المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 18 تموز/2009

إنجيل القدّيس لوقا .37-29:10

فأًَرادَ أَن يُزَكِّيَ نَفسَه فقالَ لِيَسوع: «ومَن قَريبـي؟» فأَجابَ يَسوع: «كانَ رَجُلٌ نازِلاً مِن أُورَشَليم إِلى أَريحا، فوقَعَ بِأَيدي اللُّصوص. فعَرَّوهُ وانهالوا علَيهِ بِالضَّرْب. ثمَّ مَضَوا وقد تَركوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيْت. فاتَّفَقَ أَنَّ كاهِنًا كانَ نازِلاً في ذلكَ الطَّريق، فرآهُ فمَالَ عَنه ومَضى. وكَذلِكَ وصلَ لاوِيٌّ إِلى المَكان، فَرآهُ فمَالَ عَنهُ ومَضى. ووَصَلَ إِلَيه سَامِرِيٌّ مُسافِر ورَآهُ فأَشفَقَ علَيه، فدَنا منه وضَمَدَ جِراحَه، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخَمرًا، ثُمَّ حَمَلَه على دابَّتِه وذَهَبَ بِه إِلى فُندُقٍ واعتَنى بِأَمرِه. وفي الغَدِ أَخرَجَ دينارَيْن، ودَفَعهما إِلى صاحِبِ الفُندُقِ وقال: «اِعتَنِ بِأَمرِه، ومَهْما أَنفَقتَ زيادةً على ذلك، أُؤَدِّيهِ أَنا إِليكَ عِندَ عَودَتي». فمَن كانَ في رأيِكَ، مِن هؤلاءِ الثَّلاثَة، قَريبَ الَّذي وَقَعَ بِأَيدي اللُّصوص؟» فقال: «الَّذي عَامَلَهُ بِالرَّحمَة». فقالَ لَه يَسوع: «اِذْهَبْ فاعمَلْ أَنتَ أَيضًا مِثْلَ ذلك».

 

عاشوري: بلمار أحرز تقدما في التحقيق باغتيال الحريري

 بيروت - صبحي الدبيسي:السياسة

نقلت المتحدثة باسم المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار راضية عاشوري رسالةً من الأخير مفادها أن "عمل المحكمة الدولية والتحقيق الدولي قد أحرزا تقدماً منذ انطلاقة المحكمة", وأنه "ملتزم الوقائع المادية الموضوعية فقط في قضية اغتيال (الرئيس الشهيد) رفيق الحريري على أساس أنها أدلة ملموسة".

وأضافت عاشوري في لقاء مع الصحافة اللبنانية والأجنبية بمقر نقابة المحررين في بيروت أمس, "إن القاضي بلمار لا ينوي إجراء تحقيق مفتوح وغير حاسم, وهو متفائل بالنسبة الى مسار التحقيق, والمحكمة بصدد تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها ولن تتأثر بأي ضغوط سياسية".

وخلافاً للتوقعات حول تحديد مهلة ثلاثة أسابيع أو أربعة على أبعد تقدير لصدور القرار الظني في الجريمة, لم تحدد عاشوري أي موعد زمني لصدور القرار الظني, مضيفة "لقد صرح بلمار أنه سيمضي حيثما تقوده الأدلة, وسوف يبذل كل جهد لتحقيق غايته, كما أوضح بأن التحقيق معقد, وأن إحراز الحد الأدنى من التقدم, يقتضي بذل الحد الأقصى من الجهد, أي أن المطلوب لا يمكن إنجازه بالطريقة المتبعة في سائر المحاكم الدولية". واشارت إلى أن بلمار وفريقه "يحققون في عدد من الروايات البوليسية, ما يعني أنهم يقومون بتحقيقات وتحليلات مكثفة ومجهدة قبل التمكن من إصدار قرارات الاتهام, فمهمتنا هي إيجاد الأدلة لتحديد هوية المشتبه بهم وإدانتهم والعكس ليس صحيحاً كما قد يكون الحال في محاكم أخرى, ما يعني أنه لن يتم إصدار أي قرار اتهام, ما لم يحصل بلمار على أدلة مقبولة موثوقة وشرعية, وكافية لإدانة أي شخص, لأننا لا نؤمن بالعدالة المتسرعة".

وإذ شددت على أن بلمار يرفض بشكل قاطع تسييس عمل المحكمة, أكدت عاشور عدم اهتمام المحكمة بما كان يعرف "الشاهد الملك" زهير الصديق, لأنه "لايملك أدلة ومصداقية ليقدمها للمحكمة". ورداً على سؤال يتعلق بما نشرته مجلة "دير شبيغل" حول ضلوع "حزب الله" في الجرمية, قالت عاشور "إن المجلة المذكورة حصلت على معلوماتها من مصادرها الخاصة وليس من المحكمة".وفي معرض تعليقها على سؤال ل¯"السياسة" يتعلق بالإفراج عن الضباط الأربعة, وعدم مصداقية الصديق ومن هم الشهود الذين تريد المحكمة حمايتهم, أوضحت أن هذه المسألة تدخل في مجريات التحقيق, وأن عمل المحكمة لم يكن محصوراً في يوم من الأيام فقط بالضباط الأربعة.

 

العشرات يرفعون علمي لبنان و"حزب الله" على مركز إسرائيلي

 أهالي كفر شوبا يتحدون الاحتلال ويتقدمون باتجاه أحد المواقع المستحدثة

بيروت - "السياسة" والوكالات: أقدم عشرات اللبنانيين, امس, على إزالة شريط من الاسلاك الحديدية في منطقة كفرشوبا المحتلة, ورفعوا لبعض الوقت العلم اللبناني وعلماً ل¯"حزب الله" على مركز اسرائيلي. وتجمع حوالي سبعين لبنانياً, يتقدمهم النائب قاسم هاشم, في منطقة بركة بعثائيل بتلال كفرشوبا, وأزالوا شريطاً حديدياً كانت وضعته قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) منذ سنة في المكان, ثم تقدموا في اتجاه مركز مراقبة استحدثته القوات الاسرائيلية أخيرا.

ورفع الاهالي علما لبنانيا وآخر ل¯"حزب الله" على ساتر ترابي أقامه الاسرائيليون قبل اربعة اسابيع, ثم ركزوا قربه قبل اربعة ايام برج مراقبة من الباطون, بينما كان المركز خاليا من الجنود الاسرائيليين. وعلى الإثر, تدخل عناصر من "اليونيفيل" مع الاهالي لابلاغهم بوجوب التراجع فورا, فانسحبوا الى مسافة قريبة, ما دفع ثلاث دبابات اسرائيلية من طراز "ميركافا" إلى التقدم من مركز المراقبة, حيث عمد حوالي عشرة جنود الى نزع علم "حزب الله" والعلم اللبناني, ثم عادوا ادراجهم. وفي الجانب اللبناني, استنفر الجيش واتخذت عناصره مواقع قتالية, كما قامت القوات الدولية بتسيير دوريات في المكان, واستمر الوضع لأكثر من ساعة, بعدها ألقى النائب هاشم كلمة أكد فيها على حق اللبنانيين بأرضهم, وأمهل القوات الدولية بعضاً من الوقت لإزالة الخرق أو معاودة التحرك بواسطة أهالي البلدة. وتقع المنطقة ضمن تلال كفرشوبا التي تشكل امتدادا لمزارع شبعا المتنازع عليها على الحدود اللبنانية السورية الاسرائيلية, وقد احتلتها اسرائيل في العام 1967 مع هضبة الجولان السورية. وقبل ظهر امس, زار قائد الجيش العماد جان قهوجي, مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة, حيث التقى قائدها الجنرال كلاوديو غراتسيانو وعددا من كبار الضباط, وتم البحث في شؤون تتعلق برفع مستوى التنسيق والتعاون بين الجيش, والقوات الدولية, ومعالجة موضوع الخروق الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا. وتفقد العماد قهوجي في خلال زيارته بعض الوحدات المنتشرة في قطاع جنوب الليطاني. في سياق متصل, وعلى الرغم من إنتهاكها اليومي للقرار 1701, إستغلت إسرائيل حادث انفجار مخزن الأسلحة في خربة سلم, ووجهت رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, اعتبرت فيها أن "الجيش اللبناني منع قوات "اليونيفيل" من الوصول الى المنطقة التي وقع فيها الانفجار, وفي المقابل أتاح المجال ل¯"حزب الله" بإخفاء كل ما كان يحتويه المخزن من أسلحة تشكل أدلة قاطعة لنشاطه في تعزيز قدراته العسكرية في منطقة الجنوب خلافًا للقرار 1701". وفي هذا السياق, اعتبرت إسرائيل أن "الجيش اللبناني خرق البند الذي يشمله القرار الدولي ويتحدث عن حق القوات الدولية بالعمل في كل المنطقة التي تقرر ان تنتشر قواته فيها للتأكد من عدم وجود نشاطات معادية". إلى ذلك, قدمت مندوبة اسرائيل لدى الامم المتحدة غافريلا شاليف, شكوى لمجلس الأمن ضد "حزب الله".

 

ولي عهد البحرين يدعو العرب للتعامل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية

 واشنطن - ا ف ب: دعا ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة, أمس, القادة العرب إلى التوجه للإسرائيليين من خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية لتسهيل جهود السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال ولي عهد البحرين في مقال بصحيفة "واشنطن بوست", "نحن العرب, لم نفعل ما فيه الكفاية للتواصل مباشرة مع الشعب الاسرائيلي", مضيفا "علينا أن نتقدم الآن نحو سلام حقيقي من خلال التشاور مع شعبنا وتوعيته, وكذلك من خلال مد اليد إلى الشعب الاسرائيلي لتسليط الضوء على فوائد السلام الحقيقي".

واكد الشيخ سلمان "لكي نكون فاعلين, علينا أن نعترف بأنه, وكما هي الحال بالنسبة لباقي الشعوب, فإن النافذة الرئيسية التي يطل منها الاسرائيلي العادي على الخارج, هي وسائل الاعلام الوطنية او المحلية", واعتبر ان "مهمتنا هي بالتالي أن نقوم برواية تاريخنا بصورة مباشرة للاسرائيليين وتمرير رسالتنا الى وسائل اعلامهم, رسالة تعكس آمال غالبية العرب وتؤكد ان السلام خيار ستراتيجي بالنسبة لنا, وتقدم المبادرة العربية للسلام بوصفها السبيل لتحقيقه". وجاء المقال الذي لقي ترحيباً من المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي, بعد يومين من دعوة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الدول العربية الى المبادرة باتخاذ تدابير ملموسة باتجاه تطبيع علاقاتها مع اسرائيل. وقال كراولي خلال مؤتمر صحافي "هذه مبادرات مهمة", مضيفاً ان رسالة ولي عهد البحرين المفتوحة "تتحدث عن التدابير التي يتعين على الدول اتخاذها الآن, وتبين ان دعم مبادرة السلام العربية مستمر". يشار إلى أن مملكة البحرين لا تعترف بإسرائيل, لكنها أرسلت وفداً صغيراً مطلع يوليو الجاري, إلى تل أبيب لاعادة مواطنين بحرينيين كانوا معتقلين في اسرائيل, في أول زيارة من نوعها. والتقى ولي عهد البحرين مسؤولين اسرائيليين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في العامين 2000 و2003, كما التقى وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة نظيرته الاسرائيلية تسيبي ليفني في الامم المتحدة في العام 2007 .

 

إسرائيل تقايض تقديم تنازلات «فلسطينية» مقابل دعم غربي لضرب إيران؟ 

«التايمز»: استعدادات لشن هجوم.. هذا العام 

القدس – القبس: تعكف الإدارة الأميركية على بلورة خطوات سياسية سيعلن عنها قريبا، تتضمن جدولا زمنيا ملزما لإنهاء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنها لا تقدم اقتراحات لحل القضايا الخلافية، ولا ترسم الخطوط العريضة للحل، وسيتم عرضها على بنيامين نتانياهو ومحمود عباس.

وذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن دبلوماسي غربي رفيع، مشارك في المحادثات الجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، أن الإدارة الأميركية ستتوصل قبل الإعلان عن المبادرة إلى تسوية مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات.. مشيراً إلى أن واشنطن تراجعت عن مواقفها الصارمة بشأن البناء في المستوطنات، وباتت على استعداد للتوصل إلى حل وسط.

ويبدو أن المبادرة ستكون على غرار «مؤتمر أنابوليس» الذي عقد في نهاية 2007 وحدد نهاية 2008 موعدا نهائيا لانتهاء المفاوضات وإقامة الدولة الفلسطينية. واستجابة للمواقف الإسرائيلية التي ترفض أي حل مفروض، وتطالب دوما بحل يعتمد على مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين.

وبحسب الدبلوماسي فإن المبادرة الأميركية لن تخوض في التفاصيل، ولن تطرح حلولا لقضايا الخلاف الجوهرية، بل ستشكل إطارا للمحادثات، وتحدد طريقة إدارتها وآليات متابعتها، وتحدد جدولا زمنيا لنهايتها. ويضيف ان «الرئيس أوباما معني بتحديد موعد زمني».

تجميد جزئي للاستيطان

وحسب الدبلوماسي، ستسعى الإدارة للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات قبل إطلاق المبادرة، بعد أن لمست أنه لا يمكن أن تحصل على موافقة إسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات بشكل تام. . و«التجميد التام ليس منطقيا».

واضاف: ترى الإدارة الأميركية أنه ينبغي بلورة «رزمة كاملة» لخطوات بناء ثقة مع الفلسطينيين والعرب مما يجعل مسألة تجميد الاستيطان هامشية. ويقول الدبلوماسي إن المشكلة الرئيسية ان «العرب لا يثقون بنتانياهو، ويعتقدون أنه سيخدعهم وخاصة في مجال الاستيطان». فالعرب يريدون السلام وهم جادون ولكنهم ينظرون إلى خطاب نتانياهو بشكل سلبي جدا.

..والمسار السوري

ويربط بين المسارين الفلسطيني والسوري، ويضيف أن فريد هوف، نائب ميتشل، والمسؤول عن الملف السوري، استطلع الموضوع في لقاءاته في إسرائيل مع وزير الدفاع إيهود باراك، ونائب وزير الخارجية داني أيالون، ومستشار الأمن القومي عوزي أراد. وأكد أن الولايات المتحدة معنية بتجديد المفاوضات على المسار السوري في مرحلة ما، ولكن ليس على حساب المسار الفلسطيني. ويرى أن «تجديد المفاوضات على المسار السوري يؤثر بطريقة إيجابية على المسار الفلسطيني».

ورغم المواقف الإسرائيلية المتشددة، حيث ترفض تل ابيب الانسحاب من الجولان، قال نائب وزير الخارجية داني ايالون الاربعاء إن «إسرائيل مستعدة للشروع في المفاوضات المباشرة مع سوريا من دون شروط مسبقة». مع العلم أن المطلب السوري الداعي للانسحاب من الجولان يعتبر إسرائيليا شرطا مسبقا!.

وأضاف أيالون «سوريا لا يمكنها الحديث عن السلام من ناحية، ومن ناحية أخرى التحريض على الحرب بواسطة حماس وحزب الله والعلاقات مع إيران».

من جهة اخرى، أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس خلال زيارة قام بها امس لقرية كفارعازة المحاذية لقطاع غزة، عن اعتقاده بأن هناك فرصة سانحة حاليا لتحقيق تسوية سلمية لنزاع الشرق الأوسط. وأشاد بما وصفه بـ«صمود سكان القرية»، مؤكدا أن إسرائيل لا ترغب مطلقا في تجديد القتال في المنطقة.

ايران في المقدمة.. وضربة اسرائيلية؟

في سياق متصل، افادت صحيفة تايمز البريطانية نقلا عن مصادر دبلوماسية اوروبية ان اسرائيل اقترحت تقديم تنازلات فيما يخص سياسة الاستيطان ومطالب فلسطينية بشأن اراض وقضايا اخرى متنازع عليها مع الدول العربية، مقابل تلقيها الدعم في توجيه ضربة لايران.

وقال مسؤول اوروبي كبير ان اسرائيل اختارت وضع التعامل مع التهديد الايراني على رأس سلم اولوياتها بدلا من الاستيطان. وذكرت الصحيفة ان اجتياز سفينتين اسرائيليتين لقناة السويس في طريقهما الى البحر الاحمر الثلاثاء تزامن مع بحث اقتراح بان تحظى اسرائيل بدعم الغرب في توجيه ضربة لايران مقابل تقديم تنازلات تتعلق باقامة دولة فلسطينية.

وتوقع مسؤول بريطاني توجيه ضربة لايران خلال هذا العام، اذا ما اتفق على هذا الاقتراح. وقال مسؤول امني اسرائيلي لصحيفة تايمز «ان اجتياز السفينتين الحربيتين لقناة السويس يأتي في اطار الاستعدادات لشن هجوم على ايران، مضيفا انه يجب اخذ هذه الاستعدادات لمثل هذا الهجوم المعقد مأخذ الجد».

 

إسرائيل تطالب الحكومة اللبنانية في شكوى إلى مجلس الأمن بتجريد "حزب الله" من سلاحه 

 وكالات/١٧ تموز ٢٠٠٩/رفعت مندوبة اسرائيل في الامم المتحدة غافريلا شاليف شكوى الى مجلس الامن ضد "حزب الله"، تطالب الحكومة اللبنانية بالالتزام بتنفيذ القرار 1701 واتخاذ كل الاجراءات لضمان تجريد "حزب الله" من سلاحه ووقف عمليات التهريب عبر سوريا، مشيرة الى ان اسرائيل تتوقع من الامم المتحدة والحكومة اللبنانية التجاوب مع مطلب "تجريد "حزب الله" من سلاحه". واضافت مندوبة اسرائيل ان "سوريا وايران تواصلان تزويد "حزب الله" بالاسلحة فيما تتباهى قيادة هذا الحزب بانها تملك حاليا مخزونا من الصواريخ والاسلحة اكبر مما كانت تملكه قبل حرب لبنان الثانية، ما يؤكد التقارير الاسرائيلية التي تحذر من الخطر الذي يشكله الحزب على المنطقة". وفي هذا السياق، أكدت شاليف ان من "حق اسرائيل متابعة التطورات بشكل متواصل بالتشديد على ضرورة تسليمها نتائج التحقيق في تفجير مستودع الذخيرة التابع للحزب في جنوب لبنان". وسيبعث سفراء اسرائيل في الدول التي تشارك في القوات الدولية في لبنان برسائل يطالبون فيها هذه الدول اصدار تعليمات لقواتها في لبنان للعمل "بصرامة اكثر" لضمان تنفيذ القرار 1701، وذلك في ضوء التقارير التي تؤكد زيادة كميات الوسائل القتالية في مخازن "حزب الله" وتعاظم قدراته العسكرية".

 

علوش: تعودنا على تصريحات جنبلاط ولو أن انتقاداته جذرية و"بتنقز" بعض الوقت 

١٧ تموز ٢٠٠٩/موقع 14 آذار/قال النائب السابق مصطفى علوش "تعودنا على تصريحات النائب وليد جنبلاط ولو ان انتقاداته جذرية و"بتنقز" بعض الوقت ولكن الحزب الاشتراكي والتكتل الديمقراطي ما زال موجوداً ضمن 14 آذار وهذا لن يؤثر على وحدة 14 آذار. ورداً على سؤال عن غياب ممثل اللقاء الديموقراطي عن اجتماع الأمانة العامة لقوى 14 آذار أجاب علوش في تصريح إلى "المؤسسة اللبنانية للإرسال": اتصلت بالأمس بالوزير مروان حماده واستفسرت منه عن غياب ممثل عن اللقاء الديمقراطي عن اجتماع الامانة العامة لقوى 14 آذار فعزا السبب الى امور تتعلق بالوقت وليس للأمر علاقة بموقف سياسي". وعن تفاؤل الرئيس بري بتشكيل الحكومة قبل آخر تموز الجاري قال علوش: "تفاؤل الرئيس بري سببه توافق اقليمي على تشكيل حكومة وحدة وطنية".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 تموز 2009

النهار

تجرى اتصالات محلية وعربية واقليمية ودولية بعيدة من الاضواء للحؤول دون انعكاس القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عند صدوره على الوضع الامني في لبنان.

تعتقد أوساط سياسية ان دعوة النائب وليد جنبلاط الى قيام تجمع سياسي جديد قد تكون بداية العمل على تفكيك 8 و14 آذار.

تساءلت مراجع رسمية عما اذا كان تحديد الرئيس نبيه بري آخر الشهر الحالي موعدا لتأليف الحكومة يقصد به ان أزمة التشكيل قدتبدأ عندئذ مطلع آب؟

السفير

سأل أحد السفراء الغربيين "ما دامت الموالاة إيجابية والمعارضة أكثر إيجابية والأمور سالكة بين دمشق والرياض، فما الذي يؤخر ولادة الحكومة"؟

حسم قيادي مسيحي معارض أمر مرشحيه الثلاثة للوزارة!

شكا أحد سفراء الدول الكبرى من دور أحد كبار الموظفين في بلده، وقال "يبدو أنه أصيب بأمراض اللبنانيين"!

أدى طرح اسم شخصية لبنانية من قبل وزير أوروبي في بيروت، إلى إضعاف حظها الوزاري.

المستقبل

تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية أن لا صحّة لكل التكهّنات والتوقّعات حول تغيير جذري في سياسة دولة كبرى تجاه دولة عربية يقدّم لها هدايا في مقابل ابتعادها عن دولة إقليمية غير عربية.

يتردّد أن شخصية من طائفة معيّنة شاركت قبل عامين في لقاء جرى في دولة أوروبية، ممثّلة عن "المجتمع المدني" مطروحة للتوزير على المقعد السادس لطائفتها في الحكومة العتيدة.

يتمسّك حزب رئيسي في فريقه بتوزير حزبيين إثنين على الأقل في الحكومة المقبلة.

اللواء

لا يُخفي مصدر نيابي واسع الاطلاع التنسيق القائم بين مرجع كبير ومرجع آخر بالاتفاق مع قطب أكثري.

لا يُخفي نائب سابق في تحالف قوى 14 آذار انزعاجه من تحولات سياسية، قد تؤدي إلى إعادة النظر بصيغة تنظيمية قائمة.

عاد هاجس الصفقات الإقليمية - الدولية يقضّ مضاجع قوى محلية وخارجية، رغم التأكيدات خلاف ذلك.

 

البطريرك صفير استقبل "لجنة مساعي التهدئة والحوار" ووفدا اغترابيا

ابو ناضر:احياء الحلف الرباعي يلغي المشاركة الفعلية للمسيحيين في السلطة

علينا اطلاق عقد شراكة جديد بين المسلم والمسيحي لنعيش بأمان واستقرار

وطنية - 17/7/2009 استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته، صباح اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقبال المنسق العام ل"جبهة الحرية" الدكتور فؤاد ابو ناضر يرافقه خليل ناضر وانياس كيروز، وكان عرض لمجمل التطورات المحلية والاقليمية.

وقال ابو ناضر عقب اللقاء: "بحثنا مع غبطته في ثلاثة مواضيع: أولها كلام النائب وليد جنبلاط لاعادة احياء الحلف الرباعي. لقد اكدنا لغبطته انه حان الوقت ان يفهم المسيحيون ان هذا الكلام مليء بالاستهتار لكل ما له من علاقة بالوضع المسيحي. وعلى المسيحيين ان يعوا ضرورة توحيد كلمتهم ورؤيتهم السياسية حتى نكون شركاء حقيقيين في هذا الوطن. وامام هذه الثنائية السنية - الشيعية التي انطلقت بعد الانتخابات، وانضم اليها النائب وليد جنبلاط، حان الوقت كي نرى ان ذلك يؤدي الى الغاء دور المسيحيين في المشاركة الفعلية في السلطة. وهذا امر مرفوض لاننا من المكونات الاساسية في هذا البلد ولولانا لما كان لبنان".

واضاف: "النقطة الثانية: نرى ان الوضع الاقليمي متفجر وآن الاوان لولادة الحكومة والاقرار ان هناك مشكلة في البنية السياسية في هذا البلد وعلينا ايجاد طريقة لاعادة احياء عقد شراكة جديد بين المسلم والمسيحي كي نصل الى الاستقرار والعيش بأمان وحرية وكرامة.

ثالثا: تطرقنا الى مسلسل تهجير المسيحيين في العراق، وهذا يدل على ان المسيحي اصبح وكأنه جسم غريب في هذه البقعة من العالم. وعلينا ان نفهم ان المسيحيين هم من جذور هذه المنطقة، وآن الاوان لان يتحرك العالم والفاتيكان لاعطاء ضمانات فعلية وعملية للمسيحيين في العراق، وعلى الدولة العراقية ان تنشر الجيش في المناطق المسيحية وتمنع ما يحصل الآن على الارض والذي يؤدي الى تهجير المسيحيين من العراق".

"لجنة مساعي التهدئة والحوار"

ثم التقى البطريرك الماروني لجنة مساعي التهدئة والحوار في الرابطة المارونية التي تضم الخوري هاني طوق، طلال الدويهي وانطونيو عنداري.

وقال عنداري بعد اللقاء: "زرنا غبطته بناء على توجيهات الرابطة المارونية والدكتور طربيه، في اطار المسعى الذي تقوم به الرابطة بين الاطراف المسيحيين كافة وخصوصا في الموضوع المتعلق بالوزير السابق (النائب) سليمان فرنجيه. وقد رحب البطريرك بهذا المسعى واعتبر ان ابواب البطريركية مفتوحة امام الجميع وهو على مسافة واحدة من الجميع، لا سيما ان الوزير فرنجيه هو زعيم وطني، والدكتور جعجع أقدم على خطوة متقدمة في برنامج "بموضوعية" مع الاستاذ وليد عبود، وهذا امر ايجابي جدا وان الرابطة المارونية ستبني مساعيها على ذلك". الى ذلك، التقى البطريرك صفير رئيس لجنة الاهل في معهد الرسل - جونيه ومنسق لجان الاهل في المدارس الكاثوليكية في منطقة كسروان - الفتوح المحامي جوزف بطيش الذي عرض مع البطريرك امورا تربوية. وزار الديمان وفد اغترابي من أصل لبناني.

 

الرئيس سليمان اطلع من الجنرال غراتسيانو على الوضع في الجنوب واستقبل الوزيرين كرم وتقلا والسفير السوري وعزى عائلة الرئيس الحافظ

وطنية - 17/7/2009 إطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني الجنرال كلاوديو غراتسيانو على الوضع الأمني القائم والتعاون بين الجيش و"اليونيفيل".

وفي إطار متابعة أوضاع الوزارات وحاجاتها وشؤونها في فترة تصريف الأعمال، استقبل الرئيس سليمان وزير البيئة الدكتور أنطوان كرم الذي وضعه في صورة عمل وزارته في هذه المرحلة. كذلك تشاور رئيس الجمهورية مع وزير الدولة يوسف تقلا في الأوضاع العامة، وبحث مع الوزير السابق شارل رزق في التطورات السياسية.

السفير السوري

واستقبل الرئيس سليمان سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي وعرض معه العلاقات بين البلدين والقضايا التي تحتاج إلى متابعة في شتى المجالات.

ونقل السفير علي تحيات الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد إلى رئيس الجمهورية الذي حمله، بدوره، التحية له والتمني بتعزيز اواصر العلاقات اللبنانية-السورية.

تعزية بالرئيس الحافظ

إلى ذلك، زار الرئيس سليمان، ظهر اليوم، منزل رئيس الحكومة الراحل الدكتور أمين الحافظ وقدم التعازي إلى نجله وافراد العائلة.

 

الرئيس الجميل استقبل النائب جنجنيان ووئام ووهاب

وطنية - 17/7/2009 إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم النائب شانت جنجنيان وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في البلاد.

بعد اللقاء اوضح جنجنيان "كانت زيارة شخصية، كون هناك صداقة مع الكتائب في زحلة ، ناقشنا المواضيع الوطنية التي تهم الناس ولمست ان هناك الكثير من المواقف التي نتفق عليها والمتطابقة في ما خص الوضع العام ووضع الحكومة" .

سئل: صدر بيان لكتلة "زحلة بالقلب" في الأمس دعا الى عدم التفريط بنتائج الإنتخابات، ماذا تقصدون بذلك؟

أجاب "البيان واضح، فالناس كانت مهتمة بإيصال نواب الى البرلمان ضمن خط 14 آذار، فهذا الأمر لا نريد التفريط به"

وهاب

من ناحية ثانية اعلن تيار التوحيد في بيان اليوم ان رئيسه الوزير السابق وئام وهاب التقى مساء امس الخميس رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا، وعقدا اجتماعا استمر ثلاث ساعات، جرى خلاله بحث معمق لكل القضايا المطروحة. وجرى التفاهم على مواصلة الاتصالات في اطار سياسة الانفتاح والحوار وبحث آفاق المرحلة المقبلة وكيفية تحصين الساحة اللبنانية لحمايتها من الاخطار القادمة. وقد وجد رئيس التيار عند الرئيس الجميل الارادة على الحوار الصادق وفتح صفحات جديدة في المرحلة المقبلة تقي لبنان الكثير من الاخطار".

 

الرئيس المكلف عرض والوزير باسيل نتائج اتصالات التأليف: مطارنة السريان الارثوذكس طالبوا بدور للأقليات في ادارة شؤون البلاد

وطنية - 17/7/2009 استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بعد ظهر اليوم في "بيت الوسط"، وزير الاتصالات جبران باسيل، في حضور السيد نادر الحريري، وتم عرض نتائج الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة. بعد اللقاء اكتفى الوزير باسيل بالقول ان "هذا الاجتماع هو استكمال للاجتماع الماضي"، مشيرا الى ان "الاجواء ايجابية".

مطارنة السريان الارثوذكس

كذلك استقبل رئيس الحكومة المكلف وفدا من مطارنة لبنان للسريان الارثوذكس ضم المطارنة: جورج صليبا وبولس سفر ودانيال كورية، في حضور النائب نبيل دو فريج، وجرى عرض للاوضاع العامة في البلاد. بعد الاجتماع، قال المطران صليبا: "نحن مطارنة طائفة السريان الارثوذكس في لبنان، جئنا اليوم للقاء دولة الرئيس سعد الحريري لتهنئته على الثقة التي فوضها اليه النواب لتاليف الحكومة المقبلة، وفخامة الرئيس، بحسب الدستور، سهل له الامر ليتابع مشاوراته لتأليف الحكومة المقبلة التي ستكون حكومة وطنية لانقاذ لبنان، والوصول بهذا البلد المبارك الى الهدف المرتجى".

اضاف: "حملنا اليه خلال اللقاء رسالة من سيدنا البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص، بطريرك السريان ورئيس الكنيسة الارثوذكسية السريانية في العالم.

وتمنينا عليه ان يكون للاقليات، كما يسموننا، مع اننا لسنا كذلك، بل اننا نشكر الله الذي اعطى هذه الطوائف الست: السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والاشوريين والكلدان والاقباط واللاتين،اكثر من موهبة، ان يعطي مجالا لهذه الاقليات لتساهم في خدمة الوطن والدولة، فيكون لها دور في ادارة شؤون البلاد من خلال أي وظيفة او مركز او حقيبة يمكن ان تخصص لهذه الطوائف. ووجدنا تجاوبا عند دولته حيال هذا الامر وقد وعدنا خيرا، ونحن نقول، كما يقول الحديث: "لا يكلف الله نفسا الا وسعها". لذا، فاننا نتمنى على دولة الرئيس المكلف وعلى فخامة الرئيس وعلى دولة الرئيس نبيه بري وكل النواب والمسؤولين في الدولة، ان يعملوا على تسهيل امر هذه الطوائف، وان يعطونا بعضا من حقنا، حتى نشعر باننا مواطنون بكل ما للكلمة من معنى، وان لا تمييز بين مواطن من فئة قليلة او كثيرة. تلك كانت الغاية من لقائنا دولة الرئيس الذي نتمنى له النجاح في مهمته، وتذليل كل الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرته".

النائب السابق الخير

كما التقى الرئيس المكلف النائب السابق صالح الخير الذي قال بعد اللقاء: "قدمنا التهنئة الى دولة الرئيس المكلف وتمنينا له التوفيق في مهامه. وفي هذه المناسبة، نتمنى على كل السياسيين المعنيين بتأليف الحكومة المقبلة، ان يقرنوا اقوالهم بالافعال، خصوصا اننا نسمع كلاما جميلا من الجميع عن تسهيل تأليف الحكومة، والبلد تحتاج الى قيام حكومة في أسرع وقت لتتمكن من القيام بمهامها ولتجد حلولا للمشاكل التي تواجهها البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فمن يريد تسهيل عمل الحكومة عليه الا يضع عراقيل في طريق تشكيلها من اجل مصلحة لبنان".

 

مفتو المناطق دعوا الى الاسراع في التأليف "لئلا يدفع الشعب الثمن": الاعتماد على الاخرين دليل قصور فينا وهل نحن قاصرون فعلا حتى نحتاج الى وصي؟

وطنية - 17/7/2009 رأى مفتو المناطق في خطب الجمعة اليوم "ان عرقلة تشكيل الحكومة ووضع الشروط التعجيزية امامها هو قرار في وجه النهج الذي يمثله الرئيس المكلف الحريري لتحرير لبنان من الوصاية والتبعية"، ودعوا الى "الاسراع بتشكيلها حتى لا يدفع الشعب البريء ثمن الاصطفافات والاتفاقات التي تجري من تحت الطاولة".

رأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس "ان عرقلة تشكيل الحكومة ووضع الشروط التعجيزية امامها ليس في وجه شخص الرئيس المكلف سعد الحريري، بل هو قرار في وجه النهج الذي يمثله الرئيس الحريري لتحرير لبنان من الوصاية والتبعية، وهذا النهج هو النهج الاستقلالي الذي دفع الرئيس الشهيد رفيق الحريري حياته ثمنا في سبيل تحقيقه".

اضاف: "نحن نعلم ان الذين قتلوا الرئيس رفيق الحريري لن يسمحوا لنجله ولا لأي كان بأن يحمل نهجه ويسير عليه من بعده، ولذلك نرى كل هذا التعطيل والتعجيز للحيلولة دون قيام الحكومة. والسؤال الكبير لماذا كل هذا؟ وماذا بعد؟ الا تريدون دولة؟ وهل الاكثرية ليست اكثرية؟ هل نحن في وطن ام في ماذا؟ اننا نريد للوطن ان يرتاح. لقد تعب الشعب الذي ادى دوره بانتخاب نوابه وآن لهؤلاء النواب ان يتحركوا فكفى تعطيلا كفى كفى كفى". واكد "ان الاعتماد على الاخرين هو دليل قصور فينا، هل نحن قاصرون فعلا حتى نحتاج الى وصي"، مشيرا الى "ان نهج تيار المستقبل هو النهج الوطني والعروبي والقومي. وهو الذي يجمع اللبنانيين ويجمع عليه اللبنانيون". واستنكر المفتي الميس الاعتداءات على المسلمين في الصين، متسائلا : "ما بال هذا العالم الاسلامي لا تكاد نطفىء فيه نارا حتى تندلع مكانها نيران كثيرة"، وندد ب"الاعتداءات على الكنائس العراقية"، معتبرا ذلك "خدمة لقيام دولة عنصرية يهودية على ارض فلسطين".

دالي بلطة

من جهته، قال مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة: "لقد مر شهر على تأليف الحكومة العتيدة ولم تشكل حتى الان، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على عدم وجود قواعد وقوانين يحتكم اليها اهل الحل والعقد او ان هناك قوانين لكنها معطلة لاسباب معروفة، وهذا فشل كبير يدفع الوطن ثمنه من رصيد شعبه". اضاف: "لو ان هذه الانتخابات جرت في اي بلد من العالم لكانت الحكومة تشكلت ولبدأ العمل في مؤسسات الدولة لتسيير مصالح الناس في اقل من اسبوع، وذلك لان الناس دفعت ثمن شبق البعض الى شهوة السلطة والتسلط ووصلوا الى نتيجة مفادها ان الديموقراطية هي النموذج الاصلح للحكم واستمراريته". ورأى "ان اللبنانيين لم يصلوا بعد الى هذه النتيجة رغم كل الصراعات الطائفية والمذهبية والحزبية والداخلية والخارجية، والسؤال هل نحن بحاجة الى المزيد من الحروب والمزيد من السنوات للوصول الى حقيقة ضرورة الاحتكام الى القوانين والدساتير؟، وهل اذا كان البعض لم يستفد من تجارب الشعوب والامم ولا من تجاربه الخاصة، يجب علينا ان ندفع معه من أمننا واستقرارنا وتقدم وطننا مثل هذه الاثمان العبثية والمجانية لتحقيق مكسب من هنا او هناك او لخدمة هذا الفريق او ذاك او نكاية بهذا الفريق او ذاك ام علينا ان نقف وقفة رجل واحد لاخذ القرار الصحيح ونبدأ ببناء الوطن من حيث انتهى الاخرون".

المفتي صلح

وأمل مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد صلح ان "تعود الثقة المتبادلة بشكل علني بين جميع الاطراف اللبنانية حتى لا يدفع الشعب البريء ثمن الاصطفافات والاتفاقات التي تجري من تحت الطاولة لتشكل حكومة ليس للبنانيين يد فيها، وعلى اللبناني ان يلبس ما يخيطه الكبار خارج الحدود وليس له رأي لا في اللون ولا في القماش ولا في المقاس، فقط عليه ان يلبس صناعتهم". ورأى في تأخير الاعلان عن تشكيل الحكومة "قطبة مخفية لدفع الرئيس المكلف الى الاعتذار، وبذلك يحصل الاغتيال المعنوي والنفسي للشعب اللبناني تكريسا للاغتيال الحقيقي الذي تعرض له لبنان في استشهاد الرئيس رفيق الحريري". واكد المفتي صلح "ان الاستمرار في التعطيل سيشكل كارثة حقيقية على لبنان وكذلك دفع الرئيس سعد الحريري الى الاعتذار ستكون معه الطامة الكبرى على اللبنانيين". ودعا المفتي صلح الرئيس الحريري الى "الجهر بحقيقة المشكلة وتبيين خيوطها ومن يقف وراءها ويضع الامور في نصابها. فنحن نشد على يديه بأن الفشل ممنوع والصبر مطلوب ولكن الوقت ليس في مصلحة الشعب وآن الاوان لكشف من يريد الوطن دولة للقانون ومن يريده مزرعة لحسابه".

 

حزب الاحرار: وضع سقوف الثلث المعطل والنسبية

يعني ضمنا رغبة في العرقلة والتعطيل ومراهنة على السلبية

وطنية - 17/7/2009 عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء.

بعد الاجتماع اصدر البيان الآتي:

"1 - نجدد التذكير بموقفنا من تشكيل حكومة شراكة وطنية على أساس احترام إرادة الناخبين وقواعد الديموقراطية، مما يسقط مقولات الثلث المعطل والنسبية والمشاركة الحقيقية. ونعتبر أن وضع سقوف مماثلة لقيام الحكومة يعني ضمنا رغبة في العرقلة والتعطيل ومراهنة على السلبية بما يشبه رفضا لنتائج الانتخابات المعبر عنه بالكلام على الأكثرية الشعبية وما شابهها. ونأمل، في الوقت عينه، نجاح مبادرات التطبيع داخل الصف العربي والذي يؤدي إلى دفع الأمور في لبنان بإتجاه إيجابي، ويحصن الإجماع العربي حول مبادرة السلام التي تبنتها قمة بيروت والتي أعاد القادة العرب تأكيدها، مروراً بالمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية لوقف النزف ورأب الصدع وإعادة اللحمة في مرحلة دقيقة تجتازها منطقة الشرق الأوسط.

2 - توقفنا أمام خبر الإنفجارات التي وقعت في خربة سلم جنوب نهر الليطاني الواقعة ضمن نطاق انتشار القوة الدولية. وننبه إلى حساسية مثل هذه الحوادث التي من شأنها إحراج اليونيفيل والجيش اللبناني على السواء كونهما مولجين مراقبة تطبيق القرار 1701. والأخطر من ذلك من شأن أي خرق، في هذا المعنى، أن يقدم مبررا لإسرائيل التي لا تكف عن سوق الاتهامات بخرق القرار المذكور، وبتركيزها على التواطؤ أو أقله عدم القدرة لوقف عمليات تهريب السلاح في رد على انتقاد الأمم المتحدة تمادي سلاحها الجوي في انتهاك الأجواء والسيادة اللبنانية. ونشدد على وجوب العمل لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، والعودة إلى اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وفقا لاتفاق الطائف بانتظار استكمال مستلزمات المبادرة العربية للسلام، وانطلاقا من قرارات الشرعية الدولية المستندة إلى السلام مقابل الأرض، ومع تكرار تعلقنا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وإلى ترجمة ما ورد في مقدمة الدستور اللبناني لجهة رفض التوطين رفضا قاطعا.

3 - هالنا استمرار استهداف المسيحيين العراقيين وتفجير الأديرة والكنائس في ظل ما يشبه الاستسلام أو الاستخفاف غير المقبول على الأصعدة المحلية والعربية والدولية. ولم نفهم الصمت المحيط بالممارسات غير الانسانية وكأن ثمة مؤامرة يجري تنفيذها ولا يقابلها الا التعبير الخجول عن الرفض من دون الخوض بوسائل الردع والحماية.

إننا نحذر، من باب التعلق بالصورة الحضارية للعرب والعروبة ومن منطق الحرص على العيش المشترك والتعددية والخصوصية، من مغبة التعاطي بخفة وخفر مع هذه الجرائم الموصوفة ضد الإنسانية، ومن تشويه صورة الدين الإسلامي، مما يرتد سلبا على الجميع في عصر المخالطة والعولمة، ويقوي جبهة المنادين بصدامات الحضارات والأديان على حساب دعاة الحوار بينها لتعزيز ثقافة الحياة والسلام والحوار. ونؤكد أن المواقف الشاجبة والتصريحات المنددة لم تعد تفي بالغرض، وأصبح لزاما على الحكومات والمنظمات، خصوصا العربية والإسلامية منها، أخذ الوضع على محمل الجد لخطر غير مباشر عليها، وصوغ سياسة فاعلة لمواجهته، علما أنه من الأفضل أن يحصل هذا الأمر متأخرا على ألا يحصل أبدا وهنا الطامة الكبرى".

 

النائب خليل: قلق النائب جنبلاط من الشحن المذهبي بين المسيحيين

وطنية - 17/7/2009 أكد عضو كتلة "التحرير و التنمية" النائب علي حسن خليل في حديث تلفزيوني، "ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لم يدع الى حلف سياسي اسلامي بل الى علاقة قوية بين مختلف القوى الاسلامية للخروج من حالة الاحتقان المذهبي والطائفي التي نمت في السنوات الثلاث الاخيرة"، معتبرا "ان موقفه في هذا الاطار كان واضح".

وأعلن النائب خليل "ان قلق النائب جنبلاط من الشحن المذهبي القائم بين مختلف الطوائف المسيحية هو الذي دفعه للدعوة الى تمتين العلاقة بين القوى الاسلامية"، مشيرا الى "ان هذا الامر اذا عولج فهو لن يكون موجها ضد اي فريق لبناني اخر"، مؤكدا "عدم الرغبة في حلف رباعي جديد بل ان يكون هناك تشكيل وطني واسع من كل القوى يحمل برنامجا وطنيا يستطيع مواجهة كل التحديات". وفي ما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة، اكد النائب خليل "ان المعارضة على تواصل مستمر مع الرئيس المكلف سعد الحريري"، لافتا الى "ان الامور تسير باتجاه نقاش جدي وايجابي للوصول الى حكومة شراكة فعلية"، موضحا "ان هذه الشراكة تعني تأمين القدرة لكل القوى على ان يكون لها دور مسؤول ومؤثر داخل مجلس الوزراء وليس دورا تعطيليا". وأكد النائب خليل "حرص حركة "أمل" على تسهيل تأليف الحكومة وانها والمعارضة مع اعطاء رئيس الجمهورية اكبر عدد ممكن من الوزراء"، لافتا الى انه "من الممكن ان يكون هؤلاء الوزراء من مختلف الشرائح". وأشار الى "ان رئيس الحكومة المكلف سيزور دمشق، وهو معني بعلاقات جيدة معها لمصلحة لبنان"، لافتا الى ان "الاهم هو القناعة الموجودة لديه لمعالجة كل الخلافات بين البلدين"، للوصول الى العلاقات التي تفاهمنا عليها في اتفاق الطائف". واكد "ان دمشق منفتحة على جميع اللبنانيين وكل الافرقاء بمن فيهم النائب وليد جنبلاط".

 

عرقجي اتهم جعجع بالترويج لمؤامرة تستهدف أمن البلاد

وطنية - 17/7/2009 - اتهم النائب السابق عدنان عرقجي في تصريح اليوم رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع "بالترويج لمؤامرة تستهدف امن البلاد".

وقال "بعد انقشاع الحقيقة وتبيان زيف الاتهامات التي سيقت ضد سوريا والضباط الاربعة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعد الاخبار الملفقة التي روجت لها مجلة دير شبيغل الالمانية، اطل جعجع بتأييده للاخبار المدسوسة من المخابرات الاميركية والاسرائيلية، لتحويل مسار التحقيقات الدولية باتجاه حزب الله من خلال الايحاء بأن الحزب يبحث عن ضمانات في شأن المحكمة الدولية كشرط لتسهيل تأليف الحكومة". وحذر عرقجي من "خطورة هذا المنحى"، داعيا اللبنانيين الى "عدم الوقوع في الفخ الذي ينصب لهم"، مشيرا الى ان تصريحات جعجع "لا يجوز ان تمر مرور الكرام، وانه لا بد من مساءلته امام المراجع القضائية المختصة من اجل فضح الجهة التي وظفته للعب هذا الدور الخطير، ذلك ان البلد لم يعد يحتمل مغامرات قد لا يسلم منها احد".

 

النائب سامي الجميل كشف تلقيه معلومات عن تهديد أمني له:

كلام النائب جنبلاط استفزازي وسنظل نستوعبه طالما لا يحيد عن اسس 14 آذار

نرفض ان يرافق الحريري العاهل السعودي الى سوريا قبل معالجة المشكلة معها

يجب تشكيل الحكومة وتحضير الملفات العالقة معها ومن ثم نتوجه اليها رسميا

لقاء بنشعي من الدرجة الاولى والخطوة المقبلة بنقل هذه العلاقة الى الشباب

لا شيء يمنع اللقاء مع ميشال عون شرط عدم التنازل عن المبادىء والثوابت

اللبنانيون يخافون من بعضهم والحل باقامة مؤتمر وطني تطرح فيه الهواجس

مجلس الشيوخ يضمن حقوق الاقليات ووجوده ضمانة بديلة من الثلث المعطل

وطنية - 17/7/2009 كشف النائب سامي الجميل، في مقابلة عبر برنامج "كلام الناس"، أنه تلقى من الاجهزة الامنية معلومات تفيد عن تهديد أمني له ما دفعه الى اتخاذ احتياطات امنية منذ بضعة ايام والانتباه الى تحركاته. وأعلن أن حزب الكتائب اللبنانية "يؤمن في الشراكة المسيحية الدرزية مثلما يؤمن في الشراكة الوطنية في شكل عام".

وقال: "بدأنا المصالحة مع النائب جنبلاط منذ العام 2000 لأننا مقتنعون أنه ممنوع عودة المجازر والمآسي الماضية، ويجب عودة الروح والحياة الى مناطق الجبل وتثبيت العيش المشترك الذي هو اساس واستراتيجي بالنسبة الينا".

وإذ وصف الجميل كلام النائب جنبلاط الاخير ب"الاستفزازي"، أشار الى أنه لن يتركه يؤثر في الموضوع الاستراتيجي، معتبرا أن كلامه "يخلق توترا يحاول حزب الكتائب استيعابه".

ودعا النائب الجميل النائب جنبلاط الى "وقف الاستفزاز والتحدث عن جبهة اسلامية، وكأننا كمسيحيين غير موجودين على الخريطة اللبنانية وكأن الدفاع عن لبنان لا يحتاج الى المسيحيين، لذلك ندعوه الى ايقاف هذه المواقف لأنها تؤثر في جمهور معين"، متمنيا "الا تكون ثمن التقارب مع سوريا".

واضاف:" سنظل نستوعب جنبلاط طالما لا يحيد عن اسس 14 آذار في ما يتعلق بالعلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله والوجود الفلسطيني. والمشكلة ليست في تقاربه مع سوريا فنحن نطالب بتطبيع العلاقات معها ولكننا نريد معالجة الملفات العالقة بين البلدين اولا".

وسأل: "هل نريد قطع انفسنا عن محيطنا والعالم العربي؟ لكن ما نقوله هو أننا نريد الاستقرار في لبنان وما يفيد ذلك نؤيده وما يضره نرفضه".

وقال: "إن كانوا يطلقون عمن يريد الدفاع عن سيادة وطنه واستقلاله بالانعزالي فليكن."

وردا عما نسب اليه في تأييده السلام مع اسرائيل، قال: "أننا نؤيد المبادرة العربية للسلام والمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والرجوع الى اتفاق الهدنة، لأننا نريد السلام والاستقرار في لبنان. فلماذا لا نعمل انطلاقا من الديبلوماسية من اجل استقرار بلادنا، فها هي سوريا تسعى الى السلام مع اسرائيل وتفاوضها وكل البلدان العربية تسعى الى ذلك، فيما يبقى لبنان في حرب دائمة ويتحمل تبعات ذلك ويحارب عن العالم العربي كله."

ورفض النائب الجميل مقولة "أن ما حصل في اتفاق الطائف هو مصالحة إذ إن فريقا من اللبنانيين كان غائبا عنه. ورأى أنه كان من المفترض في العام 2005 وبعد الوصاية السورية على لبنان جلوس اللبنانيين معا لطرح هواجسهم وقلقهم".

وتابع: "اذا استمرينا في بناء لبنان على التسويات والتكاذب سنقع في المشكلات مجددا. إذ يجب الاعتراف بأن هذا النظام السياسي الذي نعيش فيه اثبت فشله ويجب تطويره".

ورأى "أن ثمة امورا جيدة في نظامنا السياسي يجب عدم المس فيها ومنها الميثاق الوطني، ولكن علينا انطلاقا منه النظر في كيفية معالجته مشكلاتنا. لكن هذا النظام السياسي لا يطرح حلولا للمشكلات إنما يدفع اللبنانيين الى النزول الى الشارع لحل الازمات".

واضاف:" انا ملتزم سقف المؤسسات وارفض الانقلاب خصوصا العسكري الذي فرضوه في 7 ايار، لذلك ادعو الى الجلوس الى الطاولة من اجل التحاور والتفاهم."

وعن العودة الى خطاب العام 1975، قال:"اتحدث عن تلك المرحلة لأن ثمة من دافع عن لبنان وضحى واستشهد واصيب ولم يسمع كلمة شكر على ما قدمه من اجل الوطن ولم يحصل على تعويض. فإن أرادوا بناء لبنان على اسس صحيحة يجب الاعتراف بهؤلاء ونضالهم الذي هو اساس في نضال مجموعة كبيرة من اللبنانيين لكن "حزب الله" لا يعترف بهم."

واعلن الجميل أن لديه مشكلة مع اي سلاح غير شرعي في لبنان، فاصلا بين سلاح الفلسطينيين ووجودهم في لبنان، وبين سلاح "حزب الله" ومشروعه السياسي للبنان، لافتا الى "أن المشكلة مع الفلسطينيين هي في تحول مخيماتهم الى بؤر امنية وقواعد لأعمال ارهابية".

وبالنسبة الى موضوع التوطين، وصفه بالخطر على لبنان، مبديا اقتناعه بأنه "من المستحيل اجماع ثلث مجلس النواب للتصويت على تطبيقه لان ثمة اجماعا لبنانيا على رفضه". وأعلن عن اقتراح لحزب "الكتائب" باشراك الدول العربية في حمل عبء الوجود الفلسطيني في لبنان. وقال:"بدلا من احضار موظفين من الهند والباكستان، فلتوظف تلك الدول العربية الفلسطينيين العاطلين عن العمل في لبنان والذين يعانون مشكلات اقتصادية ومعيشية كبيرة".

واشار الجميل الى "أن ثمة ازمة ديمغرافية كبيرة في لبنان وكل ازمة من هذا النوع تقلق المسيحيين. وكذلك تملك الاراضي من الاجانب إذ إن لبنان يباع وهذا الموضوع يجب أن تسعى الدولة على مواجهته. إذ ما نطمح اليه هو أن تلعب الدولة اللبنانية دورا في تنظيم حياة المجتمع ومن ضمنها بيع الاراضي".

ورأى "أن اهم قرار يجب ان يكون في يد الدولة اللبنانية والذي هو قرار السلم والحرب يمسك به فريق معين من الطائفة الشيعية".

وبالنسبة الى حصة حزب الكتائب اللبنانية في التشكيلة الحكومية، قال:"لم تحدد الحصص الوزارية بعد وهي تعود الى شكل الحكومة وتركيبتها."

وردا عما يقال عن لبننة تشكيل الحكومة، رأى الجميل أن ما يحصل معيب، "فأنا كمواطن لبناني اشعر بالاهانة، فإما إننا في بلد سيد ومستقل أم لا."

واضاف أنه لا يمكن ان يستمر لبنان على هذا المنوال، معتبرا "أن المشكلة بنيوية إذ إن اللبنانيين يخافون من بعضهم البعض والحل هو في اقامة مؤتمر وطني تطرح فيه الهواجس والمشكلات بكل صراحة وصدق، لأننا إن لم نقم بذلك سنبقى في مكاننا ونؤجل المشكلات من مرحلة الى اخرى. ونحن نشعر ب"القرف" وكذلك اللبنانيين لأننا كلما شعرنا أننا خرجنا من مرحلة سيئة نقع مجددا فيها."

وبالنسبة الى العلاقة مع سوريا قال: "نعتبر أن ثمة تاريخا لها يعود الى ثلاثين عاما من الحروب والازمات والوصاية والهيمنة والتدخل في لبنان."

وعن زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سوريا، رأى أنه "يجب تشكيل الحكومة وتحضير الملفات العالقة معها، ومن ثم نتوجه اليها رسميا حاملين الملفات لطرحها ومعالجتها وليس الذهاب اليها وكأننا نطلب رضاها. كما نرفض ان يرافق الرئيس الحريري العاهل السعودي الى هناك إذ يجب معالجة المشكلة معها عبر رئيس الحكومة اللبنانية الذي يحظى باجماع كل اللبنانيين".

وعن الحكومة، قال النائب الجميل: "يتحدث الدستور عن المشاركة، وأن تراعي الحكومة التوازن الطائفي وليس السياسي. ما نقوله نحن أن حصة الشيعة 6 وزراء يمثلون فعلا الشيعة وطالما أن "حزب الله و"أمل" يختزلان تسعين في المئة من الشيعة اصبح من الضروري مشاركتهما في الحكومة لتمثيل الطائفة، لكنهما لا يدخلان الحكومة كأحزاب وانما كممثلين للطائفة".

وأضاف: "يجب ان يختاروا هم الوزراء، فيما بالنسبة الى الطوائف الاخرى ثمة امكانية لتمثيلها انطلاقا من تعدديتها كما هي الحال عند المسيحيين. نحاول التوفيق بين ضرورتين، ضرورة اولى تقوم على تطبيق الديمقراطية الطبيعية من حيث حكم الاكثرية ومعارضة الاقلية، وضرورة اخرى تنطلق من اننا في وطن تعددي يجب تمثيل مجموعاته كلها لئلا تشعر اي منها بالغبن. تطالب المعارضة بالثلث المعطل ما ينسف الضرورة الاولى ونحن نرى انه يجب ان يكون هناك ضمانة اخرى تقوم بالنسبة الينا على انشاء مجلس الشيوخ يضمن حقوق الاقليات وهو ملحوظ في دستورنا لكنه لم ينشأ بعد ويكون وجوده ضمانة بديلة من الثلث المعطل".

وردا عن سؤال قال: "لست مرشحا الى اي وزارة وذلك لأنني اريد ان اقوم بدوري في مجلس النواب واعطاء وقت لحزب الكتائب."

بالنسبة الى لقاء بنشعي، قال: "نعتبر ان ثمة هوة كبيرة في قلب القرى المسيحية بين الشباب مما يؤدي الى مشكلات ودم، وهذا التفكير هو الذي اوصلنا الى لقاء بنشعي وهو ما كنا نقوله قبل الانتخابات وفي خلالها. والحديث عن لقاء تعارفي مع النائب فرنجية تأجل بعد حادثة بصرما والى حين انتهاء الانتخابات".

وتابع: "بعد انتهاء الانتخابات تم تنسيق لقاء التعارف والالتقاء والحوار حول الملفات الاساسية. ورغم ان الزيارة كانت دعوة الى الغداء من قبل النائب فرنجية وعقيلته، لكنه احب اشراك عائلته ومستشاريه فيه". ورأى "أن كل ما يخلق حوارا بين الناس ندعمه بدءا من الداخل المسيحي وصولا الى الصعيد الوطني".

واوضح "أن العلاقة السياسية بين الافرقاء تقوم على ثلاث درجات، الاولى شخصية لا تقوم على حقد وخلاف، والثانية من الممكن الالتقاء عند مواضيع معين فيها غير استراتيجية، ودرجة ثالثة وهي استراتيجية يختلف والمردة فيها وتتمحور حول موضوع سلاح "حزب الله" والعلاقات مع سوريا".

وتابع: "ما حصل في بنشعي هو لقاء من الدرجة الاولى، والخطوة القادمة تقوم على نقل هذه العلاقة الى الشباب للحد من الخلافات. وإن كنا نختلف في الامور الاستراتيجية من حيث العلاقة مع سوريا وسلاح "حزب الله" إلا أن ذلك لا يمنع التواصل في الامور الحياتية الاجتماعية الاقتصادية المتعلقة بمصلحة الناس."

وبالنسبة الى مجزرة اهدن قال:"تخطينا هذا الموضوع بعد لقاءات جرت سابقا".

وسأل: "نتحاور مع اللبنانيين كلهم أفلا يمكن ان نتحاور كمسيحيين مع بعضنا البعض؟" معلنا "أن شيئا لا يمنع اللقاء مع النائب ميشال عون شرط عدم التنازل عن المبادئ والثوابت كما لا مشكلة في الحوار مع اي طرف لبناني آخر".

وردا عن سؤال رأى "أن المطلوب هو طرح ازمة النظام في لبنان وليس فرض شيء بالقوة على اللبنانيين الاخرين"، مضيفا: "ما نقوله هو وضع نماذج عن انظمة دولية ناجحة على الطاولة ورؤية الصيغة الافضل لوقف الاقتتال اللبناني والحد من هجرة الشباب والازمة اللبنانية. إذ إن البلدان كلها قد اعتمدت انظمة معينة وصيغا محددة فلما لا نتحاور ونستخرج الصيغة المناسبة للبنان ولماذا ننتظر وقوع الدم للنظر الى المشكلة ولماذا انتظار الحرب للحوار والتفاهم؟"

وذكر بأن حزب الكتائب طرح تصوره في مؤتمر الحزب وقدم بعض افكاره الرئيس الجميل والتي تتضمن حياد لبنان واللامركزية الادارية الموسعة ولبنان ساحة حوار الاديان والدولة المدنية.

وعما إذا كان يخشى من حرب اسرائيلية على لبنان، اعتبر "أن الخوف سيستمر طالما هنالك السلاح غير الشرعي في لبنان، وطالما أن قرار السلم والحرب ليس في يد الدولة اللبنانية".

وتوجه الجميل الى "حزب الله" بالقول: "لماذا يرفض مشاركتي مناظرة تلفزيونية والحوار معي. نحن لا نريد الغاءه وإنما العكس، نطالب بمبدأ عدم فرض أي رأي على الاخرين بقوة السلاح. ونحن نتمنى حصول حوار مباشر وأن يفهموا مواقفنا".

واضاف: "انا كمواطن لبناني غير مقتنع بفرض اي لبناني قرار السلم والحرب بقوة السلاح على اللبنانيين الاخرين. فما اقوله هو ان الجيش اللبناني هو المخول بالدفاع عن لبنان ضد اسرائيل أو غيرها. اللبناني متمثل في المجلس النيابي الذي يأخذ وحده القرارات باسم الشعب اللبناني وليس فريقا لبنانيا."

ورأى أن ثمة ازمة على الصعيد الداخلي والدستوري والعيش المشترك، لافتا الى أن للطائفة الشيعية هواجس، داعيا الى طرحها للمناقشة والحوار.

وبالنسبة الى المشاركة في الحكومة، قال: "شخصيا انا ضد المشاركة إذا تم تشريع سلاح "حزب الله" في الحكومة، لكن القرار النهائي يبقى للمكتب السياسي الكتائبي الذي التزم به."

وعن سبب عدم التصويت للرئيس نبيه بري، قال: "خضنا معركة انتخابية وفق مواقف سياسية نقتنع بها ومنها رفض اقفال المجلس النيابي الذي كان معطلا ومفتاحه بيد الرئيس بري، فالتزامنا مع من صوت لنا دفعنا الى عدم التصويت له لرئاسة المجلس."

وبالنسبة الى العلاقة المستقبلية مع "الطاشناق"، قال: "لا مشكلة مبدئية معه لكننا خرجنا من معركة طاحنة في المتن لذلك تحتاج العلاقة الى الوقت."

أما عن تقرير ديرشبيغل، فقال: "لنفسح في المجال امام التحقيق الدولي ليأخذ مجراه ولا داع لاستباق الاستنتاج في ما يتعلق بنتيجة التحقيق. المحكمة الدولية مطلبنا منذ سنتين ونثق فيها كما نثق في الامم المتحدة، فيما ثمة من لا يعترف بهما."

وفي ما يتعلق بموضوع المبعدين الى اسرائيل، لفت الى أن الشهيد انطوان غانم قدم قانونا للعفو عنهم سيحركه حزب الكتائب مجددا في مجلس النواب.

وقال: "الا يحق لهؤلاء المبعدين بنظرة انسانية الى قضيتهم؟" لافتا الى ما لمسه من معاناة عند شباب عين ابل وغيرهم من اللبنانيين بسبب هذا الموضوع. وسأل: "إن كان لبعض الاشخاص علاقة باسرائيل، هل نتهم امة بشيوخها واطفالها بالعمالة؟"

وردا على سؤال حول الزعامة المسيحية، قال: "لا زعيما مسيحيا واحدا في لبنان ولكن احزاب مسيحية، لكل منها نظرتها السياسية الخاصة وهذا يدخل من ضمن التعددية المجتمعية."

وختم مشددا على رفضه الذهاب الى سوريا، وقال: "العلاقة بين الدول يجب ان تكون من خلال المؤسسات الرسمية ومن خلال رئاستي الجمهورية والحكومة".

 

العميد قاطيشا لموقع "14 آذار": انفجار "خربة سلم" يكشف مصيبة تجاهل الدولة ما تعرفه 

  ١٧ تموز ٢٠٠٩ المصدر : خاص موقع 14 أذار

ناتالي اقليموس

مازالت ردود الفعل تتوالى عن الانفجار الذي شهدته منطقة خربة سلم رغم محاولة بعض الجهات التعتيم على ما جرى واعتباره امراً ثانوياً. وفي قراءة توصيفية لما جرى، كان لموقع "14 آذار" الالكتروني حديث خاص مع العميد المتقاعد، وهبي قاطيشا الذي اعتبر "ان الانفجار ناجم عن تخزين ذخائر تابعة لحزب لله لانه الوحيد الذي يمكنه الوصول الى هذه المنطقة، وهو الوحيد الذي يدرك خفايا جنوب لبنان".

كما اعتبر قاطيشا "ان ما جرى هو تعد واضح على قرار 1701 الذي ينص على عدم تواجد اسلحة وذخائر حربية لحزب الله في جنوب الليطاني. ومن الناحية العسكرية، يشير الانفجار الى ان حزب الله لا يخزن ذخائره بشكل سليم ولا يستوفي شروط التخزين الدقيق".

واعتبر قاطيشا "انه من الطبيعي ان يكون هناك تضارب بين البيانين الصادرين عن قيادة الجيش اللبناني واليونيفل. فالمؤسسة العسكرية ملزمة بالحياد والبقاء على مسافة واحدة من مختلف الاقطاب السياسية، كما انها لا يمكنها الاشارة في بيانها الى التقصير الذي تتحمل مسؤوليته نظراً لعدم اكتشافها المسبق لمكان وجود مخزن الذخائر. اما البيان الصادر عن اليونيفل التابعة الى الأمم المتحدة، ولا نية لها سوى ان تنقل الوقائع كما حدثت، فهوالاكثر دقة".

وحذّر قاطيشا "من ان الدولة الللبنانية لن تتمكن من تغطية اعمال شغب حزب الله باستمرار، سيما في المجال العسكري. ربما قد تتمكن من توفير الحماية الجزئية لهذا الحزب عبر بيان تصدره قيادة الجيش، ولكن اليوم بات يعلم الجميع ان وجود مثل هذه المخازن يشكل خطراً كبيراً على الدولة اللبنانية وامنها".

وتعليقاً على تطويق عناصر حزب لمكان الانفجار، قال قاطيشا، "لم يعد خافياً على احد ان هذا الحزب مهيمن على جنوب لبنان، وبثياب مدنية يراقب باستمرار "كل شاردة وواردة"، اما تدخله المفاجئ ما هو سوى محاولة لمنع وسائل الاعلام من نقل الصورة الصحيحة والدقيقة لما يخفيه المخزن من اسلحة، بالتالي عدم فضح سلوك حزب الله امام الرأي العام اللبناني". واضاف موضحاً: "لا يمكن للدولة اللبنانية ان تتبع مطولاً سياسة النعامة، وان تخفي رأسها في التراب، لا بد لها من مواجهة الحقيقة الظاهرة، وهي ان حزب الله ما زال مسيطراً على القرار العسكري في جنوب لبنان".

كما شدد قاطيشا "على ان ماجرى في خربة سلم، هو واحد من آلاف المؤشرات لسياسة حزب الله المفضوحة على الصعيد الداخلي، فاحداث 7 ايار الماضية والمطالبة بالثلث المعطل، تظهر بوضوح سياسة حزب الله الايرانية داخل لبنان". واردف "من المعروف ان حزب الله دولة ضمن الدولة، والبراهين عديدة، منها: المقومات السياسية والامنية التي تشهدها منطقة الضاحية، بالاضافة الى جنوب لبنان".

ورداً على اتهام اسرائيل لسوريا وايران بتمويلهما حزب الله، قال قاطيشا: "نعلم جيداً انه يتم تسريب اسلحة وعتاد الى حزب الله عبر الحدود السورية اللبنانية، وهذا ما نشكو منه باستمرار، وهو يخالف قرار 1701. ولكن في الوقت عينه هذا لا يعني اننا ندعم اسرائيل، بل هي تبقى العدو اللدود، ونحن على استعداد تام لمحاربتها".

وفي الختام تساءل قاطيشا: "ان كانت هذه الحال في منطقة جنوب الليطاني فكم بالحري شماله؟ حتماً هو دولة ضمن الدولة، والقوى الامن اللبنانية في النبطية وصور تشكل دولة ضمن دولة حزب الله. وقد يكون هناك العشرات من خربة سلم في جنوب الليطاني والدولة اللبنانية لا علم لها. وكما أن اي مواجهة اسرائيلية ايرانية في المستقبل، سينعكس دماراً وخراباً على الداخل اللبناني".

 

محاولة لفهم طبيعة الصراع في لبنان

  ١٧ تموز ٢٠٠٩ خيرالله خيرالله::

يبدو مفيداً في الظروف الراهنة التي يعيشها لبنان السعي إلى محاولة فهم طبيعة الصراع الدائر على أرض الوطن الصغير بعد تكليف النائب سعد الدين رفيق الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بموجب الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس ميشال سليمان. ما يكشفه التجاذب السياسي في البلد أن هناك إصراراً سورياً على الثلث المعطل في الحكومة بهدف واضح كل الوضوح يتمثل في امتلاك دمشق حق الفيتو على أي قرار وطني، أو حتى على قرار تفصيلي صغير يمكن اتخاذه في إطار مجلس الوزراء مجتمعاً. ما تنفذه المعارضة، عندما تصر على الثلث المعطل أو على بدعة التمثيل النسبي في الحكومة التي ينوي النائب سعد الحريري تشكيلها، هو تعليمات سورية لا أكثر ولا أقل.

يريد النظام السوري إثبات أن لا شيء تغيّر في لبنان، وأن رهانه على الوقت كان في مصلحته. يريد في الوقت ذاته تأكيد أنه عاد إلى لبنان من النافذة، هو الذي خرج من البوابة الحدودية في العام 2005 إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. بكلام أوضح، ينوي النظام السوري، ومن خلفه الإيرانيون الذين يرفضون الاعتراف بأن شيئاً ما تغير في العمق في بلدهم نفسه، تأكيد أن المرجعية السياسية في لبنان لا تزال خارج لبنان أي في دمشق وطهران تحديداً... بعدما كانت محصورة بدمشق لفترة طويلة!

تكمن مشكلة النظام السوري في أنه لا يريد أن يتعلم من تجارب الماضي القريب. وتكمن مشكلة النظام الإيراني في أنه يعتقد أن الهجوم أفضل طريقة للدفاع وأن لا مشكلة داخلية لديه. تعكس العراقيل التي تضعها طهران ودمشق في طريق تشكيل الحكومة اللبنانية رغبة واضحة لدى النظامين في رفض الاعتراف بأنهما ليسا أكثر من نظامين مريضين على كل منهما الاهتمام بشؤونه الداخلية بدل البحث عن دور إقليمي في هذه المنطقة العربية أو تلك، أو في هذا البلد العربي أو ذاك. هل يستطيع النظام الإيراني ممثلاً بالقيمين عليه أن يسأل نفسه لماذا كل هذه المقاومة التي يظهرها الشعب لأحمدي نجاد بكل ما يمثله تخلف على كل الصعد، هل يستطيع النظام السوري أن يواجه الأسباب الحقيقية التي تدفع بآلاف العمال السوريين إلى السعي إلى إيجاد فرصة عمل في لبنان أو حتى في الأردن؟

وفي حال كانت الإجابة عن مثل هذا السؤال صعبة عليه، هل يستطيع إجراء دراسة ميدانية لحال المدارس والجامعات السورية ومستوى التعليم فيها ونوع المواد التي تدرس، وأسباب تصاعد موجة التطرف الديني في كل الأوساط الاجتماعية؟ لا حاجة بالطبع إلى طرح سؤال عن حال الزراعة السورية، أو البناء العشوائي في المدن وحولها وفي الريف، أو آخر عن النمو السكاني العشوائي في بلد لم يعد نفسه لمثل هذه الظاهرة السلبية. أما من يمتلك حداً أدنى من الشجاعة، فيستطيع أن يسأل لماذا يعيش أفضل السوريين خارج سورية، ولماذا كل العقول السورية من أطباء ومهندسين وعلماء تبقى في الخارج، ناهيك عن كبار المستثمرين الذين في استطاعتهم عمل الكثير ليس في سورية وحدها، بل في لبنان أيضا؟

من يتحدث عن الثلث المعطل في الحكومة اللبنانية، أو عن التمثيل النسبي فيها يخدع نفسه أوّلاً. النظام السوري يخدع نفسه قبل النظام الإيراني، لا لشيء سوى لأن عليه أن يدرك قبل غيره أن عهد تطبيق «الطائف» على الطريقة السورية قد ولّى، وأن البديل عن «الطائف» السوري ليس «الطائف» السوري- الإيراني. لقد عمل النظام السوري منذ التوصل إلى «اتفاق الطائف» في العام 1989على تطبيقه حسب مفهوم خاص به تختصره صيغة أن المرجعية السياسية لكل زعماء لبنان بما في ذلك رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، هي في دمشق وليس في أي مكان آخر.

أكثر من ذلك، أصرّت دمشق على تعيين كبار موظفي الدولة اللبنانية، وعلى إبعاد السفراء الذين لا ترضى بهم. وهذا ما حصل في مرحلة ما مع السفير سيمون كرم عندما كان في واشنطن، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر... أبعد سيمون كرم لأن السوريين كانوا غير راضين عنه وكانوا يصرون على تركه للعاصمة الأميركية!

نجح النظام السوري في فرض تفسيره لـ «الطائف» بفضل عاملين أساسيين. تخلص أولاً من الرئيس رينيه معوض في نوفمبر من العام 1989. كان الشهيد رينيه معوض يرمز إلى طائف مختلف ليس معادياً لسورية لكنه يحافظ على العلاقات المتوازنة للبنان إقليمياً ودولياً، ويسمح لرئيس الجمهورية اللبنانية بلعب دوره التوافقي على الصعيد الوطني بدل أن يكون مجرد مدير عام لدائرة ما في الرئاسة السورية كما كانت حال ذلك الرئيس الذي يخجل المرء من ذكر اسمه.

أما العامل الآخر الذي ساعد في جعل الطائف ينفّذ حسب المواصفات السورية، فكان شخصاً اسمه الجنرال ميشال عون الذي قاد التمرد على الطائف من قصر بعبدا، فإذا به يلعب دوراً حاسماً في تحويل «الطائف» اللبناني- العربي إلى «طائف» سوري بعدما خاض حروباً خاسرة سلفاً عادت على اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين منهم بالويلات. المضحك- المبكي أن السوريين ساعدوا ميشال عون في حروبه التي مكنتهم من دخول قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة للمرة الأولى منذ استقلال البلد في العام 1943.

ما لا يستطيع النظام السوري استيعابه حالياً أن لا عودة إلى الطائف السوري، وأن كل القواعد «الفلسطينية» التي يقيمها في الأراضي اللبنانية لن تسهل له ذلك. ولن تنفعه في ذلك أدواته المحلية، ولا أدواته الإيرانية ولا أدوات الأدوات المعروفة التي تدعي أن لديها كتلاً نيابية كبيرة. في استطاعة السوريين والإيرانيين في النهاية أن يركبوا لميشال عون أطرافاً اصطناعية تمكنه من الادعاء بأن لديه كتلة كبيرة. لكنهم لا يستطيعون في أي شكل أن يزرعوا في رأسه عقلاً، خصوصاً أن بقية ما كان لديه من عقل تبخّرت بعدما هزمته في دائرة بيروت الأولى شابة اسمها نايلة جبران تويني أسقطت أفراد لائحته وعددهم خمسة فرداً فرداً... الواحد بجريرة الآخر!

لا عودة إلى الطائف السوري ولا عودة إلى الطائف الإيراني أيضاً. قبل أن تتكشف حقيقة النظام الإيراني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أظهرت أن الشعب الإيراني، مثله مثل الشعب اللبناني، يتوق إلى ثقافة الحياة والحرية والكرامة والاستقلال، سقط «حزب الله» بسبب لعبة السلاح، تماماً كما سقط قبله المسلحون الفلسطينيون الذين ارتدوا من الجنوب على بيروت وأقاموا فيها جمهورية الفاكهاني في السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضي. في إمكان كل من يرفض تصديق هذا الكلام عرض مسيرة «حزب الله» في الأعوام الثلاثة الأخيرة. كان الحزب الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري الإيراني» يتذرع بإسرائيل للاحتفاظ بسلاحه.

اعتدت إسرائيل على لبنان صيف العام 2006، ولابدّ من الاعتراف بالبطولات التي أظهرها مقاتلو «الحزب» في مواجهة العدو، ولابدّ من السجود أمام كل شهيد من الشهداء. ولكن بعد انتهاء الحرب التي عادت بالكوارث على لبنان وبعد صدور القرار 1701 عن مجلس الأمن، لم يعد للسلاح دور اللهم إلا إذا كان المطلوب تكرار السابع من مايو 2008، أي غزوة بيروت والجبل، وإثارة الغرائز المذهبية البغيضة التي لا تخدم سوى إسرائيل. صار السلاح الإيراني موجهاً إلى صدور اللبنانيين الشرفاء فعلاً. الثلث المعطل في الحكومة يستهدف تعطيل الحياة السياسية في لبنان ومنع رئيس الجمهورية ميشال سليمان من لعب دور المرجعية. كل ما هو مطلوب أن تبقى مرجعية لبنان واللبنانيين في دمشق وطهران. انها معركة «الطائف». «الطائف» اللبناني- العربي الذي يؤمن به اللبنانيون.

ذلك هو معنى المعركة التي تدور رحاها في لبنان الآن. أنها بالفعل معركة الحرية والسيادة والاستقلال والتخلص من الوصاية... معركة رفض «الطائف» السوري- الإيراني بديلاً من «الطائف» السوري!

المصدر : الراي الكويتية

 

اعتقال 30 يشتبه في صلتهم بخلية "حزب الله" 

 المصدر :  الشرق الاوسط /  ١٧ تموز ٢٠٠٩

واصلت السلطات المصرية ملاحقاتها وتحقيقاتها مع خلايا محظورة ومتطرفة وإرهابية اتهم العشرات من أعضائها بالتورط في أعمال مخالفة للقانون.

وفي إعلان جديد يعتقد أن له علاقة بخلية "حزب الله" في مصر، التي كشفت عنها السلطات قبل ثلاثة أشهر، وبالتنظيم الإرهابي في الزيتون الذي أعلنت عنه الأسبوع الماضي، اشارت مصادر أمنية مصرية لصحيفة "الشرق الأوسط" الى ان "مباحث أمن الدولة احتجزت خلال الأيام الماضية نحو 30 شخصا في محافظة شمال سيناء يشتبه بصلتهم بأعمال إرهابية، معظمهم من سكان مدينة العريش". وأوضحت ان من بين المعتقلين، في الحملة الأمنية التي نفذت في نطاق مدينة العريش وبئر العبد خلال الأيام الأخيرة، مشتبه بهم تتراوح أعمارهم بين 19 و27 عاما، وهم: ناصر كيلاني، ووليد سليمان، وحامد أبو مش، وأربعة أشقاء هم إبراهيم وحسام وحمدان وأحمد أبوشيتا، وأطلقت السلطات سراح 3 منهم، وأن بعض المشتبه بهم من منطقة الصفا في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. ولفتت المصادر الأمنية الى أن التحقيقات المبدئية مع المشتبه بهم الجدد أظهرت أن لهم صلة لم تثبت بشكل يمكن الإعلان عنه بعد، بتنظيم "خلية حزب الله" التي يتزعمها اللبناني عضو الحزب سامي شهاب، وكانت تعمل على تهريب الأسلحة الى قطاع غزة، والتجهيز لضرب مواقع حيوية مصرية منها قناة السويس ومنتجعات يرتادها سياح إسرائيليون وغربيون. وأوضحت ان الـ 25 متهما الجدد جرت مباغتتهم داخل مدن عدة في شمال سيناء، معظمهم من مدينة العريش المصرية.

 

الأجانب يسألون: لماذا تطرّف حزب الله واستخدم السلاح ضدكم؟؟ 

هل نعيش في عالم راديكالي متطرّف؟

١٧ تموز ٢٠٠٩

تحقيق::سلمان العنداري:موقع 14 آذار

ضمن فعاليات مؤتمر الشباب الليبرالي العالمي المنعقد في بيروت، والذي يستضيفه قطاع الشباب في "تيار المستقبل"، جلسة مثيرة للجدل ومهمة بالنسبة لكثير من الشباب على مختلف انتماءاتهم ولأي بلد انتموا، وهي مسألة الأصولية والتطرّف وتأثيرها على النظام السياسي في الدول.

الحضارات تتصارع

قبل هذه الجلسة، كان النقاش محتدم في مسألة صراع الحضارات، وكانت مداخلة للإعلامية في اخبار المستقبل الزميلة بولا يعقوبيان،التي قالت: "انني اعرف صراع الحضارات، لأني عشت في لبنان منذ الطفولة، وتعايشت مع كثير من النزاعات، ربما صراعات مختلفة عن النظريات المطروحة، واعتقد ان ما نشهده في لبنان هو صراع افكار اكثر منه صراع حضارات، حرب افكار مشحونة، ويمكن القول ان الانتخابات الاخيرة قد شكلت دليل كبير على ذلك".

وسائل اعلامنا فارغة المضمون

يعقوبيان وفي مداخلتها، شاءت ان تركّز على دور وسائل الاعلام في العالم العربي" التي لا تقوم بتقديم الصورة الحقيقية للغرب على الرغم من العدد الهائل للقنوات الفضائية التي تبث في كثير من مناطق العالم، فهي اشبه بمحطات تجارية لا اكثر ولا اقل فشلت وتفشل في ابراز الرسالة الفضلى عن العالم العربي، فالعرب يستخدمون افضل الادوات والصور والتكنلوجيات بينما لا يقدمون اي مضمون، فما همّنا بهذا العدد من القنوات، والمرأة في هذه المنطقة ممنوعة من قيادة السيارة، اضافة الى حقوق اخرى، وما هي الافكار التي نتناولها دون وجود اي حرية، وبوجود قوى تعتدي على الناس ساعة تشاء، فهل هذا يؤدي الى تفاهم اكثر بين الثقافات والحضارات؟".

اننا نتّجه نحو العلمانية

من جهة اخرى، اعتبر فريديريك فيديرلي، النائب في البرلمان السويدي في مداخلته " اننا نتجه نحو العلمانية اكثر واكثر، وهذا لا يعني ان كل الدول ستتجه الى هذه العلمانية بالطريقة ذاتها، الا اننا نواجه اليوم على المستوى العالمي خطر انتفال عدوى التطرف من دولة الى اخرى، خصوصاً من الدول التي تعاني من ازمات، والتي تنتقل من مرحلة سياسية الى اخرى، فيؤخذ الدين كنوع من الراحة المعنوية لدى السكان، خصوصاً اذا ما كانوا يعانون من مشاكل اقتصادية واجتماعية كالبطالة والفقر والاكتظاظ السكاني، فيأتي العامل الديني ليطمئن هؤلاء بشكل معنوي، فيعمدون الى الاعتماد عليه اكثر واكثر في ثقافتهم السياسية".

واضاف فريديريك " ان هناك من يقومون بالصراعات يومياً كي يخرجوا من الازمة ولإعطاء الأمل بالاذهار، من جهة اخرى، هناك الكثير من المجموعات والمنظومات الاخرى تسعى لإلغاء الاصولية والتطرف ومحاربتها اينما كانت في العالم، ولذلك علينا الابتعاد في السياسة قدر الامكان عن الدين، والتكلم اكثر عن حقوق الانسان والحقوق المدنية الاخرى التي تفيد الانسانية، لأنه في كل مرة نستخدم فيها الدين في السياسة، نكون نسلك طريق ضيّق لقمع الناس"

واعتبر فريديريك انه "اذا اردنا ان نلغي الصراع بين الحضارات علينا ان نفعّل حرية الصحافة ونحترم الحريات الصحافية، وان نساهم في معالجة الفقر في دول العالم، وان نفيد ونستفيد من فرص التجارة الحرة بين الشعوب".

نعيش صراعاً مريراً بين الاصوليين والمعتدلين

يعود النقاش عن الاصولية والراديكالية والتطرف الى الواجهة، وفي هذا الاطار، ترى يعقوبيان ان هناك صراع مرير بين الاصوليين والمعتدلين في هذا العالم، وان المجموعات الاصولية تأخذ مساحات كبيرة ومهمة ومؤثرة من الاعلام، ولهذا لديهم صوت قوي جداً على شاشات التلفزيون او المدونات او على صفحات الانترنت." وتضيف: "في بلد كلبنان مثلاً هناك مجموعات راديكالية واصولية تختبىء خلف قضايا معينة للحصول على تأييد الناس بإسم هذه القضايا، كما انها تنشر الخوف والرعب من اجل مساندة هذه القضايا والمسائل، فيعمدون مثلاً الى التوجه الى الناس والتخاطب معهم ويوجهون الاسلحة والوسائل الترهيبية بوجههم بالوقت عينه، والسؤال الذي اطرحه: هل لوسائل الاعلام قادرة على التأثير على الصراعات ومجراها للأفضل ام للأسوأ".

رقابة، واستبداد، وعوامل تؤدي الى التطرف

وقائع عدة طرحها المشاركون، فمن مصر شكا احد الشبّان من الرقابة التي يفرضها النظام على بعض المواقع الالكترونية بحجة الحفاظ على الامن القومي المصري، ورأى في ذلك "مقدمة للرقابة على كثير من المواقع الاخرى مما يؤدي الى تقزيم حرية الاطلاع على المعلومات السياسية وحجب الكثير من المدونات، فغالباً ما تقوم معظم الانظمة العربية بإسم الدين بفرض الرقابة على كثير من الامور والقضايا تحت شعارات وعبارات فارغة لا تخدم الا مصالح هذا النظام وتؤدي الى بقائه".

ومن هولندا، شابة شكت من التأثير السلبي للراديو الذي يروّج في بعض الاحيان الى افكارضد المسلمين وبعض العرقيات الاخرى المتواجدة في بلادها، هذا الخطاب من الكراهية والحقد يؤدي الى التطرف والاصولية عند هذه الجماعات التي تشعر انها مهددة، فالاعلام ينشر الحقد في سائر انحاء العالم من قصد ام من دون قصد".

اضافة الى ذلك ترى منتوغري من النروج انه التطرف عدة ارضيات واسباب يجب فهمها وبالتالي يجب الشروع في معالجة هذه الاسباب لتضييق الخناق على كل المناخات الاصولية التي تهدد الانظمة وسلامة الناس وأمنهم، كما انها موجودة في العالم الاسلامي وكذلك في المجتمعات الغربية المتقدمة والمتحضرة قياساً بدول العالم الثالث. اما بالنسبة لجون من الولايات المتحدة، فرأى ان هناك بلدان تعاني الفقر وتعاني من الحكم الديكتاتوري وتشعر بالخوف، ولذلك فهي تتجه الى نوع من الاصولية.

حزب الله نجم المؤتمر...

وبالحديث عن التطرّف، حصل حزب الله على مساحة واسعة من النقاش من قبل الوفود الاجنبية التي تساءلت عن دور هذا الحزب في الحياة الداخلية اللبنانية، فعلى الرغم من وجود التطرف في الصف الشيعي كما الصف السني، فقد تم البحث مطولاً في مسألة حزب الله على انه "نموذج متطرف في لبنان جاء من ايران، من ايديولوجية الثورة الاسلامية المحافظة ليحارب اسرائيل في المنطقة انطلاقاً من الجنوب ومنطقة البقاع، ولكنه فرض اجندة متطرفة في الداخل اللبناني جعلت منه حزباً يستخدم هذا السلاح لمآرب سياسية محض داخلية، وليس بهدف المقاومة، وهذا تماماً ما حصل في احداث ايار المؤسفة" على حد قول ايمن من شباب المستقبل، "ليتحول هذا الحزب بنظر اغلبية الشعب البناني من حزب مقاوم ومحترم الى حزب ميليشيوي يمارس السياسة، وهو بالتالي يمارس نوع من البطش وعدم احترام الآخر ووجوده ليفرض ثقافته على الآخرين وهذه ممارسة متطرفة".

بالتوازي، تروي احدى المشاركات من كندا عن زيارة قامت بها الى منطقة بعلبك، وكيف لاحظت التغيّر في البنية الاجتماعية، فلاحظت صور الشهداء والواقع الاجتماعي التي تعيشه المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله، وتروي ايضاً بعض الوقائع عن الاصولية السنية المنتشرة في العالم الاسلامي وتساءلت عن اسباب هذا التطرف.

يعتبر احمد الرشواني، احد المنظمين لليوم الاول من المؤتمر، ان حزب الله استحوذ على النقاش بشكل كبير في اعمال هذا الحدث "لأنه عكس صورة غير حضارية لما حصل في البلاد في 7 ايار الماضي عندما اعتدى على الناس، وكان للمشاركين "الحشرية" في طرح الاسئلة حول ماهية هذا الحزب وخلفية تصرفاته"، ليغرق المؤتمر في الحديث مطولاً عن هذا الحزب ودوره الداخلي والاقليمي وممارساته على الارض، هذا ولم ينسى الفريق اللبناني التنويه بدور هذا الحزب بجهود كل اللبنانيين بتحرير الجنوب عام .2000

نحن بحاجة الى الحوار

قبل ان تختتم الطاولات المستديرة التي طالت وتعدّت الوقت المخصص لها، اتفق المشاركون على ضرورة الحوار البنّاء بروحية منفتحة لمحاربة التطرف، لأنه كلما تقدمنا بالحرية والديمقراطية والليبرالية والسياسات الصحية تجاه بعض الشعوب والمجموعات، كلما ساهمنا في ابعاد العامل الديني والايديولوجي المتطرف عن العالم".

حزب الله يمثل حالة تطرف في لبنان

ختاماً كانت كلمة صغيرة للزميلة بولا حول حزب الله، فاعتبرت "انه لا يوجد حزب في لبنان تطرّف منذ عشرات السنوات كما تطرّف حزب الله اليوم، هذا الحزب المستورد من الثورة الايرانية والحرس الثوري، وبالتالي ومنذ ايام الحشّاشين، لم اجد تطرّف مذهبي "شيعي" كما فعل حزب الله، ومن جهة اخرى ارفض الحديث على ان الشيعة كلهم يمثلون هذا الحزب في لبنان، اذ علينا ان نكون كع الفريق المعندل وندعمه ونسانده وان نحافظ على الوطن والشريك، فأنا ضد المقاومة التي تقول لي ماذا افعل وماذا آكل وكيف اتصرّف، ضد المقاومة عندما تمنعني من ابداء رأيي وقول كلمتي، واعتقد ان هناك ايضاً بالاضافة الى المقاومة العسكرية مقاومة فكرية وحضارية عندما نحترم التعدد والتنوع ونقف بوجه التهويد التي تقوم به اسرائيل، ولهذا فحزب الله لا يمثل ثقافتي وليس جزءاً من تقاليدي وعاداتي، وهو بالتالي يمثل حالة من التطرف في لبنان".

ينتهي النقاش ليبدأ آخر بسؤال يصعب الاجابة عنه:" لماذا تطرّف حزب الله ضدكم ايها اللبنانيون واستخدم السلاح بوجهكم؟".

(تغطية خاصة لأعمال مؤتمر الشباب الليبرالي العالمي) موقع "14 آذار".

 

 آذار» بعد الانتخابات.. المسار والمصير

نقاش داخلي على وقع «التمايز الجنبلاطي الفاضح»

١٧ تموز ٢٠٠٩ /

ليس في مقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار ما يشير الى أزمة أو مشكلة داخلية، سياسية كانت أو تنظيمية.

فهذه «الأمانة العامة» ـ التي أثبتت حضورا سياسيا واعلاميا ودورا في حفظ وحدة مكونات الائتلاف السياسي الواسع والتنسيق فيما بينها الى درجة ان المعارضة تفكر باستحداث أمانة عامة لها بعدما تنبهت في الانتخابات الى وجود ثغرة تنظيمية ـ مازالت تجتمع وتناقش وترسم الاطار السياسي وتصدر المواقف التي تنسجم مع خط 14 آذار، ولكنها قد لا تنسجم مع خطاب بعض قادة 14 آذار وأدبياته السياسية في هذه المرحلة.

والأهم ان في الأمانة العامة لا وجود لشعور القلق ازاء وجود مخاطر سياسية يمكن ان تهدد وحدة قوى 14 آذار وتؤدي الى تفكيكها، أو يمكن ان تؤدي الى ضياغ الفوز الانتخابي وتبديد المكاسب. ولكن أوساط 14 آذار تضج بنقاشات سياسية لا تهدأ وتتوزع في اتجاهين:

قلق من التفريط في الانتصار

الأول يطرح تساؤلات «مقلقة» حول مسار 14 آذار بعد الانتخابات والطريقة التي تدار بها الأمور ولا تعكس الانتصار الواضح في الانتخابات، متوقفا عند المؤشرات السياسية التالية:

* منطق التسويات السياسية التي تهدد بإفراغ الانتصار الانتخابي من مضمونه وديناميته. وهذا ما كان بدأ بانتخاب غير مشروط للرئيس بري وموافقة سريعة ومجانية على حكومة شراكة مع المعارضة التي تمكنت من استعادة شيء من زمام المبادرة السياسية ومن نقل الكرة واللعبة الى داخل ملعب 14 آذار بتخييرها بين ثلث معطل في اطار حوار لبناني حول الحكومة، وبين حوار مع سورية وزيارة الى دمشق لتذليل عقبة هذا «الثلث».

* عدم انعقاد اجتماع موسع لقيادات 14 آذار بعد الانتخابات والتحول الى أسلوب اللقاءات الثنائية المنفصلة مع تسجيل انقطاع في اللقاءات بين جنبلاط والقيادات المسيحية، ما يعزز الانطباع الذي ساد في اجتماع البريستول عشية الانتخابات بأن يكون الاجتماع الأخير الجامع وان تكون «صورته» وداعية.

* انقطاع الحزب التقدمي الاشتراكي عن المشاركة في اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار من دون ان يتأكد حتى الآن ما اذا كان الانقطاع مؤقتا أم دائما في اتجاه فك ارتباط تدريجي.

* التباينات وعدم تطابق الخطاب السياسي بين قيادات 14 آذار ازاء مواضيع أساسية (سلاح حزب الله ـ العلاقة مع سورية ـ دور رئيس الجمهورية وحصته في الحكومة الجديدة.. الخ)، في ظل «تمايز فاضح» يمارسه النائب وليد جنبلاط، والذي بلغ حد «التلهف» لزيارة دمشق وحد الدعوة الى تجمع اسلامي قوي يضم حزب الله وحركة أمل وتيار المستقبل والحزب الاشتراكي، فيما يشبه الدعوة الى احياء التحالف الرباعي، لأن الأساس هو الساحة الاسلامية في بيروت والضواحي، وعلى المسيحيين عدم الانزعاج من ذلك كما يقول جنبلاط.

ثقة بوحدة الموقف

الثاني يبدي ثقة بمسار 14 آذار ومصيرها ومن دون التوقف عند اختلافات طبيعية في مقاربة الأوضاع تعكس التنوع السياسي ضمن هذا الائتلاف الواسع، فالمهم بنظر أصحاب هذا الرأي هو «وحدة الموقف» في المحطات والاستحقاقات الأساسية.

وهذا ما أكدته 14 آذار في تعاطيها مع الاستحقاق الانتخابي عندما نجحت في تشكيل لوائح موحدة وسط تنازلات وتضحيات متبادلة، وما أثبتته بعد الانتخابات في تعاطيها مع الاستحقاق الحكومي والموقف الرافض لـ «الثلث المعطل» والداعي الى ان تعكس الحكومة نتائج الانتخابات فتكون للأكثرية النيابية أكثرية في مجلس الوزراء، وكذلك في الموقف من زيارة الحريري الى دمشق ورفضها قبل تشكيل الحكومة.

كما لا تعير هذه الأوساط أهمية لمواقف أحد أبرز أقطاب 14 آذار النائب وليد جنبلاط، وحيث ان حركته تهدف الى «تحييد» الساحة الدرزية عن أحداث مرتقبة وصراعات المحاور الخارجية، وتنسجم مع الاستراتيجية الجنبلاطية الثابتة في اعطاء الدروز دورا سياسيا أكبر من حجمهم الفعلي وفي عدم جعلهم كأقلية في عداد أو في خدمة فريق معين وعلى هامش الحياة السياسية.

هذا هو وليد جنبلاط الذي يغير في أساليبه ومقاربته، ولكنه لا يغير في التزاماته الوطنية.

فعندما يدعو الى تجمع اسلامي قوي ووحدة موقف اسلامي، انما يفعل ذلك من خلفية ان وحدة الصف الاسلامي هي أكثر من ضرورية للحؤول دون تفجر الوضع اللبناني، وعشية مرحلة حبلى بالتطورات تبدأ بالقرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية ولا تنتهي بحرب اسرائيلية محتملة.

وعندما يقول انه مع لبنان أولا اذا كان المقصود بهذا الشعار وضع قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبناني، يعني انه لم يبدل في جوهر موقفه السياسي لأن محور المشكلة اليوم هو سلاح حزب الله، كما تقول أوساط «الأمانة العامة».

 

شمعون: الحكومة يجب أن تكون لبنانية مثل «أكلة المجدرة»

المصدر : القبس الكويتية

 ١٧ تموز ٢٠٠٩

في لغته السياسية أيضاً. دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، ليس مثل والده الرئيس الراحل كميل شمعون، فتى العروبة الأغر، الذي كان يرد حينا ببيت لأبي تمام، وفي حين آخر بعبارة من مسرحية لجان كوكتو. انه يستخدم لغة الناس العاديين. هكذا نجد في أجوبته عبارة «طق الحنك»، فيما يربط الحكومة العتيدة بــ «أكلة المجدرة».

أهمية نائب الشوف، أو نائب دير القمر ورئيس بلديتها السابق، هي في صراحته. قد لا يكون بالكاريزما، أو بالحنكة، او بالشهرة (بطبيعة الحال) التي كانت لأبيه الذي «دوخ» المنطقة خلال عهده (1952 - 1958) ووقف الى جانب شاه ايران ونوري سعيد وجلال بايار ضد جمال عبدالناصر، لكنه صادق، وعفوي، وبعيد جداً عن منطق المافيا، وايضاً عن منطق القبيلة، والحالتان شائعتان، سياسياً، في لبنان.

«القبس» حاورته:

*اذا كنتم تعتبرون ان للناس ذاكرة: 4 سنوات من الاتهامات الصارخة ضد سوريا، والى حد اعلان الحرب، وفجأة تباركون كقوى 14 آذار، زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لدمشق دون قيد او شرط؟

ــــ .. لا، لا، لا، المكلف لا، بالتأكيد لا. بعد ان يصبح رئيساً للحكومة، اذا كانت مصلحة لبنان تقتضي هذه الزيارة فليس لدي مشكلة.

*لكنكم وجدتم التبرير الذي لا يقنع احداً: الزيارة بعد التأليف لا قبله؟

ــ لماذا لا يقنع احد، جميع الناس مقتنعة ان الزيارة قبل التأليف لا تجوز وبعده معقولة. لأن قبل التأليف يبدو الرئيس المكلف وكأنه ذاهب ليطلب الرئاسة وهذا ليس واردا.

*وعلى ماذا ترتكز الحاجة الوطنية للزيارة؟

ــ اولاً تطبيع العلاقات بين البلدين، وقضية ترسيم الحدود، والمسلحين الفلسطينيين خارج المخيمات المرتبطين مباشرة بسوريا.

*الاجواء الاقليمية والدولية تبدو ايجابية مع سوريا، فهل من اجل ذلك قررتم السير في قطار التقارب معها؟

ــ لدينا شيء اسمه مصلحة لبنان، مصلحة اميركا هي همنا الاخير كذلك مصلحة فرنسا واسرائيل. ومصلحة لبنان في الاساس تقتضي وجود علاقات جيدة بيننا وبين دمشق. واتمنى ان تكون هناك علاقات جيدة بين كل العرب وعدم الخروج في علاقاتهم عن المحيط العربي. فعندما تفضل سوريا علاقاتها مع ايران على علاقاتها مع السعودية ومصر تكون مخطئة، واذا تم تصحيح هذا المسار فلمَ لا؟

المشهد واضح: لم يكن قرار الزيارة ذاتيا، بل موعزاً به خارجيا، ولا نعتقد أنك تريد اثباتات على ذلك، ولكن ألستم نجوم السيادة والاستقلال اللتين تعنيان إبقاء البلد بمنأى عن أي توصية أو وصاية خارجية؟

ــــ نحن لا نطلب وصاية خارجية، وزيارة الحريري إلى دمشق بهدف تصحيح العلاقات، ووضعها على المسار الصحيح، ولا يعني ذلك نقصا بالسيادة. ومن يذهب أو يريد الذهاب إلى سوريا هذا شأنه.

*الذي يختزل حق النقض في بلد محكوم بالميثاق الطائفي أو المذهبي؟

ــــ لا، لم يتكلم أحد عن الفدرالية أو الكونفدرالية، هذا من نسج الخيال، نحن نقول اننا نريد تطبيق الطائف، ومن ضمنه مسألة اللامركزية الموسعة وأشدد عليها، وأنا كنت رئيس بلدية، وأعرف ما معنى عدم استقلالية القرار في الشؤون المناطقية، وكم هو مزعج، والشيء ذاته على مستوى لبنان، انما بحجم أكبر.

*يحكى عن تلك الحالة التي تدعى مسيحيو 14 آذار، انت شخصيا، رئيس حزب الوطنيين الأحرار وابن أحد كبار رؤساء الجمهورية (الرئيس الراحل كميل شمعون) ومعك نائب القوات اللبنانية جورج عدوان، هل كان بامكانكما ان تطآ ساحة النجمة لو لم يضعكما وليد جنبلاط على لائحته؟

ــــ أنتم تفتشون عن مشكلة بيننا وبين وليد جنبلاط، واذا كان ثمة تعاون مسيحي - درزي، فهل هذا خطأ؟ خاصة بعد كل ما حدث في الجبل. وعلاقتي مع وليد بيك جيدة، ونحن من خلال اللائحة المشتركة بيننا وبينه وصلنا الى ساحة النجمة، انطلاقا من التعاون المشترك.

*استطرادا هل انتهت المارونية السياسية في لبنان لتحل محلها السنية السياسية والشيعية السياسية وحتى الأرمنية السياسية وما شاكل؟

ــــ وأيضا هناك اليهودية السياسية لم تذكرها، أنا رئيس حزب ليس حزبا طائفيا، ثانيا أنا نائب منطقة انتخبني ناخبون غير مسيحيين أكثر من المسيحيين.

*فلماذا تدخلونا في «الزقاقات» (الأزقة) الضيقة الطائفية؟

وأؤكد اننا لسنا «فضلة عشاء» أقصد كمسيحيين، وليس لدي مشكلة ان تكون الحكومة كلها من السنة أو من الشيعة أو من المسيحيين شرط ان يكونوا أهلا لهكذا مراكز.

*كسياسي مخضرم هل هي أزمة نظام، أم أزمة سلطة أم أزمة دولة؟

ــــ هي أزمة تراكم الفوضى في الحكم التي هي نتيجة 40 سنة من الحروب والكوراث وانهيار في البنية اللبنانية، ان كانت السياسية أو الإدارية أو حتى البنية الأخلاقية.

*ومن يتحمل مسؤوليتها؟

ــــ الشعب كله، يتحمل مسؤولية الانهيار، فعندما يذهب هذا الشعب ليصوّت لميشال عون بعد كل الاخطاء التي ارتكبها وبهذه الكثافة، عندها الشعب مسؤول وليتحمل مسؤولياته، والآن في انتخابات 2009 قسم من هذا الشعب وعي.

*النائب مروان حمادة اشار الى صيغة 16-10-4 واقل من ذلك يعني التخلي عن «التضحيات» التي قدمها فريق 14 آذار.

ــــ دون ادنى شك، فريق 14 آذار فاز في الانتخابات وعليه ان يحافظ على القليل من المكاسب تجاه القاعدة الشعبية التي اولتنا ثقتها، واذا تنازلنا عن مكتسباتنا تكون عندها عملية «غش» تجاه شعبنا.

ولا شيء يمنع في النهاية من تقديم تضحيات تقتضي معادلة 15+10+5، لكنني لا ارى ان الحلفاء يجدون هذا الكلام معقولا او منصفا. وفي النهاية سعد الحريري لا يملك عصا سحرية. وكل واحد يحاول ان يشد الحزام الممزق والبالي باتجاهه.

*وما دور رئيس الجمهورية في هذه الحالة؟

ــــ قدر الامكان هو يحاول تهدئة المناخات وتقريب وجهات النظر تحت راية مصلحة الوطن والمواطن، وكل تأخير حاصل هو ضد هذه المصلحة.

*باعتقادك هل المعارضة تولي اهتماما لمواقف رئيس الجمهورية؟

ــــ لا يبدو انها تستمع كثيرا لكلام الرئيس، هي تحاول ان «تتشاطر»، ولنر الى اين ستوصلهم هذه «الشطارة». واود ان اوضح انه لا وجود لشيء اسمه وزير ملك، وهذه «اختراعات» و«طق حنك»، كذلك لا وجود لما يسمونه النسبية لان ذلك خارج عن العرف وعن الدستور ولن نسير بها.

*ما هي افضل الصيغ الحكومية برأيك؟

ــــ الافضل هي 16-4-10.

*وحتى في هذه الحالة العماد ميشال عون رئيس التيار الوطني لا يعترف بالوزراء الاربعة للرئيس ميشال سليمان. وسليمان هو من سيقوم بتسمية وزرائه ان كان من داخل مجلس النواب او من خارجه.

*هل من احتمال ان نراك وزيرا في الحكومة العتيدة؟

ــــ لا اظن.

*الكل في فريقي 8 و14 آذار يقولون ان الحمل سيكون محليا والولادة محلية (ولادة الحكومة) فماذا ينتظرون؟

ــــ اود ان اقول لهم انه يجب ان تكون الحكومة الجديدة لبنانية الصنع، ولبنانية بقدر ما هي «اكلة المجدرة» (طبق لبناني شعبي شهير).

والخناق القائم هو على الاعداد الى «وحام» على المقاعد والجميع نسي ان هذا الشعب المسكين يعاني من جمود في جميع اموره التي تنتظر ولادة الحكومة كي تستعيد انطلاقتها، والمسؤولون همهم الاخير الشعب، لان همهم الاول هو الكراسي.

*اذا، التهافت على المقاعد هو الشغل الشاغل للمسؤولين؟

ــــ نعم، ومن قبل المعارضة بشكل خاص.

*كل الناس يعرفون ان سوريا والسعودية ومصر واميركا وايران واسرائيل موجودة في لبنان، كل يتدخل بطريقته الخاصة ولأغراضه الخاصة، اي عصا سحرية، ونحن لسنا في زمن العصي السحرية، يمكنها ان تفض الاشتباك بين هذه القوى؟

ــــ ان شاء الله يبقون في حالة اشتباك دائماً ان كان ذلك على الارض او في السماء، ما علاقتي بهم. ما يهمني انه لا يحق لاحد ان يتدخل في شؤوني، ولا يحق لي ان اتدخل في شؤونه، ونقطة عالسطر.

*هل تتوقعون تشكيل الحكومة قريباً؟

ــــ يجب ان تشكل الحكومة، ولدينا الايمان القوي بذلك، واذا لم تشكل فهذا يكون الخطأ الاكبر بحق الشعب، وكفى الشعب اللبناني اخطاء. نحن سنبقى نقرع نقرع نقرع حتى يفتح الباب.

*حتى لو كان على معادلة الثلث المعطل؟‍

ــــ في الدستور اللبناني لا يوجد شيء اسمه ثلث معطل، فليقرأوا الدستور ويطبقوه. لانزال منذ 20 سنة نقول لهم هذا الكلام، والسبب ان هذا لا يناسبهم.

*في نظركم هل ثمة سيناريو ما لاستنزاف الرئيس سعد الحريري، او لابتزازه بعدما وجد نفسه داخل متاهة تشكيل الحكومة، ام انكم تعتبرون انه بضربة مسرحية اقليمية ودولية يتغير المشهد كليا؟

ــــ مازلنا ضمن المهل المعقولة، لا مشكلة اذا بقيت فترة التأليف اسبوعين او شهرا، اما اذا طالت هذه العملية ساعتئذ سيقول لهم سعد الحريري، فليأت غيري للقيام بهذه المهمة. ونحن نطالب المعارضة بتسريع عملية التأليف، وتسهيلها، وليكونوا ايجابيين اكثر، وليتقبلوا اكثر نتائج الانتخابات.

*المعارضة تقول انكم الاكثرية النيابية، وهم الاكثرية الشعبية ما تعليقكم؟

غدا سنفتش لهم عن قاموس جديد، او ليتصلوا بشركة لاروس (larousse) او بويكيبيديا ليعطوهم التفسيرات العظيمة.

*لو كنت مكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، هل كنت عملت لاسترجاع بعض الصلاحيات الدستورية؟

ــــ بالتأكيد، أؤيد تعديل الطائف من جهة البنود المرتبطة بصلاحيات الرئيس، وانا ضد الاسلوب المعتمد حاليا، والذي يظهر لبنان وكأنه حيوان بثلاثة رؤوس، والذي يحد من حركته ويجعلها بطيئة، وهو اسلوب ليس صالحا، وليس على الناس الاستمرار بالتمسك به.

واذا ما اعدنا الصلاحيات الى الرئيس، كما ينبغي، نمكنه من ان يلعب دوره الوسطي بين جميع الفرقاء، وهو الدور الذي ادعمه، ويجب توفير الامكانات له، والتي تخوله حل مجلس النواب في حال تقصير رئيسه، لا ان يفعلوا «السبعة وذمتها» ولا احد يحاسبهم او يوقفهم عند حدهم، وليس كما يحدث اليوم، حيث يبدو الرئيس كساعي بريد، ونحن نريد رئيساً للجمهورية بكل معنى الكلمة.

المصدر : القبس الكويتية

 

في طرحها محاولة لتنميق "التعطيل" وتجميل صورته

"الوزير الملك".. بدعة "تكبّل" الحكومة والرئاسة الأولى

المستقبل - الجمعة 17 تموز 2009 - أيمن شروف

يستمر سعد رفيق الحريري في مشاوراته لتأليف الحكومة العتيدة، في ظل الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية حصول "خرق" في مساعي التشكيل بعد أن غلب الجمود في فترة سابقة.

صيغ متعددة تطرح كوسيلة للخروج من "المعمعة" التي وضعتها قوى 8 آذار بوجه الرئيس المكلف، عندما قررت أن مشاركتها في الحكومة الجديدة لن تكون سوى على قاعدة "الثلث المعطل"، على اعتبار أنها الصيغة الوحيدة المقبولة لديها لكي تشارك الأكثرية في الحكم، علماً أنها خرجت من الانتخابات النيابية مهزومة، ولولا جرأة 14 آذار في مد اليد إليها "للعبور معها إلى الدولة" كانت لتكون بحكم المتفرج أمام مجموعة من الأحداث، أولها الحكومة.

ولكن اندفاع 14 آذار إلى مد اليد للفريق الآخر لم يكن مستهجناً، إذ إن الأحداث المتلاحقة أبرزت إلى العلن إصرار فريق الأكثرية على مبدأ "عدم إلغاء الآخر" و"الانفتاح الدائم على الآخر المختلف"، على الرغم من أن هذا "الآخر" حاول جاهداً إلغاء الفريق الاستقلالي، تارة بالتعطيل وطوراً بالأساليب العنفية.

بعيداً عمن يلغي من ومن يصالح من ويتحالف مع من، يبدو أن البعض بدأ يروج لصيغة حكومية، أو بالأحرى إلى بدعة حكومية تكون مقبولة من قبل 8 آذار، ظاهرها عدم إعطاء "الثلث المعطل" للأقلية وترك كفة الترجيح لرئيس الجمهورية، ولكن البدعة في هذا الطرح، ما يحكى عن وزير ملك، أو وديعة، أي أن يسمي الرئيس وزيراً شيعياً ولا يحصل هذا الوزير على إذن الدخول إلى الحكومة إلا بعد الموافقة عليه من قبل "حركة أمل" و"حزب الله".

تحايل!

يعني ذلك، أن من يطرح هذه النظرية كمن يستغبي الرأي العام، ويتحايل على الأكثرية، وأكثر من ذلك، فهو يودِع لدى رئيس الجمهورية "تعطيله"، ولعل الحديث عن هذه البدعة يستشف من إشارة البعض الى أن "الحلحلة" في موضوع التشكيل الحكومي والاختراق الذي يحكى عن قرب حصوله "متصل بموضوع الثلث المعطل والبدائل والضمانات".

ويقال ان هذا الوزير "الملك" المحسوب على المعارضة، والمجيّر الى رئيس الجمهورية، يشكل في مكان احد المخارج لفك الخلافات حول تشكيل الحكومة، أما المنطق فيقول، إنه لا يمكن أن يكون هناك نية لجعل رئيس الجمهورية "بيضة القبان" في الحكومة العتيدة، ثم يقيّد الرئيس بوزراء موالين لفريق معيّن إن كان للأقلية أو للأكثرية، وهذا ما لا يمت لمفهوم توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية بصلة.

بالتالي، أصبح من حق الرئيس المكلف سعد الحريري ومعه رئيس الجمهورية أن يرفضا فكرة "الوزير الملك" لأنها تعيدنا إلى تجربة سابقة عندما كان الرئيس فؤاد السنيورة يتشاور مع الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة، ولأن الظروف اليوم تغيرت عما كان سائداً في السابق، فالكل يجاهر بأن الرئيس سليمان هو "الضمانة" وأنه أثبت "أنه رئيس توافقي"، ثم أن هذه الحكومة التي يسعى الرئيس الحريري إلى تشكيلها لم تأت نتيجة استقالة الحكومة السابقة نظراً لظروف معينة كما حصل بعد اتفاق الدوحة، بل إن ما يقوم به سعد الحريري اليوم هو سياق دستوري محتوم أدت إليه انتخابات نيابية اعترف الجميع بنزاهتها أولاً وبنتائجها ثانياً، ومن المستهجن أن يمارس 8 آذار عقلية لم تعد تصلح في هذا الزمن.

وزير رئيس

وأيضاً، رب سائل عن هوية هذا الوزير. وكيف يمكن الركون إلى شخصية لم تنتخب من الشعب وإعطاؤها صلاحية تتعدى في مكان ما قدرة الأكثرية النيابية ومعها رئيس الجمهورية، لأنه سيملك قدرة تعطيل كل قرار صغيراً كان أم لم يكن في الحكومة الجديدة. وهل يعقل اختصار المؤسسات الدستورية والسياق الدستوري بهذا الشكل الفاضح وغير المسؤول؟ وهل يدرك أصحاب هذا الطرح معنى إلغاء أو اختصار الدولة اللبنانية بشخص ملكاً كان أو لم يكن؟

ولأن المنطق يفرض نفسه في المحطات المصيرية واستحقاق الحكومة إحدى هذه المحطات، فإن محاولة 8 آذار تنميق الأفكار والطروحات للحصول على الثلث المعطل أكثر من مستغربة، على الرغم من خساراتها الانتخابات النيابية أولاً، ومسعاها المتواصل للاقتصاص من صلاحية رئيس الجمهورية التي تريدها له وتؤيدها قوى 14 آذار قولاً وفعلاً، وهذا ما يؤكد أن لا نية لدى بعض الأقلية النيابية في تلقف مبادرة الأكثرية بانفتاح ومن ضمن ما يفرضه الحس بالمسؤولية.

وفي هذا الإطار، يرى النائب السابق صلاح حنين أنه "لا يمكن لأحد حصر الأمور بشكل غير منسجم مع الدستور، وليس المهم أن يكون هناك حكومة بل أن يكون هناك حكم، ويجب أن يكون مرتكزاً على نتائج الانتخابات النيابية"، ويضيف: "من غير المقبول أن تعلّق أمور الدولة بأسرها بشخص لا يُعرف انتماؤه وطريقة نظرته إلى الامور وقدرته على مقاربة المواضيع بطريقة واضحة وشفافة، وحتى لو استطاع، ما نفع المؤسسات حينها؟".

الانتخابات ركيزة

برأي حنين أن "التركيبة الدستورية المتماسكة يجب أن تكون مرتكزة إلى نتائج الانتخابات وإلى ما قرره الشعب اللبناني بأسره، وعدا ذلك تكون التركيبة هشّة وخارج المنطق الدستوري والعمق الذي أفضى إليه استحقاق 7 حزيران، والمعنى السياسي للانتخابات أي أن على المعارضة أن تمارس دورها في المحاسبة، وتترك للأكثرية أن تتحمل مسؤوليتها أمام الناس وتحكم لتحقق إرادة الشعب".

من الضروري بحسب حنين، أن "تعطي آلية لرئاسة الجمهورية لكي تمكنها من الحكم وليس لوزير ملك، فالرئيس هو الضمانة وهو الساهر على احترام الدستور، والكلام عن وزير ملك هو عملية لا علاقة لها بمفهوم ومعنى الجمهورية، عندما تسلّم قرارك لشخص معين وليس منتخباً من الشعب وصلاحياته ليست معروفة"، ويقول: "فجأة تملّك هذا الشخص قرار الدولة وأنت لا تعرف رقيّه السياسي وخلفيته وكيف سيعمل ولمن ومقابل ماذا، وتجعله أقوى من رئيس الجمهورية ومن الأكثرية المنتخبة من قبل الشعب".

باختصار يقول حنين: "إنها خطوة أكثر من خطيرة".

 

"حزب الله": القرار 1701 لم يمنع الخروقات الإسرائيلية

قصير يريد ضمانات لمصلحة المقاومة وقاووق يرفضها

المستقبل - الجمعة 17 تموز 2009 - تناقضت مواقف قيادات "حزب الله" حيال التطمينات التي يطالب الحكومة العتيدة بالالتزام بها لمصلحة المقاومة، حيث أكد النائب السابق عبد الله قصير "أننا ننتظر حكومة وحدة وطنية تجسد شراكة حقيقية، من أجل أن يصار بعد ذلك إلى الالتزام ببيان وزاري يتضمن ضمانات واضحة للمقاومة، وترتيبا للأولويات التي تحتل فيها هموم المواطن اللبناني وأوضاعه المعيشية والاقتصادية البنود الأولى في سلم الأولويات". في حين أعلن الشيخ نبيل قاووق "ان المقاومة لا تريد من الحكومة أي ضمانات أو مكاسب لها، بل تريد الضمانات الوطنية التي تكفل خروج لبنان من الانقسامات الى الشراكة التي تعزز وتقوي لبنان". وسأل: "هل استطاع القرار 1701 أن يوقف الخروقات الاسرائيلية؟"، معتبرا "أن الذين راهنوا على هذا القرار هم أمام خيبة كبيرة اليوم".

ورأى مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق "ان المخاطر والتهديدات الاسرائيلية تتزايد، وخطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وفر علينا الكثير من الشرح، لأنه يعبر عن كل الاحقاد والعنصرية الاسرائيلية تجاه لبنان وفلسطين والأمتين العربية والاسلامية، ويضع لبنان أمام المخاطر"، لافتا الى "ان لبنان بقدرة المقاومة هو البلد الاكثر منعة وقوة امام التهديدات التي تتعرض لها المنطقة".

وقال خلال احتفال تكريمي لشهداء مجزرة مروحين أقيم أمس في حناويه: "ان هذه المخاطر تحتم على اللبنانيين الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، مؤكدا "ان المقاومة لا تريد من الحكومة أي ضمانات أو مكاسب لها، بل تريد الضمانات الوطنية التي تكفل خروج لبنان من الانقسامات الى الشراكة التي تعزز وتقوي لبنان".

وسأل: "هل استطاع القرار 1701 أن يوقف الخروقات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية؟"، معتبرا "أن الذين راهنوا على هذا القرار من أجل حماية لبنان هم أمام خيبة كبيرة اليوم".

وقال: "كلما اقتربنا من تشكيل الحكومة حمينا الوحدة الوطنية"، مشيرا الى ان "أميركا لا تحب احدا في لبنان وهي تعمل على عرقلة الحل"، لافتا الى "أننا في مسار تصالح وتفاهم لبناني ـ لبناني يستوجب اليقظة من اجل مواجهة المعرقلين"

* طالب عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ خضر نور الدين خلال رعايته حفلا رياضيا أقيم بمناسبة ذكرى حرب تموز 2006 على ملعب شهداء بلدة الخيام أمس "الذين يؤكدون على شعار السيادة والاستقلال ورفع الوصاية أن يثبتوا ذلك عمليا، من خلال الدخول في حوار لبناني وطني، بعيدا عن أي تدخل من هذا الطرف أو ذاك"، محملا "فريق الأكثرية مسؤولية أي تأخير في عملية تشكيل الحكومة".

وقال: "لا أحد يستطيع أن يلغي احدا، أو أن يستفرد لوحده بالسلطة"، معتبرا "أن السنوات الأخيرة أثبتت بأن الاستئثار بالسلطة والعمل بشكل أحادي يأخذ البلد إلى الأزمات السياسية والاقتصادية".

* تمنى مدير عام تلفزيون "المنار" عبد الله قصير خلال احتفال تأبيني نظم في بلدة طير حرفا "أن يتم إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة في مدة زمنية فصيرة"، خصوصا وأن الوقت ما زال مفتوحا ومتاحا أمام الرئيس المكلف سعد الحريري" من أجل تحقيق ذلك".

وأشار الى "أننا ننتظر حكومة وحدة وطنية تجسد شراكة حقيقية، من أجل أن يصار بعد ذلك إلى الالتزام ببيان وزاري يتضمن ضمانات واضحة للمقاومة، وترتيبا للأولويات التي تحتل فيها هموم المواطن اللبناني وأوضاعه المعيشية والاقتصادية البنود الأولى في سلم الأولويات".

 

 

 

توزير باسيل بديلاً عن الحصة الحالمة

الجميل وجعجع في مهب السين ــ سين

ابراهيم جبيلي

الديار

الذهول والخيبة يحومان فوق مقرّات الزعماء المسيحيين، لا يصدق ساكنوها ماذا حل بتحالفاتهم المتينة والصادقة، واين اصبحت الاحلاف، ولماذا؟ وكيف استطاع الموج الاقليمي جرف الرمول حول الصروح والآمال التي عقدت حول التحالفات السياسية، ففي لمح البصر عاد كل شيء الى نصابه، ذهب كل فريق الى اطار مذهبه والى ثقافته التاريخية المعتادة، وفي الافق تلوح رباعية يطيح حلفها مرة جديدة احلام المسيحيين بعودة الشركاء الى لبنان، فإذا بهم يتفرقون، كل الى اقليمه فالسين - سين لها اهتمامات اقليمية ولها في لبنان رجالات جاهزون للتنفيذ غب الطلب ولو تجاوزت الطلبات الحليف المسيحي.

الحياكة الاقليمية مع المباركة الدولية اقلقت الفريق المسيحي، ودفعت بالعماد ميشال عون ان يراقب بحذر شديد حركة الحلفاء، وهو يدرك ان المطروح لن يتعدى الثلث الضامن في افضل احوال المعارضة، فيضرب الاخماس بالاسداس لكن حصته من الاسلاب تبقى خمسة وزراء مهما تحلق النواب حوله، والآن في كل ذلك ان شركاء عون «المسلمين» يطرحون عليه الصيغ التسهيلية علّه يتجرّع بموجبها الحصة المتواضعة، وينظرون بقناعة عن نسبية الجنرال انها مجرد اقتراح فإذا سرى بين القوى المتنازعة كان به، واذا سقط تحت سنابل الاتفاقات ومعمعة اللقاءات والوفاق المستجد العابر للاجوا اللبنانية خارقاً جدار الصوت فوق مقرات القادة المسيحيين في المعارضة والموالاة، فإن عزاء عون اللهم انه حاول وما على العماد سوى التفتيش عن نوعية المشاركة.

فأصحاب المنطق والحجج يتوافدون زرافات زرافات الى الرابية، مزودين بوسائل الاقناع، يحاولون توجيه عنايته الى النوعية في الحقائب، يفتحون شهيته على الحقائب السيادية والخدماتية لتكون بديلا عن العدد الطموح. وبعضهم يضيف الى وسائل الاغراء والاقناع بوعد في العمل الدؤوب لعودة وزيره المفضل جبران باسيل رغم انف المنتصرين في البترون.

ويعتبر هؤلاء ان صلابة الجنرال باتت مسألة فيها نظر، تم امتحانها ايام تأليف اللوائح، كانت كميناً في اقضية المتن الشمالي حين ضم الى لائحته المرشح القومي غسان الاشقر كذلك فعل في بعلبك الهرمل. لكن ليونة العماد ظهرت جلية وواضحة اثناء النقل القسري للوزير عصام ابو جمرا وترحيله الى الاشرفية بناء لرغبات وتمنيات الجزء الاول من السين - السين.

لكن البعض يعتبر ان العماد عون طالما نصح زائريه بأن «يخيطوا بغير هالمسلة» شارحا لهم ذكرياته القريبة عن معارك جزين الضارية، محذراً زائريه من ان معركة التوزير ستكون اشد ضراوة مع الحلفاء خصوصا اذا اعتمد الحلفاء حرفي السين - سين لفرض ايقاع التأليف على التيار الوطني.

وكما حنّا الرابية كذلك حنين معراب والصيفي، فمسيحيو الاكثرية لا تقل اوضاعهم مع الموالاة سوءاً عن احوال الجنرال مع المعارضة. فالاكثرية خاضت مع الاحزاب المسيحية معركة انتخابية اقليمية وبقيت هذه الاحزاب في ساحة الحرية تنادي سيادة حرية واستقلال لكن سريعاً اكتشفت انها وحيدة بعدما كانت الساحات تمتلئ عن بكرة ابيها، وان بعض القادة المسيحيين نسي نفسه وهو يندد بعهد الوصاية فيما حلفاؤه يناقشون مواقيت الزيارة: بيضة الزيارة قبل دجاجة التأليف ام بعدها.

وما يزيد من محنة الاحزاب المسيحية واحباطها، النماذج الجنبلاطية، حيث يأتيهم النائب وليد جنبلاط بالاخبار حين لم تزود... يختار المفردات من معجمهم الفريد ليهجو حلفاء الامس، يحاول النواب الاشتراكيون واعلامه لملمة الشظايا، ليفاجئهم سريعا بتعابير اقذع وافدح... جنس عاطل، انعزال مقيت، ثم يسابقهم الى زيارة الديمان، وكلما حاولت الاحزاب المسيحية طمأنة جمهورها الى ان القيادة متماسكة يسارع الى عقد لقاء نوعي يقضي على ما تبقى من آمال جمهور 14 اذار ان احوال ساستهم غير جيدة وان تماسكهم اصبح في مهب التحالفات الاقليمية الطارئة.

واللافت ان كلام مالك في الخمرة لم يؤثر ولم يوصد ابواب الضاحية بل شرعت له مرحبة، زار الديمان والتقى «المشاغب» وئام وهاب فيما اعمال الترميم بدأت في دارته في العاصمة السورية ايذاناً بقرب عودة الابن الشاطر وان الاقامة قد تطول في الربوع الدمشقية. هذا ما حير الفريق المسيحي في قوى الاكثرية التي التزمت خطاباً سياسياً بعيداً عن اثارة الامور الشخصية لكن يبدو ان ابواب دمشق لن تفتح قريبا لهم او ربما ستبقى مغلقة لان «المطهّرين» لهم وحدهم ملكوت اختراق اسوارها.

هنا بدأت ظنون المسيحيين تتعاظم حيال السين - سين على انها معنية فقط بإحياء التحالف الرباعي خوفا من لهيب الحرب المذهبية ان يصل الى اراضيها، «فالدهاقنة» الذين يعملون على خط السين - سين يعرفون جيداً ان لبنان حكمته الرباعية منذ اقرار الطائف حتى العام 2005 فكانت الوصاية والرباعية هما يسيّران شؤون وشجون الحكم فيما بقي المسيحيون خارج الاطار والصورة، فاقتصرت انشطتهم على التظاهر والاجتماع والتنديد فيما عجلة الحكم تدور برباعية ذلك الزمان حيث كان الفريقان السني والشيعي يتقاسمان الحقائب والمقاعد بمشاركة الحليف الدرزي بينما الاعتراض المسيحي بقي في اطار محدود.

واليوم فإن ساحات الاحتجاجات جاهزة ليجتمع المغبونون من الطائفة المسيحية وشعاراتهم جاهزة حرية، سيادة، استقلال، لكن الجديد في ساحات الحشد هو في عودة العماد ميشال عون وتياره حتى يكتمل نقل المغبونين، عندها تتعاظم حركة هؤلاء لتصبح اكثر حركة ولو من دون بركة.

 

  

هل صحيح ان تفاهم المسلمين

سيكون على حساب المسيحيين؟

فؤاد ابو زيد

الديار

شبّه سياسي عتيق - أطال الله بعمره - عاصر تشكيل الحكومات مراقباً منذ الخمسينات، وعاصرها مشاركاً في الستينات ونصف السبعينات، دور رئيس المجلس نبيه برّي في المساعدة على تشكيل حكومة الرئيس المكلّف سعد الحريري، بأنه مزيج من دور «الدّاية» ودور «أمّ العروس»، وتبدو على وجه هذا السياسي العتيق، الذي تطيب مجالسته والاستماع اليه، علامات الفرح والارتياح لما يقوم به الرئيس بري من جهود للتهدئة والإطفاء في وسط التشنج السياسي والمذهبي القائم في لبنان وخارجه، ويعتبر انه اذا قيّض للجهود المبذولة ان تنجح، فان العلاقة الشخصية بين الرئيس بري والرئيس المكلّف سعد الحريري من شأنها ان ترخي اجواء ايجابية مطمئنة على الساحة اللبنانية تحت مظلّة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي أثبت عملياً انه رئيس يتمتع بصفات رجل الدولة الذي لا غنى عنه في مثل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان.

ملاحظات السياسي اللبناني العتيق هذه، تأتي، على ما يبدو من باب اقتناعه بأن الرئيس بري كان جادّاً عندما أكد للنواب الذين تحفّظوا على تجديد ولايته للمرة الخامسة بأنهم سوف يقترعون له في الدورة المقبلة، وكأنه كان يعدهم ضمناً بأنه سوف يكون لجميع اللبنانيين، وليس لفريق منهم، كما كان في السنوات الخمس الماضية، ومسارعته الى مد يد المساعدة للرئيس الحريري، بعد تطبيع علاقاته مع النائب وليد جنبلاط، هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل لنقل لبنان من غرفة العناية الفائقة والموت السريري، الى بداية الشفاء والنقاهة واستعادة العافية، ويأمل اللبنانيون الذين ارتاحوا لغداء الخبز والملح الذي ضم بري والحريري، مثل الغداء الذي جمع سابقاً العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والعرّاب جورج عدوان، والذي تبين في ما بعد انه غداء «بيضة الديك».

الكل في لبنان، على الرغم من اجواء الفرح والسهر والاحتفالات والمهرجانات، وتوافد السيّاح والمغتربين، يلمسون اشارات ما، لا تحمل على الاطمئنان، وأوّل وأكثر من عبّر عنها وحذّر منها، ويسعى الى تخفيف عواقبها في حال وقع المحظور، هو النائب وليد جنبلاط، الذي اقتحم العداوات والخصومات، ومدّ يده للتفاهم والمصالحة والحوار، وفتح المعابر بينه وبين خصومه المحليين، وقد تشهد طريق الشام الدولية، او مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، موكباً مماثلاً للموكب الذي حمل العماد عون الى دمشق على قاعدة «عفا الله عمّا مضى» او «صافي يا لبن» ولذلك فان اي عمل او تصريح او مبادرة او تنازل تسهّل عملية تشكيل الحكومة، فهي من نعم الله على لبنان، وأي عرقلة، وشروط ومطالب وافتعال مشاكل وتوترات، انما هي قصور في الرؤية، وضعف في الوطنية، واهتزاز في الشخصية، ومن شأنها ان تسهّل عن وعي، او عن غير وعي، جميع أنواع التآمر على لبنان، من اي جهة أتى.

بعض المسيحيين الذين خبروا سابقاً مساوئ وأخطار التحالف الاسلامي عليهم، ينظرون اليوم بخشية وحذر الى دعوة جنبلاط لقيام تفاهم بين الدروز والسنّة والشيعة، وصدر عدد من الكتابات التي «تؤكد» ان التفاهم هذا سوف يكون على حساب المسيحيين المنقسمين بين تكتلي 8 و14 آذار.

ان المسيحيين الذين يخافون «جرّة الحبل» هذه نسوا ربما ان هناك مصالحة كبيرة وتاريخية تمت بين الدروز والمسيحيين برعاية البطريرك الماروني والنائب جنبلاط وتكرّست في أكثر من مناسبة، كما ان هناك تفاهماً واسعاً بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وصل الى حدّ التحالف، اضافة الى العلاقة الوثيقة جداً التي تربط حالياً بين مسيحيي 14 آذار والأكثرية الساحقة من السنّة والدروز، وفوق كل هذا هناك شخص مكلّف بتشكيل الحكومة، هو سعد الحريري ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي اثبت طوال أربع سنوات ايمانه العميق بلبنان أولاً وبالحوار والتعاون مع جميع اللبنانيين وفي مقدمهم البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والقادة المسيحيين، دون ان ننسى وجود رجل في سدّة الرئاسة الأولى في حجم الرئيس سليمان وقدرته وهيبته، ووجود رجل آخر وطني وشجاع على رأس الجيش هو العماد جان قهوجي.

كل هذه الضمانات يجب ان تشكل وسادة اطمئنان للمسيحيين بأن أي تحرّك للقيادات الاسلامية، لا يمكن ان يكون على حساب مصالحهم ووجودهم ودستورهم الذي يرعى حقوقهم، أما بالنسبة الى الذين تعوّدوا عدم النوم على حرير، فان لهم من صلابة المسيحيين عند الشدائد، وعنادهم في الحق، وتضحياتهم في سبيل حريتهم وسيادتهم ومقدّساتهم الضمانة الأكيدة بأن لبنان والمسيحيين توأمان سياميان لا يمكن فصلهما الا بموت الاثنين، وهذا الكلام ليس شعراً، ولا هو غناء الخائف، بل هو تذكير بأمجاد عمرها آلاف السنين، بقيت وسوف تستمر.

 

 

 

مسيحيّون في 14 آذار يبرّرون لجنبلاط «تجمّعه الجديد»

جنبلاط يستعجل تقارباًَ إسلامياًَ لكن اهدافه ليست كـ«الحلف الرباعي»

شوارع بيروت لا تتحمّل صدمة من نوع تقرير «درشبيغل»

 إيلين عيسى

الديار

تابع النائب وليد جنبلاط توغّله في الجو السياسي المستجد، وبعدما ارسل اشارات من نوع «الجنس العاطل» قبل الانتخابات كان الهدف منها توجيه رسالة تقارب مع الجو الشيعي، اقدم على كشف كل ما هو مخبأ في اتصالاته مع الرئيس نبيه بري ثم مع «حزب الله» حتى انتهى الامر الى اعادة تموضع واضحة المعالم في المضمون السياسي على الاقل، قوامها التقارب مع القوى الشيعية ولقاء الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وتبادل الزيارات المكثف بين الحزب ومشايخ الدين الدروز.

النائب جنبلاط يتوغّل اكثر: نريد تجمعاً يضم القوى الاسلامية، سنيّة وشيعية ودرزية، ويصون العلاقات في ما بينها ويتجاوز الازمات كتلك التي تجري بين وقت وآخر في بيروت الغربية. ولا حاجة للمسيحيين كي ينزعجوا من هذا التجمع، ثم يوضح: لا علاقة لهذا التجمع بـ«الحلف الرباعي» الذي قام في العام 2005.

فجنبلاط يبدو اليوم شخصاً آخر يختلف تماما عن ذلك الذي قاد انتفاضة «14 آذار» وكان الاكثر ضراوة ضد «حزب الله» وسلاحه. وقد قال فيه الكثير، وهو وجه رسائل بالغة الخطورة تتعلق باستخدامات هذا السلاح داخليا في بعض المراحل. ويبدو الزعيم الدرزي اليوم في صدد العمل على محو آثار هذه المرحلة، بما فيها مخلّفات 7 ايار «والزيادين» وعائشة بكار. فبيروت لم تعد تتحمّل هزات مذهبية في المطلق، فكيف اذا كان هناك توقع لاتجاه الامور نحو الاسوأ، اي نحو عناصر مستجدة على الساحة الداخلية والساحة الاسلامية من شأنها تفجير الوضع على مصراعيه؟ وتؤكد مصادر سياسية صحة الكلام الذي يقوله جنبلاط حول تبريره الانخراط في الجو الاسلامي. فهو لا يستهدف «تجميع المصالح» ضد عودة المسيحيين الى النظام كما في الحلف الرباعي. بل يرمي الى تجنب الاسوأ بين المسلمين انفسهم. وبات واضحا ان هذا الامر يرتبط بالقرار الظني الذي ستصدره المحكمة الدولية في الاشهر القليلة المقبلة،والذي على اساسه ستتغيّر امور كثيرة على الساحة الداخلية. والخشية هنا من «فخ» اتهام طرف لبناني باغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي قد يكون تقرير صحيفة «در شبيغل» تمهيداً له. ولن يكون اي طرف لا على الساحة الاسلامية ولا اللبنانية عموماً مستعداً لمواجهة صدمة من هذا النوع، كما لن يكون قادرا على ضبط تداعياتها سياسيا وفي الشارع.

فالتجمع الاسلامي الذي يتحدث عنه جنبلاط هذه المرة لا يتضمن ابعادا سياسية تتعلق بإدارة شؤون البلد في المرحلة المقبلة اي انه لا يتعلق بتوزيع السلطة بين المسلمين والمسيحيين بل هو تجمع «الضرورة القصوى» لمواجهة خطر تفجير البلد بكامله، ومن هنا دعوته المسيحيين الى عدم الانزعاج منه.

هل تصحّ مخاوف جنبلاط؟ اي هل هو يملك معلومات دقيقة عما ستحمله الايام المقبلة من مفاجآت؟ وهل ان اجواء التقارب العربي - العربي وتحديدا السعودي - السوري تندرج ايضا ضمن المساعي الاحتياطية لمواجهة احتمالات المرحلة؟

بعض المؤشرات المواكبة كاستعادة الرئىس نبيه بري «لقاء الاربعاء» في المجلس توحي بأن هناك تسابقا على زرع اجواء التهدئة والتواصل وكسر الجليد بين القوى جميعها ولا سيما القوى الاسلامية المرتبطة بالمحاور الاقليمية السياسية والمذهبية. وفي هذا المجال لا يبدو ان هناك مكانا للقوى المسيحية التي تخوض المعارك في ما بينها ومع الاخرين ضمن حسابات لا علاقة لها بهذه المحاور. فهي اقرب الى القيام بدور «المتلقي» في هذا المجال وليس دور «الفاعل».

 

 

  

سامي الجميل: كلام جنبلاط يخلق توتراً يحاول الكتائباستيعابه

 التاريخ: ١٦ تموز ٢٠٠٩ المصدر: LBC 

 دعا النائب سامي الجميل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى وقف الإستفزاز، مشيراً الى ان كلام الأخير يخلق توتراً يحاول حزب "الكتائب" استيعابه.

وكشف أنه "تلقى من الاجهزة الامنية معلومات تفيد عن تهديد أمني له"، معلناً عن "اتخاذ احتياطات امنية منذ بضعة ايام" لضمان سلامته.

وقال الجميل، في حديث متلفز، "بدأنا المصالحة مع النائب جنبلاط منذ العام 2000 لأننا مقتنعون أنه ممنوع عودة المجازر والمآسي الماضية، ويجب عودة الروح والحياة الى مناطق الجبل وتثبيت العيش المشترك الذي هو اساس بالنسبة الينا، وحزب "الكتائب" يؤمن في الشراكة المسيحية الدرزية مثلما يؤمن في الشراكة الوطنية".

ووصف الجميل كلام جنبلاط الاخير بـ"الاستفزازي"، معتبرًا أن "كلامه يخلق توترًا يحاول حزب "الكتائب" استيعابه، وسنظل نستوعب جنبلاط طالما لا يحيد عن اسس "14 آذار" في العلاقة مع سوريا وسلاح "حزب الله" والوجود الفلسطيني. والمشكلة ليست في تقارب جنبلاط مع سوريا فنحن نطالب بتطبيع العلاقات معها ولكننا نريد معالجة الملفات العالقة بين البلدين اولاً."

ودعا الجميل جنبلاط الى "وقف الاستفزاز والحديث عن جبهة اسلامية، وكأننا كمسيحيين غير موجودين على الخريطة اللبنانيين وكأن الدفاع عن لبنان لا يحتاج الى المسيحيين، لأنها تؤثر في جمهور معين".

وأيّد "المفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل لاسترجاع مزارع شبعا"، رافضاً أن "يظل لبنان يدفع الثمن في المنطقة".

واعتبر الجميل أن "سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني مشكلة أساسية في لبنان"، مشيراً الى ان "العلاقات مع سوريا لن تحل إلا عبر حل الملفات العالقة، وان سلاح "حزب الله" لن يحل إلا على طاولة الحوار".

وحول "الثلث المعطل"، اشار الى ان "الدستور يتحدث عن المشاركة ويقول انه يجب ان تراعي الحكومة التوازن الطائفي وليس السياسي"، معتبراً ان "البديل عن "الثلث المعطل" هو إنشاء مجلس للشيوخ".

 

 

 

الحريري يبحث والمعاون السياسي لـ"حزب الله" مستجدات تشكيل الحكومة

 التاريخ: ١٦ تموز ٢٠٠٩

موقع تيار المستقبل

استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في "بيت الوسط" مساء اليوم المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل، في حضور السيدين نادر الحريري ومصطفى ناصر وتم خلال اللقاء عرض آخر المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة.

وكان الحريري التقى وفدا من قيادة الجيش سلمه دعوة لحضور الاحتفال الذي سيقام في الاول من شهر آب المقبل لمناسبة عيد الجيش وتخريج دفعة جديدة من الضباط.

وزار الرئيس الحريري نادي خريجي الجامعة الاميركية، قبل الظهر، يرافقه النائب السابق باسم السبع والسيد نادر الحريري، وقدم التعازي بوفاة الرئيس امين الحافظ الى نجله رمزي وافراد العائلة.

والتقى الرئيس المكلف وفدا من "حزب الخضر اللبناني" برئاسة نائب رئيس الحزب ندى زعرور، وتسلم منه وثيقته البيئية وتصوره للبرنامج البيئي للحكومة المقبلة.

وخلال اللقاء اكدت زعرور للرئيس الحريري ان برنامجه الانتخابي يلتقي بنقاط كثيرة مشتركة مع وثيقة الحزب البيئية، وتمنت عليه ادراج مضمونها في البرنامج الحكومي، مشددة على ضرورة اعتبار وزارة البيئة وزارة سيادية وتخصيص الموازنة اللازمة لها لتتمكن من القيام بتنفيذ ما هو مطلوب منها.

من ناحيته نوه الرئيس المكلف بطروحات الحزب الحضارية لمستقبل لبنان، واكد ان البيئة هي في قمة اولوياته.

ثم استقبل الرئيس الحريري وفدا من جمعية تجار بيروت برئاسة نديم عاصي الذي قال بعد اللقاء: "هنأنا دولة الرئيس سعد الحريري بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، واطلعناه على جزء مما يعانيه القطاع التجاري، وتمنينا عليه الاسراع بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وان تتبنى الحكومة الجديدة سياسة اقتصادية اجتماعية تحفز النمو وتجلب الاستثمار".

وامل ان "يتم التسريع في اقرار القوانين سواء في مجلس النواب او تلك التي تصدر بمراسيم في الوزارات المختصة وضرورة تسهيل اقرار التشريعات بما يساعد القطاع التجاري".

اضاف: "كما شددنا على اهمية ان يكون هناك التزام بتعهدات الدولة في باريس-2 باريس-3 لان هناك مصداقية الدولة اللبنانية بالنسبة للدول المانحة يجب احترامها".

وتمنى "المباشرة السريعة بالاصلاح الاداري ولجم المصروف غير المجدي، وان تكون هناك معاملة ملائمة بين القطاعين العام والخاص".

كما التقى الرئيس الحريري مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس وعرض معه الاوضاع العامة وشؤون منطقة البقاع. ثم التقى الرئيس الحريري المهندس رياض الاسعد.

 

مصادر مصرية ترجح ربط قضية المد الشيعي بخلية حزب الله: الشيعة والسنة ضحية الصراع بين النظامين المصري والإيراني 

الجمعة 17 يوليو /محمد حميدة -ايلاف

يبدو أن المواجهة السياسية بين النظام المصري والنظام الإيراني، والتي تميزت في الفترة الأخيرة بالإنتقاد المتبادل الحاد، لن تقف عند هذا الحد بحيث توسعت المواجهة بين الجانبين إلى حد عدم التسامح الديني مع اتباع المذهبين. فالجانب المصري كثف من حملاته ضد الشيعة المصريين وألقى القبض على المئات منهم بدعوى الترويج للمذهب الشيعي والحصول على أموال من إيران، فيما قام النظام الإيراني بحرمان السنة من حقوقهم على كافة الاصعد كما ذكرت عدد من التقارير ولعل شنق 13 عنصرًا من جماعة جند الله السنية بدعوى ارتكابهم جرائم متنوعة كانت الخطوة التي دفعت عددًا من الخبراء إلى تصنيفها في سياق التمييز الطائفي ضد أهل السنة في إيران والتضييق عليهم. 

وقد ألقت السلطات الأمنية المصرية مؤخرًا القبض على تنظيم مصري بتهمة الدعوة إلى المذهب الشيعي في مصر والارتباط بعدة دول منها إيران وسورية، وتلقي أموال منها وبلغ عدد المتهمين في قضية "المد الشيعي"، بحسب مصادر غير رسمية، نحو ٣٠٠ متهم على رأسهم الشيخ حسن محمد شحاتة موسى الشيعي المذهب، وكان يعمل خطيبًا لأحد المساجد الشهيرة في العاصمة المصرية ومقدمًا لبرنامج ديني بالتلفزيون المصري في التسعينات.  من جهته، رجح مصدر مطلع لـ"إيلاف" أن السبب في شن حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت شحاتة أتباعه هي زياراته لإيران، وأعرب عن احتمال ان يواجهوا اتهامات بالارتباط تنظيميًا بخلية بحزب الله التي ألقي القبض عليها بتهمة الإضرار بالأمن القومي المصري وتفجير سفن في قناة السويس.

وبالعودة إلى قضية "المد الشيعي " جاء في مذكرة الاتهامات انهم، "يعتنقون أفكارًا متطرفة مخالفة لصحيح الدين الإسلامي منها الإدعاء بأحقية سيدنا علي بن أبي طالب فى الخلافة عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبطلان خلافة صحابته، وممارسة العبادات بأسلوب يخالف صحيح الدين، بأداء الصلاة على قطعة من الحجر تسمى الشقفة، وتكون من أرض كربلاء التى استشهد فيها الإمام الحسين بن علي، وعدم جواز رفع الأذان أو أداء الصلاة إلا خلف إمام من آل البيت أو من ينوب عنه بإذنه". وأشارت إلى أن شحاتة عقد عدة لقاءات تنظيمية وتثقيفية في منازل أعضاء المجموعة، من أجل الدعوة وتكوين أنصار للمذهب الشيعي في مصر. وإتهمته بالسفر إلى سورية بدعوة إلى مقابلة مسؤول المكتب الشيعي لمرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، في سورية، الذي بدوره وجّه له الدعوة لزيارة المقدسات الشيعية في إيران وسافر بالفعل إلى هناك وأقام بها لمدة شهرين تعرّف خلالهما إلى العديد من العناصر والقيادات الشيعية.

وأشارت التحريات إلى تلقي شحاتة دعمًا ماليًا هائلاً من القيادات الشيعية في الخارج للإنفاق على المصريين الشيعة والدعوة إلى المذهب الشيعي، وقام بالفعل، وفق ما جاء في التحريات، بإيداع تلك الأموال في بعض فروع البنوك الأجنبية والوطنية داخل مصر، ووجهت النيابة للمتهمين تهمة ازدراء الأديان. ووجهت النيابة للمتهمين تهمة ازدراء الأديان.

 وبعد القبض على حسن شحاتة قرر الزعيم الشيعي بمصر "محمد الدريني" اعتزال العمل العام. ونفى الدريني لـ"إيلاف"ما تردد عن وجود صفقة بينه وبين النظام، مشيرًا إلى ان الأسباب التي دفعته لذلك قد يراها بعضهم أنها بمثابة انسحاب من المعركة، لكنه قرر التفرغ للعلم والتأليف والكتابة بعد تجاهل معاناته وسط صمت دولي مـطبق. وقال انه لن يتنازل عن القضايا الخاصة به وسيواصل أمام القضاء مساعيه للحصول على حقوقه، مشيرًا الى ان عداءه مع النظام اضر بالشيعة وأهل بيته. وبسؤاله إذا كان الدافع وراء قراره هو الخوف من مواجهة المصير نفسه لحسن شحاتة، قال انه لن يتوقف أبدًا عن نضاله من اجل آل البيت وتعهد بمواصلة مساعيه للإفراج عن أنصار آل البيت.

وبخصوص الاعتقالات الأخيرة، قال الدريني أمين المجلس الاعلى لرعاية ال البيت لـإيلاف إن الحملة التي يقودها النظام المصري ضد أنصار آل البيت تستهدف قهر شيعة مصر ومنعهم من التعبير عن أنفسهم او إقامة الاحتفالات وغيرها من المناسبات او حتى الترويج لأفكارهم وعقد الندوات، مضيفًا أنها حملة في الأساس ضد الجمهورية الإسلامية في طهران بغرض تأليب الرأي العام المحلي والإقليمي ضدها، متهمًا النظام المصري بالرضوخ لأوامر خارجية هدفها الترويج لتكفير الشيعة.

من جهته أكد الدكتور أحمد راسم النفيس القيادي الشيعي لـ "إيلاف" أنّ الأجهزة الأمنية تلاحقهم باستمرار وتقوم باعتقالهم، واعتبر حملة الاعتقالات جزءًا من الحرب التي يقودها النظام ضدهم، إضافة الى الحرب الإعلامية الراهنة ضد الشيعة بهدف ترسيخ حالة العداء للشيعة في الشارع المصري. وحول الشيخ حسن شحاتة قال النفيس انه "حاد اللسان" من خلال بعض الأقوال العنيفة له على الإنترنت وسبه السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها والصحابة وأضاف : لقد نصحناه بل تمنينا عليه أن يتوقف عن أقواله وسبّه دون مجيب.

هذا وقد تزايدت التحذيرات في الفترة الأخيرة في مصر عمّا يسمى بخطورة المد الشيعي، وتعرض مفتي مصر لحملة قاسية بعد تصريح أدلى به لموقع قناة العربية على الانترنت افتى فيه بجواز التعبد على المذهب الشيعي وان الشيعة طائفة متطورة، هو ما دفع الباحث فتحي عثمان الى تقديم بلاغ ضده امام النائب العام ورفع دعوى قضائية أخرى لا تزال تنظر في المحكمة. وحذر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي من وجود المذهب الشيعي في مصر باعتبارها دولة سنية، مشيرًا إلى أن الأزهر لن يقبل بنشر التشيع في البلاد. وكان الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، قد أثار جدلاً واسعًا بتحذيره قبل عدة أشهر من أن هناك محاولات فعلية لنشر المذهب الشيعي في بلاد إفريقية بينها مصر والسودان والمغرب والجزائر. وتعتبر العلاقة بين القاهرة وطهران أشبه بالحرب الباردة، فالعلاقات الدبلوماسية انقطعت بين البلدين بعد عام من الثورة الإسلامية، وإبعاد الشاه محمد رضا بهلوي عن البلاد عام 1979، ولم تعود حتى الان. وعلى الرغم من محاولات إيران لإعادتها، إلا أن النظام المصري يرى ان إيران تسعى للسيطرة على المنطقة من خلال تصدير الثورة الخمينية ونشر الفكر الشيعي.

 

التنقية الجنبلاطية

نبيل بومنصف

17/07/2009

لا يمكن اعتبار آخر المواقف المثيرة للجدل و"النقزة" وربما الصدمة التي اطلقها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في شأن "تنقية الساحة الاسلامية"، عبر قيام "تجمع قوي" بين القوى الاربع الشيعية والسنية والدرزية التي جمعها يوما "التفاهم الرباعي"، مجرد زلة لسان استدعت توضيحات جنبلاطية عاجلة. ذلك ان الخط البياني التصاعدي للهواجس الجنبلاطية منذ 7 ايار 2008، مروراً بـ"فخ در شبيغل" في شأن المحكمة الدولية وصولا الى "تداعيات" انتصار 14 آذار في الانتخابات، يضفي على هذه القفزة السياسية الجديدة صدقية كاملة من زاوية رصد تعاظم المخاوف الجنبلاطية من مجموعة تطورات لبنانية واقليمية تجعله يمضي بلا هوادة في سياسة "التحصين الاستباقي" للساحة الاسلامية.

يرتب هذا الموقف خطورة مزدوجة لا مكان فيها للمجاملات واللياقات في التعامل مع صاحبه من الذين صدمهم، ولا في التهاون معه ازاء ما يمكن ان يتجاوز الخط الاحمر في هزّ موقع الغالبية الخارجة لتوها من انتصار انتخابي موصوف.

الخطورة في الوجه الاول هي ان ما يقوله جنبلاط حقيقي وواقعي الى درجة مفرطة وآسرة وتكاد تستحيل مجادلته فيه. فلبنان وقع في 7 ايار ليس في هوة الانفجار السياسي الذي كان القشرة السطحية التي تظللت فيها هجمة العنف، بل في هوة الصراع المذهبي السافر للمرة الاولى منذرا بانتقال آفة العنف المذهبي الاقليمي المتفشي في بؤر الشرق الاوسط، الى لبنان.

يصعب على القوى المسيحية حصرا التي توجه اليها جنبلاط بواقعية قاسية ان تسفّه منطقه في هذه المقاربة، وهو الذي عاين في "مناطقه" معنى تمدد الفتنة والعنف المذهبي وكل دلالاتهما واحتمالاتهما الآنية و"المستقبلية" في ما لو لم يطلق مع حليفه السني الوازن وندّيهما الشيعيين شباك الحصار على هذه الفتنة ومعالجتها في العمق. ثم ان القوى المسيحية نفسها تعاني منذ نشوء معادلة 8 و14 آذار عقدة "الاستتباع" للصراع بين الطوائف الاسلامية. وتضج ادبيات القوى المسيحية مذذاك بهذه العقدة الخلفية التي لم تتوان عن "تحريض" المسيحيين على اقامة "معسكرهم" الموحد مجددا ازاء التكتلات العملاقة للطوائف الاسلامية. حتى ان افضل ما لا يزال يمتلكه المسيحيون في المشهد السياسي هو التنوع ضمن الطائفة الواحدة، كاد يتحول نقمة عليهم لانه بالمعيار الطائفي والمذهبي السائد تحول نقطة ضعف لديهم. لكن هذا المفهوم النشاز سرعان ما تبدد في الانتخابات حين استعاد المسيحيون القاً مبهراً اثبتوا معه انهم "ملح الديموقراطية" اللبنانية. ومع ذلك لا يمكنهم ان يديروا ظهر المجن لـ"الساحة الاسلامية" على النحو الذي يوصّفه جنبلاط لأن الواقع المذهبي الملتهب اقوى من ان يعالج بالديموقراطية وحدها.

ومع ذلك فان جنبلاط بدوره لا يمكنه ان يتجاهل الخطورة الموازية لافراطه في التوجس على ساحته بما يشكل رافعة للمعارضة ومن يدعم بعض قواها على الاقل على المستوى الاقليمي. فهو يتراءى للقوى المسيحية الحليفة، قبل الخصوم، كأنه توغّل خارج الخطوط الحمر في استحضاره نعت بعض الحلفاء باستحضار الخطاب "الانعزالي". هذه الردة تحدث صدى سلبيا للغاية في ذاكرة عمل جنبلاط نفسه منذ عام 2000 مع الكنيسة المارونية ثم مع زعماء مسيحيين آخرين على "تنقية" الساحة المسيحية – الاسلامية عموما والمارونية – الدرزية خصوصا من جروحها المدمرة.

وعلى نقيض ما يقوله عن الساحة الاسلامية، تمكن مجادلته بعمق في التوصيف "الانعزالي" لأن القوى المسيحية، على ما تعاني من واقع انقسامها، يسجل لها على ضفتي الاكثرية والاقلية سواء بسواء انها بارحت الى غير رجعة كل نزعة الى الانعزال بدليل ان تحالفاتها مع السنة والشيعة والدروز ساهمت مساهمة موضوعية في كسر الاطار المزمن للانقسام الطائفي الكلاسيكي والشديد الخطورة ولم تكن مرة إلا في موقع "المتلقي" للارتدادات المذهبية الناشئة.

 

جان عزيز في تبرير التحالف مع حزب الله

16/07/2009

ولا يتأخر مسيحيو الأقلية في ردّهم التحدي. صحيح، يقولون، إن مسألة نمط العيش وأسلوب الحياة اليومية، باتا من أسس ما بقي من «قضية مسيحية» في لبنان اليوم. لكنْ، ثمة أساس آخر ملازم، بل أكثر أهمية. إنها قضية الشراكة في النظام، والحضور في الدولة ومؤسساتها. وهو ما حاول النص السياسي للمجمع الماروني الأخير، التعبير عنه بلغة مستورة، عبر تلك العبارة الشهيرة التي أوردها: «كيف نكون معاً، متساوين ومختلفين».

ولضرورة البحث، يؤكد مسيحيو الأقلية، أن هذا الشق من القضية، له بعد جوهري. وهو تأثيره في الوجود المسيحي. فكلما انحسر حضور المسيحيين في سلطة أيّ من الدول المجاورة، ذهبوا نحو النزف والنزع والهجرة والهزيمة.

لذا، يعدّ المسيحيون مسألة السلطة خطاً أحمر. وكما تُحركهم حساسية نمط عيشهم وأسلوب حياتهم، تحت عنوان الحرية، كذلك تحرّكهم حساسية تهميشهم وإقصائهم.

هنا، يطلق مسيحيو الأقلية إشكاليتهم: إذا كان صحيحاً أن حزب الله هو الأبعد شيعياً عن نمط العيش المسيحي، فأين تقع الحريرية سنِّياً من مسألة الشراكة المسيحية في السلطة؟ والأهم، كيف يمكن هذه الحريرية، أن تتطور وتتبلور، في حضور حزب الله، أو في غيابه؟ ومفهوم السلطة هنا، ليس مجرد هبة من شخص، أو انعكاس لموازين قوى نيابية عند تأليف حكومة، ولا حتى إثبات وجود حزبي، بل هو المحصّلة العميقة والفعلية لوجود مجتمعيّ عام. وهو وجود يمكن قياسه عبر ستة مؤشرات، أو في ستة مجالات. وهذا ما يقود إلى عرض تلك المؤشرات الوجودية الستة، وإلى تأثير كل من الحريرية أو حزب الله، في منسوبها المسيحي:

لو كان مكان حزب الله فريق شيعي أقرب إلى العيش المسيحي فمن كان سيؤدّي دور التوازن أولاً، الحضور الديموغرافي: لا شك أنه في مفهوم الديموقراطية الغربية المطلقة، يعدّ الكلام في هذا الموضوع نوعاً من العنصرية أو الشوفينية. لكنه موضوع شائع في لبنان، أن يسأل كل مواطن كم أصبح مثلاً عدد الناخبين من كل طائفة على لوائح الانتخابات. وفي هذا السياق تفيد الأرقام، أن الديموغرافيا السنية في لبنان، هي الأكثر زيادة وارتفاعاً وتفجّراً. طبيعياً عبر نسبة الولادات السنية وهي الأعلى في لبنان بين الطوائف كافة، واصطناعياً، نتيجة التداعيات المستدامة لمرسوم التجنيس لعام 1994. بعدما تبين أن «الترويكتين» اللبنانية والسورية آنذاك، مرّرتا مرسوماً سنياً بامتياز، أضاف ما لا يقلّ عن 6 في المئة من السنّة، إلى مجموع المواطنين اللبنانيين. إنه مؤشر أول يطرح السؤال الأول: من يمثّل «الخطر الأكبر» على الديموغرافيا المسيحية المؤهلة للشراكة المتوازنة في السلطة: الحريرية أم حزب الله؟

ثانياً، الأرض: كانت آخر إحصاءات الثمانينات تشير إلى أن المسيحيين في لبنان، كانوا لا يزالون يملكون نحو 54 في المئة من مساحة لبنان العقارية. لكن ما هو الانطباع العام حيال الوضع على هذا الصعيد، بعد بروز الحريرية؟ من هي الجهة الأكثر قدرة اليوم على شراء الأرض؟ ومن هي الجهة القادرة على استدرار الأموال الخارجية لتملك الأراضي اللبنانية؟ ومن هي الجهة الأقدر على تسهيل ذلك رسمياً وقانونياً وعبر المراسيم؟

ثالثاً، الاقتصاد: من هي الجهة التي تمكّنت عبر عقدين من الزمن من تغيير ترتيب المصارف العشرة الأولى في لبنان؟ وكيف تبدل هذا الترتيب طائفياً؟ ومن هي الجهة التي خنقت الصناعة، ذات الهوية المعروفة، وأهملت الزراعة، ذات الهوية المعروفة أيضاً، ولاحقت قطاعات معينة حيث شبه احتكارات من هوية معينة؟ فمن اضطهد الوكالات الحصرية، ومن «عرَّب» القطاع الإعلاني والإعلامي؟ وما كان تأثير ذلك كله في الطبقة الوسطى؟

رابعاً، في تركيبة النظام الدستوري اللبناني: هل التنافس التلقائي لعمل مؤسسات الطائف، يضع رئاسة الجمهورية في تضادّ مع رئيس المجلس النيابي، أم مع رئيس الحكومة؟ وهل كان هاجس رؤساء جمهورية الطائف، جدول أعمال البرلمان، أم جدول أعمال سهيل بوجي؟ حتى إلياس الهراوي لم يتفق مع سليم الحص. وحتى إميل لحود، في ذروة العضلات السورية المزعومة، لم يحدّ من اجتياح رفيق الحريري للسلطة، دستورياً. هذا، كي لا نستذكر المؤسسات السبعين التابعة للسرايا، وبينها كل التنفيذ وكل الرقابة. وكي لا نستذكر قدرة آخر وزير على استحداث «جارور» لا يقدر رئيس الجمهورية عليه. وكي لا نستذكر عدد المقاعد النيابية المسيحية «الواقعة» في الأراضي الشيعية (4 مقاعد) مقابل تلك في الأراضي السنية وملحقها الدرزي (19 مقعداً).

خامساً، في طبيعة التشكّل السياسي: من الجهة القادرة على أن تطلع من جيبها مديرين عامّين نواباً ووزراء مسيحيين موظفين لديها، وأكثر وأرفع فيما لو سمح الظرف، وقد كاد.

سادساً، من هي الجهة التي أخذت الدور المسيحي في علاقات لبنان الدبلوماسية التاريخية. من واشنطن وباريس وروما، حتى القاهرة. مع من بات هؤلاء يتحدثون؟ وأي موقع للدور المسيحي بقي لدى هذه القواعد؟

بعد تلك المقارنة الشاملة، يسأل مسيحيو الأقلية: ترى، لو لم يكن هناك حزب الله، ولو كان هناك فعلاً مكانه فريق شيعي أقرب بكثير من هذا التنظيم الشيعي الديني الجذور، إلى نمط العيش المسيحي، من كان سيؤدّي دور التوازن في تلك المجالات الستة؟

يتحدث بعض المسيحيين عن مشروع حوار في ما بينهم؟ فليبدأوا بهذه الإشكالية: كيف يقنع «المتفاهمون» مع قريطم حلفاءهم، بأن يبلوروا في شكل واضح وثابت، تصورهم لنهائية الشراكة والتوازن، وكيف يقنع «المتفاهمون» منهم مع «الضاحية» حلفاءهم، بأن يبلوروا في المقابل تصوّرهم لنهائية ثقافة العيش معاً.

 

عاشوري: نحن متفائلون وأحرزنا تقدما في التحقيق ولا بد من الحفاظ على سريته 

١٧ تموز ٢٠٠٩ موقع 14 آذار

عقدت المسؤولة الاعلامية في مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي راضية عاشوري، قبل ظهر اليوم، ندوة صحافية ولقاء حواريا مع الاعلاميين اللبنانيين والمراسلين الاجانب في دار نقابة المحررين في الاشرفية، للرد على الاسئلة المتعلقة بمكتب المدعي العام السيد دانيال بلمار. وتناولت وجهات النظر حول عمل المدعي العام من اجل التنسيق والتعاون بما يعزز دور المحكمة ومهمتها تحت شعار "احالة الارهابيين الى العدالة، تحقيق العدالة للضحايا، المساعدة على انهاء ظاهرة الافلات من العقاب في لبنان".

وحضر الندوة رئيس فريق مكتب المدعي العام - مكتب المحكمة الخاصة بلبنان في بيروت فاليريو اكويلا وممثل نقيب المحررين ملحم كرم الزميل انطوان شدياق الذي طلب الوقوف دقيقة صمت لراحة نفس الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ثم ألقى كلمة ترحيبية قال فيها: "لقد كلفني النقيب كرم ان ارحب بالناطقة باسم المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي السيدة راضية عاشوري وباسيد فاليريو. وكلنا يعلم ان هناك اجماعا على ترك الامور للمحكمة، ومن لا يريد ان يكون في موضع الصدق والشفافية. هذا اللقاء الذي ارادته السيدة عاشوري لكونها الناطقة باسم المدعي العام للابتعاد عن كل ما هو سلبي بما يختص بالمحكمة نظرا الى دقة الموضوع. باسم النقيب ملحم كرم ارحب بكم جميعا واتمنى ان يكون هذا اللقاء بداية مشوار وتعاط مع المحكمة وفق الاصول والعدالة والشفافية".

عاشوري

من جهتها، شكرت عاشوري نقابة المحررين "بأعضائها ومسؤوليها وعلى رأسهم النقيب كرم الذي اعد هذا اللقاء والذي له مكانة في عالم الحريات"، وقالت: "بداية اود ان اشكر نقابة المحررين لاستضافتها لنا وللمساعدة القيمة التي قدمتها من اجل تنظيم هذا الحدث.

كما اشكر حضوركم جميعا وانني اتطلع للمزيد من المقابلات المباشرة مع الصحافة اللبنانية والاجنبية العاملة في لبنان.

كما صرح المدعي العام دانيال بلمار في تقريره الاخير وخطابه امام مجلس الامن، بصفته رئيسا للجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة، اننا نعتبر الاعلام شريكا لنا في تزويد الرأي العام بما هو بحاجة الى معرفته لفهم كل ما يتعلق بعملنا سواء المفاهيم القانونية والمبادىء المتبعة في عملنا، او الاجراءات والمقاربات التي نتبعها وذلك من اجل ايضاح كيفية عمل مكتب المدعي العام. فنحن نسعى الى كسب ثقة الرأي العام.

ونريد ايضا التواصل مع الرأي العام وخصوصا وسائل الاعلام لايضاح عملنا ومحو الغموض حوله.

قبل المتابعة، اود التشديد على انني هنا لاتكلم فقط عن عمل مكتب المدعي العام، وليس عن عمل سائر اجهزة المحكمة.

كما تعلمون، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كيان واحد، الا ان كل جهاز تابع لها يعمل باستقلالية وهي احدى الميزات الاساسية لاي محكمة وتنبع من الحاجة الى تجنب التضارب في المصالح الذي قد يؤثر سلبا على مسار العدالة.

بالعودة الى سبب رغبتي في اللقاء بكم، كما سبق وذكرت، انني هنا لتزويدكم بلمحة عامة حول المقاربة التي اتبعناها من اجل انجاز التفويض الممنوح لنا وحول التطورات التي حصلت في مكتب المدعي العام منذ بدء عمل المحكمة. واود ايضا اقامة حوار مباشر معكم حول كيفية توصلنا الى التوفيق بين السرية والشفافية. لكنكم تعرفون انه لا يمكنني اطلاعكم تحت اي ظرف كان على مجريات التحقيق.

دعوني اكرر اولا ما صرح به المدعي العام بلمار مرارا وتكرارا: "ان اغتيال الرئيس الحريري هو عمل ارتكبه ارهابيون محنكون ونحن ملتزمون ومدركون تماما للتفويض الذي منحتمونا اياه، لا سيما تحديد هوية المرتكبين وتقديمهم الى العدالة. لقد شكل المدعي العام فريقا يضم محامين ومحققين من ذوي الخبرة العالية. وقد لاحظ العديد انه لم يسبق لهم العمل مع فريق بهذا المستوى علما انه لم ينضم احد منا الى هذه المحكمة ظنا منه انه سوف يكون من السهل تحقيق اهدافنا، انما ما من احد انضم اليها ليفشل.

المقاربة

كما ترون خلفي، ولاولئك الذين يتساءلون عن موضوع هذا الملصق، فإنه تصريح "بمهمة مكتب المدعي العام"، وهو يحدد الاهداف التي نعمل بعزم من اجل تحقيقها استنادا الى اسمى معايير العدالة لا سيما مبادىء الاستقلالية والموضوعية والانصاف، ليس اكثر ولا اقل.

فبالنسبة للمدعي العام بلمار، لسنا مسؤولين عن ملف قضية فحسب بل عما هو اكثر من ذلك، ان القضية تتعلق بأشخاص قتلوا وبعائلاتهم واحبائهم الذين لا يزالون يعيشون الحزن حتى يومنا هذا، كما انها تتعلق بجميع الذين لا يستطيعون الشعور بالامان طالما ان المجرمين الذين ارتكبوا اعمالا ارهابية ما زالوا احرارا وقد يكررون فعلتهم.

صرح المدعي العام بلمار مرارا انه سيمضي حيثما تقوده الادلة وسوف يبذل كل جهد لتحقيق غايته، ماذا يعني ذلك عمليا؟ يعني اننا سوف نعمل من دون اية افكار مسبقة، يعني اننا متساوون جميعا امام القانون. يعني ذلك ايضا اننا عملنا مبني على مبدأ مقدس الا وهو قرينة البراءة، والاهم من ذلك ان عملنا لن يكون عرضة لتأثير الاعتبارات السياسية او اية اعتبارات اخرى بل هو عمل قانوني محض وسوف يبقى كذلك.

كما صرح المدعي بلمار ان التحقيق معقد وان احراز الحد الادنى من التقدم يقتضي بذل الحد الاقصى من الجهد، اي ان المطلوب منا لا يمكن انجازه بالطريقة المتبعة في المسلسلات التلفزيونية او حتى في سائر المحاكم الدولية، فعلى خلاف المدعين الدوليين الاخرين الذين كانوا يعرفون، منذ المرحلة الاولى لعمل المحكمة، من هم الافراد والمجموعات الخاضعين للتحقيق، ان المدعي بلمار وفريقه يحققون في عدد من "الروايات البوليسية"، مما يعني انهم يقومون بتحقيقات وتحليلات مكثفة ومجهدة قبل التمكن من اصدار قرارات الاتهام. فمهمتنا هي ايجاد الادلة لتحديد هوية المشتبه بهم وادانتهم والعكس ليس صحيحا، كما قد يكون الحال في محاكم اخرى. فعلى سبيل المثال، في محكمتي رواندا ويوغسلافيا السابقة، غالبا ما ركز العمل اكثر على توقيف المشتبه بهم المحددة هويتهم والذين يوجد ضدهم الكثير من الادلة. لطالما شدد المدعي العام بلمار على ان التحقيق بأكمله سوف يستند الى الادلة، مما يعني انه لن يتم اصدار اي قرار اتهام ما لم يحصل المدعي العام بلمار على ادلة مقبولة وموثوقة وشرعية وكافية لادانة شخص ما. لقد قلنا في السابق ونكرر ان: "لا نؤمن بالعدالة المتسرعة". قد يتكهن الكثيرون عن هوية المذنب لكن المدعي العام لا يمكنه التكهن، لذا سوف يأخذ التحقيق مجراه. لا ينتج تحديد الذنب عن التكهن بل يجب اثباته بدون ادنى شك معقول وبهذه الطريقة يمكننا ان نضمن الا يدفع اي انسان بريء الثمن لجرائم ارتكبها اخرون.

قال السيد بلمار ان بإمكانه التحكم بسرعة وتيرة التحقيق لكن ليس بنتائجه. فالنتائج واصدار قرارات الاتهام متوقفة على جمع الادلة القاطعة. اننا نبذل جهودا كبيرة من اجل العثور على الادلة المطلوبة، وندعو من يمكنه مساعدتنا على جميع المزيد من الادلة الى التوجه الينا اذ ان مكتبنا اتخذ جميع الترتيبات اللازمة للحفاظ على سرية من يرغب في تزويدنا بالمعلومات.

قال المدعي العام بلمار انه يعتمد سياسة مسؤولة فيما يخص التواصل الداخلي والخارجي اي انه لن يتم نشر اية معلومات قد تلحق الضرر بالتحقيق عبر تزويد المشتبه بهم بمعلومات سرية او تعرض سلامة اخرين للخطر، فالسرية ليست مسألة خيار بل انها واحب، كما انها مسؤولية لا يمكننا منع الناس من التكهن لكن الشخص الذي ننوي ادانته سوف تعرف هويته لدى اصدار قرارات الاتهام علنية.

لطالما امتنع المدعي العام بلمار عن اعطاء مهلة محددة او تقريبية بشأن انتهاء التحقيق واصدار قرارات الاتهام، والسبب يعود لعدم قدرته على تحديد سرعة نتائج التحقيق وسوف يلتزم بالوقائع الموضوعية التي يمكنه عرضها على الشعب اللبناني كما انه لا ينوي اجراء تحقيق مفتوح وغير حاسم. ان العمل جار على قدم وساق في مكتب المدعي العام.

التطورات

في هذا السياق، سوف اعرض بإيجاز ما تم تحقيقه في مكتب المدعي العام منذ 1 آذار مارس 2009 حتى الآن:

- كما تعلمون، ما ان تم اعتماد قواعد الاجراءات والاثبات في 20 آذار مارس 2009 حتى تحرك المدعي العام بسرعة لإطلاق عملية التنازل عن الاختصاص في قضية الحريري لصالح المحكمة الخاصة بلبنان كما هو منصوص عليه في النظام الاساسي.

- عندما انجزت هذه المهمة خلال المهلة التي حددها قاضي الاجراءات التمهيدية، قدم المدعي العام عريضته المتعلقة بالاشخاص الاربع الموقوفين في قضية الحريري.

- وفي هذه الاثناء، اتخذ المدعي العام عدة خطوات ادارية لتزويد فريقه بالموارد التي تضمن عمل المكتب الموجود في لاهاي بطاقته القصوى ودعمه بمكتب ميداني في بيروت.

- تحت اشراف المدعي العام، تمت زيارة للموارد المخصصة لمكتبه في ميزانية المحكمة، ونحن على ثقة ان هذه الموارد سوف تساهم في تسريع التحقيقات. واود ان اوضح هنا اننا لم نطلب اية اموال اضافية بل طلبنا تخصيص موارد اضافية لمكتب المدعي العام من خلال اعادة توزيع الميزانية الحالية للمحكمة الخاصة بلبنان، وهذا دليل واضح على ان المسؤولين في المحكمة يعتبرون التحقيق اولوية وان الدول المساهمة في ميزانية المحكمة ما زالت ملتزمة بدعم التحقيق والمحكمة. لهذه الغاية، يجري حاليا توظيف المزيد من المحامين والمحققين من ذوي المستوى الرفيع في مكتب المدعي العام بهدف تعزيز عمله الذي يبلغ ذروته حاليا.

- كما قد تعلمون، وقع مكتب المدعي العام بتاريخ 5 يونيو/ حزيران 2009 مذكرة تفاهم مع الحكومة اللبنانية تنظم التعاون الرسمي بين المؤسستين.

- سوف تنضم نائبة المدعي العام اللبنانية الى مكتب المدعي العام قريبا، بمجرد الانتهاء من الاجراءات الادارية لتعيينها.

- منذ بدء عمل المحكمة الخاصة بلبنان في 1 مارس آذار 2009، استمر التحقيق في عدة مجالات وتم احراز التقدم فيه منذ آخر تقرير قدمته لجنة التحقيق الدولية الى مجلس الامن. ولا يمكنني التوسع اكثر حول طبيعة التقدم المحرز اذ لا بد من الحفاظ على سريته.

- استمر محققونا في التواصل مع الشهود والضحايا. بالاضافة الى ذلك، وكما ذكرت آنفا، نحاول ايضا التواصل مع الاشخاص الذين قد يرغبون في الاتصال بنا لتزويدنا بمعلومات قد تفيد التحقيق، وتم وضع صفحة الكترونية مؤمنة لهذا الغرض لتسهيل الاتصال بمكتبنا.

- بشأن موضوع التواصل بشكل عام، نحن نعمل على تطوير مشاريع محددة خاصة من اجل التواصل مع الرأي العام والاعلام من اجل ايضاح كيفية عملنا، وذلك عبر التفاعل المباشر والنقاش حول محاور محددة. انني ارحب بآرائكم حول افضل الطرق لإلقاء الضوء على آليات عملنا وعلى النواحي التي قد تودون التعرف اليها اكثر.

في الختام اود القول اننا متفائلون وعملنا يحرز تقدما. نحن مدركون تماما لما تتوقعونه منا. لقد انشأ المدعي العام فريق عمل متماسك مؤلف من اشخاص محترفين لا يتمتعون فقط بالخبرة في عدة اختصاصات بل هم ملتزمون ايضا اتمام مهمتنا.

نحن بحاجة الى دعمكم. لا يمكننا ان ننجح من دونكم. يجب ان نتعاون لاسيما مع اللبنانيين اذ ان مساعدة الاعلام قد تكون مفيدة لايضاح عملنا كما قد تكون اساسية في تشجيع الضحايا على ان لا يفقدوا الامل وليطمئنوا انهم يستحقون العدالة، وقد تكون اساسية لتشجيع الناس على الاتصال بنا والمساعدة من اجل تسريع عملية التحقيق.

ان السلطات اللبنانية كانت وما زالت تقدم لنا مساعدة قيمة ونحن ملتزمون العمل ضمن شراكة معها هدفنا واحد ورسالتنا واحدة: تقديم الارهابيين الى العدالة، تأمين العدالة للمتضررين ومساعدة لبنان على وضع حد للافلات من العقاب".

الحوار

وفي حوار مع الصحافيين اجابت ردا على سؤال: "اقصد ان هناك عددا من السيناريوهات من الممكن ان تطرح ونحددها بالدافع، وعندما بدأ بلمار عمله لم يكن لديه اي تصور مسبق. طبعا كان هناك عمل سابق واطلعنا على العمل السابق وكان يقول بلمار انه يحترم كل عمل سابق ولم يبدأ عمله من الصفر. ولكن التحقيق يحصل فيه تطورات، وفي عملنا دخلنا في مرحلة ان الطريق الوحيد الذي من الممكن ان نتوصل من خلاله الى الجناة هو وجود الدليل الذي يوصلنا الى الجاني وليس العكس. بالنسبة لصحيفة "دير شبيغل" اكرر ما قلناه في بياننا الصحافي مع احترامنا لهذه الصحيفة ولأي مؤسسة اعلامية محلية او عالمية هي تبقى صحيفة والتحقيق لن يعلق على اي شخص يتداول في معطيات التحقيق بشكل علني. لن نعلق على فحوى ما صدر في "ديرشبيغل" وكذلك لن نعلق على كل المقالات التي كتبت سابقا".

اضافت:" المخولون في مكتب المدعي العام للحديث عن هذه المسائل هو السيد بلمار نفسه وانا كناطقة رسمية له في حدود التفويض الذي يمنحني اياه".

وردا على سؤال حول اطلاق الضباط الاربعة قالت:" نحن قلنا في البيان الصحافي بعد اطلاق الضباط الاربعة انه للذي قد يتصور اننا بعد ان اطلقنا الضباط الاربعة سنبدأ من الصفر. كلا. التحقيق اوسع بكثير من ان يكون مختصرا على مسألة الضباط الاربعة. نطاق التحقيق اوسع من مسألة الضباط فقط ولن اتحدث عن اي تفصيل آخر".

سئلت: ما هو الوضع القانوني للضباط الاربعة؟

اجابت: "قال بلمار بخصوص الضباط الاربعة اننا لم نوجه ضدهم مذكرة اتهامية. كان وضعهم الى حد ما خاصا وغايتهم القانونية ايضا خاصة. وقال انه لا يمكنه التأسيس على المعطيات الموجودة عنده آنذاك لادانتهم ولا اعتبارهم مشتبها فيهم او غيره وبالتالي لا يعترض على اطلاق سراحهم. واذ تطورت المسائل في وقت ما. عندها لكل حادث حديث. وحسمت المسألة على مستوى اجرائي. ولم تجلس محكمة ولم تحصل مرافعة".

وردا على سؤال حول التداعيات السياسية وتأثيرها على التحقيق؟

قالت: "بالنسبة للسياسة نحن نتبنى كل من قال اننا نرفض تسييس هذه المحكمة. نحن نتبنى هذا الشعار واننا اول من يرفض تسييس المحكمة. وقال بلمار ان عملي هو قانوني وليس سياسيا ولا علاقة لي بالسياسة اطلاقا ولو احس بلمار ان هناك ضغطا سياسيا وهذا لم يحصل ابدا انه سيقدم استقالته حالا".

وردا على سؤال حول وضع زهير الصديق؟

اجابت:" بالنسبة لزهير الصديق موقفنا هو الاتي: زهير الصديق لم نعد مهتمين او معنيين به اطلاقا بالنسبة لمكتبنا كمدع عام، ومكتب المدعي العام لا يعتبر الصديق شخصا لديه ادلة ذات صدقية ليقدمها لنا ونحن لم نعد معنيين به، وليس في حوزة مكتب المدعي العام ادلة كافية ولديه الصدقية الكافية للاتجاه نحو توجيه اتهام يدخل تحت اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان".

سئلت: بالنسبة لبرنامج الشهود؟

اجابت:"نحن نتعاطى مع برنامج حماية الشهود ولكن في دور استشاري لان هناك قسم مقرر المحكمة معني بمسألة حماية الشهود ويشرفون على هذا البرنامج. واننا نتشاور معهم في المسائل المؤسساتية ومسألة الشهود ما زالت قيد السرية المطلقة".

اضافت:"السيد بلمار لم يطلع احدا ايا كان على من يعتبرهم شهودا يستحقون او لا يستحقون الحماية لان ذلك له علاقة بسرية التحقيق ولم نعط هذه المعلومة لاي كان في المحكمة. السيد بلمار لم يتحدث مع احد بعدد او بأسماء او صفات شهود قد يعتمدهم لاحقا".

وردا على سؤال حول القرار الظني؟ قالت:" سوف تطلعون على القرار الظني عندما يصدر".

وردا على سؤال، اجابت: "اننا لن نتحدث عن اي اطار زمني للمحكمة والمحاكمات تبدأ عندما تكتمل وعندما يقدم بلمار القرار الظني لقاضي الاجراءات التمهيدية عندها يبدأ مسار المحاكمات".

وختمت: "بالنسبة الى التمويل، نحن الى يومنا هذا ليست لدينا أي مؤشرات ان الذين يمولون المحكمة، ومن ضمنهم الحكومة اللبنانية، قد يسحبون هذا التمويل. وحتى لو فرضنا حصول شح في التمويل ارجو ان تراجعوا الرقم 1757 الذي يقول ان لو حصل ان الامين العام لاحظ ان هناك صعوبات مالية يمكنه العودة الى مجلس الامن من اجل تقديم مقترحات اخرى لتأمين الاموال بشكل مختلف".