المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 19 تموز/2009

 

إنجيل القدّيس لوقا .42-38:10

وبَينَما هُم سائرون، دَخَلَ قَريَةً فَأَضافَتهُ امَرَأَةٌ اسمُها مَرتا. وكانَ لَها أُختٌ تُدعى مَريم، جَلَسَت عِندَ قَدَمَي الرَّبِّ تَستَمِعُ إِلى كَلامِه. وكانَت مَرتا مَشغولَةً بِأُمورٍ كَثيرَةٍ مِنَ الخِدمَة، فأَقبلَت وقالت: «يا ربّ، أَما تُبالي أَنَّ أُختي تَرَكَتني أَخدُمُ وَحْدي؟ فمُرها أَن تُساعِدَني» فأَجابَها الرَبُّ: «مَرتا، مَرتا، إِنَّكِ في هَمٍّ وارتِباكٍ بِأُمورٍ كَثيرَة، مع أَنَّ الحاجَةَ إِلى أَمرٍ واحِد. فَقدِ اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأّفضَل، ولَن يُنزَعَ مِنها».

 

بوزيان: عمل فريق التحقيق في انفجارات خربة سلم تعرض للعرقلة

إصابة 14 جنديا دوليا بجروح طفيفة ودورية لليونيفيل أطلقت النار تحذيرا

نوقع 14 آذار/  ١٩ تموز ٢٠٠٩

أعلنت الناطقة الرسمية باسم قوات الطوارئ الدولية المعززة "اليونيفيل" ياسمينا بوزيان، إصابة 14 جنديا من "اليونيفيل" بجروح طفيفة، وتضرر عدد من السيارات، نتيجة تعرضهم للرشق بالحجارة في منطقة بئر السلاسل - خربة سلم. جاء ذلك ردا على سؤال لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" عما حصل عصر اليوم على طريق بئر السلاسل - خربة سلم، حيث قالت: "خلال مجريات التحقيق المستمر والمنسق بين اليونيفيل والجيش اللبناني، حول الانفجارات في خربة سلم، وبينما كان جنود اليونيفيل والجيش معا في موقع يبعد كيلومتر واحد عن المكان، من أجل التثبت من بعض العناصر والمتعلقة بالانفجارات، تجمع نحو 100 شخص وحاولوا عرقلة الأعمال ورشقوا عناصر "اليونيفيل" الموجودة على الأرض بالحجارة وواجهوها. وعندما كبر الجمع نشرت "اليونيفيل" والجيش اللبناني قوات إضافية على الأرض من أجل احتواء الوضع ومنع أي تصعيد". أضافت: "وخلال مغادرة عناصر "اليونيفيل" للموقع، أطلقت إحدى دوريات "اليونيفيل" التي تمت محاصرتها من قبل مجموعة من الأشخاص، عيارات تحذيرية في الهواء لفتح ممر لها للخروج". وختمت بوزيان بالاشارة إلى انه "وخلال مجريات الأحداث أصيب 14 جنديا من "اليونيفيل" بجروح طفيفة، كما تضررت بعض السيارات ومنها سيارة إسعاف تابعة لفريق التحقيق". 

 

آذار: دمشق تستهدف "14 آذار" في خاصرتها المسيحية "الرخوة"

 بيروت - خاص: السياسة/أكد مصدر سياسي مطلع في قوى " 8 آذار", أن دمشق اتخذت قراراً بالانفتاح على مسيحيي قوى " 14 آذار", في محاولة لاستمالتهم وإبعادهم عن خط الممانعة والتصدي لعودة الوصاية السورية إلى لبنان. وشكلت دعوة الغداء التي وجهها النائب سليمان فرنجية لنجل رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل, وزيارة الوزير السابق وئام وهاب للرئيس أمين الجميل في بكفيا, بداية الترجمة العملية للقرار السوري, إذ من المعروف أن فرنجية ووهاب هما من أقرب المقربين إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح المصدر أن دمشق التي اقتنعت باستحالة تجاوز قوى الأكثرية النيابية بعد الانتخابات الأخيرة, ولاقت صعوبة بالغة في استمالة رئيس "كتلة المستقبل", والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري, ولاحظت دمشق أخيراً أن النائب وليد جنبلاط يشترط لمصالحتها, أن يزورها الحريري بصفته الرسمية بعد تشكيل الحكومة.

ولفت إلى أن دمشق قررت استهداف قوى " 14 آذار" في "خاصرتها الرخوة", وفقاً لتوصيف حلفاء النظام السوري في لبنان, أي استمالة قوى مسيحية ذات صوت مؤثر ولكنها ليست قوية كافية لتكون مستقلة, حيث من المعروف أن "حزب الكتائب" يبحث عن إعادة تجديد دوره السياسي مسيحياً ولبنانياً, ولكنه يدين بكتلته النيابية, أو على أقل معظمها لتحالفاته داخل قوى " 14 آذار". واشار إلى أن اقتراب قوى مسيحية مثل "حزب الكتائب", ولاحقاً "حزب الوطنيين الأحرار" وشخصيات مستقلة مختلفة, من الخط السوري, يحقق الغاية المطلوبة, إذ ينزع الغطاء المسيحي عن الحريري ويضعه في موقف أضعف إزاء دمشق, وفي الوقت نفسه فإن الطرف المسيحي الأقوى في " 14 آذار", أي "القوات اللبنانية", ستجد نفسها وحيدة في مواجهة تيار العماد ميشال عون ومن يدعمه.

 

 الصايغ: جنبلاط مؤتمن على مسار السيادة والحرية وعليه الحفاظ على الائتمان

 موقع 14 آذار/١٨ تموز ٢٠٠٩

  في حديث خاص لموقع "الكتائب"، قال النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ في شأن مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة :"إن حزب الكتائب يعتبر أن وليد جنبلاط هو مؤتمن على مسار السيادة والحرية والإستقلال في لبنان تماما كبقية الزعماء اللبنانيين الكبار وإن الوديعة التي بين يديه هي أثمن من أن تهرق وتلقى في أسواق السياسة اللبنانية التقليدية".

واضاف الصايغ: "لقد اعتبرنا سويا ان معركتنا الإنتخابية هي معركة مصيرية والفوز بها يكون هو خط الدفاع الأول عن مسيرة بناء الدولة، فنحن نتفهم تماما الحركة السياسية التي تهدف إلى فتح اللعبة الداخلية لإطلاق ديناميكية تلاقي أقله بالحد الأدنى الا اننا لا نقبل بان تتحول الوديعة التي نحن جميعا مؤتمنون عليها إلى رهينة".

وتابع الصايغ: "نريد في لبنان سلاما داخليا بين الأقوياء والشرفاء وكلنا معنيون بتحصين لبنان داخليا على أسس واضحة لا تتغير بتغير الظروف ونحن نعتبر أن الظروف تتطلب من ناحية تعميق التحالف الموجود مع وليد بك وتوسيعه من ناحية اخرى، فلا يكون التعميق على حساب التوسيع ولا التوسيع على حساب التعميق".

وختم الصايغ بالقول: "نحن على ثقة بأننا عبر الثقة المتبادلة والمسار المشترك سنعزز التوازن المفروض بين هذا التعميق وذلك التوسيع". 

 

 يعيدُ إعمار "ملف المقاومة" ويصيب الـ1701 والبيان الوزاري والحوار الوطني.. ويربط لبنان بأزمات المنطقة

عندما "يتكرّم" نصرالله بعدم طلب "الضمانات" لسلاحه!

المستقبل - الاحد 19 تموز 2009 - نصير الأسعد

في يوم واحد، أول من أمس، أعاد "حزب الله" تقديم ملف "المقاومة" وسلاحها، أي أعاد إبراز مبررات إستمرارها من وجهة نظره، ضاغطاً بذلك على ثلاثة عناوين دفعةً واحدة. على تشكيل الحكومة وبيانها الوزاري، وعلى طاولة الحوار الوطني، وعلى وجهة العلاقة بين لبنان وأزمة أو أزمات المنطقة.

نفخ الروح في "ملف الأسرى" ففي خطابه في الذكرى الأولى لإنجاز عملية التبادل مع إسرائيل، نفخ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الروح مجدداً في ملف صراعيّ مع إسرائيل، فتحدث عن ملف أسرى ومفقودين ورفات شهداء لا يزال قائماً، وذلك بعد عام فقط من إعتباره ان هذا الملف أُقفل. وهكذا، فقد غدا يحيى السكاف أسيراً حياً، والديبلوماسيون الإيرانيون الأربعة أسرى أحياء. وفي أقل تقدير عنده، إن هؤلاء مفقودون، وكشف مصيرهم يبرر عملاً مقاوماً "قائماً بذاته".

..و"عملية" كفرشوبا

وكان خطاب نصرالله مسبوقاً في اليوم نفسه بـ"تحرك شعبي" في خراج بلدة كفرشوبا، أشبه بـ"عملية للمقاومة". لكن من غير أن تكون عسكرية، كانت العملية مدنية. ولا يخفى أن الهدف منها "التذكير" بوجود منطقتين تحت الاحتلال هما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

في يوم واحد إذاً، أعاد "حزب الله" تظهير أن للمقاومة "قضية". قضية أرض وحدود من ناحية، وقضية إنسان أي قضية أسرى ومفقودين من ناحية ثانية. وها هو الملف حاضر من جديد.

بعد مخزن "خربة سلم"

وكان لافتاً أن حدثَي أول من أمس، العملية المدنية في كفرشوبا وخطاب السيد نصرالله، حصلا بعد أيام قليلة فقط من إنفجار مستودع أسلحة في بلدة "خربة سلم" جنوب الليطاني، تبين أنه مخزن أسلحة وذخائر تابع لـ"حزب الله". ولم يكلّف الحزب نفسه عناء تفسير سبب وجود ـ أو عدم إزالة ـ هذا المخزن، لا سيما أن المنطقة التي حصل فيها الإنفجار يحظّر فيها السلاح والمسلحون لأنها حصرية للجيش اللبناني ولقوات "اليونيفيل" المعززة.

لا يمكن قراءة ما جرى خلال الأسبوع المنصرم وصولاً إلى أول من أمس الجمعة، ومن ضمنه خطاب نصرالله، إلا بوصفه عملية "إعادة إعمار" لملف المقاومة وسلاحها من جانب "حزب الله". ومن نافل القول إن ما جرى يُصيب ـ أو يحاول أن يصيب ـ مجموعة من الأهداف معاً.

إصابة الـ1701 والإجماعات الوطنية

أول ما تصيبه هذه التطورات، هو القرار الدولي 1701 الذي أنهى حرب تموز 2006. ذلك أن تقديم مسوّغات لعمل مقاوم متجدد مستقل عن الدولة ومن خارجها من جهة، وعدم الإلتزام بالإمتناع عن التسلح وتخزين السلاح وممارسة العمل العسكري في منطقة جنوب الليطاني من جهة أخرى، هما تحد للقرار 1701. وإذا كان مما لا شك فيه أن القرار المذكور لم ينه قضية الأرض الحدود، وأن للبنان قضية أرض وحدود، فإن السؤال هو عن كيفية "الملاءمة" بين الإلتزام بمندرجات الـ1701 الذي تمت الموافقة عليه لبنانياً بالإجماع والذي يضع الجنوب في عهدة ثنائية الجيش "اليونيفيل" وبين تجديد عمل مقاوم من خارج الدولة.

وغني عن القول إن إصابة القرار 1701 إنما هي إصابة مباشرة لأحد الإجماعات اللبنانية الرئيسية. أي أن "حزب الله" يضيف الإجماع على الـ1701 إلى قائمة الإجماعات الوطنية "المطعونة" من قبله، ما يجعل الجنوب ولبنان بلا سقف ولا مظلة، في وقت تفتش إسرائيل عن ذريعة ضد لبنان، وفي وقت من مصلحة لبنان أن يُبقي إسرائيل في دائرة الإتهام بعدم إحترام القرار الدولي وبخرقه، وأن يبقيها في دائرة الضغوط تبعاً لذلك.

إنهاء الحوار الوطني.. وتقييد الحكومة

على أن "الإصابات" لا تقف هنا.

فعندما يعيد "حزب الله" تقديم ملف المقاومة وسلاحها بعنوانَي الأرض ـ الحدود والأسرى، يصبح "مفهوماً" معنى قول نصرالله إن "سلاحنا خارج النقاش" وقوله "لا نطلب ضمانات بشأن سلاحنا". أي أن نصرالله لا يريد فقط القول إن "سلاحنا خارج النقاش لأن هذا السلاح علّم من تجرأ على المناقشة فيه"، لكنه يريد أيضاً أن "يلبسه" وظائف ومهمات، وأن يقول إن هذا السلاح مستمر لإعتبارات وطنية لبنانية. وبهذا المعنى، وإذ تبدو "موافقة" السيّد نصرالله على بقاء موضوع السلاح على طاولة الحوار الوطني في بعبدا "مكرمة" منه(!) فإن ما يقصده فعلياً هو التطويق المسبق للحوار الجاري منذ أكثر من عام تحت عنوان "الإستراتيجية الدفاعية"، بل دفع الحوار إلى طريق مسدود، وفي "أحسن الأحوال" إحالة الحوار إلى عامل الوقت.. المفتوح، أي إنهاؤه عملياً.

تصيب التطورات إذاً القرار 1701 والإجماعات الوطنية والحوار الوطني بشأن "الإستراتيجية الدفاعية".. وتحاول أن تخفض سقف البيان الوزاري للحكومة العتيدة بحيث يصبح "نيل" البيان الوزاري للحكومة الحالية "حلماً".

.. وهات يا حوار!

الإصابات فادحةٌ. غير أن أخطر إصابة يمكن أن تحصل، هي إعتبار "حزب الله" أنه يستطيع بواسطة عملية "إعادة إعمار" الملف التي قام بها، التمويه على إحتمال إقدامه على "عمل عسكري" ذي أبعاد إقليمية في التوقيت الذي تراه إيران ملائماً لإعتباراتها الإستراتيجية.

بإختصار، إن "حزب الله" عندما يقول إنه لا يطلب "ضمانات" لسلاحه، فهو لا يفعل سوى أن يفرض مزيداً من الأمر الواقع، فـ"أنا أفعل في البلد ما أراه صائباً".. وهاتِ يا حوار!

 

رشق دورية دولية بالحجارة في خربة سلم وإسرائيل تحتج على دخول لبنانيين موقعاً في كفرشوبا

المستقبل - الاحد 19 تموز 2009 - الجنوب ـ "المستقبل"

ذكرت مصادر أمنية في منطقة بنت جبيل أن دورية مشتركة من القوات الدولية ضمت عناصر من الوحدتين الايطالية والفرنسية تعرضت عصر أمس لرشق بالحجارة من قبل شبان في بلدتي بئر السلاسل وخربة سلم، وذلك أثناء محاولتها الاقتراب من مكان الانفجار في مستودع الذخيرة التابع لـ"حزب الله" في حي "الدبشة" جنوب خربة سلم الثلاثاء الماضي.

وذكرت المصادر الأمنية أن الدورية "الدولية" انسحبت وغادرت المكان على الفور وشوهدت آلياتها الخمس تخرج من هناك باتجاه مواقعها.

الاحتجاج الإسرائيلي

واحتج الجيش الإسرائيلي على دخول لبنانيين أول من أمس الى موقع عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان.

وقال متحدث عسكري لوكالة "فرانس برس" نعتبر دخول مدنيين لبنانيين (الى الموقع) في خراج بلدة كفرشوبا انتهاكاً سافراً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701" الذي أمر في 2006 بوقف العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله. وذكرت الوكالة أن عشرات اللبنانيين قاموا أول من أمس بإزالة شريط من الأسلاك الحديدية في منطقة كفرشوبا المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان ورفعوا لبعض الوقت العلم اللبناني وعلماً لـ"حزب الله" على موقع إسرائيلي. وبعد نصف ساعة، تدخلت عناصر من اليونيفيل لدى الأهالي لإبلاغهم بوجوب التراجع فوراً، فانسحبوا الى مسافة قريبة، ثم تقدمت ثلاث دبابات إسرائيلية من طراز ميركافا من مركز المراقبة وعمد حوالي عشرة جنود الى نزع علم "حزب الله" والعلم اللبناني، ثم عادوا أدراجهم.

وقبل حوالي السنة، أقامت قوات الطوارئ الدولية سياجاً من الأسلاك الحديدية في بركة "بعثائيل" في محاولة لمنع رعاة الماشية من الجانبين من دخول المنطقة. وقبل أربعة أسابيع تقريباً، عمد الجيش الإسرائيلي الى وضع ساتر ترابي ثم برج مراقبة بين الأسلاك والخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة كحدود موقتة، ما أثار احتجاجات في لبنان.

وقال متحدث عسكري لبناني للوكالة إن التحرك الإسرائيلي هو "انتهاك فاضح للأراضي اللبنانية واستفزاز ومحاولة لتغيير الوضع القائم المتحفظ عليه أصلاً".

"علماء صور" على صعيد متصل ، انتقد "لقاء علماء صور" في اجتماع موسع عقده في مقره في صور القوة الدولية المعززة في الجنوب وطالبها ب"وقف الخروقات الاسرائيلية وادانتها" معتبرا "انها متواجدة في الجنوب لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة لبنان وانها لا ترى الا بعين واحدة وحين يحصل خرق اسرائيلي لكفرشوبا وهو حاصل تقول القوة الدولية على لسان الناطقة باسمها ياسمينا بوزيان ان كفرشوبا خارج نظاق اليونيفل". ورأى اللقاء "ان قضية مستودع الذخيرة التي تحدثت عنه القوة الدولية في خربة سلم بأنه خرق للقرار الدولي 1701 هو مستودع موجود على الأرجح منذ ما قبل حرب تموز". مؤكدا "ان هناك خروقات برية وبحرية وجوية اسرائيلية للقرار الدولي 1701 تصمت عليها القوة الدولية خدمة لاسرائيل".

 

القزي: يدل على عدم الاستعجال في تأليف الحكومة

المستقبل - الاحد 19 تموز 2009 - اعتبر مستشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سجعان القزي أن كلام الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله "يدل على عدم الاستعجال في تأليف الحكومة، وكأنه يوحي بأن الدولة لا تحتاج مؤسساتها لأن الغير يكتفي بمؤسساته الخاص". وقال في حديث الى تلفزيون "أو تي في " أمس، إن "عُقد تشكيل الحكومة خارجية، سوريا تريد أن تعرف مصيرها مع اميركا، والسعودية تريد معرفة مستقبل علاقتها مع سوريا، ومصر تريد ان تعرف مصير الطائفة السنية في العالم العربي، وإيران تريد معرفة مستقبلها مع أميركا، وكل هذا يجعل لبنان رهينة في أيدي الخارج". ورأى أن "اتصالات سوريا وحلفائها دائمة وليس كل ما يحصل نستطيع ان نراه"، لافتاً الى أن الجميع "يريد الدولة الواحدة لا الدويلات، وذلك يتحقق عبر احترام قرارات طاولة الحوار، والقرارات العربية والدولية، وهذا ما نختلف عليه في مع حزب الله". وانتقد كلام نصر الله عن "الالتزام بتحرير كل الأسرى العرب من السجون الإسرائيلية"، متسائلاً "كيف يريد التهدئة ويلتزم بتحرير الأسرى؟ فهذا يجعل لبنان عرضة لأي اعتداء اسرائيلي في أي وقت".

 

"الأطلسي": إسرائيل دجنت "حزب الله" وضاعفت قوتها التدميرية

وجود اليونيفيل والجيش اللبناني في الجنوب وسّع الحزام الأمني الإسرائيلي حتى الليطاني

لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

فند خبيران عسكريان بريطاني وبلجيكي في قيادة حلف شمال الاطلسي في بروكسل امس نتائج الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" على الاراضي اللبنانية بعد مرور ثلاثة اعوام على "الانفجار الكبير الذي أعاد لبنان امنيا وعسكريا واقتصاديا عشر سنوات على الاقل الى الوراء", تلك النتائج التي "مازالت تداعياتها وانهياراتها متلاحقة ومستمرة في هيكلية هذا الحزب الاكثر تسليحا وخطورة كقوة ميليشياوية في منطقة الشرق الاوسط, مخلفة فيه ندوبات وتشوهات لم يعد معها قادرا على الظهور بمظهر "المقاومة ضد الاعداء" بعدما حول سلاحه الى صدور الفئة الكبرى من اللبنانيين في اخطر عملية "مقاومة" للدولة الشرعية القائمة من اجل تثبيت دويلته الهجينة على غرار ما فعلته حركة طالبان الافغانية بسيطرتها على كل البلاد وحكمها بالحديد والنار والتزمت الديني, وانتهت باحتلالها وزوال هذا الحكم الاستبدادي الاكراهي لشعب بكامله".

وقال خبيرا الاطلسي في تقرير تفصيلي وضعته لجنة خبراء عسكريين وسياسيين في الحلف ك¯ "ركيزة للانطلاق منها الى فهم تلك الحركات والمنظمات والاحزاب العنيفة المدمرة في منطقة الشرق الاوسط", ان "حزب الله الذي برز في بادئ الامر كرديف شيعي في المنطقة والعالم "لتنظيم القاعدة" السني السلفي, تحول منذ حرب (يوليو) 2006 مع اسرائيل الى "قوة بديلة" عن "القاعدة" بل ومتقدمة عليها, حيث وصفه مسؤولون اميركيون وغربيون بأنه "القوة الاولى في العالم التي تشكل خطرا ارهابيا داهما على المجتمعات الشرق اوسطية والدولية", استنادا الى منع دولة عسكرية هي الاقوى في المنطقة (اسرائيل) وتمتلك عدة مئات من الرؤوس النووية من تحقيق اهدافها في حرب ضد دولة صغيرة عاجزة غير محاربة مثل لبنان", الا ان هذا التصدي للجيش الاسرائيلي "لم يعن على الاطلاق ان الخطط الجوهرية العبرية لم يتحقق معظمها في تلك الحرب".

لقد انشأت اسرائيل على حدودها مع لبنان "حزاما أمنيا" جديدا (بعد حزام امنها السابق الذي انتهى بانسحابها العام 2000) ولكن هذه المرة بجيش دولي تابع للامم المتحدة دون ان تكبد نفسها اي خسائر بشرية او مادية او معنوية, وهو اوسع من حزامها السابق وصل الى حدود نهر الليطاني "ما بين 10 و20 كيلومترا في العمق اللبناني", وهذا امر بالغ الاهمية والخطورة.

فرضت اسرائيل "عبر القرار 1701" عودة الجيش اللبناني الى الجنوب وعلى طول حدودها مع لبنان على حساب تواجد ميليشيات "حزب الله" وقوته التسليحية.

افرغت اسرائيل بذلك جنوب الليطاني من تواجد الآلة الحربية الايرانية على حدودها.

اجبرت اسرائيل منذ تلك الحرب قيادات "حزب الله" وعلى رأسها امينه العام حسن نصرالله على البقاء تحت الارض لا تجرؤ على الخروج علنا طوال السنوات الثلاث الماضية.

كبدت ترسانة "حزب الله" العسكرية وبنيته البشرية المسلحة خسائر فادحة بلغت نحو ثلثي ما يمتلك قبل التعويض عليه عبر الحدود السورية.

مازالت بنى "حزب الله" التحتية العسكرية والأمنية والاقتصادية غير مكتملة حتى الآن بسبب عنف الضربة التي وجهتها اليه اسرائيل.

تمكنت اسرائيل بحربها المفرطة في القوة من تحويل سلاح "حزب الله" الى الداخل ضد شرائع واسعة من اللبنانيين, ما ادى الى نقمة مذهبية - طائفية عليه لا يمكن ان تنتهي من الآن, وقد افقده ذلك الدعم الشعبي الداخلي له والالتفاف الذي احيط به خلال الحرب ومواقع اقدامه داخل المجتمعات السنية والدرزية والمسيحية في أي حرب مقبلة.

كبدت اسرائيل - بسبب "حزب الله" "ما حمل امينه العام على اطلاق مقولة (لو كنت اعلم) - البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية خسائر واضرارا مازال عاجزا حتى اليوم عن النهوض بأعبائها وطوقت عنقه بمليارات الدولارات من الديون غير المنظورة الى جانب الديون المعلنة والبالغة نحو 50 مليارا.

لم يطلق حزب الله رصاصة او صاروخا واحدا منذ ثلاث سنوات على الاراضي الاسرائيلية ما يؤشر الى انه لم يعد مستعدا للقيام بأي مغامرة عسكرية ضد الدولة العبرية من جهته ما لم تباشر هي الى شن عمليات ضده.

اذا كان حزب الله ضاعف عدد صواريخه من ايران من نحو 12 الفا الى ما بين 20 و25 الفا, فان اسرائيل التي اعلنت انها "استعادت قوة ردعها", ضاعفت هي الاخرى قوة اسلحتها ونيرانها بحيث ان 12 الف صاروخ او 30 الف صاروخ باتت نتائج تدميرها واحدة تقريبا.

  لو كان حزب الله "انتصر" فعلا في حرب ,2006 لما واجه هذه الهزيمة النكراء في الانتخابات النيابية الاخيرة ولم يكسب هو وحلفاؤه مقعدا جديدا واحدا في البرلمان الجديد, وهذا بحد ذاته دليل قاطع على تراجع شعبيته التي كانت لتكون مضاعفة لو حقق اي شيء حقيقي وملموس ضد اسرائيل.

كشفت حرب 2006 الدور الايراني في المنطقة علنا دون  تورية, بعدما كانت طهران تنفي باستمرار نواياها وعلاقاتها بالوضع الداخلي اللبناني, وقلبت الرأي العام السني الطاغي على المنطقة ضدها.  ان مجرد صدور القرار الدولي 1701 على ما هو عليه من تكبيل لحزب الله ليس في المناطق الجنوبية فحسب بل في كل الاراضي اللبنانية "نشر جيش لبناني على الحدود مع سورية لمنع تهريب السلاح اليه وقوات بحرية دولية لمراقبة عمليات التهريب الاخرى اليه من البحر", هو لصالح اسرائيل التي اطلقت في المقابل يدها في اجواء لبنان بكل حرية ودون اي مقاومة. ان حرب تموز (يوليو) العام 2006 منحت دعاة تطبيق جميع القرارات الدولية, ومن ضمنها القراران 1559 و,1701 زخما اكبر في تضييق الخناق الدولي على حزب الله والدولة اللبنانية للاسراع في تنفيذها, وابقت هذه القرارات سيفا مصلتا على عنقيهما حتى تنفيذها بالكامل.

ان خطط اسرائيل الحربية في العام 2006 لم تلحظ على الاطلاق القضاء المبرح والكامل من حزب الله وقواه العسكرية والاقتصادية, وانما اعتمدت مبدأ اضعافه الى الحدود الدنيا, تماما كما فعلت بعد ذلك في غزة ضد حركة حماس, اذ ان اللعبة الاسرائيلية مازالت قائمة على نسف الدول العربية من الداخل عبر اشعال حروب اهلية بين سكانها تماما ايضا كما يحدث في فلسطين بين حماس والسلطة الفلسطينية, وكما يحدث في لبنان بين السنة والشيعة والمسيحيين.

 

حزب الله يبحث عن تسوية بشأن سلاحه والمحكمة الدولية

 استوعب درس الانتخابات وفشل المعارضة بالحصول على الغالبية

"السياسة" - خاص: فسر مصدر قيادي في " 14 آذار" اللهجة الهادئة للأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه أول من أمس, بجملة معطيات, أولها أن الحزب استوعب درس الانتخابات النيابية وفشل المعارضة بالحصول على الغالبية, ما اضطره للبحث عن تسوية مع الرئيس المكلف سعد الحريري, وتسليفه المرونة والتعاون وإظهار الرغبة في تذليل العقد أمام تشكيل الحكومة, للحصول على ضمانته السياسية الدائمة للحزب وسلاحه, وعدم العودة إلى أجواء الصدام التي حكمت السنوات الماضية. وأوضح القيادي أن الحزب وجد أن تركيز السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة على منع إسرائيل من شن حرب على إيران والسعي للحوار الأميركي معها, يلغيان الوظيفة القتالية للحزب على الصعيد الإقليمي, ويحصران دوره في الطابع الدفاعي وهو ما يرفع منسوب حاجته للحضن المحلي. ولفت إلى أن الحزب يخشى من تفاعلات صدور القرار الاتهامي, في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري على النحو الذي تضمنته تقارير صحافية, مثل "دير شبيغل" الألمانية و"ليبراسيون" الفرنسية, وتوقعات سياسية كشف عنها الوزير السابق وئام وهاب, وحذر منها النائب وليد جنبلاط.

واعتبر أن إصرار نصر الله على القول إنه لم ولن يطلب ضمانات لحزبه في موضوعي السلاح والمحكمة, يأتي معاكساً للسياق السياسي في البلد, حيث جاء نفيه لطلب الضمانات في معرض التهديد المبطن ليس إلا, وإذ لم يذكر في خطابه أحداث 7 مايو, إلا أنه قالها للحريري صراحة في اجتماعهما الأخير, عندما اعتبر أن عدم حصول المعارضة على الثلث المعطل, قد يدفع الحكومة المقبلة إلى تكرار "فعلة" الحكومة السابقة والتي أدت إلى الأحداث الدموية المعروفة. وأشار المصدر إلى أن نصر الله حاول طمأنة الحريري من أنه لن يتعرض لضغوط داخلية, أي من قوى " 8 آذار", ولكنه في الوقت نفسه حذره من أن عدم الاستجابة لمطلب الثلث المعطل, قد يؤخر الحكومة إلى نهاية الصيف, والى هذا الهدف وجه نصر الله أكثر من رسالة, فكبح جموح العماد ميشال عون الذي يهول على الأكثرية للإسراع في تشكيل الحكومة, وفرملة اندفاعة الرئيس نبيه بري نحو القبول بتسوية غامضة لموضوع الثلث المعطل, كما أرسل الرسالة الأقوى إلى الجميع, بأنه الطرف الأقوى في " 8 آذار", وأنه المحاور الوحيد.

 

عبدو لـ "صوت لبنان": تعطيل تشكيل الحكومة ايراني ووجود السلاح خارج الشرعية هو عنصر اساسي لاضعاف الجيش اللبناني

صوت لبنان 18/07/09

اعتبر السفير جوني عبدو، في حديث لـ "صالون السبت" من "صوت لبنان" ان الذي ربح الانتخابات في لبنان هو جمهور الرابع عشر من آذار الذي يسبق دائماً قياداته، ملاحظاً ان كل المؤشرات تدل على ان المعارضة لم تقبل بالنتائج وتعمل على تعطيلها.

ولفت عبدو الى ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي زار فرنسا قبل الانتخابات باسبوعين وأبلغ السلطات الفرنسية ان لديه تقريراً كاملاً عن نجاح المعارضة في لبنان يالانتخابات بنتائج كاسحة، ونصح القيادة الفرنسية بفتح قنوات جديدة مع المعارضة لانها ستتولى الحكم فجاءت المفاجأة بانتصار قوى الرابع عشر من آذار وهذا ما أوجب تبريرات قدمها الامين العام لحزب الله في اطلالته الثانية بعد الانتخابات عن سبب اخفاق قوى 8 آذار.

واعتبر ان الملف اللبناني اخذ مساحة كبيرة في اللقاءات السورية-السعودية ولم تنتج عنها قرارات حاسمة.

وأشار الى ان السوريين أرادوا وتمنّوا ان يقوم الحريري بزيارة سوريا قبل التأليف وبحسب معلوماتي فان الحريري كان يريد الذهاب الى دمشق بعد التشكيل ليعلن ويؤشر ان لبنان لا يحكم ضد سوريا ويعود بنتيجة ان لبنان لا يحكم من دمشق وهذه معادلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

واضاف: "نريد ان يعترف النظام السوري بان لبنان لا يحكم من دمشق".

وتابع عبدو: "لا اعتقد ان التعطيل سوري فالدور لايران في التعطيل أو عدم التعطيل، اذ ان سوريا لا تريد التعطيل لانها تعلم ان زيارة الحريري لها ستعطيها جرعة كبيرة من الاطمئنان وتعلم ان الضرر الذي لحقها جراء منحى 14 آذار خلال الفترة السابقة كان كبيراً.

واعتبر ان التطمينات التي تعطى حتى من قبل بري في ما خصّ تشكيل الحكومة زائفة لانه اذا كانت الامور محلولة فلماذا الانتظار الى آخر تموز؟

وقال عبدو: "ان كل اجواء التفاؤل لدى المعارضة والتهدئة الحاصلة من قبلها هي للقول بانه اذا تعرقلت الامور فبسبب الرئيس المكلف وهل يعني عدم القبول بشروطها 7 أيار جديداً سياسياً مدعوم بالسلاح".

ورأى ان محاولات فصل ايران عن سوريا ستبوء بالفشل لانه لا يمكن استبدال المساعدات الايرانية للنظام السوري باي بلد عربي آخر.

ورأى ان سوريا تستفيد من التقارب مع السعودية كما يستفيد منه العالم العربي وخاصة لبنان فدمشق تريد ترميم جسورها مع العرب ولا تريد ان توصف كأنها دولة خارجة عن النطاق العربي.

واضاف عبدو: "ان فرقاء الأقلية عندما يقولون ان العلاقة الجيدة مع سوريا تخدم الاستقرار هذا يعني ان بيد سوريا استقرار لبنان وكأن هناك اعترافاً من قبل الأقلية بان دمشق هي وراء عدم الاستقرار في لبنان وعندما يقال ان الاتصال الفرنسي مع سوريا يفيد لبنان هذا يعني ان هناك اعترافاً بشرعية النفوذ السوري في لبنان.

وعن سلاح حزب الله، أكد انه يؤيد موضوع سلاح حزب الله لمواجهة اسرائيل ولكن حتى هذه الساعة فان نصرالله وحزب الله لم يطمئنا اللبنانيين الى عدم استخدام السلاح في الداخل وكل الاتصالات واللقاءات التي حصلت بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله او بين الاخير والنائب وليد جنبلاط لم تطمئننا، واصفاً السلاح بانه سيف مسلط على كل الفرقاء ويعطي حجة قرية للأقيلة بالسير بمطالبها.

ورأى ان الاتصالات الجارية بين الرئيس المكلف والنائب ميشال عون هي لتسويق توزير جبران باسيل ليس أكثر مشيراً الى ان هذه الاتصالات لم يخرج عنها اي ايجابيات حتى الآن.

وأشار الى ان الاهتزازات الامنية لا يقوم بها الا من يملك السلاح وهناك مسؤولية كبرى على من يحمل السلاح في حال اي اهتزاز امني.

اضاف عبدو: "لا أحد يستطيع ان يقول لحزب الله وفقاً للتهديدات الاسرائيلية "ابقَ متفرجاً ولا تتسلّح وأدعو القيادات المسيحية الى توحيد جهودهم لمنع استخدام السلاح في الداخل".

ولاحظ توازناً في الرعب بين سلاح حزب الله وطموحات اسرائيل يحمي لبنان من المغامرات الاسرائيلية اما اذا كان السلاح عند الدولة فهذا سجعلها مسؤولة امام المجتمع الدولي.

وقال ان حماية المقاومة تأتي بعدم دخولها الى مجلسي النواب والوزراء وتبقى مقاومة اساسية في وجه اسرائيل.

وشدد على انه لا يجوز السكوت عن الاختراقات الاسرائيلية للقرار 1701 ولكن هذا لا يعني ان الاختراقات من الجانب اللبناني يجب ان تحصل.

عبدو تطرق الى حديث الامين العام لحزب الله حسن نصرالله امس وقال ان نصرالله يريد تحويل الانظار عن موضوع مخزن الاسلحة الذي انفجر اخيراً في خربة سلم.

واضاف: "ان التمثيلية التي حصلت امس في كفرشوبا هي ايضاً لتحويل الانظار عن مستودع أسلحة خربة سلم.

ولفت الى انه عندما يقال ان لبنان يواجه العدوان بجيشه ومقاومته وشعبه فهذا يعني التداخل بين العناصر الثلاثة، معتبراً ان الجيش لا يزال غير قادر على اعطاء اللبنانيين الاطمئنان الكافي بان أمنهم مؤمن.

واضاف: "لا شك بان وجود السلاح خارج الشرعية هو عنصر اساسي لاضعاف الجيش اللبناني".

واعتبر ان التنسيق بين الجيش والمقاومة هو تنسيق من جانب واحد اذ ان الجيش هو من ينسق مع المقاومة وليس العكس وأكبر دليل على ذلك ما حصل في مسألة استشهاد النقيب الطيار سامر حنا.

ولاحظ ان هناك شرطاً اساسياً من المعارضة ولا حياد عنه لتسهيل تأليف الحكومة هو الثلث المعطل وتأكيداً من 14 آذار بعدم العودة الى هذه التجربة الفاشلة ولاسيما ان الاكثرية أصبحت فعلية رغم تأكيدات حزب الله بان المعركة ستكون رابحة مئة في المئة واعلان ميشال عون انتصاره عبر قانون الانتخاب العائد به من اتفاق الدوحة.

واكد عبدو ان التسهيلات التي أعطيت للبنان لتشكيل حكومة "صنع في لبنان" هي بنسبة عالية جداً.

واعتبر ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري لا يقبل ان يكون هناك اي قرار خارج عن الطائفة الشيعية بالمطلق.

وأشار عبدو الى انه بيد الأقلية من اللآليات لعدم استئثار الاكثرية بالحكم ما يسمح لها بالقبول بعشرة أو تسعة وزراء.

وحذّر من ان فشل المفاوضات الخارجية سيكون كبيراً على الوضع في لبنان ولاسيما على تشكيل الحكومة ما سيطيل عمر حكومة تصريف الاعمال.

وقال عبدو ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات هو مشكلة لبنانية سورية سيحل فور عودة العلاقات الى طبيعتها بين لبنان وسوريا وهي اول ايجابية لقاء الحريري والمسؤولين السوريين.

واكد عبدو ان 14 آذار شكّلت حماية لولاية رئيس الجمهورية من حيث تدري او لا تدري عبر ربحها الانتخابات لان فوز المعارضة كان سيعرّض الرئاسة لاهتزازات.

وقال ان الحديث عن عدد معيّن من الوزراء يًعطى للرئيس هو كلام مؤلم واذا كان عون يريد تصفية حسابات مع رئيس الجمهورية فلا يجوز ان تكون على خساب المصلحة اللبنانية العليا.

ولاحظ تفاهماً شديداً بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري مشدداً على ان الرئيس هو ضامن للدستور.

ورداً على دعوة عون الى تعديل الدستور لصالح حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، لفت عبدو الى ان للرئيس الحق بكل الحكومة فهل يطالب عون بتعديلات دستورية لتخفيف صلاحيات الرئيس وحصته؟

وحذّر من ان اعتذار الحريري عن التأليف سيعيد البلد الى انقسامات حادة تترجم على الارض.

وقرأ في دعوة نصرالله الى عدم الضغط على الرئيس المكلف بعامل الوقت ما معناه "اتركوا الحريري يقبل مطالبنا وهذا يحتاج الى وقت ويستنتج انه لا يمكن تأليف حكومة من دون ثلث معطّل ويرضخ لشروطنا"، الا ان عبدو اعتبر ان صبر الحريري أطول ما يعتقدون.

واعتبر ان الموقف والقرار عند جنبلاط تحركهما تطورات سريعة ومتسارعة ولكن من يعرفه يلامس حقيقة قراءاته للمرحلة وان كانت مواقفه تثير العجب والحساسيات في بعض الاوقات تماماً مثل المتغيرات في المنطقة.

واذ دعا الى تفهم مواقف النائب وليد جنبلاط وخوفه على الجبل وعلى الوضع في لبنان، اعتبر عبدو ان رئيس اللقاء الديمقراطي يرغب بتفاهم سني شيعي لتأمين الحماية لطائفته.

ولاحظ قلقاً درزياً حقيقياً وتململاً داخل الطائفة الدرزية من مواقف جنبلاط، معتبراً ان قاعدة الحزب التقدمي الاشتراكي في جهة وجنبلاط في جهة ثانية.

واعتبر ان جنبلاط سيبقى في الاكثرية لانه من الارقام الرئيسية في 14 آذار ولن يكون من الارقام الرئيسية في 8 آذار، مسجّلاً تحفظات على اتهام جنبلاط لحلفائه المسيحيين بالانعزالية.

واوضح ان الانقسام الحاصل يزول عند تشكيل الحكومة واصرار المعارضة على الثلث يعني بقاء الانقسام الذي سيترجم عند الشعب.

ورأى ان توجيهات التيار الوطني الحر قائمة على كره الآخرين مشيراً الى ان عون سيبقى يهاجم رئيس الجمهورية والبطريرك صفير.

وقال عبدو ان لا لون استراتيجياً للمصالحات المسيحية مشيداً بالتنوع الحاصل في الساحة المسيحية الوطنية ويجب ان تكون المصالحات اساساً لاستراتيجية واحدة وليست على قاعدة بوس لحى.

وحذّر من ان القرار الظني الصادر عن المحكمة الدولية ونتائجه ستشكّل زلزالاً في لبنان والمنطقة وهذا يعني ان لبنان يجب ان يكون متحصناً لاحتواء هذا الزلزال.

واعتبر انه من مصلحة الجميع ان تكون الحكومة مؤلفة عند صدور القرار عن المحكمة ويكون الانسجام موجوداً داخلها والانقسامات قد زالت.

واعتبر انه للرئيس المكلف من القناعة والوطنية ما يكفي لاحتواء اي قرار يصدر عن المحكمة بشكل صحيح يخدم مصلحة لبنان دون الخروج عن الحقيقة والعدالة.

وعن الوضع الاقليمي رأى ان الولايات المتحدة تضغط على اسرائيل حتى قبل وصول اوباما الى الرئاسة ولكن هذا التوجه أخذ يتلاشى معتبراً ان اوباما سيحتاج الى اللوبي الصهيوني بعد سنتين لدعمه لولاية جديدة وبالتالي طلباته من اسرائيل ستتلاشى.

وتطرق عبدو الى الدعوى التي اقامها اللواء جميل السيد ضده امام المحاكم الفرنسية، فقال ان "الدعوى لا زالت في رأس الذي قدمها" لأني حتى الآن لم اتبلغ اي دعوة، ولكن صاحب هذه الدعوة يريد ان يقدم دعوة اعلامية فقط وبالأخص انه اصطحب معه تلفزيون "المنار".

وختم عبدو مشيراً الى ان الحكومة ستتألف عندما تنضج لدى جميع الفرقاء فكرة الوفاق الوطني وعدم الانقسام داخل مجلس الوزراء، معتبراً ان الثلث المعطل هو ترجمة للانقسام، ومحذراً من ان من يملك السلاح ويعارض داخل الحكومة يمكن ان يعود الى ايام مجيدة في استعمال السلاح في الداخل والقيام بـ 7 أيار جديد.

 

اسرائيل: دخول مدنيين لبنانيين لموقع كفرشوبا انتهاك سافر للقرار 1701

نهارنت/اعتبرت اسرائيل السبت ان دخول مدنيين لبنانيين الى موقع كفرشوبا الجمعة يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 في ثاني موقف اسرائيلي من هذا النوع خلال ايام بعد ان أشارت الى ان انفجار خربة سلم خرق ايضا القرار الدولي. وقال متحدث عسكري اسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية: "نعتبر دخول مدنيين لبنانيين الى الموقع انتهاكا سافرا لقرار مجلس الامن الدولي 1701".  وأكد المصدر ان "هؤلاء المدنيين، وبينهم اطفال، عرضوا أنفسهم للخطر"، مضيفا ان "قواتنا امتنعت عن عمد عن التدخل بعد ان لاحظت ان المدنيين لم يكونوا مسلحين". وقد قام عشرات اللبنانيين الجمعة بإزالة شريط من الأسلاك الحديدية في منطقة كفرشوبا المتنازع عليها بين اسرائيل ولبنان ورفعوا لبعض الوقت العلم اللبناني وعلما لحزب الله على موقع اسرائيلي. وبعد نصف ساعة، تدخل عناصر من اليونيفيل لدى الأهالي لإبلاغهم بوجوب التراجع فورا، فانسحبوا الى مسافة قريبة. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية ان ثلاث دبابات اسرائيلية من طراز ميركافا تقدمت حينها من مركز المراقبة وعمد حوالى عشرة جنود الى نزع علم حزب الله والعلم اللبناني، ثم عادوا ادراجهم. وقبل حوالى السنة، اقامت قوات الطوارىء الدولية سياجا من الاسلاك الحديدية في بركة بعثائيل في محاولة لمنع رعاة الماشية من الجانبين من دخول المنطقة. وقبل أربعة اسابيع تقريبا، عمد الجيش الاسرائيلي الى وضع ساتر ترابي ثم برج مراقبة بين الاسلاك والخط الازرق الذي رسمته الأمم المتحدة كحدود مؤقتة، ما اثار احتجاجات في لبنان.

 

حزب الله يملك اسلحة دفاع جوي؟

الشراع/هل اجرى حزب الله تجربة إطلاق صاروخ مضاد للطائرات في مكان ما في البقاع؟ وهل هذا يعني ان الحزب بات يملك منظومة دفاع جوي تتضمن شبكة رادارات متنقلة لاعتمادها في اماكن استراتيجية قد تكون ثغرة ينفذ منها طيران العدو الصهيوني للاغارة على لبنان منها، او لتهديد ايران كما يتردد مؤخراً. مصادر امنية مختلفة تتداول هذه الاخبار، وتقول اذا كان - هذا صحيحاً - فهذا يعني ان لبنان بات خط الدفاع الاول عن ايران لأن اسرائيل ترى ان ايران عدوها الاول، وهي مصممة على تدمير منشآتها النووية وان حزب الله سيقصف اسرائيل ويستدرجها الى حرب في لبنان وسيفاجئها بقدراته الدفاعية الصاروخية اذا قررت الاغارة الجوية الواسعة على لبنان مثلما فعلت في عدوان عام 2006.

بعد عون/يحذر النائب سليمان فرنجية في مجالس خاصة من وضع المسيحيين المحسوبين على ميشال عون اذا غاب هذا الاخير، لأن تياره الكبير سيفقد رأسه وسيدب الخلاف بين الصغار بعده كصهره جبران باسيل وابن اخته آلان عون، وهذا ما دفعه لدخول كتلته النيابية وهو يتحرك بقوة في مناطق كسروان وأماكن نفوذ عون لمحاولة الامساك بمفاتيح قوة عون الشعبية عله يكون وريثها الحقيقي.

مخازن اسلحة/بعد انفجار مخزن ذخيرة لحزب الله في بلدة خربة سلم وصلت الى قيادة الجيش في الجنوب شكاوى تظهر مخاوف من وجود مخازن عديدة للحزب في مناطق متفرقة وآهلة بالسكان في عدة قرى جنوبية طالبة التحقيق والبحث وإقناع حزب الله بنقل هذه المخازن حرصاً على حياة ابناء القرى هذه.   

 

توجس حزب الله من بلمار  

 الشراع/ أبدت أوساط مقربة من حزب الله توجسها من شهر أيلول/سبتمبر المقبل وما يمكن أن يشهده من تطورات أخطرها بالنسبة إليه صدور تقرير المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دانيال بلمار. الأوساط نفسها تخشى من أن يكون التقرير نسخة طبق الأصل عن تقرير نشر في مجلة ((دير شبيغل)) ويتضمن رواية تورط مجموعة من حزب الله في عملية الاغتيال. وتقول الأوساط ان الخشية هي من إصدار بلمار استنابات قضائية بتوقيف عدد من أعضاء حزب الله بينهم عبد المجيد غملوش الذي تحدث تقرير ((دير شبيغل)) عنه بإسهاب.

تدريبات ومناورات في البقاع

علمت ((الشراع)) ان مجموعة من المهندسين والخبراء العسكريين الإيرانيين أشرفوا منذ أسابيع على عمليات بناء ملاجىء وتحصينات وحفر أنفاق في مناطق في البقاع الغربي لصالح حزب الله. وأجرى الحزب في منطقة جنتا – الشعرة في جرود منطقة النبـي شيت في البقاع الشرقي مناورات وتدريبات بالذخيرة الحية لمجموعات من حركتي الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين، وحماس، وعدد من عناصر تنظيم ((أنصار الله)) بحضور مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني برئاسة مقدم لقبه ((باقري)).

في الوقت نفسه تواصل مجموعات من سرايا المقاومة تدريباتها في معسكرات للحرس الثوري شمالي طهران في دورات متواصلة تستمر حتى أواخر شهر آب/أغسطس المقبل.

الاتحاد – الحركة التصحيحية: لاستحضار روح تموز

دعا حزب الاتحاد – الحركة التصحيحية إلى استحضار روح تموز/يوليو لتعزيز قدرات الوطن وقال الاتحاد في بيان: ((في الوقت الذي يحيي فيه المقاومون عناصر وقيادة الذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو 2006، يؤكد حزب الاتحاد (الحركة التصحيحية)، أهمية وضرورة توحيد كافة القوى في مواجهة العدو لاستعادة تلك الصورة الرائعة التي أكدتها تلك الإرادة التي جسدتها عزيمة المقاتلين في مواجهة أشرس عدوان، ووحدة الموقف اللبناني الذي شكل الجبهة الأساسية التي أفشلت جميع أهداف العدوان السياسية)).

وأضاف: ((وفي هذه المناسبة ولبنان يعيش زمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، على القوى السياسية كافة أن تعمل على الاسراع بتشكيل الحكومة وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك قولاً وعملاً، والابتعاد عن الحصص والصغائر التي تعيق مسيرة نهضة الوطن)) مشدداً على ان ((روح تموز/يوليو وقضايا الوطن والمواطنين تتطلب الانتقال من حال التجاذب إلى حال التوافق حول مصالح الوطن والمواطنين وجعلها في سلم الأولويات، ومن ثم الانتقال لبحث استراتيجية دفاعية تنصهر فيها كافة الامكانات لتعزيز سبل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية كافة وفي مقدمها أطماع العدو الصهيوني واستهدافه للبنان ودوره ومقاومته)).

يونيفيل 3

ملحق عسكري في إحدى سفارات الدول الغربية يتحدث بشكل جازم عن ان حكومة بنيامين نتنياهو ستشن حرباً واسعة النطاق ضد لبنان مستهدفة حزب الله خلال الشهرين المقبلين.

الملحق المذكور تحدث عن ضربات جوية كثيفة في اليومين الأولين للحرب لضرب القسم الأكبر من الشبكة الصاروخية للحزب كما تحدث عن ان نطاق الحرب سيمتد إلى البقاع ويتركز على منطقة بعلبك – الهرمل وجرودها. أما الهدف من العدوان الجديد فهو تفعيل عمل القوات الدولية لتكون يونيفيل 3 بعد يونيفيل 1 التي نشأت في العام 1978 اثر صدور القرار 425 ويونيفيل 2 التي نشأت في عام 2006 اثر صدور القرار 1701.

مؤتمر ((أمل)) دينامية جديدة لإعادة إنهاض الحركة

يستعد رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئاسة جديدة لحركة ((أمل))، في أعقاب الرئاسة الجديدة في مجلس النواب التي فاز بها اثر الانتخابات النيابية بأكثرية 90 صوتاً.

المؤتمر يعقد الأحد (19 الجاري) في مركز باسل الأسد في صور ويحضره نحو 1200 مندوب، وهو استثنائي لمواكبة المرحلة الجديدة بإطلاق دينامية جديدة للعمل، ومواكبة حيوية رئيسها نبيه بري السياسية بحيوية تنظيمية.

المؤتمر كانت حضرت له لجنة تحضيرية أعدت التقريرين السياسي والتنظيمي وأعدت خطة عمل من أجل إعادة النهوض بالحركة.

اللجنة التحضيرية ستقترح على المؤتمر تفويض الرئيس بري بتعيين مسؤولي الأقاليم والمناطق. ومن المتوقع أن تجري بعض التغييرات الطفيفة، بحيث يتم انتخاب الشيخ حسن المصري عضواً في هيئة الرئاسة بدلاً من عباس نصرالله وأحمد بعلبكي رئيساً للهيئة التنفيذية بدلاً من محمد نصرالله فيما سيصار إلى الابقاء على جميل حايك رئيساً للمكتب السياسي.

ويعتبر قياديون في حركة أمل ان المؤتمر آخر محاولة يمكن اعتمادها لإعادة لملمة الحركة التي لجأت إلى حضن حزب الله، حتى كادت تتلاشى خلال السنوات الثلاث الماضية

 

تعهد سوري عن حزب الله

الشراع/أبلغ مسؤولون في النظام السوري شخصية سياسية أوروبية مرموقة ان سوريا تتعهد بعدم تدخل حزب الله في أي معركة تنشب بين إيران وإسرائيل، وان الحزب لن يستخدم صواريخه تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال وقوع الحرب. وأشارت الأوساط إلى ان النظام السوري تلقى تهديدات وتحذيرات من جهات دولية حملت في طياتها رسالة مفادها ان سوريا ستتعرض لضربة عسكرية مؤلمة في حال عمد حزب الله إلى فتح الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل.

اعتقالات بالجملة

اعتقالات بالجملة قامت بها أجهزة الاستخبارات السورية الأسبوع الماضي في مناطق اللاذقية، طرطوس، وفي درعا، والقامشلي، ودير الزور، وتبين ان معظم هذه الاعتقالات استهدفت مواطنين أكراداً، وسوريين متهمين باتصالات خارجية مع جهات سورية معارضة.

أسلحة صاروخية لحزب الله

تقوم أجهزة استخباراتية عالمية بمتابعة معلومات أشارت إلى وصول طائرات نقل إيرانية إلى مطار حلب في أواخر حزيران/يونيو الماضي محملة بأسلحة وصواريخ روسية الصنع إلى حزب الله وبعض التنظيمات الفلسطينية الراديكالية. وأكدت المعلومات ان أجهزة الاستخبارات السورية كانت قد أقفلت مطار حلب قبل أسبوع بحجة إجراء أعمال صيانة، وسط تدابير أمنية مشددة منعت المواطنين من الاقتراب من حرم المطار ومن محيطه.  

 

ماروني: لن نشارك في حكومة تتناقض مع مبادئنا

 التاريخ: ١٨ تموز ٢٠٠٩ المصدر: أخبار المستقبل/لفت وزير السياحة ايلي ماروني الى ان "اللبنانيين أعطونا ثقتهم استناداً الى مبادئنا وليس لنقول نحن نرضى بالثلث المعطل أو بضمان سلاح المقاومة أوغيرها"، مفضلاً "عدم المشاركة كحزب كتائب على الاقل اذا ما تناقضت مع مبادئنا ودم شهدائنا". ووصف كلام الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس، عن عدم طلبه أي ضمانة لسلاح الحزب بأنه "استكمال لمواقفه السابقة بأن سلاحه مقدس ولا مجال للبحث فيه". وأعلن ان رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل منفتح على الحوار وعلى التواصل بين كل الفرقاء اللبنانيين، لافتاً الى أن الموعد الذي طلبه رئيس "تيار التوحيد اللبناني" وئام وهاب يصب في إطار استمرار التواصل. واستبعد ان توجه القيادة السورية دعوة الى الرئيس الجميل عبر وزير لبناني سابق، "الا اذا اصبح سفيراً لها"، مرحباً بزيارة دمشق اذا انطلقت من الحفاظ على سيادة لبنان.

 

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 18 تموز 2009

النهار

أبدى مسؤولون سوريون امام زوار لبنانيين انزعاجهم من عدول الرئيس المكلف سعد الحريري عن زيارة دمشق قبل التأليف.

تخشى اوساط سياسية ان تكون دعوة النائب وليد جنبلاط الى اقامة تجمع سياسي جديد سببا لاحداث مزيد من العرقلة في تأليف الحكومة.

من احاديث بعض قوى 8 آذار ان ما يهمها باصرارها على الثلث المعطل هو الحصول على حصتها من التعيينات.

السفير

طلبت نائبة سابقة من أحد المراجع أن يختار لها أحد موقعين: إما وزيرة في الحكومة المقبلة أو تولي أحد المرافق الحيوية في الإدارة العــامة للدولة!

أظهر استفتاء شبابي مسيحي أن "الخطاب المتطرف" لأحد النواب الجدد يفعل فعله في الشارع المسيحي الشاب.

أظهر شريط مصور أحد المراجع وهو يبكي مطولاً في حفل تكريم أحد السياسيين المخضرمين!

المستقبل

تقول أوساط قريبة من الأمم المتحدة أن قائد "اليونيفيل" غراتسيانو يبقى على اتصال مباشر مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الوضع في الجنوب مع اقتراب موعد التجديد لهذه القوة.

تقول مصادر عربية أن مشاورات واتصالات مكثفة تدور لحلحلة الموقف على مستوى العلاقات المصرية ـ السورية.

استغربت أوساط بقاعية محاولة البعض التقليل من الحادثة التي وقعت في بلدة القرعون، علماً أن الجميع يعرف الجهة السياسية التي تقف وراءها.

اللواء

كاد مسؤول رفيع أن يمتنع عن استقبال شخصية دولية زارت لبنان مؤخراً.

اعتبر قيادي مسيحي بارز في الأكثرية أن انعطافة حليف كبير، لا تتطلّب وضع كل أوراقه في مكان واحد، كما كان يحدث في الماضي.

تُتابع مصادر دولية التحقيقات الجارية في تفجير مخزن الأسلحة جنوب الليطاني، بما في ذلك إطلاعها على النتائج!.

 

البطريرك صفير استقبل وفودا وشخصيات وأمل الا تفرق السياسة بين شباب لبنان

وطنية - 18/7/2009 أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الا "تفرق السياسة بين شباب لبنان"، داعيا الى "التضامن في ما بين اللبنانيين للحفاظ على لبنان الرسالة، آسفا للتشرذم الحاصل بين ابناء الكنيسة". كلام البطريرك صفير جاء خلال استقباله وفدا من مكتب "حركة الاستقلال"الذي تكلم باسمه المحامي طوني شديد، مؤكدا ان "حركة الاستقلال" ستكمل مسيرتها وان البطريركية المارونية ستبقى دائما المرجع الوطني لكل اللبنانيين، وقال شديد بعد اللقاء:" قمنا بزيارة البطريرك صفير للترحيب به في الشمال، ولنؤكد اننا مستمرون في النضال الى جانبه والى جانب ثوابت بكركي والتي تتمثل بالدفاع عن الكيان وعن اتفاق الطائف والشرعية والدولة والسيادة والاستقلال وهذه كلها تمثل القيم المسيحية التي تتمسك بها زغرتا الزاوية. وأكدنا له ان زغرتا ستبقى متمسكة بهذه الثوابت ولو البعض نقلها الى غير موقع، وسيدرك ابناء زغرتا - الزاوية ان رأس الطائفة أهم من رأس العشيرة وهناك بطريرك واحد للموارنة وللشرق وهو البطريرك مار نصر الله بطرس صفير".

المجلس الرعوي في زغرتا

ثم استقبل البطريرك صفير وفد المجلس الرعوي في زغرتا برئاسة المطران سمير مظلوم، وقد ألقى رئيس كهنة زغرتا الخوري اسطفان فرنجية كلمة رحب فيها بالبطريرك في الشمال. وقال :" ان اهدن وفية بجميع ابنائها لتراثها الديني والوطني وخضوعها المسؤول لهذا المقام البطريركي ولشخصكم الكريم الذي تربطه برعيتنا عرى المودة والرعاية".

وتابع:" اننا نشعر بمرارة كبيرة للانقسام الحاصل بين المؤمنين، فقد سئمنا الانقسامات والتشرذم فيرفع البعض صوركم مكتوب عليها شعارات تقول "بانهم معك" كأن الآخرون ضدك، نحن نريد ان يكون الجميع معك، وكن على ثقة يا صاحب الغبطة ان ليس منا من يفرط بكيان لبنان وبدور الكنيسة".

وختم الخوري فرنجية:" ان نتائج الانتخابات مهما كانت أهميتها لا تعلو أهمية على روح المحبة والمسؤولية التي تحلى بها جميع المرشحين ففازت زغرتا ومنطقتها ولبنان بهذه التجربة متمنين ان يجتمع الجميع تحت سقف صرحكم العامر وان تأخذوا المبادرة فتضموا البعيد منهم الى أبوتكم وتقربوهم من بعضهم البعض ، لانه مهما كان عظيما دور الكنيسة الوطني يبقى دورها كأم حنون وكحامية لكلمة الله وناشرة للمحبة".

رد البطريرك

ورد البطريرك صفير بكلمة شكر فيها لمجلس رعية - زغرتا زيارته. وقال:" نشكر للاب فرنجية الذي قال ما قاله فينا ونتمنى ان تكون رعية زغرتا متكاتفة متضامنة ومع بعضها البعض واننا نأسف شديد الاسف ان يكون هناك انقسام شديد وهذا ليس بجديد، فالانتخابات تقسم الناس في ما بينهم ولكن يجب ان نعرف كيف نتعالى عن الانقسامات، ورعية زغرتا هي واحدة ويجب ان يكون للذين يتولون رعايتها الروحية من الكهنة والآباء الأفاضل ان يقودوا القطيع الى هذا المنحى وان يكون هناك توافق بين جميع ابناء الرعية، الانتخابات تمضي لها يوم واحد ولكن يجب الا تبقى لها ذيول، وكل ابناء الرعية مع بعضهم لانهم اخوة، ويجب ان يتعاونوا في سبيل الخير، ويجب على الكهنة ان يكونوا المثال الحي في الرعية كما الراهبات وجميع المؤمنين الذين لهم دور فاعل في الرعية، ونطلب من الله ان يجمع صفوفكم ويوحد قلوبكم على المحبة والخير والتعاون".

الخوري مخلوف

وزار الديمان الخوري يوحنا مخلوف الذي أطلع غبطته على محتويات كتابه الجديد وعنوانه "نساك اهدنيون" وهو الكتاب الخامس من سلسلة منائر أهدنية، وقد بارك غبطته العمل هذا، وشجع الاب مخلوف على المضي في التأليف لما في ذلك من غنى للمكتبة المارونية ولخير ابناء الطائفة والانارة على تاريخ البطاركة والاساقفة والرهبان والراهبات والنساك.

ثم التقى البطريرك صفير وفد من مجموعة الحفاظ على تراث وادي قاديشا - قنوبين برئاسة المطران سمير مظلوم الذين شرحوا له "أوضاع الوادي المقدس وأحواله، لا سيما لجهة الحركة السياحية والدينية فيه، وما يخلفه الزوار من نفايات ما يستوجب ضرورة الاسراع في السهر على النظافة في الوادي".

الى ذلك استقبل البطريرك صفير مساء أمس الاول السفير الايطالي في لبنان غبريال كيكيا، النائب السابق جان عبيد والمحافظ ناصيف قالوش.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير عون والنائب رحال ونصري خوري

وطنية - 18/7/2009 تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سلسلة اتصالات تناولت التحركات واللقاءات والمواقف حيال الاوضاع القائمة واطلع على التقارير الواردة على المستويين الديبلوماسي والامني وزود المعنيين التوجيهات اللازمة في شأنها. واستقبل الرئيس سليمان وزيرة حماية المستهلك والمواطنية الاوسترالية فرجينيا جادج مع وفد من الاتحاد اللبناني -الاوسترالي في حضور سفيرة اوستراليا ليندال ساكس. وخلال اللقاء شكرت الوزيرة الاوسترالية للرئيس سليمان رعايته اسبوع المهرجان الثقافي الاغترابي الذي اختتم نشاطه امس، منوهة بالجالية اللبنانية في اوستراليا ودورها المهم المساهم بطريقة فاعلة في المجتمع الاوسترالي، ولفتت الى ان هناك فرصا لاقامة علاقات ثنائية تشمل الصناعة والثقافة والتجارة، وأبدت أملها في توسيع قاعدة الشراكة بين المؤسسات في كل من لبنان واوستراليا.

ووجهت الوزيرة جادج دعوة الى رئيس الجمهورية لزيارة اوستراليا، ناقلة شوق افراد الجالية لرؤية رئيس بلادهم بينهم، وتمنت ان يلبي الرئيس سليمان الدعوة في اقرب وقت.

من جهته، رحب رئيس الجمهورية بالوزيرة الاوسترالية والوفد المرافق لها، شاكرا لاوستراليا ضيافتها ورعايتها لابناء الجالية اللبنانية ورعايتها لهم كمواطنين اوستراليين من حيث الحقوق، لافتا الى المراكز التي يحتلها العديد منهم في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات.

وأوضح انه يتطلع الى تعزيز هذه العلاقات لانها لا تزال اقل من الطموح ومما يجب ان تكون عليه قياسا الى حجم الجالية اللبنانية الموجودة.

واذ شكر رئيس الجمهورية لاوستراليا موقفها الداعم دائما لسيادة لبنان واستقلاله وخصوصا في الاعوام الاخيرة، فانه ابدى رغبته في زيارة اوستراليا ولقاء ابناء الجالية.

ورأى الرئيس سليمان ان هناك تفهما دوليا جديدا للوضع في منطقة الشرق الاوسط، مكررا ان الحل الجدي الذي يؤدي الى السلام الشامل والعادل يكون في اعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم وفي طليعتها حق العودة وعدم توطينهم.

وحمل الوزيرة الاوسترالية تحياته الى الملكة ورئيس الحكومة وابناء الجالية.

وبعد اللقاء، اعتبرت الوزيرة جادج ان زيارتها للبنان واقامتها فيه بضعة ايام ممتازة، ووصفت هذه التجربة ب"المذهلة" والامور التي شاهدتها في مختلف المناطق اللبنانية ب"الرائعة".

ورأت ان الوضع ايجابي جدا، مشيرة الى انها شعرت ان الرئيس سليمان "يتحلى بالكثير من الحكمة ويحاول ان يكون شاملا"، لافتة الى انها تعرف ان المهمة صعبة ولكنها لمست التزاما من رئيس الجمهورية "لإيجاد حل جيد للبنان لكي يصبح هذا البلد العظيم اكثر عظمة"، مبدية سعادتها لابداء الرئيس سليمان رغبته في زيارة اوستراليا للقاء المسؤولين وابناء الجالية.

زوار بعبدا

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماريو عون للاوضاع العامة وشؤون وزارته.

واطلع من النائب الدكتور رياض رحال على اوضاع منطقة عكار واحتياجاتها، وعرض مع النائب السابق مخايل الضاهر التطورات وبعض المواضيع الدستورية.

ثم استقبل الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني -السوري نصري خوري وبحث معه في عمل المجلس بالنسبة إلى بعض الملفات العائدة للعلاقة بين لبنان وسوريا في مجالات عدة.

 

الاعتداء على دورية لقوى الامن في صبرا واحباط محاولة سرقة سيارة في مار روكز-الدكوانة

وطنية - 18/7/2009 اورد المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين الحوادث الآتية:

- عند ساعات المساء الاولى من ليل الجمعة - السبت، واثناء قيام دورية من فصيلة بئر حسن قي قوى الامن الداخلي بقمع مخالفة بناء كناية عن صب سطح مخالف ودون رخصة في محلة صبرا الجنوبية يعود لشخص من آل علاء الدين اقدم حوالى 50 شخصا من الشبان بتهديد الدورية حاملين السواطير والالات الحادة ومنعوها من الوصول الى مكان المخالفة، وعادت الدورية ادراجها بعد ان ابلغت المسؤولين في قوى الامن والسلطات القضائية بالوقائع ليبنى على الشيء مقتضاه ولم يصب احد من عناصر الدورية بأي اذى".

- عند الثالثة والنصف من فجر السبت، ادعى الشاب فؤاد ايلي توما (مواليد 1986) انه وفيما كان متواجدا على الطريق في محلة نزلة مار روكز في الدكوانة على متن سيارته نوع Sunny NISSAN سوداء اللون تحمل اللوحة رقم 341579/ب اعترضه سالبون يستقلون سيارتي مرسيدس جيب نوع ML وقد اعطى رقم لوحتها وسيارة سيتروان سوداء اللون واشتبك معهم وتعرض للضرب والاعتداء، وقد فشلوا في مصادرة مفاتيح السيارة ليفروا بها او ليسلبوها. وهو سيحضر قبل ظهر اليوم الى فصيلة الدكوانة حيث وقع الحادث لمواجهة صاحب السيارة امام رقيب التحقيق بعد معرفة مالك سيارة الجيب المرسيدس ML من خلال مراجعة قيود مصلحة تسجيل السيارات وتم استدعاؤه للتأكد من ذلك. فيما يبقى سائق ومن كان بداخل سيارة السيتروان مجهولا لعدم توفر رقم لوحتها لمعرفة مالكها والبحث جار عنه.

 

البابا اقام قداسا والجبس يحيط بمعصمه

وطنية - 18/7/2009 احيا البابا بنديكتوس السادس عشر الذي اصيب امس بكسر في معصمه استدعى دخوله المستشفى وخضوعه لعملية جراحية، القداس صباح اليوم مثل كل يوم في مقر اقامته الصيفي في كومب في شمال ايطاليا كما ذكرت وكالة الانباء الايطالية (انسا). ومن المتوقع ايضا ان يحيي غدا كما هو مقرر القداس في رومانو كنافيزيه في منطقة بيامنتي المجاورة، لكن ينتظر اعلان تأكيد نهائي لذلك، في وقت لاحق اليوم كما اعلن الفاتيكان. وبلدة رومانو كنافيزيه هي مسقط رأس المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال تارش مكان اقامته وكسر معصمه الايمن، ما استلزم عملية جراحية بتخدير موضعي ولفه بالجبس في مستشفى في آوستا، شمال ايطاليا.

 

النائب جنبلاط استقبل وفودا مناطقية

وطنية -المختارة 18/7/2009 استقبل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم وفي اطار لقاءاته الاسبوعية، عددا من الوفود المناطقية التي عرضت معه عدداً من القضايا والمواضيع ذات الصلة بإحتياجات المواطنين، من ابرزها وفد كبير من بلدة مزرعة الشوف تقدمه قاضي المذهب الدرزي الشيخ فؤاد البعيني، والمدير العام السابق فؤاد ذبيان وفاعليات البلدة، اكد دعمه له، ووفد تقدمه رئيس بلدية جدرا الاب جوزف القزي، وآخر من منطقة الجرد ، ومن منطقة حاصبيا، ولجنة تجار عاليه بحثت في موسم الاصطياف وبعض المطالب. وشكر وفد كبير من اكاديمية الفنون في بقعاتا الشوف النائب جنبلاط على دعمه النادي، كذلك اطلعه وفدان من السيدات في منطقة المتن واقليم الخروب على نشاطاتهماَ الصيفية، وزارت المختارة وفودً بلدية عرضت للمطالب العائدة الى القرى. وحضر جانباً من اللقاءات النائبان ايلي عون، واكرم شهيب.

 

النائب جنبلاط رعى حفل العشاء السنوي لصندوق دعم المريض "آفاق" في راشيا والبقاع الغربي

وطنية - 18/7/2009 رعى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ممثلا بوزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل أبو فاعور حفل العشاء السنوي لصندوق دعم المريض "آفاق" في قضاءي راشيا والبقاع الغربي في مطعم ليالي وادي التيم في راشيا، في حضور النواب أنطوان سعد، زياد القادري، أمين وهبي، ممثل عن النائب روبير غانم، مفوض الشؤون الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي الدكتور يحيي خميس ووكيلي داخلية الحزب في البقاع الجنوبي وحاصبيا نواف التقي وشفيق علوان، وكيل مفوض الصحة مسؤول الصندوق الدكتور سامر حرب، مسؤول إقليم راشيا والبقاع الغربي في حزب الكتائب جوزيف الصايغ، الدكتور محمد الصميلي ممثلا تيار المستقبل، ممثلين عن قوى 14 آذار، رئيس جمعية آفاق أحمد ثابت، لفيف من رجال الدين والآباء ،حشد من رؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات ورجال الأعمال والمغتربين من المساهمين في دعم الصندوق.

بعد النشيد الوطني ألقت غادة بيطارالجاروش كلمة الجمعية حيث تحدثت عن "إنجازات الصندوق خلال تجربة ثلاث سنوات من الدعم المتواصل للمرضى الذين ساعدهم الصندوق في المستشفيات". وأشارت إلى "خطة عمل الصندوق وكيفية تأمين الدعم له والمبالغ التي دخلته والتي صرفت في المستشفيات والمبالغ التي دفعت في تأمين بعض الأدوية، منوهة بجهود الخيرين".

الوزير أبو فاعور نقل تحيات وشكر النائب جنبلاط لكل "من دعم هذا الصندوق وكل من ساهم في هذه المناسبة الخيرة، معتبرا أن هذه التجربة التي إنطلقت منذ ثلاث سنوات والتي بقدر ما أثبتت جدواها بقدر ما إنتقلت عدواها إلى مناطق أخرى، إنطلقت من راشيا والبقاع الغربي وتم تبنيها في أكثر من منطقة".

وقال:" هذا عمل إجتماعي ينسب إلى السياسة، ولكن أولا هذا عمل أخلاقي فوق السياسة، وليس فيه أي إبتكار جديد إنما فيه تكرار وتأكيد لتقاليد وعادات وثوابت وأعراف وأخلاق هذه المنطقة، التي طالما وقف فيها الناس إلى جانب بعضهم البعض، لأن هذا العمل يتوجه إلى المحتاجين والفقراء وأصحاب الدخل المحدود، إلى من يضطر نتيجة المرض للدخول إلى المستشفيات، وهو تأكيد على أصالة هذه المنطقة التي لا تزال تحتفظ بهذه الأخلاق، والسياسة بلا أخلاق ليست سياسة".

وتابع أبو فاعور:" ربما يحسب البعض أن هذا العمل سياسي، ولكن هذا عمل أخلاقي قبل السياسة وفوق السياسة، والسياسة في مفهوم الشهيد كمال جنبلاط هي أخلاق إذ يقول "إن السياسة هي مسلك شريف لأن لها علاقة بقيادة الرجال، ويقول أيضا: إن إجلالي لغاندي معروف لدى كل المحيطين بي لأن غاندي أعاد الأخلاق إلى السياسة، لا بل رد السياسة إلى منبعها ومنبتها الشريف كمسلك أخلاقي".

ووعد "بإستمرار دعم وتطوير الصندوق، لافتا إلى فكرة إنشاء صندوق دعم التلميذ لأن الصحة السليمة لهذه المنطقة ليست فقط في الصحة الجسدية بل في الصحة العقلية ، وما من صحة عقلية إلا بالتعليم، وقريبا نتمنى على رئيس الجامعة اللبنانية أن يصدر قراره بتعيين رئيس لفرع كلية إدارة الأعمال التي أتخذ القرار فيها في مجلس الوزراء في راشيا".

ونوه وكيل مفوض الصحة مسؤول الصندوق الدكتور سامر حرب "بجهود بعض المغتربين والمقيمين الذين يؤمنون مصادر مالية مميزة لدعم الصندوق وإستمراره حيث تم تكريم هؤلاء بباقة من الورد، موجها لهم جزيل الشكر بإسم وليد جنبلاط الداعم الأساسي للصندوق وبإسم أهالي المنطقة".

الرئيس الحريري عرض الاوضاع مع وزير الدولة الاماراتي والوزير متري

وطنية - 18/7/2009 استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل ظهر اليوم في بيت الوسط، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات الدكتور انور قرقاش في حضور السفير الاماراتي في لبنان الدكتور رحمة حسين الزعابي والسيدين نادر الحريري ونبيل مراد وتناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين. كما استقبل الرئيس المكلف وزير الاعلام طارق متري وعرض معه التطورات.

 

انتخاب مجلس جديد لجمعية راهبات العائلة المقدسة

وطنية - 18/7/2009 عقدت جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات مجمعها العام العادي السابع عشر، وتم انتخاب مجلس جديد للجمعية مؤلف من: الاخت غبريال بو موسى رئيسة عامة، الاخت كلوتيلد ديبه مشيرة اولى ونائبة عامة، الاخت جرمان عبود مشيرة ثانية، الاخت ماري ريمون ابي حبيب مشيرة ثالثة، الاخت ماري سلست سركيس مشيرة رابعة.

يستقبل المجلس الجديد التهاني يومي الاحد والاثنين في 19 و20 تموز الحالي من العاشرة صباحا حتى السابعة مساء في دير العائلة - عبرين.

 

النائب كنعان: لا يوجد ثلث معطل بل إرادة معطلة وإعطاء رئيس الجمهورية الثلث الضامن لا يكفي لتعزيز دوره

المعارضة لن تشارك شكليا في الحكم "إذا لم تعط الحيز للمشاركة فعليا"

المصالح الخارجية تسيطر على القرار الداخلي بفعل غياب الإرادة السياسية

وطنية - 18/7/2009 أكد عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب إبراهيم كنعان في تصريح اليوم، أن المشاورات لتأليف الحكومة لم تصل بعد الى مرحلة العروض العملية ولا زالت تبحث في القاعدة التي يجب إتباعها في عملية التأليف، مشيرا الى أن الحركة الإقليمية والدولية تطغى على القرار الداخلي حتى الساعة.

ورأى النائب كنعان " أنه حتى الساعة لم يتم البحث في العناوين السياسية الكبرى"، مشددا على ضرورة التعاطي الجدي تجاه القضايا الأساسية والتفاهم عليها بدل إنتظار تسوية خارجية ما، كما كان يحصل في السنوات الماضية، مضيفا أن المصالح الخارجية تسيطر على القرار اللبناني الداخلي الغائب بفعل غياب الإرادة السياسية.

واعتبر أن سبب فشل الأداء السياسي هو البحث في الأرقام والحصص والنسب وعدم التفاهم على حد أدنى من الأمور الجوهرية، سائلا: "كيف يمكن لمجلس الوزراء أن يحكم إذا لم يكن لديه خارطة طريق سياسية على الأقل للسنتين المقبلتين؟".

وأكد أنه "لا يوجد هناك ثلث معطل بل إرادة معطلة" ، لافتا الى "صلاحيات رئيس الجمهورية قبل الطائف التي كانت تمكنه من إتخاذ القرارات منفردا ومع ذلك لم نر يوما تجاوزا لرئيس الحكومة وذلك لأن لبنان هو مجتمع تعددي لا يمكن حكمه إلا بالديمقراطية التوافقية"

أضاف: "المشترع اللبناني لحظ في المادّة 65 من الدستور عشر قضايا لا تشكل أكثر من 10 بالمئة من الشؤون الوطنية، تتطلب الثلثين زائدا واحدا لإقرارها، أما 90% من القضايا الأخرى فيتسنى للأكثرية البت بها منفردة لأنّها تتطلب النصف زائداً واحداً، إذا الأكثرية قادرة على إدارة البلاد إذا تمّ تحقيق جوّ من التفاهم على رؤية وطنية مشتركة أو حتى على أسلوب لإدارة الخلاف" .

وتطرق النائب كنعان الى الأمور الأساسية التي يجب بحثها ومنها القرارات الدولية وموضوع التوطين وقضية سلاح المقاومة وإرتباطه بالمسألة اللبنانية، مشيرا الى الكثير من المسائل الأخرى التي يمكن التباين في طريقة معالجتها مثل طريقة الحكم وعمل المؤسسات والسياسة المالية للبلاد.

وتعليقا على كلام النائب وليد جنبلاط الأخير قال: "مثل هذه التصريحات ليست زلات لسان كما وصفها البعض في محاولة لتبريرها، بل هي قراءة سياسية جديدة بناء على معطيات واضحة"، وأضاف: "المسيحيون جزء أساسي من إستقرار لبنان ولا مستقبل بالشكل الذي يريده اللبنانيون من دون دور مسيحي فاعل، وقد أثبتت ذلك تجارب الماضي حيث كان تغييب القرار المسيحي عن الحكم هو الحلقة المفقودة في مرحلة الوصاية".

وعن الوضع المسيحي أيضا قال:" ان الإعتراف بالتعددية المسيحية أمر ضروري مع وجوب تحرك هذه التعددية ضمن تصور وطني مشترك يتنافس الجميع تحت سقفه"، مضيفا: أن ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" كانت إحدى العوامل المهمة التي أوجدت مساحة مشتركة نطمح لتعميمها على سائر الأفرقاء في لبنان، وساهمت في عملية استعادة التوازن في الحكم .

وأكد النائب كنعان "أن طرح تكتل التغيير والإصلاح للنسبية هو معيار مقترح وقابل للنقاش وليس شرطا يهدف الى العرقلة" ، واصفا طروحات سائر أفرقاء المعارضة بالمروحة التي تقدم الحلول للرئيس المكلف لتسهيل مهمته، وأشار الى أن النسبية هي معيار معتمد في كل الأنظمة الديمقراطية في العالم ومنها فرنسا والمانيا وحتّى اسرائيل، وهي معتمدة في لبنان في إنتخاب المجلس النيابي والتعيينات في مؤسسات الدولة، مؤكّداً "أن المعارضة لن تشارك شكليا في الحكم إذا لم تعط الحيز للمشاركة فعليا" .

وسأل: " ما الخطأ في تشكيل حكومة تتمثل فيها الكتل النيابية بحسب أحجامها، فتكون حكومة مجلسية كما أسماها يوماً النائب غسان تويني؟".

وشدّد على ضرورة التخلّي عن هاجس السلطة والحصص وعن ذهنية المحافظة على المواقع، مذكّراً بالكلام عن ولاية الفقيه والخطر الذي يهدّد الكيان قبل 7 حزيران، ثم منع التداول بسلاح المقاومة ودعوة حزب الله ليكتب ما يريد في البيان الوزاري وذلك بعد الإنتخابات بأيّام.

واعتبر النائب كنعان أن إعطاء رئيس الجمهورية الثلث الضامن لا يكفي لتعزيز دوره، قائلاً: "في الماضي رأينا كيف انقلب وزراء على رئيس الجمهورية الذي أتى بهم، لذا نحن نريد تكريس حق الرئاسة بالثلث الضامن دستورا لكي لا يبقى هذا الحق رهن أمزجة البعض"، وأضاف: "سنتقدّم بمشروع قانون لتعزيز صلاحيات الرئيس ليس فقط في موضوع الحكومة بل في المهل المعطاة له وفي الدور الرقابي الذي يمارسه على المجالس والمؤسسات، وذلك لتمكينه من أن يكون حكما ضمن التوازنات التي أرساها الطائف".

وأعلن أنّه لم يتمّ التطرّق الى الأسماء التي سيتمّ توزيرها في تكتل التغيير والإصلاح، مشيراً الى أن التداول على السلطة مهمّ في النظام الديمقراطي لأنه يعني الشراكة الحقيقية، من هنا ليس هناك وزارة مطوّبة لطرف معيّن.

وردا على الكلام عن التدخل السوري في تشكيل الحكومة لصالح التيار الوطني الحرّ قال: "من ينطلق من قاعدة مثل قاعدتنا ليس بحاجة لأحد ليوزّره أو يعطيه سلطة، وأعتقد ان العلاقة اللبنانية - السورية ستعود بالخير على البلدين وخاصّة على لبنان إذا عرف اللبنانيون كيف يحافظون على هامش القرار الداخلي أوّلاً، وثانياً إذا استطاعوا تحييد لبنان عن انعكاسات خلافات سوريا أو إتفاقها مع الأطراف الإقليميين والدوليين".

وختم متمنيا أن ينجح المجلس الدستوري بمهامه ليكون ضابط الإيقاع الدستوري والمرجع الأخير لحلّ الخلافات قائلاً: "في مسألة الطعون، تمّ تقديم طعن بنيابة النائب ميشال المرّ وآخر بنيابة النائب سامي الجميّل، والكلمة الفصل تعود للمجلس الدستوري الذي يجب أن نؤمّن له كل الفرص لكي ينجح".

 

الوطن": تفاهم سعودي- سوري ينهي إصرار "حزب الله" على "الثلث المعطل" 

١٨ تموز ٢٠٠٩/  أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـصحيفة "الوطن" الكويتية أن التفاهم السعودي - السوري حول تشكيل الحكومة وصل إلى مراحل متقدمة وبات من الصعب على الدولتين التنكر له، موضحة "أن قيادتي الدولتين اتفقتا بعد السجال الذي نشب بين الاطراف المختلفة حول تشكيلة وتركيبة الحكومة، وحول زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى دمشق، على إعطاء فرصة للقوى السياسية اللبنانية لإنجاز استحقاق تشكيل الحكومة". وكشفت أنه "بعد التفاهم السعودي - السوري لم تعد المعارضة مصرة على "الثلث المعطل" لاسيما وأن الضمانات التي يريدها "حزب الله" حول سلاحه ستلتزمها الرياض ودمشق" وقالت "إن رئيس الحكومة المكلف الحريري سيجسد الضمانة التي كانت تطالب بها المعارضة من خلال" وزير ملك "في التشكيلة الحكومية". المصدر : الوطن الكويتية

 

 النائب الشيخ سامي الجميّل.. المفاجأة 

المصدر : الشرق /١٨ تموز ٢٠٠٩

 ميرفت سيوفي

تلمّست إنسان سامي الجميّل قبل أن يصبح نائباً، تلمّسته أخاً، عندما طلب بشكل شخصي من ماجدة الرومي التي وقفت في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد بيار الجميل، وصدحت بتلك الأغنية ـ الصلاة التي عاشت معنا منذ العام 1979 "يا نبع المحبة"، كان يهدهد جرح فقد شقيقه الوحيد بمقطع: "بين الخيّ وبين الخيّ بيعدوا المشوار"، ومن التي صدحت بالأغنية سمعت عن عمق جرح هذا الشاب الموجوع ـ المشتاق، وأبشع ما في السياسة أنها تقمع رجالاتها من إظهار إنسانيتهم..

ومتابعتي الأولى لهذا الشاب جاءت من تمرّده، كان يبني تجربته بعيداً عن عباءة تاريخية موروثة، أراد أن يكون هو ببساطة، فكانت جمعية "لبناننا"، التي حملت كثيرين من المغايرين له في الرأي السياسي، على الاستفادة من "نا" الجماعة هذه، وتوظيفها لمآربهم الخاصة، فبدلاً من المحافظة على قصدها "لبنان لنا كلنا، وهذا لبنان الذي نريده" راحوا يكيلون التهم للشاب المفعم بحيوية أفكاره..

متابعتي الثانية له، كانت في عودته إلى حضن البيت الكتائبي، لم تكن عودة ابن ضال، بل عودة حوار ونقاشات وحجج إقناع واقتناع، على الأقل في هذا دلالة أنه يدخل في الإرث السياسي على ركائز صلبة من العقل والمشورة والتفكير، وما أقل الذين يفكرون في هذا البلد، وعلى الرغم من محاولات تصوير المنزعجين من تقدم خطواته السياسية على أنها نابعة من "فورة عصبية (من تعصّب)" تأكدنا أنه ليس عوداً طرياً أبداً، بل فرعاً صلباً من شجرة وارفة قدمت الكثير للبنان..

سامي الجميل، قيل الكثير عن ترشحه للنيابة، وحاول كثيرون الانتقاص من قيمة هذا الشاب، وكأن الشباب "تهمة" أو "عيباً"!! تابعته أمس الأول على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، فإذا هو النائب الشاب المفاجأة، وأقول وبصدق أننا نشأنا على مثل لبناني يختصر علاقة الأجيال ببعضها، يقول: "الوعاء الكبير يسع الوعاء الصغير"، فاجأني حجم اتساع وعاء النائب سامي الجميل السياسي الفكري، فاجأني بأنه وعاء شديد الشفافية وممتلئ بغنى أفكاره السياسية الشخصية القائمة كلّها على قبول الآخر والدعوة إلى محاورته للحصول على لبنان من دون هواجس طوائفه..

أما أكثر ما فاجأني في هذا النائب الشاب، أنه في لحظة من هذا الحوار كان "الوعاء الصغير" الذي "اتسع للوعاء الكبير" فلم ينزلق ولم يستدرج للرد على كلام استفز قواعد لبنانية شعبية كبيرة، بل جاء كلامه متوازناً متزناً في ما يختص بقضايا لبنان الكبرى، فاجأني سامي الجميل عندما وضع إصبعه في عين الجرح اللبناني فرأى أنّ: "المشكلة بنيوية لأنّ اللبنانيين يخافون من بعضهم البعض"، وهو لا يطرح المشكلة فقط بل يطرح حلّها أيضاً إذ يقول:" الحل هو في إقامة مؤتمر وطني تطرح فيه الهواجس والمشكلات بكل صراحة وصدق لأننا إن لم نقم بذلك سنبقى في مكاننا ونؤجل المشكلات من مرحلة إلى أخرى. ونحن نشعر بالقرف وكذلك اللبنانيون لأننا كلما شعرنا أننا خرجنا من مرحلة سيئة نقع مجددًا فيها".

وفاجأني عندما اتسع وعاء تجربته الصغيرـ إلا أنه عميق لكثرة جروح الموت فيه - لوعاء "كبير" متجاوزاً كل الأحاديث التي أربكت الشارع اللبناني خلال الأيام الماضية فكان حرصه شديداً على المصالحات الكبرى التي أنجزت في لبنان إذ قال: "إن حزب الكتائب اللبنانية يؤمن بالشراكة المسيحية ـ الدرزية مثلما يؤمن بالشراكة الوطنية في شكل عام (...) بدأنا المصالحة مع النائب جنبلاط منذ العام 2000 لأننا مقتنعون بأنه ممنوع عودة المجازر والمآسي الماضية، ويجب عودة الروح والحياة إلى مناطق الجبل وتثبيت العيش المشترك الذي هو أساس واستراتيجي بالنسبة إلينا."

وفاجأني أيضاً، عندما تناول مشكلات لبنان المفصلية التي قد تكون قاتلة ما لم نتعامل معها بوعي وإدراك، هذا الشاب الذي اتهم ظلماً بالانعزالية طرح أسئلته: "هل نريد قطع أنفسنا عن محيطنا والعالم العربي؟ لكن ما نقوله هو أننا نريد الاستقرار في لبنان وما يفيد ذلك نؤيده وما يضره نرفضه" وهذا عملياً ما يريده كل اللبنانيين، التواصل الحقيقي مع محيطه ومع العالم العربي، ونرفض تحميل وطننا أعباء لا طاقة له بها..

وفاجأني هذا الشاب أيضاً، عندما أدركت أنه يقدم حلاً موضوعياً جريئاً يسهم في حل أزمة يتاجر بها السياسيون لفظاً ويهولون بها تحت عنوان التوطين، من دون أن يقدموا اقتراحات لحلّ مشكلات معاناة الفلسطينيين في لبنان، فإذا بهذا النائب الشاب يقدّم اقتراحاً جديراً بالاهتمام للدول العربية معلناً عن "اقتراح لحزب الكتائب بإشراك الدول العربية في حمل عبء الوجود الفلسطيني في لبنان"، فقال: "بدلاً من إحضار موظفين من الهند والباكستان، فلتوظف تلك الدول العربية الفلسطينيين العاطلين من العمل في لبنان والذين يعانون مشكلات اقتصادية ومعيشية كبيرة".

النائب الشيخ سامي الجميل، سيشكّل علامة فارقة في الحياة النيابية اللبنانية، فرؤيته شديدة الوضوح عن مشكلات لبنان ورأيه فيها صريح وجريء وهادئ سواء على مستوى الساحة اللبنانية، أم على مستوى الساحة المسيحية، فقد تحدّث بالتفصيل عن نظامنا السياسي ومشكلاته، ومكامن هواجسه وثغراته، حدد أنه تحت سقف المؤسسات الدستورية، والتزم المبادرة العربية للسلام، والهدنة، وتفاوض غير مباشر مع إسرائيل، رافضاً أن يسعى الجميع لسلام من أجل بلدانهم وأن يترك لبان ساحة معلّقة، وانتهى إلى موقف فاصل: "أدعو إلى الجلوس إلى الطاولة من اجل التحاور والتفاهم."

جيلنا، للصدف، عاصر ثلاثة أجيال "جميلية"، في طفولته ومع بدايات الحرب ومن منظور محيطه العائلي، لكنه ظل يلاحظ حبل الود الذي لا ينقطع بين الرئيس صائب سلام والشيخ بيار الجميّل، على رغم مآخذ منطقتنا ومحيطينا الكثيرة التي كانت تُثار حول بيار الجميل الجدّ، ثم عاصر في مراهقته وشبابه "بريقاً جذاباً" في شخصية الرئيس الراحل بشير الجميل، الذي حقق في 20 يوماً فقط بُعيد انتخابه تقارباً بين المسلمين والمسيحيين، ربما كان هذا واحداً من أسباب اغتياله، ثم عاصر شاباً ناضجاً حقبة حكم الرئيس الشيخ أمين الجميل الذي لم تُتح له الاتفاقات والانقلابات على الاتفاقات ثم انقلاب 6 شباط، تبلور فترته الرئاسيّة فكان رئيساً لحقبة مليئة بالتناقضات والتفجيرات الأمنية، وعاصرنا في هذا العقد ومنذ العام 2000، صعود نجم سياسي شاب الشهيد بيار الجميل الحفيد الذي حقق منفرداً ما لم يستطع حزب الكتائب تحقيقه، فأنقذ إرث حزب تاريخي وأعاد تجميعه، وكان من أبهى قيادات ثورة الأرز الشابة، ثم هوى هذا النجم سريعاً، فممنوع على لبنان أن تبقى قياداته الواعدة على قيد الحياة، وها قد دخلنا مرحلة النائب الشيخ سامي الجميل الذي دخل البرلمان وعلى كتفيه الشابتين إرث يثقل كاهل مجموعة رجال فكيف بشاب في مقتبل حياته السياسية؟!

قلقنا عليه من التحذيرات الأمنية التي تلقاها عن تهديد أمني لسلامته الشخصية، ويقيننا وإيماننا أن "الحامي الله"، إلا أن لبنان "يا نبع كل محبة" لم يعد يحتمل أن ينسّم الهواء على خيرة شبابه الواعدين، وقد تيقنا أن النائب الشيخ سامي الجميّل "طليعتهم"، فلنراقب تجربته، وليكفّ الذين انتقدوه عن إثارة غبار لن يحجب عن حدقتنا لمعان شخصيته النيابية الواعدة، ولا أفكاره الجديرة بأن تكون منطلقاً لحوار لبناني حقيقي فيه الكثير من المصارحة والمصالحة، مع الذات ومع الآخر أيضاً..

 

النائب الموسوي: دول لا تريد حكومة جديدة برئاسة الحريري

وطنية - 18/7/2009 رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد حسين الموسوي أن دولاً إقليمية ودولية لا تشجع ، بل لا تريد ، تشكيل حكومة جديدة يترأسها سعد الحريري لأن مثل هذه الحكومة لا تحقق ما يطمحون إليه . واكد النائب الموسوي الذي كان يتحدث في احتفال أقامه حزب الله في بلدة النبي شيث بمناسبتي ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم وذكرى شهداء الوعد الصادق ، أن سلاح المقاومة ليس في قبالة سلاح آخر في الداخل بل هو جنباً الى جنب مع سلاح الجيش اللبناني في مواجهة أي اعتداء صهيوني على لبنان ، مشيراً إلى أن إسرائيل جرثومة سرطانية تتمدد في جسد هذه الأمة بما فيها لبنان وعدم مقاومتها يعني الموت ، مضيفاً أنه لم يعد خافياً على أحد ما يدّرس في المدارس والمعاهد الصهيونية بأن الكيان الصهيوني هو كيان يجب أن يمتد من الفرات إلى النيل . وختم الإحتفال بمجلس عزاء حسيني من وحي المناسبتين .

 

الوزير كرم:النائب جنبلاط يضع نفسه همزة الوصل بين 8 و 14 آذار

الخلاف مع "التيار" سياسي والمصالحة الوحيدة التي تعنينا هي مع النائب فرنجية

وطنية - 18/7/2009 أكد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال طوني كرم في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، "أن كل الأفرقاء يريدون الوصول بهدوء إلى تشكيل الحكومة، إلا ان كل فريق يرى الحكومة من وجهة نظره"، لافتا إلى "أن السوريين يستطيعون ان "يمونوا" على المعارضة من خلال الكف عن مطالبتها بالثلث المعطل".

وإذ استبعد "أن تتخلى سوريا عن هذا الثلث من دون أي ثمن"، أشار إلى "أن الشراكة الفعلية في الحكومة تكون من خلال مناقشة الأمور الخلافية كافة من دون تعطيل مسار الدولة"، مشددا على "ان ضمانة كل الأفرقاء هو رئيس الجمهورية". ورأى "ان المعارضة تقوم بعرض "طروحات متصلبة بغلاف لين" لعدم تحميلها عملية التأخير في تشكيل الحكومة"، مشيرا إلى "ان حركة الاتصالات بين الأفرقاء كافة تسهل عملية الجمود الحاصلة، والدخول في أجواء مريحة". وإذ لفت إلى "الانعكاس السلبي الذي يفرضه سلاح "حزب الله" على الوضع السياسي العام"، أكد "أن رئيس الجمهورية استرد القرار اللبناني وفرض حضور لبنان على الساحتين الاقليمية والدولية". وقال: "إن موقف "القوات اللبنانية" لم يكن يوما ضد الانفتاح بل هو الانخراط بالسلم الأهلي والانفتاح على الاخر، وموقف الدكتور سمير جعجع الأخير هو خير دليل على ذلك"، مؤكدا في هذا السياق "أن القوات ثابتة دائما على مواقفها".

من جهة ثانية، أشار إلى "ان اللقاءات والاتصالات التي تقوم بين تيار المستقبل و"حزب الله" لا يعني أن تيار المستقبل قد عاد عن مبادئه وثوابته". ورأى "ان النائب وليد جنبلاط يفتح مروحة خيارات من خلال اتباع تكتيك وأسلوب معين في السياسة، وهو يتموضع بشكل يضع نفسه همزة الوصل بين 8 و 14 آذار"، معربا عن "اعتقاده بأن لا شيء تغير عند جنبلاط على الصعيد الاستراتيجي"، واضعا "حركته في اطار التطمين بانه لن يحتكم الى السلاح مستقبلا". وعلى صعيد المصالحة المسيحية المسيحية، أكد الوزير كرم "أن يد القوات ممدودة إلى الجميع"، معلنا "أن المصالحة الوحيدة التي تعني القوات هي المصالحة مع النائب سليمان فرنجية"، لافتا إلى "انه على مستوى التيار الوطني الحر الخلاف معه هو سياسي، وبالتالي لا يتطلب عملية مصالحة". وختم ب "التأكيد أن الجميع يريد أفضل العلاقات مع سوريا من دولة إلى دولة".

 

المطران مطر ترأس قداسا في بعبدا- سبنيه في اطار جولاته الرعائية: الكنيسة بدأت مرحلة جديدة للملمة الصفوف وليكن الحوار جديا وتلاق على الثوابت

لبنان لا يقوم الا بكل أبنائه والمشاريع الفئوية ليست من قيمته

حارث شهاب: كنيستنا صامدة ووفية لتاريخها فلنلتف حولها لنقوى بها وتقوى بنا

وطنية - 18/7/2009 واصل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر جولاته الرعائيَّة إلى بلدات ومناطق الأبرشية، وزار أمس، بلدة بعبدا - سبنيه حيث احتفل بالقداس الإلهي في كنيسة الأمراء الشهابيين يحيط به الأبوان غبريال تابت وروجيه سركيس، وشارك في القداس، أمين سر البطريركية المارونية الخوري ريشارد أبي صالح وفعاليات بعبدا والجوار والأمير حارس شهاب وأفراد عائلته.

وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة قال فيها:

"نقيم الذبيحة الإلهيَّة على نية عائلة الأمير حارس شهاب وكل الأقرباء والأحباء، أريد أن أذكر أولا باني هذه الكنيسة، وقد انتقل من هذا العالم إلى الكنيسة السماويَّة في عام 1900، ولنقل بإيماننا انه يشاركنا في القداس، لأنَّ أهلنا الذين في السماء، نحن مرتبطون بهم باسم شراكة المسيح إلى الأبد. هم أمام عرش الرب، يمجِّدونه ويضرعون من أجل الأحياء لننضم كلنا إلى المسيح الذي يستقبلنا في بيت لم تصنعه أيدي بشر. وما كانت هذه الكنيسة إلا انعكاسا لذلك البيت بجمالها وبرونقها، هي علامة عن حضارة وثقافة وعز، يبقى إرثًا للبنان مدى الدهر. العائلة الشهابيَّة نذكرها في لبنان بفخر وعرفان ومحبة، إنها عائلة حكمت لبنان وأعطت حضورا، يبقى على جيل اليوم أن يكملها. هذه العائلة ايضا، تميزت بمحبتها الكبيرة للكنيسة، كما تميَّزت بمحبتها للناس. نحن أبناء هذا الساحل يقال لنا، من قبل أهلنا، إن الأمراء الشهابيين كانوا وراء استيطان الكثيرين منَّا على هذا الساحل وكانت الأرزاق تقدَّم لهم مجانا. وكانت الكنيسة ترعى كل هذا العمل وكل هذا الحضور بمحبة كبيرة. ولذلك فإننا نذكر هذه الأيام لندرك واجبا علينا، بأن نحافظ على إرث الآباء والأجداد".

أضاف:"المشروع الذي تحقق لخلق لبنان ودولته هو المشروع الذي باركته الكنيسة والأمراء ليكون وطن العيش المشترك والكرامة لجميع الناس والمساواة والحقوق والواجبات، وطن الإنفتاح ثقافيا وحضاريا على الشرق والغرب، وطن التميز بالحرية وكرامة الإنسان والجماعات التي تحيا فيه. لا نرى في أيامنا مشروعا لبنانيا أو للبنان أسمى وأكمل من هذا المشروع الذي يعطي دورا للكل، فلنفكر في ذلك تفكيرا مليا ولندرك أن رسالتنا باقية لا بل هي رسالة إنقاذيَّة للبنان ولجميع اللبنانيين، ولو كان بعض الناس نسي هذه الأمور أو تناساها. علينا أن نذكر بها وأن ننطلق من أجل خدمة كل لبنان وكل اللبنانيين. صلاتنا من أجل عائلة شهاب هي اليوم صلاة من أجل لبنان. كيان العائلة ارتبط بكيان لبنان على مدى سنوات كبيرة. ونذكر عزيزنا الأمير حارس شهاب وعائلته في هذا القداس، وفي قلبنا وفكرنا الأعمال التي أعطى نفسه من أجلها سواء في الرابطة المارونية أو في عمل الحوار الوطني المسيحي-الإسلامي. كل هذه الحياة كانت وستبقى من أجل الوطن، ونحن نفرح بأننا نلتقي على هذه القيم جميعا نصلي للعائلة العزيزة، نصلي لكل عائلاتنا من دون تفرقة ولا تمييز".

وتابع المطران مطر:"عشية عيد مار الياس نتذكَّر ما قاله منذ 2800:حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه. مار الياس يعطي عن المؤمن صورة الإنسان الواقف أمام الرب وليس النائم. نرجوكم أن تكونوا على الدوام واقفين مستعدين لكل خدمة.

مار الياس أغنى الفكر البشري والسياسي بموقفه النبوي أمام الملك الذي كان حاكما باسم الرب ولكن تحت شروط، أن يكون خاضعا للرب. الملك، كانوا يقولون عنه، إنه ظلَّ الله على الأرض، رحم الله الأب ميشال حايك، الذي رفض هذه المقولة إذ أعطى هذا البرهان العظيم، لا ظل لله على الأرض، الله كله نور ولا ظل له. الله يكلِّف الحاكمين بالحكم، باسمه يبرمون الأحكام ولكن ليسوا مطلقي السلطة، إلا تحت سلطة الله ولكي يعرفوا ذلك يرسل إليهم الأنبياء يقولون لهم: قفوا، غيِّروا مسراكم. يعطينا الله الحرية لنقول لحكامنا ما تقومون به صحيح أو غير صحيح، باسم الضمير وهذا الموقف الحر، الله يعطي الحاكمين الحكم ويعطي الأنبياء أن يقولوا الحقيقة بوجه الحاكمين ويصبحون أحرارا كلهم باسم الرب الذي يحررنا".

وختم: "نحن المسيحيين نشارك في الحكم، وهذا حق لنا، ولكن علينا مسؤولية ولنا رسالة لتصحيح الحكم، كائنا من كان الحاكم، فنقول الحق ولا نخاف ونعطي لكل أمر قيمته وحجمه فتصطلح الأمور عندئذ باسم الرب وإلهاماته.

نطلب في هذا القداس أن يلهم المسؤولين عندنا أن يسيروا بخوف الله ومحبته وأن يرحموا الناس لأنهم بالأساس رحمة والحكم له علاقة بالرحمة.

الأمراء الشهابيون حكموا بشدة ولكنهم حكموا أيضا بمحبة. قداسة البابا أرسل رسالة جديدة إلى العالم عن المحبة بالحقيقة.

صلاتنا من أجل بعبدا، عاصمة الجبل وعاصمة لبنان في يوم من الأيام، عاصمة الحضارة والحق الذي نرومه كلنا من دولة الحق. فخورون نحن بعطاءاتنا كلها من أجل لبنان. أعطاكم الله أن تعطوا على الدوام رجالا ونساء بحجم خدمة لبنان وأن يكون لبنان مصانا بفضل رجاله ونسائه القادرين باسم الرب وقوته.

مأدبة تكريم

وبعد القداس أولم الأمير حارس شهاب، تكريما للمطران مطر في فندق روتانا - الحازمية بمشاركة وجوه روحية وسياسية واجتماعية وفعاليات منطقة بعبدا والجوار، وقد ألقى الأمير حارس شهاب كلمة في المناسبة رحَّب فيها بكل مدعوِّيه وقال:

"بعد احتفالكم بالقداس الإلهي في معبد يفوح منه عطر الإلتزام الديني وعطر حقبة غنية من تاريخ لبنان مهدت لاستقلاله، وقد شيده جدنا الأمير أفندي شهاب رئيس مجلس إدارة جبل لبنان، تباركون الآن مائدة الخبز والملح التي تحلقنا حولها في هذا العشاء غير السري. ليس لنا أن نرحِّب بكم، وأنتم الارعي الصالح ، وتتقوى بوجوده معها، وهو الذي بعد أن تسلّم عصا الرعاية، لم يُعَتِّم أن أتْرَعَ مِعْجَنَه بالخميرة الجيّدة التي استدارت أرغفةً ملأى بالإيمان

أضاف:"منذ ما يقارب السبعة عشر سنة بدأت معرفتي بسيادتكم حاملاً همّ الوحدة المسيحيّة و المارونية مدخلاً لوحدة الوطن، فكانت اجتماعات بكركي حينذاك ، وقد جمعتم حولكم نخبةً من رجالٍ همّهم إعادة تفعيل الدور المسيحي في وطنٍ لجميع أبنائه وتأمين رسالته في محيطه العربي بعد أن كانت المسيحيّة تشكّل الباب العريض للأنفتاح عليه. أين نحن اليوم من ذلك؟.

الكل يدرك حجم الأخطار والتحديات التي تواجه لبنان، والكنيسة واعية لواجب عليها ثبّته التاريخ. على أنّ الرهان المعقود على الكنيسة هو في تمكّنها من جمع أبنائها، وتبديد ما تكاثف من غيوم سوداء في ما بينهم ، طالبةً من الكلّ تغليب روح المحبّة المسيحيّة، وقبول الآخر، والاعتراف بالحق في الاختلاف . ويبقى نجاح هذا الرهان متوقفاً على مدى تجاوب أبنائها لنداءاتها التي لاقَت حتى الآن الكثير من الآذان الصمّاء ، رغم قناعة أصحابها بأنّ المسألة أضحت مسألةَ مصير .إننا على يقين بأنّ غبطة أبينا السيد البطريرك هو الراعي الصالح والورِع الذي يعرف خرافه، ويتعامل معها بروح أبويّة سمحاء، مهما تباعدت الآراء وتعاكست القرارات. إنّنا نحتاج الكنيسة قويّة، جامعة، ففي ذلك ضمانة الوجود المسيحيّ الحرّ والمنفتح والآمِن في لبنان. وعناصر قوّتها يجب أن تُستمدّ من وحدة صفّ أبنائها مع الحفاظ على التنوّع الملازم للديمقراطية ، وهذا ليس بالمستحيل طالما هناك توافق على العناوين الرئيسة المتصلة بوطنهم وصيرورته. وهذا التوافق يجب أن يتجلّى في دعم سلطة الدولة الحاضنة للجميع وفي الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يُغالب الصعاب والعواصف الهوجاء لِيَقي سفينة لبنان من الضَياع في حروب التجاذبات ولا بدّ لذلك من استعادة سلطة المعايير في كلّ مؤسسات،لا نتوانى عن المجاهرة بتمسّكنا التاريخيّ بها، وبدعمنا لها دعماً حقيقياً ، لا لُبس فيه، وهي رئاسة الجمهورية وبكركي وقيادة الجيش. هكذا يعود المسيحيون إلى ممارسة دورهم الوطنيّ بالتكامل والتعاون مع إخوانهم من الطوائف الإسلامية، حفاظاً لميثاقنا وعيشنا الواحِد، في دولة عادلة قادرة ضامنة لجميع أبنائها والتي من دونها لا خلاص لأحد.

يوم أمس، عدتُ من فيينا حيث شاركتُ في المؤتمر العالمي للحوار الذي أطلقه العاهل السعودي في مدريد، بحضور ممثلين عن جميع الأديان الرئيسية في العالم. في لقاءاتي مع العديد منهم، كان الكلّ يستفسر بشغفٍ عن أوضاعنا اللبنانية، مُطالباً بإلحاح بضرورة الحفاظ على صيغة عيشِنا المشترك التي تُشكِّل رسالتنا إلى هذا العالم القلق، السّاعي للوصول في مجتمعاته التعدديّة إلى صيغةٍ كالتي استنبطناها في لبنان، ترسيخاً للسلام العالمي. عسانا لا نُضيّع هذه الفرصة، فنبكي كالنساء ملكاً لم نحافظ عليه كالرجال، وعذراً من السيدات الكريمات ، في زمنٍ أصبح الحكم لهنّ في العديد من بلدان العالم بعد أن كان محصورا داخل منازلنا".

وتابع:"نعرف ما تتمتعون به من قدرات، وما تبدونه من استعدادات وما تبذلون من جهود مُضنية، خصوصاً في زمن الاستحقاقات الصعبة. نحن نعوّل عليكم الكثير ونقول لإخوتنا وأبنائنا أنّ كنيستنا وعلى رأسها البطريرك صامدة ووفيّة لتاريخها ودورها، فلنلتفّ حولها لنقوى بها وتقوى بنا.

هذه هي رسالتنا التي نشهد لها من أجل لبنان باق وطن الرسالة ، ولن يبقى كذلك إذا خلا من حضور مسيحيّ، ولا سيّما حضور مارونيّ فاعل ،وكلّي إيمان أنّه لن يُنكس لنا علم، ولن تنطفئ لنا شمس والسلام".

مطر

ثم ألقى المطران مطر كلمة جاء فيها:

"لا بدَّ في هذه الأمسية الجميلة من كلمة شكر لله أولاً إلى الذي جمعنا على المودَّة والخير. ولا بدَّ من كلمة شكر للأمير حارس شهاب الذي كانت له هذه المبادرة لأن نتحلَق معًا أولاً حول مذبح الرب لنذكر الآباء الذين جاهدوا من أجل لبنان. فذكرنا في القداس جدّه الأمير أفندي شهاب الذي كان رئيسًا لمجلس الإدارة قبل 1900، وذكرنا صفحة بيضاء من التاريخ اللبناني الذي شهد دورًا مميّزًا للمسيحيين في صنع لبنان مع إخوانهم المسلمين ليكون وطن الرسالة والثقافة وحقوق الإنسان. وإنني بكل صراحة أقول لكم، ما أنتم تؤمنون به، أجمل مشروع للوطن اللبناني هو المشروع الذي كان وسيبقى، إنه مشروع يحافظ على الجميع وعلى كرامة الجميع وحريتهم ووحدتهم بالتساوي. هذا ما نريده وتريدونه.

أما المشاريع الفئويَّة فليست من قيمة لبنان. لا يقوم لبنان إلا بكل أبنائه، وبهذا الجمع حول كرامته وكرامتهم معا".

أضاف:"نحن لنا كرامات شخصيَّة وهذا حقنا لكن كرامتنا الوطنيَّة يجب أن ندافع عنها. نحن اليوم، ربما أصبحنا تحت الحفظ او المراقبة أو تحت أنظار الدول التي تشك أو لا تشك بإمكانية استمرارنا. هذا أمر معيب علينا، فلنجمع صفوفنا ولنوحِّد الرأي بيننا أولاً في العائلة التي ننتمي إليها، ثم بين جميع اللبنانيين قابلين بعضنا بعضًا معترفين بعضنا ببعض، ومستمعين بعضنا إلى بعض بحوار هو كالدورة الدمويَّة في لبنان. فإذا وقفت الدورة الدمويَّة وقف الجسم والقلب عن النبضان. إذا توقف الحوار بيننا تعرَّضنا للهلاك، تعالوا نصنع الحوار من جديد. لقد بدأنا مرحلة جديدة في الكنيسة، للملمة الصفوف، لن نعلن عنها هذا المساء ولكننا بدأناها ليكون حوارًا جديًا بين الجميع وتلاقٍ على ثوابت الوطن، وبعد ذلك فلتكن الحرية لمن يخدم هذه البلاد. التسابق من أجل الخدمة أمر طيب مشروع ولكن شرط أن تكون البلاد هي الهدف، هي البداية والنهاية. لبنان مبتدأ وليس خبرًا. لا خبر كان ولا غيره، يجب أن يكون مبتدأ، لبنان هو قيمة مضافة للشرق كله. وهذا ما يجب أن نعود ونؤمن به، وبخاصة الذين فقدوا ربما بعض الإيمان، لنعد إلى إيماننا ليعود بعد لبنان".

 

مصدر قريب من تيار المستقبل لـ «الأنباء»: الحريري لن يعتذر وجنبلاط يعمل على تحييد الدروز

المراوحة مستمرة للخريف وستعطي سورية نفوذاً في لبنان لا وصاية

المصدر : الأنباء الكويتية / ١٨ تموز ٢٠٠٩

قال مصدر قريب من تيار المستقبل لـ «الأنباء» ان الوضع اللبناني سيبقى في حالة استقرار وتهدئة وجمود، حتى اشعار آخر، قد يمتد شهرا، وقد يصل الى عيد الفطر مطلع الخريف المقبل. فقد افضت المفاوضات العربية والغربية مع سورية الى تحقيق تقدم مهم، الا ان السوريين لم يقبضوا اكثر من الانفتاح عليهم، والتخفيف من عزلتهم، والتحاور معهم في الملفات الكبرى، والتعامل معهم على اساس الشراكة الكاملة من الند للند. واضاف المصدر: يسعى الغرب وحلفاؤه العرب الى فصل سورية عن ايران، وهاهي واشنطن قررت اعادة سفيرها قريبا الى دمشق، وقد بعثت بأكثر من موفد ديبلوماسي أو سياسي لعقد لقاءات مع السوريين.

الا ان سورية تركز على التعامل الكامل والمباشر مع واشنطن على اساس التعاطي مع الاصيل، لا مع الوكيل، وهي تطلب استئناف المفاوضات مع اسرائيل، والاقرار بدورها ونفوذها في لبنان، والعراق، والملفات الاقليمية الاخرى، اضافة الى مدها بالمساعدات المالية.

وعود غير قابلة للصرف

وقال: يهتم السوريون بحماية نظامهم، وهم لا يرتاحون الى مسار المحكمة الخاصة بلبنان، ويعتبرون انه لا ضمانة قد اعطيت لهم من هذا القبيل بشكل فعلي. ويرى السوريون انهم حصلوا حتى الآن على وعود براقة، لكنها غير قابلة للصرف.

وفي رأي المصدر القريب من تيار المستقبل «ان التجارب تظهر ان سورية ستعطى نفوذا في لبنان، لكنها لن تستعيد وصايتها عليه، وان افق السلام واعادة الجولان الى دمشق يضيق يوما بعد آخر، وان الملف الفلسطيني امام حائط شبه مسدود، اضافة الى انه لا احد يستطيع ان يتحكم في مسار المحاكمات الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري».

وكان ديبلوماسي اميركي اكد في غداء اقيم في السفارة الاميركية امس الاول بحضور السفيرة ميشيل سيسون، والنائب مروان حمادة، والنائبين السابقين مصطفى علوش، وفارس سعيد، وميشال مكتف، ان فرص اطلاق العملية السلمية في المنطقة ليست كبيرة، وان الدول العربية تتحمل مسؤولية اساسية عن ذلك.

ووفقا للمصدر، سأل هذا الديبلوماسي عن رأي الحاضرين بسياسة الرئيس الاميركي باراك أوباما تجاه لبنان، والمنطقة، فأجابوه: «ما شفنا خيرو من شرو حتى الآن».

جنبلاط يعمل على تحييد الدروز

المصدر توقع ان تنطلق المفاوضات الغربية مع ايران بعد شهر رمضان، وهي قد تستمر الى مطلع العام الجديد، وقال: المتوقع ان النظام الايراني سيتشدد، كونه لا يستطيع ان يتراخى، لئلا يفقد عناصر هيبته، وخشية الآخرين منه، الامر الذي يرجح فشل هذه المفاوضات، وفتح الافق امام كل الاحتمالات، واعادة لبنان ساحة لأي صراع ايراني مع اسرائيل والغرب، مع ما يعني ذلك من احتمال لوقوع مواجهة اسرائيلية مع حزب الله.

وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله طالب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في لقائهما الاخير بإعطاء المعارضة «الثلث المعطل»، مؤكدا ان السلاح وحده يبقى ضمانة للسلاح بحسب المصدر.

واضاف: من هنا خشية النائب وليد جنبلاط وحرصه على ألا تكون الطائفة الدرزية الضحية الاولى لأي صراع خارجي، وللمحكمة الخاصة بلبنان، ونقل عنه قوله ان السنة لا يجرؤون على القتال مما يستدعي تحييد الدروز بما ان حزب الله يعتبرهم ملحقين بالحريري.

وتابع يقول السنة، والمسيحيون لا يعيرون جنبلاط أي جدية، ومصداقية، وهم يعرفون اسباب مواقفه، لكنهم لا يقبلون بأسلوبه، ولا يرون مبررا لطريقته التي تؤذي على مختلف المستويات.

واضاف: صحيح ان جنبلاط يرتكب الاخطاء التي لا تحصى ولا تعد، لكنه سيبقى في صفوف 14 آذار، اذ ان حزب الله لا يقبل وجود شريك قوي وفاعل الى جانبه كوليد جنبلاط، لذلك لا غنى للاخير عن 14 اذار.

الحريري لن يعتذر

ومما تقدم يستنتج المصدر بالقول: يمكن تفسير بقاء المساعي المتعلقة بتشكيل الحكومة اللبنانية في مربعها الاول، والاستنتاج السهل انه بقدر ما تنفرج مع سورية، بقدر ما سيتاح للبنانيين تحقيق تقدم في الملف الحكومي، وان كان رئيس المجلس نبيه بري وعد باستكمال هذا الملف قبل نهاية الشهر الجاري، ويندرج كلامه في سياق أسلوبه المعتاد الذي يقوم على تحميل الآخرين باستمرار مسؤولية افشال الامور كافة. واضاف: لكن الحريري نفسه طويل، بل أطول من نفس رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، وهو باق وصامد، ولن يعتذر، اقله حتى يمضي موسم الاصطياف بهدوء، ويعود بالفائدة الكبرى على جميع اللبنانيين، اضافة الى حرصه على استمرار الهدوء على الساحة اللبنانية. 

المصدر : الأنباء الكويتية

 

 الياس عطالله لموقع "14 آذار": نختلف مع وليد جنبلاط في مقاربة الامور

المصدر : خاص موقع 14 آذار / ١٨ تموز ٢٠٠٩

حاوره سلمان العنداري

بعد تعليق رئيس اللقاء الديمقراطي على بيان الأمانة العامّة لقوى 14 آذار قائلاً ما مفاده انهم يعيشون في عالم آخر، في اشارة الى انتقاده لما تتخذه هذه القوى من مواقف سياسية بعد الانتخابات النيابية. وبعد سلسلة المواقف التي "تدحرجت" من النظرة الى "لبنان اولاً" ووصفه لهذا الشعار بأنه عنوان للتزمّت والتقوقع والانعزال، سأل موقع "14 آذار" عضو الامانة العامة النائب السابق الياس عطالله عن خلفية هذه المواقف "الجنبلاطية المتغيّرة"، اذ رأى عطالله "انه كان يفضّل ان لا يتّخذ وليد جنبلاط مثل هذه المواقف ، وكان يفضّل تقديم رؤية وقواسم مشتركة تتعامل مع الاستحقاقات الجديدة، ولكن بكل الحالات ما زلت أصرّ ان التباين والاختلاف في الرأي لا يعني ان وليد جنبلاط في موقع مناهض ل14 آذار، فاليوم نحن امام مجموعة استحقاقات غير عادية، من تشكيل الحكومة، الى المحكمة الدولية، وصولاً الى ملف الصراع الاقليمي في المنطقة وخاصةً مع اسرائيل. وانطلاقاً من نتائج الانتخابات النيابية التي ادت الى فوز كاسح لقوى الاستقلال، كنّا نفضّل ان يجري بحث معمّق من قبل قياديي 14 آذار لتوحيد الرؤية ولتقديم تصوّر متماسك".

خلافنا مع جنبلاط حول طريقة مقاربة الامور

يعتقد عطالله "ان الذي يضغط على وليد جنبلاط في هذه المرحلة هو الخوف على السلم الاهلي والوحدة الوطنية في البلاد، واعتقد انه يطرح الكثير من الاسئلة على نفسه ومنها: ماذا لو وقعت حرب اقليمية او حرب اسرائيلية ضد حزب الله، فكيف سنتصرّف؟، ماذا لو تضمن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية رواية "دير شبيغل" الالمانية؟، ماذا لو انزلقت البلاد مجدداً نحو التوتير والاشتباكات المذهبية الداخلية؟... هذه الاسئلة بحسب تقديري تحتّم على وليد جنبلاط ان يغيّر في خطابه السياسي خوفاً على هذا السلم الاهلي، وهذا تماماً ما تحرص عليه 14 آذار عندما كانت تضع في اولوياتها الوحدة والاستقرار الداخلي، وقد مررنا بالعديد من الصعوبات والاستحقاقات، ومنها مخاض 7 ايار العنيف، والخلاف اليوم مع وليد جنبلاط ليس على الحفاظ على السلم الاهلي بل في طريقة مقاربة الامور، فسلوكه مختلف عن سلوك الامانة العامة في الوقت الحالي".

"لبنان اولاً" عنوان لتضحياتنا

يرفض عطالله اي كلام او انتقاد لشعار "لبنان اولاً " الذي حملته القوى الاستقلالية طوال 4 سنوات ومازالت تدفع الاثمان في سبيل سيادة وحريته، "فلبنان اولاً اكثر من شعار، لأنه يرفض تفضيل مصلحة الخارج على المصلحة الوطنية الداخلية، وبالتالي فهو ليس بشعار متزمّت ومتقوقع، لأن العناوين الاساسية لقوى 14 آذار وبياناتها ومواثيقها ركّزت دائماً على دور لبنان وتكلّمت عن لبنان العربي الديمقراطي الحر، وبالتالي عندما نتكلّم عن مصلحة لبنان اولاً قبل اي مصلحة اخرى، نكون نتضامن بالوقت عينه مع مصلحة فلسطين والشعب السوري والمصالح العربية جمعاء".

هناك من يعمل على زعزعة 14 آذار

ويرى عطالله انطلاقاً من الواقع الذي نعيشه اليوم "ان هناك قلق كبير، وهناك احساس ما ان عمل خارجي يسعى ويعمل لفكفكة 14 آذار عبر التهويل والضغوط والتعطيل على اكثر من جبهة ومنقبل اكثر من جهة، فحركة 14 آذارومنذ العام 2004 اثبتت بجدارة انها تحمل مشروع بناء الدولة الحقيقية وامكانية العبور اليها، ولهذا هناك محاولات كثيرة تنشط اليوم لجعلنا غير قادرين على الصمود".

كلام جنبلاط الاخير، والواقع الذي لم يتغيّر ادى الى كثير من التململ في القواعد والفئات الشبابية التي اعطت ثقتها مرة اخرة بالمشروع التي تحمله 14 آذار، ومن هذا المنطلق، يقول عطالله "ان اقوى عامل في هذه الحركة كان وجود الناس والشعب، ولولا هذا الجمهور لما حققنا النجاح في الانتخابات الاخيرة، ولولا الاحساس الكبير بالمسؤولية في مواجهة الخط الآخر وشعاراته، لفازت 8 آذار، ولهذا ف14 آذار تتحمل مسؤولية كبيرة جداً اليوم، الا اانها على ما يبدو مستهدفة، والانتصار الكبير الذي تحقق يضيع عبر تعطيل وتأخير تأليف الحكومة، والسعي للضغط لتقديم تنازلات قاسية، اضافةً الى التركيز على الفروقات وبعض المواقف المتباينة، ولهذا اقول لقادة انتفاضة الاستقلال، فلنتنبّه لخطورة ما يجري، ولنتشبث بأحلام الناس وتطلعاتها لأنهما المنطلق والقوة".

لا بد من تطوير النظام المعطوب

وختم عطالله: "ان نصنع المستقبل، لا نستطيع ان نتفرّج عليه، فلانظام يعاني من العطوب، ولهذا لا بد من تطويره بدل الذهاب في افكار لا تخدم الرؤية المستقبلية كطرح المثالثة وتعديل صلاحيات من هنا وهناك، ولهذا لا بد من العودة الى اتفاق الطائف وتشكيل لجنة تدرس بحل اكبر مشكلة مثيرة للحساسية وهي الطائفية، واعتقد انه سيكون عمل مسؤول جداً في حال الاقدام عليه، فلا بد من مجلس شيوخ مطمئن للطوائف، وآخر نيابي يتماشى مع كموحات ومصالح المواطنين، اضافةً الى اللامركزية الادارية واقرار قانون جديد للانتخابات".

 

أية إيجابية في خطابه: هل يطلب الضمانات من يملك السلاح؟ 

(السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً)

١٨ تموز ٢٠٠٩ /كتب طارق نجم

موقع 14 آذار

تسارعت بعض التصريحات من هنا وهناك لتجزل المديح وتمجد بخطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي ألقاه أمس بإعتباره إيجابياً"وهو دعوة الجميع الى الهدوء والتلاقي والحوار" على حدّ زعم نشرة قناة المنار. هذه المسرحية الهزلية لم تكن لتكتمل إلا بوجود سمير القنطار. ففي بدايتها، كان لا بدّ للقنطار من كلمة يعبر فيها عن ولائه لخط الولي الفقيه وأحمدي نجاد "وتحقيق نصر ناجز وتامّ على إسرائيل"، وكيف لا وهو الذي كلف إطلاق سراحه أكثر من ألف شهيد لبناني ودمار واسع شاسع على مستوى الوطن وملآس لا تزال محفورة في وجدان شعب بأكمله.

كنا نتوقع من نصرالله أن يقرّ بهزيمته الإنتخابية، هو وحلفائه، فإذا به يدعو إلى ما سماه "قراءة نتائج الانتخابات ملياً لاسيما انها اثبتت ان هناك قوى اساسية لا يمكن تجاهلها". وقد يبدو هذا بديهياً لإستكمال خطابات رفع المعنويات التي إنتهجها إثر إنتخابات حزيران، هذه الإنتخابات التي وضعت الأحجام الحقيقية في أماكنها وأعطت الأكثرية لمن يستحقها. ولكن من يقرأ جيداً يرى أن نصرالله "يسمسر" ويلمح لضمان حصة لا بأس بها لحليفه المهزوم، ميشال عون، ولكي يبقى خطاب الضاحية على نفس موجة خطاب الرابية.

ونقف لنعلق على ما أكده نصرالله بقوله بانّ "المقاومة لم تطلب ولا تريد من احد في العالم ضمانات لسلاحها"، وإن هذا ليعدّ قمة السخرية والمهزلة المهازل حين يطلب الطرف المدجج بالسلاح ضمانات لسلاحه. إذا عدت هذه خطوة إيجابية فربما تكون ولكن من منظار واقعي ومنطقي وخطوة إلى الإمام خصوصاً، ولمن لا يعلم، أنّ نصر الله سبق له وقال، وخلال مقابلة خاصة مع قناة العربية بتاريخ يوم الجمعة 2 أيلول 2005، "إنه مستعد لنزع سلاح الحزب في حال الحصول على ضمانات من جهة يثق بها وليس الولايات المتحدة". "فشو عدا ما بدا؟"

البارحة زعم نصرالله وضمن ما يزعم من إيجابية في خطابه " ان حزب الله لم يطلب ولا يريد ضمانات تتعلق بالمحكمة الدولية" غريب ومريب هو هذا الشخص. فكيف لنا أن ننسى أنه فقط منذ سنتين، وبالتحديد خلال حفل التخريج الجامعي للعام 2007 الذي أقامه الحزب، كيف هاجم المحكمة الدولية واتهمها بأن أحكامها جاهزة ومعلبة ناهيك عن حملاته وحلفائه عليها ومحاولاتهم عرقلة قيامها. معلا علم أنه سبق له في عام 2005 قد أعلن عن تعاونه المطلق مع لجنة التحقيق الدولية آنذاك برئاسة دتليف ميليس. فما سرّ هذا التقلب وهل هذه إيجابية يتعدّ بها؟ ماتبين من خطاب الأمين العام أنّ مفاعيل إنتخابات حزيران لم تدخل حتى الآن في حساباته، فأيار 2008 لا يزال خياراً قائماً وماثلاً في ذهنه بعد أن أثبت نجاعته في تحقيق غايات فرض الإرادة وقهر الآخر بالقوة. فحسن نصرالله كان ضيق الصدر يرغي ويزبد ويحاول أن يلجم غضبه تحت العبارات التي أطلقها ويتدثر بعباءة التقية في حين كان يطلق العبارات الفضفاضة من التحديات الخارجية والداخلية والتي تحكل مضامين لا يعرف معناها سوى هو ومن حوله من أركان الحرس الثوري في لبنان.

خطاب نصرالله لم يكن إلا تحذيراً مبطناً لسعد الحريري، وما إنذار نصرالله "بأننا سنجرب الأكثرية" إلا كلام حامل أوجه على حد قول نصرالله يذكرنا بخطاباته في مواجهة الرئيس فؤاد السنيورة. لا يبدو أن نصرالله بعيد عن التذبذب وهو الذي سخر عدة مرات من تغير مواقف بعض أركان قوى 14 آذار. لا يزال سعد الحريري يسير في وسط حقل من الألغام زرعها الأقربون والبعيدون، وهو يعي تماماً أن كلام حزب الله "الإيجابي" و8 آذار قد لا يكون أكثر من المثل القائل "ماكلّ بارقة تجود بمائها" بل قد لا يتعد "السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً". فلننتظر ونرى.

 

بري يستغرب ميل البعض إلى التشاؤم والتهجم على جنبلاط

التاريخ: ١٧ تموز ٢٠٠٩ المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام/استغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري "هذا الميل من البعض نحو التشاؤم، لا بل الاستهداف الدائم لهذا البعض لأي مسعى تفاؤلي". وقال في دردشة مع الاعلاميين: "هذا من جهة، وكأن ما اعلنته يوم الاربعاء الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري من ان حكومة الوحدة الوطنية ستبصر النور قبل نهاية الشهر يخالف رغبة هذا البعض الذي لا يرى ازدهارا لموقعه الا في تربة خصبة بالخلافات. علما ان كل اللبنانيين تواقون الى الخروج من حال المراوحة التي تلقي بثقلها على مجمل الاوضاع في البلاد، كما ان المواقف السياسية محليا واقليميا ودوليا تحتضن مبدأ تأليف حكومة الوحدة الوطنية والاسراع في تأليفها".

اضاف: "من جهة اخرى، الاكثر استغرابا حملات التهجم التي تستهدف مواقف الزميل وليد جنبلاط ومساعيه الهادفة الى رأب الصدع بين اللبنانيين، ولا تهدف، على الاطلاق، الى قيام انقسامات بين أبناء الوطن الواحد، ولمن له اذنان فلا خلاف مسيحي - اسلامي وقد طوي الى الابد وان ما يسعى اليه الاستاذ وليد جنبلاط هو ازالة اشكالات ونفور قائم وليس تحريك ما تم دفنه". واستقبل الرئيس بري رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، والنائب عبد اللطيف الزين، ورئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح حلال، ونائبه رئيس بلدية كفررمان سطام ابو زيد، ورئيس بلدية الكفور يوسف شحادة، وجرى عرض الاوضاع الانمائية في منطقة النبطية.

 

نصر الله "الهادئ" يلاقي بري "المتفائل".. و"التيار العوني" يعاكس!

التاريخ: ١٨ تموز ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل   

يستمر المشهد السياسي على حاله، تفاؤل يشيعه الرئيس نبيه بري فيما يأخذ العونيون على عاتقهم تبديد هذه الأجواء، أما الرئيس المكلف سعد الحريري فيستمر في اتصالاته ومشاوراته لتأليف الحكومة في "أسرع وقت ممكن" على ما توقعه نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف الذي يواصل زيارته إلى بيروت مكملاً عقد الدول الداعمة للبنان واللبنانيين "كممر أساسي للاستقرار في المنطقة ككل". في هذا الوقت، دخل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله على خط "طمأنة" اللبنانيين إلى أن المرحلة هي للتهدئة، وأنه منفتح على الجميع من دون أن يدخل في الجدل الحكومي، مكتفياً بالاصرار على الشراكة "الحقيقية" من دون أن يرسم خارطة طريق لهذه الشراكة، فيما يواصل "التيار العوني" معاكسة "تفاؤل" بري، مستبعداً تشكيل الحكومة في وقت قريب، ومصراً على النسبية في الشكل، ما استدعى رداً غير مباشر عليه من بري الضي قال: "وكأن ما أعلنته يوم الأربعاء إلى جانب الرئيس المكلّف سعد الحريري، من أن حكومة الوحدة الوطنية ستبصر النور قبل نهاية الشهر، يخالف رغبة هذا البعض الذي لا يرى ازدهاراً لموقعه إلاّ في تربة خصبة بالخلافات".

المحكمة تتقدم

وفي تطور لافت، أكدت المسؤولة الاعلامية في مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي راضية عاشوري، ان المحكمة أحرزت تقدماً في التحقيق الذي "يجب الحفاظ على سريته". واذ شددت على رفض تسييس المحكمة، اشارت الى ان "المدعي العام دانيال بلمار اذا احس بأي ضغط سياسي فسيقدم استقالته"، كاشفة ان المحكمة لم تعد مهتمة او معنية بالشاهد زهير الصديق "ولا نعتبره شخصا لديه ادلة ذات صدقية".

وشددت عاشوري على ان المطلوب من المحكمة لا يمكن إنجازه بالطريقة المتبعة في سائر المحاكم الدولية، مشيرة الى ان مهمة المحكمة إيجاد الادلة لتحديد هوية المشتبه بهم وادانتهم "والعكس ليس صحيحا". ورفضت التعليق على ما نشرته صحيفة "دير شبيغل" حول التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "وعلى اي شخص يتداول معطيات التحقيق علنا".

روسيا ودعمها

بالعودة إلى الملف الداخلي، لفت سلطانوف، بعد لقائه بري في المصيلح، إلى أن "أن مواقف روسيا ولبنان تتطابق أو قريبة جداً في ما يتعلق بالتطورات الاخيرة في الشرق الاوسط والعالم"، وقال: "نحن مهتمون جدًا ونؤيد الشعب اللبناني في سعيه الى تثبيت استقراره ليسير لبنان على طريق التطور الازدهار".

وقال: "لقد اتفقنا مع القيادات اللبنانية على اهمية مواصلة التعاون الروسي ــ اللبناني في كل المجالات، ولهذا السبب نحن نتوقع تشكيل الحكومة اللبنانية بأسرع وقت ممكن، وطبعاً هذا الشأن شأنكم لا يعني روسيا، ولكن نحن مستعدون احتراماً لخيار الشعب اللبناني ان نتعاون مع الحكومة اللبنانية المقبلة في مختلف المجالات".

البطريركية للجميع

وفي ظل اللقاءات التي يحكى عن حصولها والمساعي الهادفة إلى تقريب وجهات النظر ولا سيما على الساحة المسيحية، رحّب البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير بـ"المساعي التي تقوم بها لجنة التهدئة والحوار في الرابطة المارونية من خلال الاتصالات واللقاءات المسيحية – المسيحية"، مؤكداً أن "أبواب البطريركية مفتوحة أمام الجميع".

اليد الممدودة

ومع مواصلته مشاورات تأليف الحكومة، استقبل الرئيس الحريري في "بيت الوسط"، وزير الاتصالات جبران باسيل في حضور نادر الحريري، وتم خلال اللقاء عرض لنتائج الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة. ووصف باسيل الأجواء خلال اللقاء بأنها "كانت ايجابية"، والاجتماع بـ"الجيد"، موضحاً أن "الاجتماع هو استكمال للاجتماعات السابقة، وقد تميّز بالدينامية الايجابية".

نصر الله متعاون

في المقابل، قال نصر الله: "نحن لا نريد من هذه الحكومة ولا من اي أحد في هذه الدنيا ضمانات بشأن سلاح المقاومة، وابلغت ذلك إلى الرئيس المكلّف الحريري، وهذا الموضوع هو خارج النقاش". أضاف: "يقال ايضا ان "حزب الله" لديه هواجس من عمل المحكمة الدولية في الفترة المقبلة، وأقول أنا أيضا أن هذا كلام غير صحيح". وأكد "نحن منفتحون على صيغ وخيارات متعددة بشأن الحكومة للوصول إلى شراكة تعاون لا شراكة تعطيل"، داعياً إلى الدخول "إلى الحكومة جديدة ونجرّب بعضنا ونوايانا، وأنتم الأغلبية في المجلس النيابي إن لم تعجبكم الحكومة إطرحوا الثقة بها، او يستقيل رئيسها فتسقط. المرحلة تتطلب شجاعة في اتخاذ القرار، وأنصح الا يضغط أحدٌ الرئيس المكلّف بالوقت، فتشكيل الحكومة يحتاج إلى هذا الوقت".

 

 عاشوري شرحت مجريات التحقيق: أحرزنا تقدماً ويجب الحفاظ على السرية

 التاريخ: ١٧ تموز ٢٠٠٩/موقع تيار المستقبل

أكدت المسؤولة الاعلامية في مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي راضية عاشوري ان المحكمة أحرزت تقدماً في التحقيق الذي "يجب الحفاظ على سريته".

واذ أكدت رفض تسييس المحكمة، اشارت الى ان المدعي العام دانيال بلمار اذا احس بأي ضغط سياسي فسيقدم استقالته، كاشفة ان المحكمة لم تعد مهتمة او معنية بالشاهد زهير الصديق "ولا نعتبره شخصا لديه ادلة ذات صدقية"

وشددت على ان المطلوب من المحكمة لا يمكن إنجازه بالطريقة المتبعة في سائر المحاكم الدولية، مشيرة الى ان مهمة المحكمة إيجاد الادلة لتحديد هوية المشتبه بهم وادانتهم "والعكس ليس صحيحا". ورفضت التعليق على ما نشرته صحيفة "دير شبيغل" حول التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "وعلى اي شخص يتداول معطيات التحقيق علنا".

كلام عاشوري جاء خلال ندوة صحافية ولقاء حواريا مع الاعلاميين اللبنانيين والمراسلين الاجانب في دار نقابة المحررين في الاشرفية، للرد على الاسئلة المتعلقة بمكتب بلمار. وتناولت وجهات النظر حول عمل المدعي العام من اجل التنسيق والتعاون بما يعزز دور المحكمة ومهمتها تحت شعار "احالة الارهابيين الى العدالة، تحقيق العدالة للضحايا، المساعدة على انهاء ظاهرة الافلات من العقاب في لبنان".

وحضر الندوة رئيس فريق مكتب المدعي العام - مكتب المحكمة الخاصة بلبنان في بيروت فاليريو اكويلا وممثل نقيب المحررين ملحم كرم الزميل انطوان شدياق الذي طلب الوقوف دقيقة صمت على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ثم ألقى كلمة ترحيبية قال فيها: "لقد كلفني النقيب كرم ان ارحب بالناطقة باسم المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي السيدة راضية عاشوري وباسيد فاليريو. وكلنا يعلم ان هناك اجماعا على ترك الامور للمحكمة، ومن لا يريد ان يكون في موضع الصدق والشفافية. هذا اللقاء الذي ارادته السيدة عاشوري لكونها الناطقة باسم المدعي العام للابتعاد عن كل ما هو سلبي بما يختص بالمحكمة نظرا الى دقة الموضوع. باسم النقيب ملحم كرم ارحب بكم جميعا واتمنى ان يكون هذا اللقاء بداية مشوار وتعاط مع المحكمة وفق الاصول والعدالة والشفافية".

عاشوري

من جهتها، شكرت عاشوري نقابة المحررين "بأعضائها ومسؤوليها وعلى رأسهم النقيب كرم الذي اعد هذا اللقاء والذي له مكانة في عالم الحريات".

وقالت: "بداية اود ان اشكر نقابة المحررين لاستضافتها لنا وللمساعدة القيمة التي قدمتها من اجل تنظيم هذا الحدث. كما اشكر حضوركم جميعا وانني اتطلع للمزيد من المقابلات المباشرة مع الصحافة اللبنانية والاجنبية العاملة في لبنان.

كما صرح المدعي العام دانيال بلمار في تقريره الاخير وخطابه امام مجلس الامن، بصفته رئيسا للجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة، اننا نعتبر الاعلام شريكا لنا في تزويد الرأي العام بما هو بحاجة الى معرفته لفهم كل ما يتعلق بعملنا سواء المفاهيم القانونية والمبادىء المتبعة في عملنا، او الاجراءات والمقاربات التي نتبعها وذلك من اجل ايضاح كيفية عمل مكتب المدعي العام. فنحن نسعى الى كسب ثقة الرأي العام.

ونريد ايضا التواصل مع الرأي العام وخصوصا وسائل الاعلام لايضاح عملنا ومحو الغموض حوله.

قبل المتابعة، اود التشديد على انني هنا لاتكلم فقط عن عمل مكتب المدعي العام، وليس عن عمل سائر اجهزة المحكمة.

كما تعلمون، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان كيان واحد، الا ان كل جهاز تابع لها يعمل باستقلالية وهي احدى الميزات الاساسية لاي محكمة وتنبع من الحاجة الى تجنب التضارب في المصالح الذي قد يؤثر سلبا على مسار العدالة.

بالعودة الى سبب رغبتي في اللقاء بكم، كما سبق وذكرت، انني هنا لتزويدكم بلمحة عامة حول المقاربة التي اتبعناها من اجل انجاز التفويض الممنوح لنا وحول التطورات التي حصلت في مكتب المدعي العام منذ بدء عمل المحكمة. واود ايضا اقامة حوار مباشر معكم حول كيفية توصلنا الى التوفيق بين السرية والشفافية. لكنكم تعرفون انه لا يمكنني اطلاعكم تحت اي ظرف كان على مجريات التحقيق.

دعوني اكرر اولا ما صرح به المدعي العام بلمار مرارا وتكرارا: "ان اغتيال الرئيس الحريري هو عمل ارتكبه ارهابيون محنكون ونحن ملتزمون ومدركون تماما للتفويض الذي منحتمونا اياه، لا سيما تحديد هوية المرتكبين وتقديمهم الى العدالة. لقد شكل المدعي العام فريقا يضم محامين ومحققين من ذوي الخبرة العالية. وقد لاحظ العديد انه لم يسبق لهم العمل مع فريق بهذا المستوى علما انه لم ينضم احد منا الى هذه المحكمة ظنا منه انه سوف يكون من السهل تحقيق اهدافنا، انما ما من احد انضم اليها ليفشل.

المقاربة

كما ترون خلفي، ولاولئك الذين يتساءلون عن موضوع هذا الملصق، فإنه تصريح "بمهمة مكتب المدعي العام"، وهو يحدد الاهداف التي نعمل بعزم من اجل تحقيقها استنادا الى اسمى معايير العدالة لا سيما مبادىء الاستقلالية والموضوعية والانصاف، ليس اكثر ولا اقل.

فبالنسبة للمدعي العام بلمار، لسنا مسؤولين عن ملف قضية فحسب بل عما هو اكثر من ذلك، ان القضية تتعلق بأشخاص قتلوا وبعائلاتهم واحبائهم الذين لا يزالون يعيشون الحزن حتى يومنا هذا، كما انها تتعلق بجميع الذين لا يستطيعون الشعور بالامان طالما ان المجرمين الذين ارتكبوا اعمالا ارهابية ما زالوا احرارا وقد يكررون فعلتهم.

صرح المدعي العام بلمار مرارا انه سيمضي حيثما تقوده الادلة وسوف يبذل كل جهد لتحقيق غايته، ماذا يعني ذلك عمليا؟ يعني اننا سوف نعمل من دون اية افكار مسبقة، يعني اننا متساوون جميعا امام القانون. يعني ذلك ايضا اننا عملنا مبني على مبدأ مقدس الا وهو قرينة البراءة، والاهم من ذلك ان عملنا لن يكون عرضة لتأثير الاعتبارات السياسية او اية اعتبارات اخرى بل هو عمل قانوني محض وسوف يبقى كذلك.

كما صرح المدعي بلمار ان التحقيق معقد وان احراز الحد الادنى من التقدم يقتضي بذل الحد الاقصى من الجهد، اي ان المطلوب منا لا يمكن انجازه بالطريقة المتبعة في المسلسلات التلفزيونية او حتى في سائر المحاكم الدولية، فعلى خلاف المدعين الدوليين الاخرين الذين كانوا يعرفون، منذ المرحلة الاولى لعمل المحكمة، من هم الافراد والمجموعات الخاضعين للتحقيق، ان المدعي بلمار وفريقه يحققون في عدد من "الروايات البوليسية"، مما يعني انهم يقومون بتحقيقات وتحليلات مكثفة ومجهدة قبل التمكن من اصدار قرارات الاتهام. فمهمتنا هي ايجاد الادلة لتحديد هوية المشتبه بهم وادانتهم والعكس ليس صحيحا، كما قد يكون الحال في محاكم اخرى. فعلى سبيل المثال، في محكمتي رواندا ويوغسلافيا السابقة، غالبا ما ركز العمل اكثر على توقيف المشتبه بهم المحددة هويتهم والذين يوجد ضدهم الكثير من الادلة. لطالما شدد المدعي العام بلمار على ان التحقيق بأكمله سوف يستند الى الادلة، مما يعني انه لن يتم اصدار اي قرار اتهام ما لم يحصل المدعي العام بلمار على ادلة مقبولة وموثوقة وشرعية وكافية لادانة شخص ما. لقد قلنا في السابق ونكرر ان: "لا نؤمن بالعدالة المتسرعة". قد يتكهن الكثيرون عن هوية المذنب لكن المدعي العام لا يمكنه التكهن، لذا سوف يأخذ التحقيق مجراه. لا ينتج تحديد الذنب عن التكهن بل يجب اثباته بدون ادنى شك معقول وبهذه الطريقة يمكننا ان نضمن الا يدفع اي انسان بريء الثمن لجرائم ارتكبها اخرون.

قال السيد بلمار ان بإمكانه التحكم بسرعة وتيرة التحقيق لكن ليس بنتائجه. فالنتائج واصدار قرارات الاتهام متوقفة على جمع الادلة القاطعة. اننا نبذل جهودا كبيرة من اجل العثور على الادلة المطلوبة، وندعو من يمكنه مساعدتنا على جميع المزيد من الادلة الى التوجه الينا اذ ان مكتبنا اتخذ جميع الترتيبات اللازمة للحفاظ على سرية من يرغب في تزويدنا بالمعلومات.

قال المدعي العام بلمار انه يعتمد سياسة مسؤولة فيما يخص التواصل الداخلي والخارجي اي انه لن يتم نشر اية معلومات قد تلحق الضرر بالتحقيق عبر تزويد المشتبه بهم بمعلومات سرية او تعرض سلامة اخرين للخطر، فالسرية ليست مسألة خيار بل انها واحب، كما انها مسؤولية لا يمكننا منع الناس من التكهن لكن الشخص الذي ننوي ادانته سوف تعرف هويته لدى اصدار قرارات الاتهام علنية.

لطالما امتنع المدعي العام بلمار عن اعطاء مهلة محددة او تقريبية بشأن انتهاء التحقيق واصدار قرارات الاتهام، والسبب يعود لعدم قدرته على تحديد سرعة نتائج التحقيق وسوف يلتزم بالوقائع الموضوعية التي يمكنه عرضها على الشعب اللبناني كما انه لا ينوي اجراء تحقيق مفتوح وغير حاسم. ان العمل جار على قدم وساق في مكتب المدعي العام.

التطورات

في هذا السياق، سوف اعرض بإيجاز ما تم تحقيقه في مكتب المدعي العام منذ 1 آذار مارس 2009 حتى الآن:

- كما تعلمون، ما ان تم اعتماد قواعد الاجراءات والاثبات في 20 آذار مارس 2009 حتى تحرك المدعي العام بسرعة لإطلاق عملية التنازل عن الاختصاص في قضية الحريري لصالح المحكمة الخاصة بلبنان كما هو منصوص عليه في النظام الاساسي.

- عندما انجزت هذه المهمة خلال المهلة التي حددها قاضي الاجراءات التمهيدية، قدم المدعي العام عريضته المتعلقة بالاشخاص الاربع الموقوفين في قضية الحريري.

- وفي هذه الاثناء، اتخذ المدعي العام عدة خطوات ادارية لتزويد فريقه بالموارد التي تضمن عمل المكتب الموجود في لاهاي بطاقته القصوى ودعمه بمكتب ميداني في بيروت.

- تحت اشراف المدعي العام، تمت زيارة للموارد المخصصة لمكتبه في ميزانية المحكمة، ونحن على ثقة ان هذه الموارد سوف تساهم في تسريع التحقيقات. واود ان اوضح هنا اننا لم نطلب اية اموال اضافية بل طلبنا تخصيص موارد اضافية لمكتب المدعي العام من خلال اعادة توزيع الميزانية الحالية للمحكمة الخاصة بلبنان، وهذا دليل واضح على ان المسؤولين في المحكمة يعتبرون التحقيق اولوية وان الدول المساهمة في ميزانية المحكمة ما زالت ملتزمة بدعم التحقيق والمحكمة. لهذه الغاية، يجري حاليا توظيف المزيد من المحامين والمحققين من ذوي المستوى الرفيع في مكتب المدعي العام بهدف تعزيز عمله الذي يبلغ ذروته حاليا.

- كما قد تعلمون، وقع مكتب المدعي العام بتاريخ 5 يونيو/ حزيران 2009 مذكرة تفاهم مع الحكومة اللبنانية تنظم التعاون الرسمي بين المؤسستين.

- سوف تنضم نائبة المدعي العام اللبنانية الى مكتب المدعي العام قريبا، بمجرد الانتهاء من الاجراءات الادارية لتعيينها.

- منذ بدء عمل المحكمة الخاصة بلبنان في 1 مارس آذار 2009، استمر التحقيق في عدة مجالات وتم احراز التقدم فيه منذ آخر تقرير قدمته لجنة التحقيق الدولية الى مجلس الامن. ولا يمكنني التوسع اكثر حول طبيعة التقدم المحرز اذ لا بد من الحفاظ على سريته.

- استمر محققونا في التواصل مع الشهود والضحايا. بالاضافة الى ذلك، وكما ذكرت آنفا، نحاول ايضا التواصل مع الاشخاص الذين قد يرغبون في الاتصال بنا لتزويدنا بمعلومات قد تفيد التحقيق، وتم وضع صفحة الكترونية مؤمنة لهذا الغرض لتسهيل الاتصال بمكتبنا.

- بشأن موضوع التواصل بشكل عام، نحن نعمل على تطوير مشاريع محددة خاصة من اجل التواصل مع الرأي العام والاعلام من اجل ايضاح كيفية عملنا، وذلك عبر التفاعل المباشر والنقاش حول محاور محددة. انني ارحب بآرائكم حول افضل الطرق لإلقاء الضوء على آليات عملنا وعلى النواحي التي قد تودون التعرف اليها اكثر.

في الختام اود القول اننا متفائلون وعملنا يحرز تقدما. نحن مدركون تماما لما تتوقعونه منا. لقد انشأ المدعي العام فريق عمل متماسك مؤلف من اشخاص محترفين لا يتمتعون فقط بالخبرة في عدة اختصاصات بل هم ملتزمون ايضا اتمام مهمتنا.

نحن بحاجة الى دعمكم. لا يمكننا ان ننجح من دونكم. يجب ان نتعاون لاسيما مع اللبنانيين اذ ان مساعدة الاعلام قد تكون مفيدة لايضاح عملنا كما قد تكون اساسية في تشجيع الضحايا على ان لا يفقدوا الامل وليطمئنوا انهم يستحقون العدالة، وقد تكون اساسية لتشجيع الناس على الاتصال بنا والمساعدة من اجل تسريع عملية التحقيق.

ان السلطات اللبنانية كانت وما زالت تقدم لنا مساعدة قيمة ونحن ملتزمون العمل ضمن شراكة معها هدفنا واحد ورسالتنا واحدة: تقديم الارهابيين الى العدالة، تأمين العدالة للمتضررين ومساعدة لبنان على وضع حد للافلات من العقاب".

الحوار

وفي حوار مع الصحافيين اجابت ردا على سؤال: "اقصد ان هناك عددا من السيناريوهات من الممكن ان تطرح ونحددها بالدافع، وعندما بدأ بلمار عمله لم يكن لديه اي تصور مسبق. طبعا كان هناك عمل سابق واطلعنا على العمل السابق وكان يقول بلمار انه يحترم كل عمل سابق ولم يبدأ عمله من الصفر. ولكن التحقيق يحصل فيه تطورات، وفي عملنا دخلنا في مرحلة ان الطريق الوحيد الذي من الممكن ان نتوصل من خلاله الى الجناة هو وجود الدليل الذي يوصلنا الى الجاني وليس العكس. بالنسبة لصحيفة "دير شبيغل" اكرر ما قلناه في بياننا الصحافي مع احترامنا لهذه الصحيفة ولأي مؤسسة اعلامية محلية او عالمية هي تبقى صحيفة والتحقيق لن يعلق على اي شخص يتداول في معطيات التحقيق بشكل علني. لن نعلق على فحوى ما صدر في "ديرشبيغل" وكذلك لن نعلق على كل المقالات التي كتبت سابقا".

اضافت:" المخولون في مكتب المدعي العام للحديث عن هذه المسائل هو السيد بلمار نفسه وانا كناطقة رسمية له في حدود التفويض الذي يمنحني اياه".

وردا على سؤال حول اطلاق الضباط الاربعة قالت:" نحن قلنا في البيان الصحافي بعد اطلاق الضباط الاربعة انه للذي قد يتصور اننا بعد ان اطلقنا الضباط الاربعة سنبدأ من الصفر. كلا. التحقيق اوسع بكثير من ان يكون مختصرا على مسألة الضباط الاربعة. نطاق التحقيق اوسع من مسألة الضباط فقط ولن اتحدث عن اي تفصيل آخر".

سئلت: ما هو الوضع القانوني للضباط الاربعة؟

اجابت: "قال بلمار بخصوص الضباط الاربعة اننا لم نوجه ضدهم مذكرة اتهامية. كان وضعهم الى حد ما خاصا وغايتهم القانونية ايضا خاصة. وقال انه لا يمكنه التأسيس على المعطيات الموجودة عنده آنذاك لادانتهم ولا اعتبارهم مشتبها فيهم او غيره وبالتالي لا يعترض على اطلاق سراحهم. واذ تطورت المسائل في وقت ما. عندها لكل حادث حديث. وحسمت المسألة على مستوى اجرائي. ولم تجلس محكمة ولم تحصل مرافعة".

وردا على سؤال حول التداعيات السياسية وتأثيرها على التحقيق؟

قالت: "بالنسبة للسياسة نحن نتبنى كل من قال اننا نرفض تسييس هذه المحكمة. نحن نتبنى هذا الشعار واننا اول من يرفض تسييس المحكمة. وقال بلمار ان عملي هو قانوني وليس سياسيا ولا علاقة لي بالسياسة اطلاقا ولو احس بلمار ان هناك ضغطا سياسيا وهذا لم يحصل ابدا انه سيقدم استقالته حالا".

وردا على سؤال حول وضع زهير الصديق؟

اجابت:" بالنسبة لزهير الصديق موقفنا هو الاتي: زهير الصديق لم نعد مهتمين او معنيين به اطلاقا بالنسبة لمكتبنا كمدع عام، ومكتب المدعي العام لا يعتبر الصديق شخصا لديه ادلة ذات صدقية ليقدمها لنا ونحن لم نعد معنيين به، وليس في حوزة مكتب المدعي العام ادلة كافية ولديه الصدقية الكافية للاتجاه نحو توجيه اتهام يدخل تحت اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان".

سئلت: بالنسبة لبرنامج الشهود؟

اجابت:"نحن نتعاطى مع برنامج حماية الشهود ولكن في دور استشاري لان هناك قسم مقرر المحكمة معني بمسألة حماية الشهود ويشرفون على هذا البرنامج. واننا نتشاور معهم في المسائل المؤسساتية ومسألة الشهود ما زالت قيد السرية المطلقة".

اضافت:"السيد بلمار لم يطلع احدا ايا كان على من يعتبرهم شهودا يستحقون او لا يستحقون الحماية لان ذلك له علاقة بسرية التحقيق ولم نعط هذه المعلومة لاي كان في المحكمة. السيد بلمار لم يتحدث مع احد بعدد او بأسماء او صفات شهود قد يعتمدهم لاحقا".

وردا على سؤال حول القرار الظني؟ قالت:" سوف تطلعون على القرار الظني عندما يصدر".

وردا على سؤال، اجابت: "اننا لن نتحدث عن اي اطار زمني للمحكمة والمحاكمات تبدأ عندما تكتمل وعندما يقدم بلمار القرار الظني لقاضي الاجراءات التمهيدية عندها يبدأ مسار المحاكمات".

وختمت: "بالنسبة الى التمويل، نحن الى يومنا هذا ليست لدينا أي مؤشرات ان الذين يمولون المحكمة، ومن ضمنهم الحكومة اللبنانية، قد يسحبون هذا التمويل. وحتى لو فرضنا حصول شح في التمويل ارجو ان تراجعوا الرقم 1757 الذي يقول ان لو حصل ان الامين العام لاحظ ان هناك صعوبات مالية يمكنه العودة الى مجلس الامن من اجل تقديم مقترحات اخرى لتأمين الاموال بشكل مختلف".

 

عقل التعطيل

 التاريخ: ١٨ تموز ٢٠٠٩ /موقع تيار المستقبل

 الصراخ المستجد عن الثلث المعطل يدخل في باب نوادر الحياة السياسية من جهة، لكنه ينم من جهة أخرى عن أزمة في العقل السياسي للأقليّة التي لم تحسم بعد في الوجهة السياسية التي تريد سلوكها. كيف يمكن الحديث عن نظام ديموقراطي فيما بعض المكوّنات السياسية تبحث في تعطيل الحركة السياسية برمّتها تحت عنوان "الضمانات" التي يراد منها "ربط نزاع" على إيقاع المفاوضات الاقليمية والدولية الحاصلة في المنطقة. المفارقة ان الحديث عن "الضمانات" يصدر عن جهة تكفّلت وحدها في تعطيل البلد ومؤسساته الدستورية والسياسية، وأقفلت مرافقه وقطعت طرقاته. قوى الأقليّة تُغفل ما فعلته في تعطيل مسيرة تقدّم لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأبرزها كان في المحكمة الدولية ومحاولة تسييسها، بينما كانت الأغلبية تصرّ على وجوب فصل عمل المحكمة عن الحيثيّات السياسية الداخلية. أكثر من ذلك، تحاول هذه القوى إغراق البلد في الحديث عن "ضمانات" مطلوبة أساساً من اللبنانيين كي لا يتفرّد فريقٌ ما بقرار الحرب والسلم فيه، وأخذ البلد الى المجهول. تدلّ التجارب السابقة على أن عقل التعطيل والشلل لم يفعل شيئاً غير وضع لبنان على مسار انحداري لم يتوقف، بدليل ان أياً من مقررات الحوار الوطني الذي بدأ في البرلمان لم تنفّذ وعلى المستويات كافة.

 

صقر: زيارة الحريري الى سوريا هي جزء من التسوية التي قد تحصل وليست لإعطاء صك براءة للسوري 

لبنان الآن/السبت 18 تموز 2009/أكد عضو كتلة "زحلة بالقلب" النائب عقاب صقر ان زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى سوريا "ليست من اجل تشكيل الحكومة، بل من اجل ترتيب البيت العربي"، وقال "لو كانت الزيارة هي للتدخل السوري في تشكيل الحكومة، فما كانت لتتم لا قبل التأليف ولا بعده"، موضحا ان "زيارة الرئيس الحريري هي جزء من التسوية التي قد تحصل وليست لإعطاء صك براءة للسوري". وقال صقر في حديث لمحطة "الجديد" "لو تمت تهيئة الظروف من قبل السوريين لكانت حصلت زيارة الرئيس المكلف الى سوريا"، مشيرا الى ان "ما جرى من قبل بعض قوى 14 آذار التي اعترضت على الزيارة، لم يكن سوى ابداء رأي". واضاف "نحاول أن ننسى كل ما فعلته سوريا في لبنان، ولا تستطيع سوريا أن تنسى الإتهام السياسي الذي وجه في فترة سابقة لها". الا ان صقر لفت الى ان "سوريا أبدت رغبة في دفع الأمور إلى تشكيل الحكومة وذلك من خلال زوارها في الفترة الأخيرة"، معرباً عن اعتقاده ان "السوري جاد اليوم من اجل ان يقدم اموراً ايجابية تجاه المجتمع الدولي والعربي".

وأكد ان "هناك امكانية كبيرة ورغبة دولية لإنجاز الموضوع الحكومي نهاية الشهر مع بعض التحفظات"، لافتا الى ان "اللاعب الأميركي والسعودي مستعجل لتشكيل الحكومة، أما الإيراني فهو بالعكس، ونحن بإنتظار دفعة جديدة للمفاوضات العربية – الأميركية". واضاف ان "المصالحة العربية – العربية بوابتها في سوريا، وسوريا مشكلتها في لبنان".

واشار الى ان "المسار الايراني متشدد حتى الآن في الوضع الفلسطيني والعراقي وفي لبنان"، معربا عن اعتقاده انه "ربما يكون الواقع الايراني معيقاً في تشكيل الحكومة"، معتبرا ان "السبب في ذلك يعود الى الوضع الايراني الحالي في المنطقة".

وشدد صقر على ان الرئيس الحريري "هو الذي يعمل على صياغة البيان الوزاري، لكنه يأخذ ببعض وجهات النظر من بعض الفرقاء". واذ استبعد "ان يعتذر الحريري عن التكليف الحكومي"، اكد انه "سيبقى الى آخر لحظة ومصمم على عدم الاعتذار"، مشيرا الى ان الرئيس الحريري "متكتم ومتفائل ومرتاح لسير الأمور".

وقال صقر "ان المعارضة لا تعرف ما تريد"، مشيرا الى ان "هناك تنوع في مطالبها من نسبية وثلث ضامن وضمانات وأسماء الوزراء". واضاف "هناك خطاب يحاول التخلص بشكل ما من الثلث الضامن"، مؤكدا ان "الصيغة الأفضل هي أن تكون حكومة أكثرية والمعارضة تحاسبها". وأضاف "في رأيي أن الخاسر في الإنتخابات لا يتم توزيره، وهذا احترام لرأي الناس".

وشدد صقر على انه لم يقل ان الرئيس نبيه بري قال للرئيس الحريري "ان المعارضة تخلت عن الثلث المعطل، بل نقلت معلومات عن قنوات غير رسمية اشارت الى ذلك"، مشيرا الى ان "المعطيات التي توافرت بأن المعارضة تنازلت عن مطلب الثلث المعطل، تغيرت لاحقاً". واعتبر ان "طرح الحقائب والأسماء يدل على تخلي المعارضة عن الثلث الضامن"، مؤكدا ان "وزير المالية لم يكن يوماً من الأيام إلا منسجماً مع رئيس الحكومة، وغير ذلك يكون هدفه التعطيل خارج الثلث المعطل".

وأضاف: "إن البيان الوزاري يجب ان يتضمن كل التغييرات التي حصلت ان كان على صعيد سلاح المقاومة او على كل الصعد". ولفت الى ان "أي اشكال في المنطقة من دون حكومة وحدة وطنية يكون وقعه صعباً علينا جميعاً وعلى سوريا أيضاً". ورأى صقر أخيرا ان عنوان خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله هو "التهدئة وكان جيداً كباقي خطابات السيد نصرالله، ونتمنى لو أن كل المعارضة كالسيد حسن نصرالله". وأعتبر ان "اشكالية مسألة الأسرى في السجون الإسرائيلية هي رد مبطن من السيد نصر الله على الجانب الإسرائيلي".

 

«التحالف الخماسي» تحت عباءة الرئيس دونه مصاعب

حركة جنبلاط تثير شكوكاً مسيحية والتطمينات غير مطمئنة 

جورج علم (السفير) ، السبت 18 تموز 2009

تخضع حركة النائب وليد جنبلاط، منذ ما قبل السابع من حزيران إلى مراقبة متأنيّة من قبل شرائح مسيحيّة سياسيّة ـ أكاديميّة: «يحاول أن يتموضع سياسيّاً، لكن أين؟، وفي ظلّ أي معادلة محليّة ـ عربيّة ـ إقليميّة؟».

ويدرك هذا اللفيف بأن تحالف جنبلاط مع زعيم السنّة الأبرز، الرئيس المكلّف سعد الحريري، لا يزال قويّاً، ويمكن الركون إليه حتى الآن، ولا مشكلة عنده مع الرئيس نبيه بريّ، ويحاول أن يوثّق صلاته بـ«حزب الله»، ولكن هذا لا يكفي، لأنه يعرف جيداً أن ما كان قبيل انتخابات 2005 لا يصحّ بعيد انتخابات 2009، وإن الكلام عن حلف رباعي درزي ـ سنّي ـ شيعي، أصبح من الماضي، وإن الطريق هذه يمكن أن تؤدي إلى أي مكان، إلاّ دمشق؟!

وليس مهمّاً أن يصحّح جنبلاط، او يوضّح الغاية والهدف من حركته، لأنه لو كان قادراً على ترميم الحلف الرباعي، وبعثه حيّاً، لما تردّد لحظة، ولأنه يعرف، فقد شاء من خلال التلميح والتصريح، أن يثير الغبار داخل البيئة المسيحيّة المأزومة ليحدث فرزاً جديداً تحت شعار «إكمال عدّة الشغل لتفجير التحصينات القائمة على جبهتي 8 و14 آذار، وبعثرة القوى المتحالفة، وتشتيت قواها، لردم الهوّة وإقامة جسور تواصل وحوار يمكن أن تؤدي إلى تحالفات جديدة؟!».

ويترك جنبلاط ان يكمل الشوط في المجال الذي اختاره عن سابق تصوّر وتصميم، وان يواجه غمار التحديات التي تعترضه، لأن ثمة حسابات مختلفة عند هذه النخب المسيحيّة الرافضة ثقافة الميليشيات، والسياسات المعتمدة من قبل قادتها (وجنبلاط وفق هذا المنطق هو سيّد من أسيادها)، لتلامس واقع الحال السياسية من مقاربات عدّة، أولها أن الزعيم الاشتراكي يغمز من قناة رئيس الجمهوريّة الماروني ـ التوافقي ليكون هو «طليعيّ هذه الدورة، وطربوش هذا الحلف في حال كتب له الحياة، أو أن يكون الأول المتقدّم بين متساوين، بمعنى أن يكون سيد العهد، فيما الحلف المذكور قاعدته، وعموده الفقري، ورافعته، وبالتالي أن يعطى رئيس الجمهورية الحصّة الوازنة في الحكومة، وليس غيره من القادة الموارنة والمسيحيين، سواء في فريق الأقليّة، أو الأكثريّة».

ويحمي جنبلاط تحرّكه هذا ـ وفق منطق هؤلاء ـ بجبّة بكركي، وهو قصد المقر الصيفي للبطريرك نصرالله صفير في الديمان عمداً، ليبوح له ببعض مكنونات صدره قبل أن يُقدم على البوح، حتى لا يفاجئ طرحه سيد الصرح، وشريكه في مصالحة الجبل التي لا يقرّ العماد عون لا بنتائجها ولا بمفاعيلها «طالما ان المهجّرين المسيحيين لم يعودوا بغالبيتهم، وطالما أن بعض المصالحات الحقيقيّة لم ينجز بعد؟!».

ويعززّ مثل هذا التوجّه ما أفاد به بعض زوّار الديمان مطلع هذا الأسبوع، حيث نقل عن البطريرك موقف لافت حول حقيقة الثلث الضامن، ولماذا لا يعطى للرئيس التوافقي كي يتمكّن من تعزيز مناخ التوافقية في الداخل، انطلاقاً من تشكيلة الحكومة الجديدة؟ ولماذا لا يبادر فريق الأكثريّة إلى الوفاء بالتعهدات التي نادى بها أمام غبطته على هذا الصعيد؟ ويبدو أن هذا الكلام المنقول لم يقابل بأي توضيح او تصحيح بشأنه، خصوصا ان توقيته جاء متزامناً بعيد زيارة جنبلاط الى الديمان، وكأنه يتصل ببعض أصوله الى ما جرى خلال الخلوة بين البطريرك وضيفه!

أما المقاربة الثانية والأهم عند هذا اللفيف من المسيحييّن فتنطلق من «عقد الزواج الماروني القائم بين التيار الوطني الحر و«حزب الله»، والمعبّر عنه بورقة التفاهم»، وبهذا المعنى يرى هؤلاء بأنه أسهل على وليد جنبلاط أن يتحدث عن حلف خماسي مفترض، ويضمّ إلى الأركان الأربعة ركن خامس هو العماد عون، من أن يتحدث عن رباعي مجرّب يضمّه إلى جانب السيّد، وبريّ والحريري، لأن «الحزب» وفي لحظة الحقيقة ـ إذا ما زفت، وكانت هنالك حقائق ووقائع تفرضها ـ لن يتخلى عن حليفه ميشال عون، ولن يدخل إلى جنّة هذا الحلف مهما كانت فضائله وموجبات قيامه، إلاّ بعد أن يسبقه العماد عون إلى طاولته، ويختار المكان الذي يرتاح إليه حول هذه الطاولة.

اما المقاربة الثالثة فيعود بعضها الى ما أوحى به كلّ من الرئيس أمين الجميّل، والدكتور سمير جعجع، وعلى قاعدة أن الهدف من حركة جنبلاط ربما معالجة رواسب السابع من أيار، كي يصل سعد الحريري إلى السرايا، وتكون «الجبهة الإسلاميّة» متماسكة موحدة، والعلاقات ما بين قياداتها «صافي يا لبن؟!».

إلاّ أن هذا اللفيف من المسيحييّن يحاول ان يطرح علامات استفهام لا تزال حتى الآن تبحث عن جواب مقنع انطلاقا من أن أحداً لا يشككّ مطلقا بفضيلة هذا المسعى الجنبلاطي إذا كانت هذه هي غايته، لكن للوصول الى هذه الغاية، لا بدّ من معالجة الثغرات، وأولها: ان «الجبهة الإسلاميّة المتماسكة» والتي عرفت بـ«الحلف الرباعي» قد خاضت انتخابات العام 2005 متكافلة متضامنة، وحصدت الأكثريّة في المجلس النيابي، فلماذا لم تحافظ على تماسكها بعيد تلك الانتخابات؟ وهل كانت العقدة سلاح «حزب الله»، أم حسابات مغانم وأحجام وأوزان جديدة أوحت بها جهات خارجيّة أودت بالتحالف، وأدت الى فرط عقد المتحالفين الأربعة؟ وهل زالت هذه الإيحاءات اليوم ليصار الى جمع المتناقضات من جديد؟

ثانيا: إذا كان الدور السوري في تلك الحقبة هو علّة العلل، وهو الذي جمّع ومن ثم فرّق وبددّ، وحمّل من الأوزار والاتهامات الكثير، فهل أصبح مؤاتيّاً اليوم لنقض الماضي بكل آلامه وأثقاله، تمهيداً لفتح الصفحة وقيام تعاون رباعي جديد، وعلى أية مفاهيم ومرتكزات، وأين مكوناتها الحيّة؟

 

ثالثا: إذا كان الطريق الى التحالف يقضي بإعادة ترميم وبناء جسور الثقة بين مكوناته الأساسيّة، فهل استكملت عمليّة إعادة الإعمار هذه؟ وما هي الضمانات التي أعطيت لسلاح «حزب الله»؟ ومن أعطاها؟ وهل تصحّ فقط في النطاق المحلي الضيق، بل يفترض ان تكون أشمل وأوسع بحيث تأتي نتيجة تفاهمات عميقة ما بين الرياض ودمشق وطهران والقاهرة... وربما عواصم أوروبيّة يمكن الركون اليها؟ وماذا عن المحكمة ذات الطابع الدولي، و«التسونامي» التي يمكن أن يفتعلها أي قرار اتهامي قد يصدر عنها في أي مستقبل قريب؟!

رابعا: ما هي الأرضيّة العربيّة ـ الإقليميّة الصلبة لأي تحالف داخلي قد ينشأ، في وقت ما زالت فيه العلاقات بين العديد من عواصم «دول الرعاية» مأزومة نظرا لجسامة التحديات التي تواجهها من عروض بنيامين نتنياهو، وصولا الى الرؤية الأميركيّة الجديدة تجاه العالمين العربي والإسلامي وغياب الوضوح في الخطط التنفيذية لخارطة الطريق الأوباميّة هذه.

أما الخلاصة اليتيمة من كلّ هذا، وبعد كلّ هذا، فمحورها الآتي: ليس المهمّ ان يكون التوجّه نحو تموضع سياسي جديد، بل المهم معرفة أين هذا التموضع وكيف ووفق أي أسس ومعايير؟ وهل يكون الهدف من كلّ هذا المزيد من التخندق في الزواريب الطائفيّة والمذهبيّة على حساب الخروج نحو الساحة الوطنية الواحدة المتماسكة القادرة على مواجهة التحديات، على ان تكون البداية من حكومة وحدة وطنيّة تعطي المشاركة مفهوما سياسيّا وطنيّا جامعا على حساب «كوتات» الطوائف، وحصص المذاهب؟!...

 

النائب كرم: مواقف جنبلاط الأخيرة وطنية تجمع ولا تفرق

لبنان الآن/السبت 18 تموز 2009/ثمّن عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب سليم كرم "مواقف النائب وليد جنبلاط الأخيرة" واعتبرها "مواقف وطنية تجمع ولا تفرق"، متمنياً ان يلعب كل لبناني الدور الذي يلعبه جنبلاط اليوم. كرم وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" اعتبر أنه من غير المقبول ان يفشل الرئيس المكلف في مهمته الأولى بتشكيل الحكومة "لأن هذا الامر سيكون سيئا جدا بحقه". وطمأن أنه "اذا ارتاح الوضع الأمني في لبنان فهناك العديد من الشركات والأشخاص الذين سيأتون الى لبنان ويقومون بتأسيس أعمال فيه وبالتالي ينمو الوضع الاقتصادي والاجتماعي". وجزم كرم أن "اميركا لها سياسة واحدة ولو تبدل الأشخاص فلن يؤثروا على السياسة العامة الاميركية" واعتبر أن أميركا "داعمة دائماً لحليفتها اسرائيل، ولن يكون هناك تقدم على صعيد انشاء دولة فلسطينية او على صعيد عملية السلام".

 

بري:المقاومة لا تزال تمثل حاجة وطنية لبنانية

نهارنت/ أعلنت أوساط قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري السبت ان الأخير أكد ان المقاومة لا تزال تمثل حاجة وطنية لبنانية للدفاع عن الأرض والإنسان، وحتى تنتفي هذه الحاجة المطلوب اولا وأخيرا انسحاب اسرائيلي كامل من آخر شبر من الاراضي اللبنانية. وأشارت هذه الأوساط الى ان بري شدد خلال لقائه قائد قوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو في المصيلح، على "وجوب التحرك الفوري للجم وكبح جماح الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لبنود القرار 1701 والتي بدأت تأخذ أشكالا تؤشر عن حقيقة النوايا الاسرائيلية المبيتة ضد لبنان وحقه في السيادة على آخر ذرة من ترابه". واعتبر بري "استمرار اسرائيل لإحتلالها للشطر الشمالي من قرية الغجر وما أقدمت عليه خلال الأيام الماضية من قضم لاراض لبنانية في خراج بلدة كفرشوبا، محاولة اسرائيلية لتكريس أمر واقع في جغرافيا المنطقة المحاذية لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، مستغلة كالعادة المناخ الدولي الذي يهيىء لاسرائيل الارضية الخصبة للتمادي في عدوانيتها ويبقيها استثناء لا ينطبق عليها القرارات الدولية". وأكدت الأوساط ان رئيس المجلس النيابي جدد التأكيد لقائد القوات الدولية بان لبنان "قد أوفى بكامل التزاماته حيال القرار الدولي وهو ينتظر المجتمع الدولي كي يمارس ضغطه على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في اسرائيل للوفاء بالتزاماتهم والتقيد ببنود القرار 1701". نهارنت/18/7/09

 

 هل يعتذر الحريري قبل إعادة تكليفه؟

السبت, 18 يوليو 2009

سليم نصار *الحياة

يوم الاثنين المقبل (20 الجاري) يكون لبنان قد قطع شهراً كاملاً بانتظار الولادة العسيرة لحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري.

ويرى عدد كبير من نواب المجلس الجديد أن انقضاء شهر كامل على قرار التكليف، يمكن أن يزيد من فرص التأخير، خصوصاً أن جلسات الحوار الوطني لم تنجح في تجسير الخلافات العميقة بين زعماء المعارضة وجماعة 14 آذار. لذلك استعيض عن دورات الحوار والمصارحة بفتح حوار علني كالذي تم بين رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط وخصمه الدرزي رئيس «تيار التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب.

وأوضح وهاب عقب الاجتماع بأن خلافه مع الأستاذ جنبلاط كان خلافاً سياسياً، وأن المصالحة بينهما حصلت بعدما أعاد جنبلاط «تموضعه» في أمور عدة، بدءاً من موقفه تجاه سورية... وانتهاء بإعادة دعمه للمقاومة.

واللافت في هذا السياق أن المنتصر انتخابياً هو الذي يبادر الى التودد والانفتاح على منافسه المهزوم لعله يساعده على الوصول الى دمشق. والسبب أن الفوز بالغالبية البرلمانية في لبنان، لا يعني مطلقاً أنه من السهل ترجمة هذا الفوز الى قوة سياسية مؤثرة. والدليل أن الشعار الذي أطلقه سعد الحريري «لبنان أولاً»، وجعله قاعدة انطلاق لمواصفات حكومة الاتحاد الوطني... هذا الشعار استبدلته المعارضة بشعار «لبنان آخراً». والسبب أن المصالحة السعودية - السورية، وما يترتب عنها من تأسيس لنظام اقليمي جديد، سوف تعيد مصر الى الكتلة الثلاثية التي ولدت في مؤتمر الاسكندرية. وقد توقع اللبنانيون مشاركة سورية في قمة عدم الانحياز التي عقدت في «شرم الشيخ» هذا الاسبوع، إلا أن غياب الرئيس بشار الأسد خيّب آمال المراهنين على نتائج هذا اللقاء. ويبدو أن طبخة المصالحة السورية - المصرية لم تنضج بعد لأن دمشق اشترطت أن تكون قطر جزءاً من التكتل الجديد. وحجتها أن اتفاق الدوحة الذي رعته قطر، ساعد على تصحيح الوضع المتردي عن طريق انتخاب الرئيس ميشال سليمان.

بعض المنظّرين يراهن على الزيارة المتوقعة التي سيقوم بها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدمشق بعد انتهاء جولته في «ينبع» حيث وضع حجر الأساس لـ32 مشروعاً صناعياً بكلفة ثمانية بلايين ريال ونصف البليون. ومع أن موعد الزيارة لم يعلن بعد، إلا أن التكهنات تحدده ما بين مطلع شهر آب (اغسطس) والعشرين منه، أي قبل حلول شهر رمضان المبارك الموافق يوم السبت 22 آب. ويقول الرئيس نبيه بري إن هذا التاريخ ليس نهائياً وحاسماً لأن السقف الزمني غير متوافر. والدليل على ذلك أن تقي الدين الصلح أمضى ثلاثة أشهر تقريباً قبل تأليف حكومته في عهد الرئيس سليمان فرنجية.

السفراء الأجانب في بيروت الذين راهنوا على فوز المعارضة، يعتقدون بأن دمشق تفتعل المآزق المحرجة بواسطة نواب «حزب الله» وكتلة ميشال عون، من أجل احراج سعد الحريري ودفعه الى الاعتذار. لكنَّ المتتبعين للشأن السوري، يستبعدون هذا الافتراض لاقتناعهم بأن دمشق تعول كثيراً على مصالحة الطائفة السنية في لبنان، وعلى دور سعد الحريري في تعبيد الطريق باتجاه دمشق.

وقد أعربت الحكومة السورية مراراً وتكراراً عن استيائها من الاتهامات التي وجهت إليها بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصاً بعدما أفرزت تلك الجريمة واقعين جديدين تجاهها: الأول تمثل بخروجها العسكري من لبنان. والثاني تمثل بخروج سنة لبنان من عروبة سورية. تماماً مثلما أخرجت عملية غزو العراق الشعب الكويتي من عروبة العراق وفلسطين. لهذا تعتقد غالبية الإعلاميين في دمشق أن وصف أحداث 7 أيار من قبل السيد حسن نصرالله بـ «اليوم المجيد» ساهم بشكل مباشر في استنفار مشاعر السخط والغضب لدى الطائفة السنية المستهدفة. ومن المؤكد أن هذه المشاعر تدفقت في صناديق الاقتراع وقلبت ميزان التوقعات الانتخابية. من هنا اهتمام سورية بضرورة إزالة غيوم الكراهية والاختلاف، خصوصاً بعدما أعرب سعد الحريري عن رغبته في حصر موضوع اغتيال والده بالمحكمة الدولية والتعاطي مع مستقبله السياسي بروح التفهم والانفتاح.

تغيب سورية وإيران وقطر عن قمة شرم الشيخ، أعطى الأزمة اللبنانية بعداً سياسياً خاصاً، كونها تفتقر الى مظلة عربية شرق - أوسطية تعينها على فك ارتباطاتها المحلية مع دمشق وطهران والدوحة. ومع أن موقف المقاطعة مرتبط بقرار مصر السماح لسفن اسرائيلية حربية بحق المرور في قناة السويس بهدف ضرب ايران، كما هو مرتبط بتصدع وحدة السلطة الفلسطينية بسبب اتهام فاروق القدومي للرئيس محمود عباس بتصفية ياسر عرفات بالتعاون مع شارون... فإن هذه العوامل مجتمعة شغلت مصر عن الانصراف الى المساهمة في حلحلة تعقيدات الأزمة السنية - الشيعية في لبنان. وكان المطلوب - حسب مصادر القاهرة - اعتراف مصر بحق سورية في المساهمة بتوطيد سلام مشترك مع لبنان، مقابل اعتراف سورية بحق مصر في ممارسة نفوذها على المعابر الحيوية في غزة. ويبدو أن هذه المقايضة قد تعثرت بسبب تخوف «حماس» من اطلاق سراح مروان البرغوثي، الأمر الذي يبدل التوازن بين «حماس» الخارج الممثلة بخالد مشعل و «حماس» الداخل الممثلة باسماعيل هنية.

عدد كبير من نواب 14 آذار طالب سعد الحريري بضرورة الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية دونما اهتمام بالعوامل الخارجية التي تؤخر النشاط السياسي الداخلي. وفي رأيهم أن المبالغة في التخلي عن المواقف المحلية، تنزع عن لبنان صفة السيادة الوطنية وتجعله عرضة لكل تيارات المنطقة. كما تحرمه من الحق الدستوري الذي وصفه بأنه «وطن نهائي سيد حر مستقل لجميع أبنائه».

ظهر التعريف الشرعي لمفهوم «السيادة الوطنية» خلال القرون الوسطى، وقد أعطى الدولة الحق الحصري كمصدر للصلاحيات، وللسيطرة المطلقة على المساحة المحددة، وعلى الشعب في داخلها. وقد أعطى هذا المفهوم مرجعية السيادة للدولة بحيث تتضمن صلاحياتها حق تطبيق القوانين في الداخل بطريقة تصل الى حد الاحتكار.

بعد الحرب العالمية الثانية تبدل مصطلح السيادة الوطنية طبقاً لتطور المفاهيم والالتزامات المرتبطة بالقانون الدولي والمؤسسات المشتركة. وأفضل نموذج على هذا التبدل ما طرأ على واقع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. مثال ذلك أن الدولة العضو في الاتحاد تملك حق الاستقلال في القرارات المتعلقة بأمنها الداخلي، ولكنها ليست حرة بالنسبة لسياستها الاقتصادية أو الاجتماعية أو المالية. والسبب أن هذه السياسات تتحدد من قبل الجهاز المركزي عموماً. وهذا يعني أن الدولة تنازلت عن جزء من مقوماتها لصالح دول خارجية بعدما أسست نماذج تقاسم المصالح.

على صعيد آخر، يصعب تحديد مفهوم السيادة حسب التعريف الكلاسيكي للكلمة. ذلك أن الموافقة على ممارسة القوانين الدولية، ومنها قانون الانتربول، يعتبر خضوعاً لمعايير فرضتها الأسرة الدولية. كما أن الانخراط في محاربة الإرهاب، يجعل من تدخل الولايات المتحدة في أمن باكستان وأفغانستان، أمراً مشروعاً. وهذا ما عبرت عنه «معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق» التي صدرت في 16 - 8 - 1993، ثم عين نصري الخوري أميناً عاماً للمجلس الأعلى السوري - اللبناني. وبما أنها صيغت بصورة الفرض من قبل دولة قوية، فإن عدداً من النواب يطالب بضرورة تعديل بنودها بحيث تخدم قراراتها لبنان أيضاً كما تخدم سورية. ويستدل من هذه القرارات أن شروطها الأساسية خاضعة للسيادة السورية المطلقة.

بين المخارج العملية التي اقترحها الرئيس السابق أمين الجميل تحاشياً لمتاعب انتقاء ثلاثين وزيراً، كان مخرج تشكيل حكومة مؤلفة من 14 وزيراً، أي 7 مسيحيين و7 مسلمين. وربما أراد من هذا التوزيع تفادي الصعوبات التي أثارها رئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون باعتماده النسبية في التوزيع. عندها يكون الحل باختيار ثلاثة موارنة من أصل سبعة مسيحيين هم: أمين الجميل وميشال عون وسمير جعجع.

وربما اهتدى أمين الجميل الى هذا الحل من خلال تجربة الرئيس فؤاد شهاب الذي عهد الى رشيد كرامي تشكيل أولى حكومة في عهده (24 - 9 - 1958). ويقال إنه أخطأ في مراعاة التوازنات والحساسيات لأنه أبعد الشمعونيين عن الوزارة، وانتقى المسلمين من المعارضين المؤيدين لثورة 1958. وجاءت ردود الفعل بشكل ثورة مضادة دفع يوسف السودا ثمنها من سمعته عندما اعترضت «الكتائب» على توزيره وتوزير سواه ممن تصورت أن مشاركتهم تخل بالتوازن الطائفي - السياسي. وهكذا تراجع فؤاد شهاب أمام انتفاضة الموارنة، وقرر مع رشيد كرامي تشكيل حكومة مصغرة من أربعة ضمت: رشيد كرامي وحسين العويني وريمون اده وبيار الجميل.

المقربون من سعد الحريري ينصحونه بالاعتذار إذا لم تسعفه سورية على تذليل العقبات، لأن الاعتذار هو أمضى سلاح يمكن أن يشهره ضد المعارضة. والسبب أن سورية تحتاج الى تعاون الحريري لإقناع الطائفة السنية بفكرة استعادة المكانة التي فقدتها عقب اغتيال والده رفيق الحريري.

وإذا تعذر عليه اتخاذ مثل هذا القرار، فما عليه إلا أن يستشير العماد ميشال عون الذي شكل الوزارة الخامسة والسبعين في عهد أمين الجميل. وكانت مؤلفة من: العماد ميشال عون والعقيد عصام ابو جمرة واللواء محمود أبو ضرغم والعميد ادغار معلوف والعميد نبيل قريطم والعقيد لطفي جابر.

فور صدور التشكيلة أعلن الوزراء المسلمون أبو ضرغم وقريطم وجابر اعتذارهم بحجة عدم استشارتهم.

صبيحة اليوم التالي اكتشف العماد عون أن حكومته تفتقر الى العنصر الاسلامي المكمل. لذلك عقد مؤتمراً صحافياً قال فيه: «الطائف مرفوض. وكل من يدخل فيه لا يدخل الى الحياة بل يذهب الى جهنم. ومن أجل الحؤول دون تنفيذ الطائف، لن يستطيع أحد تأليف حكومة اتحاد وطني. ومن يريد الاشتراك في حكومة كهذه انما يرتكب جريمة أخرى».

بعد مرور نحو 19 سنة على تلك الحكومة الجهيضة، يطالب العماد ميشال عون بضرورة تعديل الطائف من أجل استرداد صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني وتجريد رئيس الحكومة السني من صلاحيات رسم سياسة الدولة وتنفيذها.

ولعل العماد عون لم يتنبه الى أن شركاءه في «حزب الله» قد سبقوه الى هذا التعديل عندما ألغوا عملياً صلاحيات رئيس الدولة ورئيس الوزراء في اتخاذ أي قرار سياسي أو أمني لا يوافقون عليه.

·        كاتب وصحافي لبناني

  

لماذا على العرب منع إسرائيل من ضرب إيران؟

حسن صبرا - الشراع

قدمت الانتفاضة الشعبية التي قام بها الإيرانيون ضد التزوير في الانتخابات الرئاسية بدءاً من يوم 12/6/2009، للعرب وللعالم مداخل جديدة للتعامل مع إيران، التي سعت قيادتها الحالية لعزلها عن العالم من موقع تهديده واستفزازه وابتزازه، فدفع الإيرانيون ثمن هذه العزلة.. وكانت نتائج العزلة على الصعيد الشعبـي إحدى مقومات الانتفاضة نفسها.

وكشفت هذه الانتفاضة الشعبية أزمات حقيقية في بنية النظام الذي أقامه الإمام الخميني عام 1980 (بعد نجاح الثورة عام 1979) تحت اسم الجمهورية الإسلامية، وها هي تدخل مرحلتها الثالثة في اعتراف أكيد بهذه الأزمات.

أولها:

1- اهتزاز هيبة ومكانة وسلطة المرشد على الناس وأمامها، بسبب تحوله من حكم بين أركان النظام إلى طرف يقود علناً وفوق المنابر وتحت أضواء الاعلام طرفاً في الصراع مشكواً من ممارساته غير الديموقراطية وإفساده للناس عبر شراء أصواتها، وعزل إيران عن العالم والتسبب في تكثيف البطالة، وتعميم التضليل وأزمات اقتصادية متتالية..

2- إن اضطرار المرشد الذي يتمتع بصلاحيات شبه إلهية يعطيها له الدستور الإيراني المكتوب، هو في حد نفسه تعبير عن هذه الأزمات، لأنه واجه شرخاً بين أهل البيت لم يكن يعتقد انه عميق ومتسع إلى هذا الحد، مما دفعه إلى ارتباك عبر عنه بسلسلة تراجعات في المواقف قبل أن يقرر أن السيف وحده هو الحكم.

3- غياب القيادات السياسية خلال شهر كامل من بدء الانتفاضة وترك الأمر للقيادات الأمنية سواء كانت في الجيش أو في الحرس الثوري لإشهار مواقف تهديدية داخلية.. والأهم خارجية عندما يهدد نائب رئيس الأركان الإيراني دول أوروبا ولا تسمع صوتاً مثلاً لوزير الخارجية منوشهر متقي.

ثانيها:

1- بسرعة شديدة نقلت السلطة الإيرانية معركتها مع الجماهير الإسلامية في بلدها، إلى مواجهات لفظية عنيفة مع الخارج، بدءاً بالإعلام وصولاً إلى التهديد بالمواجهات الدموية عبر الحديث من جديد عن الخلايا النائمة وعن الأسلحة الصاروخية الإيرانية.

وشعور السلطة في إيران بخطر انتفاضة الجماهير عليها، هو مدخل فهم أهمية استعادة الوحدة الداخلية المهددة، وهذا ما أدى إلى أمرين أساسيين في هذا الفهم:

الأول: هو إسقاط تهمة العمالة للخارج على المنتفضين.

الثاني: هو إسقاط تهمة التدخل في الشؤون الإيرانية على الخارج.

2- يلاحظ هنا ضمن الإرباك السياسي الذي تعيشه إيران السلطة مسارعتها إلى توجيه تهمة الاشتراك في التخطيط للانتفاضة إلى موظفين إيرانيين في السفارة البريطانية في طهران.. ثم إطلاقهم واحداً بعد الآخر دون أية محاكمة، وقيل ان سبب هذا التسرع هو غضب طهران من تغطية قناة ((بي بي سي)) الفارسية لأحداث إيران.. ثم قيل ان السبب هو الضغط البريطاني على إدارة الرئيس باراك أوباما ليتخذ موقفاً أكثر تشدداً دعماً للانتفاضة الجماهيرية الإيرانية.

3- صحيح ان تعبير الشيطان الأكبر غاب عن الاعلام الرسمي الإيراني وهذا فات الحرس الثوري والتعبئة خلال صلوات الجمعة، لكن أميركا ما زالت هي المقصد الأول في المقابلات مع العالم سواء في الرغبة في الصدام معها كما دعا المرشد علي خامنئي إلى منازلتها في لبنان منذ عام 2006، أو في الرغبة في التفاهم معها كما أبدى نجاد استعداده لهذا الأمر علناً وبتوجيه من المرشد نفسه.

وفي هذا الإطار تتفهم طهران الرسمية صمت أوباما وموقفه المعقول في الأيام الأولى للانتفاضة الشعبية، لكنها بدأت ترفع وتيرة التهديد ضد أميركا نفسها بعد ملاحظتها خضوع أوباما لمطلب حلفائه فتقصير مدة الانذار المعطى لإيران من نهاية العام 2009 كما كان أعلن أكثر من مرة للحصول على أجوبة حول الحوار معها، إلى نهاية شهر أيلول/سبتمبر من العام نفسه.

هنا،

تعالوا نطل من الأبواب التي فتحتها الجماهير الإيرانية في انتفاضتها الأخيرة.. لنعيد حسابات التعامل مع إيران بنظرة شمولية وسياسية مفتوحة منفتحة، وإحلال الأمل بالناس في إيران بدل اليأس من سلطتهم الحالية ولنقرأ:

1- ان في إيران حيوية شعبية حقيقية تنتج حراكاً دائماً على كل الأصعدة، وأولها السياسي الذي يريد تسييس أمور إيران بما يحفظ مصالحها مع العالم كله إسقاطاً للعزلة التي فرضتها السلطة الحالية على 70 مليون إيراني.

حراك الجماهير الإيرانية أكثر من إشارة بل سياسة وجود قوى كبيرة جداً في إيران ترفض سياسة بلدها خاصة في استدراجه العزلة على البلد، وفي تهديده أمن العالم ومن حول إيران تحديداً، وفي محاولة الابتزاز المستمرة ضد العالم.

2- ان من شأن هذا الحراك اعادة التوازن الى الحركة السياسية الايرانية في المنطقة وفي العالم، دون ان ينـزلق احد الى امكانية اسقاط هذا النظام على الاقل في المدى المنظور.

ثم انه ليس من حق احد ان يفكر في اسقاط نظام أي بلد حتى لو كان على خصومة مع قيادته وسياستها ضد مصالحه.

3- وهذا يستدعي ان يتوجه العرب تحديداً كما العالم الى ايران بمقاربة مختلفة سواء على صعيد التعامل مع ايران كسلطة معادية فقط، وتجاهل وجود المجتمع الايراني المتحرك والحيوي او في سياسة الاستسلام لوهم الايديولوجيا الايرانية التي لا تساوم ولا تفاصل فخبرة تجوال يوم واحد في بازار طهران تكشف كم يخزن التاجر الايراني من اساليب في استدراج الزبون للبيع، كما فهم التاجر نفسه ان كان الزبون شارياً او متفرجاً فقط.

من هذا المنطلق،

فإن العرب قبل غيرهم مدعوون الى اعلاء الصوت وتكثيف الحركة مع اوروبا وأميركا تحديداً لمنع اسرائيل من توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، يجري الحديث عنها منذ سنوات وتتكثف الانباء الآن عن امكانية حدوثها بعد مؤشرات عدة اميركية واسرائيلية بحتة او ايرانية داخلية.

قد لا يستمع احد في الغرب وفي اسرائيل الى أي دعوة عربية مثل هذه، وقد يهزأ الاسرائيليون وقد يشمت الاميركيون، وقد يسرب الاوروبيون ان كثيراً من العرب قد يكونون فرحين اذا ضربت اسرائيل ايران!

لكن الواجب القومي العربي يستدعي الآن مثل هذا الحراك والنداء والمحاولة الجدية الصادقة على الاقل وللاعتبارات التالية:

1- قدم الشعب الايراني ما كان غافلاً عن سياسيينا واعلاميينا ومثقفينا بأنه هو ابن وصاحب البلد وليس السلطة – اي سلطة – في هذا البلد ذي الحضارات الهائلة الاهمية وقيمتها العظيمة عبر التاريخ، فقد بلغ اليأس بنا من امكانية التمييز الايراني الداخلي في رؤية قضايانا وقضاياه وقضايا العالم مبلغاً جعلنا نظن ان الحكم الايراني لا مرد لإرادته في بلده اولاً.. وان هذه الثقة بوضعه الداخلي هي التي تجعله يستفرس في التعامل مع قضايانا العربية وفي اختراقه نسيجنا الوطني، وفي إعماله الفتنة بين مذاهبنا العربية وبين بلداننا وأنظمتها نفسها.

الآن،

قال لنا الشعب الايراني انني اعاني مثلكم من سياسة هذه الفئة المتسلطة في هذا النظام، وانني ثرت قبلكم عليها وعليكم مساعدتي، وليس شرطاً ان تكون هذه المساعدة عبر نجدتي مباشرة، فهذا ليس بمقدوركم ولا يجرؤ احدكم عليها، بل عبر حفظ مصالح بلدي وأمنه من التهديد الصهيوني بإبادة القدرات النووية الايرانية لأن هذه القدرات هي ملك الشعب الايراني وليست ملكاً لهذه الطغمة المتسلطة في النظام.

2- ان افضل مساعدة يقدمها العرب لأنفسهم وللشعب الايراني، هي منع المجموعة المتسلطة في النظام الايراني من اعادة جمع الناس حولها تحت عنوان مواجهة التهديد الصهيوني، لذا يجب رفع هذا التهديد بأي جهد وثمن، فالسلطة الحالية تريد عدواً خارجياً الآن وأكثر من اي وقت مضى لاعادة خنق الناس الثائرين ضدها اولاً، ثم لفرض التقييم الخاص بها على الجماهير الايرانية بأنها لحظة المواجهة المصيرية مع الخارج (اسرائيل والغرب) وكل خارج عليها متآمر وخائن ويستحق الاعدام، ألم يحرض من في السلطة على ابناء النظام منافسي احمدي نجاد حسين موسوي ومهدي كروبي على انهما اعداء الله واعداء الرسول ومفسدان في الارض!! فكيف يكون اذن حال من يرفض الوقوف مع هذا النظام اذا ضربت اسرائيل بلده!.

3- لقد فتحت انتفاضة الشعب الايراني الباب واسعاً امام امكانية استعادة دور ايران للعرب والعرب لايران ضمن مفهوم الدائرة الحضارية الواحدة التي يجمعها الاسلام.

كما فتحت الباب امام امكانية فهم ايراني جديد للتعامل مع القضايا العربية وفق المصالح العربية، وعبر القنوات الشرعية العربية، بعد ان دفع العرب وعلاقتهم مع ايران اثماناً غالية نتيجة الاختراق الايراني للعرب عبر مجموعات في اوطانهم انشأتها ايران لحساباتها الخاصة كما حزب الله في لبنان، او باعت نفسها وقرارها لطهران من اجل سلطة تافهة في غزة او حفنة من الدولارات كما حماس في غزة.

4- ان اي عدوان صهيوني على ايران، سيصيب ويدمر ويدفع السلطة في هذا البلد الى الانتقام الاعمى سواء بقصف فلسطين نفسها وخسائرها (يهوداً) وعرباً او بقصف كل دول الخليج العربي ومصالحها وناسها واقتصادها او بتحريك خلاياها النائمة التي تهدد بها كل يوم وهي مجموعات عربية باعت نفسها للنظام الايراني باسم المذهب او المصالح، ووصلت اذرعها الى كل البلاد العربية من البحرين الى المغرب ومن اليمن الى مصر والسودان..

5- اذا نجحت اسرائيل في عدوانها على ايران فهذا يعني مجموعة مآسٍ تلقي بظلالها على المنطقة.

اولها: ضد الشعب الايراني الثائر على طغيان سلطته.

ثانيها: ضد العلاقات العربية – الايرانية التي فتح لها باب حقيقي لتصحيحها بعد انتفاضة شعب ايران.

ثالثها: ضد المصالح العربية نفسها، لأن اسرائيل تبقى هي العدو الاول والدائم للعرب.

رابعها: تفرد اسرائيل بالسيطرة على وطننا العربي دون سند حقيقي يبحث عنه العرب في تجاوز للانحراف الايراني عن مصالح العرب الى لقاء مصالح ايراني – اسرائيلي في ظل السلطة الحالية بوعي هؤلاء او بدون وعيهم.. كما حصل في العراق وفي غزة وفي لبنان.. فكل جهد ايراني لاختراق العرب في هذه البلدان وغيرها يصب في خدمة الاستراتيجية الصهيونية القائمة على تفتيت المجتمعات العربية.. وقد نجحت ايران في هذا خلال بضع سنوات بينما فشلت فيه اسرائيل خلال 61 سنة.

فليقرأ العرب جيداً هذا الحدث الايراني المهم وليقيِّموا جيداً مصالحهم المشتركة مع ايران، وليبادروا هم الى موقف اسلامي انساني متقدم لملاقاة الشعب الايراني في منتصف الطريق بعد ان عبّد هو النصف الآخر في انتفاضته مثبتاً وجوده منبهاً الى ان ايران هي شعب وتاريخ وحضارة.. وليس اي سلطة زائلة.

 

انتفاضة الأرز في لبنان اخرجت نظام الوصاية منه فهل تعيدها انتفاضة ايران؟

حسن صبر/الشراع

كان النظام الايراني هو المستفيد ((الاول)) من انتفاضة الأرز في لبنان، التي انفجرت اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم 14/2/2005 ضد نظام الوصاية السورية على لبنان، التي استمرت30 سنة، فقد اسفرت هذه الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة في لبنان عن اخراج هذا النظام لتحل ايران محله مباشرة عبر حزب الله، بالطبيعة نفسها والممارسات وتهديد اللبنانيين الآخرين خاصة الذين قادوا هذه الانتفاضة. الى ذلك فإن اخراج النظام السوري من لبنان عسكرياً، اضعف مكانته السياسية اقليمياً، مما زاد في ارتباطه بإيران، وانتقلت العلاقات السورية – الايرانية من مرحلة التوازن بين الدولتين، الى مرحلة فيها من التبعية السورية الكثير لإيران، وبات حزب الله الايراني حاجة سورية بالدرجة الاولى، وقاد نيابة عن دمشق وطهران كل جموع المعارضات المرتبطة بهما، واستشعر النظام السوري لأول مرة منذ تهديد الاخوان المسلمين له، بالخطر على وجوده فزاد من الوجود الايراني العسكري والامني لحماية نظام الاسد داخلياً، وخسر في المقابل في نسيجه الاجتماعي الطائفي بعد ان اعتمدت ايران سياسة التشيع واسعة الانتشار حتى وصلت الى اجهزة الامن وضباط الجيش وهما عماد النظام وركيزته الوحيدة.

لقد مر على لبنان زمن كانت فيه دمشق وخلال وصايتها عليه تعتمد على التمويل الليـبي لدعم جماعاتها اللبنانية والفلسطينية، دون ان تسمح لطرابلس الغرب ان تستثمر هذا التمويل سياسياً، الا وفق الاجندة السورية، اما ايران فإنها لم تكتف (هي وقطر) بمجرد التمويل المالي والعسكري لحزب الله وأتباعه في لبنان كميشال عون ويتامى الاستخبارات السورية، بل انها امسكت هي عبر حزب الله بما يسمى قوى 8 آذار/مارس ورغم ان هذه القوى حملت هذا الاسم بمناسبة تظاهرة الوفاء لبشار الاسد التي نظمها حزب الله في ذلك اليوم، عام 2005، بعد 23 يوماً من اغتيال الحريري، وفي ذكرى تولي حزب البعث في سوريا في 8 آذار/مارس عام 1963، الا ان المسألة لم تتجاوز التعويض المعنوي لنظام مكّن هذا الحزب (وايران) من الوصول لأن يكون الحزب الاقوى تسليحاً وقوة بين كل احزاب لبنان والعرب، وهو نفسه الذي مكّن ايران من ان تكون على حدود فلسطين ومصر وداخل سوريا وعلى ساحل البحر الابيض المتوسط.

وربما استفاق بعض من اهل النظام السوري تحت تأثير الوعي بهذه النتائج، الى ان طهران لم تكن ابداً بعيدة عن مخطط اغتيال الرئيس رفيق الحريري نفسه، وهذا ما يفسر قول البعض ان دمشق ليست بعيدة عن تسريب معلومات مجلة (دير شبيغل) الالمانية عن دور حزب الله في اغتيال الحريري، وربما يكون هذا الوعي الآن حاضراً في نفوس بعض من قادة قوى 14 آذار/مارس لبنانياً، وحلفائهم العرب ايضاً.. خاصة اولئك الذين ما زالوا يبذلون الجهد مع دمشق لابعادها عن طهران، او على الاقل لايجاد علاقة متوازنة بين سوريا والعرب، كتلك العلاقة المنشودة بين دمشق وطهران.. وربما يجيء نشر هذه المعلومات ليعجل في المصالحات المنشودة بين بعض العرب ودمشق.

وعلى المسار نفسه، يبدو ان دمشق استشعرت ان هناك انتفاضة اخرى مفاجئة حصلت في طهران ستعيد لها دوراً مفقوداً في لبنان، بعد ان كشفت الضعف الذي اعترى النظام نتيجة هذه الانتفاضة، او ان ثورة الشارع الايراني التي انفجرت اثر التـزوير المفضوح الذي حصل في نتائج الانتخابات الرئاسية، كشفت حجم الازمة الداخلية في بنية النظام الايراني، والتي لم تكن لتلتئم الا بعد اعادة تركيب النظام من جديد، من اعلى قممه الى كل مؤسساته التشريعية والتنفيذية والدستورية والقضائية والعسكرية والامنية.. بناء على تداعيات ثورة الشعب الايراني اعتباراً من 12/6/2009.

وحتى لا نستعجل الامور لا بد من الاضاءة على الامور المشتركة لدمشق وطهران في المنطقة وهي كثيرة:

1- في لبنان حيث يأمل الطرفان، ان يتمكنا من الامساك بقراراته المصيرية الاستراتيجية، وأولها قرار الحرب والسلام، وثانيهما العلاقات العربية – الدولية وثالثهما، اعادة تركيب السلطة وفق اتفاق تاريخي جديد.

وإذا كان اتفاق الطائف عام 1989 عقد لإنهاء الحرب الاهلية في لبنان وازالة ابرز اسبابها وهو الغبن الذي كان يشعر به المسلمون في المشاركة في الحكم، ثم اجهضته دمشق من خلال الامساك برقبة المسلمين والمسيحيين معاً بالمناصفة بينهما.

وإذا كان اتفاق الدوحة عقد عام 2008 اثر اجتياح حزب الله لبيروت وبعض المناطق، وانتهى الى تعطيل الحياة السياسية والدستورية في لبنان من خلال بدعة الثلث المعطل، ولحساب كل من دمشق وطهران، فان هناك جموحاً ايرانياً وسورياً لاتفاق يتسابق الطرفان على عقده إما في طهران وإما في دمشق لتكريس أمر واقع جديد انطلاقاً من بدعة الثلث المعطل او بديلاً عنه يكون اسوأ منه وهي بدعة المثالثة اي انتـزاع المناصفة من المسيحيين، لتركيب سلطة يكون فيها لحزب الله ثلث الدولة ادارياً ودستورياً، فضلاً عن جيش هو الأقوى من جيش الوطن نفسه، دون ان ننسى ان اجهزة هذا الحزب الامنية، هي الاقوى بين كل اجهزة الانظمة العربية نفسها.

2- في فلسطين حيث تملك ايران ورقة الدعم العسكري والمالي لحركة ((حماس)) المسيطرة على غزة، وتملك دمشق ورقة الإمساك بالقيادة السياسية لهذه الحركة التي تقود الداخل وتسيطر عليه بقوة المال والسلاح لديها.

3- في العراق حيث تسيطر ايران من خلال جماعاتها الميليشيوية كالمجلس الاعلى وغيره، وفرق الموت الخاصة بها، وتسريب عناصر القاعدة لابقاء الفتنة مشتعلة فيه، وحيث تملك سوريا حدوداً مفتوحة ما زالت قادرة على زعزعة استقرار العراق وايضاً من خلال تسريب العناصر الانتحارية لهزه دائماً وفق حسابات المواجهة او العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية.

ومع هذا،

فإن قدرة دمشق على تحقيق ما تريده لأتباعها في لبنان باتت الآن تفوق قدرة طهران المنشغلة بلملمة آثار الانتفاضة الشعبية وتداعياتها التي تهدد بنية النظام نفسه.

وقدرة دمشق على الامساك برقبة حركة ((حماس)) الخارج والداخل هي اليوم اقوى من ان تقرر ايران المسار السياسي او العسكري لهذه الحركة.

اما العراق فإن دمشق الموعودة بسلة اغراءات اميركية، يبدو احدى ساحات التفاهم الاميركية – السورية في حمية الانشغال الايراني بقضاياه الداخلية.

وهكذا،

كما اخرجت انتفاضة الشعب اللبناني في 14 آذار/مارس 2005 النظام السوري من لبنان فإن انتفاضة الشعب الايراني يمكن ان تفتح الباب امام عودة مختلفة لهذا النظام الى البلد نفسه.

وقد لاحظنا من جديد كيف هددت طهران بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية اللبنانية التي جاءت بالاكثرية النيابية نفسها منذ عام 2005 الى مجلس النواب، اذا لم يتم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية، اي ان ايران تريد اجهاض دور الشعبين اللبناني والايراني في تقرير مصيره واختيار حكامه ونوابه وفق سلوكيات ومقاييس الحرية والديموقراطية.. وهي تنقل معركته مع الداخل الى مواجهة مفتعلة مع الخارج.

وكما لاحظنا التهديد الايراني المقدم على شكل اغراء بالمحافظة على امن المنطقة، اذا تم المحافظة على استقرار ايران، وبالمقابل فإن العالم كله لن يشهد استقراراً اذا لم يتم المحافظة على الامن الايراني نفسه.

وبسرعة شديدة دخلت دمشق على هذا الخط وهي تدرك الضعف الايراني، لتستثمر سوريا في علاقاتها العربية، ثم لتستثمر هذه العلاقات المستجدة في لبنان والموضوع هو حكومة برئاسة سعد الدين رفيق الحريري.

وتريد دمشق استثمار الانفتاح السعودي عليها حرصاً على المصالحة العربية، لتحقق اهدافاً معنوية وسياسية لها في لبنان بدءاً باستدعاء الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليها، تذكيراً بما كان الحال عليه في عهد الوصاية السورية الكريهة على لبنان طيلة 30 سنة.

ولو أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة كان فؤاد السنيورة مثلاً لما كان لاستدعائه إلى دمشق قبل تشكيل الحكومة التعويض المعنوي الذي تريده دمشق، لأن النظام السوري يريد إبن رفيق الحريري شخصياً ليحضر إلى دمشق في تبرئة لنظامها أمام الشعب السوري وأمام الشعب اللبناني والعرب والعالم من دم رفيق الحريري.

هنا سيراكم النظام السوري براهين ((براءته)) من دم الحريري الأب وفق الأوراق المتتالية:

1- إخلاء سبيل الضباط الأربعة بقرار من قاضي ما قبل المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي.

2- تقرير مجلة ((دير شبيغل)) الألمانية الذي يتهم حزب الله بتنفيذ تلك الجريمة.

3- حضور سعد الدين رفيق الحريري إلى دمشق ليسأل سوريا كيفية تشكيل حكومته العتيدة.

ومع هذه المراكمة ستحقق سوريا في لبنان ما خسرته بعد انتفاضة الشعب اللبناني عام 2005 وأهمها ان لا قرار يؤخذ في لبنان دون العودة إليها في إجهاض للانتفاضة نفسها عام 2005 ولنتائج الانتخابات النيابية عام 2009.

2- الحصول لحلفائها على الثلث المعطل الذي يشل المؤسسات التنفيذية، ويلغي مفعول الأغلبية النيابية، ويجعل المؤسسة العسكرية أسيرة الخوف أو الانقسام في مواجهة جيش حزب الله وأجهزته الأمنية.

وحزب الله؟

وهكذا تحل دمشق من جديد مكان طهران في السياسة اللبنانية، أما حزب الله فليس له رغم كونه أداة إيرانية بحتة تشكيلاً وتمويلاً وتسليحاً وتقليداً لمرشد إيران علي خامنئي.. إلا الانصياع لتوجيهات دمشق حتى إذا برز أي تناقض بين دمشق وطهران أصيب هذا الحزب في صميمه وبنيته القيادية والأمنية والعسكرية وفق الحسابات التالية:

1- لا يملك حزب الله إدخال قطعة سلاح واحدة عبر سوريا إلا بإرادة سورية.

2- تستطيع دمشق شق الصفوف الشيعية التابعة لها الآن عبر ثنائية أمل – حزب الله، باستعادة أمل لاستقلاليتها، وخروجها من حالة اللجوء السياسي التي تعيشها الآن في أحضان حزب الله.

3- يمكن لسوريا بما لديها من خبرة ومعرفة ودالة على قيادات حزب الله ان تهددها وأن تلزمها بالسير على خطاها وإلا فإن كل قيادات حزب الله تصبح مهددة بمصير عماد مغنية ساعة تريد دمشق.

4- يمكن لسوريا أن تؤدي في القاعدة الشعبية لحزب الله خاصة في البقاع دور التوجيه الذي تريد، وهي قاعدة ترى وسترى مصالحها في كل الحقول مع التوجهات السورية، خاصة وان حزب الله لم يسلّف هذه المنطقة المنكوبة أي مصلحة إيجابية، فما زال الحرمان سائداً فيها رغم ان حزب الله يسيطر على مقاعدها النيابية العشرة منذ 17 عاماً (5 دورات نيابية)، وما زال الكثير منها خارجاً على القانون بسبب حماية حزب الله للمجرمين والمهربين واللصوص وتجار المخدرات.

لقد قدمت منطقة البقاع الشمالي (بعلبك – الهرمل) نصف مجموع قتلى المواجهات والمقاومة ضد العدو الصهيوني ولم تحصل على ما يوازي أي قدر من تضحياتها من أجل الوطن (لا من الدولة المغيبة بسبب طغيان حزب الله، ولا من الحزب الذي كان يحصل على ميزانية تقدر بمئات ملايين الدولارات سنوياً من إيران).

ولأن البقاع هو خاصرة سوريا الرخوة فإن دمشق ومنذ عهد الاستقلال الأول ما زالت حريصة على التواجد الأمني والاجتماعي والاقتصادي فيه.. دون أن ننسى ان النقيب غازي كنعان (اللواء) بدأ صعوده من مفرزة حمص الأمنية معتمداً على مخبريه ورجاله وأصدقائه من داخل البقاع نفسه، قبل أن يعود إليه عقيداً ثم عميداً ثم لواء حاكماً للبنان كله من خلاله.

ثم ان دمشق التي ابتهجت في قرارة نفسها لضعف النظام الايراني بسبب الانتفاضة الشعبية باتت تدرك انها اليوم اكثر حرية في تعاطيها معه، سواء بالتخفيف من قبضته على الداخل السوري نفسه، او من خلال فرصة الحوار مع اميركا التي تضعها دمشق في اول اولوياتها، وكانت ايران تريد بيع ورقة دمشق ضمن اوراقها خلال حوارها مع اميركا، وصولاً الى تسوية تريدها دمشق مشرفة مع اسرائيل باستعادة الجولان ودعم اقتصادها وعودة الى لبنان بطريقة مختلفة، فضلاً عن تفاهم اميركي – سوري في العراق، وبيع ورقة حماس بأعلى الاسعار.. اما حزب الله، فإن حكايته رويناها كما ورد

 

الحرب العسكرية على لبنان:تهديد جدي أم للتهويل؟  

 الشراع 

*العميد الركن د. أمين حطيط: إسرائيل لن تكرر تجربة 2006 من دون عملائها

*العميد وهبـي قاطيشة: حزب الله سيرد على الحرب على إيران من لبنان

*العميد أحمد تمساح: الحرب قادمة لامحالة

تمر الذكرى الثالثة لحرب تموز/يوليو 2006 على لبنان على وقع التهديدات الإسرائيلية العسكرية منها والإعلامية للإعلان عن استعداد إسرائيل لشن حرب ((ليست مماثلة)) للحرب السابقة بل أكثر ضراوة منها نظراً لما يشيعه العدو من إمكانات لديه للقضاء على المقاومة واجتثاث حزب الله من جذوره، الأمر الذي طرح سؤالاً قد يكون واحداً هل تعيد إسرائيل الكرّة بعد هزيمتها في تموز/يوليو 2006؟ خاصة وان تداعيات هذه الحرب ما زالت تتفاعل داخل المجتمع الإسرائيلي المدني والعسكري، حيث يستمر النقاش حول حصيلة هذه الحرب ومردودها العسكري والنفسي.

وللإجابة عن السؤال المطروح، حاورت ((الشراع)) نخبة من الباحثين الاستراتيجيين العسكريين وعادت بالقراءات التالية:

حطيط: عوائق الحرب

يعتبر الباحث الاستراتيجي العميد الركن الدكتور أمين حطيط ان التهديدات التي تطلقها إسرائيل تطرح السؤال الجدي التالي: هل ان إسرائيل ذاهبة إلى الحرب أم ان للتهديدات وظيفة أخرى؟

فبالنسبة للفرع الأول من السؤال يرى د. حطيط ان أي قرار بالحرب تتخذه إسرائيل بحاجة إلى إزالة عوائق وإلى تأمين مستلزمات، ويضيف نحن في دراستنا للطبيعة الإسرائيلية نجد ان هناك خمسة عناصر تحول دون اتخاذ إسرائيل قرار الحرب.

الأول ذاتي ويتعلق بأمنها في جبهتها الداخلية، وإسرائيل التي انكشفت في هذا الجانب خلال حرب تموز/يوليو بذلت كل الجهود الممكنة خلال السنوات الثلاث الماضية لسد هذه الثغرة وإعادة تكوين ما تسميه هي ((المناطق الآمنة)) أو ((المنطقة الآمنة الكبرى))، والتي خصصت لها عنصراً رئيسياً في استراتيجيتها العسكرية قوامه القول ((الحرب على أرض الخصم فقط)) ومقولتهم ((النار على الخصم ونحن نطلقها)) وبالتالي هذا العنصر لم يُرمّم حتى الآن، وكشفته مناورة الكيان بما تسرّب عن الخبراء الأجانب السبعين الذين رافقوها.

العنصر الثاني: هو القرار الأميركي أو ما يسمى ((الضوء الأخضر الأميركي)) فرغم ان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن حاول الإيحاء أثناء جولته في العراق بأن أميركا أعطت هذا الضوء الأخضر وتنصلت من النتائج، فإن ردة الفعل الإيرانية الصارمة، والتي حددت مسؤولية أميركا عن أي حرب تندلع في المنطقة جعلت الرئيس باراك أوباما يسحب هذا التفويض ويتنصّل من أقوال نائبه بشكل واضح وقاطع.

العنصر الثالث: البيئة الاستراتيجية العامة في منطقة الشرق الأوسط، وهذه البيئة محكومة الآن باستراتيجية القوة الناعمة التي تعتمدها أميركا والتي حددت لنفسها سقفاً فيها أقصاه آخر العام 2011، وقبل هذا التاريخ لن تغامر أميركا بتغيير استراتيجية لم تعمل بها أكثر من ستة أشهر، وهي ما زالت طموحة في نتائج هذه الاستراتيجية، لذلك لن تجهض خطتها وتسمح لإسرائيل بقلب الطاولة بحرب جديدة.

العنصر الرابع: يتعلق بالوضع الداخلي الإيراني إذ ان الغرب كان يعوّل على الحركات الاحتجاجية هناك لإضعاف النظام وإحداث الاضطرابات وإنتاج شرخ في الوحدة الوطنية تشغل الدولة بدولة وتمنعها عن الرد المؤلم لإسرائيل، لكن إيران استوعبت تلك الاحداث ووجهت رسالة بليغة، يقرأها الاستراتيجيون بعمق، عندما أجرت في ذاك التوقيت، الذي كانت التظاهرات في شوارع طهران، مناورتين متتاليتين جوية وبرية، وهذا يفهمه العسكريون جيداً، لأن من مدلوله قولاً قاطعاً بأن حركات الداخل لن تؤثر على القدرات الدفاعية ولم تمس بها.

أما العنصر الخامس والأخير فهو الاضطراب القائم في ((جيش العملاء)) الذين زرعتهم إسرائيل في لبنان وهي تحتاجهم في أي حرب تشنها لأنها من غيرهم تعمل عمياء ولن تكرر تجربة 2006 خاصة وانها في غزة ركزت على هذه النقطة عندما قال قائد المظليين الإسرائيلي في القطاع ((لولا جيش العملاء لوقع جيشنا في كارثة)).

لهذه الأسباب يجد الدكتور حطيط ان الحرب مستبعدة بشكل موضوعي ومنطقي أما إذا شاء ساسة إسرائيل اتخاذ قرار مجنون أو خلافاً للمنطق العسكري فهذا أمر آخر.

أما لماذا تهدد إسرائيل بالحرب في هذه الفترة بالتحديد فيرى حطيط ان هذا السلوك الإسرائيلي لا يعدو كونه نمطاً من أنماط الحرب النفسية التي تهدف إلى استعادة الثقة ورفع المعنويات الذاتية، وإقلاق راحة العدو بإشغاله في الاستعداد للمواجهة ومنعه من الاسترسال في بذل جهوده في النواحي التي تفيده تنمية وعمراناً مدنياً، أو تطويراً وتقدماً عسكرياً، إضافة إلى الحؤول دون إحباط القوى المحلية العاملة داخل مجتمع العدو لمصلحة المشروع ((الصهيو - أميركي)) لأن التفريط بهذه الأوراق من شأنه تقصير تنفيذ المهام عندما تبدل الاستراتيجية.

ويخلص حطيط إلى القول: ان أهم ما أنتجته حرب تموز/يوليو هو ان غلّت يدي إسرائيل، وأفقدتها حرية اتخاذ القرار للذهاب إلى ((الحرب الآمنة)) وهذا أحد العناصر الاستراتيجية الكبرى لانتصار تموز 2006، فقبله كانت إسرائيل تفعل ما تشاء ومن غير إنذار أو تهديد، أما اليوم ومع الفعل المتعذر الخطر فإنها تهدد وتخشى من التنفيذ فتحجم.

قاطيشة: الحرب على ايران

من جهته يرى العميد المتقاعد وهبي قاطيشة ان هناك اسباباً عدة للتهديدات الاسرائيلية التي تطلق في هذه الفترة اولها مرور مناسبة ذكرى حرب تموز/يوليو وما تحركه هذه الذكرى في نفوس الجيش الاسرائيلي وقياداته وثانياً للقول بأن الجيش الاسرائيلي اصبح في جهوزية كاملة وهو مستعد لأي حرب قد تشن، اما السب الثالث والاهم هو ما يحصل بين الاسرة الدولية وايران. وأيضاً بين ايران واسرائيل فبعد ان كانت اميركا قد اعطت ايران فترة سماح تستمر حتى نهاية العام جاء اجتماع الدول الصناعية الثماني ليقلص هذه المهلة حتى شهر ايلول/سبتمبر للاجابة الايرانية حول سلاحها النووي.

ويضيف قاطيشة ان التهديد الاميركي الذي صدر اخيراً عن رئيس الاركان في الجيش الاميركي بالقول ان العمل العسكري بات جاهزاً يحمل الكثير من التغيير في السياسة الاميركية ففي عهد الرئيس السابق جورج بوش كنا نسمع كلاماً عن ان جميع الحلول او الاحتمالات مفتوحة، ولكن لم نسمع يوماً تحديد الحل العسكري كما هو الحال اليوم مع الرئيس باراك اوباما، وهذا التهديد اعتبره بمثابة اقتراب مرحلة الحسم العسكري على ايران خاصة اذا ما قاربناه مع التدريبات العسكرية للجيش الاسرائيلي وتحليق طائراته فوق الاجواء اليونانية وصولاً الى مسافات بعيدة حتى جبل طارق، كما انهم سيرسلون بعد فترة طيارين الى اوروبا وأميركا في طيران ليلي بعيد المدى وهذا يعني ان تحضيرات الحرب ليست على بيروت او سوريا التي لا تحتاج الى اكثر من F16 فالاسلحة الجديدة هذه والتدريبات التي تتم تستهدف المفاعلات النووية الايرانية خاصة اذا ما اضفنا اليها الاسلحة الاسرائيلية والاميركية الجديدة التي يُعمل عليها لزيادة قوة الخرق من أجل الوصول الى عمق المعامل في الارض، ولا ننسى الحديث مؤخراً عن استعمال قنابل نووية وهي مصنوعة من الاورانيوم المستنفد، وهي لم تعد من أجل قتل البشر بل من أجل خرق يصل عمقه بين 100 و200 متر وتحدث عصفاً تحت الارض.. يعني قدرتها على تدمير المعامل والمصانع النووية بمجملها.

هذه التدريبات والتقنيات التي يتم تحديثها تجعل العميد قاطيشة يتوقع ان الضربة الاميركية – الاسرائيلية على ايران باتت قريبة جداً ولكن هذا برأيه لا يعني انه قد يكون قبل نهاية السنة الحالية.

اما بالنسبة للتهديدات الاسرائيلية للبنان بشكل مباشر فيقول قاطيشة اذا تمت الضربة على ايران فالاخيرة سترد من لبنان ولن ترد عبر اراضيها لأن الصواريخ الايرانية ليست دقيقة بمعنى ان الصاروخ الذي يتم اطلاقه عن بعد 1500 كلم لن يكون دقيقاً من حيث اصابة الهدف كالصاروخ الذي يطلق عن بعد 60 او 70 كلم، فالصواريخ الايرانية تحتاج الى اقمار صناعية لتوجهها بينما ايران لا تملك هذه الاقمار.

كما ان الحرب اذا وقعت فإن قواعد الصواريخ ستكون من اولى الاهداف الاميركية او الاسرائيلية، وبالتالي قد يتم تعطيلها قبل استخدامها، لذا يقول قاطيشة ان الضربة المؤلمة لاسرائيل ستكون من لبنان وليس من ايران، لذلك تعمد اسرائيل الآن الى توجيه تلك التهديدات الى حزب الله والى الدولة اللبنانية من حصول أي تفجير على جبهة اسرائيل الشمالية، وهذا بمثابة تهديد استباقي لأن الرد كما قلنا لن يكون من ايران ولا من سوريا التي لن تدخل حرباً من اجل ايران ولا من غزة التي اصبحت هيكلاً عظمياً.

فاسرائيل المهددة بوجودها اليوم اكثر من أي وقت مضى تعيش مرحلة حياة او موت، وعلى حزب الله ان يختار اما ا يكون لبنانياً او ايرانياً علماً انني متأكد انه سيكون إيرانياً وذلك نظراً الى منهجه وفكره ومعتقده والضغوطات الايرانية التي ستمارس عليه كل ذلك سيجعله يرد على الحرب على ايران من لبنان.

تمساح:الحرب قادمة لامحالة

يعتبر المحلل العسكري والسياسي العميد احمد تمساح انه لكثرة ما حكي وكتب عن شن حرب على ايران من قبل اميركا واسرائيل اصبحت هذه القضية مشابهة لقصة الراعي والذئب، متى يصدق الاول ومتى يهجم الأخير!

اما لماذا الحديث عن الحرب الآن؟ فيرى العميد تمساح ان المستفيدين منها كثر:

اولاً: الرئيس الاميركي باراك اوباما، فالازمة الاقتصادية العالمية التي حدثت في اواخر العام الماضي، والتي تسبب بها النظام المصرفي الاميركي دخلت في غياهب النسيان مع ان مفاعيلها المدمرة ما تـزال تتفاعل: 700 الف عاطل عن العمل شهرياً في الولايات المتحدة وشركات كبرى تشهر افلاسها، اما شغل العالم حالياً فهو بمشروع اوباما الشرق اوسطي الجديد (اقامة دولتين فلسطينية ويهودية)، السلاح النووي الايراني، وانفلونـزا الخنازير!

ثانياً، على صعيد مشروع السلام الشرق الاوسطي، فان اللوبي الاسرائيلي في واشنطن ومن ورائه نتنياهو وحكومته يطلبون من اوباما شيئاً ما مقابل ((تضحيتهم)) للقبول بهذا الحل وهو وقف المشروع النووي الايراني بأية طريقة كانت، سياسية، دبلوماسية، او عسكرية وهو يجيب بأن مشروعه سيتسبب بوقف هذا المشروع! ايهما قبل الآخر: الدجاجة او البيضة؟

ثالثاً: وعد أوباما شعبه بإخراج ابنائهم من مستنقع العراق والتوجه الى منابع الارهاب في افغانستان، الرد الايراني لم يتأخر، ارتفعت وتيرة العمليات الارهابية في العراق ويتعرض جنود حلف الناتو لمزيد من الخسائر البشرية، ايران تطلب دوراً هناك وإلا لا تسهيل، مشروع صفقة جديدة.

رابعاً: تطمين عرب الاعتدال بأن الولايات المتحدة جادة هذه المرة، ولن تخذل حلفاءها (كما فعلت دائماً) في مواجهة الخطر الايراني.

اما بنيامين نتنياهو الذي يرأس حالياً حكومة ثلاثينية متناقضة في كل شيء الا في مواجهة ايران، ليس لأنها تشكل لهم خطراً وجودياً كما يدعون بل لانها تسعى لدور اقليمي منافس لهم في المنطقة ولأنهم يستطيعون بهذا الادعاء مواجهة مشروع اوباما الشرق الاوسطي للسلام والذي يهدد تكتل نتنياهو الحاكم بالانفراط، واكثر ما يخشاه نتنياهو هو صفقة اميركية – ايرانية تنص على ان تتخلى ايران عن مشروعها النووي مقابل دور اقليمي فاعل لها في المنطقة والخليج.

سيستمر نتنياهو في هذه اللعبة بهدف الابقاء على تحالفه الحكومي الفضفاض متماسكاً من جهة وفي الوقت نفسه عدم اغضاب الرأي العام الاسرائيلي بدخوله في مواجهة مع الادارة الاميركية، ولعل المفارقة هنا ان يقول نتنياهو لأوباما: اذا بقيت مصراً على الضغط علي في مشروعك للسلام فإني سأهاجم ايران بغارة او غارتين جويتين ليست لهما اية قيمة استراتيجية عسكرية وانما ستقدمان لإيران مبرراً لإشعال المنطقة في وجهك ووجه حلفائك دول عرب الاعتدال!

وعما اذا كانت هناك مؤشرات تدل على ان الحرب قادمة يقول العميد تمساح: بالطبع وهذه المؤشرات هي:

1- اعطاء اوباما ودول اوروبا الاعضاء في حلف الناتو مهلة للنظام الايراني حتى نهاية العام الحالي لوقف مشروعه النووي او مواجهة العواقب ومن ضمنها الخيار العسكري.

2- الانسحاب العسكري الاميركي من المدن العراقية مما يجنبها عمليات انتقامية من القوى الموالية لايران في العراق في حال اندلاع الحرب.

3- تكثيف الحشد العسكري لحلف الناتو في افغانستان لفتح جبهة برية على ايران.

4- المناورة العسكرية الاسرائيلية الاخيرة التي لم تشهد لها اسرائيل مثيلاً من قبل والتي شملت جميع قطاعاتها المدنية والعسكرية.

5- الانفتاح الواسع على سوريا من قبل الولايات المتحدة ودول اوروبا على سوريا وذلك بهدف تحييدها عن الصراع وتشجيعها على منع اي تسلل لمقاتلين متشددين اصوليين من الدخول الى العراق عبر حدودها لتنفيذ عمليات نوعية على القوات الاميركية المرابطة هناك.

ويرى تمساح ان الرد الايراني لم يتأخر اذ عاد الوضع الامني في العراق الى الاهتـزاز وارتفعت حصيلة الضحايا الاميركية مجدداً، كذلك الامر في افغانستان حيث سقط عدد مهم من جنود حلف الناتو مؤخراً، وايضاً محاولة اغتيال السفير الاميركي في بغداد منذ ثلاثة ايام تقريباً. وتعرقل عملية تأليف الحكومة في لبنان.

ويضع العميد تمساح سيناريوهات عدة في حال وقعت الحرب:

السيناريو الاول

*ويتضمن موجات جوية كثيفة لقاصفات بعيدة المدى تضرب في العمق الايراني مراكز القيادة والسيطرة ووسائط الاتصال وغرف العمليات العسكرية والتجمعات الاساسية للقوات المسلحة الايرانية من جيش وحرس ثوري وباسيج (ميليشيات شعبية) تشل هذه القوات تماماً وتعطل قدرتها على الرد.

*حصار بحري لمنافذ ايران المائية على الخليج لمنع قطعها البحرية العسكرية من تعطيل حركة الملاحة العالمية الناقلة للنفط ومن مهاجمة الموانىء الخليجية بعمليات انتحارية وتعطيل المرافىء.

*اثارة اضطرابات داخل المدن الرئيسية الايرانية وبلبلة الوضع الشعبي الداخلي لاحباط السلطة السياسية الحاكمة وإرباكها، يكون الجهد الاساسي في هذا السيناريو للقوات الاميركية المسلحة تساندها الدول الاوروبية المنتظمة في حلف الناتو، اما الجهد الاسرائيلي فسيكون محيداً (باستثناء العمل الاستخباري) منعاً لإثارة حساسية الشعوب الاسلامية.

هذا الهجوم يسبقه عمل ارهابي كبير يستهدف مصالح اميركية: بشرية ومادية، في منطقة ما من العالم يستخدم كذريعة له ويجري تحميله مباشرة او غير مباشرة، للنظام الايراني.

السيناريو الثاني

وهو الأخطر، حيث يقوم سلاح الجو الاسرائيلي، وبشكل مفاجىء، بمهاجمة منشآت نووية ايرانية لا يكون لها اي تأثير يذكر على البرنامج النووي الايراني وان يستعمل من قبل ايران كمبرر لغزو محيطها العربي الجغرافي عسكرياً وتحريك عملائها في دول الخليج لاشاعة الفوضى والشغب بهدف زعزعة الأنظمة فيها والتسبب بحروب أثنية ومذهبية.

اما في ما يخص لبنان فيرى تمساح انه سيكون امام حزب الله خياران:

1- اغراق اسرائيل بفيض من الصواريخ تشمل معظم المدن الاسرائيلية مما يستدعي رداً عسكرياً عنيفاً منها يعرض الكيان اللبناني برمته للتفتت: جغرافياً وبشرياً وكيانياً.

2- رد رمزي يحفظ الاعتبار، ولكن لا يستدرج هجوماً مدمراً على لبنان تتمناه اسرائيل والانتظار وعدم الانتحار.

كما يستمر الضغط السياسي ثقيلاً على حزب الله في لبنان وستستعمل عصا المحكمة الدولية (تقرير مجلة دير شبيغل) كما قد يصار الى استنساخ فتن متنقلة تؤجج الوضع الداخلي والمحقون اصلاً.

هنا سيكون الدور السوري فعالاً في منع انفلات الامور من عقالها وعدم تمددها الى المحيط القريب والبعيد.

ويخلص العميد تمساح كلامه بسؤال يعتبره انه يفرض نفسه على كل ما سيجري وهو:

إذا كانت الانتخابات الرئاسية الايرانية قد ادت لانتخاب رئيس مشكوك في شرعيته داخلياً في ايران ويرفضه نصف الشعب الايراني تقريباً فلماذا التسبب بأن يلتف الشعب الايراني مجدداً حول هذا الرئيس (وهذا الشعب مشهور بحسه القومي)، فهل هذا هو المطلوب؟ وهل يرى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ان استمراره في الحكم مع زمرته المتطرفة يستدعي رئيساً متطرفاً في المقلب الآخر؟.

هدى الحسيني