المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخباريوم 23 حزيران/2009

 

إنجيل القدّيس متّى .5-1:18

وفي تِلكَ السَّاعَة دَنا التَّلاميذُ إِلى يسوعَ وسأَلوه: «مَن تُراهُ الأَكبَرَ في مَلكوتِ السَّمَوات؟» فدَعا طِفلاً فَأَقامَه بَينَهم وقال: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن لم تَرجِعوا فتَصيروا مِثلَ الأَطفال، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّمَوات. فمَن وضَعَ نفسَه وصارَ مِثلَ هذا الطِّفل، فذاك هو الأَكبرُ في مَلَكوتِ السَّموات. ومَن قَبِلَ طِفْلاً مِثلَه إِكْرامًا لاسمي، فقَد قَبِلَني أَنا.

 

قوى المعارضة ترفض الانضمام إلى جبهة يسعى الحزب لتشكيلها بهدف تأمين غطاء غير شيعي 

"الحرس الثوري" يطالب "حزب الله" بإجراء تحقيق بشأن فساد مالي في صفوفه أدى إلى خسارة "8 آذار" الانتخابات اللبنانية

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية ل¯"السياسة", امس, أن طهران طالبت "حزب الله" بإجراء تحقيق شامل وواسع وتحديد هوية المسؤولين عن الفشل الذريع في الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من الشهر الجاري, وخاصة حول تفشي فساد مالي واسع في صفوف المسؤولين عن الانتخابات الذين قاموا باختلاس الأموال الايرانية بدلاً من أن يدفعوها للمرشحين ولشراء الأصوات. وأوضحت المصادر أن نتائج الانتخابات تركت أثراً عميقاً لدى قيادة "حزب الله" التي كانت تتوقع فوزاً ساحقاً للمعارضة, مشيرة إلى أن الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله دعا السبت في 13 يونيو الجاري إلى عقد جلسة طارئة لمجلس شورى القرار في الحزب, الذي يعتبر أعلى هيئة قيادية لمناقشة نتائج الانتخابات والخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة المرحلة المقبلة.

وحضر هذه الجلسة الطارئة قائد "الحرس الثوري" في لبنان حسن مهدوي وضابطان كبيران من الحرس وصلا خصيصاً الى لبنان لدراسة نتائج الانتخابات وكيفية ترشيد خطوات "حزب الله" للتعامل مع آثارها. وأوضحت المصادر أن مسؤولي المناطق الانتخابية في الحزب, وفي مقدمهم مسؤول بيروت أحمد صفي الدين ومسؤول الجنوب الشيخ نبيل قاووق, قدموا خلال الجلسة تقاريرهم التي اعدوها حول مجريات الانتخابات, كلا في منطقته, وعرضوا تقديراتهم للاسباب التي وقفت وراء عدم قدرة المعارضة على الحصول على ما كانت تتوقعه.

وأشارت إلى أن اعضاء مجلس الشورى وكذلك ضباط "الحرس الثوري" وجهوا انتقادات لاذعة لهؤلاء المسؤولين الذين لم يقوموا بتنفيذ المهام المنوطة بهم, على الرغم من المبالغ الهائلة التي خصصت لهم والتي قاربت 20 مليون دولار, 15 مليون دولار وصلت من ايران بتوصية خاصة من قائد قوات "القدس" في الحرس قاسم سليماني وبموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي. ولم تنج قيادة "حزب الله" من الانتقادات اللاذعة التي وجهها إليها مهدوي, محملاً إياها مسؤولية اللامبالاة والاعتماد الكلي على التقديرات بنجاح المعارضة والتي اتضح فيما بعد انها غير دقيقة ولا تستند على معطيات حقيقية.

وانتقد مهدوي أيضاً عدم تخصيص الموارد البشرية الكافية للمتابعة والمراقبة والتأثير ولو بالقوة على مجريات العملية الانتخابية, وعدم وصول تقارير دورية الى القيادة الايرانية, وتزوير المعطيات في عدد من التقارير لتجميل الصورة القاتمة للمعارضة.

وطالب بإجراء تحقيق شامل وواسع في صفوف "حزب الله" وتحديد هوية المسؤولين عن هذا الفشل الذريع, ملمحاً الى ان كل الدلائل تشير الى تفشي فساد مالي واسع في صفوف المسؤولين عن الانتخابات في الحزب, والى ان هؤلاء قاموا باختلاس الاموال التي خصصتها ايران للانتخابات بدلاً من ان يدفعوها للمرشحين ولشراء الأصوات.

وتساءل مهدوي أكثر من مرة عن سبب التفاؤل البالغ الذي ساد اوساط قيادة "حزب الله" والقيادة السورية بحتمية نجاح المعارضة.

في سياق متصل, عاد "حزب الله" إلى إحياء مساعي تشكيل جبهة لقوى المعارضة للرد على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة, بعد المساعي التي بذلها بعد حرب ,2006 وفشل فيها, لإقامة تحالف عريض متراص تنظيمياً, على غرار تجمع "8 آذار" الذي ثبت عقمه وفشله, إلا أن المحاولة الجديدة لا تخلو من صعوبات مماثلة لتلك التي واجهت التجربة السابقة, لا بل ان الظروف السياسية اليوم باتت أصعب للحزب.  وتؤكد مصادر حزبية متابعة على استحالة قيام هذه الجبهة لأسباب عدة, إذ أن النائب ميشال عون لن يوافق على الانضمام إليها بعد أن لمس خطورة المضي في تحالفه مع "حزب الله", وما تسبب له من خسارة كبيرة في الشارع المسيحي.

وإذا كان عون, رغم ذلك, لن يخرج من "وثيقة التفاهم" مع "حزب الله", ولن يتراجع عن موقفه السياسي المعروف, إلا أنه يفضل في هذه المرحلة إقامة "مسافة ما", مع الحزب وسائر قوى "8 آذار", ليتمكن من استعادة أنفاسه, وإعادة تقويم وضعه الشعبي, وثمة معلومات أن عون يرفض الخوض في أي صيغ تحالفية جديدة قبل أن ينجز مشروع إعلان حزبه (التيار الوطني الحر), الذي تعثر مرات عدة في السنوات الأخيرة.

على خط ثان, تلقت قوى وشخصيات سنية بارتياب دعوة "حزب الله" لإقامة هذه الجبهة, ورأت فيها محاولة جديدة من الحزب لاصطناع غطاء غير شيعي له, باستخدامها واستغلالها, علماً أن التجربة السابقة مع الحزب كانت مخيبة لهذه الرموز, إذ انه تخلى عنه في الانتخابات الأخيرة, ولم يتبن معركتها لإثبات وجودها, ولو الهزيل, في مواجهة "تيار المستقبل".

وعلى خط ثالث, لم تتلق أحزاب دمشق في لبنان (القومي, البعث, الاتحاد, وغيرها), أي تعليمات من العاصمة السورية بعد عن الموقف من هذه الجبهة, لا بل أن ثمة كلاماً ينقله بعض قياديي هذه الأحزاب عن مسؤولين أمنيين سوريين, يعبر عن استياء شديد, من نتائج الانتخابات, وسخط على من أدارها في لبنان بطريقة أدت إلى الخسارة.

أما الصعوبة الأبرز التي ستواجه "حزب الله" في إنشاء هذه الجبهة فتأتي من الحليف الأقرب "حركة أمل" التي تتجه إلى النأي بنفسها عن سياسات "حزب الله" حالياً, وتتحدث المعلومات عن مواقف كبيرة سيطلقها الرئيس نبيه بري بعد انتخابات رئاسة مجلس النواب, ويتمايز فيها عن "حزب الله" وعون, وخصوصاً الأخير الذي خاض معركة جزين الانتخابية بشراسة ضد لائحة بري.

 

الياس الزغبي: حزب الله يخطئ في مواجهة بكركي

-22/06/2009Alkalimaonline

جيسيكا حبشي

رأى القيادي السابق في "التيار الوطني الحر"٬ المحامي الياس الزغبي٬ في حديث لموقع "الكلمة أون لاين" الالكتروني أن السيد حسن نصرالله استبقى رده العنيف على البطريرك صفير الى ما بعد الانتخابات٬ "لعلمه أن أي رد من قبله سيؤدي الى نتائج عكسية في الانتخابات ضد حليفه الاول العماد عون"٬ معتبرا أن هذا الهجوم من قبل السيد نصرالله ضد البطريرك٬ بما يجسده من رمز لبناني ووطني وتاريخي ومشرقي٬ يؤكد أن نصرالله يستشعر حالة ضيق كبيرة بعد ظهور نتائج الانتخابات وسقوط رهانه على الربح والانتصار.

وأشار الزغبي الى أن الدافع الابرز في موقف نصرالله السلبي تجاه البطريركية المارونية٬ هي التطورات في ايران٬ "لذلك وجد نصرالله نفسه في حاجة ملحة لاعادة ضرب اطار حديدي على جمهوره الشيعي٬ اذ لا يمكن استقطاب هذا الجمهور الا بخطاب متشنج٬ طائفي٬ وفئوي لحشد الاستنفار حول قيادة حزب الله في الطائفة الشيعية٬ التي ورغم الارقام الكبيرة التي حققتها في الانتخابات لمصلحة حزب الله٬ الا انها تتململ بقوة من هذا الالتزام المطلق من قبل حزب الله بقيادة ولاية الفقيه٬ فكان لا بد لحسن نصرالله من أن يفتش عن هدف آخر لجمهوره كي يحشده ويشحنه ضد فريق كبير من اللبنانيين٬ تمثله بكركي كمرجعية وطنية".

أما عن تحذير الجنرال عون من فتنة مسيحية-شيعية في منطقة جبيل وكسروان٬ فرأى الزغبي أن هذا الهجوم الغير مباشر من قبل العماد عون ضد البطريرك٬ يشكل الوجه الاخر لهجوم نصرالله على البطريركية٬ "بمعنى أن العماد عون يحاول استثارة عطف شعب خسره في الانتخابات٬ واستغل ظهوره في منطقة كسروان كي ينبه المسيحيين من خطر غير موجود٬ هو خطر الفتنة المسيحية الشيعية". واضاف "هذه الفتنة غير موجودة ولم تكن في السابق٬ وحين وقع عون ورقة التفاهم مع حسن نصرالله بحجة مصالحة وتفاهم المسيحيين والشيعة٬ فهذه الورقة لم تؤدي الى ذلك لان المسيحيين والشيعة لم يتحاربوا بصورة مباشرة٬ وطوال ثلاثين سنة من الحرب الداخلية في لبنان ولم يكونوا بحاجة الى ورقة مصالحة أو تفاهم".

واعتبر الزغبي٬ ان العماد عون يبحث عن رافعة معينة لكي يغطي فشله في الانتخابات وتراجع تأييد المسيحيين له وهو بذلك يحاول اعادة تحريك العواطف المسيحية على أمور غير موجودة في الواقع". أما عن اللقاء بين نصرالله وجنبلاط٬ وعما اذا كان مؤشراً نحو تغيير في التحالفات فرأى الزغبي: "لا أعتقد أن هناك عملية خلط أوراق التحالفات بالمعنى السياسي العميق٬ فهذا اللقاء كان متوقعا منذ بضعة أشهر حين جرى التحضير له من خلال لقاءات ثنائية بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله على خلفية أحداث 7 أيار 2008 ". لافتا الى أن كل ما يمكن استنتاجه من هذا اللقاء٬ هو حاجة حزب الله الاكيدة الى الانفتاح على مكونات لبنانية أخرى٬ مستغربا انفتاح حزب الله على طائفة وانغلاقه على طائفة أخرى: "ينفتح على الدروز ولكنه في الوقت نفسه يقفل أبوابه ويهاجم طائفة أخرى تمثلها مرجعية كبرى هي بكركي".

ورأى الزغبي أن هذا دليل على تخبط وارتباك لدى حزب الله في هذه المرحلة٬ خصوصا بعد عاملين أساسيين هما خسارة الانتخابات والتطورات في ايران٬وقال: "قيادة حزب الله لم تستطع بعد حسم خياراتها اللبنانية الثابتة٬ فهي من جهة تريد أن تحمي نفسها وسط هذه المتغيرات الداخلية السياسية في لبنان٬ وأن تحمي نفسها وسط المتغيرات الاقليمية في الشرق الاوسط بدءا من ايران٬ ولكنها في الوقت نفسه ما زالت تربط نفسها بقرار موجود في ايران٬ وهي تراهن أن هذا القرار سيبقى كما هو أي بيد أحمدي نجاد وولي الفقيه خامنئي. وهذه المراهنات لحزب الله تجعل أدائه السياسي مرتبكا في هذه المرحلة٬ هو في حاجة الى مصالحات والى انفتاح على السنة وعلى الدروز٬ ولكنه يخطىء في الوقت نفسه في الانغلاق في اتجاه المسيحيين ومرجعيتهم الاولى التي هي بكركي

 

هيومن رايتس ووتش" تطالب سوريا بكشف مصير موقوف في قضية اغتيال الحريري

نهارنت/طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" سوريا بالكشف عن مصير موقوف سوري لديها سبق للجنة التحقيق الدولية ان استجوبته في اطار تحقيقاتها حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري". واوضحت المنظمة أنه "على السلطات السورية ان تكشف فورا عن مكان واسباب اعتقال زياد واصف رمضان الذي لم تتمكن عائلته من لقائه منذ نحو عامين".

ودعت "هيومن رايتس ووتش"، في بيان لها، سوريا الى "الافراج عن رمضان ما لم تكن هناك أدلة موثوقة بارتكابه جريمة ما"، مشيرة الى ان "عائلة رمضان التقته للمرة الاخيرة في ايلول 2007، وقد رفضت السلطات السورية منح أسرته حق الزيارة منذ ذلك التاريخ ورفضت مدّها بمعلومات عن مكانه واحواله". واشارت المنظمة الى انها وجهت في 28 ايار الماضي كتابا الى الرئيس السوري بشار الاسد تسأل فيه "عن مكان واسباب احتجاز رمضان، لكن لم تتلق ردا حتى الآن".

 

كارلوس اده وجه كتابا مفتوحا الى قادة 14 آذار: ناخبوكم صوتوا ضد سياسة قوى 8 آذار أكثر مما أيدوا أداءكم ويتوقعون أن تكونوا صارمين وتفاوضوا المعارضة من موقع قوة

ثمة خشية لديهم من وجود اتفاق رباعي جديد في طور الإعداد

وطنية - 22/6/2009 وجه عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده كتابا مفتوحا الى قادة 14 آذار جاء فيه: "إن الناخبين الذين اقترعوا لكم صوتوا ضد سياسة 8 آذار أكثر مما أيدوا أداءكم خلال السنوات الاخيرة. وهم يتوقعون أن تكونوا صارمين حيال المعارضة وأن تفاوضوها من موقع قوة. لقد حصلتم منهم على مبايعة لولاية محددة وليس على شيك على بياض لتتصرفوا به كما تشاؤون. لقد حان الوقت للتمييز بين الزلم والمواطنين، فإذا كان بعض الناخبين يقبلون قرارات قادتهم مهما كانت فإن عددا متزايدا منهم، بل غالبيتهم، يفكرون ويحاسبون. بالإضافة إلى مناصريكم، لقد اقترع عدد كبير من مستقلي المجتمع المدني لكم على أساس خطابكم الانتخابي، أي على قاعدة مواجهة سلاح حزب الله وللدفاع عن سيادة لبنان.

تتلخص روحية انتفاضة 14 آذار 2005 بفكرة قيام لبنان متعدد الطوائف ومتسامح، بلد مستقل عن كل تدخل أو وجود لقوى خارجية على أراضيه، ونظام ديموقراطي حيث إرادة الشعب هي الأعلى وحيث ممثلو الشعب المنتخبون بكل حرية يقررون الحرب والسلم، وقيام بلد سيد يبسط سلطته الوحيدة على كل أراضيه.

إن خطاب السيد حسن نصرالله غير مسموح به ونبرته التهديدية غير مقبولة، إن سياسة حزب الله غير منسجمة مع لبنان الليبيرالي الذي يطمح إلى تحقيقه غالبية اللبنانيين. ولا تناقض بين النضال ضد اسرائيل والدفاع عن حقوق الفلسطينيين من جهة، وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية من جهة أخرى. ولا مصلحة لدى اللبنانيين، مهما كانت انتماءاتهم الطائفية، برؤية وطنهم ساحة صراعات دائمة في خدمة ولاية الفقيه، خصوصا أن سلطة هذه الولاية هي في الوقت الراهن موضع منازعة في شوارع طهران نفسها. في وقت يواجه الايرانيون نظامهم، على الأغلبية في لبنان ألا تخضع لتهديد سلاح حزب الله.

إن وجود ميشال عون سياسيا سببه الأساسي أن جزءا من المسيحيين يعاقب ساسة الأغلبية. فهو لم يتمتع بشعبيته، التي هي في تناقص، بفضل مواقفه السياسية أو نجاح حياته العامة أو نفاذ ذهنه. فمن أجل وضع حد لتأثيره المدمر، لم يعد يكفي كشف أهدافه الحقيقية، إنما يجب أيضا إقناع ناخبيه المسيحيين بسياسة بديلة قابلة للتنفيذ وذات مصداقية عالية.

نحن نفهم أن يكون وليد جنبلاط عرضة لتهديدات ثقيلة وأن تكون إعادة النظر السياسية التي يعتمدها نتيجة لتلك الضغوط. ولكن لا بد له أن يعرف أيضا أن سياسة التهدئة في مواجهة القمع والتشدد لا تحقق سوى تأجيل إحلالهما. إن الأمن الحقيقي يكمن في تلاحم القوى السيادية وفي انتصار سياستها فالمواقف المتطرفة والتحولات المتكررة تضعف الجميع ولا تصب في مصلحة أحد. كما أنه على الرغم من انطلاق المحكمة الدولية دون أي إمكان تراجع، فإنه على الحكومة المنبثقة من الأغلبية التيقظ دوما حيال كل محاولة قد تطرأ في أي وقت لعرقلة عملها. ينظر الكثير من اللبنانيين الى قادة 14 آذار على أنهم مجموعة من السياسيين في شجار دائم في ما بينهم حول الحصص وأنهم غير قادرين على توحيد جهودهم سوى في أوقات الأزمات الكبيرة. ولا يمكن تبديل هذه الفكرة لدى الناس إلا من خلال وضع برنامج مشترك للبلاد. فلا يكفي إطلاق الشعارات بل يجب إدارة البلاد وإظهار نتائج إيجابية للشعب من خلال تحقيق مشاريع إصلاحية وتنموية وتأمين الخدمات التي هي حق المواطنين على الدولة. ومن الضروري أيضا إعطاء الثقة للمستقلين وللمجتمع المدني الذين يشاركون 14 آذار الاهداف عينها ولكن لديهم ملاحظات حول طريقة ادارة المعركة من قبل القادة. ولن تكتسب هذه الثقة إلا من خلال أعمال منسجمة مع الخطابات، تؤدي الى نتائج ملموسة. فلا يمكن لأي زعيم من الأغلبية أن يعمم أهدافه الخاصة أو الحزبية على 14 آذار بأكمله.

هنالك خشية في الوقت الحاضر لدى الناخبين السياديين بأن يكون ثمة اتفاق رباعي جديد في طور الإعداد بعد الانتخابات. فإذا كان الحوار ركيزة أساسية في المجتمع الديموقراطي، الا أن أهداف لبنان السيادي غير قابلة للتفاوض. وها قد جرت الانتخابات بحسب شروط المعارضة وقد أقر حزب الله بهزيمتها. هنالك اليوم أكثرية، وعليها أن تحكم وفق الوكالة التي منحها إياها الناخبون. يجب ألا يمنعها عن ذلك بعد اليوم أي خوف من سلاح حزب الله، والا فكان من الأجدى تسليم المعارضة السلطة مباشرة. الصرامة لا تتناقض مع روح التهدئة ويجب إعطاء الناس ضمانات بأنه لن يعقد اتفاق رباعي بعد الانتخابات على حساب فريق من الشعب او مبادئ ثورة الأرز.

كيف يمكنكم ألا تتعلموا من الماضي وأن تعيدوا انتخاب نبيه بري، الرجل الذي أقفل أبواب البرلمان وقد انتقدتموه في خلال ولايته السابقة؟ تعطى رئاسة المجلس تلقائيا الى من خسروا الانتخابات، في حين أن التفاوض مع الأقلية سيكون ضروريا من أجل تشكيل حكومة. ألم نتعلم شيئا؟ لقد قبلتم بقانون انتخابي يوزع الكوتات في البرلمان وكان أبرز نتائجه منع شيعة أحرار من الاقتراع لمرشحين مستقلين! يجب أن تشكل وثيقتا البيال في 14 آذار 2008 والميثاق الأخير في اجتماع البريستول قبيل الانتخابات قاعدة مشتركة ينبغي الالتزام بها من جميع الموقعين. ويجب ترتيب الأولويات والتحرك منذ اليوم. أربعة أعوام تمر بسرعة، ولن يمنحكم الناخبون فرصا ثانية إلى الابد".

 

اعادة الشاحنة الأردنية المشتبه بها إلى المصنع وإخضاعها إلى فحص سكانر جديد لوجود جيوب اخضعت للتلحيم

وطنية - 22/6/2009 أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أنه تم نقل الشاحنة الأردنية المشتبه بها، والتي تم توقيفها في منطقة ضهر البيدر، إلى نقطة المصنع، لتخضع إلى فحص سكانر جديد، بعدما أفرغت من محتوياتها، خصوصا أن الخبراء العسكريين لاحظوا وجود جيوب إضافية أخضعت للتلحيم غير موجودة في شاحنات مماثلة، مما أثر لديهم الريبة والشك. في وقت أبقي على السائق ومرافقه موقوفان رهن التحقيق بناء على إشارة السلطات المختصة.

 

النائب الحريري وصل الى القاهرة ويلتقي مساء وزير الخارجية

وطنية - 22/6/2009 وصل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري عصر اليوم الى القاهرة، حيث من المقرر ان يستقبله الرئيس المصري حسني مبارك صباح غد، ويعرض معه آخر المستجدات السياسية في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ويلتقي النائب الحريري مساء اليوم، وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ويبحث معه مجمل التطورات الاقليمية والدولية.

 

 المكتب السياسي الكتائبي عقد اجتماعه الأسبوعي برئاسة الرئيس الجميل: الحملة على البطريرك صفير مبرمجة وزعت فيها الادوار على قيادات روحية وسياسية

سنقترع لرئيس جديد للمجلس بورقة بيضاء وسنتواصل مع الحلفاء لاتخاذ موقف موحد

وطنية - 22/6/2009 عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه الدوري الاسبوعي، عصر اليوم، برئاسة رئيس الحزب الرئيس أمين الجميل وحضور الأعضاء. بعد عرض سياسي، قدمه رئيس الحزب، توقف المكتب السياسي امام عناوين وقضايا سياسية ووطنية عدة. وعلى الأثر، وزع المكتب السياسي بيانا نبه فيه "إلى خطورة الحملة التي يتعرض لها مقام البطريركية المارونية والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير في شكل خاص في مرحلة تلت حملات مشابهة طالت رئيس الجمهورية والقضاء والجيش"، مشيرا إلى أنها "خطة مبرمجة وزعت فيها الادوار على قيادات روحية وسياسية بإشارة واضحة شكلت موعدا لبدء هذه الحملة". وقال: "جديد المواقف التي تثير القلق عندما خرجت هذه المواقف عن منطق رد الفعل على موقف اتخذه البطريرك صفير، وهو موقف لم يحمل جديدا بقدر ما شكل استمرارا لنهج بدأ مع نداء بكركي في 20 ايلول العام 2000، هذا النداء الذي اطلق ثورة الارز مع كل ما حملته من تداعيات ادت الى انهاء عهد الوصايةـ وفتحت الطريق الى مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال".

وتوقف "أمام بعض الاستحقاقات الدستورية، وخصوصا تلك التي تلي بدء ولاية مجلس النواب الجديد، بدءا من انتخاب رئيس جديد للمجلس"، مؤكدا موقفه الواضح والصريح ل"جهة الاقتراع بورقة بيضاء وابقاء الاتصال مع الحلفاء لاتخاذ موقف موحد لا يكون على حساب التزامنا سلسلة من الثوابت والمبادىء التي خاطبنا من خلالها اللبنانيين طيلة السنوات الاربع الماضية والناخبين خصوصا عشية انتخابات 7 حزيران". وعن مسألة التكليف والتأليف في شأن الملف الحكومي، قال: "سيبقي المكتب السياسي جلساته مفتوحة لمواكبة هذه التطورات ليبنى على الشيء مقتضاه في ضوء المشاورات المفتوحة مع الحلفاء والاصدقاء من قوى الرابع عشر من آذار، والحزب سيبقى على تواصل دائم معها طيلة هذه الفترة الدقيقة".

ورحب ب"لقاءات الحوار التي عقدت أخيرا، ومن شأنها تعزيز أجواء التفاهم وتخفيف حدة الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي"، مستغربا "اسراع البعض في حرق المراحل، والتكهن بما لم يتقرر بعد على اكثر من مستوى".

أضاف: "نستغرب الاجواء التي أوحى بها البعض لجهة القلق لدينا على النتائج المحتملة لهذه اللقاءات، علما اننا اكدنا وما زلنا على اهمية القيام بأي خطوة تقرب بين اللبنانيين ولا تفرق بينهم، شرط ان تجري على خلفية ثوابتنا الوطنية من قضايا الحوار والسيادة ومصير السلاح غير الشرعي وحماية المؤسسات الشرعية والدستورية".

كما رحب ب"كل اشكال الحوار"، مشيرا إلى أنه "احدى اهم الوسائل لمواجهة الترددات السلبية المحتملة على لبنان من جراء التطورات في المنطقة من الخطاب الاسرائيلي المتعنت، وصولا الى ما يجري في ايران"، وقال: "كلها قضايا يتفاعل معها اللبنانيون بشكل من الاشكال، وهو امر يدفعنا الى المزيد من اليقظة للعبور بالاستحقاقات الداخلية بأقل الخسائر الممكنة".

وأشاد المكتب السياسي بما بذلته "الاجهزة الحزبية من جهود بالغة الاهمية واكبت الانتخابات النيابية الاخيرة الى ان ادت الى ما ادت اليه من استعادة الحزب لحضوره على مختلف المستويات السياسية والحزبية والنيابية". وناقش المجتمعون "سلسلة من التدابير التي تكفل استمرار هذه الورشة الحزبية على اكثر من مستوى تنظيمي، تربوي، اجتماعي، شبابي وغيرها من المجالات المختلفة".

 

 ترك سعد واستمرار التحقيق مع الفلا في شكوى النائب كنعان ضدهما

وطنية - 22/6/2009 أمر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا بترك جاندارك سعد بسند إقامة، في شكوى النائب ابراهيم كنعان ضدها وضد محمد الفلا، في حين يستمر التحقيق مع الفلا، حول ما أدلى به وسعد، إلى إحدى المحطات التلفزيونية

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 22 حزيران 2009

النهار

كشفت الانتخابات وجود موظفين في كثير من الادارات العامة والمؤسسات والمصالح المستقلة. لا يدينون بالولاء للدولة بل للطائفة او لسياسيين متخاصمين معها.

قال ركن في قوى 8 آذار ان هذه القوى وقعت في خطأ الرهان على فوز اكيد للائحة المعارضة في زحلة.

تجرى اتصالات للاتفاق على انتخاب نائب رئيس المجلس المرجح ان يكون النائب فريد مكاري بحيث يتم التجديد للرئيس ونائبه.

السفير

سمع زوار سفير دولة أوروبية تملك وزناً معنوياً في لبنان كلاماً يبدي فيه تحفظه على ما صدر من مواقف عن مرجع روحي "تستفز معتقدات طائفة لبنانية أساسية".

تردد أن مسؤولاً رسمياً غير مدني يلعب دوراً بعيداً عن الأضواء على خط المصالحات التي أنجزت وتلك المرتقبة خاصة بين المختارة والرابية.

نقل زوار مسؤول كبير أن طريقة تعــاطي حزب بارز في المعارضة مع "مرشحه" في جبيل "غير مقبولة" نهائياً.

المستقبل

يراقب مسؤولون غربيون تطور الموقف في إيران باهتمام شديد، نظراً الى انعكاساته على مستقبل الحوار الدولي مع طهران وتوقيت بدئه وأسسه.

تتوقّع مصادر في الامم المتحدة أن يكون القرار الذي سيتخذه مجلس الأمن للتجديد ل "اليونيفيل" الشهر المقبل ذات طابع تقني.

ترجّح مصادر مطّلعة أن لا يصدر عن مجلس الأمن أي موقف بالنسبة الى ما سيتضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار 1701 حول شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان.

اللواء

تتقاطع توقعات قيادات في الموالاة والمعارضة حول احتمال <تمدّد> فترة تصريف الأعمال إلى ما بعد <الانقشاع> في الوضع الإقليمي المضطرب حالياً!·

يُجري تيار معارض مراجعة نقدية لخطابه السياسي استعداداً للحاق بمرحلة الانفتاح والحوار مع الموالاة التي دشّنها <حليفه القوي>!·

غابت شخصية شمالية بارزة عن السمع اثر إعلان نتائج الانتخابات التي كانت ارقامها الرابحة دون طموح الشخصية المذكورة!·

 

البطريرك صفير بحث مع ثلاثة نواب في الأوضاع العامة

النائب كيروز: لم يتعرض لأي جهة بل حذر من محاولة تغيير الكيان

وطنية - 22/6/2009 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الصرح البطريركي في بكركي النائبين ستريدا جعجع وإيلي كيروز، وعرض معهما الأوضاع العامة. بعد اللقاء تلا النائب كيروز البيان الآتي: "زيارتنا الى هذا الصرح الكبير طبيعية جدا، ونحن لا ننتظر مناسبة للتنويه بسيده او بشكره على موقف، بل نعتبر ان بكركي هي المرجعية الوطنية الثابتة التي لا يتبدل خطابها ولا تتغير مبادؤها مع تغير الأنظمة والظروف، وبالتالي فإن البطريرك مار نصرالله بطرس صفير عندما يتكلم فوفق الرؤية التاريخية لبكركي الى لبنان كوطن سيد حر يحترم الحريات والتعددية والديموقراطية وحقوق الإنسان. اننا نثني على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني قبل الإنتخابات وبعدها والتي لم يتعرض فيها لأي جهة محددة بل حذر فيها من محاولة تغيير الكيان اللبناني بهيوته وتركيبته. من هنا فإننا نعتبر ان البطريرك صفير يريد الحفاظ على لبنان الذي كانت بكركي وراء وجوده بوجهه الحديث، وبالتالي لا عجب ان يبدي البطريرك صفير مخاوف جدية على هذا اللبنان".

وأضاف: "لذلك فإن التعرض للبطريرك صفير، وفي هذه المرحلة بالذات انما يراد منه التعويض على الخسائر الإنتخابية التي مني بها الفريق الآخر. ومع ذلك نحن لنا ملء الثقة بصمود البطريرك وتجاوزه بعض الإساءات التي لا بد وان بعضها قد ارتد على أصحابها بعد اعلان النتائج. وبالأمس بالذات، أعلن البطريرك صفير ان الثلث المعطل نوع من البدعة، ونحن كلنا من هذا الرأي لأن اللبنانيين ملوا التعطيل والسجالات، ويريدون حكومة تواكب الازدهار الموعود، خصوصا مع بداية فصل الصيف".

وتابع: "ان نتائج الإنتخابات، ان دلت على شيء فعلى تعلق اللبنانيين والمسيحيين خصوصا بخط بكركي التي كانت حاضرة دائما في المراحل المفصلية، ولذلك نعتبر اننا وبكركي في موقف واحد، دفاعا عن لبنان وخصوصيته، ورفضا للرهانات المرتبطة بالخارج أيا كان، فبكركي هي التي كانت وراء نشوء لبنان كما نعرفه، وهي التي أطلقت الإشارة الأولى لانتفاضة الحرية من خلال نداء ايلول 2000، وهي مستمرة على نهجها التاريخي والوطني".

النائب حبيش

ثم استقبل البطريرك صفير النائب هادي حبيش الذي قال بعداللقاء: "من الضرورة في بداية هذه الدورة النيابية ان نلتقي غبطة البطريرك صفير لأخذ بركته في هذه المرحلة السياسية الصعبة التي تمر بها البلاد. كذلك بحثنا مع غبطته في الوضع السياسي العام وتوافقنا على ضرورة ان تأخذ الديموقراطية مجراها وان تحكم الأكثرية النيابية التي أفرزها الشعب اللبناني خلال هذه المرحلة، وان تكون هذه الديموقراطية الموجودة في الدستور اللبناني وان تحكم الأكثرية وان تعارض الأقلية النيابية".

وردا على سؤال عن موقفه من انتخاب الرئيس بري رئيسا للمجلس النيابي؟

أجاب النائب حبيش: "حتى الآن لا قرار نهائيا في موضوع الرئيس بري، أنا شخصيا مع التفاهم والرئيس بري على بعض الأمور التي كانت عالقة بيننا وبينه في المرحلة السابقة. مما لا شك فيه ان لدى نواب 14 آذار في شكل عام الكثير من التعليق على آراء الرئيس بري خلال المرحلة السابقة. وتعرفون ان معظم نواب 14 آذار سكنوا الفنادق نتيجة الإغتيالات، والرئيس بري لم يتصل اتصالا واحدا بأحد خلال هذه الفترة للاطمئنان عنهم او عن صحتهم بالإضافة الى العديد من الأمور خلال مرحلة السنوات الثلاث من التعطيل التي شهدها المجلس النيابي، وهناك الكثير من القوانين التي تم اقتراحها لم تصل الى اللجان، لذلك ينبغي التوصل الى تفاهم مع رئيس المجلس على طريقة التعاطي خلال المرحلة المقبلة، وهذه ليست شروط بل اعتبرها تفاهمات للاتفاق معه".

سئل: هل هناك صيغة معينة بدأت تتبلور بالنسبة للحكومة المقبلة؟

أجاب: "شخصيا رأيي ان تحكم 14 آذار و8 آذار الفريق الذي يراقب، ولكن اذا أرادت 8 آذار المشاركة في الحكم تحت ستار المشاركة لا مانع من ذلك، ولكن لتكن دون الثلث المعطل مع المعارضة، لأن هذا هو نظامنا الديموقراطي".

 

الرئيس سليمان التقى رئيس الحكومة ونوابا والحوار اللبناني-الفلسطيني

الرئيس السنيورة: لدينا تجارب كافية عن الثلث المعطل للتوصل لاستنتاجات معتبرة

أرشح النائب الحريري لرئاسة الحكومة والأمر غير مرتبط بانتخاب الرئيس بري

يجب الا نقع في الفخ الإسرائيلي لإحداث شرخ بين الموقف العربي والادارة الأميركية

وطنية - 22/6/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في التاسعة من صباح اليوم في بعبدا رئيس الحكومة الأستاذ فؤاد السنيورة، وتشاورا في الاوضاع الراهنة والمرحلة الحكومية المقبلة من تصريف الاعمال، في انتظار إجراء إنتخابات رئيس المجلس النيابي الجديد وبدء الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس العتيد الذي سيكلفه رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة الجديدة.

الرئيس السنيورة

وبعد اللقاء تحدث الرئيس السنيورة الى الصحافيين، فسئل: ما هي آفاق المواضيع التي تناولتها مع فخامة الرئيس، وهل ستطول مرحلة تصريف الاعمال؟

أجاب: "بحسب المادة 69 من الدستور اعتبرت الحكومة مستقيلة في ليل 20 - 21 الشهر الجاري. واليوم جئت لزيارة فخامة الرئيس لأؤكد ان هذه الحكومة أصبحت مستقيلة ولأعبر له عن تقديري للفترة التي عملنا فيها معا وللتعاون الكبير الذي ساد بين فخامته والحكومة وبيني، ما أثمر في الكثير من الامور، وأنجز إنجازات مهمة على أكثر من صعيد. وقد ذكر قسم منها، على أن يصدر كتاب في فترة مقبلة يظهر ما تم انجازه في هذه الحكومة. وكانت مناسبة لأشكر لفخامته الثقة التي أولاها للحكومة وللتعاون الكبير الذي أبداه والذي أدى الى هذه الانجازات. ومن الطبيعي أن الهم يتركز حول موضوع إستكمال الخطوات اللاحقة والتي تبدأ بانتخاب رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس، وبعد ذلك تبدأ الاستشارات التي يجب أن تنتهي بتعيين رئيس وزراء معين ومكلف لتأليف الحكومة".

أضاف: "وقد ذكرت لفخامته أننا في إنتظار تعيين موعد لإنتخاب رئيس المجلس، وإن شاء الله سيكون مدار بحث لدى مختلف الكتل النيابية وأيضا في كتلة "تيار المستقبل" التي أنتمي اليها، حيث سيصار الى إتخاذ القرار المناسب. أما بالنسبة الى الرئيس الذي سيكلف تأليف الحكومة فأنا كما ذكرت في وقت سابق أرشح النائب سعد الحريري لتولي هذه المهمة".

سئل: هل صحيح ان هناك مواءمة غير معلنة بين انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس والتركيبة الحكومية المرتقبة؟

أجاب: "أعتقد أن هذين أمرين مختلفين، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك من تشاور مستمر تجريه الكتل النيابية مع بعضها ومع دولة الرئيس بري، فحتما هناك مشاورات مستمرة. هذا رئيس مجلس ورئيس سلطة تشريعية، وذاك رئيس سلطة تنفيذية، والامران مختلفان".

سئل: هل أنتم مرتاحون لمسار الاوضاع وهل ستطول الفترة حتى تأليف الحكومة؟

أجاب: "من الصعب التنبؤ ولكن يجب أن يكون هناك سعي مستمر من أجل تقصير هذه الفترة وأن تتم من خلال تعجيل المشاورات التي يجب ان تنبثق عنها حكومة تكون قادرة على معالجة العدد الكبير من القضايا التي لا تزال في حاجة الى المعالجة، والتي لم تستطع حكومتنا للاسباب المعروفة أن تبت بعضا منها. ولكن هذا لا يعني أن الحكومة السابقة او التي أرأسها لم تقم بعدد من الانجازات الكبرى. ولكن هناك قضايا لا تزال في حاجة الى المعالجة وهذه الفترة تتطلب منا جميعا موقفا متعاونا، ويجب أن نمد أيدينا لبعضنا كي نصل الى تفاهم حيال تأليف الحكومة وممارستها لصلاحياتها، لأن الاستمرار في المناكفات لا يجدي. ومن الواجب أن نأخذ في الاعتبار أيضا المتغيرات الجارية في المنطقة، وتاليا التحديات الكبرى خصوصا بسبب الموقف المتعنت الذي تتخذه إسرائيل من المتغيرات وتحديدا على صعيد الادارة الاميركية. من هنا يجب أن نبذل جهدنا كي لا نقع في الفخ الاسرائيلي الذي يعمل من أجل ايجاد شرخ بين الموقف العربي والمواقف والعبارات والافكار الجديدة لدى الادارة الاميركية. هذا لا يعني أنه علينا أن نقع تحت ابتزاز فنعدل المبادرة العربية أو نتخلى عن ثوابتنا. يجب أن يكون لدينا موقف واضح يقضي التشبث بالموقف العربي وعدم التفريط بأي من الحقوق العربية. علينا ألا نصل الى أي نقطة تكون نتيجتها الوقوع في الفخ الاسرائيلي الذي يحاول أن يخلق خلافا بين الموقف العربي والادارة الاميركية الجديدة".

سئل: هل صحيح أنه كلما تأخرت عودة النائب سعد الحريري كلما كان موضوع ترشيحه لرئاسة الحكومة غير محسوم بعد، وما هي المعلومات في هذا الاطار؟

أجاب: "كما ذكرت سابقا، فإنني رشحت النائب سعد الحريري مرة ثانية من أجل أن يتولى رئاسة الحكومة".

سئل: هل تعتقد أن مفاعيل إتفاق الدوحة ستكون سارية في المرحلة الجديدة، وفي الحكومة الجديدة، وماذا عن الثلث المعطل؟

أجاب: "أعتقد أن الامر الثابت والاساسي في إتفاق الدوحة والذي يجب أن يستمر هو عدم وجوب اللجوء بأي شكل من الاشكال لأي نوع من أنواع العنف من أجل تحصيل مطالب سياسية معينة، وإن الحلول لا تكون إلا عبر توسل الحوار والتلاقي والتواصل المستمر وليس من طريق العنف. هذا هو النظام الديموقراطي، وإن أي تغيير يجب أن يحصل عليه ان يمر عبر المؤسسات الديموقراطية وليس من طريق العنف، وإننا عندما نقبل بهذا المبدأ سنضطر الى قبوله في المستقبل. هذا هو الامر الثابت والوحيد الذي تمخض عنه مؤتمر الدوحة والذي يفترض ان يكون عندما نقبل بالنظام الديموقراطي. أما في موضوع الثلث المعطل، فلدينا تجارب كافية للتوصل الى إستنتاجات معتبرة من ذلك".

سئل: كم تتوقع أن تستمر فترة تصريف الاعمال؟

أجاب: "إن عدت الى رأيي، فأنا أتمنى أن ننجز هذا الاسبوع كل الامور على بعضها، ولكن من الطبيعي أننا نريد أن نعمق التشاور ونمد أيدينا الى بعضنا من أجل أن نصل الى نتيجة".

نواب

وعرض الرئيس سليمان مع النواب: جيلبيرت زوين، عاصم قانصوه، مروان فارس، ستريدا جعجع وإيلي كيروز للأوضاع العامة وآفاق المرحلة المقبلة.

وفد الهانشاك

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من حزب الهانشاك ضم النائب سيرج طورسركيسيان، وسيبوه قالباكيان، والنائب السابق يغيا جيرجيان. وهنأ الوفد الرئيس سليمان على إنجاز الانتخابات النيابية بجدية وشفافية وبنتيجة جيدة، وأبدى استعداده للوقوف الى جانب رئيس الجمهورية في الاستحقاقات السياسية المقبلة.

لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس "لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني" على المراحل التي قطعها الحوار الذي يهدف الى تنظيم العلاقة اللبنانية - الفلسطينية في شتى المجالات.

 

 

الرئيس السنيورة بعد لقائه الرئيس سليمان في بعبدا صباح اليوم:

أرشح النائب الحريري لرئاسة الحكومة والأمر غير مرتبط بانتخاب الرئيس بري

لدينا تجارب كافية عن الثلث المعطل للتوصل الى استنتاجات مفيدة عن الموضوع

يجب الا نقع في الفخ الإسرائيلي لإحداث شرخ بين الموقف العربي والادارة الأميركية

وطنية - 22/6/2009 استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في التاسعة من صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء الأستاذ فؤاد السنيورة، وتركز البحث على الأوضاع العامة وآخر المستجدات مع دخول الحكومة مرحلة تصريف الأعمال، وكانت جولة أفق في مختلف التطورات.

بعد اللقاء تحدث الرئيس السنيورة الى الصحافيين، فقال ردا على سؤال عن المواضيع التي تناولها البحث واذا كانت مرحلة تصريف الأعمال ستطول: "بحسب المادة 69 من الدستور اعتبرت الحكومة مستقيلة في ليل 20 -21 الشهر الحالي. واليوم أنا جئت بزيارة لأعبر لفخامة الرئيس - بنتيجة ان هذه الحكومة أصبحت مستقيلة - عن تقديري للفترة التي عملنا فيها سوية وعن التعاون الكبير الذي ساد بين فخامته والحكومة وبيني، الذي أثمر في الكثير من الامور، وأنجز إنجازات مهمة على أكثر من صعيد. وقد ذكر قسما منها وان شاء الله سيصدر كتاب في فترة مقبلة يظهر ما تم إنجازه في هذه الحكومة، فكانت هذه مناسبة لأشكر فخامته على الثقة التي أولاها للحكومة وعلى التعاون الكبير الذي قام به والذي أدى الى هذه الانجازات. طبيعي، من المفترض ان الجهد يتركز حول موضوع استكمال الخطوات اللاحقة والتي تبدأ بانتخاب رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس. وبعد ذلك تبدأ الاستشارات التي يجب ان تنتهي بتعيين رئيس وزراء معين ومكلف لتأليف الحكومة. طبيعي انا ذكرت لفخامته اننا في انتظار تعيين موعد لانتخاب رئيس المجلس، وان شاء الله سيكون مدار بحث لدى مختلف الكتل النيابية وايضا في كتلة "تيار المستقبل" التي أنتمي اليها سيصار ان شاء الله الى اتخاذ القرار المناسب. اما بالنسبة الى الرئيس الذي سيكلف تأليف الحكومة، فأنا كما ذكرت في وقت سابق أرشح النائب سعد الحريري لتولي هذه المهمة".

سئل: هل صحيح ان هناك مواءمة غير علنية بين انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس وبين التركيبة الحكومية المرتقبة؟

أجاب: "أعتقد ان هذين أمرين مختلفين. ولكن هذا لا يعني ان ليس هناك دائما تشاورا مستمرا تجرية الكتل النيابية مع بعضها بعضا ومع دولة الرئيس بري، حتما هناك مشاورات مستمرة ولكن هذين الامرين مختلفين. هذا رئيس مجلس ورئيس سلطة تشريعية وهذا رئيس سلطة تنفيذية، والامران مختلفان".

سئل: هل أنتم مرتاحون لمسار الاوضاع، وهل ستطول الفترة حتى تأليف الحكومة؟

أجاب: "من الصعب التنبؤ ولكن يجب ان يكون هناك سعي مستمر من اجل تقصير هذه الفترة وان تتم من خلال تسريع عملية المشاورات والتي يجب ان ينبثق عنها حكومة تكون قادرة على معالجة العدد الكبير من القضايا التي لا تزال في حاجة الى المعالجة والتي بعض منها لم تستطع حكومتنا للاسباب المعروفة ان تبت بها، ولكن هذا لا يعني ان الحكومة الماضية او التي أرأسها لم تقم بعدد من الانجازات الكبرى ولكن هناك قضايا لا تزال في حاجة الى المعالجة، وهذه الفترة تتطلب منا جميعا موقفا متعاونا ويجب ان نمد يدينا لبعضنا بعضا لنصل الى تفاهم في شأن موضوع تأليف الحكومة وممارسة قضاياها، لأن الاستمرار في المناكفات لا يجدي. ومن الواجب ان نأخذ في عين الاعتبار ايضا المتغيرات الجارية في المنطقة، وبالتالي التحديات الكبرى، ولا سيما بسبب الموقف المتعنت الذي تقفه اسرائيل من المتغيرات، خصوصا على صعيد الادارة الاميركية. وأعتقد اننا هنا يجب ان نعمل جهدنا كي لا نقع في الفخ الاسرائيلي الذي يعمل من اجل ايقاع شرخ بين الموقف العربي وبين المواقف الجديدة والعبارات الجديدة وايضا الافكار الجديدة لدى الادارة الاميركية، هذا لا يعني ان علينا ان نقع تحت ابتزاز لأن نعدل المبادرة العربية او ان نتخلى عن ثوابتنا. يجب ان يكون لدينا موقف واضح بالتشبث بالموقف العربي وعدم التفريط بأي من الحقوق العربية، ولكن الا نصل الى اي نقطة نقع في نتيجتها في الفخ الاسرائيلي الذي يحاول ان يخلق خلافا بين الموقف العربي والادارة الاميركية الجديدة".

سئل: هل صحيح انه كلما تأخرت عودة النائب سعد الحريري كلما كان موضوع ترشيحه لرئاسة الحكومة غير محسوم بعد، وما هي المعلومات في هذا الاطار؟

أجاب: " كما ذكرت أنا رشحت سعد الحريري مرة ثانية من اجل ان يتولى رئاسة الحكومة".

سئل: هل تعتقد ان مفاعيل اتفاق الدوحة ستكون سارية في المرحلة الجديدة وفي الحكومة الجديدة وماذا عن الثلث المعطل؟

أجاب: "أعتقد ان اتفاق الدوحة الشيء الثابت فيه وهو أمر أساسي يجب ان يستمر وهو انه يجب الا نلجأ في اي شكل من الاشكال الى اي نوع من انواع العنف من اجل تحصيل مكاسب سياسية معينة، وان الحلول في لبنان لا تكون الا عبر توسل الحوار والتلاقي والتواصل المستمر وليس عن طريق العنف، هذا النظام ديموقراطي واي تغيير يجب ان يحصل عن طريق المؤسسات الديموقراطية وليس عن طريق العنف بأي طريقة لأنه عندما نقبل بهذا المبدأ سنضطر الى قبوله في المستقبل، وهذا أمر ليس من صالحنا على الاطلاق. لذلك ما تمخض عن مؤتمر الدوحة الثابت والوحيد هو هذا الامر والذي يفترض ان يكون كذلك عندما نقبل النظام الديموقراطي، اي مكونات القبول به. اما في موضوع الثلث المعطل فأعتقد ان لدينا تجارب كافية للتوصل الى استنتاجات مفيدة من ذلك".

سئل: كم تتوقع ان تستمر فترة تصريف الاعمال؟

أجاب: "ان جئت الى رأيي فأنا أتمنى ان شاء الله ان تنجز هذا الاسبوع كل الامور على بعضها ولكن طبيعي نريد ان نعمق التشاور وان نمد يدنا الى بعضنا البعض من اجل ان نصل الى نتيجة".

 

قداس في عنايا لمناسبة مرور 150 سنة على سيامة القديس شربل

المطران الراعي: المسيحيون جماعة مصالحة وغفران ويرفضون العداء والصدام

وطنية - 22/6/2009 أقيم في دير ما مارون- عنايا، قداس احتفالي ترأسه راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي وعاونه رئيس الدير الاب طنوس نعمة والخوري انطوان عطاالله، بالتزامن مع إعلان البابا بنيديكتوس السادس عشر السنة الكهنوتية من روما ومرور 150 سنة على السيامة الكهنوتية للقديس شربل.

بعد الانجيل، ألقى المطران الراعي عظة تحدث فيها عن "دور الكهنوت في بناء الانسان الصالح لخدمة ربه ووطنه"، وقال: "نجدد اليوم التزامنا عبادة الله وأن نفتح قلوبنا كي نشفى في عقولنا وإراداتنا، وعلينا أن نعيش في استقامة في حياتنا الوطنية والانسانية والروحية لكي نرعى شعبنا بالمحبة التي هي رسالتنا الوحيدة في هذا العالم. علينا مساعدة الشعب الضائع الذي يبحث عن الحقيقة ولا يجدها لأنه ضائع في الكذب والنفاق، فكلنا مهددون بالعمى عن الروح والضمير والقلب، والمسيح وحده يعيد الينا البصر، وما أحوج العالم الى نور المسيح وكلمته لكي تعلن في بيوتنا وفي السياسة والاعلام والاقتصاد والتجارة من أجل الحقيقة التي وحدها يجب أن تكون في تعامل الناس مع بعضهم البعض".

أضاف: "إن الشعب المسيحي هو جماعة المصالحة والغفران، ويرفض حالة العداء والنزاع والصدام، وعلينا كلنا مساعدة المأسورين والمستعبدين والمظلومين، وكم من المأسورين والمستعبدين اليوم عندنا لذواتهم ومصالحهم الرخيصة، كم من الناس مستعبدون لأشخاص وأنظمة وإيديولجيات، وكم من مظلومين وراء القضبان الحديدية. فلنجعل من زماننا زمنا مرضيا للرب". وختم: "كم ان مجتمعنا اليوم في حاجة الى المحبة لنبنيه مجددا، وهذه أمانة في أعناقنا. وليكن هذا اليوبيل سنة فيض للخير والنعم على وطننا لبنان وعلى العالم".

ثم كانت كلمة للاب نعمة والخوري عطاالله تحدثا فيها عن معنى التضحية والمحبة.

 

تجمع "ملتزمون": الثلث المعطل انتهت مفاعيله بشكل نهائي

وطنية - 22/6/2009 عقد تجمع "ملتزمون" مؤتمرا صحافيا في نادي الصحافة قبل ظهر اليوم، في حضور النائبين السابقين فارس سعيد وسمير فرنجيه، تناول فيه مجمل التطورات التطورات على الساحة اللبنانية. بداية رحبت السيدة دينا لطيف بالحضور وهنأت "اللبنانيين على اختيارهم الحر"، كما شكرت "السلطات الرسمية التي واكبت وبتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هذا الاستحقاق بكل مسؤولية وتجرد". واكدت لطيف ان تجمع " ملتزمون" سيتابع نشاطاته على الساحة اللبنانية، مؤكدة "ان التجمع لن يتحول الى حزب او تنظيم سياسي بل من موقعه كفئة من الاكثرية الصامتة".

زوين

ثم تلا المنسق العام نجيب زوين البيان الذي تضمن النقاط التالية: "مجلس النواب: رفض عودة الرئيس الحالي لانه لم يمارس خلال السنوات الاربع السابقة دوره كرئيس للمجلس بكل حيادية وتجرد بل اقفل المجلس وسحب وزرائه من الحكومة، اضافة الى مشاركة مسلحي حركته في احداث 7 ايار. ورفض موقف قوى 8 آذار بفرض مرشح لانه سيجر بالتالي الى ردة فعل مماثلة من قوى 14 آذار". اما فيما يتعلق بالحكومة فقد تمنى زوين "على رئيس الحكومة العتيد ان يرتكز بيانه الوزاري من المسلمات التي منحه الشعب الثقة على اساسها، ووجوب القبول المسبق من الوزراء المفترضين بهذه المسودة المطروحة". واكد زوين "ان الثلث المعطل انتهت مفاعيله بشكل نهائي". ورفض "مبدأ النسبية لانه هرطقة دستورية تجعل من مجلس الوزراء مجلسا نيابيا مصغرا".

وتطرق زوين "الى الملابسات التي رافقت تسليم قاتل الضابط سامر حنا وما جاء على لسان النائب بطرس حرب بوجود تكليف شرعي، مؤكدا "ان حزب الله ما زال يخفي القاتل الحقيقي، وبفعلته هذه هدف الى زرع الشقاق بين المواطنين والمؤسسة العسكرية". كما اشار البيان الى "ان المواقف الاخيرة من غبطة البطريرك ما نصرالله بطرس صفير تعد تطاولا في غير موقعه وهي بمثابة مؤشر خطير وتهدد مسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك اذا لم يتدارك السيد حسن نصرالله ويسكت الابواق الرخيصة التي تتهجم على سيد بكركي. فغبطة البطريرك اقتصر موقفه على التنبيه والتوجيه وهو دعا وبكل جراة للحفاظ على الهوية والكيان، ويبدو انه اصاب مقتلا مثلما هي الحال دائما وهو لم يهاجم فريقا معينا بل اشار الى خيار ونهج متبع" . وفي الختام توجه زوين الى "حزب الله" طالبا اليه "الغاء ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر التي لم تجلب على الوطن الا الشقاق والخراب"، كما طلب اليه "الدخول الى رحاب الدولة الشرعية لانها الحاضن والضامن لكل شرائح المجتمع اللبناني وان الاتفاقات الثنائية هي في اساس الانقسامات والعواصف التي تضرب الوطن"، مشيرا الى "ان المساومة في معرض الامور المصيرية، والاعتدال في الشأن الوطني، والتراخي في مسيرة بناء الدولة السيدة والقادرة، ان كل هذا يشكل جرائم بحق الوطن، وهو سيؤدي، لا سمح الله، الى زوال الوطن نتيجة لزوال هويته".

جعجع عرض والنائب فرعون مجالات التعاون والتقى ممثل الاقباط

وطنية - 22/6/2009 عرض رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع النائب ميشال فرعون في حضور منسق منطقة بيروت في الحزب عماد واكيم على مدار ساعتين لنتائج العملية الانتخابية، كما بحثوا في الاوضاع السياسية الراهنة واتفقوا على وضع آلية لتنظيم وتنسيق التعاون في المستقبل.

والتقى جعجع ممثل الاقباط في اتحاد الرابطات المسيحية ادمون بطرس الذي وضعه في اجواء الانتخابات النيابية فضلا عن المساؤئ التي كانت موجودة في القانون الانتخابي وخصوصا في حق المستقلين. واشار بطرس الى "الصعوبات التي واجهت هؤلاء المستقلين، الى جانب استبعادهم عن الاطلالات الاعلامية". وقال: أنه بحث وجعجع في "أهمية الحضور المسيحي ضمن قانون انتخابي حديث يمنح حقوق كل الطوائف"، آملا "أن يعتمد هذا القانون الدائرة الفردية لتحقيق المساواة بين الطوائف ولاسيما الاقليات المسيحية".

 

 

النائب جنبلاط الى "الانباء": عروبة لبنان والقضية الفلسطينية

تاريخ لا يمكن التنكر له وتراث نضالي نفتخر به بمعزل عن المصالحات الاخيرة

وحدي اقرر من أزور ومتى وكيف ووفق أي جدول ونثمن للبطريرك صفير مواقفه الوطنية

نتمنى العودة الى مواقف السيد خاتمي لأنه الصوت الأبرز المرتفع فوق كل الشبهات

وطنية - 22/6/2009 أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط، في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، بما يلي: "أشكر جميع الغيارى الذين يحددون مواعيد مرتقبة لي للاجتماع مع قيادات سياسية من هنا وهناك، كما أشكرهم على تحديد جدول الاعمال لهذه اللقاءات التي لم تلد فكرتها بعد، ولم أحسم خياراتي بشأنها، ولعله من المفيد التذكير أن الدخول في التأويلات والتأويلات المضادة يكاد يجعلنا جميعا نغرق في غياهب علم التبصير". وقال: "أقرر وحدي من أزور ومتى وكيف ووفق أي جدول أعمال".

أضاف: "من ناحية أخرى، فإننا نقدر عاليا كل المواقف الوطنية التي تصدر عن البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، وهو الذي قاد المصالحة التاريخية في الجبل لطي صفحة الماضي التي كنا نفضل ألا تعود بعض الأصوات لاستحضارها حتى في معرض الدفاع عن البطريرك. فمرحلة مطلع الحرب الاهلية كان الهدف فيها الحفاظ على عروبة لبنان في مواجهة مشاريع التفكيك والتقسيم التي عارضتها الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط الذي رفض كذلك الصفقة التي أدت الى نظام الوصاية. ولاحقا كانت الحركة الوطنية والاحزاب الوطنية في طليعة القوى التي واجهت الاحتلال الاسرائيلي. إنها عروبة لبنان والقضية الفلسطينية التي ناضل في سبيلها جورج حاوي وكمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية. هذا هو التاريخ الذي لا يمكن التنكر له وهو تراث من الثوابت النضالية التي نفتخر بها بمعزل عن المصالحات التي حصلت والتي هي ضرورية لطي صفحة الماضي الذي له حيثياته الموضوعية".

وأكد النائب جنبلاط اننا "لا نستطيع في لبنان أن نقبل بفكرة الديمقراطية من أجل الديمقراطية بمعزل عن الثوابت الوطنية، ولا نستطيع أن نقبل بوضع الديمقراطية اللبنانية في مواجهة العروبة والمشروع العربي وفلسطين. هذا كان موقفنا ويبقى موقفنا، لا سيما أن القاعدة الاساسية التي وضعها كمال جنبلاط من أن لا تناقض بين اللبنانية والعروبة لا تزال سارية شرط ادراك سبل التوفيق بينهما وعدم جعلهما في مواجهة بعضهما البعض. وهل نذكر بأن اتفاق الطائف قد ثبت عروبة لبنان وأكد على اتفاق الهدنة مع اسرائيل؟ ولكن كل هذا لا يعني القبول بنظرية تحييد لبنان".

وعن الموضوع الايراني، قال النائب جنبلاط: "لقد سبق أن التزم الحزب التقدمي الاشتراكي سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية، انطلاقا من مطالبته الاطراف الاخرى بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية، ولكن إزاء بعض المواقف الغربية والاسرائيلية المشبوهة والمثيرة للتساؤلات، فإنه يتمنى العودة الى مواقف السيد محمد خاتمي لأنه الصوت الأبرز الذي يعلو فوق كل الشبهات".

وتطرق الى المواجهات في القدس، قال: "وأخيرا، دلت المواجهات التي قادتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في القدس ضد المتظاهرين الدروز على أنها تنظر الى العرب من كل اتجاهاتهم على أنهم مواطنون درجة ثانية وثالثة ورابعة، وهذا يكشف الوجه الحقيقي لاسرائيل التي لا تزال تمارس كل أشكال القهر ضد الشعب الفلسطيني وتسد كل منافذ التسوية والحلول الممكنة للصراع العربي- الاسرائيلي. لقد سبق أن وقف العرب الدروز ضد التجنيد الاجباري وهم سيستمرون بنضالهم القومي والسياسي بما يتلاءم مع تراثهم وتاريخهم".

أضاف: "إن سياسة التمييز العنصري بالتعليم وفرص العمل ومصادرة الاراضي وليس فقط بموازنات المجالس المحلية وخطط الانماء، تؤكد النوايا الاسرائيلية التي تسعى لمسخ هوية الدروز ووضعهم في مواجهة مع إخوانهم من الشعب الفلسطيني وذلك عبر الاستمرار في فرض التجنيد الاجباري المفروض على الدروز منذ العام 1956 خلافا لباقي عرب 1948. إن ما يحصل ليس مسألة مطالب إجتماعية بقدر ما هو صدام مع بنية المؤسسة الصهيونية ودولة إسرائيل التي قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني والسكان الاصليين أصحاب الحق الشرعي".

وأكد "أن هذا التمييز ضد الدروز يؤكد أن إسرائيل لا تفرق بالعمق بينهم وبين باقي أبناء العرب بل تعاملهم جميعا سواسية كأعداء وكعبء على المؤسسة الصهيونية وإن أغدقت عليهم بعض الفتات في بعض الاوقات. لذلك، أوجه التحية الى لجنة التواصل والى جميع الشخصيات والحركات الوطنية الدرزية في فلسطين المحتلة مؤكدا مواصلة النضال معهم في مواجهة هذا الاحتلال الهمجي".

 

الوزير ارسلان أعلن كتلة "وحدة الجبل" مع النواب غاريوس وفرحات والاعور: سيكون لها حضورها في كل المواقع السياسية والمؤسساتية على المستوى الوطني

وطنية - 22/6/2009 أعلن من دارة الوزير الشباب والرياضة طلال ارسلان في خلدة عن ولادة كتلة "وحدة الجبل النيابية" التي ضمته الى جانب النواب: ناجي غاريوس، بلال فرحات وفادي الاعور. وقبيل الاعلان عن قيام الكلتة، عقد أفرادها اجتماعات توافقوا خلالها على تسمية الكتلة للرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب الجديد.

وكانت كلمة للوزير ارسلان الذي قال: "ان هذه الكتلة التي هي نتيجة التواصل في ما بيننا منذ انتهاء الانتخابات النيابية، هي كتلة وطنية على مستوى مجلس النواب الجديد. إن تأسيس كتلة وحدة الجبل هو على أساس القاعدة الوطنية التي نؤمن بها من خلال مسيرتنا السياسية العامة، لما لهذا الجبل من خصوصية الوضع، لأننا نعتبر أن هذا الجبل هو الرمز الذي يجمع كل العائلات الروحية اللبنانية المنضوية بالعيش الكريم والمشترك الواحد في جبل لبنان، ومن هذا المنطلق قررنا نحن والزملاء تأسيس كتلة نيابية تحمل اسم كتلة "وحدة الجبل" لكي تشارك مع كل المعارضة الوطنية اللبنانية في العمل التشريعي وفي العمل داخل مجلس النواب وعلى مستوى الوطني العام، لما لهذه الكتلة من حضور سياسي نيابي نوعي على المستوى العام، بالتنسيق الكامل مع كل أفرقاء المعارضة التي نحن جزء لا يتجزأ منها". وأضاف: "لقد كان اليوم أول اجتماع لهذه الكتلة، وكان بحث في موضوع الساعة دون أي مواضيع أخرى، وهو موضوع ترشيحنا وتوافقنا في الكتلة على دولة الرئيس بري لرئاسة مجلس النواب. إن موقف كتلة وحدة الجبل هو التأييد الكامل لدولة الرئيس نبيه بري لتولي هذا المنصب مجددا".

وردا على سؤال عما إذا كانت الكتلة ستضم مزيدا من النواب في المستقبل، قال: "طبعا نحن منفتحون على الجميع بغض النظر عما اذا كان عدد النواب في كتلتنا زاد. ما يهمنا هو أننا كتلة نيابية تضم الكتل النيابية للمعارضة الوطنية اللبنانية، وبالتالي نحن ننسق معا جميعا كمعارضة وطنية لبنانية، وهذه مسألة لها خطوطها الحمر التي لا يمكن أحدا تجاوزها. نحن كتلة نيابية ضمن الاطار العام لقوى المعارضة اللبنانية". وعما إذا كانت الكتلة ستتمثل على طاولة الحوار الوطني، قال: "الكتلة سيكون لها حضورها في كل المواقع السياسية والمؤسساتية على المستوى الوطني، ان كان في مجلس النواب او في الحكومة او الى طاولة الحوار، ولها الحق في الحضور في كل المواقع ككتلة وكجزء لا يتجزأ من قوى المعارضة الوطنية اللبنانية".

 

النائب العماد عون عرض وممثل بان كي مون التطورات في لبنان والمنطقة

وليامز: الامم المتحدة ترى ضرورة ان تشكل الحكومة الجديدة لتحمل مسؤولياتها

وطنية - 22/6/2009 إستقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في حضور المسؤول عن العلاقات الديبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ميشال دو شادارفيان. وقال مايكل بعد اللقاء: "اردت فقط قول بعض الكلمات لاسيما انني عقدت لقاء جيدا جدا مع العماد ميشال عون، وقد تحدثنا عن الامورالداخلية اللبنانية، وإستشرنا العماد عون عن الامور في المنطقة لاسيما القضية الفلسطينية. واضاف: "بحثنا مع العماد عون ايضا في الامور التي تخص انتخاب رئيس البرلمان وتشكيل حكومة جديدة لاسيما ان هناك امورا كثيرة يجب ان تحكى، هناك ايضا عروض من الافرقاء الاخرين ومن الاحزاب، ولكن رأي الامم المتحدة ان تؤلف حكومة قريبا لتحمل وتحل الامورالكثيرة التي يجب ان تجرى، وايضا من المهم ان يكون هناك استقرار في المنطقة".

سئل: هل بحثتم في الانتخابات الايرانية؟

أجاب: "لقد تحدثنا في الامور الايرانية وكان العماد عون قد زار ايران".

سئل: "ماذا عن القضية الفلسطينية؟

أجاب: "هي القضية التي حازت على اكثر وقت من الحديث، دائما العماد عون يريد ان يثير الموضوع لانه مهتم وقلق بخصوص الموضوع، ايضا لقد وجدت نفس الاهتمام عند القياديين الاخرين لاسيما تجاه خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولقد وجدت الاهتمام عند كل السياسيين في لبنان في شأن حصول تقدم على الصعيد الفلسطيني، وكل اللبنانيين قلقون ويتحدثون عن عدم التطور في القضية في الوقت الحاضر".

 

سقف المسموح والممنوع

عمـاد مـوسـى

بكلمات بسيطة، عامة، واضحة، رزينة، يعبّر بطريرك الموارنة مار نصرالله بطرس صفير عن قناعات بكركي ومواقف الصرح تجاه أي استحقاق وطني من دون حاجة إلى من يملي عليه رأياً أو إلى من يدفعه لتبني وجهة نظر محددة. يقول كبير الحكماء ما يريد قوله بكل صدق ومسؤولية وما يؤمن به على أنه لخير لبنان، ويقول ما يراه واجباً عليه وهو المدرك تماماً حجم المخاطر المهددة الكيان وفي مقدمها ربط القرار الوطني بمحاور خارجية ووجود دولة منتقصة السيادة وسلاح حرب (مش صيد) بيد فئة من اللبنانيين.

لم يدخل البطريرك يوماً في لعبة الإصطفافات، وفي الوقت نفسه فهو يرعى، من كثب أو من بعيد، أي لقاء سياسي يترجم رؤية بكركي للبنان المختلفة بشكل جذري مع رؤية "حزب الله" وفريق أساسي من اللبنانيين. وإذا كانت ثورة الأرز، بكل تلاوينها السياسية والطائفية، وبطروحاتها الوطنية العامة، ومسارها هي  الأقرب إلى هذه "الرؤية" فذلك لا يعني بأي وجه أن صاحب الغبطة أصبح المرشد الأعلى لـ14 آذار وجمهوره العريض. فالبطريرك حيث هو والسياسيون حيث هم ومتى التقوا على قناعة سياسية واحدة وتوجه سياسي واحد  فذلك لا يستأهل كل هذا الغيظ والتهجم، في السياسة وفي الشارع.

أما أن نتبنى نظرية أن الكلام السياسي، أيا يكن مصدره وفحواه، يُرد عليه في السياسة، فذلك يسقط الحصانات المعنوية والمادية للمراجع الروحية. ويسقط الإحترام المتبادل والأخلاقيات التي صمدت حتى في أعتى أيام الحرب. والكلام عن المسموح والممنوع في السياسة لا يناقشه من رفض أن يناقشه أحد في حربين واحدة تسبب بها والثانية أشعلها.

والكلام عن المسموح والممنوع مناقشته في مسألة سلاح "حزب الله" لا يبت فيه النائب محمد رعد بل ممثلو كل اللبنانيين. والكلام عن المسموح والممنوع في تناول "ولاية الفقيه" لا يحدده مرجع مهما علا شأنه بل يحدده القانون اللبناني.

والمتكلّم  عن المسموح والممنوع في القضاء (العسكري والمدني) يفترِض ضمناً أن يكون اللبنانيون كافة متساوين أمام أحكامه. ومن المفيد تذكير الذين لا يحيدون عن جادة الصواب الفوقا بخبر وواقعة: في 21 كانون الأول سنة 2005، نشرت الصحف اللبنانية تصريحاً لرئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي وجاء فيه: "هناك محاولات خارجية تستجيب لها بعض القوى المحلية باستبعاد أمل وحزب الله، والاتيان بممثلين جدد عن الشيعة. لذا، فإننا نحرّم من موقعنا الشرعي، على أي طرف سياسي شيعي أن يدخل بديلاً ورديفاً عن ممثلي أمل وحزب الله. وأن أي دخول من أية جهة سياسية شيعية هو دخول غير شرعي، لأنه لا يمثل الواقع الشعبي، ولا يحوز الإيجاز الشرعي المطلوب. اننا نوجه فتوى احترازية الى كل سياسي شيعي، يحاول الاستفادة والدخول على خط الأزمة الحكومية الحاصلة، ألا يوقع نفسه بالتزام وميثاق مع الآخرين وهو لا يحتل الموقع الشعبي ولا يملك المسوّغ الشرعي لمثل هذا العمل". تجاه هذا الكلام الخطير أقدمت مجموعة من ممثلي المجتمع المدني والنخبوي وبينهم عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب غسان مخيبر بدعوى ضد الشيخ النابلسي "لجهة فرض وصاية غير مشروعة على مواطنين لبنانيين بذريعة رفض وصاية أجنبية مرفوضة أصلاً. وتهديد مواطنين لبنانيين وإرهابهم بهدف إعاقتهم عن ممارسة حقوقهم المدنية (...) وإثارة النعرات الطائفية بتصوير النزاعات السياسية بين تيارات سياسية متنافسة تارة ومتحالفة أو متواطئة تارة أخرى كأنها صراعات بين الطوائف والأديان..."

قامت القيامة وتزعم حركة المستهجنين الرئيس نبيه بري مستنكراً التطاول على مرجع فقهي كبير. ماتت الدعوى وعلم المدعون متأخرين أن سماحة الشيخ والد أحد مسؤولي "حزب الله" فشكروا الله  أن العدالة الإلهية والأرضية لم تنتقم منهم. بناء على الأطروحة أعلاه أسأل: ما هو سقف المسموح والممنوع في لبنان الحبيب ومن نراجع بشأن السقف؟ فليجاوب أحد.

 

الزين يحدد الخميس موعداً لانتخاب رئيس للمجلس: بري المرشح الوحيد ومكاري نائباً

 التاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٠٩ المصدر: المنار 

دعا رئيس السن النائب عبد اللطيف الزين المجلس النيابي الى الاجتماع عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الخميس المقبل لانتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائبه وهيئة مكتبه.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في المجلس النيابي: "بناء على المادة 44 من الدستور وعلى المادة 2 من النظام الداخلي، لقد قررت دعوة المجلس النيابي الى الإجتماع في الساعة العاشرة والنصف من يوم الخميس الواقع في 25 حزيران لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، وهكذا نعمل في حدود النظام الداخلي، وسوف توجه الدعوة فورا الى اسادة الزملاء النواب وذلك قبل 48 ساعة من تحديد الموعد المذكور". وعما اذا تأمن التوافق السياسي على الجلسة، اجاب: "هذه لا تحتاج الى توافق سياسي، بموجب الدستور وبموجب النظام الداخلي عند كل انتخاب مجلس نيابي جديد سيكون انتخاب رئيس جديد، والمرشح الوحيد حتى هذه اللحظة حسب علمي هو دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري".

وعما اذا هناك مرشح لنائب الرئيس، اجاب: "الى الآن ليس لدي علم، ولكن حسب علمي وبعض المعلومات التي وردتني ان نائب الرئيس سيكون الاستاذ فريد مكاري اذا لم اكن مخطئا، اذا كان أراد الترشح". ونفى وجود آليات معينة للترشح. وعن المرشحين لهيئة المكتب واذا كان هناك توافق، قال: "هذه تحصل داخل الجلسة الى الآن، بكل تواضع أترأس انا الجلسة، ويكون الزميلان نائلة تويني ونديم الجميل أميني السر، ومن هنالك من يريد ان يترشح يترشح".

 

"طبخة التوافق" على "نار هادئة"

موقع تيار المستقبل

في وقت ينظر لبنان بـ"عين" القلق الى تدهور الاوضاع على الساحة الايرانية، وبـ"عين" الحذر الى الخطاب المتطرف على الساحة الاسرائيلية، ينتظر أن تنشط حركة المساعي الهادفة الى تحصين الساحة الداخلية من أي تأثيرات إقليمية اعتاد لبنان أن يكون ضحيتها، عبر تأمين "حد أدنى" من "التوافق السياسي" على "تمرير" الاستحقاقات القريبة، من رئاسة المجلس وتشكيل الحكومة، بعدما انتهت ولاية مجلس العام 2005، ودخلت الحكومة زمن تصريف الاعمال.

حتى اللحظة يتجه الاستحقاق الاول نحو إنضاج "طبخة" إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري لولاية خامسة، علماً أنه المرشح الوحيد، في حين يسجل شبه إجماع على تسمية رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري بصفته زعيم الغالبية النيابية والمرشح الانسب، لتولي رئاسة الحكومة، من دون الخوض في تفاصيلها، على قاعدة عدم "حرق المراحل"، وربما عدم كشف الاوراق، علماً أن فريق 8 آذار يلمح بطريقة أو بأخرى الى تمسكه بالثلث المعطل، وإذا تعذر ذلك، فيمكن استبداله بوزارات مهمة!.

في هذه الاثناء، يواصل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لقاءاته بأقطاب 8 آذار، فاستقبل وفداً من حزب "الطاشناق" ضم أمينه العام هوفيك مختاريان والنائب هاكوب بقرادونيان. وجرى خلال اللقاء قراءة مفصلة للمعطيات المتعلقة بالوضع السياسي الداخلي لاسيما المحطات الرئيسية المنتظرة منها.

وبعيداً من الاستحقاقات، أحيا لبنان أمس الذكرى الرابعة لإستشهاد المناضل جورج حاوي، الرجل الذي لم يعرف سوى النضال وسيلة للحياة. واكد النائب امين وهبي لموقع "المستقبل" أن "حاوي استشهد لأنه انحاز الى 14 آذار والى استقلال لبنان وسيادته ودستوره ما شكل نقلة نوعية في الحركة الإستقلالية".

صفير يتحفظ عن الثلث المعطل

وسط هذه الصورة، أبدى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله بطرس صفير تحفظه عن مسألة الثلث المعطّل في الحكومة الجديدة، وقال في حديث الى "القدس العربي": "لا أفهم بذلك الثلث المعطّل، ونحن تعوّدنا أن يكون هناك فريق يحكم وفريق يعارض". ولم يرّ سبباً لفتنة مسيحية ـ شيعية أو أي فتنة مع طوائف أخرى لتمرير مؤامرة التوطين.

وشكر في عظة الاحد "جميع الذين تفّهموا موقفنا من الانتخابات النيابية، وأعربوا لنا عن عاطفتهم، واستنكروا ما رشقنا به بعضهم من ذوي الأغراض التي باتت معروفة".

إلا أن عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا لفت انتباه البطريرك صفير الى "عدم استطاعة أحد مهما علا شأنه روحياً أو سياسياً تجاهل حجم العماد ميشال عون السياسي".

التصويت لبري على أساس برنامجه

في غضون ذلك، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن كتلة "القوات" لن تصوّت للرئيس نبيه بري إلا على أساس برنامج واضح "ينسجم مع طروحاتنا وقناعاتنا"، مشدداً على أنه "إذا كان مرشحاً لرئاسة المجلس ببرنامج 8 آذار، فبكل محبة واحترام لن نصوّت له".

كما أكد عضو كتلة "المستقبل" هادي حبيش ان "معظم نواب 14 آذار لديهم تحفظات عن انتخاب الرئيس بري". وقال: "لدينا تمنيات ومطالب سنطلبها من الرئيس بري ابرزها عدم تعطيل المؤسسات".

ي المقابل، تميز خطاب نواب الرئيس بري بـ"الايجابية" و"الانفتاح"، فدعا النائب علي حسن خليل الى "مدّ أيدينا الى بعضنا البعض كقوى سياسية اصطفت خلال المرحلة الماضية في اتجاهين متقابلين لنشكّل معاً مساراً سياسياً واحداً ينقذ لبنان من أزماته ويجعل الاختلاف في الرؤية والموقف غنًى في الحياة السياسية"، في حين قال النائب علي بزي: "نحن سوف نتعاطى بكل مرونة وايجابية في الاستحقاق الآخر، ونحن مع ترشيح الشيخ سعد الدين الحريري وتكليفه رئيسا للحكومة المقبلة ولن نعلّق على اي تفاصيل بشأن كيفية التشكيلة والتركيبة، وننتظر حين يتم التكليف أن نستمع الى رأي الفريق الاكثري حول نيته لكيفية مقاربته حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية".

الى ذلك، أكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "استحقاق انتخاب رئاسة المجلس النيابي أمر أصبح شبه محسوم، لكن استحقاق التكليف لرئاسة الحكومة ولتركيبة الحكومة وطريقة تشكيلها لا تزال محل بحث". وشدّد على "وجوب أن نعيش في هذا الوطن في جو يسوده التفاهم ولو بالحد الأدنى بالنسبة الى الأوضاع الداخلية ".

      

إيران تعيش انتفاضة ضد تصدير الثورة

موقع تيار المستقبل     

 كتب محرر الشؤون الدولية: ارتفع منسوب القلق في الدوائر الخارجية المرتبطة بالنظام الايراني بسببب سريان معلومة تفيد بأن طهران ستلجأ في شهر آب المقبل إلى تقليص حجم الانفاق على نفوذها في الخارج لأن الاقتصاد الايراني سيدخل بحلول هذا الشهر مرحلة عصر النفقات. وكان الانطباع السائد لدى هذه الدوائر ان ايران مقبلة على ازمة اقتصادية، وذلك لأن الموازنات التي وضعتها القيادة الايرانية للمشاريع الخمسية بنيت على اساس احتساب سعر برميل النفط فوق المئة دولار، ومع تراجع السعر الى ما دون السبعين دولارا فان النظام الايراني وجد نفسه امام خيارين اولهما ايقاف مشاريع التنمية، اما ثانيهما فيأخذ بالاعتبار عصر النفقات الخاصة بهذه المشاريع لمصلحة المشروع الاكبر الخاص بتصدير الثورة.

وتحمّل الشرائح الميسورة في الشعب الايراني مسؤولية تردي الاوضاع الاقتصادية للمرشد الاعلى للثورة علي خامنئي، والرئيس محمود احمدي نجاد. ويرى هؤلاء أن مبادرة نجاد لتوزيع المساعدات المالية على الفقراء هي التي ادت الى حالة الركود الاقتصادي وموجة الغلاء غير المسبوقة.

هذا الواقع جعل خامنئي امام قرار صعب، فكان مطلوباً منه المفاضلة بين الاستمرار في ترشيح نجاد بما يعني استمرار النهج الاقتصادي والسياسي، او ان يرشح شخصاً جديداً من الاصلاحيين المطالبين بادخال تعديلات والتوقف عن تمويل النفوذ الايراني في الخارج.

وادى اضطرار نجاد، بدعم من خامنئي، للسير في الخيار السياسي ـ الاقتصادي الى تعاظم حالة تضرر الشرائح الفتية والمنتجة. ولكن اخطر ما طرأ على هذا المشهد هو اتساع نطاق الاعتراض ليصل الى داخل بنية النظام. فمير حسين موسوي كان يعتبر قبل الانتخابات الايرانية جزءاً من النظام، وكانت مطالبه تنحصر بضرورة إحداث تغيير في المسار السياسي والاقتصادي من اجل منع حصول الكارثة الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. وكان يعتبر مع آخرين ان الانتخابات الرئاسية هي فرصة يستطيع النظام من خلالها القيام بعملية تغيير تساعده على تجديد نفسه وتوسيع قاعدته الاجتماعية.

وخلال الانتخابات بات لهؤلاء الاصلاحيين المحسوبين على النظام، اعتراضات على كيفية استخدام ولي الفقيه لسلطته في التأثير على نتائج الانتخابات. فتمويل القاعدة الانتخابية لنجاد تحت عنوان مساعدة الفقراء بات في زمن الانتخابات أشبه برشوة انتخابية. ومن هنا بدأ الاصلاحيون يطالبون بتحديث القرار الايراني بحيث لاريعطي للاعتبار العقائدي الخاص بحماية نظام الملالي وولي الفقيه اولوية عمياء على المصالح العليا للبلد والنظام.

وكانت هذه الاصوات، ومن بينها موسوي وكرّوبي ورفسنجاني وخاتمي، دقت ناقوس الخطر منذ بدايات هذا العام وحثت النظام على التهيؤ لمرحلة النصف الثاني من هذا العام بحيث يأخذ خيارات اقتصادية ومالية تجنب البلد خطر تحول الانكماش الاقتصادي الى انهيار.

ومع مرور الوقت ساد الشعور لدى الاصلاحيين بأن النظام المتمثل بولاية الفقيه فوّت فرصة لاصلاح المسار الاقتصادي، وبالتالي أصبح واجبا رسم مسار معارضة يطالب برزمة اجراءات، اولها الغاء نتائج الانتخابات وثانيها وضع سياسة اقتصادية جديدة.

وفي الفترة السابقة للانتخابات كان لموسوي تحرك من ضمن بنية النظام لتغيير المسار بهدف التجديد. اما بعد صدور نتائج الانتخابات فان الصورة بدأت تأخذ شكلاً مختلفاً، بحيث باتت اصوات المعارضة من داخل النظام تقف في منطقة واحدة مع مصالح طبقات اجتماعية فتية، وكلها تطالب بادخال تعديلات جوهرية على طبيعة نظام ولي الفقيه.

ويبدو واضحاً ان ايران تشهد منازلة سياسية مفتوحة بين الاصلاحيين وعلى رأسهم رفسنجاني وموسوي، في مقابل ولي الفقيه المصر على الاستمرار في سياسة تقديم الاعانات لفقراء الارياف من اجل استمرار ولائهم. التحول الكبير في الوقاع الايراني يتلخص في أن الاصلاحيين اقتربوا من مطالب الشريحة الايرانية الفتية التي اصبحت تشكل عنصر الحماية الشعبي الاساسي لحركتهم. وبكلام آخر، فان الاصلاحيين يحتمون داخل قلعة الشريحة الاكبر في ايران، التي تطالب باحداث تغيير جوهري داخل النظام.

وتشير معلومات المصادر المطلعة على دقائق الوضع الداخلي الايراني الى ان قيادة النظام الايراني لا تزال تتردد في الدفع بقوات الحرس لحسم الازمة بالقوة، وذلك لسببين: اولهما ان ولي الفقيه لا يزال يتحسس الارض الاجتماعية لحركة الاعتراض ويحاول الفصل بين القاعدة الاجتماعية لحركة موسوي التي تعتبر جزءاً من النظام وبين القاعدة الاجتماعية لحركة الفئات الفتية المدنية المنتمية الى المدن الايرانية الكبرى. ولكن خامنئي سيدرك مع مرور الوقت أن هذا الفصل صعب جدا، وعليه فهو سيدرك خيارات استخدام القوة.

أما السبب الثاني فيتمثل في ان قيادة الملالي لا تعلم مدى عمق تغلغل حركة الاعتراض التي يمثلها موسوي داخل الحرس الثوري. وهناك ميل الى الاعتقاد بأن خامنئي قد يفاجأ بمدى عمق الدعم للاصلاحيين داخل قواعد الحرس الثوري. وإذا ما تبين ان هذا الاعتقاد صحيح، فان هذا يعني نهاية النظام ودخوله في حرب دامية بين جناحيه.

 

حماقات لبنانية

موقع تيار المستقبل

 لم يؤكد اللبنانيون أمراً، كما فعلوا لجهة اعلان رفضهم توطين الفلسطينيين، لكن يبدو ان بعض القوى السياسية لا تجد ما تضمّن خطابها غير التهويل بالتوطين لاستثارة عصبيات مذهبية وطائفية بغيضة. الجميع يعرف ان العالم اجمع لا يمكنه ان يفرض على اللبنانيين أو على اي شعب في العالم امراً لا يريده. هناك اجماع لبناني على رفض التوطين يتكرر يومياً كاللازمة الموسيقية، وورد في وثيقة الوفاق الوطني، لكن اللافت ان البعض اتخذ من خطاب رئيس وزراء العدو الاسرائيلي ذريعة للعب على الغرائز في محاولة لاستعادة شعبية خسرها في الانتخابات النيابية. الثابت ان إسرائيل في سلفها وخلفها لا تريد حق العودة، لكن الظاهر الى الآن ان أي مسؤول صهيوني لم يقل بتوطين الفلسطينيين حيث يعيشون، وان فعل فإن إرادة الرفض اللبنانية قادرة على اسقاط هكذا مشروع خبيث. اكثر ما يستدعي الانتباه في الدعوات المتكررة لرفض التوطين ان الاعم الاغلب فيها ينطلق من خلفيات طائفية ـــ ديموغرافية مشروعة الى حد ما، لكن معظمها لا يقوم على خلفية الانتماء الموضوعي والجدي الى الصراع العربي ــ الاسرائيلي، ولا تحت وطأة الانحياز الحاسم لقضية الشعب الفلسطيني بما هي قضية انسانية ومأساة شعب لم يشهد العالم في تاريخه ما يشبهها أو يوازيها ألماً وتشريداً. وكل هذا يندرج في سياق حماقات لبنانية، لا تزال تتكرر من هواة السياسة وليس محترفيها، وهي تبعث على الملل والكآبة في آن.

 

فياض: لا علاقة للقاء جنبلاط – نصرالله بسحب الحماية

 التاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٠٩ المصدر: تلفزيون الـ anb 

أكد أمين سر "الحزب التقدمي الاشتراكي" شريف فياض أن "لا علاقة للقاء وليد جنبلاط والسيدحسن نصرالله بموضوع سحب الحماية، ونحن لم نوجه لـ"حزب الله" أي اتهام بأنه يستهدف منزل وليد جنبلاط"، معتبراً ان"أمن جنبلاط من أمن الناس". وذكربقول وليد جنبلاط "ان لا عدوّ لنا في الداخل، بل نتحاور ونختلف ونتفق". واعلن ان لقاء نصرالله ـ جنبلاط "كان ودياً وصريحاً وحصل عرض للعلاقة السابقة بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" بإيجابياتها وسلبياتها، وتم الاتفاق على فتح صفحة جيدة". واشار الى أن جنبلاط والرئيس نبيه بري على اتصال دائم في كل الظروف"، وقال إن "التواصل بينهما كان صمام أمان لتخفيف أي تشنج يأخذ بعداً تصعيدياً". ورأى أن "سلاح المقاومة لا يمكن أن يعالج من خلال القرار 1559، فقد أدى السلاح دوراً هاماً وكان عليه شبه اجماع لبناني، ووقف جنبلاط على المنابر الدولية ليقول ان هذا السلاح يعالج داخلياً وتدريجاً على طاولة الحوار وبالتعاون مع الجيش اللبناني". وشدد فياض على "أن مرحلة الانتخابات دلت على أن الناس تنافست في المواقف السياسية واختارت من تشاء ليمثلها في الندوة النيابية من دون حصول أي اشكالات".

 

حبيش زار صفير: توافقنا على ان تحكم الاكثرية

موقع تيار المستقبل

اعلن عضو كتلة"المستقبل" النائب هادي حبيش انه توافق والبطريرك الماروني"على ضرورة ان تأخذ الديموقراطية مجراها وان تحكم الأكثرية النيابية التي أفرزها الشعب اللبناني خلال هذه المرحلة". واكد بعد زيارته بكركي ان "لا قرار نهائيا في موضوع انتخاب الرئيس نبيه بري، أنا شخصيا مع التفاهم والرئيس بري على بعض الأمور التي كانت عالقة بيننا وبينه في المرحلة السابقة". وذكر بأن "معظم نواب 14 آذار سكنوا الفنادق نتيجة الإغتيالات، والرئيس بري لم يتصل بأحد خلال هذه الفترة للاطمئنان عنهم او عن صحتهم". اضاف حبيش: "اذا أرادت 8 آذار المشاركة في الحكم تحت ستار المشاركة فلا مانع من ذلك، ولكن لتكن من دون الثلث المعطل". واستقبل البطريرك نصر الله بطرس صفير، نائبي "القوات اللبنانية" ستريدا جعجع وإيلي كيروز، اللذين أثنيا على"المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني قبل الإنتخابات وبعدها، والتي لم يتعرض فيها لأي جهة محددة، بل حذر من محاولة تغيير الكيان اللبناني بهويته وتركيبته". وإعتبرا بعد زيارتهما الصرح البطريركي ان" بكركي هي المرجعية الوطنية الثابتة التي لا يتبدل خطابها ولا تتغير مبادؤها مع تغير الأنظمة والظروف". وقالا في بيان تلاه كيروز إن"البطريرك عندما يتكلم فوفق الرؤية التاريخية لبكركي الى لبنان كوطن سيد حر يحترم الحريات والتعددية والديموقراطية وحقوق الإنسان". واكد النائبان جعجع وكيروز ثقتهما "بصمود البطريرك وتجاوزه بعض الإساءات التي لا بد وان بعضها قد ارتد على أصحابها بعد اعلان النتائج. وبالأمس بالذات، أعلن البطريرك صفير ان الثلث المعطل نوع من البدعة، ونحن كلنا من هذا الرأي".

 

ستنتصر إيران مثلما انتصر لبنان!

صحيفة المستقبل/بقلم:خيرالله خيرالله

عندما ينظر اللبناني العادي، أي ذلك الذي يمتلك حداً أدنى من الوعي السياسي، عن كثب إلى الاحداث التي تشهدها إيران هذه الأيام، يدرك هذا اللبناني أهمية ما حصل في الوطن الصغير في السابع من حزيران- يونيو الجاري. إنه يدرك على وجه الخصوص أن لبنان استطاع في يوم الانتخابات تجاوز السقوط في الفخ الذي نصب له. كان مفترضا أن يمهد الإنقلاب الذي تفاداه لبنان للانقلاب الذي تشهده إيران حاليا، والذي يمكن للشعب الإيراني أن يفشّله في حال تابع مقاومته لمحاولة فرض وصاية الأجهزة الأمنية عليه إلى ما لا نهاية عن طريق إعادة إنتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية. من يقرأ الخطاب السياسي لأحمدي نجاد ويتمعّن فيه لا يستطيع إلا أن يتساءل هل هذه إيران بحضارتها القديمة، إيران التي قدمت الكثير للأنسانية. كيف يمكن لإيران أن تتحول أسيرة سياسات متزمتة لا علاقة لها سوى بنشر التطرف في المنطقة، في حين أن هناك خيارا مختلفا يتمثل في قدرتها على لعب دور إيجابي على كل صعيد في ضوء الثروة البشرية التي تمتلكها من جهة، وما لديها من ثروات أخرى من نفط وغير نفط من جهة أخرى.

كان الأمل كبيرا، بعد سقوط الشاه في العام 1979 في أن تتغير إيران، فتصبح دولة مهمة من دول المنطقة تتمتع بنظام ديموقراطي متطور بدل الإنطلاق في سباق مستمر مع التطرف تحت شعار "تصدير الثورة". كان متوقعا أن تقدم إيران نموذجا لدولة عصرية قادرة على ممارسة إشعاعها بعيدا عن استخدام الدين في خدمة أهداف سياسية توسعية، أثارت أول ما أثارت، نظاما هجينا في العراق ليس معروفا هل هو حزبي أم عائلي؟ هل هو علماني أم مذهبي؟ اصطدمت إيران ـ الثورة بالعراق، فكانت الحرب الطويلة التي عادت بالكوارث على الشعبين والبلدين. كذلك اصطدمت بدول أخرى في المنطقة... إلى أن دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة في العام 2003 مع الإحتلال الأميركي للعراق وسقوط صدام حسين بكل ما كان يمثله من تخلف. لا تشبه المرحلة الجديدة التي دخلها الشرق الأوسط بعد انهيار النظام العراقي ومعه دولة العراق بصيغتها المركزية سوى مرحلة ما بعد انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. إن الشرق الأوسط الذي تأسس على أنقاض الدولة العثمانية لم يعد قائما. كان العراق إحدى ركائز الشرق الأوسط القديم الذي رسمت خريطته في العشرينات من القرن الماضي. حسبت إيران أنها شريك في إعادة رسم خريطة المنطقة. حسبت أنها قوة أقليمية مهمة قادرة على ملء الفراغ الذي أوجده الغياب العراقي في الشرق الأوسط العربي. حسبت أن لديها نموذجا ما تقدمه من منطلق أنها الرابح الوحيد من الحرب الأميركية على العراق.

جاءت الاحداث الأخيرة في إيران لتعكس الصورة الحقيقية عن الوضع في هذا البلد العريق. جاءت الاحداث لتؤكد أن الأزمة التي يعاني منها النظام العراقي أزمة عميقة لا تحلها المساعي المستمرة للإستحواذ على أوراق إقليمية. أثبتت الاحداث أن المشكلة التي يعاني منها النظام تتجاوز النزاعات القائمة بين هذا الجناح أو ذاك. كان الرئيس باراك أوباما على حق عندما قال إنه لا يرى فارقا بين أحمدي نجاد ومير حسين موسوي الذي نزل أنصاره إلى الشارع في مواجهة الأجهزة الأمنية للنظام. الذين نزلوا إلى الشارع بألبستهم الزاهية التي توحي بالحيوية والتطلع إلى كل ما هو حضاري، إنما يعترضون على الفشل الذي حققه النظام الإيراني على كل المستويات. فشلَ إقتصاديا وفشل قبل كل شيء في إيجاد بديل من الاعتماد على عائدات النفط. وعد أركان النظام في البداية، أي في العام 1979، بالاستغناء عن عائدات النفط وبتطوير الإقتصاد وتنويعه كي لا تكون إيران تحت رحمة العائدات النفطية. فإذا بها اليوم تحت رحمة أسعار النفط أكثر من أي وقت. فشل النظام الجديد في أن يكون مختلفا عن الشاه الذي احتل الجزر الاماراتية الثلاث منذ العام 1971. فشل في كل خطوة أقدم عليها، أكان ذلك في اتجاه البحرين أو في اتجاه لبنان أو في اتجاه مصر أو في اتجاه اليمن...فشل في كل الاتجاهات وعلى كل صعيد، ألّلهم إلا أذا كان الانتصار على أهل بيروت والجبل من سنة وشيعة ودروز ومسيحيين، يسمى انتصارا أو يوما "مجيدا".

ولكن كان الفشل الحقيقي في عدم القدرة على الحد من طموحات الشعب الإيراني الذي يسعى إلى أن يكون جزءا من العالم الحضاري وليس ضحية نظام يعالج أزماته الداخلية عن طريق تجميع الأوراق في المنطقة، بما في ذلك المزايدة على الفلسطينيين... وتشجيع انتشار الميليشيات المذهبية في العراق ولبنان واليمن!

إنتفض الإيرانيون. تماما مثلما انتفض اللبنانيون الذين كان يمكن أن يصبحوا أسرى ما هو أسوأ من النظام الإيراني لو انتصر "حزب الله" وأدواته المسيحية من مستوى ذلك الجنرال الهائج يوم السابع من حزيران- يونيو 2009. كلما تمعّن المرء في المشهد الإيراني، كلما أدرك أنه لن يصح إلاّ الصحيح مهما طال الزمن. الشعارات لا تطعم الناس خبزاً. الأهم من ذلك، أن ما تشهده إيران اليوم مجرد بداية. لكن الإيرانيين سينتصرون في نهاية المطاف. ستنتصر الثورة التي سعت إلى تأسيس دولة ديموقراطية حضارية منفتحة على العالم فيها تعددية حزبية. ستنتصر إيران تماما مثلما انتصر لبنان!

 

 إيران.. ماذا لو أكل «الأخضر» اليابس؟

طارق الحميد (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي كنا ننتظر فيه من حماس، أو حزب الله، أو البعض في العراق، أو حتى دمشق، أن يغلبوا مصالح دولهم وقضاياهم، بدلا من تغليب مصلحة إيران، جاءت مؤشرات التغيير من إيران نفسها. لم يجرؤ قسم من اللبنانيين على القول علنا لا للتبعية لإيران، بل إن الجنرال عون الذي كان يحلف أتباعه بأن يسألوا من يقول لهم «احذروا ولاية الفقيه» عن معنى ذلك، لم يجرؤ حتى على أن يرد على نصر الله بعد ما قاله بحق البطريرك صفير. وحماس التي تتجنب التصالح مع الفلسطينيين رغم كل الجهد المصري المبذول، تتحدث الآن عن ورقة قدمها الرئيس الأميركي الأسبق كارتر عن فتح مفاوضات مع واشنطن، لم تراع كل من نصحها بالحذر من أهداف نظام طهران. فخالد مشعل يقول إن العلاقة مع طهران جلبت لهم المتاعب، ولم يكونوا ليفعلوا ذلك لو لقوا دعماً، وهذا كلام غير صحيح، فماذا عن اتفاق مكة الذي نقضته حماس، وهذا مثال بسيط، وبالمقابل ما الذي تحقق من دعم ملالي طهران؟

أما سورية فقد جاهد العرب والأوروبيون، ومؤخرا الأميركيون، من أجل أن تبتعد عن التحالف مع نظام طهران، وبذل جهد جبار من أجل ذلك، نتج عنه شرخ في العلاقات السورية ـ العربية بلغ مراحل محزنة ومزعجة.

والأمر نفسه في العراق، حيث ظل كثير من الساسة هناك يستمدون قوتهم من إيران، في لعبة مصالح كان ضحيتها العراق نفسه، بدلا من الشروع في تعميق المصالحة الداخلية، وإلغاء الطائفية المقيتة. وللإنصاف فالأمر ليس مقصوراً على من سبق ذكرهم، بل رأينا أيضاً بعضاً من دول المنطقة، وهي تداهن، بل وتنافق، النظام الإيراني، بشكل مفضوح، مثلها مثل جماعات أخرى على غرار الإخوان المسلمين في مصر، الذين تملقوا لطهران مطولا. لكن ما الذي حدث؟ المفاجأة أن التغيير، أو قل مؤشراته، جاءت من حيث لا نحتسب، حيث جاءت من داخل إيران نفسها. فالإيرانيون خرجوا إلى الشوارع بحملة خضراء هزت النظام الإيراني بشكل غير مسبوق، رافضة الواقع الذي وصلت إليه بلادهم.

شريحة عريضة من الإيرانيين خرجت تؤكد على ما قلناه مراراً عن خطورة المشروع الإيراني، وأن ما تفعله طهران مضر بمنطقتنا، وبحق إيران نفسها، حيث زادت عزلتها السياسية، وزاد تردي أوضاعها الاقتصادية. ولا أنسى بعض التعليقات يوم كتبت معلقاً على اتهام حسن روحاني لأحمدي نجاد بأنه «ضيع فرصاً ذهبية» للتنمية من عوائد البترول، حيث تساءل روحاني يومها قائلا «لماذا جيوب الناس خاوية.. وكرامتهم ضائعة؟». يومها تهكم البعض قائلا أليس لديك هَم إلا إيران، وحلفاءها!

اليوم جاء الرد من إيران، ومن جزء كبير من الشعب الإيراني الذي يرى أن مصلحة بلاده واستقرارها وازدهارها أهم من السيطرة على المنطقة، ليثبتوا صحة كل ما قيل في الخمس سنوات الأخيرة. واليوم نقول عل الأخضر يأكل اليابس في إيران، لكن ماذا سيفعل المراهنون على نظام الملالي، خصوصا أن ما حدث في طهران ستكون له تبعات كبيرة؟

 

قيادات معارضة تعترف بتراجع شعبية عون... وتتجنب الإحراج     

محمد شقير/الحياة

فوجئ أحد القياديين الرئيسيين في الأقلية النيابية بتراجع التأييد المسيحي لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في الانتخابات النيابية الأخيرة الى نحو 47 في المئة من الناخبين بعدما وصل في الانتخابات السابقة عام 2005 الى 76 في المئة. ورأى القيادي أن لا بد من الوقوف على أسباب انخفاض شعبيته الذي جاء في معظمه لمصلحة الأطراف المسيحيين في قوى 14 آذار. ونقل عن هذا القيادي قوله ان التدقيق في نتائج الانتخابات من زاوية الأرقام التي حصلت عليها اللوائح المدعومة من عون والأخرى المؤيدة من قوى 14 آذار سيبين بوضوح أن «التيار الوطني الحر» لم ينجح في كسب تأييد المجموعات الحيادية في الشارع المسيحي التي لم تتردد في الانحياز الى جانب الأطراف المسيحيين في الطرف الآخر خلافاً لنجاحه في الانتخابات السابقة الذي أتاح له الوصول الى البرلمان على رأس أكبر كتلة مسيحية.

وأكد القيادي - بحسب زواره - أن الانخفاض في التأييد المسيحي لم يقتصر على لوائح «التيار الوطني الحر» إنما شمل أيضاً حلفاءه من المسيحيين وخصوصاً رئيس الكتلة الشعبية في زحلة الوزير الياس سكاف الذي لم يتمكن في داخل مسقطه من الحصول على تأييد أكثرية المسيحيين الذين اقترعوا لمصلحة لائحة 14 آذار وهذا ما انسحب أيضاً على المسيحيين في دوائر الشوف وعاليه وكسروان والمتن الشمالي وجبيل.

وقال إن انخفاض التأييد المسيحي لعون لم يشمل دائرة دون الأخرى، إنما جاء متوازناً على صعيد كل الدوائر الانتخابية، بما فيها الشوف التي صوت موارنتها بـ 1200 زيادة لمصلحة لائحة رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط وهذا ما لم يحصل على امتداد الدورات الانتخابية في السابق.

ومع أن القيادي نفسه رفض الدخول في تفاصيل الانخفاض في نسبة التأييد المسيحي لعون، فإن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حذا حذوه في خطابه الأخير الذي ركز فيه على الاقتراع الشيعي الداعم للوائح المعارضة في بيروت الثالثة (المزرعة - زقاق البلاط - المصيطبة) وفي البقاعين الأوسط (زحلة) والغربي الذي ضرب الرقم القياسي في نسبة الاقتراع بينما تجنب الاشارة الى نسبة الاقتراع الشيعي في جبل لبنان والتي جاءت مماثلة للدوائر التي تحدث عنها.

لكن تجنب نصرالله تسليط الأضواء على العامل الشيعي في الانتخابات في دوائر جبل لبنان لا يحجب الأنظار عن دوره الراجح في اكتساح عون لدوائر بعبدا وكسروان وجبيل والمتن الشمالي باستثناء فوز نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر وحليفه الكتائبي سامي أمين الجميل على رغم الجهود التي بذلت لاقصاء المر عن النيابة، باعتبار أن شطبه سيقود حتماً الى قطع الطريق أمام عودة نجله وزير الدفاع الوطني الياس المر الى الحكومة العتيدة.

لذلك فإن نصــرالله آثر الدخول في نصف كشف حساب مع حلفـــائه تــاركاً للمراقبين لسير العملية الانتخابية التدقيق في النــصف الآخر منه مع أنهم لا يحتاجون الى بذل جهد لاظهار الرقم الانتخابي الشيعي على حقيقته والذي جاء لمصلحة عون.

وهناك من يعتقد بأن نصرالله أغفل عن قصد التطرق الى دور العامل الشيعي في ترجيح كفة عون في هذه الدوائر الانتخابية وكأنه ترك للقيادة السورية أن تستخلص النتائج من خلال قراءتها الدقيقة للأرقام على خلفية أن «حزب الله» ليس مسؤولاً عن تراجع شعبية عون بين المسيحيين وأنه وحليفته حركة «أمل» جندا كل امكاناتهما الانتخابية والسياسية لتوفير الدعم المطلوب للوائح «التيار الوطني» وأن رئيس المجلس النيابي نبيه الذي انتهت ولايته والعائد مجدداً الى الرئاسة الثانية آثر عدم الثأر من عون على رفضه الائتلاف في جزين وأوعز الى محازبيه بالاقتراع على بياض للوائحه وعدم الوقوف أمام الإشكال الانتخابي الذي لم يؤثر سلباً في الحماسة الشيعية للعماد عون.

إلا أن تجنب حلفاء عون في الطائفة الشيعية، في تناولهم الأسباب التي كانت وراء تراجع شعبية الأخير، لم يمنع القيادة السورية من الالتفات الى الأسباب ودراستها خصوصاً أن نتائج الانتخابات جاءت خلافاً لما كانت تبلغته من حلفائها في لبنان أو بعضهم على الأقل بأنهم سيحصدون غالبية المقاعد في البرلمان الجديد.

وفي هذا السياق يؤكد قيادي في قوى 14 آذار في مجالسه الخاصة أن دمشق لم تتدخل في الانتخابات وأنها وفت بوعدها بترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها الطبيعي، لكن ليس صحيحاً القول إنها تواطأت بطريقة أو بأخرى مع الأكثرية الحالية لتعود مجدداً بغالبية نيابية الى ساحة النجمة.

ويضيف أن دمشق كانت واثقة بفوز المعارضة في الانتخابات انطلاقاً من التعهدات التي سمعتها من بعض حلفائها مدعومة بنتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها بعض المؤسسات المعروفة بميولها السياسية والتي جاءت لتدعم بالأرقام ما كانت تتوقعه المعارضة.

ويتابع القيادي نفسه ان دمشق كانت تفضّل لو أن حلفاءها حصدوا الغالبية النيابية لما له من دفع ايجابي من وجهة نظرها في تطبيع علاقاتها بالدول الأوروبية وفي متابعة حوارها مع الولايات المتحدة الأميركية من موقع قوي مدعومة بتأييد الأكثرية النيابية لها.

ولفت الى أن بعض الدول الأوروبية أصيبت للوهلة الأولى بصدمة عندما أيقنت ان قوى 14 آذار عادت الى البرلمان ومعها غالبية النواب واضطرت الى التخفيف من اندفاعها لتتسنى لها مراجعة حساباتها في ضوء ما حملته الانتخابات من نتائج مفاجئة لها بعدما كانت استعدت لتطبيع علاقاتها بالمعارضة من موقع سيطرة الأخيرة على السلطة الاجرائية في لبنان.

واعتبر القيادي اياه، أن «حزب الله» «حلب صافياً» مع عون من دون أي شروط مستجيباً لكل طلباته وفاء لمواقفه الى جانبه من العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) 2006. وقال إن نصرالله تجنب الحديث عن العامل الشيعي في انتخابات جبل لبنان لأنه لا يريد أن يمننه لئلا يعطي قوى 14 آذار ذريعة للهجوم عليه.

وأكد أن الامر الواقع الانتخابي يفرض نفسه على من يتفرغ لتقويم نتائج الانتخابات وبالتالي لا يستطيع أي مراقب القفز فوقها ظناً منه أنه يستطيع تجاهل الأسباب التي ضغطت باتجاه انخفاض التأييد المسيحي لعون، لا سيما ان مقربين من الأخير يتوقفون في مجالسهم الخاصة أمام هذا التراجع ويحاولون استخلاص الأسباب على قاعدة الالتفات الى تأثير الخطاب السياسي في تقليص التأييد المسيحي على رغم أن عون لا يزال الأقوى.

ويعترف مقربون من عون بأن هناك ضرورة لاعادة النظر في الخطاب السياسي من دون أن يعني أن «التيار الوطني» يتجه لإحداث انقلاب سياسي في مواقفه الثابتة من تحالفه مع «حزب الله» والقوى الأساسية في المعارضة وتمسكه بورقة التفاهم المعلنة بين عون ونصرالله.

كما أن أقرب المقربين الى الوزير سكاف يعترف في مجالسه الخاصة بأنه دفع ثمن التطرف في مواقفه التي جاءت نقيضاً للاعتدال الزحلي الذي يرفض أن يكون جزءاً من «الحرب الكونية» التي تشن من لبنان ضد الغرب أو طرفاً في لعبة المحاور الاقليمية والدولية، مؤكداً انه لم يفاجأ بنتيجة الانتخابات في البقاع الأوسط وأنه كان يتمنى لو أن سكاف أبدى مرونة في مواقفه بدلاً من أن يذهب بعيداً مقفلاً بذلك الباب أمام التوافق الذي عرض عليه ورفضه ظناً منه أنه سيربح المعركة خلافاً لما كانت تحمله استطلاعات الرأي من تقديرات مخالفة مع أن الذين أشرفوا عليها هم من المنتمين الى «أهل البيت».

 

نواب سابقون من "صقور" 14 آذار يستعيدون "4 سنوات حافلة بالتحديات"

تجربتهم النيابية .. "كفاحية" مغمسة بالدماء من "أجل لبنان"

المستقبل - الاثنين 22 حزيران 2009 - أيمن شروف

وعبد السلام موسى

انتهى عمر مجلس نواب 2005، رغم أنه "انتهى" فعلياً منذ "سابقة" إقفاله، وبدأت ولاية المجلس الجديد، على أمل أن تعود الحياة البرلمانية الى الانتظام، ولا يكرر التاريخ نفسه، في ضوء انتخابات كرست واقعاً لا مفر منه، حين أعطت قوى 14 آذار "أكثرية موصوفة"، وأبقت قوى 8 آذار "أقلية".

يغيب عن المجلس الجديد بعض من "صقور" 14 آذار، ولكن قدرهم ألا يغيبوا عن "مواجهة" في الطريق الى استكمال الاستقلال الثاني، والحفاظ على المنجزات التي حققتها ثورة الارز. لن يتغير سمير فرنجية ولا الياس عطا الله، والأمر نفسه ينسحب على مصطفى علوش ومصباح الأحدب وانطوان اندراوس، فهم من "صقور" 14 آذار في المجلس وخارجه، لأنهم من الحريصين على تزخيم الانتفاضة، ولكن المجلس النيابي الجديد سيفتقد من وضع بصمة تبقى للتاريخ في السنوات الأربع الماضية.

بعضهم بنى رحلته النيابية انطلاقاً من تجربته السابقة، والبعض الآخر استطاع أن يفرض نفسه في المعادلة البرلمانية التي أتت بعد انتخابات العام 2005، ويشهد لهؤلاء جميعهم أنهم استطاعوا أن يترجموا معادلة جديدة في ساحة النجمة، ومن خارج ساحة النجمة، فلم يمنعهم إقفال المجلس ولم تردهم الاغتيالات ولا التهديدات عن قول "كلمة حق"، والاستشراس في الدفاع عن مكتسبات 14 آذار التي قادتهم إلى النيابة، فحملوا قضية وطن معهم أينما حلّوا، ونجحوا.

في حزيران العام 2005، حط "ثوار الأرز" رحالهم في مجلس النواب، قبل ذلك التاريخ محطات عدة جمعتهم، وبعد هذا التاريخ لحظات أكدت أحقيتهم بتمثيل أكثرية الشعب اللبناني.

في 14 شباط 2005، كانت الخطوة الأهم وليست الأولى في رحلة نواب الاستقلال الثاني، ولكن انفجار "السان جورج" شكل المحطة التي فيها التقت أصوات الاستقلاليين واجتمعت، لتطلق العنان لثورة أثمرت استقلالاً في 25 نيسان من العام نفسه بعدما أجبرت القوات السورية على الخروج من لبنان.

نالوا ثقة الشعب اللبناني، ودخلوا إلى ساحة النجمة، تحدوا آلة القتل وصمدوا، ولم يمنعهم لا تهديد ولا وعيد من متابعة النضال. خسروا زملاء لهم في المسيرة، من جبران تويني وسمير قصير وصولاً إلى بيار الجميل ووليد عيدو وغيرهم، فكانوا كلما زاد القاتل إجراماً، زادوا من عزيمتهم وإصرارهم على متابعة النضال.

كانوا في عداد "أكثرية مع وقف التنفيذ" حرصاً على استقرار البلاد، مقابل "أقلية تنفيذية تعطيلية"، تعرقل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تشل الحكومة، تحتل ساحات الوطن، تخون وتتهم وتهول، تهدد وتنفذ، فإما الرضوخ لشروطها، وإلا فمصير البلد، ومصير كل اللبنانيين، على "كف عفريت"، كما حصل في 7 أيار 2008، الذي فرض أمرا واقعاً، جعل من الضرورة بمكان التسليم به، وليس الاستسلام له، فكانت "تسوية الدوحة" جسراً موقتاً لـ"تسيير" شؤون البلاد والعباد.

وفيما تتجه الساحة الداخلية نحو فتح "صفحة جديدة" في الكتاب اللبناني، كان لا بد من جولة أفق مع بعض "صقور" 14 آذار الذي استطعنا الاتصال بهم، لتقييم تجربتهم النيابية في السنوات الماضية.

عطا الله .. وعبء الحرية وتقرير المصير

بالنسبة الى أمين سر حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطا الله، "فإن التجربة غنية، لكونها بدأت قبل 4 سنوات بشكل مختلف، اذ كانت أول انتخابات من دون الوصاية السورية، في معركة اكتسبت دلالة على أن يستعيد الشعب اللبناني حقه في أن يحكم نفسه، عبر استعادة قدرته على اختيار ممثليه".

يتوقف قليلاً عن الكلام قبل أن يقول "كانت تجربة مغمسة بدماء الشهداء، فكما بدأت مسيرة الاستقلال الثاني وانتفاضة ثورة الارز بدماء أعلام من لبنان، كالرئيس الشهيد رفيق الحريري، استمرت باستشهاد سمير قصير بعد انتخابات بيروت في 7 حزيران 2005، ثم جورج حاوي، وسائر شهداء ثورة الارز الابرار".

وكانت أيضاً "تجربة نيابية حافلة بالتحديات، ففي كل يوم كنا نواجه تحدياً"، والكلام دائماً لعطا الله، "كان التحدي الاكبر هل نستطيع أن نتحمل عبء الحرية وتقرير المصير، أو لا نستطيع، لأن الطرف الذي كان وصياً يراهن على سقوطنا، ويملك أوراقاً داخلية للاسف؟..".

ويضيف: "كانت تجربة كفاحية من طراز رفيع، كنا نخوض معركة الاستقلال الثاني، ولم يخالجنا الشعور بأننا نمارس دور النائب بالمعنى التقليدي للكلمة، كنا نؤسس لمرحلة، ولم تكن علاقتنا بالمواطن الذي اختارنا بقدر ما كانت مع القناص ورجل الاغتيالات والارهاب، الذي كان يريد أن يكسر إرادة الاستقلال عند الذين انتفضوا ضد منطق التمديد والتعسف وازدياد منسوب الوصاية".

لم يكن عطا الله يعيش حياته كنائب، ولم يعرف من النيابة سوى المخاطر ومحدودية الحركة والحذر، وأكثر الكلمات التي كان تتردد على مسامعه "الله يحميكن" و"انتبهوا لحالكن".

لا يتمنى أن تكون المرحلة الحالية استمراراً للمرحلة السابقة، التي يأمل أن تكون "حصدت القسم الاكبر من الصعوبات، وساهمت في جعل اللبنانيين يبصرون حقيقة المعركة التي كانت تخاض، في ضوء المعركة الاعلامية التضليلية التي مارسها الطرف الآخر، وإمكانياته الكبيرة والكثيرة، والتي كادت تلامس الحرب الاهلية في 7 أيار 2008، وقبل ذلك لامست الحرب الشاملة في تموز العام 2006 ".

وإذ يأمل أن "يمارس النواب الجدد دورهم بشكل مؤسساتي وفاعل"، يتوقع عطا الله بعيداً عن الامنيات والآمال "استمرار قسم من المشكلات، نتيجة الواقع المعاش، والذي لا يمكننا القفز فوقه".

ختاماً، يبقى عطا الله كما كان دائماً حريصاُ على روحية 14 آذار، ويطالب قياداتها بأن ترتقي في العلاقة في ما بينها، ومع جمهورها، الذي لم تكن على مستوى نضجه واستعداده لكل المهمات "فـ14 آذار يجب أن تدرك أن مهمتها لم تنته بعد، وأن مسؤوليتها ازدادت".

عطا الله سواء كان نائباً أو لم يكن، معني بالمواجهة من أجل استكمال مسيرة الاستقلال والحرية والسيادة.

علوش .. والصمود في وجه الثورة المضادة

برأي النائب السابق مصطفى علوش "قد تكون السنوات الأربع التي مرت في فترة النيابة أطول بأضعاف من أي مدة زمنية مماثلة إذا ما قيست بحجم الأحداث التي كانت مسرحاً لها، ولكنها من الوجهة التشريعية ذهب معظمها سدى بسبب التعطيل الذي طال مجلس النواب على خلفية إلغاء قرار الأكثرية. ولكن من الناحية الوطنية، فقد شكل هذا المجلس في شقه المؤلف من نواب 14 آذار القوة الضاربة لحماية السيادة اللبنانية والسد المنيع في وجه عودة الواقع الذي كان سائداً خلال سني الوصاية".

ويشير الى أن "نواب 14 آذار خاضوا معركة حقيقية تحت تهديد حتمي بالإغتيال المباشر الذي طال عدداً منهم، ومع ذلك لم يتراجع أو يجبن أي واحد منهم وفضلوا الإستمرار وهم مهددون بالموت على الخضوع والاذعان وبالتالي إحباط آمال مئات الآلاف من اللبنانيين الذين حققوا انتفاضة الإستقلال في 14 آذار".

ويرى علوش أنه "على الرغم من كل التهديد والشعور بالعجز أحياناً، فقد تمكن نواب 14 آذار من الصمود في وجه الثورة المضادة، وفي الوقت نفسه نجحوا في الدفع نحو إنشاء المحكمة الدولية وبالتالي تحقيق سابقة في المجتمع الدولي، بحيث يتدخل بشكل حاسم لمحاسبة مرتكبي عمليات الإغتيال السياسي ومعاقبتهم بعدما مضت عقود وهم خارج إطار حتى المساءلة، بل على العكس فقد كانوا يجنون الفوائد السياسية من تغييب خصومهم من دون حتى أدنى شعور بالذنب".

ويضيف: "لقد أدرك اللبنانيون أهمية المهمة التي حملها نواب 14 آذار على مدى السنوات الأربع الماضية وكانت المحصلة في تجديدهم الثقة من خلال نتائج الإنتخابات الأخيرة، التي أكدوا فيها أن هذا الشعب قدر تضحيات ممثليه وصمودهم، وأنه على عكس كل التوقعات لا يخضع للترهيب ولا يمكن أن ييأس مهما طالت فترة الصمود أو بدت الآمال مستحيلة".

أما عن الأكثرية العائدة ودورها، فيقول: "إن المجلس المنتخب بأكثريته المتجددة قد يكون مطلوباً منه الصمود بالطريقة نفسها التي صمدت فيها الأكثرية في المجلس المنتهية ولايته، ولكن المهم هو استمرار التواصل مع المواطنين لأن فهمهم لطبيعة المرحلة هو الضمانة الوحيدة لاستمرار دعمهم لمسيرة الإستقلال، لأن جمهور 14 هو جمهور لا يقاد بالغرائز ولا يمشي بسياسة الفتاوى ولكنه يحتاج الى خطاب العقل والإقناع وهذه المهمة تقع اليوم على عاتق ممثليهم الجدد".

اندراوس.. وخيبات لا يريد تكرارها

قبل أن يستذكر النائب السابق انطوان اندراوس المرحلة السابقة، يشير الى أنه "قبل الانتخابات كان يشعر بخيبة أمل على الصعيد السياسي، ما لبثت أن تحولت تفاؤلاً مع فوز 14 آذار في الانتخابات، ولكن سرعان ما اكتشفت أن كل المناخ الايجابي الذي أشيع، من حيث قبول فريق 8 آذار بالنتائج لم يكن سوى حفلة كذب طويلة عريضة يديرها هذا الفريق عبر توزيع الادوار بين اركانه، من "حزب الله" الى النائب ميشال عون، وصولاً الى النائب سليمان فرنجية".

واليوم، وعلى أبواب الاستحقاقات القريبة، من انتخاب رئاسة المجلس الى تشكيل الحكومة، ينظر اندراوس الذي كان عضواً في "اللقاء الديموقراطي" بـ"اشمئزاز"، بحيث لا يرى تحسناً، كما يلمس من خطاب المعارضة عودة غير محمودة الى "الثلث المعطل".

تستعيد ذاكرته شريط أربع سنوات صعبة من تاريخ لبنان الحديث، كان خلالها من "صقور" 14 آذار. يصف تلك السنوات بـ"الصفحة السوداء"، ويسأل "ماذا فعل اميل لحود بلبنان؟ ثم بعد رحيله جاء من يكمل رسالة الحقد، وهو ميشال عونّ!".

كان اندراوس خلال إقامته في فندق "الفينيسيا" يشعر بأنه في "زنزانة"، وبأن الوطن كله في "زنزانة أكبر". يقول: "كنا مقطوعين عن المواطنين، ومهددين بالتصفية الجسدية والاغتيال الذي راح ضحيته رفاق درب لن ننساهم، دفاعاً عن لبنان سيد وحر ومستقل".

يعترف بأنه لم يكن راضياً عن مسار "اكثرية كان من ضمنها، ولكن مع وقف التنفيذ"، ويؤكد أنه "كان يريد انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائداً واحداً، وفتح مجلس النواب برئاسة نائب الرئيس فريد مكاري، فأنا لم أصوّت للرئيس نبيه بري في ولايته الماضية، ولست مع إعادة انتخابه اليوم، لأننا طوال اربع سنوات لم نر منه شيئاً سوى مواقف مع وقف التنفيذ، فهو كان سجين النظام السوري وحزب الله".

ويسأل منتقداً من كان يعارض ممارسة الاكثرية النيابية لحقها الدستوري، خوفاً من ردة فعل الفريق الآخر "لو كنا صوّتنا بالنصف زائداً واحداً لانتخاب رئيس الجمهورية، ماذا كان سيحصل أكثر مما حصل في 7 أيار؟ لم نمارس أكثريتنا في أي من الاستحقاقات، وكانت النتيجة 7 ايار!".

ويأمل اندراوس "ألا تكرر الاكثرية الجديدة أخطاء الماضي، وألا تلدغ من جحر مرتين، إن بالنسبة الى إعادة انتخاب بري رئيساً للمجلس، أو الموافقة على تشكيل حكومة بثلث معطل". كما يتمنى أن "يفرج المجلس الجديد عن مشاريع القوانين التي رفض إقرارها الرئيس بري بحجة انها آتية من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي كان يعتبرها غير ميثاقية وغير شرعية وغير دستورية، وتحديداً قوانين باريس ـ 3 ، حتى نتمكن من النهوض بالبلد".

 

قاسم: حلفاؤنا في زحلة والبقاع الغربي ضربوا بنسب المشاركة ولا حاجة اليوم للقاء الجميل وجعجع كونهما في موقع التوتر

الاثنين 22 حزيران 2009

إعتبر نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أنّ "فوز الموالاة في الانتخابات هو بلا بهجة وخسارة المعارضة هو بلا نكسة لأنّ التوازن ما زال موجوداً في الداخل"، وشدد على أنّ "المعارضة في الواقع لم تخسر فقد كان عندنا 56 نائباً وأصبح لدينا 57 نائباً"، مشيراً إلى أنّ "أميركا وبعض الدول العربية وبعض الدول الاوروبية ومخابراتها سألت المغتربين اللبنانيين لديها عن سبب وجهتهم إلى لبنان". ولفت إلى أنّ "حزب الله" استطاع أن يحصل على أعلى نسبة تصويت بينما بعض حلفائنا في المعارضة في زحلة والبقاع الغربي ضربوا بنسبة المشاركة"، وإلى أنّ "الكل يعتبر اليوم أنّ التفاهم مع المعارضة ضروري للمستقبل".

قاسم، وفي حديث إلى قناة "الجديد"، قال: "نحن ملتزمون بنتائج الانتخابات النيابية بحسب القانون المعتمد ولكننا نقول بأننا الاكثرية الشعبية لأنّ الموالاة بذلك تستطيع أن تمارس سلطة إضافية في الحكم وليس الاستفراد به وأنه في لبنان ليس هناك أكثرية تحكم وأقلية تعارض كما في باقي الدول"، وأضاف: "نحن نقول للفريق الآخر أنكم أغلبية وقانونياً ربحتم ولكنكم لا تستطيعوا أن تقوموا بما تريدون بسبب التركيبة الطائفية في لبنان". وذكّر بقوله انّه "سواء فزنا نحن أو الموالاة فهذا لن يغيّر في التوازنات الداخلية".

ونفى قاسم أيّ علم له "بأنّ سوريا منعت أحداً من التوجّه إلى لبنان للانتخاب سواء للمعارضة أو للموالاة"، وأشار إلى أنّ "السوري سهّل للناخبين التوجّه إلى لبنان كأي دولة أخرى"، وأضاف: "سوريا لم تتدخّل لأنها لا تريد أن تكون جزء من الادارة الانتخابية في لبنان وهي ليس لديها رغبة بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية"، منبهاً إلى أنّه "إذا أرادت سوريا أن لا تتدخل فهذا ليس معناه أنها تريد أن تُرضي المجتمع الدولي".

وعن مسألة انتقاد البطريرك صفير، أكد قاسم أنّ صفير "في موقعه يمثّل شريحة كبيرة من المسيحيين اللبنانيين"، وأنّ "تصريحه كان تصريحاً ملفتاً جداً بالنسبة لنا حصل قبل الانتخابات مباشرة واعتبرناه يمس المعارضة". واعتبر أنّ "الرئيس الايراني كان يوصّف واقع المنطقة أما البطرك فكان يقول أنّ هناك خطرًا على الكيان وأنّ هويّة عربية ستسقط ونحن لا نوافق على قوله وانتقدناه وإذا كان ما قيل غير صحيح فلتوضح البطريركية ذلك". أضاف: "السيّد نصرالله لم يتناول شخص البطريرك إنما تناول موقفاً سياسياً وبدلاً من أن يأتي الرد على الاستفسار من قبل البطريركية جاءت جوقة الاستهتار والتوتير للرد بعكس الاتجاه الذي يذهب به كل من الزعيم جنبلاط والشيخ سعد الحريري". وأردف: "كانوا يستطيعون في البطريركية التوضيح لقطع الطريق على جوقة التوتير".

وأكد قاسم عدم قبوله "أي اتهامات لمعتقد نؤمن به"، مشيراً إلى أنّ "ولاية الفقيه بالنسبة لنا هي بحث عن المرجعية في الموضوع الشرعي ونحن لم ننتقد الارشاد الرسولي الذي أتى من البابا ومن حقنا أن نأخذ الارشاد الديني من الولي الفقيه". وقال: "عندنا نقاش إسلامي موجود لدى السنة والشيعة كمثل هل يجوز أن نشارك في نظام لا يحكم بالاسلام؟ وقد سمح لنا الولي الفقيه بذلك أما الدخول في الانتخابات وغيره من التفاصيل فهذا شأننا نحن". أضاف: "الممارسة السياسية بقواعدها العامة مرتبطة بولاية الفقيه ولا علاقة للطرف الآخر بذلك فعليه أن يرى ممارستي فقط".

واعتبر أنّ "الارشاد الرسولي طلب من المسيحيين التعاون مع محيطه العربي وغيره وهذا توجيه سياسي لهم".

وبالنسبة للقاءات المكثّفة للامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، رأى قاسم أنها "على قاعدة المناقشة وتوحيد وجهة النظر وعلى كل حال المعارضة موحّدة وهناك اتصالات مستمرة على غير مستوى الامانة العامة". ولفت إلى أنّ "كل هذا النقاش عن الحكومة ورئاسة المجلس هو نقاش إعلامي". وإلى أنّه و"بالتشاور مع المعارضة قررنا أن لا ندخل في عروض استباقية وحتى الآن لم نتفق كمعارضة على جواب واحد نعطيه للموالاة قبل أن نحصل على العرض من قبل الموالاة"، مؤكداً أنّه "عندما يأتي وقت الجد سيكون لدينا موقف واحد كمعارضة والقرار لا يأخذه "حزب الله" إنما المعارضة ككل".

وفي موضوع تشكيل الحكومة والمشاركة فيها، قال قاسم: "للموالاة أن تُسمي من تريد لرئاسة الحكومة ولنا أن نعطي الثقة أو لا وليس عندنا فيتو على سعد الحريري". واعتبر أنّ "هناك حركة في داخل البلد تبرز الدور المصري والسعودي في تشكيل الحكومة وهناك وقائع على الارض تذهب بهذا الاتجاه ونحن لم نعلّق على ذلك". ونفى أن يكون مطروحاً تشكيل حكومة أقطاب أو تكنوقراط وإنما تشكيل حكومة تستطيع أن تدير البلد، مشدداً على أنّ "التفاهم السوري السعودي ينعكس بالطبع إيجاباً على لبنان وعندما يكون هناك تهدئة وسعي للالتفاف حول حكومة وحدة وطنية يريح الجميع في الداخل والخارج".

وعن لقاء جنبلاط ونصرالله، إعتبر قاسم أنه "كان يمكن أن يحصل قبل الانتخابات النيابية" وأنه "ارتكز على قسمين الاول هو استعراض للفترة السابقة مع عتاب، والثاني هو تتطلع للمرحلة القادمة على أسس مشتركة تقول إنّ إسرائيل تهددنا والغرب يدعمها وضمن هذا الرؤية ومع المحافظة على المقاومة سنفتح صفحة جديدة". وأضاف: "الحديث أكيد كان عن 7 أيار وقراري الحكومة وحصل نقاش حتى عن بعض العبارات التي أطلقت ولم تكن تنسجم مع ناس يريدون أن يُكملوا مع بعض".

وأشار قاسم إلى أنّ "اللقاء بين السيد نصرالله والشيخ سعد الحريري حصل سابقاً ولا شيء يمنع ذلك أي لا مانع سياسي ولا عملي لذلك".

واعتبر قاسم أنّ "لا حاجة اليوم من لقاء مع الرئيس أمين الجميّل أو السيد سمير جعجع كونهما في موقع التوتّر الدائم وهما على ما يبدو لا يوافقان على اللقاءات التي تحصل ويعتبران أنّ التهجّم علينا يزيد شعبيّتهما".

وأكد قاسم أنّ "تحالفنا مع الجنرال عون متجذّر ومبني على اسس متينة وبعض اللقاءات التي قد تحصل من وقت لآخر لا تؤثر على ذلك". ولفت إلى أنّ "العماد عون اختار خيار سياسي لا علاقة له بنا إنما برؤيته إلى ما ينفع الشارع المسيحي والدنيا كلها ضده وهو ما زال يمثّل أكثر من نصف الشعب المسيحي وكتلته النيابية زادت اليوم". أضاف: "أن يكون العماد عون وحده يمثّل أكثر من نصف المسيحيين مقابل تجمّع أكثر من 10 و15 شخصاً لا يوازونه يبيّن حجمه". وأردف: "لا أعتقد أنّهم في مسيحيي الموالاة يستطيعون أن يشكلوا تجمعاً يستطيع أن يُقابل الجنرال عون فهم ينهشون ببعضهم". ورأى أنّ "التغيّر في شعبية العماد عون بين عامي 2005 واليوم طبيعي فهناك خيارات اتخذها العماد عون وحصل استقطاب حاد".

وبشأن اللقاءات مع الدول الغربية، قال قاسم: "الاوروبيون لم يضعونا على لائحة الارهاب ولذا نلتقي بهم على عكس الاميركيين فنحن لسنا حاضرين لنلتقي مع من يأخذ مواقف مسبقة منا ومواقفهم الحالية لا تشجّع على اللقاء".

وفي قضيّة إطلاق سراح قاتل الضابط سامر حنا، أشار قاسم إلى أنّ "جوقة التوتير هي نفسها في كل المواضيع فمن أثار التساؤلات في موضوع البطرك هو مَن افتعل أزمة مِن إطلاق سراح المقاوم في قضية استشهاد الضابط سامر حنا"، وسأل: "إذا القضاء الذي لجأنا إليه واستمع إلى كل الاطراف أطلق سراح المقاوم مصطفى المقدم فأين المشكلة؟ واعتبر أنّ "الكلام عن تكليف شرعي بالنسبة للمقدم هو غير صحيح"، طالباً من النائب بطرس حرب مراحعة المحاضر.

وفي شأن الانتخابات الايرانية، قال قاسم: "هناك محاولة لإثارة البلبلة في إيران وقد وجدت طريقها وباعتقادي أنّ هذه الامور قابلة للضبط وقد سمعنا بعد خطاب القائد رفسنجاني يرفض ما يجري في الشارع".

أما عن علاقة "حزب الله" بالدولة الاسلامية فاعتبر قاسم أنّ "لا علاقة لنا بتركيبة الدولة الايرانية وسياستها ونحن علاقتنا مع المرشد الاعلى كالولي الفقيه وما يحصل في إيران من انتخابات هو شأن داخلي فنحن لم نشعر بفرق مع أي رئيس من رؤساء الجمهورية الذين توالوا على السلطة في إيران".

 

إيران محمود احمدي نجاد والديمقراطية الكسيحة

بقلم: وداد فاخر

ذات مرة سئل آية الله قراءتي: متى يترك الآخوندية (الملالي) السلطة؟، قال: في السابق كان الآخوند يركب المتوفر لديه كوسيلة للنقل وهو الحمار وليس باستطاعة أي كان ان ينزل الآخوند من على حماره، فكيف به الآن وهو يركب مرسيدس!

ميدل ايست اونلاين

مثل الفوز المبرمج سلطويا للرئيس الايراني المتشدد محمود احمدي نجاد ضربة قاصمة لقوى الإصلاح السياسي الإيراني والقوى الديمقراطية في المنطقة التي تحاول الخروج من حالة الخوف المقلق لحرب إعلامية وسياسية يقوم بها الطاقم المحافظ المحيط بالرئيس الإيراني الذي يجهل بكل بساطة ألف باء السياسة وكيفية إدارة الأزمات.

وفوز الرئيس الإيراني كان أمرا محتوما وقدرا لابد منه في ظل وجود نظام شمولي قائم منذ 30 عاما في إيران التي تعاني من هيمنة رجال الدين على السلطة في بلد تتناوشه أزمات اقتصادية وسياسية، وصعود لنبرات قومية لبعض الاثنيات الإيرانية الثمان التي تشكل المجتمع الإيراني المتعدد القوميات.

ولا جدال في فوز محمود احمدي نجاد لعوامل عدة تشكل القاعدة الرئيسية لأي نظام شمولي مثل النظام الثيوقراطي الإيراني. فقد شكل النظام الإيراني قواعد وأطرافا سياسية يلجأ إليها دائما في حالة السلم والحرب وفي المناورات السياسية أيضا. حيث يشكل الجيش (العقائدي) المبني على الخصوصية الدينية الحارس الرئيسي للنظام بينما يقوم الحرس الثوري (سپاه پاسداران) بمهمة الظهير الأول والداعم الأساسي والمراقب الحقيقي للجيش وتحركات كافة ضباطه ومراتبه. ثم يأتي دور قوات التعبئة الشعبية (پسیج) التي تتغلغل بين الجماهير ووسطها في المحلات والأماكن العامة والدوائر الرسمية وشبه الرسمية والمعامل والأسواق كونها العين الساهرة دائما لمراقبة أعداء السلطة الشمولية بسبب من عدة مغريات يقدمها النظام لقوات البسيج التي تتألف من خليط غير متجانس من رجال امن ومخابرات وأبناء وآل الشهداء في الحرب الكارثية التي أشعلها النظام البعثي المنهار مع إيران خاصة من الشيوخ ومتوسطي العمر والشباب الذين يتمتعون بمزايا خاصة لا تطال المواطن العادي حيث تنعم عليهم السلطة الشمولية دائما بهباتها التي تكون على شكل كوبونات لمواد غذائية أو سجاد أو ثلاجات وبسعر الكلفة تقريبا. ثم هناك حزب الله ومن يدور في فلكه داخل إيران ومن ينضم داخله والغالبية العظمى فيه من النساء اللاتي يكون دورهن دائما كدور شرطي النظام في الشوارع والمراكز الرسمية والأماكن الحساسة. ولفيلق القدس الذي يتبع في قيادته رأسا للسيد علي خامنئي وبأشراف وقيادة العقيد قاسم سليماني الذي لديه مهمتين مزدوجتين حيث تم تشكيل فيلق القدس الإيراني في أواخر زمن المرحوم السيد الخميني بهدف مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة داخل إيران وخارجها، وتغيرت وظائفه وحدود مسؤولياته خلال السنوات الأخيرة، بحيث أصبح اليوم مسؤولاً عن شؤون العراق وأفغانستان والبلدان العربية والإسلامية في ما يتعلق بالحرب غير المباشرة مع الولايات المتحدة الاميركية، والمهمة الثانية لفيلق القدس هي الدور الكبير في دعم وتشجيع وتمويل العديد من القوى الإرهابية المساهمة في إشاعة الإرهاب والموت المجاني في العراق ومن تلك القوى (جماعة القاعدة الوهابية) المعادية فكرا وعقيدة للشيعة بحجة مقاومة الأميركيين، وذكرت بعض المصادر أن عدداً من المعتقلين السعوديين في العراق المنتمين لما يعرف بـ"القاعدة في بلاد الرافدين" أو "الدولة الإسلامية في العراق" اعترفوا بأنهم تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات يشرف عليها عناصر من فيلق القدس، وهو الذراع الاستخباراتي لحرس الثورة الإيراني. وتعززت تلك المعلومات (باعترافات سعوديين آخرين منتمين للقاعدة اعتقلوا في بلاد أخرى أكدوا الأمر نفسه وذكروا أن التدريبات كانت على أيدي عناصر من القاعدة في هذه المعسكرات بإشراف عناصر من هذا الفيلق متواجدة على الأراضي العراقية، مضيفة أن الذين يدربونهم من عناصر القاعدة كانوا قد أتموا تدريباتهم في معسكرات على الأراضي الإيرانية).

ثم إن هناك دور رئيسي لمخابرات آيات الله العظام التي تتمركز قيادتها في مدينة قم وتحت قيادة إمام جمعة قم آية الله احمد جنتي، وهي قوى عنكبوتية ضارية ومتشعبة ومتداخلة مع معظم أجهزة الاستخبارات الإيرانية المتعددة، لأن لكل طرف أو جهة ذكرناها أنفا مخابراتها الخاصة علاوة على أجهزة الأمن المركزية التابعة لكل من وزارة الداخلية ووزارة الأمن، وكافة رجال الدين الحوزويين وتوابعهم من طلبة العلم الديني. والعدد التقريبي لرجال الدين من لابسي العمامة في إيران يقارب المليونين شخص منهم 250 بمرتبة آية الله عدا عن طلبتهم من الجنسين، وعدد غير معروف من الدعاة الإناث ممن يحملن درجات علمية دينية ومراكز رسمية حساسة خاصة داخل المؤسسة الرسمية العسكرية الحرس الثوري وتوابعها من إدارات اجتماعية ومؤسسات صناعية وصحية.

من كل هذا نخرج بحصيلة تامة هي ما يقوم به أي نظام شمولي في تامين الحماية الخاصة للنظام أولا وبالتالي تنفيذ كل الأغراض السياسية أيضا من خلال هذه الأجهزة الأمنية والاستخبارية وتوابعها، وتأتي الانتخابات الرئاسية على رأس تلك المهام فالملايين المنتمية لهذه التنظيمات الرسمية تصوت بدون شك للجانب الذي يشكل مصلحة رئيسية لها ولأنها تعرف بان وجود النظام الحالي هو الوسيلة الوحيدة لديمومة تسلطها هي والحصول على المنافع الشخصية لها.

ورغم وجود ملايين أخرى تقف متأهبة في الشارع الإيراني لرفع صوتها محتجة على الدور الحكومي الذي قادته مخابرات كل الأجهزة السابقة التي ذكرناها في اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي تسيطر على الشارع الإيراني وتتحكم بمجرياته والتي تقع بيد حفنة من الرجال المسيطرين على مقاليد السلطة في إيران من قيادات الحرس الثوري والپسیج وفيلق القدس وقائد القوات المشتركة ويقف على رأسها آية الله خامنئي، لكن الدور الرئيسي في عملية التغيير أو الإصلاح السياسي يبقى دائما بيد جماعة المدرسين في المدرسة الفيضية في مدينة قم والتي تأسست في العهد الصوفي، والمؤسس لحوزة قم العلمية آية اللَّه الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي (1276-1355هـ) الذي نزح من مدينة يزد إلى مدينة أراك في عام 1316هـ وأقام في هذه المدينة عدة سنوات. انتقل بعدها إلى مدينة قم التي وضع فيها حجر أساس الحائري انتقلوا معه من العراق، وكان الخميني من بين هؤلاء التلاميذ وكذلك آية الله محمد رضا الگلپایکانی وكذلك آية الله العظمى الشيخ محمد علي الآراكي. لكن حتى هذه المدرسة أي "الفيضية" تقع الآن قيادتها والمدارس الدينية الأخرى في إيران بيد رجال الدين الموالين للسلطة الحالية في إيران.

وقد أدرك الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الدور المهم والخطير للحوزات العلمية في إيران فعين مستشارا لشؤون علماء الدين والحوزة العلمية وهو حجة الإسلام والمسلمين مصلحي حيث انطلقت الثورة الإيرانية بقيادة المرحوم الخميني من المدرسة الفيضية ذاتها وتوسعت من بعد ذلك. وقد أدرك رضا شاه بهلوي مؤسس العائلة البهلوية في إيران الدور الخطير للمدارس الدينية فاهتم بتوسيع الجامعة والمدارس الرسمية بالضد من الحوزات الدينية.

لذلك تم اختيار أقوى وأشرس شخصية دينية لإمامة جمعة قم وهو آية الله الشيخ احمد جنتي ووضع كافة الإمكانيات الأمنية بيده للحفاظ على المؤسسة الدينية وإدارة دفتها مخابراتيا من على البعد.

فهناك العديد من المؤسسات والمدارس العلمية يزيد عددها على 60 مؤسسة ومدرسة في مدينة قم منها: "المدرسة الفيضية"، وتعتبر مركز إدارة الحوزة العلمية في قم ويعود تأسيسها إلى العهد الصفوي، و"جامعة دار الشفاء" تأسست في العهد القاجاري واتسعت في عهد الإمام الخميني وأصبحت جامعة كبيرة، ثم "المدرسة الحجتية" أسسها الفقيه الراحل السيد محمد حجت وهي مخصصة حالياً لدارسة قسم من الطلبة غير الإيرانيين وتعتبر المركز العالمي للدراسات الإسلامية، فـ"الجامعة المعصومية" وهي من المشاريع الحديثة الضخمة التي تم البدء في بنائها سنة ( 1983)، و"مدرسة آية الله الگلپایکاني" وهي من المشاريع الحديثة وتضم معهداً لعلوم القرآن، فـ"مدينة العلم" وهي من أضخم المشاريع العلمية السكنية في قم، و"جامعة الزهراء" وهي مدينة جامعية حديثة خاصة بالنساء تأسست تحت إشراف الإمام الخميني، فـ"جامعة الصدوق" وهي اكبر مدينة جامعية حديثة في قم تحتوي على 6 مؤسسات جامعية، وأخيرا "جامعة المفيد" وهي مشروع جامعي حديث وكبير أيضا، وهناك معاهد ومؤسسات ومنتديات ومجامع علمية أخرى تابعة للحوزة وهي متخصصة في مجالات عديدة كالتبليغ والبحث... الخ.

ومع كل تلكم المؤسسات التي يخيف فقط اسمها المواطن الإيراني العادي وخاصة المؤسسات الأمنية التابعة للحرس الثوري (سپاه پاسداران)، واخص بالذكر مركز مكافحة مشوهي الثقافة (پاسکاه ضد تهاجمی فرهنگی) التي تزرع الهلع في النفوس عند ذكر اسمها فقط للسامعين، فقد تحرك الشارع الايراني وبقوة وزخم هائل نتيجة عوامل عدة فجرها حادث التزوير للانتخابات الرئاسية وخاصة الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه دولة تمثل شبه قارة مثل إيران لديها امكانيات اقتصادية هائلة كتوفر الاراضي الصالحة للزراعة في مناخ يوفر للزراع الاستفادة من اربع فصول في وقت واحد حيث تتمتع اقاليم ايران بمناخات متعددة حيث يتميز المناخ في إيران بأنه جاف أو شبه جاف، ويمكن تقسيم المناخ بها تبعاً للمناطق الجغرافية إلى ثلاثة مناطق رئيسية: منطقة الساحل الجنوبي وهي شديدة الحرارة وذلك عبر الخليج العربي وخليج عمان، ومنطقة المرتفعات الوسطى والمناخ بها معتدل جاف، بينما في المنطقة الشمالية عند جبال إلبرز فالطقس شديد البرودة، أما ساحل بحر قزوين فهو معتدل الحرارة وغزير الأمطار. وتبلغ نسبة الأمطار السنوية في الدولة حوالي 12 بوصة، وفي المناطق الصحراوية تكون فقط حوالي 5 بوصة، في حين تكون حوالي 50 بوصة في سهل بحر قزوين. هذا اضافة للثروات الطبيعية المتوفرة فيها مثل النفط والغاز الطبيعي وعدد من المعادن مثل الفحم، الكروميت، النحاس، الحديد، الرصاص وغيرها الكثير من المعادن الأخرى.

وتشكل الصناعات الحديثة كتجميع السيارات ومختلف الاجهزة الكهربائية والصناعية موردا اقتصاديا مهما، مع صناعة سياحية دينية لوجود مزارات دينية في كل من قم ومشهد وطهران ومدن اخرى.

والحديث الذي يجري بين العديد من مراقبي الوضع السياسي الايراني عن امكانية حدوث تغيير في الوضع السياسي الايراني، او حلحلة الوضع الحالي لوضع سياسي يتقلص فيه دور المؤسسات الرسمية العسكرية الدينية والسياسية! لكن الظاهر ان كل امكانيات وجماهير المعارضة الوطنية التي يقودها السياسيون الاصلاحيون الذين خرجوا من رحم الثورة الاسلامية الايرانية وقسم كبير منهم خرج من تحت عباءة السيد الخميني كمرشح الرئاسة ورمز المعارضة الشعبية الحالي مير حسين موسوي رئيس الوزراء في عهد السيد الخميني واحد المرافقين له في طائرة أيرفرانس التي أقلته من باريس حيث كان يقيم في ضاحية نوفل لو شاتو الباريسية لمطار مهرآباد في طهران، واول وزير للخارجية في اول حكومة للدولة الاسلامية التي شكلها المهندس مهدي پزرگان رئيس حزب حرية ايران، واحد تلاميذ ومرافقي السيد الخميني والذي تم اعتقاله أيضا وهو ابن مدينة رئيس الجمهورية الإصلاحي السابق واحد المساندين للمرشح مير حسين موسوي ابن مدينة يزد إبراهيم يزدي، كل هذه الإمكانيات لا تفي بتغيير الواقع والصبغة الرسمية للسلطة الإيرانية فقد قال في احد المرات صاحب اشهر برنامج في التلفزيون الإيراني آية الله قراءتي عند سؤاله من قبل احد الحضور: متى يترك الآخوندية (الملالي) السلطة؟، قال: في السابق كان الآخوند يركب المتوفر لديه كوسيلة للنقل وهو الحمار وليس باستطاعة أي كان ان ينزل الآخوند من على حماره، فكيف به الآن وهو يركب مرسيدس!

وسوف تحاول السلطة الحالية تصدير مشاكلها للخارج وفق نظرية (حرب على الخارج، حرب على الداخل) لتستطيع تغطية بعض من فشلها في ايجاد حلول لمشاكلها الاقتصادية والسياسية، وإقلاق راحة الاميركيين في المنطقة وخاصة العراق لايجاد موقع تفاوضي تتم التسوية من خلاله لمشاكل التسلح النووي الايراني.

وداد فاخر، فيينا، النمسا

www.alsaymar.org

× "مركز مكافحة مشوهي الثقافة" يعتبر من أشرس واهم المراكز الأمنية التابعة للحرس الثوري، وهي توازي عمل (مرسوم مكافحة الأفكار الهدامة) التي كان مهمتها قمع الفكر الماركسي زمن الملكية في العراق. وقد تم اعتقال كاتب السطور من قبل أفرادها بعد مداهمة مسكنه في مدينة قم العام 1994 وظلت أجهزتها الأمنية تطارده حتى بعد أطلاق سراحه بجهود مكثفة من بيت آية الله الگلپایکاني وشاركتها أجهزة الأمن العامة حتى خروجه هاربا من إيران.

 

"البطاركة الدّجالون 

  ‏ فؤاد أبو زيد 

من يتابع ردّات فعل بعض القيادات السياسية على خطاب رئيس حكومة اسرائيل بنيامين ‏نتنياهو، حول رفضه حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم وديارهم التي هجّروا منها في ‏العام 1948، يشعر حقيقة بالحزن والذهول للاجواء الدراماتيكية التي يحاول هؤلاء نشرها بين ‏المواطنين، لجعلهم يصدّقون ان هذه القيادات قد وضعت يدها فعلاً على سرّ كبير، كانت اسرائيل ‏تحاول اخفاءه والمحافظة عليه طي الكتمان، وجاءت اليوم قيادات تحمل وحيدة الهمّ «الوطني» ‏فوق اكتافها، ومزّقت القناع الاسرائيلي ومزّقت معه «اقنعة» فريق من اللبنانيين «متواطئ» ‏مع اسرائيل على توطين الفلسطينيين في لبنان، وفي مقدمة هؤلاء البطريرك الماروني مار نصرالله ‏بطرس صفير الذي «تجاهل» الخطر الاسرائيلي، وقدّم عليه الخطر الايراني، وقرر عن سابق تصوّر ‏وتصميم ان يزيد في تراجع اعداد المسيحيين في لبنان، بتذويبهم في بحر من اعداد المسلمين، الى ‏درجة ان قيادياً مسيحياً - هكذا يقول عن نفسه - غرق في غضبه المفتعل وصراخه، وهو يدعو ‏احبار الكنيسة الى وعي اخطار ما صرّح به نتنياهو، والسير خلفهم، - اي السير وراء جماعة 8 ‏آذار - اذا كانوا حقاً يريدون مصلحة لبنان.

 

‏ المؤسف والمحزن، والذي يثير الغضب في آن ان القطيع الذي كان يستمع الى الزعيم الاوحد، هلّل ‏مصفقاً لاهانة بكركي وسيدها واحبارها، وهو ذاته القطيع اعترض بوحشية في اليوم الثاني ‏موكب رأس الكنيسة منادياً باسقاطه وتنصيب آخر بطريركاً على الموارنة بعدما تنازل له عن ‏هذا المنصب بطريرك سابق نصّبته عشيرته، عندما «خلعت» مار نصرالله بطرس صفير عن عرش ‏انطاكيا.

 

‏ ‏***‏ قبل الانتخابات في السابع من الشهر الجاري، كانت جميع الدلائل والاشارات ترسم صورة سيئة ‏عن مستقبل لبنان في حال فازت قوى8 آذار في الانتخابات النيابية، لا لأن الطائفة الشيعية ‏سوف تتحكم بمصير البلد، بل لان الشيعية السياسية التي تقود قوى الثامن من آذار هي التي ‏كانت ستأخذ لبنان الى محور قادر على تغيير نظامه الديموقراطي الحر،وجعله نظاماً احادياً ‏ديكتاتورياً ظلامياً، ولهذا السبب سارع البطريرك صفير، ضمير لبنان الواعي ابداً، الى ‏التحذير من مغبّة الوصول الى هذه الحالة، خصوصاً بعد اعلان السيد حسن نصرالله انه قادر على ‏حكم بلد اكبر مائة مرة من لبنان، واعلان الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله سيتسلّح ويتسلّح ‏ويتسلّح، وتأكيد الشيخ محمد يزبك من قلب دمشق ان لا وجود ولا حياة من دون سلاح، وتبشير ‏الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بان نجاح 8 آذار في الانتخابات سيغيّر الاوضاع في لبنان ‏والمنطقة.

 

‏ بعد كل هذه التصريحات، التي بصم عليها مسيحيو 8 آذار، كان لا بدّ للبطريرك صفير من ان ‏يقول ما قاله، واذا كان ما قاله هو الذي سبّب انتصار قوى الرابع عشر من آذار، وتقهقر ‏شعبية العماد ميشال عون، فان اللبنانيين مدينون للبطريرك صفير على هديته هذه، ويسجّلون ‏له انه انقذ لبنان مرة اخرى.

 

‏ ‏***‏ اما في العودة الى نتنياهو، وخطابه الذي يحاول البعض استغلاله في ضرب بكركي والكنيسة ‏والتطاول عليها من اكثر من جهة، خصوصاً بعد هجوم السيد نصرالله الذي فتح الطريق امام ‏بعض الاقزام الذين لا وزن لهم ولا قيمة، لا في طوائفهم ولا بين الطوائف الاخرى، لينفثوا ‏سمومهم واحقادهم على البطريرك فان الجاهل يعرف ان نتنياهو لم يقل جديداً، بل ردّد ما ‏اعلنه كل رئيس حكومة في اسرائيل منذ قيامها، وتكفي العودة الى تصريحات بن غوريون، ‏وغولدا مائير، واشكول، وبيغن، وباراك، وشامير، وشارون، وكل الاحياء والاموات من رؤساء ‏اسرائيل وقادتها، لنعرف ونتأكد ونلمس ان نتنياهو «كما حنا كما حنين» هو نسخة طبق الاصل ‏عن اسلافه واقرانه، ومن يأتي بعده سيكون مثله وسيحتفظ بهذه النسخة مع قليل من الرتوش ‏ربما.

 

ولذلك فان التهويل بان فريقاً لبنانياً يسعى الى توطين الفلسطينيين هو كلام سخيف، ‏ويسيء في الدرجة الاولى للشعب الفلسطيني اللاجئ الى لبنان، وتكبير حجم خطاب نتنياهو، القصد ‏منه تكبير حجم الضغط على اللبنانيين الذين يطالبون بالسلام والاستقرار وبالحياة العادية ‏الطبيعية التي تحياها الشعوب الاخرى، القريبة منا والبعيدة، مع تمسّكهم بما نصّ عليه ‏دستورهم ان «لا توطين ولا تقسيم».

 

‏ في لبنان رئيس جمهورية اتى من الجندية الوطنية التي قاتلت اسرائيل، وهناك مجلس قيادي ‏وحكومة وشعب تؤمن بقيادة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وتؤمن بالجيش وبقيادة ‏العماد جان قهوجي، باشراف وتوجيه من رئيس البلاد القائد الاعلى للقوى المسلّحة، وبوجود ‏هؤلاء، والقيادات اللبنانية الوطنية يطمئن الناس الى يومهم وغدهم، وليسوا بحاجة الى من ‏يهوّل عليهم كل يوم.

 

‏ وفي لبنان قيادات روحية ووطنية عديدة، انما رمزية بكركي والبطريركية المارونية تبقى هي ‏المتقدمة وهي الباقية، وهي الحقيقية، مهما فرّخ بطاركة دجّالون على مدى تاريخها المديد.

 

 

 

عون مصمم على استهداف الكنيسة وتكرار سيناريو 1989‏ 

ويحمّل البطريرك مسؤولية فشله الانتخابي 

  اسعد بشارة

مرة جديدة يذهب العماد ميشال عون الى التصادم مع بكركي فيكرر سيناريو التعرض ‏للبطريرك صفير وهذا السيناريو الذي رأيناه في احدى البلدات الجبلية يذكر بالعام 1989 ‏حين استعمل العماد عون جمهوره الغاضب للتعرض لشخص البطريرك صفير في سابقة لم يشهد لها ‏التاريخ مثلا.

‏ ولن يستطيع العماد عون تكرار هذه الخطيئة مرة ثانية لاسباب عدة اولها وآخرها ان عون ‏صاحب الـ70 بالمئة من التأييد المسيحي في العام 2005 والمتدحرج الى نسبة الـ40 بالمئة في ‏‏2009 (هذا دون احتساب اصوات حلفائه الطاشناق وسليمان فرنجية وايلي سكاف) بات على ما ‏يبدو في طريق خسارة رهاناته التي تحمل طابع المقامرة الحقيقية وهي لعبة مجازفات لعبها في ‏العام 2005 حاملاً معه التأييد العارم والغاضب والمعترض على التحالف الرباعي وجيرها لهدف ‏واحد وهو الوصول الى قصر بعبدا.

‏ ولو كان قادة 14 آذار والمستقلون على سبيل المثال احسنوا ادارة معركتهم في كسروان لمنع ‏العماد عون من دخول البرلمان ولكان سجل على نفسه لقب النائب الخاسر واي خسارة؟ انها ‏خسارة من كان يملك في هذا القضاء اكثرية ساحقة مؤكدة قادرة نيل خمسة مقاعد بفرق شاسع ‏من الاصوات فاذا بالصناديق تسفر عن مفاجأة لم تفاجئ احدا من العارفين الحقيقيين باتجاهات ‏الرأي العام الذي عاقب عون على كل هذه التناقضات المفضوحة التي يقوم بها وعلى هذا ‏الاداء الباهت الذي يصلح صاحبه لان يكون زعيماً على قرية او مدينة صغيرة لا ان يكون ‏قائداً على مستوى الوطن.

‏ وفي المتن ايضا على سبيل المثال لم يعد ينفع الرئيس الجميل اوالنائب ميشال المر القيام ‏بجردة ذاتية للاخطاء التي ارتكبت في ادارة المعركة فبالنسبة للرئيس الجميل كان يكفي ان ‏تعطى هذه المعركة عنوان 14 آذار المتنية وكان يكفي التنسيق الصادق مع الحلفاء لكي يتم ‏تحفيز الرأي العام على التصويت لكن ما حصل ادى الى خيبة امل كبرى انعكست في الصناديق ‏وكان لتصويت مؤيدي 14 آذار ان يحسم المعركة وان يغطي الفرق من الصوت الطاشناقي لو ‏نسقت ادارة المعركة على نحو افضل.

‏ وبالنسبة للنائب ميشال المر فان ادارته لعلاقته بحزب الطاشناق برهنت له من خلال الاصوات ‏التي لم يحصل عليها في برج حمود حجم الخطأ القاتل الذي نتج عن ابقاء المقعد الارمني شاغرا ‏وبالتالي ساهم الخطأ في تمكين لائحة عون من الفوز.

‏ ومع هذا كله فان استعراضاً بسيطاً للارقام يكفي للقول بان التيار العوني في المتن الشمالي ‏لم يتعد الثلاثين الف صوت اي اقل من ثلث عدد الاصوات فيما نال المرشح الاعلى رقماً على ‏لائحة الانقاذ حوالى 50 بالمئة من الاصوات وهذا يعني ان القدرة التصويتية لقوى 14 آذار في ‏المتن هي 50% مقابل حوالى 30% لعون وهذا يشكل فرقا كبيرا وتصويتا عقابيا لخيارات الجنرال ‏معاكساً لاتجاهات التصويت في العام 2005.

‏ العماد عون اذا يحاول تحميل البطريرك صفير سبب خسارته الانتخابات وهو يعتبر ان هذا ‏النداء الذي اطلق يوم السبت الذي سبق الاقتراع ادى الى استمالة قسم كبير من المترددين ‏لصالح لوائح 14 اذار.

‏ والعماد عون يثبت مرة جديدة انه مخطئ في توقعاته فمع التسليم الاكيد بأن كلام البطريرك ‏صفير ساهم باعطاء صورة واضحة عن هوية المعركة فان هذا الكلام جاء متأخراً فعلاً وتشير كل ‏الدراسات الاستطلاعية الى ان في الاسبوع الاخير قبل الانتخابات حسم العدد القليل من المترددين ‏خياراتهم ولكن قبل ذلك كان جزءا من الرأي العام المستقل قد اخذ قراره وبالطبع كان ‏اداء العماد عون وخطاباته الاستعراضية التي اخفقت في التضليل والتشويش، كانت هي السبب ‏في حسم خيار من تردد.

‏ لقد كان المترددون مستائين من اداء قيادات 14 آذار في ادارة المعركة ولكن لشخصانيتها ‏الانكشاف الكامل لخطورة السياسات التي انتهجها عون منذ العام 2005 والى اليوم لم يترك ‏للمترددين مجالاً للتردد فكان القرار وربح مشروع 14 اذار.

 

 

 

 

 

تداعيات نتائج الانتخابات تتفاعل داخل المعارضة 

مصادر سياسية: حملة منظمة من مسيحيي 8 آذار‏هدفها الانقضاض على بكركي وسيدها ورئاسة الجمهورية 

  فادي عيد

على رغم استمرار المناخ الايجابي المسيطر على البلاد، بالرغم مما آلت اليه نتائج ‏الانتخابات النيابية من احتفاظ الاكثرية باكثريتها، يخفي كلام المعارضة الهادئ والمفاجئ ‏ازمة صامتة قد يكون موعد انفجارها مع بدء الحديث الجدي في التشكيلة الحكومية المقبلة ‏وحصص كل فريق من الافرقاء.

‏ وفي هذا الاطار اعتبرت مصادر سياسية مطلعة ان تداعيات نتائج الانتخابات النيابية لا زالت ‏تتفاعل داخل اوساط المعارضة، وخصوصاً المسيحية منها على خلفية السجال الحاصل بين هذه ‏المعارضة والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من جهة، وقد اعلن ذلك ‏بصراحة النائب المنتخب سليمان فرنجية عندما تحدث عن ضرورة التمييز بين بكركي وسيدها، ‏اما من الجهة الثانية فثمة حديث في كواليس المعارضة المسيحية عن تخلي رئيس الجمهورية ‏العماد ميشال سليمان عن الحيادية التي مارسها منذ توليه منصب الرئاسة، وبات في وضع هو ‏اقرب الى قوى الاكثرية، على حد قول هؤلاء المعارضين.

وان ذلك ظهر بشكل واضح من خلال موقفه ‏الداعم لبعض الاسماء في الانتخابات الاخيرة.

‏ وفي حين رأت المصادر نفسها ان سهام المعارضة المسيحية ستتوجه بشكل مباشر الى بكركي وسيدها ‏خلال الفترة المقبلة، ضمن حملة منظمة وهادفة يقودها اركان هذه المعارضة المسيحية، لفتت الى ‏ان انفجار الخلاف بين بكركي والمعارضة المسيحية، بات ينتظر التوقيت الذي تحدده هذه ‏المعارضة للانقضاض على سيد الصرح البطريركي، في ظل معلومات تتحدث عن تقارير رفعها ‏هؤلاء، منها بشكل مباشر الى حاضرة الفاتيكان ومنها عبر السفير البابوي الموجود في لبنان، ‏اتهموا فيها البطريرك انه منحاز الى جانب فريق مسيحي دون الآخر، خصوصا في ما كان ادلى به ‏عشية الانتخابات النيابية، والذي اعتبرته المعارضة المسيحية رافعة لحساب فئة على اخرى.

‏كما توحي هذه التقارير بان البطريرك الماروني يحاذر التقاء المعارضة المسيحية وهو يضع ‏مسافة في العلاقة معها، دون النظر الى مطالبها وهواجسها.

لذلك، اضافت المصادر نفسها، ‏فان الساحة المسيحية ستشهد خلال الفترة المقبلة توترات وحملات اعلامية وسياسية باعتبار انها ‏الساحة الوحيدة المتبقية لتصفية الحسابات بين قوى8 و14 آذار، في ظل الحديث عن لقاءات بين ‏اقطاب في الاكثرية والمعارضة على غرار اللقاء الذي جمع النائب وليد جنبلاط بالسيد حسن ‏نصرالله، اذ ستشهد الايام المقبلة لقاءً بين السيد نصرالله ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد ‏الحريري، وفي الفترة اللاحقة بين النائب ميشال عون والنائب الحريري من جهة، وبين النائب ‏ميشال عون والنائب وليد جنبلاط من جهة اخرى.

‏ وفي الوقت الذي تتعثر فيه اية مصالحة مسيحية حتى اليوم، على رغم الحديث عن مصالحة تعقد ‏بين النائب سليمان فرنجية ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ‏فان كل المؤشرات تنذر باحتدام المواجهة ما بين تكتل المعارضة مجتمعا، ومسيحيي 14 آذار ‏منفردين، وذلك من ضمن سيناريو معدّ مسبقاً وباتقان لاستفراد الاطراف المسيحية التي لعبت ‏دوراً مباشراً في خسارة المعارضة في الانتخابات النيابية.

‏ وختمت المصادر مؤكدة ان ازمة الثقة الحاصلة بين المعارضة المسيحية وبكركي قد توازيها ‏ازمة ثقة ايضا بين هذه المعارضة ورئاسة الجمهورية، ما يدفع بالامور الى مزيد من التشدد ‏من قبل المعارضة المسيحية عند تشكيل الحكومة المقبلة بضرورة احتساب حصة رئاسة الجمهورية ‏من الاكثرية، الامر الذي سيؤدي الى احداث عراقيل اضافية على التشكيلة الحكومية الجديدة.

 

‏أحمد كرامي: سلاح "حزب الله" ضرورة ضمن شروط معينة

  ٢٢ حزيران ٢٠٠٩

  قال عضو كتلة "التضامن الطرابلسي" النائب أحمد كرامي، في حديث خاص لـ"النهار" الكويتية، أن "بقاء سلاح "حزب الله" ضمن شروط معينة ضروري، طالما أن اسرائيل ما زالت تحتل أراضٍ عربية ومازالت ترفع من حدة التوتر من خلال مثل هذه التصاريح المخيفة التي تطعن بالسلام وبأي اتفاق ممكن في المستقبل".

ووصف خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بـالـ"خطير جداً، ففي حين كنا نأمل بنوع من السلام وبامكانية التوصل الى نوع من الاتفاق بين الفلسطينيين والعدو الاسرائيلي ردّنا هذا الخطاب الى الوراء كثيراً"، مشدداً على رفضه لمبدأ التوطين، سواء في لبنان أو خارج لبنان.

وأكد أنه يؤيد تولي رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة المقبلة ، لافتاً الى أن "الحريري لديه خبرة أكثر بكثير من بعض الذين يكبرونه سناً".

وعن تشكيل الحكومة، أوضح كرامي أنه "مع شراكة المعارضة في الحكومة، لكنني شخصياً ضد "الثلث المعطّل".

 المصدر : النهار الكويتية

 

 

مع الأحداث - الفرد النوار - أين مسيحيو قوى 14 آذار من لقاء جنبلاط - نصر الله؟؟

 الفرد النوار

لم يفاجأ احد باللقاء الذي جمع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليس لان الاول قد غير موقفه من سورية وايران، بل لان الحدث بحد ذاته لن يزيل من الاذهان التباينات بين الرجلين، لاسيما انها وصلت في بعض مراحلها الى ابعد من الخلاف السياسي!

 الواضح تكرارا، ان حزب الله لم يغير موقفه، بل تحالفه مع السوريين وطبعا مع الايرانيين، غير انه لا بد من القول والتأكيد ايضا ان لقاء جنبلاط - نصر الله كان متوقعا، خصوصا ان التشاور بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لايزال في اعلى مستوياته مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وهكذا بالنسبة الى تفاهمهما المستمر على كل شاردة وواردة. لذا، لا يعقل ان يكون ما حدث قد حصل من وراء ظهر الحريري، لكن ليس من لا يستبعد ان تكون خطوة جنبلاط في غير الاتجاه التفاهمي مع مسيحيي قوى 14 آذار!

 من حيث المبدأ ليس من بوسعه الحديث عن تصرفات جنبلاط العادية والطارئة بمعزل عن تمسكه بمبادئه وثوابته. وقد تكون زيارته الى الامين العام لحزب الله في هذا السياق، وربما في اطار التفاهم الجدي على المرحلة المقبلة، بعدما اهتزت الثقة بقوة 8 آذار حيث لم تؤمن اكثرية نيابية ولا عرفت كيف تواجه خصومها في قوى 14 آذار، على رغم استمرار اهلية التحكم بالساحة الامنية، من دون حاجة الى اعتراف الاقلية بذلك مثلها مثل حزب الله (...).

 فالغيوم السود السابقة جسدت مرحلة مصيرية بالنسبة الى اللبنانيين، غير ان الفشل في احكام الطوق على المؤسسات اظهر ان السلاح وحده لا يفي بالغرض السياسي ومثله الثلث المعطل او الضامن لا فرق، الامر الذي يوحي بوجود «اتجاه تفاهمي» قبل الخوض في تفاصيل الحكومة العتيدة، حتى وان اات خيارات جنبلاط الاساسية غير خيارات نصر الله الاساسية.

 وفي حال كان لقاء مستتبع يجمع ما بين رئيس تيار المستقبل وبين الامين العام لحزب الله، لا بد عندها من سؤال ايضا عن موقع مسيحيي قوى 14 آذار في مثل هكذا تحولات (...) وهل سيترك هؤلاء على هامش اللعبة السياسية، فيما يعرف الجميع ان «مسيحيي 8 آذار الممثلين بتكتل التغيير والاصلاح وبالتيار الوطني هم في موقع جيد من الاهتمامات السورية - الايرانية وفي موقع افضل واكثر تمايزا من اهتمامات حزب الله وخليط المعارضة ككل!

 لذا، لا بد من انتظار بعض الوقت لمعرفة ما اذا كان هناك من خطأ في حسابات بكركي كما في حسابات احزاب الكتائب والقوات والاحرار والكتلة وغيرها، حيث ثمة اشارات مختلفة بدأت تتحدث عن «نظرة جديدة من الانعزال المسيحي واليه»، ليس لان الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع بالتحديد لم يحسنا قراءة التطورات، بل ربما «لانهما لم يعودا قادرين على التناغم مع المتغيرات».

 أما في حال سرت هذه النظرة على البطريركية المارونية، المقصودة اكثر من غيرها في هذا الوقت بالذات، لا بد عندها من توقع انهيار منظومة قوى 14 آذار ومعها ثورة الارز، بدليل تجاهل الحلفاء السنة والدروز استهداف البطريرك صفير ربما لانه لم يتصرف مارونيا خصوصا ومسيحيا بصورة اخص؟!

 قد تكون ذرائع ومبررات انتقاد نصر الله للبطريرك الماروني «لانقاذ ماء وجه المعارضة التي لم تربح في الانتخابات النيابية بقدر ما خسرته»، لكن ما يصح الاخذ به ايضا ان هناك من يتحدث عن خطأ مسيحي مقصود تمثل بمعاداة كلامية وعملية لحزب الله وحركة «امل» في المراحل السياسية والامنية الاخيرة، قبل ان تتوضح لهؤلاء ماهية الانسياق وراء المصالح مهما اختلفت انماطها (...).

 ولجهة استحقاق انتخابات رئاسة مجلس النواب، جاء توصيف الرئيس نبيه بري للحل بمستوى توصيف النائب ميشال عون مع فارق واحد مفاده ان بري لايزال متمسكا بفاعلية «معادلة سين - سين»، فيما يرى عون ان الحل الحكومي لا بد وان يأتي عبر المؤثرات المصرية - السعودية، من غير ان ينسى استعداده لمواجهة العالم بقواه الذاتية من دون ان يشير الى دوره الشخصي في قلب المعادلات؟!

 الفرد النوار

 

الوزير المعلم عقد ونظيره الهولندي مؤتمرا صحافيا في دمشق: نأمل ان تحقق الحكومة الوفاق الوطني في لبنان لأنه يؤدي إلى الاستقرار

فيرهاغن: على سورية الانخراط في تحقيق السلام وبعدها سنضع شراكة معها

وطنية - 22/6/2009 اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني"، وقال: "نحن في سوريا ننظر إلى أداء هذه الحكومة في ضوء ما تقرره بشأن علاقاتها مع سوريا". واعرب المعلم في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الهولندي مكسيم فيرهاغن عن امله "ان تحقق الحكومة الوفاق الوطني في لبنان، لأن هذا الوفاق يؤدي إلى الاستقرار وإلى مستقبل أفضل". وعن الوضع في ايران قال ان "الرهان على سقوط النظام في إيران رهان خاسر"، مؤكدا ان "التدخل الخارجي بشأن إيران يضر بمصالح الشعب الإيراني، ويضر بما نأمله من حوار مستقبلي بين إيران والولايات المتحدة على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".

أما عن العلاقات السورية السعودية فأعرب المعلم عن "ترحيب سوريا بالزيارات المتبادلة مع المسؤولين السعوديين"، وقال: "عندما يزورنا جلالة الملك فهو يأتي إلى بلده الثاني سوريا".

وقال: "طلبنا من الوزير الهولندي ان يقف على حقيقة نوايا إسرائيل تجاه السلام، لأنه بدون قرار سياسي كل هذا الكلام يبقى بدون نتيجة".

فيرهاغن

وقال فيرهاغن من جهته، ان "هناك ديناميكيات جديدة في عمليات السلام في الشرق الأوسط"، مشيرا الى ان "سورية شريك لا غنى عنه لتحقيق السلام في المنطقة ومن الجوهري أن تلعب دورا بناء في المنطقة". وقال: "ان سوريا وهولندا يريدان تحقيق تعاون ثنائي وخصوصا فيما يتعلق في إدارة الموارد المائية ووضع خطط عملية لهذا التعاون. نحن ملتزمون بإدارة المياه وتوزيعها في منطقة الشرق الأوسط لضمان ألا تصبح المياه مصدر نزاع في المنطقة ولهذا نقدم خبرتنا لسورية".

وختم: "ان الاتحاد الأوروبي يناقش اتفاقية الشراكة مع سورية غير أن البلدان كي تكون شريكة إستراتيجية عليها أن تنخرط في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

 

النائب عضو "14 آذار" طالب بمحاكمة من أطلق سراح قاتل الطيار سامر حنا

عقاب صقر لـ" السياسة": نبيه بري ليس ملكاً متوجاً على مجلس النواب... إنه رئيس الحارمين

 قد أترشح ضد بري لرئاسة مجلس النواب أو أقترع بورقة بيضاء

على نصرالله تقبل الانتقادات التي توجه إليه بعد انتقاده للبطريرك صفير

لن أغرد خارج السرب و"حزب الله" و"أمل" يغردان خارج المناخ الطبيعي للطائفة الشيعية

بري تعاطى بسلبية مع فريق "14 آذار" ومن الطبيعي أن يرد هذا الجزء عليه بالطريقة نفسها

الأكثرية هي التي تسمي رئيس الحكومة ولا مقايضة بين رئاستي المجلس والحكومة

الثلث المعطّل "مسّخ" وتمسك "8 آذار" به يسقط عنها خطة المعارضة

الحريري أفضل من يتسلم رئاسة الحكومة وتكليفه ثمرة ما حصل في الانتخابات

 الحريري يستطيع صياغة أفضل العلاقات مع سورية بمعزل عن الزيارات واللقاءات

شعبية عون إلى تراجع بعد إساءته لرئاسة الجمهورية وبكركي وتأييده توجيه سلاح "حزب الله" إلى الداخل

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة 23 حزيران/09

  أكد النائب اللبناني المنتخب عقاب صقر عضو فريق "14 آذار" انتماءه للسرب الوطني الشيعي بالمعنى الفكري, وهو لا يعتبر نفسه يغرد خارج السرب, معتبراً "أكثرية هذا السرب بالإشارة "حزب الله" وحركة "أمل" تغردان خارج المناخ الطبيعي لهذه الطائفة, وخارج الفكر الذي تنتمي إليه".

صقر, وفي سياق حوار أجرته معه "السياسة" شن هجوماً عنيفاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري, وحمله مسؤولية التعاطي بسلبية مع فريق "14 آذار",  وقال: "من الطبيعي أن يرد هذا الجزء من الفريق عليه بالطريقة نفسها التي تعامل بها معه, بعد أن أقفل مجلس النواب, وبعد مشاركته في أحداث السابع من مايو, وبعد أن تحول من رئيس حركة المحرومين إلى رئيس الحارمين", مؤكداً على"إطلاق صرخة مدوية بوجهه, وبوجه جماعته, الذين يتحدثون عن الآخرين بمنطق التخوين. وهذه الصرخة قد تكون من خلال الترشح ضده لرئاسة المجلس, أو من خلال الاقتراع ضده بالورقة البيضاء", تاركاً صقر تقدير هذا الأمر الى ظروف جلسة الانتخاب, آملاً أن"يتحسن أداء الرئيس بري في المرحلة المقبلة, لأن الظروف الداخلية والإقليمية تغيرت كلياً, وعليه أن يقدم جردة حساب عن المرحلة الماضية, لأنه ليس ملكاً متوجاً على مجلس النواب, ولا ملكاً على الطائفة الشيعية".

صقر أوضح عدم خوفه من الفشل في انتخابات زحلة والبقاع الأوسط, لأنه كان يرى ان الناخب في هذه الدائرة لمصلحة الأكثرية, لأن زحلة ضربت في مفاصل كثيرة من فريق "8 آذا", مؤكداً أن "الأكثرية هي التي تسمي رئيس الحكومة, ولا مقايضة بين رئاستي الحكومة والمجلس, ولا يحق للرئيس بري أن يقايض على شيء لا يملكه", واصفاً الثلث المعطل ب¯"المسخ", و"أن تمسك المعارضة به يسقط عنها صفة المعارضة".

وفي معرض تعليقه على انتقاد الامين العام ل¯ "حزب الله" السيد حسن نصر الله للبطريرك صفير, تمنى صقر »أن يكون نصر الله مستعداً لتقبل الانتقادات التي توجه إليه«, متوقعاً تراجعاً كبيراً في مؤيدي العماد عون بعد اساءته لرئاسة الجمهورية وللكنيسة وتأييده لاستخدام "حزب الله" سلاحه في الداخل, منتقداً الاصطفافات المذهبية خصوصاً الاصطفاف الشيعي. وفي ما يأتي نص الحديث:

 كيف تنظرون إلى لقاء الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله برئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط?

  إن كل اللقاءات مهمة, خصوصاً بين الأخصام, لكن الأهم أن تخرج هذه اللقاءات عن إطار المجاملة, وتبحث في عمق القضايا الخلافية وتؤسس لوضع حلول لكل المشكلات العالقة التي تؤدي إلى تخفيف التشنج في الشارع وعلى مستوى القاعدة.

  هل كنت تعتقد أن النائب سعد الحريري سيستغني عن الوزير محسن دلول ليرشحك مكانه في دائرة زحلة?

  في الحقيقة, ما كنت أعلم إذا كان النائب الحريري, قد يستغني عن الوزير دلول, ولكن ما كنت أعرفه أن النائب سعد الحريري, مصمم على التغيير, وهو ماضٍ في هذا المشروع. ويريد أن يضخ دماً جديداً على أسس وقواعد واضحة, وعندما ترشحت دعم هذا الترشيح, وكنت مرتكزاً على قناعتي بالتغيير, لأنه يريد دماً جديداً في المجلس النيابي, ويريد ترجمة مبادئ "14 آذار" بمنأى عن أي التباس.

  بعد خسارة "14 آذار" للنائب باسم السبع في بعبدا, يمكن القول: إنك النائب الشيعي الوحيد من أصحاب المواقف المعاكسة لسياسة "حزب الله" وحركة "أمل". لماذا قررت أن تغرد خارج السرب وتبحر عكس التيار?

  أولاً: خسارة النائب السبع, خسارة لمجلس النواب, وليس للنائب السبع نفسه, لأن النائب السبع قيمة مضافة بالنسبة الى مجلس النواب, ولا أعتقد أن خسارته تتعلق بشخصه فقط, أو ب¯"تيار المستقبل", إنه خسارة لمجلس النواب مثله مثل النائب نسيب لحود.

أنا لا أعتبر نفسي أغرد خارج السرب, فإذا كنت تتحدث عن السرب الوطني, فأنا من ضمن السرب الوطني. وإذا كنت تتحدث عن السرب, بالمعنى الطائفي, أجد نفسي, والآخرين يغردون خارج الطائفة. وإذا كنا نتحدث عن فقه الإمام علي, والإمام الحسين, إلا إذا كان التشيع له صفات جديدة, أما إذا كنا ننظر الى هذا الموضوع من منطلق أكثرية وأقلية, فأنا لا أنظر إلى الأمر من هذا المنطلق, الإمام الحسين كان معه واحد وسبعون من أصحابه وكان معه الحق. وكلمة الإمام علي الشهيرة "لله درك يا حق ما أبقيت لي من صديق", الفكر الشيعي لم يقم ولا مرة على الأكثرية, بالمعنى الفكري الشيعي لا أعتبر نفسي خارج السرب.

  ما الانطباع السياسي الذي تكون لديك بعد معركة زحلة, وهل كنت تخشى عدم النجاح في الانتخابات?

  لم أخشَ الفشل, وقلت قبل الانتخابات إذا كانت زحلة ستحسم الأكثرية, فالأكثرية محسومة, لأن زحلة ضربت في ثلاثة مفاصل أساسية. وتحديداً الشريحة المسيحية, التي تعدل كفة الميزان. هذه الشريحة المسيحية في زحلة وفي كل لبنان ترتبط بالوطن بعمقها الوطني والطائفي, رئاسة الجمهورية, الجيش والكنيسة.

فريق "8 آذار", هاجم رأس الكنيسة بشراسة, ضرب الجيش, في 23 يناير عام 2007, وفي السابع من مايو 2008, وسعت الى الحفاظ على الفراغ في رئاسة الجمهورية. وهذه هي العناصر الأساسية, التي يقوم عليها الوعي المسيحي, والوعي المسيحي الزحلاوي خصوصاً. فلماذا سيكون الرأي العام المسيحي في زحلة مع "8 آذار"? فمن الطبيعي أن يكون إلى جانب "14 آذار" وسيعلم 8" آذار" درساً لن تنساه بعد الثقة التي منحها إياها الناخب الزحلاوي في انتخابات 2005 فذهب إلى المقلب الآخر, وهذه الثقة لن يمنحه إياها مرة جديدة.

  كل منطقة في لبنان تتأثر بزعيم سياسي, وفي مدينة زحلة توجد زعامة تقليدية لآل سكاف, كيف ترى زحلة من دون الوزير ايلي سكاف?

  لا أرى زحلة من دون ايلي سكاف, فهو ما زال في زحلة. وهو يقرر إذا كان سيبقى في المشهد الزحلاوي, أم سيخرج منه, وليس بالضرورة أن من يخرج من مجلس النواب, يخرج من مدينته أو من زعامته أو من حضوره. إلا إذا قرر أن ينتحر سياسياً, زحلة ما زالت فيها كل المقومات, ولا يزال الوزير سكاف ركيزة أساسية وعنصراً مساعداً وديناميكياً, ونأمل أن نتعاون معه, لما فيه مصلحة زحلة والبقاع الأوسط من دون إلغاء أحد.

  لقد رشحك البعض من نواب "14 آذار" لرئاسة مجلس النواب ضد الرئيس نبيه بري, لأنهم يطالبونه بضمانات عدم إقفال مجلس النواب مرة جديدة, وهو يرفض هكذا شروط, ما  الضمانات التي تطالبون بها? وهل أنت مرشح لرئاسة المجلس?

    الرئيس بري في أكثرية المفاصل تعاطى بسلبية مع قوى 14" آذار". ومن الطبيعي أن يرد هذا الجزء من "14 آذار" على الرئيس بري بالطريقة نفسها.

على المستوى الشخصي حركة "أمل" لم تمنحني صوتاً واحداً, على العكس جرى تخويني في المناطق الموجود فيها, وحاربوا ترشيحي. وعلى المستوى الشخصي, لم يقدم لي الرئيس بري الذي أحترمه, أي شيء, إلا التخوين من بعض جماعته.

على مستوى منطقة البقاع, هذه المنطقة محرومة من كل الخدمات, والرئيس بري يتحمل مسؤولية حرمانها, وفي البقاع مثل شهير: "وبري تحول من رئيس حركة المحرومين إلى رئيس الحارمين", وكل من اقترع لي, سألني عن هذا الأمر, إذا كنت سأنتخبه أم لا?

على المستوى الوطني, أقفل مجلس النواب, وشارك في 7 مايو, وهناك خلافات معه في الكثير من المفاصل السياسية لذلك أنا أعتبر نفسي معنياً بإطلاق صرخة في وجه الرئيس بري.

كما أن إقفال المجلس النيابي كان إساءة للرئيس بري ولحركة "أمل" وللشيعة, قبل أن يكون إساءة للجسم الوطني. والسابع من مايو كان وصمة في تاريخ الذين "نفذوه", يجب إلغاؤها وإلغاء مفاعيلها, ويجب إعادة نقض تجربتها, وتقديم توضيح, لمن تعرضوا للإهانات في ذلك التاريخ.

وكل ما يمكنني من رفع هذه الصرخة بأعلى صوتي وبأفضل طريقة ومن دون إساءة, أو أذى وطني, وأمني سأفعل ذلك.

  إذا رُشحت لرئاسة المجلس من "حزب الكتائب" و"القوات اللبنانية", و"تيار المستقبل" لا يؤيد هذا الترشح, هل تخالف إرادة "تيار المستقبل"?

  لست عضواً في "تيار المستقبل", بغض النظر عمن يرشحني لرئاسة المجلس. أنا أحتكم إلى ما يمليه علي ضميري, وما تمليه علي إرادة الناخب الذي انتخبني, وعندما سئلت عن هذا الموضوع, أجبت بقناعاتي التي التقت مع قناعاتهم, فلن أخالف لا قناعاتي, ولن أخون إرادة من انتخبني, يبقى ل¯"القوات" رأيها, ل¯"حزب الكتائب" رأيه. ولفريق "14 آذار" رأيه ولي رأيي الخاص بما لا يؤدي إلى ضرب وتقويض الوضع الأمني في البلد, ولا تقويض "14 آذار", ولكن بما لا يمنعني من أن أسجل موقفي المبدئي والسياسي الذي أراه مناسباً.

  برأيك ماذا تغير بالرئيس بري في هذه المرحلة?

  آمل أن يتحسن أداء الرئيس بري, لأن الظروف التي أنتجت ما قبل 7 مايو و7 مايو تغيرت إقليمياً وداخلياً, ولا يمكن أن تتغير هذه الظروف ليبقى الرئيس بري بالطريقة نفسها, والأداء ذاته.

ولكن لا شيء يمنع أن يتكرر ما حصل, لابد من وضع أسس قائمة على توضيح من الرئيس بري, وشرح وجهة نظره وبرنامجه للمرحلة المقبلة وإذا لم يقدم جردة حساب, لماذا يضع على رئيس الجمهورية شروطاً وطنية, وتوضع على رئاسة الحكومة شروط وطنية?

لماذا الرئيس بري لا يقبل بهذه الشروط? ولماذا لا يقبل بهذه الأجندة الوطنية التي قبل بها كل الرؤساء? هل أصبح الرئيس بري ملكاً متوجاً في مجلس النواب? أنا لا أعتقد ذلك... لماذا يتم الحديث بسلبية وتخوين, عندما يترشح أي شخص من الطائفة الشيعية ضد الرئيس بري? هل الرئيس بري ملك على الطائفة الشيعية أيضاً? لا... لا هو ملك على الطائفة الشيعية ولا هو ملك على مجلس النواب. لذلك, هو يحمل بعداً شيعياً وبعداً وطنياً. وهذا يعني أنه مطلوب منه أن يقدم ما عليه تجاه ناخبيه وتجاه ناخبي الأكثرية.

ولا يجوز أن يضرب بعرض الحائط هذه الأكثرية وجمهورها. وأخيراً... لقد آن للرئيس بري أن ينتخب لمرة واحدة. لقد مضى عليه في رئاسة المجلس كل هذه السنوات, وكانت تأتي عليه عن طريق المبايعة, أو شبه التعيين. آن له لمرة واحدة أن يُنتخب. والانتخاب يدار بين مجموعة, وليس من شخص واحد. ومن المفيد له أن ينتخب. وهو على رأس السلطة التشريعية التي تحمي الديموقراطية... لأن مجيئه الى رئاسة المجلس, من دون انتخاب أمر معيب بحقه وبحق رئاسة المجلس وبحق اللبنانيين أن يبايع كما تبايع الأنظمة الديكتاتورية. وهذا أمر مفيد له وللحياة الديمقراطية اللبنانية.

  يُحكى عن مقايضة بين الأكثرية والمعارضة بشأن تأييد الرئيس بري لرئاسة المجلس مقابل تسمية المعارضة للنائب الحريري لرئاسة الحكومة, فما رأيك بذلك?

  لا أتوقع مقايضة بين رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس. الأكثرية هي التي تسمي رئيس الحكومة, وهي التي تنتخب رئيس المجلس. لا يمكن أن يقايض الرئيس بري على شيء لا يملكه. رئاسة مجلس الوزراء ليست بيده ليقايض عليها. هي بيد الأكثرية, والأكثرية لا يمكن أن تفاوض على شيء هو ملكها. أتوقع قيام تسوية بغض النظر عن الاعتبارات الطائفية والوطنية.

الاعتبار الطائفي يرشح الرئيس بري, والاعتبار الوطني يرشح النائب الحريري لرئاسة الحكومة.

هذه التسوية تقوم على مبادئ وشروط ومستلزمات, كما وضعت على رئيس الجمهورية في الدوحة, وعلى رئاسة الحكومة. فلا مشكلة لو وضعت أمام الرئيس بري. وهو بارع في صناعة التسويات فيدخل بحياكة هذه التسوية, وإلا ستذهب الأمور باتجاه الشد والجذب.

وفي المحصلة يجب أن يكون الإخراج ديمقراطياً, ولن نسير كما في الماضي بالطريقة التي تقول: "أغمض عينيك وامشِ" يجب أن نفتح أعيننا وعقلنا, كي نرى أفضل ونتصرف بعقلانية أكثر.

  هل توافق على شرط الثلث المعطل الذي عادت بعض أطراف المعارضة لتتحدث عنه?

  عندما تطالب بالثلث المعطل, تسقط عنها صفة المعارضة, ليصبح عندنا مسخ معارضة ومسخ سلطة, الثلث المعطل يضعنا أمام حكومة مسَّخ, ومجلس نواب مسَّخ, وموالاة مسَّخ. نحن نريد معارضة مكتملة النمو, ليصبح مجلس نواب مكتمل النمو وحكومة مكتملة النمو, ودولة قابلة للحياة.

بتقديري إذا أرادت المعارضة أن تكون معارضة عليها أن تعارض, وإذا شاركت يجب أن تشارك رمزياً, لا أن تكون شريكاً في التعطيل وفي الوقت عينه شريكاً في السلطة. لأنها لا تستطيع أن تمارس دور المعارضة. وهذا يشل المعارضة ويشل السلطة في الوقت نفسه. عطلنا الحكومة وعطلنا المعارضة. وهذا خطر على التركيب الديمقراطي في البلد. يجب تشكيل حكومة تتحمل مسؤوليتها الأكثرية, ومعارضة تتحمل مسؤوليتها المعارضة. ومن هذا المنطلق يجب أن يكون لرئيس الجمهورية وللمعارضة الثلث الضامن. وعند المفاصل الوطنية يستخدم رئيس الجمهورية الثلث الضامن لمنع الانفجار والفتنة, ويسير أمور الناس.

  هل توافق على ترؤس النائب سعد الحريري للحكومة?

  أعتقد أن ترؤس النائب سعد الحريري للحكومة هو ثمرة ما حصل في هذه الانتخابات وما قبلها, وأنا أعتقد, أن فريق"14 آذار" متشوق وجمهور "8 آذار" راغب. جمهور "8 آذار" راغب لأنه يريد أن يحكم زعيم الأكثرية مباشرة ويتحمل مسؤولياته الوطنية. وجمهور"14 آذار" يريد لرئيس الأكثرية أن يحكم ويتحمل المسؤولية. من هنا نكون جمعنا الزعامة ورئاسة الحكومة. فيكون الأصيل حاضراً بشكل مباشر وتصبح الأمور بشكل أفضل من خلال علاقاته الداخلية والدولية. ويمكن للنائب سعد الحريري أن يحسن من أداء الحكومة, وأن يحسن من قدرة الغرب على مساعدة المجتمع اللبناني. وقدرة العالم العربي على المساعدة ولكن المهم أن لا نضع العصي في دواليب حكومة النائب سعد الحريري, ليتسنى له السير بالعجلة الاقتصادية والتنموية, وعلاقات لبنان بمحيطه بشكل أفضل. وإذا كان النائب سعد الحريري على رأس الحكومة اللبنانية, فهو الأقدر على صناعة علاقات ممتازة مع سورية وحقيقية وواقعية, وهو الأقدر أيضاً على مواجهة المد الإسرائيلي كما واجهه والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعلاقاته الدولية والعربية وثقله الشعبي.

  كيف يمكن للنائب الحريري ترؤس الحكومة وهناك قطيعة بينه وبين سورية, خصوصاً وأن هناك اتهاماً سياسياً يحمل سورية مسؤولية اغتيال الرئيس الحريري?

  لكن النائب سعد الحريري أعلن أنه يفصل بين المحكمة الدولية والعلاقات اللبنانية-السورية, عندما نتعاطى من دولة لدولة شيء, وعندما نتعاطى مع المحكمة الدولية شيء آخر, وبرأيي أنه ميز علاقة لبنان بسورية وعلاقة عائلة الرئيس الحريري بالمحكمة الدولية عبر سورية, وإذا كانت سورية تعتقد بأنها ليست ضالعة بهذه الجريمة, ستتعاطى مع لبنان كل لبنان. وستتعاطى مع النائب سعد الحريري بطريقة مختلفة, كما تعاطت معه في السابق. وأعتقد ان النائب الحريري سيتعاطى بطريقة مختلفة, تؤدي إلى تحسين العلاقات بين الدولتين, من دون أن تمس بقضية الرئيس الحريري وبالمحكمة الدولية وبالسيادة اللبنانية ومن دون أن تجرح بالدولة السورية, وهذا يحتاج إلى جرأة من الجانب السوري, وإلى إقدام وإلى انفتاح وإلى تعاون مع لبنان ومع المحكمة الدولية لقيام علاقات سورية-لبنانية سليمة.

  هل تتوقع أن ترى النائب الحريري في قصر المهاجرين قبل أن تقول المحكمة الدولية كلمتها في جريمة اغتيال والده?

  لا أتوقع زيارات, ولكن, أقول: إن سعد الحريري قادر على صناعة علاقات أفضل مع سورية, من دون أن يكون في قصر المهاجرين, أو أن يلتقي بالرئيس بشار الأسد, والدليل على ذلك أن الرئيس بشار الأسد حتى عندما ذهب إليه الرئيس فؤاد السنيورة بغطاء كامل من النائب سعد الحريري, تعامل معه بسلبية أثناء الزيارة, فساءت العلاقات, ولم تكن زيارة الرئيس السنيورة لتصنع علاقات جيدة مع سورية. ولا عدم زيارته لتؤثر بسلبية في هذه العلاقات.

والرئيس حافظ الأسد لم يزر لبنان يوماً, ولكن كانت العلاقات مع لبنان بأفضل ما يكون, كما كان يصفها الرئيس الأسد شخصياً, كان يقول لبنان وسورية شعب واحد في بلدين.

قضية العلاقات بين الدول لا تصنعها الزيارات, العلاقات تقوم على التعاطي الإيجابي وأحياناً تأتي الزيارات فولكلورية كما قد تأتي الزيارات لتسيء للعلاقات.

  ما تعليقك على كلام الامين العام ل¯ "حزب الله" وهجومه على البطريرك صفير?

  هذه قراءة السيد حسن نصر الله, ومن حقه أن يقرأ في مواقف البطريرك صفير السياسية ما هو مناسب ويسجل ملاحظاته.

المهم أيضاً أن يقبل جمهور السيد حسن نصر الله الملاحظات التي تسجل على موقف السيد حسن نصر الله, حتى يكون هناك نوعاً من التوازن. من حق كل زعيم سياسي أن ينتقد الموقف السياسي لأي زعيم آخر, حتى ولو كان البطريرك صفير, شرط أن يكون قابلاً هو للانتقاد, وأن يكون الانتقاد قائماً على أرضية وطنية.

  وُجهت انتقادات كثيرة للصوت الشيعي الذي ذهب باتجاه واحد, وتحديداً دعم أحزاب المعارضة, وخصوصاً "التيار الوطني الحر" من جزين إلى جبيل, برأيك هذه الظاهرة هل تخدم مصالح الطائفة الشيعية?

  من حيث المبدأ, الصوت الشيعي اصطف كما الاصطفافات الأخرى, كل طائفة اصطفت, فاصطف الصوت الشيعي, وبالتالي أنا أفهم الاصطفاف بهذه الطريقة, مضافاً إليه واقع وقدرة "حزب الله" المادية والمعنوية للتأثير في هذا الاصطفاف بوجه الاصطفاف الدرزي والسني, باستثناء الواقع المسيحي الذي هو واقع صحي. ولكن أيضاً كما أشار السيد حسن نصر الله هناك لدى السنة 30 في المئة مقابل 70 في المئة, ولدى الدروز النائب وليد جنبلاط حرص أن يترك مقعداً شاغراً للنائب طلال أرسلان, والنائب الحريري حرص على التعاون مع تمام سلام والرئيس ميقاتي, وكل هذه الحيثيات الموجودة التي تختلف معه, بينما لم يقدر "حزب الله" وحركة "أمل" أن يتحملا الرئيس حسين الحسيني.

بإضافة إلى النسبة العالية في الاصطفاف الشيعي "90 و95" في المئة بطريقة أكبر بكثير من الاصطفاف الموجود لدى الطوائف الأخرى, وكلما اشتد الاصطفاف, كان أسوأ للمصطف وكلما خف الاصطفاف, كان الوضع أفضل اصطفافاً من هذا النوع لدى الطائفة الشيعية لا يخدمها ولا يخدم لبنان خصوصاً وأنه الاصطفاف الأكبر بتاريخ لبنان وبرأيي هذا يعود لعوامل كثيرة, منها حرب يوليو عام 2006 وقدرة "حزب الله" وسلاحه الذي أمن هذه الهيبة, ولو لم يستخدم, بالإضافة إلى قدرته المالية والتنظيمية.

وبالمحصلة فإن التشرنق داخل الطوائف يؤدي إلى تكاثر الأمراض داخل الشرنقة, ولا يوجد حصن أغلق على نفسه إلا وأصيب بالهريان من داخله.

أتمنى أن يتحسن وضع كل الطوائف في لبنان تلافياً للمزيد من تمزيق الطوائف, لأن تكتل الطوائف يسيء إلى التكتلات الوطنية, وأتمنى للطائفة الشيعية أن تخرج من هذا الاصطفاف الحاد, الذي يسيء لتاريخها ولحاضرها ومستقبلها, ويضعها في موقع وكأنها ضرر الوطن. في الطائفة السنية الأقليات تتصرف بحرية, أما في الطائفة الشيعية تحاصر, وتخون وهي أقلية جداً ضئيلة. وهذا لا يبشر بالخير لمستقبل الطائفة الشيعية, يجب العمل على معالجته بأسرع طريقة من ضمن فكر الإمام موسى الصدر وفكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين وفكر الشيخ عبد الأمير قبلان الذي يختلف عن الواقع الشيعي ولنؤسس للخروج من المأزق الشيعي, وبالمناسبة هذا الاصطفاف لا ينتمي إلى عمق وسيرة أهل البيت وأئمة أهل الشيعة.

  كيف تفسر تراجع شعبية العماد عون أمام تزايد شعبية "القوات اللبنانية" و"الكتائب"?

  العماد ميشال عون اصطدم مع الوجدان والعقل اللبناني المسيحي, وأخذ أكثرية 70 في المئة في انتخابات عام 2005 على قواعد وتصريحات وخطابات خالفها تماماً في الوقت الحاضر. والمجتمع المسيحي استطاع أن يحاسب بسرعة. هناك أماكن تمت فيها المحاسبة بشكل أكبر مثل زحلة, وأماكن بشكل أقل مثل جبيل-كسروان وبعبدا, وأعتقد أن إذا استمر العماد عون بهذا الخط التراجعي من 70 في المئة إلى ما دون الخمسين في المئة, دليل على تراجع خطابه السياسي. وأعتقد أنه يمعن بالتراجع عن خطابه بعد أن اصطدم بالكنيسة والجيش وبالوعي المسيحي اللبناني والآخر, ومن ذلك ايضاً تبريره ل¯"حزب الله" استخدام سلاحه خارج إطار الدولة, وبعد الانتخابات أمعن بالخطاب المعارض لما يراه الجمهور المسيحي, فلو جرت الانتخابات بعد شهر من الآن أعتقد أنه سيكون متراجعاً بشكل مرعب.

  كيف قرأت الإفراج عن قاتل الطيار سامر حنا بهذه الطريقة?

  أعتقد ان طبيعة وضع المعتقل في الشرطة العسكرية في سجن للضباط كان خطأً يجب أن يحاسب من فعل ذلك, لأن لا يجوز التمييز لا بين الناس ولا بين السجناء, فإذا كان من المقاومة تحترم مقاومته واعترف "حزب الله" بأن هناك خطأً وتم تسليمه للسلطة اللبنانية, ليتم التعاطي معه على أنه مخطئ مع تقدير تاريخه الجهادي.

إطلاقه بهذه الطريقة تحتاج إلى تبرير قضائي, ويجب أن يحاكم من أطلقه بهذه الطريقة, لأن لا يوجد في لبنان من هو فوق سقف القانون, أهمية القانون أن يكون الجميع تحت سقفه.

في الولايات المتحدة الأميركية حتى رئيس الجمهورية والمحاربين في فيتنام, كانوا يخضعون للقانون. أبطال الحرب في فيتنام, أوقفوا وسجنوا لأنهم افتعلوا مشكلة بحجة أنهم من أبطال الحرب في فيتنام, فجرت محكمتهم, لأن أبطال الحرب, هم لحماية المواطن وليس للاعتداء عليه, يجب محاكمة المسؤول عمن افرج عن مصطفى مقدم, لأن ذلك يمس بهيبة الدولة. وهذا العمل يجب ألا يمر من دون حساب.