المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخباريوم  12حزيران/2009

إنجيل القدّيس لوقا .19-12:6

وفي تِلكَ الأَيَّامِ ذَهَبَ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله. ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً وهم: سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس، وأَندَراوُس أخوه، ويَعقوبُ ويوحَنَّا، وفيلِبُّسُ وبَرْتُلُماوُس، ومَتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ويَهوذا الإِسخَرْيوطِيُّ الَّذي انقَلَبَ خائِنًا. ثُمَّ نَزَلَ معَهم فوَقَفَ في مَكانٍ مُنْبَسِط، وهُناكَ جَمعٌ كَثيرٌ مِن تَلاميذهِ، وحَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الشَّعْب مِن جَميعِ اليَهودَّية وأُورَشَليم، وساحِلِ صورَ وصَيْدا، ولَقَد جاؤوا لِيَسمَعوهُ ويُبرَأُوا مِن أمراضِهِم. وكانَ الَّذينَ تَخبِطُهُمُ الأَرواحُ الَّنجِسَةُ يُشفَون، وكانَ الجَمعُ كُلُّه يُحاوِلُ أَن يَلمِسَه، لأَنَّ قُوَّةً كَاَنت تَخرُجُ مِنهُ فتُبرِئُهُم جَميعًا.

 

 

لأن نتائج الانتخابات لم تعرف "ساعة التغيير" بل دقّت ساعة الحقيقة

عون يلوم الناخبين لأنهم حرموه أكثرية تمسك بالسلطة

اميل خوري/النهار/لم تدق نتائج الانتخابات "ساعة التغيير" التي كان العماد ميشال عون وحلفاؤه ينتظرونها بفارغ الصبر، بل دقت ساعة الحقيقة بعدما غير ساعته ولم يضبطها على توقيت لبنان... ولا دقت اجراس الفرح في منازل "العونيين" رغم ان لوائحهم فازت في اكثر من دائرة لان المطلوب ليس الحصول على مزيد من المقاعد النيابية، انما على اكثرية نيابية تمكنهم من اقامة "الجمهورية الثالثة" التي بشروا بها وتكون جمهورية "الاصلاح والتغيير"... وهذا ما كشفه العماد عون بصراحة في احاديثه الى الناخبين عندما حمّلهم مسؤولية عدم حصول الاصلاح والتغيير إذا لم يجعلوه يفوز بهذه الاكثرية التي تضع السلطة بين يديه وبات عليه انتظار انتخابات 2013 وحتى ذاك التاريخ يخلق الله ما لا يعلم احد...

اما وان العماد عون لم يرض بزيادة عدد نواب كتلته لانه كان يطمح للحصول على اكثرية تنقله من موقع المعارضة الى موقع السلطة، فانه قد يعود الى ممارسة سياسة العرقلة والتعطيل التي ادمن عليها في السنوات الاخيرة مع حلفائه، فأخر انتخاب رئيس للجمهورية مدة ستة اشهر وحال دون تشكيل حكومة وحدة وطنية مدة تفوق السنة ونصف السنة، بعدما الحقت مشاركته في اعتصام الخيم وسط بيروت اضرارا مادية جسيمة باصحاب المحال التجارية والمطاعم والملاهي والمقاهي.

والسؤال المطروح على ابواب البحث في تشكيل حكومة جديدة هو: ما الذي سيفعله العماد ميشال عون لعرقلة عملية التشكيل هذه؟ هل يكبر حصته فيها كي يبقى بدون حصة كما تدل احاديثه فيعود عندئذ الى الصراخ والعويل، ام انه يتجاوز طلب "الثلث المعطل" الذي قد يصير اتفاق على ان يكون من حصة الرئيس سليمان ليطرح طلب تمثيل الاكثرية والاقلية بنسبة حجم كل منها اي بما يقارب 55 في المئة من الوزراء حصة الاكثرية و45 في المئة من الوزراء حصة الاقلية، وان تعتمد النسبية ذاتها في توزيع الحقائب المهمة وهو ما طالب به صراحة بعد اول اجتماع لكتلته النيابية؟ فهل يجاريه حلفاؤه في هذا الموقف لاسيما الرئيس بري الذي عاد ليطرح معادلة 10+10+10 التي كان قد طرحها قبل الانتخابات للخروج من ازمة تشكيل حكومة وحدة وطنية وهو اقتراح قد يصبح قابلا للبحث.

واذا كان تشكيل حكومة وحدة وطنية في الماضي موضع تجاذب محلي وعربي واقليمي ودولي، فان تشكيلها هذه المرة قد لا يواجه مثل هذا التجاذب نظرا الى تبدل العلاقات بين الدول العربية من علاقات جفاء وتوتر الى علاقات فهم وتفهم لواقع وظروف كل دولة. وهو ما يجعل هذه الدول تساعد على تشكيل حكومة وحدة وطنية وازالة العراقيل من طريقها، وهو ما يظهر في نبرة مسؤولين في هذه الدول وكذلك في نبرة القيادات البارزة في الاكثرية وفي الاقلية على السواء، ولا يعقل ان يظل العماد ميشال عون يغرد وحده خارج سربه او يحمل سيف المعارضة وحده، خصوصا انه يستطيع سواء من خلال مشاركته في الحكومة او من خلال معارضته ان يعمل على تحقيق الاصلاح الذي ينادي به منذ سنين ومكافحة الفساد بواسطة كتلته النيابية التي ازداد عدد اعضائها بحيث يستطيع ان يكون الصوت الوازن عند التصويت على المشاريع.

والعماد ميشال عون الذي خسر رهانه على الفوز بالاكثرية النيابية مع حلفائه وقد ساءه ذلك وساءه اكثر هبوط نسبة شعبيته في الوسط المسيحي من 70 في المئة الى ما دون الخمسين في المئة لان اتجاهه السياسي عام 2005 صار مختلفا جدا عن عام 2009 ومن اصيب بالفيروس العوني عام 2005 شفي منه في العام 2009 بنسبة 25 في المئة، ويجري البحث الآن عن لقاح يشفي الباقين...

واذا كان استمرار التقارب السوري – السعودي الذي قد يمتد الى مصر، فان نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية التي تسبق تشكيل الحكومة اللبنانية قد يكون لها تأثيرها ايضا على عملية التشكيل.

وفي المعلومات ان التركيز الداخلي والخارجي لتسهيل عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية قد لا يكون على المحاصصة بين الاكثرية والاقلية بقدر ما يكون على برنامج هذه الحكومة، فمتى تم التوصل الى رؤية مشتركة للبيان الوزاري وخصوصا على سلاح حزب الله، فلا يعود عندئذ تخوف لا من "الثلث" ولا من "النصف" المعطل، فالاهتمام العربي والدولي بتحريك مفاوضات السلام وبذل الجهود الجدية من اجل نجاحها، من شأنه ان يخلق في لبنان والمنطقة اجواء هادئة تواكب سير المفاوضات، وهي اجواء اذا انتقلت الى تحقيق الامن والسلام الشاملين، فانها سوف تنعكس ايجابا على الاوضاع في لبنان وتجعل العبور الى الدولة يتم بسرعة غير متوقعة، في حين ان فشل مفاوضات السلام او استمرار دورانها في حلقة مفرغة كما حصل على مدى سنين طويلة، من شأنه ان يجعل طريق العبور الى الدولة اللبنانية القوية العادلة، طويلة وشاقة. وما السعي الى تشكيل الحكومة الاولى بعد الانتخابات الا صورة تعكس حقيقة العلاقات بين الدول العربية وهل تسير نحو التفاهم والتقارب ام نحو الخلاف والتباعد؟

اميل خوري     

 

الكتلة الوطنية: "حزب الله" بات يهدّد النسيج الاجتماعي

النهار/حيّا حزب الكتلة الوطنية "الذين تجرأوا وترشّحوا للإنتخابات حيث يسيطر حزب مسلح"، واستغرب "تصويت 99,99 في المئة في اتجاه معين كأنهم يظهرون لنا ديموقراطيتهم التي لو فازوا لعمّموها"، ورأى أن "التنظيم المسلح لـ"حزب الله" الذي يهدد الدولة أصبح يهدد النسيج الإجتماعي للبنان"، وجدد المطالبة بتطبيق الدائرة الفردية. عقدت اللجنة التنفيذية للحزب اجتماعها الأسبوعي برئاسة العميد كارلوس إده وحضور الأمين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، وأصدرت البيان الآتي: "حسم اللبنانيون وبطريقة حضارية وديموقراطيّة خياراتهم ، فلقد أكّدوا ان الغالبية السياديّة هي غالبية حقيقيّة ولم تكن يوماً غالبية وهميّة، واختاروا الدولة بدل الدويلة والنظام بدل الفوضى والإنفتاح على المجتمع الدولي بدل التحدّي والتصدّي المزعومين. لقد أتى يوم 7 حزيران 2009 وليسترد بالانتخابات ما أخذ بالقوّة يوم 7 أيّار 2008.

ان الظاهرة المستغربة والمثيرة للصدمة هي تسييس جماعي لبعض المجموعات المذهبيّة كأنه مورست في حقهم عمليّات تهديد أو تخويف أو ترغيب، فما معنى ان تنتخب مجموعات بنسبة 99,99 في المئة في اتجاه سياسي معيّن كأنهم يظهرون لنا ديموقراطيتهم التي لو فازوا لعمّموها؟ ان التنظيم المسلح لـ"حزب الله" والذي يهدّد سيادة الدولة أصبح يهدّد النسيج الإجتماعي الذي يتألف منه لبنان، فهو أثار شعوراً مذهبيّاً مرفوضاً من الجميع، ولقد برهنت الأحداث الانتخابيّة أنه لا يمكن أي طائفة أو مجموعة واقعة تحت تأثير تنظيم مسلح لحزب شمولي ان تمارس الديموقراطيّة بشكل صحيح، فهي سترضخ لتأثيرات هذا التنظيم المسلح خوفاً أو طوعاً. من جهة أخرى، ان الانتخابات الحاليّة أثبتت بما لا يقبل الشك ان القانون الانتخابي الحالي ليس الأنسب والأفضل للمجتمع اللبناني وهو في حاجة الى تغيير نحو قانون جديد، نرى انه الدائرة الفرديّة على مرحلتين، فكل تكبير للدوائر مع نظام أكثري سيزيد الاصطفافات المذهبيّة حدّة.

يدعو حزب الكتلة الوطنيّة نوّاب الأكثرية الى عدم انتخاب من أغلق باب المجلس النيابي وعطـّل المؤسّسات الدستوريّة، فالشعب قال كلمته وهو يرفض كل المساومات وكل تعطيل سابق أو لاحق. ان هذا الخيار الطبيعي في ظل نتائج الانتخابات ليس بخيار مواجهة كما يظن البعض، بل هو اختيار المواطنين الذين انتخبوا قوى 14 آذار لتحكم. في النهاية ان المثل اللبناني الشائع هو خير معبّر عن كل ما نريد ان نكتب "من يجرّب المجرّب عقله مخرّب".

يوجّه حزب الكتلة الوطنيّة التحيّة الى من تجرّأوا وكسروا المحظور بترشّحهم للانتخابات في عقر دارهم حيث يسيطر حزب مسلّح، وتعرّضوا للمضايقات ولا يزالون حتى يومنا هذا، فهم أكبر مثال على ان الشجاعة لم تمت في هذا الوطن وان السلاح لا يخيف الرجال، فالسلاح يستعمله الضعفاء لمواجهة جرأة الأقوياء".

 

الاستقلاليون هزموا المحور الايراني – السوري/المزاج الشعبي المسيحي رفض طروحات عون

عبد الكريم أبو النصر/النهار

"احبط انتصار الاستقلاليين في انتخابات السابع من حزيران مشروعا تغييريا كبيرا اعده حزب الله وكان ينوي تنفيذه مع حلفائه في حال صحت توقعاته وفاز بالغالبية النيابية، وهو مشروع يهدف، اولا، الى العمل على اضعاف دور الرئيس ميشال سليمان الاستقلالي التوجهات وتقليص قدرته على التأثير في مجرى الاحداث وفي اتخاذ القرارات، ثم استخدام اساليب مختلفة لتقصير ولايته او لاطاحته في حال رفض الرضوخ لمطالب حلفاء دمشق المنتصرين في الانتخابات. كما ان هذا المشروع يهدف، لاحقا، الى اجراء تغييرات مهمة في الدستور وتركيبة النظام بوسائل مختلفة واعادة ربط لبنان تدريجا بسوريا من خلال احياء العمل بمعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق الموقعة عام 1991 والتي ادت الى ايجاد وحدة امر واقع بين البلدين استمرت الى حين انسحاب القوات السورية من هذا البلد في نيسان 2005".

هذا ما كشفته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على تطورات الاوضاع اللبنانية، واوضحت ان فوز فريق 14 آذار وحلفائه بالغالبية النيابية والشعبية في الانتخابات "مفاجأة سارة ويشكل انتصارا للمعتدلين اللبنانيين والعرب وردا قويا على الذين قالوا إن ثورة الارز انتهت بعد الهجوم المسلح الذي نفذه حزب الله وحلفاؤه ضد بيروت ومناطق في الجبل في 7 ايار 2008. كما ان هذا الانتصار يؤكد ان صوت الشعب اقوى من تأثير السلاح والعنف، ويعكس وجود التفاف شعبي واسع وقوي ومن مختلف الطوائف حول المشروع الاستقلالي السيادي داعم له ورافض لمشروع حزب الله الاقليمي الذي يهدد امن البلد واستقراره ومصالح اللبنانيين الحيوية".

وأكد لنا ديبلوماسي اوروبي بارز معني مباشرة بهذا الملف ان الكثير من الديبلوماسيين والمحللين الغربيين راهنوا على احتمال فوز حزب الله وحلفائه في هذه الانتخابات المصيرية استنادا الى الحسابات الخاطئة الآتية: راهن هؤلاء، اولا، على ان قوة حزب الله المسلحة ستتحول في هذه الانتخابات قوة سياسية شعبية تدفع اللبنانيين في غالبيتهم العظمى الى تقبل سياساته ومنحه غالبية نيابية كبرى له ولحلفائه. وهذا ما لم يحدث. وراهن هؤلاء، ثانيا، على ان استخدام حزب الله سلاحه في الداخل في ايار 2008 خصوصا سيجعل اللبنانيين "يهابونه" وسيدفعهم الى تقديم الولاء والدعم الكبير له ولحلفائه. لكن ما حدث فعلا هو النقيض اذ ان احداث 7 ايار 2008 جعلت اللبنانيين عموما يدركون مدى خطورة سلاح حزب الله ويلتفون حول القيادات الاستقلالية لحمايتهم. وراهن هؤلاء، ثالثا، على ان شعبية العماد ميشال عون في صفوف المسيحيين لا تزال قوية ولم تتبدل نتيجة تحالفه مع حزب الله. لكن هذا الرهان كان خاطئا تماما اذ اظهرت نتائج الانتخابات الرسمية ان غالبية واضحة من المسيحيين ترفض سياسات عون وخياراته. واعتمد هؤلاء، رابعا، في تحليلاتهم وتوقعاتهم على استطلاعات للرأي العام تجريها مراكز متخصصة في لبنان وقد رجح معظمها فوز فريق 8 آذار في الانتخابات.

لكن نتائج الانتخابات اظهرت مدى ابتعاد هذه الاستطلاعات عن الواقع، ذلك ان اللبنانيين والعرب عموما ليسوا معتادين فعلا على "ثقافة" الاستطلاعات بل انهم يتعاملون معها بحذر شديد وباستخفاف.

تفويض شعبي للاستقلاليين

واكدت هذه المصادر الديبلوماسية الاوروبية المطلعة ان اهمية هذه المعركة الانتخابية ونتائجها نابعة من العوامل والاسباب الاساسية الآتية:

اولا، هذه المعركة الانتخابية كانت ذات طابع وطني واقليمي ولم تكن حصيلة معارك محلية صغيرة في كل دائرة من الدوائر. فقد خاضها اللبنانيون على اساس انها معركة مصيرية واضحة في مضامينها وبرامجها ومبادئها وشعاراتها وقيمها واهدافها، وعلى اساس انها استفتاء شعبي وطني حقيقي على هوية لبنان وطبيعة دوره وتوجهاته المستقبلية داخليا وخارجيا. ولذلك شكلت نتائج الانتخابات انتصارا سياسيا وشعبيا كبيرا للمشروع الاستقلالي – السيادي بكل معانيه ومعطياته، واظهرت مجددا ان ميزان القوى السياسي والشعبي هو لمصلحة الاستقلاليين المعتدلين الذين يمثلهم فريق 14 آذار والمستقلون المتحالفون معه. واعطت نتائج الانتخابات تفويضا شعبيا جديدا للاستقلاليين لكي يواصلوا معركتهم الاساسية السلمية من اجل حماية لبنان من اي هيمنة اقليمية وتعزيز الدولة ومؤسساتها الشرعية وتحصين النظام الديموقراطي التعددي وتدعيم السلم الاهلي والوحدة الوطنية وهو ما يضمن الامن والاستقرار ويساعد على تحسين وتطوير الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية للبنانيين.

ثانيا، اكدت نتائج الانتخابات ان اللبنانيين لم يتعبوا ولم ييأسوا من خوض معركة حماية استقلال البلد والدفاع عن سيادته وقراره الحر، كما اكدت ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يرفضون الاستسلام والرضوخ للقوى المحلية والاقليمية التي استخدمت خلال السنوات الاربع الماضية سلاح الاغتيالات ومختلف وسائل العنف المسلح والترهيب والتهديد والضغط والتعطيل من اجل منع الاستقلاليين من ان يحكموا البلد ويديروا شؤونه بما يؤمن المصالح الحيوية للبنانيين. وجاءت نتائج الانتخابات وما رافقها من اقبال كثيف على صناديق الاقتراع خصوصا في المناطق المسيحية والسنية والدرزية لتشكل حماية سياسية وشعبية ووطنية جديدة للاستقلاليين ولتؤكد عزم اللبنانيين، في غالبيتهم الواسعة، على مواصلة انتفاضتهم السلمية ضد مختلف القوى والجهات التي ترى في لبنان مجرد ورقة مساومة او ساحة لتعزيز مواقع سوريا وايران التفاوضية مع الدول الكبرى ولتأمين مصالحهما وإن على حساب مصالح اللبنانيين.

ثالثا، اظهرت نتائج الانتخابات ان اللبنانيين في غالبيتهم الواسعة يدركون تماما مدى جدية التهديدات والاخطار الداخلية والخارجية التي سيواجهونها في حال حصل فريق 8 آذار على الغالبية النيابية، ولذلك منحوا ثقتهم للقوى الاستقلالية المعتدلة تماما كما منحوا هذه القوى ثقتهم عام 2005 حين خاضوا معها اكبر معركة سلمية شعبية في تاريخ لبنان منذ الاستقلال وهي معركة ادت الى انهاء الهيمنة السورية على هذا البلد. وقد شكلت نتائج الانتخابات انتفاضة شعبية سلمية حقيقية ضد المشروع الاقليمي لـ"حزب الله" قائد المعارضة الذي يهدف الى اعطاء الاولوية للمواجهة المستمرة وليس للبناء والاستقرار، والى جعل لبنان ساحة معركة مفتوحة مع اسرائيل ودول عربية واجنبية عدة، كما يهدف الى اعطاء الاولوية لمصالح السوريين والايرانيين ويمهد لربط هذا البلد بالمحور الايراني – السوري مما يقضي على مقومات الاستقلال والسيادة ويجلب للبنانيين الموت والخراب والدمار كما حدث في غزة. واظهرت نتائج الانتخابات ان اللبنانيين يرفضون على نطاق واسع دولة "حزب الله" المسلحة كما يرفضون بشكل محدد احتفاظ الحزب بسلاحه وبقرار الحرب مع اسرائيل خلافا لما هي الحال في سائر دول العالم، كما يرفضون استخدام الحزب سلاحه في الداخل من اجل فرض مطالبه وشروطه على سائر الافرقاء.

أسباب فشل عون

رابعا، تغلب لدى الناخبين المسيحيين تحديدا القلق والخوف من سلاح "حزب الله" واخطاره على النظرية القائلة ان التحالف مع الحزب يعزز نفوذ المسيحيين ودورهم في البلد، وهي نظرية خاطئة تماما، لكن تم الترويج لها في صفوف فريق 8 آذار. الواقع ان ما يريده "حزب الله" هو تعزيز مواقف ومواقع حلفائه الايرانيين والسوريين وتقوية دور الشيعة في البلد. ويذكر اللبنانيون ان الدور المسيحي تقلص وضعف خلال سنوات الهيمنة السورية على لبنان.

خامسا، فشل العماد ميشال عون زعيم "تكتل التغيير والاصلاح" في تحقيق هدفه الاساسي وهو الحصول على كتلة مسيحية كبرى تضم 35 نائبا وتسمح بالتالي لفريق 8 آذار بالفوز في الانتخابات وقد تمهد لاحقا لتأمين وصول الجنرال الى رئاسة الجمهورية بطريقة او باخرى. وفشل عون هذا ناتج من خمسة اسباب اساسية هي الآتية:

1 – اظهرت الانتخابات ان المسيحيين وفي غالبيتهم الواسعة، يرفضون تحالف عون مع "حزب الله" لانهم يدركون ان هذا التحالف يضعف الدولة ومؤسساتها ويؤمن تغطية مسيحية لسلاح الحزب. وهم لم يقتنعوا بدفاع الجنرال عن هذا التحالف وبتأكيده انه لمصلحة المسيحيين.

2 – اظهرت نتائج الانتخابات ان عون ليس قادرا على ان يأخذ المسيحيين معه الى حيث يريد. فالكثير من الناخبين المسيحيين الذين منحوا عون ثقتهم عام 2005 لانه خاض الانتخابات آنذاك على اساس انه منقذ لبنان من الهيمنة السورية ومن سلاح "حزب الله"، وانه بطل الاستقلال والمسيحيين، تخلوا عنه هذه المرة لان الجنرال استخدم انتصاره السابق للتحالف مع المحور الايراني – السوري ولمحاربة الاستقلاليين المعتدلين. وقد اظهرت نتائج الانتخابات ان 58 في المئة من المسيحيين يؤيدون فريق 14 آذار وسياساته وان 42 في المئة منهم فقط يؤيدون عون.

3 – لم يستطع عون اقناع قسم كبير من المسيحيين بمشروعه الاساسي القاضي باقامة جمهورية جديدة – الثالثة على انقاض "جمهورية الطائف" لان مشروعه غامض ولان الجنرال لم يكشف للبنانيين مضمون هذا المشروع  والصيغة البديلة من صيغة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين التي حددها اتفاق الطائف، والتي يفترض بها ان تؤمن للمسيحيين دورا اكبر في ادارة شؤون البلد.

4 – اعتمد عون سياسة الهاء المسيحيين عن المسائل الجوهرية من خلال رفع شعار محاربة الفساد او شن حملات مستمرة على المسلمين المعتدلين، كما عمل على ابعاد المسيحيين عن الاهتمام بالقضايا المصيرية وهي الدفاع عن استقلال لبنان وسيادته والعمل على صيانة امنه واستقراره وسلمه الاهلي وحمايته من مخططات المحور الايراني – السوري الخطرة داخليا واقليميا.

5 – بدا واضحا من نتائج الانتخابات ان المزاج الشعبي في المناطق المسيحية يعكس تمسك المسيحيين عموما بالدولة القوية وبمؤسساتها الشرعية وبدور الجيش والقوى الامنية، كما يعكس الحرص على دعم الرئيس ميشال سليمان وعلى رفض "دولة حزب الله" المسلحة وعلى التمسك مع المسلمين بالمحكمة الدولية لتحقيق العدالة. ويعكس المزاج الشعبي المسيحي ايضا رفضا للعودة الى سياسة التهديد المستمر والتعطيل وشل الحياة الاقتصادية والاجتماعية واستخدام السلاح والعنف في الصراع السياسي الداخلي.

6 – شكل انتصار الاستقلاليين في الانتخابات هزيمة سياسية حقيقية للمحور الايراني – السوري وخصوصا ان نظام الرئيس بشار الاسد خاض خلال السنوات الاربع الماضية حربا متعددة الجانب ضد القوى الاستقلالية واصفا الغالبية السابقة بانها "وهمية" ومؤكدا ان حلفاء دمشق هم الاقوى. كما ان النظام الايراني تبنى نظرية انتصار حلفائه في الانتخابات لذلك اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي للرئيس نيكولا ساركوزي حين التقاه في باريس مطلع هذا الشهر ان فريق 8 آذار هو الذي سيفوز في الانتخابات وان على فرنسا واميركا وسائر الدول تقبل هذا الواقع والتعامل مع الحكم الجديد وتقديم الدعم له. وقد اظهر اللبنانيون في هذه الانتخابات وفي غالبيتهم الواسعة مدى حرصهم على ان يكونوا جزءا من المجتمع الدولي والمجموعة العربية ككل ومدى تمسكهم بتطبيق قرارات مجلس الامن وبدعم عمل المحكمة الدولية، ولذلك منحوا القوى الاستقلالية الغالبية النيابية والشعبية لان ذلك يؤمن استمرار الحماية الدولية والعربية الواسعة للبنان المستقل.

 

لإعطاء الثلث الضامن لرئيس الجمهورية وليس للأقلية"

حنين لـ "المستقبل": الديمقراطية هي المنتصر الأكبر في الانتخابات

المستقبل - الجمعة 12 حزيران 2009 - بعبدا ـ هلا أبو سعيد

بعد أن جدد الشعب اللبناني البيعة لقوى الرابع عشر من آذار وأنتج برلماناً جديداً يؤكد على خيار "العبور إلى لبنان الدولة لا الدويلات"، كان لـ" المستقبل" حوار مع أحد المناضلين في قوى الرابع عشر من آذار الدكتور صلاح إدوار حنين الذي دفع في هذه الإنتخابات ـ في قضاء بعبدا ـ ثمن العددية الطائفية التي ما آمن بها يوماً! وفي هذا السياق يربط حنين رفضه التعليق والتحليل في خفايا الإخفاق في معركته الإنتخابية برفضه الدخول في الملاسنات والتحليلات العددية على قاعدة طائفية لطالما ترفّع عنها، حيث اكتفى بالقول: "حافظت على وفائي لقناعاتي السياسية ولمبادئي ضمن رؤية وطروحات وطنية كنت وما زلت أعمل في سبيلها رغم ما يعترض هذا الطريق الوطني من صعوبات لا تبعدني عن قناعاتي بل تعزز إصراري على النضال من أجل لبنان المستقبل الواعد للأجيال القادمة، لبنان الاستقلال والحرية بلد القانون الواحد والحريات".

وتابع: "وجودي خارج الندوة البرلمانية لا يوقفني عن النضال بل انا اول سياسي وقف من خارج الندوة البرلمانية ضد التمديد للرئيس الاسبق اميل لحود وأول من أعلن تأييده للقرار 1559 خلال الوجود السوري في لبنان ووقف ضد خرق وتعديل الدستور، وأول من وقف ضد إقفال محطة ال أم تي في وأراد فتحها".

وحول فوز لائحة "التغيير والإصلاح" "الخجول" في بعبدا، قياساً على الإخفاقات في الأقضية الأخرى، قال: "التغيير والإصلاح تحت عنوان محاربة الفساد يعني تشريع القوانين ضد الفساد لا إطلاق الشعارات، وأنا كنائب قدمت عدة اقتراحات قوانين تحارب الفساد بمواضيع اساسية تتعلق بالخصخصة وتنظيم اسواق البورصة، وفي مجال حقوق الانسان وانا من اقترح قانون الغاء الاعدام وانشاء محكمة لصيانة حقوق الإنسان إضافةً إلى اقتراحات القوانين المتعلقة بموضوع المجتمع المدني وتعزيز حقوق المرأة وضمان الشيخوخة والبطاقات الصحية، فالتغيير والإصلاح استراتيجية تحتاج لتشريع القوانين التي تدعم الاقتصاد وحقوق الانسان ولست افهم معنى الجمهورية الثالثة ولا كيفية محاربتهم للفساد، ونسألهم ماذا اقترحوا للتغيير في حين كان لديهم اثنان وعشرون نائباً لم يتقدموا باقتراح واحد ضد الفساد، والسؤال الأهم: كيف نحارب الفساد إلى جانب خيار لا يحمي الدولة نسير معه بخط يقبل السلاحين والقانونين؟".

وعن رؤيته لمستقبل لبنان بعد نتائج الانتخابات، قال حنين: "أنا مع النظام البرلماني وأريد للأكثرية أن تحكم وللأقلية أن تعارض فهذا هو مفهوم النظام البرلماني الديموقراطي وأنا سأضع كل طاقاتي وإمكاناتي في خدمة مشاريع الإنماء من أجل لبنان البلد الحضاري بلد القانون الواحد والجيش الواحد".

وأضاف: "كان شعاري الإنتخابي قانون واحد للبنان واحد، واساس بناء الدولة هو القانون الواحد والقرار الواحد الصادر عن مؤسسات الدولة التي لا تبنى بقرارات خارجة عن المؤسسات الشرعية، نحن ملتزمون بقرارات الامم المتحدة والانشقاق في البلد هو نتيجة مخالفة الدستور ويشكل خطراً أكبر على لبنان من خطر العدو الخارجي عليه، نحن مع الانفتاح على الشركاء في الوطن واقول للسيد حسن بكل احترام لا نستطيع بناء دولة بتفرّد على ذوق قسم من اللبنانيين، وعلينا العمل معاً على بناء الدولة بمفهوم الشراكة الحقيقية، وآمل أن يأخذنا الحوار الوطني الى مفهوم الدولة الصحيح، لأن القبول بدولة بسلاحين ليس انفتاحاً بل انحرافاً عن الدستور والانفتاح هو تقبل الآخر والتعامل معه ضمن الأطر الدستورية والقرارات الدولية التي اقر بها الدستور".

وتحدث بخبرة رجل القانون عن تسييس المحكمة الدولية، فقال: "أجد اتهام المحكمة الدولية "بالمسيسة" أمراً مضحكاً، فالمحكمة الدولية مؤلفة من اربعماية قاض والمحاكمة تتم على مراحل، محكمة الدرجة الاولى والاستئناف وقاضي التحقيق والمدعي العام ومكتب الدفاع والقاضي المسؤول عن تحضير الملف ولا يمكن التشكيك بها إضافةً إلى أن القضاة الذين يعملون على أدلة في ملفات باتت تتضمن اكثر من عشرة آلاف دليل والقاضي لا يمكن ان يحكم خارج الملفات".

وعلل خروج الضباط الأربعة من السجن في سياق "التباين بين قانون أصول المحاكمات المدنية اللبناني وقانون المحكمة الدولية المرن، "المادة 108 في قانون أصول المحاكمات المدنية في لبنان تسمح للقاضي بتوقيف الاشخاص بدون حدود زمنية بالجرائم العامة والشاملة ومن ضمنها الجرائم الارهابية وانا كنت من المعترضين عليها عندما عدلوا قانون اصول المحاكمات المدنية في لبنان ولكنهم اصروا عليها آنذاك، ومن أصر عليها آنذاك وقع ضحيتها وأثبت اليوم المثل القائل "من حفر حفرة لأخيه وقع بها". العبثية في الإعتقال كانت تناسبهم وقتذاك لأنهم كانوا يريدون التوقيفات السياسية في ظل نظام الوصاية، فوقعوا ضحيتها، اما المحكمة الدولية فوضعت قانون اصول محاكمات خاص بها منفتح كثيراً ويقول في المادتين 103 و105 منه انه يمكن التحقيق مع المتهم دون توقيفه وخارج السجن وهو في منزله عبر "الفيديو كونفيرانس" في البلد الذي يعيش فيه وذلك لحماية كرامة المتهم من الشبهات وسمعة الدولة الذي ينتمي إليها وحماية أمنها، فمن هنا نوضح للمواطنين أن لا التوقيف يعتبر تجريما ولا اخلاء السبيل تبرئة، الضباط الأربعة أوقفوا بموجب قانون أصول المحاكمات المدنية اللبناني الذي صنعته سياستهم القمعية في ذروة سلطتهم وخرجوا بموحب قانون اصول محاكمات المحكمة الدولية المرن، وخروجهم لا يبرئهم لأنه باستطاعة المحققين الدوليين استكمال التحقيق معهم أينما كانوا".

وعن مفهومه للدولة المترفع عن الطائفية، قال حنين: "انا مع الدولة المدنية بعمق الامور واحترم الشعب الاميركي الابيض البروتستانتي الذي خرج من مخاوفه وقوقعته وانتصر على عقدة الجنس الابيض والتعصب الديني وصوّت لصالح اوباما الرئيس الاسود من أصل مسلم لأنه آمن به وبمشروعه الاصلاحي وبمواطنيته، ولقد حان الوقت لنعيش في دولة مدنية في لبنان تترفع عن المحسوبيات والطائفية، وعلينا ان ننتقل للنظام الافضل لا الى المزيد من التجزئة وأن نحافظ على لبنان بلد الرسالة والتعددية، وندعو حزب الله للمشاركة بالدولة والقرارات عبر وزرائه ونوابه".

وشكر حنين "كل من صوت له وآمن بمشروعه"، معتبراً "أن المنتصر الأكبر في الإنتخابات هو الديموقراطية في لبنان".

وأعرب عن "فرحه باحتفاظ قوى الرابع عشر من آذار بالأكثرية".

وقال: "ما يحفظ الدور المسيحي في لبنان والشرق هو الدولة الصحيحة التي تحمي وجودهم بديموقراطية وتعبر عن قراراتهم وتؤمن مشاركتهم الفعلية، ولا حماية لوجود المسيحيين في ظل الحرب المستدامة والمفتوحة، نحن في لبنان تاريخنا الحرف والقانون، الحرف ولد في جبيل ومدرسة القانون ولدت في أم الشرائع بيروت، ومستقبلنا الانفتاح والعدالة، هذا هو تراثنا والحروب هي "اكبر انكسار للانسان" كما قال البابا يوحنا بولس الثاني".

وذكر بنص المادة 49 من الدستور التي تقول: "رئيس الجمهورية هو رمز وحدة الوطن ويسهرعلى تطبيق احكام الدستور والمسؤول عن سلامة البلاد ووحدة اراضيها"، وانا ضد الثلث المعطل ومشاركة الاقلية بالحكم تلغي قرار الناس الذين انتخبوا اكثرية معينة وتعطل مراقبة المجلس النيابي وبما ان رئيس الجمهورية هو رأس السلطة الاجرائية التنفيذية يجب أن يكون الثلث الضامن معه ليكون الضامن الحقيقي لمسيرة اي حكومة ستشكل ونأمل أن لا تترافق مع خضات سياسية كبرى لأن هذا البلد لم يعد يحتمل المزيد من الخضات والازمات السياسية".

 

النائب الحريري عرض مع النائب جنبلاط الاوضاع بعد الانتخابات

وطنية - 11/6/2009 استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، مساء اليوم في قريطم، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، في حضور وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وجرى عرض في الاوضاع السياسية الراهنة في البلاد بعد الانتخابات النيابية.

 

16 للأكثرية و10 للأقلية و4 لرئيس الجمهورية:حكومة... كي لا تتعطل الحكومة!

بقلم توفيق هندي

النهار/لا حكمة في التصريحات المتسرعة لبعض 14 آذار في ما يخص مبايعة الرئيس نبيه بري لولاية جديدة لرئاسة المجلس كما لا حكمة في مقولات تفتقد إلى الواقعية لبعضها الآخر بضرورة أن تحكم 14 آذار عبر حكومة الغالبية وأن تعارض 8 آذار في مجلس النواب.

فالموضوع في غاية الحساسية والخطورة ويتعدى إنتخاباً عادياً لرئيس مجلس نيابي أو تشكيل حكومة عادية في إطار نظام سياسي قائم على ديموقراطية عددية بسيطة في ظروف عادية ومستقرة.

فلبنان، بعد إجراء الإنتخابات النيابية أمام إستكمال تكوين السلطة عبر إنتخاب رئيس للمجلس النيابي وتعيين رئيس للحكومة وتشكيلها.

الغالبية النيابية الجديدة - المجددة هي من 71 نائباً وهي حقيقية وليست وهمية وهي ناتجة عن إنتخابات أجريت وفق قانون نسجت خيوطه 8 آذار (والكل يتنصل منه اليوم!). ولا فائدة من ملاحظة أمين عام "حزب الله" حول التمييز بين الغالبية النيابية والغالبية الشعبية في إطار نظام قائم على الديموقراطية التوافقية التي لطالما تمسكت بها 8 آذار.

في المقابل، على 14 آذار أن تدرك جيداً أن الموازين التي تحكم إعادة تشكيل السلطة لا تقتصر على حيازة الغالبية النيابية، إنما أيضاً تتأتى من مفاعيل الواقع على الأرض (وذلك بغض النظر عن أحقية وجوده بالنسبة لأصحابه وتطميناتهم).

وإذا كان نظرياً بمقدور 14 آذار أن تأتي برئيس مجلس نيابي ورئيس حكومة من صفوفها وأن تشكل حكومة 14 آذار، فإن هذا الأمر يفجر الوضع اللبناني فضلاً عن أنه يتناقض مع روح الدستور والطائف.

ولأن الوضع بهذا القدر من التعقيد والحساسية، وللإستفادة من عبر التجارب المأسوية السابقة التي، ويا للأسف، أوحت أن اللبنانيين غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم، يتوجب مقاربة إعادة إنتاج السلطة على قاعدة التوافق حول سلة تحتوي على رئاسة المجلس النيابي، رئاسة الحكومة، توازناتها وبيانها.

وقد يستغرق الإتفاق على هذه السلة وقتاً. ولكن هذا الأمر أفضل من التسرع ودفع الوضع في لبنان إلى مسالك تؤدي به إلى عدم الإستقرار السياسي أو حتى الأمني وإلى عودة الوصاية الخارجية إليه مهما كان عنوانها : الدوحة، دمشق، القاهرة، الرياض، طهران، واشنطن، باريس،...

ولبلوغ هذا الإتفاق، ثمة حاجة لحوارات ومفاوضات وتفاهمات ثنائية وثلاثية و... وهنا، تبرز الحاجة الماسة والضرورية لإدارة هذه العملية المعقدة، والتي إذا ما تركت لأهواء "المتحاورين" المفترضين قد تضل الطريق وتوصل الوضع في لبنان إلى ما لا يحمد عقباه.

وبما أن "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور والمحافظة على إستقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه"، وبما أن الرئيس سليمان هو الرئيس التوافقي، وقد أثبت من خلال الممارسة هذه الصفة بإمتياز خلال السنة الأولى من عهده، تقع عليه حصراً مسؤولية إدارة هذه العملية، وعلى الجميع تسهيل مهمته هذه.

إن الغالبية الحالية متوازنة من حيث الثنائية المسيحية - الإسلامية كما هي حال الأقلية. غير أنها تفتقد إلى التمثيل الشيعي المعقول. في المقابل، تفتقد الأقلية إلى التمثيل السني المعقول. لذا، لن تكون حكومة الغالبية منسجمة مع روح الدستور والطائف.

وبما أن 14 آذار لا تحظى بغالبية الثلثين في المجلس النيابي وبما أن الفارق بسيط في عدد المقاعد بين 14 و 8 آذار، ثمة حاجة لحكومة تضم في صفوفها الفريقين.

وإذا كانت غالبية الثلثين لـ14 آذار في الحكومة منافية لروح الدستور والطائف، فإن تمسك 8 آذار بالثلث الضامن (أو المعطل) غير مقبول في ضوء تجربة الحكومة الحالية (حكومة تعطيل أعمال، على حد قول الوزير محمد شطح)، ويوحي وكأن هذا الفريق يبغي تقويض الدولة وتهميشها أو أقله وضعها في خدمة "قضاياه ورؤياه الخاصة للبنان والمنطقة والعالم"، كما أن هذا التمسك لن يكون إلا على حساب دور رئيس الجمهورية الطبيعي والمسلّم به في إنتظام الحياة السياسية والدستورية في البلد.

لا شك في أن الممارسة أظهرت ضرورة توضيح أو حتى تعديل بعض صلاحيات ومسؤوليات رئيس الجمهورية في إطار المحافظة على أساسيات اتفاق الطائف، لأن دور الحكم والناظم للحياة السياسية والدستورية في لبنان كان في يد دمشق في مرحلة الوصاية السورية. غير أن معالجة هذا الأمر تتطلب وقتاً طويلاً نسبياً وجواً عاماً هادئاً وعقلانياً.

 أما عملياً، ولكي لا يذهب لبنان إلى المجهول وكي تكون الحكومة حاكمة ولكي تدور عجلة الحكومة والحكم والدولة بشكل طبيعي، لا بد من أن تشكل الحكومة على القاعدة التالية: 16 وزيراً لـ 14 آذار، 10 وزراء لـ 8 آذار و4 لرئيس الجمهورية بمن فيهم وزيرا الدفاع والداخلية.

فمن الطبيعي أن تحصل 14 آذار على الغالبية العادية في الحكومة وأن يكون التحكيم في القضايا الأساسية التي تتطلب غالبية الثلثين لبتها في يد رئيس الجمهورية. وهكذا يتبين ان 16+4=20، أي ثلثي الحكومة وأن 10+4=14، أي أكثر من ثلث الحكومة زائد واحد (11). من هنا، لا يمكن أن تتعطل الحكومة إذا لم يتم التوافق بين 14 و8 آذار على موضوع يتطلب أكثرية الثلثين: فوجود الـ 4 وزراء في يد رئيس الجمهورية يشكل عاملاً ضاغطاً على الطرفين لكي يتوافقوا وأداة حاسمة في حال لم يتوافقوا، فلا تتعطل آلية إتخاذ القرار في الحكومة.

هكذا يصبح رئيس الجمهورية الحكم المقتدر في يده القوة الكافية لكي يكون تحكيمه كما رأيه مسموعاً ومقبولاً.

إن الأولوية في بت عناصر السلة تذهب برأيي إلى موضوع توازنات الحكومة العتيدة، يليها التوافق على الخطوط العريضة للبيان الوزاري، لما لهذا الأمر من أهمية في مقاربة مسألة السلاح خارج المؤسسات العسكرية والأمنية للدولة اللبنانية، والذي سيُرحّل في مطلق الأحوال للبت فيه إلى طاولة الحوار في بعبدا عبر مناقشة إستراتيجية الدفاع.

أما رئاسة مجلس النواب، ولكي لا تتكرر سابقة تعطيل المجلس، لا بد من الإتفاق على أساسيات عملها وبعض المواضيع العالقة التي لا بد من وضعها على طريق الحل المؤسساتي. وفي مطلق الأحوال، لا يصح بت إنتخاب رئاسة المجلس قبل التوافق على رئاسة الحكومة، توازناتها وأساسيات بيانها.

قد يقال إن هذه المقاربة في إنتاج السلطة غير مؤسسية. الجواب : نعم إلى حد ما. ولكن الظرف الصعب والإستثنائي يفرضها.

سياسي لبناني     

 

 النائبان المنتخبان الجميل وجعجع عادوا مايا كيروز بعد تعرضها للاعتداء على يد مسلحين عند جسر الفيدار

وطنية - 11/6/2009 زار النائب المنتخب سامي الجميل والنائب المنتخب نديم الجميل، مايا كيروز في مستشفى اللبناني الجعيتاوي الاشرفية، التي كانت تعرضت لاعتداء نهار الاثنين الفائت على يد مسلحين عند جسر الفيدار على اتوستراد جبيل، وقد تم نقلها من قبل مارين إلى مستشفى الجعيتاوي حيث خضعت لسلسة من العمليات الجراحية وهي تعاني من كسور وحروق في أنحاء جسمها كافة، إضافة الى خطر بتر ساقها اليمنى. وكان عادها في المستشفى، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وعضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من اذار ميشال مكتف ممثلا رئيس حزب لكتائب اللبنانية الشيخ امين الجميل.

 

الرئيس سليمان عرض التطورات مع رئيس مجلس الوزراء

الرئيس السنيورة: مرشحي لرئاسة الحكومة النائب سعد الحريري

لا أعتقد أن الكتل الاساسية تميل لإعطاء اثلث المعطل للمعارضة

خفض سعر البنزين أمر غير حكيم لان انعكاساته سيئة على الاقتصاد

وطنية - 11/6/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا، مساء اليوم، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء عصر الغد في بعبدا.

حوار

بعد اللقاء، دار بين الرئيس السنيورة والصحافيين الحوار التالي:

سئل: ما هدف زيارتكم لبعبدا عشية مجلس الوزراء؟

اجاب: كالعادة، كانت الزيارة تشاورية حول العديد من الامور، ومنها نتيجة اليوم الانتخابي الطويل الذي سجل لبنان فيه سابقة غير معروفة منذ قرابة الخمسة عقود من الزمن، بحيث اجريت انتخابات لم تتخللها حوادث امنية تستأهل الذكر. وبالتالي، حصول هذه الانتخابات وللمرة الأولى في يوم واحد بهذا الجو الديموقراطي والسلمي، هو انجاز كبير لهذه الحكومة. وسجلت الانتخابات ايضا حقائق جديدة، كما سبق وقلنا في المرة السابقة. وما حققناه كان يمكن ان يكون اكثر بكثير، انما اذا نظرنا الى ما حققته الحكومة على مدى الاشهر العشرة من عمرها، بما في ذلك موضوع اجراء الانتخابات والمطبات التي استطعنا تخطيها مع المحافظة على الامن والامان في البلاد ونحقق خطوات الى الامام على صعيد الوضع الاقتصادي ومعالجة الكثير من المشاكل التي ترافقت مع الازمة المالية العالمية وغيرها من القضايا، كلها من المسائل الاساسية التي انجزتها هذه الحكومة".

أضاف: "تحدثنا ايضا عن الزيارة المرتقبة لجورج ميتشيل غدا، وزيارة خافيير سولانا غدا وبعده، وفي الموقف الذي يتخذه لبنان في هذا الصدد، اضافة الى جو الجلسة التي ستعقد غدا وهي ما قبل الاخيرة قبل ان يتسلم المجلس الجديد مسؤولياته في 20 من هذا الشهر، وسنتعرض الى الكثير من القضايا لانجاز ما تبقى من مسائل".

سئل: موضوع الموازنة ادرج غدا على جدول اعمال الجلسة. هل تم حلحلة العقد؟ وهل ستقر الموازنة غدا؟

اجاب: "ان شاء الله خيرا".

سئل: لماذا لا تبشر اللبنانيين مسبقا؟

اجاب: "كي أحضر لكم مفاجآت سارة".

سئل: هل ستكون مرشحا لمنصب رئاسة الحكومة؟

اجاب: "ان هذا الموضوع وبحسب مؤسساتنا الدستورية، يأخذ في الامر ترشيح مجلس النواب والكتل المعنية من سيتولى المنصب. أما بالنسبة الي فإن مرشحي هو النائب سعد الدين الحريري".

سئل: هل يمكن هذه المرة ايضا اعطاء الثلث المعطل للمعارضة؟

أجاب: "ان التجربة في هذا السياق لم نسهم في انجاحها. وبالتالي، لا أعتقد أن هناك ميلا لدى الكتل الاساسية في مجلس النواب للسير في هذا المسار".

سئل: هل سيكون المخرج بإعطاء رئيس الجمهورية هذا الثلث؟ وهل سيكون عبر العرف أو وفق تعديل دستوري؟

أجاب: "علينا ان ندع بعض الامور تبحث من خلال الحوار والتشاور، وامامنا بعض الوقت للبحث في هذه المواضيع".

سئل: اشترط رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون بالامس تمثيل تكتله وفق النسب التي حصل عليها في مجلس النواب، فما هو رأيك؟

أجاب: "عليه أن "يطول باله علينا شوي"، ستشهد الفترة المقبلة تواصلا للنظر في كل هذه المسائل. وأكرر أن الانجاز العظيم الديموقراطي الذي حصل حاول فيه اللبنانيون ايضا ارسال رسائل مهمة واساسية من خلال عملية الاقتراع الديموقراطي، لا سيما انهم يريدون عودة الدولة، وبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان، والرسالة المهمة هي انه لا يمكن ان يتم التغيير في لبنان الا من خلال المؤسسات الدستورية. هذا الانجاز ليس فقط للبنانيين، بل اعتقد انه رسالة ايضا في كل المنطقة العربية، ويفتخر لبنان بأنه أجرى انتخابات ديموقراطية حقيقية، ويمكن ان تكون مثالا يحتذى. ورغم كل السيل من التهديد والوعيد والتخوف، صمد اللبنانيون، وخرجوا كبارا من هذا الاستحقاق".

وقال: "أنتهز المناسبة لاقول إن الحكومة وعدت ووفت بوعدها، وساهم الوزراء المعنيون في الداخلية والدفاع والعدل في إنجاح هذا الاستحقاق، وقد وجهت لهم في السابعة من مساء يوم الاقتراع تحية تقدير واكبار على العمل الذي قاموا به، ويعود اليهم الفضل في نجاح هذا اليوم".

سئل: ان سعر صفيحة البنزين الى ارتفاع، هل هناك من تدابير معينة ستتخذونها لمواجهة هذا الامر؟

أجاب: "أقدر الموقف الذي ينظر اليه المواطن، وزيادة سعر الصفيحة هو نتيجة ارتفاع الاسعار العالمية في النفط، حتى اننا وضعنا الموازنة على اساس قيمة 50 دولارا لسعر برميل النفط، بينما يبلغ الآن 70 دولارا. كما نعلم جميعا ان توليد الكهرباء في لبنان يعتمد على النفط في شكل اساسي، وهذه اعباء اضافية بمئات الملايين من الدولارات التي ستتحملها الخزينة في هذا الشأن. وإان الرسوم على البنزين هي جزء اساسي من موارد الخزينة، وكنا نتمنى الا يكون هناك من رسوم على صفيحة البنزين او على غيره، لكن الدولة لا تقوم وفق ذلك، فكل شيء مكلف، وقد اتخذنا قرارات منذ اشهر تكلف الدولة اموالا منها 1500 مليار لزيادة الرواتب، اضافة الى المفعول الرجعي لسلسلة الرتب والرواتب. وقد يبلغ العجز في الخزينة لهذا العام 4 مليارات دولار، واي خفض في واردات الخزينة ليس فقط "غير حكيم"، بل ايضا مضر. واذا قارنا وضعنا بوضع الشقيقة القريبة سوريا، فإن سعر الصفيحة هناك يقارب سعره هنا، علما ان مستوى المعيشة في سوريا يختلف عنه في لبنان. كما ان العطاءات التي يقدمها لبنان إلى اللبنانيين تختلف ايضا عن تلك التي يقدمها الآخرون. لذلك، ومع تقديري الشديد لوجع الناس والمهم لارتفاع سعر البنزين، ليس بامكاننا خفض سعر البنزين لان انعكاساته ستكون سيئة جدا على الاقتصاد والمالية العامة، وعلى مستوى العجز والقيام بهذه الخطوة، وكما قلت امر "غير حكيم" على الاطلاق".

 

الرئيس السنيورة ترأس اجتماعا وزاريا واستقبل الحوت وتلقى اتصال تهنئة من وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية

ضرورة استمرار الضغط على إسرائيل لتعزيز فرص الحل في المنطقة ورفض لبنان توطين اللاجئين الفلسطينيين في سياق أي حل يطرح

وطنية - 11/6/2009 تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم، اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قدمت خلاله التهنئة للحكومة اللبنانية على نجاحها في "إنجاز الاستحقاق الانتخابي الذي هو بمثابة إثبات لحيادية أجهزة الدولة اللبنانية والتزامها بالديموقراطية". ونوهت ب"اختيار لبنان لخط الاعتدال وحكم القانون والممارسة الديموقراطية"، مؤكدة "استمرار دعم بلادها المؤسسات الدستورية اللبنانية ودعم لبنان السيد القوي المستقل". واعتبرت أن "الولايات المتحدة تعمل لإيجاد الظروف المؤاتية لتحقيق تسوية لأزمة المنطقة على أساس حل الدولتين، وأن زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى لبنان تأتي في هذا السياق". من جهته، أكد الرئيس السنيورة أن "الانتخابات النيابية تمت في أجواء من الديموقراطية والشفافية والسلام"، مشددا على ان "الشعب اللبناني قادر على التغيير عبر المؤسسات وليس عبر العنف". ونوه الرئيس السنيورة خلال الاتصال ب"الإشارات والمواقف الإيجابية التي تضمنها خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة"، مؤكدا "ضرورة استمرار الضغط على إسرائيل لتعزيز فرص الحل في المنطقة على أساس الدولتين انطلاقا من مبادرة السلام العربية"، وشدد في الإطار نفسه على "رفض لبنان توطين اللاجئين الفلسطينيين في سياق أي حل يطرح". وكان الرئيس السنيورة استقبل في السراي الكبير النائب المنتخب الدكتور عماد الحوت يرافقه عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان عمر المصري، وكان بحث في الأوضاع العامة. ثم ترأس الرئيس السنيورة اجتماعا ضم: وزير الداخلية زياد بارود، وزير المال محمد شطح، وزير الدولة خالد قباني والأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، وجرى البحث في شؤون وزارية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 11 حزيران 2009

النهار

يفكر الرئيس ميشال سليمان في تشكيل فريق عمل ليساعده على اطلاق ورشات الاصلاح في كل المجالات واجراء حركة مناقلات وتشكيلات ادارية وامنية واسعة .

صحت المعلومات التي كان النائب ميشال المر قد تلقاها قبل شهر من موعد الانتخابات ان غالبية حزب الطاشناق لن تصوت له .

لفت اوساطا سياسية تفوق عدد الأصوات التي نالها مرشح " التيار الوطني الحر " الدكتور وليد الخوري في بلدة عمشيت على منافسه ناظم الخوري .

السفير

يجمع أركان المعارضة أرقام المغتربين الذين استقدموا للمشاركة في الانتخابات مع أكلاف نقلهم ومصاريف الجيب التي قدمت إليهم لتكون في صلب الطعون التي سوف يقدمونها الى المجلس الدستوري.

سجل مرجع كبير ملاحظة على عدد من القادة العرب الذين اتصلوا مهنئين بعض "أصدقائهم" لفوزهم في الانتخابات، قبل ان يتصلوا به او... مع إهمال تهنئته شخصياً.

سجل صحافي إسرائيلي حواراً مع بعض الصحافيين العرب، معظمهم من أقطار خليجية، على هامش اللقاء الصحافي الذي نظم خلال ساعات وجود الرئيس الأميركي في القاهرة، وقد تمكن صحافي لبناني من تفادي هذا الحرج، واعتذر عن حضور المؤتمر مستجيباً لدعوة زملاء مصريين.

المستقبل

لاحظت أوساط متابعة أن زعيم "تكتل" نيابي يعارض توجه حلفائه "التهدوي" في المرحلة المقبلة.

نصحت جهات خارجية لبنان بعدم قبول عضوية إطار دولي حسّاس يحقّ له به بعد أشهر قليلة.

تردّد أن بعثة ديبلوماسية لبنانية تعاني نقصاً حاداً في الفريق البشري بعد انتهاء خدمات عدد من أعضائها.

اللواء

تدور في بعض الدوائر الدبلوماسية الغربية أحاديث عن تزاحم أميركي - فرنسي على الوضع اللبناني بعد الانتخابات·

بدأت تتشكّل في الأفق معالم الوزراء الجدد في الحكومة، وإن تأخر تأليفها·

كشفت مصادر غربية أن الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة، باتت مرتبطة بمفاوضات السلام!·

الشرق

سياسي مخضرم حذر من سلبيات العودة الى الثلث المعطل مفضلا عليه ترك المعارضة تحكم من دون اية مشاركة من الاكثرية!

مرجع روحي اعترف امام قيادي حزبي بأنه تلقى المزيد من رسائل التهديد بالاعتداء عليه في حال استمر على نهجه السياسي!

ديبلوماسي اجنبي سأل عما يمنع تسريع مقاضاة المتهمين بالتعامل مع اسرائيل "طالما ان الاستعدادات العدلية - الامنية والسياسية متوافرة بمستويات عالية"!

 

العثور على رمانتين يدويتين غير معدتين للتفجير في الحديقة المجاورة لمدرسة الحكمة في الجديدة

وطنية- 11/6/2009 أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في المتن يولا الهيبي انه عثر صباح اليوم في الحديقة المجاورة لمدرسة الحكمة في الجديدة على رمانتين يدويتين وعلى الفور حضرت القوى الامنية والخبير العسكري للكشف عليهما، وقد تبين انهما واحدة هجومية واخرى دفاعية وغير معدتين للتفجير.

 

اشكال في الرويس تطور الى اطلاق نار واصابة امرأة

وطنية - 11/6/2009 افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" نبيل ماجد، عن حصول اشكال بين عائلتي المقداد وشمص في شارع الحمرا - منطقة الرويس تطور الى اطلاق نار، ما ادى الى اصابة امرأة بجروح نقلت الى مستشفى الرسول الاعظم. وتدخلت قوة من الجيش وضربت طوقا امنيا.

 

كارتر بعد لقائه الرئيس الاسد في دمشق: الانتخابات النيابية اللبنانية كانت ناجحة جدا ومرتاحون الى السياسة الاميركية تجاه المنطقة

وطنية -11/6/2009 زار الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الرئيس السوري بشار الاسد وعرض معه التطورات في المنطقة . وقال كارتر اثر اللقاء:"ان الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت مؤخرا كانت ناجحة للغاية، ولم تكن هناك أي حوادث غير سارة في سائر لبنان في الدوائر الست والعشرين، وكنا في غاية السرور عندما كانت النتائج واضحة ولم يعترض احد عليها". أضاف:"عرضنا مع الرئيس السوري تجربتنا في لبنان وناقشنا بعض الالتزامات التي عبر عنها الرئيسان الاسد وأوباما لبناء العلاقات الدبلوماسية والتعاون المبني على النوايا الطيبة بين سوريا والولايات المتحدة في إحلال السلام في الشرق الاوسط". واشار كارتر "الى انه كان يرغب ان يلتقي قادة من حزب الله اللبناني إلا أنهم لم يكونوا راغبين بالاجتماع به"، وقال:"تمت مناقشة التطورات الجيدة جدا في ما يتعلق بزيارة جورج ميتشيل بعد أيام معدودة، لاسيما أنه المفاوض الرئيسي بعملية السلام ويمثل اوباما ووزارة الخارجية الاميركية".

وعن القضية الفلسطينية قال كارتر:"ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن مواقف سلبية في ما يتعلق بقضايا مثل القدس وموضوع المستوطنات وحل الدولتين، وان نتنياهو لم يستجب لمطالب الرئيس الأميركي أوباما في شأن إيقاف بناء المستوطنات. وان نتنياهو لم يتبن حل الدولتين وحتى الآن لم يستجب لطلب الرئيس اوباما بإيقاف عملية بناء المستوطنات بحيث يضمن الفلسطينيون تحقيق السلام مع الاسرائيليين". ودعا كارتر "الى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، لأنهم منقسمون وعليهم أن يتوحدوا بحيث يكون هناك اساس صلب يستطيعون من خلاله التفاوض مع اسرائيل". وقال:"ان الحكومة الأميركية ستقوم بإيجاد طرق للانخراط مع قادة حماس، ولا يمكن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ما لم يتم إشراك حماس بشكل مباشر". واعرب "عن ارتياحه لتغييرات في السياسة الاميركية تجاه المنطقة، وقال:"ان هذه السياسة وصفت على نحو ممتاز في خطاب أوباما عندما مد يد الصداقة لجميع البلدان الإسلامية وعبر أيضا عن عزمه على المضي قدما في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وجيرانها الآخرين". وعن الجندي الإسرائيلي الأسير قال كارتر:"لا أعلم ما هي المطالب التي يتقدم بها نتنياهو في هذا الموضوع ، ونأمل أن نشهد اتفاقا بين حماس وإسرائيل بحيث يتم اطلاق شاليط والاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيليية"، مشيرا "الى ان إسرائيل تحتجز اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين انتخبوا في العام 2006". وعن العلاقات السورية - الاميركية ختم كارتر مشيرا الى "ان واشنطن ستستجيب بإيجابية لأي خطوات ايجابية من قبل سوريا".

 

الرئيس سليمان قوم مع الوزير قانصو والنائب خليل

العملية الانتخابية وآفاق المرحلة المقبلة والمحطات المرتقبة

الوزير سلام: التحديات توجب رص الصفوف وتضافر جهود كل القوى في مواجهة ما يتطلبه الشعب من معالجة جذرية لكثير من همومه

وطنية - 11/6/2009 ركزت استقبالات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم على تقويم العملية الانتخابية التي حصلت يوم الاحد الفائت ونتائجها وآفاق المرحلة المقبلة وتطوراتها ومحطاتها السياسية المرتقبة.

الوزير سلام

واستقبل رئيس الجمهورية وزير الثقافة تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: "زيارتي لفخامة رئيس الجمهورية تأتي اليوم على أثر ما تم إنجازه من استحقاق ديموقراطي وطني كبير تجلى في الانتخابات العامة التي أجريت في أجواء من الانضباط والتنظيم والاداء والشفافية، سمح للمواطن اللبناني، وفي أقبال كثيف، بأن يقوم بواجبه على أفضل وجه وينتخب ممثليه للسنوات الاربع المقبلة". وأضاف: "لا بد من أن نعترف بأن نجاح هذا الاستحقاق جاء بعد سلسلة من الانجازات الوطنية التي حصلت طوال عام كامل بقيادة حكيمة ومرجعية وفاقية لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على مستوى تعزيز المؤسسات ودورها في احتضان كل الواقع السياسي في لبنان، بما يعزز مسيرة التوافق والنهوض الوطني، الامر الذي يدعو الى مزيد من الالتفاف حول فخامة الرئيس. وكانت مناسبة لأتداول مع فخامته ما نحن مقبلون عليه من تحديات توجب رص الصفوف وتضافر جهود كل القوى السياسية في مواجهة ما يتطلبه الشعب اللبناني من معالجة جذرية لكثير من همومه وشجونه، من خلال الشرعية ومؤسساتها، خصوصا أن المناخ العام في البلد يوحي الكثير من الثقة، وأبرز ما يعبر عن ذلك هو الوضع الاقتصادي والمالي الذي يشهد تحسنا متزايدا والذي يتطلب مواكبة سياسية إيجابية وبناءة، بعيدا عن التعطيل او العرقلة او التشويش. نحن أمامنا فرصة لتفعيل دور السلطة التشريعية في مواكبة السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة، ضمن مناخ إقليمي يساعد في تحقيق انجازات داخلية في جو من الامن والاستقرار".

الوزير قانصو

كذلك التقى الرئيس سليمان وزير الدولة علي قانصو، وجرى عرض للأوضاع الراهنة والخطوات المفترض اتخاذها لملاقاة الاستحقاقات المقبلة على الساحة بمناخات تهدئة وحوار بين الجميع.

النائب خليل

والاجواء نفسها كانت محور الحديث بين الرئيس سليمان وعضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل.

الجمعية التعاونية للانماء

وزار بعبدا ظهرا وفد مجلس إدارة الجمعية التعاونية اللبنانية للانماء برئاسة فؤاد الخازن، وتم إطلاع رئيس الجمهورية على ما تقوم به الجمعية من مساعدات للأفراد في القرى بما يساعدهم في البقاء في أرضهم، وذلك عبر قروض ميسرة وبفوائد متدنية وطويلة الاجل.

لجنة مهرجانات بعلبك

واستقبل الرئيس سليمان وفدا من لجنة مهرجانات بعلبك برئاسة السيدة مي عريضة التي قدمت إليه برنامج المهرجانات لهذه السنة ودعته الى حضور حفل الافتتاح.

رئيسة بلدية دربن في اوستراليا

وكان الرئيس سليمان استقبل صباحا رئيسة بلدية مدينة دربن في اوستراليا، اللبنانية الاصل السيدة ديانا الاسمر التي أطلعته على أوضاع اللبنانيين والمراكز المرموقة التي يحتلونها في المجالات السياسية والاقتصادية في اوستراليا.

 

ثلاث مذكرات توقيف في حق متعاملين مع العدو

وطنية - 11/6/2009 أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان مذكرات وجاهية بتوقيف وليد عصام كرم ومذكرتين غيابيتين بتوقيف مارون مجيد خليل والياس رياض كرم في جرم التعامل مع العدو.

 

البطريرك صفير استقبل سفير البرازيل وشخصيات

وطنية - 11/6/2009 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الاعلام الدكتور طارق متري وعرض معه التطورات في البلاد. ودعا الوزير متري في دردشة مع الإعلاميين الى "التخفيف من الكلام السياسي الحاد في هذه المرحلة والتفكير في مصير الوطن وبما جرى في الانتخابات النيابية واحترام الأصول الدستورية"، متمنيا "ألا تحصل أي عراقيل في تشكيل الحكومة المقبلة".

النائب حرب

بعدها، عرض البطريرك صفير الأوضاع العامة مع النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "التقيت صاحب الغبطة بعد الانتخابات النيابية، وبوصفي ممثلا للطائفة المارونية في المجلس النيابي، كان من الطبيعي ان تكون زيارتي الاولى ونشاطي الاول زيارة هذا الصرح البطريركي لأضع نفسي في تصرف البطريركية المارونية باعتبارها المرجع الوطني والديني الذي أعود اليه في الملمات". وأضاف: "طبعا أبلغت صاحب الغبطة انني أضع نفسي في تصرف هذا الصرح، وانني على استمرار في سياستي بأن يبقى باب التشاور مفتوحا وبصورة دائمة مع صاحب الغبطة ومع هذه الدار وذلك في سبيل العمل لمصلحة لبنان".

الهندي

ثم استقبل البطريرك الماروني الدكتور توفيق الهندي الذي أشار الى انه "بحث مع البطريرك في مرحلة استكمال انتاج السلطة اي رئاستي المجلس والحكومة والحكومة وبيانها والتوازنات وطاولة الحوار، ومن المفروض معالجة هذه المسائل بسلة واحدة وليس معالجة كل موضوع على حدة لأن ذلك سيوجد تعقيدا في هذه المسألة المعقدة التي تحتاج الى مشاورات، ورئيس الجمهورية هو المخول القيام بهذا الدور بصفته ناظما للحياة الوطنية والدستورية في البلاد". وتابع: "ان أهم نقطة هي التوازنات داخل الحكومة، ومن الطبيعي ان تحصل الاكثرية على 16 مقعدا، ومن الطبيعي ان يستطيع رئيس الجمهورية حسم غالبية الثلثين، ولذلك أقترح تشكيلة 16 للاغلبية و10 للمعارضة و4 لرئيس الجمهورية، وبهذا لا تكون الحكومة معطلة كما هي الحكومة الحالية والقرار يبقى ساري المفعول. وقد سمعت أمس ان ذلك يجب ان يتم ضمن تعديل دستوري وهذا شيء ايجابي، ولكن نحتاج الى وقت ولا يمكن ان يحصل ذلك اليوم، وبالتالي لا يمكننا ان نأخذها حجة لكي نقول ان رئيس الجمهورية يجب الا يكون هو الحاسم في غالبية الثلثين داخل الحكومة".

الوزير ماروني

وقال وزير السياحة ايلي ماروني الذي قدم الى البطريرك برنامج العمل الذي اطلقته الوزارة، "رؤية لصناعة السياحة في لبنان" بعد اللقاء: "انتهت الانتخابات النيابية وطوينا صفحتها، وعدنا الى الموسم السياحي الذي نريده نابضا مزدهرا هذا الصيف، حتى يأتي المغتربون اللبنانيون والسياح لزيارة لبنان". اضاف:" تشرفت بتقديم برنامجي الذي اطلقته من وزارة السياحة الى غبطته واسمه "رؤية لصناعة السياحة في لبنان"، ووضعته ايضا في اجواء برنامج شامل وكثيف سيبدأ اعتبارا من الاثنين المقبل، بالتعاون مع رئاسة الحكومة الداعمة والوزارات المعنية لاطلاق برنامج سياحي كثيف وتشجيع المغتربين والسياح على التنقل في كل المناطق اللبنانية، وبالتالي تحقيق انماء السياحة المتوازنة في كل المحافظات اللبنانية".

وعن السياحة السياسية، قال: "وضعت غبطته في اجواء المعركة الانتخابية التي انتهت، واخذنا من توجيهاته وتعاليمه رسالة ننقلها الى كل ابناء زحلة والبقاع الاوسط تقول "الانتخابات صفحة انتهت ونمد يدنا اليوم لكل الناس و نفتح قلبنا قلبنا للجميع". ومن هنا من بكركي نقول لهم "المحبة هي التي يجب ان تسود، والحوار والوئام، ونتعاون مع بعضنا البعض لتنمية بلدنا". ومن هنا ايضا، ومن اجل السياحة وتنميتها، اوجه نداء الى كل المحبين والاصدقاء لازالة الصور بدءا من صوري، لنستعد لوضع صور لبنان، صور المناطق اللبنانية لنبدأ اعتبارا من الاثنين ورشة سياحية مميزة تدعم اقتصادنا اللبناني وتساعدنا على تجاوز المرحلة المقبلة. فالسياحة توحد في حين ان السياسة فرقت، فدعونا نعمل اليوم من اجل مساحة سياحية شاملة في كل لبنان من اجل توحيد المسيحيين وكل اللبنانيين".

سئل: البعض وصف وزراء 14 آذار بأنهم حصلوا على وزارات لا طعم لها؟

اجاب:" انا واثق بأن وزارة السياحة ستكون موضع تنافس عند تأليف الحكومة المقبلة، لانه اذا خيرت انا شخصيا بين اي وزارة اخرى ووزارة السياحة فسأختار في المستقبل وزارة السياحة حتما. ثم ان الوزير وفريق عمله يصنعان الوزارة وليس العكس. واعتقد اننا انجزنا ما فيه الكفاية، وحققنا لسيادة لبنان واستقلاله وصورته الحلوة انجازات تضاهي كل الانجازات التي حصلت".

سئل: الوزير الياس سكاف عقد مؤتمرا صحافيا عدد فيه سلسلة مخالفات حصلت في زحلة، فكيف ستتعاملون مع الموضوع، فرع المعلومات كان له دور، وكانت هناك رشاوى، ونقل نفوس، فما تعليقكم على الموضوع؟

اجاب: "لست ادري لماذا حجة الخاسر تكبر وتتعدد، فإذا عدنا الى الارشيف في اليوم الانتخابي، نجد الذي شكا منه بعد يومين، اشتكيت منه انا شخصيا طيلة النهار، والذين هم رؤساء الاقلام، وآسف ان اقول ان احدا من هؤلاء لم يكن معنا فقد كانوا جميعا مختارين من بعلبك - الهرمل، من خط سياسي مناهض لنا، حتى اننا عندما كنا ندخل الى الاقلام لم يكلفوا انفسهم ان يسلموا علينا وكان التضييق على الناخبين شديدا، وقد كانت لي اربعة او خمسة تصريحات في النهار نفسه، دعوت فيها الى افساح المجال امام الناس للانتخاب، فالذرائع التي يتحجج بها كانت مشكلة لدينا عانيناها ودفعنا ثمنها ايضا، وهناك عدد كبير من الناخبين رفضوا الوقوف بشكل مذل لممارسة حقهم في الانتخاب".

سئل: ماذا عن نقل النفوس السنية تحديدا؟

اجاب: "اعتقد ان هذا الموضوع ليس صحيحا، فمنذ العام 2005 كان هناك عدد كبير من الناخبين السنة غير مدرجين في لوائح الشطب وتم تصحيح الجداول، وبالتالي فقد اطلع معالي الوزير عليها، ثم ان ماكينته الانتخابية على معرفة بها، فهو لم يكن يتحدث في هذا الموضوع قبل يوم من موعد الانتخابات، ودعينا نسأله نحن ايضا عن الارمن الذين جاؤوا من حلب وعن البطاقات المزورة. على كل حال، اعود وأكرر قولي ان الصفحة انتهت، وبالتالي هذه الحجج لم ولن تنفع، دعونا نعمل فزحلة في حاجة الى عمل كثير، وكذلك البقاع الاوسط، فهما محرومان منذ عشرات السنين، وقد جئنا للعمل وندعو الناس الى محاسبتنا على ما سنعمل، وليس على الماضي".

سئل: كيف قرأت تصريح النائب جورج قصارجي؟

اجاب: "سأتصل به لاحقا لأبلغه أننا نريده ان يبذل جهوده معنا لنبني زحلة. فجميل جدا ان يكون الرجل كبيرا عندما يعترف بالخطأ الذي ارتكبه".

داود الصايغ

والتقى البطريرك صفير ايضا المستشار السياسي لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الدكتور داود الصايغ الذي اشار الى "ان اللقاء تناول عرض الوضع الراهن بعد الانتخابات النيابية ونقلت الى البطريرك تحيات النائب سعد الحريري".

سفير البرازيل

ثم التقى سفير البرازيل ادواردو دوسيكساس في زيارة وداعية بعد انتهاء مهامه في لبنان.

والتقى البطريرك صفير قنصل لبنان في مقاطعة نوفاسكوشيا الكندية وديع فارس الذي شكر له مواساته بوفاة القنصل السابق جورج عرب.

وزاره وفد من كهنة ولاية اوكلاهوما الكندية.

وفد من "المسيرة"

واستقبل البطريرك صفير وفدا من مجلة "النجوى - المسيرة" برئاسة رئيسة تحريرها السيدة فيفيان صليبا داغر، احاطه علما بالشكوى المحالة ضد المجلة من الهيئة المشرفة على الانتخابات امام محكمة المطبوعات بتهمة "إثارة النعرات".

ووزع الوفد بيانا بعد اللقاء اوضح فيه "ان البطريرك صفير ابدى تفهمه لذلك، وتعاطفه مع اسرة المجلة"، مشيرا الى "ان الشكوى تركزت على غلاف العدد السابق الانتخابات النيابية والذي تم توزيعه صباح الاربعاء في الثالث من حزيران تحت عنوان: "انه الاحد!" بما يبدو استهجانا ورفضا له من زاوية مادية بحت، لا تأخذ في الاعتبار رمزيته، ولا حق التعبير عن وجوب الإنصات الى صوت الضمير والايمان في الدوائر المسيحية الطابع، التي شهدت وحدها، مع الاسف، معركة تعددية الصوت والاختبار".

وفي تِلكَ الأَيَّامِ ذَهَبَ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله. ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً وهم: سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس، وأَندَراوُس أخوه، ويَعقوبُ ويوحَنَّا، وفيلِبُّسُ وبَرْتُلُماوُس، ومَتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ويَهوذا الإِسخَرْيوطِيُّ الَّذي انقَلَبَ خائِنًا. ثُمَّ نَزَلَ معَهم فوَقَفَ في مَكانٍ مُنْبَسِط، وهُناكَ جَمعٌ كَثيرٌ مِن تَلاميذهِ، وحَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الشَّعْب مِن جَميعِ اليَهودَّية وأُورَشَليم، وساحِلِ صورَ وصَيْدا، ولَقَد جاؤوا لِيَسمَعوهُ ويُبرَأُوا مِن أمراضِهِم. وكانَ الَّذينَ تَخبِطُهُمُ الأَرواحُ الَّنجِسَةُ يُشفَون، وكانَ الجَمعُ كُلُّه يُحاوِلُ أَن يَلمِسَه، لأَنَّ قُوَّةً كَاَنت تَخرُجُ مِنهُ فتُبرِئُهُم جَميعًا.

 

دافيد عيسى: النائب عون يمثل 35% من المسيحيين وأصبح أحد الزعماء 

يبانون فايلز الاخباري اعتبر السيد دافيد عيسى انه يتعين على العماد ميشال عون ان يعيد حساباته و يقوم بمراجعة للارقام التي نالها في الانتخابات النيابية الاخيرة بتواضع ودون مكابرة ليتبين له ان قسماً كبيراً من المسيحيين ممن كان يؤيده في السابق لم يعد إلى جانبه وصوت ضده وضد التيار الوطني الحر استياءً من الخطاب السياسي المتوتر الذي يطلقه عون بين الحين والآخر بحق رئاسة الجمهورية والكنيسة في لبنان، واحتجاجاً على الاداء الديماغوجي المبني على الشعارات الفارغة والرنانة. وقد اثبتت هذه الانتخابات ان عون اصبح يمثل حوالي 35 بالمئة من المسيحيين ولم يعد بامكانه القول انه زعيم المسيحيين بل عليه الاعتراف بجرأة بانه اصبح احد الزعماء المسيحيين ". واضاف عيسى خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة  "الحرة ان "الفوز الباهت للوائح العماد عون في بعبدا والمتن وكسروان وجبيل لم يكن ليتحقق لولا اصوات الكتلة الشيعية في هذه المناطق التي اعطت للعماد عون الارجحية إضافة إلى اصوات حزب الطاشناق". واعتبر عيسى رداً على سؤال ان الفوز الخجول الذي حققه العماد عون واعضاء لائحته في كسروان لم يتعدى الالف صوت بعدما كان الفارق في المرة السابقة ستة عشرة الف صوت وهذا الفوز لم يكن ليتحقق لولا الاصوات الشيعية واصوات حزب الطاشناق التي صبت كلها لعون في كسروان وهي تمثل حوالي (الف وخمسماية صوت) تقريباً والشيء نفسه حصل ايضاً في دائرة جبيل الذي صوت فيها 8500 مواطن شيعي بشكل كامل للائحة التغيير والاصلاح وهو الفارق الذي حقق لللائحة الفوز بالمقاعد الثلاثة .وقال رداً على سؤال ان فوز لائحة 14 آذار والمستقلين في دائرة بيروت الاولى كانت مؤكدة اولاً بسبب ضعف الحالة العونية في هذه المناطق وثانياً لأن ابناء مناطق الاشرفية والرميل والصيفي هالهم ما سمعوه من بعض اعضاء لائحة التيار الوطني في الدائرة الاولى من شعارات واكاذيب وتهجمات بحق رموز قدمت دمائها دفاعاً عن لبنان وفي طليعتها الرئيس الشهيد بشير الجميل والنائب الشهيد جبران تويني ، كما ان التصويت الكثيف أتى من ابناء الدائرة الاولى لصالح لا ئحة 14 آذار والمستقلين لما تمثله هذه اللائحة من قيم واخلاق وتشبث بحرية وسيادة واستقلال لبنان. ودعا عيسى إلى عدم اعطاء الثلث المعطل او الضامن للمعارضة في الحكومة المقبلة لأن ذلك سيكون سبباً لتعطيل عملها وتكبيلها ومنعها من القيام بالاصلاحات المطلوبة، مشيراً الى ان "الثلث الضامن يجب ان يعطى لرئيس الجمهورية التوافقي ليستطيع ان يلعب فعلياً دور الحكم والضامن لحقوق كل التيارات والقوى السياسية المتواجدة داخل التركيبة اللبنانية".

 

حرب: ليس مسموحا لأحد أن ينفرد في تقرير مصير الوطن

الوكالة الوطنية للإعلام/أكد النائب بطرس حرب انه "ليس مسموحا لأحد أن ينفرد في تقرير مصير لبنان بل يعود الامر للمؤسسات الدستورية"، مشيراً الى ان "القاعدة هي تولي الأكثرية الحكم وأن تتولى الأقلية المعارضة الرقابة والمحاسبة". ولفت في مؤتمر صحافي حدد فيه موقفه من القضايا المطروحة للمرحلة المقبلة بعد إنتهاء الانتخابيات النيابية، الى ان "الانتخابات رافقها الكثير من الممارسات الشاذة من شحن للنفوس وإثارة للغرائز ما أساء إلى تراثنا الحضاري الديموقراطي وضرب سلم القيم والأخلاق والتقاليد". وشدد على ان "نسبة التمثيل النيابي في الحكومة يشكل قمة الإنقلاب على النظام البرلماني وإعتماد إتفاق الدوحة في تشكيل الحكومات المقبلة إنقلاب على الدستور والطائف". واعتبر انه "من حق رئيس الجمهورية رفض أي تشكيلة حكومية لا تبقي له قدرة توجيه التصويت"، مؤكداً ان "طرح سلاح "حزب الله" يتم بروح وطنية وفي إطار الاتفاق على استراتيجية دفاعية".

 

غيان: تواصلنا مع دمشق لتسهيل الانتخابات ودور قوي لسليمان في تشكيل الحكومة

 التاريخ: ١١ حزيران ٢٠٠٩ المصدر: صحيفة الحياة 

كشف الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان ان" الرئيس الفرنسي أجرى اتصالات عدة، وكذلك أنا، بالسلطات السورية، وطلبنا العمل على أن تكون الانتخابات اللبنانية حرة وصادقة".

وقال إن "الجانب السوري وافق على هذا المبدأ وقال إنه سيبذل أقصى الجهود في هذا الإطار". اضاف ان أهم ما يلحظه ويعتبره شديد الإيجابية في الانتخابات النيابية اللبنانية أنها "دارت في أجواء هادئة وفي ظل احترام متبادل بين الأحزاب، وأن الجميع أقر بنتائجها، ما يشكل تقدماً مقارنة بفترات أكثر اضطراباً عرفناها سابقا". وأشار الى" الصداقة العميقة التي تربط فرنسا والفرنسيين بلبنان". وقال: "هذه ليست فقط روابط بين دولتين وإنما أيضاً بين شعبين وسنكون بالطبع متيقظين جداً لما يجرى وسنساهم في جعل الأمور تسير بأفضل شكل ممكن". وتابع: "ما نتمناه بصدق هو ألا تكون هناك حاجة إلى ان نبذل أي جهد، فالمؤسسات اللبنانية عادت للعمل منذ قرابة سنة ونأمل في أن تستمر في العمل". ولفت الى" أن دور الرئيس ميشال سليمان، ثم احترامه في هذه الانتخابات، وتشكيل الحكومة سيشكل فرصة أمام الرئيس ليطبق مجدداً سلطته المعنوية الكبيرة، خصوصاً أن الجانب الفرنسي سمع مراراً من قوى 14 آذار وأيضاً من قوى 8 آذار أن لا بد للرئيس من أن يلعب دوره المسهل. وعما إذا كان يتوقع عرقلة على صعيد تشكيل الحكومة وعملها، قال: "سنرى ذلك، وهناك على هذا الصعيد دور للرئيس سليمان الذي يمكن أن يكون قوياً. وهناك أيضاً عقلانية الأطراف والأحزاب، وإذا كان على فرنسا أن تلعب دوراً فلن تتأخر، ولكنني أكرر اننا نتمنى ألا يكون علينا أن نلعب دوراً وأن تشكل الحكومة من دون صعوبة فنحن نشهد حالياً عودة عمل المؤسسات اللبنانية الى طبيعته". وعن رأيه في تولي رئيس تيار"المستقبل" النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة المقبلة تمنى غيان "ذلك بشدة، فلبنان بلد معقد، وتعقيد مؤسساته يعبر عن الواقع السوسيولوجي لهذا البلد، وبالتالي هناك دائماً آلية دقيقة وهشة، ولكن الملاحظ أن الأمور تتحسن شهراً بعد شهر". وقال: "الحريري صديق لفرنسا ولكن ليس لفرنسا التدخل في من يدير الحكومة اللبنانية".

 

اللبنانيون مارسوا فعل مقاومة حقيقيا

خيرالله خيرالله

 الخميس 11 حزيران 2009

لم تفاجئ نتائج الإنتخابات النيابية في لبنان إلا أولئك الذين لا يعرفون لبنان واللبنانيين. كرست نتائج الإنتخابات زعامة سعد الدين رفيق الحريري الذي أدار المعركة من ألفها إلى يائها مثبتا أنه زعيم وطني حقيقي يعلو على الطوائف والمذاهب والإنقسامات ذات الطابع الضيق التي ليست سوى نتاج الغرائز.

على الصعيد المسيحي، شكّلت نتائج الإنتخابات نهاية لوهم إسمه ميشال عون. انتصر كارلوس أده بكل ما يمثله من مروءة وشهامة وصدق على نقيضه ميشال عون على الرغم من أن الأخير إحتفظ بمقعده النيابي وعلى الرغم من أن كارلوس لم يصل إلى مجلس النواب. إنتصر عليه بالنقاط. اثبت كارلوس أده أنه زعيم حقيقي بكل معنى الكلمة وأن اللبنانيين، حتى في كسروان، بدأوا يستوعبون مدى خطورة الخط السياسي الذي يمثله ميشال عون على الكيان وعلى مستقبل الوجود المسيحي في الوطن الصغير. إن مجرد حصول رجل صادق وشريف ومثقف في مستوى كارلوس أده على هذا العدد الكبير من الأصوات في مواجهة مجموعة تمتلك إمكانات مادية هائلة وتتقن لعبة إثارة الغرائز يمثل إنجازا كبيرا على الصعيد الوطني عموما والمسيحي خصوصا. إنها نقطة تحول في اتجاه الأفضل... في اتجاه لبنان دولة المؤسسات حيث لا وجود لقائد سابق للجيش يبرر إغتيال ميليشيا مذهبية لضابط طيار في الجيش إسمه سامر حنا لمجرد أن هذا الضابط حلق بطائرته فوق الأراضي اللبنانية. لاحقت لعنة سامر حنا ميشال عون إلى البترون حيث استجاب الله لدعوات والدة الضابط الشهيد!

أظهر اللبنانيون مرة أخرى من خلال إنتخابات العام 2009 أنهم على استعداد للذهاب بعيدا في تأكيد أنهم يعرفون كيف الدفاع عن بلدهم. أثبت اللبنانيون في آخر المطاف أنهم افضل من زعمائهم. لذلك لم يخذلوا حركة الرابع عشر من آذار، بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبت في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك التخلي عن رجال صادقين مثل نسيب لحود ومصباح الأحدب ومصطفى علوش وغيرهم والتأخر في تشكيل اللوائح في غير منطقة لبنانية وترك الأمور من دون ضوابط في أماكن أخرى. نزل إلى أقلام الإقتراع في السابع من حزيران- يونيو 2009 أولئك الذين شاركوا في تظاهرة الرابع عشر من شباط- فبراير الماضي في ذكرى استشهاد رفيق الحريري ورفاقه. كان هناك من يراهن على أن اللبنانيين سينسون رفيق الحريري مع مضي أربع سنوات على اغتياله. كان رهان هؤلاء في الوقت ذاته على أن أهل بيروت والجبل تلقوا درسا في السابع من أيار - مايو 2008 على يد ميليشيا "حزب الله" وأن الدرس سيكون كافيا لإخضاعهم وإذلالهم. كل ما فعله اللبنانيون، وأهل بيروت تحديدا، في السابع من حزيران  كان تأكيد وفائهم لرفيق الحريري ولمدينتهم. عبروا عن ذلك في دائرة بيروت الثالثة حيث صوتوا بكثافة لسعد الدين رفيق الحريري مهندس إنتصار السابع من حزيران على الصعيد الوطني كما صوتوا "زي ما هيّ" لرفاقه، أي لمجموعة خيرة  من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، أولئك الذين يؤمنون بلبنان أولا. صوتوا في بيروت الثانية لأخي وصديقي نهاد المشنوق رمز الوطنية والعروبة الصادقة في زمن كثر فيه الدجالون والمزايدون الذين امتهنوا المتاجرة بالعروبة للنيل من الشرفاء! صوتوا لنايلة جبران تويني من أجل المحافظة على بيروت وطهارة بيروت وعلى رسالة جبران تويني النادم من حيث هو الآن على كل دقيقة صدّق فيها ذلك الذي أراد مجددا الإساءة إلى الأشرفية والرميل والصيفي وكل حي من أحياء بيروت.

الآن وقد طويت صفحة الإنتخابات، من دون أن يعني ذلك طي صفحة الأزمات السياسية العميقة التي يمكن أن يتسبب بها سلاح "حزب الله" وأدواته المحلية المعروفة، بات في الإمكان القول إن كل ما فعله اللبنانيون، عبر تجديد ثقتهم بحركة الرابع عشر من آذار، هو حماية أنفسهم ومستقبل أبنائهم. فعلوا كل ما في استطاعتهم، بطريقة سلمية وحضارية، من أجل تلافي سقوط البلد وانهياره. حافظوا على الديموقراطية في لبنان وحافظوا على التنوع في مجلس النواب بدل أن يتركوا البرلمان يتحول إلى "مجلس الشعب السوري"... أو ما شابهه.

ما حصل يوم الإنتخابات كان فعل مقاومة حقيقيا. أكد اللبنانيون أن الأكثرية الساحقة منهم، خلافا لما يقوله السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله"، ترفض سلاح الحزب الموجه إلى صدور المواطنين الشرفاء والذي لم تعد له وظيفة مختلفة منذ صدور القرار الرقم 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في آب- أغسطس 2006. إنتهى اللبنانيون في الوقت ذاته من أوهام تمثيل "الجنرال" لأكثرية المسحيين. فتبين، إذا إستثنينا كسروان، أن ميشال عون لا يستطيع أن يربح معركة إنتخابية في أي مكان من لبنان من دون أصوات "حزب الله" وحزب "الطاشناق" الأرمني الذي قيادته موجودة في طهران!

ما حصل يوم الإنتخابات كان دفاعا مشروعا عن النفس. كان دفاعا عن ثقافة الحياة. المقاومة ستستمر. لا خيار آخر أمام اللبنانيين في مواجهة من يريد إلغاء الدولة لمصلحة الدويلة التي تشكل رأس جسر على المتوسط للمحور الإيراني- السوري... كل ما عدا ذلك تفاصيل وكلام كبير يستهدف تغطية الجريمة التي ترتكب في حق الوطن الصغير المعرض يوميا لأن يتحول إلى "قاعدة صواريخ إيرانية" تستخدم ورقة تفاوض مع "الشيطان الأكبر" الأميركي و"الشيطان الأصغر" الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين وكل ما هو عربي في المنطقة!

 

أضعف الإيمان - تريّث يا سعد الحريري

الخميس, 11 يونيو 2009

داود الشريان/الحياة

مطالبة سعد الحريري ان لا يتعجل بالحصول على لقب «دولة الرئيس»، ويتريث في الوصول الى رئاسة الوزراء لا تعني، استبعاد الفكرة، وحرمانه من متعتها، لكن الخلاف في التوقيت. واذا كان الراحل رفيق الحريري استعجل اللقب، فله العذر، فهو عصامي، وجاء من خارج العائلات الاقطاعية في لبنان. وكان يريد وضع اسمه في قائمة «العائلات الحاكمة»، ليستطيع بناء اسم أسرته وتحقيق طموحه السياسي. لكن سعد ليس في حاجة لهذه المحاولة لصنع اسمه. فهو ورث مكانة سياسية لم يحلم بها احد من أبناء السياسيين اللبنانيين في تاريخ لبنان، ونتائج الانتخابات الأخيرة اثبتت ان سعد الحريري أصبح علامة سياسية ولديه فرصة ليصبح زعيم السُنة.

لا شك في ان والده، وخلال سعيه الى تكريس اسمه، دخل في منافسة حامية، حتى لا نقول صراعاً، مع القيادات السنية في لبنان. وهو سعى في بعض المراحل، ولضرورات سياسية، الى تهميشها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. لكن سعد الحريري ليس بحاجة الى هذه «المعركة»، والاجماع على سعد في الانتخابات، بات بحاجة الى اجماع من القيادات السنية. وهذا لن يتم الا اذا شعرت هذه القيادات ان سعد يمثل السنة، ولا يقود «المستقبل»، وانه يدعم المرشح الافضل والاقوى لرئاسة الوزراء، ولا يسعى الى المنصب على المدى المنظور، فضلاً عن ان سعد الحريري بحاجة اليوم الى ترميم الآثار التي تركتها المنافسة بين والده وبعض القيادات السنية، وتحويل قصر «قريطم» الى بيت الأمة، وليس سكن رئيس حزب «المستقبل».

الأكيد أن الحكومة المقبلة ستعمل في ظل أجواء الأزمة التي نتجت عن اغتيال رفيق الحريري، بكل تداعياتها المحلية والاقليمية. وأياً كان اداء هذه الحكومة، فإنها لن تنجو من التشويه، والمواجهات المربكة، وستنشغل بالسجالات السياسية عن تنمية البلد، وستعجز عن خلق اجواء اقتصادية وتنموية. وسعد الحريري في طور بناء مكانته الجديدة، واستثمار الإرث السياسي والاقتصادي لوالده. ولهذا فإن دخوله الى السرايا الآن، سيكون بمثابة مقامرة بهذا الارث، وكأنه يفاضل بين رئاسة الوزراء وزعامة السنة، وسيعرض مكانتة المتنامية للتوقف، وربما للزوال. من الصعب اقناع رجل سياسة بترك كرسي الحكم، وإن في شكل موقت، لكن لا بد ان يدرك سعد الحريري ان السنة بحاجة الى رجل يعيد اليهم صفة الأمة، من خلال اخراجهم من التنافس على السياسة الى رعايتها. وسعد أمامه هذه الفرصة، فهل يغتنمها؟

 

«حزب الله» مجدداً تحت المظلة السنية

الخميس, 11 يونيو 2009

حسان حيدر/الحياة

العبرة ليست في اعتراف الخاسرين في انتخابات لبنان بهزيمتهم. فهذه واضحة كتبها الناخبون أرقاماً في صناديق الاقتراع ولا تحتاج الى تصديق من أحد. بل العبرة في إقرارهم بمعانيها وتبعاتها السياسية محلياً واقليمياً، وبأن مشروع الانقلاب الذي قادوه بإيحاء ودعم خارجيين على مدى أربع سنوات فشل، وان «البديل المسيحي» الذي ابتكروه وحاولوا تسويقه وفرضه سقط الى غير رجعة.

فقد رأى «حزب الله» بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005 ان الفرصة سانحة للتخلص من «المظلة» التي شكّلها الراحل الكبير والطائفة السنية للمقاومة بعد اتفاق الطائف، وشجعه على ذلك وصول أحمدي نجاد الى الرئاسة في ايران وارتفاع حدة «الكباش» بين طهران والمحيط العربي بهدف توسيع الدور والنفوذ وحجز موقع أكبر على خريطة المنطقة، منتهزة التخبط الأميركي في الوحل العراقي. وكان ان وجد هذا التوجه ضالته في النرجسية السياسية لدى النائب ميشال عون الذي استدار مئة وثمانين درجة ليتحول لأسبابه الذاتية وشغفه بالحكم الى حليف للحزب ومعه سورية وايران، ومدافع عن السلاح الذي طالما انتقده وساهم في صوغ قرارات دولية لكبحه.

وطوال السنوات الماضية قاد «حزب الله» معركة حقيقية متواصلة هدفها تحجيم دور السُنة اللبنانيين، عبر عرقلة العمل الحكومي بمختلف الوسائل، والتشكيك في وطنية رموزهم، وتقليب الطوائف الاخرى ضدهم، حتى وصل به الأمر الى القهر العسكري باحتلال بيروت، واتفاق الدوحة الذي منح حربه عليهم غطاء سياسياً ولو جزئياً، واستكمل كل ذلك بحملة انتخابية لم توفر شخصية ولا موقعاً وطالت شظاياها كل من حاول البقاء على الحياد، بمن في ذلك رئيس الجمهورية، على أمل انتزاع الغالبية وطي الصفحة نهائيا.

لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، وجاءت النتائج مخيبة، وقال اللبنانيون وخصوصاً المسيحيين كلمتهم، واضطر الحزب الى انقاذ حليفه في أكثر من دائرة مانحاً إياه أصوات الشيعة في تجييش غير مسبوق. وخرج السنة وزعيمهم سعد الحريري وحلفاؤهم المسيحيون أقوى من أي وقت مضى، بتفويض شعبي واسع أكد رفض نهج المعارضة السياسي الداخلي وخياراتها الاقليمية ورؤيتها لمستقبل البلد وكيفية ادارة شؤونه اليومية وعلاقته بمحيطه العربي الأوسع، وأسقط التحالفات المصطنعة والغامضة الاهداف والوعود المرتجلة والتخبط في تحديد الاولويات وادعاء التمثيل.

ولن يستطيع احد في المعارضة، وخصوصاً عون، اعفاء نفسه من المحاسبة ومن مساءلة جمهوره عبر القاء اللوم عن خسارته على التحريض الطائفي والمال السياسي، كأنه يعيش في «المدينة الفاضلة»، ويكتشف فجأة ان هناك طائفية ومالاً سياسياً في لبنان، بينما هو غارق فيهما حتى اذنيه. وإلا فمن اين يأتي «حزب الله» بالملايين التي ينفقها على جهازه العسكري الهائل ومن يسدد ثمن تسلحه المتواصل؟

اعتبر الحريري، في ضرب من شجاعة المنتصر، ان الفوز في الانتخابات هو للبنان وللديموقراطية، وقال انه يمد اليد الى الطرف الخاسر حفاظاً على وحدة وطنية يراها ضرورية لبناء المستقبل، رافضاً عزل الآخر ومشدداً على مشاركته في الحكم وفي صوغ السياسات الاساسية، وهو بذلك يفتح كوة أمام «حزب الله» الذي بات مكشوفاً إلا من طائفته، ويرمي اليه طوق نجاة للعودة الى سفينة الدولة التي حاول اغراقها.

 

 

 

 

 

 

أوساط شيعية مستقلة: هزيمة المعارضة ستفرض على "حزب الله" اعادة حساباته

 

 

 

  

 

 

 

 

 

A A A

  أنشر علي فايس بوك

    إطبع المقال

    إحفظ المقال

    أرسل المقال

 

 

 

 

١١ حزيران ٢٠٠٩

 

انتهت الانتخابات النيابية، حققت قوى الرابع عشر من آذار فوزًا سمح لها بالاحتفاظ بالأغلبية في حين أخفقت قوى الثامن من آذار في إضافة أية رصيد على حسابها البرلماني حيث بقيت على أقليتها النيابية.

 

وبعيدا عن منطق الأقلية والأكثرية باعتبار ان هذا التقسيم السياسي قد اختبره الشارع اللبناني لأكثر من أربعة سنوات، الا أن الأبعاد السياسية لهذه الانتخابات تؤكد ان غالبية اللبنانيين قد قالوا كلمتهم بشأن خيارين، خيار البدء جديا في اقامة الدولة القادرة الممسكة بدفة الأمور كافة، وبين الاستمرار وفق الذي كان سائدا من انقسامات حادة واصطفافات طائفية ومذهبية لا تخدم أي فريق بما في ذلك "حزب الله" وحلفاؤه.

 

مصادر سياسية شيعية مستقلة دعت "حزب الله" الى "مراجعة سياساته الداخلية اتجاه بناء الدولة واتجاه بقية شركائه في الوطن"، مؤكدة أنه "لم يعد بمقدور الحزب إهمال رأي غالبية اللبنانيين بمشروعه وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات والأرقام التي حصل عليها الفائزون وحتى الخاسرون". وأوضحت هذه المصادر أن "أكثرية اللبنانيين حددت موقفها من مشروع الحزب باعتباره مشروعا يؤدي الى شرذمة اللبنانيين ولا يوحدهم، إذ إن غالبية الشارع اللبناني بمشاربه وعقائده كافة لم يعد قادرا على تحمل عبء مشروع مواجهة اسرائيل منفردا في حين تنعم الدول العربية الأخرى بما فيها دول الطوق بالطمأنينة والاستقرار".

 

وفي تفسير الهزيمة التي ألحقت بالمعارضة، أكدت هذه المصادر أن "أداء حزب الله قبل موعد الانتخابات، وخصوصا اعتباره يوم السابع من ايار "يومًا مجيدًا"، دفع شرائح كثيرة من اللبنانيين الذين كانوا مترددين نحو الانحياز لمشروع الأغلبية، هذا بالإضافة إلى وقع ما اعلنه نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لجهة ان الحزب سيبدأ بعد فوزه في الانتخابات باستقبال بواخر السلاح من طهران ناهيك عن تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وجد في انتصار المعارضة خطوة لتغيير الشرق الأوسط، وأخطر من كل هذه المواقف شروع الدبلوماسية الايرانية في استثمار اي انتصار قبل حدوثه حيث بدأ وزير الخارجية منوشهر متكي، خلال زيارته الى باريس قبل الانتخابات بأيام، يفاوض الفرنسيين من منطلق أنّ لبنان بات في القبضة الايرانية".

 

وترى المصادر عينها أنه "حان لقيادة حزب الله الاصغاء لصوت العقل والتفكير بما يراه اللبنانيون في مصلحتهم ومصلحة وطنهم، خصوصا ان قادة المنطقة بما فيها سوريا لم يحسموا خيارهم حتى الآن بشأن أي سبيل ستسلكه المبادرات التي يُعمل عليها من أجل تسوية الصراع العربي – الاسرائيلي"، داعيةً في المقابل قيادة الحزب الى "تغليب مصلحة جماهيره في أجندة عمله على حساب الأجندة الاقليمية، لأن دمشق، وكذلك طهران، تحاول توظيف مشروع المقاومة في لبنان كما في فلسطين كأوراق في المفاوضات التي تجريها هاتان الدولتان مع الغرب والولايات المتحدة، بمعنى توظيف تضحيات اللبنانيين لصالح تحسين شروط تفاوضهم مع الغرب من دون الالتفات لمصلحة اللبنانيين عامة وحلفائهم خاصة".

واعتبرت هذه المصادر أن "الهزيمة التي الحقت بالمعارضة قد تشكل فرصة أمام قيادة "حزب الله" فيما لو حكمت عقلها من أجل إعادة قراءة واقع الشارع اللبناني، كما انها فرصة أمام هذا الحزب من أجل صياغة جديدة لسياساته الداخلية والخارجية بما يسمح له باستعادة ثقة الشارع اللبناني باعتباره الحضن الذي قد يؤمن له الحماية أمام الاستحقاقات الكبيرة التي تنتظرها المنطقة في ظل تأهب واشنطن لإطلاق مبادرتها بشأن القضية الفلسطينية".

 المصدر : موقع لبنان الآن

 

الشعوذة المطلبية ساقطة والثلث الضامن فقد مفعوله؟!

الفرد النوار/الشرق

فيما يقال ان المعارضة فقدت الصدقية في تعاطيها السياسي والشعبي، فإن توقعاتها بالفوز في الانتخابات، جعلت لزاما عليها الابتعاد عن الشعوذة المطلبية، خصوصا عندما تردد بعض ابواقها انها لن تقبل بأقل من الثلث الضامن او المعطل لا فرق!

والذين فهموا من استمرار التحديات ان «المعارضة لن تقعد عاقلة» مهما اختلفت ظروف ما بعد الانتخابات لا بد وانهم قد فهموا ايضا وجود استعدادات لدى قوى 8 آذار لاعادة شغل البلد باعتصامات وقطع طرقات. وهذا مستحيل الاخذ به لان مرحلة اللاحكم واللامسؤولية التي طبعت مرحلة رئاسة اميل لحود وطريقة تعاطي الاخير مع التطورات، هي التي ادت الى التسيب، فضلا عن ان ضياع الجيش في تلك الآونة بين سلطة تحكم وبين شعوبية مستعدة لتدمير البلد، هو ما جعل الامور تتفاقم باتجاهات سلبية!

أما وقد انتهت تلك المرحلة الى ما اعاد الرئاسة الاولى الى وضعها الشرعي والطبيعي والى اثبات الشرعية الدستورية والشعبية ووضعها بيد من سيتولون السلطة استتباعا بعد الانتخابات التي اعطت اكثرية كما افرزت اقلية، فهذا يؤكد في المطلق ان التخويف بالعودة الى الوراء لن يكتب له النجاح. كما ان التلويح بشل البلد سياسيا اصبح بمستوى الاكذوبة الفاضحة، حيث من المستحيل على من انتخبهم الشعب ان يبقوا مكتوفي الايدي، وهكذا ينطبق على من اصبحت في ايديهم وسائل الحكم والقرار!

أما المؤكد بالنسبة الى الصوت السياسي الشيعي المتمثل بحزب الله وبحركة «امل»، فلن يكون بوسعه فرض رأيه واختيار حصصه، بل وسائل تعاطيه مع الحكومة الجديدة، لاسيما ان المجريات السياسية ستأخذ في طريقها ما هو مطلوب من الرئاسة الثانية، ومدى استعداد الرئيس الثاني العتيد للاخذ بوجهة نظر الاكثرية الدستورية، كونه يعرف مسبقا ان دوره سيختلف عما كان عليه ايام «الادعاء ان الاكثرية وهمية»!

لا بد من تكرار في هذا السياق، لجهة القول ان حسابات الحكومة الجديدة لن تكون بعيدة من حسابات الرئاسة الجديدة لمجلس النواب، فيما سيؤدي العكس عندها الى ما يشبه «توطيد خطأ الامس وجعله قياسا على خطأ مقصود» من المؤكد انه سيطيح بفكرة اصلاح البلد وتجديد المؤسسات ومعها نهج الحكم السياسي؟؟

والذين سمعوا تكرارا ايضا ان الانتخابات قد افرزت اكثرية نيابية وليست اكثرية شعبية، فإنهم فهموا ان «استعدادات التفاهم الدستوري والقانوني لم تنضج بعد في عقول بعض من لديه حسابات مغايرة للواقع». وهذا ينطبق على ما قيل على لسان عجوز سليط اللسان لم يعرف كيف يثبت وجوده في الانتخابات»، خصوصا عندما رأى استحالة امام تخلي قوى 8 آذار عن الثلث المعطل». وقد زاد العجوز المشار اليه ان وجهة نظره تعبر عن رأي رئيسه، ما يعني ان الاخير لم يطور منهجيته مثله مثل الاول الذي بدا منساقا وعلى العمياني وراء تهديد ووعيد سقطا على حافة صناديق الاقتراع وانتهيا الى صندوق القمامة؟!

إشارة الى ان رئيس الجمهورية عندما يشدد على اهمية تطوير نظامنا السياسي، فإنه يسمع ممن لم يستوعب درس الانتخابات الى الآن «مغالاة في التمسك بما يكفل القوقعة بحثا عن عنوان تغييري المقصود منه البحث عن وهم رئاسي طويل على رقبته»؟!

ما يثير الدهشة السياسية في هذه المرحلة «اعتماد البعض الآنف الذكر على مقولة الافادة القصوى من تحالفاتهم»، ليس لانهم على حق في ما يسعون وراءه، بل لانهم يعرفون سلفا استحالة تخلي الحلفاء عنهم «طالما ان بوسعهم الافادة من بقايا بقاياهم» عملا بالمثل القائل «عندما يجن عدوك اضحك له» من دون حاجة الى تحديد نوعية الضحك وما اذا كان في مصلحة هذا التوجيه او ذاك»! المهم، ان الانتخابات قد افرزت اكثرية نيابية واقعية مؤهلة لان تتولى قيادة السفينة، فيما هناك من يتوجس خيفة من العمل تكرارا بأي توجه غير وطني، لمجرد انه يرى فيه ابعادا عن الانشغال في ما يعاقب عليه القانون، وهذا مرشح لان يكون مدعاة الى الاستغراب، بل الى اعادة تقويم العلاقة بين قوى 14 آذار، وعندها لا بد وان تكون حسابات سياسية وشعبية مختلفة جذريا؟!

المصدر : الشرق

 

الانتخابات الإيرانية: سقوط أحمدي نجاد ختام صفحة الانتخابات اللبنانية!!

ميرفت سيوفي/الشرق

لا يعنيني من الشأن الداخلي للانتخابات الرئاسية الإيرانية إلا المقدار الذي زعزع به التمدّد الإيراني الحادّ والمخيف المنتقل من مرحلة "الستر" إلى مرحلة "الجهر" أمن الداخل اللبناني واستقراره، بتحويل لبنان إلى ساحة متقدمة للدفاع عن أمن إيران ومشاريعها النووية، حيث بتنا مشاريع "رهائن - ضحايا" اتخذوا عنوة وقسراً وقهراً هم وبلدهم متراساً يستخدم بما يتناسب مع مصالح إيران القومية، دون أدنى اعتبار لما نريده لوطننا ومستقبله ومستقبل شعبه ورؤيتنا لدور هذا الوطن في محيطه وتفاعله مع العالم الواسع الأفق، بعيداً عن أفق "الممانعة" الشديد الضيق والمزيّف الشعارات، مريض ازدواجية مواقفه الموصوفة، فأصحاب الممانعة يرمون بنا قتلى رغبة جامحة لفتح حوار ومدّ جسور علاقات بلوي الذراع وخلق الاضطراب للاتفاق مع من تعتبره عدواً وشيطاناً أكبر، وخونّا واتهمنا بالعمالة له!!

وما يعنيني من خطاب التسابق الرئاسي في إيران أن لا يستمر أحمدي نجاد بـ"تهيؤاته" و"تهويماته" و"تخرصاته" يربط بين العقائدي الشيعي والسياسي الإيراني بالمصير اللبناني، فالرجل ارتفع صوت الشكوى من تهيؤاته التي أصبحت محط سخرية وتندّر داخل إيران قبل خارجها، وهذا يعفينا من تقييمه كخطاب سياسي يليق برئيس لدولة كبرى ذات حضارة عريقة!! فالمقربون من نجاد أيضاً يشتكون منه، ومما أسموه "عفويته" وهو غير ذلك على الإطلاق، فالرجل يعبر بوضوح عن خطة كان قد بدأ العد العسكي لتنفيذها وانقطعت الطريق عليها بعد نتائج الانتخابات اللبنانية التي صدمت المعارضة وجمهورها أكثر مما صدمت خصومها!!

في الواقع ليس عفوياً أبداً ما يصدر عن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وليس مجرّد "أخطاء تكتيكيّة"، بل هذا الوصف بحدّ ذاته تأكيد على صحة ما يتمّ نفيه باستمرار، فقد اعتبر المقربون منه أنّ إبداءه علناً دعمه لقوى المعارضة في لبنان هو خطأ تكتيكي، ربما هو كذلك خطأ تكتيكي ارتكبه نجاد في سبيل الوصول إلى الهدف الاستراتيجي الكبير، وضع اليد على لبنان، ألم يقل لنا في العام 2006 أن لبنان عضوٌ في جسد إيران!!

ويعنيني من هذه الانتخابات انتقال طرح السؤال بكل هواجسه من لبنان إلى طرحه كجزء من خطاب للشعب الإيراني، مع تساؤل المرشح لرئاسة الجمهورية مير حسين موسوي عن مغزى تقديم الدعم لقوى "الممانعة والتصدّي" في الخارج، فيما تحتاج إيران إلى إعادة بناء قدراتها الاقتصادية!! من المفيد أن يكون هناك من يطرح هذا السؤال في طهران على الشعب الإيراني، خصوصاً أننا بمعظمنا كلبنانيين رافضين رفضاً مطلقاً أن نكون دروعاً بشرية لحماية المتراس الإيراني وما يخفي خلفه من مشاريع..

لا نتمنّى كلبنانيين للشعب الإيراني ولإيران كدولة سوى ما نتمناه لوطننا ولأنفسنا من التطور والازدهار والتقدم والرخاء، ولسنا ضد حقها كدولة كبرى في تقدمها النووي السلمي، هذا حق مشروع للشعوب، ولكننا ضد مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الكبير، وإذا كان مرشح للرئاسة في طهران يعلن أن الوضع الاقتصادي في إيران لم يعد يحتمل مغامرات ولا تجارب بعدما بلغت نسبة التضخم 25% منذ وصول نجاد إلى السلطة، هذا وإيران المصدّر الرابع للنفط في العالم، فكيف الحال بلبنان البلد الصغير الذي تكاد تكون موارده قائمة على استقراره لجذب الاستثمارات وطاقاته البشرية وسياحته!!

وإذا كان أربعة عشر رجلاً من علماء مدينة قم البارزين أبدوا أسفاً وقلقاً بالغين لتدهور صورة إيران بعد كلام نجاد في مناظرة جرت بينه وبين منافسه مير حسين موسوي، فماذا سيقول اللبناني عن صورة إيران التي تشوهت كثيراً في عقله وعينيه، بسبب مشاريع التمدد الاستعماري تحت عناوين تدغدغ وجدان المواطن العربي الساذج البسيط وتريق دماؤه قرباناً على مذبح وهم استعادة أمجاد إمبراطورية زالت ومضت، التاريخ لا يمشي إلى الوراء بل إلى الإمام، ونتائج انتخابات الرئاسة في إيران يترقبها اللبنانيون بحذر فإن عاد نجاد بتهيؤاته والنور الذي رآه فعلى المنطقة برمتها السلام، وإن خسر أحمدي نجاد الانتخابات، ستفتح صفحة جديدة في المنطقة وفي لبنان تحديداً، عندها فقط نستطيع أن نقول سقط المشروع الإيراني في لبنان، لأنه سقط هناك حيث ولد في إيران، وسيفرح اللبنانيون إن انتهت ضائقة الشعب الإيراني واستعاد انفتاحه على العالم وصحة وعافية علاقاته بجيرانه وبالعالم، وإن كفّت طهران عن المغامرة بحياة أبناء لبنان وأطفال غزة وأمن واستقرار الدول العربية، وبالتأكيد لن يعلن اللبنانيون "النصر الإلهي" للبنان ولا انتصار لبنان الرسالة على "الممانعة" في طهران، عملياً تحسم نهائياً ظلال الانتخابات النيابية في لبنان، لحظة إعلان الفائز في انتخابات الرئاسة الإيرانية!!

المصدر : الشرق

 

 صحيفة "الجمهورية" تهاجم نصرالله: "العقل المعطل".. والكومنولث الإيراني!

  ١١ حزيران ٢٠٠٩

  كتبت صحيفة "الجمهورية" المصرية: "المناخ السياسي العربي هو أعجب بيئة ديمقراطية في العالم.. بعض الدول مثل لبنان تجري فيها الانتخابات وتعلن النتائج ثم تفاجأ بالمهزوم يخرج لك من كم قميصه "كارتا" يزعم به أنه فائز.. كان لبنان نموذجاً فريداً في التعايش مع الآخر وقبوله فيما يعرف سياسياً بـ"التوافق".. الصيغة التي يقوم عليها الحكم تعكس إلى حد بعيد هذا المبدأ.. فالرئيس مسيحي ماروني ورئيس الوزراء مسلم سني ورئيس البرلمان شيعي.. لكل طائفة ومذهب تمثيل في لبنان.. ورغم خطورة "التوافق" الذي أدى لحرب أهلية عنيفة إلا انها انتهت باتفاق الطائف برعاية سعودية عام ..1989 ومن وقتها حتى 2006 كان الشد والجذب وشبح الحرب الأهلية حاضراً إلى أن وقعت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج سوريا من لبنان طبقاً لقرارات مجلس الأمن ثم حرب تموز 2006 التي اندلعت بعد خطف حزب الله لجنديين إسرائيليين وانتهاء إلى تحكم كامل للحزب في الحياة السياسية اللبنانية بزعم ان سلاح المقاومة هو الذي حرر الأرض وانتصر على إسرائيل فلا بأس من أن يكون جيشاً موازياً لجيش الدولة وذراعاً لإيران يدعو لها داخل لبنان ويذكر اللبنانيين بفضلها عليهم وأنها عّمرت الجنوب بعد أن دمرته إسرائيل.!

هنا سقط "التوافق" الذي ظل طويلاً عنواناً لتعايش اللبنانيين من مسيحيين ودروز وشيعة وسُنة وطوائف أخرى.. وحل محله الاختراع الذي ورد من الدوحة في اجتماع شهير تم التوصل فيه إلى هذا "الابتكار" الذي ينص على أن الأكثرية لا يمكن أن تصدر قراراً دون موافقة الأقلية من خلال "ثلث معطل" يكون له حق الفيتو على أي قرار.

هذه ليست ديمقراطية.. لكنه اختراع إيراني تم تمريره إلى الدوحة لتصيغه في اتفاق قبلت به الأغلبية في ظروف معينة بعد أن نزل حزب الله إلى وسط بيروت وسيطر على المطار والميناء ومصلحة الهجرة والجوازات بحيث صار قادراً على إصدار جوازات سفر وبطاقات شخصية تحمل شعار الدولة اللبنانية و"بعضها" تم استخدامه في الخلية الإرهابية التي تم ضبطها في مصر مؤخراً.. الثلث المعطل أصبح قادراً على استخدام أدوات الدولة اللبنانية لخدمة أهدافه الخاصة.

إن هذا الثلث المعطل الذي اخترعته إيران وصاغته الدوحة في اتفاق ليظهر وكأنه أحد مظاهر الديمقراطية يجعلني أشبهه بالإنسان الذي خلقه الله على ثلاثة أجزاء فمنحه الجسم أو الجسد والعاطفة أي القلب وميزه بالعقل.. الجسد والقلب موجودان عند سائر المخلوقات لكن العقل أو "الثلث المتبقي" هو القوة المرجحة للإنسان.. هذا الثلث المميز نجد أنه "معطل" لدى كل الحركات الإسلامية في الوطن العربي.. العقل هو المسؤول عن إدارة الإنسان في الاتجاه السليم أو الخاطئ. لذلك نجد أن كل الحركات الإسلامية في الوطن العربي تعتمد على الجسم والعاطفة.. مظاهرات وصراخ.. هتافات باسم الإسلام وأفعال تناقض الدين الحنيف الذي احترم العقل.

الحركات الإسلامية غيبت وعطلت أهم جزء في الإنسان وهو العقل.. والنتيجة واضحة للجميع في المزيد من الخراب والدمار في بيروت وباكستان وأفغانستان وفلسطين والسودان والصومال.

الثلث المعطل هو العقل المعطل.. اختراع سياسي خبيث من إيران أهدته لحزب الله ليقهر به الإجماع على رفضه.. إيران ــ ومعها الإخوان وحماس وحزب الله والعدل والمساواة ــ تريد اختراعاً سياسياً تقهر به الأغلبية.. وتشكل ما يشبه الكومنولث الإيراني في المنطقة.. تكتل سياسي لا يفكر ولا يناقش.. يطيع الأوامر ويقبل الأيادي ويضع صورة الولي الفقيه.. علم إيران أو علم الميلشيات يرتفع في هذه الدولة أو تلك.. كل الجماعات الإسلامية لها علم مستقل عن علم الدولة في إشارة واضحة إلى أن "الميليشيا" قبل الدولة.. والفقيه قبل رئيس الجمهورية.. والمذهبية قبل الأغلبية.

الثلث المعطل ليس مطبقاً في لبنان فقط. وطالما إنه اختراع أصولي إسلامي فستجده في الدول التي كان للإسلاميين رأي فيها.. ففي باكستان تسببت جماعة طالبان في إحراج الحكومة الباكستانية أكثر من مرة في علاقتها مع أميركا.. فقررت إسلام آباد منحهم إقليم "سوات" ليطبقوا فيه الشريعة الإسلامية.. وهو تطبيق جغرافي لنظرية الثلث المعطل.. وهو ما أراد حسن نصر الله أن يطبقه في بيروت الجنوبية ثم حاول ضم بيروت الغربية إليه في انقلاب 7 أيار 2008 الشهير.

الثلث المعطل في البلاد التي تسيطر فيها الأصولية الإسلامية يعطي حقوقاً لمن لا حقوق لهم.. يلغي نتائج الانتخابات لصالح القوة الغاشمة الموجودة علي الأرض.. يعطل العقل أو بمعني أدق يفرغ الديمقراطية من معناها التقليدي المتعارف عليه وهو "حكم الأغلبية".. الثلث المعطل أو العقل المعطل كما أفضل تسميته هو الذي يمكن حزب الله من اجتياح بيروت في أي وقت.. وهو الذي يجعل الدخول والخروج من الضاحية الجنوبية مستحيلاً بدون إذن نصر الله ورجاله.. وفرض علىى السُنة والمسيحيين عدم الدخول إلي هذه المنطقة إلا في حراسة أمنية. "العقل" المعطل استخدمته طالبان في باكستان.. أقامت به ما يشبه الحكم الذاتي ثم فرضت المحاكم الشرعية ثم تحولت لدولة داخل الدولة.. ثم غزت العاصمة إسلام آباد وها هي تتحول تدريجياً إلى السيطرة على الثلثين الباقيين.. وبهذا يصبح الثلث المعطل مقدمة للاستيلاء على السلطة في دولة نووية إسلامية.. إذا تولى المتطرفون أمرها سيحدث ما لا يحمد عقباه.. في السودان هناك تطبيق آخر لمنهج الثلث المعطل.. هذا المنهج كان واضحا أثناء مظاهرات تأييد الرئيس البشير عند تعرضه لأزمة المحكمة الجنائية الدولية.. المتظاهرون كانوا يرددون هتافا خطيرا لتأييد الرئيس السوداني.. "الشمال عربي إسلامي".. وهو هتاف ضد وحدة السودان.. وظهر أن الدين أهم من الوطن.. والدفاع عن الرئيس يسبق الحفاظ على الجنوب.. فهمت من أزمة البشير أن الحفاظ على وحدة الوطن ليس مهما بقدر الحفاظ على الإسلام.. لو تم انفصال الجنوب فإنه مسيحي لا يهمنا في شيء.. وهذا نموذج آخر للثلث المعطل أو العقل المعطل. الثلث المعطل أو العقل المعطل ظهر أيضا في فلسطين جغرافيا وسياسيا.. فقد اقتطعت "حماس" غزة من الضفة.. وفي مصر يهدف الإخوان المسلمون إلي تطبيق نظرية العقل المعطل أيضا.. فرغم أنهم أقلية ضئيلة في مجلس الشعب. إلا أنهم يسعون لفرض رأيهم من خلال نقابات وصحف وفضائيات.. من أجل ذلك يطالبون بفتح حوار مع الدولة! مع أن أبجديات السياسة تقول إنه لا حوار إلا بين قوي متكافئة أو حكومة وحدة وطنية.. لكنهم في مصر يريدون إعطاء الإيحاء أن لهم رأيا في إدارة الدولة واقتصادها.. والحوار سيعطيهم حصانة كأنهم شركاء في الحكم ويوفر لهم "منعة" ويسقط عنهم تعبير "الجماعة المحظورة".

.. المحظورة حاولت فرض الثلث المعطل على الدولة إبان أزمة غزة.. وهو في حالتنا معنوي.. أي يمكن فرضه بالأمر الواقع وليس عن طريق الانتخابات.. العقل المعطل أو الثلث المعطل يمكن أن يورطنا في وضع يجعل مصر محاصرة فلا تنمية ولا نمو ولا تقدم اقتصادياً وإنما مظاهرات واحتقان طول الوقت.. القضية الفلسطينية يمكن أن تكون مفتاح الإخوان للثلث المعطل أو العقل المعطل.. وهناك مفتاح آخر طرحه مرشد الإخوان عاكف عندما قال "طظ" في مصر.. هي ليست زلة لسان.. وإنما تعبير عن فكر يرى أنه ليس من الضروري أن يحكم المصريون أنفسهم.

وخلاصة القول إن ما ردده حسن نصرالله عقب خسارته للانتخابات اللبنانية من الممكن أن نشاهده بعد ذلك في الأحزاب الإسلامية العنصرية المتحيزة تحيزا أعمى لإيران.. لبنان يريده نصرالله نواة لكومنولث إيراني يشمل العراق والبحرين وسوريا وفلسطين ودولا أخرى في الخليج بالإضافة لليمن والسودان.

يا شيخ حسن إذا كانت جماعتك تطيعك طاعة عمياء فهذا ليس معناه أن الجمع العربي واللبناني يحمل نفس الفكر الطائفي العنصري الذي كلف لبنان الكثير بشريا واقتصاديا ودوليا حتى أصبحت الدولة اللبنانية هي الحامي الحقيقي لحدود إسرائيل بسببك أنت بعد أن جلبت جيوش العالم تحت علم الأمم المتحدة برا وبحرا وجوا لتتواجد داخل حدود السيادة اللبنانية.

ويبقى أن نهنيء العرب بالفوز على إيران. لكن عليهم من الآن فصاعدا الاحتراس من فخ الثلث المعطل أو العقل المعطل!.

 المصدر : الجمهورية

 

حركة التغيير: نرفض وجود موالاة ومعارضة داخل الحكومة الواحدة

وطنية - 11/6/2009 جدد رئيس حركة التغيير ايلي محفوض في تصريح اليوم رفضه "لوجود موالاة ومعارضة داخل الحكومة الواحدة"، معتبرا "ان اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، تعني تنازل الاكثرية عن ابسط حقوقها"، محملا "الاكثرية النيابية التي ننتمي اليها مسؤولية هذا التجديد لرئيس حركة "امل" التي كانت جزءا لا يتجزأ مما اصاب لبنان خلال السنوات الماضية".

 

"التجمع الإغترابي ل14 آذار" هنأ الفائزين في الانتخابات وانتصار الخيار اللبناني والديموقراطية

وطنية - 11/6/2009 هنأ "التجمع الإغترابي لقوى 14 آذار" في بيان اليوم، اللبنانيين عموما، والفائزين بالإنتخابات النيابية خصوصا، لمناسبة إنتصار الخيار اللبناني والديموقراطية، معتبرا أن "فوز لوائح 14 آذار في الانتخابات النيابية كان ثمرة الجهود الحثيثة التي بذلها الشعب اللبناني في مقاومة تغيير وجه لبنان العربي والإصرار على متابعة المسيرة في إتجاه بناء الدولة القوية العادلة وتمسكا بالخيار الديموقراطي كوسيلة لتحديد الخيارات المصيرية قاطعة الطريق على المشككين بخيارات أكثرية الشعب اللبناني".

وأثنى التجمع "على جهود وزير الداخلية زياد بارود التي قام بها لإنجاز هذا الاستحقاق الديموقراطي رغم التحديات والظروف التي سبقت الانتخابات النيابية، وعلى جهود القوى الأمنية التي قامت بعمل جبار لحفظ أمن المواطنين وسلامة المقترعين

 

الطاشناق خسروا المقاعد والاصدقاء

بيار عطاالله

Alkalimaonline.com

مساء السابع من حزيران اجتمع اعضاء "لائحة الانقاذ المتني" جميعاً في مبنى العمارة في الزلقا، او مقر قيادة النائب ميشال المر الذي يقيم في هذا المبنى احدى اهم الماكينات الانتخابية في تاريخ لبنان حيث يتم العمل على مدار السنة ودون توقف على رصد كل ما يتصل بديموغرافيا العملية الانتخابية سواء اكانت على مستوى النيابة او المجالس البلدية والقروية. ووسط اجهزة الكومبيوتر وشاشات التلفزة الموزعة في ارجاء العمارة اخذت الارقام تتبدل صعوداً وفي صورة سريعة، واخذت علامات الثقة بالانتصار ترتسم على الوجوه وبإن فوز اللائحة كاملة حاصل لا محالة.

حوالى الساعة 10،40 ليلاً كان الرصيد المتراكم للائحة ائتلاف المستقلين وقوى 14 اذار يشير الى فارق كبير يصل الى 6500 صوت تقريباً، وهو محصلة الفرز في مناطق المتن ساحلاً ووسطاً وجبلاً وخصوصاً في البلدات والقرى الصغيرة التي منحت اصواتها كاملة للائحة الانقاذ. ولكن شيئاً ما تبدل في الجو، واخذت الارقام تراجع وتسير بطيئة ليضيق الفارق بين اللائحتين المتنافستين في شكل اشعر الجميع بأن برج حمود تخفي لغماً كبيراً لمساعي الفوز. وسرعان ما جاء الجواب من الماكينة الانتخابية:"اذا فاق لاتصويت الارمني 13 الف صوت فمعنى ذلك اننا في وضع حرج". وبالفعل فما ان وصلت اللائحة الى ابواب اقلام برج حمود حتى تبدت حراجة الموقف وكما يقول احد القياديين في ماكينة "لائحة الانقاذ" عن شرك كبير اعده حزب الطاشناق للائحة الائتلاف لم يوفر احداً ولم يأخذ في الاعتبار لا الصداقة الطويلة بين النائب ميشال المر الذي سعى جاهداً الى طمأنة الطاشناق في المتن بأنه لا يريد بهم شراً انتخابياً وجهد لأقناع زملائه بعدم ترشيح ارمني لمنافسة الطاشناق و "منعاً لأستثارة حميتهم" ونجح في ذلك، فكان ان تلقى في المقابل تعميماً حزبياً صارماً "أياكم والتصويت لميشال المر". ويؤكد القياديون ان هذا التعميم وصل الى كل شرائح الناخبين الارمن بمن فيهم المعارضين للطاشناق والى المجنسين الارمن الآتين من سوريا، ما ادى الى صب 10710 صوت ارمني من محازبي الطاشناق في مواجهة المر ولائحته المتنية في مقابل 2650 ناخباً ارمنيا اخرين من مؤيدي حزبي الهانشاق والرامغفار ومن محازبي الطاشناق المتمردين الذين قرر قسم منهم الاقتراع لصالح لائحة ائتلاف المستقلين و 14 اذار.

اسئلة للطاشناق

وفي جعبة اوساط "لائحة الانقاذ" اسئلة كثيرة يوجهونها على ما جرى، وفي مقدمها:"لماذا يفعل الطاشناق ذلك ولمصلحة من ؟ واين اخطأ المر في حقهم وما هو الخطأ الذي ارتكبه لكي يندفعوا الى مواجهته بهذه الطريقة".

وفي الجعبة ايضاً اسئلة عن الكلفة الباهظة لأحضار الناخبين الطاشناق من اميركا واوروبا وافريقيا والتي تتراوح بين 15 و 20 مليون دولار اميركي، ومن دفع كلفة احضار هذا الحشد ؟ وهل ان الدفاع عن الحضور الارمني في لبنان يقتضي ضرب رئاسة الجمهورية وارادة اهالي المتن في تأمين التمثيل الحقيقي ام ان الامر رغبة حقيقية في تأمين مصالح المحور السوري – الايراني ولو كانت على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية ومصالح الارمن العليا والذين يشكلون جزءاً اساسياً من النسيج الوطني المسيحي في لبنان؟

ترفض اوساط "لائحة الانقاذ" اي تلميح الى تعاون الطاشناق في الانتخابات وتقدم عينة من نتائج بعض اقلام برج حمود تظهر ارقاماً مثل 380 =10 ، او 450=11 وكلها لصالح لائحة 8 اذار او "التغيير والاصلاح"، ووتشير في هذا الاطار الى ان الناخبين الارمن المتمردين انما قاموا بما يمليه عليه ضميرهم ورغبتهم في رد الجميل الى مواطنيهم المتنيين. والخلاصة الاكبر ان ميشال المر وسامي الجميل انما حققوا فوزهم بأصوات المتنيين فقط دون اي صوت من مناصري الطاشناق ودون اي منة منهم لا حاضراً ولا مستقبلاً.

2 بدل 5

عرف الطاشناق تاريخياً بعلاقتهم الوطيدة مع النائب ميشال المر وهم حرصوا خلال كل الازمات المتنية والوطنية على حفظ شعرة معاوية واكثر بين نادي الارمن في برج حمود والعمارة في الزلقا. وعندما خرج المر من صفوف "تكتل التغيير والاصلاح" انتصاراً للدفاع عن رئاسة الجمهورية ورفضاً للسياسة التي يتبعها النائب ميشال عون سارع الطاشناق الى محاولة اصلاح الامور بين الرجلين، لكن مساعيهم فشلت في انجاز ذلك. ورد المر بمحاولة اصلاح الامور بين النائب سعد الحريري والطاشناق على قاعدة انضمام الحزب الى ائتلاف 14 اذار المستقلين مقابل حصوله على غالبية المقاعد الارمنية في مجلس النواب الامر الذي يحقق حلم الطاشناق الدائم في تشكيل كتلة نواب الارمن، لكن المساعي فشلت واصر كل من الفريقين على اتهام الاخر بإفشال التفاهم. وخاض الطاشناق الانتخابات أملاً بالفوز بالمقاعد الخمسة ويقال هنا، ان قيادة الحزب في برج حمود وقعت ضحية استطلاعات الرأي والاحصاءات المدفوعة الثمن و "غب الطلب" التي ساهمت ايضاً في تضليل النائب ميشال عون عن الظروف الحقيقية للشارع المسيحي وجمهور

 

السلطة الرابعة: اللبنانيون رفضوا سلاح إيران

اقتراع في بيروت 

ارتفاع درجة المخاطر في لبنان غداة الانتخابات 

الناخبون اللبنانيون يردون على الأسلحة الإيرانية 

لا تقلق إنه مجرد حلم 

اسم البرنامج: السلطة الرابعة/تلفزيون العربية

مقدم الحلقة: هدى ياسين

تاريخ الحلقة: الثلاثاء 9/6/2009

هدى ياسين: مشاهدينا الكرام أهلاً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج السلطة الرابعة، وأبرز العناوين اليوم:

في التايمز: فوز قوى الرابع عشر من آذار بالانتخابات اللبنانية يعزز فرص السلام.

وفي مجلة التايم السياسة الأميركية الجديدة: حيال إيران جزرة كبيرة في مقابل عصىً أكبر.

بدايةُ جولتنا على أبرز ما جاء من عناوين في الصحف الغربية نبدؤها بعرض لأبرز عناوين الصحف الأميركية:

في النيويورك تايمز: انتخابات بيروت إشارات إلى الولايات المتحدة.

في الواشنطن بوست: نفاذ أموال خطة الإنقاذ المالي.

في الواشنطن تايمز: السي آي إي تريد التكتم على وثائق عهد بوش.

وبالنسبة إلى عناوين الصحف الفرنسية فجاءت على هذا النحو:

لوموند: الأحزاب اليمينية تسيطر على غالبية المقاعد في البرلمان الأوروبي.

في الفيغارو: المرشح الإصلاحي الإيراني موسوي يهدد حظوظ نجاد في التجديد لولاية جديدة.

وفي الليبراسيون: فوز المعارضين لسوريا بالانتخابات اللبنانية.

بالنسبة إلى عناوين الصحف البريطانية فجاءت على هذا النحو:

في التايمز: كوريا الشمالية تستفز الولايات المتحدة.

وفي الغارديان: الهروب العظيم لبراون في إشارةٍ إلى نجاة رئيس الحكومة البريطاني من الإطاحة به.

في الديلي تلغراف: براون ينجو من مؤامرة.

نبدأ أخبارنا المتفرقة مع أخبار النجمة الأميركية مادونا والتي انفردت صحيفة الديلي ميل بالإشارة إلى أن القضاء سيسمح لها بتبني الطفلة الميلوية ميرسي، بعد أن استأنفت الحكم الذي رفض طلب التبني.

ننتقل إلى أخبار العائلة المالكة البريطانية حيث عاد الأمير وليام إلى الظهور علناً مع صديقته كيت ميدنتون وآخر ظهور لهما كان في ملعب للبولو. نتحول إلى صحيفة التايمز وأخبار الرياضة حيث أكدت الأنباء التي تناقلتها الصحف في الأيام الماضية حول عزم النجم البرازيلي كاكا على ترك صفوف نادي إي سي ميلان، ولكن وجهته وبحسب الصحيفة ستكون ريال مدريد الذي يحتاج إلى النجم الشاب لبث دماء جديدة في شريانه.

توقفت معظم الصحف الغربية الصادرة اليوم عند النتائج الرسمية للانتخابات اللبنانية والتي أظهرت فوز قوى الرابع عشر من آذار بالأكثرية النيابية من جديد، صحيفة الإندبندنت اللندنية اعتبرت أن نتائج الانتخابات أكدت تمسك لبنان بخيار الديمقراطية، أما صحيفة التايمز فقد اعتبرت أن فوز الائتلاف المؤيد للغرب في الانتخابات اللبنانية يعزز فرص السلم والاستقرار في البلاد وعنونت التايمز افتتاحيتها:

اقتراع في بيروت

التعليق الصوتي: "ثمة مؤشرات عدة لنتائج الانتخابات في لبنان أهمها: أن نفوذ حزب الله وإيران بدأ بالانحسار، والناخبون لم يذعنوا للتهديد وتوجهوا إلى مراكز الاقتراع بأعداد غير مسبوقة، ويبدو أن اللبنانيين قد استفادوا من تجاربهم، وهم لن يعودوا إلى الحرب الأهلية، فقبول الجميع بنتيجة الانتخابات يعزز فرص السلم والديمقراطية".

هدى ياسين: وتعليقاً على الانتخابات اللبنانية اعتبر سايون سيدال في صحيفة الغارديان أن النتائج تمثل دليلاً على أن عامل أوباما بات يؤتي ثماره في المنطقة، الصحف الفرنسية حللت بدورها نتائج الانتخابات اللبنانية فنقلت صحيفة الفيغارو عن عدد من المحللين خشيتهم من انعكاس النتائج سلباً على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد وخصوصاً في حال تعثر الاتفاق بين الموالاة والمعارضة على حصة كل منهما في الحكومة المقبلة، وجاء العنوان:

ارتفاع درجة المخاطر في لبنان غداة الانتخابات

التعليق الصوتي: "ترى الدكتورة فاديا كيوان أن نتائج الانتخابات تظهر عدم الوضوح في النظام الانتخابي اللبناني الذي لا يسمح بتطبيق آلية لانتقال السلطة في ظل نظام طائفي، ونتائج الانتخابات أعادت الأزمة السياسية الداخلية إلى نقطة الصفر، بدوره اعتبر المحلل زياد ماجد أن الفائز الأكبر بالانتخابات هو سعد الحريري، وهو لن يعطي المعارضة الثلث المعطل في الحكومة المقبلة".

هدى ياسين: أما صحيفة ليبراسيون الفرنسية فقد نقلت عن النائب في حزب الله حسن فضل الله قوله إن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق، ودعا إلى فتح صفحة جديدة بين الموالاة والمعارضة، الصحف الأميركية هي الأخرى لن تغفل الحدث اللبناني، صحيفة الكريستشن سينس مونيتور اعتبرت أن نتائج صناديق الاقتراع سيكون لها تأثير مباشر على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، باعتبار أن لبنان هو مرآة المنطقة، وجاء العنوان:

الناخبون اللبنانيون يردون على الأسلحة الإيرانية

التعليق الصوتي: "يبدو أن اللبنانيين قد ضاقوا ذرعاً بثقافة التسلح، وباتوا يفضلون تبني لغة الحوار، وارتدادات الانتخابات النيابية اللبنانية قد تصل إلى إيران، لتحسم صندوق الاقتراع في طهران، خصوصاً أن أحمدي نجاد بدأ يستشعر خطر منافسه مرشح التيار الإصلاحي".

هدى ياسين: أما صحيفة النيويورك تايمز فقد اعتبرت أن خطاب أوباما هو الذي ألهم اللبنانيين وحضهم على التصويت لمصلحة قوى الرابع عشر من آذار، مشاهدينا الكرام تتابعون بعد قليل في التايمز: أحلام الأطفال مرآة لمشاعرهم ومدخل لمعالجة مشاكلهم.

[فاصل إعلاني]

هدى ياسين: مشاهدينا أهلاً بكم من جديد. اهتمت الدوريات الأميركية الصادرة هذا الأسبوع بالأوضاع في العراق وخصوصاً انخفاض نسبة الإصابات بين صفوف القوات المتعددة الجنسية، وتوقفت الدوريات عند ملامح سياسة واشنطن الجديدة حيال إيران، ونسف هجرة المسيحيين من الدول العربية وأسبابه. منى الشقاقي والتفاصيل من واشنطن.

منى الشقاقي: بانخفاض عدد الجنود الأميركيين القتلى في العراق خفّ الاهتمام الإعلامي الأميركي بالحرب هناك، لكن مجلة نيوزويك هذا الأسبوع قررت أن تخصص العدد للعراق، واستضافت الكوميدي الأميركي ستيفن كولبير الذي سيبث حلقات برنامجه طوال الأسبوع من العراق لإعادة تسليط الضوء على الحرب هناك، كتب فريد زكريا في هذا العدد الخاص أن أوباما قال في خطابه في القاهرة أن الولايات المتحدة ليست الصورة النمطية للإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالحها، لكن الكثير من المسلمين قد يختلف مع أوباما، ما عليهم إلا أن يتابعوا الأخبار الأميركية ليكتشفوا خطأهم، فالسؤال الآن: هو متى تستطيع أن تنسحب القوات بطريقة مسؤولة من العراق؟، ليقول زكريا أنه من الخطأ التركيز فقط على الانسحاب، وأن المُثل الديمقراطية ما زال بالإمكان تطبيقها في العراق.

المجلة كتبت أيضاً عن الجنود الذين خدموا في العراق وعن إدمان الكثير منهم على الحرب، وعدم قدرتهم على التأقلم على الحياة المدنية بعد عودتهم، الأمر الذي يدفع عدداً منهم للتطوع بالذهاب إلى العراق مراتٍ ومرات. ونشرت نيوزويك في موضوع العراق أيضاً مقال آخر حول تأثير الحرب على أبناء الجنود الذين يخدمون في العراق والذين يعانون من درجات عالية من الاكتئاب والضغط النفسي، المجلة استضافت ستيفن كولبير ليحرر العدد الكوميدي ترك آثاره المضحكة على هامش الصفحات وكتب عن أهمية إعادة تسليط الضوء على العراق، الأمر الذي دفعه ليبث برنامجه من هناك طوال الأسبوع.

مجلة تايم كتبت عن السياسة الأميركية الجديدة اتجاه إيران والرجل الأول المسؤول عنها الآن المستشار الخاص دينيس روس، روس يتبع أسلوب الجزر الأكبر والعصا الأكبر بمعنى عرض مكافآت أكبر على إيران في حال تعاونها وعقوبات أشد في حال عدمه، المشكلة هي أن الكثير من الإيرانيين يعتقدون أن هدف الولايات المتحدة من المحادثات والتعاون مع المجتمع الدولي هو تكتيك لتبرير خطوات أميركية أشد عندما تفشل إيران في قبول العروض الدولية. مجلة ناشيونال جرافيك كتبت عن هجرة المسيحيين من العالم العربي إلى الغرب بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية السيئة، فالأرض المقدسة والمناطق المحيطة بها الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية كان يشكل المسيحيون أكثر من 25% من سكانها عام 1914، أما الآن فهم يشكلون 8% من السكان. منى الشقاقي – العربية – واشنطن.

هدى ياسين: وأخيراً عرضت صحيفة التايمز لكتاب يربط أحلام الأطفال بما يدور حولهم من أحداث خلال النهار في محيطهم العائلي والتعليمي، ونشرت الصحيفة مقالاً مسهباً عن الموضوع تحت عنوان:

لا تقلق إنه مجرد حلم

التعليق الصوتي: "يجهل البعض أن أحلام الأطفال السعيدة أو الكوابيس المزعجة يمكن أن تفسر مدى تأقلم الطفل مع محيطه، وأن تظهر حالته النفسية، فالتعرف على تفاصيل أحلام الأطفال قد يكشف عن الكثير من مشاعرهم الكامنة، والتي قد لا يبوحون بها بسهولة، وهو ما قد يوفر سبيلاً إلى التعامل مع ما يشغل بالهم".

هدى ياسين: ونصحت الصحيفة الآباء والأمهات بعدم المبالغة في تحليل أو تفسير أحلام الأطفال والتعامل معها بهدوء وحذر. مع عالم الأحلام والطفولة نختتم حلقة اليوم من السلطة الرابعة، نلقاكم غداً فكونوا على الموعد.

 

حديث العماد ميشال عون الى شاشة OTV ضمن برنامج الحق يقال: أهنئ ال300 الذين قاوموا التخويف والمال وثأروا من بيلاطس وقيافا ويوضاس 

موقع التيار العوني 11 حزيران/09

قال العماد ميشال عون في حديث لبرنامج الحق يقال على محطة "أو تي في" :"أنا أعتبر الربح عادياً وكنا نأمل أن تزيد كتلتنا أكثر. لكن تم استعمال شراء الأصوات كما البيع على عربات الخضار في الشوارع وأجهزة المراقبة كانت متفرجة وهذا لم يبتّ به. انطلاقاً من استعمال المال أهنئ الشعب الذي وقف معي وهو مثل رجال جدعون ال300 الذين شربوا المياه وهم واقفون ولم ينبطحوا كغيرهم. أنا هنا أهنئ ال300 الذين قاوموا التخويف والمال وثأروا من بيلاطس وقيافا ويوضاس ونترك لمخيلة الناس ان يعرفوا من هؤلاء. أهنئهم وأقول لهم إن النصر لهم والله سيساعدنا من خلالهم وهم شرف لبنان وفرصته لنكمل مسيرتنا ونربح الربح الكبير. وآسف للفرصة أضاعها الآخرون ونأمل أن تكون هناك فرصة أخرى لكن مسيرة التغيير لن تتوقف".

وسئل: الفريق الآخر يتهمكم بدفع الأموال؟

فأجاب: اسألوا الناس. نحن أمسكنا بهم وعندنا أربعة الاف شكوى ومخالفة لقانون الانتخاب والإعلام وأوقف أشخاص ورسميون لكن المسألة كانت مباحة وفريق الاتحاد الأوروبي اعتبرها عادة لبنانية. المال دُفع تحت شعار "إسقاط العماد عون أقل كلفة من بقائه في السلطة". أنا أسفت للأمر ولم ألُم أحداً. طوال الوقت أسمع عن خطر سلاح حزب الله وولاية الفقيه وكل النساء في البترون والكورة وجبيل يحضرن التشادور. سمعنا كلاماً عن أن بدأت ولاية الفقيه والخطر على الكيان ولكن  سعد الحريري جاء ومنع التداول بسلاح حزب الله. أنا أرحب بانضمام الحريري الى المتفاهمين مع حزب الله. الأميركيون يرديون ان أوقف التفاوض مع حزب الله ليكمله الحريري. ويضيف هازئاً:" الأصعب أنني بقدر ما تحدثوا عن ولاية الفقيه وسلاح حزب الله بتّ أشك بقدرتي على التحليل والاستنتاج الى أن اكتشفت ان الحريري أمر بعدم تداول الموضوع. فكيف أواجه الأمر؟ الكتائب الأحرار القوات كيف سيتعاملون مع الموضوع وأنا كنت على وشك الالتحاق بهم؟ لا يعقل أني محق وكلهم على خطأ؟ أنا مقتنع بخياراتي وفيها خلاص للبنانيين ومن لا يعجبهم فليتبعوا المروّجين للشائعات. انا الرابح وتكتلي زاد وأرحب بمن يلتحق بنا. وارحب بسعد الحريري في التفاهم مع حزب الله.

س: سعد الحريري الزعيم السني الأوحد اذا تفاهم مع حزب الله ماذا يفعل مسيحيو 14 آذار ضد هذا التفاهم؟

ج: فليلجأوا الى قبرص

س: اذا رفضوا التفاهم ماذا يفعلون؟

ج: لا شيء لأنهم أجزاء متفرقة تم جمعها. فهم لم يكن بمقدورهم تشكيل لائحة فجاءت سيسون وكانت الايحاءات الخارجية وتم لحمهم بالبترو دولار. الآن نقدم على انتخابات مجلس نيابي وبري لا مرشح غيره الا اذا جاءوا بعقاب صقر. يقبلون بكل الزعامات الطائفية الا الزعامة المسيحية وهذا سبب التصادم بيني وبينهم. أنا أعرف حجمي بكل تواضع ولست مسؤولا عن انهيار البورصة ولم اضرب برجي نيويورك. وأول مرة رفضت اقتلعوني من قصر بعبدا واليوم أقول لا للتوطين والكل مطنشون عن الأمر ويتآمرون معهم. أعرف لماذا الأميركيون ضدي بسبب رفضي التوطين. قد يقولون سنقسّم ويعطونهم محافظة من بعبدا الى البترون.

س: لكنك تمثل المنطقة المسيحية؟

ج: المعركة لن تنتهي إلا بحل سلاح حزب الله. التوطين هو الغاية يرعبوننا بولاية الفقيه والخطر على الكيان ليظل خط الحل مفتوحاً. الموضوع الأساسي الذي يحدد سياسة الدول ليس المعلن بل هناك الذرائع والسبب الأساسي. أميركا تقف مع اسرائيل وتريد أمنها الديمغرافي الذي يقتضي عدم عودة اي فلسطيني إلى أرضه بل وترحيل الموجودين.

س:  ألا يحتم هذا وحدة صف مسيحي؟

ج: هناك شركاء مع التوطين. لا أعرف بما يعدونهم. البطريرك صفير في نيويورك سأل عن الفلسطينيين فكان الجواب هم عندكم منذ 61 سنة. هم يحوّلون المعركة باتجاه الشيعة لضرب الوحدة اللبنانية.

س: البطريرك ألا يدرك الخطر؟ الكنيسة والفاتيكان ألا تعرف مصلحة المسيحيين؟

ج: انا عندي وضع سياسي أعالجه. وليتحمل كل واحد مسؤوليته. هناك أحاديث مع البطريرك في هذا الشأن وأنا لا أقبل أي نفوذ لدولة لا تحترم حرية المعتقد الديني.

وأضاف:" كلنا نعمل انتخابات لنقبل بنتائجها لكن هناك اجراءات دستورية تُتبع ومنها  الطعن. سنقدم طعوناً في المتن حيث مخالفات على النائبين اللذين نجحا من اللائحة الأخرى. لا أعرف إذا كنا  سنطعن بنيابة سامي الجميل وهذا القرار يعود إلى المرشح غسان الأشقر. أما الطعن بنيابة المر فبسبب الرشوة واحتجاز أشخاص والضغط بالعنف. وقد أذيع شريط على "أو تي في" في هذا الخصوص ولا بد أنه تم فتح تحقيق والدعوى المفتوحة بحق المر ستكون مستنداً أمام المجلس الدستوري الذي لا جدوى له اذا لم يتخذ قراراً. أما هذا الهدوء بعد الانتخابات فيستفيد منه من سبّب الفوضى. وبالنسبة لزحلة فإن الوزير الياس سكاف يدرس امكان تقديم الطعون والشكاوى والمعطيات متوفرة. ولا طعون في اتجاهنا لأن لا مخالفات من قبلنا. وإذا أراد النائب المر أن يقدم خمسة طعون بنا في المتن فيمكنه ذلك لكنه لن يقدم ولن يؤخر بالنتيجة."

وعن حضور النائبين فرنجية وارسلان اجتماع التكتل قال:" هذه الشراكة الدرزية- المسيحية في الجبل وعندنا نائبان درزيان هما طلال ارسلان وفادي الأعور.  وهناك أيضاً الأرمن وأنا فخور بهم وبأدائهم. بعض السفهاء يحاولون النيل من مسيحيتهم. بمجموعة ال14 عنصريون يحسبون المسيحيين دون الأرمن. هناك كمية من الجهل ينسون معها أن أرمينيا أول دولة أعلنت نفسها مسيحية عام 301. الأرمن ليسوا بدواً رحل بل عندهم تراثهم وفنهم وعيب توجيه هذا الكلام لهم؟ أيقبلون أن تفعل أميركا الأمر نفسه مع اللبنانيين الذين عندها؟ الأرمن دقيقون ومرتبون وهم ممثلون ب27 نائباً في تكتل التغيير وليس باثنين فقط. كل التكتل موارنة وأرمن ودروز وشيعة. نحن نتفاهم لمصلحة لبنان لضمان الاستقرار والشراكة في السلطة والتاريخ يفهم هذا الأمر."

وعن كون التيار خسر 10 نقاط من شعبيته وقدرته التجييرية اعتبر أن كلام البطريرك صفير ليلة السبت أخاف الناس عندما تحدث بمأساوية عن الخطر على لبنان. وبالنسبة لاستقدام المغتربين للاقتراع اوضح أن المعارضة كان لها 20 الفا من القادمين على حسابهم والجاليات اللبنانية سوّت أمورها ولم تتخط الأعداد ال20 الف. أما الباقون فهم 120 الفا ويكلفون 300 مليون دولار وهذا يحتاج الى تحقيق مالي. لقد فرزوا الجالية اللبنانية وقدموا استمارات بمساعدة أجهزة دولية من أوروبا وأميركا وفجأة بدأت الطائرات تهبط على مطار بيروت وهذه هي ما وصفتها بالحرب الكونية على العونية. هناك من القادمين من لا يتحدث العربية فكم يفهمون من الوضع السياسي اللبناني ليصوتوا؟ أنا مع تصويت المنتشرين في أماكن وجودهم وفي لبنان أيضاً لأن المسألة لا تحتاج الى هذه السياحة على الطرقات وانتظار الأدوار. وهذا رئيس قلم ينادي الزبائن وإحدى رئيسات الأقلام رفضت تنفيذ توجيهات وزير الداخلية، الذي أقر بإرادته الحسنة لكنها آلية السبع وفتفت وهي مؤسسة خاصة للحريري. والقوة التجييرية للتيار لم تخف لكن العدد الآتي من الخارج زاد فظهرت قوتنا متراجعة وهي تراجعت لكن فقط بنسبة 5 % بسبب التخويف".

وعن هوية رئيس الحكومة المقبلة وإذا كان الحريري أجاب:"ربما هو أو غيره. المشكلة في أدائه فإذا كان كالسنيورة العوض بسلامة لبنان. نحن لم نطرح موضوع التسمية. وربما اذا كان الأمر بين السنيورة والحريري نختار الحريري.

وعن خطاب النائب وليد  جنبلاط قال:" رأيي فيه ثابت وهو أنه متقلب. يهرب من المحل الذي له عليه دين الى مكان يبتزه. هذا موقف حقوقي منه فهو خرب الجبل ولا يريد بناءه ويدجن الناس هناك.

وأضاف: ما زال اللاعبون الدوليون أنفسهم وأعادوا الأكثرية نفسها لكن هذا لا يبني بلداً. علينا أن نقاوم الفساد. ومن يريد المصالحة عليه أن يوقف سرقة الخزينة. ونحن نحارب كما حاربنا الحكومة الأخيرة. منعناهم من سرقات وبيع الأراضي وبعض التعيينات في مركز المسؤولية. نحن نفتخر بما يشتكون منه. و اذا توافق الحريري مع حزب الله سنبارك التوافق. عندنا برنامج ومشاريع قوانين بصرف النظر عمن في الحكم وخارجه وسنشارك بالحكومة بنسبية. فنحن 45% معارضة أو 27 % كتكتل أي سبعة وزراء للتكتل. أما الثلث المعطل فليس ظرفياً بل ثلث المشاركة. المادة 96 من الدستور تنص على ان الخلاف في مجلس الوزراء يحتاج الى تصويت الثلثين والثلث يمكن أن يعطل. الثلث المعطل يتألف من أحزاب عدة لكن يجب أن يتكون في الحكومة. ولم تَفلت الحكومة الا في غيابه وعند حل المجلس الدستوري. عندهم عقلية قبلية في السلطة. فالسنيورة مارس سلطته على الهيئة العليا للإغاثة وتصرف بأموالها. وكنا قبلنا به لو أخذنا الحكومة. وبالنسبة لإعطاء الثلث المعطل لرئيس الجمهورية فلا مانع إذا كان ذلك بنص دستوري. نأخذ حصتنا وليعطوه ما يريدون. أما إذا كانت مناورة سياسية فالأمر يختلف عن أن يكون دستورياً. أنا أول من طالب بتعديل الطائف لصلاحيات الرئيس على طاولة الحوار . ما من نظام برلماني في العالم ليست فيه سلطة تحل البرلمان في حال الصراع مع الحكومة. السلطة المخولة لهذا القرار هو الرئيس. عندنا الحكومة تطلب منه ذلك وفي حالات استثنائية. الرئيس اذاكان  توافقياً وحكماً يبت بالموضوع. واذا ارسلوا له القوانين فهو إذا لم يوقعها ينشرونها لكن يجب أن ينال الأكثرية في المجلس لتكون له القيمة".

وتابع:" العلاقة مع الرئيس سليمان عادية. والمواطنون والصحافيون يراقبون ويستنتجون. أنا أعلنت مرات عدة أننا سندعمه فرفض لأنه يريد كتلته الخاصة. وسننتظر لنرى من سيكون في كتلته.

وأكد تدخل الأجهزة الأمنية في الانتخابات إما بالتخويف أو بالوعد بالخدمات وما أظهره الشريط الذي عرض على "أو تي في" دليل على استخدام السلطة. واعتبر أن تقديم الخدمات الفردية ليس من شيم التيار:" فمن حق أي انسان الحصول على الخدمة اذ طابقت الشروط. نحن لا نخدم من ليس له حق ولا نخالف كي نقدم خدمة. نحن ضد تجاوز القوانين بل نساعد الناس فننظم لهم دورات ليتقدموا الى وظائف الدولة. هذه الخدمة الشريفة وغيرها من الخدمات يساعد على الفوض في البلد."

وبالنسبة الى الخسارة في زحلة وازدياد العدد السني أشار إلى أن الوزير سكاف في 2006 أثار نقل النفوس الى زحلة غير شرعي ويومها أجابه فتفت أن الأمر غير صحيح وهذا يستوجب تحقيقاً وإذا تبين أنه صحيح تكون هناك خطة لتغيير هوية منطقة ما لإعطاء أرجحيات انتخابية. 30 الف سني صوتوا كتلة واحدة منهم 27 ألفا للموالاة أما الصوت المسيحي فظل للكتلة الشعبية وهنا مذهبة الصوت وهذه محاولة طغيان. بينما المجتمع المسيحي ديمقراطي على عكس الطوائف الأخرى".

واعتبر أن سبب خسارة الوزير جبران باسيل في البترون هو كونه وزيراً تغييرياً اصلاحياً قام بأمور جيدة وأهنئه. كلنا نعرف أنه منذ دخوله الوزارة استهدف وبدأت الأموال تظهر في البترون حيث أسسوا مدرسة اسموها ثانوية الحريري رغم ان النائب بطرس حرب منذ 1972 نائب ووزير تربية  وأشغال ولم يبن ثانوية. وما من طريق بين البترون وتنورين.

وتايع: انا منتصر على حرب كونية وكل من صوت لي أفتخر به. اليوم بات لا يمكن السيطرة علي وبحقي أتحدى أياً كان. وفي حربي على التوطين يقف معي الفلسطينيون وحزب الله والباقون يتكلمون دائماً لكن تصرفاتهم معاكسة. فلا أحد يسلم سلاحه ويدعى الى التفاوض. نبقي قوتنا ونحل المشكلة وبعدها أصبح على رأس المطالبين بسحب سلاح حزب الله. وآخر بندقية تسلم وتدمج بالجيش هي سلاح حزب الله. عندي استراتيجية الدفاع وهذا مفهومي كعسكري وكانسان عنده رؤية وليس لإرضاء خوري أو شيخ بل قناعة وطنية. أنا آخذ الخيارات الصعبة وهي الخلاص. ما من خلاص طريقه هينة. وعندما تحدثت عن دولة المقاومة قصدت أن نتحضر كلنا في حال تعرضنا للاعتداء وليس أي أمر آخر. و في الحوار  لا يريدون المقاومة بل استراتيجية استسلامية. الآن لا يمكن لسلاح حزب الله أن يسحب قبل أن يزول من لبنان آخر سلاح أجنبي اسرائيلي والأسلحة الفلسطينية. ودعاية 14 آذار كانت تضليلية فلم تمر 24 ساعة حتى دعا الحريري الى عدم التكلم عن سلاح حزب الله. هذه مناورات احتوائية للوضع والفرق بين محادثاتنا ومحادثاتهم أنها احتوائية ليكونوا حضروا خطة أخرى يستدرجوننا فيها للصدام معهم. فلماذا اهتم الجميع بان تربح الأكثرية الانتخابات؟ لماذا اوباما اعتبرنا كالباندا ويجب الحفاظ علينا؟ هذه اشارة سلبية. هذا احتواء وطمأنة خاطئة إذ ممنوع أن أشارك في الوفاق الوطني وابقى تبعياً. وسحب سلاح حزب الله من التداول هو نوع من الأوامر التي يتلقاها الحريري كما يعطيها لجماعته. هم يحضرون سياستهم وحزب الله له تجربة ويميز المناورة من غيرها. نحن نناور ونظل حذرين ليظهر حل نهائي

وذكر بكلام النائب جنبلاط عن المسيحيين بانهم جنس عاطل ومنقرض واعتبر أن موقف الحريري ليس مختلفاً والمسيحيين الذين معه موظفون عنده. فهو يأتي بموظفين يسمعون الك

لمة كالذين قال لهم اسكتوا. رئيس الحكومة أكل كل الصلاحيات. كل المجالس الخاضعة لمجلس الوزراء أخضعها لنفسه. سهيل بوجي خلافا للمادة 16 من قانون مجلس الشورى ويقولأ أنه يخضع لقانون الموظفين. فإذا قاض في الشورى يخضع للموظفين لماذا القانون؟ أما حزب الله فيريد المسيحيين لأنه يريد الشراكة. في لبنان الهوية الوطنية والطائفية وليسوا مستعدين للتخلي عنها.  ومن يخدم وطنه يدفع الفواتير .

وعن معركة جزين قال:" كان هناك خلاف مبدئي على تمثيل جزين والرئيس بري يعتبر أن له أحقية في وجهة نظره. وكأناس متفاهمين قررنا حلها بهذه الطريقة ولجأنا الى الجزينيين للاستفتاء وهم يقررون. وحزب الله أعطى اثنين لنا وسمير عازار. والصوت المسيحي بات مرجحاً. أما بالنسبة لقانون الستين فأصر على النسبية. انتقدوا قانون الستين وكانوا يدعمون قانون الألفين للمرة الثانية وحملوني اياه لكنه كان افضل الممكن لكنني مع الدائرة المتوسطة اي 10 محافظات مع النسبية".

وأكد أن من يدير البلد ليسوا السنة والشيعة بل خلفيات اقليمية دولية والأكثرية ليست حاكمة بل تلعب دور الحكم. من أين ياتي البترو دولار؟ اخاف من التوطين والآن هناك خطر حرب علينا. لو ربحت المعارضة لما كان للاسرائيليين فرصة لتحويل الحرب الى خطة سلام. أزمة الحكم في يد الأكثرية. واذا لم ننل الثلث المعطل لا يكون أحد تعلم شيئاً. وستحصل أزمة لكننا لا نريد أن نهددهم. لو كنا أكثرية كنا مجبرين على معالجة الأزمة لكن العكس يحصل. أنا لا أخفي الأوراق وأتعاطى مع أناس كاذبين ولكليمنصو كلمة شهيرة اذا اردت غش الناس قل لهم الحقيقة. اقول سنربح الحرب فيقولون مجنون. عندهم مقاييس تختلف تماماً. وأغلب الأحيان الكاذب يتهم الآخر بالكذب."

 

في أسباب الإنكفاء العوني

غسان جواد /لبنان الآن

الخميس 11 حزيران 2009

مهما تكن المبررات التي يسوقها العماد ميشال عون في الحديث عن نتائج الانتخابات النيابية، تشير الارقام التي افرزتها هذه الانتخابات الى معطيات بالغة الجدية، مفادها الرئيس انكفاء عوني عن التمثيل الحقيقي على الساحة المسيحية. هذا الانكفاء ليس مردّه "الحملة الكونية" التي يفاخر عون وانصاره انهم كانوا في مواجهتها. ولا تدخّل رئاسة الجمهورية المزعوم، ولا التأثير المباشر للكلام البطريركي على الناخب المسيحي قبيل الانتخابات بساعات. جميع هذه العوامل تقع موقعا ثانويا أمام الأسباب الجوهرية والعملية وراء الانكفاء العوني والتي يكابر العماد ميشال عون حتى الان في الاعتراف بها.

لا يكفي الهروب الى الامام من خلال القول ان نتائج الانتخابات اظهرت ان "جمهور الفساد" لا يزال كبيرا.. والكلام هنا بالطبع للعماد ميشال عون. معظم الجنرالات في العالم ينظرون الى المدنيين على انهم جمهور فساد، وهم في ذلك يحاولون ممارسة طهرانية ليست من طبائع البشر. وحين يصبحون في السلطة يحاولون الاقتصاص من جمهور الفساد هذا، فيبدأ عهد طويل من الاستبداد والقمع والتنكيل، وتكبر مساحة الفساد، وتنتقل من الساسة وجمهور المدنيين، الى العسكر وجمهورهم. لذا تبدو الحرية بمساوئها وفسادها افضل من حسنات القمع بطهرانيته المزيفة، والتي تدعي ألوهيةً وترفعًا مزيفين. هنا يكمن احد ابرز اسباب الانكفاء العوني على الساحة اللبنانية والمسيحية، فالجنرال الذي لطالما توعد بقطع الايدي والارجل والرؤوس اذا ما تمكن من السلطة، كان يحاول ان يضع اللبنانيين والمسيحيين امام معادلة عسكريتارية خلاصتها إما الحرية وإما الفساد. أي أن القضاء على مساحة الفساد في لبنان، لا يتم الا من خلال التفريط بما بذله اللبنانيون في سبيل الحرية. وكان الجواب في السابع من حزيران، ان في الامكان محاربة الفساد وتقليص مساحته من خلال التمسك بالمؤسسات والدولة والنظام الديموقراطي، وعدم التخلف نحو نظام شمولي بركيزة عسكرية يمثلها عون، وأخرى دينية مذهبية يمثلها "حزب الله".

إذا أردنا مناقشة أزمة الفساد في العالم، سوف نكتشف ان الحملات ضد الفساد التي تحمل اهدافا سياسية تؤدي الى تقويض المحاولات المبذولة الى تطوير النظام. اذ يمكن استخدام هذه الحملات لابتزاز الانصار نحو إضعاف الخصوم وإسكاتهم. وهذا ما يبدو ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" قد قام به. حيث ضمّن مشروعه الاسمي للاصلاح محاولات لاضعاف الخصوم السياسيين ووضعهم جميعا في معرض التهمة الجاهزة. مع ان الوقائع تشير الى وجود فساد على جسد الجمهورية برمتها ولا يقتصر الامر على فريق من الافرقاء. ان هذه المحاولات وقعت موقعا مخيفا لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، وقد اظهرت النتائج ان الجمهور كان يقترع في السابع من حزيران ضد معادلة الفساد مقابل الحرية. وقد اختار الحرية ولم يحم الفساد. وهنا يمكن القول ان جمهور الحرية في لبنان لا يزال كبيرا، وان الجمهور ذاته يرغب في محاربة الفساد في اطار المؤسسات والنظام السياسي القائم وليس على أنقاضه.

المشكلة في لبنان ليست كما حاول العماد عون تصويرها. وهي ليست بين ملائكة وشياطين. انها معركة طويلة من اثبات الذات القائمة على الحرية في هذا الشرق المظلم. جميع دول العالم فيها فساد ومفسدون. حتى اكثر الديموقراطيات عراقة تعاني من مشاكل اصلاح. ولم نر ان هذه الدول فرّطت بنظامها الديموقراطي وحملت مفاهيم العسكر الى السلطة.

ان معركة تقليص نفوذ الفساد بحسب العقل البشري الطبيعي معركة لا تنتهي. اما ادعاء القضاء على آفة بشرية بضربة واحدة، يصبح كمن يقطع الرأس لكي يزيل دملة نبتت في قفاه.

كثيرة هي أسباب الإنكفاء العوني، إلا أن أهمها عدم الأخذ في الاعتبار أن سكان هذا البلد دفعوا من أجسادهم لأجل الحرية، وأنهم في هذا الصدد لا يتسامحون، ولا يؤخذون بالشعارات الفاقعة على حساب حرياتهم.

 

مجيد – مجيد = جديد

محمد سلام /لبنان الآن

لا يمكن لأحد، خصوصا من اعترف بنتائج الانتخابات وقبلها، أن ينكر أن قوى 14 آذار سجلت في السابع من حزيران يومها المجيد، ومن دون نقطة دم واحدة.

ولا يمكن أيضا لمن خاض الانتخابات النيابية على وقع أن السابع من أيار العام 2008 كان "يوما مجيدا" في تاريخ مقاومته، أن ينكر أن نتائج الاقتراع كانت نصرا مجيدا لقوى 14 آذار.

ولا يمكن لمتابعي نشاط كشف شبكات التجسس الإسرائيلية، بعد الإعلان الرسمي عن أن إحدى هذه الشبكات كانت مكلفة رصد رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، عدم الاقتناع بأن موجة الاتهامات التي كان معسكر الثامن من آذار قد ساقها ضد الزعيمين هي مجرد أكاذيب وافتراءات.

ولا يمكن لمتابعي مضمون الندوة الأكاديمية التي عقدها نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في دمشق سوى الاقتناع بأن النظام السوري ما زال مصرا على التدخل في الشأن اللبناني الداخلي، خصوصا لجهة قول المقداد إن "موقفنا من الحكومة اللبنانية المقبلة سيبنى على عاملين: الاول يتمحور حول طريقة تعاطي الحكومة مع سوريا ونظرتها للعلاقات اللبنانية السورية، والثاني حول طريقة عملها بالنسبة لسلاح "حزب الله" الذي نرى به حاجة ضرورية للبنان في وجه الاحتلال الاسرائيلي".

يحق حتما للسيد المقداد وحكومته بناء موقف من الحكومة اللبنانية المقبلة بالاستناد إلى طريقة تعاطيها مع سوريا. هذا موقف أساسي تعتمده كل دول العالم من كل دول العالم.

أما مسألة تعاطي الحكومة اللبنانية مع سلاح "حزب السلاح" فهو شأن لبناني لا علاقة لسوريا، ولا لغير سوريا، به ولا يحق لدمشق أو طهران أو واشنطن أو أي عاصمة في العالم أن تشخص لنا حاجاتنا، لا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ولا في مواجهة غيره من الاحتلالات.

الشرط المنطقي الوحيد الذي يتيح لسوريا التحدث عن سلاح حزب في لبنان هو أن تكون هي صاحبة هذا السلاح، أو حارسته، على الأقل. عندها سيفتح الباب على سيل من التساؤلات ليس أقلها لماذا يوجد للدولة السورية سلاح على أرض الدولة اللبنانية، أو ما الذي يعطي الدولة السورية الحق في أن تكون حارسة لسلاح على أرض الدولة اللبنانية؟

المشكلة هي أنه يوجد في لبنان، كما يوجد في دمشق، من أدمن خلال 30 عاما مبدأ تدخل النظام السوري في الشأن اللبناني، وقد يكون بحاجة إلى علاج لمساعدته على الشفاء من هذا الإدمان الذي يسيئ إلى سوريا، كما يسيئ إلى لبنان.

أما مسألة اليومين المجيدين (7 أيار و 7 حزيران) فيمكن الاستفادة منهما لبناء قاعدة لانطلاق البحث في الاستحقاقات الآتية، بدءا برئاسة المجلس النيابي، مرورا بتكليف رئيس الحكومة المقبلة، ووصولا إلى الاتفاق على عناوين بيانها الوزاري.

وإذا كان تقييم حركة 14 آذار بأن 7 حزيران ألغى 7 آيار، وجب أن ينسحب ذلك إلغاء لمفاعيل 7 آيار، أي إلغاء لمضامين تسوية الدوحة كونها نتجت عن ذلك المجد الذي حققه "حزب السلاح" بسلاحه في أيار العام 2008.

وإلغاء مفاعيل تسوية الدوحة، التي تضمنت بالنص تاريخ انتهاء مفعولها، يعني، من ضمن عدة أمور، إلغاء صيغة الثلث المعطل، وعدم العودة إليها. ذلك من شأنه إتاحة المجال لبناء قاعدة لانطلاق البحث في الاستحقاقات الآتية، بدءا بمواصفات وشخص وصلاحيات الرئيس العتيد للمجلس النيابي الجديد.

وإذا رفض معسكر 8 آذار قاعدة إلغاء 7 حزيران لـ 7 أيار ومفاعيله، فإن ذلك يستدعي تحديدا واضحا من قبل الأقلية الفعلية للمفاعيل التي تصر على التمسك بها من معادلة 7 أيار، ما يعني إدخال البلاد مجددا في الواقع التأزيمي الذي أنتجته تسوية الدوحة.

إن سياسة الأيدي الممدودة التي أطلقها رئيس كتلة المستقبل الشيخ سعد الحريري قد تعكس في أحد جوانبها، معادلة 7 حزيران - 7 أيار= فرصة جديدة لإطلاق البلد باتجاه حقبة جديدة.

فهل هناك من يريد إطلاق البلد باتجاه حقبة جديدة؟

مضمون ندوة السيد فيصل المقداد لجهة رؤية دمشق "لحاجة" لبنان لسلاح "حزب السلاح" لا يوحي بذلك، خصوصا وأن موضوع هذا السلاح مدرج على جدول أعمال طاولة الحوار التي يديرها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

هل لأصحاب السلاح تحديدا مصلحة في إبقائه متأججا في الذاكرة الوطنية التي لا تفصله عن 7 أيار؟ أم أن مصلحتهم تقتضي إقفال باب التاريخ عليه والانتقال إلى حقبة الجديدة؟

الجواب يأتي من الممارسات، لا من البيانات.

المصدر : موقع لبنان الآن