المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 25 تموز/2009

إنجيل القدّيس لوقا .26-24:11

إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها فيَقول: أَرجعُ إِلى بَيتيَ الَّذي مِنهُ خَرَجْتُ. فيأتي فَيَجِدُهُ مَكْنوسًا مُزَيَّنًا. فيَذْهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، فتَكونَ حالةُ ذلكَ الإِنسانِ الأَخيرة أَسوأَ مِن حالَتِه الأُولى».

 

حزب الله" يتوسع شمالاً نحو... كندا

٢٤ تموز ٢٠٠٩  تقرير طارق نجم

تتنوع إنشغالات السياسيين اللبنانين خلال الفترة الحالية بين مهتم بتشكيل الحكومة و مشغول بتوزيع الحصص الوزارية ومتابع للموسم السياحي في حين لا تغفل العين عن الجنوب الهادىء والمهدّأ والمعرض لعواصف منظورة ومخبأة في أي حين. في ظلّ هذه الأجواء، طرف سياسي واحد ينشغل بمدّ أنشطته أبعد بكثير من حدود الوطن لتصل إلى مصر، العراق، أذربيجان، فنزويلا ونيكارغوا ومؤخراً، وربما ليس آخراً، كندا في أقصى أميركا الشمالية. بلا شك هذا الطرف معروف: أنه حزب الله. فذراع الحزب العسكرية والأمنية تبسط قبضتها متجاوزة الأراضي اللبنانية، بما فيها بيروت "المتأمّل أن تصبح "آمنة" وجنوب الليطاني كما شماله، لتصل إلى "أرض البياض الأبدية"، كندا.

حزب الله يجمع معلومات إستخباراتية في كندا

"يقوم حزب الله حالياً بنشاط أمني في كندا في مجال جمع المعلومات الاستخبارية وهو يستعد للانتقام من الغرب في حال تعرض البرنامج النووي الايراني للهجوم" هذا ما ورد حرفياً في تقارير سرية للإستخبارات الكندية نشرت البارحة الخميس في صحيفة National Post الكندية.

وتقول تقارير الحكومة الكندية أنّ حزب الله "فيما يقوم بعملية اعادة تسليح وتجنيد تمهيداً لحرب أخرى مع إسرائيل، فهو يستكمل إستعدادته لضرب اهداف غربية في حال تم تدمير المواقع النووية الايرانية".

وتابع أحد التقارير شرحه للوضع :"إنّ الجناح العسكري لحزب الله هو المسؤول عن تخطيط وتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية في إنحاء العالم. ويضطلع أعضاء حزب الله المقيمين في كندا حالياً بأنشطة أبرزها جمع المعلومات الاستخبارية وإستكشاف النقاط الإستراتيجية".

ومن المهم الإشارة إلى أنّ حزب الله يصنف كجماعة ارهابية محظورة بموجب القانون الكندي بسبب "سجله من تفجيرات السيارات الملغومة وجرائم الخطف في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الجنوبية".

على أثر هذا التهديد بالحرب المفتوحة، قام مسؤولو مكافحة الارهاب الكنديين بتحقيقات تمحورت حول مراقبة مجموعة عناصر ناشطة من حزب الله تقوم بإستكشاف أهداف محتملة في كندا. بموازاة ذلك، نصحت الطائفة اليهودية بتوخي الحذر إزاء التهديد المحتمل ضد جاليتها خاصة.

ويشدد التقرير على "أنّ حزب الله يستعد لمواجهة جديدة مع اسرائيل في حين تنوي ايران استخدام الإرهابيين اللبنانيين للردّ اذا ما إستهدف البرنامج النووي للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

وقد أوضح التقرير في إحدى صفحاته إلى "أنّ حزب الله هو ناشط في كندا منذ فترة الثمانينات. وقد لجأ إلى كلّ الوسائل لتحقيق غاياته وجمع الأموال من خلال الجمعيات الخيرية حتى سرقة السيارات وبيع "الفياجرا" المزيفة. وفي أواخر التسعينات، لجأت إحدى خلايا حزب الله في فانكوفر إلى إستخدام عائدات تهريب السجائر لشراء لتمويل نشاطاتها و المهمات الأمنية الموكلة بها.

لماذا كندا؟

أما عن سبب إختيار كندا على لائحة الأهداف، فتأتي جملة من المبررات التي تبدو مقنعة ووتماشى مع طريقة تفكير حزب الله وإنتقائه لأهدافه.

فالإستخبارات الكندية لم تعمد إلى وضع أي تقرير حول عملية إغتيال عماد مغنية وتعهد حسن نصرالله بالإنقام, الأمر الذي رأته قيادة حزب الله بمثابة الثغرة التي يمكن من خلالها النفاذ إلى أميركا الشمالية وتنفيذ بعض المهام الأمنية فيها. وإزاء هذا التهديد الذي تأخذه الحكومة الكندية على محمل الجد، فقد صنفت جملة من الأهداف المحتملة منها: السفارة الإسرائيلية في أوتاوا، القنصليتان الإسرائيليتان في تورنتو ومونتريال، بالإضافة إلى الخطوط الجوية الإسرائيلية "العال"، في مطار بيرسون تورنتو. كما ورد ضمن ما سمي "تقرير متابعة" تحت عنوان 'حرب حزب الله المفتوحة' : الآثار المترتبة على كندا"، إن كندا لديها رابع أكبر جالية يهودية في العالم، فضلاً عن أكثر من 100 من المؤسسات اليهودية، بما في ذلك المدارس والمعابد.

بالإضافة إلى ذلك، تعدّ كندا من أهم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تلعب الروابط الجغرافية واللغوية والحدود الممتدة لمسافة 8891 كلم من المحيط الهادىء إلى الأطلسي إضافة إلى التمازج السكاني الهائل بين الشعبين الأميركي والكندي، دوراً كبيراً في التقارب بين البلدين.

إنطلاقاً من هذا الواقع وعلى الرغم من طابعها المسالم عالمياً، أنتهجت الحكومات الكندية المتعاقبة توجهاً ينحو لدعم السياسة الخارجية الأمريكية خصوصاً أبان عهد جورج بوش الإبن وحربه على الإرهاب بعد أن أصبحت الأراضي الكندية من الأهداف المحتملة لتنظيم القاعدة.

كما إنّ الحكومة الكندية تساهم بشكل فعّال في عرقلة مشاريع أحمد نجاد النووية من خلال المواقف المتعددة في وكالة الطاقة الذرية وعبر تشديد الرقابة على محاولات نقل التكنولوجيا إلى إيران. وقد بدأت كندا تشهد زيادة كبيرة في محاولات تحريك تكنولوجيا نووية بصورة غير مشروعة خارج البلاد، كما أفاد أحد المسؤولين الرسميين فيها.

وكانت آخر هذه المحاولات المحبطة جرت في نيسان 2009 حين القت الشرطة الكندية في مدينة تورنتو القبض على شخص يسعى لإرسال تكنولوجيا محظورة إلى طهران. وفي التفاصيل أنّ محمود ياديجاري (35 عاما) حاول الحصول على محولات الطاقة التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم والتي يمكن توجيهها للأغراض العسكرية. حيث كان من المقرر أن تمرّ من خلال دبي نحو إيران، بحسب ما صرّح به مفتش الشرطة الكندية خلال مؤتمر صحفي بث على التلفزيون في تورنتو.

وقد أحيل "ياديجاري" إلى المحاكمة بتهمة محاولة تصدير الأجهزة اللازمة لصنع أسلحة نووية الأمر الذي يعتبر خرقا لقانون الجمارك وللحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الصادرات المرتبطة بالأنشطة النووية الى ايران. وكان المتهم بصدد تصدير "محولات الضغط" التي يمكن استخدامها لانتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية.

وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من صعوبة اعتراض محاولات تصدير أدوات التكنولوجيا النووية من كندا لانها لا توصف بأنها نووية وضرورية لأجهزة للطرد المركزي بل أن هذه الأدوات تعتبر لأغراض منزلية و غير منزلية، كقطع غيار السيارات، أو حتى خردة الحديد. في حين أنها في الحقيقة تصنف على أنها عنصرا رئيسيا من عناصر اجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

وقبل ذلك، وبالتحديد آب من عام 2005، إستضاف البرلمان الكندي ضمن أنشطة مناهضة لبرنامج إيران النووي، محاضرات "حول الخطر النووي للنظام الإيراني" وما يجب على الغرب القيام به للتصدي لهذا الخطر وكيفية مواجهته وما يمثله أحمدي نجاد من تهديد للسلم ولحقوق الإنسان في العالم.

وقد لفتت وكالة خدمات الحدود الكندية النظر بالنسبة للتشدد الذي أبدته في رقابتها اللصيقة على المواد المحظورة. حيث أعلنت، في عدة مناسبات سابقة، العثور على مواد متجهة الى ايران تمرّ عبر ماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ مع إعتبار دولة الامارات العربية المتحدة المحور الرئيسي لهذه الشحنات.

هناك جانب أخير ومهم يجعل كندا من الأهداف المحتملة للردّ من قبل إيران وأزلامها على أي ضربة يوجهها الغرب إلى المشروع النووي لأحمدي نجاد. فالأسطول الأميركي الذي يتجمع في الخليج والذي قد يقوم بالمهمة لن ينجزها وحيداً بل ستعاونه عدد من القطع البحرية الغربية التي يأتي على رأسها أسطول المدمرات الكندية وأهمها المدمرة أوتاوا وغيرها, خصوصاً أنّ كندا قد سبق لها أن عاونت الولايات المتحدة في ميادين القتال بدءا من ساحات الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى أفغنستان ضد طالبان.

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

مقاتلون لبنانيون في طهران

٢٤ تموز ٢٠٠٩ كامليا انتخابي فرد

مع بقاء أسبوعين فقط على مراسيم تنصيب أحمدي نجاد، لا تزال الفوضى السياسية مستمرة في إيران ولا يزال مصير أكثر من 1000 سجين سياسي غامضا. أكبر كنجي سجين سياسي سابق أضرب عن الطعام لمدة 74 يوما وأطلق سراحه بسبب حالته الصحية المتدهورة، وهو يعيش الآن في الولايات المتحدة كرمز من رموز مقاتلي الحرية وناشط في مجال حقوق الإنسان، وقد دعا إلى إجراء إضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك لدعم الحركة الديموقراطية في إيران، ودعا الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح السجناء السياسيين.

خلال هذا الحدث الذي أقيم أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا، كان هناك لافتة كتب عليها أسماء 600 من السجناء السياسيين المعروفين والأشخاص الذين قتلوا خلال المظاهرات الأخيرة في طهران.

الأسماء التي كتبت بلون الدم الأحمر على اللافتة كانت أسماء الأشخاص الذين قتلوا، أما أسماء السجناء السياسيين فكتبت باللون الأخضر المائل للأزرق. الأسماء الباقية كانت لأشخاص مفقودين. قرأت الأسماء التي كانت على اللافتة. كنت أعرف بعضهم شخصيا. كان بعضهم من زملائي وزميلاتي في العمل في طهران، وبعضهم شخصيات سياسية معروفة. مضى أكثر من شهر على اعتقالهم وليس هناك بعد أية أنباء عنهم. وزير الداخلية وعد بإذاعة اعترافات بعض الشخصيات المعروفة بأنهم كانوا يفكرون بقلب نظام الحكم وأنهم تلقوا تدريبات على ذلك، وهو ادعاء يرفضه دائما مير حسين موسوي ومهدي كروبي.

تحدث إليَّ أكبر كنجي خلال الحدث الذي نظم مؤخرا أمام مبنى الأمم المتحدة قائلا إنه ليس هناك تراجع للمعارضة في إيران عن هذه الحركة السلمية. وأضاف "علينا أن نقف في وجه محاولاتهم للقضاء على الناشطين والإصلاحيين. هاشمي رفسنجاني، الذي كان شخصية ذات نفوذ قوي استطاع أن يجعل علي خامنئي المرشد الأعلى بكذبة واحدة، متهماً الآن بأنه ضد الثورة ويريدون أن يتخلصوا منه أيضا. عدد المعارضين بين كبار رجال الدين والمؤسسة الدينية في ازدياد. هناك أشخاص جريئون مثل آية الله منتظري، لكن صمت الآخرين لا يعني أنهم يؤيدون الوضع الحالي. إنه يعني أنهم ضد ذلك وأنهم ليسوا راضين مطلقا". وقال أكبر كنجي أيضا إن هناك إشاعات بوجود عناصر أجنبية بين ميليشيا الباسيج جاؤوا بسبب وجود شك لدى النظام بأن الإيرانيين لن يضربوا أو يقتلوا أبناء شعبهم كما حدث خلال الأسابيع الأخيرة في طهران.

كنجي عبر عن اعتقاده أن معظم عناصر الميليشيا والحرس الذين شاركوا في كبح المظاهرات وضرب الناس في طهران كانوا من خارج المدينة، وحيث إن وجوههم لم تكن مألوفة لدى أهالي طهران، انتشرت شائعة بأن هناك مسلحين عراقيين وأعضاء من حركة حماس بين عناصر ميليشيا الباسيج وعناصر قوى الأمن الذين يرتدون اللباس المدني لمواجهة المظاهرات. لكن كنجي قال "أنا لست أقول إن هذه الميليشيا هي من الأجانب. أنا أقول إن الحرس الثوري لم يعد متحدا لأن خامنئي تخلص هذا العام من عدد كبير منهم، ولذلك لم يكن هناك عدد كاف لمواجهة الأحداث التي جرت مؤخرا في طهران، ولذلك لم يكن لديه خيار سوى الاعتماد على الميليشيا وقبول متطوعين من مدن أخرى".

إشاعة وجود مقاتلين أجانب في صفوف ميليشيا الباسيج وعناصر الأمن باللباس المدني انتشرت بين عدد كبير من الناس في طهران عندما شاهدوا مسلحين ذو ملامح قوية ولم يكونوا يشبهون الإيرانيين بين عناصر الباسيج. بعض الناس يقولون إنهم سمعوا بعض عناصر الباسيج الذين كانوا يقودون دراجات نارية يتحدثون العربية مع بعضهم، وبعضهم كان يتحدث اللغة الفارسية بلكنة عربية قوية.

ولكن الآن، بعد مرور أكثر من شهر على الاضطرابات التي شهدتها شوارع طهران، هناك صور كثيرة لأولئك المسلحين الأشداء طوال القامة منتشرة على مواقع الإنترنت، ومما يثير الاهتمام أن بعضهم تم التعرف عليهم على أنهم لبنانيون من حزب الله اللبناني! هناك أشخاص مثل حسين منير أشمر الذي التقطت صورته عدة مرات في طهران. إحدى أشهر صوره تم التقاطها في مبنى قيادة مير حسين موسوي في طهران بعد يوم واحد من الانتخابات، في 13 يونيو 2009، عندما هاجم عناصر ميليشيا الباسيج مركز موسوي الرئيس في شارع قيطرية وقاموا بتمزيق اللافتات والوثائق واقتادوا موظفيه خارج المبنى.

حسين منيف أشمر هو شقيق عضوين معروفين في حزب الله كانا قد قتلا في مهمة انتحارية. حسب قول أمير فرشاد إبراهيمي وهو عنصر سابق في الميليشيا الإيرانية يعيش حاليا في الخارج،، هناك مقاتلون عراقيون ولبنانيون جاؤوا للتدريب والعيش في إيران كجنود احتياط في الجيش في قاعدتين منفصلتين في طهران (في معسكر ثأر الله). هؤلاء المقاتلون الأجانب، وهم من الشيعة، يتبعون أوامر ممثل المرشد الأعلى في الفرع الخارجي للحرس الثوري، وهو ابنه مجتبى. ومع أنه لا يمكن لأحد أن يؤكد هذه الادعاءات، إلا أن هناك بالتأكيد صوراً لمقاتلين من حزب الله في طهران بين عناصر الباسيج والحرس الثوري.

السؤال هو إلى أي مدى ستصل هذه العلاقة في المستقبل القريب؟ في الوقت الذي يستعد فيه أحمدي نجاد لأداء القسم الرئاسي، هناك أنباء بأن حفيد آية الله الخميني – حاج حسن خميني - غادر إيران في إجازة ليتجنب حضور مراسيم تنصيب أحمدي نجاد. كيف ستكون العلاقة بين رجال الدين والمرشد الأعلى في المستقبل القريب؟ هل ستتعافى هذه العلاقة؟ ربما يكون اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر هو أهم حدث بالنسبة لأحمدي نجاد لأنه قد يستطيع على هامشه أن يلتقي مع الرئيس أوباما. أمس وقبل أن ينتهي الإضراب عن الطعام أمام مبنى الأمم المتحدة في الساعة الـ 8 مساء اليوم، اقتربت من اللافتة لأتمكن من قراءة الأسماء. كانت الرطوبة قد تسببت باقتلاع بعض الأسماء التي كانت ملصقة على القماش الأبيض. بعض الأسماء لم تكن موجودة. ماذا سيحدث لهؤلاء الأشخاص؟

المصدر : الوطن السعودية

 

حزب الله» وسورية

٢٤ تموز ٢٠٠٩

وليد شقير

يسود نقاش متواصل في أوساط لبنانية وغير لبنانية حول أثر التطورات الدولية والإقليمية على سياسة «حزب الله» وتحديداً على انعكاسات سياسة الانفتاح القائمة في اتجاه سورية على علاقة «حزب الله» بها. وبصرف النظر عن مدى صحة ذلك فإن بعض هذه الأوساط يستشعر ارتباكاً لدى الحزب ناجماً عن قلقه من ان تأتي نتيجة هذا الانفتاح على حساب التحالف الوثيق بينه وبين سورية، ويذهب هذا البعض الى التكهن بأن هذا القلق هو ترجمة لقلق إيراني إزاء السياسة الغربية والعربية الهادفة الى فصل سورية عن ايران وإبعادها عنها كثمن للتقارب معها والسعي الى «إعادتها الى الحظيرة العربية مقابل معالجة عدد من القضايا التي تهم مصلحتها الوطنية ومصلحة النظام الحاكم فيها.

وقد لا تجد هذه التكهنات عن قلق «حزب الله» من سورية وسياستها صدى مهماً لدى أوساط أخرى، نظراً الى اعتقادها ان سقف الموقف السوري لا يبرره وأن سورية لن تتخلى عن أوراقها في سهولة، مهما انفتح الغرب والعرب المعتدلون عليها، وأن قيادة «حزب الله» تدرك ذلك تمام الإدراك.

والأرجح ان ما يقلق «حزب الله» في هذه الظروف أكثر هو التطورات الحاصلة في إيران إذا كانت نتيجتها المس باستقرار النظام السياسي الحالي، على المديين المتوسط والبعيد، مع افتراض ان الحزب مطمئن الى وضع النظام في المدى المنظور. وعليه فإن انتظار وترقب ما ستؤول إليه الأحداث في طهران يوجب على الحزب البقاء على علاقة جيدة مع دمشق لتمرير الوقت.

وواقع الحال ان العلاقة مع طهران لن تتأثر بالانفتاح الغربي عليها، لأنه انفتاح يأتي ايضاً في سياق سياسة غربية بعيدة المدى تربط احتمالات التسوية في المنطقة بالسعي الى حل شامل لأزماتها، لا يخرج إيران من دائرة هذه الحلول. فالشمولية في نظر الغرب (أميركا وأوروبا معاً) تعني ان التسوية السلمية للقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي لا تتم من دون تسوية مع طهران حول تحديد دورها الإقليمي في فلسطين، الذي يجر بدوره الى الحديث معها عن دورها في العراق ولبنان ومن ثم ملفها النووي.

ويفترض ألا يقلق الحزب من محاولات تجديد التفاوض غير المباشر، وحتى الانتقال الى التفاوض المباشر بين سورية وإسرائيل حول استعادة الجولان على رغم التباين بين قيادته والقيادة السورية في هذا الشأن، فمثلما تقول قراءة أي مراقب، وقراءة سورية نفسها ان التسوية حول الجولان صعبة بفعل التعنت والتطرف الإسرائيليين، وليست ظاهرة في الأفق، فلا بد من أن يكون الحزب واثقاً بصعوبة أن تحصل تلك التسوية وبالتالي ألا يقلق من تجدد المفاوضات.

أكثر من ذلك، إذا صح ان تجدد هذه المفاوضات قد يشكل وسيلة «لتكبيل يدي سورية» وفي شكل تغتنم إسرائيل الفرصة لتنفيذ عدوان جديد ضد لبنان يستهدف «حزب الله» في شكل رئيسي، في ظل امتناع سورية عن إمداده بالسلاح والصواريخ والذخيرة لأسباب متعددة، فإنه ليس لدى الحزب ما يقلقه في هذا المجال. ففي أسوأ الأحوال ستساند دمشق لبنان سياسياً وعلى صعيد الإغاثة وتقف الى جانب الحزب الذي تكفيه ترسانة الصواريخ والأسلحة التي لديه للصمود وإلحاق الأذى الشديد بإسرائيل، إذا بادرت الى شن الحرب، وإذا لم يكفه ذلك فلن يكون لسورية دور في إفشاله لأنها سبق ان سهّلت حصوله على المطلوب، بل سيكون السبب شراسة العدو.

أما على صعيد سياسة سورية في لبنان فليس لدى الحزب ما يقلقه بفعل انفتاح الغرب عليها ومراقبته للوضع اللبناني بموازاة ذلك. وإذ افترض البعض أن دمشق ستعود الى ممارسة دور مؤثر في السياسة اللبنانية كما في السابق فإن نفوذها في العقود الماضية كانت تمارسه عبر علاقتها مع عدد من القيادات التي انقلبت عليها مثل الرئيس الراحل رفيق الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبعض الرموز المسيحية المستقلة. ومهما تحسنت علاقتها بهؤلاء بعد الانفتاح العربي عليها فإن خصومة السنوات الأربع الماضية لن تعيد العلاقة بينها وبينهم الى ما كانت عليه لا من طرفها ولا من طرفهم وهذا يبقي على تحالفها والحزب تحالفاً أساسياً، حتى وإن كانت ستعتمد على عناصر إضافية (بالإضافة الى الحزب) لممارسة دورها مثل الرئاسة الأولى وغيرها. وبالتالي هذا لن يحدث تغييراً جوهرياً تجاه الحزب، مهما كانت الأمور التي يرتبها الانفتاح الغربي والعربي على سورية.

وإذا كان البعض وجد في قلق الحزب من سورية سبباً لتشدده، فإن عناصر الاطمئنان المذكورة ستدفعه الى التخلي عن شرط الثلث المعطل في الحكومة المقبلة.

 المصدر : الحياة

 

قبيسي لموقع "14 آذار": نحن مع التجديد لـ"اليونيفل" وتعزيز دورها

 ٢٤ تموز 2٠٠٩ /ناتالي اقليموس 

بدا رئيس مجلس النواب، الاستاذ نبيه بري متفائلاً اكثر من اي وقت مضى، رغم مضي اربعة اسابيع على تعيين الرئيس المكلف سعد الحريري دون التوصل الى تشكيل الحكومة. و قد كرر بري أكثر من مرة امام زواره، ان هذا التفاؤل "مبني على معطيات وليس على تمنيات". وفي محاولة منا لكشف هذه المعطيات، كان لموقع "14 آذار" الالكتروني، حديث خاص مع عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي الذي أكّد لنا "ان الرئيس بري لم يكشف لاحد عن هذه المعطيات، ومازال التكتم سيد الموقف".

كما استبعد قبيسي ان لا يكون بدوره متفائلاً: "هل من المعقول ان يكون الرئيس بري متفائلاً وانا متشائماً؟ ". اما عن سبب تفاؤله، قال قبيسي: "انا اثق بما يقوله الاستاذ بري، وبما انه تحدث عن معطيات، فلا شك بانه يحتفظ بها، ونحن نثق برأيه وحكمته".

وتعليقاً على ما ذكره الشيخ نعيم قاسم للسفير، "ربما قد يكون التفاؤل في غير مكانه، كون ظروف ولادة الحكومة لم تنضج بعد لا داخلياً ولا خارجياً"، اكتفى قبيسي بالقول: "لا اعرف الحيثيات التي من خلالها يتحدث النائب قاسم، ولكن اتمنى ان نبقى في هذه الظروف متمسكين بالامل والتفاؤل".

وعن اتهام نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، سيلفان شالوم، الجيش اللبناني بخرقه قرار 1701، ودعمه حزب الله، اعتبر قبيسي "ان اسرائيل تحاول ان تنقل مشاكلها: كالاستطان، القدس وعلاقتها مع الدول العربية والولايات المتحدة... الى الساحة اللبنانية وهذا غير مقبول". كما رفض قبيسي الاعتراف بانه تم خرق القرار 1701، "فما حدث في خربة سلم مجرد حادث بسيط، لا علاقة له بالتعدي على القرار، وكل البيانات التي صدرت اكّدت ذلك".

واضاف موضحاً: "ان العناصر المدنيين الذين تواجدوا بعد وقوع حادثة خربة سلم لا يشكلون تعدياً على القرار، فهم ابناء المناطق الجنوبية، ولايمكن ان يكونوا في هذه الظروف خارج منطقتهم. وكل من يحاول القول عكس ذلك، فهو يضخم الامور ويحاول ان يعزز نقل المشكلة من اسرائيل الى لبنان".

ورأى قبيسي ان"اسرائيل تسعى الى ايجاد اشكالية معينة مع الساحة اللبنانية، وهذا ما يحثنا على التماسك أكثر، وتعزيز دور اليونيفل الى جانب الجيش اللبناني، للتأكيد على اهمية دورهما معاً، ولارساء واقع الاستقرار في الجنوب، مع الالتزام بقرار 1701. وان اي محاولة للدخول في تفاصيل البيانات التي تلت حادثة خربة سلم، هو محاولة لترويج الموقف الاسرائيلي".

اما عن موقف حركة أمل من امكانية تجدديد مهام اليونيفل قريباً، قال قبيسي: "طبعاً نحن مع تجديد وبقاء اليونيفل، ومع تعزيز دور علاقتها الايجابية مع الاهالي، كما كانت في السابق وستستمر، نحن مع بقاء اليونيفل تأكيداً لالتزامنا قرار الـ 1701". وتابع قائلاً: "لبنان مازال بحاجة لحماية من اسرائيل لانها دولة معتدية، وهي من تخرق الاجواء اللبنانية في كل يوم، لذا يجب ان يكون هناك شاهد دولي، ولا احد باستطاعته ان يؤدي هذا الدور على اكمل وجه غير اليونيفل".

وفي الختام كرر قبيسي أن "اسرائيل تخرق لبنان باستمرار براً، بحراً وجواً، بالمقابل لم يخرق اي طرف لبناني قرار الـ 1701، فالجيش اللبناني يسهر على حفظ امن الجنوب، فلابد من توجيه الشكر للقييمين على هذا الامر من سلطات واجهزة امنية لبنانية، وقوات اليونيفل، ففي الختام تبقى اسرائيل المشاكس الوحيد".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

 انفجار خربة سلم مفتعل و"حزب الله" يركز على فرضيتين إما التفجير السلكي أو تعمّد زيادة فولتاج الكهرباء

المصدر : لبنان الآن /٢٤ تموز ٢٠٠٩

  اكدت معلومات موثوقة أن حادث انفجار مخزن الأسلحة التابع لـ"حزب الله" في بلدة خربة سلم "مفتعل"، حيث يركز أمن الحزب في تحقيقاته على فرضيتين، الأولى أن متعاملاً مع إسرائيل أقدم على تفجير المخزن من خلال سلك تفجيري، أما الفرضية الثانية أن شخصاً آخر أقدم على زيادة قوة التيار الكهربائي للخط الذي يغذي منزل المخزن بالطاقة الكهربائية.

وقد وصلت قوة التيار إلى 350 "كيلو فولت" بدل من 220 "كيلو فولت" ما أدى لإحتكاك كهربائي وانفجار ساعة الكهرباء في منزل المخزن الأمر الذي أدى الى احتراقها ما ساهم بإضرام النار بالاسلحة الرشاشة والرصاص، قبل أن تمتد النيران الى القذائف الصاروخية حيث بدأت اصوات الانفجارات تدوي في المنطقة منذ الخامسة صباحا وحتى الثانية من بعد الظهر، مع الاشارة الى ان المخزن يقع تحت الارض في ملجأ منزل في حي الدبشة في بلدة خربة السلم، وكان يتناوب على حراسته 5 عناصر من "حزب الله" بشكل دوري وكان هناك شخصان منهم في المنزل ساعة انفجار المخزن حيث اتصلا بقيادة المقاومة التي ارسلت حوالي 50 عنصرا من الحزب ضربوا طوقاً امنياً حول منزل المخزن الذي كانت تنفجر أسلحته وذلك قبل وصول الجيش وقوات الطوارئ الى المنطقة، بعدها عمد عناصر الحزب الى إحضار شاحنتين عملتا من خلالهما على نقل ما تبقى من محتويات الاسلحة في المخزن، خصوصاً الصواريخ والقذائف المدفعية بعدما فتحوا فجوة كبيرة في ملجاً المنزل لناحية الجهة الشمالية منه.

هذا ولفتت مصادر معنية كانت على الارض ساعة وقوع الانفجار أنه "لو انفجرت جميع محتويات المخزن الذي يبعد مئتي متر عن المنازل لكان دُمّر جزء كبير من الحي الجنوبي لبلدة خربة سلم وجوارها نظرًا لوجود صواريخ بعيدة المدى وقذائف مدفعية ثقيلة في المخزن وهي كانت تستخدمها المقاومة في عدوان تموز 2006، واثر انتهائه قامت بتخزينها في ذلك المكان كما في أمكنة اخرى".

إلى ذلك، تشير تلك المصادر الى أن "حزب الله واثر الحادثة غيّر اماكن تخزين اسلحته في جنوب الليطاني وهو يخضع تلك الأماكن إلى حراسة مشددة من قبل عناصر تناوب على حراستها ليلا ونهارا بثياب مدنية، كما ان الحزب قام بتطويع العشرات من الشباب في صفوفه الذين يحرسون ليلاً على ضفاف الليطاني من ناحيته الجنوبية وكذلك الشمالية خشية انزال اسرائيلي مفاجئ للجنوب وهم وضعوا على درجة عالية من التاهب ولديهم تعليمات برصد كل التحركات في المنطقة حتى منها تحركات القوات الدولية جنوب الليطاني ويرفعون تقارير لقيادتهم بها".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 24 تموز 2009

النهار

يقول أحد القريبين من مرجع سابق انه بمجرد ان يطرح رئيس الجمهورية أسماء الوزراء الذين سينتقيهم، سيعترض عليهم أمراء طوائفهم ويحاربونهم، وينصح للرئيس بإبقاء أسمائهم مكتومة حتى توقيع مرسوم التأليف.

قال مرجع ديني ان التدخل الخارجي كان يقتصر في الماضي على اختيار رئيس الجمهورية فبات الآن يشمل رئيس الحكومة والوزراء والحقائب!

لم تقتنع المراجع الرسمية المعنية بالأسباب التي تبرر تأخر سوريا في تسليم اللبناني المتهم بالاعتداء على الجيش في منطقة بعلبك.

السفير

بدأ يُطرح منذ مدة في مدينة شهدت معركة انتخابية قاسية، اسم أحد المرشحين لرئاسة البلدية.

يُنتظر أن تتحوّل بعض الاستحقاقات الانتخابية في زحلة إلى مناسبة لاختبار موازين القوى كاثوليكياً ومسيحياً.

لوحظ أن اجتماعاً بعيداً عن الأضواء عقد بين أحد أقطاب المعارضة المسيحية وممثلين عن مؤسسة غير سياسية.

المستقبل

تقول أوساط غربية أن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية المتجددة قرب الحدود مع لبنان، تأتي في مجال زيادة الضعوط وليس لاحتمال القيام بأي ضربة.

أوضحت مصادر أوروبية أنه على الرغم من الإنزعاج الدولي مما تعرضت له "اليونيفيل" في الجنوب أخيراً، فإن القوة الدولية لم تخرج عن نطاق المهمة التي تقوم بها في لبنان.

أكدت مصادر غربية ان الموفدين الأميركيين والأوروبيين الذين زاروا اسرائيل أخيراً، تحدثوا مع المسؤولين فيها عن ضرورة وقف الخروق للقرار 1701.

اللواء

ترددت معلومات عن أن قطباً في الأكثرية صرف النظر في الوقت الحالي عن لقاء قيادي في المعارضة.

طلب رئيس كتلة رباعية مستحدثة من حليف له التنازل عن وزارة خدماتية، وقبِل الأخير على مضض.

عادت وسائل إعلام خارجية تبث معلومات عن الحكومة، ضمن صيغ متباينة، في حين يعتصم المعنيون بالكتمان والصمت!.

الشرق

سياسي من قوى 14 آذار وصل به الأمر أخيراً الى حد اتهام احد خصومه من طائفته بأنه قد باع نفسه للشيطان؟!

قطب روحي مسيحي أكد انه يملك معلومات تقول ان ثمة خطراً من جهة سياسية بارزة على حلفائه تمنع عليهم السير بأية مصالحة لا تلبي مواقفه ولا تنسجم مع مشروعه السياسي!

نائب بيروتي يرى ان كل ما يقال عن "بيروت منزوعة السلاح" لن يترجم على الأرض؟!

 

البطريرك صفير استقبل داود الصايغ ووسام بارودي وشخصيات ووفودا

وطنية - 24/7/2009 استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لقاءاته، قبل ظهر اليوم في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، باستقبال وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة ايلي حاكمة الذي قال عقب اللقاء: "الزيارة كانت لأخذ البركة من غبطته وتطرقنا الى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والمواضيع التي تخص الإغتراب ووضعنا غبطته في الأجواء المحلية على الصعيد السياسي والأمني والإقتصادي، كذلك تطرقنا الى الروابط التي تربط الجامعة الثقافية في العالم بالبطريركية وأكدنا لغبطته اننا في بلاد الإغتراب ندعم جميع مواقفه وتمنينا أن يسعى دائما، أن يتخذ بمواقفه حتى نصل الى شاطىء". وكانت للبطريرك صفير كلمة نوه فيها ب"دور الجامعة الثقافية في ربط الإنتشار بالوطن الأم"، وأمل ان "تتألف الحكومة الجديدة قريبا ليشعر اللبنانيون بالإسترخاء بعد فترة المعاناة الطويلة". وجدد القول إن "في كل الأنظمة الحاكمة في العالم يصار الى حكم الأكثرية ومعارضة الأقلية الا عندنا في لبنان"، راجياان "تزال كل العراقيل من أمام تأليف الحكومة في أسرع وقت".

محفوض

ثم استقبل البطريرك صفير وفدا من "حركة التغيير" برئاسة ايلي محفوض الذي قال على الأثر: "بحثنا في مواضيع الساعة ومسألة تأليف الحكومة وسبب تأخيرها جراء التدخل السوري الواضح في هذاالمجال". وأضاف: "هناك ابواق داخلية تتيح لهذاالنظام التدخل المستمر في لبنان", ورأى ان "قوى 14 آذار متمسكة بالشرعية اللبنانية وبالسلام بين اللبنانيين أولا وبين لبنان وكل دول العالم". ودعا الى "استثمارالربح الذي حققته قوى 14 آذار في الإنتخابات النيابية، وعلى الأكثرية النيابية ان تتصرف وفق هذه الأكثرية".

ووجه "نداء الى الرئيس المكلف والى الرئيس سليمان كي يجتمعا ويصدرا المراسيم المتعلقة بالحكومة، فمن يقبل يقبل ومن لا يقبل يعارض من منزله".

وحيا الجيش ودعاه الى "محاسبة كل من يحمل السلاح والا يسمح بأن تتكرر الحوادث السابقة".

"هيئة إنماء السياحة بشري"

والتقى البطريرك الماروني وفد "هيئة إنماء السياحة في بشري" برئاية وديع شباط الذي عرض ل"صاحب الغبطة جملة مشاريع تنوي اللجنة القيام بها من أجل إنماء السياحة في المنطقة". وقدم الوفد الى البطريرك "عددا من الكتيبات والمنشورات أصدرتهاالهيئة لإنماء السياحة في المنطقة، بعد فوز منطقة بشري بالمرتبة الأولى عالميا لجمالها الطبيعي". وطلب من "غبطته إيلاء الناحيةالسياحية الإهتمام المطلوب لدى جميع المراجع المعنية".

مخرز طوق

ثم التقى المؤلف مخرز طوق الذي قدم اليه كتابه الجديد "شربل قديس لبناني".

الأب نكد

واستقبل البطريرك صفير الرئيس العام لجمعية الآباء اللعازاريين في الشرق الأب انطوان بيار نكد على رأس وفد من الجمعية دعاه الى المشاركة في الذكرى 350 لوفاة شفيع الجمعية ومؤسسها مار منصور دي بول. وقدم الاب رمزي جريج اللعازاري نسخة من اطروحته التي على أساسها نال شهادة الدكتوراه عن البطريرك اسطفان الدويهي.

الصايغ

بعد ذلك، التقى مستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الدكتور داود الصايغ وعرض معه شؤونا محلية ولا سيما ما يتعلق بتأليف الحكومة الجديدة.

بارودي

وظهرا، وصل الى الديمان صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وسام بارودي الذي نقل "تحيات الرئيس سليمان وتمنياته للبطريرك بطيب الإقامة".

 

الرئيس سليمان استقبل الرئيس المكلف والبطريرك هزيم و 3 وزراء

وطنية - 24/7/2009 تنوعت المواضيع التي بحث فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره اليوم، من محلية تناولت الأوضاع الراهنة، إلى خارجية تركزت على العلاقات اللبنانية مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.

مسؤول أميركي

فقد استقبل الرئيس سليمان بعد ظهر اليوم مدير شؤون الشرق الأدنى في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو في حضور السفيرة الأميركية ميشيل سيسون.

وخلال اللقاء جدد المسؤول الاميركي موقف بلاده الداعم لسيادة لبنان واستقراره واستعدادها لمواصلة دعمه ومساعدته في كل المجالات، "ولا سيما منها العسكرية والأمنية، كي يستطيع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي مواصلة الحفاظ على السلم الأهلي في الداخل ومراقبة الحدود اللبنانية وضبطها".

وتناول الحديث المشاورات الجارية لإعادة إطلاق العملية السلمية من خلال المهمة التي يقوم بها موفد الرئيس الأميركي إلى المنطقة السيناتور جورج ميتشل والاتصالات لإعادة إطلاق المفاوضات إلى سائر الملفات ذات العلاقة بالوضع في المنطقة.

الرئيس سليمان

ورحب الرئيس سليمان بالمسؤول الأميركي شاكرا لبلاده مساعدتها للبنان في كل الميادين، ومكررا الإشارة إلى أن أي حل شامل وعادل ودائم في المنطقة لا يعطي الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة كما تنص على ذلك مبادرة بيروت العربية، يبقى حلا منقوصا، ويبقي الوضع عرضة للانتكاس في أي لحظة.

وشدد رئيس الجمهورية على "وجوب الضغط على إسرائيل من أجل تطبيق القرار 1701 ووقف خروقاتها اليومية بحرا وبرا وجوا، وكذلك شبكات التجسس كي يكون هذا الالتزام من جانبها دليلا على رغبة جدية وصادقة في السلام لم تظهرها إسرائيل لغاية الآن من خلال ما تقوم به".

البطريرك هزيم

واستقبل الرئيس سليمان بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم ومعه متروبوليت بيروت المطران الياس عودة، وتناول الحديث الاوضاع الراهنة، وثمن البطريرك هزيم "السلام والاستقرار وتفاهم القيادات اللبنانية من أجل مصلحة لبنان".

الوزيران الحريري وأبو فاعور

وعرض رئيس الجمهورية مع كل من وزيري التربية والتعليم العالي بهية الحريري والدولة وائل أبو فاعور الأوضاع العامة.

سفير النيات الحسنة لليونيسيف

وزار بعبدا أيضا سفير النيات الحسنة لليونيسيف الكندي من أصل لبناني ستيف بركات ومساعده فيليب بولان، حيث تم إطلاع رئيس الجمهورية على النشيد المخصص لأطفال العالم الذي تعده اليونيسيف وترغب في إطلاقه من لبنان في العشرين من تشرين الثاني المقبل، لمناسبة العيد العشرين لإعلان حقوق الطفل.

النائب السابق شماس

وكان الرئيس سليمان عرض صباحا مع النائب السابق جميل شماس للأوضاع الراهنة.

الرئيس المكلف

واستقبل الرئيس سليمان الرابعة بعد ظهر اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وبحث معه آخر مستجدات الوضع الحكومي.

بعد اللقاء الذي استمر ساعة، قال الرئيس المكلف:"اجتمعت مع فخامة الرئيس وتداولنا الموضوع الحكومي، والامور تسير بالطريق الصحيح، خصوصا وان الاحداث التي شهدناها الاسبوع الفائت تؤكد على ان هذه الحكومة يجب ان تكون حكومة وحدة وطنية.انا قليل الكلام كما تعلمون، وان شاء الله نتحدث الكلام المناسب في الوقت المناسب".

سئل: هل يمكن ان تشكل الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي؟

اجاب: "ان شاءالله".

الوزير بارود

وكان الرئيس سليمان استقبل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود وعرض معه الاوضاع الامنية وشؤون وزارته.

 

الرئيس المكلف بعد لقائه الرئيس سليمان: احداث الاسبوع الماضي تجعلنا نؤكد على تشكيل حكومة وحدة

وطنية - 24/7/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قرابة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم, الرئيس المكلف سعد الحريري وبحث معه في آخر تطورات الوضع الحكومي. وقال الرئيس المكلف اثر اللقاء: "لن اتكلم كثيرا لكن الامور سائرة في الاتجاه الصحيح، واحداث الاسبوع الماضي تجعلنا نؤكد ان الحكومة يجب ان تكون حكومة وحدة".

 

حفل تقليد وسام السلام لضباط وأفراد الكتيبة النيبالية في ميس الجبل

الجنرال غرازيانو: جاهزون لمواجهة التحديات وملتزمون ترجمة السلام في جنوب لبنان

وطنيةـ24/7/2009 إحتفلت الكتيبة النيبالية العاملة في إطار قوات "يونيفيل" الدولية المعززة في الجنوب، في مقرها العام في خراج ميس الجبل - شقرا، برعاية القائد العام الميجور جنرال كلاوديو غرازيانو، وحضور قائد القطاع الشرقي البريغادير جنرال خوسيهماريا برييتو مارتينيز، الكولونيل بيوند شريستا رئيس جهاز الخدمات المدنية في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة، ضابط الشؤون المدنية في القطاع الشرقي دالجيت باغا، وقادة وضباط مختلف الوحدات الدولية المشاركة في قوات اليونيفيل المعززة في القطاعين الشرقي والغربي، مساعد ضابط الاعلام في الكتيبة الاسبانية الكابتن الونسو وضباط لبنانيين، رئيس بلدية ميس الجبل عرفات اسماعيل ونائبه عبد المنعم شقير ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومدعوين من منطقة جبل عامل، بتقليد ضباطها وأفرادها أوسمة السلام تقديرا لجهودهم المستمرة في حفظ السلام والإستقرار، وتقديم الخدمات الإجتماعية والإنسانية للسكان المحليين في الجنوب اللبناني، والتي ستغادر بعد 15 يوما إلى بلادها، في عملية تبديل روتينية.

بداية الإحتفال، إستعراض الفرق المشاركة، من قبل الميجور جنرال كلاوديو غرازيانو، بصحبة قائد الكتيبة النيبالية اللفتنانت كولونيل سانجاي جا، تلاه تقديم العلم والتحية العسكرية، على وقع موسيقى الفرقة النيبالية التي عزفت نشيد الأمم المتحدة، والنشيدين الوطنيين اللبناني والنيبالي، ومعزوفات نيبالية عسكرية وتراثية، تقدم بعدها حملة الأعلام ورايات الألوية التي نكِّست اجلالال26 جنديانيباليا ، قدموا حياتهم من أجل قضية السلام في لبنان، أعقبها دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء، على وقع معزوفة لحني الموت والخلود.

بعد ذلك، قام الجنرال غرازيانو، والجنرال سانشيز بتقليد الكولونيل سانجاي وضباط وجنود الكتيبة، وسام خدمة السلام وميدالية الأمم المتحدة والقوات الدولية.

وألقى الجنرال غرازيانو، كلمة، ثمن فيها عمل "الكتيبة النيبالية في مختلف الميادين، باعتبارها وحدة مخضرمة في مهمات حفظ السلام في العالم، ولديها سجل حافل في هذا المجال، وبخاصة في لبنان. والواقع ان النيبال كانت من أولى الدول التي ساهمت في عديد قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، منذ انتدابها في العام 1978 ولغاية العام 2000. من ثم، عادت بعد غياب ست سنوات، في تشرين الأول 2006، لتشارك في عداد "اليونيفيل" المعززة، حيث شهدت تحولا في طبيعة عمليات الأمم المتحدة، بعد اعتماد قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وقامت بأداء واجباتها، بقدر كبير من الإحتراف والتفاني في الخدمة والمسؤولية".

واعرب غرازيانو عن غبطته "بتقليد ميدالية اليونيفيل لجميع أفراد الكتيبة النيبالية، وهي عربون تقدير متواضع إستحقيتموه بجدارة، عبر مساهماتكم الجمة في إرساء السلام في لبنان". وأشاد ب ـ "عمل الكتيبة المتواصل على الجبهة العملانية، باندفاع وحماس كبيرين، وقال "جميعنا يشهد على جهود هذه الوحدة في توفير الخدمات الإنسانية وغيرها للسكان المحليين، بدءا من الخدمات الطبية والإنسانية، حتى تنفيذ الأنشطة الإجتماعية لوحدة التعاون المدني العسكري".

وقال غرازيانو، أن "المهمة لم تنته بعد، فما زالت تنتظرنا تحديات جديدة قبل أن نستطيع القول إن مهمتنا قد أُنجزت بنجاح، ونحن جاهزون لمواجهة تلك التحديات، بالتزام وعزم على ترجمة السلام في جنوب لبنان الى واقع مستدام ". وأعرب غرازيانو في خلال حفل تقليد ضباط وأفراد الكتيبة النيبالية، "وسام الأمم المتحدة لخدمة السلام"، عن إيمانه الشديد وقناعة راسخة بأن السلام الدائم ممكن التحقيق في جنوب لبنان، وخير دليل على التزامنا به، جهود قوات "يونيفيل" المشتركة، والمنسقة والمتعاضدة في تنفيذ المهمة الموكلة إليناـ بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية لضمان الاستقرارفي منطقة عملياتنا. وختم الجنرال غرازيانو، "إن إحتفال اليوم، يشكل مناسبة هامة لتكريم 26 جنديا نيباليا، قدموا حياتهم من أجل قضية السلام في لبنان، لكن موتهم لم يذهب سدى، إنما هو حافز لنا على استكمال إرثهم العزيز في جنوب لبنان، ونحن جميعا نصلي لأرواحهم كي ترقد بسلام".

وفي ختام الاحتفال جرى استعراض عسكري رمزي لافراد الكتيبة المشاركة في حفل تقليد وسام الامم المتحدة لخدمة السلام، ثم قدمت عناصر من الكتيبة النيبالية عرضا لرقصة الكوكوري الشعبية بلباس المقاتل النيبالي حاملين السواطير المستعملة في الدفاع عن النفس وفي موسم الزراعة. تجدر الاشارة الى ان الكتيبة النيبالية قبل قدومها الى لبنان خدمت تحت راية الامم المتحدة في كل من دولة يوغسلافيا السابقة وفي سيراليون في القارة الافريقية، خاصة في مهمات حفظ السلام في العالم وكذلك في المجالات الانسانية.

 

الرئيس المكلف الحريري عرض التطورات مع النائب هنري جبرايل والتقى نقيب اصحاب الفنادق ووفد الجمعية الخيرية العمومية الارمنية

وطنية - 24/7/2009 استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، مساء اليوم، في "بيت الوسط"، النائب في البرلمان الفرنسي من أصل لبناني هنري جبرايل، في حضور المستشار هاني حمود، وبحث معه في آخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم التقى الرئيس المكلف الحريري وفدا من الجمعية الخيرية العمومية الارمنية برئاسة جيرار توفنكجيان، وفي حضور آرا سيسيريان، واطلع على أوضاع الجمعية ونشاطاتها. كما استقبل الرئيس المكلف الحريري نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر، واطلع منه على الحركة السياحية التي يشهدها لبنان في هذا الموسم.

 

مفتو المناطق رفضوا "ابتكار اللجان الأمنية وتغييب الدولة": لطي ملف تأليف الحكومة قبل نهاية الشهر لمواجهة الإستحقاقات الداهمة

وطنية - 24/7/2009 دعا مفتو المناطق في خطب الجمعة الى "طي صفحة تأليف الحكومة قبل نهاية الشهر، لمواجهة الإستحقاقات الداهمة ولمعالجة الملفات الحياتية العالقة، ورفضوا تغييب الدولة وابتكار لجان أمنية أو تنسيقية لتحل محل المؤسسات الرسمية المعنية ومحل الجيش في حفظ الأمن وضبطه".

المفتي الميس

وفي هذا الاطار تساءل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس "لماذا يسعى البعض الى تغييب الدولة وابتكار لجان أمنية أو تنسيقية لتحل محل المؤسسات الرسمية المعنية، أليس هذا تعطيلا لهذه المؤسسات لصالح اللجان، ثم أليس القبول بمنطق الميليشيات هو تبن لهذاالمنطق، وإذا كان الجلوس على مائدة الخمر له حكم شربها، كذلك الجلوس مع هذه الميليشيات هو إقرار بأننا متساوون في الميليسشياوية، فهل نحن حقا ميليشيات؟ وهل هي البديل عن الدولة؟ وإلا فما هو دور القوى الأمنية الشرعية"، آملا أن "يكون ما جرى خطأ لا يتكرر، وأن يكون الدفاع القائم عن هذا الخطأ هو فقط لمجرد عدم الإعتراف به لعدم العودة اليه".

وسأل المفتي الميس "لماذا تطوى صفحات أمنية ذات بعد وطني ويعلم بها العالم كله، وتسوى الأمور وكأن شيئا لم يكن رغم خطورتها، ويسلط الضوء على جوانب اخرى، وتلصق بفئةأو طائفة وتسيء الى الإسلام والمسلمين".

وطالب "ببت مسألة تشكيل الحكومة"، مستشهدا ب "قول البطريرك صفير عن العربة التي يجرها حصانان، قائلا "لقد ضاق البطريرك ذرعا بالتأخير فيما نحن أصحاب الأمر ما زلنا نراهن على إنفتاح من هنا أو تعقل من هناك"، داعيا الى "طي صفحة تأليف الحكومة قبل نهاية الشهر لمواجهة احتمالات اقليمية خطيرة علينا ان نواجهها بأكبر قدر من الوحدة الداخلية".

المفتي صلح

من جهته، أبدى مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح خشيته من "بدعة اللجان الأمنية التي تضيع معها دماء الشهيدة زينة الميري، كما ضاعت دماء شهداء 7 أيار في المساواة بين الموازين غير المتكافئة أقله في موضوع السلاح".

وقال المفتي صلح: "نرفص أن يحل أحد محل الجيش في حفظ الأمن وضبطه، ونرفض تحويل الجيش الى مجرد شيخ صلح تأتي اليه المشاكل لحلها عن طريق لجان أمنية، بل المطلوب ان يكون هو الحاكم العدل في ضرب المخلين بالأمن الى أي جهة انتموا، لا أن ينتظر حتى يأتي هذا المندوب او ذاك لحل خلافات المحازبين والأنصار، ويكون الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب، علما ان الأمور إذا انفلتت من عقالها فلا أحد يسمع لهؤلاء المندوبين في حين كان بعض هؤلاء المندوبين في الأحياء هم رأس حربة في افتعال الأشكال لأنهم يحظون بالحماية".

وشدد على "أخذ المؤسسات الرسمية ولا سيما الأمنية منها بعدها الحقيقي والفاعل وعدم الإحتكام الى اطراف في النزاع بل ان يكون القانون هو الحكم على الجميع ومن يخالف يعاقب ومن يتعرض للظلم يؤخذ له الحق".

وطالب ب"الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الإستحقاقات الداهمة ولمعالجة الملفات الحياتية العالقة وفي مقدمها ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء والفلتان الأمني الظاهر والمستتر".

المفتي دالي بلطة

كذلك، رأى مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة "ان البلد يعاني من الفراغ الحكومي الكبير وسط تشنجات سياسية داخلية يقابل ذلك أخطار جدية محدقة بالبلد على أكثر من صعيد لا سيما على الصعيد الأمني الداخلي حيث الأمن الهش وكذلك على صعيد الأمن الخارجي حيث العدو الصهيوني يشحذ سكينه من جديد ليذبح بها لبنان وأهله".

وقال: "في ظل هذه المعطيات، فإن عدم الإستقرار الداخلي وإنعدام التماسك الوطني يعني أننا لن نكون مستعدين لمواجهة كل هذه التهديدات، من هنا يجب على كل الأطراف الذين يعلنون ان تشكيل الحكومة أمر لبناني داخلي أن يبادروا الى إعلان التشكيلة الحكومية في هذا الوقت حتى اذا وقعت الواقعة لا سمح الله يكون البلد قادرا على المواجهة الداخلية، وانطلاق القادة في المحافل الدولية لإطفاء نار الحقد الإسرائيلي إذا اندلعت". وختم: "نحن في مركب واحد والجميع معني بالوصول الى بر الأمان والغرق لفريق هو غرق للآخر، فلا ندع الخلافات والنزاعات بابا قد ينفذ منه العدو الإسرائيلي".

 

الشيخ قبلان: نرفض دولة الأقلية والأكثرية ونطالب بحكومة وحدة

انصح الرئيس المكلف اختيار حكومة أقطاب من خارج الموالاة والمعارضة

وطنية - 24/7/2009 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، خطبة الجمعة التي استهلها، بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، "لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا نصير كالمشاورة"، وقال: "ان الإمام علي يركز في خطبه وكلماته ومواقفه على الإنسان ليكون صاحب كلمة لطيفة، وعلى الإنسان ان يحيط نفسه بالعقل لأنه هو الغنى الحقيقي، فالعاقل لا يتسرع في مواقفه وتوجهاته فهو يتكلم بعقلانية واذا عمل فانه يعمل بترو ويقف على ارض صلبة بعيدا عن الانزلاق فيحسب حساب كل عمل وقول ونتائجه حتى تكون حسنة ولا تكون سيئة، ان العقل ميزان يزين به الإنسان الأمور ليلتزم الحق ويبتعد عن الباطل، لذلك يجب ان نحكم العقل في توجهاتنا وأقوالنا وأفعالنا حتى لا نندم ونتأسف فيكون العمل دقيقا متوازنا بعيدا عن الفوضى والارتجال، ان التصرف العقلائي يحفظنا ويمنعنا من التورط والسقوط في المهاوي وهو يحجبنا عن الندم ويبعدنا عن المتاهات فالعقل حصن يلجأ إليه الإنسان، لذلك ينبغي على المؤمنين ان يحكموا عقولهم في كل الأمور". وتحدث عن فضائل شهر شعبان حيث ولد فيه الأئمة الحسين وزين العابدين وأبو الفضل العباس والإمام المهدي، فضلا عن ليلة النصف من شعبان المباركة، لذلك يجب استغلاله بالعبادة والابتعاد عن الهوى المتبع فنلتزم توجهات أهل البيت الذين كان همهم الوحيد تربية الإنسان وحفظه ووضعه على الجادة الوسطى فلا ينحرف يمينا ولا يسارا فنعلمه الاستقامة والالتزام ونبعده عن المهاوي.

ورأى "ان استعمال العقل منقذ للانسان وخشبة خلاص له من الارتجال وهو يمنع من التسرع بإطلاق الأحكام والمواقف، وعلى الناس ان يكونوا عقلاء وأمناء ومخلصين في عملهم وتوجهاتهم، ان الغنى ليس بالمال والمركز إنما بالعقل الذي يبعدنا عن الحرام والإسراف والتبذير والأنانية وحب الذات ويقربنا الى الخير ويمنعنا عن ارتكاب الحرام، ان أمير المؤمنين من أعظم الشخصيات التي عرفها التاريخ فهو تلميذ الرسول وهو بمثابة ملاك بثوب بشر يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو الى الخير فهو رجل عاقل مدرك لعواقب الأمور همه رضا الله وحفظ الدين فهو إمام المتقين الذين يخافون الله في السر والعلانية ولا تأخذهم فيه لومة لائم".

وأكد "ان الجاهل يسيء لنفسه قبل ان يسيء لغيره فهو يورط نفسه ولآخرين دون ان يدري فالجهل شر ويجب مواجهته بالعلم والابتعاد عن المحرمات والمعاصي، ان الجهل مرض عضال يفتك بالإنسان بعكس العلم الذي يشكل كنزا وجوهرة فالعلم يربو على الإنفاق". ورأى "ان خير ما يورث الإنسان هو الأدب فيحصنه بالتقوى والأخلاق ويعلمه العفة والكرامة حتى يكون صاحب خلق وفضيلة، فالأدب أفضل ميراث وقيمة الإنسان بأدبه فيلتزم بقول الرسول الأكرم "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وعلينا ان نحفظ أنفسنا بلجم ألسنتنا عن السوء ومعدتنا عن أكل الحرام فنكون من خير الناس كما أمرنا الإمام الصادق حين قال "شيعتنا كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفر بن محمد فلقد أدب شيعته فأحسن تأديبهم".

وحث المؤمنين على "التشاور في أمورهم، فيبادروا الى مشورة الناس لان العاقل من يشاور الناس ويعمل بعقله ويتعامل معهم بصدق ويعاشرهم بالحسنى، وعلى المسلمين بالرجوع الى دينهم فلا نجاة للمسلمين الا بالرجوع الى الدين". ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى إقامة حكومة مشاركة، وقال: "نحن نرفض دولة الأقلية والأكثرية والموالاة والمعارضة. وندعو الى حكومة وحدة وطنية تكون المعارضة مشاركة فيها، فلا يجوز التمييز بين الأكثرية والأقلية، ونرفض تهميش اللبنانيين ونطالب كل اللبنانيين بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية, ونرفض ان تهدد إسرائيل جيشنا الوطني، وعلى إسرائيل ان لا تتطاول على جيشنا الذي نحفظه بأهداب العيون، فالجيش متلاحم مع المقاومة وبتعاونها نرفع البلاء عن لبنان والمنطقة وعلينا ان نكون واقعيين ونحفظ وطننا ونصونه ونحميه، نحن بالمرصاد ضد اسرائيل ونقف على ارض صلبة بوحدتنا وتعاوننا". وأكد "ان اللبنانيين عائلة واحدة وقلبا واحدا، ونحن نحب كل اللبنانيين ونرفض تهميش أي طرف او استبعاده، وعندما نطالب بحكومة وحدة وطنية من كل الطوائف والمناطق حتى نحقق الشراكة الحقيقة بين كل اللبنانيين، وخصوصا ان هناك نخبا في كل الطوائف ونريد مشاركة حقيقية وتوافق من دون تهميش احد ودون قيود وشروط، وانصح الرئيس المكلف ان يختار حكومة أقطاب من خارج الموالاة والمعارضة فيتم اختيار أصحاب الأكف النظيفة المشهود لهم بالوطنية والخبرة والعلم والنزاهة، وعلينا ان نسرع في تشكيل الحكومة ، ونسأل الله ان يتحقق تفاؤل الرئيس بري بتشكيل الحكومة قبل آخر الشهر". ودعا الدولة الى الاهتمام بشؤون اللبنانيين، فقال: "نحن مع أهل الوطن الذين يريدون الماء والكهرباء، فالكهرباء لا توزع بشكل عادل بين المناطق وعلى السياسيين الإخلاص لهذا الشعب الذي اخلص لنوابه، فيبادروا الى توفير الخدمات العامة لكل المناطق دون استثناء".

وحذر من "الاجراءات التعسفية بحق الفلسطينيين"، فقال: "ان إسرائيل تعمل لإلغاء الهوية الفلسطينية وهي تتربص الشر بالفلسطينيين فيما يتلهى العرب والمسلمون ببعضهم البعض بدل ان يتضامنوا ويتحدوا لنصرة فلسطين، وعلينا أن نقف في وجه الاستيطان ونقف مع حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم فندعم حقهم بالعودة ونعمل ليحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لذلك نطالب بموقف مؤمن متدين مخلص صادق من اجل الشعب الفلسطيني".

ودعا الشيخ قبلان العراقيين الى "حفظ وطنهم من خلال حفظ الجيش والشعب والأرض ليكون العراق وطنا قويا بوحدة بنيه وتعاونهم".

 

جعجع عرض الأوضاع العامة مع وزيرالعدل والتقى نائبا فرنسيا

جارده: إذا كانت فرنسا تستطيع مساعدة لبنان فعليها ان تقوم بذلك

وطنية - 24/7/2009 التقى رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال البروفسور ابراهيم نجار استعرضا خلالها الاوضاع العامة في البلاد ولا سيما شؤون وزارة العدل. بعدها، استقبل جعجع النائب في البرلمان الفرنسي اوليفييه جارديه الذي قلده ميدالية الجمعية الوطنية الفرنسية في حضور ممثل القوات اللبنانية في فرنسا بيار بو عاصي. اثر اللقاء، اعلن جارده ان هدف الزيارة هو "للتعرف الى رجل سياسي مهم من لبنان يكن له التقدير اذ انه امضى 11 عاما في السجن قضاها بالتفكير". ووصف جعجع بـ"الرجل المصمم على سيادة الدولة". ورأى "ان لبنان يجب ان يستعيد سيادته الكاملة، اي دولة لها حدودها ونظامها الدفاعي". وحول دور فرنسا في مساعدة لبنان لترسيم حدوده ولإستعادة مزارع شبعا، قال جارده "ان هناك التزاما تاريخيا بين البلدين لجهة الثقافة والقيم". وقال: "اعتقد ان لبنان بحاجة الى فرنسا وفرنسا بحاجة الى لبنان أي بمثابة وجود نظام شراكة بين البلدين ونظام حماية ايضا، فإذا كانت فرنسا تستطيع مساعدة لبنان فعليها ان تقوم بذلك". وردا على سؤال، قال جارده: "ان الغالبية النيابية اللبنانية واضحة ولبنان هو بلد ديموقراطي وعلى هذه الغالبية ان تتحمل مسؤولياتها وتشكل حكومتها، ففي كل نظام ديموقراطي على الغالبية ان تحمي موقعها عبر الطرق الديمقراطية".

 

النائب حوري: اجتماع "امل" و "حزب الله" و"المستقبل"

تنسيقي وليس لجنة امنية وما صدر عنه نتبناه في تيار المستقبل

وطنية - 24/7/2009 - حدد النائب عمار حوري في حديث الى "اذاعة الشرق" اليوم، "ثوابت عدة متعلقة بتشكيل الحكومة، وهي أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيشكل الحكومة في نهاية الأمر مهما طال الزمن أو قصر، بمعنى آخر لا إعتذار عن تشكيل الحكومة" .

ورأى "إن الحكومة ستكون حكومة إئتلافية، بمعنى آخر هي حكومة الأكثرية وستشارك معها الأقلية عبر ممثلين عنها .وإن الأكثرية التي تتسم بالديموقراطية ستتيح المجال في المشاركة في الحكومة الإئتلافية لفريق الأقلية". اضاف "ضمن هذه التشكيلة الحكومية لا ثلث معطلا، فالتجربة الماضية لاتساعد على نجاح الحكومة التي يريدها الرئيس المكلف، وعلينا العودة إلى البيان الذي وجهه في بعبدا فور تكليفه حين قال ستشكل حكومة قادرة على العمل وقادرة على العيش .هناك أمور عدة تنتظر الحكومة العتيدة ولديها مهام كثيرة عليها مواجهتها والقيام بها.المطلوب من الحكومة حل المشاكل ولا يمكن أن تواجه من خلال حكومة عرجاء أو تعطيل او مناكفات.كل هذه الظروف هي في صدد التفاعل لإنضاج الطبخة الحكومية".

وعلق النائب حوري على اللقاء الأمني الذي عقد بين "أمل" و"حزب الله" و"المستقبل"، وقال "إن هذا الإجتماع يحمل الرقم ثلاثين وليس الإجتماع ألأول وقد عقدت إجتماعات في السابق خاصة بعد 7 أيار. هو إجتماع تنسيقي و ليس لجنة أمنية، ومن حضر من جانب المستقبل كان بتكليف من الرئيس المكلف سعد الحريري، وهو إستكمال لما جرى في الإجتماعات السابقة من إستكمال البحث في إزالة الصور والشعارات وتمكين الجيش اللبناني في فرض سيطرته على كل المناطق في بيروت وجعله المرجعية الصالحة لضبط الأمن وإيقاف المخالفين .الإجتماع ليس إجتماعا سياسيا إنما محدد بظروفه وماصدر عنه نتبناه في تيار المستقبل"

وحول الوضع في جنوب لبنان قال: "لامسنا في الفترة الأخيرةالخط الأحمر فيما يتعلق بالقرار1701 الذي جاء نتيجة صمود اللبنانيين وإصرارهم على مواجهة إسرائيل والتمسك بمنطق الدولة والجيش.إن محاولة البعض زعزعة هذه الثروة ستكون نتائجها غير موفقة . إسرائيل تريد تغيير قواعد اللعبة وعلينا ان لا نعطيها ذريعة للذهاب بهذا المنحى، ربما هناك سوء تصرف من قبل "اليونيفل" وقد تمت معالجته دون الوصول إلى حد تشكيل خطر على القرار الدولي. وعلينا أن لا ننسى أن القرار 1701 جاء بناء على النقاط السبع التي كانت الحكومة وجهتها في حينه برئاسة الرئيس السنيورة إلى مجلس الأمن، لذا علينا أن نحميه ونمنع المساس به" .

 

النائب فتفت استبعد تشكيل الحكومة خلال الايام المقبلة: الثلث المعطل اصبح بالنسبة الى حزب الله مطلبا لتغيير المعادلة

وطنية - 24/7/2009 استبعد النائب احمد فتفت في حديث لصوت لبنان "تشكيل حكومة في خلال الايام المقبلة رغم تفاؤل الرئيس نبيه بري". وقال: "ان العقد ما زالت على حالها من خلال ما يطلق من مواقف للمعارضة"، نافيا في الوقت عينه "ان ندخل في ازمة تأليف تستمر اشهرا". ورأى فتفت "ان هناك فئة في الاقلية لا تؤيد موقف الرئيس بري"، مشيرا في هذا الاطار الى موقف النائب ميشال عون الاخير".وقال: "ان العقبات ما تزال هي هي، فكل يوم نسمع وفي شكل مختلف في موضوع الثلث المعطل او ما سمي مشاركة حقيقية او ما سمي نسبية، كلها تدور حول حجم الدور السياسي في الحكومة للاقلية النيابية". واعتبر فتفت "ان الثلث المعطل اصبح بالنسبة لحزب الله مطلبا لتغيير المعادلة السياسية الداخلية ولم يعد ضمانة للسلاح". وتمنى فتفت "ان تكون الحكومة سريعة جدا، لكنني ارى عراقيل مرتبطة بألتأكيد بالداخل وكل الوضع الاقليمي الذي له تأثير على الداخل، انما الحديث عن اشهر، فأعتقد انه كثير التشاؤم، ولا اتصور ان نكون امام ازمة تطول بهذا الشكل". وحول الاجتماع التنسيقي الذي عقد امس في فرع امن بيروت في استخبارات الجيش اكد فتفت "ان تيار المستقبل كان ممثلا رسميا في الاجتماع وان المشاركة كانت سياسية لا امنية". اضاف "نحن في تيار المستقبل، نتمنى ان تكون بيروت منزوعة من السلاح، بمعنى السلاح الفردي، وربما يكون الامر مقدمة لنزع السلاح من كل المواطنين في كل انحاء لبنان، دون ان يكون لذلك اي علاقة بموضوع المقاومة".

 

غموض "الأهالي

حازم الأمين ، الجمعة 24 تموز 2009

"الأهالي"، يبدو ان هذا المصطلح سيدخل الى قاموس الاستعمال اليومي في أدب وصحافة وسياسة "المقاومة". "الأهالي" هم من قاموا باقتحام الشريط الشائك في كفرشوبا، و"الأهالي" هم من تصدوا للقوات الدولية أثناء مداهمتها منزلاً في بلدة خربة سلم في أعقاب انفجار مخزن للسلاح. الأهالي وليس "حزب الله"، وقد مُهد لهذه العبارة بسلسلة من الوقائع تُشعر المرء بأننا حيال مرحلة كاملة في جنوب لبنان سيكون عنوانها "الأهالي".

لنتذكر قليلاً تلك المعادلة التي رسمها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في أعقاب الانتخابات النيابية، اذ قال يومها (ولم يكن مصطلح الأهالي قد ظهر بعد) ان الانتخابات في الجنوب كانت استفتاء على المقاومة، وإن السكان هناك هم اكثر من تعنيهم هذه القضية، وهم من يجب ان يُسألوا (ولم يقل دون غيرهم من اللبنانيين لكنه أبقى الاحتمال قائماً) عن شرعيتها وعن ضرورة بقاء سلاحها.

ثمة مرحلة جديدة تلوح من دون شك في الجنوب اللبناني، وملامحها لم تتضح بعد، لكن وقائع كثيرة تؤكدها. أدواراً جديدة رسمت بفعل متغيرات لا نملك الكثير من معطياتها، لكن يمكن المرء تعقب مساراتها، فالوضع الميداني بعد الـ1701 في جنوب الليطاني يغشاه الغموض لجهة الأدوار الفعلية للقوى هناك. في جنوب الليطاني 15 الف جندي دولي، ووجود كثيف للجيش اللبناني، ومن دون ان يتوهم المرء ان ذلك أفضى الى انسحاب "حزب الله" من هذه المنطقة، إلا أن ذلك لا يمنع من التساؤل عن طبيعة هذا الوجود وعن حجمه وعن شكل انتشاره؟ لهذه الأسئلة دور حاسم في تحديد ملامح مرحلة "الأهالي" وتحديد وظيفتهم وأدوارهم.

وفي منطقة الغموض هذه تستيقظ وقائع تظهر انها مسحوبة من أي سياق، فيتم مجدداً بعث "فتح الإسلام"، وهذه المرة في جنوب لبنان لا في شماله، ويظهر في برنامج عملها بنداً وهدفاً ما يتعلق في استهداف قوات يونيفل، ويترافق ذلك مع حملة على "يونيفل" يتولاها من سبق ان لعبوا أدواراً في مرحلة "فتح الإسلام الشمالية". وتبدو الحملة هذه منزوعة بدورها من سياق التقارب الذي باشرته دول مشاركة في "يونيفل" مع "حزب الله".

اذاً ثمة وقائع أخرى خلف الحملة، وقائع لا نعرف تفاصيلها، لكنها حقيقية الى حد يمكن معها التضحية بالتقارب الذي لطالما احتاجه "حزب الله" وسعى اليه. فما الذي جرى؟

 حصولنا على الجواب لا يتطلب فقط معرفتنا حقيقة ما جرى في جنوب الليطاني في أعقاب الـ1701، ولكن أيضاً ان نربط ذلك بمتغيرات أخرى من مثل: هل يشعر "حزب الله" ان ثمة استحقاقاً عسكرياً داهماً يتطلب منه تغيير قواعد اللعبة التي رُسمت بعد الـ1701؟ اذا كان الأمر كذلك، فتحرك "حزب الله" منفرداً وإبقائه التحرك في منطقة غامضة لن يكون مفيداً، فذلك يُعرضه لإدراج التحرك في سياق الانقسام الداخلي الذي بقي لصيقاً بأدوار الحزب طوال السنوات الثلاث الفائتة.

أما إذا ارتبط ما يجرى في جنوب الليطاني بوقائع تمس الحزب من دون أن تكون على علاقة مباشرة باحتمالات ضربة إسرائيلية، مثل مستجدات في العلاقة مع سورية، أو الوضع الداخلي الإيراني، فعلينا ساعتئذ ان ننتظر مزيداً من المتغيرات حتى نتمكن من توقع ملامح ما ينتظرنا.

 

 

 

 

إلى وليد بك جنبلاط: هل سقطت التجربة اللبنانية ؟

الدولة المدنية المعاصرة، تحمل في قوانينها ودساتيرها وتصرفات موظفيها وظائف ثلاث، مدنية وثقافية وروحية، وهي بذلك تكفل وحدة اساسية للمجتمع، وان خالفت هذه الوظيفة فإنها تتعرض لمواجهات حتمية مع المجموعات الإتنية والدينية التي تتشكل منها.

1 – هل سقطت التجربة اللبنانية؟

ان الدولة التي اقامها اجدادنا، شكلت تحدياً كبيراً لواقع بنيتنا السياسية والعرفية والحضارية، وشكلت ايضاً رهاناً لطوائفها كي تنتقل من الخاص الى العام، من المواجهة الى العيش المشترك، وهي مع كل علة فيها فتحت الباب واسعاً امام تشكيلات سياسية معاصرة انضمت اليها نخب من كل طائفة ومذهب، فشكلت نواة الحداثة في قلب هذه المنطقة العربية. أما الدولة التي نشأت بعد مواجهات دامية والتي نحصد نتائجها، فهي دولة ارست المواجهات الطائفية يوم تشكلت رباعياً لتواجه المسيحيين وتقصيهم عن المشاركة في قرار صنع لبنان، وهذه التشكيلة الرباعية، تشهد اليوم مواجهة حامية لأنها قامت اساساً على منطق مغاير لمنطق الدولة العصرية المدنية التي تسعى الى استيعاب كل شرائح مجتمعها لتقودها الى المصالحة والعمل معاً في سبيل خدمة مشروع المواطنة، اي مشروع الحرية والكرامة الانسانية.

لن يصل بنا القول ان التجربة اللبنانية الفذة سقطت، وان من الصعب اعادة ترميمها بعد القطيعة المستمرة منذ احداث 1975 وبعد الصدامات المذهبية المتكررة. وهذا كله يجعلنا نعتقد ان لبنان النموذج والرسالة بدأت تتلاشى فيه طموحات ابنائه في العيش المشترك. وبصراحة كلية نقول لقد تزعزت الثقة بهذا العيش الوطني، كما تزعزعت الثقة بالدولة، لأن لغة التكاذب والخداع ستؤدي حتماً الى ولادة جيل كاذب ومخادع.

2 – اننا امام مشهدية مؤلمة

اننا امام مشهدية مؤلمة تتراءى امامنا كل يوم من جرود صنين الى عائشة بكار الى الاوزاعي وصيدا، مروراً بالشوف وعاليه وباب التبانة. النفوس المتشنجة والعقول الهائجة لن تصنع وحدة وطنية وانسانية ولا عيشاً مشتركاً. والاسلحة المكدسة في الازقة والساحات ستصل حتماً الى المواجهة مع سلاح الآخرين، والقوانين التعسفية، وابعاد فئات عن الوظيفة العامة خلال عشرين سنة ولّدت نقمة عميقة في نفوس اصحابها.

ان لبنان ليس ظاهرة طبيعية ولا يوجد كتعبير سياسي. انه موجود بفعل ارادة مجموعة شعوب وطوائف وثقافات، اختارت طبيعة عيش ونسق معين، فمن الامام الاوزاعي الى علماء جبل عامل الى كمال جنبلاط مروراً بالاحزاب المسيحية المقاومة، الفكرة الاساس هي كرامة الانسان وحريته وتوقه الى بناء نظام تعددي غير شمولي نظام يقيم العدالة والتوازن بين كل فئاته ومجموعاته. اما اليوم فلبنان يغرق في الاصولية والشمولية والمذهبية، ونخطف سكان لبنان لنعيدهم بالذكرى الى مواجهات تاريخية لا طائل فيها، ونوهم ابناءنا اننا نصنع لهم المستقبل. ان مواجهاتنا الطائفية والمذهبية ألغت من ذاكرتنا وفكرنا مواجهات لها الاولوية المطلقة، مواجهة من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة، مواجهة التصحر والجهل، مواجهة الديون المتراكمة وبيوع الاراضي الوطنية، مواجهة الفقر الذي هو البيئة الصالحة للجريمة، مواجهة الطبيعة بإقامة سدود لاعادة الاعتبار للزراعة وتثبيت الشعب اللبناني في قريته وبيئته الطبيعية.

اما المواجهة مع اسرائيل فهي ايضاً اولوية، لكنها ليست بالضرورة عسكرية مباشرة، بل من خلال الاثبات للعالم ان نموذجها سرطاني بامتياز وهو يهوّد الحضارة البشرية، ويعيدها الى عصور التمييز العنصري والديني والى الغرائز الدينية المتوحشة، والمواجهة معها تسلك خطاً بيانياً ينطلق من شراكة عربية فاعلة، يؤكد العرب من خلالها على تضامن وجودي مادي وديبلوماسي يساند الديبلوماسية اللبنانية، وعلى هذه الأخيرة ان تتجنب المواجهات مع الجامعة العربية ومع الدول العربية صاحبة القرار، لئلا يترك لبنان وحيداً ويدفع وحده ثمن المواجهة، وعلى الديبلوماسية اللبنانية واجب طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين وضرورة توزيعهم على الدول العربية بالتساوي والمطالبة بإعطائهم الحقوق المدنية الكاملة، مع ضرورة الحفاظ على هويتهم وثقافتهم وخصوصيتهم السياسية الى حين بت الموضوع الفلسطيني نهائياً.

3 – هذا ما تريده اسرائيل

ان تحول الصراع الى صراع داخلي مذهبي وطائفي هو عملية خطرة، لأنه يحول بوصلة المواجهة الحقيقية، وهذا ما تريده اسرائيل وتتمناه من كل قوتها، فالمواجهات التي بدأت العام 1967 في لبنان واستمرت الى التسعينات شكلت محطة هامة للدولة العبرية، وابعدت الصراع عن داخلها واطرافها طيلة ثلاثين عاماً، واذا ما تكررت هذه المواجهات المذهبية، فلن تكون اسرائيل بالطبع منزعجة، وهي تملك من القوة ما يكفي لأن تزيد من اشتعال هذه المواجهات للوصول الى غاية تريدها منذ تأسيسها وهي اولاً، ابعاد المسيحيين عن الانخراط في الحداثة وتهميشهم بغية هجرتهم، وثانياً تفتيت المشرق العربي مذهبياً واتنياً.

لقد بلغ الوطن اللبناني حدوداً حمراء صعبة وخطيره، واصبحت ساحته ملعب مواجهة قومية وطائفية ومذهبية مع ما تحمل كل طائفة من امتدادات سياسية وارتباطات اقليمية وعربية. نحن اذاً امام مأزق وجودي يطال لبنان والمنطقة بأسرها وهذا يفيد اولاً واخيراً المشروع الاسرائيلي ومشروع الاصوليات المذهبية. لقد دفع اللبنانيون ضريبة مرتفعة وما زالوا، فهل من امكان لطاولة حوار صريحة وصادقة لبنانية - لبنانية، ولبنانية - عربية. واذا كان لا بد من المواجهة العسكرية المباشرة مع اسرائيل فعلينا البدء ببناء الملاجئ وتحصينها وتحويل المجتمع اللبناني كله مجتمعاً مقاوماً، ولتتكفل الدول العربية وايران بدفع تكاليف هذه المواجهة. واذا كان الأمر غير ذلك فعلى المقاومة الاقتناع بأن عملها المنفرد سيجر الخراب والويلات على الوطن اللبناني. وان مقاومة لبنان بدون علاقة قوية مع الدول العربية ستؤدي الى تفكك في البيئة القومية والى عزلة لبنانية قاتلة.

اذاً نحن امام مصارحة اخوية، نريد من خلالها اتخاذ قرار جريء يعيد الثقة بين الطوائف والمذاهب، ويعيد الى الدولة المدنية دورها في اعادة فكفكة العقد، واخراج المواطنين من صراعاتهم في اتجاه وحدة المصير وتقدم الوطن ومنعته. اننا نعوّل كثيراً على دور ريادي يقوم به وليد بك جنبلاط لاقامة الجسور بين المذاهب الاسلامية وبين الطوائف اللبنانية كلها لنؤكد للعالم ان النموذج اللبناني هو النموذج الامثل لعالم يتجه نحو الصدامات.

بقلم الخوري اسكندر الهاشم