المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 7 حزيران/2009

إنجيل القدّيس مرقص 12/39-44

وقال لهم في تعليمه تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الاسواق. والمجالس الاولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين ياكلون بيوت الارامل ولعلة يطيلون الصلوات.هؤلاء يأخذون دينونة اعظم. وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقي الجمع نحاسا في الخزانة. كان اغنياء كثيرون يلقون كثيرا. فجاءت ارملة فقيرة والقت فلسين قيمتهما ربع. فدعا تلاميذه وقال لهم الحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة قد القت اكثر من جميع الذين القوا في الخزانة.  لان الجميع من فضلتهم ألقوا.واما هذه فمن اعوازها القت كل ما عندها كل معيشتها

 

ليس بمقدور أحد خنق صوت سيدنا البطريرك
خبر خطير جدا/هيئة الإشراف على الإنتخابات تمنع وسائل الإعلام من نشر عظة البطريرك صفير في قداس نهاية السينودوس الماروني وهو يدعو فيها الى الإنتباه من المحاولات الهادفة الى تغيير وجه لبنان ويحذر من أننا امام تهديد للكيان اللبناني ويجب احباط المساعي الحثيثة التي اذا نجحت ستغير وجه بلدنا. إنه قرار لم يحصل أيام الأتراك أن يحاولوا إسكات بطريرك الموارنة. أرفضوا هذا القرار ووزعوا ما قاله البطريرك بكل الوسائل المتاحة لكم
صفير: نحن امام تهديد للكيان اللبناني ويجب احباط مساعي تغيير وجه لبنان
نهارنت 6/6/09/اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "اننا اليوم امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية، وهذا خطر يجب التنبه له". وشدد البطريرك صفير ان "الواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكايد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير، اذا نجحت، وجه بلدنا". ودعا صفير في ختام المجمع السنوي لاساقفة الكنيسة المارونية الذي عقد في بكركي, الجميع الى "التنبه لهذه المخاطر والى اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبت الهوية اللبنانية، ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الاخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز، ولا يضيع حق وراءه مطالب".

No body can muffle the voice of our Patriarch
Sfeir: Lebanese Entity is Threatened, Changing Lebanon's Face Should be Thwarted
Naharnet 06/06/09/ Maronite Patriarch Nasrallah Butros Sfeir said that Lebanon is facing a threat to entity and Arab identity. The patriarch added that this danger should receive attention .The patriarch stressed, "national duty calls on all of us to be aware of what is being planned. We must work hard on thwarting all attempts that if successful could change the face of Lebanon." He called on all Lebanese to pay attention to such dangers and to "adopt courageous stances that would further establish our Lebanese identity and maintain Lebanon as a free country filled with moral virtues, full sovereignty and achieved independence."

 

الغالبية تكتسح الشمال وبيروت ... والأقلية تفوز في الجنوب وبعلبك والهرمل ... وأم المعارك في زحلة والمتن

58 مقعداً محسوماً لـ"14 آذار" و53 للمعارضة والمعركة الفعلية على 17 مقعداً في 8 دوائر مسيحية

بيروت وطرابلس وعكار تجدد البيعة للحريري والجنوب والبقاع ل¯"حزب الله وحركة أمل"

الصوت الأرمني عامل مرجح في بيروت الأولى والفريقان يتقسمان الثانية بموجب اتفاق الدوحة

بشري محسومة ل¯"القوات اللبنانية" وزغرتا تنتقل إلى فرنجية ومعركتان في الكورة والبترون

جنبلاط يفوز في الشوف وترك مقعداً لأرسلان في عاليه و"14 آذار" قد تخرق بمقعد في بعبدا

عون يواجه خسارة مقعدين في جبيل وكسروان ويخوض منازلة كبرى مع المر في المتن

صورة زحلة ضبابية في ظل معطيات متناقضة يومياً ومن يفوز بها سيكسب الغالبية

 بيروت - "السياسة" والوكالات:

يرسم اللبنانيون اليوم مستقبل وطن أنهكته الانقسامات الحادة بين فريقين ومشروعين ورؤيتين, في انتخابات محمومة سياسياً لم يشهد لبنان مثيلاً لها منذ الاستقلال, ولم يحدث أن كانت المعركة, التي ستشهد مشاركة تكسر كل الأرقام السابقة, مترابطة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب, كما يجري اليوم, حيث يتنافس المرشحون على 128 مقعداً, لكن المعركة الفعلية تتركز على نحو 17 مقعداً فقط, إذ يجمع المحللون واستطلاعات الرأي على أن المقاعد الأخرى محسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة, سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.

لم يشهد لبنان انتخابات على مستوى الدوائر الصغرى (الأقضية) منذ العام 1972, ما أفسح المجال أمام شحن مذهبي وطائفي غير مسبوق, وأمام استعادة عصبيات عائلية ومناطقية, فضلاً عن عنصر مستجد, يتمثل في انتقال الأقليات, من حالة الذوبان وعدم القدرة على التأثير في الدوائر الكبرى (المحافظات), الى عنصر حاسم في معظم الأقضية الحساسة, وخصوصا مسيحياً, كما لم يشهد لبنان انتخابات بهذا الحجم من الرقابة المحلية والدولية, حيث يشارك نحو 2200 مراقب محلي وأكثر من مئتي مراقب اجنبي, أبرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية, في مراقبة الانتخابات التي تقام للمرة الأولى في يوم واحد, ما استدعى استنفار ما يزيد عن أربعة وخمسين ألف عسكري وعنصر أمني رسمي, غير أولئك الأمنيين غير الرسميين الذين سينتشرون بطريقة مخفية, قبل الانتخابات وخلالها وبعدها, تحسباً لأي تطور ميداني قد يطيح العملية الانتخابية في إحدى الدوائر الحساسة.

وفي المحصلة, لم يشهد لبنان انتخابات فيها هذا القدر من الالتباس, منذ العام 1992, حيث يصعب التنبؤ بالنتائج بسبب حدة التنافس بين قوى "14 آذار" الممثلة بالغالبية الحالية وقوى "8 آذار" الممثلة بالأقلية, وتالياً, فإن محاولات إعطاء تقديرات علنية حول ما يمكن أن تسفر عنه المعركة, يعد ضرباً من المغامرة, قد ترتد لاحقاً على مصداقية صاحبها, لكن "السياسة" اختارت أن تكسب الرهان وأن تحاول تقديم مقاربة موضوعية, تستند إلى استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسات حيادية وأخرى قريبة من الفريقين المتنافسين, فضلاً عن استطلاع ومراقبة الأجواء السياسية التي رافقت الفترة المشبعة حتى التخمة, من الإعلام الانتخابي الذي هيمن على طول وعرض الخريطة السياسية اللبنانية وامتداداتها الإقليمية والدولية, على مدى الأسابيع الماضية, قبل أن يدخل لبنان في "صمت انتخابي مطبق" فرضه القانون على كل المرشحين ووسائل نقل الحدث, منذ مساء اول من امس, وحتى صدور النتائج الرسمية والمتوقع أن يكون بعد ظهر غد الاثنين.

ووفق الخريطة الانتخابية التي رسمتها مؤسسات استطلاع رأي عدة, يمكن الاستنتاج أن حصيلة المعركة الحامية ستكون على الشكل التالي:

دوائر الشمال (28 مقعداً)

1- طرابلس (8 مقاعد - 196 ألف ناخب): محسومة لقوى "14 آذار" وحلفائها الوسطيين, مع احتمال ضئيل جداً لخرق أحد المقاعد من جانب النائب المرشح عن المقعد السني مصباح الأحدب والمرشح عن المقعد الماروني جان عبيد (منفردان), لأن لائحة "التضامن الطرابلسي", التي تضم إلى مرشح "تيار المستقبل" النائب سمير الجسر, قطبين كبيرين في المدينة هما رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي, ما يجعل احتمال خرقها شبه مستحيل, من دون إغفال ترشح رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي إلى جانب خلدون الشريف في مواجهتها, رغم أن آمالهما شبه معدومة.

2- عكار (7 مقاعد - 223 ألف ناخب): محسومة لقوى "14 آذار", في ظل الثقل السياسي الهائل ل¯"تيار المستقبل" الذي سيحسم المعركة بفارق كبير جداً عن اللائحة المقابلة المدعومة من قوى "8 آذار" والتي برز بين أعضائها مجموعة من التناقضات, رغم الحديث عن تدخلات سورية لدعمها في أكثر من مجال.

3- المنية والضنية (3 مقاعد - 97 ألف ناخب): محسومة أيضا لقوى "14 آذار", وأبرز المرشحين فيها النائب أحمد فتفت.

4- زغرتا (3 مقاعد - 71 ألف ناخب): محسومة للمعارضة, حيث تتنافس قائمتان الأولى برئاسة رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية, في مقابل لائحة أخرى مدعومة من قوى "14 آذار" برئاسة ميشال معوض, والتي يبدو أن إمكان فوزها صعب جداً, نظرا للثقل السياسي والإرث التاريخي لآل فرنجية في هذه الدائرة.

5- الكورة (3 مقاعد - 58 ألف ناخب): هناك مقعد محسوم ل¯"14 آذار" (فريد مكاري) ومقعد محسوم للمعارضة (سليم سعادة), مع تسجيل تقدم الثاني على الأول, بعدما كان مكاري قبل شهر خارج المنافسة, وبالتالي تبقى الأرجحية بفوز المعارضة بالمقعد الثاني في هذه الدائرة التي تتقارب فيها أصوات الناخبين, حيث النفوذ القوي لكل من الضدين حزب "القوات اللبنانية" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي".

6- البترون (مقعدان - 58 ألف ناخب): مقعد محسوم للنائب بطرس حرب وبفارق كبير, أما الثاني, فيبقى قيد معركة قاسية, مع أرجحية لمرشح "14 آذار" انطوان زهرا على مرشح المعارضة الوزير جبران باسيل.

7- بشري (مقعدان - 46 ألف ناخب): محسومان ل¯"14 آذار", حيث يبدو الفوز واضحاً لصالح لائحة "القوات اللبنانية" التي تضم النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز.

دوائر البقاع (23 مقعداً)

1- بعلبك - الهرمل (10 مقاعد - 255 ألف ناخب): محسومة بكاملها للمعارضة, حيث يبدو مؤكداً فوز اللائحة المدعومة من "حزب الله" وهو القوة الأبرز.

2¯ البقاع الغربي وراشيا (6 مقاعد - 122 ألف ناخب): خمسة مقاعد محسومة ل¯"14 آذار" وخامس قيد التنافس بأرجحية أن يكون من نصيب لائحة المعارضة المدعومة من "حركة أمل" و"حزب الله" و"القومي السوري" و"حزب البعث" وحركة "النضال العربي", وسط أنباء تتحدث عن اتفاق ضمني غير معلن بين رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط, بأن يمرر الثاني لمرشح الأول (ناصر نصر الله) أصواتا من مؤيديه, رغم تأكيد الرجلين في أكثر من مناسبة عن التزامهما بحلفائهما.

3- زحلة (7 مقاعد - 158 ألف ناخب): هناك مقعدان كاثوليكيان محسومان, لكل من المعارضة (الياس سكاف) والموالاة (نقولا فتوش), وبالتالي هناك تنافس على المقاعد الخمسة المتبقية, في ظل معطيات متناقضة يومياً حول هذه الدائرة, نظراً للعوامل التي تتحكم بالتصويت فيها وخصوصاً التصويت غير المسيحي, بالاضافة الى عدم انحصار التصويت الزحلي (المدينة) للائحة واحدة.

وأجمع المحللون واستطلاعات الرأي على أن المعركة في هذه الدائرة هي أم المعارك وستكون الأقسى, ورجحوا أن يكون الفائز فيها عاملاً حاسماً في ترجيح كفة أحد الفريقين للحصول على الغالبية النيابية, مع الإشارة إلى أن هذه الدائرة تنتخب 7 نواب من 6 طوائف مختلفة, وهي الأكثر تنوعاً في لبنان, علماً أن الأصوات السنية ستكون حاسمة, وأن المرشح السني على لائحة "14 آذار" عصام عراجي أقوى شعبياً من منافسه على لائحة المعارضة, ما يرجح فوز "14 آذار" بثلاثة من المقاعد قيد التنافس, لكن رغم ذلك يصعب التكهن بالنتائج في هذه الدائرة حيث الاصطفاف السياسي والحزبي على أشده.

دوائر جبل لبنان (35 مقعداً)

استنادا الى التقديرات, هناك أرجحية للمعارضة في دوائر بعبدا وكسروان وجبيل, وأرجحية ل¯"14 آذار" في دائرتي الشوف وعاليه.

والدوائر المحسومة هي:

1- الشوف (8 مقاعد - 182 ألف ناخب): محسومة كلها ل¯"14 آذار", فهذه الدائرة هي معقل النائب وليد جنبلاط الذي يتمتع بنفوذ هو الاقوى بين القوى المتواجدة فيها, وهو يترأس قائمة مكتملة, فيما تخوض المعارضة الانتخابات بقائمة تبدو حظوظ النجاح لها معدومة.

2- عاليه (5 مقاعد - 116 ألف ناخب): 4 مقاعد منها للموالاة والخامس للمعارضة (طلال أرسلان) بالتوافق مع جنبلاط.

3- بعبدا (6 مقاعد - 152 ألف ناخب): 5 مقاعد محسومة للمعارضة, مع أرجحية فوز لائحة "14 آذار - المستقلون" بمقعد واحد في هذه الدائرة التي سيكون الصوت المسيحي والصوت الشيعي عملا حاسماً للفوز, مع عدم إغفال أن قوة الصوت السني والدرزي يوازي تقريباً الصوت الشيعي.

4- المتن الشمالي (8 مقاعد أحدها فاز بالتزكية لصالح المعارضة - 160 ألف ناخب): هناك مقعدان محسومان للائحة "14 آذار - المستقلون" وهما النائب ميشال المر وسامي أمين الجميل, وآخران محسومان للمعارضة التي تخوض المعركة في هذه الدائرة بلائحة ل¯"التيار الوطني الحر", اضافة إلى النائب الأرمني آغوب بقرادونيان الذي فاز بالتزكية.

وتعتبر هذه الدائرة الأصعب انتخابياً لما تختزنه من قوى سياسية فاعلة تضم بشكل أساسي القوى المسيحية, وستكون المعركة فيها مفصلية لما سيكون لنتائجها انعكاس على فوز أحد الفريقين بالغالبية النيابية, علماً أن الصوت الأرمني سيكون المرجح لكفة إحدى اللائحتين, وبشكل خاص "حزب الطاشناق" الذي أعلن أنه سيمنح أصواته إلى المر وحده, و6 من لائحة "التيار الوطني الحر".

وبالتالي, فإن المعركة على المقاعد الثلاث المتبقية تبدو, رغم احتدامها, مرجحة في اثنين منها للائحة "14 آذار - المستقلون", مقابل أرجحية بمقعد واحد للمعارضة.

5- كسروان (5 مقاعد - 89 الف ناخب): 4 مقاعد محسومة للائحة المعارضة التي يترأسها العماد ميشال عون, مع أرجحية فوز المرشح المستقل منصور غانم البون بالمقعد الخامس.

6- جبيل (3 مقاعد): كانت محسومة كلها للمعارضة المتمثلة بلائحة ل¯"التيار الوطني الحر", لكن تطورات اليومين الأخيرين التي تمثلت بانسحاب المرشح اميل نوفل لصالح لائحة "14 آذار -المستقلون" أعادت خلط الأوراق من جديد, حيث بات مرجحاً بشكل كبير أن يفوز المرشح المستقل (القريب من الرئيس ميشال سليمان) ناظم الخوري بأحد المقاعد, مع عدم استبعاد فوز مرشح "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد.

دوائر بيروت (19 مقعدا)

1- بيروت الأولى (5 مقاعد): 3 مقاعد محسومة ل¯"14 آذار" في ظل الثقل الكبير لحزبي "الكتائب اللبنانية" و"القوات اللبنانية" في هذه الدائرة المسيحية بالكامل والتي تتمتع برمزية خاصة, لكن الصوت الأرمني قد يرجح فوز المعارضة, إذا صحت التقديرات حول الحشد غير المسبوق لمصلحة "حزب الطاشناق" الذي يعمل على أساس رفع التصويت ليلامس عتبة الثمانية آلاف حزبي ومناصر سيعطون أصواتهم كلها للائحة المعارضة, وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام احتمال فوز المعارضة بمقعدين, إلا إذا فاق التصويت الأرثوذكسي والكاثوليكي والماروني التقديرات المرسومة, علما أن لائحة المعارضة يقودها نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرة عن "التيار الوطني الحر".

2- بيروت الثانية (4 مقاعد فاز اثنان منهما بالتزكية - 101 ألف ناخب): مقعدان ل¯"14 آذار", ومقعدان للمعارضة, بموجب الاتفاق الذي تم في الدوحة, حيث سيكون المقعد السني من نصيب "تيار المستقبل" (المرشح نهاد المشنوق), والمقعد الشيعي من نصيب "حركة أمل" (المرشح هاني قبيسي), بعد أن حاز كل من الفريقين على أحد المقعدين الأرمنيين اللذين فازا بالتزكية وهما النائبان ارتيور نظريان وسبوه قالباكيان.

3- بيروت الثالثة (10 مقاعد - 252 ألف ناخب): محسومة بالكامل لفريق "14 آذار", حيث يترأس زعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري لائحة مكتملة في وجه لائحة مدعومة من قوى المعارضة تبدو فرص فوزها بأي من المقاعد شبه مستحيلة, نظرا للثقل الكبير ل¯"تيار المستقبل" في هذه الدائرة.

دوائر الجنوب (23 مقعدا)

تفوز المعارضة وتحديداً تحالف "حزب الله - حركة أمل" ب¯21 مقعداً في دوائر جزين (3) والزهراني (3) وصور (4) والنبطية (3) وبنت جبيل (3) وحاصبيا - مرجعيون (5), بينما تحصد "14 آذار" مقعداً واحداً في صيدا (54 ألف ناخب) للنائب بهية الحريري, مع أرجحية بما يزيد عن ألف صوت, لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة على خصمه أسامة معروف سعد.

يذكر أن لائحتين للمعارضة تتنافسان في دائرة جزين, الأولى مدعومة من "التيار الوطني الحر" والثانية من "حركة أمل", بيد أن الفوز محسوم لهما, بحيث أن المقاعد الثلاثة ستصب بالنتيجة لصالح المعارضة.

وفي المحصلة, يمكن الاستنتاج أن هناك 58 مقعداً محسوماً لقوى "14 آذار" مقابل 53 لقوى المعارضة, بينما تشهد المقاعد ال¯17 المتبقية معارك فعلية شرسة, تحدد الفريق الفائز بالغالبية, مع أرجحية في 10 منها ل¯"14 آذار" و7 للمعارضة, من دون إغفال عناصر يمكن أن تغير في مجرى كل التقديرات في الساعات المقبلة, ومنها عنصر المال, والعنصر الأمني والنكايات على أنواعها, وأعمال الضغط والترغيب والترهيب, فضلاً عن عنصرين هامين جدا, هما عنصر المغتربين غير المحدد وعنصر المجنسين الذين يقيم معظمهم في الأراضي السورية والذين يصعب تقدير أرقامهم, وهذا يعني أن هذه التقديرات قابلة للتحرك والتغير في هذا الاتجاه أو ذاك, خصوصا أن الفارق بين الخاسر والفائز في عدد من الدوائر سيكون في حدود مئات وربما عشرات الأصوات.

وأمام هذا المشهد المتداخل, والذي لن تتضح معالمه النهائية إلا مع إعلان النتائج الرسمية, لا يبدو مستبعداً عدم تمكن أي من الفريقين من الحصول على الغالبية ( نصف النواب + 1 أي 65 نائباً), إذا ما قرر الناخب اللبناني إعطاء صوته لمرشحين مستقلين قد يكونون حصان المرحلة المقبلة.

 

التوزع الديموغرافي للبنانيين: 64.64 في المئة مسلمون و34.96 في المئة مسيحيون

 بيروت - ا ف ب: يلعب التوزع الطائفي والديموغرافي دورا كبيرا في استحقاق الانتخابات النيابية المقررة اليوم, حيث لم يجر اي احصاء رسمي لعدد السكان منذ ,1932 تاريخ الاحصاء الذي اجراه الفرنسيون خلال فترة انتدابهم. في ,2006 نشر الباحث يوسف شهيد الدويهي دراسة عن اللبنانيين وتوزعهم الطائفي والديموغرافي ضمن كتاب بعنوان "اللبنانيون 1907-2006" استند فيها الى سجلات النفوس اللبنانية, وهي الدراسة الاولى المفصلة منذ .1932

ويبلغ عدد اللبنانيين المسجلين, بحسب الدويهي, اربعة ملايين و571 الفا و,92 الا ان القانون اللبناني لا يفرض على اللبنانيين تسجيل مكان سكنهم, ما يعني انه لا يعرف بالتحديد عدد المقيمين منهم في لبنان وعدد المهاجرين او المقيمين في الخارج. وتشير تقديرات الى ان عدد اللبنانيين الموجودين على الاراضي اللبنانية يصل الى 4.1 مليون نسمة, والامر نفسه ينطبق على الناخبين البالغ عددهم, بحسب القوائم الانتخابية النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية اللبنانية لعام ,2009 ثلاثة ملايين و257 الفا و,230 ولا يعرف عدد المقيمين في الخارج او الذين عادوا بهدف المشاركة في الاقتراع غدا الاحد, علما ان القانون اللبناني لا ينص على آلية تسمح للبنانيين بالاقتراع في دول اقامتهم.

وفي داخل لبنان, يفترض بكل لبناني ان يصوت في مسقط رأسه. ويشير الدويهي الى ان هذه العوامل, تضاف اليها قوانين انتخابية مفصلة على قياسات الاطراف السياسية تجعل المعركة محسومة حتى قبل اجرائها, تساهم اجمالا في جعل نسبة المشاركة منخفضة نسبيا (بين 50 و55 في المئة كحد اقصى).

ونسبة المشاركة في العمليات الانتخابية منخفضة اجمالا عند المسيحيين اكثر من المسلمين, فهي نادرا ما تعدت 43 في المئة, بينما انخفضت في 1992 الى اقل من عشرة في المئة في ظل الوجود السوري وقرار بالمقاطعة اتخذته التيارات المسيحية الكبرى. والتوزع المذهبي والديني للبنانيين هو, بحسب كتاب "اللبنانيون 1907-2006", على الشكل التالي:

مسيحيون: 34.96 في المئة بينهم 19.24 في المئة موارنة, وهو المذهب المسيحي الاكبر.

مسلمون : 64.64 في المئة بينهم 29.24 في المئة سنة, و29.17 في المئة شيعة.

وبموجب احصاء ,1932 كان عدد السكان 785 الفا و,543 نسبة المسيحيين بينهم ,22 51 في المئة, ويفسر علماء الاجتماع التراجع في نسبة المسيحيين في لبنان بظاهرة الهجرة وارتفاع معدل الانجاب لدى المسلمين اكثر من المسيحيين.

 

صفير يطلق صرخة مدوية: نواجه تهديداً لكيان لبنان ولهويتنا العربية

اللبنانيون يختارون مصيرهم اليوم: إما الدولة وإما دويلة "ولاية الفقيه" 

بيروت- "السياسة":بعد أشهر من حملات انتخابية شعواء وسنوات من مواجهات حادة تحولت عسكرية في 7 مايو الماضي, في انعكاس لحدة الصراع القائم بين فريقين ومشروعين ورؤيتين, يحسم اللبنانيون اليوم مصيرهم من خلال مبايعة غالبية برلمانية يأملون أن تنقل وطنهم, رمز التنوع والتعايش في المنطقة, إلى بر الأمان, في ظل لحظة اقليمية دقيقة, وذلك من خلال انتخابات محمومة لم يشهد لبنان لها مثيلاً منذ استقلاله العام ,1943 حيث يتنافس المرشحون من فريقي 8 و14 آذار على 125 مقعداً (بعد حسم 3 بالتزكية), لكن المعركة الفعلية تتركز على نحو 17 مقعداً فقط, في الدوائر المسيحية تحديداً, بعدما حسمت قوى الغالبية المؤيدة لاستقلال لبنان وسيادته الفوز في 58 منها, والأقلية المدعومة من دمشق وطهران في ,53 وفقاً لقراءة تنفرد "السياسة" بنشرها, مستندة إلى استطلاعات رأي محايدة وإلى الأجواء والمعطيات التي رافقت تشكيل اللوائح والحملات الانتخابية على مدى الأسابيع الماضية. وإذا كان "الصمت الانتخابي" المطبق ساد الأجواء السياسية, أمس, تنفيذاً لإحدى مواد قانون الانتخابات, بينما كانت الأجهزة الأمنية تكثف انتشارها وسط حالة استنفار قصوى, غير مسبوقة, لحفظ الأمن خلال الانتخابات التي تجري للمرة الأولى في يوم واحد, بمواكبة عربية ودولية, إلا أن البطريرك الماروني نصر الله صفير خرق جدار السكون, وأطلق صرخة مدوية هي الأقوى له منذ بدء الحملة الانتخابية, محذراً من وجود "تهديد للكيان اللبناني", وداعياً الى احباط المساعي التي "ستغير, إذا نجحت, وجه" لبنان, في اشارة ضمنية إلى إمكانية فوز قوى "8 آذار".

وقال في ختام المجمع السنوي لأساقفة الكنيسة المارونية "إننا اليوم أمام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية, وهذا خطر يجب التنبه له, لهذا, فإن الواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكائد, ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير, إذا نجحت, وجه بلدنا".

ودعا صفير "الجميع الى التنبه لهذه المخاطر والى اتخاذ المواقف الجريئة التي تثبت الهوية اللبنانية, ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الأخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز, ولا يضيع حق وراءه مطالب". وأضاف "اذا استعرضنا ما نحن فيه في بلدنا الأول لبنان, خصوصاً في هذه الايام التي سيُدعى فيها اللبنانيون الى الادلاء بأصواتهم, لا يمكننا إلا أن نأسف لما نراه من انقسامات عميقة في صفوفهم, فيما كان الواجب يدعوهم إلى رص الصفوف وتوحيد الآراء في ما بينهم".

ولاحقاً, حذرت "هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية" جميع وسائل الإعلام, من بث تصريح البطريرك, حيث دعتها إلى التقيد التام بأحكام القانون, التي تمنع نشر أو بث أي تصريح أو بيان أو موقف أو نداء يتضمن تأييداً لمرشح أو لائحة أو جهة سياسية سواء صدر ذلك عن مصدر سياسي أو ديني أو مذهبي, وذلك حتى إقفال صناديق الاقتراع, محذرة من أن كل مخالفة لهذه الأحكام تُعرض مرتكبها للمساءلة القانونية.

وبالعودة إلى الخريطة الانتخابية التي تنفرد "السياسة" بنشرها, فإن "14 آذار" ستكتسح بيروت بدوائرها الثلاثة, حيث ستفوز في 15 من أصل 19 مقعداً, وهي: 10 كاملة في الثالثة, و3 في الأولى حيث تنافس على اثنين آخرين, بعد أن حازت مقعدين في الثانية بموجب اتفاق الدوحة.

أما الصورة في الشمال فلا تبدو مغايرة, حيث يتوقع فوز "14 آذار" ب¯ 22 من أصل 28 مقعداً, كما تخوض معركة للفوز بمقعدين آخرين في الكورة والبترون, فيما تميل الكفة بشكل واضح للمعارضة للفوز ب¯3 مقاعد في زغرتا. جنوباً, تظهر المعطيات أن تحالف "حزب الله - حركة أمل" سيحصد 21 من أصل 23 مقعداً في الدوائر كافة, فيما يتوقع فوز الوزيرة بهية الحريري بسهولة مع أرجحية فوز رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالمقعد الثاني في صيدا.

أما في البقاع, فمن المؤكد أن المعارضة ستفوز ب¯ 10 مقاعد في بعلبك - الهرمل, و"14 آذار" بخمسة من أصل ستة في البقاع الغربي وراشيا, فيما ستشهد زحلة المعركة الأعنف, حيث تبدو فرص الفريقين شبه متساوية مع أرجحية بسيطة ل¯"14 آذار" (4 مقابل 3), وستكون هذه الدائرة عاملاً حاسماً في تحديد الغالبية المقبلة.

وتبقى محافظة جبل لبنان, التي ستشهد أم المعارك على مستوى البلاد, حيث تميل الكفة في كسروان (4 مقابل 1) وجبيل (3 مقابل 1) وبعبدا (5 مقابل 1) إلى المعارضة, وفي الشوف (8 من 8) وفي عاليه (4 مقابل 1) إلى "14 آذار", فيما ستكون المواجهة الأقسى في المتن حيث تبدو حظوظ الفريقين شبه متساوية (4 مقابل 4).

 

 مليون مهاجر يعودون إلى لبنان إذا انتصرت "14 آذار" و20 في المئة يغادرونه إذا فازت "8 آذار"

أهداف "حزب الله" من الفوز بالانتخابات: حماية السلاح وعرقلة المحكمة الدولية وتمرير الستراتيجية الإيرانية

 إذا فشل "حزب الله" سيمنع تشكيل الحكومة ويغلق مجلس النواب ويدفع بميشال سليمان إلى الاستقالة

ميشال عون بشر اللبنانيين بمزيد من شد الأحزمة في قضية الديون

قبل الانتخابات أعلنت "8 آذار" حربها على ميشال سليمان

لن يتوانى "حزب الله" عن تكرار أحداث 7 مايو 2008 للحفاظ على سلاحه ومنع قيام الدولة

لندن - كتب حميد غريافي السياسة

يراقب أكثر من مليون لبناني نزحوا الى خارج بلدهم في الاتجاهات الاربعة خلال السنوات العشر الماضية هروبا من الوصاية السورية التي انهارت قبل اكثر من اربعة اعوام ولكن لتحل محلها وصاية ايرانية جديدة لا تقل عنها شراسة وقمعا وتهديدا بالقوة والعنف متمثلة ب¯ "حزب الله" الذي ينافس الدولة وجيشها ومؤسساتها على اقامة دويلته "الجاهزة" التي ألمح اليها أمينه العام حسن نصرالله في احدى خطبه قبل نحو اسبوعين عندما قال "ان من ينتصر على اسرائيل بامكانه ان يحكم بلدا اكبر مئة مرة من لبنان", مذكرا اللبنانيين بمأساتهم الماضية مع منظمة التحرير الفلسطينية التي سيطرت على البلاد بالحديد والنار والاغتيالات وعمليات الخطف والسيارات المفخخة والتي اعلن رئيسها ياسر عرفات عقب اندحاره عام 1982 - 1983 وخروجه من الاراضي اللبنانية الى رام الله ليعلن من هناك "ان من استطاع حكم لبنان طوال عقدين من الزمن لن يعجز عن حكم فلسطين (غزة والضفة الغربية) "من يراقب هؤلاء اللبنانيون المهاجرون عنوة نتائج انتخابات اليوم في لبنان ليقرروا على اثرها العودة في حال فوز قوى "ثورة الارز" التي ينتسب 90 في المئة منهم اليها, او البقاء مشردين في اصقاع الارض اربع سنوات اخرى في حال تقدم "حزب الله" للامساك بخناق البلاد ووضعها في قمقم "الممانعة" والاستعداد للحروب ورمي القرارات الدولية في سلة المهملات, وبسط شريعة الغاب و"العقيدة" الايرانية الموروثة عن عقيدة آل الاسد السورية, واتباع سياسة "شد الاحزمة" الاقتصادية والمالية والاجتماعية على بطون اللبنانيين الخاوية, كما اعلن ميشال عون صراحة في احدى اواخر مقابلاته التلفزيونية ردا على سؤال عن عملية ايفاء الديون الدولية البالغة نحو 50 مليار دولار في حال فوز فريقه في الانتخابات.

وقدرت اوساط روحية مسيحية قريبة من الصرح البطريركي في بكركي امس "عدد اللبنانيين الجدد الذين سيهاجرون من بلدهم في حال فوز المشروع الايراني - السوري في انتخابات اليوم, بما لا يقل عن 20 في المئة من السكان المقيمين لينضموا الى من سبقهم خلال السنوات القليلة الماضية هربا من الاحداث الامنية ومن الانهيارين السياسي والاقتصادي بفعل العصابات والميليشيات المسلحة والتيارات الكيدية التي اعماها الحقد وحب الانتقام ممن منعوا وصول رؤوسها, وفي طليعتهم ميشال عون الى حكم البلاد بطريقة عسكرية لا يتقن سواها على غرار أباطرة الانقلابات العسكرية في جمهوريات الموز.

وكشفت هذه الاوساط النقاب عن ان "على العكس من ذكره في حال عودة القوى الديمقراطية الاستقلالية الحرة (14 آذار) الى الحكم مجددا, فان احصاءاتنا حول العالم تشير الى استعداد مئات الالوف من اللبنانيين المهاجرين قسرا للعودة خلال السنتين المقبلتين بعدما ان يكونوا قد اطمأنوا الى استتباب الامن والاوضاع الداخلية اذا تمكن رئيس الجمهورية مدعوما بالجيش وقوى الامن الاخرى من تنفيذ وعوده بدعمين داخلي ودولي قويين للبدء فورا بعد الانتخابات بعملية الاصلاح الشاملة في البلاد".

وقالت الاوساط ان اكثر من 200 الف لبناني مهاجر عادوا الى بلدهم خلال الاسابيع الثمانية الماضية للمشاركة في الانتخابات لعلهم يساعدون على ابقاء "حزب الله" ضمن مربعاته الامنية وقياداته في مخابئها تحت الارض, "وعلى تمزيق التفويض المسيحي الذي اعطاه عدد كبير من اللبنانيين لميشال عون في انتخابات عام 2005 الماضية لا لسبب الا دعما لشعاراته الكاذبة في نزع سلاح الحزب الايراني وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها وتعزيز اركان الدولة واسسها وتحرير البلاد من اجواء القمع والحروب والاقتتال, الا ان كل تلك الشعارات سقطت تحت سجادة ورقة التفاهم الحمراء التي مدها له حسن نصرالله على درجات كنيسة مار مخايل بالشياح, مغريا اياه بالمن والسلوى الايرانيين, مدغدغا شبقه لكرسي الرئاسة الاولى, مغدقا عليه شتى الوعود كي يكون له حصان طروادة في قلب الشارع المسيحي الذي يخشاه اكثر من شارعي 7 ايار (مايو) في بيروت السنية والجبل الدرزي".

وقالت الاوساط الروحية المسيحية ل¯ "السياسة" في اتصال بها من لندن امس ان "استماتة حزب الله في سبيل الفوز بانتخابات الغد (اليوم) النيابية عائدة الى اهدافه الجوهرية الثلاثة التي لا علاقة لها باصلاح لبنان لا من قريب ولا من بعيد وهي:

1 - الاحتفاظ بسلاحه طوال السنوات الاربع المقبلة من دون ازعاج ومن دون طاولات حوار حول "الستراتيجية الدفاعية" ومنع اي تدخل دولي وخصوصا اميركي مطالب بتطبيق القرارات الدولية.

2 - تحصين قادته وقادة نظام بشار الاسد السوري من مفاعيل المحكمة الدولية المهرولة احكامها الى رؤوسهم عاجلا ام آجلا, عبر عرقلة التجاوب مع قضاتها ومدعي عامها وقوانينها سواء في استدعاء المتهمين والشهود او تسليم من تصدر بحقهم احكام بالسجن لضلوعهم في اغتيال رفيق الحريري واكثر من عشرة قياديين لبنانيين من قوى "ثورة الارز".

3 - فرض الستراتيجية الايرانية المذهبية والعسكرية المسلحة على لبنان بالقوة, التي هي الوجه الآخر لعملة نظام ولاية الفقيه الذي لا يستطيع حسن نصرالله اعلانه صراحة, وانما سيمارسه تحت غطاء هذه الستراتيجية".

"وفي حال فشل هذه الاحلام والاوهام في ان تحقق لنصرالله اعلان دويلته بطريقة غير مباشرة عبر السيطرة على الرئاسات الثلاث في البلاد بميشال عون ونبيه بري وعمر كرامي - حسب الاوساط الروحية المسيحية - فان لقوى "8 آذار" مسرحا واسعا من التحرك بعد الانتخابات لمنع النظام الديمقراطي الجديد من ان ينقل البلاد الى مرحلة جديدة, بينها:

1 - منع تشكيل حكومة والاستمرار في الحكومة الراهنة بتصريف الاعمال الى ما شاء الله.

2 - استخدام القوة لمنع انتخاب بديل عن نبيه بري لرئاسة مجلس النواب عبر وسائل عنفية استخدمت في الماضي ونجحت الى حد كبير وفي مقدمها احتلال باحات المجلس والاعتصام فيها تحت خيم جديدة, واقفال ابوابه مرة اخرى كما فعل بري طوال نيف واثني عشر شهرا, والتهديد ب¯ "7 ايار" جديد لاجتياح مناطق سنية او مسيحية هذه المرة, قد يؤدي الى اندلاع حرب اهلية على نطاق واسع.

3 - اعلان الحرب على الرئيس ميشال سليمان الذي بدأوا التمهيد له على خلفية اتهامه بالانحياز لقوى 14 آذار في الانتخابات, مع طرح عشرات الاقتراحات حول كيفية اقالته استنادا الى تفسيراتهم العشوائية للدستور, واولها انه اختير وانتخب على اثر مؤتمر الدوحة كرئيس توافقي ينتفي دوره هذا في حال انحيازه.

4 - سيحاول ميشال عون "فتح ابواب جهنم" على النظام الجديد بادئا بتقديم الطعون امام المجلس الدستوري الاعلى بنيابات عدد من خصومه الذين اسقطوا مرشحيه في اربع او خمس مناطق, لينطلق بعد ذلك الى التظاهرات والاعتصامات وتحريك الشوارع لنشر الفوضى وخصوصا في المناطق المسيحية التي قد تنتفض هذه المرة في وجهه وتمنعه من تحقيق اهدافه بالقوة, سيستأنف الحملة على قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي تحت حجج وذرائع كاذبة كالعادة لان هاتين المؤسستين لا يمكن ان تتخليا عن دعم الرئيس سليمان احد كبار قادتهما السابقين, كما لا يمكن ان تتخليا عن الدولة لدويلة تحت اي ظروف".

واتهمت الاوساط الروحية ميشال عون ب¯ "الاساءة الفاضحة" لصورة الجيش اللبناني وقياداته عن طريق "تقديم نفسه زعيما اوحد للبلاد يحكم بالحديد والنار على غرار حليفيه الجديدين بشار الاسد ومحمود احمدي نجاد", اذ سيمتنع زعماء البلاد وشعبها مستقبلا عن دعم وصول قائد آخر للجيش الى سدة الرئاسة, بعدما جاؤوا بأربعة من قادة هذا الجيش لحكم لبنان من اصل 12 رئيسا حتى الآن "عون كان بمستوى رئيس في فترة رئاسة الحكومة العسكرية في اواخر الثمانينات وحكم بالحديد والنار على هذا الاساس, ما يعني ان ثلث رؤساء جمهورية لبنان منذ الاستقلال كانوا من المؤسسة العسكرية وكان اسوأهم اميل لحود و"الرئيس" ميشال عون الذي يسعى الآن لاقتناص اللقب الذي لم ولن يحصل عليه.

 

كتاب مفتوح الى هيئة الإشراف على الانتخابات: أصدروا بيانا توضيحيا واعتذارا صونا لكرامة المسيحيين

 ٦ حزيران ٢٠٠٩

جانب هيئة الإشراف على الانتخابات،

قبل التحية، قرأنا بيانا صادرا عن هيئتكم الكريمة بعد ظهر السبت 6 حزيران 2009 ورد فيه الآتي: "اكدت هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية على جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ضرورة التقيد التام بمضمون أحكام المواد 67و68و73و74 من قانون الانتخابات النيابية رقم 25/2008، والامتناع عن نشر او بث اي تصريح او بيان او موقف او نداء يتضمن تأييدا لمرشح او لائحة او جهة سياسية سواء صدر ذلك عن مصدر سياسي او ديني او مذهبي، طوال يومي السبت والاحد في 6 و 7 حزيران 2009 وحتى إقفال صناديق الاقتراع. واعلنت ان كل مخالفة لهذه الاحكام تعرض مرتكبها للمساءلة القانونية". لذلك، فإننا نعتبر أن هذا البيان أتى تحت ضغط من فريق سياسي في محاولة سافرة ومكشوفة لحجب كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وإننا نربأ أن تكون هيئتكم سعت الى محاولة توجيه أي إهانة الى أعرق صرح ديني ووطني في لبنان، والذي لولاه لما كان لبنان يوما. لذلك، فإن المطلوب على وجه السرعة إصدار بيان فوري يعلن صراحة أن البيان المشار إليه أعلاه لا يقصد كلام غبطة البطريرك الماروني على الإطلاق، لا من قريب ولا من بعيد، كما والتقدم باعتذار صادق (والاعتذار من شيم الكبار) من كل المسيحيين الذين شعروا بإهانة غير مسبوقة، وإن لم تكن مقصودة، جراء التعرّض لرأس كنيستهم في محاولة غريبة عن تقاليدنا اللبنانية لإسكات صوت الضمير اللبناني. إننا نناشدكم بكل محبة أن تصدروا البيان التوضيحي المنشود منعا لأي استغلال للبيان الصادر باسم هيئتكم، وحرصا على صدقية نتمنى ألا تكون سقطت قبل يوم الانتخابات

 

عون و"حزب الله"يفشلان في حجب موقف صفير عن الإعلام 

٦ حزيران ٢٠٠٩ المصدر : يقال نت

حاول العماد ميشال عون أن يحجب الموقف الذي أطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ،وفيه دعوة الى الإنتخاب لمصلحة منع تغيير وجه لبنان .

وعلى الرغم من أن هذا الموقف لا يعتبر تدخلا مباشرا في الإنتخابات ،لأنه لم يدع الى التصويت للوائح دون غيرها ،إلا أن عون يعتبر نفسه مستهدفا به .

وقد جرت محاولة فاشلة تزعمها "حزب الله" لإقحام هيئة الإشراف على الإنتخابات لحجب موقف البطريرك الذي قال ما هو أوضح وأخطر منه،واستغله عون ،في انتخابات العام 2005.

وعلى غرار ما كانت تفعله المخابرات السورية في زمن الوصاية ،بدأ تلفزيون عون، ببث شائعات مفادها أن التصريح المنسوب الى صفير، هو تصريح ...محرّف!

ووفق أوساط مراقبة، فإن طريقة تصرف عون وحزب الله مع موقف صفير يشير فعلا الى حقيقتين، أن عون وحزب الله يزمعان تغيير وجه لبنان، وأن البطريركية المارونية لم يقض على موقعها هجوم الثنائي عون وسليمان فرنجية المركز عليها.

 

موجة استنكار عارمة لبيان هيئة الإشراف على الانتخابات

والمطران بولس مطر كان أول المتصلين للاستيضاح عن خلفياته

طوني أبي نجم /موقع القوات

في معلومات خاصة لموقع "القوات اللبنانية" أن موجة عارمة من الاستنكار على أعلى المستويات صدرت بعد بيان هيئة الإشراف على الانتخابات بعد ظهر السبت والذي جاء فيه: "اكدت هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية على جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ضرورة التقيد التام بمضمون أحكام المواد 67و68و73و74 من قانون الانتخابات النيابية رقم 25/2008، والامتناع عن نشر او بث اي تصريح او بيان او موقف او نداء يتضمن تأييدا لمرشح او لائحة او جهة سياسية سواء صدر ذلك عن مصدر سياسي او ديني او مذهبي، طوال يومي السبت والاحد في 6 و 7 حزيران 2009 وحتى إقفال صناديق الاقتراع. واعلنت ان كل مخالفة لهذه الاحكام تعرض مرتكبها للمساءلة القانونية".

وكان أول المتصلين بوزارة الداخلية راعي أبرشية بيروت المارونية سيادة المطران بولس مطر الذي استنكر أن يكون في بيان الهيئة أي استهداف أو إشارة للموقف الصادر عن غبطة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير. كما أجرى العديد من الشخصيات والفاعليات اتصالات مماثلة لاستنكار أن تكون الهيئة خضعت لضغوط فريق سياسي بهدف محاولة حجب كلام البطريرك الماروني. وتفيد المعلومات أن موجة استنكار وشجب عارمة تجتاح المناطق المسيحية إزاء محاولات فريق 8 آذار حجب صوت البطريرك الماروني، والذي أصدر موقفا وطنيا بكل ما للكلمة من معنى.

هبّوا لحماية بكركي ولبّوا نداءها

ما إن أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير صرخته النداء بأننا اليوم "امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية، وهذا خطر يجب التنبه له، ولهذا فان الواجب يقضي علينا ان نكون واعين لما يدبر لنا من مكايد، ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير، اذا نجحت، وجه بلدنا". ما إن أطلق غبطة البطريرك صرخته الى أبناء رعيته حتى هبّت الأبواق السورية والإيرانية الى شن أعنف حملة على سيّد بكركي. بلغ بهم الفجور حدا غير مسبوق وغير مقبول ولا يمكن السكوت عنه. عملوا جاهدين على حجب كلام السيد البطريرك عن وسائل الإعلام. تقدموا بشكوى الى هيئة الإشراف على الانتخابات لحجم كلام بكركي. لجأت وسائل إعلامهم المشبوهة الى التزوير فسرّبت روايات متعددة، منها أن كلام البطريرك مجتزأ أو أنه غير صحيح الى غيرها من التسريبات. ووصلت الوقاحة ببعض أقلامهم المأجورة والصفراء على بعض المواقع الالكترونية ( مثل موقع النشرة الالكتروني والذي يشكل موقعا رديفا للنفايات الاخبارية العونية) الى حد الإسفاف بحق البطريرك الماروني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.

فاتهموا في افتتاحية مسمومة على عجل البطريرك الماروني بأنه "دمّر صلاحيات رئاسة الجمهورية" عندما وافق على الطائف، متناسين أن من دمّر صلاحيات الرئاسة هو من شن حروبه العبثية التي مزقت المجتمع المسيحي وأنهكته. واتهموا سيّد بكركي بتهجير المسيحيين، وأطلقوا عليه لقب "بطريرك بكركي" في محاولة لتحجيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.

وقالوا فيه أبشع الكلام. طالبوه بأن "ينكفئ عن تعاطي السياسة". وطالبوا بوقاحة قل نظيرها بإقالته. (إضغط هنا لقراءة ما كتبوه بحق البطريرك) إن المسيحيين في لبنان مدعوون في هذه اللحظات الى وقفة ضمير ووجدان وشجاعة بأن يهبوا لحماية الكنيسة ورأسها، صاحب الغبطة البطريرك صفير. المطلوب اليوم، اليوم، وقبل الغد أن يتم تلقين المتمادين في إطلاق السهام المسمومة والمسعورة على بكركي درسا لا ينسوه طوال حياتهم. المطلوب أن يهبّ المسيحيون يوم الأحد من كل حدب وصوب ليصوّتوا أولا للبنان، وليصوّتوا ثانيا لبطريرك لبنان وسائر المشرق، لكنيسة لبنان، لتاريخ لبنان ومجده الذي أعطي حصرا للجالس على هذه الكرسي، كرسي البطريركية المارونية والتي عمرها أكثر من ألف عام وستبقى منارة لكل المسيحيين في الشرق. سيزولون جميعهم وتبقى بكركي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

 

ميشال المر عبر الـMTV: نواب عون لم يقدموا اي شيء لا للمتن ولا للوطن كي يعيد المتنيون انتخابهم، احصاءاتنا وارقامنا تشير الى ان لائحتنا ستنجح كاملة

موقع الكتائب/أشار النائب ميشال المر إلى "أن العلاقة كانت طيبة مع العماد ميشال عون منذ كان قائد اللواء العاشر، ولعون وجعجع دور في انقاذ وحيدي ايام الحرب من مركز القوات في الكرنتينا". المر خلال حديث عبر الـMTV، لفت إلى أنه عندما كان وزيرا للدفاع عامل "جماعة عون" بايجابية، موضحا أن العلاقة توقفت عندما رحل عون الى باريس، مؤكدا أن موقفه كان دائما دفاعا عن المسيحيين. وأضاف:" علاقتي مع السوريين كانت دفاعا عن المسيحيين في ظل غياب القادة المسيحيين الاساسيين لان "الاورثوذكسي نصف مسيحي"، وتحالفي مع عون في العام 2005 كان بسبب عزلته نتيجة التحالف الرباعي وعدم تحالفه مع المسييحيين الاخرين، وقاعدتي ثابتة وستبقى."

وتابع:" غازلني عون في مقابلة مع "سعيد غريّب" وقال "لنا الشرف ان نتحالف مع ميشال المر"وعندها كنت في مقابلة فرددت التحية بمثلها وتحالفنا على الهواء على اساس انه زعيم مسيحي."وأوضح أنه حاول اقناع العماد عون بإنتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب بعد انتخابات 2005، مشيرا إلى أنه "انضم الى تكتل التغيير والاصلاح وارتضى لنفسه ان يجلس الى يمينه."

وشدد على أنه استمر في تكتل التغيير والإصلاح الى حين اقتراحه انتخاب الرئيس ميشال سليمان لمدة سنتين على العماد عون، وأشار إلى أن عون كان متجاوبا، والبطريرك صفير تحفظ على السنتين والسيد حسن نصرالله وبري وافقا والحريري وافق ايضا، لافتا إلى أن العماد عون تراجع عن قراره بعد موافقة الجميع.

وأضاف:" في اجتماع عقد في الرابية لمسيحيي 8 آذار، كان هنالك اقتراح بالتوجه الى الرئيس اميل لحود لتشكيل حكومة جديدة، فرفضت ولكنني استمررت الى جانبه لان بالي طويل."

وأكد أن وزارة الداخلية انكرت اليوم اتهامات عون بانه يؤجر مبنى العمارة للدولة، معتبرا أن هذا كلام انتخابي رافضا الهجوم على عون و"شلته" رغم هجوماتهم المتكررة عليه، موضحا أنه يكتفي بالرد من دون ان يأخذ المبادرة بالحملات.

وأعلن المر بأنه سيقدم دعوى جزائية على المونتاج المركب ضده الذي افتعله التيار وبثه في احد مهرجاناته، وأشار إلى أن " احصاءاتنا وارقامنا وآخرها اليوم تشير الى ان اللائحة ستنجح كاملة".

ولفت إلى أن نواب عون لم يقدموا اي شيء لا للمتن ولا للوطن كي يعيد المتنيون انتخابهم، وحركة النائب ابراهيم كنعان حركة بلا بركة، وتابع:" ينتقدوننا ويشتموننا لاننا نخدم الناس، والنائب سلهب يخدم الناس طبّيا والدكتور نبيل نقولا لا اعرف ما اختصاصه."

وتساءل:"ما هو الاصلاح والتغيير، هل هما نشل الرئاسة ومجلس الوزراء؟"، موضحا أنه حاول جاهدا كبح التعطيل عندما كان في التكتل، معتبرا أن " الناخب المتني ذكي وسيحاسب ويشهّر بهم يوم الاحد في صندوق الاقتراع".

وقال:" اصوات تكتل التغيير والإصلاح في المتن هي أصوات الطاشناق والحزب السوري القومي و12000 صوت للتيار كما اشارت الانتخابات الفرعية، ولكن في لائحتنا فهنالك 27000 صوت للكتائب والقوات وحدهم من دون احتساب اصواتي، والرأي العام المتني يطلب المحاسبة والاحد يوم الحساب."

وشكر الرئيس الايراني أحمدي نجاد على تصريحه الاخير لانه خدمهم، ومديح نصرالله لعون لم يقوّه على الصعيد الماروني.

أما بالنسبة إلى الوزير نسيب لحود، قال المرّ:" نسيب لحود رجل محترم وله قاعدة انتخابية لها قيمتها، وحاولت اقناعه مرارا بعدم الانسحاب ولم نقطع الاتصالات معه، والشيخ امين الجميل اتصل به مرات عدة لثنيه عن الانسحاب، وطروحات نسيب لحود تتلاقى مع طروحاتنا، ولذلك فانه قد يكون بجانبنا يوم الأحد لأنه طبعا لا يتلاقى مع المعارضة في افكاره."

ورد المر على الوزير السابق سليمان فرنجية من دون تسميته، مؤكدا أنه لم يتحدث مع الرئيس سليمان في موضوع الانتخابات ابدا.

وعن الوسطية، قال:" انا موجود في الوسطية والمتن ليس كله محازبين، ولا علاقة لـ 14 آذار بالمستقلين،" مشيرا إلى أنه كان هنالك وساطة لتأليف لائحة ائتلافية في المتن تتألف من دولة الرئيس ميشال المر،التيار، الكتائب اللبنانية والارمن، لافتا إلى " أن عون رفض واعتقد ان شعبيته من اليابان متناسيا المستقلين الذين صوتوا له."

واكد المر أن استمراريته مؤمنة من خلال ابنه الوزير الياس المر، معتبرا اننا مقبلون على ازمة ما بعد الانتخابات، لذا فمن هنا تكمن اهمية الكتلة المستقلة.

وأضاف:" لا استغل البلديات وهناك مصالح متبادلة معها، ولا طموح لدي بالعودة الى منصب نائب رئيس مجلس النواب ولا نائب رئيس مجلس الوزراء، ولعون طموح ان يكون رئيسا للجمهورية الثالثة وهو بعد 5 سنوات يكون في الثمانين وعليه ان يترك دورا للشباب."

واوضح أنه اهتم بشؤون الاقليات واحتضنهم، ولم يكن هدفه التجنيس، وهويتعامل معهم كمواطنين ولن يكسب الآخرون عطفهم، لافتا إلى أنه يمون على صوت كل مجنس وعددهم في المتن 3500 مع لائحة الإنقاذ المتنية و5000 من الارمن مع اللائحة المنافسة.

وعن ترشيح اللواء عصام أبو جمرا في الأشرفية، قال:"كل الاشرفية ضد المرشح المستورد من مرجعيون اليها ولو ترشح عون في الاشرفية لهضمه المواطنون اكثر، هل عصام ابو جمرا ارثوذكسي؟ وهو لديه هوس والاشرفية سوف تنسيه هذا الهوس، والعماد عون اخطأ عندما تحدث عن العصب الارثوذكسي ما جعلهم ضده والخطأ الثاني عندما اتى بأبو جمرا لهم ونحن نشكره على هاتين الخطوتين."

وذكر عون بأنه اتهم اسعد حردان بمحاولة اغتياله في الماضي، متسائلا:" فلماذا ينتقدون تحالفنا مع القوات؟، مشيرا إلى "أننا تجاوزنا الاحقاد والماضي وحلفنا مع القوات والكتائب كامل وانا على تواصل مع جعجع."

وختم المر:" تقييمي ايجابي لاداء الوزير زياد بارود في تعاطيه مع الملف الانتخابي، ولا الرئيس ولا الاجهزة الامنية يتدخلون في الانتخابات ولو قال العماد عون انهم يتدخلون."

وأضاف:" دور بكركي هو أكبر بعشرات المرات مما كانت عليه في العام 2005 وهي تدافع عن لبنان بعامة وعن المسيحيين بخاصة."

 

هل تنتصر ايران في 7 حزيران؟

موقع الكتائب/انه السابع من ايار صورة 13 نيسان من جديد في الشوارع وهي اصلا لم تغب عن الاذهان. فبين ليلة وضحاها قرر حزب الله اعادة هذه الصورة الى الواقع اللبناني للتعبير عن رفضه لقرار صادر عن حكومة لبنان الشرعية . نزل الحزب المنزه والمعصوم عن الخطأ الى الساحات نكل أبشع تنكيل باهالي العاصمة الاصليين أقفل المؤسسات الاعلامية وطعن بيروت التي فتحت له ابوابها واستضافته وقدمت له ضاحيتها الجنوبية. في السابع من أيار لم يعد هذا السلاح في نظر البيروتيين الأصليين وكل اللبنانيين سلاح المقاومة(وهو ربما لم يكن اصلا كذلك ) بل أضحى سلاح الشيعة بوجه السنة والدروز والمسيحيين وبالتالي لم يعد هذا السلاح يخدم الكذبة الكبيرة وهي التحرير، بل يخدم الطائفية والانقسام وبالتالي الفيدرالية التي يتهموننا بها اليوم . في السابع من ايار لم يعد الخطر الأكبر هو الخطر الصهيوني ولا الشيطان الاكبر هو أمريكا، بل هو اضحى اهالي بيروت الاصليين الذين اعتبرهم حزب الله عملاء اسرائيل واعتبر وسائل الاعلام المناوئة له بوقا للعدو ورأى في طريق المطار ممرا للموساد ...

يعتبر بعض المراقبين أن السابع من ايار كان الخطوة الاولى العلنية والميدانية في تصدير الثورة الايرانية الى لبنان وترجمة للرؤى الصدامية مع أهل السنة والمسيحيين في لبنان.

ليس صحيحا أن مقاومة حزب الله في التسعينيات كانت تحظى باجماع شعبي فمعظم المسيحيين لم يكونوا يؤيدون هذه المقاومة ولكن صوت هؤلاء كان مقموعا بسبب الاحتلال السوري المتواطئ مع حزب الله وكان الاعلام الممسوك من السوري يظهر حزب الله واركان قيادته بصورة المنزهين عن الخطأ والمتعالين عن كل المراكز والمناصب والماديات في محاولة للحصول على تأييد معظم الشعب اللبناني وتحويل لبنان بالتالي الى بلد منهك غير قادر على جلب الاستثمار الذي سيحول بالتالي الى سوريا .

وقبل ما عرف بوثيقة التفاهم التي وقعت لاسباب ومصالح سياسية وانتخابية جمعت الحزب مع الجنرال لم يكن هذا الحزب مقبولا في الاوساط المسيحية على رغم انه على مرمى حجر من الاحياء المسيحية في عين الرمانة نظرا الى تقاليده المستوردة من ايران والتي لا تمت بصلة الى تقاليدنا اللبنانية وتحديدا الى تقاليد الطائفة الشيعية في لبنان .فشوارع الضاحية لا تشبه شوارع العاصمة اللبنانية علمًا أن معظم الاراضي في تلك المنطقة تعود الى المسيحيين الذين هجروا منها ابان حرب ال 1975 و جزء كبير يعود ايضا الى الوقف الماروني .

ويقول بعض المتابعين للاوضاع في لبنان أن الفوضى الخلاقة وهو المصطلح الذي استعمله الأمريكيون, تنفذه ايران اليوم عبر حزب الله في لبنان داعين للمقارنة بين المشروع الاسرائيلي والمشروع الإيراني الصفوي في المنطقة وتاثير المشروعين في لبنان.

الخطر الاسرائيلي على لبنان ساعد على اندماج الشعب، فالعدو واحد ومعروف, وأساليبه مكشوفة وتم اختبارها في جولات حرب عدّة منذ العام 1948، وحتى يومنا هذا. ومن هذا المنطلق، فإن أكثر ما يمكن أن تفعله اسرائيل هو تدمير الحجر وقتل البشر، وذلك لا يزيد الناس إلا اقتناعا بهمجيته وعنصرية اسرائيل ، وبالتالي يزيد إصرار الناس وعزيمتهم على التحضير لقتالها، والتشبث بأرضهم وعقيدتهم في جبهة واحدة.

لكن ماذا عن الخطر الإيراني؟ نجد أن هناك محاولات حثيثة لتصدير الثورة الصفوية بأقنعة عديدة مذهبية, اجتماعية, اقتصادية, سياسية, تحت شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل, ولا يموت أحد سوانا!! و لا يدمر الا لبنان.

الخطر الفارسي المتغلغل ينفذ عبر أدوات مكشوفة وأساليب يجهلها الناس، ولذلك غالبا ما نراهم يتخبطون حيال اتخاذ موقف معين ويعجزون عن تفسير التناقضات المحيطة به, فمثلا ينادون بالموت لإسرائيل، ومن ثم يتحالفون معها ضدّ العراق ويدمرون أرضه وحضارته وتاريخه ويقتلون أهله، ويثيرون أزمات طائفية ومذهبية وقومية.

وينادون بالموت لأمريكا.. ومن ثم يتحالفون معها في الحرب على الإرهاب وفي تدمير أفغانستان والعراق وفي السيطرة على الخليج والمساومة على العرب، حتى أصبحت تجارة رابحة عند نجاد وخامنئي. واليوم المعركة في لبنان وفق ما بات واضحا أنها ليست بين من هو مع إسرائيل ومن هو ضدها, إنها ليست معركة كرامة ومعركة اشرف الناس ، كما يحاول حزب الله تصويرها, إنها باختصار معركة الانقلاب الكبير. في البدء أرادوا أن يستغلوا كره الناس لإسرائيل ويجيروه لمخططاتهم, واليوم تتوالى حلقات هذا المسلسل وهنا يكمن الخطر الإيراني الذكي الذي يدخل الى اللاوعي عندنا، ويحوّل مساراتنا ويقحمنا في الحروب التموزية والمواقف الخاطئة.

هذه هي وعودهم الصادقة, تحويل لبنان إلى غزة اخرى: فإما أن يتم تنفيذ مطالبهم في مجلس الوزراء ويتحكمون بالبلاد وبأهل بيروت الاصليين، وإما يكون كل يوم 7 أيار جديد. وتعتبر بعض الاوساط أنه في السابع من أيار حقق حزب الله ما لم تستطع اسرائيل فعله فإسرائيل كانت تقصف بشكل متواصل وتدمّر الجسور والطرقات, وعلى رغم ذلك لم ينقطع السبيل إلى مساعدة الناس ولم تحل الطرقات المقصوفة دون مساعدة الناس لبعضهم البعض. أما في 7 ايار وبفضل بطولات حزب الله في شوارع العاصمة لم يستطيع سكان بيروت الاصليين الخروج من منازلهم، أو الذهاب الى عملهم!! فهم أحرقوا البلد وقتلوا الناس في وضح النهار وخرجوا في المساء ليقولوا إن ما حصل ليس انقلابا.

في المحصلة شئنا أم ابينا فان السيد لا يزال بامكانه أن يرفع اصبعه في وجه أهل بيروت الأصليين وفي وجه كل من يعارضه من اللبنانيين مهددا باستخدام سلاحه الإيراني في وجههم إن هم سعوا الى اتخاذ قرارات تهدف الى بناء الدولة القوية والقادرة. فلا تعيين محافظين في جبل لبنان وبيروت ولا مدير عام لوزارة الداخلية خلافاً لارادة الحزب شاء رئيس الجمهورية أو أبى والحزب متأكد لا بل واثق من عدم امكان فرض التعيينات داخل مجلس الوزراء من خلال التصويت، الا انهم يريدون اكثر من ذلك، يريدون السيطرة على موقع الرئاسة وفرض طريقتهم الخاصة بادارة جلسات مجلس الوزراء و بالتالي تطبيق نموذج الحزب في المؤسسات الرسمية و الشرعية مما يعني خطوة متقدمة باتجاه أسلمة الدولة.

ويستتبع ذلك منع الرئيس ميشال سليمان من اتخاذ اي قرار دون الرجوع الى مسؤولي الحزب و ليس فقط وزرائه و محاولة فرض هذا الامر كعرف ثابت ودائم في كل الوزارات القادمة.

ان حزب الله سيبذل كل ما في وسعه للفوز في الانتخابات المقبلة لكي يكسب غطاء مسيحيا لسلاحه الذي بات اليوم على المحك ، وهو قالها علنا بأن السلاح هو لحماية السلاح مع ما يستتبع ذلك من تواريخ جديدة تضاف الى تاريخ 7 ايار المجيد كما يقولون وعلى سكان بيروت الأصليين أن يعدوا العدة لمواجهة حملة فارسية جديدة يستخدم فيها سلاح المقاومة لقتل البيروتيين الأصليين والتنكيل بهم والهدف هذه المرة سيكون ايضا دوحة جديدة تحفظ لمرحلة معينة السلاح الالهي وبالتالي اعطاء لبنان المزيد من المسكنات بدلا من اجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث . في 7 أيار سقطت ورقة التين وسقط القناع عندما أدرك اللبنانيون ان الحزب الالهي ليس سوى ميليشيا ايرانية تنفذ قرارات ولاية الفقيه على الاراضي اللبنانية بغطاء برتقالي .

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 6 حزيران 2009

النهار

جهات عربية ودولية اجرت اتصالات بالرئيس سليمان اكدت له فيها عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما على تحقيق السلام الشامل في المنطقة بدءا باقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية .

لوحظ وجود تباين في وجهات النظر بين سوريا وايران حول عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك .

يقول وزير سابق ان نجاح العماد عون في خرق اللائحة الانتخابية المنافسة للائحته في دائرة جبيل بعد انسحاب المرشحين اميل نوفل ومحمود عواد قد يعد انتصارا له .

السفير

حصل انقسام خطير في صفوف مجلس تابع لمرجعية غير زمنية حول مضامين بيان يتناول الاستحقاق الانتخابي وكانت الغلبة للفريق المعارض الذي تمكن من ادخال تعديلات جوهرية على بعض مضامينه لضمان توازنه.

جرت اتصالات لكي يكون الحضور الرسمي في تتبع سير التحقيق بحادثة سقوط الطائرة الفرنسية على أرفع مستوى وان لا يقتصر على الدبلوماسيين فقط.

لوحظ ان سفير دولة أوروبية معنية بالوضع في لبنان جمّد زياراته واجتماعاته منذ فترة نزولاً عند طلب من رئيسه كي لا تتهم بلاده بالتدخل لمصلحة فريق دون الآخر في الانتخابات.

المستقبل

لاحظت أوساط ديبلوماسيّة أنه لم يحصل بعد أي تعليق رسمي لبنانيّ على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة.

علم أن التحضيرات لإعداد الطلب اللبنانيّ من الأمم المتحدة للتمديد لـ"اليونيفيل" ستنطلق بداية تموز المقبل.

قطعت المشاورات داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة حول إقرار موازنة "اليونيفيل" شوطاً كبيراً وينتظر إنجازها في وقت قريب

اللواء

أبدى نائب حالي، مستقل، استياءه من طلب قطب معارض سحب ترشيحه لمصلحة مرشحيه، وقرّر استنفار ماكينته بقوة!·

لا تزال الإشاعات، تحوم فوق مناخ الانتخابات، رغم القرار الكبير بتأمين المناخ السياسي والأمني الملائم للحفاظ على الهدوء!·

تنبش قوى متنافسة، وأخرى على خط <الحرتقة> ملفات قضائية، آخرها كانت لمرشح جنوبي!·

 

الرئيس الجميل بحث مع الرئيس كارتر وسالافرنكا العملية الانتخابية

وطنية - 6/6/2009 إستقبل الرئيس أمين الجميل، في دارته في بكفيا صباح اليوم، رئيس "معهد كارتر للديموقراطية لمراقبة الانتخابات" الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر على رأس وفد، وتم خلال اللقاء الذي إستمر ساعة البحث في العملية الإنتخابية التي ستجري غدا والتي سيشارك المعهد في مراقبتها. كما التقى الرئيس الجميل وفدا من لجنة مراقبة الإنتخابات في البرلمان الأوروبي برفقة رئيس بعثة مراقبة الانتخابات في الإتحاد الأوروبي خوسيه إينياسيو سالافرانكا، وتم على مدى ساعة البحث في التحضير للعملية الإنتخابية في لبنان. وبعد اللقاء وصف سالافرانكا المحادثات ب"البناءة"، رافضا التحدث للصحافيين "إحتراما لفترة الصمت المقررة في القانون الإنتخابي".

 

الرئيس سليمان استقبل الوزير صلوخ والمراقبين الروس والفرنكوفون وعرض مع قائد الجيش ومدير الامن العام الاجراءات الامنية لمواكبة الانتخابات

رئيس الجمهورية جدد التشديد على عدم التدخل في مجريات العملية الانتخابية ودعا المواطنين الى تحكيم ضميرهم وعدم الرضوخ للضغوط او المغريات

وطنية - 6/6/2009 مع استمرار التأكيد الرسمي المعلن على حياد الدولة بأجهزتها ومؤسساتها كافة، جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التشديد امام زواره من الهيئات الدولية لمراقبة الانتخابات على عدم التدخل في مجريات العملية الانتخابية في اي منطقة من المناطق او اي دائرة من الدوائر لناحية الترشح او العزوف او تشكيل اللوائح او ترتيب التحالفات.

واكد الرئيس سليمان بوضوح عدم التجاوب مع اي طلب وجه بهذا الخصوص، معيدا التذكير بالموقف الثابت في هذا المجال من خلال التوجهات السابقة المعطاة بوجوب اجراء هذا الاستحقاق بشفافية وديموقراطية وحرية بعيدا من اي ضغوط او تأثيرات من اي نوع كان، مكررا دعوة المواطنين الى تحكيم ضميرهم وعدم الرضوخ للضغوط او المغريات.

المراقبون الروس

واستقبل الرئيس سليمان الوفد الروسي لمراقبة الانتخابات برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي ميخائيل مارغيلوف في حضور السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين. وشكر مارغيلوف لرئيس الجمهورية التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية للفريق المراقب، مبديا ارتياحه الى مسار الامور لغاية الان، متمنيا ان تستكمل غدا بالنمط نفسه، منوها بأهمية النموذج اللبناني وتنوعه في الاطار الديموقراطي.

المراقبون الفرنكوفون

واستقبل الرئيس سليمان وفد المنظمة الدولية الفرنكوفونية لمراقبة الانتخابات برئاسة السفير ايف اوبان دو لا ميسوزيار في حضور ممثل رئيس الجمهورية لدى الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم. وشكر دو لا ميسوزيار لرئيس الجمهورية التسهيلات التي وفرتها الدولة اللبنانية للمراقبين الدوليين متمنيا ان تتم الانتخابات بشكل حر وديموقراطي، مشيرا الى ان هناك مرحلة جديدة امام لبنان بعد السابع من حزيران.

الوزير صلوخ

وزار بعبدا وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الذي استأذن رئيس الجمهورية السفر الى غانا لافتتاح المبنى الجديد للسفارة اللبنانية في اكرا، وحمَله الرئيس سليمان تحياته الى الرئيس الغاني ومحبته الى الجالية اللبنانية هناك.

رئيس المجلس الدستوري

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس المجلس الدستوري المنتخب الدكتور عصام سليمان على خطة العمل وجهوزية المجلس لمواكبة مرحلة ما بعد الانتخابات ومراجعة الطعون التي قد تقدم الى المجلس.

قائد الجيش

واستقبل الرئيس سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي واطلع منه على الاجراءات التي اتخذتها القيادة لمواكبة الانتخابات وحفظ الامن، مثنيا على الجهوزية العالية والجهود المضنية والتضحيات التي تبذلها وحدات الجيش في الداخل وعلى الحدود مع العدو الاسرائيلي، وكذلك على مستوى مكافحة الارهاب والتجسس.

مدير الامن العام

وظهرا، اطلع رئيس الجمهورية من المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني على الوضع الامني وترتيبات المديرية لمواكبة الانتخابات والمساعدة في حفظ امنها.

مرسوم مجلس القضاء الاعلى

في مجال آخر، وقع الرئيس سليمان المرسوم الرقم 2151 القاضي بتعيين خمسة قضاة اعضاء في مجلس القضاء الاعلى.

 

فلتمان: واشنطن تقدر دور المسيحيين ونتائج الإنتخابات ستؤثر على النظرة الدولية للبنان

وكالات/أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الانتخابات اللبنانية لن يكون لها تأثير على السياسة الأميركية والدولية حيال لبنان، واوضح ان التأثير سيكون على النظرة الدولية للبنان، وكيفية انخراط الولايات المتحدة مع لبنان، ورأي الكونغرس الأميركي بالمساعدات المقدمة للبنان، متوقعا اجراء الانتخابات اللبنانية وتأليف الحكومة طبقا للدستور وبالطرق السلمية . ورد فلتمان على تصريحات رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، من دون ان يسميه، في شأن ما قاله عن عدم اكتراث واشنطن بالمسيحيين، مؤكدا ان واشنطن تدرك اهمية دور المسيحيين وهي ملتزمة دعمهم، مشيرا الى ان هذا الامر انعكس في خطاب الرئيس باراك أوباما في القاهرة الذي شدد ايضا على اهمية مكانة لبنان الاقليمية والدولية. وقال فيلتمان في حديث لصحيفة "الحياة": فيما يحاول أحد الساسة اللبنانيين أن يحذر المسيحيين في لبنان بعدم الاعتماد على واشنطن، أتمنى أن يكونوا المسيحيون قد أصغوا بعناية لخطاب الرئيس الأميركي في القاهرة وتحديدا ذكره الشريحة الأكبر من المسيحيين، أي الموارنة، في الخطاب وكأقلية يتوجب احترامها في المنطقة. وأضاف أنه يأمل بان يسأل اللبنانيون أنفسهم في أي جهة يريدون الوقوف، وأن يكون الخيار الى جانب المجتمع الدولي والشراكة الدولية التي أتى الرئيس أوباما على ذكرها.  ونوه فيلتمان في حديث اخر لصحيفة "النهار"، بموقع رئاسة الجمهورية، وتحديدا شخص الرئيس ميشال سليمان وكونه رمز التوافق، مؤكدا احترام واشنطن الكامل لموقع الرئاسة والدور القيادي الذي يلعبه سليمان

 

فرنجية لـ "صوت لبنان": مصير المعركة غداً مرتبط بقرار المسيحيين 

 صوت لبنان/النائب سمير فرنجيه لاحظ في حديث لصالون السبت من صوت لبنان أنّ على قرار اللبنانيين غداً يتوقف بناء سلام لبنان وإنهاء الحرب التي بدأت في العام 1975 معتبراً ان قرارهم يؤهل لبنان للعب الدور المطلوب منه على صعيد المنطقة والعالم ويؤسس لمرحلة جديدة من تاريخنا .

ورأى فرنجيه ان هناك وعياً لبنانياً إستثنائيا لأهمية المعركة مشيراً الى ان التصويت اليوم ليس لشخص بل لمستقبل لبنان وقال إن المعركة اليوم هي على طبيعة الدولة التي نريدها وإستفتاء لتكريس إزدواجية الدولة والتأكيد على جيشين وسياستين خارجيتين أو لإنهاء هذا الوضع الشاذ . فرنجيه أكد أن هناك مشروعين في البلد : مشروع 14 آذار الذي يريد لبنان السيّد والمستقل والمحايد ومشروع آخر عبّر عنه حزب الله يربط لبنان بمعركة كونية . وإعتبر ان لا الأكثرية تمكنت من الحسم في السنوات الأربع الماضية عبر الإحتكام الى المؤسسات ولا الأقلية تمكنّت من الحسم عبر الإحتكام الى السلاح واصفاً هذا الوضع بالتوازن السلبي ، وأضاف إن الحلّ هو في الإحتكام الى هذه الإنتخابات المصيرية . ووصف فرنجيه خطاب النائب سعد الحريري أمس في البيال بالهادىء والوطني بإمتياز معتبراً انه أفضل كلام سمعه في الحملات الإنتخابية لدى الطرفين . ولاحظ ان الإنقسام اللبناني يعبّر عن إنقسام خارجي ، وردّ على كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي أكد فيه ان الحزب سيتسلح على مرأى من العالم كله ، ووصف فرنجيه كلام قاسم بالمزايدة التي تتناقض مع توقيعه مرتين على القرار 1701 وقال إن خطاب قاسم شبيه بخطاب الشيوعيين في العام 1960 وسأل قاسم لماذا إنتقل لبنان من دولة مساندة الى دولة مواجهة ، ولماذا سوريا ليست أرض مقاومة ؟ معتبراً أنه يتم التضحية بلبنان من أجل الثورة العالمية التي ستغيّر وجه العالم . وقال فرنجيه إنّ مصير كلام قاسم يتقرر غداً فهل الشعب اللبناني موافق على نظرية نائب الأمين العام داعيا اللبنانيين الى تحملّ مسؤولياتهم في هذا الإطار . واعتبر فرنجية أن حزب الله لم يعد مقاومة بمعنى المقاومة لأن الإجماع كان على المقاومة عندما كان الجيش الاسرائيلي يحتلّ لبنان. وأكد فرنجيه أن مصير المعركة غداً مرتبط بقرار المسيحيين وقال أنّ الورقة التي سينزلها المسيحي تؤكد على علاقته بماضيه وتاريخه المشرّف وعلى خياره إذا كان يريد تقوية مؤسسات الجمهورية أو ضربها ولاسيّما المسيحية منها مشدداً على أن خلاص المسيحيين رهن بذكائهم . وحذّر فرنجيه من أن المسيحيين اليوم في خطر الخروج من التاريخ وأشار الى أن الخدمة السّيئة التي قدّمها طرف مسيحي لحزب الله هو أنه جعله يتصرف وكأنه الحزب الحاكم في لبنان وقالوا لولا الدعم المسيحي لهذا الحزب لما وصلنا الى ما نحن عليه . وإعتبر فرنجيه أن حوار عون وحزب الله ليس جزءاً من التواصل الإسلامي - المسيحي وقال إنّ الغاية من الإنفتاح على طائفة أخرى لا تكون محاربة فريق آخر مشدداً على أن كلام الحوار هو إنفتاح على كل إنسان . ولفت الى أن الكلام عن أن ورقة تفاهم حمت المسيحيين مهين للمسلمين قبل المسيحيين وسأل : من قال ان مشروع المسيحيين هو عودة أهل ذمّـة ؟ ورأى ان أخطاء 14 آذار كانت في إدارة المعركة الإنتخابية وليس في الهدف ، وإعتبر ان شهوة السلطة موجودة في الطرف الآخر وهناك إجماع لبناني حول هويّة الشخصية صاحبة تلك الشهوة . ولاحظ فرنجيه ان خيارات طاولة الحوار ستحسم على ضوء إنتخابات الغد بدليل أنه لم يتم تحديد أي موعد جديد لإنعقاد الحوار.

 

الأب فادي فاضل لـ "صوت لبنان": نتائج الإنتخابات ستكون ورقة بيد الدول الإقليمية

صوت لبنان/رأى الأستاذ في القانون الدولي ونائب رئيس الجامعة الأنطونية الأب فادي فاضل في حديث لبرنامج صالون السبت من صوت لبنان وضوحاً في إنتخابات هذا العام أكثر مما كانت عليه الأمور في العام 2005 ، وإعتبر ان هناك رؤيتين للبنان إلاّ إنهما تتلاقان عند العمل على الإستقرار وإستتباب الأمن في الوطن وإن إختلفا في الآليات . وقال فاضل إن لا صراع طوائف أو مذاهب في لبنان وإنما هناك إستغلال للإنتماء الطائفي ولعب على العواطف الدينيّة والتقويّة شهدناه في الحملة الإنتخابية . وعلّق فاضل على خطاب الشيخ نعيم قاسم الأخير ولاسيما تجاهله للقانون الدولي مذكراً بأنه القرار 1701 يكرّس تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وإستقرارها وإستقلالها ويكرّس الحلّ السلمي للنزاع بين لبنان وإسرائيل . وأوضح ان مزارع شبعا لاتزال غير لبنانية بحسب القانون الدولي لأن لا سوريا ولا إسرائيل سلّمت المستندات مستغرباً تلاقي المصالح في هذا الشأن . ولفت الى ان التوتر الذي نشهده اليوم ليس في محلّه مشدداً على ان كل خطاب إنتخابي متوتر هو ضدّ القرار الدولي بالإستقرار .وقال إن من مصلحة لبنان ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم برقي ووعي ويعتبروا الثامن من حزيران يوماً جديداً بالنسبة للإستقرار . وذكّر بأن أهم القرارات الدولية وأفعلها تخصّ القضية اللبنانية وقال لولا هذه القرارات لما تعززت الدولة اللبناينة بسيادتها وإستقلالها وتحقيق العدالة والحرية .

وأشار الى أن القرار 1559 سجلّ تلاقياً للإرادة الدولية بتعزيز السيادة ولفت الى ان نتائج الإنتخابات ستكون ورقة بيد الدول الإقليمية معتبراً ان الخارج الإقليمي سيستعمل نتائج الإنتخابات ويضعها على طاولة المقايضات لاحقاً  . وناشد الأب فاضل الناخب اللبناني والمسؤول السياسي ان يكونا شريكين في ثقافة السلام ويتعديا ثقافة التحدّي والترهيب وإعطاء أمثولة في الإحترام وقبول الآخر وعيش الديمقراطية لأن دور اللبناني إقليمي وعالمي .

 

سليمان يدعو المواطنين الى عدم الرضوخ للضغوط

السبت في 6 حزيران 2009

كرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوة المواطنين الى تحكيم ضميرهم وعدم الرضوخ للضغوط او المغريات، مؤكداً بوضوح عدم التجاوب مع اي طلب وجه بهذا الخصوص.

وأعاد التذكير بالموقف الثابت في هذا المجال من خلال التوجهات السابقة المعطاة بوجوب اجراء هذا الاستحقاق بشفافية وديموقراطية وحرية بعيدا من اي ضغوط او تأثيرات من اي نوع كان، مشدداً امام زواره من الهيئات الدولية لمراقبة الانتخابات على عدم التدخل في مجريات العملية الانتخابية في اي منطقة او اي دائرة لناحية الترشح او العزوف او تشكيل اللوائح او ترتيب التحالفات. واستقبل الرئيس سليمان الوفد الروسي لمراقبة الانتخابات برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي ميخائيل مارغيلوف في حضور السفير الروسي لدى لبنان سيرغي بوكين. من جهته، شكر مارغيلوف الرئيس سليمان "على التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية للفريق المراقب"، مبديا "ارتياحه الى مسار الامور لغاية الان".

وتمنى "ان تستكمل غدا بالنمط نفسه"، منوها "بأهمية النموذج اللبناني وتنوعه في الاطار الديموقراطي". والتقى الرئيس سليمان وفد المنظمة الدولية الفرنكوفونية لمراقبة الانتخابات برئاسة السفير ايف اوبان دو لا ميسوزيار في حضور ممثل رئيس الجمهورية لدى الفرانكوفونية خليل كرم. وشكر دو لا ميسوزيار لرئيس الجمهورية التسهيلات التي وفرتها الدولة اللبنانية للمراقبين الدوليين، مشيراً الى ان "هناك مرحلة جديدة امام لبنان بعد السابع من حزيران".

كما اطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاجراءات التي اتخذتها القيادة لمواكبة الانتخابات وحفظ الامن، مثنيا على الجهوزية العالية والجهود المضنية والتضحيات التي تبذلها وحدات الجيش في الداخل وعلى الحدود مع العدو الاسرائيلي، وكذلك على مستوى مكافحة الارهاب والتجسس.

وظهرا، اطلع رئيس الجمهورية من المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني على الوضع الامني وترتيبات المديرية لمواكبة الانتخابات والمساعدة في حفظ امنها.

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس المجلس الدستوري المنتخب عصام سليمان على خطة العمل وجهوزية المجلس لمواكبة مرحلة ما بعد الانتخابات ومراجعة الطعون التي قد تقدم الى المجلس. في مجال آخر، وقع الرئيس سليمان المرسوم الرقم 2151 القاضي بتعيين خمسة قضاة اعضاء في مجلس القضاء الاعلى.

 

استنكار ارثوذكسي لتدخلات المطران خضر في الانتخابات  

 الشراع/يسود الاوساط الارثوذكسية تململ واسع بسبب تدخل مطران جبل لبنان وتوابعها، المطران جورج خضر، في الانتخابات لمصلحة فريق 8 آذار/مارس وتقول اوساط ارثوذكسية ان المطران جورج خضر يعمل مع فريق عمل ضمنه احد القضاة العدليين الذي يتولى اوقافاً خاصة بالطائفة. وقد ذهب هذا القاضي الى الكورة ثلاث مرات لمؤازرة مرشحي 8 آذار/مارس هناك وهو يقول انه مكلف من المطران خضر بمؤازرتهم وان الاخير يبارك من يؤيد هؤلاء المرشحين وان المطران خضر يسعى الى تشجيع استقدام اعداد كبيرة من ابناء الطائفة من السوريين الذين يحملون الجنسية اللبنانية، مما خلق تململاً واسعاً في الطائفة وقال البعض ان المشكلة التي حصلت منذ فترة امام فندق لوغابريال في الاشرفية ساهم في حصولها وجود المطران خضر الذي ما لبث ان غادر المكان. ونقل عن المعترضين على تدخلات المطران خضر انهم سوف يعتصمون في دار المطرانية في برمانا احتجاجاً على تحيزه لفئة دون اخرى.   

 

جبيل تهزم عون

حسان حيدر/الحياة

إذا كان النائب ميشال عون واثقاً الى هذا الحد من شعبيته بين مسيحيي لبنان ومطمئناً الى رضاهم عن ادائه السياسي رغم تقلباته الكثيرة، مثلما يسرف في التأكيد في خطاباته وتصريحاته، فلماذا كل هذا الإصرار الذي يبديه على حسم نتائج الانتخابات البرلمانية قبل الاقتراع؟ ولماذا يطلب من الجميع الإقرار سلفاً بأنه الزعيم الأوحد لمسيحيي الشرق كلهم، بعدما حرصت سورية على إقناعه بذلك، ويغضب ويهاجم كل من لا يبصم بالعشرة موافقاً أو يكشف ضعف ادعاءاته؟

قلق عون من نتائج الاقتراع يبدو واضحاً في الحملة التي يشنها على رئيس الجمهورية بحجة تدخله المزعوم في الانتخابات، معتبراً انه يخرج عن دوره «التوافقي» الذي رسمه له اتفاق الدوحة، في تجاهل مقصود لكون هذا الاتفاق موقتاً تنتهي مفاعيله مع صدور نتائج الانتخابات ليل غد الأحد، وفي تحريف متعمد لمعنى «التوافق» الذي يتحول في قاموسه الى «نزع الصلاحية». اذ يعتبر عون ان كل من يجلس في قصر الرئاسة مجرد بديل اضطراري منه، أملت ظروف معينة اعتماده لفترة محدودة زمنياً الى ان يتسنى له الصعود الى بعبدا، وليس له ان يحكم فعلاً او يحاول الحكم حتى. ومع انه جعل من تعزيز صلاحيات الرئيس أحد عناوين حملته الانتخابية، فإن ذلك يبدو مرتبطاً به شخصياً وليس بموقع الرئاسة نفسه.

لكن الجنرال السابق ليس سوى الواجهة الضرورية التي يتلطى خلفها «حزب الله» لتمرير سياساته وسعيه الدؤوب لإعادة لبنان الى المحور الايراني - السوري. فالمقصود من التسريبات التي تدغدغ احلام عون عن تقصير مدة ولاية الرئيس في حال فوز المعارضة بالغالبية النيابية، توجيه رسالة الى ميشال سليمان بالتمديد القسري لاتفاق الدوحة والتعطيل الممدد لاتفاق الطائف، والتلويح له بإجراءات في حال واصل نهجه المستقل وسعى الى الدور الذي يراه لنفسه وللرئاسة: كنس الازمات وليس إدارتها.

فالتجربة التي عاشها لبنان قبل انتخابه شهدت تعطيل مؤسساته الدستورية واحدة تلو الاخرى: البرلمان ومجلس الوزراء ثم الرئاسة، وتوجت باستخدام السلاح واحتلال بيروت لفرض التعطيل عرفاً سياسياً. ولا بد من معادلة جديدة تعيد تفعيل هذه المؤسسات وتستند الى قوة مستقلة يكون لها الصوت المرجح في ادارة شؤون البلاد بعيداً من مصالح هذا الطرف او ذاك، قوة تعيد لبنان المتوازن، المتصالح مع محيطه من دون تبعية، والمدافع عن استقلاله من دون استفزاز، والحريص على دوره بلا محاور ولا أحلاف. وهذا كله ليس ممكناً من دون تكريس دور الرئاسة الاولى وتعزيز صلاحياتها.

ان قلق المعارضة عموما، وعون خصوصا، من ان تثبت نتائج الانتخابات رفض اللبنانيين سياسات التعطيل والترهيب وتغليب الارتباطات الخارجية، يجعلهما يريان في أي تطور انتخابي، ولو بسيط، تهديداً كبيراً و «مؤامرة» تحاك ضدهما، حتى غدا انسحاب المرشحين إميل نوفل ومحمود عواد من المعركة في قضاء جبيل، سبباً لفقدان اعصابهما وشن حملة غير مسبوقة على موقع الرئاسة. والمعنى الوحيد لهذا الاضطراب تدنّي ثقة تحالف المعارضة بقدرته على نيل ثقة الناخبين، ومؤشر الى ان «التسونامي» الذي يتوعد به عون خصومه الكثر قد يتحول بسبب مقعد هنا ومقعد هناك، الى مجرد موج ضعيف يتكسر على شاطئ عمشيت، مسقط الرئيس، ولا يخشاه أحد

 

5لاف ناخب أرمني أتوا من سوريا

السبت في 6 حزيران 2009

نقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن مصادر، أن ما لا يقل عن 5000 ناخب أرمني تدفقوا بغزارة خلال الساعات القليلة الماضية الى المتن ودائرة بيروت الأولى وزحلة، أتوا من المدن السورية (حلب، اللاذقية والحسكة ومناطق اخرى في دمشق وضواحيها). 

 

الاشرفية في سكون وحظوظ لائحة "14 آذار" متقدمة

ذكرت صحيفة "النهار"، أن دائرة بيروت الأولى تعيش هدوء ما قبل المعركة، في ظل لائحتين متنافستين فيها، الأولى للمستقلين و"14 آذار"، والثانية لقوى "8 آذار".

واوضحت "ان استطلاعات الرأي وعمليات المسح الميداني، ترجح خسارة لائحة "التغيير والاصلاح" وتقدم كبير للائحة المنافسة. فالأشرفيه تصب بوضوح في خط المستقلين و 14 آذار".

وأشارت إلى ان "المرشحين المستقلين نديم الجميل ونايلة تويني أثبتا قدرة كبيرة على التفاعل مع الرأي العام على خلاف اللائحة المنافسة التي افتقدت بغياب المرشح زياد عبس محركاً رئيسياً وطاقة تنافس مهمة". ورأت ان النائب ميشال فرعون مطمئن إلى وضعه وواثق من تماسك قوى 14 آذار وصلابة القاعدة الشعبية. 

 

عن انتخابات لبنان وزيارة أوباما

سليم نصار *

غداً الأحد (7 حزيران/ يونيو 2009) يتوجه اللبنانيون الى صناديق الاقتراع لانتخاب 128 نائباً من بين 587 مرشحاً، يتنافسون على دخول البرلمان الرابع عشر بعد مرور 66 سنة على الاستقلال. ومع أن اتفاق الطائف أوصى بضرورة اعتماد قانون انتخاب جديد على أساس «المحافظة»، إلا أن نتائج انتخابات 2005 لم ترض المعارضة. وحجتها أن التمثيل السياسي لم يكن صحيحاً بدليل سقوط عدد من مرشحي العائلات التقليدية التي توارثت النيابة أباً عن جد. لذلك اعترفت بفشل نظرية الانصهار الوطني، وطالبت بالعودة الى قانون 1960 على اعتبار أن لبنان لم يعبر حدود الطائفية والمذهبية والفئوية والعائلية بعد. أي أنه لا يزال في شرنقة ما وصفه المؤرخ كمال الصليبي في كتابه «بيت من عدة منازل»، أو ما استنتجه الكاتب تشارلز غلاس من حرب 1975 بأنها «حرب قبائل لها رايات». اضافة الى هذه المعطيات الاجتماعية، فإن تكتل 8 آذار يعتقد بأن اللبنانيين انتخبوا المرة الأخيرة تحت وطأة حدثين مهمين: الأول تمثل باغتيال رفيق الحريري وما عبأته هذه العملية من مشاعر انتقامية صاخبة لدى الطائفة السنية تحديداً. والثاني، تمثل بانسحاب القوات السورية التي ضبطت إيقاع الانتخابات في لبنان منذ سنة 1976. وترى المعارضة أن المصالحة السعودية - السورية، وقبول دمشق إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان الكبير بعد تمنع دام 88 سنة، والعودة الى قانون القضاء... هذه كلها يمكن أن توفر حصيلة انتخابية مشابهة لحصيلة 14 آذار، أي سبعين نائباً على الأقل.

الاهتمام العالمي بانتخابات لبنان، طرح الكثير من الاسئلة حول أهميتها السياسية، وما إذا كانت بالفعل نقطة مفصلية بين مشرعين ونظامين؟! ويستدل من عدد الوفود التي أرسلت للمراقبة، أن اهتمامها يتعدى آلية الاحتكام للديموقراطية، وأن نتائجها قد تؤثر على القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. وهذا ما قاله الموفد الخاص لأمين عام الأمم المتحدة مايكل وليامز، الذي وصف اهتمام المجتمع الدولي بالانتخابات النيابية اللبنانية، بأنه نابع من دور بلد محوري في المنطقة، ومن الحرص على أهمية استقراره السياسي.

ومثل هذا التفسير ينسجم مع الكلام الذي ردده أعضاء وفد المعهد الوطني الديموقراطي الأميركي الموجود في لبنان لمراقبة الانتخابات، وقد انضم هذا الوفد الى «مركز كارتر» الذي أرسل خمسين مراقباً يمثلون عشرين دولة مختلفة، اضافة الى الوفد الدولي الذي أنيطت به عملية المراقبة والفرز. كذلك نشطت بعثة الاتحاد الأوروبي بواسطة مئة مراقب أشرف على توزيعهم النائب الاسباني في البرلمان الأوروبي خوسيه سالافرانكا، وفي سبيل اعطاء هذه الانتخابات الصدقية التي تحتاجها، قام الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر بالاتفاق مع رئيس الوزراء اليمني السابق عبدالكريم الارياني، بترؤس اجتماعات الوفد الدولي، يعاونهما من جهة أخرى ممثل أمين عام منظمة الدول الفرانكوفونية.

قبل أن ينتقل الى الرياض والقاهرة، أرسل الرئيس الأميركي باراك أوباما نائبه جو بايدن الى لبنان للاعراب عن اهتمامه ببلد حولته حرب 2006 قوة مركزية داخل الصراع العربي - الاسرائيلي - الايراني. كذلك طلب من مبعوثه الخاص جورج ميتشل التوجه الى سورية كمؤشر على اقترابه من دمشق، في وقت كان يخاطب العالم الاسلامي من الرياض والقاهرة. وواضح من طبيعة هذه التحركات أن أوباما يحرص على تحقيق سلام شامل على المسارين السوري واللبناني، حرصه على التوصل الى تسوية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ويرى المراقبون أن سياسة أميركا الخارجية في عهد الديموقراطيين هي نقيض سياسة جورج بوش بالنسبة للتعاطي مع ايران وسورية. لذلك لاقت استحسان الرئيس بشار الاسد الذي وصفها أمام وفد أميركي زاره الاسبوع الماضي، بأنها تتبنى أسلوب الحوار والانفتاح أثناء معالجة القضايا الشائكة. وبسبب هذا الأسلوب، توقع الاسد أن تنجح شرط انطلاقها من رؤية متكاملة تعالج كل مشاكل المنطقة المتداخلة والمترابطة. عقب مغادرة جو بايدن بيروت، زارها وزير خارجية روسيا سرغي لافروف، حاملاً إلى الرئيس سليمان رسالة تقدير ودعم من قيادة بلاده. وقد جاءت هذه الزيارة عقب جولة في المنطقة تمهيداً لعقد مؤتمر سلام في موسكو يحضره كل الأفرقاء المعنيين بقضية الشرق الأوسط. وبسبب الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني، تأجل موعد المؤتمر مرتين، ولكن هذا المسعى تجدد عبر الزيارة التي قام بها وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان، لموسكو هذا الأسبوع.

العواصم العربية استغربت الحفاوة الاستثنائية التي خصت بها القيادة الروسية الوزير الإسرائيلي ليبرمان. وفي لقاءاته مع الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء بوتين، تحدث ليبرمان عن ضرورة اقامة شراكة استراتيجية بين البلدين بهدف التوصل إلى موقف موحد حيال قضايا التسوية في المنطقة. وبسبب المزاعم التي فسرتها موسكو، فإن بوتين حاول اجتذاب ليبرمان إلى موقف حيادي معتدل لعله ينجح في عقد مؤتمر السلام، خصوصاً أن الوزير المتطرف شدد خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره لافروف، على نية حكومة نتانياهو في استكمال خطة الاستيطان. كما رفض حضور مؤتمر السلام في موسكو إذا حضرت منظمات إرهابية مثل «حماس» و «حزب الله». علماً بأن لافروف كان قد التقى خالد مشعل في دمشق ودعاه لحضور المؤتمر.

الديبلوماسيون العرب في موسكو يفسرون دوافع الاهتمام بليبرمان، بأنها خارجية تتعلق بتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، أي العلاقات المتأزمة منذ تحدت واشنطن سياسة روسيا في كوسوفو وابخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأوراسيا، الأمر الذي واجهته موسكو باحراجها في كوريا الشمالية وأفغانستان وإيران وفنزويلا. ومع أن الرئيس أوباما والوزيرة هيلاري كلينتون يدعوان إلى تحسين العلاقات بين البلدين، فإن العسكريين الأميركيين يختلفان معهما حول حجم الخطر الروسي والطريقة الودية التي يتعامل بها بوتين مع خصوم واشنطن. ذلك أنه لا يتوقف عن ارسال الأسلحة إلى إيران وسورية، مستخدماً الأراضي الروسية لارسال الإمدادات إلى شمال افغانستان بهدف ارباك القوات الأميركية وحليفاتها.

من هنا القول إن اجتذاب زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» ليس أكثر من ورقة مساومة سوف تتخلى عنها موسكو في حال نجحت المفاوضات الاستراتيجية مع واشنطن. ولكن هذا التصور لا يخلو من رغبة بوتين في استخدام أكثر من مليون مهاجر روسي الأصل، كوسيلة ضغط سياسي لمقاومة النفوذ الأميركي المتجذر في إسرائيل. وعن طريق احياء استراتيجية التوازن التي مارسها قادة الكرملين في حربي 1967 و1973، تريد روسيا أن تمثل دور الصديق للعرب والإسرائيليين معاً.

في مواجهة هذا التمدد السياسي، تضغط واشنطن من أجل اخراج ليبرمان من حكومة نتانياهو، وذلك عن طريق تزويد المحكمة الإسرائلية بلائحة جديدة من الاتهامات. والمعروف أن زعيم «إسرائيل بيتنا» قد تعرض للتحقيق خمس مرات، بسبب مخالفات عدة كالفساد والرشوة والاحتيال وانشاء شركات وهمية في النمسا وقبرص.

يوم الخميس الماضي، توقفت نشاطات المرشحين في لبنان لبضعة ساعات، حتى يستمعوا إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يلقي خطابه التاريخي في جامعة القاهرة. وكان أوباما قد دشن جولته، بزيارة السعودية لتثبيت علاقات الصداقة التي استمرت منذ لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت. وبين المسائل المهمة التي بحثها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع ضيفه، المبادرة العربية التي اعتمدها أوباما مدخلاً لمعالجة ملفات الشرق الأوسط. وأكد تبنيه لمشروع إقامة دولتين في إطار تسوية نهائية تأخذ في الاعتبار قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمستقبل القدس وترسيم الحدود وحق العودة ومبدأ الأرض مقابل السلام. وقد جرى استعراض كافة الاحتمالات المطروحة في «الجنادرية»، على ضوء المستجدات التي قدمها المبعوث الخاص جورج ميتشل للوزيرة كلينتون.

وكان ميتشل قد اجتمع في لندن بوفد إسرائيلي أرسله نتانياهو يضم مستشاره للأمن القومي أوزي أراد ومندوبه الديبلوماسي اسحق مولكو ونائب رئيس الوزراء دان ماريدور. وعُلم أن ميتشل اثار موضوع تجميد المستوطنات كإجراء فوري من أجل بناء الثقة. واعتذر الوفد الإسرائيلي عن القيام بهذه الخطوة بحجة أن ليبرمان وزير الخارجية، هدد بالاستقالة وفرط الحكومة إذا ما أقدم رئيس الوزراء على هذا العمل.

على امتداد ساعة كاملة عرض الرئيس أوباما في القاهرة، مجموعة أفكار يمكن ان تشكل تصوره الخاص لمعالجة قضايا سياسية واجتماعية مثل: الإسلام الأصولي وقضية فلسطين وموضوع الديموقراطية، وحقوق المرأة وحروب العراق وافغانستان وباكستان، وتهديد الخطر النووي وفرص التنمية الاقتصادية.

وكما كان يفعل خلال حملته الانتخابية، هكذا وظف خبراته السابقة في كينيا واندونيسيا ليتحدث عن الإسلام كدين السماح والمساواة والغفران، معتبراً ان الذين ربطوه بأحداث 11 ايلول، قد اساؤوا الى الحضارة الاسلامية، كما أساؤوا الى دعوة التعقل ومكافحة التطرف والعنف التي ذكرها القرآن الكريم في هذه الآية: «أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». وتحدث عن حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة بعد انقضاء ستين سنة من الحروب، مطالباً بوقف المستوطنات وتبني مبادرة السلام العربية وضرورة حل مشكلة اللاجئين، وجعل القدس موقعاً دائماً لليهود والمسيحيين والمسلمين.

ردود الفعل على الخطاب جاءت متناقضة، فالبعض اعتبره امتداداً لخطبه ذات الصياغة المنمقة والعبارات الدافئة التي يصعب ترجمتها بشكل عملي. والبعض الآخر قرأ فيه مشروعاً لتجميد المستوطنات والشروع ببناء الثقة مع العالم العربي والاسلامي بعد 8 سنوات من عهد بوش الإبن. ويستدل من طبيعة الاجراءات التي طالب بتحقيقها انه في صدد إقناع العالم العربي بجدية الخطوات المزمع على اتخاذها بشان حدود الدولتين ومستقبل القدس وحق العودة.

بين ردود الفعل التي صدرت عن الاسرائيليين، تصريح لنائب يقول إنه «ليس باستطاعة أوباما حرماننا من الأرض الموعودة من أجل إسكان الفلسطينيين فيها». ومثل هذا الكلام يستحضر الى الذاكرة رد فعل مندوب السعودية الدكتور جميل بارودي في الجمعية العامة سنة 1947. يومها وقف وزير خارجية اسرائيل أبا إيبان ليعلق على قرار التقسيم الذي أعطى لليهود نصف فلسطين، ويقول: لنشكر إلهنا يهوه لأنه أعاد لنا الأرض الموعودة. وهنا قفز الدكتور بارودي من مقعده، وطالب بتسجيل نقطة اعتراض، قائلاً: لو كنت أعلم ان يهوه يملك شركة عقارية لبيع الاراضي لكنت حرصت على امتلاك حصتي أنا أيضاً. والمؤسف ان المرحوم بارودي أخبرني ان الأمين العام شطب رد فعله من المحضر!

* كاتب وصحافي لبناني.

 

عون نافياً ترويجه شائعة تويني: يفلتون الأولاد ليهاجموني ونايلة تويني واحدة منهم

موقع القوات/أتحفنا النائب ميشال عون في مقابلته على شاشته البرتقالية بسلسلة من المواقف التي لم تعد تفاجئ الشعب اللبناني عامةً والمسيحي خاصةً، اذ اعتبر عون أن "تظاهرة 14 آذار 2005 "ظبتوها" لتأتي في ذكرى 14 آذار لأن التيار العوني كان سيتظاهر في المناسبة، مشيراً إلى أنه لولا هذا التوقيت لما جمعت تظاهرة 14 آذار 2005 ما جمعته من لبنانيين.

عون تحدى رئيس الجمهورية بطريقة غير مباشرة، وأشار الى وجود استعمال نفوذ من قبل رئيس الجمهورية، مطالباً أبناء جبيل بالاقتراع للائحته. واذ خصص نصف حلقته التلفزيونية لشن هجوم عنيف على النائب ميشال المر، اتهم عون المرّ بأنه يهدد المواطنين في المتن، معتبراً أن المر مثل المزراب ولا يمكن ائتمانه وتكليفه بمهمات. وأضاف قائلاً: "لم يقبلوا في "التيار" بالتحالف مع المر وقلت لهم احسبوه ترمس ولننقعه في الماء لكنه بقي مرّا". وتناسى عون ما فعله ويفعله حليفه الإلهي سائلاً: "لماذا ستقاطعنا الولايات المتحدة؟ هل قمنا بأعمال إرهابية ضدها؟ وهل اعتدينا على جيشها؟ وهل نطوّر قنبلة ذرية لنغيّر التوازن في الشرق الأوسط؟" إلى ذلك، بلغ النجم البرتقالي بوقاحته حدا غير مسبوق، فاتهم "القوات اللبنانية" بأنها تقف وراء مشروع التوطين متناسيا أن القوات بذلت آلاف الشهداء لمنع التوطين، و متهماً رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع بأنه يريد محاربة "حزب الله" وأنه كان يحضر لذلك! ولم تفلت المرشحة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى نايلة تويني من هجوم عون العنيف على قوى ثورة الأرز، إذ تمنى أن تكون نايلة تويني تعرف معنى العيب قبل أن تقول له: "عيب يا جنرال " . وإذ كذّب ترويجه الإشاعة بحق نايلة تويني، أكد عون أن تلفزيون "المستقبل" صوّر خلسة الفيديو الذي يظهره يأمر شخصياً بترويج الإشاعة بحق تويني، مضيفاً "يفلتون الأولاد ليهاجموني ونايلة تويني واحدة منهم".

 

إميل كنعان: عون أتلف ملف اغتيال شقيقي خليل كنعان

موقع القوات/ردّ المرشح في دائرة المتن إميل كنعان على النائب ميشال عون حول سؤاله عن دخول المرشح كنعان في لائحة تضم "القوات اللبنانية" التي قتلت شقيقه خليل كنعان بحسب ما قال عون، والذي كان قائداً للواء الخامس في الجيش اللبناني في العام 1986، فذكّر المرشح كنعان بأنه وقتذاك كان النائب ميشال عون قائداً للجيش، فقام رئيس المخابرات في جبل لبنان حينذاك نديم الأسمر بإبلاغه بأن "القوات اللبنانية" تحضر لاغتيال خليل كنعان، إلا ان عون لم يبلّغ شقيقي خليل كنعان بما يتحضر له، وحتى ان عون لم يأمر بأي احتياطات حول منزله او مكتبه، واكتفى بالاتصال برئيس المخابرات في الجيش سيمون قسيس الذي تخاذل عن القيام بأي عمل، بل أنه استرسل في نومه ليستيقظ صباحاً على خبر اغتيال خليل كنعان، وهذا ما قاله لي شخصياً العماد عون. وأضاف المرشح إميل كنعان لـ"صوت لبنان": "عادل ساسين قائد الشرطة وقتذاك قام بإجراء تحقيق مفصل حول عملية الاغتيال، وسلّم الملف للنائب ميشال عون الذي قام بإتلاف الملف، ولم يبقى منه إلا ورقة واحدة في المحكمة العسكرية هي كناية عن ورقة جلب ضد مجهول، وبقي عون في السلطة أربع سنين ولم يقم بأي مبادرة في هذا المجال". وختم المرشح كنعان بالقول: "اليوم، وبعد ثلاثة وعشرين سنة، يقوم عون باستغلال دم الشهيد خليل كنعان بمناسبة الانتخابات النيابية، ويطرح الموضوع على الـOTV التي منعتنا من حق الردّ"، متمنياً من "المواطنين من خلال هذه القصة ان يعرفوا جيداً من هو ميشال عون".

 

نظام الملالي وراء التطاول على الكنيسة والرئاسة

وسام سعادة/المستقبل

هل فعلاً غامر رئيس البلاد بموقعه التوافقيّ؟

وبماذا يغامر في المقابل أولئك الذين يفتئتون على رئيس البلاد حين يوجّهون إليه هكذا تهمة؟ هم يفتئتون عليه أصلاً حين يغفلون أن الرئيس لا يجسّد الموقع التوافقيّ عندما يكون "الأضعف في المعادلة"، وإنّما يجسّده عندما يكون أميناً لما نصّ عليه الدستور، أي عندما يكون رئيساً للدولة، والقابض على أزمّة الحكم فيها، والرأس المتجاوز لكل تعطيل.

لكن هل يعتبر أولئك المغامرون المتطاولون على رئاسة الجمهورية وعلى الجمهوريّة؟ مرة يتطاولون على المقام الأول عندما يطرح موضوع التعيينات على طاولة مجلس الوزراء فتنكشف هويتهم التعطيليّة. ومرة يتطاولون على هذا المقام عندما تقترح الأكثريّة الحاليّة إيداع "الثلث المعطّل" في عهدته بشكل أو بآخر. ومرة يتطاولون عليه عندما ينسحب مرشّح في دائرة جبيل لصالح مرشّح آخر. وقبل ذلك، كانت زلّة لسان حول انتخاب المجلس النيابيّ القادم لرئيس جديد.. وتبيّن لاحقاً أنها كانت هفوة تكشف ما وراء الأكمة.

ولا ننسى أيضاً، فجور الممانعين عشيّة مشاركة رئيس الجمهوريّة في قمّة الدوحة إبان الحرب الإسرائيليّة على غزّة، حيث جرى وصف خطابه بـ"الهزيل".

وقبل ذلك أيضاً وأيضاً، من ينسى كيف طالبوا بتقاسم رئاسة الجمهوريّة نفسها وابتداع منصب نائب للرئيس، أي حارس يحجر عليه.

بماذا يغامر هؤلاء؟ إنّهم يغامرون بالميثاق الوطنيّ للتعايش بين المجموعات الروحية اللبنانية على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

ما الذي يطلبه هؤلاء من رئيس البلاد للحفاظ على "موقعه التوافقي"؟ هل كان مطلوباً منه أن يجبر المرشّح أميل نوفل على الإستمرار في المعركة الإنتخابيّة؟ هل كان مطلوباً منه أن يجبر كل المرشّحين المدافعين عن أهمية دور الرئاسة الأولى بأن يخسروا الإنتخابات كرمى لعيون من يريد أن يطيح بهذه الرئاسة الأولى، أو يقسّمها بين رئيس ونائب له من طائفة أخرى؟

هل كان الموقع التوافقيّ ليبقى مومّناً لو أنّ المستقلّين وقفوا سدّاً منيعاً أمام فوز هذا المرشّح أو ذاك من ممثّلي الحركة الإستقلالية في الدوائر المسيحيّة؟

وكيف كان يمكن للمستقلّين أن يبقوا مجموعة رديفة لقوى 8 آذار فيما هذه الأخيرة لا تترك مناسبة إلا وتنقضّ عليهم؟

ثم هل تكون رعاية التوافق في بلاد جبيل مثلاً بأن تتحكّم الأقليّة المذهبيّة المؤطّرة حزبياً وأمنياً بالتمثيل النيابيّ للأكثرية التي تنتمي إلى ديانة أخرى؟

وفي الأساس، إذا كان النظام الإنتخابيّ أكثرياً، أفليس من الطبيعيّ أن يسعى المرشّح للحصول على أكثرية الأصوات ليصل إلى الندوة البرلمانية؟ أوليس من الطبيعي في المقابل أن ينسحب مرشّح لصالح من هو الأقل بعداً عنه، ما دام يجد أرجحية عند الأخير للفوز؟ أين العجب في كل هذا؟

بماذا يغامر هؤلاء الآن؟ هؤلاء الذين فقدوا أعصابهم بعد سنوات على افتقادهم لأدنى حسّ أخلاقيّ، تجدهم الآن يستهدفون الموقع المارونيّ الأوّل في السلطة الزمنيّة، من بعد استهدافهم الموقع المارونيّ الأوّل في السلطة الروحيّة. هؤلاء الذين قضوا عمرهم وهم يحاربون الموارنة لأجل كل المقاومات والثورات في العالم، تراهم اليوم يعتبرون أن نظام الملالي الإيرانيّ هو الذي يقرّر من هو الزعيم على الموارنة. هؤلاء الذين يكتبون بأنّ العماد ميشال عون ما زال "الزعيم السياسيّ المسيحيّ الأوّل" ويتّهمون الرئيس سليمان بأنّه مصاب بعقدة عظمة عون، هم أنفسهم الذين استقبلوا انتخاب العماد إميل لحّود رئيساً للجمهوريّة عام 1998 بعنوان من قبيل "من جنرال الحرب الأهليّة إلى جنرال السلم الأهلي".

هؤلاء بكل اختصار، قد يعرفون أشياء كثيرة لكنهم لا يعرفون الموارنة.. وقد يحبّون العماد ميشال عون حقيقة أو ظرفياً لكنّهم لا يحبّون الموارنة.. يتصورون طبقاً لنظريتهم "الممانعة" أنّ دور مسيحيي الشرق يقضي دائماً بالتبرؤ من الغرب.. لكن ذلك لم يكن يوماً دور الموارنة ولا تاريخهم. الطائفة التي عانت الظلم في المرحلتين البيزنطية وما بعد البيزنطية لأنها بقيت منشدّة إلى الغرب. الموارنة في المقابل، مطالبون بأن يعرّفوا عن أنفسهم غداً.. فما بين خيارهم التاريخيّ بأن يكونوا "الوردة بين الأشواك" وبين خيار العماد عون بإحياء المسلك "النسطوريّ" المعتصم ببلاد فارس في وجه العالم المسيحيّ ثمّة فارق كبير.. فإن كان التصويت عند غير الموارنة غداً هو لدواعٍ وطنية وأخلاقية قدر ما هو لدواعٍ سياسيّة، فإن التصويت عند الموارنة سيكون لدواعٍ وطنية وأخلاقية وسياسية لكن أيضاً لدواع "لاهوتية".. أجل "لاهوتية".. لأنه في 7 حزيران يقرّر الموارنة إن كانوا لا يزالون على دين أجدادهم.. موارنة.

المصدر : المستقبل

 

غداً ستفاجئون الجنرال..مُو..

ميرفت سيوفي/الشرق

غداً و"السما زرقا" سيعود الجنرال إلى "طبيعته" ، على اعتبار أنه طوال الوقت الماضي كان على غير طبيعته، بل كان ضد الطبيعة وعكس السير والتيار وضد كل المبادئ ـ الأكاذيب التي أوهم اللبنانيين طويلاً أنه يعمل من أجلها.. غداً ، سيعود الجنرال إلى طبيعته ، وطبيعته هي تلك التي عرفناها فيه أنه "قوي بحناكه" يُعطي الأوامر و"يزعوط" مهدداً بالويل والثبور وعند "الحزّة"،يُشمّع الخيط ويفرّ من المعركة،حسناً يا إخواني المسيحيين أعيدوه إلى "طبيعته" وحجمه الطبيعي !!

في انتخابات العام 2000 كانت الوصاية تسرح وتمرح في لبنان ، وفصّلت مع جميل السيّد قانون انتخاب لكسر حجم رفيق الحريري وشعبيته ، وشنوا عليه حملة شعواء هل تذكرون "وأنت ماشي"؟ يومها أهل بيروت الذين يستقوي عليهم الجميع ذهبوا بهدوء شديد ومن خلف العازل ردّوا على الوصاية فأسقطوا رئيس الحكومة حينها "سليم الحصّ" لأنه مشى في ركاب الوصاية ضد الرئيس الشهيد، وهذه سابقة في تاريخ السُنّة أن يسقطوا رموزاً تقليدية يحافظون عليها دائماً لأنهم أدركوا أن المواجهة بين لبنان والوصاية، ولا يقل أهل جبيل وأهل كسروان وأهل المتن قوة عن أهل بيروت الصامتين يومها، ولا أهل زحلة الذين حوصروا ودمرت مدينتهم على يد الوصاية ولا أهل الأشرفيّة التي دكتها ودكت بيوتهم وأرواحهم وأرزاقهم مدافع حرب المئة يوم وخرجوا منتصرين وأخرجوا الوصاية من مناطقهم،إفعلوها غداً ، فالمتطاولين على سيادة لبنان واستقلاله والمقامرين بمستقبل لبنان وشعبه ومستقبل المسيحيين فيه وجهاً لوجه في هذه المعركة فهلا تنتصرون للبنان بأصواتكم؟

غداً و"السما زرقا" أفهموا الجنرال الذي سخر من شهداء لبنان ودمائهم ، والذي أهان انتفاضة شعبنا للبنان في 14 آذار ، أن الشمس قرص في كبد السماء!! ، فهل لشمسه البرتقالية المصفرة المريضة مكاناً لتطلع منه غير السماء الزرقاء؟! قال لكم الجنرال أنه:مش شايف "ولاية الفقيه"، غداً قولوا له و"السما زرقا" أنه "ما بيشوف" لأن "قلبو معمي بالكرسي"!! قال لكم الجنرال:"يخوفونكم بسلاح حزب الله" ، غداً قولوا له :"ما سمعت بـ 7 أيار" وماذا فعل هذا السلاح في بيروت والجبل ، ما دام يؤكد لكم دائماً أنه لولا تفاهمه مع حزب الله حماكم ، وإلا لكان مصيركم 7 أيار آخر!!

غداً سيؤكد اللبنانيون ما لا بد لهم من تأكيده من جديد ، هذه المرة سيصرخون ليس في ساحة الحرية بصوتهم الذي هز ضمير العالم ، وخرجت جحافل من أرضنا لم نظن أنها ستخرج بعد ثلاثين عاماً ، ورغم مرور ثلاثة عقود لم تستطع تدجين الشعب اللبناني الذي لا يعني صمته الاستسلام ، غداً قولوا لحصان طروادة العجوز ، لن تغدر بأولادنا ثانية وتفر إلى سفارة طهران هذه المرة ، وتتركهم يموتون لأنهم صدقوا أوامرك بالقتال حتى الموت ، وأنت أكثر الناس حرصاً على حياة!!

غداً ، يا أهل كسروان يا حراس جبل لبنان التاريخي وقد وعدتموه بمفاجأة ففاجئوه!! أعيدوه إلى حجمه الطبيعي يوم كنا لا نشاهد منه سوى البوق وهو يدجج نفسه بالحراس في قصر بعبدا، غداً أعيدوه من حيث أتى ليشرذم صفوف اللبنانيين!!

غداً يا المتن الذين صدقتم كذبه في الحديث عن السيادة والاستقلال والتحرير ، أنتم أول من حماه وأنتم أول من خان دماء أبناءكم وخانكم وترككم للوصاية تمارس عليكم القهر خمسة عشر عاماً ، غداً يا أهل المتن أنتم متن لبنان وهو حاشية الوصاية والمشروع الإيراني ، لا تتركوه ينتصر لأن مرشد الجمهورية سيعلن انتصار مشروع لبنان في إيران وسيحتفلون بالنصر الإلهي 2 على أنقاض لبنان ، غداً يا أهل المتن أشربوه "روح الخلّ" وأذيقوه "زوم المر"!!

يا شعب لبنان العظيم غداً يوم للبنان العظيم فلا تخذلوه ، أنتم لستم محتاجين إلى تكليف شرعي يقول لكم "لا يبقينَّ أحد منكم في بيته" ، أنتم الذين اخترقتم حواجز الوصاية وأوامرها بقمع ومنع توجهكم إلى ساحة الحرية في 14 آذار ، ففاجأتموهم ، وفاجأتم جماعة "شكراً سوريا" بعد 22 يوماً من استشهاد الرئيس الحريري، وفاجأتم العالم معهم ، غداً 14 آذار جديد إلا أنه يجيء في شهر سمير قصير الذي قال لكم "كبروا الزووم" وفي شهر جورج حاوي وشهر وليد عيدو وولده خالد ، من قال إن آذار لا يأتي في حزيران ، هاهو قد جاء..

يا شعب لبنان العظيم ، غداً 7 حزيران ، وقد سقطت كل أوراق التوت عن الجنرال وبات عارياً في مهبّ رياح السيدة والاستقلال والحرية ، والثأر لكرامة الكنيسة والبطريركية ، والثأر لمقام رئاسة الجمهورية ومقام رئيسها ، غداً ستفاجئون الجنرال ، ستفاجئونه "موووووووووووو"؟؟

المصدر : الشرق

 

 رئيس الحركة الحرة اللبنانية بسام آغا لـ ((للشراع)):عون اعترف لنا بإتصاله بالعدو  

*حبيقة يعترف ان السوريين ارسلوه لقتل طوني فرنجية

*عون قبل الصندوق من ايران مليئاً بالمال وفرنجية رفضه

أطلق رئيس ((الحركة الحرة اللبنانية)) بسام آغا عبر هذا الحوار قنابل مدوية على ابواب الإنتخابات النيابية تصيب بشظاياها النائب ميشال عون، وكلام آغا يأتي من العارف القريب الذي رافق مسيرة عون عندما كانت ((تحريرية)).

تفاصيل يرويها الآغا على مسؤوليته يؤكد من خلالها تبرئة عون لسمير جعجع من إغتيال الوزير السابق طوني فرنجية كما يروي تفاصيل عملية اتصال عون بالعدو الإسرائيلي.

# تقول ان فى احدى الجلسات برأ النائب ميشال عون الدكتور سمير جعجع من تهمة إغتيال طوني فرنجية؟

عندما كان معالي الوزير سليمان فرنجية وزيراً للداخلية. وكان في تلك الفترة يتعرض البعض من رفاقنا للمضايقة والتحقيق والاعتقال. وخلال لقاء مع العماد عون في باريس ولدى استيضاح البعض من رفاقنا عن مدى هذا التعرض وبعد سماع الشكاوى علق قائلاً ما حرفيته. ((قبل ما يكمش سليمان فرنجية الشباب ويحقق معهم يروح يشوف ويتحقق مين يللي قتلوا بيو. وأنا رح قلكم شي هو بيعرفو كتير منيح من بعد ما صار شب وبهيديك الفترة كانت الأوضاع الأمنية سيئة جداً والبلد مفتت)). وفي تلك الفترة قرر قداسة البابا إيفاد مبعوث اسمه المونسنيور لوتشيانوأنجلوني وقد كلفه البابا اجراء وساطة بين السوريين وحزب الكتائب والجبهة اللبنانية. وقبل أن يأتي الى بيروت ذهب إلى دمشق والتقى نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وخلال اللقاء طلب الاخير من الموفد الرسولي نقل رسالة إلى الكتائب اللبنانية بأنهم إذا ارادوا تهدئة الأجواء عليهم فوراً إزاحة بعض المسؤولين العسكريين في حزب الكتائب من مسؤوليتهم وتسليم غيرهم لأن هؤلاء الموجودين حالياً يعملون على تفجير الأوضاع ومن ثم اضاف خدام عندها سنعمل نحن على تبريد الأجواء. ويضيف عون عندها سأل المونسنيور انجيلوني ومن هم هؤلاء المسؤولون فرد خدام على رأسهم إيلي حبيقة.

وأضاف عون ترك المبعوث البابوي دمشق وتوجه إلى بيروت وانتقل للاجتماع بقيادة الكتائب ونقل إليهم رغبة خدام وخلال اللقاء تمّ طلب إيلي حبيقة لإبلاغه بتلك الوساطة وبرسالة خدام وشروطها هنا انتفض ايلي حبيقة واقترب من المونسنيور انجيلوني وقال ما حرفيته إذا كان هذا الطرح يلقى قبولاً لدى قداسة البابا. فأنا ذاهب إلى روما وأقف في حضرته ومن هناك إذا رغب السيد الخدام سأعقد مؤتمراً صحافياً وأقول فيه كيف كلفت من قبل الاستخبارات السورية وكيف بعتوني أقتل طوني فرنجية ويكمل عون حديثه. ثم صعق خدام وقال للمبعوث البابوي لا بأس أن نؤجل الموضوع في الوقت الحالي ربما هناك ضرورة وظروف لا تسمح لحبيقة بالابتعاد عن مسؤوليته. ويضيف عون بيكفي يشبّح علينا الوزير فرنجية يروح يحاسب بالأول يللي قتلوا بيو!

هذه المعلومات برسم معالي الوزير سليمان فرنجية الذي أكن له كل المودة والاحترام.

# تتهم العماد ميشال عون يالإتصال بالعدو، هل تدرك مدى خطورة هذا الإتهام، فما هو دليلك؟

- خلال خلوة باريس 2002 وبعد عودة العماد عون من الولايات المتحدة الأميركية شرح لنا العماد عون كيف استطاع أن يؤثر إيجابياً بموضوع اقرار مشروع قانون محاسبة سوريا. ومما قاله إن السيد ساترفيلد يعمل ضدنا في تمرير هذا المشروع وأنتم تعرفون بأن ساترفيلد يعمل في الجناح الأميركي لصالح سوريا وفي هذا الموضوع لا يمكن إفشاله إلا بالاتصالات التي قمت بها على أعلى المستويات وقد اضطرني ذلك الاتصال بشخصيات اسرائيلية نافذة وليس عندي أي مشكلة بهذه الاتصالات لأنها من أجل الدفاع عن القضية التي أحملها. واضاف عون إن الحرية التي أمنحها لتحركي تجعلني اقرب إلى تحقيق النتائج التي يتطلبها هذا التحرك وانني أستطيع أن ألتقي مع اي شخصية اسرائيلية تساهم في تعزيز الدفاع عن لبنان وقال إن البعض من اليهود الاسرائيليين الذين التقيتهم قد عارضوا الادارة الاميركية وكان تأثيرهم إيجابي في أميركا واسرائيل وقد كسرت رقبة ساترفيلد. وإن ما جعلني أقوم بهذا التحرك علمي بطبيعة العلاقات بين سوريا واسرائيل وبعض الدول العربية واسرائيل. وأضاف عون أنا أعتبر نفسي رئيس دولة وأزحت بالقوة وإن صفتي وحقي يجعلني أتصل بالاسرائيليين وهم فتحوا لنا الباب. والتفت وهو يكمل حديثه إلى المحامي ابراهيم كنعان وقال اسألوا ابراهيم لقد كنا ننسق معه هو في بريطانيا وانا في اميركا نظراً لما يربط ابراهيم بعلاقات مع اصحابنا المعنيين في الشرق الأوسط وهنا كان يقصد الاسرائيليين واليهود في انكلترا ومدى علاقتهم بالنائب ابراهيم كنعان... هذه المعلومات برسم السيد حسن نصر الله.

# قبل زيارة النائب عون الرسمية الى طهران تؤكد ان هناك زيارة غير رسمية سبقتها متى حصل ذلك؟

- قبل الزيارة المعلنة التي قام بها العماد عون إلى طهران كان قبلها زيارة سريّة قام بها عون برفقة الوزير سليمان فرنجية وفي تلك الزيارة وحسب أصول الضيافة عند الايرانيين يقدمون هدية للضيف لدى وصوله في صالون الشرف.

ولكن الذي حصل هو التالي فقد تقدم مدير التشريفات من العماد عون وبرفقته شخصان كل واحد منهما يحمل صندوقاً مزخرفاً على الطريقة الفارسية فقدم أول صندوق للعماد عون ففتحه ونظر إلى داخله وأغلقه وسلمه لمرافقه. ولما تقدم الشخص الآخر ليسلم الوزير فرنجية الصندوق وقام بفتحه وشاهد ما بداخله رفض الوزير فرنجية تسلم الصندوق إلا فارغاً واصر على ذلك، عندها أمر مدير المراسم سحب المبلغ الموجود داخل صندوق الوزير فرنجية وسلمه اياه فارغاً وتبين أن قيمة الهدية النقدية داخل الصندوق هي مليون دولار أميركي.

# لقد اتهمت بالعمالة ولكن عون طمأنك ان تهمة العمالة تحميك؟

- لحظة صدور القرار 1559 تاريخ 2/9/2004 اتصلت بالعماد عون كعادتي اليومية لأسأله ماذا سنفعل فقال لي حرفياً: ((دخلك نديم لطيف ويوسف سعد الله الخوري شو عم يعملوا من شو خايفين بعد صدور القرار. والله خايفين على شيبتهم تصرف أنت شوف شو بدك تعمل)) وهذه كانت الرسالة بالتحرك عندها قررت زيارة غبطة البطريرك وكان يومها في المقر الصيفي في الديمان وبعد لقائي غبطته خرجت وصرحت على باب البطريرك التصريح التالي أنه يجب على الحكومة اللبنانية أن تلتزم تطبيق القرار 1559 الذي عمل عليه جاهداً العماد عون مدة 15 سنة وإذا لم يطبق هذا القرار فإن لبنان قد يتعرض لمخاطر كبيرة لا نستطيع تحملها. وفي اليوم التالي صدر في احدى الصحف المحلية تصريحي ووضعوا فوق التصريح عبارة بدون تعليق وتحت تلك العبارة قالوا عني أنني من منابع الصهيونية العالمية والموساد الاسرائيلي. طبعاً أنا قلقت من هذا الكلام واتصلت بعون وارسلت له بالفاكس صورة عن الصحيفة فقال لي ((لا تخف إذا اتهموك بالموساد والصهيونية العالمية بطمنك ما بقا حدا يسترجي يقرب عليك لأنهم أمنوا لك الحماية بهذا الكلام)).

# تقول ان عون تآمر على حزب الله كيف ذلك؟

- سنة 1998 وخلال الاتصالات اليومية التي كنا نجريها مع العماد عون في منفاه وخلال احد الاتصالات معه طلب أن يذهب وفد من بعض العونين في تاريخ محدد إلى منطقة جزين وتحديداً إلى منزل اتيان صقر ((أبو أرز)) وسأل من سيذهب. طبعاً أنا رفضت باعتبار أنني لست من الجنوب وربما ذهابي يثير علامات استفهام في غنى عنها وخاصة أن من كان يدخل المنطقة كان يسجل اسمه على حواجز الجيش اللبناني وفي تلك الحقبة كان لنا رفيق من جزين يعمل في صفوفنا. فطلب عون أن استدعيه ليكلمه وقد تم ذلك وبعد الاتصال أبلغنا رفيقنا بأن العماد عون أبلغه رسالة شفوية لكي ينقلها إلى أبو أرز وبدوره ينقلها الى شخص آخر لم يحدده فشكل رفيقنا وفداً بالتاريخ الذي حدده العماد عون وتوجه إلى جزين وليس لديهم علم بمن سيلتقون هناك باستثناء أبو أرز وبعد أن تمت الزيارة أخبرت بالقصة وكانت المفاجأة أنه ولدى دخول الوفد إلى منزل أتيان صقر فوجئوا بوجود أوري لوبراني منسق الأنشطة الاسرائيلية في تلك الفترة وقد دعا صاحب المنزل الوفد لتناول الغداء مع لوبراني...

ولمن يهمهم الأمر إذا أرادوا المزيد من المعلومات عليهم سؤال حليفهم رئيس كتلة مرشحي ((التغيير والاصلاح)) في جزين ربما يكون هو الأولى ليزودهم بمعلومات عن تلك الزيارة وما هو نوع الرسالة التي نقلها من عون إلى أبو أرز وبدوره أبو أرز نقلها إلى أوري لوبراني...

الخيانة من طبع الجنرال فخلال انتخابات 2005 وكنت يومها رئيس غرفة العمليات ومدير الحملة الانتخابية للتيار في طرابلس وقبل 24 ساعة من فتح الصناديق اتصل بي المنسق العام للتيار بيار رفول من الرابية وطلب مني بأمر من الجنرال عون رسمياً أن أبلغ بشكل سري مسؤولي الماكينة الانتخابية بشطب اسم حليفه في اللائحة نزار يونس والاكتفاء بوضع اسم جبران باسيل فقط وذلك من أجل أن ينجح جبران وحده لأن خرق بطرس حرب صعب للغاية وعندما قمت بابلاغ أحد المسؤولين في الماكينة للتعاون على تلبية رغبة الجنرال، صرخ وضرب بيده على الطاولة قائلاً هذا العمل لا يجوز أنا لا أمشي به وللامانة هذا الشخص هو رينه خلاط وهو ما زال في التيار الوطني الحر.

آن ما أوردناه هو جزء بسيط عن خيانته وعمالته وكذبه وينطبق عليه القول عندما قالوا للكاذب أقسم يميناً قال لقد جاء الفرج.

نحن نعلم أن كثيراً من السياسيين يتبادلون التهم بينهم وبينه باتهامات أكثرها سياسية بينما نحن نتكلم في الأرقام والوقائع والحقائق لأننا عايشناه عن قرب ولمدة 20 عاماً وكنا في موقع القرار. وإذا أراد العماد عون تكذيب هذه التفاصيل وقبل أن ينكرها عليه أن ينظر في عيوني ويقول لي شخصياً اريد أن أحارب الفساد فأنا بانتظاره.... ولكني أعرف مسبقاً أنه لا يستطيع النظر في عيوني وإن غداً لناظره قريب.   

 

 

مرشح ((القوات اللبنانية)) في المتن الشمالي ادي أبي اللمع:عون مفلس.. والجو يميل إلينا  

الشراع

 *تراجع عون مسيحياً أصبح واضحاً بحسب الاستطلاعات

*عون مثقل بالفساد لأن لدى وزرائه فضائح

*هل سيحاسب عون حليفه نبيه بري على الفساد؟

*((الجمهورية الثالثة)) كلام إنشاء مثل برنامج التيار الانتخابي

*الجلاد هو الذي يزرع الكراهية بين الناس

*عون لم يولد في الـ2005 بل خاض حربين سببت مآسي كبيرة للمسيحيين ولبنان

*أعضاء ((لائحة الانقاذ المتني)) تعهدوا بعدم التشطيب

*خروج الوزير نسيب لحود من اللائحة مؤثر ولكن جمهوره من 14 آذار

يرى المرشح عن المقعد الماروني في المتن ادي أبي اللمع ان الوضع الانتخابي للقوات اللبنانية في كافة المناطق اللبنانية يصنف بالجيد وتحديداً في منطقة المتن، منتقداً في المقابل خطابات العماد ميشال عون واصفاً إياه بـ((المفلس)) وان همه الوحيد هو نبش القبور لأنه لا يمكنه إلا أن يعيش على جثث الآخرين، وفي هذه المقابلة تحدث عن ظروف المعركة الانتخابية في المتن وعن اللائحة المتماسكة لقوى 14 آذار/مارس.

فسألناه:

# أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات، كيف تصف المشهد العام للانتخابات في المتن الشمالي؟

- الأجواء جيدة معنا، ونحن نحقق تقدماً يوماً بعد يوم، الجو عامة أقرب إلينا. كما تعلمين، الناس في المتن منضوون تحت راية حزب أو رجل سياسي.. ولكننا نتمتع بتقدم عليهم في هذا الموضوع. ويبقى المستقلون الذين لا نعلم كيف يعملون ولكننا نعتمد على الاستطلاعات، فالجو لا بأس به ويصنف بالجيد تجاهنا وتجاه طموحاتنا السياسية. أما بالنسبة للنتائج فليحسمها صندوق الاقتراع ولكننا نعمل كي يصل مرشحونا السبعة إلى المجلس وليس أقل من ذلك.

# التقديرات تتراوح بين ما يعلنه النائب ميشال المر حول فوز لائحتكم بنتيجة 7 – صفر في حين لائحة التغيير والإصلاح ترى بأن النتيجة ستكون 8 – صفر لمصلحتها أين الحقيقة؟

- حساباتنا تقول ان تراجع عون أصبح واضحاً بالنسبة للرأي العام في الشارع المسيحي وأصبح في وضع غير حسن وهذا ما تظهره الاستطلاعات، خصوصاً ان خطابه السياسي أصبح غير مقنع لدى المسيحيين، وهذا يظهر يوماً بعد يوم، ولا أعني بذلك انه لم يعد له وجود، ولكن يبدو انه على تراجع مستمر. بالأمس سمعنا خطابه ومهرجانه الذي يتمتع بالعصبية والتوتر ولا يعبر عن طموحات الناس بل خطاب عدائي أكثر من أن يكون خطاباً يشرح فيه موقفاً سياسياً، كل همه ان يفكك اللائحة التي تقابله من خلال حجج أو نبش قبور أو عودة إلى الماضي. خطابه مفلس وليس خطاباً يعتمد على نقطة ارتكاز، فكل حملته الانتخابية ركزت على ثلاث أو أربع نقاط في هذه النقاط لم يتحدث عن التغيير، وكأنه يخجل من ذلك. كيف غيّر عون وماذا غيّر؟

كل الحملة الاعلانية التي قام بها تعني انه هو الذي تغير ولم يغير شيئاً. تغير في مواقعه عندما جاء إلى لبنان، لذلك كان كلامه غير منسجم مع حملته الاعلانية خصوصاً عندما يتحدث في الصح والخطأ.. علماً انه لم يحدد ما هو الصح وما هو الخطأ.

فهو يقول نحن نمشي فوق الهواء وفوق الماء في إشارة إلى انه خفيف وغير مثقل بالفساد أو بسوء التصرف.

ولكن برأيي هو مثقل لأن لدى وزرائه فضائح في بعض الوزارات حتى ان نوابه ليس لديهم حس إنمائي في مناطقهم، وأعطي مثلاً عن نوابه في المتن الشمالي فهم لم يحققوا شيئاً وهذا رأي الناس إذ انهم لم يقوموا بأي مهمة تغييرية سواء على صعيد مجلس النواب أو على صعيد مناطقهم ماذا فعلوا وماذا حققوا كل ما فعلوه انهم اقترحوا فصل النيابة عن الوزارة، لماذا لا يمارسها عون أولاً ومن ثم يضيفها على مجلس النواب.

نحن في القوات مارسنا هذا المبدأ فممنوع على الوزير أن يكون نائباً، بينما هم يتكلمون بهذا الموضوع باستمرار علماً انهم يخلطون بين الأمور.

إضافة إلى ذلك يتكلم عون عن الفساد ويقول انه يريد أن يحاسب، هل سيحاسب حليفه الرئيس نبيه بري حليفه الذي يطالب بأموال كثيرة لمجلس الجنوب دون أن يسمح للدولة أن تنظر في كيفية صرفها، حتى ان حلفاءه اليوم هم الذين كانوا أصدقاء مع سوريا وأذكر منهم 48 وزيراً.

فعندما يتكلم عن الفساد عليه أن يعلم من أين يبدأ الفساد وأين هي نقطة الانطلاق يقول انه يريد أن يعمل Audit ولكن متى سيبدأ Audit وعلى من؟ وعلى ماذا؟ عليه أن يبدأ أولاً مع حلفائه ومن هم على كتفه.

لا يكفي في خطابه السياسي أن يطلق ما يسمى بالجمهورية الثالثة فلا يوجد ما يدغدغ مشاعر اللبنانيين، فهل يريد مثلاً أن يعدل صلاحيات رئيس الجمهورية؟ وعليه إذن أن يعدل الدستور. هل اللبنانيون مستعدون لتعديل الدستور.

لذلك يجب أن لا يدغدغ شعور المسيحيين قبل الانتخابات وقبل أن يجعلهم يشعرون بأنه المدافع الوحيد عن المسيحيين.

أود أن أذكر انه في كتابه ((الطريق الآخر)) ضمّن معطى ضد حزب الله يختلف عن ورقة التفاهم التي وقعها مع حزب الله وهناك معطى ضد الرئيس إميل لحود والوصاية السورية ولا يشبه موقفه حالياً وعلى كل حال رمى كتاب ((الطريق الآخر)) بعد الانتخابات في النفايات وأزاله عن موقع التيار.

برأيي الجمهورية الثالثة لا تختلف عن الكتاب الانتخابي الذي يضع فيه مواضيع إنشاء لا تمت للواقع بصلة. وبرأيي انه غير قادر على إتمام شيء مما يقوله.

وفي الواقع لا أدري إلى أين سيصل مع كتابه الجمهورية الثالثة، لأنه في مفهوم الجمهورية الثالثة هناك مفاهيم يجب أن ننتبه لها.

المعروف ان نظامنا مأخوذ عن النظام الفرنسي، وكما نعلم ان فرنسا عندما انتقلت من جمهورية إلى جمهورية أخرى حصل تغيير دستوري جذري.. الجمهورية الرابعة كانت جمهورية الاحزاب والجمهورية الخامسة كانت جمهورية الرئيس أو الرئاسة.

فهو يعلم تماماً انه كي يقطع من الجمهورية الثانية إلى الثالثة هذا يعني انه سيغير الدستور اللبناني او حتى تغيير اتفاق الطائف. فهل هو يبشر بانقلاب على الطائف او اعلى امر ما.

والمضحك في هذا الموضوع انه قال بالامس في خطابه انه اصبح في الجمهورية الرابعة علماً انه قال سابقاً انه ينشىء الجمهورية الثالثة وأتمنى ان لا يصبح بعد الانتخابات في الجمهورية الخامسة.

فنحن لا نفهم عليه الآن، اكيد لديه رجال حقوقيون ودستوريون وعليهم ان يعلموه ان الانتقال من جمهورية الى اخرى يتطلب تعديلاً في الدستور وفي تركيبة البلد.

برأيي اصبح ((يضيّع)) على هذا المستوى (ضاحكاً) ربما اذا ربح سيصبح في الخامسة واذا خسر سيصبح في الثانية.

في خطابه يريد ان يخلق جواً جديداً وان يعمل نوعاً من الاستنهاض على شعارات لم يعد لها معنى. حقيقة ابعدنا عن المنطق دائماً يقول: ((غيّر غيّر، غيّر..)).

لماذا لا يؤثر على حلفائه في التغيير؟

- انا متأكد ان حلفاءه لا يرغبون بالكلام الذي يقوله، فإذا سألت اليوم الرئيس بري عن رأيه في طروحات ميشال عون، انا متأكد انه ليس من رأيه فهو يعلم كيف تتغير الامور.

والاصعب من ذلك انه لا يستطيع ان يعيش الا على جثث الغير وعلى نبش القبور الى جانب عدائيته تجاه الآخر.

سامح سوريا على كل ما قامت به في لبنان، سامح الكثير من حلفائه ولكنه لم يسامح المسيحيين وما يزال حتى الآن ينبش ملفات خصومه المسيحيين علماً ان هذه الملفات له يد بها ولا مصلحة له في فتحها.

فميشال عون لم يلد عام 2005 بل خاض حربين كبيرتين جداً وتسبب بمآسٍ كبيرة على المسيحيين وعلى لبنان كله عندما اعلن حرب التحرير وقتل حوالى 70 سخصاً على الاراضي اللبنانية.

هل هو منـزه ويرتدي ثوب القداسة ولا علاقة له بأي شيء حدث علماً انه يعود الى مواضيع له يد فيها.

مشروع عون

# ما هو السبب في ذلك هل لديه من يدفعه الى توجيه الاتهامات نحو الطرف الآخر؟

لا، اعتقد ان ميشال عون ليس لديه أي مشروع سياسي غير مشروع ميشال عون الشخص والمرشح الى رئاسة الجمهورية، لذلك كل شخص يقف مقابل هذا المشروع يكون عدواً أكان مسيحياً او سنياً او شيعياً او درزياً.

ميشال عون لا يحمل مشروع تغيير وليس لديه رؤية (النائب ابراهيم كنعان دوماً يتحدث عن الرؤية،، فكيف يمكن ان يكون لدى شخص رؤية ونظرة لمستقبل لبنان وينبش هذه القبور ويعود الى الوراء ويشتم اخصامه السياسيين فلينتقد مشاريعنا السياسية فنحن نعيش في بلد ديموقراطي.

لا يستطيع الا ان يعيش على جثث الآخرين ولا يمكنه الا ان يشتم الآخر ويدمره كي يبرز ويمحو عن الساحة السياسية كل مزاحم له، ميشال عون لا يمكنه ان يرى شخصاً مثله او اقل منه بدرجة واحدة والا يصبح تاريخه اسود او حتى تزوّر صوره.

بالامس عرض فيلم 23 كانون الثاني/يناير 2007 ويتهم آخرين وعرض صوراً مصورة على كورنيش المزرعة وضمنها أحداث 23 كانون الثاني/يناير، خلط شعبان برمضان.

وأذكر هنا الصورة المزورة التي عرضها على شاشات التلفزة الا وهي قواتي يحمل بارودة ويصوبها.. وقال فيما بعد لم اكن اعلم حقيقة هذه الصورة ولكن هذا ما علمت به.

حتى انهم كسروا سيارات جديدة المتن في احداث كانون الثاني/يناير واتهم بعدها القوات مع العلم ان نزولنا الى الارض نفّس الاجواء.

الناس كلها شاهدت من قام بتكسير السيارات فهو يعيش حالياً على حال بروباغندا سياسية هو من يطلقها تبث على الموقع ومن ثم على OTV.

حقيقة هناك امور كثيرة ولو اردنا ان نصغر عقلنا لردينا عليه بالافلام والمستندات المطلوبة وأنا اتحداه في 23 كانون الثاني/يناير عندما كسرت مجموعته سيارات الناس واغلقوا الطرقات و((تزعرنوا) على الناس.

لو لم ينـزل بعض السياسيين الى الشارع وأنا منهم لكان تطور الوضع اكثر من ذلك، هكذا يبني العماد ميشال عون سياسته.

# هل هناك خوف من الجمهورية الثالثة، والى أي مدى يمكن ان تؤدي الى زعزعة الوضع وهل هناك مشروع ايراني في الجمهورية الثالثة؟

- بعض الاشخاص ربط الجمهورية الثالثة بالمثالثة، عندما يتخلى عون عما تحقق في الطائف على مستوى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في النظام التعددي اللبناني، فهذا امر خطير لأن الطائف نتج عن الحرب التي قام بها ما يطرح حالياً هو نوع من المثالثة لكن رجوعنا عن التسوية التاريخية أي الطائف يمس بنا. هل ما يقوم به هو انقلاب ام تغيير نريد تفسيراً لذلك، حتى الآن لا نعلم ما هو المقصود بالجمهورية الثالثة، فما هي طروحاته والتعديلات الدستورية؟ فهو يعمل على طريقته ليربح في الانتخابات، يرمي العناوين ويتابع عمله بشكل عادي على ماذا يراهن.

# هل القوات اللبنانية مرتاحة على وضعها؟

- نعم، نحن مرتاحون على وضعنا وبالنسبة للسابق نحن متقدمون في كل الاستطلاعات هذا الامر يؤمن الربح بنسبة لا بأس بها في كل مناطق لبنان..

# هل هناك خوف من التشطيب والخروقات؟

- في لائحتنا ((لائحة الانقاذ المتني)) هناك تعهد بيننا ان لا احد يسمح بالتشطيب ولكن لدى اهل المتن رأياً مستقلاً وصندوق الاقتراع سيحسم هذا الجدل.. بالنسبة لنا التعهد موجود ولن يحصل تشطيب.

# العماد عون خصمكم في المتن شن اعنف حملة ضد القوات وقائدها سمير جعجع عندما قال انه نجح اي جعجع في اختـزال كل ضحاياه في لائحة واحدة، الى ما هنالك من اوصاف مثل الجلاد وما شابه هل يعبر هذا المستوى من الخطاب عن شيء ما؟

- يعبر عن افلاس في الخطاب السياسي وعن اختلاق حجج عبر نبش القبور والعودة الى مآسي الماضي التي له يد فيها وهو مصر على هذا الكلام. فالناس لا تريد من ينمي الكره تجاه الآخر وعون لا يستطيع الا ان يعيش بهذه الطريقة.. لذلك عمل على ايجاد كراهية لدى المسيحيين ضد السنة والدروز وبين المسيحيين انفسهم فهو لا يستطيع ان يعيش الا على هذا الخطاب. فلماذا هذا الاسلوب، فلنتـنازع سياسياً دون شتائم، ونحن حالياً لا نرد عليه.. فالجلاد هو الذي يزرع كراهية بين الناس ليس اكثر.

وفوجئت حينما سمعت هذا الخطاب بوتيرة عالية والكل يقول لا نريد ان نسمع خطاب حقد وكراهية في حين انه مصر على زرع هذه الكراهية.

# يحكى كثيراً ان لائحتكم اقل تجانساً من اللائحة المنافسة، وانها ستكون ساحة للتشطيب والتشطيب المضاد بينما اللائحة المنافسة متجانسة ومتماسكة ما رأيك؟

- عون يريد ان يدفع باتجاه التشطيب، ولكن نحن والكتائب علاقتنا جيدة الى جانب افرقاء 14 آذار/مارس وبعض المستقلين الذين تحالفنا معهم.

فصحيح اننا لم نكن نسير على الخط السياسي نفسه الذي يسير عليه بعض الاقطاب السياسيين الا ان خطابنا السياسي اصبح هو نفسه، فالرئيس ميشال المر يدافع عن موقع رئيس الجمهورية وعارض عون في مشاركته في مخيم رياض الصلح الى جانب بعض الانقلابات، وخرج من تكتل ميشال عون لانه يعارضه في هذه المواضيع. لذلك التقينا على قواسم مشتركة مع الرئيس المر.. اريد ان اسأل عون لماذا لا يسمح لأحد من الاطراف السياسية التابعة له بالتكلم فهم ((معترون)) فهو لا يستطيع ان يختـزل كل العالم. كلنا في اللائحة نتكلم ونحن متفقون على قواسم مشتركة سياسياً فهو يعرض رأيه على الكل.

اصوات الارمن

# تركتم المقعد الارمني شاغراً في لائحتكم والنائب آغوب بقرادونيان الفائز بالتـزكية يقول ان هذا الامر لن يؤثر على اقبال الناخبين الارمن على صناديق الاقتراع، هل تتوقعون نسبة تصويت ارمنية لصالحكم، ومن هي النسبة العامة للتصويت عند الارمن؟

- لا نعتقد ان الارمن سيصوتون لصالحنا وتحديداً الطاشناق علماً ان بعض الارمن معنا. يقال انه كان هناك توافق بينهم وبين الرئيس المر وسيصوتون لصالح المر وحده.

# ركزتم في الحملة الاعلامية التي قمتم بها على مشهد الحرب وكأنكم تقولون ان القوات اللبنانية ستساعد في ابعاد مشهد الحرب، هل هذا يعني انه بحال فازت المعارضة ستعود الحرب الاهلية؟

- في هذه المشاهد كنا نقول انهم يتجهون نحو حالات لا تناسب ولا تنسجم مع مستقبل البلاد، يعني على تغيير هوية البلد وتوجهاته، عندما نتكلم عن قيام الدولة كي يقدم لها كل ما تحتاجه، وكذلك الامر بالنسبة للجيش اي ان يقوم بالمهام المطلوبة منه، فنحن نحذر من عدم قيام الدولة وكل أمر يعزز الدويلات، ويبقي السلاح خارج الدولة ويؤدي الى تسريع اشكال ومظاهر اللادولة، هذا ما نحذر منه، نحذر من الحالات الانقلابية التي دمرت واستعملت السلاح.

# كقوى اكثرية تركزون في حملتكم الانتخابية على التحذير من مخاطر فوز المعارضة بالاكثرية واستلامها الحكومة، ما هي ابرز هذه المخاطر؟

- برأيي ان الرئيس الايراني احمدي نجاد اختصر هذا الموضوع بقوله انه اقليمياً سيتبع لبنان الى هذه الجبهة الاقليمية العريضة، سيصبح لبنان جزءاً منها.. هل هذا تحليل شخصي؟ كلا. هذا الكلام يعبر عن خلفيات الكلام الطيب والمنمق الذي نسمعه في لبنان.

الرئيس نجاد وضح وجهة نظره قبل الانتخابات، فقرار السلم والحرب يؤخذ من خارج لبنان، لذلك سميناهم جماعة ((شكراً سوريا)) وقالوا ذلك بشكل واضح وصريح.. لذلك نخشى ان يلحق لبنان بمحور كبير جداً ليس لنا دور او مكان فيه او حتى لدينا ارادة للحاق به.

# في حال فزتم، بماذا تعدون اللبنانيين؟

- نعدهم بترسيخ ثورة الارزة ومتابعة العمل على تحقيق الاستقلال التام والناجز والسيادة الناجزة، وهناك عناصر متممة للسيادة مثل ترسيم الحدود وتحديدها ومراقبتها وهذا عنصر من عناصر السيادة.

# كم تتوقع ان تكون كتلة القوات في المجلس النيابي؟

- (ضاحكاً) لا يمكن ان احدد.. يصعب علي التحديد.

# ما هي تداعيات خروج النائب نسيب لحود من الانتخابات، وهل سيؤثر ذلك على قوة اللائحة؟

- الوزير نسيب لحود رجل سياسي محترم وله رأي وحضور سياسي كبير في لبنان، هو ليس مرشحاً عادياً.. والوزير لحود فسر اسباب عزوفه عن الانتخابات في مؤتمرين، في المؤتمر الاول قال بشكل واضح انا لن اشارك في لائحة لم اشارك في تشكيلها، وقال بعدها انا لم استشر بهذا الموضوع ولذلك اسحب ترشحي.

اما تداعيات خروجه، فعندما يكون هناك وجه سياسي ناجح مثل الوزير لحود فهذا امر مؤثر.

# هل جمهوره سيكون جمهوركم؟

- جمهوره هو جمهور 14 آذار/مارس بالنهاية على الاقل لن يذهب الى 8 آذار/مارس.

حوار: فاطمة فصاعي   

     

النائب السابق مرشح منطقة جزين ادمون رزق لـ((الشراع)): جزين تتعرض لعدوان بلوائح هجينة مفروضة  

 الشراع

*ضغوط مذهبية من خارج المنطقة تحاول تخريب جزين

*كنت النائب الوحيد الذي طالب بمقعد شيعي لمنطقة جزين

*حذرت قادة روحيين من خطر الحواجز المذهبية المصطنعة بين الاهل

*أهالي جبل الريحان في غاية الضيق مما يفرض عليهم في الانتخابات

*لا معركة في جزين بل اشخاص اعطوا الدين طابع العنف والابتزاز والتسييس

*ليس لبري وعون أي حق في التدخل بقرار المنطقة

*حكومة الاتحاد الوطني لا تكون بنقل متاريس المعارضة والموالاة الى المجلس

*هناك تعميم للشيعة في منطقة جزين بعدم انتخابي

بعد ان حُلت عقدة جزين بالاستفادة من قانون 1960 الذي اعاد خلط الاوراق والحسابات وباتت دائرة مستقلة، تمخضت الدائرة عن ولادة ثلاث لوائح انتخابية للمرة الاولى منذ العام 1992، فقضاء جزين يشكل موقعاً وسطياً بين مثلث يضم معظم التناقضات السياسية وأهله من مختلف الطوائف والمذاهب، فهذه المنطقة التي يراها النائب السابق ادمون رزق تستحق ان تكون نموذجاً يُحتذى على حسن التعايش والجوار.

وقد تحدث رزق لـ((الشراع)) وبالتفصيل عما مرت به جزين في الايام الاخيرة من تعثر ولادة اللوائح مشيراً الى ان قرار جزين هو حصري لأهلها مستغرباً التدخلات الخارجية لفرض توجه سياسي على جزين داعياً القيادات خارجها لاحترام خصوصيتها كاشفاً انه مرشح مستقل وان هناك تعميم لأهل المنطقة بعدم انتخابه.

سألناه:

# معركة جزين التي بدأت حتى قبل تشكيل اللوائح، لماذا هل هي معركة اثبات وجود، وهل استفدتم من قانون 1960 لتشكيل لوائحكم؟

- وجودنا في منطقة جزين ليس موسمياً ولا هو بظرفي وليس مرتبطاً بدعايات انتخابية ولا حتى بأحداث، مهما كانت مأساوية او تضمنت من الخطر والعنف، نحن متجذرون في جزين وعلاقتنا هي علاقة حياة هناك ميثاق كيان ووجود في منطقة جزين بيننا وبين الارض، وبيننا وبين العائلات الروحية الموجودة في المنطقة والتي تعيش في ألفة ووئام منذ مئات السنين، جزين هي نموذج فريد من نوعه في لبنان، لأن هذه المنطقة التي تضم اكثرية مسيحية تعتبر انها كلها لبنانية، لا يوجد شيء اسمه اكثرية عددية لا مسيحية ولا اسلامية، نحن لا نحصي في جزين اعداد المسيحيين ولا اعداد المسلمين، لأننا كلنا نعد مع بعضنا بدون أي تصنيف او أي فرز، هناك جبل الريحان وهو اسم على مسمى الفواح بعطر الشهادة الحسينية وكذلك الانتماء اللبناني الاصيل، اضافة الى انه من اجمل بقاع الدنيا بدءاً من بلدة اللويزة التي تعتبر اعلى موقع في المنطقة وقمة في اقليم التفاح وكذلك بلدة الريحان وسُجد وعرمتى ومليخ البلدة التي تضم الشيعة والمسيحيين وهي تقع بين عرمتى واللويزة، وكذلك كفرحونة، والقطرانة التي تضم الدروز والمسيحيين، والصريرة التي تضم الدروز، ثم العيشية والتي يسكنها دروز ومسيحيون، ثم الجرمق التي تضم سنة وشيعة ومسيحيين، وهي ربما المكان الوحيد الذي يضم كل طوائف لبنان، ثم وسط جزين حيث القرى المارونية وهي اكثرية في المنطقة، وهناك قرية سنية اسمها بنواتي محاطة بقرى مارونية (بكاسين وجل ناشر ومشموشة والغباطية والليبان وبتدين اللقش وتعيت وبسري)، اما الروعة والآية فتتجلى في عدم وجود التمييز لا بالتعامل ولا بالاسماء ولا بالواجبات لا وجود لفرز او تطييف، وهذه ميزة جزينية نتمنى تعميمها على لبنان كله، بدلاً، من ان تتسرب الينا هذه الانقسامات او الطروح التقسيمية والتشنج في التعامل.

خلال كل سنوات المحنة فإن الازمات لم تجد لها في منطقة جزين أي سوق، لأنه لم يحصل خلال كل هذه الفترة أي حساسية بين الاهالي، لذلك نحن نتخذ الموقف الطبيعي لرفض التدخل من خارج المنطقة بشؤون إدارة المنطقة وروحيتها وثقافة العيش المشترك وإسقاط الخلافات والتشنجات السائدة على الساحة اللبنانية في هذه الواحة الجميلة التي مرت بظروف صعبة جداً منها التمركز الفلسطيني والاصولي سنة 1976 وأدى الى تهجير اهالي بلدة روم التي يعيش فيها الشيعة والموارنة والكاثوليك، وهي تبعد حوالى بضعة كيلومترات عن جزين وكذلك وقعت مجزرة في العيشية ذهب ضحيتها عشرات الشهداء وهم يدافعون عن ارضهم بعد هجوم عليهم اوقع اكثر من خمسين شهيداً. وبالطبع لم يؤدِ ذلك الى أي مواجهة داخل المنطقة لأن التواجد الغريب او الهجوم الخارجي هو الذي يعكر العيش المشترك، ولا ننسى انه في العام 1976 بدأت المؤامرة باسقاط ثكنات الجيش في الجنوب في مرجعيون والنبطية وصيدا وإفراغ الجنوب من أي تواجد للدولة اللبنانية وإباحة اراضيه للعدو الاسرائيلي لأنه خلال سنوات النكبة الفلسطينية العام 1948 وحتى العام 1976 كان هناك حصانة دولية على الحدود اللبنانية بموجب اتفاقية الهدنة والتي تميز بها لبنان عن سائر الدول العربية لأنها عقدت في منطقة الناقورة في جنوب لبنان بينما اتفاقيات الهدنة مع اسرائيل والدول العربية حصلت في رودوس، وهذا توكيد لسيادة لبنان، واستمر الوضع تحت المظلة الدولية، رغم وجود تحرك فلسطيني من حين الى آخر عن طريق لبنان اذ كانت تحدث ردود اسرائيلية محدودة ولكن عندما افرغت الحدود من ثكنات الجيش اللبناني استباحت اسرائيل ارض لبنان ووجدت الذريعة لاحتلال جنوبه عام 1978 وصدر القرار الدولي (425) ثم (426) الذي صرح بوجود القوات الدولية على الحدود اللبنانية الجنوبية لمنع المواجهات، ولكن هذا لم يشكل الحصانة الحقيقية التي كان يشكلها وجود الجيش اللبناني في ظل اتفاقية الهدنة، والبرهان انه عام 1978 حصل الاجتياح الاسرائيلي الاول وعام 1982 حصل الاجتياح الاسرائيلي الكبير ووصلت القوات الاسرائيلية الى بيروت واستمر الاحتلال مدة طويلة.

لكن في هذه المرحلة حافظت جزين على التماسك الداخلي ووحدة الموقف ولم تحصل أي حوادث ذات وجه طائفي او بعد مذهبي وبقي العلم اللبناني وحده في منطقة جزين، لأننا وفي هذه المرحلة انشأنا تجمعاً للجيش اللبناني في جزين وكان مقره في منـزلي هنا، وكانت هناك قوى امن لبنانية ووجود للادارات الرسمية في ظل الاحتلال الاسرائيلي، ثم قوى الامر الواقع، ولكن جزين ورغم هذه الظروف حافظت على وحدتها، وعُقد هنا في منـزلي مؤتمران شعبيان الاول عام 1983 والثاني عام 1985، الاول بعد سقوط الجبل والثاني بعد الانسحاب من منطقة الاولي، وفي هذين المؤتمرين صدرت مقررات اهمها رفض الاحتلال الاسرائيلي والاصرار على الشرعية اللبنانية والجيش اللبناني والتمسك بالارتباط العضوي بالدولة اللبنانية وغني عن القول ان القوات الاسرائيلية عند دخولها الى جزين قصفت منـزلي بمدافع الدبابات وما زالت آثارها موجودة ثم احتل المنـزل وحولوه الى مركز ومقر لهم، ورفضت ان آتي الى جزين الا بعد انسحابهم، وبالطبع كان لنا الموقف الواضح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

# لم تترك جزين حتى وهي تحت الاحتلال؟

- ابداً.. كيف اترك اهلي وأترك منطقتي، على العكس كنت حاضراً وأمارس قناعاتي بوضوح، في ذلك الحين لم اكن لوحدي بل كان هناك نواب المنطقة النائب السابق المرحوم جان عزيز وكنا نتنافس في الانتخابات لكننا كنا متعاونين ومتكاتفين في حماية العيش المشترك، وكنا نعقد الاجتماعات في منـزله وبحضور حلفائي النائب المرحوم د. فريد سرحال ود. نديم سالم وكنت الناطق الرسمي باسم هذا التجمع تعبيراً عن وحدة جزين، والمؤتمران الشعبيان اللذان عُقدا في بيتي ضما كل العائلات الروحية التي تتكون منها منطقة جزين.

ويتابع رزق:

- وفي ذلك الحين نظراً لاشتداد الضغط على جزين وحصول تهجير من ساحل المنطقة او ما يعرف بشرقي صيدا وأقليم الخروب، استقطبت جزين الاهتمام العالمي، فأوفد قداسة البابا بولس الثاني ممثلاً شخصياً له اقام في جزين توكيداً لطابع العيش المشترك والتعددية الموجودة في منطقة جزين وكان هذا الموفد البابوي يلبي توجهاتنا للاهتمام بالقرى غير المسيحية حتى في المناطق التي هي خارج منطقة جزين مثل النبطية وصيدا، وأنشأ بنك الدم في صيدا وفي الشوف ايضاً لأن الفاتيكان كان دائماً حريصاً على العيش المشترك في لبنان، ما جعل قداسة البابا يسميه ((وطن رسالة))، نحن نموذج مصغر وحي للوطن الرسالة ونرفض أي تطييف او تمذهب على الاطلاق ونرفض التحزب، نحن غير متزمتين بالنسبة لأن يمارس كل انسان قناعاته السياسية والفكرية ولكن بشرط ان لا يمس المسلمات، ولا الثوابت وهي وحدة العائلة اللبنانية بكل مكوناتها الثقافية والدينية، وهذا ما ساهم في تنشئتنا منذ صغرنا على التشيع، وأنا وضعت كتاباً وهو ((المشاركة في الاسلام)) ومعروف عني انني احد خطباء عاشوراء والمجالس الحسينية ولكن بالنظرة الحضارية التي تحاول مقاربة نوعية للشهادة الحسينية. نحن نعتبر ان عاشوراء كانت انتصاراً ولم تكن هزيمة وان شهادة الحسين كانت قمة من قمم الانسانية تستحق الفرح، كانت عاشوراء عرساً للحسين يستحق الفرح لا البكاء.

نحن في جزين حالة حضارية انسانية وطنية نموذجية يحاولون تخريبها بالضغط المذهبي اليوم والتصنيف المذهبي والتحزبي بكل اسف لأن هذه اسقاطات من خارج المنطقة تحاول تغيير لب المنطقة، لأننا تعرضنا خلال 17 عاماً لنوع من الاجتياح السياسي او التسييسي لا علاقة له بالتجربة اللبنانية الفريدة، اذ حرمت جزين وسُلب منها حق اختيار نوابها، وهناك اياد اقعدت، لها تعاملات مع قوى خارجية، وحاولت خنق الارادة الجزينية والتي هي ارادة توحيدية لقرارات تسلطية تفردية وليس لها علاقة بالوحدة الوطنية بل هي فئوية وهنا اود ان اذكر انني كنت النائب الوحيد الذي وقف في مجلس النواب عند إقرار قانون الانتخاب مطالباً بمقعد شيعي في منطقة جزين، لأن عدد الشيعة اكثر من عدد الكاثوليك، نحن طالبنا ان يكون في جزين الى جانب المقعدين المارونيين والمقعد الكاثوليكي مقعد للشيعة كي يمثل الوحدة الوطنية والعائلات الروحية، بكل اسف اعطوا مقعداً شيعياً اضافياً لدائرة النبطية، وحرمونا من هذا المقعد، وأنا لا أستكثر هذا المقعد على النبطية ولكن حرمونا هذا المقعد، ومطالبتي هذه موجودة في محاضر مجلس النواب ولا أحد يستطيع إنكارها.

عزوف عام 1992

# في أول انتخابات نيابية بعد الطائف لم تشارك في هذه الانتخابات..

- لم أشارك في انتخابات العام 1992، رفضت لأنني اعتبرت ان هناك عدواناً على الحريات وقانوناً غير ديموقراطي يمنع المواطنين من اختيار نوابهم والبرهان ان المجلس النيابي الذي أُنتج سنة 1992 كان نتيجة من عدم الانتخاب بدلاً من أن يكون نتيجة الانتخاب. لذلك لم يكن ذاك المجلس يمثل حقيقة البنية اللبنانية والتركيبة اللبنانية.

عام 1960 كان هناك قانون يسمح لجزين باختيار نوابها وكانت جزين تختار ثم تحاسب نوابها وكان النواب يتبدلون، والبرهان انه عام 1957 جاء نواب لم يُنتخبوا عام 1960 أو 1968 وهكذا كان هناك مجال للتداول، حتى يمارس الناس حق المحاسبة وبكل أسف صودر القرار الجزيني، وأركان التركيبة الجنوبية المتسلطون على قرار الجنوب لم يخفوا ان لديهم محدلة وانها ستصل إليكم ثم كانت البوسطة والجرافة.. ومن التعابير التي لا تمت لا للحضارة ولا للديموقراطية بصلة. إذن نحن اليوم نجد أنفسنا أمام فرصة لم تُعطَ لنا منذ العام 1972، فرصة لاختيار النواب، وهو عمل شرعي ومشروع وبديهي أن يختار الناس، وهذا حق حصري لهم، ولاعطيك فكرة عن الظلم الذي حصل انه عام 2000 فقد حصلت الانتخابات وأُقصي فيها النائب السابق المرحوم نديم سالم الذي كان حليفنا، عن لائحة المحدلة بسبب وقوفه ومشاركته في لقاء مار روكز الذي كان همه الدفاع عن سلامة المنطقة بكل مكوناتها وعائلاتها لأنها كانت تتعرض لانتهاك يومي فعوقب باستبعاده عن لائحة المحدلة وخاض المعركة منفرداً وتبين نتيجة الاقتراع في منطقة جزين انه نال الأكثرية في المنطقة ولكن جاءت الأعداد من الصناديق خارج منطقة جزين على مستوى محافظتي الجنوب والنبطية فحرمته المقعد النيابي الذي ربحه في منطقته. فهذا دليل واضح وصريح على انه لا يوجد عدل ولا عدالة ولا إنصاف، هنا رهن لمناطق بمناطق ذات لون طاغ يتعطل فيها الخيار الحر، لا يعود هناك من إمكانية لممارسة حق اختيار النواب.

انطلاقاً من هنا شعرنا ان هناك ضرورة ماسة لإعادة إحياء النموذج الجزيني كمثال للعيش المشترك والشراكة الكاملة في القرار اللبناني انطلاقاً من اختيار نواب يمثلون جزين وليس ملحقين بتكتل أو بتيار أو بحزب وإنما منبثقون من إرادة الناس. شعرنا بهذه الحالة وتلقينا الكثير من طلبات وإلحاح حتى ضغوط من أهلنا كي أترشح لهذه الانتخابات علماً انني شخصياً عزفت مختاراً ورفضت ابتداء من العام 1992 المشاركة بلعبة قذرة وتنتقص الديموقراطية وتبطل الشرعية أنا أعتبر ان كل المجالس والحكومات التي تعاقبت من عام 1992 وحتى من العام 1991 تاريخ تعيين 40 نائباً، كانت شرعيتها منتقصة وأنا صاحب موقف أعلنته عام 2000 ببطلان الانتخابات وفقدان الشرعية.

# لكنك عدت ورشحت نفسك للانتخابات؟

- لإثبات قدرة جزين على اختيار نوابها، أعطيتها الفرصة، لأنني وحدي من الرعيل الأول الذي مثل حقيقة جزين، رحم الله البقية جان عزيز ومارون كنعان وفريد سرحال ونقولا سالم وفريد قوزما ونديم سالم.. صادف انني على قيد الحياة فشعرت بواجب تجاه منطقتي. أنا أكثر شخص كان نائباً في تاريخ المنطقة 25 عاماً، وأكثر شخص بتاريخ المنطقة تولى الوزارات فشاركت في ثلاث حكومات وتسلمت أربع حقائب لها مكانتها ودورها في السياسة اللبنانية والعمل الوطني. أنا اليوم تجاوبت مع طلب أهل منطقتي حتى أقول لهم انني ما زلت في الخدمة وليس لأطلب منهم أن أبقى في الخدمة. هم طلبوا وأنا لبيت. وما ألمسه من أهالي المنطقة من اتصالاتهم وتكاتفهم ومجيئهم وحضورهم لمهرجان إعلان اللائحة دون أي دعوة بل لبوا الدعوة من أنفسهم دون أن أدفع لهم ثمن البنـزين أو النقليات وبدون أوامر أو تكليف شرعي أو فتوى حتى يأتوا.. جاؤوا مندفعين من شعورهم بالمسؤولية الوطنية وبالرغبة في المحافظة على روحية منطقة جزين المهددة اليوم لأن ضغوطاً مذهبية تبذل في جبل الريحان لمنع الناس من التعبير الحر عن إرادتها، وعندي معلومات ووقائع وإفادات خطية ومسجلة من ناس تعرضوا ويتعرضون للضغط المذهبـي وهذا أخطر ما يكون، وهذا ما جعلني في آخر مؤتمر صحافي عقدته أُعلن اننا أمام خطر الردة والفتنة وأنا دائماً كنت أحظى بمحبة وتأييد اخواني الشيعة المؤسسين في هذه المنطقة، اليوم أرى ان هناك محاولة لتشويه هذه العلاقة التاريخية وأنا حذرت قادة خصوصاً ممن لهم صفة دينية من اللعب بهذه اللعبة الخطرة بإقامة حواجز مذهبية مصطنعة بين الأهل لأن هذا يدمر المجتمع اللبناني. ما يهمني هو المجتمع اللبناني ولا يهمني ما الذي سأكسبه. وهنا لا بد أن أذكر انني تلقيت اتصالات من اخواني في جبل الريحان أظهروا لي انهم متضايقون جداً مما يُفرض عليهم، وهذا الأمر سيبدل معالم التركيبة اللبنانية والنموذجية في منطقة جزين، وفي مقابل ذلك وجهت نداء للمسيحيين ان لا يقوموا بأي رد فعل مذهبـي وطلبت منهم ألا ينتخبوا كرد فعل على تعليمات إكراهية وجهت لإخواننا، لأننا جميعاً سنحافظ على العيش المشترك، وأنا هذه مهمتي وهذه هي رسالتي. أنا لا أريد أن أكون نائباً، لأن مقعد النائب أصغر بكثير من طموحي لخدمة الناس.

لذلك أناشد أهالي منطقة جزين ولبنان كله أن يحاسبوني على أداء خمسة عقود من العمل في الشأن العام. وليحاسبوا غيري على التخريب الذي يقوم به ببنية لبنان والمجتمع اللبناني، لذلك أنا لا أقول ان هناك معركة انتخابية بل هناك أشخاص يحاولون إعطاء الاستحقاق طابع العنف والابتزاز والتسييس للدين بدلاً من الارتفاع بالسياسة إلى مستوى الشفافية الروحية.

وهنا لا بد أن أفتح مزدوجين وأقول ان جميع المرشحين هم من أبنائنا واخواننا وتربطنا بهم علاقة نسب وقربى وصداقة وجيرة، ودائماً كانت العلاقة بيننا ودية، لا نقبل اليوم من أحد أن يُسقط على جزين أو ينقل إلى جزين عقده النفسية، هناك أشخاص مملوئين بالعقد النفسية. لا نريد استيراد هذه المواد العقيمة للمجتمع إلى منطقتنا، لذلك نحن في مواجهة واضحة مع كل من يريد ضرب أساسات العيش التاريخي المشترك في منطقة جزين. وكل من يريد تكليفاً شرعياً أو إصدار فتوى نعتبره ((خارج وخارجي)) (من الخوارج) على الدين والوطنية وأنا لا أقبل أن ينتخبني الناس كوني مسيحياً أو كرد فعل على موقف إسلامي لأن هذا يشوه الحقيقة في منطقتنا وفي لبنان، وأنا أعتبر ان الرسالة الأساسية هي المحافظة على أصالتنا اللبنانية الجزينية الجنوبية، فنحن من أهل الصمود ودفعنا الشهداء وحضنا المقاومة وقاومنا لأن المقاومة ليست دائماً بالتفجير، هناك المقاومة برفض علم المحتل وبرفض الانصياع للاحتلال. نحن نعتبر ان كل محاولة هيمنة أو تصدير هذه الروحية الدخيلة والمتطفلة على جزين هي عدوان مباشر على منطقة لا تريد أن تكون إلا منطقة لبنانية جنوبية أصيلة ولا أحد يزايد علينا، لأن منطقة جزين كانت تمثل بأبنائها وبخيار واضح ومباشر من أهلها، ونحن نعتبر انه حق حصري لمنطقة جزين أن تتخذ قرارها بمن يمثلها لذلك أعلنت لائحة جزين المستقلة المنضبطة بكل عناصرها في الخط الذي أعبر عنه وملتزمة بكل ما قلته وشعارها ((قرار جزين في جزين)) وهذا لا يعني الانفصال ولا الانعزال، وإنما يعني الممارسة الديموقراطية وعدم استيحاء أي إسقاطات أو مشاجرات وهي معيبة ومضحكة ومبكية في الوقت نفسه ودليل عن عقد نفسية وشبق للسلطة وهوس بالكراسي، ونحن نحتقر هذه التوجهات ونرفضها وندينها.

بازار وصفقات

# ما حصل من اشتباك كلامي بين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون هل كان معركة فعلية أم صورية أم جرت اتفاقات تحت الطاولة وبعيداً عن الاعلام؟

- أنا لا أهتم بما يحصل بين الأشخاص الآخرين وغير معني به، لأنني أعتبر انه ليس لهما الحق لا الرئيس بري ولا النائب عون بالتدخل في شأن المنطقة. لأن هذه إهانة كبيرة للأشخاص المرشحين من قبلهما أو في مواجهتهما وللمنطقة لأنه تعد على حق حصري للشعب في منطقة جزين والمفروض أن تكون له الكلمة الحاسمة في هذا الموضوع. أما هذه الاسقاطات فأنا استسخفها وهي ممجوجة ومعيبة وهذا الجدل ليس بمستوى رجالات الدولة، أنا أدين ذلك وأعتبر انه غير جدير بالتعليق عليه، فهذه الممارسات مخيبة للأمل لأنها لا تدل على رفعة في مستوى الثقافة الوطنية والديموقراطية. أنا لا أهاجم أشخاصاً وإنما أداء أعتبره معيباً. وأنا أعرف ان هناك سمسرة وبازاراً وصفقات وأنا ضد هذه المسائل. لذلك أدنت اتفاق الدوحة الذي نقض اتفاق الطائف والدستور اللبناني. وعبر مجلة ((الشراع)) التي أعتبرها في مواقفها الرائدة والشجاعة هي التي يجب أن تحمل هذه الرسالة التي أوجهها إلى كل اللبنانيين: ان هناك عدواناً على منطقة جزين من قبل الذين يحاولون فرض نوعية من المعارك على المنطقة والّفوا لوائح هجينة وليست منسجمة مع تطلعات لا منطقة جزين ولا طبقاً لأي مقاييس ديموقراطية في أي بلد من بلدان العالم الديموقراطية.

# رفعتم شعار ((قرار جزين في جزين)) هل هذا يعني ان قرار جزين مصادر؟

- طبعاً، كان قرار جزين ملغى. واعطيك مثالاً ان منطقة جزين انتخبت شخصاً اسمه د. نديم سالم بالأكثرية ولم ينجح لأن الصناديق أغرقت بأعداد من خارج المنطقة، فاختل التوازن وعوملت المنطقة بطريقة فوقية وفُرض على منطقة جزين قرار قسري وإكراهي. الانتخابات بمعناها الحقيقي أن يترك لفئة من الناس حرية أن تختار نوابها، وإلا فما معنى الانتخابات. والدليل على ان هذه التصرفات ممجوجة انه في العام 2005 رأت الناس انه من العبث المشاركة في الانتخابات وفاز النواب المحسوبون على التحالف الانتخابي يومذاك، بالتزكية. أي انعدمت الفرص وانعدمت الجدوى من ذلك. يريدون أن يحكموا الناس بالقوة حسناً فليحكموا، فتخلينا يومها عن دورنا كناخبين لأننا لا نريد أن نكون شركاء معهم في الجريمة كما حصل عام 1992 عندما عزفنا عن الترشح والمشاركة في الانتخاب لأن هذا يعتبر شراكة في الجرم. واعتبر ان مجلس النواب والنظام البرلماني سقط خلال كل هذه السنوات السابقة بسبب هذه الممارسات التي ليس لها علاقة بالنظام الديموقراطي وثقافة الدستور وفصل السلطات، وأنا أدنت هذه الممارسات في مجلس النواب وفي الحكومات وحتى على مستوى الدولة من قمة الهرم إلى أسفله لأنني أعتبر انها نوع من المروق الوطني.

الخطر على الطائف

# يصفونك بأنك عرّاب الطائف..

- أنا لست عراباً للطائف بل مشاركاً في وضعه وأتحمل مسؤولية مشاركتي.

# هل هناك خطر على اتفاق الطائف ومن مَنّ؟

- الخطر موجود وقد بدأ. والخطر من كل الذين تعاقبوا على حكم لبنان وعلى السلطة الوهمية والشكلية في لبنان والذين كانوا يأتمرون بغير المصلحة اللبنانية وكانوا تابعين وليسوا أحراراً. هؤلاء هم من خانوا مؤتمر الطائف ونقضوا الوفاق الوطني وخرقوا الدستور. فنحن نعيش خارج الاتفاق الوطني وخارج الدستور منذ العام 1992. وكل مسؤول من المسؤولين الذين تعاقبوا على السلطة في أي موقع كان، يجب محاسبتهم وطنياً وسياسياً، ولا يجوز إطلاقاً السماح لهم بمتابعة سياسة التخريب الوطني. والشعب اللبناني مسؤول عن التصدي له.

# علماً ان الكثيرين يرون ان اتفاق الطائف انتقص من صلاحيات رئيس الجمهورية؟

- اعتقد ان هؤلاء إما جاهلون وإما متجاهلون لأن اتفاق الطائف لم ينتقص من صلاحيات رئيس الجمهورية الذي هو في أي بلد من بلدان العالم ذات الأنظمة البرلمانية الديموقراطية يتمتع بما يكفيه من الصلاحيات لممارستها، فهو رأس الدولة ورمز وحدة الشعب ويقسم على الدستور وهو حامي الدستور والقائد الأعلى للقوات المسلحة التي تخضع بالطبع لقرارات مجلس الوزراء لأننا نحن نقلنا السلطة الإجرائية من يد شخص في نظام برلماني إلى يد مؤسسة هي مجلس الوزراء وهو يترأسها، وعندما يحصل خلاف مبدئي وأساسي فإما أن يعتزل وإما هم من يعتزلون أي لا تعايش قسري، على كل لا تتألف حكومة رغماً عن رئيس الجمهورية والرئيس لديه صلاحيات كثيرة ليمارسها ولكن الافتئات على صلاحيات رئيس الجمهورية وتنطح رئيس مجلس نيابي مثلاً يقف على باب القصر الجمهوري ويخرق مبدأ فصل السلطات عندما يعترض على جدول أعمال مجلس الوزراء أو يعترض على التعيينات ويطالب بسلة للتعيينات، بأي صفة يطالب بكل هذه المطالب؟ فهو حظي بمقابلة الرئيس فقط لأنه رئيس مجلس النواب وليس بصفته رئيس حركة امل او رئيس معارضة، وكيف يسمح لنفسه وهو رئيس مجلس النواب ان يقول ((نحن المعارضة))، وكيف يسمح نائب رئيس مجلس الوزراء لنفسه او اي وزير ان يقول نحن معارضة، المعارضة تكون في مواجهة الحكومة وتنتقدها وتحاول اسقاطها داخل مجلس النواب، ورئيس المجلس النيابي والنواب يحاسبون الحكومة في مجلس النواب وليس على درج القصر الجمهوري ولا على صفحات الجرائد ولا في عين التينة او المصيلح.

# لماذا هذا الهجوم الشديد على الرئيس بري؟

- لأن لمجلس النواب دوره وهو يعطله، يقفل مجلس النواب ويمنع التشريع ويمنع التعيين ويقول انه رئيس مجلس، ويقول ان هناك رؤساء ثلاثة، هذا خطأ، هناك رئيس واحد للدولة وعليه ان يمارس صلاحياته التي اعطاها له الدستور وهي كافية وعليه ان يحتكم الى الأمة عندما يشعر انه عاجز عن التفاهم داخل المؤسسات، وهنا اتأسف ان ما سمي اتفاق الدوحة قزّم رئيس الجمهورية والصلاحيات قُزِّمت، لأن هذا الاتفاق السخيف والعقيم نص على ان لرئيس الجمهورية حصة تتكون من ثلاثة وزراء بينما القرار هو للأفرقاء، رئيس الجمهورية هو المرجع والموقع الاساسي.

وهنا اود ان الفت الى مسألة، اذا كان رئيس الجمهورية مارونياً فهذا لا يعني انه للموارنة فقط، هو للجمهورية، واذا كان رئيس المجلس النيابي شيعياً فهذا لا يعني انه للشيعة فقط، يتصرف فيه وكأنه مشاع له، كذلك الامر اذا كان رئيس الحكومة سنياً لا يعني ان رئاسة الحكومة للسنة فقط، صحيح ان كل الناس تنتمي الى اديان وطوائف ومذاهب ولكن عندما تكون في موقع عام عليها ان تكون على مستوى اداء دورها بشكل يجعل منها بمستوى رجل دولة وليس مجرد انسان ((يتلسبط)) ويأتي بحاشيته وبطانته، وأنا اعيب على رئيس المجلس النيابي اموراً كثيرة من جملتها استدعاؤه للمخاتير ورؤساء البلديات بصفته رئيس مجلس نواب ويملي عليهم املاءات انتخابية، هذا يسمى اساءة استعمال السلطة ويترتب عليه اقالته ومحاكمته لأنه خرق الدستور، حتى رئيس الجمهورية اذا خرق الدستور يحاكم، وكذلك رئيس مجلس الوزراء. وآسف لأنهم يحاولون خلق حصانة على الوزراء باشتراط محاكمتهم امام المجلس الاعلى حتى في الجرائم العادية التي يرتكبونها، سرقات او فساد. ولنأخذ مثلاً من الدول العريقة بالديموقراطية كيف تحاسب المسؤولين وحتى اننا نستشهد باسرائيل فالشرطة هناك تحقق مع اي مسؤول والمدعي العام يتهمهم لأن الجرائم العادية يجب ان يحاكموا عليها، اما المآخذ السياسية فيحاكموا عليها امام مجلس النواب. لماذا تعطيل المؤسسات؟ اقوى رؤساء العالم يحاكمون، بيل كلينتون مثلاً وسيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا والرئيس جاك شيراك، كل شخص يرتكب جرماً يجب ان يحاسب لا احد عليه حصانة، اما ان يضع المسؤول مجلس الجنوب في جيبه ويوزع على محاسيبه مدعياً ان هناك نفقات ادارية وممنوع المحاسبة او السؤال، فارضاً الجزية على الدولة اللبنانية وعلى الخزينة دون ان تطال القرى والبلدات اي عائد؟ ها هي منطقة جزين ماذا قدم لها مجلس الجنوب، قد يكون الفتات والفضلات، وهذا الاهمال يطال كل الجنوبيين، لانهم فاضلوا بين ازلامهم والمواطنين اصحاب الحق، لذلك يجب ان يحاكم الشعب اللبناني كل من كان ضالعاً بهذه الممارسات. وما اثيره من اهمال وتدخل في شؤون اهالي جزين ينسحب على كل جنوب لبنان، لأن النبطية ايضاً تعاني من القهر والقسر وحالة من تعطيل الارادة الشعبية وكذلك الامر في بنت جبيل وفي مرجعيون وحاصبيا والزهراني، ممنوع على الشعب اللبناني اختيار نوابه ويواجهونهم بالتكليف الشرعي او بصواريخ او بـ((الرشى)).. يجب ان نعود الى الحالة الديموقراطية فكلنا اهل وأحباب، ونرفض اي مزايدة من احد لا بتشيُّعنا ولا بعلاقاتنا التاريخية مع الامام موسى الصدر، ومع الامام محمد مهدي شمس الدين، والمفتي سليمان يحفوفي والشيخ محمد جواد مغنية وهو واضع مقدمة كتابي ((المشاركة في الاسلام))، وقد كان بيني وبين الامام الصدر علاقات وثقى، كنا نقف على منبر واحد، ونخدم قضية واحدة وكان يزورني في منـزلي وفي مكتبي وكنت اسعى الى سؤال خاطره في صور، وكنا نحاول معاً توطيد العلاقات بين الاطراف المتباعدة، لاننا كنا نبني وطناً ولم نكن نتخاصم حول مقعد نيابي او على لقب سخيف وتافه او على مكتب كما حصل مع نائب رئيس الوزراء الذي حول مكتبه كنائب رئيس الوزراء الى مكتب انتخابي دائم، لا احد يحاسب. الآن الفرصة باتت امام الشعب اللبناني كي يحاسب، هذا اذا بقي شعب لبناني في هذه الارض فالجيل الجديد كله مهاجر او يفكر في الهجرة، حتى السيدات الحوامل يفضلن وضع حملهن في بلاد اجنبية كي يكتسب مولودهن جنسية اخرى تتيح له الهجرة ساعة يشاء. هذا البلد حولوه الى مقبرة للطموح ومفسدة للاخلاق.

الجمهورية الثالثة

# كيف ترى شعار الجمهورية الثالثة؟

- نحن في الجمهورية الثالثة، في البداية من يريد ان يعمل جمهوريات، يجب ان يعرف كيف يعد، سمعت احد الاشخاص يقول انه يريد الجمهورية الثالثة، وهو نفسه قال انه سيعمل رابعة وخامسة.. وسابعة، وهو نفسه قال ان بيروت هدمت في الماضي تسع مرات، فلتهدم لعاشر مرة، وهنا اسأل لماذا نهدم بيروت ولماذا نهدم الجمهوريات؟ ولمن يريد ان يعرف، فان الجمهورية الاولى قامت بعد اعلان دولة لبنان الكبير بضم الاقضية الاربعة سنة 1920، ووضع الدستور اللبناني الاول سنة 1926، ثم جرى تعديل هذا الدستور، سنة 1943 يوم الغاء الانتداب عندما قام المجلس النيابي بمبادرة انهاء الانتداب واعلان الاستقلال عندما عدل الدستور واسترد صلاحيات المفوض السامي التي كانت طاغية على الحكم في لبنان ومنحها لرئيس الجمهورية وهذا ما جعل رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات غير مألوفة في الأنظمة البرلمانية، وإنما هي من صميم الانظمة الرئاسية ونحن ليس لدينا نظام رئاسي كي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات استثنائية كما كان المفوض السامي. يعني مثلاً رئيس جمهورية اميركا ينتخبه الشعب الاميركي وكذلك رئيس جمهورية فرنسا، ورئيس حكومة بريطانيا حيث الملكة تملك ولا تحكم ينتخبه الشعب مباشرة، فعندما ينتخب الشعب الرئيس تكون لديه صلاحيات رئاسية اما عندما ينتخب الرئيس مجلس النواب فتكون للرئيس صلاحيات كافية ولكن ليست مطلقة وليست رئاسية لان النظام غير رئاسي، جرى تعديل الدستور سنة 1943 والخلل الذي كان في الدستور بنقل الصلاحيات من المفوض السامي الى رئيس الجمهورية، حرّك المطالبة بأمور عديدة، فقامت الجمهورية الثالثة بعد اتفاق الطائف ولي الشرف ان اكون في ذلك الحين قد وضعت مشروع التعديلات الدستورية بتكليف من مجلس الوزراء وكنت يومها وزيراً للعدل، وجرت مناقشة المشروع في مجلس الوزراء ومع اختصاصيين وفي اللجان النيابية، ثم أقر في مجلس النواب واعلن في احتفال حضره رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة ووزير العدل، اذن كانت هذه الجمهورية الثالثة، الآن من يريد ان يعمل جمهورية فليسمها الرابعة ولا ادري لماذا قال بعصبية رابعة وخامسة..

ويتابع رزق:

- في التعديل الدستوري وسمي اصلاحات دستورية ذكرنا ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه ثم اكدنا على الانتماء العربي والالتـزام بميثاق الجامعة العربية وميثاق الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان ووضعنا الاسس ومنها فصل السلطات، واذا لم يحصل فصل للسلطات يكون النظام ديكتاتورياً او اوتوقراطياً بينما نحن نظامنا ديموقراطي، وكنت قد اقترحت الغاء طائفية الوظائف كي لا تكون اي وظيفة حكراً على طائفة معينة من اجل التداول والمشاركة الحقيقية ثم اعتماد الكفاءة والاختصاص وبكل اسف ما يعتمد هو المحسوبية والمذهبية، إذن هذا هو الخرق الفاضح والفادح للدستور ولأسس الوفاق الوطني.

# يحكى الآن عن حكومة اتحاد وطني..

- حكومة الاتحاد الوطني لا تكون بنقل متاريس المعارضة والموالاة الى داخل مجلس الوزراء، حكومات الاتحاد الوطني تقوم على اساس مشروع مشترك يلتقي عنده الجميع، وهذه مسلمات. وفي الحالات الاستثنائية يتم تشكيل حكومة اتحاد وطني لمواجهة هذه الحالات انطلاقاً من مسلمات وثوابت وطنية، وليس انطلاقاً من مشاريع فردية، واتهامات واتهامات مضادة. هناك انعدام ثقافة دستورية يتحدثون عن الثلث المعطل. بداية لا شيء اسمه ((ثلث معطل)) ولا ((ثلث ضامن)) ولا يوجد شيء اسمه الثلث، هناك شيء اسمه مشاركة اسلامية – مسيحية في القرار مناصفة في مجلس النواب ومناصفة في مجلس الوزراء. ولكن تحصيناً للقرارات في المواضيع الاساسية وهكذا سميت في الدستور اشتُرط لاتخاذها اكثرية الثلثين، هذا يعني ان اكثرية الثلثين يجب ان يتوافر فيها اكثرية اسلامية مسيحية وليس اكثرية وأقلية اي موالاة ومعارضة. اذن اكثرية الثلثين هي من ضمن المشاركة الوطنية بين الطوائف وليس الثلث للتعطيل كي يمنع الفريقين من الاتفاق.

هناك بلدان في العالم ليس لديها دساتير ومع ذلك تمارس اعرق الديموقراطيات مثل بريطانيا لان هناك تاريخ وتقاليد واخلاق وحضارة، وليس كالمثل القائل ((عديم ووقع في سلة تين)) وتستحضرني ابيات حداء وضعها زميلنا من بلدة كفرحونة فياض عجروش يقول فيها:

يا شعب لبنان الرتيب.

مشيوا سوا هلال وصليب

راحت عهود السمرة وطلعت براسك يا غريب.

ويمكن ان نقول ((راحت عهود البهورة)) فنحن في منطقة جزين وفي لبنان وتحديداً في الجنوب نعتبر الغريب هو الذي يحاول ان يسطو على تقاليدنا وحريتنا ومصالحنا، مصلحة منطقة جزين وتقاليدها وأمنها وسلامها تقتضي ان نطبق هذا البيت من الشعر لفياض عجروش ابن كفرحونة الذي لم التقه منذ زمن بعيد ولكن اكن له كل الحب لانه عبّر عن المنطقة بصدق، فالى متى سنبقى مرتبطين بمرجعيات خارج لبنان، فهذا يعني اننا نخسر بلدنا، لان الخسارة الحقيقية والهجرة الحقيقية هي ان يشعر المرء نفسياً انه خارج بلده وخارج تاريخ بلده.

# كيف تفسر ما قاله الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، بأن نجاح المعارضة اللبنانية سيغير اموراً كثيرة في المنطقة وسيكون لمصلحة المقاومة وايران؟

- لست مخولاً ان افتح جدلية مع رئيس جمهورية اعتبرها صديقة، فأنا اعرف ايران جيداً واعرف حضارة ايران وشعراء ايران الكبار الفردوسي وحافظ والخيام وانا زرت طهران واحمل وسام المعارف الايراني درجة اولى من سنة 1956 قلدني اياه السفير الايراني لانني القيت محاضرة عن ايران اسمها ((ذكريات من ايران)) وفي كتابي ((ايام الترف)) تحدثت عن ايران بكلام افتخر به، وانا شخصياً لانني متشيع لدي هوى ايراني، فأنا درست الادب العربي ولدي هوى نحو الامام علي ولي وقفات في النجف وكربلاء وكنت احد خطباء عاشوراء في كربلاء سنة 1973.

# نعود الى السؤال؟

- اي شخص يطرح مثل هذا الكلام اعتبر انه تدخل في الشؤون اللبنانية وينعكس سلباً على العلاقة، لنبقى محتفظين بالشعور نفسه الذي شعرناه عندما زارنا الدكتور المصلح الرئيس محمد خاتمي وقال ان لبنان هو موئل الديموقراطية وملاذ الاحرار، فخاتمي رجل يتمتع بثقافة الديموقراطية ولديه هوى لبناني وشغف بلبنان ولديه اصالة انسانية تؤهله لان يكون في موقع التعبير عن الاصالة الشيعية في العالم وحقيقة الشيعة الامامية، كان هو في اساس اعلان ((اليونيسكو)) حوار الثقافات وهو رائد حوار الثقافات لم يقل ابداً بالالغاء، انا مع هذا الرجل الحضاري وضد الرجعية حتى لو كان من اكبر احبار النصارى او احبار الاسلام، انا لا اربط بين الموقف الحضاري والخلفية الدينية، ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة.

اعتـزال الاحزاب

# استقلت من حزب الكتائب عام 1984 لكن الرئيس امين الجميل وباسم الحزب تبنى ترشيحك، وكذلك المرشح سامي الجميل في حديث صحافي اوحى بأنك مرشح الحزب.

- انا اعتـزلت من الحزب على امور مبدئية لكنني احتفظت بصداقاتي الشخصية، ولم اقم بأي حركة انشقاقية. وانا اشكر الرئيس امين الجميل وسامي الجميل، لكن انا لست مرشحاً عن الحزب. والمهم ما أعلنه أنا، فأنا مرشح مستقل بلائحة مستقلة أفاخر بكل ماضيي ولا اتنكر له، واحافظ على كل صداقاتي في كل الاتجاهات، فأنا خطيب عاشوراء كما كنت خطيب الكتائب، وانا خطبت اربع مرات في مناسبات للحزب السوري القومي الاجتماعي من افتتاح ندوة فكرية للحزب ومهرجانات واحتفالات للحزب في مناطق متفرقة في لبنان. وخطبت في مؤتمر الشباب القومي العربي في مجمع عمر المختار في البقاع وانا خطبت في مناسبات للشيوعيين لانني انتمي الى الفكر السامي والحضارة المنفتحة. انا خطبت مع المفتي المرحوم حسن خالد والشيخ عبدالله العلايلي والشيخ صبحي الصالح والشيخ احمد عساف ومع الامام موسى الصدر والامام محمد مهدي شمس الدين والمفتي اليحفوفي وكتب عني العلامة الشيخ محمد جواد مغنية مطولة عقب خطبة القيتها في العاملية عام 1963 ونشرها في الصحف فوضعتها مقدمة لكتابي دون ان يتاح لي فرصة التعرف اليه، وهناك مراسلات بيني وبين الامام الصدر ولدي رسالة بخط يده، ارسلها من الجزائر توجت فيها كتابي ((مشاركة في الاسلام)) اتمنى ان يقرأ كي يعرفوا حقيقة العلاقة بين الناس، واتمنى اذا كان هناك احد من كل الادعياء والحاملين قميص الامام الصدر ان يمتلك سطراً من خط الامام وبمستوى الكتاب الذي امتلكه كي يحق له ان يعطي تعميمات لاخواننا الشيعة في جزين بانتخابي او عدم انتخابي.

حوار ماجدة صبرا   

 

عبدالرحيم مراد المخبر الذي كلفه السوريون بالتجسس على رفيق الحريري  

كتب حسن صبرا/الشراع 5 حزيران

لم يكن احد في حزب الاتحاد الذي تناوب عبدالرحيم مراد على رئاسته هو وشقيق زوجه رفيق يجهل ان مراد (عبدالرحيم) كان يبذل جهداً مستميتاً لنسف كل ما يذكر الناس انه يعمل في حزب ناصري، فكلمة الناصرية عنده كانت تهمة يعمل على اسقاطها عن نفسه، والغائها عن الحزب، وقد نجح في اول الامر في الغاء ثلثي تسمية الحزب، فبعد ان كان اسمه حزب الاتحاد الاشتراكي العربي، الذي اسس عام 1974 تيمناً بالتنظيم السياسي في الجمهورية العربية المتحدة في عصر جمال عبدالناصر في مصر، اصبح يعمل تحت اسم حزب الاتحاد.. تحت زعم اختصار الاسم، رغم ان الناصريين في كثير من البلاد العربية، اعتمدوا هذه التسمية بدءاً من الناصريين في سوريا حيث يوجد اكثر من اتحاد اشتراكي حتى اعتمدها العقيد معمر القذافي عندما اسس اول تنظيم سياسي في ليبيا، وكذلك نشأ اتحاد اشتراكي عربي في العراق وعند ناصريين آخرين في لبنان وفي السودان في عهد جعفر نميري عندما كان ناصرياً.

وكان ابرز صدام بين عبدالرحيم مراد ونائبه في قيادة الحزب عمر حرب.. هو حين انشأ حزب الاتحاد الاشتراكي العربي مجمع جمال عبدالناصر الرياضي في البقاع بتمويل كامل من الرئيس المظلوم رفيق الحريري، حيث اصر مراد على عدم اعتماد تسمية جمال عبدالناصر، لأن هذا سيغضب الاستخبارات السورية، فلجأ عمر حرب الى اكثرية اعضاء قيادة الحزب التي اصرت على اعتماد اسم عبدالناصر، وليخبط السوريون رؤوسهم بالحيطان على حد رأي كثير من الحزبيين الناصريين.

سقط اقتراح مراد بأن يكون اسم المجمع بقاعياً.. وانتصرت تسمية جمال عبدالناصر، وبعد ان لاحق مراد عمر حرب حتى حاصره في منـزله بمساعدة استخبارات دمشق، وهدده بالسجن ونزع عنه كل ما يملكه ابوه رحمه الله وأشقاؤه في البقاع حتى المدرسة التي كان انشأها عمر في بلدته المرج من امواله وأهله قبل حزب الاتحاد الاشتراكي.. اعاد مراد اسم مجمع البقاع الرياضي، والغى تسمية جمال عبدالناصر عنه.

وهذا المجمع الرياضي تم تمويل انشائه بالكامل من الرئيس رفيق الحريري وهو الذي افتتحه بنفسه وسط احتفال جماهيري ضخم غصت به طرقات البقاع من المريجات الجبلية حتى بلدة الخيارة وسط سهل البقاع، رافعة صوره وصور جمال عبدالناصر، قبل ذلك لم يكتف الراحل الكبير رفيق الحريري بتمويل انشاء هذا المجمع الرياضي الضخم الذي ضمه مراد - كما سيرد لاحقاً - الى ممتلكاته التي سرقها جميعاً من اموال وممتلكات حزب الاتحاد على حساب المظلومين احياء وأمواتاً فحسب، بل ان الحريري رحمه الله.. كان شطب 9 ملايين دولار من ديون مصرف البحر الابيض المتوسط على جمعية التنمية الثقافية والاجتماعية التي اسسها حزب الاتحاد الاشتراكي العربي لمصلحة فقراء لبنان ومحتاجيه وطلابه.. حين كان عبدالرحيم مراد رئيسها، وأدى الزميل نهاد المشنوق دوراً مميزاً في وساطته عند الحريري عندما كان مستشاراً سياسياً واعلامياً له، وأقنعه بهذا الاسقاط للديون، ساعده في هذا العمل الانساني الكبير رئيس مجلس إدارة بنك البحر المتوسط يومها (الرئيس) فؤاد السنيورة الذي كان يقدم القروض لجمعية التنمية اكراماً لمشاريعها الانسانية والاجتماعية والثقافية قبل ان تسقط جميعها في قبضة مراد على حساب البناة الاوائل لها في كل انحاء لبنان.

اسقط الحريري ديون جمعية التنمية مقابل قطعة ارض مساحتها نحو 500 الف م2، ثم تنازل الحريري بنفسه عن هذه الارض كي يقيم عليها مراد لحسابه الجامعة اللبنانية – السورية ووضع لها حجر الاساس، قبل ان يحول اموالها المرصودة لحساباته الخاصة وبدأ بها سلسلة فروع جامعته الخاصة المسماة الجمعية اللبنانية الدولية.. فضلاً عن عشرات العمارات التي بناها في بيروت والمناطق وباعها شققاً بعشرات ملايين الدولارات.. وهي الآن محط دعاوى قضائية يجهزها قادة الحركة التصحيحية في حزب الاتحاد التي اندلعت يوم 20/2/2009 بقيادة حسن شلحة ومحمد عز الدين.

حسن نصر الله

اهم عند مراد من جمال عبدالناصر

وكراهية مراد لتسمية ناصري وصلت الى حقد شخصي على جمال عبدالناصر، حين قال في ندوة محلية منـزلية في مدينة بعلبك، ان حسن نصر الله اهم وأشرف من جمال عبدالناصر بعشر مرات.. وعندما استهجن بعض حضور الندوة هذه المبالغة في النفاق من مراد لأنه في مدينة يشكل الشيعة اغلبيتها رد مراد منفعلاً: بشرفي بأولادي ان السيد نصر الله اهم وأشرف من عبدالناصر بمئات المرات!!! (وليس في حزب الاتحاد من ينسى ان مراد نفسه مزق بطاقة معايدة كان حزب الله ارسلها في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال امينه العام السابق السيد عباس الموسوي وفيها مجسم ورقي لقبة المسجد الاقصى.. وكان يذهب مرغماً الى احتفالات الحزب ويستمع مستاء الى كلماته وعندما يخرج يقسم بدينه ان هذا الحزب يتحدث لغة منقرضة وأنه يعيش هو والمقاومة الفلسطينية في القرون الوسطى.. ثم اصبح يرى ان نصر الله اهم من جمال عبدالناصر بمئات المرات!!!).

وحين نقلت وقائع حديث عبدالرحيم مراد الى قيادة حزب الاتحاد واجهه حسن شلحة ومحمد عز الدين بهذا الامر الجلل، فأنّبهما وعنّفهما وهددهما بطردهما من الحزب اذا اثارا هذا الموضوع في قواعد الحزب، وكانت هذه الواقعة اللاأخلاقية، احدى اهم اسس الحركة التصحيحية التي قامت لاسترجاع الاموال والممتلكات التي نهبها مراد من الجمعية والحزب.

المخبر عبدالرحيم مراد

ويروي الوزير والنائب السابق اللواء سامي الخطيب، ما يفضح دور عبدالرحيم مراد في منـزل الرئيس المظلوم رفيق الحريري، فيقول:

ان اللواء الراحل غازي كنعان كان يدلع عبدالرحيم مراد ويغازله امام نواب البقاع وشخصياته فيقول له في احدى الجلسات في مكتبه الشهير في عنجر (والله يا ابو حسين بتلبقلك رئاسة الحكومة (تليق بك) انت يا بو حسين من شو بتشكي، شبوبية وبتلبس مليح).. وظل يمتدحه ويبالغ حتى اغاظ كل الحضور الذي كان يهم بالانصراف.. وبعد مغادرة الجميع استوقف اللواء الخطيب اللواء كنعان ليقول له ببعض العتب: ((دخيلك يا ابو يعرب.. نحنا بالوزارة ومش مخلصين مع عبدالرحيم، فإذا ركب رئاسة الحكومة.. ما بيعود احد يهديه..)).

فرد كنعان بحزم: ((ابو بديع.. نحنا زارعين عبدالرحيم مخبراً عند رفيق الحريري.. ومستعد ان اريك التقارير اللي بيكتبها عن ابي بهاء.. ولو يا ابو بديع كبّر عقلك.. عبدالرحيم كثير عليه مخبر بدك يصير رئيس وزارة!)).

وكان غازي كنعان، ومن بعده رستم غزالة يزرعان في كل حكومة يشكلها رفيق الحريري ثلاثة وزراء مخبرين يكتبون تقارير حرفية عن كل كلمة تقال داخل مجلس الوزراء، والوزراء الثلاثة من منطقة البقاع وعبدالرحيم مراد احدهم دائماً، حتى اذا لم يتم توزير احدهم، يجيء كنعان وغزالة بوزير آخر من البقاع لهذه الغاية.

واذا كان هذا مستغرباً، لأن حكومات لبنان التي شكلت في عهد الوصاية السورية على لبنان.. كانت كلها خاضعة للاملاءات السورية.. ولا يجيء وزير لا ترضى عنه هذه الوصاية وضباطها، ولا يجرؤ وزير في أي حكومة في لبنان تحت الوصاية السورية على اتخاذ موقف لا ترضى عنه الاستخبارات السورية، او يرفض تنفيذ اوامرها.. فإن حرص كنعان وغزالة على إجراء مقارنة بين ما يكتبه الوزراء الثلاثة من البقاع، ومن ضمنهم عبدالرحيم مراد كان يسيطر على سلوكيات نظام الوصاية.

ويروي وزير كان زميلاً في جلسات مجلس الوزراء لمراد مجاوراً له في كرسيه، انه كان يتبادل وإياه الكلمات داخل المجلس بالكتابة على ورق كلينكس.. ثم يمزق الورقة ويمنع وقوعها بين يدي عبدالرحيم.. لأنه يعرف انها ستصل مباشرة لغازي كنعان او رستم غزالة.

ولم يغب دور مراد التجسسي على الحريري عن رئيس الحكومة المظلوم، حتى طلب منه التخفيف من زياراته له في منـزله في قريطم، وكانت هذه الواقعة سبباً اضافياً لتعميق كراهية عبدالرحيم مراد لرفيق الحريري، حتى انه اصطدم في آخر تشكيلة حكومية له مع اللواء الراحل غازي كنعان الذي صمم على توزير مراد وإعطائه حقيبة او حتى تعيينه وزيراً دون حقيبة وكان الحريري رافضاً لهذا الامر بالمطلق لأنه لم يعد يثق بعبد الرحيم رغم ان الحريري كما قال لكنعان: يا ابا يعرب لقد فتحت بيتي لعبد الرحيم، وساعدته وأعطيته ملايين الدولارات، ومع هذا فهو يعمل ضدي ويحرض عليّ.. ولا يترك مناسبة الا ويذهب فيها الى اميل لحود (كان رئيساً بالتمديد القسري ايضاً) ويرتب ويلفق لي اشاعات وتهماً.. ثم يذهب عبدالرحيم الى احدى الصحف اليومية ويلتقي محرراً معروفاً بصلاته بجميل السيد ليبخّ عليّ في الصحيفة اخباراً ضدي تتصدر صفحاتها الاولى والثانية.

وكان مراد ضمن الجوقة السورية التي بدأت اوسخ حملة افتراءات ضد رفيق الحريري قبل اغتياله مباشرة، وكان يردد في الاعلام علناً وفي مجالسه الخاصة: من هو رفيق الحريري حتى يختصر السنة في شخصه؟

وقبل ذلك قال عبدالرحيم مراد في لقاء مع اذاعة صوت لبنان، حين سئل عن رأيه في التمديد لاميل لحود: انا عبدالرحيم مراد سيكون لي الشرف ان اوقع وأؤيد كل من يختاره الرئيس بشار الاسد لرئاسة الجمهورية في لبنان!

خدمات سابقة

ولاحقة

وتبعية عبدالرحيم مراد للاستخبارات السورية كانت سابقة على تعيينه عام 1990 نائباً تنفيذاً لبند في اتفاق الطائف 1989، يقضي بزيادة عدد اعضاء النواب من 99 الى 128، بعد تعيين بدلاء عن النواب المتوفين المنتخبين عام 1972، بل كان هذا التعيين مكافأة له على خدماته السابقة، والتي تضاعفت بعد التنويب ثم التوزير في حكومات الرئيس رفيق الحريري قبل ان يرفضه الراحل الكبير.

فقد كان مراد من انشط المخبرين اللبنانيين المعتمدين للتعبير عما يريده ضباط الاستخبارات السورية، ليس في لبنان فحسب، بل لدى المسؤولين المصريين الذين كان يلتقيهم مراد في القاهرة بناء على طلب الاستخبارات السورية، ويكتب تقاريره عن هذه اللقاءات لهذه الاستخبارات.. حتى كشف المصريون دوره فامتنعوا بعد ذلك عن استقباله، وفيما بعد رفضت القاهرة اعطاءه ترخيصاً لافتتاح فرع لجامعته في الاراضي المصرية رغم الوساطات التي ساقها مراد لاقناع المصريين بذلك، حتى ان اعضاء بارزين في مجلس امناء الجامعة من المصريين استقالوا من منصبهم الشرفي رفضاً منهم لتغطية نشاطات مراد المشبوهة ضد وطنهم.

صفقات الوزير مراد

وعند فرض تعيين عبدالرحيم مراد وزيراً للتعليم المهني والتقني في حكومة الرئيس رفيق الحريري، فإن كل صفقات بناء مدارس وثانويات ومعاهد تابعة للوزارة كانت تتم وبإعتراف مراد، بالاتفاق مع رستم غزاله في مقره في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، مما سمح لمراد ان يكدس ثروة كانت تتضاعف مع كل وزارة يتولاها حتى فاحت روائحه في كل الحكومات والوزارات ومجلس النواب وكل المتعهدين الذين كانوا يتوافدون ليلاً الى مكتبه الوزاري بحجة انه يبذل جهداً مضاعفاً في عمله الوزاري، والليل ستار العيوب.

وهكذا،

وبعد ان اقنع عبدالرحيم مراد بعض السذج من حوله انه باع منـزله العائلي في مبنى T.V في منطقة تلة الخياط، وترك الطابق الثامن ليسكن في منـزل شقيقه في الطابق الثالث في المبنى نفسه، وما يـزال عمر حرب محتفظاً بايصالات شراء الحزب لسيارة عبدالرحيم الشيفروليه الرصاصية، تحول عبدالرحيم مراد الى مالك لعشرات المباني في بيروت، وعدة فروع لجامعة في انحاء لبنان وفي عدة مدن عربية، وأرصدة بعشرات ملايين الدولارات فضلاً عن مشاريع اخرى داخل سوريا..

 

وسمسار ايضاً..

ويعترف عبدالرحيم مراد بغصة بأنه كان يبيع هدايا قيمة تأتي الى رستم غزاله (وغازي كنعان)) ويرسل من عائلته من يروج لهذه الهدايا فيبيعها ويتقاسم ارباحها مع الضباط السوريين.. كسمسرة في عمليات البيع هذه.

من أين جاءت ملايين مراد؟

كان كل من حول عبد الرحيم مراد يتحدث عن الأزمة المالية التي يمر فيها، وانه بات في سنوات عديدة يعتاش من إرسال اخوته في البرازيل مساعدات مادية له، كي يظل محتفظاً بالمستوى المادي الذي كان يعيشه، حتى ان حزب الاتحاد كان يخصص مبلغاً مالياً شهرياً له ظل سرياً لا يعرف به سوى نائبه عمر حرب.

وفجأة أصبح مراد من أصحاب الملايين والأرصدة والمؤسسات الخاصة، حتى عندما ضربت البرازيل أزمة اقتصادية خانقة أثرت على أوضاع اخوته فيها، أخذ يمدهم بالأموال اللازمة لاستثمارها لمصلحتهم جميعاً فيها.

يقول عمر حرب الذي أعد دعوى قضائية ضد عبد الرحيم مراد، ان الحزب تلقى من ليبيا عندما كانت تساند حزب الاتحاد مبلغاً وقدره 42 مليون دولار وانه كان يعتقد انه فتح حساباً باسمه واسم عبد الرحيم مراد في أحد المصارف الأميركية في باريس، ((تشيز منهاتن بنك)) وان الحساب كان بطريقة و و أو أي ان أياً من الاثنين، حرب ومراد، يستطيع أن يسحب من هذا الحساب، وان عمر حرب وبعد ان اختلف لأسباب تنظيمية ومسلكية وسياسية وفكرية مع مراد بسبب تخلي الأخير عن الفكر الناصري، وحصل انشقاق في الحزب وتدخل غازي كنعان لإصلاحه وشكل لجنة تحكيم برئاسة القاضي أسعد دياب أصدرت قراراتها بالمناصفة في كل شيء.. توجه إلى باريس برفقة الراحل المظلوم أحمد قبيسي للإطلاع على الحساب في المصرف فلم يجدا أي حساب، بل نجح مراد في سحب كل الأموال التي كانت لمصلحة التنظيم وأخفى كل أثر له، حيث كان مراد كثير الترداد على باريس بحجة توجهه إلى البرازيل لزيارة اخوته، ثم استقر فيها لسنوات واشترى شقة فخمة جاء إليها بأفخم الأثاث بينما لم يزر حرب أو قبيسي باريس لأكثر من 15 سنة بعد فتح الحساب مطلع الثمانينيات.

وينقل عن زوج عبد الرحيم مراد منيرة ان كل المبلغ الذي كان في باريس هو 13 مليون دولار فقط، وان الحديث عن 42 مليوناً أمر مبالغ فيه، وانه ربما جاء من ظنون عمر المعتمدة على تراكم الفوائد خلال هذه السنوات الخمس عشرة.

ويروي عمر حرب قصة سيطرة عبد الرحيم مراد على هذا المبلغ الضخم فيقول: ((ان المؤسسة العسكرية الليبية أقرت تقديم رواتب شهرية لـ1300 مقاتل من الاتحاد الاشتراكي قبل الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، تقديراً من ليبيا لهذا التنظيم الذي نجح في إقامة مؤسسات ناجحة في كل الحقول، وكان يتمتع بسمعة ممتازة بفضل السلوكيات التي ميزت قياداته وعناصره خاصة في مجال التقديمات للفقراء في لبنان.. وقد طلبت ليبيا من الاتحاد فتح حساب خارج لبنان لتحويل المال إليه، وهو يقدر سنوياً بالملايين من الدولارات، على أن يدفع شهرياً، ومنه كان عبد الرحيم مراد يصرف على هذه الميزانية. حيث فتح الحساب في ((تشيز منهاتن بنك))، في شارع متفرع من الشانزليزيه الشهير باسم عبد الرحيم مراد وعمر حرب.

لكن كيف تمكن مراد من سحب المال وحده ومتى؟

يعتقد حرب: ان عبد الرحيم بعد ان وقع معه على فتح الحساب و – أو – عاد وشطب الحساب وألغاه، ثم فتح حساباً آخر ليس شرطاً في المصرف الأميركي نفسه، ثم بدأ التحويل المالي الليبـي على هذا المصرف، وكان كل شيء يحول إلى هذا الحساب.. وان عبد الرحيم بعد ان أعطى الليبـيين رقم حساب مشترك مع عمر حرب، عاد وأعطاهم رقم حساب آخر باسمه شخصياً.

ويستند عمر حرب في روايته إلى معلومات ليبية أكيدة سمعها من العقيد محمد خليفة الذي تولى مسؤوليات الساحة اللبنانية بعد العقيد صالح الدروقي الذي كان وما يزال من أصدقاء عبد الرحيم المقربين، ويعتقد بأنهما شركاء في بعض الأعمال الاستثمارية في أكثر من بلد.

عمر حرب يؤكد ان المبلغ هو 42 مليون دولار وليس 13 مليوناً كما تزعم منيرة مراد، وان الليبيين استمروا بالدفع ثلاث سنوات لـ1300 مقاتل قبل أن يوقفوا التحويل، بعد تحول سياستهم شيئاً فشيئاً بدءاً من العام 1983 تقريباً.

(يبقى أن نشير إلى ان عبد الرحيم مراد عمد إلى تهريب المال الليبـي للخارج حتى لا يضطر للالتزام بقرار من العمل القومي الذي كان يسمى الطليعة العربية للصرف منه على بقية فروعه في عدد من البلدان العربية ومنها سوريا واليمن..).

ويتحدث رفاق لعبد الرحيم مراد في حزب الاتحاد بعضهم ثار عليه والبعض الآخر ينتظر، ان مراد وضع أموال جمعية دار الحنان للأيتام وهي أموال تبرع بها محسنون في لبنان والخارج، وتبلغ 4.7 مليار ليرة لبنانية (3.1 مليون دولار) وبنى فيها جامعة حصل على ترخيص لها باسم جامعة البقاع ثم حولها إلى الجامعة اللبنانية – الدولية L.I.U. فلما حققت هذه أرباحاً مذهلة منذ السنة الأولى، عمد إلى تأسيس شركة من أبنائه وصهره (أبو ناصيف) وضمها مع جمعية التنمية إلى مؤسسة واحدة.. لكنها أوقفت بقرار من وزارة التربية لكن عبد الرحيم مراد عاد واستحصل على مرسوم وزاري بتأسيسها استناداً إلى جمعية النهضة وحولها وقفاً شبيهاً بالوقف الذري حيث يحل هو نفسه محل الجمعية العمومية والهيئة الإدارية، فيفصل ويعين، على أن يليه ابنه حسن في الصلاحيات نفسها، بتوصية أن يعين ابن حسن أيضاً بالصلاحيات ذاتها بعد ذلك.

ودار الحنان التي سيطر عليها عبد الرحيم مراد تحصل على مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية بأكثر من تكلفة مصاريفها. إضافة إلى كفالات أيتام يحصل عليها عبد الرحيم باسم الأيتام وكلها تدخل في حساباته التي أوردنا وسيلة لها وهي إنشاء جامعة خاصة استثمارية أصبح لها فروع في عدد من المدن اللبنانية وفي الخارج.. علماً بأن الجمعية كانت في سنواتها الأولى وتحت ظل حزب الاتحاد، تحصل على مساعدات من الحزب كان مراد يسجلها على انها تبرعات من اخوته وأصحابه في الخارج ليظهر ان هناك احتضاناً للأيتام من أصحابه واخوته!!

وللثروة مصادر أخرى

غير ان هذا الحساب ليس هو الركيزة المادية الوحيدة لثروة عبد الرحيم مراد الآن، بل هي واحدة من ثلاث ركائز، أما الركيزتان الأخريان فهما:

1- التمويل الإيراني المباشر

حيث يلتزم عبد الرحيم مراد السياسة الإيرانية التوسعية على حساب العرب في العراق وسوريا ولبنان، ويؤيد النشاط الإيراني في مصر واليمن والمغرب، ويصدر بيانات تتبنى السياسة الإيرانية في كل مكان خاصة في لبنان، تحت زعم مواجهة إسرائيل وأميركا، ولهذا فإن مراد يحصل على تمويل إيراني كبير يسمح له بأن يشكل ميليشيا مسلحة من أكثر من 200 عنصر يصرف عليهم شهرياً عشرات آلاف الدولارات، تحت زعم حماية المؤسسات التي سيطر عليها.

لقد شكل مراد ميليشيا شيعية في قرية الصويري السنية في البقاع الغربي لمحاربة تيار المستقبل وخدمة الاستخبارات السورية والإيرانية، وعندما سأله أحد أفراد عائلة المجذوب في بلدته غزة: كيف يا بو حسين بتوزع سلاح على الشيعة في الصويري)) رد عليه بعنف ((شو بدك ياني اعمل إذا كنت كلما زرت قرية سنية قذفوني بالبندورة والحجارة؟)).

2- السيطرة على المؤسسات

يصف نائب رئيس الحركة التصحيحية في حزب الاتحاد محمد عزالدين مراد وعائلته بأنها العائلة المالكة بعد أن خدع مراد أعضاء حزبه وجمعية التنمية، بالتنازل عن ممتلكات الجمعيات التي أنشأها حزب الاتحاد خلال أكثر من 30 سنة للوقف السني في البقاع.. فلما تنازل الأعضاء عن ذلك حوّل مراد التنازل عن الوقف له شخصياً وعائلته، فبات الوقف الإسلامي الذي تنازل عنه أعضاء الحزب والجمعية وقفاً ذرياً مسجلاً باسمه وأسماء أولاده وصهره وأحد أقاربه من آل مراد مصمماً على استبعاد شقيق زوجه رفيق مراد الذي لا يثق عبد الرحيم به، ولا بزوجه ناهد ويقول للجميع: انهما يعتاشان عالة عليه، وانه لا يعرف كيف يتخلص منهما.. علماً بأن ابن رفيق محمد هو الذي يتولى مساعدة أهله ولا يرضى بأن يمننهما عبد الرحيم مراد بأي قرش.

ويستثمر عبد الرحيم مراد هذه المؤسسات لمصلحته الشخصية والعائلية ويحرم منها حزب الاتحاد وأعضاءه علماً بأنها نهضت وقامت بنضالات وتضحيات الآلاف المؤلفة من المناضلين الحزبيين الناصريين منذ العام 1974، سقط فيها الضحايا المظلومون على كل جبهات القتال ضد العدو الصهيوني، ودفاعاً عن عروبة لبنان.

الحركة التصحيحية

يقول رئيس الحركة التصحيحية في حزب الاتحاد حسن شلحة، وهي الحركة التي تمثل أكثر من 70 % من أعضاء الحزب ومؤسساته التنظيمية:

ان الحركة السياسية التي ساهم في بنائها آلاف الشباب الناصري منذ العام 1974، وهي الاتحاد الاشتراكي العربي ومن ثم حزب الاتحاد، هي التي وفرت الامكانات المالية وهيأت الظروف السياسية لتكوين قيادات الحزب ومؤسساته.. وليس العكس. وهذه المؤسسات هي نتاج نضال كافة الاخوة، وليست إرثاً من أي شخص، لكن عبد الرحيم مراد لم يجد رادعاً يردعه عن استخدام وتسخير الحزب والجمعيات لمصلحته الشخصية ولمصلحة عائلته، مستثمراً المؤسسات التي بناها المناضلون طيلة 30 سنة لحساباته وأرصدته المالية في المصارف، وفي مشاريع خاصة تضخ له المال الوفير، عاملاً في الوقت نفسه على استفزاز المناضلين بالحزب لإحراجهم تمهيداً لإخراجهم مثلما فعل مع قيادات تاريخية في تأسيس الحزب وولادته.. حتى وصل إلى محاولة فصل خمسة من قياداته المؤسسة في مؤتمر كان يرتبه خفية، وبحسابات من معه ليكرمه ومن ضده ليفصله.. كل هذه العوامل دفعت للقيام بحركة تصحيحية لاستعادة الحزب إلى شبابه وأهله، واستعادة المؤسسات التي يسرقها عبد الرحيم مراد إلى أصحابها.

ويؤكد لنا اخوتنا في حزب الاتحاد وكثيرون من ابناء منطقة البقاع الغربي ان عبدالرحيم مراد وجماعته يوزعون المال والخدمات والأعطيات مثل توزيع المازوت الشتاء الماضي، وعبايات وأموال نقدية وحسومات على الاقساط المدرسية والجامعية، تحت عنوان ((منح مدرسية وجامعية)) حيث يوهم الاهل والطلاب انه يدفع المنح من صندوقه الخاص، اذ ان ولي الامر يذهب إليه مباشرة، وكذلك تقديم مساعدات زراعية لبعض الناخبين في هذه المنطقة مقابل الحصول على تعهد منهم بانتخابه للمقعد السني في هذه الدائرة وبعضهم حجز بطاقاتهم الشخصية.

كما اكد لنا اخواننا ان مراد حصل على مئات من قطع السلاح، ووزعها على اخوة من المسلمين الشيعة في عدد من قرى البقاع الغربي وتحديداً في قرية الصويري، محاولة منه لتشكيل ميليشيا وذلك بهدف ايجاد فتنة بين المسلمين، مع دفع رواتب لمن يحصل على السلاح يتراوح بين 500 و700 و1000 دولار اميركي شهرياً تحت حجة حماية انفسهم من اخوتهم المسلمين السنة.

ان حزب الاتحاد – الحركة التصحيحية يضع امام الرأي العام البقاعي واللبناني هذين الأمرين الخطيرين:

الاول: ان هناك رشاوى يمارسها مراد ضد نـزاهة العملية الانتخابية، في محاولة منه لشراء مقعده النيابي بالمال بما يتعارض مع كل مفهوم اخلاقي ووطني وسياسي للعملية الانتخابية.

الثاني: ان هذه الاموال التي يدفعها مراد رشاوى هي اموال ضحى آلاف المناضلين الحزبيين من اجل قيام مؤسسات وجمعيات وثانويات وجامعات تكون مصدر دخل شريف لشباب الحزب، حيث قدم عشرات الشهداء دماءهم من أجل استقلالية الحزب، ليتمكن من تأدية دوره دون الحاجة إلى أي جهة قد تفرض خطها السياسي على الحزب الناصري ومناضليه علماً أن أبناء هؤلاء المناضلين هم خارج هذه المؤسسات اليوم وفي أحسن الأحوال كأنهم دخلاء ممنوع عليهم الحصول على حسومات مالية. فعبد الرحيم مراد لا علاقة له بالناصرية، ولا علاقة له بالمقاومة، وما يقوم به أنتج ردة فعل سلبية على المقاومة وتشويه للناصرية، فهو أداة فتنة باع نفسه للشيطان ولجشع المال الحرام.

..و لقد كلف الحزب عدداً من المحامين لدراسة إقامة دعوى مستعجلة ضد مراد لوقف هدر أموال الشهداء واليتامى ووقف استغلال مؤسسات الحزب والجمعيات لمصالحه الشخصية ومصالح أسرته والمقربين منه للحصول على مقعد نيابي. فدماء الشهداء وعرق وتعب المناضلين ليسوا معروضين في سوق النخاسة التي نزل إليها مراد بائعاً شارياً، خاصة وأن هذا السلوك هو نقيض المدرسة الناصرية التي رفع حزبنا شعاراتها ومارسها وما زال تحت عنوان: ((ان الناصري أول من يضحي وآخر من يغنم)).

نتوجه إلى الأخوة الحزبيين والموظفين الذين ما زالوا تحت هيمنة عبد الرحيم مراد بالتحية والتقدير ونشد على أيديهم ونعرف حق المعرفة أن قلوبهم وعقولهم مع حركتنا ولن ترهبهم تهديداته ووعيده لهم بالمحاسبة والطرد وآخرها يوم استدعاهم إلى مطعم السهول يوم الأحد في 10/5/2009 حيث هدد الذين لم يحضروا الاجتماع بالمحاسبة وهم عدد كبير جداً رافض لسياساته القمعية. (الحضور كان أقل من 35 بالمائة من الموظفين). وفي إطار المال الحرام والدجل والكذب على الناس وخاصة البقاعيين، فلدينا من الوثائق ما يدينه، وبهذا الخصوص قدم مراد لائحة بأكثر من خمسماية اسم لشخصيات بقاعية تحت عنوان الميليشيا، وتضم هذه الكشوفات شخصيات بقاعية محترمة منهم تجار ومنهم مدرسون ومدراء مدارس ومنهم شخصيات اجتماعية أعمارهم فوق 60 سنة، ولكن الجهة الداعمة بما أنها غير لبنانية وبعيدة عن لبنان لا تدري ماهية هذه الأسماء وحقيقة أوضاع أصحابها.

وأخيراً،

يتهم رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي عمر حرب زميله السابق عبد الرحيم مراد بأنه سرق المال الليبـي الذي خصص لمقاتلي الحزب، وهو 42 مليون دولار ما زال مراد يستثمره منذ ثلاثة عقود.

ويتهم رئيس حزب الاتحاد الحركة التصحيحية زميله السابق عبد الرحيم مراد بأنه سرق أموال الجمعيات والحزب والمساعدات الإيرانية المخصصة لمئات المتفرغين من شباب الاتحاد، وحوّل الجمعيات إلى وقف ذري له ولأسرته حتى وصفه محمد عزالدين بأنه أسس عائلة مالكة وضع باسمها كل الممتلكات والاثنان حرب وشلحة، لديهما الوثائق والإثباتات وكلفا المحامين لإقامة دعاوى قضائية ضد مراد.. بعد الانتخابات.

أما مراد فإنه يكتفي بالرد على هذه الوقائع بالإسقاط على الحركة التصحيحية بأنها صنيعة حريرية قبل الانتخابات فيقف عاجزاً عن الرد الموضوعي على اتهاماتها له، مثلما يعجز عن إثبات ان الحريري كان وراء حركة عمر حرب.. وحرب يطالبه بالذهاب إلى المحكمة للرد على اتهاماته له بالسرقة.

انها ليست مأساة حزب الاتحاد وفروعه.. بل هي مأساة أخلاقية أكيدة، بحيث يقف عمر حرب وحسن شلحة ومحمد عزالدين ومئات آخرون من شباب هذا الحزب (رحم الله محمد سعيد الصميلي وأحمد قبيسي ورضا الحاج) وهم يتساءلون هل كنا مخطئين عندما وضعنا ثقتنا بهذا الرجل الذي كان يقول انه لا يريد شيئاً لنفسه.. فإذا به يحول كل تضحية وكل نقطة دم مظلوم وقتيل وكل تبرع وكل حبة عرق لحساباته وحسابات أبنائه.