المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 28 أيلول/2009

إنجيل القدّيس متّى .16-1:20

فَمَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات كَمَثلِ رَبِّ بَيتٍ خَرَجَ عِندَ الفَجرِ لِيَستأجِرَ عَمَلةً لِكَرمِه. فاتَّفقَ معَ العَمَلةِ على دينارٍ في اليَوم وأَرسَلهم إِلى كَرْمِه. ثُمَّ خَرَجَ نَحوَ السَّاعةِ التَّاسِعة، فرأَى عَمَلةً آخَرينَ قائمينَ في السَّاحَةِ بَطَّالين. فقالَ لَهم: «اِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرْمي، وسَأُعطيكُم ما كانَ عَدْلاً»، فذَهَبوا. وخرَجَ أَيضًا نَحوَ الظُّهْر ثُمَّ نَحوَ الثَّالِثَةِ بَعدَ الظُّهْر، ففَعلَ مِثلَ ذلك. وخَرَجَ نَحوَ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر، فَلَقِيَ أُناسًا آخرينَ قائمينَ هُناك، فقالَ لَهم: لِماذا قُمتُم هَهُنا طَوالَ النَّهارِ بَطَّالين؟» قالوا له: «لم يَستأجِرْنا أَحَد». قالَ لَهم: «اِذهَبوا أَنتُم أَيضًا إِلى كَرْمي». ولمَّا جاءَ المساء قالَ صاحِبُ الكَرْمِ لِوَكيلِه: «أُدعُ العَمَلَةَ وادفَعْ لَهُمُ الأُجرَة، مُبتَدِئًا بِالآخِرين مُنتَهِيًا بِالأَوَّلين». فجاءَ أَصحابُ السَّاعةِ الخامِسةِ بَعدَ الظُّهْر وأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم دينارًا. ثُمَّ جاءَ الأَوَّلون، فظَنُّوا أَنَّهم سيَأخُذونَ أَكثَرَ مِن هؤُلاء، فَأَخَذَ كُلٌّ مِنهُم أَيضًا دينارًا. وكانوا يأخُذونَه ويقولون مُتَذَمِّرينَ على ربِّ البَيت: «هؤُلاءِ الَّذينَ أَتَوا آخِرًا لم يَعمَلوا غَيرَ ساعةٍ واحدة، فساوَيتَهم بِنا نحنُ الَّذينَ احتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهارِ وَحَرَّه الشَّديد». فأَجابَ واحدًا مِنهُم: «يا صَديقي، ما ظَلَمتُكَ، أَلم تَتَّفِقْ مَعي على دينار؟ خُذْ ما لَكَ وَانصَرِفْ. فَهذا الَّذي أَتى آخِرًا أُريدُ أَن أُعطِيَهُ مِثلَك:

أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟» فهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأَوَّلونَ آخِرين».

 

جنبلاط يفتح الجبل أمام صواريخ "حزب الله" بعد إنشاء "قيادة موحدة" وتلقيه الأموال الإيرانية

 مصادر أمنية: بانقلابه الجديد أخذ طائفته إلى الخراب والدمار

"السياسة" - خاص:

أعربت مصادر أمنية لبنانية أمس, عن اعتقادها ان تكون الاجتماعات السياسية والامنية التي عقدت على مراحل الاشهر الخمسة الماضية بين ممثلين عن "حزب الله" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" بطلب من زعيمه وليد جنبلاط, "انتهت الى الاتفاق على نشر منظومتين صاروخيتين من طرازي ارض - ارض وارض - جو ايرانيتين فوق المرتفعات الجبلية في منطقة الشوف الدرزية التي تشرف على جانب من الاراضي والمستوطنات الاسرائيلية, وهي المنطقة التي كانت تحتضن احد اضخم الرادارات العسكرية التي دمرها سلاح الجو العبري في احدى حروبه السابقة على لبنان في احدى قمم جبل الباروك".

وحضت المصادر الزعيم الاشتراكي الذي طالب "حزب الله" بعقد تلك الاجتماعات تحت شعار "ازالة اثار السابع من مايو 2008" الذي اجتاحت ميليشيات الحزب وحلفاؤها فيه بيروت السنية وبعض اطراف الجبل الدرزي وقتلت ودمرت واحرقت وهجرت مئات المواطنين المدنيين وعاثت تخريبا واحراقا بمؤسسات اعلامية واقتصادية ومواقع حزبية في بيروت الغربية وفي منحدرات بعض القرى الدرزية الجنوبية للسلسلة الجبلية الجنوبية, على "منع بلوغ صواريخ الحزب الايراني وعناصره المرتفعات الجبلية الدرزية, خصوصا بطاريات صواريخ أرض - جو المضادة للطائرات التي تؤكد اسرائيل وجهات غربية عدة وصولها الى الحزب عبر الحدود السورية منذ مطلع العام الجاري لان نشر مثل هذه الصواريخ سيعرض المناطق الدرزية لكوارث حربية في حال وقوع اي هجوم اسرائيلي يتوقعه جنبلاط نفسه على لبنان في وقت قريب ويروج له في كل مواقفه الاعلامية, وبذلك يكون هرب من اضطرابات امنية جديدة مع "حزب الله" الى خطر الآلة العسكرية الاسرائيلية التي ستستخدم هذه المرة انواعا من القنابل والصواريخ في "حربها الحاسمة ضد لبنان حسب اقوال قادتها, لا يمكن تقدير فاعلية تدميرها وخرابها".

واتهمت المصادر الامنية اللبنانية الزعيم الدرزي "الذي انعطف 185 درجة خلال الاشهر القليلة الماضية عن مساره المساند لقيام الدولة وتجريد الميليشيات اللبنانية والفلسطينية من اسلحتها, الى الاصطفاف الى جانب "المقاومتين" اللبنانية والفلسطينية, ب¯ "أخذ مواطني طائفته الذين يعارض القسم الاكبر منهم انقلابه الجديد على نفسه ومبادئه الى الخراب والدمار, ظنا منه انه يحميهم بتقاربه واتفاقاته مع "حزب الله" من غضبه وسلاحه, لان العدو الاسرائيلي اقوى واشد قساوة".

وقالت المصادر ان معلوماتها تتحدث عن ان الاجتماعات تلك بين "الاشتراكي" و"حزب الله" "أفضت الى فتح الطريق الجبلي الرئيسي من الساحل الى قمم الباروك ومناطق اخرى من الجبل امام "حزب الله" لانشاء مراكز عسكرية ثابتة له وقواعد صاروخية في ستة او سبعة مواقع مواجهة للمستوطنات العبرية لكنها مواقع ومراكز بعيدة عن المناطق السكنية الدرزية ورغم سرية انشائها, فإن سكان المناطق المحيطة بها يعلمون بوجودها, وقد اشتكى عدد منهم من هذه الاجراءات التي قد تؤدي في اي حرب مقبلة الى "تغطيس" الجبل الدرزي في المعركة والى تدمير قرى درزية بكاملها كما حدث للقرى الشيعية في جنوب لبنان وشماله وللضاحية الجنوبية من بيروت حيث يقيم الحزب الايراني قيادته في حرب 2006".

وأكدت المصادر ان انشاء جنبلاط مع "حزب الله" "قيادة موحدة" في المناطق الجبلية تشارك فيها قيادات ميدانية من الطرفين, "لن تمنع قيادات الحزب من السيطرة التامة على الموقف والقرار في حال اندلاع الحرب, بحيث يغلق زمام الامور من ايدي الجماعات الدرزية, ويتحكم القادة الشيعيون بالمبادرة من دون العودة الى "القيادة الموحدة" تلك ولا الى اراء جنبلاط ومعاونيه كما ان الجبل الدرزي حينذاك سيشهد تدفقا هائلا لعناصر "حزب الله" واسلحته وذخائره بحيث لن يتمكن الدروز من وقفه اذا ارادوا ما قد يؤدي الى كارثة هجرة درزية الى المناطق الاخرى".

ونقلت المصادر الامنية عن جهات سياسية رفيعة المستوى في قوى الرابع عشر من آذار المطلعة عن كثب على "هذا الانغماس الجنبلاطي بالغ الخطورة في ستراتيجية حزب الله الداخلية والخارجية", قولها "ان الزعيم الدرزي الذي ارتكب بانتقاله المفاجئ وغير المحسوب او المدروس الى ضفة اطراف الحرب والفوضى يحاول الان تأمين دعمين مالي وتسليحي كبيرين وثابتين من ايران مقابل تحالفه الجديد مع "حزب الله" يعوض خسارته للدعمين الداخلي والخليجي اللذين يتلقاهما بانتظام من "تيار المستقبل" ومن "صندوق المهجرين" ومن دولة قطر والامارات العربية المتحدة ومن دول خليجية اخرى, يدرك انه سيخسرهما حتما بسبب هذا التحالف مع ايران وجماعاتها في لبنان والمنطقة".

وقالت جهات "14 آذار" ان جنبلاط "قد يكون بدأ بالفعل منذ مطلع يونيو الماضي تلقي مبالغ مالية ضخمة من طهران مباشرة او عبر قيادة "حزب الله" مقابل تسليم الجبل الدرزي اليهما وبحجة اعادة احيائه منظومته الميليشياوية في الجبل التي كان دورها انتهى في مطلع التسعينات بتسيلم اسلحتها الى الدولة واعادة قسم كبير منها الى سورية".

 

انطلاق الدورة السادسة للالعاب الفرنكوفونية في بيروت

في حضور الرئيس سليمان وأمير موناكو ورئيس وزراء فرنسا ومسؤولي 42 دولة مشاركة

وطنية - انطلقت عند السادسة من مساء اليوم الدورة السادسة للالعاب الفرنكوفونية، بمهرجان صخم أقيم على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، في حضور قادة ومسؤولي الدول الفرنكوفونية يتقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أمير موناكو ألبير كازيراغي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، الأمين العام لمنظمة الدول الفرنكوفونية عبدو ضيوف وحوالى 40 وزيرا من الدول المشاركة، ومسؤولون لبنانيون ومن الدول الفرنكوفونية المشاركة وشخصيات سياسية وعسكرية وكشفية واعلامية وتربوية واقتصادية. وكانت ابواب ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية فتحت أمام المواطنين مجانا، بدءا من الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، وسط اجراءات امنية وتنظيمية مشددة.

 

رئيس وزراء فرنسا وصل إلى بيروت وتوجه مباشرة إلى المدينة الرياضية

وطنية - وصل بعيد الخامسة من عصر اليوم، إلى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، رئيس وزراء فرنسا فرانسوا فيون، على طائرة خاصة أقلته والوفد المرافق من باريس.

وكان في استقباله في المطار، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة وزير الاعلام طارق متري، وأركان السفارة الفرنسية في بيروت. وقد توجه رئيس الحكومة الفرنسي، مباشرة من المطار إلى مدينة كميل شمعون الرياضية، للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الفرنكوفونية السادسة.

 

فيلتمان: دعمنا للبنان غير قابل للتغيير.. ولن نتدخل في تأليف الحكومة 

الاحد 27 أيلول 2009/وكالات

جدد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان التأكيد أن "واشنطن لن تتدخل في تأليف الحكومة اللبنانية"، مشيرًا الى أن "جميع أصدقاء لبنان في العالم معنيون بالوقت الذي يستغرقه تأليف هذه الحكومة، إلا أننا لا نتدخل في هذا الامر لأن ذلك سيكون عكس ما عملت الولايات المتحدة من أجله في لبنان". فيلتمان، وفي حديث الى "أخبار المستقبل"، شدد على أن "اللبنانيين قادرون على حلّ مسألة الحكومة، ونأمل بأن يتمّ هذا الامر وفق الدستور وبسرعة". هذا، وعبّر فيلتمان عن إلتزام بلاده بدعم سيادة لبنان واستقراره، مشيرًا الى أن بلاده "تدعم إقامة علاقات إيجابية بين لبنان وسوريا مبنيّة على أساس الاحترام المتبادل". وقال: "ليس لدى السوريين أي شك في دعمنا للبنان، وهم يعلمون أن هذا الدعم لسيادة لبنان واستقلاله غير قابل للتغيير

 

إسرائيل: دخول صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان سيشعل حرباً  

٢٧ ايلول ٢٠٠٩/وكالات

حذر نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان هارئيل من أن دخول صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان قد يؤدي إلى نشوب حرب، مشيراً إلى أن إسرائيل تعمل بشكل يضمن عدم تمكن إيران من حيازة سلاح نووي. وقال هارئيل، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت: "أدخل السوريون سابقاً بطاريات صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان وتمت إبادتها".

وإذ تطرق إلى المحادثات التي جرت بين إسرائيل وسورية في بلدة شيبردزتاون الأميركية، التي شارك فيها (هارئيل) ضمن الوفد الإسرائيلي مع رئيس أركان الجيش السوري حكمت الشهابي، كشف أن "إسرائيل وسوريا كانتا قريبتين من اتفاق أمني يستند إلى انسحاب من هضبة الجولان"، مؤكداً أن "الأوراق المطلوبة للمفاوضات في تلك المرحلة كانت جاهزة بصورة جيدة". وأوضح أنه "كان باستطاعتنا التوصل إلى اتفاق مع السوريين لكن كان لهذا ثمن"، في إشارة إلى انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان. أما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لفت هارئيل إلى " إننا نستعد لمواجهة كل الإحتمالات، لكن كي لا يُفهم من هذا أننا نوافق على العيش تحت تهديد نووي على دولة إسرائيل، نؤكد أن "دولة إسرائيل تعمل كي لا تكون لدى إيران قدرة نووية ". وتمنى أن "ينجح العالم الغربي في منع الإيرانيين من الوصول إلى قدرة كهذه"، مشيراً إلى انه "إذا فشل ذلك، لكل دولة الحق في الدفاع عن النفس". 

 

الوطن السورية: عقدة تأليف الحكومة اللبنانية انتهت والحريري لم يعد يعارض تسمية جبران باسيل

 الملك السعودي وعد بزيارة سوريا تلبيةً لدعوة من الرئيس الأسد

٢٧ ايلول ٢٠٠٩ /  كشفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت أن عقدة تأليف الحكومة اللبنانية زالت، وأن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لن يتدخل في تسمية الوزراء وسيكتفي من خلال المشاورات التي يجريها حالياً في تحديد الحقائب وحصص الكتل النيابية. وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إن «الحريري لم يعد يعارض تسمية الوزير جبران باسيل ولا يتمسك بمبدأ أن الخاسرين في الانتخابات النيابية لا مكان لهم في الحكومة، وسيكتفي بتحديد الحقائب الوزارية وحصص كل كتلة نيابية والشكل الذي ستظهر به حكومة الوحدة الوطنية، على أن تتولى الكتل ذاتها تسمية الوزراء المناسبين». وأضافت المصادر «إن تراجع الحريري هذا من شأنه تسريع تأليف حكومة الوحدة الوطنية»، متوقعة أن «يحافظ الحريري على صيغة 15-10-5، وأن يتم التشكيل قبل العاشر من الشهر القادم». وختمت المصادر بالقول: «إن العقدة الوحيدة التي يمكن أن تواجه الآن حكومة الحريري المنتظرة هي في توزيع الحقائب السيادية، وأن السعودية قد تتدخل في حال تعثر الوضع أمام الرئيس المكلف دون أن تحدد هذه المصادر شكل التدخل».

من جهة ثانية، نقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر سوريّة مطلعة أن زيارة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق ليست مرتبطة بتشكيل الحكومة اللبنانية، موضحةً أن الزيارة ستتم في أي وقت يناسب جدول أعمال الرئيس بشار الأسد والملك السعودي. وقالت المصادر وفق الصحيفة: "إن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين، هدفها تعزيز العلاقات الثنائية السورية السعودية، والتشاور حول أوضاع المنطقة، والدور الذي يمكن للبلدين الشقيقين القيام به من أجل تعزيز الموقف العربي في مختلف القضايا، وفي مقدمتها قضية السلام والرفض الإسرائيلي للمبادرة الأميركية والتهديدات التي تواجه المنطقة بسبب سياسات إسرائيل، كما سيتم البحث في العلاقات العربية والوضع في لبنان".

وذكرت "الوطن" أن المصادر شددت على أن "العلاقة بين دمشق والرياض لا تمر عبر بيروت، وأن سوريا والسعودية متفقتان على أن شؤون لبنان تدار من قبل اللبنانيين"، وقد وصفت هذه المصادر أجواء اللقاء الأخير بين الأسد والملك السعودي بـ "الإيجابية"، مشيرةً إلى أن اللقاء كان "ناجحًا بكل المقاييس"، وأنّه "تطرق لمجمل الأوضاع العربية والإقليمية".

كما نقلت صحيفة "الوطن" عمّا أسمتها مصادر إعلامية لبنانية أن الملك السعودي وعد بزيارة سوريا تلبيةً لدعوة من الرئيس الأسد "في الأيام القادمة".

 

غيتس: القوة العسكرية لن تُقنع إيران بالتخلي عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية

الاحد 27 أيلول 2009

أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أنّ "الدبلوماسية والعقوبات هما السبيل لإقناع ايران بتغيير برنامجها النووي وليس العمل العسكري". وقال: "لا أستبعد أي خيار من على الطاولة، إلا أنني أعتقد أنه ما زال هناك مساحة للتحرك الدبلوماسي".غيتس، وفي حديث الى قناة "CNN" الأميركية، أشار إلى أنّ "القوة العسكرية هي لكسب الوقت فقط ولكنها لن تُقنع الايرانيين بالتخلي عن سعيهم لامتلاك أسلحة نووية"، مشيرًا الى أن "السريّة التي اتبعتها ايران في بناء المنشأة النووية تحت الأرض من وراء ظهر المجتمع الدولي وضعت ايران في موقف ضعيف"، وأضاف: "الايرانيون في موقف سيء جداً الآن بسبب هذا الخداع مع كل القوى العظمى، ومن الواضح أنّ هناك فرصة لفرض عقوبات اضافية مشددة، وأعتقد أنّ لدينا الوقت لإنجاح ذلك". ورأى غيتس أنّ "العقوبات ستثبت جدواها بعد ظهور إنشقاقات عميقة في ايران منذ الانتخابات الرئاسية". وأضاف: "نرى بعض الانقسامات في القيادة والمجتمع الايرانيين لم نر لهما مثيلاً خلال 30 عاماً منذ الثورة الايرانية". وفي مقابلة مع شبكة "أي. بي. سي." الأميركية، لفت غيتس إلى أنّ "إغلاق معتقل غوانتنامو سيكون صعباً بحلول كانون الثاني المقبل"، وهو الموعد الذي حدده الرئيس الاميركي باراك اوباما، نافيًا "وجود أيّ إنقسام بين الجيش الاميركي والبيت الابيض بشأن الحرب في أفغانستان"، ومستبعداً أيّ "تغيير جذري في الاستراتيجية المتبعة هناك".  (رويترز- أ.ف.ب.)

 

أوباما لا يستبعد ضربة عسكرية لإيران و «الحرس الثوري» يبدأ مناورات بالصواريخ

الأحد, 27 سبتمبر 2009

طهران - محمد صالح صدقيان

كيف أجهضت الرسالة الإيرانية للوكالة الذرية كشف أميركا بناء المنشأة النووية في قم ؟ إيران «المذهولة» تعلن إحباط «مؤامرة» للغرب وأوباما يتهمها بـ «التملص» مطالباً بـ «نيات سلمية»

القدس المحتلة، نيويورك، واشنطن، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب –

برز أمس تناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول المنشأة النووية الجديدة لتخصيب اليورانيوم القريبة من مدينة قم، إذ أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي أن المنشأة ستكون صالحة للعمل «في غضون نحو سنتين»، فيما أشار مدير مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي الى انها «ستبدأ العمل قريباً وستُبهر الأعداء». جاء ذلك بعد ساعات على تلويح الرئيس الاميركي باراك اوباما ضمناً بالخيار العسكري ضد طهران، مؤكداً في الوقت ذاته تمسكه بالديبلوماسية، قبل ايام من اجتماع ايران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، في جنيف مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

ووسط ردود الفعل المتسارعة إثر «صدمة» كشف إيران المنشأة، كان اللافت أمس إعلان «الحرس الثوري» عزمه على إجراء «مناورات صاروخية» ابتداءً من اليوم، «لصيانة قدرات القوات المسلحة وتطويرها»، كما أوردت وكالة «مهر». في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور إيران الشهر المقبل، ويثير موضوع البرنامج النووي مع الرئيس محمود أحمدي نجاد. ورداً على سؤال حول تلويح أوباما بـ «عقوبات مؤلمة» لإيران، اعتبر اردوغان ان «هذه العقوبات لن تجلب الخير لشعب (إيران)، لذلك أعتقد بأن علينا أن نلزم الحذر»، مشيراً الى ان تركيا دعت ايران الى التعامل بـ «شفافية» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة «فارس» عن محمد محمدي غلبايغاني مدير مكتب خامنئي قوله: «بعون الله سيبدأ هذا المصنع (المنشأة) الجديد العمل قريباً وسيُبهر الأعداء». وأضاف إن إنشاء المفاعل مؤشر الى أن بلاده أصبحت في «ذروة القوة». لكن صالحي أشار الى ان موقع المنشأة سيكون «عملانياً في شكل كامل في غضون نحو سنتين»، نافياً نصب أجهزة طرد مركزي فيه.

وقال للتلفزيون الإيراني ان «الموقع الجديد سيوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسنقوم بتخصيب اليورانيوم فيه بنسبة أقصاها 5 في المئة»، متسائلاً: «لو كان الموقع ذا طابع عسكري، كيف نفسّر انه سيكون تحت إشراف الوكالة»؟

وزاد: «بناء هذا الموقع هو إجراء احتياطي لتفادي اي حدث غير مرغوب فيه. مع كل التهديدات التي نواجهها يومياً، من واجبنا تفريق (مواقع) منشآتنا لحمايتها ومواصلة نشاطاتنا النووية». وأوضح صالحي ان «الموقع موجود على الطريق بين طهران وقم»، فيما أفادت مصادر بأنه أقيم في معسكر لـ «الحرس الثوري». وذكر صالحي ان إعلان طهران طوعاً عن المنشأة «أحبط مؤامرة» للغرب، مبدياً «ذهول» بلده الذي كان «يتوقع ترحيب الدول الغربية» بإعلان طهران وجود الموقع قبل المهلة التي حددتها الوكالة الذرية لذلك.

وقال مصدر مطلع لـ «الحياة» في طهران ان ايران حاولت توقيت الكشف عن المنشأة، بعد اتضاح سعي الدول الغربية الى ممارسة مزيد من الضغوط عليها، استباقاً لمحادثات جنيف. وأضاف ان طهران حاولت الضغط على هذه الدول من خلال هذا الإعلان، إذ يريد كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي إرغام الدول الغربية على وضع اطار للمفاوضات يكون واضحاً في أجندته لجهة الزمان والمكان والموضوعية.

وكان اوباما اعتبر ان وجود تلك المنشأة يشكل «استمراراً لنمط مزعج من التملص الإيراني». وقال في خطابه الإذاعي الاسبوعي ان التطورات الاخيرة «تجعل الاجتماع المتوقع في الاول من تشرين الأول، اكثر إلحاحاً». وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ، قال أوباما: «كررت دائماً اننا لا نستبعد أي خيار عندما يتعلق الامر بمسائل الأمن القومي الاميركي، لكنني أريد ان اشدد مجدداً على انني افضل الحل الديبلوماسي. وعندما نجد ان الديبلوماسية لا تنجح، سنكون في موقف اقوى بكثير كي نطبق عقوبات مؤلمة مثلاً». أما وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس فاعتبر ان من الخطأ استبعاد العمل العسكري، مشيراً في الوقت ذاته الى إمكان اعتماد الديبلوماسية.

وقال لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية ان «كل خيار عسكري لن يؤدي سوى الى كسب الوقت»، معتبراً ان هجوماً محتملاً على ايران سيؤخر برنامجها النووي «من سنة الى ثلاث سنوات». واستدرك ان «الطريقة الوحيدة لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي، هي ان تدرك حكومتها ان هذا السلاح يضعف أمن (البلد) بدلاً من أن يرسخه».

وأكد غيتس لشبكة «أي بي سي» التلفزيونية ان «الايرانيين ينوون الحصول على السلاح النووي»، متسائلاً: «اذا لم يكن برنامجهم النووي مخصصاً سوى لأهداف مدنية، فلماذا لم يكشفوا وجود هذا الموقع (المنشأة) عندما بدأوا ببنائه؟ ولماذا لم يسمحوا لمفتشي الوكالة الذرية بتفقده منذ البداية»؟ في لندن، رفض وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند استبعاد عملية عسكرية ضد ايران، لكنه اكد ان «لا شخص عاقلاً يريد مواجهة عسكرية حول منشأتها النووية». أما وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان فرأى ان الكشف عن المنشأة «يبرهن على ان ايران تريد امتلاك السلاح النووي»، داعياً الى «العمل لقلب النظام المجنون في طهران، من دون هدر الوقت». وحذر وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط من إطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط، فيما دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى إخلاء المنطقة من الاسلحة النووية «وهذا يشمل ايران واسرائيل». وحذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلو المجتمع الدولي من تكرار «كارثة» العراق، في التعامل مع إيران.

 

الحجم الجماهيري في قداس الشهداء أثبت أن اي محاولة لعزل القوات  لن تكون سهلة

ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية أن الاحتفال الذي اقامته "القوات اللبنانية" عصر السبت، في مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونية (كسروان)، في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، شكل حدَثاً سياسيا في ضوء الاعتبارات الآتية:

* الحشد الجماهيري الأضخم الذي نجحت «القوات» في ان تجمعه وقُدّر بعشرات الآلاف، والذي شكّل رسالة شعبية مزدوجة لبعض الحلفاء ولكل الخصوم بان اي محاولة لـ «عزل» القوات وتهميشها أو تحجيم دورها لن تكون سهلة.

* شعار الاحتفال وهو «أحياء في ثورة الأرز» التي حضر «شهداؤها» بدءاً من رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في صور عملاقة رُفعت الى جانب صورتيْ الرئيسين بشير الجميّل (مؤسس «القوات») الذي اغتيل في أيلول 1982 ورينيه معوض الذي اغتيل في تشرين الثاني 1989 .

وشكّل الاحتفال، انطلاقاً من هذا الشعار، مناسبة لـ «شدّ عصَب» جمهور «14 آذار» ولتأكيد «القوات» انها تستظلّ «ثورة الارز» ومبادئها، وتالياً لإعادة التوازن السياسي الى المشهد اللبناني بعد «الارتباك» الذي أصاب قوى الأكثرية عقب فوزها في الانتخابات النيابية الذي اعتبر كثيرون انها «أحرقته» سريعاً ما جعل فريق «8 آذار» يستجمع قواه سريعاً ويندفع في «هجوم مضاد» تُرجمت نتائجه في تعطيل تشكيل الحكومة. كما جاء الاحتفال ليرفد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بـ «جرعة دعم» في مرحلة «التكليف - 2 »، وتحديداً من الشارع الذي تستمد «ثورة الأرز» ثقتها منه.

* رسالة الدعم للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، الذي رعى الاحتفال ممثلاً بالمطران رولان ابو جودة الذي ترأس القداس الاحتفالي. وخصّ جعجع، البطريرك في كلمته بتحية اكدت ان «مجد لبنان اعطي للبطريرك» في ردّ غير مباشر على مواقف كانت انتقدت هذا الشعار «التاريخي»، علماً ان صورة عملاقة زرعت لصفير في مكان الاحتفال وكُتب عليها «مجد لبنان أعطي له».

* الكلمة السياسية التي ألقاها جعجع والتي خرجت مرة جديدة عن السياق «المألوف». فبعد عام على «قنبلة» اعتذاره الشهير (والاول من نوعه لأي من قادة الحرب) عن الأخطاء التي ارتُكبت ابان حرب الـ 15 عاماً (بين 1975 و 1990 ) اختار «الحكيم» ان يتوجّه الى مسلمي لبنان في موقف أراد من خلاله ان يكرّس خروج «القوات» من «القمقم» المسيحي الى الرحاب الوطني. واذ أكد جعجع الوقوف مع الرئيس المكلف في مهمته لتشكيل الحكومة، اعلن انه يرفض القبول بتمثيل حكومي لـ «القوات» أقل بكثير من حجمها، على غرار ما كان في التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف الى سليمان قبل اعتذاره. وكرر موقفه من سلاح «حزب الله» ووجوب حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية.

 

علوش: كلام جعجع ينبع من حرصه على تشكيل الحكومة قريباً

وكالات/إستبعد النائب السابق مصطفى علوش أن يتم تشكيل الحكومة في القريب العاجل، مشيراً إلى وجود تعقيدات جديدة تؤخر عملية التشكيل. وعلّق علوش في اتصال مع "أخبار المستقبل" على ما ورد في جريدة "الوطن" السورية "بأن عقدة تأليف الحكومة انتهت، والتأليف سيحصل قبل العاشر من الشهر المقبل"، مشيراً إلى أن "العقد موضوعة من قبل النظام السوري". ولفت علوش الى أن كلام رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في الأمس ينبع من حرصه على تشكيل الحكومة قريباً. واشار الى انه "غير متأكد من أن ولادة الحكومة قاب قوسين، إذ لا تزال هناك تعقيدات خارجية تؤخّر التشكيل، خصوصاً بعد الخطاب المتشدد في مواجهة ايران أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة". وأوضح ان التشكيلة السابقة عرضت لتبيان مواقف الجميع منها، بعدما أخذت المعارضة على الرئيس المكلف سعد الحريري عدم اصدار تشكيلة معينة، كاشفاً ان "الهدف من ذلك، حصول التشكيل بطريقة مغايرة في المرة الثانية".

 

القزي: لا حكومة قبل رأس السنة اذا استمر الوضع على هذه الحال 

التاريخ: ٢٧ ايلول ٢٠٠٩/المصدر: ان بي ان 

أعرب المستشار السياسي لرئيس حزب "الكتائب" سجعان القزي عن تخوفه من أنه "اذا استمرت الحالة على هذه الشاكلة فلا حكومة قبل رأس السنة". واعتبر أن على الأكثرية حزم أمرها في حال فشل التوافق مع المعارضة على حكومة. ورأى في حديث متلفز، أن "من العار تبدية مصلحة شخص على مصلحة الوطن"، مشددا على أن "المطلوب اختيار رجال قادرين على تحمل المسؤوليات والمواجهة". واشار الى أن محاولة التقارب السوري ــ السعودي كان يمكن أن تتم بوتيرة أسرع لولا 3 عناصر: أولا ان ايران لا تريد أن تتم المصالحة حاليا، ثانيا أن مصر لا تريد أن تتقرب السعودية من سوريا كفاية قبل أن تحل الاخيرة عقدة المفاوضات التي ترعاها مصر بين الفصائل الفلسطينية، ثالثا أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أن تتم المصالحة بوتيرة أسرع من المصالحة الأميركية – السورية". وعن كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأن لا دور سلبياً لا لإيران ولا لسوريا في تشكيل الحكومة، اشار الى أنه "يجب ألا يكون لإيران وسوريا وكل الدول لا دور سلبي ولا ايجابي في تشكيل الحكومة لأن هذا موضوع داخلي"، معتبرا أن كلام سليمان يتناقض مع كلام الأكثرية والأقلية حول "س-س". ولاحظ أن اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ثبّت أن هناك أكثرية موجودة وخلق صدمة في الحياة العامة والخاصة، معربا عن اعتقاده أن هذه الصدمة لم تؤد نتيجتها "والدليل أننا عدنا بعد التكليف الثاني الى العقد نفسها التي كانت تواجهه في التكليف الأول".

 

نديم الجميل: لا بديل من الحوار مع "حزب الله"

التاريخ: ٢٧ ايلول ٢٠٠٩/المصدر: صدى البلد 

رأى عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أن "ليس هناك بديل من الحوار مع "حزب الله"، ولكن هناك طريقة وأسلوب للحوار". واشار الى أنهم "يقولون لنا على طاولة الحوار إمّا أن تسيروا بأسلوبنا أو بالسلاح وإمّا لا حوار، هذا أسلوب مرفوض، فإذا كنّا نريد الحوار فعلاً، علينا أن نتحاور من دون أن نترك أي موضوع خارج إطار الحوار".

ووصف الجميل، في حديث لصحيفة "صدى البلد"، اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدلله بن عبدالعزيز في السعودية، بأنه كان "لقاءً جيداً ونوعاً من كسر جليد معيّن كان موجوداً في المنطقة وخصوصاً في لبنان"، معرباً عن اعتقاده بأن هذا اللقاء "لن يؤدي إلى حلول مباشرة في ما يخص الموضوع الحكومي بقدر ما سيؤدي في الوقت الحالي إلى كسر الجفاﺀ أو الضغط الموجود على الحياة السياسية في لبنان".  واعتبر أن المشروع الذي تتبناه سوريا وإيران و"حزب الله" في لبنان "هو مشروع تعطيل وإلغاﺀ للدولة اللبنانية، والنية الأساسية للفريق الآخر هي تدمير لبنان ودولته وسيطرة "حزب الله" ودويلاته على الدولة". واكد رفضه للتوطين، قائلاً: "هذا موضوع لا نقبل به، فمعركتنا الأساسية كانت عليه، وخضنا حرباً كلفتنا سنوات من الدمار والخراب حتى لا يكون لبنان وطناً بديلاً للفلسطينيين، وحتى لا يكون هناك توطين للفلسطينيين، ولن نقبل بهذا الموضوع لإرضاﺀ أطراف إقليمية، ولا لكي تكون هذه المسألة ورقة بيد سوريا في ما خص مفاوضات السلام بينها وبين إسرائيل حتى لو كلّفنا ذلك كل التضحيات الممكنة".

 

مفاعيل الـ"س. س"

٢٧ ايلول ٢٠٠٩

عـمـاد مـوسـى/ المصدر : موقع لبنان الآن

 أن تغمر الفرحة الأستاذ نبيه بري من رأسه حتى قدميه وأن ترتسم السعادة على وجه السعد وليد بك جنبلاط وأن تزغرد حسان عين التينة وأن تزقزق العنادل على صنوبر المختارة وأرز الباروك، لمجرّد أن الحرارة عادت إلى معادلة "س. س" فذلك يشكل في الواقع إهانة لشريحة من اللبنانيين صدّقت ذات يوم أن لبنان بلد سيد حر ومستقل ويحتفل كل سنة في 22 تشرين الثاني باستقلاله السياسي عن الأمهات والخالات والعمات والشقيقات الصغرى والكبرى. وأن تقوم حلقات الدبكة، وترتفع الأدعية وتشرق شمس الأمل وتقوى المراهنات على "محبوبة جميل" و"محروسة" وعلى شوط الإستشارات الثاني لمجرّد أن رئيس مجلس تصريف الأعمال والأفعال فؤاد السنيورة سلم على سيادة الرئيس الأسد مضيفاً إلى معادلة الحرفين معادلة بأربعة أو خمسة أحرف س. فهذه المصافحة الودودة لعمري ولعمر عمري هي فاتحة خير يؤسس مستقبلنا وهي فتح تاريخي عظيم يثلج قلوب المنتظرين حكومة الأخيار على نار. فبدلاً من أن نشعر بشيء من الخجل لقصورنا وحاجتنا إلى رعاية وحنان وتربية دائمة. أو بشيء من المرارة. أو بصفعة على وجنة كبريائنا ووجداننا الوطني . أو بمياه "مصقعة" نازلة بين الرفشين.. دخلنا في لعبة التطبيل والتهليل لنجاح رهان الوهم على معادلة س.س... وذلك قبل أن يقطف أي مسؤول العنب وقبل انفكاك صيام رئيس مجلس الشعب اللبناني الذي طال. لا شك في أن لقاء جدة الآتي بعد فتور وتوتر سياسيين بين سورية والمملكة العربية السعودية هو بحد ذاته خطوة هامة كما أي لقاء عربي جامع. كما أي لقاء عربي وفي أي إطار فإن اجتمع الملك محمد السادس مثلاً وبوتفليقة السابع واتفقا بعونه تعالى على مسألة الصحراء المغربية والبوليساريو السرمدية فتفاهمهما سيكون طيباً جداً. وإن شكل معمر القذافي "شو" ومحمود أحمدي نجاد أحلى "ديو" وأجمل معادلة "م.م" على المسرح الدولي فهذا "الكوبل" سيكون موضع ترحيب وإجماع لبنانيين، حتى الرئيس بري سيرحّب ويبارك.

وأعود بكم أعزائي إلى معادلة الـ"س. س." وهي رجاؤنا وعلتنا وخلاصنا.

فنجاح معادلة الـ"س. س." كما بدا من ردود فعل كبارنا وقادتنا العِظام سيفضي حتماً إلى تحقيق العجائب في أرض العجائب.

الـ"س. س" تحلحل عقد التشكيل المستعصية.

الـ"س. س" تقطع شهية الإستيزار.."ويا مين يشيل" الإتصالات.

الـ"س. س" تلطّف الجو وتنعّم الأصوات.

الـ"س. س" تمنع الكآبة.

الـ"س. س" تعالج السعال الديكي.

الـ"س. س" تعيد الخصوبة إلى الرجال والنساء.

الـ"س. س" تنبت الشعر في صحاري الرؤوس القاحلة.

الـ"س. س" تفجر مشاعر الحب بين اللبنانيين.

مفعول الـ"س. س" مضمون بشهادة "الدكتور" نبيه ويُفضّل إبقاؤه بعيداً عن متناول الأولاد.

 

قداس لمناسبة ذكرى الرئيس اميل اده

وطنية- اقيم ظهر اليوم قداس في مقابر آل اده في رأس النبع لمناسبة ذكرى وفاة الرئيس اميل اده، بحضور عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده وعائلته والوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس الاعلى للحزب بيار خوري والامين العام جوزف مراد اضافة الى فاعليات حزبية ونقابية وقضائية واعلامية واصدقاء وأقارب. ترأس القداس كاهن رعية سيدة النجاة في طريق الشام الاب سالم الحاج، الذي دعا في عظته بعد تلاوة الانجيل المقدس الى "التجدد بالمسيح لان منه نستمد القوة للبقاء"، مناشدا "التمسك بالايمان وبالمسيحية لانه بدون المسيحية لا يقوم الايمان". وفي ختام القداس تلقى العميد اده التعازي من الحضور.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 27 ايلول 2009

البلد :

تساءل دبلوماسي اوروبي لماذا كل مهرجانات الاحزاب اللبنانية هي في ذكرى شهدائها، ألهذه الدرجة بلغ إفلاسها؟

تراجع معظم قيادات قوى 14 آذار عن اتهام عون بالعرقلة ووصف الازمة بالاقليمية يؤكد مدى فاعلية البترو دولار في هذه القوى.

بدأ بعض النواب حديثي النعمة يتساءلون في مجالسهم الخاصة عن حقيقة ما يشاع عن ابطال نيابات سيعلنها المجلس الدستوري.

النهار:

حذرت دولة كبرى من احتمال قيام اسرائيل بضربة محدودة تستهدف عدداً من القادة العسكريين في المقاومة.

تتكرر يومياً مشكلة إبلاغ مواطنين أحكاماً قضائية حول مخالفات سير قديمة بأرقام مضاعفة وأكثرها لا علم لأصحابها بالمخالفات او بالأحكام التي مضى عليها سنوات!

ترتدي زيارة رئيس وزراء دولة اوروبية اواسط تشرين الاول المقبل لبيروت، أهمية على صعيد تنشيط العلاقات مع لبنان وفي مجالات تعاون معينة لمكافحة الارهاب.

المستقبل :

قع أوساط ديبلوماسية عربية أن تتعزز حركة الموفدين لدولة عربية بارزة إلى لبنان بعد إنجاز الرئيس المكلف سعد الحريري إستشاراته النيابية الثلاثاء.

تقول أوسط غربية أن الموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل سيقوم بزيارات مكوكية إلى المنطقة لإحراز تقدم في السلام على الرغم من المواقف الإسرائيلية غير الإيجابية.

علم أن موسكو إستضافت أخيراً مؤتمراً روسياً ـ إسلامياً قد يسهم في فهم متبادل شارك فيه السفراء العرب وسفراء الدول الإسلامية المعتمدون في روسيا.

 محكمة مصرية ترجئ النظر في دعوى تطالب بوقف "المنار" 

المستقبل/أرجأت محكمة مصرية امس النظر في دعوى قضائية لوقف وإلغاء ترخيص بث قناة "المنار" الفضائية التابعة لحزب الله من القمر الصناعي المصري "نايل سات" بدعوى بثها أخباراً مسيئة لمصر.وكان سمير صبري، وهو محام مصري، رفع في نيسان (ابريل) الماضي دعوى قضائية اتهم فيها قناة "المنار" الفضائية بوصف النظام المصري بـ"العميل لأميركا وإسرائيل" وإهانة الرئيس المصري حسني مبارك. وقال مصدر قضائي ان محكمة ادارية مصرية بالقاهرة قررت امس تأجيل دعوى النظر في قضية الغاء ترخيص قناة المنار إلى جلسة 17 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل لتقديم وزارة الإعلام مستندات بشأن القناة. وتتضمن الدعوى المقامة ضد القناة أيضاً اتهامها بتشويه سمعة مصر خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة نهاية العام الماضي.

  

سليمان لـ «الحياة»: لا نيّة للسوريين بالتدخل وأوباما تعهّد لي أن لا حل على حساب لبنان

 "فترة الاغتيالات السياسية قد ولت"

2009-09-27

راغدة درغام المصدر: الحياة  

قال الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ان «لا دور سورياً أو إيرانياً سلبياً في الوضع اللبناني الحالي»، لكنه أكد في المقابل أن المسائل الإقليمية تنعكس على لبنان.

وقال سليمان في حديث مطول الى «الحياة» في نيويورك حيث ألقى كلمة لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد له بأنه لن يكون هناك حل على حساب لبنان وأن موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يحتل أيضاً الأولوية لدى الولايات المتحدة كما لدى اللبنانيين.

وأبدى الرئيس اللبناني قلقه من مرحلة صعبة أمام لبنان، لكنه أكد أنه غير خائف عليه. وتطرق الى موضوع تأليف الحكومة، فلفت الى أن «الالتزام بالمصلحة الوطنية أجدر من رفض توزير الراسبين» في الانتخابات النيابية. وكشف عن عدم اعتقاده بأن الرئيس المكلف سعد الحريري كان يريد فعلاً التوقيع على التشكيلة الحكومية التي قدمها. وقال إنه لا يرفض حكومة أقطاب أو تكنوقراط شرط أن تكون حكومة وحدة وطنية.

وهنا نص الحديث:

> برنامجكم في نيويورك كان حافلاً باللقاءات. اجتمعتم مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وآخرين. كيف كانت اجتماعاتكم مع الرئيس الإيراني وهل بحثتما انعكاس الوضع الإقليمي عبر إيران على الساحة اللبنانية؟

- كل اللقاءات كانت جيدة. لا يخفى الأمر أن لبنان استعاد الصدقية في الدول الصديقة والمجاورة وأيضاً في دول العالم كافة، التي جعلت رؤساء الدول الذين التقيتهم أصبح لديهم احترام مميز لرئيس لبنان. للأسف في أيام الفوضى لم يكن هذا الاحترام موجوداً، أما الآن فاستعدنا مكانتنا. طبعاً بالتداول مع هذه الدول نبني علاقات صداقة. اليوم العالم أصبح مفتوحاً أكثر على بعضه. لا أحد يستطيع أن يعزل نفسه ويسيّر أموره. على رغم أننا نقول "سيادة، واستقلال وحرية" هذا صحيح، إلا أن العلاقات الجيدة مع الدول المجاورة، الشقيقة أولاً والصديقة ثانياً ودول العالم أيضاً، تسهل شؤون الحياة، والدليل أننا الآن، بلد متعافٍ إلى حد كبير من خلال هذه العلاقات.

> بلد متعافى لكن ليس في شكل كامل، إذ إنه لا يزال من دون حكومة، وهناك تأثير ايراني معروف في الوضع اللبناني. هل وعدكم الرئيس الإيراني بتسهيل الأمور كي يكون في الإمكان المضي الى الأمام وتشكيل الحكومة؟

- الحقيقة أننا لا ننكر تأثيرات الدول في بلد مثل لبنان ونحن نعاني مشاكل إقليمية. من أين تأتي معاناة لبنان؟ تأتي من هذه المشاكل الإقليمية التي تنعكس على لبنان. ولكن في ودنا أن ندير شؤوننا بأنفسنا مع الحفاظ على علاقات الصداقة التي تعطي قوة للبنان عندما تكون صادقة. أنتِ قلتِ إنه ليس متعافياً. بل إنه متعاف ويظهر تعافيه بأنه حتى لو تأخر تأليف الحكومة فالوضع لا يزال جيداً، وهذا يعني أن البلد متعاف. أي لم تعد تؤثر فيه أزمة سياسية مثل هذه.

> من دون شك. إنما كما قلتم هناك الناحية الإقليمية. فما كان شعوركم بعد هذه الاجتماعات، خصوصاً مع الرئيس الإيراني. هل طلبتم منه شيئاً معيناً؟

- أبداً. طلبت من الرئيس الإيراني دعم موقف لبنان في شكل عام وأيضاً على الساحة الخارجية، أي دعم موقف لبنان في دول العالم، وعدم السير بأي حل على حساب لبنان، هذا ما طلبته من الرئيس الإيراني ومن غيره. الجميع مهتم أن يتعافى لبنان وتصبح هناك حكومة في أقرب وقت، ولكن لا أحد منهم يريد التدخل مباشرةً.

> يبدو أن هناك قراراً أميركياً – فرنسياً - بريطانياً لإعطاء مهلة زمنية لإيران في موضوع الملف النووي. وهناك حديث عن عقوبات وتصعيد ديبلوماسي. هل تخشى أن ينعكس ذلك سلباً على لبنان؟

- علينا أن نعمل كي لا تنعكس هذه الأمور على لبنان وأن نخفف من انعكاس الشؤون الإقليمية على الداخل اللبناني. طبعاً، نحن نخشى من هذا التحذير، وأن تقع الدول الغربية في خطأ، كما وقعت في العراق.

> ماذا تعنون بذلك؟

- عندما تمت مهاجمة العراق، بحجة أن العراق لديه أسلحة دمار شامل ولم يتبين ذلك في ما بعد، وهذا ما كنا نحن نشعر به قبل الدخول الى العراق. كنا نقول للمجتمع الدولي أن يتنبه الى هذا الموضوع، لأن هذه المعلومات قد تكون غير دقيقة ونخشى أن يتكرر ذلك في إيران.

> تقصدون أنكم تخشون من ضربة عسكرية؟

- أخشى من الاتهام. لا. الضربة العسكرية الآن بعيدة. يتكلمون على عقوبات اقتصادية وتعلمين أن هذه العقوبات لا تضر، لا تؤذي الدول المعاقبة. تؤذي شعوبها ولكن الحكومات ربما تستفيد من هذه العقوبات.

> إذاً، ما العمل؟ إذا سار الثلاثي الأميركي – البريطاني -الفرنسي في هذا الاتجاه، هل تخشون أن يدفع لبنان ثمن ذلك؟ أم أنكم حصلتم على تعهدات من الرئيس ساركوزي مثلاً، عندما اجتمعتم به، هل بحثتما في كيفية حماية لبنان من أن يكون ساحة للتفجير الإقليمي؟

- الكل يريدون ألا تؤثر الأحداث في لبنان. وعندما قابلت الرئيس ساركوزي والرئيس باراك أوباما تحدثت معهما خصيصاً عن لبنان وقضية الشرق الأوسط. والرئيس نجاد أيضاً لا يريد إلا الخير والاستقرار للبنان. كذلك كل الرؤساء الذين التقيتهم، يريدون الخير للبنان. أفضّل أن نتابع الحوار. أما حل الموضوع النووي، فلا يكمن فقط في إيران، هناك إسرائيل التي تملك سلاحاً نووياً. وأرى أن القرار الذي اتخذ بالأمس في مجلس الأمن، والذي حضرت كل الجلسة المخصصة له، هو المدخل الصالح لموضوع السلاح النووي.

> بالنسبة الى لقائك مع الرئيس أوباما، هل أعطاكم تعهداً ما في ما يخص لبنان؟

- تعهد لي بأنه لن يكون هناك حل على حساب لبنان، وأن موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يحتل أيضاً الأولوية عند الولايات المتحدة كما لدى اللبنانيين.

> عندما يقول إنه لن يكون هناك حل على حساب لبنان، هل يقصد بتبنيه سياسة الحوار والتفاهم مع إيران ومع سورية، أن ذلك لن يكون على حساب لبنان؟

- طبعاً لن يكون هذا على حساب لبنان. وهذا عبّر عنه (المبعوث الأميركي) جورج ميتشل عندما زارني في بيروت قبل أسبوع.

> ومع الرئيس ساركوزي، هل بحثهما كيفية تفعيل الدور الفرنسي في مساعدة لبنان، بعدما بدا وكأن هناك تحفظات أو انتقادات للدور الفرنسي؟

- لا أظن أن هذه الانتقادات هي دقيقة أو في محلها. فرنسا تسعى الى الانفتاح على دول الشرق الأوسط، وخصوصاً على سورية وقد بادرت الى ذلك. والرئيس ساركوزي تشاور معي في هذا الموضوع قبل زيارته سورية وشجعته على ذلك، وعلى الانفتاح على قضية الشرق الأوسط وعلى سورية بالذات. إيجاد الحلول العادلة لقضايا الشرق الأوسط تريح لبنان.

> اجتمعتم أيضاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولا بد من أنكم بحثتم معه عملية السلام وموضوع المنظمات الفلسطينية في لبنان، خصوصاً المنظمات المسلحة، فهل تفاهمتما على جديد؟ وهل له أي دور؟

- تعلمين أن الفلسطينيين منقسمون الى فصائل عدة، وهذا أمر طبيعي. هناك فصائل تنتمي الى منظمة فتح وهناك فصائل لا تنتمي الى منظمة فتح. وإجمالاً علاقة لبنان مع معظم الفصائل جيدة ولكن الرئيس عباس يستطيع أن يتكلم في ما يتعلق بـ "فتح" وكرئيس للسلطة الفلسطينية. ولا يقبل أبداً ارتكاب أي مخالفة للقانون في لبنان. ويقول دائماً: "نحن نشكر لبنان على ما تحمّل من أجل القضية الفلسطينية، ونحن للبنان بكل أمر تريده الحكومة". أما مسألة المراكز الفلسطينية المسلحة، فهذا أمر اتُخذَ فيه القرار على طاولة الحوار في لبنان ونحن في صدد التنفيذ. طبعاً لا نقول التنفيذ بالقوة لأنه يكفي الفلسطينيين ما يتعرضون له. سننفذ هذا بحوار وتفاهم مع الفصائل المعنية.

> مضى الكثير من الوقت وأنتم تحاولون ذلك.

- صحيح، ربما مشاغل لبنان وعودته الى الاستقرار الكامل هي الأولوية في هذا الموضوع قبل أولوية المراكز التي لا تخالف القوانين اللبنانية حالياً.

> هناك مخاوف من استغلال إسرائيل وجود المنظمات الفلسطينية المسلحة والميليشيات الأخرى غير المنضبطة في لبنان من أجل تحويل الأنظار والضغوط الدولية عنها وافتعال الأزمات على الساحة اللبنانية. كيف تتعاطون مع هذا الأمر كرئيس دولة يريد أن تكون هناك سلطة للدولة وحدها.

- هذا ما تلجأ إليه إسرائيل دائماً، تبتعد عن مشاكلها وإحراجها من جانب الدول الكبرى من طريق اتهام لبنان. ولكن العالم كله أصبح يعرف أن إسرائيل هي التي تخرق القرارات الدولية وهي التي تخرق سيادة لبنان بشتى الطرق وهي التي لم تنسحب من (بلدة) الغجر منذ ثلاث سنوات، لم تنسحب من الغجر فقط، لا أقول من مزارع شبعا وكذلك كفرشوبا، وتقوم بخروقات يومية حتى أنها أنشأت شبكات تجسس داخل البقعة المتعارف عليها، باليونيفيل. هذا بحد نفسه خرق للقرار ١٧٠١. اسرائيل عندما تستطيع، ستهاجم لبنان، لكنني أؤكد أنها لن تجرؤ على هذا القرار، قرار التعدي على لبنان بسهولة، لأن التعدي على لبنان أصبح قراراً صعباً عليها.

> لماذا؟

- لأن حرب تموز (يوليو) برهنت أنه لا يمكنها أن تقهر شعباً لديه الإرادة للتصدي والدفاع والمقاومة.

> كيف طرحتم موضوع الانتهاكات الإسرائيلية والانتهاكات الأخرى التي يسميها الأمين العام للأمم المتحدة، من الجانب اللبناني أيضاً انتهاكات للقرار ١٧٠١؟

- الأمم المتحدة متفهمة موضوع لبنان ودوره وتعرف أن البادئ أظلم. اسرائيل لم تكف عن الخروقات اليومية. حتى أنها عندما تلجأ الى شبكات التجسس وتسمح لنفسها بتطويع جندي في الجيش أو ضابط، فهذا خرق كبير، أكبر من الكبير.

> هل من جديد عن مزارع شبعا؟

- حالياً، لا نسمع أي شيء.

> وترسيم الحدود مع سورية؟

- ترسيم الحدود مع سورية أمرٌ مقبول بالمبدأ، سنباشر عندما تتهيأ الفرص للجانب السوري ليكون جاهزاً.

> طالما وصلنا الى موضوع سورية، تعرفون أن بعض اللبنانيين يتحدث عن الموضوع اللبناني من خلال عبارة "سين -سين" ويبدو أن البعض يراهن على انفتاح أو إيجابية بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد السعودية. ما هي قراءتكم لكيفية انعكاس ذلك على لبنان؟

- أستطيع القول إنه دائماً في الاتحاد قوة. العالم أصبح منفتحاً على بعضه، فكيف على الدائرة الضيقة؟ عندما تكون العلاقات بين الدول العربية جيدة، طبعاً يتحسن الوضع في لبنان. وأنا أسعى منذ اليوم الأول لولايتي الى تقريب وجهات النظر العربية - العربية وقد نجحت الى حد كبير في ذلك، من دون أن أجعل لبنان ساحة انعكاسٍ سيئة. ولكن عليّ أن أجعل لبنان يستفيد من التقارب العربي في شكل كبير. هذه هي المعادلة.

> اجتمعتم مع وزير خارجية سورية، وليد المعلم، على انفراد، كما تردد.

- معظم اللقاءات كانت على انفراد، ومع الوزير السوري كانت كذلك.

> طمنونا.

- يكنّ السوريون كل المحبة للبنان، ولديهم إرادة ثابتة وصادقة بأن يدير لبنان شؤونه وينفذ الاستحقاقات السياسية والدستورية. ليست لديهم النية بالعرقلة أبداً. كما ليست لديهم النية بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، لأن طبيعة العلاقات بيننا وبين السوريين أصبحت مبنية على الثقة أكثر ونحن بحاجة لإثبات جدارتنا في تشكيل الحكومة.

> ذكرتم أن هناك بُعداً إقليمياً للوضع اللبناني، وهناك عجز عن تشكيل حكومة، ليس فقط ببعد داخلي لكن أيضاً بنفوذ خارجي.

- صحيح قلت إن هناك بعداً إقليمياً، لأن مشاكل لبنان تأتت عن اضطراب الوضع الإقليمي.

> ألا تعتقدون أن هناك دوراً ما سورياً أو ايرانياً في الوضع اللبناني الراهن؟

- سلبياً، لا أعتقد.

> كيف ذلك؟ هناك عجز في تشكيل الحكومة؟

- أصعب شيء في تأليف الحكومة كان الاتفاق السياسي على حكومة الوحدة الوطنية. وهذا تم. إذاً لو أرادت هذه الدول عرقلة هذا الأمر، لكانت تدخلت لمنعه. ولكن تم الاتفاق على إطار سياسي لحكومة الشراكة أو حكومة الوحدة الوطنية، كما يتم في معظم الدول الراقية. ولكن الخلاف في لبنان أصبح على تفاصيل توزيع الحقائب والأسماء. لا أتوقع أن تتدخل الدول (الأجنبية) في هذه التفاصيل أو أنها تعلم تحديداً ما هي هذه التفاصيل وما أهميتها.

> أتعتقد حقاً أن هذه هي مشكلة لبنان حصراً؟

- نعم حصراً هذه هي المشكلة. لا تنسي أن لبنان لم يشكل حكومة بإرادة داخلية محضة وباستقلال تام منذ ثلاثين سنة. كانت دائماً هناك ضغوط، أو ظروف ما: إما وجود سوري، وإما حروب أهلية، وإما احتلال اسرائيلي في الماضي. إذاً عبر ثلاثين سنة تشكلت الحكومات في ظروف غير عادية. أما الآن فتُشكل بظروف عادية، من غير ضغط، من غير وجود أي تأثير داخلي في لبنان.

> إذاً أطلب منكم أن تعذروني على أسئلتي الآتية: وقع اللوم عليكم شخصياً في بعض الحالات عندما لم تقبلوا التوقيع على ما تقدم به الرئيس المكلف (سعد الحريري) بالقائمة، بالتشكيلة التي قدمها لكم. البعض قال إنكم لم تمارسوا صلاحياتكم، باستقلالية وصيانة لعهدكم. ما هو ردكم؟

- هل تعتقدين بأن الرئيس الحريري كان فعلاً يريد أن يوقع هذه الفكرة التي أتى بها؟ لا أعتقد ذلك. هو يريد حكومة وحدة وطنية. وهو يعلم أن للرئيس دوراً كبيراً في تأليف هذه الحكومة.

> أتقصد أنه بما تقدم اليكم، لم تكن حكومة وطنية؟

- كان مشروعاً تداولناه مرات عدة في الجلسات السابقة وكان المقصود أن يكون نوعاً من المسودة الناقصة وليست الكاملة، حتى أستطيع تعديلها بما يُؤمّن الوحدة الوطنية. ولكن عندما لم يتم الوصول الى نتيجة، كان من الأفضل أن يتم الاعتذار والانطلاق مجدداً بالمشاورات ووفقاً للعبة الدستورية.

> إنما البعض، واعذرني أيضاً على الصراحة، يقول إنك تحولت من "رئيس توافقي" الى "رئيس إرضائي". بنهاية الأمر، إرضاء المعارضة، التي خسرت في الانتخابات، بدلاً من التوفيق على أساس من فاز في الانتخابات، أي الأكثرية.

- هذا الأمر ليس دقيقاً وليس صحيحاً. لدى رئيس الجمهورية واجب ولديه قناعة. من يقول تحولت؟ من يعلم قناعاتي الحقيقية؟ أنا كنت قائداً للجيش خلال عشر سنوات، وكانت السنوات الثلاث الأخيرة منها صعبة ومرحلية وأصعب بكثير من الذي يجري حالياً، وهذا لا شيء وكنت على قناعاتي واستطعت أن أُبقي البلد موحداً وهذا ما أقوم به اليوم لأنني أدرك ما معنى الوحدة الوطنية وحكومة الوحدة الوطنية، لأن هناك استحقاقات كبيرة آتية على المنطقة، ويجب أن نكون موحدين، متراصين بحكومة يقتنع بها رئيس الجمهورية أولاً والى حدٍ كبير بقية الأطراف.

> ألا تعتقد أن سعد الحريري جاء بمشروع حكومة وطنية بعد تعطيل جهوده لفترة ٧٠ يوماً؟

- رغبة الرئيس الحريري هي أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية. لكن ينبغي ألاّ يكون هذا الرأي (مشروع الحكومة المقترح) هو الرأي ذاته عند الشركاء الآخرين وأهمهم رئيس الجمهورية.

> هل تظن أن المعارضة تريد فعلاً تسهيل مهمتك - حتى أنت كرئيس؟ التعطيل كما يبدو للكثيرين جاء من المعارضة؟ هل لا توافق على ذلك؟

- أنا لا أريد تسمية "التعطيل". لا أحب هذه التسمية. اليوم نحن جميعاً متفقون على أن قانون الانتخاب الذي تمت على أساسه الانتخابات، ليس القانون المفضل الذي يعطي التمثيل الحقيقي وأقصد هنا بـ "الحقيقي" التمثيل الميثاقي الذي يشبه الدستور اللبناني، فأتت المعارضة، يطغى عليها لون مذهبي واحد، وأتت الموالاة يطغى عليها لون مذهبي واحد. وهذا هو المشكل الأساس الذي سينعكس على تشكيل الحكومة. لذلك نريد أن نلغي هذه الثغرات، أن نملأ الثغرات، لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وعندما يصبح لدينا قانون، يلغي ما يسمى "السنّية السياسية" و "المارونية السياسية" و "الشيعية السياسية"، قانون مرتكز على قاعدة لا طائفية، قاعدة الانتخاب، عندها نستطيع أن نطبّق مبادئ الديموقراطية كما تطبّق في الغرب. الأكثرية تحكم والأقلية تراقب أو تعارض... الخ. على رغم ذلك في الغرب يتم أيضاً تشكيل حكومات تسمى "المساكنة" أو "الوحدة الوطنية".

> ما الخطوات التي ستتخذها الآن على أي حال؟ تشكيل الحكومة أمر عائد الى رئيس الحكومة المكلف، أليس هذا صحيحاً؟

- الى رئيس الحكومة المكلف بالتوافق مع رئيس الجمهورية.

> كنتما على توافق؟

- نعم، كنا على توافق ولا نزال.

> كنتما على توافق بأن من سميتوهم "الراسبين"، لا يحق لهم الإملاء على الناجحين في الانتخابات. هل تغير الأمر؟

- لم تُذكر كلمة "لا يحق لهم". كانت هناك وجهة نظر في هذا الموضوع تقول بمحاولة عدم توزير الراسبين. ولكن هذا ليس دستوراً. وهذا، إذا قلنا إنه عُرف، خُرق مرات عدة، لذلك الأجدر هو الالتزام بالمصلحة الوطنية.

> ماذا تقول للذين يرون أن هناك حاجة ماسة لحماية نتيجة الانتخابات. يعني في نهاية الأمر، الفرد اللبناني الذي صوّت، صوّت من أجل مشروعٍ ما، من أجل فكرٍة ما، من أجل خيارٍ ما، من أجل نائبٍ ما، من أجل توجهٍ ما. ما هو ردك؟

- ربما جاء جوابي في سياقِ ما قلته سابقاً. إن نتيجة الانتخابات ليست ميثاقية. نفس الأقلية ونفس الأكثرية عددياً لو جاءت ممزوجة من كل الطوائف لكانت مثالية. كان من الممكن أن نطبق ذلك. إن ثغرة هذه الانتخابات هي نفسها، كما قلت، تكمن في طغيان لون طائفي واحد على المعارضة من جهة وعلى الموالاة من الجهة الثانية، ما يجعلنا نرتكز أكثر على حكومة الوحدة الوطنية، والأكثرية هي التي اختارت الرئيس المكلف، وهذا أمر مهم جداً.

> لنقل، إذا أصرت المعارضة على شروط تعجيزية، هل ستبقى حريصاً على عدم تحدّيها، خوفاً؟

- لا، لا ليس كذلك. أنا لدي قناعات.

> ما هي؟

- الوحدة الوطنية، وهذه هي قناعاتي نفسها التي ارتكزت عليها منذ أن كنت قائداً للجيش. عندما قلت الجيش لا ينفذ إلا القرار بمقدار ما يُؤمِّن الوحدة الوطنية. عندما أصبحت هناك حكومة ناقصة، مجتزأة، وعندما أصبح هناك شغور في الرئاسة كان موقف الجيش أن القرار الصالح هو القرار الذي يؤمّن الوحدة الوطنية تأميناً أكبر.

> ولكن هذا المشروع تعرقل، مشروع حكومة الوحدة الوطنية. هل أنتم قطعاً ضد حكومة أقطاب أم حكومة تكنوقراط؟

- لا، لا. لم أقل ذلك. حكومة الأقطاب يمكن أن تكون حكومة وحدة وطنية، حكومة التكنوقراط يمكن أن تكون حكومة وحدة وطنية. المهم أن نتفق على حكومة وحدة وطنية. وأنا طبعاً لي دورٌ أساس في هذا الموضوع والإطار العام، أتفق عليه، ويمكن أن يُتفق على إطارٍ عام مماثل وعلى توزيع الحقائب، فالأمر ليس صعباً.

> ماذا يحصل إذا استمر الفراغ مدة طويلة؟ ألا يؤثر في عهدكم أنتم شخصياً؟

- التسمية ليست "عهدي"، الفراغ يؤثر في لبنان. كل ما يؤثر في اللبنانيين يؤثر في الرئيس والعكس صحيح. وما يؤثر في الحكومة، يؤثر أيضاً في اللبنانيين. السلطات الدستورية هي سلطات متكاملة، صحيح أن هناك فصلاً ما بين السلطات ولكن أعمالها تصب في هدف واحد هو الهدف الوطني. لا، لن يتأخر تشكيل الحكومة، كما تفترضين سنستطيع تشكيل حكومة، إن شاء الله، في أقرب وقت.

> هل مَن يفترضون أن الحكومة اللبنانية قادرة على أن تتخذ قراراً بتعطيل أو تجميد أو تحييد المحكمة الدولية، يتكلمون على شيء حقيقي، أم أن المحكمة خرجت عن سلطة أو نفوذ الحكومة اللبنانية لأنها محكمة دولية؟

- المحكمة الدولية أصبحت محكمة دولية، تصدر قراراتها بمعزل عن موضوع الحكومة. طبعاً إذا كانت قراراتها تستلزم قراراً حكومياً، فهذا عائد الى الحكومة عندها. لست متخوفاً من هذا الموضوع.

> من أي موضوع؟

- موضوع الإشكاليات ما بين المحكمة الدولية والحكومة.

> نأتي الآن الى عضوية مجلس الأمن. يبدو أن لبنان ماضٍ في هذا الترشيح كما أعلنت أمام الجمعية العامة. البعض يقول إن عضوية لبنان في مجلس الأمن تؤدي الى التوتر على الصعيد اللبناني وصعيد الحكم في لبنان.

- لماذا؟ هل تستطيعين أن ترشيديني الى موضوع كبير اختلف عليه اللبنانيون. نحن في الخطوط السياسية العامة وفي السياسة الخارجية لسنا مختلفين في لبنان. قلت لك إن الخلاف أصبح على توزيع الحقائب، ولكن لم يجرِ الاختلاف على كيفية عمل الحكومة والإطار العام للحكومة الذي هو إطار الوحدة الوطنية. وقد مررنا خلال هذه السنة بأزمات كبيرة في المنطقة. أزمات غزة، أزمات الصراعات العربية، الأزمة المالية، أمور عدة حصلت في هذه الفترة واستطاع لبنان تجاوزها بموقف حكومي موحد.

> أعتقد أن التساؤل في ذهن هؤلاء يتعلق مثلاً بعرض قرار على مجلس الأمن في شأن ايران، ماذا يفعل لبنان؟ يصوّت مع المشكلة أم يصوت ضد المشكلة أم يمتنع عن التصويت.

- لا يجوز افتراض أمور. طبعاً يتم استدراك الأمور في ذهن المسؤولين عن الشأن العام، لكن لا يمكن تقديم جواب افتراضي على سؤال افتراضي، وبحسب منهج هذه الحكومة أو الحكومة السابقة منذ أن انتخبت رئيساً للجمهورية، لم يختلف اللبنانيون على المواضيع الكبيرة. كانت الاختلافات دائماً على تفاصيل صغيرة يكمن فيها الشيطان كما يقال، لكننا متفقون على القضايا الكبيرة وسنجد دائماً القرار المناسب الذي يفيد وحدة لبنان أولاً، ويعبّر عن الموقف العربي ثانياً، ويصب في خدمة الإنسان في شكل عام.

> لكل أعضاء مجلس الأمن الحق في رئاسة المجلس. لو كان لك فرصة ترؤس جلسة لمجلس الأمن كما فعل الرئيس اوباما، ماذا تتمنون أن تكون هذه الجلسة؟

- الهاجس الأول للبنان هو السلام في الشرق الأوسط وعودة الحقوق الى الشعب الفلسطيني. وهذا هو لب الصراع، كما تكلمت في خطابي وهو حقيقةً رسم فكرتي في حال ترأست الجلسة. هذا هو الموضوع.

> ولو دخلتم مجلس الأمن من دون حكومة؟

- ممكن. هذا لا يؤثر في شيء. هناك رئيس للبلاد وهناك آليات دستورية ترعى العمل في الدول. هناك دول كبيرة وعريقة تأخّر فيها تأليف الحكومة مرات عدة.

> هناك جانب من العمل الحكومي يقع في حال شلل وهناك خوف من فراغ.

- عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية ولا تكون هناك حكومة، وثمة أمر طارئ، يمكن استدعاء حكومة تصريف الأعمال لبحث الأمر.

وبكل الأحوال، رئيس الجمهورية يحتفظ بالأداء، وفي الدستور يحتفظ بحيّز كبير من إقرار السياسة الخارجية.

> والجيش؟ هل يتلقى المساعدات الدولية التي تسعون وراءها؟

- الجيش يتلقى بعض المساعدات الدولية وخصوصاً من الولايات المتحدة، هناك كمية لا بأس بها من التجهيز الذي تقدمه الولايات المتحدة، ولكن يجب علينا أن نفتش عن مصادر أخرى كذلك.

> ماذا تعني؟

- أعني أنه يجب رصد موازنة للجيش، موازنة تجهيز سنوية. لغاية الآن لا تُرصد للجيش موازنة تجهيز سنوية. الموازنة السنوية المرصودة للجيش هي للشؤون اليومية، الرواتب والتدريب والطعام والمحروقات وأعمال الصيانة للآليات، والأبنية العسكرية التي يلزمها تأهيل وإنشاء أبنية أخرى كوننا نحن نضع اليد على بعض المباني للمواطنين ويعمل الجيش للتخلص منها تدريجاً لإعادة الحق لأصحابه.

> قلتم أمام الجمعية العامة إن لبنان أيضاً يخوض معركة ضد الإرهاب.

- صحيح وهذا هو التحدي الأكبر للجيش اللبناني. وهو تحدٍ عالمي وتحدٍ منعاً لقيام الإرهاب ببناء قواعد داخل لبنان. نجح الجيش في هذا الأمر خصوصاً في نهر البارد. طبعاً قبل النهر البارد كذلك وبعد النهر البارد كذلك، نجح في التصدي لشبكات الإرهاب. وهنا الارادة للتصدي أقوى بكثير من السلاح المتوافر. ولكن السلاح ضروري. تعوّد الجيش اللبناني أن يتصدى للإرهاب بعنف وبقوة والشعب يساند الجيش في هذا الموضوع.

وقد كانت هناك حالة، حقيقة،ً مثالية في التصدي للإرهاب، عندما استغل بعض الإرهابيين أهالي مخيم نهر البارد ليعتدوا على الجيش ويبنوا ربما إمارة معينة في تلك المنطقة. كان للجيش رد فعل فوري من دون توقف ومن دون تراجع واستطاع أن يُنهي الظاهرة في غضون ٣ أشهر. كان هذا درساً لأي إرهابي يريد أن يستغل المواطنين الآمنين الفلسطينيين أو يريد أن يعتدي على الدولة اللبنانية.

> أراكم واثقين ولستم قلقين، كما الكثير من اللبنانيين، حيال مرحلة صعبة في لبنان سواء حرباً كانت أم اختلافاً طائفياً أم انقساماً. أراكم لستم في ذلك الصدد.

- طبعاً أنا قلق ولكن لست خائفاً. القلق هو ميزة الإنسان العاقل. أن يكون قلقاً، لأنه إذا لم يكن قلقاً فلن يستطيع إيجاد الحلول لإزالة هذا القلق. أنا طبعاً قلت إنني أفتش دائماً عن حلول لإبعاد هذا القلق عن قلوب المواطنين وعقولهم. ولكنني لست خائفاً. لدي الثقة بأن لبنان عاد متعافياً. وأستطيع أن أقول إن العدد الكبير الذي زار لبنان هذه السنة من لبنانيين مغتربين، ومن اخواننا العرب ومن الأوروبيين وغيرهم، أهميته ليست بمقدار ما يدخل الى لبنان من الناحية المادية، أنا أقيس هذا بالثقة التي عبّر هؤلاء عنها بلبنان، خصوصاً اللبنانيين منهم. إنهم يريدون هذا الوطن، كما يسير الآن. وهذا سينتج مردوداً كبيراً على الوطن في هذه الفترة. لذلك أقول إن تأليف الحكومة لا يُربكني من ناحية تأخير خطوات التطور للبلد. سنتأخر في تطوير الشؤون وسنعمل على الاستفادة من هذه الثقة التي أعادها هذا النوع من الاستفتاء. كل من جاء الى لبنان هذا العام كان يقول: "أنا أريد منكم يا ساسة البلد أن تظلوا متضامنين، موحدين من غير ارتباكات".

> لكن الخوف عاد من التوتر الأمني بعدما غادرنا، نحن الذين ذهبنا وتمتعنا.

- كان يجب أن تبقوا في لبنان. أطمئنك أننا لسنا خائفين. طبعاً دائماً يلجأ الأعداء، وأقول أعداء لأن اسرائيل عدو والإرهاب عدو أيضاً، وعندما يرون أن هناك خللاً ما، يحاولون الدخول. استطاعوا في أزمات سابقة إيجاد فتنة ولكن الآن أؤكد أنهم ربما يحاولون لكنهم لن يستطيعوا إيجاد فتنة بوجود الجيش وبوجود وعي المجموعات الوطنية الشعبية والمسؤولين السياسيين الذين تنتمي اليهم هذه الأحزاب والمجموعات.

> هل ولّى عهد الاغتيالات السياسية؟

- أنا أجزم أنه ولى. كانت فترة سيئة وليست عهداً.

 

كيف أجهضت الرسالة الإيرانية للوكالة الذرية كشف أميركا بناء المنشأة النووية في قم ؟

تاريخ في: 2009-09-27/الحياة

بيتسبرغ (الولايات المتحدة) – خدمة «نيويورك تايمز» - مساء الثلثاء الماضي في نيويورك، ابلغ مسؤولون بارزون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية اثنين من ابرز مستشاري الرئيس الاميركي باراك أوباما، ان ايران بعثت برسالة مبهمة تصف فيها منشأة نووية «تجريبية» صغيرة لم يسبق الإعلان عنها.

فوجئ الأميركيون بالرسالة، ولكنهم كانوا غاضبين مما لم يقولوه، اذ كانوا على علم منذ سنين بالمجمع المبني في نفق سري، وان الوضع أكثر خطورة مما يوحي به الإيرانيون.

في غرفة في فندق «والدورف استوريا» في نيويورك، ناقش في تلك الليلة خمسة من أقرب مستشاري اوباما للأمن القومي حتى ساعات الصباح الأولى، التوصية التي سيعرضونها عليه حين يبلغونه بالنبأ عند الصباح. وبعد ساعات، التقوا اوباما ومستشاره للأمن القومي الجنرال جيمس جونز، في غرفة اخرى بالفندق.

قرر البيت الابيض أساساً الالتفاف على الايرانيين، ليقدم لحلفائه وللرأي العام ما كان يعتقد انه دليل راسخ على وجود أكثر من برنامج نووي تجريبي. ورأى البيت الابيض في ذلك فرصة لاستخدام هذا الدليل لإقناع دول أخرى بدعم فرض عقوبات أكثر صرامة على طهران، من خلال إظهار ان الايرانيين لا يزالون يعملون على خطة نووية سرية.

كانت ثلاثة أيام مثيرة من الديبلوماسية الحساسة جداً والمناورة السياسية، من غرفة في فندق «والدورف استوريا» حيث سعى أوباما للحصول على دعم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، إلى قاعة مجلس الأمن التي أخرج منها جونز في لحظة معينة نظيريه الروسي والصيني، وسط اجتماع نادر لقادة المجلس.

وقال جونز لنظيره الروسي سيرغي بريخودكو ان الولايات المتحدة ستُعلن المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها في هذا الشأن، فيما ناقش مسؤولون اميركيون واوروبيون في أروقة الامم المتحدة وعبر الهاتف، موعد وكيفية عرض قضيتهم ضد ايران على العالم.

وحض مسؤولون أوروبيون على السرعة، معتبرين ان على اوباما أن يتهم ايران بتطوير المنشأة النووية السرية، صباح الخميس الماضي خلال ترؤسه للمرة الأولى جلسة مجلس الأمن التي أقرت مشروعاً اميركياً لاخلاء العالم من السلاح النووي.

كان الامر ليكون لحظة مواجهة دراماتيكية، لكن مسؤولي البيت الابيض عارضوا ذلك معتبرين انه مبكر جداً، اذ لن يكون لديهم وقتاً كافياً لابلاغ حلفائهم والوكالة الذرية، كما ان أوباما لم يُرِد اضعاف قرار منع الانتشار النووي الذي كان يسعى الى إقراره في المجلس، عبر تحويل الانتباه إلى إيران.

في نهاية الامر، اعلن أوباما ذلك برفقة نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مركز المؤتمرات في بيتسبرغ صباح الجمعة الماضي.

وقال مسؤولون في الادارة الاميركية ان اوباما سعى الى تحقيق هدفين في توجهه إلى الرأي العام: مواجهة ايران في شكل مباشر مع ابراز أدلة، وإقناع الدول المترددة باتخاذ موقف متشدد حيال ايران.

وقال مسؤولون استخباراتيون بارزون ان وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي أي) اكتشفت الموقع الايراني قبل سنين خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش، والذي يقع في نفق عميق بجبل فوق قاعدة لـ «الحرس الثوري» قرب مدينة قم.

أُبلغ اوباما للمرة الاولى بوجود المنشأة، خلال الفترة الانتقالية بعد انتخابه أواخر عام 2008، ولكن الاستخبارات الاميركية رصدت في وقت سابق هذا العام، حركة نقل لمعدات حساسة الى المنشأة، في مؤشر الى ان العمل أياً كان، اقترب من مراحله النهائية. وقال مسؤول بارز في الادارة إن أوباما تلقى تقارير استخباراتية في شكل منتظم، حول التقدم في الموقع.

ورسم الأميركيون صورة مفصلة عن العمل في المنشأة، من مصادر استخباراتية عدة وصور الأقمار الاصطناعية. وأشار مسؤول بارز الى ان الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية تشاركت المعلومات حول المنشأة، كما أُبلغت إسرائيل بذلك قبل سنين. فيما كانت إدارة اوباما تراجع سياستها حيال ايران في نيسان (ابريل) الماضي، ابلغ أوباما مساعديه انه اذا اجرت الولايات المتحدة مفاوضات مع ايران، فهو يريد التأكد من ان «كل الحقائق مطروحة على الطاولة، بما في ذلك معلومات عن هذا الموقع، بحيث تكون المفاوضات مجدية وشفافة»، كما قال مسؤول بارز في الإدارة. أواخر تموز (يوليو) الماضي، وبعدما هدأت الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ايران، ابلغ اوباما فريقه للامن القومي بأن يعمل مسؤولون استخباراتيون اميركيون سراً مع نظرائهم البريطانيين والفرنسيين، لوضع عرض مفصل حول المنشأة، يُقدم في حالات الطوارئ، مثل «رفض ايران التفاوض، او تسرّب معلومات، او كشف ايران أمر المنشأة»، كما قال مسؤول في الادارة. طلب أوباما من معاونيه ان يكون العرض جاهزاً قبل الجمعية العامة للامم المتحدة. ولم يكن المسؤولون الأميركيون حسموا امرهم حول موعد كشف المعلومات الاستخباراتية حول المنشأة، لكن الخطة تغيرت الثلثاء، عندما أبلغت الوكالة الذرية واشنطن بالرسالة التي بعثتها ايران حول الموقع.

في اجتماع في فندق «والدورف استوريا» صباح الاربعاء، قرر أوباما ابلاغ ميدفيديف شخصياً خلال لقائهما المقرر في اليوم ذاته، كما تحدث مع ساركوزي وبراون. وفي الوقت ذاته، أبلغ جيف بادر وهو مستشار بارز في البيت الابيض، نظراءه الصينيين.

  

أوباما لا يستبعد ضربة عسكرية لإيران و «الحرس الثوري» يبدأ مناورات بالصواريخ

تاريخ في: 2009-09-27 /الحياة »

القدس المحتلة، نيويورك، واشنطن، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – برز أمس تناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول المنشأة النووية الجديدة لتخصيب اليورانيوم القريبة من مدينة قم، إذ أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي أن المنشأة ستكون صالحة للعمل «في غضون نحو سنتين»، فيما أشار مدير مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي الى انها «ستبدأ العمل قريباً وستُبهر الأعداء». جاء ذلك بعد ساعات على تلويح الرئيس الاميركي باراك اوباما ضمناً بالخيار العسكري ضد طهران، مؤكداً في الوقت ذاته تمسكه بالديبلوماسية، قبل ايام من اجتماع ايران مع الدول الست المعنية بملفها النووي، في جنيف مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

ووسط ردود الفعل المتسارعة إثر «صدمة» كشف إيران المنشأة، كان اللافت أمس إعلان «الحرس الثوري» عزمه على إجراء «مناورات صاروخية» ابتداءً من اليوم، «لصيانة قدرات القوات المسلحة وتطويرها»، كما أوردت وكالة «مهر». في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور إيران الشهر المقبل، ويثير موضوع البرنامج النووي مع الرئيس محمود أحمدي نجاد. ورداً على سؤال حول تلويح أوباما بـ «عقوبات مؤلمة» لإيران، اعتبر اردوغان ان «هذه العقوبات لن تجلب الخير لشعب (إيران)، لذلك أعتقد بأن علينا أن نلزم الحذر»، مشيراً الى ان تركيا دعت ايران الى التعامل بـ «شفافية» مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة «فارس» عن محمد محمدي غلبايغاني مدير مكتب خامنئي قوله: «بعون الله سيبدأ هذا المصنع (المنشأة) الجديد العمل قريباً وسيُبهر الأعداء». وأضاف إن إنشاء المفاعل مؤشر الى أن بلاده أصبحت في «ذروة القوة».

لكن صالحي أشار الى ان موقع المنشأة سيكون «عملانياً في شكل كامل في غضون نحو سنتين»، نافياً نصب أجهزة طرد مركزي فيه.

وقال للتلفزيون الإيراني ان «الموقع الجديد سيوضع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسنقوم بتخصيب اليورانيوم فيه بنسبة أقصاها 5 في المئة»، متسائلاً: «لو كان الموقع ذا طابع عسكري، كيف نفسّر انه سيكون تحت إشراف الوكالة»؟

وزاد: «بناء هذا الموقع هو إجراء احتياطي لتفادي اي حدث غير مرغوب فيه. مع كل التهديدات التي نواجهها يومياً، من واجبنا تفريق (مواقع) منشآتنا لحمايتها ومواصلة نشاطاتنا النووية». وأوضح صالحي ان «الموقع موجود على الطريق بين طهران وقم»، فيما أفادت مصادر بأنه أقيم في معسكر لـ «الحرس الثوري». وذكر صالحي ان إعلان طهران طوعاً عن المنشأة «أحبط مؤامرة» للغرب، مبدياً «ذهول» بلده الذي كان «يتوقع ترحيب الدول الغربية» بإعلان طهران وجود الموقع قبل المهلة التي حددتها الوكالة الذرية لذلك.

وقال مصدر مطلع لـ «الحياة» في طهران ان ايران حاولت توقيت الكشف عن المنشأة، بعد اتضاح سعي الدول الغربية الى ممارسة مزيد من الضغوط عليها، استباقاً لمحادثات جنيف. وأضاف ان طهران حاولت الضغط على هذه الدول من خلال هذا الإعلان، إذ يريد كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي إرغام الدول الغربية على وضع اطار للمفاوضات يكون واضحاً في أجندته لجهة الزمان والمكان والموضوعية. وكان اوباما اعتبر ان وجود تلك المنشأة يشكل «استمراراً لنمط مزعج من التملص الإيراني». وقال في خطابه الإذاعي الاسبوعي ان التطورات الاخيرة «تجعل الاجتماع المتوقع في الاول من تشرين الأول، اكثر إلحاحاً».

وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام قمة مجموعة العشرين في بيتسبرغ، قال أوباما: «كررت دائماً اننا لا نستبعد أي خيار عندما يتعلق الامر بمسائل الأمن القومي الاميركي، لكنني أريد ان اشدد مجدداً على انني افضل الحل الديبلوماسي. وعندما نجد ان الديبلوماسية لا تنجح، سنكون في موقف اقوى بكثير كي نطبق عقوبات مؤلمة مثلاً».

أما وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس فاعتبر ان من الخطأ استبعاد العمل العسكري، مشيراً في الوقت ذاته الى إمكان اعتماد الديبلوماسية.

وقال لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية ان «كل خيار عسكري لن يؤدي سوى الى كسب الوقت»، معتبراً ان هجوماً محتملاً على ايران سيؤخر برنامجها النووي «من سنة الى ثلاث سنوات». واستدرك ان «الطريقة الوحيدة لمنع ايران من امتلاك سلاح نووي، هي ان تدرك حكومتها ان هذا السلاح يضعف أمن (البلد) بدلاً من أن يرسخه».

وأكد غيتس لشبكة «أي بي سي» التلفزيونية ان «الايرانيين ينوون الحصول على السلاح النووي»، متسائلاً: «اذا لم يكن برنامجهم النووي مخصصاً سوى لأهداف مدنية، فلماذا لم يكشفوا وجود هذا الموقع (المنشأة) عندما بدأوا ببنائه؟ ولماذا لم يسمحوا لمفتشي الوكالة الذرية بتفقده منذ البداية»؟ في لندن، رفض وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند استبعاد عملية عسكرية ضد ايران، لكنه اكد ان «لا شخص عاقلاً يريد مواجهة عسكرية حول منشأتها النووية».أما وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان فرأى ان الكشف عن المنشأة «يبرهن على ان ايران تريد امتلاك السلاح النووي»، داعياً الى «العمل لقلب النظام المجنون في طهران، من دون هدر الوقت». وحذر وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط من إطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط، فيما دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى إخلاء المنطقة من الاسلحة النووية «وهذا يشمل ايران واسرائيل». وحذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلو المجتمع الدولي من تكرار «كارثة» العراق، في التعامل مع إيران.

 

خطاب القذافي أصاب المترجم بالانهيار... 

تاريخ في: 2009-09-27 /النهار

أصاب الخطاب الطويل للزعيم الليبي معمر القذافي الاربعاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة المترجم المكلف الترجمة الفورية بالانهيار من شدة التعب. وتمكن المترجم الليبي من ترجمة 75 دقيقة من خطاب القذافي الطويل المليء بالتكرار، لكنه في النهاية القى بالسماعتين قائلاً "لم اعد قادراً على الاستمرار!" كما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الجمعة. وعلى الفور، هبت المسؤولة عن قسم المترجمين العرب في الامم المتحدة الى نجدته وتولت الترجمة خلال الدقائق العشرين المتبقية من الخطاب. وقال احد زملائه كما نقلت عنه "نيويورك بوست" "لقد انهار من الارهاق"، مشيراً الى "انها المرة الاولى التي ارى فيها أمراً كهذا في 25 عاماً". ومبدئياً، ينبغي الا تتجاوز خطب رؤساء الدول امام الجمعية العامة للامم المتحدة 15 دقيقة

 

هل حسم لقاء جدة البعد الإقليمي للحكومة وصارت العقدة محلية ؟ 

ديبلوماسيون يلحظون تقارباً في قضايا محورية بين "التيار الوطني" و"المستقبل"

تاريخ في: 2009-09-27

روزانا بومنصف المصدر/النهار  

حسم اللقاء السعودي - السوري في جدة اخيرا على هامش افتتاح جامعة العلوم والتقنية، الجانب الاقليمي الذي كان يعول عليه من حيث المبدأ من اجل فك عقدة عرقلة تأليف الحكومة، أقله وفق أدبيات السياسيين اللبنانيين، ولم تنعكس الايجابيات المفترضة على المشهد السياسي حتى الان، باستثناء الهدوء في الخطاب السياسي واعلان الرغبة في التعاطي الايجابي. وهذا اللقاء  يلغي ظاهريا اي تلطّ داخلي وراء عرقلة خارجية من اجل ان يرمي الكرة في ملعب الافرقاء في الداخل. وتاليا، فإن السؤال هو كيف يترجم عمليا ما تم التعويل عليه طويلا، أي التوافق السعودي - السوري  في حال بقاء المواقف على حالها وفق ما هو قائم حتى الآن، ام انه كان تعويلا في غير محله ترتبت عليه اثمان معنوية هائلة على لبنان وحتى على الزعماء اللبنانيين لجهة ربط قرارهم طوعا بالخارج؟

تتعدد الآراء في هذا المجال بين من يعتقد انه بات من واجب من راهن على ضرورة اقفال ملف الجفاء العربي بين المملكة العربية السعودية وسوريا وربط تقدم الامور في لبنان بها، العمل لترجمة ذلك في الداخل لئلا تظهر النظرية التي تم تبنيها في هذا الاطار خاطئة وغير فاعلة، أقله وفق المقدار الذي كان معولا عليها فيه. واكثر ما ينطبق ذلك على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال امام زوار له ان احد اسباب عدم تسميته النائب سعد الحريري مرة ثانية لتأليف الحكومة انه كان تمنى عليه بشدة الا يعتذر في المرة الاولى، خصوصا انه قرر شخصيا الدخول على خط تذليل العقبات من جانب المعارضة. وبهذا المعنى فان الكرة قد تكون في ملعب الرئيس بري أكثر من أي طرف آخر، علما أن ثمة متصلين به يقولون انه يعمل فعلا على تدوير الزوايا بناء على الصيغة السابقة للتشكيلة الحكومية، بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط.

وثمة من يعتقد بضرورة الحذر في التفاؤل على قاعدة لفت البعض المملكة السعودية الى التنبه للمبادرة السورية الاخيرة وأثمانها المفترضة، اذ ان العاهل السعودي  لا يمكنه العمل الا باللياقات العربية لجهة تطلعه الى رد التحية للرئيس السوري باحسن منها، وهو ربما تأثر بمبادرة الرئيس السوري ومشاركته في حدث يعتبره انجازا شخصيا له، بمعنى انه يرجح ان يزورالملك السعودي العاصمة السورية في الاسابيع القليلة المقبلة . لكن من الاهمية القصوى الا تتكرر التجربة في التعاون السوري - السعودي وفق ما حصل في تموز الماضي بل على قاعدة ان المسؤولين السوريين مستعدون لان يقبضوا سلفا ثمن ما يمكن ان يفعلوا، فضلا عن ان محاولة عزل العلاقات السعودية السورية الثنائية عن الوضع اللبناني امر لا يصح في الغالب الا من جهة واحدة هي الطرف غير السوري عموما، أكان سعودياً أم مصرياً او اميركياً، نظرا الى المصالح المباشرة لسوريا واحتمال اعتبارها اتفاقا من هذا النوع تسليما بدورها ونفوذها في لبنان على نحو غير مباشر، في ظل ابتعاد الآخرين عن ربط تحسن الامور بينهم وبين سوريا بانكفائها عن التدخل في لبنان.

ومع أن هناك من يضيف الى  العنصر الخارجي او الاقليمي المؤثر العنصر الايراني وضرورة توافره لنجاح اللقاء السوري - السعودي، فان مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت لا ترى ما يذهب اليه هؤلاء فعلا على قاعدة بسيطة، ان ما يحصل في ايران  من تطورات  يمكن اعتباره بالنسبة الى كثيرين بمثابة نار تحت الرماد، وأن التحديات والاستحقاقات  التي تواجهها  في الخارج في ملفها النووي تشغلها فعلا وتنأى بها عن الاهتمام او الانشغال بالداخل اللبناني وما اذا تم توزير جبران باسيل أو لا. فهذا الجزء من تفسير الامور وتحليلها يبدو مستغربا الى حد كبير وغير واضح، في حين يفهم العامل السوري وتأثيره. ويتصل الامر ايضا في رأي هؤلاء بالصراعات والطموحات الداخلية، الى جانب وجود قرار جزء منه اقليمي بأبعاده من حيث كونه حماية لاهداف استراتيجية يمثلها "حزب الله" والتحالف الداخلي الذي يقيمه مع التيار العوني من جهة والامتدادات الاقليمية التي تتصل به من جهة أخرى، في مسعى الى ابقاء دور لبنان او اخذه في كل محطة يمكن ان يواجهها في المستقبل من ضمن هذه الاهداف الاستراتيجية. والمشكلة الداخلية في تأليف الحكومة تظهر من خلال اصرار الحزب على حماية التحالف مع العماد عون من هذه الزاوية ودعم مطالبه  في الحكومة، في حين ينأى الاخير بنفسه عن صلته بالابعاد الاقليمية للأزمة،  ليطالب بحصرية التمثيل المسيحي والمواجهة من أجل الحصول عليها بأي ثمن. علما أن المصادر الديبلوماسية الغربية المعنية التي تحرص على  التواصل مع كل الافرقاء  تقول انها اكتشفت  في اللقاءات التي عقدتها اخيرا ان ثمة تلاقيا كبيرا جدا بين ما يقول به "التيار الوطني الحر" وما يقول به "تيار المستقبل" في قضايا محورية واساسية عدة، على غير ما تظهر المواقف المعلنة من تناقضات واختلافات. وقد خلّفت مسارعة الافرقاء اللبنانيين الى الترحيب باللقاء السعودي السوري  انطباعات  لدى هذه المصادر ان هؤلاء الافرقاء رفعوا سقوفهم الى حد كبير في المرحلة الماضية، وقد يكونون جميعهم باتوا في حاجة الى اخراج من اجل العودة الى الحديث الجدي في الحكومة، بحيث يتم اطلاقها بعيدا من بعض الاخطاء التي ارتكبت ابان اعداد الرئيس المكلف سعد الحريري  التشكيلة السابقة، بما يحفظ كرامة الجميع من دون التنازل عن بعض المكاسب التي تحققت، خصوصا  بالنسبة الى المعارضة التي رأت ان التشكيلة الحكومية كانت في منتهى الايجابية وانها لو لم ترفضها لكان افرقاء في التحالف الاكثري هم من تولوا ذلك.  

 

مع تفاقم الازمة حول النووي الايراني: مطلوب نقاش جدي في الخيارات مع "حزب الله" 

تاريخ في: 2009-09-27

علي حمادة/النهار  

الازمة الايرانية مع المجتمع الدولي، والتي تفاعلت مع الكشف عن بناء طهران مفاعلا لتخصيب الاورانيوم بالقرب من مدينة قم اتخذت مسارا جديدا مع بروز ملامح تحالف دولي متشدد حيال طموحات ايران النووية، واستطرادا سياساتها الخارجية من افغانستان الى العراق وفلسطين ولبنان واليمن. والمسار الجديد الذي ترتسم ملامحه يقوم على قرار غربي صار حاسما لجهة الذهاب الى محادثات جنيف في الاول من تشرين الاول المقبل، اي بعد ايام قليلة بمطالب موحدة وتصميم واحد على دفع ايران الى تراجع ملموس عن برنامجها النووي المتقدم، والذي تجمع عواصم القرار الكبرى بما فيها موسكو على انه عسكري التوجه. وإذا كان الرباعي الغربي المؤلف من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا، وقد بدأت روسيا الاتحادية بالتقرب منه، قد فهم الرسالة الايرانية التي عبرت عنها الوثيقة التي بعثت بها طهران في مطلع ايلول الجاري على انها الحوار مع المجتمع الدولي يجب ان يدور حول وسائل الاعتراف بمكانة ايران قوة اقليمية صاعدة ودورها في حل نزاعات تسهم في تأجيجها من دون المس في نهائية البرنامج النووي، فإن مسار  الازمة قد يصل الى عقوبات لايران من خارج مجلس الامن، وذلك في غضون شهرين من الآن. ومعروف ان حزمة العقوبات الجديدة تشمل قطاعات المال والنفط وانشطة الشركات التجارية الاجنبية في ايران، وهي تمهد لشل قدرات الدولة. وقد عاد الخيار العسكري ليوضع على الطاولة خياراً أخيراً لا بد منه لمنع ايران من الاستحواذ على السلاح النووي.

النقطة الاهم هي الاجماع الدولي على أن البرنامج النووي الايراني ليس سلميا وانما اغراضه عسكرية بامتياز. ومن هنا يبقى الخيار العسكري مطروحا، وخصوصا انه سيحظى بموافقة ضمنية من معظم قوى الاقليم التي ترى ان طموحات ايران وسياساتها الاقليمية قد تجاوزت خطوطا حمراً في أكثر من مكان.

استنادا الى ما تقدم، نعود نحن اللبنانيين الى السؤال المركزي: كيف يتعامل  "حزب الله" مع تشديد العقوبات على ايران؟ والاهم كيف سيتعامل مع احتمال وضع الخيار العسكري الدولي موضع التنفيد في المستقبل؟ هذان سؤالان ينبغي لرئيس الجمهورية ان يفاتح فيهما قيادة الحزب، ولرئيس الحكومة المكلف  ان يطرحهما خلال الاستشارات المعلنة وغير المعلنة. فعلاقة "حزب الله" بإيران تجعل سياسات هذا البلد ونتائجها وتبعاتها شأنا لبنانيا بامتياز. وفرضية قيام اسرائيل بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية تثير مخاوف اللبنانيين، لا لخوفهم على ايران بل لجهة رد فعل "حزب الله" واحتمال تورطه في نزاع اقليمي كبير يمكن ان يؤدي الى تدمير البلاد مرة جديدة. ومع تصاعد المواجهة الايرانية – الدولية ستكون المسألة مطروحة لبنانيا في سياق المخاوف من الاجندة التي يعمل بموجبها "حزب الله" المدجج بالسلاح الذي لا يحتاج اليه لبنان، بل تحتاج اليه ايران لتوسيع مشروعها الامبرطوري، وسوريا لرسملة موقعها بإزاء المجتمع الدولي. من هنا ندعو الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري الى فتح نقاش جدي وصريح مع قيادة "حزب الله" يتجاوز أمور الحكومة والمحاصصة التقليدية، الى الموقف العام من  احتمال تفاقم المواجهة بين المجتمع الدولي وايران. ولنراقب في هذه الاثناء نتائج عودة الحرارة الى العلاقات السعودية – السورية وما إذا كانت كافية للافراج عن الحكومة اللبنانية قبل ان تضيء طهران الاشارة الخضراء.

   

حول مسألة الزيدي وحذائه: اعتلال الروح العربية

تاريخ في: 2009-09-27

ياسين الحاج صالح/المستقبل  

كشف حذاء منتظر الزيدي*، المقذوف إلى رأس الرئيس الأميركي جورج بوش، عن مشكلة خطيرة في رأسنا، نحن العرب المعاصرين.

تتناول هذه المقالة تفاعلات كتاب عرب مع الحادثة طوال نحو أسبوعين بين وقوعها في 14/12/2008 وبين بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 28/12/2008. طوال أسبوعين كتبت مئات وربما ألوف المقالات، وعلق عشرات ألوف متابعي المواقع الإلكترونية على الحدث مؤيدين أو منددين، وصدرت بيانات مساندة وخرجت مظاهرات متضامنة. وطوال أسبوعين كان الزيدي هو البطل، والحذاء هو الرمز، وبوش هو "الهزأة" أو البطل السلبي. ويكاد كل من اهتم بالحدث يكون مع الزيدي أو هو ضد التفاعلات الإيجابية معه، فلا مكان لموقف مختلف. لم يكن أحد مع الزيدي وضد التفاعلات الإيجابية مع حادثته، ولم يجمع أحد بين الاعتراض على التفاعلات هذه وبين مساندة بادرته. ولم يكد يقل أحد صراحة إنه مع بوش. مع ذلك، فإن التمرد على هذه الثنائية الاستقطابية ورفض الالتزام بها هو ما تتعهد هذه المقالة القيام به.

[ دراما حدث نادر

ما الذي أثار كل هذا الاهتمام الواسع؟ فالحدث فردي (فكرة اعتملت في مخيلة صحافي شاب شبه مجهول، ربما التقت فيها وطنيته العراقية وعقيدته الشيوعية، ورغبة لا يمكن استبعادها بالشهرة..)، ونادر (لا يقع مثله إلا لماما)، وغير مثمر سياسيا. غير أن بنية الحدث تقول ما لا يقوله ظاهره. فهي بنية درامية، ذات شحنة رمزية عالية جدا: حذاء (شيء بخس ومهين) وشخص غير معروف (س من الناس، أيُّ واحد منا) وشخص هو الأشهر والأقوى في العالم (رمز القوة والجبروت)، وفعل قصف شديد، ضمن مسرح مفتوح على العالم. وفي مشهد قذف س المغمور للحذاء على الرجل العلَم من الخطورة والعنف ما ينتزع الاهتمام؛ وفي الصفة الرمزية للعنف (بمعنى غير المؤذية جسديا) ما يثبّت الاهتمام ويغذيه بعنصر من التسلية والفكاهة. حتى ليمكن القول إن قذف بوش بالحذاء خبر، فيما كان من شأن حتى محاولة اغتياله أن لا تكون خبرا بالدرجة نفسها من "الخبرية" في العراق اليوم. خبر لأنه يكسر منوالا فاجعا، لكن شبه مستقر من العنف في البلد المحتل، بحيث بالكاد تبلغ مجزرة تقضي على العشرات عتبة الاهتمام المتزايدة الارتفاع بالعنف في العراق. أما حادثة الحذاء فترتفع فوق العتبة بسهولة لفرادتها وندرتها، ولعنفها الأقصى، لكن الحميد. إنها حدث غير تقليدي، يشبه "أن يعض رجل كلبا"، بينما أمست وقائع العنف في العراق أشبه بأن "يعض كلب رجلا"، لا ـ حدث، لا خبر.

قذف بوش بالحذاء "أعنف" من عملية للقاعدة أو غيرها، ربما تودي بحياة عشرات العراقيين العاديين أو حتى الجنود، يمنعنا من رؤية ذلك أننا نربط العنف بالدم والموت والدمار. يتفصد العنف من بنية المشهد بالذات: فلان النكرة يرمي العَلَم رقم 1 في العالم بحذائه، فكأن عاميا يخرأ على الملك علانية. ودراما المشهد صراعية وخطرة ومحتدمة، تجمع بين الشجاعة الكبيرة وبين الإهانة القاسية والسخرية اللاذعة، فتثير حتما تماهيات واعية أو غير واعية، إيجابية أو سلبية، ما يورط المشاهد أو المتابع في المشهد، ويدفعه إلى التمثل بأحد "البطلين". وإنما بفعل احتدام المشهد وخطورته الكبيرة وتوتره الحاد، فجر مشاعر سلبية وإيجابية، وانجذابات وتنافرات، وشماتة وأسف، وافتخار وخزي، قلما ينكشف ما يعادلها حتى حيال أحداث أكثر جسامة بكثير، تفتقر إلى الكثافة الرمزية. ثم إن نقل المشهد إلى كل مكان في العالم جعل منه مشهدا عالميا بامتياز. وهذه صفة قلما تحظى بها مشاهد جليلة وخطيرة، بما فيها الحروب والمجاعات وتنصيب الملوك ومن في حكمهم.

لقد وسع التقاء بنية الحدث مع مشهديته العالمية من مساحة اهتمام الجمهور العربي به إلى درجة قد تكون غير مسبوقة، ولقد جعل خلوه من الدمار والدم تعبيراتهم عنه أقل عرضة للرقابة الذاتية والغيرية (خلافا للكبت السريع الذي لحق بتفاعلهم مع حدث 11 أيلول 2001 مثلا). ولذلك تشكل تفاعلاتنا مع المشهد وما تنطوي عليه من نزاعات ونوازع، موقعا ممتازا لتشخيص أحوالنا النفسية والفكرية. وهذا في تقديري هو منبع أهميته الأبرز. إنه حدث خصب رمزيا رغم عقمه العملي.

[ "سنَة وسنة مضادة"..

برزت فورا صيغتا تفاعل مع المشهد. واحدة تحتفي به وتحتفل ببطله، وأخرى تنكره وتنعي عقل وسياسة المحتفين به. تشترك الصيغتان في إخراج الحدث من حدثيته، عن فرديته وندرته، وتجعلان منه قاعدة عامة أو سنة مستقرة. ولم تتأخر السنة في أن تحيل إلى سلوك كائن غير محدد اسمه "العرب". في الحدث ذاته، أو بالأصح في بنيته الرمزية، ما يدفع إلى نزع حدثيته وجعله سنة. ولما كانت كل سنة تبحث عن جماعة تنتظمها، وكل جماعة تبحث عن سنة تنضبط بها، فقد تمايزت فوراً سنتان وجماعتان، أو أهلا سنة وجماعة، سنسميهما الشعبوييين المنفعلين والنخبويين المتعاقلين.

ولقد علقت قراءتا الجماعتين معاً في أسر بنية الحدث الجاذبة. في عين الأولين، الشعبويين، لا يكاد يكون للزيدي شخصية خاصة به، إنه مثال جمعي على بطولة وعلى كرامة عربية. ومثلهم، يعدم التعاقليون، منسوبين إلى العقلانية من موقع الاستهلاك والتماهي لا من موقع الإنتاج والنقد، شخصية الزيدي ليجعلونه مثالا عاما على خيبة عربية، وينصبون الاحتفاء به علامة سلبية عربية متأصلة. لكن في الصيغة التعاقلية فارق مهم عن الصيغة الشعبوية: إن موقفها مركّب، يمر دوما عبر نقد الصيغة الشعبوية، بينما الحدث لا يكاد يكون غير تكئة عارضة للتعبير عن الموقف المتشكل والناجز قبلاً، فيما المواقف الشعبوية بسيطة كما هو منتظر منها، لا تمر غالبا عبر نقد الصيغة التعاقلية. بعبارة أخرى، تصفي التعاقلية الحدث مرتين: مرة بأن تجعله علامة عامة على "العرب"، ومرة بأن لا تراه إلا عبر التمثيل الشعبوي له. لكن ينبغي القول إن من التعاقليين من كانوا عنيفين جدا ضد الحدث بحد ذاته، قبل وبعد قراءته الشعبوية.

تشترك الصيغتان أيضا في حدة نبراتهما وصفتهما الاستقطابية التي لا تكاد تترك حيزا لموقف مختلف.

وهما معا، وليس الشعبوية وحدها على نحو ما قد يفضل أن يعتقد نخبويون يمنحون أنفسهم بصورة غير شرعية احتكار وسائل التفكير العقلاني، وجهان لتلك المشكلة في رأسنا، ما نسميه اعتلال الروح العربية. أو المرض العربي.

هما في المحصلة سنة وسنة مضادة، على نحو ما وصف عبدالله العروي "السنة" و"الشيعة" في كتابه "السنة والإصلاح".

[ ..الشعبوية

نتكلم على تفاعل شعبوي لأنه يبدو أننا بالفعل حيال موقف واسع الانتشار، العناصر الانفعالية والعاطفية فيه جلية لا تخفي نفسها، والمنحازون إليه هم من يجنحون عموما إلى مواقف ولغة شعبوية ويفضلون منابر شعبوية، وإن توزعوا إيديولوجيا إلى قوميين عرب وإسلاميين وشيوعيين. وتصدر مختلف تنويعات هذا الموقف عن شعور مستحكم بالنقص وانعدام الثقة بالنفس، إلى درجة النفخ في حدث عابر ونادر، واعتباره "مفصلا تاريخيا"، وتمجيد الحذاء وقاذفه، واعتبار أن "صلية الحذاء" تلك "تمسح سنوات عجافا" على ما كتب محمد صادق الحسيني ("الجريدة"، 22/12/2008). التماس الكرامة من قذف الحذاء، "سباط يرفع الرأس" وفقا للافتة رفعها شيوعيون لبنانيون تضامناً مع "الرفيق" الزيدي (السفير 19/12/2008)، أدلُّ على شعور بالانسحاق والبؤس وفقدان احترام الذات منه بالثقة بالنفس والتفكير والنشاط السوي. وبينما ليس هناك خطأ في القول إن التعليقات والكتابات العربية الممجدة لما قام به الصحافي العراقي تصدر عن شعور متأصل بالإهانة، سببته السياسات الأميركية طوال عقود، وفاقمته في سنوات إدارة بوش، إلا أن المبالغات المهولة في الاحتفال بالحدث، واعتباره استعادة للكرامة وسببا للفخر، تنطوى على قدر كبير من الخراقة والهوان والتشوش وسوء فهم العالم، بل سوء الوجود فيه، إلى درجة ربما تكون مصدرا لبعض أسوأ ما ينكب العرب فوق ما قد ينكبهم به أعداء وخصوم. بل إن عمق الشعور بالذل أعمى معلقين وكتابا عن أنهم يهينون أنفسهم وقومهم حين يتكلمون على "أشرف الأحذية" (عنوان قصيدة نشرت في موقع القوميين العرب في 18/12/2008، دون اسم مؤلف)، وعلى الحذاء الذي "يرفع الرأس"، أو يبدلون الشعار الناصري "ارفع رأسك يا أخي"، بشعار "ارفع حذاءك يا أخي". إن الجمع بين الحذاء والكرامة والعرب، وقد كانت الكلمات الثلاث هي الدوال المفاتيح في نصوص المحتفين وتعليقاتهم، إهانة بليغة للعرب، صدرت بكل غفلة أو بكل تشوش ممن يوقعون بحماسة على عبارة من نوع: "فخورون بعروبتنا". وإنما نتكلم على مرض روحي عميق لهذا السبب. فالقوم جادون في الافتخار، صادقون في شعورهم بالإهانة من الأميركيين وبالابتهاج لما جرى لكبيرهم، لكنهم ينزلقون بصورة نسقية نحو إعطاء صورة بائسة، تعيسة، مسكينة عن العرب. وهو ما يدل على عمق الهوة الفكرية والوجدانية التي تفصلنا عن حركية العالم وعملياته المادية والسياسية وآفاقه الثقاقية والروحية، وعلى تخبطنا في مأزق نفسي وأخلاقي وسياسي وفكري عميق، يقودنا مرة تلو الأخرى إلى إيذاء أنفسنا وتشويه صورتنا، بينما نظن كل الظن أننا نعمل لخيرنا ولرفع شأننا.

وقد تكون السمة الأبرز لشعبويتنا (ولكل شعبوية) هي انعدام شعورها بالمسؤولية. لقد أظهرت أنانيتها البلهاء والمطلقة في كل مناسبة متاحة: في 11 أيلول 2001 وفي آب 1990..، وإن تكن والحق يقال أقل ضررا هذه المرة . إنها ضرب من استمناء سياسي وفكري يستغني بمداعبة الذات عن التفاعل مع العالم والنقاش معه، بما في ذلك مواجهته بالقوة عند الاستطاعة. لكن شعبويتنا المعاصرة قد تنفرد عن غيرها بطابعها الماضوي الذي يجعلها أكثر ضلالا وعجزا بعد. ثمة تنويعات شعبوية حداثية عربية، انتهازية وعديمة المسؤولية بدورها، وغير مستعدة للاعتراض لا على الماضوية ولا على الاستمناء.

وإنما لذلك بالضبط، أعني تعارض الشعبوية والمسؤولية، تكون الشعبوية كارثية إن حكمت، أو إن هيمنت في مجال الثقافة. معمر القذافي مثال كاريكاتيري لشعبوية حاكمة.

[ .. والنخبوية التعاقلية

غير أن هذا الوجه الشعبوي الصاخب للمرض الروحي العربي هذا معروف، بل مشهور. ثمة وجه آخر لا يقل تعاسة برز بقوة في التعليقات على الواقعة الزيدية. يتعلق الأمر هنا بلوم عنيف للعرب على خيبتهم وافتقارهم إلى "مشروع"، وعجزهم عن تغيير أحوالهم مع إمعانهم في رفض مشاريع الآخرين (جهاد الزين، "النهار"، 17 و18/12)، ما يدفعهم إلى ترجّي العزة من تصرف انفعالي عارض. قيل مثل ذلك مراراً وتكراراً، بنبرات متعاقلة أو أشد تعاقلاً. كتبه صحافيون وكتاب ومعلقون أرفع تعليماً وثقافة على العموم ممن تماهوا مع الزيدي. استطاع الصحافي اللبناني المشار إليه أن يتكلم على "أمة في حذاء وحذاء في أمة" ("النهار"، 18/12/2008)، ناعياً على العرب فقدانهم المشروع الخاص وسقم ثقافتهم السياسية. وأمكن لآخرين قول أشياء مماثلة تشترك في نعيها أحوال العرب وقلة عقلهم، مستخدمة تعابير لا تقل فظاظة عن تعابير الصحافي اللبناني المعروف. ومن هم أدنى موهبة وأكثر توتراً تكلموا على "ثقافة الحذاء"، دون أن يشعر أحد منهم بالحاجة إلى تسويغ هذا "المفهوم" العميق، الذي شاع بسرعة إلى حد يجعل التوثق من صاحب الفضل في ابتكاره مستحيلاً.

وبينما يصدر التفاعل الاحتفالي الشعبوي عن شعور غائر بالنقص والهوان كما أسلفنا، فإن التفاعل الناعي يصدر عن شعور ثابت بالتعالي والانفصال عن العامة، قد يضمر بدوره شعوراً بالنقص حيال "العالم المتمدن" (كامران قره داغي، الحياة، 28/12/2008) فخلافاً لـ"المتمدنين" فإننا نحن، "ناس المنطقة"، نفكر من أحذيتنا لا من رؤوسنا، حسب "المثقف" قره داغي، الذي لم يوضح بأي عضوي التفكير أنتج هذه الفكرة، ما دام هو ذاته من "ناس المنطقة"! ).

لا يخطئ التعاقليون في رصد سطحية الموقف الاحتفالي وبؤسه، ومن غير المعقول إنهم عاجزون عن تبين منطقه وآلياته، لكنهم يثابرون مع ذلك على ثلب هؤلاء الغافلين بالطريقة نفسها والعبارات نفسها والنبرة نفسها تقريبا، دون فائض فكري مضاف من أي نوع، ما آل إلى أن يعادل في مفعوله اعتبار النقص والقصور جوهريين في مثلوبيهم، الى تثبيت انفصال كامل لهم عنهم. لعله يتعين تقصي أصول هذه الممارسة الثالبة للعرب على أيدي كتاب عرب (ساهم في النقاش أكراد يكتبون بالعربية، مواقفهم توحدت تقريبا في التعاقلية)، والأرجح أن لها عمرا معاصرا يعود إلى كارثة 1967، ولعلها بصورة ما خاصية ثقافية عربية ما دمنا نجد أصولا قديمة لها عند ابن خلدون وحتى عند المتنبي وبصورة ما في القرآن ذاته (ليته يكتب تاريخها ذات يوم)، لكنها أخذت منذ عشرين أو ثلاثين عاما شكلا طقسيا جامدا لا يكاد يتبدل، لا يضيف معرفة ولا يضيء مشكلة: تقع واقعة ما، فيسارع معلقون إلى نقد شكل التفاعل العربي العام معها، ولا يخفقون في استخلاص ما يدل عليه التفاعل هذه من عقلانية متدهورة ومن عقم وسلبية. وغالبا ما تعرض هذه التحليلات البائتة نبرة تهنئة للذات على التحرر من هذا "التخلف" و"اللاعقلانية" وأخواتهما.

وأسوأ ما في هذه الممارسة أن تكراريتها ونخبويتها المترفعة المتقززة ورسوخها المطرد هي الأخرى في الرفض والسلبية (ما هو "مشروعها" بالمناسبة؟) تجعل منها ممارسة مضادة للثقافة بقدر ما هي كذلك الممارسة الشعبوية الاحتفالية. لقد أضحت، هي الأخرى، ممارسة آلية لإصدار الأحكام لا فكر فيها، أقرب إلى طقس لشدة جمودها ولفقدانها أية روح نقدية متجددة. ولعل في أصل ثباتها الطقسي وصفتها التكرارية الصميمة منابع انفعالية (طبقية أو إثنية أو دينية.. غير موعاة)، يتفجر منها سخط فوار لا يهدأ، ينعكس في النبرات التقريعية الهاجية، وفي ما يشبه التلذذ بتجريح ذلك الكائن الهلامي الغامض الذي اسمه "العرب". هنا يكون الطقس الرتيب فعل تطهر ونجاة من العدوى. فعبر التأكيد المتكرر على قلة عقل "العرب"، أي على موافقة حالهم التعيس لعقلهم الصغير (ولا يكاد يفيض مضمون معظم التعليقات التعاقلية على هذه الخلاصة)، ينزع التعاقلي غرابة كل ما يستجد، ويرتد هذا إلى مناسبة جديدة لتأكيد ما هو قديم، مما سبق أن قاله ألف مرة، فضلا عن أنه يؤكد وفرة عقله هو أو تطهره من عدوى قلة العقل. هذه هي ذاتها آلية صنع "السنة" كما جرّدها العروي في كتابه المشار إليه أعلاه.

هل التعاقلي مضطر لذلك؟ الصفة الطقسية توحي أن الأمر يتعلق بتشكيل مرضي، أشبه بإجبار التكرار الذي قرنه فرويد بالعصاب الوسواسي، وجعل منه أحد منابع الدين والطقوس. لكن هل يجب عليه ذلك؟ هل لهذا السلوك أية قيمة ثقافية ونقدية؟ أبداً في رأيي، ولا أرى كيف يكون "تقدميا"، بل لعله ينبغي القول إنه رجعي بعمق، ليس فقط لكونه لا يكف عن تغذية شعور بالنقص عند من لا يشكون من قلة هذا الشعور أصلا، ولا لأنه يميل إلى تعليق النقص على جماعة تعرف بهويتها العامة (فلا يغيب السياسي والاقتصادي والجيوسياسي .. فقط، بل ويغدو النقص جوهريا، لا يزول دون زوال الجماعة نفسها)، وإنما بسبب طابعه الجامد وسلبيته، وتناقضه العميق أيضا. فإذا كانت قلة عقل "العرب" أمراً مفروغاً منه، فلماذا تبقى نبرة التعاقلي ساخطة موتورة، كأن ذلك ينكشف له لأول مرة؟ وإذا كان ثمة مشكلة في إدراك "العرب" وعقلهم، فكيف حصل أن حاز التعاقلي إدراكا وعقلا يمكّنانه من نعي تفكيرهم ومواقفهم؟ ما يفوت التعاقلي أنه في الواقع إنما يشهد على نفسه في كل ما يقوله عن "العرب" أو "ناس المنطقة". فإذا كان ما يقوله عنهم صحيحا، كان هو متخلفا وناقص العقل أيضا. وإن لم يكن صحيحا، كان وحده الناقص على طريقة أمثولة "الكذاب الكريتي" (شخص من جزيرة كريت يقول إن اهل كريت كذّابون. فإن كان صادقاً كان كاذباً لأنه منهم، وإن كان قوله عنهم غير صحيح كان وحده الكاذب). ولعلنا نقترب من فهم تناقض التعاقلية إذا تنبهنا إلى اندراجها عموما في انحيازات اجتماعية وأوضاع "طبقية" تضمن دوامها وتجددها، مهما تكن متناقضة ذاتياً متهافتة بلا ريب، لكن كلام التعاقلية مجز و"بيّيع"، والطلب عليه عالٍ، فكيف تسكت؟

[شعبوية معكوسة

وإنما لهذه الاعتبارات تبدو لي أن التعاقلية أكثر إثارة ودلالة من الشعبوية. جديرة مثلها بنقد صارم.

وأول ما يتعين نقده هو وعيها أو وهمها الذاتي. التعاقلية نزعة نخبوية، لكنها ليست هامشية بحال. لا يتعلق الأمر بأقلية هامشية، ضئيلة ومقموعة، لا تجد من يصغي إليها. إن نفاذها إلى منابر واسعة الانتشار واسع بدوره، وإن أفكارها ليست مقهورة أو محاربة بدرجة تفوق محاربتها هي لخصومها. إنها ارثوذكسية يحلو لها انتحال قناع الهرطقة لأنه أضحى مجزياً مادياً وليس معنوياً فقط. "سنّة ضادة" كما سبقت الاشارة. وسنكون متسامحين جدا إن وصفنا أياً من كبار التعاقليين وصغارهم، من أدونيس إلى آخر السلالة، بأنه ثوري أو منشق، أو مهرطق، أو بأنه محارَب أو مهمش أو منبوذ.

وإذا أخذنا تنويعات رثة للتعاقلية، وجدت في شبكة الانترنت مراحا واسعا، نتبين أنها في الواقع واسعة "القاعدة الاجتماعية"، ما يسوغ وصفها بأنها شعبوية من نوع آخر، أو شعبوية معكوسة. ولعلها طور متقدم في دورة حياة الشعبوية، لا يبلغها المرء دون أن يمر بهذه ويخيب رجاؤه منها. هذا محقق في بعض الحالات. وبينما لا تفارق الرثاثة الشعبوية، فإنها لا تشكو الغياب في نصوص ونبرات وتفكير تعاقليين كثيرين، جعلوا من "العقل" و"العقلانية" عصبة لهم. وهي بعد شعبوية معكوسة من باب آخر: إن العنصر الانفعالي والعاطفي في بيانها ونصوصها ليس ضئيلا، وإن نبرتها ليست خافتة ولا عادية، كثيرا ما تكون صادحة. هذا فضلا عن أن آليات التماهي والتماهي المضاد شغالة على سطح مقالها وفي عمقه بدرجة لا تقل عنها في مقال الشعبويين.

لكن الشعبوية تتلقى العالم عبر الرفض والقبول، عبر التماهي والتماهى المضاد، فلا تنفتح على تفكير نقدي يمكن تعريفه برفض التماهي أو إرجائه، وبإحلال مفاهيم العلاقات والعمليات محل الهويات والانحيازات البسيطة ("أنا معنا"). أما التعاقلية النخبوية فأقل مباشرة في التماهي، وقد تكون تماهياتها غير شخصية، لكنها ليست متحررة من آليات التماهي المعتادة. تشهد على ذلك شحنات الكراهية والانفعال المحمولة على ظهر نصوصها، وانزلاقها السهل نحو أبلسة الخصوم، فضلا عن نزوعها إلى تشكيل روابط وعصب تلتئم حول أولياء عصريين خاصين بها. ولعل مدرك "العرب" في خطاب التعاقلية اسم لتماهيها المضاد أكثر من أي شيء آخر، فيما تتماهى نسخها الرثة بـ"العالم المتمدن"، أو حتى بالأميركيين والرئيس بوش صراحة ("الليبرالي" العراقي عبد الخالق حسين، في كل ما يكتب تقريبا، ومثله شاكر النابلسي الفخور بأنه "ليبرالي جديد"). غير أن التماهي، ولو بصبغة سلبية، يغلق باب التفكير النقدي والمفتوح، وإجاباته موجودة دوما قبل أسئلته.

هذا فضلا عن أن النزعتين شريكتان في نكران استقلال المعرفة: واحدة تشتقها من "الشعب" وحكمته وهويته، وواحدة تجعلها اختصاصا لنخبة عالمة، حتى لو أن "علم" تنويعاتها الرثة لا يتجاوز هجاء قلة عقل "العرب" ومديح الذات على التخلص منها. في المحصلة، لا تمثل التعاقلية بديلا للشعبوية؛ إنها تحتاج إليها من أجل أن تستمر. فهي تشكل طفيلي عقيم، لا حياة مستقلة له، ولا أسس فكرية أو أخلاقية ذاتية له.

القصد تبديد الأسطورة النخبوية التي توحي أن الشعبوية تشغل كل الحيز العام أو حتى أكثر مساحته، وأنه ثمة بديل جاهز أو يكاد من أجل أن يغدو تفكيرنا نقديا وعقلانيا ومفتوحا، هو ما نجده عند التعاقليين. إن السمة الجوهرية للتعاقلية هي أنها لا تحيل بحال إلى نموذج قابل للتعميم، ولا تقترح على "الشعب" فكرة أو مبدأ يقلص الفجوة بينه وبينها. بل هي محتاجة لتخلفه كي تؤكد تقدمها. هذا ما يجعل نخبويتها جوهرية وليست عارضة.

إلى ذلك ينساق عموم التعاقليين إلى تطرف فكري ولغوي، أخمّن أنه يتصل بمواقعهم النخبوية الممتازة، الأرستقراطية بالفعل. غير أن التطرف هذا يخرجهم من مفهوم المثقف ذاته، وما يفترض فيه من روح العدالة والتجرد، فضلا عن "الثقافة"، بمعنى التهذيب والرهافة والذوق الرفيع. لا شيء يسوغ عبارات من نوع "أمة في حذاء وحذاء في أمة". إنه عدوان كلامي، يصدر عن اعتبار "الأمة" المعنية مباحة عزلاء، لا بأس بقول أي شيء في حقها، بينما ناعيها عقلاني ومستنير، إن لم يكن نورا مجسدا. والعنف اللفظي ليس شيئا تترفع عنه النخبوية العربية التي يبدو أنها لفرط اشتباكها مع الوحش الشعبوي انجرّت إلى مشابهته.

لكن منذ أن ينفتح الباب لأحد أشكال العنف اللفظي سينفتح لها جميعا. وسنجد شتامين محترفين، لا يكلون ولا يملون من قول الأشياء نفسها ضد الخصوم أنفسهم مرة وراء مرة. ومن متابعة شخصية، يبدو لي أن هؤلاء مقروئين أكثر من غيرهم. وتفسير الأمر لا يحتاج إلى كثير عناء. إنهم يوفرون متعة تلصص "شعبوية"، لا تختلف في شيء عن متعة سماع ردح امرأة سفيهة سليطة اللسان وهي تعرّض ببنات الجوار ونسائه، ذاكرة قصصهن الحقيقية أو المختلقة. ومن يوفر الابتلاء بمعصية تلصصية كهذه إن أتاحت له غفلية شبكة الانترنت أن يستتر؟ لقد أضحى الردح تخصصا كتابيا، له أبطاله ونجومه المقروئين على نطاق واسع، الذين يسهمون في إفساد الثقافة وتسخيف المثقف أكثر من أي شيء آخر.

لكن ما من قضية على الإطلاق تسوغ انحدارا كهذا، بل إن القضية الوحيدة التي تبقى لهؤلاء هي الانحدار، تسميم النقاش وإثارة العداوات، ودعوة الجميع إلى مائدة الكراهية وتحويل سوء حالنا العام إلى سوء تفاهم معمّم.

[ تصحيح خطأ أو محوه

هل يستحق "العرب" كل ذلك التقريع التعاقلي؟ المشكلة أنه خارج تقريعهم ونعي قلة عقلهم لا يبدو لهم أثر، حتى أنه لا يمكن التأكد من وجودهم ذاته.

الواقع أن هذا الضرب من "النقد" دام وقتاً طويلاً دون أن تفحص آلياته وحصائله التي تبدو لنا بالغة السوء. يمكنك بسهولة أو بصعوبة أن تثبت أن آرائي كلها خطأ ومعتقداتي جميعا باطلة، لكن هذا لا يخولك بحال القول إني أنا نفسي خطأ أو باطل. بهذا تمهد لنفسك السبيل إلى محوي أو "تصحيحي"، أي إبادتي أو تشكيلي بما يناسبك. هذا لا إنساني. وهو السمة المشتركة لنظم الطغيان المحدث، التوتاليتاريات، التي يشكل نقدها رغم ذلك أحد مصادر الفكر التعاقلي "العربي". فعبر تخفيض الحواجز الأخلاقية والثقافية التي تحمى الحياة والجماعات، ينفتح الطريق نحو محو الأشخاص الخطأ أو الباطلين لأنهم يهود أو غجر أو مشوهون..، أو لأنهم طفيليون ورجعيون وكسالى... وهذا اللاإنساني هو ما يترتب على الإلحاح الذي لا يكل ولا يمل على تقريع "العرب" وتسفيههم، إثبات أنهم خطأ.

والمشكلة أنه لا يقف في وجه التقريع التعاقلي غير التخوين القوموي أو الشعبوي، المتطرف بدوره إلى درجة أن أبرز حصائله تسويغ التعاقلية تسويغا كاملا. وربما نضيف إلى "مآثره" أيضا إفساد النقاش العام، ورفع الغباء إلى مرتبة فضيلة قومية.

إنهما السّنُّتان أو الشعبويتان تتقاسمان آفاقنا الفكرية النفسية، وتغلقانها.

[ السيّئ وقرينه

لا جديد في القول إن "الثقافة" الملهمة لصيغة التفاعل الأولى، الاحتفالية والشعبوية، تسير في طريق مسدود. لا مستقبل لها، وهي ليست ثقافة إلا بمعنى يجعل من كل اختلاف أساسا لثقافة محتملة. لكن تسير في طريق مسدود أيضا طريقة التفاعل الثانية، الناعية والتعاقلية، التي قد تكون بدأت من انفعال لكنها فضلت أن تبقى فيه. وطريق هذه مسدود لأنها لا تستطيع نزع إنسانية "العرب" مع حفاظ ناعيهم على إنسانيته في الوقت نفسه. هذا بديهي.

وبينما تتمثل مشكلة الصيغة الشعبوية في فظاظتها وعدائها للثقافة ونازع الترقي العام والرهافة، فإن مشكلة الصيغة التعاقلية تتمثل في شح نفسها وافتقارها إلى السخاء وانشراح الصدر والرفق.

وفي حين أن الأولى جامدة، فإن الثانية آلت إلى الجمود. وإذا حكمنا على كل منهما بسجلها فإن الشعبوية عقيمة ثقافيا وكانت كارثية سياسياً على الدوام، وليس في سجلها ما يرفع رأسها، إلى درجة أنها هي ذاتها ارتضت لذاك الرأس أن يرتفع بحذاء. بل إنها حيث حكمت أنتجت من الهزائم ومن الإذلال الداخلي ما لم يكن صدام حسين غير أسوأ رموزه.

أما الأخرى، التعاقلية، فإنها تعرض تصلبا غير ديمقراطي، يميني غالبا، فاشي أحيانا، ويتدنى المحتوى النقدي لتفكيرها، بينما يبرز طابعه الطقسي والتكراري.

وكلتاهما مؤشر على عدم نضجنا النفسي والثقافي، بل على مقاومتنا للنضج، وتفضيل هذه الصيغة للمراهق الغاضب أو تلك.

[ هناك بديل

هل من مخرج من تقابل النخبوية التعاقلية والشعبوية العاطفية؟ ليس مخرجا، بل هو "أوتوستراد" عريض: النقد. النقد العقلاني المنضبط بقيم إنسانية عامة، العدالة والحرية والمساواة والتسامح والجدارة الإنسانية المتساوية والاحترام المتبادل.

الشعبوية غير نقدية تعريفاً، إنها تتسم في كل مكان بالانفعال والامتثالية والعجز عن الانشقاق، وفقدان حس المسؤولية، ونزعة التماهي المباشر (الذي لا يتوسطه الفكر). لكن النخبوية العربية في الصيغة التعاقلية لم تظهر ما تنسبه إلى نفسها من روح نقدية، ولا حتى من عقلانية (وإن انتحلت العقلانية نسبة لها وشعارا). فهي تستنفد نفسها كلياً في هجاء الشعبوية أو ما تفترضه كذلك، على نحو ما تستنفد الشعبوية القومية السائدة نفسها في التخوين. وهما معا شريكتان في السلبية، وفي رفض استقلال المعرفة. ولا تظهر النخبوية حسا أعلى بالمسؤولية، ولا يتوسط تماهيها (السلبي مع "العرب") فكر يمكن تبينه. وإذ تميز التفكير الشعبوي بالبساطة دوما (عكس التركيب)، فإن التفكير التعاقلي يعرض نزوعا مماثلا نحو التبسيط ويفر من التركيب.

أوضاعنا بائسة فعلا، والثورة عليها هي الشيء العادل. غير أن الثورة غير ممكنة، إن بسبب ضعف وتشتت من قد يستفيدون منها، أو لغموض البديل، فاعلاً وتصوراً. لكن إذا كانت الثورة غير ممكنة، فإن النقد ممكن دوما. وواجب. وهو بعد استمرار للثورة الممتنعة بطريقة مختلفة. وإن لم تكن معايير النقد واضحة، وهي في رأينا ليست غامضة جدا ("الموضوعية" في المعرفة، والمساواة في الأخلاق، والديمقراطية في السياسة والاعتدال في النبرة، والوضوح في الأسلوب، واحترام إنسانية المنقودين...)، فإنها يمكن أن تكون موضع نقاش هادئ.

وبما هو مبدأ انفتاح فكري ونفسي فإن النقد هو ما قد يكسر الطابع التكراري والطقسي لكل من الشعبوية والنخبوية العربيتين. وأخيراً ما قد يحرر المثقف من شياطينه الداخلية التي قد تفضي به، بعد تجاذب معذّب، إلى الدين، أو إلى الطائفة، أو إلى موالاة السلطة، المحلية أو الدولية.

النقد يفتح ما يغلقه التماهي.. يكسر التماهيات المتقابلة والمتضادة، وينفلت من الثنائيات التي يحبس الكسل والشعبوية والتسييس المباشر والشامل تفكيرنا فيها.

إنه "المشروع" البديل عن إخفاق مشاريعنا وعن رفضنا لمشاريع الغير. أعني نقد السياسة والسلطة، لكن أيضا نقد الدين ونقد الثقافة، ونقد المجتمع، فضلاً عن نقد الإيديولوجيات.

قد لا يكتفي المثقف كفاعل عام بالنقد. فكيف يمكن تعريف دوره السياسي؟ قبل كل شيء لا بد من الدفاع عن استقلال السياسة، استقلالها عن "الشعب" كما عن "النخبة"، وعن الدين كما عن الاقتصاد، وعن السلطات كما عن القوى الدولية المسيطرة عالميا. ثمة ثلاثة دروب سياسية مسدودة ينبغي تجنبها: الاستبداد الحاكم، سواء سوغ نفسه بالقومية أو العلمانية أو الاستقرار...؛ والإسلامية بصيغة رسمية بيروقراطية أو بصيغة إخوانية أو بصيغة سلفية جهادية...؛ والنزعة الغربية، أميركانية كانت أم أوروبية أم إسرائيلية. هل من خيار إيجابي؟ مهما يكن عسر الإجابة، فإن الثالوث المذكور هو الموت.

[ "النقد المزدوج"

رب قارئ حصيف يتساءل عن إمكانية الجمع بين نقد النخبوية والشعبية؟ وعما إذا كان نقد النخبوية أو التعاقلية لا يفضي عمليا إلى تسويغ الشعبوية، هذه المسؤولة عن كوارث سياسية وثقافية وعسكرية وتعليمية لا تحصى؟ أسلّم بشرعية التساؤل. لكني حاولت أن أقول إن النخبوية التعاقلية تشكل طفيلي، عقيم، رجعي وغير نقدي. إنها نقد فاشل للشعبوية (ولـ"العرب")، ومضاد للثقافة مثلها، رغم توفرها على أدوات نقدية أفضل. لماذا؟ لأن انحيازاتها الأصلية أو المكتسبة تعطل أدواتها المناسبة. تبدو النخبوية التعاقلية مهتمة بإثبات خيبة العرب أكثر من تخليصهم من الخيبة. تبدو محتاجة إلى الشعبوية كي تثبت تخارج الشعب والعقل، وكي تدوم هي، أكثر مما هي حريصة على تصالح الشعب والعقل الذي يمهد السبيل إلى تجاوز الشعبوية.

لقد مضت سنوات منذ اكتمل تشكل المواقف والنبرات التي أطلقنا عليها اسم التعاقلية في نسق متكامل، ينبني عليه "حس سليم" خاص به، وتتطور له منعكسات شرطية بعينها واستجابات ثابتة على أية تنبيهات جديدة؛ بكلمة لقد آل هذا النضال من أجل الانغلاق إلى إقامة جماعة تغلقها "سنّة" تنسب لنفسها تفوقاً (لا دليل عليه). لا جديد، ولن يأتي جديد من هنا. لهذا كله لا يمكن نسبة مضمون ديمقراطي للتعاقلية. ومن هذا الباب يمر نقد الشعبوية عبر نقدها هي، نقد طابعها المعتم والجامد والطفيلي.

() كتبت هذه المقالة بعد حادثة الحذاء في منتصف الشهر الأخير من العام الماضي وقبل نهاية العام. وقد أهملت نشرها في ذلك الوقت بسبب حرب غزة، وما تسببت به من تقادم فوري للحادثة. أبادر الآن إلى نشرها بمناسبة الإفراج عن الزيدي، وظناً مني أن بعض قضاياها لا تزال راهنة.

 

 حمدان ردا على جعجع: اتفاق الطائف لم ينفذ

لا نطلب ضمانات من احد لاننا لسنا في موقف ضعيف

وطنية - اعتبر عضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" خليل حمدان خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة النبطية الفوقا، في حضور النائب هاني قبيسي وفاعليات ان "المشكلات تتجدد اليوم ونحن نعيش على حافة الازمة التي استمرت وتستمر، صحيح ان اتفاق الطائف قد جاء بالحل الحقيقي ولكن الصحيح ايضا ان اتفاق الطائف معظمه لم يترجم عمليا على ارض الواقع، هناك امور تم الموافقة عليها وبالتالي هناك من ندم على موافقته على بنود عديدة فيه ويحاول التهرب منها دون ان يعلن ويوقع انني ارفض واسحب توقيعي عن اتفاق الطائف، يتحدثون عن اقلية واكثرية وعن الديموقراطية". اضاف:"لا شرعية لسلطة تناقض العيش الوطني المشترك، لماذا طرح الميثاق الوطني ولماذا الصيغة اللبنانية التي طرحت، لانها الحل الاجدى والاجدر لصيانة هذا الوضع اللبناني الذي يحتاج الى المزيد من التضامن والمزيد من التعاطف".

وتابع حمدان:" ان المشكلات التي تعصف بلبنان من ازمة مديونية العامة كيف تعمل على تحرير الدين العام وكيف نعمل ايضا على العبور نحو دولة المؤسسات، ازمة الماء والكهرباء والعاطلين عن العمل والازمات المتراكمة والمتلاحقة لن يستطيع فريق لبناني واحد ان يتصدى لكل هذه الازمات، هل يتجرأ فريق لبناني واحد يستأثر بالحكم ان يطرح الخصخصة في هذا البلد او ان يطرح مسائل كثيرة مصيرية". وقال:"هناك من تحدث بالامس وهو قائد القوات اللبنانية عن ضمانات بالطائفة الشيعية، نحن نقول في البداية لا نطلب ضمانات من احد على الاطلاق لاننا لسنا في موقف ضعيف لكي نبحث عن الضمانات التي تخولنا ان نعيش في هذا البلد على اننا مواطنون عاجزون". واعتبر حمدان ان "الطرح السياسي والمواقف الوطنية المشرفة من مسألة المقاومة الى طرح صيغة العيش المشترك الى طريقة التلاقي مع الطوائف كافة هي الضمانة الحقيقية، وتقول ايضا ان جميع الطوائف في لبنان لا تحتاج الى ضمانة من طائفة اخرى، الضمانة الحقيقية لنا جميعا ان نبني وطنا وان نبني بلدا وبالتالي نعبر نحو دولة المؤسسات هي الضمانة الحقيقية للتنازل من اجل الوطن وليس من اجل بعضنا البعض، لا نريد لاي طائفة من الطوائف ان تتنازل لطائفة اخرى انما الجميع ان يتنازلوا من اجل لبنان من اجل قيام الدولة، وما الحكومة التي يتحدثون عنها وهي التي شغلت الدنيا وملأت الصفحات الكثيرة من التحاليل التي طرأت من هنا او هناك ليست الا مرحلة بسيطة من مراحل بناء الدولة، المهم الدولة الى اين، كيف يتصورون هذه الدولة، هناك من يسكت على تعديات اسرائيل ويتسامى مع اجرام اسرائيل وخروقاتها".

 

النائب الموسوي:نحذر الرئيس المكلف من فخ ينصبه له من تحدث بالأمس وندعوه إلى الاستفادة من ان المعارضة هي في أقصى ايجابياتها للتعاون

جعجع يسعى الى خوض حرب إلغاء على "التيار الوطني" مستخدما الأكثرية السنية

من يعوق الحكومة هو من يرفض الاعتراف بانتخابات كرست عون الزعيم المسيحي الاقوى

وطنية - رعى النائب نواف الموسوي الاحتفال الذي أقامته ثانوية المصطفى -النبطية لتوزيع الشهادات والاوسمة على طلابها الفائزين في الامتحانات الرسمية في حضور النائب عبداللطيف الزين, رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية الاخت لوسي عاقلة وحشد من الشخصيات والفاعليات وذووي الطلاب. بعد كلمة للطالبة حوراء محمد ترحيني باسم الطلاب المكرمين, ألقى مدير الثانوية نبيه سكافي كلمة تلاه المدير العام لجمعية التعليم الديني الاسلامي محمد سماحة. ثم كانت كلمة للنائب الموسوي هنأ في مستهلها الطلاب وقال: "كما صنعنا المجد بالانتصار على العدو الصهيوني سنواصل صناعة هذا المجد حتى تحقيق التحرير الكامل لأراضيه واستقلاله الناجز السياسي واستقلاله الكامل العلمي وتحقيق وحدته الوطنية المكرسة والتي لا تشوبها لا شائبة انفصال ولا شائبة تقسيم ولا شائبة تفرد ولا شائبة هيمنة, وهذا هو لبنان الذي نسعى الى بناء مجده". أضاف: "سمعنا بالامس من يسأل هل ان حكومة الاكثرية ليست حكومة دستورية؟ نحن نجيب ان الدستور اللبناني يعتبر ان الحكومة اذا كانت لها اكثرية في المجلس النيابي فان بامكانها ان تحصل على الثقة لكن الدستور اللبناني يقول ايضا لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك فما هو ميثاق العيش المشترك اذ تقول المادة من الدستور اللبناني ايضا 95 انه يجب ان تمثل الطوائف بصورة عادلة في الحكومة وهذا يعني ان الاكثرية التي نص عليها الدستور لكي تتمكن من تشكيل الحكومة هذه الاكثرية ينبغي ان تكون أكثرية ميثاقية تراعي ميثاق العيش المشترك وليس اكثرية عددية برلمانية. وهذه الاكثرية يجب ان تكون مكونة من اكثريات الطوائف اللبنانية بالنظر الى المادة 95 من الدستور اللبناني. حكومة الاكثرية في لبنان هي الحكومة التي تتشكل من الاكثريات الطوائفية وليس من اكثرية طائفة او طائفتين لان ليس في ذلك احتراما لميثاق العيش المشترك ومن يشأ تشكيل حكومة اكثرية فعليه ان يرى ان الاكثرية هي اكثرية ميثاقية وليس اكثرية عددية". وتابع: "كما قال بالامس ان الانتخابات النيابية قد أفرزت او جعلت التمثيل الشيعي لدى حركة امل وحزب الله وبالتالي فمن العدالة ان يمثل الشيعة في الحكومة هما امل وحزب الله لانهما فازا في الانتخابات النيابية وهذا منطق صحيح وهذا الذي جرى ولكن دعنا نطبقه في التمثيل الطوائفي كله, والذي يحصل انه هو -اي سمير جعجع- يسعى الى خوض حرب إلغاء على التيار الوطني وعلى الجنرال ميشال عون مستخدما الاكثرية السنية التي تمثلت بتيار المستقبل وما يعوق تشكيل الحكومة اليوم هو ان فريق القائل بالامس -اي جعجع- يسعى الى استخدام فريق طائفي آخر ليضعه حليفا وعضدا في معركته ضد التيار الوطني الحر لتمثيل المسيحيين في الحكومة وما يسعى اليه هو ان يجعل الرئيس المكلف بمثابة موقع يطلق من خلفه النار على ما يمثله التيار الوطني الحر وحلفائه. وما يعوق تشكيل الحكومة اليوم ليس ان حركة امل وحزب الله يضعان الشروط على طبيعة التمثيل المسيحي وانما الذي يعوق تشكيل الحكومة اليوم هو من يحاول اختزال التمثيل المسيحي بالانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية لشطب الفريق المسيحي الاقوى الذي أفرزته الانتخابات النيابية, اما حركة امل وحزب الله فانهما دعيا ويدعوان الرئيس المكلف الى الا يقع في الفخ الذي ينصبه له من تحدث بالامس وندعوه لان يحاذر الوقوع في هذا الفخ فلا يجب ان نسجل سابقة ان رئيسا مكلفا اخذ جانبا من فريق في طائفة ضد الفريق الاخر في طائفته وما ندعو اليه هو احترام نتائج العملية الانتخابية".

وقال النائب الموسوي: "كما لدى الشيعة حزبين هما امل وحزب الله وبالتالي يجب ان يتمثلا في الحكومة في الإطار الشيعي, ما ندعو اليه هو تطبيق الامر نفسه كما يطبق في التمثيل الدرزي والسني. تعالوا نطبق هذه القاعدة في التمثيل المسيحي ولقد أفرزت الانتخابات المسيحية نتائج بينت ان نصف التمثيل المسيحي او اكثر هو للجنرال عون ومن يمثل، اذا لماذا هذه الحرب التي تخاض عليه اما لالغائه او لاحراجه من اجل اخراجه او اذا أتى الى مجلس الوزراء يأتي محاصرا ضعيفا مهشما كما الحملات التي شنت عليه ولا تزال؟"

وتابع: "بكل محبة أتوجه بنصيحتين: ان كل تنازع بين القوى السياسية المسيحية يؤدي الى اضعاف الدور المسيحي برمته ونحن في لبنان والى أي طائفة انتمينا نعرف أنه حين تضعف اي طائفة فان لبنان بأسره يضعف ولذلك ندعو الى وحدة تمثيل مسيحي على القاعدة التي أفرزتها نتائج الانتخابات النيابية بحيث تحصل كل قوة على الحقائب وعلى عدد الوزراء بما يناسب ما حصلت عليه من اصوات ومن مقاعد في العملية الانتخابية واصوات المسيحيين وليطبق هذا الامر، حينئذ نخرج من عمق الازمة. أما محاولة افتعال معركة مع طواحين هواء، ولقد سمعنا كلاما في الايام الماضية ان هناك مسعى شيعيا لتعديل اتفاق الطائف على قاعدة ان الدستور يحصر تأليف الحكومة برئيس الجمهورية الماروني ورئيس الوزراء السني وان الشيعة يعتبرون ان من حقهم ان يكونوا شركاء في التمثيل وهذه الدعوة نطلب ان يسموا لنا شخصية شيعية واحدة وقفت وطالبت بذلك ولم يكن ذلك على الاطلاق، والآن نحن نقول انه ليس ثمة اشكال في هذا النص الدستوري بل ان الاشكال حصل في وقت من الاوقات حين اخذ الرئيس المكلف 73 يوما للاستشارات ولم يسمح لرئيس الجمهورية الا بيومين لرد الجواب, اذا المشكلة ليست عندنا بل في مكان آخر".

وقال: "نحن متمسكون بتطبيق اتفاق الطائف كما هو اتفاق الطائف وليس على النحو الذي يجري الآن في اساءة تفسير نصوص الطائف او في تجزئة نصوصه. ان اتفاق الطائف لم يرفع الغبن من مكان ليضعه في مكان آخر وان اتفاق الطائف لم يأت ليستبدل الحرمان بالغبن، وان اتفاق الطائف لم يأت لنقل الامتيازات من موقع الى موقع بل ان اتفاق الطائف نقلنا من الحكم الفردي الى الحكم الجماعي على ما نصت عليه المادة 17 حين أناطت السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء مجتمعا ولذلك من يؤخر تشكيل الحكومة اليوم ومن يسىء الى اتفاق الطائف هو من يتجاوز نصوص اتفاق الطائف وروحيته بالقفز من ذهنية وروحية الحكم الجماعي الى روحية الحكم المنفرد والهيمنة المتجددة".

أضاف النائب الموسوي: "ننصح الرئيس المكلف الا يقع في الفخ الذي ينصب له وعبر عنه بالامس من اطلق تصريحه المعروف, وننصح الرئيس المكلف بألا يصغي حتى الى مستشارين أغرار حين يحاولون ايهامه ان ثمة محاولة للانقلاب على صيغة الطائف ومن تحدث عن تعديلات دستورية وعلى الدوام ومن البدء كان رئيس الجمهورية ومن له اشكال مع طرح التعديلات الدستورية فليناقش رئيس الجمهورية ولكن من يريد تصويب البندقية باتجاه معين انما يحاول امرين: اخفاء المعركة التي يخوضها على القرار المسيحي والذي يحاول القبض عليه منفردا اي بمعنى آخر العودة الى عام 1985 عندما استمعنا الى عبارة "الامر لي" والذي يحول دون تشكيل الحكومة الان هو من يصر على ان يقول ان القرار المسيحي له وان الامر المسيحي له, ولا يريد الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية والتي كرست الجنرال عون الزعيم المسيحي الاقوى يليه بدرجات زعماء مسيحيون متفرقون".

وقال: "ننصح الرئيس المكلف بالخروج من هذه المعركة التي ليست معركته وليست لبنان, بل ان نساعد القوى السياسية على التفاهم في ما بينها لان من مصلحة لبنان ومن مصلحتنا كطوائف جميعا ان يكون هناك دور فاعل. كما ننصح الرئيس المكلف انه في المشاورات التي حصلت كان يضع ورقة عليها عشر نقاط يطرحها على اعضاء الكتل النيابية للتشاور بشأنها وهذه الموضوعات مهمة جدا وجديرة بالبحث كما ان هناك موضوعات اخرى مهمة جدا ويمكن اضافتها الى الموضوعات التي طرحت ومن المعلوم ان مثل هذه الموضوعات لا يمكن ان تبت في لقاء واحد حتى لو كانت مدته ساعة. لذلك ننصح باحالة هذه الموضوعات والموضوعات الاخرى على طاولة الحوار الوطني الجديدة التي يجلس الى اطرافها ممثلو الكتل النيابية التي معها الاستشارات مع ابقاء الفرصة متاحة لاضافة اسماء اخرى اذا هناك من داع لاضافة اسماء اخرى".

أضاف: "ما ندعو اليه مع حرصنا الكامل على التهدئة وعلى عدم التصعيد ونتوجه على هذا الاساس الى الجميع بمحبة ان ليس ثمة داع لكل هذا التطويل في تشكيل الحكومة وحينما نعترف بالانتخابات النيابية وان من حق كل طرف فاز بها ان يتمثل بهذه الحكومة على النحو الذي يحترم تمثيله ويحترم حقوقه سنتمكن من تشكيل الحكومة في الغد, مع "س-س" او بدونها، إذ نعرف ان بعض كبارنا وكبار القوم يرون ان جزءا من العقد هي خارجية ونحن نقول لنذلل العقد الداخلية وبعدها نرى، وهنا اريد التعليق انه في الفترة الماضية جرى اتهام فريقنا بالتعطيل وان هذا التعطيل هو لغاية في نفس سوريا او ايران, وهنا نريد القول هل ان من يريد التعطيل يحمل مبادرة ويزور دولة ما وهذه المبادرة ان دلت على شيء تدل على ان التعطيل هو في مكان اخر اكان داخليا او خارجيا؟ ومن هنا نأمل ان يحاذر الرئيس المكلف من الافخاخ التي تنصب اليه وحتى من أقرب المستشارين اليه وندعوه للاستفادة من ان المعارضة في اقصى ايجابياتها للتعاون وباستطاعتنا اذا انطلقنا من النقطة التي أنتهينا اليها في المشاورات السابقة ان نزف الى اللبنانيين حكومة على قدر آمالهم وتطلعاتهم".

بعد ذلك وزع النائب الموسوي الشهادات على الطلاب المكرمين.

 

النائب رعد: لسنا متشائمين ونتمنى تشكيل حكومة مشاركة

المقاومة ليست لتوريط لبنان في حروب بل ضمانة تأخير اي حرب تشن على لبنان

وطنية - النبطية - اعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في احتفال تأبيني في بلدة الشرقية الجنوبية، بحضور النائبين عبد اللطيف الزين وياسين جابر، ان حرصنا وتأكيدنا على ضرورة عدم تضييع الوقت وعدم هدر الجهود التي بذلت خلال التكليف الأول وذلك من أجل التوصل إلى تفاهم حول الإطار والصيغة السياسية التي تحكم معادلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهي معادلة 15-10-5 والتي لاقت ترحيبا من مختلف شرائح اللبنانيين، متسائلا لماذا نريد الآن ان نبدأ من الصفر؟ هل سنخترع شيئا جديدا أم سنراوح مكاننا ونبحث في جنس الملائكة مجددا ونطرح نظريات ونقدِّم أفكارا قد نحتاج إلى عقود من السنين من أجل إتمام المناقشات حولها.

وقال النائب رعد: "نحن بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية تقوم على الصيغة التي توافقنا عليها والتي تمثِّل الصيغة الأمثل في الظروف الراهنة وفي المرحلة الحاضرة من أجل أن نعبر بهذا البلد إلى مرحلة الإستقرار والتعاطي وفق ما يحقق مصالح اللبنانيين ووفق ما يواجه التحديات الصهيونية التي يتعرض لها لبنان" .

اضاف: "لبنان مقبل على ان يثبت من الآن إلى ذلك الزمن أنه يمتلك قدرة على إدارة شؤونه حتى يصبح مؤهلا في نظر العالم وأن يشارك في إدارة شؤون العالم عبر مقعد بمجلس الأمن يتبدل ويناوب عليه ممثلو الدول، الآن جاء دور لبنان وسينتخب لنيل هذا المقعد وسيكون جزءا من القرار العالمي الذي يتحكم بإدارة شؤون الدول ومعالجة الأزمات العالمية، أقل ما يمكن أن يستطيع لبنان أن يعالج أزمته وأن يخرج من هذه الأزمة بتوافق داخلي وبحرص على أن تتحقق مشاركة توفر إستقرارا وإمكانية لتطوير هذا البلد في المستقبل" .

وقال:" لسنا متشائمين وأيضا لسنا واهمين وما نتمناه وما نرجوه بأسرع وقت ممكن أن ننتهي من تشكيل حكومة تعبِّر عن تطلعات كل اللبنانيين وتحقق مشاركة لكل اللبنانيين وأن تتصدى للتحديات والمهام المطلوبة منها في هذه المرحلة" .

في القصيبة

وفي احتفال تأبيني في بلدة القصيبة، أكد النائب رعد ان العدو الصهيوني المجرم الارهابي لا يلتزم مواثيق ولا يحتكم الى اعراف ولا يرتدع عن اطماعه التوسعية الا بالقوة، عندما يستشعر منك القوة وفعاليتها يعود ادراجه الى الوراء. اليوم الذي يمنع العدو الاسرائيلي من ان يشن حربا على لبنان او على ايران هو انه يستشعر ان رد الفعل من المقاومة عليه او من ايران عليه لا يستطيع ان يتحمل مفاعيله او تداعياته ولذلك هو يعيد النظر، في كل يوم يهدد في الصباح ثم يعيد النظر في المساء لانه يدرك بأن المقاومة له بالمرصاد وبأن الصاع سترده بألف صاع وبأن يد المقاومة تطال كل شبر من فلسطين المحتلة" . وتابع النائب رعد: "لم يعد هناك زمن يستطيع العدو الاسرائيلي فيه ان يعتدي ويدمر دون ان يدفع الثمن والذي اصبح اكثر كلفة عما كان في الماضي، والمقاومة تمسك بزمام المبادرة لانها ادركت ان الطريق الوحيد لردع العدو هو بناء القوة ولان الاخرين من حماة الكيان الصهيوني يدركون قوة المقاومة، يتآمرون بكل الطرق والاساليب بالسياسة او بالفتن او باستعراض العضلات وبالتهديد والوعيد من اجل اضعاف قوة المقاومة ومن اجل التآمر على هويتها والتشكيك بصدقيتها وبجدوى خيارها، لكن يدركون بالعمق ان المقاومة هي الحاجز المنيع امام التمدد لمشروعهم التوسعي في المنطقة والضمانة الحقيقية لعدم اعتداء اسرائيل وشنها حربا على لبنان" . وختم النائب رعد: "ان المقاومة اليوم ليست من اجل استدراج لبنان وتوريطه في حروب بل المقاومة هي ضمانة تأخير اي حرب تشن على لبنان، العدو يستشعر هذا الامر ويدرس ويعيد النظر والحسابات من جديد لانه يدرك ان عدوانه لم يمر دون دفع ثمن بالغ الكلفة" .

 

الشيخ قاووق:المقاومة حريصة جدا على تسهيل التشكيل ونعرف تماما ان لا طريق الا من خلال حكومة الوحدة الوطنية

وطنية - رأى مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال حفل تخريج للتلامذة الناجحين أقامته التعبئة التربوية في الحزب في بلدة عيترون، "ان الحقيقة الوحيدة التي تردع اسرائيل هي المقاومة وتعزيز كل عناصر القوة في لبنان"، معتبرا "أن تأخير تشكيل الحكومة في لبنان من شأنه ان يعطي رسالة خاطئة للعدو الاسرائيلي لان في ذلك مظهر ضعف للبنان". واشار الى "ان المقاومة حريصة جدا على تسهيل تشكيل الحكومة لان العدو الاسرائيلي يتربص بنا وبالتالي ليس امام اللبنانيين في مواجهة التحديات المقبلة من اسرائيل ومن اميركا الا ان يسارعوا في هذا التشكيل"، وقال: "نحن في "حزب الله" والمعارضة لا ننتظر ضوء اخضر قادما من اعماق الصحراء ولا ضوء احمر قادما من وراء البحار، انما نعرف تماما ان لا طريق الا من خلال حكومة الوحدة الوطنية". وسأل: "هل كان لبنان بحاجة الى ان يجرب المجرب ليكتشف ان لا مجال الا للعودة الى صيغة 15-10-5"، وقال: "كان هناك مضيعة للوقت، ومضيعة الوقت تعني ضياع مصلحة الوطن والناس". وختم الشيخ قاووق: "ان الجنوب يشهد اعلى نسبة من الاستقرار والطمأنينة والأمان نتيجة معادلة المقاومة لانه كلما تعاظمت قدرة المقاومة كلما تراجعت احتمالات الحرب الاسرائيلية، فكل ما تخشاه اسرائيل في المنطقة رغم كل التهديدات هي قوة المقاومة".

 

اللهم نجِّ إيران والمنطقة من المهووسين بالدمار!

أحمد الجارالله/السياسة

ماذا يريد نظام آيات الله من العالم وإلى أين سيأخذ الايرانيين وشعوب الاقليم من خلال استعداء المجتمع الدولي عليه؟

وفي هذا السياق على ماذا يمكن ان تراهن بعض الدول على جعل ايران تعود الى جادة الصواب في ظل التصعيد العدواني الذي يمارسه النظام, وخصوصا حين استغل رئيسه محمود احمدي نجاد منصة الامم المتحدة ليجدد تهديداته, ويخرج على العالم أجمع بخطاب استفزازي لا يمكن في أي حال من الاحوال ان يكون في مصلحة بلاده ودول الجوار؟

في واحدة من اكثر اللحظات حراجة وحساسية, وفي الوقت الذي تسعى فيه كل دول العالم الى الانفتاح على الاخر والبحث عن سبل للتعاون في مواجهة ازمة اقتصادية معقدة لا مثيل لها في تاريخ البشرية خرجت الدعائية الايرانية بمعزوفة جديدة من التهديد بإعلانها عن منشأة نووية سرية باتت قريبة من التشغيل, في حين يسعى المجتمع الدولي للبحث عن حل عقلاني وسلمي لأزمة البرنامج النووي الايراني.

لقد كان واضحا من الخطوة الايرانية الاخيرة وضع عصي التعنت والمراوغة والاصرار على العدوانية في دواليب الحل السلمي والتعاون على اخراج ايران من أزمتها الاقتصادية التي جعلت 14 مليون مواطن تحت خط الفقر.

وفيما تغرق دولة آيات الله في مستنقع الخلافات على السلطة, ويترنح النظام الذي اعاد ايران الى عصور التخلف والحرمان, يواصل محمود احمدي نجاد إطلاق شعارات القوة الزائفة, وتستمر اجهزة استخباراته في اغداق الاموال على التنظيمات الارهابية والتخريبية التي كان الشعب الايراني واضحا في رفضها حين رفع في يوم القدس شعار "لا غزة ولا لبنان نموت من اجل ايران".

غير ان نجاد مُصرّ على صم أذنيه عن أصوات شعبه سائرا على خطى من سبقوه في مضمار الفاشية والعدائية, في العالم الثالث, بشعارات واهية عن القوة وعن انتاج الاسلحة التي يقتطع ثمنها من قوت شعبه ليحافظ بها على نظام يتآكل من الداخل, وليعبر فعلا عن قصر نظر طبيعي عند كل المصابين بلوثة الديكتاتورية.

إن لكل عصر ديكتاتورييه الذين يشقون طرقهم الخاصة خارج حدود الزمن, فكما كان جمال عبدالناصر يشعل حماسة الغوغاء بصواريخ "الظافر" و"القاهر"... التي انكشف زيفها في حرب عام 1967 وسقطت الاقنعة عن الوجوه الثورية لتظهر الملامح القمعية, جاء جزار بغداد في سبعينات القرن الماضي ليطلق هو الاخر اكاذيبه عن تحرير القدس وتهديداته بتدمير نصف اسرائيل بـ "الكيماوي المزدوج" وحماية البوابة الشرقية, وليمطر العالم العربي في مرحلة من المراحل بالشعارات التي كان تحت غطائها يحفر قبور عشرات الآلاف من العراقيين الابرياء لمجرد اشباع غريزة القتل المعتملة في نفسه, وكان اغسطس الاسود عام 1990 الامتحان الذي ظهر فيه الجزار على حقيقته عندما حاول افتراس الكويت الا ان احلامه في ليلة الصيف تلك ذهبت ادراج الرياح كما سقط هو ونظامه في هبة رياح الحق لتخليص العراق والمنطقة من جوره وعدوانيته.

على خطى صدام حسين وجمال عبدالناصر هاهو محمود احمدي نجاد نسخة ايرانية رديئة يسير في الطريق ذاتها التي سار عليها متزعمون سابقون لفظتهم شعوبهم في لحظة صحوة تاريخية, ففي الوقت الذي كان يتحدث فيه عن "سجيل"و"أبابيل" و"شهاب" وغيرها من الصواريخ التي يتشدق بأن المصانع الايرانية انتجتها كانت واحدة من الطائرات المقاتلة تنفجر وتهوي امام ناظريه في العرض العسكري الذي اقيم اخيرا في ذكرى الحرب العراقية - الايرانية.

ألم يسأل نجاد نفسه: كيف يمكن ان يحوز القوة وشعبه يعيش في ظل فقر مدقع واقتصاد منهار؟ وكيف يمكن ان تكون طائراته قادرة على الطيران من دون قطع غيار أو وقود؟ ألم يسمع بالطائرات المدنية الايرانية التي سقطت في الاشهر القليلة الماضية, أم أن الذين قتلوا في هذه الطائرات ليسوا من البشر؟

يتملك المرء العجب حين يشاهد بعض قادة الدول يكذبون على شعوبهم ويجعلونهم وقودا لحروب عبثية لا طائل منها الا اخفاء عورة الهيمنة على مصائر الناس في سبيل الاحتفاظ بالسلطة, لكن عندما تنكشف الحقيقة يزول العجب لأن الديكتاتوريين يصابون عادة بالصمم حين يتربعون على كراسي الحكم و لا يسمعون الا اصوات انفسهم.

عندما سقط نظام صدام حسين تنفست المنطقة الصعداء من زوال كابوس العدوانية والمزاجية الدموية الذي كان جاثما على صدرها, لكنها عادت لتحبس أنفاسها مرة اخرى في ظل حكم محمود احمدي نجاد الذي يحاول ان يقلد في مسيرته الغربان الذين جلبوا لهذه الامة الويلات, واخذوا شعوبهم الى مهاوي التخلف, وحاولوا ان يقفوا في وجه حركة الزمن, وهاهي المنطقة تغرق في الجمود على وقع طبول الشعارات التي يطلقها نجاد بين الحين والآخر.

من لا يتعلم من تجارب الاخرين يدفع الثمن مضاعفا ويبدو من التجربة انه كتب على الشعب الايراني أن يدفع ثمن الألاعيب التي ارتفعت وتيرتها بعد وصول نجاد الى السلطة على وقع طبول القمع والقتل والتعذيب, ويبدو من اصرار نجاد على المضي في طريق امتلاك القوة النووية ان فاتورة الدمار ستزداد مع الايام, ولا نملك الا الدعاء للشعب الايراني ان ينجيه الله من المهووسين بالدم والقتل والتدمير, وأن يحمي الاقليم ممن يظن انه اذا ركب السفينة يحق له ان يستبيحها ويخرق جنباتها أي وقت شاء.

 

 »حزب الله« هو... نصرالله

إنفلونزا منظمة التحريرفي الضاحية الجنوبية

المحرر العربي

فضيحة عز الدين ضرورية ولكن بعد فوات الأوان

البعض أمضى العيد على... خبز الشعير

في المقاومة، كثيرون في الظل يعيشون »التفاني« إلى حد الموت

.. هؤلاء دحروا الإسرائيليين.. الذين يختالون في »الرانجات« يدحرون مَن؟

الذين تقدموا بدعوى قضائية ضد »الحاج« صلاح عز الدين لا يتعدون عدد أصابع اليد. هل لأن طبيعة القضية لا تتطلب لجوء كل المتضررين إلى القضاء، أم أن هناك أسماء ينبغي أن تبقى مستورة لإبقاء سمعة »حزب الله«، وجماعة »حزب الله« فوق الشبهات؟

هنا لا بد من التوقف عند تلك »الظاهرة« الآن: (»حزب الله« هو حسن نصرالله. لا أحد آخر). يصفون الرجل بالصدق والزهد والعفة والتضحية. الآخرون شيء آخر، وإن كان هناك من يذكر »المقاومين الذين تحت الأرض« والذين لا يختالون بـ»الرانجات« من آخر طراز، ويقطنون في الشقق الفاخرة ويودعون »مدخراتهم« في ذمة من لا ذمة له، ثم يتقاضون الربا مواربةً بعدما ذهب بعض المجتهدين في اجتهاداتهم حدّ الابتذال..

لقب.. الحاج

»الحاج«. إنه اللقب الشائع الآن حتى لو لم يكن المعني يمت بأي صلة إلى معنى الحج. في لبنان، كانت ولا تزال شائعة ألقاب من نوع »الخواجة« و»الأفندي« و»البيك« و»الأستاذ« و»المعلم« و»الشيخ«. ولم يكن لقب »الحاج« يطلق إلا على من أدّى هذه الفريضة، وفي بعض الأحيان كان »يفيد« من اللقب الذين بلغوا من العمر عتيّاً..

تحت لقب »الحاج« تكدست المصائب على أنواعها. أحدهم كان يدور حول »دار الهادي« في منطقة حارة حريك كما لو أنه يدور حول الأطلال. »قفا نبكِ«! لكنه لم يكن بعنفوان امرئ القيس. كان يبدو مهدّماً، شاكياً، وباكياً، لأن أولاده سيمضون العيد على... خبز الشعير.

إنفلونزا منظمة التحرير

إنفلونزا منظمة التحرير (أيام زمان) التي استشرت في ضاحية بيروت الجنوبية. خليط من الجشع والبطر، مع أن كل خطب الجمعة، وكل الأدعية التي تتردد ليل نهار، وفي المناسبات التي تتم فبركتها لبرمجة الناس، تحض على التقشف في مقاربة الدنيا ومغرياتها وإغواءاتها. كثيرون تخلوا عن زوجاتهم، وكثيرات يقدن »الرانج« بنظرة أن من يدبّون على الأرض دبّاً هم الحثالة...

التخلخل السوسيولوجي مريع حقاً. بطبيعة الحال، تجد هناك، ولو مصادفة، من يطبق ما يسمعه وما يقرأه، لكنك تجد دوماً من ذهب بعيداً في الدنيا، وهو »يظن« أنه ذهب بعيداً في الآخرة..

قتل الفقر

ثمة أساس سيكولوجي لكل هذا. أغلب الذين وفدوا عشوائياً إلى ضاحية بيروت الجنوبية ينتمون إلى طبقات عادية أو فقيرة أو معدمة. من الطبيعي أن يحاولوا، وبأي ثمن، أن »يقتلوا« الفقر حتى ولو بواسطة عربة للخضار. قديماً الذين وصلوا، وأصبحت لديهم ثرواتهم، إما أنهم ذاقوا الأمّرين من ذبابة الـ»تسي تسي« في الأدغال الأفريقية، أو أنهم كانوا لا ينامون، لا سيما الجنوبيون منهم وإن ناموا فعلى الأرض. بائع الجرائد الذي علّم أولاده في الجامعة الأميركية، والذي يرش الماء على القبور بعث بأولاده إلى القاهرة وكراتشي، وماسح الأحذية الذي يحدثك عن ابنه المجلي في كمبريدج...

بائع الصحف وريتشارد مورفي

جميع هؤلاء الآباء لم يتخلوا عن مهنهم. انظروا إلى »أبو حسين« في شارع الحمراء الذي كان من زبائنه (وهو بائع الصحف الشهير) رياض بك الصلح والديبلوماسي الأميركي الشهير ريتشارد مورفي الذي التقاه أمام المبنى السابق للسفارة الأميركية في منطقة عين المريسة. ماسح الأحذية لا يزال ماسح الأحذية، مع أنه أضاف إلى مهنته مهنة أخرى وهي بيع حقائب السفر...

هؤلاء عاشوا جدلية »التطور الطبيعي«. لا حلقة مفقودة ولا من يحزنون. الآن، الحلقات المفقودة لا تحصى. كيف يقفز أحدهم إلى الأعالي، ثم يلهث وراءه الناس، كما كانوا يلهثون - في وول ستريت - وراء جورج سوروس قبل أن يسقطوا في براثن برنارد مادوف..

الحاج: لحية خفيفة عليها بعض الطيب، ومسبحة، وآيات بيّنات جاهزة، دوماً، على الشفتين. ولكن - للإنصاف - هل يمكن عزل الظاهرة المستشرية في الضاحية الجنوبية التي قطعاً لم تعد مدينة الصفيح بناطحات السحاب وبالشقق التي يتراوح سعرها بين الـ100 ألف والـ500 ألف دولار، وأيضاً بالسيارات الفارهة.. عن المناخ اللبناني العام؟ يا رجل أنت في الضاحية لا في لاس فيغاس. الكثيرون »يلعبون« بالمال. كيف؟ هنا علامة الاستفهام خرساء..

زوج جورجينا رزق

تذكرون إبان الكرنفال الفلسطيني الطويل والمرير في بيروت: أبو الزعيم، وأبو الجماجم، وأبو الهول. لا تنسوا أبو حسن سلامة، الأمير الأحمر، والذي تزوج ملكة جمال الكون جورجينا رزق، كيف كان يجمع وتحت ثريات الكريستال كل ملوك الميسر في بيروت الشرقية وفي بيروت الغربية، بينما »الشباب« يشعلونها على خطوط التماس. قضية بكاملها وضعت على المائدة الخضراء (ولا تزال، ولكن بطريقة أخرى).

المال عصب كل شيء. لكنك هنا أمام »مقاومة«. كثيرون في الظل يعيشون »التفاني« وإلى حد الموت. هؤلاء دحروا الإسرائيليين. الذين يختالون بـ»الرانجات« يدحرون مَن؟ إذا كان هناك من يقرأ ومن يسمع، فالكثيرون يقولون الآن إن »حزب الله هو نصرالله«، ولا تبحثوا عن الآخرين اللهم إلا الذين في الخنادق..

الفضيحة الضرورية

يقال إنه بقدر ما كات فضيحة صلاح عز الدين مدمّرة، بقدر ما كانت ضرورية لكي تظهر في الضوء تلك الأسماء التي كانت تختفي وراء اللحى الخفيفة، والمسابح (جمع مسبحة) والآيات البيّنات التي على الشفاه، ولكن ألا يقال: فات الأوان على الإصلاح وعلى إعادة الهيكلة. إنها ثقافة اللبنانيين جميعاً. ثقافة الغوى. لا شيء أكثر إغواء في زمننا من المال. لماذا يفترض أن يُستثنى أهل الضاحية، وقد تحوّلت إلى مدينة، من تلك الثقافة الغرّاء؟

لا أحد يدعو إلى ذلك. كل ما في الأمر أن الأقنعة أضحت باهتة، باهتة جداً. لماذا لا ينزعها أصحابها يا... حاج؟

يا... حاج!!

 

من مجلة المحرر العربي

لا دخان بلا نار

> قيادي بارز في »حزب الله« قدم استقالته إلى الأمين العام لـ»حزب الله« حسن نصرالله على خلفية قضية صلاح عز الدين، وعزا ذلك إلى دواع معنوية باعتبار أن الأموال المودعة من قبله هي »حلال« ولا غبار عليها.

الاستقالة رفضت في الحال لأن الوضع الراهن لا يتحمل خطوة من هذا القبيل.

> شخصية أوروبية شديدة الاهتمام بلبنان اعتبرت، في اتصال مع مسؤول عربي رفيع المستوى، أن ربط هذا البلد بالاحتمالات الإقليمية »جنون... جنون... جنون«، خصوصاً في هذه الظروف المفصلية.

> أنصار جهة إقليمية بدأوا يتحدثون عن سيناريو لتفجير الوضع في مخيمي عين الحلوة والبداوي لأسباب أقل ما يقال فيها إنها ساذجة لكون العملية الديبلوماسية تقف عند الحائط.

في نظر مصادر معنية أن الحديث عن هذا السيناريو يخفي سيناريو آخر ولأغراض باتت معروفة بالنسبة إلى السلطات المختصة.

> حذّر خبير مالي يتمتع بصدقية عالية من أن »الأدوار« التي تلعبها بعض قوى المعارضة بالنسبة إلى تشكيل الحكومة، وكذلك بالنسبة إلى باريس - قد تدفع الدين العام خلال سنوات قليلة إلى الـ100 مليار دولار.

في رأي الخبير المالي أن بلوغ هذا الرقم يعني أن يتوسل لبنان إلى المراجع الدولية لتوطين الفلسطينيين في مقابل »تذويب« الدين العام.

> في أوساط إحدى القوى الأساسية في المعارضة بدأ الحديث علناً عن »التصرفات العشوائية« لرئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون والتي »تلحق بنا أضراراً استراتيجية بالغة«.

بالطبع الانتقاد لا يصل إلى من يقال إنهم يقفون وراء تلك التصرفات.

> قيادي فلسطيني »مؤثر« اتصل بمسؤول لبناني كبير متمنياً عليه أن يقرأ بدقة الكلام الأخير للأمين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة أحمد جبريل باعتبار أن هذا الأخير يدار بـ»الريموت كونترول«.

> شخصية شبه بارزة وقريبة من المعارضة أبلغت رأيها لوفد من قوى 8 آذار بأنه إذا كان هناك من يريد أن يلوي ذراع الرئيس سعد الحريري عليه أن يقرأ جيداً تجارب رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ومفاعيل هذه التجارب.

> طلب مرجع روحي من مرجعية معنية إبلاغه بمدى صحة الأقاويل التي تتردد الآن وراء الكواليس حول انتشار ظاهرة التسلح، وعلى نطاق واسع وخطير، في بعض المناطق المسيحية وبهدف تنفيذ مخطط يعد لهذه المناطق.

> يزداد الحديث عن وجود من يعمل لتهيئة المناخات لافتعال حوادث أمنية حساسة تضغط على عملية تشكيل الحكومة لمصلحة جهات معينة.

 

 

مفعّلاً جهوده للتصدي للزحفين الإيراني والسوري على الدولة..

اللوبي اللبناني: المواقف الأميركية والدولية لم تتغيّر حيال دعم لبنان

ووفد مشترك مع كبار أعضاء الكونغرس يزور بيروت للتهنئة

 لندن - كتب حميد غريافي: المحرر العربي

ضاعف اللوبي اللبناني الاغترابي في واشنطن وأوروبا ومعظم عواصم الغرب والدول العربية، جهوده خلال الأشهر الستة الماضية لتحريك الأوضاع داخل لبنان وإعادة الدفع إلى عجلة الحركة الاستقلالية التي تباطأت بفعل الضربات المتلاحقة من نظامي إيران وسورية ورموزهما في لبنان، ومن جرّاء الانتكاسات الناجمة عن تفعيل الإرهاب والتلويح بأدواته في وجه اللبنانيين المقيمين والمغتربين رافضي هيمنة ومشاريع الدويلات ولغة السلاح المقرونة بالفرض والإكراه، والذين شكلوا ثورة الأرز، استناداً إلى دعمين عربي ودولي ظهرا جليّين في قرارات مجلس الأمن وبالأخص القرار 1559 الداعي لتجريد الميليشيات من أسلحتها، وما تبعه من تضامن دولي - عربي مع لبنان ونظامه الديموقراطي البرلماني الأغلبي وحقه في السيادة والاستقلال.

وقد جاءت تحركات اللوبي اللبناني الذي يمثّل أضخم شريحة اغترابية في العالم قوامها حوالى 15 مليون لبناني، للاستمرار في تطويق الهجمة السورية - الإيرانية على الساحة الداخلية المحلية ومنعها من اقتناص مكاسب ثورة الأرز ومفاعيلها التي أدّت أخيراً إلى الفوز المهم لأطرافها بالانتخابات النيابية، وتسديد ضربة إلى أعداء الوطن، كما جاءت تلك التحركات لرسم المسار العام لدفع النظام القائم على الصعيدين الدولي والعربي لإنقاذ لبناني من براثن المطامع الإقليمية.

وقال اللوبي الاغترابي المتمثّل بكبرى مؤسساته السياسية الأربع »المجلس العالمي لثورة الأرز« و»الاتحاد الماروني العالمي« و»اللجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559« و»الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم« الأصلية، في بيان أُرسل إلى »المحرر العربي« في لندن ، أن تحركاته هذه التي شملت الساحات الثلاث الدولية والعربية والمحلية، جاءت على النحو التالي:

- زيارة الأمين العام للمجلس العالمي لثورة الأرز المهندس طوم حرب لجمهورية مصر العربية ولقاؤه المسؤولين في وزارة الخارجية لمناقشة الاوضاع في لبنان وتوضيح مواقف الشعب اللبناني في عدم التدخل بشؤون الآخرين والحديث عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والحلول الممكن تبنيها في هذا المجال.  

- اجتماع قادة اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية في واشنطن ونيويورك لمناقشة موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وطرق معالجته.  

- التحرك باتجاه الحكومة العراقية والاجتماعات التي عقدت مع مسؤولين عراقيين في الولايات المتحدة ورسالة الدعم لمواقف الحكومة العراقية في مطالبتها بانشاء محكمة دولية لمعاقبة المسؤولين عن الارهاب في العراق ومن يدعمهم.  

- زيارة المملكة العربية السعودية ولبنان من قبل رئيس الاتحاد الماروني العالمي الشيخ سامي الخوري ولقاءاته للحث على تجاوز مفاعيل غزوة السابع من أيار/ مايو وتجديد الدعم للحركة الاستقلالية ومطالب لبنان في السيادة وانهاء استعماله ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية.  

- التواصل مع الرئيس اللبناني ووضعه في أجواء تحركات اللوبي وتصوره بالنسبة الى ما يجري في لبنان وكان آخرها زيارة الدكتور انيس كرم الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.  

دولياً

- استمرار الاتصالات بالادارة الاميركية الجديدة وقد توجت باللقاء الذي جرى بين الأمين العام للمجلس العالمي لثورة الارز طوم حرب ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي شدد على استمرار دعم استقلال لبنان وسيادته وفصل مساره عن أي مسار آخر في موضوع الشرق الاوسط وعدم اعطائه جائزة ترضية لأي جهة كانت.  

- الاتصالات مع قيادات الكونغرس والتواصل بين مستشاري المجلس العالمي لثورة الارز والمجموعة النيابية لمكافحة الارهاب بقيادة عضو الكونغرس سوزان ميريك.

- دوام التواصل مع الامم المتحدة وخصوصاً من قبل اللجنة الدولية اللبنانية لتنفيذ القرار 1559 ومكتب تيري رود لارسن والتشديد الدائم على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية وخصوصا منها 1559 لتخليص لبنان من الجزر الامنية وآفة السلاح والدويلات داخل الدولة.  

- تحركات المندوبين مع اعضاء البرلمان الاوروبي ولا سيما حزب الشعب الاوروبي الذي حصل على الاكثرية في البرلمان الاوروبي وأهمها الاجتماع الذي عقد مع نائب رئيس الحزب السيد بهايمي مايور أوريها.

 وقال البيان أما الخطوات التي يقوم بها اللوبي الآن فهي:

- تحرك من أجل ايجاد الاطار الصحيح للبدء بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عبر الاطر الاجتماعية والانسانية في مواكبة الحلول السياسية التي يسعى الى تحقيقها السيناتور جورج ميتشل مبعوث الرئيس الاميركي للشرق الاوسط.

- التنسيق العربي - الاميركي مع اللوبي اللبناني لتطويق ذيول تعاظم قوة الارهاب في لبنان بنتيجة غزوة السابع من أيار/ مايو وملحقاتها.

- العمل على وضع تصورات المرحلة المقبلة لتنفيذ القرار 1559 الذي تعمل سورية وايران جاهدتين لمواجهته.  

- فصل المصالح القومية اللبنانية عن اي تحركات خارجية تجاه سورية .

- مراقبة المسار السياسي في لبنان بما فيه تأليف الحكومة وعمل الفريق الآخر للسيطرة على الدولة ومؤسساتها من خلال التسلل المدروس وضغوط السلاح وذلك بدعم الاكثرية وتقوية الجيش وباقي المؤسسات التابعة للدولة للوقوف بوجه الهجمة التي تهدف إلى القضاء على الدولة وتقاسم صلاحياتها بين الجزر الامنية والدويلات ما يسهل عودة الاحتلال.  

وقالت مصادر من اللوبي اللبناني إننا نعمل على بناء خط دفاع ثان بعد سقوط خط الدفاع الاول داخل لبنان حيث لم يستطع السياسيون اللبنانيون بسبب السلاح وقف محاولات تقدم »حزب الله« نحو السلطة منذ 2008، وهذا الخط الدفاعي سيكون متينا، وسيتمكن من وقف هجوم »حزب الله« على مستوى اقليمي ودولي حتى يتمكن المجتمع المدني من ان ينتج قيادة قادرة على مقاومة الارهاب وتحرير البلد مرة نهائية .

وفد الى لبنان  

وأكدت المصادر لـ»المحرر العربي« في اتصال معها في واشنطن »ان اللوبي اللبناني يعمل الان على تشكيل وفد من كبار قادته في الولايات المتحدة والمهاجر الاخرى يضم اعضاء بارزين من جناحي الكونغرس الاميركي (النواب والشيوخ) لزيارة لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة لتهنئة الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان على تمكنهما، على الرغم من كل العراقيل ومحاولات إلغاء الدولة والدستور واتفاق الطائف، من انقاذ البلاد من المخالب الإيرانية - السورية الناشبة في مفاصله، وللتأكيد على ان شيئا لم يتغير في سياسة باراك أوباما الجديدة ولا في الدعم الدولي الكامل للمسار الديموقراطي في لبنان الذي جاء على أنقاض الاحتلال السوري له العام 2005، والذي سيكون حتما على حساب محاولات نسف الكيان اللبناني الراهن لصالح الجماعات الإيرانية والسورية التي شارفت على نهاية مشروعها الخطير لتحويل لبنان الى دولة »ممانعة« على صورة ومثال نظامي دمشق وطهران المنبوذين من العالم«..