المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 12 أيلول/2009

لوقا 18/1 إلى 6

وقال لهم ايضا مثلا في انه ينبغي ان يصلّى كل حين ولا يمل  قائلا.كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يهاب انسانا. وكان في تلك المدينة ارملة.وكانت تأتي اليه قائلة انصفني من خصمي.  وكان لا يشاء الى زمان.ولكن بعد ذلك قال في نفسه وان كنت لا اخاف الله ولا اهاب انسانا 5  فاني لاجل ان هذه الارملة تزعجني انصفها لئلا تأتي دائما فتقمعني.  وقال الرب اسمعوا ما يقول قاضي الظلم.  أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا وهو متمهل عليهم. اقول لكم انه ينصفهم سريعا.ولكن متى جاء ابن الانسان ألعله يجد الايمان على الارض

 

أركان النظام السوري يطالبون "حزب الله" بالتعويض عن أموالهم

 أودعوها لدى "فقاسة المال" المفلس صلاح عز الدين

"السياسة" - خاص:  11/09/09

كشفت مصادر موثوقة وشديدة الخصوصية لـ"السياسة", أمس, أن مسؤولين سياسيين وعسكريين كباراً في النظام السوري خسروا مبالغ طائلة كانوا قد أودعوها لدى رجل الأعمال اللبناني المفلس صلاح عز الدين, وأنهم يحاولون الحصول على جزء من أموالهم من "حزب الله", الذي تمكن من تحصيل نحو 17 مليون يورو من عز الدين بعد اعتقاله وقبل تسليمه إلى القضاء اللبناني.

وأكدت المصادر المقربة من دمشق ومن التحقيقات الجارية مع عز الدين, أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد ونجلي خاله رامي وحافظ مخلوف, ونائب الرئيس فاروق الشرع, واللواء محمد ناصيف, واللواء رستم غزالي, وعائلة اللواء الراحل غازي كنعان, إضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش والمخابرات, أودع كل منهم لدى عز الدين مبلغاً يقارب 200 ألف دولار (الحد الأدنى الذي كان يقبل تلقيه المفلس).

وأوضحت أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الآن بالتشاور مع "حزب الله" أن يحصلوا ولو على جزء من أموالهم التي أودعوها بعد توصية من أصدقائهم في الحزب, خاصة بعدما علمت دمشق أن "حزب الله" استطاع تخليص ما يقارب 17 مليون يورو مما تبقى لدى عز الدين من أموال وأملاك قبيل تسليمه إلى الدولة اللبنانية.

وكشفت المصادر أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى غضبه الشديد لدى معرفته بإفلاس عز الدين والضرر الذي لحق بأركان نظامه, معربا عن اعتقاده بأن الإيرانيين كانوا يعلمون مسبقاً بإمكانية حدوث ذلك, لكنهم لم ينبهوا السوريين.

ولفتت إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة الطريقة التي اتبعها عز الدين في تعامله مع الأموال المودعة لديه, وكيفية استطاعته خلال سنوات عدة جمع مبالغ طائلة, ودفع فوائد بنسبة عالية للمودعين, كاشفة أنه كان يدفع خلال السنوات الماضية, فوائد للمودعين من أموال مودعين جدد, وليس من الأرباح الحقيقية لمشاريعه وشركاته التي لم تكن لتغطي بأي شكل من الاشكال مثل هذه المبالغ.

وأوضحت المصادر القريبة من التحقيق أن الفوائد العالية وغير المنطقية كانت مخصصة لخدمة أهداف ثلاثة: إغراء المودعين بعدم سحب هذه الفوائد نقداً بل إضافتها الى ودائعهم لتشغيلها من جديد, وإقناعهم بزيادة ودائعهم بشكل كبير عن طريق بيع بيوتهم وممتلكاتهم, إضافة إلى نشر الشائعات حول الفوائد من أجل إقناع مودعين جدد بضخ المزيد من الأموال.

وبناء على ذلك, دأب عز الدين على تلميع صورته ودفع التبرعات بسخاء من أموال المودعين, من دون أن يدفع أي مبلغ من ماله الخاص, الأمر الذي تؤكده ثقة غالبية السكان به في جنوب لبنان, وتحديداً في مسقط رأسه معروب.

وفي هذا السياق, قال جميل فنيش وهو يجلس مع مجموعة من أبناء معروب في ساحة البلدة, لوكالة "فرانس برس", أمس, انه أودع هو وأبناؤه مع عز الدين أكثر من مليون دولار ليوظفها في أعماله من دون أي ضمانة منه لأنه "رجل ثقة وصاحب كف أبيض", مضيفاً "كنا أحيانا نتقاضى الارباح عنه واحيانا اخرى نضيفها على المبلغ الاساسي", فيما تحدث علي أمين فنيش عن "مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة", وقال "أنا أحمل "حزب الله" والدولة المسؤولية", متسائلاً "أليسوا هم المسؤولين عن الناس? أين كانوا بينما كان الناس يهرولون من أجل توظيف اموالهم بطريقة غير قانونية?".

إلى ذلك, يصف أبناء الجنوب الرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم "مادوف لبنان", بأنه "فقاسة مال", حيث قال محمد وهو صاحب فرن على الحطب في العباسية "كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة", فيما قال علي عز الدين, وهو صاحب محل هواتف خليوية في معروب, عن المفلس "كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير, يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين".

وكشف أن شريك المفلس نائب رئيس المجلس البلدي في معروب يوسف فاعور, الذي أوقف بعد أيام على اعتقال عز الدين, هو عضو في "حزب الله" وأن جزءاً كبيراً من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين, مردها إلى أنه كان قريباً من الحزب ومن قياداته, علماً أن الشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من "حزب الله" حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد.

وصلاح عز الدين مولود في معروب في ,1962 وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة, عندما أنشأ "حملة باب السلام للحج" التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة, ثم وسع دائرة أعماله لتشمل "تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن".

وكانت تجارته تتم خارج لبنان "بين إيران والجزائر والصين", وهو يملك ايضا "دار الهادي للنشر" في الضاحية الجنوبية لبيروت, وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه "حفاظاً على حقوق الناس"و


إسرائيل تحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ
١١ ايلول ٢٠٠٩/وكالات/أفادت مصادر أمنية عن إطلاق 5 صواريخ من الجنوب باتجاه اسرائيل، وتقول المعلومات ان الصواريخ اطلقت من سهل القليلة في قضاء صور باتجاه فلسطين المحتلة، وقد سمع دوي انفجارات في المنطقة المحاذية. ولم تعلن اي جهة حتى هذه اللحظة مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ. كما أفاد بعض السكان لموقع "14 آذار" ان المناطق المحيطة بالمنطقة التي اطلقت منها الصواريخ تعيش حالة من الهلع خوفاً من اي رد اسرائيلي سريع، ومن اي تداعيات امنية يمكن ان تطرأ. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلي ميكي روزنفيلد إن الشرطة عثرت على شظايا أحد الصاروخين قرب بلدة نهاريا، دون وقوع أي إصابات. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن المدفعية الاسرائيلية قصفت محيط بلدة القليلة - المعلية بـ 5 قذائف، من العيارات الثقيلة. وافادت أن قوات "اليونيفل" اتخذت اجراءات أمنية مشددة غلى طول الخط الساحلي. وأفادت قيادة "اليونيفيل"بأنه لم تتبلّغ عن وقوع إصابات لا في لبنان ولا في إسرائيل، ودعت الطرفين إلتزام ضبط النفس والتقيّد بوقف الأعمال الحربية. وقد اطلقت المدفعية الاسرائيلية 9 قذائف حتى الآن، على محيط بلدة القليلة حيث سمع دوي انفجارين قرابة الرابعة إلا ربعاً من بعد ظهر اليوم، وتبين لاحقاً أنه ناتج عن اطلاق صاروخين. وأفادت معلومات لإذاعة "لبنان الحر" أن الطيران الاسرائيلي يقوم بتحليق كثيف فوق المناطق الحدودية الجنوبية. كما أفادت محطة "أخبار المستقبل" أن الصواريخ الثلاث التي أطلقت من القليلة قد سقطت في حقول زراعية إسرائيلية. وعلمت محطة الـ"
NBN" عن مصادر أمنية أن قوات "اليونيفل" تبلغت من إسرائيل وقف قصفها باتجاه الأراضي اللبنانية. ونقلت وكالة "ايتر تاس" الروسية للانباء عن المسؤول الاعلامي للشرطة الاسرائيلية اليكس كاغالسكي ان صاروخين سقطا على شمال اسرائيل. واضاف المصدر ان الصاروخين اطلقا من الجنوب البناني يوم 11 سبتمبر/ايلول. وقال كاغالسكي ان الانفجارين وقعا في منطقة غير مأهولة بالسكان بالقرب من مدينة نهاريا الساحلية والقريبة من الحدود مع لبنان. وقد تم العثور على شظايا تعود لأحد الصاروخين. ولم ترد معلومات عن وقوع اصابات.
هذا، وتشهد مستعمرة المطلة المقابلة لـ"بوابة فاطمة" حركة إسرائيلية لافتة، في حين تُشاهد تحركات إسرائيلية في مزارع شبعا، وسط تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي فوق مناطق الجنوب. في سياق متصل، أفاد شهود عيان أن سيارة "بك.أب" مدنيّة كانت قد نقلت ثلاثة صواريخ من نوع "كاتيوشا" الى خراج بلدة القليلة وتمّ نصبها في تلك المنطقة من قبل أربعة عناصر مدنيّة حيث إستعانوا بساعة توقيت ومن ثم لاذوا بالفرار. وفي وقت لاحق أفادت إذاعة صوت لبنان أن القذائف الإسرائيلية سقطت من المنطقة الممتدة من خراج بلدة القليلة وصولاً الى طريق دير قانون النهر. من جهتها أعربت اليونيفل أنها لم نتبلغ عن سقوط إصابات لا في لبنان ولا في إسرائيل. وقالت العربية أن إسرائيل تقدمت بشكوى لدى اليونيفل عن إطلاق الصواريخ. إلى ذلك حمّلت مصادر عسكرية إسرائيلية الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق هذه الصواريخ
.

 

المدفعية الإسرائيلية تقصف محيط بلدة القليلة في لبنان

اسرائيل ترد بإطلاق صاروخين 

  بيروت – العربية/قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدة القليلة في لبنان الجمعة 11-9-2009. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن صاروخين على الاقل أطلقا من لبنان على شمال اسرائيل.وقالت المصادر ان الصاروخين أطلقا من منطقة صور بجنوب لبنان قرب الحدود وردت القوات الاسرائيلية بإطلاق 15 قذائفة على منطقة زراعات فاكهة أطلق منها الصاروخان. وفي القدس قالت الشرطة ايضا ان صاروخين أطلقا من لبنان اليوم على شمال اسرائيل. وهذه اول صواريخ تطلق منذ شهور من لبنان بعد ان خاضت اسرائيل وحزب الله حربا استمرت شهرا عام 2006 . ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات من سقوط الصاروخين على غرب منطقة طبرية او من جراء القصف في لبنان.

بان يدعو لبنان وإسرائيل إلى ضبط النفس واحترام القرار 1701
الجمعة 11 أيلول 2009/دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القصف الصاروخي الذي تعرض له شمال إسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان، والذي ردت عليه فوراً بقصف مدفعي، داعياً الطرفين إلى ممارسة الحد الأقصى من ضبط النفس. ولفتت المتحدثة باسم بان كي مون ماري اوكابي إلى أن ""اليونيفيل" تحقق في ملابسات الحادث بتعاون وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، مشيرةً خلال مؤتمر صحافي إلى أن "الأمين العام يعتبر أن على جميع الأطراف أن يحترموا بالكامل قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وأن يحترموا اتفاق وقف العمليات العدائية".(أ. ف. ب.)

النيابة العامة الآذربيجانية: عقوبات بالسجن للبنانيين بتهمة التخطيط لاستهداف السفارتيْن الإسرائيلية والأميركية في باكو
١١ ايلول ٢٠٠٩/طالبت النيابة العامة الآذربيجانية بفرض عقوبات السجن لفترات تتراوح ما بين 13 و15 سنة على 6 أشخاص بينهم لبنانيين اثنين بتهمة التخطيط لاستهداف السفارتيْن الإسرائيلية والأميركية في باكو. 

الرئيس الحريري: إعتذرت لأنني لن أقبل أن أتحول ورئاسة الجمهورية إلى مجرد صندوق لتسجيل الإملاءات
١١ ايلول ٢٠٠٩ /ألقى الرئيس سعد الحريري خلال مادبة الافطار التي اقامتها جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية غروب اليوم في مجمع البيال كلمة قال فيها: مرة جديدة تجمعنا أمسية مباركة في شهر رمضان الكريم،أعاده الله عليكم وعلى المقاصد بالخير واليمن والبركات.إنها مناسبة عزيزة على قلبي كما كانت عزيزة على قلب الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن أكون مع أهل المقاصد،الجمعية التي كانت وما زالت الركن الثابت للتربية والعمل الخيري وهما أنبل الأعمال في نظر ومسيرة الرئيس الشهيد رحمه الله. أيها الأهل الكرام، عندما وجهتم إلي الدعوة الكريمة لمشاركتكم في هذا الإفطار المبارك كنت مكلفا بتشكيل الحكومة اللبنانية.وأما وقد قدمت اعتذاري أمس إلى فخامة رئيس الجمهورية أرى من واجبي أن أوضح أمامكم بعض النقاط المتعلقة بهذا الأمر. هناك من يعتقد أو يروج بخبث أن الاعتذار الدستوري الذي قدمته إنما ينطلق من اعتبارات طائفية أو مذهبية لا سمح الله. والحقيقة أننا انطلقنا في رحلة تشكيل أول حكومة بعد الانتخابات انطلاقا من المجلس النيابي الجديد الذي أفرزته هذه الانتخابات والذي سماني زملائي فيه خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها فخامة رئيس الجمهورية ثم شرفني بتكليفي تشكيل الحكومة. وانطلاقا من قناعتي الشخصية وقناعة الأكثرية النيابية في البرلمان بأن مصلحة لبنان في وضعنا السياسي والاقليمي والاقتصادي تكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية قمنا بصفتنا الأكثرية بالتنازل عن الثلثين في تشكيلة الحكومة وعن النصف زائدا واحدا ثم قدمت تشكيلة حكومية تنازلنا فيها فوق كل ذلك عن معظم وزارات الخدمات للأقلية النيابية. وكان الجواب للأسف، بعد 73 يوما هو هو، كما كان في اليوم الأول،أن تشكيل الحكومة حسب مفهومهم، يتم بالشكل التالي:
الأقلية تفرض شروطها،وفخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف،يطبقان هذه الشروط،ثم يتعاونان على تشكيل ما تبقى من الحكومة بعد تنفيذ شروط الأقلية.
عند هذه النقطة، كان من الطبيعي أن أقول بوضوح أنني لن أقبل هذه القراءة المغلوطة لدستور الجمهورية اللبنانية،ولا أن تتحول رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف إلى مجرد صندوق لتسجيل الإملاءات.بهذا المعنى، كان الاعتذار،بحسب الأصول الدستورية،ودفاعا عن الدستور، وعن رئاسة الجمهورية أولا،وعن النظام الديمقراطي في لبنان،لا عن طائفة أو مذهب أو شخص. وكانت دعوتي الأولى بعد ذلك،وهي دعوة أكررها اليوم أمامكم،إلى جميع الأحزاب والتيارات، إلى اعتماد الخطاب الهادئ،والابتعاد عن التوتر والتوتير،لنفسح المجال أمام فخامة الرئيس بالدعوة إلى استشارات جديدة في جو من الاستقرار والهدوء تطبق الدستور الذي ارتضيناه جميعا وتفرز تكليفا جديدا لنصل بإذن الله إلى حكومة جديدة قادرة على العمل وعلى الإنجاز في خدمة المواطنين، في خدمة أمنهم الوطني في وجه العدو الاسرائيلي، في خدمة استقرارهم الداخلي، في خدمة مصالحهم المعيشية، في خدمة نهضتهم الاقتصادية، في خدمة العروبة والعرب، وقضيتهم المركزية،قضية اخواننا الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى دولة، تكون القدس عاصمة لها بإذن الله.
أيها الاخوة والأخوات، إن لبنان اليوم يواجه تحديات أقل ما يقال فيها أنها حيوية، بدءا من التهديد الاسرائيلي الدائم وصولا إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم والمنطقة. ونحن واجبنا أمام هذه التحديات، أن نسعى إلى أفضل وحدة وطنية وإلى إشاعة جو من الهدوء وتثبيت الاستقرار الداخلي، لكي نتمكن من تحويل الخلافات الداخلية السياسية والطبيعية في أي نظام ديمقراطي إلى أسباب للحوار ونقاط للنقاش وصولا إلى الاتفاق والوفاق عوضا عن أن تكون أدوات في يد البعض للفتنة لا سمح الله. أخيرا، وليس آخرا،لا يسعني ونحن اليوم،في الذكرى الثامنة ليوم مشؤوم،يوم ضرب فيه الإرهاب في وقت واحد، وبالعنف نفسه أبراج مدينة نيويورك وصورة ديننا الإسلامي الحنيف، إلا أن أذكر الجميع في العالم،أننا أهل اعتدال، وأهل حوار،وأننا ندين كل إرهاب وكل عنف بحق أي روح بريئة،مستندين إلى قول الله تعالى أنه "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 الاسعد: الأزمة الحكومية تؤكد ضرورة حكم الأكثرية والحوار لا يؤدي الى نتيجة في غياب موازين قوى جديدة
المركزية – لفت رئيس الانتماء اللبناني أحمد الأسعد الى أن "الأزمة الحكومية الراهنة تؤكد ضرورة أن تحكم الأكثرية"، معتبرا أن "الحوار لا يؤدي الى نتيجة لم تكن هناك آليات لخلق موازين قوى جديدة". كلام الأسعد جاء في خلال حفل افطار في فندق الريفييرا حيث قال: طلبت أخيرا زيارة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، من ضمن جولتي على المرجعيات الروحية المحترمة. صحيح اننا لا نتفق سياسيا مع الشيخ قبلان، لكننا نؤمن بأن الاختلاف في الرأي لا يعني اننا لا يمكن ان نجلس مع الآخر على طاولة واحدة بشكل حضاري، وان نتحاور معه. حتى انه لا مشكلة لدي في لقاء السيد حسن نصرالله اذا شعرت بأن هذا اللقاء يمكن ان يحقق شيئا للبنان وللمصلحة العامة او سيقدم اي تنازل من قبل حزب الله للبنانيين ولمشروع الدولة اللبنانية". واعتبر أن "المسألة في لبنان هي موازين قوى، وتاليا ما دام حزب الله يعتبر ان موازين القوى لصالحه، فهو لن يكون مستعدا لأن يقوم بأي واجبات لصالح الدولة اللبنانية، او يقدم لها اي تنازلات". ورأى الأسعد أن "الحوار لا يؤدي الى اي نتيجة، اذا لم تكن هناك اي آليات لخلق موازين قوى جديدة. وقال: هذه المؤسسة يجب ان تكون لكل الشيعة في لبنان، مهما اختلفت آراؤهم، وليس فقط الشيعة الذين هم من رأي حزب الله وحركة امل، الشيخ قبلان يتولى هذا المجلس بإسم كل الشيعة في لبنان، ويجب ان يتصرف كأب لكل الشيعة في لبنان حتى لو كنا بنظره ضالين، مع اننا نعتبر ان العكس هو الصحيح، فاذا كان الانسان ضالا، الى من يلجأ؟ الا يلجأ الى رجل الدين، الذي يستقبله ويعطيه نصائح ويحتضنه؟" أضاف: "المثل الآخر الذي يدل على التدني الاخلاقي هو ما حصل مع صلاح عز الدين. هذه كارثة بكل معنة الكلمة لأن هناك 11 ألف عائلة في الأوساط الشيعية تضررت جراء هذه الكارثة. سؤالي اليوم: هل ان التعويضات التي ستعطى لهذه العائلات التي خسرت كل ممتلكاتها ستكون كما تعويضات حرب تموز؟
وشدد الأسعد على "مسؤولية حزب الله في هذا الموضوع، لأنه كانت لديه علاقة وطيدة مع صلاح عز الدين، وتاليا اذا كان يعرف أن أعماله غير سليمة وبقي ساكتا، فهذه جريمة، وإذا لم يكن عالما ولم يقم بالتحقق من سلامة أعماله الضخمة وسر فوائده الخيالية، فهذا يعني أيضا أنه يتحمل مسؤولية كبيرة. وقال: من الواضح ان هذا الرجل كان يستغل علاقته مع حزب الله لتغطية أعماله، وليخلق صورة توحي أنه مدعوم من حزب الله، وبالتالي كان على الحزب واجب أن يقوم بالتحقق من أعماله، على الأقل لمصلحة الناس الذي يدعي الحزب أنه يعمل لمصلحتهم.
الحكومة: واعتبر أن "هناك مستفيدين من غياب الدولة، وهم طبعا لا يريدون أن تكون الدولة موجودة وأن تقف على قدميها. هم لا يريدون دولة حقيقية تضبط كل هذا الفلتان، ولذلك يخترعون بدعا يسمونها اجتهادات قانونية ودستورية يتسلحون بها، وهم في أي حال لا ينقصهم سلاح. وأشار الى "ان الأزمة الحكومية الراهنة تؤكد ضرورة تشكيل الحكومة من قبل الأكثرية وأن تحكم الأكثرية، وإلا فلماذا أجرينا الانتخابات وقلنا للناس انهم يجب أن يختاروا بين رؤيتين وبين مشروعين وبين مسارين؟ وسأل الأسعد من يدعو الى حكومة إئتلافية ويقول ان لبنان لا يحكم إلا بالشراكة: هل أشرك حزب الله اللبنانيين عندما قرر خطف الجنديين الاسرائيليين وأعطى ذريعة وغطاء لاسرائيل لتشن حربها الشنيعة على لبنان؟ هل حزب الله مستعد اليوم لمشاركة الدولة اللبنانية في قرار الحرب والسلم؟ وقال: هذه الشراكة بدعة، وضحك على ذقون اللبنانيين. لقد أفرزت اللعبة الديموقراطية أكثرية وأقلية، ويجب أن نلعب بنتيجة هذه اللعبة. الأكثرية يجب أن تحكم وفق برنامج واضح، والأقلية تعارض، وبعد 4 سنوات كما في كل دول العالم، الرأي العام هو الذي يحاسب الأكثرية من خلال الانتخابات، فإما أن يجدد ثقته بها، أو أن يختار أكثرية أخرى".

حنين: لتشكيل حكومة من خارج النادي السيــاسي والفصل بين أكثرية تحكم ومعارضة تراقب وتحاسب
المركزية - رأى النائب السابق صلاح حنين "ان الحل بالنسبة لتشكيل الحكومة يجب ان يكون لبنانيا ودستوريا وليس من الخارج"، معتبرا أنه لا يمكن للبنان أن يتكل دائما على السياسيين ليذهبوا الى الدوحة للوصول الى حل"، مشيرا الى "ان عملية التأليف هي من اختصاص السلطة الاجرائية الممثلة برئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وأوضح في حديث إذاعي "ان رئيس المجلس النيابي لا يمكن له ان يتدخل بتشكيل الحكومة"، وقال: "يجب أن نفصل بين الأكثرية التي عيّنها الناخب لتحكم وبين الأقلية التي تعارض وتراقب وتحاسب ولها دور حيوي ". واذ اكد حنين "وجوب ان تحكم الاكثرية احتراما لارادة الناخب"، لفت الى أن "القرارات الأساسية يجب أن تتخذ بأكثرية الثلثين ليطمئن المواطنون الى أن أحدا لا يستأثر بالحكم ومن الخطأ إعطاء الثلث زائدا واحدا الى المعارضة لأنه يصبح رقما ثابتا معطلا". ودعا "رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية الذي هو رأس السلطة الإجرائية ورمز وحدة البلاد والساهر على احترام الدستور "الى تشكيل حكومة اكثرية من خارج النادي السياسي تضم تسعة عشر وزيرا للأكثرية واحد عشر وزيرا لرئيس الجمهورية وتتخذ قراراتها المصيرية بأكثرية الثلثين على ان يقتصر دور المعارضة على المراقبة والمحاسبة". وشدد على ضرورة أن تعمل الحكومة كفريق واحد ووفق الضمير والمصلحة الوطينة".

زيارات السفير السوري الى الخارجية تُحاط بسرية تامة وباران يأمل ان تتضاعف الجهود وصولاً الى حل سريع
رفض السفير الفرنسي اندريه باران التعليق على اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري لكنه، أسف "لأن كل هذه الجهود التي بذلت على مدى شهرين لتشكيل حكومة لم تصل الى نتيجة"، آملاً في "أن تنطلق الأمور من جديد وان تتضاعف الجهود من أجل الوصول الى حل في أسرع وقت ممكن". استقبل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ السفير السوري علي عبد الكريم علي وجرى عرض العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عقب الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية الذي انعقد يومي الأربعاء والخميس في القاهرة. وأثر الاجتماع لم يشأ السفير السوري التعليق على مسألة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري على تشكيل الحكومة ولا على الدعوة القطرية لاستضافة مؤتمر مصالحة. وعلمت"المركزية" ان زيارات السفير علي الى الخارجية تُحاط بسرية تامة وان اجتماع اليوم لم يكن معلناً عنه للاعلام، وهو الاجتماع الثالث بين السفير علي وصلوخ منذ تقديم الاوراق اعتماده. باران: ثم استقبل صلوخ السفير باران في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان. بعد اللقاء قال باران تعليقاً على اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري: "لا تعليق عندي حول مثل هذه الأمور الداخلية السياسية اللبنانية. لكني آسف لأن كل هذه الجهود التي بذلت على مدى شهرين لتشكيل حكومة لم تصل الى نتيجة. وأمل بعد التطور المهم الذي حدث أمس، في ان تنطلق الأمور من جديد، وأن تتضاعف الجهود من أجل الوصول الى حل بأسرع وقت ممكن لأن البلد بحاجة لمثل هذا الحل". وعما إذا كانت بلاده تدعم اقتراح مؤتمر الدوحة قال باران: ان هذا المؤتمر ليس سوى اقتراح، ولا أعلم ما إذا كان الوضع الراهن شبيهاً بالوضع الذي استدعى مؤتمر الدوحة عام 2998. واعتقد ان هذا الاقتراح يحتاج الى ان يبدي اللبنانيون رأيهم فيه أولاً. وعن اجتماعه مع الويزر صلوخ قال باران: "كانت زيارة وداعية للوزير صلوخ والذي نقلت اليه كتاب ترشيح السفير الذي سيخلفني والطلب للسلطات اللبنانية الموافقة على اسم السفير دينيس بييتون الذي يشغل حالياً منصب سفير فرنسا في جنوب أفريقيا". وأوضح باران انه سيعود الى باريس للالتحاق بمركز عمله الجديد في قصر الإليزيه كمستشار مساعد للرئيس نيكولا ساركوزي للشؤون الديبلوماسية ومستشار الشؤون الأفريقية. وختم باران انه سيغادر لبنان الأسبوع المقبل "بكثير من الأسى".

الوطن السعودية": لبنان... عود على بدء
المركزية - لاحظت صحيفة "الوطن"السعودية ان كل الأمور في لبنان تبدو تسير عكس التيار، فأكثر أنهار لبنان غزارة يخالف أنهاره كافة وتتجه مياهه باتجاه الشمال، فيما كل الأنهار الأخرى تتجه نحو الغرب. وقالت:" حكومة لبنان التي كان ينتظرها العالم بعد الاتفاق على صيغة 15 + 10 + 5 تبددت، وأعلن رئيس الحكومة المكلف أمس أنه تنحى عن تشكيلها بعدما رفضت المعارضة صيغتها، ورفض الرئيس ميشال سليمان توقيعها، الكل محكوم إلى الكل في لبنان. لا الأكثرية تستطيع أن تحكم من دون الأقلية، ولا رئيس الحكومة يستطيع تشكيل الحكومة من دون أن يوقعها رئيس الجمهورية، ولا رئيس الجمهورية بصلاحياته الجديدة يستطيع حل مجلس النواب أو الحكومة. اضافت الصحيفة: الدوامة ستدور مجدداً، سيباشر رئيس البلاد مشاورات نيابية ملزمة، وسيستمع إلى اقتراحات الكتل البرلمانية حول الشخصية المرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة، وسيعلن في نهاية الاستشارات الشخصية التي نالت أكثرية النواب. وبالطبع سيعود ويكلف من تسميه الأكثرية النيابية، وهو بالتأكيد إما سعد الحريري أو أحد الشخصيات المنتمية إلى تيار المستقبل، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها، عندئذ ستكون شخصية مستقلة. وتابعت: أكثر من سبعين يوماً انقضت بين التكليف والاعتذار وقد تكون صيغة 15 + 10 + 5 لم تعد مناسبة، فيجب التفتيش عن صيغة أخرى، وقد يمتد الوقت للاتفاق على مثل هذه الصيغة أسابيع وشهوراً، ليعود الخلاف مجدداً على اسم وزير أو حقيبة وزارية لتعود الدائرة وتتكرر من جديد وتتكرر معها حجج العرقلة. وختمت: كل ذلك سيظل في إطار المعقول، طالما أن استقرار لبنان مازال بخير. ولكن...؟

"الشرق" القطرية: مبادرة قطرية لانقاذ الساحة اللبنانية
المركزية - اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية ان اعلان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعدالحريري اعتذاره عن تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بعد مضي قرابة شهرين ونصف على التكليف جاء بمثابة صدمة سياسية اعادت وضع لبنان على اعتاب مرحلة من التأزم السياسي تنفتح ابواب المصير المجهول لهذا البلد الذي لم يبرأ من ازمته بعد. مشيرة الى ان مبادرة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية باعلان استعداد قطر لاستضافة مؤتمر جديد للبنانيين يتيح تشكيل حكومة وحدة وطنية احيا الامل في نفوس اللبنانيين وسائر العرب، ذلك ان الازمة اللبنانية في جوهرها انعكاس للصراع الاقليمي في الشرق الاوسط مما يفقد الاطراف اللبنانيين قدرتهم على حسم الخيارات للخروج من الازمة . وهذا ما يضاعف الحاجة الى دور وسيط معتدل منفتح على الجميع ومقبول من الجميع وهو مايتجسد بالدور القطري الذي افلح في اخراج لبنان من شفير حرب اهلية عبر اتفاق الدوحة الشهير ايار 2008 والذي اثمر معادلة سياسية اعادت انتخاب رئيس جمهورية واحياء المؤسسات الدستورية من حكومة وبرلمان. وقالت الصحيفة ان مبادرة رئيس الوزراء التي جاءت في اعقاب محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبرت بشكل واضح عن حرص قطر على مساعدة اللبنانيين للوصول الى حل لأزمتهم الحكومية خصوصا وان قطر تدرك بحكم التجربة والخبرة ان كل الامور في لبنان يجب ان تتم من خلال تسوية . ذلك ان اجتراح الحلول الجذرية والنهائية لهذا البلد بمثابة ضرب من المستحيل في ظل الازمات المستعصية في الشرق الاوسط مضافا اليها الخلافات العربية – العربية. ولعل اول مكونات التسوية هو القدرة على اقناع فريقي النزاع في لبنان بتنازلات جزئية تتيح ملاقاة الطرف الآخر في منتصف الطريق . وهكذا دور يبدو غير متاح لأي طرف اقليمي آخر مهما بلغت اهميته باعتباره بمثابة طرف مع هذا الفريق ضد ذاك الفريق. مما يكرس الحاجة الماسة الى وساطة قطرية تجمع الجميع الى صيغة للتفاهم . خصوصا وان جميع اللبنانيين يشهد لقطر بأنها لم تنحاز يوما لكلا الطرفين اللبنانيين بقدر انحيازها الثابت والراسخ للبنان دولة وشعبا ومؤسسات.

أي حكومة في ظل التهديد والإكراه ؟
علي حماده/النهار     
كما كان متوقعا بعد مرور ثلاثة اسابيع على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، بلغت ازمة التعطيل ذروتها مع وصول الحريري الى استنتاج مفاده انه يجري استنزافه من جهة، واستنزاف اللعبة السياسية اللبنانية والاعراف من جهة اخرى على مذبح الشروط المستحيلة التي أُريد ان تكون واجهتها مسيحية، وهي في حقيقة الامر في مكان آخر معروف.

وحسنا فعل الحريري بتمسكه بالحد الادنى من روح الطائف الذي يجري العمل على تقويضه واقعيا عند كل منعطف. وكان "اتفاق الدوحة" شرّع في شكل موقت تعديلات على الدستور، وصار الموقت دائما، ولم يعد في الامكان التخلص من سابقة الدوحة التي انتزعت بالسلاح والغزوات.وهكذا ما عاد في استطاعة زعيم الاكثرية التي ربحت الانتخابات النيابية ان يتخلص من سابقتين لا دستوريتين، الاولى منح رئيس الجمهورية حصة وازنة في المعادلة الحكومية تتمثل في حقائب استراتيجية، والثانية انتزاع الاقلية الثلث المعطل في شكل غير مباشر عبر "وزير وديعة" لدى رئيس الجمهورية يؤمّن عند الحاجة الثلث المعطل المطلوب. ومع ذلك، وبصرف النظر عن الاعتبارات الخارجية المتمثلة بانعكاسات خط التوتر الاقليمي العابر من طهران الى غزة مرورا ببغداد ودمشق والرياض والقاهرة، فإن استهداف معادلة الطائف ومن خلالها الصيغة والنظام في لبنان تم ويتم بمنهجية عالية تستند الى القوة تهويلا وممارسة في الشارع. ولا يخفي اصحاب السلاح الميليشيوي وليس المقاوم استعدادهم للعودة في كل وقت الى الشارع. لماذا كل هذا؟ جزء من السبب هو فقدان التوازن على الارض، ونعني وجود فئة مدججة بالسلاح لا تتوانى عن استخدامه في الداخل لتحقيق مكاسب سياسية استراتيجية. والجزء الآخر اخفاق "ثورة الارز" بالتماسك في مرحلة من اخطر المراحل التي تتطلب صلابة وصمودا كبيرين لمنع سقوط لبنان رهينة في يد الدويلة. ولعل ما حصل في 7 ايار اماط اللثام عن امرين: الأول استعداد الجهة المسلحة للذهاب بعيدا وتجاوز خطوط التعايش المشترك الحمراء دفاعا عن واقع غير محتمل وطنيا. والثاني اخفاق التيار الاستقلالي في اجتراح معادلة تزاوج بين الحرص على وحدة البلاد وسلامها الداخلي في حده الادنى والاستعداد لمواجهة في الشارع تحمي المشروع الاستقلالي. ان لبنان بواقعه الحالي، ونخص أزمته التي يتسبب بها وجود سلاح فئوي مستتبع لاجندة خارجية مناقضة للكيان نفسه، هذا اللبنان غير قابل للعيش بشروط قديمة. فهو لا يُحكم بموجب نص دستوري، ولا باعراف تلقى اجماعا، ولا برغبة شعبية حقيقية مؤمنة بالعيش الواحد.ان لبنان ما بعد غزوات "حزب الله" في 7 ايار و"اتفاق الدوحة" الذي شرّع مفاعيلها، صار محكوما بموازين القوة المسلحة السالبة. وهذه، ويا للاسف، الوصفة المثالية لحروب اهلية مديدة...  فأي حكومة في ظل التهديد والإكراه؟

الاعتذار" يفرض تكرار السيناريو الحكومي بدءا من اتصالات ما قبل الاستشارات بري وجنبلاط يواكبان مساعي سليمان لتثبيت الاستقرار وتأمين مناخات التواصل مصادر "المستقبل": قدمنا اقصى الممكن والعرض "المغري" لن يقدم مجددا
المركزية- ماذا بعد الاعتذار؟ سؤال شغل الاوساط السياسية لحظة اعلان الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره عن التشكيل، وذهب اكثر من طرف في الغالبية والاقلية الى التحليل والاستنتاج، كل من الزاوية التي يرى منها تطور الامور. وتفاوتت التحاليل للخطوة المتقدمة للحريري بين التبرير وبين تحميله مسؤولية الفشل في التأليف، انطلاقا من جملة مطالب وشروط وشروط مضادة تحكمت بمسار المفاوضات على مدى ثلاثة وسبعين يوما ادت في النهاية الى ما كان متوقعا، نظرا الى تقاذف كرة الاتهامات بالتعطيل والعرقلة.اما الاستنتاجات فبقيت في معظمها تدور في حلقة استشفاف المرحلة المقبلة والخطوات التي ستقدم عليها الغالبية والاقلية بالنسبة الى تكليف شخصية سنية لتولي مهمة تشكيل حكومة جديدة، انطلاقا من تجربة التكليف رقم واحد. وفي وقت يشهد مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين حركة اتصالات مكثفة على اكثر من خط وبين اكثر من فريق سياسي، حيث يجري الرئيس ميشال سليمان اتصالات بعيدة من الاضواء ويطلع على نتائج الاتصالات التي يجريها بعض "الوسطاء" من سعاة الخير قبل الشروع في جولة جديدة من الاستشارات النيابية الملزمة فرضها "الاعتذار"، فإنه من المتوقع ان ينعقد اللقاء بين سليمان وبري في الساعات المقبلة للتشاور وتحديد موعد هذه الاستشارات المرتقبة الاسبوع المقبل ،وعلى الارجح يوم الثلثاء، على ان تكون على مدى يومين متتاليين ووفق السيناريو نفسه الذي اعتمد في الحلقة الاولى من مسلسل "تأليف الحكومة". خطوات النجاح: اما على مستوى الاطراف السياسية فالغالبية، وفق مصادرها، ستكثف لقاءاتها وهي ستعقد اجتماعا يتوقع ان يحدد موعده في ضوء اعلان رئاسة الجمهورية موعد انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة لدرس الخطوات الممكن اعتمادها لانجاح مهمة الرئيس الذي ستسميه لتولي مهمة التأليف، سواء كان الرئيس الحريري وهو المرشح الابرز، ام شخصية اخرى، وامامها احتمالات عدة:
اولا: التمسك بصيغة الثلثين، وهي نتيجة طبيعية، كما تقول المصادر، لما افرزته الانتخابات النيابية.
ثانيا: النصف زائدا واحدا، اي الصيغة التي اعتمدت في تأليف حكومة الرئيس السنيورة، من دون اعطاء الاقلية "الثلث المعطل".
ثالثا: العودة الى صيغة: 15- 10- 5 ، ولكن من ضمن معايير سبق للحريري ان اعتمدها في الصيغة التي سبق ان تقدم بها الى رئيس الجمهورية، وهي:
- حكومة من 30 وزيرا يشارك فيها جميع الاطراف عنوانها "حكومة وحدة وطنية – ائتلاف وطني".
- اعتماد صيغة 15-10-5، بحيث لا تنال الغالبية الثلثين ولا النصف زائدا واحدا ولا ثلث معطل للاقلية.
- لا لتوزير الراسبين في الانتخابات النيابية.
- لا مسّ بتوزيع الحقائب السيادية خصوصا الامنية منها وبالتحديد وزارتي الداخلية والدفاع اللتين هما من حصة رئيس الجمهورية، كما تم الاتفاق عليه.
- اعتماد مبدأ المداورة في الوزارات التي تعتبر اساسية، باعتبار ان لا حقائب مطوّبة باسم قوى او فئات او جهات او طوائف او اشخاص.
- احترام نتائج الانتخابات النيابية وإرادة الناخبين التي افرزت اغلبية وأقلية.
- احترام الدستور لجهة منح الرئيس المكلف الحق في تشكيل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
- رفض الشروط والضغوط وترك الحرية للرئيس المكلف ليختار وزراء حكومته من شخصيات متجانسة يمكن ان يشكل معها فريق عمل واحد عنوانه المشاركة وليس المشاكسة.
وفي رأي هذه المصادر ان البحث سيتركز، في خلال اللقاءات التي ستسبق اعلان رئيس الجمهورية موعد بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس الجديد للتأليف، على تفاصيل المرحلة الماضية وما واجهها من عقبات وعراقيل ليبنى على الشيء مقتضاه.
ثوابت الاقلية: من جهتها، تبدو الاقلية، بحسب مصادرها، امام احتمالات عدة تنكب على جوجلتها لمعرفة ملامح التحرك الجديد الذي يؤمن لها حضورا فاعلا في الحكومة الجديدة، انطلاقا من ثوابت سبق لها ان حددتها، سواء في العلن او الاجتماعات المغلقة، وهي:
اولا: احترام النصوص الدستورية والأصول المعتمدة.
ثانيا: احترام كل طرف من المشاركين المفترضين في حكومة الوحدة الوطنية التي تستوجب موافقة هؤلاء الأطراف على طريقة تأليفها وتوزيع الحقائب.
ثالثا: التراجع عن مقولة عدم توزير الراسبين في الانتخابات، باعتبار ان الاسماء المطروحة لا تمثل نفسها بقدر ما تمثل تيارا واسعا له حضوره السياسي والشعبي في الوسط المسيحي.
فاذا لم تؤخذ بهذه المستوجبات، تقول المصادر، يعود مطلب "الثلث الضامن" الى ساحة الشروط اللازمة للقبول بدخول حكومة شراكة وطنية.
بري وجنبلاط: على خط مواز، كشف زوار رئيس مجلس النواب عن مساع يقوم بها مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من اجل حفاظ الساحة السياسية على هدوئها والحوؤل دون انفلات الامور من عقالها خوفا من ارتداداتها الامنية على الارض. وقال الزوار ان مساعي الرجلين تلتقي والتحرك الذي يقوده راهنا رئيس الجمهورية لتهيئة الاجواء امام الانطلاق في الاستشارات النيابية الملزمة والمشاورات التي يفترض ان يجريها الرئيس المكلف مع الكتل النيابية في المجلس.
واشار الزوار الى حرص سليمان وبري وجنبلاط على اخراج عملية تشكيل الحكومة من الدوامة التي دارت فيها خلال الشهرين المنصرمين وتعبيد الخط الصحيح لسلوكها قبل عودة تكليف الحريري او سواه ممن يجمع النواب على تسميته في الاستشارات التي يفترض ان تنطلق الاسبوع المقبل وبعد حصول التهدئة التي يعمل على ارسائها لتعود وتنطلق العملية الحكومية في مناخات طبيعية.
عرض لن يتكرر: وفي سياق متصل، قالت مصادر في تيار المستقبل لـ"المركزية" ان الرئيس المكلف قدم اقصى ما يمكن من تنازلات لتسهيل ولادة الحكومة ولا يمكنه تاليا تقديم المزيد .فالصيغة التي اقترحها شكلت مناسبة حصلت فيها الاقلية على وزارات اساسية سياسية وخدماتية لم تحصل عليها الاقلية طوال العقود الماضية، ورغم ذلك لم ترض فعلى هذه الاطراف ان تدرك انها ما زالت اقلية. واكدت ان ما حصلت عليه هذه الاقلية من عرض حكومي لن يحصل مرة أخرى مهما كانت الظروف التي سترافق اعادة التكليف الاسبوع المقبل، واخذت على رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون قبوله ان يستعمل غطاء لمطالب ابعد بكثير مما هو معلن حتى اليوم، لكن المشكلة انه اعتقد في اليومين الماضيين ان في إمكانه الغاء نتائج الانتخابات وجعل الاكثرية اقلية والتحكم بمصير الحكومة وتاليا البلاد، من خلال دعم حلفائه لمطالبه وعرقلة قيام مسار العهد، ورفضت اعتبار ما سمي تخليا عن وزارة الداخلية في المرحلة الاخيرة من المفاوضات بأنه تنازل، ذلك ان ليس مجرد ان يحلم انسان بامتلاكه امرا ما ويتنازل عنه عندما يراه حلما بعيد المنال يشكل تضحية.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس المكلف لم يكذب على احد فهو منذ اللقاء الاول مع عون ومن ثم مع باسيل ابلغ اليهما رفضه تسليم وزارة الاتصالات الى الفريق نفسه وقالت: اذا كان العكس صحيحا فليثبتوا ذلك.واضافت: ان اكثر المظلومين في التشكيلة المقترحة هم مسيحييو الاكثرية وتيار المستقبل، لكن الامور كانت قابلة للمعالجة سياسيا وكل ذلك من اجل تسهيل مهمة الحريري وتمكينه من منح الاقلية اقصى الممكن، غير انه وعلى الرغم من ذلك فإنها لم ترض. اما في المرحلة المقبلة فان الاكثرية لن تظلم نفسها بعد اليوم.
وشددت المصادر على" ان الخطأ الجسيم ارتكب يوم اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري من دون اتفاق على التعامل معنا بالصيغة المناسبة كأكثرية عند بلوغ مرحلة تأليف الحكومة ونحن اليوم ندفع الثمن غاليا، لكن ما حصل قد حصل وهو لن يتكرر في المرحلة المقبلة ".

سعيد: دخلنا في أزمة سياسية عميقة ربما أوسع مما يتصوره البعض
المركزيةـ اعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن "اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة يفسح في المجال للقول اننا دخلنا في أزمة سياسية عميقة ربما أوسع مما يتصوره البعض"، واكد ان "الموضوع يتجاوز موضوع الحقائب والتسميات لأن هناك اصراراً سورياً ـ ايرانياً بعدم تسهيل تشكيل الحكومة ولأن فريق 8 آذار يعمل على لبننة هذه التعقيدات الايرانيةـ السورية." مؤكدا أن "الحريري الذي لم يخضع لمطالب 8 آذار لن يتكلّف بتشكيل الحكومة لكي يخضع لهذه المطالب من جديد.
ورداً على كلام النائب وليد جنبلاط أن بعض المسيحيين يتوهم أنه يستطيع اضعاف المسلمين من خلال الفتنة الإسلامية- الإسلامية، قال سعيد في حديث صحافي أنه "ليس للمسيحيين أي مشروع باحداث فتنة اسلامية- اسلامية في لبنان، فهم قبل غيرهم يدركون أنه فقط بالوحدة الوطنية تبنى الأوطان"، ولفت إلى أن أي فتنة أكانت اسلامية - اسلامية أو مسيحية - مسيحية أو اسلامية - مسيحية تضعف لبنان"، مؤكدا ان هذه قناعة ثابتة لدى المسيحيين الذين دفعوا بتجربتهم الخاصة ثمن هذه التجارب. وأوضح سعيد أن "اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار مفتوحة وهي تواكب المستجدات، وأن الأمانة العامة تقوم بتأمين الإتصال بين جميع فرقاء 14 آذار من أجل توحيد القراءة السياسية ومواجهة الأحداث المقبلة.

المشنوق أكد أن اعتذار الحريري ليس مفاجأة إنما تصرف دستوري: لن ينجحـوا في اغتيال نتائج الانتخابات وسنتجاوز الأزمة بتماسكنا
المركزية – أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق " أنهم لن ينجحوا في اغتيال نتائج الإنتخابات النيابية وسنتجاوز هذه الأزمة بتماسكنا واصرارنا على السلم الأهلي"، لافتا الى أن "إعتذار الرئيس سعد الحريري ليس مفاجأة بل هو تصرف بموجب الدستور". اقامت جمعية كترمايا الخيرية الاجتماعية حفل افطارها السنوي في مطعم الجسر في الدامور، حضره ممثل مفتي الجمهورية الشيخ حسن الحاج شحادة، ممثل النائب سعد الحريري النائب محمد الحجار، ممثل النائب وليد جنبلاط النائب علاء الدين ترو، النائبان المشنوق ودوري شمعون، ممثل النائب مروان حماده نجله كريم، ممثل النائب نعمه طعمة منير السيد، ممثل النائب ايلي عون صياح فواز، وحشد من الفاعليات الحزبية والسياسية والدينية والاجتماعية. بعد تقديم وترحيب من يحيى علاء الدين، تحدث كل من الشيخ بلال فخر الدين ورئيس جمعية تجار الشوف احمد محي الدين علاء الدين. المشنوق: ثم تحدث المشنوق فرأى "ان لبنان اليوم أمام أزمة جديدة مرتبطة بنتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة"، موضحا "أننا سنتجاوز هذه الأزمة بشجاعة النائب وليد جنبلاط وإستشرافه، وحكمة الرئيس سعد الحريري وصموده"، مؤكدا أنهم "لن ينجحوا في إغتيال نتائج الإنتخابات". وقال: "هناك في المعارضة وفي المنطقة من اعتبر أنه حان الوقت السياسي لسعد الحريري ولنتائج الإنتخابات التي حققها مع حلفائه في لبنان، لكنهم لم ينجحوا وسنتجاوز هذه الأزمة كما فعلنا سابقا أمام كل أزمة واجهتنا، وذلك بتماسكنا واصرارنا على السلم الأهلي في كل مواجهاتنا، لأننا نعلم أن المقصود هو استقرارنا وثوابتنا التي لم تتغير". وفي الشأن الحكومي، أشار المشنوق الى "ان الاقلية النيابية قبلت بأن يشكل الرئيس الحريري الحكومة معتبرة ان نتائج الإنتخابات ألغيت منذ تسميته لهذه المهمة"، مؤكدا ان "إعتذار الرئيس الحريري ليس مفاجأة بل هو تصرف بموجب الدستور، وبذلك يكون الصراع السياسي قد عاد إلى إطاره الدستوري". وتوجه الى أهل "إقليم الشهيد كمال جنبلاط" بالقول: "أربعة اعوام مرت وقد خاضها النائب وليد جنبلاط وقادها مما حقق صمودكم واستقراركم وقدرتكم على ان تعربوا عن رأيكم بحرية. كما حقق فيها وليد جنبلاط لنا ولكم عناوين نجاح سياسي استكملتها زعامة سعد الحريري". ورأى "ان العروبة لا تتناقض مع الانتماء اللبناني والإسلام لا يتناقض مع القدرة على العيش الواحد".

التحقيقات ذاهبة باتجاه الادعاء على عز الدين بالإفلاس الإحتيالي

الجمعة 11 سبتمبر /وكالات

 بيروت: أشارت مصادر متابعة للتحقيق في قضية إفلاس رجل الأعمال صلاح عز الدين ان يوسف فاعور احيل بدوره مع الملف على النيابة العامة المالية، اضافة الى كل من يظهره التحقيق لاحقاً. واشارت المصادر لصحثفة السفير اللبنانية الى ان اجواء التحقيق الاولي تؤشر الى ان الامور ذاهبة في اتجاه الادعاء على صلاح عز الدين بالافلاس الاحتيالي، وذلك بالارتكاز على جملة مؤشرات: عدم وجود محاسبين او دفاتر محاسبة لدى عز الدين، عدم تبيان مصدر ضياع الاموال، واقتصار اقواله في معرض تبرير ضياعها على خسارته في مشروع تجاري، او في صفقة معينة، وذلك في ظل عدم وجود اي بيانات موثقة تثبت القيام بمثل هذه المشاريع. كما يفتقر رجل الاعمال الذي يدير كتلة نقدية كبيرة تبلغ قيمتها حوالى 450 مليون دولار، الى محاضر جمعيات عمومية، وموازنات سنوية لتحديد الارباح والخسائر. وتخلص المصادر الى ان العناصر الجرمية المنصوص عليها في قانون العقوبات الرقم 689 تنطبق حتى اليوم على قضية عز الدين. الا ان مصادر متابعة للقضية تحصي عدد شركاته في لبنان بتسع شركات، واحدة في بيروت، وثمان في بعبدا، علماً بأن «مؤسسة «عبر الخليج للتجارة والصناعة» في حارة حريك، هي الشركة الاساسية التي كان يعتمدها في اعماله، ويقدم باسمها شيكات للغير. وهي الشركة التي يطلق عليه بموجبها صفة «التاجر» الرسمية، والتي من خلالها يمكن اصدار حكم الافلاس عليه. وتشير المصادر الى ان العدد النهائي للمستثمرين لم يتم تحديده بعد، ولا سيما انه اتضح ان اكثر من مجموعة من المستثمرين كانت تضع اموالها باسم احد افرادها. وبالتالي فان مستثمرا واحدا يختصر في هذه الحالة عددا من المستثمرين، الذين يعدون بالمئات. وفيما استغرق البت بقضايا مماثلة سنوات عدة، تتوقع المصادر ان ينجز التحقيق لدى قاضي التحقيق الاولي في بعبدا خلال أسابيع قليلة، نظراً لوجود خيوط واضحة في القضية، وتشير الى ان المتضررين لم يعد بامكانهم رفع دعاوى امام النيابة العامة، انما بحسب مآل القضية القانوني، صار بامكانهم رفع شكاوى مباشرة أمام قاضي التحقيق الاول في بعبدا، على ان يصدر بعد ذلك القرار الظني بحق عز الدين، وفي حال ثبت ان افلاسه كان احتياليا، فهو يعد بحسب القانون بمثابة جناية، ويحال عز الدين عندها على الهيئة الاتهامية، ومن ثم على محكمة الجنايات.

صلاح عز الدين "فقاسة" أموال تبخرت مع ثقة المودعين .. "والمؤامرة اسرائيلية"

 التاريخ: ١١ ايلول ٢٠٠٩/المصدر: أ.ف.ب. 

أودع جميل فنيش وابناؤه "الحاج صلاح" اكثر من مليون دولار ليوظفها في اعماله بدون اي ضمانة منه، اذ انه "رجل ثقة وصاحب كف ابيض" على حد قول جميل الذي يكاد لا يصدق خبر افلاس صلاح عز الدين وتبخر الاموال. ويقول جميل الذي يجلس مع مجموعة من ابناء البلدة أذهلهم نبأ افلاسه ايضا، امام متجر صغير في ساحة معروب ان "المبلغ الاساسي الذي أودعناه الحاج صلاح عبر وسيط يفوق المليون دولار". ويوضح "كنا احيانا نتقاضى الارباح عنه واحيانا اخرى نضيفها الى المبلغ الاساسي".

ويعيش فنيش (65 عاما) وهو اب لأحد عشر ابنا وابنة وجد لـ25 حفيدا، مع القسم الاكبر من افراد عائلته الكبيرة، في كندا حيث يقومون بأعمال تجارية ويملكون مرآبا لتصليح السيارات. وهذه السنة، تنتهي عطلته في لبنان على غير ما يشتهي. ويقول "لا نملك سندا بالمبلغ ولا ايصالا. اكتفى الوسيط بأن دوّن على دفتره رقم المبلغ الذي اخذه منا".

والرجل الذي أطلقت عليه الصحف المحلية والعالمية اسم "مادوف لبنان"، يصفه ابناء الجنوب بأنه "فقاسة مال" حسبما يؤكد محمد، صاحب فرن على الحطب في العباسية. ويقول محمد ضاحكا: "كان فقاسة مال يأخذ القليل فيفقس مبالغ طائلة". فيلا صلاح عز الدين المقفلة في معروب يلفها الصمت والناطور اختفى منذ ايام، وكأن سكانها غادروها على عجل فلم يجدوا الوقت لتأمين مأوى لفرس وحصان يتنقلان بكسل في الفناء الخلفي للمنزل ولعدد من فراخ البط والدجاج.

وصلاح عز الدين مولود في معروب في العام 1962. وقد بدأ نجمه يلمع في اوساط الطائفة الشيعية منذ اكثر من عشرين سنة عندما أنشأ "حملة باب السلام للحج" التي كانت تنظم رحلات حج الى مكة المكرمة. بعد ذلك، وسع دائرة اعماله لتشمل "تجارة النفط والذهب والالماس والمعادن"، كما يجمع فنيش واصدقاؤه. وكانت تجارته تتم خارج لبنان "بين ايران والجزائر والصين". وهو يملك ايضا "دار الهادي للنشر" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد ختمها القضاء بالشمع الاحمر بعد توقيفه "حفاظا على حقوق الناس".

ويقول علي عز الدين، صاحب محل هواتف خلوية في معروب: "كان محسنا كبيرا لا يبخل على الفقير. يسدد الاقساط المدرسية وفواتير الادوية والمستشفيات للمحتاجين". حجم اعماله وصيته الحسن جعلا الناس يهرعون اليه لايداع اموالهم مقابل وعود بأرباح كبيرة.

ويقول جميل: "لقد خسر مرة في تجارة الحديد, فدفع لنا خمسة في المئة ارباحا، عوضا عن عشرين او 25% او اكثر". ويتحدث علي امين فنيش (67 عاما) الجالس قربه عن "مصائب طالت العديد من الجنوبيين الشيعة". ويقول: "انا احمل حزب الله والدولة المسؤولية. أليسوا هم المسؤولون عن الناس؟ اين كانوا بينما كان الناس يهرولون من اجل توظيف اموالهم بطريقة غير قانونية؟". ونفى الحزب على لسان امينه العام حسن نصر الله الاسبوع الماضي اي علاقة له بصلاح عز الدين، ولو انه أقر بأن عددا من كوادره أودعوا ملايين الدولارات مع الرجل، الذي أوقف قبل اسبوعين. وقال مسؤول مصرفي ان هناك اتجاها لتوجيه تهمة "الافلاس الاحتيالي" اليه. وبعد ايام، أوقف "شريكه" يوسف فاعور نائب رئيس المجلس البلدي في معروب. ويؤكد علي عز الدين ان فاعور عضو في "حزب الله" وان جزءا كبيرا من الثقة التي كان يوليها الناس لعز الدين مردها انه كان قريبا من الحزب ومن قياداته. والشكوى القضائية الوحيدة حتى الآن في حق عز الدين تقدم بها النائب من "حزب الله" حسين الحاج حسن وتتعلق بشيك بلا رصيد.

ويتريث الناس في اللجوء الى القضاء. بعضهم يهمس رافضا الكشف عن هويته الكاملة "انه لا يريد التورط مع الحزب" مثل علي العائد منذ وقت قصير من بلد افريقي. ويقول: "جمعت هناك مبلغ مئة الف دولار وأودعته مع عز الدين على امل ان احصل ارباحا كبيرة واؤسس تجارة هنا. لم اعد املك شيئا ولا حل الا بالعودة الى افريقيا". وبعضهم لا يريد الدخول في تفاصيل ثروته مثل تلك السيدة من آل شور في طورا التي تقول: "اذا كان لنا نصيب في المال يعود". ثم تقر بأن المبلغ "اقل من مليون دولار". الا ان مسؤولا في مصرف في جنوب لبنان يتوقع ارتفاع عدد الشكاوى مع اتضاح سير التحقيقات. ويقول: "حتى الآن، أودع زبائن في حساباتهم في مصرفنا نحو عشرين شيكا مرتجعا صادرة عن مؤسسة عبر الخليج للتجارة والصناعة التي يملكها عز الدين". واوضح ان الحد الادنى لقيمة الشيكات هو مئتا الف دولار.

سكان معروب اعتادوا زيارات الصحافيين يدلونهم على المشاريع التي موّلها "الحاج صلاح" وبينها "ملعب معروب البلدي، ستاد شهداء المقاومة والتحرير" والحسينية في ساحة البلدة وحسينية اخرى على بعد عشرات الامتار. وتأتي الشائعات لتزيد من حجم الاثارة... الحاجة ام بلال (46 عاما) تبيع الخبز الصاج منذ 13 عاما لتقتات مع عائلتها. يقال انها وضعت مدخراتها مع "الحاج صلاح"، لكنها تنفي. وتقول: "انا متعبة ومجروحة منذ وقعت هذه الشدة على الحاج". وتضيف: "انه انسان طاهر. دفع لي 400 الف دولار لتجديد الفرن، ودفع كل اقساط ابني في المدرسة الداخلية. هذه مؤامرة عليه من اسرائيل".

 

ميرزا: لا إحصاء نهائياً لشركات عز الدين ولا للمستثمرين

 التاريخ: ١١ ايلول ٢٠٠٩/المصدر: السفير 

أوضح النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا ان تحقيقاً اولياً جرى في قضية صلاح عز الدين، ولم يتم خلاله اجراء احصاء نهائي لعدد شركات عز الدين. وقال في حديث الى صحيفة "السفير": "الأمر يتعدى موجوداته في البلد، والقصة تتجاوز عدد اصابع اليد، فثمة موجودات في الخليج وفي شمال افريقيا، يعني المسألة كبيرة، ولا نستطيع ذكر اسم شركة او عدد المستثمرين النهائي الا بعدما نتثبت من ذلك بعد ختم التحقيقات". وذكرت صحيفة "السفير"، عن مصادر متابعة للقضية إحصاءها عدد شركات عز الدين في لبنان بتسع شركات، واحدة في بيروت، وثمان في بعبدا، علماً بأن مؤسسة "عبر الخليج للتجارة والصناعة" في حارة حريك، هي الشركة الاساسية التي كان يعتمدها في اعماله، ويقدم باسمها شيكات للغير، وهي الشركة التي يطلق عليه بموجبها صفة "التاجر" الرسمية، والتي من خلالها يمكن اصدار حكم الافلاس عليه. ولفتت المصادر الى ان "العدد النهائي للمستثمرين لم يتم تحديده بعد، لا سيما انه اتضح ان اكثر من مجموعة من المستثمرين كانت تضع أموالها باسم احد افرادها، وبالتالي فان مستثمرا واحدا يختصر في هذه الحالة عددا من المستثمرين، الذين يعدون بالمئات".

وتوقعت المصادر ان "ينجز التحقيق لدى قاضي التحقيق الأولي في بعبدا خلال أسابيع قليلة، نظراً الى وجود خيوط واضحة في القضية"، مضيفة: "المتضررون لم يعد بامكانهم رفع دعاوى امام النيابة العامة، انما بحسب مآل القضية القانوني، صار بامكانهم رفع شكاوى مباشرة أمام قاضي التحقيق الاول في بعبدا، على ان يصدر بعد ذلك القرار الظني بحق عز الدين، وفي حال ثبت ان افلاسه كان احتياليا، فهو يعد بحسب القانون بمثابة جناية، ويحال عز الدين عندها على الهيئة الاتهامية، ومن ثم على محكمة الجنايات".

 

حكومات لبنان: خمس إعتذارات في تاريخ الجمهورية

اللواء/كتبت رباب الحسن على مر التاريخ اللبناني مرّت الحكومات اللبنانية بأزمات تأليف عديدة ناجمة في أغلبها عن عدم رضا عن <الحصة> لهذا الحزب أو ذاك أو لهذه الطائفة أو تلك أو لخلافات في وجهات النظر السياسية بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية كما حصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1998 عند إنتخاب الرئيس إميل لحود للرئاسة الأولى، وأجريت مشاورات كلّف إثرها الرئيس رفيق الحريري تأليف الحكومة. ولكن حصل إشكال بينه وبين الرئيس لحود لأمر يتعلق بإحصاء أصوات النواب كما يقول الرئيس سليم الحص في أحد كتبه، مما أدى إلى إعتذار الرئيس الحريري وقبل لحود إعتذاره وأجرى مشاورات تم بعدها تكليف الرئيس الحص بتشكيل الحكومة.

غير أن الأسباب التي أدت إلى إعتذار الرئيس سعد الحريري نتيجة الشروط التي وضعتها المعارضة هي ظاهرة لم يشهد لبنان مثيلاً لها، لأنها تتعلق بصلاحياته الدستورية في تشكيل الحكومة وحقه في تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب، وهي ظاهرة تحدث للمرة الأولى في تاريخ تأليف الحكومات في لبنان.

ويروي مقرّبون من الرئيس المكلف سعد الحريري أنه طلب عند بداية تكليفه تشكيل الحكومة من معاونيه تزويده بالسير الذاتية لجميع رؤساء حكومات لبنان، وأبرز المحطات التحولية في تاريخ تشكيل الحكومات اللبنانية منذ الإستقلال، وطلب دراسة مستقلة عن هذه السير، وعن مواقف الرئيس رشيد كرامي وخصوصاً عن فترة الشهور السبعة لتصريف الأعمال في حكومة عام 1969.

ومن المعروف أن ثلاثة وعشرين شخصية سياسية لبنانية تعاقبت على رئاسة الحكومات في لبنان، اثنان منهم فقط من الموارنة والباقون معظمهم مما يعرف بنادي لرؤساء الحكومة، مع إستثناء تشكله الرؤساء رفيق الحريري، نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، حيث أن كل واحد منهم شكل حكومة أو أثر في العهود المتعاقبة.

أما عدد الحكومات فوصل إلى 87 حكومة أقصرها عمراً كانت الحكومة العسكرية برئاسة العميد نور الدين الرفاعي من 23/5/1975 إلى 1/7/1975 من عهد الرئيس سليمان فرنجية، والتي عقدت جلسة واحدة يتيمة قبل أن ترغم على الإستقالة.

أما أطولها على الإطلاق فهي آخر حكومة في عهد الرئيس السابق اميل لحود والتي من 25 أيار 2000 إلى 26 تموز 2005، غير أن الرئيس فؤاد السنيورة حطّم الرقم القياسي فهو تولّى رئاسة الحكومة من 19 تموز ولا يزال حتى اليوم. وفيما كان إختيار رؤساء الحكومات يتم تسمية من رئيس الجمهورية قبل الطائف، فإن دستور الطائف جعل إختيار الرئيس المكلف يتم وفقاً لإستشارات نيابية يجريها رئيس الجمهورية مع الكتل النيابية وذلك وفقاً للمادتين 53 و 64 من الدستور. وقد شهد مسار الحكومات اللبنانية إعتذارات عن التأليف في العديد من المحطات منها إعتذار الرئيس ناظم عكاري في العام 1952 وكان رئيساً للحكومة في عهد الرئيس بشارة الخوري.

- إعتذار الرئيس صائب سلام عن تشكيل الحكومة في تشرين الأول عام 1974.

- إعتذار الرئيس عمر كرامي عن تشكيل الحكومة في نيسان 2005.

- إعتذار الرئيس رفيق الحريري عن تأليف الحكومة مرتين في عامي 1998 و 2004 وبسبب الخلاف مع الرئيس إميل لحود في الحالتين.

 - إعتذار الرئيس سعد الحريري عن تأليف الحكومة في 10/9/2009 بسبب مطالب المعارضة التعجيزية.

 

حركة لافتة للآليات العسكرية الاسرائيلية على الحدود

الجمعة 11 سبتمبر/ وكالة أنباء الإمارات

 بيروت: أفادت مصادر أمنية لبنانية اليوم ان المنطقة الفلسطينية المحتلة المقابلة للحدود مع لبنان وتحديدا في منطقة القطاع الشرقي وداخل مزارع شبعا المحتلة شهدت حركة لافتة للآليات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي . وأوضحت المصادر ان هذه التحركات ترافقت مع تحليق للمروحيات الاسرائيلية في أجواء المنطقة ..مشيرة الى ان هذه التحركات البرية والجوية الاسرائيلية أعقبت تدريبات عسكرية واسعة نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على إمتداد الجبهة مع لبنان أخيرا.

 

الإستشارات النيابية تبدأ الإثنين لإختيار رئيس حكومة لبنان 

الجمعة 11 سبتمبر/وكالة الأنباء الكويتية - كونا

بيروت: كشفت مصادر سياسية مطلعة اليوم أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان سيدعو الى استشارات نيابية الاسبوع المقبل لتكليف شخصية لتشكيل الحكومة الجديدة بعد ان قدم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري امس اعتذاره عن تشكيل الحكومة. ورجحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تجمع الكتل النيابية التي سمت الحريري في الاستشارات السابقة اتفقت على تسميته في الاستشارات المقبلة باعتباره زعيما للاكثرية النيابية التي أعربت عن دعمها له. وأجمعت معظم الكتل النيابية الاساسية في لبنان على انها ستسمي الحريري مرة جديدة لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وأوضحت المصادر انها بدأت سلسلة من الاتصالات الداخلية والخارجية بعد اعتذار الحريري "للحفاظ على الاطار السياسي المتفق عليه لجهة الحصص الوزارية ضمن صيغة 15 وزيرا للاكثرية و10 وزراء للاقلية وخمسة وزراء لرئيس الجمهورية". ولم تستبعد هذه المصادر ادخال تعديلات على هذه الصيغة خاصة ان وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش من حزب الله أعلن امس ان المعارضة قد تطالب بالثلث زائدا واحدا اي ب11 وزيرا كما ان الاكثرية ستطالب بثلثي اعضاء مجلس الوزراء لكي تحصل بنتيجة المشاورات على النصف زائدا واحدا اي 16 وزيرا.

 

فنيش: المعارضة تريد الثلث+ 1 بشكل مباشر أو غير مباشر

 2009 الجمعة 11 سبتمبر/ وكالات

 بيروت: لفت وزير العمل محمد فنيش في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن "المعارضة ستنتظر من تسميه الأكثرية لتكليفه بتأليف الحكومة"، لافتاً إلى "إنها يضيعون الوقت لا أكثر". وأضاف: "لا مفر من حكومة وحدة وطنية مهما حصل"، ودعا الأكثرية إلى "التفتيش عن حلول وعدم المكابرة وإبداء المرونة"، مؤكدا أن "لا يمكن تأليف حكومة من دون شراكة مع المعارضة وهي تريد أن تكون شريكة فعلية بالثلث زائدا واحدا في شكل مباشر أو غير مباشر، إذ إن صيغة الـ(15 ـ 10 ـ 5) كانت الحد الأدنى الذي يجمع الجميع".

 

بان كي مون يأسف لتعذر تشكيل الحكومة

نهارنت/أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن اسفه لعدم تمكن الأطراف السياسية في لبنان من التفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد ثلاثة اشهر على الإنتخابات النيابية، حسب ما اعلنت متحدثة باسمه الخميس. وقالت ماري اوكابي خلال لقاء مع الصحافيين ان بان "يأسف لكونه تعذر حتى الآن تشكيل حكومة جديدة في لبنان". وأضافت: "يأمل ان تؤدي المشاورات التي سيجريها الرئيس ميشال سليمان مع جميع الاطراف الى نتيجة وان يواصل اللبنانيون جهودهم من اجل التوصل الى تشكيل حكومة وحدة" وطنية.

 

قطر تعرب عن استعدادها لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الحكومية

نهارنت/أعربت قطر الخميس عن استعدادها لإستضافة مؤتمر جديد للبنانيين يتيح تشكيل حكومة وحدة وطنية وذلك بعد اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عن تشكيل حكومة جديدة.وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "نأمل ان يتوصل اللبنانيون الى حل ولكننا مستعدون لمساعدتهم في هذا المجال في حال كان الأمر ضروريا". وأضاف: "نتوقع ان تؤدي المشاورات الجارية حاليا الى نتيجة ايجابية مع المعارضة وان تسفر عن اتفاق"، مضيفا "في لبنان، كل الأمور يجب ان تتم من خلال تسوية". وكانت قطر استضافت في ايار 2008 المؤتمر الذي ادى الى انهاء ازمة سياسية استمرت اشهرا في لبنان حيث اتفق المتخاصمون في مؤتمر الدوحة على انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

 

عودة الأزمة الحكومية الى نقطة الصفر واستشارات نيابية جديدة تنطلق الأسبوع المقبل

نهارنت/من المتوقع أن يعود رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى قصر بعبدا في عطلة نهاية الأسبوع منهيا اقامته القصيرة في قصر بيت الدين ليحدد موعدا لإستشارات نيابية جديدة لتسمية رئيس الحكومة المقبلة بعد اعتذار النائب سعد الحريري. وستسبق هذه الإستشارات التي من المرجح حصولها مطلع الأسبوع المقبل، اجتماعات مكثفة للأكثرية من جهة لتحديد موقفها من إعادة تكليف الحريري والمعارضة من جهة أخرى للغرض عينه. فقد أكدت أوساط قريبة من الحريري لصحيفة "النهار" انه "بدأ بعد اعتذاره مرحلة تقويم لآفاق المرحلة المقبلة استناداً الى ما اعترضه من عراقيل في مرحلة التكليف، وقد بدأ مشاورات مع كتلته النيابية ستتبعها مشاورات مع سائر حلفائه في قوى 14 آذار، وفي ضوء هذه المشاورات سيرى ما هو الأفضل للمرحلة المقبلة، وهل يكون هو المرشح ليقبل التكليف ام شخص آخر".

وأضافت هذه المصادر انه "في حال قبول الحريري التكليف ثانية فستكون له شروطه وليس اقلها عدم افتعال العراقيل في وجهه وعدم تكرار التجربة السابقة التي كانت اقرب الى العرقلة منها الى الحوار". كما لم يخف فريق الأكثرية أيضا ً انه لن يقبل باستمرار قواعد اللعبة نفسها التي حكمت التكليف الأول بل ذهب بعض الأصوات فيه خاصة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى التلويح بتبديل الصيغة التوافقية التي كانت اساس العملية الأولى. اما فريق المعارضة فراوحت سقوفه بين تحبيذ "التيار الوطني الحر" عدم تكليف الحريري ثانية، واصرار "حزب الله" على التمسك بالثلث المعطل وصيغة 15- 10-5، كحد ادنى لحكومة الوحدة الوطنية المقبلة، فيما استمر بري على "صيامه" الكلامي مستعيضا عنه باتصالات مفتوحة مع الأفرقاء.

وذكرت صحيفة "السفير" ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون عاد ليل الخميس الى بيروت وسيتواصل مع قادة المعارضة، وربما تقتضي الأمور عقد لقاء ثلاثي بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالإضافة إلى احتمال انضمام النائب سليمان فرنجية إليهم، في حال قرر الأخير قطع زيارته للخارج والعودة إلى بيروت في الساعات المقبلة. وأكد مصدر لصحيفة "اللواء" أن "لا حكومة خلال شهر أيلول، وأن الصورة ستتظهر أكثر فأكثر بعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واللقاءات الجانبية التي ستجري على هامش افتتاح جامعة الملك عبد الله في السعودية. فإذا كان اتجاه هذه المشاورات ايجابياً من الممكن أن نشهد تقدماً على مستوى التأليف أما اذا حصل العكس، فسنكون أمام مرحلة من المراوحة طويلة الأمد".

 

واشنطن: قرار الحريري لا يثير قلقنا في الوقت الراهن

نهارنت/ أكد فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان قرار النائب سعد الحريري الإعتذار عن عدم تشكيل حكومة لن يثير القلق في الوقت الراهن في الولايات المتحدة. وأضاف كراولي: "نأمل بالتأكيد في أن يتحاور جميع الأطراف في لبنان بهدوء لأن من المهم تشكيل حكومة وان تعمل هذه الحكومة"، مشيرا الى ان "العملية مستمرة" لتشكيل الحكومة.  وخلص المتحدث الاميركي الى القول "نأمل في ان يخرج الطرفان سريعا من المأزق ويحترما العملية التي ينص عليها الدستور اللبناني" من اجل "تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن".

 

الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلت مواد مشعة خطرة من لبنان الى روسيا

نهارنت/ أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها أنهت في نهاية آب الماضي نقل مواد قوية الإشعاع من لبنان إلى روسيا. وأوضحت الوكالة في بيان، أن "المواد المشعة نقلت في 30 آب على متن طائرة شحن حيث تم تخزين ذلك المصدر المشع في ظروف آمنة"، لافتة إلى أن "المصدر المشع مكون من 36 قطعة من الكوبالت-60 والذي تكفي قطعة واحدة منه لقتل شخص بعد دقائق من تعرّضه للإشعاع بشكل مباشر". وقال المتخصص في المصادر المشعة في الوكالة روبين هيرد الذي أشرف على عملية النقل، "في ضوء الوضع السياسي في الشرق الأوسط وخاصة في لبنان، لقد رأينا تلك المادة مصدراً لأعمال غير قانونية. وإذا تمت سرقتها، فهي كانت ستتسبب بالكثير من الضرر للمواطنين".

وأوضحت الوكالة أن "المواد المشعة كانت تستخدم في مشروع زراعي انتهى قبل عشر سنوات، الا ان تأخر نقل المواد سببه العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وقيام إسرائيل بقصف المطار آنذاك". من جهته، أوضح مدير مصلحة الأبحاث العلمية في لبنان الدكتور معين حمزة "أن الأمر يتعلق بجهاز كوبالت يستعمل لخصي ذكور الحشرات حتى لا تستطيع التوليد، وقد وضع في المصلحة في الفنار بعد سنوات من استيراده، لكن الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تقدمت بطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإخراجه لأنه لم يستخدم في أي يوم من الأيام وصار خطرا على المحيط، وهكذا أعيد إلى روسيا لأنه من صناعة روسية بعدما وضع في حاوية مصفحة".

 

باران:سوريا مفتاح لحلّ مشاكل كثيرة في الملف اللبناني

نهارنت/ شدد السفير الفرنسي في لبنان اندريه باران على انه "لا يجوز اتخاذ الحكومة رهينة للتفاوض عليها بسبب عدم الإتفاق على حقيبة أو اسم معين"، معتبرا ً ان "التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري راعت مطالب اللبنانيين جميعاً وكادت لتكون قاعدة صلبة تستحق الحوار". وقال باران في حديث الى صحيفتي "النهار" و"السفير": "لا أريد لوم أحد، لكن يصعب على الخارج أن يفهم لم لم يتم التوافق على تشكيلة حكومة احترمت أساسيات اتفق عليها"، مشيراً الى أنه "لا داعي للخشية من أي تداعيات غير اعتيادية توتر الأجواء". وأعرب السفير الفرنسي عن اعتقاده أن "أسباب التأخير هي مزيج من عناص داخلية لبنانية وإقليمية على حدّ سواء، فثمة مطالب من قبل البعض من الصعب أن يقبلها الطرف الآخر"، متمنياً "الخروج من الأزمة بلا وساطات دولية"، مشدداً على "ضرورة أن يتعلم اللبنانيون حلّ مشاكلهم على الأقل في الجزء القادرين على التحكم به، والعودة إلى الوساطة الخارجية يجب أن يكون الشواذ وليس القاعدة".  من جهة أخرى، استبعد باران أن "يكون ثمة دور لقرارات المحكمة الدولية بالتعطيل"، لافتاً الى أن لدى فرنسا "ثوابت في لبنان لا يمكن أن تزيح عنها على الرغم من قرار الرئيس نيكولا ساركوزي مواصلة الحوار مع سوريا، اللاعب المهم على الساحة الإقليمية والمفتاح لحلّ مشاكل كثيرة، خصوصاً في الملف اللبناني".

واعتبر أن "إعادة الحوار مع دمشق أفادت لبنان، فمنذ عام ونصف يحظى لبنان بوضعية داخلية جيدة أمنياً وسياسياً، خصوصا بعد إجراء الانتخابات النيابية في أجواء هادئة وإقامة علاقات ديبلوماسية وتبادل السفراء بين سوريا ولبنان".

 

السنيورة : اعتذار الحريري رسالة للجميع

نهارنت/اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة أن "إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري هو رسالة للجميع لكي يقدّروا المصاعب والنتائج التي يمكن أن تترتّب عن عدم التجاوب والتعاون"، داعياً "الى الإبتعاد عن التشنج وتغليب المصلحة الوطنية". السنيورة، وفي إفطار أقامته وزير التربية والتعليم العالي بهية الحريري في مجدليون الخميس، أكّد أنه "سيُعيد تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة"، مشدداً على "ضرورة الإبتعاد عن التشنجات السياسية للحفاظ على الاستقرار

 

جنبلاط: الأكثرية ستعيد تسمية الحريري ولن أشارك في حكومة اللون الواحد

نهارنت/ أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط انه لن يكون جزءا من أية حكومة لا تحمل عنوان حكومة الوحدة الوطنية، مشيرا ً الى ان هناك قوى خارجية لها مصلحة في إبقاء الأزمة السياسية في البلاد. وقال جنبلاط في حديث الى صحيفة "السفير": "الأكثرية ستعيد تسمية الحريري رئيسا للحكومة، ولن أشارك في حكومة اللون الواحد التي يروج لها البعض". وأكد جنبلاط "استمرار تثبيت الصيغة السياسية أي 15+10+5"، لافتا ً الى ان "بعض الأوساط الأميركية والعربية لا تريد التفاهم بين السعودية وسوريا"، مشددا على "أهمية هذا التفاهم لصيانة السلم الأهلي والطائف ومنع استخدام الشارع". كما اعتبر جنبلاط انه "كان على المعارضة ان تكون أقل قسوة في مطالبها"، متمنيا ً "لو تريث الحريري في تقديم اعتذاره عن التأليف". وأشار في حديث لقناة "المنار" الى ان "هناك قوى خارجية لها مصلحة في ما حدث ولا تريد ان يحصل اللقاء بين سوريا والسعودية للمحافظة على الطائف".

كما شدد جنبلاط لصحيفة "الشرق الأوسط" على ضرورة "تركيز الجميع على أهمية التلاقي العربي، بالحد الأدنى بين السعودية وسوريا ومصر، لكي نتفادى لعبة دول كبرى تريد فسخ وتفتيت كل المسارات لضرب ما تبقى من تضامن عربي". وأضاف: "نعم نجح الأميركيون في تعميم الفوضى وتمزيق المنطقة طائفيا ومذهبيا، وهم يريدون فصل المسارات كلها وأن تتم تصفية القضية الفلسطينية، مثلما هناك من يريد للفتنة المذهبية أن تمزق لبنان".

 

مبروك لعون وباسيل التعطيل والأسف لخسارة لبنان

شارل أيوب/الديار

منذ البداية حاول عون فرض شروطه بتوزير جبران باسيل وفي وزارة الاتصالات، لكنه وصل الى الفشل الذريع، عندها لجأ الى التعطيل طالبا وزارة الداخلية، وطالبا اربعة وزراء موارنة وشروطا تعجيزية اخرى. لكن مهما حاول فهو لم يستطع توزير جبران باسيل، واي رئيس حكومة قادم سواء عاد الرئيس الحريري ام جاء غيره لم يعد يستطيع التنازل عن مبدأ عدم توزير الراسبين. هكذا حصل مع الرئيس الجميل الذي اراد توزير الاستاذ سجعان قزي، لكن المبدأ تم رفضه. وهكذا حصل مع الدكتور سمير جعجع باقتراحه الدكتور فارس سعيد وجرى رفض المبدأ. خرج الرئيس المكلف بهدوء، وخرج كبيرا باعتذاره، عن المضي بتشكيل الحكومة بعدما وجد ان العراقيل اكبر بكثير من امكانية اجتيازها.

بتجرد، وبعيد عن النكايات السياسية، من ينظر الى حقائق التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلف، يجد ان التوازن حاصل بين الموالاة والمعارضة، حتى ان حقائب اساسية لم تكن مع المعارضة ذهبت إليها. وبغض النظر عما يقال عن اسباب خارجية، لقد تابعنا خلال اليومين الماضيين التفاوض بين المعارضة والرئيس المكلف وسمعنا بوضوح في كل وسائل الاعلام للمعارضة والموالاة ان المعارضة ابلغت رئيس الجمهورية عدم التراجع عن جبران باسيل ولا عن وزارة الاتصالات، وبالتحديد جبران باسيل لوزارة الاتصالات.

واذا كانت هنالك اسباب خارجية عرقلت الحكومة فعلى الاقل لم تظهر في التفاوض بين المعارضة والرئيس المكلف وانحصر الامر بثلاث نقاط اعلنتها المعارضة.

1 - توزير جبران باسيل.

2 - الحصول على وزارة الاتصالات وعلى الارجح لجبران باسيل.

3 - الكتل تسمي وزراءها وهي نقطة لم يعترض عليها الرئيس المكلف، باستثناء اعتراضه على توزير الراسبين،

الانتصار الموهوم لعون وباسيل يجعلنا نسأل العماد عون، الذي يتشبه بالجنرال ديغول ونقول له، ان الرئيس الفرنسي الراحل ديغول رفض تولي رئاسة الجمهورية في فرنسا واستقال لانه لم يحصل على الـ 60 بالمئة من اصوات الناخبين وليس على اصوات النصف، فكيف يصر العماد عون على جبران باسيل، و71 نائبا يرفضون توزيره، اضافة الى سقوط جبران باسيل في الانتخابات النيابية وعدم توكيله من الشعب مسؤولية تمثيله عن دائرة البترون.

اعتذر الرئيس المكلف امام كثرة العراقيل وامام حوار عقيم، فإما جبران باسيل وزيرا للاتصالات او لا حكومة، فلم يعد ينفع الحوار بعد 73 يوما، وعندما يكون هنالك فرض للشروط، فماذا يفيد الحوار، فكان الانسب ان يعتذر رئيس الحكومة طالما ان فرض شروط توزير جبران باسيل هو اساس الحوار ولا تراجع عنه، فهل يعود الحوار حوارا؟

انتصرت يا عماد عون، وانتصرت يا جبران باسيل في تعطيل الحكومة لكنك فشلت يا جبران باسيل ان تأتي وزيرا للاتصالات ولكن لبنان خسر، لبنان الوطن خسر فرصة ثمينة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لبنان خسر كثيرا لانه كان امام فرصة تشكيل حكومة وحدة وطنية والانطلاق بمشاريع اعمار وعمران والبدء بورشة تجعل من لبنان مركزا رئيسيا في الشرق الاوسط للاقتصاد والمال والبحبوحة والسياحة والازدهار.

وعلى كل حال لو نظرنا الى الانجازات للعماد عون لوجدنا ان تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية عام 89 يعود للعماد عون، وان تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية سنة 2008 يعود للعماد عون، وان تعطيل تشكيل الحكومة سنة 2009 يعود للثنائي عون وباسيل.

للوهلة الاولى، اعتقدنا ان العماد عون وقع في زلة لسان عندما قال «لعيون صهر الجنرال جبران ما تتألف حكومات» لكن الواقع اثبت انها ليست زلة لسان، وان الحسابات العائلية اكبر من الحسابات الوطنية، وان الانانيات اقوى من المصلحة العامة، وان الاحقاد اكبر من المنطق السليم الذي يقول بعدم توزير الراسبين من منطلق المنطق السياسي السليم.

افرح يا عماد عون وافرح يا جبران باسيل، فقد عطلتم الحكومة وخسر البلد، وخسر لبنان، وتوقفت عجلة الاقتصاد والانماء بسبب شخص واحد يريد الوزارة بأي ثمن اسمه جبران باسيل، ويدعمه العماد عون.

اما بالنسبة للمعارضة من حزب الله وامل، فلم يكن لديهما مشاكل في الحقائب والاسماء على مستوى تمثيلهما.

افرح يا جبران باسيل، فلقد عطلت البلاد وضربت باريس 3، واصبحت عنوانا للاحباط الشعبي، والناس لا يصدقون ان وزيرا يملك هذه الكمية من الدلع ليعطل مسيرة لبنان من اجل توزيره، حتى اصبحنا امام حالة نفسية اكثر منها سياسة، وهي ان جبران باسيل لا يستطيع ان يسقط في الانتخابات، ولا يستطيع ان يبقى خارج الوزارة.

على الصعيد العائلي خسر العماد عون توزير الوزير باسيل، وعلى صعيد التيار الوطني الحر، خسر مجموعة من الوزارات المهمة خاصة التربية، التي مضى على المسيحيين 18 سنة وهم يطالبون بها، وهي فرصة قد لا تتكرر، وهكذا نجد ان عون وباسيل هما ملوك التعطيل والفرص الضائعة لحسابات عائلية وشخصية.

اخيرا، اي خجل من التاريخ اكثر من ان يكون دلع شخص يريد الوزارة مثل جبران باسيل وتدعمه المعارضة، ويؤدي ذلك الى تعطيل حكومة وحدة وطنية وشل الاوضاع في لبنان.

 

مبروك.. سقط الابتزاز

محمد سلام/لبنان الآن

الخميس 10 أيلول 2009

مبروك لكل اللبنانيين أولا اعتذار الشيخ سعد الحريري، مطلق شعار لبنان أولا، عن عدم تشكيل حكومة كان يريدها ائتلافا وطنيا، وما كان "الشركاء" يريدونها ... لا ائتلافا ولا وطنيا.

مبروك لأن الشيخ سعد اشترى للبنانيين، بصبره وتضحياته وتنازله، 73 يوما من الاستقرار والاصطياف والسياحة والدخل، ثم أسقط الابتزاز باعتذاره. وقال الأكثرية ستبقى أكثرية.

كان التعطيل متوقعا، حتى منذ ما قبل الاستشارات الملزمة التي أجراها فخامة الرئيس ميشال سليمان وأسفرت عن تكليف زعيم أكبر كتلة نيابية في لبنان تأليف الحكومة الأولى لحقبة ما بعد الانتخابات النيابية. كان التعطيل متوقعا، حتى منذ لحظة إطلاق عنوان اليد الممدودة مباشرة في أعقاب فوز تحالف 14 آذار في الانتخابات النيابية.

كان التعطيل متوقعا حتى منذ لحظة انتخاب رئيس "حركة أمل" نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي بدعم من كتلة المستقبل النيابية وانتخاب نائب رئيس المجلس فريد مكاري من دون دعم مواز. كان التعطيل متوقعا حتى منذ ما قبل قبول الأكثرية النيابية بالتنازل عن حقها الطبيعي في ثلثي حقائب الحكومة أو في حصة النصف زائد واحدا من مقاعدها.

كان التعطيل متوقعا منذ أعلن غير مسؤول في "حزب السلاح" عن إصراره على إدامة مفاعيل تسوية الدوحة، أي الإمساك بقدرة التعطيل، للتعطيل، والإمساك بحقيبة الاتصالات، أيضا لتعطيل أي جهد أمني حقيقي يسعى إلى الحفاظ على استقرار البلد. كان التعطيل متوقعا منذ اكتشاف فضيحة محطة الباروك للاتصالات وتورط العونيين والحزب سلاحيين فيها، سواء لجهة الفضائح المالية، أو لجهة شراء أجهزة اتصالات من العدو الإسرائيلي، أو، وهذا الأخطر، لجهة ربط الشبكة باتصالات العدو. كان التعطيل متوقعا منذ خطف "حزب السلاح" صلاح عز الدين بعدما رصدت وزارة الاتصالات هاتفه لصالح الحزب المذكور، ومن خارج أي صلاحية قانونية، فقام الحزب بتجريده مما بقي له من أصول وترك 11,000 عائلة لبنانية مسلمة شيعية تعاني من فقدان مدخراتها. كان التعطيل متوقعا منذ فضيحة أدوية السرطان الشهيرة، المستوردة من خارج القانون، لحساب نائب من "حزب السلاح"، وبقائها في مطار بيروت قرابة شهر قبل أن يؤمن لها تصريف "نظيف" في الخارج.

كان التعطيل متوقعا منذ أخرج نائب أمين عام "حزب السلاح" الشيخ نعيم قاسم نظريته الشهيرة عن "الأكثرية الضئيلة والأقلية الكبيرة" أو ما شابه.

كان التعطيل متوقعا منذ حل ميشال عون رسن لسانه وألسن أدواته للنيل من شخص الرئيس المكلف، بما يمثله من ثقل برلماني وزعامة سنية.

كان التعطيل متوقعا منذ إطلاق الحملة على القضاء اللبناني لضرب الاستقرار الأمني، وضرب المحكمة الدولية معا.

كان التعطيل متوقعا منذ ورود معلومات موثقة بالأسماء والأعداد والعناوين عن تسليح مجموعات سنية موالية لـ"حزب السلاح" في شمال لبنان، وضمنا في مدينة طرابلس، لضرب الاستقرار الأمني في تكرار "منقح" لاعتداء 7 أيار في حال تمكن الرئيس المكلف من تجاوز شبكة التعطيل العنكبوتية.

كان التعطيل مرجحا منذ طرح الصهر الراسب جبران باسيل لتولي الحقيبة الأمنية الأبرز، حقيبة الاتصالات.

كان التعطيل مرجحا منذ أطلق "حزب السلاح" عونه في وجه رئيس الجمهورية مطالبا بوزارة الداخلية.

كان واضحا، حتى لمن لم يكرمه الله بنعمة البصيرة، أن أمر المهمة لمعسكر الأقلية هو التعطيل منذ أعلن "الوزير" ماريو عون أن الأمور تسير إلى "تعويم حكومة السنيورة" التي تديم لـ"حزب السلاح" الإمساك بالثلث المعطل ووزارة الاتصالات.

ومع ذلك بقي الرئيس المكلف صامدا 73 يوما –أي اكثر من ضعف الفترة الزمنية التي استغرقتها حرب تموز غير الآلهية- في مواجهة أعتى اجتياح سياسي عرفه لبنان في تاريخه منذ الاستقلال في العام 1943. بقي الرئيس المكلف صامدا، فقط ليقول "والله على ما أقوله شهيد". هذا ما قاله الرئيس المكلف في بيان الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة.

ولكن ما نقوله هو أن الحريري تمكن في 73 يوما من تطبيق نظرية اللحاق بالكذاب إلى باب الدار. نجح الحريري في أن يكشف للبنانيين وللعالم من يريد وطنا ودولة سيدة مستقلة حرة وديمقراطية، ومن يريد ساحة خاضعة لقوى التعطيل الإقليمية. نجح الحريري في معادلة قبول التنازل عن حقوق الأكثرية النيابية لمصلحة الوطن، وفي قبول التضحية لمصلحة الوطن. ونجح باعتذاره في إسقاط هجمة الابتزاز. بيان الاعتذار، أيضا، هو رسالة توضيح إلى كل من كان يعتقد أن بإمكانه تحويل الأدوات الإقليمية إلى قوى وطنية. الشراكة الحقيقية بحاجة إلى طرفين يتشاركان الهدف نفسه، وإلا تحولت إلى تفليسة وفق نموذج صلاح عز الدين. مبروك للشيخ سعد، وللبنانيين أولا، خروجهم من التفليسة بعدما أوصلوا المضاربين بالأدوات القذرة إلى "باب الحكومة" التي ... لم يدخلوها ... وما زالوا يتخندقون في ... باب الحارة. سعد الحريري، بشخصه أو بما يمثله، لن يكون شاهد زور على جرائم ترتكب بحق الوطن، وقضيته، وشهدائه. وفق هذه القاعدة، ووفق قاعدة أن الأكثرية تبقى أكثرية والمحكمة الدولية باقية، ستتألف ... أي حكومة مقبلة. من عشش في الحارة لا يستطيع الارتقاء إلى ... الوطن.

فزاعة 7 أيار لم تعد تخيف إلا ... أصحابها. مبروك. مبروك.

 

الساعات المقبلة حرجة والحريري لن يرضخ لأيّ ابتزاز

وجدي العريضي/الديار

لم يسبق ان حصلت معارضة في العالم على عدد ونوعية الحقائب الوزارية مثلما حصلت عليه المعارضة في لبنان اي فريق الثامن من آذار باعتبار ليس هنالك من معارضة وموالاة في لبنان بمعنى وكما تشير اوساط سياسية متابعة ما معنى المعارضة وهي ممثلة في الحكومة السابقة والحالية اي حكومة تصريف الاعمال ومن يعارض وزراء المعارضة هل السلطة وهم ممثلون فيها وبالعودة الى الازمة السياسية الراهنة تقول الاوساط المذكورة ان الرئىس سعد الحريري الذي قام بواجباته على اكمل وجه وحاور وانفتح على كل افرقاء 8 آذار وحتى في توزيع الحقائب لقد اعطاهم اكثر من حقهم بكثير واحيانا كثيرة على حساب الحلفاء وكل ذلك لأجل مصلحة البلد والناس فإن الرئيس المكلف لن يرضخ لأي ابتزازات من فريق رسب في الانتخابات ويحاول فرض شروطه ومن هذا المنطلق فإن الرئيس الحريري صلب بما فيه الكفاية للمواجهة وبالطرق الديموقراطية و من خلال الصلاحيات التي اعطاه اياها الدستور لذا انه اعطى اكثر بكثير مما توقعه اي طرف والمعارضة فيها تدرك ذلك انما تحاول اخذ المزيد وبأسلوب تهديدي وبلغة ذكرت بمرحلة ما قبل اتفاق الدوحة فالمعارضة تسعى بداية لإلغاء نتائج الانتخابات النيابية التي لم تهضمها الى الآن وايضا تعطيل المحكمة الدولية او التشويش عليها باعتبار كل ما يجري له صلة بالمحكمة والا لما هذه الحملات عليها من غلاة المعارضة ممن يبدأون بالحملات غبّ الطلب مع ان المحكمة اصبحت في عهدة المجتمع الدولي اي في لاهاي وتخلص بالإشارة الى ان الساعات المقبلة حرجة وحساسة وثمة اتصالات مستمرة وبعيدا عن الاضواء لإنقاذ الوضع والرئيس الحريري اقدم على اتخاد القرار الصلب والحاسم بالاعتذار عن عدم التشكيل وما قام به فإنه لن يكون الا لمصلحة لبنان وهو الاحرص قولا وفعلا وممارسة على البلد واهله لذا يبقى عنصر المفاجأة وارداً بقوة خلال الساعات المقبلة وكل ذلك رهن الاتصالات والمشاورات بحيث تجري على غير مستوى بعد الاعتذار الجريء للرئيس الحريري الذي لم يساوم على كرامته وكرامة الوطن.

 

البطريرك صفير عرض التطورات مع السفيرة الاميركية

اتصال بين البطريرك وعصام فارس تناول تعثر تأليف الحكومة

يوسف سلامة:لاستصدار مرسوم حكومة ميثاقية من خارج أطراف النزاع

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ميشيل سيسون مع وفد من أركان السفارة. وتناول البحث في اللقاء الذي استغرق قرابة ساعة، الشؤون الراهنة على الساحة المحلية وما يتعلق منها بعملية تأليف الحكومة الجديدة والتطورات في المنطقة. وغادرت السفيرة سيسون من دون الادلاء بأي تصريح.

ثم استقبل وفد "لقاء الهوية والسيادة" ضم الوزير السابق يوسف سلامة والنائب السابق بيار دكاش، وقال سلامة على الأثر: "بحثنا مع غبطة البطريرك في الازمة الوطنية التي نختصرها بالآتي:

-ان تعثر تأليف الحكومة يؤكد ان لبنان دخل مرحلة التحلل في نظامه السياسي بحيث يخشى اذا ما استمرت ان تطال الدولة والوطن والكيان.

- ان حالة تختصر فيها الطائفة بشخص او شخصين والوطن بخمسة او ستة اشخاص اذا ما اتفقوا تقاسموه وان اختلفوا دمروه حتى الثمالة، هي حالة مرضية قاتلة.

- ان وطنا يصل فيه المسؤول الى السلطة، في أي موقع كان في السياسة ام في الادارة، بعقلية الشحاد والمستعطي، ويتحول حكما الى رهينة لأصحاب العطاء، اقليميين كانوا أم دوليين، على حساب كرامته وسيادته، هو وطن مهدد بالزوال.

- ان حالة سياسية ترتكز بنيتها على تراكم من الاقطاع السياسي والميليشيوية السياسية توجتهما ثقافة المال السياسي المزدهرة، منذ زمن، والتي عرفت ان تستثمر العقول النيرة في سبيل اهداف مشبوهة، هي حالة معطلة لنمو الحداثة ولإحداث التغيير المنشود. لكل هذه الاسباب، ندعو المجتمع المدني الى استنهاض قواه الحية ليعيد إنتاج طبقة سياسية من خارج الرحم السلطوي في وجهه الميليشيوي والاقطاعي القديم والجديد لنتمكن من صوغ نظام سياسي يلبي طموح أبنائه".

واضاف: "في انتظار ذلك، ندعو فخامة رئيس الجمهورية ومن سيكلف تأليف الحكومة الى استصدار مرسوم حكومة ميثاقية من خارج أطراف النزاع الذين عجزوا ان يتلاقوا على خطة اقتصادية واجتماعية وسياسية وبنيوية تساهم في خلاص لبنان، واضعا الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية".

القيم البطريرك في روما

والتقى البطريرك صفير القيم البطريركي في روما المونسنيور طوني جبران فالخوري حبيب صعب والخوري طوني جبارة.

اتصال بين البطريرك وعصام فارس

الى ذلك، جرى اتصال هاتفي بين البطريرك صفير والنائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس عرضا خلاله الاوضاع الراهنة وتعثر تشكيل الحكومة. وهنأ البطريرك صفير فارس بالمولود الجديد الذي رزقه نجله ميشال، سائلا لعائلة فارس "دوام الصحة والتوفيق". وتمنى فارس للبطريرك الماروني "سفرا موفقا الى روما الأسبوع المقبل وعودة ميمونة الى لبنان".

 

الرئيس سليمان بحث في الأوضاع مع وزيري الدفاع والشؤون واطلع من الخوري على ملفات يتولاها المجلس الأعلى اللبناني-السوري

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع وزير الدفاع الوطني الياس المر للأوضاع الراهنة وآفاق المرحلة المقبلة، اضافة الى الوضع الامني في البلاد وشؤون المؤسسة العسكرية واحتياجاتها.

وبحث رئيس الجمهورية مع وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ماريو عون في التطورات السياسية، واطلع منه على عمل وزارته في هذه المرحلة.

وعرض الرئيس سليمان مع كل من الوزيرين السابقين جوزف الهاشم وناجي البستاني للوضع السياسي والحكومي الراهن وللاتصالات السياسية الجارية على هذا الصعيد.

واستقبل رئيس الجمهورية الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني- السوري نصري الخوري الذي اطلعه على عدد من الملفات الثنائية التي يتولى المجلس انجازها لتأخذ طريقها الى الاقرار والتنفيذ.

 

"الاحرار": اعتذار الرئيس المكلف خير برهان على مضي المعارضة في الانقلاب المستمر على الدستور

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء، ورأى في بيان "ان اعتذار رئيس الحكومة المكلف، بفعل أداء المعارضة التعجيزي المعطل، يشكل برهانا على مضيها في الانقلاب المستمر على الدستور والنظام والذي يأخذ اشكالا متعددة تتجلى تارة باللجوء إلى السلبية والعنف واستعمال السلاح، وطورا بالاعتداد بميزان القوى خارج الإطار الدستوري والسياسي لفرض مطالبها وتحقيق شروطها". وتابع البيان:"نلفت اللبنانيين إلى خطر ممارسات المعارضة وتداعياتها على مسيرة قيام الدولة بمحاولتها ترسيخ أحكام وأعراف تلغي عمليا الدستور، وتشل المؤسسات كمقدمة إلى إحلال هذه الأعراف والمفاهيم محلها في شكل يخرج عن التوافق اللبناني الذي تحقق في الطائف، وعن طبيعة النظام الذي اختاره اللبنانيون". اضاف:"نرى في تبرع فريق من المعارضة برفع سقف مطالبه تواطؤا فاضحا مع المستفيدين المحليين والإقليميين من التعطيل ومن الفراغ، على خلفية ارتباطات عقائدية وتقاطع مصالح بإزاء استحقاقات ونضوج ملفات من المحكمة الدولية وصولا إلى الملف النووي الإيراني مرورا طبعا بالعلاقات العربية ـ العربية وما يحيطها من تعقيد وانفتاح يتداخل فيهما البعد الدولي". واشار البيان الى "ان المجتمعون يؤكدون تكرارا دستورية الخطوات التي أقدم عليها الرئيس المكلف من التكليف إلى الاعتذار، ويعتبروا موقف المعارضة المخالف مزيدا من العربدة بقصد ضرب مقومات الكيان اللبناني بما في ذلك قرار تجويف نتائج الانتخابات وإفراغ الديمقراطية من المضمون".

وتابع:"نشدد على الإيجابية تجاه المعارضة، والظاهرة في التشكيلة التي رفضتها سواء بالنسبة إلى الصيغة المعتمدة التي تلبي مطالبها، أو بالنسبة إلى الحقائب العائدة لها والتي تتخطى نوعيا ما كانت تطمح إليه ضمنا، أو ما يخولها وضعها كأقلية التوق إليه. ونعلن في المقابل ان تشكيلات الأكثرية قدمت تضحيات غالية وضحت بحقوقها كأكثرية التزاما منها المصلحة الوطنية العليا، وتقديرا للظروف الإستثنائية للبنان والمنطقة. إلا أن السلبية والرفض والتعطيل تحكمت بعقول المعارضين وإرادتهم المتأثرة أساسا بإملاءات المحور السوري ـ الإيراني".

وختم البيان:"نقدر موقف رئيس الجمهورية الذي سيقود مجددا الاستشارات الملزمة وسيكون للأكثرية وجمهورها وللبنانيين الشرفاء الذين تيقنوا من المواقف التعطيلية للمعارضة، الكلمة الفصل في دينامية مقاومة تقويض الدولة وهدم مقوماتها. إلا أنهم سيمضون في الإيجابية وسياسة اليد الممدودة، ولكن ليس على حساب الثوابت الوطنية والمسلمات التي من دون تأمينها لن يكتب للوطن الخروج من أزماته إلى بر الأمان، ولن تتأمن ظروف تدعيم كيانه ونظامه وخصوصيته".

 

المفتي قباني:اعتذار الرئيس المكلف عن عدم التأليف موقف وطني حاسم

أخشى من دخول لبنان في نفق التعطيل ودفع البلاد إلى أزمة حكم تنذر بتداعيات

اتصال من شيخ العقل تمنيا خلاله "الترفع عن الشروط لتسهيل تأليف الحكومة"

وطنية - رأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، باعتذار النائب سعد الحريري عن "عدم تأليف حكومة الوحدة الوطنية بالموقف الوطني الحاسم بعد العقد والعراقيل التي وضعت أمامه من بعض القوى السياسية". واعتبر أن "الاعتذار جدد بإصرار الثقة الشعبية والوطنية بالرئيس المكلف لأنه لا يمكن الرأي العام أن يرضى بان يصبح فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف ساحة للاملاءات أو فرض الشروط عليهما خلافا للدستور". وأبدى خشيته من "دخول لبنان في نفق التعطيل المستمر وسياسة المراوغة وتضييع الوقت والفرص، مما يدفع البلاد إلى أزمة حكم تنذر بتداعياتها دخول لبنان في مهب الرياح والتعطيل، وإعاقة النهوض الاقتصادي والاجتماعي والعمراني الذي ينتظره اللبنانيون من حكومتهم الواعدة". ونبه الى "عودة خطاب التحدي والاستفزاز في فرض الشروط بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري الذي شكل صدمة مذهلة للبنانيين"، داعيا "القوى والتكتلات السياسية إلى التعاطي بإيجابية وانفتاح للمحافظة على القيم الوطنية والمبادئ الأخلاقية والأمن الاجتماعي". وأشاد ب"الموقف الجريء الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري باعتذاره عن تأليف حكومة غير متجانسة، ولا تشكل فريق عمل موحدا سعى إليه المخلصون بعد الانتخابات التي أفرزت انتصار خيار مشروع الدولة القوية والعادلة والحاضنة لجميع اللبنانيين". واعتبر أن "الوضع اللبناني بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري أصبح استثنائيا ويتطلب تجديد الثقة بالرئيس سعد الحريري وتجديد تكليفه بتشكيل حكومة استثنائية مع رئيس الجمهورية تحقق المصلحة الوطنية اللبنانية العليا وتتجاوز كل العقبات ومحاولات التعطيل للحفاظ على كيان لبنان وسيادته واستقلاله". من جهة أخرى، تلقى المفتي قباني اتصالا من شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الذي شكره على تلبيته الدعوة الى الإفطار الذي أقامه في دار الطائفة، وكانت مناسبة جرى خلالها تداول الأوضاع المستجدة بعد اعتذار الرئيس المكلف. وتمنى مفتي الجمهورية وشيخ العقل أن "يأتي تأليف الحكومة العتيدة بتعاون الجميع والترفع عن المطالب والشروط التي تؤخر عملية التأليف".

 

المطران عوده استقبل النائب نديم الجميل في دار المطرانية

جو سركيس: لا يجوزاعادة تكليف الحريري مجددا الا اذا حل موضوع التأليف

وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده الوزير السابق جو سركيس الذي قال على الاثر: "تشرفت بزيارة سيدنا المطران الياس ودعوته للمشاركة في القداس السنوي الذي تقيمه "القوات اللبنانية" عن انفس شهداء المقاومة اللبنانية نهار السبت في 26 ايلول في جونيه، وفي هذه المناسبة بحثنا مع سيدنا المطران الامور العامة في البلد والوضع السياسي الذي نمر به في لبنان وخصوصا موضوع تأليف الحكومة والتطورات التي حصلت في الفترة الاخيرة مع الامل ان يشهد لبنان من جديد استقرارا وان تحل هذه الازمة وان تعود الاوضاع الى طبيعتها لكي ينهض لبنان كما يجب ان ينهض. كلنا امل اليوم ان يصار الى تأليف حكومة ان شاء الله برئاسة الرئيس سعد الحريري وان يتجاوب الفريق الذي اعترض على التشكيلة التي عرضت اخيرا، فإن شاء الله في الايام المقبلة التي تسبق التكليف يصار الى معالجة الاسباب التي ادت الى فشل تأليف الحكومة الجديدة". سئل: بعد الاعتذار امس، اعلن النائب وليد جنبلاط ان اللقاء الديموقراطي لن يشارك في حكومة من لون واحد، ما هو موقف "القوات اللبنانية"؟ اجاب: "اعلن الدكتور سمير جعجع اننا في "القوات اللبنانية" مع اعادة تكليف الشيخ سعد الحريري ولا يوجد اي فريق في لبنان الا واعلن انه مع المشاركة ونحن من ضمنهم، وكلنا نعلم انه يجب ان تتوحد كل الجهود لكي نصل الى نتيجة. من سبب هذه الازمة هو الفريق الذي رفض المشاركة وبالتالي ان شاء الله الاستاذ وليد جنبلاط طالما هذا هو رأيه ونحن من هذا الرأي، يسعى الى اقناع الفريق الذي عرقل في المرة الماضية كي لا نصل الى المشكلة ذاتها. لا يجوز ان يعاد تكليف رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري مجددا الا اذا كان هذا الموضوع محلولا بالنسبة للتأليف". وظهرا، استقبل المطران عوده النائب نديم الجميل.

 

علوش في سحور ل"المستقبل": سيعاد تكليف الرئيس الحريري

وطنية - أقامت منسقية تيار "المستقبل" في الشمال - دائرة طرابلس حفل سحور لاهالي منطقة التبانة، القبة، المنكوبين و الحارة البرانية في فندق "الكواليتي ان" في طرابلس في حضور القيادي في التيار النائب السابق مصطفى علوش، مسؤول دائرة طرابلس ناصر عدره وحشد شعبي. وأكد علوش في كلمة له، انه سيعاد تكليف الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة من قبل الاكثرية النيابية خلال الاستشارات التي سيجريها الرئيس ميشال سليمان خلال الايام المقبلة"، مشيرا الى "ان المطلوب اليوم من الجميع هو التهدئة لنصل في النهاية الى حكومة وحدة وطنية تقود البلاد في المرحلة المقبلة".

صقر ردًا على الشيخ قاسم: منع الفتنة لا يعني تسليم طرف واستسلامه للشروط المطلقة للطرف الآخر 
١١ ايلول ٢٠٠٩/موقع 14 آذار/رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر أنه "بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري الذي رأينا فيه فرصة لعودة الجميع إلى جادة الوحدة الوطنية الحقيقية والعمل على إنجاز حكومة تنقذ البلاد والعباد، وبعدما اتُّخذ قرار وخيار بالتهدئة إفساحًا في المجال لعودة الأمور إلى نصابها من أجل تشكيل حكومة تواجه تحديّات الداخل والخارج على كل المستويات، سمعنا من نائب الأمين العام لـ"حزب الله" كلامًا وشروطًا وإملاءات لا تخدم مناخ التهدئة التي يفترضها تشكيل حكومة في هذا الوقت الحساس، ولسوء الحظ فإن هذه النبرة والإملاءات تشير إلى تصعيد إن كان مفهومًا في بعض نواحيه فهو غير مبرّر في المطلق". وأضاف: "من يضع الشروط والإملاءات على الآخر ينسف إمكان قيام الحكومة وشروط الوحدة الوطنية، فكيف السبيل بعدها إلى حكومة وحدة وطنية؟"
صقر، وفي بيان، قال: "السؤال الذي يطرح على الشيخ نعيم قاسم هل صوّت "حزب الله" وحليفه العماد ميشال عون لتكليف الحريري تشكيل الحكومة، وهل سيصوتون لتكليفه مستقبلاً قبل أن يضعا عليه الشروط والإملاءات؟"، مضيفاً: "وفي هذا السياق لا بد أن تعرف قوى 8 آذار وتحديدًا "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" أن الرئيس المكلف يقف عند حدود حقوقه الدستورية ويتمسك بها ويحترمها كما يحترم نتائج الإنتخابات النيابية إحترامه للشعب اللبناني وإرادته الحرة، وهذا الإحترام يوازي إحترامه لمبادئ قوى الرابع عشر من آذار ومطالبها السيادية أو فيما يتعلق بالمحكمة الدولية". وأضاف: "الشيخ قاسم و"حزب الله" يعلمون يقينًا أن مطالب الرئيس المكلف كانت عند احترام هذه الحدود ولم تكن سقوفًا مستحيلة، بل إن الذي فرض السقف المستحيل كما يعلم جميع اللبنانيين هو العماد ميشال عون في مؤتمره الشهير الذي أقامه، بوصفه وبتعبيره، إعلاءً "لعيون الصهر" معلنًا التحدي في الإعلام ومكملاً سقف التعجيز بشروط يعلم الجميع ومن ضمنهم بعض من في "8 آذار" أنها تعجيزية بامتياز".
وتساءل صقر: "ما هي الرسالة الموجهة إلى الرئيس سعد الحريري من كلام قاسم؟ وهل سُئل الرئيس الحريري إذا كان راغبًا بإعادة تكليفه حتى توضع له شروط وإملاءات قبل التكليف أصلاً؟"، مشيراً إلى أنها "إملاءات تريد إنتاج شروط التعجيز التي قوضت آمال اللبنانيين بقيام حكومة وحدة وطنية". وأكد أن "الجميع في قوى الأكثرية المتضامنة المتكافلة وعلى رأسها الرئيس سعد الحريري ضدّ الفتنة، وقد تمّ دفع أثمان غالية لدرء هذه الفتنة، إلا أن منع الفتنة لا يعني تسليم طرف واستسلامه للشروط المطلقة للطرف الآخر". وأضاف: "أين ستصبح مصداقية "حزب الله" في تشكيل الحكومة المقبلة بعدما وضع هذه الشروط المسبقة على هذا النحو وجعلها دفتر شروط لأي رئيس مكلف ووضعها في فقرات أربع دونها أحد أمرين: إستسلام الأكثرية للأقلية ورمي نتائج الإنتخابات في المهملات أو إستسلام الشعب اللبناني للفراغ الحكومي الذي يعني فراغًا في كل المؤسسات وما يصاحبه من خراب إقتصادي، وخطر إسرائيلي لاحت نذر ذرائعه في العمل المشبوه اليوم في الجنوب والأيادي المشبوهة التي تقف خلفه لضرب الوحدة ولبنان بكل فئاته من دون استثناء، الأمر الذي يستدعي تضافر الجميع لمواجهته، وعلى كلّ ما هكذا الظن بـ"حزب الله" ولا بنائب أمينه العام".وختم صقر قائلا: "نحن نسأل اليوم ما البديل المطروح الممكن في حال تمّت عرقلة الحكومة، وأي مصير أسود سيرسمه البعض عن قصد أو غير قصد للشعب اللبناني؟ فليتق الجميع الله في الناس بهذا الشهر المبارك، وكلنا أمل في أن يعود الجميع إلى ضوابط الوحدة الوطنية.. بعيدًا عن الإملاءات والشروط المجرّبة".

الشيخ قاسم: هناك حاجة للمزيد من الوقت لاعادة اختيار رئيس مكلف لاجراء بعض النقاشات وأتمنى أن يستفيد الرئيس الجديد من تجربة الاشهرالماضية

لا يستقيم أمر البلد في المجالات كافة إلا إذا كنا أمام حكومة وحدة وطنية

الوفاق يتطلب تنازلات مشتركة من أجل أن يحكم لبنان بتعاون جميع الأفرقاء

لا يستطيع أي جناح من جناحي الوطن أخذ البلد على عاتقه وحكمه كما يريد

وطنية - رأى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة القاها في حفل الافطار الذي أقامه "معهد الإمام الهادي" للدراسات الاسلامية في مطعم "فانتزي وورلد" طريق المطار، "اننا اليوم أمام خطر كبير يحاك للمنطقة من بوابة القضية الفلسطينية، خاصة أن أميركا تعمل جاهدة لتبتدع حلا ظاهره إعطاء بعض الحقوق للفلسطينيين وحقيقته إعطاء كل شيء للاسرائيليين، وعندما نجد أميركا تنتقد إسرائيل على بناء المستوطنات إنما تنتقدها بلين ولطف وغنج ودلال، وفي المقابل تستمر بدعم حصار غزة وتضغط على العرب ليتنازلوا ويقدموا ما لديهم مجانا، وهذا يعني أن تأخذ إسرائيل كل شيء وأن لا يأخذ الفلسطينيون أي شيء". وقال: "اليوم لدى العرب بعض المقومات التي تمكنهم من أن يستعيدوا فلسطين والقدس، لدينا المقاومة الشريفة الباسلة في لبنان وفلسطين، لدينا هذا الشعب المضحي الذي قدم الكثير من أجل كرامته وعرضه ومستقبله، لدينا حالة الممانعة التي تجعل إسرائيل محاصرة سياسيا وأخلاقيا ونفسيا وعمليا، لدينا المقاطعة للبضائع الاسرائيلية وهذا شكل من أشكال ضرب الاقتصاد الاسرائيلي، لدينا العدد الكبير الذي يحيط بهذا الكيان الغاصب، وهذا في حدِّ ذاته يعتبر ثورة عظيمة تكتفي بالعدد في مقابل العدد الآخر المتضائل والجبان والضعيف، لدينا امتداد جغرافي يستفاد منه من أجل منع إسرائيل من أن تحقق أهدافها، هذه كلها موجودات لدينا كعناوين للقوة، والذي تريده أميركا اليوم أن تسلبنا مقومات القوة، لاحظوا الهجمة العالمية على المقاومة، واعتبار المقاومة هي المشكلة، بينما لإسرائيل الحق في الحياة، مع العلم أن المقاومة ولدت بسبب الاحتلال الاسرائيلي، وهي ردة فعل على الاحتلال، فبدل أن يواجهوا الاحتلال ويعيدوا الأرض إلى أصحابها يواجهون المقاومة التي هي ردة فعل لإسقاطها من أجل حماية إسرائيل وليس من أجل إعادة الحقوق الفلسطينية".

وتابع: "كذلك نجد أميركا اليوم ترجو إسرائيل في أن تبطِّئ حركتها في بناء المستوطنات، في البداية كانوا يطالبونها بتجميد المستوطنات، وبعدها بتجميد مؤقت لتسعة أشهر للمستوطنات، وبعدها أخرجوا القدس من دائرة المستوطنات، ثم الآن الحديث عن تبطيء البناء في المستوطنات، كل هذا التدرج الرباعي حصل من دون علاقة للعرب ولا للفلسطينيين، إسرائيل تناقش نفسها، وأميركا تحاور إسرائيل في لعبة بهلوانية، وبعد كل هذا يطالب أوباما العرب بخطوة جريئة، ويطالبهم بالتطبيع وتقديم شيء لتشجيع إسرائيل، مع العلم أن كل ما سلبته إسرائيل منَّا وقدمه بعض العرب طوعا لها واستسلاما وذلاً كان تحت عنوان تشجيع إسرائيل، وإذ تبيَّن أن هؤلاء يشجِّعون إسرائيل على مزيد من الاحتلال، وحدها المقاومة هي التي تضع حدا لإسرائيل". اضاف: "وحدها المقاومة هي التي تعيق المشروع الاسرائيلي بالحد الأدنى، وحدها المقاومة تعيد أرضا سليبة وتمنع هذا الكيان الغاصب من أن يتحكَّم بمنطقتنا بأسرها، وقد أثبتت التجربة كيف نجحت المقاومة الاسلامية في لبنان مع شعبها وجيشها لتُخرج إسرائيل ذليلة من أرضنا في سنة 2000، ثم لتمنع إسرائيل من احتلالها مجددا في سنة 2006، ثم تعيش إسرائيل حالة من الهزيمة العامة، من طفلها إلى شيخها إلى كل مستوى من مستويات المسؤولية، هذا كله من بركات المقاومة، لذلك نحن متمسكون بهذه المقاومة الشريفة التي تعيد الأرض، والتي ترفع الرأس وتحقق الكرامة، وكفانا تلك التنظيرات التي تقول بأن العين لا تواجه مخرزا، فالمقاومة ليست عينا وإسرائيل ليست مخرزا، المقاومة حق وإسرائيل باطل، والحق يواجه الباطل ويسقطه بكل جدارة، هكذا ثبت لنا في التاريخ، وهكذا رأينا بأم العين في لبنان وفلسطين".

وتناول الشيخ قاسم الموضوع اللبناني فقال: "نرى أن تأخيرا كبيرا حصل ثم أعقبه اعتذار من الرئيس المكلف بتشكيل هذه الحكومة، والاسباب التي عقَّدت هذا التشكيل هي الاسباب نفسها التي ستواجه الرئيس الجديد المكلف سواء كان نفسه أم غيره، وسبب ذلك أن لبنان له تركيبة طائفية معقدة، وهذه التركيبة والخصوصية لا يصلحها إلا الوفاق، والوفاق يتطلب تنازلات مشتركة من أجل أن يحكم البلد بتعاون جميع الأفرقاء ومكونات الطوائف والأحزاب والقوى، ولا يستقيم أمر البلد في المجالات كافة إلا إذا كنا أمام حكومة وحدة وطنية تراعي التوازن القائم والواقع الموجود في حقيقة قدرة الأطراف ووزنها السياسي والشعبي في البلد".

واردف: "أن القوى الوازنة في لبنان من الموالاة والمعارضة هي قوى شبه متعادلة، فلا يوجد أكثرية ساحقة ولا أقلية مسحوقة، بل يوجد توازن دقيق بين قوى المعارضة وقوى الموالاة، هذا التوازن تصلحه حكومة الوحدة الوطنية، وتستفيد منه حكومة الوحدة الوطنية، ولا يستطيع أي جناح من الجناحين، في الموالاة والمعارضة، أن يأخذ البلد على عاتقه ويحكمه كما يريد، هذا التوازن الدقيق بين القوى نيابيا وشعبيا هو الذي يجعلنا نؤكد دائما على ضرورة تشابك الأيدي لتقوم الحكومة الواحدة".

وأكد "اننا مع الحوار والتنازلات المتبادلة، وحصر لعبة الأسقف المعلنة بالنقاش في داخل الغرف المغلقة بين المعنيين، لأننا أمام واقع أن البعض يعتمد على العنتريات في المواقف المعلنة فيصبح أسيرا لها، ثم بعدها في الحوار يقول أنا أطلقت موقفا، ولا أستطيع أن أتنازل لأن الناس ستسألني، ما الذي دعاكم لتطلقوا المواقف وأنتم تعلمون أن لبنان لا يتحمَّلها؟ ما الذي جعلكم تضعوا سقوفا عالية لا تستطيعون الوصول إليها؟ هذه مشكلتكم، نحن دعونا دائما إلى أن يكون التحرك تحركا مدروسا، واعلموا أن المتضرِّرين من حكومة الوحدة الوطنية محليا وإقليميا ودوليا سيعملون من أجل منع حكومة الوحدة الوطنية بحجج مختلفة، وسيشجعون الأطراف على التنافس والتناحر والتباعد، لأنهم يستفيدون من لبنان الممزَّق، وليس لهم خبز في لبنان الموحَّد وأيضا سيكون الضرر على الجميع، فلا يظنَّنَّ أحد أنه إذا ذهبت الموالاة لتشكيل حكومة منفردة أنها ستربح، أبدا، بل ستخسر كل رصيدها، والمعارضة أيضا لن تكون رابحة، الربح ليس في تشكيل حكومة، الربح في أن تستطيع هذه الحكومة العمل بين الناس، والربح ليس بأخذ حقائب ولكن المهم أن تستطيع الحكومة المشكَّلة في أن تقود البلد إلى نهضته، لا أن تكون هي السبب في التوتر السياسي والأمني والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتعقيدات المختلفة، هذا البلد لا يصلحه إلا حكومة الوحدة الوطنية، لقد جرَّبنا حكومة الاستئثار وحكومة اللون الواحد، ماذا كانت النتيجة؟ كان البلد خرابا لثلاث سنوات، ولم يخطُ بعض الخطوات الإيجابية إلا بعد اتفاق الدوحة، الذي تأسَّس على الوفاق والمشاركة وحكومة الوحدة الوطنية، أما قبل ذلك كل شيء كان معطلا على الجميع، وكانت الحالة السياسية والأمنية غير مستقرة ومعقَّدة، بل بدأت تنهار الحالة الاقتصادية، في هذا العام شعرنا بتحسن إقتصادي رغم أن الإدارة ليست كما يجب، فقط بسبب الاستقرار وعنوان حكومة الوحدة الوطنية".

وقال الشيخ قاسم "نحن نؤكد ك"حزب الله" أننا نتحرك في تشكيل أي حكومة قادمة ضمن أربع قواعد:

-أولا، الحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية التزاما بالصيغة التي اتفقنا عليها، وترجمة الاتفاق بالتوافق في كامل مراحل تحديد الحقائب والأسماء وأخذ الثقة والبيان الوزاري.

- ثانيا المعارضة متضامنة مع بعضها، تدخل إلى الحكومة مجتمعة وترفض المشاركة غير المتوازنة مجتمعة، فإما أن نكون شركاء مع الأفرقاء الآخرين في الوطن، ونتحمل مسؤوليتنا في الإيجابيات والسلبيات، وأن لا نكون شهود زور بسبب رغبة أحد الأفرقاء ان يهمش المعارضة.

- ثالثا نؤكد على أن الحوار هو الطريق إلى الحل، والحوار المشفوع بالمرونة وتقديم التنازلات، وعدم رفع الأسقف، وهذا يتطلب جهدا مشتركا، وأن لا نُطيل عمر الأزمة بسبب آلية التعاطي وسوء التصرف.

-رابعا الحكومة اللبنانية ليست لإعطاء جوائز لأحد، فهي ليست جائزة لنتيجة الانتخابات، ولا جائزة لفريق دون آخر، الجائزة يأخذ أي فريق منا وأي طرف منا عندما ينجح في إدارة البلاد من خلال حكومة الوحدة الوطنية، فيرى الناس إنجازاته ويدعون له بالخير، كفانا سلبا للوطن، علينا أن نعطيه".

وختم : "اليوم استقال الرئيس المكلف، وله أن يتابع أو أن يستقيل، فهذا خياره في النهاية، لكن يبدو أن هناك حاجة للمزيد من الوقت من أجل إعادة اختيار رئيس مكلف ومن أجل بعض النقاشات، أتمنى أن يستفيد الرئيس المكلف الجديد من تجربة التكليف خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ليأخذ على عاتقه هذه القواعد التي ذكرتها، الحرص والتضامن والحوار والابتعاد عن لغة الجوائز، عندها يمكن أن تُشكَّل حكومة الوحدة الوطنية بأقل من 48 ساعة، لأن مستوى الخلافات الموجودة لا تستحق هذه الإطالة ولا هذا الوقت. على كل حال واجبنا أن نكون حرصاء على السلم الأهلي وعلى الاستقرار السياسي، وعلى العمل من أجل أن نعالج شؤون الناس الاقتصادية والاجتماعية، حرام أن نبقى في اللعبة السياسية بعيدون عن هموم الناس".

 

الشيخ قبلان : على المسؤولين ان يتعظوا ويتعاونوا ويكونوا يدا واحدة

أسفنا لاعتذار الرئيس المكلف ونطالبه من جديد بالعودة الى ساحة جهاده وبالصبر

وطنية - ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة، التي استهلها بالقول: "كان الإمام علي بن أبي طالب يعيش هموم الناس ومشاكلهم، فكان يهتم بشؤون المسلمين فلا يفرق بين مسلم وآخر ويتعامل مع المسيحيين معاملة حسنة، همه الوحيد المحافظة على الدعوة وعلى الأمة الإسلامية وعلى وحدتها وتعاونها، فهو نسخة طبق الأصل عن النبي والفارق بينهما ان محمدا نبي وعليا ولي. وباستشهاده تحولت الدنيا، اذ كان ضمانة لأهل الأرض وبشرى لأهل السماء، فحب علي جنة وهداية وكرامة".

أضاف: "لذلك نرى الصورة قد تغيرت باستشهاد الإمام علي، فاستقر البعض على غيهم وضلالهم، وحزن المسلمون لوفاة إمامهم الذي لم يكترث بالموت فظل قانعا بما أعطاه الله مخلصا في عمله صادقا في قوله، فالإمام علي لم يترك مناسبة وفرصة إلا استثمرها في رضا الله ومصلحة العباد، لذلك علينا ان نحافظ على السيرة المحمدية وسيرة الأئمة المعصومين لنبقى في دائرة الحق فنتحرك من خلالها للدعوة الى الخير والبر والأمر المعروف والنهي عن المنكر، ان الإمام علي كريم الطبع حسن الأخلاق شجاع في المصائب وصبور عند الزلازل وقور في الشدة، وفيما كان ينازع سكرات الموت كان يوصي بنيه، فيقول: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي وقرابتي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فاني سمعت جدكما رسول الله يوصي بإصلاح ذات البين لان صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم"، فهذا الموقف كان في حالة سكرات الموت لأنه أراد ان تكون الأمة متعاونة موحدة مجتمعة، فصلاح ذات البين مبدأ أساس في جمع الكلمة ورأب الصدع ولم الشمل. الوفاق خير وبركة والاختلاف مشقة وبغضاء، وعلينا ان نعتمد على وصية الإمام في شؤون حياتنا فلا نسيء ولا نحقد ولا نظلم. ونحن في ليالي القدر في أيام مباركة تنزل الملائكة على الأمة لتجمعها وتوحد مسارها وتبعدها عن المنزلقات والتعرجات فالأمة الإسلامية عزيزة باعتناقها الإسلام".

وطالب الشيخ قبلان "المسؤولين ان يتعظوا ويتعاونوا ويكونوا يدا واحدة"، وقال: "لقد كنا ننتظر بالأمس ان نستمع لإعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ونكون في خضم الأحداث امة واحدة، فالإصلاح مبدأ ديني وقومي ووطني، وعندما نصلح الشأن ونوحد الصف ونقرب بين الاراء والأفكار، فإننا نكون أدينا حقا كبيرا من حقوق الإنسان لان الإنسان وحده المسؤول عن إصلاح ذات البين، فإصلاح ذات البين يقوى المجتمع الإسلامي لينفتح الإنسان بكل عقائده ونتفق معه في حل المعضلات والمشكلات".

ودعا "اللبنانيين الى الانفتاح على بعضهم البعض ومراجعة أنفسهم والابتعاد عن النفس الأمارة بالسوء فيكونوا مع النفس المطمئنة الراضية بقضاء الله وقدره"، وقال: "على المسؤولين ان يصونوا بلدهم ويحصنوا حدودهم ويدافعوا عن وحدتهم ويكونوا من خيرة خلق الله يعملون الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. نحن نريد ان يكون لبنان شجرة مثمرة تعطي الثمار لكل محتاج، ونطالب بتحصين لبنان ودعم مسيرة الوفاق الوطني فيه، ولقد أسفنا لاعتذار الرئيس المكلف ونطالبه من جديد ان يعود الى ساحة جهاده ويصبر ويكظم الغيظ ويتعاطى مع الناس بمودة ورفق، وعلينا ان نعمل جميعا لإصلاح ذات البين والابتعاد عن الأحقاد، فنبني لبنان على دعائم متينة فنحصنه من الإرهاب والشذاذ والخارجين عن القانون لان وضعنا ليس حسنا". وتابع :"علينا أن نحزم أمرنا ونجمع شملنا ونوحد شعبنا فنهتم بالإنسان على الأرض اللبنانية وبوطننا، لأننا لا نزال نعيش المؤامرات، فإسرائيل تتحين الفرص لتشن حربا على الشعب اللبناني، لذلك نطالب الجميع بان يتواضعوا لبعضهم ويتنازلوا عن أنانيتهم فيكونوا يدا واحدة ويعملوا لمصلحة البلد وإنقاذه، ونطالب بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية من جديد لترعى شؤون البلاد والعباد وتحفظ الإنسان، فلا يجوز ان تستمر الخلافات، فالمفروض أن نستوعب الأمر ونعيش الصحوة واليقظة ونبتعد عن كل ما يعرقل مسيرة الحكومة ونبتعد عن الفتنة والكراهية ونعمل جميعا لما يرضي الله تعالى". ودعا الشيخ قبلان "العراقيين الى وقف القتل والتصدي للتفجيرات في العراق وآخرها في بغداد والموصل، فلا يجوز ان تستمر هذه الجرائم وخاصة ان الشعب العراقي عانى الكثير من الحاقدين والنظام السابق، وعلى العراقيين ان يعملوا بأخلاقهم ويبتعدوا عن العنف وعلى التكفيريين ان يتوبوا عن إرهابهم فليس من مبرر للقتل وأهدافه التفرقة والبغضاء والتباعد". وقال: "ان بلادنا تعيش الأزمات وتصير في محيطها البراكين والزلازل فلماذا القتل المجاني والاعتداء دون سبب والتفريق بين الناس فعلينا ان نكون من خيار الناس فنبتعد عن كل شر.وعلى الدولة المجاورة للعراق التعاون مع العراق لوأد الفتنة وملاحقة الأشرار ومعاقبة الفجار الذين يقتلون دون مبرر وسبب فقط حبا بالقتل، وانا لا اتهم الدول المجاورة للعراق فهي ليست شريكة في التفجيرات لأنها تعيش حالة الظلم من قبل التكفيريين والشاذين والمنحرفين".

 

وزارة المال أكدت معالجتها موضوع صندوق قصر العدل في طرابلس

الوزير شطح طلب من الجمارك تقريرا عن "المعدات الاسرائيلية" في صيدا

وطنية - تابع وزير المال الدكتور محمد شطح اليوم، قضية وجود معدات إسرائيلية في معمل فرز النفايات في مدينة صيدا، التي تداولتها الصحف في اليومين الأخيرين. وطلب من رئيس المجلس الأعلى للجمارك أكرم شديد ومن المدير العام للجمارك العميد أسعد غانم تزويده على وجه السرعة، تقريرا مفصلا عن هذا الموضوع، يوضح كيفية دخول هذه المعدات لبنان، ويتضمن كافة البيانات الجمركية المتعلقة بهذه المعدات، وبالتدقيق فيها. من جهة أخرى، أكدت وزارة المال أن موضوع الشغور في صندوق مالية قصر العدل في طرابلس تمت معالجته. وطمأنت وزارة المال الى أنها ستبادر الى ملء أية شواغر في هذا الصندوق، وستتخذ الاجراءات التي تضمن استمرارية عمل الصندوق مستقبلا في حال اضطر أحد الموظفين الى التغيب لسبب أو لآخر.

 

المرعبي: نصر على دور رئيس الحكومة في تأليف حكومته

اعتذار الحريري عن عدم التأليف خطوة مهمة بعد استمرار العراقيل

وطنية - قال النائب السابق طلال المرعبي، في بيان اليوم: "لا شك ان اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري كان خطوة لا بد منها بعد طول الوقت واستمرار العراقيل والدخول في دوامة الاسماء والحقائب والأجواء المشحونة التي رافقت هذه المرحلة على رغم اعتماد الرئيس المكلف سياسة اليد الممدودة والحوار والمرونة والهدوء في المعالجة". وأضاف: "تأتي هذه الخطوة في اطارها الدستوري واعادة تكليف الرئيس الحريري بعد استشارات نيابية يأتي ايضا في اطاره الدستوري. فإصرار اكثرية النواب على اعادة التكليف يعني انه الوحيد القادر على القيام بهذه المسؤولية لتأليف حكومة وحدة وطنية منسجمة قادرة على ممارسة مسؤولياتها لمعالجة المشاكل المتراكمة ونحن على أبواب استحقاقات كثيرة داخلية وخارجية". وتابع: "نحن نصر على دور رئيس الحكومة في تأليف حكومته ونتمسك باتفاق الطائف الذي حدد المسؤوليات وأعطى رئيس الجمهورية والحكومة حق تأليف الحكومة بعد استشارات نيابية لكل منهما". واذ رأى ان "التمسك بالدستور والاصول الدستورية والقانونية الطريق الصحيح للخروج من هذه الازمة"، لفت الى اننا "نتطلع الى تأليف حكومة في اسرع وقت تحترم الاطر الديموقراطية وأجواء التوافق لمصلحة لبنان".

 

النائب فتوش قرر فصل النائب ايلي ماروني من كتلة "زحلة بالقلب": تمادى في خلق خلافات وانشقاقات داخل الكتلة وتصاريحه تضلل الرأي العام

وطنية - أصدر رئيس كتلة "زحلة بالقلب" النائب الدكتور نقولا فتوش بيانا، قرر فيه فصل النائب المحامي ايلي ماروني من عضوية الكتلة، وجاء في البيان ما يلي: "لما كان النائب ايلي ماروني اتخذ، بعد الإنتخابات النيابية مباشرة، مواقف متنكرة للبيان الإنتخابي لكتلة "زحلة بالقلب"،الذي نال ثقة أهلنا في منطقة زحلة على أساسه، وأدت هذه المواقف إلى امتعاض الناس منه، ورغم ذلك بقيت على احتضانه ضنا مني بمصلحة زحلة. ورغم الملاحظات الودية التي أبديناها له استمر بعدم التزام قرارات الكتلة الأمر الذي شكل خروجا عن وجدان زحلة.

ورغم تروينا تمادى ماروني في خلق خلافات وانشقاقات داخل صفوف الكتلة، الأمر الذي استنكره أهلنا لأنه يتنافى مع رغبتهم وتطلعاتهم إلى كتلة نيابية زحلية متماسكة تحمل همومهم وآلامهم، وتلتزم بقرار زحلة لزحلة ولا تجيره لأحد. وبعد كل هذا جاءت تصاريحه الأخيرة لتضلل الرأي العام، وتخدم مصالح الآخرين في حرمان زحلة من التمثيل الحكومي الصحيح والمجدي. وهل يحق له ان يبرر الظلم الذي لحق بزحلة من قبل الأكثرية إذ استهجنه أقطاب السياسة في الموالاة والمعارضة، وبالتالي لا يمكن تبريره لأي سبب كان.

علما أن تفسيرات النائب ماروني التي تحاول تبرير هذا الظلم مرفوضة بالإجماع من قبل الزحليين أنفسهم والذين يأبون تحويل أزمة الخارج إلى مشكلة داخلية، لأنها لا تخدم إلا مآرب النائب ماروني الذاتية التي باتت مكشوفة. وبعد استنفاد كل المحاولات الآيلة إلى استدراك هذا الوضع والحفاظ على دور الكتلة في خدمة المنطقة ومصالحها الحيوية، قررت آسفا فصل النائب المحامي ايلي ماروني من عضوية كتلة "زحلة بالقلب"، وأعلن أن المواقف التي يتخذها لا تعبر إلا عن رأيه الشخصي. إن النائب ايلي ماروني قد اشتهى فانتهى. وزحلة العنفوان والكرامة تعاقب من يغلب مصلحته على حسابها".

 

المكتب الاعلامي للوزير ماروني رد على النائب نقولا فتوش: دفعناالدم ثمنا لتمسكنا بثوابتنا وغيرنا لاهث وراء مصالحه الشخصية

وطنية - وزع المكتب الإعلامي للوزير والنائب ايلي ماروني بيانا، علق فيه على البيان الذي اصدره النائب نقولا فتوش وجاء فيه: "في الوقت الذي يتابع فيه الوزير والنائب ايلي ماروني جولاته لإجتذاب السياح الى لبنان وايجاد المناخات المناسبة لجعل لبنان مقصدا سياحيا متقدما، يأتي البيان المستهجن الذي صدر عن النائب فتوش بارادته المنفردة والمتفردة يفتقر الى ادنى مقومات المصداقية وأصول علاقات الإلفة والتنسيق بين افراد المجموعة الواحدة. وقال الوزير ماروني: "لن اعلق كثيرا على بيان النائب فتوش الذي كان يتباكى بالأمس على تركه وحيدا في كتلة زحلة بالقلب بعد ان هجره كل اعضائها نتيجة مواقفه السابقة والراهنة. لكنني اقول له اننا دفعنا وما زلنا ندفع الدم ثمن تمسكنا بمبادئنا وثوابتنا وغيرنا لا زال لاهثا وراء مصالحه الشخصية الضيقة وطمعا بكرس وزاري، نحرص على ان يكون هذا الكرسي لمن يمثل زحلة وارادة اهلها". واشار البيان الى "ان الوزير ماروني سيعقد مؤتمرا صحفيا فور عودته الى بيروت في مطلع الأسبوع المقبل لشرح كامل ملابسات العلاقة مع النائب فتوش".

 

الوزير سلام : إعادة تكليف الشيخ سعد خيار حتمي لاي مخرج للازمة

لا يمكن تجاهل التأثيرات الاقليمية والموقف الايراني مما يجري في لبنان

وطنية - رأى وزير الثقافة تمام سلام، في تصريح اليوم، "ان المرحلة المقبلة من التكليف ومن ثم التأليف، تتطلب مزيدا من الوضوح والشفافية في التعاطي من قبل كل الافرقاء السياسيين وليس التلطي والاختباء وراء بعض العراقيل والحرتقات والصغائر التي تحكمت بالمرحلة السابقة". وقال الوزير سلام "اذا كان لا بد لنا من ذلك فلا يمكن لاحد تجاهل التأثيرات الخارجية، وخصوصا على فريق المعرقلين في ضوء ما اطلعنا عليه بالامس من موقف ايراني يتحدث عن حزمة من المقترحات تتطرق الى قضايا تتجاوز الملف النووي الى الازمات في العراق وافغانستان ولبنان والاراضي الفلسطينية". وتساءل: "هل يعني ذلك ان وضع لبنان في اطار المفاوضات الدولية والاقليمية من جانب طرف اقليمي وهو ايران وحلفائها، يخضع الى مساومات ومفاوضات قد تأخذ وقتا طويلا، وبالتالي سيمضي حلفاء هذا الطرف الاقليمي في لبنان بالتسويف والعرقلة الى ما شاء الله خدمة للملف الايراني المثقل والمترابط بالصراع مع الغرب"؟ واضاف: "علينا ان نعي ان وحدتنا الداخلية وقيام حكومة متجانسة هو السبيل الوحيد للنهوض بلبنان ومواجهة اية تأثيرات اقليمية، والا ما نفع العمل السياسي اذا كسب الرضى الاقليمي وخسر لبنان". وإعتبر "ان المصلحة العامة والوطنية يجب ان تكون هي صاحبة الوزن والشأن في مقابل المصالح الخاصة والفئوية لهذه القوة السياسية او تلك، واخراج البلد من التجاذبات والصراعات القبلية والحزبية يجب ان يكون رائد الحركة والقرار". وختم الوزير سلام بالقول: "ان الثقة القائمة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبين الرئيس سعد الحريري ستبقى هي العامل المؤثر في احتضان سلبيات هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وعليه فان الاكثرية النيابية تجدد تأييدها ودعمها للرئيس سعد الحريري في التكليف كخيار حتمي لاي مخرج للازمة الحكومية".

 

التجمع الاغترابي ل14 آذار أسف لتعذر تشكيل الحكومة ودعا الرئيس سليمان إلى لعب دور الحكم والاستناد إلى الدستور

وطنية - أعرب التجمع الإغترابي لقوى 14 آذار، في بيان عن أسفه ل"تعذر تشكيل الحكومة بسبب النوايا التعطيلية التي أكدتها قوى الأقليه النيابيه من خلال التعنت والرفض غير المبرر للتشكيلة الحكومية التي تقدم بها الرئيس المكلف سعد الحريري والتي عبرت عن تمسك الرئيس المكلف وقوى 14 اذار بالتوافق والشراكة الحقيقية". وأكد "التجمع تضامن الإغتراب اللبناني مع الرئيس المكلف سعد الحريري"، مقدرا "الجهود الوطنية الجبارة التي قام بها طيلة الفترة التي تلت التكليف والتي ارتكزت على الحوار وتغليب المصلحة الوطنيه جاءت في بعض المحطات على حساب قوى الاكثرية النيابية". ورأى التجمع في بيانه، "أن قوى الأقلية النيابية مارست كل أنواع الإرهاب السياسي وبدعم من النظام السوري لإفشال جهود الرئيس المكلف وضرب مساعي الحوار التي قام بها لأجل الوصول إلى حكومة متجانسة تعبر عن حد أدنى من التوافق الوطني دون الخلل بالتوازنات التي افرزتها الانتخابات النيابية". واعتبر التجمع أنه "لم يعد مقبولا تقديم التنازل تلو التنازل بسبب تعنت قوى الأمر الواقع التي تعرض الوطن إلى مخاطر من خلال إستمرار الفراغ الحكومي ورفع وتيرة التشنج السياسي"، داعيا "الجميع إلى تحمل مسؤلياته لتجنيب البلاد المزيد من التوتر والانقسام في ظل مشهد سياسي اقليمي ودولي قد تكون انعكاساته على لبنان في غاية الخطورة".

ودعا التجمع "رئيس البلاد فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان إلى لعب دور الحكم وبذل المزيد من الجهود والاستناد إلى الإعتبارات الوطنية والدستور والوقوف بوجه المعطلين متسلحا بدعم الشعب اللبناني".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 11 ايلول 2009

النهار

تحاول قوى 8 آذار والمتحالفون معها جعل الانتخابات البلدية المقبلة معركة ثأر من الانتخابات النيابية.

قال مسؤول فرنسي إن مشاركة الرئيس ساركوزي في افتتاح دورة الألعاب الفرنكوفونية في بيروت مرهونة بتطور الاوضاع في ظل تعثر الوضع الحكومي.

تفاوض احدى السفارات لشراء مساحات أرض جديدة تحيط بمقر سفارتها على ان تدفع لصاحب الملكية 50 مليون دولار اميركي وتهبه قطعة ارض في منطقة بعبدا.

السفير

أشادت مرجعية حزبية معارضة بدور وزير خدماتي بارز في فريق الأكثرية، وخاصة تنفيذ ما تعهد به من مشاريع في الجنوب والبقاع الغربي.

لوحظ أن نبرة مسؤول خليجي معني بالملف اللبناني كانت مختلفة كلياً عن نبرة السفير الخليجي المعني في بيروت!

حاولت المعارضة "بيع" أحد تنازلاتها إلى مرجع رئاسي، لكنه رد بأنه لا يستطيع تحمّل وزر ذلك، وأحال الأمر على المعني دستورياً به.

أشادت مراجع في دولة خليجية معنية بالملف اللبناني بمرجع نيابي، وانتقدت في المقابل أحد أبرز المراجع الحزبية المعارضة "لأنه يقدم ميشال عون على مخاطر الاشتباك المذهبي".

المستقبل

تردّد في اليومَين الماضيين أن دولة عربية مجاورة للبنان إستنفرت قواتها العسكرية وتستكمل هذا الاستنفار في الساعات المقبلة لمقاصد لم تُعرف حتى الآن.

توقفت مصادر ديبلوماسية عند إجراءات تحسبية إتخذتها دولة خليجية "غير كبرى" في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.

أكدت أوساطٌ متابعة أن التشكيلة الحكومية التي تقدّم بها الرئيس المكلّف تُعطي طائفةً يدّعي فريق معيّن أنه لا يزال يمثّل أكثريتها، حقائب أساسية لم تأخذها منذ سنوات طويلة.

اللواء

تُصرّ قيادات في الحزب الاشتراكي على وصف مهمّة الوزير غازي العريضي في الرياض <بالخاصة>!.

رفض رئيس تكتل موجود في الخارج الردّ على اتصال هاتفي تكرر مرتين من قريبه المسمى في صيغة حكومة الوحدة الوطنية، التي رفضها التيّار.

قال مسؤول كبير في الأكثرية أن مرجعاً نيابياً لعب دوراً إيجابياً في ملف الحكومة، لكن بحدود ما هو مسموح له به!.

 

الصمت عن قول الحق أصبح بحجم الجريمة

الديار/فؤاد ابو زيد

أقصى ما تتمناه قيادات الأقلية، ان يفقد اللبنانيون ذاكرتهم، بحيث ينسون كل ما كانت تقوله هذه القيادات في يوم من الايام والذي تقول عكسه في هذه الايام، وبذلك تأمن، بأن قطيعها لن يحاسبها على ما قالته سابقاً، وجعلت منه قضية، وما تقوله حالياً، وتعمل منه ايضاً قضية ولكن أبشع بكثير، وقد تؤدي بالبلاد الى ما لا تحمد عقباه.

رفضوا توزير الساقطين في الانتخابات، او حتى انتخابهم او اختيارهم لمواقع مسؤولة، واليوم ينكرون رفضهم هذا او يتجاهلونه، لان انكاره وتجاهله قد يؤمّنان لهم توزير «السَنَدْ» والحليف والقريب. قالوا قبل الانتخابات النيابية «صحتين» على قلب من ينتصر وليحكموا وحيدين ونحن سوف نعارض لمدة اربع سنوات، وقولهم هذا كان نتيجة حسابات خاطئة بأنهم سوف يربحون الانتخابات، وعندما حجب الشعب عنهم الاكثرية النيابية، مسحوا ما قالوه، و«عادت حليمة الى عادتها القديمة» بالتهديد والوعيد ان لم تذهب الاكثرية الجديدة الى حكومة شراكة ووحدة وطنية - انتبهوا الى جمال هذه الكلمات - ولأن الاكثرية اثبتت حقيقة انها امّ الصبي، سارع الرئيس المكلف سعد الحريري الى اعلان نيّته وتصميمه على تشكيل حكومة وحدة وطنية على الرغم من معرفته وادراكه للعقبات والعراقيل والشروط التعجيزية، غير المنطقية التي سوف يواجه من قبل فريق لا يريد حكومة ولا دولة ولا شريكاً، بل يريد هيمنة واستئثاراً وسيطرة واحادية في القرار والتنفيذ، ولذلك شهد اللبنانيون هجمة من «عدّة الشغل» الاعلامية لدى الاقلية، هدفها منع سعد الحريري من تشكيل حكومته، قبل ان يعلن الطاعة للقوى الاقليمية التي تدير الاقلية «بالريموت كونترول»، وتبعها اغراق الرئيس المكلّف بالشروط العرقوبية، مستغلّين طيب نيّته وحرصه على مصلحة لبنان.

طول هذه الفترة كان الحريري معتصماً بالصمت المطبق، يقارب العقبات والشروط والمطالب بالصمت والصبر والحوار، فزعموا ان قوى دولية واقليمية تمنع الحريري من تشكيل حكومته، ولذلك فان الرئيس المكلّف لا يقدّم اي تنازل يعكس رغبته بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد ثبت ان هذا الزعم الذي هو جزء من عدة الشغل، باطل تماماً، وهو نقيض الحقيقة، لان سعد الحريري قدّم تنازلات معضلة ومؤلمة، اولها القبول بتشكيل حكومة ائتلافية، ثانيها القبول بالتنازل عن ثلثي الحكومة وعن النصف زائداً واحداً، ثالثها، اعطاء حقائب اساسية الى الاقلية هي على حساب حلفائه في 14 آذار، مثل القوات اللبنانية، والكتائب، وكتلة زحلة، وتيار المستقبل، وشخصيات لها وزنها وحضورها مثل بطرس حرب، ونايله معوض ونسيب لحود وغيرهم ايضاً. وبهذه التنازلات وبتقديمه التشكيلة الحكومية الى رئيس البلاد، اثبت سعد الحريري، ليس بطلان اتهامات الاقلية بأنه يخضع لاملاءات خارجية وحسب، بل انه عرّى هذه الاقلية من ورقة التين «الاستقلالية» التي كانت تحاول ان تخفي وراءها عوراتها.

موقف الاقلية اوصل البلاد الى المأزق الحالي، واعتذار الرئيس المكلّف عن عدم المضي في تشكيل الحكومة، سيحوّل المأزق الى كارثة، لا يستطيع احد الآن ان يتكهّن بنتائجها وارتداداتها امنياً وسياسياً واقتصادياً، ولذلك لم يعد مقبولا ان يعتصم أحد من القياديين الذين تملأ أفواههم الماء، بنعمة الصمت، لأن الصمت الآن عن قول كلمة الحق اصبح بحجم الجريمة، كما لا يجوز ان تعمم الدعوة الى تقديم التنازلات على الكل، لأن من يتنازل من كيس غيره يكون كالسارق الذي يزكّي امواله، وعلى ما يبدو فان الفجور السياسي الذي تمارسه الاقلية «وصلت مواصيله» الى رئاسة الجمهورية، حيث ركّزت «جوقة الزجل الاقلّي» على دق اسفين خصومة بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلّف سعد الحريري بتحريضه على «الشكل» الذي قدّم به الحريري تشكيلته الوزارية واعتباره مهيناً للرئيس سليمان، علماً بأن الاقلية لم تخف يوماً انها لا تريد سليمان رئيساً للجمهورية، وكانت تفضل العماد ميشال عون عليه، وهي لا تترك مناسبة الاّ وتنتقد الرئيس وخصوصا في فترة الانتخابات، وهي التي تريد ان تستولي على حقيبة وزارة الداخلية المحسوبة من حصة الرئيس. وبالتالي فان الرئيس سليمان يعرفهم جيداً «حلّة ونسب» كما يقول المثل الدارج، ويعرف ايضاً لو ان التشكيلة كانت تتضمن اسم جبران باسيل وزيراً لمطلق حقيبة، كانوا هلّلوا وكبّروا وباركوا، ولما كانوا اعتبروا تصرّف الحريري «حلقة انقلابية استثنائية على الدستور والديموقراطية...»

سمعت احدهم بالامس، بعد اعلان الرئيس المكلّف سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، يقول على احدى الفضائيات ان  اعتذار الحريري جاء بضغط اميركي لافساح المجال امام واشنطن لتنهي خططها ومفاوضاتها في المنطقة، وفات هذا الذكي ان الاقلية «الوطنية» كان باستطاعتها ان تمسك الولايات المتحدة الاميركية من اذنها، وتخرجها من اللعب في الساحة اللبنانية وتشلّ خططها،لو انها تلقفت خطوة الحريري وقبلت بالتشكيلة التي ينبئني حدسي بأن اللبنانيين فرحوا لانها لم تمرّ، وينظرون بأمل الى تشكيلة مختلفة تعكس تماماً ارادة الناس في الانتخابات الاخيرة.

 

قلب الطاولة  لتحسين شروطه... لكن لا شيء مضموناً

إعادة التكليف تتطلب صيغاً جديدة منها تكليف غيره

إيلين عيسى/الديار

فتح اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم تأليف الحكومة الباب على مصراعيه امام شتى الاحتمالات والسيناريوهات للمرحلة المقبلة. ولكنه بكل تأكيد اعاد الامور الى نقطة الصفر وخلط الاوراق من جديد على الطاولة. فبعد يومين على تسليم رئيس الجمهورية ميشال سليمان التشكيلة الحكومية المقترحة، قام الحريري عبر خطوة الاعتذار بقلب الطاولة في وجه جميع الاطراف في الداخل والخارج.

وتؤكد مصادر سياسية ان الحريري الذي كلف قبل اكثر من سبعين يوما بتأليف الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية، وضع آنذاك في اجواء توحي بان مهمته ستكون سهلة، على اساس ان هناك توافقاً على تسهيل مهمة التأليف في اطار السير في ما رسمه اتفاق الدوحة من تسويات وفي اطار توافق اقليمي - عربي. ولكن الرياح سارت بعكس ما تشتهي السفن، فلم يكتمل مشهد التسوية الاقليمية، لا بل ان تطورات كثيرة طرأت على الملفات في المنطقة بدءاً باحداث ايران ووصولاً الى الازمة السورية - العراقية المستجدة وتلويح العراق بالمطالبة بانشاء محكمة دولية للتحقيق في تفجيرات بغداد الدامية.

وتقول المصادر ان الحريري اعتبر ان فوز الاكثرية في الانتخابات النيابية سيؤهله لتشكيل حكومة تترجم نتائج هذه الانتخابات وتمثل في الوقت عينه مختلف الافرقاء على الساحة السياسية، ولكن شد الحبال جعله يقبل بصيغة 15-10-5 التي تتمتع فيها المعارضة بثلث معطل مضمر ضمن حصة رئيس الجمهورية. لكن الصدمة التي اثارها انقلاب النائب وليد جنبلاط على الاكثرية واعلانه خروجه منها. جعل الحريري يعيد النظر في كثير من حساباته. ومن الامور التي وضعها الرئيس المكلف المعتذر في اولوياته انه لا يمكنه ان يبدأ عهده بمزيد من التنازلات والشروط من قبل المعارضة، فقرّر تكبير الحجر، وقام بوضع التشكيلة الحكومية والاسماء المقترحة على طاولة قصر بيت الدين الرئاسي. ولما تناهى اليه ان المعارضة تطلب تعديلات تتعلق بالحقائب والاسماء، قرر اعلان اعتذاره، رافضا الصيغ والشروط التي تطلبها المعارضة. هل هذه الخطوة التي اقدم عليها الحريري ستكون خطوة لتحسين شروطه في تشكيل الحكومة من جديد، اذا ما اعيد تكليفه، ام انها ستكون خطيرة في غير صالحه وصالح الاكثرية، بحيث يتم تكليف شخصية سنيّة اخرى بدلا منه؟

تقول المعلومات ان الحريري اقدم على قرار الاعتذار تحت عنوان «اشتدي ازمة تنفرجي»، بما معناه انه يريد احراج جميع الاطراف التي تضغط عليه للخروج بحكومة ضمن شروط شبه تعجيزية. فإذا اراد هؤلاء الافرقاء ان يكون الحريري رئىسا للحكومة فإن عليهم ان يتعاونوا معه ويسهّلوا مهمته عمليا عبر تقديم تنازلات واذا كانت الشروط بهدف العرقلة، فليوضع الجميع امام مسؤولياتهم بما في ذلك الاطراف العربية والاقليمية التي يطلب منها اذا كانت صادقة في تسهيل مهمة الحكومة ان تضغط على حلفائها في هذا الإطار.

كما ان خطوة الحريري هذه تعيد تظهير الازمة امام المجتمع الدولي الراعي بدوره لتسوية الدوحة.

وتعتبر اوساط الاكثرية ان اعادة تكليف الحريري، في حال تمّت، ستتم هذه المرة ضمن معطيات جديدة ربما من بينها اعادة النظر في صيغة 15-10-5 وترتكز هذه الاوساط الى وجود ارادة عربية ودولية بأن يكون الحريري هو رئىس الحكومة المقبل، ومن هذا المنطلق يجب تسهيل مهمته. ولكن هذا السيناريو، حسب بعض المراقبين، ليس مضمونا بالكامل، فالاكثرية التي يمون عليها الحريري تقلّصت بعد انسحاب رئيس «اللقاء الديموقراطي» منها وان كان النائب وليد جنبلاط ما زال يعلن دعمه لسعد الحريري في رئاسة الحكومة. ولكن معطيات طارئة قد تجعله يبدّل رأيه وهذا ليس بمستغرب. واذا كان البعض يعتمد على وحدة الطائفة السنية وتضامنها في الحفاظ على مكتسباتها وعلى مركز الرئاسة الثالثة فلا شيء يمنع ان تتولى شخصية سنية غير الحريري تأليف الحكومة، وان تقبل هذه الشخصية بشروط لم يقبل بها الحريري. وهذا الوضع سيدخل الحريري وزعامته في موقع صعب الى حدّ ما، الاّ اذا تقررت العودة الى المرحلة الانتقالية التي تمثلها اعادة تكليف الرئيس السنيورة. ولكن هذا لا يتم الا بموافقة الحريري ورضاه.

 

لم تنجح محاولات سليمان وبري وجنبلاط لثني الحريري عن الإعتذار

الاستشارات الملزمة خلال 48 ساعة وإعادة تكليفه مرجّحة

عايدة ابو هنا/الديار

عادت الامور الى نقطة الصفر بعد ان تعذّر على الرئيس المكلّف سعد الحريري تأليف حكومته الاولى واضطرّ الى الاعتذار. فبعد ان اصطدمت كل محاولاته على مدى ثلاثة وسبعين يوماً بحائط مسدود وبشروط ومطالب لم يستطع منطقه ورؤيته للامور ان يرضخ لها شاء النائب «العنيد» في الثوابت ان يضع جميع المعرقلين والذين حالوا دون قيام حكومة الوحدة الوطنية امام مسؤولياتهم فقدم الى بيت الدين المقر الرئاسي الصيفي وبعد أقل من ساعة من الاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خرج ليعتلي منصة التصريحات وليعلن امام اللبنانيين والرئيس سليمان اعتذاره في رسالة اعدّها وكتبها سلفاً معلناً عدم قبوله لأن تتحول رئاسة الجمهورية او الرئيس المكلف الى مجرد صندوقة بريد تتسلمان من خلالها مراسيم تسمية الوزراء الآتية  من الاندية والاروقة السياسية، متمنياً ان يصبّ قراره في مصلحة لبنان فتنطلق عجلة الحوار ويتم اجراء استشارات نيابية تنتهي الى قيام حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على قيادة البلاد وتوحيد اللبنانيين حول دولتهم.

وان لم يكن اعلان الرئيس الحريري لموقفه بالاعتذار مفاجئاً من حيث الشكل فإنه جاء  مفاجئاً من حيث التوقـيت، حيث كان الجميع يتوقع ان تفسح الساعات والأيام القليلة المقبلة لمزيد من المشاورات والاتصالات، الا انه وعلى ما بدا فإن الحريري وبعد 73 يوماً مشاورات واربعة أيام على تقديمه لتشكيلة الى رئيس الجمهورية والتي جوبهت بالرفض فانه يئس من المحاولات ولم ينجح الرئيس سليمان في المرّة الثانية من ثنيه عن الاعتذار، كما فشلت محاولتا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط من القيام به من وساطات داخلية وخارجية لترميم ما تصدع داخلياً، فالمعارضة بدت موحّدة ومتماسكة بموقفها الرافض للتشكيلة شكلاً ومضموناً وهي تمسّكت وللحظة الأخيرة بتوزير جبران باسيل واعطائه وزارة الاتصالات، وهذا امر كان محسوماً لدى الرئيس المكلف بعدم توزير راسبين ولم يتراجع عن  مواقفه في موازاة عدم تراجع المعارضة بدورها رغم ان الرئيس سليمان قد بقي محصناً وحتى اللحظة الأخيرة بأمل في ايجاد مخرج ينقل البلاد من حال المراوحة الى حال الولادة وهو وحتى قبيل وصول الحريري بلحظات الى بيت الدين وتقديم اعتذاره ظلّ يحاول انقاذ الموقف عبر اجراء الاتصالات مع الافرقاء كافة وبكل الاتجاهات وعلى المستويات كافة... لكن ما كتب قد كتب والاعتذار قدِّم وعادَت قضية التأليف والتكليف الى نقطة البداية وباتت الابواب مفتوحة على كل الاحتمالات والمؤكد فيها ان الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية ستعاد خلال ثمان واربعين ساعة على أبعد تقدير ويعلن القصر الرئاسي موعدها قريباً وهناك ارجحية كبرى كما تقول معظم المصادر على إعادة تكليف الحريري مجدداً خصوصاً وان الرئيس بري اعلن مسبقاً أنه سيعيد تسميته في حال اعتذاره هذا اضافة الى الاكثرية التي تصر على تولي الحريري للرئاسة الثالثة، وهذا التكليف الثاني قد تظهر فيه امور كثيرة ليس أقلها اسقاط صيغة الـ15/10/5 التي يعتبر فريق 14 آذار أنه ضحّى بالقبول بها كونه الفريق الاكثري وربما التقارب السعودي - السوري ومساهمته في ارساء هذه المعادلة حالياً قد لا ينجح في المرّة المقبلة وبذلك فان اعادة خلط الاوراق الذي حصل بالأمس يفتح المجال امام طرح العديد من الأسئلة والتكهنات التي تبقى الاجابة عليها مرهونة بتطورات الأيام المقبلة!

 

المنازلة الحكومية بين الموالاة والمعارضة باتت معركة بين «المستقبل» و«الوطني الحر»

إشكال بلدتي شدرا ومشتى حسن مؤشّر و«خلاف الصبيان» أشعل أحداث 1860

أوساط تخشى وقوع فتنة مع ارتفاع منسوب الاحتقان السياسي

اسكندر شاهين/الديار

 تخشى أوساط سياسية مواكبة للرقص السياسي على الحلبة الهشة، من ان تكون طريق الفتنة الداخلية باتت سالكة من خلال ثغرات صغيرة ولكنها قاتلة، فبعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة يبدو جميع اللاعبين الاقطاب كأنهم في واد، بينما المواطنون في واد آخر بعدما علقت التشكيلة الحكومية في عنق الزجاجة وارتفع منسوب الاحتقان المذهبي والطائفي من رأس الهرم الى قاعدته، واذا كان صنّاع القرار على الصعيد الداخلي يتبادلون البسمات في لقاءاتهم وافطاراتهم الرمضانية من الزاوية البروتوكولية والتكاذب الذي هو سيد القاموس السياسي، فإن الشارع تسوده لغة التكشير الذي غالباً ما يسبق الاشكالات الامنية التي بات تراكمها ينذر بالاقتراب من الانفجار الذي اذا حصل لا سمح الله سيعيد عقارب الساعة الى منتصف السبعينات، ليطلق طاحونة الدم على مسافة جيل آخر من أجيال لعنة حروب الاستتباع، ولعل أخطر ما في المرحلة الراهنة ان الاقتتال الداخلي اذا وقع، سيكون عمداً وقصداً وعن سابق تصور وتصميم وفق التوصيف القانوني، بعكس ما حصل في الحرب الاهلية التي تقاتل فيها الغير على الارض اللبنانية وتشابكت فيها كافة العوامل من محلية واقليمية ودولية.

وتضيف الاوساط ان الأزمة الحكومية ستنعكس بصورة آلية على الشارع الذي ينام على فوهة بركان، حتى اذاما تحرك سينهال سيل الحمم ليغرق البلد في اتون ويحوله الى رماد، لاسيما وان الاحتقان الطائفي في المرحلة الراهنة له جذور وامتدادات قد تبدأ هنا ولا تنتهي في افغانستان، وسط حملات التحريض من كافة الافرقاء حيث لا يزال 7 أيار حاضراً في الأذهان ولم ينسَ البعض تداعياته مما يخشى من ان ذيوله ستكون حاضرة في الشارع وربما ابلغ دليل على ذلك ما طرحه النائب خالد زهرمان عضو كتلة «لبنان أولاً» «7 أيار ولّى والشارع بالشارع والتعبئة بالتعبئة والبادىء أظلم»، وما يقلق المراقبين ان المنازلة الحكومية تسوّق وكأنها منازلة بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، وليست بين الموالاة والمعارضة، مما ينذر بفتنة مسيحية سنية اذا ما وقعت ستتحول بسرعة وفق المعطيات الى فتنة سنية شيعية يسعى النائب وليد جنبلاط الى تحييد نفسه وطائفته الدرزية من أتونها، وما يزيد من سوداوية الصورة بعض المجريات الميدانية وأهمها:

1ـ الاشكال الامني الذي وقع بين بلدتي شدرا ومشتى حسن وما يحمله من دلالات خطرة كونه اشكال بين بلدتين مسيحية ومسلمة ومن يعرف تاريخ الحرب اللبنانية يعلم ان الاقتتال الطائفي في عكار عام 1976 انطلق حصرا من هذه المنطقة وان خلاف الصبيان اشعل احداث 1860 في الجبل.

2- تعرض احد ضباط الجيش لمحاولة اعتداء في منطقة العبدة العكارية على خلفية حادث مرور ولو لم يشهر مسدسه دفاعا عن النفس لوقع المحظور والعبدة هي الامتداد الطبيعي لمخيم نهر البارد الذي يقع ضمن نطاقها جغرافيا.

3- تعرض احد الشبان من سكان بلدة القبيات لعملية دهس بينما كان يركب دراجته النارية اثر خلافه مع سائق سيارة من بلدة اكروم حيث صدمه الاخير قصدا بعد تلاسن كلامي بين الطرفين.

4- بعض المصادر ترصد حركة لافتة لمجموعات اسلامية على علاقة بفتح الاسلام في منطقة الشمال واقليم الخروب والخشية من دخولها على خط الفتنة لدى وقوع اي حادث امني واستغلاله.

 

توافق نيابي على إعادة تسمية الحريري

هيام عيد/الديار

لم تفلح حركة الاتصالات واللقاءات المكثفة في اليومين الاخيرين في تسجيل اي تسوية او احداث خرق ولو بالحد الادنى في جدار الاستحقاق الحكومي، فأتى اعتذار الرئىس المكلف سعد الحريري وان كان متوقعاً ليحسم نتائج كل الحراك السياسي الذي كان محوره قصر بيت الدين من جهة وقريطم من جهة اخرى. وفي قراءة للاعتذار رأت اوساط سياسية مطلعة ان الحوار في جولته الاخيرة بين الحريري وممثلي المعارضة لم ينته الى اي تفاهم ولو بالحد الادنى على الثوابت المعلنة مبدئياً من قبل الفريقين الاساسيين في المجلس النيابي اذ ان سقف المطالب المرفوع من قبل فريق المعارضة لم يلحظ أي تخفيض او حتى مرونة في مناقشته في الاجتماعين الاخيرين اللذين حصلا تباعاً في قصر بيت الدين وفي قريطم. وأوضحت الاوساط ان نصيحة رئىس مجلس النواب نبيه بري الى كل الاطراف بالحوار الهادىء والابتعاد عن التشنج قد تركت أصداء قوية لدى الرئيس المكلف الذي كان في موقع المستمع الى الشروط التي ما زال يصر عليها ممثل النائب العماد ميشال عون الوزير جبران باسيل الذي رفض حتى المشاركة في اللقاء الأخير في قريطم، لكنها لم تؤدِ الى إنضاج الظروف المرافقة لآلية مناقشة التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف الاثنين الماضي الى رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

وفي المقابل كشفت الاوساط أن الرئيس المكلف ما زال غير موافق على تطبيق نظرية توزير الراسبين في الانتخابات النيابية الأخيرة وبالتالي شكل هذا الرفض عاملاً مباشراً في دفع كل الوساطات الاخيرة الى الفشل واعادة الملف الحكومي مجدداً الى المربع الاول وذلك على الرغم من كل المواقف السياسية المعلنة. وانطلاقاً من هذا المشهد فإنه من الصعب ان تلوح اية مخارج ممكنة للازمة الحالية خصوصاً في المهلة الزمنية القصيرة التي تم التداول بها كحد أقصى قبل توجه رئيس الجمهورية الى نيويورك.

وعن الخطوة التالية بعد اعتذار الحريري لاحظت الاوساط نفسها أن المعطيات السياسية تشير الى استمرار التوجه لدى غالبية الكتل النيابية الى اعادة تسمية النائب الحريري لرئاسة الحكومة وذلك بصرف النظر عن تجربة التكليف والاعتذار. وأوضحت ان العوامل التي دفعت الى تسميته في المرة لم تشهد اي تعديل أو تغيير سواء من الناحية الداخلية أو من الناحية الاقليمية وبالتالي فإن الرهان على أن اعتذار الحريري يشكل خطوة حاسمة وتقطع الطريق امام استمراره مرشحاً في نادي رؤساء الحكومة، ليس في محله لأن هناك شبه اجماع على إعادة تسميته في المشاورات المقبلة التي سيجريها رئىس الجمهورية وسيبرز هذا الاتجاه في الايام القليلة المقبلة حيث ستتبلور ملامح الصورة السياسية التي تتساوى فيها احتمالات التسوية مع احتمالات الازمة المفتوحة لمدة أشهر. وكشفت عن وساطات تجري في الكواليس لاحداث تغيير في المعادلة التي ستقوم عليها المشاورات المقبلة لاعادة تشكيل الحكومة، والتي سترتكز على تقديم حل وسط يرضي طرفي الخلاف والذي فجر العملية السياسية التي دامت نحو شهرين ونصف.

 

هدوء سياسي يسبق العاصفة ويذكّر بمرحلة ما قبل اتفاق الدوحة..

مصدر في الأكثرية : المعارضة تعمل على ضرب المؤسسات بهدف إسقاط النظام

صونيا رزق/الديار

على الرغم من المواقف العقلانية التي يطلقها معظم السياسيين اللبنانيين من خلال تشديدهم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والحوار والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين والحرية والديموقراطية، وعلى الرغم من الكلام المعسول والشعارات الرنانة التي نسمعها يومياً، والتي بمعظمها لم نشعر بنتائجها ولو لمرة واحدة، فهذه الثوابت تبدو اليوم في خطر بعد العرقلة والمماطلة واعتذار الرئىس المكلف سعد الحريري بعد مرور مدة طويلة على التكليف، والمطلوب بذل الجهد الكافي لتحصين الوضع المؤسساتي الشرعي للوقوف ضد كل من يهدد او يُخوّف الفريق الآخر، واتاحة الفرصة للرئيس الذي سيكلف من جديد سعد الحريري كي يدير عملية التأليف بقدر من المناخ التوافقي، كما يجب عدم اعطاء الفرصة لايقاظ كوابيس المذهبية والطائفية واشعال النار النائمة تحت الرماد، وسط تخوف البعض من اية اشارة قد تؤدي الى اندلاع ألسنة تلك النيران ولهيبها لتصيب مشروع الدولة في الصميم، فالخوف من الاحتقان السياسي في شوارع العاصمة واحيائها اصبح مألوفاً، خصوصاً اننا نسمع اليوم عن عودة مسلسل الاغتيالات والتسلّح اضافة الى حركة امنية غير مألوفة في بعض المناطق لها مفاعيلها في الوقت الراهن، مما يُذكرنا بمرحلة ما قبل اتفاق الدوحة وهبوب العاصفة فجأة.

فالرجوع الى نقطة الصفر في ما يخص التأليف الحكومي لا شك انه أعاد البلاد الى الوراء من جميع النواحي والخوف من المجهول اصبح وارداً في كل لحظة، اذ بات البعض يفتش عن أي طرح ولو من عالم الخيال ليعرقل تشكيل الحكومة لأغراض باتت معروفة، فالعرقلة التي أحاطت التشكيل أتت ضمن مسلسل شلّ الدولة ومؤسساتها الدستورية بأساليب متنوعة ومتعددة الأوجه، على غرار ما شهده لبنان من وسائل التعطيل سابقاً، وفي هذا الاطار قال مرجع سياسي في الاكثرية «ما هو معروف في الدول الديموقراطية ان لا وجود للمعارضة عندما تكون مشاركة في الحكومة، وعادة وبحسب المفهوم السياسي للكلمة فالمعارضة هي الجهة التي تكون خارج الحكم، لكن حين تكون في الداخل لا يمكنها مساءلة ومحاسبة الحكومة لأن الجميع شريك فيها، وقد آن الاوان للبعض أن يفهم ان لبنان لا ينجح إلاّ بالتوافق والحوار والتواصل وتدعيم الاستقرار السياسي»، وسأل المصدر «هل المطلوب ان تحصل مشكلة كبيرة كي تكون بمثابة سبب أساسي لافتعال احداث امنية، معتبراً أن المشهد الراهن يشبه الى حد بعيد مرحلة ما قبل انتخاب رئىس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والبعض يلجأ اليوم الى المماطلة بهدف حرق رصيد النائب الحريري، ويُعرقل بهدف الحصول على مكاسب سياسية وهذا ما يعتقده، وفي مفهوم هذا البعض أن المماطلة لها ايجابياتها، لكن على ما يبدو أن النائب الحريري «نفسه» طويل جداً وهو قادر على التفاوض الى اجل غير مسمى، ولحين استسلام البعض وهو عائد بالطبع ليتولى من جديد منصب رئاسة الحكومة.

ويتابع الصدر «يتبادر الى ذهن جمهور قوى 14 آذار ان هذه القوى قد أخطأت في مكان ما، وربما عند إعلان نتائج الانتخابات النيابية، بعد أن اطلقت سياسة اليد الممدودة والانفتاح، لأن الفريق الآخر لا يعرف التعاطي مع هذا النوع من السياسات، أو أن المعارضة لا تريد الحريري رئىساً للحكومة، انما تريد الحصول عبر شروطها على تلك الاهداف التي لم يعطها اياها الشعب من خلال الانتخابات النيابية، اذ ان معطياتها قبل الانتخابات لم تتحقق لذا تعمل على تحقيقها اليوم، والمعارضة عودتنا على سياسة الرد بالسلاح والابتعاد عن كل ما هو حواري وانفتاحي على الشريك في الوطن، وختم المصدر «مفاعيل 7 ايار غير موجودة اليوم الا اذا كانت المعارضة تعمل على ضرب المؤسسات بهدف اسقاط النظام على الرغم من انها نالت اكثر مما تستحق في التشكيلة الحكومية لكنها ما زالت ترد بالرفض وأخذ البلاد نحو المجهول».

 

أين المسألة؟

عـمـاد مـوسى

الجمعة 11 أيلول 2009

لبنان الآن/بخلاف كل القانونيين والخبراء الدستوريين، وجد فقيه التغيير والإصلاح، المحامي والنائب ابراهيم كنعان (47 عاماً) في  خطوة الرئيس المكلف (وليس النائب المكلّف) تناقضاً ومنطوق المادة 53 فقرة 4 من الدستور، بإعداده منفرداً تركيبة حكومية وتقديمها إلى رئيس الجمهورية خلافاً لما ينصّ عليه الدستور لجهة أن يتم التأليف بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. ورأى "ميتر" كنعان الأكثر حيوية في برامج "التوك شو" بين سائر زملائه وخلاّنه، وبصفته الناطق باسم التكتل العريض في غياب الـ"غاد فاذر"، في ما اقترفه الشيخ سعد  "سابقة تنتقص من صلاحيات الرئاسة الأولى وتجاوزاً للأعراف والأصول التي ترعي عملية تأليف الحكومات في لبنان".

وكأني بكنعان وتكتله يزايدان على موقف رئيس البلاد المتفهّم تماماً لخطوة الحريري الأولى والثانية، وقد مارس الأخير دوره الطبيعي في طرح تشكيلة حكومية منطقية وواقعية إلى حد كبير، لا بل مجحفة في حق حلفائه، وعرضها على رئيس الجمهورية، ولصاحب الفخامة كامل الصلاحية في أن يتبناها أو يعترض عليها أو تغيير بعض الأسماء والحقائب فيها بالإتفاق مع الرئيس المكلّف. وما محاولة الطعن والتشكيك في دستورية ما أقدم عليه الحريري إلاّ لإظهار تكتّل العماد عون كمدافع عن صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني في وجه التعدي السافر الذي يمارسه رئيس الحكومة السني! ولعل أطرف نكتة وردت في البيان الأخير للتكتل الذي التأم برئاسة طيف العماد عون الموجود جسدًا في العاصمة التشيكية  براغ وبغياب عطوفة المير ونيافة "البطرك" سليمان بك فرنجيه أن "المسألة ليست مسألة أسماء وحقائب، مع العلم أن الأسماء المطروحة هي أهل للمهمة" فأين المسألة إذاً؟ وأين مكمن العِقد؟ في معراب؟ في الصيفي؟ في جدة؟ في المختارة؟ في واشنطن؟ عند بيت سعيد؟ وأين كان لبّ المشكلة؟ هل يُفهم  مما ورد في متن البيان أن تكتل "التغيير والإصلاح" لا يميّز بين صهر وصهر؟ وبين صهر وابن أخت؟ وبين ناجح ومتفوّق؟ وبين اتصالات وأشغال؟ وبين بيئة وعمل؟. وهل المسألة أن الحريري ارتكب عملاً شنيعاً منافياً للأخلاق والحشمة والتقاليد والقيم والدستور بطرح إسم الدكتور فريد الخازن كرجل أهلٍ لحقيبة التربية الوطنية وآلان عون للأشغال  واللواء معلوف للثقافة بعد امتناع التكتل عن تسمية مرشحيه طوال أسابيع معتدياً على صلاحيات الجنرال؟ فهل كان على رئيس الحكومة أن يوزع الحقائب على الكتل على أن "يلبّق" لكل كرسي قفا؟ أو أن ينتظر إلى ما شاء الله لمراضاة ممتهني "التبليط" والتعطيل والتهويل؟

أين المسألة إن لم تكن صهراً واتصالات وداخلية وعناد وخمس مقاعد "خلانج" باب أوّل؟

أين المسألة؟ أما وقد اعتذر الرئيس النائب سعد الحريري عن تأليف الحكومة العتيدة، مفنداً الأسباب التي أملت عليه هذه الخطوة، ومنها رفضه "تحويل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة إلى صندوقَيْ بريد" فقد أصبحنا أمام مسألة أخرى قد يكون عنوانها المقبل فؤاد السنيورة. ومسألة تسمية السنيورة إن تمّت فسيجد فيها البعض أنها تتعارض مع الوحدة الوطنية والدستور وآلياته وموتوسيكلاته ومفسّريه!

 

استقطابات تشكيل الحكومة في لبنان والصراع على الجنرال

رضوان السيد (الشرق الأوسط)

، الجمعة 11 أيلول 2009

لقد كان مشهدا شديد الإيحاء وبالغ الدلالات، مشهد ذهاب أقطاب المعارضة اللبنانية يقودهم هذه المرة جبران باسيل ـ صهر الجنرال عون ـ إلى القصر الجمهوري الصيفي ببيت الدين؛ وذلك لإبلاغ رئيس الجمهورية بأن المعارضة ترفض التشكيلة الحكومية التي عرضها سعد الحريري رئيس الحكومة المكلف. أما سبب الرفض المعلن فهو أن التشكيلة تخلو من اسم جبران باسيل وزيرا للاتصالات. وكان حزب الله وحركة أمل قد أعلنا بالفعل خلال الأسبوعين الأخيرين أنهما لن يقبلا إلا ما يقبل به الجنرال، وها هما يذهبان إلى رئيس الجمهورية يقودهم السيد باسيل ـ الذي لم ينجح في الانتخابات اللبنانية الأخيرة ـ ليرددوا من ورائه ما سبق أن أعلنوه من قبل!

والواقع أن مخاض تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة، حكومة ما بعد الانتخابات، مر بأربع مراحل حتى الآن. في المرحلة الأولى، وبعد أن كلفت الأكثرية النيابية سعد الحريري بتشكيل الحكومة، انصرف الرئيس المكلف لمفاوضة حزب الله وحركة أمل، في الوقت الذي كانت هناك اتصالات سعودية ـ سورية لتسهيل التشكيل من جهة دمشق. وبالفعل فقد بلغت تلك المرحلة ذروتها بإعلان الأمين العام لحزب الله عن الاتفاق مع الرئيس المكلف على إقامة حكومة الشراكة الحقيقية، وإعلان سورية عن العمل على تسهيل الحكومة العتيدة، والترحيب باستقبال سعد الحريري بدمشق. ثم حدث «اضطراب» غريب بعض الشيء، فقد زار الأمين العام لحزب الله سورية من جهة، وتوقفت الاتصالات السعودية ـ السورية من أجل لبنان؛ من جهة ثانية. ودخلنا في المرحلة الثانية وهي مرحلة «الفوضى» التي أحدثها انشقاق النائب وليد جنبلاط عن الأكثرية بزعامة سعد الحريري، ذاهبا في الوقت نفسه باتجاه حزب الله، ثم باتجاه سورية، وأظهر الطرفان السوري والمعارضة اللبنانية الحبور والسرور، بضياع حظوظ الأكثرية لأنها لم تعد كذلك. وإذا كانت المرحلة الأولى تعتبر إنجازا للرئيس المكلف؛ فإن المرحلة الثانية شكلت تحديا له، انصرف خلاله لرأب الصدع في صفوف حلفائه؛ في حين بدت سورية شامتة، وبدا حزب الله متربصا. وخلال أسبوعين، وبمساعدة المملكة أمكن تهدئة حركة جنبلاط المتسارعة؛ بحيث أعلن في النهاية عن بقائه إلى جانب سعد الحريري، وإن من خارج معسكر «14 آذار»! وهكذا اتجه الرئيس المكلف إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التفاوض مع الجنرال عون، باعتبار أن الاتفاق مع حزب الله وحركة أمل لا يزال ساري المفعول. وفي هذه المرحلة تصاعد الجدال مع الحزب، لأن أنصار الرئيس المكلف أعلنوا أن الحزب وعد بالمساعدة في إقناع الجنرال، وهو الآن يقول تارة إنه لم يعد، أو أنه لا يستطيع إقناع الجنرال بأي شيء. وفي المرحلة الثالثة هذه بدا أن الجنرال إنما يأتمر بأوامر سورية، ولا يرغب في تشكيل الحكومة. ولذلك فقد طالب الرئيس المكلف بخمسة حقائب بينها وزارة الداخلية (= وزارة سيادية)، ووزارة الاتصالات لصهره غير الناجح في الانتخابات، جبران باسيل.

وأبرز ما شهدته هذه المرحلة، بالإضافة إلى تصلب الجنرال عون، إقبال أنصار سورية في لبنان جميعا على مهاجمة سعد الحريري شخصيا، ومهاجمة المحكمة ذات الطابع الدولي. وقد شارك في الهجوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم. في حين دأب الرئيس المكلف على تأكيد انفتاحه وإصغائه إلى سائر مطالب الجنرال على أن تبقى منطقية، وتحت سقف الدستور والأعراف. بيد أن هذه المرحلة ختمت بالفعل بإعلان صهر الجنرال أنه إما تلبية المطالب وأداء الحقوق للجنرال وتياره وصهره.. أو الحرب الأهلية!

وكان التكليف بتشكيل الحكومة يدخل شهره الثالث، حين دخلنا المرحلة الرابعة بإعلان الرئيس المكلف عن نفاد صبره، وعن اتجاهه ـ بحسب صلاحياته الدستورية ـ إلى عرض تشكيلة يراها منطقية على رئيس الجمهورية؛ بغض النظر عما يطلبه هذا الفريق أو ذاك. وبحسب الدستور أيضا؛ فإن رئيس الجمهورية إما أن يوافق على التشكيلة فتصدر بها المراسيم، أو يرفض؛ فيعتذر الرئيس المكلف عن الاستمرار في مهمته، ويعود الأمر إلى مجلس النواب ورئيس الجمهورية لإجراء مشاورات، والعودة إلى تكليف الحريري ثانية باعتباره زعيم الأكثرية، أو أي شخص آخر تؤيده تلك الأكثرية وزعيمها. وقد تريث رئيس الجمهورية في قبول التشكيلة المعروضة، رغم أن فيها تنازلات كثيرة للمعارضة ومن ضمنها الجنرال عون. فصحيح أن الجنرال ما حصل على الداخلية أو الاتصالات؛ لكنه حصل على أربع حقائب ووزير دولة. وبين الحقائب وزارات التربية والأشغال والعمل والثقافة، كما حصل الطرف الشيعي على خمس حقائب بينها الخارجية والصحة. والطريف ما حصل في الساعات الأخيرة، أو ليل الاثنين/ الثلاثاء، فقد مضى الوزير غازي العريضي إلى المملكة، وأشيع أنه يعرض التخلي عن وزارة الاتصالات التي حصل عليها فريق جنبلاط، لإعطائها لعون وباسيل؛ تسهيلا لقبول عون بالتشكيلة كلها، أو مع بعض التعديلات الطفيفة الأخرى. وما وافق الرئيس المكلف على عرض جنبلاط والعريضي، وأعلن استعداده لقبول تعديلات طفيفة فقط على صيغته وإلا فالاعتذار.

ماذا حصل خلال الأسابيع بل السنوات الماضية، وماذا يمكن أن يحدث الآن؟ يمكن تلخيص الصراع السياسي أو الصراع على السلطة بين 2007 و2009 على أنه صراع بين النظام السوري من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، على الجنرال عون! فبعد حرب تموز عام 2006، خرج الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس السنيورة ـ وما كان الجنرال عون ممثلا فيها ـ، ولثلاثة أسباب: محاولة منع إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، وصرف الأنظار عن المسؤوليات والأعباء المترتبة على حرب تموز، وملاقاة سورية وإيران في عمليات المواجهة التي كانت جارية بالمنطقة، وعندما رأى الطرفان أن خروجهم لم يؤثر في المسار العام للحكومة والبلاد بسبب وجود أكثرية لقوى «14 آذار» في البرلمان، ووجود أكثرية الثلثين في الحكومة لصالح تلك القوى؛ فقد اتجهوا للهجوم على الحكومة بالقوة من أجل إسقاطها: اعتصمت المعارضة اللبنانية في وسط بيروت وحاصرت السراي الحكومي، وأقفل رئيس المجلس النيابي المجلس لمنعه من الاجتماع، وبعد سنة ونصف، وعندما اقترب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحجج حزب الله وأنصاره ببعض قرارات الحكومة، للإقدام على احتلال بيروت بقوة السلاح في 7 أيار عام 2008! وخلال مدة الحصار وإلى حين احتلال بيروت كان الشعار المرفوع هو المشاركة، والمشاركة تقتضي من وجهة نظرهم أن يكون لهم الثلث + 1 في مجلس الوزراء. ولأن تمثيلهم الذي خرجوا منه بأنفسهم كان عشرة وزراء؛ فهذا يعني أنهم كانوا يطالبون بزيادة وزير واحد من أنصار الجنرال عون. وقد تحقق لهم ذلك بالفعل في مؤتمر الدوحة، كما هو معروف، قبل نهاية أيار عام 2008، أي في نفس شهر احتلال بيروت! ورغم هذا الجهد الكبير الذي بذلوه من أجل إرضاء الجنرال، ومن ضمنه إحداث شرخ مع السنة دمر العلائق التاريخية بين المسلمين؛ فإن الجنرال لم يرض تماما عنهم، لأنهم في معمعة رئاسة الجمهورية اللاحقة ما استطاعوا الإتيان به رئيسا للجمهورية! وفي العام 2008، كما هو معروف ظهر الشرخ بين النظام السوري وحزب الله على أثر مقتل عماد مغنية، القائد الأمني للحزب. وكان الجنرال عون قد أدرك إمكان الابتزاز للطرفين؛ فمضى إلى سورية في «زيارة تاريخية» توجته خلالها زعيما للمسيحيين العرب! ثم عاد حزب الله لاجتذابه بالتحالف معه في الانتخابات النيابية، رجاء الإبقاء على غطائه المسيحي، ورجاء الحصول على الأكثرية في مجلس النواب. وهكذا حصل عون على فوائد طائلة، ومن ضمنها الفوز في عدة دوائر بسبب وجود الناخبين الشيعة فيها. لكن بعد الانتخابات التي احتفظت فيها قوى «14 آذار» بالأكثرية؛ عادت سورية لمغازلة الجنرال واجتذابه من طريق إدخال الموالين لها من النواب إلى تحالفه الذي وصل إلى حوالي الـ25 نائبا. ثم جاءت التجاذبات على تشكيل الحكومة التي كُلف سعد الحريري بتشكيلها؛ فمال حزب الله إلى تسهيل التشكيل في البداية، وبخاصة أنه حصل من الرئيس المكلف على كل ما أراد. وقد أزعج ذلك الجنرال الذي رأى أن الحزب تجاهل مطالبه وطموحاته، فأصغى للهمسات السورية وتشدد. فسارع الحزب إلى ملاقاته على ما يريد؛ فكانت المرحلتان الثالثة والرابعة من مراحل تشكيل الحكومة، وبدا فيهما الجنرال سيد الساحة والموقف، حيث مضى ممثل الحزب وممثل الرئيس بري إلى رئيس الجمهورية يقودهما السيد جبران باسيل؛ لرفض التشكيلة التي عرضها الرئيس المكلف سعد الحريري!

صرفت مشكلات تشكيل الحكومة اللبنانية أنظار وسائل الإعلام المحلية عما يجري في المنطقة. وفي المنطقة الآن تجاذب يتنامى بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الاستيطان. وفي المنطقة صراع إعلامي عنيف بين العراق وسورية بشأن المسؤوليات عن الإرهاب في العراق، وقلق سوري بشأن مواقع دمشق الجديدة في محيطها. وفي المنطقة أيضا، وأيضا اشتداد التوتر بين الأطراف الدولية وإيران مع اقتراب مواعيد النظر في مجلس الأمن في الملف النووي الإيراني أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الحالي. ولأن سائر الأطراف في لبنان تتأثر كثيرا أو قليلا بالأطراف الفاعلة في المنطقة؛ فالذي يبدو أن أمد التجاذب على تشكيل الحكومة اللبنانية، سوف يطول ولن يقصر. وفي الساحة اللبنانية التي انصرفت عنها الأضواء، يبدو الجنرال عون فارسها المجلّى، إلى حدود أزعجت وليد بيك، الذي لا ينقصه الإحساس بأهمية الفروسية، ورحم الله دون كيخوته وصانعه سرفانتس!

 

الممر الملزم لتشكيل الحكومة نقيصة من عمر عون السياسي؟

الشرق/الفرد النوار

في مناسبة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، وهي من المرات النادرة في الحياة السياسية اللبنانية، من الواجب والضروي والملح اعادة تذكير من يهمه امر حلحلة العقد او تعقيد الحل بسابقة ميشال عون "الشريف النظيف العفيف" عندما شكل حكومة من المجلس العسكري، انسحب منها الوزير السني والشيعي والدرزي لتستمر بوزيرين ماروني (عون) وارثوذكسي (عصام ابو جمرة). وانضم الى تلك الحكومة وزير مسيحي ثالث هو ادغار معلوف.

 ولان الذكرى لم تعد تنفع، ضرب عون ضربته السياسية بعد عودته من منفاه الباريسي الصعب، وتحالف مع حزب الله عبر ورقة تفاهم على السراء والضراء، جعلت منه الناطق باسم المعارضة التي كانت ولا تزال تضم تكتل التغيير والاصلاح في تياره الوطني وفي تيار المردة وفي حزب الطاشناق وبعض خوارج الاحزاب المسيحية!

 لقد جرت اخيرا مراجعة حزب الله بالتحديد بسابقة حكومة عون، كما تمت مراجعة غيره بلا جدوى، ربما لان الاخذ بهذه النقيصة السياسية - الدستورية قد تطيح بالتحالف وبالتفاهم وبالتعاطي القائم على اساس مذهبي - مناطقي هنا وحزبي سياسي - رفضي في غير مكان لاسيما ان تراجع النائب ميشال عون عن تحالفه مع حزب الله سيؤدي تلقائيا الى ما يشبه تراجع الحزب عن التفاهم معه. والمقصود هنا انكشاف عون النيابي في منطقة بعبدا وفي منطقة جبيل وفي منطقة جزين!

كذلك، فان مردود الانكشافات لا بد وان يطاول حركة الشارع، خصوصا انه يستحيل القول ان المواطن الشيعي وحده يقف وراءها ووراء بعض الظهور المسلح ووراء بعض الارتدادات السياسية التي حتمت على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "تكويعا قياسيا".

 في ايام حكومة ميشال عون البتراء العوراء كانت مقولة "يا شعب لبنان العظيم" قائمة على قاعدة العداء لسورية، والعداء لحلفاء سورية. فيما تغيرت هذه المقولة اليوم بالاتجاه المعاكس. من غير ان ينسى احد "الحلف السري" الذي كان قائما بين عون وصدام حسين وبين عون والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. كل ذلك تبخر لحظة اجتياح قصر بعبدا بالقوة السورية المغطاة بقيادة الجنرال اميل لحود الذي قبض ثمن فعلته لاحقا رئاسة الجمهورية على مدى تسع سنين!

 وفي هذه الايام، تعذر على عون ان يعود رئيسا على رغم دعم حزب الله والسوريين وايران ايضا، غير انه منع لاشهر انتخاب رئيس للجمهورية وتسبب عن سابق اصرار وتصميم في شل مجلس النواب من خلال تحالفه مع حركة امل وحزب الله، كما انساق وراء لعبة سياسية - امنية كادت تتسبب بتفجير البلد وهي لا تزال تمارس بوسائل قريبة مما حصل، من غير حاجة الى التذكير بالتسيب الحاصل في اكثر من منطقة وعلى عينك يا تاجر؟!

 اليوم، اعتذار من جانب الرئيس المكلف "لان عون الذي حكم بوزيرين مسيحيين يرفض الا ان يملي شروطه ومطالبه مدعوما من حزب الله وحركة امل". وهذا التصرف الذي لا سابق له لا بد وان يؤدي تلقائيا الى وضع البلد على كف عفريت اسمه عون. الذي سبق لمن يحاول التقرب منه هذه الايام (وليد جنبلاط) ان اطلق عليه اسم "تسونامي" في مرحلة انتخاب العام 2005 (...) ولا حاجة لتذكير جنبلاط بالتسمية المشار اليها كونها لا تخدم هواجسه في هذه المرحلة السياسية الحرجة؟!

 واليوم ايضا، قالت المعارضة كلمتها ظنا من حركة "امل" وحزب الله ان تفاهمهما مع عون لا فكاك منه، فيما يعرف من هو في غير مكان الحركة والحزب ان استمرار العزف على مشروع ميشال عون ليس لمصلحة احد ولن يؤدي الغاية المرجوة من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية (...)

 وطالما ان الحزب والحركة مقتنعان بان "لاحكومة الا بعد موافقة الحليف وصهر الحليف"، فهناك من يجزم بان من سبق له القول "ان رئاسة الجمهورية طويلة على رقبة عون" فهو قادر على ان لا تخرج رئاسة الحكومة ومعها التكليف عما حصل قبل زهاء ثلاثة وسبعين يوما وعما تضمنته التشكيلة التي اعترضت عليها قوى 8 اذار وصولا الى اعتذار الحريري؟!

 ثمة جديد قد يعول عليه في هذه المرحلة السوداء من خلال قول الرئيس نبيه بري انه سيعود الى تسمية سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة، فيما هناك قناعة راسخة في جانب الاكثرية مفادها ان الوزارة اصبحت طويلة على رقبة الصهر طال زمان العقد ام قصر؟!

 

لا حكومات من دون الاتصالات... وباسيل

سركيس نعوم/النهار     

أحبط رئيس الجمهورية ميشال سليمان محاولات المعارضة اتهام رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بخرق الدستور لـ"انفراده" بوضع تشكيلة حكومية ورفعها الى سليمان طالباً منه توقيعها او على الاقل اتخاذ موقف منها خلال يوم او يومين. وكان ذلك عندما ابلغ الى ممثلي "ترويكا" 8 آذار (اي الثلاثي الأكثر فاعلية داخله) الذين اثاروا معه هذا الموضوع ان الحريري تصرف وفقاً للدستور وصلاحيات الرئيس المكلف المنصوص عليها في احدى مواده. وموقفه هذا كان محقاً وحكيماً وصحيحاً. ذلك ان اللقاءات التي عقدها مع رئيس الوزراء المكلف في القصر الرئاسي منذ تكليفه لم تكن للمجاملة او التعارف او التكاذب وانما للتشاور حول الحكومة الجديدة التي ناطت الغالبية النيابية مهمة تأليفها به. والتشاور يمكن ان يشمل تقويم الاوضاع الداخلية وتقدير مدى تاثير الاوضاع الاقليمية والدولية عليها ومحاولة معرفة اثر ذلك على عملية تأليف الحكومة الجديدة. ويمكن ان يشمل ايضاً الصيغ الحكومية بغية اختيار الاكثر ملاءمة منها للبلاد والاكثر صوناً للاستقرار والوحدة الوطنية على هشاشتهما. ويمكن ان يشمل ثالثاً الحقائب وطريقة توزيعها على الكتل النيابية والتيارات الحزبية والسياسية وعلى الطوائف والمذاهب والمناطق. ويمكن ان يشمل رابعاً اسماء الوزراء الذين يمكن ان يرضي توزيرهم الجهات التي اليها ينتمون والتي يمكن ان توحي الى الناس الكثير من الثقة او بعضاً منها. انطلاقاً من ذلك فإن تقديم الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية تشكيلته لم يكن بغرض الاستئثار بتأليف الحكومة والمس بصلاحيات الرئاسة الاولى والتي نص الدستور على ان تكون الحكومة نتيجة لتشاور شاغلها والرئيس المكلف. بل كان يقصد أن يقدم له حصيلة مشاوراته مع الافرقاء السياسيين المتنوعين في البلاد وحصيلة مشاوراته معه في بعبدا بغية معرفة رأيه فيها واعطائه المجال للتشاور بدوره مع هؤلاء الافرقاء قبل التفاهم مع الرئيس المكلف على الصيغة النهائية للحكومة او قبل وصولهما معا الى اقتناع بأن صيغة كهذه لا تزال بعيدة. انطلاقاً من ذلك يمكن اعتبار اقتراح البعض "جلوس" الرئيس سليمان و"الرئيس" الحريري معاً للاتفاق على الاسماء والذي قدمه عدد من السياسيين والاعلاميين هو في غير محله. الا ان هذا الامر على اهميته يبقى تفصيلاً. ذلك ان المهم هو النتيجة. فالايام القليلة الماضية التي اعقبت تقديم الحريري "اقتراحه" الحكومي الى سليمان حفلت بالكثير من التشاور المباشر وغير المباشر بين كل منهما والافرقاء السياسيين المتنوعين وفي مقدمهم "التريو" المعارض المنتمي الى 8 آذار. لكن ذلك لم يفلح في تحقيق الاختراق المطلوب الذي لا بد ان يقوم على تبادل التنازل بين فريقي المعارضة والموالاة وتحديداً بين الرئيس المكلف و"التريو" المذكور. الا ان هذا التشاور كان يفترض ان يستمر بضعة ايام أخرى تلبية لمطالب جهات محلية وازنة واخرى اقليمية وإن متناقضة رغبة في افساح المجال امام التوصل الى تسوية معينة. فاذا كانت النتائج ايجابية تصدر مراسيم قبول استقالة حكومة السنيورة وتكليف النائب سعد الحريري تأليف حكومة جديدة. لكنه توقف بتقديم الحريري اعتذاره أمس الى سليمان. ماذا سيحصل الآن؟ الجواب صعب جداً، لكن لا شك في ان الأزمة الحكومية انفجرت ويمكن ان تتحول أزمة حكم في مستقبل قريب فرئيس الجمهورية ملتزم إجراء استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس مكلف. والغالبية النيابية هي عند الرئيس المكلف المعتذر. فهل تسميه مجدداً لتأليف الحكومة فيواجه الصعوبات نفسها ولكن على نحو اكثر حدة؟ أم تسمي رفيقاً له في 14 آذار يمكن ان يكون مقبولاً من 8 آذار وان مقيداً بحدود فريقه؟ وماذا تفيد تسمية كهذه؟ وماذا تفعل الاقلية النيابية اذا سمت الغالبية الرئيس المصرِّف للاعمال فؤاد السنيورة؟

اياً تكن التسميات لا بد من القول ان البلاد دخلت منذ الاعتذار أمس مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات السلبية. ذلك ان الصراع بين 8 آذار و14 آذار هو في حقيقته صراع على البلاد وعلى صيغتها ونظامها وعلى من يحكمها. وهو أيضاً صراع الحلفاء الاقليميين والدوليين لكل من 8 و14. وهو في جانب منه صراع الشرق الاوسط المزمن وصراع المذاهب المزمن وصراع الأديان المزمن. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل يبقى الصراع سلمياً أم يتحول عنفياً وخصوصاً في ضوء تمسك سوريا وايران بنفوذهما في لبنان وعليه وتمسك 14 آذار باستقلاله وسيادته ونظامه الديموقراطي وباتفاق الطائف؟

ما هي الاسباب الحقيقية للمأزق الحكومي بل الوطني الراهن؟

يورد المتابعون اللبنانيون الدقيقون اسباباً عدة. ابرزها اثنان. الاول، تمسك 8 آذار بل قائده "حزب الله" بل راعييه الاقليميين بوزارة الاتصالات ورفض التخلي عنها اياً تكن كلفة الرفض وحجم التحدي الذي يرتبه. والثاني، تمسك 8 آذار بل قائده "حزب الله" بل راعييه الاقليميين ليس بتمثيل "التيار الوطني الحر" في الحكومة، لان الرئيس المكلف اعطاه خمسة وزراء كما طلب وعلماً ان تمثيله شرط لازم في رأي هذا الفريق لاسباب عدة، بل تمسكه بالمرشح الخاسر مرتين في الانتخابات النيابية الوزير جبران باسيل وزيرا اولاً لانه قد يكون صار رجل "الحزب" وإن غير الوحيد داخل التيار او احد ابرز رجالاته فيه. وثانياً، لأن مصلحة الحزب تقتضي بالمحافظة على "التيار" ومنع قوته الشعبية وغير الشعبية من الانحدار، ولأن مؤسس التيار وزعيمه يتصرف كأن باسيل وارثه في قيادة التيار، أطال الله عمره، ولأن حاجة الحزب الى غطاء مسيحي كبيرة، ولأن الوفاء لهذا الفريق المسيحي الذي وقف مع الحزب في اصعب الظروف معاكساً الاتجاهات السياسية التاريخية لمن يمثل تقتضيان بذل الكثير في المواجهة مع الآخرين. وذلك اقل شيء يمكن تقديمه اليه.