المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخباريوم 03 تموز/2009

 إنجيل القدّيس متّى .33-27:10
والَّذي أَقولُه لَكم في الظُّلُمات، قولوه في وَضَحِ النَّهار. والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح. لا تَخافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسد ولا يَستَطيعونَ قَتلَ النَّفْس، بل خافوا الَّذي يَقدِرُ على أَن يُهلِكَ النَّفْسَ والجَسدَ جَميعًا في جَهنَّم. أَما يُباعُ عُصفورانِ بِفَلْس؟ ومعَ ذلِك لا يَسقُطُ واحِدٌ مِنهُما إِلى الأَرضِ بِغَيرِ عِلمِ أَبيكم. أَمَّا أَنتُم، فشَعَرُ رُؤُوسِكم نَفسُه مَعدودٌ بِأَجمَعِه. لا تَخافوا، أَنتُم أَثمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعًا. مَن شَهِدَ لي أَمامَ النَّاس، أَشهَدُ لَه أَمامَ أبي الَّذي في السَّموات. ومن أَنْكَرَني أَمامَ النَّاس، أُنْكِرُه أَمامَ أَبي الَّذي في السَّمَوات.

قضية أهلنا في إسرائيل والشهادة للحق ومصداقية سامي الجميل
تحية لبنانية من القلب نرسلها من المنسقية إلى النائب الشاب سامي الجميل على خلفية مواقفه الواضحة والجريئة والثابتة فيما يخص قضية أهلنا اللاجئين إلى إسرائيل، هؤلاء الأبطال والأشراف واللبنانيين بامتياز الذين اجبروا على مغادرة وطنهم بسبب تهديدات وعنتريات وأصولية وممارسات حزب الله الإرهابية. ليعلم القاصي والداني ومعهما كل صاحب ضمير وإيمان بأن عقلية وممارسات الظلم والكذب والهرطقات والاستكبار والتجني تنقلب في النهاية على أصحابها لأن الله يمهل ولا يهمل

مجلس شورى "حزب الله" عقد اجتماعا قرر بنتيجته عدم المشاركة بالحكومة 
٢ تموز ٢٠٠٩
/موقع 14 آذار/توقعت اوساط قيادات مسيحية في قوى 14 اذار ان يتأخر البحث في توزيع الحقائب الى ما بعد الاسبوع الجاري. وقالت لـ "المركزية" ان اولى التركيبات الحكومية تاخذ بصيغة الشراكة الحقيقية من دون اعطاء موقع تفضيلي للمعارضة. ونقلت عن احد اقطاب قوى 14 اذار قوله ان حكومة من 40 افضل من 30، رافضا اي صيغة سياسية من اقطاب او تكنوقراط. وقال ان البلد يحتاج الى حكومة سياسية بامتياز في هذه المرحلة الحرجة. ورأت ان اقطاب قوى 14 اذار قد يجتمعون نهاية الاسبوع في حال تقدم البحث بالصيغة الحكومية العتيدة ودخل مرحلة تفاصيل توزيع الحقائب. ورجحت المصادر ان يصبح تمثيل "حزب الله" من الصف الاول من دون ان تستبعد بقاء تمثله بالوزير محمد فنيش لوزارة الطاقة في حال انتقلت وزارة العمل الى لائحة التنمية والتحرير وتحديدا الى النائب ميشال موسى، في حين ان المعلومات المتوافرة في هذا المجال اشارت الى ان "حزب الله" لن يشارك في الحكومة وسيتنازل عن حصته لمصلحة حلفائه. وقالت مصادر مطلعة قريبة من المعارضة ان مجلس الشورى في "حزب الله" عقد اجتماعا مؤخرا قرر بنتيجته عدم المشاركة في الحكومة. وعزت المصادر الامر الى وجود تصوّر لدى الحزب بالبقاء خارج الحكومة لتجنب اي ضغط عليه لإلزامه تنفيذ القرارات الدولية واحترامها لا سيما القرار 1701 لجهة السلاح وضبطه، كما ان بقاء الحزب خارج الحكومة يفسح في المجال لهامش اوسع من حرية الحركة في هذا الظرف الاقليمي الدقيق وفي ظل الاستحقاقات والتطورات التي تستوجب مواكبة دقيقة وربما مواقف تفرضها طبيعة المستجدات

 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 2 تموز 2009
النهار
تجرى اتصالات حول امكان جعل كل المدن اللبنانية منزوعة السلاح باستثناء تلك التي تقع في الجنوب والبقاع حيث وجود السلاح فيها لمواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل.
لوحظ أن البعض في قوى 8 و14 آذار يحاول الابتعاد عن أحزاب يعتبرها متشددة.
يتوقع بعض المراقبين ان يعيد عدد من الوزراء تموضعهم بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
السفير
باع
أحد أبرز مرشحي الموالاة في الجنوب 61 سيارة انتخابية من أصل 100 بقيمة 700 ألف دولار.
وصف وزير خليجي معني بالملف اللبناني انتصار 14 آذار في الانتخابات بأنه "انتصار إلهي"!
يدور صراع صامت بين ثلاثة نواب من طائفة واحدة ينتمون إلى كتلة نيابية في الأكثرية حول من يستحق منهم لقب "المعالي" في الحكومة الجديدة.
المستقبل
يبحث فريق رئيسي في المعارضة عن طريقة لاستيعاب مطالب مبالغ فيها لزعيم تكتل للدخول الى الحكومة العتيدة.
بدأ أحد الخاسرين في الانتخابات بمعاقبة مناصريه عبر قطع التمويل عنهم لعدم "حاجته اليهم بعد اليوم".
لاحظت مصادر غربية أن الدعم الدولي والأوروبي والعربي لرئيس الجمهورية يعود الى سبب أساسي كونه أعاد لبنان الى الخريطة الدولية ووضع ديناميته السياسية في واجهة التأثير.
اللواء
انتقدت قيادات بيروتية مقولة <الاعتبارات السياسية> التي تؤخر تدخل القوى الأمنية في شوارع العاصمة أو حسم الموقف، بعيداً عن المراجعات·
اتفق مرجعان كبيران على استبعاد الوزراء الذين خسروا الانتخابات النيابية من الوزارة الجديدة لأي جهة انتموا·
لا تزال مصادر دبلوماسية غربية تتقصى الأسباب الحقيقية للاشتباك الأمني - السياسي بين مرجعين رغم تبادل الأصوات بينهما في المجلس والحكومة؟!·
الشرق
شخصية دينية استغربت مطالبة البعض بعقد قمة روحية "قبل ان يجف حبر تصريحاتهم الاستفزازية والجارحة بحق مرجعيات دينية ووطنية"!
اجتماع سياسي مغلق اسفر عن توافق قادة من لون واحد على رفض الانصياع للتهديد بالتصعيد وصولا الى "ابتزاز مقاعد وزارية"؟!
سياسي بارز تلقى تطمينات من شخصية معارضة اكدت له ان حصته الوزارية قبل حصة اي حليف اخر (...)

"الإنتماء اللبناني":ترك تأليف الحكومة للمعارضة
أفضل من "حكومة رمادية" تحسب على الاكثرية ولا تحكم فعلا
وطنية - 2/7/2009 رأى "لقاء الإنتماء اللبناني"، في بيان اليوم اثر إجتماعه الأسبوعي، ان "العالم بأسره يبذل الجهود والمساعي للعمل على تأليف الحكومة في لبنان، مما يدل على ان لبنان لم يصل بعد الى سن الرشد إذ لا يستطيع وحده ان يؤلف حكومته". وأضاف: "الحكومة التي نريدها يجب الا يتم تأليفها تحت شعار ما يسمى حكومة وحدة وطنية، فنحن نرى في مثل هذه الحكومة مجرد حكومة تقطيع مراحل. الحكومة التي نريدها يجب ان تكون حكومة جدية تتخذ الإجراءات والخطوات اللازمة لبناء الدولة اللبنانية، وتطلق ورشة عمل حقيقية في هذا الإتجاه". واعتبر ان "ترك تأليف الحكومة للمعارضة، يبقى أفضل بكثير من إنتاج "حكومة رمادية" تحسب على الأكثرية مجددا من دون ان تمكن الأكثرية من ان تحكم فعلا". وأسف ل "الحوادث الأمنية الأخيرة".

الرئيس المكلف الحريري عاد الى بيروت وقدم التعازي الى عائلة الشهيدة الميري
وطنية - عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مساء اليوم الي بيروت بعد زيارة خاصة الى المملكة العربية السعودية. وتوجه على الفور يرافقه مستشاره الإعلامي هاني حمود الى منطقة عائشة بكار حيث قدم التعازي الى عائلة الشهيدة زينة الميري التي استشهدت خلال الاحداث الامنية التي شهدتها المنطقة يوم الاحد الماضي وبعد ان صافح زوج الفقيدة وأولادها فردا فردا لوحظ التأثر الشديد عليه وقال لأفراد العائلة :"اطلب منكم ان تثقوا بالدولة وأجهزتها من جيش و قوى امن داخلي لانه لا بديل لاحد عن الدولة ومؤسساتها، وان شاء الله ستأخذ العدالة مجراها وتقتص من المجرمين وينالوا العقاب الذي يستحقونه.

نائب الرئيس الاميركي وصل الى بغداد يشكل مفاجىء
وطنية 2/7/2009  وصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اليوم الى بغداد في زيارة مفاجئة بعد بضعة ايام من انهاء القوات الاميركية انسحابها من المدن العراقية، بحسب ما اعلن البيت الابيض. وقال البيت الابيض في بيان ان " بايدن وصل الى العراق لزيارة القوات الاميركية ولقاء القادة العراقيين بمن فيهم الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب اياد السامرائي".

سعيد عرض الأوضاع العامة مع جعجع: الحكومة العتيدة ستشكل بمعزل عن الثلث المعطل
الحريري يزور دمشق في إطار قمة لا لتسهيل مهمته
وطنية - 2/7/2009 استقبل رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب اليوم منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد الذي صرح بعد اللقاء: "إن زيارة دولة لدولة مطلوبة، فإذا زار الرئيس المكلف سعد الحريري دمشق من خلال قمة لبنانية-سورية أو زار السوريون لبنان، فهذا الموضوع مطلوب على خلفية إقامة العلاقات، ولا سيما أن هناك ملفات عالقة بين البلدين، ولكن أن يزور الرئيس الحريري الشام قبل تشكيل الحكومة من أجل تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية فهذا أمر لا يرضاه، ولا أتصور أن أحدا منا أيضا يقبله". ووضع سعيد زيارته لمعراب في إطار "التنسيق واستشراف المراحل المقبلة، خصوصا أننا على أبواب تشكيل حكومة جديدة سيرأسها النائب سعد الحريري الذي أتى تكليفه نتيجة انتصار وطني حققه فريق 14 آذار، وجاء على أثر عمل دؤوب قام به هذا الاخير طوال السنوات الأربع الأخيرة"، مؤكدا "دعم تكليف النائب الحريري ليقوم بخطوات ضرورية وسريعة من أجل تشكيل الحكومة اللبنانية". ورأى سعيد "أن على فريق 14 آذار أن يبرز أمام اللبنانيين والعالم العربي وكل المجتمع الدولي قدرته على حكم البلاد وإدارة شؤونه، ولا سيما أن هناك أمورا كثيرة عالقة على المستوى الداخلي، منها السلاح والحوار مع الاطراف الذين يستمرون في استخدام السلاح والعنف لتحسين ظروف مفاوضاتهم في الداخل، فضلا عن الالتزامات اللبنانية مع المجتمع الدولي، وفي مقدمها القرار 1701 وكل القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية، ناهيك بالملفات العالقة بين لبنان وسوريا ومنها ترسيم الحدود بدءا من مزارع شبعا وموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي هو بإمرة سوريا وموضوع المعتقلين في السجون السورية وإعادة النظر في المعاهدات التي كانت قائمة خلال مرحلة وضع يد سوريا على لبنان".
وأضاف: "إن فريق 14 آذار يتمثل اليوم بالنائب الحريري كرئيس مكلف، وعلى هذا الفريق أن يطرح برنامج حكم ويقول للبنانيين أنه قادر على إدارة شؤون البلاد ومعالجة كل المشاكل العالقة". واعتبر "أن الانتصار والتكليف أصبحا وراءنا، ونحن في موقع نقول للبنانيين من خلاله إننا لا نريد الاصطدام بأحد، ولكن لدينا ثوابت ورؤية سياسية لن نتخلى عنها، وخصوصا في مسألة السلاح، ولو اننا لا نريد الاصطدام بأي فريق داخلي في لبنان، ونسعى الى الحوار للتوصل الى مساحات مشتركة من أجل حل هذه المشاكل، بالإضافة الى الامور العالقة مع الجانب السوري وموقع لبنان من المبادرة العربية للسلام التي هي مطروحة ويجب ان تكون في تصور فريق 14 آذار". وردا على سؤال، أكد سعيد عدم مشاركته في الحكومة المزمع تشكيلها، داعيا الى "احترام ارادة اللبنانيين وان تكون الحكومة المقبلة حكومة برلمانية". وفي موضوع الثلث المعطل، جدد الموقف الرافض لهذا الثلث، معللا أنه "إذا استطاع الفريق الآخر انتزاعه فيكون قد ألغى نتائج الانتخابات النيابية"، وداعيا هذا الفريق الى "ان يحذو حذونا في احترام نتائج الانتخابات". وكشف عن تأليف الحكومة "بمعزل عن الثلث المعطل".
وعما قالته أوساط الرئيس الحريري لجهة أن باب التنازلات سيكون مفتوحا في تشكيل الحكومة، قال سعيد "ان موقع الرئيس المكلف يتطلب سياسة اليد الممدودة الى جميع الافرقاء، والسعي الى تسويات وتدوير زوايا مع الجميع، لكن هناك سقفا سياسيا لا أحد يستطيع أن يتخطاه، والرئيس الحريري حريص عليه مثلنا، وهذا السقف هو برنامج 14 آذار الذي يرتكز على اتفاق الطائف من جهة وعلى القرار 1701 من جهة أخرى، الى جانب المبادرة العربية للسلام".
وردا على سؤال، وصف سعيد حادثة ميروبا-قهمز بأنها "عملية سطو"، داعيا الجيش والقوى الامنية ووزير الدفاع الى "اتخاذ تدابير أمنية صارمة في المنطقة المذكورة والمفتوحة على البقاع". وطالب بوضع حواجز أمنية ثابتة "ولا سيما أن هذه الطريق تدعى اليوم "طريق السرقة والتهريب". وعن طرح "القوات" التشكيلة الحكومية 16-10-4 بالاضافة الى المحادثات السورية-السعودية، أجاب سعيد: "كل طرف يطرح طرحا معينا بشأن تأليف الحكومة، ولكن الثابت داخل قوى 14 آذار هو عدم إعطاء سابقة الثلث المعطل". وأسف "لبعض السلوك الذي يستمر كأنه لم تحصل انتخابات نيابية، فهناك فريق يحاول وضع المسدس على الطاولة لتحسين ظروف مفاوضاته في موضوع تشكيل الحكومة". وأعلن تأييد الامانة العامة لقوى 14 آذار لموقف نواب بيروت لجهة المطالبة ببيروت مدينة آمنة منزوعة السلاح، مؤكدا "وجوب العمل لتحقيق هذا الموقف وألا يبقى شعارا"، وداعيا إياهم الى استكمال ما قاموا به من اتصالات مع الفريق الآخر لتحقيق هذه الخطوة ليصبح كل لبنان بلدا آمنا منزوعا من السلاح".
وأكد سعيد "أن قوى 14 آذار مستمرة في البقاء أمينة على دم شهدائها وعلى المحكمة الدولية وإحقاق العدالة في لبنان". وعما إذا كان التقارب السعودي-السوري مسهلا لتأليف الحكومة، وعن رأيه في زيارة الرئيس الحريري المرتقبة لسوريا، قال "إن زيارة دولة لدولة مطلوبة، فإذا زار سعد الحريري سوريا كرئيس حكومة مؤلفة من خلال قمة لبنانية-سورية، أو زار السوريون لبنان، فهذا الموضوع مطلوب على خلفية إقامة العلاقات، وخصوصا أن هناك ملفات عالقة بين البلدين، ولكن أن يزور الحريري الشام قبل تشكيل الحكومة اللبنانية من أجل تسهيل تأليفها فهذا أمر لا يرضاه النائب الحريري، ولا أتصور أن لا أحد منا يقبله".

الرئيس سليمان اطلع من الوزير صلوخ على اجواء لقاءات شرم الشيخ ومن اللواء ريفي على الوضع الامني وعلى الخطوات للقبض على المخلين بالأمن:
ننوه بجهود القوى العسكرية والأمنية لمنع الاخلال بالأمن واعتقال مثيري التوتر
يجب عدم التهاون على الاطلاق في الشأن الامني خصوصا على ابواب موسم اصطياف واعد
رئيس الجمهورية استقبل الوزير أوغاسابيان مع وفد الرامغفار ووفدا اغترابيا
وطنية - 2/7/2009 نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ب"الجهود التي تبذلها القوى العسكرية والامنية لمنع الاخلال بالامن واعتقال المسببين به بحيث اعتقلت هذه القوى مثيري التوتر في بيروت منذ ثلاثة أيام وكذلك كشفت عصابة محاولة سلب طلاب جامعيين كانوا يقومون بأبحاث في الطبيعة في جرود جبيل أمس، واعتقال أحد افرادها وملاحقة الآخرين". وشدد على "وجوب عدم التهاون على الاطلاق في الشأن الامني على ابواب موسم إصطياف واعد وبعد إنجاز استحقاق الانتخابات النيابية وعلى أبواب تأليف حكومة جديدة".
الوزير صلوخ
وكان الرئيس سليمان اطلع من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على أجواء اللقاءات الوزارية التي انعقدت في شرم الشيخ منذ بضعة ايام.
وفد الرامغفار
واستقبل رئيس الجمهورية وزير الدولة جان اوغاسابيان مع وفد من حزب الرامغفار الذي تمنى الاسراع في تشكيل حكومة على ابواب موسم الاصطياف، داعيا الجميع الى "تسهيل مهمة الرئيس المكلف والى وضع ثقتهم برئيس الجمهورية لأنه صاحب رؤية وطنية صافية وهو للجميع وهمه راحة المواطن والامن والاستقرار".
وفد اغترابي
وعلى الصعيد الاغترابي، زار بعبدا اليوم مدير المركز الاسلامي في ساوباولو وإمامه الشيخ محمد عبد الله المغربي ومدير "المستشفى اللبناني-السوري" في البرازيل الدكتور رياض يونس، واطلع الوفد رئيس الجمهورية على أوضاع الجالية اللبنانية هناك ناقلا "انتظارها لزيارة الرئيس سليمان للبرازيل في اقرب وقت عندما تسنح الظروف".
اللواء ريفي
وظهرا، اطلع الرئيس سليمان من المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي على الوضع الامني عموما وعلى الخطوات التي نفذتها قوى الامن بالتعاون مع القوى العسكرية للقبض على المخلين بالامن في بيروت وجرود جبيل. وطلب رئيس الجمهورية "عدم التهاون مع المخلين بالامن من أي نوع كان وعلى أي مستوى خصوصا في هذه الظروف وعلى ابواب موسم الاصطياف".

زينة ميري قُتلت عن قصد برصاص "حركة أمل": نعرف القتلة ولن نرضى إلا بالإعدام 
٢ تموز ٢٠٠٩ طارق نجم
المصدر : خاص موقع 14 آذار
وسط عبارات: "هذا كله لا يفيد ونحن لن نرضى إلا بدم مقابل الدم، فنحن أكراد وعشائر، ولن نتقبل التعازي حتى نأخذ بثأرنا، وزينة لن تذهب رخيصة"، كانت جموع المعزين تتوافد على شارع كنيعو المواجه لجامع القصار في منطقة عائشة بكار، لتقديم الواجب لأهل الشهيدة زينة سامي ميري التي قضت نتيجة الرصاص الغادر لمسلحي حركة أمل الأحد الماضي. زينة وهي أم لخمسة أولاد ومن سكان حارة حريك كانت في زيارة لمنزل أختها آسيا. الجدير بالذكر أنه من خلال استطلاعنا مكان الجريمة، كان واضحاً أن الشرفة التي قضت عليها المغدورة تلقت العديد من الرصاص المباشر، مما يؤكد أن الرصاصة التي أصابت "زينة" لم تكن طائشة. الزوج منير رجب أصيب بإنهيار منذ لحظة مقتل زوجته وهو يمتنع عن الكلام حالياً وما زال تحت تأثير الصدمة. لزينة خمسة أولاد (وهم صبي واحد واربعة بنات) أكبرهم صبية في الثالثة عشرة تدعى فرح وأصغرهم فتاة في الشهر السادس من عمرها كان إسمها ياسمينا أصبح إسمها زينة بعد مقتل أمها، لأن "زينة لم تمت" كما قالت لنا فيروز الشقيقة الأخرى لزينة. أما فرح التي ورثت جمال أمها، فقد تبلغت الخبر عبر التلفزيون، وقالت لنا عبارة واحدة: "اللهم لا توفق كل من هو ضالع بقتل ماما وأتمنى أن يقتل" لم تتمالك فرح نفسها حين لفظت كلمة ماما وأصيبت بنوبة غضب وغادرت باكية. آسيا ميري، شقيقة الشهيدة وصاحبة المنزل، أخبرت موقع "14 آذار" تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم: "يوم الحادثة، كنا نجلس بشكل طبيعي على الشرفة الخارجية، مع أخي وزينة وزوجها وعدد من أفراد العائلة. كانت الأجواء إحتفالية بإمتياز، فأهل الحي فرحون بتكليف الشيخ سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة. لم تكن هناك أي أسلحة فقط المفرقعات. ركض الجميع إلى الشرفة المقابلة حالما سمعوا الصراخ قرابة السادسة بعد الظهر. تركنا أخي وزوج زينة وتوجهوا إلى الشارع كي يستعلموا عما يحدث".وتابعت آسيا: "ما إن خرجت زينة إلى الشرفة وأطلت منها حتى عاجلتها الرصاصة القاتلة في صدرها تحاملت على نفسها ودخلت إلى الغرفة. ظننت أنها قد فقدت الوعي ولم يتبادر إلى ذهني إنها قد أصيبت حتى رأيت نزف الدماء". واضافت آسيا: "صعد زوجها وحملوها بمساعدة إبن عمهم على الدرج. وجدت آسيا باب البناية مقفلا مما أضطرهم لخلعه، لتجد أنّ خط هاتف المنزل كان مقطوعاً عن قصد من قبل حركة أمل".
وروت آسيا: "أنه بعد أن خرجنا بزينة إلى الشارع لم يتوقف إطلاق النار، ورغم صراخنا ونداءتنا: اتقو الله وأوقفوا إطلاق النار" بقينا ما يقارب الربع ساعة محاصرين من غير أن نتمكن من إيصالها إلى السيارة لنقلها إلى المستشفى. كما أطلقت علي النار رغم أنني إمرأة حين خرجت إلى الشارع وأنا أرفع يديّ وأناشدهم بأعلى صوتي أن يتوقفوا. وحتى بعد أن أوقفنا سيارة مارة بالصدفة وصعدت لوحدي مع زينة في السيارة، لم يتوقف إطلاق النار العبثي بإتجاهنا لدرجة حتى أنّ إبن عمي وزوجته لم يتمكنا من الخروج من باب البناية بسبب رصاص حركة أمل".
وأردفت آسيا: "حين تم إنتخاب نبيه بري لم يوقف مسلحو أمل إطلاق النار وقذائف الأربي جي في سماء بيروت وعلى المدارس ودور الأيتام، ولم يعترضهم أحد. أما يوم الأحد، فكان سبب الإشكال هو المفرقعات التي أطلقت إحتفاء بالشيخ سعد رئيساً للحكومة. فهل هذا يجوز؟ يبدو أن هؤلاء، أي حركة أمل، يعتقدون أنهم يمتلكون البلد بمن فيه ويمارسون السلطة على الأرض وحدهم ونحن أصبحنا مجرد "يهود". هنا تذتذكر آسيا المضايقات السابقة التي تعرض لها أبناء المنطقة، وبالتحديد بعد 7 ايار 2008. فمنذ ذلك التاريخ باتت عناصر حركة أمل تمنع اي تجمع للشباب في الشارع أو أي سهرة، ويقومون مسلحو أمل بتوزيع الشتائم بمناسبة وغير مناسبة. واشارت آسيا وشقيقتها فاطمة إلى أنّ منزلاً آخر من اقرباء العائلة من آل مبارك تعرض لإطلاق النار بشكل مباشر، كما أصيب ستة أشخاص آخرين بجراح مختلفة.
أما فاطمة الشقيقة الأخرى لزينة تصفها "بأنها لم يكن لها مثيل" لتغرق الشقيقتان ببكاء عميق. وقالت فاطمة "زينة محبوبة من كل الناس حيث كانت تتصرف على الدوام بمنتهى الإنسانية. وأنظروا إلى جنازتها وكم شخص شارك بها لتعلموا مكانتها. نحن نريد قتلة زينة. نحن نعرفهم واحداً واحدً إنهم ثلاثة من حركة أمل". ورفضت الشقيقة ذكر أسمائهم وفضلت الإحتفاظ بذلك وهي تتوعد بالإنتقام والثأر. فقد أكدت عائلتها أنهم "لن يرضوا بالسجن ولو كان مؤبداً بل ما يريدونه هو الإعدام أي دم مقابل دم".شهادة أخرى على الحادثة جاءت من إبن عم زينة (الذي رفض الكشف عن إسمه لدواع أمنية) وهو الذي شارك بنقل الشهيدة لدى إصابتها، حيث أكد عدم وجود أي شخص يطلق النار على حركة أمل في الشارع. وأضاف: "نحن نقول لهم (أي لحركة أمل) أننا لسنا يهود، فليستفيقوا إن كانوا واقعين في غيبوبة". كما أكدّ على أن هناك خبير عسكري جاء وكشف على الجثة وموقع الحادث وأكد أن إطلاق النار حصل بشكل متعمد ومباشر ولم يكن رصاصاً طائشاً. وأصر على أنهم عشائر كردية تطالب دمّ مقابل دمّ.
قبيل مغادرتنا للمنزل إستيقظت الطقلة الصغير "زينة" لنأخذ لها صورة وهي تبستم ولا تعلم أنّ من ولدتها في هذه الدنيا قد غادرتها على عجل "بفضل" أحد زعران الشوارع، حيث لا تزال بقع من دم والدتها الجاف على حائط درج البناية.

الكتلة الوطنية": عرض القوّة الذي جرى في عائشة بكار إنقلاب على نتائج الانتخابات

عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده وحضور الأمين العام جوزيف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري وأصدرت بيان أكدت فيه ان "عرض القوّة الذي جرى في عائشة بكار مساء الاحد هو إنقلاب على نتائج الانتخابات النيابيّة والإبتزاز الدائم بالسلاح دون أي احترام لكرامة الأفراد وحرمة الممتلكات، وكان الاجدى بالعماد ميشال عون قبل الحديث عن تدخّل مزعوم للسفارات ان يعلّق على استعمال حلفائه للسلاح لتحقيق مآرب سياسيّة والتأثير على تشكيل الحكومة."

ولفتت الكتلة إلى أن "ما جاء في بيان الجيش اللبناني من أنّه لم يميّز بين المسلّحين هو مريح لكل اللبنانيّين والمعلومات عن اعتقال جميع المسلحين المشاركين أراح المصابين وأعطى لهم بعض الأمل في الأمن والعدالة، راجين الاّ تكون تلك العدالة مشابهة لما حصل مع قاتل الشهيد سامر حنا".

وتابع البيان: "ان الإرهاب الفكري والثقافي الذي مارسه حزب الله وأجهزته بحق الفنّان جاد المالح والمدعوم من سكوت العماد عون وتيّاره برهن أنّه أصبح لدينا اليوم محاولة لإلباس لبنان التشادور الثقافي، وان هذا الإرهاب الفكري يجعلنا نتنبّأ ماذا سيصل بمستقبل الحريّات والتنوّع والإنفتاح، فهم يدخلون ثقافة العنصرية والطائفيّة حيث ثفتشون عن الإنتماء الديني للفنان الإنسان لكي يأخذوا موقفاً منه.ان ما يحصل اليوم في لبنان هو نموذج صغير عمّا يمكن أن يحصل اذا وصل نظام ولاية الفقيه الى الحكم".

واعتبرت الكتلة ان "ما حدث من عمليّات قرصنة بريّة وسلب وترهيب في أعالي جبيل وكسروان أمر لايمكن القبول به بعد اليوم وعلى الأجهزة الأمنيّة التي كانت على علم بالسلوك الدائم للقراصنة البريّين لطريق أفقا بعلبك ان يكون لها مراكز ثابتة ودائمة تمكّنها من التحرّك بسرعة وفعاليّة. ان التراخي والإفلات الدائم من العقاب وعدم الوقوع في قبضة الأجهزة الأمنيّة أدّى الى تمادي هؤلاء اللصوص وأصبحوا ينتظرون ضحاياهم دون أي خشية. ان صيف لبنان الواعد قد يحرم من منافعه أهالي جبال لبنان اذا لم يتمّ التحرّك سريعاً لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".

إلى ذلك، توقف الحزب بإهتمام عند المواقف التي أطلقتها بعض الجهات السياسية في وسائل الاعلام حول الخصخصة والردود عليها، ورأى "ان موضوعاً بهذه الاهمية لا يمكن مقاربته بهذا الشكل العشوائي والشعبوي. فالامانة العلميّة تقضي بالاعتراف بوجود تجارب عالميّة في الخصخصة منها الناجحة جداً واخرى لم تكن كذلك. ولكن ما تجدر الاشارة إليه هو ان معظم برامج الخصخصة في اوروبا انها تكونت في ظل حكم احزاب اليسار ويسار الوسط كالحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب العمال البريطاني . وانه لا يمكن بالتالي وضع الموضوع في إطار سياسي عقائدي بحت لرفض مبدأ الخصخصة ام قبوله، بل ان المعيار في ذلك يجب ان يكون كيفية ادارة عمليّات الخصخصة وشفافيتها ومحافظتها على المنافسة وحقوق المواطنين ومشاركة هؤلاء في تلك العمليات بصورة مباشرة ام غير مباشرة سواء في ملكية القطاعات المخصّصة ام في اداراتها، لا سيما ان النظريات الحديثة لا تُقصر عمليّات الخصخصة على تحويل ملكية القطاع العام الى الخاص بل تكون احياناً في خصخصة ادارة القطاع فقط مع إحتفاظ الدولة بملكيّته، وقد شهد لبنان تجارب ناجحة في هذا المجال. وعليه، فان الحرص على مصالح الطبقات الشعبية يُلقى على عاتق القوى السياسية مسؤولية مواكبة عمليات الخصخصة وحمايتها وابعادها عن المصالح الانتخابية وسياسة المحاصصة وتقاسم المغانم، لامقاربة الموضوع من باب الرفض ام القبول بشكل مطلق وتعريض التزامات لبنان امام المجتمع الدولي للاهتزاز. ان الحفاظ على مصالح الفئات الشعبية وعلى المال العام لايتناقض إطلاقاً مع سياسة اقتصادية سليمة وادارة افضل للقطاع العام تماماً كما ان الانتماء للبنان اولاً لايتعارض ابداً مع العروبة والدفاع عن القضايا العربية المصيرية، بل على العكس تماماً فان هذا الانتماء للبنان اولاً شكل ومايزال المدخل الى الفكر القومي العربي والى تحديث مفهوم العروبة وليس انعزالاً عنها".

 

عميد "الاميركية": الطلاب الستة بخير والجامعة ستتخد اجراءات أشد صرامة مستقبلا

موقع القوات اللبنانية

اكد عميد الطلاب في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور مارون كسرواني أن "طلاب الجامعة الستة الذين تعرضوا لسطو مسلح في منطقة جبيل في 1 تموز هم بخير وسلامة.

وقال في بيان اليوم ان الطلاب الستة كانوا يقومون ببحث ميداني في جبال فاريا - ميروبا من أجل برنامج جيولوجيا 229 الدراسي حين سلبهم مسلحون سيارتهم وأمتعتهم الشخصية، وهذا البرنامج الدراسي هو من متطلبات اختصاص شهادة الجيولوجيا ويتضمن عملا ميدانيا يدرس خلاله الطلاب الأرض والصخور في منطقة معينة ويقدمون تقارير بأبحاثهم. ويدير البرنامج بروفسور يراقب بانتظام عمل الطلاب الميداني في موقعه".

وتابع كسرواني: "هذا البرنامج يعطى منذ أكثر من عقد وقام منسقو البرنامج بتنظيمه من دون مواجهة أية مشاكل حتى الآن". وأردف: "المنطقة تعتبر آمنة لوجود قواعد للجيش اللبناني ومنتجعات سياحية فيها. إننا نأسف جدا لأن طلابنا كانوا ضحية هذا العمل الاجرامي ونحن مغتبطون لسلامتهم في أية حال، فإن الجامعة ستتابع هذا الخرق الأمني مع السلطات وستتخد اجراءات أشد صرامة في المستقبل، طلابنا هم فلذات أكبادنا وسلامتهم هي أولويتنا المطلقة".

 

مصدر ديبلوماسي: السلاح الذي يظهر في الزواريب «ميليشيوي» بامتياز

على الحكومة الجديدة معالجة «الدويلات داخل الدولة» تطبيقا للقرارات الدولية

موقع القوات اللبنانية

لمن يعود السلاح الذي استخدم في الشارع في عائشة بكار؟ ولماذا الآن مع تطبيق بنود اتفاق الدوحة كافة من اجراء الانتخابات الى إعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي لولاية خامسة، ولتكليف صاحب اكبر كتلة نيابية سعد الحريري برئاسة الحكومة، يعود ما حصل ليذكّرنا ببعض احداث العام 1975 التي ادت الى اندلاع الحرب، الى حرب «الميلشيات» في لبنان؟ وما الهدف من توتير الوضع الامني بعد كل محاولات التهدئة والهدوء التي اظهرها اقطاب المعارضة والموالاة بعد الانتخابات النيابية الاخيرة من اجل تأمين التوافق على المستويات كافة؟ مصدر ديبلوماسي يجد في الامر خطورة اكبر من توتير الوضع الامني الداخلي يقول لـ"الديار" المسألة التي تطرح اليوم في ظلّ اجواء التهدئة هي مسألة السلاح. فلمن هو هذا السلاح الذي يستخدم عند كلّ اشكال فردي بين شخصين ينتميان الى حزبين او تيارين مختلفين؟

وبأي حقّ يملك الجميع هذا السلاح، وقد رأينا اخيرا انه ليس فقط، كما كانت تقول الاحزاب والتيارات بعد حوادث مماثلة سابقة انه في منزل كلّ لبنان سلاح يدافع به عن نفسه، فإذا كان اللبناني يملك بندقية او مسدسا للدفاع عن نفسه فهو لا يملك بالضرورة قذائف هاون وغير ذلك من الاسلحة التي يصحّ اطلاق عليها تسمية سلاح الشوارع والعصابات او بالاصحّ "سلاح الميلشيات". ويضيف "من هنا يتبيّن اليوم وحتى الآن أن حركات واحزابا اصبحت ميلشيات لا سيما وان الذين قاموا بهذا الإشكال الذي ادى الى مصرع امرأة ووقوع جرحى من الضحايا الابرياء ويتبعون لهذه التنظيمات السياسية وقد قاموا بحرب شوارع، ولو لم توقفهم قيادة الجيش وتطارد بعضم الآخر لتفجّر الوضع الأمني اكثر فأكثر بحيث لم يعد بالإمكان ضبطه.

ويتابع "نصت القرارات الدولية ولا سيما منها القرارين 1559 و1701 على نزع سلاح الميلشيات اللبنانية وغير اللبنانية بحيث لا يبقى سوى السلاح الشرعي بيد السلطة اللبنانية. فإذا اردنا معرفة ما تقصده مثل هذه القرارات بعبارة "ميليشيات" فهي تعني طبعا اي "مجموعة تملك سلاحا غير شرعي تستخدمه على ارض تتمتع بالسيادة والشرعية، أكانت هذه المجموعة تنتمي الى هذا البلد ام غريبة عنه، وان هذا الامر يبيّن بكلّ بساطة وجود "دويلة" داخل "الدولة" لها نظامها الخاص وسلاحها واجهزتها.  وبالتالي اليس من المطالب به اليوم نزع السلاح من ايدي هؤلاء ليس فقط السلاح الظاهر بل ايضا ذلك المخبأ في المستودعات تطبيقاً للقرارات الدولية وحفاظا على السلم الاهلي؟ اما اذا كان هذا السلاح يستخدم لحماية النفس، فمن يحمي نفسه ممّن في بلد واحد مبني على التعايش المشترك؟ اما في ما يتعلق بالتيارات والاحزاب الاخرى التي لم تتدخّل بالامس في "حرب الشوارع" لكن احداثا اخرى سابقة اظهرت امتلاكها للسلاح، فمن يضمن للمواطن اللبناني انه لن يذهب يوما ما ضحية استخدام احد هذه الاحزاب لسلاحه متى شاء واينما شاء، او حتى داخل المنطقة التي يسيطر عليها سياسيا ويمنع سواه من الدخول اليها؟ او ليس المطلوب اذا اليوم وفوراً من كل حزب او تيار او فصيل، الافصاح عما يملك من سلاح وتقديمه للجيش اللبناني الشرعي المعني اولا واخيراً بحماية لبنان والدفاع عن امنه في الداخل والخارج؟!  ويستنتج المصدر انه اذا كان الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري قد سحب موضوع سلاح "حزب الله" من على طاولة الحوار فور فوزه بالانتخابات النيابية الاخيرة، مع العلم ان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قد اعلن سابقا ان "الحزب مسلّح وهو في طور التسلح اكثر فأكثر"، ويتبيّن اليوم ان جميع الاحزاب مسلحة وهذا السلاح يشكل خطراً على امن المواطنين بالدرجة الاولى.  ويختم "كذلك فان سلاح الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات وخارجها لا يمكن ان يبقى ايضا يستخدم متى شاء هذا الفصيل او ذاك، في الداخل اوالخارج وليذهب من يذهب من الضحايا الابرياء... من هنا تبدو الحاجة ملّحة اكثر من اي وقت مضى الى كشف موضوع السلاح كل السلاح غير الشرعي الموجود في البلد، والعمل على نزعه على ما تنص عليه القرارات الدولية، هذا اذا ما ارادت الحكومة الجديدة فعلاً بلدا امناً ومستقراً وبعيداً عن كل التعديات التي تهدّد استقراره من الداخل اولاً قبل الخارج

أكد أن "طهران يجب أن تحترم شعبها"
فيلتمان يتحدث لـ"العربية": إيران تتحدى العالم وخلافات مع دمشق

فيلتمان يدلي بحديث خاص إلى ريما مكتبي 
دبي - (العربية) ريما مكتبي
أكد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان أن إيران تمثل تحدياً للعالم، وأشار إلى أن الخلافات بين واشنطن ودمشق لاتزال عميقة، وذلك في مقابلة خاصة مع قناة العربية، ستبث اليوم الخميس2-7-2009 في تمام الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش (23:30 بتوقيت السعودية). وفي الشأن الإيراني، قال فيلتمان إن المظاهرات في إيران شأنٌ داخلي، ولكن على طهران أن تحترم شعبها حتى تحظى باحترام العالم. وفي الملف السوري، أوضح فيلتمان أن الخلافات بين واشنطن ودمشق مازالت عميقة، مفصلاً نقاط الاتفاق والاختلاف، وتحدث عن المواصفات التي يريدها الرئيسُ الأمريكي باراك أوباما في السفير المزمع إرساله إلى دمشق، ودور سوريا في عملية السلام. وفي ما يخُصّ لبنان، علّق السفير فيلتمان على الانتخابات النيابية الأخيرة التي أفضت إلى تكليف النائب سعد الحريري بتأليف الحكومة، كما تطرّق إلى دور حزب الله وأدائه وسلاحه، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلديْن. وتناول فيلتمان في حديثه العديد من الملفات المهمة مثل الانسحاب العسكري الأمريكي من المدن العراقية الكبرى، والعلاقات الثنائية مع اسرائيل، هذا ومن المقرر إعادة بث المقابلة غداً الجمعة في في تمام الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش (10:30 بتوقيت السعودية).

شمعون: على جميع الأطراف تقديم تنازلات في توزيع المقاعد الوزارية
٢ تموز ٢٠٠٩ /المصدر : اخبار المستقبل
شدد النائب دوري شمعون على أن من المفروض على اللبنانيين أن يدركوا ماذا سيفعلون وكفى تضييعاً للوقت. وفي حديث إلى "اخبار المستقبل" رأى شمعون أن "ما يحصل بين دمشق والرياض غير مرتبط بالقرارات الأمنية الجديدة، ويجب أن يكون هناك تنازلات لجميع الأطراف بشأن توزيع المقاعد الوزارية". وأضاف شمعون أن "البطريرك صفير عنده قلق شديد، وخصوصاً مما يراه من عدم ضبط الأمن ونظراً للأحداث الأمنية التي نشهدها". وقال: "إذا اراد رئيس الجمهورية أن يلعب دور الحكم، فهذا أفضل ولكن البعض يزعجهم أن يلعب الرئيس هذا الدور".

فرنجية: التسوية مطلوبة ولكن يجب ان تؤخذ نتائج الانتخابات في الاعتبار 
 ٢ تموز ٢٠٠٩  المصدر : صوت لبنان
استبعد النائب السابق سمير فرنجية ان يتم تشكيل الحكومة بسرعة، مشيرا الى ان الامر يتطلب اقرار المعارضة بهزيمتها الانتخابية. وأكد "ان هناك تسوية مطلوبة، ولكن يجب ان يؤخذ في الاعتبار نتائج الانتخابات"، مذكرا بان "هناك هزيمة في طروحات المعارضة، وهذا ما اثبتته الانتخابات". وفي حديث الى "صوت لبنان"، رأى فرنجية ان "التسوية يجب ان تكون بالاتفاق على كيفية حل مسألة السلاح، لا على تثبيت هذا الامر الواقع"، مشددا على ان "الضمانات التي تطالب بها المعارضة يجب الا تأتي من خارج الدستور، اذ لا يمكننا ان نخلق تطمينات غير دستورية". وأكدا أخيراً الى انه "لا احد يقبل برجوع السوري الى ترتيب البيت اللبناني"، مشيرا الى ان "هناك فرقاً بين ترتيب العلاقة بين لبنان وسوريا وبين دخول السوري على خط ترتيب البيت

سعيد بعد لقائه جعجع: الحريري قادر على حكم البلاد وعلى إدارة شؤونها
٢ تموز ٢٠٠٩ موقع 14 آذار
 بعد لقائه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب اعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار د. فارس سعيد "ان زيارة دولة الى دولة مطلوبة فإذا الرئيس المكلّف سعد الحريري زار دمشق من خلال قمة لبنانية-سورية او السوريون زاروا لبنان فهذا الموضوع مطلوب على خلفية اقامة العلاقات ولاسيما ان هناك ملفات عالقة بين البلدين ولكن ان يزور الحريري الشام قبل تشكيل الحكومة من اجل تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية هذا امر لا يرضاه النائب سعد الحريري ولا أتصور ان أحداً منا أيضاً يقبله".
ووضع سعيد زيارته الى معراب في اطار التنسيق واستشراف المراحل القادمة خاصةً "واننا على ابواب تشكيل حكومة جديدة سيرأسها النائب سعد الحريري الذي اتى تكليفه نتيجة انتصار وطني حققه فريق 14 آذار وجاء على اثر عمل دؤوب قام به هذا الاخير طيلة الاربع سنوات الماضية"، مؤكداً على دعم تكليف النائب سعد الحريري ليقوم بخطوات ضرورية وسريعة من اجل تشكيل الحكومة اللبنانية".
ورأى سعيد "ان على فريق 14 آذار ان يبرز امام اللبنانيين والعالم العربي وكل المجتمع الدولي قدرته على حكم البلاد وادارة شؤونه ولاسيما ان هناك امورا كثيرة عالقة على المستوى الداخلي منها السلاح والحوار مع الاطراف التي تستمر في استخدام السلاح والعنف لتحسين ظروف مفاوضاتها في الداخل فضلاً عن الالتزامات اللبنانية مع المجتمع الدولي وفي مقدمها القرار 1701 وكل القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية ناهيك عن الملفات العالقة بين لبنان وسوريا ومنها ترسيم الحدود بدءاً من مزارع شبعا وموضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي هو بإمرة سوريا وموضوع المعتقلين في السجون السورية واعادة النظر بالمعاهدات التي كانت قائمة خلال مرحلة وضع يد سوريا على لبنان".
وقال "ان فريق 14 آذار يتمثل اليوم بالنائب سعد الحريري كرئيس مكلّف وعلى هذا الفريق ان يطرح برنامج حكم وان يقول للبنانيين بأنه قادر على ادارة شؤون البلاد ومعالجة كل المشاكل العالقة".
اضاف "الانتصار والتكليف اصبحا وراءنا اذ نحن في موقع نقول للبنانيين من خلاله اننا لا نريد الاصطدام مع احد ولكن لدينا ثوابت ورؤية سياسية لن نتخلَ عنها وخصوصاً بمسألة السلاح ولو اننا لا نريد الاصطدام مع اي فريق داخلي في لبنان ونسعى الى الحوار للتوصل الى مساحات مشتركة من اجل حلّ هذه المشاكل بالإضافة الى الامور العالقة ايضاً مع الجانب السوري وموقع لبنان من المبادرة العربية للسلام التي هي مطروحة يجب ان تكون في تصور فريق 14 آذار".
ورداً على سؤال ، أكد سعيد على عدم مشاركته في الحكومة المزمع تشكيلها، داعياً الى ضرورة احترام ارادة اللبنانيين وان تكون الحكومة المقبلة حكومة برلمانية.
وعن الثلث المعطل، جدد سعيد الموقف الرافض لهذا الثلث، معللاً انه في حال استطاع الفريق الآخر انتزاعه يكون قد الغى نتائج الانتخابات النيابية، داعياً هذا الفريق الى "ان يحذوا حذونا في احترام نتائج الانتخابات ، كاشفاً "عن تأليف الحكومة اللبنانية بمعزل عن الثلث المعطل".
وعما قالته اوساط الرئيس الحريري لجهة ان باب التنازلات سيكون مفتوحاً في تشكيل الحكومة، قال سعيد "ان موقع الرئيس المكلّف سعد الحريري يتطلب سياسة اليد الممدودة الى جميع الافرقاء والسعي الى تسويات وتدوير زوايا مع الجميع ولكن هناك سقف سياسي لا أحد يستطيع ان يتخطاه والرئيس الحريري حريص عليه مثلنا، وهذا السقف هو برنامج 14 آذار الذي يرتكز على اتفاق الطائف من جهة وعلى القرار 1701 من جهة أخرى الى جانب المبادرة العربية للسلام".
ورداً على سؤال، وصف سعيد حادثة "ميروبا-قهمز" بعملية سطو، داعياً "الجيش اللبناني والقوى الامنية ووزير الدفاع الى اتخاذ تدابير امنية صارمة في المنطقة المذكورة والتي هي "مفتوحة" على البقاع، مطالباً بوضع حواجز امنية ثابتة ولاسيما ان هذا الطريق يُدعى اليوم "طريق السرقة والتهريب".
وعن طرح القوات اللبنانية للتشكيلة الحكومية 16-10-4 بالاضافة الى المباحثات السورية-السعودية، اجاب سعيد "كل طرف يطرح طرحاً معيناً "بشأن تأليف الحكومة ولكن ما هو ثابت داخل قوى 14 آذار "عدم اعطاء "سابقة الثلث المعطل".
واذ اسف سعيد لبعض السلوك الذي يستمر وكأنه لم تحصل انتخابات نيابية "فهناك فريق يحاول "وضع الفرد" على الطاولة لتحسين ظروف مفاوضاته بموضوع تشكيل الحكومة.
وأعلن تأييد الامانة العامة لقوى 14 آذار لموقف نواب بيروت لجهة المطالبة ببيروت مدينة آمنة منزوعة من السلاح، مؤكداً على وجوب العمل لتحقيق هذا الموقف وألا يبقى شعاراً، داعياً اياهم الى استكمال ما قاموا به من اتصالات مع الفريق الآخر لتحقيق هذه الخطوة تمهيداً ليصبح كل لبنان بلداً آمناً منزوعاً من السلاح ".

وأكد سعيد "ان قوى 14 آذار مستمرة بالبقاء امينة على دم شهدائها وعلى المحكمة الدولية واحقاق العدالة في لبنان".
وعمّا اذا كان التقارب السعودي-السوري مسهّلاً لتأليف الحكومة ورأيه بزيارة الرئيس الحريري المرتقبة الى سوريا، اعتبر سعيد "ان زيارة دولة الى دولة مطلوبة فإذا زار سعد الحريري سوريا كرئيس حكومة مؤلفة من خلال قمة لبنانية-سورية او السوريون زاروا لبنان فهذا الموضوع مطلوب على خلفية اقامة العلاقات ولاسيما ان هناك ملفات عالقة بين البلدين ولكن ان يزور الحريري الشام قبل تشكيل الحكومة اللبنانية من اجل تسهيل تأليفها هذا امر لا يرضاه النائب سعد الحريري ولا أتصور ان أحداً منا أيضاً يقبله". 

فرنسا: الأسد تحدث بإيجابية عن الحريري والثلث المعطل صيغة غير مثالية
نهارنت/عّبرت فرنسا عن ارتياحها الى نتائج الزيارة التي قام بها الى دمشق الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت، الثلاثاء، ورأت انها كانت ايجابية. وكشفت مصادر فرنسية رسمية أن الرئيس السوري بشار الأسد تحدث ب"إيجابية" عن الرئيس اللبناني ميشال سليمان وعن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، معبرا عن استعداده لاستقبال الحريري. واذ اشارت المصادر الى أن موضوع القمة التي تردد انها ستضم الأسد وسليمان والملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك لم يبحث نهائيا، اضافت ان فرنسا تشجع مشاركة الحريري في أي قمة تنعقد لاحقا. واعتبرت المصادر ان قمة من هذا النوع لا تزال مبكرة، وإن يكن توقعت ان تنعكس مرحلة الإنفراج السعودي السوري إيجابيا على لبنان. ولفتت المصادر الفرنسية الى ان الاسد "تقبل بإيجابية" النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية اللبنانية، مع التأكيد أن سورية "تلتزم موقفا بنّاء" في لبنان كما أنها تبدي الكثير من الإيجابية في ما خص المسائل الثنائية والمواضيع الإقليمية. ووصفت المصادر الفرنسية صيغة الثلث المعطل بأنها "ليست الصيغة المثالية" وأنها "جاءت في ظروف معينة تميزت بتعطل المؤسسات"، وهو ما تغير في الوقت الحاضر ولم يعد مناسبا الإصرار عليه في الحكومة المقبلة. وشددت على ضرورة قيام حكومة "قادرة على العمل" داعية الى توظيف الاتصالات للاتفاق على كيفية إدارة الملفات الخلافية ما من شأنه تفادي الخضات اللاحقة. ونفت المصادر الفرنسية وجود أي إصرار سوري على تضمين الثلث المعطل أي حكومة لبنانية. وقال إن الرئيس الأسد حريص على تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية، وتستكمل فرنسا المحادثات التي اجراها غيان في دمشق، بزيارة سيقوم بها وزير الخارجية برنار كوشنير إلى العاصمة السورية والتي ستسبقها زيارة إلى بيروت. وذكرت صحيفة "المستقبل" ان التحرك الفرنسي في اتجاه لبنان من خلال زيارة كوشنير، لن يقتصرعلى استطلاع الوضع الحكومي والتحضيرات والاتصالات لتأليف الحكومة فحسب، انما ستبدي باريس ايضاً رغبة في عرض أي مساعدة في الموضوع اذا لزم الأمر، وهي ترى انه حتى الآن، ليس من مهمتها التدخل في التأليف لأنه شأن داخلي، وتريد ان ينطبق على التوجه السوري حيال لبنان، وهو المطلب الذي جرى نقله من الرئاسة الفرنسية الى الرئاسة السورية عبر زيارة الموفدين الرئاسيين الفرنسيين الى دمشق أخيراً.

جعجع: من يدعو الى ضرورة التحاور مع سوريا يضرب بتضحيات الشهداء
نهارنت/انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بعض من يُنادي بضرورة ارضاء بعض حلفاء دمشق او غيرهم وزيارة الشام بعد كل التضحيات التي بُذلت عبر التاريخ وحديثاً وبعد نجاة الكثيرين من الاغتيال بأعجوبة، وسأل "أين اصبحت التضحيات التي بُذلت من اجل لبنان، كي يأتي من يدعو الى ضرورة التحاور مع سوريا في استحقاق لبناني داخلي ضاربين "بعرض الحائط" كل تضحيات شهدائنا؟ هذا الى جانب اننا سنُفقد المواطن اللبناني امله بوطن مستقل على المدى القريب". ورأى جعجع امام وفود شعبية من منطقة الكورة "ان بعضهم يتصرف وكأنه لم تحصل انتخابات في لبنان الى جانب تصاريحهم التي تدل على عدم إجراء هذا الاستحقاق، وكأن "14 آذار" لم تفز في هذه الانتخابات ايضاً"، مؤكداً "ان الانتخابات التي حصلت في لبنان هي افضل انتخابات جرت منذ 50 عاماً الى الآن". وشدد جعجع على ان قوى "14 آذار" غير مستعدة ل "التفريط" بنتائج هذه الانتخابات"، داعياً الفريق الآخر الى مشاركة "14 آذار" بما يملك من "أمور غير شرعية" حتى تُشاركه هذه الاخيرة بما أخذته شرعياً". واضاف: "في حال لم تعجبهم او تناسبهم طروحاتنا فليتصرفوا بشكل ديمقراطي وحضاري وليُعارضوا ولكن ليس كما عارضوا في عائشة بكّار بل كما يُعارض الناس أي في مجلس النواب والمنتديات السياسية والمؤسسات الدستورية". 

حزب الله: اسرائيل مشتبه به رئيسي في الجرائم وكان حريا ببان كي مون ان يندد بتصرفاتها
نهارنت/ردّ "حزب الله" على تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن تطبيق القرار الدولي 1701. واخد عليه عدم أخذه بخطورة شبكات التجسس الاسرائيلية التي اكتشفت في لبنان، وخلو الفقرة المتعلقة بالشكوى التي تقدم بها لبنان إلى الأمم المتحدة حول شبكات التجسس، ما يعكس خطورة هذا الانتهاك الإسرائيلي الذي يعد تهديدا للأمن والاستقرار على الساحة اللبنانية واعتداء متواصلا على سيادة وطننا". واعتبر "حزب الله" ان ما كشفته التحقيقات اللبنانية وما توافر من معطيات في هذا الملف يشكل مادة كافية يمكن البناء عليها لإدانة إسرائيل وتوجيه الاتهام الواضح إليها بالاعتداء على سيادة لبنان وأمنه واستقراره وانتهاك القرار الدولي 1701"، مضيفا ان "اسرائيل مشتبه به رئيسي في الكثير من الجرائم التي وقعت ضد أمن لبنان الداخلي والتي شكلت سببا لحصول اضطرابات وفوضى هددت الاستقرار السياسي برمته". وندد "حزب الله" بما وصفه "الانحياز السافر الذي تتصف به مواقف وقراءات الأمين العام ومجلس الأمن الدولي إلى جانب العدو الإسرائيلي، لتأمين التغطية والتبرير للجرائم الصهيونية المتنقلة بدل أن يقفوا إلى جانب الشعوب المظلومة والمعتدى عليها".  واضاف "حزب الله" انه كان حريا بالأمين العام أن يندد بالتصرفات الإسرائيلية ويدينها، وأن يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن كل النتائج التي تترتب عليها. واذ لفت البيان الى "تقاطع مواقف الأمين العام للأمم المتحدة مع المواقف الأميركية الظالمة والمنحازة"، واعتبار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري ان سلاح المقاومة تهديد للبنان، اكد على "ثبات المقاومة في مواجهة مشروع الهيمنة والوصاية والاحتلال". 

الحكومة: بحث في ارضية مشتركة قبل الخوض في التفاصيل
نهارنت/قد تكون الصورة الافضل لتلخيص الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة ما اشارت اليه أوساط الرئيس المكلف سعد الحريري الى أن الأمور "تجري في سياقها الطبيعي" وأنه لا يمكن التحدث بعد عن "عقبات وتعطيل". وأوضحت جهات سياسية مواكبة لعملية تأليف الحكومة لصحيفة "النهار" انه لم يتم التوصل بعد الى ارضية مشتركة من شأنها ان ترسي صيغة مقبولة مبدئياً لبدء الخوض في التفاصيل، من حيث توزيع الحقائب. وأكد مصدر وزاري ل "اللواء" أن البحث لم يلج بعد في موضوع الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة، معتبراً أن الأمور ما تزال بانتظار تطورات اللقاءات التي تعقد بين المسؤولين السعوديين والسوريين· وأمل قطب في المعارضة للصحيفة ان "تولد الحكومة خلال الاسبوعين المقبلين". ولم تستبعد اوساط سياسية مطلعة تأليف الحكومة قبل مشاركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مؤتمر دول عدم الانحياز المقرر عقده يومي 15 و16 تموز الجاري في شرم الشيخ.
ورست المعلومات المتداولة بشأن الصيغ الحكومية على ان صيغة 15 – 10 – 5 هي في مقدم الصيغ المطروحة، اذ تعطي الغالبية اكثرية لا استئثار فيها والمعارضة ثلثاً لا تعطيل فيه ورئيس الجمهورية وزيرين بمثابة "وديعتين" لكل من الغالبية والمعارضة، اضافة الى وزرائه الثلاثة. وبذلك يكون رئيس الجمهورية الضامن للفريقين وتأتي القرارات الاساسية بالتشاور والتوافق. واشارت "النهار" الى ان المعارضة تريد الحصول على حقيبة سيادية ولا تمانع حركة "امل" و"حزب الله" في بقاء وزارة الخارجية معهما باعتبار ان الجميع مقتنعون بأن وزارتي الداخلية والدفاع يفترض ان تبقيا مع رئيس الجمهورية من اجل احتفاظه بالملف الامني، فيما تذهب حقيبة المال الى الاكثرية. وكان الحريري توجه الاربعاء الى السعودية في زيارة خاصة، وتوقعت صحيفة "السفير" أن يتوجه وفد سعودي الى دمشق قبل نهاية الأسبوع، ناقلا أجوبة المملكة والتي تحمل في طياتها أيضا، أجوبة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة حول نقاط سياسية تتعلق بمستقبل العلاقات اللبنانية السورية وعلاقة رئيس الحكومة الجديد بدمشق. وأكدت جهات لبنانية مواكبة للاتصالات ل "الحياة" أن عقد قمة ثلاثية سعودية – سورية – لبنانية، يتخللها لقاء بين الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة العتيدة الحريري، هي من الأفكار المطروحة، لكن شيئاً لم يتقرر على هذا الصعيد حتى الآن. وكان وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجه أجرى اتصالا هاتفيا برئيس مجلس النواب نبيه بري لدى زيارته الاخيرة لبيروت، شرح في خلاله خوجه حصيلة الاتصالات السعودية – السورية وهنّأ بري باعادة انتخابه رئيساً لمجلس النواب. 

مجلس الامن الفرعي في الجنوب: للتشدد في حق المخالفين ايا كان انتماؤهم
نهارنت/بحث مجلس الامن الفرعي في الجنوب الذي انعقد برئاسة محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، في تداعيات الوضع الامني في صيدا، وقرر ابقاء قوى الجيش والامن الداخلي المتواجدة في المدينة على جهوزيتها التامة، مع الاخذ في الاعتبار المستجدات التي قد تحصل لفرض الامن والاستقرار في مناطق المحافظة كافة. وطالب البلديات بتنفيذ قرار وزير الداخلية والبلديات ب "ازالة الصور والاعلانات واليافطات، استنادا لنص قانون المحافظة على النظافة العامة خصوصا المادة 35 منه التي الزمت البلديات بتنفيذه فورا". وتمنى المجلس على النيابة العامة الاستئنافية التشدد في حق المخالفين والمتورطين في اية حادثة ايا كان وضعهم وانتماؤهم الاجتماعي او الحزبي، وتكليف اجهزة الاستقصاء والتحري تكثيف عملها لتدارك اي عمل يخل بالامن". وكان "مجمع الحريري التربوي الانمائي" في صيدا تعرض مساء الأربعاء لإطلاق النار من قبل بعض الأشخاص، وذلك على خلفية اشكال فردي بدأ في منطقة تعمير عين الحلوة بين أحد هؤلاء الأشخاص وبين شخص يعمل في المجمع. وأدى اطلاق النارالى تضرر سيارتين كانتا متوقفتين في المكان تعودان لموظفين يعملان في المجمع. كما بدت آثار الرصاص واضحة على أحد الجدران عند مدخل المكان. وعلى الفور حضرت قوة مؤللة من الجيش اللبناني وضربت طوقا أمنيا حول المكان، كما حضر عناصر من قوى الأمن الداخلي وبوشرت التحقيقات في الحادث.

الجيش يوقف 21 شخصا في اشتباكات عائشة بكار
نهارنت/اعلن الجيش اللبناني الخميس انه اوقف 21 شخصا كانوا شاركوا في المواجهة المسلحة التي جرت مساء الاحد الماضي في منطقة عائشة بكار واسفرت عن مقتل امرأة. واوضح ان التحقيق بوشر معهم ليصار الى تسليمهم الى القضاء المختص· وأبدى الرئيس بري ل "النهار" استعداده الكامل "للسير في تحقيقات شفافة" في هذه الاحداث، مشددا على ضرورة ان "تصل الى نهايتها وهذا ما قلته لقائد الجيش العماد جان قهوجي". وقال بري "انا لا اقبل ان تذهب دماء الشهيدة المظلومة زينة الميري هدراً واعتبرها مثل ابنتي".وأكد نواب بيروت في تحركهم في اتجاه المسؤولين كافة، والأمانة العامة لقوى 14 آذار، ضرورة جعل العاصمة آمنة، وطالب بعضهم بأن تكون منزوعة السلاح وكذلك قوى سياسية كثيرة أخرى، دعت المسؤولين عن التنظيمات المتصارعة الى ضبط عناصرها. وأبلغ النائب نهاد المشنوق "اللواء"، انه لمس تجاوباً سياسياً من كل الاطراف، ولا سيما من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ووزيري الدفاع والداخلية، مشيرا الى ان الجيش مُصر على توفير الامن لكل الناس· واوردت "اللواء نقلا عن زوّار الحريري انه يولي موضوع البيان الوزاري لحكومته أهمية قصوى تعادل أهمية تشكيل الحكومة وتوزيع الوزراء، أي الحصص والحقائب فيها، باعتبار انه يشكل خطة العمل، ولذلك فانه سيسير البحث في وضع البيان بالتوازي مع مساعي تشكيل الحكومة وليس بعد اعلانها كما درجت العادة· وسيركز الحريري على تضمين البيان الوزاري مسألة اعلان بيروت مدينة آمنة منزوعة ا لسلاح، اي منع بقاء اي مراكز مسلحة فيها، واخراج السلاح من احيائها وشوارعها، والتعامل بشدة مع كل من يظهر بالسلاح او يستخدمه تحت اي ذريعة، انطلاقاً من اعتبار ما حصل في عائشة بكار ومحيطها مساء الاحد الماضي هو استباحة للعاصمة واحتلالها ولا مجال للسماح بتكرار هذه المسألة او التهاون مع المرتكبين مرة اخرى· وكانت مواجهة مسلحة اندلعت في عائشة بكار بين انصار حركة "امل"، وانصار تيار "المستقبل" اسفرت عن مقتل زينة الميري في الثلاثين من عمرها وهي ام لخمسة اطفال اضافة الى جريحين. وتوقفت المواجهة بعد نحو ساعة اثر تدخل الجيش الذي حذر في بيان المسلحين بانه سيطلق النار عليهم مؤكدا ان "لا مظلة سياسية فوق احد".

تركيا تأمل الاسراع في تشكيل الحكومة وبناء الثقة المتبادلة
نهارنت/رحبت تركيا على لسان المتحدث باسم الخارجية التركية بوراك أوزجرجن بما أعلنه الرئيس المكلف سعد الحريري عن رغبته في تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد في الفترة المقبلة· وأمل في أن تسفر الجهود المبذولة حاليا عن النتائج المرجوة من أجل استقرار لبنان، وأن يتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وأن يأتي تشكيلها معبرا عن مختلف قطاعات الشعب اللبناني· وأضاف المتحدث أن تركيا تتوقع من مختلف الأطراف في لبنان التصرف في إطار من الثقة المتبادلة أثناء المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة· 

القومي يحمل على سامي الجميل والمدافعين عن الفنان جاد المالح
النهار/رأى الحزب السوري القومي الاجتماعي ان "المناخات الايجابية التي اعقبت الانتخابات ورافقت مشاورات التكليف وترافق مسار التأليف الحكومي هي جيدة ومشجعة، لكنها ليست كافية لخلق بيئة سياسية تضمن خروج لبنان من ازماته المتعددة، واذا كان منسوب الاتصالات السورية – السعودية يشيع اجواء تفاؤلية، فان منسوب التصعيد الاسرائيلي يشي باخطار شتى. ويلفت الحزب الى ان تزامن التهديدات مع زيارة قائد القوات المركزية في الجيش الاميركي ديفيد بترايوس الى لبنان يؤشر الى حلقة جديدة من حلقات التدخل الخارجي والتخريب التي قد تهدد كل الصيغ المطروحة للحل وتعيد الأزمة الى مربعها الاول، وهذا ما يستدعي اسراع المعنيين في التقاط الفرص الايجابية وتشكيل حكومة وفاق وطني تعكس تمثيلا حقيقيا لمختلف القوى السياسية، بعيدا من منطق الابتزاز المصحوب بخطاب توتيري فظ تلجأ اليه بعض القوى السياسية في فريق الاكثرية".واعتبر في بيان اصدره مدير الدائرة الاعلامية في الحزب معن حمية ان "اعلان النائب سامي الجميل رفضه باسم كتلة نواب الكتائب تشريع سلاح المقاومة وتأكيده ان السلام مع اسرائيل يؤمن السيادة اللبنانية، هو موقف خطير، يسمم المناخات الايجابية ويتعارض مع ثوابت لبنان وخيارته الوطنية، وهو نسخة كتائبية منقحة لموقف نتنياهو الاخير، ويشكل جرما يعاقب عليه القانون. كذلك اعتبر ان "تجمهر ثلاثة وزراء في حكومة تصريف الاعمال وراء لجنة مهرجانات بيت الدين، للرد على فضيحة مشاركة الفنان الصهيوني جاد المالح في مهرجانات بيت الدين، ليس له مبرر، الا اذا كان الوزراء المذكورون ينتمون الى ثقافة الحياد اللبناني والتطبيع مع العدو التي يروج لها سامي الجميل. واذ لاحظنا ان في ما عبرت عنه رئيسة لجنة المهرجانات ما يمكن اعتباره عذراً لها على خلفية عدم اطلاع اللجنة على بيانات الفنان وميوله، فان الصلافة تجسدت في موقف وزير السياحة الكتائبي ايلي ماروني الذي تساءل: هل كل شخص يزور اسرائيل يمنع من زيارة لبنان؟ لكأن هذا الوزير غير معني بقوانين المقاطعة العربية لاسرائيل التي للبنان فيها الدور الابرز. اننا من منطلق الحرص على عدم فقدان الاتجاه مجددا، نؤكد ان كل موقف على شاكلة المواقف الآنفة الذكر، يعتبر مساً حقيقياً بالسيادة والكرامة اللبنانية، وهو شك على بياض للعدو الاسرائيلي لمواصلة نهجه العدواني الاستيطاني، ولمضاعفة الضغوط على لبنان من اجل توطين الفلسطينيين فيه واجباره على التخلي عن التزامه، حق عودة اللاجئين الى ديارهم".

إطلاق نار إثر خلاف في صيدا بين "التنظيم" و"تيار المستقبل"
صيدا – "النهار": توتر عصر امس الوضع الامني في محلة تعمير عين الحلوة في صيدا اثر اشكال تطور الى اطلاق نار بين عناصر من "التنظيم الشعبي الناصري" و"تيار المستقبل". وافيد ان الاشكال وقع بين محمد الديراني وحسن الدهني من انصار "التنظيم"، وهيثم حنقير وشقيقه من انصار "المستقبل"، وامتد اطلاق النار الى مجمع البهاء المهني قرب الجامعة اللبنانية على طريق الحسبة، التابع لمؤسسة الحريري. واثر ذلك، اقدمت عناصر على اطلاق النار من اسلحة رشاشة في اتجاه مركز معروف سعد الثقافي بالقرب من ساحة الشهداء. وتدخلت قوة عسكرية وامنية من الجيش وقوى الأمن الداخلي واقامت الحواجز وعملت على ضبط الوضع وتوقيف عدد من المشاركين في اطلاق النار. وأفاد مكتب وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري انها اجرت اتصالات بعدد من المسؤولين الرسميين والعسكريين والامنيين مطالبة بتوقيف مطلقي النار وكل من شارك في الاعتداء واطلاق النار على مجمع الحريري التربوي الانمائي التابع لمؤسسة الحريري على طريق المهنية في صيدا. وأعربت الحريري عن ثقتها بالجيش وقوى الامن الداخلي "وقدرتهما على الامساك بزمام الأمور ومنع اي محاولة للمس بأمن واستقرار المواطن في المدينة". وكان مجمع الحريري التربوي الانمائي تعرض مساء لاطلاق النار من بعض الاشخاص على خلفية اشكال فردي بدأ في منطقة تعمير عين الحلوة بين احد هؤلاء الاشخاص وشخص يعمل في المجمع. فقد طارد الاول آخرين الى مقر عملهم وعمد الى اطلاق النار من سلاح حربي في اتجاه المجمع الذي يضم مركزا تربوياً ومدرسة الحاج بهاد الدين الحريري والمعهد الجامعي للتكنولوجيا ومكاتب المؤسسة حيث كان يعقد لقاء تحضيري للأنشطة الصفية للمؤسسة. وأدى اطلاق النار الى تضرر سيارتين كانتا متوقفتين في المكان تعودان الى موظفين يعملان في المجمع، كما بدت آثار الرصاص واضحة على احد الجدران عند مدخل المكان. وحضرت قوة مؤللة من الجيش وضربت طوقاً امنياً حول المكان، كما حضر عناصر من قوى الامن الداخلي وبوشرت التحقيقات في الحادث. ومساء، اصدر رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد بياناً اتهم عناصر من "المستقبل" بالتوجه الى محيط مركز معروف سعد الثقافي واطلاق كلام ناب والتهديد بالسلاح، واتهم الوزيرة الحريري بـ"استدراج العطف".

بيروت مدينة مفتوحة منزوعة السلاح ؟
علي حماده/النهار     
غداة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، كانت لبيروت تجربة جديدة ومتجددة مع السلاح الميليشيوي. بسرعة مريبة خرج مسلحون  بالعشرات معظمهم مقنع  في شوارع المدينة وأزقتها وكانت اشتباكات مع الاهالي، وكذلك ضحايا بينهم ام الاطفال الخمسة التي قضت على شرفة منزلها برصاص قناص على ما قال بعض الانباء. قيل ايضا ان مسلحين اتوا من خارج المنطقة لا سيما من الشياح، وكان انتشار منهجي سريع بدا للعالمين انه لم يكن وليد ساعته، بل اتى منظما على عكس الاشكالات العفوية  التي كانت تحدث بين الفينة والاخرى في الاحياء البيروتية التي تتداخل فيها القوى السياسية والبيئات المذهبية المختلفة.
قيل اكثر من ذلك: ان الرئيس نبيه بري رئيس حركة "امل" التي كانت تنتشر ميليشيويا لم ير ضرورة للاتصال بالرئيس الحريري للتعجيل في وقف الاشتباكات، حتى اتصل به الحريري طالبا منه وضع حد لما يحصل، فرد بري انه يعمل لذلك بكل ما اوتي من طاقة!
ونزل الجيش ليوقف دورة العنف لهذه المرة. ولكن ماذا عن المرات المقبلة؟
قتلت مواطنة بريئة ام لخمسة اطفال في خضم عملية تبادل للرسائل، وبقيت قضية امن العاصمة معلقة مرة جديدة عند النقطة التي انتهت اليها في السابع من ايار 2008 اي عندما قام "حزب الله" وحلفاؤه باحتلال بيروت. ومع ان الجيش عاد وانتشر في اطار خطة امنية، ودخلنا مرحلة "اتفاق الدوحة" فإن شيئا لم يتغير على الارض. بقي الاحتلال احتلالا، وسكت الجميع على هذا الواقع مفضلين دفن الرؤوس في الرمال.
قلناها مرات ومرات بعد 7 ايار، وبعد انتخاب الرئيس ميشال سليمان، وبعد تشكيل حكومة اتفاق الدوحة، ان بيروت مدينة محتلة يعيش اهلها تحت رحمة "حزب الله" وحركة "امل" والحزب القومي، في حين ان الشرعية المتمثلة بالجيش اللبناني والمؤسسات الامنية الرسمية لا تمارس سوى سلطة صورية سطحية لا يشعر بها الا المواطن المسالم العادي.
بقي السلاح منتشرا، وازداد شعور الميليشيات المسلحة بالقوة والمنعة، كما ازداد شعور المواطنين ابناء بيروت المسالمين بالانكشاف الامني، من دون ان تَفيَهم حاجتهم الى الطمأنة نظرية "الامن بالسياسة". ومع ان الانتخابات مرت بسلام من جراء اتفاق اقليمي فقد عادت مسألة امن العاصمة الى الواجهة مع حوادث ليل الاحد الفائت، وبدا للجميع ان العاصمة المحتلة لا يمكنها ان تستمر بهذه الحال.
انها قضية مركزية: عاصمة لبنان، وعاصمة اللبنانيين تحت رحمة الميليشيات. فكيف يكون الحل؟ ان استمرار الوضع على ما هو غير مقبول، لا بل انه مرفوض. وإذا كان الرئيس نبيه بري "المفجوع" بالضحايا يمكنه العيش في العاصمة محاطا بسراياه الميليشيوية، فإن بقاء العاصمة في هذا الوضع معناه ابقاء عناصر المشكلة كاملة. والرئيس بري المحق عندما يتحدث عن بيروت عاصمة جميع اللبنانيين مدعو الى التفكير في مآل هذا الوضع الذي لن يولد سوى مزيد من الاحقاد بين ابناء البيئات المتداخلة، وسيبقى على الدوام بؤرة تفجير يستغلها كل من يريد لهذه البلاد شرا. طبعا ليس القرار بيد بري، بل هو بيد "حزب الله" القائد الفعلي للثنائي وحلفائه، فضلا عن سوريا من جهة وايران التي تنظر بعين الرضا الى وجود ذراعها الطويلة في قلب عاصمة لبنان. لكن هذا الامر لا ينفي ان للبنانيين قرارهم ايضا. والسؤال: ماذا يجني "حزب الله" وبري من ابقاء نار الفتنة مشتعلة؟ ان المطلوب من الرئيس المكلف ونائب بيروت  سعد الحريري البحث جديا في موضوع تحويل عاصمة لبنان مدينة مفتوحة منزوعة السلاح، هذا اضعف الايمان. والمطلوب من الرئيس ميشال سليمان بصفته قائدا سابقا للجيش ألا يكتفي ببقاء المؤسسة العسكرية مجرد غطاء شرعي لاحتلال ميليشيوي مقنع لكنه فعلي، كان ولا يزال قائما منذ السابع من ايار.

دمشق تتموضع ومصر لا تشارك الرياض تفاؤلها
أسئلة حول استبعاد بعبدا عن المشاوارت العربية

هيام القصيفي/النهار
بدد سفر الرئيس المكلف سعد الحريري المفاجىء بعد ظهر امس الى السعودية، بعد مغادرة الموفد السعودي الوزير عبد العزيز خوجه بيروت اجواء التفاؤل التي اشيعت بقرب تأليف الحكومة، على رغم ان اوساط الحريري تحدثت عن ان الزيارة عائلية وخاصة. ونقلت قيادات من قوى 14 آذار التقت الحريري في الساعات القليلة التي سبقت سفره، تحفظه التام عن الكلام على التشكيلة الحكومية، لكنها نقلت ايضا اجواء ملبدة توحي العرقلة وعدم تسهيل تأليف الحكومة. وتشير الى ان ثمة اجواء لا توحي الطمأنينة، ومردها تحديداً الى جو مصري لا يوحي بان التسوية مع سوريا قد نضجت. وتلفت الى ان مصر، على رغم انشغالها بالوضع الداخلي وترتيب امور الخلافة، فقد بعثت برسائل غير مشجعة عن طبيعة  المسار السوري، وتعكس عدم ارتياحها الى تقديم السعودية كل اوراقها الى دمشق، في حين ان هذه الاخيرة، لم تلب أياً من البنود التي طلبت منها، على الأقل على الساحة اللبنانية. ومن محاذير قلق مصر التي تنصح بالتروي في المفاوضات مع دمشق، انه سيكون له انعكاسه المباشر على الوضع اللبناني، وخصوصا اذا ما اعادت القاهرة تسليط الضوء على شبكة "حزب الله" الموقوفة في مصر. كذلك فان مصر لا تزال تتريث في ما يتعلق بآفاق الوضع الايراني، وهي لم تسلم بان ايران ستكون في منأى عن الحدث اللبناني والملف الفلسطيني، الذي ترى القاهرة ان لدى الرئيس الاميركي باراك اوباما جدية مطلقة في الدفع به بعيدا لانجاح حله.
في المقابل، توضح مصادر وزارية رفيعة اطلعت على اجواء المفاوضات السعودية السورية، منذ جولتها الاولى بعد لقائها اعضاء الوفد السعودي، ان الرياض اسوة بواشنطن وفرنسا وبعض الدول الاوروبية المهتمة بالشأن اللبناني، كانت تعتقد ان المعارضة هي التي ستفوز بالانتخابات النيابية في لبنان، وتبعا لذلك فانها لم تكن تعد العدة لتولي النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة، بل ان الخيار كان ينحو في اتجاه الرئيس نجيب ميقاتي. وجاءت الانتخابات لتشكل مفاجأة للرياض وللسفارات المعتمدة في لبنان التي انشغل موظفوها في تبرير فوز الاكثرية، على رغم ان بعضا منهم اطلع على احصاءات دقيقة اثبتت نتائج الانتخابات صحتها، لكنه ظل مع ذلك على حذره منها.
جاءت المفاجأة بحسب المصادر الوزارية، لتطرح سؤالا جوهريا عما يمكن ان يرافق رغبة الحريري في تسلم رئاسة الحكومة، من تسهيل لوضعه، وخصوصا ان السعودية اعتبرت كغيرها من الدول ان سوريا قدمت تسهيلات جمة ووفت بالتزامها لجهة عدم التدخل في الانتخابات النيابية وسهلت عملية اجرائها، من دون أي تدخل او عرقلة امنية. وتشير في هذا المجال، الى ان الجولة الاولى من المحادثات السعودية في دمشق كانت ناجحة بالمفهوم الديبلوماسي والسياسي، فالحديث كان عاماً حول لبنان والدور السوري فيها، ودمشق ابدت كل تجاوب واعطت تأكيدات أنها ستسهل الوضع اللبناني من تأليف حكومة وكل ما يستتبع ذلك، من دون الخوض في التفاصيل.
اما الجولة الثانية فقد دخلت في التفاصيل، وهنا المفارقة التي برزت بعد الكلام على ورقة مطالب سعودية رفضتها سوريا. وفي رأي هذه المصادر ان مجرد رفض السوريين لها، يعني ان دمشق اعطت جواباً شافياً عن ثلاثة اسئلة:
أولاً، ان سوريا لم تتدخل في الانتخابات، ليس بناء على تلبية شروط عربية ودولية، انما لأنها كانت على ثقة بان المعارضة ستفوز بها، كما كانت كل قوى المعارضة تثق بذلك.
ثانياً، ان سوريا استنفدت الوقت الكافي لتمييع المفاوضات مع الرياض، وعندما حان وقت الدفع، رفضت المطالب السعودية المتعلقة بالحدود وبمزارع شبعا وبالانتشار الفلسطيني المسلح خارج المخيمات، تحت حجج مختلفة. ومعلوم ان سوريا تتهم اطرافا لبنانيين محددين بانهم وراء الورقة السعودية، التي هي اساسا خلاصة المطالب الرسمية اللبنانية التي  سبق ان طرحها المسؤولون الرسميون مع جميع الموفدين الاوروبيين والاميركيين والعرب الذين زاروا لبنان منذ اكثر من سنة، والتي تحقق منها حتى الآن كالعلاقات الديبلوماسية بين سوريا ولبنان، وتعيين السفيرين. وهذه المطالب  ليست جديدة وسبق ان طرحها الموفد الاميركي جيفري فيلتمان نفسه على المسؤولين السوريين في زيارته الثانية لدمشق. ومجرد التذرع بها، على رغم ان لبنان الرسمي لم يقدم الى الرياض حديثا أي مطلب في هذا الشأن، يعني ان وراء الاكمة ما وراءها.
ثالثاً، ان سوريا على ما يبدو كانت تترقب اتجاهات الريح في ايران لبلورة مواقفها بوضوح اكثر، وحين استعاد النظام الايراني سيطرته ولو المهتزة على الوضع، عادت سوريا لتضع شروطا وشروطا مضادة، مما يؤدي حكما  الى عرقلة تشكيل الحكومة في انتظار مزيد من بلورة الاتصالات العربية.
لكن ثمة خلاصة تتوقف عندها المصادر الوزارية وتتعلق بالمشاورات السعودية – السورية، وبما يدور من اتصالات لبنانية، وتقول " ان تعزيز دور رئيس الجمهورية يمر حكما عبر مشاركته في تشكيل الحكومة". وما يحصل حالياً يجب التوقف عنده، وخصوصا ان مقربين من رئيس الجمهورية نقلوا بحسب المصادر الوزارية، استياءه مما يجري على خطين، فالمفاوضات العربية تجري في دمشق من دون ان يطلع على مضمونها، والموفدون العرب يزورون بيروت لهذه الغاية من دون ان يزوروا قصر بعبدا. وداخلياً، المفاوضات تجري بعيداً عن قصر بعبدا، وكأن الاكثرية والمعارضة تريدان حسم حصصهما وابقاء ما يفيض عنهما وما لا يحتاجان اليه لرئيس الجمهورية. وقد نصح وزراء ديبلوماسيين بضرورة التنبه لموقع رئاسة الجمهورية في هذا الاطار، لتفادي مطبات قد لا تكون في الحسبان. فاشراك رئيس الجمهورية في المفاوضات حيوي من أجل تأمين الانسجام والتوافق وتسهيل الحلول داخل مجلس الوزراء اضافة الى ان اشراكه في اختيار الوزراء المسيحيين يعزّز موقعه ويحمي موقع الرئاسة بين كتلتين مسيحيتين تحاولان تقاسم الحصة المسيحية، حتى لا يتحول الموقع ورقة مساومة بعد مرور سنة على بداية العهد.

وعد سوري للسعودية بتسهيل الحكومة... لكن الأثمان كبرت
زيارة غيان تعزز الدور الذي تريده دمشق حيال لبنان

روزانا بومنصف /النهار
باستثناء سفر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية لضرورات اعتبرتها مصادر معنية اولوية على خط تأليف الحكومة العتيدة، وتتصل وفق ما يرى بعضهم إما بوجود عثرات حقيقية كبيرة على طريق التأليف وإما باستكمال ما يمكن ان يعتبر " صفقة " متكاملة تكون الحكومة احد بنودها وتشمل احتمالات مصالحة ما ابعد من لبنان تسرب منها كلام على قمم وما شابه ذلك، لم تحمل الساعات الماضية اي حديث لا في الصيغ الحكومية ولا في الحصص الوزارية للافرقاء او حتى في اسماء الوزراء المحتملين. وهذا أمر مستغرب بالنسبة الى كثيرين باعتبار ان تأليف الحكومة يبدأ عادة فور حصول استشارات التكليف وليس استشارات التأليف، وهو أمر لم يحصل بعد. في حين ان الاكثر اثارة للاستغراب بالنسبة الى هؤلاء هو دوران حلقة واسعة من الاتصالات الاقليمية وربما الدولية ايضا مع الحضور الفرنسي في الصورة بعيدا من موقع الرئاسة اللبنانية على رغم اختلاف الوضع كثيرا بما قبل اتفاق الدوحة وما بعده.
واللافت بالنسبة الى المتابعين انه على رغم لقاءات عدة عقدت على نحو غير معلن بين مسؤولين سعوديين والمسؤولين السوريين في المدة الاخيرة على خلفية معالجة الوضع اللبناني - السوري، فان الصورة التي وزعتها دمشق قبل يومين عن اللقاء الذي عقده الرئيس السوري بشار الاسد مع الامير عبد العزيز بن عبد الله ووزير الاعلام عبد العزيز خوجه، بدا القصد منها اعلان هذه اللقاءات، وهذه رسالة سورية واضحة لمن يريد ان يفهم ان دمشق عادت مرجعا في الشأن اللبناني في تفاصيله بما فيها تأليف الحكومة اللبنانية. وساهم في تعزيز هذه الصورة عن دور المرجعية الذي تعلنه دمشق لنفسها مجددا مسارعة الرئاسة الفرنسية الى ايفاد امينها العام كلود غيان والمستشار الرئاسي جان دافيد لافيت في توقيت لافت، اذ أتى في عز الكلام على شروط تعجيزية حملتها دمشق الى زائريها السعوديين كي تسهل تشكيل حكومة تخلو في المبدأ والعنوان من الثلث المعطل لقوى 8 اذار، في حين انها تنطوي على ما هو أبعد بكثير. وأتى هذا التطور غداة الاعلان عن زيارة يعتزم القيام بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في الايام المقبلة لكل من لبنان وسوريا، بما يذكر بالتنافس الديبلوماسي الفرنسي الذي قام خلال الازمة الحكومية في بيروت قبل اتفاق الدوحة، علما ان المقاربة الفرنسية للأزمة وللعرقلة السورية آنذاك أغضبت كلاً من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على حد سواء، كما اغضبت فريقا من اللبنانيين اعتبر ان الرئاسة الفرنسية أعادت سوريا الى لبنان من النافذة بعد اخراجها من الباب، كما أحدثت صدعا في العلاقة مع قسم من اللبنانيين. وهذه المقاربة المتجددة بتوقيت زيارة غيان تكشف رغبة فرنسية، على ما تعتبر مصادر سياسية في بيروت، في البحث عن دور يسرّ المسؤولين السوريين كثيرا ويرضيهم من حيث ايلاء الغرب وفي مقدمه فرنسا، دمشق الدور المؤثر معنويا وعمليا في لبنان، او أقله الايحاء بذلك واعطاء الانطباع لمن يلزم بذلك، في حين ان الموقف الفرنسي غير قابل للصرف داخليا على ما اظهرت التطورات قبل عامين لعدم مقدرة الفرنسيين على "المونة" على أي من الافرقاء المؤثرين في الداخل اللبناني لان تدخلهم لا يغير ولا يزيد من شروط 14 اذار ولا يخفف منها، وكذلك الامر بالنسبة الى قوى 8 آذار.
وفي المحصلة لا يعطى الدور الفرنسي اكثر من حجمه بل ان دخول هذا العامل اضافة الى عوامل اخرى على الخط خفف كثيرا من انطباعات سادت منذ استشارات التكليف انه سيكون هناك قدر من السهولة والسرعة في تأليف الحكومة علما ان السعوديين كانوا تلقوا وعدا من السوريين بانهم سيعملون مع حلفائهم على تسهيل تأليف الحكومة على ما كشفوا هم بانفسهم لمسؤولين لبنانيين. ولولا هذا الوعد من السوريين لما شجع السعوديون النائب سعد الحريري على القبول بتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
إلا أن التغيير في المعطيات يبدو اساسيا من خلال عودة الوضع الايراني الى التماسك على غير ما كان عليه قبل ايام او لدى انطلاق المفاوضات بعد الانتخابات، علما ان الوضع الايراني تفجر بعد أيام قليلة من الانتخابات النيابية. كذلك طال التغيير المبادرة الاميركية للسلام التي كان يعتزم الرئيس الاميركي باراك اوباما اطلاقها قريبا وأرجأها الى الخريف في المبدأ. الامر الذي دفع بعض المصادر الى القول ان السوريين لم يعودوا مستعجلين كما كانوا، بعد هذه الانتخابات اللبنانية. يضاف الى ذلك انهم يعتبرون انهم اعطوا سابقا من خلال عدم تدخلهم في الانتخابات، ويبدو بالنسبة الى المتابعين انهم يريدون مقابلا لقاء ذلك على نحو مسبق، اي قبل تأليف الحكومة وباتوا يمسكون ورقة قوية هي وجود رئيس مكلف لن يتمكن من تأليف الحكومة في ظل مطالب تعجيزية لحلفاء سوريا في لبنان. وهذا المقابل بدا اولا باول من خلال الرسالة ان مشكلة الحكومة في لبنان لن تحل من دونها وصولا الى أثمان أخرى. 

دمشق تتموضع ومصر لا تشارك الرياض تفاؤلها
أسئلة حول استبعاد بعبدا عن المشاوارت العربية
هيام القصيفي/النهار     
بدد سفر الرئيس المكلف سعد الحريري المفاجىء بعد ظهر امس الى السعودية، بعد مغادرة الموفد السعودي الوزير عبد العزيز خوجه بيروت اجواء التفاؤل التي اشيعت بقرب تأليف الحكومة، على رغم ان اوساط الحريري تحدثت عن ان الزيارة عائلية وخاصة. ونقلت قيادات من قوى 14 آذار التقت الحريري في الساعات القليلة التي سبقت سفره، تحفظه التام عن الكلام على التشكيلة الحكومية، لكنها نقلت ايضا اجواء ملبدة توحي العرقلة وعدم تسهيل تأليف الحكومة.
وتشير الى ان ثمة اجواء لا توحي الطمأنينة، ومردها تحديداً الى جو مصري لا يوحي بان التسوية مع سوريا قد نضجت. وتلفت الى ان مصر، على رغم انشغالها بالوضع الداخلي وترتيب امور الخلافة، فقد بعثت برسائل غير مشجعة عن طبيعة  المسار السوري، وتعكس عدم ارتياحها الى تقديم السعودية كل اوراقها الى دمشق، في حين ان هذه الاخيرة، لم تلب أياً من البنود التي طلبت منها، على الأقل على الساحة اللبنانية. ومن محاذير قلق مصر التي تنصح بالتروي في المفاوضات مع دمشق، انه سيكون له انعكاسه المباشر على الوضع اللبناني، وخصوصا اذا ما اعادت القاهرة تسليط الضوء على شبكة "حزب الله" الموقوفة في مصر.
كذلك فان مصر لا تزال تتريث في ما يتعلق بآفاق الوضع الايراني، وهي لم تسلم بان ايران ستكون في منأى عن الحدث اللبناني والملف الفلسطيني، الذي ترى القاهرة ان لدى الرئيس الاميركي باراك اوباما جدية مطلقة في الدفع به بعيدا لانجاح حله.
في المقابل، توضح مصادر وزارية رفيعة اطلعت على اجواء المفاوضات السعودية السورية، منذ جولتها الاولى بعد لقائها اعضاء الوفد السعودي، ان الرياض اسوة بواشنطن وفرنسا وبعض الدول الاوروبية المهتمة بالشأن اللبناني، كانت تعتقد ان المعارضة هي التي ستفوز بالانتخابات النيابية في لبنان، وتبعا لذلك فانها لم تكن تعد العدة لتولي النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة، بل ان الخيار كان ينحو في اتجاه الرئيس نجيب ميقاتي. وجاءت الانتخابات لتشكل مفاجأة للرياض وللسفارات المعتمدة في لبنان التي انشغل موظفوها في تبرير فوز الاكثرية، على رغم ان بعضا منهم اطلع على احصاءات دقيقة اثبتت نتائج الانتخابات صحتها، لكنه ظل مع ذلك على حذره منها.
جاءت المفاجأة بحسب المصادر الوزارية، لتطرح سؤالا جوهريا عما يمكن ان يرافق رغبة الحريري في تسلم رئاسة الحكومة، من تسهيل لوضعه، وخصوصا ان السعودية اعتبرت كغيرها من الدول ان سوريا قدمت تسهيلات جمة ووفت بالتزامها لجهة عدم التدخل في الانتخابات النيابية وسهلت عملية اجرائها، من دون أي تدخل او عرقلة امنية.
وتشير في هذا المجال، الى ان الجولة الاولى من المحادثات السعودية في دمشق كانت ناجحة بالمفهوم الديبلوماسي والسياسي، فالحديث كان عاماً حول لبنان والدور السوري فيها، ودمشق ابدت كل تجاوب واعطت تأكيدات أنها ستسهل الوضع اللبناني من تأليف حكومة وكل ما يستتبع ذلك، من دون الخوض في التفاصيل.
اما الجولة الثانية فقد دخلت في التفاصيل، وهنا المفارقة التي برزت بعد الكلام على ورقة مطالب سعودية رفضتها سوريا. وفي رأي هذه المصادر ان مجرد رفض السوريين لها، يعني ان دمشق اعطت جواباً شافياً عن ثلاثة اسئلة:
أولاً، ان سوريا لم تتدخل في الانتخابات، ليس بناء على تلبية شروط عربية ودولية، انما لأنها كانت على ثقة بان المعارضة ستفوز بها، كما كانت كل قوى المعارضة تثق بذلك.
ثانياً، ان سوريا استنفدت الوقت الكافي لتمييع المفاوضات مع الرياض، وعندما حان وقت الدفع، رفضت المطالب السعودية المتعلقة بالحدود وبمزارع شبعا وبالانتشار الفلسطيني المسلح خارج المخيمات، تحت حجج مختلفة. ومعلوم ان سوريا تتهم اطرافا لبنانيين محددين بانهم وراء الورقة السعودية، التي هي اساسا خلاصة المطالب الرسمية اللبنانية التي  سبق ان طرحها المسؤولون الرسميون مع جميع الموفدين الاوروبيين والاميركيين والعرب الذين زاروا لبنان منذ اكثر من سنة، والتي تحقق منها حتى الآن كالعلاقات الديبلوماسية بين سوريا ولبنان، وتعيين السفيرين. وهذه المطالب  ليست جديدة وسبق ان طرحها الموفد الاميركي جيفري فيلتمان نفسه على المسؤولين السوريين في زيارته الثانية لدمشق. ومجرد التذرع بها، على رغم ان لبنان الرسمي لم يقدم الى الرياض حديثا أي مطلب في هذا الشأن، يعني ان وراء الاكمة ما وراءها.
ثالثاً، ان سوريا على ما يبدو كانت تترقب اتجاهات الريح في ايران لبلورة مواقفها بوضوح اكثر، وحين استعاد النظام الايراني سيطرته ولو المهتزة على الوضع، عادت سوريا لتضع شروطا وشروطا مضادة، مما يؤدي حكما  الى عرقلة تشكيل الحكومة في انتظار مزيد من بلورة الاتصالات العربية.
لكن ثمة خلاصة تتوقف عندها المصادر الوزارية وتتعلق بالمشاورات السعودية – السورية، وبما يدور من اتصالات لبنانية، وتقول " ان تعزيز دور رئيس الجمهورية يمر حكما عبر مشاركته في تشكيل الحكومة". وما يحصل حالياً يجب التوقف عنده، وخصوصا ان مقربين من رئيس الجمهورية نقلوا بحسب المصادر الوزارية، استياءه مما يجري على خطين، فالمفاوضات العربية تجري في دمشق من دون ان يطلع على مضمونها، والموفدون العرب يزورون بيروت لهذه الغاية من دون ان يزوروا قصر بعبدا. وداخلياً، المفاوضات تجري بعيداً عن قصر بعبدا، وكأن الاكثرية والمعارضة تريدان حسم حصصهما وابقاء ما يفيض عنهما وما لا يحتاجان اليه لرئيس الجمهورية. وقد نصح وزراء ديبلوماسيين بضرورة التنبه لموقع رئاسة الجمهورية في هذا الاطار، لتفادي مطبات قد لا تكون في الحسبان. فاشراك رئيس الجمهورية في المفاوضات حيوي من أجل تأمين الانسجام والتوافق وتسهيل الحلول داخل مجلس الوزراء اضافة الى ان اشراكه في اختيار الوزراء المسيحيين يعزّز موقعه ويحمي موقع الرئاسة بين كتلتين مسيحيتين تحاولان تقاسم الحصة المسيحية، حتى لا يتحول الموقع ورقة مساومة بعد مرور سنة على بداية العهد.

صلاحيات الرئيس في تأليف الحكومة
بقلم المحامي منير الحاج/النهار
الدافع الى كتابة هذا المقال هو الخبط العشوائي الذي وقع فيه معظم الساسة وبعض المنظرين، في تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وتفسيرها، فذهبوا في هذا الخبط مذاهب شتى، لا تأخذ أي منها في الاعتبار لا المناخ التاريخي الذي ولدت فيه النصوص، ولا حروفها ولا الروح. ولعل اخطر الاخطاء التي ارتكبها هؤلاء، هو الخطأ في تحديد دور رئيس الجمهورية في تأليف الحكومة. هذا الخطأ جسيم من حيث طبيعته وخطير من حيث انعكاساته، لأنه من الأخطاء ذات الخصب النادر، تولّد تداعيات، تتوالد منها تداعيات، الى ما لا نهاية.
وبالفعل، من مراجعة صلاحيات الرئيس التي ينص عليها الدستور، يتبين انها:
إما شرفية او تشريفية، كترؤسه مجلس الوزراء ساعة يشاء دون ان يكون له حق المشاركة في التصويت، او كترؤسه الحفلات الرسمية ومنح الأوسمة.
إما صلاحيات طرح واقتراح، كتلك المنصوص عليها في المادة الخامسة والخمسين من الدستور والتي تخوله اقتراح حل المجلس، في حالتين محددتين.
وإما صلاحيات حث، تتم بالتوجيه كتوجيهه رسائل الى مجلس النواب، او بالاعتراض كرد القوانين وقرارات مجلس الوزراء.
وإما صلاحيات اعلان ملزم، كاعلان نتيجة الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة.
وإما صلاحيات احالة اوراق الى مراجع معينة ، كاحالة مشاريع القوانين على مجلس النواب او اصدار القوانين واحالتها للنشر.
وإما صلاحيات مقيدة كدعوة مجلس الوزراء استثنائياً للانعقاد والتي لا تعتبر نافذة إلا إذا اقترنت بموافقة رئيس الحكومة.
أما في مجال التقرير فلا يتمتع الرئيس إلا بصلاحية يتيمة واحدة حرة غير مقيدة، وخاضعة لتقديره الاستنسابي فقط، وهي الصلاحية المنصوص عليها في البند الرابع من المادة الثالثة والخمسين من الدستور التي تخوله اصدار مرسوم تشكيل الحكومة بالاتفاق مع الرئيس المكلف. هذا البند ينطوي في الواقع على حق الرئيس في رفض تشكيلة حكومية لا ترضيه. بمعنى انه يكون مستحيلاً تشكيل الحكومة من دون موافقته.
ان قرار الرفض هذا هو بالتوصيف القانوني قرار امتناع، وليس قرار فعل، لكنه من حيث الفاعلية يتساوى مع قرار الفعل، اذ يبقى بطبعه تقريرياً حراً، ذات اثر.
يؤيد هذا المذهب في التفسير صراحة النص وروحه والمناخ الذي شهد ولادته. ونحن هنا لا نعتمد فقط قراءتنا القانونية كمشتغلين في الحقل القانوني، بل نستند الى شهادتنا التاريخية.
ان هذا النص لم يكن مسموحاً ان يولد ويرى النور، لو لم يكن هذا هو معناه. فقبل الطائف حبلت وحملت به جميع مشاريع الاصلاح السياسي والوفاق الوطني، على انه التعويض الوحيد مما كان مطروحاً انتزاعه من صلاحيات الرئيس . فالرئيس اذا لم يعد هو مؤلف الحكومة ومعين الوزراء رئيساً واعضاء، يبقى على الأقل المرجع الذي لا تتألف الحكومة من دون موافقته. فالذي كان يتم بواسطته بمنهجية الايجاب، أصبح ممكناً اتمامه بمنهجية الامتناع.
اثناء انعقاد الطائف لعبت بصفتي نائباً لرئيس حزب الكتائب اللبنانية، دور صلة الوصل بين النواب المسيحيين المشاركين في المؤتمر والفعاليات المسيحية المقيمة. وانني استطيع الجزم كشاهد، انه لو لم يكن المقصود في البند الرابع أعلاه، ما ذكرت، لما وصل الطائف الى خواتيمه المعروفة.
ومن العودة الى مساجلات تلك المرحلة التي حفلت بها وسائل الاعلام والتي كثيراً ما كنت طرفاً فيها، نرى ان سلطة الرئيس هذه، كانت الحجة الحاسمة التي اتكأ عليها مناصرو الطائف من المسيحيين في وجه منظري معارضيه. ذلك ان فحوى النص واضح لا يحتاج الى تفسير وقراءته اللغوية كما قراءته القانونية سهلة، ولا يعتريها لبسولا تعقيد. أما الروح فيجب ان تقرأ في ضوء ما رتب الدستور على رئيس الجمهورية من واجبات، تعهد الاضطلاع بها بصيغة القسم. وهي من النوع الذي اذا اغفلها جاز اتهامه بخرق الدستور او الخيانة العظمى.
لقد اقسم الرئيس على احترام الدستور والمحافظة على استقلال الوطن ووحدته وسلامة اراضيه. فكيف له ان ينتكب هذا كله اذا جرد من الآلية الوحيدة التي بين يديه، والتي تتيح له تأمين تشكيل سلطة اجرائية تؤازره في مهماته الجليلة التي نص عليها الدستور.
إنني لا أغالي اذا قلت ان مجانية التفسير الحقيقي للبند الرابع من المادة الثانية والخمسين من الدستور، تشكل خرقاً للدستور. فكيف لرئيس الجمهورية ان يحافظ على الدستور بخرقه، وخصوصاً في النقطة الجوهرية فيه، اي تلك التي تخوله القيام بما فرض عليه الدستور من واجبات.
من هنا انه على الرئيس ان يعلن صراحة حقه هذا، وان يتمسك به ويزيل اللبس القائم حوله، وان يرفض كل ما يعرض في هذا المجال من الطبقة السياسية، سواء تلك المتمثلة بهذا الآذار او ذاك.
إن عليه، ان يرفض الثلث المعطل، كما ان يرفض تخويله تسمية عدد من الوزراء، كمنّة، او كتسهيل لمهمة. غير اننا عندما نقول بوجوب ان يمارس الرئيس حقه في المشاركة في تأليف الحكومة، فلا يفوتنا ان نقول بأن حقه هذا لا يمارس بالكيفية بل بالاستنساب، معللاً ضمناً، بمقتضيات المصلحة العامة. هذا الحق يجب ان يمارس ليس على قواعد فقه السياسيين، اي على اساس انه حق شريك في محاصة، بل كضمانة لحسن القيام بواجب.
وليس من الضروري هنا ان يتمسك الرئيس باختيار ثلث اعضاء الحكومة، اذا أنس في عدد كاف من الاسماء المطروحة الحس الوطني الكافي، والعلم الوافي، والنصاعة في الكف والضمير، والتحرر من الاصطفاف عند طرح الأمور الجوهرية. لكننا نرى انه يكون مجبراً على ذلك عندما يكون الاصطفاف السياسي حاداً، والشغف السلطوي مهيمناً وموجهاً ومملياً للمواقف. من المؤسف ان تكون حدة الصراع الداخلي والاصطدام بالأفق المسدود قد قادنا الى الدوحة، حيث صيغ التوافق على حساب الدور الذي للرئيس ان يلعبه في تأليف الحكومة. لكن الأمر يجب ألا يتكرر خشية ان يصبح عرفاً ينقض حكماً من احكام الدستور الاساسية. ويلغي الرئاسة كصمام امان، ويؤبد مأزقاً يتكرر عند تأليف كل حكومة، ولا يتم الخروج منه إلا بالمساومة، على خلفيات فئوية وسلطوية مجردة، ولا ينتج تالياً سلطات تنفيذية بالمعنى الشرعي للكلمة، بل شركات محاصة تتقاسم المنافع والمغانم، وتتوزع أرائك الجاه.
بقلم المحامي منير الحاج     
(نائب المتن سابقاً، رئيس حزب الكتائب سابقاً)      

بيان صادر عن حركة التغـيير
عقد مجلس قيادة "حركة التغـيير" اجتماعه الدوري الموّسع بحضور أعضاء مجلس القيادة ومفوضي المناطق برئاسة الرئيس المؤسس المحامي ايلي محفوض الخميس 2/تموز/2009 ، وأصدر المجتمعون البيان التالي:
إنّ الأحداث الأمنية الأخيرة التي رافقت تسمية النائب سعد الدين الحريري تشكيل الحكومة الجديدة إنما هي مؤشّر واضح لنوايا الجهة التي تحمل وحدها السلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية، وتعتبر "حركة التغـيير" أنّ ما جرى في بعض شوارع العاصمة نتيجة حتمية لعدم إنهاء ذيول السابع من أيار، وعشية البحث في تشكيل حكومة جديدة مهما كانت تسميتها، وأيّا" كان عنوانها، يبقى الأهمّ قيام حكومة لبنانية تُصنع في لبنان، حكومة لا تضم وزراء يتطاولون على زملاء لهم، أو وزراء يتطاولون على رئيسهم، والأهمّ وزراء لا يقاطعون الدولة، ولا يقطعون أوصال الوطن، ولا يصادرون ممتلكات العامة والخاصة، وعليه تؤكّد "حركة التغـيير"  على ما يلي:
أولا":  تجدد "حركة التغـيير" موقفها السابق بعدم السماح لأيّ سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية المتمثلة بالمؤسسة العسكرية الأمّ وباقي المؤسسات الأمنية حصرا" دون سواها من فصائل وأحزاب وعلى رأسها حزب الله.
كما تعتبر الحركة أنّ مجرّد السماح للمسلحين بالانتشار والتخريب بالشكل الذي حصل مؤخرا" تجاوز فاضح وخرق متماد للقوانين اللبنانية، ولم يكن يكفي ما حصل لاحقاً من سحب المسلحين وتهدئة الوضع، كون مَنْ يدفع الثمن هو المواطن اللبناني الذي يسقط منه شهداء وجرحى وأضرار مادية، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على تراخي واستهتار ولامبالاة بحقوق الانسان والمكلَّف اللبناني.
ثانياً:  إنّ توّلي شاب لبناني رئاسة الحكومة اللبنانية فائل خير نتطلّع من خلاله الى تشكيلة وزارية طموحة تمثّل طموحات اللبنانيين وآمالهم وأحلامهم بالانتقال الى مستقبل زاهر ومستقر وآمن، من هنا مطالبة "حركة التغـيير" بأسماء توحي بالثقة، وبداية الغيث عدم توزير بعض من تطالهم وتحوم من حولهم شبهات الاستغلال الوظيفي وتسخير مراكزهم لمآربهم الخاصة، ولعلّ رأي فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلّف بأسماء من يقترحهم رؤساء الكتل النيابية يساهم بشكل إيجابي بقطع الطريق أمام أشخاص إختبرناهم مؤخراً وأساؤا كثيراً بسمعة الجمهورية اللبنانية.
ثالثاً: "حركة التغـيير" تدعم وتتظلل بمرجعية بكركي، وتؤكّد للجميع أنّ البطريركية المارونية كانت وستبقى المرجعية الوطنية والروحية لجميع اللبنانيين، وأيّ تطاول عليها بشكل مباشر أو غير مباشر مرفوض من أيّ جهة أتى، وبكركي الصامدة منذ عقود والتي أثبتت طوال زمن الإحتلال السوري المباشر للبنان أنها المجد الساطع في سماء الهوية اللبنانية، بكركي التي رفض سيّدها التنازل والتراجع عن مسلمات الكنيسة، والتي لم تنحنِ لغاصب ولا للمحتل زمن الاحتلالات، بكركي التي رفع سيّدها رأس اللبنانيين بعدم التراجع والتهاون حيث بقي غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير مارداً في لبنانيته ورفض دخول الأراضي السورية حفاظاً منه على قدسية الشهداء وإحتراماً منه للمعتقلين اللبنانيين في سجون سوريا، وحتّى يوم زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، على الرغم من العاطفة والصداقة الأبوية التي خصّ بها قداسته لبنان والراعي الأوّل.
رابعاً:  إنّ إختطاف طلاب جامعيون في مناطق لبنانية من المفترض أنها مناطق آمنة، يأتي في سياق التطاول على كرامات الناس وأموالهم وممتلكاتهم، وما حصل في جرود جبيل ليس بجديد على المسلحين المنتشرين في أصقاع الأراضي اللبنانية، ولأننا مقبلون على أيام سياحية واعدة، فإنّ ما يجري لا يُنبىء بالخير، وهذه ليست المرة الأولى التي يتمادى فيها قطّاع الطرق وكأننا في جمهوريات الموز حيث القراصنة يخطفون ويسرقون ويعتدون.
وإشكالية السلاح تعود بنا الى مواقفنا الثابتة في هذا الإطار حيث نكرّر في كلّ مناسبة بضرورة حسم مسألة السلاح داخل المخيمات وخارجها ، السلاح الفلسطيني وكذلك سلاح حزب الله وأعوانه.
خامساً: تسجّل "حركة التغـيير" امتعاضها من سلوكية إحدى الشاشات التلفزيونية التابعة لتيار سياسي والتي بثّت حلقة تحريضية على الكنيسة ودورها، وهي إستضافت أحد الكهنة الخارجين عن تعاليم الكنيسة الأمّ حيث جاءت الإساءة مزدوجة، وإذ تعتبر "حركة التغـيير" هذا السلوك يتنافى مع المبادىء والأخلاق التي نشأ عليها المسيحيون، تدعو هذه الوسيلة الإعلامية للكفّ عن سياسة التحريض وتأليب بعض المسيحيين على كنيستهم، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على منهجية مبرمجة مدروسة الهدف منها التجريح والتطاول على رأس الكنيسة.

في 2 تموز 2009
لبنان أولا" وأخيرا"
حركة التغـيير

بانتظار جولة جديدة!
الخميس, 02 يوليو 2009

حسان حيدر/الحياة
يعيد الاشتباك المسلح الذي وقع في احدى مناطق بيروت قبل أيام وحصد ضحايا، طرح اسئلة عن الواقع السياسي والأمني والاجتماعي في بلد الأرز الذي تأكد ان تركيبته تحتاج كل بضع سنوات الى حروب وتسويات وتلفيقات، في ظل معلومات عن انتشار كثيف للسلاح في أيدي الناس، بمن فيهم غير المنتمين الى اي تيارات سياسية او أطر حزبية، وعلى رغم الانتقادات التي تبديها القيادات جميعاً للمظاهر المسلحة ودعواتها الى تخفيف التوتر السياسي والتراشق الاعلامي، وتأكيدها على «دقة المرحلة» التي يمر بها لبنان و «حراجة الوضع» الاقليمي و«غموض التوجهات» الدولية... وسواها من معزوفة التصريحات «الايجابية» التي تبدو كأنها آتية من عالم آخر لا علاقة له بما يحدث على الارض، او ربما كانت محاولة للتغطية عليه.
ولو اخذنا المواقف التصالحية اليومية والحديث عن مزايا التعايش وحلاوة تعميق الوحدة الوطنية ومتعة المشاركة ولذة المواجهة الموحدة للتهديد الاسرائيلي وفوائد تحسين العلاقات العربية، مقياساً للحكم على توجهاتهم الراهنة، لبدا السياسيون في لبنان «أرقى» بما لا يقاس من مواطنيهم الذين لا يزالون في المكان الذي أوصلهم اليه هؤلاء بأنفسهم قبل ان ينسحبوا فجأة ويتركوهم هناك.
بل ان بعض العارفين يؤكد ان الجمهور الواسع الذي استنفرته سنوات من الشحن الطائفي والمذهبي المفصل على قياس كل قرية وبلدة ومدينة، والذي افرز خطوط تماس بين الضواحي والأحياء واحيانا في البناية نفسها، وأدى في بعض المناطق الى اعادة تموضع جغرافي لتأكيد «النقاء» السكاني، يكاد لا يصدق الكلام المنطلق من افواه القيادات عن الانفراج والتآخي والرغبات المعلنة في فتح صفحات جديدة، ويرى فيه نوعاً من «الخيانة»، او في الأقل «تمويهاً» تفرضه ربما ظروف قاهرة يعرفها السياسي وحده، ولا بد من الإبقاء على الجاهزية والاستعداد الدائم بانتظار جولة جديدة من الحرب المتواصلة في حلقات.
فكمية الشتائم التي كيلت، وشدة التهجمات التي شنت، وكثافة النعوت التي اطلقت، وعمق الخنادق التي حفرت، وزخم رشقات الحقد والرصاص التي زخت، وخصوبة اساليب التحريض التي اعتمدت، كانت «صادقة» الى درجة لا يمكن محوها بسهولة، وتمكنت من ايقاظ المخاوف العميقة للطوائف والتجمعات والشلل، واستطاعت نكء غرائزها الدفينة واخراجها من «جحيم» التعايش الى «نعيم» الانطواء والتزمت وترسيم حدود الملة والجماعة، ولن تقبل هذه بسهولة ان يأتي من يقول لها بعد كل ما حصل ان الامور تغيرت، وأنه لا بد من ازالة الشريط الشائك المنصوب بين العقول والالسنة، ولن تنطلي عليها الدعوات الى نزع السلاح، والتأكيدات بأن الدولة قادرة على حماية الجميع، وان الجيش يحظى بغطاء سياسي واسع لمواجهة معسكري التوافق والمتفلتين من ربقة الحوار.
منذ اكثر من ثلاثة عقود يستمع اللبنانيون والعالم معهم الى اللازمة نفسها: انتم تحبون بعضكم، لكن هناك عناصر مندسة وغير منضبطة تحاول على الدوام تعكير صفو مودتكم واقحامكم رغما عنكم في مذابح أهلية عامة. صحيح انكم تنساقون احيانا وراءها لكن حميتكم الوطنية سرعان ما تستيقظ وتتغلب على المؤامرات والدسائس.
لكن الحقيقة البشعة انه لو فتش اللبنانيون على «المنضبطين» بينهم، لما وجدوا أحدا.

من فوائد نزول المسلحين إلى شوارع بيروت
خيرالله خيرالله ، الخميس 2 تموز 2009/لبنان الآن
ما يسمى المعارضة اللبنانية أمام امتحان. مناسبة الإمتحان تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة النائب سعد الحريري الذي قاد حركة الرابع عشر من آذار إلى الإنتصار الكبير يوم السابع من حزيران - يونيو 2009. السؤال المطروح في الإمتحان في غاية البساطة. هل تقبل قوى المعارضة بنتائج الإنتخابات وبما اختاره الشعب اللبناني، أم تعتبر أن في استطاعتها الإنقضاض على النتائج ومتابعة الإنقلاب الذي بدأ بأستشهاد رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط - فبراير 2005 والذي مهدت له جريمة التمديد للرئيس إميل لحود في خريف العام 2004؟
تدل الأحداث الأخيرة التي شهدتها بيروت حديثا على أن "حزب الله" الذي يقود عمليا المعارضة مستخدما أدواته المحلية الشيعية والمسيحية غطاء لتحركه، مصمم على الإستمرار في تنفيذ الإنقلاب. هذا الإنقلاب الذي تصدى له اللبنانيون بصدورهم العارية، مثلما تصدى شبان وشابات طهران والمدن الإيرانية الأخرى لمحاولة خنق ثقافة الحياة والتقدم وكل ما هو حضاري في بلدهم العريق عن طريق إنتخابات ليس معروفا من أين جاءت أصوات الفائز فيها.
في ضوء هذه المعطيات، تبدو عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وما رافقها من تحركات في الشارع إرتدت طابعا مذهبيا في غاية الخبث، دليلا على أن المقاومة مستمرة. لبنان يقاوم الجهل والتخلف والميليشيات المذهبية وكل ما من شأنه إثارة الغرائز وشحنها، كأن المطلوب نقل تجربة بغداد إلى بيروت. هذه هي المقاومة الحقيقية لإسرائيل بدل عمل كل شيء من أجل خدمتها عن طريق تشويه صورة بيروت والوجه الحقيقي، المفترض، للبنان الذي هو وجه الإنفتاح على الآخر. إنه الوجه الذي يرفض كل ما من شأنه تكريس الوطن الصغير "ساحة" لتصفية الحسابات بين هذه القوة الإقليمية أو تلك أو لتحسين المواقع الإيرانية- السورية في سوق الصفقات مع الإدارة الأميركية أو حتى مع إسرائيل نفسها. في النهاية هل يمكن عزل الهجمة الأخيرة على بيروت والتي بدأت مع إعادة انتخاب السيد نبيه برّي رئيسا لمجلس النواب عن المناورة السورية الهادفة إلى تحسين أوراق دمشق في إطار لعبة التجاذب القائمة حاليا بينها وبين الرياض؟ كان الهدف من انزال مسلحين إلى شوارع بيروت، خصوصا في أحياء ذات طابع سني إظهار أن النظام السوري قادر بدعم إيراني واضح على تكرار تجربة يوم السابع من أيار 2008 الذي سماه السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" باليوم "المجيد". إنه يوم "مجيد" حقا نظرًا إلى أنه سمح لأهل بيروت بمعرفة أن "سلاح المقاومة" سلاح موجه إلى صدورهم وإلى صدر كل من لا يزال يؤمن بالعروبة الحضارية في لبنان!
كان مفيدا نزول المسلحين الحزبيين إلى شوارع بيروت وترويع المواطنين في مناسبة إنتخاب بري رئيسا لمجلس النواب وتكليف سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. كشف ذلك أمرين في غاية الأهمية أولهما أن مشروع إعادة بناء الدولة ومؤسساتها في لبنان لا يزال يواجه مخاطر كثيرة في مقدمها ما يسمى "سلاح المقاومة". يتبين يوميا أن الهدف من هذا السلاح ومن الإحتفاظ به ترويع اللبنانيين والتعويض عن خسارة المحور الإيراني- السوري الإنتخابات يوم السابع من حزيران- يونيو الماضي الذي هو يوم مجيد حقيقة. إنه كذلك نظرًا إلى أن اللبنانيين أظهروا بالفعل أنهم يرفضون أن يكون بلدهم "ساحة" وقاعدة صواريخ إيرانية وأن تكون عاصمتهم مجرد مدينة إيرانية تطل على المتوسط وأن تكون حدودهم مع سوريا سائبة وأن لا يكون هناك من يثير موضوع القواعد العسكرية الفلسطينية في هذه المنطقة أو تلك. الأهم من ذلك كله، أن اللبنانيين أكدوا مجددا بأكثريتهم الساحقة إنحيازهم لمشروع الدولة الذي يجسّده مشروع رفيق الحريري، باني لبنان الحديث. هذا المشروع الذي ينهض به حاليا سعد الدين رفيق الحريري المؤمن بلبنان أولا والرافض لكل الشعارات الفارغة التي لم تأت إلى العرب سوى بالكوارث، بما في ذلك كارثة إتفاق القاهرة المشؤوم الذي أخذ لبنان إلى حروبه الداخلية وحروب الآخرين على أرضه.

أما الأمر المفيد الآخر من نزول السلاح والمسلحين إلى شوارع وأحياء معينة في بيروت، فيتمثل في أن هذا التصرف الخطير كشف مدى إصرار "حزب الله" وأدواته، على رأسها النائب ميشال عون، على تهميش دور رئيس الجمهورية. من يريد تكريس دور الحكم لرئيس الجمهورية، لا يوظف السلاح والغرائز المذهبية في خدمة تشكيل حكومة فيها ثلث معطل.
إن أعطاء حصة معقولة لرئيس الجمهورية في الحكومة يعتبر الطريق الأقصر لتعزيز دور رئيس إسمه ميشال سليمان تصرف دائما بحكمة وتعقل مدافعا عن المؤسسات والدستور والعيش المشترك. لذلك، لا يمكن إلا شكر السلاح والمسلحين على كشفهم ما تريده المسماة معارضة. ما يتبين يوميا أن لا همّ لهذه المعارضة، التي لا تمتلك أي مشروع سياسي من أي نوع كان باستثناء الشعارات والمزايدات والتهديدات، سوى متابعة تنفيذ الإنقلاب الذي بدأته في العام 2005. لا خيار آخر أمام اللبنانيين غير المقاومة. إنه الخيار الوحيد المتاح لهم. من كان يصدق يوما أن الجيش السوري سيخرج من لبنان؟ من كان يصدق أن المحكمة الدولية سترى النور؟ من كان يصدق أن الحريري سيعود رئيسا لمجلس الوزراء. مرة أخرى شكرا للسلاح والمسلحين الذين ينزلون إلى شوارع بيروت. هؤلاء يكشفون حقيقة الأخطار التي تواجه لبنان من جهة وتشد من عضد المقاومة اللبنانية لثقافة الموت من جهة أخرى...

 

مصادر فرنسـية رسمية تؤكد لـ”nowlebanon” أنّ "دور الرئيس سليمان رئيسي في تقريب وجهات نظر الفرقاء اللبنانيين" وتدعو "حزب الله" إلى "قراءة نتائج الإنتخابات بشكل إيجابي".. وطوافة متخصصة بإطفاء الحرائق تدخل حيّز العمل الفعلي بدءًا من اليوم

عسيري لـ"nowlebanon": نأمل أن يكون ما حصل في "عائشة بكار" حدثًا طائشًا غير مبرمج

 

الخميس 2 تموز 2009

 

     

 ارسل  احفظ  اطبع

 

 

على نقيض مشهد النيران المؤججة بعوامل طبيعية وأخرى مفتعلة على امتداد الثروة الحرجية من شمال لبنان حتى جنوبه.. يتم العمل على إنضاج "الطبخة" الحكومية على نار هادئة بحيث يواصل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري جوجلة الرؤى والتصورات للخروج بصيغة حكومية يحرص أن تكون "على مستوى التحديات والمخاطر"، في وقت تنشط فيه وبشكل ملحوظ الإتصالات السياسية إقليميًا لا سيما على خطّ عربيّ مثلث الأضلاع سعودي - سوري - مصري في سبيل تحصين المنطقة العربية من المخاطر المحدقة بها بما يؤمن تعزيز استقرارها وانعكاس هذا الإستقرار على الداخل اللبناني سياسيًا أمنيًا وإقتصاديًا.. وفي هذا السياق، جاء حديث السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري واضحًا لـ"nowlebanon"   فأكد أن أي "تقارب سعودي مع الاخوة في سوريا من شأنه ان ينعكس ايجابا على الوضع في لبنان، وهناك حرص على تعزيز أمن واستقرار هذا البلد وهذا ما يتم العمل عليه"، موضحًا أن "هناك مؤشرات محلية واقليمية مطمئنة غير أن هذا لا ينفي ضرورة اتفاق اللبنانيين والتفاهم في ما بينهم حول الاستحقاقات الراهنة". وإذ أكد أن الأمن في لبنان "خط أحمر"، أسف السفير السعودي لمشهد أحداث منطقة "عائشة بكار"، معربًا عن أمله في أن "لا يتعدى كونه حادثًا طائشًا غير مبرمج وأن يتم تلافي تكرار هذا المشهد".

 

السفير السعودي: حتى ولو اعترض الرئيس المكلف بعض العقبات إلا أنّ تشكيل الحكومة سيتم في نهاية المطاف

 

إذاً خصّ السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري موقع "nowlebanon.com" بحديث استهله بإبداء تفاؤله بالمرحلة المقبلة في لبنان، مؤكدًا أن "لبنان مقبل على مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار الذي يحرص عليه جميع الافرقاء، لاسيما بعد الانتخابات النيابية التي حصلت مؤخرا"، موضحًا أن "هناك مؤشرات محلية واقليمية مطمئنة غير أن هذا لا ينفي ضرورة اتفاق اللبنانيين والتفاهم في ما بينهم حول الاستحقاقات الراهنة". عسيري الذي أعرب عن ارتياحه إلى نتائج الجولات التي يقوم بها على كل الافرقاء في لبنان، لفت إلى أن "هذه الجولات تندرج في اطار سعي المملكة العربية السعودية الى الانفتاح على جميع الفرقاء في لبنان حتى تلك القوى التي قد لا نتفق معها في السياسة، لأن المطلوب هو التواصل والالتقاء لبحث المسائل المختلف عليها أيا كانت"، مشددًا في هذا السياق على أن "المملكة تقف الى جانب الجميع وأبوابها مفتوحة أمام كل اللبنانيين من دون استثناء، وقد لمست حرص جميع الذين التقيتهم على مصلحة هذا البلد، نعم قد تكون هناك امور مختلف عليها إلا أنّ الإختلاف هو أصلا أمر طبيعي ويبقى المطلوب تنظيم هذا الخلاف وتلافي انعكاسه على الشارع لأن الأمن خط أحمر والدليل هو ما شاهدناه مؤخرا في منطقة عائشة بكار والذي هو مؤسف للغاية، ونحن نتمنى أن لا يتعدى كونه حادثًا طائشًا غير مبرمج وأن يتم تلافي تكرار هذا المشهد، وهو أمر متوقف على المسؤولين من كل الاطراف".

 

وإذ لفت إلى "التداخل الحاصل بين السنة والشيعة والروابط المشتركة في ما بينهما لاسيما في لبنان"، عوّل السفير السعودي على "دور يمكن ان يلعبه رجال الدين العقلاء ومن الجانبين في هذه الاتجاه"، متوقفًا كذلك عند اللقاء الذي جمع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله والرئيس المكلف سعد الحريري و"الايجابية التي خلفها هذا اللقاء على الشارع لمجرد انعقاده، بمعزل عن المواضيع التي طرحها الجانبان، إذ إنّها لقاءات مطلوبة وضرورية". وفي السياق نفسه، تابع عسيري مؤكدًا أن "لا خلافات بين السنة والشيعة والخلافات بين الطرفين هي سياسية وليست مذهبية بالعمق، ولا يجوز مطلقًا تصويرها على هذا النحو، ومن هنا نحن نشدد على دور رجال الدين وأهميته في ضبط الشارع والنأي به عن التأثير السياسي وبالتالي المساعدة على استمرار الإستقرار وانجاح الموسم السياحي في البلد".

 

وردا على سؤال، قال عسيري: "نحن نتفهم اللغة التي كانت سائدة قبل الانتخابات والتي كانت لدواعي وأهداف انتخابية، ولكن هذه الانتخابات حصلت في ظل أجواء من الديمقراطية يعتزّ بها اي مواطن عربي، وباتت الآن من الماضي وقد سلم الجميع بنتائجها، وهذا امر في غاية الاهمية، ومن هنا يجب ضرورة العمل من اجل ان يكون المستقبل آمنًا ونجنب هذا البلد عنصر المفاجات التي ان حصلت قد تعيده مراحل الى الوراء". هذا وأبدى السفير السعودي تفاؤله في نجاح الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، قائلا إن "حتى ولو اعترضته بعض العقبات، لكن هذا الأمر سيتم في نهاية المطاف، والمهم ان تلتقي نوايا الجميع على مصلحة لبنان والعمل من اجله"، واذ شدد على ان أي طرف لا يمكنه أن يكفل وحده الاستقرار في لبنان، أكد عسيري ان "الاستقرار الامني عامل مهم في لبنان وهو الذي يكفل تدفق الاستثمارات ومجيئ السياح الى لبنان، إضافة الى تأثر هذا البلد والى حد كبير بمحيطه، وقد راينا كيف أرخت قمة شرم الشيخ بالامس بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك بظلالها الإيجابية على المنطقة بما فيها لبنان، وهو كذلك قد يتأثر بأي تقارب ايراني - سعودي أو سوري - مصري أو سعودي – سوري".

 

وحول موقع الرئاسة الاولى أبدى عسيري "دعم وتأييد المملكة العربية السعودية للرئاسة اللبنانية الاولى"، مشيرًا إلى أن "تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية أمر طبيعي وضروري ونحن حريصون على موقع الرئيس ميشال سليمان ودوره، فرئيس الجمهورية هو حامي الدستور والضامن لتطبيقه، ولذا يجب دعمه وتعزيز دوره لما في ذلك من مصلحة وطنية، وفي نهاية الامر هو تعزيز لجميع اللبنانيين إذ إن رئاسة الجمهورية هي لكل البلد". وعن مجريات الاتصالات السعودية - السورية وامكانية عقد قمة سورية - سعودية يحضرها لبنان، أجاب عسيري: "كل ما يمكن قوله هو أن أي تقارب سعودي مع الاخوة في سوريا من شأنه ان ينعكس ايجابا على الوضع في لبنان، وهناك حرص على تعزيز أمن واستقرار هذا البلد وهذا ما يتم العمل عليه". وفيما جدد تأكيد ثقته ودعمه للبنان، ختم عسيري حديثه بالقول: "منذ مجيئي الى هذا البلد اعتبر نفسي سفيرا للبنان في السعودية، وأنا من هذا المنطلق أتوجه إلى المواطنين السعوديين وأطمئنهم الى أن ما حدث في لبنان كان شيئا عابرا، ولبنان بلد آمن ويجب ان تأتوا اليه"، وردًا على سؤال عن انطباعه الاول عن هذا البلد الذي اتى اليه بعد 9 سنوات من العمل الديبلوماسي في باكستان، أجاب عسيري: "شعب لبنان ليس سهلاً، ويبدو ان الحركة السياسية بين 5 ملايين مواطن لهي أكبر وأصعب من حركة سياسية بين 170 مليون نسمة".

مصادر فرنسية رسمية تشدد على دور الرئيس سليمان في تقريب وجهات نظر الفرقاء اللبنانيين
وتدعو "حزب الله" إلى "قراءة نتائج الإنتخابات بشكل إيجابي والتعاون مع قوى 14 آذار في الحكم"

نهارنت/إلى ذلك، أبدت مصادر فرنسية رسمية، لـ"
nowlebanon.com"  ارتياحها للوضع اللبناني بعد انتهاء الانتخابات اللبنانية وانتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي واختيار الشيخ سعد الحريري لتاليف الحكومة الجديدة، واعتبرت هذه المصادر ان "نتائج الانتخابات جاءت لمصلحة لبنان واللبنانيين رغم انها كانت مفاجئة، لان كل التوقعات كانت تنقل أن النتائج ستكون إما فوز قوى 8 آذار أو حصول تقارب في النتائج بين فريقي 14 و 8 آذار". المصادر الفرنسية الرسمية أكدت أن "على اللبنانيين أن يبدأوا بإدارة شؤونهم بأنفسهم وعدم الاتكال على القوى الخارجية رغم أهمية التقارب السوري-السعودي وانعكاسه الايجابي على الوضع اللبناني".
وحول زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى لبنان اشارت المصادر إلى ان "الزيارة ستتم بعد تشكيل الحكومة على الأغلب وذلك لتهنئة اللبنانيين على ما حققوه وللتأكيد على عدم التدخل الفرنسي في تشكيل هذه الحكومة"، مستبعدةً في الوقت عينه "العودة الى اتفاق الدوحة او اللجوء الى اتفاق جديد خارج لبنان، إذ إن المطلوب اليوم ان تكون الحلول في لبنان حيث رئيس الجمهورية ميشال سليمان يمكن ان يقوم بدور رئيسي في التقريب بين وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين وادارة شؤون البلاد".
إلى ذلك، دعت المصادر الفرنسية الرسمية "حزب الله" الى "قراءة نتائج الإنتخابات بشكل ايجابي والتعاون مع قوى 14 آذار في الحكم لانه ليس من مصلحة أي طرف تعطيل الحكم"، موضحةً أن "الحوار الاوروبي مع الحزب سيستمر من اجل مصلحة لبنان ولاستكمال تطبيق القرار الدولي 1701".
وإذ تخوفت من "حصول اية انعكاسات سلبية للتطورات الايرانية على الوضع اللبناني"، ختمت المصادر الفرنسية الرسمية بالتشديد على "ضرورة استكمال اتفاق الطائف والحوار الوطني بشان سلاح المقاومة وعدم العودة الى 7 أيار 2008 أو 12 تموز 2006 والحفاظ على الوضع الامني الداخلي في لبنان".
المطارنة الموارنة: لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف في تشكيل حكومة تدير البلد
هذا وعقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الدوري برئاسة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير وأصدر البيان الآتي: "يشكر الآباء مع الشعب الله على إجراء الانتخابات في يوم واحد بسلام وقد رافق المراقبون ما رافقها من ايجابيات على صعيد التنظيم والتنفيذ على أمل أن يكون ذلك خطوة متقدمة على طريق ممارسة الديمقراطية بشكل أسلم، ويبقى الآن ان يستقر الرأي لتسهيل مهمة الرئيس المكلف لتشكيل حكومة تدير البلد".
وأضاف المطارنة الموارنة في بيانهم: " نأمل أن يكون فصل الصيف واعداً ولبنان كان ولا يزال جو ألفة وضيافة بعيداً عن ما يعكره بين الحين والحين من تصرفات هي بعيدة كل البعد عن أخلاقه".
سليمان: لبلوغ السلام يجب تطبيق القرار 1701
إلى ذلك، كرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاشارة الى أن "السلام  المنشود في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يستند الى المبادرة العربية التي تعيد الحقوق لأصحابها، وخصوصاً حق العودة للاجئين الفلسطينيين". ورأى سليمان، أمام المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط السفير وو سيكا، أنه "لبلوغ مثل هذا السلام يجب تطبيق القرار 1701 وانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر ووقف الخروقات الجوية والبحرية والتهديدات الاسرائيلية وأعمال التجسس"، مشدداً على أن "لبنان دولة محبة للسلام".
عون: لا نعرف أين أصبح مركز الثقل في تشكيل الحكومة
وفي سياق ممتد لمواقفه الخارجة عن سياق التهدئة، لفت رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون إلى أنه أجّل البحث في موضوع تشكيل الحكومة إلى اجتماع التكتل في الأسبوع المقبل، معتبرًا أن هناك زحمة تدخلات أميركية وفرنسية وسعودية وسوريّة في عملية تأليف الحكومة". وبعد اجتماع التكتل في الرابية، قال عون: "لا نعرف أين أصبح مركز الثقل في تأليف الحكومة في ظل ازدحام السفراء، هذا كلّه يُعدّ وقتاً ضائعاً"، مؤكدًا رفضه "التهديدات الاسرائيلية قبل الانتخابات والآن عند تشكيل الحكومة، وهي تشكل اعتداءً معنويًا متكررًا على لبنان".
وإذ أسف للأحداث الأمنية التي حصلت في منطقة "عائشة بكار"، أبدى عون أسفه كون بعض اللبنانيين يُقتلون برصاص الابتهاج، داعيًا إلى الإقلاع عن هذه العادات. ورداً على سؤال، شدد عون على أن "لرئيس الجمهورية دوره المحدد في الدستور، وكل شيء خارج إطار الدستور يجب بحثه أكانت ضمانات أو غير ضمانات"، وأضاف: "ضمانة رئيس الجمهورية تكون بممارسة صلاحياته الدستورية، لكن خارج إطار الدستور فالرئيس لا يمكنه إعطاء أي ضمانة". 
عون الذي أوضح أن "الطعون الانتخابية تُدرس بالتفصيل"، لافت إلى أن نواب تكتله "سيقدمون طعوناً حيث تتوفر القرائن". وقال: "لست بحاجة إلى أحد للاعتراف بحجم تمثيلي، والانتخابات كانت سوق نخاسة، وقد أقوم بتوزير بعض النواب، لأن الفريق الآخر هرب من إقرار قانون فصل النيابة عن الوزارة، كما أن هناك خرقًا لمبدأ عدم توزير راسبين في الانتخابات". كما أجاب ردًا على سؤال حول صيغة حكومية تحدث عنها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع فقال عون: "فليحتفظ جعجع بوصفته الحكومية لنفسه".
قاسم: الفرصة سانحة لتوافق فاعل في حكومة وحدة وطنية
نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اعتبر بدوره "أن الفرصة سانحة ومتاحة لتوافق فاعل في حكومة وحدة وطنية، وأيدي العابثين الذين لا يريدون الحل مغلولة الآن وليسوا قادرين"، مشيرًا إلى أنّ "بعض التصريحات من المتضررين من الوفاق ستذهب في الهواء، لأن السيطرة هي للعنوان الوفاقي". وأضاف قاسم: "هنا لا بد من الإشادة بموقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف أن إسرائيل لا محل لها ولا قدرة لها على التأثير في العمل الوفاقي في الداخل اللبناني، ولا إمكان لإسرائيل لأن تصنع سياساتنا، ولا نسمح لها، وهذه مواقف إيجابية مع المواقف الأخرى التي تساعد على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، معتبرًا أنه "إذا حصل الوفاق في حكومة الوحدة الوطنية وبالصيغة الملائمة، فستكون الحكومة أمام موضوع واحد أساسي في لبنان هو الموضوع الاجتماعي الاقتصادي".
هذا واستنكر قاسم ما حدث في بيروت من "أحداث أمنية منبوذة"، داعيًا إلى "محاسبة المسؤولين ووضع حد لهذا الفلتان الذي يؤثر على واقعنا في لبنان، فنحن في حاجة إلى كل استقرار بكل المعايير وبكل معاني المواقف والكلمات".
14 آذار: للابتعاد عن أي صيغة حكومية مفخخة بالتعطيل
الأمانة العامة لقوى 14 آذار أعتبرت في بيان بعد اجتماعها الدوري "أن تكليف النائب سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها، هو تعبير طبيعي وديمقراطي عن تلك النتائج والإستشارات الملزمة"، آملة في هذا السياق أن يعكس أيضاً وإنطلاقاً من النتائج إرادة العبور نحو الدولة والإبتعاد عن أية صيغة "مفخّخة" بالتعطيل. وتطرقت الأمانة العامة في بيانها إلى أحداث عائشة بكّار، فتوقفت "بقلق شديد أمام أحداث هذه المنطقة حيث أعاد المسلّحون والملثّمون إحتلال الشوارع، منتهكين حرمات الناس وأرواحهم"، مشددة على أن هذه الحالة الخطرة "لا تعالج بمسكنات وترتيبات موقتة، بل بقطع دابر الفتنة وذلك بإتخاذ قرار حاسم، على صعيد السلطات المسؤولة القضائية والأمنية والعسكرية، يقضي بجعل بيروت مدينة آمنة منزوعة السلاح وهو ما سبق للأمانة العامة أن دعت إليه بعد أحداث أيار 2008 المشؤومة"، مؤكدة "ضمُّ صوتها إلى نواب بيروت في تحرّكهم الأخير في هذا الصدد".
الجيش: تم توقيف كل المتورطين في أحداث عائشة بكار
وفي إطار متصل بأحداث عائشة بكار، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: "نتيجة لتضافر الجهود بين مديرية المخابرات في الجيش وفوج المغاوير تم توقيف جميع المشاركين في أعمال الشغب وإطلاق النار التي حصلت في منطقة عائشة بكار، والتي أدت إلى سقوط ضحايا بين قتيل وجريح وخسائر مادية في الممتلكات، وقد بلغ عدد الموقوفين واحداً وعشرين شخصاً، بوشر التحقيق معهم ليصار إلى تسليمهم إلى القضاء المختص".
الحرائق تلتهم لبنان
بيئيًا، شهد لبنان يومًا جديدًا من ايام المآسي التي عاشتها وتعيشها غابات لبنان وأحراجه مع إطلالة موسم الحر، رغم وصول الطوافات الثلاث المخصصة لاطفاء الحرائق، والتي لم يتم استخدامها بعد بسبب عدم انتهاء التدريبات اللازمة عليها من قبل طياري الجيش اللبناني. وهكذا صالت نيران الحرائق وجالت من شمال لبنان إلى جنوبه، وبقيت أساليب الاطفاء هي هي تقوم على همّة رجال الدفاع المدني والأهالي وطوفات الجيش العادية.
إحدى الطوافات المتخصصة في إخماد الحرائق ستدخل حيز الخدمة الفعلي إبتداء من اليوم
وفي إطار مكافحة الحرائق، أعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية لـ"
nowlebanon.com" أنه "وبنتيجة الطلعات التدريبية التي قامت بها إحدى الطوافات المتخصصة بإطفاء الحرائق، تقرّر أن يتم إدخال هذه الطوافة حيّز الخدمة الفعلي إبتداء من صباح يوم الخميس"، مشيرًا إلى أنه "وبعد مشاركتها الرمزية في إخماد الحرائق التي اندلعت يوم أمس الأربعاء، أكد سلاح الجو اللبناني جهوزية هذه الطوافة على المشاركة العملية بكامل قدراتها إبتداء من صباح الخميس".
وردًا على سؤال، أكد المصدر المسؤول في وزارة الداخلية أن "إدخال هذه الطوافة المتخصصة سيشكل عاملًا بالغ الأهمية على صعيد تعزيز قدراتنا في السيطرة على الحرائق بشكل فعال"، موضحًا في هذا المجال أن "هذه الطوافة تحمل مخزونًا بسعة 7000 باوند في الطلعة الجوية الواحدة وهي مزودة بقدرات دفع هائلة تُستخدم لضخ هذا المخزون بشكل مباشر على أماكن انتشار الحريق، في حين الطوافات العادية لسلاح الجو اللبناني والتي كان يتم استخدامها في المساعدة على إخماد الحرائق كانت تحمل مخزونًا يقدر بسعة 1400 باوند، وبالتالي فمن الطبيعي أن يشكّل إدخال الطوافة المتخصصة بإخماد الحرائق في نطاق العمل الفعلي فارقًا ملحوظًا لجهة فعالية وسرعة السيطرة على الحرائق المندلعة".
وكان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود قد كشف في حديث لمحطة "الجديد" عن "توقيف ثلاثة أشخاص اعترفوا بافتعالهم الحرائق في منطقة الجبل، والتحقيق ما يزال مستمرًا معهم"، وأكد أن "الدفاع المدني يقوم بواجباته الكاملة وكذلك طوافات الجيش اللبناني في اخماد الحرائق".
أما عن الطوافات التي استقدمت حديثاً، فقال بارود إن "هذه الطوافات هي بجهوزية كاملة وهي بتصرف سلاح الجو في الجيش، ولكنها طائرات غير عادية ولها طريقة معينة في القيادة ولا يمكن استعمالها الا بعد انتهاء التدريبات اللازمة التي يجريها سلاح الجو للطيارين، ولا يمكن التسرع في هذه التدريبات حرصاً منا على سلامة الطيارين".
موسوي: الحكومة التي سيشكلها نجاد غير شرعية
وفي جديد الأزمة الإيرانية وبعد المظاهرات الدامية في شوارع طهران الثلاثاء، أعلن زعيم المعارضة الايرانية الإصلاحي مير حسين موسوي أن "الحكومة المقبلة التي سيشكلها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لن تكون شرعية في نظر غالبية الايرانيين"، وذلك بحسب بيان نشر على الموقع الالكتروني الخاص بموسوي الذي أضاف: "ستكون لدينا حكومة تقيم اسوأ علاقة مع الشعب. ان غالبية المجتمع الذي انتمي اليه لن تعترف بالشرعية السياسية لهذه الحكومة".

حكومة من 23 وزيراً
عـماد موسى ، الاربعاء 1 تموز 2009
إن رئيس الجمهورية، وبناء على الدستور، ولاسيما الفقرة 3 من المادة 53، وبناء على المرسوم المتعلق بتكليف سعد الدين الحريري برئاسة الحكومة اللبنانية الصادر في 27 حزيران 2009 يرسم ما يأتي :
1. سعد الدين  الحريري رئيساً لمجلس الوزراء
2. الدكتور غسان سلامة وزيراً للخارجية والمغتربين
3. د.مروان اسكندر وزيراً للمالية
4. نورا جنبلاط وزيرة للسياحة
5. نهاد المشنوق وزيراً للإعلام
6. البروفسور ابراهيم نجار وزيراً للعدل
7. مكسيم شعيا وزيراً للشباب والرياضة
8. ابراهيم شمس الدين وزيراً للتربية
9. د.غازي يوسف وزيراً للإتصالات السلكية واللاسلكية
10. كارلوس إده وزيراً للموارد المائية والكهربائية
11. د.كامل مهنا وزيراً للشؤون الإجتماعية
12. د.جواد بولس وزيراً للتنمية الإدارية
13. زياد بارود وزيراً للداخلية والبلديات
14. الرئيس حسين الحسيني وزيراً للدفاع الوطني
15. رياض الأسعد وزير الأشغال العامة والنقل
16. الدكتور طارق حبشي وزيراً للصحة
17. روبير فاضل وزيراً للإقتصاد والتجارة
18. غنوة جلول وزيرة للمهجرين القدماء والجدد
19. نسيب لحود  وزيراً للصناعة
20. سيبوه قلبكيان وزيراً للزراعة
21. ليلى الصلح وزيرة للعمل
22. أمين معلوف وزيراً للثقافة
صدر في بعبدا... ألخ
إنها تشكيلة وزارية لا تستند إلى معطيات ومعلومات خاصة وتسريبات. إنها شغل بيت. حكومة تمنيات أتصوّرها أفضل بمائة مرة من حكومة تضم مجموعة ديكة وقنابل موقوتة وثلثاً تفجيرياً ومعترضين على زرقة السماء وملوحة الملح وحلاوة العسل وجهلة بالدستور ومخابراتيين ومن ليس في سجلاتهم علامة مضيئة واحدة. فحكومة الوحدة الوطنية التي يكثر الحديث عليها ستتحول حلبة مصارعة حرة وملاكمة وكيك بوكسينغ وعرض جسماني ونفخ عضلات وتهويل ومناكفة وسيذهب الحياديون في حكومة الوحدة والإتحاد والغرام الوطني "معساً" وعصراً وهذا ما لا يتمناه مواطنٌ صالح.
ألّفت الحكومة المتوسطة، من دون تكليف، نيابة عن فخامة الرئيس  في خلال عشر دقائق وأنا أشاهد برنامج للأطفال على قناة المنار، ومن دون التركيز على التوزيع الطائفي كوني أمارس العلمانية أكثر من علي قانصو بقليل. ولرئيس البلاد أن يأخذ بتشكيلتي إن أصرّت الأقلية على النسبية والنصف زائدًا واحداً والوزير الملك والوزير الأمير والوزير الوديعة، وقد تعمدت أن أترك منصب نائب الرئيس شاغراً آخذاً في الإعتبار أن عصب الأشرفية "سيدبل" قلب سعد الدين الحريري حتى لو قدم نفسه كفاعلية أورثوزكسية متمايزة عن العماد ميشال عون، إنه لمن دواعي سروري أن أخلف دولة الرئيس أبو جمرة وأشغل مكتباً مستحدثاً لنائب رئيس مجلس الوزراء.. لو دام له لما آل إليّ.

رداً على ردّ قيادة الجيش

   ٢ تموز ٢٠٠٩

  ميرفت سيوفي

لا يوجد مواطن لبناني عاقل يفكر بأن يدخل في سجال مع المؤسسة العسكرية، فكيف الحال بمواطنة مثلي لا ترى خلاصاً لهذا الوطن إلا في حصرية السلاح بالمؤسسة العسكرية، وبسط الجيش اللبناني سيطرته على كل شبر من أرض لبنان.. هذا أولاً، أما ثانياً، فمن صلب مهنتنا أن نلتفت إلى ما يقوله الناس علناً في الشارع، وعلى المواقع الالكترونية، وليس من صلب مهنتنا أن نكيل المديح لأحد مهما علا شأنه، والمؤسسة العسكرية لها حق الردّ على كل نقد يصدر سواء كان سياسياً أم صحافياً، ولكن لا يحق لها أن تتهم مواطناً لبنانياً بأنه يتفرد بتوجيه التهم اليها فيما الكل يُثني على الجيش، فهذا شرف لا أستحقه، ويبدو أن إخواننا وأبناءنا العسكريين مقصرين في مديرية التوجيه في نقل كل ما كتب ويكتب بُعيد أحداث منطقة عائشة بكار، ونحيلهم على آخرها بالأمس للزميل محمد سلام تحت عنوان "عفواً أريد أن أفهم" والمنشور على موقع الكتروني محترم والزميل محمد سلام اسم له وزنه وصدقيته في الصحافة، ليقرأوا فقط تعليقات القراء اللاذعة، وهذا يكفينا..

يقتضي واجبي أن أعبر عن الناس، وأستغرب استغراب مديرية التوجيه في توجيه اللوم للجيش اللبناني!! وأطمح بأن أحصل على إجابات على هذه الأسئلة: من المسؤول عن جمع السلاح الفردي غير الشرعي المنتشر بين أيدي "الزعران"؟ أليس الجيش اللبناني؟! ومن المسؤول عن أمن الناس على كل الأراضي اللبنانية؟ أليس الجيش اللبناني؟! ومن المسؤول عن ضبط الفلتان الأمني الذي ينتاب العاصمة كلّما أحب البعض تأديب منطقة ما؟ أليس الجيش اللبناني؟!

ولسنا بحاجة لإحالة مديرية التوجيه مجدداً على مقالتنا موضوع الردّ إذ يبدو أن ضيق صدرهم بالنقد حجب عنهم قراءة النص كما كتب فحاولوا اختصاره كما يريدون، فقد أعدنا سرد تواريخ حقيقية لأحداث حقيقية أخذت حيزاً واسعاً من الانتقاد لأداء المؤسسة في حرب الشوارع، ولسنا بحاجة إلى إعادة إنعاش الذاكرة بحديث الزميل يوسف بزي وهو يروي قصة الهجوم على صحيفة المستقبل وصحافييها العزل وضابط لبناني على رأس الميليشيا المقتحمة يهددهم بمعاقبتهم إن عُثِرَ على سلاح، فيما الميليشيا من ورائه مدججة بالسلاح!! أم علينا استعادة الحديث عن ضابط تولى تنفيذ أمر إخلاء مبنى تلفزيون المستقبل تحت طائلة إحراقه تمهيداً لدخول فرق 7 أيار التي غزت بيروت وقيامها بقطع شرايين البث والحرية في لبنان لكم الأفواه وحجب صورة ما يحدث في بيروت!!

عندما طالبنا نواب بيروت في مقالتنا موضوع الرد بالتحرك، طلبنا منهم زيارة قيادة الجيش وتحميلها مسؤوليتها، وقلنا بالحرف:"حمّلوها مسؤولية نزع الأسلحة الفردية والمتوسطة من الطرفين، فلا يُنزع من فريق وجد أنه مضطر لاقتنائه لأن الجيش تفرج عليه عندما "تدعوست" كرامته وحرمة مدينته ومنزله في 7 أيار، وكفى ضحكاً على عقول الناس، بأن أحد الأطراف يحتفظ بالسلاح الفردي لأنه طرف مقاوم. فبيروت لم تعد تحتمل هذه الادعاءات الواهية، فالمسدسات والكلاشينكوفات والقذائف الصاروخية سلاح "زعرنة" في حروب الزواريب!! وأتساءل لماذا تجاهلت مديرية التوجيه مطالبتنا بنزع السلاح من الطرفين، معتبرة أننا بررنا تسلح طرف، نحن لم نبرر بل الطرف الآخر يقول هذا الكلام!!

وقلنا ما حرفيته:"حان الوقت لتجرد قيادة الجيش حملة دهم تنزع وتصادر فيها كل هذه الأسلحة التي تقضّ مضاجع الذين لا يريدون سلاحاً يهدد أرواحهم ومدينتهم بين الأزقة والبيوت، حان الوقت لتصادروا من "الزعران" سلاحهم، وكل تقصير أو تأخير أو تهاون هو تواطؤ على العزّل الآمنين، (...) وما دامت القيادات السياسية لكل الأطراف ترفع الغطاء السياسي عن هؤلاء، اضربوهم بيد من حديد وأريحوا العباد من شرورهم، ومتى تدخل السياسيون لحماية "زعرانهم" تفضلوا واكشفوا للبنانيين أصحاب هذه الأغطية حتى يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الرأي العام اللبناني لأنه كفر بهم جميعاً!!

وأستغرب بشدة وبدهشة أن تتهمنا مديرية التوجيه بأننا نتجاهل الدور الذي يقوم به الجيش لتوفير الأمن والاستقرار (مع أن هذا دوره أصلاً وليس من واجب الجيش أن يربّح اللبنانيين جميلة أنه يقوم بدوره، لم أسمع يوماً بجيش أصدر بياناً مدح فيه نفسه لقيامه بدوره!!)، فيما نحن طالبناه في مقالنا المذكور بأن يقوم بواجبه ويجرد حملة لنزع سلاح الطرفين في العاصمة والضرب بيد من حديد!!

وما دامت مديرية التوجيه أكدت في ردها على مقالنا "أن السبب الأساسي لما يقع من أحداث أمنية سببه الأساس هو التعبئة والتحريض قبيل الاستحقاقات السياسية وعدم انعكاس أجواء مصالحات رؤسائهم عليه"، فهذا يعني أنها مدركة حجم التأزم في البلاد، وطبعاً لم نفهم عن أي أجواء مصالحات سياسية بين المسؤولين السياسيين تحدث عنها البيان، ولا إن كان من صميم دور مديرية التوجيه تقديم تحليل سياسي وتوصيف للقاءات جرت، لم يرَ منها اللبنانيون إلا صورة على الشاشة ولم يسمعوا عنها سوى خبر اللقاء، فإذا كان تقدير الأمور والتعاطي معها عند مديرية التوجيه يتم بهذه السطحية، إذ لمجرد ظهور صورة على الشاشة يفترض المعنيون الأمنيون أن الأزمة انتهت فـ "كلّفنا خاطركن"!!

أما أسوأ ما قرأته كمواطنة في الرد فهو القول: "أن الأحداث الأمنية تحصل بصورة مفاجئة (...) وهناك أحداث تظهر من دون دلائل مسبقة"!! وهذا هو البديهي والطبيعي في الأحداث الأمنية أن تقع فجأة، ولكن عندما تكون مسبوقة بأحداث وتشنج قبل أقل من 24 ساعة يقتضي التحليل العسكري المنطقي أن تكون متوقعة وأن يتم التحوّط لها!!

أما المقارنة بين السلاح والقلم، فنشكر مديرية التوجيه على إعلامنا كمواطنين بأن السلاح في يد المواطن خطر على أخيه، "والله اكتشفت البارود"، بُحّت أصواتنا ونحن نطالب الجيش بنزع السلاح الفردي من أيدي الذين يعرضون أمن الوطن والمواطن واستقراره بشكل سافر للاستفزاز!! أما إذا كان القلم في يد الكاتب يخطّ الحقيقة وينقل ما ضاقت به صدور الناس ويرددونه يومياً تهمة، فهذه تهمة نفتخر بها، لأننا وبالقلم نفسه خطينا سطوراً مجيدة في حق الجيش اللبناني وشهدائه ونضاله المشرف، والمشكلة عند من لم يقرأ، أو قرأ ونسي، أو ظنّ أننا كنا نجامل الجيش ونكيل له المدح... أما حرية التعبير التي تمتاز بها بلادنا فلا تحتمل من مديرية التوجيه أن تتهم صحافياً لأنه يطالب الجيش بالقيام بواجبه وحماية المواطنين الآمنين!!

وبالإذن من مديرية، لم يعودنا فخامة رئيس البلاد العماد ميشال سليمان يوم كان في موقع القيادة وفي أحلك الظروف، على صدور هكذا بيانات، على مستوى القيادة والدخول في ردود على صحافيين ولا على سياسيين ولم يَسْتدِج ولم يُسْتَدرَج إلى هكذا بيانات.. المطلوب من الجيش اللبناني أن يقوم بواجبه على أكمل وجه، وأن لا يُربّحنا "جميلة" بأنه يقوم بواجبه، لأن الشعب اللبناني بأكمله يموّل جيش لبنان ليقوم بواجبه، والواجب لا يحتاج إلى شكر!!

وأمر واحد وأخير بعد، لا أعرف من خط بيان مديرية التوجيه إلا أن بودّي أن أقول له كمواطن قارئ، قرأ هذا البيان بضع ملاحظات: لا تقدم "تحليلاً سياسياً" للحصول على ناتج أمني، لا تعلن أن الوضع مأزوم في البلد ومشحون، ثم تقول إن الإحداث مفاجئة، لا "تمدح نفسك" فالقول "ان الأقربين والأبعدين يشهدون للجيش باستثناء كاتبة المقال (يعني جنابي)"، فمادح نفسه يقرؤك السلام، لا تقدم نصائح بديهية ـ حتى لا أقول شيئاً آخر ـ بأن السلاح في يد المواطن يضر بأخيه المواطن"..."بحياة الله"!! "عملوا شغلكن وانزعوا هذا السلاح"!!

ومحبتي واحترامي وتقديري لأبنائنا واخوتنا، وفخرنا شهداء الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، وخلال العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وإلى الذين يسقطون جرحى في معارك الشوارع بسبب رصاص "الزعران" من الطرفين
المصدر : الشرق

 

القومي في نظر مغادريه: التقوقع مستمرّ (1/2)

القوميّون وحلفاؤهم في الانتخابات (أرشيف)

في 7 أيار الشهير، كرّس الحزب السوري القومي الاجتماعي نفسه لاعب هجوم في فريق المعارضة. ومن يومها، أعطت المعارضة لهذا الحزب الكثير. لكن بعد نحو عام على انتخاب النائب أسعد حردان رئيساً للقومي، لم يحقّق الحزب بعضاً من تطلّعات القوميين الكثيرة

غسان سعود

في مقاهي الحمرا في بيروت، وفي مقاهي التل وشارع المئتين في طرابلس، وفي المطاعم  الخيم في أنطلياس وضهور الشوير في المتن، وفي ساحات بلدات الكورة، وفي غيرها من المناطق، ينجح القوميون في تحويل المقاهي إلى مقارّ حزبية. ويلتقون فيها ساعات عدّة يومياً، يحلّلون، يناقشون ويستخلصون العبر، ثم يعودون إلى منازلهم. يتكلمون في كل شيء إلا عن شؤون حزبهم، يمرون به مروراً سريعاً، خجولاً، كأن ما فيه يتعب قلوبهم وعقولهم ويكشف عجزهم. ومعظم هؤلاء يفضّلون المقاهي لأنهم يواجهون مشكلة مع القيادة الحالية للحزب، وخصوصاً مع رئيسه النائب أسعد حردان.

يبدو أن هذه الفئة تمثل شريحة كبيرة قررت الابتعاد عن المؤسسة الرسمية، لكن دون الالتحاق بحزب أو زعيم آخر، فيما دفع اليأس آخرين إلى الذهاب نحو أماكن أخرى من المكاتب الفخمة في قريطم إلى عمارة شلهوب، وصولاً إلى دارة النائب ميشال فرعون.

ويعتبر هؤلاء أن عدد القوميين الذين باتوا خارج التنظيم الحزبي أضعاف من بَقي داخل أطر الحزب، ويتحدثون عن استحالة التلاقي مع القيادة الحالية، علماً بأنه جرت محاولة جدّية قبل الانتخابات لإعادة جميع القوميين إلى داخل مؤسسات الحزب.

كلام بعض الخارجين من الحزب يتوزّع اليوم على مستويين: الأول يقوّم أداء النائب حردان بعد عام على تولّيه القيادة، والثاني يركز على ما أظهرته الانتخابات. ويقول أحد المبعدين من الحزب إن حردان انتخب رئيساً في مرحلة كان يفترض أن يكون الحزب القومي أحد أعمدتها، وقد ظنَّ من شجّع حردان على الترشح أنه قادر على النهوض بالحزب كما يفترض. فكانت النتيجة أن حل حردان محل علي قانصو في رئاسة الحزب، وحل قانصو محل حردان في رئاسة المكتب السياسي. وبقيت الأمور على حالها: لم يتكثّف النشاط الحزبي، ولا تكثّفت الندوات، ولا تغيّر المسؤولون في المناطق، ولا حوسب من يفترض أنهم تقاعسوا في عملهم، ولم يحصل أي تغيير جدي لا على مستوى المدارس ولا الجامعات ولا النقابات، وبقي الحزب في رقاده العميق، لا انبعاث ولا قيامة باستثناء «التفريغ العسكري» الذي ازداد في السنة الماضية.

يسجل هنا أن التفريغ العسكري حصل من دون الإعداد القومي التقليدي لمجرد القول إن ثمة عدداً، والإثبات لمن شجع على انتخاب حردان رئيساً أنه ينجح في القيادة و«ها هو الحزب يخرّج دفعة مقاتلين تلو الدفعة». ويشير أحد المطّلعين إلى أن الموازنة المالية للحزب زادت في السنة الأخيرة عشرة أضعاف عمّا كانت عليه أيام الرئيس الأسبق جبران عريجي.

وفي السياق نفسه، يقول قوميٌّ عتيق إن الحزب «تخلّى عن دوره السياسي والسجالي في أكثر المراحل احتداماً سياسياً، ولم يبادر إلى بلورة طرح علماني رغم أن الأزمات المذهبية تسمح عادة بتقبّل طرح كهذا، وخصوصاً أن الأحزاب الأخرى كانت تنادي بالانفتاح من جهة وتعزز منطق التقوقع من جهة أخرى. والأهم، لم يسعَ الحزب إلى استقطاب القوى الأخرى أو محاولة صعود السلم لأداء دور ذاتي في إدارة الصراع، لا الاكتفاء بأداء مهمات محددة مطلوبة منه». ومن هنا، يدخل متابع قومي آخر إلى موضوع الانتخابات، متوقفاً عند مفارقة «عدم قيام أي طرف، باستثناء طلال أرسلان، بزيارة مركز الحزب القومي عشية الانتخابات، وعدم قيام الحزب أيضاً بزيارات فوق العادة».

وفي التفاصيل الانتخابيّة، يشير أحد الخارجين من الحزب إلى أن رئيس الحزب أعلن قبل 3 أشهر من الانتخابات أمام مجلس العمد أن الحصة النيابية للحزب ستراوح بين 6 مرشحين و8. ولاحقاً، وضعت المعارضة، وخصوصاً حزب الله، قدرات مادية كبيرة بتصرف الحزب القومي كي ينجح في الانتخابات، ولم يرفض حزب الله طلباً لقيادة القومي.

 من تشييع شهداء الحزب في مجزرة حلبا (أرشيف)وبادر حزب الله إلى التدخل لدى العماد ميشال عون لإقناعه بصعوبة استبدال نائب رئيس الحكومة اللواء عصام أبو جمرة الذي كان ينوي الترشح عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون بالنائب حردان الذي يشغل أصلاً هذا المقعد، فوافق عون. ثم أقصى حزب الله المرشح المفترض عن المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك الهرمل ألبير منصور لمصلحة إبقاء النائب مروان فارس في موقعه، رغم قرب منصور الكبير من المعارضة وقدرته على إعطاء زخم لخطابها السياسي. وهكذا حافظ نائبا الحزب على كرسيّهما، وهما فازا في النيابة في دائرتين يمكن كل من يصعد باص المعارضة فيهما أن يصل إلى المجلس النيابي، وبالتالي لا فضل شخصياً لحردان وفارس بوصولهما إلى المجلس.

في المقابل، خسر مرشحو الحزب في معقلي القوميين الأساسيين في الكورة والمتن، ونال المرشحان غسان الأشقر في المتن وسليم سعادة في الكورة أقل عدد أصوات بين المرشحين في لائحة كل منهما. هنا، يتحدث أحد الخارجين من الحزب عن «إقطاع سياسي حزبي داخلي» يزداد تعقيداً يوماً تلو آخر. وتُوجّه للمرشحين النائبين السابقين مجموعة انتقادات، أبرزها أن الحجة الوحيدة لترشح سعادة هي أنه ابن عبد الله سعادة، وهو رفض تحت حجج متنوعة خوض الانتخابات عام 2005، طالباً من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عدم ترشيح قومي آخر محله، وقد أمضى وقتاً طويلاً بين انتخابات 2005 و2009 خارج لبنان. وفور انتهاء الانتخابات الأخيرة، غادر البلد. أما غسان الأشقر فهو إذا قارنه أحد الحزبيين السابقين مع سعادة، يراه حاضراً في حياة الحزب (بصفته عضواً منتخباً في المجلس الأعلى للحزب). وكان لافتاً، بحسب المتحدثين أنفسهم، عدم سعي قيادة الحزب لفرض مرشح قومي على لائحة المعارضة في الشوف (سبق للرئيس الأسبق للحزب إنعام رعد أن خاض انتخابات الشوف وترشح في الدورة السابقة فارس ذبيان). ولم يضغط الحزب جدّياً لترشيح أحد في عاليه.

في الختام، يقول أحد المطّلعين على بعض تطلعات القومي إن الحزب في نقطة تحوّل سياسية بارزة، ولم يواكب ما يجري من حوله: لم يرفع إعلاناً جذاباً، لم يطرح عنواناً سجالياً، لم يدخل في مناظرة جديّة، لم يرشح وجهاً جديداً ولم يقدّم دليلاً واحداً على نيته الخروج من تقوقع قيادته على قاعدته.

 

 

 

.