المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 13 تموز/2009

إنجيل القدّيس لوقا .7-1:10

وبَعدَ ذلِكَ، أَقامَ الرَّبُّ اثنَينِ وسبعينَ تِلميذًا آخَرين، وأَرسَلَهمُ اثنَينِ اثنَينِ يتَقَدَّمونَه إِلى كُلِّ مَدينَةٍ أَو مَكانٍ أَوشَكَ هو أَن يَذهَبَ إِلَيه. وقالَ لَهم: «الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه. اِذهَبوا! فهاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب. لا تَحمِلوا كِيسَ دَراهِم ولا مِزوَدًا ولا حِذاءً ولا تُسَلِّموا في الطَّريقِ على أَحد. وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فقولوا أَوَّلاً: السَّلامُ على هذا البَيت. فإن كانَ فيهِ ابنُ سَلام، فسَلامُكُم يَحِلُّ بِه، وإِلاَّ عادَ إِلَيكُم. وأَقيموا في ذلكَ البَيتِ تأَكُلونَ وتَشرَبونَ مِمَّا عِندَهم، لِأَنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرَتَه، ولا تَنتَقلوا مِن بَيتٍ إِلى بَيت.

 

 قتلى و 29 جريحاً غالبيتهم مسيحيون في انفجارات 4استهدفت كنائس بغداد

 القوات العراقية لم تطلب مساعدة الأميركيين في عمليات قتالية منذ 30 يونيو

بغداد - وكالات: أعلنت مصادر امنية وطبية عراقية مقتل اربعة مسيحيين واصابة 21 شخصا آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة امام كنيسة مساء امس في شارع فلسطين شرق بغداد, بعد سقوط ثمانية جرحى في استهداف ثلاث كنائس في وقت سابق وخامسة ليل اول من امس. وقالت المصادر ان "اربعة من المصلين قتلوا واصيب 21 شخصا بينهم 15 مسيحياً, بانفجار سيارة مفخخة قرب كنيسة مريم العذراء لطائفة الكلدان في شارع فلسطين, شرق بغداد, لدى انتهاء القداس مساء الاحد", موضحة ان "السيارة التي انفجرت كانت متوقفة بين الكنيسة ومسجد قائم آل محمد", وان "المسافة بين المكانين لا تتجاوز الستين مترا".

واضافت ان من بين "الجرحى الكثير من النساء والأطفال كما لحقت أضرار بأربع سيارات فضلاً عن منازل مجاورة".

إلى ذلك, سقط ثمانية جرحى في تفجيرات طالت ثلاث كنائس, هي مار جورجيس للكلدان في منطقة الغدير المختلطة جنوب شرق بغداد, بالاضافة الى كنيسة تقع في حي الوحدة (شرق), وأخرى في ساحة التحريات المجاورة. ولم يكن في وسع المصادر تحديد الطوائف التي تتبعها بعض هذه الكنائس, مشيرة الى ان العبوات المتفجرة وضعت "قرب جدران الكنائس وليس في داخلها".وليل اول من امس, انفجرت عبوة ناسفة داخل باحة كنيسة مار يوسف لطائفة الكلدان في منطقة نفق الشرطة غرب بغداد, ما أدى الى اضرار مادية في الكنيسة والمنازل المجاورة. وقال شهود عيان ان الانفجار حدث في اعقاب حملة امنية شملت الاحياء المجاورة للكنيسة, علماً أن كنائس المسيحيين تتعرض باستمرار لاعتداءات ما ارغم عشرات الالاف منهم على الفرار الى الخارج او اللجوء الى سهل نينوى واقليم كردستان العراق. وفي كركوك شمال بغداد, قتل صباح امس مسيحي يشغل منصب مدير "دائرة الرقابة المالية" في المحافظة بنيران مسلحين, وقال العقيد انور قادر ان "مسلحين مجهولين اغتالوا مدير عام الرقابة المالية في كركوك عزيز رزقو ميسان", موضحا ان "المسلحين اوقفوا ميسان عندما كان يستقل سيارته برفقة ابنته صباحا في حي الدوميز, جنوب شرق, وارغموه على النزول منها ثم اطلقوا عليه الرصاص قبل ان يلوذوا بالفرار".

واشار قادر الى ان "الضحية مسؤول دائرة الرقابة المالية التي تعنى بمتابعة التخصيصات المالية وابواب صرفها في الدوائر الرسمية والمشاريع التي تنفذ في المحافظة".

وجاءت هذه الاعتداءات, غداة مقتل شخصين واصابة 11 آخرين بجروح في اعتداء بحي الكرادة التجاري في قلب العاصمة, بواسطة عبوة وضعت في داخل نادي البليار, مساء اول من امس, فيما قتل شخص واصيب 20 آخرون في انفجار عبوة أخرى قرب مسجد شيعي في السيدية جنوب بغداد.

من جهة أخرى, أكدت القوات الأميركية, أمس, أن القوات العراقية لم تطلب المساعدة منها في عمليات قتالية منذ انسحابها في 30 يونيو الماضي, من المدن والقصبات.

وقال اللفتنانت جنرال تشارلز جاكوبي, الذي تولى منصب رئيس العمليات اليومية في العراق في ابريل الماضي, في تصريحات إلى مجموعة من الصحافيين "ما حدث هو كالتالي, لم تقدم طلبات بعودة القوات القتالية الى أي مدينة", مضيفا "هناك بروتوكولات واضحة عن كيفية طلب القوات العراقية ذلك ولكن لم يطلب منا أحد قوات قتالية", بيد أنه لفت إلى أن القوات العراقية طلبت المساعدة قبل وبعد عمليات قتالية, مثل مساعدات مخابراتية من القوات الاميركية التي تمتلك تكنولوجيا متقدمة كثيرا وأسطولا هائلا من الطائرات والمروحيات وموارد نقل وامداد. وأقر جاكوبي بأن هناك زيادة في العنف خلال الايام القليلة الماضية, ولكنه اعتبر أنها زيادة كانت متوقعة في مناطق بها مزيج عرقي وديني مثل محافظات نينوى وكركوك وديالى, مشيرا إلى أن جماعات المسلحين "كانت تنتظر هذه الفترة الزمنية وأعتقد أنها ستستهلك نفسها".

وأوضح أن القوات العراقية تحاول التكيف مع البيئة الجديدة, مضيفا "في بيئة ما بعد 30 يونيو تسعى القوات الاميركية الى خنق التمرد في أماكن مثل الموصل من خلال تطويق المدينة ومحاولة القضاء على تدفق الأسلحة أو المقاتلين".

 

حالوتس عن حرب يوليو: أكبر إنجاز اختباء نصر الله وأكبر خطأ عدم خوضها ضد الحكومة اللبنانية والبنى التحتية

 تل أبيب - وكالات: اعتبر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي خلال حرب يوليو 2006 دان حالوتس, أن أبرز نجاحات الحرب هو تعامل الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله مع نفسه كـ"رجل مطارد من قبل اسرائيل", ورأى أن "الخطأ في تلك الحرب كان أن القيادة السياسية في حينه برئاسة ايهود اولمرت وعمير بيرتس وتسيبي ليفني رفضت اقتراح أن تكون الحرب ضد الحكومة اللبنانية والبنى التحتية في لبنان, مع أن الحكومة اللبنانية كانت الراعية ل¯"حزب الله" وأفسحت أمامه كل مجال ممكن لتعزيز قدراته العسكرية", واضاف ان "التخطيط لهذه الحرب استبق اختطاف الجنديين (صبيحة 12 يوليو من قبل حزب الله) بفترة طويلة, وحتى سبق تعييني رئيسًا للاركان وكان هدفها الأساسي القضاء كليا على حزب الله".

وفي تلخيصٍ للحرب بعد مرور ثلاث سنوات عليها في مؤتمر معهد ابحاث الامن القومي في تل ابيب, أمس, أضاف حالوتس, الذي كان أول من دفع ثمن إخفاقات الحرب من خلال الاستقالة, ان "الحرب حققت اهدافًا ونجاحات, فيما الفشل الذي تحدثوا عنه لم يختلف عن فشل الحروب السابقة التي خاضتها اسرائيل", ورأى أن "عدم تجرؤ حزب الله على تحمل مسؤولية اطلاق صاروخ واحد منذ ثلاث سنوات هو أكبر نجاح لهذه الحرب".

وخالف العسكريين والخبراء الذين رأوا في استعادة تعزيز قدرات "حزب الله" العسكرية فشلاً, بالقول "إن كل طرف يخوض حربًا ويفقد فيها آلياته وقدراته العسكرية من الطبيعي ان يعود لبنائها من جديد وهذا ما فعله حزب الله". ومن الأمور التي اعتبرها حالوتس انجازًا للحرب هو "مواصلة اختباء الامين العام لحزب الله حسن نصر الله, وعدم جرأته على الظهور العلني بين الناس, وخسارة حزب الله في الانتخابات اللبنانية, وارتداع سورية ومحاولاتها للتقرب من الغرب وبالتالي الابتعاد عن محور الشر".

وأوضح أنه في أساس توجهه لإدارة الحرب "كان التوجه بتنفيذ عملية بقوة بالغة وهو التوجه الذي إذا كنا نرغب بالحياة في الحلبة الشرق الأوسطية, فإن علينا أن ننفذ أحيانا عملية عسكرية بشكل يظهر وكأن صاحب البيت قد جن", وسأل "هل فكر أحد ما بأن التوصية أمام القيادة السياسية بالعمل (العسكري) كانت قرارا وُلد في لحظة الاختطاف? إذا كان الأمر كذلك فإني أقول إن رأيه لا يستند إلا على شكوك في قلبه وسخافة وجنون".

وكشف أنه عارض أن يكون العنوان إعادة المخطوفين "لأن هذه مهمة لن نحققها منذ اليوم الأول واعتقدت أنه لا يمكن تحقيقها من خلال عملية عسكرية لكن هذا كان الهدف النهائي".

وهاجم حالوتس وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الذي قال الأسبوع الماضي في سياق الحرب إن "بطولة المقاتلين غطت على إخفاقات المستويات التي فوقهم", وقال من دون أن يذكر باراك بالاسم إن "بطولات المقاتلين هي ميزة بحد ذاتها, وربطها بإخفاقات المستويات التي فوقهم والذين بعضهم ما زالوا يخدمون في الجيش الإسرائيلي ويتوقع ترقيتهم لمناصب أعلى, هو أمر لا ينبغي فعله ولم يحدث أبدا, وكل من قاد مرة جنودا قد يكون مكشوفا لاعتبارات متدنية المستوى كهذه", في إشارة إلى انتقادات وجهت في الماضي إلى باراك عندما كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

من جانبه, قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال حرب يوليو اللواء في الاحتياط موشيه كابلينسكي إنه كانت هناك إخفاقات كثيرة ارتكبتها الحكومة والجيش الإسرائيلي وتتعلق بشكل إدارة الحرب, فيما اعتبر الرئيس السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند ان التفوق المضمون لاسرائيل في حرب لبنان المقبلة يكون في ابلاغ الحكومة اللبنانية بشكل واضح انها والبنى التحتية سيكونان الهدف لهذه الحرب. ودعا إلى اعداد خطة ديبلوماسية دولية, وطرحها امام الدول الداعمة للبنان والتي ترغب بأن ترى هذه الدولة هادئة ومستقلة, قوامها ان منح "حزب الله" الشرعية المطلقة في لبنان ورفع مكانته السياسية في الحكومة والبرلمان ورعايته سيجعل الحرب مفتوحة امام الجميع ولا تقتصرعلى مواجهة الحزب ومقاتليه ومراكز اسلحته بل كل من يرعى ويدعم هذه المنظمة.

 

الضحية الشربيني بريئة من نوائح الثكالى المستأجرين

  أحمد الجارالله /السياسة

 لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتنكر لحق الناس, افرادا كانوا أو جماعات, في التعبير عن حزنهم وغضبهم عند وقوع أي حدث مأساوي يتعرض له احدهم, غير ان مظاهر الغضب التي صاحبت واقعة مقتل الصيدلانية المصرية الدكتورة مروة الشربيني في برلين على يد مواطن ألماني من اصل روسي, هي مظاهر شطح خيال, أو لنقل فكر اصحابها بعيدا جدا, حينما سارعوا الى تحميل العالم الغربي بأسره مسؤولية هذا الفعل المشين, وتصويره على أنه مؤامرة تحاك للإسلام والمسلمين.

لا اعرف - كاعلامي يتابع تطورات هذه القضية - على اي سند ارتكز هؤلاء الغاضبون في تفسيرهم الواهي المتسرع لتلك الواقعة, فالضحية - رحمها الله تعالى - كانت سيدة عادية مغتربة مع زوجها من أجل الدراسة والبحث عن لقمة العيش - حسبما يقول ابناء المحروسة, اي انها امرأة لم تكن تمتهن العمل السياسي ليتسنى حينئذ تبرير محاولات المغالين من مفكرينا العرب لتسييس قضيتها, كما ان الجاني مجرد شخص منحرف في مجتمع ألماني تعداده بالملايين, شأنه في ذلك شأن كل المجتمعات في عالمنا الذي يعيش فيه الصالح والطالح, المنحرف والسوي, الشرير والمسالم... الخ, وكل يثاب أو يعاقب وفق القانون على قدر عمله.

هذه المسلمات الحياتية ضرب بها عرض الحائط نفر من المقتاتين على إذكاء الفتن وبث الكراهية بين الشعوب, فراحوا يسعون الى تجيير قضية الشربيني بما يتلاءم مع نزواتهم التحريضية البغيضة من قبيل كيل التهم للغرب بالعنصرية ومحاربة الاسلام, وكأن الدكتورة مروة كانت المسلمة المتحجبة الوحيدة في المانيا واوروبا والولايات المتحدة الاميركية, أو ان دولنا العربية والاسلامية لم تشهد اي منها حوادث قتل مماثلة لمواطنين غربيين... ألم تشهد مصر نفسها والسعودية كذلك عمليات ارهابية راح ضحيتها عشرات السياح الاجانب? ألم يطالع العالم الغربي هذا مشاهد نحر عدد من مواطنيه عبر شاشات التلفزة والفضائيات على يد الجماعات الارهابية في العراق? أليست هناك عائلة ألمانية مكونة من زوج وزوجته واطفالهما الثلاثة مختطفة منذ شهر في اليمن ولا أحد يعرف مصيرها حتى الآن?, لماذا لم يخرج أهالي ومواطنو دول هؤلاء الضحايا في تظاهرات تندد بالعرب والمسلمين قاطبة وتصفهم بالأنجاس مثلما ينعت أنصاف السياسيين منا الغرب حاليا بهذه الصفة?

اسئلة كثيرة يجب علينا اولا - يا سادة - ان نجيب عنها عل المخطئين منا يقروا بخطئهم, ويدركوا أننا كأمة لسنا معصومين ولا منزهين عن الاخطاء, ومن يدع غير ذلك يصح فيه قول الشاعر العربي:

لكل شيء آفة من جنسه

حتى الحديد سطا عليه المبرد

وعين الرضا عن كل عيب كليلة

ولكن عين السخط تبدي المساويا

وعينك إن أبدت اليك مساويا...

فصنها وقل ياعين للناس أعين

اخيرا حسنا فعلت الدولة الالمانية بتقديمها اعتذارا لأرض الكنانة وقائدها الرئيس حسني مبارك خلال اجتماعه بالمستشارة انجيلا ميركل في ايطاليا على هامش قمة الثماني, لتسكت بهذا الاعتذار اصواتا تمتهن جلد الذات واثارة البلبلة الفارغة بين الامم, وكم كان حصيفاً وحكيماً ايضا والد الضحية علي الشربيني في حديثه عبر فضائية العربية, ورفضه القاطع لمحاولة البعض تسييس قضية ابنته او السعي لتوتير علاقة العالم الاسلامي مع الغرب من دون داع, هذه هي رسالة العقل من النائح المثكول, فتباً لمآرب النوائح المستأجرين.

 

الرئيس الحريري عرض مع النائب جنبلاط جهود تأليف الحكومة

وطنية - 12/7/2009 استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، مساء اليوم في "بيت الوسط"، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، في حضور وزير الاشغال والنقل غازي العريضي، وجرى البحث في الوضع السياسي العام والجهود المبذولة لتأليف الحكومة الجديدة.

 

عون: الخلاف الذي عمره أربع سنوات لا يحل بالنوايا

الاحد 12 تموز 2009

إعتبر عضو "تكتل التغيير والإصلاح الان عون "أن إعتبار التمثيل النسبي هرطقة هو الهرطقة بحد ذاته، لأنه إذا تألفت الحكومة من "14 آذار" فقط فسيتم توزيع الحصص فيما بين أطرافها على أساس أحجامها"، وأضاف: "النسبية آلية للتمثيل داخل الحكومة وليس لها أي علاقة بالدستور".  عون وفي حديث إلى قناة "الجديد" رأى أنه "عندما يكون هناك حكومات وحدة وطنية يتم تمثيل القوى السياسية فيها على أساس الأحجام"، وتابع: "البحث في مواضيع خلافية هو أمر جيد بغض النظر من يعطي الضمانة، ولكن الخلاف الذي عمره أربع سنوات لا يحل بالنوايا الطيبة مع كل ترحيبنا بها". وفي شأن العلاقة مع سوريا قال عون إن "كل القوى السياسية في "14 آذار" سواء "تيار المستقبل" أو "الحزب الإشتراكي" أو "القوات اللبنانية" أو "الكتائب اللبنانية" ستكون منسجمة مع رؤية الدولة اللبنانية بشأن العلاقات اللبنانية ـ السورية". وعن لقائه بعضو كتلة " الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل قال عون: "نحن لا نحتاج إلى مصالحة مع "الكتائب"، إنما هناك خلاف سياسي بيننا، فالتيار الوطني متصالح مع الجميع"، وأضاف: "لا مشكلة بالنسبة لنا أن نبقى على تواصل مع كل الخصوم، والتواصل مع النائب سامي الجميل طبيعي أن يحصل"،مشيرا الى أن "تحول هذا التواصل إلى حوار رسمي يتطلب رؤية مشتركة ومشروع مشترك".

 

حبيش: القبول بالثلث المعطل عدم إحترام لإرادة الناخبين

الاحد 12 تموز 2009

أكد عضو تكتل "لبنان اولاً" النائب هادي حبيش أن "كل قوى الأقلية تطالب بـ 11 وزيراً في الحكومة المقبلة، ولكن كل طرف بطريقته، فـ"التيار الوطني الحر" يطالب بالنسبية، و"حزب الله" بالمشاركة الحقيقية، وأن الوحيد الذي طالب بشكل صريح  بالثلث المعطل هو النائب سليمان فرنجية".  حبيش وفي حديث إلى قناة "الجديد" اعتبر أن "القبول بالثلث المعطل هو عدم احترام لإرادة الشعب اللبناني، وبالتالي أين يكون المنطق الديمقراطي إذا قبلنا به؟"، وأضاف أن "لا مانع من مشاركة قوى الأقلية في حكومة وحدة وطنية، ولكن أن تكون الأكثرية أكثرية في هذه الحكومة"، داعياً إلى إعطاء "قدرة الحل والربط لرئيس الجمهورية في الحكومة، على أن تبقى الاكثرية أكثرية والأقلية أقلية". وشدد حبيش على أن "الثلث زائد واحد يلغي مفاعيل الأكثرية بشكل واضح"، وقال: "أنا رأيي الخاص أن تحكم الأكثرية وأن تعارض الأقلية". ولفت النائب حبيش إلى ان "سلاح "حزب الله" يؤخذ بعين الإعتبار في أي أمر يطرح في البلد، ولذلك هناك واقع في لبنان تتم مسايرته ومراعاته في كل الأمور"، مشيراً إلى أن مطلب "14 آذار" الدائم أن "يكون السلاح بيد الدولة اللبنانية، وأن يكون قرار الحرب والسلام في يدها أيضاً". كما أكد حبيش أن "الحوار الداخلي قائم مع كل الأطراف الداخلية وبشكل مستمر، ولكن صحيح هناك تعتيم من قبل الرئيس المكلف حول المشاورات بشأن تشكيل الحكومة وهذا أمر إيجابي"، مشدداً على أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو الضمانة في مختلف الأمور"، وأكد أن موضوع الوزير الملك في الحكومة لم يطرح، وتابع: " 14 آذار ترفض توزير أي من الراسبين في الإنتخابات النيابية سواء كانوا منها أو من 8 آذار، وهذا عرف قديم في لبنان". هذا وأكد حبيش أنه "لم يطرح على الرئيس المكلف سعد الحريري بشكل رسمي أي موضوع بشأن زيارة له إلى سوريا".

وفي شأن الطعن النيابي المقدم بحقه من قبل النائب السابق مخايل الضاهر، رأى حبيش أن الضاهر  يمارس هواية الطعن منذ العام 1996.

 

الاسد وكوشنير: لتكثيف الحوار بين اللبنانيين بغية التوصل الى توافق وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية

وطنية - دمشق - 12/7/2009 استعرض الرئيس السوري بشار الاسد، اليوم، مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الوضع في لبنان، حيث عبر الجانبان عن ضرورة تكثيف الحوار بين الافرقاء اللبنانيين، بغية التوصل الى توافق وطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

كما بحثا آخر المستجدات في المنطقة، وتم التأكيد على أهمية استثمار الاجواء الايجابية السائدة في العالم والبناء عليها بغية ايجاد حلول للمشكلات التي تواجه الشرق الاوسط، من خلال الحوار. وكان هناك اتفاق حول اهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في اسرع وقت ممكن، ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ووقف الاستيطان الاسرائيلي فى الاراضي العربية المحتلة، واقامة دولة فلسطينية مستقلة في اطار تحقيق سلام عادل وشامل. وحول العراق شدد الجانبان على ضرورة دعم جهود الحكومة العراقية في السعي لتحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي، كما تم التطرق الى العلاقات الثنائية بين البلدين حيث اكد الوزير كوشنير ارتياح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتطور العلاقات بين فرنسا وسورية وعزمه مواصلة العمل على تعزيزها.

 

الرئيس الحريري كلف لجنة مؤقتة لاعادة هيكلة "تيار المستقبل"

وإدارة شؤونه التنظيمية بعد استقالة المنسق العام للتيار سليم دياب

وطنية - 12/7/2009 أعلنت منسقية الاعلام في تيار "المستقبل"، في بيان اليوم، أن رئيس التيار رئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري، أصدر قرارا كلف بموجبه لجنة مؤقتة لإعادة هيكلة التيار والقيام مقام المنسق العام المستقيل النائب السابق سليم دياب في إدارة شؤونه التنظيمية. وذكرت المنسقية أن القرار "اتخذ في اجتماع لقيادة التيار في حضور المنسق العام المستقيل الذي نوه رئيس التيار بجهوده خلال المرحلة السابقة من عمل التيار، وكذلك في قيادة ماكينته الانتخابية، مثنيا على دوره التنظيمي والمهام التي تولاها".

وتضم اللجنة الجديدة التي يمنحها القرار فترة ثمانية أشهر لإنجاز عملها، كلا من: النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، نقيب المهندسين السابق سمير ضومط، والسادة: صالح فروخ، المنسق العام المساعد المهندس فايز مكوك، ومنسق قطاع الشباب في التيار أحمد الحريري. وعلى الأثر، عقدت اللجنة اجتماعا تغيب عنه النائب السابق علوش بداعي السفر، وانتخبت أحمد الحريري مقررا، وأقرت عقد اجتماعين أسبوعيا لوضع التعديلات على الهيكلية، قبل طرحها على النقاش في الإطار التنظيمي.

 

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح الاحد 12تموز 3009

المستقبل

يترجم نواب عونيون مطالبتهم باعتماد النسبية في تشكيل الحكومة، بالسعي الى حصول الأقلية على 13 وزيراً مقابل 17 وزيراً للأكثرية.

تتردد أجواء بأن عدداً ضئيلاً من الوزراء الحاليين سيعودون الى مناصبهم في الحكومة المقبلة، في حين أن معطيات أخرى تجزم بما يخالف ذلك.

تلاحظ أوساط ديبلوماسية، أنه من بين أهداف زيارات مسؤولين أوروبيين للبنان والمتصلة باستطلاع وضعه والدور الممكن القيام به في المنطقة، هناك اهتمام من جانبهم لتوظيف تحركهم في السياسة الداخلية في بلدانهم.

النهار

يتوقع وزير سابق ان يؤدي تأليف الحكومة الجديدة الى تذويب 8 و14 آذار، كما قال الرئيس نبيه بري، او الى خلط الاوراق.

دعا مرجع رفيع الى التصدي بقوة للصوص وقطّاع الطرق مع حلول فصل الصيف.

يرى مرجع ديني أن الحكومة الجاري تأليفها اذا كانت على صورة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فانها ستكون هي ايضاً حكومة تصريف اعمال، والافضل عندئذ ان تستمر الحكومة الحالية مع صيف هادئ...

البلد

ينكب أقطاب موالون ومعارضون على دراسة عمل الآخر، وخصوصا انتخابيا واعلاميا، بغية التحضير لانطلاقة جديدة بعد تركيز أسس التنافس السياسي الجديد، في أواخر الصيف.

اكدت مصادر متابعة أن أحد نواب الأكثرية بات محرجا في شأن موضوع يتعلق به شخصيا، ويظهر وكأنه عبء على فريقه السياسي.

مصدر معارض لم ينف وجود اختلاف كبير في وجهات النظر بين أركان المعارضة حول موضوع الشراكة الحكومية.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في الديمان والتقى النائب زهرا: طريق المسيحيين في كل الاجيال ليست طريق السلطة والمجد الارضي بل طريق الصليب

وطنية - 12/7/2009 ترأس الكاردينال الماروني البطريرك مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطران فرنسيس البيسري والمونسنيور فؤاد بربور في حضور النائب انطوان زهرا ووفد من حزب الكتلة الوطنية في منطقة البترون وحشد من المؤمنين.

العظة

وبعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة روحية تابع فيها قراءة ما جاء عن سيدنا يسوع المسيح في كتاب قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر:"يسوع الناصرة"، وقال:"لقد جرت العادة اليوم ان يعتبر يسوع كأحد اكبر مؤسسي الديانات الكبرى في العالم، وقد اعطي ان يختبر الله اختبارا كبيرا. ولهذا كان بامكان هذه الوجوه الكبيرة ان تتحدث عن الله الى أناس آخرين لم يتقبلوا هذا "الاستعدادالديني"، وان يجروهم معهم، نوعا ما، الى قلب اختبارهم الله. ويبقى ان هذا الاختبار هو اختبار انساني لله، وهو يعكس واقع الله الغير المتناهي في بعد روح انساني متناه ومحدود. فالمسألة هي ترجمة ما هو الهي، وهو دائما جزئي ومحدود باطار المساحة والزمن. وعبارة "اختبار" تشير الى تماس حقيقي مع الالهي، وهي تعبر ايضا عن حدود الشخص الذي يتقبلها. والشخص البشري لا يمكنه ان يمسك الا بجزء محدود من الواقع الملحوظ الذي، بالاضافة الى ذلك، يجب ان يشرح لاحقا. وبالتالي فان من كان له هذا الرأي يكون بامكانه ان يحب يسوع، ويختاره دليلا له في حياته. ولكن "اختبار الله" الذي عاشه يسوع، اذا تمسكنا به بهذه الطريقة يبقى اخيرا نسبيا، ويجب اكماله باجزاء الواقع الذي يكون قد لاحظه أناس آخرون عظماء في آخر تحليل، فان الانسان، الفرد، اذن يبقى هو المقياس: الفرد يقرر ما سيأخذ على عاتقه بين "الاختبارات" المختلفة ما هو مفيد له وهو غريب عنه. ولا يبقى اذ ذاك التزام اخير".

وتابع:" وتضاد رأي الناس معرفة التلاميذ التي تعرب عن ذاتها بالاعتراف بالايمان. ماذا تقول؟ كل من الاناجيل الازائية يعطي صيغة مختلفة، ويوحنا من جهته يعطي ايضا صيغة اخرى. ويحسب القديس مرقس، ان بطرس يقول ببساطة:"انت هو المسيح". وبحسب لوقا، ان بطرس يدعوه "مسيح" الله (الممسوح)، وبحسب متى يقول:"انت هو المسيح، ابن الله الحي"، وفي النهاية، لدى يوحنا، ان الاعتراف بايمان بطرس هو التالي:"انت القدوس، قدوس الله".

اضاف:" قد تدفع التجربة، انطلاقا من هذه الروايات المختلفة، الى اعادة تأليف تاريخ تطور الاعتراف بالايمان المسيحي. ان الفوارق بين النصوص تعكس، دونما شك، تطورا يتفتح شيئا فشيئا عبره ما لم يكن اولا مكتوبا بطريقة مشوشة في تمتمات الصيغ الاولية. من جهة الشرح الكتابي الكاثوليكي الحديث الترجمة الاكثر هالة - الناتجة عن هذه المقابلة بين النصوص - هي ترجمة بيار غريلو. بالنسبة اليه، لم يكن الامر يتعلق بتطور، بل بتضاد. ان اعتراف بطرس، بقوله ببساطة "انت هو المسيح" على ما اورد مرقس، ان اعتراف بطرس بالايمان كان يعكس دونما شك الهنيهة التاريخية، لان الامر كان يتعلق باعتراف بايمان "يهودي" بالمعنى الحصري الذي يعتبر في يسوع، رفضا لافكار العصر على انه المسيح السياسي. ان رواية مرقس وحدها هي منطقية متماسكة، لان المسيحانية السياسية وحدها تشرح ان بطرس يحتج على اعلان الآلام. وهذا ما أثار ردة فعل شديدة من يسوع، كما عندما يقدم له الشيطان السلطة فقال له يسوع:"اذهب ورائي يا شيطان! ان افكارك ليست افكار الله، بل افكار الناس". بحسب غرولو، ان هذا التوبيخ القاسي لا ينسجم الا اذا توجه ايضا ضد الاعتراف بالايمان الذي سبقه، والذي تجاهله يسوع على انه ضلال.وخلافا لذلك ان ردة فعل يسوع تكون فاقدة كل منطق، لكونها جاءت بعد الاعتراف بالايمان، بحسب نص متى الذي هو ناضج كل النضج على الصعيد اللاهوتي.

واضاف:" ان النتائج التي استخلصها غرولو من ذلك تتفق ونتائج شراح الكتاب الذي لا يشاركونه شرحه السلبي لنص مرقس: ان الاعتراف بالايمان الذي نقله متى، قد تكون عبارة جاءت بعد الفصح، وهذا هو رأي عدد كبير من شراح الكتاب، لان صياغة الايمان بهذه الكلمات قد لا تكون ممكنة الا بعد القيامة. وعلاوة على ذلك يعود غرولو بكل ذلك الى نظرية خاصة تعلن ظهورا فصحيا للمسيح القائم من الموت لبطرس، وهو يشبه

هذا الظهور بلقاء بولس مع القائم من الموت الذي بحسب بولس، كان في اساس رسالته.

ان غرولو يقيم مقابلة بين كلمة يسوع: طوبى لك يا سمعان بان يونا: لانه لا لحم ولا دم اظهر لك ذلك، بل ابي الذي في السماوات والرسالة الى العبرانيين:" عندما ذلك الذي افرزني من بطن امي ودعاني بنعمته، طاب له ان يكشف لي ابنه لابشر ما بين الامم، لم استشر اللحم والدم 6 كما اورد ذلك غرولو. وراجع ايضا ان البشارة التي بشرتم بها ليست على سنة البشر، لاني ما تلقيتها ولا اخذتها من انسان، بل عن وحي من يسوع المسيح". ان نص بولس والمديح الذي وجهه يسوع الى بطرس يجمع بينهماالايحاء الى الوحي والتأكيد بأن هذه المعرفة ليست من "لحم ودم".

لقد استنتج غرولو ان يسوع القائم من الموت انعم على بطرس مثل بولس بظهور خاص (وهذا ما ذكرته في الواقع بضعة نصوص من العهد الجديد) وانه كما في حال بولس، لدى هذا الظهور، كشفت لبطرس رسالته الخاصة.

ان رسالة بطرس تهم كنيسة اليهود، وكنيسة بولس تهم كنيسة الوثنيين7. ويبدو ان الوعد الذي قطع لبطرس قد ادلي به لدى ظهور القائم من الموت لهذا الرسول وهو يقابل من وجه الدقة الرسالة التي وكلها الرب القائم من الموت الى بولس. ولا فائدة من مناقشة هذه النظرية بالتفصيل هنا، وخصوصا ان هذا الكتاب هو كتاب عن يسوع، ومخصص قبل كل للرب، وهو لا يبحث في الكنيسة الا بقدر ما يبدو ذلك ضروريا لفهم صورة يسوع فهما صحيحا.

واذا قرأنا بالتمعن الفقرات من 11 الى 17 من النص الاول من رسالة اهل غلاطية، نجد بسهولة الموازاة وايضا الفوارق بين النصين. واضح ان بولس يريد ان يبرز استقلالية رسالته الرسولية التي لا تنبثق من سلطة رجال آخرين. لكن الرب عينه اعطاه اياها. المهم بالنسبة اليه هو شمولية رسالته وخصوصية طريقه: بناء كنيسة انطلاقا من وثنيين. ولكن بولس يعرف ايضا انه لتكون رسالته فاعلة، فهو في حاجة الى المشاركة مع الذين هم كانوا رسلا قبله. وبدون هذه المشاركة، فهو قد "يكون سعى عبثا". لذلك انه، بعد ثلاث سنوات على ارتداده، - ثلاث سنوات قضاها في العربية ودمشق - عاد الى القدس ليلتقي بطرس وكيفا. وهناك التقى ايضا يعقوب اخا الرب. ولهذا ايضا، وبعد اربع عشرة سنة، يعود الى القدس هذه المرة برفقة برنابا وطيطس وقبل من اعمدة الكنيسة يعقوب والصفا ويوحنا، علامة المشاركة بمد اليد، وهكذا بطرس اولا وبعدئذ الاعمدة الثلاثة ظهروا كأنهم ضامنو المشاركة، وكالمراجع التي لا بد منها الضامنة مصداقية الانجيل ووحدته، وبالتالي، مصداقية الكنيسة الناشئة ووحدتها".

وتابع:"ولكن هذا يكشف ايضا أهمية يسوع التاريخي الاساسية وتبشيره وقراراته. لقد دعا القائم من الموت بولس وسلمه سلطانه ورسالته الخاصة. ولكن القائم من الموت هو الذي كان سابقا اختار الاثني عشر، وأوكل الى بطرس مهمة خاصة، وذهب الى القدس ، ومات على الصليب وقام في اليوم الثالث. والرسل الاول هم شهود على ذلك. وهذا الاطار هو ما يكون الفرق الاساسي بين الرسالة الموكولة الى بطرس وتلك الموكولة الى بولس.

وخصوصية رسالة بطرس لا تظهر فقط لدى متى، فهي حاضرة ولو بصيغ مختلفة. انما بمضمون واحد، لدى لوقا، ولدى يوحنا، ولدى حتى بولس ذاته. ان بولس في رسالته الى اهل غلاطية، الدفاعية والمندفعة، يضع بوضوح سابقا خصوصية رسالة بطرس، وان أولويته قد أثبتها حقا التقليد في مجمله في مختلف أشكالها واعطاؤها أساسا ظهورا فصاحيا شخصيا، واقامة موازاة دقيقة مع رسالة بولس، هي غير مقبولة ببساطة كلية، من وجهة نظر مكتسب العهد الجديد".

وقال:" لكن قد حان الوقت للعودة الى موضوعنا الحقيقي الاعتراف بايمان يسوع كما أعرب عنه بطرس. رأينا ان غرولو يعتبر ان هذا الاعتراف، كما أورده مرقس، هو "يهودي" تماما ولهذا رفضه يسوع. ولكن ما من اثر لرفض يسوع هذا. ان يسوع يكتفي بمنعه من نشره على العامة. لانه قد يكون أسيء تفسيره في الواقع: ويكون دونما شك قد أدى من جهة الى اثارة آمال كاذبة، ومن جهة ثانية، الى اقامة دعوى سياسية على يسوع. وبعد هذا الخطر فقط، جاء تفسير ما يعني فعلا "المسيح". ان المسيح الحقيقي، هو ابن الانسان الذي حكم عليه بالموت، والذي من اجل ذلك، لا يمكنه ان يدخل في مجده الا بعد ان يكون قد قام بعد ثلاثة ايام".

ورأى "ان البحث يميز نوعين من صيغ الاعتراف بالايمان بالعودة الى المسيحية الاولية: احداها تعتمد "اسماء" والاخرى تعتمد "صيغ افعال". ويمكن الكلام ربما بطريقة أوضح، عن اعترافات موجهة "كيانيا" وعن اعترافات موجهة نحو تاريخ الخلاص. ان صيغ الاعتراف بايمان بطرس الثلاث التي نقلتها الاناجيل الازائية، تعود الى فئة"الاسماء"انت المسيح، مسيح الله،المسيح ابن الله الحي،الى هذه التأكيدات بصيغة الاسماء يقرن الرب دائما الاعتراف اللفظي:اعلان سر الصليب الفصحي والقيامة. هاتان الصيغتان للاعتراف بالايمان مترابطتان. واذا اخذت كل منها على حدة، تبقى ناقصة وبالتالي غير مفهومة. ودون تاريخ الخلاص الحسي - تبقى الالقاب مبهمة، وليس فقط اسم المسيح، لكن ايضا عبارة "ابن الله الحي". وهذا اللقب ايضا يمكن فهمه فهما يضاد سر الصليب. وعلى العكس من ذلك، ان الاعلان بكلام دقيق عن تاريخ الخلاص يبقى دون عمقه الكياني ان لم يقل بوضوح ان الذي تألم، ابن الله الحي، هو مشابه لله. وانه هو قد جرد من كل شيء، وصار عبدا، وانحنى حتى الموت، موت الصليب. ان التداخل بين اعتراف بطرس بالايمان وتعليم يسوع التلاميذ يعيد الينا كمال الايمان المسيحي وجوهره. لهذا ان قوانين ايمان الكنيسة الكبرى قد ربطت بينها دائما".

وختم:" نعرف، على مر العصور واليوم ايضا، ان المسيحيين، مع امتلاكهم الاعتراف الصحيح بالايمان يحتاجون دائما الى ان يعلمهم الرب من جديد ان طريقه، في كل الاجيال، ليست طريق السلطة والمجد الارضي، بل طريق الصليب. انا نعرف ونرى اليوم ايضا، نحن المسيحيين، اننا نأخذ الرب على حدة لنقول له حاشا لك يا رب من هذا المصير. هذا لن يحدث لك. وبما اننا لسنا بمتأكدين ان الله سيجنبه ذلك، نحاول، مع كل ما نملك من اساليب، ألا يحدث ذلك. لذلك ان الرب يلتزم دائما ان يقول لنا :"سر خلفي يا شيطان". ان كل هذا المشهد يبقى حاضرا حضورا مقلقا، لاننا في النهاية لا نفتأ نفكر انطلاقا من "اللحم والدم" وليس بحسب الوحي الذي أعطينا ان نقبله بالايمان".

ان الحديث عن يسوع وحياته وآلامه في سبيل الناس هو حديث شائك، ولكن يجب ان نسأل الله ان يفتح منا الاذهان لنفهم على قدر ما نستطيع ان نفهم من هو الله وما قاساه من آلام في سبيل الانسان، فعلى هذا ايضا ان يقرن آلامه بآلام السيد المسيح ليهون عليه حملها - آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل البطريرك صفير النائب انطوان زهرا وجمهور المصلين. والتقى رئيس "حركة لبنان الشباب" وديع حنا مع وفد من الحركة، وجه دعوة الى غبطته للمشاركة في القداس الذي تنظمه الحركة والبلدية عن أنفس شهداء الجيش اللبناني في كنيسة السيدة عين الجديدة عاليه.

كما استقبل البطريرك صفير رئيس حزب البيئة العالمي ضوميط كامل، الذي نقل اليه تقريرا مفصلا عن "صورة الوضع البيئي المتردي في لبنان وسبل معالجته من خلال الوزارات المختصة".

وفي اطار مساعي لجنة التهدئة المنبثقة من الرابطة المارونية، التقى البطريرك صفير عضوي اللجنة طلال الدويهي وانطونيو عنداري في حضور النائب انطوان زهرا، وقال الدويهي بعد اللقاء:" نأمل خيرا، ونتوقع ان يشكل وجود النائب زهرا دفعا ايجابيا لعمل اللجنة".

الشيخ بولس

ثم التقى غبطته الشيخ روبير بولس، الذي قال بعد اللقاء:" أكدت لسيدنا البطريرك ان الحملات التي يتعرض لها لا تأثير لها على دوره او موقعه، وهو ليس بحاجة الى أحد ليدافع عنه".

وعن مسار تشكيل الحكومة وما يقوم به الرئيس المكلف سعد الحريري قال بولس:" ان الرئيس المكلف الذي يتمتع بمؤهلات شخصية مميزة، وباكثرية نيابية لم ينلها احد سابقا، يدرك تمام الادراك ما عليه القيام به لتشكيل حكومة يريدها كما قال وأكد جامعة منقذة وواعدة.

زوار

ثم التقى البطريرك المهندس جون مفرج الذي رحب بغبطته في الشمال، وأمل ان "يوفق الرئيس المكلف في تشكيل حكومة ترضي طموحات وتطلعات الشعب اللبناني وتلبي حاجاته".

والتقى على التوالي المهندس جو صوما، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وفد من دير الشرفة حريصا، وفد الكتلة الوطنية في منطقة البترون ورجل الاعمال الياس ايوب.

 

النائب شمعون: رئيس الجمهورية يريد حكومة يستطيع التعاون معها

المعارضة تريد إبطال مفعول فوز 14 آذار من خلال الثلث المعطل والنسبية

وطنية - 12/7/2009 رأى النائب دوري شمعون في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" ان "المعارضة تريد إبطال مفعول فوز قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية من خلال مطالبتها بالثلث المعطل والنسبية، وهم لا يعترفون بانتخابات أفرزت أكثرية وأقلية، والاولوية الآن في سبل تشكيل الحكومة القادرة على الحكم في الظروف الحالية".

وأشار الى ان "المشكلة تكمن بالمجموعة التي تتعاطى السياسة في لبنان"، موضحا ان "الطبخة اللبنانية تحتاج الى مقادير متنوعة".

ولفت الى ان "قوى الرابع عشر من آذار تطرح صيغة 16-10-4 لضمان الاكثرية للاكثرية فيما تطرح المعارضة صيغة 15-10-5"، وكشف انه وضع ورقة بيضاء في انتخابات رئاسة مجلس النواب.

واكد ان "تشكيل الحكومة يحتاج الى تنازلات من الجميع، وقوى الرابع عشر من آذار تقوم بهذه التنازلات"، وتحدث عن "أحقية هذه القوى بالحكم كأكثرية الا انها تريد مشاركة الآخرين".

ونفى "وجود صيغة النسبية"، واعتبر أن "هذا البلد ليس ملكية لاحد انما هو ملكية لشعبه"، مؤكدا "عدم الحاجة الى زعامات انما لمؤسسات"، كاشفا ان "رئيس الجمهورية يريد حكومة يستطيع التعاون معها".

وعن مطالب النائب العماد ميشال عون في الحكومة، قال النائب شمعون: "عندما يتسلم الجنرال الحكم فليفلسف الامور كما يريد، وحتى ذلك الحين يجب اتباع الاصول المتبعة في لبنان كغيرها من الدول". ورأى ان "سوريا لم تشف بعد من مرض التدخل في الشؤون اللبنانية ووضع يدها على لبنان وذلك من الانتداب الفرنسي، وعلى دمشق الاستمرار في الايفاء بوعودها الباقية بعد فتح السفارة السورية في لبنان"، وتحدث عن رحلات البعض ذهابا وايابا الى سوريا، لافتا الى ان "التعاطي مع الولايات المتحدة يأتي ضمن اطار القوانين الدولية والتعاطي مع سوريا لا يأتي ضمن هذا الاطار"، وشدد على ان "العلاقة مع سوريا مرتبطة باحترامها للبنان ولسيادته واستقلاله".

ودعا حلفاء سوريا الى "الاستفادة منها بدلا من ان تستفيد منهم"، متهما "حلفاء دمشق بمحاولة ادخال سوريا مجددا في الشؤون اللبنانية لكي تساندهم وتضغط باتجاه اعطائهم حجما اكبر في الحكومة المقبلة".

ودعا قوى الرابع عشر من آذار الى "اعطاء مشروع الحكومة الاولوية والقيام بتنازلات معقولة للوصول الى تركيبة وطنية سريعا".

ورأى ان "لدى بعض المعارضة شهوة"، داعيا الى "وقف هذا الشهوات لمصلحة البلد"، وسأل: "ماذا سيتضمن البيان الوزاري عن سلاح حزب الله في وقت يتحدث الحزب عن اتفاق جانبي مع رئيس الجمهورية عن السلاح والسياسة الدفاعية؟ يجب وقف هذه المسرحيات وتوزيع الادوار، ومشكلة البلد الكبرى هي بالدستور الاستنسابي".

ولفت النائب شمعون الى ان "في صيغة 16-10-4 سيكون الوزراء الاربعة لرئيس الجمهورية من المستقلين"، موضحا ان "العماد عون يرفض ذلك وهو كلام وهرطقات سياسية".

ورأى ان "حزب الله لمس بعد الانتخابات النيابية لاي درجة قد ضعف العماد عون وبالتالي غطاء ميشال عون المسيحي بعد الانتخابات ليس كما قبلها، والعملية ليست عملية عدد نواب انما عملية نسبة مقترعين ومصوتين، وحزب الله يستخدم عون غطاء وأستبعد ان يكون الحزب يعتبر عون حليفا جديا".

وعن موقف "حزب الله" من رئيس الجمهورية، قال: "في كل مرة يستخدم حزب الله العنف يزداد ضعفا ويؤخر حلمه الذي يقوم على انشاء جمهورية اسلامية في لبنان. ان الحزب يستمر في التخطيط لهذا الهدف، وإذا عرف كيف يقوم بذلك سينجح ويغير صورة لبنان".

وردا على سؤال اكد النائب شمعون ان "علاقة النائب وليد جنبلاط مع السوريين مقطوعة".

 

النائب القادري: الثلث الضامن والنسبية وجهان لعملة التعطيل

التجربة أثبتت أن لا أحد يمكنه إلغاء الاخر لا في السياسة ولا عبر السلاح

وطنية - 12/7/2009 أكد عضو كتلة "المستقبل" وتكتل "لبنان أولاً" النائب زياد القادري، خلال استقباله وفودا بقاعية في منزله صباح اليوم، "أن حكومة لبنان تصنع في لبنان، فالحراك العربي والدولي عنصر مساعد ومسهل يلاقي الحراك الداخلي الناشط، بالتوازي مع الخطاب السياسي الهادئ والتنسيق المستمر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والكتل النيابية، بما يشيع حالة من الاسترخاء والتفاؤل، في انتظار إنضاج تشكيلة وزارية جامعة لكل اللبنانيين، وممثلة لتطلعاتهم وآمالهم، وقادرة على معالجة همومهم ومشاكلهم". وأمل "ألا يطول أمد تشكيل الحكومة، نتيجة مراوغات ومناورات لا تخدم مصلحة الوطن"، مؤكداً "ضرورة سحب بدعة الثلث الضامن وطرح التمثيل النسبي من البازار السياسي، لأنهما وجهان لعملة التعطيل المقنعة".

وقال: "لم نتمترس خلف انتصار 14 آذار في الانتخابات، لنقول أننا نريد الاستئثار في الحكم، بل أعطينا انتصارنا بعده الوطني الجامع، وما زال الرئيس الحريري يواصل انفتاحه على كل اللبنانيين، انطلاقا من قناعة تشدد على ضرورة إعادة بناء جسور الثقة بين مختلف الافرقاء السياسيين، واستعادة الوحدة الوطنية" .

وأكد النائب القادري أن "عقارب الساعة لن تعود الى الوراء، ولو كانت بعض الجهات المتضررة من توافق اللبنانيين تسعى الى إبقاء المتاريس قائمة، ولكن يبدو أن الكل منفتح على ضرورة التأسيس لمرحلة جديدة، في ظل إقتناع بأن التوافق السياسي هو المدخل للعبور الى الدولة القوية والقادرة والعادلة، وبأن الوحدة الوطنية هي الضمانة لحماية اللبنانيين من كل المخاطر التي تتهددهم"، مشيراً الى أن "التجربة أثبتت أن أحداً لا يمكنه إلغاء الاخر، لا في السياسة، ولا عبر السلاح، ولا عبر الاستقواء بالخارج".

وإذ نوه بـ"حركة المصالحات التي تشهدها الساحة اللبنانية، إن على الصعيد الاسلامي أو المسيحي"، دعا الى "تزخيم كل المساعي الداخلية الهادفة الى وأد الفتنة، وتوسيع إطارها لتشمل كل الوطن، بما يساهم في رأب الصدع، وتقريب وجهات النظر، وترسيخ السلم الاهلي، وتحصين الوحدة الوطنية".

واعتبر "أن كلام وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير عن أن لا عودة بالزمن في ما يخص العلاقة مع سوريا كلام واقعي، ويجسد حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن سوريا أصبحت في سوريا، وقد تم التبادل الديبلوماسي بين البلدين، في وقت يجب أن تتركز كل المساعي اليوم على تجاوز الماضي، وإقامة أفضل العلاقات الطبيعية والندية بين لبنان وسوريا، كدولتين عربيتين متجاورتين تربطهما مصالح مشتركة، ودائماً على قاعدة أن لبنان لا يحكم من سورية، ولا يحكم ضد سوريا".

وأكد "أن أي تسوية لن تكون على حساب لبنان، والدول العربية الشقيقة كما الدول الكبرى الصديقة ليسوا بوارد التضحية في لبنان، ويركزون جهودهم على مساعدة لبنان في الانتقال من مرحلة الى آخرى، عنوانها الاستقرار". وفي الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006 على لبنان، لفت النائب القادري الى "أن التهديدات الاسرائيلية المتواصلة بحق لبنان، تستوجب من القوى السياسية المزيد من التوحد لمواجهة التطرف الاسرائيلي، لأن استمرار الانقسام يصب في مصلحة العدو الاسرائيلي، كما يؤكد ضرورة الاسراع في الحوار الوطني للوصول الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من الخطر الاسرائيلي".

 

هزة ارضية خفيفة ضربت صريفا ومحيطها في صور

وطنية - 11/7/2009 أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صور حسين معنى، ان هزة ارضية بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، ضربت عند الخامسة والربع بلدة صريفا ومحيطها شرق مدينة صور. يشار إلى أن هزة بقوة 4 درجات كانت قد ضربت مناطق الجنوب مساء أول من أمس، مركزها بلدة قعقعية الجسر، قد تكون الهزة الجديدة من ارتداداتها.

 

الصايغ:الثلث المعطل ضرب لمفاعيل الانتخابات واهانة للديموقراطية

وطنية - 12/7/2009 لفت النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ في حديث الى "أخبار المستقبل" الى أن "المعارضة تسعى للحصول على الثلث المعطل بشكل أو بأخر كما عبر عن ذلك النائب سليمان فرنجية، كما تطالب بضمانات في حين أن الجميع يحتاج الى ضمانات في لبنان". وعن مطالبة "حزب الله" بالاتفاق على الأمور الاستراتيجية قال أنه "لا يمكن أن نقبل بالمفاهيم المطاطة عن الإستراتجية الدفاعية" متسائلا "هل أن نقل ضابط أو مكافحة مخالفات البناء أو جباية فواتير الكهرباء أو انتشار الجيش ومرور طوافاته في المناطق كافة هو من الأمور الاستراتيجية التي تستدعي التوافق حولها؟"

ورأى " أن الانتخابات النيابية أفرزت أكثرية وأقلية وأنه من واجب الأكثرية أن تشكل حكومة يتمثل فيها الجميع ولكن دون أن تكون صورة مصغرة عن مجلس النواب، فالمطلوب حكومة تتسم بفعالية أدائها وليس تشكيلة طابعها التعطيل وحكومة لا لون ولا طعم لها" مشيرا إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تعني تمثيل الجميع لتفعيل ادارة الحكومة ولا تعني المساواة في المشاركة وفرض الشروط". وقال أن "برنامجنا وخطابنا منذ قبل الانتخابات كان يؤكد على رفض الثلث المعطل" مشددا على أن "مطالبة المعارضة به اليوم ليست من باب تعطيل الحكومة وحسب انما هي من باب تعطيل مفاعيل الانتخابات النيابية ككل وهذا يشكل اهانة للديمقراطية ولكل مواطن لبناني شارك في الانتخابات في 7 حزيران 2009".

وعن تمثيل المسيحيين ودور رئيس الجمهورية، نفى الصايغ أن تكون عقدة التمثيل المسيحي سبب تأخر تشكيل الحكومة واستغرب مهاجمة البعض، لا سيما التيار الوطني الحر، لموقع الرئاسة وخاصة أن صلب خطاباته والشعارات التي رفعها التيار منذ 3 سنوات كانت تتمحور حول تهميش المسيحيين والمطالبة باستعادة دورهم، مشددا على أن على العماد عون أن يقف إلى جانب هذا الموقع من دون أي شروط أو عراقيل. وبشأن تأليف الحكومة، أكد أن "الرئيس المكلف سعد الحريري لديه إرادة قوية لتشكيل الحكومة وهو يقوم بالإطلاع على جميع الملفات التقنية والسياسية" معتبرا أنه "من غير المسموح أن يفشل الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة خاصة أنه رئيس أكبر كتلة نيابية وفشله يعني انتكاسة للديمقراطية في لبنان ويظهر لبنان على أنه قاصر في ادارة شؤونه". وعن حوار "حزب الله" مع الفرنسيين، قال:" هذا الحوار وصل إلى حائط مسدود، ونتمنى على فرنسا أن تكثف علاقاتها ب"حزب الله" ولكن على شرط أن تعطي نتيجة تريح لبنان". وشدد الصايغ على أن "تحالف 14آذار يبقى قائما نفسه حول الأمور المصيرية التي تتناول الثوابت الأساسية للكيان اللبناني والدولة" متمنيا أن "تفتح اللعبة السياسية في لبنان بحيث يسمح باعادة تموضع الكتل النيابية وفق جدول أعمال مجلس النواب والحكومة".

 

العماد طنوس التقى منتسبي رابطة قدامى القوات المسلحة في الهرمل

وطنية- 12/7/2009 التقى رئيس رابطة قدامى القوات المسلحة قائد الجيش السابق العماد ابراهيم طنوس منتسبي الرابطة في منطقة الهرمل. بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية تحدث العماد طنوس منوها بعطاء العسكريين من ابناءالهرمل. وتحدث عن بعض ما استطاعت الرابطة انجازه، كاشفا عن "صعوبات وخصوصا في مجال الأعباء المالية نتيجة تزايد اعداد المتقاعدين"، معلنا عن "خطة يجري العمل على تنفيذها لتحويل مؤسسات المتقاعدين الى مؤسسات منتجة بالتنسيق والتعاون مع العسكريين في الخدمة الفعلية"، داعيا الجميع الى "الانضمام الى صفوف الرابطة تمهيدا لوحدة منتجة في الحياة السياسية والإجتماعية". ولفت العماد طنوس الى "ضرورة ايلاء مطالب المنطقة الإهتمام الخاص لأن الهرمل كانت دائما قلب لبنان، وقدم ابناؤها التضحيات في سبيله دفاعا عن كرامة الوطن ووحدة مؤسساته الوطنية العسكرية" متوجها بالتحية لقائد الجيش وقيادته لما توليه للمنطقة من اهتمام ورعاية. ولبى بعدها العماد طنوس دعوة غداء تكريمية أقيمت على شرفه على نهر العاصي في حضور ضباط من الجيش والقوى الأمنية وفاعليات.

 

السيد نصر الله عرض مع الشيخ قبلان الاوضاع المحلية والاقليمية: شبكات التجسس تشكل خطرا على الاستقرار ويجب التصدي لها بقوة وحزم

تأكيد على أهمية تعزيز الوحدة الداخلية وإستمرار التهدئة والتواصل

وطنية - 12/7/2009 إلتقى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بحضور المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، وتم عرض الأوضاع المحلية والإقليمية على ضوء التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة. واستحضر الجانبان ذكرى العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وما أنجزه لبنان من إنتصار تاريخي بفضل صمود المقاومة وتضحياتها والموقف الشعبي الذي تجلى بأبهى صوره في وحدة الموقف والكلمة في وجه العدوان وإستهدافاته. وتناول البحث إستمرار الإعتداءات والتهديدات والأخطار الإسرائيلية المحدقة بلبنان سواء من خلال إستمرار إحتلال الأرض، والإنتهاك المستمر للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا، أو من خلال زرع شبكات التجسس التي تشكل خطرا على الأمن والإستقرار الداخلي، وهو ما يجب التصدي له بكل قوة وحزم لردع المتورطين ضد بلدهم وشعبهم ومعاقبتهم على جرائمهم. وأكد الجانبان أن التهويل الذي يمارسه العدو على الوضع الداخلي اللبناني تتطلب مواجهته وقفة وطنية جامعة. كما جرى التأكيد في اللقاء على أهمية تعزيز الوحدة الداخلية لمواجهة التحديات والأزمات، وضرورة إستمرار التهدئة والتواصل الداخلي من أجل تكريس الإنفتاح القائم لما فيه مصلحة الوطن.

 

حركة "أمل" في الذكرى الثالثة لعدوان تموز 2006: لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الصهيوني وعلينا الانتباه

التمسك بالمقاومة وتعزيز قدرات الجيش واستكمال الاعمار والتعويضات

وطنية - 12/7/2009 أصدرت حركة "أمل" لمناسبة الذكرى الثالثة لعدوان تموز 2006 البيان الآتي : "ثلاث سنوات تمر على ذكرى عدوان تموز 2006 الصهيوني على لبنان، هذا العدوان الذي اراد العدو الاسرائيلي والادارة الاميركية من ورائه ان يكون نقطة ارتكاز لتغيير الواقع الجيوسياسي والديمغرافي بما يتلاءم مع طموحات شرق اوسط جديد، عبر تدمير لبنان وكسر مقاومته وصمود شعبه، ورغم كل اسلحة الدمار الشامل والاسلحة الذكية وكرة النار الملتهبة التي زجت بها قوات الاحتلال في أتون المعركة في حملة مسعورة قتلت البشر ودمرت الحجر وقطعت اوصال لبنان، لم يستطع الكيان الاسرائيلي تحقيق اي من اهدافه المعلنة او غير المعلنة، وانتصر لبنان الوطن النهائي وسطرت المقاومة والجيش والشعب اروع ملاحم البطولة، ولأن لبنان:

ـ تمسك بثقافة المقاومة التي غرس جذورها امام الوطن والمقاومة الامام المغيب السيد موسى الصدر، فأنبتت مجتمعا مقاوما يعرف عدوه من صديقه، ويلتزم شعار: ان قوة لبنان في مقاومته وصموده، وليس في ضعفه واستسلامه.

ـ اعتبر ان الوحدة الوطنية هي اساس قوة لبنان، فالتزم بها، وتجلت بأبهى صورها احتضانا للنازحين في كل مناطق الوطن.

ـ صورة الصمود والتوحد بين كل القوى المخلصة في لبنان التي تحركت لرد العدوان، والتحرك في اتجاه القوى الشقيقة والصديقة في العالم العربي والغربي لوقف الاعتداءات الصهيونية.

ـ والاهم، تجذر المقاومين في ارضهم دفاعا عن حقهم وسيادتهم واستقلالهم مهما بلغت التضحيات.

بهذه العوامل انتصر لبنان وفشل العدو الاسرائيلي الذي تحول نمرا من ورق يحاول لملمة اذيال الخيبة في مجتمعه الذي احس بوطأة الهزيمة. اننا اليوم مدعوون الى تذكر هذه الحرب العدوانية للانتباه الى ان عوامل قوة لبنان ومنعته هي التي ادت الى عدم جعله رصيفا لتسويات المنطقة ومعوق حرب غير قادر على لعب دوره على الصعد كافة.

كما لا بد من الانتباه الى ان لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الصهيوني الذي يستمر مستواه السياسي والعسكري بتوجيه التهديدات بأن الوضع تجاه لبنان لا يزال قابلا للاشتعال، ضاربا بعرض الحائط كل القرارات الدولية، ومستمرا في انتهاكاته اليومية وخروقاته العلنية على مرأى ومسمع من دول العالم، محاولا النيل من الوطن الذي كسر هيبة الجيش الذي قيل يوما انه لا يقهر.

ان الواجب الوطني والحرص على دماء الشهداء وانجازات لبنان، يستوجب علينا ان نبقى على أهبة الاستعداد لحماية حدود الوطن وحدود المجتمع من خلال:

ـ التمسك بالمقاومة كمظلة أمان تحمي الوطن من الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولاته استباحة ارضنا.

ـ تعزيز قدرات الجيش الوطني عدة وعديدا وتمكينه من القيام بواجبه المقدس في الدفاع عن الوطن.

ـ استكمال اعادة اعمار ما هدمته آلة الحرب الصهيونية، ودفع التعويضات المستحقة للاهل الذين تهدمت منازلهم ولم يبخلوا على وطنهم بالدماء والشهداء والممتلكات.

ـ التمسك بالوحدة الوطنية ايقونة تحمي لبنان من الغدر الصهيوني، وتشكل اساس قوته ومنعته.

ـ الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تضم كل اطياف الوطن السياسية من منطلق الشراكة الحقيقية التي تعلي الثوابت الوطنية على ما عداها.

ـ تكثيف الحراك السياسي والديبلوماسي باتجاه كل الدول الصديقة والشقيقة لدعم لبنان، ولفضح ارهاب الدولة الاسرائيلي بحق وطننا لبنان.

في ذكرى البطولة والنصر، كل الفخر والتحية للشهداء والجرحى والصامدين الذين كتبوا صفحة عز في تاريخ الوطن والامة وكل الاحرار في العالم".

 

وزير الدفاع وقائد الجيش وضعا اكليلين من الزهر

امام النصب التذكاري في وزارة الدفاع في ذكرى عدوان تموز

الوزير المر: الامن والاستقرار والسلم الاهلي أهم من كل شيء في لبنان

موضوع محاولة اغتيالي أصبح ورائي واقبل بقرار المحكمة الدولية

وطنية - 12/7/2009 لمناسبة الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006، وتكريما لأرواح العسكريين الذين استشهدوا في مواجهة هذا العدوان، قام وزير الدفاع الوطني الاستاذ الياس المر بوضع إكليل من الزهر باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمام النصب التذكاري في باحة مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، كما وضع قائد الجيش العماد جان قهوجي إكليلا آخر أمام النصب. حضر الاحتفال رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وعدد من كبار ضباط القيادة. وقد أدت مراسم التكريم وحدات تمثل اسلحة الجيش البرية والجوية والبحرية، كما تولت مفرزة من موسيقى الجيش أداء عزفة الموتى ولازمة النشيد الوطني، اضافة الى نشيد الشهداء، وفي الختام تم عرض التحية من قبل الوحدات المشاركة.

الوزير المر

بعد الاحتفال، سئل الوزير المر عن تعليقه على المناسبة، فأجاب:" نتذكر اليوم شهداء الجيش الذين سقطوا في عدوان تموز الوحشي على لبنان، وقد بلغ عددهم خمسين شهيدا والجرحى الذين بلغوا 315 جريحا بينهم 40 ضابطا. عشنا في تلك المرحلة مثل كل اللبنانيين أياما صعبة. عشنا في وزارة الدفاع مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يومذاك قائد الجيش، اياما حساسة ودقيقة جدا. وقد قام الجيش اللبناني بعمل بطولي وأدى واجبه بالدفاع عن أرضه ووطنه وبمساعدة مواطنيه على أفضل وجه وهذا ما كلف الجيش شهداء وجرحى" .

وحيا الوزير المر "أرواح الشهداء والجرحى وكل الشباب اللبنانيين المقاومين الذين استشهدوا على أرض الجنوب في مثل هذا اليوم وكل من دافع عن أرضه وبيته وعائلته" . وتوجه بالتعازي الى أهالي شهداء المقاومة الذين استشهدوا في هذا اليوم والى اللبنانيين الابرياء المدنيين الذين استشهدوا نتيجة القصف والعدوان الاسرائيلي على لبنان في 12 تموز 2006.

سئل الوزير المر: 12 تموز هي ذكرى محاولة اغتيالك ايضا، فما هو تعليقك وهل وصل التحقيق الى شيء محدد؟.

أجاب:" صحيح ان 12 تموز هو ذكرى محاولة اغتيالي مع رفاقي العقيد الياس البيسري وأمين المر، الا ان المهم هو تكريم شهداء الجيش وتحية أرواح الشهداء اللبنانيين الذين سقطوا في المعركة ضد العدوان الاسرائيلي، وهذا أهم بكثير من محاولة اغتيالي او حياتي. لم أفكر في هذا اليوم الا بالجيش وعائلات الجيش والضباط والعسكريين الذين استشهدوا. اما بالنسبة الي فان موضوع محاولة اغتيالي أصبح ورائي ولا أفكر فيه".

سئل: ألا تتهم أحدا؟.

أجاب:" في المرحلة الاولى كان الملف في الشرطة العسكرية ثم تحول الى المحكمة العسكرية، واليوم أصبح موجودا في المحكمة الدولية والقرار الذي يصدر عن هذه المحكمة أقبل به. لا أتهم أحدا. المهم بالنسبة الي هو الامن والاستقرار وأمن الناس والسلم الاهلي. ان الاتهام لا يوصل البلد الى شيء مفيد. الناس تعبت من التفجير والحروب والاغتيالات والارهاب والتوتير".

وختم:" أشكر ربي انه خلص رفاقي الذين كانوا معي داخل السيارة وأتوجه بالتعازي مجددا الى أسرة الشهيد مورا الذي سقط أثناء مروره على الطريق. أعود وأكرر ان السلم الاهلي هو أهم من كل شيء في لبنان".

 

الوزير صلوخ إلى شرم الشيخ تحضيرا لقمة دول حركة عدم الانحياز: ذكرى الانتصار على اسرائيل تدعونا إلى تعزيز وحدتنا والإسراع في الحكومة

وطنية - 12/7/2009 غادر وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ بيروت متوجهاالى شرم الشيخ لحضور اجتماع وزراء الخارجية لدول حركة عدم الانحياز تحضيرا لقمة هذه الدول التي ستنعقد الاربعاء المقبل هناك ويترأس الوفد اللبناني اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. ولمناسبة الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 قال الوزير صلوخ: "لبنان شعبا وجيشا ومقاومة لقن اسرائيل درسا لن تنساه اذ هزم جيشها التي تدعي انه لا يقهر، وهذه الهزيمة جعلتها تلجأ الى اسلوب التهديدات التي لا ينفك يطلقها قادة العدو بين الحين والآخر اضافة الى خروقاتها اليومية للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 الذي التزمه لبنان كليا". أضاف: "ذكرى الانتصار على اسرائيل تدعونا الى تعزيز وحدتنا الوطنية وتماسكنا الداخلي والاسراع في تشكيل الحكومة لجبه مخططات العدو عبر خروقاته البرية والجوية والبحرية وشبكات التجسس التي فككها لبنان وكانت تبغي اسرائيل من ورائها زرع الفتنة والبلبلة وزعزعة الاستقرار الداخلي, لكن وعي اللبنانيين ويقظة الجيش والاجهزة الأمنية كشفا هذه الشبكات وأفشلا مخططاتها". وتابع: "ان النصر الذي تحقق في تموز 2006 شكل تغييرا استراتيجيا على الصعيد العربي الاسرائيلي مفاده ان اسرائيل التي لطالما ربحت حروبها قبل خوضها باتت قوة ردعها اليوم منهارة مما شكل ضربة العمود الفقري للمجتمع الإسرائيلي الذي يشكله الشعور بالتفوق والغلبة على المحيط. ان هذا الانجاز الكبير الذي حققه الشعب اللبناني يدعونا الى تكامل طاقاتنا واوراق قوتنا لان اسرائيل لا يمكن ان تستكين لهزيمتها, وما التهديدات التي نسمعها على لسان كبار مسؤوليها الا تعبيرا عن الضيق بهذا الوطن الصغير بحجمه الكبير بانجازاته وبشعبه لذلك فان الاولى بنا نحن اللبنانيين ان ندرك ما لوطننا من قوة اذا ما عرفنا استثمارها وتزخيمها فانها كفيلة بان نستمر بادهاش العالم قريبه وبعيده". وختم الوزير صلوخ: "في هذه الذكرى العظيمة نتقدم من ابناء الشعب اللبناني ومقاوميه الابطال وجنود جيشه الباسلين باسمى تعابير الفخر والاعتزاز راجين ان تعود الذكرى علينا في العام المقبل وبلدنا مصان وعزيز وابي بتضحيات شعبه ووحدته الوطنية".

 

«حزب الله» مجدداً تحت المظلة السنية

 التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩/صحيفة الحياة/بقلم:حسان حيدر

العبرة ليست في اعتراف الخاسرين في انتخابات لبنان بهزيمتهم. فهذه واضحة كتبها الناخبون أرقاماً في صناديق الاقتراع ولا تحتاج الى تصديق من أحد. بل العبرة في إقرارهم بمعانيها وتبعاتها السياسية محلياً واقليمياً.وبأن مشروع الانقلاب الذي قادوه بإيحاء ودعم خارجيين على مدى أربع سنوات فشل، وان «البديل المسيحي» الذي ابتكروه وحاولوا تسويقه وفرضه سقط الى غير رجعة. فقد رأى «حزب الله» بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005 ان الفرصة سانحة للتخلص من «المظلة» التي شكّلها الراحل الكبير والطائفة السنية للمقاومة بعد اتفاق الطائف، وشجعه على ذلك وصول أحمدي نجاد الى الرئاسة في ايران وارتفاع حدة «الكباش» بين طهران والمحيط العربي بهدف توسيع الدور والنفوذ وحجز موقع أكبر على خريطة المنطقة، منتهزة التخبط الأميركي في الوحل العراقي. وكان ان وجد هذا التوجه ضالته في النرجسية السياسية لدى النائب ميشال عون الذي استدار مئة وثمانين درجة ليتحول لأسبابه الذاتية وشغفه بالحكم الى حليف للحزب ومعه سورية وايران، ومدافع عن السلاح الذي طالما انتقده وساهم في صوغ قرارات دولية لكبحه.

وطوال السنوات الماضية قاد «حزب الله» معركة حقيقية متواصلة هدفها تحجيم دور السُنة اللبنانيين، عبر عرقلة العمل الحكومي بمختلف الوسائل، والتشكيك في وطنية رموزهم، وتقليب الطوائف الاخرى ضدهم، حتى وصل به الأمر الى القهر العسكري باحتلال بيروت، واتفاق الدوحة الذي منح حربه عليهم غطاء سياسياً ولو جزئياً، واستكمل كل ذلك بحملة انتخابية لم توفر شخصية ولا موقعاً وطالت شظاياها كل من حاول البقاء على الحياد، بمن في ذلك رئيس الجمهورية، على أمل انتزاع الغالبية وطي الصفحة نهائيا.

لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، وجاءت النتائج مخيبة، وقال اللبنانيون وخصوصاً المسيحيين كلمتهم، واضطر الحزب الى انقاذ حليفه في أكثر من دائرة مانحاً إياه أصوات الشيعة في تجييش غير مسبوق. وخرج السنة وزعيمهم سعد الحريري وحلفاؤهم المسيحيون أقوى من أي وقت مضى، بتفويض شعبي واسع أكد رفض نهج المعارضة السياسي الداخلي وخياراتها الاقليمية ورؤيتها لمستقبل البلد وكيفية ادارة شؤونه اليومية وعلاقته بمحيطه العربي الأوسع، وأسقط التحالفات المصطنعة والغامضة الاهداف والوعود المرتجلة والتخبط في تحديد الاولويات وادعاء التمثيل.

ولن يستطيع احد في المعارضة، وخصوصاً عون، اعفاء نفسه من المحاسبة ومن مساءلة جمهوره عبر القاء اللوم عن خسارته على التحريض الطائفي والمال السياسي، كأنه يعيش في «المدينة الفاضلة»، ويكتشف فجأة ان هناك طائفية ومالاً سياسياً في لبنان، بينما هو غارق فيهما حتى اذنيه. وإلا فمن اين يأتي «حزب الله» بالملايين التي ينفقها على جهازه العسكري الهائل ومن يسدد ثمن تسلحه المتواصل؟ اعتبر الحريري، في ضرب من شجاعة المنتصر، ان الفوز في الانتخابات هو للبنان وللديموقراطية، وقال انه يمد اليد الى الطرف الخاسر حفاظاً على وحدة وطنية يراها ضرورية لبناء المستقبل، رافضاً عزل الآخر ومشدداً على مشاركته في الحكم وفي صوغ السياسات الاساسية، وهو بذلك يفتح كوة أمام «حزب الله» الذي بات مكشوفاً إلا من طائفته، ويرمي اليه طوق نجاة للعودة الى سفينة الدولة التي حاول اغراقها.

 

إيلاند يعتبر أنّ هناك حرباً مقبلة مع "حزب الله" والنجاح فيها يكون في ابلاغ الحكومة اللبنانية انها والبنى التحتية وكل من يرعى ويدعم الحزب سيكون هدفاً

لبنان الآن/آمال شحادة ، الاحد 12 تموز 2009

اعتبر الرئيس السابق لمجلس الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند ان التفوق المضمون لاسرائيل في حرب لبنان المقبلة يكون في ابلاغ الحكومة اللبنانية بشكل واضح انها والبنى التحتية سيكونان الهدف لهذه الحرب. ودعا ايلاند الى اعداد خطة دبلوماسية دولية، وطرحها امام الدول الداعمة للبنان والتي ترغب بأن ترى هذه الدولة هادئة ومستقلة، قوامها ان منح "حزب الله" الشرعية المطلقة في لبنان ورفع مكانته السياسية في الحكومة والبرلمان ورعايته سيجعل الحرب مفتوحة امام الجميع ولا تقتصرعلى مواجهة الحزب ومقاتليه ومراكز اسلحته بل كل من يرعى ويدعم هذه المنظمة. ومن وجهة نظر ايلاند فإنّ تحميل الحكومة اللبنانية المسؤولية والتحذير من خطر أَبعاد الحرب المقبلة على لبنان تشكل ايضاً حرباً نفسيّة على السكان الذين سيتعرّضون لنار الجيش الاسرائيلي بشكل اكبر مما كان عليه في حرب تموز .

أيلاند، وفي مؤتمر ينعقد حالياً في معهد ابحاث الامن القومي، اكد ضرورة ان تتخذ الحكومة الاسرائيلية خطوات عدة، في حال اثيرت اجواء توتر عند الحدود الشمالية لا تقدر اسرائيل على تحملها، وتجنيد المجتمع الدولي وفي مقدمها الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية بموقف اسرائيل بعدم قدرتها على تحمل الوضع وتدعوها الى الضغط على الحكومة اللبنانية لتغيير سياستها تجاه "حزب الله". وبرأي ايلاند فإنّ الفرق الواضح بين حربي تموز وغزة كان عندما توجه رئيس الحكومة في حينه، ايهود اولمرت، الى واشنطن ومن هناك بعث برسالة واضحة  لـ"حماس" والمجتمع الدولي ان اسرائيل غير قادرة على تحمل تعرّض سكان الجنوب لخطر تهديد صواريخها، وبمثل هذه الحالة، يقول ايلاند، مهّدت اسرائيل لتوجيه ضربة قاسية كحق لها في الحفاظ على أمنها وأمن سكانها ونجحت بذلك بتجنيد العديد من الدول الى جانب قرارها بالحرب على غزة على الرغم من الدمار الذي سببته هذه الحرب ومقتل المدنيين. ولجهة سبل التفوق على "حزب الله" في الحرب المقبلة، يرى ايلاند ان تحديد الجيش هدف الحرب وتنفيذها خلال فترة زمنية قصيرة ومحددة يشكلان عنصرين هامين للنجاح ويوضح:" لو ان اولمرت اعلن في حينه ان اسرائيل ستنفذ حملة عسكرية قاسية يكثف خلالها سلاح الجو ضرباته الجوية بشكل واسع، لكان الثمن الذي يدفعه "حزب الله" كبيراً، وفي وقت يصرخ العالم فيه داعياً الى وقف العملية، تكون اسرائيل قد حققت على الاقل هدف قوة ردعها. يُشار إلى أنّه وفق برنامج المؤتمر فسيشارك فيه ايضاً رئيس اركان الجيش في حرب تموز، دان حالوتٍس ، الذي اضطر الى الاستقالة من منصبه بعد تشكيل لجنة فينوغراد، التي حققت في اخفاقات حرب تموز. وبعد صمت له منذ انتهاء الحرب، خرج حالوتس لوسائل الاعلام الاسرائيلية قبل اكثر من شهر وحاول في مقابلاته الحديث عن الجوانب التي يعتبرها انجازات لجيشه وكان ابرز ما صرح به ان الجيش حاول اكثر من مرة اغتيال الامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، لكنه فشل.

 

شمعون: نرفض زيارة الحريري سوريا قبل التأليف لئلا تُفسر كاسترضاء لها

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: صوت لبنان 

أشاد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون بجهود الرئيس المكلف سعد الحريري للوصول إلى حكومة تريح الجميع، آملاً من الجميع "أن يتعاونوا ويقدموا تنازلات من أجل الانتهاء من تأليف الحكومة". وأوضح أن مسيحيي 14 آذار يرفضون زيارة الرئيس الحريري الى سوريا قبل تأليف الحكومة، ويتخوّفون من أن يفسر هذا الموضوع على أنه استجداء من سوريا او استرضاء لها للمساعدة في التأليف. واكد ان البلد ليس ملكاً لأحد في النهاية بل ملك لشعبه ولأبنائه، لافتاً إلى أن مطلب رئيس الجمهورية هو أن يكون للبنان حكومة وحدة وطنية يستطيع التعاون معها. وعن مطلب العماد ميشال عون بالتثميل النسبي في الحكومة، اعتبر أن "على كل واحد أن يعرف حجمه وكيف يعمل لمصلحة البلد"، مشيراً الى "اننا نستطيع أن نكذب على الناس بعض الوقت ولكن ليس باستطاعتنا أن نكذب عليهم كل الوقت". ولفت الى "ان قوى الرابع عشر من آذار خاصت انتخابات وربحتها وعليها المحافظة على هذا الربح والعمل من خلاله لمصلحة البلد في مواجهة الأخطار المحدقة بنا من العدو الإسرائيلي". وشدد على "ان ثورة الأرز لا تزال موجودة وعناوينها كثيرة وأولها "لبنان أولاً"، وهدفها ليس الوصول إلى المراكز فقط". وانتقد الأداء السابق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري بإغلاقه المجلس ووضع المفتاح في جيبه، مؤكداً ان لا خلاف على الصعيد الشخصي بينه وبين برّي.

واشار الى ان سوريا تحاول منذ الاستقلال التدخل بشؤون لبنان والتأثير على المسارات في لبنان، نافياً أن تكون سوريا قد شفيت من هذا الأمر. وقال: "ان قوى 14 آذار تتعاطى مع الخارج وخصوصاً مع الولايات المتحدة من خلال القوانين الدولية، وعلى سوريا أن تفهم ان هذا التعاطي مع لبنان يجب ان يكون من دولة الى دولة وأن تفهم ان لبنان سيد حر مستقل، وأن تستمر بعد فتح السفارات في مفهوم حسن الجوار بينها وبين لبنان، ونحن نشجعها على ذلك". وتمنى "أن تتحسن العلاقات بين سوريا والسعودية ومن بعدها بينها وبين لبنان وأن تنتهي عزلة سوريا عن المجتمع الدولي من خلال تحسين علاقاتها مع الجميع". وطالب بمعالجة قضايا الطرقات والسير وسرقة السيارات والكهرباء.

 

سليمان لم يرفض صيغة 16-10-4 وعون "يلتزم مواقف متشددة"

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: النهار ـ الشرق الاوسط 

 ذكرت صحيفة "النهار" ان اللقاء بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري، وهو الثاني منذ التكليف، تخللته "جوجلة" لحصيلة المشاورات التي أجراها الحريري على مدى اسبوع، ولكن من دون التوقف عند صيغة معينة، وبالتالي لا صحة لما تردد من "ان هناك رفضاً لدى رئيس الجمهورية لصيغة 16 - 10 - 4" بحسب بعض مصادر المعارضة. واشارت معلومات تتصل باللقاءات التي جرت في اليومين الماضيين الى ان عدداً من اركان المعارضة، ولا سيما داخل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لا يزال يتشدد في قراءته لمفهوم حكومة الوحدة الوطنية وذلك بتقديم اوصاف لحصة المعارضة تماثل حصتها الحالية في حكومة تصريف الاعمال اي "الثلث المعطّل".

من جهتها، لفتت صحيفة "الشرق الاوسط" الى ان الوفد الفرنسي الذي زار رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الرابية خرج بانطباع مفاده أن عون "يلتزم مواقف متشددة" إزاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة، وإزاء الرئيس ميشال سليمان الذي "يرفض أن يترك له مساحة سياسية كافية"، من جهة أخرى، حتى يكون بمقدوره إعادة رئاسة الجمهورية إلى موقع مركزي في اللعبة السياسية اللبنانية. وأوضحت "الشرق الاوسط" أن "عون اغتنم الفرصة ليشدد على أهمية "بلورة برنامج" حكومي يقول عنه إنه "الغائب الأكبر" في المفاوضات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة، من غير التخلي عن مطالبته بتمثيل لتياره ولتكتله يتماشى مع "حجمه الشعبي والنيابي". واستبعدت المصادر الفرنسية التي أرادت منذ البداية أن تنأى بنفسها عن الموضوع الحكومي من غير أن تنجح بذلك، أن يحصل عون على ما يطالب به، خصوصاً أن أطراف المعارضة "ليست متفقة في ما بينها على ما تريد المطالبة به حقيقة وليس كموقع تفاوضي يمكن أن تناور منه أو أن تتراجع عنه".

 

الصايغ: نريد حكومة وحدة فاعلة وليس مجرد المشاركة

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: أخبار المستقبل 

أكد نائب رئيس حزب "الكتائب" الدكتور سليم الصايغ ان "الانتخابات النيابية أفرزت أكثرية نيابية، ومن حق الأكثرية أن تكون ممثلة بقوة في الحكومة، وما نريده هو تأليف حكومة وحدة وطنية جامعة وفاعلة وليست مجرد مشاركة من الفريق الآخر. ورأى ان "حكومة الوحدة الوطنية لا تعني في المطلق المساواة في المشاركة، التي لا تكون بفرض الشروط، والفريق الآخر يعتبر المشاركة في الحكم هو بالمساواة وهذا أمر خاطئ ومرفوض. ووقال ان "المعارضة تسعى إلى الحصول بشكل أو بآخر على الثلث المعطل وبالتحديد على الضمانات، ولكن مَن يريد الضمانات هو نحن، ضمانات بعدم تكرار ماحصل في السابق (7 أيار) وغيره من الأحداث وفي موضوع السلاح" أضاف: "موقفنا واضح وهو اننا سنرفض الثلث المعطل في أي حكومة ستشكل، وعلى الأقلية إذا أرادت ان تكون معارضة حقيقية وواضحة ان تعارض من خارج الحكومة". وإعتبر ان "رئيس الجمهورية رئيس توافقي ويقوم بدوره على أكمل وجه، ومطلوب من العماد ميشال عون الوقوف إلى جانب فخامة الرئيس في هذه المرحلة". وشددعلى"ان العقدة ليست في التمثيل المسيحي داخل الحكومة.. وكفى متاجرة بهذه الطائفة ولننظر إلى المصلحة المشتركة ومصلحة الوطن. وحيا الصايغ "أهلنا في الجنوب وفي كل لبنان وجميع المقاومين بذكرى حرب تموز". وقال: "هذا التصدي والوقوف بوجه العدو الإسرائيلي لم يكن ليحصل لولا الجهد الديبلوماسي والدور الكبير الذي لعبته الحكومة اللبنانية إلى جانب المقاومة والذي تجلى بإصدار القرار 1701".

 

موفاز: أهدرنا فرصة في حرب تموز لتحقيق انجازات أكثر

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: وكالة سما الاخبارية

اعتبر عضو الكنيست من حزب "كديما" وعضو الحكومة الأمنية المصغرة السابقة شاوول موفاز، أن إسرائيل "حققت قدرة ردع محدودة أمام "حزب الله" خلال حرب لبنان الثانية التي تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لاندلاعها، وقد كانت الحرب بمثابة إهدار فرصة لأنه كان بالإمكان تحقيق انجازات أكثر". وقال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم: "يوجد لدى "حزب الله" اليوم صواريخ أكثر بكثير مما كان لديه قبل الحرب، كما أن مدى هذه الصواريخ أطول". ورأى أن "التهديد الصاروخي على إسرائيل من جانب "حزب الله" أكبر من التهديد الصاروخي الإيراني، والهدوء الحاصل الآن (عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية) قابل للاشتعال، كما أن نوايا إيران و"حزب الله" لم تتغير والهيمنة الشيعية تتزايد في منطقتنا". واوضح أن قرار الحكومة الأمنية المصغرة بشن الحرب على لبنان قبل ثلاث سنوات، كان "تنفيذ عمليات عسكرية (ردا على هجوم "حزب الله" وأسر الجنديين الإسرائيليين) لكن حدود هذه العمليات لم تكن واضحة في حينه". وشدد على أن "المشكلة المركزية في هذه الحرب كانت عملية اتخاذ القرارات" في إسرائيل "ولو تم تجنيد قوات الاحتياط في الوقت المناسب لتم منع سقوط عدد كبير من القتلى" في الجانب الإسرائيلي.

 

حمادة: جنبلاط لن يضغط على الحريري للتخلي عن صيغة 16 – 10 – 4

 التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: المؤسسة اللبنانية للارسال  

نبه عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حمادة على أنه إذا حصلت الاكثرية على أقل من 16 وزيرا في الحكومة "نكون كأننا خسرنا الانتخابات وبعنا التكليف لمساومات محلية او اقليمية"، مؤكدا "أن الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في هذا المناخ ولا وليد جنبلاط، الذي لن يضغط أبداً على الحريري حتى يعطي الثلث المعطل أو يتخلى عن صيغة 16 – 10 – 4". ورأى انه يجب على رئيس الجمهورية أن يكون الحكم ويلعب الدور المرجح والفاعل في الحكومة، مشيرا إلى "ان فريق الرئيس نبيه برّي هو الذي يتعاطى بإيجابية نسبية في موضوع التشكيل وإن كان يستعمل أحياناً تعابير للمحافظة على وحدة المعارضة، أما في "حزب الله" فهم مصرون على الثلث المعطل، وقضية التذاكي التي تحدث عنها نعيم قاسم بالأمس هي تذاك على الرأي العام من فريق المعارضة". واعتبر أن لا مشكلة بوجود حكومة اقطاب "اذا كان هذا الامر لمصلحة البلد من اجل ان يكون هناك شراكة حقيقية وليس شراكة تعطيلية، وكذلك من اجل تحديات خطيرة تمر بها المنطقة". وكشف أن القناة مفتوحة مع الرئيس بري وكذلك مع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عبر معاونه السياسي، وهناك اتصالات بين الرئيس الحريري وكل الاطراف السياسية والقيادات الدينية لتأليف الحكومة. وانتقد العماد ميشال عون "الذي لا يخفي امام زواره الأجانب انتقاداته لرئيس الجمهورية ويتكلم عن حصته في الحكومة كما كان ينتقد الكتلة الوسطية في السابق". وأكد انه "لم يكن وارداً ان يذهب الحريري الى سوريا قبل تأليف الحكومة، ولكنه بصفته رئيساً لكل لبنان يذهب الى اي مكان فيه مصلحة للبنان، وسوريا ستكون من الدول التي سيزورها". وإذ شدد على أن الوصاية انتهت من قاموس اللبنانيين، قال: "ان هناك من أراد داخل البلد تصوير الحريري على أنه لا يستطيع تأليف الحكومة قبل ان ينخرط في الوصاية من جديد، وفي ذلك ضربة معنوية وسياسية وضربة للانتخابات ونتائجها".

ورأى "ان "لبنان اولاً" لا يلغي الديموقراطية ولا العروبة ولا لبنان المدافع عن القضية الفلسطينية"، مشيراً الى أن لا خلاف في موقف اللبنانيين من اسرائيل ومن التوطين والقضايا العربية، "ولكن قرار الحرب والسلم لا يمكن ان يكون في يد فريق واحد من اللبنانيين ولا نرضى بأن يأخذنا احد الى معركة لا دخل للبنان فيها أو أن يكون لبنان الضحية الوحيدة".

ودعا الى "استخلاص العبر من حرب تموز والاشادة بعمل المقاومة التي ابلت بلاء حسناً"، معتبراً أنها "ظلمت من كانوا في الخطوط الخلفية ويقومون بالمقاومة السياسية، ولكن الرئيس بري أنصف الحكومة عندما وصفها بأنها حكومة المقاومة الديبلوماسية". وشدد على اهمية ما جرى من مصالحة على الصعيد الدرزي ـ الشيعي، وفي الانتخابات النيابية في الجبل "حيث بدا واضحا أن الجبل توحد من خلال الصوت المسيحي". واعتبر أن حادثة عائشة بكار "تركت جراحاً معينة وهي بمثابة امتحان أهلي، وكأنه مكتوب على لبنان ان يشهد حدثا في شهر حزيران من كل سنة ليمنع موسما واعدا".

 

الاسد استقبل وزير الخارجية الفرنسي

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: أ ف ب 

اجرى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، صباح اليوم الاحد، في دمشق مباحثات مع الرئيس السوري بشار الاسد، وفق ما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا".

وكان الوزير الفرنسي وصل دمشق، امس السبت، آتياً من بيروت حيث اجرى مباحثات، يوم الجمعة الفائت، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وقيادات من الاكثرية والاقلية.

ورأس كوشنير في العاصمة السورية المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في المنطقة.

 

المعلم: استعداد اوباما لزيارة سوريا امر "مشجع"

التاريخ: ١٢ تموز ٢٠٠٩ المصدر: AFP 

رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم باعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما استعداده لزيارة دمشق، معتبرا ذلك امرا "مشجعا". وشدد في المقابل على ان العقوبات الاميركية المفروضة على بلاده "ظالمة". وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في دمشق: "اذا صح ما نشر في "سكاي نيوز" على لسان(الرئيس) اوباما فهذا شيء مشجع"، مشيرا الى ان "الدبلوماسية الحديثة تقوم على الحوار فما بالكم اذا جاء الحوار بين القادة". واضاف المعلم ان زيارة اوباما إلى سوريا في حال حصلت سوف "تعطي الرسالة الحقيقية عن التغيير في نهج الادارة الاميركية"، معربا عن ترحيب بلاده "بمثل هذه الزيارة اذا صح العزم على القيام بها". وكان اوباما ابدى في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية تبث اليوم الاحد استعداده لزيارة العاصمة السورية وعقد لقاء مع الرئيس بشار الاسد.

وكان الاسد دعا مطلع تموز/يوليوالجاري في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" نظيره الاميركي إلى زيارة سوريا، وذلك بعيد اعلان الولايات المتحدة عزمها ارسال سفير جديد الى سوريا بعد اربعة اعوام من استدعائها سفيرتها في دمشق. من جهته، وردا على سؤال عن المساعي الفرنسية لرفع العقوبات الاميركية عن سوريا خصوصا في ما يتعلق بتزويد دمشق بقطع غيار لطائرات "الايرباص" اعلن الوزير كوشنير ان "هذا ليس بعيداً ونحن نعمل على ذلك". وتابع الوزير الفرنسي "ان افضل وسيلة لرفع العقوبات هي ان نبذل الوسائل الممكنة في كل مرة تتاح لنا الفرصة وذلك عبر الحوار، وسوف نستمر في العمل على ذلك". وعقب المعلم بالقول: "ان هذه العقوبات ظالمة وانا واثق من ان الجاب الفرنسي سيواصل جهوده من اجل رفع هذه العقوبات"، مؤكدا انها "تصيب امن المواطن السوري وراحته في استخدام الطيران المدني".

 

ايران من تصدير ثوراتها الى تعميم أزماتها

 التاريخ: ١١ تموز ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل

 تساءلت أوساط متابعة للملف الإيراني عن مدى إرتباط الأحداث الأخيرة، التي جرت في إيران إثر نتائج الإنتخابات الرئاسية، بتشكيل الحكومة اللبنانية، وهل من أثر سلبي على لبنان؟

مصادر مطلعة ترى أن الوضع في ايران لا يبدو انه يتجه نحو التهدئة الكاملة، نظراً الى أسباب رئيسية عدة، اولها ان الصراع تجري احداثه في بيت النظام، وعليه فان تصفيته لن تكون بالامر السهل لأنه يحتاج الى عملية جراحية يتم فيها استئصال اجزاء من داخل القلب الذي ينبض منه نظام الملالي في ايران.

أما السبب الثاني فيعود الى القلق من اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية من هذا النوع، خوفاً من انتقال عدوى الصراع الى اطراف الذراع الأمنية المنفذة.

ولم تسقط المصادر من حساباتها السبب الثالث وهو ان ايران كانت تخطط لأن تكون ولاية احمدي نجاد الثانية فترة لالتقاط الانفاس الاقتصادية، عبر وقف التدهور الاقتصادي عند حد معين والانطلاق من أجل ترميم الوضع إذا أمكن. وتصبح إيران مرشحة لمواجهة ازمة سياسية طارئة في صلب النظام، وأخرى اقتصادية كامنة ومستعصية.

إثر ذلك، يكون الحل الأمثل لإيران بالإنتقال من مفهوم تصدير الثورة الايرانية الى مفهوم تصدير الازمة الايرانية الى الخارج، ومن مفهوم تصدير نموذج النظام الى تصدير ازمة النظام، والساحات الاكثر تأثراً باتباع طهران لهذا المفهوم هي لبنان. وترد المصادر تأثر لبنان بهذا السيناريو الى وجود نموذج في لبنان مؤيد لجناح خامنئي - نجاد في ايران، وهو بهذا المعنى يعتبر طرفاً في الصراع الايراني الداخلي. ومن هنا فان مهمة هذا الحليف سيطرأ عليها تغير في نوعيتها، فمن مساندة ايران في ملفاتها الخارجية الى مساندة جناح السلطة الايرانية في صراعها الداخلي.

ويمكن ترجمة هذا التحول عملياً في الوظيفة من خلال توفير ظروف مقايضة بين ايران والمجتمع الدولي في ساحات معينة مطلوب منها التهدئة لأسباب تتصل بتحقيق انسحاب اميركي سلس من المدن العراقية، وذلك عبر خلق تعقيدات فيها ليتم مقايضة ايجاد حلول لها بعدم دعم المجتمع الدولي لحركة المعارضة الايرانية.

وتقول هذه المصادر ان عملية تشكيل الحكومة في لبنان قد تكون احد الاهداف التي ستقصدها ايران للاستثمار فيها عبر ادخالها في أزمة مفتلعة.

ومن السيناريوهات المحتملة الحدوث ان تحاول طهران وضع عراقيل بوجه المشاورات الحكومية للرئيس المكلف بغية اطالة فترة التأليف وتتحول العملية الى نوع من الاستعصاء لولادة الحكومة. وتذهب المصادر الى أعمق من ذلك، فتشير الى دفع لبنان الى عنوان ساخن خلال الفترة المقبلة المنظورة يطغى بفعل تداعياته الخطرة على اولوية ملف تشكيل الحكومة، وهنا يتم اخذ اجواء الحد الادنى من التفاؤل بانجاز التشكيلة الحكومية الى مناخ قاتم مما يعرض البلد لفترة طويلة من الفراغ السياسي والتوتر الأمني. ويبدو ان لعبة توزيع الادوار في رمي كرة المطالب الحكومية بين اطراف المعارضة امر ينم عن احتمال وجود خطة مبيتة للسير في هدف اطالة امد الاستشارات وتحويلها الى عقدة تشكيل حكومي. وبحسب هذه المصادر، فان عدم خروج المعارضة على الرأي العام بمطلب موحد من عملية تشكيل الحكومة، لا يعكس ان اطرافها غير متوافقين بل انهم متوافقون على اظهار انفسهم كمعارضة بمطالب عدة، وذلك من اجل تصعيب عملية التأليف الحكومي.

 

التهديدات الإسرائيلية يومية لكن ترجمتها عملياً مستبعدة 

الأحد 12 يوليو

 تريسي أبو أنطون / ايلاف

لبنان في الذكرى الثالثة لحرب 12 تموز 2006

التهديدات الإسرائيلية يومية لكن ترجمتها عملياً مستبعدة

وزير الدفاع ايهود باراك يجلس بجوار رئيس اركان الجيش غابي اشكنازي في حفل لاحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا خلال حرب لبنان

ترايسي أبي أنطون: فيما يحيي اللبنانيون الذكرى الثالثة لحرب تموز / يوليو التي شنها الجيش الاسرائيلي على لبنان، يبدو ان النغمة التهويلية للخطاب الاسرائيلي عادت إلى وتيرتها القاسية، خصوصا بعد ظهور اكثر من موقف اسرائيلي ودولي وضع في خانة التحذير من خطر عسكري محدق بلبنان. ولعل جميع المؤشرات التي تصدر عن الزيارات المتلاحقة لكبار الدبلوماسيين الاميركيين والغربيين إلى بيروت تندرج في إطار وضع المسؤولين اللبنانيين قي اجواء ما يمكن انه يحاك في اروقة المطبخ السياسي والامني الاسرائيلي. ولعل أبلغ ما قيل في هذا السياق، ما نقل عن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير لدى زيارته رئيس الجمهورية ميشال سليمان وتحذيره اياه من " مفاجأة عسكرية " اسرائيلية داهمة، بالاضافة إلى تصريح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "هشاشة الوضع" في جنوب لبنان.

ويلاحظ المراقبون في هذه الايام، التحذير شبه اليومي للمسؤولين الاسرائيليين من مغبة "تغاضي" الحكومة اللبنانية، التي سيشارك فيها "حزب الله"، عن اي أعمال "معادية" قد يقوم بها الحزب في المستقبل، وتحميلها (الحكومة) المسؤولية الكاملة لأي "انتهاك لامن وسيادة اسرائيل". كما يلاحظ التكرار اليومي ايضا لمقولة "استعادة اسرائيل لقدرتها الردعية" وامتلاكها لاحدث الانظمة الدفاعية والاسلحة والتكتيكات المعدة خصوصا لقتال مشابه لذلك الذي جرى في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2006.

كذلك يبدو ان الصحافة الاسرائيلية ليست ببعيدة هي الاخرى عن هذا الجو، فصحيفة "جيروزالم بوست" أشارت صراحة ان قرار "انهاء العمليات العسكرية" الذي اوقف حرب تموز في 14 آب 2006، لا يزال هشا، وأن المسائل الاساسية التي اشعلت القتال لا تزال بلا حل، وهي قدرة حزب الله الصاروخية على اقلاق امن المستوطنات الشمالية وتاكد القيادة الاسرائيلية امتلاك "حزب الله" بعد الحرب الاخيرة لترسانة صواريخ بعيدة المدى قادرة على "ضرب أي نقطة اسرائيلية بدقة لا متناهية". ويستفيض تقرير "البوست" في معالجة هذه النقطة.

جنود من الجيش اللبناني خلال دوريات على الحدود مع إسرائيل في نقطة العباد في قرية حولا في جنوب لبنان

وبحسب تقرير عسكري اسرائيلي، استطاع حزب الله اعادة تسليح نفسه، ومن المعتقد بانه يمتلك الآن 40.000 صاروخ شمال نهر الليطاني كما ضاعف ثلاث مرات عدد صواريخ «سي - 802» التي تطلق من الارض إلى البحر. وهو يحاول الآن تجنيد وتدريب جيل جديد من المقاتلين كما شكل وحدة مضادة للطائرات. ويضاف إلى ذلك كله، بحسب الصحيفة "ان فيالق الحرس الثوري الإيراني، الذي هو اقوى مؤيد لحزب الله، تبرز الآن كطرف منتصر في الصراع الدائر على السلطة بإيران اليوم وهو ما يعني أن "جولة اخرى من القتال امر لا مفر منه". وشددت على ان "تنشيط جبهة الشمال" كانعكاس لاحداث ما في المستقبل هو" امر محتمل جدا"ً.

ولفت الى ان إسرائيل ايقظتها الحرب على حقيقة واضحة هي ان "فصلا جديدا من الصراع العربي - الاسرائيلي قد بدأ". اما بالنسبة إلى المحلل الاستراتيجي لمحطة MTV اللبنانية، العميد المتقاعد الياس حنا، فله رأي مختلف. ففي رأيه إن التوتر القائم حاليا لا يعني إطلاقا "التوجه إلى الحرب". ولا يرى حنا مؤشرات حقيقية إلى احتمال اندلاع حرب في المدى المنظور، وذلك "لعدم تضافر الظروف الدولية المؤهلة لمثل هذه الحرب".

فمن ناحية الموقف الغربي يعتبر حنا أن "الواقع الاميركي المستجد"، والذي عبر عنه الخطاب الاخير لنائب الرئيس جو بايدن ومواقف رئيس الاركان الجنرال مايكل مولن بالاضافة إلى موقف قمة مجموعة الثماني مؤخرا في مدينة لاكويلا الايطالية، تدل بشكل او بآخر على عدم نضوج جبهة غربية متراصة داعمة لأي حرب جديدة، إن كانت ضد إيران او ضد "حزب الله". بالاضافة إلى ذلك، يرى العميد المتقاعد حنا أن العلاقة الاميركية الروسية تشهدا اليوم نوعا من "المد والجزر" خصوصا بعد خطاب اوباما في موسكو الذي تطرق فيه إلى تنازلات معينة للروس، بالاضافة إلى عدم ايجاد إطار واضح لقضية الدرع الصاروخية في بولندا واوروبا ما يعني "صعوبة كبرى في تمرير قرار فتح أي جبهة عسكرية" وهو الامر الذي كان ممكن اي يحصل لو "جرى الاتفاق الروسي الاميركي على الدرع الصاروخية".

من جهة اخرى، يرى حنا ان التهويل الاسرائيلي ضد حزب الله، يندرج في اطار ما يسمى بعلم السياسة "التهديد باستعمال العنف" والذي هو بالفعل أحدى "عناصر القوة". وهو يرى ان التهديد لا يحصل إلى وفق مقاربة تقول "بامتلاك من يهدد لعناصر التهديد واسلحته، واهمية ان يعرف الخصم لامتلاكه هذه الاسلحة".

 

الرئيس المكلف بعد لقائه سليمان: ضرورة تحقيق الوحـدة

الأحد 12 يوليو/ وكالات

 كوشنير: لا عوائق أمام الحكومة سوى الثلث المعطل والطائفية

الرئيس المكلف بعد لقائه سليمان: ضرورة تحقيق الوحـدة

بيروت، وكلات: أجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري جولة ثانية من التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان حول الصيغة الحكومية المقبلة وحصيلة الاتصالات والأفكار التي توصل إليها كل منهما في اتصالاته حول تأليف الحكومة. وإثر اللقاء تحدث الحريري الى الصحافيين، قائلاً: " تعلمون ان يوم غد يُصادف ذكرى حرب تموز. وهذه المناسبة دفعتنا، فخامة الرئيس وانا، الى التشديد على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونحن معًا على خط واحد في خصوص هذا الموضوع ". وشدد الحريري على أن " الامور تسير وفق الاصول ". وأضاف: " تعرفون بلا شك ان يدًا لا يمكن ان تصفق لوحدها، ونحن لا نريد ان تكون هناك يد تلوي اليد الاخرى، ومن هذا المنطلق فإن كل مبتغانا هو الوصول الى حكومة وحدة وطنية، والنقاش والحوار قائمان مع الجميع لهذه الغاية".

وذكرت جريد "النهار" المقربة من فريق 14 آذار ان اللقاء بين سليمان والحريري هو الثاني منذ التكليف، تخللته "جوجلة" لحصيلة المشاورات التي اجراها الحريري على مدى اسبوع، ولكن من دون التوقف عند صيغة معينة، وبالتالي لا صحة لما تردد من "ان هناك رفضاً لدى رئيس الجمهورية لصيغة 16 – 10 – 4" بحسب بعض مصادر المعارضة.

إلى ذلك شدد سليمان على أن إسرائيل لا تزال تخرق يوميًا القرار 1701 منذ إقراره بعد حرب 12 تموز من العام 2006، وأشار إلى ان الانتصار الذي حققه لبنان يستند إلى عناصر قوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، وكان بمثابة الدرس القاسي لإسرائيل، الذي جعلها تلجأ إلى أسلوب التهديد والترهيب بدلاً من اسلوب الاعتداءات الذي كانت تعتمده على أبواب موسم الاصطياف، منوهًا بالإرادة اللبنانية الموحدة حيال حفظ لبنان لحقّه في مواجهة أي عدوان إسرائيلي.

كوشنير إلتقى عون.. وانتقل إلى دمشق

وانتقل وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير إلى دمشق مختتمًا زيارته لبنان حيث أجرى سلسة لقاءات ومباحثات كان آخرها في الرابية حيث التقى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مؤكدًا أن "حكومة الوحدة الوطنية إن شُكلت ستكون أمرًا جيدًا.. ولا أرى أي عوائق كبيرة في تشكيل الحكومة إلا ما يتعلق ببعض الأمور التقليدية والطائفية".

وأضاف كوشنير: "سوريا تعدنا بوضع وبمشاركة ديبلوماسية جديدة لصالح المنطقة، فلقد كان الوضع بين المملكة العربية السعودية وسوريا على حافة الانهيار والآن بدأ الحوار، ولكن ليس مؤكدًا إلى ماذا سيتوصل". في المقابل، قالت مصادر النائب ميشال عون، الحليف المسيحي لحزب الله، لـ"الشرق الأوسط" إن الأخير يرى أن ولادة الحكومة "ما زالت بعيدة"، آخذة على الحريري أنه "بدأ عملية استيلاد الحكومة بالمقلوب، وأنه حتى هذه اللحظة لم يتقدم الرئيس المكلف بمقترحات عملية من أجل بلورة صيغة حكومية".

وردًا على سؤال، أجاب وزير الخارجية الفرنسية: "تحدثنا مع كل الاطراف اللبنانية حول المشكلة الفلسطينية، إذ يجب العودة الى السياسة وإطلاق عملية الحوار، ويجب ان تعترف الاسرة الدولية بإلزامية إقامة دولة فلسطينية"، وأضاف: "فرنسا قدّمت سفراء جددًا لها في مختلف بلدان المنطقة، ما يعني تطورًا دبلوماسيًا، وآمل أن ينعكس ذلك إيجابًا".

وزير الخارجية الفرنسية كان قد أكد في حديث لصحيفة "الحياة" أن "فكرة الثلث المعطّل في الحكومة ليست أداءً ديمقراطيًا"، متمنيًا أن "تكون هناك حكومة من دون توتر ومعارضة، وأن تتم خصوصًا، الإفادة من المكتسبات المحققة، وهي أن المحيط لم يعد يثقل على الوضع اللبناني مثلما كان يفعل سابقًا". وأضاف: "إن اللبنانيين أحرار الآن أكثر مما كانوا سابقًا. ويجب أن يكون هذا البلد مستقلاً أكثر وهو يستقل أكثر فأكثر". وذكرت جريدة "الشرق الأوسط" من مصادر فرنسية واسعة الإطلاع الحريري أبلغ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عند لقائهما يوم السبت أنه "يأمل" بتشكيل حكومته في "الأيام العشرة القادمة".

بري ينفي تطرقه للوزير الملك.. ويصر على "المشاركة الحقيقية"

وبدا رئيس مجلس النواب نبيه بري في معسكر المتفهمين لضرورة منح الحريري الوقت الكافي لانجاز مهمة التأليف. وعاد في الوقت نفسه الى الحديث أمام زواره عن ذوبان قوى 8 و14 آذار في حكومة "الشراكة والوحدة الوطنية الحقيقية" من خلال احتفاظ كل فريق بموقعه. وهو يعوّل على "خلط اوراق" يشهدها المسرح اللبناني من دون ان يدخل في توزيع الحصص او الحديث عن الارقام في شكل مباشر في انتظار ما سيقدمه الرئيس المكلف.

ونقل موقع "ناو ليبانون" الالكتروني عن زوار بري رداً له على ما اثير حول الوزير الملك في الحكومة، فقال: "حتى اللحظة لم اتكلم مع احد على الاطلاق وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري عن وزير ملك او اسم اي مستوزر". اضاف: "منذ البدء اصررت ولا ازال على حكومة وحدة وطنية تكون المشاركة فيها حقيقية".

جعجع: اقتراع الناخبين الزحلاويين أسفر عن الفوز الكاسح لقوى 14 آذار في زحلة

داخليًا، زارت الماكينة الانتخابية لـ"القوات اللبنانية" في زحلة إلى جانب وفود شعبية معراب، حيث التقت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الدكتور سمير جعجع، الذي أعرب للوفود عن تقديره لكل الناخبين الزحلاويين الذين اقترعوا بكثافة في الانتخابات "ما أسفر عن الفوز الكاسح لقوى 14 آذار في قضاء زحلة".

كما هنّأ جعجع الوفود على "مناقبيتهم وأدائهم المسؤول خلال الانتخابات"، طالباً منهم الاهتمام والانصراف إلى العمل الجدّي والفعّال على المستوى السياسي والانمائي والاجتماعي في زحلة والمنطقة "باعتبار ان هذا الفوز وضع على اكتافهم مسؤولية اكبر تجاه منطقتهم". وتطرق جعجع مع الوفود الزحلاوية الى شؤون حزبية وتنظيمية بالإضافة الى المستجدات العامة على المستويين الاقليمي والمحلي، شارحًا لهم مجريات الامور وتطلعاته المستقبلية للمرحلة المقبلة.

"حزب الله"

وقال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي انه سمع من كوشنير خلال اجتماعه به اول من امس آراء حول تأليف الحكومة، فيما قدم هو "نصائح" حول التعامل مع المرحلة الحالية، لافتا الى انه ذكر انه "تم اعتماد تجربتين في الحكم منذ عام 2005: الاولى عندما تم استبعادنا من حكومة رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والثانية بعد الدوحة والتي اثبتت نجاحها". واعتبرت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لـ"حزب الله" ان كوشنير "خرج اليوم (امس) عن حياديته المفرطة ودخل طرفًا مباشرًا على خط تأليف الحكومة باعتباره ما وصفه بالثلث المعطل والتعلق بالطائفية عائقين امام تأليفها". واضافت: "الكلام كثير وسيزداد يومًا بعد آخر كلما امتد عهد التكليف. ويبقى افق التأليف بعيد المنال وفق الراهن من وقائع. لكن افضل ما في حال المراوحة الحالية انها تجري بهدوء، ولا يستغربن احد ان تكون التشكيلة عيدية شهر رمضان إن لم يكن بعده".

ولفت نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى "ان المعارضة تقول إنها تريد التوافق والموالاة تقول إنها تريد التوافق. والاختلاف الآن هو على شكل التوافق. بعضهم يريد ان يتذاكى فيريد توافقًا لا توافق فيه. اما نحن فنريد توافقًا فعليًا يمكن تطبيقه على الارض".

 

واشنطن تدعو الحريري إلى تشكيل حكومة أغلبية "بمن حضر"

تحسبا لتعقيد الأمور وتمسك حلفاء سورية وإيران بشروطهم التعجيزية

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة

أكد احد قادة اللوبي اللبناني من مقره في سيدني الاسترالية ان الولايات المتحدة تعتقد "انه اذا لم يتمكن زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الدين الحريري من تشكيل حكومة من خلال اسبوعين من الان بسبب العراقيل المتوقعة من قوى الثامن من اذار الحليفة لسورية وايران ان تضعها امامه, فعليه تشكيل حكومة من الموالاة "بمن حضر" كي لا تتعرض صورته كزعيم شاب وممثل اقوى تجمع برلماني في تاريخ البلاد للتهشيم والتشويه في بداية حياته السياسية  الواعدة, وهو امر بديهي  يتلازم مع الانظمة الديمقراطية التي لبنان احد صورها المشرقة القليلة في الشرق الاوسط".

وقال جو بعيني رئيس "المجلس العالمي لثورة الارز" ل¯ "السياسة" في اتصال به من لندن, ان عددا من كبار قادة المجلس بينهم الشيخ سامي الخوري رئيس "الاتحاد الماروني العالمي" والمهندس طوم حرب الامين العام ل¯ "اللجنة الدولية اللبنانية لمتابعة تنفيذ القرار 1559" وصلوا الى لبنان خلال الاسبوع الماضي لمتابعة مراحل تشكيل الحكومة الجديدة ودعم الحريري في مساعيه لتأليفها على اساس نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية الشهر الماضي, وكي ينقلوا اليه آراء المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية بواشنطن حول ما يمكن ان يتخذ من خطوات حاسمة في حال تمسكت القوى السورية والايرانية بالثلث المعطل او بالنسبية في اختيار عدد الوزراء, وهما امران مرفوضان من اللبنانيين وحلفائهم العرب والاجانب, ويهدفان الى تعطيل الحياة السياسية في البلاد عن طريق منع تشكيل الحكومة تماما كما جرى تعطيلها خلال السنوات الثلاث الماضية باقفال ابواب مجلس النواب والاعتصام الطويل في قلب العاصمة لشلها وشل الاقتصاد واللجوء الى السلاح والاجتياحات لتحقيق المآرب الخارجية".

وذكر بعيني ل¯ "السياسة" ان الادارة الاميركية والاغتراب اللبناني الواسع والشريحة الأكبر من اللبنانيين التي حققت نصرها المهم في الانتخابات الاخيرة, "تدعم المبدأ الذي اعلنه البطريرك الماروني نصر الله صفير قبل تلك الانتخابات وبعدها, من ان الفائز فيها هو الذي يشكل الحكومة والمهزوم يذهب الى مقاعد المعارضة" تطبيقا للحق الديمقراطي المعمول به في لبنان في العالم الحر".

ودعا رئيس "المجلس العالمي لثورة الارز" الذي يساهم مساهمة فعالة في صدور قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بلبنان كافة ومنها القراران 1559 الذي انهى الاحتلال السوري ودعا الى نزع سلاح الميليشيات  و 1701 الذي اوقف حرب تموز "يوليو" عام 2006 وانزل القوات الدولية في جنوب لبنان مع الجيش اللبناني, سعد الحريري وقوى 14 آذار الى "الاسراع في تشكيل حكومة من الغالبية البرلمانية في حال رفض الطرف الاخر المشاركة فيها الا بشروطه التعجيزية, وليحصل ما يحصل لان المجتمع الدولي والعالم العربي والقوى الطاغية الشعبية في لبنان تدعمهم وتحمل المعرقلين مسؤولية اعمالهم".

 

في الذكرى الثالثة لحرب 2006 اللبنانيون يسألون عن الحرب القادمة وتشكيل الحكومة الجديدة

تعزيز السلم الأهلي يكون ببناء دولة قوية ومقتدرة

المستقبل - الاحد 12 تموز 2009 - أسعد حيدر

في 12 تموز، قبل ثلاث سنوات، وقعت عملية "الوعد الصادق"، الناجحة عسكرياً، تخطيطاً وتنفيذاً. شيء واحد لم يتوقعه أحد وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله، أن تقع الحرب. قائد المقاومة أكد في كلمته المتلفزة بعد العملية "أن المقاومة لا تريد التصعيد، وأنها لا تريد جر المنطقة الى الحرب". ما حصل هو العكس. وقع التصعيد بقرار إسرائيلي فامتدت الحرب ثلاثة وثلاثين يوماً، زرع خلالها مقاتلو المقاومة أرجلهم في الأرض، ولم يغادروها حتى حققوا نصراً عظيماً بعزيمتهم وصمودهم، ولم تُجّر المنطقة رغم كل الملاحم التي سطرت. بقي الجولان هادئاً وإيران تصرفت كراعية للحرب تمدها بالسلاح و"المال الطاهر".

لقد قاد السيد حسن نصرالله الحرب ببراعة لا شك فيها، بدا قائداً ممسكاً حتى بالتفاصيل الصغيرة، قادراً على التعامل مع رجال المقاومة على كل الجبهات بثقة ومحبة واقتدار. فرفعت "عمامته السوداء" على امتداد الوطن العربي بما فيها باحات جامع الأزهر في القاهرة. كان يمكن لهذا المسار أن يحدث انقلاباً في تاريخ الأمة. لكن ما حصل بعد ذلك قلب الصورة، حتى حلت الذكرى الثالثة والهم الأكبر حالياً لـ"حزب الله" هو كيفية لمّ الشمل السني الشيعي داخل لبنان، بعد أن كان مجرد "جروح" خارجية على طول "قوس الأزمات" خصوصاً في العراق.

حاجة الوطن العربي الى المقاومة

الوطن العربي، كان بحاجة الى مقاومة وقائد للمقاومة، وحصل ذلك في جنوب لبنان. للأسف ما حصل بعد ذلك من حصار لبيروت من داخل بيروت في مخيم ساحة رياض الصلح وصولاً الى 7 أيار الذي مهما كانت أسبابه ومبرراته فإنه أدى الى انزلاق المقاومة نحو داخل أزقة بيروت، لتقع في قلب "بيت العنكبوت".

لقد ربح السيد حسن نصرالله زعامة المعارضة في لبنان. لكنه وبدون مكابرة وبمرارة خسر موقعاً كانت شرائح عربية واسعة تريده أن يحتله بعد الصمود والمقاومة والانتصار في جنوب لبنان. لا شك أن قوى خارجية لعبت أدواراً في صياغة هذه الخسارة، لكن هذا لا يعفي أحداً من مسؤوليته.

إن استحضار كل ما جرى من العام 2006 حتى الآن، ليس لإعلان الفخر أو البكاء على الأطلال، وإنما هو استعادة واقعية للماضي، لقراءة الحاضر وبناء المستقبل.

وما يعزز ذلك أن لبنان أمام مفترق حساس وربما مصيري، وهو في هذا الموقع لأنه "شريك" في كل تطورات المنطقة سواء أراد ذلك أو لم يرد. لذلك فإن الشراكة الداخلية في تحصينه وتثبيت "السلم الأهلي" ملحة أكثر من أي وقت مضى. لقاءات القواعد والشيوخ والعلماء، تسهل استعادة عملية بناء جسور الثقة. لكن "المواد" الضرورية للبناء تبقى موجودة في تثبيت العملية الكبرى وهي بناء الدولة.

هل ستقع حرب جديدة؟

المواطن اللبناني، ينام ويستفيق اليوم وحتى إشعار آخر على سؤالين متلازمين:

هل ستقع حرب جديدة ومتى؟ ولا تنفع المكابرة حول صمود المواطن اللبناني. لا شك أن اللبناني ينسى آلامه إذا ما اضطر لخوض حرب جديدة وسيشارك فيها ويضحي فيها، لكن بالتأكيد أيضاً أنه لا يريد حرباً من أجل الآخرين ولا حرباً بقرار من الآخرين. إذا ما كان قدره الدخول في حرب تدمر ما لم يستطع إعادة بنائه في الحرب السابقة فإنه سيدخلها من أجل أرضه وأبنائه. أما إذا كانت لأجل دولة أخرى وتحديداً إيران أو سوريا، فإنه بالتأكيد لا يريد أن يكون ابناؤه لحم مدافع" للآخرين ولا أرضه محروقة فيما الآخرون يفاوضون بنتائج ما يحصل في لبنان.

"الحفر" المتبادلة

متى ستشكل الحكومة الجديدة ويدخل لبنان في حالة استقرار تمكنه من مواجهة الاستحقاقات وتؤهله لجلب النزر القليل والمتبقي من الاستثمارات بعد ضياع أكثرها في الأزمة المالية الدولية. ذلك أن أمام الجميع فرصة لإثبات تعلقهم بمصلحة لبنان. سلاح المقاومة لم يعد ملفاً للنقاش. وهذا السلاح طالما أنه غير مرئي وخارج الاستخدام الداخلي، فيمكن تحمله على أساس أنه مع سلاح الجيش وصمود اللبنانيين قادر على حماية الوطن من إسرائيل، وأي مطالبة بضمان ما هو مضمون تصبح من نوع لزوم ما لا يلزم. أيضاً تجميد الحكومة أمام عقدة "الثلث المعطل" هو تجميد لاستعادة الدولة قدرتها على مواجهة استحقاقات المستقبل، ما معنى مطلب الثلث الضامن؟ أهو لمنع اتخاذ قرارات مصيرية مضادة لخط المعارضة والمقاومة، في وقت إذا انسحب فيه الوزراء الشيعة الذين سيكونون من "حركة أمل" و"حزب الله" تصبح فيه الحكومة غير ميثاقية وغير وفاقية؟

حان الوقت للخروج الجماعي من "الحفر" التي حفرها كل طرف لنفسه للتحصن فيها في مواجهة الآخر، وكانت النتيجة أن الوطن كله هو الذي وقع فيها. لدى قوى 8 آذار و14 آذار ألف جواب وجواب على كل نقطة مثارة. لكن المواطن اللبناني يريد جواباً واحداً ووحيداً وهو الخروج من هذه "الحفر"، والعمل على إعادة بناء ما تهدم داخل البشر قبل إعادة بناء الحجر أولاً، وثانياً أن يشعر أن للدولة اللبنانية حق المشاركة إن لم يكن الانفراد في قرار "الحرب والسلام"، حتى لا تقع مفاجأة هذه المرة ستكون أكثر تدميراً وأكبر ثمناً بعيداً عن إمكانات الفشل والفوز.

الجمود الخطر

ما يعزز ذلك أن الهدوء الذي يسود المنطقة حالياً هو نوع من الجمود الخطر. ليس لدى إسرائيل حكومة قادرة بسبب تشكيلتها وبسبب حصار الإسرائيليين لأنفسهم بأنفسهم في مستنقع التطرف. إيران المتشددة تريد الحوار ولا تريده لأنها تنظر الى الآخرين على أنهم "أعداء" وليسوا خصوماً والفارق كبير في كيفية الحوار مع الأعداء عنه مع الخصوم. الغرب من واشنطن الى باريس فتح "باب الحوار" مع طهران حتى 24 أيلول وبعد ذلك تبدأ إجراءات أخرى. من الواضح أنها لن تكون الحرب لكن للحصار الاقتصادي مفاعيل مؤلمة وسيئة تؤهل لاتخاذ قرارات ليس بالضرورة أن تكون عقلانية. والعجز العربي حدّث ولا حرج. فقط ما يحصل في العراق من مآسٍ يكفي لاستثارة كل القوى المشلولة، ومع ذلك لم ينجح في إخراج العرب من عجزهم. للمرة الألف، يجب أن يكون لبنان في وضع سليم ومتين قبل 24 أيلول، حتى يواجه الاستحقاقات المقبلة سواء كانت في التشدد أو التفاوض بالنار وهو يلعب فوق صفيح ساخن. هذه المرة قد لا يكون لبنان مجرد "ساحة" لتسوية حسابات الآخرين عليه، قد يتحول هو نفسه الى جزء من حسابات التسوية كلها، خصوصاً وأن البحث في مؤتمر لصياغة حل شامل لكل مسارات النزاع العربي الإسرائيلي دفعة واحدة وليس التزام كل مسار على حدة، يبدو جدياً عاجلاً أو آجلاً.

 

حزب الله" يستغرب الاصرار على تنفيذ الـ1701 باتجاه واحد:

لا مبررات لتأخير التشكيل طالما النوايا منفتحة على بعضها

المستقبل - الاحد 12 تموز 2009 - أعلن "حزب الله" أنه لا يزال ينتظر "نتائج الرهانات على الديبلوماسية لاخراج اسرائيل من الجزء الشمالي من بلدة الغجر"، مستغرباً "الإصرار الدولي على تنفيذ الـ1701 باتجاه واحد". وجدد مطالبته بحكومة وحدة وطنية "تتحقق فيها الشراكة الحقيقية الكاملة"، معتبراً أن "لا مبررات لتأخير تشكيلها". وأشار الى أن "لا أحد يعلم موعد ولادة الحكومة لأنه لا يوجد طرف واحد يمسك الآن بالمعادلة".

* ذكّر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال حفل تأبيني في بلدة سحمر امس بأن "القرار 425 لم ينفذ بعد"، مستغربا "الإصرار الدولي على تنفيذ القرار 1701 بعين واحدة واتجاه واحد من دون الإلتفات الى ان الإسرائيلي لم ينسحب بعد من الأرض اللبنانية". وقال: "لا نزال ننتظر كمقاومة وكمعارضة نتائج الرهانات على الديبلوماسية لاخراج العدو الإسرائيلي من الجزء الشمالي من بلدة الغجر التي احتلها في حرب تموز. ان كل الذين يطالبون بتطبيق القرار 1701 يتغافلون عن ضرورة ووجوب ان تنسحب اسرائيل من الغجر".

واوضح "اننا لا نرى ان هناك مبررات لتأخير تشكيل الحكومة، وطالما ان النوايا منفتحة على بعضها البعض وتريد تشكيل حكومة وحدة كما عبر في أكثر من موقف الرئيس المكلف، فمعنى ذلك انه يمكنه ان يشكل الحكومة في اسرع وقت ممكن. التحدي الإسرائيلي واضح المعالم ومعروفة طريقة مواجهته، ونحن كمقاومة نمنح المراهنين على الديبلوماسية وقتا حتى يروا ماذا سينتج عن جهودهم. فحسب تعبير بعض الديبلوماسيين الغربيين الذين التقيناهم ان "اصبروا علينا قليلا" ونحن نقول سنصبر قليلا لكن للصبر حدود".

وخلال حفل تكريم أقامه "حزب الله" لأعضاء ماكينته الإنتخابية في البقاع الغربي في بلدة مشغرة، أكد رعد "ان ما نريده في حكومة الوحدة ان تتحقق فيها الشراكة الحقيقية الكاملة، فمن يوفر هذه الشراكة نبحث معه في الصيغة".

أضاف: "هناك محاولات تشويش وتعطيل وارباك للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ونعتقد ان هذه المحاولات هي محاولات خارجية تلقى صدى داخليا وليست محاولات داخلية لها أصداء خارجية، والبعض يريد ان يحصل مكاسب على حساب استقرار شعبنا،والبعض يحاول ان يبتز اطرافا اقليمية أخرى على حساب تسهيل الحكومة في لبنان. نحن نرى ان لا عقبات داخلية حقيقية أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية اذا عزمنا جميعا على ان نشخص مصلحتنا الوطنية ونرى ان الإستقرار الوطني في المرحلة المقبلة على المستوى الداخلي ولمواجهة التحديات التي تتربص بنا تستلزم تشكيل مثل هذه الحكومة".

* شدد عضو الكتلة النائب علي فياض في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" على "ان المعارضة متفاهمة في ما بينها حول المسألة الحكومية"، لافتا الى انه "تم تبني موقف نهائي من ضرورة تشكيل حكومة وحدة تعتمد على التفاهم والشراكة". واوضح انه "ليس المقصود بالشراكة توزيع الحصص وهو مشكلة بالنسبة الى فريق 14 آذار، أما نحن داخل المعارضة فمتفقون تماما على ما سنناله من مقاعد وزارية لكننا لن نفصح عنه عبر وسائل الاعلام"، مشيراً الى "ان اتفاق الدوحة شكل مظلة لمجموعة استحقاقات انما لم تنته الازمة بعد، من هنا نحتاج الى روحية هذا الاتفاق الذي قام على أساس التوافق".

وقال: "اننا منذ اللحظة الاولى قلنا اننا نريد تسهيل تشكيل الحكومة لكننا لم نحدد موقفنا لأن المواقف المسبقة ستتحول الى شروط مسبقة وستقيد الرئيس المكلف".

وعن إعطاء رئيس الجمهورية الثلث الضامن، أكد "اننا نؤمن بأن لرئيس الجمهورية دورا كبيرا وجوهريا في الحكومة المقبلة"، معتبراً ان "على الرئيس المكلف ان يحدد الصيغة التي يريدها لحكومة الشراكة وعندها يبنى على الشيء مقتضاه".

وأشار الى "ان المباحثات بين "حزب الله" والرئيس المكلف تعكس مسألتين: الاولى التمسك بالنيات الحسنة والثانية تقديم خطاب منفتح، وان البحث بدأ من الاقتراب أكثر في الصيغ التطبيقية". ورأى انه "لولا دخول بعض الاطراف الاقليمية على خط تأليف الحكومة لكان حصل التأليف في شكل أسرع"، مجددا القول: "ان المبادرة هي بيد الرئيس المكلف والذي عليه ان يتعاطى بجرأة ومسؤولية أكبر بالقضايا المطروحة والاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وعن موعد ولادة الحكومة، قال: "لا أحد يعلم الموعد لأنه لا يوجد طرف واحد يمسك الآن بالمعادلة، ولكن طبعا الدور الاساسي منوط بالرئيس المكلف الذي نشجعه على المضي سريعا في تشكيل الحكومة والتعاطي بجرأة ومسؤولية في سبيل ان تتشكل حكومة شراكة فعلية وطنية في البلد".

* طمأن عضو الكتلة النائب حسين الموسوي في احتفال في بلدة سرعين الفوقا الى "ان تهديدات العدو للبنان وحكومته الجديدة على لسان (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو هي محاولة ابتزاز سياسية اسرائيلية وعرقلة لتشكيل الحكومة الجديدة"، مشيرا الى "ان العدو امنيته ذلك في كل لحظة، اليوم قبل الغد ولكن ما يحول دون ذلك هو عجز العدو وخشيته من ردة فعل المقاومة ودفاعها عن ارضها وشعبها". وقال: "ان هذا العدو طبيعته عدوانية وهو ليس بحاجة الى ذرائع عند قيامه بأي اعتداء. اننا في حالة حرب معه وهو لا يستهدف مواقع "حزب الله" وحسب فقد اعتدى على اكثر من مكان". واكد "اننا سنكون بالمرصاد للذين يسعون الى الفتنة ولن ننجر اليها بل سنتعاون مع كل المخلصين في هذا البلد في الاطار الوفاقي لبناء لبنان والانتقال الى مرحلة الدولة القوية القادرة والعادلة".

 

معاني الكلمات في لبنان:"المشاركة" و"المشاكسة" نموذجاً!

المستقبل - الاحد 12 تموز 2009 - محمد مشموشي

يختلف رجال السياسة اللبنانيون حول نقاط كثيرة، لكنهم يتفقون دائما على نقطة واحدة هي الاختلاف حول معاني الكلمات. من بين هذه الكلمات، خصوصا في الفترة الأخيرة، تأتي كلمة "المشاركة" التي تكاد تصبح في ما بينهم نقيض معناها بالكامل: "المشاكسة"، ان في الشكل أو في المحتوى !.

ومن ينصت الى بيانات هؤلاء السياسيين ومواقفهم من تشكيل الحكومة العتيدة، التي وصفها الرئيس المكلف سعد الحريري منذ اللحظة الأولى بأنها "حكومة وحدة وطنية"، يستطيع أن يعد المعاني والتفسيرات التالية:

- لا شيء سوى "الثلث المعطل" للأقلية، أي ثلث عدد الوزراء زائدا واحدا. والمعنى هنا حيازة هؤلاء الوزراء على قدرة تعطيل عمل الحكومة تحت عنوان ضمان عدم "استئثار" الأكثرية بالسلطة، على افتراض قدرة، أو رغبة، الوزراء الآخرين الذي يكونون حكماً من الأكثرية والمستقلين على الاستئثار.

- لا شيء سوى ما يوصف بـ"الوزير الملك"، اذا كانت هناك حاجة للتخلي عن "الثلث المعطل". وهذه الكلمة، على نسق الاختلافات والاتفاقات اياه، اختراع لبناني لوصف عملية اعارة تقوم بها الأقلية فتتخلى عن الزائد واحد في "الثلث المعطل"، أي عن وزير، لمصلحة رئيس الجمهورية، على أن تسميه هي فيقبله الرئيس أو يسميه الرئيس فتقبله الأقلية. وبهذا المعنى، فهو لا "ملك" ولا من يحزنون، لكنه يملك هذه الصفة للمساعدة على الوصول الى تسوية.. اذا كان لا بد من تسوية.

- لا شيء سوى "التمثيل النسبي" للكتل النيابية داخل الحكومة كما هي في مجلس النواب، بمعنى جعل السلطة التنفيذية نسخة مصغرة عن السلطة التشريعية وقيام احداهما عملياً بالغاء الأخرى.. مراقبة، ومحاسبة، وتصحيحاً للمسار، كما هو الحال في الأنظمة الديموقراطية. والأهم من ذلك، الغاء المبدأ القائل بفصل السلطات بما في ذلك، في ما لو أصبح الأمر تقليداً أو عرفاً، السلطة القضائية.

- لا شيء سوى "التوافق" المسبق، وتالياً الملزم، تكريساً لشكلية "الديموقراطية التوافقية" التي تجعل منها مجرد كلمتين تنفي احداهما الأخرى، فلا هي ديموقراطية ولا هي توافقية، في الوقت الذي يتحول فيه الحكم الى حكم بالتراضي، تكريسا كذلك لواقع الأمن بالتراضي واستيفاء الرسوم بالتراضي الخ.. لكن الأهم في هذا "التوافق" هو لزوم أن توافق الأكثرية على كل ما تريده الأقلية، وليس العكس، والا فلا "مشاركة" في السلطة بل "استئثار" بها وبالتالي خروج على الديموقراطية والتوافقية وصولاً الى العيش المشترك ذاته.

.. والأخطر في التفسيرات كلها هو هذا الـ"لا شيء سوى"، لأن التعبير في حد ذاته يحمل في مضمونه كل ما يتناقض مع "المشاركة" من جهة، ومع السلطة والحكم من جهة ثانية، وحتى مع امكان قيام وطن ودولة حقيقيين من جهة ثالثة.

مناسبة الكلام ما يقال حاليا، حتى بين رجال السياسة اللبنانيين أنفسهم، عن اتصالات عربية ودولية بشأن قضايا المنطقة عامة وقضية لبنان تحديدا، وتحفظ البعض على هذه الاتصالات تحت شعار الحاجة الى " لبننة " قضايا لبنان الداخلية وان مع الاستفادة من الأجواء الاقليمية والدولية الجديدة التي تسيطر على المنطقة في الظرف الراهن.

ذلك أنه، اذا كان هناك من أمل فعلي في اخراج لبنان من مأزقه المستمر منذ سنوات عديدة، فمن شأن الفرصة التي توفرها مناخات الحوار في المنطقة، وبينها وبين أطراف دولية فاعلة فيها مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، تكفي لوضع اللبنانيين السياسيين تحديدا أمام مسؤولياتهم في العمل من أجل ذلك... من أجل المشاركة الحقيقية في السلطة، والتخلي عن هذا السجال العقيم حول "الثلث المعطل" و"التمثيل النسبي" للكتل النيابية و"الوزير الملك" و"التوافق" وما اليها من عبارات ومعان ما أنزل الله من سلطان.

هل تحدث هذه "المعجزة"، أو ما يشبهها، في خلال الأيام القليلة المقبلة ؟!.

يبدو واضحا أن الرئيس ميشال سليمان، والرئيس المكلف سعد الحريري، يعملان جاهدين من أجل تحقيق هذه الغاية وان تكن ظروف توفرها صعبة حتى الآن.

قد يكون مفهوما أن تسعى القوى السياسية، كل من موقعها ولأهدافها الذاتية، لاظهار أنها لم تتراجع عن مواقفها في الفترة السابقة، وحتى لادعاء أنها لم تهزم في رهاناتها كما حدث في محاولة تزييف نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، غير أن المحصلة التي انتهت اليها الساحة التي لعبوا عليها وتلاعبوا بها في هذه الفترة كشفت بما لا يدع مجالا للشك أن المستقبل بات قاتما جدا بعد تجارب هذه السنوات... ليس بالنسبة للبنان الوطن والدولة والشعب فقط وانما بالنسبة لهذه القوى نفسها ورموزها من رجال السياسة بصورة خاصة.

بيد أن غير المفهوم اطلاقا، وتحديدا، هو أن ينبري بعض هذه القوى الى اعلان نفسه طرفا اقليميا خالصا (سوريا، في هذه الحالة) أكثر من سوريا نفسها في ما يتعلق بالحاجة الى زيارة الرئيس المكلف لدمشق قبل تشكيل الحكومة، أو حتى في ما يتعلق ب " تجميع " قادة الأحزاب ورؤساء الكتل النيابية اللبنانية في العاصمة السورية عشية هذا الاستحقاق، تأكيدا ـ كما يقال ـ لاعادة ما بين بيروت ودمشق الى ما كان من "طبيعة" و"تميز" العلاقات هذه، ليس بين البلدين فقط وانما بين النظامين السياسيين أيضا.

وغير المفهوم اطلاقا، ولا المقبول كذلك، أن يشن هذا البعض حملة شعواء على الطرف الاقليمي الآخر (السعودية، أو حتى مصر) لمجرد أنه لم يتدخل ـ أو حتى لم يفهم سببا للتدخل ـ من أجل المساعدة على ترتيب مثل هذه الزيارات، أو حتى ما هو أكثر، وأن يصل الأمر بها في نهاية المطاف الى اتهام الامبريالية الأميركية والصهيونية العالمية بأنهما تقفان حجر عثرة في طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا.. وتاليا، بحكم التحالفات السياسية والاستراتيجية المعلنة، بين الأكثرية والأقلية النيابيتين في لبنان.

لا يقول أحد من هؤلاء علنا ان ما يريده هو أن "تتفق" السعودية وسوريا، وبعدهما ايران ومصر، على نوعية وتركيبة وأشخاص الحكومة اللبنانية العتيدة، لكنهم يتصرفون جميعهم تقريبا على هدي مثل هذه الرغبة الدفينة. ولذلك، فمواقفهم وبياناتهم وتقارير اعلامهم تبدأ وتنتهي في الواقع عند "التسريبات" التي تأتي من دمشق، أو تنسب اليها، في ما يتعلق بالعديد من القضايا: تشكيل الحكومة، زيارة الرئيس المكلف للعاصمة السورية، العلاقات بين دمشق والرياض، وبين كل منهما وبين القاهرة وطهران، وحتى ما سيكون عليه مستقبل الحياة السياسية في لبنان في المرحلة المقبلة. ومرة أخرى، فالكلمة هي الكلمة: "لا شيء سوى" ما يأتي من دمشق، أو ربما مما هو أبعد منها: من طهران!.

 

المسيحيون و ذاكرة الحرب

علي حماده/النهار  

خلال المعركة الانتخابية الاخيرة، وفيما كان جميع الاطراف يتراشقون بالشعارات والمواقف السياسية، بدا لافتا أن المعركة عند المسيحيين، على عكس المعركة في الوسط الاسلامي، تركّزت على الماضي، أي على إعمال الخنجر في جروح الماضي. وهذا واضح من خطاب الجنرال ميشال عون الذي امتاز بما عرف بسياسة نبش القبور، والتركيز على  ماضي خصومه للتعمية على حاضره هو، الى عودة النائب سليمان فرنجيه الى فتح ملف اغتيال والده طوني فرنجيه قبل ثلاثين عاماً من زاوية التنافس مع "القوات اللبنانية" في الشمال المسيحي، من خلال ابقاء المشكلة قائمة حتى بعد سنوات على اعلانه انه سامح وتخطى المسألة، وبعد سنوات على قبوله الاشتراك في حكومة الرئيس عمر كرامي الاولى بعد الطائف والتي عين فيها ممثل لـ"القوات اللبنانية" بقيادة  سمير جعجع، مع الاشارة الى نشر كتاب عن مجزرة اهدن ألفه ريشار لا بيفيير، احد الكتاب الاجانب المعتمدين في منظومة "البروباغاندا" السورية – اللبنانية المشتركة .

لماذا الحديث عن موضوع الذاكرة اليوم؟ للقول إن كثيرين من المسيحيين توجهوا الى صناديق الاقتراع لا ليصوتوا على الحاضر والمستقبل بل على الماضي، وقد كان أليما بالفعل، من عصر الحروب المسيحية – الاسلامية الى عصر الحروب المسيحية – المسيحية. وعلى الرغم من محاولة بعض الوجوه الجديدة الواعدة مثل النائب الشاب نديم بشير الجميل الترويج لفكرة تنقية الذاكرة المسيحية، فقد تمترس آلاف الناخبين المسيحيين خلف جدار ذاكرة الحرب وصوّتوا لا للحاضر بل للماضي. وربما كان هذا احد الاسباب الاساسية التي أنقذت "التيار الوطني الحر" من كارثة انتخابية محققة رداً على سياسة الالتحاق بجانب من السياسة السورية في لبنان، و اكثر من ذلك بالمشروع الايراني  الذي ينفذه "حزب الله" على الارض.

قبل أيام زار النائب سامي الجميل النائب سليمان فرنجيه  ووضعت الزيارة تحت بند المصالحات، ربما أسوة بالمصالحات الاسلامية – الاسلامية التي انخرط فيها كل من النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري، ومع تعجيل فرنجيه تقرّبه من الكتائب برئاسة الرئيس امين الجميل، طرح اكثر من سؤال عن تباطئه في  التصالح مع "القوات اللبنانية"، مع ان فرنجيه كان يعرف اكثر من غيره ظروف مقتل والده في "غزوة" حزبية جرت  خلال الحرب اللبنانية، فاختار ان يصالح جهة من فريق كان واحدا خلال الحرب، و ان يتباطأ مع جهة أخرى، مع العلم ان فرنجيه نفسه ينتمي الى "تراث" الحرب اللبنانية  بغزواتها الاهلية و الحزبية الدامية . أكثر من ذلك، ففي حين أن المسلمين تجاوزوا في شكل او في آخر مرحلة الحرب الدموية وفتحوا صفحات جديدة في العقدين الماضيين (عاد المسلمون وانقسموا في ما بينهم عموديا)، لا نزال نلمس كيف أن المجتمع المسيحي بجزء مهم  منه توقف عند محطات "اهدن"، و"الصفرا"، و"صربا"، و"نهر الموت" وغيرها، ويرفض الاقلاع نحو المستقبل. من هنا بدا ان قدرا كبيرا من الوعي السياسي المسيحي خلال الانتخابات الاخيرة ما استطاع تجاوز هذه المحطات، فلم يمح الماضي، ولم يقدر ان  يسهم في كتابة حاضره ولا مستقبله.

ان الذاكرة هي عتبة الغفران. وهي باب النسيان وبناء مستقبل آمن، شرط ألا يقع المجتمع اسير ذاكرة تحجب عنه حاضره ومستقبله. فهل يجتهد المسيحيون اكثر في مجال تنقية ذاكرتهم الجماعية؟

  

المشنوق: المسيحيون حماة الصيغة وعامل توازن في التركيبة

النهار/دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق الى "بلورة اساليب لحماية الصيغة اللبنانية الفريدة، معتبراً ان "المسيحيين عامل توازن في التركيبة اللبنانية". وقال: "هم حماة هذه الصيغة المضيئة في عالم من الظلمة، شرط تطويرها بحيث لا تفتح الباب أمام حرب أهلية كل 20 سنة. ولكن التاريخ الحديث جعلهم في وضع غير مناسب هو الرفض والمواجهة والتحدي"، مشدداً على "ضرورة اعادة الثقة اليهم ومنحهم دورهم في اللعبة السياسية اللبنانية". وأكد "ان للمسيحيين 3 ادوار في الحكومة، فجزء منهم في الاكثرية وجزء آخر في المعارضة وجزء ثالث في رئاسة الجمهورية التي لا بد من قراءة عميقة لصلاحياتها". ولفت الى ان "الحكومة ستشكّل الشهر الجاري لأن المفاوضات السعودية – السورية تتناول ملفات عدة حول الوضع الفلسطيني والعلاقات العربية – الايرانية ولبنان، الذي وإن كانت له الاولوية الا انه جزء من اتفاق وليس اتفاقاً بذاته". واعتبر "ان المسعى السعودي يشكل الضمان لاستقرار لبنان والمنطقة". واضاف: "ان انتخابات عام 2005 جرت في ظل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعلى قاعدة المواجهة مع سوريا. اما انتخابات 2009 فكانت استفتاء على سياسة سعد الحريري على قاعدة الحوار مع سوريا". وبالنسبة الى شكل الحكومة، جدد التركيز على "ضرورة التوافق على الصيغة الآتية: لا اكثرية لاغية ولا ثلث معطلاً، والضمان في رئاسة الجمهورية". ورفض صيغة "الوزير الملك سواء اكان لمصلحة المعارضة ام الاكثرية، لأن هذه الصيغة إقرار فولكلوري "لصيغة مخالفة لروح الدستور وللنظام الديموقراطي

 

سمير فرنجيه: غموض الموقف السوري يربك المعارضة ويؤخّر تأليف الحكومة

النهار/قال النائب السابق سمير فرنجية إن "7 حزيران لم تكن انتخابات عادية فازت بها 14 آذار، بل لحظة قرار بين أي طروحات يجب أن تستمر، 8 أو 14 آذار". ورأى في حديث إذاعي امس ان "المعركة الأساسية كانت عدم تمكين المعارضة من الحصول على الأكثرية في مجلس النواب، وهذا ما نجحت فيه قوى 14 آذار، ووصلنا إلى 7 حزيران بعد محاولة لقلب الحكم قام بها "حزب الله" بقوة، في 7 أيار، مما أدى في حينه إلى الذهاب الى الدوحة". ولفت الى أن "عملية تأليف الحكومة في الشكل الذي تحصل به، توحي أن الأقلية التي اعترفت بهزيمتها لم تعترف بنتائج الإنتخابات التي أعطت اصطفافًا خطيراً جداً، ومنه الإصطفاف المذهبي" معتبرا أن "التحول هو في الموقف السوري تجاه الطروحات الإقليمية والعلاقة مع لبنان، ولم يكن تحولا لـ 14 آذار". وأشار الى ان "سوريا أعطت إشارات مهمّة للمجتمع الدولي والعربي، ولكنها غير كافية وليست حاسمة، و"اللبكة" والإرتباك هما بين الموقف السوري غير المعلن وعلاقة هذا الموقف بحلفائها في لبنان. والارتباك ظاهر في مواقف المعارضة من المطالبة بالثلث المعطل وعدم المطالبة به، اذ ان كل طرف يختلف موقفه عن الآخر، لأنّهم على علم أن الموقف السوري غير واضح بعد في هذا الموضوع". وخلص الى أن "التأخير في تشكيل الحكومة ناتج من موقف المعارضة المعلّق في انتظار وضوح الموقف السوري المربك إلى الآن".

 

مناقشات في كواليس الأحزاب المسيحية محورها "مسؤولية الفشل" و"ثمرة النجاح"

النهار/بيار عطاالله/انتهت الانتخابات النيباية لكن المناقشات داخل الاحزاب المسيحية لم تنته بعد، بل هي الى تصاعد مستمر، وكل الكوادر والقياديين والمسؤولين واعضاء اللجان يبحثون في ما جرى ويسألون عمّن يتحمل مسؤولية الفشل ومن يقطف ثمرة النجاح؟ وماذا كان من أمر هذه الفئة او تلك؟

تسير الأمور بوتيرة متصاعدة من الحوارات، لكن ما يتسرب من داخل الاحزاب وعلى ألسنة الحزبيين في المحافل الاجتماعية والصالونات والمقاهي يشي بأن ثمة حاجة الى وضع الامور في نصابها، خصوصاً ان الاحزاب المصنفة مسيحية عادت بقوة الى العمل السياسي الوطني، بعدما امدتها نتائج الانتخابات النيابية بجرعة غير مسبوقة من الدعم المعنوي والجماهيري الذي افتقدته هذه الاحزاب في عزّ نشاطها قبل 20 عاماً، وقبل أن تقبض عليها سلطات نظام الوصاية وتعمل على تدمير مؤسساتها وبناها وتهجير كوادرها وضرب حضورها السياسي والشعبي بمختلف الطرق والوسائل التي افضت الى التنكيل بكوادر الناشطين الحزبيين المسيحيين والسعي الى إسكاتهم وتعطيلهم عن العمل بمختلف الوسائل التي وصلت الى درجة القتل، كما جرى مع شهيدي حزب "القوات" سلام الراسي ورمزي عيراني ومن بعدهما مجموعة كبيرة من الناشطين.

يحتل "التيار الوطني الحر" وناشطوه المرتبة الاولى في سلم الاحزاب التي يخوض مناصروها غمار الجدل والنقاش حول نتائج الانتخابات ومسبباتها. فمعظم مناصري "التيار" كانوا ينتظرون فوزاً مدوياً يمكّنهم من تحقيق ما وعدوا به من تغيير واصلاح ومحاربة فساد، الى آخر الشعارات التعبوية التي رفعها التيار في أوسع حملة دعائية عرفها لبنان. لكن ذلك لا يعني ان جميع مناصري "التيار" كانوا ممن يتوقعون الانتصار، بل كانت هناك مجموعة لا بأس بها من الناشطين الذين توقعوا الاسوأ وحاولوا انذار القيادة العونية او تحذيرها من مغبة الافراط في التفاؤل والاستهانة بقدرات المنافسين. وقدّم هؤلاء المعترضون جملة أسباب تبرر حذرهم وعدم افراطهم في التفاؤل. وبالفعل، اتت نتائج الانتخابات النيابية لتثبت صحة ما ذهب اليه "المعترضون". ويشاع اليوم في دوائر التيار وبين ناشطيه ان ثمة دعوات كثيرة الى مراجعة الامور واعادة تقويم ما جرى قبل الانتخابات النيابية وخلالها، للبحث في أسباب تراجع حضور "التيار الوطني" في انحاء عدة ومعه مشروع التغيير الذي حمله.

وفي حسابات احد كبار المعترضين ان الامور يجب ألا تستمر على هذا المنوال داخل "التيار"، إن على المستوى التنظيمي او على مستوى الخيارات السياسية التي يجب اعادة مراجعتها والنظر فيها دون المس بالثوابت الاساسية التي كانت في صلب التفاف الرأي العام المسيحي حول خط التيار وزعيمه في انتخابات 2005. وفي رأي القيادي المعترض ان الامور لا يمكن ان تستمر على ما هي لأنها ستفضي في نهاية المطاف الى اضمحلال دور "التيار الوطني الحر" وضمور شعبيته تدريجاً، وان طرح اعادة النظر في ما يحصل يجب ألا يشكل احراجاً لأي طرف، بل يجب ان يكون مدخلاً لإعادة تفعيل التيار وتقويم الامور وتصحيح المسارات التنظيمية والسياسية.

على الطرف الآخر، او على مقلب الاكثرية واحزابها المسيحية، لا يبدو حزبا الكتائب و"القوات" في وضع مريح تماماً، على رغم نجاحهما في ايصال عدد لا بأس به من النواب الى الندوة البرلمانية. وليس خافياً ان المناقشات تستعر بدورها في حلقات الحزبين ودوائرهما المختلفة.

الكتائب وإعادة التأهيل

القياديون في الكتائب، يقولون ان مرحلة ما بعد الانتخابات تختلف تماماً عما قبلها، وان نجاح الحزب في ايصال خمسة نواب الى البرلمان لا يعني ان الامور بألف خير. وتقول أوساط قيادية ان النتائج كان يمكن ان تكون افضل بكثير في مناطق أخرى وخصوصاً في الشمال والبقاع والجنوب وحتى في المتن. وان ما تحقق يعود الفضل فيه الى ما قام به الوزير بيار الجميل قبل مدة من استشهاده، لكن ذلك في رأيها لا يكفي للاستمرار، اذ ان مرحلة الشهيد بيار الجميل وفرت جرعة قوية للحزب او ما يصطلح على تسميته "إعادة التأسيس الثانية للكتائب" كما يصفها الرئيس امين الجميل. وهذا يحتاج في رأيها الى إعادة تفعيل شاملة، فمؤسسات الحزب برمتها وعلى ما يقول احد قيادييه يجب ان تخضع لعملية اعادة تأهيل تبدأ من المستويات العليا وصولا الى الكوادر الوسطية على قاعدة المحاسبة والاختبار، ويحدّد فترة سنة لانجاز مشروع اعادة التأهيل. وينتظر الكتائبيون في هذا الاطار اطلاق دفعة من الورش الحزبية التي تبدأ بانشاء مدرسة التأهيل الحزبي التي سيمر من خلالها مختلف المنضوين في حزب الكتائب لاعادة تظهير ما يسمّى الافكار الحزبية ورؤية الحزب لمختلف القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، وخصوصاً مسائل اللامركزية الادارية والانماء الشامل، وهو ما يصطلح الحزبيون على الاشارة اليه تحت عنوان "عقد للاستقرار" او مشروع الكتائب الانتخابي. ويعول الكتائبيون في هذا الاطار على عنصر الشباب الذي يراد لاعداده ان تكون المحرك الرئيس لنحو 17 الفا من الحزبيين. كما يعد الحزب لاطلاق اذاعة جديدة حصل على رخصتها قبل حين في موازاة الدعاية التي تقوم بها جريدة "العمل".

لكن كل هذه الامور لا تنفي احتدام الجدل بين منظري الكتائب حول افضليات الخطاب السياسي بين الانحياز بالكامل الى خط 14 آذار واطلاق مشروع كتائبي متمايز يسعى وراء وحدة الصف المسيحي واستعادة الحضور في مؤسسات الدولة على قاعدة التفاهم مع مختلف المكونات الحزبية المسيحية، وبين هذا الامر وذاك تستمر النقاشات بين جيل حزبي شاب متحرر من اعباء الماضي ويحمل افكارا تقدمية تلقى صدى في نفوس الشباب المسيحي، ويطمح الى استعادة دور "الحزب الطليعي لدى المسيحيين".

والفصل بين الموقفين او التوفيق بينهما سيكون على عاتق الرئيس الاعلى امين الجميل حافظ فكرة الميثاق والصيغة، والمؤتمر العام للحزب الذي يفاخر الكتائبيون بأنهم سيعملون على تنظيمه سنويا على قاعدة ورشة عمل سنوية للمحاسبة واعادة التفكير.

"القوات" والحزب الطليعي

"القواتيون" وعلى رغم الفوز الذي تحقق، تخوض كوادرهم مناقشات صاخبة بحثا في اسباب النجاح الذي تحقق في مناطق، والفشل الذي أصاب مناطق اخرى، خصوصا ان "القواتيين" يتملّكهم شعور بأنهم الحزب الطليعي لدى المسيحيين الذي يحمل هويتهم وقضاياهم ويتنكّب مسؤولية الدفاع عنهم. وانطلاقا من هذه الفرضية المبالغ فيها ربما، ينطلق بعض القياديين الى تشريح ما تحقق في الانتخابات النيابية وارجاع مسؤولية الخلل في بعض الدوائر الى اسباب عدة بعضها داخلي تنظيمي وبعضها خارجي ناجم عن طبيعة التحالفات بين قوى 14 آذار.

في الشأن الداخلي ينتظر "القواتيون" المؤتمر العام للحزب والذي يشدد عدد كبير من الكوادر على انهم تلقوا وعودا قاطعة من القيادة بأن موعده لن يتأخر كثيرا، علما أن أسباب عدم عقد المؤتمر العام سابقا كانت تراوح بين عدم الانتهاء من مرحلة اعادة التنظيم بعد خروج الدكتور سمير جعجع من السجن والظروف السياسية والامنية الضاغطة التي كانت تمنع التحضير الجدي للمؤتمر، انتهاء بالانتخابات النيابية التي صرفت "القوات" كل جهودها وكوادرها ومواردها، الى الاهتمام بالاعداد لها من اجل تأمين اسباب انجاحها. لكن مجمل هذه المعطيات انتهت والاسئلة المتراكمة لدى مجموعة كبيرة من الكوادر تحتاج الى المؤتمر العام للاجابة عنها. وثمة اسئلة كبيرة تطرح عن آلية هذا المؤتمر وعما اذا كان سيتحول مجرد احتفل خطابي او منبرا ديموقراطيا ومؤسساتيا للبحث في شؤون حزب "القوات" ومساره.

ويجزم عدد من كوادر "القوات" الناشطين ان انفلاش حزبهم على مساحة الديموغرافيا المسيحية ونجاحه في استقطاب مزيد من عناصر الشباب، يحتاج الى مؤسسة حزبية حقيقية قادرة على استيعابهم والتعامل معهم على قدر طموحاتهم، اضافة الى تأمين اجابات عما يطرحونه من اسئلة واشكالات على الصعيد الوطني، والتي يجب ان يوفر لها الخطاب السياسي لدى "القوات" مادة شافية ومقنعة.

 

12 تموز 2009

النهار/احمد عياش     

الذكرى الثالثة لحرب تموز 2006 التي تصادف اليوم تتولى بنفسها التذكير بنتائجها ذات المفعول المستمر حتى الآن. فهذه الحرب أنتجت القرار 1701 الذي انهاها بفضل قيادة الحكومة التي كان يترأسها الرئيس فؤاد السنيورة. كما انتجت مساراً اعتراضياً قاده "حزب الله" حتى بلغ ذروته في 7 ايار 2008 ليسفر بعد اتفاق الدوحة عن قيام حكومة "الثلث المعطّل" التي تتولى حالياً تصريف الاعمال. الجانب السار في القرار 1701 انه حمل السلام الى الجنوب بعد عقود من الحروب التي ختمها "حزب الله" باجتيازه "الخط الازرق" الدولي فكان ان حقق من دون ان يريد بسط الشرعية الدولية والوطنية على كامل تراب الجنوب بعد رفض مطلق يعود الى حقبة الانكسار العربي في حرب 1967 فجرى اختيار الجبهة اللبنانية بديلاً من سائر الجبهات العربية بما فيها جبهة الجولان المجاورة للجنوب. حتى ان حرب عام 1973 التي اورثت مصر اتفاق كمب ديفيد مع اسرائيل وسوريا هدنة راسخة مستمرة حتى اليوم أفقدت لبنان مزارع شبعا التي كانت تمارس سوريا سيطرتها الفعلية عليها فضاعت في تلك الحرب حتى جاء زمن يريد لبنان استعادتها وترفض سوريا الترسيم فيها ليكون لـ"حزب الله" سبب يبقي من خلاله على سلاحه.

والجانب السار في مفاعيل حرب تموز الداخلية، بما فيها 7 ايار 2008 واتفاق الدوحة وحكومة "الثلث المعطل"، ان لبنان شهد انتخابات نيابية الشهر الماضي انتجت مجدداً الاكثرية التي جاء بها زلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. وهكذا تجاوز لبنان اللحظة العاطفية فوصل الى اللحظة المصيرية التي وضعت اللبنانيين امام خيارين: خيار 14 آذار الذي يعدهم بالسلم والتقدم، وخيار 8 آذار الذي يريد ابقاء لبنان ساحة تُنفّذ فيها اوامر دمشق وفتاوى طهران.

لكن الانباء السارة دونها انباء مقلقة. فمقابل ما طبّق من القرار 1701 هناك ما لم يطبّق منه في الغجر الذي تتلهى به اسرائيل، وفي شبعا الذي تناور فيه اسرائيل وسوريا معاً وبينهما استمرار "حزب الله" في شمال الليطاني بالتحضير للحرب المقبلة التي لا يعلم اللبنانيون متى تنشب، واي قرار او فتوى سيطلقها.

وفي ما يتعلق بنتائج حرب تموز الداخلية، لا يزال تأليف الحكومة الجديدة التي يسعى زعيم الاكثرية الرئيس المكلف سعد الحريري الى قيامها في دائرة الجهود التي تختتم اليوم اسبوعها الثاني. ومن دون عناء يستطيع المرء ان يدرك ان سلاح "حزب الله" الذي نال في اتفاق الدوحة جائزة "الثلث المعطل" لا يزال على الطاولة متجاوزاً سلاح صناديق الاقتراع التي حرمت الحزب وحلفاءه الاكثرية المنشودة. بالتأكيد لا أحد يقرأ الغيب فيحدد اي مسار ستمضي اليه الاحداث: أهو مسار الانباء السارة ام مسار الانباء المقلقة؟ ولكن بالتأكيد ايضاً انه بوجود لاعبين مثل اسرائيل وسوريا و"حزب الله" لا يمكن نظم قصائد الغزل والاستغراق في احلام جميلة توفرها الطبيعة الخلابة للبنان.

في المقابل، وبوجود لاعبين كبار اولهم الاكثرية الساحقة من اللبنانيين التواقين الى حماية وطنهم من التلاعب بمصيره، اضافة الى رياح اقليمية ودولية غير مؤاتية لهواة الحروب والدمار، يستطيع المرء ان يرى نافذة نور قوية داخل النفق. وأول المعالم ستكون في قيام حكومة تنهي معادلة السلاح غير الشرعي الذي ينتج ثلثاً معطلاً غير شرعي ايضاً. انها البداية فقط. إذ ان هناك كثيراً مما يريد اللبنانيون ان يبصروه، وفي مقدمه التيار الكهربائي الذي يسري 24 على 24 ساعة من دون توقف. انه "الانتصار اللبناني" الذي طال انتظاره.

 

نظام إيران ... وسياسة الاستهزاء بالإجماع الدولي

أحمد الجارالله /السياسة

 على درب المتكبرين يسير, وبنهج المتغطرسين يقتدي, وبلغة الأنا يتحدث, وبجبروت المترفين يواصل بلا حياء استجداء الدمار لبلاده. هذا هو حال النظام الإيراني الذي استمرأ تجاهل نداءات العالم وعدم الاكتراث بأي دعوة دولية له تحذره من مغبة الجنوح عن ركب السلم العالمي, اعتقاداً منه أن "سياسة الطناش" هذه ربما يفلح معها في الفرار من قدره المحتوم, ولكن هيهات للطغاة أن يفروا من عقاب الشعوب. فهرولة طهران - على لسان وزير خارجيتها منو شهر متكي - نحو السخرية والتقليل من أهمية ما صدر عن قمة مجموعة الثماني الكبار من إدانات لبرنامج إيران النووي, وقمع المتظاهرين المحتجين على الفوز المزيف لمحمود أحمدي نجاد, هرولة تحمل في طياتها استهزاءً ملالياً بالعالم قاطبة, وغروراً وغطرسة تنبعث منهما رائحة كريهة تأنفها الشعوب التي أودت - من قبل - بديكتاتوريين كثيرين الى مزبلة التاريخ من أمثال رئيس رومانيا شاوشسكو الذي لقي وأتباعه حتفهم تحت أقدام شعبهم, ولم يستطيعوا امتصاص غضب الثوار الغاضبين آنذاك على تزييف الانتخابات الرئاسية, وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس يوغسلافيا السابق سلوبودان ميلوسوفيتش الذي انتحر أو انتحروه في سجنه في لاهاي حيث المحكمة الدولية التي انتهى أمره إليها بعد أن ارتكب أبشع الجرائم والاعتقالات والمجازر في تاريخ الإنسانية, ومن بينها مذبحة سربرينيتسا التي راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف شخص .. وحلت أمس ذكراها الرابعة عشرة.

نظام طهران كتب برده المهلهل والساخر على "قمة الكبار" نهايته التي لن تختلف كثيراً عن نهاية شاوشسكو وميلوسوفيتش, فالعالم لن يصبر طويلاً على مثل هكذا زعامات لا تتورع عن الاستهانة بقرارات الشرعية الدولية من جهة, وضرب رغبات شعوبها الناهدة للأمن والاستقرار عرض الحائط من جهة ثانية, وهو الأمر الذي أعلنه صراحة الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يمهل إيران مدة لا تجاوز الشهرين للعدول طواعية عن سياسة المكابرة واستعداء العالم, وإلا فالحسم العسكري آت لا محالة, وذلك باتفاق دولي أجمع عليه قادة الدول الكبرى في اجتماعهم بإيطاليا بمن فيهم روسيا التي ما فتئت طهران تعول كثيراً على وقوفها معها ... فخاب ظنها.

إذاً تصريح متكي المناوئ للتهديد الدولي بتوجيه ضربة عسكرية لبلاده في سبتمبر المقبل, ما لم تذعن لرغبة السلام العالمي, ومحاولاته اليائسة للتخفيف من وطأة هذا البيان العالمي الموحد إزاء إيران, بزعم أن ثمة انشقاقاً في مواقف الزعماء المجتمعين حيال الموضوعات المدرجة على جدول أعمال قمتهم التي اختتمت أمس, كله كلام تتلفظه عادة ألسنة أبواق الديكتاتوريين الموقنين باقتراب ساعة زوالهم, أي أن العالم ربما سيكون خلال هذه الشهور القليلة المقبلة على موعد مع ظهور صحاف أو صحافين جدد يخرجون من عباءة ملالي طهران, ليعيدوا حماقة نظيرهم الذي لمع نجمه وأفل كذبه إبان سقوط نظام صدام حسين.

على أية حال الكرة أصبحت الآن في ملعب النظام الإيراني, فإما أن يصوبها نحو شباك الاستقرار ليبدد الشكوك الدولية والإقليمية بنواياه النووية, أو لينتظر حينئذ مصيره تحت أقدام "الثوار الخضر", أو في غياهب سجون المحكمة الدولية في هولندا.

 

وهاب: قرار المعارضة ان تكون حصتها في الحكومة الثلث زائدا واحد

الافضل ان تكون الوزارات الامنية والعدل من حصة رئيس الجمهورية لضمان حيادها

وطنية - 12/7/2009 استقبل رئيس تيار "التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب في دارته في الجاهلية، وفودا من مناطق مختلفة، قال أمامها: "ان المشكلة القائمة اليوم بالنسبة للحكومة العتيدة ليست مشكلة تأليف وحصص فقط، فالمعارضة منذ البداية قالت انها تريد ان تشارك نسبتها في المجلس النيابي اذا كانوا يريدون مشاركة حقيقية او اذا كانت مشاركة المعارضة الفعلية تهمهم، اما اذا كان المطلوب مشاركة شكلية فلا اعتقد ان اي طرف من المعارضة يتجرأ ان يتخذ قرار المشاركة، فقرار المعارضة ان تكون حصتها في الحكومة كحد أدنى مطلوب اي الثلث زائدا واحد". أضاف: "المشكلة ليست فقط بالتأليف، المشكلة ان (الرئيس المكلف تأليف الحكومة) سعد الحريري عاجز عن اتخاذ المبادرة، فهو يملك فريقا لادارة الاحقاد وليس لادارة البلاد، وهو يفتقد للمبادرة ولمبادرة والده وشجاعته وقدرته على معالجة الامور، واذا كان يعتقد بان الوقت لا قيمة له، لن تكون المعارضة حريصة اكثر منه على وقته. فالمعارضة حريصة على البلد، حريصة على ان يبدأ مسيرة جديدة من الوفاق ولكن عليه ان يعرف بان العالم يتغير، لان اللبناني لا يستطيع ان يكون آخر من يتحدث مع سوريا في العالم".

وتابع: "ابواب سوريا، في تقديري، مفتوحة امام الجميع بمعزل عمن هو الذي يريد زيارة سوريا، ولكن في رأيي الشخصي فان سوريا لا تقفل الباب امام احد من اللبنانيين خصوصا امام من يؤمنون بوحدة لبنان وعروبته وبالعداء مع اسرائيل".

وتطرق الى العلاقة مع النائب وليد جنبلاط، فقال: "نحن نعتبر ان هناك جزءا من الخلاف السياسي القائم حول كثير من الامور قد زال، نتيجة المواقف الجريئة التي اتخذها، ونحن نعتبر ان زوال الخلاف السياسي يجعل المسألة الشخصية لا قيمة لها، لذلك اللقاء هو حول السياسة والاختلاف يكون عادة حول السياسة".

وعن بعض التفاصيل الحكومية، قال: "اعتقد بان المعارضة متجهة الى المطالبة بان يكون القضاء والامن على الحياد، لا يكفي ان يكون الامن وحده على الحياد فهناك ثلاثة امور يجب ان تكون ملك اللبنانيين: الامن، القضاء والادارة. فموضوع الوزارات الامنية حتما يجب ان تكون كما كان أداء وزارة الداخلية الاخيرة، أداء كل الاجهزة الامنية، وكل الوزارات التي لها علاقة بالامن، وهذا الامر يجب ان ينطبق على موضوع القضاء، فالقضاء يجب ان يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأرى انه من الافضل ان تكون الوزارات الامنية ووزارة العدلية من حصة رئيس الجمهورية، فهو الوحيد الذي يمكن ان يضمن حياد هذه المؤسسات في التعامل مع كل اللبنانيين".