المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 20 تموز/2009

إنجيل القدّيس متّى .21-14:12

فخَرجَ الفِرِّيسيّونَ يَتآمرونَ عليه لِيُهلِكوه. فعَلِمَ يسوع فَانصرَفَ مِن هناك، وتَبِعَه خَلْقٌ كثير فشَفاهُم جَميعًا ونَهاهم عَن كَشْفِ أَمْرِه لِيَتِمَّ ما قيلَ على لِسانِ النَّبِيِّ أَشَعْيا: «هُوَذا عَبْدِيَ الَّذي اختَرتُه حَبيبيَ الَّذي عَنهُ رَضِيت. سَأَجعَلُ رُوحي علَيه فيُبَشِّرُ الأُمَمَ بِالحَقّ. لن يُخاصِمَ ولن يَصيح ولَن يَسمَعَ أَحدٌ صوتَهُ في السَّاحات. القَصَبةُ المَرضوضَةُ لن يَكسِرَها والفَتيلةُ المُدَخِّنةُ لن يُطفِئَها حتى يَسيرَ بِالحَقِّ إِلى النَّصْر. وفي اسمِه تَجعَلُ الأُمَمُ رجاءَها».

 

إسرائيل: "اليونيفيل" تجاهلت معلومات عن مخزن الصواريخ

الجيش: سنواصل العمل مع القوة الدولية لتطبيق الـ 1701

المستقبل - الاثنين 20 تموز 2009 - صور ـ "المستقبل"

استعادت بلدتا بئر السلاسل وخربة سلم في قضاء بنت جبيل، هدؤهما امس بعد الاحداث التي شهدتاها عصر السبت ونتج عنها اصابة 14 جنديا دوليا بجروح وصفت بالطفيفة، اثر تعرض عدد من االمواطنين لدوريتهم بالرشق بالحجارة والعصي اثناء توجهها لاجراء التحقيق بظروف وملابسات حادثة الانفجار بمستودع الذخيرة لحزب الله في حي الدبشة جنوب خربة سلم ومحاولة الجنود الدوليين الدخول الى الموقع، الامر الذي نفاه عدد من الاهالي واتهموا الجنود الدوليين بمحاولة مداهمة منزل مأهول.

وقد عاشت البلدتان يوما عاديا حيث فتحت المحلات التجارية ابوابها فيما كانت اثار الاطارات المشتعلة تغطي ساحة بئر السلاسل الرئيسية، في وقت سيرت اليونيفيل والجيش اللبناني عددا من الاليات في المنطقة.

وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "استكمالا للاجراءات المشتركة التي يقوم بها الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان وذلك على اثر الانفجار الذي حصل مؤخرا في بلدة خربة سلم ـ قضاء بنت جبيل، حصل التباس امس (السبت) لدى اهالي البلدة نتج عنه بعض ردود الفعل. وقد عولج الموضوع فورا وأعيد الوضع الى ما كان عليه. بوشر تحقيق مشترك لتوضيح ملابسات هذا الحادث. تأسف قيادة الجيش انه خلال مجريات الاحداث اصيب اربعة عشر جنديا من اليونيفيل بجروح طفيفة. ان وحدات الجيش اللبناني والقوة الدولية ستستمر بالعمل في شكل وثيق لتطبيق القرار 1701". وفي سياق متصل (يو بي أي)، قالت صحيفة هآرتس امس، إن ضباطا في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) تجاهلوا معلومات استخباراتية سلمتها إسرائيل لهم حول مخزن الصواريخ في قرية خربة سلم بجنوب لبنان والذي وقع فيه انفجار يوم الثلاثاء الماضي، وتقول إسرائيل إنه تابع لحزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إن إسرائيل تأمل بأن يشكل الانفجار في خربة سلم تحذيرا من نشاط حزب الله وتعاظم قوته في جنوب لبنان، على خلفية بحث مجلس الأمن الدولي مستقبل عمل "اليونيفيل" هناك بحلول نهاية شهر آب/أغسطس المقبل. واضافت أن إسرائيل تسعى لاستخدام انفجار مخزن الصواريخ وادعائها بتخطي 12 لبنانيا الحدود في منطقة مزارع شبعا يوم الجمعة الماضي، للتشديد على ضرورة تكثيف عمل "اليونيفيل" في جنوب لبنان. وأضافت: على الرغم من أنه لا يمكن تغيير التفويض الممنوح لـ"اليونيفيل"، إلا أن إسرائيل ترى أن بالإمكان التركيز على التعليمات لإطلاق النار الممنوحة للقوات الدولية في جنوب لبنان وتنفيذ عمليات متشددة بالتعاون مع الجيش اللبناني داخل القرى اللبنانية في الجنوب. ويعتبر مسؤولون إسرائيليون يتعاملون مع الموضوع اللبناني، أن "اليونيفيل" تقدم تفسيرا مجتزأ للتفويض الممنوح له والمتعلق بمنع نشاط عسكري للميليشيات غير التابعة للجيش اللبناني. وأضاف هؤلاء المسؤولون أنه في كل أسبوع تقع أحداث في جنوب لبنان تواجه خلالها قوات "اليونيفيل" مسلحين أو تتم عرقلة عملهم بواسطة نشطاء من حزب الله، وأن هذه الأمور لا يتم توثيقها في التقارير التي يتم تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي كل ستة شهور. وقالت هآرتس إن مواطنين لبنانيين منعوا قوة تابعة لـ"اليونيفيل" من إجراء تفتيش في مبنى مهجور قريب من المبنى الذي انفجر في خربة سلم الأسبوع الماضي، ويشتبه بوجود مخزن أسلحة فيه تابع لحزب الله. وترى إسرائيل أن وجود مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في قرى بجنوب لبنان، يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية.

 

وثيقة سياسية جديدة إلى الضوء.. وفيها "الاستمرارية" و"التفاعل" و"الانفتاح"

14آذار.. "لم ولن تعيش" في الماضي

المستقبل - الاثنين 20 تموز 2009 - أيمن شروف

لا شك أن 14 آذار لم تأت من العدم، كما انها لم تكن وليدة الصدفة بل نتيجة تراكمات استمرت عشرات السنين انفجرت في ذروة "الارهاب" الممارس على لبنان، وبالتالي هذه اللحظة التاريخية التي تحولت إلى حركة شعبية فاعلة، لن تكون عابرة ولا يمكن لها أن تعيش في الماضي لأن رؤية ومفهوم "العبور إلى الدولة" يعني المستقبل بـ"حلوه ومرّه" ويعني أيضاً ان النضال لوطن حر ومستقل طويل، ما يفضي بنا إلى الإجماع المنطقي على أن "عسكرية" ثورة الأرز لا تزال في بداياتها.

أحداث كثيرة يتخبط بها الوطن، ولعلّ وقوع الـ10452 كلم2 في منطقة لم تعرف من السلام إلا القليل هو فعل حتمي لصياغة وثيقة للحياة في مساحة "بركانية" عاشت وتعيش على الموت والدمار، فلا رحيل الجيش السوري عن لبنان هو البداية ولا في تطبيع العلاقات "نهاية"، اذ ان العنف يأتينا من كل الجهات وأكثرها "علنية" من الجنوب، من العدو الاسرائيلي الذي عوّدنا على "الإجرام" إن حضر "نتنياهو" وليبرمان" وإن لم يحضرا، فليس مستجداً على هذا الكيان سياسة "العنف" وعشقه لـ"القتل"، وليس خافياً في الوقت نفسه على أحد أن لا تسويات ولا مفاوضات تستطيع تغيير "تفكير نظام" حكم اللبنانيين بالذلّ طيلة أعوام أشبعها بثقافة "العسكر" ولكن "عسكر على مين"!.

منذ التمديد المشؤوم بدأت مرحلة "جدية" للمواجهة، توجت في 14 آذار 2005 واستمرت، حققت الكثير من المكاسب ومن التغييرات التي ستبقى في الذاكرة وفي التاريخ، ومنذ تلك اللحظة ومع "مأسسة" التحرك الشعبي في 14 آذار، أثبت هذا التجمع "المتنوع" أنه يعيش في السياسة بأدق تفاصيلها ويدرك تماماً كل ما يحصل من تطورات في الداخل والخارج، واستطاع من خلال نظرته "المحض لبنانية" أن يقارب المشكلات التي واجهت وتواجه الوطن بطريقة موضوعية قريبة من "نبض الشارع" اللبناني ومن تطلعات ناسه.

محورية لبنان

بعد انتهاء الانتخابات النيابية وما أفرزته من تجديد ثقة الشعب الليناني بالخيار الاستقلالي. جملة من العوامل بدأت تلوح في الأفق، داخلية خارجية، ومعها أصبح من الضروري أن تبلور 14 آذار نظرة منقحة لرؤيتها تتماشى مع واقع الحال، لا سيما أن لبنان هو "المحور" في كل "الاستراتيجيات" التي تُرسم للمنطقة، إن في السلام وإن في الحرب، ويزيد محورية هذا البلد، أن بعض الأفرقاء يربطون أنفسهم بالخارج، وبالأخص بما يسمى محور الممانعة ومنه إلى إيران وملفها النووي، ومن هذا البعض من يعتبر نفسه "تابعاً" ومرتبطاً ارتباطاً عضوياً بـ"ولاية الفقيه" التي تحكم النظام في ذلك البلد.

وأكثر من ذلك، لا تغفل 14 آذار بحكم واقعيتها، وإدراكها لمسؤولية "الوكالة" المعطاة لها من الشعب اللبناني، جملة من التطورات الداخلية التي تستدعي اليقظة والمتابعة، و"عدم العيش في الماضي" الذي لم تعرفه هذه الحركة ماضياً وهي بالتأكيد لن تتعرف اليه مستقبلاً، وهي مع تعرضها للضغوط ولا سيما على صعيد أمانتها العامة من فريق 8 آذار وشبه انتقادات من البعض الآخر، فإنها مدركة تماماً لما تريد وما تسعى إليه، وأهم ما توليه أهمية اليوم هو مقاربة "الواقع" السياسي الحالي بطريقة موضوعية وواقعية و"لبنانية"، لتبقي جمهورها "متصلاً" و"منسجماً" مع الأحداث، ولعلّ أهمها ما يخبئه لنا "القرار الظني" للمحكمة الدولية والتداعيات التي سيستحضرها هذا الحدث.

تنوع "بنّاء"

وليس خافياً على احد "التناقضات" التي بدأت تظهر إلى العلن في مواقف قيادات الفريق الاستقلالي في مقاربة الواقع السياسي الجديد، وهذا ليس بغريب على هذه القوى التي لطالما تغنّت بـ"تنوعها" و"اللاشمولية" التي تحكم مواقفها وتحالفها وأن ما جمعها وسيبقى يجمعها توجه قياداتها وأحزابها للحفاظ على الهدف الأساس وهو حرية لبنان واستقلاله.

وانطلاقاً من هنا، تدرس الأمانة العامة لـ14 آذار بجدية إصدار وثيقة سياسية تتوجه بها إلى اللبنانيين وتقارب من خلالها ما يحصل داخلياً وخارجياً من موقع الحريص على الوطن وبقائه. وتؤكد مصادر بارزة في هذه القوى وفي أمانتها العامة أن "الهاجس الأساسي اليوم هو التوفيق بين التوجهات المعلنة لكل قيادات ثورة الأرز والمحافظة على الخط البياني الذي بدأت فيه منذ اربع سنوات إلى اليوم، لأن التهديدات لا تزال قائمة والحفاظ على هذا التحالف العريض هدفه إيصال لبنان إلى مرحلة تخف فيها الضغوط على لبنان".

ولأن 14 آذار حركة غير عقائدية هدفها الوصول إلى سيادة الدولة في لبنان، فإن التطورات التي حصلت قبل الانتخابات وبعدها يستدعي "تطوير الخطاب" بما يتناسب مع الأحداث في المنطقة، وهذا ما تؤكده المصادر، التي تتحدث عن مجموعة من النقاط التي بدأت الأمانة العامة تبحث فيها تمهيداً لطرحها على قيادات هذا الفريق وتأطيرها في وثيقة سياسية تناسب المرحلة الحالية.

مستويات التحرك

على المستوى الداخلي، تقول المصادر إنه "في ظل إصرار حزب الله على البقاء خارج التركيبة اللبنانية وربط نفسه بالخارج وتصلّبه في التعاطي مع القوى الداخلية، تتجه 14 آذار إلى تطوير العمل باتجاه الحزب وتطوير خطابها معه بطريقة إيجابية وتبديل سياستها ولو جزئياً في ما خص المعضلة التي يطرحها حزب الله على الصعيد الداخلي، على الرغم من الإيمان بأن لا نية لديه (حزب الله) في التعاون".

كما أن الاتجاه لدى هذه القوى، كما توضح المصادر، هو "للحفاظ على منطق الديموقراطية التي يتميز بها الوطن، على الرغم مما تعرّض له هذا النظام على مدى السنوات الأربع الماضية، والإشارات التي ترسلها قوى الأقلية بنية للبقاء على الأسلوب التعطيلي في المرحلة المقبلة، ما يتطلب من قوى الاستقلال العمل بشكل مضاعف لتأمين الحد الأدنى من الحفاظ على روحية العمل الديموقراطي التي تميّز بها لبنان".

على صعيد المحكمة الدولية وما يمكن أن ينتج عنها في ظل التقارير التي تتحدث عن "زلزال سيصيب الحياة السياسية اللبنانية بعد صرور التقرير الاتهامي للمدعي العام للمحكمة"، تشير المصادر إلى اتجاه "لدى هذه القوى لتضمين الوثيقة دراسة دقيقة لكيفية مواجهة التداعيات التي سيفضي إليها قرار المحكمة، لأن أي اتهام سيؤدي إلى تداعيات أمنية وسياسية، وهذا ما يملي علينا العمل بجدية لاستدراك الأمور واستباق الاحتمالات جميعها".

تهديدات إقليمية

أما على المستوى الإقليمي، فستلحظ الوثيقة بحسب ما تقول المصادر "محاولة سورية لفرض وصاية جديدة على لبنان بأسلوب مختلف، من خلال بعض المفاعيل التي تملكها، من ترسيم الحدود مع لبنان إلى الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا واستمرار السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وهذه الأمور كلها لا تزال على حالها ولم تقدم فيها سوريا أي جديد أو أي توجّه أو نيّة للحلحلة، إضافة إلى استخدامها لحلفائها لفرض سياسات معينة على السلطة اللبنانية وهذا ما ظهر في الفترة الأخيرة".

ومن المشهد الشرقي الشقيق، إلى الجنوب وعدوانية اسرائيل، إذ تتحدث المصادر عن "أن الوثيقة السياسية التي تعمل 14 آذار على صياغة عناوينها ستضيء بشكل كاف وواف على تعنّت اسرائيل وعدوانيتها تجاه لبنان واستمرارها بمعارضة المجتمع الدولي بأسره، ما يفتح الباب أمام احتمالات متعددة يكون فيها لبنان هو الحلقة الأضعف، ولا سيما إذا حاولت اسرائيل التدخل عسكرياً في إيران التي بدورها تحاول ضم أكبر نطاق من الأراضي تحت سلطة ولاية الفقيه، وهذا ما لا يتناسب مع مفهوم الدولة اللبنانية واستقلاليتها إذا استمر البعض بالسير في هذا الاتجاه".

إذاً، في ظل هذا الواقع ومع توجه قوى 14 آذار الى تطوير خطابها بما يتناسب مع المستجدات التي تحصل من حولنا، يسجل لهذه القوى تعاطيها الشفاف مع جمهورها، فهي لا تنفي التباينات الحاصلة داخل هذا الفريق، إلا أن الإجماع الأهم أن الروح التي جمعت أطياف الحركة الاستقلالية لا تزال هي نفسها وبالزخم نفسه، وأكثر من ذلك، يدرك من ينكب على تأكيد تفاعل 14 آذار مع كل ما يحيطها، أن التعلق بالحرية والسيادة والاستقلال، لا يعني أبداً العيش على الماضي وفيه

 

الغالبية تحذر من خطورة استهداف "اليونيفيل" وتعتبره نعياً من "حزب الله" لـ1701

 مخاوف من توقيت "تحريك" جبهة الجنوب تزامناً مع التهديدات الاسرائيلية لإيران

بيروت - "السياسة" والوكالات:

أكدت أوساط بارزة في الغالبية النيابية ل¯"السياسة", أمس, أن الاعتداء الذي تعرضت له عناصر قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "يونيفيل", في بلدة خربة سلم, على أيدي "الأهالي", رسالة واضحة من "حزب الله" إلى المجتمع الدولي, بأن القرار 1701 لا يحظى بالإجماع اللبناني, فيما أعرب الجيش عن أسفه للحادثة, مؤكدا استمراره في تطبيق القرار الدولي الذي أنهى الحرب بين الحزب واسرائيل في يوليو 2006 . ووسط تساؤلات عديدة في الأوساط الدولية, حول توقيت الحادثة, التي أعقبها إعلان لافت من "لقاء علماء صور" اعتبر ان "اليونيفيل موجودة في لبنان لمصلحة إسرائيل", قالت أوساط في الغالبية ل¯"السياسة", ان "الاعتداء الذي قام به الأهالي ضد عناصر من القوات الدولية, وأدى إلى إصابة 14 منهم بجروح طفيفة, يكتب رسالة واضحة من جانب "حزب الله" بأن القرار 1701 أصبح خارج الإجماع اللبناني, وان القوات الدولية لن يسمح لها بمنع الحزب من التسلح وممارسة دوره العسكري في جنوب الليطاني, في موازاة التهديدات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان".

وجاء في بيان أصدرته قيادة الجيش, امس, "استكمالاً للاجراءات المشتركة التي يقوم بها الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان, وذلك على إثر الانفجار الذي حصل أخيرًا في بلدة خربة سلم ¯ قضاء بنت جبيل, حصل التباس أمس (السبت) لدى أهالي البلدة نتج عنه بعض ردود الفعل, وقد عولج الموضوع فورًا وأُعيد الوضع الى ما كان عليه, وبوشر تحقيق مشترك لتوضيح ملابسات هذا الحادث". وأضاف البيان "تأسف قيادة الجيش أنه خلال مجريات الاحداث أُصيب اربعة عشر جنديا من اليونيفيل بجروح طفيفة, وإن وحدات الجيش اللبناني والقوة الدولية ستستمر بالعمل في شكل وثيق لتطبيق القرار 1701".

وكانت وحدة من الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار "اليونيفيل" حاولت تفتيش منزل بين خربة سلم وبئر السلاسل جنوب صور, بعدما اشتبهت بوجود مخزن للأسلحة فيه, فاعترضها عدد من أهالي المنطقة وقطعوا الطريق أمامها, ما دفع الجيش اللبناني إلى التدخل والعمل على تهدئة الوضع.

ومساء اول من امس, أعلنت المتحدثة باسم "اليونيفيل" ياسمينة بوزيان أن "نحو مئة شخص تجمعوا وحاولوا منع الجنود الدوليين من إجراء تحقيق" في الانفجار الذي وقع في قرية خربة سلم الثلاثاء الفائت, وذلك عبر رشقهم بالحجارة, مضيفة "اصيب 14 من عناصر اليونيفيل بجروح طفيفة وتعرضت بعض آليات القوة الدولية لاضرار, بينها سيارة اسعاف تابعة لفريق التحقيق". وبعد اجتماع موسع, اتهم "لقاء علماء صور" المقرب من "حزب الله", امس, قوات "يونيفيل" بالانحياز لاسرائيل والسكوت عن خروقاتها المتكررة للقرار ,1701 وطالب في بيان ب¯"وقف الخروقات الاسرائيلية وادانتها", معتبرا "انها متواجدة في الجنوب لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة لبنان, وانها لا ترى الا بعين واحدة".

واعتبر "ان قضية مستودع الذخيرة التي تحدثت عنه القوة الدولية في خربة سلم بأنه خرق للقرار الدولي 1701 هو مستودع موجود على الأرجح منذ ما قبل حرب يوليو (2006)", واشار إلى وجود "خروقات برية وبحرية وجوية اسرائيلية للقرار الدولي 1701 تصمت عليها القوة الدولية خدمة لاسرائيل", داعيا الحكومة اللبنانية الى "ان تحفظ المقاومة وتقوي الجيش".

وتعليقا على الحادث, رأى منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد, امس, أن "مسؤولية تطبيق القرار 1701 تقع على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني", مؤكدا أن "هناك عملية إحراج للجيش اللبناني في ما يجري, لأنه إذا قال الجيش إن "حزب الله" يخرق ال¯ 1701 سيصطدم مع "حزب الله", وإذا لم يقُلْ ذلك سيسأله المجتمع الدولي عما يفعله لتطبيق القرار الدولي". واعتبر سعيد أن "الحادثة التي حصلت مع القوات الدولية في خربة سلم هي حادثة وقعت في منطقة نفوذ "حزب الله", وصحيح أن لدى المواطنين شعور وطني, ولكن لا يمكن أن يتحركوا بالفطرة, فالاعتداء على القوات الدولية لا يمكن أن يتم بلا تكليف من أحد".

من جهته, أكد عضو كتلة "زحلة بالقلب" النائب عقاب صقر أن اسرائيل تنتهك القرار 1701 بشكل يومي, "لكن توقيت ما يجري في الجنوب لا يمكن عزله عن سياقه اللبناني والإقليمي, فإسرائيل تهدد إيران, وإذا انتبهنا إلى ما قاله وزير الدفاع الاميركي (روبرت غيتس) بأن (حزب الله وصواريخه باتا يشكلان خطرًا كبيرًا), وحديثه عن (أمن الشرق الاوسط والأمن الأميركي), فإن كل ذلك يدلنا على أن عملية "بروبغندا" قد بدأت, وواكبها كلامٌ عن خطر إيراني, فقام "حزب الله" بتوجيه رسالة مضادة مفادها أنه إذا كانت إسرائيل تعتبر ان يدها مطلقة بتوجيه ضربة لإيران, فنحن سنعتبر ان "اليونيفيل" أعداء وأنهم أصبحوا رهائن في قبضتنا, وقد قال السيد حسن نصرالله انه إذا كانت اسرائيل تعتبر ان لا قدرة لدينا لفتح الجبهة فنحن لدينا ملفات يمكن من خلالها ضرب خاصرة اسرائيل".

وأضاف صقر "لا مصلحة ل¯"حزب الله" ولا للمجتمع الدولي ولا لإسرائيل مصلحة بخروج "اليونيفيل" من جنوب لبنان, لأننا نكون في بداية إعلان الحرب, لكن "اليونيفيل" تحولت الى صندوق بريد بين القوى المحلية والقوى الدولية وبين القوى الاقليمية والقوى الدولية".

 

الحريري من بعبدا: مستمرون بالمشاورات وصولاً إلى حكومة تواجه التحديات

١٩ تموز ٢٠٠٩ وكالات/أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا أن "تشكيل الحكومة مسألة ضرورية لخير البلاد".

وأضاف: "نسعى لكي نُشكل حكومة وحدة وطنية، وما زلنا نتشاور في هذا الصدد، ونتحدث بهدوء حول هذه الحكومة التي نراها ضرورية للقيام بالشؤون الإقتصادية ومواجهة التحديات".

الحريري ختم قائلا: "سأستمر في مشاوراتي مع الاحزاب السياسية لتشكيل الحكومة في اقرب وقت".

 

الكتائب": عناصر من الحزب القومي أطلقت هتافات معادية ضد حزب الكتائب ورموزه أمام منزل الرئيس الجميل في بلدة بكفيا

وطنية - 19/7/2009 جاءنا من "حزب الكتائب اللبنانية"، البيان الآتي: "تفادى حزب الكتائب اللبنانية اليوم الوقوع في فتنة دبرها الحزب القومي السوري في بلدة بكفيا. ففي طريقه إلى بيروت للمشاركة في حفلة حزبية، تعمد موكب تابع للحزب القومي السوري، مؤلف من بعض الباصات والسيارات، سلوك الطريق المحاذية لدارة الرئيس أمين الجميل. ولما أصبح الموكب أمام المنزل، حيث كان الرئيس الجميل ونجله النائب الشيخ سامي في الداخل يستقبلان بعض الوفود الحزبية، توقف الموكب، وأطلق عناصر قومية سورية هتافات وشعارات ضد الكتائب ورموزها، ومن بينها: "قتلناك يا بشير ويا بيار، وجايي دورك يا سامي ويا أمين"، إلخ.

تجاه هذا الحدث:

1. إن حزب الكتائب اللبنانية يدين بشدة هذه المحاولة الدنيئة ويعتبرها محاولة متعمدة لإثارة الفتنة في منطقة المتن وربما لاحقا في غيرها من المناطق اللبنانية، إذ لولا حكمة الرئيس الجميل لكان الحادث تفاعل بشكل لا تحمد عقباه.

2. إن الهتافات التي أطلقت ليست تعبيرا عن ابتهاج بالمناسبة التي يحتفل الحزب القومي السوري بها، بل هي تحريض مباشر على القتل، ونحمل الحزب القومي السوري مسبقا مسؤولية أي حادث يمكن أن يتعرض له حزب الكتائب أو أحد قادته ومسؤوليه لاسيما انه من المعروف ان لديه خلايا امنية . علما أن أطرافا فتنوية أخرى قد تستغل هذا الحادث أيضا.

3. إن حزب الكتائب اللبنانية، الذي لا يعصى عليه التصدي لهذه المجموعات القومية السورية وقد تصدى لمن هم أقوى منها، يتوجه إلى الدولة اللبنانية، دون سواها، لملاحقة العناصر الذين أطلقوا هذه الهتافات والمسؤولين عنهم، لأن هؤلاء العناصر، عدا أنهم حزبيون، فإنهم ينتمون إلى موكب منظم، وبالتالي يسهل على القوى الأمنية والعسكرية والمخابراتية، إلقاء القبض عليهم بتهمة التحريض على القتل وافتعال فتنة والمس بالأمن الوطني.

4. إن هذه الحادثة تأتي في وقت تتجمع فيه معلومات لدى الأجهزة الأمنية الرسمية عن احتمال استئناف مسلسل الاغتيالات، وقد توفرت أدلة يقينة على أن أحد المخططات يستهدف النائب الشيخ سامي الجميل. كما أن هذه الحادثة تأتي في وقت اعتمد حزب الكتائب سياسة الحوار والانفتاح واليد الممدودة. فهل يخاف الحزب القومي السوري على دوره من حصول المصالحات بين الكتائب وأطراف لبنانية وعربية؟".

 

مصرع 3 مواطنين واصابة 5 في حادث سير مروع على طريق المطار

وطنية - أفاد مندوبنا الامني الياس شاهين ان حادث سير مروع وقع على طريق مطار رفيق الحريري الدولي ادى الى مصرع ثلاثة مواطنين واصابة ستة آخرين بعدما انحرفت سيارة من نوع فولسفاغن- غولف يقودها المدعو محمد حجازي من المسلك الغربي الى المسلك الشرقي واشتعلت فيها النيران واصطدمت بسيارة تويوتا بعد عطل طارئ ادى الى فصل اطارها.

ونتيجة الحادث توفي كل من المواطنين: محمد اديب حبحاب وطفلته ياسمين محمد حبحاب وعلي نبيل حمزة. واصيب في الحادث ايضا كل من لمى محمد حسن الحاج وآية محمد حبحاب واديب محمد حبحاب وموسى نبيل حمزة ومحمد حجازي

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 19 تموز 2009

النهار :

تساءل مراقبون عن مغزى ما اوردته وسيلة اعلامية محسوبة على المعارضة حول "امتعاض في دمشق من مواقف بري" وتحذيرها له من السير مع الحريري دون بقية المعارضة.

أبلغ وزير عربي سفراء في دولة أوروبية بارزة أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم بات نظرياً، لأن ستة ملايين منهم غير مستعدين للعودة، ما داموا ولدوا ويعملون في الخارج، وهم يفضلون تقاضي تعويضات.

غابت مسألة تحرير الشطر الشمالي من بلدة الغجر المحتلة، عن محادثات مسؤول أوروبي زار بيروت الاسبوع الماضي.

المستقبل:

رأت أوساطٌ متابعة في "وعد" الأسير المحرر سمير القنطار لشهيد "حزب الله" عماد مغنية بالوقوف عند ضريحه باعتزاز موقفاً من "حزب الله" نفسه يشير الى احتمال عملية ثأرية.

تساءل مراقبون عن "سرّ" مطالبة السيد حسن نصرالله بعدم تحديد مواعيد لتشكيل الحكومة غداة تحديد الرئيس نبيه بري نهاية تموز الجاري موعداً للتأليف.

تؤكد مصادر نيابية أن التغيير في رئاسة اللجان سيركّز بشكل رئيسي على تلك التي خسر رؤساؤها الانتخابات الأخيرة.

البلد :

يقال ان اصرار المعارضة على توزير النائب السابق الياس سكاف يعرقل الاتفاق النهائي على اعلان التشكيلة الوزارية.

عرض على رئيس حكومة سابق حقيبة المشاركة في حكومة الحريري لكنه رفض لأسباب صحية.

توقع مصدر امني ان يعود ملف المفقودين والمعتقلين في سورية والنازحين الى اسرائيل، الى الواجهة بعد ان تبصر حكومة الحريري النور.

 

رئيس الجمهورية وعقيلته حضرا قداس عيد مار شربل في عنايا

الاباتي خليفة مخاطبا الرئيس سليمان: نراك اليوم متنازلا

عن مصلحتك الذاتية ومفتشا عن مصلحة المواطنين ومصلحة الوطن الكبرى

وطنية - 19/7/2009 حضر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء قداس عيد مار شربل الذي احتفل به الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي الياس خليفة في كنيسة مار شربل في دير مار مارون عنايا، عاونه فيه النائب العام المدبر كرم رزق وامين السر العام الاب كلود ندرة ورئيس الدير الاب طنوس نعمة والكهنة الجدد، وخدمت القداس جوقة الصوت العتيق بقيادة المدبر العام الاب ميلاد طربيه.

وحضر الى الرئيس سليمان وعقيلته، وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، النائبان عباس هاشم وسيمون ابي رميا، الوزير السابق سليمان طرابلسي، القائمقام حبيب كيروز، الامين العام السابق للكتلة الوطنية جان الحواط، مدراء عامون، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من المصلين. وكان الرئيس سليمان وعقيلته قد وصلا عند الحادية عشرة الى باحة الدير حيث كان في استقبالهما الاباتي خليفة ومجمع الرئاسة العامة ثم توجهوا سيرا على الاقدام الى الكنيسة وسط تصفيق المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل، القى الاباتي خليفة عظة قال فيها: "عندما نحتفل بعيد القديس شربل ابن لبنان على هذا الجبل المقدس، جبل عنايا، فاننا نستذكر ما علمنا اياه هذا القديس خلال حياة قضاها في الاتصال بالله والاتحاد به وفي شعور عميق لنبضات قلوب اخوته البشر وقد حملهم معه الى الله في صلواته وتضرعاته وهو لا يزال اليوم يشفع بهم في حياته السعيدة مغمورا بحب الله. وهذا ما يدفع كل يوم الجماهير الغفيرة من المؤمنين يؤمون ضريحه للتبرك به والحصول على نعم الله الغفيرة لانهم يرون فيه كل الفضائل والقيم الانجيلية التي يختزنها تراث شعبنا المسيحي" .

اضاف: "لقد تجسد هذا التراث الروحاني والانساني في القديس شربل على اكمل وجه حتى اصبح ايقونة ترتسم عليه كل ملامح المخزون الانجيلي والانساني الذي يحمله شعبنا كوردات جميلات بين الكثير من الشوك. وما ذكرى القديس شربل اليوم الا مناسبة تدعونا باستمرار الى اقتلاع هذه الشوكات المؤذية واظهار الوردات الجميلات في تاريخنا لا سيما ونحن اليوم على منعطف خطير من مسيرتنا نحو مستقبل نريده بالرغم من كل الصعوبات واعدا ومزدهرا. وما يزال القديس شربل مرجعية لنا في هذا العمل الصعب الذي علينا ان نقوم به في ذواتنا كشعب وكأفراد" . وتابع الاباتي خليفة: "لقد جاهد القديس شربل طوال حياته في العمل على اقتلاع الشوك المؤذي من طبيعته البشرية التي تجنح الى الشر وتبعده عن محبة الله ومحبة اخوته البشر. لقد تأمل القديس شربل بعمق وبموضوعية في ذاته مكتشفا الميول الشريرة التي تجنح به بعيدا عن الله وعن اخوته البشر يحاول استئصالها ليبقى على طريق الانجيل المستقيم. اهم هذه الميول هو الاستئثار لنفسه بكل ما هو مفيد له دون غيره مما يجعله، مركزا وحيدا لنفسه متعاميا عما يسعى اليه الاخرون وما يعتبرونه مفيدا لهم. لقد عمل القديس شربل طوال حياته لاستئصال هذا الميل من طبيعته حتى اصبح يفتش فقط عن خير اخوته وهذا تشهد عليه اعماله ". وقال:" اذا نظرنا اليوم، يا اخوتي الى ما يجري اليوم بيننا، نحن اخوة القديس شربل وحافظو تراثه، نجد ذواتنا غرقى في التفتيش عن مصالحنا ومنافعنا الخاصة، متناسين الاخرين من اخوتنا ومجتمعنا ووطننا. نتجاهل مصالح الاخرين ومنفعة وطننا. هذا هو المرض القاتل الذي نتألم منه اليوم في وطننا العزيز لبنان الذي اصبح ساحة حرب للمنافع الفئوية والشخصية، اذ كل منا يساوي نفسه بالوطن مختصرا الاخرين في ذاتنا ومنافعه الخاصة نرى وطننا يتهاوى ونحن عميان لا نرى سوى مصالحنا الشخصية والفئوية. ان القديس شربل يدعونا اليوم الى التنازل عن ميولنا الجامحة لنرى مصلحة الاخرين ومصلحة وطننا الكبرى. وكما جاهد هو في سبيل اقتلاع ميله الى الانانية فهو يدعونا الى السير وراءه في هذا العمل الشاق" . وختم الاباتي خليفة: "فخامة الرئيس، نراك اليوم سائرا على خطى القديس شربل متنازلا عن مصلحتك الذاتية ومفتشا عن مصلحة المواطنين ومصلحة الوطن الكبرى. لا غرو في ذلك لاننا نعرف عنك تعلقك بهذا القديس منذ زمن طويل وانت تزور ضريحه في كل مناسبة لتتشبع من روحانيته. اخذ الله بيدك وهداك القديس شربل في متابعة السير على خطاه ونحن اليوم نصلي من اجلك لهذه الغاية".

 

البطريرك صفير: لتعميق الثقة بوطننا وببعضنا البعض وتشديد ارادة البناء بعيدا عن كل شكل من اشكال التهديم

وطنية - 19/7/2009 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه فيه المطران شكر الله حرب، المونسنيور فؤاد بربور وخادم رعية حصرون الخوري انطونيوس جبارة. وخدمت القداس جوقة رعية حصرون بقيادة طوني لابا بحضور حشد من المؤمنين.

العظة

وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك صفير عظة بعنوان "حقا انك ابن الله" تابع فيها الحديث عن يسوع المسيح، كما ورد في كتاب قداسة الباب بنديكتوس السادس عشر المعنون: "يسوع الناصري"، وقال:" لنعد مرة اخرى الالقاب التي اعطيها المسيح في قوانين الايمان. اولا، من الاهمية بمكان ان نقرأ كل صياغة لقب على ضوء مجموعة مختلف الاناجيل والصيغة الخاصة التي نقلت بها. من هنا، يجب ان نستحضر دائما اطار دعوى يسوع حيث استعيد قانون اعتراف التلاميذ تحت شكل سؤال وشكوى. لدى مرقس، ان السؤال الذي طرحه الكاهن الاكبر يعود الى لقب المسيح (1) ويتوسع به: هل انت المسيح ابن الله المبارك؟ هذا السؤال يفترض ان مثل هذا الشرح لشخص يسوع قد صار عاما، وقد انطلق من حلقة الرسل. ان الرابط بين لقب يسوع (المسيح) ولقب الابن كان موافقا للتقليد الكتابي(2)، وهذا ما يخفف من الفرق بين نصوص الاعتراف بالايمان التي اعطاها مرقس ولوقا وبجعله اقل عمقا مما يقول غرولو وغيره من شراح الكتاب المقدس.

لدى لوقا، وقد رأينا ذلك، يعترف بطرس بيسوع على انه "مسيح الله". ونجد هنا ما قاله سمعان الشيخ عن يسوع الصبي باعلانه انه "مسيح الله"(3). وخلافا لذلك تحت الصليب، ان "رؤساء" الشعب كانوا يهزأون بيسوع بقولهم: لقد خلص آخرين: ليخلص نفسه اذا كان مسيح الله المختار(4). وهكذا كقوس مشدود منذ طفولة يسوع حتى الصليب، مرورا بالاعتراف بالايمان في قيصرية فيليبس، ان النصوص الثلاثة تظهر تعلق "المسيح" الفريد بالله".

لكن انجيل لوقا يذكر ايضا حادثة اخرى مهمة بالنسبة الى ايمان الرسل بيسوع: حادثة الصيد العجيب التي اختتمت بدعوة يسوع لسمعان بطرس ورفاقه ليصبحوا تلامذته. طوال الليل بكامله، لم يصطد الصيادون المجربون سمكة واحدة، واذا بيسوع يقول لهم ان يذهبوا الى عرض البحر في وضح النهار ويلقوا شباكهم. ان معرفة هؤلاء الرجال العملية حملتهم على التفكير بأن هذا من غير المعقول، ولكن سمعان اجاب على الرغم من كل شيء: "يا معلم من اجل كلمتك، سألقي الشبكة".(5). واخذوا كمية كبيرة من السمك بحيث ان بطرس اعتراه الخوف فوقع على اقدام يسوع يعبده ويقول:"ابتعد عني، يا رب، اني رجل خاطىء.(6). وقد عرف في ما حدث، قدره الله الذي يعمل من خلال كلمة يسوع، وهذا اللقاء مع الله الحي في شخص يسوع اثر به كل التأثير. وفي ضوء هذا الحضور، وبتأثيره يعترف الانسان بوضعه الذي يستدعي الشفقة، ان مخافة الله لا تطاق. انها شديدة الوطأة عليه. من جهة تاريخ الاديان، ان هذا النص هو احد النصوص التي تظهر بقوة

كبيرة ما يحدث عندما يجد الانسان نفسه فجأة ومباشرة في مواجهة مع الله. وبطرس، وقد شهد قرب حضور الله المباشر في يسوع، قد اعرب عن ذلك باللقب الذي استعمله للتوجه الى يسوع. ولا يمكنه اذ ذاك الا ان يرتجف خوفا بالنسبة اليه بالذات ويتوسل لكي ينجو من عنف هذا الوجود. وان بطرس، وقد شهد مباشرة الله في يسوع، اعرب عن ذلك في اللقب الذي استعمله ليتوجه الى يسوع: يا سيدي، وهذه هي التسمية التي يستبدل بها في العهد القديم اسم الله الذي لا يلفظ، والذي ظهر في العليقة المشتعلة. وكان بطرس يدعو يسوع قبل الذهاب في السفينة: يا معلم، ربي، واعترف به انه السيد".

نجد وضعا مشابها في الحادثة التي مشى فيها يسوع على مياه البحيرة التي اهاجتها العاصفة، ليذهب الى قارب التلاميذ. وطلب بطرس اذ ذاك ان يمشي بدوره على الماء ليذهب الى امام يسوع. وعندما كاد ان يغرق، مد يسوع له يده لينقذه وصعد الى القارب. وفي تلك اللحظة، هدأ الهواء، وحدث الشيء عينه الذي حدث لدى الصيد العجيب: ركع التلاميذ في القارب امام يسوع، علامة الخوف والعبادة في وقت معا، وقالوا:" حقا انك ابن الله" (7). ونجد في الانجيل اختبارات من هذا النوع، ويجد فيها اعتراف بطرس بالايمان اساسه كما صاغه متى (8). وقد لحظ التلاميذ في يسوع غير مرة وبطرق مختلفة حضور الله الحي عينه".

قبل ان نحاول تركيب صورة اجمالية انطلاقا من جميع قطع هذه الفسيفساء، علينا ان نرجع بايجاز الى اعتراف بطرس بالايمان كما نقله يوحنا. وخطاب يسوع عن الخبر الافخارستي الذي تبع تكثير الخبز، يستعيد نوعا ما علنا " اللا" التي قابل بها يسوع المجرب عندما دعاه هذا الى تحويل الحجارة خبزا، اي ان يتفهم رسالته على انها تقوم على توزيع الخبز المادي. وبدلا من هذا، ان يسوع احال الامر الى العلاقة مع الله الحي والى المحبة التي تأتي منه، هذه المحبة التي هي حقا القدرة الخصيبة التي تعطي معنى، وفي الوقت عينه تعطي خبزا. وهو هكذا يفسر سره الخاص، وباعطائه ذاته، عين نفسه خبز الحياة. هذا الخطاب لم يرق للناس، وكثيرون من بينهم تركوه. " اذ ذاك سأل يسوع الاثني عشر: هل تريدون ان تذهبوا انتم ايضا"؟ اجاب بطرس:" الى من باستطاعتنا ان نذهب؟ عندك كلام الحياة الابدية. اما نحن فنؤمن ونعرف انك القدوس، قدوس الله" (9).

وقال:" علينا ان نمعن في تأمل هذا النص، نص اعتراف بطرس بالايمان في اطار العشاء الاخير. ونرى ان سر يسوع الكهنوتي يظهر فيه: في المزمور 105 (106) في الفقرة 16 يدعى هارون "كاهن الرب"، قدوس الله. هذا اللقب يحيل الى الخطاب الافخارستي وبالاستباق الى سر صليب المسيح. فهو اذن راسخ في سر الفصح، في قلب رسالة يسوع، ويشير الى ما يختلف فيه يسوع اصلا عن سواه بالمقابلة مع صيغ الرجاء المسيحاني العادية. ان قدوس الله، هذا يذكر ايضا باطار الصيد العجيب، عندما اختبر بطرس، امام القدوس القريب، اختبارا مأساويا وجوده التاعس كصياد. انا نحن اذن في وسط الاختبار الذي اختبره الرسل ليسوع، وهو اطار حاولنا أن نلمحه ونخرجه انطلاقا من هنيهات أساسية من طريقهم المشتركة مع يسوع". أية موازنة يمكننا أن نستخرج الآن؟ علينا أن نقول الآن قبل كل أننا نضل الطريق اذا حاولنا أن نعيد تركيبا تاريخيا لكلمات بطرس الاصلية، ونعزو كل ما تبقى الى شروح لاحقة وربما الى ايمان ما بعد الفصح. من اين بامكان ايمان لاحق للفصح أن يأتي ولا يكون يسوع قد وضع أسسه قبل الفصح؟ ان شرح العلمي، مع مثل هذه التركيبات، يدعي كثيرا ما لا يجوز ادعاءه". ان دعوى يسوع أمام المحفل تظهر ما كان يشكك فعلا لديه. لم يكن ذلك من نوع المسيحانية السياسية، التي كانت موجودة لدى برأبا ولاحقا لدى بركوشبا. كلاهما وجد انصارا يتبعونهما. وقد سحق الرومان حركة كليهما. ولكن ما يحمل على الشك لدى يسوع، وهذا ما أشرنا اليه لدى حوار الحاخام تستنير مع يسوع الخطاب على الجبل: وقد بدا أنه يضع نفسه على قدم المساواة مع الله الهي وهذا ما لم يكن باستطاعته ايمان اليهود التوحيدي بدقة أن يسلم به. هذا ما لم يستطع يسوع عينه أن يحمل على فهمه الا على مهل وتدريجيا. هذا ايضا، دون أن ينال من وحدة الايمان باله واحد، ما تضمنته رسالته بكاملها وشكل جدتها، وخصوصيتها، ووحدانيتها. اننا مدينون لواقعية الصادقين أنهم جعلوا من دعوى الرومان دعوى ضد المسيحانية السياسية. ولكن بيلاطس عينه شعر جيدا بأنه في الواقع كان ذلك أمرا آخر، ولو كان الامر يتعلق بملك حقيقي يحمل وعودا على الصعيد السياسي، لما كانوا أسلموه اياه ليحكم عليه".

لكن لا نستبقن الامور، ولنعد الى الاعتراف بايمان التلاميذ. ماذا ترى عندما تكون فسيفساء النصوص قد اكتملت؟ لقد اعترف التلاميذ بأن يسوع لا يدخل في أي صنف من الاصناف العادية وأنه أكثر من نبي وغير. أحد الانبياء. العظة على الجبل، والاعمال التي ظهرت فيها قوته، والسلطة التي يملكها ليغفر الخطايا وصفة وعظة السيادية، وطريقة مقاربته الشريعة، ان كل هذا فسح لهم في المجال ليعترفوا بأن كان أكثر من أحد الانبياء. لقد كان "النبي" الذي كان يتكلم مع الله كموسى وجها لوجه كصديق. كان المسيح، ولكن ليس بمعنى مرسل بسيط لله". أصبحت فيه، بطريقة مذهلة وغير منتظرة، الكلمات المسيحانية الكبرى حقيقة: "أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك" (10). وفي بعض الاوقات الكبيرة، شعر التلاميذ، وقد تولاهم الذهول، بأنه الله عينه. ولم يكن باستطاعتهم أن يجمعوا هذا كله ليجعلوا منه جوابا نهائيا. فكانوا يستعملون بحق كلمات وعد العهد القديم: المسيح، الممسوح، ابن الله، الرب هذه هي الكلمات الاساسية التي تجمع فيها اعترافهم بالايمان الناشيء الذي لن يجد تعبيره التام الا عندما توما هتف منذهلا، بعد أن لمس جراح المسيح: "ربي والهي" انما في النهاية لا ننتهي أبدا من هذا الكلمة. وهي كبيرة جدا بحيث يتعذر لينا أن نفهم كنهها، وهي تتقدمنا دائما". وختم بالقول:"ان الكنيسة، على مدى تاريخها، ما فتئت تحج الى قلب هذه الكلمة التي لا تصبح مفهومة الا عندما نلمس جراح يسوع ونواجه قيامته: اذ ذاك تصبح بالنسبة الينا رسالة. ان التبحر في كيان السيد المسيح قد لا يسلم به العقل لقصوره عن ادراكه. لذلك فهو لا يدرك الا بالايمان. لذلك قال الرسل للرب: زدنا ايمانا. ونحن علينا ان نقول للرب ما قاله الرسل للسيد المسيح: يا رب، زدنا ايمانا بك، وثقة بوطننا وببعضنا البعض، وعزما لا على التهديم، بل على البناء، امين".

استقبالات

بعد القداس التقى البطريرك صفير المصلين، واستقبل رئيس تجمع بلوزا في اوستراليا ريمون وهبي الذي اشار بعد الزيارة الى ان "الجالية اللبنانية عموما والمارونية خصوصا لا تزال تعيش نتائج زيارة البطريرك صفير الرعائية الى اوستراليا"، مطلعا اياه على نشاطات تجمع شباب بلوزا وسائر الجمعيات العاملة بالتعاون مع راعي ابرشية اوستراليا المارونية المطران عاد ابي كرم.

بعدها استقبل البطريرك صفير شارل الشدياق الذي قال بعد اللقاء:" عرضت مع البطريرك صفير "الاوضاع الراهنة، وأكدت انه لا أحد بإمكانه تهميش المسيحيين في لبنان، لانهم آباء النهضة العربية وروادها، وهم الذين حفظوا اللغة العربية من التتريك، وتمنيت على غبطته ان يوجه جميع القيادات الحزبية في لبنان للعمل على أساس عقائدية النهضة العربية بدلا من السعي الى شرذمة المجتمع اللبناني الى طوائف تخدم مصالح فئوية على حساب المصلحة الوطنية العليا".

كما التقى غبطته آمر سرية درك أميون العقيد جورج وهبي، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج الذي قال بعد اللقاء:" عرضت الاوضاع مع غبطة البطريرك، وأبديت وجهة نظري الداعية الى تشكيل حكومة تكنوقراط تكون أقرب الى مصالح الناس وليس الى مصالح الدول وأغراضها. ومتى غلبنا المصلحة الوطنية العامة على المصالح الفئوية تمكنا من تحقيق تفاهمات داخلية في ما بيننا لنحد من التسويات في ما بين القوى الخارجية". ثم التقى المحامي العام الاول لدى محكمة التمييز الفرنسية كريستيان راسيغييه، الذي يقوم بزيارة خاصة الى لبنان، المهندس جو صوما والمحامي بشارة طربيه.

 

سلطانوف بحث مع وزير الخارجية السوري عملية السلام

وطنية - 19/7/2009 اجرى المبعوث الروسي للشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف اليوم في دمشق مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم تركزت حول عملية السلام في الشرق الاوسط، بحسب سلطانوف. واوضح المسؤول الروسي في تصريحات صحافية اثر اللقاء "ان التشاور كان معمقا حول الاوضاع في الشرق الاوسط لتحقيق عملية السلام". واضاف: "بحثنا في النزاع العربي الاسرائيلي وامكانيات انعقاد مؤتمر الشرق الاوسط في موسكو" الذي تسعى روسيا لعقده قبل نهاية 2009. وردا على سؤال، بشان الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة، قال سلطانوف: "ان موقف روسيا معروف وهو ايقاف الاستيطان (الاسرائيلي) بجميع اشكاله". واكد المسؤول الروسي من جهة اخرى تطابق وجهات النظر الروسية والسورية في مختلف القضايا الدولية التي تم بحثها.

 

 

 

الوزير فنيش: بيان الامانة العامة ل 14 آذار

اساءة للبنان وليس للمقاومة ولا يعبر عن الالتزام بالثوابت

وطنية - 19/7/2009 أبدى وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش في خلال احتفال أقامه "حزب الله" في بلدة باريش لمناسبة الذكرى السنوية لشهداء البلدة، أسفه من سماع بعض المواقف التي صدرت عن "الأمانة العامة لفريق سياسي"، معتبرا "الموقف الذي ساوى بين لبنان وخروقات العدو الإسرائيلي بصياغة لفظية أبدى تعمدا في تعمية المسؤولية وفي عدم تحديد موقف واضح"، مشيرا الى "ان هذا الأمر يشكل إساءة للبنان وليس للمقاومة عندما تساوي بصياغة لفظية تجهل الفاعل وتعتبر ان معظم الفرقاء لم يلتزموا بالقرار 1701 ".

وقال: "هناك تغطية لما قام به العدو ويقوم به من خرق لهذا القرار وتجاهل للاحتلال المستمر لارضنا وتنكر لشعارات السيادة والحرية والاستقلال"، مشيرا الى "ان الذي يساوي بين المقاومة وخروقات العدو يغري العدو لكي يراهن مرة اخرى على انقسام اللبنانيين ويفكر بامكانية شن عدوان على لبنان".

وقال: "في ظل حالة الطمأنينة التي يعيش فيها اللبنانيون فإن القيادات السياسية بدأت تتحدث بخطاب هادئ عن حكومة شراكة وطنية وعن مرحلة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، في حين تصدر بعض الاصوات كأنها تتجاهل كل ما يحصل في المنطقة وما يقوم به العدو الاسرائيلي من طمس معالم هوية فلسطين او ما تبقى منها وما يطرحه العدو من نقاء الدولة اليهودية في فلسطين والذي ينطوي على امكانية تهجير الفسطينيين من ارضهم"، لافتا الى "ان كل هذه التهديدات يغفل عنها بعض من هم في الامانة العامة ل 14 آذار ليطلوا على اللبنانيين ببيان لا يعبر ابدا عن الالتزام بالثوابت الوطنية ولا عن فهم لما يحيط بالبلد والمنطقة من مخاطر وعن شعور بالمسؤولية الوطنية تجاه ما يعده العدو لهذا البلد".

وأشار إلى "أن هناك مرحلة جديدة نقابل فيها باليد الممدودة والقلب المفتوح والعقل المنفتح أولئك الذين يعيدون النظر في مواقفهم وأولئك الذين يقرأون التحولات ويعبرون عن مدى وضرورة ان يعيد اللبنانيون تكاتفهم ووحدتهم والتمسك بثوابتهم من خلال تشكيل حكومة وحدة".

 

 

 

 

النائب رعد:الظروف مؤاتية لتشكيل حكومة وحدة وطنية

وهناك محاولات ارباك وتعطيل تأتي عبر رياح من هنا وهناك

وطنية - النبطية 19/7/2009 رعى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حفل وضع حجر الأساس للقصر البلدي في بلدة كفرصير -النبطية، والقى في المناسبة كلمة استهلها بالثناء على تجربة العمل البلدي "التي نجحت في توفير روح التعاون والتضامن بين اللبنانيين والتي يجب استحضارها"، ولفت الى "ان قوام واستقرار البلد متوقف على هذه الروح، خصوصا وان موقع لبنان الجيوسياسي يفرض على اللبنانيين مزيدا من الجهد من اجل ان ينهضوا بمتطلبات عيشهم الكريم وينجزوا استقلالهم الفعلي بعيدا من التدخلات الخارجية الأجنبية التي تطمع بنفوذ لها في البلد لتخدم عبر هذا البلد وعبر نفوذها فيه مشاريع على مستوى المنطقة".

وقال: "اننا في انتظار تشكيل حكومة نرقب ان تكون حكومة وحدة وطنية كما تعهد دولة الرئيس المكلف وكما تبذل الجهود من اجلها، ولا بد هنا من ان نؤكد على موقفنا بأن المعوقات الداخلية لتشكيل هذه الحكومة لا نراها تعطيلية على الإطلاق، وانما كل الأجواء الداخلية مؤاتية للإسراع في تشكيل مثل هذه الحكومة التي تحمل صفة الوحدة الوطنية"، مشيرا الى "وجود محاولات ارباك وتعطيل تأتي عبر رياح من هنا وهناك ولا نستطيع تجاوزها الا بروح التضامن التي نريد ان تحضر بيننا".

واضاف: "لا اريد ان استغرق في تفاؤل او تأخير او استبعاد، انما اريد ان اركز بان معوقات تشكيل الحكومة اذا كان هناك ثمة معوقات فهي بالتأكيد ليست داخلية".

وفي ما يتعلق بالخروقات الإسرائيلية، رأى "ان الإستقرار الداخلي يحتاج الى استشعار المواطنين ان بلدهم بخير وبمأمن من الإعتداء وحتى يطمئن اللبنانيون الى هذا الأمر يجب ان يلحظوا حركة ضاغطة من المجتمع الدولي تعكس صدقية ما يطرحه من التزام بحفظ الأمن"، لافتا الى "ان ما نراه في لبنان هو عكس ذلك، فالمجتمع الدولي لا يحضر الا اذا كان العدوان بمأزق اما حين يتطلب اللبنانيون امنا فنرى هذا المجتمع منحازا لمصلحة المعتدي"، مذكرا ب "ما يتعرض له اللبنانيون في منطقة العرقوب من تحركات اسرائيلية استفزازية منذ اكثر من اسبوع كمؤشر لحركة عدوانية مقبلة".

وقال: "هل هناك اعتراض دولي على هذه التحركات؟ وقد وعدت قوات الطوارئ بحلها وفشلت، لذا تحرك المواطنون لإزالة التعديات التي اراد الإسرائيلي ان يكرسها كأمر واقع، وهذا دليل على ان اللبنانيين متوثبون ومتحفزون وجاهزون للدفاع عن ترابهم وسيادتهم اذا لم يقم المجتمع الدولي بمسؤوليته". وتابع: "نحن لا نريد ان نصبر على ازالة ساتر ترابي ثلاث سنوات والإحتلال الإسرائيلي لا يزال مصرا على البقاء في القسم الشمالي لبلدة الغجر اللبنانية لأكثر من ثلاث سنوات"، معتبرا "ان هذا الساتر الذي يبقي عليه العدو في بلدة الغجر يجب ان يزول تحت ضغط مباشر وسريع من قبل المجتمع الدولي والذي يترصده اللبنانيون، فتجربة قضم فلسطين لن تتكرر ابدا في لبنان اي ان يفرض العدو واقعا ويتم التغافل عنه من قبل المجتمع الدولي".

 

اعتراض على اجراء تحقيق حول مخزن اسلحة في جنوب لبنان واصابة 14 من اليونيفيل

19/07/2009 - 10:29

 بيروت (ا ف ب) - اصيب 14 جنديا ينتمون الى قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) السبت حين حاول معترضون منع اجراء تحقيق في مخزن للاسلحة انفجر قبل ايام في منطقة تعتبر معقلا لحزب الله في الجنوب. وقالت المتحدثة باسم اليونيفيل ياسمينة بوزيان لوكالة فرانس برس "خلال الحادث، اصيب 14 من عناصر اليونيفيل بجروح طفيفة وتعرضت بعض اليات القوة الدولية لاضرار، بينها سيارة اسعاف تابعة لفريق التحقيق". وكان مصدر عسكري اكد الثلاثاء لوكالة فرانس برس وقوع انفجارات في منزل مهجور في قرية خربة سلم التي تبعد عشرين كلم من الحدود، يحوي متفجرات وذخيرة من "مخلفات الحرب" التي جرت صيف العام 2006 بين اسرائيل وحزب الله، فيما ذكرت وسائل الاعلام اللبنانية ان الانفجار وقع في "مخزن ذخيرة تابع لحزب الله". وباشرت قوة الامم المتحدة تحقيقا في هذا الحادث بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

لكن نحو مئة شخص تجمعوا السبت وحاولوا منع جنود اليونيفيل من اجراء التحقيق عبر رشقهم بالحجارة، وفق بوزيان. واضافت المتحدثة ان القوة الدولية طلبت تعزيزات واضطر احد عناصرها الى اطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء لتسهيل عبور سيارة دولية. من ناحيته اسف الجيش اللبناني لوقوع جرحى اليونفيل عازيا الامر الى "التباس" مع اهالي القرية ومؤكدا استمرار التعاون مع القوات الدولية لتطبيق القرار 1701. وقالت قيادة الجيش في بيان انه وفي اطار استكمال الاجراءات المشتركة اثر الانفجار "حصل التباس لدى اهالي البلدة نتج عنه بعض ردود الفعل. عولج الموضوع فورا واعيد الوضع الى ما كان عليه". واوضحت "ان تحقيقا مشتركا بوشر لتوضيح ملابسات الحادث".

واضاف البيان "تأسف قيادة الجيش انه خلال مجريات الاحداث اصيب 14 جنديا من اليونفيل بجروح طفيفة". واكدت قيادة الجيش ان وحداتها مع قوات الامم المتحدة "ستستمر بالعمل بشكل وثيق لتطبيق القرار 1701". يذكر بان وزارة الخارجية الاسرائيلية طالبت الخميس الامم المتحدة، ومعها فرنسا وايطاليا واسبانيا، الدول الثلاث التي تشارك في قوات في اليونيفيل، ب"تحرك اكثر قوة بعد المعلومات عن مخازن اسلحة تابعة لحزب الله". ودعت الخارجية الاسرائيلية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ايداعها "نتائج تحقيق الامم المتحدة عقب هذا الانفجار". واعلنت قوة الامم المتحدة الاربعاء ان انفجارات الثلاثاء تعتبر "انتهاكا" للقرار 1701 الذي امر بوقف المواجهات بين اسرائيل وحزب الله صيف 2006.

في المقابل اتهم تجمع علمائي شيعي لبناني مقرب من حزب الله الاحد قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان بالانحياز لاسرائيل والسكوت عن خروقاتها المتكررة للقرار 1701 الذي بموجبه توقفت العمليات العسكرية بين حزب الله والدولة العبرية صيف العام 2006.

وطالب "لقاء علماء صور" في بيان صدر بعد اجتماع موسع عقده في مقره في صور (83 كلم جنوب بيروت) برئاسة الشيخ علي ياسين، القوة الدولية ب"وقف الخروقات الاسرائيلية وادانتها"، معتبرا "انها متواجدة في الجنوب لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة لبنان، وانها لا ترى الا بعين واحدة". واضاف البيان "حين يحصل خرق اسرائيلي لكفرشوبا، وهو حاصل، تقول القوة الدولية ان كفرشوبا خارج نطاق اليونيفيل" في اشارة الى موقع اسرائيلي استحدث مؤخرا في المنطقة المتنازع عليها واقتحمه عشرات المدنيين اللبنانيين السبت ثم انسحبوا منه. ورأى اللقاء "ان قضية مستودع الذخيرة التي تحدثت عنه القوة الدولية في خربة سلم بأنه خرق للقرار الدولي 1701 هو مستودع موجود على الأرجح منذ ما قبل حرب تموز (2006)" في اشارة الى اعلان اليونفيل بان انفجارات الثلاثاء تعتبر "انتهاكا" للقرار 1701. واضاف البيان "هناك خروقات برية وبحرية وجوية اسرائيلية للقرار الدولي 1701 تصمت عليها القوة الدولية خدمة لاسرائيل" مذكرا بانتهاكات الطيران الاسرائيلي شبه اليومية للاجواء اللبنانية. ودعا البيان الحكومة اللبنانية الى "ان تحفظ المقاومة وتقوي الجيش".

 

سعيد: أحداث خربة سلم رسالة بأن الـ 1701 أصبح خارج الإجماع الوطني

 التاريخ: ١٩ تموز ٢٠٠٩ المصدر: المؤسسة اللبنانية للإرسال 

اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن "أحداث خربة سلم رسالة واضحة من "حزب الله" لـ"ليونيفل" بأن القرار 1701 أصبح خارج الإجماعات الوطنية".

واكد أن "أهالي خربة سلم لا يمكن أن يتحركوا من دون موافقة "حزب الله". وسأل: "لماذا نحمّل رئيس الجمهورية والحكومة مسؤولية خرق الـ1701؟".

ورأى انه "على الجيش اللبناني تفكيك مخازن الذخيرة في الجنوب، وأن مسؤولية تنفيذ القرار 1701 تعود إلى الجيش وليس إلى القوات الدولية".

وشدد على" أن لا خلاف بين قيادات "14 آذار" وأن الوضع أفضل مما يتصور الناس، ولكن الجمهور يعتقد أن هناك خللاً عند الاطلاع على مواقف وليد جنبلاط التي يعبّر عنها على طريقته، ويسمع آراء أخرى من "14 آذار" تتكلم بطريقة أخرى، فيبدو ان هناك إشارتان متناقضتان وتصبح هناك علامات استفهام".

وقال:"على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يكونوا في جهوزية وحجم وطموح جمهور 14 آذار، وأن تتم مقاربة المواضيع كـ"14 آذار" موحدين".

واعلن "أننا نريد السلم الأهلي من دون التخلي عن نقاط الاجماع الوطنية، ونريد مساعدة جميع الأفرقاء اللبنانيين". وقال: "نتشارك مع النائب وليد جنبلاط همّ تثبيت السلم الأهلي الذي يجب أن يتم من خلال تطبيق الطائف والقرار 1701.

وأشار إلى "أن "حزب الله" أصبح في تراجع ملحوظ منذ 8 آذار 2005 مع خروج الجيش السوري من لبنان، إضافة إلى أن السوري اليوم سيبدأ في مفاوضة مع اسرائيل، وإيران لديها مشكلات داخلية، والأميركيون يدخلون إلى المنطقة بالمبادرة العملية للسلام، ويحكى في الصحف عن أن القرار الظني ربما سيطال "حزب الله" بالجرائم التي حدثت، واسرائيل موجودة في الجنوب وتنتظر ذريعة في أي وقت لكي تنقض، وفي الانتخابات اضطر "حزب الله" إلى المقاتلة بالسلاح الأبيض لكي يؤمن فوز حلفائه، ولم يكن مضطرا لتوريط الطائفة الشيعية في هذا الاصطفاف".

وطالب "حزب الله" بـ"عدم عرقلة قيام المؤسسات في لبنان وعدم استخدام سلاحه". وأشار إلى "وجود خلافات داخل 8 آذار"، متوقعا قيام "8 آذار سورية" و"8 آذار ايرانية"، وهناك تباين في المواقف بين الرئيس نبيه بري والامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله".

وإذ لفت سعيد إلى "ان هناك علاقة ممتازة بين الرئيس المكلف وبين رئيس الجمهورية"، أسف "لتعرض الأخير إلى عدد من الإنتقادات من "8 آذار"، مشددا على "أن الرئيس سليمان لم يتدخّل في انتخابات جبيل، لأنه فوق المسرح السياسي الإنتخابي مهما قال النائب ميشال عون".

 

مصطفى علّوش لموقع "14 آذار": لا تسهيل في تأليف الحكومة في ظل الاصرار على الثلث المعطّل

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 ١٩ تموز ٢٠٠٩   سلمان العنداري

علّق النائب السابق الدكتور مصطفى علوش في حديث خاص لموقع "14 آذار" على خطاب السيد حسن نصرالله اول امس، ورأى بأنه "خطاب يؤكد على الثوابت الاساسية بأن سلاح حزب الله ليس بحاجة الى شرعية محلية، لأن شرعيته مستمدة من اخرى اقليمية وبطريقة مباشرة من ايران، وعلى المستوى المحلي يعتبر نصرالله ان الشرعية الطائفية هي شرعية كافية لسلاح حزب الله". وعن انعكاس هذا الخطاب على تأليف الحكومة، قال علّوش: "اصعب شخص للارضاء هو الذي لا يطالب بشىء لأنه يترك المسؤولية على الآخرين وهذا ما فعله السيد حسن في خطابه الاخير، فأنا اعتقد انه لا تسهيل للتشكيلة الحكومية في ظل الاصرار والتشديد على مطلب الثلث المعطل تحت عدة مسميات".

وتعليقاً على مواقف وليد جنبلاط الاخيرة رأى علوش"ان مواقف وليد جنبلاط هي كالعادة مواقف لافتة، فهو يستشعر خطر كبير ممكن ان يطرأ على المنطقة، من ضمنه ما يحضّر لإيران وامكانية قيام حرب جديدة، اضافةً الى البيان الاتهامي للمحكمة الدولية وما يمكن ان يتضمّنه، هذه المعطيات ادت الى تخوّف جنبلاط من انعكاس هذا الوضع وهذه الاستحقاقات على الداخل اللبناني". وعن انتقاد جنبلاط للأمانة العامة لقوى 14 آذار علّق علوش "نحن لا نوافق هذا التوصيف، نعتبر ان الحديث من الاستاذ وليد جنبلاط مرفوض، بغض النظر عن كل الذي يتكلم عنه، الا ان الامانة العامة ل 14 آذار مستشعرة بالخطر مثل الاستاذ وليد جنبلاط، ولكن تعبيرها يختلف عن تعبيره،ولهذا فإن جنبلاط بتقديري خرج عن ادبيات 14 آذار بعض الشيء على الرغم انه ما زال جزءاً اساسياً فيها".

وعن التقارب بين بري وجنبلاط والكلام عن جبهة سياسية جديدة في المرحلة المقبلة تخفف التوتر وتلغي الاصطفافات القديمة، رأى علّوش انه "بالاساس كان هناك توجّه بين الرجلين للايحاء بهذه المسألة، بأنه لا يمكن ان تستقيم الامور بهذا الشكل ولا بد من اعادة تشكيل للتحالفات، ولهذا اعتقد انه يمكن ان يكون هذا الاستنتاج صحيح وان تكون اهداف تحرك بري جنبلاط نبيلة وتؤدي الى التخفيف من التوتر والاحتقان الطائفي، ولكن قناعاتنا تقول ان الخلاف السياسي في لبنان لا يمكن حله بطروحات طوباوية كالتي يطرحها الاستاذ جنبلاط وبري".

ولدى سؤالنا: الى اين لبنان اولاً؟، اجاب علّوش: "لبنان اولاً اساس تحركنا واساس تحرك تيار المستقبل، هو لبنان القادر ان يغلّب المصلحة الوطنية على المصالح الاقليمية، وهو يعني مشاركة لبنان الكاملة في القضايا العربية والعلاقات الندية في التعاطي مع اخوانه وبالاخص مع سوريا".

 

صقر: الرئيس الحريري سيناضل في سبيل حكومة الوحدة

لن يعطوا الثلث الضامن للرئيس لانه لن يوافق على قرارهم بالتعطيل ولا عودة الى التحالف الرباعي ومن يملك السلاح عليه ان يعطي الضمانات

المصدر : صوت لبنان

١٩ تموز ٢٠٠٩

شدد عضو تكتل "لبنان أولا" النائب عقاب صقر في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان" على ان "الرئيس المكلف لن يرضخ للوقت ولن يدفع فاتورة ثمنها الثلث المعطل في الحكم، ولا يمكن لاي حكومة ان تسير بقوة قادرة على تعطيلها وقوة دافعة باتجاه معاكس"، ورأى ان "الثلث المعطل هو لتفويت الفرصة وإجهاض إمكانية قيام نظام برلماني حقيقي يؤسس لشراكة وطنية حقيقية". وعن الوزير الشاهد او الوزير الملك قال: "الوزير الصامت هو "أبو الهول" وبدعة غير دستورية تقلل من شأن الوزير الملك لان الملك يحكم انما الوزير الملك هو "عتال".

ورأى ان "المعارضة لن تعطي الثلث الضامن لرئيس الجمهورية لانه لن يوافق على قرارها بالتعطيل فيما لو أرادت ذلك. يريدون الثلث المعطل ولا يريدون إعطاءه للرئيس لانه لن يشاركهم قراراتهم الخطيرة".

وأشار الى ان "المعارضة تعترف انها معارضة لكن بداخلها وجهات نظر مختلفة، فأداء الرئيس نبيه بري مختلف عن أداء حزب الله او النائب ميشال عون. لقد توعدت المعارضة بربح الانتخابات ومشاركة الآخر، اما اليوم وبعد تكريس الاكثرية فهي تريد الثلث الضامن المؤشر على التعطيل".

وأوضح ان "اعتذار الرئيس المكلف يتم في حالة واحدة هي في حال كانت هناك نية لدى الطرف الآخر لاكراه اللبنانيين على حكومة تعطيل او التضحية بإحدى ثوابت ثورة الأرز وفيما عدا ذلك لن يكون عامل الوقت سببا لاعتذار الحريري. الحريري سيبذل كل الجهود لتشكيل الحكومة اما اذا كان الهدف هو تقويض ثورة الأرز فعندئذ سيصارح اللبنانيين ويترك للتاريخ ان هناك من فوت على لبنان حكومة إنجاز.

وعن البديل في حال اعتذار الرئيس المكلف الحريري قال: "لن يكون الرئيس السنيورة. قد يصار الى التفاوض مع النائب أحمد فتفت لرئاسة الحكومة، ولكن يجب انتظار الوقت لان الرئيس الحريري لن يترك مهمته وسيناضل في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية والا فسنقع في المجهول. وفي حال قوضنا مهمة الرئيس المكلف فسنذهب الى مرحلة أسوأ من المرحلة السابقة وسنحتاج عندئذ الى عشرة فؤاد السنيورة لمواجهتها".

ولفت النائب صقر الى ان "حزب الله اعترف بنتائج الانتخابات انما ممارسته السياسية تدل على ان الانتخابات وكأنها لم تحصل وهو يمارس السياسة كما كنا في السادس من حزيران".

وفي موضوع الانتهاك الاسرائيلي المتكرر للقرار 1701 رأى ان "اسرائيل لا تهتم لهذا القرار الا بالشق المتعلق بلبنان، من هنا يحق للبنان ان يسجل اعتراضاته في الامم المتحدة وان ينتقد تغاضي اليونيفيل عن الانتهاكات الاسرائيلية".

ورأى في الاشكال الذي حصل امس في خربة سلم بين الاهالي وال"يونيفيل" "محاولة لرفع الصوت وإحراج اليونيفيل، وهذاالأمر مربوط بأسلوب حزب الله عندما يريد ان يضغط على خصومه في الداخل فيضغط عليهم بالشارع لانه يعتبر ان هذه الوسيلة هي الأفضل لإيصال رسائل، والرسالة لاسرائيل ان اي نية لضرب لبنان ستقابل بضربة قاسية وصلت، وهذه الرسالة وصلت وقد صدر كلام أميركي يؤكد التمسك بالـ1701 ردا على مناخات تحضر للالتفاف على هذا القرار من الجانب اللبناني بعد أن التفت عليه اسرائيل. لا مصلحة ل"حزب الله" أو لاسرائيل بخروج اليونيفيل من لبنان وما يهم الحزب هو ارسال رسائل عبر القوة الدولية التي تحولت كما لبنان الى صندوق بريد لتوجيه الرسائل يراد إظهارها للعالم وكأن الجنود الدوليين في جنوب لبنان أصبحوا رهائن قد يتم استخدامهم في أي صراع قد ينشب في المنطقة. وهذه الرسالة تدل على أن الساحة الجنوبية بدأت تتحرك بشكل يشبه ما قبل ال2006 ما يشير الى بعض الخطورة".

وأبدى النائب صقر أسفه "لكون لبنان يعطي الرسائل بالنيابة عن الآخرين ويدفع الفواتير بالنيابة عن الآخرين لدرجة انه يزج احيانا في الاشتباكات بالنيابة عن الآخرين"، مشيرا الى ان "تشكيل الحكومة غير مرتبط بلقاء الرئيس المكلف مع الرئيس السوري، ومفاتيح الحكومة ليست فقط عند الرئيس الأسد ولا فقط عند اللبنانيين".

وفي ملف العلاقات اللبنانية-السورية، رأى ان "هناك بعض الملفات الشائكة التي تحتاج الى توافق حولها، والمحكمة الدولية اصبحت خارج اطار الاشتباك بين لبنان وسوريا انما تبقى بعض المشاكل كترسيم الحدود والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والنقطة الأكثر تعقيدا هي ترسيم مزارع شبعا، وربما لا تستطيع سوريا ان ترسم الحدود في هذه المزارع لانها ستنزع من المقاومة ورقة تستطيع من خلالها سوريا ان تضغط على اسرائيل".

وقال: "سوريا اعتادت الا تقدم شيئا للبنان وهي ان أرادت ان تقدم له شيئا فهي تقدمه في اطار محفل دولي. كل ملف من الملفات له ثمن عربي واقليمي ودولي وطالما ان سوريا لم تتقدم على المستوى العربي والدولي فهي لن تعطي اي شيء للبنان. مقابل عدم ترسيم الحدود في شبعا يمكن ترسيم العلاقات عبر حل ملف الأسرى باعطاء تقرير عن مصير الأسرى وقد تشكل لجنة لتبت الأمر ثم ترسم الحدود ويتم نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لانه موضوع إجماع على طاولة الحوار".

أضاف: "نحن امام رسالتين إحداها ساخنة في الجنوب بين حزب الله والمجتمع الدولي وحزب الله واسرائيل والثانية هادئة مرتبطة بالحكومة بين حزب الله من جهة والمعارضة من جهة وقوى الرابع عشر من آذار من جهة أخرى".

وعما اذا كان الكلام الاخير للسيد حسن نصرالله عن إعطاء الوقت للرئيس المكلف هو سعي لإفشاله، قال: "لا أعتقد ان كلام نصرالله عن التأخير هو لتفشيل سعد الحريري، لان ل"حزب الله" مصلحة بأن يتولى رئاسة الحكومة، باعتباره الأقدر على تجسير العلاقة اللبنانية السورية، ولأن التعاطي مع الحريري مباشرة يلغي ازدواجية وجود الحريري كرئيس للأكثرية ووجود رئيس للحكومة، وأيضا "حزب الله" يحتاج الى تسوية بعد السابع من أيار".

وعن كلام النائب وليد جنبلاط الاخير، شدد على ان "لا عودة الى التحالف الرباعي فكيف يمكن ان يركب التحالف بين قوى مقسومة في آدائها"، وبرر كلام النائب جنبلاط برؤيته لخمس مسائل: الاولى تخوف جنبلاط من اشتباك درزي-شيعي وقد رأيناه بعد السابع من أيار، الثانية تخوفه من فتنة سنية-شيعية سيدفع ثمنها الدرزي والمسيحي ولبنان سيكون ضحيتها، الثالثة شعوره بالتهديد الاسرائيلي الحقيقي لأمن لبنان الداخلي معتبرا ان غياب التضامن الداخلي سيعيدنا الى وضع ما قبل حرب تموز 2006، الرابعة هي إمكانية حصول تسوية في المنطقة، الخامسة إدراك جنبلاط انه في حال التسويات الكبرى فيجب الحصول على أكبر حصة فيها، وقال في كل مرة كانت تحصل تسوية معينة كان جنبلاط الحاصل الاكبر على الحصة الأكبر فيها". ورأى ان "خطاب جنبلاط لا يفهم من جمهوري 8 و14 آذار لان ما يفكر به جنبلاط خلال اربع سنوات يقوله في يوم واحد، وإذا كان البعض يتوهم بحلف اسلامي فهذا يطعن بالوحدة اللبنانية، وكل تحالف لا يراعي الآخر سيندرج في اطار الغش ويؤدي الى تمزيق الساحة اللبنانية".

وأكد ان "من يملك السلاح عليه ان يعطي الضمانات، والمشكلة عند حزب الله انه يملك السلاح ويطلب من الآخرين ضمانات بينما عليه هو ان يطمئن الآخرين، وزيارة الوفد العلمائي هي بداية العمل الصحيح الذي قام به الحزب وبامكانه توسيع هذا الوفد من علماني الى سياسي لطمأنة الآخر وتفرز موقف حزب الله وسلاح حزب الله وتحمي لبنان من خطر الانشقاق في مواجهة اسرائيل، ومن يريد تحصين ساحته الداخلية عليه ان يحاور مدة اربع وعشرين ساعة على أربع وعشرين".

وتعهد النائب صقر "بالعمل سواء عبر كتلة "زحلة بالقلب" أو ضمن تكتل "لبنان أولا" على تحويل البرلمان الى ورشة حقيقية للتشريع والحوار البناء"، آملا ان "يبقى المجلس النيابي مجلسا نيابيا قائما على سياسة التقاسم والشراكة التي تبدأ بمجلس النواب أم السلطات وان يمثل الشعب او لا يمثل عليه أو فيه". 

المصدر : صوت لبنان

 

العلامة فضل الله: ولاية الفقيه غير واقعية في لبنان

أدعو لأسلمة العالم على أساس الخط الإسلامي الحضاري.. واللبنانيون جعلوا من بلدهم رئة تتنفس منها مشاكل المنطقة

١٩ تموز ٢٠٠٩

  في حضرة السيد للاستماع متعة ونكهة خاصة، تسأله من انت؟ فيقول: انا موكل بالاسلام اتبعه، الاسلام القرآني المنفتح لنقدم للعالم اسلاما حضاريا منفتحا على العقل عملا بقوله تعالى (وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). يرى علة الاسلام في الامية الثقافية التي تسود العالم العربي وارتباطنا بالاشخاص نتبعهم اكثر من ارتباطنا بالنبي صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى، ويقول: لا فرق بين السنة والشيعة، والوحدة الاسلامية هي خيارنا الوحيد لانقاذ الواقع الاسلامي بالوحدة دون ان يصبح الشيعي سنيا او بالعكس، وقد عملت خمسين عاما لهذه الوحدة، ويلفت الى ان الخلاف بين السنة والشيعة يدور حول ما روي عن الرسول، ويلتقيان على الله والرسول. ويعبر عن اسفه لأن معظم المسلمين يتعصبون للماضي ولا يلتزمون الحاضر، وان الموروثات العصبية بلغت المستوى الذي يكفر فيه المسلم اخاه المسلم، ويستحل المسلم دم المسلم. وعندما تسأل السيد فضل الله عن «تقصيره» ـ ان صح التعبير ـ في تناول الشأن السياسي اللبناني، يرد بشكل قاطع ـ وكأن هناك يأسا من ان الوضع اللبناني لا تطور فيه ـ «المشكلة ان لبنان لا يحكم من الداخل، انما يحكم من الخارج، والمسؤولون الدوليون يأتون الى لبنان لتحريك بعض السياسيين»، كاشفا ان احد سفراء فرنسا السابقين قال له «مشكلتنا مع اللبنانيين انهم يحدثوننا عما نريد، ولا يحدثوننا عما يريدون». ويتابع السيد ان النظام الطائفي الذي تركز على العرف اللبناني وليس القانون الذي جعل اللبناني طائفيا، ويتندر «احمل مصباحي لأرى لبنانيا، فلا ارى إلا طائفيا، وكنت اقول ان لبنان ليس وطنا»، وقال ان لبنان الرئة التي تتنفس بها مشاكل المنطقة، وهناك ثلاثية تحكم لبنان:‍ لا تقسيم ولا انهيار ولا استقرار. ويشيد السيد بالانتخابات الكويتية وانها كانت كويتية ولم تفرض عليهم كما لبنان وغيرها من البلدان، منوها بانتخاب نساء مما جعل الكويت تتقدم على كل دول الخليج. ونصح الكويتيين بالحفاظ على هذا البلد الذي عانى ودعاهم لتجنيبه معاناة العصبية المذهبية التي تحرق الاخضر واليابس. وفيما يلي نص حوار «الأنباء» مع العلامة السيد محمد حسين فضل الله:

تحدثت اخيرا عن غلو ومبالغات واحيانا خرافات تسود، ويبدو ان الغلو اصبح منتشرا.

المشكلة هي مشكلة التخلف العربي الذي يمتد ايضا الى التخلف الاسلامي في فهم الاصول الفقهية والشرعية للاسلام، وهو الذي اراده الله سبحانه وتعالى من خلال سيرة النبي والصحابة واهل البيت وان يكون معلما حضاريا وينفتح على الحياة كلها، وهذا ما نقرأه في قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم)، فالاسلام دعوة للحياة بكل انفتاحها وحركيتها وتطورها، وبكل انطلاقتها مع الانسان كله، خصوصا عندما اكد الحوار على اساس الكلمة السواء، لذلك هذا التخلف الذي ينطلق من الامية الثقافية التي تمثل خطرا اكثر من الامية الحرفية اذا صح التعبير، لأن الانسان قد يكون مثقفا من دون ان يعرف القراءة والكتابة باعتبار ان الثقافة تنطلق من خلال حركية الانسان في الحياة، وقد يكون الانسان مثقفا لكنه لا يعرف القراءة والكتابة، وبذلك كنت اقول ان الانسان الذي يمارس مهمة البناء قد يكون اكثر ثقافة في الهندسة باعتبار ان هذا الشخص هو من يصنع الفكرة وهو صاحب التجربة، بينما المهندس يقرأ فكرة الآخرين من خلال تجربتهم، لذلك فإن المسألة هي في الامية الثقافية التي تسود العالم العربي، ومسألة اختلاف وجهات النظر في الشخصيات التاريخية تمثل حالة من حالات العصبية الذاتية للشخص، والتي ربما ترتفع في خط الانخفاض اذا صح التعبير لتصل الى حد الغلو في الشخص في هذا المجال، بحيث يكون ارتباطنا بالاشخاص اكثر من ارتباطنا بالاسلام، واكثر من ارتباطنا بالنبي، وبالله سبحانه وتعالى.

ولعل المشكلة التي نلاحظها في الوسط الاسلامي هي ان الاجتهادات المتنوعة في فهم الكتاب والسنة تخضع لثقافة المجتهد، فعندما يكون المجتهد يعيش العصبية ويفهم النصوص بطريقة تتناسب مع مزاجه العصبي، فمن الطبيعي ان تكون نتائج اجتهاداته عصبية قد تصل الى حد تكفير المسلمين الذين يختلف معهم في بعض الآراء، وهذا ليس بين السنة والشيعة، نحن نعرف في الماضي ان بعض الشافعيين لا يجيزون تزويج الشافعية من حنفي، وكذلك بعض الحنفيين لا يجيزون تزويج الحنفية من شافعي، كما نجد عند الشيعة ان بعضهم كانوا لا يجيزون تزويج الشيعي من السنية، او السني من الشيعية وهكذا، بحيث اصبحت مسألة المذهبية المنغلقة اكثر من ان تكون دينا، واستذكر في هذا عندما جاء المشركون الى اليهود وقالوا لهم: هل نحن على الحق ام محمد على الحق؟ قالوا: هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا، مع ان المشركين يشركون بالله، ومن المفروض ان اليهود يوحدون الله، مع ذلك فإن عصبيتهم دعتهم الى ان يقولوا ان المشركين اهدى من الذين آمنوا سبيلا، ثم لعل المشكلة الكبرى هي ان هذا النوع من الخط المنحرف هو في خط الخرافة التي تفرض على الاسلام او خط التخلف او العصبية قد دخلت في المسألة السياسية باعتبار ان القوى الكبرى التي تحاول السيطرة على مقدرات المسلمين في العالم الاسلامي، خصوصا في العالم العربي، عملت على ان تشغل المسلمين بأنفسهم وان يعيشوا التمزق الوطني او التمزق الاسلامي حتى لا يواجهوا كل الخطط التي يتحرك بها الآخرون من اجل السيطرة عليهم، خصوصا بعد نشوء مسألة العولمة التي تنطلق في مؤتمراتها من اجل ان تدرس كيفية المحافظة على امتيازاتها في العالم الاسلامي ليزداد الفقراء فقرا والاغنياء غنى.

مشكلتنا أننا نعيش في الماضي

واضاف السيد فضل الله: ولذلك، لم تقتصر مسألة سلبيات العولمة على المسلمين، بل نجد في اوروبا واميركا هناك اعتراضات ومظاهرات ضخمة تحتج على مؤتمرات القمة للعولمة، لذلك فإن المشكلة التي نعيشها الآن هي اننا نعيش في الماضي ولا نعيش في الحاضر، واننا نتعصب للماضي ولا نلتزم بالحاضر، مع ان الله سبحانه وتعالى يقول (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)، نحن ندعو لأن ندرس التاريخ بأشخاصه واحداثه دراسة علمية موضوعية على اساس التحليل العلمي التاريخي، لا ان ندرسه من خلال موروثاتنا العصبية التي بلغت المستوى الذي يكفر فيه المسلم اخاه المسلم ويستحل المسلم دم المسلم، لهذا علينا ان نحارب هذه المسألة في الداخل من الناحية الثقافية او من الناحية السياسية، وفي الخطط الدولية التي تحاول ان تزرع فتنة في بلادنا، ومن هنا نجد ان المشكلة التي نعيشها الآن هي ان الفتنة تعيش الواقع الاسلامي فقط، هناك مثلا العراق وافغانستان والصومال وباكستان والسودان والى آخر القائمة التي قد لا تكون فيها فتنة بهذا الحجم، لكنها تعيش في الفتنة السياسية، وما الى ذلك، فلابد لنا من ان نعالج المسألة من ناحية ثقافية، ومن ناحية سياسية من اجل ان نؤكد حريتنا في تقرير مصيرنا، ونؤكد استقلالنا السياسي، لأن الاستقلال ليس مجرد ورقة يوقعها المستعمر ليعطي الحرية لهذا الشعب الذي استعمره، بل هي قضية تعيش في الوجدان الانساني، بحيث تكون حرا، وتشعر بحريتك، وانها سر انسانيتك.

الوحدة الإسلامية خياري الوحيد

في ضوء التمزق الذي نعيشه اليوم كما اشرت وكأن الاسلام وحده يحارب، تفجير مساجد في منطقة واعدامات في منطقة اخرى وحروب، فهل ننتظر منكم مبادرة ما؟

لقد بدأت الدعوة الى الوحدة الاسلامية منذ اول الخمسينيات، فقد جئت الى لبنان عام 1952 حيث ولدت وعشت في العراق لأن ابي اقام طويلا هناك، وكان هناك احتفال اربعيني للمرحوم السيد محسن الامين احد علماء المسلمين الشيعة الذي كان يقيم في الشام، وقد القيت قصيدة في ذلك الوقت دعوت فيها للوحدة الاسلامية، وكان الى جانبي د.مصطفى السباعي المرشد العام للاخوان المسلمين في سورية ولبنان، واذكر ان الرجل كان وحدويا ايضا، وقد نقل قصة عن السيد محسن الامين، حيث جاءه شخص سني وقال له: اريد ان اكون شيعيا، فرد عليه: ليس هناك فرق بين السنة والشيعة، فكلنا مسلمون، لكن هذا الشخص اصر، فقال السيد الامين: هل تريد ان تكون شيعيا؟ فرد: نعم، فقال له: اجلس على ركبتيك، وقل اشهد ان لا اله الا الله، فقال، ثم قال له: قل ان محمدا رسول الله، فقالها، فقال له السيد الامين: اصبحت شيعيا، ونحن عندما نختلف نختلف حول ماذا قال رسول الله، وكلنا نؤمن بالكتاب والسنة، ونؤمن بأنه (اذا تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول)، فنحن نلتقي على الله والرسول، لذلك انا كنت وحدويا منذ الخمسينيات ولا ازال اعمل على اساس الدعوة الى الوحدة الاسلامية في شرق العالم الاسلامي وغربه، واتابع الاسلام في كل موقع، وارى ان الوحدة الاسلامية هي الخيار الوحيد لانقاذ الواقع الاسلامي اقتصاديا وسياسيا وامنيا، وليس معنى الوحدة الاسلامية ان ندعو السني لأن يصبح شيعيا او الشيعي لأن يكون سنيا، لكن ان نلتقي على ما اتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا فيه.

ندعو لأسلمة العالم

الا ترى ان الظروف التي نعيشها تتطلب تحركا ميدانيا وعملانيا من جانب شخصيات علمائية مثلكم تكون كلمتهم مسموعة؟

المشكلة هي ان الرموز السياسية في كل بلد، سواء كانت في موقع القمة او في موقع السفح او في الوسط، هي التي تثير العصبيات من اجل اثارة مشاعر الناس حتى توظفهم، سواء في الحملات الانتخابية او ما شابه ذلك في هذا المجال، المشكلة هي ان هؤلاء الذين وظفوا من خلال الخطوط الدولية او الاقليمية من اجل اثارة العصبيات المذهبية، هؤلاء لايزالون يحركون الشارع، ويحركون الخطوط الثقافية المذهبية من اجل المزيد من الاثارة، والا فهل نحن عندما نواجه المسألة نستعيد الخليفة ابوبكر ونستعيد امير المؤمنين في المقام؟ انهم وفدوا جميعا الى الله سبحانه وتعالى في هذا المجال، لذلك فالمسألة هي مسألة كيف يمكن ان نؤصل الاسلام، نحن ندعو من دون طائفية الى اسلمة العالم، تماما كما يدعو البابا الى ان يتحرك المبشرون المسيحيون لتشمل البشارة حسب تعبيره العالم، نحن ندعو ايضا الى اسلمة العالم «لأن الله سبحانه وتعالى قال (وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا)، ومن الطبيعي اننا عندما نريد ان ندخل الى العالم من اجل ان نركز فيه الخط الاسلامي الحضاري الاساسي، لابد لنا ان نعيش نحن الحضارة الاسلامية ونقدم للعالم هذه الثروة الحضارية، لكن المشكلة هي ان بعض المتخلفين المتطرفين الذين اعتبروا الارهاب قاعدة لتحركهم عملوا على تشويه صورة الاسلام، وقد بدأ في الجزائر، ثم امتد الى افغانستان وامتد الى البلدان الاسلامية في الداخل، حيث يستحل المسلم قتل المسلم، ان هؤلاء الذين اصبحوا مشكلة لكل بلد يعيشون فيه، بما في ذلك البلدان الاسلامية، نحن عندما نقرأ الاعلام البريطاني نجدهم كانوا يتحدثون عن الارهاب الاسلامي، وعندما نقرأ ذلك في بعض بلدان اوروبا مثلا وكما نعايشه في البلدان الاسلامية في هذا المجال، لذلك لابد لنا من ان نعمل على هذا الاساس، ولعل المشكلة هي ان الذين يتحملون هذه المسؤولية هم العلماء الذين اصبح الكثير منهم تبعا للشخصيات السياسية التي توظفهم وتدفع لهم الاموال وتوجههم لخططها هنا وهناك «واذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص».

في هذا الاطار اذا تـــناول احد الاسلام تقوم الدنيا ولا تقعد كما حصل في العمل المدان بالتعرض لصور الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن نلاحظ ان رجال الدين لا يتحركون لمواجهة الاعمال التي تصدر عن المسلمين من قتل وذبح وتفجير، والقول انها طريق الجنة وهي تستهدف المسلمين، وصمت المواقع الدينية يظهر وكأن الاسلام يبيح هذه الاعمال.

نحن لا نستطيع ان نعمم المسألة على كل الشخصيات الدينية، بل نجد ان هناك من ينكر على الذين يقتلون الناس بغير حق، او الذين يرضون باضطهاد الناس، ويرضون بالعدوان على الناس، لمجرد انهم يطالبون بحقوقهم، لذلك نحن نأخذ على الكثيرين في البلدان الاسلامية، سواء أكانت عربية او غير عربية، انهم لا يسمحون لشعوبهم بالحرية، حرية الاعتراض على الحاكم او الاعتراض على المنهج السياسي الذي تتحرك فيه الدولة، او الاعتراض على قوانين الطوارئ التي لا تأخذ بالعدل في محاكماتها او في حركة المخابرات التي تحكم البلدان العربية او الاسلامية او العالم الثالث بشكل عام بطريقة سيئة، لذلك فإنني اتصور ان قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من الاصول الاسلامية الاخلاقية في النظام الاسلامي الحركي السياسي الاخلاقي في هذا المجال، ومن يقصر في ذلك فإنه يقصر في مسؤولياته الدينية في هذا المجال.

إنني موكل بالإسلام

تعودنا ان تكون الفتاوى الصادرة عن العلماء تراعي ما يقبله الناس، لكنكم طرقتم الباب الموصد بكسر هذا التقليد باصدار الفتاوى وفقا لما تراه اسلاميا وليس لما يقبله الناس، وقد رأينا صداها ايجابيا لدى الناس، فكيف رأيتم صداها لدى الفقهاء والعلماء؟

عندما انطلقت في مسؤولياتي الاسلامية منذ الخمسينيات، كان كل همي ان أقدم للعالم اسلاما حضاريا منفتحا على العقل، انطلاقا من قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، لقد كنت افكر في ان مسؤوليتي امام الله هي انني عندما اؤمن بشيء على انه حقيقة فإن علي ان اصرح به، لأنه يمثل مصلحة الناس ويمثل الخط المستقيم الذي اراد الله لنا ان نسير عليه، واذكر على سبيل النكتة يقال ان الشاعر الغزلي عمر بن ابي ربيعة رآه بعض الناس في الطواف وهو ينظر الى النساء الجميلات، فقيل له: يا ابا حفص، أفي هذا المكان؟ فرد:‍ انني موكل بالجمال اتبعه، وانا اقول انني موكل بالاسلام اتبعه، وانني اعمل على اساس ما اؤمن به من الاسلام الذي جاء به القرآن والسنة في هذا المجال، لذلك انا لا اهتم بمحمد حسين فضل الله، ليس له عندي اي دور، انما اهتم بالاسلام، لذلك لا مشكلة عندي في ان اتهم بالتضليل او التكفير او بأي شيء مما نطق به الكثيرون، سواء من الشيعة او السنة في هذا المجال، كما انني اتصور ان الساحة لا تخلو من المثقفين والاسلاميين الذين يدرسون الآراء الصادرة مني او من الآخرين بموضوعية، لهذا فإنني واجهت الكثير من التأييد من الطبقات الواعية والمثقفة الاسلامية في هذا المجال، لذلك فإنني اتحرك على هذا الاساس.

بين الماضي والمستقبل

في هذا السياق، نلاحظ ان الفتاوى التي تصدرها لها صدى في الخارج اكثر من الداخل.

في الداخل لايزال الكثير منهم يعيشون الذهنية التقليدية التي تعيش في الماضي، والتي تقول وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون، لذلك فإنني افكر في المستقبل، واعتقد ان العالم يفكر في المستقبل.

على المستوى السياسي، البعض يلاحظ انكم تتجنبون في التصريحات الواقع الداخلي اللبناني وتتصدون للواقع من جهة اميركا واسرائيل.

عندما ندرس الوضع اللبناني فإننا نعتقد ان الوضع اللبناني لا تطور فيه، بل ان المنهج الذي يحكم الحياة السياسية اللبنانية لم يتغير، لكن الاشخاص يتغيرون، لهذا فإن النظام الطائفي الذي تركز على العرف اللبناني وليس القانون اللبناني اصبح يجعل اللبناني طائفيا ولا يجعله لبنانيا، لذلك كنت اقول انني مواطن، وكنت اقول انني احمل مصباح «يوجين» في النهار لأرى لبنانيا، فلا ارى الا طائفيا، وكنت اقول ان لبنان ليس وطنا انما هو ولايات غير متحدة، لكل طائفة منطقتها ورجال دينها ورجال سياستها وكل طائفة تمنع اي طائفة اخرى من التدخل في مناطقها او في حقوقها السياسية، تماما كما تتدخل الدول، كأنه ضد دولة اخرى لأنها تتدخل في الشؤون الداخلية، لقد كنت اقول عن لبنان انه الرئة التي تتنفس بها مشاكل المنطقة، وكنت اقول ان هناك ثلاثية تحكم لبنان: لا تقسيم ولا انهيار ولا استقرار.

انتخابات لبنان وإيران

حصلت انتخابات في لبنان، وما زلنا نعاني من النتائج السلبية لهذه الانتخابات التي شقت العلماء ورجال الدين الى نصفين، وهناك انتخابات حصلت في ايران البلد المسلم، وايضا العامل السياسي شق رجال الدين الى نصفين، كيف تقرأ هذه الحالة؟

بالنسبة الى لبنان هناك مسألة واقعية وتاريخية وحقيقية، وهي ان لبنان لا يحكم من الداخل انما يحكم من الخارج، لذلك نجد قبل الانتخابات وحتى الآن في عملية تأليف الحكومة نجد اغلب المسؤولين الدوليين يفدون الى لبنان زرافات ووحدانا، ويتصلون بأكثر الجهات السياسية حتى يتحدثوا معهم فيما ينبغي لهم ان يسيروا عليه من ذاك المحور او هذا المحور، حتى ان نائب الرئيس الاميركي بايدن جاء والتقى فريقا من اللبنانيين قبل الانتخابات واكد لهم على ان يعملوا على اساس ان يبقى هذا الفريق هو الاكثرية في هذا المجال، لذلك فالمسألة في لبنان هي من المسائل التي تستمد حركيتها من الخارج، لهذا نجد هذا التعقيد في تشكيل الحكومة، ونحن نلاحظ انه لابد من اتصالات بين سورية والسعودية، ونلاحظ تدخلات اميركية واوروبية وآخرها وزير خارجية فرنسا وتصريحاته التي تعمل على تركيب الحكومة اللبنانية، لذلك فإن القضية اللبنانية هي ان لبنان لا يحكم من الداخل انما يحكم من الخارج، واذكر ان احد سفراء فرنسا عندما زارني قال لي ان مشكلتنا مع اللبنانيين انهم يحدثوننا عما نريد، ولا يحدثوننا عما يــــريدون، باعتبار انهم يتطلعون الى نظــــرة الخارج الى الواقع اللبـــــناني ولا يتحضرون الى ما يخـــــططونه، على الرغم من انهم يتحدثون عن الــــحرية والاستقلال وما الى ذلك.

في إيران اختلاف لا تزوير

واضاف: اما في ايران، فهناك تطورات في داخل النظام تتحرك من خلال الاشخاص الذين عاشوا من خلال النظام، ومن الطبيعي بعد مرور 30 عاما على الثورة في ايران ان يكون هناك اختلافات في النظرة السياسية، سواء لجهة السلوك السياسي من الداخل او حركة العلاقات السياسية في الخارج، لذلك فهناك فريقان كبيران جدا في ايران هما فريق الاصلاحيين وفريق المحافظين، ومن الطبيعي جدا ان الانتخابات في ايران منذ ايام الامام الخميني لم تتحرك على اساس التزوير، فليس من الطبيعي ان يحدث تزوير مع وجود 40 مليون ناخب، وقد كانت هناك بعض التعقيدات في مسألة موقف مجلس صيانة الدستور، وقالت للمعارضين قدموا ما عندكم لكنهم رفضوا ذلك، ومطلبهم ليس طبيعيا باعادة الانتخابات، وقد لاحظنا في انتخابات بوش ومنافسه آل غور عام 2000 في الولايات المتحدة الاميركية لم يتحدث آل غور عن اعادة الانتخابات، بل رجعوا الى المحكمة، فعندما تكون هناك مؤسسات دستورية فمن الطبيعي الرجوع اليها، خصوصا ان الذين لم يأخذوا بها كانوا هم الحاكمين في موقع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وقد تحولت المسألة في بعض مراحلها الى شيء من الفوضى، وعندما تحصل الفوضى فالذين يشرفون على التظاهرات لا يستطيعون السيطرة عليها، واعتقد ان المسألة الآن وصلت الى نهاياتها وان المعارضين والموالين اصبحوا يتحدثون عن الوحدة والحوار.

انتخابات الكويت كويتية

كان لكم رأي قيم وجليل بالانتخابات في الكويت، كيف تنظرون اليها؟

في تصوري ان الانتخابات في الكويت من خلال رصدي لها كانت انتخابات كويتية ولم تكن انتخابات خارجية فرضت على الكويتيين، ربما تحدث البعض عن اموال تدفع لكن حتى الاموال التي تدفع اذا صح هذا فهي تدفع من الداخل ولا تدفع من الخارج في هذا المقام، وانني انصح اخواننا الكويتيين بأن يحافظوا على هذا البلد الذي عانى في تاريخه الكثير، وعليهم ان يجنبوه المعاناة التي ربما يمكن ان تحرق الاخضر واليابس، وهي معاناة العصبية المذهبية التي يحاول ان يثيرها البعض، وانني عبرت عن تقديري لنجاح المرأة الكويتية في الانتخابات لأنني اتصور ان المرأة تتحمل مسؤولية وطنها تماما كما يتحمل الرجل، بل قد تفوق المرأة الرجل في ثقافتها ووعيها ومعرفتها لحقوق ومصالح بلدها مع الالتزام بالخطوط الاخلاقية الاسلامية، وانني ارى نتائج الانتخابات الكويتية، حيث انتخب الكويتيون اربع سيدات في المجلس، مما جعل الكويتيين يـتقدمون على كل دول الخليج.

ولاية الفقيه غير واقعية في لبنان

ردا على سؤال حول «ولاية الفقيه ولبنان» قال السيد فضل الله: ولاية الفقيه غير واقعية في لبنان ذي النظام العجائبي، واضاف: نستطيع القول ان ولاية الفقيه، نظرية فقهية سياسية، عندما يبحث الفقهاء عن الشخص المؤهل ليكون قائدا في الدولة، وفي هذا المنحى هناك نظريتان: نظرية الشورى ونظرية ولاية الفقيه، في نظرية الشورى، تتشاور الامة فيما بينها وتختار القائد الذي يتمتع بمواصفات معينة في الدولة الاسلامية وترتكز على الفقه الاسلامي ومن خلال الكتاب والسنة. أما نظرية ولي الفقيه فتقوم على اساس انه اذا كانت هناك دولة اسلامية فمن الطبيعي ان يحكمها الفقيه الخبير يحيط به مستشارون وتجوز المعارضة له، ويجوز انتقاده، وكان أبوبكر الصديق يقول: «وليت عليكم ولست بخيركم»، ويقول الامام علي عليه السلام: «لا تكلموني بما تكلمون به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به أهل البادرة (اهل السيف)»، ونلاحظ ان بعض المجتهدين الشيعة يرون أن للفقيه ولاية اجتماعية خاصة في الاشراف على الايتام والاوقاف.

المصدر : الأنباء الكويتية

 

 العماد عون: الأخطار المهددة للوطن 

من البديهي القول إن الوطن أرض وشعب، وهذه هي عناصر تكوينه الأساسية بشكله البدائي والبسيط، ولا يستكمل هذا الوطن دوره إلا عندما يصبح دولة تتوفر فيها المؤسسات اللازمة لإدارة شؤونها في ظل السيادة والإستقلال.

هذا تحديد الوطن بتعبير موجز، وإنطلاقاً من هذا التحديد نستطيع أن نحدد الأخطار الأساسية اليي تهدده وتؤدي إلى زواله إذا ما تركناها تتطور من دون أن نوقف تفاقمها. ولكي تكون المعالجة ناجحة يجب أن نبدأ العلاج فوراً، وقد تطوّرت عرائض المرض وأصبحت الخسائر ضخمة.

إن لبنان اليوم مصاب بمكوّناته الأساسية الثلاث، الأرض والشعب والمؤسّسات، فأرضه تباع بالجملة والمفرق من دون احترام القوانين، وقد أصبحت ملكاً للغرباء، وشعبه يهاجر بصورةٍ مستمرة، والقرى أقفرت من سكّانها بعد أن ذهبوا يفتشون عن رزقهم في عالم آخر. أما مؤسّسات الدولة فهي قيد البيع منذ العام 1992، ولمّا تزل، وقد بلغت حداً في الإنتخابات الأخيرة تجاوز الخيال، إذ بيع من مجلس النواب الأكثرية الكافية للتحكم بإدارة البلاد.

لقد تكلمنا عن أسباب مهمة جدأً، كانت حاسمة في نتائج بعض الدوائر الإنتخابية، كالمال والسلطة، ولكن هذه الأسباب ذاتها لم تستطع الحسم في دوائر أخرى فكان تأثير المال مختلفاً من منطقة الى أخرى وذلك تبعاً لدرجة الوعي والادراك الوطني لدى المواطنين.

 ولما كانت تبريرات التخاذل، والشروحات التي يعطيها البعض تأتي سطحية في غالب الأحيان، ولا تميّز بين الذرائع المصطنعة والأسباب الحقيقية، وجب علينا التعمق أكثر في دراسة مجمل المعطيات فندرك ما هو الحقيقي ونتجنب الضياع في متاهة الأشياء المصطنعة.

من المعروف أن من يريد التملّص من واجب أو استحقاق يصطنع ذريعة تغطي انسحابه من القيام بهذا الواجب أو دفع الاستحقاق، وفي أغلب الأحيان تكون الحاجة، كما الخوف، أسباباً يتدرأ وراءها المتخاذلون والطامعون، فتشكل خطّ الانسحاب من المواجهة، حتى ولو كانت مواجهة بسيطة لا تتعدّى حدود الكلام، فكيف إذا أصبحت المواجهة دعوةً مغرية بالمال ومصحوبة بالوعود؟

قبل العام 2005 كان الكثيرون من اللبنانيين يدّعون أن المخابرات السورية واللبنانية تضغط عليهم وتهددهم، فيذهبون صاغرين الى صندوقة الاقتراع، ويضعون الورقة التي تريدها سلطة الوصاية والمتعاملون معها على الأرض اللبنانية، مع العلم بأن العازل كان يشكل لهم واقياً من المراقبة يسمح لهم بحرية الاختيار. وقد تجرأ الكثيرون وبقوا أحراراً، ولم يلحقهم أي أذى بسبب خيارهم الانتخابي.

في العام 2005 انسحبت القوات السورية وتحرّر اللبنانيون من التخويف والترهيب، ولكن قسماً كبيراً منهم سقط بفعل الترغيب، فباع نفسه واقترع بالسعر الأعلى، معللاً فعلته هذه بالحاجة، ليتبين فيما بعد أن  الغالبية الساحقة من الذين كانوا مستعبدين بالخوف هم الذين باعوا أنفسهم عندما تحرّروا منه.

وبين خوفٍ في ظل الاحتلال، استمر وهمياً بعده، وبين حاجات مكبوتة استفاقت مع التحرير، لم يتغيّر سلوك بعض اللبنانيين، فبقوا كما كانوا قبلاً، وجدّدوا للذين أخافوهم وأفقروهم وجوعوهم! والأسوأ من هذا كله أن غالبية الناخبين من الإغتراب نسوا سبب تهجيرهم فعادوا الى الوطن لأيام اقترعوا فيها لمهجريهم ثم تابعوا هجرتهم. وأصبح اللبنانيون ينشدون إصلاحاً لا يدركونه ويطلبون تغييراً من دون أن يغيّروا ما بنفوسهم.

إن استعباد المواطنين بالحاجة له أوجه عدة، والتعطيل التدريجي للمؤسسات الاجتماعية ودفعها للتوقف عن العمل الواحدة تلو الأخرى، هو أحد أبرز هذه الأوجه؛ فبالإضافة إلى السيطرة على مجلس النوّاب، سعى الذين حكموا لبنان منذ العام 1992 ولغاية اليوم إلى استعباد الناس بحقوقهم، فعملوا على شلّ مؤسسات الدولة الإجتماعية للحلول مكانها؛ فالخدمات الصحية والتربوية لم تعد حقوقاً دائمة متوجبة على الدولة بصورة مستمرة وعادلة، بل أصبحت خدمات تستحق وتؤمن موسمياً واستنسابياً للمواطنين.

من هنا ضرورة مراقبة عمل هذه المؤسسات بدقة، وفضح أساليب إدارتها، إذ لا يجوز أن يستمر التعطيل الممنهج لها  بعد أن شاهدنا بأم العين كيف أفادوا من شللها اثناء الإنتخابات لشراء المحتاجين للدواء والاستشفاء والمحتاجين للتعليم.

فمن يتحمل مسؤولية ضياع الوطن؟ أليس أولئك الذين يتاجرون بأراضيه ويشجعون على امتلاكها من الأجانب؟ أليس أولئك الذين ضربوا ويضربون الاقتصاد اللبناني ليدفعوا اللبنانيين نحو الهجرة؟ أليس أولئك الذين يسيطرون على المؤسّسات ويسخّرونها لأهدافهم؟

 من المؤكد أنه ليس بقبول الرشى من هؤلاء والاقتراع لهم في الانتخابات يُنقذ الوطن، إنما بمواجهتهم ورفضهم، لذلك كان القبول بالرشوة والاقتراع لهم هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبه قسم من اللبنانيين في الانتخابات، والذي سيزيد من حجم الأخطار ويجعلها أكثر فتكاً بنسيج الوطن. 

العماد ميشال عون

النشرات الدورية للعماد ميشال عون  

 

تحولت للإسلام عقب زواجها من يهودي بأسبوعين

ضجة في اليمن حول عروس يهودية فرت من زوجها واقترنت بمسلم

الطائفة اليهودية تؤكد أن العروس اختطفت 

صنعاء - جلال الشرعبي/العربية

أثار فرار امرأة يهودية من زوجها اليهودي وتحولها للإسلام واقترانها بآخر مسلم جدلا كبيرا في اليمن، فمن جانب انتقد حاخام اليهود بالبلاد الواقعة، واعتبرها اختطافا. ومن جانب آخر، أبدت قبائل يمنية ابتهاجا بتحول العروس للإسلام. أما الحكومة اليمنية فقد عمدت إلى إجراء تحقيق موسع في الواقعة.

وزفت اليهودية ليه سعيد الناعطي، الأربعاء الماضي، عقب إسلامها إلى منزل زوجها عبد الرحمن الحذيفي بمديرية خارف محافظة عمران.

قبل أسبوعين فقط، تزوجت ليه من اليهودي هارون سالم وهو من محافظة صعدة، ولكنها فاجأت الجميع بإشهار إسلامها بمديرية أرحب بمحافظة صنعاء أمام عدد من المشايخ، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية والشرعية، بالإضافة إلى فسخ زواجها من زوجها اليهودي.

وقالت مصادر إن زفة العروس ليه إلى زوجها المسلم تمت من مديرية أرحب إلى منزل الزوج من قبيلة هراش بمديرية خارف، في موكب كبير من السيارات، حيث أطلقت عدة أعيرة نارية بشكل غير مسبوق، وسط حفاوة بالغة من أبناء المنطقة.

ومن جانبه، انتقد حاخام اليهود في اليمن، يحيى يوسف، هذا الزواج وطريقة إسلام اليهودية ليه، وقال إن "الإسلام الصحيح هو حب للدين"، واعتبر أن ما فعلته ليه بتحويل دينها من أجل الزواج ليس إسلاما.

حاخام الطائفة اليهودية تأسف من الواقعة، وأكد أنها تجاوزت جميع الديانات والحقوق.

وأضاف "في الوقت الذي كنا ننتظر إجراءات الداخلية برفع تقريرها لرئيس الوزراء، فوجئنا بزواجها، وهتك عرضنا".

رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجوركان وجه وزير الداخلية برفع تقرير تفصيلي حول الواقعة، بعد بلاغ تقدمت به الطائفة المتواجدة في المدينة السكنية بالعاصمة اليمنية صنعاء عن عملية اختطاف العروس اليهودية.

اليهودية ليه كانت قد اختفت قبل أسبوعين، بعد حفل زواجها الذي حضره عدد من مسؤولي الدولة على زوجها اليهودي السابق. وأقيم حفل الزفاف في المنطقة السياحية بالعاصمة صنعاء، وهي المنطقة التي منحت الحكومة للطائفة اليهودية فيها مجمعا سكنيا، بعد تعرضهم للتهديد في محافظتي صعدة وعمران.

يذكر أنه لا توجد أي علاقة اجتماعية بين اليهود والمسلمين في اليمن، ويعتبر زواج يهودية من مسلم بمثابة المحرّم لدى الطائفة اليهودية، فيما يجيز المسلمون زواج المسلم من يهودية، ولا يجيزون زواج المسلمة من يهودي.

ويبلغ عدد اليهود الحاليين في اليمن 338 نسمة، وفقاً لمصادر اليهود أنفسهم. وتوزع العدد على قرابة 45 عائلة في عمران شمال اليمن، و67 نسمة في صنعاء التي نزحوا إليها من صعدة قبل عامين.

وكان يهود آل سالم بمحافظة صعدة تعرضوا للتهديد من قبل الحوثيين؛ الذين اتهموا الطائفة اليهودية بأعمال تخدم الصهيونية العالمية، ومنحوهم مهلة لمغادرة البلاد خلال عشرة أيام في يناير/كانون الثاني 2007.

وأثار هذا التهديد سخط المشايخ والأعيان في المحافظة والسلطات هناك، ولكن لم تجد محاولات إقناع الحوثيين بالعدول عن قرارهم والسماح لليهود بالبقاء في مساكنهم، فاضطرت الطائفة اليهودية إلى المغادرة للمدينة السكنية بصنعاء.

وكان أول اعتداء تعرض له يهود صعدة في نهاية 2004، حيث تعرضت سيارة حاخام اليهود هناك لوابل من الرصاص من قبل الحوثيين، ومن ذلك الوقت يقول حاخام اليهود إن تهديدات الحوثيين لهم ولأبنائهم في صعدة مستمرة.

يذكر أن اليهود اليمنيين يمتهنون حرفاً محدودة؛ كالحدادة والنجارة وإصلاح السيارات وقيادة الدراجات النارية، وإصلاح الأحذية، إضافة إلى مساعدة مُلاّك الأراضي في العمل خلال مواسم الحصاد.

وفي السياق ذاته، وبعد تعرض "ماشا يعيش"، أحد أفراد الطائفة للقتل في ديسمبر/كانون الأول 2008 بمنطقة ريدة بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وتعرض الطائفة اليهودية للتهديد بالتصفية، وعدم تمكن الأجهزة المنية من حمايتها، اضطرت هي الأخرى للانتقال إلى المدينة السياحية بالعاصمة صنعاء، حسب توجيهات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وأتاحت حادثة مقتل اليهودي ماشا يعيش النهاري -الذي قضت المحكمة الجزائية في 12/6/2009 بإعدام القاتل- الفرصة للوكالة اليهودية بتهريب عدد من الأسر اليهودية اليمنية إلى إسرائيل، ومنها أسرت ماشا يعيش.

ويطالب اليهود اليمنيون، السلطات بالتعويض عن ممتلكاتهم التي تركوها في مناطقهم بصعدة وعمران.

 

توقيع محضر اجتماع اللجنة الفنية المشتركة اللبنانية السورية الاردنية

وطنية - دمشق 19/7/2009 تم اليوم التوقيع على محضر اجتماعه اللجنة الفنية المشتركة اللبنانية السورية الاردنية في مبنى وزارة النقل في دمشق .

ووقع المحضر رئيس الوفد اللبناني مدير النقل البري والبحري في وزارة

الاشغال اللبنانية عبد الحفيظ القيس، فيما وقعه عن الجانب السوري رئيس الوفد السوري معاون وزير النقل لشؤون النقل البري في وزارة النقل السورية الدكتور راجح سريع، وعن الجانب الاردني رئيس الوفد الاردني امين عام وزارة النقل الاردنية مهند القضاة .

وهنأ وزير النقل السوري الدكتور يعرب بدر الذي حضر حفل التوقيع اللجنة على عملها المشترك اللبناني الاردني السوري ، معتبرا ان هذا العمل جهد يحتذى به من باقي الدول العربية.

ورحب بدر بانضمام السعودية واليمن الى هذه الجنة وكذلك تقديم العراق طلب للانضمام اليها .

من جهته اعتبر القيس ان اجتماع اليوم استكمال لمسيرة التعاون المشترك بين

لبنان والاردن وسوريا فيما يتعلق بموضوع النقل وتسهيل اجراءاته وعملية النقل بالترانزيت بين الدول الثلاث .

واضاف انه تم استعراض الخطوات الناجزة سابقا مع وضع خطة شاملة لدراستها خلال الاشهر الثلاثة القادمة ، لاتخاذ الاجراءات التي تساعد في تفعيل عمليات النقل البيني .

وقال انه تم تحقيق ثلاثة انجازات هي دفتر المرور للمركبات وتوحيد وسائط

النقل بما يسهل عمليات النقل بين البلدان الثلاثة ، او عبرهم بالترانزيت ،

وكذلك موضوع الاوزان المحورية للمركبات التي تخلق نوعا من التجانس لحمولات المركبات .

واشار الى ان أي مذكرة تفاهم ستراعي في ذلك الاتفاقات الدولية وما يتلاءم مع الاتحاد الاوروبي لفتح اقتصادات الدول الثلاث على اوروبا .

من ناحيته اشار معاون وزير النقل السوري الدكتور راجح سريع الى ان احدى التوصيات التي تم اتخاذها هي رفع وثيقة النقل المعتمدة بعد مراجعتها والاطلاع عليها من قبل الجانب السوري باسم الدول الثلاث ، الى الجامعة العربية لدراسة امكانية تعميمها على الدول العربية كافة .

وقال امين عام وزارة النقل في الاردن مهند القضاة ان هذه اللجنة الثلاثية بادرت الى مجموعة من الخطوات بهدف التوصل الى اقليم نقل موحد منذ عام 2003 بما يسهل عملية النقل بين البلدان الثلاث ، مشيرا الى الانجازات التي تحققت مثل الدفتر الموحد وتوحيد الاوزان المحورية .

واعتبر ان موضوع وثيقة النقل واعتمادها بين البلدان الثلاث هو اهم ما تم

مناقشته في هذا الاجتماع ، مع وضع خطوات استراتيجية للسنوات القادمة بهدف الحصول على اقليم نقلي موحد بما يساهم في استثمار موقع المنطقة الجغرافي بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدان الثلاثة .

واعتبر القضاة ان البلدان الثلاث الاردن ولبنان وسورية هي الممر الرئيسي للتجارة بين اوربا والمنطقة العربية وبلدان مجلس التعاون الخليجي مما يضاعف التوقعات والارقام .

واشار الى عملية الربط السككي الذي سيكون مستقبلا العنصر الرئيسي لعمل هذه اللجنة والذي يسهل انسياب البضائع والركاب بسرعة واقل كلفة ممكنة .