المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 11 تموز/2009

إنجيل القدّيس لوقا .10-6:12

أَما يُباعُ خَمسَةُ عَصافيرَ بِفَلسَيْن، ومَعَ ذلكَ فما مِنها واحِدٌ يَنساهُ الله. بل شَعَرُ رؤوسِكم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِه. فلا تخافوا، إِنَّكمُ أَثَمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعًا. وأَقولُ لَكم: كُلُّ مَنْ شَهِدَ لي أَمامَ النَّاسِ، يَشهَدُ له ابنُ الإِنسانِ أَمامَ مَلائِكَةِ الله. ومَن أنْكَرَني أَمامَ النَّاس، يُنكَرُ أَمامَ مَلائِكَةِ الله. وكُلُّ مَن قالَ كَلِمَةً على ابْنِ الإِنسان يُغفَرُ لَه. وأَمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوحِ القُدُس، فلَن يُغفَرَ لَه.

 

الرئيس الأميركي يلتقي البابا في الفاتيكان للمرة الأولى

 تعهد محاولة خفض عدد عمليات الإجهاض

الفاتيكان - ا ف ب: تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما, خلال لقائه البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان, بعد ظهر امس, محاولة خفض عدد حالات الإجهاض في الولايات المتحدة, كما أعرب عن أمله في "علاقة قوية" بين الولايات المتحدة والكرسي الرسولي. وقال أوباما وابتسامة عريضة تعلو محياه في مستهل اللقاء "انه شرف كبير لي, شكرا جزيلا", وصافح بحرارة الحبر الأعظم, كما أبلغه ان قمة مجموعة الثماني التي شارك فيها في لاكويلا قرب روما كانت "مثمرة". وجلس الرجلان في الاجتماع الذي استمر نحو اربعين دقيقة, الواحد قبالة الآخر والتقطت لهما صور تقليدية, وقال اوباما لمضيفه "اني متأكد من انك تعودت على التقاط الصور, وأنا أيضا". وإثر لقائهما المغلق, قال البابا انه "يصلي من اجل" اوباما الذي شكره مؤكدا انه يأمل في "علاقة قوية" بين الدولتين. وبعد تبادل الهدايا, انضمت الى اللقاء زوجة اوباما ميشيل وابنتاه ماليا وساشا وثماني شخصيات من اوساط الرئيس الاميركي وهو مسيحي بروتستانتي اعلن في أكثر من مناسبة أنه "يتطلع بشوق" الى هذا اللقاء, علما انه لم يتحدث مع البابا سوى هاتفيا بعيد انتخابه في الرابع من نوفمبر الماضي. وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء, أعلن المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي ان أوباما "تعهد بوضوح شديد بذل كل ما في وسعه لخفض عدد حالات الاجهاض" في الولايات المتحدة, فيما ذكر بيان للفاتيكان ان الجانبين بحثا خصوصا موضوع "الدفاع عن الحياة" و"الحق في اختلاف الرأي" اضافة الى "الهجرة" و"السلام في الشرق الاوسط". ويثير موضوع الاجهاض خلافا بين أوباما والفاتيكان الذي كانت تربطه علاقات ممتازة بالرئيس الأميركي السابق المحافظ جورج بوش

 

أوباما يلمح إلى نفاد صبر واشنطن حيال طهران: لن ننتظر إلى ما لا نهاية وسنتحرك في سبتمبر

 ساركوزي :هجوم إسرائيلي "من جانب واحد" على إيران سيكون "كارثياً"

لاكويلا (ايطاليا), تل أبيب - وكالات: بعد ساعات على تأكيد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن قيام إسرائيل بشن "هجوم من جانب واحد" على إيران "سيكون كارثة كبيرة", أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما, مساء امس, أن القوى الكبرى في مجموعة الثماني مجمعة على أنها لن تنتظر إلى ما لا نهاية رد طهران بشأن ملفها النووي, في وقت ذكرت مصادر إسرائيلية أن واشنطن وتل أبيب تستبعدان قيام إيران بتصنيع قنلبة نووية خلال عام, رغم قدرتها على ذلك.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في لاكويلا بإيطاليا "لن ننتظر الى ما لا نهاية ونسمح بتطوير أسلحة نووية وانتهاك المعاهدات الدولية, ثم نستيقظ يوما لنجد انفسنا في وضع أسوأ من دون التمكن من التحرك", مضيفا "آمل أن يطلع القادة الإيرانيون على البيان النهائي لمجموعة الثماني ويلاحظوا أن موقف العالم واضح".

وشدد على أن قمة لاكويلا ليست المنبر الذي سيفرض عقوبات جديدة على ايران, وقال "سنعاود تقويم الموقف الايراني" خلال القمة المقبلة لمجموعة العشرين في سبتمبر بالولايات المتحدة, مضيفا ان "المجتمع الدولي قال ان ثمة بابا" يتيح إجراء حوار, وان ايران "تستطيع عبوره بهدف خفض التوتر والانضمام في شكل كامل" الى المجتمع الدولي.

وأكد أوباما أنه "اذا اختارت ايران عدم عبور هذا الباب", فإن هذا الامر سيثير قلق دول مجموعة الثماني و"أعتقد ان دولا اخرى عدة ستقول (ايضا) اننا نحتاج الى تجاوز مراحل اضافية", كما أعرب عن القلق مما وصفه "الأحداث المريعة" التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية, في اشارة إلى قمع السلطات التظاهرات الإصلاحية الرافضة لإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية. من جهته, اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي على هامش القمة, مساء أول من أمس, أن قيام إسرائيل بشن "هجوم من جانب واحد" على ايران "سيكون كارثة كبيرة", وقال "على إسرائيل أن تعرف أنها ليست وحدها وان تنظر الى كل هذه الامور بهدوء, وان كنت قد ناضلت باسم فرنسا الى هذا الحد حتى نتحدث عن ايران وحتى تكون الامور واضحة, فذلك لكي نبعث أيضاً برسالة الى الاسرائيليين مفادها: لستم وحدكم".

وسئل ساركوزي عن البرنامج النووي الايراني, فكرر القول انه اذا كان الايرانيون لا يريدون مناقشة هذه المسألة "فسيكون هناك عقوبات", مضيفا "لسنا نحن من سيتغير حتى 25 سبتمبر (موعد قمة مجموعة العشرين) فعلى الإيرانيين أن يتغيروا, ونحن نمد لهم اليد منذ ست سنوات ونقول لهم أوقفوا برنامجكم للتسلح النووي, وفي أغسطس سيقسم الرئيس الايراني اليمين, وستقدم حكومة جديدة, هل تريد النقاش أو هل لا ترغب فيه? إذا كانت لا ترغب فيه, فسيكون هناك عقوبات".

في سياق متصل, ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست", الصادرة أمس, أن الولايات المتحدة واسرائيل تعتقدان أن لإيران القدرة على بناء قنبلة نووية خلال عام إذا أرادت, لكنهما استبعدتا أن تقدم طهران على ذلك. ونقلت الصحيفة عن تقويمات اسرائيلية أن لا وجود حالياً لخلاف كبير بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن جدول زمني ل¯"السيناريو الأسوأ" بشأن تطوير إيران للقنبلة, لكنهما تستبعدان أن يتحقق هذا "السيناريو الأسوأ".وأوضح مسؤول إسرائيلي أن قرار طهران استخدام طاقتها القصوى لبناء قنبلة كان يعتمد على قرارات مختلفة للحكومة الايرانية لم يتم اتخاذها بعد, مشيرا الى أنه في غضون ذلك قرر الايرانيون مواصلة تخصيب ما أمكنهم من اليورانيوم المنخفض التخصيب, والاستمرار في تطوير الصواريخ البالستية عند مستوى لا يعقد الوضع مع المجتمع الدولي أكثر مما هو معقد بالفعل. ويرى بعض الخبراء الاميركيين والإسرائيليين أن ايران لا ترغب بتصنيع القنبلة فوراً, لكنها ترغب في الحصول على الامكانات لذلك, لتتمكن على المدى البعيد من بناء ترسانة نووية كاملة.

 

"الوطن"القطرية: دمشق تتوقع موفدا سعوديا

المركزيةـ توقعت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة"الوطن"القطرية ان تستأنف حركة الاتصالات الرفيعة المستوى بين دمشق والرياض الاسبوع المقبل من أجل استكمال المشاورات التي كانت انطلقت بقوة بين البلدين عبر الزيارتين اللتين قاما بهما نجل العاهل السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الاعلام السعودي عبدالعزيز الخوجه لسوريا الاسبوع الماضي ولتذليل المعوقات التي تقف في طريق تشكيل حكومة وفاق وطني في لبنان برئاسة النائب سعد الحريري، مشيرة الى ان الاتصالات الجديدة ستشمل العديد من الملفات والقضايا الاقليمية المطروحة في المنطقة ومنها موضوع المصالحة والعلاقات العربية ـ العربية وعملية السلام على جميع المسارات.

ولم تستبعد هذه المصادر ان يقوم موفد سعودي رفيع المستوى بزيارة دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد لاطلاعه على نتائج أحدث الاتصالات التي أجرتها الرياض مع عواصم القرار الاقليمي والدولي بشأن موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لافتة الى ان زيارة الوفد الأمني المصري لدمشق قد تكون جزءا من الاتصالات الجارية لتوسيع دائرة المصالحة العربية عبر تحقيق اجواء ومناخات سياسية اكثر ايجابية لجولة الحوار الفلسطيني ــ الفلسطيني التي ستعقد في القاهرة يوم 25 تموزالجاري.

وأكدت المصادر نفسها ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مصمم على زيارة دمشق وتكريس المصالحة السياسية مع الرئيس بشار الأسد بالرغم من الضغوط ومحاولات العرقلة التي تقوم بها اطراف عربية ودولية لتطويق الانفتاح السعودي على سوريا موضحة ان ما حدث في الايام الاخيرة كان نوعا من التأجيل لزيارة العاهل السعودي لدمشق وليس استجابة لتلك الضغوط.

وكشفت المصادر عن ان الرياض تسعى حاليا الى ان تكون القاهرة جزءا من حركة اتصالاتها ومشاوراتها الانفتاحية مع دمشق وهناك تحرك جاد من قبل المملكة من أجل احياء صيغة التنسيق الثلاثي السوري ــ السعودي ــ المصري على اعتبار ان تجارب الماضي اظهرت بأن هذا التنسيق يشكل صمام أمان واستقرار لمجمل العلاقات العربية ــ العربية من جهة ولخريطة الوضع الاقليمي من جهة أخرى.

 

معالم الحكومة العتيدة لم تتبلور بعد والحريري يواصل عمله بصمت والحرارة تعود مجددا الــى خط الاتصالات السعوديةـ السوريـة

المركزية ـ وفي اليوم الرابع عشر على التكليف لم تتبلور معالم الحكومة العتيدة حتى الآن برغم استمرار الاتصالات المحلية والعربية والدولية، وامكن تسجيل سلسلة لقاءات ومداولات في الكواليس بهدف ايجاد تخريجة ناجحة فيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري مساره الهادىْ متحصنا بصمته لانجاح مهمته.

الخط السعودي ـ السوري: كذلك ينتظر ان تعود الحرارة الى خطوط الاتصالات السعودية ـ السورية وذلك بعد عودة الرئيس السوري بشار الاسد من أذربيجان بحيث يتوقع ان تتحرك الاتصالات السعودية ـ السورية من جديد بعدما شهدت فرملة مصرية ـ اميركية ،اذ لم تستبعد مصادر ديبلوماسية ان يزور موفد سعودي رفيع المستوى دمشق ويطلع الرئيس بشار الأسد على نتائج الاتصالات التي أجرتها الرياض مع عواصم القرار الاقليمي والدولي بشأن موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

الا ان مصادر في الاكثرية النيابية ابدت تشاؤمها حيال ما يجري وقالت ان ولادة الحكومة عسيرة ومخاضها طويل فالاتصالات الخارجية في ما يتعلق بالشأن اللبناني متعثرة ما ينعكس على الداخل على عكس ما حصل في اثناء الانتخابات النيابية حيث كانت هناك رعاية سعودية ـ سورية مشتركة اذ ان الاندفاعة السعودية نحو سوريا اعطت اهمية كبرى لتكريس النائب سعد الحريري زعيما من دون ان يحصل اتفاق على شكل الحكومة والشروط المطلوبة بحيث وصلنا الى ربع الطريق وتعثرنا.

واذ اكدت المصادر ان تشكيل الحكومة هو لبناني وسيكون لبنانيا قالت ان البحث في الاسماء وتوزيع الحقائب لم يحصل بعد اذ ان العقدة الاساسية هي كيفية ترجمة صيغة حكومة الوحدة الوطنية المطروحة من قبل الجميع وضمانات المشاركة الحقيقية وهذان العنوانان هما عقدة العقد .واكدت المصادر ايضا ان الرئيس المكلف ليس في وارد الاعتذار مهما طالت عملية التأليف والا يكون بذلك وضع حدا لاندفاعته السياسية من اول الطريق .

تقديم اولى الصيغ: في المقابل قالت مصادر مطلعة لـ"المركزية" ان الرئيس المكلف يستعد لتقديم اولى الصيغ الحكومية مطلع الاسبوع المقبل بعد لقاء قد يعقد نهاية هذا الاسبوع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

وذكرت مصادر واسعة الاطلاع ان حركة الاتصالات التي استمرت بكثافة على جبهة الاكثرية من جهة والمعارضة من جهة اخرى اوحت بالاستعداد للدخول في التفاصيل الحكومية سواء على مستوى الاسماء او الحقائب.

وقالت المصادر ان مشروعا اوليا اعده الرئيس المكلف وهو جاهز للنقاش في تفاصيله مع الاطراف كافة، ولم يعد سرا الحديث عن حكومة ثلاثينية على قاعدة 16،10،4 او 15،10،5 بانتظار المزيد من بلورة الاسماء المقترحة على جميع المستويات.

وفي الوقت الذي تكثفت فيه الاتصالات ثنائية او ثلاثية بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والقيادات الاخرى في المعارضة يستعد اطراف الاكثرية للقاء موسع قد يعقد في نهاية عطلة الاسبوع اذا ما اقتنع الجميع بجدواه ذلك انه وفي اعتقاد الرئيس المكلف فان الاتصالات بالمفرق ثنائية ام ثلاثية اسهل من لقاء موسع يتناول فيه تفاصيل التركيبة الحكومية.

وكذلك قالت المصادر ان كلا من السيد نصر الله والنائب العماد ميشال عون قد توزعا الاتصالات على جبهة المعارضة ويتولى كل منهما استشارة فريقه ولوحظ ان زيارة الوزير جبران باسيل الى كل من الرئيس الحريري والسيد نصرالله كانت بصفته متحدثا باسم التكتل وليس التيار الوطني الحر بعدما استحصل عون على تفويض مطلق من النائب سليمان فرنجية والوزير طلال ارسلان ونواب التكتل.

وكان حزب الله اعلن اليوم على لسان نائب الامين العم الشيخ نعيم قاسم "اننا ننتظر من الرئيس المكلف أن يُنهي مشاوراته ليعلمنا بما يمكن أن يفعله، وعندها نعطي أجوبتنا النهائية لأن قاعدتنا أن نعمل كشركاء وهو مسؤول عن أن يقدم الفكرة التي تعزِّز الشراكة".

الى ذلك، توقفت مصادر سياسية عند معاودة رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة مزاولة اعماله في السراي ما عدّته مؤشرا على فترة انتظار ليست بقصيرة في انتظار ابرام اتفاق حكومي.

الساحة المسيحية: وعلى خط التقارب والمعالجات، لاحظت اوساط مراقبة دينامية جديدة بدأت على الساحة المسيحية مع وصول النواب الجدد من مختلف الاطراف يعول عليها لجهة امكان التوصل الى كسر الانقسام العمودي السائد واعتبرت ان التحرك الذي يقوم به هؤلاء وان كان لا يزال خجولا ولم يحرز تقدما ملموسا غير انه من شأنه في حال استمرت اجواء ومناخات التقارب ان يحقق خرقا في جدار الاصطفافات خصوصا اذا لاقى التشجيع المطلوب من اصحاب الشأن ، واشارت في هذا المجال الى مباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لخطوات التقارب ودعمها.

وشددت على ان عددا من النواب الجدد من الجيل الشاب ومن طرفي الغالبية والاقلية بدأ حركة اتصالات ولقاءات بعيدة من الاضواء لم تبلغ حتى الساعة الاطار الرسمي ويحاول هؤلا تلمس امكانات النجاح حيث اخفق الآخرون استنادا الى اخذ العبر من المرحلة الماضية والبحث عن القواسم المشتركة للتأسيس عليها للمرحلة المقبلة ان على مستوى الساحة السياسية عموما او المؤسسات خصوصا اي الحكومة ومجلس النواب تحديدا.

واكدت ان الامور لم تتعد حتى الساعة مرحلة حسن النيات وتبادل الاراء وتاليا يحتاج الى وقت لاعادة بناء الثقة التي فقدت في المرحلة الماضية والى ممارسة تبرهن ما اذا كان من امكان للنجاح رغم ارتباطات البعض بتحالفات سياسية ومواقف متباعدة. وادرجت اللقاء الاخير بين النائبين سامي الجميل وسليمان فرنجية في اطار الحركة نفسها مشيرة الى لقاءات مماثلة تعقد بين نواب من التيار الوطني الحر وآخرين من تيارات منضوية تحت لواء قوى14 آذار وراء الكواليس حرصا على نجاحها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 10 تموز 2009

النهار

بعض حلفاء العماد ميشال عون طلبوا منه أن يكون مرناً في عملية تأليف الحكومة لئلا يعزل نفسه كما حصل معه من قبل.

اقترح مصدر وزاري الامتناع عن تقديم تصاريح بأموال الرؤساء والوزراء والنواب الى المجلس الدستوري بعدما ثبت عدم جدواها في محاربة الاثراء غير المشروع.

زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري لدمشق قبل تأليف الحكومة كانت ستحدث صدعاً في صفوف قوى 14 آذار لو تمت !

السفير

تبين أن تشويشاً داخلياً يحصل في بلد خليجي على خلفية خطوات سياسية جديدة على صعيد العلاقات العربية ـ العربية.

اتفق حزب مسيحي وتيار مسيحي معارض على تطوير اللقاءات الثنائية شكلاً ومضموناً.

استفسرت جهة دولية جهات محلية عن مضمون بيان وزعه وزير سابق محسوب على المعارضة وتضمن اشارة ما الى "اليونيفيل".

المستقبل

تتساءل أوساط مراقبة عن سبب تأخر الرئيس نبيه بري في الدعوة لعقد جلسة انتخاب اللجان النيابية، ليصار بعدها إلى إطلاق عجلة العمل والتشريع في المجلس الجديد.

عُلم أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيعرض خلال زيارته الى بيروت، خدمات بلاده لتسهيل تشكيل الحكومة من دون أن يعني ذلك التدخل في الشأن الداخلي.

أنجز لبنان مشروع القرار الذي يأمل أن تقره قمة عدم الإنحياز، ويتضمن المطالبة بالدعم لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة ولتنفيذ القرارات الدولية وانتظار أعمال المحكمة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

اللواء

يدور همس حاد في أوساط ملية تجاه نائب من الجبل، بسبب انضمامه لتكتل معيّن، قافزاً فوق رصيده التاريخي والعائلي.

وجّه وزير أكثري لبعض حلفائه انتقادات لاذعة، على خلفية العودة إلى إحياء خطاب سياسي قديم.

يعتبر قيادي في الأكثرية بأن حركة الاحتجاج الضمني على زيارات دمشق، فرملت الخطوات لمصلحة شعارات ثورة الأرز!.

 

"الاحرار": محاولة سورية متجددة للتسلل الى لبنان تحت ذرائع شتى

الاختلاف بين مطلبي الثلث المعطل والتمثيل النسبي انما هو اختلاف لفظي فقط

وطنية - 10/7/2009 - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار، اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء.

ورأى الحزب في بيان اصدره "أن محاولة الإلتفاف على نتائج الإنتخابات ليست البدعة الوحيدة والخطر الأدهى اللذين على الأكثرية، المظفرة بثقة غالبية اللبنانيين، مواجهتهما، بل أضيفت إليها محاولة سورية متجددة للتسلل إلى لبنان تحت ذرائع شتى. وكان فاضحا لهذه الجهة إصرار دمشق على قيام الرئيس المكلف بزيارتها، إصرار سبقه وواكبه وتبعه تصعيد تولاه حلفاؤها الذين يقصدون الشيء نفسه بصيغ مختلفة، أي التحكم بشؤون البلاد رغم إرادة السواد الأعظم من العباد بفرض التنازلات وباللجوء إلى التعطيل وإلى أكثر من التعطيل أي استعمال السلاح كما حصل ويحصل بين الحين والآخر".

ولفت الحزب إلى "أن الإختلاف بين مطلبي الثلث المعطل والتمثيل النسبي إنما هو اختلاف لفظي فقط، إذ أن النتيجة واحدة بالنسبة إلى حرمان الأكثرية حقها الديموقراطي من جهة، وخصوصا إلى تعديل عملي للدستور من جهة أخرى. ونكرر قبولنا بحكومة تشارك فيها المعارضة، التي انتزعت، للاعتبارات التي لا تكف تناور بها، رئاسة مجلس النواب، من دون أن تؤدي مشاركتها إلى الإعتراف لها في حق التعطيل الذي ينسحب عند الحاجة، كما برهنت الوقائع، على مجلس النواب، ناهيك باحتلال الساحات واستعمال السلاح في الداخل".

واكد الحزب أهمية "الحوار والإنفتاح شرط الا يستغلهما أصحاب المشاريع والمخططات التي تناقض الثوابت الوطنية ومبادىء ثورة الأرز لإيهام اللبنانيين بقرارهم فتح صفحة جديدة، واطنابهم في الكلام المعسول على الإستقرار وتكريس المصالحات والنهوض الإقتصادي والإنمائي، بينما لم يغيروا حرفا واحدا من عقائدهم وبرامجهم وتحالفاتهم الخارجية. لذا نجدنا ملزمين للتذكير ببعض بنود طاولة الحوار وأهمها:

أ - إمتلاك الدولة اللبنانية ـ ممثلة بمؤسساتها الشرعية ـ حصرية السلاح وحتمية بتها كل القرارات وفي مقدمها قرار الحرب والسلم، وذلك بالتوصل إلى الاستراتيجية الدفاعية الموعودة.

ب ـ إقفال ملف المناطق الخارجة على السلطات الشرعية وكأنها محظورة على الدولة وأجهزتها. على أن يكون كل اللبنانيين والمقيمين على الأرض اللبنانية خاضعين لقانون واحد ومتساو أمامه.

ج - إتمام ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية وتحديدا انطلاقا من مزارع شبعا المتنازع عليها لسحب الذريعة من يد إسرائيل، وتعزيز الموقف اللبناني المطالب الأمم المتحدة بإلزام الدولة العبرية الإنسحاب منها وعودتها إلى السيادة اللبنانية.

د - مبادرة سوريا إلى مكافحة أعمال الترهيب عبر أراضيها إلى داخل الحدود اللبنانية، علما ان هذه الأعمال تقع تحت طائلة القرارات الدولية وفي طليعتها القرار 1701 .

ه - حسم مسألة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وجلاء مصير المفقودين في أسرع وقت ممكن بعد مماطلة استنزفت الضحايا وأهاليهم وهي مستمرة حتى الآن.

و - وقف التدخل في الشؤون اللبنانية قولا وفعلا، مباشرة وغير مباشرة بواسطة الأدوات والحلفاء من لبنانيين ومنظمات فلسطينية، وإعطاء العلاقات الديبلوماسية مضمونا إيجابيا ينقل التعاطي إلى المستوى الطبيعي والمتعارف عليه على قاعدة الندية والمصالح المتبادلة.

ز - التعاون الحقيقي مع المحكمة الدولية لجلاء الحقيقة والتوصل إلى محاكمة الإرهابيين والاقتصاص منهم. إن عدم الاستجابة لهذه الشروط البديهية يجعل الوطن محكوما بالدوران في الحلقة المفرغة عينها، ويحول دون تحقيق سيادته واستقلاله وخصوصيته. وان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق قادة 14 آذار المؤتمنين على مبادئ الاستقلال الثاني، والذين محضهم جمهور 14 آذار ثقته على هذا الأساس من جديد".

 

البطريرك صفير استقبل وزيرة الهجرة الاوسترالية على رأس وفد: لتوفير الشروط لاشراك المغتربين في الشؤون الوطنية السياسية والاقتصادية

للجاليات دور كبير في المساهمة في نهضة بلدها الأم لبنان والبلاد المضيفة

وديع الخازن:البطريرك يصر على حكومة يشعر اللبنانيون بأنهم ممثلون فيها

ويريد وحدة اللبنانيين وتماسكهم في مواجهة عدو اسرائيلي يتربص شرا بلبنان

غطاس خوري:نحتاج الى حكومة تعنى بالشأن العام وتضع خطة اقتصادية للنهوض

وطنية - 10/7/2009 شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير على "أهمية توفير الشروط اللازمة لاشراك المغتربين في الشؤون الوطنية اللبنانية بأوجهها السياسية والاقتصادية". وتوقف عند "الدور الايجابي الكبير للجاليات الاغترابية في أوستراليا وسواها لجهة المساهمة في نهضة كل من بلدها الأم لبنان والبلد الذي استضافها"، مشيرا الى "ان الاهتمام بالشباب المولودين في ديار الانتشار اولوية يجب ان تترجم بمبادرات عملية".

كلام البطريرك صفير جاء خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، وفدا مشتركا أوستراليا - لبنانيا يعمل على إحياء البرنامج السياحي لتكريم المغتربين اللبنانيين، وضم وزيرة الهجرة الاوسترالية فرجيني جادج والنائب الاوسترالي روبير هادسون، رئيسة "جمعية الصداقة اللبنانية- الاوسترالية لدعم الطلاب اللبنانيين" الدكتورة فاديا الغضين، ومنسق البرنامج السياحي فادي ابي داغر ومهتمين.

وسلم ابي داغر البطريرك مسودة المشروع السياحي الخاص بالمغتربين اللبنانيين.

وأثنى البطريرك صفير على "هذه الجهود المبذولة لتعميق التواصل والارتباط بين المقيمين والمغتربين وبخاصة جيل الشباب المولودين في ديار الانتشار".

وتحدثت الوزيرة الاوسترالية عن دور الجالية اللبنانية في اوستراليا و"التفوق الذي يحققه المغتربون اللبنانيون في تلك البلاد في المجالات العلمية والاقتصادية وحتى السياسية".

ولفتت الى "عمق ارتباطهم بوطنهم الأم لبنان والى كونهم يعطون المثل الصالح في ذلك لجهة وحدة العائلة وتماسكها التي يفتقدها المجتمع الاوسترالي".

ورحب البطريرك صفير بالوفد، مقدرا "جهود الجالية اللبنانية واهتمامها بلبنان"، داعيا الى "الاخلاص الدائم لاوستراليا التي استقبلتهم".

وشدد على "أولوية العناية بالشباب كي يظلوا على معرفة وثيقة بجذورهم الروحية".

غطاس خوري

بعد ذلك، استقبل البطريرك صفير النائب السابق غطاس خوري الذي قال عقب اللقاء:

"تشرفنا بزيارة غبطة البطريرك الذي هو مرجعية في السراء والضراء، ومما لا شك فيه اليوم ان البحث تناول تأليف حكومة جديدة في لبنان، وقلت لسيدنا ان من مصلحة الموالاة والمعارضة وجميع اللبنانيين تسهيل قيام الحكومة لاننا في فترة تصريف الاعمال، وهذا التصريف امتد سنوات. نحن في الحقيقة في حاجة الى حكومة تعنى بالشأن العام وتضع خطة اقتصادية للنهوض بالبلد لان الجميع في لبنان في حاجة الى ان يشعروا بأننا انتقلنا من مرحلة ترميم ما خلفته الاحداث الماضية الى مرحلة بناء دولة واقتصاد وتوفير فرص عمل ووقف الهجرة والسماح للبنانيين بالعيش بكرامة".

واضاف: "هناك وضع اقليمي يؤثر على تشكيل الحكومة، ولكن هناك ايضا متطلبات لبنانية صرفة وعلى المعنيين بالأمر تسهيل الامور لدولة الرئيس سعد الحريري من اجل تأليف هذه الحكومة بالمعطيات اللبنانية الصرفة، ويأتي التوافق العربي ليكلل مسار هذه الحكومة بالنجاح، لكن علينا بلورة مسار لبناني يؤدي الى تأليف حكومة تتمتع بثقة اللبنانيين جميعا".

وعن المصالحات المسيحية، قال: "سمعت من البطريرك ان هناك مساعي لمصالحات مسيحية، واعتقد ان الخلاف السياسي مشروع لكن الخصومة والاحقاد غير مقبولة ويمكن العمل على ازالة الخصومة والاحقاد من الوسط المسيحي ويبقى الصراع السياسي ضمن الاطر الديموقراطية مشروعا".

المطران الهاشم

واستقبل البطريرك صفير السفير البابوي في الخليج المطران بولس منجد الهاشم.

والتقى رئيس مصلحة الابحاث الزراعية ميشال افرام.

 

الرئيس المكلف عرض مع وزير الخارجية الفرنسي التطورات

كوشنير:لحل الامور من الداخل حيال تأليف الحكومة ثم التوجه الى الخارج

هناك اجواء انفتاح والتقاء ليس في سوريا فقط بل في كل الشرق الاوسط

وطنية - 10/7/2009 استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ظهر اليوم في قريطم، وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والوفد المرافق، في حضور السفير الفرنسي اندريه باران والسيدين نادر الحريري وهاني حمود. وتم خلال اللقاء عرض التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين البلدين.

بعد الاجتماع، تحدث الوزير كوشنير الى الصحافيين فقال: "لقد أتيت للقاء صديقي رئيس الوزراء المكلف السيد سعد الحريري لاقدم اليه التهاني وجها لوجه بعدما كنت قد هنأته خلال اتصال هاتفي اجريته معه كما ارسلت اليه برقية للغاية نفسها. لقد تطرقنا الى تأليف الحكومة المقبلة والى سيادة لبنان المستعادة، لبنان الصديق الذي تفخر به فرنسا، كما ان الرئيس نيكولا ساركوزي كان قد هنأ رئيس الوزراء المكلف ايضا". اضاف :"نأمل ان تشكل الحكومة قريبا. قد يكون ذلك خلال اسابيع ويجب ان تستغرق الوقت الذي هي في حاجة اليه، ولكن، في جميع الاحوال، لا يعود الى فرنسا ان تتدخل في تشكيل هذه الحكومة.لكن يعود لفرنسا ان تلتقي مختلف الاطراف السياسيين وتهنئهم على تمكنهم من اظهار قوة لبنان من خلال الانتخابات اللبنانية التي حصلت بشكل جيد، والتي كانت موضع فخر لنا كأصدقاء للبنان وللرئيس الحريري ايضا".

وتابع: "هناك اجواء انفتاح والتقاء في سوريا، ولكن ليس فقط هناك بل في كل الشرق الاوسط، وعلينا ان ننتظر ما ستؤول اليه. فلا يمكن تصور ما كان الوضع عليه في السابق، اما اليوم فحصلت انتخابات ديموقراطية لم نسمع حيالها اي اعتراضات، وهذا الوضع لم نكن نتوقع حصوله قبل عام او عامين.اننا كفرنسيين مسرورون جدا، خصوصا ان العلاقات الثنائية لا تشهد أي مشاكل على الصعيد التجاري او الثقافي. وقد شاهدنا أمس في بيت الدين مهرجانا مدهشا، وكان وسيلة جيدة لرؤية لبنان مستقرا سيدا، شهد منذ فترة قصيرة انتخابات لم يشهد مثيلا لها منذ سنوات عدة. وهذا ما سيكون الوضع عليه بالنسبة الى الحكومة المقبلة التي لم نشهد مثلها منذ عشرات السنين".

سئل: هل طلب من السوريين تسهيل الامور في لبنان في ما يتعلق بتأليف الحكومة المقبلة؟

اجاب: "لا اعتقد ان الامر يعود الى السوريين لتسهيل تأليف الحكومة، فعلى رئيس الحكومة المكلف ان يقوم بما يشاء في الداخل والخارج اذا اراد ذلك. ولا يعود الى فرنسا اعطاء نصائح في هذا المجال.انا لا أنكر ان سوريا لا تزال لها اهمية في هذا المحيط، ونحن فخورون بأننا ساهمنا في ارساء علاقات طبيعية مع سوريا، الا انه يبدو ان السفير السوري في لبنان لم يبق وقتا طويلا في لبنان، فهل تمكن احدكم من رؤيته؟ لا اعتقد ذلك،الا ان هناك سفيرا وعلاقات طبيعية.أعرف ان هناك مشاكل لا تزال موجودة ويجب على البلدين ان يعملا على حلها، ولبنان اليوم معترف به كدولة سيدة، وهذا ما لم يكن الامر عليه لسنوات خلت، وسوريا تعمل على حل مشاكل عالقة عائدة الى الحدود وامور اخرى، وفرنسا مستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة".

سئل: هل تحدثتم عن اهمية سوريا ام عن التدخل السوري؟

اجاب: "لقد تحدثت عن اهمية سوريا، وانا لا انكر الواقع الجغرافي للامور.انا لم اتحدث عن التدخل السوري الذي عرفناه خلال السنوات الماضية والذي لا أتمناه ولا يتمناه اللبنانيون".

سئل: هل تعتقد ان الصعوبات التي تعترض تأليف الحكومة داخلية ام خارجية؟

اجاب: "اعتقد انه يجب حل الامور من الداخل ثم التوجه الى الخارج وليس العكس، وهذا رأيي الذي كونته على مر السنوات الماضية. اذ يجب الافادة من التطور الذي حصل وهذا ما يهم، فاليوم الامور تتم في الداخل بين الاطراف السياسيين اللبنانيين الذين نلتقيهم، ومرة جديدة اتحدث عن اهمية وليس عن تدخل الدول المحيطة.

يجب ان تنظروا الى الامور بمنظار ايجابي وان تكونوا فخورين بما حققتموه. فالامور تسير نحو الافضل وقد سعدت بمشاهدة ذلك خلال زيارتي لرئيس الحكومة المكلف. وهذا الوضع لم يكن في استطاعتنا تخيل حصوله منذ عام او عامين. لقد عملنا جميعا وخصوصا اللبنانيين بتوفير هذا المناخ الجديد الذي انا سعيد برؤيته اليوم.الا ان هذا لا يعني ان كل التعقيدات السياسية في التركيبة اللبنانية المعتادة سيتم حلها في لحظة، بل انها ستستغرق بعض الوقت".

غداء

بعد ذلك، استكملت المحادثات الى مأدبة غداء اقامها الرئيس الحريري على شرف الوزير الفرنسي.

 

الرئيس بري استقبل الوزير كوشنير يرافقه السفير باران

وطنية - 10/7/2009 استقبل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، مساء اليوم، وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يرافقه السفير الفرنسي أندريه باران، في حضور النائب علي بزي والدكتور محمود بري. تظاهرة احتجاجية على مفرق حوسين ضد "يوم الجندي الدرزي" وكلمات طالبت بإبطال قانون التجنيد الاجباري واعتبرته إهانة للطائفة

وطنية - 10/7/2009 أقامت "حركة الحرية للحضارة العربية" تظاهرة احتجاجية على مفرق حوسين قرب قرية البقيعة في فلسطين المحتلة، مساء أمس، ضد احتفال الجيش الإسرائيلي في قرية حرفيش تحت شعار "يوم الجندي الدرزي".

وشارك في التظاهرة سكرتير الحزب الشيوعي الاسرائيلي الكاتب محمد نفاع، رئيس حركة الحرية للحضارة العربية إحسان مراد، عضو سكرتارة في لجنة المبادرة العربية الدرزية غالب سيف، وشبان دروز من كل القرى العربية الدرزية والفئات السياسية تحت اسم "القوى الوطنية في الطائفة العربية الدرزية"، ورفعوا شعارات تندد بالتجنيد الاجباري.

وألقى نفاع كلمة قال فيها: "نحن ضد التجنيد العسكري الاجباري للشباب العرب الدروز، وضد ما أطلقوا عليه "يوم الجندي الدرزي، لأن هدفه سياسي خبيث".

مراد

واعتبر مراد "هذا اليوم اهانة بحق أبناء الطائفة العربية الدرزية، خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي تعانيها القرى العربية الدرزية، ولا سيما اضراب المجالس المحلية المفتوح".

وطالب ب"إبطال قانون التجنيد الاجباري"، داعيا كل القيادات السياسية والمرجعيات الدينية من الطائفة العربية الدرزية في لبنان وسوريا والأردن إلى "التدخل في هذا الأمر"، وقال: "لا شك في أنه علينا في الداخل أن نقوم تجربة الخدمة في الجيش على مدار 61 عاما".

سيف

من جهته، قال سيف: "مبدئيا نحن ضد التجنيد الاجباري، لأننا جزء من الشعب الفلسطيني، ولنا ما له وعلينا ما عليه. واليوم، عشرات الآلاف يرفضون التجنيد الإجباري، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، والتجنيد هو ضد مصلحتنا وشعبنا".

"هيئة دعم رفض الخدمة"

وفي الإطار نفسه، حيت "الهيئة العربية لدعم رافضي الخدمة الالزامية في الجيش الإسرائيلي" التي تتخذ من بيروت مقرا لها، الشباب الدروز "الأبطال الذين تظاهروا رفضا لبدعة يوم الجندي الدرزي".

وألقى السكريتير التنفيذي ل "الهيئة" بسام القنطار كلمة قال فيها: "رغم أن الذين تظاهروا هم قلة في مجتمعهم، ولكن دائما وعلى مر العصور القلة تعرف طريق الحق والصواب، والكثرة تكون مغيبة وفي ظلال".

أضاف: "نطالب بوقف الاستهتار بكرامتنا وتاريخنا عبر استغلال السلطات الإسرائيلية لمقام سيدنا سبلان كأداة لغرس الفكر المتعلق بالخدمة الإلزامية للدروز في الجيش الإسرائيلي".

وحيا "المتظاهرين الرافضين لتنظيم "يوم الجندي الدرزي"، وأعضاء المجالس الدرزية المحلية الذين قاطعوا الإحتفال، ويطالبون برفع الغبن اللاحق بقراهم من جراء حجب المساعدات من قبل الحكومة الإسرائيلية على خلفية عنصرية واضحة، بهدف السير بمشروع يهودية الدولة وطرد السكان الأصليين منها بمن فيهم الدروز والشركس".

وختم: "إن الهيئة في صدد زيارة مختلف المرجعات الدرزية في لبنان وسوريا لإطلاعها على الظروف المأسوية التي يعيشها ابناء الطائفة في فلسطين المحتلة، ولا سيما الزامهم على الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في المواقع الحساسة على الحدود مع غزة مما يتسبب بمقتل العديد منهم وجرحهم. كما سيتمنى الوفد على هذه المرجعيات اعلان موقف يتعلق باستخدام المقامات الدينية الدرزية في فلسطين لأغراض عسكرية اسرائيلية".

 

لقاء الهوية والسيادة" ناقش نتائج الانتخابات النيابية واعلن مباشرة إطلاق معهد للتنشئة السياسية بالتنسيق مع هيئات أخرى:

اخذنا على عاتقنا تجسيد مسيرة المسيحيين التواصلية في الوطن والمنطقة

لننفتح على الجميع ولنكن المؤتمنين على وديعة الحرية والديموقراطية

وطنية - 10/7/2009 عقد "لقاء الهوية والسيادة" اجتماعه الدوري في مقره في عين الريحانة، في حضور مرافق اللقاء النائب البطريركي العام المطران غي بولس نجيم ومؤسسه الوزير السابق يوسف سلامة والنائب السابق بيار دكاش، وناقش نتائج الانتخابات النيابية، واصدر بيانا رأى فيه ان "الانتخابات اذ اسفرت عن اكثرية واقلية الا انها لم تسفر عن تكتلات تتمتع باستقلالية وازنة"، متسائلا "ما اذا كان بإمكان الطبقة السياسية الحالية أن تنجح بتطوير النظام من الداخل ليتأهل لحراسة الجمهورية بكفاءة".

ولفت البيان الذي تلاه سلامة، الى "ان قراءة مبسطة لنتائج الانتخابات تظهر بوضوح الحقائق التالية:

الحقيقة الأولى: على الرغم من محاولة بعض المجموعات السياسية تقديم برامج انتخابية تجسد طروحاتها السياسية، تنوعت سلوكيات اللبنانيين الانتخابية. وإذا كانت قلة من اللبنانيين قد اقترعوا بالاستناد إلى مفهوم المواطنة، فإن غالبية اللبنانيين اقترعوا بخلفيات طائفية ومذهبية غزتها سلوكيات التيارات والأحزاب السياسية التي لامست دركا غير مسبوق في التخاطب السياسي غير اللائق.

وقد لفت في هذا السياق بروز سلوكية انتخابية جديدة لدى اللبنانيين، قائمة على مبدأ الاقتراع السلبي ضد آخر أسقطت عليه كل الصفات السلبية، عوض الاقتراع الإيجابي لمشروع سياسي يسهم في بناء مجتمع لبناني. ولعل أخطر ما في هذه الظاهرة إنعاش مفهوم الإرث الإلزامي في الذاكرة الجماعية والذي يطاول مقومات المحبة والحقد والتباعد والتلاقي، ويلغي في الوقت عينه مفاهيم المساءلة والمحاسبة.

الحقيقة الثانية: على الرغم من تماثل سلوكيات المسيحيين الانتخابية مع سلوكيات غيرهم من المواطنين، حافظ المسيحيون على النسق الديموقراطي في العملية الانتخابية، بموازاة أحادية الولاء عند الطوائف الأخرى. فأثبتوا من جديد أنهم ضمانة النظام الديموقراطي اللبناني.

الحقيقة الثالثة: إن الدور التواصلي الذي لعبه المسيحيون بين جميع طوائف لبنان ومذاهبه على مدى قرون، أصبح بحاجة إلى تنقية وبلورة وتفعيل. فإذا كان لبنان ساحة تفاعل حضاري بين المجموعات المكونة له، فالمطلوب إذا إيجاد صيغة لإدارة شؤون الدولة فيه، تعكس توازن الداخل وتفاعله أولا، لتؤسس لتفاعل إيجابي على مستوى دول المنطقة.

الحقيقة الرابعة: انطلاقا من الحقيقة الأولى تبدو حاجة شعبنا ملحة إلى مزيد من الثقافة الديموقراطية لتفعيل الدينامية السياسية في بنيته، ولتتمكن الحالة الاعتراضية في المجتمع، من أن تتحول إلى حالة قيامية تخلص الوطن من سلبية الكثير من السياسيين القابضين على مفاصل الدولة والوطن.

الحقيقة الخامسة: حاجة الطبقة السياسية إلى المزيد من النخب التجديدية والسياسيين الذين يمتلكون مناعة الاكتفاء، وقوة الشفافية، والقدرة على رسم خريطة طريق باستقلالية وجرأة، لا تتعارض مع مواكبة الحداثة، والعدالة، والتحرر، ولا مع المسار الاستراتيجي لمعالم شرقنا الذي يشهد تحولات كبرى".

اضاف: "لكل هذه الأسباب، ولأسباب أخرى لها علاقة بضبط المسار السياسي الذي شخصن كل القضايا الوطنية والسياسية في البلد، أخذنا على عاتقنا في لقاء الهوية والسيادة:

أولا: أن نجسد مسيرة المسيحيين التواصلية على وساعة الوطن والمنطقة والتي تعرضت لبعض الوهن، وأن نكون الصوت المدوي في الضمائر إيذانا بصحوة وطنية ترشدنا إلى طريق الخلاص، وتعيد المسيحيين وكل اللبنانيين، بخلفية سلامية منفتحة وليس بخلفية سلطوية إلغائية قابضة، إلى رحاب هذا الشرق الذي نذرنا أنفسنا لنكون له سفراء في رحاب العالم، وليس مندوبين لهذا العالم في بلاد الشرق.

ثانيا: أن نراكم، وفي سياق العبور من الثقافة الكلامية العقيمة في الممارسة السياسية إلى الثقافة الفاعلة فيها، في مجال التثقيف السياسي الهادف إلى إنتاج مجتمع سياسي جديد، قادر على النهوض بالوطن من خلال تطوير النظام السياسي، واقتراح خيارات سياسية جديدة، وإعادة النظر في مفاهيم العمل السياسي وآلياته، وتعزيز المواطنة، وتفعيل الممارسة الديموقراطية، وتعزيز منهجيات المحاسبة والمساءلة على مستوى الوطن كله.

استنادا إلى كل ذلك، يعلن اللقاء عن مباشرة إطلاق معهد للتنشئة السياسية بالتنسيق مع هيئات أخرى، ويدعو جميع الفرقاء الذين يشاركونه هذا التصور، إلى حوارات ومشاغل في إطار المشاركة أو المنافسة على تصويب المسار السياسي في البلاد".

وتابع البيان: "أيها المسيحيون، إن مصلحتنا هي من مصلحة لبنان الوطن بكل تلاوينه الإيمانية والحضارية والإتنية، ومن مصلحة لبنان الدولة العادلة، والشفافة، والضامنة لحقوق الانسان في زمن ضاعت فيه الحقوق وتشتت الانسان. فلنحرر أنفسنا من الغوغائية في التوصيف السياسي، وفي المخاطبة السياسية، ولا تصدقوا من يتهمنا بالانعزال ليعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فنحن من رواد هذا الشرق الذين ساهموا بإنهاضه مرات ومرات. إن عدونا هو الجهل المتمكن من عقولنا. إن عدونا هو الخوف من الآخر الذي يشاطرنا قيم الشرق وحضاراته. إن عدونا هو من يريد من هويتنا شرا، وهو من لا يتسع الوطن لغير إيديولوجيته الجامدة، القابضة عل عنق الحداثة فيه، وغير المعترفة بمسار الزمن. فلنحرر أنفسنا ولننفتح على الجميع بدون عقد، ولنؤسس لحقنا في السلام في هذا الشرق بتكامل وندية، ولنكن المؤتمنين على وديعة الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان في شرق يعاني من مرض الجهل والتقوقع".

وختم البيان: "أيها المسيحيون، أعيدوا إلى السياسة نكهتها وإلى التاريخ وزنه، وإلى الجغرافيا ثباتها وبريقها وإلى الشرق توازنه وتنوعه، فأنتم جزء أصيل منه وتعالوا مع إخوان لنا في المواطنية نمد يدنا باسم الأمة اللبنانية المترامية الأطراف، إلى أهلنا في هذا الشرق المترامي الأطراف، لنسترجع معا معنى لبنان، ولنعمل سويا لنهضة مشرقية متكاملة وواعدة، عندها وعندها فقط يسلم لنا لبنان ويعود حرا ومعافى".

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير بارود والنائب فرعون وغالي ووافق على منح العفو الخاص عن العقوبة المتبقية للمحكوم يوسف شعبان:

المناخات الإيجابية عربيا وعلى مستوى علاقة الغرب بالدول العربية

ترخي ظلالا مساعدة في الداخل اللبناني لتبدو الظروف أفضل بكثير

الوزير كوشنير:اللبنانيون أحرار ولا يعود إلى الفرنسيين تشكيل الحكومة

"حزب الله" جزء من المشاركين في الانتخابات وطبيعي أن ألتقي من يمثله

وطنية - 10/7/2009 وافق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على منح العفو الخاص عن العقوبة المتبقية للمحكوم يوسف شعبان وأحيل الملف على وزارة العدل ليأخذ مجراه القانوني. من جهة ثانية، تابع الرئيس سليمان مجريات الاتصالات والمشاورات التي يجريها بحسب الدستور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مؤكدا "ضرورة بناء الثقة بين كل الأفرقاء لأنها وحدها تشكل الضمان للجميع".

وزير خارجية فرنسا

وفي نشاطه، استقبل الرئيس سليمان في بعبدا قبل ظهر اليوم وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير على رأس وفد، في حضور السفير الفرنسي أندره باران.

في بداية اللقاء نقل الوزير كوشنير إلى رئيس الجمهورية تحيات نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وتقديره لما قام به منذ انتخابه في سبيل توطيد الاستقرار السياسي والامني، مستذكرا زيارة الدولة الناجحة التي قام بها الرئيس سليمان لباريس والتي كرست العلاقات الثنائية التاريخية الخاصة بين البلدين.

وإذ أشار الوزير كوشنير إلى "أن المعنيين بين البلدين يجتمعون بشكل مستمر في سبيل البحث في التعاون والمساعدات التي تم التوافق عليها في زيارة الدولة لفرنسا خصوصا على صعيد المساعدات العسكرية للجيش"، جدد تأكيد صداقة فرنسا ودعمها للبنان الدولة، مشددا على "أن لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة لزيارته بالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة، وأن هذا الأمر شأن داخلي لبناني لا تتدخل فيه فرنسا من قريب ولا من بعيد".

وتناول اللقاء الوضع في المنطقة والمشاورات الجارية في شأن المساعي السلمية، فأكد الوزير كوشنير "أن فرنسا مع حل الدولتين وهي على تفاهم تام مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في هذا الشأن"، لافتا في الوقت نفسه إلى وجوب أن تتم المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية وتتوسع دائرة المصالحات والتفاهمات العربية، ومبديا ارتياحه الى مسار العلاقات اللبنانية-السورية.

وأبدى وزير الخارجية الفرنسي ارتياحه الى تطور الامور إيجابا في لبنان على كل المستويات وفي شتى المجالات.

الرئيس سليمان

من جهته رحب الرئيس سليمان، بالوزير كوشنير والوفد المرافق، مكررا الشكر لفرنسا وللرئيس ساركوزي الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في كل المجالات، منوها بالعلاقات بين البلدين.

ولفت رئيس الجمهورية إلى "المناخات الإيجابية القائمة على المستوى العربي وعلى مستوى علاقة الغرب بالدول العربية"، مشيرا إلى "أن ذلك يرخي ظلالا مساعدة في الداخل اللبناني، حيث تبدو هذه الظروف، والتي كان للرئيس ساركوزي الدور الاساسي فيها من خلال الانفتاح على سوريا والذي لا يزال مستمرا، أفضل بكثير".

وفي نهاية اللقاء حمل الرئيس سليمان الوزير كوشنير تحياته وتقديره للرئيس ساركوزي وشكره لكل ما قام ويقوم به تجاه لبنان.

تصريح الوزير كوشنير

وبعد اللقاء صرح الوزير كوشنير إلى الصحافيين:

"بالأمس كان حفل المغني شارل أزنافور رائعا في بيت الدين، وقد استعدنا فيه خمسين سنة من الزمن الرومنسي والشعر والموسيقى. وتعرفون أنه عندما تسير الأمور بشكل جيد في لبنان، فإن البعض يتساءل ما إذا كان في الأمر التباس ما، وتكثر التساؤلات حول ماذا أتينا نعمل، وهل ذلك لتشكيل الحكومة؟ وتدخل هنا الحسابات بين سوريا والسعودية. بعض الروية مفيد. إن الامور تسير بشكل أفضل، وأنا أتيت لألقي التحية على أصدقائي اللبنانيين. أنا لست من الذين يأتون فقط الى هنا عندما تكون الأمور سيئة، بل آتي عندما تكون الأمور جيدة، وهذا ما يسعدني".

أضاف: "لنتحدث الآن في السياسة حيث سألتقي كل الافرقاء السياسيين في لبنان اليوم وغدا. ها إني أخرج من عند رئيس الجمهورية وسألتقي الرئيس السنيورة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. ولقد كنت في غاية السعادة أن ألتقي رئيسا منتخبا بصورة شرعية وبعد انتخابات نيابية جرت بشكل جيد، ومن الطبيعي أن تستمر اللقاءات لفترة بين الرئيس المكلف الحريري وكل الأفرقاء بهدف تشكيل الحكومة. هل سيطول الأمر أسابيع أو أشهرا عدة؟ في الواقع أن لا أعلم شيئا ولا يعود الي أن أشكل الحكومة ولا لفرنسا أن تؤثر في ذلك. لقد قرأت بعض التعليقات التي أحزنتني. أرجوكم لا تتهموا أصدقاء لبنان بأنهم يقومون بأي شيء، سوى أن يفرحوا ما دام لبنان معافى. وأكرر، لا يعود إلينا نحن الفرنسيين أن نشكل الحكومة اللبنانية، لكن الفرنسيين والأوروبيين مهتمون بالوضع في المنطقة وبمسيرة السلام فيها الضرورية والأساسية. وأنا أسأل، بخصوص الوضع في لبنان، هل كان في إمكاننا أن نتكلم مع بعضنا بهذا الشكل منذ سنة أو أكثر؟ وبالنسبة إلى المنطقة، فإن الأمور تشهد بعض التحرك حيث أن بعض الافرقاء يتحدثون إلى بعضهم، وبعض الدول لم تكن معتادة أن تتحدث إلى بعضها، أو كانت على عداء مع بعضها البعض مثل سوريا والسعودية، ها هي اليوم تتقارب مع بعضها البعض. وهذا أمر صحيح مع مصر. ولدينا شعور معين بأن بعض الأمور تتحرك وتتقدم على صعيد دول الشرق الأوسط من جهة. ولكن بالنسبة إلى مسيرة السلام والجانب الإسرائيلي من الجهة الثانية فإن الأمور لا تتقدم".

وقال: "هذا الأمر يشغل بالنا، وإن كنا نلحظ التقدم الذي ذكرته. إن لفرنسا دورا تؤديه مع الأوروبيين، في ظل رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي، كي تتقدم مسيرة السلام، من خلال دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستقلة، حرة، وتعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. لذلك يجب وقف الاستيطان، وهذا ما تشدد عليه فرنسا دوما وأوروبا، واستعادة المفاوضات السياسية. هذا هو الخط الواضح لتفكيرنا، والذي تحدثنا به مع الرئيس سليمان، إلى جانب الاعتبارات الخاصة التي تربطنا بلبنان وعلاقاتنا الثنائية، وأوجه التعاون والمساعدة، إلى جانب استذكار زيارة الدولة التي قام بها فخامته لفرنسا والتي حققت نجاحا بارزا على صعيد الأخوة والتبادل".

حوار

ودار بعد ذلك حوار بين كوشنير والصحافيين، فرد الوزير الفرنسي على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية للبنان.

أجاب: "إن للتهديدات في هذه المنطقة من العالم قصتها الطويلة. وأنا لست بقلق حيالها في الوقت الراهن. لقد التقينا السيد نتنياهو واستقبلت شخصيا الوزير ليبرمان ولاحظت أن اللغة ليست نفسها بينهما. والتقينا أيضا السيد إيهود باراك ولاحظنا أن اللغة أيضا ليست نفسها في ما بينهم. هناك إئتلاف في إسرائيل وصل إلى الحكم عن طريق إنتخابات ديموقراطية، ويجب أخذ العلم به. إن الرئيس ساركوزي كان شديد الوضوح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد استمعت إليه يؤكد أن موقف فرنسا لا يتغير وهو قائم على وجوب أن تكون هناك دولة فلسطينية. أنا لن أقول لكم أننا سنتوصل إلى هذا الأمر بسرعة، بل ألاحظ أننا نعود إلى الوراء قليلا في هذا الشأن، ولكن علينا أن نتمسك بشدة ونعاند في موقفنا. ولا بد من الإشارة إلى أمر يحوز اهتمامنا منذ بعض الوقت وهو يتعلق بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني بين منظمة التحرير وحماس. لقد ذكرت بعض المعلومات أن أمرا ما سيحصل على هذا الصعيد في مصر قبل نهاية هذا الشهر. وأنا آمل ذلك".

سئل: لقد ذكرتم أن اللبنانيين ليسوا في حاجة إلى أحد لتأليف حكومتهم، فهل هذا الأمر مجرد استنتاج أم تمن؟ وهل بحثتم مع الرئيس سليمان في زيارة الدولة التي يزمع الرئيس ساركوزي القيام بها إلى لبنان؟

أجاب: "لا بد من تذكيركم بأن الرئيس ساركوزي أتى إلى لبنان منذ فترة قليلة وهو سيعود إلى هنا بالتأكيد، فنحن لا يمكننا البقاء بعيدين فترة طويلة عن اصدقائنا اللبنانيين الذين نلتقيهم غالبا، ولكن ليس هناك من موعد محدد حتى الآن لمثل هذه الزيارة. أما بخصوص الشق الأول من السؤال فأقول أنه سؤال جيد وإجابتي هي أن الأمر يتوقف على الذين معا. أنا أقول إن على اللبنانيين أن يؤلفوا حكومتهم وليس لفرنسا أن تقوم عنهم بذلك. أنا آتي دوما إلى لبنان، ولست اليوم هنا لتأليف الحكومة. إن اللبنانيين أحرار بالكامل، وعليهم تقع مسؤولية تأليف الحكومة حيث أن هذا الأمر مسألة داخلية لبنانية. في المقابل لا يمكننا أن ننكر واقع المنطقة الذي يشهد تطورا. ونحن سعداء لكون السفير السوري قدم أوراق اعتماده في لبنان، وفي المقابل قدم السفير اللبناني أوراق اعتماده في سوريا، وكان لفرنسا دور كبير في تحقيق ذلك. ونحن استعدنا علاقات طبيعية مع سوريا، ولسنا الوحيدين في هذا المجال. فالأميركيون مع الرئيس أوباما الذي ألقى خطابا بالغ الأهمية في القاهرة باشروا حركة مماثلة لتلك التي قمنا بها. ونحن سعداء لذلك. ولكنني اشدد أنه على اللبنانيين أنفسهم أن يقوموا بتأليف حكومتهم، ولا يعود لي أمر توزيع الحقائب الوزارية على قاعدة 15 أو 16 ... هذا ليس من اهتمامي".

سئل: يقال إن لبنان لم يعد أولوية بالنسبة إلى سياسة فرنسا الخارجية، فهل هذا صحيح؟

أجاب: "لأنكم تعيشون بسلام وتتفاهمون بشكل جيد مع سوريا. هناك دائما تعقيدات في لبنان، وما هو ملح للغاية الآن هو مسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا لا يعني أننا نهمل لبنان، والدليل أنني بينكم اليوم. عندما لا آتي يقولون أن كل شيء جيد، وعندما أصل إلى هنا يتساءلون عما يحصل".

سئل: شددتم أنه على اللبنانيين تأليف حكومتهم، ولكن لا يمكن تجاهل ما لدول المنطقة من تأثيرات مباشرة على هذا البلد، وأنتم ستلتقون بأطراف المعارضة: العماد عون و"حزب الله".

أجاب: "من الطبيعي أن ألتقيهم في بلد ديموقراطي. فعندما يقوم مسؤول في دولة ديموقراطية بزيارة دولة ديموقراطية أخرى فمن الطبيعي أن يلتقي بالمعارضة. وأنا لا ألتقي أطراف المعارضة في لبنان للمرة الأولى، وهذا ليس بسر.

ولقد سبق لي أن دعوت ممثلين لحزب الله إلى مؤتمر لاسيل سان كلو الذي أطلق مسيرة واصلتها جامعة الدول العربية وصولا إلى إتفاق الدوحة. وكان الأمر في غاية الصعوبة آنذاك. إن حزب الله جزء من الأحزاب التي شاركت في الانتخابات النيابية الأخيرة ومن الطبيعي أن ألتقي بممثلين له".

سئل: هل ستلتقي السيد حسن نصرالله؟

أجاب: "لا".

سئل: هل تشجعون الرئيس المكلف الحريري على زيارة دمشق قبل التأليف؟ وما هي فوائد تلك الزيارة؟

أجاب: "ليس لي أن أملي عليه برنامج عمله. لرئيس الحكومة المكلف أن يقوم بما يشاء". ولقد فهمت أنه لا يرغب في القيام بهذه الزيارة قبل تشكيل الحكومة. جيد جدا. وإذا غير رأيه فإن الأمر يعود إليه وليس إلي".

أضاف: "أنا ذاهب إلى سوريا، وما من أحد سألني لماذا. وكثرت، يا للهول، الآراء المسبقة حول زيارتي هذه والاستنتاجات أنني سأقوم بتأليف الحكومة. أنا سأكون في سوريا غدا ولمدة يومين حيث سيعقد اجتماع في غاية الأهمية لكل سفراء فرنسا الحاليين والقدامى في المنطقة. لقد قمت بإجراء مناقلات كبرى في السفراء الفرنسيين المعتمدين في هذه المنطقة ومن بينهم السفراء لدى عمان ودمشق والقاهرة والقنصل الفرنسي في إسرائيل. وإني أرغب في أن تنطلق المبادرات من أرض الواقع. وسألتقي الرئيس بشار الاسد، من باب اللياقة، وسيكون اللقاء مفيدا. لا تروا خلفيات مرعبة بخصوص هذا الأمر. لقد شهدنا خلفيات جمة من هذا الجانب أو ذاك هنا. إن الأمور تسير بشكل حسن، فدعونا نكون سعداء بذلك. إن الأمور لم تنته بعد، وأعرف أنه من الصعوبة بمكان تشكيل حكومة".

سئل: هناك فرنسي خطف وأطلق بعد قرابة ساعتين بالأمس في بيروت، هل لديكم معلومات بهذا الشأن؟

أجاب: "لا، لكنني أعرف أن هناك مواطنا فرنسيا هو جاد المالح لم يتمكن من المجيء إلى بيروت، وهذا أمر غير جيد وأدينه بشدة. وإن هذا الضغط غير مقبول عندما يجري بين أناس أحرار ومتساوين وديموقراطيين. وأنا أعترض بصورة رسمية على المعوقات التي رفعت بوجه هذا الفنان. شكرا لأنكم جعلتموني أتحدث عن هذا الأمر الذي أعرفه ولا يمكن القبول به، إنطلاقا من أمر أجهله. وسأثير أمامكم قضية الشابة كلوتيلد رايس البالغة من العمر 23 سنة".

سئل: كنت أود سؤالكم عن هذه القضية وما إذا كنتم ستطلبون من السوريين و"حزب الله" الذين تربطهم بالإيرانيين علاقة وطيدة العمل من أجل إطلاق سراحها؟ ومن جهة أخرى لقد التقيتم مع نتنياهو وأثرتم معه مسألة إعادة إطلاق المفاوضات مع سوريا، فهل تجدون أن الأمر أصبح خارج إطاره الآن؟

أجاب: "من الصعب جدا الإجابة بنعم أو لا عن هذا السؤال، فالأمر ليس خارج الموضوع، لكنه ليس في الواقع الحالي. إن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة ائتلاف عريض، وليست حكومة وحدة وطنية، فبعض أعضائه مصممون على المضي قدما بمسيرة السلام، والبعض الآخر أقل منهم في ذلك. على أي حال، أنا لم أشعر أن الأمر هو في صلب اهتمام الحكومة الإسرائيلية بشكل عام في الوقت الراهن، ولكن المفاوضات مع سوريا هي جزء من مسيرة السلام. ما شعرته، وقد ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي هو أن فكرة الدولتين ليست مرفوضة. وكما قلت هذا ما صرح به نتنياهو بعد الخطاب الرائع والقوي والمهم الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة، ترى ما ستحمله الأيام الآتية، أوقف للاستيطان ويتوقف الإسرائيليون حتى عما بدأوا به في هذا الاتجاه؟ هذا ما نأمله".

أضاف: "أما بخصوص السيدة رايس فإن الديبلوماسية الفرنسية ستبذل قصارى جهدها لدى أصدقائها كي يطلق سراح هذه السيدة البريئة من السجن، لأنها معتقلة بتهمة التجسس. وهذا اتهام لا يمكن إطلاقا مساندته. كيف يمكن لسيدة تبلغ 23 سنة وهي أستاذة اللغة الفرنسية في جامعة أصفهان وتتقن الفارسية وتعلم الفرنسية أن تكون كذلك؟ فهل تعتقدون أن بلدي ساذج إلى حد إرسال شابة بسن 23 سنة للتجسس على إيران؟ إن هذا الاعتقاد سخيف وغير ممكن. إن هذه السيدة بريئة ويجب إطلاقها. إن سفيرنا في إيران قام بالتحدث إليها وأنا سعيد لذلك واشكر نظيري السيد متكي الذي سمح بمثل هذا اللقاء. وأكرر، يجب أن يطلق سراحها".

سئل: هل بحثتم مع الرئيس سليمان في إمكان مشاركة لبنان في مفاوضات السلام مع إسرائيل؟

أجاب: "لقد تحدثنا بمسيرة السلام بمجملها".

ٍسئل: هل تشجعون لبنان على دخول هذه المفاوضات؟

أجاب: "أنا أشجع عودة المفاوضات بشكل عام".

الوزير بارود

إلى ذلك، اطلع الرئيس سليمان من وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على الوضع الامني في البلاد وشؤون وزارته.

النائب فرعون

وعرض رئيس الجمهورية مع النائب ميشال فرعون للأوضاع العامة.

السيد بطرس غالي

وظهرا، استقبل الرئيس سليمان الأمين العام السابق لمنظمة الفرنكوفونية بطرس بطرس غالي والسيدة منى الهراوي وسفير مصر أحمد فؤاد البديوي، حيث يشارك غالي في تكريم يقام مساء اليوم للنائب السابق غسان تويني.

 

عشاء لمناسبة إفتتاح "المهرجان العالمي للمغتربين اللبنانيين "

بوداغر: يجمع ابناء الوطن ويعزز التبادل الثقافي عبرالرحلات الى كل المناطق

وطنية - 10/7/2009 اقيم عشاء في فندق "لو رويال" - ضبيه مساء امس، بدعوة من رئيس اللجنة الدولية لمهرجانات المغتربين ولمناسبة حفل افتتاح "المهرجان العالمي للمغتربين اللبنانيين" فادي بوداغر، حضره حشد من المدعوين تقدمهم وزير السياحة ايلي ماروني ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ممثلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، النائبان هادي حبيش وغسان مخيبر، عضو البرلمان الاوسترالي الوزيرة فرجينيا ديجادج، العميد اسعد مخول ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب ممثلة وزير الاعلام الدكتور طارق متري، رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه، رئيس مجلس ادارة شركات لوريال نظمي اوجي، رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود، رئيس صندوق المهجرين فادي عرموني، نقيب اطباء الاسنان انطوان كرم، والمطارنة بولس مطر وسمعان عطا الله، وعادابي كرم، وعدد كبير من ممثلي القطاعات الاقتصادية والاغترابية والدينية والاعلامية والاكاديمية، وتخلل الحفل عرض عن البرنامج اليومي للمهرجان وفيلم وثائقي سياحي ترويجي من انتاج وزارة السياحة.

بو داغر

والقى رئيس اللجنة السيد بوداغر كلمة قال فيها: "تعددت التسميات: مغتربون، منتشرون، مهاجرون، وبقيت التسمية الحقيقية "لبنانيون" اينما كنتم، واينما حللتم لبنان اسم ازلي منذ بدء التكوين، وطن متجذر في التاريخ، علم الحرف، ونشر الكلمة، واللبنانيون شعب خلاق طموح انتشر في اقاصي الارض وتبوأ المراكز القيادية، يعمل بكل وجهد، رافعا اسم لبنان عاليا. فبعد توقف قسري دام اربع سنوات اعادت اللجنة الدولية تنظيم المهرجان لاجل التواصل السياحي الحضاري بين اللبنانيين".

واشار الى انه في "مناسبة حفل افتتاح المهرجان العالمي للمغتربين اللبنانيين للعام 2009 ومن فندق لو رويال الرائد في الصناعة الفندقية في لبنان، ارحب بكم في وطنكم العزيز لبنان، وكما ارحب بصاحب الفندق الاستاذ نظمي اوجي في دياره. ان هدف اللجنة الدولية لمهرجانات المغتربين جمع الشمل اللبناني. لبنان اب مشتاق لابنائه، ابناء يشدهم الحنين للعودة الى الجذور. فكان مهرجان عالمي اغترابي يجمع ابناء لبنان مقيمين ومغتربين من خلال برنامج سياحي سنوي يتم فيه تبادل ثقافي سياحي ضمن رحلات سياحية في جميع المناطق اللبنانية وسهرات تراثية واغترابية".

اضاف بو داغر: "تم تحضير المهرجان وتسويقه عالميا فكانت جولة الى اميركا، كندا، فنزويلا، بنما، والاكوادور عرض البرنامج اليومي للمهرجان في كل البلدان على الجاليات اللبنانية بالتنسيق مع اللجان والاندية اللبنانية الاغترابية".

وأوضح "ان المهرجان ينطلق هذه السنة وبمشاركة وزارتي السياحة والخارجية والمغتربين، والمؤسسات والشركات اللبنانية في حفل افتتاح هذه السهرة، وبعدها يبدأ البرنامج اليومي باستقبال الوفود في جامعة الروح القدس الكسليك مشكورة في محاضرة عن تاريخ لبنان وجغرافيته، ومن ثم يبدأ التجوال في لبنان من اقصى شماله الى اقصى جنوبه فبيروت والبقاع وجبل لبنان حيث يستقبل المقيمون الوافدين باستقبالات تراثية لبنانية".

واشار الى انه "يقام خلال المهرجان حفلة اغترابية نهار الثلاثاء 14 تموز الحالي في فندق MONROE لاختيار اجمل عرض اغترابي للفوز بكاس المهرجان، ويختتم المهرجان بحفلة لبنانية تراثية يتم يتم فيها اعلان الفائز بالكأس يحييها الفنان جوزف عطيه والراقصة سمية ابرص التي قدمت خصيصا من البرازيل في منتجع اده سند جبيل المتألق على شواطئ لبنان باشراف وادارة روجيه وفادي اده".

أضاف: "إذ تشكر اللجنة الدولية جميع اللجان الاغترابية التي تعمل كل في بلدها لاجل انجاح المهرجان السنوي، وتخص بالذكر اللجنة الاكوادورية برئاسة عميد السلك الديبلوماسي خوان ضومط، وعضوية الدكتور ميشال ضومط، وشربل الحاج، كما ننوه بجهود اللجنة الاسترالية برئاسة الدكتور جمال ريفي بالتعاون مع جورج غصين والمنظمة الاسترالية - اللبنانية لدعوة الوزيرة الاسترالية وفرقة KOOMURRI، كما نشكر الاب مارون موسى من الارجنتين والاب اوغسطين صعب من فنزويلا لجهودهما ودعمهما".

وأعلن تحديد المهرجان العالمي لسنة 2010 بين الثامن تموز الى الثامن عشر منه.

وختم بو داغر: "لذلك وبحضوركم جميعا نعلن افتتاح المهرجان العالمي للمغتربين اللبنانيين بعرض عن البرنامج اليومي الذي يبدأ غدا (اليوم) وينتهي في 19 تموز 2009 شاكرين فيه جميع المشتركين والداعمين من وزارتي السياحة والخارجية والمغتربين وجميع المؤسسات الخاصة والتي سنذكرها في عرض هذا البرنامج من خلال عرض فيلم سياحي عن لبنان".

ثم قدمت فرقة فنية رقصات تعبيرية تجسد حضارة الاوستراليين الاولين، اضافة الى لوحات فنية وكوميدية وغنائية لبنانية.

 

نديم الجميل:ابتعد من الضغط... ثم "غطس" في الشأن العام  

نهار الشباب

لم يكن سهلاً على نديم الجميل، الطفل الصغير الذي فقد والداً بحجم بشير منذ أشهره الاولى، ان يعيش طفولته عبر مرحلتين في آن واحد: الجو المدرسي الاكاديمي، والجو العائلي السياسي "كنت أعي مرحلتين في الوقت عينه، وكبرت في هذا الجو" الذي راوح بين طفولة "مدرسية" بداية في مدرسة القلبين الاقدسين – كفرحباب قبل الانتقال الى مدرسة سيدة الجمهور وصولاً حتى الصف الاول الثانوي، قبل التخرج في مدرسة "لويز فيغمان" عام 2000، وجو عائلي "مرتكز على بيئة "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب، وقائم على تجربة العسكر والحرب".

فرضت الاوضاع التي رافقت تلك المرحلة على نديم المراهق الانتقال الى العاصمة الفرنسية لنحو ثلاث سنوات، قبل ان يعود ليكمل دراسته، ثم يعاود اقامته لأربع سنوات في باريس متخصصاً في الحقوق. لم تفارقه الرغبة في العودة الى الاماكن التي ترعرع فيها، وانتسب الى نقابة المحامين في 13 تشرين الاول 2006 "وشاركت في نحو 50 جلسة محاكمة قبل استشهاد بيار (الجميل) الذي بدّل كل الظروف". يستذكر نديم ابن عمه الوزير والنائب الشهيد بتأثر بالغ، يعكس العلاقة التي جمعت بينهما، والاحترام الذي كنّه النائب الشاب لابن عمه الاكبر.

دفعه الواقع الجديد الى بدء التفكير بالمغادرة والابتعاد "ليس هرباً او خوفاً، على رغم ان الظروف الامنية تبدلت وفرضت محدودية الحركة، كما ولّدت ضغطاً سياسياً وامنياً". شعر ان الحل الوحيد كان "الابتعاد قليلاً عن كل ما احاط بي في تلك المرحلة. كنت ألمس الحاجة الى فرصة لتكوين شخصيتي بعيداً من التأثيرات المحيطة، ولأدرك فعلاً ما أريد".

يكرر نديم رغبته في تكوين موقع لنفسه "بعيداً من ظل أحد". أفاد من فرصة ان مكتب المحاماة في بيروت كان في طور افتتاح فرع له في قطر، وهو في حاجة الى من يديره "عُرِض الموضوع عليّ، ووجدت فيه الفرصة للتعبير عن امكاناتي المهنية بطريقة لا ترتبط بـ "الواسطة"، وان الناس ستقدرني لمهنيتي لا لكوني ابن بشير الجميل". الابتعاد عن الحياة "المأسوية بعد استشهاد بيار" استمر لنحو سنة ونصف سنة "بعدما كان من المفترض ان ابقى لثلاثة اشهر، وفي حال لم تكن 2009 سنة الانتخابات النيابية لربما بقيت لمدة أطول في قطر".

ورغم ان المدة قد لا تشكل معياراً كافياً لتكوين شخصية، الا ان الجميل يصر على انها قدمت له ما كان يبحث عنه "وفرت لي خبرة كافية. عشت وحيداً وأهلت نفسي لأمور كثيرة على الصعد المهنية والشخصية والسياسية. كنت في حاجة الى ما اكتسبته، ثم أتت المعركة الانتخابية واعتبرت الوقت ملائماً لـ "الغطس" في الشأن العام". يفتح باب الانتخابات المجال واسعاً لـ "استقصاء" الاسباب التي دفعت الجميل الى خوص غمار "معركة الحياة والوجود". ويؤكد ان القرار "لم يكن سهلاً، اساساً الخيار لم يكن بين الترشح للانتخابات من عدمه. كان القرار بيني وبين نفسي: هل أرغب في خوض غمار العمل السياسي؟ هل أرغب في العمل بالشأن العام، وأتابع المطلوب مني أم لا؟ كوني ابن بشير الجميل وضعني امام احتمالين: عيش حياتي كغيري من الشباب، او خوض تجربة العمل في الشأن العام ومع الناس".

الواضح ان القرار "لم يأت في يوم واحد"، وكان مقروناً ايضاً بـ "المتى". يلفت الى ان العامل الاساسي كان مرتكزاً على التجربة "الاغترابية"، اذ انه لمس في قطر "حاجتنا في لبنان الى دينامية جديدة في العمل السياسي والافكار. رأيت اين وصلت دولة لم تكن مؤهلة منذ عقدين من الزمن. صحيح ان الاعتماد على النفط في دول الخليج اساسي، لكن النظرة التي امتلكها القطريون سمحت لهم بتطوير بلادهم. شعرت ان المطلوب منا كشباب لبنانيين دور مماثل، يعيد الثقة بالاقتصاد ويعزز ثقة الشباب بوطنهم، وعلينا كشباب ان نحمل الى المواطنين أملاً جديداً مبنياً على أفكار جديدة و"عدم وساخة" في المواقف السياسية او المتاجرة بها".

ما الذي تبدّل عن مسؤوليات الماضي وعبء شهادة قائد كبشير؟ يجزم نديم ان المسؤولية "لم تكن سهلة، ولم أكن اعي جيداً الواقع. كان جو "الابهيات" هو المسيطر، وفي نهاية المرحلة الثانوية بدأ الناس يطلبون مني أموراً لم اكن مؤهلاً لها، ولم تكن لي امكانات اساساً لتنفيذها"، وهي أمور راوحت بين المواقف السياسية والمساعدات الاجتماعية "في عمر الـ 17 سنة طلبت مني أمور يفترض بالنائب توفيرها!". اشعرته تلك المرحلة بـ "ثقل" ما انتقل معه الى المرحلة الجامعية "طلب مني عام 1998 اتخاذ مواقف من الانتخابات البلدية مثلاً. لم تكن الامور سهلة، وبت أوضع في مواقف تحسب عليّ. يتفاعل الامر مع الاشخاص، فاللبنانيون لا ينسون. بدأت اشعر بالمسؤولية وبدأ مستوى الضغط يرتفع، كما انه لم يكن هناك حزب او نائب او وزير ليدعمنا". يحضر بيار مجدداً في هذه المرحلة "مساهمته في اعادة الكتائب الى وضعها ومن ثم انتخابه نائباً وتعيينه وزيراً سهّل الامور، لكن هذا لم يخفف الضغط، الى حين قررت الانسحاب والتفكير ملياً".

لا يمكن الا تحضر طفولة نديم من دون ذكر شهادة والده. قد لا يدرك كثيرون ان تعرّفه الى بشير الاب "تأخر قليلاً، اذ تعرفت بداية الى الرئيس والقائد، وفي مرحلة لاحقة علمت كيف كان يتصرف كأب ومع العائلة. في المراحل التي أمر فيها اتعرف اليه، مثلاً في المرة الاولى التي قدت فيها سيارة قال لي قريبون: "هيك كان يعمل بيّك"، الامر مماثل في أمور شخصية أخرى. تعرفت اليه قائداً عبر شرائط الفيديو وأقوال الناس، وفي مرحلة لاحقة اكتشفت كيف كان يتعامل مع الناس، وكيف قدروا فيه الكف النظيف والاخلاق والمبادىء والاستقامة، وأحبوه لأنه كان مستقيماً".

كل هذا لا يبدو انه يزيد من عبء الحمل "افترض ان بشير رفع لنا السقف الذي علينا ان نتجاوزه، لكننا نحن من سنقفز. في زمنه كانت المطالب مختلفة، لكن المعنويات والكرامة والحرية ما زالت قواسم مشتركة. حالياً بات اللبناني يبحث عن حقوقه كمستهلك. البعض متعلقون بالدين، وآخرون بالهوية والوجود، وآخرون تخطوا كل هذه المراحل ويبحثون حصراً عن الاستهلاك"، مبدياً رغبته في "خلق نمط سياسي جديد في البلد. سأطرح مشاريع قوانين وانشط في مجال التشريع، لكن الاهم ان العقلية والنفسية السياسية الاجتماعية يجب ان تتغيرا، والمطلوب عمل على مستوى الشباب وطريقة تفكيرهم ونمط حياتهم".

حرمت الحملة الانتخابية نديم الجميل القيام بما يحب، وفي مقدم ذلك تمضية الوقت مع الاصدقاء. ومع المسؤوليات النيابية الجديدة "يبقى الوقت في معظمه للعمل، اذ نقوم حالياً بتنظيم المكتب واعادة تكوينه مع شباب وأفكار وخلايا عمل وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً. لكن في المقابل احب الموسيقى والخروج مع الاصدقاء، الاجتماعيات العادية لدى اي شاب. من الطبيعي ان اتخاذ بعض الاجراءات الامنية بالحد الادنى وبعض الحرص ضروريان، لكن في ما تبقى أقوم بما أريد. احب السباحة والتنس، والتزلج شتاءً. لكن في مرحلة الانتخابات "ما لحّقت أعمل شي، ومن هيك يمكن نصحت شوي".

 

قزي عبر MTV : نريد اعادة النظر في اتفاق الطائف واستعادة دور المؤسسات وصلاحيات رئيس الجمهورية وذلك عبر الانتقال من السلطة المركزية الى السلطة اللامركزية الادارية الموسعة       

 10 Jul. 2009   

Kataeb.org: اعتبر مستشار الرئيس الجميل سجعان قزي أننا لم نصل بعد الى مرحلة العقد في تشكيل الحكومة التي تبدو كباخرة من دون قبطان وكطرد ننتظر وصوله من الخارج.

وعبر في حديث عبر MTV في برنامج "بعد الاخبار"، عن خشيته من حدوث خضات في البلد الى حين اتمام التشكيل، معتبرًا كأننا مازلنا في اليوم الاول من تكليف الحريري تشكيل الحكومة "لذلك نتمنى على الرئيس سليمان والرئيس المكلف الحريري استعادة المبادرة والاجتماع في القصر الجمهوري وتشكيل الحكومة لئلا يبقى البلد من دون حكومة، إذ إن معارضة التشكيلة الحكومية أهون من الوقوع في الفراغ".

واشار الى اعتقاده بأن الامور تبدو "كأن مفاوضات تشكيل الحكومة آتية من الخارج وينتظرونها لاستئناف عملية التشكيل، وهذا اخطر من اعطاء الثلث المعطل للمعارضة والذي نعارضه بشدة.

وإذ لم يتعجب قزي من اللقاء بين سوريا والسعودية الذي يتضمن في القسم الاساس منه لبنان، اعتبر أنه من المعيب المطالبة بالغاء المجلس الاعلى اللبناني السوري فيما يتم انشاء مجلس اعلى سعودي – سوري.

ولفت الى أن ثمة محاولة لرسم دور سوري في لبنان، وهذا "ما نرفضه كما نرفض اي دور اميركي او فرنسي او لاي دولة في لبنان. من جهة أخرى، لا يمكن مطالبة اي بلد عدم التدخل في الشأن اللبناني طالما هنالك فريق لبناني يشعر بولاء للخارج".

واضاف:" طالما إن لبنان محكوم بدستور الطائف لا يمكنه ان يحكم من دون وجود عراب لأن الطائف عطل التفاعل بين المؤسسات وقسّم السلطة بين الرئاسات."

وتابع:" نريد اعادة النظر في اتفاق الطائف واستعادة دور المؤسسات وصلاحيات رئيس الجمهورية ولكن لا اظنّ ان القادة السنة والشيعة مستعدون للتخلي عن الامتيازات التي اكتسبوها في اتفاق الطائف من اجل رئيس الجمهورية، لذلك نعتبر أن اعادة النظر بالصلاحيات لا يمكن ان تكون عبر الطائف وإنما عبر صيغة دستورية جديدة والانتقال من السلطة المركزية الى السلطة اللامركزية الادارية الموسعة."

واعلن أن بوصلة حزب الكتائب اللبنانية هو الوجود المسيحي في لبنان، لافتًا الى تميزه عن فريق 14 آذار قبل الانتخابات وفي خلالها وبعدها وقد تجسد ذلك في التصويت بورقة بيضاء في انتخاب رئاسة مجلس النواب.

واضاف بأن 14 آذار ليست مختلفة حول العلاقة مع سوريا وشكلها وإنما حول توقيت زيارة الحريري اليها، مشيرًا الى أن كثرًا في كتلة المستقبل يتحفظون أكثر من مسيحيي 14 آذار على هذه الزيارة قبل تشكيل الحكومة.

وردًا عما اشيع في الصحف حول ارسال فيلتمان رسائل الى قادة 14 آذار، قال:" صحيح أن اميركا ومصر تدعمان دوزنة التقارب السعودي السوري ولكن ان يرسل فيلتمان رسالة الى قادة 14 آذار لعدم ذهاب الحريري الى الشام فذلك لم يحصل، مع الاشارة الى اننا في حزب الكتائب لا نتلقى رسائل من احد ."

وبالنسبة الى العلاقة المصرية السورية، قال:" يريد المصري ضمانات من سوريا حول عدد من المواضيع قبل التوافق على العلاقة السعودية السورية."

واشار قزي الى أن المفاوضات لا تزال تجري حول شكل الحكومة وليس حول اعضائها نافيًا حصول ترتيب اسماء على التشكيلات الخمسة المطروحة. والتشكيلة الوحيدة التي من المعروف من قد تضم في حال تم التوافق حولها، هي صيغة حكومة الاقطاب.

وعبر قزي عن دعمه فكرة حكومة اقطاب وذلك "لتكون قادرة على مواجهة الاحداث ومعالجة الملفات ووضع الامور على السكة الصحيحة، اشارة الى أن الحريري يتمنى تشكيلها، لأنه بذلك يكون قد شكل الحكومة ووجد مخرجًا لانعقاد طاولة الحوار ويكون قد تخلص ايضًا من صيغة الثلث الضامن او المعطل و"الوزير الملك" لكنه لم يحظ بعد بموافقة الجميع وتحبيذهم لمثل هكذا حكومة".

ورأى أن ما يهم حزب الكتائب هو ان يكون له دوره في الحكومة وبمقدار ما يكون هذا الدور قويًا يكون دور المسيحيين ورئاسة الجمهورية قويًا، لكن الحزب لا يعرقل تشكيل الحكومة بسبب حصص وزارية.

واضاف:" لدينا كتلة من 5 نواب اضافة الى تمثيل في كل لبنان، لكن الحزب لم يتخذ قراره بعد في المشاركة او في عدد الحقائب وهو ينتظر البيان الوزاري وما إذا كانت الحكومة تتضمن الثلث المعطل وتشرع السلاح ولا تحل موضوع السلاح الفلسطيني.

وتابع:" للرئيس الجميل ثقة بالرئيس المكلف ولكن القرار ليس عند الحريري للأسف وليس عند القادة اللبنانيين كلهم، إذ لبعضهم استقلالية قرار وآخرون لا وإلا كيف يقبلون ما يحصل في الشام أو في مكان آخر. فأين كرامة اللبنانيين والمسيحيين والمسؤولين والشهداء الذين سقطوا باسم السيادة والاستقلال، ومن يتحمل هذه المسؤولية هم اللبنانيون والطائف وسلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والوجود الفلسطيني على ارض لبنان.

وبالنسبة الى لقاء بنشعي، قال:" لم يكن للتعارف فحسب ولم يصل الى توافق سياسي ولكنه نظر بالوجود المسيحي ودوره وكانت خطوة في مكانها اثارت ارتياحًا عند الكتائبيين والمسيحيين وخصوصًا في الشمال لأن التقارب بين مسيحيي الشمال والجبل يولد ارتياحًا ."

وتابع:"لم يحصل تفاهم سياسي ولكن تشديدًا على ضرورة مواصلة الاتصالات في محاولة للوصول الى ورقة مشتركة تجمع مختلف الاطراف المسيحية لأننا لا نريد ان يكون التقارب على حساب علاقتنا مع القوات اللبنانية وكذلك الامر بالنسبة الى فرنجية الذي لا يريد ان يكون التقارب على حساب العلاقة مع التيار ونأمل في ان نصل يومًا الى تقارب كل الاطراف المسيحية".

وكشف أن ثمة اتصالات مع التيار الوطني الحر لكن ليس هناك مفاوضات، فالتيار الوطني الحر ليس عدوًا ولا قطيعة معه وإنما هناك خلاف سياسي.

وردًا عن سؤال حول لعب الكتائب اللبنانية دور الوسيط بين المردة وحزب القوات، قال إن القوات حزب راشد وليس بحاجة الى وساطة كتائبية مع احد.

وختم قائلاً:" امنية سمير جعجع التي اعلنها فور انتهاء الانتخابات بمد اليد الى المردة والتيار الوطني الحر نفذها سامي الجميل ونحن مستعدون للمساعدة في هذا الاطار ولا تنافس مع القوات اللبنانية ولم نتواصل مع المردة لضرب مصلحتها."  

   

قوى الأمن توقف اثنين من سالبي سيارة في الدكوانة وتقتل الثالث بعد الاشتباك معه 

الجمعة 10 تموز 2009/وكالات

أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، بلاغاً شرحت فيه ظروف توقيف سالبين لسيارة من نوع "جيب انفينيتي" لون اسود رقم 317397/ب الساعة 2,10 فجراً في محلّة الدكوانة، وجاء في البلاغ: "إثر توفر معلومات عن احتمال سلوك السالبين طريق ميروبا ـ لاسا باتجاه البقاع، أقامت قوّة من وحدة الشرطة القضائية حاجزًا في المحلّة، وحوالي الساعة 3.00 من تاريخه، ولدى وصول أفراد العصابة على متن السيارة المسلوبة الى مكان إقامة الحاجز، فوجئوا به وحاولوا تجاوزه وبادروا إلى إطلاق النار من أسلحتهم الحربية على العناصر، وألقى أحدهم قنبلة يدوية لم تنفجر، فاضطر عناصر الحاجز إلى الردّ بالمثل، ما أدى إلى مقتل أحد السالبين ويدعى: ع. س. (مواليد عام 1989) لبناني، وجرح آخر ويدعى ع. ع. (مواليد عام 1986) لبناني، وفرار شريكهما المدعو س. س ( مواليد 1986)، وهم جميعهم مطلوبون للقضاء بموجب عدة مذكرات وأحكام عدلية، كما ضُبط بحوزة ع. ع. كمية من مادة الهيرويين موضبة ومعدة للتوزيع". وأضاف بيان قوى الأمن: "وبنتيجة التنسيق والمتابعة تمكّن عناصر حاجز ضهر البيدر حوالي الساعة 10.30 من التاريخ ذاته من توقيف س. س، وهو مصاب بطلق ناري في كتفه، واعترف بإرتكابه عدد كبير من عمليات السلب بالإشتراك مع العصابة وآخرين، وأنه يتعاطى المخدرات. وفي هذا الإطار تذكّر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي كافة المواطنين عدم التردد بالإتصال بغرف عملياتها المنتشرة على الأراضي اللبنانية على الرقمين المجانيين (112) و(999) ما يساعد على معالجة وملاحقة مرتكبي أي عملية مخلّة بالأمن بشكل فوري وفعّال، وهي تدعو الخارجين عن القانون ان يرتدعوا عن أعمالهم الإجرامية، وتحذّرهم أنّها ستعمد الى ملاحقتهم حتى توقيفهم، ولن تتهاون او تتوانى عن القيام بواجبها في حماية الناس في املاكهم وحياتهم مهما كلفها ذلك من ثمن".

 

(8 آذار) تبدأ انقلابها المضاد على نتائج الانتخابات البرلمانية 

بيروت - القناة : 10/7/2009 

  سيناريو الانقلاب المضاد بدأ يطبق من قبل (8 آذار) وهذا السيناريو الذى بدأ بغرض انتخاب الرئيس نبيه برى لولاية خامسة في المجلس النيابى ينتظر أن يستكمل في حلقات متتابعة عبر شد حبال مستمر في تشكيل الحكومة، ومحاولة نيل الثلث المعطل فيها وإلحاق ذلك وإذا لم تنجح المعارضة في الحصول على هذا الثلث بتعطيل عمل الحكومة الجديدة خصوصًا بعد تولى سعد الحريري رئاسة الوزراء.

ولقد عكست جلسة انتخاب الرئيس نبيه برى أجواء واضحة حول استمرار الانقسام الشديد حول طبيعة المرحلة المقبلة. فلقد تبين من خلال خريطة التصويت أن فريق (الثامن من آذار) الذي نال بفعل مرونة النائب وليد جنبلاط موافقة مجانية على إعادة انتخاب الرئيس نبيه برى لم يلتزم بإعطاء أصواته لنائب الرئيس فريد مكارى وهذا يعكس الكثير من المؤشرات وأبرزها :

1- أن قام (حزب الله) وفريقه بتجزئة معركتهم السياسية قبل وبعد انتخاب برى حيث عمدوا إلى تطرية الأجواء قبل الانتخاب لكي يرفضوا أية ضمانات يمكن أن يقدمها برى بخصوص عدم إقفال المجلس النيابى وقاموا بعد ساعات من انتخاب الأخير بإطلاق دفتر شروط يفهم منه أنهم لن يسهلوا عمل رئيس الحكومة المقبل سعد الحريرى ما لم ينالوا الثلث المعطل وهذا أول فخ محكم نصبوه لفريق (14 آذار) .

أما الفخ الثانى فسيكون باستمرار التهديد بالشارع إذا ما شكلت حكومة لا تعطى الثلث المعطل لـ(حزب الله) وحلفائه وهذا التهديد المستمر يشبه النموذج الذى نفذه حزب الله فى مايو (أيار) حيث نزل الحزب إلى الشارع للضغط على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالقوة العسكرية .

وتقول معلومات لـ  إن أطرافًا فى الموالاة تبلغت أجواء من هذا النوع تفيد أن (حزب الله) جاهز للتحرك فى الشارع وليس بالضرورة عسكريًا بل مطلبيًا لنيل مكاسب سياسية فى تشكيل الحكومة وغيرها .

2- وقام (حزب الله) بشد أزر حلفائه بعد خسارة الانتخابات عبر اللقاءات المكثفة التى أجراها السيد حسن نصرالله شخصيًا والتى هدفت إلى إعادة تشكيل جبهة متراصة بوجه فريق (14 آذار) لإفراغ انتصاره من محتواه وهذا الإفراغ والتجويف يهدف إلى الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية تدريجيًا تمامًا كما تم الانقلاب على نتائج انتخابات العام 2005 من خلال اعتماد مسلسل الاستقالة من الحكومة إذا تمت المشاركة وتحريك الشارع إذا بقى (8 آذار) خارجها .

وعلى الأرجح فإن قيادات (14 آذار) ستكون فى المرحلة المقبلة أمام استحقاقات كثيرة، أولها ما يتعلق بوحدتها الداخلية، فالنائب وليد جنبلاط على سبيل المثال سبق جميع قيادات 14 آذار وفاوض الرئيس نبيه برى وأعطاه موافقته على إعادة انتخابه من دون ثمن، وهذا ما جعل فريق 14 آذار يبدو وكأنه غير موحد فى القضايا الأساسية والكبرى ذلك على عكس الروحية التى أجريت فيها الانتخابات النيابية، فكل الاستطلاعات وقراءات الأرقام دلت على أن جمهور 14 آذار خصوصا الجمهور غير المنتمى حزبيًا قد صوت بكثافة لمشروع 14 آذار بشكل تخطى توقعات قادة هذا الفريق وهذه الكثافة فى التصويت جعلت بعض أقطاب 14 آذار يتساءلون عما إذا كانت 14 آذار قد دخلت فى مرحلة شبيهة بمرحلة ما بعد انتخابات العام 2005 حيث بدأ كل من قادة 14 آذار الأساسيين يتصرفون وكأنهم فى حل من الالتزام بخط هذا المشروع واستمر هذا الوضع إلى تاريخ اغتيال النائب جبران توينى أى بعد ستة أشهر حيث اتحد فريق 14 آذار وحصن صفوفه وأقام دفاعاته فى مرحلة شهدت استمرار الاغتيالات إلى أن وصل إلى مرحلة ما قبل الانتخابات و هو موحد جزئيًا ولو كان هذا الفريق معبأ بشكل كامل لاستطاع زيادة أكثريته إلى أكثر من 72 نائبًا بعشرة نواب على الأقل .

ويرى مطلعون أن فريق 14 آذار ينتظر ما ستؤول إليه العلاقات السعودية السورية التى على ما يبدو سوف ترسم معالم المرحلة المقبلة فى لبنان على الأقل من الآن وإلى بداية عمل المحكمة الدولية فهذه العلاقة سوف تحدد ما إذا كان النائب سعد الحريرى سيشكل هو الحكومة، وما إذا كان حلفاء سورية فى لبنان سوف يقومون بتسهيل عمل هذه الحكومة أو تعطيلها وفى يدهم أدوات كثيرة للتعطيل .

وفى موازين القوى الجديدة يظهر جلياً أن فريق 14 آذار المتناغم إلى أقصى الحدود مع رئيس الجمهورية منع (حزب الله) من تنفيذ انقلاب على الدستور والمؤسسات، ولكن 14 آذار ستكون مسؤولة عن الكثير من المحطات لكى يمكن تخطى الألغام المزروعة فى طريق إمساكها للحكم .

وتقول المعطيات إن (حزب الله) جاهز مع حلفائه لتنفيذ انقلاب مضاد على نتائج الانتخابات وهو لن يتأخر بوضع خطة تعطيلية للسنوات الأربع المقبلة تكفى شل عمل المجلس النيابى الجديد ولإصابة الأكثرية البرلمانية بالعقم فتكون الانتخابات النيابية مجرد استعراض للقوى والأحجام لا أكثر ولا أقل .

 

سليمان يمنح شعبان عفوا خاصا للخروج من السجن

نهارنت/ وافق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الجمعة على منح العفو الخاص عن الفترة المتبقية من الحكم على الفلسطيني يوسف شعبان، وأحال الملف إلى وزارة العدل ليأخذ مجراه القانوني. وكان شعبان قد صدر عليه حكم بالسجن المؤبد بتهمة قتل ديبلوماسي أردني في بيروت عام 1994، ثم ظهر بعد ذلك القتلة الحقيقيون في الأردن وحوكموا هناك.

ولم يتمّ الإفراج عن شعبان رغم إثبات برائته كون أحكام المجلس العدلي في لبنان مبرمة وغير قابلة للطعن، إلا أن صدور العفو الرئاسي اليوم سيمكّنه أخيرا ً من الخروج من السجن.

 

 كوشنير من بعبدا: "حزب الله" جزء من المشاركين في الانتخابات وطبيعي أن ألتقي من يمثله 

١٠ تموز ٢٠٠٩وكالات

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا قبل ظهر اليوم وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير على رأس وفد، في حضور السفير الفرنسي أندره باران.

في بداية اللقاء نقل الوزير كوشنير إلى رئيس الجمهورية تحيات نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وتقديره لما قام به منذ انتخابه في سبيل توطيد الاستقرار السياسي والامني، مستذكرا زيارة الدولة الناجحة التي قام بها الرئيس سليمان لباريس والتي كرست العلاقات الثنائية التاريخية الخاصة بين البلدين.

وإذ أشار الوزير كوشنير إلى "أن المعنيين بين البلدين يجتمعون بشكل مستمر في سبيل البحث في التعاون والمساعدات التي تم التوافق عليها في زيارة الدولة لفرنسا خصوصا على صعيد المساعدات العسكرية للجيش"، جدد تأكيد صداقة فرنسا ودعمها للبنان الدولة، مشددا على "أن لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة لزيارته بالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة، وأن هذا الأمر شأن داخلي لبناني لا تتدخل فيه فرنسا من قريب ولا من بعيد".

وتناول اللقاء الوضع في المنطقة والمشاورات الجارية في شأن المساعي السلمية، فأكد الوزير كوشنير "أن فرنسا مع حل الدولتين وهي على تفاهم تام مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في هذا الشأن"، لافتا في الوقت نفسه إلى وجوب أن تتم المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية وتتوسع دائرة المصالحات والتفاهمات العربية، ومبديا ارتياحه الى مسار العلاقات اللبنانية-السورية.

وأبدى وزير الخارجية الفرنسي ارتياحه الى تطور الامور إيجابا في لبنان على كل المستويات وفي شتى المجالات.

من جهته رحب الرئيس سليمان، بالوزير كوشنير والوفد المرافق، مكررا الشكر لفرنسا وللرئيس ساركوزي الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في كل المجالات، منوها بالعلاقات بين البلدين. ولفت رئيس الجمهورية إلى "المناخات الإيجابية القائمة على المستوى العربي وعلى مستوى علاقة الغرب بالدول العربية"، مشيرا إلى "أن ذلك يرخي ظلالا مساعدة في الداخل اللبناني، حيث تبدو هذه الظروف، والتي كان للرئيس ساركوزي الدور الاساسي فيها من خلال الانفتاح على سوريا والذي لا يزال مستمرا، أفضل بكثير".

وفي نهاية اللقاء حمل الرئيس سليمان الوزير كوشنير تحياته وتقديره للرئيس ساركوزي وشكره لكل ما قام ويقوم به تجاه لبنان.

تصريح الوزير كوشنير

وبعد اللقاء صرح الوزير كوشنير إلى الصحافيين:

"بالأمس كان حفل المغني شارل أزنافور رائعا في بيت الدين، وقد استعدنا فيه خمسين سنة من الزمن الرومنسي والشعر والموسيقى. وتعرفون أنه عندما تسير الأمور بشكل جيد في لبنان، فإن البعض يتساءل ما إذا كان في الأمر التباس ما، وتكثر التساؤلات حول ماذا أتينا نعمل، وهل ذلك لتشكيل الحكومة؟ وتدخل هنا الحسابات بين سوريا والسعودية. بعض الروية مفيد. إن الامور تسير بشكل أفضل، وأنا أتيت لألقي التحية على أصدقائي اللبنانيين. أنا لست من الذين يأتون فقط الى هنا عندما تكون الأمور سيئة، بل آتي عندما تكون الأمور جيدة، وهذا ما يسعدني". أضاف: "لنتحدث الآن في السياسة حيث سألتقي كل الافرقاء السياسيين في لبنان اليوم وغدا. ها إني أخرج من عند رئيس الجمهورية وسألتقي الرئيس السنيورة والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري. ولقد كنت في غاية السعادة أن ألتقي رئيسا منتخبا بصورة شرعية وبعد انتخابات نيابية جرت بشكل جيد، ومن الطبيعي أن تستمر اللقاءات لفترة بين الرئيس المكلف الحريري وكل الأفرقاء بهدف تشكيل الحكومة. هل سيطول الأمر أسابيع أو أشهرا عدة؟ في الواقع أن لا أعلم شيئا ولا يعود الي أن أشكل الحكومة ولا لفرنسا أن تؤثر في ذلك. لقد قرأت بعض التعليقات التي أحزنتني. أرجوكم لا تتهموا أصدقاء لبنان بأنهم يقومون بأي شيء، سوى أن يفرحوا ما دام لبنان معافى. وأكرر، لا يعود إلينا نحن الفرنسيين أن نشكل الحكومة اللبنانية، لكن الفرنسيين والأوروبيين مهتمون بالوضع في المنطقة وبمسيرة السلام فيها الضرورية والأساسية. وأنا أسأل، بخصوص الوضع في لبنان، هل كان في إمكاننا أن نتكلم مع بعضنا بهذا الشكل منذ سنة أو أكثر؟ وبالنسبة إلى المنطقة، فإن الأمور تشهد بعض التحرك حيث أن بعض الافرقاء يتحدثون إلى بعضهم، وبعض الدول لم تكن معتادة أن تتحدث إلى بعضها، أو كانت على عداء مع بعضها البعض مثل سوريا والسعودية، ها هي اليوم تتقارب مع بعضها البعض. وهذا أمر صحيح مع مصر. ولدينا شعور معين بأن بعض الأمور تتحرك وتتقدم على صعيد دول الشرق الأوسط من جهة. ولكن بالنسبة إلى مسيرة السلام والجانب الإسرائيلي من الجهة الثانية فإن الأمور لا تتقدم".

وقال: "هذا الأمر يشغل بالنا، وإن كنا نلحظ التقدم الذي ذكرته. إن لفرنسا دورا تؤديه مع الأوروبيين، في ظل رئاسة السويد للاتحاد الأوروبي، كي تتقدم مسيرة السلام، من خلال دولة فلسطينية قابلة للحياة، مستقلة، حرة، وتعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. لذلك يجب وقف الاستيطان، وهذا ما تشدد عليه فرنسا دوما وأوروبا، واستعادة المفاوضات السياسية. هذا هو الخط الواضح لتفكيرنا، والذي تحدثنا به مع الرئيس سليمان، إلى جانب الاعتبارات الخاصة التي تربطنا بلبنان وعلاقاتنا الثنائية، وأوجه التعاون والمساعدة، إلى جانب استذكار زيارة الدولة التي قام بها فخامته لفرنسا والتي حققت نجاحا بارزا على صعيد الأخوة والتبادل".

حوار

ودار بعد ذلك حوار بين كوشنير والصحافيين، فرد الوزير الفرنسي على سؤال عن التهديدات الإسرائيلية للبنان.

أجاب: "إن للتهديدات في هذه المنطقة من العالم قصتها الطويلة. وأنا لست بقلق حيالها في الوقت الراهن. لقد التقينا السيد نتنياهو واستقبلت شخصيا الوزير ليبرمان ولاحظت أن اللغة ليست نفسها بينهما. والتقينا أيضا السيد إيهود باراك ولاحظنا أن اللغة أيضا ليست نفسها في ما بينهم. هناك إئتلاف في إسرائيل وصل إلى الحكم عن طريق إنتخابات ديموقراطية، ويجب أخذ العلم به. إن الرئيس ساركوزي كان شديد الوضوح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد استمعت إليه يؤكد أن موقف فرنسا لا يتغير وهو قائم على وجوب أن تكون هناك دولة فلسطينية. أنا لن أقول لكم أننا سنتوصل إلى هذا الأمر بسرعة، بل ألاحظ أننا نعود إلى الوراء قليلا في هذا الشأن، ولكن علينا أن نتمسك بشدة ونعاند في موقفنا. ولا بد من الإشارة إلى أمر يحوز اهتمامنا منذ بعض الوقت وهو يتعلق بالحوار الفلسطيني-الفلسطيني بين منظمة التحرير وحماس. لقد ذكرت بعض المعلومات أن أمرا ما سيحصل على هذا الصعيد في مصر قبل نهاية هذا الشهر. وأنا آمل ذلك".

سئل: لقد ذكرتم أن اللبنانيين ليسوا في حاجة إلى أحد لتأليف حكومتهم، فهل هذا الأمر مجرد استنتاج أم تمن؟ وهل بحثتم مع الرئيس سليمان في زيارة الدولة التي يزمع الرئيس ساركوزي القيام بها إلى لبنان؟

أجاب: "لا بد من تذكيركم بأن الرئيس ساركوزي أتى إلى لبنان منذ فترة قليلة وهو سيعود إلى هنا بالتأكيد، فنحن لا يمكننا البقاء بعيدين فترة طويلة عن اصدقائنا اللبنانيين الذين نلتقيهم غالبا، ولكن ليس هناك من موعد محدد حتى الآن لمثل هذه الزيارة. أما بخصوص الشق الأول من السؤال فأقول أنه سؤال جيد وإجابتي هي أن الأمر يتوقف على الذين معا. أنا أقول إن على اللبنانيين أن يؤلفوا حكومتهم وليس لفرنسا أن تقوم عنهم بذلك. أنا آتي دوما إلى لبنان، ولست اليوم هنا لتأليف الحكومة. إن اللبنانيين أحرار بالكامل، وعليهم تقع مسؤولية تأليف الحكومة حيث أن هذا الأمر مسألة داخلية لبنانية. في المقابل لا يمكننا أن ننكر واقع المنطقة الذي يشهد تطورا. ونحن سعداء لكون السفير السوري قدم أوراق اعتماده في لبنان، وفي المقابل قدم السفير اللبناني أوراق اعتماده في سوريا، وكان لفرنسا دور كبير في تحقيق ذلك. ونحن استعدنا علاقات طبيعية مع سوريا، ولسنا الوحيدين في هذا المجال. فالأميركيون مع الرئيس أوباما الذي ألقى خطابا بالغ الأهمية في القاهرة باشروا حركة مماثلة لتلك التي قمنا بها. ونحن سعداء لذلك. ولكنني اشدد أنه على اللبنانيين أنفسهم أن يقوموا بتأليف حكومتهم، ولا يعود لي أمر توزيع الحقائب الوزارية على قاعدة 15 أو 16 ... هذا ليس من اهتمامي".

سئل: يقال إن لبنان لم يعد أولوية بالنسبة إلى سياسة فرنسا الخارجية، فهل هذا صحيح؟

أجاب: "لأنكم تعيشون بسلام وتتفاهمون بشكل جيد مع سوريا. هناك دائما تعقيدات في لبنان، وما هو ملح للغاية الآن هو مسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا لا يعني أننا نهمل لبنان، والدليل أنني بينكم اليوم. عندما لا آتي يقولون أن كل شيء جيد، وعندما أصل إلى هنا يتساءلون عما يحصل".

سئل: شددتم أنه على اللبنانيين تأليف حكومتهم، ولكن لا يمكن تجاهل ما لدول المنطقة من تأثيرات مباشرة على هذا البلد، وأنتم ستلتقون بأطراف المعارضة: العماد عون و"حزب الله".

أجاب: "من الطبيعي أن ألتقيهم في بلد ديموقراطي. فعندما يقوم مسؤول في دولة ديموقراطية بزيارة دولة ديموقراطية أخرى فمن الطبيعي أن يلتقي بالمعارضة. وأنا لا ألتقي أطراف المعارضة في لبنان للمرة الأولى، وهذا ليس بسر. ولقد سبق لي أن دعوت ممثلين لحزب الله إلى مؤتمر لاسيل سان كلو الذي أطلق مسيرة واصلتها جامعة الدول العربية وصولا إلى إتفاق الدوحة. وكان الأمر في غاية الصعوبة آنذاك. إن حزب الله جزء من الأحزاب التي شاركت في الانتخابات النيابية الأخيرة ومن الطبيعي أن ألتقي بممثلين له".

سئل: هل ستلتقي السيد حسن نصرالله؟

أجاب: "لا".

سئل: هل تشجعون الرئيس المكلف الحريري على زيارة دمشق قبل التأليف؟ وما هي فوائد تلك الزيارة؟

أجاب: "ليس لي أن أملي عليه برنامج عمله. لرئيس الحكومة المكلف أن يقوم بما يشاء". ولقد فهمت أنه لا يرغب في القيام بهذه الزيارة قبل تشكيل الحكومة. جيد جدا. وإذا غير رأيه فإن الأمر يعود إليه وليس إلي".

أضاف: "أنا ذاهب إلى سوريا، وما من أحد سألني لماذا. وكثرت، يا للهول، الآراء المسبقة حول زيارتي هذه والاستنتاجات أنني سأقوم بتأليف الحكومة. أنا سأكون في سوريا غدا ولمدة يومين حيث سيعقد اجتماع في غاية الأهمية لكل سفراء فرنسا الحاليين والقدامى في المنطقة. لقد قمت بإجراء مناقلات كبرى في السفراء الفرنسيين المعتمدين في هذه المنطقة ومن بينهم السفراء لدى عمان ودمشق والقاهرة والقنصل الفرنسي في إسرائيل. وإني أرغب في أن تنطلق المبادرات من أرض الواقع. وسألتقي الرئيس بشار الاسد، من باب اللياقة، وسيكون اللقاء مفيدا. لا تروا خلفيات مرعبة بخصوص هذا الأمر. لقد شهدنا خلفيات جمة من هذا الجانب أو ذاك هنا. إن الأمور تسير بشكل حسن، فدعونا نكون سعداء بذلك. إن الأمور لم تنته بعد، وأعرف أنه من الصعوبة بمكان تشكيل حكومة".

سئل: هناك فرنسي خطف وأطلق بعد قرابة ساعتين بالأمس في بيروت، هل لديكم معلومات بهذا الشأن؟

أجاب: "لا، لكنني أعرف أن هناك مواطنا فرنسيا هو جاد المالح لم يتمكن من المجيء إلى بيروت، وهذا أمر غير جيد وأدينه بشدة. وإن هذا الضغط غير مقبول عندما يجري بين أناس أحرار ومتساوين وديموقراطيين. وأنا أعترض بصورة رسمية على المعوقات التي رفعت بوجه هذا الفنان. شكرا لأنكم جعلتموني أتحدث عن هذا الأمر الذي أعرفه ولا يمكن القبول به، إنطلاقا من أمر أجهله. وسأثير أمامكم قضية الشابة كلوتيلد رايس البالغة من العمر 23 سنة".

سئل: كنت أود سؤالكم عن هذه القضية وما إذا كنتم ستطلبون من السوريين و"حزب الله" الذين تربطهم بالإيرانيين علاقة وطيدة العمل من أجل إطلاق سراحها؟ ومن جهة أخرى لقد التقيتم مع نتنياهو وأثرتم معه مسألة إعادة إطلاق المفاوضات مع سوريا، فهل تجدون أن الأمر أصبح خارج إطاره الآن؟

أجاب: "من الصعب جدا الإجابة بنعم أو لا عن هذا السؤال، فالأمر ليس خارج الموضوع، لكنه ليس في الواقع الحالي. إن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة ائتلاف عريض، وليست حكومة وحدة وطنية، فبعض أعضائه مصممون على المضي قدما بمسيرة السلام، والبعض الآخر أقل منهم في ذلك. على أي حال، أنا لم أشعر أن الأمر هو في صلب اهتمام الحكومة الإسرائيلية بشكل عام في الوقت الراهن، ولكن المفاوضات مع سوريا هي جزء من مسيرة السلام. ما شعرته، وقد ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي هو أن فكرة الدولتين ليست مرفوضة. وكما قلت هذا ما صرح به نتنياهو بعد الخطاب الرائع والقوي والمهم الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة، ترى ما ستحمله الأيام الآتية، أوقف للاستيطان ويتوقف الإسرائيليون حتى عما بدأوا به في هذا الاتجاه؟ هذا ما نأمله".

أضاف: "أما بخصوص السيدة رايس فإن الديبلوماسية الفرنسية ستبذل قصارى جهدها لدى أصدقائها كي يطلق سراح هذه السيدة البريئة من السجن، لأنها معتقلة بتهمة التجسس. وهذا اتهام لا يمكن إطلاقا مساندته. كيف يمكن لسيدة تبلغ 23 سنة وهي أستاذة اللغة الفرنسية في جامعة أصفهان وتتقن الفارسية وتعلم الفرنسية أن تكون كذلك؟ فهل تعتقدون أن بلدي ساذج إلى حد إرسال شابة بسن 23 سنة للتجسس على إيران؟ إن هذا الاعتقاد سخيف وغير ممكن. إن هذه السيدة بريئة ويجب إطلاقها. إن سفيرنا في إيران قام بالتحدث إليها وأنا سعيد لذلك واشكر نظيري السيد متكي الذي سمح بمثل هذا اللقاء. وأكرر، يجب أن يطلق سراحها".

سئل: هل بحثتم مع الرئيس سليمان في إمكان مشاركة لبنان في مفاوضات السلام مع إسرائيل؟

أجاب: "لقد تحدثنا بمسيرة السلام بمجملها".

سئل: هل تشجعون لبنان على دخول هذه المفاوضات؟

أجاب: "أنا أشجع عودة المفاوضات بشكل عام". 

 

جنبلاط: ملفي مع السوريين أعالجه على طريقتي بعد زيارة الحريري

من الأفضل أن يزور الرئيس المكلف دمشق بعد تشكيل الحكومة

١٠ تموز ٢٠٠٩ / المصدر : صوت لبنان

أكد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "أن بعضا من صفحات الماضي يجب أن تطوى وأن نطبق الطائف ونحترمه، وقد اكتشفنا ذلك".

وقال في حديث إذاعي:"زرت البطريرك صفير أمس، وأكدنا أننا دفعنا تضحيات كبرى في ما مضى. لا بد من فتح صفحة جديدة مع سوريا، لا نستطيع ان نبقى دائما معقدين وان نرسي قواعد الكراهية بين الشعب اللبناني والشعب السوري أقول ذلك، ووضعي مع سوريا مختلف عن وضع كل الناس، لكن أتحدث هنا عن الشعب اللبناني والشعب السوري. آن الأوان لفتح صفحة جديدة".

سئل: هل نلزم الطائف الى سوريا مرة جديدة؟

أجاب: "هذا غير صحيح، الطائف وضعته سوريا والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية. اليوم هناك محاولة تقارب سعودية - سورية، وهذا مفيد ومهم جدا لاتفاق الطائف ولا نريد من الولايات المتحدة او غيرها، إذا ما يريدون تصفية حسابات مع النظام السوري أو مع إيران ان يستخدموا لبنان".

سئل: في هذا الوقت تصرف الأعمال الى متى؟

أجاب: "هذا سؤال يجب ان يسأل الى الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري الذي بتأنيه وبصبره يعالج الأمور بحكمة".

سئل: الى أين السعودية وسوريا ولبنان؟

أجاب: "لا استقرار في لبنان منذ عام 1958 إذا لم يكن هناك استقرار في العالم العربي، ومحوره المملكة العربية السعودية وسوريا. وإذا كان لا بد من الحديث مع إيران فلا بأس".

سئل: هل أنت مع زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سوريا قبل التأليف أو بعد التأليف؟

قال: "الشيخ سعد الحريري موافق على زيارة سوريا بعد أن تشكل الحكومة، ومن الأفضل بأن يشكل الحكومة ويذهب الى دمشق في حضور ورعاية الملك عبدالله، وقيل لي ربما الرئيس ميشال سليمان والرئيس بشار الأسد طبعا".

سئل:متى سيكون هذا الإجتماع برأيكم ومتى نراك في سوريا؟

أجاب: "بعد ان يذهب الشيخ سعد الحريري أعالج ملفي مع السوريين على طريقتي".

سئل: عن أجندة الغد، ماذا تتوقع في لبنان، وماذا تنتظر وماذا تترقب؟

قال: "الى جانب الحوار وتشكيل الوزارة والشكليات وغيرها يجب ان نفتح صفحة جديدة حيال الآتي على المنطقة من قبل اسرائيل ومن التفتيت في المنطقة، فانظروا ماذا يجري في العراق من مؤامرة إمبريالية الصهيونية، فلنحذر نحن ما يجري في العراق". 

 

لبنان أولاً أم "لبنان أولاً وأخيراً" أم "لبنان أخيراً"؟

المحامي عبد الحميد الأحدب/النهار  

"لبنان اولاً".. هل هو خيار تاريخي استراتيجي ام هو تكتيك للخروج من المحنة التي يتخبط فيها لبنان؟

و"لبنان اولاً" وليس أخيراً، هو خط الاعتدال السياسي والولاء الوطني الذي تتميز به كل دول العالم يقابله ويعارضه "لبنان اولاً وأخيراً" وهو خط التقوقع الانغلاق الذي يستهين بأي مصلحة غير مصلحته، كما هناك خط ثالث هو "لبنان أخيراً" وهو الخط المستهين بمصلحته الذي يستحق ان يُحجر عليه لاستهانته بحقه وتفريطه بمصالحه من أجل مصالح الآخرين والشخص الذي يتصرف هكذا على الصعيد الفردي والاجتماعي يُحجر عليه قانونياً حماية له.

والاتجاهات الثلاثة تروي تاريخ لبنان منذ الانتداب الفرنسي حتى "ثورة الارز". فكل طائفة كان عندها لبنانها، لان كل طائفة كان لها مفهوم للبنان، وكل طائفة كانت لها مفاهيمها وتاريخها وعلاقاتها العربية والدولية. فقد كان شعار "لبنان اولاً" مطروحاً على اساس المفاضلة بين العروبة اولاً ام لبنان اولاً؟ ولكن العروبة تغيرت كثيراً... ولبنان تغير اكثر.

الطائفة التي كانت تطرح "لبنان اخيراً" هي التي تطرح اليوم شعار "لبنان اولاً" وليس أخيراً!

تغيير مفهوم العروبة اولاً، لأن العروبة تغيرت! فأنت لا تشرب من ماء النهر مرتين لأنك انت تتغير وماء النهر يتغير، وقد تغير كل بلد من بلدان العالم العربي، في ضوء تجارب القرن الماضي، وتغيرت العروبة ولم يعد معناها رومنطيقياً كما اطلت في اول القرن الماضي، ولم تعد العروبة تطرح نفهسا اولاً، لأن هذا "الأولا" اخذ مفهوم القاهر والمقهور.

العروبة تغيرت... بعد ثلاث محطات تاريخية: بعد انفصال الوحدة السورية – المصرية التي لم تعمر اكثر من ثلاث سنوات وانتهت الى قول وزير العدل السوري في جمهورية الوحدة، الى قوله قبل الانفصال وهو ينتقل من القاهرة الى دمشق، قال انا ذاهب من القاهرة الى المقهورة!

وانفصلت دمشق المقهورة وهي التي رفعت عبد الناصر قبل ثلاث سنوات الى مصاف الانبياء. وكان المسؤول في ضياع الوحدة هو الشعار الذي رفع في سوريا شعار "سوريا أخيراً"! فقد كشف الواقع ان هذا المفهوم هو لعروبة رومنطيقية وتتجاهل خصائص كل شعب من الشعوب العربية التي هي شعوب فيها كثير مما يجمعها وقليل مما يفرقها، ولكن الروابط العربية يجب ان تكون واقعية مرتبطة بحقائق الحياة وبخصائص كل شعب حتى تنجح وتدوم وتستمر. فاذا لم تحترم خصائص كل شعب وحرياته انقلب الشيء الى ضده، تماماً كما حصل في سوريا ايام الانفصال!

ومحطة العروبة الثانية كانت في اليمن بعد ثورة السلال على امام اليمن. ورفع السلال في ثورته شعار "اليمن اخيراً" ووضع نفسه تحت الوصاية المصرية، وانتهت "اليمن اخيراً" والوصاية المصرية الى حرب شرسة بين الجنود المصريين ويمنيين من المعارضين للسلال، واذا العروبة المصرية تسفك دماء العروبة اليمنية، والعكس بالعكس، وانهكت الحرب عبد الناصر وقبض وقتها على كل رجالات اليمن من الثوريين الذين كانوا مناصرين له لأن الوصاية لا تقبل الاعتراض ولا المناقشة، فساق الارياني والزبيري والنعمان وغيرهم... ووضعهم قيد الاقامة الجبرية التي جعلت احمد النعمان يقول في سجنه: كنا نطالب قبل الثورة بحرية القول فأصبحنا نطالب بعد الثورة بحرية البول.

وكانت المحطة الثالثة والقاضية على شعار "العروبة اولاً" الاجتياح العراقي للكويت عام 1989، وكان شعار الكويت دائماً هو "الكويت اولاً" وليس "الكويت اولاً واخيراً". اذ ان الكويت فتحت قلبها وبلدها للفلسطينيين وللعرب ولكنها كانت حريصة دائماً على مصلحة الكويت اولاً، وبالقدر ذاته على المصلحة العربية! وكانت الكويت مساندة لكل الحركات القومية العربية التي كانت كلها ممثلة في البرلمان الكويتي وكانت تعبر في البرلمان الكويتي عن العروبة بكل اتجاهاتها القومية. واجتاح صدام حسين الكويت وانتهك الجنود العراقيون كل الحرمات في الكويت من الكرامات الانسانية الى الاعراض الى الاموال. وكان شعار صدام حسين "العراق اخيراً" والعروبة اولاً. وكانت النتيجة ان العروبة قد لبست عباءة الاعتداء والاذلال والقهر واسقط عنها الاجتياح الكرامة والعزة والحرية، فاصطفت دول الخليج بعد تجربة الكويت كلها تحت شعار "دبي اولاً واخيراً" و"ابو ظبي اولاً وأخيراً"، و"البحرين اولاً واخيراً"، وقطر اولاً وأخيراً الخ.. الخ.. الخ... وسقط العراق في جحيم حرب اهلية ليس فيها "اولاً" سوى العنف والدم والتفجير والفظائع. وليس فيها "أخيراً" سوى مصلحة الشعب العراقي. وكان شعار عبد الناصر "العروبة اولاً" ومصر أخيراً فانتهت مصر الى هزيمة 1967 والى انهيار اقتصادي وثقافي وسياسي، لأن عروبة عبد الناصر اولاً كانت في الحقيقة في سوريا وفي اليمن وفي السودان هي "مصر اولاً" وبالاحرى "عبد الناصر اولاً".

فلما جاء أنور السادات رفع شعار "مصر اولاً" ليستعيد سيناء وينهض بالاقتصاد ولا يمكن القول ان شعار "العروبة اولاً ومصر أخيراً له شعبية بين المصريين اليوم.

ولا تحتاج محطة السودان الى وقفة طويلة. فالسودان كان ملكه هو ملك مصر. ولكن السودان رفض الوصاية المصرية عليه، ورفع شعار "السودان اولاً"، ولما جاءت ساعة الحقيقة انفصل السودان عن مصر.

بعد تجربة القرن العشرين بكاملها صارت العروبة كلها خطابات وصرف ونحو وأدب وأضغاث احلام. واذا كان العالم العربي يعيش اليوم ذروة تساقطه وانهياراته، فالى اي حد يمكن اعتبار عروبة القرن الماضي مسؤولة عن هذه الانهيارات؟

كل التجارب تثبت ان العروبة تغيرت وكل بلد عربي تغير، يأتي اليوم "شعار لبنان اولاً في أوانه.

لبنان اولاً، كان الشعار الذي رفعه المسيحيون منذ الاستقلال وكان اقرب لان يكون "لبنان اولاً وأخيراً"، وكان شعار الطوائف الاسلامية هو "العروبة اولاً ولبنان اخيراً". وظل هذا شعار الاسلام السياسي منذ الانتداب الى عبد الناصر فالى الفلسطينيين ومنظماتهم. ولكن مع الحرب الاهلية عام 1975، بدأ الاسلام السياسي ينقسم سنة وشيعة، وبدأ مفهوم العروبة يتغير. فالعروبة عند الاسلام السياسي كانت سوريا، وكان الاسلام السياسي يضحي مكرهاً حين قبل بالتخلي عن الوحدة مع سوريا. ولكن مع نهاية الحرب الاهلية  شعر الاسلام السياسي – السني بنوع خاص – ان العروبة اصبح فيها قاهرة ومقهورة.

مفهوم "لبنان اولاً" كان يتوقف على مفهوم لبنان لدى الطوائف. فلبنان لم يكن "اخيراً" عند الطوائف الاسلامية بمعنى انه يأتي في الدرجة الأخيرة، بل لأن لبنان هذه الطوائف الاسلامية هو لبنان العروبة، وحين يرفع شعار العروبة اولاً فذلك كان يعني عند المسلمين "لبنان العروبة اولاً"، ولكن بعد تجربة الوحدة السورية – المصرية والمصرية – اليمنية التي ظهرت فيها عروبة قاهرة وعروبة مقهورة في سوريا وفي اليمن، عروبة تقتل وعروبة تُقتل، الى ان كان الزلزال الذي اصاب العروبة باجتياح العراق للكويت حيث ظهرت عروبة كبرى تسفك دماء عروبة صغرى وتنتهك كرامتها وعرضها وشرفها، فضلاً عن عروبة السودان التي فكت الارتباط مع مصر بالتي هي احسن حيناً وبالتي هي أسوأ احياناً!

وكان مفهوم "لبنان اولاً" عند الطوائف المسيحية هو "لبنان اولاً وأخيراً"، وهو مفهوم لوطن تنتهي مصالحه عد حدوده وليس للعروبة فيه مكان، لأنها عروبة تهدد كيانه ووحدته وسيادته وحرياته!

وظل مفهوم العروبة يتغير عند الاسلام السياسي حتى كانت الحرب الأهلية التي انتهت بقتل العروبة لكمال جنبلاط، ثم تهجيرها صائب سلام، فاغتيال المفتي حسن خالد ثم الشيخ صبحي الصالح ثم... ثم... كان انفجار البركان باغتيال رفيق الحريري! وتغير مفهوم لبنان كما تغير مفهوم العروبة عند الاسلام السياسي اللبناني ولاسيما السني منه، وتغير مفهوم العروبة في الكويت وفي مصر وفي اليمن وفي سوريا. لذلك اتجهت الشعوب العربية الى شعار بلدها اولاً ولكن ليس أخيراً، اي لا تقف مصالح الوطن عند حدوده، ولكن لكل وطن مصالح وخصائص يجب احترامها! فالزراعة السورية على سبيل المثال فيها يد عاملة رخيصة جداً، وحين تأتي المنتجات الزراعية الى لبنان بدون حدود جمركية فانها ستقضي على كل الانتاج الزراعي اللبناني، بأسعار قاهرة تأتي من دمشق واسعار مقهورة تباع في لبنان. فـ"لبنان اولاً"، يعني ان تأتي المصالح الزراعية اللبنانية اولاً قبل المصالح الزراعية السورية، اذا تناقضت المصالح وهذا امر طبيعي. فأن يكون الاحترام للمصالح بدون وصاية وبدون تقاتل، ويسلّم كل طرف بأحقية الطرف الخر في المحافظة على مصالحه واستقلاله وسيادته وخصائصه! العروبة التي اخذت تنضج وتأخذ مفاهيم واقعية وليس رومنطيقية، هذه العروبة هي التي يمكن ان توحد وتجمع ولا تفرق، عروبة القرن الحادي والعشرين.

وهذا تماماً ما مرت به اوروبا، وحققت الوحدة الاقتصادية الاوروبية بشعارات كل بلد اولاً ولكن "ليس اولاً وأخيراً" اذ حصل تنسيق وتكامل بالمصالح بين الدول. فالدول الصناعية تدعم الدول الزراعية، لكي لا تكون هناك منتجات ولا خدمات قاهرة ولا منتجات ولا خدمات مقهورة. وتحققت الوحدة الاقتصادية في اطار الحرية وكرامة الانسان، وفي اطار احترام خصوصية كل دولة من الدول الاوروبية. ونجحت التجربة! كل بلد اولاً، ولكن ليس "اولاً وأخيراً" كما كان الوضع ايام هتلر وموسوليني بشعار "المانيا اولاً واخيراً"، و"ايطاليا اولاً واخيراً". وفي زمن العولمة لم يعد "لبنان اولاً"، يعني التقوقع بل يعني نجاح العلاقات السياسية والاقتصادية مع الجوار ومع العالم العربي على اساس احترام خصوصية كل شعب واحترام حقوقه ومصالحه.

فكل بلد لمواطنيه مصالح ومفاهيم وحقوق وخصائص تتقدم على سائر المصالح والحقوق والمفاهيم! بالطبع "لبنان اولاً وأخيراً" هو التقوقع، ولكن "لبنان أخيراً" هو اليمن ايام حكم السلال، هو لبنان ايام الوصاية السورية، هو الكويت عند اجتياحها من الجيش العراقي، وهو السودان ايام كان ملكها مصرياً.

"لبنان اولاً وليس أخيراً"، فيه متسع لمصالح لبنان التي تاتي قبل غيرها اذا تناقضت مع غيرها، وتبقى الابواب والنوافذ مفتوحة لكل تكامل في المصالح والحقوق والمفاهيم، اذا لم تتصادم المصالح والحقوق! "لبنان اولاً" يحترم الحرية وخصائص كل شعب من الشعوب العربية، كي يحترم سيادته وكرامته وخصوصيته. ويفهم العروبة على انها العروبة الجامعة، عروبة المساواة والحرية التي ليس فيها قاهرة ولا مقهورة، عروبة واضحة ساطعة متوهجة كالشمس او كنصل السيف.

شعار "بيتي اولاً" هو شعار الذي يغار على مصالح عائلته واولاده. وهذا ليس تقوقعاً، ولا رضوخاً. وبالفعل الذي لا تهمه مصالح بلده وحقوقه فان وطنيته مشكوك فيها، ما دام كان هو الذي يشكك في ولائه لعائلته ولوطنه!

لبنان الطوائف، اذا كان لكل طائفة كيان وتاريخ فان لها خصائص ومصالح ومفاهيم وحقوق وسيادة، لذلك لكل طائفة مفهوم للبنان يختلف عن مفاهيم سائر الطوائف، بحيث اذا كان "لبنان اخيراً" فلأن مفهوم هذه الطائفة للبنان على انه جزء من وطن آخر، ومصلحة الوطن الآخر هي التي تتقدم كما تتقدم اليد اليمنى على اليد اليسرى، والعين اليمنى على العين اليسرى. هذا المفهوم يصطدم بمفهوم "لبنان أولاً" وليس أخيراً ولكنه ليس الخيانة بل هو مفهوم الطائفة لذاتها، فهي الوطن، ومفاهيمها الطائفية التي تجعل هذا الوطن جزءاً من وطن اكبر.

لا "لبنان اولاً وأخيراً" ولا "لبنان اخيراً" هما شعار الحياة الحرة الكريمة!! شعار "لبنان اولاً" وليس أخيراً هو الشعار الذي يدخل لبنان في محيطه العربي مرفوع الرأس ولاسيما ان اكثر البلدان العربية صار شعارها هذه الايام وبعد تجارب القرن العشرين بكامله التي كانت العروبة فيها قاهرة شعوباً عربية لشعوب عربية مقهورة، صار شعارها، لكي تنتهي عروبة القاهر والمقهور، وعروبة الوصاية، وعروبة سفك الدماء!

"لبنان اولاً" سيحمل ازهار العروبة العصرية الناضجة التي يفوح منها عبيق الزهر وليس البارود، التي تجمع ولا تفرق، التي فيها حرية وكرامة الانسان، وفيها خصائص ومصالح الجميع تلتقي بواقعية وليس برومنطيقية.

"لبنان اولاً" هو العروبة على حصان ابيض جميل، ووردة لم يأكلوها، وشمس لا يمكن اطفاؤها. تمر القطارات من قربنا، ثم الحضارات من فوقنا، ثم الزلازل من تحتنا، ألم يأت الأوان كي نتأمل ونتعلم ونتذكّر ونفهم! نفهم ان العروبة غرم قبل ان تكون غنماً، هي مسؤولية لا نزهة على الشاطئّ!

المحامي عبد الحميد الأحدب     

 

بعد سبع وعشرين سنة قال الفتى الرئيس: "لبنان أولاً"

بقلم إدمون رزق     

كان ذلك في مثل هذه الايام من عام 1982، وجروح الاحتلال الاسرائيلي تنزف من شرايين الوطن. التقينا في منتجع "كورال بيتش"، بدعوة من الدكتور كمال الشاعر، درجا على عادته في جمع الاصدقاء. كان هناك الرئيس تقي الدين الصلح، ونصري المعلوف، ومحمد شقير، والياس الفرزلي، رحمهم الله، وزهير عسيران، وغسان تويني ومنح الصلح حفظهم المولى، وقلة آخرون، وكنا نتشاكى مما آلت اليه حال بيروت ولبنان، بفضل "غيرة الاخوان" وحرصهم على "العروبة"، وقد اجمعنا على ان خير ما يوصف به الوضع، قول المتنبي:

كفى بك داء ان ترى الموت شافيا

وحسب المنايا ان يكُنّ أمانيا

ذلك ان الاجتياح الاسرائيلي بدا، للوهلة الاولى، كأنه عملية "انقاذ" لبيروت من خناق "المحبة" الضاغط على الاعناق، و"تحرير" من الاحتلالات "الاخوية"، مع ما رافقها من قمع وتعسف وقصف وقتل وتدمير، وتنكيل واذلال، وتصفيات جسدية، وفلتان غرائزي... مما دعا الرئيس الياس سركيس الى وصف الحدث المأسوي، انسانيا ووطنيا وقوميا، بانه L'inponderable، اي انه قاطع حاسم لا يرد، وحده كان يستطيع تبديل المعادلة الطاغية على بيروت ولبنان.

بالطبع، كنا جميعا في مرحلة حداد قاتلة، وقد بلغ تطور "الداء" الذي ينخر كيان لبنان، مرحلة تمني الموت للخلاص!

في تلك الجلسة، على الشاطئ المستباح والكئيب، خطر للرئيس تقي الدين الصلح، رجل الدولة الحضاري، المثقف والاديب، ابن الارومة المؤسسة في الاستقلال، ظل رياض الصلح، ومكمل خطه مع اخوانه في الميثاق الوطني – خطر له ان يسأل: الى متى هذا التفسخ البنيوي في لبنان؟ ومتى سنتمكن من بناء دولة حقيقية؟

... ولأنه كانت بيننا علاقة مودة موروثة، وتعاون وثيق في "حكومة كل لبنان"، واحترام متبادل، سمحت لنفسي بأن اجيبه:

"يتم ذلك، يا بيك، عندما يقوم زعيم سني، مثل رياض، ويقول بلا تردد، على رؤوس الاشهاد: لبنان اولا"!...

عندها، في لحظة تأمل صامتة، لم يعترض احد على مقولة هذا الماروني الذي كان منزل عائلته في جزين، الهدف المباشر لاول قذائف مدفعية اطلقتها الدبابات الاسرائيلية يوم الاجتياح، دون ان يمنعنا ذلك من عقد المؤتمرات الشعبية فيه للمطالبة بالانسحاب الاسرائيلي واعادة نشر الجيش الذي اسقط عملاء اسرائيل من ادعياء الوطنية ثكناته في الجنوب عام 1976 لكي يبيحوه للعدو بذريعة "تعريب الجيش".

بعد اسبوعين، دعانا كمال الشاعر الى منزله في بيروت، وكنا المجموعة نفسها، وتميز ذلك اليوم باطلالة شاب يتدفق حيوية، مشرق الوجه، بادي الدماثة واللياقة، اسمه رفيق الحريري، اتى خصيصا للمشاركة في اللقاء، على ان يغادر بعد قليل الى اعمال ومهمات تتعلق بالقضية اللبنانية، ومواجهة المضاعفات الناشئة عن الاحتلال الاسرائيلي، فشعرتُ بانعطاف خاص وطبيعي نحوه، لانه ابن صيدا توأم جزين، وصاحب اهم مشروع نهضوي تحلم به منطقة، في كفرفالوس.

خلال الوقت القصير الذي قضاه معنا، كان يستمع بامعان الى المناقشات، وقلما تكلم. وكان من الطبيعي ان نستعيد بيت المتنبي عن "الموت الشافي"، ونصل في الاستطراد الى اطروحتي عن وجوب مجاهرة زعيم سني بشعار "لبنان اولا". يومها لفتني هذا "القليل الكلام" باستيضاح: يعني كيف؟ فأجبت ببساطة: "يعني لبنان اولا... وقبل كل شيء، وبعد ذلك الآخرون والأشياء الاخرى".

هز برأسه، وفكر... ولا شك في انه نوى.

ثم كان الطائف، وما بعده، ونقض الوفاق، وخرق الدستور، وضرب النظام الديموقراطي، وانهيار المؤسسات، وعزوفنا عن المشاركة في سلطة مزيفة.

في اللقاءات التي جمعتنا بعد ذلك، كان رفيق الحريري يركز على اولوية النهوض الاقتصادي الذي "يعطي لبنان مناعة ذاتية، تتيح له استرجاع عافيته السياسية".

الى ان دعاني ذات يوم، في اواخر عهده في الحكم، بواسطة مستشاره اللامع الصديق الدكتور داود الصايغ، فوافيته الى مكتبه في السرايا، فقال لي: “يبدو ان اكثرية مجلس الوزراء باتت موافقة على تعديل الدستور، لتمديد ولاية رئيس الجمهورية، فهل يحق لي الامتناع عن توقيع القرار واحالته على مجلس النواب؟".

وكان الجواب الطبيعي هو انه غير ملتزم بالتوقيع وقد سبق له ان مارس هذا الحق بعدم احالة مشروع قانون الزواج المدني الاختياري، على الرغم من موافقة مجلس الوزراء؛ لان مجلس النواب وحده هو الذي يحاسب الحكومة ورئيسها، في حين ان رئيس الجمهورية مقيد بمهلة وملزم باصول، لانه غير خاضع للمحاسبة، الا في حالتي الخيانة العظمى وخرق الدستور، وضمن اصول تعجيزية.

في ذلك اللقاء الطويل، اعدت على مسامع رفيق الحريري اطروحتي حول "لبنان اولا"، وقلت له: "هذه دعوتك، وهي حصانتك، انها الوديعة والذخيرة، ومصدر قوتك لمواجهة التحديات والضغوط. لبنان هو الايقونة والدرع فضعه على صدرك(...)". يومذاك تحدثنا عن انتاج "السلطة اللبنانية" عبر قانون انتخاب حضاري، وتطرقنا الى التحالفات في الجنوب، ودقة التعامل مع الافرقاء، ثم تواعدنا على جلسات لم تحصل. وقبل ان اغادره، قال لي مودعا على باب المصعد: "لن اوقّع"!

ثم كان ما كان... فوقّع، واستقال، واستُشهد مع رفاق طيبين، ورعيل مخلصين، ليصبح الدم الزكي عربون حرية لبنان، واعادة توحيده. شهر واحد فقط من 14 شباط الى 14 آذار، صعد من محرقة رفيق الحريري بخور "لبنان اولا"، كل مرة، ودائما... فلا كرامة، ولا حرية، ولا مستقبل، الا هنا، في هذه العشرة آلاف واربعمئة واثنين وخمسين كيلومترا مربعا، واحة العرب، ملتقاهم، مفخرتهم، ومجمع الثقافات... كلها لكل منهم منفردا، وللجميع معا!

المهم... انني اشعر اليوم باعتزاز كبير، وانا اراقب سعد رفيق الحريري، مقتحما غمرات المسؤولية، بجدارة، واخلاص، وقد تأهل للدور الوطني الراجح. واحيي شجاعته، في الجهر بلبنانيته اولا، لانها شرط اساسي لاي علاقة سليمة، قريبة او بعيدة، داخلية او خارجية. فلبنان هو القيم الوطنية والقومية والانسانية مجتمعة، وغير القابلة للتجزئة او التحويل. وما عدا ذلك وجهنة وتكاذب وتدجيل وتوظيف تعيس.

لبنان اولا، هو الانفتاح الاقصى، وهو الانجاز الاعظم، يحققه هذا الفتى المحبوب، الصبوح الوجه والشفاف، الشريك الاول في انتصار القضية، وعنوان الموقف الاصيل، المؤتمن على ارث رجل عظيم، مؤسس رائد، في دولة متجددة، على مستوى الطموح.

الحمد لله انني، بعد سبع وعشرين سنة، سمعتها بالفم الملآن، من سعد الحريري، الذي ينطبق عليه قول طرفة بن العبد:

اذا القوم قالوا مَن فتىً

خلتُ انني دُعيتُ فلم أكسل ولم أتبلّد...

فيا ايها الفتى الرئيس فاوض ثم فاوض لكن اياك ثم اياك ان تساوم!

بقلم إدمون رزق     

 

لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

الأكثرية في لبنان ستضطر إلى تنازلات من أجل تأليف الحكومة الجديدة

رندى حيدر/النهار     

رأى الباحث تسفي مازال في معهد القدس للشؤون العامة في مقال نشره الموقع الإلكتروني للمركز أمس، أن الأكثرية النيابية اللبنانية ستضطر الى تقديم تنازلات بعيدة المدى لتسهيل تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، ومما جاء في المقال: "تحولت مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة مشكلة عربية ودولية. قبل أكثر من شهر جرت الإنتخابات النيابية وكُلف سعد الحريري بتأليف الحكومة، ومنذ ذلك الحين بدأ يغرق في الوحل اللبناني - السوري. وبعدما التقى ممثلي كل الأحزاب بمن فيهم حسن نصر الله لم ينجح في التوصل الى اتفاق يسمح له بتأليف الحكومة.

يشترط حزب الله دخوله الحكومة بحصوله على الثلث الضامن، أي الحصول على ثلث المقاعد وحق الفيتو على القرارات المهمة مثلما كان الوضع في الحكومة السابقة وفقاً لما جاء في إتفاق الدوحة، وينطبق هذا في صورة خاصة على سلاح الحزب. فالحزب لا تزال لديه ميليشيا مسلحة على الرغم من اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية. كما يريد الاحتفاظ بحرية الحركة في تهريب السلاح عبر سوريا الى لبنان. ثمة مشكلة مهمة أخرى هي السلاح في المخيمات الفلسطينية. وبحسب الاتفاقات السابقة، يحق للفلسطينيين الاحتفاظ بسلاحهم داخل المخيمات. ومع مرور الوقت جرى تهريب الكثير من السلاح الى المخيّمات، وظهرت منظمات فلسطينية متطرفة أخذت تنشط داخل لبنان وساهمت في زيادة عدم الإستقرار.

في ظل هذا الوضع المعقّد، بذلت السعودية ومصر جهدهما للتأثير في سوريا من أجل الضغط على حزب الله لإبداء بعض المرونة في مطالبها. وتتخوف الدولتان من تدهور الوضع في المنطقة بسبب مشكلتين أساسيتين: الأزمة اللبنانية، والخلاف بين فتح وحماس. تدهورت العلاقات السعودية المصرية مع سوريا بعد اغتيال رفيق الحريري، وتفاقم هذا التدهور بعد الكشف عن خلية حزب الله التي نشطت في مصر. من جهتها انضمت الولايات المتحدة وفرنسا الى المساعي المبذولة من أجل إقناع سوريا بإبداء مرونة في مواقفها. وبعكس السياسة الأميركية السابقة، تقيم الولايات المتحدة حواراً متواصلاً مع سوريا منذ انتخاب باراك أوباما رئيساً. لم يعد هناك حديث عن محور الشر، وتعدّدت زيارات أعضاء الكونغرس لسوريا وأُعيد السفير الأميركي الى دمشق التي ستشهد هذا الأسبوع اجتماع السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط، والذي سيحضره وزير الخارجية برنار كوشنير. ولكن على الرغم من كل الجهود، ليس هناك ما يدلّ على ان الحريري قادر على تأليف الحكومة الجديدة، ولا تُظهر إيران او سوريا أو حزب الله أي استعداد لإظهار مرونة في المواقف. في النهاية، سيجري التوصل الى تسوية معينة، ولكن على ما يبدو ستضطر أحزاب الأكثرية التي تحظى بتأييد العرب والغرب الى دفع الثمن عبر تنازلات بعيدة المدى".

 

بعدما أوعزت إلى حلفائها في لبنان بأن يتمسّكوا بمطالبهم

سوريا تعلن أنها لن تتدخّل وتحدّد مواصفات الحكومة !

اميل خوري/النهار     

وصف ديبلوماسي عربي قول وزير الخارجية السوري وليد المعلم "ان بلاده لن تتدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية وان ما يهم سوريا ان تكون حكومة شراكة ووفاق وطني وان يكون لديها رؤية شاملة لطبيعة العلاقات المستقبلية بين البلدين"، بـ"المزحة"، واضاف: "ان مجرد اشتراط الوزير السوري ان تكون الحكومة "حكومة شراكة ووفاق وطني ورؤية شاملة لطبيعة العلاقات مع سوريا" هو تدخل في عينه لانه يضع مواصفات للحكومة وشروطا تبنى عليها العلاقات بين البلدين، وعندما تقول سوريا انها لن تتدخل فمعنى ذلك انها تتدخل لدى حلفائها في قوى 8 آذار كي يظلوا متمسكين بطلب "الثلث المعطل" عله يكون كافيا لتعطيل تشكيلها، الامر الذي يجعل المعنيين يطلبون تدخلها لحل هذه العقدة، ويكون لذلك ثمن.

ولوحظ ان حلفاء سوريا في قوى 8 آذار عندما كانت الاتصالات السعودية – السورية جارية وتبشر بالخير، كان هؤلاء الحلفاء يكتفون بالقول انهم يريدون حكومة شراكة ولم يلفظوا كلمة "الثلث المعطل" ولا جعلوا حصة الرئيس سليمان في الحكومة مشكلة. وعندما بدا ان هذه الاتصالات لم تتوصل الى الاتفاق على كل شيء عاد هؤلاء الى المطالبة وباصرار بـ"الثلث المعطل" والقول بلسان النائب سليمان فرنجيه بعد لقائه العماد ميشال عون في الرابية "ان المعارضة تصر على "الثلث الضامن" وهي تحترم حصة الرئيس ولكن نحن لنا حصتنا والرئيس له حصته". ولفت الى ان الديموقراطية في لبنان اذا تعثرت امام اي رئيس مكلف فعليه ان يعتذر... ونفى وجود اتصالات للرئيس الاسد بالمعارضة وانه "لا يمكن ان يحسم اي موضوع عنا ولا ان يأخذ القرار عنا". الا ان هذا الكلام لا ينطبق على الواقع، لان سوريا تنتظر ان يطلب منها التدخل لدى حلفائها في لبنان كي تعمل على حل مشكلة المطالبة بـ"الثلث المعطل" ويكون لتدخلها ثمن واذا لم يحصل اتفاق تبقى المشكلة بدون حل، ويعود الوضع في لبنان الى ما كان عليه قبل الانتخابات بين الاكثرية والاقلية، وكأن لا انتخابات جرت وغيرت صورة هذا الوضع، وهذا يؤكد قول امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل الانتخابات: ان المعارضة اذا فازت بالأكثرية فانها تكون ربحت واذا لم تفز بها فانها لا تكون قد خسرت. وهذا معناه ان الاكثرية اذا فازت بها قوى 14 آذار فانها ستواجه مطالبة الاقلية بـ"الثلث المعطل" لكي تكون مشاركتها في الحكومة مشاركة فعلية وليست صورية.

اما قول النائب فرنجيه ان "الرئيس الاسد لا يقرر عنا"، فهو قول ينقضه موقف سابق لفرنجيه عندما عاد في الماضي من دمشق ليقول ان نسبة التمديد للرئيس اميل لحود ارتفعت من 20 في المئة الى 60 في المئة وانه سيصوت للتمديد نزولا عند رغبة الرئيس الاسد وان عن غير اقتناع.

لكن موقف العماد عون هو مع التمثيل النسبي في تشكيل الحكومة وليس مع "الثلث المعطل". ومن جهة اخرى فان سوريا عندما تقول انها لا تتدخل في اي شأن لبناني، لحل اي مشكلة فانها تقول هذا كي تبقى المشكلة من دون حل ولكي يطلب منها التدخل لحلها لانها تستطيع وحدها ان تمون على حلفائها في قوى 8 آذار وتحول الـ"لا" "نعم" والـ"نعم" "لا"...

وليست هي المرة الاولى التي تقول فيها سوريا انها لا تتدخل وهذا في حد ذاته تدخلا كي يتولى حلفاؤها في لبنان العرقلة. او تقول انها تتدخل لا لتسهيل الامور بل لعرقلتها اذا اقتضى الامر ذلك.

ويذكر ان الرئيس الاسد وعد الرئيس رفيق الحريري بعدما جاراه في التمديد للرئيس لحود ولو مكرها، باطلاق يده في تشكيل حكومة جديدة برئاسته وبتعيين الوزراء من دون تدخل من احد، وهو وعد سمعه الحريري من الرئيس بشار شخصيا عندما شكره على تأييده للتمديد، معتبرا ان هذه الخطوة عززت ثقة النظام السوري به ومؤكدا له في الوقت نفسه انه يستطيع ان يشكل الحكومة التي يريد وانه مستعد لان يمنع الرئيس اميل لحود "حتى من السباحة"... اذا حاول عرقلته في مسيرة تشكيل الحكومة كما روى ذلك قريبون جدا من الرئيس الحريري. وسمع الرئيس الحريري ايضا وعدا مماثلا من رستم غزالي الذي التقاه بعد لقائه الاسد، فحرص على اعطائه انطباعا بانه سيسهل مهمته، وقد اعجب الحريري بهذه الوعود انطلاقا من اعتقاده ان تشكيل حكومة له فيها الاكثرية سيمكنه من اعداد قانون للانتخاب يؤمن له ولجنبلاط و"قرنة شهوان" الاكثرية في المجلس الجديد. وعندما باشر الحريري تشكيل الحكومة طلب من غسان سلامة ان يكون وزيرا في حكومته فاجاب سلامة معتذرا واردف قائلا: "لانك لن تشكل الحكومة"... وقد اكد هذا الموقف صحة مخاوف الحريري وشكوكه واستحالة تمكينه من تشكيل الحكومة التي يريد، لكنه ظل يوحي للجميع بانه على قاب قوسين او ادنى من تشكيلها، ولم يكن يريد لصيغة العزوف ان تأتي من عنده، بل من السوريين انفسهم. وعندما قدم الحريري مشروع تشكيلته الحكومية اتاه الجواب ببساطة كلية "ان القيادة السورية معك لكنها لن تتدخل في تشكيل الحكومة وان ثمة حملة دولية على دمشق تتهمها بتشكيل الحكومات في لبنان والتدخل في شؤونه الداخلية مما يحمل سوريا على التفرج وعدم التدخل"...

وعندما شكل الرئيس الحريري اولى حكوماته عام 1992 كان يريد ان تعطى سلطات استثنائية كي تصدر المشاريع الاصلاحية والعمرانية بمراسيم اختصارا للوقت ولاستعجال العمل على النهوض بلبنان الخارج من حروب مدمرة، لكن الرئيس حافظ الاسد اراد ان يبقي الحكومة تحت رقابة مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري كي يعرقل اندفاع الرئيس الحريري نحو العمل الذي يصبو اليه وتعلق البلاد عليه الآمال، وحاول الاسد ارضاء الحريري باقتراح ارسال المشاريع الى مجلس النواب بصفة المعجل، وعندما فعل كانت هذه الصفة عندما تطرح على المجلس، فان الاكثرية كانت تنتنزع عنها احيانا هذه الصفة فتحال على اللجان حيث تقتل درسا بهدف المماطلة في اقرارها.

والسؤال المطروح الآن هل ستعامل دمشق نجل الرئيس الحريري كما عاملت والده فتقول شيئا وتفعل شيئا آخر خصوصا عندما تقول انها لن تتدخل في تشكيل الحكومة وهو ما فعلته في الماضي مع والده رغم انه تجاوب معها في التمديد للرئيس لحود وان عن غير اقتناع، ام ان الظروف المحلية والعربية والاقليمية والدولية باتت الآن مختلفة عن الماضي، وان ما تعد به سوريا عليها ان تفي به لئلا يعود الانفتاح عليها الى نقطة الصفر، الا اذا كانت لسوريا حسابات اخرى فتعتبر انها ليست في حاجة الى الآخرين، انما الآخرون هم في حاجة اليها لاسباب شتى فتفرض شروطها...

 

قمة الثماني الكبار منحت نجاد مئة يوم للاختيار بين الحوار أو العقوبات الاقتصادية أولاً

ساركوزي يبرئ ذمة دمشق لبنانياً لفصلها عن إيران

المستقبل - الجمعة 10 تموز 2009 - أسعد حيدر

"انتقاد" الزعماء الكبار في مجموعة الثماني لإيران حيال تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في طهران ومعظم المدن الكبيرة، بعد إعلان فوز أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية "طبيعي" وهو أقل ما يُقال، الأهم أن زعماء الثماني تعاملوا مع إيران وكأن حدث الانتخابات ونتيجتها والمظاهرات التي وقعت قد أصبحت من الماضي. لقد حدث ما حدث. المطلوب النظر الى المستقبل.

واقعية الثماني الكبار

هذا الموقف الجماعي للثماني الكبار ومن بينهم الرئيس الروسي ميدفيديف، يؤكد "الواقعية" التي تعاملوا بها مع هذا الحدث، الملف النووي له المرتبة الأولى والمطلقة، الأمور الأخرى تعني الشعب الإيراني وحده، كيفية حل مشكلته مع أحمدي نجاد تبقى مهمة إيرانية، التدخل فيها يتم في وقته. إيران ليست لبنان حتى تتقاسم الدول ولو كانت الدول الثماني الكبار، دعم هذا الطرف أو ذاك، لكل شيء حدوده.

الإعلان المشترك للقمة حول إيران، يؤكد أن باراك أوباما، لاعب ماهر، رغم كل ما قيل عن جهله للسياسة الدولية. وسط هذه المجموعة من الزعماء اختار أن يجمع ما لا يجمع، وأن يكون نتاج ذلك إعلاناً جماعياً، لا أحادياً. بهذا أثبت أنه يفضل العمل الجماعي على الأحادي، حتى ولو كانت بلاده المعنية الأولى بذلك. بهذا العمل يكون الجميع شركاء له ومعه في أي قرار. من هنا القول إن أوباما أخطر من جورج بوش بالنسبة لإيران. يستطيع أوباما في لحظة معينة تشكيل "جبهة" واسعة وقوية للعمل ضد إيران، فيكون أي قرار له قراراً دولياً، على إيران تحمل عواقبه ونتائجه.

التعامل مع إيران بدا حذراً جداً. جميع المشاركين يعرفون "الحساسية الإيرانية بكل ما يتعلق باستقلالها وسيادتها"، لذلك جاء الإعلان مبنياً على ركائز واضحة هي:

* الالتزام "بحل ديبلوماسي" لبرنامج إيران النووي. من الواضح جداً أن عملية تنسيق حقيقية قد جرت. لقد نجح أوباما في دفع المعتدلين نحو التشدد. ولجم المتشددين ودفعهم باتجاه الاعتدال، إقرار "الحل الديبلوماسي" يعني أيضاً توجيه "رسالة" دولية الى إسرائيل مضمونها العلني والرسمي "أن الحل العسكري ممنوع حالياً"، ويجب استتنفاد كل حظوظ وإمكانات العمل السياسي.

* التأكيد على احترام مجموعة الثماني "السيادة الإيرانية"، وفي هذا القرار "دغدغة" واضحة للإيرانيين. وذلك قبل أن يأتي البند الأهم وهو أن هذه الدول الثماني لن تنتظر الإيرانيين الى ما لا نهاية. أصبح أمام طهران "خط أحمر" عليها ألا تتجاوزه، بعد هذا الخط تبدأ الخطوة التالية وهي دائماً ضمن "الحل الديبلوماسي".

24 أيلول هو نهاية الجمود، عملياً الزعماء الثمانية ومن ضمنهم الرئيس الروسي، منحوا القيادة الإيرانية مئة يوم للحسم. لقد احتسبوا لنجاد ضمن المهلة الأيام العشرة للمظاهرات، المعروف أن أي رئيس يُنتخب في العالم الغربي يمنح "مئة يوم سماح"، لقد تم الافتراض أن انتخاب نجاد كان "سليماً" ومُنح فترة "السماح" هذه. بعد ذلك ستأتي فترة "القرارات" وهي ستكون "جماعية" وقد تتضمن أعلى درجات العقوبات الاقتصادية والمالية. العقوبات المحدودة التي صدرت في السابق "أزعجت إيران وأحياناً أوجعتها"، العقوبات اللاحقة إذا وقعت ستكون "مؤذية"، وستكون "مقدمة" لقرارات تصعيدية. لم يعد أمام أحمدي نجاد فرصة للتهرب من القرار الصعب. الكثيرون في إيران يقولون إن أحمدي نجاد الثاني غير الأول، في الواقع يجب معرفة ماذا يريد "المرشد" آية الله علي خامنئي. هل ما زال يعتقد أن التشدد في المواقف مثمر لإيران أكثر من الحوار والتفاهم على قاعدة "الاحترام المتبادل أم العكس؟.

دمشق والاختيار المر

يبقى أن دعوة إيران من قمة الثماني الكبار "حل الأزمة الداخلية عن طريق الحوار الديموقراطي والقانون مع إبداء القلق العميق تجاه أعمال العنف "ليس أكثر من "مظاهرة" لا مفعول لها حالياً، مفاعيل الشدة التي تعاملت بها السلطات ضد المتظاهرين الإيرانيين "أثمرت" في دفع "الانتفاضة الخضراء" الى داخل مراكز القرار العميقة في طهران أو قم للتعامل معها سواء في العثور على حل سياسي لها أو التعامل معها بدون حساب للزمن وما تحدثه التراكمات على المستقبل.

خلاصة هذا الإعلان، أن العمل العسكري مستبعد هذا العام ضد إيران سواء من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية مع الحلفاء والشركاء أو بدونهم. هذا الاستبعاد، لأن 24 أيلول هو موعد آخر للعمل السياسي. بعملية حسابية صغيرة يمكن القول، إن مئة يوم أخرى ستترك لإيران في مواجهة أي قرارات عقابية تصعيدية، أي حتى عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة. للعالم ولإيران موعد آخر مع بداية العام القادم.

هذا الموعد، ليس جديداً وإن كان أصبح شبه رسمي. الملفت في كل ذلك، "شهادة حسن السلوك" التي أصدرها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بحق دمشق.

"الشهادة" ليست جديدة وإن كانت أكثر تفصيلاً وتحديداً. المهم في هذه "الرسالة" توقيتها، اختار ساركوزي تقديم "شهادته" مع انعقاد قمة الثماني الكبار. هذا التوقيت ليس صدفة، إنه مدروس جيداً وبعناية شديدة.

الرئيس الفرنسي أراد "سحب" أي اتهام أو مساءلة دمشق بكل ما يعني لبنان. لقد أدت دمشق "واجبها للعلى" في الأزمة اللبنانية، بعد التبادل الديبلوماسي بين دمشق وبيروت أصبحت الملفات ملكاً للعاصمتين السورية واللبنانية.

هذه "العملية الساركوزية"، هي لسحب أي بحث داخل قمة الثماني حول موقع دمشق مما يحدث في لبنان والمنطقة.

الهدف الأساسي لساركوزي فصل دمشق عن مسار التعامل الدولي مع طهران. دمشق لا تقع في "محور الشر" الذي تحتله طهران. هذا الفصل يخدم دمشق، العقوبات ضد طهران ستبقى بعيدة عن سوريا. هذا الموقف برأي ساركوزي يشجع دمشق عن الابتعاد عن طهران. وإن لم تبتعد باختيارها، فإنها ستكون بالتأكيد محرجة أمام طهران. فإذا هي اختارت الحياد فإن ذلك لن يكون لرحابة لدى الإيرانيين. وإذا اختارت الالتزام بالقرارات الدولية الجماعية فإن ذلك سيحدث أزمة عميقة مع شريكتها إيران.

مشكلة دمشق أنه لا يمكنها التلاعب كما فعلت مع العراق في فترة الحصار الاقتصادي. الحدود المشتركة الطويلة بينهما سمحت لدمشق بلعب لعبة مزدوجة إطارها "التهريب" الشعبي وفي الوقت نفسه التشديد على الالتزام بالقرارات الدولية فجنت مكاسب مالية واقتصادية وحتى سياسية تحت صيغة قيادة الممانعة العربية. مع إيران لا توجد حدود مشتركة. القرار سياسي يكون ايجابياً أو سلبياً أو لا يكون. مهلة المئة يوم الأولى أمام طهران، تعني لبنان كثيراً مثلما تعني دمشق. هذه المهلة تعني أن لبنان سيجد نفسه أمام استحقاقات جدية. تشدد طهران سيقابله تشدد دولي وليس أميركياً أو أوروبياً أو إسرائيلياً فقط. أي تشدد ستكون تردداته ومفاعيله عامة على المنطقة وتحديداً لبنان لأنه مرشح لأن يعود "ساحة للاختبار والمواجهة".

إخراج لبنان من أزمة تشكيل الوزارة بسرعة وعلى قاعدة وفاق متينة وثابتة، عملية ملحة وسريعة جداً. قد تأتي لبنان والمنطقة "رياح" الخطر فيعتدل القادة في إيران وتحديداً "المرشد" آية الله علي خامنئي وأحمدي نجاد. لكن لا شيء مضموناً. كل شيء يؤشر الى التشدد. أحمدي نجاد من "طينة" المسؤولين الذين يفتعلون معارك طواحين الهواء الخارجية لتوحيد الجبهة الداخلية. فهل من يسمع في لبنان، ويتنبه لحركة "الرياح" التي تحمل في طياتها "الأعاصير".

 

دعوة جنبلاط ومخاطر عدم التوازن في القراءات النقدية

المستقبل - الجمعة 10 تموز 2009 - خالد العلي

منذ ما قبل الانتخابات النيابية انبرت أكثر من جهة سياسية للتحدث عن تغييرات وإعادة تموضع لعدد من الفرقاء السياسيين بعد الانتخابات وكانت التسريبات في معظمها أو كلها تستهدف فريق الرابع عشر من آذار ربما بهدف اولي للمروجين هو إطلاق الشكوك حول الشعارات المرفوعة لهذا الفريق بحيث تتمكن من هزيمته سياسيا قبل الانقضاض عليه انتخابياً.

وقد استمرت هذه السياسة التشكيكية بعد أن انتصر هذا الفريق في الانتخابات وأثبت وفق قواعد هذه الأخيرة (أي الانتخابات) صحة ما أعلنه من مبادئ أو خطط أو برنامج عمل مشترك لمختلف تلاوين هذا الفريق، ورغم ذلك يستمر التشابك حتى ان البعض في 8 آذار ذهب إلى حد ان الأكثرية التي تحققت في الانتخابات الأخيرة تحوّلت إلى أقليات ينتظر الجميع إعادة تموضعها هنا وهناك الأمر الذي يستخدم في التعاطي اليومي مع تشكيل الحكومة منذ تكليف سعد الحريري هذه المهمة الوطنية.

أوساط سياسية مطلعة ترى في محاولات البعض في فريق الرابع عشر من آذار ولاسيما النائب وليد جنبلاط إعادة قراءة المعطيات السياسية المحلية والاقليمية والدولية بهدف فهمها والتعاطي معها بما يخدم الأوضاع الداخلية، ترى فيها محاولة تتطلب مقاربة من الفريق الآخر في الثامن من آذار حتى تصبح مجدية وفاعلة وهو أمر تنبه له جنبلاط عندما قال ان المطلوب "إجراء قراءة دقيقة للمستجدات والتحولات من قِبَل كل القوى السياسية" الأمر الذي يعني ان تحولاً أو إعادة تموضع لفريق دون آخر سوف يجعل الأمور أكثر تعقيداً وأقل جدوى في احداث التغيير المطلوب.

وتقدر الأوساط السياسية اهمية القراءة التي لا يزال النائب جنبلاط يجريها وبعض التحركات السياسية أيضاً التي يقوم بها فريقه ويرد عليها بتحركات مشابهة من قبل "حزب الله" وحركة "أمل" مثلاً. إلا أنه في المفاصل الأساسية وعند أي استحقاق مهم نجد ان الفريق الأساسي في 8 آذار يعود إلى استحضار الماضي وقائع وقراءة من غير أن تظهر معالم ما أسماه جنبلاط "إعادة قراءة المعطيات السياسية" وهذا ما يثبت خطورة "إعادة القراءة" من طرف واحد.

وتشير الأوساط إلى أن الفريق الرئيس في 8 آذار أي "حزب الله"، قدم خلال اليومين الماضيين بعد الحديث عن ما يشبه التعثر في تشكيل الحكومة قراءة للمعطيات على لسان أكثر من مسؤول في الحزب فقال احدهم "... ان المشهد السياسي سيعكس صحة ما كانت تحمله المعارضة من رؤى للوضع السياسي الداخلي"، وقال قيادي آخر "ان فريق الرابع عشر من آذار اصبح ثلاثة أفرقاء هم مسيحيو 14 آذار، تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وننتظر المزيد...". كما أعاد قيادي ثالث قراءة أحداث السابع من أيار 2008 كما لو كانت جرت بالأمس مستخدماً العبارات نفسها والرؤية السياسية ذاتها. وأصرّ هذا الفريق أيضاً على التمسك بوجهة نظره حيال سلاح الحزب على الرغم من المواقف القديمة المعلنة والمجددة لفريق الرابع عشر من آذار من مسألة السلاح وخضوعه لآلية الحوار. والأدهى بحسب الأوساط ان 8 آذار بكل أطيافه يتعاطى مع الاستحقاقات المقبلة على قاعدة الانفراط الحتمي للرابع عشر من آذار حتى ان هذه الأطياف تنتظر موعد دفن هذه الحركة لتشارك في مراسم دفنها!

وتتساءل الأطراف عما قدمته اللقاءات التي عقدت بين كل من النائب وليد جنبلاط والرئيس المكلف سعد الحريري على حدة، مع قيادة "حزب الله" خصوصاً في مواضيع لها صلة بمفاصل أساسية في الحياة الوطنية خلال السنوات الأربع الماضية. ألم يتوصل جنبلاط والحريري مع قيادة الحزب إلى توضيح الحقائق مثلاً بشأن حوادث 7 أيار وما سبقها ولحقها كي يصر الحزب على تقديم قراءته لهذا المفصل الدقيق في لحظة وطنية يصفها جنبلاط بالدقيقة؟؟! ألم تتوصل اللقاءات التي عقدت لإسقاط منطق التشكيك بالخيارات المتعلقة بكل فريق واستطراداً بمنطق التخوين إلى نتائج كي تستمر 8 آذار في إصرار على ما تسميه ضمانات وطنية من قبل الرئيس المكلف للتعاطي مع قضايا ومسائل يعتبرها "حزب الله" خاصة به ومنها مسألة السلاح والتفاوض مع إسرائيل والعلاقات مع سوريا على ما بات واضحاً مما يقوله المعنيون في الحزب؟؟

وتعتبر الأوساط ان مسألة تقديم قراءة جديدة نقدية للسنوات الأربع الماضية تكتسب أهمية بقدر ما تكون شاملة لكل الأطراف وعلنية وقاطعة ومعبّرة عن حقيقة الواقع السياسي والأمر ينطبق على سائر فرقاء الأزمة اللبنانية حيث ينبغي قيام تناغم تغييري ونقدي بين الجميع فلا يجوز أن يتقدم جنبلاط ويبقى الآخرون مكانهم ويصبح كمن يغرد خارج السرب من غير أن يلتقي أو ينضم إلى سرب آخر وبالتالي تصبح حركته النقدية أو إعادة تموضعه أو غيرها من التسميات ضرباً من ضروب الترف السياسي فيما الحقيقة انه يحاول كسر الاصطفاف السياسي القائم غير القابل للتطور والتغيير.

وتخلص الأوساط إلى اعتبار ان فريق الثامن من آذار مطالب بملاقاة جنبلاط في وسط الطريق حتى يتمكن من إعطاء حركته بُعداً وطنياً تغييرياً ففي الوقت الذي يقول ويعلن ان اللقاءات التي تُعقد على مستوى علمائي في الجبل بين وفد من "حزب الله" والمرجعيات الدرزية له مفاعيل ايجابية لطي صفحة السابع من أيار، ينبري البعض في الحزب للتأكيد على وجهة نظره التي كانت ما قبل اللقاء بين كل من جنبلاط والحريري مع السيد نصرالله في مواضيع السلاح و7 ايار والخيارات الوطنية الأمر الذي يجهض مفاعيل تلك اللقاءات والحركة الانفتاحية الاستباقية التي يقوم بها جنبلاط والحريري، والتي تتطلب جهوداً كبيرة لترجمتها عملياً على الأرض وسط استمرار الاحتقان الذي تغذيه التصريحات التي لا تشير إلى اعتماد منطق النقد الذاتي أو إعادة قراءة المعطيات من قِبل الفريق الآخر وقد تنذر بعواقب ردّة الفعل على لحظة تاريخية لم يلتقط أهميتها المعنيون في فريق الثامن من آذار..

 

الجيش: تعرض أحد الفرنسيين للضرب سببه عدم تسهيل مرور آلية تنقل موقوفا خطرا

صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش التوضيح الآتي: "تناقل بعض وسائل الاعلام خبرا يتعلق بتعرض المدعو ماتيو فيفر فرنسي الجنسية، والده يعمل في وكالات تابعة للامم المتحدة في بيروت، لعملية خطف وضرب من مجهولين في أثناء مروره في شارع سامي الصلح - بدارو. تشير قيادة الجيش الى أن ما حصل مع صاحب العلاقة كان على خلفية عدم تسهيل مرور إحدى الآليات العسكرية التي كانت تقوم بمهمة نقل أحد الموقوفين الخطرين، رغم استخدام منبه الآلية لمرات عدة، ولدى التعرف الى هوية الشخص المذكور عولج الموضوع فورا، فيما تتابع هذه القيادة التحقيق في الحادث، على أن تتخذ الاجراءات المسلكية المناسبة بحق المخالفين عند ثبوت أي تجاوز للقانون".

 

حنين يشرح لإيلاف آلية الطعن في الانتخابات ومدى فاعليته

GMT 8:30:00 2009 الجمعة 10 يوليو

 ايلاف/ريما زهار

انتهت مهلة تقديم الطعون امام المجلس الدستوري الذي تسلم ثمانية طعون جديدة تقدم بها رشيد الضاهر ضد النائب هادي حبيش، ونقولا صحناوي ضد النائب ميشال فرعون، وآدي ابي اللمع ضد النائب سليم سلهب، واميل كنعان ضد النائب ابرهيم كنعان، ايلي كرامة ضد النائب ادغار معلوف، والياس مخيبر ضد النائب غسان مخيبر، وسركيس سركيس ضد النائب نبيل نقولا، وكميل المعلوف ضد النائب جوزف المعلوف. ورامي عليق ضد النائب عباس الهاشم. وارتفع عدد الطعون امام المجلس الى 19. وكان المجلس قد تسلم  طعونًا من الوزير الياس سكاف ضد النائب نقولا فتوش، والنائب السابق سليم عون ضد النائب ايلي ماروني، والنائب السابق حسن يعقوب ضد النائب عقاب صقر، ورضا الميس ضد النائب عاصم عراجي، والسفير فؤاد الترك ضد النائب طوني ابو خاطر، وعدنان عرقجي ضد النائب نهاد المشنوق، وعجاج حداد ضد النائب عصام صوايا، والنائب السابق مخايل ضاهر ضد النائب هادي حبيش، وغسان الرحباني ضد النائب ميشال المر، وغسان الاشقر ضد النائب سامي الجميل. والسؤال الذي يطرح في هذا الصدد ما هي الآلية القانونية للنظر بكل تلك الطعون وما مدى صدقية المجلس الدستوري وعدم تسييسه؟

يقول النائب السابق والخبير القانوني الدكتور صلاح حنين لإيلاف انه على النائب الذي لم ينجح في دائرته ان يملك مستندات واثباتات تدل على الغش او اساءة استعمال وخرق للقانون وتجاوزه، وتبرر اعادة النظر بالانتخابات في ما خص هذا الطعن، واضاف انه يجب ان تحصل القرارات باجماع 7 على عشرة من المجلس الدستوري، وقانون المجلس يحدد اذا كانت هذه الادلة تؤثر على عدد كثيف او قليل من الناخبين، ويتم الغاء الانتخاب واعادة الانتخاب في حال كان العدد كثيفًا، اما هل قرار المجلس الدستوري فاعل في لبنان؟ يجيب بالطبع، لان ذلك تم في السابق، وتصل النتيجة الى الغاء الانتخابات لاحد المقاعد، ويصار الى اعادة الانتخابات، وعن رأيه بالطعون المقدمة اليوم من الطرفين، يجيب انه لا يستطيع الحكم لان ذلك حق للمرشحين، وبحسب الادلة، وما يستطيع تقديره بان المجلس الدستوري سيبت بكل هذه الطعون والمعطيات وسيقرر اذا كانت الادلة كافية والملف مستوفي الشروط، اما هل صدقية المجلس الدستوري في لبنان هي نفسها في البلدان الاخرى ام قد تكون مسيسة؟ يجيب:"اليوم قاموا بسعي جدي كي يتمثل في المجلس الدستوري اشخاص جيدون، ومحترمون جدًا، طبعًا كلما تقدمت البلاد في ديموقراطيتها وفي المجتمع المدني والنظام والقوانين وبمناعة شعبها وسياسييها، كلما وصلت المجالس الدستورية الى مستويات راقية، وفاعلة ونزيهة وكفوءة، والمجلس الدستوري من المؤسسات التي يمكن ان تتطور وتتحسن، وفي لبنان لا زلنا في تجربة المرحلة الثانية ففي البدء كان هناك الوجود السوري، واول مجلس دستوري تم في التسعينات كان جيدًا، وكان يأخذ قرارات جريئة مما حدا الى تغييره، واتوا باعضاء ليسوا بالكفاءة التي كانت موجودة، واصبح مشكوك بصدقيته في فترة من الفترات، واليوم نعود الى المرحلة الثانية التي هي خارج النفوذ السوري، واليوم وصلنا الى مرحلة افضل، ويهمنا مع الوقت ان يبقى لبنان خارج اي هيمنة وان تكون مؤسساته خارج التسييس.

ويتابع:"يتريث المجلس الدستوري عندما تظهر نتائج الانتخابات الرسمية فرقًا كبيرًا بالأصوات لمصلحة المستدعى ضده النائب المطعون بصحة نيابته. ومقياس الفارق الكبير، ينهض على أساس عدد المقترعين المعول عليه في كل دائرة انتخابية.

لكن المجلس الدستوري لم يتردد في قرارات سابقة له، في رد مراجعات طعن عدة، كان قد قدمها مرشحون خاسرون، بالرغم من ان هذه المراجعات قد استندت فيما استندت إليه من أسباب، على الفارق الضئيل جدا الذي تكوّن في ما بين النائب الفائز والمرشح الخاسر، ومنها المراجعات التالية التي استندت الى الفارق الضئيل جدًا الذي بلغ:

ـ 209 أصوات، في مراجعة السيد كميل زيادة الرقم 9/2000 بوجه النائب المنتخب فارس بويز.

ـ 319 صوتًا، في مراجعة السيد نزار يونس الرقم 10/2000 بوجه كل من النائبين بطرس حرب وسايد عقل.

ـ 18 صوتًا، في مراجعة الدكتور بيار دكاش الرقم 7/2000 بوجه النائب عبد الله فرحات.

مقابل هذا الفارق الضئيل في هذه المراجعات التي ردت جميعها ولم يؤخذ بها، نجد أن المجلس الدستوري يعتمد الفارق الكبير في الأصوات في ضوء حجم الدائرة الانتخابية ونظرًا لعدد المقترعين. ويشكل الفارق الكبير في الأصوات عاملاً حاسمًا في رد مراجعات الطعن المقدمة بصحة نيابة نائب منتخب، حتى عندما يتبين ان مخالفات عدة جرت خلال العملية الانتخابية.

حيث درج اجتهاد المجلس الدستوري اللبناني والفرنسي على رد كل مراجعة إبطال نيابة كلما تبين له أن المطعون في نيابته قد فاز على خصمه المستدعي بفارق من الأصوات لا يبرر أية مراجعة. هذا، حتى عندما يتبين للمجلس ان مخالفات عدة قد جرت خلال العمليات الانتخابية.

لقد استقر اجتهاد المجلس الدستوري اللبناني على اعتبار أنه مهما تكن طبيعة المخالفات وأهميتها، فليس من شأنها أن تؤدي إلى إبطال الانتخاب إذا كان الفارق في الأصوات كبيرًا، أو بصورة عامة إذا أيقن المجلس أن هذه المخالفات لم يكن لها التأثير الحاسم في نتيجة الانتخاب.

 

عون بعد الزعل والزغل صورة منقحة عن ماضيه ؟

الفرد نوار/الشرق

لا يرضى البعض باظهار «زعله» الشخصي فقط عندما يصر على اعتبار زغله السياسي حاجة وطنية ملحة، خصوصا في مجال تحديد ما يريده وما يرفضه للقبول بشراكته في الحكومة، بما في ذلك اعتراضه على الاصول البرلمانية الديموقراطية التي تجسد النظام السياسي في لبنان.

لهذا «الزعل والزغل» اكثر من قصة برزت بداياتها اواخر الثمانينات عندما تسلم قائد الجيش انذاك العماد ميشال عون رئاسة حكومة عسكرية تضم المجلس العسكري وهم العقيد عصام ابو جمرة، اللواء محمود طي ابو ضرغم، العميد نبيل قريطم العقيد لطفي جابر. لكن فور اعلان التشكيلة اعتذر كل من ابو ضرغم وقريطم وجابر (لاسباب سياسية) من غير ان يعني ذلك سقوط الحكومة بداعي الخلل المذهبي، بقدر ما اصر من يدعي الشرف والتمسك بالاصول في هذه الايام النائب ميشال عون على ان يبقى رئيسا لحكومة تضمه ممثلا عن الموارنة ومن ابو جمرة ممثلا عن الارثوذكس، الى حين «طلعت في رأسه» يومها فكرة ضم ضابط كاثوليكي هو العقيد ادغار معلوف؟!

كما كان القصد من الحكومة العسكرية التي تحولت الى سلطة بتراء اجراء الانتخابات النيابية، فيما جاء تصرفها على الارض بعكس المطلوب، اي انها منعت بالقوة اجتماع النواب في مقر المجلس (قصر منصور) في محلة المتحف لانتخاب رئيس الجمهورية الخلف للرئيس امين الجميل!

ولجهة «الزغل» بالتحديد، فان لعبة عون في معرض ضرب الدستور في الصميم التقت يومها مع لعبة من لم يرد الانتخابات الرئاسية بسبب او لاخر، الامر الذي ابقاه سلطة متعدية على اصول الحكم بالتزامن مع وضع اليد على قصر الرئاسة في بعبدا والتصرف بمقدرات البلد، من خلال السلطة العسكرية اولا واخيرا، جراء فشل مؤسسة مجلس النواب في لعب دورها الدستوري والقانوني!

صحيح ان الحال التي ميزت وصول قائد الجيش رئيس الحكومة العسكرية البتراء ميشال عون الى قصر بعبدا، جاءت لمصلحة امراء الحرب ولو بنسب مختلفة، من غير حاجة الى نكء جراح الماضي السياسية والشعبية والقانونية والدستورية. لكن الحاصل اليوم بعدما اعيد "تشريع الخوارج"، ان اللعب على الدستور قد تجدد بصور واشكال مختلفة!

كانت الانتخابات الرئاسية تتم في جلسة او اثنين. وهي بحاجة هذه الايام الى اسابيع وشهور واقفال وفتح المجلس "لان هناك من يهمه تغيير الصورة الديموقراطية البرلمانية" وقد تغيرت بالفعل.

كان تشكيل الحكومة يتم من خلال حيازة الاكثرية المطلقة، حتى ولو اقتضى حيازة الرئيس المكلف الثقة باغلبية الصوت الواحد، فيما انقلبت الآية السياسية - الدستورية والقانونية هذه الايام الى "فرض الرأي بالقوة والاصرار على التوزير بالقوة (...) ومنع تشكيل الحكومة بالقوة وبالادعاءات الفارغة من اي محتوى، لان هناك من جرّب التعدي على الدستور ولم يجد من يوقفه عند حدّه، مثله مثل من شهر سلاحه بوجه الوطن والمواطن والمؤسسات ولم يجد من يتصدى لديماغوجيته وغوغائه؟!

الجنرال السابق النائب الحالي ميشال عون حر في تحديد ما يريده وما يرغب فيه. لكن عندما يدعي لنفسه قانونية الاعتماد على النسبية في التوزير يكون بمستوى "زعيم انقلابي" يشكل الاخذ بمطالبه تشريعا مختلفا للأصول والاعراف والدستور، ليس لان بوسعه فرض رأيه مدعوما بحلفاء قادرين على مماشاته في ضرب القوانين، بل لان من يفترض به ان يلقمه حجرا لا يزال يعتمد على الصمت المريب؟!

هل بلغ التلاعب بالدستور حد الاتكال على من بوسعه ان يفرض اصول اللعبة بقوة السلاح؟ وهل المقصود من هكذا «خزعبلات» ضرب البلد في مؤسساته ودستوره للوصول به الى "حال شبيهة بالمؤثرات المحيطة في هذه المنطقة من العالم"!

اكاديمي بارز توقع المزيد من خرق الدستور كما توقع المزيد المزيد من تدمير مؤسسات الدولة حيث يرى غاية اساسية من وراء ذلك "ابقاء البلد على فوهة بركان" تتداعى فيه عوامل الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي، فيما تنشط عوامل الهجرة "لان المواطن عندما لا يجد الراحة والامان لا بد وان يبحث عن مستقبله في مكان آخر"، خصوصا ان البدائل المطروحة على المستويات القريبة والبعيدة تشير الى ذلك بالاسماء والارقام (...) حيث لا حاجة مع كل ذلك الى توقع الاحسن بوجود عون ومن هو على طرازه؟!

 

جنبلاط والأثمان المشتهاة لتسهيل تشكيل الحكومة في لبنان

الأحد, 05 يوليو 2009الحياة

 حازم الأمين

لن تكون ولادة الحكومة الاولى بعد الانتخابات النيابية اللبنانية ولادة يسيرة. فاعتبارات التشكيل تتجاوز، على ما يبدو، ما افضت إليه نتائج الانتخابات المتمثلة بتفوق «14 آذار» بـ14 مقعداً نيابياً على «8 آذار»، خلافاً لما كانت أشاعته الاخيرة عن حتمية فوزها وصدقته دول وسفارات عربية واوروبية عادت والمحت الى دور شخصيات في «14 آذار» في إشاعة أجواء فوز خصومها، من بينها وليد جنبلاط.

القدرة على تعطيل تشكيل الحكومة هو ما فازت به «8 آذار»، وهي جيّرت هذه القدرة الى حليفتها دمشق على نحو سريع، فجاء الاستثمار فظاً في وضوحه وصراحته. لا حكومة في لبنان ما لم تكن دمشق طرفاً في تشكيلها! أي معادلة بائسة هذه... وأي انكشاف للنيات والادوار والوظائف. فحصيلة اربع سنوات من المرارات وظفت فيها 8 آذار جمهورها وسلاحها واعلامها، وصرفت فيها من الارواح والاموال والطاقات ما لم يسبق ان صُرف، تنتهي بطلب بسيط يتمثل في زيارة يقوم بها سعد الحريري الى سورية.

أياً كان الباعث على الزيارة ووفق أية ظروف، وبغض النظر عن تلبيتها او عدمها، فإن رصيد «8 آذار» صرفته سورية بضربة واحدة. لكن ايضاً يبقى السؤال عن رصيد «14 آذار» وهو اكبر من دون شك، على الأقل في ما يتعلق بنتائج الانتخابات، اذ ثمة من يحاول في لبنان صرفه ايضاً في حساب هامشي. ومرة جديدة يلوح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط محاولاً فعل ذلك. فالزمن السياسي في لبنان، على ما يبدو، لا يتعدى السنوات الأربع، هي تلك التي تفصل بين انتخابات واخرى، اذ ان «14 آذار» سائرة باتجاه تبديد رصيدها السياسي، المتشكل في أعقاب الاقتراع الأخير، قبل ان تُتِم الغالبية التي حصلت عليها عمر الشهر الواحد. فالتفويض الذي منحها اياه المقترعون نجم عن مواجهات عاشها الاخيرون بتفاصيلها وكابدوا مراراتها، وهم فعلاً مستعدون لمحاسبة المفرّطين بخياراتهم، وميشال عون بين انتخابي 2005 و2009 مثال صريح على ذلك.

الاشارة الى ميشال عون هنا تهدف أيضاً الى القول بأن من سيحاسب هو الناخب المسيحي، بما ان هذا الأخير كان المقترع الأبرز في انتخابات حزيران (يونيو) الفائت، وهو تماماً الناخب الذي يبدو ان وليد جنبلاط يعطيه ظهره، اذ يبدو ان بين الأول والثاني فقدان ثقة كبيراً أفضى بجنبلاط قبل الانتخابات الى توقع «تسونامي» عونية ثانية، ما دفعه الى الانطلاق بتوجه يعيد فيه تموضعه وفقاً لهذا التوقع.

لكن نتائج الانتخابات لم تفض الى التروي في الاندفاعة الجنبلاطية، وهو امر لا يبدو ان الزعيم الدرزي حصيف فيه، فالانعطافة التي لم تردعه عنها نتائج الانتخابات ستؤسس لاجواء انعدام ثقة لن يعوضها سعيه الى استعادة ثقة سورية و»حزب الله» به، وسيصبح الزعيم محاصراً بقدر من الريبة التي لا تتيح علاقات طبيعية مع احد.

طبعاً يدرك وليد جنبلاط هذا، وهو لن يغادر «14 آذار»، وسيبقى يزور قريطم موضحاً انه لم يكن يعنيها بتصريحه الليلة الفائتة، بل كان يُسدد على حلفائها المسيحيين. كما انه نقل جمهوره الدرزي في السنوات الخمس الفائتة الى موقع من الصعب تبديله في حركة شبه مسرحية، واختار نوابه من موقع المواجهة نفسه، وهو يعرف انه لن يُستقبل من الجمهور الخصم في حال قرر حزب الله استقباله.

اذاً يريد وليد جنبلاط وضعاً كاملاً لـ»14 آذار» يتيح انعطافة ناعمة لموقعه. يريد لسعد الحريري ان يشاركه في تنازلاته، فلا مشكلة مع الثلث المعطل، ولا مشكلة في زيارة الأخير سورية طالما انها تُمهد لزيارته هو العاصمة التي غادرها قبل اكثر من خمس سنوات.

لكن الغريب أن أداء جنبلاط يوحي بأنه مستمَد من خسارة في الانتخابات لا من فوز فيها، فهو على ما يبدو رسم توجهه بناء على هذه الخسارة ولم يمهله الفوز فرصة اعادة النظر فيه.

والمفارقة أيضاً تتمثل في سير الزعيم الدرزي عكس مؤشرات اقليمية ودولية لطالما اشتهر جنبلاط بالتقاطها، بدءاً بخطاب اوباما في جامعة القاهرة، ومروراً بالتوجه الاسرائيلي لتسريع التفاوض مع سورية ووصولاً الى الوقائع الايرانية الداخلية. ولا يعني ذلك ان ثمة وجهة واحدة لكل هذه الوقائع، لكنه يعني من دون شك ضرورة انتظار متغيرات قد تكون وشيكة.

حركة جنبلاط هذه المرة غير منسجمة مع الحركة المنبعثة من هذه المسارات الاقليمية والدولية، وغير سائرة على وقعها. فقد حدد وجهة واحدة لانعطافته، وهو وإن كان مقيداً بموقعه في «14 آذار» بفعل عوامل حددنا بعضها، لكنه بتخبطه يُبدد احزمة أمان قد يفضي فقدانه لها الى بقائه وحيداً في العراء.

من المؤكد ان جنبلاط في رهاناته الجديدة يعتمد على قناعة بعودة العلاقات السعودية - السورية الى سابق عهدها، وعلى اعتقاد بفشل جديد في العراق يعزز من وضع التحالف الاقليمي الايراني - السوري، وعلى ثبات الوضع الايراني الداخلي بعد انتخاب أحمدي نجاد الذي سارع الى تهنئته بالفوز قبل ان ينال الاخير تهنئة حزب الله، وعلى فشل مصري في ادارة المفاوضات بين فتح وحماس يعيد تقديم الدور السوري على أي دور آخر في الملف الفلسطيني.

الارجح ان جنبلاط يستمد قناعاته هذه من احباطات احدثتها تجربة رهاناته «البوشية»، لكن القناعات المستجدة هذه تنتمي ايضاً الى المزاج الاندفاعي نفسه، فعناصر المشهد الدولي والاقليمي لا تُقرأ بوجهة واحدة، والتغيير الكبير في الموقع الأميركي بعد انتخاب اوباما بدأت بوادره تظهر في باكستان، وربما نجح العراق في ضبط اوضاعه بعد الانسحاب الاميركي من المدن، أما ايران فلم ينجل بعد غبار وثبة المعارضة فيها.

فمهلاً علينا. ذاك ان حماية الدروز واجب وطني واخلاقي طبعاً، خصوصاً في نظر من لم يكن يشارك جنبلاط حماسته لزجهم في المواجهة. لكن الواجب الاخلاقي ايضاً يقضي باحترام خيــارات ناخبيـــن دروز وغير دروز اقترعوا لغير هذه الانعطافة.

 

تظاهرة احتجاجية على مفرق حوسين ضد "يوم الجندي الدرزي"

وكلمات طالبت بإبطال قانون التجنيد الاجباري واعتبرته إهانة للطائفة

وطنية - 10/7/2009 أقامت "حركة الحرية للحضارة العربية" تظاهرة احتجاجية على مفرق حوسين قرب قرية البقيعة في فلسطين المحتلة، مساء أمس، ضد احتفال الجيش الإسرائيلي في قرية حرفيش تحت شعار "يوم الجندي الدرزي".

وشارك في التظاهرة سكرتير الحزب الشيوعي الاسرائيلي الكاتب محمد نفاع، رئيس حركة الحرية للحضارة العربية إحسان مراد، عضو سكرتارة في لجنة المبادرة العربية الدرزية غالب سيف، وشبان دروز من كل القرى العربية الدرزية والفئات السياسية تحت اسم "القوى الوطنية في الطائفة العربية الدرزية"، ورفعوا شعارات تندد بالتجنيد الاجباري.

وألقى نفاع كلمة قال فيها: "نحن ضد التجنيد العسكري الاجباري للشباب العرب الدروز، وضد ما أطلقوا عليه "يوم الجندي الدرزي، لأن هدفه سياسي خبيث".

مراد

واعتبر مراد "هذا اليوم اهانة بحق أبناء الطائفة العربية الدرزية، خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي تعانيها القرى العربية الدرزية، ولا سيما اضراب المجالس المحلية المفتوح".

وطالب ب"إبطال قانون التجنيد الاجباري"، داعيا كل القيادات السياسية والمرجعيات الدينية من الطائفة العربية الدرزية في لبنان وسوريا والأردن إلى "التدخل في هذا الأمر"، وقال: "لا شك في أنه علينا في الداخل أن نقوم تجربة الخدمة في الجيش على مدار 61 عاما".

سيف

من جهته، قال سيف: "مبدئيا نحن ضد التجنيد الاجباري، لأننا جزء من الشعب الفلسطيني، ولنا ما له وعلينا ما عليه. واليوم، عشرات الآلاف يرفضون التجنيد الإجباري، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، والتجنيد هو ضد مصلحتنا وشعبنا".

"هيئة دعم رفض الخدمة"

وفي الإطار نفسه، حيت "الهيئة العربية لدعم رافضي الخدمة الالزامية في الجيش الإسرائيلي" التي تتخذ من بيروت مقرا لها، الشباب الدروز "الأبطال الذين تظاهروا رفضا لبدعة يوم الجندي الدرزي".

وألقى السكريتير التنفيذي ل "الهيئة" بسام القنطار كلمة قال فيها: "رغم أن الذين تظاهروا هم قلة في مجتمعهم، ولكن دائما وعلى مر العصور القلة تعرف طريق الحق والصواب، والكثرة تكون مغيبة وفي ظلال".

أضاف: "نطالب بوقف الاستهتار بكرامتنا وتاريخنا عبر استغلال السلطات الإسرائيلية لمقام سيدنا سبلان كأداة لغرس الفكر المتعلق بالخدمة الإلزامية للدروز في الجيش الإسرائيلي".

وحيا "المتظاهرين الرافضين لتنظيم "يوم الجندي الدرزي"، وأعضاء المجالس الدرزية المحلية الذين قاطعوا الإحتفال، ويطالبون برفع الغبن اللاحق بقراهم من جراء حجب المساعدات من قبل الحكومة الإسرائيلية على خلفية عنصرية واضحة، بهدف السير بمشروع يهودية الدولة وطرد السكان الأصليين منها بمن فيهم الدروز والشركس".

وختم: "إن الهيئة في صدد زيارة مختلف المرجعات الدرزية في لبنان وسوريا لإطلاعها على الظروف المأسوية التي يعيشها ابناء الطائفة في فلسطين المحتلة، ولا سيما الزامهم على الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في المواقع الحساسة على الحدود مع غزة مما يتسبب بمقتل العديد منهم وجرحهم. كما سيتمنى الوفد على هذه المرجعيات اعلان موقف يتعلق باستخدام المقامات الدينية الدرزية في فلسطين لأغراض عسكرية اسرائيلية".