المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم 30 تموز/2009

إنجيل القدّيس لوقا .46-42:11

ولكِنِ الوَيلُ لكم أَيُّها الفِرِّيسِيُّونَ، فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعنَعِ والسَّذابِ وسائِرِ البُقول، وتُهمِلونَ العَدلَ ومحبَّةَ الله. فهذا ما كانَ يَجبُ أَن تَعمَلوا بِه مِن دونِ أَن تُهمِلوا ذاك. الوَيلُ لَكم أَيُّها الفِرِّيسيُّون، فإِنَّكم تُحِبُّونَ صَدرَ المجِلسِ في المَجامِع وتَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات. الوَيلُ لَكُم، أَنتُم أَشبَهُ بِالقُبور الَّتي لا عَلامَة علَيها، يَمْشي النَّاسُ علَيها وهُم لا يَعلَمون». فأَجابَه أَحَدُ عُلَماءِ الشَّريعَة: «يا مُعَلِّم، بِقَولِكَ هذا تَشتُمُنا نَحنُ أَيضًا». فقال: «الوَيلُ لَكُم أَنتُم أَيضًا يا عُلَماءَ الشَّريعَة، فإِنَّكم تُحَمِّلونَ النَّاسَ أَحمالاً ثَقيلة، وأَنتُم لا تَمَسُّونَ هذِه الأَحمالَ بإِحْدى أَصابِعِكم.

 

البابا يأمل ان ينمو السلام في لبنان

 التاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٠٩ المصدر: ا ف ب 

اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن امله في ان "ينمو" السلام في لبنان، مشيراً الى انه "ارسي الآن".

وقال البابا خلال لقاء قصير مع الصحافيين في مقره في "ليه كومب دينترود" (ايطاليا) حيث يمضي عطلته الصيفية، انه خلال اقامته السابقة في هذه المنطقة الواقعة في فال داوستي (شمال ايطاليا) قبل ثلاث سنوات "كانت هناك حرب في لبنان"، في اشارة الى الحرب التي شنتها اسرائيل على حزب الله صيف 2006.

وأمل ان "يكون السلام صلبا وان ينمو، وقد ارسي الآن".

 

اسرائيل تريد احياء لجنة الهدنة مع لبنان

الاربعاء, 29 يوليو 2009/ دار الحياة - أ ف ب

ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن اسرائيل تنوي احياء لجنة الهدنة مع لبنان التي شكّلت في 1949، بعد الحرب الاسرائيلية العربية الاولى لتسهيل محادثات سلام بين البلدين. وقالت الصحيفة ان مسؤولين اسرائيليين عرضوا هذه الفكرة على الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. ناطقة باسم الخارجية الاسرائيلية لم تؤكد هذه المعلومات ولم تنفها. وكانت لجنة الهدنة مع لبنان تضم ممثلين عن كل من الطرفين برئاسة ممثل للامم المتحدة. وكانت تعقد اجتماعات دورية على جانبي الحدود الاسرائيلية اللبنانية بالتناوب حتى 1967 عندما طلبت اسرائيل حلها. وشنت اسرائيل منذ ذلك الحين عمليتين عسكريتين كبيرتين في لبنان في 1982 ضد "منظمة التحرير الفلسطينية" و2006 ضد "حزب الله".وكان المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل صرح الثلاثاء الماضي في القدس المحتلة ان الرئيس باراك اوباما يريد احلال "سلام شامل في الشرق الاوسط يشمل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان وتطبيع كامل للعلاقات بين اسرائيل وطل جيرانها في المنطقة".

 

أولاً وأخيــــــــراً

De l'audace, et encore de l'audace دانتون

سمير عطاالله     

أيام "النهار" في سوق الطويلة كان الياس الديري يضع تحت زجاج مكتبه قولا لفيلسوف الماني: "هل من الضروري ان تكون طريق العودة دائما الى الوراء؟". يحيّر هذا التبلبل في طريق عودة وليد جنبلاط الى الامام، الى موقعه الطبيعي في العروبة وفلسطين، فهو ليس في حاجة الى هذا المسلك العفوي، الى ذرائع وتبريرات كالتي اضطر اليها وهو يغرّب بعد الإرث الشرقي الكبير. فلماذا التعرض للمسيحيين لارضاء الشركاء الطبيعيين؟ ولماذا التقديم للعودة بحك الجروح الماضية غداة اقفال صناديق الاقتراع وانتفاء الحاجة الى اصوات شريك الاضطرار؟ فقد بدأ زعيم المختارة بالحديث عن "الجنس العاطل"، اي حصريا الموارنة، وصعّد – وما انتهى بعد – باستبعاد المسيحيين من تحالف عتيد يحلم به، او يخطط له.

طبعاً، يوضح وليد بك كلامه دائما لكنه لا ينفيه: "اخراج الكلام من سياقه". لكن السياق هو انهم جنس عاطل في كل الحالات، وان "لبنان اولا" كُفرٌ بالعروبة، وإن يكن قائلها هذه المرة سنّياً يتزعم على بيروت وطرابلس وصيدا (بالاذن، طبعا، من زعامة فؤاد السنيورة). لذلك، وضمن منطق السياق، لا مكان للمسيحيين!

من السهل متابعة وليد جنبلاط، ولكن من المتعب اللحاق به. فما من احد طبّق قول تشرشل إن السياسة مصالح لا صداقات، بالشجاعة التي طبقها هو. واحيانا بالكثير من ازدراء ردود الفعل، او التساؤلات او المساءلات. فوليد بك لا يُسأل. هو يقول، لكنه لا يجيب. وللناس ان تصغي وان تفسر. ولذلك اجمع المفسرون على ان الرجل قارئ جيد لمتغيرات السياسة وتعاكس دورة الارض.

في اي كتاب يقرأ وليد جنبلاط؟ من الصعب المتابعة. ها هو يقول على الملأ: "زبال في نيويورك ولا زعيم في بيروت". ثم يقول للملأ نفسه: "جاءنا جو بايدن يطلب منا حلفاً مع اسرائيل"! وها هو يمنع رسميا من دخول اميركا، ثم يحل ضيفاً على "نادي الصحافة" في واشنطن ليفصّل رؤية سياسية محملة بالنقد لخصميها الرئيسيين، ايران وسوريا. وها هو، نسيب سلطان باشا الاطرش وزعيم الدروز، يحيي فرنسا ويطلب عودتها في ساحة البرج، "بلاس دي كانون"، ومتفرعاتها من اللنبي (الذي استعاد القدس من المسلمين) الى جادة الفرنسيين.

لماذا؟ او لماذا بهذه السهولة؟ لأن وليد بك يتّكل دائما على قاعدتين: الجبن في السياسة، والجهل في السياسة. فعندما راح يسخر خلال الحرب من "عصر النهضة" (امتدحه في ما بعد) كان يدرك ان احداً من السياسيين لا يدرك ان اخواله هم عمدة ذلك العصر. وعندما وصل به الامر الى فخر الدين، كان يعرف سلفاً ان الجبن سيد والجهل سلطان. فلن يجرؤ احد على الرد. ولن يعرف بماذا يرد.

لكن شطحات وليد بك في السياسة وعلى السياسيين كانت غالبا مليئة بالحدة، وخصوصا بالاستهتار، وعدم اخذ وقع ما يقول في الاعتبار، على الاقل، لدى الذين يملكون شيئا من الاحساس وبعضاً من "تفل" الكرامة، على قلتهم، فقد كان يسمي السياسيين المتقدمين في السن (كميل شمعون، بيار الجميل، صائب سلام) الخرفانين مع ان السن حق لا تهمة، حتى في أرذلها.

وكان يصعِّد – خلال الحرب – حتى لا يبقي كوة او نافذة او ثقباً للصلح. لكنه كان يدرك ان في امكانه ان يغير غدا دونما "ما احلى الكحل في عينك".

ثمة بلبلة كثيرة في طريق العودة. ولا لتزم لها ولا ضرورة. فالحقيقة ان المسألة في لبنان ليست قضية "جنس" او "عرق" بل هي قضية تربة، في شكل عام. تربة، بمعنى المناخ والبيئة، والهواء الفاسد، او الفاسق، الذي يعيش عليه اللبنانيون جميعا ودون استثناءات. اما العطل المميز في الجنس الماروني، او الحصري، فهو عطلهم بعضهم ضد البعض، وحروبهم بعضهم على البعض، ومقاتلتهم بعضهم للبعض، وايذاؤهم وضررهم وقلة ادبهم واخلاقهم بعضهم حيال البعض.

تلك هي المشكلة، او المسألة، او القضية. وهم الذين اوصلوا الوضع الى وقت يستطيع فيه وليد جنبلاط ان يقول إن دخولهم ممنوع في التجمعات الوطنية. ولكن يجب ان نتذكر اننا هنا امام عزل ودي، ضمن الرفاقية والتحالف، وليس أمام عزل جديد، من النوع الذي اعلنه كمال جنبلاط مع بدء الحرب مع "لبنان اولا"، و"وطني دائما على حق".

إنها طريق العودة. عام 1988، في القمة الروحية في الكويت، قلت للمفتي الراحل الشيخ حسن خالد، في حضور الزميل الكريم محمد السماك: "قلت سماحتك فليعودوا الى روديسيا. وهذا خطأ تقني. الاصح القول، فليذهبوا الى روديسيا. اما اذا كانت مسألة "عودة" فيجب ان يعودوا الى اقليم الخروب، او اقليم التفاح، او اقليم البلوط. هم، سماحتك، اهل الارض وإن يكن الصراع الآن نازلا من السماوات".

أي مسيحيين، يريد جنبلاط، ان يبقي خارجاً؟ اذا كان يعني خصومه او حلفاءه الحاليين (غداً يوم آخر) فإن له ما يشاء. سياسة بسياسة، وانقلاب بانقلاب. اما اذا كان يعني المسيحيين في المطلق، كقوة وجودية رمزية، فهذه تاريخها العربي مثل تاريخ "لبنان اولا". هذه قوة فكرية ونضالية واستشهادية في العروبة، احيانا مثل سواها، واحيانا دونها جميع الاسوياء. وفي هذا المعنى، هي التي فسرت للعرب عروبتهم، وهي التي حملت اليهم الفكر الاشتراكي الانساني الضمائري (على رغم ما حصل له في ما بعد)، وهي التي حمت لغتهم من التتريك، وهي التي تُضطهد في بيت لحم كاضطهاد الاقصى. ولعل في تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ما يقنع وليد بك بأن فكرة الاستبعاد الملطّف بعد ثقافة العزل، فيها تجن على صلب العروبة وعلى صلابتها، اولا واخيراً. ثم ان المؤسف والمحزن، انه في حال التجاذب والتردي والتخلف السياسي والوطني الذي آلت اليه العرب والعجم، لم يعد قرار العزل والاستبعاد والاستثناء في يده، ويا للاسف.

وزير الدفاع السوري السابق العماد مصطفى طلاس، كان هو ايضا يتحدث في مذكراته عن الحذر من المسيحيين والخوف من ميولهم الى الغرب. كان ذلك غريبا حقا في بلد رمزه التقليدي فارس الخوري، ورمزه الثوري ميشال عفلق، واما الرجل الذي يدعو الى وحدة تحمل اسم سوريا، دون سواها، فيدعى انطون سعادة.

ولا ضرورة اطلاقا لكي نعود ونكرر لائحة الاسماء التي تجاوزت، في العمق وفي السعة، معظم الافرقاء الآخرين. ولا داعي للتذكير بأن العروبة عند المسيحيين كانت نذراً لا مهنة. واذا كان بعضهم قد اكتشف العروبة حديثا، في سلسلة الاكتشافات، فلا تؤثر في الجذور والعراقة حداثة النعمة وشهوة الانتساب وحرفة تبديل الازرار على الصدور.

يجب ان نتذكر، او ربما يُستحسن على الاقل، انه عندما اختار كمال جنبلاط ان يؤسس حزباً اشتراكياً في لبنان، خارج اطار زعامته الطائفية، جمع من حوله عدداً من نخبة وصفوة المسيحيين المجبولين، وليس المؤمنين، بالعروبة والاشتراكية. ولا يجوز ان يبدو ذلك التاريخ الآن كأنه من السهل التشكيك فيه والاستهتار بمرحلته الذهبية. وقد ظل هؤلاء رفاق كمال جنبلاط الى ما بعد استشهاده، وما بعد هزال العروبة، وما بعد التنكيل بالاشتراكية ووأدها مع باقي الافكار الحرة والنبيلة.

السياسة مسائل آنية خاضعة للمرحليات والضرورات. المسيحيون في لبنان، على رغم ما فعل بهم سياسيوهم، حقيقة دائماً. مثل لبنان، اولاً او اخيراً. ومثل عروبة لبنان، اولاً واخيراً.

 

المركز اللبناني لحقوق الانسان": نشر صور ومعلومات عن المشتبه في تجسسهم لمصلحة اسرائيل انتهاك لحقوق الاشخاص

وطنية - 29/7/2009 اعتبر المركز اللبناني لحقوق الانسان، في بيان اليوم، ان "نشر احدى وسائل الاعلام اسماء الاشخاص ال22 الذي ينتظرون الحكم في قضية التجسس لمصلحة اسرائيل، مرفقة بصورهم ومعلومات شخصية عنهم، يمثل مجموعة انتهاكات لحقوق الاشخاص وللمبادئ الاساسية للعمل القضائي الذي يفرض مباشرة فتح تحقيق قانوني".

ولفت الى انه "ذهل بالكشف عن هذه المعلومات التي تعد تعديا على الحياة الشخصية وتعرض عائلات المشبوهين للخطر، وتعد خرقا لمبدأ افتراض البراءة وسرية التحقيق".

وحمل القوى الامنية "مسؤولية السلامة الجسدية والنفسية للمعتقلين ولعائلاتهم".

الرئيس المكلف الحريري عرض مع جعجع المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة

وطنية 29/7/2009 استقبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء اليوم في "قريطم" رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع وعرض معه المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة.

الرئيس سليمان اجرى والرئيس المكلف "جوجلة لاتصالاته"

واطلع من وزير الداخلية على الاوضاع الامنية وشؤون وزارته

سعد الحريري: الصيغة الحكومية اصبحت نهائية تقريبا

الجميع مشارك ويسمي وزراءه ما يجعلها حكومة ائتلاف وطني

سياسة - 29/7/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا عصر اليوم، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري واجرى معه جوجلة لحصيلة الاتصالات التي قام بها.

الرئيس المكلف

بعد اللقاء، قال الرئيس الحريري: "بعد شهر من الحوار الجدي مع فخامة الرئيس والكتل النيابية، اصبحت الصيغة الحكومية نهائية تقريبا، وسنعمل بنفس الجدية التي اعتمدناها للوصول الى هذه الصيغة في الاسماء والحقائب، فنصل الى حكومة الوحدة الوطنية لمواجهة الصعوبات في البلد".

اضاف: "ووفق تركيبة هذه الحكومة، يظهر ان الجميع مشارك فيها ويسمون وزراءهم بأنفسهم، وهذا ما يشكل فعليا حكومة الائتلاف الوطني او الوحدة الوطنية. وان شاء الله نصل، وفق الجدية التي عملنا بها الى صيغة تريح البلد. سنواصل العمل بجدية وهدوء وربما بوتيرة اسرع قليلا لتشكيل الحكومة التي ستنهض بالبلد".

سئل: هل الصيغة مقسمة 15-10-5 وزراء كما تم تداوله؟

اجاب: "سنعمل بهدوء وصمت وكما تعرفون، لم اتكلم سابقا وربما هذه السياسة افادت في تكريس اجواء التهدئة في البلد. واود ان اشكر فخامة الرئيس وكل الكتل النيابية، وربما لم يظهر حجم العمل الذي حصل للبنانيين، الا ان الاجتماعات كانت متواصلة ودائمة بشكل ادى الى هذه الصيغة".

الوزير بارود

وكان الرئيس سليمان استقبل بعد الظهر وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الذي سلمه تقريرا عما تم تحقيقه في خلال عام في وزارة الداخلية. وتناول الحديث الوضع الامني في البلاد وشؤون وزارة الداخلية.

البستاني

وزار بعبدا ايضا الوزير السابق ناجي البستاني.

 

الامانة العامة لقوى 14آذار: نأمل أن تعكس مراسيم التأليف إرادة شعبية عبرت عن نفسها في الانتخابات النيابية

علوش: أي قرار بتثبيت الثلث المعطل سيعطل الحكومة

سعيد: نتمنى ان تستظل كل المصالحات تحت سقف الطائف

وطنية - 29/7/2009 عقدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار اجتماعها الدوري، في حضور النائب سيبوه قالباكيان والنواب السابقين: فارس سعيد والياس عطاالله ومصطفى علوش وسمير فرنجيه، والسادة: ميشال مكتف وآدي أبي اللمع ونصير الأسعد والياس أبو عاصي وهرار هوفيفيان.

وإثر الاجتماع، تلا علوش البيان الآتي:

"أولا: في تأليف الحكومة.

تأمل قوى 14 آذار أن تصدر مراسيم تأليف الحكومة الجديدة في وقت قريب، وبصورة تعكس الإرادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في الإنتخابات النيابية الأخيرة، من دون إشتراطات غير دستورية على الدولة، أو الإلتفاف على قواعد اللعبة الديموقراطية، خصوصا بعد التمكن من تجاوز بعض الضغوط التي مورست على الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ولا سيما منها الإقلاع عن "الثلث المعطل" ومشتقاته.

ثانيا: في ذكرى مصالحة الجبل - آب 2001

في مناسبة الذكرى الثامنة لمصالحة الجبل التاريخية، مطلع آب 2001، نشد على أيدي أهلنا في الجبل، مسلمين ومسيحيين، وندعوهم إلى مواصلة الإلفة والتآخي، نابذين الأصوات المتخصصة بنكء الجروح. إن القيمة الإستثنائية لتلك المصالحة، فضلا عن أنها طوت تاريخا ثقيلا من النزاع ولم تكن في سياق تكريس ثنائية طائفية، هي في كونها قامت على روح إتفاق الطائف ومرجعية الدولة، وشكلت، في الوقت نفسه، خطوة أساسية نحو الإستقلال الثاني. وعليه، فإن المطلوب إستكمال طي صفحة الماضي عبر استلهام الروح نفسها واستظلال المرجعية نفسها.

ثالثا: في إلتزام القرار الدولي 1701.

تستنكر قوى 14 آذار حملة الابتزاز المتواصل، ولا سيما من إسرائيل وبعض الأطراف اللبنانيين، للقرار الدولي 1701 وقوات "اليونيفيل" في الجنوب. وهي ترى أن هذه الحملة الظالمة تصيب في الصميم المصلحة اللبنانية العليا ومصلحة أهلنا في الجنوب الذين يستحقون الاستقرار والعيش الآمن".

اسئلة وجوبة

وفي معرض رده على اسئلة الصحافيين، اشار علوش الى ان "ما قصده بيان الامانة العامة في شأن تأليف الحكومة "بصورة تعكس الارادة الشعبية"، اي ان تكون هناك اكثرية واقلية وان أي حكومة تعكس هذه الاكثرية هي الاساس، واذا كانت ارادة الاكثرية ان تشارك رئيس الجمهورية الذي تريد الاكثرية الشعبية ان يكون مشاركا في قرارات الحكومة فبذلك نعكس الارادة الشعبية".

وفي ما خص الثلث المعطل اعتبر ان "أي قرار بتثبيت الثلث المعطل سيعطل الحكومة"، لافتا الى انه "وفق المعلومات المتوافرة فالتفاؤل بامكان انجاز الحكومة مبني على عدم وجود الثلث المعطل".

وعن موقع الامانة العامة ل 14 آذار في التشكيلة الحكومية، اوضح ان الامانة العامة لقوى 14 آذار "هي تشكيل سياسي وليس بالضرورة ان يكون له علاقة بتأليف الحكومة، لان القوى الاساسية في فريق 14 آذار هي التي تساهم في عملية التأليف"، مشددا على ان "دور 14 آذار هو التوفيق والتعبير عن رأي قوى 14 آذار مجتمعة".

سئل: اعلن الرئيس بري من قصر بعبدا حصول توافق على التشكيلة السياسية ويبقى توزيع الحقائب، فهل يمكن ان تولد الحكومة قبل اول آب، كما يتمنى الرئيس ميشال سليمان، او ما زالت هناك تعقيدات؟

اجاب: "اذا ثبتت مسألة الاقلاع عن الثلث المعطل، وفق ما يبدو، فان الحكومة ومن ناحية التشكيلة السياسية تصبح قائمة. اما من ناحية تفاصيل التأليف اي الاسماء والحقائب فتنتظر اكثر من ثلاثة ايام لانجازها. وعلى الارجح ستحتاج الى اسبوع او اكثر، بالاضافة الى عقد اخرى قد تنشأ كالبيان الوزاري وغيره، وهذه المسألة ستحتاج الى بعض الوقت".

سئل: وعن مصالحة الجبل وطي صفحة الماضي كان هناك 7 آب واليوم هناك مصالحات تتم على المستوى المسيحي ايضا ضمن اتفاق الطائف، فهل هناك تخوف من هذه المصالحات او انها خطوة جيدة؟

اجاب: "نؤكد ان مصالحة الجبل في العام 2001 جرت في ظل قوى ضاغطة كانت ترفض المصالحات وتعمل ضدها. هنا اتحدث تحديدا عن الوجود السوري في لبنان واهمية ما حصل في ذلك الوقت ان المصالحة تمت في ظل الوصاية السورية ورد الفعل على هذه المصالحات في وقتها كان بسبب وجود الوصاية السورية وعدم توافقها مع المصالحات. أما اليوم فلا سبب يدفع الى حصول ردات فعل على هذه المصالحات".

سئل: ما هو المقصود في كلامكم عن "الابتزاز المتواصل" في ما خص القرار 1701، فأجاب: "الابتزاز الاسرائيلي هو الاساس في الخروق المستمرة وفي مسألة اثارة تغيير قواعد الاشتباك ووجود اسلحة ضمن الخط الذي حدده القرار 1701 جنوب الليطاني، وربما الاعتراض على تصرفات قوات "اليونيفيل".

بعدها، سئل سعيد: هل المقصود اتفاق الطائف بما ورد في مسألة مصالحة الجبل "باستكمال طي صفحة الماضي عبر استلهام الروح ذاتها واستظلال المرجعية نفسها"، فأجاب: "نحن نعتبر انه اضافة الى أهمية مصالحة الجبل، فان مرجعية هذه المصالحة كانت لا تزال اتفاق الطائف أي مرجعية الدولة.

ونحن نتمنى ونأمل ونشجع ان تكون هناك مصالحات مع كل الاطراف في لبنان حتى مع الاطراف الذين نعتبر انهم في مقلب سياسي آخر، ولكننا نأمل ان تكون مرجعية اتفاق الطائف تستظل تحت سقفها كل المصالحات".

وكان النائب السابق علوش استهل كلامه بالترحيب بوسائل الاعلام كافة وبقناة "الدنيا" السورية "الوافد الجديد"، كما قال، آملا ان "تتمتع كل القنوات الاعلامية بحرية العمل في سوريا، كما تتمتع بها القنوات السورية في لبنان".

 

محفوض : سوريا تضع أربعة شروط لإطلاق التشكيلة الحكومية اللبنانية

أدلى رئيس "حركة التغـيير" عضو قوى 14 آذار المحامي ايلي محفوض بالتصريح الآتي: بات واضحا" أنّ سوريا تستعمل بعض المحسوبين عليها في لبنان كأدوات تعطيلية لإطلاق التشكيلة الحكومية وهي إستفادت وتستفيد من الظروف الإقليمية لترفع من سقف مطالبها ، وقد وضعت مؤخرا" روزنامة شروطها والتي يمكن تلخيصها بأربعة مطالب هي ضرورة إعلامها بمصير المحكمة الدولية وسقف قراراتها ، تسعى لإعادة موطىء قدم ما في لبنان بغطاء دولي ، تعويضات مادية جراء خسارتها في لبنان ، وفي حال تراجعها في حلفها مع إيران إيجاد وسائل تعويضية عمّا قد تخسره من مواردها لدى الجمهورية الإسلامية. ويبقى الأساس أنّ لا يخذل الطاقم السياسي في لبنان ناسه ومؤيديه ، خاصة وأنّ أولى معالم الخطوات الناقصة بدأت مع إعادة إنتخاب نبيه بري رئيسا" للمجلس ، لذا يطلّ علينا الامتحان المرتقب وهو الحكومة اللبنانية شكلا" ومضمونا" ، ففي الشكل نتمسك بأن تكون حكومة موّحدة الرؤيا وهذا يتطلّب فريق عمل متجانس ومنسجم، ولن يتحقق هذا الأمر في حال توزير الموالاة والمعارضة معا" ، أمّا في المضمون فإنّ التركيز على إيجاد مخارج مشرّفة للسلاح الخارج عن سيادة الدولة ومفهوم الشرعية ونعني به حصرا" سلاح ميليشيا حزب الله. في محصّلة الموقف السياسي نسجّل واضحا" أنّه طالما بقي سلاح حزب الله ، طالما بقي هذا الحزب يحكم ويتحكّم بالحياة السياسية اللبنانية ، وبالأمس ذكّرنا هذا الحزب أنّ 7 أيار لم يكن سوى رفع الإصبع ، إذا" لا بدّ من منع هذا الإصبع من أن يعلو تهديدا" بوجه اللبنانيين ، وهذا دور الحكومة اللبنانية القادمة. 29/تموز/2009

لبنان أولا" وأخيرا"

ايلي محفوض

 

القاهرة ترد على جنبلاط: يتقرب من سورية و«حزب الله»

القاهرة – محمد صلاح

تفجرت أزمة بين مصر ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» في لبنان وليد جنبلاط على خلفية انتقادات وجهها جنبلاط إلى الحكومة المصرية حول حضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حفلاً أقامته السفارة المصرية في تل أبيب الخميس الماضي في ذكرى ثورة 23 تموز (يوليو). وعلق المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي على كلام جنبلاط قائلاً: «كان من اللافت أن جنبلاط وهو أحد أقطاب 14 آذار وحصل على دعم مصر يقول كلاماً كهذا على مصر التي استقبلته أكثر من مرة».

وقال زكي لـ«الحياة»: «نحن نرفض بشكل قاطع أي مزايدات على المواقف المصرية أو التاريخ المصري، ونعلم تماماً الأهداف من وراء حديث جنبلاط».

ورفض زكي الخوض في تفاصيل أخرى، لكن مصادر مصرية رسمية قالت لـ«الحياة» إن القاهرة «لا تستغرب تصريحات وليد جنبلاط، خصوصاً أنها تدرك أنه يقوم منذ فترة بعملية إعادة تموضع سياسي يقترب منها من حزب الله ومن سورية»، لافتة إلى أن كلام جنبلاط الأخير «يمكن النظر إليه أو اعتباره في ذلك الإطار».

وقللت المصادر من أهمية مواقف جنبلاط بشكل عام «بعد أن اتضح أنه زعيم طائفي بشكل أساسي وأحاديثه السياسية تمتلئ بالشعارات من دون أن يكون هناك قناعات حقيقية وراءها». وأضافت أن «محاولة جنبلاط التقرب من حزب الله محكوم عليها بالفشل مسبقاً، ولن يجد حاضناً حقيقياً له في لبنان سوى حلفائه الحاليين»، معتبرة أن أحد أسباب إصدار جنبلاط لمثل هذه التصريحات «هو سعيه إلى التقارب مع حزب الله في لحظة مهمة بعدما أعلنت مصر لائحة اتهام ضد الحزب، وجد أنها اللحظة المناسبة لكي يكسب نقطة في مساعيه المحمومة إلى التقارب مع حزب الله على حساب مصر». وكان جنبلاط قال في موقفه الأسبوعي في جريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي أول من أمس «إن مناسبة 23 تموز (يوليو) ليست ملكاً لحكومة مصر أو شعبها إنما هي ملك لكل عربي حر آمن بعبد الناصر وأحبه ورأى فيها حلم العزة والكرامة والإنجازات العسكرية والاجتماعية والعربية والعالمية»، معتبراً أن حضور بيريز ونتانياهو حفل السفارة المصرية في تل أبيب «إهانة فاضحة لمناسبة تلك الثورة الكبرى والمارد جمال عبد الناصر». واستغربت المصادر الرسمية المصرية استخدام جنبلاط الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وذكرى الثورة المصرية في إطار مساعيه إلى التقرب من «حزب الله» وسورية. وشددت المصادر المصرية على أنه «لا يهم مصر كثيراً ما يعتقده جنبلاط في مسألة حفل العيد القومي في السفارة المصرية في تل أبيب»، مؤكدة أن القاهرة «معنية أكثر بما تشير إليه هذه التذبذبات الجنبلاطية من دلائل سياسية على الساحة اللبنانية».

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 تموز 2009

النهار

اشترى نائب شمالي فيلا في منطقة الرابية ليعزز وجوده المسيحي القريب من الأحداث ومن مركز القرار في العاصمة ومحيطها.

قال مسؤول كندي ان شركة طيران بلاده مستعدة للهبوط في مطار بيروت اذا ازيلت كاميرات المراقبة في محيطه.

غاب احد الوزراء بحجة المرض عن موعد مع رجل دين بارز ليشاهده الأخير في نشرة الأخبار لدى رجل سياسي في الوقت الذي كان مقرراً للقائهما.

السفير

احتج مسؤول كبير لدى قيادات موالية ومعارضة على تسريب أحد "الأسماء الحساسة" إلى الصحف محذراً من أن يكون الهدف "حرق صاحبها"!

لعبت بعض سفارات الدول العربية والغربية أدواراً في عملية ترجيح الأسماء في موضوع "الوزير الملك"!

استخدم أحد المراجع تعبير "المغفور له" أثناء حديثه في مجلس عام عن دور أحد الدبلوماسيين العرب البارزين حالياً!

المستقبل

لاحظت أوساط متابعة أن مرجعاً روحياً كبيراً يرد بشكل غير مباشر على عناوين تتطلب تعديلات دستورية بالتأكيد على المضامين الواردة حالياً في الدستور.

في اليومين الماضيين برزت روايتان، الأولى تتحدث عن مصالحة تمت بين محاور في تيار معين والثانية تؤكد استمرار المحاور وتعمقها.

تردد أن دولة عربية يعمل فيها آلاف من اللبنانيين رحّلت عدداً منهم على خلفية "أمنية".

اللواء

كشف دبلوماسي غربي أن العلاقة بين عاصمتين عربيتين، لم تُسجّل تقدماً في الاتصالات منذ سنوات!.

فشلت محاولة لنائب سابق بإحياء تجمع سياسي من رؤساء حكومة ونواب سابقين، نظراً لعقم التجارب الماضية.

يتمسّك رئيس تكتل معارض بوزير حالي من غير طائفته، مُني بهزيمة كبيرة في القضاء الذي ينتمي إليه.

 

النائب الجميل: نرفض الثلث المعطل لأنه غير موجود في الدستور

المشكلة ليست في المعارضة أو الموالاة بل في النظام وتركيبة الدولة

وطنية - 29/7/2009 أعلن النائب سامي الجميل في حديث الى مجلة "الصياد" ينشر غدا رفضه الثلث المعطل في الحكومة "لكونه غير موجود في الدستور". ورأى أنه "سواء أخذت المعارضة هذا الثلث أو لم تأخذه فإن لديها أهم ثلث معطل هو السلاح"، لافتا الى "أن المشكلة ليست في مطالب المعارضة أو الموالاة بل في النظام السياسي وتركيبة الدولة التي برهنت في الفترة الاخيرة أنها غير قابلة للحياة". وأشار الى "أن حزب الكتائب يملك تصوره الخاص عن اللامركزية الادارية المطلوبة للبنان، وسيطرحه للنقاش، إذ إن تطبيق هذه اللامركزية كفيل بردم الهوة بين الدولة والمواطنين". وعن اللقاء مع النائب سليمان فرنجية، قال:"إذا كنا نختلف في سلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا أو الثلث المعطل فإن ذلك لا يحول دون التعاون في مواضيع أخرى في ظل احتفاظ كل طرف باقتناعاته السياسية الاساسية". وإذ وصف دور بكركي بأنه أساسي في المصالحة المسيحية، كشف أنه "على تواصل دائم مع غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لاطلاعه على الخطوات المتعلقة بهذا الملف". وبالنسبة الى العلاقة مع سوريا، اعتبر النائب الجميل "أن هناك خطوة معنوية جريئة يجب أن تقوم بها سوريا تجاه الشعب اللبناني الذي تضرر من سياستها على مدى ثلاثين سنة"، لافتا الى "أن هذه المصالحة لا تنجز عبر أي حزب أو شخص وإنما عبر الدولة اللبنانية والمؤسسات الرسمية".

 

"كتلة الوفاء للمقاومة" عقدت اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب رعد: هدفنا من الشراكة الحقيقية حسن سير عمل الحكومة والالتفاف حول قراراتها

وطنية -29/7/2009 عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري الاسبوعي ظهر اليوم في المجلس النيابي برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد وحضور النواب: حسين الحاج حسن، حسن فضل الله، نوار الساحلي، علي عمار، الوليد سكرية، علي المقداد، حسين الموسوي، كامل الرفاعي، واعتذر عن الحضور كل من الوزير محمد فنيش والنائبين علي فياض ونواف الموسوي لارتباطهم بمواعيد سابقا.

اثر الإجتماع صدر عن الكتلة البيان الآتي:"بعد استعراض حصيلة المداولات بشأن صيغة تشكيل الحكومة الوفاقية المرتقبة، جرى تقييم النتائج والحيثيات التي يفترض ان تشكل ضمانة لحسن سير العمل الحكومي في المرحلة المقبلة التي تنطوي على استحقاقات دقيقة تتطلب تفاهما وطنيا متينا لمواجهتها والتعاطي معها بشكل يحفظ الإستقرار ويحقق المصالح الوطنية للبنان واللبنانيين.

ورحبت الكتلة باللقاءات التي جرت في الجنوب وبمواكبة من نواب المنطقة والجيش اللبناني، بين الفعاليات والأهالي من جهة وقيادة القوات الدولية العاملة في لبنان من جهة أخرى، وأكدت إيجابية العلاقة وضرورة تعزيزها بين هذه القوات والأهالي بما يحفظ السيادة الوطنية والإستقرار الداخلي.

وشددت الكتلة وجوب قيام الأمين العام للأمم المتحدة بالتحركات المطلوبة والفاعلة من اجل إرغام العدو الصهيوني على إخلاء الجزء الشمالي من بلدة الغجر وإزالة كل ما استحدثه العدو في نقاط التحفظ عند خط الإنسحاب الأزرق، وتحميله المسؤولية والتبعات الكاملة كمحتل ومعتد على لبنان.

وأيدت الكتلة ارتياحها لمواصلة الجيش اللبناني جهوده من أجل كشف شبكات العملاء للعدو الصهيوني، ودعت جميع الأجهزة الأمنية لبذل المزيد في هذا الإتجاه تحصينا لأمن البلاد والعباد.

وخلصت الكتلة في نهاية اجتماعها الى إصدار ما يلي:

1- ان هدف المعارضة من الشراكة الحقيقية الفاعلة في الحكومة هو ضمان حسن سير العمل الحكومي وتوفير أوسع التفاف وطني حول القرارات خصوصا ما يتعلق منها بالشؤون الأساسية الكبرى للوطن والمواطنين. وان التقدم الذي لاحت تباشيره، يؤكد واقعية هدف المعارضة ويؤمل أن يسهم بولادة طبيعية لحكومة الوحدة الوطنية.

2- ان لبنان معني بإثارة وملاحقة المؤسسات الدولية من اجل تحريكها في كل اتجاه لوضع حد لخروقات العدو الصهيوني المدانة، وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية واحتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولإزالة كل التعديات والتجاوزات التي ارتكبها هذا العدو خلافا لنص القرار 1701.

3- ان مواصلة الجهود للكشف عن شبكات العملاء للعدو الصهيوني والتي تحفظة بعناية واهتمام ومواكبة كل السلطات الدستورية والمواطنين، يجب أن تبقى أولوية في سياق الإستعداد الدائم لمواجهة الإعتداءات والتعزيز المستمر للصمود الوطني في وجه الإستهداف الصهيوني الذي يشكل خطرات جديا على أمن البلاد واستقرارها".

 

البطريرك صفير بحث مع وفد كتائبي وشخصيات التطورات الداخلية: اللقاءات بين الطرفين من شأنها إشاعة الإرتياح والإطمئنان في النفوس

أبواب بكركي مفتوحة أمام الجميع والنائب فرنجية من صميم أبناء الطائفة

مدعوون الى تعميق روح الحوار لتحصين الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات

متمسكون مع شعبنا بكل أطيافه السياسية برفض توطين الفلسطينيين وحق العودة

وطنية - 29/7/2009 - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في مقره الصيفي في الديمان، النائب سامي الجميل وعضوي المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية سجعان القزي ووليد فارس. ووضع الوفد البطريرك صفير في أجواء اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس أمين الجميل ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، وقيادات من الطرفين. وأبدى البطريرك صفير ارتياحه لهذا اللقاء، آملا "أن تتواصل اللقاءات بين مختلف الأطراف المسيحية التي باعدت بينها الظروف السياسية".

وأعلم الوفد الكتائبي البطريرك صفير بالتحركات المستقبلية التي ينوي متابعتها لتوسيع حلقة اللقاءات والمصالحات. ولمس الوفد من البطريرك تأييدا لهذه التوجهات وتشجيعا للقائمين بها، مؤكدا حرصة الشخصي، وبالتالي حرص البطريركية على "نجاح هذه المساعي التي من شأنها إشاعة الإرتياح والإطمئنان في نفوس اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا".

وجدد البطريرك صفير دعم البطريركية "لكل ما من شأنه ان يجمع الموارنة والمسيحيين وسائر اللبنانيين"، مشيرا الى "ان أبواب البطريركية في بكركي وفي الديمان مفتوحة أمام جميع اللبنانيين، وخاصة أمام الموارنة، والنائب سليمان فرنجية هو من صميم هؤلاء الموارنة أبناء الطائفة". وقال غبطته: "اننا مدعوون دوما الى تعميق روح الحوار والتلاقي التي تسهم في تحصين الوحدة الوطنية في مواجهةالتحديات التي تهدد لبنان". وإستكمل البطريرك صفير المحادثات مع الوفد الكتائبي على مائدة الغداء.

جمعية A.M.E

ثم التقى غبطته وفد جمعية "تعاون رسالة وصداقة A.M.E" التي تقيم مخيمات صيفيا تثقيفيا للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و13 سنة، وذلك في مدرسة البنات الرسمية في بشري، ويشارك في الإشراف عليهم ثلاثون متطوعا فرنسيا، ورافقهم كاهن الرعية الخوري شربل مخلوف ومسؤول الجمعية ايلي مظلوم.

ورحب البطريرك صفير بالأولاد في الصرح البطريركي، مثنيا على العمل التثقيفي الذي تقوم به الجمعية، مؤكدا "ان ذلك يساهم في تعميق العلاقة اللبنانية - الفرنكوفونية"، منوها بعمل المتطوعين الفرنسيين الذين يساعدون الأولاد في المخيم، آملا ان تعمم هكذا مخيمات لما فيها من فوائد تثقيفية، وكذلك تعمق العلاقات والروابط والصلات بين لبنان وأوروبا ولا سيما فرنسا. واضاف: "نحن متمسكون مع شعبنا بكل أطيافه السياسية برفض التوطين وحق العودة، وهذا ما نلاقي فيه دعما من جميع أطياف الشعب اللبناني.

كشافة وادي النيل

ثم استقبل وفدا من كشافة نوادي النيل الماروني فرع مار مارون القاهرة يرافقه راعي ابرشية مصر للطائفة المارونية المطران فرنسوا عيد. ورحب البطريرك بالوفد، متمنيا له طيب الإقامة في لبنان. وتحدث عن دور الشباب في نهضة الأوطان والمجتمعات، مؤكدا "ان أمام هذا الجيل الشبابي تحديات كبيرةعلى كل المستويات عليه أن يعرف كيف يتجاوزها للوصول الى مستقبل افضل". وبارك البطريرك صفير الوفد الكشفي وحمله سلاما وبركة الى كل الموارنة في القاهرة.

المطران سعادة

والتقى راعي ابرشية البترون المارونيةالمطران بولس اميل سعادة وعرض معه شؤونا رعوية تتعلق بالأبرشية في البترون.

لجنة دعم المقاومة

واستقبل غبطته وفدا من لجنة دعم المقاومة في فلسطين ويضم الشيخ غبريس والشيخ ماهر مزهر وغازي حسن، مشهور عبدالحليم، رفيق ابوهاني ووسام محفوظ الذين وجهوا الدعوة له للمشاركة في الملتقى المزمع عقده في 19 آب المقبل برعاية الرئيس سليمان في مقر الأونسكو في بيروت الذي يعقد تحت عنوان "حق العودة ورفض التوطين".

وقال عبدالحليم بعد اللقاء: "لقد لمسنا من البطريرك صفير كل قبول وترحاب، وموافقته على المشاركة بارسال موفد عنه. وقد أكد غبطته حق الشعب الفلسطيني في حق عودته الى وطنه ورفضه للظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني، وهو الى جانب جميع اللبنانيين في رفض التوطين، وجميعنا متمسكون بحق العودة الذي طال عليه الزمن، ونحن نشكر لغبطته موقفه".

فغالي

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس الإتحاد الماروني في المانيا مبارك فغالي يرافقه برنارد صادر، ووضع فغالي البطريرك صفير في أوضاع الإتحاد الماروني في المانيا.

وقد رحب فغالي بالمصالحات المسيحية - المسيحية والتي "تنعكس ايجابا على الوضع المسيحي في بلاد الإغتراب بعد انتهاء الإنتخابات النيابية".

وقد حمل البطريرك صفير فغالي الى المغتربين بوجوب توطيد وتمتين العلاقات بين لبنان المقيم ولبنان المغترب.

كذلك التقى رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا المهندس مارون كرم وعرض معه لأوضاع الجالية اللبنانية في بلجيكا.

وأكد كرم للبطريرك تعلق أبناء الجالية وتأييدهم المطلق لمواقفه الوطنية الحكيمة.

وأشار كرم بعد اللقاء: "ان البحث تناول موضوع تشكيل الحكومة وتداعيات التأخير في تشكيلها على المواطنين على مختلف الأصعدة، خصوصا وان ديون لبنان تتفاقم وتزيد"، آملا تشكيل حكومة تكنوقراط.

بعدها استقبل البطريرك صفير رئيس الرابطة المارونية في كندا الدكتور جوزيف هيكل يرافقه الدكتور باتريك ارقش.

 

14 آذار: نأمل أن تعكس مراسيم التأليف إرادة شعبية عبرت عن نفسها في الانتخابات النيابية

وطنية - 29/7/2009 عقدت الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار اجتماعها الدوري، في حضور النائب سيبوه قالباكيان والنواب السابقين فارس سعيد والياس عطاالله ومصطفى علوش وسمير فرنجيه، والسادة: ميشال مكتف وآدي أبي اللمع ونصير الأسعد والياس أبو عاصي وهرار هوفيفيان.

وإثر الاجتماع تلا علوش البيان الآتي:

"أولا: في تأليف الحكومة.

تأمل قوى 14 آذار أن تصدر مراسيم تأليف الحكومة الجديدة في وقت قريب، وبصورة تعكس الإرادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في الإنتخابات النيابية الأخيرة، من دون إشتراطات غير دستورية على الدولة، أو الإلتفاف على قواعد اللعبة الديموقراطية، خصوصا بعد التمكن من تجاوز بعض الضغوط التي مورست على الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية ولا سيما منها الإقلاع عن "الثلث المعطل" ومشتقاته.

ثانيا: في ذكرى مصالحة الجبل - آب 2001.

في مناسبة الذكرى الثامنة لمصالحة الجبل التاريخية، مطلع آب 2001، نشد على أيدي أهلنا في الجبل، مسلمين ومسيحيين، وندعوهم إلى مواصلة الإلفة والتآخي، نابذين الأصوات المتخصصة بنكء الجروح. إن القيمة الإستثنائية لتلك المصالحة، فضلا عن أنها طوت تاريخا ثقيلا من النزاع ولم تكن في سياق تكريس ثنائية طائفية، هي في كونها قامت على روح إتفاق الطائف ومرجعية الدولة، وشكلت في الوقت نفسه خطوة أساسية نحو الإستقلال الثاني. وعليه، فإن المطلوب إستكمال طي صفحة الماضي عبر استلهام الروح نفسها واستظلال المرجعية نفسها.

ثالثا: في إلتزام القرار الدولي 1701.

تستنكر قوى 14 آذار حملة الابتزاز المتواصل، ولا سيما من إسرائيل وبعض الأطراف اللبنانيين، للقرار الدولي 1701 وقوات اليونيفيل في الجنوب. وهي ترى أن هذه الحملة الظالمة تصيب في الصميم المصلحة اللبنانية العليا ومصلحة أهلنا في الجنوب الذين يستحقون الاستقرار والعيش الآمن".

 

الرئيس بري ترأس اجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب

وطنية - 29/7/2009 ترأس رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري عند الثانية من بعد ظهر اليوم، اجتماعا لهيئة مكتب المجلس حضره نائب رئيس المجلس فريد مكاري، والنواب الأعضاء: مروان حمادة، احمد فتفت، ميشال موسى، انطوان زهرا وسيرج طورسركيسيان، وامين عام المجلس عدنان ضاهر. وتم خلال الاجتماع البحث في عدد من الشؤون والقضايا المجلسية اضافة الى موازنة مجلس النواب.

 

الشيخ قاسم التقى وفدا من الفاعليات الوطنية: مرتاحون لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالصيغة المطروحة

وطنية - 29/7/2009 استقبل نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وفدا من الفعاليات الوطنية برئاسة الدكتور سمير صباغ، وأكد الشيخ قاسم على ضرورة تعزيز الوحدة في الساحة الوطنية، وحشد الطاقات لتكون في الموقع المقاوم للاحتلال والنهوض الاقتصادي والاجتماعي. أضاف: "نحن مرتاحون للخطوة الأولى التي أنجزت على طريق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالصيغة المطروحة، والتي تتضمن المشاركة الفعالة في إطار ما تم الاتفاق عليه"، آملا "أن تنجز خطوات التوزير وتوزيع الحقائب بأسرع وقت ممكن".

وقال الشيخ قاسم: "عندما نكون متماسكين لا تستطيع أمريكا ولا إسرائيل فرض أجندة حركتهم وسياساتهم في لبنان، وهذا ما يجب أن نكون عليه دائما، ولبنان القوي هو السد المنيع أمام مشاريع الاستسلام والهيمنة". من جهته قال صباغ بعد اللقاء: "تشرفنا اليوم بمقابلة الشيخ نعيم قاسم لكي نبحث معه ومع الأخوة في "حزب الله" التطورات الحالية التي تجري في البلاد، وكانت وجهات النظر متطابقة لجهة تحسين ظروف المواجهة التي لا تزال تجري في بيروت وإن كانت على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وتطابقت وجهات النظر أيضا حول أن فترة الاستقرار والهدوء مستمرة وسوف تبقى كذلك، وبحثنا موضوع تشكيل الحكومة بشكل مقتضب، وفي تطوير آليات عمل المعارضة كي تلعب دورها كاملا في السياسة اللبنانية من جهة تأمين البرنامج السياسي الملائم، ومحاولة تأمين البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي بات الشعب اللبناني بحاجة ماسة إليه".

 

وفد من مشايخ الموحدين الدروز زار الشيخ قبلان والعلامة فضل الله

وطنية - 29/7/2009 جال وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز برئاسة رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا السابق القاضي مرسل نصر، كلا من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والعلامة السيد محمد حسين فضل الله، حيث تم التداول في التطورات على الساحة الداخلية والمصالحات الجارية بين الاطراف السياسية، إضافة الى الاتصالات لتشكيل الحكومة المقبلة.

المجلس الشيعي

فقد إستقبل الشيخ قبلان وفد المشايخ الدروز في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في حضور مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله والمدير العام للمجلس الشيعي المحامي نزيه جمول ومسؤول المكتب الإعلامي محمد رزق، وجرى التباحث في التطورات على الساحة الوطنية.

ورحب الشيخ قبلان بالوفد "في بيته ومع إخوانه وأهله"، معتبرا الزيارة "خطوة مباركة تدل على أخوة اللبنانيين وتعبر عن محبتهم وحرصهم على العمل للمصلحة العامة للوطن والمواطن، وهي تؤكد أننا جميعا مصرون على طي صفحة الماضي و فتح صفحة جديدة للتفاهم والتعاون في ما بيننا لنكون جميعا يدا واحدة في بناء الوطن لا سيما أننا أخوة في خندق واحد، ووحدتنا الوطنية صمام أمان لوطننا، لذلك علينا ان نكون متواصلين متحابين متعاونين".

ورأى "ان المصالحات واللقاءات والزيارات هي صابون القلوب تنظف رواسب الماضي، وعلينا ان نتفاهم ونتحاور ونتشاور"، متمنيا "ان يكون التواصل أكثر بين اللبنانيين فنتعظ من الماضي ونصحح الخطأ على قاعدة المحبة والتعاون، ويجب ان يكون همنا الكبير تحصين الوحدة الوطنية بالتعاون بين كل الطوائف اللبنانية فلا نهمش أحدا ولا نبعده ونحب لغيرنا ما نتمنى لأنفسنا". ورأى الشيخ قبلان "ان تعاون اللبنانيين في ما بينهم وتضامنهم يكشف عن تعايش الطوائف اللبنانية، فلبنان لا يستقيم ولا يستقر إلا بالمصالحات واللقاءات بين مكونات الشعب اللبناني، لذلك علينا ان نعمم هذه المصالحات واللقاءات بين كل الطوائف والقوى السياسية لينعم لبنان بتعاون أبنائه وتشاورهم وتعاونهم".

وقال الشيخ نصر بعد اللقاء: "تشرفنا بزيارة سماحة الشيخ قبلان، هذا الرجل الذي نقدر ونحترم مواقفه المعتدلة، والذي نعتبره صمام أمان في الظروف الصعبة، وقد تداولنا بما يجب علينا من وحدة الصف ووحدة الكلمة ووحدة الهدف لاسيما أننا مستهدفون من العدو الإسرائيلي الذي يتربص بنا الدوائر ويخترع لنا الأسباب لتبرير هجماته واختراقاته، لذلك رأينا ان الوحدة بين المسلمين من ضمن الوحدة الوطنية التي تشمل جميع الأديان والمذاهب وانطلاقا من مقولتنا في مذهب التوحيد نعتبر جميع الأديان والمذاهب مظاهر مختلفة لحقيقة واحدة، فليس ثمة مبرر للانقسام بين الطوائف الإسلامية وبين الطوائف المسيحية والإسلامية أيضا في هذا الوطن بل يجب ان نكون متحدين شعبا واحد لنا هدف واحد، وباتحادنا وبقوتنا نحصن لبنان واستقلال لبنان ونحافظ على تطوره وازدهاره".

وحول سؤال إذا كان هناك من زيارات أخرى الى مراجع دينية أخرى في لبنان قال الشيخ نصر: "نحن دائما منفتحون على الجميع، ونقوم بالحقيقة بزيارات بدون إعلام بيننا وبين بقية المراجع الدينية، فنحن كما ذكرت مظاهر مختلفة لحقيقة واحدة لذلك يقتضي ان تكون المحبة بين الجميع هي المبدأ الأساسي".

وردا على سؤال عن مدى انعكاس هذه الزيارات على الشارع الدرزي - الشيعي قال الشيخ نصر: "هذه الزيارات أزالت كثيرا من الشوائب التي علقت في النفوس نتيجة الأحداث المؤسفة، فكان لهذه الزيارات اثر في تنظيف القلوب من العتاب الشديد ومن بعض الانتقادات وأصبح الناس يتقربون بمحبة الى بعضهم البعض ويعلمون جميعا ان العيش المشترك هو أساس يجب ان لا نخترقه بأي حال من الأحوال وبأي ظرف من الظروف".

العلامة فضل الله

ثم زار وفد المشايخ الدروز العلامة السيد محمد حسين فضل الله حيث جرى عرض لأجواء المصالحة الدرزية ـ الشيعية، وسبل تعميقها وتجذيرها وتوسيع دائرتها لتشمل كل الطوائف والمذاهب والمكونات اللبنانية. وقال الشيخ نصر باسم الوفد: "قصدنا هذا البيت الكريم، ونحن على ثقة ومعرفة تامة بإرشاداته الكريمة، التي يتابعها الجميع عبر وسائل الإعلام، ويتذكر الجميع مواقفكم المعتدلة الحكيمة في الملمات، ونحن نعتبركم صمام أمان في هذا البلد، وخصوصا عندما تحصل بعض التجاوزات من هنا وهناك، والتي تترك آثارها السلبية في الساحة كلها". وأضاف: "أتينا إليكم باسم مشيخة العقل والهيئة الروحية الممثلة للموحدين، وقصدنا هذا الموقع الكريم الذي يمثل مصدرا للعقل والعدل والاعتدال، لنقف إلى جانبكم في دعم الوحدة الإسلامية ضمن الوحدة الوطنية العامة، ولنعمل جميعا على إصلاح أنفسنا وواقعنا، ولنطالب بأن يستزيد الجميع من المسامحات وأن ينبذوا الخلافات والتجاوزات، وأنتم يا سماحة السيد في مقدم المصلحين، والعاملين للوحدة الوطنية والإسلامية، وفي مقدم المنفتحين النابذين للتعصب والمتعصبين".

ومن جهته تحدث العلامة فضل الله فأكد "ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع وخصوصا المواقع العلمائية، بأن تتحرك بكل طاقاتها لتوحيد الصفوف داخل الساحة الإسلامية والوطنية، وأن تستعيد تاريخ المحبة، وتنبذ التجاوزات، وتنفتح على معنى التوحيد الذي نلتقي عليه جميعا، كما نلتقي على الإسلام، وننفتح على مواطنينا، ونعتبر أن ما حصل من مشاكل وتعقيدات قد حصل داخل العائلة الواحدة التي نريد لها أن تتضامن وتتعاون وتتواصل لخدمة البلد ومواجهة أعداء الوطن والأمة".

وأضاف: "إننا نقدر كثيرا هذه المبادرة الكريمة، ونقدر كل المبادرات التي انطلقت لمحاصرة السلبيات، وتطويق دعاة الفتنة، ونقدر مبادرة الأستاذ وليد جنبلاط وطريقته في إدارة هذه المسألة، وسعيه الدائم لإضفاء مناخات التصالح والتعاون، وإثارة الايجابيات في مواجهة السلبيات، ونريد لهذه المبادرات أن تتعمق على مستوى التعاون الشعبي والتواصل الاجتماعي والرياضي والثقافي على جميع المستويات، إضافة إلى المستوى السياسي الذي من شأنه تزخيم مناخات الانفتاح وترسيخها".

وتابع: "علينا أن نتواصل ونتعاون لنمنع كل من يعمل على العبث بأمننا وسلامنا، سواء انطلق هؤلاء من الخارج أم من الداخل، وعلينا أن ننفتح بعضنا على بعض من خلال المواطنة التي تلزم المواطن بمسؤوليات وواجبات تؤهله للانفتاح على الجميع، وتمنع كل من تسول له نفسه العبث بالنسيج اللبناني، وأن نعرف أن الطائفية ليست دينا بل هي عشائرية، وأن نتحرك وطنيا وإسلاميا ومسيحيا بالطريقة التي ننبذ فيها العشائرية الطائفية والمذهبية التي جعلتنا نعيش في دوائر مختنقة وضيقة لا ينفتح فيها الأخ على أخيه والمواطن على بقية المواطنين تحت عناوين واهية ومبررات لا أساس لها على الإطلاق".

 

الرئيس الجميل استقبل سفير سويسرا ونائب رئيس الوزراء القطري

العطية: الجميع متفائلون وسمعنا أن الحكومة قد تشكل قبل عيد الجيش

وطنية - 29/7/2009 إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عند الأولى من بعد ظهر اليوم نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله العطية في حضور السفير القطري سعد بن علي المهندي، وعرض معهما التطورات الراهنة واستبقاهما الى مائدة الغداء.

الوزير العطية

وصرح الوزير عطية بعد اللقاء: "تشرفت اليوم بلقاء فخامة الرئيس الجميل، وهذه عادة حميدة أن أزور فخامة الرئيس الذي تربطني به صداقة حميمة في كل مرة أزور لبنان.

تكلمنا في مواضيع عدة وبالأخص ما يحصل على الساحة اللبنانية حول تشكيل الحكومة والأجواء التفاؤلية التي طغت على مجمل الأحداث في هذه الأيام، وهناك تفاؤل كبير جدا بأن الشيخ سعد الحريري سيشكل حكومته العتيدة في أقرب فرصة ممكنة، وتشكيل الحكومة سيؤدي الى استقرار أكبر في لبنان وإعطاء ثقة كبيرة للبنان، هذا البلد الصغير الذي واجه الكثير من المشاكل والمحن، ولكن وباتفاق جميع الأطراف إن شاء الله سيعود لبنان كما كان في السابق قبل الحرب الأهلية. وأنوه بهذا الموسم السياحي الذي ضرب الأرقام القياسية، بالنسبة الى الخليجيين والقطريين بالأخص الذين أصبحوا يشكلون نسبة كبيرة من المصطافين في لبنان الشقيق الذي نتمنى له كل توفيق".

سئل: متى ستشكل الحكومة؟

أجاب: "حسب جولتي، الكل متفائل، وكما سمعنا قد تشكل الحكومة قبل عيد الجيش".

سئل: هل قمتم باتصالات معينة خلال زيارتكم للبنان لتسهيل الولادة؟

أجاب: "قمنا بزيارات لنستمع أكثر مما نتكلم، ويسعدنا أن تشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن".

سئل: هل قمتم بوساطة معينة؟

أجاب: "لا أعتقد أن هناك وساطة بين اللبنانيين الآن، فلقد تجاوزوا مهمة الوساطة، والآن الكل متفائل بتشكيل الحكومة، وعندما يكون هناك تفاهم فلا نحتاج الى أي وساطة".

سئل: هل هي مصادفة أن تشكل الحكومات في وجودكم؟

أجاب: "لا طبعا، هذا ليس صحيحا، تشكلت حكومات كثيرة بغير وجودنا، وبالصدفة أنا موجود هنا، فأنا أقضي إجازة مع عائلتي كالعادة في لبنان الذي أعتبره بلدي الثاني وأقضي إجازاتي فيه، ولدي علاقة خاصة بلبنان وشعبه، وبالطبع لدولة قطر علاقة تاريخية مع لبنان، فضلا عن حرص سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هذه العلاقة المميزة وتطويرها. ونحن سعداء بما يميز العلاقة بين البلدين الشقيقين".

والتقى الرئيس الجميل عند الحادية عشرة سفير سويسرا فرنسوا باراس وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع السياسية.

وكان استقبل مساء أمس النائب الفرنسي اللبناني الأصل هنري جبرايل.

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير نجار والنائبين الحوري وسلهب

الرئيس بري: العملية السياسية المتعلقة بتأليف الحكومة انتهت ويبقى إنزال الاسماء على الحقائب أو العكس خلال أيام قليلة

وطنية - 29/7/2009 إستحوذ موضوع تأليف الحكومة على القسط الأكبر من محادثات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد زيارته الأسبوعية لبعبدا:"ما أستطيع قوله، أن العملية السياسية التي تتعلق بتأليف الحكومة، أي حكومة كانت، لها في البداية عملية سياسية، يمكن الجزم الآن أنها انتهت، والمقصود بذلك مثلا الإطار السياسي للحكومة، وثابتة أنها حكومة وحدة وطنية، كما أن المقصود توزع خريطة القوى السياسية، والضمانة التي تشكلها رئاسة الجمهورية أو دور رئاسة الجمهورية في الحكومة. كذلك، المقصود التوجه العام للبرامج والخطط التي ستسير عليها وتواكبها الحكومة العتيدة، ومن ثم خريطتها العربية والإقليمية. كل هذه الأمور، بالإضافة إلى مواقفها من المواضيع الوطنية والمقاومة وغيرها أصبحت ضمن العملية السياسية، وهذا ما نستطيع أن نعتبر أنه أصبح متفقا عليه والحمد لله رب العالمين، وهو ما استغرق وقتا ليس طويلا جدا، ولكن ضمن المعقول". أضاف: "يبقى الأمر التقني الذي هو الاسماء والحقائب وإنزال الاسماء على الحقائب أو العكس بالعكس. هذه الناحية التقنية يمكن أن تنتهي خلال يوم أو يومين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة (...) ولا أريد تقييد نفسي بهذا الأمر، ولكن يهمني أن أعطي كل الاطمئنان الآن، وليس موضوع تفاؤل فقط، الإطمئنان الى أن الناحية الاساسية لتأليف الحكومة التي تعطي إطمئنانا لهذا الوطن لبنان وضمن محيطه العربي والإقليمي قد تمت".

الوزير نجار

وعرض الرئيس سليمان مع وزير العدل إبراهيم نجار للتطورات الراهنة وشؤون وزارته.

النائبان الحوري وسلهب

واستقبل رئيس الجمهورية كلا من النائبين عمار الحوري وسليم سلهب وتشاور مع كل منهما في الأوضاع العامة.

اللجنة الوطنية للأونيسكو

وزار بعبدا وفد اللجنة الوطنية للأونيسكو برئاسة الدكتور هنري عويط حيث قدمت اللجنة إلى رئيس الجمهورية كتابا بعنوان "ستون" تضمن نشاطات اللجنة وما قامت به على مستوى التواصل والمصالحة الثقافية بين الشباب اللبناني عبر ورش عمل أقيمت سعيا إلى كسر الحواجز النفسية وبث روح التعاون والحوار واحترام الحق في الاختلاف إضافة إلى تعزيز ثقافة المواطنة وتعميق الوعي لأهمية التنوع الثقافي.

ونوه الرئيس سليمان بعمل اللجنة مثنيا على جهودها ومعتبرا "أن العالم كله اليوم يبحث عن التواصل والانفتاح"، مشيرا إلى أن العمل الذي قامت به اللجنة "أساسي جدا لأن احترام الحق في الاختلاف والحوار والتواصل وتقدير القيم الثقافية والانسانية أساس في بناء المجتمعات الديموقراطية التي يطمح إليها الجميع".

 

السعودية: لا اعتراف باسرائيل قبل انسحابها من الاراضي المحتلة

وطنية - 29/7/2009  اعلنت الرياض انها لن تعترف باسرائيل الا بعد انسحابها من الاراضي العربية المحتلة وقبولها مبدأ الدولتين اسرائيلية وفلسطينية. وقد اعلن المتحدث باسم الخارجية السعودية اسامة النقلي  ان "موقفنا معروف جيدا وهو انه على اسرائيل ان تحرز تقدما جديا في اتجاه عملية السلام".

 

المطران عودة استقبل السفير ابي عاصي والوزير السابق مقبل

الوزير ماروني: لحكومة غير محكومة بتوافق اقليمي ولا بمساومات داخلية

وطنية - 29/7/2009 استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده، اليوم في دار المطرانية، وزير السياحة ايلي ماروني، الذي قال بعد الزيارة:" كانت زيارة استنارة بتعاليم ومحبة سيادة المطران الياس عوده الذي يشكل علامة فارقة في الدين والوطن".

أضاف: "كانت جولة، أولا سياحية، وقد وضعنا سيادته في اجواء البلد والمحطات التي تقفز منها السياحة لتحقيق نقلة توعية في لبنان، ووجدناه كثير الاطلاع واستفدنا ايضا من خبرته لدعم هذا القطاع. وكانت لنا جولة سياحة في السياسة، عرضت لسيادته وجهة نظري حول موضوع تشكيل الحكومة وانتقدت ما يجري، خصوصا اننا ننتمي الى فريق الاكثرية النيابية التي أعطاها الشعب ثقته. استنادا الى مبادىء وطرق معينة في الممارسة السياسية واستنادا الى خطاب سياسي، فاذا بنا اليوم نشاهد صفقات ومساومات وكأن الشعب لا رأي له ولا قيمة، وكان الشعب لم يكن موجودا في كل تلك المرحلة الانتخابية التي خلقت مشاكل داخل البيت الواحد، وبالتالي نعود الى الحديث عن تشكيل حكومة وكأن من اعطى النتائج الانتخابية لا رأي له ولا دور". وقال: "أنا مع تشكيل حكومة من الاكثرية انطلاقا من ايماني ان الديمقراطية فيها اكثرية تحكم واقلية تعارض، ومتى استوى هذا الامر وأصبح هناك حكومة ومعارضة نكون على الطريق السليم الديمقراطية. اما من يتكلم عن الوفاق والحكومة التوافقية، فأنا لا اعلم هل دور المعارض لا يكون داخل الوطن؟ هل لا يكون هناك وفاق وطني اذا كان هناك من يحكم وهناك من يراقب. اما اذا اقتضت المصلحة الوطنية التي انا لا اعلم ما هي ان يكون هناك معارضة داخل الحكومة، فانا ايضا لا افهم كيف ستكون المعارضة مشروطة داخل الحكومة".

وتابع: "نحن لدينا خلاف حول موضوع سلاح "حزب الله"، لدينا تساؤلات حول العلاقة مع سوريا ولدينا معتقلون في السجون السورية، وهناك جرائم ارتكبت نريد ان نعرف الحقيقة عنها، وانا أثرت مطولا موضوع جريمة مقتل شقيقي نصري ماروني، وما زال المجرمون يسرحون ويمرحون والقضاء لا يحرك اي ساكن في هذا الشأن، والاجهزة الامنية لا تعطينا أي رأي في هذا الامر، وقد طلبنا من سيدنا المطران الصلاة وان نسمع صوته في هذا الموضوع، لاننا اذا سكتنا على الجريمة اليوم نعود المجرم على جرائم اخرى، نحن ايضا لدينا دم لا نريد المساومة عليه ولا نريد الانتقام، لكننا نريد الحقيقة والعدالة، لا نريد التطنيش عن جريمة طالتنا لكي نشجع المجرم على المزيد من الجرائم. في الحقيقة كانت ساعة ممتعة ومهمة جدا ومنتجة، واتفقنا على المزيد من التلاقي والتواصل مع سيادة المطران".

سئل: الا تشاطر الاجواء التفاؤلية بتشكيل حكومة في اقرب وقت؟

اجاب: "من المنطقي ان تشكل الحكومة، لكنني انتقدت طريقة تشكيل الحكومة. اذا سمعنا المعطيات هناك من هو متفائل وكأن الحكومة اصبحت واقعا اليوم، وهناك من هو متشائم بنظرته ويقول ليس هناك حكومة الا بعد عيد رمضان، انا شخصيا اتمنى ان تشكل الحكومة وان تكون حكومة وفقا للمبادىء التي خضنا الانتخابات من اجلها، حكومة من اجل لبنان فيها وزراء لبنانيون غير محكومة بتوافق اقليمي ولا بمساومات داخلية عندها سنكون جميعا يدا واحدة الى جانب هذه الحكومة لدعم مسيرتها".

كذلك استقبل سيادته السفير ناجي ابي عاصي ثم الوزير السابق سمير مقبل.

 

الوزير ماروني استقبل ملكة جمال الجالية في اوستراليا ووفدا من "ارزة لبنان" وتلقى دعوات الى مؤتمر ومهرجان تراثي

وطنية - 29/7/2009 استقبل وزير السياحة النائب ايلي ماروني في مكتبه في الوزارة ملكة جمال الجالية اللبنانية في اوستراليا للعام 2009 دانيالا رحمة ترافقها الاعلامية دنيز رحمة فخري. وعرضت الملكة لبرنامجها السياحي خلال اقامتها في لبنان. كما التقى العميد المتقاعد اميل ابو حمد، الدكتور جورج طربيه وانطوان ابو جودة الذين وجهوا اليه دعوة لحضور حفل اختتام المؤتمر السنوي السابع عشر لتجمع البيوتات الثقافية في لبنان ومهرجان الفولكلور والتراث اللبناني 2009 في 16 آب المقبل في برمانا. واستمع الوزير ماروني الى شرح مفصل قدمه رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة نور عن مشروع "ارزة لبنان". وضم الوفد رئيس مجلس ادارة الشركة الدكتور محمد صالح ومحمد الراعي وبشارة ايوب وسعيد الجميل وليليان حداد.

 

العماد عون التقى الوزير العطية ووفدي الرابطة المارونية و"القومي": كل ما نشر في صحف اليوم من أسماء وحقائب ومعلومات هو عار من الصحة ولم يبحث

طربية: متفقون على وصول لبنان الى شاطئ الامان اذا توسعت اطار المصالحات

وطنية - 29/7/2009 نفى رئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، في دردشة مع الصحافيين، كل ما تحدثت عنه الصحف اليوم من أسماء وحقائب قائلا: "ان ما نشر اليوم من معلومات في الصحف هو عار من الصحة ولم يبحث لغاية الآن عن اي اسم وحقيبة ولم يسألنا اي مسؤول عن رأينا.

وسأل: لماذا عادت فجاة صيغة ال15-5-10 الى الواجهة، بعد سبات عميق، وكل ما قيل في الصحف يهدف الى بلبلة في الرأي العام وهو ليس الا محاولة لتحميله مسؤولية تفشيل تأليف الحكومة؟". واضاف العماد عون: "ان وراء هذه المعلومات مناورة ما"، معتبرا ان "هناك مسؤولية على ناشري هكذا اخبار، الا وهي انه يريد ان يفشل الصيغة الحكومية التي وضعت بعدالاستشارات مع الرئيس المكلف مع النواب، او لا يريد تأليف الحكومة.

الى ذلك، استقبل العماد عون نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبد الله بن حمد العطية، يرافقه السفير القطري سعد بن علي المهندي.

الرابطة المارونية

واستقبل النائب عون، صباح اليوم في الرابية، وفد الرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه الذي صرح على الأثر: "زارت الرابطة دولة الرئيس ميشال عون ضمن اطار مساعي التوافق الجارية على الساحة اللبنانية. وقد قومنا ما هو حاصل حتى اليوم، ونرى ان هناك مناخا جديدا بالنسبة الى الوضع اللبناني. وكان رأينا متفقا مع رأي العماد عون ان المصالحات يجب ان تكون شاملة لكل اللبنانيين لازالة مركب الخوف والحذر، على ان يبدأ الموضوع بان تلملم كل ساحة جراحها، وبالتالي فان المصالحات الثنائية التي تجري هي ايضا خطوات جيدة ومباركة. لكن نحن، في المطلق، متفقون على ان لبنان سيصل الى شاطئ الامان اذا تم بالفعل توسيع اطار المصالحات لتشمل كل الافرقاء اللبنانيين على الساحة بحيث نفيد من العملية السياسية التي جرت سواء أكانت بالانتخابات التي كانت موقع تقدير عالمي وبتأليف حكومة فيها تمثيل وطني توافقي بحيث ينطلق لبنان فعلا الى العودة ليكون نقطة استقرار، والاستقرار يجر الازدهار ويساعد بالفعل على تخطي الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي نحن فيها الآن".

سئل: هل سيتم توسيع المصالحات قريبا؟

اجاب: "ليس هناك موعد. هذه عملية لا تتم بجلسة، بل يقتضي تشجيعها ومواكبتها وايضا العمل على استمرارها بحيث لا تكون جلسة ظرفية بل توافقا مبنيا على اسس وطنية شاملة لننزع كل الالغام. وسيسهل الامر بالفعل تأليف الحكومة ووقف حركة التنافس على الوزارات وعلى الاعداد بحيث يكون الوضع مساعدا بعد ذلك".

سئل: هل بحثتم في امور اخرى مع العماد عون غير المصالحات؟

اجاب: "طبعا، نحن دائما في جلساتنا معه نبحث في مواضيع تشمل الساحة الداخلية والخارجية ونتبادل الرأي".

سئل: ما رأي الرابطة المارونية في بيع الاراضي بطريقة مكثفة لغير اللبنانيين؟

اجاب: "كل ما يجري ضمن نطاق القانون يعتبر قانونيا. ولكن ما يقتضي العمل عليه بتوافق وطني، في ملف من اجل النظر في موضوع تملك للاجانب بحيث يراعي الاطر الموجودة في ظل القانون وعدم تجاوزها الا في حالات المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تكون فيها فائدة للبلد.

وهذا الموضوع موضع اعادة درس من جهات عديدة لا بد من النظر فيها بعمق ودقة بحيث نوفق بين ان يبقى لبنان موئلا للاستثمارات، وفي الوقت نفسه، نحافظ على الملكية الاساسية للبنانيين".

"القومي"

كما التقى النائب عون وفدا من الحزب "التقدمي السوري الاجتماعي"، ضم الرئيس السابق عدنان عريجي وقيصر عبيه.

 

درغام: لبنان لا يحكم بعقلية انتجت "الاتفاق الثلاثي"

وطنية - 29/7/2009 - رأى رئيس حركة الناصريين المستقلين "المرابطون"، عضو التجمع القومي الموحد محمد درغام في تصريح اليوم "ان أخطر ما يتهدد الديموقراطية في لبنان، هو الباطنية السياسية". واعتبر "أن لبنان، ما زال يحكم بالعقلية التي أنتجت الإتفاق الثلاثي وطاولات حوار جنيف ولوزان الفلكلورية. فعلى القوى الحزبية والسياسية المخلصة أن تحسم أمرها لإنقاذ بلدنا. لبنان لا يستطيع الإستمرار بعلاقة متوترة مع سوريا، كما لا يمكن أن نقبل بضرب صورة مرجعياتنا العربية الأساسية، أعني مصر والسعودية".

 

النائب حرب: لدى "التيار الوطني" كفاءات غير الوزير باسيل

ما يجري في موضوع تأليف الحكومة هو تركيب فريق عمل غير متجانس

وطنية - 29/7/2009 رأى النائب بطرس حرب، في حديث إلى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، أن "ما يجري حاليا في شأن تأليف الحكومة هو تركيب فريق عمل غير متجانس"، مشيرا إلى أنه "ليس هناك صراع بين المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار والأحزاب المسيحية في هذه القوى"، مؤكدا أن "من الحق أن يتمثل الجميع". وقال: "أنا لا أتعاطى مباشرة في موضوع تأليف الحكومة، وهذا قرار اتخذته، ولا اتعاطى ايضا مع طلب توزيري من مبدأ شخصي". وأشار إلى أن "من الأصول ومن مبدأ احترام رأي الناس الذين مارسوا حقهم الإنتخابي ألا يتم توزير الراسبين في الإنتخابات"، معربا عن اعتقاده أن "لدى "التيار الوطني الحر" كفاءات غير الوزير جبران باسيل لتوزيرها".

 

النائب فرنجية عرض مع رئيس تيار التوحيد الاتصالات لتشكيل الحكومة

وهاب: هناك صيغة معينة للثلث الضامن تبحث بشكل جدي وقد توصل الى التشكيل

لقاء بكفيا كان جيدا ويؤسس لمرحلة جديدة من الانفراج على الساحة المسيحية

وطنية - 29/7/2009 إستقبل رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب، وتم خلال الاجتماع عرض لمستجدات الاوضاع على الساحة اللبنانية لاسيما الشأن الحكومي والمراحل التي قطعتها الاتصالات لتأليف الحكومة.

وقال وهاب بعد الاجتماع "زيارتي اليوم الى معالي الوزير سليمان بك فرنجية لاطلاعه على سلسلة المشاورات التي قمت بها في الاسبوعين الماضيين، واللقاءات التي تمت خاصة مع بعض اقطاب فريق 14 آذار، كما اطلعت من معالي الوزير على تفاصيل اللقاء الذي عقد في بكفيا الاحد الماضي، والذي كان جيدا ويؤسس لمرحلة جديدة من الانفراج على الساحة المسيحية خاصة واللبنانية عامة"، آملا "ان تتوسع هذه اللقاءات في اتجاه ايجاد اجواء هذا الانفراج في كل البلد وعلى مختلف الساحات".

واضاف: "تحدثنا مع معالي الوزير في الشأن الحكومي، فلا شك ان هناك تقدما في الاتصالات الجارية على هذا الصعيد، ويبدو بأن الشروط التي وضعتها المعارضة للمشاركة في الحكومة بدأ يتجاوب معها الرئيس المكلف. ويبدو ايضا ان الساعات الماضية انتجت شيئا ما ربما على صعيد الاتصالات الخارجية والتي انعكس على الوضع الداخلي وعلى موقف الرئيس المكلف، الذي كان يرفض كل صيغ الثلث الضامن. ولكن يبدو أن هناك صيغة معينة للثلث الضامن تبحث اليوم بشكل جدي، وهذه الصيغة قد توصل الى مخرج يؤدي الى تشكيل الحكومة". ورأى "ان المشكلة الحقيقية في البلد ليست في موضوع تشكيل الحكومة وغيره، بقدر ما هي في كل اللغة السياسية السائدة اليوم"، معتبرا "ان المطلوب من رئيس الحكومة ان يوعز لفريق عمله من نواب ووزراء وموظفين بتغيير لغتهم السياسية البائدة والخشبية التي سادت في الماضي خاصة في موضوع المقاومة وسلاحها".

واشار الى ان "كل من يتحدث بهذه اللغة خاصة في ظل التهديدات الاسرائيلية، يقوم بخدمة اهداف العدو وينفذ اوامره"، مناشدا الرئيس المكلف إزالة هذه اللغة السياسية بالكامل عبر توجيهاته لفريق عمله. وعن العلاقات اللبنانية - السورية، قال وهاب: "على الرئيس المكلف ايضا ان يخرج هذه العلاقات من "البازار" ومن التداول الاعلامي الرخيص الذي يقوم به البعض، فهناك مصلحة للبنان في افضل العلاقات مع سوريا وفي وحدة اقتصادية معها، وهذا يدركه رئيس الحكومة المكلف، وعليه ان يتولى هذه المهمة ويخرجها من نقاشات بعض صغار النفوس التي نلاحظها اليوم في بعض وسائل الاعلام. لذا أعتقد بأن الوضع الحكومي اذا انتهى كل شيء على ما يرام واقتنع رئيس الحكومة بشرط المعارضة الاساسي وهو الثلث زائدا واحدا يصبح الامر محلولا". وختم: "تبقى هناك بعض الاشكالات حول بعض الحقائب وخاصة السيادية منها، وحول بعض الاسماء، يجب ان يكون واضحا لدى الجميع ان المعارضة كما الموالاة هي التي تختار اسماء وزرائها دون "فيتوات" من احد، اما موضوع الوزارات الحيادية او الامنية، فالامر في حاجة الى نقاش يريح كل اللبنانيين".

 

مؤسس "الانتماء اللبناني" عاد من زيارة للولايات المتحدة

وطنية - 29/7/2009 اعلن لقاء الانتماء اللبناني في بيان اليوم، ان مؤسس اللقاء احمد الاسعد عاد الى لبنان مختتما زيارة الى الولايات المتحدة استمرت ثلاثة اسابيع التقى خلالها عددا من المسؤولين في الادارة الاميركية الجديدة، كما كانت له اجتماعات مع عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي.

واطلع الاسعد من المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم على توجهات السياسة الاميركية لاحياء عملية السلام، وموقع لبنان من ضمن الاولويات الاميركية فيها، كما عرض الاسعد لوجهة نظره ولرؤيته للوضع في لبنان.

 

شيخ عشائر بني يونيفل

لبنان الآن

محمد سلام

الثلاثاء 28 تموز 2009

أنجز "شيخ عشائر" بني يونيفل، الجنرال كلاوديو غرازيانو، مؤخرا ما يرقى إلى مستوى مصالحة وفق المسمى اللبناني للظاهرة الرثة التي تحاول أن ترقع بخيوط من خيش الصراعات المتنقلة في غير منطقة منذ يوم حزب السلاح "المجيد" في أيار العام 2008. طويل العمر غرازيانو إجتمع في مقر قيادة اليونيفل بتبنين مع "السلطات المحلية في القرى والبلدات المجاورة، بحضور أعضاء البرلمان الذين يمثلون تلك المنطقة، بالإضافة إلى ممثلين عن القوات المسلحة اللبنانية،" وفق ما ذكرة البيان الرسمي الصادر عن قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل). طويل العمر غرازيانو، حفظه الله ورعاه، شدد على أن جميع مقاتلي عشائره "ملتزمون بالتمسك وتعزيز العلاقة الممتازة مع السكان الذين نتشارك وإياهم حياتنا اليومية هنا، في جنوب لبنان". ثم، وبحكمة شيوخ العشائر، تحدث طال عمره عن "الحادثة التي وقعت في خربة سلم بتاريخ 18 تموز عندما واجه بعض الأشخاص قوة تابعة لليونيفل خلال زيارة متصلة بالتحقيقات المشتركة التي تجريها اليونيفل والجيش اللبناني في التفجيرات التي وقعت في المنطقة في 14 تموز".

الجنرال غرازيانو أثبت بدقة تعابيره إتقانه حكمة شيوخ العشائر فذكر أن "بعض الأشخاص" واجهوا قوة اليونيفل، ما يرقى إلى مستوى النفي الرسمي لكل النفاق الذي تحدث عن مواجهة بين "الأهالي" والقوة الدولية.  وشدد الجنرال أيضا على أن قوة الأمم المتحدة كانت تقوم بـ"زيارة متصلة بالتحقيقات المشتركة التي تجريها اليونيفل والجيش اللبناني". أيضا نفى "الشيخ" غرازيانو النفاق السياسي الذي صدر في تصريحات لبعض الشخصيات الرسمية التي زعمت أن القوة الدولية تصرفت من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، وصولا إلى اتهامها بتجاوز صلاحياتها. المصالحة اكتملت بتأكيد غراتزيانو على وجوب تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وصون الاستقرار في الجنوب "بشراكة استراتيجية مع القوات المسلحة اللبنانية". لم يذكر الخبر الرسمي ما إذا كانت الأضاحي قد ذبحت، والمناسف قد رفعت وأقداح الشاي والقهوة المرة قد وزعت إحتفاء بالمصالحة بين "عشائر" اليونيفل والسلطات المحلية في المنطقة المحيطة ببلدة تبنين، ربما للخجل الذي يشعر به "الأهالي" من تقديم... 2 شاي وواحد قهوة "للعدو".

ولكن الأكيد أن مصالحة لبنانية تمت على مثال تلك المصالحات التي يشهدها مجلس اللويا جيرغا الأفغاني (مجلس أعيان العشائر) بين "عشائر" اليونيفل التي تضم 28 "قبيلة"، على ما أعتقد، وعشيرة "بعض الأشخاص" الذين واجهوا دورية غرازيانو وأصابوا 14 عنصرا منها بجراح. 

"أهالي" الجنوب لا علاقة لهم بالمصالحة، لأنه لم تكن لهم علاقة بالمواجهة، وقد تمت دعوتهم إلى الجلسة العامرة لتأكيد ما ليس بحاجة للتأكيد، أو لزوم ما لا يلزم، أو ليكونوا شهودا على ما لا يرغبون في مشاهدته. من حسن حظ منطقة جنوبي الليطاني أنها تستضيف "عشائر" اليونيفل المصرة على الاستقرار بالتي هي أحسن و "بشراكة استراتيجية مع القوات المسلحة اللبنانية". المشكلة في المناطق الأخرى التي شهدت مصالحات، كالشمال، والبقاع -من دون ذكر الجبل- أن مجالس اللويا جيرغا تلك كانت تفتقر إلى طرف راغب في شراكة استراتيجية مع أحد. كانت أشبه بتلك المصالحات التي أجراها الجيش الأميركي مع قبائل الهنود الحمر... من دون تدخين غليون السلام طبعا. حتى اللويا جيرغا بحاجة إلى عشائر تلتزم كلمتها كي تستقيم مصالحاتها، وبحاجة إلى شريك استراتيجي يلتزم ضبط إيقاع ما يتفق عليه.

 

تفاهة ديبلوماسية

بشارة شربل ، الاربعاء 29 تموز 2009

حبذا لو نعلم من هو الديبلوماسي العبقري الذي دبّج رسالة لبنان إلى الأمم المتحدة المتعلقة بانفجار "خربة سلم"، فهي سيئة لدرجة يستحق معها صفعة على وجهه وركلة على قفاه وتجريداً من شهاداته العلمية وإفادات الخبرة على السواء.

فالرسالة التي تبنّى مضمونها الوزير صلوخ وكان يفترض أن توضح موقف لبنان من "الإنفجار" والإشتباك بين "الأهالي" وقوات الأمم المتحدة وتضع الأمور في نصابها انسجاماً مع موقف الدولة اللبنانية واحترامها للقرار الدولي، تفتقد الحد الأدنى من الصدقية والاحتراف لأنها تخلط الديبلوماسية بالرياء وتعتبر "التشاطر" في الكلام شجاعة، وإيراد الوقائع محرَّفة أمراً عادياً لا يترتب عنه أي حساب.

لا تحتاج الكذبة التي أوردتها الرسالة إلى جهاز فحص الكذب ولا إلى اختبارات. فالكذبة تعرف من كبرها، كما يقال. وقول الرسالة ان ما انفجر في "خربة سلم" هو "متفجرات إسرائيلية خلفها الإحتلال في بيت مهجور" ينحدر إلى أدنى أنواع الدفاع والتحاجج مع الخصوم كونه يفقد صاحبه الإحترام ولا يعتبر رداً مفيداً على محاولة تل ابيب استغلال الحادث وتصوير لبنان والجيش وكأنهما غير متعاونين مع الأمم المتحدة ويتعمدان مخالفة مندرجات القرار 1701 ما يبرر تغيير "قواعد الإشتباك".

تشبه الرسالة التي يفتخر بها وزير الخارجية أنواع السجال السياسي الذي دار على الشاشات اللبنانية طيلة أربع سنوات، ويبدو أن وزارة الخارجية أصيبت بالعدوى بعدما فقدت مناعتها المكتسبة بفعل سنوات الوصاية على لبنان وعلى سياسته الخارجية بنوع خاص ونشوء جيل من الديبلوماسيين لا يتمتع بحصانة إزاء نقص المهنية ولا يشعر بحساسية ضد تقديم المصالح الخارجية والحزبية على مصالح الدولة، علماً بأن المسؤولية تقع في الأساس على رأس الوزارة أكثر من الأطراف.

وللإنصاف لا بدّ من القول أن نوعاً من "التواطؤ العام" مرّر رسالة الخارجية إلى نيويورك، فجعلها مبالِغة في المزايدة على موقف "حزب الله" من حادث "خربة سلم"، و"سلفة" له في زمن "طيِّ الصفحات" حتى ولو كانت مكلفة لسمعة لبنان. وإذ يجب تصديق الوزير صلوخ بأن رئيس حكومة تصريف الأعمال أدخل على الرسالة تعديلين وكذلك اطلع عليها الرئيس سليمان، فإن وصولها إلى أكبر محفل دولي بصيغتها النهائية هو بلا شك انعكاس لغياب القرار المركزي المعبّر عن الدولة السيدة في وقت تجري مساومات كثيرة لاستيلاد حكومة الوفاق.

ليست الرسالة- الفضيحة أفضل رد على إسرائيل في موضوع "خربة سلم"، فهي أثارت شفقة الديبلوماسيين في الأمم المتحدة الذين نظروا إلى لبنان وكأنه عاجز عن الدفاع الحر عن مصالح دولته، أو كأنه معوّق لا يزال يحتاج إلى رعاية وفترة سماح. وتغيير صورة لبنان في هذا الإطار هو نكسة لمنجزات "انتفاضة الإستقلال" وجوهرها أن لبنان كيان قائم بذاته وقابل للحياة، ونكسة لدولة لبنان التي ما أن خرجت من وصاية عنجر حتى سقطت تحت وصاية "حزب الله".

كان أجدى بوزارة الخارجية وبالدولة اللبنانية التعاطي بصدق وشفافية مع حادث الإنفجار ورجم القوات الفرنسية، عندها كان يمكن لديبلوماسيتنا الدفاع عن ثوابت لبنان، فيُحترم رأينا حتى ولو لم يشاركنا فيه المجتمع الدولي أخصاماً وأصدقاء، وعندها لا يكون التقصير عيباً قاتلاً، ولا الخطأ جريمة، ولا قول الحقيقة تنازلاً، ولا تكون الكرامة الوطنية في الميزان.

رسالتنا الحقيقية الى العالم لم تصل إذ تعاطى معها سفراء الدول المعنية في الامانة العامة للمنظمة الدولية باستخفاف نظراً لخفَّتها. فما بعثنا به كتابة الى بان كي مون كان نموذجاً مصغراً عما يمكن أن يتسبب به "تحزيب الوزارات"، وما يمكن أن ينتجه "البيع والشراء" في لحظات التفاوض والتجاذبات، وما ينجم عن ضعف الروح القيادية من دفن للرؤوس في الرمال وخضوع مطلق للإبتزاز. وهو في النهاية ضرر لصورة لبنان في الخارج ولثقة اللبنانيين في الداخل بإمكان قيام المؤسسات.

 

حكومة الحريري الإبن... فلنتفاءل 

المصدر : الجريدة الكويتية 

 ٢٩ تموز ٢٠٠٩

ليس لنا إلا التفاؤل مع المتفائلين بإمكان تشكيل قريب للحكومة اللبنانية بعد اتفاق مبدئي على توزيع الحصص بين الأكثرية والأقلية ورئيس الجمهورية. فلبنان يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة لملمة مؤسساته، لضمان استقرار يسمح بإطلاق عجلة الحياة السياسية الطبيعية والاقتصاد على السواء.

كان أفضل بالطبع لو أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري قبل المهمة ضمن سلة اتفاق تضمَّنت انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب مع أنه يمثل الأقلية النيابية، ووضعت الأسس الحقيقية لتشكيل حكومة تحترم نتائج الانتخابات التي جرت في 7 يونيو وأسفرت عن فوز '14 آذار' بأغلبية مقاعد البرلمان، لكن يبدو أن التعقيدات السياسية في لبنان وتداخل تأثيرات الداخل مع الخارج أملت على الحريري السير بطريق المحاولات وتذليل العقبات، وعلى رأسها مطلب 'الثلث المعطل' الذي وضعته الأقلية ورافعتها 'حزب الله' شرطاً لدخولها في حكومة وفاق.

دخل الرئيس المكلف أمس في مرحلة البحث في الأسماء.

إنه تطور نوعي يوحي بأن الأطراف اللبنانيين أدركوا بعد شهر من الأخذ والرد وانتظار الترياق من قمة سعودية ـ سورية تعطي الضوء الأخضر لانطلاق التشكيل أن 'لبننة' الاستحقاق الحكومي أفضل من الرهان على توافقات إقليمية تتحكم فيها عناصر يحتاج حلها لا إلى قمة ثنائية واحدة، بل إلى قمم ثلاثية ورباعية وإلى رعاية دولية.

صحيح أن الحل المرتقب يأخذ في الاعتبار النفوذ الإقليمي في لبنان، لكنه سيكون ظاهرياً على الأقل تعبيراً عن موازين القوى الداخلية وعن الظروف التي دفعت الفرقاء المعنيين إلى الاتفاق؛ فالأكثرية كانت تود بالطبع لو شكلت حكومتها التي تعكس فوزها بثقة الناس وتنسجم مع الدستور اللبناني الذي نص على وجوب مراعاة التمثيل الطائفي لا السياسي في الحكومات، والأقلية كانت تحلم بالانتصار وحين فشلت تمترست خلف نظرية 'الديمقراطية التوافقية' وحق الطوائف في ممارسة 'النقض' داخل السلطة التنفيذية. وإذا كان الحل المتوقع لا يحقق الرغبة المطلقة لأي فريق وسيأتي على أساس 'لا استئثار ولا تعطيل'، فإنه سيتوقف على الممارسة والتطورات البرهنة على قابلية هذه الصيغة للحياة، خصوصاً أنها مفخخة بوزير متعاطف مع الأقلية ومحسوب على حصة الرئيس سليمان.

صيغة الحل المتداولة لم تفاجئ أحداً على الإطلاق، فمنذ اليوم الأول للتكليف كان واضحاً المسار والاتجاه وكانت المسائل تنتظر الإخراج، ولأن الحريري لا يستطيع التفرد ولا يريد الاعتذار فإنه مضطر إلى القبول بصيغة تحمل في طياتها أكثر من التباس.

رغم ذلك يؤمل أن تصل جهود الفرقاء جميعاً لتشكيل الحكومة إلى خواتيم طيبة تعاود تأكيد الثقة بلبنان ومؤسساته، وتضمن استقراراً حكومياً يستطيع مواجهة تحديات كثيرة يحتاج التصدي لها إلى وحدة اللبنانيين وقبول بعضهم بعضاً، وحكومة فاعلة يجرها حصانا الأكثرية والأقلية، لكن ليس من أمام ومن وراء.

 

واشنطن: لا قرار برفع العقوبات عن سوريا

 بعدما أبلغ ميتشل الأسد أن بلاده ستتعامل مع طلبات تراخيص التصدير

المستقبل /أكد مسؤولون أميركيون ان ما ابلغه الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل للرئيس السوري بشار الأسد من ان واشنطن ستسعى الى تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليها للسماح بتصدير قطع طائرات، لا يعني رفعا او تخفيفا للعقوبات التي فرضت على سوريا عام 2004. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ايان كيلي ان "السناتور ميتشل ابلغ الرئيس الاسد ان الولايات المتحدة ستقوم بمعالجة كافة طلبات تراخيص التصدير بالسرعة الممكنة". وتحدث عن "طلبات تصدير منتجات تتعلق بتكنولوجيا المعلومات واجهزة اتصالات وقطع واجزاء تتعلق بسلامة الطيران المدني".

الا ان كيلي صرح للصحافيين انه "لم يتم اتخاذ اي قرار لرفع العقوبات" التي فرضتها على سوريا ادارة الرئيس السابق جورج بوش، موضحا ان "اي تغييرات على العقوبات الاميركية تتطلب تنسيقا وثيقا مع الكونغرس". وقال الناطق باسم البيت الابيض، طومي فيتور، كذلك ان ميتشل ابلغ الاسد ان الحكومة الاميركية "ستعالج الطلبات المقبولة لتصاريح التصدير الى سوريا بالسرعة الممكنة". وفي الثامن من ايار (مايو) جدد اوباما العقوبات الاقتصادية لعام واحد بسبب المخاوف المتواصلة بشأن مساعي سوريا المزعومة للحصول على اسلحة دمار شامل اضافة الى دعم المسلحين في الاراضي الفلسطينية ولبنان والعراق. وفي 11 ايار (مايو) 2004 فرض بوش عقوبات اقتصادية على سوريا متهما اياها بانها دولة "راعية للارهاب". وتم تمديد تلك العقوبات عام 2006 وجرى تشديدها في العام التالي. وجدد بوش مرة اخرى العقوبات في ايار (مايو) العام الماضي حيث حظر صادرات باستثناء الاغذية والادوية، كما جمد ارصدة سورية. وجاءت تلك العقوبات عقب صدور "قانون مساءلة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية" في كانون الاول (ديسمبر) 2003. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته انه "على الرغم من ان ميتشل لا يقول ذلك علنا، الا انه كان يشير الى تخفيف العقوبات المسموح به" بموجب احكام الامن القومي في ادارة بوش.

وقال المفاوض الاميركي السابق للسلام، ارون ديفيد ميلر، ان هذا التطور "يتماشى مع جهود ادارة اوباما لجس النبض وفتح بعض الابواب". اضاف انه لا يعلم ما الذي تأمل الادارة في تحقيقه مقابل تخفيف العقوبات. واوضح ان احد الاحتمالات هي انه ربما يسعى الى الحصول على مساعدة سوريا في كبح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المناهضة لإسرائيل في الاراضي الفلسطينية. كما ان ذلك يمكن ان يكون جزءا من جهود اكبر لإبعاد سوريا عن حليفتها إيران.

  

الاتحاد الأوروبي يعرض وجهة نظره عن مسار السلام ويشدد على الالتزام التام بتنفيذ أحكام الـ 1701

المستقبل/هنأت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي أمس، في خطاب امام مجلس الامن، اللبنانيين بحسن سير العملية الانتخابية التي اجريت في حزيران (يونيو) الفائت، مشددة على ضرورة تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وعرضت وجهة النظر الاوروبية حيال الأزمة الفلسطينية ـ الاسرائيلية ومسار السلام في الشرق الاوسط.

وحصلت "المستقبل" على نسخة كاملة لبيان الرئاسة السويدية للاتحاد جاء فيه:

"سيدي الرئيس، يشرفني أن أتكلم نيابة عن الاتحاد الأوروبي، وعن البلدان المرشحة تركيا وكرواتيا وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، والمرشحين المحتملين ألبانيا والبوسنة والهرسك، وصربيا، والعضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية أيسلندا، وكذلك أوكرانيا تضم صوتها الى هذا البيان.

سيدي الرئيس، ان التطورات التي شهدها العام الماضي جعلت من الواضح تماماً أنه يجب علينا أن نتحرك بسرعة نحو استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط.

الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزماً بالتوصل إلى تسوية شاملة للصراع العربي ـ الاسرائيلي على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الامن ذات الصلة ومرجعية مؤتمر مدريد بما فيها الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق والاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا من جانب الطرفين، وعملية أنابوليس وكذلك مبادرة السلام العربية.

ونحن لا نزال على القدر نفسه من الالتزام بحل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية ومتصلة قابلة للحياة، تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.

ونرحب بالتزام الادارة الاميركية مواصلة السعي بقوة إلى حل الدولتين وتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. والاتحاد الاوروبي مستعد للعمل مع أطراف الصراع وكذلك الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء المجموعة الرباعية والشركاء العرب لتحقيق هذا الهدف.

سيدي الرئيس، يجب على الطرفين الآن اتخاذ تدابير ملموسة لاستئناف مفاوضات السلام، واحترام الاتفاقات والتفاهمات السابقة.

ولا تزال أنشطة الاستيطان المستمرة وهدم المنازل وعمليات الإخلاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في القدس الشرقية، مصدر قلق بالغ بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

ونحن نحث حكومة اسرائيل على الوقف الفوري لهذه الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي وتفكيك جميع البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ آذار (مارس) 2001.

الاتحاد الأوروبي يؤكد من جديد أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام، وإذا كان هناك ارادة في سلام حقيقي، يجب التوصل إلى وسيلة لتقاسم القدس عاصمة للدولتين.

الاتحاد الأوروبي لن يعترف بأي تغيير لحدود ما قبل عام 1967 إلا ما يتفق عليه الطرفان. وهناك حل دائم لأزمة غزة يجب أن يتحقق من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الامن 1860. ويظل الاتحاد الأوروبي قلقا بشكل بالغ إزاء الحالة الإنسانية في غزة، ويدعو إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط وفتح المعابر لتدفق المساعدات الانسانية والتجارية والسلع والأشخاص من وإلى قطاع غزة.

ولا بد من السماح بإعادة الإعمار وعودة الانتعاش الاقتصادي للقطاع، والأزمة الإنسانية الراهنة يجب ان تحل. ويجب أن تتوقف كل أشكال العنف بما فيها الهجمات الصاروخية على اسرائيل. وينبغي وضع آلية فعالة لمنع تهريب الاسلحة والذخيرة الى قطاع غزة. ونحن ندعو من يحتجزون الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شليط إلى الافراج عنه من دون تأخير.

ونحن ندعو الحكومة الاسرائيلية للعمل بشكل لا لبس فيه تجاه الحل القائم على دولتين.

ويرحب الاتحاد الأوروبي بالخطوة الأولى التي أعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من التزام بسلام يتضمن اقامة دولة فلسطينية.

ونحن ندعو السلطة الفلسطينية إلى مواصلة بذل كل جهد ممكن لتحسين القانون والنظام في الأراضي الخاضعة لسيطرتها، ونرحب بالخطوات التي اتخذت حتى الآن.

ويجب على جميع الأطراف وقف التحريض على العنف ضد المدنيين ولا بد من ضمانات لاحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. وسيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبته عن كثب للتحقيقات في الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

سيدي الرئيس، يطالب الاتحاد الأوروبي الفلسطينيين بتعزيز المصالحة بينهم والوقوف وراء جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ونحن ندعم وساطة قامت بها مصر والجامعة العربية. وينبغي للفلسطينيين على وجه السرعة التغلب على الانقسامات والعثور على أرضية مشتركة تقوم على نبذ العنف بهدف المحافظة على فرص لإقامة دولتهم في المستقبل. المصالحة ستسهل إعادة الإعمار في غزة وتنظيم الانتخابات.

الاتحاد الأوروبي سوف يعزز بناء الدولة الفلسطينية وتكثيف العمل في شراكة مع السلطة الفلسطينية لإجراء إصلاحات. اننا نرى ان الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لوضع نظام فعال وإصلاح قطاع الأمن، إيجابية، وسوف نتعاون من أجل مزيد من التحسن في اداء الشرطة والقطاع القضائي، وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعمه بهذا الاتجاه.

الاستعداد المعلن لحكومة اسرائيل لتعزيز التنمية الاقتصادية الفلسطينية علامة ايجابية. وينبغي أن يتم ذلك ضمن إطار أوسع من وجهة نظر الحل القائم على دولتين.

الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطوات الإيجابية التي اتخذت أخيراً من جانب السلطات الاسرائيلية بشأن تخفيف القيود المفروضة على الضفة الغربية. ونتطلع إلى مزيد من التحسن المستمر والتنقل والوصول في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة. اتفاق التنقل والعبور لعام 2005 يجب أن ينفذ بالكامل.

الاتحاد الاوروبي مستعد للعمل بشكل وثيق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية والجهات المانحة الدولية من أجل تحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد الفلسطيني.

سيدي الرئيس، إن الاتحاد الأوروبي سوف يسهم بشكل كبير في ترتيبات ما بعد الصراع التي تهدف إلى ضمان استدامة اتفاقات السلام والابعاد الاقتصادية والامنية، وندعو جميع الشركاء في المجتمع الدولي إلى المساهمة الفعالة في تحقيق تسوية شاملة.

ينبغي على الدول العربية وغيرها من الشركاء ان تلعب دوراً سياسياً ومالياً في مساعدة السلطة الفلسطينية. وتماشياً مع روح المبادرة العربية للسلام، فإن الاتحاد الأوروبي يدعو اسرائيل وجميع الدول العربية لاتخاذ اجراءات بناء الثقة من أجل حفز الثقة المتبادلة وتوفير مناخ يؤدي إلى حل الصراع.

وينبغي السعي في الوقت نفسه الى تسوية دائمة للصراعات بين اسرائيل وسوريا وبين اسرائيل ولبنان. ويتوقع الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد من سوريا واسرائيل استئناف مفاوضات السلام بينهما. الاتحاد الأوروبي يهنئ شعب لبنان على النجاح في إجراء الانتخابات البرلمانية، وهي خطوة هامة في التطور الديموقراطي للبلد.

في الوقت نفسه وفي ضوء بعض التطورات الأخيرة المثيرة للقلق في جنوب لبنان والتي تؤثر على عمل قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، يكرر الاتحاد الاوروبي دعوته جميع الأطراف إلى أن تلتزم التزاماً تاماً ان تنفذ الأحكام الواردة في قرار مجلس الأمن 1701. سيدي الرئيس، على ضوء ما يستجد من تطورات على المستوى السياسي وعلى أرض الواقع، فإن الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم نتائج مبكرة وملموسة على طريق التسوية الشاملة للصراع في الشرق الاوسط.

 

الجنوب تحت الضوء من الآن إلى نهاية العام

 ثلاث أزمات إيرانية مصيرية قد تدفع طهران للهروب إلى الأمام.. وإسرائيل أيضاً تحاول الهروب من أزمتها مع أميركا

نصير الأسعد المصدر: المستقبل  

لا مبالغة في القول إن إيران تواجه هذه الأيام ثلاث أزمات "على الأقل".. وبالتزامن.

الأزمة الأولى هي التي يمكن وصفها بأنها "أزمة نظام" في الداخل. وهي أزمة "مفتوحة" في ضوء مجريات الأحداث، لا سيما منذ الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 حزيران الماضي، حيث لا يمكن التكهن بمآلاتها.

والأزمة الثانية هي التي يمكن القول إنها "أزمة دور" في الخارج.

وواقع الأمر هنا أن هذه الأزمة ناجمة عن عدة عوامل أهمها اثنان. العامل الاول هو إستعادة "النظام العربي" زمام المبادرة ليس فقط من زاوية الخطوات التي قطعت على صعيد إعادة ترتيب "البيت العربي"، بل من زاوية نجاح "النظام العربي" في رهن مساهمته في معالجة الأزمة المالية العالمية وتمويل تلك المعالجة بسير الدول المتضررة من تلك الأزمة ـ وأميركا في المقدمة ـ في عملية سلمية إقليمية جدية. أي أن "النظام العربي" نجح في الإستفادة من ربط "الأمن القومي الأميركي" ـ من مدخل اقتصادي ومالي ـ بالسلام في الشرق الأوسط. والعامل الثاني ـ بنتيجة الأول ـ هو مسارعة الولايات المتحدة الأميركية الى إطلاق "مبادرة سلام" أكثر جدية من كل المبادرات السابقة، بالضبط لأن لأميركا مصالح مرتبطة بالسلام. وبخلاصة العاملَين الآنفين، فإن الدور الإيراني الذي نهض على مصادرة الصراع العربي الإسرائيلي، مستغلاً فراغاً في الدور العربي من جهة وفراغاً في العملية السياسية من جهة أخرى، يواجه حالياً أزمة "مصيرية".

"أزمة إنحسار سياسي"

أما الأزمة الثالثة، فهي التي يمكن تسميتها بـ"أزمة إنحسار التمدد السياسي". فبين عدم فوز فريقها السياسي في تحقيق الغالبية في الانتخابات اللبنانية حيث كانت القيادة الإيرانية تراهن على "تغيير وجه المنطقة" إنطلاقاً من إنتخابات لبنان، وبين تراجع نفوذها السياسي في العراق، ثم بين خسارة حلفاء لها في انتخابات دول خليجية وبين ظهور ميول واقعية في فلسطين، لا شك أن إيران تشهد حالياً إنحساراً سياسياً. ويزيد من صعوبة الحد منه وقوع إيران في فخ الأزمة المالية العالمية وتراجع قدراتها التمويلية خارجياً من جهة ودخول مسألة تمويل حركات سياسية في الخارج ضمن السجال الداخلي على خط الأزمة الإيرانية المفتوحة من جهة أخرى.

الهروب الى الأمام.. إلى ضفاف المتوسط

وسط هذه الأزمات الثلاث أو وسط هذه الأزمة بفروعها الثلاثة، تواجه إيران إستحقاقاً دولياً داهماً يتمثل في الموعد الذي حدده لها المجتمع الدولي حتى أيلول المقبل للتجاوب مع مطالبه بشأن ملفها النووي تحت طائلة مواجهة عقوبات "قاسية".

في مثل هذه الأجواء والمناخات والمعطيات قد يقول قائل إن أمام إيران "خياراً إنكفائياً" أي الإنكفاء الى الداخل.

وقد يقول قائل آخر إن أمامها خياراً براغماتياً، هو أن تذهب مع المجتمع الدولي باتجاه تسوية ما تحفظ لها مصالح معينة. لكن قائلاً ثالثاً قد يقول إن في وسع إيران تجريب الهروب الى الأمام إستدراجاً لتفاوض "حامٍ" مع المجتمع الدولي وسعياً الى تحسين شروط التفاوض. وفي هذه الحالة، يبدو أن ثمة وسيلة وحيدة للهروب الى الأمام، يمكن لإيران عبرها أن تفترض أنها تجبر أميركا والمجتمع الدولي على التفاوض معها.. ابتداء من ضفاف المتوسط. وهذه الوسيلة هي إشعال جبهة الجنوب اللبناني عبر "حزب الله" إشعالاً لحرب ذات أبعاد إقليمية، فتؤدي هذه الحرب الى تفاوض مع إيران حول أمور عدة تهمها وتعنيها مثلما تهم وتعني "حزب الله" أيضاً.

الأمن القومي الأميركي.. والسلام

إن ما تقدم يمثل جانباً من الصورة. أما الجانب الثاني فمتصل بإسرائيل.

"يجب" القول هنا إن العلاقات الإسرائيلية الأميركية تواجه للمرة الأولى في تاريخها "مشكلة" أو "أزمة" عميقة. ذلك أنها المرة الأولى التي يرتبط "الأمن القومي الأميركي" إرتباطاً مباشراً بالمنطقة العربية، بالنظام العربي، بالعلاقات والمصالح الأميركية مع العرب، من مدخل الأزمة المالية العالمية ومترتباتها. وهذا ما يجعل التحرك الأميركي نحو السلام في المنطقة جدياً.. وضاغطاً على إسرائيل، ولعله مرشح لأن يكون أكثر ضغطاً على إسرائيل في الفترة المقبلة.

وإذا كانت المقدمات الآنفة تقول ما مفاده إن للولايات المتحدة مصلحة "خاصة" و"ذاتية" في السلام في الشرق الأوسط، فإن تجربة الشهور المنصرمة تفيد أن إسرائيل تحاول الهروب من إستحقاق السلام الإقليمي. وليس "المظهرُ" الوحيد للهروب الإسرائيلي من إستحقاق السلام، تفريغ إسرائيل لـ"حل الدولتين" من مضمونه بالإستيطان. فالمظهرُ الأهم الآن هو محاولة إسرائيل الهروب باتجاه حرب على إيران تحت عنوان "الخطر النووي الإيراني".

غير أن طريق إسرائيل للهروب باتجاه حرب على إيران تبدو مغلقة أميركياً. فالعمل العسكري ضد إيران ليس خياراً أميركياً. ولا تستطيع إسرائيل اللجوء الى عمل عسكري ضد إيران بلا موافقة سياسية أميركية، فضلاً عن أن إسرائيل بحاجةٍ، في أي عمل عسكري على إيران، الى "اللوجستية الأميركية". لذلك، ليس ثمة ما يمنع إسرائيل من التفتيش عن "مهرب" آخر في "حرب بديلة". وقد تجد في الحرب على "حزب الله" ولبنان مهرباً من إستحقاق السلام، أو وسيلة لتأخير هذا الإستحقاق عليها. هذا مع العلم هنا أيضاً أن طريق إسرائيل للهروب باتجاه حرب في لبنان ليست مفتوحة أميركياً لأن الأولوية الأميركية سلميّة وليست حربيّة.

"من الآن إلى نهاية العام الجاري"

على أي حال، بين هروب إيراني الى الأمام إستدراجاً لتفاوض "حامٍ" من ناحية وهروب إسرائيلي الى الأمام من إستحقاق السلام من ناحية أخرى، تبدو الشهور المقبلة مقلقة للبنان.

في الكلام المنقول قبل يومين عن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمام وفد إغترابي أنه يتوقع حرباً إسرائيلية "بين نهاية العام الجاري والربيع المقبل". تصحيح وحيد: ثمة خطر حرب من أحد جانبين "من الآن الى نهاية العام الجاري" لا "بين نهاية العام الجاري والربيع المقبل".. وذلك على قاعدة أن الشهور الفاصلة عن نهاية العام الجاري "حبلى" بإستحقاقات "داهمة" للجانبين.

   

 متغيّرات سورية وإيرانية تساهم في استعجال الحكومة

 استبعاد التصعيد بين لبنان وإسرائيل راهناً لا يُسقط احتمالاته

روزانا بومنصف المصدر: النهار

تبدو التطورات في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية - الاسرائيلية مثيرة للقلق بالنسبة الى مراقبين كثر، على رغم معلومات ديبلوماسية، تفيد بل تؤكّد ان الاتصالات التي اجرتها بعض الدول المعنية مع الافرقاء اللبنانيين، وتحديداً "حزب الله"، وكذلك الاتصالات التي اجرتها السفارات المعتمدة لهذه الدول في تل ابيب مع المسؤولين أظهرت استبعادا كليا لتصعيد الوضع بين الجانبين، على رغم بعض المظاهر المقلقة من جانب اسرائيل وكذلك من جانب "حزب الله" في الجنوب. وهذا الاستبعاد لاي تطورات سلبية ليس قديم العهد ولا يعود الى شهر او شهرين او اكثر، بل الى الاسبوعين الماضيين بعد انفجار مخزن السلاح في خربة سلم وتداعياته، وأهمها دخول اسرائيل على خط استغلال ما اعتبر خرقا للقرار 1701 وفقا للموقف الدولي، وتوظيفه ضد لبنان سياسيا في ظل مخاوف من توظيفه عملانيا ايضا وابعد من الطلعات الجوية التي تنتهك من خلالها اسرائيل الاجواء اللبنانية على نحو شبه يومي، علما ان توجّه بعض الاهالي من الجنوبيين الى كفرشوبا تمت مراقبته على اساس انه محاولة لجس النبض، تماما كما اعتبر محاولة لتحويل الانظار عن انفجار خربة سلم.

وتتحدث المعلومات عن عدم وجود مصلحة لدى اي من الفريقين المعنيين، اسرائيل و"حزب الله"، في وقوع حرب جديدة او اقل من ذلك حتى في المرحلة الراهنة، اذ ان الحرب ليست نزهة ويمكن القيام بها كل لحظة وإن ارتفعت التحذيرات والتهديدات من كل صوب، لان اي حرب جديدة قد تحمل انعكاسات خطيرة بالنسبة الى الطرفين وعلى مستوى المنطقة في ظل ما تشهده.

 لكن هذا الامر لا يمنع بعضهم من ابداء مخاوف لم تسلط عليها الضوء المناورات او المواقف الاسرائيلية، ولا ايضاً مواقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الذكرى الثالثة لحرب تموز فحسب، بل ايضا احد المواقف التي ادلى بها النائب وليد جنبلاط قبل عشرة ايام لـ"نهار الشباب" محذراً من "حرب تموز جديدة مقبلة ولا ادري الموعد" على ما قال. ففي المبدأ تبقي هذه المواقف اللبنانيين حذرين من اي تطور لا يرونه مستبعدا ويثيرون اسئلة حوله مما قد يخدم بعض من يهمه تسليط الضوء على مثل هذا الاحتمال والحاجة الى بقاء الاستنفار قائما وتبرير السلاح ايضاً، في حين يراه آخرون مضرا بلبنان وإن من باب التحذيرات التي تطلق في ظل حركة سياحية ناشطة هذه السنة.

ويعزز هذه المخاوف ما يبديه مراقبون من اعتقاد لا بل اقتناع بوجود ارتباك في رأيهم لدى الافرقاء المعنيين اما نتيجة اوضاع داخلية خاصة بهم وإما خارجية ضاغطة عليهم. وهذا يسري في الدرجة الاولى على اسرائيل التي تحرجها مواقف الادارة الاميركية وإصرارها على المطالبة بوقف الاستيطان من اجل الانطلاق بالعملية السلمية، ولن يضيرها تحويل الانظار الى الخارج للتخلص من وطأة الارتباك الداخلي والخارجي نتيجة الضغوط الحالية. كما يسري على ايران التي تغرق في ازمتها الداخلية اكثر فأكثر والتي يتخوف المراقبون ان تلجأ الى الهرب من أزمتها الداخلية نحو متنفس آخر. كذلك هو يسري على "حزب الله" بنسبة معينة اولاً لان سلاحه اصبح المشكلة الحقيقية في لبنان، وان رغب الجميع تطمينا له في عدم مناقشته لا في الاندية السياسية ولا في وسائل الاعلام في المرحلة الراهنة، لكن كثيرين يرون انه يقف امام استحقاقات جدية مع طرفين يعتبران السند الحقيقي له، احدهما ايران التي لا يعرف أحد مدى الازمة الداخلية التي تشهدها وتفاعلاتها وما يمكن ان تتجه اليها على صعيدين داخلي في مشكلة النظام بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ويعتقد كثيرون ان المشهد فيها قد يتعرض لمتغيرات كثيرة حتى قبل تنصيب الرئيس محمود احمدي نجاد الشهر المقبل، وخارجي في الملف النووي الذي يبدو ملحاً في ضوء موضوع التوقيت الذي حددته الادارة الاميركية من اجل ان تتجاوب ايران عبر الحوار مع المطالب الدولية حول ملفها النووي خلال الشهرين المقبلين اي قبل موسم الخريف. اما الطرف الآخر فهو سوريا التي، وعلى نقيض ما يشهده الوضع الايراني من تراجع وربما يكون حافزا مهما لها ايضا، تتجه الى تعزيز وضعها بسرعة ان على صعيد علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة او على صعيد ملف المفاوضات السلمية مع اسرائيل، وقد غدت سوريا من جديد محطة ضرورية من اجل تحريك الادارة الاميركية مفاوضات السلام في المنطقة.

والمتغيرات الضاغطة والمحتملة بقوة على هذين الصعيدين يمكن ان ترتب تنازلات معينة يعتقد المراقبون انها احد الاسباب التي تدفع الجانب المعني بها اي "حزب الله" الى استعجال تأليف الحكومة بحسبما يقول هؤلاء في موازاة عدم اسقاط احتمالات التصعيد الجنوبي. وبدا واضحا هذا الاستعجال لدى فريق دون سائر الافرقاء حتى ضمن فريق الاقلية ومنذ بداية الاسبوع الثاني لتكليف النائب سعد الحريري على رغم ان الحكومة السابقة استغرق تشكيلها قرابة شهرين، وكانت صيغتها محسومة سلفا في اتفاق الدوحة. وفي ظل الحرص الذي ابداه الحريري على تأليف حكومة وحدة وطنية اضافة الى استعجال الفريق الشيعي وحده على نحو واضح،  بدا الفريق الاخير بديناميته في المواقف التي يطلقها او عبر وسائل اعلامه كأنه هو من يقود عملية تأليف الحكومة من خلال الشروط التي يضعها وتحدد الصيغ المطلوبة، وليس الحريري المتحفظ او المتكتم على تفاصيل الاتصالات واللقاءات التي يعقدها، ولا حتى فريق الاكثرية المتكتم تضامنا معه. 

 

أميركا وسوريا... مجدّداً ؟ 

نبيل بومنصف المصدر: النهار

وسط الكلام عن ساعات مصيرية من شأنها ان تحسم وجهة الجهود المبذولة للاتفاق على الصيغة الحكومية الجديدة في لبنان، وفيما لو قيض لهذه الجهود النجاح، او منيت بالاخفاق، سيكون امرا مشروعا البحث عن رابط خفي لكل من الاحتمالين بالانعكاسات التي تطلقها الحركة المكوكية الاميركية الكثيفة في المنطقة.

ذلك ان السذج وحدهم يمكنهم عزل اي تطور ايجابي او سلبي مقبل في لبنان عن "ام المسارات" الاصلية والفعالة في رسم وجهته وهو المسار الاميركي – السوري. ولم يكن من باب التزامنات البريئة والعفوية ان يتحرك الاستحقاق الحكومي اللبناني باندفاعة ملحوظة ثقيلة من عثاره وقيوده في لحظة ضجيج الموفدين الاميركيين الذين يملأون العواصم النافذة، ولم يبخلوا على بيروت في حلهم وترحالهم، قبل المحطة الدمشقية وبعدها، ولو حال تأخر تشكيل الحكومة دون حضور كبير المفاوضين ومبعوثيهم لعملية السلام جورج ميتشل الى العاصمة اللبنانية.

ولعل الشكليات في ظروف مشهد اقليمي ودولي مماثل تلعب دورا اكبر من المضامين نظرا الى رمزيتها القوية في لعبة اطلاق الرسائل وتعميم فحواها.

فالرئاسة اللبنانية لم تجد حرجا في الاعلان عن اتصال هاتفي، كان يمكن ان يبقى مضمرا، بين الرئيس اللبناني ونظيره السوري غداة زيارة ميتشل لدمشق واتصال الاخير بالرئيس سليمان مطمئنا الى ان اي تسوية في المنطقة لن تكون على حساب لبنان. جوهر الرمزية في الاتصالين انه بالتزامن مع التحرك اللبناني نحو ايجاد حل سحري لمسألة الثلث المعطل في الحكومة، يوحي ان الاستحقاق الحكومي لم يكن غائبا لا عن المسار السلمي في المنطقة ولا عن المفاوضات الاميركية – السورية المباشرة وغير المباشرة. وليس هناك من يساوره ادنى شك في ان الثلث المعطل يستحيل ان يسلك طريقه الى حل او تعقيد داخليين في معزل عن دمشق، ولو خدشت هذه الحقيقة الحس السيادي للمعارضين، مثلما يخدش اي ضغط اميركي على دمشق او تفاهم معها حيال لبنان الحس السيادي للغالبية.

إذاً في المشهد الناشئ عن الحركة الاميركية وتمركز رسائلها "عن بعد" على ضرورة تهيؤ لبنان وجهوزه لكي يكون لاعبا وليس ثمنا كما يؤكد الاميركيون. يصعب القول ان اي اختراق في الاستحقاق الحكومي او اي انهيار في الجهود السياسية لن يكونا متفلتين على الاقل من تقدم ربما يكون جوهريا تحقق على المسار الاميركي – السوري او تعثر لا يزال يصطدم به مشروع التفاهم الجديد بحيث يكون لبنان واستحقاقه الاختبار المتقدم والاولي في كلا الاحتمالين.

اما مقياس التقدم او الاخفاق، فمرهون في الاستحقاق الحكومي بطبيعة الموقع الذي سيحتله رئيس الجمهورية في التركيبة الحكومية العتيدة.

في لغة الرمزيات تعمدت رئاسة الجمهورية، على ما يبدو، اظهار توازنها و"توافقيتها" حتى في كفتي العلاقات مع الولايات المتحدة وسوريا. فالاعلان المقتضب عن الاتصالات الرئاسية بكل من الرئيس بشار الاسد وجورج ميتشل، الرئيس بادر الى الاتصال بنظيره السوري عقب تلقيه الاتصال من ميتشل. بذلك يوحي الرئيس انه "الضامن" للتنسيق الدائم مع سوريا في مسألة السلام ولا يضير لبنان اطلاقا ان يحصل على "ضمان" اميركي من الا يأتي السلام على حسابه.

في اللغة السياسية "المسيّلة" الى وقائع وحصص، اي تقدم اميركي – سوري في سائر الملفات يفترض ان يمر بلبنان عبر موقع الرئاسة الاولى وجعلها نقطة لتقاطع التفاهمات والمصالح في قلب صفحة الازمات وتحضير لبنان لتلقي موجات السلام او التحصن ضد احتمالات الفشل. عند هذه النقطة يفترض ان تدور المفاوضات الحاسمة المقبلة في الاستحقاق الحكومي الذي يبدو أن اولى الاستحقاقات الاقليمية الكبرى التي دهمته باتت الدافع الرئيسي للتعجيل في بثه وحسمه وعندها يبدأ حساب الربح والخسارة في الميزان الداخلي. وهنا للحديث صلة.

   

كيف نحمي لبنان من أصولية زاحفة ؟ 

جورج ناصيف المصدر: النهار  

في قطاع غزة، تمضي حركة "حماس" في تطبيق الشريعة الاسلامية بصرامة، فتلزم المحاميات وضع غطاء على الرأس اثناء مرافعاتهن امام المحاكم، مما يفيد بانتقال الحركة ذات الجذور الاخوانية من الصعيد السياسي الفوقي الى صعيد صياغة التوجهات المجتمعية والسلوكية. في العراق، نسفٌ لكنائس المسيحيين وفرض للجزية على من تبقى منهم في الجنوب.

في مصر، انفصال متزايد مسكناً، ومرجعية ذهنية، بين المسلمين والاقباط، واحتقان لاهب ينفجر بين حين وحين بين شطري المجتمع. في سوريا والاردن، تنتشر الكتاتيب الدينية التي تشيع ثقافة الانفصال والتمايز والخصوصية، وتجعل الانتماء الديني هوية شبه وحيدة. جميعها مؤشرات على عالم عربي بات يضيق بتعدد الهويات وتعايشها في احترام متبادل، ويأخذ بنسق واحد من السلوك الاجتماعي قائم على ادانة وتأثيم ما هو مغاير ومختلف، ورشقه بكل تهمة. كيف يحافظ لبنان على هويته المتعددة، ومساحته الدينية الرحبة، وحرياته في العبادة وانماط العيش والفكر وسط هذه الحصرية الخانقة، اللاغية لفرادة الفرد؟ كيف يُنقذ لبنان من اجتياح الاصوليات، عنفية ام مسالمة، معلنة ام مضمرة؟ الجواب الذي يقفز الى البال لدى جمهرة المذعورين من هذا الفيضان الاصولي، يكمن في التمسك بما بقي من مساحة حرية في رقعة لبنانية ضيقة، وتشكيل جبهات او تجمعات طائفية هاجسها الحفاظ على الخصوصية والتفرد، تستخدم خطاباً غريزياً، استنفارياً، مدافعاً عن الذات، احتقارياً لكل ظواهر العودة الى الدين. لكن هذا الجواب، الذي يرضي غريزة البقاء والتحدي، ليس هو الجواب الانجع ولا الاسلم في المدى المنظور وغير المنظور. جواب العقلاء (وجوابنا) يقع في مكان آخر ولا يبدو مثيراً او مشبعاً للرغبات. إنه، اولا، في الدفاع عن لبنان كلا، وليس عن مستقبل مسيحييه فقط. بقاء لبنان ككل، نظاما ديموقراطيا، توافقيا، ناهضا على مسيحية خلاّقة، قوية ومزدهرة اجتماعيا وثقافيا وتربويا، هو الضمان الاخير والراسخ. إنه، ثانياً، في تعزيز جسور التواصل مع اسلام معتدل سياسيا، فقهيا واجتماعيا، يشكل حاجزا واقيا، شعبياً ودينياً، امام رياح الاصولية وانكار الآخرين. وكلا الامرين لا تحققهما سوى دولة يليق بها هذا الاسم. كلما ازداد العالم العربي قتامة وتوحشاً، توهجت قيمة تلك اللؤلؤة الاخيرة: لبنان.