وَمُحِبِّيْهِمْ. ولا نَنْسَى التَّعَلُّقَ وَالاِهْتِمَامَ الذي يَكُنُّهُ إِخْوَتُنَا في القَارَّاتِ الثَّلاث نَحْوَ التَّارِيْخِ الفَرْعَوْنِيِّ العَظِيْمِ، وَمَا شَكَّلَ هذا التَّارِيْخُ مِنْ جَدِيْدٍ في مَسِيْرَةِ الشُّعُوْبِ.

(١) النهار في ٢٣/٠٢/٢٠٠٩ ص. ١ و ١٢.

 

.