المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة أخبار يوم 18 نيسان/2009

إنجيل القدّيس لوقا .45-36:24

وبَينَما هُما يَتَكَلَّمان إِذا بِه يقومُ بَينَهم ويَقولُ لَهم: «السَّلامُ علَيكُم!»فأَخَذَهُمُ الفَزَعُ والخَوفُ وظَنُّوا أَنَّهم يَرَونَ رُوحًا. فقالَ لَهم: «ما بالُكم مُضطَرِبين، ولِمَ ثارَتِ الشُّكوكُ في قُلوبِكم؟ أُنظُروا إِلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي». قالَ هذا وأَراهُم يَدَيهِ قدَمَيه غَيرَ أَنَّهم لم يُصَدِّقوا مِنَ الفَرَحِ وظَلُّوا يَتَعَجَّبون، فقالَ لَهم: «أَعِندَكُم ههُنا ما يُؤكَل؟» فناوَلوهُ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّ. فأَخَذَها وأَكَلَها بِمرأًى مِنهُم. ثُمَّ قالَ لَهم: «ذلك كلامي الَّذي قُلتُه لكم إِذ كُنتُ مَعَكم وهو أَنَّه يَجِبُ أَن يَتِمَّ كُلُّ ما كُتِبَ في شأني، في شَريعَةِ موسى وكُتُبِ الأَنبِياءِ والمَزامير». وحينَئِذٍ فَتحَ أَذْهانَهم لِيَفهَموا الكُتُب،

 

لأن مغامراتهم وأخطاءهم وتفردهم بالقرار حوله إلى حزب قمعي - شمولي

نائب فرنسي يدعو "عقلاء حزب الله" إلى تغيير نصر الله ومعاونيه

باريس - كتب حميد غريافي:السياسة

دعا نائب في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان) "حزب الله" أمس الى "احداث تغييرات جذرية" في رأس هرمه وقيادييه الذين "تجاوزتهم التطورات الداخلية والاقليمية والدولية ومازالوا يعيشون كذبتي انتصاريهما في "اخراج" الاسرائيليين من لبنان بالقوة العام 2000 "وهزيمة" الجيش الاسرائيلي في حرب يوليو ,2006 في الوقت الذي كان لهم فيه تأثير يكاد لا يذكر في قرار الدولة العبرية انهاء "الحزام الامني" والخلاص منه لاسباب اقتصادية اكثر مما كانت اسبابا عسكرية لان الاسرائيليين لم يكونوا يواجهون ذلك العدو القوي الذي يجبرهم فعلا على الانسحاب, ولان قوى الطرفين لم تكن متكافئة بوجود غلبة اسرائيلية شاملة, كما ان الحكومة العبرية حققت في حرب يوليو ما هدفت اليه منها باخلاء جنوب الليطاني بكامله من وجود الميليشيات الايرانية - السورية المسلحة وبالقضاء على 85 في المئة من القوتين العسكريتين الصاروخية والتقليدية لحزب الله كما قضت على بناه الاقتصادية والاجتماعية وانجازاته الاعمارية والتنظيمية التي لم يسترجع بناؤها حتى الآن ولولا مسارعة النظام السوري الى استئناف تهريب الصواريخ والاسلحة للحزب بعد الحرب, عبر حدوده المفتوحة مع لبنان, لكان مصيره مشابها للمصير الذي تعانيه حركة "حماس" الان بسبب عدم قدرتها على استقدام سلاح من خارج حدود غزة لتعويض خسائرها في الحرب الاخيرة".

وقال البرلماني العضو القوي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي في باريس ل¯ "السياسة" امس ان "تقوقع حزب الله داخليا بشكل ضاغط بعد حرب يوليو واضطراره الى التخلي عن ستراتيجية صراعه الاقليمي المسلح مع اسرائيل بعد انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية (يونيفيل) على حدود البلدين وبعمق لبناني كبير, واستدارته لممارسة عرض عضلاته على اللبنانيين وتحويل سلاحه باتجاههم, مرده الى ان قيادته فشلت في التأقلم مع المستجدات منذ انسحاب الجيش العبري من لبنان العام 2000 واخفقت في استغلال"نصرها الموهوم" بالانخراط الفاعل والسلس في الحياة السياسية الداخلية بسبب استمرار اعتمادها على القوة والتهديد بالسلاح بدلا من ان تفعل ذلك بالوسائل الديمقراطية وهذا امر طبيعي ومفهوم, اذ ان مبادئ الديمقراطية لا يمكن ان تلتقي مع حملة السلاح, ولا يمكن لاحد ان يحمل بيد بندقية وباليد الأخرى غصن الزيتون, لان عالم اليوم يتخلى بسرعة عن العنف باتجاه السلام ومن هنا تكمن اسباب الحملة الدولية المستمرة بقوة للقضاء على الارهاب في العالم".

وذكر النائب الفرنسي ان "حسن نصر الله و(نائبه) نعيم قاسم والمجموعة المحيطة بهما ممن يحاول اصحابها وصم انفسهم ب¯ "الجناح السياسي" لحزب الله والذين لم يصلوا الى البرلمان والحكومة اللبنانيين من خلفيات سياسية بل كانوا جميعا من المقاتلين وحاملي السلاح ومتنقبي العنف والارهاب لم يتطوروا فكريا ولا حضاريا ولا ثقافيا منذ تسلمهم زمام القيادة في الحزب قبل نيف وخمسة عشر عاما لذلك هم يرتكبون باستمرار هذه الاخطاء او "الهفوات" المميتة بحق ابناء ملتهم وبحق الشعب اللبناني برمته, وهي كلها اخطاء مبنية على المغامرات اللامحسوبة مثل التسبب في استجلاب الحرب الاسرائيلية المدمرة على لبنان عام 2006 والاعتراف العلني بعدم الخبرة والتقدير عبر مقولة نصر الله "لو كنت اعلم", ثم مغامرة اجتياح بيروت وبعض الجبل في مايو الماضي التي اصابت قيادة الحزب بتشوهات عميقة عزلته كليا عن المجتمع اللبناني المسالم وخصوصا المجتمع السني المعتدل وهي تشوهات لم تفتح عيون العالم وبالاخص العالم العربي ذي الغالبية السنية الطاغية على حقيقة اهداف الحزب ومبادئه ودستوره فحسب, وانما كشفت مرامي ايران من خلفه فأحرجتها وادت الى محاصرتها خوفا من "أحزاب الله" اخرى في الخليج وقلب الامة الاسلامية في مصر وتركيا واقطار اخرى".

ودعا البرلماني الفرنسي "الجناح المتعقل" في "حزب الله" الى "مكاشفة النظام الايراني بالازمات التي يعانيها الحزب في قيادته, وخصوصا بمواقف التفرد التي يتخذها حسن نصر الله وكأنه من قادة الدول القمعية الشمولية ذات الرأس الواحد والقرار الواحد, تمهيدا لاحداث تغييرر جذري في هرم تلك القيادة لاستبدال صورتها العنفية الارهابية بصورة جديدة تقوم على المسالمة واعتماد الاساليب الديمقراطية, خصوصا وان هذا الحزب لن يكون بمقدوره بعد اليوم خوض اي حرب مع اسرائيل من طرفه هو اذا لم تهاجمه هي, كما انه يفقد يوما بعد يوم هيبة سطوته المسلحة على الداخل اللبناني امام الاصرار على تقوية الجيش اللبناني ومده بكل اسباب القوة لبسط سيادته على كامل اراضيه".

وأعرب النائب الفرنسي عن امله "أن تكون اولى خطوات  "المتعقلين" في حزب الله نحو التغيير, منع حسن نصر الله ونائبه ومعظم قياداته السياسية المزعومة, من القاء الخطب واعتماد الرسائل المتلفزة الى الناس من دون اتفاق مسبق على خطوطها العريضة, وان تكون كلها مكتوبة ومدروسة تخفيفا للمغامرات ول¯ "الهفوات" والكبوات المستمرة التي كان اخرها اعتراف نصر الله بتبعية "شبكته" في مصر الى حزبه, وكشفه النقاب تسرعا ليس بوجود واحد فقط من عناصره في تلك الشبكة (سامي شهاب) بل بوجود عشرة اخرين من الحزب معه, وهذه المغالطة التي تنم عن اصابة شخصيته بالغطرسة والعنجهية وبلوثة التفوق بقوة السلاح وجهت سهام العرب والعالم الى ايران التى تسعى الى تحسين سلوكها مع جيرانها في الشرق الاوسط ومع المجتمع الدولي, في محاولة تأكيد صحوتها التي ظهرت معالمها جلية في اخر خطب رئيسها محمود أحمدي نجاد هذا الاسبوع".

 "هآرتس": وساطات لتحقيق المصالحة بين الطرفين

مصدر في "حزب الله": اتهام نصر الله يدخل قضية "خلية مصر" نفقاً مظلماً

 بيروت, تل أبيب - وكالات: كشف مصدر مسؤول في "حزب الله", أمس, أن توجيه الاتهام في قضية الخلية التي ضبطتها السلطات المصرية إلى الأمين العام السيد حسن نصر الله سيدخل الملف "في نفق مظلم لن يضاء بعده بسهولة", في وقت ذكرت مصادر اسرائيلية عن وجود اتصالات سرية بين القاهرة والحزب للمصالحة.

وأوضح المصدر أن "حزب الله ينتظر أن يكتمل المشهد حتى يصار الى التعاطي معه بالطريقة المناسبة", مشيرا إلى أن ما أعلنه نصر الله كان واضحا لجهة تبني المتهم الرئيس في هذه القضية سامي شهاب, نافياً صحة ما اعلنته السلطات المصرية عن تطويق منازل عشرة اشخاص (لبنانيين) تابعين له في سيناء.

وأكد أن "ليس لحزب الله عناصر تنتمي اليه في مصر", مشيراً إلى أن "هؤلاء قد يكونون من الذين تم التعامل معهم "لوجستيا" لقاء أجور مالية عادية وجلهم من المواطنين المصريين الذين وجدوا في هذا العمل مكسباً للرزق والذي لا يتنافى مع ما يؤمنون به وطنيا أو قوميا".

وتساءل المصدر, في تصريحات إلى موقع "لبنان الآن" الالكتروني عن مصير من تم اعتقالهم وما تردد عن اشتباكات حصلت بينهم وبين قوات الأمن المصرية, مشيرا الى أن "هذا الخبر قد غاب فجأة عن متابعات وسائل الإعلام, كما أن أحدا في لبنان لم يعلن أن له إبنًا أو قريبًا من هؤلاء الذين ادعت السلطات المصرية أنها طوقتهم في تلك المنطقة". وتوقع المصدر أن توجه الاتهامات الى قيادات في الحزب لكنه يستبعد أن يصار الى اتهام نصر الله نفسه "لأن من شأن ذلك إدخال القضية في نفق مظلم لن يضاء بعده بسهولة, وقد يؤثر تأثيرا مباشرا على العلاقات بين لبنان ومصر كما على العلاقات بين الأخيرة وبعض الدول العربية, وبذلك تكون القاهرة قد قضت على كل احتمالات عودة العلاقات العربية الى سياقها الطبيعي". ورأى أنه "ليس من السهل على السلطات القضائية, مدنية كانت أم عسكرية, أن تعود عن لائحة اتهامات تكون قد أصدرتها ووجهتها لأي شخص أو جهة, في حين أن تراجعها سيثبت أنها تعمل وفقا لمعايير سياسية ما يفقدها مصداقيتها".

واكد المصدر أن "الحزب قد أعد نفسه لمواجهة سياسية "حامية" لرد ما يساق ضده من اتهامات", معتبرًا أن "للقضية أبعاداً أمنية يجب فصلها عن القضية السياسية التي تحاول مصر استغلالها في أكثر من اتجاه". في سياق متصل, ذكرت صحيفة "هآرتس", الصادرة امس, أن وسطاء عرب يبذلون جهودا لتهدئة حدة الأزمة بين مصر وحزب الله وتحقيق مصالحة بينهما. ونقلت عن مصادر مصرية قولها إن الرئيس المصري حسني مبارك وضع مطالب عدة لتسوية الخلاف بينها اعتذار الحزب والتعبير عن ندمه على المس بالسيادة المصرية واستخدام أراضيها لتنفيذ أعمال غير قانونية وقد تلحق ضررا بالدولة. كذلك يطالب بالحصول على معلومات حول أي ناشط لبناني أو غير لبناني ضالع بقضية خلية "حزب الله" ومحاكمته حتى لو تم ذلك أمام محكمة لبنانية.

 

حزب الله" وراء محاولة اغتيال الجميل ضمن مخطط لإشعال الوضع تحسباً للانتخابات 

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر شديدة الخصوصية ل¯"السياسة", اول من امس, أن "حزب الله" يقف وراء محاولة اغتيال رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل بواسطة السيارة التي ضبطت قرب منزله في بكفيا بجبل لبنان ليل 24 مارس الماضي. وأوضحت ان السيارة من طراز "هوندا" موديل 1986 وتحمل الرقم ب- ,366557 وأنه تم اقتناؤها من قبل "حزب الله" العام 2005 وتسجيلها باسم وليد يوسف غصن, مشيرة الى انها إحدى سيارات عدة اشتراها الحزب لاستخدامها في اغتيالات ضد معارضيه في لبنان. ولفتت إلى ان السيارة نفسها لم تكن معدة لتنفيذ عملية الاغتيال, وأنه تم وضعها بجانب المنزل من أجل مراقبة الاجراءات الأمنية وتصرفات حراس الجميل والطرق التي يتبعونها.ووضعت المصادر هذه المحاولة في خانة التحضيرات التي يعدها "حزب الله" لإشعال الوضع, بعد أن بدأ يشعر ان نتائج الانتخابات النيابية لن تكون وفق ما خطط له مع دمشق وطهران, مشيرة الى أن إشعال الوضع قد يتم قبيل الانتخابات مباشرة من أجل الغائها, أو خلالها من أجل عرقلتها, أو بعدها من أجل التأثير على نتائجها, وذلك وفقا لتقديرات الحزب. واعتبرت أن التصريحات التي أطلقها عدد من مسؤولي "حزب الله" أخيراً حول ضرورة إعادة النظر في "اتفاق الطائف" والمحاصصة السياسية الطائفية, تشير الى الأجندة التي يعمل الحزب وفقها, والى الستراتيجية التي توجه عمله لتغيير شامل للنظام السياسي في لبنان, حتى لو كان ثمن ذلك اندلاع حرب أهلية جديدة محدودة, حسب تقديرات الحزب, بهدف "إحكام سيطرته ومن ورائه سورية وايران على مؤسسات الدولة بقوة السلاح والمال الطاهر". وكشفت المصادر أن هذا التوجه "بات يطغى على تصرفات الحزب بعد أن سيطرت طهران بشكل مطلق على جناحه العسكري, الذي أصبح تحت إدارة قائده الإيراني الجنرال في الحرس الثوري حسن مهدوي".

 

مبارك يرفض لقاء بري ... و"الأقصى" تقطع صلاتها بـ"حزب الله"

بيروت, رام الله - وكالات: ذكرت قناة "أخبار المستقبل" الفضائية اللبنانية, أمس, أن رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب زيارةً إلى مصر للقاء الرئيس حسني مبارك لبحث موضوع شبكة "حزب الله", مشيرة الى أن بري أُبلغ أنه مرحبٌ به في مصر حيث باستطاعته لقاء رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور, نظرًا لكون الرئيس مبارك لديه مواعيد كثيرة وقد لا يستطيع لقاءه. في سياق متصل, أعلنت "كتائب شهداء الأقصى, مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة" أحد الأذرع المسلحة لحركة فتح إنها اتخذت قرارا "لا عودة فيه" بقطع العلاقة التي كانت تربطها ب¯"حزب الله" اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا", امس, عن رسالة وجهتها المجموعة المسلحة التي تتخذ من قطاع غزة مقراً لها للرئيس محمود عباس, أن هذا القرار "جاء بعد الاستناد للقناعات الحركية الفتحاوية, ومن بعدها القناعات الوطنية الفلسطينية", معتبرة أنها "لن تكون أداة فلسطينية في يد غير فلسطينية تعبث بالمصلحة الفلسطينية العليا وعلاقاتها العربية". وأضافت"ما حدث من عبث واختراق للأمن القومي المصري من قبل حزب الله والذي بدوره طلب منا موقفا معلنا ضد ما تتخذه مصر من إجراءات ضده, فرجحنا بذلك المصلحة الفلسطينية البعيدة عن أي تأثير خارجي والعلاقات الفلسطينية, وتحديدا العلاقة مع مصر الشقيقة, باعتبارها بوابة القضية الفلسطينية العادلة فرفضنا اتخاذ أي موقف".

 

اعتقال شقيق الرأس المدبر لجريمة الاعتداء على الجيش

 بيروت - "السياسة": واصل الجيش اللبناني عملياته العسكرية في منطقة بعلبك-الهرمل, أمس, لليوم الخامس على التوالي بحثاً عن مرتكبي جريمة رياق التي أودت بحياة 4 من جنوده. وبعد الانتشار العسكري والمداهمات التي حصلت في المناطق التي يشتبه بأن المجرمين التجأوا إليها, سيما في السلسلتين الشرقية والغربية, قامت وحدات الجيش بتخفيف الحواجز والإجراءات العسكرية في منطقة الشراونة, لكنها أبقت على النقاط الهامة والرئيسة في محيط مدينة بعلبك. وأكدت مصادر أمنية ل¯"وكالة الأنباء المركزية" ان الجيش احرز تقدما في تحديد بقعة معينة يجري العمل ضمنها بالتعاون مع الجميع وبعيداً من اي تعميم أو خروج عن الخطة المرسومة, مستبعدة ان تكون اي جهة في المنطقة قد ساهمت في ايواء منفذي الاعتداء, ومؤكدة ان كل الجهات السياسية والحزبية المعنية اعلنت مساندتها الجيش واستعدادها لتقديم كل ما يساعده. وكشفت المصادر ان الجيش اعتقل شقيق الرأس المدبر للجريمة, في بلده الدار الواسعة بعد تطويق عسكري واسع, اضافة الى نحو عشرين شخصا, مطلوبين بقضايا اخرى, منهم مطلوب من آل يزبك في حوش بردى متهما بقتل مجند في الجيش.

 

كندا تعتقل إيرانياً حاول تهريب معدات نووية

 أوتاوا - رويترز: اعتقلت الشرطة الكندية, أمس, الايراني محمود ياديجاري بتهمة محاولة إرسال معدات تستخدم في التكنولوجيا النووية إلى ايران.

وأوضح مفتش الشرطة غريغ جونسون في مؤتمر صحافي, أن ياديجاري المقيم في تورنتو, حاول الحصول على محولات ضغط تستخدم في تصنيع اليورانيوم المخصب, ولكن يمكن أن تكون لها استخدامات عسكرية, مشيرا الى أن "الوجهة المعلنة لهذه المواد كانت دبي في الامارات العربية المتحدة, إلا أن الشرطة الكندية لديها أدلة تدعم الاعتقاد بأن الوجهة النهائية هي إيران".

 

اشتراط عون توجيه دعوة منفردة له افشل مبادرتها الكويت تتحيّن الفرصة لتتحرك ثانية على خط المصالحة المسيحية بعد تجاوب الجميّل وجعجع وزيارتهما لها بدعوة من اميرها

المركزية – ترصد المراجع الديبلوماسية العربية والاجنبية بكثير من الاهتمام الحركة الانتخابية على الساحة اللبنانية وتتابع ببالغ من الاهمية ادق تفاصيلها على الساحة المسيحية التي تختصر المعركة الانتخابية مسارا وتوجها ونتائج وتختزن في ما ستفرزه الثقل المرجح او "بيضة القبان" في معرفة لمَن ستكون الغلبة او الاكثرية للفريقين المتنافسين في ما يعرف اليوم بالموالاة والمعارضة.

وتكشف المراجع في هذا السياق عن اهتمام عربي بما يجري على الساحة المسيحية من خلافات بين قادتها برز الى السطح خلال مؤتمر الدوحة وما قبله على اعتبار ان الانطلاق الى مصالحة لبنانية – لبنانية ناجزة وناجحة لا بد وأن يرتكز الى مصالحة مسيحية – مسيحية يؤسس اتمامها لصياغة مستقبلية للبنان الغد. وتقول ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي عمل على اخراج مؤتمر الدوحة وانجاحه بالتعاون مع بعض القيادات والاطراف العربية والاجنبية في حينه أدرك هذه الثابتة او الحقيقة وسعى لبلوغ بعض جوانبها من خلال جمع بعض القيادات السميحية التي شاركت في مؤتمر الدوحة الا ان التركيز على انجاح المصالحة اللبنانية – اللبنانية جاء آنذاك ناقصا في الجانب المسيحي واقتصر على الجانب المسلم من التركيبة اللبنانية من غير ان يطاول الجانب المسيحي.

وان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وعد في المشاورات العربية – العربية التي رافقت مؤتمر الدوحة وعقبته بالعمل على هذا الخط منطلقا الى ذلك من صلاته الجيدة مع القوى اللبنانية المختلفة المواقع السياسية والدينية التي اقامها خلال توليه منصب وزير الخارجية لسنوات طويلة.

وان الشيخ صباح دعا بالفعل عددا من القيادات المسيحية اللبنانية الى زيارة الكويت، وان زيارة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع جاءت في هذا السياق الى الكويت منذ شهر تقريبا. وكذلك كانت الزيارة التي قام بها ايضا رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل للكويت.

وان أمير الكويت قام بمسعاه من أجل عقد المصالحة المسيحية – المسيحية بتنسيق مع الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، الذي أبدى كل دعم لهذه الخطوة وأعرب عن استعداده لأي مساعدة قد تفضي الى نجاح هذا المسعى. وان القيادة السورية كانت على اطلاع على التحرك الكويتي هذا ولم تعترض على ذلك لا بل هي أيدته في المبدأ والظاهر على الاقل.

الا ان زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون – والكلام للمراجع – رفض في حينه زيارة الكويت في الفترة نفسها التي كان جعجع والجميل موجودين فيها بالكويت، وان عون طالب المسؤولين الكويتيين عبر من تولى الاتصال به من البعثة الديبلوماسية العاملة في بيروت بدعوته منفردا الامر الذي أجهض المسعى الكويتي الذي بات يجد صعوبة أكثر في إتمام وتحقيق ما يسعى اليه كلما اشتدت المنافسة الانتخابية على الساحة المسيحية واقترب موعد اجراء الاستحقاق في السابع من شهر حزيران المقبل. وتختم المراجع بالتأكيد انه اذا كانت الظروف الراهنة التي فرضها الجو الانتخابي لا تبدو ملائمة راهناً لمثل هذه المصالحة فان الكويت اميراً وقيادة لا تعتبر انها فشلت في إتمام هذه الخطوة لا بل هي ترى في تعثرها دافعاً لتحيّن ظروف افضل بعد الانتخابات النيابية التي سوف تشكل محطة فاصلة بالنسبة للمكوّن اللبناني وقادته وخصوصا على الجانب المسيحي.

 

ملف مصر – حزب الله الى مزيد من التأزم وموقف مرتقب لنصرالله استمرار المساعي لحلحلة العقد وانفراجات مرتقبة على خط التعيينات والاسبوع المقبل يرسم المعالم شبه النهائية للمشهد الانتخابي بكاملـه

المركزية - تعيش الساحة السياسية هدوءا حذرا يفترض ان يستمر حتى انتهاء عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبّع التقويم الشرقي،اذ نشطت الاتصالات واللقاءات البعيدة من الاضواء مع تسارع وتيرة الاحداث الامنية والسياسية، في وقت يتنامى فيه السجال السياسي والاعلامي على خطي مصر وايران على خلفية الازمة المستجدة بين القاهرة وحزب الله. ورغم الحديث عن مساع لاحتواء هذه الازمة وتداعياتها لوحظ اليوم ان مصر واصلت حملتها على الحزب واعدة بكشف المزيد من المفاجآت فيما كشفت معلومات لـ"المركزية"ان العمل جار في الاتجاهات كافة وان المساعي الحميدة التي يبذلها بعض الاشخاص والجهات والاصدقاء المشتركون لم تهدأ لكن لا نتيجة ملموسة حتى اللحظة.

وعلم في هذا السياق ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وفي اطار اطلالاته الدورية سيتحدث في وقت قريب لتحديد المسار في قضايا عدة مطروحة سياسيا وانتخابيا والاضاءة على عدد من المستجدات.

انتخابيا : وفي الشق الانتخابي يتوقع ان يشهد الاسبوع المقبل محطات بارزة مع اقفال باب سحب التراشيح يوم الاربعاء المقبل في وزارة الداخلية لترتسم المعالم شبه النهائية التي سيرسو عليها المشهد الانتخابي.

عقد في الضفتين: فعلى خط الاتصالات لحل العقد الانتخابية بين الرئيس نبيه بري والنائب العماد ميشال عون توقفت الاتصالات راهنا بانتظار عودة عون من زيارته الى روسيا فيما اكدت مصادر عاملة على خط المعالجات لـ"المركزية"ان الامور وعلى رغم صعوبتها يجب ان تتبلور منتصف الاسبوع المقبل.

اما في بيروت فلا تزال عقدة "القوات"- الارمن في دائرة بيروت الاولى تراوح مكانها بعدما سمت القوات مرشحا ارمنيا هو ريشار كيومجيان الامر الذي لم يتلقفه نواب بيروت الارمن بارتياح وابدوا اصرارا على ان تعهد تسمية النائب الارمني الى الارمن وليس الى اي طرف اخر .وفي هذا الاطار لفت اليوم تصريح للنائب الارمني سيرج طور سركيسيان الذي اكد مضيه في الترشح عن الدائرة الاولى ،فيما اكدت مصادر قواتية ل"المركزية " ان لا عودة عن ترشيح كيومجيان الذي يشهد تاريخه على نضاله وتضحياته في الاشرفية ،غير انها اوضحت الى ان المسألة تعالج بهدوء داخل 14 اذار والامور ستتجه حكما نحو الحل في وقت قريب.

وبين العقد والحلول تبقى لائحة 14 اذار في كسروان موضع اخذ ورد في ظل عدم حصول تقدم واضح على خط التحالف مع المستقلين بحيث تبدي اوساط في الغالبية تخوفها من الوصول الى حائط مسدود والاضطرار تاليا الى تأليف لائحة ثالثة تضعف حظوظ الطرفين بالفوز.

جبيل :وافادت المعلومات أنّ المفاوضات الجارية لِتشكيل لائحة موحّدة مؤلفة من 14 آذار ومستقلّين في جبيل، لن تبصر النور قبل 22 نيسان، الموعد المحدد من قبل وزارة الداخلية لسحب التراشيح.

الجبل: وفي عالية افيد ان لائحة 14 آذار أنجزت وستعلن قريبا،وباتت أسماء اعضاء اللائحة معروفة .

وعلمت المركزية ان اجتماعات مكثفة تعقد بين الماكينات الانتخابية لعدد من الاحزاب داخل 14 اذار لتنسيق التعاون والعمل في الانتخابات وكان أخرها اجتماع عقد بين مرشح الكتائب في عاليه فادي الهبر وألبير كوستنيان منسق الانتخابات في حزب الكتائب في مقر الماكينة الانتخابية للحزب التقدمي الاشتراكي في بعقلين وكان تأكيد على خطة واضحة لتوحيد عمل الماكينات وترتيب الامور، كما علم انه يجري الترتيب لاجتماع يعقد مطلع الاسبوع المقبل لنواب عاليه، تنظمه الماكينة الانتخابية لمرشح الكتائب تأكيدا على التفاهم ولإزالة بعض الشكوك التي تولدت بفعل بعض الخطابات اخيراً وتبديد ردّات الفعل السلبية اثرها، وتاليا التعهد بالالتزامات داخل 14 آذار في المناطق كافة. الى ذلك، اكدت مصادر في الغالبية انه تم صرف النظر عن لقاء كان سيعقد مساء اليوم لاقطاب 14 آذار في ضوء الحلحلة التي طرأت من خلال حركة الاتصالات الثنائية والموفدين بحيث لم يعد من موجب لعقد مثل هذا اللقاء في هذه المرحلة.

زحلة: اما في زحلة، وفيما تبدو لائحة الغالبية في مرحلتها شبه النهائية بعدما حسمت معظم الاسماء باستثناء اسم المرشح الشيعي المتأرجح بين النائب السابق محسن دلول والزميل عقاب صقر ،اوضحت مصادر في المعارضة ان ولادة اللائحة تبقى رهن التوافق على المرشح للمقعد السني بحيث تعلن فور تحديده.

صيدا: وفي صيدا التي وصلها اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبدأ لقاءاته مع وجهاء وفاعليات المدينة تبدو الامور واضحة تماما والتوجهات محسومة ولاسيما بعدما تم التعويض على الجماعة الاسلامية بمقعد في الشمال بحيث سيبت مصير التحالف بين الجماعة وتيار المستقبل في الساعات الـ24 المقبلة.

طرابلس: وفي طرابلس رجحت أوساط مطلعة ان تعلن لائحة التحالف بين الحريري – ميقاتي والصفدي بمن فيهم مرشح الكتائب سامر سعادة منتصف الاسبوع المقبل بعدما أصبح الاتفاق شبه نهائي، وألمحت في جانب متصل الى امكان سحب بعض الترشيحات في المنطقة لان "ما رسم قد رسم والالتزامات والتحالفات يجب ان تنفذ. حلحلة في التعيينات: اما على المستويى السياسي، فلفت المراقبين الزيارات المتتالية امس لعدد من القيادات الى القصر الجمهوري بحيث استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفد نواب حزب الله ثم رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري.

وفيما نفت اوساط متابعة ان يكون الحديث تناول مسألة الازمة على خط مصر – حزب الله اوضحت ان اللقاءين مع حزب الله والحريري ركزا على الشؤون الداخلية وفي مقدمها الاعتداء على الجيش والعمليات التي ينفذها في بعلبك ومحيطها مرورا بالموازنة وضرورة الاسراع في اقرارها علما ان لا معطيات جديدة طرأت من شأنها حلحلة العقد، وصولا الى التعيينات ولا سيما المجلس الدستوري بحيث يرجح ان تشهد جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل تطورا على هذا المستوى خصوصا ان العقدة وفق ما اكدت الاوساط لـ"المركزية" تنحصر باسم المرشح الماروني الذي لا يزال موضع تجاذب بين بعض الاطراف. غير ان هذه الاوساط اشارت الى امكان تخطي هذه العقبة نظرا لحراجة الموضوع والوقت الداهم المتبقي قبل 7 حزيران موعد العملية الانتخابية.

 

دعوى لإلغاء بث قناة المنار واتهامات جديدة و5 متهمين آخرين في قضية حزب الله

الجمهورية 

 ذكرت صحيفة "الجمهورية" المصرية أن أجهزة الأمن المصرية ألقت القبض على خمسة متهمين مصريين وفلسطينيين جدد في قضية تنظيم حزب الله الإرهابي ليصل عدد المتهمين إلى 30 متهماً وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول أنه تم إضافة اتهامات جديدة للمتهمين من بينها إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار والتأثير على الاقتصاد الوطني، وتدريب عناصر من الخارج على إعداد مواد متفجرة للقيام بأعمال عدائية داخل الأراضي المصرية. وكشفت التحقيقات أن المتهم الأول محمد يوسف منصور المعروف باسم سامي شهاب طلب من المتهم الثاني "أبوعمر" شراء 200 كيلو جرام متفجرات لتهريبها إلى فلسطين. وانتهت نيابة أمن الدولة العليا من استجواب 20 من المتهمين ومواجهتهم بالأدلة والمعلومات.

من ناحية أخرى أقام أحد المحامين دعوى أمام مجلس الدولة يطالب فيها بإلغاء بث قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله بعد القبض على التنظيم. وأنها تبث أخباراً غير حقيقية عن مصر وتخالف ميثاق الشرف الإعلامي. وأكد السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في حديث لمجلة الوطن العربي التي تصدر في باريس أن السلوك الإيراني في المنطقة يتجه لإزكاء الخلافات وتعبئة المواجهات خاصة فيما يتعلق بالنزاع العربي الإسرائيلي. وتقوم بأعمال تصادمية بعيدة عن أي استقرار.

وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب الدكتور مصطفى الفقي أن قضية خلية حزب الله في مصر مشكلة جديدة وتحد يضاف إلى وضع عربي مؤسف فيه ما يكفيه من الأزمات الطاحنة وأن الوضع العربي لم يكن في حاجة إلى مشكلة جديدة.

وقال الفقي لبرنامج "كلام مسؤول" إن هناك استقطاباً إقليمياً حاداً لا يختلف عليه أحد. من إيران وإلى جانبها بعض الدول. وإنه ليس سراً أن العلاقات غير وثيقة بين القاهرة وطهران مشدداً على أن كشف خلية حزب الله في مصر "أمر مؤسف".

وأشار الفقي إلى أن الشعب المصري تحمس لنصر الله في تموز 2006 ولكن نصر الله كشف عن عدم إخلاصه لمصر وشعبها في أحداث غزة الأخيرة ووجه انتقادات ظالمة دون أن يكلف نفسه عناء النظر إلى مواقف مصر التاريخية التي لا تخفي على أحد تجاه الفلسطينيين باعتبارها السند الحقيقي للمقاومة الفلسطينية.

وفي سياق متصل، استنكر شباب أحزاب الوطني والتجمع والوفد جرائم حسن نصر الله أمين عام حزب الله وأدانوا التصرفات الحمقاء لإيران في المنطقة مؤكدين ضرورة محاكمة نصر الله مع المتهمين المقبوض عليهم في مصر.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 17 نيسان 2009

النهار

تجري اتصالات بعيدة من الاضواء من اجل عقد لقاء بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وهل من الافضل عقده قبل الانتخابات او بعدها.

تم الاتفاق بين اركان قوى 8 آذار على ان يعلن العماد ميشال عون اللوائح الانتخابية التي تعنيه من مقره في الرابية كي يكون مسؤولا عن تشكيلها امام الرأي العام المسيحي.

استغربت مراجع مسؤولة ابتعاد البعض عن حقيقة ملابسات الاعتداء الاخير على الجيش و"الخروج عن الموضوع" الى شؤون أخرى.

السفير

أُلغي احتفال لبناني ـ دولي في الجنوب على خلفية كلام منسوب في إحدى المجلات لقائد إحدى كتائب "اليونيفيل" ويصف فيه مطلقي الصواريخ على الإسرائيليين خلال "حرب تموز" بأنهم "حمقى"!

ضجت أوساط زعيم سياسي بارز في الموالاة بعد الكلام الذي أدلى به أحد "صقور" المحللين في الموالاة أمام حشد نسائي في أحد فنادق العاصمة وتضمن دعوة الى التسلح في سياق خطاب تحريضي مذهبي مباشر.

قال النائب ميشال المر إنه مستعد لأن يكون شريكاً في أي تحالف مع ميشال عون لكنه لا يرضى ان يعامله كعسكري في تكتل التغيير!

المستقبل

حسمت قيادة دولة مجاورة المنافسة على مقعد نيابي في البقاع بين مسؤول حزبي حالي وآخر سابق لمصلحة الثاني.

قرّر حزب فاعل دعم مرشح من طائفته يتبع تنظيميا لتيار حليف في منطقة قريبة من بيروت.

لاحظ معنيون في منطقة بقاعية،بأن تدخل دولة مجاورة في تفاصيل الانتخابات شهد في الآونة الاخيرة "تطوراً" ملموساً.. تمثل بتدبير لقاءات شعبية موسعة للحلفاء ومناصريهم على أرضها!.

الشرق

معلومات تحدثت عن لقاء عاصف بين سياسيين من الاكثرية على خلفية التباين الحاصل بالنسبة الى ترشيح حزبيين غير مؤهلين لخوض انتخابات ناجحة؟!

ديبلوماسي اجنبي خفف كثيرا من جولاته على سياسيين من طائفته بعدما تناولته وسائل الاعلام على اساسس انه مع جهات معينة في الانتخابات؟؟

وزير معارض استبعد حصول تغيير في تحالفه مع سياسي مستقل على رغم تأكيد مصادر مطلعة "ان الامور بين الاثنين سائرة الى فك ارتباط"!

 

البطريرك صفير استقبل المرشح فائق يونس

وطنية - 17/4/2009 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، بعد ظهر اليوم نقيب الاطباء السابق فائق يونس، الذي قدم اليه التهاني بالاعياد، ووضعه في اجواء ترشحه عن المقعد الماروني في دائرة البترون

 

البطريرك صفير التقى مرشحين عرضوا له واقع الحال الانتخابي: نأمل ان يصل الى الندوة البرلمانية الاكفاء والاجدر لخدمة وطنهم

للناخب دور كبير في اختيار من يمثله ويعبر عن تطلعاته وطموحاته

النائب طورسركيسيان: المقعد نيابي لن يسبب خلافا وخللا في وحدة 14 آذار

وطنية -17/4/2009 أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير امام زواره الذين عرضوا له واقع الحال الانتخابي في دوائرهم المختلفة، في "ان يصل الى الندوة البرلمانية الاكفاء والاجدر لخدمة وطنهم"، مشيرا الى "ان للناخب دورا كبيرا في اختيار من يمثله، ويعبر عن تطلعاته وطموحاته".

فقد،استقبل البطريرك صفير النائب سيرج طورسركيسيان الذي جاء معايدا، وعرض معه الاوضاع العامة في البلاد.

بعد اللقاء، اشار النائب طورسركيسيان الى "انه لم يتطرق مع غبطته لموضوع الانتخابات النيابية، بل تطرقنا الى امور اكثر عملية تخص المواطنين، وخصوصا موضوع المغتربين والمقيمين في الخارج، حيث سلمت لغبطته نسخة عن اقتراح قانون تقدمت به الى مجلس النواب منذ ثلاثة اشهر تقريبا يتعلق بإعفاء المغتربين والمقيمين في الخارج من رسم التسجيل العقاري". اضاف: "هناك حديث عن ان الاكثرية تقاطع جلسات مجلس النواب وتعطلها، فيما الحقيقة ان الاكثرية مستمرة في العمل النيابي وبالاقتراحات المنتجة خلافا لرأي الآخرين المصرين على اقتراحات غير منتجة، بل اقتراحات فيها نوع من الفولكلور الانتخابي، فالاقتراح الذي تقدمت به يفيد المغتربين كثيرا لان المغترب لا يمكنه العيش فقط باعطائه الجنسية، كما لا يمكنك تشجيعه للمجيء الى لبنان بمجرد اعطائه الحق بالاقتراع في سنة 2013".

وعن رأيه في ان يكون اول الفائزين في انتخابات ال 2009 ارمني؟

قال: "هذا يفرحني كثيرا، لكنني حزين من ناحية اخرى، اذ كنت أصر على ان تكون هناك انتخابات على الاقل، ويكون لدينا مرشح آخر، كنت أتمنى ان يكون لدينا مرشح من القوى الارمنية المنضوية تحت 14 آذار".

وعن رأيه بالمرشح الارمني القواتي؟

أجاب: "لا بأس فيه، ولكن في النهاية انا ما زلت مصرا على ترشيحي ومستمرا في الانتخابات حتى النهاية، حيث القرار الاخير في هذا الموضوع وغيرها من المواضيع لقوى 14 آذار".

سئل: وفي حال قررت قوى 14 آذار سحب ترشيحك هل تلتزم؟

أجاب: "انا التزم بترشحي حتى النهاية ولن أتراجع، لانني مصر على قضيتي وأعرف ماذا فعلت، وموجود على الارض، ولست غريبا عن المنطقة وخصوصا ان اهالي بيروت مصرون علي".

سئل: اين وحدة 14 آذار؟

أجاب: "وحدة 14 آذار موجودة على الاصعدة كافة، والمقعد النيابي لن يخلف 14 آذار ويتسبب بخلل في وحدتها، نحن موحدون ومصرون على خوض الانتخابات معا ويدا بيد".

سئل:من سيفوز برأيك؟

فرد: على صعيد كل لبنان أم على الصعيد الشخصي".

قيل له: على الصعيد الشخصي؟

أجاب: "انا أحب الفوز ومصر عليه".

سئل: هل لديكم أمل بالفوز على كل لبنان؟

أجاب: "على كل لبنان؟ اصبح الموضوع أكبر مني، ونحن نصر ايضا على الفوز بكل لبنان لان موضوع الاكثرية "شغلة مهمة"، اذ دون الاكثرية لا يمكنك التغيير، فاذا لم نستفد من الاكثرية في الفترة السابقة، اعتقد انه بامكاننا الافادة منها لاحقا".

سئل:احد الاطراف المسيحية في قوى 14 آذار يقول اننا اذا أردنا بناء دولة فيجب ان لا يعود احد من الاكثرية الحالية، فما رأيك بهذا القول؟

أجاب: "شعار جميل، انه شعار انتخابي ولا يزعجني، القصة ليست هكذا، بل هي معقدة اكثر من ذلك. للاكثرية دورها وللاقلية دورها ايضا في المجتمع اللبناني".

مرشحو الشوف

وكان البطريرك صفير التقى المرشحين عن دائرة الشوف في كتلة التغيير والاصلاح وهم: انطوان البستاني، بهاء عبد الخالق، عبدو منذر وناصيف القزي الذي قال بعد اللقاء: "جئنا لتقديم التهاني بالعيد لصاحب الغبطة البطريرك صفير، الذي حملنا بدوره تمنياته لاهل الجبل، وخصوصا للذين لم يعودوا بعد من اهل الجبل، وقد تمنى غبطته ان تستقر الاوضاع في لبنان وان تعود الى سابق عهدها وان نبني معا في الجبل لبنان كما كان، وان نعيش في الجبل معا بانفتاح وشراكة".

وعما اذا كانوا مرتاحين للاجواء والتحضيرات الانتخابية في الشوف؟

أجاب: "نعم، فالاجواء ديموقراطية على الرغم من بعض العثرات والاعتداءات التي تعرضنا لها على مستوى التيار الوطني الحر حيث أحرقت سيارة المنسق في التيار كما أحرق لنا مركز منذ يومين في بلدة مزبود، نحن نعتبر هذا العمل غير مسؤول ونطالب الاجهزة الامنية بكشف الفاعلين ونسعى للفوز. وأولى اهدافنا ان نعيد التوازن السياسي في البلد وفي الشوف، ولا أتحدث عن العودة على المستوى المسيحي فقط بل على مستوى جميع ابناء الجبل. وفي الجبل ثمة خلل سياسي منذ عقود، ونحن نطمح لعودة التوازن السياسي الى الجبل كما نطمح لصحة التمثيل طبعا،اضافة الى مشروعنا السياسي المعروف. فنحن اصحاب مشروع سياسي متكامل على مستوى بناء الدولة وعلى مستوى القضية الاجتماعية".

حزب الاتحاد

بعدها، زار وفد قيادة حزب الاتحاد (الحركة التصحيحية) المؤلف من رئيس الحزب حسن شلحة واعضاء المكتب السياسي محمد عز الدين، الدكتور محمد الل ومحمد حمود البطريرك صفير بهدف تقديم التهنئة بمناسبة عيد الفصح المجيد.

وبعد اللقاء، ادلى شلحة بتصريح، قال فيها: "زرنا صاحب الغبطة كقيادة للحركة التصحيحية في حزب الاتحاد لتقديم التهنئة لغبطته بمناسبة عيد الفصح المجيد، كما وضعناه في الظروف والدوافع التي أدت الى قيام الحركة التصحيحية لمواجهة نهج الفساد الذي عممه عبد الرحيم مراد في الحزب والمؤسسات التربوية والاجتماعية، وأكدنا لغبطته تأييدنا لدوره الوطني الجامع، وشددنا على أهمية دعم هذا النهج المعتدل وأهمية وقوف كافة القوى السياسية المسيحية والاسلامية الى جانب هذا النهج الذي يؤكده ويعلنه البطريرك يوميا. وتأتي زيارتنا لبكركي بعد زيارة قمنا بها منذ يومين لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد راغب قباني، حيث أبدينا خشيتنا من التهييج السياسي والطائفي والمذهبي الذي يرافق الاستحقاق الانتخابي، ومما يؤسف له ان اجواء التوتر والتشنج هي صناعة لبنانية تنتجها أغلب القيادات السياسية بهدف كسب مقعد نيابي في هذه الدائرة او تلك. ولذلك اقترحنا على سماحة المفتي وعلى غبطة البطريرك صفير ان تلتقي القيادات الروحية عبر قمة تعقد في اقرب وقت للاسهام في وقف أجواء التشنج والتوتر الناتجة عن تنافس القيادات السياسية في موسم الانتخابات، فهذه الاجواء باتت تهدد الاستقرار في لبنان ما يلحق الضرر بجميع اللبنانيين، وخصوصا بموسم الاصطياف، كما يمكن ان تهدد اجراء الانتخابات اللبنانية".

ومن الزوار ايضا النائب يوسف خليل، الوزير السابق الياس حنا، نقيب المحامين السابق سليم الاسطا، المرشح عن المقعد الشيعي في قضاء جبيل حكمت الحج، المرشح المستقل عن دائرة زغرتا المحامي يوسف عبيد والمحامي انطوان زخيا صفير.

 

لقاء بين رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" وسعيد في البيت المركزي

وطنية - 17/4/2009 استقبل رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون، في البيت المركزي- السوديكو، منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار المرشح عن المقعد الماروني في جبيل الدكتور فارس سعيد، وضم اللقاء نائب رئيس الحزب روبير الخوري ومفوض جبيل في الحزب ميشال طربيه.

بعد اللقاء تحدث سعيد، فقال: "تشرفت بزيارة البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار بصفتين: الاولى كوني ممثلا للامانة العامة ل14 اذار، وكانت مناسبة لاستعراض معالم المعركة الانتخابية على الساحة اللبنانية مع ركن اساسي ومؤسس لقوى 14 اذار ومع حزب قدم تضحيات كبيرة جدا في مراحل صعبة من تاريخ لبنان، وهذا الحزب له اليوم مرشحون في مناطق حساسة جدا في جبل لبنان، ونأمل ان يصل صوت المرشحين الى الندوة البرلمانية لان وجود اشخاص مثل دوري شمعون والياس ابو عاصي تحت قبة البرلمان هو اضافة ايجابية لمصلحة بناء لبنان وبناء الدولة، لان عنوان معركتنا هو العبور الى الدولة. والصفة الثانية التي ازور بها حزب الوطنيين الاحرار اليوم هو كوني مرشحا عن دائرة جبيل من قبل قوى 14 اذار، ومن الطبيعي ان ازور البيت المركزي لحزب الوطنيين الاحرار واتكلم مع الاركان الاساسيين في هذا الحزب في منطقة جبيل في حضور الرئيس دوري شمعون. وهنا لا بد ان اذكر بالحضور الفاعل للوطنيين الاحرار في جبيل والذي كان دائما عاملا موحدا في المنطقة وله دور ايجابي".

من جهته، رحب شمعون بسعيد، وقال: "نحن والدكتور سعيد في نضال مشترك في سبيل سيادة لبنان واستقلاله منذ زمن طويل. وفي هذا السياق عملنا على تأليف مجموعة خيارها واضح وهو اعادة بناء الدولة في لبنان، وهذا هو العنوان الكبير لمعركتنا الانتخابية وهنا اطلب من كل المحازبين ومن كل اعضاء 14 اذار وضع كل جهودهم لربح المعركة في جبيل كما في سائر المناطق اللبنانية".

وردا على سؤال عن موعد تشكيل لوائح 14 اذار، قال الدكتور سعيد "انه موضوع تكتيك انتخابي اكثر مما هو موضوع ترتيب داخلي في الانتخابات"، وكرر "ان المعركة الانتخابية تتوقف على الصوت المسيحي، وهذا الصوت سينقل لبنان اما خطوة اضافية باتجاه بناء الدولة القوية واما باتجاه دولة ضمن الدولة، وهذه الدولة تتحكم بالحكومة الشرعية وتفرض عليها خياراتها وقراراتها".

وقال: "معركتنا من اجل استيعاب كل اللبنانيين بمن فيهم حزب الله تحت سقف الدولة اللبنانية وداخلها، وذلك وفقا للدستور اللبناني الذي دافعنا عنه، ونتيجة المعركة الانتخابية تحدد المسار الجديد بعد 7 حزيران، فإما الانتهاء من صيغة المناصفة المنصوص عنها في الطائف والانتقال الى صيغة المثالثة التي بدأ يبشرنا بها الفريق الاخر، واما متابعة مسيرة بناء الدولة والتزام اتفاق الطائف الذي كفل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين كيفما كانت الغالبية العددية".

وقال رئيس الاحرار ردا على سؤال: "نحن لسنا ضد اي لقاء بين الزعماء اللبنانيين، واللقاء المرتقب بين الاستاذ وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله لا يعني ابدا تحالفهما، ولكنه بالتأكيد يعمل على ترطيب الاجواء الانتخابية". ونفى شمعون "اي خلاف مع النائب جورج عدوان".

على صعيد اخر، رأى شمعون "انه لا يوجد اي مبرر لعمل شبكة حزب الله داخل الاراضي المصرية، وحزب الله ارتكب خطأ لا يغفر بالاساءة الى العلاقة مع مصر لان الدولة المصرية وخلال تاريخنا المعاصر كانت دائما تقف الى جانب لبنان الدولة السيدة المستقلة".

 

الوزير لحود أعلن عزوفه عن الترشح للانتخابات

وطنية - 17/4/2009 أصدر رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" الوزير نسيب لحود البيان الآتي: "في 15 آذار الماضي، عقدت مؤتمرا صحافيا عرضت فيه رؤيتي لادارة المعركة الانتخابية في المتن والمعايير التي يجب اعتمادها في هذه المعركة عموما وفي تأليف اللائحة خصوصا، وذلك استنادا الى قناعاتي وخياراتي وتجربتي السياسية والقيم الاخلاقية والاهداف الوطنية التي أؤمن بها واعمل من اجلها منذ دخولي الى المعترك السياسي والحقل العام، سواء من خلال حركة التجدد الديموقراطي او قبل تأسيسها او سائر الأطر والهيئات التي عملت داخلها. كما قلت انني لن اشارك في اي لائحة انتخابية اذا لم اكن من المساهمين في تأليفها ووضع معاييرها. وبما ان ادارة العملية الانتخابية في المتن وتأليف اللائحة يتمان على قاعدة اعطاء الاولوية لتقاسم الحصص وتحديد الاحجام وعلى حساب المضمون السياسي والاهداف الوطنية المتوخاة من هذه الانتخابات كما يستحق المتن والمتنيون واللبنانيون عموما، لقد قررت عدم المشاركة في هذه اللائحة والعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. انني اعاهد اهلنا في المتن واللبنانيين عموما بمواصلة العمل سوية لتحقيق الاهداف الوطنية والقيم الاخلاقية نفسها الى جانب كل الملتزمين ببناء دولة ديموقراطية عصرية ومجتمع مدني حر ومتعدد ووطن سيد مستقل ومزدهر وتجسيدا لمبادىء انتفاضة الاستقلال وثورة الارز".

 

رئيس الوزراء البلجيكي زار تبنين على رأس وفد: هدف الزيارة خدمة اللبنانيين واحقاق السلام والاستقرار

وطنية -تبنين 17/4/2009 زار رئيس وزراء بلجيكا هيرمان فان رومبوي يرافقه وزير الدفاع بيتر دوكريم وسفير بلجيكا في لبنان يوهان فيركامن ووفد عسكري ومدني رفيع المستوى مدينة تبنين في قضاء بنت جبيل، فاستقبله في المستشفى الحكومي النائب علي بزي باسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس ادارة المستشفى الحكومي الدكتور محمد حمادة، الهيئة الادارية والطبية، عدد من فاعليات البلدة وممثل مجلس التعاون البلجيكي للتنمية فريدريك هارزيل.

بعد استقباله بباقات الورود والنشيدين الوطني اللبناني والبلجيكي، رحب رئيس المستشفى الدكتور حمادة برئيس الوزراء والوفد المرافق وشكر له ولبلاده وللكتيبة المساهمة المميزة للمستشفى الحكومي.

وألقى النائب بزي كلمة شكر في مستهلها باسم الرئيس بري واهالي الجنوب لرئيس الوزراء والوفد المرافق على الالتفاتة الطبية والكريمة، وقال:" انها ليست الزيارة الاولى التي يأتي بها قيادي من بلجيكا الى لبنان والى بلدة تبنين خصوصا، وهذا ما يدل على عمق العلاقة الطيبة القائمة بين الطرفين وخصوصا المساهمات من الناحيتين الامنية والتنموية التي قدمتها دولة بلجيكا لتعزيز الامن الاجتماعي الذي يصب في خدمة الاستقرار العام".

وجدد النائب بزي تقديم التعازي "بالجنود البلجيكيين الذين استشهدوا من جراء القنابل العنقودية في تأدية واجبهم الانساني".

الرئيس فان رومبوي

بدوره شكر رئيس الوزراء البلجيكي حفاوة الاستقبال والترحيب، مشيرا الى ان "هدف الزيارة هي لخدمة اللبنانيين ولإحقاق السلام والاستقرار".

وقال:" من دون السلام لا شيء ممكن في الحياة، وللتأكيد على إعادة تكملة إعمار مستشفى تبنين الحكومي بالاضافة الى تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات لانشاء اعمال اخرى"، مؤكدا ان "مهمة كتيبة بلاده العاملة في اطار "اليونيفيل" لخدمة السلام والشعب اللبناني ستتابع مهامها الموكلة اليها في هذه السنة وفي السنة المقبلة حتى نهاية 2010 "، متمنيا "إنهاء الاعمال في المستشفى بأسرع وقت ممكن، واعدا بالعودة للزيارة في افتتاحها".

بعدها جال رئيس الوزراء والوفد المرافق وممثل الرئيس بري في اقسام المستشفى واطلع على سير العمل في تكملة وإنجاز البناء، وقدم بزي ورئيس المستشفى له وللوزير والسفيردروع تذكارية وتكريمية.

مركز البلدية

ثم انتقل الوفد الى مركز البلدية في السراي الحكومي حيث كان في استقبالهم اعضاء المجلس البلدي والاختياري وفاعليات تربوية واجتماعية ألقى خلالها نائب رئيس البلدية العميد المتقاعد علي فواز باسم المجلس البلدي والمخاتير والفاعليات كلمة نوه "بالدور الخدماتي الذي قامت ولا تزال تقوم به الوحدة البلجيكية وخصوصا عملها في نزع الالغام والقنابل العنقودية وباسعاف مئات اللبنانيين من ابناء المنطقة والمساهمة الحالية في تطوير وتجهيز مستشفى تبنين الحكومي، شاكرا له وللوفد الزيارة وجميع الاعمال التي تقدم لمساعدة الشعب الجنوبي".

ورد رئيس الوزراء البلجيكي بالشكر "للمجلس البلدي والمجتمع الاهلي وللعلاقة الطيبة مع كتيبة بلاده، مؤكداان هذه الكتيبة موجودة لخدمة السلام ولتأمين الامن عبر فريق الالغام وخدمة الاهالي".

ثم تبادل الطرفان الهدايا التكريمية.

واختتمت الجولة في باحة النصب التذكاري للضحايا البلجيكيين الثلاثة الذين قضوا في حادث سير في السابع من آذار مارس 2007 في بلدة كفرشوبا في القطاع الشرقي، حيث وضع رئيس الوزراء ورئيس البلدية أكاليل من الورد على النصب التذكاري واستمع الى نبذة عن حياة الشهداء الثلاثة قدمها العقيد دي بي روه في الخدمات اللوجستية .

واختتم بلحن موسيقى الموت والتحية العسكرية .

وكان رئيس الوزراء البلجيكي رومبوي والوفد المرافق قد وصل الى مقر كتيبة بلاده في تل العقرب غرب بلدة تبنين على متن طوافة دولية حيث تفقد جنود بلاده ال 370، وكان في استقباله قائد الكتيبة المقدم جاكي كابو وهيئة اركان القيادة والمنسق في "اليونيفيل" فواز فواز. قدمت له ثلة من العسكريين تحية الاستقبال واستمع خلالها الى شرح مفصل عن عمل الكتيبة.

 

لقاء لاعضاء لائحة بعبدا في اقليم القضاء الكتائبي

وطنية - 17/4/2009 عقد في اقليم بعبدا الكتائبي لقاء لاعضاء لائحة بعبدا ضم المرشحين صلاح حنين، صلاح الحركة، الياس أبو عاصي وادمون غاريوس، حضره أيضا المنسق العام للانتخابات في حزب الكتائب ألبير كوستانيان، اضافة الى رئيس اقليم بعبدا موريس الاسمر واللجنة التنفيذية للاقليم ورؤساء الاقسام ورؤساء بلديات ومخاتير وممثل القوات اللبنانية السيد فادي خليفة . وشدد الاسمر على "مصيرية المعركة الانتخابية المقبلة" لافتا الى ان "الماكينة الانتخابية الكتائبية تعمل في شكل جدي في كل اقسام القضاء لتحقيق الفوز في الثامن من حزيران". اما المرشح الكتائبي غابي سمعان الذي اعلن عزوفه عن الترشح لصالح 14 اذار، فطلب من الكتائبيين جميعهم "العمل وكأنه ما زال مرشحا من اجل نجاح المجموعة كاملة وللوصول الى 8 حزيران منتصرين" .

من جهته، اثنى حنين على العمل الموحد مؤكدا أن "المرشحين هم مرشحو القضية. وقال "نحن أمام مرحلة مفصلية ومهمة، فاما الذهاب الى حرب شاملة يريدون من خلالها الغاء اسرائيل أو الذهاب الى الدولة التي تحمي الجميع". وقال :"ان موضوع الغاء اسرائيل عسكريا ليس بقدرتنا السير به لان لبنان ليس بامكانه أن يكون بلد المواجهة الوحيد بقرار ليس قرار شعبه، لا بل بقرار فريق من الفرقاء ومن دون اي دعم عربي". أضاف:"نحن لا نستطيع ان نبقي موضوع حرب تموز سيفا مسلطا على رؤوسنا لأننا لا نستطيع ان نعيش ونجلب الاستثمارات اذا كنا لا نعرف ان كنا سنستفيق في اليوم التالي على قصف ودمار" مشددا انه "علينا ان نعمل اليوم لنكون بمنأى عن خطر الازمة المالية العالمية ولنبقى مصدر ثقة لكل الاستثمارات". وطالب ب"فك اي ارتباط عسكري بين اي من العقائدالايديولوجيات السياسية" داعيا الى "انهاء موضوع السلاح في لبنان ولفت في الوقت عينه الى ضرورة بقاء لبنان منبرا حرا لكل الافكار". وعن سلاح حزب الله قال:"مجرد وجود هذا السلاح ومصادرة القرار يكون هذا السلاح موجها الى الداخل، لأن الديموقراطية تسمح باسقاط الحكومة من خلال مجلس النواب وليس من خلال السلاح".

اما النائب السابق فقال:"نحن نتشارك في قضية عزيزة استشهد من اجلها كثر وهي قضية وطن اسمه لبنان وشعار حلمه منذ أن دخل المعترك السياسي كان بناء وطن لا طائفي وبناء دولة عصرية وليس دولة محاصصة". ودعا الى "الانطلاق من الايمان بالوطن وبدولة حضارية على رغم ضيق سبل العيش فيه" مشيرا الى ان "بعبدا تختزل الكيان اللبناني من خلال التنوع الموجود فيها".

ولفت غاريوس في كلمة الى ان "قضاء بعبدا كان دائما ضحية التناقضات في البلد والصراعات" متحدثا عن "الاهمال الحاصل في المنطقة منذ أيام الحرب" وكاشفا عن "مرجعية انمائية لبعبدا تعمل تحت السقف السيادي والمؤسسات الشرعية والجيش القوي، اضافة الى العمل على انماء المنطقة لكي يتمسك الاهالي باراضيهم ان كان في الجبل او في الساحل". وختم غاريوس "لم يعد هناك بوسطات في بعبدا بل أبناء القضاء هم من سيقرر".

واستذكر أبو عاصي "تضحيات الشهداء بيار الجميل وأنطوان غانم وداني شمعون" مشددا على "ضرورة التمسك بالمبادئ في وطن يشعر فيه الفرد انه مواطن مكتمل المواصفات لا ينقصه شيء". وقال "برنامجنا اليوم يختزله محوران الاول أنه لا خلاص ولا ضمان ولا استمرار ولا بقاء الا بدولة تحتضن كل المواطنين .

والمحور الثاني هو الانماء الضروري لاستقرار الدولة، ومن دون انماء السيادة تبقى رمزية، واليوم عليناان نسعى لتطبيق هذه المبادئ".

 

حزب "الوطنيين الأحرار" دان الاعتداء على الجيش اللبناني: كل محاولة في هذا المجال إجهاض لقيام الدولة القادرة والعادلة

وطنية - 17/4/2009 دان المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون "الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية عموما، والتطاول على أي منهما والتشكيك بصدقيته وفعاليته"، معتبرا "ان كل محاولة في هذا المجال ترمي إلى إجهاض مشروع قيام الدولة القادرة والعادلة، إذ من النافل ان لا دولة من دون قانون ولا قانون من دون ضمانة تطبيق، ولا أمن للمواطن بعيدا من الدولة وقوانينها، ولا مظلة له سواها. إلا أن الحكم والدولة والنظام هيبة تفرضها القوى النظامية المسلحة الشرعية وكل تعرض لهذه الهيبة يعني دك دعائم الدولة ومؤامرة عليها".

ورأى في "تكرار الخروقات الأمنية في الآونة الأخيرة مؤشرا سلبيا بالنسبة إلى الأجواء التي يجب أن تسود مرحلة إعداد الإستحقاق النيابي وتواكبه حتى خواتيمه، مما يرفع منسوب القلق لدى الفئة الأوسع من المواطنين التي ترفض السلاح غير الشرعي وتندد بالعنف كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو للتهويل على الناخبين وترهيبهم. وهذا ما يفرض الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية ودعم السلطات السياسية دعما مطلقا للقضاء على الإرهاب والإجرام واعمال الإخلال بالأمن بما فيها الترهيب الفكري والسياسي، التي إن استمرت ستتسبب بتشتيت القوى العسكرية المولجة أمن العملية الانتخابية التي تجري للمرة الأولى في يوم واحد على مساحة الوطن". واعتبر "ان الاعتداءات بالسلاح سواء طاولت القوى المسلحة اللبنانية أو هدفت إلى تعكير الأجواء لممارسة الضغوط والتهديد كما حصل ويحصل، تتغذى بمنطق الخروج على الشرعية، وإقامة دويلة رديفة حتى لو لم يكن أركانها من داعمي أصحاب هذه الممارسات أو موفري الحماية لهم أو من المدافعين عنهم".

وشدد على "ان النهوض بالوطن لن يحصل من دون تحقيق امور عدة منها حصر السلاح بالدولة وأجهزتها". مؤكدا عدم جدوى أي حوار أو برنامج أو عمل لا يتمحور حول هذا الهدف ويؤدي إلى تحقيقه. وقدم التعازي إلى ذوي الشهداء الذين كانوا ليجدوا عزاء لو قضى أبناؤهم في مواجهة الأعداء الخارجين، سائلين للشهداء الرحمة ولذويهم العزاء، وإلى الجيش اللبناني قيادة وضباطا وأفرادا، ونهنئهم على التضحيات التي يقدمونها بسخاء على مذبح الدفاع عن الوطن والذود عن أبنائه وأمنهم. وطالب بتشديد العقوبة على كل من يتعرض إلى عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي كون استهدافهم يعني النيل من الوطن بأسره.

 

الكتلة الوطنية: نخشى أن يعيش عون مرفّهاً ويبقى مؤيدوه تحت هيمنة "حزب الله"

النهار/رأى حزب الكتلة الوطنية "ان اعتراف حزب الله بتورطه في خرق السيادة المصرية أمر خطير، لما له من دلالات على نيته التوسعية بمد السيطرة الايرانية في كل الدول العربية". وأبدى خشيته من "أن يكون العماد عون الوحيد الضامن عيشة لائقة مع عائلته في مكان آخر بالأموال التي جناها من خلال عمله السياسي وسيبقى مؤيدوه تحت هيمنة "حزب الله"، كما فعل بعد عملية 13 تشرين".

عقدت اللجنة التنفيذية للحزب اجتماعها الأسبوعي برئاسة العميد كارلوس اده وحضور الامين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، وأصدرت البيان الآتي:

"- ان اعتراف حزب الله بتورطه في خرق السيادة المصرية أمر بالغ الخطورة لما له من دلالات على النية التوسعية لهذا الحزب والتي تخطت كل ما يصرح به مسؤولوه وقياديوه من انهم حركة مقاومة لبنانية لا يتخطى دورها حدود وطنها، ففي هذه الخطوة برهن "حزب الله" أنه أداة ايرانية يحارب إسرائيل ضمن الحدود المسموح ايرانيا اللعب على انظمتها. ان الشعب اللبناني مدعو الى قراءة دقيقة لهذا الحدث لان فيه كل الدلائل ان مشروع "حزب الله" هو مشروع كبير يحاول ان يمد السيطرة الايرانية الفارسية في كل الدول العربية، وما التخويف من "الاكثرية السنية" والتي هي عصب الخطاب الانتخابي لحلفاء "حزب الله" الا التمويه اللازم لكي يمرروا مشاريعهم المبيتة، فحركة "حماس" والتي تمثل جزءاً من الاصولية السنية ممولاها الاساسيان بالاسلحة والمال والتدريب هما إيران و"حزب الله"، فمن أفضل من الاسلاميين الاصوليين لكي يلقى ملامة عن خطة يختبئ خلفها مشروع ولاية الفقيه؟ ان عملية حزب الله وخطابه يذكرنا بقول مشؤوم "ان طريق القدس تمر بجونية" واليوم يعود "حزب الله" ليطرح النظرية نفسها وان اختلفت الطرق، فبالنسبة اليه كل شيء متاح فطريق القدس تمر عبر العريش او أماكن أخرى نجهلها. ان مشروع ولاية الفقيه هو الذي يجب ان يخشاه اللبنانيون. وما وثيقة التفاهم التي يرفعها العماد ميشال عون عاليا الا ورقة لا تساوي الحبر المكتوب على سطورها أمام هذا المشروع.

ان التاريخ يشهد ان الثورة الايرانية وصلت الى السلطة بالتعاون مع قوى اليسار وما ان استحكمت بها حتى انقلبت عليهـا وزجّت أفرادها في السجون او تم نفي غالبية قيادييهـا، وهذا ما نخشاه ان يكون العماد عون الوحيد الضامن عيشة لائقة مع عائلته في مكان آخر بالأموال التي جناها من خلال عمله السياسي وسيبقى مؤيدوه تحت هيمنة دولة "حزب الله" كما فعل عندما ترك جيشه وأنصاره تحت الاحتلال السوري بعد عملية 13 تشرين.

- ان إطلاق النار على الجيش اللبناني في البقاع والذي أدى الى استشهاد اربعة من جنوده وجرح ضابط يظهر مدى الثقة والاطمئنان اللذين حظي بهما المسلحون حتى يتجاسروا وينصبوا الكمين لأفراده، واللافت أكثر ما تردد في وسائل الاعلام عن عدم إعطاء الجيش ومده بالمعلومات من وزارة الاتصالات والتي تتيح كشف هذه الجريمة وتعقب منفذيها. ان التأخير وعرقلة عمل سير العدالة مرة اخرى من جانب وزير يعتبر نفسه من دعاة الاصلاح والتغيير أمر بالغ الخطورة ويستدعي تدخلا عاجلا من السلطات والمراجع العليا لمحاسبته ولاجباره على مد الجيش والقوى الامنية المعنية بالمعلومات".

 

استعداداً للدخول في مفاوضات مع أميركا من موقع قوي

سوريا وإيران تمسكان بورقة تعطيل الحكم في لبنان

اميل خوري/ما هو سر إصرار التحالف الشيعي لـ"حزب الله" وحركة "امل" على المشاركة في حكومة ما بعد الانتخابات ايا يكن الفائز فيها بالاكثرية؟ فالرئيس بري يقول ان الديموقراطية التوافقية هي في روح دستور الطائف. والقادة في "حزب الله" يكررون القول ان المعارضة اذا فازت بالاكثرية في الانتخابات فسوف تعرض على الاقلية التي ستتألف منها قوى 14 آذار المشاركة في الحكومة، فاذا رفضت فان عجلة الدولة لن تتوقف اي ان الاكثرية الجديدة سوف تحكم مع من يؤيد سياستها التي على رأسها دعم المقاومة اذ "لا لبنان بدون مقاومة" كما يقول هؤلاء القادة. واذا فازت قوى 14 آذار بالاكثرية فان المعارضة، اي قوى 8 آذار سوف تصر على المشاركة في اي حكومة يتم تشكيلها بحجة منعها من الاستئثار في اتخاذ القرارات.

وفي حديث لنائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اكد: "نحن اقوى الاحزاب اللبنانية وتفاعلنا السياسي يجعل اي حكومة لا يمكنها تجاهلنا. فنحن جزء مهم من الدولة"، واوضح "انه عندما يفوز حزب باغلبية على حزب آخر فلن تكون هناك تغيرات راديكالية في لبنان لان المسارات السياسية في لبنان اصبحت ثابتة ولا سيما بعد فشل الاغلبية البرلمانية الحالية في وضع لبنان تحت السيطرة الاميركية او في خدمة الاجندة الاسرائيلية"... اما حليف التحالف الشيعي العماد ميشال عون فيقول: "اذا اردنا بناء دولة فيجب الا يعود احد من الاكثرية الحالية"، اي انه يريد ان يلغي الآخر ويرفض المشاركة معها اذا عادت اكثرية او اقلية. ومع ان كلا من الرئيس نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" يؤكد تمسكه باتفاق الطائف وان كان عمليا يريد تطبيق اتفاق الدوحة بحيث يصبح الموقت دائما، فان العماد ميشال عون لم يخف ما يضمره بالقول عند زيارته دمشق: "اذا حصلنا على الاغلبية في الانتخابات النيابية المقبلة فسوف نعدل الطائف"...

اوساط سياسية مراقبة ترى في تفسير خلفيات هذه المواقف لبعض اركان قوى 8 آذار المعارضة، انه غير مسموح لهذه القوى ان تتخلى مجانا عن ورقة التعطيل التي في يدها حتى ولو جاءت بها نتائج الانتخابات، بل ينبغي ان تبقى هذه الورقة للضغط والمساومة في يد كل من سوريا وايران، حتى اذا بدأت محادثات الغرب معهما لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، كان للتخلي عن ورقة التعطيل هذه ثمن سواء في الملف النووي الايراني او في ملف العلاقات اللبنانية – السورية.

وقد تكون المحكمة ذات الطابع الدولي بندا اساسيا من بنود تنظيم هذه العلاقات بحيث تكون سوريا مستعدة لان تساعد اي اكثرية يفوز بها اي طرف في الانتخابات النيابية المقبلة، على تنفيذ كل ما هو مطلوب منها تنفيذه من سلاح حزب الله الى سلاح الفلسطينيين داخل المخيمات وخارجها، الى ترسيم الحدود بما فيها حدود مزارع شبعا، الى القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 واعادة النظر بالاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا، ومعاودة السير في مفاوضات السلام مع اسرائيل توصلا الى توقيع اتفاق بينها من جهة وبين سوريا ولبنان من جهة اخرى، على ان يقابل تقديم هذه المساعدة لتنفيذ كل ذلك، اعادة النظر بمسار المحكمة ذات الطابع الدولي بدءا بما ينبغي ان يتضمنه القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

اما ايران فقد سبق لها ان ربطت بين ازمة ملفها النووي وبين حل مشكلات اخرى في لبنان والعراق وافغانستان وفلسطين، كما انها كانت قد طالبت بدمج حزمة الحوافز الغربية التي قدمت لها في الماضي وبين حزمتها التي قدمتها موضحة ان دمج الحزمتين معا يجب ان يكون اساس التفاوض بين طهران والمجتمع الدولي. واعتبر نائب الرئيس الايراني رضا آغا زاده في حينه، ان بدء مفاوضات مع المجتمع الدولي بشأن الملف النووي الايراني قد يؤدي الى "حل الكثير من المشاكل مثل العراق ولبنان وافغانستان"، وقد تقدمت ايران اخيرا بعروض جديدة للدول الست علها تكون صالحة للبحث والتوصل الى حل للملف النووي.

ان هذه المواقف تدل على ان البحث في حل مشكلة الحكم في لبنان بين اكثرية واقلية لا يتم الا بعد الانتخابات النيابية وانتظار نتائجها. فاذا فازت قوى 14 آذار بأكثرية المقاعد فان سوريا وايران ستطلبان من قوى 8 آذار التي تعود اقلية اشتراط اعطائها الثلث المعطل في اي حكومة يتم تشكيلها والا فسوف يتعذر على اي رئيس مكلف التوصل الى تشكيلها لان "التحالف الشيعي سيكرر لعبة مقاطعة المشاركة فيها اذا لم يكن للاقلية المعارضة الثلث المعطل كي تضع لبنان بين خيارين: اما التسليم باعطاء هذا الثلث واما مواجهة ازمة وزارية قد تتحول ازمة حكم لا خروج منها الا بعملية قيصرية لا يعرف احد مضاعفاتها وتداعياتها. واذا فازت قوى 8 آذار بالاكثرية، فان سوريا وايران تصبحان في موقع تفاوضي قوي مع كل من يريد ان يفاوضهما على مشاكل لبنان والمنطقة، فاما يصير اتفاق على حل هذه المشاكل من خلال حكومة هذه الاكثرية في لبنان في مقابل تقديمات متبادلة، ولا يعود تشكيل الحكومات في لبنان يواجه ازمات بين اكثرية واقلية ولا بين تطبيق اتفاق الطائف او اتفاق الدوحة ولا حتى بين ديموقراطية عددية وديموقراطية توافقية، لان الامور تسير في لبنان سيرا طبيعيا، عندما يتم التوصل الى اتفاق بين سوريا وايران من جهة ودول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية من جهة اخرى، او بين اي من هاتين الدولتين بالتنسيق والتفاهم بين بعضهما.

اما اذا لم يتم التوصل الى اتفاق، وظلت سوريا وايران تستخدمان ورقة تعطيل سير الحكم وعجلة الدولة في لبنان لقبض الثمن في الملف النووي وفي المحكمة ذات الطابع الدولي، فان دول الغرب هي التي يعود اليها عندئذ اتخاذ قرار المواجهة او التريث في استخدام العصا الغليظة اذا ما رفضت الجزرة الغربية، التي تشمل حوافز اقتصادية، والا صار التركيز على تشديد العقوبات بعد التحدث مباشرة مع الايرانيين لاختيار ما يريدون تحقيقه بالطريقة الصعبة او بالطريقة السهلة...

كل هذا يجعل الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية سياسيا وامنيا واقتصاديا للبنان وربما للمنطقة ايضا اذا فشلت ديبلوماسية الجزرة.

 

خطر الانشقاق يجبر "حزب الله" على ترشيح الموسوي

موقع تيار المستقبل/أكدت أوساط شيعية مستقلة أن "حزب الله" اضطر الى ترشيح حسين الموسوي عن أحد المقاعد الشيعية الستة في دائرة بعلبك ـ الهرمل رغماً عنه، مشيرة الى أن قيادة الحزب ما كانت لتقدم على مثل هذه الخطوة لولا خطر الانشقاق الذي هدّد اقليم البقاع فيما لو لم تلتزم بالوعود التي قطعتها للموسوي.

وأوضحت الأوساط ان القيادة في الحزب كانت دوماً تعتبر الموسوي خارج التنظيم وأنه يرأس تنظيم حركة "أمل الاسلامية"، وأن العلاقة معه تندرج في سياق التحالفات. وأشارت الأوساط الى أن التنصل الدائم من الموسوي ونفي الحزب لأيّة علاقة تنظيمية معه نابع من ملف الرهائن الغربيين الذي يعود الى حقبة الثمانينيات. ويعتبر الحزب ومن ورائه طهران، أن هذا الملف ثقيل وتبعاته خطيرة لا قدرة له على حملها، لذا لم تجد قيادته مخرجاً من هذا الملف سوى إغداق الوعود على الموسوي، لتعود وتتراجع عنها وتعمل لإرضائه بمسائل أخرى. ومع اختيار القيادة مرشحيها في البقاع حاولت تكرار أفعالها السابقة، لكن عضو شورى "حزب الله" محمد يزبك اتخذ موقفاً متشدداً فرض على القيادة تبني الموسوي، إذ استشعرت قيادة "حزب الله" بأن تهديدات تنظيم البقاع بالتمرد جدية وليست مناورة كما كان الأمر في السابق.

 

نعيم قاسم يستغل الانتخابات للثأر من الحسيني

كتب المحرر السياسي/ موقع تيار المستقبل/

يسود في المحافل السياسية الشيعية النخبوية، انتقاد حاد للطريقة التي تعامل فيها "حزب الله" مع ترشيح الرئيس حسين الحسيني عن احد المقاعد الشيعية في بعلبك على لائحة المعارضة. وكرّس هذا التصرف غير اللائق شعوراً متعاظماً لدى بعض البقاعيين، خصوصا أن الحزب يتقدم بخطوات واسعة في مجال إقفال البيوتات السياسية الشيعية التاريخية، وذلك بطريقة مهينة ولا تحترم التمثيل الاجتماعي والسياسي لهذه الرموز الوطنية. وكشفت أوساط "شمسطارية" تفاصيل وقائع النقاش الذي دار بين قيادة "حزب الله" وبين شخصيات (شيعية) تبرعت لتقريب وجهات النظر بين الحزب والحسيني من أجل الوصول الى نقاط التقاء تسمح بترشحه على لائحة الحزب في بعلبك. وطلب الحسيني من الحزب ان يحترم شخصيته المستقلة وان يكون معه على اللائحة بوصفه رئيساً سابقاً لمجلس النواب وله حيثية سياسية في المنطقة، مرشح آخر. فرد الحزب عليه بأن هناك شروطاً لا تقبل النقاش لقبول ترشحه على لائحته في بعلبك، اهمها ان يكون لوحده وان يوقع وثيقة بأنه سيلتزم بكل القرارات والمواقف التي سيتخذها الحزب بعد الانتخابات. وبالطبع رفض الحسيني هذه المطالب واصفاً اياها بانها مطالب استسلام وليست مطالب انتخابية.

وتساءلت أوساط الحسيني هل طلب الحزب من ميشال عون توقيع مثل هذه الوثيقة عندما أعطاه مقعدين في جزين؟.

وذهبت المصادر الى أعمق من ذلك، وكشفت ان الحزب اراد عبر ادارة طريقة تفاوض مهينة مع الحسيني ايصال رسالة مفادها أن زمن محاسبته على المواقف السابقة قد حان، خصوصا تلك التي اتخذها وكانت محل نقد من "حزب الله" ومن بينها انشاء حركته المدنية وايضا تقديم استقالته من المجلس النيابي ومواقفه التي تدعم قيام الدولة وتدعو الى تعزيز ثقافة دستورية بين الشيعة. وردت المصادر الهوة بين "حزب الله" والحسيني الى الخلاف الشخصي بين الاخير ونائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي يعود الى سنوات عدة خلت، وزاد الطين بلة تعيين الشيخ قاسم مسؤولاً عن ملف الانتخابات فوجد فرصة سانحة لكي يتعامل مع الرئيس الحسيني بأسلوب قاس. واصبح سياق تعامل الحزب غير اللائق مع الحسيني اكثر مدعاة للاستغراب عندما تبين ان "حزب الله" قبل بأن يحل مكانه عن المقعد نفسه الامين القطري السابق لحزب "البعث" السوري عاصم قانصو، علماً ان قبول ترشيح الاخير على هذا المقعد لم يسبقه اية شروط وحصل كرمى عيون ريف دمشق. وتساءلت المصادر عن المعايير التي استعملها "حزب الله" لتفضيل قانصو على الرئيس الحسيني، هل الثقافة السياسية ام الانتماء الى مصالح الطائفة او الوطنية ام المسلكية الشخصية؟. وبموجب كل هذه المقاييس كان الحزب سيختار الحسيني، ولكن يبدو ان المعايير الراهنة المتبعة لانتقاء المرشحين الشيعة على لوائح الحزب هي معايير عرجاء وتخدم فكرة واحدة وهي الحزب او لا احد.

 

مصر ـ حزب الله ـ عون

 موقع تيار المستقبل/

الأزمة بين مصر و"حزب الله" تتفاعل على غير صعيد، وتتّخذ أبعاداً جديدة، لا سيما مع دخول عدد من الدول على هذا الخط. وحكماً فإن الأثر اللبناني لهذا الواقع يندرج في حسابات أكبر من غوغائية بعض الردود أو السجالات السطحية، ويقع في حسابات أكبر من البلد وحجمه. أولى هذه الآثار ان الحزب صار على "لائحة إرهاب" عربية لم تعلن بعد وتحظّر التعاطي مع هذه المؤسسة السياسية التي تبذل جهوداً حثيثة للانخراط أكثر في الواقع السياسي اللبناني، ولمن يرفض هكذا نتيجة عليه أن يراجع ما أعلنته القاهرة عن "وسائل للتضييق" على هذا الحزب. مهما بلغ هذا الصراع من مواقع، أو كيفما انتهى، يبقى أثره الداخلي حاضراً بشدة، وعلى مستويين: الأول يتعلق بالمعنى السياسي للحوار بين القوى اللبنانية ومدى جديته والنتائج المتوخاة منه. في المبدأ، فإن اللبنانيين جميعاً يعرفون المدى الاقليمي للحزب، أو بالأحرى الجذر الاقليمي لهذه المؤسسة السياسية ـ العسكرية ـ الأمنية، لكن ما يحصل الآن يؤكد انها (المؤسسة) تحولت من حزب داخلي الى منظمة لها أبعاد دولية، قد لا يبقى البلد بعيداً عن مؤثراتها طويلاً.

هكذا تثبت الوقائع يومياً أن الحوار كان غير ذي معنى، وأنه لتقطيع الوقت بانتظار المتغيرات الدولية. ومن هنا بالضبط نعرف من كان يراهن على الخارج لإحداث وقائع داخلية يستقوي بها على الداخل وعلى شركائه في الوطن.

أما المستوى الثاني، فهو يتّصل اتصالاً شديداً بـ"ورقة التفاهم" بين "حزب الله" و"التيار العوني"، ذلك ان اعترافات السيد حسن نصرالله عن طبيعة مهمة اللبناني الموقوف في القاهرة، تطرح تساؤلاً جدياً عن مآل البند المتعلق بوظيفة السلاح والذي جاء فيه: إن هذا السلاح وظيفته الدفاع عن لبنان وتحرير الأرض.

وللذكرى فقد صمّ الجنرال ميشال عون آذان اللبنانيين بإنجاز وهمي عن "لبننة" الحزب وتحديد مهام وجود السلاح معه. ما يحصل بين "حزب الله" وبين مصر لا يضيف على الأول أي شيء ولا ينتقص من الثانية شيئاً، لكنه يشكّل خروجاً من هذا الحزب على البيان الوزاري الذي يحدّد مهمة "المقاومة" بتحرير الأراضي اللبنانية بالشراكة مع الجيش والشعب. والحال هذه، فإن لا شيء يمزج المرارة مع السخرية إلا متابعة جنرال الرابية عندما يتحدث عن "لبننة وهمية" لأدوار "حزب الله"، وعن إنجازات تضع البلد في مهب التساؤل عن مصيره، اذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه الآن

 

عمر سليمان يزور إسرائيل الأسبوع المقبل واتصالات سرية بين مصر وحزب الله للمصالحة

يو بي آي/ تل أبيب: ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجمعة أن وزير المخابرات المصري عمر سليمان سيزور إسرائيل الأربعاء المقبل فيما قالت صحيفة هآرتس إن اتصالات سرية جارية بين مصر وحزب الله للمصالحة. وذكرت هآرتس أن وسطاء عرب يبذلون جهودا لتهدئة حدة الأزمة بين مصر وحزب الله وتحقيق مصالحة بينهما في أعقاب اعتقال أفراد خلية تابعة للحزب في مصر واتهامها بالإعداد لتنفيذ هجمات فيها.

ونقلت عن مصادر مصرية قولها إن الرئيس المصري حسني مبارك وضع عدة مطالب لتسوية الخلاف مع حزب الله بينها اعتذار الحزب والتعبير عن ندمه على المس بالسيادة المصرية واستخدام أراضيها لتنفيذ أعمال غير قانونية وقد تلحق ضررا بالدولة. كذلك يطالب مبارك بالحصول على معلومات حول أي ناشط لبناني أو غير لبناني ضالع بقضية خلية حزب الله ومحاكمته حتى لو تم ذلك أمام محكمة لبنانية.

من جهة أخرى ذكرت يديعوت أحرونوت أن وزير المخابرات المصرية عمر سليمان سيقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل يوم الاربعاء المقبل ويلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيري الخارجية أفيغدور ليبرمان والدفاع ايهود باراك ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين وعوفر ديكل المسؤول عن ملف المفاوضات بخصوص الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. وأفادت الصحيفة أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد هو الذي نظم زيارة سليمان لإسرائيل. وتأتي زيارة سليمان وعزمه لقاء ليبرمان في أعقاب تصريحات أطلقها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، خلال مقابلة أجرتها معه الفضائية الروسية الناطقة بالعربية "روسيا اليوم" الأربعاء الماضي، وشدد فيها على أن ليبرمان لن يطأ الأراضي المصرية إذا لم يتراجع عن تصريحاته ضد مصر.

وكان ليبرمان دعا في الماضي إلى قصف السد العالي في مصر وطالب مبارك العام الماضي بزيارة إسرائيل وإن لم يفعل "فليذهب على الجحيم". لكن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قال في مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أنه اتصل مع مسؤولين مصريين في أعقاب تصريحات أبو الغيط وتلقى وعدا بأنه سيسمح لليبرمان بزيارة مصر. ونقلت يديعوت أحرونوت اليوم عن مسؤول مصري أمله بأن "يستغل ليبرمان اللقاء مع سليمان من أجل تصحيح تصريحاته الشديدة ضد مصر وفتح صفحة جديدة". وأضافت أن هدف زيارة سليمان لإسرائيل التعرف على الحكومة الجديدة برئاسة نتنياهو والإعداد لزيارة نتنياهو إلى مصر ولقائه مع مبارك في شرم الشيخ في نهاية شهر أيار/مايو المقبل أو بداية حزيران/يونيو. ونقلت عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين تقديرهم أن زيارة سليمان لإسرائيل تأتي أيضا على خلفية تقارير تحدثت عن تقديم إسرائيل معلومات لمصر ساهمت في تمكن الأخيرة من اعتقال أفراد "خلية حزب الله" وأن الزيارة تدل على الأهمية البالغة التي توليها مصر للتعاون الأمني مع إسرائيل.

 

الأسد: مستعدون لترسيم الحدود باستثناء مزارع شبعا

وكالات/بيروت: أوضح الرئيس السوري بشار الأسد أن "انسحاب الجيش السوري من لبنان على مراحل كان أحد القرارات التي عمل عليها في نهاية التسعينات، وخصوصاً مع انتخاب العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية"، وقال الأسد في حديث إلى صحيفة "الأخبار" الموالية للمعارضة "كنت قد أخذت في الاعتبار أنه أصبح للبنان جيش قوي يستطيع تسلم مسؤولياته الأمنية والعسكرية. لذلك قررت مذّاك تحديد خطوات للانسحاب من لبنان. سوريا خارج لبنان أقوى منها فيه. سوريا تكون قوية مع لبنان قوي، ولنا مصلحة أكيدة بوجود لبنان قوي. نحن لا ندعم حزب الله لأنه فصيل لبناني، بل لكونه مقاومة في وجه إسرائيل".

ورداً على سؤال، قال: "السياسة تجارة ولكنها بأخلاق. نحن مارسنا السياسة على هذا النحو. حسمنا خياراتنا في العلاقة مع المقاومة ومع إيران التي نعتبر علاقتنا بها استراتيجية". وتحدث الأسد عن مؤتمر العلاقات السورية ـ اللبنانية، داعياً إلى إرساء قاعدة قطاعات مشتركة يجري البحث فيها، وقال: "هناك ميزة مشتركة بين سوريا ولبنان هي أن مغتربينا كثر في الخارج، وأحوالهم حيث هم أفضل من أحوالهم في بلادهم. والبلدان متميّزان على مستوى الكفايات. لذا يمكن طرح محور التعاون على مستوى المغتربين"، وشدد على ضرورة إجراء حوار بين قطاعات البلدين.

وقال الأسد: "البعض في لبنان يتحدث عن المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني كأنه صورة للوصاية، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق. أنتم تعلمون أن المجلس لا يعمل كثيراً، ويمكننا إشراكه في الحوارات التي أدعو إليها. وكذلك يمكننا إشراك السفارتين. لكن ينبغي أن يعرف بعض اللبنانيين، خلافاً لما يشيعونه، أننا لا نتمسك ببقاء المجلس الأعلى. أنا مستعد للاستغناء عن المجلس الأعلى إذا طالب اللبنانيون بذلك".

وتابع: "عندما يتحدثون في لبنان عن أن القرارات تحتاج إلى إجماع، فهل هناك إجماع او اتفاق لبناني على إلغاء المجلس الأعلى؟ ليقولوا لنا لا يريدونه فنلغيه، وليقولوا لنا إنهم لا يريدون الاتفاقات فنلغيها، أو يريدون تعديلها فنعدّلها. ليعلم الآخرون أن مصالحنا تستمر في العمل إذا ألغي المجلس الأعلى والاتفاقات، فهي لا تتوقف عليهما. إذا كان اللبنانيون يريدون ذلك، فأنا جاهز".

وعن ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، أوضح الأسد أن "الموضوع المطروح الآن ليس ترسيم الحدود بل تسييس المزارع"، وقال: "نحن مستعدون لترسيم الحدود كلها باستثناء مزارع شبعا، لأن اسرائيل لا تزال تحتلها. طرح هذا الموضوع يصبّ في خدمة إسرائيل. فاتحني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مراراً في الموضوع، وقلت له إنه لا شأن للأمم المتحدة في ترسيم الحدود، وليس لها إلا أن تتبلّغ الترسيم لاحقاً بعد أن يحصل بين البلدين.

الترسيم يجري بين البلدين المعنيين، ثم يرسل بلاغ بذلك إلى الأمم المتحدة لأخذ العلم. هناك حل واحد للترسيم من مراحل ثلاث: انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، ترسيم لبنان وسوريا حدودهما في مزارع شبعا، إعلام الأمم المتحدة بالأمر. إذاً يجب أن يزول الاحتلال أولاً". وتابع: "إرسال ورقة إلى الأمم المتحدة بالترسيم قبل زوال الاحتلال لا يحرج إسرائيل أبداً حيال الغرب، لكونها تلعب على تناقضات اللبنانيين وتحاول استغلالها في ما بينهم، وضد سوريا. هي تحتل لبنان بورقة ترسيم ومن دونها". أما عن مصير المفقودين اللبنانيين لدى سوريا، فقال الأسد: "بعيد انتخابي رئيساً، أفرجت عن 40 موقوفاً لبنانياً من دون طلب من أحد وبمبادرة شخصية. أما الموقوفون حالياً في سوريا فهم بجرم التعامل مع إسرائيل والتجسّس على سوريا، ويخضعون للقوانين السورية، وليس في الإمكان إطلاقهم لأنهم ينفذون أحكاماً قضائية. لكن الموضوع كما يطرحه البعض ويتحدث عن لائحة من 800 مفقود في لبنان يسير في اتجاه معاكس بالادعاء أنهم في سوريا. ماذا أفعل بهم هنا؟ هل أقايض بهم؟ طرح الموضوع غير منطقي". وتابع: "هناك أعداد كبيرة ممّن يقال إنهم في سوريا كانوا قد قتلوا في لبنان. وهم إما في مقابر جماعية في لبنان وإما لم يدخلوا سوريا أبداً. تكلموا عن الموقوفين الـ15 بحكم قضائي في سوريا، وهذا صحيح، وهذه شهادة لسوريا لا ضدها. لكن هل ينبغي أن يُنسى أن الحرب الأهلية نشبت في لبنان لا في سوريا. لذلك يتعيّن التثبّت أولاً من مصيرهم ومكان وجودهم في لبنان قبل اتهام سوريا التي ليس لديها أي معتقل أو موقوف لبناني خارج الأحكام القضائية".

 

هل تصدر القاهرة مذكرة بتوقيف نصرالله ؟

إيلاف/ نجم الهاشم من بيروت:  هل المعركة مفتوحة بين مصر و"حزب الله" أم أن هناك مجالا للتسوية ؟ وما هو المدخل إلى هذه التسوية ؟ لماذا انفجر السجال بهذا الشكل ولماذا انتقل من السياسة إلى القضاء وفتح الملفات ؟ وهل يمكن أن يصل الإدعاء المصري إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ؟ في الأساس لم تكن العلاقة طبيعية بين مصر و"حزب الله". في حرب تموز/ يوليو 2006 كادت أن تنفجر لكنها بقيت تحت المراقبة. كانت مصر بين الدول التي اتهمها الحزب بالمشاركة في التآمر على "المقاومة" بعد اتهامها "حزب الله" بأنه قام بمغامرة غير محسوبة، وهي لم تكن راضية عن حصار "حزب الله" للسرايا الحكومية مقر رئاسة مجلس الوزراء ومطالبته باستقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ويقال إن السفير المصري السابق في لبنان أبلغ الأمين العام لـ"حزب الله" في تلك الأيام ما يشبه الإنذار بأن مصر لن تسمح بسقوط الحكومة ورئيسها.

لكن مصر أدت دورا آخر في مرحلة ما بعد حوادث أيار/مايو 2008 بعد الإشتباكات المذهبية التي وقعت في بيروت وطرابلس والبقاع، وقيل وقتها إن الدور المصري هو البديل من الدور السعودي وأن مصر لا تقبل بدعم الحركات السنية الأصولية في لبنان لتكون الذراع العسكرية للطائفة السنية بدعم من المملكة العربية السعودية بدل "تيار المستقبل" ولتقف في وجه "حزب الله". وزار مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان لبنان ووضعت زيارته تحت هذا العنوان، إلا أن بعضهم حاول القول إن سليمان جاء يحرض ضد "المقاومة"، لكن المسائل لم تتعد هذا الإطار قبل أن تعود وتنفجر بعنف خلال الحرب الإسرائيلية على غزة التي كشفت عمق الهوة التي تفصل "حزب الله" عن مصر، خصوصا أن الرئيس المصري حسني مبارك كان من أول المحذرين من "الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسورية".

في 28 كانون الأول / ديسمبر الماضي شن السيد نصرالله هجوما غير مسبوق على النظام المصري واتهمه بالتعاون مع إسرائيل خلال حرب غزة، واعتبر أن الحصار على غزة مشاركة في العدوان الإسرائيلي، ودعا الشعب المصري والجنود والضباط المصريين إلى الإنتفاض وفتح الحدود. وقتها اعتقد الجميع أن السبب يعود إلى موقف مصر من هذه الحرب، ولم يكن قد تسرب بعد خبر توقيف أحد كوادر الحزب مع أفراد شبكة تابعة له بينما كانوا يقومون بنشاطات تتجاوز السيادة المصرية.

الرد المصري على نصرالله جاء من مواقع رسمية وغير رسمية، فاعتبر وزير الخارجية الدكتور أحمد أبو الغيط أن " هذا الرجل " يريد أن يحول مصر ساحة لمصلحة إيران كما يفعل في لبنان. وفي المقابل توجهت تظاهرات شعبية إلى محيط السفارة المصرية في بيروت وتم رشقها بالحجارة والأحذية الأمر الذي أدى إلى تعزيز الحراسة الأمنية حول السفارة التي كانت في مرحلة الخمسينات والستينات تلعب الدور الأول في صناعة السياسة اللبنانية أيام السفير عبد الحميد غالب.

وسبق أن تلقى السفير السعودي السابق في لبنان عبد العزيز خوجة تهديدات مباشرة غادر بعدها لبنان، وأطلقت النار على سيارة دبلوماسي سعودي في رسالة إلى المملكة السعودية بعد حوادث 7 أيار/ مايو، وسبق أيضا أن تلقت السفارة الكويتية في بيروت إنذارا بوجود قنبلة فيها ولكن لم تكن هناك أي تطورات أكثر من ذلك. وسبق أيضا أن أوقفت السلطات الأردنية ثلاثة كوادر من "حزب الله" كانوا ينقلون صواريخ إلى الأراضي الفلسطينية لكن التدخلات اللاحقة أدت إلى حل المسألة خلال القمة العربية في بيروت عام 2002 وأطلق الموقوفون من دون أن ينفجر الخلاف بين الأردن و"حزب الله". فلماذا حصل الإنفجار بين حزب الله ومصر ؟

لم تسكت مصر عن اتهامات السيد حسن نصرالله واعتبرتها تحريضا للإنقلاب على النظام، والمصالحات العربية التي رافقت مع القمة العربية في الدوحة لم تشمل هذا الملف. وبعد انقضاء القمة جاء الرد عاصفا عبر النيابة العامة المصرية ليظهر جبل الخلافات كبيرا.النائب العام المصري المستشار عبد الحميد محمود اتهم في بيان السيد حسن نصرالله بأنه أصدر شخصيا أوامره إلى من سماه "المسؤول عن وحدة عمليات دول الطوق في الحزب" بغية الإعداد لعمليات عدائية في الأراضي المصرية عقب الخطاب الذي ألقاه نصرالله وهاجم فيه النظام المصري أواخر العام الماضي. وكشفت المعلومات عن توقيف أحد كوادر "حزب الله" سامي شهاب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي وعن "مخطط لتنفيذ اعتداءات ولشراء منازل على الحدود المصرية الفلسطينية ونشر الفكر الشيعي".

بعد الإعلان عن الإتهامات المصرية كان يجب انتظار كلمة "حزب الله"، وجاء الرد من السيد نصرالله بمثابة مرافعة شاملة في هذه "الدعوى" حيث اعترف بأن شهاب ينتمي إلى الحزب وبأنه كان مكلفا مساعدة الشعب الفلسطيني في غزة من أجل كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع. ونفى أن تكون هناك أي مهمة لتنفيذ عمليات أمنية داخل مصر.  كيف تعاملت السلطات المصرية مع هذا الرد ؟ المعلومات الأولية تشير إلى أن السلطات المصرية كانت تنتظر مثل هذا الرد لتستند إلى ما قاله نصرالله وتدعم لائحة الإتهام ضده. فبعض المراجع تعامل مع كلامه على أساس أنه يعترف بما نسب إليه. لذلك اعتبر مراقبون أن هذا الأمر قد يؤخذ دليلا للإدعاء عليه شخصيا خصوصا مع مطالبة عدد من المسؤولين المصريين بذلك، كما أن تسريبات إضافية عن التحقيقات تحدثت عن دور أكبر لـ"حزب الله" يتجاوز دور سامي شهاب وعن أن تحضيرات الحزب للعمل داخل الأراضي المصرية تعود إلى ما قبل مرحلة حرب غزة، وأن تلك الحرب لم تكن سوى محطة فيها.

من هذه المعلومات التي تناقلتها وسائل إعلام مصرية بعد كلام نصرالله، أن المتهمين الذين ألقي القبض عليهم أكدوا مسؤولية قيادات في "حزب الله" عن التورط في مخطط تخريبي كان يشرف عليه المسؤول عن جهاز استخبارات الحزب، من دون أن تسميه. وتحدثت المعلومات عن أن الحزب أرسل إلى مصر قياديا آخر كان يستخدم اسما حركيا وكان معه جواز سفر مزور استخدمه في الدخول إلى مصر " ليقود المخطط التخريبي في البلاد "، ولكن لم يتم التأكيد ما إذا كان هذا القيادي هو شهاب نفسه بحيث يكون استعمل أكثر من صفة وأكثر من اسم.

وتحدثت المعلومات أيضا عن قيادي آخر من الحزب يدعى محمد قبلان، اسمه الحركي محمود أقام في مصر بين 2007 و2008 " للبدء بتجهيز العناصر الإرهابية ورصدهم واستقطابهم حيث اعتمدت خطة الحزب على إرسال العناصر على دفعات لتكون جاهزة لتنفيذ عملياتها في الوقت المحدد " وقد ورد هذا الإسم في محاضر التحقيق التي أجريت مع شهاب وتم نشرها

ولا تتوقف المعلومات عند هذا الحد بل هي تذهب إلى حد اتهام الحزب بأنه قد يكون له علاقة بتفجيرات سيناء والعريش وبأنه قد يكون خطط لخطف يهود في سيناء من دون أن تكون هناك معطيات محددة حول هذه الأمور.وقد تبع ذلك تسريب معلومات حول محاصرة القوات المصرية عشرة لبنانيين في سيناء من دون أن يتأكد هذا الخبر. وفي كل يوم تتأمن معطيات جديدة حول التحقيق الذي يبدو أنه قد يكون متعبا لحزب الله وفي الوقت نفسه قد يكون مريحا بعد البدء بتسريب معلومات عن تراجع المتهم شهاب عن اعترافاته الأولية والقول إن الحزب لم يخطط أبدا للعمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. هل يمكن أن تفاجئ المعلومات المصرية "حزب الله" ؟ وهل هناك أمور أخرى تم اكتشافها في التحقيقات ؟ وهل هناك رد من "حزب الله" غير رد نصرالله ؟

نجاحات سابقة

نصرالله اعتبر أن دعم الفلسطينيين في قطاع غزة ليس تهمة وأن توقيف شهاب جاء قبل حرب غزة وقبل الكلمة التي هاجم فيها مصر في 28 كانون الأول الماضي وبالتالي فإن الربط بين هذين الأمرين يضعف الإتهام المصري ويفقده المصداقية. و"حزب الله" ليس يخفي حروبه السرية ضد إسرائيل وهو يعتمد أكثر من ساحة في هذه الحروب وقد نجح في توجيه أكثر من ضربة استخبارية إلى إسرائيل قبل أن تنجح في اغتيال قائده الأمني عماد مغنية في دمشق

عام 1997 نجح الحزب في استدراج وحدة كوماندوس إسرائيلية إلى بلدة أنصارية في الجنوب وأوقع العديد من القتلى فيها وذلك من خلال أحد كوادر الحزب الذي كانت اعتقلته إسرائيل وتمكن من داخل السجن من تأمين الإتصال بحزب الله ومن التلاعب بالإستخبارات الإسرائيلية قبل أن يتمكن الحزب من استعادته من إحدى الدول الآسيوية إلى لبنان.

وتمكن الحزب من خلال تعاون أحد الفلسطينيين قيس عبيد من استدراج العقيد الإسرائيلي الحنان تننباوم إلى بيروت واعتقاله ومبادلته لاحقا مع العديد من الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. واستطاع الحزب أن يجند عملاء له داخل الجيش الإسرائيلي كالضابط عمر الهيب من بدو النقب، كما تمكن من إدخال أحد رجاله عبر جواز سفر أوروبي إلى القدس حيث كان يحضر لتفجيرات عندما انفجرت عبوة بين يديه في فندق الملك داوود وقد أنكر الحزب علاقته به في البداية ثم استعاده في إطار إحدى عمليات تبادل الأسرى مع إسرائيل قبل أن يستعيد نسيم نسر اللبناني الذي كان يحمل الجنسية الإسرائيلية وأوقفته إسرائيل داخل أراضيها بتهمة نقل معلومات إلى "حزب الله".

لذلك يعتبر الحزب أن دعمه للفلسطينيين وحركة "حماس" في قطاع غزة ليس جديدا وهو يدخل ضمن إطار حربه الشاملة مع إسرائيل. ولكن بين هذه الرغبة التي لديه وبين منطق سيادة الدولة المصرية مسافة كبيرة. فقد اعتبرت مصادر مصرية " أن مصر ليست وكالة من دون بواب وأن ليس بإمكان الحزب أن يعمل فيها كأن لا دولة فيها وليس بإمكانه أن يدعو إلى إسقاط النظام على أساس أن لا أحد يمكنه أن يزايد على مصر في دعمها للقضية الفلسطينية على مدى عقود وهي التي خاضت حروبا ضد إسرائيل ".

لذلك يبدو أن الحرب المفتوحة بين مصر و"حزب الله" ستستمر ولن تتوقف عند حدود اتهام الحزب بنشر التشيع في المجتمع المصري وقد لا تكون في الحسابات المصرية أي حصانة للسيد حسن نصرالله بحيث يتم التعامل معه على قاعدة المعلومات المصرية وعلى أساس أنه متهم ومتهم فقط. ولذلك تتساءل بعض المصادر عما إذا كانت هذه الأزمة ستصل إلى حد الإدعاء عليه شخصيا. وأكثر من ذلك هناك تساؤل حول ما إذا كانت مصر تتجاوز الخطوط الحمر وتصدر مذكرة بتوقيفه وتطلب من الحكومة اللبنانية تسليمه إليها. وإذا حصل ذلك فماذا سيكون موقف الحكومة اللبنانية وهل تتحسب لمثل هذا الأمر ؟ وهل المطلوب من الدولة اللبنانية أن تستبق هذه التطورات من أجل أن تعمل على حل الأزمة بين مصر والحزب ؟ أم أنها ستنتظر المعلومات الرسمية المصرية لتتعاطى معها بصفة رسمية أيضا.

كل ذلك كان يحصل وسط تساؤلات كثيرة حول الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مع عائلته إلى الغردقة في مصر في 9 نيسان/ أبريل الحالي لتمضية إجازة قصيرة واستمرت أياما بينما كان القضاء المصري يوجه اتهاماته ضد "حزب الله". وبعد عودته استقبل السنيورة السفير المصري في لبنان أحمد فؤاد البديوي والسفير اللبناني في مصر الدكتور خالد زيادة للبحث في ما يجري. كما أن السفير المصري زار الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان والوزير ابرهيم شمس الدين وأكد أن مصر لا تستهدف الشيعة. واعتبر مراقبون أن هذه التحركات تصب في مصلحة تسوية الخلاف بين مصر و"حزب الله" على قاعدة أن يأخذ التحقيق المصري مجراه وأن يتم حصر التهمة، وأن يتعهد "حزب الله" في المقابل بوقف نشاطه عبر الأراضي المصرية وعليها بحيث يصبح هناك بعدها ما يشبه الهدنة الطويلة بين الطرفين.

هل تقبل مصر بهذا المخرج ؟ وهل يقبل "حزب الله" ؟ ما هو موقف الدولة الرسمي من هذه المسألة وهل تتحمل تبعة ما يقوم به "حزب الله" ؟ وهل تراعي الموقف المصري أم موقف "حزب الله" ؟ وهل من مصلحتها أولا تسوية هذا الخلاف ؟ وأكثر من ذلك، هل إن ما يقوم به الحزب يدخل تحت عنوان "عمل المقاومة"، وبالتالي هل هو من ضمن "استراتيجية الدفاع عن لبنان؟".

 

 ماذا يعني امتداد حزب الله في مصر؟ 

بدور زكي محمد/ايلاف

كان مفاجئا وصاعقا ان يعترف الأمين العام لحزب الله بأن له أتباعا ناشطين في مصر، يعملون على تهريب السلاح الى غزة عبر شبكة تضم لبنانيين وفلسطينيين ومصريين، وبشكل خاص لجمهور مؤيديه من العرب الذين تنادوا لنفي اي صلة للحزب بما اعلنته الحكومة المصرية، باعتبار انه دائم التأكيد على محدودية مقاومته في الارض اللبنانية. أعقب ذلك ما اسفرت عنه التحقيقات المصرية من إقرار المتهم الاول محمد يوسف احمد منصور (شهاب) بانه اسس مكتبا لحزب الله في مصر منذ العام 2005، يتبع تنظيميا لما يعرف ب (وحدة الطوق) ويتولى توجيهه القيادي في الحزب محمد قبلان. والمقصود بوحدة الطوق هو الجهاز المسؤول عن نشاط الحزب في الدول المحيطة بإسرائيل. وأذا ما تأكد صدق هذا الاعتراف فإن معنى ذلك ان الحزب لم يستثار ضد الحكومة المصرية بسبب ظروف الاجتياح الاسرائيلي لغزة، وإنما كان قائده يخطط منذ زمن للتدخل في السياسة المصرية بهدف تقويض معاهدة السلام مع اسرائيل، ونقل مصر الى اجواء ماقبل حرب حزيران التي سبقت الكارثة في العام 1967.

السيد نصر الله ساخط على حكومة مصر لأنها تراقب حدودها مع غزة، فماذا يعنى ان تقرر فتحها لمقاتلي حماس أوحزب الله ايا كانت جنسياتهم؟ يعني ببساطة خلق حالة من التوتر مع اسرائيل، من شأن تواصلها ان ينتج مقدمات للحرب. وفي داخل مصر فان الامر اعظم، لأن من شأن تحركات عناصر حزب الله، خلط الاوراق ودخول الاخوان المسلمون على الخط بوصفهم من اكثر المؤيدين لنصر الله، وهؤلاء متحفزون تاريخيا للاستيلاء على السلطة، وربما يمتلكون بعض مقوماتها من ناحية التنظيم والانتشار وشبكات الخدمات، بالاضافة الى العامل الاهم وهو سيطرة الفكرالمتشدد على المجتمع متمثلا ببعض المؤسسات الدينية، ما يمهد لهم الارضية المطلوبة، وليس بدون مغزى ان يتولى منتصر الزيات، محامي الجماعات الاسلامية، مهمة الدفاع عن المتهم شهاب.

وفي زحمة المواجهة، يجدر توجيه سؤال أجده مشروعا، هو هل تسمح تشكيلات

حزب الله الامنية لاي قوة لبنانية بان تنشط عسكريا في مناطق الحزب المحصنة او فيما يعرف بالمربعات الامنية أو ان تمس المنظومة الدفاعية له؟ والجواب بالطبع لا، لأننا نذكر جيدا كيف تعامل الحزب مع الحكومة اللبنانية حين قررت استبدال موظف كبير في مطار بيروت وإجراء تحقيق بخصوص شبكة اتصالات الحزب، ماذا كان قراره؟ احتلال العاصمة ووضعها على حافة الحرب الاهلية وإذلال خصومه السياسيين.

إذن كيف يتوقع نصر الله ان يتصرف المسؤولون في مصر حين يذهب بعيدا في تجاهل حقهم السيادي على ارضهم وحرصهم على إدامة حالة السلم مع إسرائيل، ليس حفاظا عليها وإنما على امن بلدهم، هو متمسك بسلاح الحزب حتى لو توفرت امكانات عودة مزارع شبعا سلما، بل حتى لو غادرها الاسرائيليون فعلا، هذا ما سبق ان صرح به كبار معاونيه، لان القوة هي التي تكفل له السيطرة على الوضع في لبنان والتحكم بمصيره وليس مواجهة إسرائيل. في رأيي إن لبنان لم يعد يتسع لطموح السيد وهو عازم على نشر نفوذه الى ابعد من دول الطوق، طالما يتوفر الترابط العضوي بينه وايران بحكم قناعته بان حزبه تابع لنظام ولاية الفقيه، فالعراق مثلا لا حدود له مع اسرائيل لكن لحزب الله وجود فيه بحجة مقاومة الاميركيين، وسبق ان اعتقل احد كوادره هناك، وهو يدعم جيش المهدي الذي يعيش قائده في ايران ويتلقى تعليماته من قيادتها.

إن حزب الله إذ يصر على التدخل في شؤون الدول العربية وتعريض امنها للخطر، إنما يغامر بشعبيته العربية التي تحققت له اثناء حرب تموز في العام 2006 على خلفية التقاليد الراسخة لدى غالبية العرب في ان يتفاعلوا مع الحدث دون ان يسألوا عن مسبباته، ان يتطلعوا الى من اصبح رمزا في ظروف معينة ويجعلوه فوق النقد والمساءلة حتى لو ادت قراراته الى الكوارث. وقد يبدو مفهوما ان يحظى نصر الله بتأييد الاخوان المسلمين في مصر نظرا للتشارك في الهدف النهائي فيما بينهم ( إقامة حكم إسلامي على طريقتهم )، ولكن الغريب ان يدافع عنه الناصريون لانهم لابد يعرفون كيف استطاع عبد الناصر ان يحجم جماعة الاخوان المسلمين،وأن يوظف المؤسسة الدينية في خدمة توجهاته، وهذا ما لم تنسه له الجماعة فتآمرت عليه وكان ما كان من إعدام سيد قطب. والمفارقة الثانية هي موقف اليساريين، ما الذي يجمعهم مع حزب الله ومثاله الاعلى النظام الايراني؟ هل غاب عن ذاكرتهم ما جرى من مآسي لحزب تودة (الشيوعي الايراني) على يد قادة الثورة؟ هل يتوقعوا ان يسمح لهم باي دور في ظل حكم يدعي الاسلام له منهاجا؟ الم يسمعوا بقرارات قاضي الثورة الاسلامية (خلخالي) الذي كان يصدر احكام الاعدام كلما ارتد طرفه، واعترف قبيل موته بانه ظلم الكثيرين؟ أم ان كل من يرفع شعار معاداة اسرائيل وامريكا، تغتفر كل ذنوبه؟

ان ما تقدم لايحجب حقيقة الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعيشها المواطنون المصريون واستياءهم من ظواهر الفساد وتنامي طبقة فاحشة الثراء، الى جانب زيادة نسبة الفقراء وتراجع الامل لدى الشباب وهذه قد تكون مسببات لما يبدو من تأييد لحزب الله بين بعض الاوساط، لكن ذلك لا يعني تصويتا منهم لحرب جديدة يراد من مصر ان تتورط فيها وفق ما يمكن ان تؤول اليه شعارات نصر الله وتعليماته لانصاره. ولا خلاف في مسألة التعاطف مع فلسطينيي غزة، الذين يحتاجون رعاية مصرية من ناحية متطلباتهم الانسانية كالعلاج والغذاء وأوجه الحياة الكريمة التي لاتشوبها مذلة، باعتبار ان مصر هي منفذهم الى العالم حين تحاصرهم القوات الاسرائيلية، اقول هذا لما يبدومن ان حركة حماس قد قايضت أمن مواطنيها ومستقبلهم ببقائها في السلطة. والمجتمع الدولي مدعو لمساندة مصر في مهمتها، كي تنزع الذرائع من الباحثين عن امجاد في ظلال الفزع الفلسطيني والعربي.

هناك امر آخر له بالغ الاهمية، يتعلق بتهمة نشر التشيع في مصر، التي وجهت الى شبكة حزب الله، في رأيي ان المسألة بهذه الكيفية مرشحة لاختلاطات سلبية، فالمسؤولون المصريون غالبا ما يؤكدون بان شيعة مصر هم مواطنون مسالمون، كما سبق لمفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة ان تحدث بايجابية عن التشيع كمذهب يجوز التعبد به، اسوة بما كان قد ذهب اليه شيخ الازهر محمود شلتوت في الخمسينيات من القرن الماضي. والحقيقة ان افضل رد على تجاوزات حزب الله هو الحيلولة بينه وبين ما يأمله من الانفراد بتمثيل الشيعة والسيطرة على قرارهم، كما ان التشيع في مصر او غيرها موجود قبل نشأة هذا الحزب وقبل الثورة الاسلامية في ايران، بل هو قبل تشيع الدولة الايرانية ذاتها.

ويحق التساؤل، ما ذنب شيعة مصر والشيعة العراقيين اللاجئين اليها لكي يدفعوا ثمن طموحات نصر الله؟ لانعلم قد تقود التحقيقات الى ملابسات غير محسوبة ولكن الامل في ان لا تطغى السياسة،وفي نزاهة القضاء المصري.

من حق مصر ان تقول لا لحزب الله، لا لعودة الحرب، لا لانتعاش الاخوان المسلمين الذين اذا ما وصلوا الى السلطة، يمكن ان يعقدوا حلفا مع حماس، يستثير آلة الحرب الاسرائيلية، هذا اذا صدقت شعاراتهم ولم تكن نهايات آمالهم الوصول الى الحكم. الشعب المصري بالتأكيد يستحق السلم، ولكن ليس بالسلم وحده يتحقق الاستقرار، بل بالعدل وتكافؤ الفرص وتجنيب المواطنين متاعب رحلة البحث عن الرغيف، ان تلبية مطالب الناس المشروعة والمتواضعة الى حد ما، يكفل ايجاد مسافة مناسبة بينهم وبين اي إغراء بالمغامرة ضد أمن بلادهم. 

 

مصر وإيران والانقلاب

غسان شربل- الحياة-

قبل شهور سمعت من سياسي عربي كلاماً استوقفني طويلاً. قال: «إن أميركا تخطئ إذا استمرت في رسم سياستها في الشرق الأوسط بالحبر الإسرائيلي. إسرائيل دولة هرمت باكراً. قدرتها على تقديم الخدمات للغرب وأميركا محدودة. ليست جزءاً من النسيج الفعلي للمنطقة. لم تعد تصلح لتبنى عليها حسابات الأمن والاستقرار. لم تعد حاملة الطائرات المرهوبة الجانب».

كان الحديث إبان الحرب الإسرائيلية على غزة. وكان المتحدث جازماً أن الانتصار الإسرائيلي فيها مستحيل. وأضاف: «لا أتوقع صفقة أميركية – إيرانية غداً، لكن التفاهم حتمي. ستضطر أميركا الى التعامل مع القوى الجديدة الصاعدة في المنطقة. إيران قادرة على المساهمة في استقرار الإقليم إذا كانت صاحبة دور بارز فيه. لا تعتقد أن إيران انتحارية وتريد شطب الدولة العبرية من الخريطة. إنها تريد تحجيمها».

وفوجئت به يضيف: «لن يحل السلام في السنوات القريبة ولكن يمكن بلورة صيغة تعايش واستقرار تضمن أمن النفط ولا تهدد وجود إسرائيل بعد تحجيم دورها. ألا تعتقد أن «حماس» أقدر من السلطة الفلسطينية على فرض احترام وقف للنار في غزة؟ أوَليس «حزب الله» أقدر من السلطة اللبنانية على حماية وقف النار في جنوب لبنان إذا توافر المناخ السياسي والتعامل الأميركي المعقول مع قضايا المنطقة؟ أعرف أنك ستسألني عن العرب ودورهم وموقعهم. لكنني أسألك أين الأوراق التي في ايديهم؟».

تذكرت هذا الكلام وأنا أتابع مجريات الخلاف بين مصر و «حزب الله» والتصريحات الإيرانية المرافقة له.

يمكن القول إن الخلاف المصري – الإيراني ليس جديداً. قرار الرئيس الراحل أنور السادات استضافة الشاه في أيامه الأخيرة حال دون قيام علاقات طبيعية بين مصر وإيران الثورة الإسلامية. لكن طهران لم تبذل لاحقاً أي جهد جدي لتطبيع علاقاتها مع مصر. وجاء تعاملها مع حادثة اغتيال السادات وإطلاق اسم الإسلامبولي على أحد شوارعها ليضاعفا خلافاً ازداد عمقاً بفعل موقف مصر إبان الحرب العراقية – الإيرانية.

السنوات الأخيرة صبت المزيد من الزيت على نار الخلاف. سقوط نظام صدام حسين واندفاع إيران في هجوم شامل تخطى الساحة العراقية الى حجز موقع على المتوسط وصولاً الى غزة. وظهر من خلال تطويق إسرائيل بالصواريخ أن إيران باتت في صلب النزاع العربي – الإسرائيلي وأن إطلاق النار يحتاج الى موافقتها، تماماً كوقف إطلاق النار. وهذا يعني أن إيران التي كانت تمتلك القدرة على التلويح بمصير أمن النفط صارت قادرة على التلويح بمصير أمن إسرائيل.

ارتدت الحرب في غزة أهمية خاصة بالنسبة الى مصر. المسألة تعني أمنها ودورها. واستقبلت القاهرة الانتقادات التي وجهت إليها والحملات التي استهدفتها كجزء من خطة لتحجيم دورها وربما زعزعة استقرارها.

في هذا المناخ جاءت قضية «خلية حزب الله» واتخذت الأبعاد التي اتخذتها. فمصر وكأي دولة لا تقبل الاختراق لسيادتها والانتهاك لقوانينها، لا تستطيع السماح بهذا النوع من الأدوار على أرضها ولو كان الهدف منه مساعدة أهالي غزة. إن المخرج الحقيقي من الأزمة هو أن تدرك قيادة «حزب الله» ان أي دور «إقليمي» يلعبه في هذه المرحلة سيوضع في خانة ما تسميه دول عربية عدة محاولة انقلاب تنفذها إيران على التوازنات القائمة في الإقليم

 

لبنان: وكلاء الضباط الأربعة يتوقعون إخلاءهم قبل 27 الجاري و «عميل موساد» زار إسرائيل 4 مرات وصوّر مواقع في سورية

بيروت -الحياة 

واصل الجيش اللبناني حملته العسكرية في البقاع أمس لليوم الرابع على التوالي في ضوء معلومات كشفتها مصادر أمنية لـ «الحياة» عن أن البحث عن المجرمين الذين نفذوا جريمة قتل 4 عسكريين وجرح ضابط في منطقة تمنين – رياق الاثنين الماضي يتم استناداً الى معطيات تجمعت نتيجة التحقيقات، منها توقيف شخص فور حصول الاعتداء للاشتباه بأنه اتصل بمنفذي الجريمة لإبلاغهم أن العسكريين المغدورين غادروا في دورية الثكنة، ما مكن الجناة من التحضير للهجوم. ولم تكشف المصادر الأمنية في البقاع هوية الموقوف لكنها أشارت الى خضوعه للتحقيق في شأن اتصاله بأقارب له ممن قادوا المجموعة التي غدرت بالعسكريين.

وتزاحمت التطورات المتعددة الاتجاهات في لبنان أمس في خضم الانغماس السياسي بإنجاز اللوائح الانتخابية، ومن هذه التطورات توقع وكلاء الدفاع الإفراج عن الضباط الأربعة الموقوفين في لبنان رهن التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، بعدما صدر عن دائرة الإعلام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي نبأ عن وجوب تعليل استمرار احتجاز الضباط أو الإفراج عنهم قبل 27 الجاري.

وجاء في البيان الذي وزعته دائرة الإعلام في المحكمة أنه «استناداً الى الأمر الصادر عن قاضي الإجراءات التمهيدية للمحكمة الخاصة بلبنان (دانيال فرانسين) والمؤرخ في 27 آذار (مارس) 2009، أحالت السلطات اللبنانية على مدعي عام المحكمة (دانيال بلمار) في 10 نيسان (ابريل) 2009 نسخة عن سجلات المحكمة اللبنانية ذات الصلة بقضية الحريري. وفي 15 نيسان 2009، أصدر قاضي الإجراءات التمهيدية أمراً إلى المدعي العام يدعوه فيه لتقديم طلب معلل في شأن استمرار احتجاز الأشخاص الموقوفين في لبنان بقدر تعلق الأمر بهذه القضية، أو إنهاء ذلك الاحتجاز، في موعد أقصاه 27 نيسان 2009. وقد وضع قاضي الإجراءات التمهيدية نُصب عينيه، في تحديد تلك المهلة الزمنية، المبدأ الأساسي القاضي بضمان محاكمة عادلة، والطبيعة الخاصة لهذه القضية. وأشار قاضي الإجراءات التمهيدية، في هذا السياق، الى الحقوق الأساسية المنصوص عليها في كل الصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والتي تشير الى حق كل فرد موقوف أو محتجز في المثول أمام قاض على وجه السرعة للبت في وضعه. إلا أنه أشار أيضاً الى أن قضية الحريري تثير جملة من الصعوبات ذات الصلة بالإرهاب وأن السجلات القضائية الخاصة بالقضية تتميز بالتعقيد وضخامة حجم الوثائق».

وكشف يوري ماس منسق مكتب الدفاع في المحكمة الذي يرأسه القاضي فرانسوا رو (زار الضباط الأربعة أمس في سجن رومية) أن المدعي العام في القضية القاضي بلمار سيصدر قراره حول توقيف هؤلاء أو الإفراج عنهم في مهلة أقصاها 27 الجاري. وأضاف: «إذا طلب المدعي العام مهلة إضافية للنظر في قضية هؤلاء الضباط فإن عليه أن يتقدم بذلك قبل الثاني والعشرين من الجاري».

ونفى ماس أن يكون الخبر عن الإفراج عن الضباط الأربعة الأسبوع المقبل صحيحاً، مشدداً على أنه «غير صحيح لأن المدعي العام لم يعط رأيه في القضية بعد». وقال إنه ورئيس مكتب الدفاع قابلا الضباط الأربعة لإطلاعهم على حقوقهم، وأنهما أبلغا الضباط المحتجزين أن محامياً للدفاع عنهم سيجرى تعيينه.

وأوضح وكلاء الدفاع أن لقاء رو مع الضباط هو من ضمن عمله في المحكمة كمكتب دفاع مستقل. وأشار أحدهم رداً على سؤال لـ «الحياة» الى أنه إذا قرر بلمار استمرار توقيف الضباط عليه أن يعلله وإذا قرر إخلاءهم ليس عليه أن يعلّل ذلك. وتوقع إخلاءهم قبل 27 الجاري.

وكان أحد الضباط الأربعة المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، أعلن أن وكلاء الضباط يدرسون مقاضاة القاضيين (المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا وقاضي التحقيق العدلي صقر صقر) أمام المحكمة الدولية «لمخالفتهما المعايير الدولية».

واستمرت قضية الاتهامات المصرية لـ «حزب الله» بتحريك مجموعات في مصر والمسّ بالأمن القومي المصري في التفاعل. وأعلن زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن هذه القضية «حساسة جداً»، مشيراً الى «وجوب معالجة هذا الموضوع بهدوء بعيداً من الشوشرة الإعلامية». وقال: أن «كل الأحزاب تستعد للانتخابات وهناك بعض المزايدات السياسية أكان في مجلس النواب أم في مجلس الوزراء، هذا يجب أن نتجنبه لأن المواطن في النهاية يريد أن يعيش ولا نريد أن نعرضه لأي مخاطر أو مزايدات سياسية وبخاصة في مجلس النواب».

وعن الضابط الموقوف لاكتشاف علاقته بالاستخبارات الإسرائيلية العميد المتقاعد أديب علم وزوجته حياة، قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إنه بدأ التعامل مع إسرائيل فيما كان لا يزال يعمل ضابطاً في الأمن العام، في العام 1994 وخضع لأربع دورات تدريب في إسرائيل، «وهو ضابط ذو خبرة عالية أساساً في الاستخبارات والمعلومات والتصوير».

ولفتت المصادر الى أنه كان يسافر بجوازه اللبناني العادي الى دول أوروبية «وإيطاليا في شكل خاص حيث كان ضباط موساد يستقبلونه ويزودونه بجواز إسرائيلي خاص، يحمل معظم الأحيان اسم شخص في حيفا». وأكدت المصادر أن زوجته ضالعة في عملياته.

وأفادت المعلومات أن العميد علم كان شعر بالخطر وباحتمال أن يكون خاضعاً للمراقبة، فاتصل بالإسرائيليين الذين طمأنوه، لكنه لم يطمئن كلياً فأتلف بعض ما لديه من وثائق، لكن تم ضبط جهاز التقاط وإرسال معه، يتضمن كاميرا تصوير مع إمكان إرسال الصور عبر الأقمار الاصطناعية. كما ضبط معه جهاز إرسال خاص (يشبه ثلاجة مياه صغيرة محمولة)، بتحديد ارتفاع التضاريس الطبيعية والإحداثيات، متصل بالأقمار الاصطناعية أيضاً. وضبطت في حوزته صور التقطها في سورية وأخرى التقطها العام 2004 للجسور والطرقات الدولية اللبنانية. وينتظر أن يؤدي توقيفه الى توقيف شبكات أخرى.

وعن توقيت توقيفه بعد تعقبه لمرحلة معينة، قالت المصادر إن توقيفه جاء بعدما نشأت شكوك حول إمكان مسّه بأمن أشخاص وعناصر في المقاومة.

وعلى الصعيد الانتخابي كان أبرز التطورات أمس توصل الحريري الى توافق مع «الجماعة الإسلامية» على التحالف مع مرشح ثانٍ لها، إضافة الى عماد الحوت في دائرة بيروت الثالثة، هو أسعد هرموش في دائرة الضنية في الشمال على أن تسحب الجماعة مرشحيها في البقاع الغربي وصيدا وعكار. وتردد أن النائب قاسم عبدالعزيز سيسحب ترشيحه في الضنية بعد لقاء الحريري مع الوزير الصفدي.

وبالتزامن مع التطورات المتعددة، تسلم الجيش اللبناني أمس طائرة أميركية من نوع «سيسنا». وحطت الطائرة في مطار بيروت وعلى متنها وفد عسكري أميركي مكلف بتدريب الطيارين على الطائرة المتعددة المهمات والتي يمكن تزويدها بكاميرا متطورة وتسليحها بصواريخ، وتتسع لتسعة أشخاص

 

الأسد:ليس لدينا موقوفون لبنانيّون، بل محكومون بتهم التعامل مع إسرائيل     

نقولا ناصيف/الأخبار

2009-04-17

بحرارة استقبل الرئيس السوري المشاركين اللبنانيين، في حضور نائبة الرئيس للشؤون الثقافية الدكتورة نجاح العطار. وفي التفاتة خاصة إلى المشاركين اللبنانيين، رغب في حصر طرح الأسئلة بهم رغبة منه في الاستماع إلى ما استخلصوه من مناقشات المؤتمر. فإذا بمواقف الأسد أتت إجابات عما أثاره المتحاورون، وتتويجاً لرعايته المؤتمر، مبدياً الموافقة المسبقة على دعم عقد مؤتمر مماثل في بيروت. ولم يتردد في الإجابة المسهبة عن تفاصيل العلاقات السورية ـــــ اللبنانية. إلا أنه حرص في بداية الحوار على وضع إطار عام له، ولسبل إرساء علاقات ثنائية سليمة، بقوله إن من الضروري أن «لا يقتصر الحوار على الدول، وأن يتعداها إلى الشعوب ونخبها التي تستطيع بدورها التعبير عن مصالحها. فلا يكتفى بمعالجة المشكلات بين الأنظمة والدول. هنا الدور الفكري أساسي، وهو الطابع الفعلي للمؤتمر الذي تعقدونه. من دون مضمون فكري لا قيمة لأي عمل أو هدف نخوضه. حتى في أبسط الأعمال والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، لا يسع الوصول إلى نتائج جدّية بلا مضمون فكري، فكيف بالنسبة إلى العلاقات بين الدول وبين الشعوب؟ تحدثنا عن أخطاء ارتكبت منذ عام 1976 وعن أخطاء ارتكبت بعد اتفاق الطائف، إلا أن الخطأ لا يأتي إلا بعد خطأ. لذا يتعيّن التشديد على دمج الفكر بالممارسة، بل أرى أنه لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. اليوم في نظرتنا إلى العلاقات السورية ـــــ اللبنانية، هناك فكر وممارسة، وهما اللذان سيوصلاننا إلى مستقبل صحيح لعلاقات البلدين».

سألته «الأخبار» عن موقفه من الاعتراف المتبادل بين البلدين بارتكاب أخطاء في العلاقات السورية ـــــ اللبنانية، فأجاب: «إذا لم تكن هناك أخطاء فلا حياة بشرية. عندما قلنا إن هناك أخطاءً ارتكبت فهو من باب رفض هذا الخطأ والعمل على تصحيحه، لا من باب الشعور بالذنب. قلنا هذا الأمر مراراً منذ عام 2005 من أجل السعي إلى تطوير العلاقات. من الطبيعي التحدث عن أخطاء. وقد تكون ناجمة عن مرحلة سياسية معينة. لكنّ الخلاف والخطأ يمكن أن يقعا داخل العائلة الواحدة، لا بين بلدين فقط. يقع بين الإخوة وبين الزوجين. أي علاقة بين اثنين تفسح في المجال أمام ارتكاب أخطاء. أما ألا تقع أخطاء، فهو إشارة إلى علاقة جافة. لذلك نرى أن انعقاد هذا المؤتمر بداية لمعالجة الأخطاء. الأمر لا يقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل أيضاً على الجانب الاقتصادي الذي شهد بدوره أخطاءً عندما تراجع التكامل الاقتصادي بين البلدين. ويصحّ ذلك أيضاً على النطاق الثقافي. وأنا أعتقد أن الأمر ليس مجرّد اعتراف بالخطأ، بل هناك تبادل للمسؤولية، ومسؤولية مشتركة حيال ما حصل، والذي يشكل إحدى وسائل تجاوز الأخطاء تلك وصولاً إلى تطوير العلاقات. في مثل مؤتمركم، من الضروري الخوض في كل القطاعات المعنية بعلاقات البلدين، كالشؤون الاقتصادية والتربوية والاجتماعية».

ورداً على سؤال لأحد المشاركين، قال الأسد: «عندما نقول هناك أخطاء، فهذا يعني أننا نجري مراجعة، وإلا لما كنا اكتشفنا الخطأ. لم نتحدث في تفاصيل الأخطاء، لكنّ الأمر البديهي أن اتفاق الطائف الذي وضع لإنهاء الحرب في لبنان، أوجد مرحلة انتقالية مكّنت أصحاب المصالح الطائفية والسياسية من الاضطلاع بدور سلبي. ولأن المرحلة الانتقالية طالت، فقد وقعت الأخطاء، وكنا مضطرين إلى التعامل مع بعض أصحاب هذه المصالح من أجل وضع حدّ للحرب وإعادة الاستقرار إلى لبنان، وكانا أولوية لا مفر منها. لكن لبنان لم ينتقل إلى المرحلة التالية، ولا النظام السياسي في لبنان الذي سبّب اضطرابات وحروباً تطور. وهذا شأن لبناني. إلا أن دورنا يقتصر على المساعدة. طبعاً هناك جانبان في الموضوع: أحدهما يعبّر عن سوء نيّة، كالفساد والإهمال، والآخر عن حسن نيّة هو اضطرارنا إلى التعامل مع أمر واقع لبناني ليس لنا أن ننقلب عليه أو نكون ضده. لذا كانت المرحلة انتقالية فوقعت الأخطاء. عندما تعاملنا مع قوى طائفية، خسرنا جزءاً من اللبنانيين من جرّاء المصالح الطائفية، ولم ننجح في مغادرة المرحلة الانتقالية. وهذا أحد أخطائنا».

وسأل الأسد: «مَن يمتلك الرغبة في التغيير في لبنان، الطبقة السياسية أم الشعب؟ لدى بعض الدول النخب هي التي تجري التغيير. لكن دور سوريا حيال لبنان هو أن تساعد مَن يريد أن يقف على قدميه لتحقيق هذا الهدف، لا أن تقف هي نيابة عنه. نحن لا نستطيع أن نحل محل اللبنانيين. لذلك يتوقف دورنا على مدى مساعدتنا مَن يريد العمل لا أكثر. ليس لدى القيادات الميليشياوية والطائفية رغبة في التغيير. ولا يمكن تحقيق تغيير من دون آلية. نحن على احتكاك مباشر بالمجتمع اللبناني كما هي حال احتكاك المجتمع اللبناني بالمجتمع السوري. وهذا من دروس الماضي».

ولاحظ أن «أي موقف لبناني بات يحتاج إلى إجماع، الأمر الذي لا يسهل تحقيقه، لذا تتوقف مساعدتنا على ما يطلبه منا الموقف اللبناني. إذاً يتوقف الموضوع على اللبنانيين وعلى مثقفيهم ونخبهم. وأنا أسأل: هل هناك آلية للتغيير في لبنان كي نساعد؟».

وأوضح الأسد أن انسحاب الجيش السوري من لبنان على مراحل كان أحد القرارات التي عمل عليها في نهاية التسعينات، وخصوصاً مع انتخاب العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية، و«كنت قد أخذت في الاعتبار أنه أصبح للبنان جيش قوي يستطيع تسلم مسؤولياته الأمنية والعسكرية. لذلك قررت مذّاك تحديد خطوات للانسحاب من لبنان. سوريا خارج لبنان أقوى منها فيه. وسوريا خارج لبنان تتيح علاقات بين البلدين، مع الدولة اللبنانية ومع اللبنانيين، أفضل بكثير من وجودها داخله. وكنت أعلنت مراراً أن لا عودة للقوات السورية إلى لبنان. لا أحد يسعه القول إن العلاقات الأمنية والعسكرية هي التي تقدّم أفضل إطار للعلاقات السياسية. حصلت مساومات كثيرة معنا حيال الموقف من لبنان، وفي كل مرة كررنا الجواب عليهم، وهم يعرفون الآن تماماً موقف سوريا. سوريا تكون قوية مع لبنان قوي، ولنا مصلحة أكيدة بوجود لبنان قوي. نحن لا ندعم حزب الله لأنه فصيل لبناني، بل لكونه مقاومة في وجه إسرائيل».

ورداً على سؤال، قال: «السياسة تجارة ولكنها بأخلاق. نحن مارسنا السياسة على هذا النحو. حسمنا خياراتنا في العلاقة مع المقاومة ومع إيران التي نعتبر علاقتنا بها استراتيجية». ولاحظ أن «الحالة الطائفية هي ثمرة عقل مسطّح. ومن أجل أن نحمي أنفسنا من حال كهذه، ينبغي تعقيل العقل كي يكون قادراً على التفكير. لذا لا بد من وجود فلسفة تكون قادرة على مقاومة الأفكار الخطيرة التي تواجهنا كالتطرّف مثلاً. كأن يكون هناك واعظ جاهل، ولا أريد أن أحدد انتماءه، يعمل على استباحة عقول الناس، لا بد من مواجهته. عندما تكون لدينا فلسفة في السياسة نواجه هذا الخطر. وعندما كنا نعجز عن مواجهة هذه الأخطار، عزونا ذلك إلى تخلّفنا. وأنا أعتقد أن المعالجة الجديّة هي بالتربية والثقافة، بالمدرسة والإعلام. هنا يأتي دور المثقف كي يشرح الأمر للناس».

وتحدث الأسد عن مؤتمر العلاقات السورية ـــــ اللبنانية، داعياً إلى إرساء قاعدة قطاعات مشتركة يجري البحث فيها، وقال: «هناك ميزة مشتركة بين سوريا ولبنان هي أن مغتربينا كثر في الخارج، وأحوالهم حيث هم أفضل من أحوالهم في بلادهم. والبلدان متميّزان على مستوى الكفايات. لذا يمكن طرح محور التعاون على مستوى المغتربين»، وشدد على ضرورة إجراء حوار بين قطاعات البلدين.

ورداً على سؤال، قال الرئيس السوري: «البعض في لبنان يتحدث عن المجلس الأعلى السوري ـــــ اللبناني كأنه صورة للوصاية، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق. أنتم تعلمون أن المجلس لا يعمل كثيراً، ويمكننا إشراكه في الحوارات التي أدعو إليها. وكذلك يمكننا إشراك السفارتين. لكن ينبغي أن يعرف بعض اللبنانيين، خلافاً لما يشيعونه، أننا لا نتمسك ببقاء المجلس الأعلى. كنت قد طرحت مع الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة موضوع المجلس الأعلى والاتفاقات بين البلدين، وأبديت الاستعداد لتعديلها وإلغاء ما يمكن إلغاؤه. لم يطل الرئيس ميقاتي في الحكومة، ولم يجب الرئيس السنيورة ومؤيّدوه. رفضوا ما عرضته. قلت إنني مستعد لمناقشة كاملة للاتفاقات، ولكنهم غير جادين في البحث في الأمر وتجاهلوه. أنا مستعد للاستغناء عن المجلس الأعلى إذا طالب اللبنانيون بذلك. بحثت مع الرئيس ميشال سليمان منذ التقينا للمرة الأولى في باريس (14 تموز 2008) في مناقشة الاتفاقات. وكذلك وزراؤنا مع بعض الوزراء اللبنانيين. مع هؤلاء فقط هناك قنوات اتصال حول هذا الموضوع. أما الفريق الآخر فلا علاقة لنا معه. عندما يتحدثون في لبنان عن أن القرارات تحتاج إلى إجماع، فهل هناك إجماع او اتفاق لبناني على إلغاء المجلس الأعلى؟ ليقولوا لنا لا يريدونه فنلغيه، وليقولوا لنا إنهم لا يريدون الاتفاقات فنلغيها، أو يريدون تعديلها فنعدّلها. كان قد طُرح الأمر في مجلس الشعب على أثر الأحداث الأخيرة مع لبنان، وطالب مجلس الشعب كرد فعل بإلغاء الاتفاقات. لم أستجب لأنني لا أتصرّف وفق رد الفعل، ولا أريد أن أتصرّف منفرداً. ليعلم الآخرون أن مصالحنا تستمر في العمل إذا ألغي المجلس الأعلى والاتفاقات، فهي لا تتوقف عليهما. إذا كان اللبنانيون يريدون ذلك، فأنا جاهز».

ورداً على سؤال عن ترسيم الحدود اللبنانية ـــــ السورية، قال الأسد: «هناك محاضر ترسيم للحدود وأعمال بدأت، كما يجري ترسيم الحدود مع الأردن. لكن الموضوع المطروح الآن ليس ترسيم الحدود بل تسييس المزارع. نحن مستعدون لترسيم الحدود كلها باستثناء مزارع شبعا، لأن اسرائيل لا تزال تحتلها. طرح هذا الموضوع يصبّ في خدمة إسرائيل. فاتحني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مراراً في الموضوع، وقلت له إنه لا شأن للأمم المتحدة في ترسيم الحدود، وليس لها إلا أن تتبلّغ الترسيم لاحقاً بعد أن يحصل بين البلدين. الترسيم يجري بين البلدين المعنيين، ثم يرسل بلاغ بذلك إلى الأمم المتحدة لأخذ العلم. هناك حل واحد للترسيم من مراحل ثلاث: انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، ترسيم لبنان وسوريا حدودهما في مزارع شبعا، إعلام الأمم المتحدة بالأمر. إذاً يجب أن يزول الاحتلال أولاً».

وقال: «إرسال ورقة إلى الأمم المتحدة بالترسيم قبل زوال الاحتلال لا يحرج إسرائيل أبداً حيال الغرب، لكونها تلعب على تناقضات اللبنانيين وتحاول استغلالها في ما بينهم، وضد سوريا. هي تحتل لبنان بورقة ترسيم ومن دونها».

وسئل عن المفاوضات غير المباشرة السورية ـــــ الإسرائيلية، فقال: «ما حصل ليس مفاوضات غير مباشرة، بل هو مشابه لما قام به وزير الخارجية الأميركي جايمس بايكر في مطلع التسعينات في جولات مكوكية بين سوريا وإسرائيل من أجل وضع أرضية مشتركة لمفاوضات بين البلدين. وهذا ما يحصل من خلال تركيا التي تؤدي الدور نفسه. ليست مفاوضات إذاً».

وأكد أنه أطلع الرئيس اللبناني على نتائج تلك الجهود، قائلاً: «طبعا هناك تنسيق مع الرئيس سليمان وتحدثت معه في هذا الموضوع. لم يكن هذا التنسيق حاصلاً قبلاً لأنه لم يكن لدينا حوار مع لبنان والاتصالات مقطوعة. بعد انتخاب الرئيس سليمان تغيّر الأمر. لنا كسوريا مصلحة في أن لا نكون مستقلين عن لبنان وعن الموقف العربي من التفاوض، لأن ذلك يضعفنا».

ورداً على سؤال عن مصير المفقودين اللبنانيين لدى سوريا، قال الأسد: «بعيد انتخابي رئيساً، أفرجت عن 40 موقوفاً لبنانياً من دون طلب من أحد وبمبادرة شخصية. أما الموقوفون حالياً في سوريا فهم بجرم التعامل مع إسرائيل والتجسّس على سوريا، ويخضعون للقوانين السورية، وليس في الإمكان إطلاقهم لأنهم ينفذون أحكاماً قضائية. لكن الموضوع كما يطرحه البعض ويتحدث عن لائحة من 800 مفقود في لبنان يسير في اتجاه معاكس بالادعاء أنهم في سوريا. ماذا أفعل بهم هنا؟ هل أقايض بهم؟ طرح الموضوع غير منطقي. هناك أعداد كبيرة ممّن يقال إنهم في سوريا كانوا قد قتلوا في لبنان. وهم إما في مقابر جماعية في لبنان وإما لم يدخلوا سوريا أبداً. تكلموا عن الموقوفين الـ15 بحكم قضائي في سوريا، وهذا صحيح، وهذه شهادة لسوريا لا ضدها. لكن هل ينبغي أن يُنسى أن الحرب الأهلية نشبت في لبنان لا في سوريا. لذلك يتعيّن التثبّت أولاً من مصيرهم ومكان وجودهم في لبنان قبل اتهام سوريا التي ليس لديها أي معتقل أو موقوف لبناني خارج الأحكام القضائية».

وأضاف: «إن القول إنهم اختفوا في سوريا لا يوصل إلى الحل ما دام الموضوع يطرح سياسياً ولغايات استغلاله. لذا أقول لبعض اللبنانيين أن يُخرجوا من ذواتهم الشياطين حتى نتوصل إلى حل لهذه المشكلة. إذا كان هؤلاء يريدون اللجوء إلى الأمم المتحدة، فإن لدينا نحن ملفاً مقابلاً هو اختفاء 1200 سوري في لبنان. أين هم؟ أنا أدعو إلى حل عقلاني وبحث الموضوع بشفافية داخل لبنان أولاً للتحقق من كيفية اختفاء هؤلاء أو مقتلهم. عندما دخل الجيش السوري إلى المناطق الشرقية مطلع التسعينات جوبه بإطلاق نار ومدافع وردّ عليها، فهل مَن قتل في هذه المعارك مفقود لدى سوريا؟».

 

 الحريري يشدد على وجوب معالجة قضية حزب الله مع مصر بعيدًا عن "الشوشرة الإعلامية".. والجيش يواصل حملته بقاعًا

الجميل لـ"nowlebanon": لوائحنـا تعلن بعد الفصح..وتحالفات ميشال عون "ضد الطبيعة"

الجمعة 17 نيسان 2009

فيما لا يزال الأمن وضبطه الهاجس الأكبر على الساحة اللبنانية حيث طغى ملفَّا الاعتداء على الجيش في البقاع وخلية "حزب الله" في مصر متصدّريْن دائرة الإهتمام والترقب.. تدخل البلاد دائرة ربع الساعة الأخير باتجاه اكتمال صورة ترشيحات كل من فريقي الموالاة والمعارضة لاستحقاق السابع من حزيران، وفي هذا السياق أكد الرئيس أمين الجميل أن اعلان لوائح الاكثرية سيكون بعد عيد الفصح لدى الطائفة الارثوذكسية، نافيا ان يكون هناك تأخير في إعلان هذه اللوائح على خلفية وجود اي خلاف بين "القوات اللبنانية" و"الكتائب". الجميل وفي حديث لـ"Nowlebanon.com"  قال: "نحن متفاهمون مع القوات والاشكالات التي تعترض الترشيحات في بعض المناطق في طريقها الى المعالجة (...) لقد تفاهمنا تقريبا مع القوات على المقاعد في كسروان والمتن وزحلة والتفاهم يحصل حاليًا مع القوى الأخرى". الجميل أضاف أن "قضية المرشحين حسمت تقريبا، حيث يوجد كتائبي متقدم يتم تبني ترشيحه وحيث يكون هناك قواتي متقدم يستمر في الترشح، والاختيار يصب في صالح من يفيد المعركة الانتخابية وعلى هذا الأساس حصل تفاهم حول الاسماء بحيث اتفقنا على اختيار المرشح الذي يخدم المعركة سواء أكان انتماؤه الحزبي للقوات او للكتائب".

وحول التحالف مع النائب ميشال المر قال الجميل "لقد حصل غسل قلوب حقيقي بيننا وبين  المر.. وفتحنا صفحة جديدة ومشرقة"، مضيفًا: "نحن لا ننسى المبادرة الفردية التي قام بها دولة الرئيس المر والتي تدل على شهامة وكبرياء المر حين اعلن انه اخطأ بالتصويت ضدي العام 2007 معلنًا أنه نادم على ذلك، وهذا كلام من النادر ان نسمعه من سياسي".

وعن حظوظ "الكتائب" في الفوز بالمقعد الماروني في طرابلس أجاب الجميل: "لا احد يترشح ويضمن فوزه، الكلمة الاخيرة هي للرأي العام" وأضاف: نحن فخورون بمرشح الكتائب ولسنا طارئين على الشمال ولا مجهولين وإنما لنا نضالنا ونعتبر ان المرشح الكتائبي سيؤكد على توجه الناخب الطرابلسي لناحية السير قدما باتجاه الوحدة الوطنية والمشاركة الحقيقية"، معتبرا في الوقت نفسه انه "كان من الخطأ تماما ابقاء المقعد الماروني في طرابلس فهذا ظلم وعدم انصاف لعدم وجود ناخب ماروني في طرابلس... كان يفترض ان نتمثل في البترون ولكن بما ان فريق 14 آذار فريق متكامل فإنه ينظر بشمولية للمصلحة العامة وقد ارتأى ان يكون هذا المركز، الذي هو حق للموارنة، للكتائب وهذا واقع ما حصل".

وفيما يتعلق بمسألة إقصاء بعض المرشحين من قوى الرابع عشر من آذار لصالح مرشحين آخرين، أبدى الجميل اسفه لوجود "مراكز محددة فيما المرشحون كثر لهذه المراكز"، وقال: "ما حصل تفرضه التوازنات وضرورات المعركة بين الحلفاء وهو أمر قد يفرض التضحية بمركز من هنا او مركز من هناك وهذا هو مبدأ الشراكة الذي يفرض تضحيات متبادلة من اجل التعاون الصادق والكامل".

وردًا على سؤال حول نظرته لترشيحات المعارضة أجاب الجميل: "عجيب وغريب هذا التحالف بين ميشال عون و"حزب البعث" او "السوري القومي". وإذ اعتبر أنه "تحالف ضد الطبيعة"، قال الجميل: "لا اعرف كيف يسير "التيار الوطني الحر" عكس اهدافه ومبادئه وعكس ما كنا نعتبرها ثوابت عنده، ولكن يبدو أنه "تيار" لا ثوابت له ولا أهداف".

 وعن قضية "خلية حزب الله" في مصر أكد الجميل أن "تدخل حزب الله بالشؤون المصرية أمر خطير ولا يمكن لاحد أن يزايد على دور مصر على الصعيد العربي"، مضيفًا: "كفانا في لبنان تصدير مشاكل كي لا يرتد هذا التصدير علينا، نحن في غنى عن ان نورط انفسنا ونصدر ثورات فيما يوجد لدينا في لبنان ما يكفينا من مشاكل كي نطمح لحل مشاكل غيرنا. وليكن حرصنا على حل مشاكلنا، وموقفنا هذا يأتي في إطار استكمال ما سبق حين اعترضنا على هجوم السيد حسن نصرالله على مصر والدعوة الى العصيان والانقلاب على النظام المصري".

وفيما خصّ الاعتداء الأخير على الجيش في البقاع إعتبر الجميل: "ما حصل كان رسالة لكل الشعب بأن الدولة اذا لم تبسط سلطتها على كامل اراضيها فسنشهد المزيد من المآسي المشابهة، وقد آن الاوان كي تحسم الدولة أمرها ولذا يفترض ان تتساوى كل المناطق مع بعضها البعض إذ لا يجوز ان تكون مناطق تحت سلطة الدولة واخرى غير خاضعة لها".

 

 أبو الغيط: القضية التي تورط فيها "حزب الله" أكبر من حجمه

 وفي جديد التطورات على صعيد قضية الشبكة التابعة لـ"حزب الله" في مصر، لفت تصريح وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الذي أكد أن الأمن المصري كان قد رصد تنظيم "حزب الله"،‏ نافيًا أن تكون مصر قد تلقت أي معلومات استخباراتية من الخارج في هذا الصدد‏.‏ وقال إن القضية المتورط فيها "حزب الله" أكبر بكثير من حجمه، مشيرًا إلى أن تلك محاولة للإضرار بمصر‏‏ والسعي إلى تطويع سياستها بما يتماشي ورغبة البعض‏.‏ وأشار أبو الغيط إلى‏ أن مصر لا تسمح لأي أحد بأن يتحرك على أراضيها من دون موافقة السلطات الرسمية‏.

 في المقابل، أكد مصدر مسؤول في "حزب الله" لـ"nowlebanon" أن "الحزب ينتظر أن يكتمل المشهد حتى يصار الى التعاطي معه بالطريقة المناسبة"، نافيًا في الوقت عينه صحة ما اعلنته السلطات المصرية عن تطويق منازل عشرة اشخاص (لبنانيين) تابعين له في سيناء، وإذ أوضح أنه "ليس لحزب الله عناصر تنتمي اليه في مصر"، أشار المصدر نفسه إلى أن "هؤلاء قد يكونون من الذين تم التعامل معهم "لوجستيًا" لقاء أجور مالية عادية وجلّهم من المواطنين المصريين الذين وجدوا في هذا العمل مكسبًا للرزق والذي لا يتنافى مع ما يؤمنون به وطنيًا أو قوميًا".

وتساءل المصدر المسؤول في "حزب الله" عن مصير من تم اعتقالهم وما تردد عن اشتباكات حصلت بينهم وبين قوات الأمن المصرية، مشيرا الى أن "هذا الخبر قد غاب فجأة عن متابعات وسائل الإعلام، كما أن أحدا في لبنان لم يعلن أن له إبنًا أو قريبًا من هؤلاء الذين ادعت السلطات المصرية أنها طوقتهم في تلك المنطقة". وقال المصدر نفسه إنه يتوقع أن توجه الإتهامات الى قيادات في الحزب، لكنه يستبعد أن يصار الى اتهام السيد نصرالله نفسه "لأن من شأن ذلك إدخال القضية في نفق مظلم لن يضاء بعده بسهولة، وقد يؤثر تأثيرا مباشرا على العلاقات بين لبنان ومصر كما على العلاقات بين الأخيرة وبعض الدول العربية، وبذلك تكون القاهرة قد قضت على كل إحتمالات عودة العلاقات العربية الى سياقها الطبيعي". ورأى هذا المصدر أنه "ليس من السهل على السلطات القضائية، مدنية كانت أم عسكرية، أن تعود عن لائحة إتهامات تكون قد أصدرتها ووجهتها لأي شخص أو جهة، في حين أن تراجعها سيثبت أنها تعمل وفقا لمعايير سياسية ما يفقدها مصداقيتها".

 وختم المصدر المسؤول في "حزب الله" بالتشديد على أن "الحزب قد أعد نفسه لمواجهة سياسية "حامية" لرد ما يساق ضده من اتهامات"، معتبرًا أن "للقضية أبعادا أمنية يجب فصلها عن القضية السياسية التي تحاول جمهورية مصر العربية إستغلالها في أكثر من اتجاه".

 

الحريري من بعبدا: لا بد من معالجة القضية بين مصر و"حزب الله" بشكل هادئ

رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي تمنّى  أن "تجري الانتخابات النيابية في جو ديمقراطي لمصلحة كل اللبنانيين"، أضاف بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان: "لا خلافات داخل قوى 14 آذار ومعظم اللوائح ستعلن الأسبوع المقبل، ولا شيء يعرقل تأليف لائحة طرابلس وهي منجزة إن شاء الله". وردًا على سؤال بشأن التخوف الأمني قبل الانتخابات، أجاب الحريري: "على الجيش اللبناني والقوى الأمنية القيام بجهودهم، وعلى القوى السياسية اللبنانية كما تعهدت في اتفاق الدوحة أن تكمل هذا التعهد، وواجب المواطن اللبناني وكل الأحزاب السياسية المساهمة في الاستقرار الأمني في كل الوطن". واعتبر الحريري انه "لا يمكن القول إن الحكومة دخلت مرحلة تصريف الأعمال، ولكن الناس والأحزاب والمستقلين جميعًا يستعدون في هذه المرحلة للانتخابات"، لافتًا إلى أن "هناك نوعًا من المزايدات السياسية، إن كان في مجلس النواب أو في مجلس الوزراء، وهذا ما يجب أن نتجنّبه لأن المواطن يريد أن يعيش بسلام، ويجب عدم تعريضه لأي مخاطر أو مزايدات سياسية وخاصة في مجلس النواب". وأضاف: "نحن كنّا واضحين في آخر جلسة حوار في موضوع تفويض رئيس الجمهورية في ملف التعيينات، وما يقوله فخامة الرئيس نحن مستعدون للموافقة عليه"، وأكد أنه في حال لم تحصل قوى 14 آذار على الأكثرية فإنه لن يشارك في الحكم، وقال: "هذا موقفي والمعروف عني أني لا أغير موقفي". وعن نيته ترؤس الحكومة في حال فازت 14 آذار بالأكثرية، أجاب: "إذا كانت الأكثرية تريد ذلك سنرى، دعونا نرى ماذا سيحصل في هذه الانتخابات، وأنا قلت أن الانتخابات مصيرية لأن فعلاً مصير لبنان متعلق بها".

 وإذ اعتبر أن القضية بين "حزب الله" ومصر "حسّاسة جدًا، ولا بد من معالجتها بشكل هادئ بعيدًا عن الشوشرة الإعلامية"، قال الحريري: "لسوء الحظ لقد حصل ما حصل، وهو أمر ما كان يجب أن يحصل. المهم أن تعالج الأمور بهدوء لايجاد الحلول التي ترضي الجميع، لا سيّما أن كل لبنان يحترم سيادة مصر بشكل واضح وصريح". 

 

قاسم: لقاء نصرالله - جنبلاط كالثمرة على الشجرة

من جهته، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "الحزب مطمئن لفوز المعارضة الوطنية في الانتخابات النيابية بأغلبية المجلس النيابي". وقال إن "فتح القنوات والتواصل مع النائب وليد جنبلاط من خلال اللقاء الذي عقد مع النائب محمد رعد في خلدة وقيام لجان التنسيق مع الحزب الاشتراكي، يعني اننا في حزب الله قررنا الانفتاح على وليد جنبلاط والتعاون، وخاصة ان مواقف جنبلاط الاخيرة عن العروبة وفلسطين والشراكة الداخلية وتحرير فلسطين والعلاقة بين الضاحية والجبل تقرّب، ونحن نتشارك في هذه الرؤى ونحن متجاوبون ومتفاعلون، والعلاقة بين الضاحية والجبل استراتيجية وتاريخية وليس لدينا نوايا لفك الالتحام مع الجبل". وأكد قاسم أنه لا يوجد مانع من فكرة اللقاء بين جنبلاط وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم من الأيام، مشبهاً اللقاء بالثمرة على الشجرة والتي تحتاج إلى بعض الوقت لتنضج.

الجيش يواصل عملياته بقاعًا

واصل الجيش اللبناني حملات المداهمة والتفتيش التي يقوم بها في البقاع بحثًا عن منفذي الاعتداء على عناصره وكذلك لتوقيف عدد من المطلوبين للقضاء، وفي هذا الإطار تمكنت وحدات الجيش من توقيف 20 شخصاً مطلوباً للعدالة وفق مذكرات توقيف بجرائم مختلفة، كما تم ضبط 8 سيارات مسروقة وكميّة كبيرة من المخدرات والأسلحة والذخائر والاعتدة العسكرية المتنوعة، إضافة الى عدد من الأختام المزوّرة، وقد سُلِّم الموقوفون مع المضبوطات الى المراجع المختصة. وإذ أصرّت قيادة الجيش في بيان لها "على مواصلة الحملة الامنية حتى توقيف العناصر المعتدية"، دعت "المواطنين مجددًا الى مزيد من التعاون مع القوى العسكرية في هذا المجال تسريعاً لإحقاق الحق وعودة الحياة الطبيعية الى المنطقة". إلى ذلك، علم موقع "nowlebanon.com" أنه وفي إطار الحملة التي ينفّذها الجيش في البقاع، تمكّنت وحدات منه وبناءً على معلومات استخباراتية من تنفيذ عمليات نوعية في منطقة "دار الواسعة" حيث تم إلقاء القبض على ثلاثة مطلوبين وفق عدة مذكرات توقيف بجرائم مختلفة، هم سعدالله سعدالله جعفر وحسين عبدو جعفر (اللذان جرحا ونقلا إلى المستشفى تحت حراسة أمنية مشددة) وعباس محمود جعفر.

 

مؤيدو الانفتاح الاميركي على سورية و«حزب الله» يحاولون إسباغ صفة «الاعتدال» على الثورة الإيرانية

حولوا «دول الاعتدال» إلى متطرفة إسلاميا 

|واشنطن - من حسين عبد الحسين/الرأي الكويتية

يستمر الباحثون من مؤيدي الانفتاح الاميركي على سورية و«حزب الله»، والتشدد في وجه ما يعرف بـ «دول الاعتدال» العربي التي يصفونها بالمتطرفة اسلاميا، بمحاولات اقناع الاوساط السياسية والثقافية في العاصمة الاميركية بضرورة تبني وجهة نظرهم.

اليستير كروك، وهو ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية يقيم في بيروت ويتمتع بعلاقات متينة بعدد من مسؤولي «حزب الله»، حاضر في مركز «وودرو ويلسن»، اول من امس، واشار الى ما وصفه «اعتدال» الثورة الاسلامية في ايران.

ومع ان الباحثة الاميركية من اصل ايراني هالة اصفندياري، التي اعتقلها النظام الايراني بتهمة التجسس بين مايو واغسطس 2007، هي التي قدمت كروك، الا ان المسؤول البريطاني السابق لم يتوان عن اسباغ كل صفات الاعتدال على القيادة الايرانية و«حزب الله». وقال «ان الغرب هو الذي خلق هذه الافكار على مدى الـ 50 عاما الماضية، فتصنيف معتدلين وراديكاليين هو تبسيط، ويحول اشخاصا ليسوا خطيرين الى اشخاص يشكلون خطراً».

واضاف: «اعتقد ان من نصفهم بالراديكاليين في المنطقة، اي الاسلام الشيعي، هم فعليا المعتدلون، اما من نطلق عليهم لقب دول الاعتدال، هم في الواقع الراديكاليين».

وتحدث كروك باسهاب عن تأثير فكر ابن تيمية على المجموعات السلفية، وقال: «الغرب استخدم السلفية لاحتواء الناصرية والماركسية ولاحتواء الاتحاد السوفياتي، كما استخدمها في العراق ضد ايران وفي لبنان ضد حزب الله، وحصل كل ذلك بدعم اميركي واوروبي».

ويشكل كروك، الدليل الوحيد الذي استخدمه الصحافي سيمور هيرش عندما نشر مقالة في مجلة «نيويوركر» اتهم فيه ادارة الرئيس السابق جورج بوش، بالتواطؤ مع حلفائها في المنطقة، خصوصا تحالف 14 مارس في لبنان، بتمويل مجموعات سلفية لمواجهة المد الايراني في المنطقة.

الا ان مراقبين في حينه اخذوا على هيرش وكروك استنادهما الى معلومات غير مؤكدة، اذ قال كروك، حسب مقالة هيرش، انه «قيل» له ان الحكومة اللبنانية قدمت اموالا لمجموعات متطرفة، مثل «فتح الاسلام» التي خاضت حربا في مواجهة الجيش اللبناني في صيف 2007، «على افتراض انقضاض هذه المجموعات على حزب الله». لكن ورغم عدم تقديم كروك اثناء محاضرته في العاصمة الاميركية، كما في تصريحه لهيرش، اي دلائل ذات معنى غير الاقوال والفرضيات، الا ان ضابط الاستخبارات البريطاني السابق ما زال يتمسك بفرضية ان واشنطن وحلفائها في المنطقة يدعمون مجموعات متطرفة، اذاً، هم «المتطرفون الحقيقيون»، حسب كروك.كروك حاول تقديم رؤيته لمعنى الثورة الاسلامية الايرانية، فقال ان «المسلمين وجدوا انفسهم في مأزق في العشرينات عندما كانت شعوب العالم تنشئ دولا حديثة، فعاد المسلمون الى القرآن والسنة... ولا يوجد في الاسلام تعاليم لكيفية انشاء دولة». في هذا السياق، جاءت الثورة الاسلامية في ايران حيث حاول الايرانيون السير عكس التحولات في الغرب. وقال كروك: «الاسلام ليس ديموقراطية اجتماعية... لما يصعب على الغرب فهم ذلك»؟

ونقل كروك عن «مسؤول في حزب الله»، «سمحت لنا الثورة الاسلامية ان نفكر باستقلالية للمرة الاولى منذ فترة طويلة».

الا ان جمع الحاضرين من الباحثين لم يوافقوا كروك نظرياته، فاعتبر بعضهم ان اولى المحاولات الاسلامية للحاق بالغرب جاءت اثر اجتياح نابليون لمصر في اوخر القرن الثامن عشر، وليس في العقد الثاني من القرن العشرين، وان ذلك الاجتياح اطلق ثورة فكرية بدأت مع جمال الدين الافغاني وعدد كبير من المفكرين العرب الذين جاؤوا من بعده. واعترض باحثون اخرون على «الاسقاط والتعميم» الذي قام به كروك، «فليس كل الشيعة مساندين للثورة الايرانية او فكرة الحكومة الاسلامية، كما ان ليس كل السنة من مؤيدي افكار ابن تيمية». ووصف الباحثون فهم كروك نفسه للتيارات الاسلامية، «تبسيطيا، فهناك عدد من المفكرين المسلمين والعرب ممن يختلفون في ما بينهم على شكل الدولة في الدول الاسلامية، ومن غير الممكن معرفة رأي من يمثل الشارع العربي والاسلامي اكثر، اذ ان تنظيمات مسلحة مثل حزب الله باستطاعتها ان تفرض رؤيتها وان تلغي رأي معارضيها من بين الشيعة انفسهم».

 

قاسم: قررنا الانفتاح على وليد جنبلاط ولا مانع من اللقاء بينه وبين نصرالله

الخميس 16 نيسان 2009/لبنان الآن

رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "الحزب مطمئن لفوز المعارضة الوطنية في الانتخابات النيابية بأغلبية المجلس النيابي". وفي حديث لبرنامج "برلمان ألفين وتسعة" على قناة "المنار"، قال قاسم إن "ان فتح القنوات والتواصل مع النائب وليد جنبلاط من خلال اللقاء الذي عقد مع النائب محمد رعد في خلدة وقيام لجان التنسيق مع الحزب الاشتراكي، هذا يعني اننا في حزب الله قررنا الانفتاح على وليد جنبلاط والتعاون، وخاصة ان مواقف جنبلاط الاخيرة عن العروبة وفلسطين والشراكة الداخلية وتحرير فلسطين والعلاقة بين الضاحية والجبل تقرّب، ونحن نتشارك في هذه الرؤى ونحن متجاوبون ومتفاعلون، والعلاقة بين الضاحية والجبل استراتيجية وتاريخية وليس لدينا هناك نوايا لفك الالتحام مع الجبل".وأكد قاسم أنه لا يوجد مانع من فكرة اللقاء بين جنبلاط وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم من الأيام، مشبهاً اللقاء بالثمرة على الشجرة والتي تحتاج إلى بعض الوقت لتنضج.  قاسم أشار في مجال آخر إلى أن "مصر تحاول من خلال قضية سامي شهاب ارباك حزب الله في الانتخابات القادمة، وذلك نظراً لمواقف الحزب إبّان حرب غزة"، ولفت إلى ان "سامي شهاب كان يقدّم مساعدات انسانية، وليس لديه أي مهمة أخرى، وليس لدينا نية مهاجمة الاسرائيليين في سيناء".

 

(المعايير المزدوجة) في إختيار العماد عون لمرشحيه

الهام فريحة (الأنوار) ، الخميس 16 نيسان 2009

يؤخَذ على رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، من جانب كوادره قبل خصومه، أنه قارَبَ الإنتخابات النيابية في مؤتمره الصحافي الأخير، بفوقية لا تعكس ديمقراطية بل تنبع من ثقافته العسكرية القائمة على مبدأ (نَفِّذ ثم إعترض).

يقول في مؤتمره:

(إن عدم نشر الأسماء معناه الإحتفاظ بإمكان التغيير. التأخير سببه غير ما يظنه الناس فأنا لا مشكلة لدي في حسم الموضوع في أي لحظة وأي أسلوب).

مَن يقرأ هذه الفقرة يظن للوهلة الأولى أنه يطالع وثيقة غير ديمقراطية ممهورة بطابع (سرّي)، لا تصريحاً لرئيس كتلة برلمانية يستعد لخوض إنتخابات نيابية شفّافة، أليس (الإحتفاظ بإمكان تغيير الأسماء) تلاعباً بأعصاب المرشحين؟

هل يجوز أن يترشحوا ويجلسوا في منازلهم في إنتظار إشارة؟

بأن ترشيحهم تمت الموافقة عليه؟

ما معنى القول (أنا لا مشكلة عندي في حسم الموضوع في أي لحظة وأي أسلوب)؟

ما قيمة البرامج والنقاشات إذاً؟

مَن يتابع سياسة التيار الوطني الحر منذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم يجد أحياناً تناقضاً في مضمونها، فقبل ستة أشهر كان الحديث يجري عن أن الهيئات في المناطق والقرى والبلدات هي التي تختار المؤهلين للترشح إنطلاقاً من حركتهم ونشاطهم في مناطقهم، لكن يبدو أن هذه الآلية لم تُعجب (الحلقة الضيقة) حول العماد عون فابتكرت طريقة ثانية للإختيار تعتمد الإستطلاعات لإختيار المتقدِّمين بين المرشحين. هذه الآلية وضع عليها قياديون في التيار ممن هم ليسوا في (الحلقة الضيقة) أكثر من ملاحظة ومنها:

كيف يمكن الركون إلى إستطلاع تُجريه جهة واحدة غير محايدة؟

ومَن يُقرِّر إذا كان الإستطلاع علمياً أو موضوعياً؟

لماذا الإنتقائية في إعتماد آلية الإستطلاع؟

وبتعبير أدق:

هل كل المرشحين إختيروا بعد الإستطلاع؟

هل ترشيح الفنان عبدو منذر في دائرة الشوف والفنان غسان الرحباني في قضاء المتن واللواء عصام ابو جمرا في دائرة بيروت الأولى جاء نتيجةً للإستطلاعات؟

لماذا إستُبعد النائب كميل الخوري عن اللائحة في المتن الشمالي، على رغم أن زميلاً له في التكتل نال أقل الأصوات بين المستطلَعين؟

لماذا يتذرَّع العماد عون بـ(العائلية) لإستبعاد أحد المرشحين في بعبدا؟

لماذا لم يُطبِّق (علم الإستطلاع) في قضاء زغرتا واكتفى باعتماد (الظروف السياسية) لإستبعاد المرشح فايز كرم؟

يعتقد قياديون في التيار ان (التفرّد) هي الآلية الوحيدة المعتمدة لدى العماد عون في إختيار مرشحيه، أما قضية الإحصاءات فليست سوى (باب خلفي) لعدم الإلتزام تجاه مَن (وعدهم) ومَن طلب منهم الترشُّح ثم غيَّر رأيه.

لا يكتفي العماد عون بعملية الإستبعاد بل يطلب من المستبعَدين أن لا يتأففوا ويتذمروا حيث يقول:

مَن لا يقتنع بذلك فـ(ستين سنة وسبعين يوم على الصداقة وعلى الإلتزام). يُعلِّق أحد القياديين على ذلك بالقول:

لماذا الصداقة والإلتزام يجب أن تكون من جانبنا تجاه العماد عون ولا تكون في الإتجاهَين؟

 

ماذا يخفي «التصويب» الإيراني على مصر؟

هدى الحسيني (الشرق الأوسط) ، الخميس 16 نيسان 2009

هل المطلوب من مصر أن تتعرى لتثبت أن المسألة ليست دفاعاً عن أهل غزة، بل إنها مسألة نفوذ إيراني جائع وجشع يريد حرق كل أخضر ويابس عربي وأن يربض على أنفاس كل العرب.

ليست الدول العربية من تريد تحميل «حزب الله» أكثر من طاقته، كما اشتكى أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطابه يوم الجمعة الماضي، بل هي إيران التي تفعل ذلك والتي تعرف جيداً أن الحزب عكس ما وصفه الأمين العام بـ«الحزب اللبناني المتواضع، قيادتنا لبنانية وكل أعضائنا وأفرادنا لبنانيون، وليس لدينا فرع خارج لبنان، قضيتنا الأساسية التي وجدنا لها هي تحرير الأرض وحماية لبنان»، بل إن الحزب كما يردد المسؤولون الإيرانيون: الخط الدفاعي الأول لإيران.

ثم إذا كان «حزب الله» حزباً لبنانياً فقط، فما هو دور «وحدة عمليات دول الطوق في الحزب» التي ألقت السلطات المصرية القبض على مسؤولها سامي شهاب؟

إذا كان سبب وجود الحزب تحرير الأرض وحماية لبنان؟ سنتجاوز عملية اقتحام بيروت في 7 أيار (مايو) الماضي، ولن نسأل عن أي أرض لبنانية تم تحريرها إثر حرب تموز (يوليو) 2006، إذ لا تزال مزارع شبعا تحت الاحتلال، وتلال كفر شوبا كذلك، ولا يزال ما دمرته إسرائيل في جنوب لبنان مدمراً؛ لأن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يطالب بأموال صندوق الجنوب لإعادة بناء ما دمرته تلك الحرب.

نروي هذه الأمور من دون أي تفسير أو تحليل؛ لأن محمد رعد النائب في البرلمان عن «كتلة الوفاء للمقاومة» وفر ذلك علينا بقوله: «إن الحزب يريد إعادة انتخاب نبيه بري رئيساً للبرلمان، ففيه كل المواصفات التي يجب أن يتحلى بها أي رئيس للبرلمان اللبناني»، ثم قال إن الحزب سيبقي على سلاحه «لأن ذراعه العسكرية عاقدة العزم على تحرير ما تبقى من أراض محتلة في شبعا وكفر شوبا». وتلاه في اليوم التالي نائب آخر عن «حزب الله» علي عمار قائلا: «إن الحزب قرر محاربة الفساد وإعادة انتخاب نبيه بري». وعلى هذا رد بري في مهرجان انتخابي يوم الأحد الماضي، بأن من أول واجبات اللبنانيين دعم المقاومة. إذا كان الحزب وحلفاؤه مشغولين بلبنان وتحريره، كما يقولون، فكيف استطاعوا تكليف سامي شهاب بالتوجه إلى سيناء في مصر، وتصويره كأنه «سوبرمان»، إذ كما قال السيد نصر الله، مسخفاً القلق المصري، إن «شهاب وعشرة أشخاص أتوا لمساعدة الفلسطينيين (في غزة مليون ونصف المليون فلسطيني) المحتلة أرضهم والمحاصرين».

لم يقل لنا أمين عام الحزب نوع السلاح الذي كان ينقله شهاب، إذ منذ عشرات السنين عمد الفلسطينيون وبدو سيناء إلى تهريب السلاح والبضائع الأخرى. فهل أن إيران لا تثق إلا بأفراد «حزب الله» للإشراف على تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مصر أولا وغزة ثانيا؟ لم يشر السيد نصر لله إلى الغارة الإسرائيلية على قافلة كانت تنقل السلاح الإيراني من السودان إلى مصر، وكان الأجدى في هذه المناسبة أن يشن هجومه على إسرائيل التي دمرت قوافل الأسلحة الإيرانية التي استعملت السودان ورئيسه عمر البشير.

فضل السيد نصر الله القول بأن تهمة تهريب السلاح إدانة لمصر. هذه ربما تحتاج إلى تفسير أكثر وضوحاً، فحتى الآن لا تزال الدولة اللبنانية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على سوريا لوقف عمليات «تهريب» السلاح إلى «حزب الله» في لبنان، وسوريا التي تعتبر حتى المعارض المدني ميشال كيلو يهدد أمنها القومي وترفض إطلاقه من السجن، لا تقبل بتهريب السلاح إلى الأكراد السوريين من العراق أو تركيا، فهؤلاء لديهم قضية ولكن العرب لا يقفون معهم حفاظاً على وحدة الأراضي السورية. وإيران نفسها التي تشن هجوماً تلو الآخر ضد مصر، حاملة «لواء» فتح معبر رفح، لتحكم تطويق الدول العربية بالكماشة الإيرانية، إيران هذه وافقت على حضور مؤتمر أمستردام الدولي، لأنها تعاني من تهريب المخدرات الأفغانية إليها، فماذا سيكون موقفها لو أن البلوش مثلا بدأوا من أجل الحصول على حقوقهم بتهريب السلاح من أفغانستان؟

وكثيرا ما استخدم عدد من الانظمة العربية فصائل فلسطينية لمصلحة تلك الانظمة على حساب المصلحة الفلسطينية. اليوم لم يتغير شيء، بل قررت إيران اكتساح الساحة وبشراسة. لذلك على الدول العربية التي تريد حماية أمنها وسيادتها وشعوبها ومستقبلها، مساعدة مصر وتقديم كل ما تحتاج إليه من دعم لأن «التصويب» الإيراني عليها الآن، بعدما فشلت حرب غزة في توفير موطئ قدم إيراني في سيناء. بسبب القضية الفلسطينية استبيح لبنان، كلهم استباحوا لبنان من فلسطينيين وعرب وغربيين. كانت الدولة ضعيفة في لبنان، ورغم أن بداية الاستباحة كانت في مصر التي أنتجت «اتفاق القاهرة»، فإن العرب كلهم مدعوون للوقوف الآن مع مصر. إن إيران تريد بكل الوسائل و«الأدوات» التي لديها زعزعة وتدمير كل الدول العربية الكبرى، بدءاً من العراق، وهي تنتظر سقوط الثمرة العراقية في حضنها، وهذا لن يحدث، وصولاً إلى مصر فالسعودية، أما سوريا فإنها تخترقها منذ سنوات، وعندما تتأزم المشاكل في هذه الدول يسهل إسقاط الدول الخليجية الصغرى الأخرى، على أساس أن لبنان سيسقط كلياً بعد الانتخابات المقبلة (..)

تعتبر إيران نفسها دولة مؤسسات، وتعتمد إستراتيجية ـ ايديولوجية لن يثنيها أحد عنها، هي تظن، أو تصوره لها «بعض المعارضات» التي أتى على ذكرها السيد نصر الله في خطابه يوم الجمعة الماضي، ـ «التي كانت تطلب منا مساندتها في داخل بلدانها»، ـ هذه المعارضات ربما صورت لإيران أن الدول العربية «من قش». إن إيران لن تكتفي بالتدخل في المشرق العربي والخليج، بل وصلت إلى شمال أفريقيا. إنها لا تستريح ولن تستريح بانتظار أن تحقق خرقاً عميقاً في دولة كبرى، أو بانتظار أن تتعرض هي لأزمة داخلية أو مواجهة مع الخارج.

وللتذكير فقط، فإن المغرب أعلن عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران في السادس من الشهر الماضي. عبّر المغرب عن تضامنه مع البحرين عندما وصفها مسؤول إيراني (علي أكبر ناطق نوري) بأنها المحافظة الرابعة عشرة لإيران. (بالمناسبة هذا يذكر بمصير صدام حسين عندما وصف الكويت بالمحافظة التاسعة عشرة للعراق، ووصول «حزب الله» إلى سيناء يذكر هو الآخر، بغزو صدام حسين للكويت، والنتيجة صارت معروفة، حتى لو احتاجت لسنوات).احتجت إيران على تضامن المغرب مع البحرين.

طبعاً، هناك سبب آخر لقطع العلاقات، وهو المحاولات الإيرانية الحثيثة لنشر التشيع في المغرب. في لقاء أمني لدول شمال أفريقيا عقد في نواكشوط العاصمة الموريتانية، كشف المسؤولون الأمنيون المغاربة عن النشاط الإيراني لنشر التشيع الذي يهدد وحدة الطائفة السنية المالكية في المغرب، وأن النشاط الإيراني لنشر التشيع تتعرض له دول إسلامية وعربية أخرى. وشن موقع تلفزيون «العالم» الإيراني هجوماً على المغرب في الثامن من آذار (مارس) الماضي جاء فيه: «إن محاربة الشيعة هي المحرك الأساسي للعقل السياسي لأصحاب القرار في أكثر من دولة عربية، والمغرب ليس استثناء». وكان المغرب قبل قطع علاقاته الدبلوماسية اعتقل «شبكة بلعراج» من المغاربة الذين تدربوا على أيدي مقاتلي «حزب الله» في جنوب لبنان.

في كلمته يوم الجمعة نفى السيد نصر الله اتهامه بالعمالة لإيران واتهام «حزب الله» بنشر التشيع. رئيس مجلس النواب الإيراني علي لاريجاني وصف يوم الأحد هذه التهمة بـ«السخيفة».

رد التهم لا يعني أن الفعل غير قائم، والهدف منه سياسي أكثر منه ديني، إنه يخدم خطط التوسع والنفوذ الإيرانية التي تريد أن تتزعم العالم الإسلامي، وتلغي ما يسمى بالعالم العربي. ولأنه لا يمكن لها الكسب في بحر من السنّة، لا بد من البدء بمحاولات التشيع.

الآن سترفض «حماس» المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر، ولن تنجح الدول العربية في جذب سوريا إلى معسكرها. إن إيران ستضاعف من عمليات الزعزعة التي تقوم بها، لتظل قادرة على تحييد سوريا عربياً، والسيطرة على «حماس» التي صارت بمثابة رأس الحربة الثاني. وستتفرغ لتسخير «حماس» و«حزب الله» لنشر اللااستقرار في الدول العربية، والمشكلة أن بعض الدول العربية الصغيرة تعتقد انها تستطيع ان تشتري شر توسع ايران بالتواطؤ معها.

هناك حاجة لإستراتيجية عربية جديدة متماسكة، لا يخيفها شارع من هنا أو تنديد من هناك. إن الضعف العربي يمنح إيران قوة. والوقوف مع مصر الآن دليل قوة عربية ضرورية.

 

تأخّر عون في لائحة جبيل وعلاقته بتناقضات "التيار"

المستقبل - الجمعة 17 نيسان 2009 - جبيل ـ جليل الهاشم

لماذا لم يعلن الجنرال ميشال عون لائحته في جبيل؟

في الاجابة عن هذا السؤال يتحدد المشهد الانتخابي في هذه الدائرة حيث لم يبق من عناوين أخرى تحوط هذه الانتخابات. وتشرح أوساط قيادية في التيار الوطني الحر أسباب التأخير وترده الى ان العماد عون لم يطمئن حتى الآن الى أن لائحته المفترضة (وليد الخوري، عباس هاشم، سيمون أبي رميا) تفي بغرض المواجهة وهو غاير ممتلئ اليدين من هذه اللائحة، ويأتي قلق عون وفق المصادر ذاتها من عامل أساسي وهو ان للتيار في جبيل رموزا تتمحور حولها ديناميته وحيويته:

ـ الرمز الأول هو الدكتور أدونيس العكرا الذي يقاوم هذه اللائحة بصمت ويعتبرها تكراراً للائحة الانتخابات الماضية وان طرأ عليها تعديل في مقعد واحد وتفتقد الى التنوع في تكوينها وفي قدرتها على ملء الفراغ.

ـ الرمز الثاني هو النائب شامل موزايا الذي يعتقد جهاراً نهاراً وأمام المقربين منه بأن تغييره هو افتراء عليه لأنه ملتزم ومناضل وحرمانه من أن يكون على اللائحة هو بمثابة الاشارة الضمنية الى فشله وهو تمكن من تمثيل دائرته خير تمثيل.

ـ الرمز الثالث هو الدكتور ناجي الحايك الذي يختلف اعتراضه عن الآخرين ويعتقد بأن دائرة جبيل تستأهل رعاية سياسية من قيادة التيار ترقى الى مرتبة التجارب السياسية لهذا القضاء وان ذلك الاهتمام يجب أن يعبر عنه في تركيب لائحة "التيار الوطني الحر"، وهو أيضاً يعتقد ان التباينات بين رئيس الجمهورية والتيار اذا كانت مبررة في السياسة في الدوائر الأخرى فلا يجوز أن يكون نصابه مكتملاً في دائرة جبيل حيث يبدو هذا التباين شخصياً وغير موضوعي.

ـ الرمز الرابع هو الدكتور بسام الهاشم رئيس لجنة التثقيف السياسي في التيار الذي يعتقد بأنه صاحب حق متقدم في الجرد ويخوض معركة منع سواه من العبور الى النيابة حتى هذه اللحظة.

ـ الرمز الخامس هو منسق القضاء في التيار المهندس طوني أبي عقل.

وتبرز أيضاً تحفظات حلفاء العماد عون على الساحل حيث الحديث يدور عن المحامي جان الحواط بأنه يخوض معركة لا تقف عند حدود المطالبة بأن يكون هو مرشح العماد عون عن الساحل بل انه يبلغ حدود الانضمام الى الضفة التي تقابل عون وهو بهذا الموقف يبلغ حدود التفاهم مع اخصامه التقليديين وفي هذا السياق يمكن تسمية المرشحين ناظم الخوري وفرنسوا باسيل.

نقلة الى الجرد توضح ايضاً ان حلفاء العماد عون منهم من غادر الى الضفة الأخرى حيث لا رجعة له ومنهم ما زال في موقعه يقاوم تجاوزه وتجاوز الجغرافيا الانتخابية للدائرة حيث انه لم يحصل في تاريخها الانتخابي من تجاوز جردها لمصلحة ساحلها أو وسطها والعكس صحيح.

ثمة اسباب أخرى قد تكون بعيدة من التداول الجبيلي ما زالت تشكل أيضاً تحفظات العماد عون قبل اعلانه هذه اللائحة وهي أن أبي رميا لم يبتعد في الجوهر وان كان قد ابتعد في صلاته عن "التيار الوطني الحر" المعارض لصيغة الوراثة المحتملة لقيادة التيار وهو يردد في أوساطه الخاصة جداً قائلاً لقد التزم العماد عون معي بالرغم من حملة بعض الضباط الذين يدعون انهم من حماة الدار ومن أبنائها فأنا صاحب وجهة نظر ورمز لميشال عون شخصياً وان مستقبل قيادة التيار هي للمناضلين وليست للأقرباء

 

الانتماء اللبناني" يطالب بحصر السلاح بيد الدولة: الأمن مدخل أساسي لإجراء انتخابات شبه طبيعية

المستقبل - الجمعة 17 نيسان 2009 - استنكر "لقاء الانتماء اللبناني" الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني في البقاع قبل أيام، ورأى فيه "تأكيداً جديداً لوجوب حصر السلاح في أيدي الدولة اللبنانية وقواها العسكرية والأمنية دون غيرها، ولضرورة وضع حدّ لكل أنواع الجزر الأمنية على الأراضي اللبنانية"، داعيا القوى الأمنية الى "أن تضرب بيد من حديد، وتتعامل مع المعتدين ومن يقف وراءهم من دون تهاون، خصوصاً أن لبنان مقبل على مرحلة انتخابات". وشدد على أن "الأمن هو المدخل الأساسي لاجراء انتخابات شبه طبيعية".

وتساءل في بيان إثر اجتماعه الأسبوعي امس، اذا كان البعض يتجرأ على الجيش اللبناني، فكيف سيتعاطى مع من لا يملكون السلاح، من المجموعات السياسية المنافسة، ومن الخصوم؟"، معتبراً أن "هذا الوضع الفوضوي ناتج من غياب الدولة ومؤسساتها كافة، الأمنية منها وغير الأمنية، لفترة زمنية طويلة".

ولاحظ أن "ثمة أطرافاً سياسية تعمل لهدم هيكلية الدولة، وافراغها من مضمونها، وهي بنهجها هذا، توفّر غطاء معنوياً وضوءاً أخضر للاستخفاف بالدولة ولهذا النوع من الاعتداءات على الدولة وقواها"، واصفاً هذه المحاولات المتكررة لاضعاف الجيش وضرب هيبته، بأنها "تصبّ في خانة الترجمة العملية لرفض حصر السلاح في يد الدولة". وأبدى استغرابه من "عجز المؤسسات الأمنية عن كشف من يقف وراء الاعتداءات التي تستهدف الانتماء اللبناني، ومنها احراق 26 سيارة حتى الآن لأعضائه وأنصاره، في حين أن هذه المؤسسات نفسها تمكنت من أن تضبط شبكة تجسس معقدة لصالح العدو الاسرائيلي"، سائلاً "هل حارقو سياراتنا تلقوا تدريباتهم لدى جهات اكثر دقة واحترافا من الموساد الاسرائيلي، أم أن المؤسسات الأمنية ليست لديها الجرأة لملاحقة المتورطين في الاعتداءات علينا، على الرغم من أننا متيقنون من أنها تملك أسماءهم، والمعطيات والمعلومات الكافية لاستدعائهم والتحقيق معهم؟". وطالب المؤسسات الأمنية الرسمية بأن "تتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن، وتقوم بواجبها".

وفي السياق نفسه، دان الاعتداء على مكتب وسيارة لـ"التيار الوطني الحر" في اقليم الخروب "بالرغم من اختلافنا الجذري مع التوجهات التي اعتمدها العماد (ميشال) عون منذ عودته الى لبنان". واستنكر مثل هذه الاعتداءات، مشدداً على وجوب "أن تبقى أي خلافات في التوجهات في اطار راقٍ من التنافس الشفاف والواضح بين افكار وبرامج ورؤى، لأن حل الخلافات بالعنف والأساليب الهمجية لم يعد جائزاً في القرن الحادي والعشرين، في عصر العلم والمعرفة".

 

السفارة الأميركية تحيي ذكرى تفجيرات عامي 1983 و1984

المستقبل - الجمعة 17 نيسان 2009 - اعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية في بيان ان "السفيرة ميشيل سيسون رأست امس مراسم الاحتفال السنوي الذي يقام في السفارة الاميركية في عوكر تكريما للذين فقدوا حياتهم في خدمة الولايات المتحدة في لبنان. وقد قام الاميركيون واللبنانيون من موظفي السفارة وأولئك الذين نجوا من تلك الهجمات والضيوف باستذكار زملائهم وأصدقائهم الذين فقدوهم وهم يعلمون بأن كل واحد منهم قد عمل من أجل علاقة قوية ودائمة بين لبنان والولايات المتحدة. واشار البيان الى "ان الاحتفال جرى عند النصب التذكاري الذي أقيم داخل حرم السفارة في عوكر. هذه اللوحة التذكارية تكرم اثنين وخمسين من اللبنانيين والأميركيين الذين قضوا نحبهم في الثامن عشر من نيسان 1983 يوم تعرضت السفارة الأميركية لهجوم انتحاري والتسعة الذين لقوا حتفهم في العشرين من أيلول 1984 عند تفجير المبنى المرفق بالسفارة في عوكر وال 241 من الجنود الأميركيين الذين قتلوا

في الثالث والعشرين من تشرين الأول من العام 1983 في التفجير الانتحاري لثكنة المارينز إضافة إلى الذين سقطوا في حوادث مأسوية أخرى بين عامي 1976 و1995. إن هذا النصب التذكاري يشكل تذكيرا دائما بالتضحيات التي قدمها هذا العدد الكبير من الذين آمنوا بالعلاقة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية".

وقد طلبت السفيرة سيسون من المشاركين "الوقوف دقيقة صمت تكريما لجميع العاملين الذين لقوا حتفهم من أجل قضية السلم والديموقراطية في لبنان".

 

المصدر: النهار   التالي »

 المحكمة تحدّد 27 نيسان موعداً لبت مصير الضباط الأربعة

 حيويّة انتخابية تمهّد للوائح "الكبرى" وسليمان مطمئن الى 7 حزيران

عدد المشاهدة: 55 

استعاد المناخ الانتخابي حيوية أمس بعد فترة من المراوحة، بدت بمثابة مؤشر لاسبوع "مفصلي" يرجح ان يشهد ولادات متعاقبة للوائح انتخابية اساسية لدى فريقي 14 آذار و8 آذار بعد عطلة عيد الفصح الشرقي. ومع ذلك لم تغب عن صدارة الاهتمامات ملفات بارزة في مقدمها الحملة التي يواصل الجيش تجريدها في بعلبك، وكذلك التطورات القضائية المتصلة ببت مصير الضباط الاربعة الموقوفين في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفيما يستعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان للقيام بزيارة لتركيا يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين، لاحظ زواره أمس انه يتتبع اولا باول الخطوات التي يقوم بها الجيش في منطقة بعلبك توصلا الى القبض على مرتكبي جريمة الاعتداء على دورية عسكرية. ونقل عنه زوار قصر بعبدا ان الجيش احرز تقدما في تحديد بقعة معينة يجري العمل ضمنها بالتعاون مع الجميع وبعيداً من اي تعميم أو خروج عن الخطة المرسومة، مستغربا محاولات لوضع ما جرى في مكان آخر من خلال كلام يبدو احياناً كلام حق يراد به باطل. واذ ابدى ارتياحه الى تعاون الجميع مع الجيش واستنكارهم الاعتداء عليه، اكد اتخاذ كل الخطوات اللازمة التي تحول دون تكرار استهداف الجيش.

وبدا رئيس الجمهورية، استنادا الى زواره، مرتاحا الى سير الامور ومستقبل الاوضاع على مختلف الصعد على رغم كل ما حصل، لافتين الى ان الاشهر العشرة التي مضت على توليه الرئاسة كانت حافلة بتطورات كبيرة وبقي لبنان بمنأى عن تداعياتها، وليس اقلها الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة.

واشار هؤلاء الى ان سليمان واثق من اجراء الانتخابات النيابية في 7 حزيران المقبل في اجواء هادئة وطبيعية، وهو يتابع شخصيا كل الاجراءات والاستعدادات الجارية بما يكفل تأمين اجرائها بهدوء.

ولاحظ الزوار ان سليمان يطلع على تصريحات ومواقف يحاول اصحابها الغمز من قناة العهد، ولان مضمونها "انتخابي بحت" فهي لا تستأهل الرد، "خصوصا ان الشعب اللبناني على درجة عالية من الوعي والادراك ولا تغيب عنه الحقائق ويميز بين الواقع ومحاولات تشويهه".

وعن الانطلاقة الجديدة للعهد بعد الانتخابات قال زوار قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية "لن يكون منحازاً الى اي طرف في حال حصول خلاف على مسألة عامة، ويجب ان تكون لديه القدرة ضمن الوسائل الديموقراطية، وخصوصا في مجلس الوزراء، على ان تكون له الكلمة الفصل لكي يرجح وجهة النظر التي تصب في مصلحة الناس والوطن تجنبا للتعطيل والعرقلة احيانا، علما ان التعيينات المتعثرة هي آخر مثل على ذلك". واضافوا ان "ليس اسهل من ان يكون الرئيس منحازا الى اي طرف ليحصل على تصفيقه، لكن الانحياز يعطل دور الرئاسة الضامن والجامع".

الانتخابات

وشهد قصر بعبدا امس حركة سياسية ناشطة تركز معظمها على الاستعدادات الانتخابية وموضوع الاعتداء على الجيش. والتقى سليمان وفدا من "كتلة الوفاء للمقاومة" صرح باسمه رئيس الكتلة النائب محمد رعد بان "الجو مطمئن ويدعو الى التفاؤل في ظل الحرص على معالجة الامور بالحكمة والحزم لمنع اي تحرش او اعتداء على المؤسسة الوطنية". وقال: "اننا لا نقبل اي اعتداء من اي جهة على المؤسسة الوطنية الام".

كذلك التقى رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري الذي شدد على ضرورة اجراء الانتخابات في "جو ديموقراطي لمصلحة جميع اللبنانيين". ونفى وجود خلافات داخل صفوف 14 آذار، قائلا ان "معظم اللوائح سيعلن الاسبوع المقبل". وشدد على ان "لا شيء يعرقل تاليف لائحة الائتلاف في طرابلس، وهي منجزة ان شاء الله".

وفي جديد التطورات الانتخابية يزور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة صيدا اليوم ويؤدي صلاة الجمعة في مسجد بهاء الدين الحريري، ثم ينتقل الى دارة السيد شفيق الحريري حيث يبدأ لقاءاته واتصالاته التي قد تستمر الى الاحد.

وتوقع النائب ميشال المر ان يتطلب اعلان لائحة تحالفه مع قوى 14 آذار في المتن الشمالي ما بين اسبوع وعشرة ايام. وقال اثر زيارته البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير امس ان مواقف البطريرك الماروني والبطريرك الارثوذكسي اغناطيوس الرابع هزيم "ستشع على المواطنين وتعطيهم اشعاعا روحيا مارونيا وارثوذكسياً لتمييز الحق من الباطل وليقرروا مصيرهم ومصير بلدهم في الانتخابات المقبلة". واجاب عن سؤال "اننا لا نعتبر انفسنا منتصرين اذا لم ناخذ على الاقل خمسة مقاعد من اصل سبعة (في المتن الشمالي)"، مشيرا الى ان "هدف المعركة ان نفوز بسبعة مقاعد من السبعة المتبقية".

اما في المقلب المعارض، فبرز موقف جديد أمس لنائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اذ قال انه "ليس هناك ما يمنع لقاء السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط". ورأى ان "المواقف التي اتخذت اخيرا وتتخذ ستؤدي بشكل طبيعي الى ان يحصل هذا اللقاء في يوم من الايام".

الضباط الاربعة

في غضون ذلك وضع تدبير اتخذه قاضي الاجراءات التمهيدية لدى المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين حدا للغط الذي اثير في الايام الاخيرة في شأن مصير الضباط الاربعة الموقوفين في ملف اغتيال الرئيس الحريري. فقد اصدر امراً الى المدعي العام الدولي دانيال بلمار لتقديم طلب معلل اما لاستمرار احتجاز الاشخاص الموقوفين في لبنان واما لانهاء ذلك الاحتجاز في موعد اقصاه ظهر 27 نيسان الجاري.

وذكر فرانسين انه "وضع نصب عينيه في تحديده المهلة الزمنية المبدأ الاساسي القاضي بضمان محاكمة عادلة، والطبيعة الخاصة لهذه القضية"، مشيرا الى "الحقوق الاساسية المنصوص عليها في الاجراءات الدولية الخاصة بحقوق الانسان والتي تلحظ حق كل فرد موقوف امام قاض في بت وضعه في اقصر المهل".

ولفت القرار الى ان السلطات اللبنانية ارسلت الى لاهاي في العاشر من نيسان نسخة من التحقيق في قضية الحريري والمستندات المتعلقة به. وفي 15 من الجاري ابلغ المدعي العام الى قاضي الاجراءات انه يتمنى وضع طلبه في مهلة ثلاثة اسابيع مبررا هذه المهلة بجملة ظروف منها ضخامة الملف الذي يتضمن 253 اضبارة وآلاف الصفحات اكثريتها مكتوبة باليد وباللغة العربية واهمية التسجيل والترقيم وترجمة خلاصة كل مستند قبل اجراء بحث تطابقي مع النسخة الموجودة لدى لجنة التحقيق الدولية.

وذكر المدعي العام انه اذا انهى عمله قبل الموعد المحدد سيعلم قاضي الاجراءات بذلك.

 

 

 

 

المصدر: الرأي الكويتية « السابق التالي »

 مصر: «حزب الله» خطط لسيناريو التخريب وعندما فشل انتقل إلى سيناريو تشويه صورة مصر وتقزيم دورها

 استبعد أن يكون هناك تحرك في مجلس الأمن بخصوص توجيه اتهام نصرالله والمطالبة بمحاكمته

عدد المشاهدة: 118 

القاهرة - من سلطان العزيزي |

 

شدد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في مصر مفيد شهاب، على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي عمل عدائي يستهدف أمنها وسلامة أراضيها. وقال في حوار مع «الراي»، تناول قضية «تنظيم حزب الله»، «إننا أمام قضية مكتملة الأركان، وتحتوي على اعترافات المتهمين، اضافة الى اعتراف الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصرالله بضلوع أعضاء من حزب الله في القضية».

ورفض شهاب ما أسماه محاولات نصرالله، «تبرير فعلته على أنها دعم للمقاومة الفلسطينية»، قائلا: «عايزين نبطل نعمل القضية الفلسطينية شماعة نعلق عليها أوزارنا». ولفت إلى أن «حزب الله خطط لسيناريو تدميري يقوم على ارتكاب جرائم - مؤثّمة قانونا - بهدف إثارة القلاقل، وزعزعة الاستقرار المصري». وشدد شهاب على أن القانون المصري، هو الذي سيحاكم مرتكبي هذه الجرائم - في حال ثبوتها عليهم - لأنها وقعت على الأراضي المصرية، مستبعدا أن يكون هناك تحرك مصري في مجلس الأمن بخصوص توجيه اتهام نصرالله والمطالبة بمحاكمته.

وفي ما يأتي نص الحوار:

 

• كيف تنظرون إلى قضية «تنظيم حزب الله»؟

- المسألة لا تحتاج الى تقويم، لأن الأمر يتعلق بقضية جنائية تجرى فيها التحقيقات على مدار الساعة، ولم تنته حتى الآن لنستطيع تقويمها، أما إن كنت تسأل عن القضية نفسها، فنحن أمام عمل أمني مشرف لأجهزة الأمن المصرية التي استطاعت أن تحبط مخططا عدائيا كان يستهدف زعزعة الأمن.

وهناك جريمة مكتملة الأركان، والتحقيقات والمتابعة كانت تتم منذ فترة، وتم ضبط التنظيم، والناس اعترفوا بأنفسهم، ثم اعترف بعد ذلك حسن نصرالله نفسه، وكنه حاول أن يبرر فعلته بادعائه بوجود هذه العناصر داخل الأراضي المصرية بهدف مساعدة الفلسطينيين.

• لكن ربما كان الهدف فعلا مساعدة الفلسطينيين؟

- عايزين نبطل نعمل القضية الفلسطينية شماعة نعلق عليها كل الأوزار، التي تحدث، وأي عمل لدعم القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، على عينا وعلى رأسنا، إنما لا بد أيضا أن يكون هذا العمل من خلال كل ما هو مشروع.

• البعض - ومنهم «حزب الله»، يبررون ذلك بوجود حصار شديد على الفلسطينيين، وعجزهم عن مساعدتهم بطرق مشروعة، ما تعليقك؟

- حتى لا نتحدث عن تبريرات واهية، لا بد أن نطرح تساؤلا مهما، هل المساعدات تكون عن طريق تهريب السلاح، واستخدام جوازات سفر مزورة، وتخطيط لعمليات عدائية؟ ولماذا يجب أن تتم هذه العمليات من على الحدود المصرية والأراضي المصرية؟

الغاية لا تبرر الوسيلة، ومصر لن يستطيع أحد أن يزايد على دورها المحوري والتاريخي في المنطقة العربية، ودورها الذي لا يستطيع أحد أن ينكره تجاه القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

وهناك طرق كثيرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني، والأمثلة المصرية في ذلك كثيرة جدا، وفي الحقيقة قول حسن نصرالله بأن مصر تمنع تهريب الأسلحة الفلسطينيين يذكرني بالنغمة النشاز نفسها التي حاولت معه بعض القوى الأخرى ترديدها عندما اختزلت القضية الفلسطينية في معبر رفح.

ولا بد أن يعرف القاصي والداني، أنه لا توجد دولة في العالم كله تسمح بوجود اتفاق في أراضيها لتهريب الأسلحة منها إلى دولة أخرى، وإذا كان هذا أمرا ملحا وضروريا، فلا بد أن يكون منظما وبالاتفاق في ما بين الطرفين شرط أن يكون الهدف منه مشروع، مثل النفق الرابط بين انكلترا وفرنسا تحت المانش، وليس في شكل سري أو لتهريب الأسلحة أو المخدرات أو المواد المتفجرة، أو الأموال المزورة... هذا أمر مرفوض تماما.

ويجب أن يعرف حسن نصرالله وغيره، أنهم إن أرادوا أن يدعموا القضية الفلسطينية عن طريق مصر وأراضيها، فلا بد أن يكون ذلك بالطرق المشروعة، وبموافقة المصريين أولا.

• وهل تعتقد أن تصريحات نصرالله التي أطلقها في أعقاب الكشف عن التنظيم داخل مصر جاءت استكمالا للسيناريو السابق، والحملة العدائية التي شنها ضد مصر خلال الحرب على غزة؟

- هناك سيناريوات - وليس سيناريو واحد - الأول هو سيناريو التدمير وارتكاب الجرائم المؤثمة قانونا، وإثارة القلاقل وزعزعة الأمن والاستقرار المصري. وعندما أحبطت قوات الأمن هذا المخطط، بدأ نصرالله في مرحلة التبرير والتحول إلى السيناريو الثاني أو الخطة البديلة، وهي محاولة تشويه صورة مصر وإظهارها على أنها تتخلى عن واجباتها تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية.

وبدلا من أن يدين نصرالله هذا التصرف أو يقدم الاعتذار عنه، وجدناه يحاول إبعادنا وإبعاد غير العارفين ببواطن الأمور وحقيقتها عن الموضوع الأساسي واللجوء إلى الحيلة القديمة التي لجأ إليها وقت الحرب على غزة، وهي تشويه صورة مصر، وهذا مخطط قديم حاولت قوى عدة بالتحالف مع «حزب الله» تنفيذه خلال الحرب على غزة في محاولة فاشلة ويائسة لتقزيم الدور المصري، وتحميل مصر مسؤولية ما يحدث داخل فلسطين، وكل إنسان عاقل لا يمكن أن تنطلي عليه هذه الحيلة أو هذه الادعاءات، خصوصا أن الشعب المصري بكل أطيافه رفضوا محاولته الفاشلة التي طلب فيها من المصريين والقوات المسلحة أن تنقلب على النظام، وأعطوه درسا حقيقيا في معنى الدولة والوطنية، وأكدوا له أن مصر وشعبها ليسا تنظيما أو ميليشيات.

• وهل تعتقد أن هذه الرسالة وصلت الى نصرالله؟

- بالتأكيد، ولا بد أن يعرف الجميع أن الأولوية الأولى عند الرئيس المصري، ومن خلفه الحكومة والشعب بأكمله، المحافظة على أمن وسلامة الأراضي المصرية، ويأتي بعد ذلك أي شيء وليس قبله.

• في الشأن البرلماني، أنتم وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، هل سيتوقف الدور عند إصدار البيانات أم أنه سيكون هناك تحرك على مستوى البرلمانات العربية؟

- في الحقيقة، إن الحاكم في هذا الموقف هو مجريات الأحداث، وما ستكشفه الأيام المقبلة، ولأن القضية لا تتعلق بمسألة الأمن القومي، ولا تزال في طور التحقيقات تفاعل البرلمان معها، وأدانها وعبر عن استيائه منها في شكل رسمي.

ويوما بعد يوم ستتضح الأمور، وعندما اعترف نصرالله بتورط أحد عناصره في هذا التنظيم، ثم بدأ يكذب في أصل الموضوع، تحرك البرلمان أيضا، وتحرك النواب، واظهروا مشاعرهم، وأعلنوا مواقفهم، ثم كان هناك تحرك آخر على المستوى الديبلوماسي، وبالتأكيد ستكون هناك مواقف أخرى تعبر عنها في حينها، وأيضا ترد بها على أي تصريحات أو ادعاءات تخرج على لسان «حزب الله».

• في الفترة الأخيرة، كشفت الأحداث على الصعيد العربي مدى حجم الشرخ الموجود في جدار الأمة العربية، وبذلت مصر جهودا كبيرة في إطار المصالحة العربية، هل مستقبل المصالحة سيتأثر بهذه القضية؟

- مرة أخرى أكررها لك، وللكل، يجب ألا نجعل من المصالحة العربية «شماعة»، ويخرج أحد ليقول، «من أجل المصالحة العربية تغاضي يا مصر عما يحدث على أراضيك من أعمال تخريبية أو تدميرية، ودخول غير مشروع لعناصر معينة، لأن ذلك من الممكن أن يؤثر سلبا على المصالحة العربية».

وأنا أقول لهم، لا وألف لا... المصالحة العربية يجب أن تكون صحيحة وتقوم على نيات صادقة، وتعاون حقيقي، وعلى أساس احترام القانون، وأنا أتصور أن من الضروري - وهذا حادث الآن - أن يساندنا ويؤيدنا العالم العربي في موقفنا من حماية أمننا وسلامة أراضينا، وتأكيدنا لسيادتنا على الأراضي المصرية، وكل شبر فيها. ويجب أن يسكت المزايدون ويعرفون أن مصر لا تتاجر بدورها، وما تفعله في المنطقة، وأنها أيضا لن تقبل أن يتاجر أحد به أو يستغله.

وهنا أتساءل: هل كانت ترضى أي دولة عربية أخرى - التي تسعى الى المصالحة معها - أن يكون في أراضيها أنفاق سرية؟ هل تقبل سورية أن يكون لديها أنفاق سرية إلى داخل إسرائيل؟ وهل يقبل الأردن مثلا أن يكون لديه هذه الأنفاق، ويستخدمها ناس يقومون بعمليات تخريبية؟ يقينا لا، ونحن لا نقبل ذلك لغيرنا، وبالتالي على الآخرين ألا يقبلوا ذلك لمصر.

وهنا لا بد أن نتذكر إسراع حسن نصرالله خلال الحرب الأخيرة على غزة بأن ينفي أن يكون الصاروخان اللذان انطلقا من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل خرجا من عنده أو أمر بإطلاقهما، ووقتها قال إنهم يعرفون متى يتدخلون ويعرفون التوقيت المناسب، لذلك فالذي لا يقبله على نفسه لا يقبله لغيره.

وكيف يريد أن يقوم بما يدعيه أنه أعمال لوجيستية لدعم المقاومة من حدود دولة أخرى، ولماذا لا يقوم بها من جنوب لبنان؟ ثم أي أعمال مقاومة هذه التي تتطلب استئجار منازل مواجهة لقناة السويس يتم من خلالها رصد حركة الملاحة في القناة.

المسألة لا تتعلق بالمصالحة العربية، أو دعم القضية الفلسطينية. يجب أن يتفهم حسن نصرالله أن من حق كل دولة أن تحمي أمنها وتمارس سيادتها على أراضيها - مصر ليست دولة مستباحة لأي شخص أو جهة أو دولة - مصر للمصريين فقط، وليست لأحد غيرهم، ولا أتصور أن عربيا واحدا يقبل أن يتجاوز عن معاقبة من يقوم بالتخريب في بلدنا.

• البعض ومنهم نواب في البرلمان المصري طالبوا بتقديم نصرالله إلى المحكمة الدولية، والبعض الآخر اقترح أن توجه مصر اتهاما مباشرا له في مجلس الأمن استنادا إلى اعترافه؟

- هذا الأمر في الغالب يحدث عندما تكون المتورطة في هذه الأعمال التحريضية العدائية، دولة وليس شخصا. أي أن يكون الأمر متعلقا بالعلاقات الدولية، لكن «حزب الله» تنظيم حزبي وأعضاؤه الذين أرسلهم لتنفيذ هذا المخطط ارتكبوا جريمة التخطيط لتنفيذ عمليات عدائية، وبالتالي تسري عليهم أحكام قانون العقوبات المصري.

• من المعروف أن قانون العقوبات المصري، ومن اسمه يتضح أنه ينظم أحوال وعقوبات الجرائم التي يرتكبها المصريون، فهل تسري أحكامه على غير المصريين أم أن لهم وضعا آخر في القانون؟

- ثبت من التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة أن هؤلاء الأشخاص بدأوا في التخطيط والشروع في ما خططوا له من أعمال تخريبية، وأظهرت التحقيقات أنهم استأجروا منازل ومباني مواجهة في شكل مباشر لقناة السويس، وعدداً من المنازل على الحدود المصرية - الفلسطينية، وأشياء أخرى كشفت عنها التحقيقات، اضافة الى ان اعترافات المتهمين أنفسهم تؤكد تورطهم في التهم المنسوبة لهم، وبالتالي، وطبقا لنص المادة الأولى من قانون العقوبات التي تقول إنه تسري أحكام هذا القانون على أي جريمة ترتكب في القطر المصري.

أي أن هذا القانون تطبق أحكامه على أي جريمة تحدث على الأراضي المصرية بغض النظر عن مرتكبيها، طالما أنها وقعت داخل الأراضي المصرية، لأن العبرة هنا هي سلامة وأمن الإقليم، ولا يهمنا أن يكون اسمه، أحمد أو جورج مصري أو أجنبي، رجل أو سيدة أسود الوجه أو أبيض. وبالتالي ما يهمنا هو الجريمة في حد ذاتها، وهل تهدد الأمن المصري أم لا، ولذلك فإن القانون المصري هو الذي سيطبق على المتهمين إذا ثبتت إدانتهم، لأنهم قاموا بجرائم مؤثمة تمس أمن الإقليم المصري.

• وما الخطوة التي من الممكن أن تتخذها مصر في حال ما حدث فيها، أي عمل عدائي، طالما أن طريق مجلس الأمن والمحكمة الدولية أصبح مغلقا؟

- قول واحد، مصر لن تقف مكتوفة الأيدي إذا كان هناك أي تحرك عدائي ضدها. نحن لا نعادي أحدا، ونحن من أنصار المصالحة العربية، إنما عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي، والدفاع عنه، فإن مصر قادرة على ذلك، ولديها من الوسائل الكثير لترد به على أي شخص أو جهة تحاول العبث بالأمن القومي، وسلامة هذه الأرض والشعب، الذي يعيش عليها.

 

هل يخسر «حزب الله» الانتخابات لتضامنه مع الجيش اللبناني؟

«ساينس مونيتور» تحذر من خطر تخلي قادة العشائر عن الحزب

«ايلاف» - القاهرة | المصدر: الرأي الكويتية

خصصت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، في عدد الأربعاء، تقريرا مطولاً تحدثت فيه بالتحليل والعرض عن واقعة الاعتداء التي تعرض لها عناصر من الجيش اللبناني على يد مسلحين في منطقة وادي البقاع شرق لبنان.

وتحت عنوان «في شرق لبنان البري، وجد حزب الله نفسه واقفا على القدم اليسرى»، كتبت أن «حزب الله يواجه ردة فعل غاضبة من أفراد العشائر الغاضبة قبيل الانتخابات المقررة في يونيو المقبل، بعد ما دعم احدى الحملات التي شنها الجيش ضد الخارجين عن القانون في منطقة وادي البقاع».

واضافت أن مقتل أحد تجار المخدرات البارزين والرد بعملية انتقامية عن طريق قتل أربعة جنود، ادى إلى جرجرة الجيش اللبناني للدخول في مواجهة مع العشائر الشيعية ذات النفوذ التي تحكم وادي البقاع الشمالي البري. وأشارت الصحيفة إلى حالة الاستنفار الأمني الذي شهدته المنطقة في أعقاب وقوع هذا الاعتداء، حيث انتشرت المئات من القوات اللبنانية الخاصة المدعومة بمروحيات، وتمت مداهمة المنازل، ومحاصرة القرى، بحثا عن عصابة يشتبه في ضلوعها بتنفيذ الهجوم الاثنين الماضي على الجيش.

وأكدت الصحيفة أن الصدام الذي نشب بين الجيش والعشائر في منطقة وادي البقاع، أحد المعاقل الخاصة بـ «حزب الله»، وضع الحزب في موقف حرج. فالحزب الذي تمقت منذ مدة طويلة فكرة الاشتباك مع العشائر التي يستمد منها الكثير من الدعم الشعبي، غض الطرف لسنوات طويلة عن الجرائم التي يقومون بارتكابها. لكن عندما سطا احد لصوص السيارات على احدى السيارات التابعة للتنظيم، اعطى «حزب الله» موافقته للجيش كي يبدأ في شن حملته. وقد تعهد بعض من أفراد العشائر الغاضبين عدم إعطاء أصواتهم للمعارضة التي يقودها الحزب في انتخابات السابع من يونيو.

وأوضحت الصحيفة أن العشائر الشيعية الصعبة عبارة عن قوى مؤثرة منذ فترة طويلة في سهل البقاع النائي القاحل، تلك المنطقة التي يتم تجاهلها بصورة تقليدية من جانب الحكومات اللبنانية المتعاقبة. وأكدت أن بعضهم يكسب أرباحا طائلة من الاتجار غير المشروع بالمخدرات، وزراعة الحشيش، وسرقة السيارات، وكذلك التزييف. ونقل نيكولاس بلانفورد مراسل الصحيفة من بيروت عن سيدة في منتصف العمر، رفضت الكشف عن اسمها: «لا تهتم الحكومة بتلك المنطقة على الإطلاق. ولا توجد وسيلة لكسب العيش. فماذا علينا أن نصنع؟ نأكل الصخر ؟ فلا يوجد أمامنا سوى بيع المخدارت».

لماذا انكسرت حدة التسامح الخاصة بـ «حزب الله»؟

رغم نبذ الحزب للمخدرات لأسباب دينية وأخلاقية، إلا أنه يتجاهل بصفة عامة زرع الحشيش وعملية تكرير الهيرويين التي تحدث في البقاع الشمالي. وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب لم يكن جاهزا بعد لاستغلال المخدرات كسلاح ضد إسرائيل. لكنها أكدت في الوقت ذاته، أن الحزب استمال شبكات تهريب المخدرات القائمة على الحدود حاليا، لدى انسحاب إسرائيل من احدى المناطق التي كانت قامت باحتلالها في الحرب التي نشبت بين الطرفين في الجنوب اللبناني في مايو عام 2000. وكشفت الصحيفة عن أن تجار المخدرات في جنوب لبنان يقومون بتهريب الحشيش والهيرويين عبر الحدود إلى داخل إسرائيل مقابل الحصول على مبالغ مالية نقدية لأنفسهم، اضافة الى حصولهم على معلومات استخبارية لـ «حزب الله». وقد تمكنت السلطات الإسرائيلية من ضبط العديد من «خلايا المخدرات مقابل التجسس الداخلي» في شمال إسرائيل على مدار السنوات القليلة الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى حدة التسامح الخاصة بـ «حزب الله» تجاه الجرائم التي ترتكب في البقاع انكسرت منذ أشهر قليلة عندما قام لصوص بسرقة سيارة مملوكة لجهاد مغنية، ابن عماد مغنية، الذي اغتيل العام الماضي في دمشق في حادث سيارة مفخخة. وفي المقابل، أعطى الحزب الضوء الأخضر بهدوء إلى الجيش ليشن حملة على العصابات المتخصصة في سرقة السيارات. لكن حملات الجيش امتدت لتطول تجار المخدرات ومزارعي الحشيش، وهو الأمر الذي تسبب في إثارة غضب العشائر، التي قرر بعضها التصويت ضد «حزب الله» في الانتخابات المقبلة.

 

القاهرة: الدعاوى النبيلة لا تبرّر المسّ بسيادتنا

المصدر: النهار

تابعت القاهرة أمس حملتها الاعلامية والسياسية على "حزب الله" وايران، كما تابعت اجراءاتها الامنية على حدود قطاع غزة وشمال شبه جزيرة سيناء واعتقلت مزيداً من مهربي الاسلحة . وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي بأن "مصر ترفض تدخل أي طرف خارجي يحاول أن يزجّ بنفسه في أمور لا تعنيه ويهدف الى توريط مصر في مغامرات خارجية"، في إشارة الى "حزب الله" الذي أوقفت السلطات المصرية مجموعة اتهمتها بأنها تابعة له تعمل على تهريب أسلحة الى حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في قطاع غزة. وقال إنه "من غير المقبول لأي طرف من خارج مصر أن يحاول الزجّ بها في مواجهات غير محسوبة"، ذلك "أن مصر فيها قانون ولديها ارتباطات دولية وهي ليست دولة كرتونية أو ساحة يمكن أي طرف أن يستبيحها كيفما يشاء أو وقتما يشاء". وشدد على أن مصر لا تسمح لأي طرف أياً كان وتحت أية دعاوى مهما كانت نبيلة أن يمسّ بسيادتها. وجدّد مساندة بلاده للقضية الفلسطينية.

الفقي 

ولاحظ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب مصطفى الفقي أن قضية "خلية حزب الله في مصر" تمثل "مشكلة جديدة وتحدياً يضاف إلى وضع عربي مؤسف فيه ما يكفيه من الأزمات الطاحنة وأن الوضع العربي لم يكن في حاجة إلى مشكلة جديدة". وذكر في مقابلة تلفزيونية بأن الشعب المصري تحمس للامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في حرب تموز 2006. "لكن نصرالله كشف عن عدم إخلاص لمصر وشعبها في أحداث غزة الأخيرة ووجه انتقادات ظالمة من دون أن يكلف نفسه عناء النظر إلى مواقف مصر التاريخية التي لا تخفى على أحد تجاه الفلسطينيين باعتبارها السند الحقيقي للمقاومة الفلسطينية". واعتبر أن بيان حسن نصرالله واعترافه بعد كشف الخلية هو بمثابة "إدانة لنفسه وكشف عن تعمده إيذاء مصر لان الهدف النبيل لا يبرر ارتكاب الجريمة وأن نصرالله وقع في خطأ عندما قال إن المجموعة اعتقلت قبل أحداث غزة أي في فترة التهدئة، وهو ما يكشف عن أن الخلية موجودة في مصر لأسباب تخريبية في الداخل المصري ولتهريب السلاح إلى غزة أيضا من الأراضي المصرية من دون مراعاة لأبسط قواعد سيادة الدول على أراضيها. لقد أراد دخول مصر من غير أبوابها وتعامل معها بشكل لا يليق بدعوى رغبته في مساندة غزة".

ثم قال: "إن حزب الله يعتبر، ويا للأسف، أن الغايات تبرر الوسائل، وإعمالا لهذا المبدأ خطف حزب الله الدولة اللبنانية وورط لبنان في ما يزيد على ألفي شهيد في حرب 2006 وهو اعترف بخطئه بعد ذلك عندما قال إنه لم يكن يعرف أن خطف جنديين سيؤدي إلى كل هذا الدمار ". وخلص الى ان "قيادة الحزب سيطر عليها شعور غريب بعبادة الذات بعدما شعر بالنجاح في فرض شروطه في المعارك اللبنانية، فأراد أن يفرض شروطه خارج الحدود اللبنانية".

شباب الاحزاب 

وأعلن شباب الاحزاب المصرية في ختام "مؤتمر الشباب والاحزاب" الذي نظمه المجلس القومي للشباب، "وقوفهم صفا واحداً ضد كل من يحاول الاعتداء علي سيادة مصر ومحاولة النيل من سيادتها"، مؤكدين استنكارهم "تلك التصرفات الايرانية الحمقاء ومحاولة حزب الله التدخل في شؤون مصر الداخلية"، معتبرين ذلك "مؤامرة وجريمة ارهاب دولي".

توقيف مهربين

ميدانياً، افادت مصادر أمنية في محافظة شمال سيناء أن الشرطة المصرية قبضت على اشخاص تقول إنهم مهربو بضائع وأموال قرب الحدود مع قطاع غزة. واوضحت إن الشرطة أوقفت ثلاثة من أسرة الشاعر في رفح هم أحمد وحسين ومحمود الشاعر ونقلتهم إلى القاهرة للتحقيق معهم. وأضافت أن السلطات تشتبه في أن المقبوض عليهم يهربون أموالا الى حركة "حماس".

كذلك قبضت الشرطة على تسعة من البدو في منطقة نخل التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن العريش للاشتباه في قيامهم بأنشطة منافية للقانون.

وتقول مصادر في سيناء إن الشرطة تمشط المنطقة بحثا عن مطلوبين مرتبطين بأعضاء مجموعة تنتمي الى "حزب الله "  قبض على بعضها وإنها تركز على المناطق الجبلية التي يرتادها المهربون.

متورطون من "فتح"

ونشرت صحيفة "المصري اليوم" ان اثنين من اعضاء حركة "فتح" متورطان في قضية "خلية حزب الله في مصر". ونسبت الى مصادر مطلعة ان أجهزة الأمن قبضت على عضوي "فتح" محمد رمضان عبدالفتاح بركة ونضال فتحي حسن قبل أسابيع بعد دخولهما الى سيناء من غزة عن طريق أحد الأنفاق على الحدود مع القطاع. وقالت ان المتهمين اعترفا اثناء التحقيق بانضمامهما إلى خلية تنظيم "حزب الله" بعد لقائهما مع المتهم الرئيسي في القضية اللبناني سامي شهاب أوائل عام 2008 عقب اقتحام الحدود المصرية مع قطاع غزة. واشارت الى انهما عادا الى القطاع قبل تهريبهما ثانية إلى مصر من طريق أعضاء من حركة "فتح" للانضمام إلى خلية "حزب الله". واكدت انهما كانا يعتزمان السفر إلى السودان ثم إلى لبنان وسوريا ثم إسرائيل لتنفيذ عملية انتحارية في تل أبيب.

 ونقلت الصحيفة عن المحامي منتصر الزيات، الذي يتولى الدفاع عن شهاب، ان بركة وحسن أقاما فى منطقة الجورة في العريش لدى شخص يدعى "أبو عمار" كانت لديه مجموعة من الأفارقة يسعى الى تهريبها إلى إسرائيل. واضافت ان عدد من المتهمين المصريين المعتقلين في اطار "خلية حزب الله" اعترفوا اثناء التحقيق بانهم تلقوا تدريبات في ليبيا والسودان وروى كل منهم الدور المنوط به في التنظيم.

  

معلومات عن التحقيق مع أديب العلم: صوّر جسر المديرج وحاول اختراق "حزب الله"

المصدر: النهار

عباس صالح

تتواصل التحقيقات مع العميد المتقاعد من جهاز الامن العام أديب العلم وزوجته حياة ص. وابن أخيه المؤهل في الامن العام ج. العلم الموقوفين منذ السبت الماضي، لدى شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، في قضية تجسس لمصلحة اسرائيل.

ومع نهاية كل يوم يتكشف امام المحققين عناصر جديدة تقود الى معلومات مهمة، قد تميط اللثام عن ضلوع شبكة العلم في جرائم كبيرة ارتكبتها اسرائيل، في سياق اعتداءاتها المتواصلة على لبنان منذ عام 1994.

وعلى رغم ان المصاعب التي تعتري التحقيق في الملف كبيرة جدا، فالتعقيدات والحواجز والعراقيل التي يواجهها المحققون في القضية، تتمثل في الحصول على حركة الاتصالات "الداتا" من وزارة الاتصالات، علما ان لهذا الامر أهمية كبيرة جدا في مثل هذه الحالات، باعتبار ان التحقيق في هذا النوع من الجرائم يتطلب تلبية سريعة، وفورية في معظم الاحيان، في تقديم المعلومات المتعلقة بالاتصالات "طازجة" ليتم التحرك الميداني السريع والفوري في ضوئها، قبل إخفاء الادلة، أو "تهريب" الشركاء الذين قد تتوصل التحقيقات الى كشف ضلوعهم في القضية، وخصوصاً اننا في هذا الملف أمام شبكة تحترف التجسس، تماما كما يحترف الجهاز الذي يشغّلها (الموساد) قطع الخيوط، في حالة الانكشاف، لمنع المحققين من النفاذ الى حلقة أخرى جديدة.

ومع كل تلك المصاعب والتحديات، ومع ان التحقيق في هذا النوع من الملفات يتطلب وقتا طويلا جدا، الا ان المحققين توصلوا حتى الآن الى نتائج مرضية في هذا السياق، علما ان الصورة النهائية لم تكتمل لديهم بعد، وبالتالي ليس من المفيد للتحقيق ان يكشف كل المعطيات التي باتت في حوزته، والتي تمكن القائمون بالتحقيق من جمعها على طريقة لعبة "البازل"، اي من خلال تركيب افادات الموقوفين ومقاطعتها مع بعضها.

فقد علمت "النهار" ان شعبة المعلومات توصلت الى جهاز الاتصال الذي كان يربط أديب العلم بجهاز الموساد الاسرائيلي، على رغم انه جهاز اتصال متطور جدا ومموه على نحو لا يمكن ان يخطر في بال احد على انه جهاز اتصال، باعتبار انه من احدى قطع اثاث المنزل، وكشفه يتطلب أجهزة تكنولوجية أكثر تطورا وتقدما.

ومن خلال التقنيات المتطورة التي باتت اليوم في حوزة شعبة المعلومات، كشف هذا الجهاز الحديث العهد، والذي هو على شكل "ميني بار" موجود داخل منزل العلم، وفي داخله بعض المشروبات، يعمل على تبريدها ويستخدم في ارسال الشيفرة وتلقيها مع جهاز الموساد في اسرائيل.

وفي المعلومات المتوافرة لـ"النهار" ان العلم انتقل عام 1994 بداية الى ايطاليا حيث كان في انتظاره احد عملاء جهاز الموساد، زوّده جواز سفر اسرائيلياً عليه صورته. وباسم شخص عربي اسرائيلي، انتقل العلم بواسطة الجواز الى مطار تل ابيب حيث كانت دورية من "الموساد" في انتظاره اصطحبته الى مركز لها اقام فيه ثلاثة ايام تلقى خلالها التدريبات اللازمة على الجهاز المتطور، عاد بعدها الى المطار مباشرة، ليعود الى ايطاليا، حيث سَلَّم الجواز الاسرائيلي الى الشخص الذي كان لا يزال في انتطاره، ومنها الى لبنان بجواز سفره اللبناني. وقد كرر هذه الرحلات الى اسرائيل بالطريقة نفسها اربع مرات في فترات متفاوتة، حين كان لا يزال ضابطا في الامن العام، وفي كل مرة كان يتابع دورة محددة على أحدث تقنيات التجسس لمصلحة اسرائيل.

بعد واقعة سفره الاول بأيام، تولت الاستخبارات الاسرائيلية ايصال جهاز الاتصال الـ"ميني بار" الى منزل العلم في بيروت على طريقتها، ومنذ ذلك التاريخ طور العلم اتصاله بالمخابرات الاسرائيلية من خلال هذا الجهاز، ومكنه ذلك من تزويدهم الكثير من المعلومات والصور والخرائط، ليس اقلها الصور الدقيقة والمحددة لجسر المديرج (أعلى جسر في الشرق الاوسط) من جميع جهاته وزواياه، والذي قصفته الطائرات الحربية الاسرائيلية لاحقا في عدوان تموز 2006.

كما تبين ايضا من خلال التحقيقات مع العلم ان الاسرائيليين طلبوا منه القيام بمهمات استطلاعية لمواقع خاصة بـ"حزب الله" في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديدها بطرق استخباراتية متقدمة، قبل ارسالها اليهم بواسطة جهازه - "الميني بار". وهذا ما قاد المحققين الى كشف معلومات واختراقات معينة عند الحزب، الامر الذي عملت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي على نقله الى قيادة "حزب الله" والاضاءة لهم على ما تم رصده من اختراقات عندهم، بهدف تنبيههم من تداعياتها المحتملة، على قاعدة مبدئية هي الالتزام الوطني أمن المقاومة.

اما عملية رصد شبكة العلم من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، فقد بدأت قبل عامين، في انتظار الامساك بخيط وثيق، يمكن ان يبرر توقيف العميد المتقاعد مع زوجته على ذمة التحقيق، وليس صحيحا ما تم تداوله في هذا الاطار من ان توقيف هذه الشبكة تم بالتنسيق مع اي جهة أخرى، بل العكس هو الصحيح، فبعد القبض عليهما واخضاعهما للتحقيق لدى شعبة المعلومات، تم إبلاغ الجهات المعنية بخطورة هذه الشبكة وخروقاتها، وخصوصاً ان العلم كان قد شرع في محاولات تجنيد بعض من كوادر الحزب.

وبعد عامين من الرصد المتواصل والدقيق للعلم وتحركاته واتصالاته، لم يتمكن الامنيون خلالها من التوصل الى دليل حسي يمكِّنهم من توقيفه، كونه كان حذرا جدا في جميع تصرفاته، وكل الاجراءات التي يتخذها مركبة تركيبات مخابراتية فائقة الاحتراف، بحيث يستحيل على المحققين النفاذ من حلقة الى أخرى، وخصوصاً ان علاقاته الاستخباراتية في الخارج كانت موزعة على عدد كبير من الدول الاوروبية، ولم يكن على علاقة بشخص واحد مقيم في دولة محددة، بل كان يتلقى اتصالات متعددة من عملاء اسرائيليين موزعين في كل هذه الدول، الامر الذي يعد في العلوم الاستخباراتية احترافا عاليا. لكن بعد عامين من الجهود المتواصلة سجلت عناصر شعبة المعلومات خرقا يعتبر صغيرا جدا، لكنها تمكنت به من النفاذ الى اكتشاف شبكة جديدة من شبكات التجسس لمصلحة دولة عدوة .

واضافة الى جهاز الاتصال المتطور، صادرت شعبة المعلومات من منزل العلم جهازا يحدد ارتفاعات التضاريس الطبيعية، ويعطي إحداثيات المواقع الجغرافية، كان "مصبوبا" داخل بطانة ترمس متنقل للمياه الباردة، وهو مصنع خصيصا لهذه الغاية، وموصول بالاقمار الاصطناعية مباشرة. 

حتى الآن، تشير التحقيقات مع العلم، والتي لا تزال في بداياتها، الى ان دوره كان استعلاميا ولوجستيا، وليس هناك ما يؤكد ان مهماته كانت تنفيذية، على رغم ان التحقيقات مع هذا النوع من الشبكات تتطلب وقتا طويلا، ولا شك انها تنطوي على مفاجآت، ولو تبين ان ادارة هذه الشبكات وجسور التواصل والتنسيق في ما بينها كانت تتم من الخارج، وليس من داخل لبنان.

ولكن في المحصلة النهائية، فان المسؤولين المعنيين يعلقون كثيرا من الآمال على النتائج التي ستقود اليها اعترافات العلم وزوجته وابن اخيه، وان يكن الامنيون يتكتمون على التفاصيل في هذا الاطار، باعتبار ان حجب المعلومات عن الاعلام يؤدي الى نتائج أكثر فاعلية وانجازات اكبر، ولكن ما "لملمناه" من معلومات من مصادر معنية متعددة، يشير الى ان زوجة العلم دخلت اسرائيل أكثر من مرة، ابان الاحتلال الاسرائيلي لمنطقة ما سمي الشريط الحدودي في حينه، بطريق قريتها رميش، وقبل ان يجند الموساد الاسرائيلي زوجها عام 1994، واستمرت على هذه الحال حتى الانسحاب الاسرائيلي من منطقة الشريط في ايار 2000، وبعد ذلك التاريخ تولى ابن شقيق أديب العلم المؤهل ج. العلم التنسيق مع احد كبار مسؤولي ما كان يسمى آنذاك بـ"جيش لبنان الجنوبي" الذين لجأوا الى اسرائيل بعد التحرير، وبقي على اتصال به حتى توقيفه قبل يومين.

 

مصر وإيران... وليس «حزب الله»

وليد شقير المصدر: الحياة

في انتظار ان تتبلغ السلطات اللبنانية رسمياً، من السلطات المصرية، المعطيات النهائية عن التحقيقات الجارية من قبل نيابة أمن الدولة المصرية مع الناشط في "حزب الله" سامي شهاب (اسمه الحقيقي مصطفى منصور)، فإن هذه المعطيات ستكون مفيدة لتقدير الأبعاد القضائية والقانونية للقضية، وتقييمها، بحيث تعطى حجمها الحقيقي، من دون ان يلغي ذلك أهمية أبعادها السياسية.

فالحملة الإعلامية القائمة حالياً سواء في مصر أم من جهات أخرى في العالم العربي، أم في ردود الفعل عليها في لبنان، تجعل الأبعاد السياسية خاضعة للاجتهاد، لكنها تستدعي حكماً للتمييز بين الجانبين القانوني والسياسي للقضية.

ولربما هذا ما قصده الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي حين "نصح" الجانب المصري بأن تتم معالجة القضية "بروية وهدوء"، من دون ضجة سياسية، لكنه في الوقت نفسه عاد فوجّه في الخطاب نفسه اتهاماً سياسياً الى النظام المصري وقال انه يجب ان يدان على سلوكه على معبر رفح، بعد ان كان أوحى ان الخلاف على موضوع المعبر أثناء حرب غزة بقي محدوداً... أي ان الأمين العام للحزب سعى الى التقليل من حجم الخلاف لكنه في الوقت نفسه أجرى مطالعة في شأنه ليعيد تأكيده في شكل يصعب معه على القاهرة ان تمارس "الروية والهدوء".

وللأبعاد السياسية لما حصل عناصر كثيرة، لا تقف عند حدود الخلاف على حرب غزة نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي، والتي أطلقت حملة سياسية متبادلة بين مصر من جهة وبين الحزب وإيران وسورية من جهة ثانية. وتعرضت مصر نتيجة هذه الحملة لضغوط، واجهتها بإصرار على رفض التسليم بأرجحية سورية وإيران في معالجة الوضع في غزة.

وعلى رغم الانتقادات لأداء القيادة المصرية أثناء الحرب، فإن تصميمها على منع انتزاع "ورقة" غزة منها كمسألة تمس امنها القومي، نجح في جعل ما سمي "المبادرة المصرية" التي ما زالت سارية المفعول حتى الآن، هي اساس المعالجة، بدليل تضمينها قرار مجلس الأمن الرقم 1860 حول وقف النار في غزة في كانون الثاني (يناير) الماضي، واستمرار القاهرة في رعاية الهدنة والمصالحة الفلسطينية التي نصت عليها المبادرة، في شكل حال دون وجود أي مبادرة أخرى غيرها على الطاولة بتأييد من الدول المعنية كافة، بما فيها تركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

سبق لمصر ان تعرّضت لانتقادات حادة من جهات فلسطينية، أو لبنانية، أو عربية على سياساتها، التي تتسق مع اتفاقية السلام بينها وبين إسرائيل، فعبّرت عن غضبها تجاهها، لكنها عادت فاستوعبتها. لكن ما يميز البعد السياسي لغضبها من "حزب الله" يفوق كونه جهة حزبية أو تياراً شعبياً. إنه مصنف، بالتعريف السياسي، وكيلاً للسياسة الإيرانية في المنطقة، كما أوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. وإذا كان بعض التحليلات يعزو الغضب السياسي المصري حيال الحزب وإيران، لمناسبة قضية سامي شهاب، الى الحنق المصري من سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما وانفتاحها على إيران وتركيا وإهمالها القاهرة في حل مشاكل المنطقة، فإن هذا التفسير على سطحيته، لا يؤدي إلا الى تأكيد الهواجس المصرية حيال الصفة الإيرانية لسلوك الحزب على الأرض المصرية. فالوجه الآخر لهذا التفسير، المناقض له، هو ان طهران تجهد من طريق الحزب لعدم إضعاف ورقة تأثيرها في غزة. قبل وأثناء التفاوض بينها وبين إدارة اوباما. بل هي تسعى الى تعويض ما سببته حرب إسرائيل على غزة من إضعاف للورقة الفلسطينية التي في يدها، عبر تشليح مصر ما تملكه من نفوذ طبيعي في الميدان الفلسطيني. وفي هذه الحال يكون من السذاجة ان تتفرج القاهرة على خطف إيران الأوراق منها وعلى أرضها بالذات.

قد يقول قائل إن من المؤسف ان يقوم صراع مصري (عربي) - إيراني نتيجة حرب إسرائيلية على الفلسطينيين، لكن لسان حال الذين يفهمون موقف القاهرة هو ان طهران تريد من الغرب والعرب حزمة مطالب بدءاً من الشراكة في حكم العراق وامتلاك القدرات النووية، وأن تكون راعياً غير مباشر للشيعة في عدد من الدول، تبيح لنفسها حق التدخل في شؤونها، وأن تمتلك نفوذاً على الساحة الفلسطينية، وان تفاوض واشنطن باسم كل هذه الأوراق (وغيرها)، وتصبح شريكاً لها من دون ان تعرض أي مقابل على العرب ولا سيما الدول الرئيسة فيهم، فهل هذا مقبول؟