المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 24 أيلول/2009

إنجيل القدّيس مرقس 9/38-50

قالَ له يوحَنَّا: «يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا». فقالَ يسوع: «لا تَمنَعوه، فما مِن أَحدٍ يُجْرِي مُعْجِزَةً بِاسْمي يَستَطيعُ بَعدَها أَن يُسيءَ القَوْلَ فيَّ.

ومَن لم يَكُنْ علَينا كانَ مَعَنا. ومَن سقاكُم كَأسَ ماءٍ على أَنَّكم لِلمَسيح، فالحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ أَجرَه لَن يَضيع». ومَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر فإِذا كانَت يدُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلأَن تَدخُلَ الحَياةَ وأَنت أَقطَعُ اليد خَيرٌ لَكَ مِن أَن يَكونَ لَكَ يَدانِ وتَذهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى نارٍ لا تُطفَأ. وإِذا كانَت رِجْلُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقطَعْها، فَلَأَن تَدخُلَ الحيَاةَ وأَنتَ أَقطَعُ الرِّجل خَيرٌ لَكَ مِن أَن يكونَ لَكَ رِجلانِ وتَُلْقى في جَهَنَّم. وإِذا كانَت عَينُكَ حَجَرَ عَثرَةٍ لَكَ فاقلَعْها فَلَأَن تَدخُلَ مَلَكوتَ اللهِ وأَنتَ أَعوَر خَيرٌ لَكَ مَن أَن يكونَ لَكَ عَينانِ وتُلْقى في جَهَنَّم، حَيثُ لا يَموتُ دُودُهم ولا تُطفَأُ النَّار. لِأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ سَيُمَلَّحُ بِالنَّار. المِلْحُ شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلحُ بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ تُمَلِّحونَه؟ فَلْيَكُنْ فيكُم مِلحٌ وَلْيُسالِمْ بَعضُكم بَعضًا».

 

أوباما: أميركا لا تقبل بشرعية المستوطنات الإسرائيلية.. وسنسعى إلى السلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان

وكالات/الاربعاء 23 أيلول 2009

ذكّر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن في بداية فترته الرئاسية، منع ممارسات التعذيب وأغلق معتقل غوانتنامو، قائلاً: "أعَدنا الانخراط في الأمم المتحدة ودفعنا الفواتير المتأخرة وانضممنا إلى لجنة حقوق الإنسان". واعتبر أن "أميركا لا يمكنها أن تحل مشاكل العالم لوحدها، ولا بد من توزيع المسؤوليات على الجميع"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن أن تُفرَض الديمقراطية بالقوة على أي شعب، وأميركا ستقف إلى جانب كل دولة تريد أن تكون ديمقراطية".

أوباما، وفي كلمة خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد أنه "لا يمكن البقاء والاستمرار في تقسيمات العالم التي نشأت بعد الحرب الباردة، ولا يمكن لأي دولة أن تحاول السيطرة أو الهيمنة على دولة أخرى"، مضيفاً: "نريد أن نبني عالماً خالٍياً من السلاح النووي، وآن الأوان للتغلب على الخلافات بين الأمم والتحالف من أجل بناء مستقبل أفضل".

ورأى أوباما أن لكل الدول الحق في الطاقة النووية السلمية، ولكن عليها أن تفكك السلاح النووي لأن تهديده أصبح كبيراً، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستحترم اتفاقها مع روسيا لتفكيك الرؤوس النووية. وقال: "سنسعى لمنع وقوع الأسلحة بين أيدي الراديكاليين ولإخلاء العالم من أسلحة الدمار الشامل، وإذا أرادت حكومتا إيران وكوريا امتلاك السلاح النووي، فعليهما تحمّل تبعات ذلك"، مشدداً على "مواصلة دعم السلام الدائم في السودان ودارفور".

وإذ اعتبر أنه حقق بعض التقدم خلال اجتماعه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أكد أوباما أن "أميركا لا تقبل بشرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة"، قائلاً: "حان الوقت لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة، وعلينا معالجة مسألة القدس واللاجئين، والهدف واضح: دولة فيها أمن للإسرائيليين ودولة قابلة للحياة في فلسطين، وبالتوازي سنسعى إلى سلام بين الإسرائيليين والسوريين وبين الإسرائيليين واللبنانيين".

أوباما الذي أوضح أنه لن يتخلّى عن سعيه لإرساء السلام الذي "لا يمكن أن يتحقق إذا خسرنا كوكبنا"، أشار إلى أنه "لا بد من تحميل المسؤوليات للدول التي سببت بانبعاث الطاقة وأدّت إلى أذيّة المناخ"، مشدداً على ضرورة حل هذه القضية في قمة كوبن هاغن. وأضاف: "أميركا سوف تستمر في جهودها لوضع حد للملاريا والإيدز، وفي المساهمة في إيجاد لقاحات لإنفلونزا الخنازير"، مناشداً الدول الغنية بأن تفتح أسواقها للدول الفقيرة، ومطالباً الدول النامية بوضع حد للفساد واحترام القضاء.

 

الأسد في السعودية للمشاركة في افتتاح جامعة الملك عبدالله

نهارنت/في خطوة لافتة قد تكون لها انعكاسات على العلاقات السورية- السعودية وصل الرئيس بشار الاسد الى الرياض الأربعاء للمشاركة في حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله بعد ان كان أُعلِن سابقاً أن سوريا ستتمثّل بسفيرها في السعودية في افتتاح هذا الحدث. وكانت صحيفة "السفير" ذكرت أن وساطة تركية لكسر الجمود على خط العلاقات السورية السعودية لم تنجح. وتضمنت الفكرة التركية التي طرحها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يشارك في افتتاح جامعة الملك عبدالله في جدّة، على أن يتخللها عقد قمة مصغرة سعودية ـ سورية ـ تركية ـ لبنانية، ينضمّ إليها آخرون، من ممثلي الدول أو الشخصيات، وأبرزهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. واوضحت مصادر دبلوماسية عربية بارزة، لصحيفة "السفير" أن الفكرة التركية لم تنجح لأسباب متعددة، أبرزها "قناعة الجانب السوري بأن القيادة السورية لبّت أكثر من مرة الدعوات السعودية، وأنه كان ينتظر أن يقوم العاهل السعودي بزيارة دمشق، لكن هذه الزيارة ربطت بمسار تأليف الحكومة في لبنان". وأشارت المصادرللصحيفة إلى أن "الجانب السوري أبدى حرصه على عدم العودة إلى الوراء في مسار العلاقات السورية السعودية، وفي الوقت نفسه، أكد أن أبوابه مفتوحة أمام أية شخصية لبنانية تريد زيارة دمشق". وفيما رفضت مصادر سورية أو لبنانية التعليق على الأفكار التركية، لاحظت الصحيفة أن بعض الأوساط القريبة جداً من الحريري، وعشية الاعتذار، كانت على ثقة عالية جداً، بأنه على هامش افتتاح جامعة الملك عبدالله في جدة، سيعقد اجتماع لبناني سعودي سوري، "يقدر له أن يعطي دينامية جديدة للعلاقات السعودية السورية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على مسار تأليف الحكومة وتذليل العقد التي تعترض طريقها، خاصة من جهة فريق المعارضة".

 

جعجع: اذا استمر صمتنا فلن تؤلف الحكومة

نهارنت/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أهمية وجود دولة قوية وقادرة على ترتيب شؤون المواطنين، وقال جعجع في تصريح الأربعاء : "يجب ان نسمع صوتنا عاليا بشكل سلمي وديموقراطي، وفي حال استمر صمتنا، فلن تؤلف الحكومة، ولن تستقيم الامور". وأشار جعجع الى أنه ستكون هناك في القداس السنوي الذي يقيمه حزب "القوات" وفاء لشهدائه في الملعب البلدي في جونيه السبت المقبل، مواقف واضحة من الوضع الحالي في لبنان، وخصوصا مسألة تشكيل الحكومة

 

إذا قالوا بالمداورة على تيار المستقبل أن يتنازل عن المالية التي يسيطر عليها منذ 17 سنة.

العماد عون: إعادة التكليف ظاهرة لم يشهدها لبنان سابقاً ومن الصعب حصولها في الدول الديمقراطية 

موقع التيار العوني/عقد تكتل التغيير والإصلاح لقاءه الأسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع تحدث العماد عون فوجّه معايدة لبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً لمناسبة عيد الفطر. ثم عرض للقضايا التي بحث فيها التكتل، مجدداً الدفاع عن موقع "أرتوزيا" الأثري الذي يقع تحت مخيّم نهر البارد والذي يحاول البعض استغلاله سياسياً للإيحاء أن العماد عون يريد عرقلة إعمار المخيم. وأكد العماد عون أيضاً في موضوع تعيين مجلس إدارة كازينو لبنان أن من حق نواب التغيير والإصلاح إبداء الرأي الأول فيه. وأشار الى أن التكتل أجرى تقويماً لعمل الوزارات التي كانت في عهدته ولاسيما منها وزارة الإتصالات. وأكد أن من الجيد أن محاولة التطبيع التي حاول القيام بها الموفد الأميركي جورج ميتشل فشلت لأنها تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية والمقاطعة العربية- الإسرائيلية من دون حل.

وأشار إلى أن التكتل لن يطرح شيئاً قبل أن يقدم النائب سعد الحريري المعاد تكليفه تأليف الحكومة ما عنده. وقال: "تناولنا قضية المركز الأثري المهم الذي نحاول إيقاف طمره. بعض من يحبّون استعمال كل شيء في السياسة حوّلوه إلى موضوع لمنع إعمار المخيّم، وهذه جريمة معنوية جديدة يرتكبها كل من يفكر بهذه الطريقة أياً كان. نحن لسنا في هذا الوارد وفي مجلس الوزراء وافقنا كتكتّل على تملّك الأرض الكافية لبناء المخيّم، لكن لم نعرف لماذا حذفت منه 3 قطع أرض واحدة في الجنوب والثانية الى الغرب والثالثة الى الشمال وذلك لأسباب تجارية وأرباح. فليعيدوا إصدار مرسوم الإستملاك كما عُرض في مجلس الوزراء وإذا لم تكن الأرض كافية فليضمّوا المزيد. ويكفي أن يضع رئيس البلدية إشارة على أرض لاستملاكها لمشروع عام فيوقف الأعمال عليها ويبدأ مشروعه. يمكنهم أن يستملكوا ويدفعوا التعويضات. لا يدّعي أحد أننا أخّرنا ونريد أن نؤخّر. نحن نصرّ على إعمار المخيّم وعلى حفظ آثارنا وتراثنا. ومن لم يصدق فليفتح تحقيقاً في مناقشة مجلس الوزراء حول اقتطاع هذه الأرض من الإستملاك ولنرَ من يملك الأرض أو من يستملكها. سمعت اليوم من إحدى السفيرات أن الأراضي قرب المخيم تخص أحد أقاربي فقلت لها إنني أتكفل بإقناع هذا القريب بالتنازل للمخيّم عنها. هذه كذبة من الكذبات الجميلة لكنها غير مهضومة. يجب ألا يجعل أحد من "أرتوزيا" قضية. موقفنا معروف من القضية الفلسطينية ولا أحد دعم القضية الفلسطينية دعماً مطلقاً غيرنا".

وتابع: "ثمة موضوع كل الناس يتداولونه ما عدانا نحن نواب كسروان وجبيل وكل يفتش على حصة في مجلس إدارة الكازينو. أعتقد أنه يجب أن يكون الرأي الأول لنا في هذا الموضوع وفي من سيستلم الإدارة لأن الموضوع كان محطّ نقد في الماضي. لكن في المرحلة الأخيرة حين عُيّن أناس لنا رأي فيهم اصطلح الوضع ولم تعد من فضائح. نأمل أن يكون لنا الرأي الأول في حال حصول تغيير لأننا نريد الأمور على صورتنا ومثالنا".

وأضاف: "أجرينا تقويماً لعمل الوزرات التابعة للتكتل خصوصاً وزارة الإتصالات. واستشففنا لماذا سببت اشكالات كثيرة لأن كان فيها ايجابيات كثيرة في المرحلة الأخيرة. كما تحدثنا عن الأحداث الخارجية بما فيها محاولة التطبيع التي يقوم بها ميتشل ونسمع أخباراً مقلقة. ونقول إن من الجيد أن المهمة فشلت لأن التطبيع الذي يتكلمون عنه هو إنهاء القضية الفلسطينية والقطيعة العربية- الإسرائيلية من دون حل أساسي للمشكلة. إنهاء قضية اللاجئين من دون حل لأن التطبيع هو قيام جميع أنواع العلاقات ما عدا السفارات. فتكون هناك تجارة وصناعة واتصالات وسياحة وتنقل حر من دون سفارة فيكلّفون سفارة سويسرا بالعملية أو سفارة أخرى يعينون فيها أناساً يعملون وكأن السفارة موجودة وهذا نوع من الخدع الشكلية. وهم يعتبرون أن عدم التوطين هو إعطاء جميع الحقوق للفلسطينيين ما عدا الهوية كأنها ستظل حرماً مؤبداً. ويعتبرون أن القضية حُلَّت ولن يتحدث عنها أحد. بحثنا في هذا الموضوع ووجدنا المشروع خطرًا لإنهاء القضية الفلسطينية من دون حل".

وعن الإستشارات قال: "بحثنا أين توقف التفاوض حول تأليف الحكومة في الإستشارات الأخيرة فوجدنا أن عرضنا ووجِه بالإعتذار. ولم نعرف إذا كان عرضنا سلبياً وحده أم كانت ثمة سلبيات من غير جهة. المشكلة في قلب الأكثرية وألبسونا إياها. فهو كان يريد الذهاب لتحسين العلاقات بين سوريا والسعودية وكنا سنتخطى المحكمة الدولية لنرى بما ستحكم وننسى الخطب النارية في ساحة الشهداء كل 14 آذار والإتهامات التي تخطت كل حدود، وفجأة اندلعت الحرب على جبران باسيل من دون أن نعرف كيف. من هنا نفهم أن الموضوع خارجي ونخشى أن يتكرر، لذلك لن نقدم شيئاً لنرى ما الجديد عند المعاد تكليفه خصوصاً أن إعادة التكليف ظاهرة لم يشهدها لبنان سابقاً ومن الصعب حصولها في الدول الديمقراطية أو لم تحصل لكننا لم نفتش في تاريخ الأزمات. سننتظر ما سيقدم لنا الرئيس الجديد حتى نبدي رأينا ونرى ما معايير تأليف الحكومة لأننا الفريق الوحيد الذي دفع التضحيات. كل الناس يعطوننا أمثولات في التضحية والوفاء، فنجد أننا نحن المضحّون والمستفيدون هم من يعطوننا الدروس في الأخلاق. لكننا نموذج في التضحية وليعطوا نصف ما أعطيناه.

ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين:

س: في الذكرى 21 لتسلّمك ما سميته بكرة النار ماذا تقول؟

ج: الموضوع لم ننسَه لكننا لن نتوقف عند أي حدث مرّ في تاريخنا. استلمنا وحاولنا وتواجهنا يومها مع العالم الخارجي وخسرنا المعركة كي لا يتدخّل معنا أحد في الداخل. ولم أندم على موقفي رغم أنني دفعت ثمنه غالياً. وأكرر اليوم أنهم إذا كانوا يعتبرون موقفي صداماً داخلياً فهو من صلب موقفي القديم المتلازم معي في كل حياتي السياسية. أنا أواجه في الداخل الخطة الخارجية التي تمنع تأليف الحكومة والإئتلاف الداخلي لتمرر حلولها. ستظهر مواضيع كثيرة جانبية ليحققوها كالتطبيع وغيره إلى حين تأليف الحكومة. لكن هذه المواضيع ممنوع طرحها قبل تشكيل الحكومة وهي ليست أسباباً مباشرة للتأليف. عندما لا نصل الى صيغة الحكومة ويتحدثون عن برنامج حل قضية الشرق الأوسط هذا كله عمل خارجي. إحدى السفيرات استنكرت اليوم كيف يعيش الفلسطينييون، فقلت لها إنني أعرف حياتهم التعيسة في المخيمات لكن لو تعملون على إعادتهم الى أرضهم وهويتهم. وهم هاجروا حين كانوا تحت الحماية البريطانية فلا تتهمونا بتقصير حكومتك في حمايتهم يوم كانت مسؤولة عن فلسطين. أن يأخذ العالم قراراته في الخارج ونتحمّل نحن النتائج فهذا صعب. نحن بيتنا ضيّق ومواردنا قليلة. والدول الغنية ولو عوّضت على الفلسطيني بثمن شقة، سيهاجر من أين يعيش؟ ونحن نهاجر أيضاً منذ 200 سنة وحافظنا على توازننا مع الأرض والبيئة والموارد بالهجرة. الحد الأدنى من اللبنانيين المهاجرين يبلغ 14 مليوناً إلى 17 مليوناً. نتنياهو يرفض حق العودة وأستغرب أن يجتمع معه العرب. هذا ليس فقط فرض إرادة بل إهانة بالشكل، فهو يقول أنا رافض وتعالوا اجتمعوا معي واركعوا أمامي وقدّموا الطاعة.

س: الإستشارات حددت في خمسة أيام وهذه سابقة في تاريخ لبنان. ففي أي سياق تضعون هذه المدة أهي المماطلة أم البحث عن حلول؟ وهل ما زلتم تعتبرون أن صيغة 15-10-5 هي الصيغة العملية الوحيدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية؟

ج: فترة الخمسة أيام ليست طويلة إذا انتهى بعدها الموضوع بتأليف أو اعتذار ثانٍ. وعن الصيغة سمعنا أن الصيغة سقطت ولن أعطي رأيي بصيغة يعتبرونها ساقطة. البعض يريدون حكومة أكثرية. أنا أنتظر فكرة كيفية تأليف الحكومة لنعلق هذا مقبول أم لا، لأن التصوّر ليس علينا.

س: ما الفرق بين الإستشارات السابقة والحالية علماً أن الواقع السياسي ذاته؟ وما تعليقك على التحركات في المخيمات والأنظار متوجهة صوب الحرب؟

ج: النمط الذي يحكم منذ 1990 هو نفسه حتى اليوم. ويخلق مشاكل جانبية للإلهاء وأنا لا أرى أكثر من الموجود. ما يتحدثون عنه رفعناه في تقرير إلى بان كي مون حين جاء في 2007، وحذّرنا من المنظمات المتطرفة وبعد التحذير وقعت حرب نهر البارد ومن الفراغ الدستوري والصدامات الداخلية بعد نهاية الولاية وحدثت الصدامات الداخلية. ويبقى خطران هما التوطين والدين المتراكم والفساد والآن استحقاقهما. حكومة منذ 1992 الى اليوم تستدين ولا تحكي عن معالجة الدين بل خدمة الدين لتدفع الفائدة، فتبيع الدين مع الفائدة ويتراكم الدين. والناس يجددون لها ويبكون من انقطاع المياه والكهرباء. يلعنونها أربع سنوات ويجددون لها يوم الأحد ويسبّونها الإثنين. كما تكونون يولّى عليكم ومن يشجع الفساد يطاله الفساد. لكن بقي قسم كبير معنا وسنظل نناضل الى أن تصبح الأكثرية النيابية معنا فنفتح الملفات. فتحنا الملفات في وزارة الإتصالات فرأيتم الحملات التي نتعرّض لها. لكن أحذّر إذا فتح أحد الموضوع مجدداً فستقع أكبر مشكلة في لبنان وهي لن تكون مسلّحة بل سنضع سمعة كل شخص على المحك ونفتح ملفه. لا يمكن أن نتخلّى عن مسار إصلاحي وضع يده على مكامن أمراض جسيمة. لبنان يعيش اليوم بإدارته حالة متقدمة جداً من السرطان وكل شرايينه مصابة. ونحذر أياً كان من النظر إلينا مرفوع الرأس.

س: ما الفرق بين الإستشارات السابقة والحالية؟

ج: لا أعرف. لم نكن متصوّرين أن يحصل الإعتذار ومن ثم إعادة التكليف. فليقدموا الحل.

س: تقول إن المواقف نفسها فهل يمكن التوصل إلى حل؟

ج: ألم نتعرّض للهجوم قبل يوم من العيد؟ لو لم نقرر عدم الرد أما كان الوضع ليشتعل؟ أليس هذا استفزازاً كي لا تتألف الحكومة؟

س: كل الأسباب التي أخّرت تشكيل الحكومة تعقدت أكثر؟

ج: تحملت المسؤولية وحدي لو كنا متضامنين وثمة إرادة داخلية ومن سرقوا منا شعار سيادة وحرية واستقلال فليحترموه.

س: التشكيل مرتبط بالخارج؟

ج: فليعوا.

س: وليد جنبلاط وجّه نداءً أن تشكيل الحكومة سيكون لمصلحة حزب الله وهو حليفك؟

ج: لماذا تكون نصيحته في محلّها؟

س: رغم العرقلة لكن جسم التيار لبّيس والجميع يسأل من سيعمل على إقناع الجنرال؟

ج: الجنرال هو الأقوى لأنه يدافع عن الحق ومصالح الناس لكنه الأضعف إقليمياً ودولياً. أنا الأقوى على الأرض لأنكم معي وحتى من يصوّت ضدي هو معي لأن ضميره معي. لكن الصعوبة تكمن في عدم ارتباطي بأحد.

س: هل من صيغة جديدة؟

ج: لا أرتبط بصيغ لأرى ما العرض. لا أحد يمكنه أن يرفض اللعبة إذا فيها عدل وإنصاف. نحن نخضع لمبادئ لذلك نطلب المعايير. فإذا قالوا بالمداورة على تيار المستقبل أن يتنازل عن المالية التي يسيطر عليها منذ 17 سنة من أصل 19 سنة في الحكم. يتحدثون عن المداورة في وزارة شغلناها 10 أشهر؟ أقلّه فلتكن المداورة بعد سنة أو سنتين وليس طوال 17 سنة ولا يتركونها. يريدون المداورة على أقل ناس في صيغة الحكم في لبنان. هم يناورون وأنا لا يوجد أسهل من التعامل معي. لكن الكذب والخبث والإحتقار لذكاء الناس وفهمهم لا يقبلها أحد. كلّ من نجحوا في 2005 استلموا الحكم أقله أربع سنين إلا نحن استلمنا الوزارة عشرة أشهر. لكن الوزير الجديد يحتاج إلى ستة أشهر ليعرف شؤون وزارته وستة أشهر فعلية.

س: هل تتخلى عن وزارة الاتصالات؟

ج: لا أحب التحدي وأتمنى ألا يتحداني أحد ويحتقر ذكائي وفهمي للموضوع الداخلي وقيمي. أنا أبشر وأثقف باحترام الآخر ومعتقده ورأيه ووجوده. ولا أقبل بحرب وقائية عليّ وأحذر من أن يكررها أحد.

س: ما مصلحة النائب المكلف الحريري في ألا يكلف يؤلف الحكومة وهو يكلَّف للمرة الثانية؟

ج: طوقوه غدًا، واطرحوا عليه الأسئلة.

 

خطاب بان كي مون أمام الجمعية العامة للامم المتحدة

الاربعاء 23 أيلول 2009

- ما من دولة في العالم يحق لها ان تنجو من العقاب لذلك يعتبر عمل المحكمة الجنائية الدوليه مهماً للغاية وذلك لتحقيق الاهداف السامية وامدادها بالمساعدة من الدول.

- لا بد من اتخاذ خطوات لمحاربة الفقر في العالم،  وسنعقد مؤتمراً حول الفقر، لأن الشعوب الفقيرة لا يمكن ان تهدر حقوقها.

- لا يمكن لنا ان نتجاهل ما يجري في الصومال والسودان.

- نحن نعمل لايقاف سفك الدماء في غزة، وعلينا ان نعيد إحياء المفاوضات وقيام الدولتين ونحقق فكرة السلام العادل والشامل، وندعم جهود الرئيس أوباما لاحياء عملية السلام.

- نحن صوت من لا صوت له، وندافع عمن لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم،ونكون اقوى اذا ما خرج الاقتصاد العالمي من هذا الكساد.

 

اللواء": أحد الضباط الأربعة يسعى لنشر مقال معاكس في "ديرشبيغل" 

٢٣ ايلول ٢٠٠٩

ذكرت صحيفة "اللواء"، أن "أحد الضباط الأربعة المفرج عنهم، يسعى إلى نشر مقال في مجلة "دير شبيغل" الألمانية، يرد فيه على الرواية التي نشرتها المجلة الألمانية قبل أشهر حول ملابسات جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما توصلت إليه تحقيقات اللجنة الدولية من معلومات واستنتاجات". وأضافت الصحيفة، أنه "تردد أن الضابط المذكور كلف شركة علاقات عامة وإعلانات خليجية للتفاوض مع المجلة الألمانية حول المبلغ المطلوب دفعه مقابل نشر روايته الجديدة، على أن يتم النشر قبل موعد صدور القرار الاتهامي الأول عن المحكمة الدولية"، وعلمت "اللواء"، أن "المقال سيُنشر بإسم صحافي معروف في المجلة مقابل حجز عدد من الصفحات الإعلانية لمدة غير وجيزة في المجلة!".

 

الكنيسة اللبنانية متعالية على ما تتعرض له من بعض أبنائها لأن القضية اليوم اكبر وسينودس الشرق "يغرف" من سينودس لبنان.       

النهار/ 23 Sep. 2009   

من المقرر أن يكون التأم في الفاتيكان أول من أمس الإثنين وأمس الثلثاء، المجلس الإعدادي للسينودس لوضع آلية تنظيمية تهيئ للسينودس الخاص بالشرق الأوسط. كذلك يتوقع أن يكون شارك في الإجتماع الكرادلة إيفان دياس وفالتر كاسبر وجان لوي توران وليوناردو ساندري، وبطاركة الشرق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وعمانوئيل الثالث دلي وأنطونيوس نجيب وغريغوريوس الثالث لحام ونرسيس بدروس التاسع عشر طرموني وفؤاد الطوال، والمطران ميخائيل الجميل ممثلاً البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان.

وأشار الكاردينال نيكولا ايتيروفيتش أمين سر مجمع الأساقفة في تصريح الى صحيفة "أوبسرفاتوري رومانو" الفاتيكانية الى أن اعلان سينودس خاص بالشرق الأوسط "لم يكن مفاجأة، لأن الفكرة راودت الرعاة الشرقيين منذ أعوام، ولكن الإسراع الحاسم في اعلان الدعوة جاء عقب زيارة الحبر الأعظم للأرض المقدسة في أيار الفائت". وقال إن توجيهات البابا "حول سبل الحوار من أجل تعايش سلمي في تلك المنطقة المعذبة" ستتصدر أعمال اليوم الأول من اللقاء الإثنين المقبل. وأضاف أن السينودس سيعقد في القاعة المخصصة له في الفاتيكان، وسيحضره ممثلون للكنائس غير الكاثوليكية ومن الديانتين اليهودية والإسلامية، وسيكون "فضاء حوار مفتوحاً يرمي الى الشركة والسلام على أساس العدالة والحقيقة".

وكان البابا بينيديكتوس السادس عشر قال خلال اجتماعه الى بطاركة الشرق الكاثوليك السبت الفائت في مقره الصيفي في كاستل غوندولفو "أنتهز هذه الفرصة لأعلن الدعوة الى جمعية خاصة بسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط تحت عنوان"الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة".

وتعجيلاً لهذا السينودس كانت لقاءات عدة في المقابل لبطاركة الشرق وخصوصاً البطريرك صفير مع أركان الكرسي الرسولي وفي مقدمهم البابا، حتى أنهم كانوا على اطلاع على الدعوة التي سيوجهها البابا وقد أسر أكثر من بطريرك بذلك الى عدد من زواره.

وفهم أن هذا السينودس الذي سيعقد السنة المقبلة 2010، لن يستغرق وقتاً طويلاً لأن معظم موضوعاته عولجت في "السينودس من أجل لبنان" وأخذت مناقشات ودرساً مستفيضاً ويمكن الإفادة منها، نظراً الى القضايا المشتركة بين لبنان والشرق الأوسط والتي عالجها "السينودس من أجل لبنان" وتضمنها الإرشاد الرسولي، مثل الحوار بين الأديان والحوار المسيحي - الإسلامي وتنوع الثقافات والحضارات، والوحدة في التنوع، والهجرة. علماً أن الموضوع الأخير الذي عاناه لبنان خلال الحوادث وخصوصاً أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، يشهد العراق وضعا مماثلا له حاليا، وقبله الأراضي الفلسطينية، التي شهدت نزوحا ترك تأثيراً كبيراً في نفس الحبر الأعظم لدى زيارته الأرض التي ولد عليها المسيح وانطلقت منها المسيحية الى العالم. وبمعنى آخر "سيغرف" سينودس الشرق من سينودس لبنان.

في هذا الوقت كانت دوائر كنسية تدرس الموضوعات التي ستعالج في سينودس الشرق الأوسط منبت المسيحية، والخطوات الممكن اتخاذها لوقف النزف عبر بذل الجهود الدولية لحماية الأقليات المسيحية وتوفير الأمن وحرية ممارسة شعائرها الدينية في كل دول المنطقة، خصوصاً في الدول التي تشهد تنامي أصوليات دينية وأعمال عنف.

وفي المعلومات أن دوائر الكرسي الرسولي تدرك الدور الذي يمكن أن يضطلع به بطاركة الشرق كاثوليكاً وغير كاثوليك، ولا سيما منهم البطاركة الذين ينطلقون من لبنان الى العالم العربي، في تثبيت الشعوب المسيحية التي كانت في أساس شعوب هذه الدول. ومن هنا الدور المعطى للمسيحيين على صعيد المنطقة بعيداً عن حملات يتعرضون لها وغالباً ما تكون "موسمية" أو "إرضائية" لجهة أو لأخرى. ومن هذا المنطلق تبدو الكنيسة ـ بحسب أوساطها ـ متعالية على ما تتعرض له من حين الى آخر من بعض أبنائها بل هي تسامحهم، لأن القضية اليوم أكبر من محاولات استدراجها الى خلافات أقل ما يقال فيها أنها لا تفيد الوطن ولا المواطن، ولا القضية التي تتخطى لبنان الى المنطقة والمشاريع الدولية التي تخطط لها.

وبإزاء كل ذلك تنشط شخصيات سياسية في اتجاه رأب الصدع داخل أبناء البيت الواحد. وفهم في هذا الإطار أن تحركاً يحصل وان بخطى بطيئة ولكن مدروسة، في سبيل هذا الهدف، في حين ينتظر تحرك هيئات لا تقتصر على طائفة مسيحية معينة في سبيل فتح حوارات وتشاور في هذه المرحلة ولمواجهة المرحلة المقبلة، خصوصاً إذا ظل الوضع الحكومي على تأزمه والتأليف مرجأً حتى اشعار آخر.  

    

نتنياهو: إيران أضعف بكثير مما يعتقد البعض 

الأربعاء 23 سبتمبر/يو بي آي

تعتبر اسرائيل أن ايران اضهف بكثير اليوم مما يتصور البعض مؤكدة انها تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها

واشنطن: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ان إيران أضعف بكثير اليوم مما يعتقد البعض، مؤكداً في الوقت نفسه ان إسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها في مواجهة أي تهديد، ودعا إلى تأجيل الحديث عن المستوطنات إلى مفاوضات الوضع النهائي. وأشار نتنياهو في حديث إلى شبكة "أي بي سي" الأميركية الإخبارية ان حصول إيران على أسلحة نووية يهدد السلام العالمي، واصفاً طهران بأنها "الراعي الرئيسي للإرهاب العالمي". وتابع" تخيل كيف سيكون الإرهاب إذا حصل الإرهابيون على مظلة إرهابية من راعيهم أو أسوأ من ذلك: إذا أعطاهم أسلحة نووية. هذا سيناريو مرعب وعلينا جميعاً أن نضمن عدم حصول ذلك". وأضاف "أعتقد ان هذا النظام أضعف الآن مما يعتقد الناس وأعتقد ان الدول المتحضرة أقوى بكثير مما يميلون إلى الاعتقاد". ودعا إلى المزيد من الضغط الخارجي على النظام الإيراني لأن ذلك من شأنه أن يوحّد الشعب الإيراني ضد حكومته وليس معها لأن الشعب الإيراني "يمقت حكومته" على حد تعبيره. وأضاف "أعتقد ان إيران حساسة تجاه الضغط اليوم. فهي تعتمد بشكل كبير على البنزين المستورد".

وحذر من السماح للنظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية وقال ان ذلك سيخرج إيران من حالة الضعف التي تمر بها وهذا من شأنه أن يهدد السلام العالمي. ورفض الرد على سؤال عما ستفعله إسرائيل إذا شعرت انه لم يعد بإمكانها العيش في ظل إيران نووية، وقال انه يرفض الرد على افتراضات،وأضاف "كل دولة تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها وإسرائيل ليست استثناء". وفي ملف المستوطنات، قال نتنياهو ان هذا الموضوع يجب أن يترك إلى مفاوضات الوضع النهائي، معتبراً ان الاستمرار في إثارة هذا الملف الآن لا يساهم سوى في تعقيد الأمور بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال انه كلما تم تأخير الحديث عن المستوطنات، كلما كان من الأسرع التحرك نحو تحقيق السلام. وجدد رفضه وقف ما تصفه إسرائيل بالنمو الطبيعي للمستوطنات، وقال "أنا ملتزم بعدم بناء مستوطنات جديدة وعدم مصادرة المزيد من الأراضي لصالح المستوطنات ولكن الناس تريد أن تعيش. لا يمكننا أن نجمّد الحياة".

 

بدأت بلعبة بين الصغار وانتهت باشتباك بين الكبار في طرابلس

نهارنت/ساد التوتر ليل الثلاثاء منطقتي القبة وجبل محسن في مدينة طرابلس، اثر اندلاع اشتباك مسلح بين مواطنين، بدأ بلعبة "صغار" وانتهى باشتباك "الكبار" من دون وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية. وأوضح مسؤول أمني لصحيفة "الاخبار" أن أطفالاً في حيّ لطيفة في منطقة البقار الواقعة بين القبة وجبل محسن، كانوا يلهون ببنادق بلاستيكية بعد ظهر الثلاثاء، فتعاركوا، قبل أن يتدخل ذووهم لمناصرة كل طرف في وجه الآخر". واضاف ان أفراد عائلات الاطفال تعاركوا بدورهم، قبل أن يتطور الأمر إلى إطلاق نار عند ساعات الليل الأولى.

وقد تدخلت قوة من الجيش وأقامت حواجز في المنطقة، بالتزامن مع بدء الأجهزة الأمنية العمل من أجل تحديد المشاركين في الاشتباك، تمهيداً لتوقيفهم. وفي الامن الشمالي، القيت قنبلة يدوية قرب جامع الناصري في شارع سوريا في التبانة، عند الواحدة الا ربعا من فجر الاربعاء، ولم تسفر عن اي اصابات او اضرار. 

 

غراتسيانو: الجنوب يشهد أجواء سلمية منذ تعزيز "اليونيفيل" وانتشار الجيش

نهارنت/ أكد القائد العام لليونيفيل في لبنان كلاوديو غراتسيانو أن "اليونيفيل، بوصفها جزءا من أسرة الأمم المتحدة، تعمل من أجل السلام من خلال بذل قصارى جهدها لضمان وقف الأعمال العدائية، وكذلك من خلال المساعدة على تحقيق الأمن والإستقرار في جنوب لبنان". غراتسيانو، وفي كلمة له خلال حفل أقيم في مقر "اليونيفيل" في الناقورة لمناسبة اليوم العالمي للسلام، شدّد على "أهمية إستمرار التعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية"، مشيرا إلى أن "جنوب لبنان يشهد أجواء سلمية إلى حد كبير منذ تعزيز قوة اليونيفيل وإنتشار الجيش اللبناني في المنطقة في عام 2006". وحيا غراتسيانو جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل الذين سقطوا خلال أداء واجبهم منذ العام 1978 والبالغ عددهم 303، من بينهم 22 جنديا فقدوا حياتهم منذ تعزيز قوة حفظ السلام في العام 2006.

 

لجنة التحقيق الدولية استمعت إلى محمود رافع

نهارنت/اخضعت لجنة التحقيق الدولية للتحقيق المتهم باغتيال الاخوين مجذوب، والمتعامل مع "الموساد" محمود رافع. وأوضحت صحيفة "النهار" ان فرقة من قوى الامن في اصطحبته الثالث من الجاري من سجن روميه الى مقر اللجنة في المونتي فردي، حيث خضع لجلسة استجواب طويلة في ملفات امنية عدة. يذكر ان رافع موقوف لدى الاجهزة الامنية منذ 7 حزيران 2006. 

 

المالكي يجدد مهاجمة سوريا ·· وطالباني يلوح بالتدويل

(ا·ف·ب - رويترز)جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الهجوم على سوريا بسبب <عدم تجاوبها> مع مطالب حكومته محذرا في الوقت ذاته من الاجتماعات العربية التي تسعى الى نقل قضية بلاده من الامم المتحدة الى الجامعة العربية بهدف <تضييع حقوق العراقيين> - على حد قوله - في مسالة تفجيرات بغداد الدامية التي وقعت في 19 آب·

ونقل المركز الوطني للاعلام عن المالكي قوله عبر نافذة التواصل مع الاعلاميين ردا على سؤال حول العلاقات مع سوريا <كنا نتوقع منذ البداية عدم تجاوب الجانب السوري للادلة والمطالب العراقية، لذلك فان آمالنا تكاد تكون معدومة بنجاح هذه الجهود لتحقيق شيء ما>·وتابع رئيس الوزراء <اننا جادون في كل مطالبنا، وسنواصل الطريق الذي اخترناه لتحقيق تطلعات ابناء شعبنا الذي انتخبنا للقضاء على فلول القاعدة والبعث الذي ينطلق من سوريا، او الذهاب الى المجتمع الدولي>·

لكنه حذر من <تحول الاجتماعات العربية الساعية لنقل القضية من الامم المتحدة الى الجامعة العربية لتضييع حقوق العراقيين ووضعها في متاهات لا تغني ولا تسمن عن جوع> على حد قوله·وكان عقد اجتماع في القاهرة قبل اسبوعين بين العراق وسوريا وتركيا وجامعة الدول العربية اكد الامين علام للجامعة عمرو موسى في ختامه <من الواضح ان لا اتهام (عراقيا) موجها الى سوريا وانما الى بعض العراقيين الذين وجدت الحكومة ان لهم صلة بأحداث 19 اب وتتابعهم (لمعرفة) هل هم موجودون في سوريا ام غادروها ام يتم تسليمهم الى الانتربول>·

من جانبه صرح الرئيس جلال طالباني قبيل توجهه الى الولايات المتحدة أمس بان العراق سيطلب من الامم المتحدة التدخل لمساعدته في مسألة التفجيرات الدامية في بغداد الشهر الماضي وقال>ساطرح الموضوع باعتباره جرائم ارهاب وجرائم حرب ابادة وسنطلب تدخل الامم المتحدة لمساعدتنا>·

 

الاسد يرفض وساطة تركية لعقد قمة سعودية

سورية ـ تركية ـ لبنانية

نهارنت/لم تنجح وساطة تركية في كسر الجمود على خط العلاقات السورية السعودية. وتضمنت الفكرة التركية التي طرحها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يشارك في افتتاح جامعة الملك عبدالله في جدّة، على أن يتخللها عقد قمة مصغرة سعودية ـ سورية ـ تركية ـ لبنانية، ينضمّ إليها آخرون، من ممثلي الدول أو الشخصيات، وأبرزهم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري. واوضحت مصادر دبلوماسية عربية بارزة، لصحيفة "السفير" أن الفكرة التركية لم تنجح لأسباب متعددة، أبرزها "قناعة الجانب السوري بأن القيادة السورية لبّت أكثر من مرة الدعوات السعودية، وأنه كان ينتظر أن يقوم العاهل السعودي بزيارة دمشق، لكن هذه الزيارة ربطت بمسار تأليف الحكومة في لبنان". وأشارت المصادرللصحيفة إلى أن "الجانب السوري أبدى حرصه على عدم العودة إلى الوراء في مسار العلاقات السورية السعودية، وفي الوقت نفسه، أكد أن أبوابه مفتوحة أمام أية شخصية لبنانية تريد زيارة دمشق". وفيما رفضت مصادر سورية أو لبنانية التعليق على الأفكار التركية، لاحظت الصحيفة أن بعض الأوساط القريبة جداً من الحريري، وعشية الاعتذار، كانت على ثقة عالية جداً، بأنه على هامش افتتاح جامعة الملك عبدالله في جدة، سيعقد اجتماع لبناني سعودي سوري، "يقدر له أن يعطي دينامية جديدة للعلاقات السعودية السورية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على مسار تأليف الحكومة وتذليل العقد التي تعترض طريقها، خاصة من جهة فريق المعارضة".

 

السنيورة الى جدة ومكتبه ينفي كلاما منسوبا اليه

نهارنت/غادر رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة صباح اليوم بيروت متوجها إلى جدة للمشاركة في حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ترافقه وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري. ونفى المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة ما ورد في من معلومات في مقال في جريدة "البناء" الصادرة الاربعاء بعنوان "السنيورة: التوطين ونزع السلاح والصلح أمر واقع لا محالة". وأكد المكتب الإعلامي أن هذه هي من نسج خيال الكاتب، وليس لها أي أساس من الصحة جملة وتفصيلا

 

 14 ذار:الدورة 64 للجمعية العمومية للأمم المتحدة 14 ا

مناسبة لتأكيد ثوابت الموقف اللبناني من عملية السلام في المنطقة

المطلوب مزيد من التضامن والوحدة لاجتياز مرحلة قيام الحكومة

سعيد: رئيس الحكومة لم يكلف ليفشل ونتمسك بتشكيل حكومة وطنية

وطنية - عقدت الامانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري اليوم، وحضره النائبان عمار حوري وسيبوه كالباكيان والنائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجيه والسادة ساسين ساسين وميشال خوري وواجيه نورباتليان وآدي أبي اللمع وميشال مكتف ونوفل ضو. وأصدر المجتمعون بيانا تلاه سعيد، وجاء فيه:

"أولا: لمناسبة عيد الفطر المبارك، تتوجه الأمانة العامة لقوى 14 آذار بالتهنئة والدعاء لجميع اللبنانيين.

ثانيا: عشية انعقاد الدورة الرابعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الجمعة المقبل وإلقاء فخامة رئيس الجمهورية كلمة لبنان أمامها، تتوقع الأمانة العامة لقوى 14 آذار أن يكون هذا الاجتماع الرفيع المستوى مناسبة لتأكيد ثوابت الموقف اللبناني من عملية السلام في المنطقة، ولا سيما التمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت (2002) وأعادت تأكيدها قمة الرياض (2007)، والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحماية لبنان، وبالأخص القرار 1701 بكل مندرجاته. كذلك تأمل الأمانة العامة أن يكون هذا الاجتماع مناسبة لدعم ترشيح لبنان لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة، ولاعتماده مركزا عالميا لحوار الحضارات والأديان.

ثالثا: تجدد الأمانة العامة موقفها من تأليف الحكومة الذي عبرت عنه في بيان الأربعاء الماضي، والذي دعت فيه المعارضة إلى التزام الدستور والمؤسسات، واحترام نتائج الانتخابات النيابية، وعدم تكبيل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بشروط تعجيزية وابتزازية تفضي الى تكرار الفشل وإلى مزيد من انكشاف الوضع اللبناني أمام التعقيدات الإقليمية وأخطارها المحدقة. كذلك تدعو الأمانة العامة الرئيس المكلف الى العمل على حكومة تلبي الحاجات الفعلية للبلاد، وفق برنامج واضح، وبما يتجاوز دوامة الحقائب والأسماء والشروط المسبقة.

رابعا: تدعو قوى 14 آذار اللبنانيين إلى المزيد من التضامن والوحدة من أجل اجتياز المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد لقيام الحكومة العتيدة والعبور إلى الدولة وتطبيق الدستور حماية للجمهورية. وهي تتوجه إلى القوى الحية في كل المواقع وتدعوها إلى التواصل في ما بينها للمشاركة في الجهود الرامية من أجل العبور الهادئ إلى الدولة القادرة على تأمين حماية حاضرنا ومستقبلنا.

خامسا: تتوقف الأمانة العامة لقوى 14 آذار عند الشعار الذي اختارته القوات اللبنانية هذه السنة في ذكرى شهدائها، وهو "أحياء في ثورة الأرز"، وتعتبر الشعار ترجمة سياسية لمسيرة ثورة الأرز التي وحدت معنى الشهادة على مساحة الوطن. وللمناسبة، تدعو الأمانة العامة اللبنانيين الى المشاركة في القداس الذي يقام عند الساعة الخامسة من مساء يوم السبت المقبل في الملعب البلدي في جونيه".

حوار

ثم رد سعيد على أسئلة الصحافيين. فأشار في ما خص إمكان تشكيل حكومة تكنوقراط، إذا فشلت الاستشارات الحكومية، الى "أن الاستشارات النيابية لم تبدأ بعد، وبالتالي نحن لا نتحدث عن الفشل"، مؤكدا "أن رئيس الحكومة لم يكلف من أجل أن يفشل، وإن غالبية اللبنانيين متمسكة بتشكيل حكومة وطنية، حكومة ائتلاف سياسي قادرة على أن تشكل شبكة أمان حقيقية من أجل استيعاب كل الأحداث والعناوين السياسية المطروحة، أكان على المستوى الإقليمي أم على المستوى الداخلي".

وسئل عن المتغيرات التي طرأت على الاستشارات بعد التكليف الثاني، وهل الوقت المخصص للاستشارات هو الحل، فأجاب: "الموضوع ليس شكليا في التوقيت ولا في شكل الاستشارات، وإنما في المضمون. ففي الاستشارات السابقة كان الخلاف حول الحقائب أمام إصرار فريق من اللبنانيين على توزير أحد أنسبائه في وزارة معينة. أما اليوم فالمطلوب هو الاتفاق على العناوين السياسية للحكومة، وخصوصا إذا ما دخلنا في مرحلة محفوفة بالأخطار على المستوى الإقليمي أو الداخلي، ولذلك فالموضوع ليس شكليا بالتوقيت، وستكون هذه الاستشارات مناسبة للحوار الوطني بين الرئيس المكلف وجميع أعضاء مجلس النواب، أكانوا مستقلين أم ضمن الكتل النيابية، من أجل تحديد معالم المرحلة المقبلة سياسيا وتحديد طبيعة الحكومة التي ستشكل لمواجهة هذه المرحلة".

وعما إذا كان تكرار الاستشارات وتكرار المطالب التي لا تزال على حالها سيؤديان الى اعتذار ثان، قال سعيد إنه "لن يكون هناك اعتذار ثان إلا إذا كان هناك إصرار من فريق من اللبنانيين على الاستمرار في التعطيل".

ورأى أن التعطيل "لم يبدأ مع تشكيل هذه الحكومة، وإنما هو مسار، رغم اننا لا نتهم أحدا عندما نقول إن هذا الموضوع هو من اختصاص فريق سياسي في لبنان"، مشددا على ان الرئيس المكلف "لم يقبل بتكليفه كي يعتذر أو يفشل في تشكيل الحكومة، خصوصا انه منبثق من أكثرية نيابية فازت بالانتخابات النيابية، وهو من موقع المنتصر يريد مد اليد ولا يريد إلغاء أي فريق من اللبنانيين، ويريد المحافظة على الدستور والميثاق والعيش المشترك وعلى نتائج الانتخابات وعلى أحجام الكتل النيابية. كما أنه من موقعه الحريص على وحدة البلد والسلم الأهلي يريد طرح المشاكل السياسية مع جميع الكتل".

وسئل: هل تغيرت المعطيات لدى المعارضة بما يسمح بتشكيل الحكومة؟

أجاب: "لا أعتقد أن هناك براهين يجب أن تعطى بعد من فريق 14 آذار للقول إن هذا الفريق لا يزال يعتمد على أسلوبه السلمي الديموقراطي في العمل السياسي، وهذا الفريق لم يلجأ في يوم من الأيام، حتى في أحلك الظروف، الى وسائل خارج إطار الديموقراطية والإطار السلمي، فهو مد اليد ولا يزال، ولا يريد استثناء أحد. فليس مطلوبا من هذا الفريق تقديم تنازلات إضافية، على رغم حرصه على وحدة البلد وعلى قيام حكومة وفاق وطني. ولكن المطلوب من الفريق الآخر الذي قدم العراقيل بد التكليف الأول، أن يستمر في مد اليد وأن ننقذ هذا البلد من خلال تشكيل حكومة قادرة على مواكبة الأحداث والعناوين السياسية على المسرح السياسي". وعن مدى تأثير التعقيدات الإقليمية على الوضع اللبناني وعلى تشكيل الحكومة، أكد سعيد "أن ما يحدث في المشهد العربي مخيف، سواء في اليمن أو في العراق وبلاد عربية أخرى".

وقال: "لا يخفى على أحد أن هناك مبادرة عربية للسلام سيطرحها النظام العربي والولايات المتحدة"، معتبرا أن ما حدث في نيويورك من اجتماع ثلاثي بين الرئيس الأميركي والرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية "هو خطوة متقدمة لعملية إطلاق مبادرة عربية للسلام، والعناوين المرتقبة معقدة".

وعن القلق من الوضع الأمني قال سعيد: "لقد فوجئنا مثل كل اللبنانيين بالأحداث المتقطعة التي حصلت في شمال لبنان، ونحن لا نتخوف من أن يكون هناك انكشاف أمني في البلد، بل على العكس، نعتبر نضج اللبنانيين وعدم زجهم في عمليات أمنية هو راسخ في ثقافة الشعب اللبناني". وطالب سعيد كل القوى الأمنية ورئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال وكل المواقع الأمنية في الدولة "بأن تقوم بواجباتها من أجل منع انزلاق لبنان في هذا الانكشاف السياسي الى مرحلة الانكشاف الأمني". وردا على سؤال عمن يجب أن يقدم التنازلات على الصعيد الحكومي، قال: "إن ذلك منوط بالفريق الذي لم يقدم تنازلات في المرحلة الأولى"، مؤكدا "أن ذلك لا يعني عدم استعداد فريق 14 آذار والرئيس المكلف للاستمرار في سياسة مد اليد، رغم أن طبيعة الاستشارات والتكليف الجديد مختلفة عن طبيعة التكليف الأولى، إذ إن هناك نوابا سموا الرئيس الحريري في المرة الأولى لم يسموه في المرة الثانية، ولكن رغم كل ذلك فإن الرئيس المكلف وفريق 14 آذار حريصان على استمرار سياسة مد اليد وسياسة تأمين شبكة أمان من أجل استيعاب الأحداث".

 

بري وجنبلاط: تنسيق حكومي ولجنة نيابية مشتركة

نهارنت/حرك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مساعيهما لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة، من جهة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين كتلتي "اللقاء الديمقراطي" و "التنمية والتحرير" من جهة أخرى. وأتى في هذا السياق اللقاء الذي ضم الثلاثاء جنبلاط مع وفد من حركة "أمل"، ذكرت صحيفة "النهار" ان الجانبين اتفقا على ان يقوم كل من جانبه بما يلزم من اتصالات لتسهيل قيام الحكومة الجديدة. فيجري بري اتصالات مع "حزب الله" ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، فيما يتولى جنبلاط الاتصالات مع الرئيس المكلف وسائر افرقاء الاكثرية. في حين ذكرت صحيفة "السفير" ان افكارا طرحت في الاجتماع تؤدي الى كسر الحلقة المفرغة في الموضوع الحكومي.

واعلن جنبلاط في حديث الى "السفير" انه بعد انجاز الاستشارات المقبلة في مجلس النواب، "سيحاول مع بري ومع آخرين اذا وجدوا، العثور على صيغة ما للخروج من المأزق الحالي"، مشدداً على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس صيغة 15+10+5. وأوضح أن لديه بعض الأفكار ولكنه سيطرحها على الرئيس المكلف في الوقت المناسب وليس الآن. واعتبر ان الموضوع الحكومي لم يعد موضوعاً داخلياً ومن يعتقد ذلك يكون مخطئاً، لافتاً الانتباه، الى أن استخدام بعض الذرائع الداخلية لتبرير المطالبة ببعض المناصب ليس منطقياً.

واشار جنبلاط الى أن اجتماع أوباما ـ نتنياهو ـ أبو مازن، كان شكلياً وللصورة فقط، "ومن الواضح أن اسرائيل هي الأقوى وقد نجحت في منع تجميد وتوسيع الاستيطان، ما يعني أن المبادرة الأميركية قد وصلت الى أفق مسدود". واعرب جنبلاط عن تخوفه "من احتمال استخدام الساحة اللبنانية من قبل اسرائيل كعنصر توتير، ما يفسح في المجال مجدداً أمام احتمال شن اسرائيل حرباً عسكرية جديدة ضد لبنان، وفي هذه الحال وحده التسريع بولادة حكومة الوحدة الوطنية هو الكفيل بحماية البلد والمقاومة و"حزب الله".

وأكد النائب علي حسن خليل من جهته، أنه تم خلال الاجتماع تشكيل لجنة برلمانية مشتركة من "كتلة التحرير والتنمية" و"اللقاء الديموقراطي" سوف تعمل على وضع ورقة عمل مشتركة في العناوين الاقتصادية والمالية والمعيشية والنقابية، وذلك في اتجاه تعزيز العلاقة الثنائية، "وصولاً إلى محاولة كسر الاصطفافات القائمة على اساس الانحياز لمصالح الناس".

 

النائب الحركة : لانجاح الاستشارات وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية

وطنية - دعا النائب السابق صلاح الحركة الى الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من خلال انجاح الاستشارات النيابية غير الملزمة التي سيستهلها الرئيس المكلف سعد الحريري غدا في مجلس النواب ، محذرا من مغبة العرقلة التي يبدو انها تأتي تماشيا مع تطلعات داخلية وخارجية لا يمكن ادراجها سوى في خانة الكباش السياسي الاقليمي الحاد.

وشدد الحركة في تصريح له على "ضرورة تقديم مصلحة لبنان العليا على المصالح الشخصية الضيقة ، خصوصا في ظل غليان سياسي يخشى معه من تداعيات امنية من خلال العودة الى الشارع لتنفيس الاحتقان الذي قد يؤدي في حال استمراره الى صدامات سياسية او امنية. واعتبر الحركة ان الرئيس المكلف قد يكون قد عبر عن حسن نية ودراية في موضوع تشكيل الحكومة لاسيما انه حسنا فعل بتمديد فترة الاستشارات لكل كتلة او نائب بحيث تتم هذه المشاورات بشكل معمق وفي المكان الملائم الذي يحمل رمزية سياسية ودستورية اي المجلس النيابي ، وهو بيت النواب ، مما يفسح المجال امامه لوضع رئيس الجمهورية في صورتها ومن ثم اقتراح الصيغ الممكنة بحسب المقتضيات القانونية والدستورية، وبالتالي صدور التشكيلة الموعودة". وامل الحركة "ان تتم هذه العملية في اسرع وقت ممكن، محملا الفريق المعرقل المسؤولية امام الرأي العام ، لاسيما انه لم يعد جائزا باي شكل من الاشكال تعطيل او تأخير صدور مراسيم تشكيل الحكومة المقبلة.

 

المطران عودة عرض مع جان عبيد الاوضاع الراهنة

وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قبل ظهر اليوم في دار المطرانية، الوزير السابق جان عبيد، وبحث معه الوضع الراهن، وآخر المستجدات في لبنان والمنطقة.

 

الرئيس الجميل بحث مع السفير الايطالي الاوضاع محليا واقليميا وتمنى تفعيل الحضور الإيطالي وتعزيزه من خلال قوات الطوارىء في الجنوب

وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عند العاشرة من قبل ظهر اليوم السفير الإيطالي غبريال كيكيا، وجرى على مدى أكثر من ساعة بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتناول اللقاء الوضع الحكومي والدور الذي يمكن للبنان أن يلعبه في مفاوضات السلام لجهة مواجهة مخططات التوطين. وتم الإتفاق على ان الأزمة الحكومية والوضع الحكومي يعيقان تحركا قويا من قبل أوروبا لدعم لبنان على كل الصعد. وتطرق البحث للوضع في الجنوب ووضع قوات الطوارىء الدولية التي تشارك فيها إيطاليا وهي بقيادة الجنرال كلاوديو غراتزيانو الذي يلعب دورا إيجابيا على الصعيد الأمني وعلى صعيد التواصل مع المواطنين . وتمنى الرئيس الجميل خلال اللقاء " تفعيل وتعزيز الحضور الإيطالي من خلال قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، وهو دور ناجح في الإطارالأمني والعلاقات مع المواطنين مما يعزز الأمن والإستقرار في المنطقة ويساهم في الحركة الإنمائية". وتناول الحديث أيضا الشؤون الدولية لا سيما المفاوضات الجارية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة النووية، والمفاوضات الجارية في واشنطن بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو.

 

عون: على الرئيس المكلف أن يقدم تصوراً للخروج من الأزمة و"بعد ذلك سأُدلي بدلوي"

الاربعاء 23 أيلول 2009

 صرح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لـ"السفير" إن مسؤولية الرئيس المكلف بالدرجة الاولى ان يعثر على مخرج من الازمة وان يقدم تصوراً لكيفية الخروج من النفق، "فهو الرئيس المكلف وليس أنا"، موضحا انه سينتظر الى حين الاطلاع على نمط مقاربته للامور في أعقاب التكليف الثاني، "وبعد ذلك سأُدلي بدلوي".

وأشار عون الى انه لا يستطيع أن يعرف ما هي النوايا الحقيقية للحريري وكيف سيتعامل مع ملف تشكيل الحكومة، لافتا الانتباه الى ان هناك آراء كثيرة نسمعها حول سقوط صيغة 15-10-5 والتخلي عن مبدأ حكومة الوحدة الوطنية وغيرها، بحيث بات كل واحد يغني على ليلاه، ولذلك المطلوب من صاحب العلاقة أي سعد الحريري ان يتكلم ويحدد كيف سيتصرف، لنحدد بدورنا كيف سنتعاطى معه. وعما إذا كان يعتقد بان الظروف الإقليمية والدولية أصبحت مؤاتية لتأليف الحكومة، اعتبر عون ان كل المعطيات تشير الى تأزم إقليمي في اتجاهات متعددة، ما يضاعف الحاجة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تكون بمثابة صمام امان لتحصين الجبهة الداخلية. ورأى عون أن حكومة التكنوقراط "لا تملك المقومات الكافية لمواجهة الاستحقاقات الداخلية والخارجية بالجهوزية والفعالية المطلوبتين، في حين ان حكومة الوحدة، الواسعة التمثيل، تؤمن تغطية أكبر للقضايا الوطنية وتتيح لأي قرار ان يتمتع بمزيد من الفعالية والقوة، حتى لو استغرق اتخاذه بعض الوقت". وكشف عون ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو الذي عرض عليه خلال لقاء بعبدا مع الرئيس المكلف سعد الحريري تأليف حكومة أقطاب، موضحاً أن موقفه من أي صيغة، سلباً أم إيجاباً، يرتبط بمعايير التأليف وقواعده، "والثابت لديّ أنني أدعم كل ما يوصل الى حل وليس إلى أزمة إضافية".

 

عراجي: عون واجهة للتعطيل الذي يحصل بإيحاء خارجي

الاربعاء 23 أيلول 2009

أكد عضو كتلة "زحلة بالقلب" النائب عاصم عراجي أن "المشكلة بين الوزير نقولا فتوش والوزير ايلي ماروني ليست شخصية"، موضحاً أن "كل ما في الأمر أن الوزير فتوش طرح في مؤتمر صحافي اسماء عدة لتمثيل "زحلة بالقلب" في الحكومة المقبلة، على أن يكون المقعد للكاثوليك، من دون استشارة كتلته، وكان هناك سوء تفاهم سابق بينه وبين الوزير ايلي ماروني، فأعلن الأخير في بيان له رفضه كلام فتوش". عراجي، وفي حديث الى صحيفة "الشرق" اللبنانية، شدّد على أن "الأهم أن جميع أعضاء الكتلة لايزالون تحت سقف فريق 14 آذار، وقد سمّى فتوش الشيخ سعد الحريري رئيساً للحكومة، فالخلاف ليس بالسياسي وانما بآلية ردّة الفعل والتعاطي بين الوزيرين التي ادّت بدورها الى النفور"، لافتاً الى أن "الطابع المحلي للخلاف هو سبب عدم تدخّل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في حل النزاع".  وشدّد عراجي على أن "الدستور حدّد صلاحية واسعة لرئيس الحكومة المكلّف، فالمادة 64 من الدستور تنصّ على ان الرئيس المكلّف يشكّل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، فهناك دور محدّد بالدستور للرئيس المكلّف وليس هو بصندوق بريد"، مشيراً الى أنه "كان يتوجّب على الأقلية الموافقة على تشكيل الحكومة التي قدّمها الرئيس الحريري لمواجهة الاستحقاقات المقبلة بحكومة متجانسة وقادرة على مواجهة الحوادث الأمنية"، مؤكداً أن "العماد عون كان واجهة التعطيل الحكومي، ولكن جميع أطراف الأقلية يشاركون في التعطيل الذي حصل في البلد، مع الاشارة الى ان الوزارات التي اعطيت للمعارضة حسّاسة".

وأضاف عراجي: "لا نعترض على الوزير باسيل شخصياً ولكن المنطق يقول إن أي شخص سقط في الانتخابات ليس من المفروض ان يتسلم منصباً وزارياً، وهذا يعتبر من أبسط الحياة الديمقراطية وليس موقفاً شخصياً من العماد عون"، معتبراً أنه "لا يمكن تعطيل الحكومة بسبب توزير شخص معيّن، إلاّ اذا كان هناك ايحاء خارجي، ونعلم ان هناك استحقاقات قريبة على المنطقة، خصوصاً بالنسبة الى الملف النووي الايراني والطروحات التي قدّمتها الدول السبع لإيران، والمفاوضات الايرانية - الاوروبية، فنلاحظ معادلة: الاوروبيون يضغطون على ايران، وبدورها تضغط ايران عليهم في لبنان". وأمل عراجي بأن "تسهّل الأقلية مهمة الرئيس المكلّف، وتكون جدية في التعاطي، فلم يعد بامكان لبنان الانتظار اكثر لحل مشكلات المنطقة ومن ثم المشكلات اللبنانية".

 

جنبلاط.. وحنين جبريل

بشارة شربل

الاربعاء 23 أيلول 2009

يمكن توجيه تحية شكر للسيد أحمد جبريل لقطعه الصمت السياسي في فترة الأعياد وضخِّه في دم إجازة التكليف الحكومي وورشة التحضير لسفر الرئيس سليمان الى نيويورك أفكاراً تفضح كثيراً من التعقيدات وتتجاوز مسألة التشكيل لتطرح مصير مقررات الحوار.

وإذ لخّص جبريل الموضوع بجملةٍ قديمة جديدة مفادها أنّ أيّ حكومة لبنانية تسعى إلى نزع السلاح خارج المخيمات هي عميلة لاسرائيل، فإنه أراد إفهام الجميع في لبنان رئيساً وحكومةً وجيشاً وشعبًا بأنّ ما تقرّر بالاجماع على طاولة الحوار كلام ليلٍ يمحوه النهار وجزء من مواضيع الخلاف والسجال، وأنّ من يتطلّع إلى استعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها عليه إدراك أنّ دون هذا الشعار وقائع ميدانية وتحالفات معقدة واتهاماتٌ جاهزة بالتخوين.

ليس الجديد في كلام جبريل تمسكه بمواقع جبهته في الناعمة وقوسايا وغير منطقة لبنانية، أو أنّه ينطق باسم "محور الممانعة" الاقليمي، فموقفه معروف في هذا الاطار وتعبير عن المنحى السوري- الايراني العام المدعوم من "حزب الله" وقوى "8 آذار"، لكن المستجدّ فيه هو الايحاء بانضمام وليد جبلاط الى هذا الاتجاه بعدما أعلن زعيم "القيادة العامة" أنّ "لقاءً حاراً وجيداً" جمع الزعيم الدرزي مع وفدٍ يمثل الجبهة وأمينها العام الجاهز بشغف لزيارة قصر المختارة واستعادة الايام الخوالي ولحظات التحالف والاحتراب الاهلي- الاقليمي على أرض لبنان وبلحم بنيه. وإذ يُفهم انفتاح جنبلاط على "حزب الله" ورغبته الصادقة في الحؤول دون أيّ توتراتٍ تفرضها تطوراتٌ سياسية مفاجئة، فإنّ المثير للانتباه احتمال وصول تلك الرغبة حدّها الاقصى، عبر التسليم بواقع السلاح خارج المخيمات وتجديد "الرخصة الوطنية" لهذا السلاح بعدما ظنّ اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم بأنّه صار خارج النقاش وينتظر تشكيل حكومة الوفاق ليجد سبيله الى الالغاء. والمسألة تتجاوز الواقعية السياسية والتكتيكات التي يمكن أن يختلف عليها جنبلاط مع "14 آذار" في حدود تمايزات الاساليب والمقاربات لتصل حدّ الانقلاب الكامل الذي يلتقي مع رغبة "حزب الله" تحديداً في إلغاء مفاعيل انتفاضة الاستقلال وبينها مقررات الحوار، إذا صدق أنّ اللقاء بين وفد "القيادة العامة" وجنبلاط كان "أكثر من ممتاز".

يمكن للسيد جبريل أن يكون سعيداً فعلاً لأنّ جنبلاط، حسب قوله، "بدأ يتحدّث بلغةٍ أخرى تجاه فلسطين وسوريا وإيران وعاد إلى خط كمال جنبلاط"، لكن ذلك لن يشكل بالضرورة مصدر سعادةٍ واطمئنان لوليد جنبلاط. صحيح أنّه يعتبر مكانه الطبيعي وخطه التاريخي في المكان الذي يشير اليه جبريل، لكن الأصح أنّ هذا الخط لم يحمِ كمال جنبلاط ولم يحُل دون أن ينفّذ في حقه قرار إعدام. لذا فإنّ تذكير جبريل بـ"الصداقة القوية والمعارك المشتركة" لن يشكل العامل الاساس في علاقة جديدة مع وليد جنبلاط بقدر ما تبدو تلك العلاقة استعادةً مُرة لأحداثٍ تاريخية يستحسن أن تقبع في الذاكرة أو في نعمة النسيان.

رغم تفاؤل جبريل المفرط باستدارة وليد جنبلاط فإنّه يخطئ لو اعتقد أنّ الوليد الجديد هو حامل شعلة نضال ومشروع تغيير بالقوة يستعيد معه زمن "القوات المشتركة" و"معارك الجبل"، بل هو اليوم خلاصة المخاوف والاحباطات والرغبة العميقة في تمرير المرحلة الاقليمية المتوترة بأقل الأضرار على طائفته وبأدنى المخاطر على الوحدة الوطنية في الاجمال.

يتأرجح كلام جبريل عن جنبلاط بين الرسائل السياسية الفعلية والذكريات. لكنّ تحذيره من إشكالاتٍ تقع داخل المخيمات وخشيته من أن يتحوّل بعضها إلى "نهرٍ باردٍ" جديد ليس بعيداً عن الوقائع وإن كان يندرج في نهاية المطاف في لازمة اتهام "المخابرات الاميركية والاسرائيلية وسلطة عباس". أما الخلاصة الحقيقية لكلام جبريل فهي أنّ الانقسام المستمرّ بين اللبنانيين هو الذي يعيد انتاج عناصر التنازع الداخلي والاقليمي، ويشجّع على تكريس لبنان دولةً فاشلة ومسرحاً متجدداً لأصحاب المشاريع والغايات الاقليمية، فلا تقفل فيه نافذة حتى يفتح فيه ألف بابٍ وباب.

 

هل القاعدة إيرانية؟ 

٢٣ ايلول ٢٠٠٩

عبد الرحمن الراشد/المصدر : الشرق الاوسط

منذ سنوات ونحن نقرأ عن فرقة تابعة لتنظيم القاعدة فرت من قندهار بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001 إلى إيران. ولم تكن تلك الرواية قابلة للتصديق لسبب واحد، أن القاعدة تنظيم سني متطرف يكفر الشيعة دينيا والنظام الإيراني أيضا شيعي متطرف. لكن بعد عامين وقع تفجير في الرياض، وفضحت مكالمة هاتفية مرصودة كانت تعطي التعليمات، أن المتحدث ليس إلا سيف العدل، أحد قياديي القاعدة، الذي أشيع أنه ضمن الفارين إلى إيران، وأثبت الرصد أن مصدر المكالمة الهاتفية إيران. وبحسب المعلومات في تلك الفترة فإن إيران لم تنفِ وجود أعضاء القاعدة على أرضها، حيث قالت إنهم معتقَلون لديها، وزعمت أنها لا تدري كيف استطاعوا أن يوجهوا بتنفيذ عمليات عن بعد. في السنوات اللاحقة صارت القصة أكثر وضوحا بوجود تعاون بين إيران والقاعدة، رغم استمرار قيادات التنظيم السني المتطرف في التحريض ضد عموم الشيعة، ورغم كل ما كان يصدر عن إيران من عداء للقاعدة، خصوصا إبان الأحداث الدامية في العراق. كانت هناك أدلة مادية على وجود تعاون بين النظام الإيراني والتنظيم المتطرف من خلال أطراف وسيطة. والسبب منطقي، فالاثنان يملكان أعداء مشتركين من دول عربية وغربية.

سرية تنظيم القاعدة جعلت كل ما يقال حوله محتملا، من أنه تنظيم يُستخدم من قبل أجهزة استخبارات، وأنه مجرد اسم تنفذ به عمليات لا يد له فيها، وأنه عنوان سهل للاستخدام السياسي، وذريعة للعداء والعدوان والكراهية وغير ذلك. ومع أن القاعدة تنظيم حقيقي وموجود، وجرائمه ممتدة في العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب وليس العالم الغربي فقط، إلا أن تراكم المعلومات تفرض إعادة دراسة التاريخ من جديد، حتى قبل الحادي من عشر من سبتمبر. القاعدة صارت تبدو بشكل أقرب إلى طبيعة التنظيمات اليسارية في السبعينيات التي كانت مجرد دكاكين مؤجرة لأجهزة أخرى في المنطقة تستخدمها لأغراضها. كان أبو نضال قائدا يعمل لأهداف تخصه أما مقاتلوه فكانوا أناسا مخلصين لعقيدة الحركة، لكنهم لم يكونوا يعلمون الحقيقة. وقصة لجوء سيف العدل من قندهار إلى إيران، مع 13 فردا من عائلة صهره أبو الوليد إلى إيران يرافقهم ابن أسامة بن لادن سعد، مع عدد من المقاتلين، فصل مهم يستوجب إعادة كتابة تاريخ القاعدة. لم يعد، أو ربما لم يكن أصلا، إلا تنظيما أسسه الإيرانيون من البداية، أو على الأقل ساهموا فيه لاحقا. وهذا يفسر الكثير من الجوانب الغامضة وتحديدا في جهوزية التنظيم وقدراته التخطيطية والتنفيذية. المعضلة الوحيدة أن كثيرين يجدون صعوبة في تصديق أن متطرفين سنة يمكن أن يعملوا مع متطرفين شيعة. شبه مستحيل أن يقبل مقاتلو التنظيم العمل لو علموا أن لإيران ضلعا في نشاطهم، لأسباب طائفية بحتة، لكن الكثير من النشاطات تدار من خلال وسطاء، كما كان يحدث في حرب العراق التي كان يرسل إلى أراضيها مقاتلو القاعدة للقتال طوال خمس سنوات. توجد الآن روايات عديدة توثق كيف أن هؤلاء الشباب لم يعرفوا أن الذين استقبلوهم وأرسلوهم إلى العراق مجرد ضباط مخابرات يمثلون دور قياديي القاعدة ويديرون دفة نشاطاتها بالنيابة. تبدو الصورة أوضح بأن القاعدة تنظيم حقيقي إنما مختلط القيادة، يتم توجيهه لتنفيذ عمليات تخدم الطرفين وتحديدا الطرف الإيراني الذي تمرس في إدارة العديد من الأجنحة داخل تنظيمات وميلشيات عربية رئيسية في حزب الله وحماس وغيرها. الفصل الجديد معارك اليمن، فهي تدور اليوم على جبهتين معركة مع الحوثيين المرتبطين بإيران، ومعركة مع القاعدة وقد اعترف منتسبون شاركوا فيها بأنها تدار أيضا من إيران.

 

مراجع أمنية تحذّر من تفاقم الفراغ الحكومي: التوتر السني - الشيعي عند الضوء البرتقالي

هيام القصيفي (النهار) ، الاربعاء 23 أيلول 2009

يتعدّى غياب الحكومة في لبنان وفشل المحاولة الاولى لتأليفها الاطار السياسي الروتيني للتأليف، اذ يرتفع منسوب الخوف والتحذيرات من اخطار امنية مع كل يوم تتأخر فيه ولادة الحكومة.  وتشدد مراجع أمنية رفيعة لـ"النهار" على ان ثمة عنوانا رئيسيا يندرج تحته الخوف من توتر امني، وهو الخلاف السني – الشيعي، الامر الذي يصبح معه الخوف من تحول هذا الخلاف حوادث امنية، أمرا مشروعا في غياب التوافق السياسي. وتشير الى ان ثمة ملفات امنية عادية وروتينية، تصبح فجأة ذات اهمية بسبب الضوء المسلط عليها نظرا الى انعدام الثقة بامكان تأليف الحكومة قريبا، لكن يبقى الخلاف السني – الشيعي، الابرز حاليا، والساحة الاولى التي ينعكس فيها الخلاف السياسي.

وتلتقي هذه المصادر مع ما تؤكده مصادر سياسية، من ان التعثر الاقليمي والمراوحة التي فرضت نفسها على الحوار الاميركي – السعودي، وتراجع واشنطن خطوات الى الوراء في حوارها مع دمشق، جعلت كل فاصلة في مشاورات التأليف تُحسب بميزان الذهب، نظرا الى تداعياتها على الشارع.  وتلفت في هذا الاطار الى ان عدم تسمية الرئيس نبيه بري للرئيس المكلف سعد الحريري في جولة الاستشارات الثانية، لم تمر بسهولة في الصالونات السياسية السنية ولا في الشارع السني، وقد جرت منذ اولى ايام الاستشارات محاولة لتصويب هذا الخلاف ومنع تكريس المواجهة بين الرئيس المكلف والطرف الشيعي، عبر تقديم الخلاف مع العماد ميشال عون على انه اولوية، وهو ليس كذلك كما يعرف اللاعبون الكبار، ومن خلال سعي النائب وليد جنبلاط الى فتح حوار جدي مع "حزب الله". ولعل هنا تكمن الاهمية الحالية لوجود كل من عون وجنبلاط في المعسكرين المتقابلين، في امتصاصهما النقمة وتخفيف حدة الاحتقان المتبادل بين الطرفين السني والشيعي.

وتؤكد المراجع الامنية لـ"النهار" ان الخلاف السني– الشيعي لم يصل في الوقت الراهن  الى الضوء الاحمر الذي ينذر بالخطر الشديد، لكنه حتما وصل الى الضوء البرتقالي، وما فوقه قليلا، بما يستدعي التنبه لكل مجريات الاحداث السياسية التي تنعكس حكما على الشارع.

وبحسب الوقائع الامنية التي تتجمع لدى المراجع المختصة، فان بيروت لا تزال تشكل ساحة بالغة الحساسية وخصوصا في شوارع واحياء محددة تتحول في لحظة واحدة خطوط تماس بين المجموعات السنية والشيعية عند أي احتكاك في الشارع. وفي الآونة الاخيرة سجلت حوادث امنية متفرقة بقيت بعيدة عن الاعلام، تخللها ضرب وتحطيم سيارات واحتكاكات حادة، عملت القوى الامنية من جيش وقوى أمن على تطويقها والحد من تداعياتها محليا.

تشكل بيروت عصبا اساسيا للتوتر الذي لا يزال يترجم عند أي نبأ أمني، وان يكن إشاعة، وعند أي حدث سياسي يمكن ان يترك ذيوله في الشارع، او حتى عند أي مبارة كرة قدم محلية كما حصل اخيرا. وبيروت بالنسبة الى الفريق الشيعي، بحسب مصادر سياسية مطلعة على حيثيات حوادث 7 ايار 2008، كانت تشكل بالنسبة  الى الطرف الشيعي الساحة التي اخترقها بعدما حُرّم عليه دخولها ابان حرب تموز، حين وقفت باصات العائلات النازحة من الجنوب على تخومها. ولا تزال تمثل الساحة الاكثر تمايزا في مشروع امتد من يوم 8 آذار الى يوم الاعتصام والى 7 أيار.

وبحسب المراجع الامنية، فإن ثمة اعادة تسلح فرضت نفسها منذ 7 ايار في كل لبنان، وخصوصا في المناطق الاكثر عرضة للتوتر. وتشير الى ان منطقتي الشمال والبقاع لم تعودا مركز توتر محتمل، بسبب اعادة امساك القوى السنية الموالية لـ"المستقبل" بالشارع فيهما . وتلفت الى  حركة التسلح التي شهدتها منطقة الشمال والتضعضع الذي لحق بالقوى المعارضة وخصوصا في طرابلس وعكار، ولا سيما بعد وفاة النائب السابق فتحي يكن، ومواقف للرئيس عمر كرامي في الاستشارات النيابية، الداعمة للرئيس المكلف سعد الحريري، والخلافات التي تعصف بين بعض الاجنحة المعارضة، خففت حدة تحول الشمال ساحة مواجهة، على رغم أن ثمة قرارا لدى المعارضة بتثبيت اقدامها سلاحا ووجودا في الشمال. وتشير الى ان ثمة وعيا لدى النائب سليمان فرنجيه لجهة عدم تحويل الكورة ساحة مواجهة، مهما تعرض لضغط، لانها يمكن ان تنعكس تطويقا سنيا لمنطقة زغرتا، وهو أمر يعرف فرنجيه مدى خطورته وانعكاسه المباشر على مدينة زغرتا. 

أما في البقاع، فقد كرّست نتائج الانتخابات النيابية اعادة التموضع السني الى جانب "المستقبل" في بلدات الوسط والبقاع الغربي، الامر الذي مكّنه من التصرف بحرية وراحة اكبر في الامساك بالشارع وتثبيت اقدامه في مواجه أي محاولة للالتفاف عليه.

من هنا يصبح التركيز على بيروت تلقائيا، في وقت يتفاقم فيه السجال السياسي ولا تبدو في الافق بوادر حلحلة قريبة. وفي حين تلفت المراجع الامنية الى ان ثمة جهدا مضاعفا على القوى الامنية بذله وفرض ايقاع امني لضبط الوضع، ثمة مسؤولية تقع على المرجعيات السياسية في ضبط الوضع، اذ ان لا امن من دون توافق سياسي، وكلما انكشفت الساحة سياسيا ، صار الخوف الامني من انعكاس الصراع السني – الشيعي السياسي اكثر حدة.

 

إفلاس عز الدين يوقف إعادة بناء الضاحية الجنوبية

حزب الله ينشر تقريره الأول عن "التفليسة- المصيبة"

الأربعاء 23 سبتمبر

 علي حلاوي /ايلاف

 ما زالت قضية رجل الأعمال اللبناني صلاح عز الدين تشغل بال الرأي العام اللبناني بسبب صلتها الوثيقة بحزب الله الذي اكدت مصادر مقربة منه لايلاف ان علاقة ما تربط بين مشاريع عز الدين واستثماراته ومشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز/يوليو 2006. وهناك مخاوف جديدة لدى الحزب من أن تتأثر مشاريع إعادة الاعمار القائمة هناك بتفليسة عز الدين في ضوء ما تتناقله اوساط الحزب عن مئات من ملايين الدولارات.

بيروت: لا يمر يوم في لبنان لا تتناقل فيه وسائل الاعلام اخباراً خاصة بقضية افلاس رجل الاعمال صلاح عز الدين ، الوثيق الصلة بـ "حزب الله". ولكن الجديد في الامر ما اكدته مصادر قريبة من الحزب لـ "ايلاف" عن علاقة تربط بين مشاريع عز الدين واستثماراته ومشروع "وعد" لإعادة إعمار الضاحية الجنوبية بعد حرب تموز/يوليو 2006. وتشير المعلومات الى ان هناك "مخاوف جدية لدى الحزب من أن تتأثر مشاريع إعادة الاعمار القائمة هناك بتفليسة عز الدين في ضوء ما تتناقله اوساط الحزب عن مئات من ملايين الدولارات المخصصة لاعمار اكثر من 150 مشروعا سكنيا في الضاحية كانت مودعة لدى عز الدين، وبالتالي فإن مصير هذه المشاريع سيغدو مجهولاً، وعمليات البناء عرضة للتوقف في المستقبل القريب اذا لم تحصل هذه الاموال او لم تتوافر مصادر تمويل جديدة".

وتضيف المصادر إن "جهودا حثيثة تبذل واجتماعات تعقد على مدار الساعة منذ اعلان التفليسة بين مسؤولين في الحزب واصحاب المشاريع والمهندسين المشرفين عليها، وكذلك مع المستثمرين سعياً إلى تطويق التداعيات وتأمين الاموال اللازمة كي تستمر أعمال البناء".

وفي الموازاة تعمل اللجان الخاصة التي شكلها "حزب الله" لمتابعة قضية الافلاس على قدم وساق من أجل حصر خسائر المودعين وأعدادهم، وأظهرت الارقام الأولية حسبما ذكرت مصادر " ايلاف" ان العدد التقريبي للمودعين تخطى الـ 1500، وإن 75 % منهم من الجنوب اللبناني وتحديداً من قضاءي صور وبنت جبيل، وثمة نسبة مودعين غير ضئيلة من قضاءي النبطية ومرجعيون- حاصبيا، وكذلك من الضاحية الجنوبية". وتضيف المصادر إن" اموال المودعين في مشاريع عز الدين ترواح بين الالفي دولار للشخص الواحد ونصف المليون دولار، إلا أن الغالبية الساحقة أودعته ما بين خمسين ألف دولار ومئة ألف . اما الرقم التقريبي للاموال فقد تخطى بحسب لجان "حزب الله" الـ 300 مليون دولار، وهناك احتمال كبير أن يتضاعف هذا الرقم ( وذلك في مقابل المعلومات غير المسندة والتي تحدثت فور شيوع نبأ إفلاس عز الدين عن مبلغ يتجاوز الملياري دولار) " .

وفي حين يحاول الحزب جاهداً النأي بنفسه عن اي علاقة تنظيمية تربطه بصلاح عز الدين لا يزال رائجاً في الوسط الشيعي عموما واوساط "حزب الله" خصوصاً تداول اسماء لقادة ومؤسسات تابعة للحزب وعلى علاقة وثيقة بالرجل ، من امثال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والمسؤول عن لجنة التنسيق والارتباط وفيق صفا والنائب السابق امين شري، وإن كان بعض هذه الأخبار يبدو مبالغاً فيه. ويلاحظ إن هذه الموجة ترتكز على تقديم عضو كتلة الحزب النيابية النائب حسين الحاج حسن دعوى قضائية في حق عز الدين بجرم اعطائه شيكا بمبلغ 200 الف دولار من دون رصيد، مما شكّل عامل ضغط على الحزب الذي اراد من تلك الدعوى على ما يبدو تبرئة نفسه من عز الدين والظهور مظهر المتضرر كغيره من المودعين بأفعال الرجل .

وتظل عبارة لرئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين عقب تسليم عز الدين نفسه، إذ قال: " لقد خدعنا صلاح عز الدين طيلة عشرين عاماً"، ماثلة في أذهان المودعين الذين ينظرون الى الحزب على أنه كان شريكاً وإن من حيث لا يدري في ضياع اموالهم. ففي رأي هؤلاء " إن علاقة الحزب الجيدة بهذا الرجل هي التي اوحت لهم الثقة والطمأنينة والأمان، وهي التي دفعتهم الى ايداعه اموالهم لقاء فوائد عالية".

 

تحذيرات أمنية من توتر طائفي جديد وجنبلاط يستهجن تبرير المطالب بالذرائع الداخلية

الأربعاء 23 سبتمبر/وكالات

لبنان على موعد غدا مع عودة المشاورات النيابية التي سيجريها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من أجل استئناف تأليف حكومة جديدة، المشاورات التي سوف تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل حيث رأى مراقبون أن تطويل مدة الاستشارات الى خمسة ايام بدلا من اثنين سيكون له أثره المسهّل للتفاهم بين الحريري وزعماء الاقلية.

بيروت، وكالات: غدا تنطلق المشاروات النيابية التي سيجريها رئيسي الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري مجددا، في أروقة مجلس النواب على طريقة نصف ساعة لكل نائب منفرد، المشاورات التي ستجري حتى يوم الثلاثاء المقبل لا تبدي تفاؤلا قبل بدء انعقادها وذلك بسبب الجمود والانقسام السياسي الشديدين بين قوى وفرقاء وأقطاب محليين واقليميين لا يخفى على أحد تأثر الوضع الداخلي اللبناني بها ، في حين تطويل مدة الاستشارات الى خمسة ايام بدلا من اثنين سيكون له أثره المسهّل للتفاهم بين الحريري وزعماء الاقلية.

بالتزامن أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي"النائب وليد جنبلاط انه بعد انجاز الاستشارات المقبلة، "سأحاول مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومع آخرين اذا وجدوا، العثور على صيغة ما للخروج من المأزق الحالي"، مشدداً وخلال حديث لصحيفة "السفير" على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس صيغة 15+10+5، وأوضح أن لديه بعض الأفكار ولكنه سيطرحها على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الوقت المناسب وليس الآن. وردا على سؤال قال جنبلاط: ان الموضوع الحكومي لم يعد موضوعاً داخلياً ومن يعتقد ذلك يكون مخطئاً، لافتاً الانتباه، الى أن استخدام بعض الذرائع الداخلية لتبرير المطالبة ببعض المناصب ليس منطقياً.

واشار جنبلاط الى أن اجتماع أوباما ـ نتنياهو ـ أبو مازن، كان شكلياً وللصورة فقط، "ومن الواضح أن اسرائيل هي الأقوى وقد نجحت في منع تجميد وتوسيع الاستيطان، ما يعني أن المبادرة الأميركية قد وصلت الى أفق مسدود". اضاف جنبلاط: "الخشية كل الخشية، وسط هذه المعطيات، هي من احتمال استخدام الساحة اللبنانية من قبل اسرائيل كعنصر توتير، ما يفسح في المجال مجدداً أمام احتمال شن اسرائيل حرباً عسكرية جديدة ضد لبنان، وفي هذه الحال وحده التسريع بولادة حكومة الوحدة الوطنية هو الكفيل بحماية البلد والمقاومة و"حزب الله".

تنبيه إقليمي من إحباط الحريري

وفي وقت يتأهب فيه لبنان لتوليه مقعدًا بصفة عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، من المفترض أن تشهد أروقة مبنى الامم المتحدة لقاءات يعقدها الرئيس سليمان على هامش أعمال الجمعية العامة مع عدد من قادة الدول قد يكون في مقدمتهم الرئيس الاميريكي باراك اوباما.

وفي السياق ذكرت صحيفة "النهار"ان عدداً من السفراء المعتمدين لدى لبنان استفسروا عما اذا كان تطويل مدة الاستشارات الى خمسة ايام بدلا من اثنين سيكون له أثره المسهّل للتفاهم بين الحريري وزعماء الاقلية، ام سيكتب المصير نفسه للاستشارات التي شهدتها المرحلة الاولى بعد التكليف الاول مدة تزيد على السبعين يوماً، وكان الاتفاق مع ركني المعارضة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقيادة "حزب الله" على الاطار السياسي للحكومة التي كانت قيد التأليف والآلية التي ستتبع في اتخاذ القرارات الاساسية، وعلى اسماء الوزراء المرشحين لحقائب معينة في صيغة حافظت على التوازنات وعلى قاعدة التمثيل الوطني.

ولم تتوافر ايضاحات وافية للسفراء بحسب "النهار" حول استفسارهم عن تطويل مدة المقابلة وما اذا كانت كافية اذا دخل اي تكتل معارض في جدل حول صلاحيات الحريري وما اذا كان حقه ان يبدّل اسم الوزير والحقيبة أو لا، فيما أصرّ الحريري في أكثر من مناسبة قبل اعتذاره الاول وبعد تكليفه الثاني على انه غير مستعد للتهاون بالنسبة الى تلك الصلاحية تحت اي ظرف من الظروف أو أي ضغط من أي جهة أتى.

كذلك لم يجزم اكثر من رئيس كتلة للسفراء ما اذا كان الرئيس المكلف سيتجاوب مع الصيغة نفسها التي كانت مقبولة، وهي 15-10-5، واذا كان يرفض فبماذا يقنع المعارضة؟ هل من صيغة بديلة؟ هل يستنبطها نتيجة للمشاورات؟ وماذا إذا رفضت في حال لم يبق الحريري على الصيغة التي ستكررها المعارضة خلال الاستشارت الثانية؟ هل ستبقى البلاد في حال فراغ حكومي؟ والى متى؟ من يبت شؤوناً تستدعي قرارات من حكومة لتسليم المساهمات المخصصة لدعم خزينة الدولة، سواء في مؤتمر باريس 3 او البنك الدولي، وقيمتها 450 مليون دولار، وتفويت استحداث فرص عمل بتحويل بعض الرساميل؟

ونقل عن السفراء انهم قلقون ويأملون في أن يكونوا على خطأ وان يدرك الجميع التحديات الكثيرة التي تنتظر الحكومة الجديدة، وان الخلافات في عمقها ليست على حقيبة، بل على إظهار زعيم الاكثرية النيابية انه عاجز عن تشكيل الحكومة حتى لو فاز في الانتخابات النيابية، وان تغييرات سياسية يجب ان تحصل لمصلحة الاقلية بسبب تمثيلها الشعبي الكثيف وموقعها النضالي ضد اسرائيل.

العنوان المقبل لأزمة التأليف "الشقيق المعطل"

الى ذلك نقلت صحيفة "الأخبار" المقربة من المعارضة عن أحد نواب كتلة "التنمية والتحرير" قوله إن أكثر نسبة تباعد بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والإدارتين السعودية والأميركية كانت خلال تولي السفيرين عبد العزيز خوجة وجيفري فيلتمان الإدارة المباشرة للملف اللبناني، لكن سرعان ما ارتاح بري في الفترة الممتدة بين اتفاق الدوحة والانتخابات النيابية الأخيرة. لكن الأمور، سواء في النظرة السعودية-الأميركية للملف اللبناني أو في علاقة بري والسعوديين، عادت إلى سابق عهدها تزامناً مع عودة فيلتمان وخوجة من إجازتيهما.

ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر إشارته إلى أن أكثر المستائين من تشكيلة الحريري التي قدمها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان بري الذي فوجئ برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يسمي له وزراءه، ويختار عنه النائب ياسين جابر لشغل وزارة الخارجية والمغتربين رغم كل المعلومات المسرَّبة من عين التينة عن نيّة رئيس المجلس تسمية شقيقه محمود بري لشغل هذا المنصب. مع العلم بأن الدستور يقول إن الحكومة تؤلّف بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة، ما يعني وفق العرف الطائفي استبعاداً للطائفة الشيعية.

ووفق المصدر نفسه، فإن الحريري ذهب في تشكيلته الأخيرة إلى أبعد ما يطمح إليه فيلتمان منذ سنوات، أي المواجهة المباشرة مع بري. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن رئيس المجلس "تلقف كرة النار بهدوء وابتسم منتظراً المناسبة لرد الكف"، فيما يرى النائب في كتلة "التنمية والتحرير" أن الحريري اجتهد أخيراً، بتشجيع من فيلتمان وخوجة، لتجاوز دور بري في ممر إجباري للحل. هذا الأمر يغيظ رئيس المجلس ويجعله أكثر عناداً من العماد ميشال عون في رفض قفز الحريري من فوقه.

وفق هذا المنطق، يقول أحد المطّلعين، إن العنوان المقبل لأزمة التأليف سيكون "الشقيق المعطِّل" لا "الصهر المعطِّل"، ولا يتفاجأ أحد إذا طالب بري بالحصول على وزارة المال عملاً بمبدأ المداورة الذي يكثر الحريري الكلام عنه، أخيراً.

تحذيرات من توتر سني شيعي وازدياد التسلح

وفيما يخص الوضع الأمني الذي لا يقل تأثيرا على حياة اللبنانيين نقلت صحيفة "النهار" أيضا عن مراجع أمنية رفيعة تشديدها على ان ثمة عنوانا رئيسيا يندرج تحته الخوف من توتر امني، وهو الخلاف السني - الشيعي، الامر الذي يصبح معه الخوف من تحول هذا الخلاف حوادث امنية، أمرا مشروعا في غياب التوافق السياسي. وتشير الى ان ثمة ملفات امنية عادية وروتينية، تصبح فجأة ذات اهمية بسبب الضوء المسلط عليها نظرا الى انعدام الثقة بامكان تأليف الحكومة قريبا، لكن يبقى الخلاف السني - الشيعي، الابرز حاليا، والساحة الاولى التي ينعكس فيها الخلاف السياسي.

وتلتقي هذه المصادر مع ما تؤكده مصادر سياسية، من ان التعثر الاقليمي والمراوحة التي فرضت نفسها على الحوار الاميركي - السعودي، وتراجع واشنطن خطوات الى الوراء في حوارها مع دمشق، جعلت كل فاصلة في مشاورات التأليف تُحسب بميزان الذهب، نظرا الى تداعياتها على الشارع. وتلفت في هذا الاطار الى ان عدم تسمية رئيس المجلس النيابي نبيه بري للحريري في جولة الاستشارات الثانية، لم تمر بسهولة في الصالونات السياسية السنية ولا في الشارع السني، وقد جرت منذ اولى ايام الاستشارات محاولة لتصويب هذا الخلاف ومنع تكريس المواجهة بين الحريري والطرف الشيعي، عبر تقديم الخلاف مع العماد ميشال عون على انه اولوية، وهو ليس كذلك كما يعرف اللاعبون الكبار، ومن خلال سعي النائب وليد جنبلاط الى فتح حوار جدي مع "حزب الله". ولعل هنا تكمن الاهمية الحالية لوجود كل من عون وجنبلاط في المعسكرين المتقابلين، في امتصاصهما النقمة وتخفيف حدة الاحتقان المتبادل بين الطرفين السني والشيعي.

وأكدت المراجع الامنية ان الخلاف السني- الشيعي لم يصل في الوقت الراهن الى الضوء الاحمر الذي ينذر بالخطر الشديد، لكنه حتما وصل الى الضوء البرتقالي، وما فوقه قليلا، بما يستدعي التنبه لكل مجريات الاحداث السياسية التي تنعكس حكما على الشارع. وبحسب الوقائع الامنية التي تتجمع لدى المراجع المختصة، فان بيروت لا تزال تشكل ساحة بالغة الحساسية وخصوصا في شوارع واحياء محددة تتحول في لحظة واحدة خطوط تماس بين المجموعات السنية والشيعية عند أي احتكاك في الشارع.

وفي الآونة الاخيرة سجلت حوادث امنية متفرقة بقيت بعيدة عن الاعلام، تخللها ضرب وتحطيم سيارات واحتكاكات حادة، عملت القوى الامنية من جيش وقوى أمن على تطويقها والحد من تداعياتها محليا. ولفتت الى ان بيروت تشكل عصبا اساسيا للتوتر الذي لا يزال يترجم عند أي نبأ أمني، وان يكن إشاعة، وعند أي حدث سياسي يمكن ان يترك ذيوله في الشارع، او حتى عند أي مبارة كرة قدم محلية كما حصل اخيرا. وبيروت بالنسبة الى الفريق الشيعي، بحسب مصادر سياسية مطلعة على حيثيات حوادث 7 ايار 2008، كانت تشكل بالنسبة الى الطرف الشيعي الساحة التي اخترقها بعدما حُرّم عليه دخولها ابان حرب تموز، حين وقفت باصات العائلات النازحة من الجنوب على تخومها. ولا تزال تمثل الساحة الاكثر تمايزا في مشروع امتد من يوم 8 آذار الى يوم الاعتصام والى 7 أيار.

 

أوباما مع احتواء إيران بدل الصدام!

خيرالله خيرالله

الرأي العام الكويتية/ الأربعاء 23 سبتمبر

ليس مبالغة القول ان القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما والقاضي بالغاء ما يسمى الدرع الصاروخية التي كانت الولايات المتحدة تنوي إقامتها في بولندا وتشيكيا قرار تاريخي، انه يشير إلى تحول في السياسة الأميركية بهدف واضح كل الوضوح يتمثل في احتواء إيران بدل الدخول في صدام عسكري معها. أكثر من ذلك، يبدو أوباما في وضع من اقتنع بأن الولايات المتحدة ليست قادرة على خوض مواجهات جديدة من أي نوع كان من دون تنسيق وتعاون مع المجتمع الدولي كله بما في ذلك روسيا.

بات في الإمكان القول انه بعد عشرين عاماً على سقوط جدار برلين، وما يقارب ثمانية عشر عاماً على انهيار الاتحاد السوفياتي، أدخل باراك أوباما العالم في مرحلة جديدة تقوم على الإقرار بأن الحرب الباردة لم تنته بانتصار أميركي ساحق يسمح للولايات المتحدة بأن تتخذ القرار الذي تريده من دون عودة إلى الآخرين، خصوصاً روسيا. لا تزال روسيا قادرة على لعب أدوار معرقلة في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك في القارة الأميركية نفسها حيث، في فنزويلا نظام شرس يسعى إلى المعاكسة والحصول على أسلحة متطورة وإقامة تحالفات مع ما تسميه واشنطن «الدول المارقة»، على رأسها إيران.

يبدو من خلال القرار القاضي بالغاء الدرع الصاروخية أن أوباما يعيد النظر جذرياً في سياسات سلفه جورج بوش الابن. لم يعد صحيحاً أن العالم يدار من واشنطن، ولم يعد صحيحاً أن أميركا قادرة على القيام بما تشاء، وليس صحيحاً أن في استطاعتها جرّ الآخرين خلفها في مغامرات غير محسوبة مثل الحرب على العراق. الأهم من ذلك كله، أن أوباما بات يدرك أن ليس في استطاعة الولايات المتحدة التعاطي بمفردها مع البرنامج النووي الإيراني، وأن لا تطويق حقيقياً لإيران وسياستها الهادفة إلى تكريس نفسها قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب في المنطقة الممتدة من أفغانستان إلى موريتانيا، مروراً بالعراق ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين، من دون تعاون روسيا والصين إلى حد ما.

الوقت وحده كفيل بمعرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي على حق أم لا، وما إذا كانت نظرته إلى العالم صائبة. الشيء الوحيد الأكيد أن روسيا، التي كانت مستاءة من الدرع الصاروخية في تشيكيا وبولندا، ومن المحاولا ت الأميركية الساعية إلى توسيع حلف شمال الأطلسي عن طريق جعله يضم بلداناً تقع على حدودها مثل أوكرانيا وجورجيا، لم تخف ارتياحها إلى السياسة الأميركية الجديدة. وذهب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى القول ان القرار الأميركي «صائب وشجاع». في الواقع، لم يكن هناك ما يدعو في أي وقت من الأوقات إلى التعامل مع روسيا بطريقة تشعرها بأنها مجرد دولة ضعيفة غير قادرة حتى على أن يكون لديها نفوذ في جورجيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي قبل انهياره، ومسقط رأس ستالين!

هل رهان أوباما على روسيا في محله؟ الجواب أنه لم يكن قادراً سوى على المجازفة والاقدام على هذا الخيار. من دون روسيا لا يمكن تطويق إيران. وإلى إشعار آخر، ليس في نية الولايات المتحدة الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع «الجمهورية الإسلامية» بسبب برنامجها النووي. بكلام أوضح، أن أميركا- أوباما ليست في وارد أي مغامرة عسكرية تدفع إسرائيل في اتجاهها من دون استنفاد الخيارات الأخرى في مقدمها التنسيق مع الأوروبيين والروس من أجل تطويق إيران، واقناعها بأنها ليست قوة عظمى، وأنه يجب التفاوض معها في شأن كل صغيرة وكبيرة في الشرق الأوسط، بدءا بأمن الخليج وطرق النفط وصولاً إلى تشكيل الحكومة اللبنانية... وتحقيق المصالحة الفلسطينية!

ليست إيران المكان الوحيد الذي يمكن لروسيا أن تساعد فيه الأميركيين. هناك بالطبع الهاجس الأفغاني الذي تحول إلى كابوس يؤرق الإدارة الأميركية ودول حلف شمال الأطلسي، خصوصاً بريطانيا. هناك حاجة واضحة إلى زيادة كبيرة في عدد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان في حال كان مطلوباً التعاطي بشكل جدي مع «طالبان». في غياب القدرة على إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، تعتبر روسيا الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك خبرة واسعة في الشؤون الأفغانية نظراً إلى أنه سبق لها التورط في حرب طويلة خاسرة في هذا البلد عندما كانت لا تزال جزءا من الاتحاد السوفياتي. العالم كله، على رأسه أميركا، في حاجة إلى التعاون الروسي في أفغانستان. مثل هذا التعاون قد لا يكون عسكرياً بالضرورة. لكن موسكو قادرة على توفير تسهيلات لوجستية للجيوش الأطلسية وعلى مدها بمعلومات ثمينة هي في أمسّ الحاجة إليها.

مرة أخرى، لا مفر من التساؤل هل الرهان الروسي لأوباما في محله؟ الثابت أنه سبق الاقدام على الخطوة المتمثلة في وضع الدرع الصاروخية على الرف، محادثات طويلة على أعلى المستويات بين موسكو وواشنطن شارك فيها الرئيس الأميركي نفسه ونائب الرئيس جو بايدن. ما لم يقله الأميركيون عن النظرة إلى مستقبل العلاقات مع موسكو، يقوله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن. قال راسموسن في بروكسيل بعيد الإعلان عن الغاء مشروع الدرع الصاروخية: «علينا، في وقت مناسب، استطلاع إمكان الربط بين الأنظمة الصاروخية لكل من روسيا والأطلسي والولايات المتحدة».

ما كان لمثل هذا الكلام المهم أن يصدر عن الأمين العام لحلف الأطلسي من دون ضوء أخضر أميركي وأوروبي. مثل هذا الكلام يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية تقوم على وجود تحديات مشتركة تجمع بين روسيا وحلف الأطلسي. إيران ببرنامجها النووي وأفغانستان في طليعة هذه التحديات الكبيرة التي تشعر بها روسيا وتعمل من أجل التصدي لها متى توافرت شروط معيّنة من نوع وقف تمدد حلف شمال الأطلسي في اتجاهها.

 

حـــرف الــــلام

النهار/سمير عطاالله     

"لا يملك ميتران من كفاية سوى الطموح".ديغول

تزامنت ثلاثة انتخابات في دول العالم الثالث مع الانتخابات اللبنانية: في ايران، حيث طعنت المعارضة في النتائج. وفي افغانستان، حيث لم يصدق احد النتيجة. وفي الغابون، حيث الزمن الافريقي لا يتغير. ربما للمرة الاولى، كانت انتخابات لبنان بلا ضغوط معلنة وبلا ملالات، وبلا صناديق استلحاقية.

لكن الاقتراع الحر ليس هو الديموقراطية، ولا ضمانتها، ولا حتى ذريعتها. فامتحان العمل بالديموقراطية لا يتم فقط عند حرية الاختيار، بل عند ثقافة القبول بهذه الحرية. وقد فازت "جبهة الانقاذ" في الجزائر على "جبهة التحرير" ونحو 350 حزبا صغيرا آخر، لكن الجيش تدخل بكل علانية وعنف لالغاء الخيار، وابقاء الحكم في يد الجبهة التي عرفت كيف تنال الاستقلال، لكنها لم تعرف كيف تبني زمن الحرية، فغرقت في فساد فظيع واغرقت الناس في فقر مريع.

ولا مفر من المقارنة بين ما كنا عليه كدولة ومؤسسات غداة الاستقلال قبل 60 عاما، والانهيار العام الحاصل اليوم. فنحن ذاهبون الى عضوية مجلس الامن بموجب قانون التناوب الالفبائي، ولا ميزة اخرى. ولكن عندما تأسست الامم المتحدة ووضعت شرعة حقوق الانسان، كنا اصغر المدعوين وكبار المساهمين، لسببين جوهريين: الاول اننا، كدولة حديثة في آسيا، نمثل نموذجا نبيلا لقيامة الدول المتحررة من الاستعمار: دستور راق، وميثاق مترفع، ونخب مجلية، ومؤسسات عالية المستوى. اما السبب الآخر فكان كفاية مندوب لبنان، او بالاحرى تفوقه وتميزه.

بطاقة شخصية مثيرة بين الدول.

عندما انشأ عبدالله السالم الكويت المستقلة وسعى الى قبولها سريعا في الامم المتحدة، قدم لذلك بوضع دستور متقدم، واقامة مؤسسات حديثة، واستعان بجهاز قضاء واف من مصر، بالاضافة الى نظام اقتراع بلدي وبرلماني. العضوية في المحافل الدولية مشروطة.

ترتب عضوية مجلس الامن مسؤوليات معينة، وتفرض مفاهيم معينة على طبيعة العمل. فالمسألة ليست تشريفاتية، وان يكن نظام المجلس اصبح باليا، وقائما على تعسف "الدول الكبرى" التي صنفت كذلك بعد الحرب الكونية الثانية. ومنذ تلك الحقبة التي تقاسم فيها روزفلت وستالين وتشرشل كعكة العالم، مبقين شيئا لفرنسا الديغولية، تغير وجه العالم مرات كثيرة: نهض العملاق الياباني الصغير مثل انفكاك غوليفر من الحبال. ونهضت المانيا ثم توحدت واستعادت برلين عاصمة. وخرجت الهند من ثقافة الخنوع للفقر والنوم على المسامير الى التفوق الصناعي ورقائق السيليكون. وتحولت دول اسلامية مثل اندونيسيا من مستنقعات الى نمور اقتصادية. ناهيك طبعا بمذهلات تجارب الدول الصغيرة في ما كان يعرف ببلاد الملايو، كتجربة لي كوان يو في سنغافورة، ومهاتير محمد في ماليزيا. لم نذكر ما حدث في الصين، لانها ممثلة في المجلس الرباعي.

كيف لدولة عاجزة عن تأليف حكومة وطنية، تعيش على حكومة تصريف اعمال، وغير قابلة بنتائج الاقتراع الذي دعت اليه، ان تعمل ضمن منظومة مجلس الامن الذي هو بمثابة حكومة دولية، تنظر في نزاعات الامم ومخالفاتها وقضاياها؟ يصدف – وبعض المصادفات حسن احيانا – ان مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة نواف سلام، استاذ في العلوم السياسية وذو معرفة وخبرة مشهودتين. لكن المندوب لا يمثل فقط كفايته الشخصية بل يتعين عليه ان يمثل سياسة حكومته وصورة دولته. ومجلس الامن توكل اليه قضايا العقاب واحلال الامن الوطني او الاقليمي، ولعلنا، بعد فلسطين، اصحاب اكبر عدد من القرارات في محفوظاته، من القرار 425 الى قرار احالة اغتيال الرئيس الحريري على القضاء الدولي.

اي سياسة سوف نتبع ونحن مختلفون، بعمق، على تفسير العرف والدستور وقواعد التوافق حتى على الاستشارات النيابية. فلم ينج حتى الرئيس سليم الحص من درس دستوري، مرفق بكل المصطلحات القانونية الفرنسية تقدم به النائب ابرهيم كنعان لمجرد ان قال رئيس حكومة متمرس وممارس منذ اكثر من ثلث قرن، انه كان ينبغي على المعارضة ان تسمي مرشحها. وتفيد مطالعة النائب كنعان ان التصويت بالامتناع او الورقة البيضاء جزء من ممارسة الديموقراطية، ودائما بالشواهد الفرنسية. يستأهل سليم الحص، هو، وجهله بالاصول الديموقراطية ومعاني الورق الابيض ومفاهيم الميثاق الاخرق!

مشكلتنا مع رجال مثل سليم الحص، في صدقه ونقائه وورعه، انه ينتمي الى فئة كانت تفسر الاحكام بالافئدة لا بالفذلكة، وكان سلوكها هو مطالعتها وشواهدها ومرجعها. ومشكلتنا مع سليم الحص انه ذو قلب واه يرفض تطبيق حكم الاعدام، مع ان جميع مصطلحات القانون اللاتيني والفرنسي واليوناني، كانت الى الامس ترحب بالمشنقة، او بالمقصلة، التي اخترعها الدكتور غيوتين رأفة بالرؤوس اليانعة والرقاب الممانعة.

تسجل للسيد النائب شجاعة استثنائية. لم يخطر لي في اي وقت انه يمكن احدا ان يلقن سليم الحص درسا (مدعوما بالمصطلحات الفرنسية على انواعها) في صيغة الحكم واحكام الضمير. لكننا في حلبة بلا حكام. وها نحن ذاهبون الى عضوية مجلس الامن ونحن لم نقرر بعد معنى ان تمتنع الصين عن التصويت على مشروع قرار معروض، لان لا شيء يلزمها اتخاذ موقف، والمشاركة في "مشاورات ملزمة". وفي هذه الحال تمارس حرية الامتناع بعدم المشاركة في المشاورات، اي قبل دخول مرحلة الالزام. او الالتزام.

نحن في مأزق وجودي مصيري، ولسنا في مباراة قاموسية. واولى فرائض هذا المأزق ان نصغي الى ضمير سليم الحص. ليس فقط بسبب حجم هذا الضمير وسيرته في سلم لبنان ووحدته وورعه الاخلاقي والمادي وترفعه عن صغائر المطالب وتمنعه عن دخول سوق الحقائب، بل ايضا لان العمل بموجب الضمير قد قل وندر واضحى شاهدا لا يطاق على درجات السقوط التي انحدر اليها العمل السياسي.

كانت في ساحة العدلية قديما سنديانة وارفة يستظلها المحامون. لم يكن لها اي دخل في شؤون المحاكم، لكن فيأها كان فيء العدالة. وثمة كبار اخرجوا انفسهم من العمل السياسي، لكنهم لا يزالون فيء الضمير الوطني وسنديانة الموضوعية والنهج الوسطي العظيم. او ما كان كمال جنبلاط يسميه "الكنه اليوناني" في معرض شرحه لشغفه بالعقل الافلاطوني والفكر الهيراقليطي، القائم على عبقرية التوازن في الطبيعة والحياة.

ويقتضي نظام التوازن هذا قبول الاضداد لا الغاءهم. اذ بالضد، لا بالموازي، او بالمشابه، ندرك سلم القيم وجوهر، او كنه، الحياة الطبيعية، ونحن من جيل ومن نهج كلما اشتدت عليه حرارة المحترّين، عدنا الى فيء السنديانة. وليس مهما كثيرا ان يكون سليم الحص او حسين الحسيني وامثالهما في صلب الممارسة السياسية ما داموا في قلب الضمير الوطني.

 

عون يحضّر لتنظيم التيار ويستمع الى لجنة «مناضلين»

سيمون أبو فاضل

الديار/يوسع رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون دائرة التحضيرات التي يجريها لتنظيم صفوف حزبه، اذ بعد جلسات النقاش التي عقدها مع الهيئة التأسيسية للتيار وجد بأن المطلوب الاستماع الى ملاحظات او انتقادات تصله بالواسطة من قياديين واركان ومحازبين في تياره فكانت المبادرة من جانبه بأن كاشف عدداً من المقربين اليه بينهم ضباط متقاعدون واصحاب اراء من الذين لم ينضووا في صفوف التيار بل يؤديون خيار النائب عون منذ توليه رئاسة الحكومة الانتقالية في العام 1988 واستمروا على تواصل معه في المنفى دون الاندماج في هيكلية حزبه بل يتناقشون معه في اراء لا يجدون تباعداً حولها بينه وبينهم اذ كانت مبادرة النائب عون بالطلب الى هؤلاء وضعه في صورة واقع التيار الوطني الحر وما له وما عليه في محيطه السياسي.

ابدى احد هؤلاء بداية ترحيباً بمبادرة النائب عون ونقل الفكرة الى عدد من هؤلاء الذين لاقت لديهم هذه الخطوة حماسة وبدأوا يحضرون المواضيع المطلوب مناقشتها.

وبعدها ابلغ احد هؤلاء وهو دكتور جامعي النائب عون عن استعدادهم لاجتماع «القلب المفتوح» متمنياً عليه باسم الجميع بأن يحصر اللقاء معه ثم كان الموقف اكثر صراحة اي عدم وجود وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في هذا الاجتماع الذي يفضله هؤلاء «المناضلون» الذين واكبوا النائب عون منذ انطلاق حركته بين رفاق السلاح والقضية منذ نشأتها.

وقد انعقد الاجتماع الذي دام نحو ساعة من الوقت في ظل مناخ هادئ من النقاش تمحورت فيه اسئلة الاصدقاء او «المناضلون» حول ما يسمعونه من ملاحظات وانتقادات ينقلونها بأمانة الى العماد عون حسب قولهم وهي تمحورت حول النقاط التالية :

ان التيار الوطني في حاجة ملحة الى تنظيم صفوفه للخروج من حالة التشابك في الادوار والصلاحيات بين النواب في المناطق وبين المسؤولين عنها .

- ضرورة اظهار التيار الوطني الحر على انه حالة داعمة للدولة بعد ان بدا انه في مواجهة معها .

- ضرورة دعم رئاسة الجمهورية مهما كانت الاعتبارات السياسية التي تدفع للتباعد لأن هذا الموضوع يشكل نقطة مركزية في الواقع السياسي اللبناني.

- ضرورة تخلي النائب عون عن مواقفه الحادة التي بدأت تنعكس عليه وعلى التيار سلباً، لا سيما في اعتماده المواقف ذات الطابع الخاص .

- عدم المضي في سياسة دفع الطائفة المسيحية من خلال مواقفه ومواقف مسؤولين في التيار في مواجهة الطائفة السنية خصوصاً ان هذه الحملة تدفع نحو مناخ مذهبي وكذلك تضامن في صفوف هذه الطائفة بدا واضحاً من خلال التأييد المطلق للرئيس المكلف سعد الحريري من قبل رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي الذي هو حليف النائب عون في صفوف 8 آذار .

- ضرورة تخلي النائب عون عن مطالبته بإعادة توزير جبران باسيل لأن هذا الموقف بات ينعكس سلباً على نواب وقيادات التيار الذين يرون في هذا الموقف قطعاً للطريق على اي منصب سياسي ارفع لاحقاً .

في حين ان القاعدة الحزبية وكذلك القياديين في التيار ليسوا على قناعة في هذه المعركة التي يخوضها النائب عون من اجل اعادة توزير باسيل .

- تعميم الخطاب الهادئ داخل صفوف التيار الوطني كالذي يعتمده النواب فريد الخازن، الان عون وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا والقياديون كالمهندس زياد عبس والمحامي انطوان نصرالله والدكتور فادي بركات، اذ هؤلاء يطرحون مواقف لها رصانتها مقارنة مع آخرين ..

- المساواة في رؤية الاخطاء لأن التيار هو قوى تغييرية واصلاحية والذي يجري حاليا هو التركيز على اخطاء لقوى 14 آذار والسكوت عن اخطاء لقوى 8 آذار بما من شأنه ان يزيد في فقدان مصداقية المواقف .

- وقف اعتماده شعارات قوى الحركة الوطنية حيال اتهامه الاخرين كأن يصف القوى السياسية المنافسة له على انها مدعومة من اسرائيل في حين هو يتفاوض معها من اجل الدخول الى الحكومة .

- التوقف عن توجيه اي اتهامات وخطاب غير لائق في اتجاه بكركي او البطريرك الماروني صفير، خصوصا ان نتائج الانتخابات النيابية في كسروان - الفتوح دلت على ان التراجع في شعبيته اتى نتيجة تضامن شريحة مسيحية في المنطقة مع خيارات بكركي التي هو على تناقض سياسي معها .

- ضرورة الابتعاد عن التعاطي في الانتخابات البلدية والاختيارية من قبل التيار الوطني الحر قيادة ونواباً لا سيما ان بداية هذا الاهتمام بدأت تحمل ردات فعل سلبية على النواب والقيادات كأن يقول احد نواب المتن الشمالي في لقاء ضم عدة فعاليات بلدية انه سيعمل على فك «الطوق» الذي كان على رقاب الناس ما دفع بعدد من الحاضرين للمغادرة امتعاضاً من كلامه.

- ضرورة وجود التزام مطلق بالتيار الوطني الحر والتكتل وضرورة اظهار النائب عون هو محوره لأن فرز عدد من نواب التكتل لعدد من القوى السياسية بهدف انشاء كتل نيابية مناطقية اعطى صورة وكأن للتكتل نوابا للإيجار في اوساط التيار والرأي العام .

- ضرورة الالتزام المطلق للمحازبين نواباً وافراداً وعدم اللجوء تحت اي واقع لتجاوز الرابط العقائدي بالتيار كأن يقول النائب الدكتور نبيل نقولا في معرض استدراك حالة التوتر القائمة بين قوميين اجتماعيين في المتن الشمالي وبين التيار لاعتبارهم بأن العونيين شطبوا المرشح غسان الاشقر «بأنه نائب الحزب السوري القومي الاجتماعي في المتن الشمالي وهو له اتصالات في صفوفه وسفوح المتن الشمالي تشهد على ماضيه»، لأن هذا الكلام يعتبر نقطة ضعف من جانب التيار لأن الذين ينتسبون اليه بدأوا مسارهم التزاما بالنائب عون .

- ضرورة الحد من الحملة على رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كما هو الحال مع الرئيس المكلف، لأن المؤيدين في هذه الطائفة لكل من الوزير طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب لا يقبلون التعرض للزعيم الدرزي.

وعرض هؤلاء للنائب عون ابان اللقاء الواقع المسيحي الراهن قائلين له بأن موقفه الشخصي لا يمكن سحبه على التيار الوطني حيال علاقته بالمراجع الروحية المسيحية لان نتائج الانتخابات ادت لعدم وجود غطاء ارثوذكسي له بعد ابتعاد النائب ميشال المر عنه وكذلك هو الواقع الكاثوليكي بعد ان بات هذا الغطاء يؤمنه النائب ميشال فرعون .

وانه في ظل هذا الواقع فإن النائب عون، كما سردوا له، لم يعد المرجع المسيحي الاوحد، بل الى جانبه او في مقابله رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل . اذ المطلوب الفصل بين الواقع النيابي وبين الواقع الشعبي الذي عكس مدى التأييد المتراجع له وضرورة العودة نحو المواقف التي كان اعلنها في 17 ايلول من العام 2002 امام الكونغرس الاميركي . وعلى ما خلص الاجتماع فإن النائب عون الذي سجل الملاحظات خطياً ابدى تجاوباً ورغبة في دراسة بعضها مشيراً الى ان مواضيع اخرى لا يمكن البت فيها وهي تتطلب مناخاً سياسياً هادئاً وان بين هذا اللقاء واللاحق الذي سيدعوهم اليه بعد شهر سيجدون تعديلاً في عدة ملفات وتحسناً في اخرى .