المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخباريوم 05 تموز/2009

 إنجيل القدّيس متّى .1:11
مَن قَبِلَكم قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قَبِلَ الَّذي أَرسَلَني. مَن قَبِلَ نَبِيًّا لأَنَّه نَبيٌّ فَأَجرَ نَبِيٍّ يَنال، ومَن قَبِلَ صِدِّيقًا لأَنَّه صِدِّيقٌ فَأَجرَ صِدِّيقٍ يَنال ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع». ولَمَّا أتمَّ يسوعُ وَصاياه لِتَلاميذِه الاثنَي عَشَر، ذَهبَ مِن هُناكَ لِيُعَلِّمَ ويُبَشِّرَ في مُدُنِهم.

الراعي: الإساءة إلى صفير نوع من الإنحطاط
موقع القوات اللبنانية/شدد راعي أبرشية جبيل وتوابعها المطران بشارة الراعي على أن البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير مرجعية في لبنان وخارجه "من دون جميلة أحد"، مؤكداً أن "الإساءة إليه بسبب اختلاف في الرأي هو نوع من الإنحطاط". وأوضح، في حديث الى تلفزيون anb أن "لا مشكلة في اختلاف الرأي ولكن يجب عدم التعرض لكرامات الناس والإكليروس، لافتا الى أن "الكنيسة لا تتكلم بلغات تفسر سياسيا بل تتكلم لغة المبادئ". وقال:"من واجبنا المحافظة على ثقافتنا وحضارتنا وهذا أمر يعني كل اللبنانيين، فالكنيسة تذكر بالمبادئ لكي يحسم اللبنانيين خياراتهم ولا تستطيع أن تصمت ولكنها ضد أن يتم تصنيفها مع هذا الفريق ام ذاك". وعن موضوع الحرم الكنسي، قال: "الحرم رافق الكنيسة من أيام المسيح حتى اليوم ولكن يوجد أصول لإنزاله"، لافتاً إلى أن الهدف من إثارة موضوع الحرم هو تنبيه الضمائر. ووصف الديمقراطية في لبنان بأنها "ديمقراطية غير سليمة بسبب عمليات شراء الأصوات والتهديد"، متمنياً أن تصبح ديمقراطية فعلية.

عون: مال سعودي في البلد بهدف توطين الفلسطينيين
النهار/جدد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في لبنان  رفضه التوطين و"بيع الوطن والأرض والهجرة". ودعا في عشاء تكريمي أقيم للماكينات الانتخابية لـ"التيار الوطني الحر" الى "الغضب بهدف  مقاومة ما يحدث في المجتمع الدولي". وقال: "أولئك الذين باعوا أنفسهم وضميرهم ماتوا، ومواطنونا لا يبيعون وطنهم، وهناك مال سعوديً يضخ في البلد، وهم يفعلون ذلك بهدف توطين الفلسطينيين". وتحدث عن شراء أراض واصوات في مرحلة الإنتخابات، "الا اننا لن نبيع ضمائرنا ولا كراماتنا ولن نسمح لأحد بأن يستوطن أرضنا". وختم: "إذا باع الانسان نفسه فهو يبيعها إلى الأبد، وينتقل من عالم الحياة إلى عالم الموت، وهناك من يحاول إسقاط الدولة بالسياسة حيناً وبالعسكر حيناً أو بالمال أحياناً".

الغالبية: عون يسعى إلى عدم إعطاء سليمان أي وزير مسيحي في الحكومة
أبي نصر لـ "السياسة": نطالب بـ 7 وزراء ولا شأن لنا في حصة باقي المعارضة

بيروت - "السياسة": تبدو صورة المشهد السياسي على الساحة المسيحية مشوشة, بعد الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري واصطدامها بشرط العماد ميشال عون, بأن يتمثل تكتل "التغيير والإصلاح" في الحكومة العتيدة, بسبعة وزراء, على قاعدة النسبية من أصل 15 وزيراً مسيحياً, إذا ما تشكلت الحكومة من 30 وزيراً, أي أنه يتمسك بكامل حصة المعارضة من الوزراء المسيحيين, بما فيها حصة رئيس الجمهورية التي لا يعترف بها العماد عون. هذا الشرط كان مدار تعليق لدى قيادات مسيحية في " 14 آذار" وبالتحديد رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي علق على كلام عون وكأنه يتعاطى مع تأليف الحكومة من موقع اللاغالب ولا مغلوب, متناسياً بأن الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت أكثرية وأقلية. وإذا كان التداول في التشكيلة الحكومية يتم على قاعدة 15 وزيراً للأكثرية وعشرة وزراء للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية, فكيف يمكن للعماد عون المطالبة بسبعة وزراء مسيحيين? وهل يقبل حليفاه "حزب الله" وحركة "أمل" بتحويل ثلاثة أرباع حصة المعارضة في الحكومة? وإذا ما قبل "حزب الله" بذلك, فهل يوافق الرئيس بري أن تتقاسم حركة "أمل" و"حزب الله" الوزراء الثلاثة الباقين?ثم هل يقبل الرئيس المكلف إعطاء تكتل "التغيير والإصلاح", 7 وزراء مسيحيين? وماذا يبقى للأكثرية ولرئيس الجمهورية? الرئيس أمين الجميل وصف شروط العماد عون بالتعجيزية, ومحاولة استباقية لحشر حليفيه في زاوية المصلحة الشخصية, التي يطالب بها ثمناً لتحالفه مع "حزب الله", وتحوله إلى المعارضة منذ توقيعه على وثيقة التفاهم معه.
وإذا كانت مصادر رئيس الجمهورية لم تعلق بعد على شرط العماد عون, إلا أن فريق " 14 آذار", يرى فيها خطوة للتفلت من المشاركة في الحكومة, لعلمه المسبق بأن لا الرئيس المكلف يقبل بأن ينال هذه الحصة, ولا رئيس الجمهورية يوافق على توزير سبعة وزراء مسحيين تابعين لتيار معين, من دون أن يكون له رأي في ذلك, ولا حتى الكنيسة المارونية توافق من حيث المضمون على هذا الشرط, بوجود أكثرية لا لبس فيها, وهي ليست وهمية كما كان يسوق لها في السابق, في ظل انقسام واضح في الشارع المسيحي, بلغت نسبته في بعض المناطق 40 في المئة لصالح فريق الأكثرية.
من جهته, سخر مصدر في قوى " 14 آذار" من كلام عون, بأن كتلة نواب "التيار الوطني الحر" أصبح عددها 27 نائباً, موضحاً أن حجم تكتل التيار أصبح 21 نائباً لا أكثر ولا أقل, وهم يشكلون بحسب المناطق كالتالي: 3 نواب عن قضاء جزين, 3 عن قضاء بعبدا, 4 عن قضاء المتن يضاف إليهم نائبان عن "حزب الطاشناق", و5 عن كسروان, و 3 عن جبيل ليصبح العدد 20 نائباً, يضاف إليهم النائب أميل رحمة, فيكون العدد 21 نائباً لا غير. وحتى في حال انضمام نواب زغرتا فيصبح العدد 24 نائباً, أما الباقون فيتوزعون على أحزاب المعارضة, "حزب الله" وحركة "أمل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"حزب البعث السوري". في المقابل, أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر ل¯"السياسة", أن تكتله يطالب بالتمثيل النسبي في الحكومة, وهو يتمسك بهذا المطلب, أي ب¯7 مقاعد وزارية, ولن يقبل بأقل من ذلك.
ورداً على سؤال حول الصيغة الحكومية الأكثر تداولاً 15 وزيراً للأكثرية و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية, شدد أبي نصر على إعطاء تكتل "التغيير والإصلاح" 7 وزراء مسيحيين و"ليوزعوا ما تبقى من حصة المعارضة على "حزب الله" وحركة "أمل" وباقي أحزاب المعارضة", مؤكداً أن لا خلاف مع رئيس الجمهورية حول هذا الموضوع. أما في حال إجراء تسوية في موضوع الحصص, فرأى أنه عند المباحثات تحصل التنازلات, لكنه شدد على تمسك فريقه بالحصة التي يمنحه إياها التمثيل النسبي أي سبعة وزراء, "أما إذا جرت مناقشتنا في هذا الموضوع, فقد تحصل بعض التنازلات لصالح المعارضة, وليس لأي شخص آخر". أبي نصر وحول مشاركته في التشكيلة الوزارية, رأى بأن يوجه هذا السؤال إلى العماد عون, لأنه وحده الذي يقترح أسماء الوزراء, ولغاية تاريخه لم يبلغ بأن اسمه بين النواب الذين سيقترحهم العماد عون لتشكيلة الحكومة المرتقبة.

الحريري يعرض الاوضاع مع جعجع في بيت الوسط
التاريخ: ٤ تموز ٢٠٠٩/اخبار المستقبل
إستقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة النائب سعد الحريري، في دارته في بيت الوسط، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وجرى عرض التطورات الراهنة.

صفير على خط خلافات جنبلاط-الجميل-جعجع 
بيروت - "السياسة": تصاعدت وتيرة الخلافات بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط من جهة, وبين كل من رئيس "حزب الكتائب" الرئيس أمين الجميل, ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع, على خلفية التباينات السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة, والحصص الوزارية فيها, إضافة إلى الخيارات السياسية التي يرى جعجع أن جنبلاط يشجع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري, على تقديم تنازلات والذهاب إلى دمشق, لإنجاز مصالحة مع سورية. وأقلقت هذه الخلافات البطريرك الماروني نصر الله صفير, الذي تردد أنه أوفد مقربين منه إلى كل من جنبلاط وجعجع, من أجل تهدئة الوضع بين الرجلين والعمل على إزالة الخلافات بينهما. وذكرت بعض المعلومات, أن البطريرك صفير تمنى على كل من الرجلين, عدم التسبب بفرط تحالف قوى " 14 آذار" التي نجحت في تحقيق إنجازات سياسية وطنية كبرى, فيما يبدو أن الاتجاه الذي يدفع إليه البطريرك صفير, هو الدفع نحو عودة اجتماعات قوى "14 آذار", على مستوى الأركان, من أجل إذابة الجليد الذي بدأ يتراكم بين المختارة ومعراب وبكفيا. ورجحت المصادر أن يتمنى البطريرك صفير, على رئيس الحكومة المكلف, الدعوة إلى هذا الاجتماع, لأنه مازال يشكل حلقة الوصل التي يمكن الركون إليها من كل قوى " 14 آذار".

 مؤتمر دولي للمغتربين اللبنانيين لتطبيق قرار نزع سلاح "حزب الله" يعقد في واشنطن نهاية الشهر الجاري
لندن - كتب حميد غريافي:السياسة
تعقد القيادات الاغترابية اللبنانية البارزة التي تشكل قوى الضغط على الحكومات الغربية ومجالس نوابها, مؤتمراً عاماً هو الأوسع في تاريخ الاغتراب اللبناني في واشنطن قبل نهاية الشهر الجاري, من اجل الدفع بالادارة الاميركية والعواصم الاوروبية وكندا واستراليا والبرازيل والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي نحو "اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة" لتطبيق القرارين 1559 و1701 الداعيين الى تجريد "حزب الله" والفصائل الفلسطينية في لبنان من اسلحتهما ووضع حد نهائي لاعادة تهريبها عبر الحدود السورية والبحرية, "لان الظروف الراهنة مواتية وقد لا تتكرر مستقبلاً اذ ان ايران وسورية وحزب الله معاً في وضع من الضعف لا تحسد عليه: فالجمهورية الايرانية تواجه شبه ثورة داخلية لن تتمكن عمليات قمعها للناس في الشوارع من اخماد نيرانها المشتعلة بعد الآن, والنظام السوري يستجدي الولايات المتحدة واوروبا لتبني مفاوضاته مع اسرائيل من دون أي شروط مسبقة, فيما "حزب الله" الذي تلقى ضربة قاصمة بفقدانه آماله بحكم لبنان بعد هزيمته النكراء في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتداعيات الأزمة الايرانية عليه, انكفأ وتراجع امام هاتين العاصفتين بانتظار مرورهما كي يعود الى سياسة التهديد والهيمنة وعمليات القمع".
وقال قيادي اغترابي في "المجلس العالمي لثورة الأرز" من واشنطن ل¯"السياسة" في لندن امس "ان المؤتمر الاغترابي الذي يضم اكثر من 60 قيادياً لبنانياً سيحضرون الى العاصمة الاميركية من مختلف انحاء العالم, يشركون معهم فيه نحو ثلاثين من اعضاء الكونغرس الاميركي بجناحيه وعدداً من نواب مجلس الاتحاد الاوروبي وبرلمانيين كنديين واستراليين وبرازيليين ويدفعون الى عواصم هؤلاء توصيات الى الامم المتحدة للانتقال فوراً من تقديم التقارير الدورية عن متابعة تنفيذ القرارات الدولية حول لبنان الى مرحلة لوجستية على مجلس الامن ان يجد وسائلها الناجعة لتجريد "حزب الله" من سلاحه, وابعاد الفصائل الفلسطينية التابعة لسورية عن المناطق اللبنانية التي تحتلها بالقوة, تمهيداً لبسط سيادة الدولة والجيش اللبنانيين على كل اراضيهما ونشر الهدوء والطمأنينة في نفوس اللبنانيين الذين يستحقون - بعد معاناة مأساوية مستمرة منذ نحو ثلاثة عقود من الزمن- ان يعيشوا بسلام وكرامة وحرية واستقلال لا يمكن ان تتحقق بوجود الترسانة الصاروخية والتقليدية ل¯"حزب الله" في وجه هؤلاء اللبنانيين ودولتهم".
واكد الامين العام ل¯"اللجنة الدولية - اللبنانية لمتابعة تطبيق القرار 1559" م.طوم حرب من واشنطن ل¯"السياسة" ان "دعوات وجهت الى عدد من قادة ثورة الارز في لبنان ممن لم يتراجعوا عن المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية وخصوصاً ما يتعلق منها بسلاح "حزب الله" لحضور مؤتمر واشنطن في اواخر هذا الشهر, بينما وجهت دعوات اخرى مماثلة الى جهات روحية مسيحية واسلامية في مختلف الدول للمشاركة في تقييم تأثيرات دويلة "حزب الله" الايرانية وسلامها ليس على لبنان فحسب, وانما على مجموعة دول العالم العربي التي ترفض وجود هذه الدويلة كظاهرة خطيرة يمكن ان تتكرر في بعض تلك الدول وتؤدي الى تغييرات جذرية فيها كما كان اعلن محمود احمدي نجاد عشية الانتخابات النيابية اللبنانية".

الحسابات الداخلية تعيد الإعتبار الى فوز 14 آذار ودور رئيس الجمهورية
الشروط  السورية  أثارت دولاً كبرى واستنفرت ردود فعل سلبية

النهار/روزانا بومنصف     
استنفرت الشروط التي طرحتها سوريا على الغالبية النيابية الجديدة في لبنان ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد فتح الباب أمام  تسوية للعلاقات بين لبنان وسوريا  وازالة الصدع الكبير الذي تسبب به اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل اربعة اعوام، عددا من الدول الكبرى التي لا تزال تولي الوضع اللبناني متابعة كبيرة على رغم تقدم اولويات أخرى كثيرة، ليس اقلها عملية السلام في المنطقة مع المبادرة المرتقبة للرئيس باراك اوباما في هذا الاطار، والوضع الايراني الناشىء بعد الانتخابات الرئاسية التي فجّرت صراعا داخليا لا يزال محتدما. فهذه الدول، وفي مقدمها الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية المؤثّرة، علقت اهمية كبيرة على الانتخابات اللبنانية ونتائجها المحتملة وحتى على مرحلة ما بعد هذه الانتخابات في ضوء الاحتمالات المتعددة التي سادت قبل حصولها، ويمكن الجزم انها كانت تستعد لهذه المرحلة اكثر بكثير من استعدادها للانتخابات في ذاتها بعدما ضمنت إجراءها في اجواء مستقرة بعيدا من التهديدات الامنية.  وقد عبّر بعضها  كالولايات المتحدة، عن هذا الاهتمام بالحكومة العتيدة حين ربط مسؤولون وديبلوماسيون كبار في هذه الدول التعاون مع الحكومة المقبلة بتركيبتها المحتملة وما سيتضمنه بيانها الوزاري، وكذلك من سيتسلم الحقائب الاساسية الحساسة. ووازت سوريا الولايات المتحدة في ربط احتمالات تعاونها مع الحكومة اللبنانية المقبلة بأمرين أحدهما، على ما ورد على السنة مسؤولين سوريين، موضوع العلاقات اللبنانية - السورية والآخر دعم المقاومة.
 والاستنفار الذي أثارته الشروط السورية تم التعبير عنه مباشرة الى مسؤولين لبنانيين جرت اتصالات كثيفة معهم في الأيام الاخيرة لاستطلاع حقيقة الموضوع وموقف هؤلاء المسؤولين منها. كما تم التعبير عنه بالتنسيق بين عدد من هذه الدول، فصدرت مواقف سعودية واميركية وفرنسية تصب في اتجاه واحد وبتوقيت شبه واحد ايضا في اعلان عن ضرورة ان يكون تأليف الحكومة اللبنانية شأنا يخص اللبنانيين وحدهم من دون أحد سواهم بما يوحي ان مواقف هذه الدول متفق عليها في ما بينها ولا احد منها خارج هذا الموقف. ووصل الامر  الى درجة استباق الديبلوماسية الفرنسية  زيارة وزير الخارجية برنار كوشنير هذا الاسبوع للبنان وسوريا بالتشديد على انها تتصل بشؤون عدة ولا تتعلق بموضوع تأليف الحكومة اللبنانية لئلا تثير حساسية لبنانية وخارجية على ما قد يُفهم تدخلا يمكن ان يشرّع بدوره تدخلا آخر، علماً ان ثمة من يربط هذا الاعلان بانعكاسات سلبية على أصعدة عدة تلقتها الديبلوماسية الفرنسية وتتعلق بتوقيت زيارة الموفدين الرئاسيين الفرنسيين لدمشق الاسبوع الماضي. وهذا الاستنفار يتصل في الاساس باستغراب اعادة سوريا الى الداخل اللبناني من خلال الاقرار رسميا وعلنا بـ"مونتها" على افرقاء لها يمثلونها في لبنان والمساهمة في الايحاء ان تأليف الحكومات في لبنان عاد يستند الى المرجعية السورية، ذلك علما ان غالبية هذه الدول عملت على خط تهدئة الامور في لبنان من زاوية مراعاة المصالح السورية الاساسية  فيه. لكن ثمة بونا شاسعا بين مراعاة المصالح السورية وعدم اثارة مخاوف لدى دمشق، واعادتها لتلعب الدور الحاسم في الداخل اللبناني. وثمة مسؤوليات محددة باتت تلقى على هذا الجانب او ذاك نتيجة ثغر في الاداء الى جانب امور اخرى.
وتقول مصادر ديبلوماسية انشغلت في الاسبوع الماضي باستطلاع ما يجري على صعيد تأليف الحكومة والاتصالات السعودية - السورية، ان لا اوهام لدى احد بأن تأليف الحكومة في لبنان يمكن ان يكون داخليا على نحو كلي. إذ إن للخارج اهتماماته ومصالحه في هذه المسألة كما في عملية الانتخابات النيابية التي حضر مراقبون دوليون وعرب واوروبيون لمواكبتها. وهذا الامر لا يتعلق بلبنان وحده، باعتبار ان الانتخابات الرئاسية الاميركية تركت مفاعيلها على العالم، وكذلك الانتخابات الاسرائيلية ومجيء حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. والانتخابات الايرانية بدورها تثير جملة ردود فعل دولية نتيجة نتائجها التي شابتها ولا تزال التباسات كبيرة. لكن ثمة أذى حصل وكان يفترض تداركه قبل الأوان وإن تم تدارك بعض نتائجه وتداعياته. وهناك مسألتان رئيسيتان لافتتان: الاولى ان ما جرى الاسبوع الماضي بدا بمثابة تذويب لانتصار حققته قوى 14 آذار الى حد ان ثمة من يرى فيه مبالغات او تسرعا مكلفا في غير مكانه  للداخل والخارج على حد سواء،  وقد احدث ذلك مفاجآت كبيرة، علما ان كلاما كثيرا سرى قبل الانتخابات على احتمالات انتهاء الانقسام العمودي بين الافرقاء اللبنانيين في المرحلة المقبلة واستند أساساً الى مواقف النائب وليد جنبلاط وتلاقيه مع الرئيس نبيه بري. والمسألة الاخرى تتصل بعدم استثمار موقع رئيس الجمهورية واغفال سعودي لزيارته بحيث بدت الامور كأن لا دور له في ما يخطط اقليميا او محليا، على رغم كل الكلام الخارجي القوي الداعم لرئيس الجمهورية ولدوره التوفيقي والوفاقي، او كأنما الامور عادت الى ما قبل اتفاق الدوحة علما ان الرئيس سليمان لم يكن بعيدا عما يجري وكان يطلع على ما يدور من اتصالات ولكن من دون الاضطلاع بدور هو الاولى به،  ما دامت الاتصالات او المساعي الاقليمية لا ترقى الى ما هو ابعد من تأليف الحكومة، اي الى حل بعض المسائل الاقليمية الحساسة والتي ترتبط بمصالح اكثر من دولة. ولهذا العنصر ايضا كلفته الباهظة ايضا كما تعتقد هذه المصادر في حال لم تتم معالجته كذلك.

اتفاق دمشق
النهار/احمد عياش   
منذ اربعين عاماً شهد لبنان ثلاثة اتفاقات شكلت منعطفات في تاريخه هي: اتفاق القاهرة (1969) لتنظيم الوجود الفلسطيني المسلح، اتفاق الطائف (1989) لايجاد تسوية داخلية للنزاع اللبناني – اللبناني، واتفاق الدوحة (2008) لانهاء اعتراض "حزب الله" وحلفائه على تكوين السلطة وايجاد موطىء قدم له في الحكومة التي تصرف الاعمال الآن من خلال نيله الثلث المعطل اي "الفيتو" الذي يسمح له بتعطيل اي قرار يصدر عن الحكومة لا يحظى بموافقته. وهكذا ارتبطت عاصمتان عربيتان هما القاهرة والدوحة ومدينة سعودية شهيرة هي الطائف بهذه الاتفاقات الثلاثة في وقت لم تكن دمشق في هذه الاتفاقات بعيدة من الحل والربط. فهل حان الوقت لتطلب العاصمة السورية اتفاقاً يحمل اسمها ورقمه اربعة ليحتل موقعه في تاريخ لبنان، علما ان سوريا حاولت تنظيم "الاتفاق الثلاثي" الشهير عام 1985 لكنها اخفقت في تحويله وثيقة ناجحة؟
من يراقب تطور الاحداث الجارية المتعلقة بتأليف الحكومة منذ نهاية الاسبوع الماضي، يلاحظ شهية سورية على تدخّل يجعل الحقبة السياسية المقبلة بعد قيام الحكومة الجديدة تحمل توقيعها المباشر. وتردد بقوة عند الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يوم الجمعة في 26 حزيران الماضي والتي أتت بعد ساعات على لقاء مطول بين زعيم الغالبية سعد الحريري الذي اصبح رئيسا مكلفا تأليف الحكومة، والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان دخولا سوريا على الخط جعل التسمية النيابية للحريري تصل الى 86 نائبا بعد امتناع "حزب الله" وحليفه تكتل العماد ميشال عون عن تسميته. وسرت تكهنات تفيد بأن الحكم السوري استبطأ حلفاءه في الانفتاح على الحريري حتى يرى موقعا لدوره في الحوار بينه وبين الرياض.
ربما كان الامير عبد العزيز بن عبدالله نجل العاهل السعودي الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد تكرارا في الآونة الاخيرة بصحبة وزير الاعلام والثقافة السعودي، يقول في قرارة نفسه وهو يستمع الى الاسد يطلب ويطلب ما يريده في لبنان، ان حاكم دمشق لم يعلم حتى الآن ان حلفاءه قد اصيبوا بهزيمة في الانتخابات النيابية في 7 حزيران الماضي. وهذا ما يعيد الى الاذهان قصة مشابهة يرويها وزير خارجية لبنان سابقا فؤاد بطرس في مذكراته الصادرة في بداية هذه السنة. ففي نهاية عام 1976، وكان لبنان خارجا لتوه من "حرب السنتين" كما اصطلح على تسمية الحقبة الاولى من حرب لبنان، كانت هناك لجنة عربية تضم ممثلي 4 دول هي مصر وسوريا والسعودية والكويت ترعى تطبيق اتفاق القاهرة مع منظمة التحرير الفلسطينية في ظل الوجود العسكري السوري. فاعترض بطرس في احد اللقاءات على موقف لوزير خارجية سوريا آنذاك عبد الحليم خدام. ويقول في هذا الشأن: "لاحظت بعض الذهول على سحنتيّ وزيريّ السعودية والكويت. وقد بلغني في ما بعد ان الامير سعود الفيصل قال يوماً لصديق مشترك بيننا واصفا ادائي في تلك الفترة: لبنان بالارض وفؤاد بطرس كان يتمرجل علينا".
اية اوصاف يمكن اطلاقها اليوم على "التمرجل" السوري على لبنان في هذا المنعطف؟
بالعودة الى محطات اتفاقات القاهرة والطائف والدوحة، يمكن من خلال مراجعة ظروفها القول ان تطورات كبرى كانت تعصف بالوطن اقتضت ما اقتضته من اتفاقات ولا تزال الذاكرة حية جداً لاستعادة احداث ايار 2008 عندما وضع "حزب الله" لبنان على شفير حرب اهلية لينال "الثلث المعطل" في الحكومة. فهل نحن اليوم في ظل تطورات مشابهة تبرر لدمشق شرف نيل اتفاق باسمها؟
يتطلع المرء من حوله فلا يجد حتى الآن ما يبرر هذه "المرجلة" السورية. وما يجده فقط هو "اجتياح" باسم حركة "امل" لعائشة بكار و"غزوة" باسم "حزب الله" لمرأب قوى الأمن في الضاحية الجنوبية. حتى كتابة هذا المقال يمكن وصف الحال بالمثل الشهير: "يطعمهم الحج والناس راجعة". ان الوقت غير ملائم للرئيس السوري لينال "اتفاق دمشق" اللبناني.

الرئيس سليمان أجرى والرئيس المكلف جوجلة أولية للصيغة الحكومية
الرئيس الحريري: موضوع تشكيل الحكومة يسير بشكل طبيعي ومن دون ضجيج
حكومة لبنان تشكل في لبنان والمراسيم تصدر من بعبدا وأي كلام آخر غير صحيح
وطنية - 4/7/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا عصر اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري. وجرى عرض للمراحل التي قطعها تشكيل الحكومة والتصور بشأنها في ضوء مواقف الاطراف السياسية لجهة التوزير والحقائب. وتمت خلال اللقاء جوجلة أولية للصيغة الحكومية، كما تم استعراض الاوضاع العامة في المنطقة وخصوصا التطور الايجابي في العلاقات العربية - العربية. وبعد اللقاء الذي دام قرابة الساعة ونصف الساعة تحدث الرئيس الحريري للصحافيين فقال: "موضوع تشكيل الحكومة يسير بشكل طبيعي ومن دون ضجيج. وبالنسبة للعلاقات مع سوريا، نحن نريد افضل العلاقات معها ولكن "كل شيء بوقته حلو". ولفت الى ان "حكومة لبنان تشكل في لبنان والمراسيم تصدر من بعبدا وأي كلام آخر غير صحيح".

الحريري من بعبدا: تشكيل الحكومة يتم في لبنان ونريد أفضل العلاقات مع سوريا 
٤ تموز ٢٠٠٩ /موقع 14 آذار
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا عصر اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري. وجرى عرض للمراحل التي قطعها تشكيل الحكومة والتصور بشأنها في ضوء مواقف الاطراف السياسية لجهة التوزير والحقائب. وتمت خلال اللقاء جوجلة أولية للصيغة الحكومية، كما تم استعراض الاوضاع العامة في المنطقة وخصوصا التطور الايجابي في العلاقات العربية - العربية. وبعد اللقاء الذي دام قرابة الساعة ونصف الساعة تحدث الرئيس الحريري للصحافيين فقال "موضوع تشكيل الحكومة يسير بشكل طبيعي ومن دون ضجيج. وبالنسبة للعلاقات مع سوريا، نحن نريد افضل العلاقات معها ولكن "كل شيء بوقته حلو". ولفت الى ان "حكومة لبنان تشكل في لبنان والمراسيم تصدر من بعبدا وأي كلام آخر غير صحيح".

النائبان فرنجية والجميل بحثا الواقع المسيحي الحالي "وما يقتضيه من نبذ الخلافات وايجاد نقاط مشتركة تؤسس لحوار مثمر"
وطنية - 4/7/2009 صدر عن تيار المرده البيان الاتي:" استقبل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، رئيس اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وشارك في اللقاء نجل رئيس تيار المرده طوني فرنجية والمسؤول السياسي في تيار المرده يوسف سعاده والمسؤول الاعلامي المحامي سليمان فرنجية وعضو لجنة الشؤون السياسية المحامي شادي سعد. بعدما شكل هذا اللقاء محطة اولى للتعارف، تطرق البحث الى الوضع السياسي العام سيما الواقع المسيحي الحالي مع ما يقتضيه هذا الامر من نبذ للخلافات وتعال عن الحسابات الضيقة والشخصية وايجاد نقاط مشتركة تؤسس لحوار مثمر ودائم بين كافة الافرقاء كل من موقعه، بغية الإلتقاء حول رؤية شاملة وموضوعية من شأنها إستعادة الدور الطبيعي للمسيحيين وتأمين إستقرار وجودهم وإستمراريته في لبنان من ضمن وحدته الوطنية. كما أكدا ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والوقوف صفا واحدا أمام أي محاولة لتوطينهم في لبنان لما لهذا الأمر من إنعكاسات خطيرة على بنيته السياسية والإجتماعية، وضربا للقضية الفلسطينية برمتها. ثم إستبقى النائب فرنجيه ضيفه إلى مائدة الغداء.

جعجع استبعد زيارة الرئيس الحريري الى دمشق قبل تشكيل الحكومة: نرفض الخضوع لمطالب 8 آذار ومفتاح الثلث المعطل سيكون بيد رئيس الجمهورية
وطنية - 4/7/2009 استبعد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان يقوم رئيس الوزراء اللبناني المكلّف سعد الحريري بزيارة الى دمشق قبل تشكيل الحكومة وتوقع ان يبدأ العمل بسرعة لتشكيل هذه الحكومة. واعتبر جعجع في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز ان زيارة الحريري الى دمشق "هي خطوة لن يكون لها اي نتائج ولن تؤدي الى اي مكان لا بل يمكن ان تؤدي الى نتائج سلبية أي الى احباط اضافي والى سوء في العلاقة بين البلدين لأن هكذا خطوة غير ناضجة". واضاف: "انا اشك جداً ان تحصل ولا اعتقد ان هناك امكانية لحصولها لأنها ليست محضّرة وليس لها جدول اعمال ولم تشكّل الحكومة بعد. واتصور ان الرئيس المكلّف سعد الحريري اذا اراد الذهاب لن يذهب ليحلّ مشاكله... سيذهب ليحلّ مشاكل اللبنانيين مع سوريا ولتحقيق هذا الامر يجب ان تكون تشكلّت الحكومة ووُضع جدول اعمال لهكذا زيارة".
وتابع جعجع "الاولوية الآن لتشكيل الحكومة التي لا نقبل الا ان تكون عملية لبنانية داخلية كلياً في اطار المؤسسات الدستورية"، متوقعاً ان يبدأ العمل في تشكيل الحكومة بسرعة. وقال: "في اوائل هذا الاسبوع صار هناك نوع من التريث بالانطلاق مباشرة بتشكيل الحكومة لأنه كانت تجري حركة عربية-عربية مكثفة جداً باعتبار انه في سياق هذه الحركة من الافضل التريث قليلاً فربما هذه الحركة تضفي اجواء ايجابية اكثر على تشكيل الحكومة".
وحول زيارة الامير عبد العزيز بن عبد الله نجل العاهل السعودي ووزير الاعلام السعودي عبد العزيز الخوجة الى دمشق حيث بحثا مع الرئيس بشار الاسد الوضع على الساحة اللبنانية، رأى جعجع " ان عملية التشكيل والتأليف ستنطلق الآن بوتيرة اسرع لأنه مثلما تبدو هذه الحركة العربية-العربية ستأخذ وقتاً ومدى لتُشكّل اجواء تصل الى مبتغاها".
كما رفض جعجع ربط تشكيل الحكومة بالحركة العربية قائلاً "لا اخفي انه في وقت من الاوقات حاول البعض وخصوصاً الطرف السوري ان يربط موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية بهذه الحركة العربية-العربية ولكن كان هناك موقف رافض من قبل اكثرية الفرقاء اللبنانيين المعنيين باعتبار تشكيل الحكومة اللبنانية موضوعا داخليا ليس له علاقة بأي حركة اخرى". وقال: "نحن مع تطبيع العلاقات اللبنانية-السورية ولكن تطبيعها بشكل فعلي وجدي وعميق. لا يمكن للبنان وسوريا ان يستمرا كما كانا عليه في الاعوام الاربعة السابقة".

اضاف "ما يجب فعله على هذا الصعيد ...هو وضع جدول اعمال للمشاكل العالقة وفي طليعتها بالنسبة لنا موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وموضوع القواعد العسكرية السورية ذات الطابع الفلسطيني خارج المخيمات وموضوع ترسيم الحدود". ولم يمانع جعجع في زيارة دمشق "في اطار عملية تطبيع جدية للعلاقات اللبنانية السورية على مستويات رسمية مع حل المشكلات العالقة بين لبنان وسوريا". وحول تشكيل الحكومة، رفض جعجع الخضوع لمطالب "8 اذار" بالحصول على حق النقض (الفيتو) في الحكومة، قائلا:ً "بالنسبة لنا ليس وارداً هذا الموضوع ...لا بشكل مستتر ولا بشكل مكشوف". وقال جعجع: "رئيس الجمهورية هو لولب تشكيل الحكومة ...وسيكون له الدور المحوري بالتشارو مع رئيس الحكومة...مفتاح الثلث المعطل سيكون بيد رئيس الجمهورية باعتبار الصيغ المطروحة والمقبولة منا باحسن حالات لا يمكن ان تعطي الفريق الاخر اكثر من عشرة وزراء في حكومة من 30 وزيراً وبالتالي سيكون بيد رئيس الجمهورية ان يشكل ثلثي القرار او الثلث المعطل تبعاً للحالات التي ستطرح على مجلس الوزراء". اضاف: "يجب ان نعمل كل المساعي لكي يتمثل كل الفرقاء داخل اول حكومة بعد الانتخابات. اذا لم يكن هناك امكانية ... نحن لسنا بعيدين عن نظرية ان الرئيس المكلف يشكّل حكومة من لون سياسي واحد. فنحن بكل محبة مع ان فريق 8 اذار يعارض ...وفريق 14 اذار يحكم ويتحمل مسؤولية القرارات التي يأخذها".

الحزبيون المسيحيون في "14 آذار": "لبننة صناعة" الحكومة وتعزيز الرئاسة
بيار عطاالله
خط واحد يجمع بين مسيحيي الغالبية والاقلية وتحديداً الحزبيين الملتزمين إذا صح التعبير، في غمرة المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، يتلخص في استنكار التدخلات الخارجية في مسار تأليف الحكومة التي تطيح في رأي الجميع كل ما تحقق منذ "ثورة الارز" في 14 اذار 2005 وحتى اليوم وتذهب بكل الكلام السياسي والمواقف الانتخابية والبرامج التي اطلقت اذا ما استمرت الامور على ما هي.
واذا كان النائب ميشال عون واضحاً في رفض تدخل السفارات في تشكيل الحكومة الجديدة، فإن الحزبيين المسيحيين في 14 آذار يسيرون على الوتيرة نفسها، والتصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادات ونواب احزاب "الكتائب" و"القوات" و"الأحرار" تعكس الكثير مما يدور في الجلسات المغلقة من مناقشات ومداولات تجتمع كلها على رفض العودة بالتاريخ ولبنان الى زمن الوصايات والمساومات.
ويعتبر مرجع حزبي مسيحي في "14 اذار" ان ثمة مسافة شاسعة بين الواقع وما يجب ان تكون عليه الأمور. وفي رأيه ايضاً ان اللبنانيين انتفضوا ونزلوا الى الشارع منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 كي يعلنوا رفضهم استمرار الوصاية السورية وإعادة القرار اللبناني الى بيروت فلا يستمر معلقاً وجوالاً بين عواصم القرار. ومبعث الصدمة والذهول لدى القائلين بهذا الرأي انهم يشهدون انتقال القرار اللبناني وأمام أعينهم الى خارج الحدود سواء الى دمشق ام الى الرياض مع "رشة بهارات فرنسية". والسؤال الذي يبادرون الى طرحه: علام كانت الانتفاضة الشعبية في 14 آذار، ولماذا سقط كل الشهداء والتضحيات اذا كانت عقارب الساعة ستعود الى زمن الوصاية سياسياً.
يتفق الحزبيون المسيحيون في "14 آذار" على قول المرجع في هذه التساؤلات، مع موقف "التيار الوطني الحر" الذي يرى نفسه هو ايضاً محاصراً بجدول الاستشارات العربية والدولية، الأمر الذي يحدث هزة ضمير في رأيه في مختلف الاوساط امام خطورة ما يجري ويقول: "كان على اللبنانيين بعد كل التجارب القاسية التي تعرضوا لها ان يتوصلوا الى الصيغة الامثل الى حل قضاياهم داخلياً خصوصاً في المسائل الداخلية البحت مثل تشكيل الحكومة. وليس ان ينصرفوا الى البحث عن ضمانات لهذا الطرف او ذاك".
وفي رأي المرجع ان تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية يجب ان يخضع لمثلث متكامل لا تستقيم الامور من دونه: الضلع الاول في هذا المثلث هو نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي افرزت غالبية واقلية اعترف بها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بنفسه، وتالياً يجب أن تراعي الحكومة المقبلة هذه النتيجة الواضحة فلا يستمر السجال إلى ما لا نهاية. الضلع الثاني هو مراعاة مبدأ المشاركة. ويعود المرجع إلى ان الممارسة الديموقراطية تقوم على حكم الغالبية ومعارضة الاقلية لها في البرلمان. ولكن بحكم ان الاقلية البرلمانية في لبنان تمثل الغالبية الساحقة في الطائفة الشيعية ولأن مبدأ المشاركة يفترض مشاركة كل الطوائف اللبنانية في الحكم، يتوجب تجاوز مبدأ الغالبية والأقلية من أجل إشراك ممثلي الطائفة الشيعية. والضلع الثالث الاكثر اهمية في رأي المرجع هو رئاسة الجمهورية ودورها المستعاد بعد تعطيل طويل استمر 15 عاماً هي تاريخ الوصاية السورية على لبنان. والرأي ايضاً ان رئاسة الجمهورية وما ترمز اليه من حضور مسيحي تمثل ضماناً لكل الفئات والمجموعات لذلك يجب العمل على تعزيز دورها وقدراتها بمختلف الوسائل، خصوصاً في التركيبة الحكومية.
المسألة في رأي الحزبيين المسيحيين على ما يرددون مبدئية ووجدانية وتتصل بالموقف من جدوى النضال والمقاومة إذا كانت الأمور ستنتهي الى التسليم للخارج بمسألة تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء وتوزيع الوزارات. وفي رأيها ان الرضوخ لهذا الوضع يعني الإقرار بعجز اللبنانيين عن ادارة شؤونهم بطريقة او بأخرى، وهذا المبدأ مرفوض لدى غالبية قوى 14 آذار وفي مقدمها القوى الحزبية المسيحية التي ترى ان العودة الى "التحالف الرباعي" مدانة ومستنكرة، وان الطريق الانجع للخروج من هذا المأزق هو الاقرار والتسليم بدور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي اثبت قدرته على ادارة الامور ومتابعته للوضع في شكل متماسك يؤمن المساواة بين جميع اللبنانيين. وتجاوز دور رئيس الجمهورية والامتناع عن تأمين الثلث الضامن للرئاسة الاولى يؤدي الى تجاوز احد الاضلاع الرئيسية للمعادلة الثلاثية المتماسكة، وذلك أسوة برفض الحزبيين المسيحيين تجاوز ضلعي الغالبية النيابية والمشاركة الشيعية.
وقد اظهرت نتائج انتخابات المجلس، حسب المرجع ان مسيحيي 14 آذار يشكلون عصباً قادراً على تصويب الامور واعادة ترشيد الخيارات، وفي رأيه ان هامش الاعتراض على مسار انتخاب بري لم يكن سهلاً في ظل الاتفاق الصريح والواضح بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري. والاهم في ما جرى ان مسيحيي 14 آذار شكلوا القاطرة التي تحركت في مشروع ممانعة محدود الزمان والمكان، وسرعان ما وجد رافداً لدى مكونات الكتل الاخرى ومن مختلف الطوائف، مما يثبت صواب الموقف الذي كان التعبير عنه بالاوراق البيضاء.
يخشى الحزبيون وعلى ما يقول المتقدم فيهم، سوء تفسير مواقفهم، ويشددون على ان المطلوب لبننة موضوع تشكيل الحكومة وليس الاندفاع في الاعتماد على المساعدة السعودية – السورية وترك الأمور على غاربها، الأمر الذي يشكل مدعاة استنكار وشماتة لدى الرأي العام اللبناني. ويصر المرجع على دعوة كل الفئات اللبنانية الى الاعتبار من التجارب السابقة للتدخلات الخارجية في لبنان والتي اورثت الكوارث وتسببت بالمآسي.
وفي الخلاصة ان الوقت الحالي هو اكثر من ملائم لتعزيز موقع رئاسة الجمهورية، وان الثلث الضامن ومفتاح الحكم يجب ان يكونا في يد الرئيس سليمان اياً تكن معادلات التركيبة الحكومية الجديدة.

إنتشار سوري في خراج منطقة كفرقوق ـ راشيا
ذكرت صحيفة "المستقبل" أن القوّات السورية الموجودة على الحدود اللبنانية ـ السورية وسّعت دائرة انتشارها في منطقة "دورات منقع التفاحة"، فتقدمت وحدات عسكرية لها باتجاه منطقة زراعية تسمى "القرويات" ضمن أراضي بلدة كفرقوق في قضاء راشيا، الى جانب انتشارها في مناطق تدعى الديدية ومراح الحيط وخربة مشمشة الواقعة في نطاق أراضي بلدة كفرقوق. ونقلت "المستقبل" معلومات أن تعزيزات لوجستية وأعتدة استقدمت الى تلك المواقع، فضلاً عن التعزيزات البشرية واستحداث بعض الوحدات السكنية. وسألت بعض المصادر عن سبب إقدام تلك القوات على تعزيز وجودها وتقدمها باتجاه الاراضي اللبنانية في وقت تشهد العلاقات اللبنانية ـ السورية تحسنًا ملحوظًا لجهة الحديث عن عدم تدخل سوري في الشؤون اللبنانية وتحسين العلاقات الديبلوماسية والانتقال الى مرحلة ترسيم الحدود بين البلدين. وأشارت تلك المصادر الى ان هذا التوغل الجديد من شأنه أن يضع عراقيل جديدة في موضوع ترسيم الحدود وفي انتهاك السيادة اللبنانية.

النائبان الجميل وفرنجية: لنبذ الخلافات واستعادة دور المسيحيين والوقوف بوجه التوطين
لبنان الآن/السبت 4 تموز 2009
استقبل رئيس تيار "المرده" النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي رئيس اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل. وشارك في اللقاء نجل رئيس تيار "المرده" طوني فرنجية والمسؤول السياسي في تيار المرده يوسف سعاده والمسؤول الاعلامي سليمان فرنجية وعضو لجنة الشؤون السياسية المحامي شادي سعد. وقال بيان صادر عن "المرده": "بعدما شكّل هذا اللقاء محطة اولى للتعارف، تطرق البحث الى الوضع السياسي العام سيّما الواقع المسيحي الحالي مع ما يقتضيه هذا الامر من نبذ للخلافات وتعالٍ عن الحسابات الضيقة والشخصية وإيجاد نقاط مشتركة تؤسس لحوار مثمر ودائم بين كافة الافرقاء كلّ من موقعه، بغية الإلتقاء حول رؤية شاملة وموضوعية من شأنها إستعادة الدور الطبيعي للمسيحيين وتأمين إستقرار وجودهم وإستمراريته في لبنان من ضمن وحدته الوطنية". وتابع البيان: "لقد أكد فرنجية والجميل على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم والوقوف صفاً واحداً أمام أي محاولة لتوطينهم في لبنان، لما لهذا الأمر من إنعكاسات خطيرة على بنيته السياسية والإجتماعية، وضرباً للقضية الفلسطينية برمتها". ثم استبقى النائب فرنجية ضيفه إلى مائدة الغداء.

قبل المصالحة
بشارة شربل ، لبنان الآن/ السبت 4 تموز 2009
ستُدشِّن فترة تولّي سعد الحريري الحكومة الجديدة مرحلةً جديدة في العلاقات اللبنانية ـ السورية تعِد باستقرارٍ بات لبنان المصلوب على خشبة الدور الاقليمي بحاجةٍ إليه، وتختزن في الوقت عينه حساسيةً تجدر مقاربتها بحذرٍ كي لا يتحول الانفتاح الى ابتزاز والنوايا الطيبة الى تنازلاتٍ مؤلمة.
ويفرض تولّي سعد الحريري شخصيًا مهمّة ترؤس الحكومة تداخلاً إلزاميًا بين العناصر الداخلية التي تؤدي دورًا في التشكيل وبين تلك الخارجية التي تفترض رعايةً عربيةً وسعودية خصوصًا لسببيْن: أولّهما، ضمانُ نجاحٍ أكيد لسعد الحريري، صاحب الموقع الخاص في المملكة ووريث الشهيد الكبير وحامل فكر الاعتدال العربي والتسامح الاسلامي المطلوب تعميمه في مواجهة التطرف، وثانيهما منع إفشال رئيس الحكومة الشاب وتحويل عهده ملعبًا للضغوط التي تقايض بقاءه بأثمانٍ لا يريد عرب الاعتدال دفعها مسبقًا لدمشق في إطار المشهد الاقليمي العام، ولا منحها هباتٍ على شكل تجديد للنفوذ والسيطرة على لبنان.

ويطرح تصدّي سعد الحريري لمسؤولية الرئاسة الثالثة تحدييْن يجد نفسه اليوم مضطرًا للإجابة عنهما وبينهما تفاعلٌ وتبادل انعكاس: الأول علاقته مع دمشق، والثاني مضمون البيان الوزاري الذي سيحدّد علاقاته الداخلية مع سائر الأفرقاء وخصوصًا "حزب الله". فالحريري كان مدركًا بالطبع أنّ تسلّمه المسؤولية في أجواءٍ إيجابية تخيّم على علاقة دمشق بالرياض ستؤدي به عاجلاً أم آجلاً إلى زيارة "قصر المهاجرين" ليضع بنفسه حدًا للخلافات المستحكمة بين لبنان وسوريا منذ العام 2005 ويعالج جذورها الممتدة الى نشأة كيان لبنان.
فالكلام عن وضع العلاقات في عهدة رئيس الجمهورية جيّدٌ ومقبول لكنه ضربٌ من الترقيع لا يردم الهوّة الناشئة منذ اغتيال الرئيس الحريري، ولا يوفّر مصالحاتٍ، وحدها الطائفة السنية- ذات الامتداد الطبيعي في سوريا والأواصر التاريخية والعائلية مع المجتمع السوري- كفيلةٌ بعقدها.
لا فرق كبيراً بين زيارة الحريري دمشق ولقائه الرئيس السوري قبل التأليف أو بعده، فالأهم الأساس الذي يرتكز عليه اللقاء والتوليفة العربية الضامنة لتوازنٍ يؤمن علاقةً قادرةً على تجاوز الماضي لا تتعرّض لنكساتٍ خطيرة في المستقبل. رعاية "تطبيع" العلاقة بين رئيس حكومة لبنان والنظام السوري أقرب إلى الواقعية وأكثر قدرةً على الصمود، فالجوّ السياسي والنفسي وغموض مآل المحكمة الدولية لا يسمحان بمصالحةٍ كاملة يقال عندها "عفا الله عما مضى". و"التطبيع" يفترض واقعيةً في علاقات دولتين جارتين ومصالح مشتركة في إطار سيادة كلّ منهما، فلا برودة تسبّب الطلاق، ولا عناق يفضي الى اختناق. ومع أنّ لدمشق مصلحة أكيدة في مصالحةٍ شاملة مع سعد الحريري كونه "ولياً للدم" وزعيماً للطائفة السنية، فإنّ المصلحة اللبنانية العامة تقتضي التدرُّج في هذا الهدف كي لا تبدو الخطوة الإيجابية صكّ براءة مسبقًا أو شيكًا على بياض، فالمسائل العالقة بين البلدين كثيرة تبدأ بترسيم الحدود وشبعا، مروراً بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ووصولاً إلى التأثير السوري المباشر في أكثر من مكان وتمرير السلاح. يشكل حلّ كل مسألة لبنةً على طريق مصالحة تتوِّج هذه الخطوات.
يجب ألا يتعرض سعد الحريري لانتكاساتٍ كبرى يتسبّب بها على سبيل المثال توتر مفاجئ في علاقات دمشق بالرياض. لذا من الضروري أن يوازي مضمون البيان الوزاري الرعاية الخارجية للعلاقات مع سوريا. فعلى هذا المضمون يتوقف النصاب الداخلي للتعايش بين أكثرية "14 آذار" وأقلية "8 آذار" وعلى رأسها "حزب الله". وبقدر ما يستطيع الحريري توظيف العلاقات العربية الايجابية في اتجاه تضمين البيان الوزاري ثوابت "العبور الى الدولة" والتقليل من الصيغ الغامضة في شأن المقاومة والسلاح، بقدر ما يتمكن من تأمين عصب لبناني يحمي نتائج الانتخابات ويواكب حكومته العتيدة لتأمين استقرارٍ سياسي وانتعاشٍ اقتصادي وفتح الباب أمام تسويات جدية لموضوع استراتيجية الدفاع ودور لبنان. فالحريري القادم من نبض الشباب وتفويض جمهور "14 آذار" لن يكون هدفه تمرير مرحلة في انتظار التطورات ولا استخدام المراهم لإخفاء التقرحات. إنه أملٌ في نقلة نوعية تضع لبنان في ظل عنوانين: علاقات طبيعية مع دمشق، واستكمال مشروع الدولة بالتكامل مع نهج الرئيس سليمان وتحت أنظار قافلة الشهداء.

فرنسا تدخل على الخط كشريك مساهم لرعاية «السلام اللبناني»
معادلة
«س. س» مهمّة ولكن ماذا عن القاهرة والدوحة وطهران...؟
 
جورج علم (السفير) ، السبت 4 تموز 2009
وصلت الدعوة من قصر الأليزيه: الرئيس المكلّف سعد الحريري مرحّب به في فرنسا في أي وقت. وتأتي بعد ثلاثة أيام على المحادثات التي أجراها الأمين العام للرئاسة الفرنسيّة كلود غيّان والمستشار السياسي والدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي جان دايفيد ليفيت مع الرئيس بشّار الأسد.
أول الكلام ان التفاهم السعودي ـ السوري محوري في مساعدة الأطراف المحليّة على تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، إلاّ أنه لم يعد وحيداً بل هناك أطراف أخرى قد دخلت على الخط، وبالتالي فإن تحرّك الموفدين الفرنسيّين يأتي كجزء من حراك أشمل وأوسع يتناول العديد من عواصم دول الرعاية للوضع اللبناني.
 إلاّ ان ما يميّز التحرّك الفرنسي، انكبابه على معالجة مسألتين حسّاستين: دخول إسرائيل السافر على الخط لمنع قيام حكومة يشارك فيها «حزب الله» والمعارضة بشكل فاعل. وكان الموقف الذي عبّر عنه بنيامين نتنياهو عشيّة تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة هادفاً، وليس فقط من باب تسجيل الموقف، بل أرفقه بحملة دبلوماسيّة واسعة الغاية منها قيام أداة ضغط دوليّة تضع هذا الموقف موضع التنفيذ. والثاني الموقف الإيراني المغلّف بصمت مطبق، والمعبّر عنه من خلال الضمانات التي يريدها «حزب الله» للدخول كشريك في حكومة الوحدة الوطنيّة.
ولم يعد الحديث عن الضمانات مجرّد شعار من «حواضر البيت» يستخدم لنوع من الابتزاز السياسي، كما يرى البعض في الأكثريّة، بل هو من الأولويات التي فرضتها ـ وفق حسابات المعارضة ـ عوامل أربعة:
ـ محاولة الاختراق الأميركي للساحة الداخليّة، والهادف الى وضع الجيش في خندق المواجهة ضد سلاح «حزب الله».
ـ الأجندة المتطرفة للحكومة الإسرائيليّة إن ما يتعلق بالمقاومة، وسلاح «الحزب»، او ما يتعلق بشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينييّن، او بعمليّة السلام ككل.
 ـ الأجندة الأميركيّة الجديدة المعبّر عنها حتى الساعة بمجموعة من العناوين التي تطرّق اليها الرئيس باراك اوباما في رسالته الى العالمين العربي والإسلامي، والتي بقيت حتى الساعة من دون خطط تنفيذيّة واضحة لإقامة السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط.
ـ الأخذ بعين الاعتبار التحولات العربيّة والدوليّة الجديدة باتجاه إيران، والتي كشفت عن وجوهها أبان المعركة الانتخابية الرئاسيّة الإيرانيّة، وما رافقها من مظاهر احتجاج.
إن هذه العوامل وغيرها تجعل المعارضة أكثر ميلاً الى الضمانات التي يفترض أن تقدّمها الدول الراعية للسلام اللبناني، والمؤازرة لجهود رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان، وللرئيس المكلّف سعد الحريري في مساعدتهما على تشكيل حكومة الوحدة الوطنيّة، لأن ما يجري على هذا الصعيد، إنما هو أكبر من شخص، ومن مجموعة، وأبعد من مساعدة على قيام فريق عمل حكومي متجانس، بقدر ما هو إعادة ترتيب للساحة بعد الانتخابات النيابيّة.
وأدركت المملكة منذ البداية بأن معادلة (س.س) مهمّة، وأساسيّة، لكنها تبقى ناقصة في ظلّ الغموض الذي يكتنف الدور المصري، لذلك سعت ولا تزال الى إدخال الحرارة على العلاقة المصريّة ـ السوريّة التي لا تزال فاترة، وعن طريق السعي لعقد قمّة ثلاثيّة مصريّة ـ سوريّة ـ سعوديّة.
ويجانب الحديث عن تفعيل المصالحة السورية ـ المصريّة، آخر مماثل مصدره دمشق، ومفاده أن الرئيس بشّار الأسد لا يمكنه ان يتجاهل الدور الوازن الذي تقوم به قطر كدولة تستقطب وقادرة أن تحاكي الغرب بقدر ما هي قادرة ان تخاطب الشرق. وإذا كان من توجّه جدي في تمتين أواصر التعاون بين دمشق والقاهرة، فإن هذا التوجه يجب ألاّ يكون على حساب قطر، وبالتالي لا يمكن التعويل من الآن فصاعداً على ما يسمّى «الترويكا» العربيّة، لأن تجارب الماضي لم تكن مشجّعة، فضلاً عن أن وحدة الموقف العربي لا تقوم على تصنيف ضيّق للأحجام والأوزان، لأن النتيجة ستكون واضحة وتؤدي الى المزيد من الاصطفافات العربية، والعودة من جديد الى لعبة المحاور.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اول من نبّه الى هذا الأمر من خلال الرسائل التي وجهها الى «أصدقائه السورييّن والخليجييّن» عقب الاجتماعين اللذين عقدهما مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في 22 حزيران الماضي، حيث رسما معا خارطة طريق لمجريات الامور في لبنان والمنطقة.
وفي سياق ما هو متوافر من معلومات فإن القمة القطريّة ـ الفرنسيّة قد عقدت بعيد الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة، وفي ضوء ما أسفرت عنه من نتائج، وأيضاً في ضوء التوجّه الأميركي ـ الأوروبي ـ السعودي ـ المصري الى تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، والتحديات الداهمة التي سيواجهها لبنان والمنطقة.
وتقضي خارطة الطريق هذه الى:
ـ اعتبار اتفاق الدوحة قد نفّذ بكامله مع إجراء الانتخابات النيابيّة، لكن روحيته التوافقيّة يجب ان تستمر، لأن لبنان لا يحكم بالكيديات بل بالتفاهمات والمصالحات.
ـ واعتبار المعادلة السعوديّة ـ السوريّة أساسيّة وجديّة في لبنان، لكنها ليست وحدها على الساحة، فهناك الأميركي «الطاحش» الذي يملك نفوذاً وتأثيراً، وهناك الإيراني أيضاً، وهناك المصري الناشط والداعم لفريق من اللبنانيين، وهناك الإسرائيلي الكامن والساعي الى ان يكون متمكناً من تعطيل كل المبادرات والجهود الاستثنائية الناشطة لتحصين الساحة اللبنانية الداخليّة.
وأمام هذا المدّ من التدخل العربي ـ الإقليمي ـ الدولي بالوضع اللبناني فإن عملية تأليف حكومة الوحدة الوطنيّة بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابيّة، وبرئاسة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، والضمانات المطلوبة سواء من فريق الأكثرية ام الأقليّة، لا توفرها سوى مظلة دوليّة ـ إقليميّة ـ عربيّة واسعة تفضي بدفع اللبنانيين نحو تسوية او اتفاق جديد لا تكون الدوحة مقرّه هذه المرّة... بل محورية الاتصالات والاجتماعات في دمشق!
اربع عقد تنتظر المخارج لها: ولادة الحكومة مرهونة بتوافقات داخلية وعربية التفاهمات السعودية ــ السورية حول الملف اللبناني بلغت مراحل متقدمة وقمة الاثنين ستخرج بتوافقات مشتركة حول الوضعين اللبناني والاقليمي 

اربع عقد تنتظر المخارج لها: ولادة الحكومة مرهونة بتوافقات داخلية وعربية
التفاهمات السعودية ــ السورية حول الملف اللبناني بلغت مراحل متقدمة
وقمة الاثنين ستخرج بتوافقات مشتركة حول الوضعين اللبناني والاقليمي

حسن سلامه/الديار
اظهرت مؤشرات الساعات الماضية ان انجاز الاستحقاق الحكومي سيأخذ مزيدا من الوقت وربما يحتاج هذا الامر الى بضعة اسابيع قبل ولادة الطبخة الحكومية خصوصا ان التصريحات الايجابية حول حاجة البلاد الى حكومة وحدة وطنية لم يترجم عملياً حتى الآن  بصيغةواحدة او اكثر يمكن ان تشكل  «نقطة التقاء» للجميع في المعارضة والموالاة حتى لا يشعر اي من الفريقين انه في موقع المنتصر او الخاسر.
وتشير مصادر سياسية بارزة، تعمل على خط تبريد الاجواء بين المعارضةوالموالاة او بين بعض القيادات في الفريقين، الى ان هناك اكثر من «عقدة» يستوجب حلها قبل الحديث عن قرب التفاهم حول الصيغة الحكومية وتندرج هذه «العقد» وفق التالي:
- «عقدة» شكل الحكومة وتوزيع الحصص بين الموالاة والمعارضة حيث تختلف الشروط والمطالب بين الطرفين، وهذا ما بدا واضحاً في اتصالات الساعات الماضية من خلال بعض الصيغ التي يجري الحديث عنها من جهة وما تطالب به المعارضة من جهة ثانية.
- «عقدة» توزيع الحصص والحقائب بين الاطراف المسيحية، وتحديدا بين العماد عون والوزير السابق سليمان فرنجية من جهة والقوات اللبنانية والكتائب من جهة اخرى، وهنا تشير مصادر مطلعة الى وجود مشكلة في كيفية ارضاء الاطراف المسيحية من الطرفين في ظل السقف العالي من الحصص الذي يطالب به كل منهما. فالعماد عون يطالب بسبعة مقاعد بينها ستة مقاعد مسيحية والكتائب والقوات يطالب كل منهما بمقعدين في الحد الادنى.
- مشكلة توزيع الوزارات السيادية ان بين المعارضة والموالاة وكذلك رئيس الجمهورية، وان بين القوى الرئيسية في كل فريق. وتشير مصادر عليمة ان التوجه القائم حتى الان بان يعطى رئيس الجمهورية حقيبتا الداخلية والدفاع ويبقى هناك وزارتا الخارجية والمالية والى «حد ما» وزارة العدل وتكشف المصادر عن وجود «عقدتين» في هذا الموضوع «العقدة» الاول وتتمثل باصرار كل من المعارضة والموالاة على وزارة الخارجية خصوصاً ان هناك رغبة اميركية لكي لا تنسد وزارة الخارجية الى شخصية قريبة من حزب الله بينما الحزب ومعه المعارضة يريدان ضمانة حول سياسة لبنان الخارجية وهذه الضمانة تكون اولا بابقاء الخارجية مع شخصية يرتاح لها حزب الله. واما «العقدة» الثانية فتتمثل في الجهة التي تسند اليه حقيبة وزارة العدل في وقت هناك رغبة وفق معلومات المصادر لكي تكون وزارة العدل من حصته.
- «العقدة» الرابعة وتتمثل بمضمون البيان الوزاري حول عدد من العناوين السياسية لكن الخلاف الابرز فسيكون حول ما يفترض ان يتضمنه البيان من صيغة حول سلاح المقاومة ودورها في حماية لبنان بمواجهة الاطماع والعدوانية الاسرائيلية، وهذه «العقدة» بحسب المصادر لا تقل اهمية عن موضوع التوزيعة الحكومية، بل هي الاهم من بين كل العناوين التي يجري التفاوض حولها الآن.
لذلك فالسؤال هو هل ان تجاوز هذه «العقدة» ممكن في خلال الايام المقبلة، ان الشروط والشروط المضادة ستفضي الى ازمة قد تمتد لفترة قد تكون مقبولة او طويلة؟
من الواضح ان مسألة الاتفاق او الاختلاف على التشكيلة الحكومية لها بعدها الاقليمي والعربي، وبالاخص في اتجاهات الحوار القائم بين سوريا والسعودية سواء ما يتعلق منه بالشأن اللبناني او حتى الملفات الاخرى ذات البعد الاقليمي. وهنا تشير مصادر عليمة الى ان اجواء الحوار القائم بين البلدين من خلال الموفد السعودي الامير عبد العزيز نجل الملك عبدالله هي اجواء ايجابية، حتى في بعض جوانبها اللبنانية لكن المصادر تلاحظ ان هناك اكثر من نقطة لا تزال موضوع تشاور تتعلق بالملف  اللبناني وتحددها المصادر بالاتية:
- في موضوع التشكيلة الحكومية ترك الموضوع للاطراف اللبنانية مع تشجيع وتأييد من البلدين لقيام حكومة وحدة وطنية بحيث تعتبر دمشق ان هذه المسألة تخص الاطراف اللبنانية.
- في موضوع بعض العناوين السياسية ذات البعد اللبناني، تشير المصادر الى ان دمشق التي لم تمانع بترؤس الحريري  للحكومة طرحت بعض الاسئلة على الموفد السعودي وتتعلق بالعلاقة اللبنانية - السورية والتزامات الحكومة الجديدة بما نص عليه الطائف بهذا الخصوص وصولاً الى الاتفاقيات القائمة بين البلدين خصوصاً ان تجربة السنوات الاربع الماضية لم تكن مشجعة لسوريا في هذا الخصوص بل حصلت محاولات لتأزيم العلاقة اللبنانية - السورية وحتى للتأثير على الداخل السوري.
ولهذا تتحدث المصادر عن الاتصالات القائمة داخليا وعلى خط الرياض - دمشق التي تتمحور حول العناوين السياسية والضمانات لكلا الطرفين حول الهواجس لدى كل منهما وبالتالي فهناك توجه الى ان يتضمن البيان الوزاري مثل هذه الضمانات وهناك توجه آخر بان لا يقتصر الامر على مضمون البيان الوزاري بل ان يكون هناك ضمانة عربية (مكتوبة) حول هذه العناوين السياسية تتلازم مع الاتفاق على التشكيلة الحكومية حتى لا تعود الامور الى «نقطة الصفر» لدى البدء في بحث البيان الوزاري والضمانات التي يريدها بعض الاطراف خصوصا من جانب قوى المعارضة وتحديداً حزب الله بما يتعلق بسلاح المقاومة وسوريا حول العلاقة المشتركة بين البلدين.
وعلى ان الجميع يترقب نتائج زيارة الموفد السعودي الوزير عبد العزيز خوجه وربما نجل الملك عبدالله الامير عبد العزيز بحيث ان هذه الزيارة الجديدة تأتي تحضيرا للقمة الثنائية التي ستعقد اعتبارا من يوم بعد غد في دمشق بين الرئيس الاسد والملك عبدالله وتستمر لثلاثة ايام ويتوقع ان تخرج بتفاهمات على معظم الملفات الاقليمية بدءا من الملف اللبناني، علماً ان موضوع التشكيلة الحكومية سيعاود البحث به بعد القمة.

 آذار تراهن على إتعاب الحريري للحصول على الثلث المعطل جعجع والجميل «يتقدمان» عون والمر وفرعون يجردانه كاثوليكياً وارثوذكسياً
 8 آذار تراهن على إتعاب الحريري للحصول على الثلث المعطل
جعجع والجميل «يتقدمان» عون والمر وفرعون يجردانه كاثوليكياً وارثوذكسياً

سيمون ابو فاضل/الديار
عامل الوقت يشكل احد الرهانات الاساسية في حسابات قوى 8 آذار التي تجده سيضعف انطلاقة رئىس الحكومة المكلف سعد الحريري، اذ ان استنادها على هذا العامل الذي طالما ادخلته في معادلتها من شأنه ان «يبرّد» نتائج الانتخابات النيابية التي اعطت قوى 14 آذار واحدا وسبعين نائبا، وكذلك من مضاعفاته ايضا وضع رصيد الرئىس المكلف سعد الحريري على المحك بما من شأنه ان يدفع به للتراجع امام مطالب قوى 8 آذار لناحية حصولها على الثلث المعطل، واكثر ما تراهن عليه هذه القوى انطلاقا من عامل الوقت حصول حدث ما دوليا او اقليميا قد تدفع تفاعلاته وانعكاساته بالتفاهم السعودي - السوري للبت في تشكيل الحكومة لصالح حيازة قوى 8 آذار على الثلث المعطّل تحت شعار مواجهة التحديات تتطلب «ضبضبة» الواقع اللبناني من خلال طي الملف الحكومي.
واذا كان رئىس الحكومة المكلف سعد الحريري يعطي مسؤوليته الجديدة كل الجدية متجاوزا التجاذبات والعراقيل التي توضع امامه ويعمل على اعداد صيغة من شأنها ان تؤمن الشراكة وتعزز الواقع اللبناني الداخلي لمواجهة التحديات التي تراهن عليها قوى 8 آذار من اجل تعزيز موقعها في الحكومة فإن التأخير في تشكيل الحكومة من شأنه ان ينقل الرئيس المكلف من موقع مالك للقرار الى خط الدفاع بعد تنامي الحملات السياسية والاعلامية على خلفية المطالبة بالشراكة والتوافق وفق منطق يؤدي لتزوير النتائج ويصيب العملية الانتخابية الديموقراطية اصابة قاتلة في النتائج التي حصلت عليها قوى 14 آذار.
فقد رسم الرئيس المكلف سعد الحريري اطار العمل الحكومي في مواقفه السابقة للانتخابات النيابية. واكد عليها في بيان التكليف من قصر بعبدا. بما جعل الخريطة الحكومية لا تحتمل اجتهادا كبيرا في جغرافيتها.
فعلى سبيل قوى 14 اذار حسم الرئىس المكلف التمثيل السياسي داخل الطائفة السنية دون وجود اي منازع وكان له نواب في كتلته من مذاهب لبنانية متعددة.
وعلى سبيل الواقع الدرزي حسم النائب وليد جنبلاط التمثيل الدرزي لصالحه وترك مقعدا شاغرا للنائب طلال ارسلان الذي فاز بفارق نحو احد عشر الف صوت كانت بينه وبين اخر الرابحين في لائحة قوى 14 آذار في عاليه ولم تنجح اعارة النائب ميشال عون للنائب ارسلان ثلاثة نواب لتشكيل تكتل من اعطائه  دوراً «زعاماتيا» يطمح اليه بعد انضوائه او وقوفه خلف النائب عون في تكتله بما اوجد حالة ردة فعل لدى الناخبين الذين صوتوا له بطلب من النائب جنبلاط تحت شعار المحافظة على المصالحة وعلى بيت المير طلال ارسلان.
وعلى سبيل الواقع المسيحي فقد ادى انهيار التمثيل المسيحي للنائب ميشال عون الى حد حيازته على ما يقارب الخمسة واربعين في المئة من اصوات المسيحيين الى واحد من ثلاثة اقطاب على الساحة المارونية الى جانب رئىس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل وفقدانه في الوقت ذاته الحضور الارثوذكسي والكاثوليكي في تكتله.
اذ قد اضحى الواقع الماروني في حالة تمكن الرئىس المكلف من البت في هذا الشق لا سيما «ان الورم» النيابي للنائب عون لا يعني التمثيل المسيحي بعد تمسك النائب عون سابقا بالنسب المؤيدة له التي كانت نحو خمسة وسبعين بالمئة وتراجعت الى ما يقارب الخمسة واربعين واضحى الدكتور جعجع الذي يمتلك تكتلا متنوعا مذهبيا ومناطقيا وكذلك النائب سامي الجميل يتقاسمان معه النسبية المسيحية.
وفي ما خص الواقع الارثوذكسي، فان  الحالة السياسية التي يمثلها النائب ميشال المر، نيابيا ووزارياً، في جبل لبنان وبيروت وكذلك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في الكورة، نزعتا عن النائب عون الغطاء الارثوذكسي وبقي النائب المر قطبا عن هذه الطائفة الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والنائب مكاري احد اقطاب قوى 14 آذار في مجلس النواب. وكذلك هو الواقع على الصعيد الكاثوليكي بعد ان اسفرت النتائج النيابية بابعادها داخل هذه الطائفة، عن حصرية هذا التمثيل الموزع بين بيروت وزحلة بقطب واحد للطائفة هو النائب ميشال فرعون، في مقابل فقدان النائب عون الحضور الكاثوليكي في تكتله بعد الخسارة التي حلّت بالنائب سكاف.
وتلى هذا الامر دعم من قبل المراجع الروحية للنائب فرعون كأحد اقطاب الطائفة المؤتمن على مصالحها وحقوقها.
كواليس تتداول في صيغ للحكومة
وانطلاقاً من هذا الواقع والمعطيات التي توفرت لدى الرئيس المكلف باتت الصورة شبه واضحة. بعد الاستشارات التي اجراها وان مسؤوليته التي تفرض عليه تشكيل حكومة تتوازن فيها الشراكة مع الضمانات لقوى 8 آذارتتطلب دقة، ويشكل عامل الوقت في بعض الحقبات، عنصراً مساعداً او عنصراً معرقلاً، وان الرئيس المكلف الذي يمتلك رصيداً  سياسياً خاصا به بامتداداته الداخلية والخارجية يضاف اليها رصيد حلفائه، هي التي تمكنه من تقديم الصيغة قبل غيره، بعد ان بدأت دراسات للصيغ في عدة كواليس لطرحها على الملأ في خطوة تجعل من الرئيس المكلّف في واقع محرج، لا سيما بما يتعلق بالثلث المعطل الذي سيعطل اندفاعة جمهور قوى 14 آذار، ام لناحية التداول في عدم حيازة قوى الغالبية على النصف المقرر.
وعلى ما تظهر المعطيات، فان تشكيل الحكومة، يحمل  سباقا بين احترام قرار الناخبين ام ترسيخ منطق الفجور وتجاوز الديموقراطية، بين جدية الرئيس المكلف في تشكيل حكومة نوعية متينة وبين رهان قوى 8 آذار على الوقت لانهاكه، ودفعه بالتسليم حرصا على رصيده وتحت شعار «ضبضة الوضع» لمواجهة التحديات. لكن الترابط في مواقف الرئيس المكلف وسعيه للحكومة التي يعد لها، لن يدفع به لتشكيل حكومة تحمل في تركيبتها سابقة الثلث المعطل للقوى الخاسرة في الانتخابات النيابية حتى لا يؤدي هذا الواقع لشل البلاد وادخالها في المجهول التي اخرجتها منه نتائج الانتخابات النيابية الى حد غير واضح المعالم. حتى حينه، ولان المناخ السائد حالياً يوحي كأن سوريا وقدراتها التي تواجدت بها في لبنان، ما زالت موجودة لان ثمة مبادرات مطلوبة من الرئيس المكلف وهي تأتي استمراراً لمبادرات سابقة من شأن اللجوء اليها من خلال اخراج الصيغة التي يجدها مناسبة للترجمة ان ترسخ الحالة السيادية.
اذ في التوازنات فانها ستتوزع داخل الحكومة بين ما هو لرئيس الجمهورية وبين ما هو حق لقوى 14 آذار التي يمثلها الرئيس المكلف وبين ما هو يصنف شراكة من خلال ادخال قوى 8 آذار لتكون مطلعة على مسار السياسة العامة دون تعطيلها.
توزيع الحقائب بعدالة
وكذلك الواقع هو على صعيد توزيع الحقائب فاذا ما كانت السيادية من حصة الطوائف المارونية، السنية، الشيعية، والارثوذكسية فان الحقائب المركزية العشر الموزعة بين اشغال او عدل وصحة... من الطبيعي او حكما سيكون منها لصالح كل من الدروز والكاثوليك... بما يعني ان الاطار السياسي والوزاري للحكومة بات واضحاً الى حد ما.

عون لبقرادوني: جنبلاط يشبه سائق التاكسي يبدّل اتجاهه حسب الركاب
في 7 أيار تذكر نصائح الروس: لا تنام قرير العين على الوسائد الاميركية
زار السيّد وايّد الطاشناق وتحالف مع بري والمطلوب واحد: إختراق أسوار دمشق

كتب ابراهيم جبيلي/الديار
اذا كان سهلاً على المراقب معرفة المكان الذي يتموضع فيه النائب وليد جنبلاط، لكن يستحيل عليه مهما بلغت حذاقته، معرفة المكنونات الحقيقية للمواقف السياسية التي يطلقها والى ما ترمي خصوصاً حين تشتد الاوضاع حراجة اقليمياً وغربياً. فالنائب جنبلاط وصل يوماً الى بنت جبيل في العام 2005، يفتش عن تحالف آمن ومريح مع حزب الله وسلاحه يقيه شرّ الخيبات من النتائج الانتخابية في قضاء عاليه - بعبدا، لكن بواطن الامور الحقيقية افضت الى وصف السلاح بالغادر مما اوقع الجميع في حيرة بين التموضع والموقف.
وابرز من وصف جنبلاط، العماد ميشال عون حين قال لرئيس حزب الكتائب الاسبق كريم بقرادوني: وليد جنبلاط يشبه سائق «السرفيس» يبدّل اتجاهه حسب الركاب. هل هذا التوصيف الساخر لعون هو تهمة أم واقع؟ خصوصاً اذا غلب الطبع التطبع، ام ان لمواقف جنبلاط ضرورات الحاجة الماسة، تندرج تحت عناوين عديدة أهمها: صراع البقاء، وهو صراع ثلاثي الابعاد، يبدأ في الحفاظ على الاقلية الدرزية، وفي كيفية ادارة شؤونها وشجونها في محيط اسلامي هادر، مروراً في الموقف السياسي المناسب لزعيم الطائفة وصولاً الى صيانة تامة لدارة المختارة لتبقى مرجعية درزية ووطنية كما ارادها ساكنوها منذ عقود واعطتهم مكاناً وصلاحيات فاقت عما هو منصوص عنها في الدستور اللبناني.
هل وليد جنبلاط سائق تاكسي يغيّر وفق اتجاه الزبائن؟ ام انه قارئ جيّد خائف؟ ترعبه التطورات الاقليمية والدولية، فيسارع عند تغيير الامم الى حفظ رأسه ورؤوس ابناء جلدته، وهنا تكمن نكهته وسر تميّزه بين اقرانه في فريق 14 آذار، واسبغ الله عليه حاسة الاستشعار عن بعد ومدى الخطر الداهم، فكان الاول حين شعر وادرك معاني والغاز ليالي السابع والثامن من ايار في العام الماضي يوم ادركه الخصوم وحاصروه في الكليمونصو فتأكد ان المحظور وقع، ففكر بداية في قصر خلدة علّه ينقذ مع المير طلال ما يمكن انقاذه لان ساعة الحسم والتوقيت باتا في ايدي الخصوم، خصوصاً وانه فتش عبثاً عن الالوية السنية فوجدها تنكفئ في ساعات الحشرة، فيما اكتفى انصاره الدروز في الدفاع عن مقدسات المختارة والبلدات الكبرى، كذلك شاهد بأم العين المجردة كيف تواطأ الحلف الاطلسي ومعه اوروبا في شوارع بيروت، واكتفت واشنطن باستعراض بارجتها «كول» في المتوسط لتحرج من اشتهى يوماً العمل في شوارع نيويورك... عندها تأكدت هزيمة جنبلاط وحلفائه في ثورة الارز.
اذا في ليالي الكليمونصو الموحشة، قرر وليد جنبلاط تنفيذ اكبر عملية تكويع مهما كانت كلفتها ومهما بلغت اثمانها، ارادها بداية خطوة خطوة حتى لا يفاجئ الحلفاء وليتسنى لهم بلعها، ثم اراد ان ينجح في قيادة الشاحنة والتفافها بهدوء وروية خصوصاً وان انفتاحه سيصل الى جهات وافرقاء قال عنهم يوماً ما لم يقله مالك... بالخمرة...
مؤيدو النائب جنبلاط يفسرون انقلابه على رفاقه في ثورة الارز وفق المعطيات التي يملكها زعيمهم ومنها ان السفير الاميركي عائد بعد طول غياب الى العاصمة السورية وانه سيستقر فيها الى امد طويل، وان الزيارات السعودية السورية اصبحت مكوكية بين الرياض ودمشق وكلها تشير الى علاقات جيدة وتفاهم تام على المسائل اللبنانية، وقمة الدهشة التي علت وجوه المؤيدين الزيارات النوعية للسفير السعودي الجديد في لبنان، المفاجأة التي شكلتها زيارته الى بنشعي ولقائه الوزير سليمان فرنجية تلتها مفاجأة اخرى بلقاء السفير السعودي النائب اسعد حردان، عندها تذكر جنبلاط نصائح صديقه عضو البرلمان الروسي ميخائيل ميركالوف الذي منحه وساماً روسياً رفيعاً بانه لا ينام قرير العين على الوسائد الاميركية.
ويعتبر مؤيدو جنبلاط ان زعيمهم يسمع باهتمام كليّ للمشايخ الدروز والهيئات الروحية، لكن القرار قراره والجميع يأتمر بتوجيهاته خصوصاً وانه يتمتع بحسّ مرهف اذا داهم الخطر جماعته، لذا سلّم الجميع بقيادته وحنكته في ادارة صراع البقاء. فاذا قرر اعادة التموضع وافق الجميع، واصبح الكل ينادي على سلاح المقاومة وواجب الحفاظ عليه. واذا اراد تثبيت عروبة لبنان فان انصاره يصبحون عرباً اقحاح يرمون العلم الفرنسي الذي رفع يوماً في باحة المختارة.
اما الخصوم التي علت وجوههم الدهشة، يسألون عن اسرار تقلب المناخ الجنبلاطي وهل لان حزب الكتائب اصبح ضد عروبة لبنان فيما الحزبان الاشتراكي والكتائبي رفعا سوياً شارات النصر في ساحات 14 آذار.
وبين المؤيدين والخصوم، تعتبر اوساط مطلعة ان خيار جنبلاط كان حاسماً على صعيد المصالحة، فدّبر لقاء على عجل مع السيد حسن نصرالله قدم فيه التوضيحات على سنوات العجاف مع المقاومة، فالقلق الجنبلاطي على طائفته فاق اي اهتمام آخر، فغادر «السقوف العالية» في فريق ثورة الارز والتجأ الى «الوسطية» علّها تبعده عن اكثرية «يمقتها» واقلية «تنق» ليل نهار. من هنا تعتبر المصادر المطلعة ان مواقف جنبلاط ليست مناورة وليست اصطفافا داخل فريق 8 آذار، بل تعتبر ان الاصطفافات ادت الى مزيد من الخراب والتدهور لذا آثر الخروج من عالم الاكثرية والاقلية علّ بعض القوى تلاقيه في الوسط ليشكل معها عنواناً للتوافق في البلد.
وتذكر الاوساط المطلعة ان جنبلاط يحاول باستمرار عشية تأليف الحكومة ارسال الاشارات، بعضها يريدها رسائل تخصه وتفيده فورياً تعزز حصته في المقاعد الوزارية ومنها رسائل مؤجلة تخوله التفاوض لاحقا داخل مجلس الوزراء. ومنها على سبيل المثال طرحه المفاجئ حول الخصخصة، فتؤكد المصادر المطلعة ان هذا الموضوع لدى الحزب التقدمي الاشتراكي هو ثابت وقديم، لكن طرحه الآن بلهجة لا تخلو من القوة والعنف يفيد ان جنبلاط لن يقبل اية مهادنة في الشأن الاقتصادي خصوصاً وان جماهير الحزب في الجبل تتململ باستمرار وتسأل النواب والاركان... ماذا حصلتم لنا من سياساتكم على الصعيد المعيشي.
وليد جنبلاط يفعل كل شيء فيما المطلوب واحد، استطاع ان يمتّن علاقاته مع الرئيس نبيه بري المؤيد لحكومة وحدة وطنية حقيقية تذوب فيها قوة الثامن والرابع عشر من آذار، وجنبلاط يعتبر ان هذه العلاقة مع بري تشكل عنونا للتوافق لان رئيس المجلس يبقى جسراً للتلاقي بين مختلف القوى المتناحرة. وجنبلاط لا يهدأ في تصريحاته المفاجئة ولا في حركته النوعية، زاره وفد حزب الطاشناق بعد انجاد جنبلاط الحزب بتصريحات الدعم والتأييد بعد هجوم حلفائه في ثورة الارز على التصويت « الحاقد» للحزب. كذلك زار السيد حسن نصرالله موضحاً التباسات الماضي والخبثاء يؤكدون اعتذاره عما بدر.. هادن الوزير وئام وهاب، وتحالف مع المير طلال ارسلان. لكن بقي امامه اختراق اسوار دمشق.
وتتردد الانباء من كل اتجاه وتفيد ان تجديد مسكن جنبلاط في العاصمة السورية بدأ، والبعض الآخر يؤكد ان منزل الشهيد رفيق الحريري يشهد ايضاً ورشة تجديد. فهل ان تجديد الورشتين في كلا الموقعين ينبئ بزيارات نوعية؟ واية ورشة تنتهي اعمالها قبل الاخرى؟ وهل كلام الساحات العنيف في مهرجانات آذار تمحوه اللقاءات السعودية السورية المكثفة؟

يا دولة الرئيس إذهب.. ولا تذهب..
ميرفت سيوفي/الشرق

تكاد صحف 8 آذار "الخاسرة انتخابياً" تصوّر لنفسها ولجمهورها أن دولة الرئيس سعد الحريري "سيُساق مخفوراً في عربة مذهبّة، مقيّداً بسلاسل ذنوب فوز 14 آذار في انتخابات العام  2009 التي لا تغتفر" إلى دمشق، ويكادون لولا أن يوسموا بعهر التشفّي بانتصار 14 آذار يقولون إن دمشق هي "روما العظمية"!! ربما هم يحتاجون إلى مَن يقول لهم إنّ سعد الحريري ليس زنوبيا التدمرية المنهزمة، ودمشق ليست امبراطورية روما، وفوز 14 آذار في الانتخابات انتصار تاريخي كبير، وليس هزيمة نكراء تستدعي توسل دمشق لتترك سعد الحريري يؤلّف حكومة رأفة ورحمة بعار هزيمته!! وربما هم بحاجة لمن يقول لهم: "برافو"!! نحن سعداء بتحليلاتكم "الغبيّة" فهذه التحليلات كانت السبب الأول والوجيه في خسارة 8 آذار الانتخابات ثم استطلاعاتكم الواهمة هي التي "جابتها جورة"!! وربما علينا أن نقول لهم أيضاً: "برافو"!! تابعوا هذه "الخزعبلات الخنفشارية"، فكلّما حفرتم حفرة ليقع فيها جمهور 14 آذار ومكرتم به مكر الله بكم وكانت الخيبة والصدمة حفرة يقع فيها جمهوركم لأنه يصدّق تهيّؤاتكم!!
إما هذا الضغط الذي يُمارس على رئيس الحكومة المكلّف فهو طبيعي ومتوقع، وإن كان ما تنشره صحف المعارضة عن اشتراط دمشق زيارة سعد الحريري لها قبل تأليف الحكومة لتدفع حلفاءها إلى فك عقد التأليف، فهذا شرط سورية، وتستطيع سورية أن تعلّي سقفها قدر ما تشاء فهذا يزيد في رصيد رئيس الحكومة المكلّف، وهي بهذا تزيد طين علاقتها بلّة مع معظم الشعب اللبناني، خصوصاً أن ذاكرته ما زالت حيّة وتضجّ بما فُعِل طوال سنوات بالرئيس الشهيد رفيق الحريري!!
أما الذين "يفركون" أكفّهم ببعضها البعض ويطلقون العنان لتصريحاتهم عن أن 14 آذار ستنهار حكماً، فهم يتوهمون، فتلك "أمانيّهم" ليس أكثر، ولهم سنين أربع يحدثوننا عنها، وما زالوا يتمنونها، ظناً منهم أن الزمن اللبناني سيعود إلى الوراء، هذه أوهامهم لأنهم يحلمون بأن يعود الزمن إلى الوراء ليستعيدوا ما فقدوه يوم فار تنور اللبنانيين وأغرق كل هذه الطفيليات العلقيّة من زمن بقايا الوصاية وحدفهم في مكبّ الزمن اللبناني الرديء!!
حتى اللحظة لا يستطيع الخاسرون ومن وراءهم تصديق أن 14 آذار فازت بالانتخابات، ولا يستطيعون تصديق أن هذا الجمهور بكل العنف والضغوطات والتهويل الذي مورس عليه وعلى قياداته لم يتراجع قيد أنملة عن خياره بلبنان أولاً وسيداً حراً مستقلاً، وحتى اللحظة هم لا يصدقون أن دولة الرئيس سعد الحريري "مسنود" بجمهور 14 آذار الصلب والواعي ومحاط ومحتضن من أبناء طائفته كما لو كانت أمّه التي احتضنت أباه من قبله، وهذا الجمهور ليس "حيطة مايلة" ولا تهزه أسافين تحليلات "المحرر السياسي" الوهمية في صحف المعارضة التي يخترعها من خياله المريض ويصدقها لأن جمهور 14 آذار يعرف التمييز بين الماء وبين سراب يحسبه الظمآن ماءً، ثم يقعون في شر خيالات وتهويمات "المحرر السياسي" فيقع جمهورهم في أحابيلهم ويحبط لتصديقه أضاليلهم!!
أما جمهور 14 آذار الذي لا يُساق قطيعاً يعلك مواقف قياداته ككلام ببغائي ولا يُهشّ عليه بعصا التهويل فيخاف، هذا الجمهور ببساطة مدرك أن لبنان وسورية لا بد من مصالحة تطوي صفحات الماضي البائس، ولا بدّ من أن تقوم بينهما أفضل العلاقات في إطار الندية واحترام حرية وسيادة واستقلال كل من البلدين، وما سوى ذلك فهو أضغاث أحلام لمن يحلم به ويرجوه!!
وللذين يراهنون على أنه بهذا الكلام عن خضوع الرئيس سعد الحريري لشرط "استسلام ذليل" لرغبات دمشق، مشوشين على جمهوره ليوقعوا بينه وبين قاعدته مثلما حاولوا دائماً، فلمَ يُغيّرون عادتهم اليوم، لذا نقول للرئيس سعد الحريري:
لا تذهب يا دولة الرئيس، إن كان ما قيل عن هذا الشرط صحيحاً، لا تذهب يا شيخ سعد فالشعب الذي ثار لاستشهاد أبيك، يغلي لأجلك ولن يرضى بأن يُفعَل بك ما فُعِلَ بأبيك لأن هذا الجمهور لم يكن يعلم ما يفُعِلَ به ويلاقي من أجل لبنان لا من أجل منصب أو رئاسة، فأنت أمانة رفيق الحريري في عنق الشعب اللبناني، وهذا الشعب لن يسمح لأحد بأن يفرض عليك أو يطلب منك المزيد من التضحيات الجسام، فكرامة لبنان ودماء شهدائه فوق الجميع، وعلى الجميع أن يتيقنوا أننا لن نتنازل قيد أنملة عن نقطة من دماء الشهيد رفيق الحريري وحقّه، ولا عن نقطة من دماء شهداء ثورة الأرز ولا ذرة من أشلائهم، وعلى عتبة حكومتك الأولى نثق أنك تعلمت من تجربة الرئيس الشهيد أن كلّ التنازلات التي قدّمها لمن لا يشبعون تنازلات كلّفته في النهاية حياته ثمناً، لحظة أدرك أنه هذه المرة لا يستطيع التنازل من أجل لبنان وحماية لشعبه..
 ولأننا نؤمن في نهاية المطاف بأن لبنان وسورية محكومان بعلاقات طيبة في إطار ما يطمح إليه اللبنانيون من علاقات ندية واحترام متبادل لحرية وسيادة واستقلال البلدين، إذهب يا دولة الرئيس، ولكن رئيس حكومة، لا رئيساً مكلفاً، إذهب ورأس زيارتكم فخامة الرئيس ميشال سليمان يدك في يد رئيس البلاد ومن خلفكما وفد وزراء حكومة لبنان، إذهب رئيس حكومة يحفّ به وزراء حكومته ومساعديه ومستشاريه، عندها "إذهب" ولا تخف، فلا عودة لدمشق سيرتها الأولى، وادخلها كما نريد لك أن تدخلها "واثق الخطوة يمشي ملكاً"، عزيزاً مكرّماً مرفوعاً برفعة رأسك، رأس لبنان والشعب اللبناني كلّه!!

الأسد يقصي شوكت عن رئاسة الاستخبارات  تمهيداً لتعيينه رئيساً للأركان
السياسة/كشفت مصادر سورية, امس, ان الرئيس بشار الأسد أبعد زوج أخته بشرى رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء آصف شوكت من منصبه, وأمر بترفيعه إلى رتبة "عماد" ليشغل منصب نائب رئيس الأركان بدلاً من العماد داوود راجحة, تمهيداً لتسليمه رئاسة الأركان بعد سنتين. وأوضح موقع "كلنا شركاء" الالكتروني أن الأسد يجري سنوياً مجموعتين من التغييرات والترفيعات, على المؤسسة الأمنية والعسكرية, الأولى في الاول من يناير والثانية في الأول من يوليو, مشيرا الى أن النشرة التي صدرت ليل الأربعاء الماضي, تضمنت ترفيع آصف شوكت إلى رتبة "عماد" وهي أعلى رتبة في التقسيمات العسكرية, تحت رتبة "الفريق" المخصصة فقط للرئيس. وذكر أنه في نشرة الترفيعات, ترد الرتب الجديدة فقط, أما في نشرة التنقلات فيرد المنصب القديم والمنصب الجديد, مشيرا الى أن شوكت نقل من رئاسة شعبة المخابرات العسكرية ذات الوزن الاعلى في النظام, والتي تعادل في اهميتها الموقع الثاني بعد القائد العام للجيش والقوات المسلحة, إلى منصب نائب رئيس الأركان الذي يشغله حالياً العماد داوود راجحة, وفقاً لمعلومات شبه مؤكدة. ولفت الموقع إلى أن الرتبة في سورية, ليست ذات أهمية بقدر الموقع الوظيفي, "فالكثير من العقداء والعمداء لهم اهمية ووزن اكبر من لواء او عماد", موضحا ان الترفيع إلى رتبة "عماد" "لا يعني بالضرورة نقل الشخص خارج شعبة المخابرات العسكرية, بل كان ممكنا ان يصبح مثل العماد علي دوبا الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الأركان ورئيس شعبة المخابرات العسكرية في الوقت نفسه". واضاف الموقع أنه, وفقا للتحليلات, فإن نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع الحالي العماد علي حبيب بقي له فقط سنتين للتقاعد, كما حصل منذ شهر مع العماد حسن توركماني, وحينها ينتقل أوتوماتيكيا رئيس الأركان الحالي ليشغل منصبه, وبالتالي يشغر منصب رئيس الأركان ويصبح هناك حاجة لرئيس أركان جديد بعد سنتين. وجرت العادة ان يحتل هذا المنصب نائب رئيس الأركان الأقدم برتبة "عماد", وحيث ان هناك اثنين حالياً يشغلان موقع نائب رئيس الأركان بهذه الرتبة, ولكي يفتح الطريق امام آصف شوكت ليشغل منصب رئيس الأركان بعد سنتين, فإنه يجب ان يكون في ذلك التاريخ هو الاقدم في رتبة عماد, ما يعني عدم بقاء من هو أقدم منه سواء بالتقاعد أو النقل لمكان آخر.

 مصادر في "14 آذار" لـ"السياسة": الحريري لن يزور دمشق قبل تأليف الحكومة "غير القريبة"
مخاوف من اهتزاز أمني لترهيب الرئيس المكلف وفرض الشروط السورية

بيروت- من عمر البردان والوكالات:
أكدت مصادر بارزة في قوى "14 آذار" "السياسة", امس, أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ليس بوارد أن يقوم بزيارة إلى دمشق قبل إنجاز مهمته بتأليف الحكومة العتيدة التي لا يبدو أنها ستكون في وقت قريب, بالنظر إلى بروز مؤشرات سورية على وضع شروط لتسهيل عملية التأليف, مشددة على أن الحريري ومعه الغالبية النيابية لا يرون أن زيارة العاصمة السورية في هذا الوقت مفيدة, خصوصاً وأن هناك معارضة داخل قوى "14 آذار" لأي زيارة قد يقوم بها الحريري إلى دمشق, قبل اتضاح حقيقة الموقف السوري من الملف الحكومي.
وأشارت المصادر إلى وجود توجس حقيقي لدى الموالاة من محاولات سورية جدية للحصول على تغطية عربية تبيض صفحتها تجاه لبنان, بعد إنجاز التبادل الديبلوماسي ووقوف دمشق على الحياد في موضوع الانتخابات النيابية, بهدف إجراء مقايضة واضحة بين المساعدة على تشكيل الحكومة, والطلب إلى الحريري وحلفائه طي صفحة الماضي, وكأن المطلوب من الغالبية تناسي أمر المحكمة الدولية وكل الشهداء الذين سقطوا والدماء التي سالت من أجل سيادة وحرية واستقلال هذا البلد.
وإذ توقعت أن يواجه الحريري عقبات في عملية تأليف الحكومة, لأن المعارضة لم تحسم أمرها بعد بالتنازل عن الثلث المعطل, فإن المصادر أبدت خشيتها أن يلجأ السوريون إلى استخدام الورقة الأمنية مجدداً, من خلال افتعال "عائشة بكار جديدة", سواء في بيروت أو في أي منطقة, لأن هذا "السلاح" ما زالت تحتفظ به دمشق لاستخدامه عند الحاجة, وطالما أنه لم يتم التجاوب مع شروطها التي تفرضها للمساعدة على إنجاح الحريري في مهمته. في سياق متصل, استبعد عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق, امس, أن يزور الحريري دمشق قبل تأليف الحكومة, باعتبار أن هذا الأمر يستهدف إنجاز التشكيل, مشيراً الى أن "مسؤولية رئيس الحكومة الحائز ثقة المجلس النيابي أن يسعى إلى قيام علاقات لبنانية ¯ سورية طبيعة تندرج في تطورها نحو إلغاء التوتر الذي كان سائداً بين البلدين خلال الأعوام الأربعية الماضية".
ولفت المشنوق إلى أن "هذه المهمة التي سيضطلع بها رئيس الحكومة المكلف لن تكون إلا بصفته الدستورية ممثلاً لكل اللبنانيين", مؤكداً أن "لا أحد يتقدم الرئيس المكلف في حرصه على الحقوق التي استعادها الشعب اللبناني في السنوات الأخيرة من سيادة وحرية واستقلال يحمي لبنان ويحقق الأهداف التي يصبو إليها اللبنانيون, خصوصاً لجهة تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد وانتظام عمل المؤسسات وفق قواعد الدستور". من جهته, شدد الرئيس أمين الجميل, في حديث تلفزيوني, على ضرورة أن "تكون العلاقة مع سورية جدية", مشيراً الى أن لديه "تجربة شخصية بالمفاوضات مع سورية تجعلني حذراً من أي خطوة مع هذا النظام". وأكد "ضرورة أن تقوم سورية ببادرة حسن نية في بعض الأمور كالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات", مضيفاً "نحن لا نطلب من سورية شيئاً مستحيلاً, وانما طلبنا هو تقني كترسيم الحدود وملف المفقودين والسلاح الفلسطيني, كما لا نطلب من سورية الضغط على حلفائها بل معالجة النقاط العالقة". واضاف "موقفنا واضح, نحن لم نضحِّ بكل هذه التضحيات لنفرط من جديد بهذا البلد, واذا أراد البعض أن يتصرف بشكل آخر فليتحمل مسؤوليته", مؤكداً أن "كل 14 آذار على موقف واحد ولا يحاولن أحد الدخول بيننا". وأكد أن الأكثرية لن تعطي كل شيء من دون تطمينات, معرباً عن تخوفه من 7 مايو جديد, في ظل تهديدات بعض قوى المعارضة, كما شدد على ضرورة انتظار حكم المحكمة الدولية قبل الدخول في علاقة جدية مع سورية.

لبنان: "حكومة مفاوضات مع إسرائيل" بإلحاح من النظام السوري
"حزب الله" يبحث عن مكان جديد بعد "الثورة المخملية" التي خلخلت نظام طهران وغيرت سلوكه

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة
وضعت قضية المفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية  خلال الاسابيع الستة الماضية التي رافقت التحركات الاقليمية والدولية المكثفة لتأمين انتخابات نيابية لبنانية مريحة لا نزاع حول نتائجها, وتشكيل حكومة شبه جامعة تسير شؤون البلاد للمرحلة المقبلة بشكل سلس لا مفاجآت دراماتيكية فيها, على نار هادئة بعدما استطاع الاميركيون ودول عربية معنية من تفكيك العقد السورية من طريق "الحل الشامل" لازمة المنطقة عبر السير على ثلاثة خطوط متوازية: المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية والاسرائيلية - السورية والاسرائيلية - اللبنانية التي اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جفري فيلتمان انها "الجهات الثلاث التي يجب ان تعمل معاً لما فيه خير الجميع وخير دول المنطقة".
ونقل ديبلوماسي  خليجي في الامم المتحدة عن احد الاعضاء الكبار في البعثة الاميركية الى مجلس الامن الدولي قوله ان "اتصالاتنا وحواراتنا  التي بلغت حدود التفاصيل الدقيقة مع السوريين خلال الشهرين المنصرمين اكدت لنا ان نظام بشار الاسد الذي ادخل تغييرات مهمة على سلوكه كما كنا نطالب دائما ما ادى الى اقرار ادارة الرئيس باراك اوباما باعادة سفيرنا الى دمشق يتمسك بقوة بضرورة فتح جبهة مفاوضات ثالثة لبنانية مع اسرائيل الى جانب جبهتي المفاوضات السورية والفلسطينية معها, كمطلب مزمن للسوريين بموجب "حل شامل" للازمة لا تسبق فيها جبهة عربية جبهة اخرى كي لا تحقق اسرائيل ثلاثة انتصارات, وما عودتنا المستمرة في كل سانحة الى دعوة لبنان للانخراط في مفاوضات مستقلة مع الاسرائيليين لانهاء المشكلات بين البلدين سوى "تبن" للمطالب السورية في هذا الشأن, اذ ان قناعتنا باتت واضحة مثل السوريين وهي ان عدم وجود مسار ثلاثي متواز للمفاوضات بين الاطراف الثلاثة الفلسطينية والسورية واللبنانية سيعرقل المبادرة الاميركية التي يقودها جورج ميتشل وكبار موظفي الخارجية والامن القومي الاميركيين, ويجعل الحل المنفرد مع اي منها ينسف العملية برمتها".
واعرب الديبلوماسي الاميركي عن اعتقاده انه لن تكون هناك مشكلة مع الايرانيين القادرين على وضع الالغام من لبنان في طريق اي مفاوضات لبنانية - اسرائيلية اذ اعلن نظام خامنئي- نجاد وعلى لسانيهما اكثر من مرة خلال الاشهر القليلة الماضية, انه لا يعارض المفاوضات السورية - الاسرائيلية ولا المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية اذا كانت النتائج تنتهي بتحرير الاراضي المحتلة واقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة العبرية وبالتالي فان الايرانيين حيال هذا التطور في سلوكهم لن يكونوا قادرين على منع لبنان من المفاوضات فيما هم يباركونها مع غزة ودمشق".
واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان "حزب الله في لبنان لن يكون بعد الان البادئ بأي حرب مع اسرائيل او "المتسبب لها" بعدما ادرك على اثر قيام الثورة المخملية" في طهران ردا على نتائج الانتخابات الرئاسية, أن اوضاع الجمهورية الإيرانية قد تكون من الهشاشة بحيث يضطر معها ثنائي خامنئي - نجاد وجناحه الحاكم الى ادخال تغييرات جذرية على سلوكه العنفي المتطرف باتجاه شبه اعتدال يضمنه استمرارهم في الحكم مدة أطول, لذلك فإن "حزب الله" بات يفكر جديا هو الآخر في تغيير سلوكه حول استثارة اسرائيل والدخول معها في حروب ونزاعات , إذ بات الغطاء الايراني له أكثر تقلصا تحت حرارة شمس التوجه السلمي العربي الحارقة, ومن هنا نلمس انكفاءه الأخير بعد هزيمته في الانتخابات البرلمانية اللبنانية في اوائل الشهر الماضي, والتغيير الدراماتيكي في خطابه نحو التهدئة والسلام, خصوصا وانه ادرك كالجميع أن انتفاضة الشعب الايراني بهذا الشكل غير المتوقع في وجه نظامه تحولت الى ورقة رابحة جدا في ايدي الولايات المتحدة ودول أوروبا والغرب في أي مفاوضات مقبلة حول البرنامج النووي الإيراني.
وكشف الديبلوماسي الخليجي في نيويورك ل¯" السياسة" النقاب عن ان ادارة اوباما لا تستبعد أبدا ان تكون الحكومة اللبنانية الجديدة التي ستكون مدعومة من المجتمع الدولي والمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا ودول الخليج العربي كافة , ومقبولة جدا من النظام السوري الذي يتهيأ لاستئناف مفاوضات مباشرة, مع اسرائيل بمشاركة اميركية مباشرة ودعم عربي من خلف الستار "حكومة التفاوض مع اسرائيل" بموازاة المفاوضات السورية تلك وكذلك المفاوضات الفلسطينية للوصول الى استعادة مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا وبلدة الغجر من الاحتلال الاسرائيلي وانهاء النزاع مع الدولة العبرية تحت مظلة المبادرة الاميركية - العربية التي بات نجاحها لأول مرة منذ ستين عاما في متناول اليد".

 جنبلاط يسعى الى تعويم نفسه بالهجوم على المسيحيين حلفاءً وأخصاماً عون وجعجع يتقاسمان الهواجس كي لا يذهب المسيحيون فرق عملة في «البازار» الاقليمي
جنبلاط يسعى الى تعويم نفسه بالهجوم على المسيحيين حلفاءً وأخصاماً
عون وجعجع يتقاسمان الهواجس كي لا يذهب المسيحيون فرق عملة في «البازار» الاقليمي
اسكندر شاهين/الديار
هل تبلغ الامور نهايتها السعيدة على غرار بعض الافلام العربية التي غالبا ما تنتهي بالافراح، حيث لا يموت البطل بل يدخل القفص الذهبي، وتثمر القمة السورية السعودية المرتقبة يوم الاثنين القادم حكومة لا يختلف اللاعبون عليها، بل سيختلفون على الحصص والحقائب التي تحل عقدتها بجوائز ترضية على الطريقة اللبنانية، وكيف سيكون دور المسيحيين وحجمهم فيها، وخصوصا انه على الرغم من الانقسام العمودي بينهم يبدو ان ثمة مواقف متقاطعة بين الاخوة الاعداء حيال تأليف الحكومة في الخارج وان اختلفت العناوين والتوصيفات بينها، فإذا كان العماد ميشال عون اشار الى انزعاجه وقلقه ورفضه للتدخل الخارجي بتشكيل الحكومة وعلى قاعدة انه لا وجود لمحاور محلي يبحث معه في جنسها ولونها وطعمها، معتبرا ان المعنيين بالحكومة يرجئون الاجابات على هواجس الجنرال في انتظار ارسال الاسئلة الى الدوائر الخارجية ومن ثم يتم الاجابة عنها سلبا او ايجابا، واضافة الى الانزعاج لدى الجنرال ثم خشية لديه من المزايدين الذين يعتملون اتجاه الريح ليسبقوا الجميع في الوصول الى اهدافهم ولو على حساب المسيحيين جميعا ومن هذه الزاوية يتساءل عون عن موقف السياسيين في «ثورة الارز» المستجد والذي يحمل كما كبيرا من الغزل الاباحي تجاه دمشق، علما ان هؤلاء بنوا امجاد «الثورة» اذا جاز التعبير على كيل الاتهامات لها، وكما عون كذلك موقف الدكتور سمير جعجع الذي يعلن رفضه ولو على طريقة السؤال: لماذا تزج دمشق بشؤوننا الداخلية؟ ما يشير الى تقاطع في زاوية حادة بينه وبين الجنرال، وان اختلفت مقاربتهما للامور، وهذا التقاطع يطرح بصورة او بأخرى سؤالا كبيرا حول دور المسيحيين في فريقي 8 و14 اذار، وهل سيكون دورا فاعلا، ام انهم سيذهبون «فرق عملة» كما حصل ابان الوجود السوري في لبنان حيث تم التنكيل بقياداتهم فدخل جعجع السجن وانتهى الجنرال وامين الجميل في المنفى لحين تغيرت الموازين المحلية بفعل الزلزال الذي احدثه اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
لا تخفي الاوساط الضليعة في الساحة المسيحية خشيتها من ان يهمش الدور المسيحي في المرحلة المقبلة، لصالح تحالف سني - شيعي مطلوب لابعاد كأس الحروب المذهبية عن لبنان، وقد ترسي القمة السورية السعودية هذا التحالف الذي بدأت تبرز معالمه من خلال الخطاب السياسي لفريق الاكثرية والذي توج بموقف الرئيس المكلف سعد الحريري تجاه المقاومة وضمانة سلاحها، واذا كان الطرفان السني والشيعي مرتبطين بمحاور خارجية تتمثل بالمحور السوري - الايراني من جهة، قبالة المحور السعودي المصري من جهة اخرى، فإن توافق المحاور الخارجية سينعكس طبيعيا على المرآة الداخلية لجهة كافة الامور الخلافية، ويرسي الاستقرار الذي يطمح اليه المواطنون، فإنه وفق المجريات يبدو ان اللاعبين المسيحيين لا يرتبطون بأي محور خارجي بالمفهوم الاستراتيجي، من هنا سيكون عليهم دفع ثمن تفاهم المحاور الخارجية اي ان الحلول ستأتي على حسابهم، وربما من هذه الزاوية تأتي اهمية ورقة التفاهم التي وقعها عون مع «حزب الله» كي لا تأتي الحلول على حساب اي طرف داخلي، فإذا كان يؤخذ على المسيحيين تعاطفهم مع الغرب الا انهم لم يرتبطوا به كون الدول الغربية تهمها مصالحها في لعبة الامم وكونها تخطت عبر انظمتها العلمانية في الغالب عقدة وجود المسيحيين ودورهم او عدمه، مما يجعل من القلق المسيحي حيال هذا الدور مبررا، وربما استشراف الجنرال ومعرفته الوثيقة بمصالح الدول، دفعه الى زيارته المشهورة لسوريا على خلفية ضمانتها للوجود المسيحي المشرقي، ولكن هل هذا يبرر او يطمئن المسيحيين الى دورهم وحجمهم في لعبة الكبار.
وتشير الاوساط الى انه من المضحك المبكي معا موقف النائب وليد جنبلاط الذي كلما اراد مخرجا لنفسه من المأزق في لعبة السياسة، يلجأ الى تعويم نفسه بالهجوم على المسيحيين ولا يفرق بين حلفائه منهم في 14 اذار ولا بين اخصامه منهم في 8 اذار، فهل يتعلم الاقطاب المسيحيون ولو درسا واحدا في الباطنية السياسية التي باتت عدة شغل بعض حلفائهم، ام انهم سيصرون ان يذهبوا «فرق عملة» كما حصل معهم في كافة المحطات المفصلية في عمر البلد.

أغوب بقرادونيان لـ "السياسة": كانوا يتهموننا في السابق بأننا مع رئيس الجمهورية واليوم يطالبوننا بأن نكون إلى جانبه
ما الأسباب التي دفعت "الطاشناق" إلى الارتماء في الحضن السوري - الإيراني؟

بيروت - "السياسة": 4 تموز/2009
كان السياق الأرمني تاريخياً في لبنان معروفاً بولائه للسلطة ووقوفه إلى جانب القوى الموالية, ولكن انتخابات 2009 النيابية شكلت مفارقة لافتة بوقوف حزب "الطاشناق" تحديداً إلى جانب المعارضة التي تضم »السوري القومي«, حركة "أمل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بزعامة ميشال عون وغيرها من الاحزاب والتيارات, وهي قوى لا تجمعها بالشارع الأرمني صلات سياسية أو عقائدية, وإنما مصلحة "الطاشناق" كانت تقتضي ذلك. وهناك من يقول ان الحزب تأثر بموقف الأمين العام للهيئة العالمية للحزب وهو أرمني إيراني. ولكن شرارة انفراط عقد "الطاشناق" بدأت في عام 2000 عندما قرر الرئيس الراحل رفيق الحريري ترشيح شخصيات أرمنية من الخارج حزب "الطاشناق". وقد حصل أن دخلت للمرة الأولى إلى الندوة البرلمانية وجوه أرمنية غير ملتزمة سياسياً مع "الطاشناق".
 وفي محاولة للوقوف على التغيير الأرمني الذي حصل في لبنان, التقت "السياسة" طرفي التمثيل لدى الأرمن الذين ينقسمون اليوم بين "الطاشناق" الذي بدا ظاهرا حجم الخسائر التي لحقت به نتيجة خياراته السياسية إلى جانب ميشال عون والمعارضة, ولم يحصل سوى على نائبين قد يخسرهما في الدورة الانتخابية المقبلة إذا ما بقي على خياراته السياسية الداعمة لفريق " 8 آذار", الموالي لسورية وإيران, وبين حزبي "الهانشاك" و"الرامغفار" المنضويين تحت لواء صفوف "14 آذار".
وفي قراءة تحليلية لما ورد في كلام نائب "الطاشناق" أغوب بقرادونيان عن موقف الحزب من رئاسة الجمهورية يبدو واضحاً أن الحزب يتخبط في مواقفه بطريقة يجزم القاصي والداني أنه لا يعرف ماذا يريد. فهو يقول انه مع رئيس الجمهورية وفي الوقت نفسه انه مع تكتل "التغيير والإصلاح" وان التكتل أيضا مع رئيس الجمهورية, فيما يقول بقرادونيان أن هناك اختلافاً في الأفكار والرؤى بين النائب ميشال عون ورئيس الجمهورية, وهنا يتضح أن موقف الحزب في خياراته غير ثابت على مرتكزات ومبادئ, بل على مصالح انتخابية لا تخدم الأرمن.
 ومن جهة أخرى يبرز أيضاً التخبط في مواقف "الطاشناق" عندما يعلن أمينه العام هوفيك مختاريان أن سقوط ميشال المر كان مؤكداً لولا انتخاب الأرمن له. بينما يعلن أغوب بقرادونيان أن حزب "الطاشناق" طلب انتخاب المر ولكن القاعدة لم تلتزم.. فكيف يفسر ذلك? النائب بقرادونيان شرح ل¯"السياسة" طبيعة الخيار الذي تبناه حزب "الطاشناق" في الانتخابات الأخيرة فقال" :تاريخياً وقف حزب "الطاشناق" وكتلة نواب الأرمن مع موقع رئاسة الجمهورية أياً يكن الرئيس ,وذلك كونه يمثل الشرعية والقانون في الدولة, وبعد "الطائف" عندما تغيرت صلاحيات رئيس الجمهورية, وانتقلت إلى مجلس الوزراء تحول دعم حزب "الطاشناق" وكتلة نواب الأرمن إلى جانب المؤسسات الشرعية, لاختلاف الوضع ما بين رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء".
 وينتقل بقرادونيان ليتحدث عن انتخابات عام 2000 حيث يقول: "خضنا يومها الانتخابات في حزب "الطاشناق" لأن قبل ذلك كان الموقف ألأرمني موحداً بكتلة نواب الأرمن ,بحيث كان يوجد ممثلا عن حزب "الطاشناق" وممثلين عن أحزاب أخرى أو شخصيات قريبة من أحزاب أرمنية ومستقلين. وفي كل الأحوال لم تكن كتلة نواب الأرمن تضم أكثر من "طاشناقي" واحد, ولكن الشكل العام للكتلة كان يسيطر عليه التوافق بين أعضائه ومسؤولي حزب "الطاشناق".
 ويضيف: "في انتخابات عام 2000 أصبح هناك تغيير في النمط السياسي, حين انتخب اربعة نواب بكتلة "تيار المستقبل" ونائبين بحزب "الطاشناق" شكلا كتلة نواب الأرمن. وتكرر الأمر في عام 2005 رغم أنه قبل استشهاد الرئيس الحريري تم الاتفاق معه على إعادة النظر بالتحالفات الانتخابية والاتفاق على تعاون, إن في بيروت أو خارجها لتشكيل كتلة نواب الأرمن. ولكن هذا الاتفاق لم يبصر النور لأن الرئيس الحريري استشهد ولم نستطع مواصلة الفكرة مع نجله النائب سعد الدين الحريري وبالتالي ذهب الاتفاق في غياهب النسيان. وأصبح هناك نواب في "كتلة المستقبل" ونواب في كتلة نواب الأرمن الذين تحالفوا مع "التيار الوطني الحر" وأصبحوا أعضاء في تكتل التغيير والإصلاح مع الحفاظ على استقلالية القرار الذاتي ضمن التكتل"?
ويعتبر بقرادونيان أن "الإثبات على استقلالية موقف "الطاشناق" ان في كثير من الأوقات كان لهم مواقف مختلفة عن مواقف التيار الوطني الحر والمعارضة عموماً. وبعد أن أصبحنا في تكتل "التغيير و الاصلاح" وفي أول حكومة بعد انتخابات عام 2005 لا ننسى كيف كان الاصطفاف الحاد في الحياة السياسية, وتم رفض مشاركة "الطاشناق" في الحكومة ? فانتقلنا إلى صفوف المعارضة وتطور الوضع في الانتخابات الاخيرة حين خضنا هذه الانتخابات على أساس إعادة إحياء كتلة نواب الأرمن, وكان الهدف من ذلك تقوية القرار الذاتي لكتلة نواب الأرمن ونحن رغم كل ما حصل عرضنا على بقية الأحزاب الأرمنية الانضمام إلى الكتلة لكنها لم تستطع فعل ذلك لالتزامها مع "تيار المستقبل", وحصلت الانتخابات وفزنا بالتزكية بمقعدين في بيروت والمتن الشمالي ولم يحالف الحظ مرشحي "الطاشناق" في "بيروت الأولى" و"زحلة".
من جهة أخرى وفي هذا الموضوع أبدى النائب عن حزب "الهانشاك" سيرج طور سركيسيان استعداده لإحياء كتلة نواب الأرمن ودعا نواب "الطاشناق" إلى الانضمام لكتلة نواب الأرمن بحيث يبقى خيارهم "8 آذار" ويبقى خيارنا "14 آذار" على أن تبحث القضايا الأرمنية باستقلالية ولكن هذا الأمر لن يحصل لأن قرار "الطاشناق" بيد ميشال عون وهو يأمرهم وهم ينفذون.
وإذ يشير بقرادونيان إلى التغيير السياسي الذي حصل, فإنه يؤكد أن العلاقة لم تتغير مع رئيس الجمهورية وموقع رئاسة الجمهورية, فنحن قلنا أكثر من مرة ونشدد على أننا مع موقع الرئاسة الأولى, والمفارقة أن الذين كانوا في السابق يتهموننا بأننا مع رئيس الجمهورية, يطالبوننا اليوم كي نكون إلى جانبه, في حين أننا أساساً مع الرئيس ولا تعارض بيننا وبينه, واستدرك قائلاً: "لكن هناك بعض الاختلاف بين تكتل "التغيير والإصلاح" ورئيس الجمهورية في مقاربات عديدة أو بعض الآراء, وشخصياً أعتبر تكتل "التغيير والإصلاح" هو تكتل رئاسة الجمهورية".
ويرد سركيسيان على ذلك بالقول: إن "الطاشناق" كان يقف الى جانب رئيس الجمهورية أميل لحود لأن خياراته تتفق مع خيارات "الطاشناق" بحيث كان متحيزا لفريق "8 آذار", بينما نحن نتكلم عن فترة الرئيس الحالي ميشال سليمان الذي يقف على ضفة الوسطية والاعتدال وليكشف لنا "الطاشناق" اعتداله ووسطيته كي يقول انه مع رئيس الجمهورية".
 ورداً على سؤال عن الروابط في العلاقة بين الأرمن وأقطاب في المعارضة الى "حزب الله" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" يقول بقرادونيان: أولاً بالنسبة ل¯"حزب الله", أريد أن أكون صريحاً ودقيقاً لأقول أننا كأبناء شعب تعرض للظلم والقهر واستبداد وإبادة واحتلال, لذلك فإن كل الأرمن, "طاشناق" أو غيرهم, يتفهمون وضع المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل بشكل صريح وشفاف ونعتبر أي احتلال من أي طرف آخر هو ضد لبنان ويجب علينا كلبنانيين أن نكون مع المقاومة اللبنانية وأنا اسميها كذلك لان ليس فقط المسلمون كانوا يتحملون الأعباء وإنما كل لبناني كان يقاوم من موقعه, وعلاقتنا مع "حزب الله" مبنية على هذا الموقف, أما عن الحزب السوري القومي الاجتماعي فعلاقتنا معه تنبع من وجودنا في منطقة واحدة في المتن حيث يحظى بأنصار كثر له وهو حزب لبناني وله وجود في الحياة السياسية منذ سنوات كثيرة".
ويشير بقرادونيان إلى أنهم خاضوا الانتخابات عام 1992 ومن ثم 2005 "بالتحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب ميشال المر, وعام 1996 انضم رئيس حزب الكتائب يومها منير الحاج الى التحالف, ونحن دائماً نقول إن المتن يتسع للجميع, فالذي يسير بالانتخابات من المؤكد أن يصيغ تحالفات حتى يصل إلى نتائج تسمح له أن يكون ذا قيمة وجودية في المجلس النيابي".
ولكن سرعان ما ينتفض بقرادونيان ويعود ليتذكر انه ليس مع طرح الحزب السوري القومي الاجتماعي بعقيدته التي تنص على سورية الكبرى, وينتقل ليؤيده مجدداً باعتباره يتبنى مواقف ضد تركيا.
 وفي موضوع العلاقة مع النائب ميشال المر وإذا ما كانت المشكلة السابقة مع الرئيس أمين الجميل هي التي دفعتهم الى اتخاذ هذا الموقف يقول: مطلقاً لا, فالمشكلة مع الرئيس أمين الجميل مضى عليها الوقت واصبحت هناك علاقات عبر اتصال مع نجله سامي الجميل وتطورت العلاقة قليلا ولكن بالتأكيد لم نستطع التوصل الى اتفاق أو تحالف انتخابي معه في المتن, أما العلاقة مع المر فهي تاريخية وتمتد إلى خمسين عاما من الصداقة والتحالف«.
 ويعزو بقرادونيان الذي حصل في الانتخابات إلى "تصرفات مقربين من المر دفعت بالقاعدة الأرمنية إلى تشطيبه وعدم التزامها بطلب حزب "الطاشناق" انتخاب المر, ولكنها نسبية برأيه وليست معممة في القاعدة الأرمنية. والعلاقة مع المر جيدة و"سيتم ترميمها من جديد لتعود إلى طبيعتها", لافتاً إلى "أن ما حُكي عن تزوير هويات في الانتخابات الأخيرة أمر بيد القضاء الذي يعمل على التحقيق في هذه القضية".
وعن تأثر حزب "الطاشناق" في بيروت بقرار الأمانة العامة للحزب في طهران كون الأمين العام الحالي للحزب هو أرمني إيراني يقول بقرادونيان: "نعم الرئيس العالمي للحزب هو هراونت مارتريان عاش طفولته في إيران وهو إيراني ولا مشكلة كون الهيئة العالمية تتشكل من أعضاء من مختلف أنحاء العالم ولكن الهيئة العليا العالمية للحزب لا مركز لها في إيران وهذا الكلام يروج منذ فترة, وأنا أؤكد أن حزب "الطاشناق" يتمتع بلامركزية إدارية وسياسية ويوجد لدينا مركزية عقائدية ونحن حزب اشتراكي وكل حزبي في العالم هو اشتراكي, وهذه مركزيتنا السياسية الحزبية. ولكن إدارياً وسياسياً فإن كل لجنة مركزية في كل بلد لها استقلالية سياسية عن الهيئة العالمية العليا وهي لا تتدخل في شؤوننا الإدارية والسياسية".
 ويكشف بقرادونيان أن التأثر بعدد الأرمن الموجودين في إيران أو سورية وانعكاس ذلك على سياسة الحزب ليس دقيقاً لأن عددهم لا يشكل أكثر من 20 في المئة من عدد الأرمن الموجودين في لوس انجليس فهل يعني أن ذلك ان يفرض علينا اتباع سياسة أميركا علما ان في إيران وسورية يوجد 250 ألف أرمني بينما يوجد مليون أرمني في لوس انجليس وكاليفورنيا, أي إذا أردنا أن تكون سياستنا وفق الجاليات فمن المفترض أن نتأثر بالجاليات الكبرى وليس الصغرى".
في المقابل, يكشف النائب طور سركيسيان عن خيارات حزب "الطاشناق" في الانتخابات الأخيرة فيقول :"يجب أن يعرف اللبنانيون والعالم العربي أن الأرمن لا يأخذون المواقف من تلقاء أنفسهم, بل ان الأحزاب الأرمنية هي التي توجههم. فالطائفة الأرمنية في لبنان هي طائفة مسيحية لبنانية بامتياز وحزب "الطاشناق" كان له دور في الاصطفافات السياسية, ولا سيما في فترة حكم الرئيس أميل لحود اذ كان دوره مزدهرا في اللعبة السياسية, لأن لحود كان يتفق مع خيارات "الطاشناق" حتى الموت, بينما نحن عارضنا توجه لحود لأنه لم يكن كرئيس جمهورية حكماً بين اللبنانيين, بل أخذ طرفاً متحيزاً لفريق "8 آذار" وحزب "الطاشناق".

واضاف: "عندما أتى الرئيس ميشال سليمان أصبح "الطاشناق" يعمل المستحيل كي يظهر انه قوة مستقلة عن "8 آذار", بينما هو جزء لا يتجزأ من "8 آذار" ومن "التيار الوطني الحر" وكل هذه التركيبة التي كانت تسمى المعارضة..
وقال سركيسيان: في المقابل نحن في حزب"الهانشاك" مع الأرمن الأحرار والرمغفار ورغم الإمكانات الضئيلة مادياً لأحزابنا لكننا استطعنا أن نفوز بمنطقة الأشرفية والرميل والصيفي وكان لدينا حضور قوي جداً, رغم أن "الطاشناق" أتى بالمغتربين. وفي ما يتصل بالمتن فالقرار عند "الطاشناق" كان يتمثل في مخطط لإلغاء الزعامات حيث حاول ضرب الوجوه اللافتة, مثل نايلة تويني في بيروت والعائلات التاريخية, ميشال فرعون في الأشرفية وفي المتن ميشال المر وسامي الجميل, وكل ذلك كي يثبت "الطاشناق" قوته ويقول بأنه هو الوحيد المقرر في اللعبة السياسية في المتن والأشرفية وهذا ما سعى إليه..
ويلفت سركيسيان إلى أن "الطاشناق" دائماً يصف الكتلة الأرمنية بأنها مجرد فولكلور أرمني راقص مع قليل من الدبكة اللبنانية, ولو نجحت كتلة حزب "الطاشناق" لكانوا يريدون أن يحكموا على لبنان بهذه الطريقة وكان قرارهم غير معروف, لأن حلم هذا الحزب هو أن يكون المقرر على الساحة اللبنانية بين اصطفاف اللبنانيين على ضفتي "8 آذار" و"14 آذار".
 لذلك نحن في"الهانشاك" مع باقي الأحزاب الأرمنية التقليدية بادرنا لاتخاذ موقف مؤيد لرئيس الجمهورية والسير في منطق الاعتدال والعقل حيث وقفنا في المتن إلى جانب القوى والعائلات التقليدية ولم نحارب أهل المتن وأهل الأشرفية بأشخاص من خارج مناطقهم وهذا ما جعل خيارنا يفوز بالأشرفية, بينما كان هدف "الطاشناق" إلغاء الآخر.
عام 2000 وكسر القاعدة
يقول سركيسيان: "في العام 2000 خلق الرئيس الحريري دماً جديداً على الساحة الأرمنية وأحدث خرقاً بالسياسة الأرمنية عندما أتى بنواب من خارج "الطاشناق", وكان "الطاشناق" مع تقسيم مدينة بيروت, وصوتوا في البرلمان مع التقسيم. ومع ذلك خسر "الطاشناق" وظهرت قوى أرمنية جديدة.
ورغم  أن ما خطط له "الطاشناق" و"التيار الوطني الحر" وفريق "8 آذار" في الدوحة عندما رفضوا أن يكون مقعد الأقليات في الأشرفية كانوا يظنون أن هذه المناطق المسيحية واستناداً الى تقسيم "الدوحة" ستؤمن فوز "الطاشناق" وتيار ميشال عون فيها ولكن ذلك لم يحصل ولم تجر السفن بما تشتهي رياح "الطاشناق" و8"اذار". من هنا لا يمكن لـ "الطاشناق" أن يكون في "8آذار" ومع رئيس الجمهورية.
ويقول سركيسيان: "نحن لا نخجل من أننا حلفاء "14 آذار" وأننا جزء من "تيار المستقبل" عكس ما يحاول "الطاشناق" أن يظهر بأنه مستقل, ولكن الفرق أننا نفتخر بحلفنا مع "تيار المستقبل" بينما "الطاشناق" يستحي أن يعلن تحالفاته".

 النائب حبيب: لن نشارك في أية حكومة يكون فيها الثلث المعطل
هناك تجاوب سوري كبير مع الدول الشقيقة والصديقة وتبقى العبرة بالتنفيذ
وطنية - 4/7/2009 طمأن النائب فريد حبيب، في حديث إلى جريدة "الحركة" المناطقية الشمالية، إلى أنه لم يعد هناك عراقيل بالنسبة لتأليف الحكومة "لأن الأجواء مريحة الآن كما يبدو، ويجب المحافظة على ذلك"، وإن رأى أن "ما حصل في شوارع بيروت لم يكن دليل صحة. ونحن رغم كل شيء سنبقى متفائلين، ونعمل وفق مقولة "تفاءلوا بالخير تجدوه". وقال: "نحن كقوات لبنانية، وكقوى 14 آذار، نريد أن يكون عندنا حكومة تحكم البلد، ولا نعود إلى فترة الحكومة السابقة التي شلت البلد". ورأى ان من يطرح مشروع الثلث المعطل "لا يريد حكومة أو بلدا، إنما يريد التعطيل، ونحن لن ندخل في تجربة كهذه، لأنها كانت تجربة مرة، دفع الشعب اللبناني ثمنها غاليا. فالانتخابات النيابية أفرزت أكثرية وأقلية، وليعمل في الحكومة المقبلة على هذا الأساس". وأكد أن "القوات اللبنانية" لن تشارك في حكومة فيها هذا الثلث الذي اعتبر ان حصوله "من سابع المستحيلات، ونحن على تفاهم تام مع حلفائنا في 14 آذار حول هذا الشيء". وقال إنه في إمكان السلطة السياسية أن تضبط الشارع "إذا أرادت"، معربا عن تفاؤله بالأوضاع ف"الأجواء اليوم تبشر بالخير، وهناك نية بتأليف حكومة بعيدا عن العراقيل، كما أن هناك دولا صديقة وشقيقة تسعى جاهدة لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء المتنازعين". وتمنى ان يساعد التقارب السعودي - السوري على الاستقرار في لبنان. وإذ أمل أيضا "أن يتغير الأداء السوري تجاه بلدنا"، قال: "اليوم نرى سوريا تتجاوب مع الدول الشقيقة، والدول الأوروبية؛ هناك تجاوب كبير من قبلها واستعداد للتعاون، وتبقى العبرة بالتنفيذ.
وردا على سؤال عن مطالبة النائب العماد ميشال عون بالنسبية في الحكومة، ومطالبة النائب سليمان فرنجية بالثلث المعطل، قال: "كل الناس أصبحوا يعرفون الجنرال عون على حقيقته، ونحن نأسف عليه لأنه ولد في جيلنا هذا، لأنه كان من المفترض أن يولد بعد عشرين جيلا، لأن ما من أحد يمكنه فهمه، فهو من مقام "أنشتاين"، وهو نبي القرن العشرين والواحد والعشرين. أما الوزير فرنجية، فتارة ننظر إليه على أنه ابن بيت سياسي عريق وله تاريخه، وطورا نراه يتزلم عند الجنرال عون ويختبئ وراءه. أعتقد أن على شعب زغرتا معرفة كيف يتصرف اتجاه هذا الأمر، فهذا الشعب اشمأز من السياسة العشائرية، وسياسة التهديدات والعنتريات التي كان يتعرض لها قبيل موعد الانتخابات، وهم الآن يريدون الخروج من هذه السياسة". واعتبر ان النائب فرنجية فاز في الانتخابات "بأصوات (الأمين العام ل"حزب الله" السيد) حسن نصرالله، وهذا عيب، كما فاز بأصوات عرب الفوار. والعامل الأكبر الذي ضمن فوزه هو "المال النظيف" الذي دفعه في اليوم الأخير من المعركة"، آسفا "لمنع العديد من المغتربين من الاقتراع، وهذا عمل معيب". ورأى أن تكتل المردة "أصبح هجينا" بانضمام النائب إميل رحمة إليه، معتبرا ان ذلك حصل "رغبة للنظام السوري الذي طلب من رحمة الانضمام إلى تكتل المردة".
وقال إن "استراتيجية "حزب الله" هي السيطرة على كل لبنان، بهدف تحقيق ولاية الفقيه"، وانه يعمل "على فرض ولاية الفقيه بالقوة في لبنان"، واعتبر ان الحزب "تهجم على رأس الكنيسة في لبنان"، لأن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "أخذ موقفا واضحا ضد ولاية الفقيه، حين قال لبنان في خطر"، مضيفا ان "السيد حسن نصرالله هاجم البطريرك صفير بعد أن وجد فيه خصما عنيدا؛ فالبطريرك كان السد المنيع في وجه 8 آذار في لبنان، ومنعهم من دخول كل المناطق. ونحن هنا نستنكر هذا الهجوم على رأس الكنيسة. لأننا، وإن اختلفنا بالآراء مع الغير، لا نتهجم عليه بهذه الطريقة؛ فعلى الجميع احترام هذه المرجعية الوطنية الكبرى. والكنيسة أعطت شهداء كثر من أيام مار يوحنا مارون ليومنا هذا. وكلنا يذكر كيف أقفلت بيروت بالسلاح وأضرمت النيران، حينما تهجموا بطريقة فكاهية على السيد حسن نصرالله في إحدى البرامج التلفزيونية. إذن لا يجوز للسيد حسن أن يهاجم رؤساءنا الدينيين بهذه الطريقة، فكنيستنا مقدسة ولها مكانتها أيضا".
ورأى ان "الاستهداف الممنهج للمؤسسات الكيانية عند المسيحيين، منها رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والبطريرك"، هدفه "منع قيام الدولة، عندها يسهل على الطرف الآخر حكم البلد والسيطرة على لبنان". وأعلن أن "القوات اللبنانية"، على استعداد "للتضحية في سبيل لبناننا وكنيستنا ورئاسة الجمهورية وقيادة الجيش".
وردا على سؤال أخير عن كيفية مواجهة سلاح "حزب الله"، ختم بالقول: "بالإيمان والتقوى سنحارب حزب الله في لبنان. واستراتيجية القوات اللبنانية، كما يقول (رئيس الهيئة التنفيذية في القوات) الدكتور سمير جعجع، الوقوف وراء المؤسسة العسكرية، ومؤسسات الدولة من السلطة اللبنانية والجيش وقوى الأمن الداخلي".

حزب الله يعترف بأنه خسر كل معاركه الداخلية منذ أن فتحت الحرب السياسية بين الموالاة والمعارضة بعد حرب تموز 2006 
مصادر مقربة من "حزب الله": الحزب كان يعلم بخسارته الإنتخابات ويسعى لوضع وثيقة تقدم رؤيته وتقوم على تعزيز صيغة الدولة

٥ تموز ٢٠٠٩
المصدر : موقع لبنان الآن
يبدو أن الكثير من المتغيرات سوف تطرأ على مسار العملية السياسية في لبنان بعدما ابقت نتائج الإنتخابات النيابية الأكثرية على أكثريتها والمعارضة على اقليتها لتدخل البلد في مرحلة جديدة من التجاذبات ولكن هذه المرة بمعايير مختلفة تراعي نتائج تلك الإنتخابات التي على ما تشير بعض المعطيات المتوفرة من المعارضة وتحديدا "حزب الله" بأنها كانت مدرجة في حساباته الداخلية "فقط" وليس مع كافة اطياف المعارضة وذلك تفاديا لأمرين أساسيين أولهما عدم تعريض نسبة الإقتراع للتدني إذا ما شعر الناس المؤيدون بأن الخسارة ضمن التوقعات، وثانيهما يندرج في إطار تحفيز الأطراف الحليفة على خوض المعركة الى آخر الخط ودون إبطاء.
هذا ما قالته مصادر مقربة من "حزب الله" والتي اضافت بأن "جلسات عمل كانت عقدت على أكثر من مستوى شارك فيها الأمين العام السيد حسن نصرالله نوقشت فيها ليس "الاحتمالات" المتعلقة بالخسارة فحسب بل كيفية مواجهة مرحلة ما بعدها إلا أن النقاشات قد أفضت الى وضع تصور ينطلق من واقع الحزب وموقعه كشريحة اساسية لا يمكن تجاوزها في اي تركيبة يمكن أن تشكل في مرحلة ما بعد الإنتخابات وتم فيها ملاحظة قدرة الحزب على "التصدي" لأية محاولة لإقصائه أو تجاوزه".
وتشير هذه المصادر الى ذلك من خلال ما فسر على انه "البرودة" التي طبعت آلية عمل "حزب الله" أثناء المعركة الإنتخابية والتي تمت ملاحظتها بعد النتائج، حيث أن الماكينة الإنتخابية كانت تعمل بوتيرة أقل من مستوى الخطاب الذي كان "يصدح" على المنابر مؤكدا الفوز. في حين أن النبرة العالية التي تميز بها كانت تعود، بحسب المصادر نفسها، "الى ما فرضته التحالفات القائمة بين أطراف المعارضة والتي كانت تخوض معركة قاسية، كان "حزب الله" يرى في خسارتها أمرا مؤكدا نتيجة العوامل المحيطة، لا سيما الخطاب الذي واكبها داخليا واعتمد اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي في حين أن الحزب يعترف بأنه قد خسر كل معاركه الداخلية منذ أن فتحت الحرب السياسية بين "الموالاة" و"المعارضة" بعد حرب تموز 2006، نتيجة خوفه من السقوط في فخ الحرب المذهبية خصوصا مع السنة، ولو كانت القوى غير متكافئة بينهما إلا أن الحزب كان يعتبر بأنها "قاتلة" بالنسبة إليه".
وتضيف المصادر المقرية من "حزب الله" أن "الحزب قد سمع متأخرا بأن كل خطاب كان يطلقه أمينه العام في فترة الإنتخابات خصوصا في الأسابيع الأربعة الأخيرة التي سبقت 7 حزيران، كان يفعل فعله في جمهور الطرف الآخر حتى وصلت الأمور الى درجة أن شركات الإحصاءات التي كانت مكلفة متابعة اتجاهات الرأي العام كانت تقدم التقارير الدورية عن ما اسمته "شد العصب" خصوصا لدى جمهور رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري الذي نقل عنه في أحد مجالسه انه قال إن كل إطلالة للسيد حسن نصرالله لها تاثير إيجابي على وضعي اكثر بعشرة اضعاف من اي خطاب أطلقه بنفسي مباشرة"، حسبما قالت هذه المصادر.
إلا أن أسباب الخسارة واقتناع "حزب الله" بأنه لن يربح المعركة الإنتخابية مسبقا تعيدها المصادر عينها الى "عدم تكافؤ القوى بين المعارضة وقوى 14 آذار من حيث القدرات التي استخدمت والتي اعتمدت على برامج وإدارة متطورة في هذا المجال لم تكن تجاريها أدوات المعركة لدى المعارضة في شيئ، وتحديدا على المستوى التقني إضافة الى ما تقدم من أسباب تتعلق في عدم قدرة "حزب الله" على مواجهة الخطابين السياسي والطائفي اللذين استخدما في المعركة الإنتخابية".
هذا وتقول المصادر المقربة من "حزب الله" أن "الحزب يسعى على ضوء الواقع الذي افرزته تلك الإنتخابات الى وضع وثيقة سياسية سيتم طرحها قريبا تتضمن رؤيته للمرحلة المقبلة وتقوم على تعزيز صيغة الدولة التي ترتكز على مفاهيم الشراكة والعدالة والقوة وتحديد آلياتها في محاولة لحل الإشكاليات التي تطرح في وجهه على مستوى إمتلاك السلاح وملاءمته مع وضع دولة قوية تستطيع ان توفر العدالة الإجتماعية لجميع الناس وتقف في وجه التحديات الخارجية لا سيما الإسرائيلية منها"، مشيرة الى أن "مضمون تلك الأفكار هي نفسها التي ناقشها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اثناء لقائهما قبل يوم واحد من تكليفه رسميا".

المتأيرنون اللبنانيون  
حسن صبرا/الشراع
ترى هؤلاء المتأيرنين يتبنون كل ما قالته وحتى ما لم تقله ايران، ويتمنون هم قوله. ويران عندهم هي القسم الذي يزوّر إرادة الشعب الايراني، والمتأيرنون اللبنانيون هم ضد القسم الآخر الذي قال ان جماعة المرشد علي خامنئي، أي الحرس الثوري وأتباعه من رجال السلطة، والقانون والقضاء وصيانة الدستور ومجلس الشورى.. وغيرهم زوّروا إرادة الناس في ايران في الانتخابات الرئاسية، ليستمر الشخص الذي يبصم لعلي خامنئي - أي محمود احمدي نجاد - بالعشرة بينما لا يبصم الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني الا بأصبع واحد وبعد ان يجف الحبر او يكاد، حتى ليبدو انه لم يبصم ابداً.
والمتأيرنون اللبنانيون، هم سياسيون وإعلاميون ومحللون وكتّاب ورجال دين كلهم يسبحون بحمد القسم المزوّر من السلطة، ضد القسم الذي رفض التزوير، وعلى رأسه ثلاثة رؤساء للجمهورية الاسلامية هم على التوالي مير حسين موسوي (رئيس وزراء كان له صلاحيات تتجاوز صلاحيات الرئيس قبل ان يتم تعديل الدستور ويلغى منصب رئيس الوزراء) والشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني، والسيد محمد خاتمي، فضلاً عن رئيس سابق لمجلس الشورى (النواب) الشيخ مهدي كروبي.
وقد يكون مبرراً، ان يتجاوز المتأيرنون ضد قسم في ((السلطة الاسلامية)) في ايران، لحساب القسم الآخر، فالمسألة قد تكون كيمياء مفقودة او حسابات.. غير مفتوحة، او تعود على شخصيات معينة او شعور بأهمية الحرس الثوري وكرمه ووعوده او ((قناعة بثورية)) علي خامنئي ومحمود احمدي نجاد.
وقد تكون غيرة من براغماتية رفسنجاني، او كرهاً بثقافة خاتمي، او رفضاً لدعوة موسوي لتدخل اكثر للدولة في الاقتصاد..
اما ان يقف المتأيرنون اللبنانيون ضد انتفاضة الشعب الايراني ضد هذا القسم من السلطة الحاكمة في ايران لأنه زوّر إرادته وأضاع الملايين من اصواته في الانتخابات ونقلها من خانتي موسوي وكروبي ليرميها في خانة نجاد لمجرد انه يجيد البصم بالعشرين فهذا امر معيب ومشبوه ويستدعي الفضح علناً.
فنحن أمام حالة لهؤلاء المتأيرنين، كارهة للحرية بشكل عام، خاضعة خانعة أمام الديكتاتورية متماهية في موقفها مع سلطة التزوير الإيرانية مع الديكتاتوريات العربية سواء كانت في سوريا أو تونس أو السودان أو ليبيا..
وهذه الحالة تتبنى مواقف النظام السوري ضد شعبه ونظام البشير ضد أهل السودان، وتتغنى بديكتاتورية معمر القذافي ضد شعب بأكمله..
انها حالة مرضية تستكثر على شعب إيراني عظيم يقدم للدنيا نماذج ثورات شعبية فريدة متتالية ضد الظلم والاستعباد، أن يظل منسجماً مع تاريخه وتراثه سواء السياسي أو الثقافي أو الديني أو المذهبـي وتريده أن يظل خانعاً لسلطة القمع باسم السياسة والثقافة والدين والمذهب.
انها كراهية الحرية التي تجعل المتأيرنين يقفون ضد انتفاضة شعب لبنان من أجل حريته واستقلاله، ثم يقفون ضد انتفاضة شعب إيرن ضد الديكتاتورية.. فقد ألهمتهم أفكارهم ان شعب إيران يقلد شعب لبنان لبزوغ فجره.
وتراهم معجبين بإرهاب (الباسيج) أو التعبئة في السلطة الديكتاتورية في إيران إعجابهم بالباسيج أو التعبئة في سلطة حزب الله ضد الشعب اللبناني، ومع كل قوة قمع يشكلها أي نظام خصوصاً لمجابهة تحركات شعبه.
انهم شيوعيون قدامى في سلوك أتباع الاتحاد السوفياتي الذين كانوا يحملون الشماسي في لبنان أو سوريا أو مصر أو العراق إذا أمطرت السماء في موسكو، ويكرهون كل مثقف روسي إذا ثار ضد الديكتاتورية ويمتنعون عن قراءة كتبه ويشمتون بمقتل أي معارض ضد الديكتاتورية.. خاصة إذا اعتقل أو قتل.
وتراهم يشمتون بقتل ندى سلطان مظلومة إيران ويتمنون أن يشدوا على أصابع المجرم المنتمي إلى الباسيج أو التعبئة الذي قتلها.. وهرب كالجبناء تماماً.. كما يكرهون اليوم حسين موسوي وإصراره على فضح الديكتاتورية والتزوير. المتأيرنون اللبنانيون اليوم مع كل ديكتاتور ضد شعبه انهم في أنفسهم مقهورون أذلة يتمنون نجاح الشيطان في قهر كل خير في كل نفس كي يصبحوا منسجمين مع طبائع البشر.. هذه هي أنفسهم.

مقابلة من الشرا مع النائب عقاب صقر
*قضيتي هي العدالة ولو استعمل تيار ((المستقبل)) السلاح في بيروت لهاجمته بشراسة
*التراث الشيعي لم يكن مع الأغلبية بل مع الحق
*ليس لدي أكثرية طائفية بل أكثرية وطنية ولهذا السبب ربحت في السياسة
*لست ضد الشيعة بل لدي خيار مختلف عن حركة أمل وحزب الله لكنني لا أعاديهم
*حلمت بالنيابة منذ صغري وكانت أمي تضحك علي وتقول لي ((نحن لا نعمل نواباً.. نام))
*سأهتم بالشباب والمرأة والانماء وتوفير فرص العمل
*أفتخر إذا طعن أحد ما بنيابتي قانونياً وربح لأن القانون يكون انتصر
*ترشحت لرئاسة المجلس لأقول ان هذا المنصب ليس حكراً على أحد وان الطائفة الشيعية يمكن أن تنجب مثل الرئيس بري
*أنا مع المقاومة الذكية وليس المفتوحة من دون أفق
*أحداث عائشة بكار تعني أننا في غرفة العناية الفائقة
انطلق بسرعة الصاروخ من طالب جامعي إلى صحافي متمرس إلى مدير تحرير إحدى الصحف حتى تحقق حلمه في التغيير الذي راوده منذ الصغر ليصبح نائباً في البرلمان اللبناني بسرعة قياسية متزوداً بسلاح الكفاءة والطموح الذي يكسر حواجز المستحيل كما يقول.
كثيرون هم الذين انتقدوه ولكن رده كان دائماً كلمة واحدة ((سلاماً)). فهو يحمل ((لواء العدالة من أجل الحق)) وقد انعكس ذلك في مواقفه وآرائه ومبادئه مؤكداً انه ينطلق في ذلك من مدرسة النبـي محمد والأئمة.. فهو يفهم التشيع على انه نضال من أجل الحق حتى الاستشهاد متمثلاً بثورة الإمام الحسين ونهج الإمام علي وكبار القادة التاريخيين الأبطال مؤكداً انه سيغير أو يستقيل من النيابة.
مع النائب الشاب عقاب صقر كان لنا هذا الحوار:
الشراع 3 تموز 2008

# انطلقت بسرعة الصاروخ خلال فترة زمنية قصيرة وحققت أموراً عجز آخرون خلال عقود من الزمن عن تحقيقها. البعض رأى في هذا الأمر مهارة أنت ماذا ترى فيها؟

- أنا شخصياً أعتبر ان الكفاءة هي الأساس، ولكن هناك شعارات كثيرة منها مؤامرة دولية وعلاقات مشبوهة، أنا أعرف نفسي بالنهاية وأعتمد على كفاءاتي وعملي وجهدي. ففي كل مرة حينما أعمل على شيء أصل إليه. فأنا بعمر صغير علّمت في الجامعة تخرجت من الجامعة اللبنانية ودرست في الجامعة اليسوعية. وبعمر صغير دخلت إلى جريدة ((البلد)) كرئيس قسم ومن ثم أصبحت سكرتير تحرير ومدير تحرير مساعداً دون أن أكون متدرجاً كصحافي أو محرر حتى عملت على نفسي وعلى كفاءاتي.

دخلت إلى المنتدى العربي للحوار حيث كان هناك نواب ووزراء كمنسق عام وبعدها انتقلت إلى الجامعة اليسوعية كأستاذ مساعد وبعدها أصبحت أستاذاً وعملت في جريدة ((البلد)) رئيس صفحة كتجربة بعدها أصبحت مدير تحرير لأنني عملت على نفسي.

وإذا قلنا ان الكفاءة موجودة على مستوى كل لبنان أقول لا، لأنه ليس كل شخص يعمل على مستوى كفاءته. ومن يعمل ويكافح ويقتنع بحقه فمن السهل أن يصل في بلد مثل لبنان، ما عدا مسألة الوصول إلى وظائف الدولة وإداراتها التي تعتبر صعبة نوعاً ما، وهذا ما أريد أن أعمل عليه فلا يعقل أن يصل شخص دون كفاءة بل بالواسطة فقط ممكن أن تكون الواسطة مقبولة في حال توافرت الكفاءة.

# في ظل الكفاءة التي تملكها هل سعيت للوصول إلى هذا المنصب؟

- بيركسون يملك أكثر من ألف اختراع، وعندما سألوه عن هذه الاختراعات قال: 90% جهد وعمل ومثابرة و10% إبداع، الجهد والعمل والمثابرة لها الحيز الأكبر فإذا كان لدى الشخص كفاءات ولم يعمل عليها لا يمكنه أن يصل. لذلك يجب أن يكون لدى الشخص طموح زائد مشروع زائد قضية.

فإذا كان لدى الشخص قضية وطموح يمكنه أن يصل إلى ما كان يعتقده مستحيلاً.. وأنا أحب شعار الثورة الفرنسية الذي يقول: كن واقعياً واطلب المستحيل، لذلك يجب أن يكون الشخص واقعياً ويعتمد على طموحه وقراراته عندها يرى المستحيل أمراً سهلاً.

# ما هي قضيتك غير لبنان أولاً؟

- قضيتي هي العدالة فأنا أتضايق من الظلم الذي أراه على المستوى الوطني، القومي والشخصي والعائلي. أحب العدالة جداً، عندما كنت صغيراً كان عندما يتشاجر أصدقائي أقف مع الضعيف. وفي الجامعة كنت أحاول أن أساعد الطلاب السوريين والفلسطينيين لأنني أشعر انهم سيتعرضون للظلم بالنظرة إليهم. لذلك كانوا يسألونني أنت لبناني أم سوري أم فلسطيني؟

وكانوا يقولون لي أنت تكره السوريين لماذا تساند الطلاب السوريين؟ فكنت أقول لهم أنا ضد النظام وليس الشعب السوري فأمي سورية. أنا مثلاً أرفض القوة في استخدام السلاح. اتهموني انه لدي مشكلة مع سلاح حزب الله، فلو استعمل تيار ((المستقبل)) السلاح في بيروت كنت هاجمته بطريقة شرسة عندها سأصبح بطلاً شيعياً وبطلاً طائفياً.

أما إذا هاجمت حزب الله وهو من طائفتي عندها أكون عميلاً، وهنا يعملون على أساس الغرائز. لو القوات اللبنانية لديها سلاح سوف أهاجم سلاحها حتى لو ادعت انها مقاومة وعندها أكون بطلاً قومياً في طائفتي.

أنا أبحث عن العدالة، فالقوي الذي يريد أن يأخذ حقه بالقوة أكون ضده وأقف مع الطرف الأضعف..

فحديثي عن أي فئة في البلد يبقى كما هو، وفي وقت من الأوقات ناضلت ضد 14 آذار/مارس ووقفت مع الناس لأنني أنظر إلى الأمور بطريقة عادلة.

 

الأئمة مع الحق

# كيف هي علاقاتك في الوسط الشيعي وكيف ينظر اليوم إلى عقاب صقر؟

- اذا كانت الشيعية او المسيحية او السنية تمارس بطريقة غرائزية انا ضدها.. اذا التشيع هو الرأي العام الغالب فهذا ليس تشيعاً بل هم مجموعة شيعة اكثرية، وأنا اقول دوماً ان التراث الشيعي لم يكن مع الاغلبية بل مع الحق.. هكذا نفهم من مدرسة الامام علي والامام الحسين.

فأنا كشيعي احب الائمة ليس لأني شيعي بل لأنهم كانوا مع الحق.. فالنبي محمد قال: ((لو ابنتي فاطمة سرقت لقطعت يدها))، وهذا هو مثلنا ان نكون مع الحق.

احب الامام الحسين (ع) لأنه قال: خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، واراد الاستشهاد في سبيل ذلك، وأنا اتمثل به لأنه يملك هذه القيم فأنا هكذا افهم التشيع وهذا هو التشيع ومن يقول غير هذا انا مستعد ان افتح نقاشاً معه.

فربما اكون انا المجتهد والمخطىء وربما يكونون هم المجتهدون وعلى خطأ فليس بالضرورة ان تكون الاكثرية على حق، اذ ان كل الانبياء والمصلحين كانوا من الاقليات.

فأنا لا اريد ان اتهم احداً ولكن ليس بالضرورة ان تكون الاكثرية دائماً على حق وهذا ما يقوله التاريخ وأحياناً تكون الاكثريات على حق، عليها عندها ان تستوعب الاقلية.

# ماذا عن الاكثرية النيابية؟

- على الاكثرية النيابية ان تستوعب وليس بالضرورة ان تكون على حق.. الحق لا يذهب بالعدد بل بصوابيته.. فلنناقش الافكار اذا اردنا ان نتحدث عن الحق فإذا كان 90 في المئة من الشيعة لم ينتخبوني لا اكون شيعياً او اذا 90% من الشيعة انتخبوا لصاً يكون الشيعة حرامية؟ فلا يمكننا ان نقيس الامور بهذه الطريقة فإذا خسرت هنا في السياسة ربحت هناك في السياسة حتى لو لم يكن عندي اكثرية طائفية ولكن عندي اكثرية وطنية.

هذا الامر لا يجعلني ضد الشيعة بل في خيار مختلف عن حركة امل وحزب الله ولكنهم ليسوا اعداء لي وان كانوا يرونني عدواً فهذا الامر يتعلق بهم، علماً انه لدي علاقات مع مجموعة من حزب الله اتواصل معهم وحريص على العلاقة معهم.

 

اكره الشتم

# وجهت لك اتهامات بأنك انتهازي وصولي وشتّام كيف ترد على هذه الاتهامات؟

- اكره لغة الشتم وبعمري لن استخدمها، علماً انني تعرضت للشتم اكثر من غيري، لم يتركوا اسم حيوان الا وألصقوه بي في مقالات وعلى التلفزيون ولا مرة رديت لأنني اعمل بالآية الكريمة التي تقول: ((عباد الرحمان الذين يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً))، فأنا اقول لهم سلاماً لأنهم مجموعة جهلة والشتام جاهل لأنه ضعيف وعاجز تعوزه الحجة والدليل فيلجأ الى الشتم.

اما عن اتهامي بأنني انتهازي فأنا لست كذلك لأن الانتهازي يتقلب، فمبادئي لم تتغير منذ كنت في الجامعة حيث كنت حينها ضد حزب الله وانتقدهم وأقول لهم انني معكم بإقامة اصلاحات ولكنني ضد ولاية الفقيه.

في احدى المرات قلت امام احد الاشخاص ان السيد محمد حسين فضل الله اخطأ، فقام لي هذا الشخص وقال لي لا تقل اخطأ وهاجمني حينها، بعدها بأربع سنوات التقيت به وقلت له انني ذاهب لزيارة السيد محمد حسين فضل الله فقال لي: ((شوهالكافر)) فقلت له: سبحان الله عندما قلت عنه انه اخطأ وصفتني بالكافر.. الآن اصبح السيد ((كافر)).. هذا هو التفكير الشمولي والانتهازي.. فأنا ما زلت على مبادئي ولم اتغير منذ بداياتي ولكن غيري بدل مواقفه.

اذا تحولت من طالب الى صحافي الى نائب اكون انتهازياً؟!

عندما يحصل اشكالات بين حزب الله وحركة امل، كنت اتشاجر مع حركة امل فكانوا يقولون لي انك مع حزب الله علماً انني كنت في منطقة ذات نفوذ لحركة امل ولكنني كنت ضد الفتنة بينهما.

الانتهازي هو من يبدل جلده.. أنا لم اغير جلدي ولا اغير قناعاتي ورأيي الا عندما اقتنع، غيرت في آرائي كثيراً ولكنني لن اغير في قناعاتي وثوابتي، انا مستعد ان احضر ارشيفي وأرشيف من يتهمني ولنر من هو الانتهازي وليروا مواقفي منذ البداية ومن يتهمني بتشيعي مستعد أن أعمل معه مناظرة، اذا كانوا يملكون الجرأة والمروءة والشهامة فليعملوا مناظرة ولا يكتبوا في مواقع ويوزعوا بيانات في المناطق لأن هذه ليست اخلاق مروءة وشجاعة بل تدل على جبن وجهل وفساد.

# في العام 2005 عندما كنت تتابع الانتخابات النيابية هل كنت تحلم أن تكون مرشحاً في العام 2009 ومن ثم نائباً؟

- قبل هذه الفترة بكثير، عندما كنت في المدرسة كنت اقول لأمي اريد ان اعمل نائباً وأغيّر فكانت تقول لي ((نحن لا نعمل نواباً، الله يعيننا، النيابة مش إلنا)) ولكنني كنت اقول لها: ((بكرا بعمل وبدي غيّر)). حتى عندما كانت تقول امي: ((ما هذا؟)) تعليقاً على مسألة ما حصلت، فأرد عليها قائلاً: ((بكرا بغيّروا)).. فتضحك وتقول لي: ((انت ستغيره.. نام)).

من زمان كان لدي حلم وطموح بالتغيير.. لا تعني لي النيابة شيئاً وأكره عندما اخاطب بلقب ((سعادة النائب))، حتى النمرة لن اضعها على السيارة والمكتب في مجلس النواب لم أره حتى الآن.. كان معي المفتاح وضاع ووجدته الآن.

افرح كثيراً عندما اساعد امرأة ((فقيرة)) اكثر من ان اصل الى منصب لا طعم له من دون ان احقق شيئاً.. كل يوم افكر اريد ان اعمل شيئاً.. اول يومين حينما استلمت النيابة قيل لي: إرتح اسبوعين سافر الى مكان ما، النيابة لن تنتهي هناك اربع سنوات.

حتى عندما يحذرني بعضهم من الخطر الامني.. ارد بالقول: لو كنت اريد ان اكون حذراً من الخطر الامني ليس عليّ ان اكون في هذا الموقع لانني تحملت مسؤولية)). فحلمي ان اصل الى النيابة وان اغيّر وبعدها لن اترشح.

# هل ستغيّر؟

- نعم، وإلا سأستقيل، ولكنني مقتنع انني حينما اصمم على أمر ما أحققه.

# كسرت التقليد في دخولك الى البرلمان، فأنت لست من عائلة سياسية او حزب سائد ما هي المزايا التي تم على اساسها اختيارك للنيابة؟

- على صعيد النيابة عملت في منطقة زحلة من ناحية اقامة ندوات ولقاءات وجمعيات وعملي في كل البقاع وفي الشأن العام، ومن ناحية اخرى الشيخ سعد الحريري يؤمن بقدراتي وبالطاقات الشابة وهذه الامور لا يمكنني ان انكرها لأنها ساهمت بشكل اساسي في دفعي الى هذا الاتجاه ولا اخجل بها بل افتخر بها وأقولها بكل صراحة وأتمنى ان يكون لدى جميع الزعماء محبة لدعم الناس بعيداً عن عائلتها بعد ان يؤمن بقدرتها ورأيها ويدعمها ويشجعها.. وهذه الخطوة تسجل للشيخ سعد الحريري واسجلها له حتى آخر العمر وهذه الامور لا تعنيني.

# المجلس النيابي كان يعيبه تاريخياً هرمه (السن المتقدم)، انت مع ثلة من النواب الشباب الجدد كسرت هذه السمة التي كانت طاغية. ما هي رمزية هذا الامر؟ وكيف يمكن ان ينعكس على موقع الشباب وأدوارهم وتفهم مشاكلهم ووضع تشريعات لايجاد حلول لها؟

- سوف اعمل على كل القوانين التي تتعلق بالشباب والمرأة لأن هاتين الشريحتين مهمشتين في المجتمع مع العلم انهما اساس له. في كل الاحوال في جمهور كل من 8 و14 آذار/مارس هناك الشبان والشابات اللذان يمثلان النسبة الاكبر.. وأنا اعتقد ان من لا شباب له لا مستقبل له.. ومن لا يؤمن بالمرأة يشطب نصف المجتمع اذاً لم يشطب اكثر من النصف لأن المرأة تشكل 60% من المجتمع. لذلك علينا ان نفعّل هذين القطاعين وننشطهما، الى جانب عملي على حرية نقل المعلومات كي تصل الى كل الناس الى جانب مشاريع التنمية وايجاد فرص عمل. (وهنا احضر مقالاً نشر على موقع ((فيلكا)) تعرّض فيه صقر للشتائم ونعته بالعاهر) ليقول: صديقي عباس ناصر كتب عني مقالاً ودافع عني وجاءت هذه المقالة لتنعتني بالعاهر والخنـزير وأحدهم وصفني بالغراب.. ومع ذلك لم ارد عليهم، ففي هذا الموقع يومياً هناك من يكتب عني مقالات وبشكل يومي.

# لماذا لا تتم مقاضاتهم؟

- لا يهمني، هؤلاء مجموعة من البشر تسقط في مزابل التاريخ ولا داعي لأحد ان يرد عليهم.. وأقول: ((إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل)). لا مشكلة معي مع هذا النوع من الصحافة الهابطة او حتى الصحافة الارخص او الصحافة التي تشتم.

# ماذا تقول لهم؟

- سلاماً، سلاماً، سلاماً سلاماً حتى ينقطع النفس.

# آخر همك؟

- بيضحكوني وأزعل عليهم.. حرام خليهم يعبروا ما عندن شي.. ولكني اعتبر ان الشتائم بعيدة عن القيم الاخلاقية، الدينية والحضارية.. ولكن علاج الشتام ان نقول له: ((الله يبعتلك مزيد من الاخلاق وندعو له بالاخلاق)).

 

حسن الادارة

# أولوياتك الشباب والمرأة ولكن إيجاد فرص عمل للشباب أصبح في لبنان بمثابة حلم يستحيل تحقيقه. كيف تصف هذا الأمر؟

- هذا الأمر ليس من المستحيل مع العلم ان المستحيلات ممكن أن تتحقق.. هناك فرق في العالم الأول معظم دوله فقيرة بالموارد وفي العالم الثالث معظم دوله غنية بالموارد.. ولكن العالم الأول متقدم بسبب حسن إدارة الموارد وذلك أدى إلى صعود العالم الاول.

حتى لو لم يكن لدينا الموارد الكثيرة فلدينا الطاقة البشرية والطبيعية والموقع.. هذه الأمور كافية لو استطعنا تفعيلها وإدارتها. لذلك نحن لا تنقصنا القدرة ولكن ينقصنا المشروع والخطة والرؤية.

# راجت في الأوساط الشعبية نكات حول صغر سن بعض المرشحين.. ما هو تعليقكم على هذا؟

- هذا دليل على الذهنية الهرمة لأن الذهنية الهرمة تصنع التخلف وتجنح إلى الموت وترى في الشباب عنصراً غوغائياً.. على كل، معظم المبدعين في التاريخ كانوا شباباً انطلقوا بعمر الشباب ونضجوا بعمر الشباب وأبدعوا بعمر الشباب كل مجتمع لا يؤمن بقدرات الشباب يكون مجتمعاً هرماً ومتخلفاً..

# ما رأيك بمسألة الطعون الانتخابية؟ وهل يمكن أن تصل إلى نتيجة؟

- ولا مرة وصل الطعن إلى نتيجة في لبنان وأتمنى أن يصلوا إلى نتيجة في مسألة الطعون هذه المرة وأتأمل ذلك حتى لو كان الطعن ضدي المهم أن يكون قانونياً وأفتخر في حال حصل الطعن وربح لأنه عندها ينتصر القانون.

وأتمنى أن تؤمن الناس بالطعن القانوني وليس بالطعن في الظهر والطعن بالسكين والطعن بالكرامات، عندما ينتصر الطعن بالقانون الكل سوف يصفق ولكن عندما يتم الطعن بالكرامات والظهر فهذا الأمر يكون سيئاً.

 

أفتخر بالواحد في المئة

# ما رأيك بكلام السيد حسن نصرالله انك حصلت على 1% من أصوات الشيعة خلال الانتخابات؟

- أفتخر بهذه النسبة وأعتز بها وأفخر بأني صوت مسيحي، سني، درزي أو شيعي لأن هذا صوت لبناني بالنتيجة.. أنا أؤمن بأن السيد حسن نصرالله هو شخصية كبيرة ولكنني أؤمن ان الشخصية الكبرى التي يتمثل بها هي صورة الإمام الحسين. الإمام الحسين لم يحصل إلا على مساعدة 70 شخصاً. هل هذا يعيبه؟

على العكس هذا جعله إمام كل العصور، أنا أريد أن أتمثل به لربما لا أكون على حق ولكن لن يعيبني قلة العدد. أرى نفسي على حق وإذا كنت على باطل أكون أخطأت.

أتمنى على الناس أن تتعاطى بفكر الإمام علي، وعلى الأقل من هو شيعي.. لو الشيعة طبقوا 10% مما قاله الإمام علي لكان وضعنا مقلوباً 99.99% وأتحدى من يكون قد طبق 10%. أنا أتعاطى مع فكر الإمام علي لو كنت شيعياً أو بوذياً.

# لماذا سحبت ترشيحك في انتخابات رئاسة مجلس النواب؟

- عندما ترشحت قالوا انني ترشحت بقرار سياسي مع العلم ان كل 14 آذار/مارس كانوا ضد هذا القرار.. من أعطاني هذا القرار السياسي 8 آذار/مارس، الرئيس بري، العماد عون وعندما انسحبت لم يعلم أحد انني سوف أنسحب. ترشحت لأقول فقط ان المجلس النيابي ليس حكراً على أحد.. لربما يكون الرئيس بري أعظم من ذلك ولكن يمكن للطائفة الشيعية أن تنجب شخصاً مثله أو أقل أو أكثر. وكي أؤكد على مبدأ الديموقراطية والحرية وان المجلس سيد نفسه.

في القرآن هناك أسلوب وهو: كهيعص.. ألم.. هذا الأسلوب كان لجذب الناس كي يتجمعوا ليسمعوا القرآن الكريم.

أطلقت هذه الصرخة، حضر الصحافيون ووصلت الصرخة ولم يعد عندي مشكلة، لا أريد أن أحرج 14 آذار/مارس ولا أن أحدث مشكلة في الشارع ولا أن أصبح رئيس مجلس.. سجلت موقفي وبرنامجي.

# هل كنت من المؤيدين للرئيس بري عندما كنت طالباً جامعياً؟

- أي شخص حتى لو كان أبي أو أمي يريد أن يمضي 20 عاماً في مجلس النواب لا أقبل ذلك حتى لو كنت أنا، الرئييس بري كان جيداً في مكان ما وعندي عليه مأخذ في مكان آخر. ولكن الخطاب الذي ألقاه الرئيس بري مستعد أن أمشي تحت سقفه إذا التزم به وإذا التزمت به حركة أمل سأكون جنباً إلى جنب معهم.

# هل لديك شك بعدم الالتزام به؟

- في لبنان عادة لا يستطيع أحد أن يحقق كل خطابه إذا تحقق 50% من خطابه أنا معه. لو قدم الرئيس بري هذا الخطاب قبل الترشح لكنت صوتت عليه.. أنا طلبت أن يقدم خطاب الرئيس بري.. قدمت برنامجي لدى كل الناس عندما ترشحت وأخجل إذا لم يكن لدي برنامج وعلى الناس أن تختارني حسب برنامجي.

# تم اختيارك كرأس حربة إعلامية ضد الثنائية الشيعية أمل وحزب الله. هل هذه وظيفتك أم ان هناك مسائل أخرى؟

- أسمع هذا الكلام دائماً.. لفترة طويلة ظن الناس أنني مسيحي حتى عندما كنت أظهر في الاعلام.. هذا الكلام غير صحيح ولم يطلب مني أحد أن أكون رأس حربة. أول مرة أطللت فيها على التلفزيون كان عبر تلفزيون ((العالم)) كنت حينها أنتقد الأداء الإيراني داخل العراق وكنت أنتقد الأميركيين وأدافع عنهم.. فأنا رأس حربة ضد من؟؟ وبعدها اطللت على التلفزيون السوري حتى لو طلبني التلفزيون السوري اظهر عليه مجدداً.

# حتى لو طلبك الآن؟

- اكيد اكيد ما عندي مشكلة ابداً، اتكلم على أي تلفزيون بقناعاتي كما هي.

# هل دعيت الى المنار؟

- كلا ولو دعوني اطلع على المنار.. ما عندي مشكلة اريد جسراً انقل فيه قناعاتي، حتى كنت اظهر على شاشات التلفزة وأقول أنا مع الثلث الضامن من قبل.

 

مع المقاومة الى الآخر

# الآن؟

- طبعاً لا لست مع الثلث الضامن لأنه كان هناك خيار بين السلم والحرب، انا مع المقاومة الى الآخر ولكنني مع المقاومة الذكية، حزب الله نجح حينما استخدم الحنكة والذكاء وأخطأ حينما استخدم المقاومة المفتوحة دون افق.. النقد مفتاح الاصلاح.

في الصحافة الاسرائيلية هناك اتهامات توجه ضد قادة ولكن لا احد يخوّن الآخر.. من يخوّن الآخر اسوأ من الاسرائيلي لأن الاسرائيلي يحترم شعبه وهو مجتمع ديموقراطي، ديناميكي ومتفائل بغض النظر عن انه مجتمع مجرم فعدو عاقل خير من صديق جاهل.. وهذا ما قاله الامام علي.

# ما رأيك بالاحداث التي حصلت مؤخراً في عائشة بكار هل هي مقدمة لأمر ما؟

- هي مؤشر على ان الوضع الامني منهار والوضع السياسي ليس جيداً.. والمشكلة في لبنان ان كل شيء في لبنان ممسوك من الخارج من الامن الى السياسة، كل شيء غير متماسك يبقى هشاً وعرضة للانتكاسات والهزات.. هذه رسالة الى اننا في غرفة العناية الفائقة.

# أي خارج تقصد؟

- من كل الخارج من سوريا الى ايران الى اميركا الى السعودية.. أي تصدع في الخارج يؤدي الى انهيار داخلي، المهم ان يبقى سقف القانون فوق الجميع وان يحاسب الكل تحت هذا السقف ليعرف الجميع ان من يتعدى على ارواح الناس لا يمر دون حساب كبير وقاسٍ 7 ايار/مايو لا يخلق فجأة بل ينتج.

# كيف يمكن معالجة النقاط التالية:

- سلاح حزب الله؟

خطورة سلاح حزب الله في قراره أي قرار السلم والحرب فعلى الدولة ان تحتكر قرار الحرب والسلم، اما السلاح كسلاح فمآله الى الدولة اللبنانية.

سلاح حزب الله غير دستوري ولكن لا يمكننا نزعه الآن لنكن واقعيين.. سلاح حزب الله هو لشرعية المقاومة ولكن المقاومة الشرعية منقوصة في لبنان وهذا ناتج عن التركيبة الطائفية في لبنان وأخطاء المقاومة التي خونت احياناً. المطلوب منها ان تنفتح ولا تخوّن احداً.

هناك شروط اقليمية ودولية غير متوافرة لازالة السلاح او دمجه مع سلاح الجيش.. علينا ان ننتظر هذه الظروف ونمهد لها بالحوار السياسي الذي يجمع 8 و14 آذار/مارس ليناقشوا هذا السلاح بعيداً عن الاضواء كيف يمكن ان نستوعبه كي يطمئن الناس.

ومن يملك سلاحاً يجب ان ينتبه لخطابه ليكون قانونياً ودستورياً وعقلانياً ومتواضعاً كي يتم سحب السلاح من التداول.. حزب الله هو المتورط بخطابه في زج السلاح في التداول.

المديونية العامة ومشاكل لبنان الاقتصادية؟

- المدخل هو في اصلاح القضاء واعطاء القضاة حقوقهم عندها تكبر ثقة المستثمر في لبنان، الى جانب الاستقرار الامني الذي ينمي النهضة الاقتصادية هذان الشرطان مهمان جداً كمدخل لمعالجة المديونية.

العلاقات اللبنانية - السورية يجب ان تتحسن ويمكن ان تتحسن بسهولة شرط ان لا يكون لبنان مقراً لضرب سوريا، وعلى سوريا ان تحترم سيادة لبنان وتحل ملف الاسرى اللبنانيين في سوريا وان تحل قضية الحدود مع لبنان، ويجب ان نخرج من خطاب الشتائم.

# تطوير قانون الانتخاب واعتماد سن الـ 18 للانتخابات البلدية؟

- سيتم العمل عليه لايجاد قانون النسبية وتغليب البعد الوطني على البعد الطائفي.

# ايجاد فرص عمل ووقف هجرة الشباب؟

- الامن والقضاء هما الاساس لعودة المغترب ولخلق استقرار ويخلق مناخات للاستثمار.

# هل لديك مشكلة في زيارة سوريا؟

- لا مشكلة لدي فأنا لست معادياً للنظام السوري.. اذا كان هناك زيارة مفيدة لا مشكلة عندي في ذلك.. في النهاية والدتي سورية وأحب السوريين وأصدقائي سوريون.

# هل برأيك خطابات 8 آذار/مارس اسهمت بسقوطهم؟

- هي التي صعدت في عملية سقوط 8 آذار/مارس وبرأيي 8 آذار/مارس ارتكبوا اخطاء فادحة في نزولهم الى الشارع في 7 ايار/مايو هذه الاخطاء مست بثلاث ثوابت لدى المسيحيين وهي: الكنيسة، الجيش، رئاسة الجمهورية، 8 آذار/مارس مست بالكنيسة بطريقة مباشرة من شتم ومست بالجيش في هيبته في 7 ايار/مايو ومسوا برئاسة الجمهورية من خلال المحافظة على الفراغ، فضربوا هذه الثوابت وعبروا عن ذلك في زحلة في اقوى صوره وفي مناطق اخرى. ولكن بعض الخطابات زادت الاحتقان.

# الى اي مرحلة ذاهبين؟ الى اكثرية تطلق قرارات دون تنفيذ؟ ام نحو ثلث معطل؟ ام نحو اتجاه آخر؟

- لبنان بالأساس توافقي.. ولكن الاكثرية ستعبر عن نفسها اكثر من السابق دون ان نهمل هواجس الاقلية، اذا استطعنا ان نمزق الطوائف ونكتل القوى السياسية نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً.. لذلك نضطر ان نرقّع.

# هل نحن باتجاه الثلث المعطل؟

- هدفنا ان لا نصل الى ثلث معطل، ولكن ربما نصل الى ثلث مفعل يكون فيه رئيس الجمهورية هو الحارس.. فتكون حصة الرئيس هي الحل ويكون الرئيس هو الحاكم والحكم.. هذه الطريقة بناءة.

# هل تـزور الضاحية؟

- نعم، بروح على مطعم ((الساحة)) وأزور البقاع والجنوب..

# هل تتعرض لشتائم؟

- نعم، وما عندي مشكل.. ولكن بعض الناس يقولون لي ((تقّلتا)).. ولكن حينما اتعرض لشتائم ارد عليهم ((سلاماً)).

# كيف ترى المرحلة المقبلة؟

- برأيي الرئيس بري قال كلمة دعا فيها الى اغتنام اللحظة الاقليمية المؤاتية.. فعلينا ان نشكل شبكة أمان داخلية لنحسن الوضع اللبناني حتى لا يكون اول عامود ينهار في قلعة المنطقة. هذا في حال عملنا بضمير اما اذا لم نعمل بضمير فسيكون المستقبل اسود.

# ما هي اولوياتك: الأمن، الاتصالات، الشباب ام السياسة؟

- بهذا الوقت اختار الأمن والأمن السياسي وبعدها انتقل الى مواضيع اخرى. اطمح الى الحقبة التي استطيع ان اخدم فيها.. لا يهمني كلمة وزير او معالي ولا حتى ينقصني الاطلالات الاعلامية.

# ما هي هواياتك؟

- القراءة بالدرجة الاولى، وأحب الطبيعة جداً ولكنها اصبحت تتطلب ضرورات امنية.. عندما كنت صغيراً كنت اذهب الى الوادي في قرية جدتي في الجبل، وأحياناً اذهب الى الصيد، اهوى المشي، ولكني لم اعد اصطاد الآن لانني اصبحت ضد قتل الطيور.

# هل ستستمر في مجال الصحافة؟

- لا يمكنني ان ألعب دورين.. سوف اعمل في مركز الدراسات لأن هذا الأمر يصقل شخصيتي، اما ان اكون صحافياً اي يأتيك الخصام وأنت الخصم والحكم، عندما ترشحت تركت مهماتي في ((New lebanon)) وطلبت منهم ان لا يكتبوا عني شيئاً إلا النقد بعيداً عن المدح، فلا يمكنني ان اكون صحافياً وسياسياً في آن معاُ، من سأنتقد؟ زملائي.. يمكن للشخص ان يكون طبيباً وسياسياً ولكن ليس صحافياً وسياسياً.

# ولكن النائب غسان تويني كان صحافياً وسياسياً بامتياز؟

- الله يقويه، ربما كان عنده القدرة ولكن لا يمكنني ان اوفق بين الصحافة والسياسة.

# ما هو الاختصاص الذي تحمله؟

- درست علم الاجتماع السياسي والفلسفة. واحمل ماجستير في علم الاجتماع العائلي.

# هل تنوي متابعة دراستك؟

- نعم، اطمح الى الدكتوراه، وأحب ان اتعلم اكثر.. حتى انني آخذ حِكَماً من أناس يعملون في مجالات متواضعة.. يقول الانجيل: ((لا يخلو رأس من الحكمة..)) وبالفعل هذه العبارة تراودني دوماً والمسكين الذي لا يستطيع ان يشاور الناس كي يشاركهم في الحكمة. فأنا احب كل انواع الكتب: الفيزياء، وأقرأ المجلات الفنية لأتابع أخبار الفنانين.

# الى من تستمع من الفنانين؟

- وديع الصافي، وائل كفوري، نانسي عجرم وعاصي الحلاني وأغانيهم حلوة كثير، وأسمع لكل الفنانين.. شو هالكذبة ما بسمع أغاني.

# إلى أي مدى ستحرمك النيابة من حياة الشباب والسهرات وغيره؟

- لا اتصور ستحرمني من شيء، لأنه بالأساس ليس عندي سهرات كثيرة.. حينما كنت صحافياً كنت أعمل في الشأن العام ووقتي موزع وحالياً هذا ما سأقوم به.

حوار: فاطمة فصاعي